11622 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ يَعْنِي ابْنَ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّائِحَةَ وَالْمُسْتَمِعَةَ (1) " (2)
__________
= العشرين، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والضحاك بن قيس، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/329، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (923) عن يحيى بن آدم، حدثنا يزيد بن عبد العزيز، حدثنا إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، والضحاك بن قيس، عن أبي سعيد، به.
قلنا: عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، كان كاتب الأوزاعي، فيه ضعف، وإسحاق بن راشد: هو الجزري، ضعيف في روايته عن الزهري، فلعلهما أخطآ بقولهما: الضحاك بن قيس. فإنه ليس له رواية عن أبي سعيد.
وقد سلف نحوه مطولاً برقم (11537) ، وانظر (11008) و (11018) .
قال السندي: قوله: فقال عمر: يا رسول الله، أتأذن لي فأضرب عنقه؟ فقال: "لا إن له أصحاباً ... ": هذا الكلام زائد في الإفادة بعد تمام الجواب، أو هو تعليل لقوله: "لا"، أي: لا يقتلهم، فإن الشر لا يندفع بقتله، فإن له أصحاباً كثيرة، والله تعالى أعلم.
(1) في نسخة السندي: النائحة والمستنيحة.
(2) إسناده مسلسل بالضعفاء، محمد بن الحسن بن عطية، ضعيف هو وأبوه وجده، ومحمد بن ربيعة: هو الكلابي، روى له أصحاب السنن، والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة.
وأخرجه أبو داود (3128) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 6/212 من طريق محمد بن ربيعة، بهذا الإسناد =(18/166)
11623 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثُ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَكَ وَخَيْبَرَ قَالَ: فَفَتَحَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ فَدَكَ وَخَيْبَرَ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي بَقْلَةٍ لَهُمْ هَذَا الثُّومُ وَالْبَصَلُ، قَالَ: فَرَاحُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ رِيحَهَا، فَتَأَذَّى بِهِ، ثُمَّ عَادَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: " أَلَا لَا تَأْكُلُوهُ، فَمَنْ أَكَلَ مِنْهَا شَيْئًا، فَلَا يَقْرَبَنَّ مَجْلِسَنَا " (1)
قَالَ: وَوَقَعَ النَّاسُ يَوْمَ خَيْبَرَ فِي لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، وَنَصَبُوا الْقُدُورَ، وَنَصَبْتُ قِدْرِي فِيمَنْ نَصَبَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَنْهَاكُمْ عَنْهُ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ " مَرَّتَيْنِ فَأُكْفِئَتْ (2) الْقُدُورُ، فَكَفَأْتُ
__________
= وله شاهد من حديث ابن عباس عند البزار (793) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (11309) ، وإسناده ضعيف. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/13، وقال: رواه البزار والطبراني في "الكبير"، وفيه الصباح أبو عبد الله، ولم أجد من ذكره.
وآخر من حديث ابن عمر، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/14، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه الحسن بن عطية، وهو ضعيف. قلنا: لم نجده في مطبوع الطبراني.
وفي نسخة السندي: النائحة والمستنيحة، وقال: أي: الطالبة للنوح منها، الراضية به، وفي الأصل القديم: المستمعة، أي: الملقية أذنها إلى صوت النائحة، الطالبة لسماع صوتها، والله تعالى أعلم.
(1) في (ق) : مسجدنا.
(2) في (س) : فكفئت، وفي هامشها: فأكفئت.(18/167)
قِدْرِي، فِيمَنْ كَفَأَ (1)
11624 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُنَا، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ (2) سَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ، وَهُوَ فِي صَلَاةٍ يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ "
قَالَ: وَقَلَّلَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ قُلْتُ: وَاللهِ لَوْ جِئْتُ أَبَا سَعِيدٍ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ السَّاعَةِ أَنْ يَكُونَ (3) عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ، فَأَتَيْتُهُ فَأَجِدُهُ يُقَوِّمُ عَرَاجِينَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ مَا هَذِهِ الْعَرَاجِينُ الَّتِي أَرَاكَ تُقَوِّمُ؟ قَالَ: هَذِهِ عَرَاجِينُ جَعَلَ اللهُ لَنَا فِيهَا بَرَكَةً، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّهَا، وَيَتَخَصَّرُ (4) بِهَا، فَكُنَّا نُقَوِّمُهَا، وَنَأْتِيهِ بِهَا، فَرَأَى بُصَاقًا فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، وَفِي يَدِهِ عُرْجُونٌ، مِنْ تِلْكَ الْعَرَاجِينِ فَحَكَّهُ، وَقَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَا يَبْصُقْ
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف بشر بن حَرْب: وهو الأزدي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب البغدادي.
وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11084) .
ونهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن لحوم الحمر الأهلية، سيأتي بالأرقام (11778) و (11936) ، وسلف في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب بإسنادٍ صحيح برقم (4720) ، وذكرنا هناك أحاديث
الباب.
(2) في (ظ 4) و (ق) : إن في يوم الجمعة.
(3) في (ظ 4) : إن يكن.
(4) في (ق) : ويختصر.(18/168)
أَمَامَهُ، فَإِنَّ رَبَّهُ أَمَامَهُ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ فَإِنْ لَمْ - قَالَ سُرَيْجٌ: لَمْ - يَجِدْ مَبْصَقًا، فَفِي ثَوْبِهِ أَوْ نَعْلِهِ "، قَالَ: ثُمَّ هَاجَتِ السَّمَاءُ، مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، بَرَقَتْ بَرْقَةٌ، فَرَأَى قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ فَقَالَ: " مَا السُّرَى يَا قَتَادَةُ؟ " قَالَ: عَلِمْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَنَّ شَاهِدَ الصَّلَاةِ قَلِيلٌ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْهَدَهَا. قَالَ: " فَإِذَا صَلَّيْتَ فَاثْبُتْ حَتَّى أَمُرَّ بِكَ ". فَلَمَّا انْصَرَفَ أَعْطَاهُ الْعُرْجُونَ وَقَالَ: " خُذْ هَذَا فَسَيُضِيءُ لك (1) أَمَامَكَ عَشْرًا، وَخَلْفَكَ عَشْرًا، فَإِذَا دَخَلْتَ الْبَيْتَ، وَتَرَاءَيْتَ (2) سَوَادًا، فِي زَاوِيَةِ الْبَيْتِ، فَاضْرِبْهُ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ " (3) قَالَ: فَفَعَلَ فَنَحْنُ نُحِبُّ هَذِهِ الْعَرَاجِينَ. لِذَلِكَ
قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَنَا عَنِ السَّاعَةِ الَّتِي فِي الْجُمُعَةِ، فَهَلْ عِنْدَكَ مِنْهَا عِلْمٌ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ (4) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا فَقَالَ: " إِنِّي كُنْتُ قَدْ أُعْلِمْتُهَا ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، كَمَا أُنْسِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ " قَالَ: " ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ " (5)
__________
(1) لفظ "لك" ليس في (م) .
(2) في (ظ 4) : ورأيت.
(3) في (ظ 4) : الشيطان.
(4) في (ظ 4) : سألنا.
(5) بعضه صحيح، وبعضه حسن، وهذا إسناد فيه فليح -وهو ابن سليمان-، تكلم فيه الأئمة من قبل حفظه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سُريج- وهو ابن النعمان الجوهري البغدادي -فمن رجال البخاري، وهو ثقة. يونس: هو ابن =(18/169)
11625 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ الْمُنْكَدِرِ،
__________
= محمد المؤدب، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه بتمامه البزار (620) "زوائد" من طريق فليح بن سليمان، بهذا الإسناد، وزاد فيه بعد قوله: حتى أتيت دار عبد الله بن سلام (ولم يذكر عنده اسمه بل قال: دار رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال: قلت: هذا رجل قد قرأ التوراة، وصحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: فدخلت عليه، فقلت: أخبرني عن هذه الساعة التي كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول فيها ما يقول في الجمعة؟ قال: نعم، خلق الله آدم يوم الجمعة، وأسكنه الجنة يوم الجمعة، وأهبطه إلى الأرض يوم الجمعة، وتوفاه يوم الجمعة، وهو اليوم الذي تقوم فيه الساعة، وهي آخر ساعة من يوم الجمعة. قال:
قلت: ألستَ تعلم أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "في صلاة"؟ قال: أولست تعلم أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من انتظر صلاة فهو في صلاة". قال الهيثمي: لم أره بتمامه عند أحد، وأورده في "مجمع الزوائد" 2/166-167، وقال: رواه أحمد والبزار.. ورجالهما رجال الصحيح.
وحديث أبي هريرة، مرفوعاً: "إن في الجمعة ساعةً.." سلف في مسنده (10302) و (10303) ، وهو حديث صحيح.
وحديث أبي سعيد في ذكر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يحب العراجين وحت بها نخامة في قبلة المسجد، سلف بإسنادٍ حسن برقم (11185) ، ومختصراً برقم (11064) ، لكن ليس فيها أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتخصرُ بها. فمن تفزدِ فليح بن سليمان.
وقوله فيه: "إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبصُق أمامه.. الخ" أخرجه ابن خزيمة (881) من طريق سُريج بن النعمان، بهذا الإسناد، وسلف بإسنادٍ صحيح برقمي (11025) و (11550) ، دون قوله: "فإن لم يجد مبصقاً ففي ثوبه أو نعله" لكن ورد ذكر الثوب في الرواية (11185) بإسنادٍ حسن. وله شاهد من حديث أنس عند البخاري (405) و (417) . =(18/170)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى كُلِّ
__________
= وقصة شهود قتادة بن النعمان صلاة العشاء الآخرة وأخذه العرجون من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مع قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خذ هذا فسيضيء لك.. إلى قوله: فإنه شيطان" أخرجه ابن خزيمة (1660) من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث قتادة نفسه عند البزار (2709) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (9) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/41، وقال: رواه الطبراني في "الكبير".... ورجاله موثقون. قلنا: لكن في إسناده عمر بن قتادة بن النعمان، لم يرو عنه غير ابنه عاصم بن عمر بن قتادة. وفات الهيثمي أن ينسبه إلى البزار هنا، ونسبه إليه في "المجمع" 9/318-319.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ساعة الجمعة: "إني كنت قد أعلمتُها، ثم أنسيتها" أخرجه ابن خزيمة (1741) ، والحاكم 1/279-280 من طريق يونس بن محمد المؤدب، به، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي دون ذكر شرط الشيخين.
قلنا: لكن تفرد به فليح بن سليمان، وقد تُكُلم فيه من قبل حفظه، كما سلف.
قال السندي: قوله: أن يكون عنده منها علم، أي: رجاء أن يكون عنده منها علم. وفي الأصل القديم: إن يكن عنده، بإن الشرطية، والجواب مقدر، أي: يجبني به.
يقم: من التقويم.
ويتخصر بها، أي: يتخذ منها مِخْصَرة، بكسر ميم وسكون معجمة وبمهملة: ما يتوكأ عليه من العصا والسوط، وكانت المخصرة من شعار الملوك.
بَرَقت برقة، أي: لمعت.
فرأى، أي: النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ضوء تلك البرقة.
"ما السرى": السري، كهُدى، هو السير بالليل، لي: ما سبب مجيئك في هذا الوقت.
وسيضيء: من الإضاءة. عشراً: الظاهر أن المراد عشر أذرع. =(18/171)
مُحْتَلِمٍ الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَلْبَسُ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ، وَإِنْ كَانَ لَهُ طِيبٌ مَسَّ مِنْهُ " (1)
11626 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرَةَ هِيَ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ الْأَنْصَارِيَّةُ، أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُخْبِرَتْ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ تَعْنِي (2) ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَصْلُحُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُسَافِرَ، إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ لَهَا " (3)
__________
= أعلمتها ثم أنسيتها: الفعلان على بناء المفعول من الإعلام والإنساء.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو بكر بن المنكدر لم يسمع أبا سعيد، بينهما عمرو بن سُلَيم، كما جاء مصرحاً به عند الطيالسي.
وفليح: وهو ابن سليمان الخزاعي، صدوق، تكلم بعض الأئمة في حفظه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب.
وأخرجه الطيالسي (2216) عن فليح، عن أبي بكر بن المنكدر، عن عمرو بن سُلَيم، عن أبي سعيد، به. وفيه: وأن يستاك، بدل قوله: ويلبس من صالح ثيابه.
وعنده زيادة: فأما الغسل فأشهد أنه واجب، وأما الاستنان والطيب، فالله أعلم واجب أم لا، ولكن هكذا قال.
قلنا: وهذه الزيادة هي من قول عمرو بن سليم كما جاء مصرحاً به عند البخاري (880) ، وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (11252) دون قوله: ويلبس من صالح ثيابه، وسترد هذه الزيادة برقم (11768) بإسناد حسن.
(2) في "أطراف المسند" 6/390: يُفْتِي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، وابن شهاب: هو الزهري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/115 من طريق ابن وهب، عن =(18/172)
11627 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ مَرَّ بِهِ فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ، وَعَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْأَشْرِبَةِ، وَعَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ " وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ مُحَدِّثٌ، (1) عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " إِنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ، بَعْدَ ثَلَاثٍ، فَكُلُوا وَادَّخِرُوا، فَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالسَّعَةِ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْأَشْرِبَةِ، أَوِ الْأَنْبِذَةِ، فَاشْرَبُوا، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَإِنْ زُرْتُمُوهَا، فَلَا تَقُولُوا هُجْرًا " (2)
11628 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ (3) السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّا (4)
__________
= ليث، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (11040) .
(1) في (ق) و (ظ 4) : تحدث.
(2) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (11606) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو يونس بن محمد المؤدب.
(3) في (م) : عن، وهو تحريف.
(4) في (ظ 4) : قال: كنا.(18/173)
نُؤْذِنُهُ لِمَنْ حُضِرَ مِنْ مَوْتَانَا (1) فَيَأْتِيهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، " فَيَحْضُرُهُ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ، وَيَنْتَظِرُ مَوْتَهُ، "، قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ رُبَّمَا حَبَسَهُ الْحَبْسَ الطَّوِيلَ فَيَشُقُّ (2) عَلَيْهِ، قَالَ: فَقُلْنَا أَرْفَقُ بِرَسُولِ اللهِ أَنْ لَا نُؤْذِنَهُ بِالْمَيِّتِ، حَتَّى يَمُوتَ، قَالَ: فَكُنَّا إِذَا مَاتَ مِنَّا الْمَيِّتُ، " آذَنَّاهُ بِهِ، فَجَاءَ فِي أَهْلِهِ فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ إِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَشْهَدَهُ، انْتَظَرَ شُهُودَهُ، وَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَنْصَرِفَ، انْصَرَفَ " قَالَ: فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ طَبَقَةً أُخْرَى، قَالَ: فَقُلْنَا: أَرْفَقُ (3) بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحْمِلَ مَوْتَانَا إِلَى بَيْتِهِ، وَلَا نُشْخِصَهُ، وَلَا نُعَنِّيَهُ، قَالَ: فَفَعَلْنَا ذَلِكَ فَكَانَ الْأَمْرُ (4)
__________
(1) في (ظ 4) : بمن حضر موتانا.
(2) في (ق) و (م) : فشق.
(3) في (ظ 4) : إن أرفق.
(4) رجاله ثقات غير فليح: وهو ابن سليمان الخزاعي، فقد تكلم بعض الأئمة في حفظه، ولم يخرج له البخاري في الأحكام إلا ما توبع عليه، وأخرج له في المواعظ والآداب وما شاكلها طائفة من أفراده، وروى له مسلم حديثاً واحداً، وهو حديث الإفك، وضعفه يحيى بن معين والنسائي وأبو داود، وقال الساجي: هو من أهل الصدق، وكان يهم. وقال الدارقطني: مختلف فيه ولا بأس به، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة مستقيمة وغرائب، وهو عندي لا بأس به. وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، كثير الخطأ.
وأخرجه ابن حبان (3006) ، والحاكم 1/357، والبيهقي في "السنن" 4/74 من طريقين عن فليح، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/26، وقال: رواه أحمد، ورجاله =(18/174)
11629 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِابْنِ صَائِدٍ: " مَا تَرَى؟ " قَالَ: أَرَى عَرْشًا عَلَى الْبَحْرِ، وحوله (1) الْحَيَّاتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرَى (2) عَرْشَ إِبْلِيسَ " (3)
__________
= ثقات!
قال السندي: قوله: ولا نشخصه: من الإشخاص بمعنى الإحضار.
قوله: ولا نعنيه: من عني بتشديد النون، أصله العناء، أي: لا نتعبه.
(1) في (س) و (م) : حوله.
(2) في (ظ 4) و (ق) : ترى.
(3) إسناده ضعيف، لضعف علي: وهو ابن زيد بن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب البغدادي، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.
وأخرجه أبو يعلى (1220) من طريق روح بن أسلم، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/4، وقال: رواه أحمد، وفيه علي بن زيد، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات!
وأخرجه بنحوه مطولا مسلم (2925) من طريق سالم بن نوح، والترمذي (2247) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، كلاهما عن الجُريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: لقيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر في بعض طرق المدينة، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أتشهد أني رسول الله؟ " فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "آمنت بالله وملائكته وكتبه. ما ترى؟ " قال: أرى عرشاً على الماء. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ترى عرش إبليس على البحر. وما =(18/175)
11630 - وحَدَّثَنَاهُ مُؤَمَّلٌ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ (1)
11631 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاتَيْنِ، وَعَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ، وَعَنْ لِبْسَتَيْنِ، عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ (2) الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَنَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْعِيدَيْنِ، وَعَنْ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ " قَالَ يُونُسُ فِي حَدِيثِهِ: لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ شَيْءٌ،
__________
= ترى؟ " قال: أرى صادِقَيْنِ وكاذباً أو كاذِبَيْن وصادقاً. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لُبِسَ
عليه، دعوه "، وهذا لفظ مسلم. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وسيأتي برقم (11926) ، وانظر ما بعده.
قلنا: وعن خبر ابن صائد انظر تعليقنا على الرواية رقم (3610) فىٍ مسند عبد الله بن مسعود.
(1) حديث حسن وإسناده ضعيف كسابقه. وقوله: فقال: عن أبي نضرة، عن جابر. يعني: رواه مؤمل: وهو ابن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن جابر.
وأخرجه بنحوه مطولاً مسلم (2926) (88) ، وابن حبان (6784) من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، به، مرفوعاً.
ولم يسق مسلم لفظه بل أحال فيه على حديث أبي سعيد الذي سلف بالرواية رقم (11629) ، وقد أوردناه هناك بتمامه.
وسيأتي في مسند جابر 3/368.
(2) في (ظ 4) : تغرب.(18/176)
وَقَالَ (1) سُرَيْجٌ فِي حَدِيثِهِ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْأَضْحَى، وَيَوْمِ الْفِطْرِ (2)
11632 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لِبْسَتَيْنِ، وَعَنْ بَيْعَتَيْنِ: اللِّمَاسِ وَالنِّبَاذِ " (3)
__________
(1) في (ظ 4) : قال. دون واو.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل فُليح، وهو ابن سليمان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، يونس: هو ابن محمد المؤدب، وسُريج: هو ابن النعمان أبو الحسين الجوهري اللؤلؤي البغدادي.
وقوله: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن صلاتين، سلف تخريجه برقم (11033) .
وقوله: نهى عن صيامين، سلف برقم (11040) .
وقوله: نهى عن لبستين، سلف برقم (11022) .
وسلف الحديث مختصراً برقم (11033) ، وذكرنا هناك مكرراته.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي.
وأخرجه البخاري (2147) عن عياش بن الوليد، عن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وفيه: الملامسة والمنابذة، بدل: اللماس والنباذ، وهما بمعنى.
وقد سلف برقم (11022) .
والمنابذة: أن ينبذ الرجل إلى الرجل ثوبه، وينبذ الآخر بثوبه، ويكون بيعهما من غير نظر.
والملامسة: أن يلمس الثوب بيده ولا ينشره ولا يقلبه، إذا مسه وجب البيع.
واللبْسَتان اللتان نهى عنهما، سلف ذكرهما برقم (11022) .
وانظر "فتح الباري" 4/359-360، ففيه تفصيل نفيس.(18/177)
11633 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الْعَلَانِيَةِ (1) قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذَا الْجَرِّ (2) قَالَ: قُلْتُ: فَالْجُفُّ قَالَ: ذَاكَ أَشَرُّ وَأَشَرُّ (3)
__________
(1) في النسخ: أبو العالية، وهو وهم نَبه عليه النسائي كما سيرد، وقد أخرج المزي هذا الحديث في "تهذيب الكمال" 34/160 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وجاء فيه على الصواب.
(2) في (ظ 4) و (ق) : عن نبيذ الجر، وجاء في (س) فوق "هذا" علامة الصحة.
(3) إسناده صحيح، لكنه منسوخ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي العلانية: وهو البصري، المَرَئي، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة. يزيد: هو ابن هارون، هشام: هو ابن حَسان القُرْدوسي، محمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه أبو يعلى (1307) من طريق يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6836) من طريق مخلد بن يزيد، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي العالية، به.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (16947) عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي العالية، به.
قال المزي في "تهذيب الكمال " 34/160: رواه -أي النسائي- عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن هشام بن حسان، مختصراً، "نهى عن نبيذ الجر"، ورواه مخلد بن يزيد (س) ، عن هشام، عن محمد، عن أبي العالية، عن أبي سعيد. قال النسائي في حديث يحيى: هذا الصواب، والذي قبله خطأ، والله أعلم، يعني حديث مخلد بن يزيد. =(18/178)
11634 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ مُضِبَّةٍ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ دَوَابَّ (1) ، فَلَا أَدْرِي، أَيُّ الدَّوَابِّ هِيَ؟ " قَالَ: فَلَمْ يَأْمُرْ وَلَمْ يَنْهَ (2)
11635 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، سَوَاءٌ بِسَوَاءٍ، مِثْلٌ بِمِثْلٍ، مَنْ زَادَ أَوْ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى، الْآخِذُ وَالْمُعْطِي سَوَاءٌ " (3)
__________
= وانظر (10991) .
قال السندي: قوله: قلت فالجف: ضبط بضم جيم، وتشديد فاء: هو وعاء من جلود، لا يوكأ، أي: لا يشد ولا يربط، وقيل: نصف قِرْبة، تقطع من أسفلها، ويتخذ دلواً.
(1) في النسخ: دواباً، وضبب فوقها في (س) .
(2) هو مكرر (11144) سنداً ومتناً.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن علي: وهو الربَعي الأزْدي، يزيد: هو ابن هارون، وأبو المتوكل الناجى: هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (862) ، ومسلم (1584) (82) ، من =(18/179)
11636 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ (1) بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ فِي وَادٍ أَوْ شِعْبٍ، وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ وَشِعْبَهُمْ " (2)
11637 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى
__________
= طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11466) .
(1) في (م) : عمرو، وهو تحريف.
(2) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (11730) ، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجال الإسنادين ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون. وأبو الزناد، شيخ محمد بن إسحاق: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وسيأتي من حديث أبي سعيد مطولاً برقم (11730) ، وقد سلف نحوه برقم (11547) .
وأما حديث أبي هريرة عند البخاري (7244) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وأبو يعلى (6318) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، كلاهما عن أبي الزناد، به. وانظر ما سلف في مسند أبي هريرة برقم (8169) .(18/180)
عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ، وَعَنْ صَلَاتَيْنِ، وَعَنْ نِكَاحَيْنِ، سَمِعْتُهُ يَنْهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَعَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى، وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا، وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لعنعنة ابن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يعقوب بن عتْبة -وهو ابن المغيرة بن الأخنس الثقفي- فمن رجال أبي داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. يزيد: هو ابن هارون، ومحمد بن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه بتمامه أبو يعلى (1268) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
والنهي عن الصلاتين، سلف برقم (1033) .
والنهي عن صيام اليومين: أخرجه ابن أبي شيبة 3/104 من طريق يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/104 أيضاً من طريق ابن نمير، وأبو يعلى (1143) من طريق يونس، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به.
وقد سلف أيضاً في الرواية (11040) .
والنهي عن الجمع بين المرأة وعمتها: أخرجه النسائي في "الكبرى" (5427) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 4/246 عن ابن نمير، والنسائي في "الكبرى" (5427) ، وابن ماجه (1930) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5962) من طريق ابن لهيعة -وهو ضعيف-، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن ابن محيريز، عن أبي سعيد، به. =(18/181)
11638 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ " (1)
11639 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلْقَمَةَ بْنَ
__________
= وقد ذكرنا أحاديث الباب بإثر حديث ابن عباس السالف برقم (3530) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو: هو ابن وقاص الليثي، تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، وأخرج له الشيخان، أما البخاري فمقروناً بغيره، وأما مسلم فمتابعة، وروى له الباقون، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه أبو يعلى (1269) من طريق يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/130، والنسائي في "المجتبى" 7/39، والدارمي 2/252، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2695) من طرق عن محمد بن عمرو، به، ولفظه عند الطحاوي: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المحاقلة في الزرع، والمزابنة في التمر. قال: والمحاقلة: الرجل يأتي الزرع وهو في كُدْسه، فيقول: أشتري منك هذا الكدس بكذا وكذا، يعني من الحنطة، والمزابنة: أن يأتي التمر في رؤوس النخل، فيقول: آخذ منك هذا بكذا وكذا من التمر.
قلنا: وهذا معنى آخر للمحاقلة غير كراء الأرض، كما سلف في الرواية رقم (11021) ، وهو في معنى المزابنة.
(2) في (س) و (ظ 4) و (ق) و (م) : عمرو، وهو تحريف.(18/182)
مُجَرِّزٍ (1) عَلَى بَعْثٍ أَنَا فِيهِمْ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَأْسِ غَزَاتِنَا، أَوْ كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ أَذِنَ لِطَائِفَةٍ مِنَ الْجَيْشِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللهِ بْنَ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ، وَكَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ - يَعْنِي مُزَاحًا (2) - وَكُنْتُ مِمَّنْ رَجَعَ مَعَهُ، فَنَزَلْنَا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، قَالَ: وَأَوْقَدَ الْقَوْمُ نَارًا لِيَصْنَعُوا عَلَيْهَا صَنِيعًا لَهُمْ، أَوْ يَصْطَلُونَ قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: أَلَيْسَ لِي عَلَيْكُمُ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَمَا أَنَا بِآمِرِكُمْ بِشَيْءٍ إِنْ صَنَعْتُمُوهُ (3) ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: أَعْزِمُ عَلَيْكُمْ بِحَقِّي وَطَاعَتِي، لَمَا تَوَاثَبْتُمْ فِي هَذِهِ النَّارِ، فَقَامَ نَاسٌ فَتَحَجَّزُوا، حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُمْ وَاثِبُونَ، قَالَ: احْبِسُوا أَنْفُسَكُمْ، فَإِنَّمَا كُنْتُ أَضْحَكُ مَعَكُمْ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ قَدِمُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَمَرَكُمْ مِنْهُمْ بِمَعْصِيَةٍ، فَلَا تُطِيعُوهُ " (4)
__________
(1) في (م) : محرز، وهو تصحيف.
(2) في (ظ 4) : مزاح، وهي نسخة في هامش (س) .
(3) في (م) يأمركم بشيء أن صنعتموه.
(4) إسناده حسن، محمد بن عمرو: هو ابن وقاص الليثي، حسن الحديث، ويقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/543 و14/341، وابن ماجه (2863) ، وأبو يعلى (1349) ، وابن حبان (4558) ، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب، في الرواية رقم (4668) .
قال السندي: قوله: علقمة بن مجزز -هو بجيم وزايين معجمتين، أولهما =(18/183)
11640 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، حَدَّثَهُمْ، أَنَّ غُلَامًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ ذَاتَ يَوْمٍ بِتَمْرٍ رَيَّانَ، وَكَانَ تَمْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْلًا فِيهِ يُبْسٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّى لَكَ هَذَا التَّمْرُ؟ " فَقَالَ: هَذَا صَاعٌ اشْتَرَيْنَاهُ بِصَاعَيْنِ مِنْ تَمْرِنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ هَذَا لَا يَصْلُحُ، وَلَكِنْ بِعْ تَمْرَكَ، وَاشْتَرِ مِنْ أَيِّ تَمْرٍ شِئْتَ " (1)
__________
= مشددة مكسورة-. وفي "الإصابة" [7/ 53-54] : ذكر الواقدي أن هذه السرية كانت إلى ناس من الحبشة بساحل يقال له الشعيبة، وكانت في ربيع الآخر سنة تسع، وروى ابن عائذ في "المغازي" بسند ضعيف إلى ابن عباس قال: لما بلغ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبوك بعث منها علقمة بن مجزز إلى فلسطين.
قوله: أمر: من التأمير.
قوله: ليصنعوا ... إلخ، أي: يطبخوا عليها شيئاً.
قوله: أو يصطلون: كأنه عطف على ليصنعوا لا على الفعل المنصوب، أي: أو أوقد ناراً يصطلون، أي: يقون أنفسهم من البرد.
قوله: لما تواثبتم، أي: إلا تواثبتم: من التواثب.
قوله: فتحجزوا، أي: أعدوا أنفسهم للوثوب، واجتمعوا لذلك.
قوله: "من أمركم منهم"، أي: من الأمراء.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وقد سمع من سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل اختلاطه، قَتَادة: هو ابن دِعَامة السدُوسي.
وقد سلف بهذا الإسناد عدا شيخ أحمد بهذا المتن برقم (11412) .
وسلف نحوه برقم (10992) .(18/184)
11641 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " جُلِدَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمْرِ بِنَعْلَيْنِ أَرْبَعِينَ، فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ جُلِدَ (1) بَدَلَ كُلِّ نَعْلٍ سَوْطًا " (2)
11642 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَأَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا (3) ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ " قَالَ أَبُو النَّضْرِ: أَنْ يُشْرَبَ مِنْ أَفْوَاهِهَا
__________
(1) في هامش (ظ 4) : جعل، نسخة. قلنا: هي موافقة لرواية ابن أبي شيبة.
(2) إسناده ضعيف لضعف زيد العَمي: وهو ابن الحواري، والمسعودي: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة قد اختلط، وسماع يزيد -وهو ابن هارون- منه بعد الاختلاط. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/547 عن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/157 عن محمد بن بحر، عن يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن زيد العمي، عن أبي الصديق أو أبي نضرة، عن أبي سعيد، به، على الشك.
وقد سلف نحوه برقم (11277) .
قال السندي: قوله: جلد بدل كل نعل سوطاً: كان هذا في أول الأمر، وإلا فقد جاء أنه جعل في آخر الأمر ثمانين.
(3) في هامش (س) : أنبأنا، نسخة.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وأبو النضر: =(18/185)
11643 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ فَأَتَانَا (1) بِزُبْدٍ وَكُتْلَةٍ، فَأُسْقِطَ ذُبَابٌ فِي الطَّعَامِ، فَجَعَلَ أَبُو سَلَمَةَ يَمْقُلُهُ بِأُصْبُعِهِ فِيهِ، فَقُلْتُ: يَا خَالُ مَا تَصْنَعُ؟ فَقَالَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَنِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ
__________
= هو هاشم بن القاسم، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي العامري، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله.
وأخرجه الدارمي 2/119 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5625) ، وأبو عوانة 5/339، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/277، والبيهقي في "المعرفة" (14460) ، وفي "الشعب" (6016) من طرق عن ابن أبي ذئب، به.
وقال الحافظ في "الفتح" 10/90: وجزم الخطابي أن تفسير الاختناث من كلام الزهري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/207، والبيهقي في "الشعب" (6018) من طريق يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب، به، بلفظ: شرب رجل من سقاء، فانساب في بطنه جان، فنهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن اختناث الأسقية. وقال البيهقي: هو بهذا اللفظ من حديث ابن أبي ذئب غريب.
وبهذا اللفظ أخرجه البيهقي أيضاً في "السنن" 7/285، وفي "الشعب" (6017) من طريق يزيد بن هارون، عن إسماعيل المكي، عن الزهري، به.
وقال البيهقي في "الشعب": وإسماعيل هذا غير قوي في الحديث، وهو بهذا الإسناد أشبه، ولا أراه من حديث ابن أبي ذئب بهذا اللفظ محفوظاً، والله أعلم.
قلنا: إسماعيل المكي هو ابن مسلم، ضعيف.
وقد سلف برقم (11026) .
(1) في (ظ 4) : فأتى، وأشير إلى لفظة "نا" في (س) أنها نسخة.(18/186)
أَحَدَ جَنَاحَيِ الذُّبَابِ سُمٌّ، وَالْآخَرَ شِفَاءٌ، فَإِذَا وَقَعَ فِي الطَّعَامِ فَامْقُلُوهُ، فَإِنَّهُ يُقَدِّمُ السُّمَّ وَيُؤَخِّرُ الشِّفَاءَ " (1)
11644 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حُبِسْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ حَتَّى ذَهَبَ هَوِيٌّ مِنَ
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سعيد بن خالد: وهو القارظي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابن ماجه (3504) ، والبغوي (2815) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2188) وعبد بن حميد في "المنتخب" (884) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3289) ، والبيهقي في "السنن" 1/253 من طرق عن ابن أبي ذئب، به.
وقد سلف برقم (11189) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5782) ، وقد سلف 2/229-230.
وآخر من حديث أنس عند البزار (2866) (زوائد) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 5/38، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في "الأوسط".
قال السندي: قوله: بزبد: بضم فسكون: زبد اللبن. وكتلة: بضم فسكون: القطعة المجتمعة من التمر ونحوه.(18/187)
اللَّيْلِ حَتَّى كُفِينَا، وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ: {وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ، وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25] قَالَ: " فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا، فَأَمَرَهُ، فَأَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، وَأَحْسَنَ كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ أَقَامَ لِلْعَصْرِ فَصَلَّاهَا كَذَلِكَ، ثُمَّ أَقَامَ الْمَغْرِبَ فَصَلَّاهَا كَذَلِكَ، ثُمَّ أَقَامَ الْعِشَاءَ فَصَلَّاهَا كَذَلِكَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ " قَالَ حَجَّاجٌ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: 239] (1)
11645 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَخِيهِ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَزْلِ شَيْئًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ. سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْنَا: الرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الْمَرْأَةُ الْمُرْضِعُ، فَيُصِيبُ مِنْهَا، وَيَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ، فَيَعْزِلُ عَنْهَا، وَالرَّجُلُ تَكُونُ (2) لَهُ الْجَارِيَةُ، لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرَهَا، فَيُصِيبُ مِنْهَا، وَيَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ فَيَعْزِلُ عَنْهَا، فَقَالَ: "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (11465) ، إلا أن في هذه الرواية زيادة. يزيد: وهو ابن هارون، بدل: أبي عامر العقدي هناك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/70 و14/272-273، والدارمي 1/358، وأبو يعلى (1296) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11198) .
(2) في (م) : وتكون، دون كلمة "الرجل".(18/188)
لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا، فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ " (1)
11646 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَالْمُسْتَمِرِّ قَالَا: سَمِعْنَا أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، حَشَتْ خَاتَمَهَا مِسْكًا، وَالْمِسْكُ (2) أَطْيَبُ الطِّيبِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان الأزدي القُردوسي من أثبت الناس في ابن سيرين، محمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5047) ، وأبو يعلى (1306) من طريقين عن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1438) (131) من طريق عبد الأعلى، عن هشام، به.
وقد سلف برقم (11078) .
(2) في النسخ الخطية: أو المسك، وعليها علامة الصحة في (س) . قلنا: رواية مسلم وأبي يعلى والبيهقي، وكذلك في مصادر التخريج من طريق يزيد، وليس فيها "أو".
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. خليد بن جعفر، والمستمر: وهو ابن الريان، وأبو نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، ثلاثتهم من رجاله، والباقي من رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه مسلم (2252) (19) ، وأبو يعلى (1232) ، والبيهقي في "السنن" 3/405 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/190 من طريق عبد الرحمن، عن شعبة، به. =(18/189)
11647 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ قَالَ أَبِي (1) : وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَأَصَبْنَا سَبَايَا مِنْ سَبْيِ (2) الْعَرَبِ، فَاشْتَهَيْنَا النِّسَاءَ، وَاشْتَدَّتْ عَلَيْنَا الْعُزْبَةُ، وَأَحْبَبْنَا الفداء (3) ، وَأَرَدْنَا أَنْ نَعْزِلَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، (4) فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: " مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا مَا مِنْ نَسَمَةٍ كَائِنَةٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، إِلَّا وَهِيَ كَائِنَةٌ " (5)
__________
= وأخرجه النسائي 8/151 من طريق شبابة، عن شعبة، عن خليد، به (ولم يقرن به المستمر) .
سلف بالأرقام (11269) و (11311) ، ومطولاً بالأرقام (11364) و (11426) .
(1) في (س) : وقال أبي.
(2) في (ق) وهامش (س) : سبايا.
(3) عبارة: "وأحببنا الفداء" ليست في (ظ 4) ، وجاءت في (م) : "وأحببنا الْعَزْلَ.
(4) قوله: "عن ذلك" ليس في (م) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك: هو ابن أنس، وإسحاق: هو ابن عيسى ابن الطباع من رجال مسلم، =(18/190)
11648 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ وَهُوَ بِالْيَمَنِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذُهَيْبَةٍ فِي تُرْبَتِهَا، فَقَسَمَهَا بَيْنَ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي مُجَاشِعٍ، وَبَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ، وَبَيْنَ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ، وَبَيْنَ زَيْدِ الْخَيْرِ الطَّائِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ، قَالَ: فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ، فَقَالُوا: يُعْطِي
__________
= متابع، وربيعة بن أبي عبد الرحمن: هو المعروف بربيعة الرأي. وابن مُحَيْريز: هو عبد الله.
وهو في "موطأ" مالك 2/594، ومن طريقه أخرجه البخاري (2542) ، وأبو داود (2172) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/33، وفي "شرح مشكل الآثار" (3919) ، والبيهقي في "السنن" 7/229، والبغوي في "شرح السنة" (2295) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/427-428، وسعيد بن منصور (2220) ، والبخاري (4138) ، ومسلم (1438) (125) ، والنسائي في "الكبرى" (5045) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3702) من طرق عن ربيعة، به.
وقد سلف برقم (11078) .
قوله: فطالت علينا الغرْبة، وأحببنا الفداء: قال النووي: معناه احتجنا إلى الوطء، وخفنا من الحَبَل، فتصير أم ولد يمتنع علينا بيعها، وأخذُ الفداءِ فيها.
قلنا: ولفظ الرواية الآتية برقم (11839) : فنحب الأثمان.
قوله: ما عليكم أن لا تفعلوا: قال النووي: معناه: ما عليكم ضرر في ترك العزل، لأن كل نفس قدر الله خلقها لا بد أن يخلقها سواء عزلتم أم لا، وما لم يقدر خلقها لا يقع، سواء عزلتم أم لا، فلا فائدة في عزلكم، فإنه إن كان الله تعالى قدر خلقها سبقكم الماء، فلا ينفع حرصكم في منع الخلق.(18/191)
صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ، وَيَدَعُنَا؟ قَالَ: " إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ " قَالَ: فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِئُ الْجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، مَحْلُوقٌ، قَالَ: فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اتَّقِ اللهَ، قَالَ: " فَمَنْ يُطِيعُ (1) اللهَ إِذَا عَصَيْتُهُ، أَيَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَلَا تَأْمَنُونِي " قَالَ: فَسَأَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ قَتْلَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُرَاهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَمَنَعَهُ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: " مِنْ ضِئْضِئِ، هَذَا قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ، كَمَا مُرُوقِ (2) السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ، لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ " (3)
__________
(1) في (س) و (ق) و (م) : يُطِع، وضبب فوقها في (س) .
(2) في (م) : كما مروق.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو ابن سعيد بن مسروق الثوري، وابن أبي نُعْم: هو عبد الرحمن البَجَلي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18676) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (7432) ، والنسائي 7/118، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3344) و (4667) ، وأبو داود (4764) عن محمد بن كثير، والبخاري (7432) عن قبيصة، كلاهما عن سفيان، به.
وأخرجه سعيد بن منصور في "السنن" (2903) ، ومسلم (1064) (143) ، والنسائي في "المجتبى" 5/87-88، وفي "الكبرى" (11221) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/426-427 من طريق أبي الأحوص سلام بن سلَيم، عن سعيد بن مسروق، به. =(18/192)
11649 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ اسْتِئْجَارِ الْأَجِيرِ حَتَّى يُبَيَّنَ أَجْرُهُ، وَعَنِ النَّجْشِ، وَاللَّمْسِ، وَإِلْقَاءِ الْحَجَرِ " (1)
11650 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَصْدَقُ الرُّؤْيَا بِالْأَسْحَارِ " (2)
__________
= وقد سلف برقم (11008) ، وسيكرر برقم (11695) .
(1) صحيح لغيره، دون قوله: نهى عن استئجار الأجير حتى يبين أجره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وقد سلف الكلام على إسناده وتخريجه في الرواية رقم (11565) . سُرَيج: هو ابن النعمان الجوهري.
(2) إسناده ضعيف لضعف دراج -وهو ابن سمعان- في روايته عن أبي الهيثم -وهو سليمان بن عمرو العتواري- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج -وهو ابن النعمان- فمن رجال البخاري. ابن وهب: هو عبد الله.
تنبيه: قد وقع في "أطراف المسند" 6/375 أن شيخ أحمد في هذا الحديث هو هارون بدل سريج، وهو سبقُ قلم من الحافظ رحمه الله، فالنسخ الخطية التي عندنا جميعُها اتفقت على أنه سريج، وهو كذلك في الطبعة الميمنية.
وأخرجه الدارمي 2/125، وأبو يعلى (1357) ، وابن حبان (6041) ، وابن عدي في "الكامل" 3/980 و4/1519، والحاكم 4/392، والبيهقي في "الشعب" (4768) من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! قال ابن عدي -وقد ذكر هذا الحديث ضمن أحاديث أخرى-: =(18/193)
11651 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسْجِدَ، فَاشْهَدُوا عَلَيْهِ بِالْإِيمَانِ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ": {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ، مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (1)
__________
= وعامةُ هذه الآحاديث التي أمليتُها مما لا يُتابع دراج عليه ... ومما لا ينكر من أحاديثه بعضُ ما ذكرت، وهو قوله: "أصدقُ الرؤيا بالأسحار".
وقد سلف برقم (11240) .
(1) إسناده ضعيف وهو إسناد سابقه.
وأخرجه الترمذي (2617) و (3093) ، والدارمي 1/278، وابن خزيمة (1502) ، وابن حبان (1721) ، وابن عدي في "الكامل" 3/981، والحاكم 1/212-213، 2/332، وأبو نعيم في "الحلية" 8/327، والبيهقي في "السنن" 3/66، من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث غريب
حسن، وقال الحاكم 1/212-213: هذه ترجمة للمصريين لم يختلفوا في صحتها وصدق رواتها، غير أن شيخي الصحيح لم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: دراج كثير المناكير.
وأخرجه الترمذي (3093) ، وابن ماجه (802) ، وابن عدي 3/1013 من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، به.
وسيأتي برقم (11725) .
قال السندي: قوله: "يعتاد المسجد"، أي: يلازمه ويرجع إليه كرة بعد أخرى.
قلنا: ومع ضعف إسناده يرد عليه حديث سعد بن أبي وقاص السالف برقم (1522) ، وفيه أنه قال: يا نبى الله، أعطيت فلاناً وفلاناً، ولم تعط فلاناً شيئاً وهو مؤمن، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أو مسلم". حتى أعادها سعد ثلاثاً، والنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "أو مسلم"، وهو عند البخاري (27) ، ومسلم (150) (237) .(18/194)
[التوبة: 18] "
11652 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: سَيُعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ (1) مِنْ أَهْلِ الْكَرَمِ " فَقِيلَ: وَمَنْ أَهْلُ الْكَرَمِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مَجَالِسُ الذِّكْرِ فِي الْمَسَاجِدِ " (2)
11653 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللهِ حَتَّى يَقُولُوا: مَجْنُونٌ " (3)
__________
(1) لفظ اليوم، ليس في (س) و (ق) و (ص) و (م) ، والمثبت من (ظ 4) .
(2) إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11650) .
وأخرجه أبو يعلى (1046) ، وابن حبان (816) ، وابن عدي في "الكامل" 3/980، والبيهقي في "الشعب" (535) من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/76، وقال: رواه أحمد بإسنادين، وأحدهما حسن، وكذلك أبو يعلى!
قلنا: الإسناد الآخر سيأتي برقم (11722) ، وهو ضعيف كذلك.
(3) إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11650) .
وأخرجه ابن حبان (817) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (4) ، وابن عدي 3/980، والحاكم 1/499، والبيهقي في "الشعب" (526) من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، وقد سقط هذا الحديث من مطبوع "تلخيص المستدرك" للذهبي، وهو على الأغلب لا يوافقه على تصحيح حديث يرويه بهذا الإسناد، فقد تعقبه في غير ما حديث من هذه الأحاديث بقوله: دراج كثير المناكير، وقد ساق لدراج في "ميزان الاعتدال" أحاديث منكرة، وعد هذا منها. =(18/195)
11654 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْجُهَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مَرْوَانَ وَهُوَ يَسْأَلُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ: هَلْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَنَفَّسَ وَهُوَ يَشْرَبُ فِي إِنَائِهِ؟ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنِّي لَا أُرْوَى مِنْ نَفَسٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: " فَإِذَا تَنَفَّسْتَ، فَنَحِّ الْإِنَاءَ (1) عَنْ وَجْهِكَ "، قَالَ: فَإِنِّي أَرَى الْقَذَى (2) فَأَنْفُخُهَا؟ قَالَ: " فَإِذَا رَأَيْتَهَا فَأَهْرِقْهَا، وَلَا تَنْفُخْهَا " (3)
11655 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي أَبَا إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبَ، حَدَّثَنَا
__________
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/75-76، وقال: رواه أحمد، وفيه دراج، وقد ضعفه جماعة، ووثقه غير واحد، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد ثقات.
وسيأتي برقم (11674) .
قال السندي: قوله: "أكثروا ذكر الله حتى يقولوا": أي لأحدكم.
قوله: "مجنون"، أي: هو مجنون، وبهذا ظهر وجه إفراد مجنون، وإلا فالظاهر الجمع، وضمير يقولوا: المنافقين، أضمروا بلا سبق ذكر اعتماداً على الظهور، إذ مثل هذا القول لا يكون إلا منهم.
(1) في (م) : الماء.
(2) في (م) : القذاة.
(3) حديث صحيح، فليح -وهو ابن سليمان، وإن تكلم بعض الأئمة في حفظه- توبع. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وسريج: هو ابن النعمان.
وقد سلف برقم (11203) .(18/196)
مَرْوَانُ يَعْنِي ابْنَ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيَّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ (1) بْنُ حَمْزَةَ الْعُمَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ، مَوْلَى آلِ أَبِي سُفْيَانَ، (2) سَمِعْتُ (3) أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا " (4)
__________
(1) في (م) : عمرو، وهو تحريف.
(2) في (م) : آل أبي سعيد، وهو تحريف.
(3) في (ظ 4) : قال: سمعت..
(4) إسناده على شرط مسلم، عمر بن حمزة العمري، قال أحمد: أحاديثه مناكير، وضعفه ابن معين والنسائي وابن حجر، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان ممن يخطىء، وأورد الذهبي هذا الحديث له في "ميزان الاعتدال" 3/192، وقال: هذا مما استنكر لعمر، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/391، ومسلم (1437) (123) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (619) ، وأبو نعيم في "الحلية" 10/236، والبيهقي في "السنن" 7/193-194، وفي "الشعب" (5231) ، وفي "الآداب" (55) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1437) (124) ، وأبو داود (4870) ، وأبو نعيم في "الحلية" 10/236 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن عمر بن حمزة، به.
وانظر (11235) .
وفي الباب من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (10977) .
وعن أسماء بنت يزيد، سيرد 6/456-457، وهو حديث صحيح بشواهده.
قال السندي: قوله: "إن من أعظم الأمانة"، أي: من أعظم نقض الأمانة وهتكها وزراً. =(18/197)
11656 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو لَيْلَى، قَالَ أَبِي: " سَمَّاهُ سُرَيْجٌ: عَبْدَ اللهِ بْنَ مَيْسَرَةَ الْخُرَاسَانِيَّ "، عَنْ غياث (1) الْبَكْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نُجَالِسُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ بِالْمَدِينَةِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ خَاتَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كَانَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ: بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ، " هَكَذَا لَحْمٌ نَاشِزٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
= قوله: "الرجل"، أي: هتك أمانة الرجل.
قوله: "يفضي": الظاهر أن تعريف الرجل للجنس، ولم يقصد به معين، فهو في حكم النكرة، فلذلك وصف بالجملة المصدرة بالمضارع، ومثله قوله تعالى: (كمثل الحمار يحمل أسفاراً) ، وقول الشاعر: ولقد أمر على اللئيم يسبني، والله تعالى أعلم.
قوله: "سرها"، أي: ما جرى بينه وبينها حال المخالطة، وفيه تحريم إفشاء ما يجري بين الزوجين من أمور الاستمتاع، ووصف تفاصيل ذلك، وما يجري من المرأة قولاً أو فعلاً أو نحوهما، وأما ذكر الجماع مجرداً فمكروه بلا فائدة.
(1) كذا في النسخ الخطية و (م) ، وفي "أطراف المسند" لابن حجر 6/307، وترجم له البخاري في "التاربخ الكبير" 7/55، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/12، وابن حبان في "الثقات" 5/274 باسم عَتَّابٍ، وقال ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 6/145 فيما نقله عن البخاري: وقال بعضهم: غياث، ولا يصح غياث، وحكى ابن ماكولا في "الإكمال" 6/133 فيه القولين، ولم يرجح أحدهما.
(2) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن ميسرة الخراساني، وعتاب البكري، انفرد بالرواية عنه عبد الله بن ميسرة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ ابن حجر في "التعجيل" وهو على شرطهما. سريج: هو ابن النعمان الجوهري. =(18/198)
11657 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى
__________
= وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 1/265 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن عبد الله بن ميسرة، به، ولفظه: الختم الذي بين كتفي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحمة ناتئة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/44، والترمذي في "الشمائل" (21) من طريق بشر بن وضاح: وهو البصري عن بشير بن عقبة الدورقي، عن أبي نضرة، سألت أبا سعيد عن خاتم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -يعني خاتم النبوة-، قال: كان بضعة ناشزة. وهذا إسناد حسن.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/280، وقال: رواه أحمد، وفيه عبد الله بن ميسرة، وثقه ابن حبان، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات! قلنا: فاته أن يعله أيضاً بعتاب، فإنه مجهول كما سلف.
وفي وصف خاتم النبوة أحاديث كثيرة، جاء منها في المسند حديث أبي رمثة، سلف (7109) .
وحديث قرة بن إياس، سيرد 3/434.
وحديث جابر بن سمرة، سيرد 5/90.
وحديث عبد الله بن سرجس، سيرد 2/ 82-83.
وحديث عمرو بن أخطب الأنصاري، سيرد 5/77.
وفي غير المسند حديث السائب بن يزيد عند البخاري (190) ، ومسلم (2345) .
قال السندي: قوله: لحم ناشز، أي: مرتفع عن الجسم.
وانظر في صفته "فتح الباري" 6/562-563.(18/199)
جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ " (1)
11658 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ خَالِدٍ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ (2) ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ سُلَيْمٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَالسِّوَاكَ وَأَنْ يَمَسَّ مِنَ الطِّيبِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ " (3)
11659 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْلَى الْمَهْرِيِّ،
__________
(1) إسناده ضعيف وقد سلف الكلام على إسناده في الرواية رقم (11473) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/198 من طريق الحسن بن الربيع: وهو ابن سليمان البوراني، عن جعفر، به.
(2) في (م) : زيد، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير الحسن بن سَوار، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة. ليث: هو ابن سعد، خالد بن يزيد: هو الجمحي المصري، وسعيد: هو ابن أبي هلال، عمرو بن سلَيم: هو الزرَقي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/97، وفي "الكبرى" (1688) من طريق الحسن بن سَوار، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1743) من طريقين عن الليث، به.
وقد سلف تخريج طريق سعيد بن أبي هلال برقم (11251) .(18/200)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ صَبَرَ بِالْمَدِينَةِ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا، كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
11660 - حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَكَانَ أَحَدَ الصَّالِحِينَ -، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَهُوَ يَمُوتُ، فَقُلْتُ لَهُ: " أَقْرِئْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي السَّلَامَ " (2)
11661 - حَدَّثَنَا هَارُونُ هُوَ ابْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (3) بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا حَلِيمَ إِلَّا ذُو عَثْرَةٍ، وَلَا حَكِيمَ إِلَّا ذُو تَجْرِبَةٍ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وسلمة بن الفضل: وهو الأبرش الأنصاري، مختلف فيه.
وقد سلف برقم (11246) .
(2) هذا الأثر إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي إبراهيم إسماعيل بن محمد، فمن رجال التعجيل، وهو ثقة. يوسف بن الماجشون: هو يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون. مولى آل المنكدر.
(3) قوله: عبد الله، ليس في (ظ 4) ، وأشير إليها في (س) أنها نسخة.
(4) إسناده ضعيف لضعف دراج -وهو ابن سمعان أبو السمح- في روايته عن أبي الهيثم -وهو سليمان بن عمرو العتْواري- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. =(18/201)
11662 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا (1) عَبْدُ اللهِ، وعَتَّاب (2) قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَنْبَأَنَا (1) يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى عَنْ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ " (3)
11663 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
__________
= وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/54 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1521، وأبو الشيخ في "الأمثال" (41) من طريق هارون بن معروف، به. ولفظه عند أبي الشيخ: "لا حليم إلا ذو أناة، ولا حكيم إلا ذو تجربة".
وقد سلف برقم (11056) .
(1) في (ظ 4) و (م) : أخبرنا.
(2) في (م) : عبد الله بن عتاب، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق: وهو المروزي، فمن رجال الترمذي، وعتاب: وهو ابن زياد الخراساني، من رجال ابن ماجه، وكلاهما ثقتان، وقد توبعا، عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله. وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود.
وأخرجه البخاري (5626) عن محمد بن مقاتل، عن عبد الله، به.
وأخرجه مسلم (2023) (111) ، وابن ماجه (3418) ، وأبو عوانة 5/339، وابن حبان (5317) من طريق ابن وهب، عن يونس، به.
وقد سلف برقم (11026) .
واختناث الأسقية: ثني فمها إلى خارج والشرب منها.(18/202)
أَبِي الْمَوَالِ، -مَوْلًى لِآلِ عَلِيٍّ- قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: كَانَتْ جَنَازَةٌ فِي الْحِجْرِ، فَجَاءَ (1) أَبُو سَعِيدٍ فَوَسَّعُوا لَهُ، فَأَبَى أَنْ يَتَقَدَّمَ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ خَيْرَ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا " (2)
11664 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ خَلَا مِنَ النَّاسِ رَغَسَهُ اللهُ مَالًا وَوَلَدًا، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ دَعا (3) بَنِيهِ فَقَالَ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ. قَالَ: فَإِنَّهُ وَاللهِ مَا ابْتَأَرَ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا قَطُّ، فَإِذَا مَاتَ فَأَحْرِقُوهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ فَحْمًا فَاسْحَقُوهُ، ثُمَّ أَذْرُوهُ فِي يَوْمٍ، - يَعْنِي رِيحًا عَاصِفًا - " (4)
__________
(1) في (ق) : فجاءها.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- فقد أخرج له البخاري متابعةً، والنسائي وابن ماجه وأبو داود في "فضائل الأنصار"، وهو ثقة، وثقه ابن معين وأحمد والبغوي والدارقطني والطبراني، وذكره ابن شاهين، وقال أبو حاتم: ما كان به بأس. وغير عبد الرحمن بن أبي الموال فمن رجال البخاري، وهو ثقة.
عبد الرحمن بن أبي عَمرة: هو الأنصاري البخاري.
وقد سلف برقم (11137) .
(3) في (ق) و (م) : ودعا.
(4) في (س) و (ص) و (م) : ريحاً عاصفاً، والمثبت من (ظ 4) و (ق) ، وهامش =(18/203)
قَالَ: وَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَرَبِّي، فَفَعَلُوا وَرَبِّي، لَمَّا مَاتَ أَحْرَقُوهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ فَحْمًا سَحَقُوهُ، ثُمَّ أَذْرَوْهُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ، قَالَ رَبُّهُ: كُنْ. فَإِذَا هُوَ رَجُلُ قَائِمٌ، قَالَ لَهُ رَبُّهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى الَّذِي صَنَعْتَ؟ قَالَ: رَبِّ خِفْتُ عَذَابَكَ. قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا تَلَافَاهُ غَيْرُهَا، أَنْ غَفَرَ اللهُ لَهُ " قَالَ الْحَسَنُ مَرَّةً: " مَا تَلَاقَاهُ غَيْرُهَا، أَنْ غَفَرَ اللهُ لَهُ "، قَالَ قَتَادَةُ: " رَجُلٌ خَافَ عَذَابَ اللهِ، فَأَنْجَاهُ اللهُ مِنْ مَخَافَتِهِ " (1)
__________
= (س) ، وعليها علامة الصحة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وعقبة بن عبد الغافر: هو الأزْدي العَوذِي.
وأخرجه مسلم (2757) (28) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3478) ، ومسلم (2757) (27) و (28) ، وابن حبان (649) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص510-511، من طريقين عن قتادة، به.
وقد سلف نحوه برقم (11096) ، وسيأتي برقم (11736) .
قال السندي: قوله: "ممن خلا"، أي: مضى وسبق.
قوله: "رَغَسه" كمنعه: براء مهملة، ثم غين معجمة، ثم سين مهملة، أي: أعطاه وأكثر له منهما.
قوله: "ما ابتأر": على صيغة المتكلم، افتعال من بأر، موحدة، ثم همز، ثم اختلف في أنه راء مهملة أو زاي معجمة، أي: لم يقدم لنفسه، ولم يدخر.
قوله: "وربي" على لفظ القسم، من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(18/204)
11665 - حَدَّثَنَا (1) الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُمْلَأُ الْأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي، يَمْلِكُ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا، فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا " (2)
11666 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا إِنَّ لِكُلِّ
__________
(1) في (س) و (م) و (ق) : قال، والمثبت من (ظ 4) .
(2) حديث صحيح دون قوله: "يملك سبعاً أو تسعا". مطر الوَراق: وهو ابن طهمان، وإن كان فيه ضعف من جهة حفظه متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي هارون العَبْدي: وهو عمارة بن جُوين، فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وهو متروك، وقد توبع.
وأخرجه الحاكم 4/558 من طريق أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي.
وقد سلف برقم (11223) من طريق حماد بن سلمة، عن مطر والمعلى بن زياد، عن أبي الصديق، وانظر ما ذكرناه هناك، وانظر (11130) .
وسلف أيضاً برقم (11313) ، من طريق عوف بن أبي جميلة، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد دون قوله: "يملك سبعاً أو تسعاً"، وهذا إسناد صحيح.(18/205)
غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ، أَلَا وَلَا غَدْرَ أَعْظَمُ مِنْ إِمَامِ عَامَّةٍ " (1)
11667 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آخِرُ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ رَجُلَانِ يَقُولُ اللهُ لِأَحَدِهِمَا: يَا (2) ابْنَ آدَمَ مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ، هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا أَوْ رَجَوْتَنِي؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، وَهُوَ أَشَدُّ أَهْلِ النَّارِ حَسْرَةً، وَيَقُولُ لِلْآخَرِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ، هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا أَوْ رَجَوْتَنِي؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ. قَدْ كُنْتُ أَرْجُو إِذْ (3) أَخْرَجْتَنِي أَنْ لَا تُعِيدَنِي فِيهَا أَبَدًا (4) ، فَتُرْفَعُ (5) لَهُ شَجَرَةٌ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن بن موسى: هو الأشيب، أبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.
وأخرجه ابن ماجه (2873) عن عمران بن موسى الليثي، عن حماد بن زيد، وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (11427) ، وانظر (11303) .
(2) لفظ "يا" ليس في (ظ 4) ، وأشير إليه في (س) أنه نسخة.
(3) في (ظ 4) : إن.
(4) لفظ "أبداً"، ليس في (ظ 4) ، وأشير إليه في (س) أنه نسخة.
(5) في (ظ 4) : فيرفع.(18/206)
أَقِرَّنِي تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَآكُلَ مِنْ ثَمَرِهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَى، وَأَغْدَقُ مَاءً، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا؟ أَقِرَّنِي تَحْتَهَا، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَآكُلَ مِنْ ثَمَرِهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: " يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَيُقِرُّهُ تَحْتَهَا وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَيَيْنِ، وَأَغْدَقُ مَاءً، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَأَقِرَّنِي تَحْتَهَا، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَآكُلَ مِنْ ثَمَرِهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَيُقِرُّهُ تَحْتَهَا، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلَا يَتَمَالَكُ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: سَلْ وَتَمَنَّ، فَيَسْأَلُ وَيَتَمَنَّى (1) وَيُلَقِّنُهُ اللهُ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ، فَيَسْأَلَ وَيَتَمَنَّى مِقْدَارَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: ابْنَ آدَمَ، لَكَ مَا سَأَلْتَ " (2) قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: " وَمِثْلُهُ مَعَهُ "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ "، - ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: حَدِّثْ بِمَا سَمِعْتَ
__________
(1) قوله: فيسأل ويتمنى، مثبتة من (ظ 4) .
(2) في (ق) : ما شئت.(18/207)
وَأُحَدِّثُ بِمَا سَمِعْتُ (1)
11668 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَفْلَحَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُبُّ الْأَنْصَارِ إِيمَانٌ، وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (991) عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وقوله: قال أبو سعيد الخدري: "ومثله معه"، قال أبو هريرة: "وعشرة أمثاله" هو مقلوب، والصحيح ما سلف بيانه في الرواية التي سلفت برقم (11200) ، ووقع عند البزار على وفق ما في "الصحيح"، فقد أخرجه في "الزوائد" (3555) من طريق الحجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، به. وفيه: قال أبو هريرة: "ومثله معه"، قال أبو سعيد: "وعشرة أمثاله".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/400، وقال: رواه أحمد، والبزار بنحوه إلا أنه قال: عن أبي سعيد: وعشرة أمثاله، وعن أبي هريرة: مثله، ورجالهما رجال الصحيح غير علي بن زيد، وقد وثق على ضعف فيه.
قلنا: قد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11200) ، وانظر (11016) .
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، حماد بن سلمة لم يدرك أفلح، وهو مولى أبي أيوب الأنصاري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/29، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. قلنا: لم يشر إلى انقطاع سنده.
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن عباس في الرواية (2818) ، وتتمتها =(18/208)
11669 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَدَخَلَ أَعْرَابِيٌّ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَجَلَسَ الْأَعْرَابِيُّ فِي آخِرِ النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: فَأَمَرَهُ، فَأَتَى الرَّحَبَةَ (1) الَّتِي عِنْدَ الْمِنْبَرِ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ (2)
11670 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَوَجَدَ رِيحَ ثُومٍ مِنْ رَجُلٍ، فَقَالَ لَهُ لَمَّا فَرَغَ: " يَنْطَلِقُ
__________
في تخريج الرواية السالفة برقم (11407) .
(1) في (ظ 4) : فأتى عند الرحبة.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن وردان، فقد روى له أصحاب السنن، والبخاري في "الأدب المفرد"، وثقه أبو داود والعجلي ويعقوب بن سفيان، وقال أبو حاتم والدارقطني: لا بأس به، وقال أبو حاتم في موضع آخر: ليس بالمتين يُكتب حديثه، وضعفه ابنُ معين، وقال في موضع آخر: صالح، وذكره ابن حبان في
"المجروحين"، وقال: كان ممن فحش خطؤه حتى كان يروي عن المشاهير الأشياء المناكير. قال الذهبي في "الميزان": وجاء تضعيفه عن أبي داود أيضاً. حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وقد سلف مطولاً برقم (11197) .(18/209)
أَحَدُكُمْ فَيَأْكُلُ مِنْ (1) هَذَا الْخَبِيثِ، ثُمَّ يَأْتِي فَيُؤْذِينَا " (2)
11671 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ (3)
11672 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {كَالْمُهْلِ} [الكهف: 29] قَالَ: " كَعَكَرِ الزَّيْتِ، فَإِذَا قَرُبَ (4) إِلَيْهِ، سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِهِ فِيهِ " (5)
__________
(1) لفظ "من" ليس في (ظ 4) ، وأشير إليه في (س) أنه نسخة.
(2) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن هُبيرة: هو عبد الله السبئي الحضرمي، وحنش بن عبد الله: هو أبو رشدين السبئي.
وانظر (11084) .
(3) إسناده ضعيف كسابقه. يحيى بن إسحاق: هو السيْلَحيني، وانظر ما قبله.
(4) في (ظ 4) : قربه، وهي نسخة في هامش (س) .
(5) إسناده ضعيف، دراج: وهو أبو السمح يضعف في روايته عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العتواري. حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه أبو يعلى (1375) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" -زوائد نعيم بن حماد- (316) ، وعبد بن =(18/210)
11673 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، طُوبَى لِمَنْ رَآكَ، وَآمَنَ بِكَ، قَالَ: " طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، ثُمَّ طُوبَى، ثُمَّ طُوبَى، ثُمَّ طُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي "، قَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَمَا طُوبَى؟ قَالَ: " شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ، ثِيَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا " (1)
__________
= حميد في "المنتخب" (930) ، والترمذي (2581) و (2584) و (3322) ، وابن حبان (7473) ، والطبري في "التفسير" 15/239، والحاكم 2/501 و4/604، والبيهقي في "البعث" (604) من طريقين عن عمرو بن الحارث، عن دراج، به.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب، ومع ذلك صححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
وفي الباب عن أبي أمامة، سيرد 5/265، وإسناده ضعيف.
وعن ابن عباس، موقوفاً، عند البيهقي في "البعث" (606) .
قال السندي: قوله: "كعكر الزيت": هو بفتحتين: الدنس والدرن الذي تحت الزيت.
قوله: "قرب": من التقريب.
قوله: "فروة وجهه"، أي: جلده، وأصله فروة الرأس لجلدته، استعارها من الرأس للوجه.
قوله: "فيه"، أي: في العكر.
(1) إسناده ضعيف كسابقه دون قوله: "طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني" فحسن لغيره.
وأخرجه أبو يعلى (1374) من طريق حسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد. =(18/211)
11674 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللهِ حَتَّى يَقُولُوا: مَجْنُونٌ " (1)
__________
= وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 4/91 من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 13/149، وابن حبان (7230) و (7413) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به.
وأخرجه مختصرا ابن أبي عاصم في "السنة" (1487) من طريق وكيع، عن إبراهيم أبي إسحاق، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، به، بلفظ: "طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني"، وإسناده ضعيف، إبراهيم أبو إسحاق شيخ وكيع غير منسوب، فإن كان إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع أو إبراهيم بن الفضل المخزومي، فالضعف باق لأن كلا منهما ضعيف.
وله شاهد من حديث أنس، سيرد 3/155.
وآخر من حديث أبي أمامة، سيرد 5/248.
وثالث من حديث أبي عبد الرحمن الجهني، سيرد 4/152.
ورابع من حديث أبي هريرة عند ابن حبان (7232) .
وخامس من حديث عبد الله بن بسر عند الحاكم 4/86.
وسادس من حديث ابن عمر عند الطيالسي (1845) .
ولا يخلو إسناد واحدٍ منها من مقال غير حديث أبي عبد الرحمن الجهني فإسناده حسن على قول من أثبت صحبته.
قال السندي: قوله: "طوبى ثم طوبى ثم طوبى" إلخ: كأنه قصد به تعظيم إيمان من لم يره، لأنه آمن بغير صرف (أي حيلة) ، بخلاف من رآه فإنه قد شاهد من المعجزات والآيات ما جعل الأمر عنده كالعِيان.
(1) إسناده ضعيف كسابقه. =(18/212)
11675 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو نَضْرَةَ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْوَتْرِ، فَقَالَ: " أَوْتِرُوا قَبْلَ الْفَجْرِ " (1)
11676 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ اسْتِئْجَارِ الْأَجِيرِ حَتَّى يُبَيَّنَ لَهُ أَجْرُهُ، وَعَنْ إِلْقَاءِ الْحَجَرِ، وَاللَّمْسِ، وَالنَّجْشِ " (2)
__________
= وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (925) ، وأبو يعلى (1376) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11653) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان -وهو ابن يزيد العطار البصري-، وأبي نَضْرة -وهو المنذر بن مالك العَبْدي العَوَقي- فمن رجال مسلم، وأخرج لهما البخاري تعليقاً. عفان: هو ابن مسلم أبو عثمان الصفار البصري.
وأخرجه الدارمي 1/372 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2163) ، ومن طريقه أبو عوانة 2/309 عن أبان بن يزيد، به، وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبان، به.
وسلف بالأرقام (11097) و (11302) و (11324) ، وبنحوه برقم (11001) .
(2) صحيح لغيره دون قوله: نهى عن استئجار الأجير حتى يبين له أجره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وقد سلف الكلام على إسناده وتخريجه في الرواية رقم (11565) . حسن: هو ابن موسى الأشيب.(18/213)
11677 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: خَرَجْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، طفنا (1) قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْعَلُوهَا عُمْرَةً، إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ "، فَلَمَّا كَانَ عَشِيَّةُ التَّرْوِيَةِ أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ (2)
11678 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا مَهَابَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُومَ بِحَقٍّ إِذَا عَلِمَهُ " قَالَ: ثُمَّ بَكَى أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: " قَدْ وَاللهِ شَهِدْنَاهُ، فَمَا قُمْنَا بِهِ " (3)
__________
(1) طفنا، ليست في (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وداود: هو ابن أبي هند، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعة العَبْدِي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/193، وفي "شرح مشكل الآثار" (2438) و (4308) من طريق حجاج بن منهال، عن يزيد بن زريع، به.
وقد سلف برقم (11014) .
(3) مرفوعة صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جدْعان، ولانقطاعه، الحسن: وهو البصري لم يسمع من أبي سعيد.
وأخرجه الترمذي مطولاً (2191) ، وابن ماجه (4007) عن عمران بن موسى، عن حماد بن زيد، به.
وقول أبي سعيد: قد والله شهدناه، فما قمنا به. سيأتي بإسنادٍ صحيح برقم =(18/214)
11679 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اطْلُبُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ (1) ، فِي تِسْعٍ يَبْقَيْنَ، وَسَبْعٍ يَبْقَيْنَ، وَخَمْسٍ يَبْقَيْنَ، وَثَلَاثٍ يَبْقَيْنَ " (2)
11680 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ أَهْلَ قُرَيْظَةَ لَمَّا نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ، أَوْ إِلَى خَيْرِكُمْ " فَقَالَ: " إِنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا
__________
= (11793) وفيه: فحملني على ذلك أن ركبت إلى معاوية، فملأت أذنيه، ثم رجعت.
وانظر (11017) و (11403) .
(1) في (م) زيادة: من رمضان.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد بن سلمة وأبو نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، من رجاله، والبقية من رجال الشيخين. حُميد: هو ابن أبي حُميد الطويل خال حماد بن سلمة.
وأخرجه مختصراً الطيالسي (2166) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5482) ، وفي "معاني الآثار" 3/90 من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (11076) .(18/215)
عَلَى حُكْمِكَ "، قَالَ: إِنِّي أَحْكُمُ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ، قَالَ: " لَقَدْ حَكَمْتَ بِحُكْمِ الْمَلِكِ " (1)
11681 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ أَنْبَأَنِي قَالَ: سَأَلْتُ قَزَعَةَ، (2) مَوْلَى زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: أَرْبَعٌ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْجَبْنَنِي، وَآنَقْنَنِي، قَالَ: " لَا تُسَافِرْ امْرَأَةٌ مَسِيرَةَ يَوْمَيْنِ أَوْ لَيْلَتَيْنِ، إِلَّا وَمَعَهَا زَوْجُهَا أَوْ ذُو مَحْرَمٍ "
" وَلَا يَصُومُ يَوْمَيْنِ: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ النَّحْرِ "
" وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاتَيْنِ: بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ "
" وَلَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَمَسْجِدِي هَذَا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وشعبة: هو ابن الحجاج، وسَعْد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 3/424، والبيهقي في "الدلائل" 4/18 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11168) ، وانظر (11170) .
(2) وقع في النسخ عدا (ظ 4) : عكرمة، وهو خطأ، والتصويب من (ظ 4) ، ومن "أطراف المسند"، ومن الرواية السالفة برقم (11294) ، فهذه الرواية مكررة عنها.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وشعبة: هو ابن الحجاج، وعبد الملك بن عمير: هو اللخْمي الفَرَسي، وقَزعة: هو ابن يحيى البصري. =(18/216)
11682 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُنْتَبَذَ (1) الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ جَمِيعًا، وَالزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ جَمِيعًا " (2)
11683 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ " (3)
__________
= وهو مكرر الرواية (11294) إلا أن هناك زيادة محمد بن جعفر مع عفان.
وقد سلف برقم (11040) .
(1) في (م) : ينبذ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة، وهو المنذر بن مالك العَبْدِي، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقَتادة: هو ابن دِعامة السدوسي.
وأخرجه أبو عوانة 5/293 من طرق، عن همام، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11464) ، وانظر (10991) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. تجهْز: هو ابن أسد العَمي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وعبد الله بن أبي عتْبة: هو مولى أنس بن مالك.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (676) ، وابن أبي شيبة 8/523-524، والبخاري في "صحيحه" (3562) و (6102) و (6119) ، وفي "الأدب المفرد" =(18/217)
11684 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتِسْعَ عَشْرَةَ أَوْ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ، فَصَامَ صَائِمُونَ، وَأَفْطَرَ مُفْطِرُونَ، فَلَمْ يَعِبْ هَؤُلَاءِ عَلَى هَؤُلَاءِ، وَلَا هَؤُلَاءِ عَلَى هَؤُلَاءِ " (1)
11685 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَخِيهِ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ،
__________
= (467) و (599) ، ومسلم (2320) ، وابن ماجه (4180) ، وأبو يعلى (991) و (1156) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1000) ، وابن حبان (6306) و (6307) و (6308) ، والبيهقي في "السنن" 1/1920، وفي "الشُّعَب" (7331) ، وفي "الدلائل" 1/316، وفي "الآداب" (180) ، والبغوي في "شرح السنة" (3693) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه مختصراً الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص49 من طريق أبي صالح، عن أبي سعيد، به.
وسيأتي بالأرقام (11748) و (11833) و (11862) و (11874) .
قال السندي: قوله: من العذراء: هي البكر، وهي أبداً توصف بالحياء.
قوله: في خدرها، بكسر معجمة: الستْر أو البيت.
قوله: عرفناه، أي: لم يذكره من شدة الحياء، ولكن يظهر في وجهه أنه يكرهه، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (1116) (94) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/68، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/176 من طرق، عن شعبة، به.
وقد سلف بالأرقام (11191) و (11413) ، وانظر (11083) .(18/218)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لَهُ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَزْلِ قَالَ: " لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا، فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ " (1)
11686 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قُلْنَ النِّسَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ، غَلَبَ عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَعِدْنَا مَوْعِدًا، فَوَعَدَهُنَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ قَدَّمَتْ ثَلَاثًا مِنْ وَلَدِهَا، كَانُوا لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ "، قَالَتْ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا قَدَّمْتُ اثْنَيْنِ. قَالَ: " وَاثْنَيْنِ " (2)
11687 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ رَجُلًا قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَقَدْ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَلَيْسَتْ لَهُ تَوْبَةٌ؟ قَالَ: فَانْتَضَى سَيْفَهُ فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ مِائَةً، ثُمَّ إِنَّهُ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (11458) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ذكوان: هو أبو صالح السمان.
وقد سلف برقم (11296) .
قال السندي: قوله: قلن النساء: على لغة أكلوني البراغيث.(18/219)
أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ، اخْرُجْ مِنَ الْقَرْيَةِ الْخَبِيثَةِ الَّتِي أَنْتَ بِهَا، إِلَى قَرْيَةِ كَذَا وَكَذَا، فَاعْبُدْ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا، قَالَ: فَخَرَجَ وَعَرَضَ لَهُ أَجَلُهُ، فَاخْتَصَمَ فِيهِ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ وَمَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ، قَالَ إِبْلِيسُ: إِنَّهُ لَمْ يَعْصِنِي سَاعَةً قَطُّ، قَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: إِنَّهُ خَرَجَ تَائِبًا " فَزَعَمَ حُمَيْدٌ أَنَّ بَكْرًا حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: " فَبَعَثَ اللهُ مَلَكًا فَاخْتَصَمَا إِلَيْهِ " - رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ قَتَادَةَ قَالَ: - " انْظُرُوا إِلَى أَيِّ الْقَرْيَتَيْنِ كَانَ أَقْرَبَ، فَأَلْحِقُوهُ بِهَا " قَالَ قَتَادَةُ " فَقَرَّبَ اللهُ مِنْهُ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ، وَبَاعَدَ عَنْهُ (1) الْقَرْيَةَ الْخَبِيثَةَ، فَأَلْحَقُوهُ بِأَهْلِهَا " (2)
11688 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، أَنَّهُمْ أَصَابُوا
__________
(1) في (ظ 4) و (ق) : منه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو الصديق: هو بكر بن عمرو الناجي.
وأخرجه ابن ماجه (2622) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وقول قتادة: فقرب الله منه القرية الصالحة ... الخ، إنما رواه عن الحسن البصري، وهو من مراسيله، كما سلف برقم (11154) ، وانظره لزاماً.(18/220)
سَبَايَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَسْتَمْتِعُوا بِهِنَّ، وَلَا يَحْمِلْنَ، فَسَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ كَتَبَ مَنْ هُوَ خَالِقٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
11689 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى، فَلْيَبْنِ عَلَى الْيَقِينِ، حَتَّى إِذَا اسْتَيْقَنَ أَنْ قَدْ أَتَمَّ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، فَإِنَّهُ إِنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ووهيب: هو ابن خالد، وابنُ محيريز: هو عبد الله.
وأخرجه البخاري (7409) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/33، وفي "شرح مشكل الآثار" (3703) من طريق الخصيب بن ناصح، عن وهيب، به.
وأخرجه مسلم (1438) (126) ، وابن حبان (4193) ، والبيهقي في "السنن" 9/125 من طريقين عن موسى بن عقبة، به.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم بإثر (7409) عن مجاهد، عن قزعة، عن أبي سعيد، قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ليست نفس مخلوقة إلا الله خالقها"، ووصله الحميدي (747) ، وسعيد بن منصور (2218) ، ومسلم (1438) (132) ، وأبو داود (2170) ، والترمذي (1138) ، والنسائي في "الكبرى" (9090) ، والبيهقي في "السنن" 7/229 من طريق سفيان بن عيينة، وأبو يعلى (1135) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، كلاهما عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
وقد سلف برقم (11078) .(18/221)
كَانَتْ صَلَاتُهُ وِتْرًا صَارَتْ شَفْعًا، وَإِنْ كَانَتْ شَفْعًا، كَانَ ذَلِكَ (1) تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ " (2)
__________
(1) في (ظ 4) : ذينك.
(2) حديث صحيح، فُلَيح: وهو ابن سليمان الخُزَاعي -وإن تكلم بعض الأئمة في حفظه- توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس بن محمد: هو ابن مسلم المؤدب البغدادي.
وأخرجه الدارقطني 1/375 من طريق محمد بن أبان، عن فليح، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/25، ومسلم (571) ، وأبو داود (1024) ، والنسائي في "المجتبى" 3/27، وفي "الكبرى" (584) و (585) و (1161) ، وابن ماجه (1210) ، وابن خزيمة (1023) و (1024) ، وأبو عوانة 2/193، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/433، وابن حبان (2664) و (2667) ، والدارقطني
1/372، 375، والبيهقي في "السنن" 2/331 من طرق عن زيد بن أسلم، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/95، ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3466) ، وأبو داود (1026) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/433، والبيهقي في "السنن" 1/332، 338، والبغوي في "شرح السنة" (754) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، مرسلاً.
وأخرجه ابن حبان (2663) ، والبيهقي 2/338-339، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/19 من طريق الوليد بن مسلم، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/20 من طريق يحيي بن راشد المازني، كلاهما عن مالك، عن زيد بن أسلم، به، متصلاً.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/18: هكذا روى هذا الحديث عن مالك جميع رواة الموطأ عنه (يعني مرسلاً) ، ولا أعلم أحداً أسنده عن مالك إلا الوليد بن مسلم، فإنه وصله وأسنده عن مالك، وتابعه على ذلك يحيى بن راشد -إن صح- =(18/222)
11690 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ، كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ (1) ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا " (2)
11691 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا (3) سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ
__________
= عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا: وأخرجه أبو داود (1027) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، مرسلاً.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/19: والحديث متصل مسند صحيح، لا يضره تقصير من قصر به في اتصاله، لأن الذين وصلوه حفاظ مقبولة زيادتهم، وبالله التوفيق.
وسيأتي بالأرقام (11782) و (11794) و (11830) ، وانظر (11082) ، وانظر حديث عبد الله بن مسعود، السالف برقم (3602) ، والتعليق عليه.
(1) في (ظ 4) : في أفق من آفاق السماء. وقوله: "من آفاق" نسخة في هامش (س) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وقد سلف برقم (11213) عن ابن نمير، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (11206) من طريق أبي الوداك، عن أبي سعيد، به، وذكرنا هناك شواهده.
(3) في (ظ 4) و (م) : أخبرنا.(18/223)
أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَصَبْنَا نِسَاءً مِنْ سَبْيِ أَوْطَاسٍ، وَلَهُنَّ أَزْوَاجٌ، فَكَرِهْنَا أَنْ نَقَعَ عَلَيْهِنَّ وَلَهُنَّ أَزْوَاجٌ، فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ، إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24] قَالَ: " فَاسْتَحْلَلْنَا بِهَا فُرُوجَهُنَّ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع فيما ذكر المزي في "تهذيب الكمال"، فقد قال في رواية أبي الخليل -وهو صالح بن أبي مريم- عن أبي سعيد: مرسل. وقد أخرجه مسلم (1456) (35) ، بهذا الإسناد من طريق شعبة وسعيد عن قتادة، عن أبي الخليل، عن أبي سعيد. فقال النووي في "شرح
مسلم" 10/34: هكذا هو في جميع نسخ بلادنا، وكذا ذكره أبو علي الغساني من رواية الجلودي وابن ماهان. قال: وكذلك ذكره أبو معود الدمشقي. قال: ووقع في نسخة ابن الحذاء بإثبات أبي علقمة بين أبي الخليل وأبي سعيد. قال الغساني: ولا أدري ما صوابه. قال القاضي عياض: قال غيرُ الغساني: إثباتُ أبي علقمة هو الصواب. قلت (يعني النووي) : ويحتمل أن إثباته وحذفه كلاهما صواب، ويكون أبو الخليل سمع بالوجهين، فرواه تارة كذا، وتارة كذا. قلنا: وقد قال العلائي في "جامع التحصيل" (295) في رواية أبي خليل المرسلة هذه عند مسلم: وروايته عن أبي سعيد في "صحيح مسلم" على قاعدته. قلنا: قال المزي في "تحفة الأشراف" (4077) : هكذا وقع في "صحيح مسلم"، والمحفوظ حديث سعيد. قلنا: يعني بإثبات أبي علقمة بين أبي الخليل وأبي سعيد، وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 8 أن إثبات أبي علقمة أصح. وسيرد مثبتاً في الروايتين (11797) و (11798) . ورجال الإسناد ثقات رجال الصحيحين غير عثمان البَتي -وهو ابن مسلم، فمن رجال الأربعة، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الطبري في "التفسير" (8970) من طريق عبد الرزاق، شيخ أحمد، =(18/224)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5491) ، وأبو يعلى (1148) ، والواحدي في "أسباب النزول" ص141 من طريقين عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الترمذي (1132) و (3017) ، والنسائي فى "الكبرى" (11097) ، -وهو في "التفسير" (117) -، وأبو يعلى (1231) ، والطبري في "التفسير" (8969) ، والواحدي ص142 من طرق عن عثمان البَتِّي، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وليس في هذا الحديث عن أبي علقمة، ولا أعلم أن أحداً ذكر أبا علقمة في هذا الحديث، إلا ما ذكر همام عن قتادة. قلنا: بل ذكر أبا علقمة أيضاً سعيدُ بنُ أبي عروبة، وشعبة، وهشام الدستوائي، ثلاثتهم عن قتادة، كما سيرد في الرواية (11797) وتخريجها.
وأخرجه مسلم (1456) (35) ، من طريق شعبة وسعيد عن قتادة، عن أبي الخليل، عن أبي سعيد، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "التفسير" 1/153-154 عن معمر، عن قتادة، عن أبي الخليل أو غيره، عن أبي سعيد. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبري في "التفسير" (8971) ، لكن ليس في الإسناد عنده: أو غيره.
وسيرد برقمي (11797) و (11798) ، وانظر (11228) .
وفي الباب عن ابن عباس عند النسائي في "الكبرى" (11098) -وهو في "التفسير" (118) - ولم يذكر لفظه، إنما أحال على حديث أبي سعيد، فقال: عن ابن عباس مثله. وأخرجه من حديثه أيضاً الطبراني في "الكبير" (12637) بإسناد آخر، وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/3.
قال السندي: قوله: فاستحللنا بها، أي: بهذه الآية، فروجهن: قالوا: المراد بقوله: (ما ملكت أيمانكم) : المَسْبِيات بشأن النزول، ولا يخفى أن هذا يقتضي أن شأن النزول قد يخصص عموم اللفظ، فقولهم: العبرة لعموم اللفظ لا لخصوص السبب أكثري لا كلي. والله تعالى أعلم. قال البغوي في "شرح السنة" =(18/225)
11692 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا (1) سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبْغَضَنَّ (2) الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ " (3)
11693 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي تُرْبَتِهَا، " فَقَسَمَهَا بَيْنَ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي مُجَاشِعٍ، وَبَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ، وَبَيْنَ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ، وَبَيْنَ زَيْدِ الْخَيْرِ الطَّائِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4)
11694 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنْ غَسْلِ الرَّأْسِ،
__________
= 9/320: وتأول ابن عباس الآية على الأمَة المزوجة يشتريها رجل، وجعل بيعها طلاقاً، وأحل للمشتري وطأها، وعامةُ أهلِ العلم على خلافه، ولم يجعلوا بيع الأمة ذات الزوج طلاقاً.
(1) في (ظ 4) و (م) : أخبرنا.
(2) في (س) و (م) : يَبْغَضَنَّ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف بالأرقام (11300) و (11407) ، وفي الثاني منهما تخريجه.
(4) إسناده صحيح على شرطهما، وهو مكرر (11648) سنداً ومتناً.(18/226)
فَقَالَ: يَكْفِيكَ ثَلَاثُ حَفَنَاتٍ، أَوْ ثَلَاثُ أَكُفٍّ، ثُمَّ جَمَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنِّي رَجُلٌ كَثِيرُ الشَّعْرِ؟ قَالَ: " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَكْثَرَ شَعْرًا مِنْكَ وَأَطْيَبَ " (1)
11695 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي تُرْبَتِهَا، فَقَسَمَهَا بَيْنَ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي مُجَاشِعٍ، وَبَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ، وَبَيْنَ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ، وَبَيْنَ زَيْدِ الْخَيْرِ الطَّائِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ "، قَالَ: فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ، قَالُوا: يُعْطِي صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ، وَيَدَعُنَا، قَالَ: " إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ "، قَالَ: فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِئُ الْجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، مَحْلُوقٌ، قَالَ: فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ، اتَّقِ اللهَ، قَالَ: " فَمَنْ يُطِيعُ اللهَ إِذَا (2) عَصَيْتُهُ، يَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَلَا تَأْمَنُونِي " قَالَ: فَسَأَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ قَتْلَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، - أُرَاهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ - فَمَنَعَهُ، فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ: " إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْماً (3) يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام على رجاله في الرواية رقم (11510) ، وذكرنا هناك شواهده التي يصحُّ بها.
(2) في (ق) : إن.
(3) في النسخ: قَوْمٌ، بالرفع، وضبب فوقها في (س) .(18/227)
أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ " (1)
11696 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّورِ قَدِ الْتَقَمَ الصُّورَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ، وَأَصْغَى سَمْعَهُ، يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ " (2)
11697 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرطهما، وهو مكرر (11648) سنداً ومتناً.
(2) إسناده ضعيف لضعف العَوْفي: وهو عطية بن سعد، ولاضطرابه فيه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وهو عند عبد الرزاق في "التفسير" 2/175.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/130-131، والبغوي في "شرح السنة" (4299) ، وفي "التفسير" 2/147 من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، به، وزادا: فقالوا: يا رسول الله، فكيف تأمرنا؟ قال: "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل". قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، لا أعلم رواه غير أبي حذيفة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/105 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن قيس، عن عطية، به. وقال: غريب من حديث الثوري، عن عمرو، لم نكتبه إلا من حديث الفريابي.
وقد سلف مطولاً برقم (11039) ، وذكرنا الاضطراب فيه هناك.(18/228)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ فِي حَبٍّ وَلَا ثَمَرٍ (1) صَدَقَةٌ، حَتَّى يَبْلُغَ خَمْسَةَ أَوْسَاقٍ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ " (2)
11698 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، حَدَّثَنَا عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " كُنَّا نُؤَدِّي صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ،، صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ، جَاءَتِ السَّمْرَاءُ، فَرَأَى أَنَّ مُدًّا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ " (3)
__________
(1) نص الإمامان أحمد ومسلم أن عبد الرزاق قال ثمر -بالثاء- بدل تمر - بالتاء-، وقد جاءت في النسخ الخطية تمر -بالتاء- وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقم (7254) .
وسلفت تتمة تخريجه برقم (11571) ، وانظر (11030) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5780) .
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (1505) و (1508) ، والترمذي (673) ، والنسائي في "المجتبى" 5/51، وفي "الكبرى" (2291) ، والدارمي 1/393، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/41، وفي "شرح مشكل الآثار" (3399) ، والبيهقي 4/164 من طرق عن سفيان، به. وعندهم زيادة: "أو صاعاً من طعام".
وستأتي برقم (11932) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، يرون من كل شيء صاعاً، وهو قول الشافعي وأحمد =(18/229)
11699 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ أَنْ يَرَى أَمْراً للهِ (1) فِيهِ مَقَالًا، (2) فَلَا يَقُولُ فِيهِ، فَيُقَالُ
__________
= وإسحاق. وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم: من كل شيء
صاع إلا من البر، فإنه يجزىء نصف صاع، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك، وأهل الكوفة يرون نصف صاع من بُر.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/284، ومن طريقه الشافعي في "المسند" 1/251-252 (بترتيب السندي) ، والبخاري (1506) ، ومسلم (985) (17) ، والدارمي 1/393، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/42، وفي "شرح مشكل الآثار" (3400) ، والبيهقي 4/164، والبغوي (1595) ، عن زيد بن أسلم، به.
وفيه الزيادة السالفة.
وبنحوه أخرجه البخاري (1510) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/42، وفي "شرح مشكل الآثار" (3404) ، من طرق عن زيد بن أسلم، به.
وأخرجه الطيالسي (2226) عن زهير بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عن أبي سعيد قال: كنا نخرج صدقة الفطر على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صاعاً صاعاً، وإن كان طعامهم يومئذٍ التمر والزبيب.
وقال أبو داود عقب الحديث رقم (1617) . وقد ذكر معاوية بن هشام في هذا الحديث عن الثوري، عن زيد بن أسلم، عن عياض، عن أبي سعيد: "نصف صاع من بر"، وهو وهم من معاوية بن هشام، أو ممن رواه عنه.
وقد سلف برقم (11182) .
(1) في (م) أَمْرَ اللهِ، وهو خطأ.
(2) كذا في النسخ، وضبب فوقها في (س) ، وانظر تعليق السندي السالف بالرواية رقم (11255) .(18/230)
لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكُونَ قُلْتَ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: مَخَافَةُ النَّاسِ، فَيَقُولُ: إِيَّايَ أَحَقُّ أَنْ تَخَافَ " (1)
11700 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ، إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، لَا يَشِفُّ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلَا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ، إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، لَا يَشِفُّ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلَا تَبِيعُوا غَائِبًا بِنَاجِزٍ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، أبو البختري: وهو سعيد بن فيروز الطائي، لم يسمع من أبي سعيد، بينهما راوٍ، هو رجل مبهم كما بينه شعبة في الرواية رقم (11868) ، وبقية رجاله ثقات، رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وزبيد: هو ابن الحارث الهامي، وعمرو بن مرة: هو الجملي المرادي.
وقد سلف برقم (11440) ، وانظر (11255) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني الحمصي، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، ويحيى بن أبي كثير: هو الطائي، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه الترمذي (1241) من طريق شيبان، وهو عبد الرحمن النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد، وقال: وحديث أبي سعيد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الربا حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم. إلا ما روي عن ابن عباس أنه كان لا يرى باساً أن يُباع الذهب بالذهب متفاضلاً، والفضة بالفضة متفاضلاً، إذا كان يداً بيد. وقال: إنما الربا =(18/231)
11701 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، أَوْ عَطِيَّةَ، (1) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وعَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ فِي التَّطَوُّعِ، حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ يُومِئُ إِيمَاءً، وَيَجْعَلُ السُّجُودَ أَخْفَضَ مِنَ الرُّكُوعِ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَالصَّوَابُ عَطِيَّةُ " (2)
__________
= في النسيئة. وكذلك رُوي عن بعض أصحابه شيء من هذا. وقد روي عن ابن عباس أنه رجع عن قوله حين حدثه أبو سعيد الخدري عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والقول الأول أصح. والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق. وروي عن ابن المبارك أنه قال: ليس في الصرْف اختلاف.
وقد سلف برقم (11006) .
(1) في (م) : وعطية، وهو خطأ.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذان إسنادان ضعيفان، لضعف ابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن، وقد رواه عن عطية، عن أبي سعيد -وشك فيه، ولكن الصواب عن عطية كما ذكر عبد الله بن أحمد، وكما سيأتي في التخريج، وعطية: هو ابن سعد العوفي، ضعيف كذلك ورواه عن نافع، عن ابن عمر. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/493 عن وكيع، بالإسنادين وفيه: عن عطية من غير شك.
وأخرجه البزار (691) "زوائد" من طريق عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/162، وقال: حديث ابن عمر في الصحيح باختصار، وحديث أبي سعيد رواه أحمد والبزار، وفي إسنادهما محمد بن =(18/232)
11702 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ " (1)
11703 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ لَا يَشْكُرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
= أبي ليلى، وفيه كلام.
قلنا: ويشهد له حديث جابر بن عبد الله، سيرد 3/332، وهو حديث صحيح.
وقد سلف من حديث ابن عمر مختصراً برقم (4470) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد بن بهرام، فمن رجال الترمذي وابن ماجه، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال علي ابن المديني: ثقة عندنا، وإنما كان يروي عن شهر بن حوشب من كتاب كان عنده، وقال ابن عدي: هو في نفسه لا بأس
به، وإنما عابوا عليه كثرة روايته عن شهر، وشهر ضعيف.
وقد سلف برقم (11033) .
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن، وعطية العوفي: وهو ابن سعد، أما محمد بن ربيعة فهو =(18/233)
11704 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ: أَلَا تَخْرُجُ بِنَا إِلَى النَّخْلِ نَتَحَدَّثُ، قَالَ: فَخَرَجَ، قَالَ: قُلْتُ: حَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَشْرَ الْأُوَلَ مِنْ رَمَضَانَ، فَاعْتَكَفْنَا مَعَهُ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ أَمَامَكَ، فَاعْتَكِفِ (1) الْعَشْرَ الْوَسَطَ مِنْ رَمَضَانَ، وَاعْتَكَفْنَا مَعَهُ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ أَمَامَكَ (1) ، فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةُ عِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ، قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا، فَقَالَ: " مَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَرْجِعْ، فَإِنِّي أُرِيتُ (2) لَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَإِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فِي وَتْرٍ، وَإِنِّي أُنْسِيتُهَا، وَإِنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي أَسْجُدُ فِي طِينٍ وَمَاءٍ "، قَالَ: وَمَا نَرَى (3) فِي السَّمَاءِ، - قَالَ هَمَّامٌ: أَحْسَبُهُ قَالَ: قَزَعَةً، سَمَّى الْغَيْمَ بِاسْمٍ - فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ، وَكَانَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ جَرِيدَ النَّخْلِ، فَأُمْطِرْنَا، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ وَالْمَاءِ عَلَى جَبْهَةِ
__________
= الكلابي، ثقة، روى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد".
وقد سلف برقم (11280) .
(1-1) ما بينهما من (ظ 4) .
(2) في (س) : أريت أن، وفي (ق) : رأيت أن.
(3) في (ق) : ترى.(18/234)
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَرْنَبَتِهِ، تَصْدِيقًا لِرُؤْيَاهُ (1)
11705 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسِتَّ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ، فَمِنَّا مَنْ صَامَ، وَمِنَّا مَنْ أَفْطَرَ، فَلَمْ يَعِبِ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ، وَلَا الْمُفْطِرُ (2) عَلَى الصَّائِمِ " (3)
11706 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} [الأعراف: 43] قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيَّ، حَدَّثَهُمْ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ، فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه البخاري (813) عن موسى بن إسماعيل، عن همام، بهذا الإسناد وقد سلف بالأرقام (11034) و (11580) .
(2) في (ق) و (م) ولم يعب المفطر.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي.
وأخرجه مسلم (1116) (93) ، وأبو يعلى (1035) من طريق هَداب بن خالد، عن همام، به.
وقد سلف برقم (11191) ، وانظر (11083) .(18/235)
فَيُقْتَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ، مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ "، قَالَ: " فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى لِمَنْزِلِهِ، فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ لِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا " قَالَ قَتَادَةُ: " وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا يُشْبِهُ لَهُمْ (1) إِلَّا أَهْلُ جُمُعَةٍ، حِينَ انْصَرَفُوا مِنْ جُمُعَتِهِمْ " (2)
11707 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ " (3)
__________
(1) في (ظ 4) : بهم، وهي الأشبه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد بن زُريع سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو المتوكل: هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 14/38، وابن منده في "الإيمان" (837) من طريق عفان، بهذا الإسناد. غير أن رواية عفان عند الطبري جعل القَسَم من كلام قتادة. قال الحافظ في "الفتح" 11/399: وظاهره أنه مرفوع كله، وكذا في سائر الروايات إلا في رواية عفان عند الطبري.
وأخرجه البخاري (6535) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (858) ، والطبري
في "التفسير" 14/37-38، وابن منده في "الإيمان" (837) ، والبيهقي في "الشعب" (345) من طرق عن يزيد بن زُرَيع، به.
وقد سلف برقم (11098) ، وانظر (11095) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد الباهلي، =(18/236)
11708 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ آخِرَ رَجُلَيْنِ يَخْرُجَانِ مِنَ النَّارِ، يَقُولُ اللهُ لِأَحَدِهِمَا: يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ، هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ رَجَوْتَنِي؟ فَيَقُولُ: لَا. أَيْ رَبِّ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَهُوَ أَشَدُّ أَهْلِ النَّارِ حَسْرَةً، وَيَقُولُ لِلْآخَرِ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَاذَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ؟ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ أَوْ رَجَوْتَنِي؟ (1) فَيَقُولُ: لَا، يَا رَبِّ. إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أَرْجُوكَ، قَالَ: فَيَرْفَعُ لَهُ شَجَرَةً، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَقِرَّنِي تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَآكُلَ مِنْ ثَمَرِهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، فَيُقِرُّهُ تَحْتَهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَى، وَأَغْدَقُ مَاءً، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَقِرَّنِي تَحْتَهَا، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَآكُلَ مِنْ ثَمَرِهَا، (2) وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ
__________
= وعمرو بن يحيى: هو ابن عمارة بن أبي حسن المازني الأنصاري.
وقد سلف برقم (11030) .
(1) في (ق) : ورجوتني.
(2) قوله: وآكل من ثمرها، ليست في (ظ 4) ، وأشير إليها في (س) أنها نسخة.(18/237)
غَيْرَهَا، فَيُقِرُّهُ تَحْتَهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأَوَّلَتَيْنِ، وَأَغْدَقُ مَاءً، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ هَذِهِ أَقِرَّنِي تَحْتَهَا، فَيُدْنِيَهُ مِنْهَا، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلَا (1) يَتَمَالَكْ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ الْجَنَّةَ أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَلْ وَتَمَنَّهْ، فَيَسْأَلَهُ وَيَتَمَنَّى (2) مِقْدَارَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، وَيُلَقِّنُهُ اللهُ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ، فَيَسْأَلُ وَيَتَمَنَّى، فَإِذَا فَرَغَ، قَالَ: لَكَ مَا سَأَلْتَ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: " وَمِثْلُهُ مَعَهُ "، وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ "، قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: حَدِّثْ (3) بِمَا سَمِعْتَ وَأُحَدِّثُ بِمَا سَمِعْتُ (4)
11709 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَوْ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصْرُخُ بِالْحَجِّ صُرَاخًا، فَلَمَّا طُفْنَا بِالْبَيْتِ قَالَ: " اجْعَلُوهَا عُمْرَةً "، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، أَحْرَمْنَا بِالْحَجِّ (5)
__________
(1) في (ق) و (م) : فَلَمْ.
(2) في (م) : فيسأله ويتمنى بمقدار..
(3) في (س) : تحدث.
(4) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وقد سلف برقم (11667) .
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهيب: =(18/238)
11710 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَوْ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَكَى، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ كُلِّ حَاسِدٍ، وَعَيْنٍ اللهُ (1) يَشْفِيكَ " (2)
11711 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " كُلُّ حَرْفٍ مِنَ الْقُرْآنِ يُذْكَرُ فِيهِ الْقُنُوتُ فَهُوَ الطَّاعَةُ " (3)
__________
= هو ابن خالد الباهلي، وداود: هو ابن أبي هند، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي.
وأخرجه مسلم (1248) ، والبيهقي 5/40 من طريق معلى بن أسد، عن وهيب، به، دون شك.
وقد سلف من حديث أبي سعيد الخدري وحده برقم (11014) .
(1) في (ظ 4) و (ق) : والله.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود -وهو ابن أبي هند-، وأبي نَضْرة -وهو منذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم، إلا أنه وهم فيه وُهيب -وهو ابن خالد-، فقال: أو عن جابر بن عبد الله. قال الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة4: والصحيح عن أبي سعيد. عفان: هو ابن مسلم.
وقد سلف برقم (11557) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن داود، به، من غير ذكر جابر، وسلف بالأرقام (11225) و (11534) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد.
(3) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، ولضعف دراج: وهو ابن =(18/239)
11712 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " وَيْلٌ: وَادٍ فِي جَهَنَّمَ، يَهْوِي فِيهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ، وَالصَّعُودُ: جَبَلٌ مِنْ نَارٍ، يَصْعَدُ (1) فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا، ثُمَّ (2) يَهْوِي بِهِ كَذَلِكَ فِيهِ أَبَدًا " (3)
__________
= سمعان أبو السمْح في روايته عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العُتْواري. حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه أبو يعلى (1379) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 3/265-266 من طريق محمد بن حرب، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه ابن حبان (309) ، والطبراني في "الأوسط" (5177) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/325 من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به. وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/320، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الأوسط"، وفي إسناد أحمد وأبي يعلى ابن لهيعة، وهو ضعيف.
قال ابن كثير في "تفسيره" 1/161: في هذا الإسناد ضعف لا يعتمد عليه، ورفع هذا الحديث منكر، وقد يكون من كلام الصحابي أو من دونه، والله أعلم.
وكثيراً ما يأتي بهذا الإسناد تفاسير فيها نكارة، فلا يغتر بها، فإن السند ضعيف، والله أعلم.
(1) في (س) و (ق) و (م) : يصعد، والمثبت من (ظ 4) ، وهامش (س) ، وهو الموافق لرواية عبد بن حميد، والترمذي.
(2) لفظ "ثم" ليس في (س) و (ق) و (م) ، والمثبت من (ظ 4) .
(3) إسناده ضعيف كسابقه. =(18/240)
11713 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ " قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْمِلَّةُ "، قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْمِلَّةُ "، قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " التَّكْبِيرُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالتَّحْمِيدُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (1)
__________
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (924) ، -ومن طريقه الترمذي (2576) و (3164) -، وأبو يعلى (1383) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث ابن لهيعة.
قلنا: لم ينفرد ابن لهيعة برفعه، فقد تابعه عمرو بن الحارث كما سيأتي، وآفة هذا الإسناد رواية دراج عن أبي الهيثم، وهي رواية ضعيفة.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (537) من طريق كامل: وهو ابن طلحة الجحدري، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن المبارك في "الزهد" (334) من زوائد نعيم بن حماد -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (4409) -، والطبري في "التفسير" 29/155، وابن حبان (7467) ، والحكم 2/507 و4/596، والبيهقي في "البعث والنشور" (512) و (513) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه أبو يعلى (1384) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1696) ، والبغوي في "شرح السنة" (1282) من طريقين عن ابن لهيعة، به. =(18/241)
11714 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُنْصَبُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِقْدَارُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، كَمَا لَمْ يَعْمَلْ فِي
__________
= وأخرجه الطبري في "التفسير" 15/255، وابن حبان (840) ، والطبراني في "الدعاء" (1697) ، والحاكم 1/512-513، والبيهقي في "الشعب" (605) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به، وصححه الحكم، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/87، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى.. وإسنادهما حسن!
قلنا: ويشهد له حديث عثمان بن عفان، وقد سلف برقم (513) ، وإسناده حسن.
وآخر من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط" (4039) ، و"الصغير" (407) ، والحاكم 1/541، وإسناده ضعيف، ففي طريقه محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، ورواية ابن عجلان عنه ضعيفة.
وثالث من حديث أنس عند الطبراني في "الأوسط" (3203) ، وفي إسناده كثير بن سُلَيم، وهو ضعيف.
قال السندي: قوله: "استكثروا من الباقيات الصالحات": أي: من الكلمات التي تبقي لصاحبها من حيث الجزاء الصالحات للتقرب بها إلى الله تعالى.
قوله: "المِلة": قيل هي لغة: ما شرع الله لعباده على ألسنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وتستعمل في جملة الشرائع لا في آحادها، فالمراد هاهنا المبالغة بأن هذه الكلمات كأنها تمام الدين، أو المراد: كلمات الملة أو أذكارها، على تقدير المضاف، بمعنى أنها أذكار لها اختصاص بالدين لا يعرفها إلا أصحاب الدين، ولا يخفى أن من رسخت معرفة هذه الكلمات في قلبه على وجهها فهو في الدين من الراسخين، والله تعالى أعلم.(18/242)
الدُّنْيَا، وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيَرَى جَهَنَّمَ، وَيَظُنُّ أَنَّهَا مُوَاقِعَتُهُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً " (1)
11715 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَّكِئُ فِي الْجَنَّةِ سَبْعِينَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَتَحَوَّلَ، ثُمَّ تَأْتِيهِ امْرَأَتُهُ، فَتَضْرِبُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، فَيَنْظُرُ وَجْهَهُ فِي خَدِّهَا أَصْفَى مِنَ الْمِرْآةِ، وَإِنَّ أَدْنَى لُؤْلُؤَةٍ عَلَيْهَا تُضِيءُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، فَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ، قَالَ (2) : فَيَرُدُّ السَّلَامَ، وَيَسْأَلُهَا مَنْ أَنْتِ؟ وَتَقُولُ: أَنَا مِنَ الْمَزِيدِ، وَإِنَّهُ لَيَكُونُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ ثَوْبًا، أَدْنَاهَا مِثْلُ النُّعْمَانِ مِنْ
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه أبو يعلى (1385) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 15/265، والحاكم 4/597 من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/336، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وإسناده حسن على ما فيه من ضعف!
قلنا: ويشهد له حديث أبي هريرة عند ابن حبان (7352) ، وإسناده حسن.
قال السندي: قوله: "ينصب للكافر"، أي: يجعل له يوم القيامة طويلاً هذا الطول.
قوله: "كما لم يعمل"، أي: لما لم يعمل الخير في الدنيا، فالكاف للتعليل.
قوله: "مواقعته"، أي: آخذته بالغلبة والقهر.
(2) لفظ "قال" ليس في (ظ 4) ، وهي نسخة في هامش (س) .(18/243)
طُوبَى (1) ، فَيَنْفُذُهَا بَصَرُهُ، حَتَّى يَرَى مُخَّ سَاقِهَا، مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ، وَإِنَّ عَلَيْهَا مِنَ التِّيجَانِ، إِنَّ أَدْنَى لُؤْلُؤَةٍ عَلَيْهَا (2) لَتُضِيءُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " (3)
__________
(1) في (ظ 4) و (س) : طوى، وجاء في هامش (س) : طوبى، وعليها علامة الصحة. قال السندي: وهي اسم شجرة كما سبق قريباً، قلنا: انظر الرواية رقم (11673) .
(2) في (ظ 4) : منها.
(3) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه أبو يعلى (1386) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ومطولاً ابن المبارك في "الزهد" (236) و (258) -زوائد نعيم بن حماد-، والترمذي (2562) ، والطبري في "التفسير" 26/ 175-176، وابن حبان (7397) ، والحاكم 2/426-427 و475، والبيهقي في "البعث والنشور" (330) و (375) ، والبغوي في "شرح السنة" (4381) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وصححه الحكم، وتعقبه الذهبي بقوله: دراج صاحب عجائب.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/419، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وإسنادهما حسن!
قلنا: وانظر (11126) .
قال السندي: قوله: "ليتكىء في الجنة سبعين سنة"، أي: على شق واحد.
قوله: "قبل أن يتحول": إلى شق آخر، لعل المراد بيان طول الفراغ، وعدم لحوق التعب بالاتكاء على جانب حتى يحتاج إلى التقلب إلى جانب آخر، أو المراد: طول التلذذ بالأهل، وكثرة القوة على ذلك على أن المراد يتكىء، أي: متلذذاً بأهله.
قوله: "أنا من المزيد": المذكور في قوله تعالى: (لهم ما يشاؤون فيها ولدينا =(18/244)
11716 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ " (1)
__________
= مزيد) [سورة ق: 35] . قال الطيبي: ومن المزيد أيضاً ما في قوله تعالى: (للذين أحسنوا الحُسْنى وزيادة) [سورة يونس: 26] ، أي: الجنة، وما يزيد عليها رؤية الله تعالى، وإنما سميت زيادة لأن الحسْنى هي الجنة، وهي ما وعد الله تعالى بفضله جزاءً لأعمال المكلفين، والزيادة فضل على فضل.
قوله: "مثل النعمان": قيل: لفظ "تذكرة القرطبي" من حديث ابن عباس مثل شقائق النعمان -قلنا: وقد جاءت هذه العبارة في هامش (س) -وفي "القاموس": النعمان -بالضم- الدم، وأضيف الشقائق إليه لحمرته، أو هو إضافة إلى ابن المنذر، لأنه حماه.
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه أبو يعلى (1386) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/297، وفي "الشعب" (3940) من طريق أبي الأسود، عن ابن لهيعة، به، وزاد: "قصر نهاره فصام، وطال ليله فقام".
وأخرجه أبو يعلى (1061) ، وابن عدي في "الكامل" 3/981، وأبو نعيم في "الحلية" 8/325 من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/200، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وإسناده حسن!
وفي الباب عن عامر بن مسعود، سيرد 4/335 بلفظ: "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة"، وإسناده ضعيف.
ومن حديث أنس عند الطبراني في "الصغير" (716) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1210، وإسناده ضعيف. =(18/245)
11717 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَوْمًا (1) كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، مَا أَطْوَلَ هَذَا الْيَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيُخَفَّفُ عَلَى الْمُؤْمِنِ، حَتَّى يَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ مِنْ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ يُصَلِّيهَا فِي الدُّنْيَا " (2)
11718 - وَعَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمَجَالِسَ ثَلَاثَةٌ: سَالِمٌ، وَغَانِمٌ، وَشَاجِبٌ " (3)
__________
ومن حديث أبي هريرة، موقوفاً عند البيهقي في "السنن" 4/297.
(1) كذا في النسخ الخطية، وهو الموافق لرواية ابن حبان، قال السندي: ولعله بتقدير ما أطول يوماً ... الخ، ويكون ما أطول هذا اليوم تفسيراً للمحذوف.
(2) إسناده ضعيف، لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، ولضعف رواية دراج
-وهو ابن سمعان أبو السمح-، عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العُتْواري.
حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه أبو يعلى (1390) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 29/72، وابن حبان (7334) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/3370، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وإسناده حسن على ضعف في راويه!
وحَسن الحافظ إسناده في "الفتح" 11/448.
(3) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه أبو يعلى (1394) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (1062) ، وابن حبان (585) ، والطبراني في "الكبير" =(18/246)
11719 - وَعَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: 34] " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ ارْتِفَاعَهَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَإِنَّ مَا (1) بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَمَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ " (2)
__________
= 17/ (837) ، وابن عدي في "الكامل" 3/980، و1013 من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به. وعند الطبراني: "الناس ثلاثة".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/129 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البيهقي في "الشعب" (10814) ، وإسناده ضعيف، في إسناده مخراق مؤذن سعيد بن جبير، تفرد بالرواية عنه موسى الجهني، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
قال السندي: قوله: "المجالس ثلاثة": الظاهر أنه اسم فاعل من المجالسة، أي: الذي يجالس غيره ثلاثة أنواع، ويحتمل أنه جمع مجلس، واعتبر المجلس سالماً ونحوه على طريق المجاز.
قوله: "شاجب": بالشين المعجمة والجيم، أي: هالك، أي: إما سالم من الإثم، أو غانم للأجر، أو هالك بالإثم، ويروى: الناس ثلاثة: السالم: الساكت، والغانم: الذي يأمر بالخير، وينهى عن المنكر، والشاجب: الناطق بالخنا، المعين على الظلم.
(1) في (ظ 4) : لما، وجاءت في هامش (س) ، وعليها علامة التضبيب.
(2) إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11717) .
وأخرجه أبو يعلى (1395) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (357) من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، به. =(18/247)
11720 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْعِبَادِ أَفْضَلُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: " الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: " لَوْ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ فِي الْكُفَّارِ وَالْمُشْرِكِينَ حَتَّى يَنْكَسِرَ، وَيَخْتَضِبَ دَمًا، لَكَانَ الذَّاكِرُونَ اللهَ أَفْضَلَ مِنْهُ دَرَجَةً " (1)
11721 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: هَاجَرَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَجَرْتَ الشِّرْكَ، وَلَكِنَّهُ الْجِهَادُ، هَلْ بِالْيَمَنِ أَبَوَاكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " أَذِنَا لَكَ؟ " قَالَ: لَا. فَقَالَ
__________
وأخرجه الترمذي (2540) و (3294) ، والطبري في "التفسير" 27/185، وابن حبان (7405) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (274) و (595) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (342) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
قال السندي: قوله: "إن ارتفاعها كما بين السماء والأرض". قال العلماء: معنى الحديث إن الفرش تكون في الدرجات، وبين الدرجات كما بين السماء والأرض. وقيل: المراد تنضيد الفرش بعضها إلى بعض إلى ذلك الحد، والأول أوجه لما في الحديث: "إن في الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض"، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11717) .
وأخرجه أبو يعلى (1401) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3376) ، والبغوي في "شرح السنة" (1246) من طريقين، عن ابن لهيعة، به.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث درَّاج.(18/248)
لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْجِعْ إِلَى أَبَوَيْكَ فَاسْتَأْذِنْهُمَا، فَإِنْ فَعَلَا، وَإِلَّا فَبِرَّهُمَا " (1)
11722 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " يَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: سَيُعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مِنْ أَهْلِ الْكَرَمِ " فَقِيلَ: وَمَنْ أَهْلُ الْكَرَمِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَهْلُ الذِّكْرِ فِي الْمَسَاجِدِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11717) .
وأخرجه أبو يعلى (1402) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في "السنن" (2334) ، وأبو داود (2530) ، وابن حبان (422) ، والحاكم 2/103-104، والبيهقي في "السنن" 9/26 من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما اتفقا على حديث عبد الله بن عمرو "ففيهما فجاهد". وتعقبه الذهبي بقوله: دراج واهٍ.
قلنا: حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6765) ، وانظر (6525) .
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/137-138، وقال: رواه أحمد، وإسناده حسن! قلنا: فاته أن ينسبه إلى أبي يعلى.
قال السندي: قوله: "هجرت الشرك"، أي: تركته، قال له ذلك تبشيراً.
قوله: "ولكنه"، أي: الأمر العظيم الذي ينبغي الاشتغال به الجهاد.
قوله: "أذنا لك"، أي: في الجهاد.
قوله: "فبرهما"، أي: فإنه يقوم مقام الجهاد، والله تعالى أعلم.
(2) إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11717) .
وأخرجه أبو يعلى (1403) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/129-130 من طريق الوليد بن =(18/249)
11723 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً، الَّذِي لَهُ ثَمَانُونَ أَلْفَ خَادِمٍ، وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ زَوْجَةً، وَيُنْصَبُ لَهُ قُبَّةٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ، وَيَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ كَمَا بَيْنَ الْجَابِيَةِ وَصَنْعَاءَ " (1)
11724 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ دَرَجَةً رَفَعَهُ اللهُ دَرَجَةً، حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي عِلِّيِّينَ، وَمَنْ تَكَبَّرَ عَلَى اللهِ دَرَجَةً، وَضَعَهُ (2) اللهُ دَرَجَةً، حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي أَسْفَلِ السَّافِلِينَ " (3)
__________
مسلم، عن ابن لهيعة، به.
وقد سلف برقم (11652) .
(1) إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11717) .
وأخرجه أبو يعلى (1404) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (422) -زوائد نعيم بن حماد-، والترمذي (2562) ، وابن حبان (7401) ، والبغوي في "شرح السنة" (4381) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
والجابية: من قرى حوران في الشام، تقع على بعد 4 كم إلى الشمال الغربي من مدينة نوى، وفيها ألقى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطبته المشهورة، وذلك عام (17 هـ) .
(2) في (س) : يضعه، وجاء في هامشها "وضعه"، وعليها علامة الصحة.
قلنا: يضعه هي الموافقة لرواية أبي يعلى، وابن ماجه، وابن حبان.
(3) إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11717) .
وأخرجه أبو يعلى (1109) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.=(18/250)
11725 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسْجِدَ، فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَانِ، فَإِنَّ اللهَ قَالَ ": {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: 18] (1)
11726 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (2) ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ " قَالَهَا ثَلَاثًا، قَالَ: وَمَا كَرَامَةُ الضَّيْفِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا جَلَسَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَهُوَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ " (3)
__________
وأخرجه ابن ماجه (4176) ، وابن حبان (5678) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به.
وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (309) .
وآخر من حديث أبي هريرة، سلف 2/386.
قال السندي: قوله: "رفعه الله درجة"، أي: كلما تواضع، وبه ظهر تعلق قوله: "حتى يجعله الله في عِليين" بالكلام.
(1) إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11717) .
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (923) عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11651) .
(2) في (ظ 4) و (ق) : من كان يؤمن بالله ورسوله، وجاء لفظ "ورسوله" نسخة في هامش (س) ، وقد ضرب على لفظ "واليوم الآخر" في (ظ 4) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/176، وقال: رواه أحمد مطولاً هكذا، ومختصراً بأسانيد، وأبو يعلى والبزار، وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح. =(18/251)
11727 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى خَيْرًا مِنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا تَرْكُهَا " (1)
11728 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَبْدَ أَثْنَى عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ (2) لَمْ يَعْمَلْهَا، وَإِذَا أَبْغَضَ اللهُ الْعَبْدَ، أَثْنَى عَلَيْهِ مِنَ الشَّرِّ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ (2) لَمْ يَعْمَلْهَا " (3)
11729 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ
__________
قلنا: سلف برقم (11045) ، وانظر مكرراته.
وقوله: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"، سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6621) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: "الضيافة ثلاثة أيام ... "، سلف برقم (11045) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) إسناده ضعيف، وهو إسناد الحديث رقم (11717) .
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/183، وقال: رواه أحمد، وإسناده حسن!
قلنا: وقوله: "فكفارتها تركها" مخالف للروايات الصحيحة التي توجب الكفارة بالحنث فيها، وانظر تعليقنا على حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6736) ، وانظر (6907) .
(2) كذا في (س) و (ظ 4) ، وعليها علامة التضبيب في (س) في الموضعين، وجاءت في (ق) : أصناف. قلنا: وردت في كلا اللفظين في الرواية رقم (11338) ، وقد أشرنا إلى ذلك في التخريج.
(3) إسناده ضعيف كسابقه. =(18/252)
أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " قَالَ إِبْلِيسُ: أَيْ رَبِّ (1) لَا أَزَالُ أُغْوِي بَنِي آدَمَ، مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ "، قَالَ: " فَقَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: " لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ، مَا اسْتَغْفَرُونِي " (2)
11730 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْطَى مِنْ تِلْكَ الْعَطَايَا فِي قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ، وَلَمْ يَكُنْ (3) فِي الْأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ وَجَدَ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِهِمْ، حَتَّى كَثُرَتْ فِيهِمُ الْقَالَةُ حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ: لَقِيَ (4) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا الْحَيَّ قَدْ
__________
وقد سلف برقم (11338) .
(1) في (ظ 4) : ربي.
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (11237) غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن إسحاق، وهو السَيْلَحيني.
وسلف ذكر مكرراته برقم (11237) ، وسلف بإسناد آخر برقم (11244) و (11367) .
(3) في (ظ 4) : يك.
(4) في (ظ 4) و (ق) : لقي والله..(18/253)
وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْفَيْءِ الَّذِي أَصَبْتَ، قَسَمْتَ فِي قَوْمِكَ، وَأَعْطَيْتَ (1) عَطَايَا عِظَامًا فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ، وَلَمْ يَكُ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الْأَنْصَارِ شَيْءٌ، قَالَ: " فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَنَا إِلَّا امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِي، وَمَا أَنَا؟ قَالَ: " فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ فِي هَذِهِ الْحَظِيرَةِ "، قَالَ: فَخَرَجَ سَعْدٌ، فَجَمَعَ الْأَنْصَارَ (2) فِي تِلْكَ الْحَظِيرَةِ، قَالَ: فَجَاءَ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَتَرَكَهُمْ، فَدَخَلُوا وَجَاءَ آخَرُونَ، فَرَدَّهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَتَاهُ سَعْدٌ فَقَالَ: قَدِ اجْتَمَعَ لَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ، ثُمَّ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ (3) الْأَنْصَارِ مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللهُ؟ وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللهُ؟ وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ؟ "، قَالُوا: بَلِ (4) اللهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ. قَالَ: " أَلَا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ " قَالُوا: وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ. قَالَ: " أَمَا وَاللهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ (5) ، أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ،
__________
(1) في (ظ 4) و (ق) : فأعطيت.
(2) في (م) : الناس.
(3) في (ق) : معاشر.
(4) في (ق) : بلى.
(5) في (ظ 4) وهامش (س) : ولصدقتم، وهي نسخة السندي.(18/254)
وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَعَائِلًا فَآسَيْنَاكَ (1) ، أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا، تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا، وَوَكَلْتُكُمْ (2) إِلَى إِسْلَامِكُمْ؟ أَفَلَا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللهِ فِي رِحَالِكُمْ؟ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا (3) الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ، اللهُمَّ ارْحَمِ الْأَنْصَارَ، وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ " قَالَ: فَبَكَى الْقَوْمُ، حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ، وَقَالُوا: رَضِينَا بِرَسُولِ اللهِ قِسْمًا وَحَظًّا، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَفَرَّقُوا (4)
__________
(1) في (س) و (م) : فأغنيناك، وجاء في هامش (س) : فآسيناك، وعليها علامة الصحة.
(2) في هامش (س) : ووكلتم. نسخة.
(3) في (ظ 4) : أن لولا، وجاءت "أن" نسخة في هامش (س) .
(4) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/156-157، 14/528-529، وأبو يعلى (1092) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/176-177 من طريقين عن محمد بن إسحاق، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/29-30، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، وقد صَرح بالسماع. =(18/255)
11731 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الظَّفَرِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ،
__________
= وقد سلف مختصراً برقم (11636) ، وبنحوه برقم (11547) .
قال السندي: قوله: من تلك العطايا، أي: مما حصلت من غنائم حنين.
قوله: "لقي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قومه، أي: فمال إليهم وأعرض عنا.
قوله: "فأين أنت من ذلك"، أي: مما عليه قومك.
قوله: "امرؤ من قومي"، أي: أوافقهم في ذلك.
قوله: "وما أنا"، أي: منفرداً عنهم، ويحتمل أن المراد: فأين أنت من ذلك، أي: من أن ترد عليهم ذلك الرأي، وتبين لهم طريق الصواب، فأجاب بأني واحد منهم، فلا أقدر عليه.
قوله: "في هذه الحظيرة": هي في الأصل موضع يحاط عليه لتأوي إليه الغنم والإبل، تقيها البرد والريح، ولعل المراد هاهنا الخيمة.
قوله: "ألم آتكم"، أي: جئتكم.
قوله: "ضُلالاً": حال، و"عالة": فقراء.
قوله: "ألا تجيبونني": يريد أن يُعَين أنه ما نسي إحسانهم، وأن ما فعل من إيثار غيرهم بالأموال ليس مبنياً على النسيان.
قوله: "فلصدقتم": على بناء الفاعل، من الصدق.
قوله: "ولصدقتم": على بناء المفعول، من التصديق.
قوله: "مكذباً": اسم مفعول، وهو حال.
قوله: "طريداً"، أي: مخرجاً من بلادك.
قوله: "فآسيناك"، أي: راعيناك بالمال.
قوله: "في لعاعة" بضم لامٍ، وبمهملتين: الجرعة من الشراب، والمراد: الشيء اليسير، والقدر القليل. =(18/256)
أَحَدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُفْتَحُ (1) يَأْجُوجُ وَمأْجُوجُ، يَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ، كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96] ، فَيَغْشَوْنَ الْأَرْضَ، وَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ عَنْهُمْ إِلَى مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيَهُمْ، وَيَشْرَبُونَ مِيَاهَ الْأَرْضِ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَمُرُّ بِالنَّهَرِ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهِ، حَتَّى يَتْرُكُوهُ يَبَسًا، حَتَّى إِنَّ مَنْ بَعْدَهُمْ لَيَمُرُّ بِذَلِكَ النَّهَرِ فَيَقُولُ: قَدْ كَانَ هَاهُنَا مَاءٌ مَرَّةً، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَحَدٌ فِي حِصْنٍ أَوْ مَدِينَةٍ قَالَ قَائِلُهُمْ: هَؤُلَاءِ أَهْلُ الْأَرْضِ، قَدْ فَرَغْنَا مِنْهُمْ، بَقِيَ أَهْلُ السَّمَاءِ "، قَالَ: " ثُمَّ يَهُزُّ أَحَدُهُمْ حَرْبَتَهُ ثُمَّ يَرْمِي بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ إِلَيْهِ (2) مُخْتَضِبَةً دَمًا، لِلْبَلَاءِ وَالْفِتْنَةِ، فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ، بَعَثَ (3) اللهُ دُودًا فِي أَعْنَاقِهِمْ، كَنَغَفِ الْجَرَادِ (4) الَّذِي يَخْرُجُ فِي أَعْنَاقِهِمْ، (5) فَيُصْبِحُونَ مَوْتَى لَا يُسْمَعُ لَهُمْ
__________
= قوله: "أخضلوا": بلوا.
(1) في (ق) : تفتح، وهو الموافق لرواية ابن حبان.
(2) لفظ "إليه" ليس في (م) .
(3) في (م) : إذ بعث.
(4) في (م) : الجرار، وهو تصحيف.
(5) في (ق) و (م) : أعناقهم.(18/257)
حِسًّا (1) ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: أَلَا رَجُلٌ يَشْرِي لَنَا (2) نَفْسَهُ فَيَنْظُرَ مَا فَعَلَ هَذَا الْعَدُوُّ ". قَالَ: " فَيَتَجَرَّدُ رَجُلٌ مِنْهُمْ لِذَلِكَ مُحْتَسِبًا لِنَفْسِهِ (3) قَدْ أَظَنَّهَا (4) عَلَى أَنَّهُ مَقْتُولٌ، فَيَنْزِلُ، فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَيُنَادِي: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَلَا أَبْشِرُوا، فَإِنَّ اللهَ قَدْ كَفَاكُمْ عَدُوَّكُمْ. فَيَخْرُجُونَ مِنْ مَدَائِنِهِمْ، وَحُصُونِهِمْ، وَيُسَرِّحُونَ مَوَاشِيَهُمْ، فَمَا يَكُونُ لَهَا رَعْيٌ إِلَّا لُحُومُهُمْ، فَتَشْكَرُ عَنْهُ كَأَحْسَنِ مَا تَشْكَرُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ النَّبَاتِ أَصَابَتْهُ قَطُّ " (5)
__________
(1) كذا في النسخ، وقد ضبب عليها في (س) ، وقال السندي: حِسًاْ: على بناء المفعول على لغة من يجعل الجار والمجرور نائب الفاعل مع وجود المفعول به، أو على بناء الفاعل، أي: لا يسمع سامع أو أحد.
(2) لفظ "لنا": ليس في (م) .
(3) في (ظ 4) و (ق) : بنفسه.
(4) في (م) : أظنها، وهو تصحيف، وقال السندي: أطنها: ضبط بتشديد النون على أنه من طن إذا صوت، والهمزة للتعدية، أي: جعلها تصيح، والأقرب عندي أنه بتشديد الطاء المهملة، أصله: وطنها، والهمزة بدل من الواو.. ويدل عليه رواية ابن ماجه: "قد وطن نفسه على أن يقتلوه".
(5) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهةُ تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه أبو يعلى (1351) ، وابن حبان (6830) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4079) ، وأبو يعلى (1144) ، والطبري في "تفسيره" =(18/258)
11732 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
16/21، و17/90، والحاكم 2/245، 4/489-490 من طريقين عن ابن إسحاق، به، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: ابن إسحاق أخرج له مسلم متابعة، ولم يحتج به.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف 2/510، وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3556) .
قال السندي: قوله: "يفتح يأجوج ومأجوج": الظاهر أن "يفتح" على بناء الفاعل، أي: يفتحون سدهم، ويحتمل على بناء المفعول بتقدير المضاف، أي: يفتح سدهم، وهو الموافق للقرآن. قلنا: يعني قوله تعالى: (حتى إذا فُتِحَتْ يأجوج ومأجوج..) [الأنبياء: 96] .
قوله: (من كل حَدَب) : مرتفع من الأرض.
قوله: (ينسلون) : يسرعون.
قوله: "فيغشون" بالغين المعجمة من غشي كرضي، وفي نسخة السندي:
فيفشون: من فشا الأمر: إذا انتشر، والفواشي: المال المنتشر كالغنم والإبل السوائم، قال: وفي أصل قديم: فيغشون -بالغين المعجمة-.
قوله: "وينحاز": من انحاز القوم إذا تركوا مركزهم إلى آخر.
قوله: "كنغف الجراد": النغف -بفتحتين وإعجام العين- دود يكون في أنوف الإبل والغنم، وفي رواية ابن ماجه: "كنغف الجراد، فتأخذ بأعناقهم فيموتون موت الجراد".
قوله: "رعي": بكسر فسكون: الكلأ، ومثله كثير: كذِبْحٍ بمعنى مذبوح، ويمكن أن يكون: بفتح فسكون على أنه مصدر بمعنى مفعول.
قوله: "فتشكَرُ": بفتح الكاف، أي: تسمن وتمتلىء شحماً.(18/259)
يَقُولُ: " سَيَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ قَدِ احْتَرَقُوا، وَكَانُوا مِثْلَ الْحُمَمِ، فَلَا (1) يَزَالُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَرُشُّونَ عَلَيْهِمُ الْمَاءَ، حَتَّى يَنْبُتُونَ (2) كَمَا تَنْبُتُ الْغُثَاءُ (3) فِي حَمِيلَةِ السَّيْلِ " (4)
* 11733 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَهْمٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَوْمَ يَوْمَ عِيدٍ "
" وَلَا تُسَافِرْ امْرَأَةٌ ثَلَاثًا إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ "
" وَلَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى " (5)
__________
(1) في (ق) : فما.
(2) في (م) : فينبتون.
(3) في (م) و (ق) : القثاء.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وعنعنة ابن الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس. يحيى بن إسحاق: هو السيْلحيني.
وأخرجه أبو يعلى (1254) عن زهير بن حرب أبي خيثمة، عن روح، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير -قال أبو خيثمة- أراه عن جابر، عن أبي سعيد، به.
وقد سلف مطولاً برقم (11077) ، وانظر (11016) .
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهم =(18/260)
* 11734 - قَالَ: وَوَدَّعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَصَلَاةٌ (1) فِي هَذَا الْمَسْجِدِ أَفْضَلُ " يَعْنِي مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ (2)
__________
= وهو ابن مِنْجاب -فمن رجال مسلم، وعبد الله بن الإمام أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وقد توبع. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومغيرة: هو ابن مقسم الضبي، وإبراهيم: هو النخعي، وقزعة: هو ابن يحيى البصري.
وأخرجه مختصراً بلفظ "لا تسافر المرأة.." مسلم 2/976 (827) (417) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه أبو يعلى (1166) و (1167) عن أبي خيثمة، عن جرير، به.
وقوله: "لا صوم يوم عيد" أخرجه النسائي في "الكبرى" (2790) عن محمد بن قدامة المصيصي، عن جرير، به.
وقد سلف مختصراً برقم (11592) ، وسلف مطولاً برقم (11040) .
(1) في (ق) : الصلاة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم إسناد سابقه.
وأخرجه ابن حبان (1624) من طريق عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (429) (زوائد) عن يوسف بن موسى، وأبو يعلى (1165) عن زهير بن حرب، وابن حبان (1623) من طريق إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، ثلاثتهم عن جرير، به. وعند أبي يعلى وابن حبان: أفضل من مئة صلاة، ولم يسق البزار لفظه بل لحال به على الرواية الآتية.
فأخرجه البزار (428) "زوائد" من طريق عبد الواحد بن زياد، عن إسحاق ابن الشرقي، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن ابن عمر، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً، وفيه: أفضل من ألف صلاة ... وقال البزار: لا نعلمه عن ابن عمر، عن أبي =(18/261)
11735 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ نَهَارٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَيَسْأَلُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْأَلُهُ يَقُولُ: أَيْ عَبْدِي، رَأَيْتَ مُنْكَرًا فَلَمْ تُنْكِرْهُ، فَإِذَا لَقَّنَ اللهُ عَبْدًا حُجَّتَهُ قَالَ: يَا رَبِّ وَثِقْتُ بِكَ، وَخِفْتُ النَّاسَ " (1)
__________
سعيد إلا بهذا الإسناد، وإسحاق لا نعلم حدث عنه إلا عبد الواحد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/6، وقال: رواه أبو يعلى والبزار بنحوه ... ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. قلنا: وقد فاته أن ينسبه إلى أحمد.
وقد سلفت شواهده في مسند سَعْد بن أبي وقاص في الرواية رقم (1605) .
(1) إسناده حسن، نهار العبدي -وهو ابن عبد الله المدني- روى له ابن ماجه، قال ابن خراش: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وعبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري: هو ابن معمر بن حزم أبو طوالة.
وأخرجه الحميدي (739) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/90، والخطابي في "العزلة" ص110، عن سفيان بن عيينة، وابن ماجه (4017) من طريق محمد بن فضيل، وابن حبان (7368) من طريق عبد الوهاب الثقفي، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وصححه البوصيري في "الزوائد" 2/300.
وقوله: "لقى" كذا في الأصول، وفي بعض مصادر التخريج، وهي بمعنى لَقنَ كما في بقية المصادر على حد قوله تعالى: (فتلقى آدم) ، أي: تلقن.
وقد سلف برقم (11214) فانظره.(18/262)
11736 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا فِيمَنْ (1) سَلَفَ، أَوْ قَالَ: فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، ثُمَّ ذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا أَعْطَاهُ اللهُ مَالًا وَوَلَدًا قَالَ: " فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَبْتَئِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا قَطُّ - قَالَ: فَفَسَّرَهَا قَتَادَةُ: لَمْ يَدَّخِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا - وَإِنْ يَقْدِرِ اللهُ عَلَيْهِ يُعَذِّبْهُ، فَإِذَا أَنَا مُتُّ، فَأَحْرِقُونِي، حَتَّى إِذَا صِرْتُ فَحْمًا، فَاسْحَقُونِي (2) -، أَوْ قَالَ: فَاسْهَكُونِي - ثُمَّ إِذَا كَانَ رِيحٌ عَاصِفٌ فَاذْرُونِي فِيهَا "، قَالَ نَبِيُّ اللهِ: " فَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ "، قَالَ: " فَفَعَلُوا ذَلِكَ وَرَبِّي، فَلَمَّا مَاتَ أَحْرَقُوهُ، ثُمَّ سَحَقُوهُ - أَوْ سَهَكُوهُ - ثُمَّ ذَرُّوهُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ، قَالَ: فَقَالَ اللهُ لَهُ: كُنْ، فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ قَائِمٌ، قَالَ اللهُ: أَيْ عَبْدِي، (3) مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: يَا رَبِّ مَخَافَتَكَ، أَوْ فَرَقًا مِنْكَ. قَالَ: فَمَا تَلَافَاهُ أَنْ رَحِمَهُ، وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: فَمَا تَلَافَاهُ غَيْرُهَا أَنْ رَحِمَهُ " قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهَا أَبَا عُثْمَانَ فَقَالَ: سَمِعْتُ هَذَا مِنْ سَلْمَانَ (4) غَيْرَ مَرَّةٍ غَيْرَ أَنَّهُ زَادَ،: " ثُمَّ أَذْرُونِي فِي
__________
(1) في (ق) : فيما.
(2) في (م) : فاستحقوني، وهو خطأ.
(3) في (ظ 4) : عبد.
(4) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : سليمان، وهو تحريف، والمثبت من =(18/263)
الْبَحْرِ "، أَوْ كَمَا حَدَّثَ (1)
__________
(ظ 4) ، وانظر التعليق آخر التخريج.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ومعتمر: هو ابن سليمان بن طَرْخان التيمي. وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي، وعقبة بن عبد الغافر: هو الأزدي.
وأخرجه البخاري (6481) و (7508) ، ومسلم (2757) (28) ، وأبو يعلى (1047) ، وابن حبان (650) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/261-262 من طرق عن معتمر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11664) ، وانظر (11096) .
قال السندي: قوله: "وإن يقدر الله عليه يعذبه": ظاهر هذا الكلام يدل على أنه أراد بما أمر به تعجيزه تعالى عن القدر عليه، ولا يخفى أنه كفر، والكافر لا يغفر له، فكيف غفر له؟ ويمكن الجواب أنه يحتمل أنه رأى أن جمعه يكون حينئذٍ مستحيلاً، والقدرة لا تتعلق بالمستحيل، والكفر إنما هو نفي القدرة على ممكن، غاية الأمر أنه اعتقد غير المستحيل مستحيلاً، وبمثله لا يثبت الكفر.
أو يقال: إن شدة الخوف طيرت عقله، فصار في حكم المجنون الذي لا يدري ما يقول أو يفعل. وقيل: إنه رجل لم تبلغه الدعوة، والله تعالى أعلم.
قوله: "فاسهكوني": السهك بمعنى السحق، ويقال: هو دونه، قاله الحافظ في "الفتح" 11/314.
قوله: "فما تلافاه أن رحمه"، أي: تداركه، و"ما" موصولة، أي: الذي تلافاه هو الرحمة، أو نافية وصيغة الاستثناء محذوفة، أو الضمير في تلافاه لعمل الرجل، قاله الحافظ في "الفتح" 11/315.
قوله: قال: فحدثت بها أبا عثمان، فقال: سمعت هذا من سلمان غير مرة.
القائل: هو سليمان التيمي والد معتمر، وأبو عثمان: هو النهدي عبد الرحمن بن مل، وسلمان: هو الفارسي الصحابي الجليل، وحديثه عند الطبراني في "الكبير" =(18/264)
11737 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ " (1)
11738 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ قُسَيْمٍ، (2) مَوْلَى عُمَارَةَ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
__________
(6123) ذكر ذلك الحافظ في "الفتح" 11/315-316 و13/472-473.
(1) حديث صحيح، ولا يضر جهالة الرواة الذين حدث عنهم قتادة، لأنهم جمع- فقد خرج البخاري (3642) الذي شرط الصحة حديث عروة البارقي: سمعت الحي يتحدثون عن عروة، ولم يكن ذلك الحديث في جملة المجهولات، وقال مالك في "الموطأ" 2/877 في القسامة عن أبي ليلى، عن سهل بن أبي حثمة أنه لخبره رجال من كبراء قومه ... وفي "صحيح مسلم" (945) (52) عن الزهري: حدثني رجال عن أبي هريرة: "من صلى على جنازة فله قيراط"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي.
وأخرجه أبو يعلى (1211) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/224 من طريقين عن همام، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (10991) .
(2) تحرف في (م) إلى: قسم. قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص344: وضبطوه بوزن عظيم. قلنا: كذلك ضبطه الذهبي في "المشتبه"، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 7/218.(18/265)
"لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَمَسْجِدِي " (1)
11739 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا رَجُلٌ مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى كَعْبَيْهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى أَرْنَبَتِهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى صَدْرِهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ قَدِ اغْتُمِرَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، قَسِيم مولى عمارة لم يذكر في الرواة عنه غير أبان بن صالح، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/204، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/148، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو من رجال "التعجيل"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق -وهو محمد- فقد أخرج له مسلم متابعة، وأخرج له
البخاري تعليقاً، وهو صدوق يدلس، لكنه صرح هنا بالتحديث، وأبان بن صالح روى له البخاري تعليقاً، وأصحاب السنن الأربعة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وقَزَعة: هو ابن يحيى البصري.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/203-204 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (11040) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (11100) سنداً ومتناً.(18/266)
11740 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " افْتَخَرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أَيْ رَبِّ يَدْخُلُنِي الْجَبَابِرَةُ وَالْمُلُوكُ وَالْعُظَمَاءُ وَالْأَشْرَافُ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: أَيْ رَبِّ يَدْخُلُنِي الْفُقَرَاءُ وَالضُّعَفَاءُ وَالْمَسَاكِينُ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مِنْ أَشَاءُ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَيُلْقَى فِيهَا أَهْلُهَا وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَأْتِيَهَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَيَضَعُ قَدَمَهُ عَلَيْهَا، فَتُزْوَى وَتَقُولُ: قَدْنِي قَدْنِي. وَأَمَّا الْجَنَّةُ: فَتَبْقَى مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَبْقَى، ثُمَّ يُنْشِئُ اللهُ لَهَا خَلْقًا بِمَا يَشَاءُ " وقَالَ حَسَنٌ الْأَشْيَبُ: " وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَتَبْقَى مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَبْقَى " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عطاء بن السائب، صدوق، روى له أصحاب السنن، والبخاري متابعةً، وقد صححوا سماع حماد بن سلمة منه قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (1313) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11099) .
قال السندي: قوله: "وتقول: قدني قدني": كأنه اسم فعل، فلذا زيد نون الوقاية، وقد سبق بدون نون، فيعتبر حينئذ اسماً بمعنى حسب، والمعنى قريب، أي: يكفيني.(18/267)
11741 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرٌ، أَنَّهُ أُخْبِرَ (1) أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَأَى رُؤْيَا أَنَّهُ يَكْتُبُ ص فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى سَجْدَتِهَا قَالَ: رَأَى الدَّوَاةَ وَالْقَلَمَ، وَكُلَّ شَيْءٍ بِحَضْرَتِهِ، انْقَلَبَ سَاجِدًا، قَالَ: فَقَصَّهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَلَمْ يَزَلْ يَسْجُدُ بِهَا بَعْدُ " (2)
__________
(1) في (ق) و (م) أخبره.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، بكر -وهو ابن عبد الله المُزَني- لم يسمع من أبي سعيد الخدري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حميد -وهو ابن أبي حميد الطويل- فقد روى له البخاري متابعةً وتعليقاً، واحتج به مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه الحاكم 2/432 من طريق حماد بن سلمة، عن حميد، بهذا الإسناد. وقد سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: على شرط مسلم!
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/320، وفي "الدلائل" 7/20 من طريق هشيم، عن حميد، عن بكر، قال: أخبرني مخبر، عن أبي سعيد، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/284، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح!
وأخرجه بنحوه أبو يعلى مطولاً (1069) عن الجراح بن مخلد، عن اليمان بن نصر، عن عبد الله بن سعد المزني، قال: حدثني محمد بن المنكدر، حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عوف، قال: سمعت أبا سعيد يقول: رأيت فيما يرى النائم كأني تحت شجرة، وكأن الشجرة تقرأ (ص) . فلما أتت على السجدة سجَدَتْ فقالت في سجودها: "اللهم اغفر لي بها، اللهم حُط عني بها وزراً، وأحدث لي بها شكراً، وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته". فغدوت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته فقال: "سجدتَ أنت يا أبا سعيد؟ " قلت: لا. قال: =(18/268)
11742 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، غُنْدَرٌ، (1) حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ " (2)
11743 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:
__________
= "فأنت أحق بالسجود من الشجرة". ثم قرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سورة (ص) ، ثم أتى
على السجدة، وقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها. وإسناده ضعيف.
عبد الله بن سعد المزني لم نقع على ترجمته، واليمان بن نصر مجهول.
وأخرج أبو داود (1410) ، والدارمي 1/342، وابن خزيمة (1455) و (1795) ، وابن حبان (2765) و (2799) ، والدارقطني في "السنن" 1/408، والحاكم 1/284-285 و2/431-432، والبيهقي 2/318 من طريقين عن عياض بن عبد الله بن سعد، عن أبي سعيد أنه قال: قرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو على المنبر ص، فلما بلغ السجدة نزل فسجد، وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها، فلما بلغ السجدة تشزنَ الناس للسجود، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنما هي توبة نبي، ولكني رأيتكم تشزنتم للسجود" فنزل فسجد، وسجدوا، وهذا لفظ أبي داود، وإسناده صحيح.
وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (1069) ، وقد سلف (3387) ، وفيه أن ابن عباس قال في السجود في "ص": ليست من عزائم السجود، وقد رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسجد فيها.
(1) في (م) : حدثنا غندر، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء بن يزيد: هو الليثي.
وقد سلف برقم (11020) .(18/269)
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ قَرَظَةَ، يُحَدِّثُ (1) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - قُلْتُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ مُحَمَّدٌ قَالَ: لَا - قَالَ: اشْتَرَيْتُ أُضْحِيَّةً، فَجَاءَ الذِّئْبُ فَأَكَلَ مِنْ ذَنَبِهَا أَوْ أَكَلَ ذَنَبَهَا، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " ضَحِّ بِهَا " (2)
11744 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْعَزْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: " أَنْتَ تَخْلُقُهُ؟ أَنْتَ تَرْزُقُهُ؟ أَقِرَّهُ قَرَارَهُ، أَوْ مَقَرَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ " (3)
11745 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، (4) عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، أَنَّهُ سَمِعَ
__________
(1) لفظ: يحدث، ليس في (م) .
(2) إسناده ضعيف لضعف جابر: وهو ابن يزيد الجعفي، ومحمد بن قرظة سلف الكلام فيه في الرواية رقم (11274) .
وأخرجه الطيالسي (2237) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/170 من طريق عبد الرحمن بن زياد، كلاهما عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (11274) .
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن: وهو البصري لم يسمع من أبي سعيد، ومحمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد: وهو ابن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد توبع. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وقد سلف برقم (11503) .
(4) في (ق) و (م) محمد بن شعبة، وهو خطأ.(18/270)
رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ، يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] قَالَ: " هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَكُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ " (1)
11746 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ لَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ، وَلَكِنَّهَا تُصِيبُ قَوْمًا بِذُنُوبِهِمْ - أَوْ خَطَايَاهُمْ - حَتَّى إِذَا صَارُوا فَحْمًا أُذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ، فَيُخْرَجُونَ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ، (2) فَيُلْقَوْنَ عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ
__________
(1) إسناده ضعيف لإبهام الرجل من ثقيف، والرجل من كنانة وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد: هو ابن جعفر، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه الترمذي (3225) ، والطبري في "التفسير" 22/137 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وأخرجه الطيالسي (2236) ، ومن طريقه البيهقي في "البعث والنشور" (61) عن شعبة، به.
قال السندي: قوله: "هؤلاء بمنزلة واحدة"، أي: في شمول الإيمان لهم.
(2) في (ظ 4) : ضبائر، غير مكررة، وجاءت اللفظة الثانية في هامش (س) ، نسخة.(18/271)
الْجَنَّةِ أَهْرِيقُوا عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَاءِ، قَالَ: فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ " (1)
11747 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسٍ مِنَ الذَّوْدِ صَدَقَةٌ، وَلَا فِي خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ، أَوْ خَمْسِ (2) أَوَاقٍ صَدَقَةٌ " (3)
11748 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ مَوْلًى لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العَبْدي، فمن رجال مسلم. أبو مَسْلَمة: هو سعيد بن يزيد البصري.
وأخرجه مسلم (185) (307) ، وابن منده في "الإيمان" (830) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (868) ، وأبو عوانة 1/186 من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (11077) ، وانظر (11016) .
(2) في (ظ 4) و (ص) و (ق) : أو عدة خمس أواق صدقة. وفي (م) : أو خمس، والمثبت من (س) . وهو الموافق لما سلف برقم (11405) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (11405) سنداً ومتناً.(18/272)
مِنْ عَذْرَاءَ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا، عُرِفَ فِي وَجْهِهِ " (1)
11749 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَقْبَلْنَا فِي جَيْشٍ مِنَ الْمَدِينَةِ قِبَلَ هَذَا الْمَشْرِقِ، قَالَ: فَكَانَ فِي الْجَيْشِ عَبْدُ اللهِ بْنُ صَيَّادٍ، وَكَانَ لَا يُسَايِرُهُ أَحَدٌ، وَلَا يُرَافِقُهُ، وَلَا يُؤَاكِلُهُ، وَلَا يُشَارِبُهُ، وَيُسَمُّونَهُ الدَّجَّالَ، فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ نَازِلٌ فِي مَنْزِلٍ لِي، إِذْ رَآنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ صَيَّادٍ جَالِسًا، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَلَا تَرَى إِلَى مَا يَصْنَعُ بي (2) النَّاسُ؟ لَا يُسَايِرُنِي أَحَدٌ، وَلَا يُرَافِقُنِي أَحَدٌ، وَلَا يُشَارِبُنِي أَحَدٌ وَلَا يُؤَاكِلُنِي أَحَدٌ، وَيَدْعُونِي الدَّجَّالَ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنْتَ يَا أَبَا سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الدَّجَّالَ لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ " وَإِنِّي وُلِدْتُ بِالْمَدِينَةِ وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الدَّجَّالَ لَا يُولَدُ لَهُ "، وَقَدْ وُلِدَ لِي، فَوَاللهِ لَقَدْ هَمَمْتُ مِمَّا يَصْنَعُ بِي هَؤُلَاءِ النَّاسُ، أَنْ آخُذَ حَبْلًا فَأَخْلُوَ فَأَجْعَلَهُ فِي عُنُقِي فَأَخْتَنِقَ، فَأَسْتَرِيحَ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ، وَاللهِ مَا أَنَا بِالدَّجَّالِ، وَلَكِنْ وَاللهِ لَوْ شِئْتَ لَأَخْبَرْتُكَ بِاسْمِهِ، وَاسْمِ أَبِيهِ، وَاسْمِ أُمِّهِ،، وَاسْمِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ومولى أنس: هو عبد الله بن أبي عُتْبة كما جاء مصرحاً به في الرواية رقم (11683) ، وقد سلف تخريجه هناك، فانظره.
(2) لفظ "بي" ليس في (م) ، ووقع في (ق) : في.(18/273)
الْقَرْيَةِ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا (1)
11750 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَفْتَرِقُ أُمَّتِي فِرْقَتَيْنِ، فَتَمْرُقُ بَيْنَهُمَا مَارِقَةٌ، فَيَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ " (2)
11751 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نَضْرَة -وهو المنذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. محمد بن جعفر: هو الملقب غندر، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وقد سلف بنحوه بالأرقام (11209) و (11390) .
قال السندي: قوله: فكان في الجيش عبد الله بن صياد، وفي بعض النسخ: ابن الصائد، وبالجملة فهذا الحديث يدل على أن اسمه كان عبد الله، وقد جاء ما يدل على أن اسمه كان صافياً، فيحتمل أن يقال: إطلاق عبد الله عليه بالمعنى الإضافي، أو أن الصافي كان لقبه. والله تعالى أعلم.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. محمد بن جعفر: هو المعروف بغندر، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وقد سلف برقم (11196) .
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سَعْد العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، =(18/274)
° 11752 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أبي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُتَعَالِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ: هَلْ يُقِرُّ الْخَوَارِجُ بِالدَّجَّالِ؟ فَقُلْتُ: لَا. فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي خَاتَمُ أَلْفِ نَبِيٍّ، وَأَكْثَرُ (1) مَا
__________
= وزكريا: هو ابن أبي زائدة.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (890) عن أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (6) (زوائد) ، وأبو يعلى (1026) من طريقين، عن زكريا، به. وقال البزار: ولا نعلم رواه عن عطية أثبت من زكريا.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/17، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح! قلنا: عطية لم يرو له الشيخان في الصحيح إلا البخاري في "الأدب المفرد"، وهو ضعيف كما سلف.
وأخرج نحوه مطولاً عبد بن حميد في "المنتخب" (968) ، وأبو يعلى (1314) من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الله بن راشد مولى عثمان، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن بين يدي الرحمن للوحاً فيه ثلاثُ مئة وخمسَ عشرةَ شريعةً، يقول الرحمن: وعزتي وجلالي، لا يأتي عبد من عبادي لا يشرك بي شيئاً، فيه واحدة منها، إلا دخل الجنة"، وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد، وعبد الله بن راشد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/36، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه عبد الله بن راشد، وهو ضعيف، قلنا: فاته أن يعله كذلك بعبد الرحمن بن زياد.
وقد سلفت شواهده في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، في الرواية رقم (6586) .
(1) في (م) : وأكثر، وهو خطأ.(18/275)
بُعِثَ نَبِيٌّ يُتَّبَعُ، إِلَّا قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ، وَإِنِّي قَدْ بُيِّنَ لِي مِنْ أَمْرِهِ مَا لَمْ يُبَيَّنْ لِأَحَدٍ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَعَيْنُهُ الْيُمْنَى عَوْرَاءُ جَاحِظَةٌ، وَلَا تَخْفَى كَأَنَّهَا نُخَامَةٌ فِي حَائِطٍ مُجَصَّصٍ، وَعَيْنُهُ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، مَعَهُ مِنْ كُلِّ لِسَانٍ، وَمَعَهُ صُورَةُ الْجَنَّةِ خَضْرَاءُ، يَجْرِي فِيهَا الْمَاءُ، وَصُورَةُ النَّارِ سَوْدَاءُ تَدَّاخَنُ (1) " (2)
__________
(1) في (م) : تداخن، وهو تصحيف.
(2) إسناده ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد، وعبد المتعال بن عبد الوهاب: هو الأنصاري، ترجمه الحافظ في "التعجيل" ص264-265، وذكر أن أبا أحمد الحاكم ذكره في "الكنى"، وذكر كذلك أن الرواة عنه ثلاثة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن سعيد: هو ابن أبان الأموي، وأبو الوداك: هو جَبْر بن نوف البكالي.
وأخرجه الحاكم 2/597 من طريق مروان بن معاوية، عن مجالد، به، بلفظ: "إني خاتم ألف نبي أو أكثر". وسكت عنه، وتعقبه الذهبي بقوله: مجالد ضعيف.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/346، وقال: رواه أحمد، وفيه مجالد بن سعيد، وثقه النسائي في روايةٍ، وقال في أخرى: ليس بالقوي، وضعفه جماعة.
وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب، في الرواية رقم (4743) و (4804) .
قال السندي: قوله: هل يقر الخوارج: من الإقرار، أي: هل يعتقدون
بوجوده، ويقولون به أم لا؟
قوله: "يتبع " على بناء المفعول، من الافتعال أو المجرد.
قوله: "جاحظة": بجيم، ثم مهملة، ثم معجمة: جحوظ العين نتؤها
وانزعاجها.(18/276)
11753 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُتَعَالِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: " ذُكِرَ ابْنُ صَيَّادٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ يَزْعُمُ، أَنَّهُ لَا يَمُرُّ بِشَيْءٍ إِلَّا كَلَّمَهُ " (1)
* 11754 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: فِيَّ الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فِيَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَمَسَاكِينُهُمْ، قَالَ: فَقَضَى بَيْنَهُمَا، إِنَّكِ الْجَنَّةُ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَإِنَّكِ النَّارُ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكِلَاكُمَا عَلَيَّ مِلْؤُهَا " (2)
__________
وقوله: "كأنها نخامة"، أي: أنه لا نور فيها، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/4، وقال: رواه أحمد، وفيه مجالد بن سعيد، وهو ضعيف، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات!
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وقد توبع. عثمان بن محمد: هو ابن أبي شيبة، وجرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (188) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. =(18/277)
* 11755 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ: الْأَفْعَى، وَالْعَقْرَبَ، وَالْحِدَاءَ، وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ، وَالْفُوَيْسِقَةَ "، قُلْتُ مَا الْفُوَيْسِقَةُ؟ قَالَ: " الْفَأْرَةُ "، قُلْتُ: وَمَا شَأْنُ الْفَأْرَةِ؟ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَيْقَظَ، وَقَدْ أَخَذَتِ الْفَتِيلَةَ، فَصَعِدَتْ بِهَا إِلَى السَّقْفِ لِتُحَرِّقَ عَلَيْهِ (1)
__________
وأخرجه مسلم (2847) عن عثمان بن محمد، به.
وأخرجه أبو يعلى (1172) عن أبي خيثمة، عن جرير، به.
وقد سلف مطولاً برقم (11099) .
قال السندي: قوله: "أنك الجنة رحمتي": الظاهر أن أصله: أنك أيها الجنة رحمتي، ثم حذف أيها لظهور الأمر، وجعل الجنة خبراً، ورحمتي خبراً بعد خبر لا يخلو عن بُعْد، وكذا أنك النار، والله تعالى أعلم.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد: وهو القرشي الهاشمي مولاهم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وقد توبع. جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي.
وأخرجه أبو يعلى (1170) عن أبي خيثمة، عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3089) من طريق محمد بن فضيل، عن يزيد، به. وفيه ذكر السبع العادي بدل الحدأة.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1223) من طريق أبي بكر بن عياش، عن يزيد بن أبي زياد، به، ولفظه: استيقظ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات ليلة، فإذا فأرة قد أخذت الفتيلة، فصعدت بها إلى السقف لتحرق عليهم البيت، فلعنها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحَل قتلها للمحرم. =(18/278)
* 11756 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ " (1)
* 11757 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ عِنْدَ انْقِطَاعٍ مِنَ الزَّمَانِ، وَظُهُورٍ مِنَ الْفِتَنِ، رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: السَّفَّاحُ، فَيَكُونُ إِعْطَاؤُهُ الْمَالَ حَثْيًا " (2)
__________
وقد سلف نحوه برقم (10990) ، ومختصراً برقم (11273) .
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد: وهو ابن أبي زياد الهاشمي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة، وقد توبع. عثمان بن محمد: هو ابن أبي شيبة، وجرير: هو ابن عبد الحميد، وعبد الرحمن بن أبي نعْم: هو البَجَلي.
وأخرجه مطولاً أبو يعلى (1169) عن أبي خيثمة، عن جرير، بهذا الإسناد.
وسلف مطولا برقم (11618) ، وذكرنا هناك شواهده.
(2) إسناده ضعيف لضعف عطية العَوْفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة، وقد توبع. عثمان بن محمد: هو ابن أبي شيبة، وجرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 15/196، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" =(18/279)
* 11758 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي (1) فُلَانٍ ثَلَاثِينَ (2) رَجُلًا، اتَّخَذُوا مَالَ اللهِ دُوَلًا، وَدِينَ اللهِ دَخَلًا، (3) وَعِبَادَ اللهِ خَوَلًا " (4)
__________
2/136 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به. ولفظه عند ابن أبي شيبة: "يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان، وظهور من الفتن يكون عطاؤه حثياً".
وأخرجه أبو يعلى (1105) من طريق فضيل بن مرزوق، عن عطية، به، ولفظه: "يكون في آخر الزمان على تظاهر العمر، وانقطاع من الزمان إمام يكون أعطى الناس. يجيئه الرجل فيحثو له في حجره، يهمه من يقبل عنه صدقة ذلك المال، ما بينه وبين أهله، لما يصيب الناس من الخير".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/314، وقال: رواه أحمد، وفيه عطية العوفي، وهو ضعيف، ووثقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات.
قال السندي: قوله: "يقال له السفاح": الظاهر أنه الذي مضى من بني العَباس!
(1) في (ق) : آل.
(2) في (س) و (ظ 4) : ثلاثون، وجاء في هامش (س) : ثلاثين، نسخة.
(3) في (ظ 4) : دغلاً، وهو الموافق لبعض الروايات. قال السندي: أي: يخدعون به الناس.
(4) إسناده ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سَعْد العَوْفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة، وقد توبع.
عثمان: هو ابن محمد بن أبي شيبة، وجرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو =(18/280)
* 11759 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةُ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ
__________
سليمان بن مهران.
وأخرجه البزار (1620) "زوائد"، والحاكم 4/480، والبيهقي في "الدلائل" 6/507 من طرق عن جرير، بهذا الإسناد، وعندهم: بنو أبي العاص.
وأخرجه البزار (1621) "زوائد"، وأبو يعلى (1152) ، والطبراني في "الأوسط" (7781) ، والحاكم 4/480 من طريق مطرف بن طريف، عن عطية، به. ولم يسق البزار لفظه، وفي رواية أبي يعلى: بنو الحكم.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/241، وقال: رواه أحمد والبزار، والطبراني في "الأوسط"، وأبو يعلى، وفيه عطية العوفي، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وله شاهد موقوف على أبي هريرة عند أبي يعلى (6523) .
وآخر من حديث أبي ذر عند الحكم 4/479 و480، وإسناده ضعيف.
وثالث من حديث معاوية بن أبي سفيان عند البيهقي في "الدلائل" 6/508، وإسناده ضعيف لا يفرح به، وفي متنه غرابة ونكارة فيما ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية" 6/242.
قال السندي: قوله: "دولاً": بضم داله أو كسرها، وفتح واو، جمع دوْلة -بضم فسكون-، أي: يتداولون المال، ولا يجعلون لغيرهم نصيباً فيه، أو يستأثرون أهل الشرف بحقوق الفقراء من بيت المال.
قوله: "دَخَلاً" -بفتحتين-، أي: يُدخلون في دين الله أموراً لم تجرِ بها السنة.
قوله: "خَوَلاً" -بفتحتين-، أي: خدماً وعبيداً، يعني أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم.(18/281)
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ زَوْجِي صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ يَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ، وَيُفَطِّرُنِي إِذَا صُمْتُ، وَلَا يُصَلِّي صَلَاةَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، قَالَ وَصَفْوَانُ عِنْدَهُ، قَالَ: فَسَأَلَهُ عَمَّا قَالَتْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَّا قَوْلُهَا يَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ، فَإِنَّهَا تَقْرَأُ سُورَتَيْنِ (1) فَقَدْ نَهَيْتُهَا عَنْهَا، قَالَ: فَقَالَ: " لَوْ كَانَتْ سُورَةٌ وَاحِدَةٌ لَكَفَتِ النَّاسَ "، وَأَمَّا قَوْلُهَا: يُفَطِّرُنِي، فَإِنَّهَا تَصُومُ وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ فَلَا أَصْبِرُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ: " لَا تَصُومَنَّ امْرَأَةٌ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا " قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُهَا: بِأَنِّي لَا أُصَلِّي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ لَنَا ذَاكَ، لَا نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، قَالَ: " فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ " (2)
__________
(1) كذا في رواية عثمان إلا ما كان عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" فهي "سورتى"، وهو الموافق لما سيأتي برقم (11801) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة، وقد توبع. عثمان: هو ابن محمد بن أبي شيبة، وجرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه أبو داود (2459) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2044) ، والحاكم 1/436، والبيهقي في "السنن" 4/303 من طريق عثمان، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو يعلى (1037) ، وابن حبان (1488) من طريقين، عن جرير، به. =(18/282)
* 11760 - حَدَّثَنَا هَارُونُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ (1) وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشُّرْبِ مِنْ ثُلْمَةِ الْقَدَحِ، وَأَنْ يُنْفَخَ فِي الشَّرَابِ " (2) قَالَ أَبُو
__________
وسيأتي برقم (11801) .
وقوله: "لا تصومَن امرأة إلا بإذن زوجها" له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5192) ، ومسلم (1026) ، وقد سلف 2/245.
وتفسير قوله: "إنها تقرأ سورتين" ما قاله الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 5/287 من أن ذلك محتملاً أن يكون ظن أنها إذا قرأت سورته التي يقوم بها أنه لا يحصل لهما بقراءتهما إياهما جميعاً إلا ثواباً واحداً، ملتمساً أن تكون تقرأ غير ما يقرأ، فيحصل لهما ثوابان، فأعلمه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ذلك يحصل لهما به ثوابان، لأن قراءة كل واحد منهما إياها غير قراءة الآخر إياها.
وقوله: وأنا رجل شاب، فلا أصبر: قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة صفوان: يشكل عليه أن عائشة قالت في حديث الإفك: إن صفوان قال: والله ما كشف كنف أنثى قط. وقد أورد لهذا الإشكال قديما البخاري، ومال إلى تضعيف حديث أبي سعيد بذلك، ويمكن أن يجاب بأنه تزوج بعد ذلك.
(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : وهب، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 4) .
(2) حديث حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سمرة بن عبد الرحمن: وهو ابن حيويل المعافري فهو من رواة أصحاب "السنن"، وروى له مسلم مقروناً بغيره، وضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: لم أر له حديثا منكراً جداً، وأرجو أنه لا بأس به، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": صدوق له مناكير.
وأخرجه أبو داود (3722) ، وابن حبان (5315) ، والبيهقي في "الشعب" =(18/283)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ
11761 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: مُجَالِدٌ أَخْبَرَنَا، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ يَضْحَكُ اللهُ إِلَيْهِمْ: الرَّجُلُ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ، وَالْقَوْمُ إِذَا صَفُّوا لِلصَّلَاةِ، (1) وَالْقَوْمُ إِذَا صَفُّوا لِلْقِتَالِ " (2)
__________
(6019) من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
والنهي عن الشرب من ثلمة القدح له شاهد من حديث سهل بن سعد الساعدي، عند الطبراني في "الكبير" (5722) ، قال الهيثمي في "المجمع" 5/78: رواه الطبراني، وفيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل، وهو ضعيف.
وآخر من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط"، وقال الهيثمي في "المجمع": رجاله ثقات رجال الصحيح.
وثالث من حديث ابن عباس وابن عمر عند الطبراني في "الكبير" (11055) ، وفي إسناده إبراهيم بن مهاجر، وهو لين الحديث، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/78، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، وانظر (11026) .
وقوله: "وأن ينفخ في الشراب" له شاهد من حديث أبي قتادة عند البخاري (5630) ، سيرد 5/295، وانظر (11654) .
قال السندي: قوله: "من ثلمة القدح": بضم مثلثة وسكون لام: موضع الانكسار، لأنه ربما ينصب الماء منه على الثوب أو البدن، وأيضاً لا يناله التنظيف التام إذا غسل الإناء.
قوله: "وأن ينفخ" لما يخاف من خروج شيء من فمه.
(1) عبارة: والقوم إذا صفوا للصلاة، ليست في (م) .
(2) إسناده ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد الهَمْداني، وهُشيم: وهو =(18/284)
11762 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " أَلَا إِنَّ أَحْرَمَ الْأَيَّامِ يَوْمُكُمْ هَذَا، وَإِنَّ أَحْرَمَ الشُّهُورِ شَهْرُكُمْ هَذَا، وَإِنَّ أَحْرَمَ الْبِلَادِ بَلَدُكُمْ هَذَا، أَلَا وَإِنَّ أَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي
__________
ابن بشير، مدلس وقد عنعن، وهو لم يسمع من مجالد فيما ذكر أحمد في "العلل" (2230) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. علي بن عبد الله: هو ابن المديني، وأبو الوداك: هو جبر بن نوف الهَمْدَاني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/289، وأبو يعلى (1004) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص472 من طرق عن هشيم، به.
وأخرجه ابن ماجه (200) من طريق عبد الله بن إسماعيل، عن مجالد، به.
وفيه: "وللرجل يقاتل -أراه قال- خلف الكتيبة"، بدل قوله: "والقم إذا صفوا للقتال". وعبد الله بن إسماعيل مجهول.
وأخرجه بغير هذه السياقة البزار (715) "زوائد" من طريق محمد بن أبي ليلى، عن عطية -وهو العوفي-، عن أبي سعيد، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن الله ليضحك إلى ثلاثة نَفَر، رجل قام في جوف الليل، فأحسن الطهور وصلى، ورجل نام وهو ساجد، ورجل أحسبه كان في كتيبة فانهزمت، وهو على فرس جواد لو شاء أن يذهب لذهب". وإسناده ضعيف لضعف محمد بن أبي ليلى، وعطية العوفي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/256، وقال: رواه البزار، وفيه محمد بن أبي ليلى، وفيه كلام كثير لسوء حفظه لا لكذبه، قلنا: فاته أن يعله كذلك بعطية العوفي.(18/285)
شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ " (1)
11763 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن بحر: وهو ابن بري القطان، فقد روى له أبو داود والترمذي، والبخاري تعليقاً، وهو ثقة.
عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السبيعي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه ابن ماجه (3931) عن هشام بن عمار، عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد. وقال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2036) .
وعن جابر، سيرد 3/313.
وعن عمرو بن الأحوص، سيرد 3/426.
وعن نبيط بن شريط، سيرد 4/305-306.
وعن أبي الغادية، سيرد 4/76.
وعن أبي بكرة، سيرد 5/37.
وعن العَداء بن خالد، سيرد 5/30.
قال السندي: قوله: "ألا إن أحرم الأيام"، أي: أكثرها حرمة.
قوله: "أموالكم"، أي: أموال بعضكم على بعض حرام.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسيكرر في مسند جابر 3/371 سنداً ومتناً.
وانظر ما قبله.(18/286)
11764 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَرَادَ الْمُؤْمِنُ الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ (1) كَمَا يَشْتَهِي " (2)
11765 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى إِحْدَى خِصَالٍ ثَلَاثٍ: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى مَالِهَا، وَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى جَمَالِهَا، وَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى دِينِهَا، فَخُذْ ذَاتَ الدِّينِ وَالْخُلُقِ تَرِبَتْ يَمِينُكَ " (3)
__________
(1) في (ق) ساعة واحدة، وهي الموافقة للرواية السالفة برقم (11064) .
(2) إسناده قوي، وهو مكرر (11064) سنداً ومتناً.
(3) صحيح لغيره، وهذا سند حسن عمة سعد بن إسحاق: هي زينب بنت كعب بن عجرة البلوي، زوجة أبي سعيد الخدري، مختلف في صحبتها، وروى عنها ابنا أخويها، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وأخرج لها أصحاب السنن، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعد بن إسحاق: وهو ابن كعب بن عجرة البلوي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. علي بن عبد الله: هو المديني،
ومحمد: هو ابن موسى الفِطْري المدني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/310-311، وعبد بن حميد في "المنتخب" (988) ، والبزار (1403) (زوائد) ، وأبو يعلى (1012) ، وابن حبان (4037) ، =(18/287)
11766 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ خَبَّابٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخدْرِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ بَيْنَمَا هُوَ لَيْلَةً
__________
والدارقطني في "السنن" 3/303، والحاكم 2/161 من طريقين عن محمد بن موسى، به.
وقال البزار: لا نعلم روى أحد في الخلق شيئاً إلا أبو سعيد، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه الزيادة، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/254، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجاله ثقات.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (5090) ، ومسلم (1466) ، وقد سلف 2/428، ولفظه عند البخاري: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
وآخر من حديث جابر عند مسلم (715) (54) ، سيرد 3/302.
قال السندي: قوله: "تنكح المرأة على إحدى خصال ثلاث"، أي: الناس يراعون هذه الخصال في المرأة، ويرغبون فيها لأجلها، ولم يرد أنه ينبغي أن يراعي هذه، وإنما الذي ينبغي أن يراعى الدين، كما يدل عليه آخر الحديث، وقد جاء أربع خصال بزيادة الحسب.
قوله: "والخُلُق" بضمتين -ويجوز سكون الثاني.
قوله: "تربت يداك": بكسر الراء: من ترب إذا افتقر، فلصق بالتراب، وهذه الكلمة تجري على لسان العرب مقام المدح والذم، ولا يراد بها الدعاء على المخاطب دائماً، وقد يراد بها الدعاء أيضاً، والمراد هاهنا إما المدح، أي: اطلب ذات الدين أيها العاقل الذي يحسد عليك لكمال عقلك، فيقول الحاسد حسداً: تربت يداك، أو الذم، أو الدعاء عليه بتقدير: إن خالفت هذا الأمر.(18/288)
يَقْرَأُ فِي مِرْبَدِهِ، إِذْ جَالَتْ فَرَسُهُ، فَقَرَأَ، ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى، فَقَرَأَ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقَالَ أُسَيْدٌ: فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَهُ - فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي، فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا، قَالَ: فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَيْنَمَا أَنَا الْبَارِحَةَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ أَقْرَأُ فِي مِرْبَدِي إِذْ جَالَتْ فَرَسِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأْ ابْنَ حُضَيْرٍ "، قَالَ: فَقَرَأْتُ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأْ ابْنَ حُضَيْرٍ ". فَقَرَأْتُ ثُمَّ جَالَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأْ ابْنَ حُضَيْرٍ ". قَالَ: فَانْصَرَفْتُ وَكَانَ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا، فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَهُ، فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ كَانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ، لَا تَسْتَتِرُ مِنْهُمْ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، ويزيد ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، وعبد الله بن خَباب: هو الأنصاري المدني.
وأخرجه مسلم (796) ، والنسائي في "الكبرى" (8244) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8016) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن يزيد ابن الهاد، به.
وعلقه البخاري (5018) بصيغة الجزم عن الليث بن سعد، عن يزيد ابن =(18/289)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أسيد بن حضير ... وقال: قال ابن الهاد: وحدثني هذا الحديث عبد الله بن خَباب، عن أبي سعيد الخدري، عن أسيد بن حضير.
وقد وصله أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص26 عن يحيى بن بكير وعبد الله بن صالح، كلاهما عن الليث بن سعد، بالإسنادين جميعاً.
وأخرجه بنحوه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص27، وابن حبان (779) ، والطبراني في "الكبير" (566) ، والحاكم 1/554 من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البُنَاني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير، به.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص27 عن عبد الله بن صالح، والحاكم 1/553 من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن الليث، عن ابن شهاب، عن ابن كعب بن مالك، عن أسيد بن حضير، به.
وأخرجه الحاكم 1/553-554 من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أسيد بن حضير، به.
وفي الباب عن البراء بن عازب، سيرد 4/281.
قال السندى: قوله: في مربده: بكسر ميم، وفتح موحدة: هو الموضع الذي ييبس فيه التمر.
قوله: إذ جالت: توثبت، والفرس تؤنث أيضاً.
قوله: أمثال السرج: ضبط بضمتين. جمع سراج.
قوله: "اقرأ": كأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علم من أول الأمر أن ما حصل لفرسه من علامات أن قراءته مقبولة محضورة، فأمره بالقراءة فيما بعد لما ظهر فيها من البركات، أو لهذا الأمر منه لبيان أنك لا تجعل مثله مانعاً عن القراءة فيما بعد، بل امض على قراءتك فيما بعد. وقال النووي: معناه كان ينبغي أن تستمر على القراءة، وتغتنم ما حصل لك من نزول السكينة والملائكة، وتستكثر من القراءة التي كانت هي سبب بقائهما.(18/290)
11767 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا (1) ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ مُوسَى قَالَ: أَيْ رَبِّ، عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ تُقَتَّرُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا، قَالَ: فَيُفْتَحُ لَهُ بَابُ من (2) الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا، قَالَ: يَا مُوسَى هَذَا مَا أَعْدَدْتُ لَهُ، فَقَالَ مُوسَى: أَيْ رَبِّ، وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ لَوْ كَانَ أَقْطَعَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، يُسْحَبُ عَلَى وَجْهِهِ مُنْذُ يَوْمَ خَلَقْتَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَكَانَ هَذَا مَصِيرَهُ، لَمْ يَرَ بُؤْسًا قَطُّ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ مُوسَى: أَيْ رَبِّ، عَبْدُكَ الْكَافِرُ تُوَسِّعُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا، قَالَ: فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ النَّارِ، فَيُقَالُ (3) : يَا مُوسَى هَذَا مَا أَعْدَدْتُ لَهُ، فَقَالَ مُوسَى: أَيْ رَبِّ، وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ، لَوْ كَانَتْ (4) لَهُ الدُّنْيَا، مُنْذُ يَوْمَ خَلَقْتَهُ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَكَانَ هَذَا مَصِيرَهُ، كَأَنْ لَمْ يَرَ خَيْرًا قَطُّ " (5)
__________
(1) في (ظ 4) : أخبرنا.
(2) لفظ "من" ساقط من (م) .
(3) في (س) : فيقول.
(4) في (ظ 4) : كان.
(5) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، ولضعف دراج: وهو ابن سمعان أبو السمْح في روايته عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العُتْواري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/266-267، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة ودراج، وقد وثقا على ضعف فيهما.(18/291)
11768 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاسْتَاكَ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ (1) إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، ثُمَّ رَكَعَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْكَعَ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا " قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " وَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ زِيَادَةٌ، إِنَّ اللهَ جَعَلَ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا " (2)
__________
(1) في (س) : من الطيب، وفي هامشها: من طيب، وعليها علامة الصحة.
(2) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهْري.
وأخرجه الحاكم 1/283، وعنه البيهقي في "السنن" 3/243 من طريق الإمام أحمد، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن محمد بن إسحاق، به. ولم نجد هذا الطريق في "مسند أحمد".
وأخرجه أبو داود (343) من طريق محمد بن سلمة، وابن خزيمة (1762) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه مسلم (857) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة، مرفوعاً بلفظ: "من اغتسل، ثم أتى الجمعة، فصلى ما قدر له، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته، ثم يصلي معه، غُفِرَ له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وفضل ثلاثة أيام". =(18/292)
11769 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ قَعَدَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ فَيَكْتُبُونَ النَّاسَ مَنْ جَاءَ مِنَ النَّاسِ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، فَرَجُلٌ قَدَّمَ جَزُورًا، وَرَجُلٌ قَدَّمَ بَقَرَةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ شَاةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ دَجَاجَةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ عُصْفُورًا، وَرَجُلٌ قَدَّمَ بَيْضَةً "، قَالَ: " فَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، وَجَلَسَ الْإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ، طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ " (1)
__________
= وانظر تمام تخريجه في مسند أبي هريرة برقم (9483) .
وانظر (11027) و (11250) .
(1) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صرح بالتحديث هنا، والعلاء بن عبد الرحمن: هو ابن يعقوب الحُرَقي، مختلف فيه، ولا ينزل حديثه عن درجة الحسن، فيما قال الذهبي في "السير" 6/187، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (4137) من طريق محمد بن مسلمة،- والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2606) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/180 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/177، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (929) ، ومسلم (850) ، وقد سلف =(18/293)
11770 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ، وَلَا نَصَبٍ، وَلَا سَقَمٍ، وَلَا حَزَنٍ، وَلَا أَذًى، حَتَّى الْهَمِّ يُهِمُّهُ، إِلَّا اللهُ يُكَفِّرُ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ " (1)
11771 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا، سَمِعَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَسَمَ بَيْنَهُمْ طَعَامًا مُخْتَلِفًا، بَعْضُهُ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ "، قَالَ: فَذَهَبْنَا نَتَزَايَدُ بَيْنَنَا، " فَمَنَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَبَايَعَهُ إِلَّا كَيْلًا بِكَيْلٍ لَا زِيَادَةَ فِيهِ " (2)
__________
(7519) .
وعن أبي أمامة، سيرد 5/260.
وعن سمرة بن جندب عند ابن ماجه (1093) .
وعن علي بن أبي طالب (719) .
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق، صرح بالتحديث، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ومحمد بن عمرو بن عطاء: هو ابن عياش القرشي العامري.
وقد سلف برقم (11007) .
(2) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صرح بالتحديث، =(18/294)
11772 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ (1) مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ، مِثْلَ ذَلِكَ حَدِيثًا، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ مَا هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَالْوَرِقُ بِالْوَرِقِ مِثْلًا بِمِثْلٍ " (2)
11773 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
__________
= وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/101 عن ابن نمير، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، به.
وانظر (10992) .
(1) في (ق) و (م) : عم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم، وعمه محمد بن مسلم: هو ابن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، وسالم بن عبد الله: هو ابن عمربن الخطاب.
وأخرجه البخاري (2176) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وسلف مطولاً برقم (11006) .(18/295)
سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: كُنَّا جُلُوسًا نَنْتَظِرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ بَعْضِ بُيُوتِ نِسَائِهِ، قَالَ: فَقُمْنَا مَعَهُ، فَانْقَطَعَتْ نَعْلُهُ، فَتَخَلَّفَ عَلَيْهَا عَلِيٌّ يَخْصِفُهَا، فَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَضَيْنَا مَعَهُ، ثُمَّ قَامَ يَنْتَظِرُهُ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقَالَ: " إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تَأْوِيلِ هَذَا الْقُرْآنِ، كَمَا قَاتَلْتُ عَلَى تَنْزِيلِهِ "، فَاسْتَشْرَفْنَا وَفِينَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالَ: " لَا، وَلَكِنَّهُ خَاصِفُ النَّعْلِ ". قَالَ: فَجِئْنَا نُبَشِّرُهُ، قَالَ: وَكَأَنَّهُ (1) قَدْ سَمِعَهُ (2)
__________
(1) في هامش (س) : فكأنه، نسخة.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير فطر: وهو ابن خليفة المخزومي، فقد روى له البخاري مقروناً، وقد توبع.
حسين بن محمد: هو ابن بهرام المَروذي، ورجاء والد إسماعيل: هو ابن ربيعة. وأخرجه القطيعي في زوائده على "الفضائل" لأحمد (1071) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/67-، والحاكم 3/122-123 من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن فطر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/64 من طريق عبد الملك بن حميد بن أبي غنية -ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" 7/2666-، والقطيعي في زوائده على "الفضائل" لأحمد (1083) ، والنسائي في "الكبرى" (8541) ، وأبو يعلى (1081) ، وابن حبان (6937) ، والحاكم 3/122-123، والبيهقي في "الدلائل" 6/436، والبغوي في "شرح السنة" (2557) ، وابن الجوزي في "العلل
المتناهية" (386) من طريق الأعمش، كلاهما عن إسماعيل بن رجاء، به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.(18/296)
11774 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ مَرْوَانَ الْكَلَاعِيِّ، وَعَقِيلِ بْنِ مُدْرِكٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَهُ فَقَالَ: أَوْصِنِي. فَقَالَ: سَأَلْتَ عَمَّا سَأَلْتُ عَنْهُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَبْلِكَ، " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ، وَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ، فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ
__________
قلنا: ضعفه ابن الجوزي بإسماعيل بن رجاء ظناً منه أنه إسماعيل بن رجاء الحصْني، فهو منكر الحديث كما ذكر ابن حبان في "المجروحين" 1/130، وهذا وهم من ابن الجوزي رحمه الله. وقد نبه على ذلك الإمام الذهبي في "تلخيص العلل المتناهية" ورقة 18.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" في موضعين 5/186 وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، و9/133، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير فطر بن خليفة، وهو ثقة.
وقد سلف برقم (11258) ، وسيأتي (11775) .
قال السندي: قوله: "من يقاتل على تأويل القرآن"، أي: يقاتل البغاة معتمداً فيه على تأويل القرآن، وهو قوله تعالى: (فقاتلوا التي تبغي) ، ولك لأن معرفة أن هؤلاء بغاة يستحقون القتال يحتاج إلى التأمل والفهم، فجعل قتال أولئك مبنياً على التأويل.
قوله: "على تنزيله"، أي: قاتل المشركين معتمداً على تنزيل الله تعالى قتالهم في القرآن بقوله: (قاتلوا المشركين) ، أي: فيكم من يجمع بين قتال البغاة والمشركين.. وفي هذا الحديث معجزة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد أخبر قبل الوقوع، فوقع كما أخبر، والله تعالى أعلم.
قوله: "خاصف النعل": الخصف: الجمع والضم، يقال: خصف نعله، أي: خرزها.(18/297)
الْإِسْلَامِ، وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللهِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ رَوْحُكَ فِي السَّمَاءِ، وذِكْرٌ لكَ (1) فِي الْأَرْضِ " (2)
__________
(1) في (م) : وَذِكْرُكَ.
(2) إسناده ضعيف، عقيل بن مدرك السلَمي، لم يدرك أبا سعيد، والحجاج بن مروان الكلاعي، لم نقع له على ترجمة في كتب الرجال إلا ما ذكره الحافظ ابن حجر في "التعجيل" ص87 نقلاً عن الحسيني في "الإكمال" ص88 من أنه ليس بمشهور، وبقية رجاله ثقات. حسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي، وإسماعيل بن عياش ثقة في روايته عن الشاميين.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (840) -ومن طريقه مختصراً ابن أبي عاصم في "الزهد" (43) -، عن إسماعيل بن عياش، عن عقيل بن مدرك، عن أبي سعيد، به. وزاد ابن المبارك: "وعليك بالصمت إلا في حق، فإنك به تغلب الشيطان".
وأخرجه ابنُ الضريس في "فضائل القرآن" (68) ، وأبو يعلى (1000) ، والطبراني في "الصغير" (949) ، والبيهقي في "الآداب" (1014) من طريق يعقوب بن عبد الله القمي، عن ليث بن أبي سُلَيم، عن مجاهد، عن أبي سعيد، به. وعندهم عدا البيهقي: "وعليك بذكر الله فإنه نور في الأرض، وذكر لك في السماء". وعند البيهقي: "فإنهما نور لك". وعندهم زيادة ما خلا البيهقي: "واخزن لسانك إلا من خير، فإنك بذاك تغلب الشيطان". وإسناده ضعيف لضعف ليث.
وقد سقط من مطبوع ابن الضريس اسم مجاهد من الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/215، 10/301، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات! وأبو يعلى بنحوه، وفي إسناده ليث بن أبي سليم، وهو مدلس. =(18/298)
11775 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: كُنَّا جُلُوسًا نَنْتَظِرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ لِأُبَشِّرَهُ، قَالَ: فَلَمْ يَرْفَعْ بِهِ رَأْسًا، كَأَنَّهُ قَدْ سَمِعَهُ (1)
__________
وفي الباب عن أبي ذر عند ابن حبان (361) ، وأبي نعيم في "الحلية" 1/166-168 من حديث طويل، وفي إسناده إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، وهو متروك.
قال السندي: قوله: فإنه رأس كل شيء"، أي: لا قبول لشيء عند الله إلا بمراعاته، فهو كالرأس له.
قوله: "رهبانية الإسلام"، أي: الانقطاع إليه تعالى في هذا الدين.
قوله: "روحك في السماء" بضم الراء، أي: سبب حياتك عند الله، قال تعالى: (وكذلكم أوحينا إليكَ رُوحاً مِنْ أمْرِنا) [الشورى: 52] ، ولذلك يسمى القرآن روح الله، أو بفتح الراء، أي: سبب رحمتك وقربك. قال تعالى: (فأما إنْ كانَ مِن المُقَربين، فَرَوْح وريحان) [الواقعة: 88، 89] ، والوجه الأول.
قوله: "وذكر لك"، أي: شرف لك. قال تعالى: (وإنه لَذِكْر لك ولقومك وسوف تُسألون) [الزخرف: 44] .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر: وهو ابن خليفة المخزومي، فقد روى له البخاري مقروناً، وهو ثقة. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وإسماعيل بن رجاء: هو ابن ربيعة الزبيدي.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/435 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وقد سلف تخريجه برقم (11773) ، وانظر (11258) .(18/299)
11776 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ (1) بْنِ جُمَيْعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ صَيَّادٍ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، قَالَ: " أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قَالَ هُوَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا (2) " قَالَ: دُخٌّ. قَالَ: " اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ " (3)
__________
(1) في النسخ الخطية و (م) : الوليد بن عبد الملك بن جميع، وهو تحريف، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 6/334.
(2) في (ق) : خبأ.
(3) حديث صحيح، الوليد بن عبد الله بن جُميع: هو الزهري الكوفي، وثقه ابن معين والعجلي، وقال أحمد وأبو داود وأبو زرعة: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال ابن سعدة كان ثقة، له أحاديث، واضطرب فيه ابن حبان، فذكره في "الثقات"، ثم عاد فذكره في "المجروحين "، وقال: كان ممن ينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات، فلما فحش ذلك منه بطل الاحتجاج به، وقال العقيلي: في حديثه اضطراب، وقال الحاكم: لو لم يخرج له مسلم لكان أولى، وقال ابن حجر: صدوق يهم، ورمي بالتشيع، وذكره الذهبي فيمن تكلم فيه وهو موثق، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن الزهري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2951) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وله شاهد صحيح من حديث عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3610) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب، واستوفينا الكلام في شرحه.(18/300)
11777 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ " (1)
11778 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْوَدَّاكِ جَبْرُ بْنُ نَوْفٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: أَصَبْنَا سَبَايَا يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَكُنَّا نَعْزِلُ عَنْهُنَّ، نَلْتَمِسُ أَنْ نُفَادِيَهُنَّ مِنْ أَهْلِهِنَّ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: تَفْعَلُونَ هَذَا وَفِيكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ائْتُوهُ، فَسَلُوهُ، فَأَتَيْنَاهُ أَوْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ قَالَ: " مَا مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ، إِذَا قَضَى اللهُ أَمْرًا كَانَ "
وَمَرَرْنَا بِالْقُدُورِ، وَهِيَ تَغْلِي، فَقَالَ لَنَا: " مَا هَذَا اللَّحْمُ؟ " فَقُلْنَا: لَحْمُ حُمُرٍ. فَقَالَ لَنَا: " أَهْلِيَّةٍ أَوْ وَحْشِيَّةٍ؟ "، فَقُلْنَا لَهُ: بَلْ أَهْلِيَّةٍ. قَالَ: فَقَالَ لَنَا: " فَاكْفِئُوهَا ". قَالَ: فَكَفَأْنَاهَا، وَإِنَّا لَجِيَاعٌ نَشْتَهِيهِ
قَالَ: " وَكُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نُوكِئَ الْأَسْقِيَةَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (11594) سنداً ومتناً.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يونس: وهو ابن إسحاق السبيعي -مختلف فيه، وهو حسن الحديث وقد سلف الكلام عنه برقم (11438) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الوداك -وهو جَبْرُ بن نَوْف البِكَالي- فمن رجال مسلم. أبو نعيم: هو الفضل بن دكَيْن.
وهذا الحديث هو ثلاثة أحاديث كلها صحيحة: =(18/301)
11779 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ الْمِشْرَقِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ: " قَوْمٌ (1) يَخْرُجُونَ عَلَى فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ مُخْتَلِفَةٍ، يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحَقِّ " (2)
11780 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مَسَرَّةُ بْنُ مَعْبَدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ،
__________
الأول: حديث العزل، وهو مكرر (11438) ، غير أن شيخ أحمد هناك هو وكيع.
الثاني: حديث تحريم لحوم الحمر الأهلية، وأخرجه أبو يعلى (1183) من طريق وكيع، عن يونس، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (11623) ، وسيأتي برقم (11936) .
الثالث: حديث الأمر بإيكاء الأسقية، سلف برقم (11544) ، وسيرد برقم (11852) .
(1) في (ظ 4) ، وهامش (س) : قوماً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وسفيان: هو الثوري، والضحاك المِشْرَقي: هو ابن شراحيل الهَمْداني.
وأخرجه مسلم (1064) (153) ، وأبو يعلى (1274) ، والبيهقي في "الدلائل "
6/424 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8559) من طريق الأجلح بن عبد الله الكندي، عن حبيب، به.
وقد سلف مطولاً برقم (11621) ، وانظر (11008) .(18/302)
حَاجِبُ (1) سُلَيْمَانَ قَالَ رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ اللَّيْثِيَّ قَائِمًا يُصَلِّي، مُعْتَمًّا بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ، مُرْخٍ طَرَفَهَا مِنْ خَلْفِهِ، (2) مُصْفَرَّ اللِّحْيَةِ، فَذَهَبْتُ أَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَرَدَّنِي: ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَصَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ، وَهُوَ خَلْفَهُ، فَقَرَأَ، فَالْتَبَسَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ: " لَوْ رَأَيْتُمُونِي وَإِبْلِيسَ، فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي، فَمَا زِلْتُ أَخْنُقُهُ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ لُعَابِهِ بَيْنَ إِصْبَعَيَّ هَاتَيْنِ - الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا - وَلَوْلَا دَعْوَةُ أَخِي سُلَيْمَانَ، لَأَصْبَحَ مَرْبُوطًا بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، يَتَلَاعَبُ بِهِ صِبْيَانُ الْمَدِينَةِ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لَا يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ أَحَدٌ فَلْيَفْعَلْ " (3)
__________
(1) في النسخ الخطية و (م) : صاحب، وهو تحريف، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 6/283، وهو كذلك في "تهذيب الكمال" وفروعه، وكان يحجب سليمان بن عبد الملك.
(2) في (ق) و (م) : خلف.
(3) إسناده حسن، مسرة بن معبد: هو اللخْمي، رضي عنه جمع، وقال أبو حاتم: شيخ، ما به بأس، وقال الذهبي في "الكاشف": وثق، وذكره البخاري في "تاريخه الكبير"، ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال أبو زرعة الدمشقي: شيخ لنا قديم من أهل فلسطين.. حدث عنه من الأجلة -ضمرة وركيع، واضطرب فيه ابن حبان، فذكره في "الثقات"، ثم أعاد ذكره في "المجروحين "، وقال: لا
يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، له أوهام، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير =(18/303)
11781/1- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ
__________
الزبيري، وأبو عُبيد: هو المَذْحِجي، حاجب سليمان بن عبد الملك.
وأخرجه مختصراً أبو داود (699) من طريق أبي أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (946) مختصراً من طريق أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/87 دون قوله: "فمن استطاع.."، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود في الرواية رقم (3926) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: "فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل". سلف نحوه برقم (11299) .
قال السندي: قوله: "لو رأيتموني وإبليس" بالنصب: عطف على المفعول، وجعلُه مفعولاً معه بعيد.
قوله: "فأهويت بيدي"، أي: أخذته بيدي.
قوله: "لأصبح مربوطاً": لم يرد أن الدعوة منعت عن ربط الشيطان، لأنه يلزم منه عدم استجابتها، لأن الدعوة كانت بتمام الملك، وربط الشيطان لا يوجب عدم استجابتها، وإنما أراد أنه كان من أخص ملك سليمان ربط الشياطين والتصرف فيها، فربطه كان موهماً لعدم استجابة الدعوة، فتركه دفعاً للإيهام غير اللائق، والله تعالى أعلم.
قلنا: يشير صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قوله تعالى على لسان سليمان: (وَهَبْ لي مُلْكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي إنك أنت الوهاب) [سورة ص: 35] .(18/304)
الْجَنَّةَ صَاحِبُ خَمْسٍ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا مُؤْمِنٌ بِسِحْرٍ، وَلَا قَاطِعُ رَحِمٍ، وَلَا كَاهِنٌ، وَلَا مَنَّانٌ " (1)
11781/2 - حَدَّثَنَا (2) أَبُو الْجَوَابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ خَمْسٍ: مُدْمِنُ سكر، وَلَا مُؤْمِنٌ بِسِحْرٍ، وَلَا قَاطِعُ رَحِمٍ، وَلَا مَنَّانٌ، وَلَا كَاهِنٌ " (3)
11782 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَمْ أَرْبَعًا، فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ، وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ،
__________
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مندل بن علي وعطية العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد الطائي فمن رجال البخاري، وهو ثقة. يحيى بن أبي بكير: هو القيسي.
وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" ص295 من طريق عيسى بن جعفر، عن مندل، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11107) .
(2) هذا الحديث ساقط من (م) .
(3) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سعد العوفي، أبو الجواب: هو أحوص بن جواب الضبي، وانظر ما قبله.(18/305)
فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا، كَانَتْ شَفْعًا لِصَلَاتِهِ "،، قَالَ مُوسَى مَرَّةً: " فَإِنْ (1) كَانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ لَهُ صَلَاتَهُ، وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامَ أَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ " (2)
11783 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَسِيلَةُ دَرَجَةٌ عِنْدَ اللهِ لَيْسَ فَوْقَهَا دَرَجَةٌ، فَسَلُوا اللهَ أَنْ يُؤْتِيَنِي الْوَسِيلَةَ " (3)
__________
(1) في (ظ 4) : وإن.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن داود: وهو الضبي، فمن رجال مسلم. سليمان بن بلال: هو القرشي التيمي.
وأخرجه مسلم (571) (88) ، وأبو عوانة 2/192-193، والدارقطني في "السنن" 1/371، والبيهقي في "السنن" 2/331 من طريق موسى بن داود، به.
وأخرجه أبو عوانة 2/192-193، وابن حبان (2669) من طريق خالد بن مَخْلَد القَطَواني، عن سليمان، به.
وقد سلف برقم (11689) .
قال السندي: قوله: "كانتا"، أي: السجدتان. "شفعاً لصلاته"، أي: بمنزلة الركعة السادسة.
(3) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وموسى بن وردان، روى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وثقه أبو داود والعجلي ويعقوب بن سفيان، وقال أبو حاتم والدارقطني: لا بأس به، وقال أبو حاتم في=(18/306)
11784 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
موضع آخر: ليس بالمتين، يكتب حديثه. وضعفه ابن معين، وقال في موضع آخر: صالح، وذكره ابن حبان في "المجروحين"، وقال: كان ممن فحش خطؤه حتى كان يروي عن المشاهير الأشياء المناكير، وقال الذهبي في "الميزان": وجاء تضعيفه عن أبي داود أيضاً. موسى بن داود: هو الضبي.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (265) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، عن روح بن صلاح، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عمارة بن غزية، عن موسى بن وردان، به: قلنا: شيخ الطبراني أحمد بن محمد بن رشدين ضعيف جداً، وقد نسب إلى الكذب.
وأخرجه كذلك (1489) عن أحمد بن محمد بن صدقة، عن يحيى بن محمد بن السكن، عن محمد بن جهضم، عن إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غزية، عن موسى بن وردان، به، وفيه: "فسلوا الله عز وجل أن يوتيني الوسيلة على خلقه". قلنا: وشيخ الطبراني لم نقع له على ترجمة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/332، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف.
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف 2/265، وإسناده ضعيف.
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف (6568) ، ولفظه: "ثم سلوا لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة". وإسناده صحيح على شرط مسلم.
الوسيلة في الأصل: ما يتوصل به إلى الشيء، ويتقرب به، وجمعها: وسائل، والمراد به في هذا الحديث: القرب من الله، وقيل: هي الشفاعة يوم القيامة.
وقيل: هي منزلة من منازل الجنة كما هو مبين في الحديث.(18/307)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ الْأَرْضِ مَسْجِدٌ وَطَهُورٌ إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، محمدُ بنُ إسحاق -وإن عنعن-، قد تُوبع، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح أحمدُ بنُ عبد الملك: هو ابن واقد الحراني، ومحمدُ بنُ سلمة: هو الحراني. وهذا الحديث رُوي بإسنادٍ مرسل أيضاً رواه سفيان الثوري، واختُلف في أيهما أصح وصلُه أم إرسالُه؟ فرجح إرسالَه الترمذي في "سننه"، فقال بإثر الرواية (317) عنده: وكأن رواية الثوري عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أثبت وأصح. وقال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 3: والمرسلُ
المحفوظ. ونقل الزيلعي في "نصب الراية" 2/324 أن النووي ضعفه في "الخلاصة"، ونقل عن الشيخ ابن دقيق العيد قولَه في "الإمام": حاصلُ ما أعِل به الإرسال، وإذا كان الرافعُ ثقةً فهو مقبول. قلنا: قد رفعه حمادُ بنُ سلمة كما سيرد برقم (11919) ، وتابعه الدراوردي -كما سيرد في التخريج- وعبد الواحد بن زياد كما سيرد برقم (11919) ، ومحمدُ بنُ إسحاق في هذه الرواية، وعمارةُ بن غزية عن يحيى بن عمارة عند ابن خزيمة والبيهقي كما سيرد، فهؤلاء خمسة رفعوه، أكثرهم ثقات، مما يرجح وصله على إرسال الثوري وحده.
وأخرجه الترمذي (317) ، والدارمي 1/323، والبيهقي في "السنن" 2/435، والبغوي في "شرح السنة" (506) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن يحيى بن عمارة، بهذا الإسناد. وصححه ابنُ خزيمة (791) . ولم يرد عندهم لفظ: "وطهور"، فقد انفرد به أحمد في هذه الرواية.
ولم يرد في الروايات الآتية. قال الترمذي: هذا حديث فيه اضطراب. قلنا: يعني من جهة إسناده، حيث رُوي مرسلاً وموصولاً، وبسطنا القول في ذلك آنفاً، وسيرد مزيد بحثٍ فيه في الرواية المرسلة الآتية برقم (11788) .
وسيأتي بالأرقام (11788) و (11789) و (11919) .
وفي الباب عن ابن عمر عند الترمذي (346) ، وابن ماجه (746) ، والبغوي =(18/308)
11785 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَسْقُ سِتُّونَ صَاعًا " (1)
__________
في "شرح السنة" (507) ، وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يُصَلى في سبع مواطن.. وعد منها المَقْبُرة والحمام. وفي إسناده زيد بن جَبِيرة، وهو ضعيف جداً.
وعن أنس بن مالك عند أبي يعلى (2888) ، وابن حبان (1698) و (2315) ، بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يُصَلى بين القبور. ورجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة الحسن.
وعن عبد الله بن عمرو -أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الصلاة في المقبرة- عند
ابن حِبان (2319) ، ورجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة الأعمش وابن جريج.
وعن علي عند أبي داود (490) ولفظ: إن حبيبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهاني أن أصلي في المقبرة. وإسناده حسن إن كان أبو صالح الغفاري سمع من علي. فقد قال ابنُ يونس: روايته عن علي مرسلة وما أظنه سمع من علي.
وذكر الترمذي من أحاديث الباب حديثَ أبي مَرْثَد الغَنَوي، لكن لفظه: "لا تجلسوا على القبور ولا تُصَلوا إليها"، وهو عند مسلم (972) (98) ، وسيرد 4/135.
قال السندي: قوله: "إلا المقبرة": بضم الباء وتفتح: موضع دفن الموتى، وهذا لاختلاط تُرابها بصديد الموتى ونجاساتهم، فإن صلى في مكان طاهر صحت، وكذا إن صلى في الحمام في مكان نظيف، وقال بظاهره جماعة، فكره الصلاةَ فيها وإن كانت التربة طاهرة. كذا في "النهاية".
قلنا: وانظر " المجموع " للنووي 3/164-165.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو البختري: وهو سعيد بن فيروز الطائي لم =(18/309)
11786 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ ضُرِبَ الْجَبَلُ بِمَقْمَعٍ (1) مِنْ حَدِيدٍ لَتَفَتَّتَ، ثُمَّ عَادَ كَمَا كَانَ، وَلَوْ أَنَّ دَلْوًا مِنْ غَسَّاقٍ يُهَرَاقُ فِي الدُّنْيَا، لَأَنْتَنَ أَهْلُ الدُّنْيَا " (2)
__________
يسمع من أبي سعيد، ولضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، وابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أحمد بن عبد الملك: هو ابن واقد الحَراني، وعمرو بن مُرَّة: هو الجَمَلي المُرَادي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/138 عن شريك، بهذا الإسناد.
وقد سلفْ برقم (11564) ، وانظر (11030) .
(1) تحرف في (م) إلى: بقمع.
(2) إسناده ضعيف عِلته دراج -وهو ابنُ سمعان أبو السمح- فإنه ضعيف في روايته عن أبي الهيثم -وهو سليمان بن عمرو العتواري-. وابن لهيعة -وهو عبد الله، وإن يكن سيىء الحفظ- متابع.
والقسم الأول منه، وهو قوله: "لو ضُرِب الجبل ... ثم عاد كما كان" أخرجه أبو يعلى (1377) من طريق الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/601 من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، به، بلفظ: "لو ضُرِبَ بمقمع من حديد جهنم الجبل لتفتت كما يُضرب به أهل النار، فصار رماداً" قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/388، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه ابنُ لَهِيعة، وقد وُثَّق على ضعفه.
وقوله: "ولو أنَّ دلواً من غساق ... " حسن لغيره، وقد سلف برقم (11230) =(18/310)
11787 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَخِيهِ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَزَلْنَا مَنْزِلًا فَأَتَتْنَا امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: إِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ سَلِيمٌ فَهَلْ مِنْكُمْ مِنْ رَاقٍ؟ قَالَ: فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مَا كُنَّا نَظُنُّهُ يُحْسِنُ رُقْيَةً، فَانْطَلَقَ مَعَهَا، فَرَقَاهُ فَبَرِئَ، فَأَعْطَوْهُ ثَلَاثِينَ شَاةً، قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَدْ قَالَ: وَأَسْقَوْنَا لَبَنًا، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْنَا، قُلْنَا لَهُ: أَكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً؟ قَالَ: لَا. إِنَّمَا رَقَيْتُهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُمْ: لَا تُحْدِثُوا فِيهَا شَيْئًا، حَتَّى نَأْتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا، أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " مَا كَانَ يُدْرِيهِ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا بِسَهْمِي مَعَكُمْ " (1)
__________
مطولاً، وذكرنا هناك شواهده.
قال السندي: قوله: "بمقمع من حديد"، أي: الذي يُضرب به الكافر.
ثم عاد، أي: الكافر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان الأزدي القردوسي أثبت الناس في ابن سيرين، محمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه مسلم (2201) (66) ، وأبو داود (3419) ، وابن حبان (6113) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5007) ، ومسلم (2201) (66) أيضاً من طريق وهب بن جرير، عن هشام بن حسان، به.
وقد سلف برقم (10985) .(18/311)
11788 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ حَمَّادٌ فِي حَدِيثِهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، - وَلَمْ يُجِزْ سُفْيَانُ أَبَاهُ قَالَ -: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وله إسنادان: أحدهما موصول من طريق حماد بن سلمة، والآخر مرسل من طريق سفيان الثوري، وهذا معنى قوله: "ولم يجز سفيان أباه" يعني: ثم يذكر أبا سعيد بعد يحيى بن عمارة والد عمرو بن يحيى، وهذا تصريح أن رواية الثوري مرسلة، وصرح أيضاً بكونها مرسلة الترمذي في "سننه"، وكذلك البيهقي في "السنن" 2/434-435، فقال: "حديث الثوري مرسل"، ثم
ذكر أن من وَصَلَه فقد أخطأ، فقال: "وقد رُوي موصولاً وليس بشي"، ومع ذلك ظن الشيخ أحمد شاكر من سياقة إسناد البيهقي -وهو من طريق يزيد بن هارون شيخ أحمد بهذين الإسنادين- أن طريق الثوري موصول أيضاً. غيرَ ملتفتٍ إلى تصريح البيهقي في إرساله وخطأ من وَصَلَه، فقال في تعليقه على "سنن" الترمذي 2/133: ولا أدري كيف يزعم الترمذي ثم البيهقي أن الثوري رواه مرسلاً في حين أن روايته موصولة أيضاً! ثم قال: وأنا لم أجده مرسلاً من رواية الثوري، إنما رأيتُه كذلك من رواية سفيان بن عيينة، فلعله اشتبه عليهم سفيان بسفيان.
قلنا: كيف يشتبه عليهم واحد بآخر؟! وهذه هي رواية الثوري المرسلة في هذا الحديث، وأخرجها مرسلةً أيضاً عبدُ الرزاق وابنُ أبي شيبة كما سيرد، وهي كذلك عند البيهقي، لكن خفيت عليه رحمه الله تعالى. ويظهر أن الحافظ ابن حجر عزل قولَ البيهقي: "وقد روي موصولاً وليس بشي" عما قبله -وهو في تأكيد إرسال رواية الثوري فقط- فظن أنه يرجح المرسل، كما ذكر في "تلخيص الحبير"
1/277.
وأخرجه ابن ماجه (745) ، وأبو يعلى (1350) ، والبيهقي في "السنن" =(18/312)
11789 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، فِيمَا يَحْسَبُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
11790 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ مَسِيرَةَ سَبْعِينَ خَرِيفًا " (2)
__________
2/434-435، من طريق يزيد بن هارون، بهذين الإسنادين الموصول والمرسل.
وأخرجه مرسلاً عبد الرزاق (1582) ، وابن أبي شيبة 2/379 عن وكيع، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه أبو داود (492) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به، موصولاً.
وأخرجه الشافعي في "المسند" (198) "بترتيب السندي" عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن يحيى، به، مرسلاً. ثم قال الشافعي: وجدتُ هذا الحديث في كتابي في موضعين، أحدهما منقطعاً، والآخر عن أبي سعيد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد سلف برقم (11784) ، وسيرد بالأرقام (11789) و (11919) .
(1) حديث صحيح، وشك حماد في وصله لا يضر، فقد رواه يزيد بن هارون من طريقه من غير شك، في الرواية السالفة برقم (11788) .
وقد سلف برقم (11784) ، وسيرد برقم (11919) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وسهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وأخرج البخاري لهما تعليقاً، ولسهيل مقروناً أيضاً. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (977) عن روح بن عبادة، والدارمي =(18/313)
11791 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَطَلَبَهَا، فَلَمْ يَقْدِرْ
__________
= 2/202-203، وابن خزيمة (2113) من طريق حجاج بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (9685) ، ومن طريقه البخاري (2840) ، ومسلم (1153) (168) ، والنسائي في "المجتبى" 4/173، والبيهقي في "السنن" 9/173 عن ابن جريج، وعبد الرزاق أيضاً (9686) من طريق ابن عيينة، وسعيد بن منصور في "السنن" (2423) ، وابن خزيمة (2112) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، ومسلم (1153) (167) ، والنسائي 4/173، وابن ماجه (1717) ، وأبو يعلى (1257) من طريق يزيد بن الهاد، ومسلم (1153) (167) أيضاً من طريق
عبد العزيز الدراوردي، والترمذي (1623) ، والنسائي في "المجتبى" 4/174، والدولابي في "الكنى" 2/164 من طريق سفيان الثوري، والنسائي أيضاً 4/173 من طريق حميد بن الأسود، وابن حبان (3417) من طريق سليمان التيمي، والدولابي 1/179 من طريق عبد الواحد بن زياد، والبيهقي في "السنن" 4/296 من طريق علي بن عاصم، والبغوي في "شرح السنة" (1811) من طريق إبراهيم بن طهمان، جميعهم عن سهيل بن أبي صالح، به. وقد قرن عبد الرزاق مع سهيل يحيى بنَ سعيد الأنصاري، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وسقط من مطبوع الدولابي 1/179 لفظ: "عن سهيل".
وقد سلف الحديث برقم (11210) من رواية عبد الله بن نمير، عن سفيان، لكنه وهم، فجعل الراوي عن النعمان سُمَيا القُرشي، بدل سهيل بن أبي صالح، وسلف ذكر ذلك مفصلاً هناك، فانظره -وقد ذكرنا هناك أيضاً أحاديث الباب-، وانظر (11406) .(18/314)
عَلَيْهَا، فَتَسَجَّى لِلْمَوْتِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ سَمِعَ وَجْبَةَ الرَّاحِلَةِ، حِينَ بَرَكَتْ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، فَإِذَا هُوَ بِرَاحِلَتِهِ " (1)
11792 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ، فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي، فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ، فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ، قَالَ (2) :
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سعد العوفي، وفضيل بن مرزوق: هو الرقاشي، مختلف فيه، وثقه أحمد وابن معين والثوري وابن عيينة، وضعفه النسائي والدارمي، وقال الحاكم كما في "سؤالات السجزي" له: ليس من شرط الصحيح، وقد عيب على مسلم بإخراجه في الصحيح. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه أبو يعلى (1302) من طريق يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4249) من طريق وكيع بن الجراح، عن فضيل، به.
وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/218 مختصراً من طريق عمرو بن عطية، عن عطية، به.
وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3627) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "أفرح بتوبة عبده"، أي: أرضى وأكثر محبة لها.
قوله: "فتسجى"، أي: تغطى بثوبه ليموت نائماً.
قوله: "وجبة الراحلة": بفتح فسكون، أي: صوت وَقْعِ رجلها.
(2) في (ظ 4) : فقال.(18/315)
أَلَا تَتَّقِي اللهَ، تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللهُ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا عَجَبِي (1) ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ، يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ، فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ؟ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ، قَالَ: فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ، حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ، فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ لِلرَّاعِي (2) : " أَخْبِرْهُمْ " فَأَخْبَرَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ، وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ، وَشِرَاكُ نَعْلِهِ، وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا (3) أَحْدَثَ (4) أَهْلُهُ بَعْدَهُ " (5)
__________
(1) في (ق) : يا عجباً.
(2) في (ظ 4) وهامش (س) : للأعرابي.
(3) في (ظ 4) وهامش (س) : ما.
(4) في (م) : حدث.
(5) رجاله ثقات رجال الصحيح، القاسم بن الفضل الحُدَّاني، وأبو نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (877) ، والبزار (2431) "زوائد"، والترمذي (2181) -دون ذكر قصة الذئب-، والحاكم 4/467، 467-468، وأبو نعيم في "الدلائل" (270) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/41-42، والعقيلي في "الضعفاء" 3/478 من طرق، عن القاسم بن الفضل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب! لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل،
والقاسم بن الفضل ثقة مأمون عند أهل الحديث، وثقه يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم=(18/316)
11793 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا شَهِدَهُ، أَوْ عَلِمَهُ " قَالَ شُعْبَةُ: فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ قَتَادَةَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ،
__________
= يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح!
وأخرجه ابن حبان (6494) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (270) من طريق هدبة بن خالد القيسي، عن القاسم بن الفضل الحداني، حدثنا أبو نضرة، به، مرفوعاً. وعند ابن حبان: زيادة الجُرَيري في الإسناد بين القاسم وأبي نضرة، وهو مقحم فيه.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/291، وقال: رواه أحمد، والبزار بنحوه باختصار، ورجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح.
وسيأتي بنحوه بالأرقام (11841) و (11844) ، وفي سنده شهر بن حوشب، وهو ضعيف.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف 2/306، وانظر حديث أبي هريرة السالف 2/382.
قال السندي: قوله: فأقعى الذئب: من الإقعاء، وهو جلوس الكلب ونحوه.
قوله: بأنباء ما قد سبق، أي: بأخبار الأمم السالفة مخبر بها عن الله تعالى من غير سبق تعلم منه لذلك، ففيه شهادة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالرسالة.
قوله: فزواها -بزاي معجمة-، أي: جمعها وضمها إلى طرف من أطراف المدينة.
قوله: الصلاة جامعة: بنصب الجزأين، أي: ائتوها جامعة. أو برفعهما. وفي نسخة السندي: فنودي بالصلاة جامعة بزيادة الباء.(18/317)
عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ، أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ، إِذَا شَهِدَهُ، أَوْ عَلِمَهُ " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ، فَحَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ، أَنْ (1) رَكِبْتُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَمَلَأْتُ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ رَجَعْتُ، قَالَ شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي هَذَا الْحَدِيثَ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ: عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَتَادَةُ، وَأَبُو مَسْلَمَةَ، (2) وَالْجُرَيْرِيُّ، (3) وَرَجُلٌ آخَرُ (4)
__________
(1) في (م) : أَنِّي، وهو تحريف.
(2) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : أبو سلمة، وهو تحريف.
(3) في (م) : الجريري (بدون واو العطف) ، وهو خطأ.
(4) حديث صحيح، وله إسنادان، الأول: يزيد بن هارون، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن رجل، عن أبي سعيد. وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
عمرو بن مرة: هو الجملي المرادي، أبو البختري: هو سعيد بن فيروز الطائي.
والثاني: يزيد بن هارون، عن شعبة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/99 من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، عن قتادة، به.
وقد سلف برقم (11017) ، وسيأتي برقم (11869) .
قال السندي: قوله: فحملني على ذلك أن ركبت إلى معاوية: الظاهر أن المشار إليه بذلك مبهم، تفسيره قوله أن ركبت، أي: فحملني -أي: ما سبق ذكره من الحديث- أن ركبت إلى معاوية، والله تعالى أعلم.(18/318)
11794 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمْ يَدْرِ ثَلَاثًا صَلَّى أَمْ أَرْبَعًا، فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ رَكْعَةً " - قَالَ يَزِيدُ: حَتَّى يَكُونَ الشَّكُّ فِي الزِّيَادَةِ - ثُمَّ لِيَسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ، فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا، شَفَعَتَا لَهُ صَلَاتَهُ، وَإِنْ كَانَ صَلَّى أَرْبَعًا، فَهُمَا يُرْغِمَانِ الشَّيْطَانَ " (1)
11795 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ أَبِي، وَأَبُو بَدْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ، وَأَحَقُّهُمْ بِالْإِمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه الدارقطني 1/371 من طريق يزيد وأبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (241) ، وابن خزيمة (1024) من طريق يزيد بن هارون، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/27، وفي "الكبرى" (1162) ، والدارمي 1/351، وأبو عوانة 2/193، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/433، والدارقطني 1/371، والبيهقي في "السنن" 2/331 من طرق عن عبد العزيز، به.
وقد سلف برقم (11689) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.(18/319)
11796 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، أَلَا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً، وَإِنَّ أَكْثَرَ ذَاكُمْ غَدْرًا أَمِيرُ الْعَامَّةِ " فَمَا نَسِيتُ رَفْعَهُ بِهَا صَوْتَهُ
11797 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: " أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابُوا سَبَايَا يَوْمَ أَوْطَاسٍ لَهُنَّ أَزْوَاجٌ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ، فَكَانَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفُّوا وَتَأَثَّمُوا مِنْ غِشْيَانِهِنَّ، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي ذَلِكَ ": {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ، إِلَّا مَا مَلَكَتْ
__________
= وهو بالإسناد الأول مكرر (11481) إلا أن شيخ أحمد هنا هو يزيد: وهو ابن هارون.
وبالإسناد الثاني مكرر (11454) .
وقد سلف أول مرة (11190) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن البصري لم يسمع من أبي سعيد. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن عون: هو عبد الله.
وقسمه الأول -وهو إلى قوله: "واتقوا النساء سلف بإسناد صحيح برقم (11169) .
وقسمه الأخير سلف بإسناد صحيح برقم (11427) ، وانظر (11666) .
وقد سلف الحديث بتمامه مطولاً برقم (11143) .(18/320)
أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24] (1)
11798 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: نِسَاءً (2)
__________
(1) حديث صحيح، ابنُ أبي عدي -وهو محمد بن إبراهيم، وإن روى عن سعيد- وهو ابن أبي عروبة -بعد الاختلاط-، متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي علقمة -وهو الهاشمي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. قَتَادة: هو ابن دِعامة السدُوسي، وصالح أبو الخليل: هو ابن أبي مريم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/265، ومسلم (1456) (34) ، والطبري في "التفسير" (8968) ، والبيهقي في "السنن" 9/124 من طريق عبد الأعلى -وهو ابن عبد الأعلى السامي ومسلم (1456) (33) ، وأبو داود (2155) ، والنسائي في " المجتبى" 6/110، وفي "الكبرى" (5492) ، والطبري في "التفسير" (8967) ، والبيهقي في "السنن" 7/167، والواحدي في "أسباب النزول" ص142، من طريق يزيد بن زُريع، والنسائي في "الكبرى" (11096) -وهو في "التفسير" (116) - من طريق خالد -وهو ابن الحارث ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد، وهم ممن سمع منه قبل الاختلاط. زاد يزيد بن زريع في رواية: أي: فهن لكم حلال إذا انقضت عدتهن.
وأخرجه الطيالسى (2239) عن هشام الدستوائي، ومسلم (1456) (34) من طريق شعبة، كلاهما عن قتادة، به.
وقد سلف برقم (11691) ، وسيأتي بعده برقم (11798) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي علقمة الهاشمي فمن رجال مسلم، وهو ثقة. بهز: هو ابن أسد، وعفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسى، وأبو =(18/321)
11799 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: رَأَيْتُ رُؤْيَا وَأَنَا أَكْتُبُ سُورَةَ ص، قَالَ: فَلَمَّا بَلَغْتُ السَّجْدَةَ، رَأَيْتُ الدَّوَاةَ وَالْقَلَمَ وَكُلَّ شَيْءٍ بِحَضْرَتِي انْقَلَبَ سَاجِدًا، قَالَ: فَقَصَصْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَلَمْ يَزَلْ يَسْجُدُ بِهَا " (1)
11800 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ، لَتَبِعْتُمُوهُمْ "، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: " فَمَنْ؟ " (2)
__________
الخليل: هو صالح بن أبي مريم.
وأخرجه أبو يعلى (1318) من طريق عفان شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1132) و (3016) من طريق حبان بن هلال، عن همام بن يحيى، به.
وسلف قبله برقم (11797) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.
وقد سلف برقم (11691) .
وقوله: إلا أنه قال: نساء. يعني بدل قوله: سبايا.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، بكر المزني -وهو ابن عبد الله- لم يسمع من أبي سعيد. وهو مكرر (11741) غير أنَّ شيخ أحمد هنا هو ابن أبي عدي -وهو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي- وهو ثقة من رجال الشيخين.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عُبادة، وزهير بن =(18/322)
11801 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةُ صَفْوَانَ بْنِ مُعَطَّلٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: إِنَّ صَفْوَانَ يُفَطِّرُنِي إِذَا صُمْتُ، وَيَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ، وَلَا يُصَلِّي الْغَدَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: " مَا تَقُولُ هَذِهِ؟ " قَالَ: أَمَّا قَوْلُهَا: يُفَطِّرُنِي، فَإِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ وَقَدْ نَهَيْتُهَا أَنْ تَصُومَ، قَالَ: فَيَوْمَئِذٍ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَصُومَ الْمَرْأَةُ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا. قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُهَا: إِنِّي أَضْرِبُهَا عَلَى الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا تَقْرَأُ بِسُورَتَيْنِ فَتُعَطِّلُنِي، قَالَ: " لَوْ قَرَأَهَا النَّاسُ مَا ضَرَّكَ "، وَأَمَّا قَوْلُهَا: إِنِّي لَا أُصَلِّي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِنِّي ثَقِيلُ الرَّأْسِ، وَأَنَا مِنْ أَهْلِ (1) بَيْتٍ يُعْرَفُونَ بِذَاكَ بِثِقَلِ الرُّءُوسِ قَالَ: " فَإِذَا قُمْتَ
__________
محمد: هو التميمي العنبري.
وأخرجه الطيالسي (2178) ، والبخاري (3456) و (7320) ، ومسلم (2669) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (74) ، وابن حبان (6703) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/155، والبغوي في "شرح السنة" (4196) من طرق عن زيد بن أسلم، به.
وسيأتي برقم (11897) ، وسيكرر برقم (11843) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف 2/327.
وعن شداد بن أوس، سيرد 4/125.
وعن أبي واقد الليثي، سيرد 5/218.
وعن سهل بن سعد، سيرد 5/340.
(1) في (ق) : وإنا أهل..(18/323)
فَصَلِّ " (1)
11802 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الْوَلِيدِ أَبِي بِشْرٍ، (2) عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ فِي الظُّهْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قَدْرَ قِرَاءَةِ ثَلَاثِينَ آيَةً، وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قَدْرَ قِرَاءَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ آيَةً، وَكَانَ يَقُومُ فِي الْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَتَيْنِ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قَدْرَ قِرَاءَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ آيَةً، وَفِي الْأُخْرَتَيْنِ قَدْرَ نِصْفِ ذَلِكَ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، أبو بكر: وهو ابن عياش، ثقة عابد إلا أنه لما كَبِرَ ساء حفظُه، وكتابه صحيح، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وقد سلف (11759) .
(2) في (م) : الوليد بن بشر، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد أبي بشر -وهو ابن مسلم بن شهاب العنبري- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في جزء القراءة. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبو عوانة: هو وضاح
اليشكري، وأبو الصديق: هو بكر بن عمرو- ويقال: ابن قيس- الناجي.
وأخرجه مسلم (452) (157) ، والدارمي 1/295، وأبو عوانة 2/152، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4625) و (4626) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/207، وابن حبان (1825) ، والبيهقي في "السنن" 2/64، والبغوي في "شرح السنة" (593) من طريق أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (10986) .(18/324)
11803 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِعَرَفَةَ هَكَذَا "، يَعْنِي بِظَاهِرِ كَفِّهِ (1)
11804 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ بِشْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ الْأَضْحَى " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف بشر بن حَرْب: وهو الأزْدي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وقد سلف برقم (11093) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لِضعف بشر بن حرب، ولما سيأتي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2794) ، وأبو يعلى (1134) من طريق عبد الأعلى، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. قال النسائي: بشر ضعيف، وإنما أخرجناه لعلة الحديث، والصواب حديث سعيد وهشام. والله أعلم.
قلنا: يظهر أن العلة هي اضطراب حماد بن سلمة فيه، فقد رواه هنا عن بشر بن حرب، ورواه -عند النسائي (2794) أيضاً- عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، ورواه أيضاً عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد، عند أبي
يعلى (1134) ، وقد قال الإمام الذهبي في حماد بن سلمة: كان ثقة، له أوهام.
أما حديث سعيد -وهو ابن أبي عروبة- السالف برقم (11409) ، وحديث هشام -وهو الدستوائي- السالف برقم (11410) ، فكلاهما عن قتَادة، عن قَزَعة، عن =(18/325)
11805 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ بِشْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْكُرَّاثِ، وَالْبَصَلِ، وَالثُّومِ "، فَقُلْنَا: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: لَا. وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ " (1)
11806 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: " وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ، فَجَعَلَ يَدْعُو هَكَذَا، وَجَعَلَ ظَهْرَ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي وَجْهَهُ، وَرَفَعَهُمَا فَوْقَ ثَنْدُوَتِهِ، وَأَسْفَلَ مِنْ مَنْكِبَيْهِ " (2)
11807 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ يَعْنِي ابْنَ أَبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ:
__________
أبي سعيد. والحديث حديث قزعة.
وقد سلف مطولاً برقم (11040) .
(1) إسناده ضعيف لضعف بشر: وهو ابن حرب الأزدي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب البغدادي، وسريج: هو ابن النعمان الجوهري، وحماد: هو ابن زيد.
وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (11084) ، وانظر أحاديث الباب، فقد ورد بأسانيد صحيحة نهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أكل البصل والثوم والكُراث أن يقرب المسجد.
(2) إسناده ضعيف لضعف بشر بن حَرْب: وهو الأزْدي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب البغدادي.
وقد سلف بالأرقام (11093) و (11803) .(18/326)
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ: " إِنَّا (1) كُنَّا نَتَزَوَّدُ مِنْ وَشِيقِ الْحَجِّ، حَتَّى يَكَادَ يَحُولُ عَلَيْهِ الْحَوْلُ " (2)
11808 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ النَّاجِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ الظُّهْرَ، قَالَ: فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا حَبَسَكَ يَا فُلَانُ عَنِ الصَّلَاةِ؟ " قَالَ: فَذَكَرَ شَيْئًا اعْتَلَّ بِهِ، قَالَ: فَقَامَ يُصَلِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ " قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَصَلَّى مَعَهُ (3)
__________
(1) لفظ "إنا" ليس في (م) .
(2) إسناده قوي، الحكم بن أبان: هو العدني، وثقه ابن معين والنسائي وابن نمير، وقال أبو زرعة: صالح، وقال ابن المبارك: ارم به، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد بن أبي حكيم: هو الكناني العَدَني، وعكرمة: هو مولى ابن عباس.
وانظر (11176) .
قال السندي: قوله: إنا كنا نتزود من وشيق الحج. الوشيقة: أن يؤخذ اللحم، فَيُغْلى قليلاً ولا ينضج، ويحمل في الأسفار، وقيل: هي القديد، ويجمع على وشيق ووشائق.
(3) حديث صحيح دون قوله: ما حبسك يا فلان عن الصلاة، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم: وهو الواسطي، وبقية رجاله ثقات. سليمان الناجي: هو أبو محمد الأسود، وأبو المتوكل: هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد. =(18/327)
11809 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: غَلَا السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا لَهُ: لَوْ قَوَّمْتَ لَنَا سِعْرَنَا، قَالَ: " إِنَّ اللهَ هُوَ الْمُقَوِّمُ، أَوِ الْمُسَعِّرُ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أُفَارِقَكُمْ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَطْلُبُنِي بِمَظْلَمَةٍ، فِي مَالٍ وَلَا نَفْسٍ " (1)
__________
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/45، وقال: رواه أحمد- وروى أبو داود والترمذي بعضه ورجاله رجال الصحيح!
قلنا: علي بن عاصم وسليمان الناجي لم يرو له الشيخان ولا أحدهما.
والحديث سلف بإسنادٍ صحيح دون هذه الزيادة برقم (11613) ، وانظر (11019) .
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم: وهو الواسطي، والجُريري: وهو سعيد بن إياس قد اختلط، وسماع الواسطي منه بعد اختلاطه، لأن علي بن عاصم لم يدرك أيوب السختياني، وقد قال أبو داود: كل من أدرك أيوب فسماعه من الجريري جيد. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5952) عن محمد بن محمد التمار، عن أبي معن الرقاشي، والخطيب في "تاريخه" 9/451 عن الحسن بن أبي طالب، عن يوسف بن عمر القواس، عن يحيى بن محمد بن صاعد، عن عبد الله بن خالد بن يزيد اللؤلؤي، كلاهما (يعني الرقاشي واللؤلؤي) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن الجريري، به.
قلنا: وهذه متابعة جيدة لعاصم بن علي الواسطي، لأن عبد الأعلى سمع من الجريري قبل اختلاطه، ولكننا ثم نقع على ترجمة شيخ الطبراني ولا شيخ الخطيب. =(18/328)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
وأخرجه ابن ماجه (2201) عن محمد بن زياد: وهو الزيادي، عن عبد الأعلى: وهو ابن عبد الأعلى السامي، عن سعيد: وهو ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد: قال: غلا السعْر على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: لو قومت يا رسول الله، قال: "إني لأرجو أن أفارقكم ولا يطلبني أحد منكم بمظلمة ظلمته". وهذا إسناد يحتمل التحسين. محمد بن زياد: وهو الزيادي. روى له البخاري متابعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ، وضعفه ابن منده، وقال ابن حجر: صدوق يخطىء. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، وسعيد بن أبي عروبة اختلط، ولكن سماع عبد الأعلى منه قبل اختلاطه.
وأخرجه بنحوه أبو يعلى (1354) عن زهير بن حرب، عن معلى بن منصور، عن عبد العزيز بن محمد، عن داود بن صالح، عن أبيه، عن أبي سعيد، قال: قدم نبطي من الشام بثلاثين حمل شعير وتمر في زمن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسعر، يعني هذا بدرهم بمد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس في الناس يومئذٍ طعام غيره، فشكا الناس إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غلاء السعر، فخطب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "ألا لألقين الله تبارك وتعالى قبل أن أعطي أحداً من مال أحدٍ بغير طيب نفسه"، وإسناده حسن.
ويشهد له حديث أبي هريرة، سلف 2/337، ولفظه: أن رجلاً جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: سعر، فقال: "إن الله يرفع ويخفض، ولكني لأرجو أن ألقى الله عز وجل وليس لأحد عندي مظلمة"، وإسناده حسن.
وآخر من حديث أنس بن مالك، سيرد 3/156، ولفظه: غلا السعر على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: يا رسول الله، لو سعرت؟ فقال: إن الله هو الخالق القابض، الباسط الرازق المسعر، وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال". وإسناده صحيح على شرط مسلم.
قال السندي: قوله: "إن الله هو المقوم أو المسعر": شك من الراوي، أي: هو الذي يرخص الأشياء ويغليها، أي: فمن سعر فقد نازعه فيما له تعالى، وليس =(18/329)
11810 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى تُوضَعَ " (1)
11811 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لَنَا
__________
للنازع.
قوله: "بمظلمة": بكسر اللام: هي ما تطلبه من عند الظالم مما أخذه منك، وفيه إشارة إلى أن التسعير تصرف في أموال الناس بغير إذن أهلها، فيكون ظلماً، فليس للإمام أن يسعر، لكن يأمرهم بالإنصاف والشفقة على الخلق، والنصيحة لهم، والله تعالى أعلم.
وقال المناوي في "فيض القدير" 2/266: وأفاد الحديث أن التسعير حرام، لأنه جعله مظلمة، وبه قال مالك والشافعي، وجوزه ربيعة، وهو مذهب عمر، لأن به حفظ نظام الأسعار، وقال ابن العربي المالكي: الحق جواز التسعير، وضبط الأمر على قانون ليس فيه مظلمة لأحد من الطائفتين، وما قاله المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حق، وما فعله حكم، لكن على قوم صحت نياتهم وديانتهم، أما قوم قصدوا أكل مال الناس، والتضييق عليهم فباب الله أوسع، وحكمه أمضى.
(1) حديث صحيح، علي بن عاصم -وهو الواسطي، وإن يكن ضعيفاً- متابع، سهيل بن أبي صالح ثقة من رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً، وأبوه أبو صالح ذكوان السمان ثقة من رجال الشيخين.
وقد سلف بالأرقام (11195) و (11328) .(18/330)
عِيَالًا. قَالَ: " كُلُوا وَادَّخِرُوا وَأَحْسِنُوا " (1)
11812 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَتَيْتَ عَلَى حَائِطٍ، فَنَادِ صَاحِبَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنْ أَجَابَكَ، وَإِلَّا فَكُلْ مِنْ (2) غَيْرِ أَنْ لا تُفْسِدَ، وإِذَا (3) أَتَيْتَ عَلَى رَاعٍ، فَنَادِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنْ أَجَابَكَ، وَإِلَّا فَاشْرَبْ (4) مِنْ غَيْرِ أَنْ لا تُفْسِدَ "
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ
__________
(1) حديث صحيح، عبد الوهاب بن عطاء -وهو الخفاف- سمع من الجريري -وهو سعيد بن إياس- قبل الاختلاط، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نَضْرة -وهو المنذر بن مالك بن قُطَعة العبدي- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو ثقة.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/292، وفي "معرفة السنن" (19071) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1973) ، والبيهقي في "السنن" 9/292 من طريق عبد الأعلى، وأبو يعلى (1078) ، وابن حبان (5928) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، وأبو يعلى (1196) من طريق إسماعيل ابن علية، والحاكم 4/232 من طريق يزيد بن هارون، أربعتهم عن الجُريري، به. واللفظ عندهم: "كلوا وأطعموا واحبسوا".
وقد سلف برقم (11176) .
(2) في (ظ 4) : في، وهي نسخة في هامش (س) .
(3) في (م) : وَإِنْ.
(4) في (م) : فَكُلْ وَاشْرَبْ.(18/331)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا بَعْدُ فَصَدَقَةٌ " (1)
11813 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، وَهُمَا رَجُلَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَا ثِقَةً، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ، وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، وَهُمَا مِنْ رَهْطِهِمَا وَكَانَا ثِقَةً، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ مِنَ الْوَرِقِ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسٍ مِنَ الْإِبِلِ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ صَدَقَةٌ " (2)
__________
(1) حديث ضعيف دون قوله: "الضيافة ثلاثة أيام فما بعد فصدقة" فهو صحيح. علي بن عاصم الواسطي ضعيف، وسماعه من الجريري بعد الاختلاط.
أبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.
وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/240، وفي "شرح مشكل الآثار" (2824) من طريق علي بن عاصم، به.
وقد سلف برقم (11045) ، وانظر (11325) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، فمن رجال البخاري. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/37، وفي "الكبرى" (2252) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/282، والنسائي في "المجتبى" 5/36-37، وفي =(18/332)
11814 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَمَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ (1) وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ " قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الدِّينُ " قَالَ يَعْقُوبُ: مَا أُحْصِي مَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " حَدَّثَنَا صَالِحٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ " (2)
__________
"الكبرى" (2255) ، وابن ماجه (1793) ، والبيهقي في "السنن" 4/134 من طريق الوليد بن كثير المخزومي، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، به.
وقد سلف برقم (11030) .
(1) "الواو" نسخة في (س) و (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، وأبو أمامة بن سهل: هو أسعد بن سهل بن حُنَيْف الأنصاري.
وأخرجه البخاري (7008) ، ومسلم (2390) ، والترمذي (2286) ، والنسائي في "المجتبى" 8/113-114، وفي "الكبرى" (8121) ، وأبو يعلى (1290) ، والبغوي في "شرح السنة" (3294) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (23) ، ومسلم (2390) ، والنسائي في "الكبرى" (7645) ، والدارمي 2/127، وابن حبان (6890) من طرق عن إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه البخاري (3691) و (7009) من طريق عقيل بن خالد الأيلي، عن الزهري، به. =(18/333)
11815 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلِيطُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْحَكَمِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يُسْتَقَى لَكَ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ بِئْرِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَهِيَ بِئْرٌ يُطْرَحُ فِيهَا مَحَائِضُ النِّسَاءِ وَلَحْمُ الْكِلَابِ وَعُذَرُ النَّاسِ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ " (1)
__________
= وسيرد 5/373-374 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر الترمذي (2286) أن حديث أبي سعيد أصح.
قال السندي: قوله: "ما يبلغ الثدي"، أي: لقصره لا ينزل أسفل منها والمشهور أنه بضم المثلثة أو كسرها، وكسر الدال، وتشديد الياء: جمع ثدي بفتح فسكون، وجوز إفراده.
قوله: "الدين": بالنصب. قيل: القميص في النوم الدين، وجره دليل لبقاء آثاره الجميلة، وسننه الحسنة في المسلمين بعد وفاته ليقتدى به.
وقال الحافظ في "الفتح" 12/396: قالوا: وجه تعبير القميص بالدين أن القميص يستر العورة في الدنيا والدين يسترها في الآخرة، ويحجبها عن كل مكروه، والأصل فيه قوله تعالى: (ولباس التقوى ذلك خير) الآية. والعرب تكني عن الفضل والعفاف بالقميص، ومنه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعثمان: "إن الله سيلبسك قميصاً فلا تخلعه". ونقل عن ابن العربي قوله: إنما أوله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالدين، لأن الدين يستر عورة الجهل كما يستر الثوب عورة البدن.
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، عبيد الله بن عبد الرحمن -ويقال: ابن =(18/334)
11816 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَوْ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ
__________
= عبد الله- بن رافع، تقدم الكلام عليه في الرواية (11257) ، وسليط بن أيوب: روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق وهو محمد، فقد روى له مسلم متابعة، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/31 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (67) ، والدارقطني في "السنن" 1/30، والبيهقي في "السنن" 1/257 من طريق محمد بن سلمة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/11، والدارقطني 1/31، والمزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة سليط بن أيوب) من طريق أحمد بن خالد الوهبي، كلاهما عن ابن إسحاق، به. لكن وقع عند الدارقطني 1/30: عبد الرحمن بن رافع، بدل عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع.
والظاهر أنه وهم لأن الدارقطني ذكر هذه الطريق في "العلل" 3/236-237، وقال: هو أشبه بالصواب، وليس كذلك، فليس هناك راو يروي عن أبي سعيد الخدري اسمه عبد الرحمن بن رافع.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/31 و32 من طريق يعقوب، به، إلا أن فيه عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، بدل سليط بن أيوب.
وأخرجه الطيالسي (2199) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/11 من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع، به. ليس فيه سليط.
وقد سلف مع ذكر شواهده برقم (11119) ، وذكرنا هناك معناه.
وسيرد بإسنادٍ آخر برقم (11118) ، فانظره.(18/335)
يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ أُرِيتُ (1) لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَرَأَيْتُ أَنَّ فِي ذِرَاعِي سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَكَرِهْتُهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا هَذَيْنِ الْكَذَّابَيْنِ، صَاحِبَ الْيَمَنِ، وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ " (2)
__________
(1) في (س) و (ق) : رأيت، وجاء في هامش (س) : أريت، وعليها علامة الصحة.
(2) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فاننفت شبهة تدليسه، والشك في الإسناد بين عطاء أو أخيه يسار لا يؤثر، لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه أبو يعلى (1063) من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق،
عن يزيد بن عبد الله، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً دون شك.
ويونس بن بكير أكثر عن محمد بن إسحاق، وحديثه حسن كذلك.
وأخرجه البزار (2134) "زوائد" عن أبي طلحة الخزاعي، حدثنا موسى بن عبد الله، حدثنا بكر بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن عبد الله، عن عطاء بن يسار، عن سليمان بن يسار، عن أبي سعيد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا: كذا ورد الإسناد في مطبوع البزار، ولعل لفظ "حدثنا" بين الخزاعي وموسى بن عبد الله مقحم، لأن موسى بن عبد الله يكنى أبا طلحة الخزاعي، وقد وثقه النسائي. وبكر بن سليمان هو البصري الأسواري، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجم له البخاري في "تاريخه الكبير"، والذهبي في "ميزان الاعتدال"، فيكون هذا الإسناد من المزيد في متصل الأسانيد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/181، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجالهما ثقات. قلنا: فاته أن ينسبه إلى أبي يعلى. =(18/336)
11817 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبٍ، - وَكَانَتْ عِنْدَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: اشْتَكَى عَلِيًّا النَّاسُ، قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا خَطِيبًا، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَشْكُوا عَلِيًّا، فَوَاللهِ إِنَّهُ لَأُخَيْشِنٌ (1) فِي ذَاتِ اللهِ، أَوْ فِي سَبِيلِ اللهِ " (2)
__________
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (7037) ، ومسلم (2274) ، وقد سلف 2/338.
(1) في (م) : لأخشن، وهو تصحيف.
(2) زينب بنت كعب، زوجة أبي سعيد، مختلف في صحبتها، روى عنها ابنا أخويها، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وأخرج لها أصحاب السنن، وابن إسحاق: وهو محمد، صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة، فمن رجال "تعجيل المنفعة"، وهو ثقة.
وأخرجه الحاكم 1/68 من طريق أحمد، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/68 من طريق زياد بن عبد الله، وهو البكائي، عن ابن إسحاق، به. قلنا: وقد تحرف في المطبوع إلى أبي إسحاق.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/129، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
قال السندي: اشتكى علياً الناس: بالرفع، أي: اشتكوا شدته في المعاملة.
قوله: "لأخيشن": تصغير الخشن، أي أن فيه خشونةً في الله، لا يراعي فيه أحداً، وهذا لا يوجب الشكاية منه.(18/337)
11818 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَتَوَضَّأُ (1) مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ، وَهِيَ بِئْرٌ يُطْرَحُ فِيهَا الْمَحِيضُ وَلُحُومُ (2) الْكِلَابِ وَالنَّتْنُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ " (3)
11819 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ يَحْيَى بْنَ
__________
(1) في (ق) : أنتوضأ، وأهملت في (ظ 4) .
(2) في (ظ 4) وهامش (س) و (ق) : لحم.
(3) حديث صحيح بطرقه وشواهده، عبيد الله بن عبد الرحمن -ويقال: ابن عبد الله- بن رافع بن خديج، سلف الكلامُ عليه في الرواية (11257) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي سلمة -وهو الماجشون- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الدارقطني 1/31 و32 من طريق يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي سلمة، بهذا الإسناد.
وقد سرد الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 236ب أسانيد هذا الحديث، ثم قال: وأحسنها إسناداً حديث الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب، وحديث ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.
قلنا: حديث الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب سلف برقم (11257) .
وقد ذكرنا شواهد الحديث عند الرواية (11119) .(18/338)
عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ، وَعَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ، يُحَدِّثَانِ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا صَدَقَةَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ مِنَ الْوَرِقِ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسٍ مِنَ الْإِبِلِ " (1)
11820 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ قَرَظَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ اشْتَرَى كَبْشًا لِيُضَحِّيَ بِهِ، فَأَكَلَ الذِّئْبُ مِنْ ذَنَبِهِ أَوْ ذَنَبَهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: " ضَحِّ بِهِ " (2)
11821 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ مُجَالدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَتَضْرِبَنَّ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صَرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، فمن رجال البخاري.
وقد سلف برقم (11813) .
(2) إسناده ضعيف، جابر: وهو ابن يزيد الجعفي، ومحمد بن قرظة، سلف الكلام عليهما في الرواية رقم (11274) ، وقد سلف تخريجه هناك. حجاج بن محمد: هو المصيصي الأعور. وشعبة: هو ابن الحجاج.(18/339)
مُضَرُ عِبَادَ اللهِ، حَتَّى لَا يُعْبَدَ لِلَّهِ اسْمٌ، وَ (1) لَيَضْرِبَنَّهُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى لَا يَمْنَعُوا ذَنَبَ تَلْعَةٍ " (2)
11822 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْوِصَالِ فَقَالَ: " مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنَ الْوِصَالِ فَلْيُوَاصِلْ مِنَ السَّحَرِ إِلَى
__________
(1) في (ظ 4) : أو، وهي نسخة في هامش (س) .
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد بن سعيد: وهو الهمداني، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير خلف بن الوليد: وهو العتكي الجوهري، فمن رجال التعجيل، وهو ثقة. عباد بن عباد: هو المهلبي. وأبو الوداك: هو جبر بن نوف الهمداني.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/313، وقال: رواه أحمد، وفيه مجالد، وثقه النسائي، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: وفي الباب من حديث حذيفة، سيرد 5/390 ولفظه: "إن هذا الحي من مضر لا تدع لله في الأرض عبداً صالحاً إلا أفتنته وأهلكته حتى يدركها الله بجنودٍ من عباده، فيذلها حتى لا تمنع ذنب تلعة". وإسناده صحيح.
قال السندي: قوله: "لتضربن مضر": أراد به مشركي قريش وأمثالهم.
قوله: "حتى لا يعبد"، أي: لا يذكر.
قوله: "حتى لا يمنعوا ذنب تلعة": الذنب -بفتحتين- الأسفل، والتَلْعة -بفتح فسكون- مسيل الماء من أعلى إلى أسفل، وأذناب المسايل: أسافل الأودية، والمراد: وصفهم بالذل والضعف، وأنهم يصيرون بحيث لا يقدرون على منع أحد من أسفل وادٍ من أوديتهم، والله تعالى أعلم.(18/340)
السَّحَرِ "، قِيلَ (1) : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ لي (2) مُطْعِمٌ يُطْعِمُنِي، وَسَاقٍ يَسْقِينِي " (3)
11823 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَقَيْسُ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ أَوْطَاسٍ: " لَا تُوطَأُ الْحُبْلَى حَتَّى تَضَعَ، وَلَا غَيْرُ ذَاتِ حَمْلٍ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً " (4)
11824 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ الْقُرْدُوسِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا رَهْبَةُ (5) النَّاسِ، إِنْ عَلِمَ حَقًّا أَنْ يَقُومَ بِهِ " (6)
__________
(1) في (ظ 4) : فقيل.
(2) لفظ "لي" ليس في (س) و (م) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي سعيد: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، مولى بني هاشم، فقد أخرج له البخاري متابعة، وهو ثقة. عبد الله بن جعفر: هو المَخْرَمي. يزيد بن عبد الله: هو ابن أسامة بن الهاد الليثي، عبد الله بن خباب: هو الأنصاري المدني.
وقد سلف برقم (11055) .
(4) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (11596) سنداً ومتناً. وسلف أيضاً برقم (11228) .
(5) في (س) : هيبة، وجاء في هامشها: رهبة، وعليها علامة الصحة.
(6) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن: وهو البصري =(18/341)
11825 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " آذَنَّا (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّحِيلِ عَامَ الْفَتْحِ، فِي لَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ رَمَضَانَ، فَخَرَجْنَا صُوَّامًا حَتَّى إِذَا بَلَغْنَا الْكَدِيدَ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْفِطْرِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ مِنْهُمُ الصَّائِمُ، وَمِنْهُمُ الْمُفْطِرُ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ (2) أَدْنَى مَنْزِلٍ، تِلْقَاءَ الْعَدُوِّ، وَأَمَرَنَا بِالْفِطْرِ، فَأَفْطَرْنَا أَجْمَعِينَ " (3)
__________
لم يسمع من أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير خلف بن الوليد: هو الجوهري العتكي، فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة. عباد بن عباد: هو ابن حبيب بن المهلب الأزدي.
وقد سلف برقم (11017) .
(1) في (س) : أذن، وفي هامشها: آذنا، وعليها علامة الصحة. (2) في (س) و (ق) : بلغنا، وجاء في هامش (س) : بلغ، وعليها علامة الصحة.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، والراوي المبهم في هذا الإسناد هو قزعة بن يحيى، كما بينته الرواية السالفة برقم (11242) ، والآتية برقم (11826) .
وأخرجه ابن خزيمة (2038) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/66 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، والبيهقي في "السنن" 4/241 من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي، كلاهما عن سعيد، به.
قوله: حتى إذا بلغ أدنى منزل تلقاء العدو: هو مَر الظهران كما بينته الرواية السالفة برقم (11242) ، ورواية أبي عاصم، وانظر ما بعده. =(18/342)
11826 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّحِيلِ عَامَ الْفَتْحِ فِي لَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ رَمَضَانَ، فَخَرَجْنَا صُوَّامًا، حَتَّى بَلَغْنَا الْكَدِيدَ فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْفِطْرِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ شَرْحَيْنِ، مِنْهُمُ الصَّائِمُ، وَالْمُفْطِرُ " (1)
11827 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ: "
__________
قال السندي: قوله: فخرجنا صواماً بضم فتشديد: جمع صائم، كحكام: جمع حاكم.
قوله: الكديد، بفتح: هو موضع بين قُدَيد وعُسْفان.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سعيد بن عبد العزيز: وهو التنوخي، وعطية بن قيس: وهو الحمصي، كلاهما من رجاله، والباقي من رجال الشيخين.
الحكم بن نافع: هو أبو اليمان الحمصي، وقزعة: هو ابن يحيى أبو الغادية البصري.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/242، وفي "الدلائل" 5/24 من طريق الحكم بن نافع، به.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: شرجين: بالشين المعجمة والجيم، وقد ضبط بفتح فسكون: يعني نصفين.(18/343)
سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ، بَعْدُ أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، لَا نَازِعَ (1) لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ " (2)
11828 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَزَعَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ أَهْلَ
__________
(1) في (م) : لا مانع، والمثبت من النسخ الخطية، وهي كذلك في نسخة السندي، وهي رواية عند النسائي في "الكبرى"، وابن خزيمة والطحاوي كما سيأتي في تخريج الرواية الآتية برقم (11828) ، وقد غيرها محقق ابن خزيمة إلى: "لا مانع" على خلاف أصله!
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، سعيد بن عبد العزيز: وهو التنوخي، وعطية بن قيس: وهو الكلابي، من رجاله، والراوي المبهم عن أبي سعيد هو قزعة بن يحيى أبو الغادية البصري كما جاء مصرحاً به في الرواية رقم (11828) .
أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الحمصي.
وانظر الرواية الآتية برقم (11828) .
قال السندي: قوله: "أهل الثناء والمجد": بالنصب، أي: يا أهل الثناء، أو بالرفع، أي: أنت أهل الثناء.
قوله: "أحق ما قال العبد"، أي: أحق كلام قاله العبد في مقام ثنائك، وأليق بمقام عظمتك وكبريائك هذا الكلام، وهو لا نازع لما أعطيت ... الخ.(18/344)
الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ؟ وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ " (1)
11829 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ لَتُرَى غُرَفُهُمْ فِي الْجَنَّةِ كَالْكَوْكَبِ الطَّالِعِ الشَّرْقِيِّ أَوِ الْغَرْبِيِّ فَيُقَالُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَيُقَالُ: هَؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه مسلم (477) ، وأبو داود (847) ، والنسائي في "المجتبى" 2/198-199، وفي "الكبرى" (655) ، وأبو يعلى (1137) ، وابن خزيمة (613) ، وأبو عوانة 2/176، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/239، وابن حبان (1905) ، والبيهقي في "السنن" 2/94 من طرق عن سعيد بن عبد العزيز، به. وعند النسائي في "الكبرى"، وابن خزيمة والطحاوي: لا نازع، بدل: لا مانع، وانظر حاشيتنا رقم 2، ص174. وقد سقط اسم عطية بن قيس من الإسناد في مطبوع أبي يعلى.
وقد سلف من حديث عبد الله بن عباس برقم (2440) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وانظر ما قبله.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو حازم: وهو سلمة بن دينار لم يسمع من أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. علي بن عياش: هو ابن مسلم الألهاني، ومحمد بن مطرف: هو المدني. =(18/345)
11830 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلْيُلْقِ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى الْيَقِينِ، وَلْيُصَلِّ سَجْدَتَيْنِ، فَإِنْ كَانَتْ خَمْسًا شَفَعَ بِهِمَا، وَإِنْ كَانَ صَلَّى َأَرْبَعًا، كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ " (1)
11831 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ الْحَقَّ إِذَا رَآهُ " (2)
__________
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/422، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
قال السندي: قوله: "إن المتحابين"، أي: في الله تعالى، ويدل عليه آخر الحديث.
قوله: "لترى" على بناء المفعول.
قوله: "غرفهم"، أي: قصورهم ومنازلهم من الارتفاع.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عياش: وهو أبو الحسن الألهاني، فمن رجال البخاري. محمد بن مطرف: هو الليثي المدني.
وقد سلف برقم (11689) .
(2) حديث صحيح، الجريري: وهو سعيد بن إياس -وإن كان قد اختلط، =(18/346)
11832 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ذُكِرَ (1) الْمِسْكُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَوَلَيْسَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ " (2)
11833 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ عَذْرَاءَ
__________
ولم يتحرر لنا سماع خالد -وهو ابن عبد الله الواسطي- منه، أكان قبل الاختلاط أو بعده- قد توبع، وبقية رجاله ثقات. خلف بن الوليد: هو العتكي الجوهري، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العَبْدي.
وأخرجه ابن حبان (275) من طريق خلف بن هشام البزار، عن خالد بن عبد الله، به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7573) من طريق علي بن عاصم الواسطي، عن الجريري، به. وعلي بن عاصم ضعيف.
وقد سلف برقم (11017) من طريق سليمان التيمي، وبرقم (11403) من طريق أبي مسلمة، وبرقم (11428) من طريق المستمر بن الريان، وسيأتي برقم (11869) من طريق قتادة بن دعامة السدوسي، أربعتهم عن أبي نضرة، به.
(1) في (ظ 4) : ذكروا.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، خليد بن جعفر، وأبو نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، كلاهما من رجاله، والباقي من رجال الشيخين. هاشم بن القاسم: هو أبو النضر، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وقد سلف برقم (11269) .(18/347)
فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ " (1)
11834 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا اسْتُخْلِفَ مِنْ خَلِيفَةٍ، إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْخَيْرِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، فَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللهُ " (2)
11835 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وابن أبي عتبة: هو عبد الله مولى أنس بن مالك.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/368 عن هاشم، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11683) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق: وهو السلَمي المروزي، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة، وكان معروفاً بصحبة عبد الله: وهو ابن المبارك. يونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله. وأبو سلمة بن عبد الرحمن: هو ابن عوف.
وأخرجه البخاري (6611) ، والبيهقي في "السنن" 10/111 من طريقين عن عبد الله بن المبارك، به.
وقد سلف برقم (11342) .(18/348)
يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَبَّنَا (1) ، فَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلَا أَسْخَطُ عليكم (2) بعده أَبَدًا " (3)
__________
(1) في (ظ 4) : يا رب، وهي الموافقة لرواية الصحيحين.
(2) في (س) و (ص) و (م) : بدون "عليكم"، والمثبت من (ظ 4) و (ق) ، وهي الموافقة لرواية الصحيحين.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق: وهو السلمي المروزي، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه ابن المبارك برواية نعيم بن حماد في "الزهد" (430) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (6549) ، ومسلم (2829) ، والترمذي (2555) ، والنسائي في " الكبرى" (7749) ، وابن منده في "الإيمان" (819) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/342، 8/184، وفي "صفة الجنة" (282) ، والبيهقي في "البعث" (490) ، وفي "الأسماء والصفات" ص502، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (7518) ، ومسلم (2829) ، وابن حبان (7440) ، وابن منده في "الإيمان" (819) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/342، وفي "صفة الجنة" (282) ، والبيهقي في "البعث" (490) ، وفي "الأسماء والصفات" ص221، والبغوي في "شرح السنة" (4394) من طريق ابن وهب، عن مالك، به.
وقد سلف نحوه مطولاً برقم (11898) .
وفي الباب عن جابر عند ابن حبان (7439) ، وصححه الحاكم 1/82، ووافقه الذهبي. =(18/349)
11836 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو شُجَاعٍ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104] ، قَالَ: " تَشْوِيهِ النَّارُ، فَتَقَلَّصُ شَفَتُهُ الْعُلْيَا، حَتَّى تَبْلُغَ وَسَطَ رَأْسِهِ، وَتَسْتَرْخِي شَفَتُهُ السُّفْلَى حَتَّى تَضْرِبَ سُرَّتَهُ " (1)
__________
وقال السندي: قوله: "فيقولون: وما لنا لا نرضى": فيه أن الإنسان في تلك الدار لا يبقى على هذا الحرص في هذه الدار، بل يظهر فيه آثار الغنى ويزول حال الفقر، وإلا فقد جاء أنه لو كان له واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثاً، والله تعالى أعلم.
وقال الحافظ في "الفتح" 13/488: وفيه -أي هذا الحديث- دليل على رضا كل من أهل الجنة بحاله مع اختلاف منازلهم وتنويع درجاتهم، لأن الكل أجابوا بلفظ واحد وهو: "أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك"، وبالله التوفيق.
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي السمْح -وهو دراج بن سمعان- في روايته عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العُتْواري، وبقية رجاله ثقات. علي بن إسحاق: هو السلَمي المروزي، عبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه الترمذي (2587) و (3176) ، وأبو يعلى (1367) ، والحاكم 2/246، 395، وأبو نعيم في "الحلية" 8/182، والبيهقي في "البعث والنشور" (558) ، والبغوي في "شرح السنة" (4416) من طرق عن عبد الله بن المبارك، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب! وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
قال السندي: قوله: "فتقلص"، أي: ترتفع، وهذا بيان لما يعرضه من قبح الصورة.(18/350)
11837 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: مُحَمَّدٌ يَعْنِي الزُّهْرِيَّ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَخْبَرَاهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي حَائِطِ الْمَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَصَاةً فَحَتَّهَا، ثُمَّ قَالَ: " إِذَا تَنَخَّمَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَا يَتَنَخَّمْ قِبَلَ وَجْهِهِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ (1) عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى " (2)
11838 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، أَنَّهُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ " فَقَالُوا: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَتَّقِي اللهَ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ " (3)
__________
(1) في هامش (ظ 4) زيادة: ولكن، نسخة.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشر بن شعيب، فمن رجال البخاري. محمد الزهري: هو ابن مسلم بن عبيد الله.
حميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف.
وقد سلف برقم (11550) ، وانظر (11025) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وعطاء بن يزيد: هو الليثي.
وأخرجه البخاري (2786) و (6494) ، وأبو عوانة 5/56، وابن منده في =(18/351)
11839 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ الْجُمَحِيُّ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نُصِيبُ سَبْيًا فَنُحِبُّ الْإِثْمَانَ، فَكَيْفَ تَرَى فِي الْعَزْلِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَإِنَّكُمْ لَتَفْعَلُونَ ذَلِكُمْ؟ لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا ذَلِكُمْ، فَإِنَّهَا لَيْسَتْ نَسَمَةٌ كَتَبَ اللهُ أَنْ تَخْرُجَ، إِلَّا هِيَ (1) خَارِجَةٌ " (2)
__________
= "الإيمان" (247) و (456) ، والبيهقي في "السنن" 9/159، وفي "الشعَب" (4214) ، والبغوي في "شرح السنة" (2622) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 5/56 من طريق سعيد بن كثير، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (36) مختصراً من طريق بشر بن شعيب، كلاهما عن شعيب، به.
وقد سلف برقم (11125) .
(1) كلمة "هي" ليست في (ص) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبواليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/347 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2229) ، والنسائي في "الكبرى" (5042) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/33، وفي "شرح مشكل الآثار" (3700) من طريق أبي اليمان، به.
وأخرجه البخاري (5210) ، ومسلم (1438) (127) ، والبيهقي في "السنن" =(18/352)
11840 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَوْزاعِيِّ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ شُعَيْبٍ (1)
__________
7/229 من طريق مالك، والبخاري (6603) ، والنسائي في "الكبرى" (5043) ، وأبو يعلى (1230) من طريق يونس بن يزيد، والنسائي في "الكبرى" (5046) من طريق عقيل، ثلاثتهم عن الزهري، به.
وقد سلف برقم (11078) .
قوله: نحب الأثمان، أي: المال، وهو لفظ رواية البخاري (6603) . وهذه الأثمان إنما تحصل من الفداء، فإذا صارت أم ولد امتنع بيعها وأخذ الفداء فيها.
ولفظ الرواية (11647) : وأحببنا الفداء.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو المهلَّبي الأزدي، وأبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وعطاء: هو ابن يزيد الليثي.
وعلقه البخاري (6494) بصيغة الجزم عن محمد بن يوسف الفريابي، ووصله من طريقه مسلم (1888) (124) ، وأبو يعلى (1225) ، وأبو عوانة 5/55، وابن منده في "الإيمان" (455) ، وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" ص65-66، وأخرجه الترمذي (1660) ، وابن منده في "الإيمان" (455) من طريق الوليد بن مسلم، وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (246) ، والبيهقي في "الآداب" (288) من طريق الوليد بن مزيد، ثلاثتهم عن الأوزاعي، به. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وقد سلف برقم (11838) .(18/353)
11841 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنِي شَهْرٌ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَا أَعْرَابِيٌّ فِي بَعْضِ (1) نَوَاحِي الْمَدِينَةِ فِي غَنَمٍ لَهُ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ، فَأَخَذَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، فَأَدْرَكَهُ الْأَعْرَابِيُّ، فَاسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ وَهَجْهَجَهُ، فَعَانَدَهُ الذِّئْبُ يَمْشِي، ثُمَّ أَقْعَى مُسْتَذْفِرًا بِذَنَبِهِ يُخَاطِبُهُ، فَقَالَ: أَخَذْتَ رِزْقًا رَزَقَنِيهِ اللهُ، قَالَ: وَاعَجَبًا مِنْ ذِئْبٍ مُقْعٍ مُسْتَذْفِرٍ بِذَنَبِهِ، يُخَاطِبُنِي فَقَالَ: وَاللهِ إِنَّكَ لَتَتْرُكُ أَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَمَا أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النخلات (2) بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ يُحَدِّثُ النَّاسَ عَنْ نَبَإِ مَا قَدْ سَبَقَ، وَمَا يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ: فَنَعَقَ الْأَعْرَابِيُّ بِغَنَمِهِ حَتَّى أَلْجَأَهَا إِلَى بَعْضِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ مَشَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ضَرَبَ عَلَيْهِ بَابَهُ، فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيْنَ الْأَعْرَابِيُّ صَاحِبُ الْغَنَمِ؟ " فَقَامَ الْأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَدِّثِ النَّاسَ بِمَا (3) سَمِعْتَ وَمَا رَأَيْتَ "، فَحَدَّثَ الْأَعْرَابِيُّ النَّاسَ بِمَا رَأَى مِنَ الذِّئْبِ وَسَمِعَ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: " صَدَقَ، آيَاتٌ تَكُونُ قَبْلَ السَّاعَةِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ
__________
(1) في (ظ 4) : ببعض.
(2) في (يا) : النَّخْلَتَيْنِ.
(3) في (ظ 4) : ما، وهي نسخة في هامش (س) و (ص) .(18/354)
حَتَّى يَخْرُجَ أَحَدُكُمْ مِنْ أَهْلِهِ، فَتُخْبِرَهُ نَعْلُهُ أَوْ سَوْطُهُ أَوْ عَصَاهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ " (1)
11842 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لِأَصْحَابِهِ: أَمَا وَاللهِ لَقَدْ كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ أَنَّهُ لَوْ قَدِ اسْتَقَامَتِ الْأُمُورُ قَدْ آثَرَ عَلَيْكُمْ. قَالَ: فَرَدُّوا عَلَيْهِ رَدًّا عَنِيفًا، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَجَاءَهُمْ. فَقَالَ لَهُمْ أَشْيَاءَ لَا أَحْفَظُهَا. قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَكُنْتُمْ لَا تَرْكَبُونَ الْخَيْلَ، قَالَ: فَكُلَّمَا (2) قَالَ لَهُمْ شَيْئًا: قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَلَمَّا رَآهُمْ لَا يَرُدُّونَ عَلَيْهِ شَيْئًا قَالَ: " أَفَلَا
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر: وهو ابن حوشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة، وعبد الله بن أبي حسين: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين القرشي.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/42-43، من طريق معقل بن عبد الله عن شهر بن حوشب، به.
وقد سلف نحوه برقم (11792) .
قال السندي: وقوله: وهجهجه: في "القاموس": هجهج بالسبع: صاح، وبالجمل: زجره.
قوله: "مستذفراً": كأن الذال المعجمة مقلوبة من الثاء المثلثة، والاستثفار: إدخال الكلب ذنبه بين فخذيه حتى يلزقه ببطنه.
(2) في (ظ 4) : كلما.(18/355)
تَقُولُونَ قَاتَلَكَ قَوْمُكَ فَنَصَرْنَاكَ، وَأَخْرَجَكَ قَوْمُكَ، فَآوَيْنَاكَ؟ " قَالُوا: نَحْنُ لَا نَقُولُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْتَ تَقُولُهُ: قَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَذْهَبُونَ أَنْتُمْ بِرَسُولِ اللهِ؟ " (1) قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَلَا تَرْضَوْنَ أَنَّ النَّاسَ لَوْ سَلَكُوا وَادِيًا، وَسَلَكْتُمْ وَادِيًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ كَرِشِي، وَأَهْلُ بَيْتِي، وَعَيْبَتِي (2) الَّتِي آوِي إِلَيْهَا، فَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ: " أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّنَا سَنَرَى بَعْدَهُ أَثَرَةً؟ قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَا أَمَرَكُمْ؟ قُلْتُ: أَمَرَنَا أَنْ نَصْبِرَ، قَالَ: فَاصْبِرُوا إِذًا " (3)
__________
(1) في (س) و (ق) و (ص) و (م) : صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمثبت من (ظ 4) .
(2) في (ظ 4) : عيبتي، وأشير إلى الواو في (س) أنها نسخة.
(3) إسناده ضعيف بهذه السياقة لضعف عطية العوفي.
وأخرجه أبو يعلى (1358) من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 12/158-159، والترمذي (3904) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن عطية، به.
وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (11547) ، وبإسناد حسن برقم (11730) .
قال السندي: قوله: قال رجل من الأنصار: أي بعد الفتح، حين أعطى غنائم حنين لغيرهم. =(18/356)
11843 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ، لَتَبِعْتُمُوهُمْ ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: " فَمَنْ؟ " (1)
11844 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنِي شَهْرٌ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ فِي غُنَيْمَةٍ لَهُ يَهُشُّ عَلَيْهَا فِي بَيْداءِ ذِي الْحُلَيْفَةِ، إِذْ عَدَا عَلَيْهِ ذِئْبٌ، فَانْتَزَعَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، فَجَهْجَأَهُ الرَّجُلُ، فَرَمَاهُ بِالْحِجَارَةِ، حَتَّى اسْتَنْقَذَ مِنْهُ شَاتَهُ، ثُمَّ إِنَّ الذِّئْبَ أَقْبَلَ، حَتَّى أَقْعَى مُسْتَذْفِرًا، بِذَنَبِهِ مُقَابِلَ الرَّجُلِ،
__________
قوله: أحدثكم: من التحديث، أي: قبل ذلك.
قوله: استقامت الأمور، أي: أمور الدين.
قوله: آثر: من الإيثار، أي: أثر عليكم غيركم.
قوله: فردوا عليه، أي: حين كان يحدثهم بذلك قبل الفتح.
قوله: "فكنتم لا تركبون الخيل"، أي: قبل أن أجيء إليكم، ثم رزقكم الله تعالى ركوبها.
قوله: "كرشي": هو لنحو الشاة كالمعدة للإنسان، مجمع العلف.
قوله: "وعيبتي": هو بفتح مهملة، وبتحتية ساكنة، فموحدة هو ما يجعل فيه أفضل الثياب، والمراد أنهم أحقاء بوضع الأسرار والعلوم، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (11800) سنداً ومتناً.(18/357)
فَذَكَرَهُ نَحْوَ حَدِيثِ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ (1)
11845 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ إِسْمَاعِيلُ الْمُلَائِيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ (2) : " وُجِدَ قَتِيلٌ بَيْنَ قَرْيَتَيْنِ - أَوْ مَيِّتٌ - فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذُرِعَ مَا بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ إِلَى أَيِّهِمَا كَانَ أَقْرَبَ؟ فَوُجِدَ أَقْرَبَ إِلَى أَحَدِهِمَا بِشِبْرٍ - قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شِبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَعَلَهُ عَلَى الَّذِي كَانَ أَقْرَبَ " (3)
11846 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وحَدَّثَنَاهُ قُتَيْبَةُ، قَالَ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر: وهو ابن حوشب، وعبد الحميد: هو ابن بهرام الفزاري، قال ابن عدي: هو في نفسه لا بأس به، وإنما عابوا عليه كثرة رواياته عن شهر، وشهر ضعيف. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/43 من طريق يونس بن بكير، عن عبد الحميد، به.
وقد سلفت رواية شعيب برقم (11841) ، وسلف نحوه برقم (11792) .
قال السندي: قوله: فجهجأه، أي: زبره. أراد جهجهه، فأبدل الهاء همزةً لكثرة الهاءات وقرب المخرج، كذا في "النهاية".
(2) في (م) زيادة مقحمة، وهي: عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3) إسناده ضعيف جداً لضعف أبي إسرائيل المُلاَئي، وعطية: وهو ابن سَعْد العوفي.
وقد سلف برقم (11341) .(18/358)
أَنَسٍ، (1) عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: تَمَارَى رَجُلَانِ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: هُوَ مَسْجِدُ قُبَاءٍ، وَقَالَ الْآخَرُ: هُوَ مَسْجِدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُوَ مَسْجِدِي هَذَا " (2)
11847 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، وَأَبُو عَامِرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، قَالَ أَبُو عَامِرٍ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ حَلَّقُوا رُءُوسَهُمْ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، غَيْرَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأَبِي قَتَادَةَ " فَاسْتَغْفَرَ
__________
(1) في (م) : عمران بن أبي أنس، عن ابن أبي أنس، عن ابن أبي سعيد، بزيادة ابن أبي أنس، وهو خطأ.
(2) حديث صحيح. سعيد بن أبي سعيد، هكذا سماه موسى بن داود، وتابعه شعيب بن ليث عند الطبري (17221) ، وأبهمه قتيبة في هذه الرواية، وصرح عند الترمذي بأنه عبد الرحمن بن أبي سعيد، وهو المحفوظ كما قال الحافظ في "التعجيل" ص151. موسى بن داود: هو الضبي، وليث: هو ابن سعد.
وأخرجه الطبري في "التفسير" (17221) من طريق شعيب بن الليث، عن أبيه، به.
وأخرجه الترمذي (3099) ، والنسائي في "المجتبى" 2/36، وفي "الكبرى" (776) عن قتيبة، بهذا الإسناد. وعند الترمذي: عبد الرحمن بن أبي سعيد، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، من حديث عمران بن أبي أنس.
وقد سلف برقم (11046) .(18/359)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثَ مِرَارٍ، (1) وَلِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً " (2)
11848 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، أَنَّ أَبَا إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ قَالَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3)
11849 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، " أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ خَلِيطِ الزَّبِيبِ، وَالتَّمْرِ، وَالْبُسْرِ، وَالتَّمْرِ (4) " (5)
__________
(1) في هامش (ص) : مرات. نسخة.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي إبراهيم الأنصاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وأبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي.
وقد سلف برقم (11149) ، وسلف تخريجه هناك.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي إبراهيم الأنصاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير.
وقد سلف برقم (11149) . وانظر ما قبله.
(4) في (ظ 4) : بالتمر، وهي نسخة في هامش (ق) .
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة، وهشام بن أبي عبد الله: هو الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وقد سلف برقم (10991) .(18/360)
11850 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، " أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ، وَأَنْ يُخْلَطَ بَيْنَ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ وَالْبُسْرِ وَالتَّمْرِ " (1)
11851 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ، وَأَنْ يُخْلَطَ بَيْنَ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ وَالْبُسْرِ وَالتَّمْرِ " (2)
11852 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة، فمن رجال مسلم، وروح: وهو ابن عبادة، ومحمد بن بكر: وهو البرْساني، سمعا من سعيد: وهو ابن أبي عروبة قبل الاختلاط.
النهي عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت، سلف برقم (11175) .
والنهي عن خلط الزبيب والتمر، والبسر والتمر، سلف برقم (11464) .
وانظر (10991) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحسن: وهو البصري لم يسمع من أبي سعيد الخُدْري، وبقية رجاله ثقات. روح: هو ابن عبادة، وأشعث: هو ابن عبد الملك الحمْراني.
وهو مكرر سابقه، وانظر (10991) .(18/361)
وَالنَّقِيرِ واَلْمُزَفَّتِ وَقَالَ: " انْتَبِذْ فِي سِقَائِكَ وَأَوْكِهِ " (1)
11853 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَنْ لَقِيَ الْوَفْدَ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، فِيهِمُ الْأَشَجُّ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّا حَيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ يَحْيَى وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ (2)
11854 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى الْقَصِيرُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " نَهَى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشُّرْبِ فِي الْحَنْتَمَةِ وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وهو مكرر سابقه، وقد سلف بنحوه أيضاً برقم (11544) ، وفيه: عليكم بالموكى، وإسناده صحيح.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم، وروح: وهو ابن عبادة سمع من سعيد: وهو ابن أبي عَروبة، قبل الاختلاط.
وأخرجه أبو عوانة 5/291-292 من طريق روح، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11175) من رواية يحيى، وانظر (10991) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، روح: هو ابن عبادة، والمثنى القصير: هو المثنى بن سعيد الضبَعي، وأبو المتوكل الناجي: هو علي بن داود، وقيل: ابن دؤاد. =(18/362)
11855 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ النَّارِ قَدِ احْتَرَقُوا وَكَانُوا مِثْلَ الْحُمَمِ، ثُمَّ لَا يَزَالُ أَهْلُ الْجَنَّةِ، يَرُشُّونَ عَلَيْهِمُ الْمَاءَ، حَتَّى يَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْغُثَاءِ فِي السَّيْلِ " (1)
11856 - حَدَّثَنَا مُوسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ النَّارِ " فَذَكَرَهُ (2)
__________
وأخرجه أبو عوانة 5/305 من طريق روح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2220) ، ومسلم (1996) (45) ، والنسائي في "المجتبى" 8/306، وفي "الكبرى" (5143) ، وابن ماجه (3403) من طرق عن المثنى، به.
وانظر (10991) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي لم يسمع من أبي سعيد، والظاهر أن بينهما جابراً كما سلف برقم (11732) ، وكما سيأتي (11856) ، ولكن أبا الزبير مدلس، وقد عنعن فيهما.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص281 من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به.
قال ابن خزيمة: حدثناه محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم، هذا مرسل، أبو الزبير ثم يسمع من أبي سعيد شيئاً نعلمه.
وقد سلف برقم (11732) ، وانظر (11016) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، =(18/363)
11857 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَخْرُجُ ضُبَارَةٌ مِنَ النَّارِ، قَدْ كَانُوا فَحْمًا، قَالَ: فَيُقَالُ: بُثُّوهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَرُشُّوا عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَاءِ، قَالَ: فَيَنْبُتُونَ، كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: كَأَنَّكَ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ يَا رَسُولَ اللهِ (1)
11858 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ رَافِعَ بْنَ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَهُ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ نَعُودُهُ فَقَالَ لَنَا أَبُو سَعِيدٍ: أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ، أَوْ صُورَةٌ " شَكَّ إِسْحَاقُ لَا يَدْرِي أَيَّتَهُمَا قَالَ
__________
وعنعنة أبي الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس. موسى: هو ابن داود الضبي.
وانظر ما قبله.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العَبْدي فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وأخرجه أبو يعلى (1255) ، وابن منده في "الإيمان" (835) من طريق روح، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص276، 287، وابن منده في "الإيمان" (835) من طرق عن عوف، به.
وقد سلف برقم (11016) .(18/364)
أَبُو سَعِيدٍ (1)
11859 - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ " أَنَّهُ يَبْلُغُ الْعَرَقُ مِنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَقَالَ أَحَدُهُمَا: إِلَى شَحْمَتِهِ، وَقَالَ الْآخَرُ: " يُلْجِمُهُ " فَخَطَّ ابْنُ عُمَرَ وَأَشَارَ أَبُو عَاصِمٍ بِأُصْبُعِهِ مِنْ أَسْفَلِ شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ إِلَى فِيهِ، فَقَالَ: " مَا أَرَى ذَاكَ إِلَّا سَوَاءً " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن رافع: هو المدني، فمن رجال الترمذي والنسائي: وهو ثقة. روح: هو ابن عُبادة.
وأخرجه الترمذي (2805) ، وأبو يعلى (1303) من طريق روح، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/965-966، ومن طريقه ابن حبان (5849) ، والبيهقي في "الشعب" (6309) .
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، وقد سلف برقم (608) .
وعن ابن عباس، سلف (2508) .
وعن أبي هريرة، سلف 2/305.
وعن أبي طلحة، سيرد 4/28.
وعن عائشة، سيرد 6/142-143.
وعن ميمونة، سيرد 6/330.
(2) إسناده حسن، عبد الحميد بن جعفر: هو ابن عبد الله بن الحكم الأنصاري، مختلف فيه، وثقه أحمد وابن معين ويحيى بن سعيد في روايةٍ عنه، =(18/365)
11860 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ،
__________
= والنسائي في رواية عنه، وابن حبان، وابن سعد، والساجي، وابن نمير، وضعفه النسائي ويحيى بن سعيد وسفيان الثوري لرأيه في القدر، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": صدوق، رمي بالقدر، وقال الذهبي في "السير" 7/22: حسن الحديث. وسعيد بن عمير الأنصاري اختلف في اسمه، فترجم له البخاري في "تاريخه الكبير" 3/501 ترجمتين، فقال: "سعيد بن عمير الحارثي، سمع ابن
عمر وأبا سعيد ... "، ثم قال في الأخرى: "سعيد بن عمير الأنصاري، روى عنه وائل بن داود"، وكذلك فعل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/52 فقال في الأول: سعيد بن عمير الحارثي، وزاد في الرواة عنه عبد الحميد بن جعفر، ثم ذكر سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار الأنصاري، فقال: روى عن أبيه، ويقال عن عمه أبي بردة بن نيار، روى عنه وائل بن داود، سمعت أبي يقول ذلك: حدثنا عبد الرحمن، أخبرنا يعقوب بن إسحاق الهروي فيما كتب إلى قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: سألت يحيى بن معين، عن سعيد بن عمير بن عقبة، فقال: لا أعرفه.
وأما ابن حبان فذكر ثلاثة في طبقة التابعين في "ثقاته" 4/287-288، الأول: سعيد بن عمير الحارثي، وهو الراوي عن أبي سعيد وابن عمر، والثاني: سعيد بن عمير بن عبيد الأنصاري، يروي عن أبي برزة الأسلمي، روى عنه وائل بن داود الثوري، أحسبه الأول، والثالث: سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار، يروي عن عمه أبي بردة بن نيار، روى عنه سعيد بن سعيد التغلبي. وقد عَدهم واحداً المزي في "تهذيب الكمال" وهو الأشبه. وقال الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/101: "سعيد بن عمير.. لا بأس به، كوفي".
وأخرجه الطرسوسي (32) ، وأبو يعلى (5711) ، وابن حبان في "الثقات" 4/287، والحاكم 4/571، 608 من طريق الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد. =(18/366)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ - وَقَالَ مَالِكٌ الْمُنَادِيَ: - فَقُولُوا مِثْلَ يَقُولُ "، زَادَ مَالِكٌ: " الْمُؤَذِّنَ " (1)
11861 - حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لَهُ وَلِابْنِهِ عَلِيٍّ: انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ
__________
وسقط من مطبوع الطرسومي اسم سعيد بن عمير من الإسناد، وتحرف في مطبوع الحاكم 4/608 إلى سعيد بن جبير، وسقط عنده كذلك والد جعفر من الإسناد.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/335، وقال: حديث ابن عمر في "الصحيح"، رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح غير سعيد بن عمير، وهو ثقة.
قلنا: سلفت رواية ابن عمر برقم (4613) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس بن يزيد: هو الأيلي.
وأخرجه الدارمي 1/272، وابن خزيمة (411) ، وأبو عوانة 1/337، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/143 من طريق عثمان بن عمر، عن يونس، به.
وأخرجه ابن خزيمة (411) ، وأبو عوانة 1/337، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/143 من طريق ابن وهب، عن مالك ويزيد، به.
وأخرجه الطيالسي (2214) عن ابن المبارك، عن يونس، به.
وقد سلف برقم (11020) .(18/367)
لَهُ، فَلَمَّا رَآنَا أَخَذَ رِدَاءَهُ فَجَاءَنَا (1) فَقَعَدَ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا، حَتَّى أَتَى عَلَى ذِكْرِ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً وَعَمَّارُ بْنُ يَاسرٍ يَحْمِلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، (2) قَالَ: فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ، وَيَقُولُ: " يَا عَمَّارُ أَلَا تَحْمِلُ لَبِنَةً كَمَا يَحْمِلُ أَصْحَابُكَ؟ "، قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ الْأَجْرَ مِنَ اللهِ، قَالَ: فَجَعَلَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ، وَيَقُولُ: " وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ " قَالَ: فَجَعَلَ عَمَّارٌ يَقُولُ أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنَ الْفِتَنِ (3)
__________
(1) في (ظ 4) : فجاء، وأشير في (س) إلى الضمير "نا" على أنه نسخة.
(2) في (ظ 4) : لبنتين: مرة واحدة، وأشير إلى الثانية في (س) على أنها نسخة.
(3) حديث صحيح. محبوب بن الحسن: هو محمد بن الحسن بن هلال بن أبي زينب، ومحبوب لقبه. قال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه النسائي، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، روى له البخاري مقروناً بغيره، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. خالد: هو ابن مهران الحَذاء،، وعكرمة: هو مولى ابن عباس.
وأخرجه البخاري (447) و (2812) ، وابن حبان (7078) و (7079) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/546 و547 من طرق عن خالد، به.
وقد سلف مختصراً برقم (11166) ، وانظر (11011) .
وانظر "الفتح" 1/542.
قال السندي: قوله: "ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، ويدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار" لعل المراد أنه يدعوهم إلى طاعة الإمام الحق التي هي سبب لدخول الجنة، وهم يدعونه إلى طاعة الإمام الباطل التي هي سبب لدخول النار =(18/368)
11862 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ الشَّيْءَ عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ " (1)
11863 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أُنَيْسُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ، قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى صَعِدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ: فَقَالَ: " إِنِّي السَّاعَةَ لَقَائِمٌ عَلَى الْحَوْضِ " قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ عَبْدًا عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَاخْتَارَ الْآخِرَةَ "، فَلَمْ يَفْطَنْ لَهَا أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، بَلْ نَفْدِيكَ بِأَمْوَالِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَوْلَادِنَا، قَالَ: ثُمَّ هَبَطَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
لمن علم ببطلانه، كعمار، ولا يلزم من ذلك أنها سبب لدخول النار لمن كان [له التزام] بمعاوية، وهذا ظاهر، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود: وهو سليمان بن داود الطيالسي، فمن رجال مسلم.
هو عند الطيالسي (2222) ، ومن طريقه أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/368، وعبد بن حميد في "المنتخب" (978) ، والترمذي في "الشمائل" (351) .
وقد سلف برقم (11683) .(18/369)
عَنِ الْمِنْبَرِ، فَمَا رُئِيَ عَلَيْهِ حَتَّى السَّاعَةِ (1)
11864 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنَا أُنَيْسُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَرَجُلًا مِنْ بَنِي خُدْرَةَ امْتَرَيَا فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فَقَالَ الْعَوْفِيُّ: هُوَ مَسْجِدُ قُبَاءٍ وَقَالَ الْخُدْرِيُّ: هُوَ مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: " هُوَ مَسْجِدِي هَذَا وَفِي ذَلِكَ (2) خَيْرٌ كَثِيرٌ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. صفوان بن عيسى: هو الزهري، وأنيس بن أبي يحيى: هو الأسلمي، وأبوه سمعان.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (964) ، وأبو يعلى (1155) ، وابن حبان (6593) من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/559، والدارمي 1/36 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن أنيس، به.
وانظر الحديث رقم (11134) .
قال السندي: قوله: فاتبعته، صيغة المتكلم، من اتبع -بالتشديد- كأنه ذكره للتنبيه على تحقق سماعه على أحسن وجه.
قوله: "إني الساعة لقائم على الحوض"، أي: مطلع عليه كالقائم عليه، يريد أنه ظهر له الحوض وهو هنالك.
قوله: بل نفديك: قاله تعظيماً لأمر وفاته عليهم، وأنهم لو أمكن لهم فداؤه بكل وجه لفعلوا ذلك، وفيه بيان أنه أحب إليهم وأعظم في صدورهم من كل شيء حتى من الأموال والأولاد والنفوس، والله تعالى أعلم.
(2) في (ظ 4) ، وهامش (س) و (ص) : ذاك.
(3) إسناده صحيح صفوان: هو ابن عيسى الزهري. =(18/370)
11865 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، فَقَالَ: " إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي، مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا " فَقَالَ رَجُلٌ: أَوَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ تُكَلِّمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يُكَلِّمُكَ، قَالَ: وَأُرِينَا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَأَفَاقَ يَمْسَحُ عَنْهُ الرُّحَضَاءَ وَقَالَ: " أَنَّي هَذَا السَّائِلُ؟ " وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ فَقَالَ: " إِنَّهُ لَا يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ، إِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ إِلَّا آكِلَةَ الْخَضِرِ، فَإِنَّهَا أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَلَأَتْ خَاصِرَتَاهَا، اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ، فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ، ثُمَّ رَتَعَتْ، وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةً وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ هُوَ لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ الْيَتِيمَ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ "، أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَإِنَّ الَّذِي يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، فَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (17224) من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11178) ، وانظر (11046) .
(1) في (س) و (م) : أين. وجاء في هامش (س) : أَيْنَ، وعليها علامة الصحة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف =(18/371)
11866 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام (1) عَلَى الْمِنْبَرِ ذَاتَ يَوْمٍ: فَقَالَ: " إِنَّ مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ " (2)
11867 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بَعْثًا إِلَى بَنِي لَحْيَانَ مِنْ بَنِي هُذَيْلٍ، - قَالَ رَوْحٌ مِنْ هُذَيْلٍ - قَالَ: لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا، وَالْأَجْرُ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا، وَصَاعِنَا،
__________
بابن عُلَية، والدستوائي: هو هشام بن أبي عبد الله.
وأخرجه مسلم (1052) (123) ، والنسائي في "المجتبى" 5/90 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11157) ، وانظر (11035) .
(1) في (س) و (ص) و (م) : قَالَ، والمثبت من (ظ 4) و (ق) .
(2) حديث صحيح، فليح: وهو ابن سليمان المدني -وإن تكلم بعض الأئمة في حفظه- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج: وهو ابن النعمان الجوهري، فمن رجال البخاري. هلال بن علي: هو ابن أبي ميمونة.
وأخرجه البخاري (2842) عن محمد بن سنان، عن فليح، به.
وانظر ما قبله.(18/372)
وَاجْعَلْ مَعَ الْبَرَكَةِ بَرَكَتَيْنِ " (1)
11868 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ، إِذَا رَأَى أَمْرًا لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالاً (2) فَلَا يَقُولُ بِهِ، فَيَلْقَى اللهَ وَقَدْ أَضَاعَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: مَا مَنَعَكَ؟ فَيَقُولُ: خَشِيتُ (3) النَّاسَ، فَيَقُولُ: أَنَا كُنْتُ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى " (4)
__________
(1) إسناداه صحيحان على شرط مسلم، رجالهما ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى المهري، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن علية البصري، وروح: هو ابن عبادة.
وبالإسناد الأول أخرجه مسلم مقطعاً (1896) (137) و (1374) (476) ، وأبو يعلى (1284) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى بتمامه (1282) ، والبيهقي في "السنن" 9/40 دون قسمه الثاني من طريق روح بن عبادة، به.
وقد سلف بالأرقام (11110) و (11301) و (11461) .
(2) في (س) ضبب فوقها، وانظر تعليق السندي في الحاشية رقم (3) ، في الرواية رقم (11255) .
(3) في (ظ 4) : خشية، وهي نسخة في هامش (س) .
(4) إسناده ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عمرو بن مرة: هو المرادي الجَمَلي. وأبو البختري: هو سعيد بن فيروز الطائي.
وأخرجه الطيالسي (2206) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (7571) - عن =(18/373)
11869 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِحَقٍّ إِذَا عَلِمَهُ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: " فَمَا زَالَ بِنَا الْبَلَاءُ حَتَّى قَصَّرْنَا وَإِنَّا لَنَبْلُغُ فِي الشَّرِّ "، وقَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: " سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ " (1)
__________
شعبة، بهذا الإسناد.
وعند البيهقي: قال الإمام أحمد رحمه الله: وهذا فيمن يتركه خشية ملامة الناس، وهو قادر على القيام به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/384 من طريق يزيد بن سنان، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن مشفعة، عن أبي سعيد، به. ومشفعة لا يعرف.
وقال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 9: يرويه عمرو بن مرة عن أبي البختري، واختلف عنه، فرواه زبيد اليامي وعمرو بن قيس الملائي، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي سعيد، وخالفهما شعبة، فرواه عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن رجل لم يسمه، عن أبي سعيد، وقال يزيد بن سنان: عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن مشفعة، عن أبي سعيد. ومشفعة لا يعرف. والقول قول شعبة عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن رجل لم يسمه، عن أبي سعيد.
قلنا: سلف من رواية عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي سعيد بالأرقام (11255) و (11440) و (11699) ، وانظر (11017) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي =(18/374)
11870 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَمَانَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ، فَصَامَ صَائِمُونَ، وَأَفْطَرَ مُفْطِرُونَ، فَلَمْ يَعِبْ هَؤُلَاءِ عَلَى هَؤُلَاءِ، وَلَا هَؤُلَاءِ عَلَى هَؤُلَاءِ " (1) قَالَ شُعْبَةُ: " حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ أَرْبَعَةٌ أَحَدُهُمْ قَتَادَةُ وَهَذَا حَدِيثُ قَتَادَةَ "
11871 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، - قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ سَمِعْتُ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ، - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَخِي انْطَلَقَ (2) بَطْنُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْقِهِ عَسَلًا " فَسَقَاهُ، فَقَالَ (3) : إِنِّي سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا، فَقَالَ لَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ:
__________
= نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، شعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه الطيالسي (2151) ، وابن حبان (278) ، والبيهقي 10/90، وفي "الشعب" (7572) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف بالأرقام (11017) و (11793) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وقد سلف بالأرقام (11191) و (11413) ، وانظر (11083) .
(2) في (ظ 4) : استُطلق.
(3) في (ظ 4) : فسقاه ثم جاء فقال.(18/375)
ثُمَّ جَاءَهُ (1) الرَّابِعَةَ، فَقَالَ: " اسْقِهِ عَسَلًا " فَقَالَ: قَدْ سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَ اللهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ "، فَسَقَاهُ، فَبَرِئَ (2)
11872 - حَدَّثَنَا (3) رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، (4) عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (5)
11873 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ سُلَيْمَانَ، أَوْ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي (6) شُعْبَةُ، وَقَالَ
__________
(1) في (ص) : جاءه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو المتوكل: هو علي بن دؤاد.
وأخرجه البخاري (5716) ، ومسلم (2217) (91) ، والترمذي (2082) ، والبيهقي في "السنن" 9/344، وفي "الدلائل" 6/164، والبغوي في "شرح السنة" (3232) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11146) ، وانظر ما بعده.
(3) في (ظ 4) : حدثناه.
(4) في (ظ 4) : سعيد، والمثبت من بقية النسخ، ومن "أطراف المسند" 6/352، ونصَ الحافظ أيضاً على أنه شعبة في "الفتح" 10/169.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو روح: وهو ابن عُبادة.
وقد سلف برقم (11146) .
(6) في هامش (س) : حدثنا، وعليها علامة الصحة.(18/376)
رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " سَيَكُونُ أُمَرَاءُ يَغْشَاهُمْ غَوَاشٍ، أَوْ حَوَاشٍ مِنَ النَّاسِ يَظْلِمُونَ وَيَكْذِبُونَ، فَمَنْ أَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَا أَنَا مِنْهُ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ مِنِّي " (1)
11874 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ - قَالَ حَجَّاجٌ: ابْنُ عُتْبَةَ مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ عَذْرَاءَ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، علَّته سليمان أو أبو سليمان، فيما قال محمد بن جعفر عن شعبة، ولم يسمه حجاج عنه، فقال: رجل من قريش، وسماه يحيى القطان في الرواية السالفة برقم (11192) سليمان بن أبي سليمان، وهو مجهول، سلف تحرير القول فيه في الرواية السالفة المذكورة.
وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصَيصي الأعور، وقَتَادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وقد سلف تخريجه في الرواية (11192) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وقد سلف من طريق بهز: وهو ابن أسد العمي، في الرواية رقم (11683) .(18/377)
11875 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُمَا، شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ، إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ " (1)
11876 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ مَرْوَانَ خَطَبَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: الصَّلَاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، فَقَالَ لَهُ (2) مَرْوَانُ: تُرِكَ ذَاكَ يَا أَبَا فُلَانٍ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ، قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُنْكِرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأغر أبي مسلم: وهو المديني، نزيل الكوفة، فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الطيالسي (2233) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (530) -، ومسلم (2700) (39) ، وأبو يعلى (1252) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/204-205، والبغوي في "شرح السنة" (1240) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11287) .
(2) كلمة "له" ليست في (ظ 4) ، وأشير إليها في (س) و (ص) أنها نسخة.(18/378)
فَبِقَلْبِهِ، وَذَاكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " (1)
11877 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ صَلَاتِهِ خَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ، فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ، خَلَعُوا نِعَالَهُمْ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَ: " مَا بَالُكُمْ أَلْقَيْتُمْ نِعَالَكُمْ؟ " قَالُوا: رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ نَعْلَيْكَ، فَأَلْقَيْنَا نِعَالَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا - أَوْ قَالَ: أَذًى - فَأَلْقَيْتُهُمَا، فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَلْيَنْظُرْ فِي نَعْلَيْهِ، فَإِنْ رَأَى فِيهِمَا قَذَرًا - أَوْ قَالَ: أَذًى - فَلْيَمْسَحْهُمَا وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا " قَالَ أَبِي: " لَمْ يَجِئْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بَيَانُ مَا كَانَ فِي النَّعْلِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وقيس بن مسلم: هو الجدلي، وطارق بن شهاب: هو الأحمسي.
وأخرجه مسلم (49) (78) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف بالأرقام (11150) و (11073) .
(2) إسناده صحيح، أبو كامل -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- ثقة من رجال النسائي، وروى له أبو داود في كتاب "التفرد"، وباقي رجاله ثقات رجال مسلم. حماد: هو ابن سلمة، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطَعَة العبدي.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 2/418 من طريق عفان، عن حماد، بهذا الإسناد. =(18/379)
11878 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ: " إِنْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ، لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ نَسَمَةٌ قَضَى اللهُ أَنْ تَكُونَ إِلَّا هِيَ كَائِنَةٌ " (2)
11879 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ، أَخْبَرَهُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي جِدَارِ
__________
وقد سلف برقم (11153) .
(1) في النسخ عدا (ظ 4) : عبد الله، وهو خطأ، وهو على الصواب في (ظ 4) ، وهو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، نسب في هذا الإسناد إلى جده.
(2) حديث صحيح، وهذا الإسناد خالف فيه إبراهيم بنُ سعد شعيبَ بنَ أبي حمزة ويونس بن يزيد ومن تابعهما في روايته عن الزهري، عن ابن محيريز، عن أبي سعيد، فرواه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بدل ابن محيريز، والصحيح قول يونس وشعيب ومن تابعهما فيما ذكره الدارقطني في "العلل" 3/ورقة236. -قلنا: قد سلف من رواية شعيب بن أبي حمزة برقم (11839) -أبو كامل: هو المظفر بن مدرك الخراساني.
وأخرجه الطيالسي (2207) ، وسعيد بن منصور (2217) ، والنسائي في "الكبرى" (9085) ، وابن ماجه (1926) ، والدارمي 2/148، وأبو يعلى (1050) من طريق إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11078) .(18/380)
الْمَسْجِدِ نُخَامَةً، فَتَنَاوَلَ حَصَاةً فَحَتَّهَا، ثُمَّ قَالَ: " إِذَا انَتَخَمَ (1) أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ (2) الْيُسْرَى " (3)
11880 - حَدَّثَنَا سَكَنُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولَانِ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً فِي الْقِبْلَةِ، فَتَنَاوَلَ حَصَاةً فَحَكَّهَا بِهَا، ثُمَّ قَالَ: " لَا يَتَنَخَّمْ أَحَدٌ فِي الْقِبْلَةِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ (4) عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ رِجْلِهِ الْيُسْرَى " (5)
__________
(1) في (ق) و (ص) و (م) : تنخم.
(2) في (م) : قدم.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل: هو المُظفُّر بن مُدْرك الخُراساني، فقد روى له النسائي، وأبو داود في كتاب "التفرد"، وهو ثقة، وقد توبع. إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم الزهري. وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله وحميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف.
وأخرجه البخاري (408) و (409) ، ومسلم (548) ، وابن ماجه (761) ، والدارمي 1/325، وأبو عوانة 1/402 من طرق عن إبراهيم، به.
وقد سلف برقم (11550) ، وانظر (11025) .
(4) في (ظ 4) وهامش (س) : وليبسق.
(5) حديث صحيح، صالح: وهو ابن أبي الأخضر -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سكن بن نافع، فمن رجال التعجيل، =(18/381)
11881 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَزْنًا بِوَزْنٍ " (1)
11882 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَفْصَةَ، وَالْأَعْمَشُ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ صُهْبَانَ، وَكَثِيرٌ النَّوَّاءُ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ، كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ الطَّالِعَ فِي
__________
= وهو ثقة.
وانظر ما قبله.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل مروان بن شجاع: وهو الجَزَرِي الحَراني، وخُصَيْف: وهو ابن عبد الرحمن الجَزَري، مجاهد: هو ابن جَبْر المكي.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 13/147 من طريق مروان بن شجاع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2347) من طريق عَتاب بن بشير الحَراني، عن خُصَيْف، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2346) من طريق خُصَيْف، عن نافع، عن ابن عمر، به.
وقد سلف برقم (11429) ، وانظر (11006) .(18/382)
أُفُقٍ (1) مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، أَلَا وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا " (2)
11883 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ شَهْرٍ قَالَ: لَقِينَا أَبَا سَعِيدٍ وَنَحْنُ نُرِيدُ الطُّورَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تُشَدُّ الْمَطِيُّ (3) إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ " (4)
__________
(1) قوله: "في أفق" ليس في (ص) ، وجاء في هامشها: "في أفق السماء" نسخة.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي. ابن فضيل -وهو محمد-، والأعمش -وهو سليمان بن مهران- ثقتان من رجال الشيخين.
وبقية رجال الإسناد ضعفاء من أصحاب السنن غير أن سالم بن أبي حفصة مختلف فيه. كثير النواء: هو ابن إسماعيل، ويقال: ابن نافع، أبو إسماعيل التيمي، وابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن.
وأخرجه الترمذي (3658) ، وأبو يعلى (1299) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (276) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد، غير أنه لم يذكر الأعمش عند أبي يعلى، ولا سالم بن أبي حفصة عند البيهقي.
قال الترمذي: هذا حديث حسن.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2975) من طريق كثير النواء وغيره، عن عطية، به.
وقد سلف برقم (11213) من طريق عطية، وبرقم (11206) من طريق أبي الوداك، عن أبي سعيد، وذكرنا هناك شواهده.
(3) في (ق) : الرحال.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث: وهو ابن أبي سلَيم، =(18/383)
11884 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ: " لَيْسَ مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ، إِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا، لَمْ يَمْنَعْهُ شَيْءٌ " (1)
11885 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، وَهَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَقَالَ هَاشِمٌ: " يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ " (2)
__________
وشهر: وهو ابن حوشب. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، من رجال الشيخين.
وأخرجه مطولاً أبو يعلى (1326) من طريق جرير، عن ليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (951) من طريق سفيان الثوري، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد، به. وأبو هارون العبدي ضعيف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/66 من طريق جرير، عن ليث، به، موقوفاً، وتحرف فيه شهر إلى: مسهر.
وسلف مطولاً برقم (11609) من طريق عبد الحميد بن بهرام، عن شهر، به.
وقد سلف برقم (11040) بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (11566) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وهاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وشعبة: هو ابن الحجاج، وذكوان: هو أبو صالح الزيات. =(18/384)
11886 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ " (1)
11887 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا نَتْرُكَ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَإِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ نَدْفَعَهُ أَوْ نَحْوَ هَذَا " (2)
__________
= وقد سلف من طريق عبد الرزاق برقم (11300) .
ومن طريق هاشم بن القاسم برقم (11407) ومضى هناك تخريجه.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العَوْفي: وهو ابن سَعْد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (17951) .
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (900) من طريق الفضيل بن عياض، والبزار (2063) (زوائد) ، وأبو يعلى (1179) من طريق جرير، كلاهما عن الأعمش، به. وزاد ابن حميد: "فإن الله تبارك وتعالى خلق آدم على صورته".
وهذه الزيادة لها شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (6227) ، ومسلم وقد سلف برقم (11330) ، وذكرنا هناك شاهده.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي سعيد: وهو عبد الرحمن، فمن رجال مسلم.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2329) . =(18/385)
11888 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ " (1)
__________
= وقد سقط من مطبوعه اسم عبد الرحمن بن أبي سعيد.
وقد سلف من طريق عبد الرزاق برقم (11540) ، وانظر (11299) .
(1) حديث صحيح، وله إسنادان: الأول: عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وعبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود.
وأخرجه مسلم (2023) عن عبد بن حميد، والبيهقي في "السنن" 7/285 من طريق أحمد بن منصور الرمادي، كلاهما عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنفه" (19599) عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله أو عطاء بن يزيد -معمر شك-، عن أبي سعيد، به.
وقد سلف برقم (11026) .
والإسناد الثاني: عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد. وهذا الإسناد أخطأ فيه معمر، فقال فيه عطاء بن يزيد، بدل: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. كما رواه عنه عبد الرزاق في الإسناد السالف، ومعمر كان يحدث في اليمن من كتبه، فلا يقع له الوهم، وأما ما حدث به خارج اليمن، فكان يحدث به من حفظه، فيقع له بعض الوهم.
وقد أشار إلى هذا الوهم الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 236 فقال: وقال معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد الخدري. وقال ابن عيينة: عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي سعيد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل =(18/386)
11889 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مَعَ التَّثَاؤُبِ " (1)
11890 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَسَأَلُوهُ، فَأَعْطَاهُمْ، قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَسْأَلُهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا أَعْطَاهُ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَ أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ بِيَدِهِ: " وَمَا يكُنْ (2) عِنْدَنَا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ نَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَإِنَّهُ مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَلَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا
__________
= لسفيان: إن معمراً يقوله عن عطاء بن يزيد، فقال: أخطأ معمر. قال ذلك الحميدي عن ابن عيينة.
قلنا: قد سلفت رواية سفيان بن عيينة برقم (11026) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (11323) سنداً ومتناً، إلا أن فيه هناك ذكر الصلاة.
(2) في (س) و (م) : يَكُونُ، وهي رواية البخاري، وجاء في هامش (س) : يكن، وعليها علامة الصحة. قال الحافظ في "الفتح" 11/304 في شرح "ما يكون": ما موصولة متضمنة معنى الشرط، وفي رواية صوبها الدمياطي: ما يكن، و"ما" حينئذ شرطية، وليست الأولى خطأ.(18/387)
وأَوْسَعَ (1) مِنَ الصَّبْرِ " (2)
11891 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فَذَكَرَ مِثْلَ مَعْنَاهُ (3)
__________
(1) في (م) : أوسع، بدون واو قبلها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (20014) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1053) .
وأخرجه البخاري (6470) ، وأبو يعلى (1352) ، والبيهقي في "الآداب" من طريقين، عن الزهري، به.
وانظر ما بعده، وقد سلف برقم (10989) .
قوله: "فلن نَدخِره عنكم" قال الحافظ في "الفتح" 3/336: أدخره عنكم، لي: أحبسه وأخبؤه، وأمنعكم إياه منفرداً به عنكم، وفيه ما كان عليه من السخاء وإنفاذ أمر الله، وفيه الاعتذار إلى السائل.
وقال الحافظ في "الفتح" 11/304: وفي الحديث الحض على الاستغناء عن الناس، والتعفف عن سؤالهم بالصبرِ والتوكلِ على الله، وانتظارِ ما يرزقه الله، وأن الصبر أفضل ما يُعطاه المرء لكون الجزاء عليه غيرَ مقدرٍ ولا محدود. اهـ.
وانظر شرح الحديث (11091) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن سليمان: هو الرازي أبو يحيى.
وهو في "الموطأ" 2/997 (وبرواية أبي مصعب 2107) ، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1469) ، ومسلم (1053) ، وأبو داود (1644) ، والترمذي =(18/388)
11892 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ، إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَتَغَشَّتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ "
وَقَالَ: " إِنَّ اللهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، نَزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى هَذِهِ السَّمَاءِ، فَنَادَى هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ يَتُوبُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ إِلَى الْفَجْرِ " (1)
__________
(2024) ، والنسائي في "المجتبى" 5/95-96، والدارمي 1/387، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (403) ، وابن حبان (3400) ، والبيهقي في "السنن" 4/195، وفي "الشعب" (3503) ، والبغوي في "شرح السنة" (1613) . قال الترمذي: حسن صحيح.
وانظر ما قبله، وقد مضى برقم (10989) .
(1) حديث صحيح، ومعمر: وهو ابن راشد الأزدي -وإن لم يتحرر لنا أسمع من أبي إسحاق: وهو السبيعي قبل الاختلاط أم بعده- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأغر أبي مسلم: وهو المديني، نزيل الكوفة، فمن رجال مسلم.
وهو مطولاً في "مصنف" عبد الرزاق (20557) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (861) ، والبغوي في "شرح السنة" (947) ، ولكن في رواية المصنف: حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول.
وقوله: "إن الله يمهل ... ". =(18/389)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
هو كذلك في "مصنف" عبد الرزاق (19654) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الدعاء" (141) ، والآجري في "الشريعة" ص310.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/340-341، ومسلم (758) (172) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (481) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (502) ، وأبو عوانة 2/288-289، وابن حبان (921) ، والطبراني في "الدعاء" (143) و (144) و (145) و (146) و (147) ، والآجري في "الشريعة" ص309، 310، من طرق عن أبي إسحاق، به. وكلهم: حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول غير أبي عوانة فعنده: حتى ذهب ثلث الليل الأوسط.
وقوله: "حتى إذا كان ثلث الليل الآخر" له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (1145) ، ومسلم (758) (168) ، وقد سلف في مسنده برقم (8974) من طريق أبي عوانة، عن أبي إسحاق، عن الأغر، به.
وآخر من حديث عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3673) ذكر الحافظ في "الفتح" 3/31 الاختلاف في تعيين الوقت، ونقل عن الترمذي قوله: رواية أبي هريرة أصح الروايات في ذلك، ويقوي ذلك أن الروايات المخالفة اختلف فيها على رواتها، ثم قال: وسلك بعضهم طريق الجمع ... فيجمع بذلك بين
الروايات بأن فى ذلك يقع بحسب اختلاف الأحوال، لكون أوقات الليل تختلف في الزمان وفي الآفاق باختلاف تقدم الليل عند قوم، وتأخره عند آخرين، وقال بعضهم: يحتمل أن يكون النزول يقع في الثلث الأول، والقول يقع في النصف وفي الثلث الثاني. وقيل: يحمل على أن ذلك يقع في جميع الأوقات التي وردت بها الأخبار، ويحمل على أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعلم بأحد الأمور في وقت، فأخبر به، ثم أعلم به في وقت آخر، فأخبر به، فنقل الصحابة فى ذلك عنه، والله أعلم.
وقد سلف بالأرقام (11295) و (11386) .
وقد سلفت أحاديث الباب في رواية عبد الله بن مسعود رقم (3673) .
وقوله: "ما اجتمع قوم يذكرون الله ... " سلف برقم (11287) وإسناده صحيح.(18/390)
11893 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: وَضَعَ رَجُلٌ يَدَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: وَاللهِ مَا أُطِيقُ أَنْ أَضَعَ يَدِي عَلَيْكَ مِنْ شِدَّةِ حُمَّاكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ يُضَاعَفُ لَنَا الْبَلَاءُ، كَمَا يُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْرُ، إِنْ كَانَ النَّبِيُّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يُبْتَلَى (1) بِالْقُمَّلِ حَتَّى يَقْتُلَهُ (2) ، وَإِنْ كَانَ النَّبِيُّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ، حَتَّى يَأْخُذَ (3) الْعَبَاءَةَ، فَيَجُونَهَا (4) ، وَإِنْ كَانُوا لَيَفْرَحُونَ بِالْبَلَاءِ، كَمَا تَفْرَحُونَ بِالرَّخَاءِ " (5)
__________
(1) في (ظ 4) : ليبتلى.
(2) في (ظ 4) و (ق) : قتله.
(3) في (س) و (ق) ، وهامش (ص) : فيأخذ، وجاء في هامش (س) : حتى يأخذ، وعليها علامة الصحة.
(4) في (م) : فيخونها، وهو تصحيف، والمعنى: أي يقطعها ليلبسها في عنقه، قاله السندي. وفي مطبوع ابن ماجه: يُحويها، والتحوية أن يدير كساء حول سنام البعير، ثم يركبه. ولا تناسب المعنى، فلعلها يجوبها، وقد اضطرب السندي في "شرحه لابن ماجه" 2/490، فقال: يحوبها -من حبى- بحاء مهملة وباء موحدة في آخره -أي يجعل لها جيباً! وقد اضطرب رسمها كذلك في مطبوع المصنف: فيحولها، وفي مطبوع أبي يعلى: يحويها!
(5) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20626) .
وأخرجه ابن ماجه (4024) ، وأبو يعلى (1045) ، والطحاوي مختصراً في "شرح مشكل الآثار" (2210) من طريق هشام بن سعد المَدَني، عن زيد بن =(18/391)
11894 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا عَجِلَ أَحَدُكُمْ أَوْ أَقْحَطَ فَلَا يَغْتَسِلَنَّ " (1)
11895 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (2) ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ " أَنَّهُ رَأَى الطِّينَ فِي أَنْفِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَرْنَبَتِهِ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، وَكَانُوا مُطِرُوا مِنَ اللَّيْلِ " (3)
11896 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
__________
أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً. وهشام بن سعد ضعيف.
وقد سلف نحوه بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3618) .
وآخر بإسناد حسن من حديث سعد بن أبي وقاص برقم (1481) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (963) .
وقد سلف برقم (11162) ، وهو منسوخ بحديث "إذا التقى الختانان".
(2) في (م) : الزهري بين معمر ويحيى، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7685) مطولاً، ومن طريقه أخرجه مسلم (1167) (216) ، وأبو داود (895) .
وأخرجه أبو داود (894) و (911) من طريقين عن معمر، به.
وقد سلف مطولاً بالأرقام (11034) و (11580) .(18/392)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرُون (1) بِالْقِرَاءَةِ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ، فَكَشَفَ السُّتُورَ، وَقَالَ: " إِنَّ كُلَّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ فَلَا يُؤْذِيَنَّ (2) بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَلَا يَرْفَعَنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ " (3) ، أَوْ قَالَ: " فِي الصَّلَاةِ " (4)
11897 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَتَتَّبِعُنَّ
__________
(1) في (س) و (ص) و (م) : يجهروا.
(2) في (ق) : فلا يؤذي، قلنا: وهي الموافقة لرواية عبد الرزاق في "المصنف".
(3) في (ظ 4) : فِي الْقِرَاءَةِ. قلنا: وهي الموافقة لرواية عبد الرزاق في "المصنف".
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، وإسماعيل بن أمية: هو ابن عمرو بن سعيد الأموي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري.
هو في "مصنف" عبد الرزاق (4216) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (883) ، وأبو داود (1332) ، والنسائي في "الكبرى" (8092) ، وابن خزيمة (1162) ، والحاكم 1/310-311، والبيهقي في "السنن" 3/11. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 13/175 من طريق رباح: وهو ابن زيد الصنعاني، عن معمر، به، ولفظه: "كلكم مناج ربه، فلا يؤذ بعضكم بعضاً".
وفي الباب عن البياضي، سيرد 4/344.(18/393)
سُنَنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعْتُمُوهُمْ فِيهِ " (1) ، وَقَالَ مَرَّةً: " لَتَبِعْتُمُوهُ فِيهِ " (2)
11898 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَمِنُوا، فَمَا مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ فِي الْحَقِّ (3) يَكُونُ لَهُ فِي الدُّنْيَا، بِأَشَدَّ مُجَادَلَةً لَهُ، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ فِي إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ " قَالَ: " يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَحُجُّونَ مَعَنَا،
__________
(1) جاء في هامش (ظ 4) : هنا نقص نحو ورقتين، وأشارت إلى هذا النقص كذلك نسخة (ق) ، وهي منقولة عن (ظ 4) ، وفيها: من هنا ناقص من نسخة الأصل اثنان وستون سطراً إلى قوله: فليمسك يده على فيه. قلنا: يعنى إلى الحديث رقم (11916) .
(2) إسناده ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20764) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (75) .
وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11800) .
(3) في (ق) : بالحق.(18/394)
فَأَدْخَلْتَهُمُ النَّارَ " قَالَ: فَيَقُولُ: " اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا (1) مَنْ عَرَفْتُمْ، فَيَأْتُونَهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ، لَا تَأْكُلُ النَّارُ صُوَرَهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى كَعْبَيْهِ، فَيُخْرِجُونَهُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنَا، ثُمَّ يَقُولُ: أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ دِينَارٍ مِنَ الْإِيمَانِ، ثُمَّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ نِصْفِ دِينَارٍ، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ بِهَذَا، فَلْيَقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40] قَالَ: " فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَدْ أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنَا، فَلَمْ يَبْقَ فِي النَّارِ أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ " قَالَ: " ثُمَّ يَقُولُ اللهُ: شَفَعَتِ الْمَلَائِكَةُ، وَشَفَعَ الْأَنْبِيَاءُ، (2) وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ، وَبَقِيَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ "، قَالَ: " فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، - أَوْ قَالَ: قَبْضَتَيْنِ - نَاسٌ لَمْ يَعْمَلُوا لِلَّهِ خَيْرًا قَطُّ قَدِ احْتَرَقُوا حَتَّى صَارُوا حُمَمًا "، قَالَ: " فَيُؤْتَى بِهِمْ إِلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ: مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، فَيَخْرُجُونَ مِنْ أَجْسَادِهِمْ مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ، فِي أَعْنَاقِهِمُ الْخَاتَمُ: عُتَقَاءُ اللهِ "، قَالَ: " فَيُقَالُ لَهُمْ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَمَا
__________
(1) في النسخ الخطية: فأخرجوهم، وفي (م) : فأخرجوا، وهو الوارد في مصادر التخريج.
(2) في (م) : وشفع الأنبياء.(18/395)
تَمَنَّيْتُمْ أَوْ رَأَيْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لَكُمْ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ هَذَا "، قَالَ: " فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا وَمَا أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ " قَالَ: " فَيَقُولُ رِضَائِي عَلَيْكُمْ فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ أَبَدًا " (1)
11899 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، (2) حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو (3) بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُلَامَسَةِ، وَالْمُلَامَسَةُ: يُمَسُّ الثَّوْبُ لَا يُنْظَرُ إِلَيْهِ، وَعَنِ الْمُنَابَذَةِ: وَهُوَ طَرْحُ الثَّوْبِ الرَّجُلُ بِالْبَيْعِ، قَبْلَ أَنْ يُقَلِّبَهُ وَيَنْظُرَ إِلَيْهِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20857) ، ومن طريقه أخرجه مطولاً ومختصراً الترمذي (2598) ، والنسائي في "المجتبى" 8/112-113، وابن ماجه (60) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص309، والبغوي في "شرح السنة" (4348) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وانظر (11016) و (11127) و (11835) .
(2) وقع في "أطراف المسند" 6/260 معمر، بدل: ابن جريج، وهو خطأ.
(3) كذا في جميع النسخ وفي "مصنف" عبد الرزاق، وجاء عند عبد الرزاق (14990) : كذا قال، والصواب عمر بن سعد. قال الدارقطني في "العلل" 3/ الورقة الأخيرة: ولا يصح، والصحيح حديث عامر بن سعد.
قلنا: وهو الذي في "الصحيحين" وغيرهما من مصادر التخريج، وهو الوارد في الرواية الآتية برقم (11902) ، ولم يجزم الحافظ بالصواب في "أطراف المسند" 6/260، فقال: عامر أو عمر.
(4) حديث صحيح، وقوله في الإسناد: عمرو خطأ، صوابه عامر، كما بينا =(18/396)
11900 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ الْجُنْدَعِيِّ، سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ - وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ -، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ (1)
11901 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ (2) بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عِيَاضٍ، وَعَطَاءِ بْنِ
__________
في التعليق السابق.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7884) و (14990) .
وقد سلف برقم (11022) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد البُرْساني، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وابن شهاب: هو الزهري.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (3958) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 1/381.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/278، وفي "الكبرى" (465) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/304 من طريق أبي عاصم، كلاهما عن ابن جريج، به.
وأخرجه مسلم (827) من طريق يونس بن يزيد، والنسائي في "المجتبى" 1/278، وابن عدي في "الكامل" 4/1602 من طريق عبد الرحمن بن نمر، كلاهما عن ابن شهاب، به.
وقد سلف برقم (11033) .
(2) في (م) : عمرو، وهو خطأ.(18/397)
بُخْتٍ، كِلَاهُمَا يُخْبِرُ عُمَرَ (1) بْنَ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُمَا سَمِعَاهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى اللَّيْلِ " (2)
11902 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، وَحَدَّثَ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُلَامَسَةِ، وَالْمُلَامَسَةُ: لَمْسُ الثَّوْبِ لَا يُنْظَرُ إِلَيْهِ، وَعَنِ الْمُنَابَذَةِ وَالْمُنَابَذَةُ: طَرْحُ الرَّجُلِ ثَوْبَهُ إِلَى الرَّجُلِ قَبْلَ أَنْ يُقَلِّبَهُ " (3)
__________
(1) في (م) : يخبر عن عمر، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن عطاء بن أبي الخوار، فمن رجال مسلم وأبي داود، وعبيد الله بن عياض، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهما ثقتان، وعطاء بن بخت ذكره البخاري في "التاريخ
الكبير" 6/463، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/331، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو متابع. ابن بكر: هو محمد البُرساني، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (3959) ، وتحرف فيه عبد الله بن عياض إلى: عبيد الله.
وقد سلف برقم (11033) ، وانظر ما قبله.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو =(18/398)
11903 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ الْجُنْدَعِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ، يَعْنِي مِثْلَ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَابْنِ بَكْرٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ وَقَالَ: " حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ " (1)
11904 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لِبْسَتَيْنِ،
__________
الزهري، وعامر بن سعد: هو ابن أبي وقاص.
وأخرجه مسلم (1512) ، والنسائي في "المجتبى" 7/261، وفي "الكبرى" (6105) من طريقين عن يعقوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5820) ، وفي "الأدب المفرد" (1175) ، ومسلم (1512) (3) ، وأبو داود (3379) ، والنسائي في "المجتبى" 7/260، وفي "الكبرى" (6101) و (6102) ، والبيهقي في "السنن" 5/341 و342، وفي "الآداب" (720) من طريقين، عن الزهري، به.
وقد سلف برقم (11899) ، وانظر (11022) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو الزهري.
وأخرجه أبو عوانة 1/380-381 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (586) من طريق إبراهيم بن سعد والد يعقوب، به.
وقد سلف برقم (11033) ، وانظر (11900) .(18/399)
وَعَنْ بَيْعَتَيْنِ، أَمَّا اللِّبْسَتَانِ: فَاشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ أَنْ يَشْتَمِلَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَضَعَ طَرَفَيِ (1) الثَّوْبِ عَلَى عَاتِقِهِ الْأَيْسَرِ، وَيَتَّزِرَ بِشِقِّهِ الْأَيْمَنِ، وَالْأُخْرَى أَنْ يَحْتَبِيَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ وَيُفْضِيَ بِفَرْجِهِ إِلَى السَّمَاءِ. وَأَمَّا الْبَيْعَتَانِ: فَالْمُنَابَذَةُ وَالْمُلَامَسَةُ، وَالْمُنَابَذَةُ أَنْ يَقُولَ: إِذَا نَبَذْتَ هَذَا الثَّوْبَ فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ، وَالْمُلَامَسَةُ: أَنْ يَمَسَّهُ بِيَدِهِ وَلَا يَلْبَسَهُ، وَلَا يُقَلِّبَهُ إِذَا مَسَّهُ وَجَبَ الْبَيْعُ " (2)
11905 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَقَالَ: قَالَ الثَّوْرِيُّ: فَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، أَنَّ الْأَغَرَّ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " يُنَادِي مُنَادٍ: أَنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلَا تَمُوتُوا أَبَدًا، وَأَنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا أَبَدًا، وَأَنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا، وَلَا تَهْرَمُوا (3) ، وَأَنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا، وَلَا تَبْأَسُوا أَبَدًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ": {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (4) [الأعراف: 43]
__________
(1) في (ق) : طرف.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف مختصراً برقم (11024) ، وسلف تخريجه هناك.
وسلف أول مرة برقم (11022) .
(3) في (ق) : ولا تهرموا أبداً. وهي الموافقة لرواية مسلم.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأغر: =(18/400)
11906 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ، تَمْرُقُ بَيْنَهُمَا مَارِقَةٌ يَقْتُلُهَا أَوْلَاهُمَا بِالْحَقِّ " (1)
__________
= وهو أبو مسلم المديني نزيل الكوفة، فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (290) من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (942) ، ومسلم (2837) ، والترمذي (3246) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (290) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (265) من طريق عبد الرزاق، به.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (428) -بزيادات نعيم بن حماد-، عن سفيان الثوري، به، موقوفاً.
وقد سلف برقم (11332) .
(1) حديث صحيح، ولهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق" (18658) ، ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (2555) ، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (749) عن سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد، به.
وقوله: لا تقم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، دعواهما واحدة.
سلف من حديث أبي هريرة 2/313، بإسنادٍ صحيح.
قوله: تمرق بينهما مارقة يقتلهما أولاهما بالحق. =(18/401)
11907 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، تَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ حَتَّى يَنْصَرِفَ أَوْ يُحْدِثَ " فَقُلْتُ: مَا يُحْدِثُ؟ فَقَالَ: كَذَا قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ فَقَالَ: " يَفْسُو أَوْ يَضْرِطُ " (1)
11908 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الصَّهْبَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ قَالَ: " إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ، فَإِنَّ أَعْضَاءَهُ تُكَفِّرُ لِلِّسَانِ، تَقُولُ: اتَّقِ اللهَ فِينَا، فَإِنَّكَ إِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَأَنْ اعْوَجَجْتَ، اعْوَجَجْنَا " (2)
__________
سلف نحوه برقم (11196) بإسنادٍ صحيح.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/36، وقال: رواه أحمد، وفيه علي بن زبد بن جدعان، وفي الاحتجاج به اختلاف.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند مسلم (649) (274) 1/459، وسلف 2/289-290.
وسلف نحوه مطولاً برقم (10994) .
(2) إسناده حسن، أبو الصهباء الكوفي، روى عنه جمع، وذكره ابن حِبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وقائل: لا أعلمه إلا رفعه هو =(18/402)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حماد بن زيد كما جاء مصرحاً به عند حسين المروزي، وقد روي موقوفاً، وقال الترمذي: هو أصح، قلنا: لكنه في حكم المرفوع.
وأخرجه الحسين بن الحسن المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (1012) عن بشر بن السري، وعبد بن حميد في "المنتخب" (979) عن سليمان بن حرب، والترمذي (2407) من طريق محمد بن موسى البصري، وأبو نعيم في "الحلية" 4/309 من طريق عارم ومسدد وسهل بن محمود، والبيهقي في "الشعب" (4945) من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد الحَراني، سبعتهم عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث حماد بن زيد، وقد رواه غير واحد، عن حماد بن زيد، ولم يرفعوه.
وقال أبو نعيم: غريب من حديث سعيد، تفرد به حماد عن أبي الصهباء.
وأخرجه الترمذي (2407) من طريق صالح بن عبد الله، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (1) من طريق مسدد بن مسرهد، كلاهما عن حماد بن زيد، عن أبي الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن أبي سعيد الخدري، قال: أحسبه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الترمذي (2407) من طريق حماد بن أسامة أبي أسامة، عن حماد بن زيد، به، ولم يرفعه. قال الترمذي: وهذا أصح من حديث محمد بن موسى.
قلنا: يعني المرفوع.
قال السندي: قوله: "إذا أصبح ابن آدم فإن أعضاءه تكفر للسان": من التكفير، بمعنى الخضوع، أي: إن الأعضاء كلها تطلب منه الاستقامة طلب من يخضع لغيره ليفيض عليه بالمطلوب بواسطة الخضوع لديه، والمراد بالأعضاء الظاهرة، وهذا لا ينافي أن يكون المدار على صلاح القلب، وأن يكون استقامة اللسان به، كما جاء: "في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله". =(18/403)
11909 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَنْتَ تَخْلُقُهُ أَنْتَ تَرْزُقُهُ؟ فَأَقْرِرْهُ (1) مَقَرَّهُ، فَإِنَّمَا كَانَ قَدَرٌ (2) " (3)
11910 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو (4) بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ الْأَضْحَى، وَعَنْ لِبْسَتَيْنِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ
__________
قوله: "تقول": قيل: بلسان الحال، ولا يبعد الحمل على لسان القال.
قوله: "فينا"، أي: في حفظنا.
قوله: "استقمت": بقلة الكلام، وترك ما لا يعني، والاشتغال بالأذكار ونحوها.
قوله: "اعوججنا": لعله لهذا قَل ما ترى المكثر في الكلام خاشعاً حتى في نحو الصلاة، والله تعالى أعلم.
(1) في (ق) : فاقره.
(2) في (ق) : القدر.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن: وهو البصري، لم يسمع من أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (369) من طريق هدبة، عن همام، به.
وقد سلف برقم (11503) .
(4) وقع في النسخ: عمر، وهو خطأ ناسخ.(18/404)
يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ (1) ، وَعَنْ صَلَاةٍ فِي سَاعَتَيْنِ بَعْدَ الصُّبْحِ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ " (2)
11911 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَحَسَنٌ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِعَرَفَةَ - قَالَ حَسَنٌ: - وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ هَكَذَا يَجْعَلُ ظَاهِرَهُمَا فَوْقَ وَبَاطِنَهُمَا أَسْفَلَ " وَوَصَفَ حَمَّادٌ، وَرَفَعَ حَمَّادٌ يَدَيْهِ وَكَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ " (3)
__________
(1) في (م) : في الثوب الواحد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري، وعمرو بن يحيى: هو ابن عمارة بن أبي حسن المازني.
وأخرجه الطيالسي (2242) ، وأخرجه البخاري (1991) و (1992) ، وأبو داود (2417) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن وهيب، بهذا الإسناد، ولم يرد عند الطيالسي ذكر اللبستين.
وأخرجه مسلم (827) (141) 2/800، والترمذي (772) من طريقين عن عمرو بن يحيى، به، بذكر النهي عن صوم اليومين. قال الترمذي: حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أهل العلم.
وقوله: نهى عن صيامين، سلف برقم (11040) .
وقوله: نهى عن لبستين، سلف برقم (11020) .
وقوله: نهى عن صلاتين، سلف برقم (11033) .
(3) إسناده ضعيف لضعف بشر بن حَرْب: وهو الأزدي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وحسن: هو ابن موسى الأشيب، =(18/405)
11912 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ، فَيَأْخُذُ شَعْرَةً مِنْ دُبُرِهِ، فَيَمُدُّهَا فَيَرَى أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَلَا يَنْصَرِفَنَّ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا " (1)
11913 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، وَعَنْ (2) سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ، فَيَأْخُذُ شَعْرَةً مِنْ دُبُرِهِ، فَيَمُدُّهَا فَيَرَى أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَلَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا " (3)
__________
= وحماد: هو ابن سلمة.
وقد سلف برقم (11093) .
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه نحوه ابن ماجه (514) من طريق المحاربي، عن معمر بن راشد، عن الزهري، عن سعيد، به.
قال البوصيري في "الزوائد": رجاله ثقات إلا أنه معلل بأن الحفاظ من أصحاب الزهري رووه عنه، عن سعيد بن عبد الله بن زيد. وكان الإمام أحمد ينكر حديث المحاربي عن معمر، لأنه لم يسمع من معمر، لا سيما أنه كان يدلس.
وقد سلف نحوه برقم (11082) ، وذكرنا هناك شواهده.
(2) في (م) : عن سعيد (دون واو) .
(3) إسناده ضعيف كسابقه.(18/406)
11914 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَبْعَثَنَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَلِيفَةً، يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا، وَلَا يَعُدُّهُ عَدًّا " (1)
11915 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ، - رَجُلٌ مِنْ بَنِي مُزَيْنَةَ - عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُمْ كَانُوا جُلُوسًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَدْعُونَ قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ سَكَتْنَا، فَقَالَ: " أَلَيْسَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ كَذَا وَكَذَا؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: " فَاصْنَعُوا كَمَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ " وَجَلَسَ مَعَنَا، ثُمَّ قَالَ: " أَبْشِرُوا صَعَالِيكَ الْمُهَاجِرِينَ بِالْفَوْزِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِ مِائَةٍ " أَحْسَبُهُ (2) قَالَ: " سَنَةً " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعَة العَبْدي.
وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11012) .
(2) لفظ "أحسبه" ليس في (ص) .
(3) إسناده ضعيف لجهالة العلاء -وهو ابن بشير- سلف الحديث عنه في الرواية (11604) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير المعلى بن زياد، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو ثقة. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي. =(18/407)
11916 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُمْسِكْ (1) يَدَهُ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ " (2)
11917 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى (3) عَنِ الْوِصَالِ فِي الصَّوْمِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ أَصْحَابُهُ حَتَّى رَخَّصَ لَهُمْ مِنَ السَّحَرِ إِلَى السَّحَرِ " (4)
11918 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ،
__________
= وأخرجه أبو يعلى (1317) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (11604) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب مع ذكر الاختلاف بينها في مدة السبق.
(1) إلى هنا ينتهي السقط من (ظ 4) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل: وهو ابن أبي صالح السمان، وابن أبي سعيد: وهو عبد الرحمن فمن رجال مسلم.
عفان: هو ابن مسلم الصفار، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي.
وقد سلف برقم (11262) .
(3) في (س) : عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى، وفى (م) : أنه نهى.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف بشر بن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11055) .(18/408)
عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: افْتَخَرَ أَهْلُ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْإِبِلِ، وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ " وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُعِثَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ يَرْعَى غَنَمًا عَلَى أَهْلِهِ، وَبُعِثْتُ أَنَا وَأَنَا أَرْعَى غَنَمًا لِأَهْلِي بِجِيَادٍ " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، دون قوله: "بعث موسى.." فهو حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة، وعطية بن سعد العوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (898) ، والبزار (2370) "زوائد" من طريق يونس بن محمد، عن حجاج، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/65 و8/256، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس.
وقوله: "الفخر والخيلاء في أهل الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم "،
له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (4388) ، ومسلم (52) (91) ، وقد سلف 2/418.
وقد سلف برقم (11380) .
وقوله: "بُعِثَ موسى عليه السلام وهو يرعى غنماً على أهله، وبعثت أنا وأنا أرعى غنماً لأهلي بجياد"، له شاهد من حديث نصر بن حَزْن عند الطيالسي (1311) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (577) ، والنسائي في "الكبرى" (11324) -وهو في "التفسير" (344) - من طرق عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن ابن حَزْن، قال: افتخر أهل الإبل والشاة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بعث موسى عليه السلام وهو راعي غنم، وبعث داود عليه السلام وهو راعي غنم، وبعثت =(18/409)
11919 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الْغِلَابِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَرْضُ
__________
أنا أرعى غنماً لأهلي بأجياد". وهذا لفظ النسائي، وإسناده صحيح إلى ابن حزن، وقد اختلف في اسمه، فقيل: عبدة بن حزن، وقيل: عَبيدة، وقيل: نصر بن حزن، واختلف كذلك في صحبته، فإن صحت فالحديث صحيح، وإلا فهو مرسل.
وأخرجه منقطعاً الحسين المروزي في زياداته على زهد ابن المبارك (1177) عن الهيثم بن جميل، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، قال: كان بين أصحاب الإبل والغنم تنازع، فاستطال أصحاب الإبل على أصحاب الغنم، فبلغنا أن ذلك ذكر للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الحديث.
قلنا: والإسناد الأول أصح، فإن زهير بن معاوية سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط.
ويشهد له كذلك حديث أبي هريرة عند البخاري (2262) ، ولفظه: "ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم"، فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: "نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة".
وثالث من حديث جابر عند البخاري (3406) ، ومسلم (2050) (163) ،
وسيأتي 3/326، ولفظه عند البخاري: كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نجني الكَبَاث، فقال: "عليكم بالأسود منه، فإنه أطيبه"، قالوا: أكنت ترعى الغنم؟ قال: "وهل من نبي إلا وقد رعاها".
جياد: موضع بأسفل مكة، قاله السندي. قلنا: قال في "الروض المعطار": أجياد: أحد جبال مكة، وهو الجبل الأخضر العالي بغربي المسجد الحرام، وهو الآن حي من أحياء مكة.
(1) تحرف في (م) إلى: الكلابي.(18/410)
كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلَّا الْحَمَّامَ وَالْمَقْبَرَةَ " (1)
11920 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَاءَ جِنَازَةً فِي أَهْلِهَا (2) فَتَبِعَهَا حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ مَضَى مَعَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ مِثْلُ أُحُدٍ " (3)
11921 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَمْرُقُ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي معاوية الغلابي -وهو غسان بن المفضل- فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة، عمرو بن يحيى: هو ابن عمارة.
وأخرجه أبو داود (492) ، وابن خزيمة (791) ، وابن حبان (1699) و (2316) و (2321) ، والحاكم في "المستدرك" 1/251، والبيهقي في "السنن" 2/435 من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وقد سلف بالأرقام (11784) و (11788) و (11789) .
(2) في (ظ 4) : أهله.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووُهَيب: هو ابن خالد، وعمرو بن يحيى: هو ابن عمارة المازني.
وقد سلف بالأرقام (11152) و (11218) .(18/411)
مَارِقَةٌ عِنْدَ فِرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، تَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ " (1)
11922 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " أَمَرَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَمَا تَيَسَّرَ " (2)
11923 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: حَجَجْنَا فَنَزَلْنَا تَحْتَ ظِلِّ شَجَرَةٍ، وَجَاءَ ابْنُ صَائِدٍ فَنَزَلَ إِلَى جَنْبِي، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا صَبَّ اللهُ هَذَا عَلَيَّ فَجَاءَنِي، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَمَا تَرَى مَا أَلْقَى مِنَ النَّاسِ يَقُولُونَ: أَنْتَ الدَّجَّالُ، أَمَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الدَّجَّالَ لَا يُولَدُ لَهُ، وَلَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ، وَلَا مَكَّةَ " وَقَدْ جِئْتُ الْآنَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَنَا هُوَ ذَا أَذْهَبُ إِلَى مَكَّةَ، - وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ: وَقَدْ دَخَلْتُ مَكَّةَ (3) - وَقَدْ وُلِدَ لِي، حَتَّى رَقَقْتُ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ إِنَّ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، والقاسم بن الفضل: هو الحُداني، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.
وقد سلف برقم (11275) ، وانظر (11008) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (11415) ، وانظر (10998) .
(3) في (م) : دخل.(18/412)
أَعْلَمَ النَّاسِ بِمَكَانِهِ السَّاعَةَ أَنَا، فَقُلْتُ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ (1)
11924 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدٍ (2) الْأَعْشَى، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بُشَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ فَأَدَّبَهُنَّ (3) ، وَرَحِمَهُنَّ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ " (4) قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي رَحِمَهُ اللهُ: " مَاتَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي الطَّحَّانَ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَأَبُو الْأَحْوَصِ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ إِلَّا أَنَّ مَالِكًا مَاتَ قَبْلَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ بِقَلِيلٍ، قَالَ أَبِي: وَفِي تِلْكَ السَّنَةِ طَلَبْتُ الْحَدِيثَ كُنَّا عَلَى بَابِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وأبي نضرة -وهو المنذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم، وهما ثقتان. عفان: هو ابن مسلم.
وقد سلف برقم (11390) ، وانظر أيضاً (11209) .
(2) في هامش (ص) : هو سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل.
(3) في (ظ 4) : وأدبهن.
(4) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (11384) . عفان: هو ابن مسلم الصفار، وخالد: هو ابن عبد الله الواسطي الطحان.
وأخرجه أبو داود (5147) -ومن طريقه البيهقي في "الآداب" (28) - عن مسدد، عن خالد، به.
وقد سلفت أحاديث الباب في الرواية رقم (11384) .(18/413)
هُشَيْمٍ وَهُوَ يُمْلِي عَلَيْنَا، إِمَّا قَالَ: الْجَنَائِزَ أَوِ الْمَنَاسِكَ، فَجَاءَ رَجُلٌ بَصْرِيٌّ فَقَالَ: مَاتَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ "
11925 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ عَنِ الْإِزَارِ، فَقَالَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، وَلَا حَرَجَ، أَوْ لَا جُنَاحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ، مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَمَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ " (1)
11926 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِابْنِ صَائِدٍ: " مَا تَرَى؟ " قَالَ: أَرَى عَرْشًا عَلَى الْبَحْرِ حَوْلَهُ الْحَيَّاتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَاكَ عَرْشُ إِبْلِيسَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وقد سلف برقم (11010) .
(2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي.
وأخرجه أبو يعلى (1316) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11629) ، فانظره لزاماً.(18/414)
11927 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ مَرْوَانَ فَمَرَّتْ جِنَازَةٌ، فَمَرَّ بِهِ أَبُو سَعِيدٍ فَقَالَ: قُمْ أَيُّهَا الْأَمِيرُ فَقَدْ عَلِمَ هَذَا " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا تَبِعَ جِنَازَةً لَمْ يَجْلِسْ حَتَّى تُوضَعَ " (1)
11928 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، يَدًا بِيَدٍ، فَمَنْ زَادَ أَوْ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى، الْآخِذُ وَالْمُعْطِي فِيهِ سَوَاءٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، والمقْبُري: هو سعيد بن أبي سعيد كيسان المقْبُري.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/310 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1309) ، والبيهقي في "السنن" 4/26، من طريق أحمد بن يونس، عن ابن أبي ذئب، به. وزادا فيه: فقال أبو هريرة: صدق.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/44-45 من طريق ابن جريج، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: ما رأينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهد جنازة قط فجلس حتى توضع.
وقد سلف برقم (11195) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =(18/415)
11929 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا ثَلَاثَةٍ: فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ ابْنِ السَّبِيلِ، أَوْ رَجُلٍ كَانَ لَهُ جَارٌ فَتُصُدِّقَ عَلَيْهِ فَأَهْدَى لَهُ " (1)
11930 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَوْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ صَدَقَةٌ " (2)
__________
= إسماعيل بن مسلم العبدي، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وأبو المتوكيل النَّاجي: هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/104-105، ومن طريقه مسلم (1584) (82) 3/1211، والبيهقي في "السنن" 5/278 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (11466) .
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (11268) سنداً ومتناً.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو البختري -وهو سعيد بن فيروز الطائي- لم يسمع من أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين عمرو بن مُرة: هو الجَمَلي المرَادي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/40، وفي "الكبرى" (2265) ، وأبو يعلى (1200) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقد تحرفت "أوساق" في "المجتبى" إلى: "أواق".
وقد سلفت بإسنادٍ صحيح برقم (11030) ، وانظر ما بعده.(18/416)
11931 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ مِنْ تَمْرٍ، وَلَا حَبٍّ صَدَقَةٌ " (1)
11932 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " كُنَّا نُخْرِجُ صَدَقَةَ الْفِطْرِ إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وإسماعيل بن أمية: هو ابن عمرو بن سعيد الأموي، ويحيى بن عمارة: هو ابن أبي حسن المازني الأنصاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/137، ومسلم (979) (4) ، والنسائي في "المجتبى" 5/39، وفي "الكبرى" (2262) ، وأبو يعلى (1201) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (11571) ، وانظر (11030) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخيِن غير داود بن قيس الفراء، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/51، وفي "الكبرى" (2292) ، وابن ماجه (1829) ، وابن خزيمة (2418) ، وابن حبان (3305) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وفيه زيادة سنذكرها عقب التخريج. =(18/417)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/252 (ترتيب السندي) ، ومسلم (985) (18) ، وأبو داود (1616) ، والدارمي 1/392، وابن خزيمة (2408) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/42، وفي "شرح مشكل الآثار" (3401) و (3402) و (3403) ، والدارقطني 2/146، والبيهقي 4/165، والبغوي (1596) من طرق عن داود بن قيس، به، وعندهم زيادة، لفظها عند مسلم: فلم نزل نخرجه حتى قدم علينا معاوية بن أبي سفيان حاجاً أو معتمراً، فكلم الناس على المنبر، فكان فيما كلم الناس أن قال: إني أرى أن مُدين من سمراء الشام تعدل صاعاً من تمر. فأخذ الناس بذلك. قال أبو سعيد: فأما أنا فلا أزال أخرجه كما كنت أخرجه أبدا ماعشت.
وقد سلف بالأرقام (11182) و (11698) .
قال السندي: قوله: كنا نخرج صدقة الفطر إذ كان فينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صاعاً من طعام، أو صاعاً من تمر: اسم الطعام مطلقاً ينصرف الى الحنطة عندهم، سيما وقد قوبل هاهنا بسائر الأصناف، فتعين الحنطة مرادة به، وإلا لما صحت المقابلة، لكن مقتضى أحاديث أبي سعيد وغيرهم في الباب أنهم ما كانوا يخرجون يومئذ من الحنطة، وهذا هو مقتضى النظر أيضاً. فقيل: إنه من عطف الخاص على العام، والمراد بيان أنواع الطعام التي كانوا يخرجون منها، ولا يخفى أن
العطف بـ "أو" يأبى ذلك، وبالجملة، فهذا الحديث لا يخلو عن إشكال، ولا يصح الاستدلال لمن استدل بمثله، والله تعالى أعلم.
قلنا: قال الحافظ في "الفتح" 3/373: قال ابن المنذر: ظن بعض أصحابنا أن قوله في حديث أبي سعيد: "صاعاً من طعام " حجة لمن قال: صاعاً من حنطة، وهذا غلط منه، وذلك أن أبا سعيد أجمل الطعام ثم فسره، ثم أورد طريق حفص بن ميسرة عند البخاري (1510) ، وهي ظاهرة فيما قال، ولفظه: كنا نخرج في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الفطر صاعاً من طعام. قال أبو سعيد: وكان طعامنا الشعيرُ والزبيب والأقط والتمر. وأخرج الطحاوي نحوه من طريق أخرى عن =(18/418)
11933 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ قَالَ: سَمِعْتُ
__________
عياض، وقال فيه: ولا نخرج غيره. قال الطحاوي: وفي قوله: "فلما جاء معاوية وجاءت السمراء" دليل على أنها لم تكن قوتاً قبل هذا. فدل على أنها لم تكن كثيرة ولا قوتاً، فكيف يتوهم أنهم أخرجوا ما لم يكن موجوداً.
وأخرج ابن خزيمة (2419) ، والحاكم 1/411 من طريق ابن إسحاق، عن عبد الله بن عثمان بن حكيم بن حزام، عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح، قال: قال أبو سعيد -وذكروا عنده صدقة رمضان-: فقال: لا أخرج إلا ما كنت أخرج في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صاع تمر، أو صاع شعير، أو صاع أقط، فقال له رجل من القوم: أو مدين من قمح؟ فقال: لا، تلك قيمة معاوية، لا أقبلها، ولا أعمل بها. قال ابن خزيمة: ذكر الحنطة في خبر أبي سعيد غير محفوظ، ولا أدري
ممن الوهم. وقوله: فقال له رجل من القوم: أو مدين من القمح، دال على أن ذكر الحنطة في أول القصة خطأ أو وهم، إذ لو كان أبو سعيد قد أعلمهم أنهم كانوا يخرجون على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صاع حنطة لما كان لقول الرجل "أو مدين من قمح" معنى.
وقد أشار أبو داود 2/269 إلى رواية ابن إسحاق هذه، وقال: إن ذكر الحنطة فيه غير محفوظ، وذكر أن معاوية بن هشام روى في هذا الحديث عن سفيان: نصف صاع من بر، وهو وهم، وأن ابن عيينة حدث به عن ابن عجلان، عن عياض، فزاد فيه: أو صاعاً من دقيق، وأنهم أنكروا عليه فتركه. قال أبو داود: وذكر الدقيق وهم من ابن عيينة.
وأخرج ابن خزيمة (2406) من طريق فضيل بن غزوان، عن نافع، عن ابن عمر، قال: لم تكن الصدقة على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا التمر والزبيب والشعير، ولم تكن الحنطة. وإسناده صحيح.
ولمسلم (985) (20) من وجه آخر عن عياض، عن أبي سعيد: كنا نخرج من ثلاثة أصناف: صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من أقط. قال =(18/419)
عِيَاضَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: كُنَّا نُخْرِجُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
11934 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ غَيْرِهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ " (2)
11935 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (3)
11936 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَدَّاكِ جَبْرُ بْنُ نَوْفٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَصَبْنَا حُمُرًا يَوْمَ خَيْبَرَ، فَكَانَتِ الْقُدُورُ
__________
الحافظ: وكأنه سكت عن الزبيب لقلته بالنسبة إلى الثلاثة المذكورة. وهذه الطرق كلها تدل على أن المراد بالطعام في حديث أبي سعيد غير الحنطة، فيحتمل أن تكون الذرة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5779) ، ومن طريقه أخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (358) .
وانظر ما قبله.
(2) إسناده ضعيف، علته الجهالة والاضطراب، وهو مكرر (11276) سنداً ومتناً.
(3) إسناده ضعيف لإبهام راويه عن أبي سعيد، ولاضطرابه، وقد سلف الكلام عليه وتخريجه في الرواية رقم (11276) .(18/420)
تَغْلِي بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا هَذِهِ؟ " فَقُلْنَا: حُمُرٌ أَصَبْنَاهَا فَقَالَ: " وَحْشِيَّةٌ أَوْ أَهْلِيَّةٌ؟ " قَالَ: قُلْنَا: لَا، بَلْ أَهْلِيَّةٌ قَالَ: " اكْفِئُوهَا " قَالَ: فَكَفَأْنَاهَا (1)
11937 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِرَجُلٍ فِي حَدٍّ " قَالَ: فَضَرَبَه (2) بِنَعْلَيْنِ أَرْبَعِينَ، قَالَ: مِسْعَرٌ " أَظُنُّهُ فِي شَرَابٍ " (3)
11938 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} [الأنعام: 158] قَالَ: " طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يونس -وهو ابن أبي إسحاق السبيعي- مختلف فيه، سلف الكلام عنه في الرواية (11438) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الوداك جبر بن نوف، فمن رجال مسلم، وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه أبو يعلى (1183) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف بالأرقام (11623) و (11778) .
(2) في (س) و (ص) و (م) : فَضَرَبْنَا، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 4) و (ق) ، وهو الموافق للرواية السالفة برقم (11277) .
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (11277) سنداً ومتناً.
(4) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (11266) سنداً =(18/421)
11939 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى يَرَاهُمْ مَنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ (1) ، كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الطَّالِعَ فِي الْأُفُقِ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا " (2)
11940 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ (3) ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ وَاللهِ مَا يَأْتِي عَلَيْنَا أَمِيرٌ إِلَّا هُوَ شَرٌّ مِنَ الْمَاضِي، وَلَا عَامٌ إِلَّا وَهُوَ (4) شَرٌّ مِنَ الْمَاضِي قَالَ: لَوْلَا شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقُلْتُ مِثْلَ مَا يَقُولُ، وَلَكِنْ
__________
ومتناً.
(1) عند ابن أبي شيبة: من هو أسفل منهم.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية بن سعد: وهو العوفي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/6، وابن ماجه (96) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق عطية برقم (11213) ، وبرقم (11206) من طريق أبي الوداك، عن أبي سعيد، وذكرنا هناك شواهده.
(3) بن سعيد، ساقطة من (م) .
(4) في (م) : وهو.(18/422)
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أُمَرَائِكُمْ أَمِيرًا يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا وَلَا يَعُدُّهُ عَدًّا، يَأْتِيهِ الرَّجُلُ يَسْأَلُهُ (1) فَيَقُولُ: خُذْ فَيَبْسُطُ الرَّجُلُ ثَوْبَهُ فَيَحْثِي فِيهِ "، وَبَسَطَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِلْحَفَةً غَلِيظَةً، كَانَتْ عَلَيْهِ، يَحْكِي صَنِيعَ الرَّجُلِ، ثُمَّ جَمَعَ إِلَيْهِ أَكْنَافَهَا، قَالَ: " فَيَأْخُذُهُ ثُمَّ يَنْطَلِقُ " (2)
__________
(1) في (س) و (م) : فيسأله، وفي هامش (س) : يسأله، وعليها علامة الصحة.
(2) إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد، ويقيه رجاله ثقات. خلف بن الوليد: هو العتكي الجوهري، وعباد بن عباد: هو المهلبي، وأبو الوداك: هو جبر بن نوف الهَمْدَاني.
وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11012) .(18/423)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241 هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد
الجزء التاسع عشر
مؤسسة الرسالة(19/1)
النسخ الخطية المعتمدة في مسند أنس بن مالك:
1- نسخة المكتبة الظاهرية (ظ 4) .
2- نسخة دار الكتب المصرية (س) .
3- نسخة المكتبة القادرية ببغداد (ق) .
أثبتنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية في هامش هذه الطبعة، واشرنا في الحواشي إلى أهمّ فروقها وما وقع فيها من سقط أو تحريف، واشرنا إليها ب (م) .
الرموز المستعملة فى زيادات عبد الله بن أحمد، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره، هي:
• دائرة صغيرة سوداء لزياداته.
° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.
* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.
ستأتي إحصائية الأحاديث الصحيحة والحسنة والضعيفة في آخر مسند أنس إن شاء الله.(19/7)
ترجمة أنس بن مالك رضي الله عنه
هو الصحابي الجليلُ، أنس بن مالك بن النضْر بن ضمْضم، من بني عدي بن النجّار، أبو حمزة الأنصاريُ الخزْرجي.
خادمُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقرابتُه من جهة النساء، وتلمينُه، وتبعُه، وأحد المكثرين من الرواية عنه، ومن آخر أصحابه موتا، إن لم يكن آخرهم. ولد قبل عام الهجرة بعشر سنين.
غزا مع النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير مرة، وبايع تحت الشجرة.
خرج مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بدر وهو غلام يخدُمُه، وإنما لم يعُده أصحابُ المغازي في البدريين، لكونه حضرها صبيا ولم يكن في سن من يقاتل، بل بقي في رحال الجيش.
وصح عنه ان النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا له بطلب من أمه أم سُليم، فقال: " اللهم ارزُقْه مالا وولدا، وباركْ له فيه ". ثم ذكر ان ماله كثير، وان أولاده ليتعادُّون نحو المئة. انظر " المسند " حديث رقم (12053) .
كانت إقامتُه بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، ثم شهد الفتوح، ثم قطن البصرة ومات بها.
اختلف في سنة وفاته رضي الله عنه، والراجح أنها كانت في سنة ثلاث وتسعين، فيكون عمره على هذا مئة وثلاث سنين. رحمه الله ورضي عنه. انظر "سير أعلام النبلاء " للذهبي 3/395-406، و"الإصابة" لابن حجر 1/126-129.(19/8)
مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
11941 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " إِنْ كَانَتِ الْأَمَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَنْطَلِقُ بِهِ فِي حَاجَتِهَا " (1)
11942 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، وَإِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، حميد -وهو ابن أبي حميد الطويل- سمع من أنس شيئاً كثيراً، وفي صحيح البخاري من ذلك جملةُ أحاديث صرح فيها بالسماع منه، وما لم يصرح فيه بالسماع منه، فهو محمول
على الاتصال، لأنه سمعه من ثابت بن أسلم البُناني أو ثَبَّتَهُ فيه كما قال شعبة، وثابت ثقة حُجة من رجال الشيخين، هشيم: هو ابن بشير بن القاسم بن دينار السلمي.
وأخرجه البخاري (6071) تعليقاً من طريق هشيم، أخبرنا حميد الطويل، حدثنا أنس بن مالك ولفظه فتنطلق به حيث شاءت.
وسيأتي الحديث برقم (12780) من طريق علي بن زيد، عن أنس بلفظ: إن كانت الوليدة من ولائد أهل المدينة لتجيء، فتأخذ بيد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت. وبنحوه سيأتي برقم (12197) من طريق حميد، وبرقم (14046) من طريق ثابت، كلاهما عن أنس.
قوله: "لتأخذ بيد رسول الله"، المراد بالأخذ باليد لازمه وهو الانقياد، وهذا دال على فريد تواضعه ومكارم أخلاقه، وبراءته من جميع أنواع الكبر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أفاده العيني والعسقلاني والقسطلاني.(19/9)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1)
11943 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن عُلية. وهو حديث متواتر، انظر ما سلف في مسند أبي هريرة برقم (8266) .
وأخرجه ابن الجوزي في مقدمة "الموضوعات" 1/78 من طريق المصنف، عن هشيم وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلي (3904) من طريق هشيم، به.
وأخرجه مسلم في مقدمة "صحيحه" (2) ، والنسائي في "الكبرى" (5913) ، والبغوي في "الجعديات" (1476) من طريق إسماعيل ابن علية وحده، به.
وأخرجه البخاري (108) ، والنسائي في "الكبرى" (593) ، وابن عدي في "الكامل" 1/17، والقضاعي في "مسند الشهاب" (548) ، وابن الجوزي 1/79 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به.
وسيأتي برقم (13188) من طريق شعبة عن عبد العزيز وقرن به غير واحد.
وأخرجه البزار (212- كشف الأستار) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/361 من طريق عائذ بن شريح، والطبراني في "الأوسط" (1918) ، وابن عدي في "الكامل" 1/188 من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، والطبراني (7289) ، وأبو نعيم في "الحلية" 10/217، والخطيب 9/311 من طريق عبد الرحمن الأغر، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/246، والخطيب 5/222 من طريق كثير بن عبد الله، والخطيب أيضاً 13/127 من طريق حميد الطويل، ستتهم عن أنس.
وله طرق أخرى عن أنس، ستأتي بالأرقام (12110) و (12154) و (12764) و (13100) و (13189) و (13332) و (13970) و (13980) .(19/10)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ أَوْلَمَ " قَالَ: فَأَطْعَمَنَا خُبْزًا وَلَحْمًا (1)
11944 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَتَكْثُرُ النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ قَيِّمَ خَمْسِينَ امْرَأَةً رَجُلٌ وَاحِدٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي ضمن قصة زواجه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من زينب بنت جحش برقم (12023) .
وانظر أيضاً ما سيأتي بالأرقام (12669) و (12716) و (12759) و (13025) و (13361) و (13378) و (13538) من طرق عن أنس.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرح قتادة بسماعه من أنس في أكثر مصادر التخريج.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (81) ، وفي "خلق أفعال العباد" (342) ، والترمذي (2205) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/342، والبيهقي في "المدخل" (846) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (20801) ، ومن طريقه عبد بن حميد (1193) ، وأبو يعلى (3040) عن معمر، ومسلم (2671) ، وأبو يعلى (2901) و (2931) و (3070) و (3085) من طريق سعيد بن أبي عروبة، وأبو يعلى (2961) من طريق حماد بن سلمة، وأبو يعلى أيضاً (3062) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، أربعتهم عن قتادة، به.
وقصة كثرة النساء ستأتي ضمن حديث برقم (14047) من طريق ثابت عن أنس.
وسيتكرر الحديث برقم (13883) ، وسيأتي من طرق عن قتادة بالأرقام (12209) و (12806) و (12807) و (13095) و (13230) و (13882) =(19/11)
11945 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي بُرْدَةِ حِبَرَةٍ قَالَ: أَحْسَبُهُ عَقَدَ بَيْنَ طَرَفَيْهَا " (1)
11946 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَطُوفُ عَلَى جَمِيعِ نِسَائِهِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ (2)
__________
= و (13946) و (14078) .
وسيأتي عن أبي التياح، عن أنس برقم (12527) .
وفي باب قبض العلم عن أبي هريرة، سلف برقم (7488) .
وفي باب كثرة النساء وقلة الرجال عن أبي موسى الأشعري عند البخاري (1414) ، ومسلم (1012) .
وعن كعب بن عجرة عند الطبراني 19/ (346) .
قوله: "قيم خمسين امرأة"، قال السندي: القيم: من يقوم بالأمر، وقيامه عليهن، إما بسبب القرابة أو بسبب الزواج، يدل على أنه يتزوج أحدُهم بغير عدد جهلاً بالحكم الشرعي، والمراد بخمسين حقيقة العدد أو الكثرة، ويؤيد الثاني اختلاف العدد في أحاديث الباب، فقد جاء في حديث أبي موسى الأشعري "يتبع الرجل الواحد أربعون امرأة".
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين وهشيم -وإن كان مدلساً وقد عنعن- تابعه حماد بن سلمة كما سيأتي برقم (13510) .
"بردة حبرة": هي ثوب من قطن أو كتان مخطط كان يُصنعُ في اليمن.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرح هشيم بالتحديث في أكثر مصادر التخريج.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/147، وأبو يعلى (3718) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/129، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص232، وابن =(19/12)
11947 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ " (1)
__________
= حبان (1207) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (12967) عن إسماعيل ابن عُلية، عن حميد.
وأخرجه ابن ماجه (589) ، والطحاوي 1/129، والطبراني في "الصغير" (692) من طريق الزهري، عن أنس.
وللحديث طرق أخرى عن أنس ستأتي بالأرقام (12097) و (12640) و (13355) و (13505) .
وسيأتي في حديث أبي رافع 6/8: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طاف على نسائه في ليلة، وكان يغتسل عند كل واحدة منهن. وفي إسناده ضعف.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرح هشيم بالتحديث عند مسلم وغيره. عبد العزيز: هو ابن صهيب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/1، ومسلم (375) ، وأبو يعلى (3902) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (17) ، والبغوي في "الجعديات" (1474) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (675) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (713) ، ومسلم (375) ، وأبو داود (4) ، والترمذي (6) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (74) ، وأبو عوانة في "مسنده" 1/216، وابن السني (17) ، والبغوي في "الجعديات" (1474) ، والطبراني في "الدعاء" (359) ، والبيهقي 1/95 من طرق عن عبد العزيز بن صهيب، به.
وسيأتي برقم (11983) و (13999) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/1، والطبراني في "الدعاء" (355) و (356) و (357) و (358) و (360) من طرق عن أنس- وفيه زيادة.
وفي الباب من حديث زيد بن أرقم، سيأتي 4/369. =(19/13)
11948 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ " (1)
11949 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: أَخْبَرَنَا، عَنْ أَنَسٍ، وَيُونُسُ، عَنْ الْحَسَنِ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا (2) أَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ ظَالِمًا؟ قَالَ: " تَحْجُزُهُ تَمْنَعُهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ " (3)
__________
= الخُبث: بضمتين: جمع خبيث، والخبائث: جمع خبيثة، والمراد ذكور الشياطين وإناثهم، وقد جاءت الرواية بإسكان الباء في الخبث أيضاً إما على التخفيف، أو على أنه اسم بمعنى الشر، وحينئذٍ فالخبائث صفة النفوس، فيشمل ذكور الشياطين وإناثهم جميعاً، والمراد التعوذ من الشر وأصحابه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6258) ، ومسلم (2163) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وانظر ما سيأتي بالأرقام (12115) و (12141) و (13193) و (13211) و (13531) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4563) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) لفظة "هذا" ليست في (ظ 4) .
(3) إسناده الأول صحيح على شرط الشيخين، وإسناده الثاني -وهو هشيم عن يونس عن الحسن- مرسل. يونس: هو ابن عبيد البصري، والحسن: هو ابن أبي الحسن البصري.
وأخرجه البخاري (2443) و (6952) من طريق هشيم، بالإسناد الأول. =(19/14)
11950 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، وَإِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً " (1)
__________
= وقرن في الموضع الأول منه بعبيد الله بن أبي بكر حميداً، وستأتي طريق حميد برقم (13079) .
وأخرجه عبد بن حميد (1401) ، وأبو يعلى (3838) من طريق يزيد بن هارون عن سليمان التيمي، عن الحسن البصري مرسلاً، وعن سليمان التيمي، عن حميد الطويل، عن أنس.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/94 من طريق داود بن أبي هند، عن أنس.
وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/323-324.
وعن ابن عمر عند ابن حبان (5166) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية.
وأخرجه مسلم (1095) ، وابن خزيمة (1937) من طريق هشيم وإسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/8، وابن الجارود (383) ، وابن عدي 3/1213 من طريق إسماعيل ابن عُلية وحده، به.
وأخرجه عبد الرزاق (7598) ، وابن ماجه (1692) ، وابن خزيمة (1937) ، وابن عدي 3/1213 و4/1344، والطبراني في "الصغير" (60) ،
والخطيب في "تاريخه" 1/354 و4/82 و138 و5/72، و6/140،
والقضاعي في "مسند الشهاب" (677) ، والبيهقي في "الشعب" (3908) من طرق عن عبد العزيز بن صهيب، به.
وأخرجه البزار (976- كشف الأستار) ، وابن عدي 2/779 و3/1152 و6/2148 من طريق ثابت البناني، وابن عدي 7/2695، وأبو نعيم في "الحلية" 3/34-35 من طريق سليمان التيمي، وأبو نعيم أيضاً 6/339 من =(19/15)
11951 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: " رَأَيْتُ خَاتَمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِضَّةٍ " (1)
11952 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: " لَمَّا اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا، وَكَانَتْ ثَيِّبًا " (2)
__________
= طريق إسحاق بن عبد الله، ثلاثتهم عن أنس.
وسيأتي الحديث برقم (13704) من طريق حماد بن سلمة، وبرقم (13993) من طريق شعبة، كلاهما عن عبد العزيز بن صهيب.
وسيأتي من طريق قتادة عن أنس برقم (13245) و (13551) ، ومن طريق عبد العزيز وقتادة معاً برقم (13390) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8898) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، هشيم -وإن عنعن- قد توبع فيما سيأتي برقم (13804) .
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص133 من طريق شريك النخعي، عن بيان أو غيره، عن أنس قال: كان خاتم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كله من ورق.
وانظر ما سيأتي برقم (12631) من طريق الزهري، وبرقم (12647) من طريق ثابت، وبرقم (12941) من طريق عبد العزيز بن صهيب، ثلاثتهم عن أنس.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهشيم قد صرح بالتحديث عند أبى داود.
وأخرجه أبو داود (2123) عن وهب بن بقية وعثمان بن أبي شيبة، عن هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرج ابن حبان (4209) من طريق سفيان، عن حميد، عن أنس، عن =(19/16)
11953 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ قَالَ: " شَهِدْتُ
__________
= النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "سبع للبكْر، وثلاث للثيب". وروي من طرق عن حميد عن أنس موقوفاً، أخرجه مالك 2/530،
والطحاوي 3/28، والبيهقي 7/302.
وأخرجه كذلك البيهقي 7/302 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس.
وأخرجه مرفوعاً الدارمي (2209) ، وابن ماجه (1916) ، وابن حبان (4208) ، والدارقطني 3/283، وأبو نعيم في "الحلية" 2/288 و3/13 من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس.
وروي عن أيوب بهذا اللفظ موقوفاً على أنس، أخرجه عبد الرزاق (10642) ، والطحاوي 3/27، والبيهقي 7/302.
وأخرج البيهقي 7/302، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/248 من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، عن أبي عاصم النبيل، عن سفيان الثوري، عن أيوب وخالد الحذاء، عن أبي قلابة الجرمي، عن أنس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا تزوج البكر على الثيب، أقام عندها سبعاً، وإذا تزوج الثيب على البكر، أقام عندها ثلاثاً".
وروي عن أيوب وخالد بهذا اللفظ موقوفاً على أنس، أخرجه عبد الرزاق (10643) ، والبخاري (5213) و (5214) ، ومسلم (1461) (44) و (45) ، وأبو داود (2124) ، والترمذي (1139) ، والبيهقي 7/301 و302، والبغوي (2326) . ولم يذكر أيوب البخاري ومسلم كلاهما في الموضع الأول وأبو داود والترمذي.
قال أبو قلابة بإثر هذا الحديث: ولو شئت لقلت: إن أنساً رفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الثيب: المرأة فارقت زوجها، أو دُخل بها.(19/17)
وَلِيمَتَيْنِ مِنْ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: " فَمَا أَطْعَمَنَا فِيهِمَا خُبْزًا، وَلَا لَحْمًا " قَالَ: فَمَهْ؟ قَالَ: " الْحَيْسَ - يَعْنِي التَّمْرَ - وَالْأَقِطَ بِالسَّمْنِ " (1)
11954 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنَا الْأَزْهَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِ (2) ، وَلَا تَنْقُشُوا فِي (3) خَوَاتِيمِكُمْ عَرَبِيًّا " (4)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان.
وأخرجه ابن ماجه (1910) من طريق سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد ابن جدعان، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (13807) من طريق عبد الله بن عمر العمري، عن إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس. وعبد الله ضعيف، لكن يتحسن الحديث بمجموع الطريقين.
وفيما يأتي برقم (12078) عن سفيان، عن الزهري، عن أنس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولم على صفية بتمر وسويق.
(2) في (م) ونسخة على هامش (س) : المشركين.
(3) لفظة "في" أثبتناها من (ظ) ، وليست في (م) وبقية النسخ.
(4) إسناده ضعيف لجهالة الأزهر بن راشد البصري. العوام: هو ابن حوشب.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/455، والنسائي 8/176-177، الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/263، والبيهقي في "السنن" 10/127، وفي "الشعب" (9375) ، والضياء في "المختار" (1546) من طرق عن هشيم ابن بشير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري 4/16 من طريق سليمان بن أبي سليمان مولى بني هاشم =(19/18)
11955 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ،
__________
= عن أنس، به. وإسناده ضعيف لجهالة سليمان.
وأخرج ابن أبي شيبة 8/460 من طريق يحيي بن آدم، عن أبي عوانة، عن قتادة، عن أنس: أن عمر قال: لا تنقُشوا ولا تكتبوا في خواتمكم بالعربية.
وإسناده صحيح.
وأخرج البخاري 1/455 عن خليفة بن خياط، عن معاذ بن هشام الدستوائي، سمع أباه عن قتادة، عن أنس: نهى عمرُ أن يُنقش في الخواتيم بالعربية. وإسناده حسن.
قلنا: وهذا هو الصحيح عن أنس أنه من قول عمر، وليس مرفوعاً إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأما معنى حديث أنس المرفوع، فقد جاء تفسيره في الحديث نفسه عن الحسن البصري عند غير المصنف، فقد قال الحسن: اما قوله: "لا تنقشوا في خواتيمكم عربياً" محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما قوله "لا تستضيئوا بنار المشرك" يقول: لا تستشيروا المشركين في أموركم، ثم قال الحسن: تصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: (يا أيها الذين امنوا لا تتًخذوا بطانة من دُونكم) [آل عمران: 118] .
لكن تعقب الحافظُ ابن كثير في "تفسيره" 2/89 تفسير الحسن هذا فقال: فيه نظر، ومعناه ظاهر: "لا تنقشوا في خواتيمكم عربياً"، أي بخط عربي، لئلا يشابه نقش خاتم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنه كان نقشه محمد رسول الله، ولهذا جاء في الحديث الصحيح أنه نهى أن ينقش أحد على نقشه.
وأما الاستضاءةُ بنار المشركين، فمعناه، لا تقاربوهم في المنازل بحيث تكونون معهم في بلادهم، بل تباعدوا منهم وهاجروهم من بلادهم، ولهذا روى أبو داود: "لا تتراءى ناراهما"، وفي الحديث الآخر: "من جامع المشرك أو سكن معه، فهو مثله"، فحمْلُ الحديث على ما قاله الحسنُ -رحمه الله- والاستشهادُ عليه بالآية، فيه نظر، والله أعلم.(19/19)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفةً (1) بَيْنَ يَدَيَّ، فَإِذَا هِيَ الْغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " (2)
11956 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَشُجَّ فِي جَبْهَتِهِ، حَتَّى سَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ فَقَالَ: " كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ " فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128] (3)
__________
(1) في (م) و (ق) ونسخة على هامش (س) : خَشْخَشَةً. وهو بمعنى الخشْفة -بتسكين الشين وفتحها-: وهو الصوت والحركة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/429-430، والنسائي في "الكبرى" (8384) ، وأبو يعلى (3822) ، والطبراني في "الكبير" 25/318 من طرق عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك.
وسيأتي الحديث من طريق حميد برقم (12035) و (12256) ، ومن طريق ثابت برقم (13514) و (13829) .
وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/372.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 2/44، والترمذي (3002) ، وأبو يعلى (3738) ، والطبري في "التفسير" 4/87، وابن حبان (6574) من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد.
وقُرن بهشيم عند ابن حبان يزيدُ بن هارون، وستأتي رواية يزيد عند =(19/20)
11957 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَعْتَقَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا " (1)
__________
=المصنف برقم (13083) .
وأخرجه ابن ماجه (4027) ، والنسائي في "الكبرى" (11077) ، والطبري 4/86، والواحدي في "أسباب النزول" ص103، والبغوي في "شرح السنة"
(3748) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/107-108 من طرق عن حميد الطويل، به.
وعلقه البخاري بإثر الحديث رقم (4068) من طريق حميد وثابت، عن أنس.
وسيأتي الحديث من طريق حميد بالأرقام (12831) و (13083) و (13138) ، ومن طريق ثابت برقم (13657) و (14072) .
الرباعية -كثمانية-: السنُ التي بين الثنية والناب، والثنايا: هي الأسنان الأربعة التي في مقدم الفم، اثنان في الفك العلوي، واثنان في السُفلي.
وشُج، أي: جُرح.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وهشيم متابع.
وأخرجه مسلم ص1045 (85) ، وأبو داود (2054) ، والترمذي (1115) ، والنسائي 6/114، وابن حبان (4091) من طريق أبي عوانة، عن عبد العزيز بن صهيب، بهذا الإسناد. وقرنوا بعبد العزيز قتادة، وستأتي رواية قتادة عند المصنف برقم (12687) . وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بالأرقام (12933) و (13506) و (13998) و (14103) ، وضمن حديث مطول في قصه فتح خيبر برقم (11992) ومن طريق عبد العزيز وثابت برقم (12940) و (13545) .
وأخرجه مسلم ص1045 (85) من طريق أبي عوانة، عن أبي عثمان، عن أنس. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (182) من طريق الزهري، عن أنس. =(19/21)
11958 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ جَمِيعًا يَقُولُ: " لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا، لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا " (1)
__________
= وله طرق أخرى عن أنس، انظر (12865) و (13506) .
وفي الباب عن عائشة عند ابن ماجه (1958) ، والطبراني في "الأوسط" (2120) و (5638) ، والدارقطني 3/285.
وعن صفية بنت حُيي عند أبي يعلى (7118) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (194) ، وفي "الأوسط" (4950) و (8497) ، والحاكم 1/547.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن أبي إسحاق: هو الحضرمي مولاهم، البصري النحْوي.
وأخرجه أبو داود (1795) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1251) ، والنسائي 5/150، وابن خزيمة (2619) ، والبيهقي 5/9 من طريق هشيم، به.
وأخرجه مسلم (1251) من طريق ابن علية، عن يحيي وحميد، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/99 من طريق إسماعيل ابن علية، والدولابي في "الكني" 1/198 من طريق أيوب بن محمد أبي سهل اليمامي، وأبو نعيم في "الحلية" 7/367 من طريق داود الطائي، ثلاثتهم عن يحيي وحده، به.
وأخرجه ابن سعد 2/175، والدارمي (1924) ، والترمذي (821) ، وابن ماجه (2969) ، وأبو يعلى (3648) و (3805) ، وابن الجارود (430) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/153، وفي "شرح مشكل الآثار" (2441) ، والدارقطني 2/288، والحاكم 1/472، وأبو نعيم في "أخبار
أصبهان" 1/250، والبيهقي 5/40، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/81، والبغوي (1882) من طرق عن حميد وحده، به. =(19/22)
11959 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: وَحَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ - وَأَظُنُّنِي قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ أَنَسٍ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِرَجُلٍ يَسُوقُ بَدَنَةً فَقَالَ: " ارْكَبْهَا " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ قَالَ: " ارْكَبْهَا " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا (1)
__________
= وسيأتي الحديث من طرق عن حميد بالأرقام (12091) و (12870) و (13806) و (14002) ، ومن طريقين عن يحيي برقم (12946) و (14001) .
وأخرجه الطيالسي (2121) ، والنسائي 5/150، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/102 من طريق أبي أسماء عمرو بن مرثد الرحبي، وأبو يعلى (3603) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (1146) من طريق الزهري، وأبو يعلى (4044) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/153 من طريق حميد بن هلال، وابن عدي في "الكامل" 1/348-349 من طريق يحيي بن أبي كثير، وهو أيضاً 2/519 من طريق ثابت بن قيس، خمستهم عن أنس بن مالك.
وسيأتي الحديث من طرق عن أنس بالأرقام (11961) و (12448) و (12678) و (12745) و (12898) و (12899) و (13159) و (13981) .
وانظر ما سيأتي بالأرقام (12447) و (12502) و (13153) .
وفي الباب عن الهرماس بن زياد وأبي طلحة الأنصاري وسراقة بن مالك وأم سلمة، ستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/485 و4/28 و175 و6/297.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1323) (373) ، والبيهقي 5/236 من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1411) ، والنسائي 5/176، وأبو يعلى (3810) و (3869) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/161، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/207 من طرق عن حميد بن أبي حميد الطويل، به.
وأخرجه أبو يعلى (2763) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، وأبو نعيم =(19/23)
11960 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، وَكَانَ يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ وَاضِعًا عَلَى صِفَاحِهِمَا قَدَمَهُ " (1)
__________
= في "الحلية" 5/64 من طريق محمد بن جحادة، كلاهما عن الحسن، وأخرجه أبو يعلى (3625) من طريق عكرمة، كلاهما (الحسن وعكرمة) عن أنس.
وسيأتي من طريق حميد برقم (12040) ، وللحديث طرق أخرى، انظر (12711) و (12735) و (12774) و (12892) و (13090) و (13415) و (13456) و (13632) و (13750) و (13909) و (13910) و (13931) و (14098) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7350) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً برقم (13879) .
وأخرجه النسائي 7/230، وأبو يعلى (3076) و (5901) ، وابن حبان (5900) و (5901) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1945) ، والطيالسي (1968) ، والبخاري و (5558) ، ومسلم (1966) و (18) ، وابن ماجه (3120) ، وأبو يعلى (3247) و (3248) ، وابن الجارود (909) ، وابن خزيمة (2896) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7321) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (5565) ، ومسلم (1966) (17) ، والترمذي (1494) ، والنسائي 7/220، والبيهقي 9/283 من طريق أبي عوانة، وعبد الرزاق (8129) عن معمر، وأبو يعلى (3118) من طريق الحجاج، ثلاثتهم عن قتادة، به- وفي بعضها زيادة.
وسيأتي من طريق قتادة بالأرقام (12147) و (12183) و (12466) و (12736) و (12893) و (12894) و (12968) و (13202) و (13234) =(19/24)
11961 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ جَمِيعًا، فَحَدَّثْتُ بِذَاكَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: لَبَّى بِالْحَجِّ وَحْدَهُ، فَلَقِيتُ أَنَسًا فَحَدَّثْتُهُ بِقَوْلِ ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: مَا
__________
= و (13323) و (13681) و (13713) و (13714) و (13876) و (13877) و (13956) و (13972) .
وسيأتي برقم (11984) و (13995) من طريق عبد العزيز بن صهيب، وبرقم (12830) من طريق ثابت البناني، كلاهما عن أنس.
وسيأتي ضمن حديث برقم (12120) من طريق محمد بن سيرين، وبرقم (13831) من طريق أبي قلابة، كلاهما عن أنس.
وفي الباب عن أبي الدرداء، سيأتي 5/196.
وعن جابر عند أبي داود (2795) ، وسيأتي مختصراً 3/375.
وعن ابن عباس عند الطبراني (11329) .
وعن أبي هريرة وعائشة عند ابن ماجه (3122) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/177.
وعن أبي طلحة الأنصاري عند أبي يعلى (1417) ، والطبراني (4736) .
ولا يخلو إسناد واحد منها من مقال.
قوله: "أقرنين"، قال السندي: الأقرن: عظيم القرن، أو حسن القرن، وصفه به لأنه أكملُ وأحسن صورة.
"أملحين"، الأملح: ما بياضُه كثر من سواده، وقيل: نقي البياض.
"على صفاحهما": بكسر الصاد، أي: على صفحة الوجه أو العنق منهما، وهي جانبه، فلعل ذلك ليكون اثبت وأمكن لئلا تضطرب الذبيحة برأسها فتمنعه من إكمال الذبح أو تؤذيه، كذا ذكروا.(19/25)
تَعُدُّونَا إِلَّا صِبْيَانًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا " (1)
11962 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، حَسِبْتُهُ قَالَ: عَطَسَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا - أَوْ قَالَ: سَمَّتَ - وَتَرَكَ الْآخَرَ، فَقِيلَ: رَجُلَانِ عَطَسَ أَحَدُهُمَا فَشَمَّتَّهُ وَلَمْ تُشَمِّتِ الْآخَرَ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/174، ومسلم (1232) ، والنسائي 5/150، والبيهقي 5/9 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4353) و (4354) ، وابن الجارود (431) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2441) و (2442) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/152، وابن حبان (3933) ، والبيهقي 5/40 من طرق عن حميد الطويل، به.
وسلف من طرق عن حميد عند المصنف في مسند ابن عمر بالأرقام (4996) و (5147) و (5509) .
وأخرجه الدارمي (1925) ، ومسلم (1232) (186) ، وأبو يعلى (4154) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (496) من طريق حبيب بن الشهيد، وأبو يعلى (4155) وابن خزيمة (2618) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن بكر بن عبد الله المزني، به.
وانظر ما سلف برقم (11958) .
قوله: "ما تعدُونا إلا صبياناً"، قال السندي: أي: كأنكم ما تعتمدون على قولي، بزعْم أني كنت صبياً حينئذ فلعلي ما حققتُ الأمر، وليس كذلك، بل حققتُ اللفظ الذي يُلبي به.(19/26)
حَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
11963 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ يَلِيَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فِي الصَّلَاةِ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان والد معتمر: هو ابن طرْخان التيْمي.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (222) ، وأبو عوانة في الرقاق
كما في "الإتحاف" 2/38 من طريق معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2065) ، وعبد الرزاق (19678) ، والحميدي (1208) ، والدارمي (2660) ، وابن أبي شيبة 8/683، والبخاري في "الصحيح" (6221) و (6225) ، وفي "الأدب" (931) ، ومسلم (2991) ، وأبو داود (5039) ، والترمذي (2742) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (222) ، وابن ماجه (3713) ، وأبو يعلى (4060) ، وابن حبان (600) و (601) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (247) ، والطبراني في "الدعاء" (1989) و (1990) و (1991) و (1992) و (1993) و (1994) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/34، وفي "تاريخ أصبهان" 2/186، والبيهقي في "الأدب" (320) ، والخطيب في "تاريخه" 3/305، وفي "الفقيه والمتفقه" 2/149، والبغوي (3343) ، وابن الجوزي في "مشيخته" (55) من طرق عن سليمان التيمي، به.
وسيأتي بالأرقام (12167) و (12798) .
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (8346) .
وعن أبي موسى عند مسلم (2992) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1925) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =(19/27)
11964 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا، وَلْيَمْسَحْ مَا بِهَا مِنَ الْأَذَى، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ " (1)
11965 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " لَمْ يَكُنْ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ "، وَخَضَبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَخَضَبَ عُمَرُ بِالْحِنَّاءِ (2)
__________
=وأخرجه عبد الرزاق (2457) ، وابن ماجه (977) ، والنسائي في "الكبري" (8311) ، وأبو يعلى (3816) ، والحاكم 1/218، والبيهقي 3/97، والضياء (1922) و (1924) و (1927) و (1929) من طرق عن حميد، به.
وسيأتي من طريق حميد بالأرقام (13064) و (13135) و (13774) .
ويشهد له حديث ابن مسعود وغيره عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "ليلني منكم أولو الأحلام والنُهى". انظر مسند ابن مسعود، الحديث رقم (4373) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3818) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن حميد
الطويل، به. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (12815) و (14089) من طريق ثابت عن أنس.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي في مسنده 3/301.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان التيمى، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه أبو يعلى (3729) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، عن حميد الطويل، بهذا الإسناد -دون قصة اختضاب أبي بكر وعمر. =(19/28)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه كذلك أبو زرعة الدمشقي (20) ، وأبو يعلى (3572) و (3590) من طريق قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أنس. وقرة بن عبد الرحمن حديثه حسن في الشواهد.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 1/431، وابن ماجه (3629) ، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (23) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/67 من طرق عن حميد قال: سئل أنس بن مالك: أخضب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إنه لم ير من الشيب إلا نحو سبعة عشر أو عشرين شعرة في مقدم لحيته. وفي بعض الروايات: لم يشنه الشيب. وسيأتي الحديث بنحو هذه الرواية من طريق حميد الطويل بالأرقام (12054) و (12828) و (12956) و (13078) و (13809) .
وانظر ما سيأتي بالأرقام (12326) و (12474) و (12635) و (12994)
و (13051) .
وأخرج ابن سعد 3/190 من طريق عبيد الله بن عمر العمري، عن حميد الطويل، عن أنس، قال: خضب أبو بكر بالحناء والكتم.
وأخرج ابن سعد 3/191، والبخاري (3919) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/248 من طريق إبراهيم بن أبي عبلة، وابن حبان (5469) ، والإسماعيلي كما في "تغليق التعليق" 4/97 من طريق أبي عبيد المذحجي، كلاهما عن عقبة ابن وساج، عن أنس، قال: قدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وليس في أصحابه أشمط غير أبي بكر، فغلفها بالحناء والكتم. وعلقه البخاري (3920) من طريق أبي عبيد المذحجي، به.
وأخرجه بهذا اللفظ أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص283 من طريق كثير بن مروان، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أنس -لم يذكر فيه عقبة بن وساج، وهو خطأ من كثير بن مروان، فإنه شديد الضعف، وقد سلف من هذا الطريق ضمن قطعة فيها زيادات لأبي بكر القطيعي على "المسند"، انظر الجزء الخامس ص131. =(19/29)
11966 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " حَجَمَ أَبُو طَيْبَةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْطَاهُ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، وَكَلَّمَ أَهْلَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ " (1)
11967 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَتَمِّ النَّاسِ صَلَاةً
__________
=وأخرج الحاكم 2/607، وعنه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/239 من طريق جعفر بن برقان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: قدم أنس بن مالك المدينة وعمر بن عبد العزيز واليها، فبعث إليه عمر، وقال للرسول: سلْه: هل خضب رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإني رأيت شعراً من شعره قد لُون. فقال أنس: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان قد مُتع بالسواد، ولو عددتُ ما أقبل على من شيبه في رأسه ولحيته ما كنت أزيدهن على إحدى عشرة شيبة، وإنما هذا الذي لون من الطيب الذي كان يطيب به شعر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الذي غير لونه.
وابن عقيل ليس بذاك القوي.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر سلف برقم (5633) .
وعن عبد الله بن بسر عند البخاري (3546) ، وسيأتي 4/187.
وعن جابر بن سمرة عند مسلم (2344) ، وسيأتي 5/86.
والكتم: نبات يُصبغ به الشعر يكسر بياضه أو حُمرته إلى الدهمة وهو الوسمة (وهو نبت يختضب به للسواد) ، وقيل: هو غير الوسمة، ولكنه يخلط معها لذلك، وربما سود صبغه. أفاده القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 1/335.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي باتم مما هنا برقم (12883) عن يحيي بن سعيد، عن حميد، فانظر تخريجه هناك.(19/30)
وَأَوْجَزِهِ " (1)
11968 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَخْضَرَ بْنَ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاعَ قَدَحًا وَحِلْسًا فِيمَنْ يَزِيدُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/57، وأبو يعلى (3699) ، وابن حبان (1759) ، والبغوي (840) من طرق عن حميد الطويل، به.
وسيأتي من طريق حميد برقم (12878) و (13126) .
وأخرجه أبو عوانة 2/89 من طريق المختار بن فلفل، وابن خزيمة (1717) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/289، والطبراني في "الكبير" (726) ، والضياء في "المختارة" (2333) و (2334) من طريق عطاء، وابن حبان (1856) من طريق يحيي بن سعيد الأنصاري، وابن حبان أيضاً (2138) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وأبو نعيم في "الحلية" 7/232 من طريق بيان بن بشر، والخطيب في "تاريخ بغداد" من طريق الزهري، ستتهم عن أنس.
وله طرق أخرى عن أنس، انظر (11990) و (12654) و (12734) و (12879) و (13445) و (13759) و (14009) ، وانظر أيضاً (12465) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/337.
وعن أبي واقد الليثي، سيأتي 5/219.
(2) إسناده ضعيف لجهالة حال أبي بكر الحنفي -واسمه عبد الله-، وقال البخاري فيما نقله الحافظ ابن حجر في "التهذيب": لا يصحُ حديثه.
وأخرجه المزي في ترجمة عبد الله الحنفي من "تهذيب الكمال" 16/339، والضياء في "المختارة" (2264) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن =(19/31)
11969 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَخْضَرِ (1) ، وحَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ يَعْنِي صَاحِبَ شُعْبَةَ، عَنْ الْأَخْضَرِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ (2)
11970 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا غَالِبٌ الْقَطَّانُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ
__________
= أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/59 و12/338، والترمذي في "العلل الكبير" 1/479، والنسائي 7/259 من طريق معتمر بن سليمان، به -وقرن ابن أبي شيبة في الموضع الثاني والنسائي بمعتمر عيسى بن يونس، ووقع في رواية معتمر عند ابن أبي شيبة والترمذي: أنس بن مالك عن رجل من الأنصار أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/66 عن عون بن عمارة، عن الأخضر، عن أبي بكر الحنفي، عن أنس.
وسيأتي بأطول مما هنا برقم (12134) عن يحيي بن سعيد، عن الأخضر ابن عجلان.
قال ابن القطان الفاسي في "الوهم والايهام" 5/57 ونقله الزيلعي في "نصب الراية" 4/23: والحديث معلول بأبي بكر الحنفي، فإني لا أعرف أحداً نقل عدالته، فهو مجهول الحال، وإنما حسن الترمذي حديثه (1218) على عادته في قبُول المساتير، وقد روى عنه جماعة ليسوا من مشاهير أهل العلم.
قلنا: وقد كره بعض أهل العلم بيع المزايدة، ولم يروْا صحة هذا الحديث، وجمهور أهل العلم على جوازه، انظر "فتح الباري" 4/354، و"تحفة الأحوذي" 2/230.
الحلْس: كساء رقيق يُجعل تحت برذعة البعير.
(1) في (م) : عن أبي الأخضر. وهو خطأ.
(2) إسناده ضعيف كسابقه.(19/32)
عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدُنَا أَنْ يُمَكِّنَ وَجْهَهُ مِنَ الْأَرْضِ، بَسَطَ ثَوْبَهُ فَسَجَدَ عَلَيْهِ " (1)
11971 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. غالب القطان: هو ابن خطاف بن أبي غيلان، وبكر بن عبد الله: هو المزني.
وأخرجه أبو داود (660) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/269، والدارمي (1337) ، والبخاري (385) و (1208) ، ومسلم (620) ، وابن ماجه (1033) ، وأبو يعلى (4152) ، وأبو عوانة 1/346، وابن خزيمة (675) ، وابن حبان (2354) ، والبيهقي 2/105 و106 من طريق بشر بن المفضل، به.
وأخرجه البخاري (542) ، والترمذي (584) ، والنسائي 2/216، وأبو يعلى (4153) ، وأبو عوانة 1/346، والبغوي (357) من طريق خالد بن عبد الرحمن، عن غالب القطان، به.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عبد الرحمن الطُفاوي، وهو من رجال البخاري، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. أيوب هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه أبو يعلى (2797) عن سريج بن يونس، عن محمد بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. =(19/33)
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَنَمْ " (1)
11972 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَسِيَ صَلَاةً أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَإِنَّمَا كَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا " قَالَ
__________
= وسيأتي برقم (13412) من طريق سماك بن عطية، و (13600) من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن أيوب، به.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 8/83 من طريق معمر، عن قتادة، عن أنس.
وسيأتي برقم (12076) من طريق الزهري، و (13491) من طريق حميد، كلاهما عن أنس.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4709) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه النسائي 1/215-216، وأبو يعلى (2803) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (2801) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به.
وسيأتي بالأرقام (12446) و (12520) و (13611) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8231) .
وعن عائشة، سيأتي 6/56.
قال النووي في "شرح مسلم" 6/74 في أحاديث هذا الباب: فيه الحثُ على الإقبال على الصلاة بخشوع وفراغ قلب ونشاط، وفيه أمر الناعس بالنوم أو نحوه مما يُذهب عنه النُعاس، وهذا عامٌ في صلاة الفرض والنفْل في الليل والنهار، وهذا مذهبُنا ومذهبُ الجمهور، لكن لا يُخرج فريضة عن وقتها، قال القاضي: وحمله مالك وجماعة على نفْل الليل، لأنه محل النوم غالباً.(19/34)
يَزِيدُ: " فَكَفَّارَتُهَا أَنْ " (1)
11973 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة، ورواية يزيد بن هارون عنه قبل الاختلاط.
وأخرجه أبو يعلى (3109) من طريق إسحاق الأزرق، و (2855) و (3086) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البغوي (395) من طريق يزيد بن هارون، عن سعيد وهمام وأبي العلاء أيوب القصاب، عن قتادة، به.
وأخرجه الدارمي (1229) ، ومسلم (684) (315) ، والنسائي في الشروط من "الكبرى" كما في "التحفة" 1/313، وأبو يعلى (3177) ، وابن خزيمة
(992) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (450) ، وفي " شرح معاني الآثار" 1/466، وأبو عوانة 1/385 و2/260، والبيهقي 2/456، والبغوي (395) من طرق عن سعيد، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/63-64، وابن عدي في "الكامل" 1/346، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/119، والبغوي (395) من طريق أبي العلاء القصاب، وابن عدي 3/1258 من طريق سويد أبي حاتم، كلاهما عن قتادة، به.
وسيأتي من طرق عن قتادة (12909/1) و (13262) و (13550) و (13822) و (13848) (14007) .
وفي الباب عن سمرة بن جندب، سيأتي 5/22.
وعن أبي هريرة ضمن حديث طويل عند مسلم (680) (309) ، وانظر تمام تخريجه في "صحيح ابن حبان" (2069) .
وعن أبي قتادة كذلك، وسيأتي في مسنده 5/298.
وعن أبي سعيد الخدري عند أبي يعلى (1190) ، والطبراني في "الأوسط" (8195) . وفيه عنعنة الحسن البصري.(19/35)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأُكْلَةَ، فَيَحْمَدَ اللهَ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ " (1)
11974 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ فَمَا أَعْلَمُهُ قَالَ لِي قَطُّ: هَلَّا فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا، وَلَا عَابَ عَلَيَّ شَيْئًا قَطُّ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زكريا: هو ابن أبي زائدة.
وأخرجه مسلم (2734) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "الإتحاف"
2/21، وابن الأعرابي في "معجمه" (58) ، وابن منده في "التوحيد" (143) ،
والقضاعي في " مسند الشهاب " (1099) ، والمزي في ترجمة سعيد بن أبي بردة
من " التهذيب " 10/347 من طريق إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في " الدعاء " (901) ، والقضاعي (1098) من طرق عن
زكريا بن أبي زائدة، به.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2078) من طريق حميد، عن أنس بلفظ: "إن الله ليُدخلُ العبد الجنة بالأكلة أو الشربة يحمد الله عز وجل عليها".
وسيأتي برقم (12168) عن أبي أسامة، عن زكريا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (4335) من طريق إسحاق الأزرق، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2309) ، وأبو يعلى (4333) من طريق محمد بن بشر، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص22 من طريق أبي زهير، كلاهما عن زكريا ابن أبي زائدة، به. =(19/36)
11975 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ عَقِلْتَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَيْنَ صَلَّى الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ؟ قَالَ: " بِمِنًى " وَأَيْنَ صَلَّى الْعَصْرَ يَوْمَ النَّفْرِ؟ قَالَ: " بِالْأَبْطَحِ " قَالَ: ثُمَّ قَالَ: افْعَلْ كَمَا يَفْعَلُ أُمَرَاؤُكَ (1)
__________
=وأخرجه مسلم (2309) ، وأبو داود (4773) من طريق إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، وأبو يعلى (2992) من طريق قتادة، و (3628) من طريق سالم ابن أبي الجعد، ثلاثتهم عن أنس. وإسنادا أبي يعلى ضعيفان.
وله طرق أخرى عن أنس، انظر ما سيأتي بالأرقام (11988) و (12251) و (13021) و (13418) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق: هو ابن يوسف الأزرق، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه الدارمي (1872) ، وابن حبان (3846) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقرن به الدارمي محمد بن أحمد بن أبي خلف.
وأخرجه البخاري (1653) و (1763) ، ومسلم (1309) ، وأبو داود (1912) ، والترمذي (964) ، والنسائي 5/249، وابن الجارود (494) ، وابن خزيمة (958) و (2796) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 2/104، والبيهقي 5/112، والبغوي (1923) من طريق إسحاق الأزرق، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح يُستغرب من حديث إسحاق بن يوسف الأزرق عن الثوري.
قال الحافظ في "الفتح" 3/507-508: وأظن أن لهذه النكتة أردفه البخاري بطريق أبي بكر بن عياش عن عبد العزيز (1654) وهي متابعة قوية لطريق إسحاق.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف بالأرقام (2306) و (2700) و (2701) . =(19/37)
11976 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، وَغَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي مَسْلَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1)
__________
=وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (1218) وغيره في حديث حجة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطويل.
يوم التّروية، قال الحافظ في "الفتح" 3/507: أي: يوم الثامن من ذي الحجة، وسُمي التروية -بفتح المثناة وسكون الراء وكسر الواو وتخفيف التحتانية- لأنهم كانوا يروون فيها إبلهم ويترووْن من الماء، لأن تلك الأماكن لم تكن إذ ذاك فيها آبار ولا عيون.
والنفْر: هو الرجوع من منى بعد انقضاء أعمال الحج.
والأبطح: قال فيه أيضاً 3/590: أي: البطحاء التي بين مكة والمدينة، وهي ما انبطح من الوادي واتسع، وهي التي يقال لها: المُحصب والمُعرس، وحدها ما بين الجبلين إلى المقبرة.
وقوله: "افعل كما يفعل أمراؤك"، قال الحافظ في "الفتح" أيضاً 3/508: بين له المكان الذي صلي فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظهر يوم التروية، وهو منى، ثم خشي عليه أن يحرص على ذلك فيُنْسب إلى المخالفة، أو تفوته الصلاة مع الجماعة، فقال له: صل مع الأمراء حيث يُصلون، وفيه إشعار بان الأمراء إذ ذاك كانوا لا يواظبون على صلاة الظهر ذلك اليوم بمكان معين، فأشار أنس إلى أن الذي يفعلونه جائز وان كان الإتباعُ أفضل.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عباد بن عباد -وهو ابن حبيب بن المهلب الأزدي أبو معاوية الأزدي-، وأما متابعه غسان بن مضر فليس على شرطهما، لأنه من رجال النسائي، وهو ثقة وسيتكرر من طريقه برقم (12699) .
وأخرجه النسائي 2/74 من طريق عمرو بن علي، عن يزيد بن زريع =(19/38)
11977 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ أَبُو خِدَاشٍ الْيُحْمَدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: " مَا أَعْرِفُ شَيْئًا الْيَوْمَ مِمَّا كُنَّا عَلَيْهِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: قُلْنَا لَهُ: فَأَيْنَ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: " أَوَلَمْ تَصْنَعُوا فِي الصَّلَاةِ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ " (1)
__________
=وغسان بن مضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني 1/316 من طريق العباس بن يزيد، عن غسان بن مضر، به -وفيه زيادة. وصحح الدارقطني إسناده.
وأخرجه الدارمي (1377) ، والبخاري (386) و (5850) ، ومسلم (555) ، وابن الجارود (174) ، وأبو يعلى (3667) و (4342) ، وابن خزيمة (1010) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/511، والبيهقي 2/431، والبغوي (532) من طرق عن سعيد بن يزيد، به.
وسيأتي برقم (12699) و (12965) .
وأخرج أبو يعلى (2912) من طريق عمر بن نبهان عن قتادة عن أنس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي في خفيه ونعليه.
وفي الباب عن أبي سعيد، سلف برقم (11153) .
وعن عبد الله بن الشخير، سيأتي 4/25.
وعن عمرو بن حريث، سيأتي 4/307.
وعن أبي هريرة عند أبي داود (655) ، وابن أبي شيبة 2/418، وابن حبان (3182) ، والحاكم 1/260، والبغوي (301) .
وعن أبي بكرة عند أبي يعلى (2633) ، والبزار (600) .
وعن شداد بن أوس عند أبي داود (652) ، والحاكم 1/260، والبيهقي 2/432.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، زياد بن الربيع من رجال =(19/39)
11978 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " نَهَى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ " (1)
__________
= البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين. أبو عمران الجوْني: هو عبد الملك ابن حبيب.
وأخرجه أبو يعلى (4184) عن نصر بن علي، عن زياد بن الربيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2447) عن محمد بن عبد الله بن بزيع، عن أبي عمران الجوني، به.
وسيأتي برقم (13168) من طريق عثمان بن سعد، و (13861) من طريق ثابت، كلاهما عن أنس.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 13/366 و15/70 من طريق حصين بن عبد الله، والبخاري (529) من طريق غيلان بن جرير، و (530) من طريق الزهري، وأبو يعلى (4149) من طريق معاوية بن قرة، أربعتهم عن أنس بن مالك.
وسبب قول أنس هذا أن بعض الأمراء كان يؤخر الصلاة إلى آخر وقتها، انظر ما سيأتي برقم (13862) ، و"فتح الباري" 2/13.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية.
وأخرجه الشافعي 1/314، ومسلم (2101) ، وأبو داود (4179) ، والترمذي (2815) ، والنسائي 5/141 و141-142 و8/189، وأبو يعلى (3888) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/127 و128، وابن خزيمة (2674) ، وأبو عوانة 2/66 و5/511، وابن حبان (5464) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/182، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/229-230 و10/13، والبيهقي في "السنن" 5/36، وفي "الآداب" (583) ، والبغوي (3160) من =(19/40)
11979 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَمَنَّيَنَّ (1) أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا (2) الْمَوْتِ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي " (3)
__________
= طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2063) ، والبخاري (5846) ، والنسائي 8/189، وأبو يعلى (3925) ، وأبو عوانة 2/66 و5/512، والطحاوي 2/127، وابن خزيمة (2674) ، وابن عبد البر 2/182، والبيهقي 5/36 من طرق عن عبد العزيز ابن صهيب، به.
وسيأتي برقم (12942) .
قوله: "أن يتزعفر الرجل"، قال السندي: أي يستعمل الزعفران، قيل: المراد استعماله في الجسد، لأن تزعفر الجسد من الرفاهية التي نهى الشارع عنها، ثم النهي محمول على الكراهة دون التحريم، فلا يشكل الحديث بما جاء من صبغ الثياب بالزعفران، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري"
10/304.
(1) في (م) و (س) و (ق) : لا يتمنى، والمثبت من (ظ 4) ونسخة في (س) .
(2) المثبت من (ظ 4) و (ق) ، وفي (م) و (س) : متمني الموت.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6351) ، ومسلم (2680) ، والترمذي (971) ، والنسائي في "السنن" 4/3، وفي "عمل اليوم والليلة" (1057) ، وأبو يعلى (3891) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1484) من طرق عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3108) ، وابن ماجه (4265) ، والبغوي في =(19/41)
11980 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ، وَلَا يَقُلْ: اللهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّ اللهَ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ " (1)
11981 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ: سَأَلَ قَتَادَةُ أَنَسًا: أَيُّ دَعْوَةٍ كَانَ أَكْثَرَ يَدْعُو بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ:
__________
= "الجعديات" (1484) ، وابن حبان (3000) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز، به،
وأخرجه أبو داود (3109) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1060) ، وأبو يعلى (3227) من طريق قتادة، عن أنس.
وسيأتي برقم (13994) عن عبد العزيز بن صهيب، وبرقم (13166) عن عبد العزيز بن صهيب وعلي بن زيد، وعن علي بن زيد وحده برقم (12755) ، وله طرق أخرى عن أنس، انظر (12015) و (12664) و (13708) .
وفي باب النهى عن تمني الموت انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7578) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 198، والبخاري في "الصحيح" (6338) ، وفي "الآداب" (608) ، ومسلم (2678) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (584) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (7464) ، وفي "الأدب المفرد" (659) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "الإتحاف" 2/116 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7314) .(19/42)
كَانَ أَكْثَرُ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "، وَكَانَ أَنَسٌ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدَعْوَةٍ دَعَا بِهَا، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدُعَاءٍ دَعَا بِهَا فِيهِ " (1)
11982 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَقَالَ مَرَّةً: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ مُعَاذٌ يَؤُمُّ قَوْمَهُ، فَدَخَلَ حَرَامٌ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَسْقِيَ نَخْلَهُ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ لِيُصَلِّيَ مَعَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا رَأَى مُعَاذًا طَوَّلَ تَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ، وَلَحِقَ بِنَخْلِهِ يَسْقِيهِ، فَلَمَّا قَضَى مُعَاذٌ الصَلَاة (2) ، قِيلَ لَهُ: إِنَّ حَرَامًا دَخَلَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلية.
وأخرجه مسلم (2690) (26) ، وأبو داود (1519) ، والنسائي في "الكبرى" (11035) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (1056) ، وأبو يعلى (3893) ، وابن حبان (939) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (4522) و (6389) ، وفي "الأدب المفرد" (682) ، وأبو داود (1519) ، وابن حبان (940) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به.
وأخرج نحوه البخاري في "الأدب" (727) من طريق حميد الطويل، عن أنس.
وسيأتي الحديث من طريق ثابت عن أنس برقم (13163) .
(2) في (م) و (س) و (ق) : صَلَاتَهُ.(19/43)
الْمَسْجِدَ " (1)
11983 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: " أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ " (2)
11984 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ " قَالَ أَنَسٌ: " وَأَنَا أُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ " (3)
11985 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي مطولاً من هذا الطريق برقم (12247) ، فانظر تخريجه هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (375) ، وابن ماجه (298) ، والنسائي 1/20، والبغوي في "الجعديات" (1474) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وانظر (11947) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي 1/160-161، والنسائي 7/219 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد- ولم يذكر فيه الشافعي قول أنس: وأنا أضحي بهما.
وأخرجه بنحوه الدارقطني 4/285 من طريق المبارك بن سحيم، عن عبد العزيز بن صهيب، به- وفيه زيادة.
وسيأتي برقم (13995) من طريق شعبة عن عبد العزيز، وانظر ما سلف برقم (11960) .(19/44)
فِي الدُّنْيَا فَلَنْ يَلْبَسَهُ فِي الْآخِرَةِ " (1)
11986 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ، وَحَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ " قَالُوا: لِزَيْنَبَ تُصَلِّي، فَإِذَا كَسِلَتْ أَوْ فَتَرَتْ أَمْسَكَتْ بِهِ، فَقَالَ: " حُلُّوهُ ". ثُمَّ قَالَ: " لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا كَسِلَ أَوْ فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/345، ومسلم (2073) ، وابن ماجه (3588) ، والنسائي في "الكبرى" (9582) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/246، والبغوي في "الجعديات" (1470) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به.
وسيأتي برقم (13992) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11179) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (784) ، وأبو داود (1312) ، والنسائي في "الكبرى" (1306) ، وابن خزيمة (1180) ، وابن حبان (2492) ، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص411 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد -وسُميت المرأة في رواية الخطيب وإحدى روايتي أبي داود "حمنة بنت جحش" بدلاً من زينب.
وأخرجه البخاري (1150) ، ومسلم (784) ، والنسائي 3/218-219، وابن ماجه (1371) ، وأبو عوانة 2/297- 298، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص411، والبغوي (942) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد =(19/45)
11987 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (1) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَجِيٌّ لِرَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ حَتَّى نَامَ (2) الْقَوْمُ (3)
__________
= العزيز بن صهيب، به.
وأخرجه ابن خزيمة (1181) ، والخطيب ص411 من طريق مسلم بن يحيي مؤذن مسجد بني رفاعة، عن شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، به- وسمّى المرأة ميمونة بنت الحارث. قلنا: ومسلم بن يحيي هذا لم نقف له على ترجمة، وأشار الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/36 إلى ان هذه الرواية
شاذة.
وسيأتي برقم (12916) من طريق حميد، عن أنس، وفيه: حمنة بنت جحش.
قال الحافظ في "الفتح" 3/36 تعليقاً على قوله "قالوا: هذا حبل لزينب":
جزم كثير من الشراح تبعاً للخطيب في "مبهماته" بأنها بنت جحش أم المؤمنين، ولم أر ذلك في شيء من الطرق صريحاً. وأخرجه أبو داود عن شيخين له عن إسماعيل، فقال عن أحدهما "زينب" ولم ينسبها، وقال عن آخر "حمنة بنت جحش" فهذه قرينة في كون زينب هي بنت جحش. وروى أحمد من طريق حماد عن حميد عن أنس إنها حمنة بنت جحش أيضاً، فلعل نسبة الحبل إليهما باعتبار أنه ملك لإحداهما، والأخرى متعلقة به. قال: وقد تقدم في كتاب الحيض أن بنات جحش كانت كل واحدة منهن تدعى زينب فيما قيل، فعلى هذا فالحبل لحمنة، وأطلق عليها زينب باعتبار اسمها الآخر.
(1) في (ظ 4) و (ق) : عبد العزيز بن بكر! وكان مثله في (س) ثم رمج "بن بكر" وهو الصواب، فإن عبد العزيز هذا: هو ابن صهيب.
(2) تحرفت في (م) إلى: قام.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/414، ومسلم (376) (123) ، والنسائي 2/81، =(19/46)
11988 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَنَسًا غُلَامٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ. قَالَ: " فَخَدَمْتُهُ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ وَاللهِ مَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا؟ وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ: لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا؟ " (1)
__________
= وابن خزيمة (1527) ، وأبو عوانة 2/30 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (642) ، ومسلم (376) (123) ، وأبو داود (544) ، والبيهقي 2/22 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به.
وسيأتي برقم (12314) من طريق شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، وبرقم (12128) من طريق حميد، و (12633) من طريق ثابت.
نجي، أي: متكلم بالسر.
وقوله: "نام القومُ" يعني وهم جالسون ينتظرون الصلاة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2309) (52) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2768) و (6911) ، ومسلم (2309) (52) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/107 من طرق عن إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (164) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به.
وسيأتي برقم (13797) من طريق عمارة عن ثابت وعبد العزيز، عن أنس.
وانظر ما سلف برقم (11974) .(19/47)
11989 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: اصْطَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا. فَقَالَ: " إِنَّا قَدِ اصْطَنَعْنَا خَاتَمًا، وَنَقَشْنَا فِيهِ نَقْشًا، فَلَا يَنْقُشُ أَحَدٌ عَلَيْهِ " (1)
11990 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُوجِزُ الصَّلَاةَ وَيُكْمِلُهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2092) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/268، وابن سعد 1/475، ومسلم (2092) ، وابن ماجه (3640) ، والنسائي 8/193، وأبو عوانة 5/500، وابن حبان (5498) من طرق عن إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجه بنحوه البخاري في "الصحيح" (5874) ، وفي "خلق أفعال العباد" (489) ، والنسائي 8/176 و193، وأبو عوانة 5/499-500، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/70، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6338) من طرق عن عبد العزيز بن صهيب، به.
وسيأتي عن عبد العزيز عن أنس برقم (12941) و (14091) .
وانظر ما سيأتي بالأرقام (12647) و (12720) و (13183) .
وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم (2091) (55) ، وانظر "المسند" (4734) .
والنقش الذي كان في خاتمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو: محمد رسول الله، كما جاء مبيناً في بعض الروايات.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/54 عن إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (706) ، والبيهقي 3/115 من طريق عبد الوارث بن =(19/48)
11991 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (1) [الفاتحة: 2] "
__________
= سعيد، ومسلم (469) (188) ، وابن ماجه (985) ، وأبو عوانة 2/89، والبيهقي 3/115 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن عبد العزيز بن صهيب، به.
وسيأتي برقم (13997) من طريق شعبة عن عبد العزيز. وانظر ما سلف برقم (11967) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (2980) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (121) ، وأبو يعلى (2981) و (2984) و (3131) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/202، وأبو عوانة 2/122، وابن حبان (1798) و (1803) من طريق سعيد بن أبي عروبة، به- وقرن ابن حبان في الموضع الأول بسعيدٍ حميداً الطويل.
وأخرجه الحميدي (1199) ، والبخاري في "جزء القراءة" (124) ، والترمذي (246) ، والنسائي 2/133، وابن ماجه (813) ، وابن خزيمة (491) من طريق أبي عوانة اليشكري، عن قتادة، به.
وأخرجه البخاري في "جزء القراءة" (120) ، ومسلم (399) (52) ، والطحاوي 1/203 من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، والبخاري (128) من طريق مالك بن دينار، والطحاوي 1/203 من طريق محمد بن سيرين والحسن البصري ومحمد بن نوح، خمستهم عن أنس بن مالك.
والحديث بهذا اللفظ سيأتي عن قتادة بالأرقام (12084) و (12135) و (12887) و (13125) و (13337) و (13680) و (13890) و (13891) و (14077) ، وعن قتادة وثابت برقم (13103) ، وعن قتادة وثابت وحميد برقم (12714) و (14051) . =(19/49)
11992 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا خَيْبَرَ فَصَلَّيْنَا عِنْدَهَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ بِغَلَسٍ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَكِبَ أَبُو طَلْحَةَ، وَأَنَا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ، فَأَجْرَى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي زُقَاقِ خَيْبَرَ، وَإِنَّ رُكْبَتَيَّ لَتَمَسُّ فَخِذَ (1) نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَانْحَسَرَ الْإِزَارُ عَنْ فَخِذِ نَبِيِّ
__________
= وسيأتي بلفظ "لم أسمع أحدا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم" عن قتادة، عن أنس بالأرقام (12810) و (12845) و (13337) و (13892) و (13915) ، وعن ثابت برقم (13784) ، وعن أبي نعامة الحنفي برقم (13259) .
قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 3/54: ذهب أكثر أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم إلى ترك الجهر بالتسمية، بل يُسرُ بها، منهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي وغيرهم، وهو قول إبراهيم النخعي، وبه قال مالك، والثوري، وابن المبارك، واحمد، وإسحاق، وأصحاب الرأي. وروي عن عبد الله بن مغفل قال: سمعني أبي وانا أقول: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: أي بُني، إياك والحدث، قد صليت مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومع أبي بكر، ومع عمر، ومع عثمان، فلم أسمع أحداً منهم يقولها، فلا تقلها، إذا أنت صليت، فقُلْ: (الحمدُ لله رب العالمين) . أخرجه أحمد 4/85، والنسائي 2/135، والترمذي (244) ، وحسنه.
وذهب قوم إلى أنه يجهر بالتسمية للفاتحة والسورة جميعاً، وبه قال من الصحابة أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو الزبير، وهو قول سعيد بن جبير، وعطاء، وطاووس، ومجاهد، وإليه ذهب الشافعي، واحتجوا بحديث ابن عباس: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفتتح صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم أخرجه الترمذي (245) وقال: وليس إسناده بذاك. وقال العقيلي: ولا يصحُ في الجهر بالبسملة حديث. وانظر "نصب الراية" 1/330-332.
(1) في (م) و (س) و (ق) : فَخِذَيْ.(19/50)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنِّي لَأَرَى بَيَاضَ فَخِذِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا دَخَلَ الْقَرْيَةَ قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ " قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ. قَالَ: وَقَدْ خَرَجَ الْقَوْمُ إِلَى أَعْمَالِهِمْ، فَقَالُوا: مُحَمَّدٌ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: وَالْخُمُيسُ (1) . قَالَ: فَأَصَبْنَاهَا عَنْوَةً، فَجُمِعَ السَّبْيُ. قَالَ: فَجَاءَ دِحْيَةُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ. قَالَ: " اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً " قَالَ: فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ، مَا (2) تَصْلُحُ إِلَّا لَكَ. فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْعُوهُ بِهَا " فَجَاءَ بِهَا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرَهَا "، ثُمَّ إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا. فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ مَا أَصْدَقَهَا؟ قَالَ: نَفْسَهَا، أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالطَّرِيقِ جَهَّزَتْهَا أُمُّ سُلَيْمٍ فَأَهْدَتْهَا لَهُ مِنَ اللَّيْلِ، وَأَصْبَحَ النَّبِيُّ عَرُوسًا. فَقَالَ: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ، فَلْيَجِئْ بِهِ " وَبَسَطَ نِطَعًا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْأَقِطِ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالتَّمْرِ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالسَّمْنِ - قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَدْ ذَكَرَ السَّوِيقَ - قَالَ: فَحَاسُوا حَيْسًا، فَكَانَتْ وَلِيمَةَ
__________
(1) في (م) : الْخُمُسُ، ودون واو، وهو تحريف.
(2) في (م) و (س) و (ق) : والله ما.(19/51)
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (371) ، ومسلم ص1043-1044 (84) وص1426- 1427 (120) ، وأبو داود (2998) و (3009) ، والنسائي في "المجتبى" 6/131-134، وفي "الكبرى" (6599) ، وابن خزيمة (351) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد- واقتصر أبو داود في الموضع الثاني على قوله: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزا خيبر فأصبناها عنوة فجمع السبي، واقتصر ابن خزيمة على قوله: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزا خيبر، قال: فصلينا عندها الغداة بغلس.
وأخرجه أبو داود (2998) و (3009) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به.
وسيأتي مختصراً برقم (12940) من طريق حماد بن زيد، عن ثابت وعبد العزيز بن صهيب.
وله طرق أخرى عن أنس مطولة ومختصرة، ستأتي بالأرقام (12086) و (12616) و (12671) و (12940) و (13140) .
وأخرج الشطر الأول منه أبو عوانة 4/363 من طريق عبد الله بن عون، عن عمرو بن سعيد، عن أنس.
وأخرجه مختصراً الطيالسي (2127) ، وابن حبان (6521) من طريق مبارك ابن فضالة، عن الحسن عن أنس.
وقول أنس: إن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعتقها وتزوجها، وسؤال ثابت له عن صداقها، سيأتي مفرداً عن إسماعيل ابن عُلية برقم (12933) .
وسلفت قطعة زواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصفية وإن عتقها صداقها برقم (11957) من
طريق عبد العزيز بن صهيب.
الغلس: ظلمة آخر الليل.
فأجْرى: من الإجراء، أي: حمل مطيَّتَه على الجرْي. زُقاق خيبر، أي: سكة خيبر، أي السكة التي قُبيلها.
والخميس: هو الجيش، سُمي بذلك، لأنه خمسة أقسام: مقدمة، وساقة =(19/52)
11993 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَتْ دِرْعُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْهُونَةً مَا وَجَدَ مَا يَفْتَكُّهَا حَتَّى مَاتَ " (1)
11994 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
= (وهي المؤخرة) ، وميمنة، وميسرة، وقلب فأهدتها، أي: زفتها. والعرُوس: يُطلق على الزوج والزوجة.
والنطع: بساط من الجلْد. والأقط: لبن يابس مستحجر.
والحيْس: هو في الأصل: الخلْط، وهو من الأطعمة: تمر يُنْزع نواه
ويُخلط بسمْن وأقط، فيُعجن شديداً.
والسويق: طعام يُعمل من الحنطة والشعير.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فإن الأعمش -وهو سليمان بن مهران- لم يسمع من أنس، وإنما رآه رؤية.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (326) عن واصل بن عبد الأعلى، عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وسيأتي بنحوه في آخر الحديث عن قتادة عن أنس برقم (13497) ، وإسناده صحيح.
ويشهد له حديث ابن عباس، وقد سلف برقم (2109) .
وحديث عائشة، عند البخاري (2916) ، وسيأتي مختصراً في مسندها 6/42.
وحديث أسماء بنت يزيد، سيأتي 6/453.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، المختار بن فلفل من رجال مسلم، ومحمد بن فضيل من رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3953) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن محمد بن =(19/53)
11995 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ قَالَ لِي: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا يَزَالُونَ يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ، حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا اللهُ خَلَقَ النَّاسَ، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ؟ " (1)
11996 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: أَغْفَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِغْفَاءَةً، فَرَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، إِمَّا قَالَ لَهُمْ، وَإِمَّا قَالُوا لَهُ: لِمَ ضَحِكْتَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ "، فَقَرَأَ (2) " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] " حَتَّى خَتَمَهَا قَالَ: " هَلْ
__________
=فضيل، بهذا الإسناد.
وسيأتي بأطول مما هنا عن محمد بن فضيل برقم (11996) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (136) ، وابن منده في "الإيمان" (367) من طريق محمد ابن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (136) ، وأبو عوانة 1/82، وابن منده (366) و (367) من طرق عن المختار بن فُلفل، به.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (7296) من طريق أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، وفي "الأدب المفرد" (1286) من طريق سعيد بن المرزبان، كلاهما عن أنس. وسعيد بن المرزبان ضعيف.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7790) .
وعن خزيمة بن ثابت، سيأتي 5/214.
وعن عائشة، سيأتي 6/257-258.
(2) في (م) و (س) و (ق) : فقرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(19/54)
تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " هُوَ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةِ، عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ الْكَوَاكِبِ، يُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي فَيُقَالُ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مطولاً ومختصراً هناد في "الزهد" (133) ، ومسلم (400) و (2304) ، وأبو داود (784) و (4747) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/333، والبيهقي في "البعث والنشور" (114) ، والبغوي في "شرح السنة" (579) من طرق عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 11/437 و13/144، ومسلم (400) و (2304) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (764) ، والنسائي في "المجتبى" 2/133-134، وفي "الكبرى" (11702) ، وأبو يعلى (3951) ، وأبو عوانة
في "مسنده" 2/121 و121-122، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (325) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (113) ، والبغوي في "تفسيره" 4/533 من طرق عن المختار بن فلفل، به.
وسلف من طريق محمد بن فضيل مختصراً. برقم (11994) .
وانظر ما سيأتي بالأرقام (12008) و (12418) و (12542) و (12675) و (13306) و (13353) و (13405) و (13496) و (13991) .
وفي باب تفسير الكوثر عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (5355) .
وفي باب آنية الحوض انظر حديث أبي برزة الآتي في مسنده 4/424 وحديث عبد الله بن عمرو عند البخاري (6579) .
وفي باب ذود رجال عن الحوض انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7968) ، وحديث أبي سعيد السالف برقم (11138) ، وانظر تتمة شواهده =(19/55)
11997 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، وَقَدِ انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْنَا فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي إِمَامُكُمْ فَلَا تَسْبِقُونِي بِالرُّكُوعِ وَلَا بِالسُّجُودِ، وَلَا بِالْقِيَامِ وَلَا بِالْقُعُودِ وَلَا بِالِانْصِرَافِ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ أَمَامِي، وَمِنْ خَلْفِي، وَايْمُ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: " رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ " (1)
__________
= هناك.
قوله: "بسم الله الرحمن الرحيم"، قال السندي: استدل به من ادعى دخول البسملة في السورة، لأن المقروء وقع بياناً للسورة. ثم ضعف هذا الاستدلال لاحتمال أنه قُرىء لمجرد التبرُك.
"يُختلج": على بناء المفعول، أي: يُسلب من عندي.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (426) (113) ، وأبو يعلى (3957) و (3963) ، وابن خزيمة (1602) و (1716) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد -واقتصر أبو يعلى في الموضع الأول على الشطر الثاني من الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/328، ومسلم (426) (112) و (113) ، والنسائي 3/83، وأبو يعلى (3952) و (3960) و (3965) ، وابن خزيمة (1715) و (1716) ، والبيهقي في "السنن" 2/91-92، وفي "الدلائل" 6/74 من طرق عن المختار بن فلفل، به- واقتصر بعضهم على الشطر الأول منه.
وسيأتي من طريق المختار عن أنس بالأرقام (12276) و (12569) و (13278) و (13527) و (13571) و (14087) . =(19/56)
11998 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَمْرٍو يَعْنِي يُونُسَ ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ " (1)
__________
= وانظر ما سيأتي بالأرقام (12011) و (12148) و (12646) و (13382) .
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو تعلمون ما أعلم ... " سيأتي برقم (12859) .
وفي باب النهي عن مبادرة الإمام بالركوع والسجود انظر حديث معاوية بن أبي سفيان الآتي في مسنده 4/92.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من اجل يونس بن أبي إسحاق، وهو من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1564) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/517، والنسائي في "المجتبى" 3/50، وفي "عمل اليوم والليلة" (62) و (362) و (363) ، وابن حبان (904) ، والحاكم 1/550، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1554) ، والبغوي (1365) ، والضياء في "المختارة" (1566) و (1567) و (1568) من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، به.
وسيأتي برقم (13754) عن أبي نعيم، عن يونس.
الجماعة عن يونس مخلدُ بن يزيد، فقد أخرج النسائي في "عمل اليوم والليلة" (63) ، والضياء في "المختارة" (187) من طريقه عن يونس بن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن الحسن البصري، عن أنس. فأدخل في الإسناد الحسن، ومخلد -مع كونه ثقة عند غير واحد- له بعض الأوهام، وإن كان حفظ فيه الحسن، فيكون هذا الإسناد من المزيد في متصل الأسانيد، فبريد والحسن كلاهما سمع من أنس، وقد صرَّح بريد بسماعه في هذا الحديث =(19/57)
11999 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ حِينَ صَلَّيْنَا الظُّهْرَ فَدَعَا الْجَارِيَةَ بِوَضُوءٍ، فَقُلْنَا لَهُ: أَيُّ صَلَاةٍ تُصَلِّي؟ قَالَ: " الْعَصْرَ " قَالَ: قُلْنَا: إِنَّمَا صَلَّيْنَا الظُّهْرَ الْآنَ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ، يَتْرُكُ الصَّلَاةَ حَتَّى إِذَا
__________
= في رواية أبي نعيم الآتية عند المصنف وفي غير ما مصدر من مصادر التخريج.
وأخرجه أبو يعلى (3681) من طريق يوسف بن إسحاق السبيعي، عن جده أبي إسحاق السبيعي، عن بريد بن أبي مريم، به. وهذا إسناد صحيح.
وخالف يوسف فيه أبو سلمة المغيرة بن مسلم، فرواه عن أبي إسحاق، عن أنس دون واسطة، أخرجه من طريقه الطيالسي (2122) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (61) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/4.
وخالفه أيضاً إبراهيم بن طهمان، فرواه كالمغيرة بن مسلم دون واسطة بين أبي إسحاق وبين أنس بن مالك، أخرجه من طريقه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/146، وأبو يعلى (4002) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (380) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/347، والبيهقي 2/249.
قلنا: وذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" (528) أنه سال أباه عن أبي إسحاق: سمع من أنس؟ فقال: لا يصحُ لأبي إسحاق عن أنس رؤية ولا سماع.
وأخرجه البخاري في "الأدب" (642) ، والقاضي إسماعيل في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (4) من طريق سلمة بن وردان، عن أنس- وفيه قصة.
وسلمة هذا ضعيف.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8854) .
وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6568) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) في (م) : محمد بن أبي إسحاق، وهو خطأ.(19/58)
كَانَتْ فِي قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، أَوْ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ صَلَّى لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا " (1)
12000 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَتَبْسُطُ لَهُ نِطْعًا، فَيَقِيلُ عَلَيْهِ، فَتَأْخُذُ مِنْ عَرَقِهِ فَتَجْعَلُهُ فِي طِيبِهَا، وَتَبْسُطُ لَهُ الْخُمْرَةَ، فَيُصَلِّي عَلَيْهَا " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه عنعنة محمد بن إسحاق، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو يعلى (3696) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2130) ، ومسلم (622) ، والترمذي (160) ، والنسائي 1/254، وابن خزيمة (333) و (334) ، وابن حبان (259) و (262) و (263) ، والدارقطني 1/254 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وسيأتي من طريق مالك عن العلاء برقم (12509) و (12929) ، ومن طريق حفص بن عبيد الله عن أنس برقم (13589) .
وانظر في باب تعجيل العصر ما سيأتي من حديث أنس بالأرقام (12331) و (12644) و (13181) و (13239) و (13384) و (13482) و (13861) .
قوله: "حتى إذا كانت" أي: الشمس، "في قرْني الشيطان" أي: جانبي رأسه، وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4612) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه ابن خزيمة (281) ، وابن حبان (4528) ، والبيهقي 2/421 من طرق عن عبد الوهاب بن عبد المجيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (2791) و (2795) ، والبيهقي 2/421 من طريق أيوب، =(19/59)
12001 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " أُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ، وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ " (1)
__________
= عن أبي قلابة، عن أنس. وسيأتي من هذا الطريق نفسه عن أنس، عن أم سليم في مسندها 6/376.
وسيأتي الحديث بنحوه من طريق ثابت بالأرقام (12396) و (12483) و (13218) و (13423) و (13508) و (14059) ، ومن طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة (13310) و (13366) ، ومن طريق حميد (13409) كلهم عن أنس، وفي بعض هذه الروايات ذُكر الشعر مكان العرق.
ولقصة الصلاة على الخمرة، انظر ما سيأتي (12340) .
قوله: "فيقيل عليه" قال السندي: من "قال"، إذا استراح نصف النهار، أو نام، وهو من القيلولة.
الخُمرة، بضم فسكون: سجادة.
والنطْع: البساط من جلد.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرْمي.
وأخرجه مسلم (378) (5) ، والنسائي 2/3، وابن خزيمة (366) ، وأبو عوانة 1/328، والدارقطني 1/140، والحاكم 1/198 من طريق عبد الوهاب ابن عبد المجيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (1794) ، وابن أبي شيبة 1/205، والدارمي (1195) ، والبخاري (605) ، ومسلم (378) (5) ، وأبو داود (508) ، وأبو يعلى (2792) و (2804) ، وابن خزيمة (366) و (375) و (376) ، والطحاوي 1/132 و133، وأبو عوانة 1/327 و328، وابن حبان (1675) ، والدارقطني 1/239-240، والبيهقي 1/412 و413، والبغوي (405) من طرق عن أيوب السختياني، به -زاد بعضهم "إلا الإقامة" يعني أنه كان يشفع قوله: قد قامت =(19/60)
12002 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُوقَدَ لَهُ نَارٌ فَيُقْذَفَ فِيهَا " (1)
__________
= الصلاة.
وأخرجه أبو عوانة 1/328 من طريق سليمان بن طرخان التيمي، عن أبي قلابة، به.
وأخرجه أبو عوانة 1/328-329، والطبراني في "الصغير" (1073) من طريقين عن قتادة، عن أنس.
وسيأتي من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة برقم (12971) .
وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (5569) ، وذُكرت شواهده هناك.
قوله: "أمر بلال"، قال السندي: على بناء المفعول، قالوا: هذا في حكم الرفع ضرورة، إذ لا آمر يومئذٍ في مثل هذه الأمور إلا هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
"يوتر الإقامة" قد أخذ به الجمهور، وقد جاء تثنية الإقامة، وأخذ به قوم، ولا معارضة في الأفعال، بل الكل سنةٌ، والله تعالى اعلم. وانظر "الاعتبار" للحازمي ص67-70، و"نصب الراية" للزيلعي 1/258 وما بعدها.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/27 و2/288 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (16) و (6941) ، ومسلم (43) (67) ، والترمذي (2624) ، وأبو يعلى (2813) ، وابن حبان (238) ، وابن منده في "الإيمان" (281) ، والبيهقي في "الشعب" (405) من طرق عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، به. =(19/61)
12003 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا، وَإِنَّ لَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ، غَيْرَ الشَّهِيدِ، يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ فَيُقْتَلَ، لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ " أَوْ مَعْنَاهُ (1)
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (20320) من طريق أبان بن يزيد العطار، والنسائي 8/97 من طريق حميد الطويل، والعقيلي 2/344-345، والطبراني في "الكبير" (724) ، وفي "الصغير" (728) من طريق نعيم بن عبد الله المُجْمر، والبيهقي في "الشعب" (9512) من طريق محمد بن قيس، أربعتهم عن أنس.
وسيأتي الحديث عند المصنف من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12122) و (12765) و (12783) و (13151) و (13152) .
وفي الباب عن أبي رزين العُقيلي، سيأتي 4/11-12.
ولقوله: "وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله" انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7967) .
قوله: "ثلاث" قال السندي: أي: ثلاث خصال، وهو مبتدأ للتخصيص، والجملة الشرطية خبر، أو صفة.
"وجد بهن" أي: بسبب وجودهن فيه، أو اجتماعهن فيه.
"حلاوة الإيمان" أي: انشراح الصدر به، ولذة في القلب تُشبهُ لذة الشيء الحلو في الفم، وللإيمان لذة في القلب تشبه الحلاوة الحسيّة، بل ربما تغلب عليها حتى يُدفع بها أشدُّ المرارات.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن الهيثم، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطيالسي (1964) ، وعبد بن حميد (1167) ، والدارمي (2409) ، وأبو يعلى (3056) و (3224) و (3260) ، وأبو الشيخ في "طبقات =(19/62)
12004 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ " (1)
__________
= المحدثين بأصبهان" (851) ، والبيهقي في "الشعب" (4244) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1661) ، وأبو يعلى (3019) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.
وأخرجه أبو الشيخ (851) ، وابن حبان (4661) ، والبيهقي (4244) من طريق معاوية بن قرة، عن أنس.
وسيأتي الحديث من طريق قتادة بالأرقام (12771) و (13628) و (13926) و (13964) و (14083) ، ومن طريق حميد برقم (13964) ، ومن طريق ثابت برقم (12273) كلاهما عن أنس.
وفي الباب عن عبد الرحمن بن أبي عميرة، سيأتي 4/216.
وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/318.
قوله: "أو معناه"، قال السندي: عطف على مقُول القول، أي: قال ذاك الكلام، أو كلاما آخر ذاك معناه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه الطيالسي (1963) ، والبخاري (7131) و (7408) ، وأبو داود (4316) ، وأبو يعلى (3265) ، وابن منده في "الإيمان" (1048) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص312 و312-313 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2933) (102) ، وأبو يعلى (3016) و (3073) ، وابن منده في "الإيمان" (1050) من طريق هشام الدستوائي، وأبو يعلى (3092) من طريق همام بن يحيي، كلاهما عن قتادة، به. ورواية هشام مطولة. =(19/63)
12005 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي حُجْرَتِهِ، فَجَاءَ أُنَاسٌ فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ، فَخَفَّفَ فَدَخَلَ الْبَيْتَ ثُمَّ خَرَجَ فَعَادَ مِرَارًا كُلَّ ذَلِكَ يُصَلِّي، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، صَلَّيْتَ وَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ تَمُدَّ فِي صَلَاتِكَ قَالَ: " قَدْ عَلِمْتُ بِمَكَانِكُمْ، وَعَمْدًا فَعَلْتُ ذَلِكَ " (1)
__________
=وسيأتي الحديث من طريق قتادة بالأرقام (12770) و (13145) و (13149) و (13394) و (13438) و (13925) و (14094) .
وسيأتي من طريق حميد برقم (12145) ، ومن طريق شعيب بن الحبحاب برقم (13206) ، وعنهما جميعاً برقم (13385) كلاهما عن أنس.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4804) .
وعن أبي بكرة، سيأتي 5/38.
قوله: "إلا أنذر أمته الأعور الكذاب" قال السندي: بيان لعظم فتنته، حتى اهتم بها كل نبي، وأن وقت خروجه لم يكن معلوماً للأنبياء، حتى ظن كل نبي أنه يحتمل الخروج على أمته، والله تعالى اعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حُميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه البزار (731- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (3755) ، وابن خزيمة (1627) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (13065) من هذا الطريق.
وسيأتي بنحوه من طريق ثمامة برقم (12570) ، ومن طريق ثابت برقم (13012) ، كلاهما عن أنس.
قوله: "في حجرته" قال السندي: الظاهر أن المراد بها ما اتخذه حُجرة من الحصير في المسجد ليصلي فيه بالليل، لا حُجرة البيت.
"فدخل البيت" أي: لينصرف الناسُ. =(19/64)
12006 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ النَّحْرِ " (1)
12007 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ صَوْتًا مِنْ قَبْرٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ: " مَتَى دُفِنَ هَذَا؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، دُفِنَ هَذَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ وَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ
__________
="أن تمُد" أي: تُطول في الصلاة.
(1) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1911) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 3/179، والفريابي في "أحكام العيدين" (1) ، وأبو يعلى (3820) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1488) ، والبيهقي في
"السنن" 3/277، وفي "معرفة السنن والآثار" (1861) ، والبغوي (1098) ، والضياء (1908) و (1909) من طرق عن حميد، به.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (3710) من طريق الربيع بن صبيح، عن حُميد والحسن البصري، به.
وسيأتي بالأرقام (12827) و (13470) و (13622) .(19/65)
الْقَبْرِ " (1)
12008 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتَاهُ (3) خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى مَا يَجْرِي فِيهِ الْمَاءُ، فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، قُلْتُ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللهُ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي 4/102، وابن حبان (3126) ، والآجري في "الشريعة" ص360، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (91) والبغوي (1526) من طرق عن حميد، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث بالأرقام (12123) و (13080) ، وسيأتي من طريق ثابت وحميد جميعاً برقم (12553) و (12791) و (14031) .
وسيأتي من طريق قتادة برقم (12808) و (13447) ، ومن طريق قاسم الرحال وسيأتي بنحوه دون قوله: "لولا أن لا تدافنوا ... " من طريق عبد العزيز بن صهيب برقم (12530) ، ومن طريق هلال بن علي برقم (13719) .
وفي الباب عن زيد بن ثابت، سيأتي 5/190.
وعن أم مبشر، سيأتي 6/362.
قوله: "حائطاً" قال السندي: أي: بستاناً.
"فسمع صوتاً" دل على أنه معذب.
"فأعجبه ذلك" أي: أعجبه كونُه لم يكن من المسلمين.
(2) في (ظ 4) : حافته، وعلى هامشها كما هو مُثبت.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل. =(19/66)
12009 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ: " إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَقَوْمًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ فِيهِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: " وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ " (1)
__________
= وأخرجه حسين المروزي في زوائده على "زهد" ابن المبارك (1612) ، والطبري في "تفسيره" 30/323-324، والآجري في "الشريعة" ص396 من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/437 و13/147، وهناد في "الزهد" (134) ،
والنسائي في "الكبري" (11706) ، وأبو يعلى (3823) و (3290) ، والآجري ص396، وابن حبان (6473) ، والحاكم 1/79-80، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (327) ، والبغوي (4343) من طرق عن حميد، به.
وسيأتي من طريق حميد برقم (12151) و (13776) ، ومن طريق ثابت برقم (12542) ، ومن طريق قتادة برقم (12675) .
"حافتاه": حافة الطريق، بخفة فاء مفتوحة: جانبه.
" إلى ما يجري فيه الماء " أي: إلى مسيله، أي: طينه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (2764) عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (9547) ، وابن سعد 2/168، وابن أبي شيبة 14/546، وعبد بن حميد (1402) ، والبخاري (2838) و (2839) ، و (4423) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (264) ، وأبو يعلى (3839) ، وابن حبان (4731) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/362، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/267، والبغوي (2637) من طرق عن حميد، به. وصرح حميد =(19/67)
12010 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ، وَكَانَتْ لَا تُسْبَقُ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ فَسَبَقَهَا، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وُجُوهِهِمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، سُبِقَتِ الْعَضْبَاءُ فَقَالَ: " إِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ لَا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ " (1)
__________
= بسماعه من أنس عند البخاري وغيره.
وسيأتي من طريق حميد برقم (12874) ، ومن طريق حميد عن موسى بن أنس عن أنس برقم (12629) .
وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/300.
قوله: "إلا كانوا معكم فيه" قال السندي: أي: إلا شاركوكم في أجره بحُسْن النية.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "الزهد" ص37-38 للإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/493، وابن أبي شيبة 12/507-508 و13/224، والبخاري (2871) و (2872) و (6501) ، وأبو داود (4803) ، والنسائي 6/227 و228، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1903) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص153، وابن حبان (703) ، والدارقطني 4/303، والبيهقي في "السنن" 10/16 و17 و25 وفي "شعب الإيمان" (10510) ، والبغوي (2652) من طرق عن حميد، به.
وسيأتي من طريق ثابت عن أنس برقم (13659) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند البزار (3694) ، والدارقطني 4/302.
قوله: "على قعُود" قال السندي: بفتح القاف، والقعُود من الإبل: ما أمكن أن يُرْكب، وأدناه ان يكون له سنتان، ثم هو قعودٌ إلى أن يدخل في السنة =(19/68)
12011 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: " أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، وَتَرَاصُّوا فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي " (1)
__________
= السادسة، ثم هو جمل.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (69) ، وعبد الرزاق (2462) ، وابن أبي شيبة 1/351، وعبد بن حميد (1406) ، والبخاري (725) ، والنسائي في "المجتبى" 2/92 و105، وفي "الكبرى" (888) وأبو يعلى (3291) و (3720) و (3721) و (3858) ، وابن عدي 7/2673، وابن حبان (2173) ، والبيهقي 2/21، والخطيب البغدادي 8/88، والبغوي (807) من طرق عن حميد الطويل، به. وعند بعضهم زيادة: فكان أحدُنا يُلزقُ منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه.
وأخرجه البخاري (718) ، ومسلم (434) ، وأبو عوانة 2/39، والبيهقي 3/100 من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس.
وسيأتي من طريق حميد بالأرقام (12255) و (12884) و (13396) و (13777) و (13778) و (14054) ، ومن طريق ثابت برقم (12646) .
وقوله: "إني أراكم من وراء ظهري" سلف ضمن حديث المختار بن فلفل عن أنس برقم (11997) .
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7199) . وانظر شرحه هناك.
قوله: "تراصوا"، قال السندي: أي: تلاصقوا حتى لا يكون بينكم فُرْجة، من: رص البناء، بالتشديد: إذا لصق بعضه ببعض. =(19/69)
12012 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: " مَا كُنَّا نَشَاءُ أَنْ نَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْنَاهُ، وَمَا كُنَّا نَشَاءُ أَنْ نَرَاهُ نَائِمًا إِلَّا رَأَيْنَاهُ، وَكَانَ يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ مِنْهُ شَيْئًا، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ مِنْهُ شَيْئًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1141) و (1972) و (1973) ، والترمذي في "السنن"
(769) ، وفي "الشمائل" (292) ، وابن خزيمة (2134) ، وابن حبان (2618) ، والبغوي (932) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.
وأخرج الشطر الأول منه عبد بن حميد (1394) ، والنسائي 3/213، وأبو يعلى (3852) ، وابن حبان (2617) ، والبيهقي 3/17، من طرق عن حميد الطويل، به.
وأخرج شطره الثاني عبد بن حميد (1395) ، وأبو يعلى (3819) و (3828) من طرق عن حميد الطويل، به.
وسيأتي الحديث مطولاً ومقطعاً من طريق حميد بالأرقام (12129) و (12832) و (12882) و (13473) و (13651) و (13781) .
وسيأتي شطره الثاني من طريق ثابت عن أنس برقم (12624) ، ومن طريق
أنس بن سيرين برقم (13403) .
وفي باب كثرة صيامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ابن عباس، سلف برقم (1998) .
وعن عائشة، سيأتي 6/39.
وعن أبي هريرة عند أبي داود (2435) .
قوله: "ما كنا نشاء" قال السندي: أي: ما كان يتقيد في صلاة الليل بوقت دون وقت، وأنه إذا صام سرد أياماً، وإذا ترك ترك أياماً، لكن قد جاء أنه في آخر العمر جعل صلاته في آخر الليل، والله تعالى أعلم.(19/70)
12013 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَيَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى قِيَامُ السَّاعَةِ؟ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ " قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَبِيرِ عَمَلٍ صَلَاةٍ، وَلَا صِيَامٍ (1) ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " قَالَ أَنَسٌ: " فَمَا رَأَيْتُ الْمُسْلِمِينَ فَرِحُوا بَعْدَ الْإِسْلَامِ بِشَيْءٍ مَا فَرِحُوا بِهِ " (2)
__________
(1) هكذا في (س) و (ق) ، وعلى هامشهما "لا صلاة ولا صيام" بزيادة "لا"،
وهي كذلك في (م) ، وفي (ظ 4) : "صلاةً ولا صياماً" دون "لا" في أوله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (718) وحسين المروزي في "زوائده" (1019) والترمذي (2385) ، وأبن حبان (105) و (7348) ، والخطيب 4/259، والبغوي (3479) من طرق عن حميد، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث من طريق حميد برقم (13068) .
وأخرجه مسلم (2639) (161) ، وابن منده في "الإيمان" (292) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/338-339 من طريق إسحاق بن عبد الله، وأبو يعلى (3920) من طريق عبد العزيز بن صهيب، كلاهما عن أنس.
وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12075) و (12703) و (12715) و (12762) و (12769) و (13092) و (13224) .
وسيأتي قوله: "المرء مع من أحب" ضمن حديث آخر برقم (12625) من =(19/71)
12014 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَقَدْ كَانَ بَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ نِسَائِهِ شَيْءٌ، فَجَعَلَ يَرُدُّ بَعْضَهُنَّ عَنْ بَعْضٍ "، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: احْشُ (1) يَا رَسُولَ اللهِ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ، وَاخْرُجْ إِلَى الصَّلَاةِ (2)
__________
= طريق ثابت عن أنس.
ويشهد لقوله: "المرء مع من أحب" حديث ابن مسعود، سلف برقم (3718) وذُكرت شواهده هناك.
قوله: "أن يجيء الرجل من أهل البادية"، قال السندي: لأنهم (أي: أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) منعوا عن إكثار السؤال، وكانوا يُحبون العلم، فأرادوا ذلك.
قوله: "ما فرحوا به" ما مصدرية، وضمير "به" للحديث السابق، أي: مثل فرحهم أو قدر فرحهم بهذا الحديث، لأن كل مؤمن يحب الله ورسوله وإن كانت مراتب المحبة مختلفة، فهذا الحديث بشارة عظيمة للمؤمنين. اللهم أمتْنا على الإيمان، واجعلنا من أهل هذه البشارة.
(1) في (م) احثُ، وكذا في مصادر التخريج، والمثبت من عامة الأصول.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13136) .
وأخرجه البزار (1494- كشف الأستار) من طريق ابن المثنى، وأبو يعلى (3745) من طريق موسى بن محمد بن حيان، كلاهما عن محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (3767) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، و (3795) من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما عن حميد الطويل، به.
وأخرجه مسلم مطولاً (1462) (46) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس. =(19/72)
12015 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَمَنَّيَنَّ (1) أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي " (2)
12016 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ أَبُو طَلْحَةَ لا يُكْثِرُ (3) الصَّوْمَ عَلَى عَهْدِ
__________
=وسيأتي برقم (13490) .
قوله: "احشُ"، قال السندي: من حشا الوسادة ونحوها بالقطن: إذا ملأها به، فالظاهر: احشُ أفواههن بالتراب، والمراد: اتركهن واعرضْ عنهن حتى يسكتن بسكوت من في فمه التراب، فلا يقْدرُ على التكلم، والله أعلم.
(1) في (ظ 4) : يتمن.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحسين المروزي في زوائده على "زهد" ابن المبارك (1011) ، وابن أبي شيبة 10/265 و437، وعبد بن حميد (1398) ، والنسائي 4/3، وأبو يعلى (3799) و (3847) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (550) ، وابن عدي في "الكامل" 1/393، وابن حبان (969) و (2966) ، والطبراني في "الدعاء" (1433) و (1434) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (937) ، من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مختصراً.
وانظر ما سلف برقم (11979) .
(3) لفظة "لا" سقطت من (م) ، وكانت كذلك في (ظ 4) ثم كتب على هامشها: صوابه لا يكثر، وصحح عليها. ويؤيد هذا التصويب في رواية حميد، رواية ثابت عند البخاري برقم (2828) ولفظها: كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من اجل الغزو ... الخ.(19/73)
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يُفْطِرُ إِلَّا فِي سَفَرٍ، أَوْ مَرَضٍ " (1)
12017 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ مُقِيمًا اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، وَإِذَا سَافَرَ اعْتَكَفَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ عِشْرِينَ (2) " قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: " لَمْ أَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا مِنْ ابْنِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 3/506 عن يزيد بن هارون، والبغوي في "الجعديات" (1514) من طريق شعبة، كلاهما عن حميد الطويل، بهذا الإسناد. وفيه عند ابن سعد: كان يكثر الصوم، ولعل "لا" سقطت من المطبوع.
وأخرجه بنحوه ابن سعد 3/506، وأبو زرعة في "التاريخ" 1/562، والطبراني في "الكبير" (4681) ، والحاكم 3/353 من طريق حماد بن سلمة، والبغوي في "الجعديات" (1513) و (1514) ، والبخاري (2828) ، والطبراني (4680) من طريق شعبة، كلاهما عن ثابت البناني، عن أنس.
قوله: "لا يكثر الصوم" قال السندي: أي للجهاد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (3662) و (3664) عن محمد بن عبد الرحمن السامي، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (803) ، وابن خزيمة (2226) و (2227) ، والحاكم 1/439، والبيهقي 4/314، والبغوي (1834) من طريق ابن أبي عدي، به.
وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، وصححه الحاكم على شرط الشيخين.
وفي الباب عن أبي بن كعب، سيأتي 5/141.(19/74)
أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ "
12018 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَصَبِيٌّ فِي الطَّرِيقِ، فَلَمَّا رَأَتْ أُمُّهُ الْقَوْمَ خَشِيَتْ عَلَى وَلَدِهَا أَنْ يُوطَأَ، فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى وَتَقُولُ: ابْنِي ابْنِي وَسَعَتْ فَأَخَذَتْهُ، فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُلْقِيَ ابْنَهَا فِي النَّارِ. قَالَ: فَخَفَّضَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " وَلَاءُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُلْقِي حَبِيبَهُ فِي النَّارِ " (1)
12019 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ:
__________
(1) تحرف في (م) إلى: ولاء.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البزار (3476- كشف الأستار) عن محمد بن المثنى، عن محمد ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (3747) و (3748) و (3749) ، والحاكم 1/58 و4/177 من طرق عن حميد الطويل، به.
وسيأتي عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن حميد برقم (13467) .
قوله: "ما كانت هذه لتلقي.. الخ"، قال السندي: أي: فكيف يلقي أرحمُ الراحمين عباده في النار؟
"فخفضهم" ضبط بالتشديد، أي: سكنهم وهون الأمر عليهم من الخفْض، بمعنى الدعة والسكون، كأنه عظُم عليهم الإشكالُ، فخفض عليهم أمرهم بالجواب عنه.
والظاهر أن حاصل الجواب أنه أرحمُ الراحمين لأحبائه فلا يُلقي منهم في النار أحداً.(19/75)
سُئِلَ أَنَسٌ: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ؟ فَقَالَ: قِيلَ لَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَحَطَ الْمَطَرُ، وَأَجْدَبَتِ الْأَرْضُ، وَهَلَكَ الْمَالُ. قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، فَاسْتَسْقَى، وَلَقَدْ رَفَعَ يَدَيْهِ (1) ، وَمَا يُرَى فِي السَّمَاءِ سَحَابَةً، فَمَا (2) قَضَيْنَا الصَّلَاةَ حَتَّى إِنَّ قَرِيبَ الدَّارِ الشَّابَّ لَيُهِمُّهُ الرُّجُوعَ إِلَى أَهْلِهِ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الَّتِي تَلِيهَا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، وَاحْتُبِسَ (3) الرُّكْبَانُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سُرْعَةِ مَلَالَةِ ابْنِ آدَمَ. وَقَالَ: " اللهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا " فَتَكَشَّطَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ (4)
__________
(1) قوله: "فاستسقى ولقد رفع يديه" تكرر في (م) مرتين.
(2) في (م) و (س) و (ق) : فلما.
(3) في (م) و (ق) ونسخة في (س) : احتبست.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 10/346 و11/480-481، وعبد بن حميد (1417) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (612) ، وفي "رفع اليدين" (96) ، والنسائي 3/165-166، وأبو يعلى (3863) ، وابن خزيمة (1789) ، والطحاوي 1/322 و323، وابن حبان (2859) ، والبغوي (1168) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.
وسيأتي عن عبيدة -وهو ابن حميد-، عن حميد الطويل برقم (12949) .
وأخرجه بنحوه مالك في "الموطأ" 1/191، والبخاري في "صحيحه" (1013) و (1014) و (1016) و (1017) و (1019) ، ومسلم (897) (8) ، وأبو داود (1175) ، والنسائي 3/154-155 و159-160 و161-163، وابن خزيمة (1788) ، والطحاوي 1/321-322 و322، وابن حبان (992) و (2857) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (371) ، والبيهقي في "السنن" 3/354-355 و355، والبغوي (1166) من طريق شريك بن عبد الله بن أبي =(19/76)
12020 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعَ الْمُسْلِمُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُنَادِي عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ: " يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، يَا عُتْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ، يَا شَيْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ، يَا أُمَيَّةُ بْنَ خَلَفٍ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، تُنَادِي قَوْمًا قَدْ جَيَّفُوا قَالَ: " مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُجِيبُوا " (1)
__________
= نمر، عن أنس. وعلقه البخاري من هذا الطريق برقم (1030) و (6341) .
وأخرجه بنحوه مسلم (897) (12) من طريق حفص بن عبيد الله بن أنس، عن أنس.
وأخرجه مختصراً ومطولاً البخاري (1029) و (1030) معلقاً، والنسائي 3/160-161، وابن خزيمة (1417) ، والبيهقي في "السنن" 3/357 من طريق يحيي بن سعيد الأنصاري، عن أنس.
وأخرجه بنحوه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/141 و142 من طريق مسلم الملائي، عن أنس.
وله طرق أخرى عن أنس، ستأتي عند المصنف بالأرقام (13016) و (13566) و (13693) و (13700) .
وفي الباب عن ابن عباس عند ابن ماجه (1270) ، والطبراني (10673) .
قوله: "قحط" قال السندي: بفتحتين، ولبعضهم بضم فكسر، وبناء الفاعل أجود، أي: احتبس وأقلع.
"وأجدبت" على بناء الفاعل، أي: قل نباتها.
"وهلك المال" أي: الماشية المحتاجة إلى المرعى.
"فتكشطت" أي: تقطعت وتفرقت.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: اسمه محمد بن إبراهيم. =(19/77)
12021 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللهُ بِي، أَلَمْ آتِكُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَجَمَعَكُمُ اللهُ بِي، أَلَمْ آتِكُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ بِي (1) ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " أَفَلَا تَقُولُونَ: جِئْتَنَا خَائِفًا فَآمَنَّاكَ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ؟ " فَقَالُوا: بَلْ لِلَّهِ الْمَنُّ بِهِ عَلَيْنَا، وَلِرَسُولِهِ (2)
__________
= وأخرجه عبد بن حميد (1211) و (1405) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (878) و (879) و (880) و (881) و (882) ، والنسائي 4/109، وأبو يعلى (3808) و (3809) و (3857) ، وابن حبان (6525) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث من طريق حميد الطويل برقم (12873) و (13773) ، ومن طريق قتادة برقم (12471) ، ومن طريق ثابت البناني برقم (13296) .
وقد روي الحديث من طريق ثابت، عن أنس، عن عمر بن الخطاب. وقد سلف في مسنده برقم (182) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4864) .
وعن أبي طلحة، سيأتي 4/29.
وعن عائشة، سيأتي 6/276.
وعن ابن مسعود عند ابن أبي عاصم (884) ، والطبراني في "الكبير" (10320) .
قوله: "جيفوا" بتشديد الياء على بناء الفاعل، أي: صاروا جيفاً، والجيفة، بكسر الجيم: جثة الميت إذا انتن، فهو أخصُ من الميْتة.
(1) لفظة "بي" لم ترد في (ظ 4) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "فضائل الصحابة" =(19/78)
12022 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " لَمَّا سَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَدْرٍ خَرَجَ فَاسْتَشَارَ النَّاسَ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ اسْتَشَارَهُمْ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ عُمَرُ، فَسَكَتَ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: إِنَّمَا يُرِيدُكُمْ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ لَا نَكُونُ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ، وَلَكِنْ وَاللهِ لَوْ ضَرَبْتَ أَكْبَادَهَا (1) حَتَّى تَبْلُغَ بَرْكَ الْغِمَادِ لَكُنَّا مَعَكَ (2)
__________
= للمصنف (1435) بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8347) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن حميد، به.
وسيأتي الحديث من طريق ثابت البناني عن أنس برقم (13655) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11547) .
وعن عبد الله بن زيد بن عاصم، سيأتي 4/42.
(1) في (م) و (ق) : أكباد الإبل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1438) ، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8348) ، وأبو يعلى (3766) و (3803) ، وابن حبان (4721) ، وابن مردويه- كما في "تفسير ابن كثير" 2/41 -من طرق عن حميد الطويل، به.
وسيأتي عن عبيدة بن حميد، عن حميد برقم (12954) ، ومن طريق ثابت البناني برقم (13296) .
قوله: "إنما يريدكم" قال السندي: أي ما يريد رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالاستشارة إلا كلامكم ورأيكم، فاذكروا رأيكم له.
"أكبادها" أي: أكباد الإبل. اهـ. =(19/79)
12023 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَلِيمَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيحَةَ بَنَى بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَأَشْبَعَ الْمُسْلِمِينَ خُبْزًا وَلَحْمًا قَالَ: " ثُمَّ رَجَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ فَأَتَى حُجَرَ نِسَائِهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ فَدَعَوْنَ لَهُ ". قَالَ: " ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ وَأَنَا مَعَهُ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَيْتِ، فَإِذَا رَجُلَانِ قَدْ جَرَى بَيْنَهُمَا الْحَدِيثُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا بَصَرَ بِهِمَا وَلَّى رَاجِعًا، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلَانِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ وَلَّى عَنْ بَيْتِهِ قَامَا مُسْرِعَيْنِ، فَلَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ أَوْ أُخْبِرَ بِهِ فَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنَهُ وَبَيْنِي، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ " (1)
__________
=وقوله: "برْك" قال البكري: بكسر أوله، وإسكان ثانيه، على وزن فعْل.
وقال صاحب "القاموس": بالكسر، ويفتح.
و"الغُماد" بالغين المعجمة تضم وتكسر، لغتان، بعدها ميم والف ودال مهملة. وهي بلد في أقصى اليمن، وقيل: هو موضع وراء مكة بخمس ليال مما يلي البحر. انظر "معجم ما استعجم" للبكري 1/243-244، و"معجم
البلدان" لياقوت الحموي 1/399-400، و"البلدان اليمانية عند ياقوت" ص41 و43.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/37-38 من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن سعد 8/106، والبخاري (5154) ، والنسائي في "الكبرى" (6908) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (272) ، وابن حبان (4062) ، والبغوي (2313) من طرق عن حميد الطويل، به. ورواية البغوي مختصرة.
وسيأتي بنحوه عن يزيد بن هارون عن حميد برقم (13072) ، وعن عبد الله ابن بكر عن حميد برقم (13769) ، وانظر (11943) . =(19/80)
12024 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَرْمِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنْ خَلْفِهِ لِيَنْظُرَ إِلَى مَوَاقِعِ نَبْلِهِ قَالَ: فَتَطَاوَلَ أَبُو طَلْحَةَ بِصَدْرِهِ يَقِي بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ " (1)
__________
= وأخرجه بنحوه البخاري (4791) و (6239) و (6271) ، ومسلم (1428) (92) ، والنسائي في "الكبرى" (11420) ، والطحاوي 4/334، والبيهقي 7/87، والواحدي في "أسباب النزول" ص242 من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي مجلز، عن أنس.
وأخرجه أيضاً بنحوه الترمذي (3217) ، والطبري 22/38 من طريق عمرو ابن سعيد، عن أنس.
وله طرق أخرى مطولة ومختصرة عن أنس ستأتي بالأرقام (12669) و (12716) و (12759) و (13025) و (13361) و (13502) و (13538) .
ويعني أنس بقوله: "آية الحجاب" الآية الثالثة والخمسين من سورة الأحزاب، والتي فيها (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "فضائل الصحابة" (1567) للمصنف بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/311، والنسائي في "الكبري" (8284) ، وأبو يعلى (3778) ، وابن حبان (4582) و (7181) ، والحاكم 3/353 من طرق عن حميد الطويل، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين.
وسيتكرر الحديث برقم (13139) .
وأخرجه بنحوه ضمن قصة البخاري (2880) و (3811) و (4064) ، ومسلم (1811) ، وأبو يعلى (3921) ، والبيهقي 9/30 من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس. =(19/81)
12025 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ " (1)
__________
= وسيأتي الحديث من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة برقم (13800) ، ومن طريق ثابت برقم (14058) .
وانظر ما سيأتي برقم (13745) .
قوله: "كان أبو طلحة يرمي ... " أي: يوم أحد.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1446) بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1400) ، والنسائي في "الكبرى" (8338) ، وأبو يعلى (3650) و (3855) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2809) ، وابن حبان (7284) و (7285) ، والبغوي (3979) من طرق عن حميد الطويل، به.
وقرن عبد بن حميد بحُميد الطويل يحيي الصواف.
وأخرجه المصنف في "الفضائل" (1437) من طريق معمر عن ثابت وقتادة، عن أنس. وسلف هذا الطريق في مسند أبي هريرة برقم (7629) .
وسيأتي الحديث من طريق يحيي بن سعيد الأنصاري عن أنس برقم (13094) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7628) . وذُكرت شواهده هناك.
قوله: "بخير دور الأنصار" قال السندي: أي: بخير قبائلهم، وكانت كل قبيلة منهم تسكن محلة، فتُسمى تلك المحلة دار بني فلان. وقالوا: وسبقُهم على قدر سبْقهم إلى الإسلام. وقيل: يحتمل أن المراد بالدور ظاهرها، وخيريتها بخيرية أهلها، وما يوجد فيها من الطاعات والمبرات. =(19/82)
12026 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ أَقْوَامٌ هُمْ أَرَقُّ مِنْكُمْ قُلُوبًا "، قَالَ: فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ فِيهِمْ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ كَانُوا يَرْتَجِزُونَ (1) :
[البحر الرجز]
غَدًا نَلْقَى (2) الْأَحِبَّهْ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهْ (3)
__________
= قلت (القائل السندي) : يحتمل أن تكون الخيرية باعتبار الفضائل المخصوصة بنوع الإنسان كالشجاعة والسخاوة ونحو ذلك كما جاء فى خيرية قريش ونحوهم، وأن يكون باعتبار التقوى والسبق إلى الإسلام ونحو ذلك، والله تعالى اعلم.
(1) في (م) و (س) و (ق) : يرتجزون يقولون.
(2) في (ظ 4) وحدها: نلاقي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1944) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/106 عن محمد بن عبد الله الأنصاري، والنسائي في "الكبرى" (8352) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن حميد، به.
وسيأتي الحديث من طريق حميد بالأرقام (12582) و (12872) و (13334) و (13768) . وسيأتي بنحوه من طريق حميد أيضاً برقم (13212) و (13624) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7202) ، وذُكرت شواهده هناك.
قوله: "هم أرق منكم قلوباً" قال السندي: أي: قلوبهم أسرعُ إلى قبُول الحق، ولذلك آمنوا، وهاجروا إليه بلا سبق محاربة. قيل: الرقة ضدُ الغلْظة، فإذا بعُد القلب عن الحق، وأعرض عن قبوله، ولم يتأثر بالآيات والنذُر يوصف بالغلظ، وإذا كان عكس ذلك يوصف بالرقة واللين.(19/83)
12027 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ - أَظُنُّهَا (1) عَائِشَةَ - فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ مَعَ خَادِمٍ لَهَا بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، قَالَ: فَضَرَبَتِ الْأُخْرَى بِيَدِ الْخَادِمِ، فَكُسِرَتِ الْقَصْعَةُ بِنِصْفَيْنِ، قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " غَارَتْ أُمُّكُمْ "، قَالَ: وَأَخَذَ الْكَسْرَيْنِ (2) فَضَمَّ إِحْدَاهُمَا إِلَى الآخْر (3) ، فَجَعَلَ فِيهَا الطَّعَامَ، ثُمَّ قَالَ: " كُلُوا " فَأَكَلُوا وَحَبَسَ الرَّسُولَ، وَالْقَصْعَةَ حَتَّى فَرَغُوا، فَدَفَعَ إِلَى الرَّسُولِ قَصْعَةً أُخْرَى، وَتَرَكَ الْمَكْسُورَةَ مَكَانَهَا (4)
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) : قال: أظنها.
(2) في (م) الكسرتين.
(3) في (م) و (س) و (ق) : فَضَمَّ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/215، والدارمي (2598) ، وأبو يعلى (3849) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2481) و (5225) ، وأبو داود (3567) ، وابن ماجه (2334) ، والترمذي (1359) ، والنسائي 7/70، وأبو يعلى (3774) ، وابن الجارود (1022) من طرق عن حُميد، به.
وسيأتي عن عبد الله بن بكر، عن حميد برقم (13772) .
وأخرجه بنحوه أبو يعلى (3339) ، والطبراني في "الصغير" (568) ، والدارقطني 4/153 من طريق ثابت البناني، عن أنس.
وأخرج الترمذي (1360) ، عن علي بن حجر، عن سويد بن عبد العزيز، عن حميد، عن أنس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعار قصعةً، فضاعتْ، فضمنها لهم. =(19/84)
12028 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: اشْتَكَى ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَتُوُفِّيَ الْغُلَامُ، فَهَيَّأَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ الْمَيِّتَ. وَقَالَتْ لِأَهْلِهَا: لَا يُخْبِرَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ أَبَا طَلْحَةَ بِوَفَاةِ ابْنِهِ، فَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مِنْ أَصْحَابِهِ. قَالَ: مَا فَعَلَ الْغُلَامُ؟ قَالَتْ: خَيْرُ مَا كَانَ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِمْ عَشَاءَهُمْ، فَتَعَشَّوْا وَخَرَجَ الْقَوْمُ، وَقَامَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى مَا تَقُومُ إِلَيْهِ الْمَرْأَةُ، فَلَمَّا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ، قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، أَلَمْ تَرَ إِلَى آلِ فُلَانٍ اسْتَعَارُوا عَارِيَةً فَتَمَتَّعُوا بِهَا، فَلَمَّا طُلِبَتْ كَأَنَّهُمْ كَرِهُوا ذَاكَ. قَالَ: مَا أَنْصَفُوا، قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ كَانَ عَارِيَةً مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَإِنَّ اللهَ قَبَضَهُ فَاسْتَرْجَعَ وَحَمِدَ اللهَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: " بَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا "، فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللهِ فَوَلَدَتْهُ لَيْلًا، وَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ
__________
= وقال عقبه: حديث غير محفوظ. قلنا: وسويد بن عبد العزيز ضعيف.
وفي الباب عن عائشة عند ابن أبي شيبة 14/214، والنسائي 7/70، وابن ماجه (2338) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3356) .
وعن أم سلمة عند النسائي 7/70-71، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3354) .
قوله: "فضربت الأخرى" قال السندي: أي التي عندها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
"غارت أمكم" اعتذاراً عنها.
"الكسرين" بفتح فسكون، أي: النصفين.(19/85)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَحَمَلْتُهُ غُدْوَةً، وَمَعِي تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ، فَوَجَدْتُهُ يَهْنَأُ أَبَاعِرَ لَهُ، أَوْ يَسِمُهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتِ اللَّيْلَةَ، فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَمَعَكَ شَيْءٌ؟ " قُلْتُ: تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ، فَأَخَذَ بَعْضَهُنَّ فَمَضَغَهُنَّ، ثُمَّ جَمَعَ بُزَاقَهُ فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ، فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ: " حُبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ سَمِّهِ، قَالَ: " هُوَ عَبْدُ اللهِ "، (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 5/75-76 و8/431-432، وأبو يعلى (3882) من طريق عبد الله بن بكر، عن حميد الطويل، به.
وأخرجه مختصراً ابن سعد 8/432 عن عبد الوهاب بن عطاء، عن حميد، به- بقصة تسميته عبد الله.
وأخرجه مختصراً ومطولاً ابن سعد 8/431 و434، وأبو نعيم في "الحلية" 2/58 من طريق عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة، وابن سعد 8/433-434 من طريق أم يحيي الأنصارية، والبخاري (1301) ، والبيهقي 7/34-35 من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/199-200 من طريق زياد النميري، أربعتهم عن أنس.
وسيأتي الحديث من طريق حميد الطويل برقم (12029) و (12958) ، ومن طريق ابن سيرين (12030) ، ومن طريق ثابت البناني (12795) ثلاثتهم عن أنس. وانظر ما سيأتي برقم (12725) و (14027) .
وفي الباب عن عباية بن رفاعة عند ابن سعد 8/434، والبيهقي في "الدلائل" 6/198.
وعن عباية عن أم سليم عند أبي نعيم في "الحلية" 2/59.
قوله: "اشتكى ابن لأبي طلحة" قال السندي: أي مرض، وهذا الابن هو =(19/86)
• 12029 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) : حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ
__________
=أبو عمير صاحب النُغير [كما في رواية عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس عند ابن سعد 8/431، وأبي يعلى (3398) وابن حبان (7188) وابن السني: (618) ] .
"فهيأت" بتشديد الياء بعدها همزة أي: فعلت ما يحتاج إليه الميت من الغسل وغيره.
"خير ما كان" بالنصب أي: حاله خير مما كان حيث كان في شدة النزْع، وقد خلص منه بالموت، وفهم منه أبو طلحة أنه خف مرضه، وهذا من باب المعاريض المباحة عند الحاجة.
"تحنكه" من التحنيك، وهو ان يمضغ شيئاً حلواً حتى يصير مائعاً بحيث يُبتلع، ثم يفتح فم المولود، فيضعه فيه، ليدخل شيء منها جوفه.
"يهْنأ" هو أن يطلي بالقطران. "الأباعر" جمح بعير.
"أو يسمها" من الوسْم، وفيه جواز وسْم الحيوان ليتميز وليعرف فيرده من وجده.
"فأوجره" أي: جعله في فمه.
"يتلمظ" أي: يحرك لسانه ليبتلع.
قوله: "حب الأنصار التمر" قال النووي: روي بضم الحاء وكسرها، فالكسر بمعنى المحبوب، كالذبح بمعنى المذبوح، وعلى هذا فالباءُ مرفوعة، اي: محبوبُ الأنصار التمر، وأما من ضم الحاء فهو مصدر، وفي الباء على هذا وجهان: النصب، وهو الأشهر بتقدير: انظروا حب الأنصار، والرفع على أنه مبتدأ حُذف خبرُه، أي: حُب الأنصار التمر عادة لهم من صغرهم، والتمر على الأول مرفوع، وعلى الوجهين الأخيرين منصوب.
وفي الحديث مناقب لأم سُليم رضي الله عنها من عظم صبرها، وحسن رضاها بقضاء الله، وجزالة عقلها في إخفاء موته على أبيه أول الليل ليبيت مستريحا بلا حزن.
(1) هذا الحديث سقط من (ظ 4) ، وفي (م) والنسخ المتأخرة: حدثنا =(19/87)
بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ وَعَلَيْهِ بُرْدَةٌ (1)
12030 - حَدَّثَنَا (2) ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ فَأَتَيْتُهُ وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ لَهُ وَهُوَ فِي الْحَائِطِ يَسِمُ الظَّهْرَ الَّذِي قَدِمَ عَلَيْهِ فَقَالَ: رُوَيْدَكَ أَفْرُغُ لَكَ قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِىٍّ: - فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ - إِنَّ أَبَا طَلْحَةَ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: " بِتُّمَا عَرُوسَيْنِ ". قَالَ: " فَبَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي عُرْسِكُمَا "، وَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ: كَيْفَ ذَاكَ الْغُلَامُ؟ قَالَتْ: هُوَ أَهْدَأُ مِمَّا كَانَ (3)
__________
= عبد الله حدثني أبي، بزيادة أبيه، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 1/366 فالحديث من رواية عبد الله عن بندار.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بندار: هو محمد بن بشار بن عثمان العبدي. وانظر ما قبله.
(2) في (م) : حدثنا بندار، حدثنا ابن أبي عدي، بزيادة "حدثنا بندار"، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، ومحمد هو ابن سيرين.
وأخرجه البخاري بإثر الحديث (5470) و (5824) ، ومسلم (2119) (109) ، وابن حبان (4532) ، والبيهقي 7/35 من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد- بعضهم يرويه مختصراً، وبعضهم يرويه مطولاً بنحو حديث حميد السابق.
وأخرجه مسلم (2144) (23) ، وأبو عوانة في اللباس كما في "إتحاف المهرة" 2/279 من طريق حماد بن مسعدة، عن عبد الله بن عون، به. =(19/88)
12031 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: تَزَوَّجَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ وَهِيَ أُمُّ أَنَسٍ، وَالْبَرَاءِ، فَوَلَدَتْ لَهُ وَلَدًا كَانَ (1) يُحِبُّهُ، - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَبِتُّمَا عَرُوسَيْنِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِكُمَا؟ " فَقَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " بَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا " (2)
__________
= وخالف يزيدُ بن هارون محمد بن أبي عدي، فقال فيه: أنس بن سيرين، بدل محمد بن سيرين، فقد أخرجه كذلك ابن سعد 5/75 و8/433، والبخاري (5470) ، ومسلم (2144) (23) ، وأبو عوانة في الأسامي كما في "إتحاف المهرة" 2/279، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8631) من طريق يزيد بن هارون، عن عبد الله بن عون، عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك.
لكن وقع في رواية مسلم والبيهقي: ابن سيرين دون تسمية.
وسيأتي من طريق محمد بن سيرين برقم (12031) و (12865) .
(1) في (م) و (س) و (ق) : وكان يحبه، بزيادة واو.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، موسى بن هلال -وهو العبدي شيخ المصنف- حسن الحديث، فقد روى عنه جمع، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقال الذهبي: صالح الحديث.
هشام: هو ابن حسان القردوسي. وسيأتي الحديث مطولاً برقم (12865) عن موسى بن هلال، عن همام، بدل هشام.
قوله: "وهي أم أنس والبراء" قال السندي: هو البراء بن مالك بن النضر أخو أنس، قال أبو حاتم: أخوه لأبيه، وقال ابن سعد: لأبيه وأمه. قال الحافظ في "الإصابة" 1/280: وفيه نظر بما في ترجمة شريك بن سحماء أنه أخو البراء بن مالك لأمه، أمهما سحماء، وأما أم أنس فأم سُليم بلا خلاف،
انتهى. قلت (القائل السندي) : هذا الحديث يؤيد قول ابن سعد كما لا يخفى، إلا أن في سنده موسى بن هلال، وقد تكلموا فيه، وأما ما في ترجمة شريك =(19/89)
12032 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، الْمَعْنَى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نُودِيَ بِالصَّلَاةِ، فَقَامَ كُلُّ قَرِيبِ الدَّارِ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَبَقِيَ مَنْ كَانَ أَهْلُهُ نَائِيَ الدَّارِ " فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِخْضَبٍ مِنْ حِجَارَةٍ، فَصَغُرَ أَنْ يَبْسُطَ كَفَّهُ (1) فِيهِ " قَالَ: " فَضَمَّ أَصَابِعَهُ " قَالَ: فَتَوَضَّأَ بَقِيَّتُهُمْ قَالَ: حُمَيْدٌ: وَسُئِلَ أَنَسٌ: كَمْ كَانُوا؟ قَالَ: " ثَمَانِينَ أَوْ زِيَادَةً " (2)
12033 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ،
__________
= فقد أجاب عنه الحافظ بنفسه في ترجمة شريك، بأنه يمكن حملُه على إنه أخوه لأُمه رضاعاً، والله تعالى اعلم.
(1) في (م) : أكفه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، ويزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/475، والبخاري (3575) ، والفريابي في "دلائل النبوة" (24) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (195) ، وابن حبان (6545) من طريق عبد الله بن بكر، عن حميد الطويل، به.
وسيأتي من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12348) و (12412) و (12694) و (13266) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2268) .
وعن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (4393) .
وعن جابر، سيأتي 3/357-358.
وعن أبي قتادة، سيأتي 5/298.
المخْضب: إناء صغير من حجارة.(19/90)
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ بَنِي سَلِمَةَ، أَرَادُوا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْ مَنَازِلِهِمْ، فَيَسْكُنُوا قُرْبَ الْمَسْجِدِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَرِهَ أَنْ تُعْرَى الْمَدِينَةُ، فَقَالَ: " يَا بَنِي سَلِمَةَ أَلَا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَقَامُوا (1)
12034 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ الْمَعْنَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْعَى فَانْتَهَى وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ أَوْ انْبَهَرَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الصَّفِّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/207، والبخاري (655) و (656) و (1887) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/77، وابن ماجه (784) ، والبيهقي 3/64، والبغوي في "شرح السنة" (469) من طرق عن حميد، بهذا الإسناد، وقرن ابن شبة بحميد سعيد بن المسيب.
وسيأتي من طريق حميد برقم (12876) و (13770) .
وفي باب فضل كثرة الخطى إلى المساجد لبعد المنزل، حديث أبي هريرة السالف برقم (8618) ، وذكرت شواهده هناك ونزيد عليها هنا حديث أبي سعيد الخدري عند الترمذي (3226) .
قوله: "إن بني سلمة": بكسر اللام: قبيلة من الأنصار، وليس في العرب بكسر اللام غيرهم.
وقوله: أن تُعرى: أي: أن تترك خالية.
"ألا تحتسبون آثاركم" أي: ألا تطلبون أجور خُطاكم إلى المسجد، أي: لو رأيتم لها أجراً عند الله لما اخترتم قُرب المسجد، ولا كرهتم بُعْده، والله تعالى أعلم. "فتح الباري" 2/140، وحاشية السندي.(19/91)
قَالَ: " أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: " أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ فَإِنَّهُ قَالَ خَيْرًا، وَلَمْ يَقُلْ بَأْسًا " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا أَسْرَعْتُ الْمَشْيَ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى الصَّفِّ، فَقُلْتُ الَّذِي قُلْتُ، قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا، يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا " ثُمَّ قَالَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ، فَلْيَمْشِ عَلَى هِينَتِهِ، فَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ، وَلْيَقْضِ مَا سُبِقَهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة محمد بن أبي عدي، وأما متابعه سهل بن يوسف -وهو الأنماطي- فمن رجال البخاري.
وأخرجه عبد الرزاق (2561) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5624) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.
وأخرج قصة قضاء ما فات المسبوق البخاريُ في "القراءة خلف الإمام" (166) ومعلقاً (167) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/397، والطبراني في "الأوسط" (4403) من طرق عن حميد، به.
وسيأتي الحديث من طريق حميد عن أنس بالأرقام (12713) و (12960) و (13397) و (13558) و (13645) .
وسيأتي من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12713) و (12988) و (13645) و (13844) .
وفي باب قصة الرجل المتكلم بذكر الله حديث ابن عمر السالف برقم (4627) ، وذُكرت شواهده هناك، ونزيد عليها:
عن وائل بن حجر، سيأتي 4/317.
وعن رفاعة بن رافع، سيأتي 4/340.
وفي باب المشي بسكينة إلى الصلاة، حديث أبي هريرة السالف برقم (7230) .
قوله: "وقد حفزه النفس" قال السندي: بفتح الحاء المهملة، والفاء والزاي =(19/92)
12035 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ بَيْنَ يَدَيَّ (1) خَشْفَةً، فَإِذَا أَنَا بِالْغُمَيْصَاءِ بِنْتِ مِلْحَانَ " (2)
12036 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ،
__________
= المعجمة، و"النفس" بفتحتين، أي: جهده من شدة السعي إلى الصلاة، وأصل الحفْز: الدفع العنيف، وفي "النهاية": الحفْز: الحثُ والاستعجال.
"أو انْبهر" كلمة "أو" للشك، وهو من البُهر بضم الموحدة: ما يعتري الإنسان عند السعي الشديد والعدْو من تتابع النفس.
"طيباً" من الرياء والسمعة.
"مباركاً فيه" بالنماء والزيادة إلى حيث شاء الله تعالى.
"يبتدرونها" أي: كل منهم يريد أن يسبق غيره في رفعها إلى محل العرض أو القبول.
"أيهم يرفعها" حال، أي: قاصدين ظهور أيهم يرفعها.
"على هينته" بكسر الهاء، أصله الواو من الهون بالفتح، وهو الرفق.
"سُبقه" على بناء المفعول والتعدية إلى المفعول الثاني على الحذف والإيصال، أي: ما سبق به، أو على بناء الفاعل وضمير الفاعل للإمام، وبه مقدر في الكلام، والله تعالى أعلم.
وأما قوله: "أيكم المتكلم" فظاهره يعارض قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما سلف من حديث أنس أيضاً برقم (11997) : "إني أراكم من أمامي ومن خلفي"، لكن حمل بعضُ أهل العلم الرؤية هنا على أنها رؤية علم، أي: يُلقي الله في قلبه ما هم عليه في صلواتهم من الخشوع فيها وما سواه مما يكونون عليه فيها خلفه، فبهذا ينتفي التعارضُ بينهما، والله تعالى اعلم. انظر "شرح مشكل الآثار"
14/287-290.
(1) لفظة "بين يدي" ليست في (ظ 4) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (11955) .(19/93)
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ " قَالُوا: وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟ قَالَ: " يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ مَوْتِهِ " (1)
12037 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (970) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (399) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2143) ، وابن أبي عاصم (397) و (398) ، وابن حبان (341) ، والطبراني في "الأوسط" (1962) ، والحاكم 1/339-340، والبغوي
و (4098) من طرق عن حميد، به.
وسيأتي الحديث من طريق حميد مطولا ومختصرا بالأرقام (12214) و (13408) و (13695) .
وفي الباب عن عمر الجمعي، سيأتي 4/135.
وعن أبي عنبة، سيأتي 4/200.
وعن عمرو بن الحمق، سيأتى 5/224.
"استعمله" أي: في الخير.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/53-54، وأبو يعلى (3430) و (3754) و (3812) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12272) و (12931) و (13824) . =(19/94)
12038 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ قَالَ: " مَا هَذَا؟ " قَالُوا: نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ أَنْ يُعَذِّبَ هَذَا نَفْسَهُ " فَأَمَرَهُ فَرَكِبَ (1)
12039 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَى رَجُلًا يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ
__________
= وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2894) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (1537) عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه النسائي 7/30، والطحاوي 3/128-129 و129، وابن حبان (4382) ، والبغوي (2444) من طرق عن حميد الطويل، به.
وسيأتي الحديث من طريق حميد عن ثابت برقم (12039) ، ومن طريق حميد وثابت برقم (13866) .
وأخرج الترمذي (1536) من طريق عمران القطان، عن حميد، عن أنس قال: نذرت امرأة أن تمشي إلى بيت الله، فسئل نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك، فقال: "إن الله لغنى عن مشيها، مروها فلتركبْ". وقال عقبه: حديث حسن صحيح.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8859) ، وذُكرت شواهده هناك.
قوله: "يُهادي" قال السندي: على بناء المفعول، أي: يمشي بينهما معتمداً عليهما من ضعف به.
"أن يمشي" أي: إلى بيت الله تعالى.(19/95)
فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
12040 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً قَدْ جَهَدَهُ الْمَشْيُ، فَقَالَ: " ارْكَبْهَا " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ: " ارْكَبْهَا وَإِنْ كَانَتْ بَدَنَةً " (2)
12041 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَسُوقُ بِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشَةُ، فَاشْتَدَّ فِي السِّيَاقَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ثابت: هو ابن أسلم البناني.
وأخرجه عبد بن حميد (1201) ، والبخاري (1865) وتعليقاً باثر الحديث (6701) ، ومسلم (1642) ، والترمذي (1537) ، والنسائي 7/30، وأبو يعلى (3424) و (3532) و (3842) و (3881) ، وابن الجارود (939) ، وابن خزيمة (3044) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/129، وابن حبان (4383) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/329، والبيهقي 10/78 من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (3044) من طريق بشر بن المفضل، عن حميد، قال: إما سمعت أنساً، وإما عن ثابت عن أنس.
وسيأتي الحديث من طريق حميد، عن ثابت بالأرقام (12127) و (12889) و (13468) ، ومن طريق حميد وثابت معاً برقم (13866) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (11959) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. =(19/96)
12042 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَسْلَمَ نَاسٌ مِنْ عُرَيْنَةَ فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى ذَوْدٍ لَنَا فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا " - قَالَ حُمَيْدٌ: وَقَالَ قَتَادَةُ: عَنْ أَنَسٍ " وَأَبْوَالِهَا " - فَفَعَلُوا. فَلَمَّا صَحُّوا كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، وَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤْمِنًا أَوْ مُسْلِمًا، وَسَاقُوا ذَوْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَرَبُوا مُحَارِبِينَ. فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آثَارِهِمْ، فَأُخِذُوا فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ، وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ، وَتَرَكَهُمْ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا (1)
__________
= وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12090) و (12761) و (12935) و (13144) و (13642) . وسيأتي من حديث أنس عن أم سليم في مسندها 6/376.
قوله: "يا أنجشة" قال السندي: بفتح الهمزة والجيم بينهما نون ساكنة، وجاء أن أنجشة كان غلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان حبشياً يكنى أبا مارية.
"رويدك": اسم فعل بمعنى: أمهلْ. "سوْقا": وفي رواية: سوقك، هو مفعول لرويدك.
"بالقوارير": بالنساء، استعير اسم القارورة للمرأة لضعف بنائها ورقتها، ولطافتها.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي 7/96-97 عن محمد بن المثنى، عن محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/262، وابن ماجه (2578) و (3503) ، والنسائي 7/95-96 و96، وأبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 1/605، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/107 و3/180، وفي "شرح =(19/97)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مشكل الآثار" (1814) ، وابن حبان (4471) ، والبغوي بإثر الحديث (2569) من طرق عن حميد الطويل، به.
وسيتكرر برقم (13128) ، وسيأتي عن يزيد، عن حميد برقم (13129) ، وسيأتي من طريق حميد وقتادة وثابت، ثلاثتهم عن أنس برقم (14061) .
وسيأتي من طريق أبي قلابة برقم (12639) ، ومن طريق قتادة برقم (12668) كلاهما عن أنس.
وأخرجه مسلم (1671) (9) ، والنسائي في "الكبري" (7571) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1817) ، وأبو عوانة في الحدود كما في "الإتحاف" 2/105، والدارقطني 1/131 من طريق هشيم بن بشير، عن عبد العزيز بن صهيب وحميد الطويل، كلاهما عن أنس.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/262 و14/197، وأبو يعلى (3905) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/180 من طريق عبد العزيز بن صهيب وحده، عن أنس.
وأخرجه بنحوه مسلم (1671) (13) ، وأبو عوانة في الحدود كما في "الإتحاف" 2/340، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/180-181 و4/311، وفي "شرح مشكل الآثار" (1818) ، وابن حبان (1387) من طريق معاوية بن قرة، عن أنس.
وأخرجه بنحوه النسائي 1/160-161 و7/98، وأبو عوانة في الحدود كما في "الإتحاف" 2/376، وابن حبان (1386) من طريق يحيي بن سعيد الأنصاري، عن أنس.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الصغير" (258) من طريق غيلان بن جرير، عن أنس.
وأخرج مسلم (1671) (14) ، والترمذي (73) ، والنسائي 7/100، وابن الجارود (847) ، وابن خزيمة وأبو عوانة، كلاهما في الحدود كما في "الإتحاف" 2/39، وابن حبان (4474) ، والدارقطني 3/136، والحاكم =(19/98)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 4/367، والبيهقي 9/62 و70 من طريق سليمان التيمي، عن أنس قال: إنما سمل النبي أعين أولئك، لأنهم سملُوا أعين الرعاء.
وأخرج البيهقي 9/70 من طريق داود بن أبي هند، عن أنس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما مثل بهم لأنهم مثلُوا بالراعي.
وفي الباب عن أبي هريرة عند عبد الرزاق (18541) .
وعن ابن عمر عند أبي داود (4369) ، والنسائي 7/100.
وعن عائشة عند ابن ماجه (2579) ، والنسائي 7/99.
قوله: "اجتووا المدينة" أي: استوخموها كما جاء مفسراً في رواية أخرى، أي: لم توافقهم وكرهوها لسقم أصابهم، وهو مشتق من الجوى: وهو داء في الجوف.
"ذوْد"، أي: إبل.
"محاربين"، أي: لله ورسوله.
"وسمر أعينهم"، أي: كحلها بمسامير محْمية.
قال النووي في "شرح مسلم" 11/154: واستدل أصحاب مالك وأحمد بهذا الحديث أن بول ما يؤكل لحمه وروْثه طاهران، وأجاب أصحابنا وغيرهم من القائلين بنجاستهما بان شربهم الأبوال كان للتداوي، وهو جائز بكل النجاسات سوى الخمر والمسكرات.
وهذا الحديثُ أصل في عقوبة المحاربين، وهو موافق لقول الله تعالى (إنما جزاءُ الذين يُحاربُون الله ورسوله ويسْعوْن في الأرض فساداً ان يقتلُوا أو يُصلبُوا أو تُقطعُ أيديهم وأرجلهم من خلافٍ أو يُنْفوْا من الأرض) [المائدة: 33] .
واختلف العلماءُ في المراد بالآية الكريمة، فقال مالك: هي على التخيير، فيُخير الإمام بين هذه الأمور إلا ان يكون المحاربُ قد قتل فيتحتم قتلُه، وقال أبو حنيفة وأبو مصعب المالكي: الإمامُ بالخيار وإن قتلوا، وقال الشافعي وآخرون. هي على التقسيم، فإن قتلوا ولم يأخذوا المال، قُتلوا، وإن قتلوا =(19/99)
12043 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ: اللهُ اللهُ " (1)
__________
= واخذوا المال، قُتلُوا وصُلبُوا، فإن أخذوا المال ولم يقتلوا قُطعتْ أيديهم وأرجلهم من خلاف، فإن أخافوا السبيل ولم يأخذوا شيئاً ولم يقتلوا طلبوا حتى يُعزرُوا، وهو المرادُ بالنفي عند الشافعية.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي (2207) عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (449) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، والحاكم 4/494 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن حميد، به. ولفظ الحاكم: حتى لا يقال في الأرض: "لا إله إلا الله" وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وأخرجه الترمذي باثر الحديث (2207) عن محمد بن المثنى، عن خالد بن الحارث، عن حميد، عن أنس موقوفاً. ورجحه على المرفوع!
وأخرج الحاكم 4/495، والخطيب 3/82 من طريقين عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أنس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة على رجل يقول: لا إله إلا الله، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر ... ". وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ... ، فتعقبه الذهبي بقوله: سنان لم يرو له مسلم. قلنا: وحديثه حسن في الشواهد.
وسيأتي الحديث من طريق حميد الطويل برقم (13082) ، ومن طريق ثابت البناني برقم (12660) ، كلاهما عن أنس.
وفي الباب عن ابن مسعود عند الحاكم 4/494، وصححه على شرط الشيخين.
وعن أبي هريرة عند ابن عدي في "الكامل" 6/2092، والخطيب في =(19/100)
12044 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ،
__________
= "تاريخه" 8/262.
وعن ابن عمر وابن عباس وعبد الله بن عمرو عند أبي نعيم في " الحلية " 3/305.
قوله: "الله الله" قال القرطبي: قيدنا الكلمتين بالنصب، وهو كالنصب في قوله: الأسد الأسد، بفعل لا يظهر لنيابة التكرار عنه، ولذا إذا لم يكرروا الفعل، يُظهرون الفعل، فيقولون: احذر الأسد، وقيدهما بعضهم بالرفع على الابتداء ورفع الخبر.
قلنا: ورواه بعضهم من حديث أنس فقال فيه مكان هذا الحرف: "لا إله إلا الله"، قال القاضي عياض: هو تفسير لرواية "الله الله"، لأن ذكر الاسم لا ينقطع لعدم إنكار الصانع.
ولا يقال: فيه جواز ردة كل الأمة، لأنه فرق بين الأمة ارتدت، والأمة لم يبق منهم أحد، والحديث من معنى حديث: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق وحثالتهم" وذلك بعد قبض أرواح المؤمنين بالريح اليمانية بعد أن يقاتلوا الدجال ويجتمعوا بعيسى عليه السلام، وليس هو بمعارض لحديث: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة" لأن التقدير: إلى قرب قيام الساعة، وهو وقت بعث الريح، لأن بعثها أحد الأشراط، وقُربُ وقت الشيء بمنزلة حضوره. انظر "شرح الأبى" 1/430.
قلنا: وأخطأ من استنبط من المتأخرين من هذا مشروعية الذكر بالاسم المفرد، وذلك لأنه لم يشرع في كتاب ولا سنة، ولا هو مأثور عن سلف الأمة، والذكر نوع من العبادة، فلا مجال للرأي فيه، ولأن الذكر ثناء على الله سبحانه، وهو لا يكونُ إلا بجملة تامة يحْسُنُ السكوتُ عليها مثل "لا إله إلا الله" ومثل "سبحانُ الله والحمد لله" ومثل "لا حول ولا قوة إلا بالله" وما كان من هذه البابة من الأذكار المأثورة عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والاسم وحْدهُ لا يحْسُنُ السكوتُ عليه، ولا هو جملة تامة، ولا كلام مفيد كما هو مقرر عند أهل العربية.(19/101)
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا حَدَّثْتُكُمْ " قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَبِي؟ قَالَ: " أَبُوكَ حُذَافَةُ " فَقَالَتْ أُمُّهُ: مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَرِيحَ، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ فِيهِ، قَالَ حُمَيْدٌ: وَأَحْسَبُ هَذَا عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضِبِ اللهِ، وَغَضِبِ رَسُولِهِ (1)
12045 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ، وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ، وَلَا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ " (2)
12046 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12192) و (12659) و (12786) و (12820) و (13147) و (13666) و (13667) و (13834) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12883) .
"القُسْط" بضم القاف: بخورٌ معروف.
"بالغمْز" قال السندي: أي: من العُذْرة، وهو بضم عين مهملة، وسكون ذال معجمة: وجع أو ورم يهيج في الحلق من الدم أيام الحر، وكانوا يغمزون موضعه بالأصابع ليخرج منه دم أسود، فأرشدهم إلى أن القسط يُغني عنه.(19/102)
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِشَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ، قُلْتُ: لِمَنْ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ "، قَالَ: " فَلَوْلَا مَا عَلِمْتُ مِنْ غَيْرَتِكَ لَدَخَلْتُهُ "، فَقَالَ عُمَرُ: عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَغَارُ (1)
12047 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ "، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ. قَالَ: " لَيْسَ ذَاكَ كَرَاهِيَةَ الْمَوْتِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حُضِرَ جَاءَهُ الْبَشِيرُ مِنَ اللهِ، بِمَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ، فَلَيْسَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/27، والترمذي (3688) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1266) ، والنسائي في "الكبرى" (8127) ، وأبو يعلى (3860) ، وأبو
القاسم البغوي في "الجعديات" (3012) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"
(1957) و (1959) و (1960) ، وابن حبان (6887) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/162، وفي "معرفة الصحابة" (195) و (196) ، والضياء في "المختارة" (2069) و (2070) و (2071) و (2072) و (2074) و (2077) من طرق عن حميد الطويل، به.
وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة" (451) ، والضياء (2073) من طريق زائدة بن قدامة، عن حميد الطويل والمختار بن فلفل، عن أنس.
وسيأتي الحديث من طريق حميد برقم (12834) و (13775) ، ومن طريق حميد الطويل وأبي عمران الجوني برقم (12983) ، ومن طريق قتادة برقم (13847) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8470) ، وذُكرت شواهده هناك.(19/103)
شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَكُونَ قَدْ لَقِيَ اللهَ، فَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ، أَوِ الْكَافِرَ، إِذَا حُضِرَ جَاءَهُ بِمَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ مِنَ الشَّرِّ، أَوْ مَا يَلْقَاهُ مِنَ الشَّرِّ، فَكَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ " (1)
12048 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: " مَا مَسِسْتُ شَيْئًا قَطُّ خَزًّا، وَلَا حَرِيرًا، أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا شَمَمْتُ رَائِحَةً أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه حسين المروزي في زوائده على الزهد لابن المبارك (971) عن محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (780- كشف الأستار) من طريق خالد بن الحارث، وأبو يعلى (3877) من طريق عبد الله بن بكر، كلاهما عن حميد، به -رواية البزار مختصرة.
وسيأتي من طريق قتادة عن أنس عن عبادة بن الصامت 5/316.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8133) ، وذُكرت شواهده هناك.
قوله: "إذا حُضر"، أي: حضره الموتُ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرج شطره الأول أبو يعلى (3762) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.
وأخرج الشطر نفسه الطبراني في "الأوسط" (2773) من طريق قتادة، والعقيلي في "الضعفاء" 7/2738 من طريق يغنم بن سالم بن قنبر، كلاهما عن أنس.
وسيأتي الحديث من طريق حميد الطويل بالأرقام (13074) و (13715) =(19/104)
12049 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ صَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ، أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ. كُنْتُ أَقُولُ: اللهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُبْحَانَ اللهِ لَا تُطِيقُهُ، وَلَا تَسْتَطِيعُهُ، فَهَلَّا قُلْتَ اللهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " قَالَ: " فَدَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَشَفَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (1)
__________
= و (13818) ويأتي تتمة تخريجه عندها.
وسيأتي من طريق ثابت البناني برقم (13317) ، ومن طريق ثابت وعبد العزيز بن صهيب برقم (13797) .
قوله: "ما مسست" قال السندي: بكسر المهملة الأولى على الأفصح، وكذا "شممت" بكسر الميم الأولى، والمضارع بالفتح فيهما، وقد جاء فيهما فتح العين فالمضارع بضمها.
"خزاً": هو الثوب المتخذ من الحرير المخلوط بالصوف.
"ولا حريراً" خالصاً.
"من ريح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ": أراد به رائحته الطيبة التي هي له من غير أن يستعمل طيباً في بدنه، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: اسمه محمد بن إبراهيم.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (973) ، ومسلم (2688) (23) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1053) ، وفي "الكبري" (7506) من طريق =(19/105)
12050 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيُسْلِمُ لِشَيْءٍ يُعْطَاهُ مِنَ الدُّنْيَا، فَمَا (1) يُمْسِي حَتَّى يَكُونَ الْإِسْلَامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ، وَأَعَزَّ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (2)
__________
= ابن أبي عدي وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/329 من طريق عبد الله بن بكر وحده، به.
وأخرجه مسلم (2688) (23) ، والترمذي (3487) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (1053) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2048) ، وابن حبان (936) و (941) ، والبغوي في "تفسيره" 1/177 من طرق عن حميد، به.
وسقط من مطبوع "اليوم والليلة" ثابتٌ، ويستدرك من "التحفة" 1/132.
وأخرجه ضمن حديث مطول أبو يعلى (3429) من طريق عباد بن كثير، عن ثابت، عن أنس، وعباد بن كثير متروك.
وسيأتي الحديث من طريق حماد بن سلمة عن ثابت برقم (14067) .
وأخرجه عبد بن حميد (1399) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (728) ، وأبو يعلى (3759) و (3802) و (3837) ، والطبري 2/300، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (555) من طرق عن حميد، عن أنس.
وأخرجه مسلم (2688) (24) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1055) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس.
وأخرجه أبو يعلى (4010) من طريق الأعمش، عن أنس، والأعمش لم يسمع من أنس.
(1) في (م) و (س) و (ق) : فلا، والمثبت من (ظ 4) ونسخة في (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3750) من طريق يزيد بن زريع، و (3880) من طريق عبد الله بن بكر، كلاهما عن حميد الطويل، به. =(19/106)
12051 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُسْأَلُ شَيْئًا عَلَى الْإِسْلَامِ، إِلَّا أَعْطَاهُ "، قَالَ: فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ، " فَأَمَرَ لَهُ بِشَاءٍ كَثِيرٍ بَيْنَ جَبَلَيْنِ مِنْ شَاءِ الصَّدَقَةِ ". قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً مَا يَخْشَى الْفَاقَةَ (1)
12052 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَعَثَتْ مَعِي أُمُّ سُلَيْمٍ بِمِكْتَلٍ فِيهِ رُطَبٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ أَجِدْهُ، وَخَرَجَ قَرِيبًا إِلَى مَوْلًى لَهُ، دَعَاهُ صَنَعَ لَهُ طَعَامًا. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، " فَإِذَا هُوَ يَأْكُلُ، فَدَعَانِي لِآكُلَ مَعَهُ " قَالَ:
__________
= وانظر ما بعده.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (2371) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 2/347 من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2312) ، وأبو عوانة، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص51، والبيهقي 7/19 من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ابن خزيمة (2372) ، وابن حبان (6374) من طريق حميد، عن أنس- دون ذكر موسى.
وأخرج أبو الشيخ ص51 من طريق إسحاق بن عبد الله، عن أنس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان لا يُسأل شيئاً إلا أعطاه.
وانظر ما قبله.
وسيأتي عن ثابت عن أنس برقم (12790) .
الفاقة: الحاجةُ والفقر.(19/107)
وَصَنَعَ لَهُ ثَرِيدًا بِلَحْمٍ وَقَرْعٍ قَالَ: " وَإِذَا هُوَ يُعْجِبُهُ الْقَرْعُ " قَالَ: فَجَعَلْتُ أَجْمَعُهُ وَأُدْنِيهِ مِنْهُ. قَالَ: " فَلَمَّا طَعِمَ رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ "، قَالَ: " وَوَضَعْتُ لَهُ الْمِكْتَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَجَعَلَ يَأْكُلُ، وَيَقْسِمُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ آخِرِهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (3303) من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، بهذا الإسناد. وصحح البوصيري إسناده.
وأخرجه ابن سعد 8/429، وابن ماجه (3302) ، وابن حبان (6380) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص213، والبغوي في "شرح السنة" (2860) من طرق عن حميد، به. وحديث ابن ماجه مختصر بلفظ: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحب القرع.
وأخرجه بنحوه البخاري (5420) و (5433) و (5435) ، والنسائي في "الكبري" (6761) ، وأبو عوانة 5/390 و391 من طريق ثمامة بن عبد الله بن أنس، وأبو عوانة 5/391 من طريق هشام بن زيد، وأبو يعلى (3906) من طريق عبد العزيز بن صهيب، و (4170) من طريق شعيب بن الحبحاب، أربعتهم عن أنس، قال: كنت غلاماً أمشي مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على غلامٍ له خياطٍ، فأتاه بقصعةٍ فيها طعام وعليه دباءٌ، فجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتتبعُ الدباء. قال: فلما رأيت ذلك جعلت أجمعُه بين يديه، فأقبل الغلامُ على عمله. قال أنس: لا أزال أحب الدباء بعدما رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صنع ما صنع. واللفظ للبخاري.
وأخرج الترمذي (1849) من طريق معاوية بن صالح، عن أبي طالوت قال: دخلت على أنس بن مالك وهو يأكل القرع وهو يقول: يالك شجرةً ما أحبك إلا لحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياك. وقال: حديث غريب من هذا الوجه.
وسيأتي الحديث من طريق حميد برقم (13783) ، ومختصراً من طريق حميد وثابت برقم (12787) . =(19/108)
12053 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ، وَكَانَ صَائِمًا، فَقَالَ: " أَعِيدُوا تَمْرَكُمْ فِي وِعَائِهِ، وَسَمْنَكُمْ فِي سِقَائِهِ " ثُمَّ قَامَ إِلَى نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، ثُمَّ دَعَا لِأُمِّ سُلَيْمٍ وَلِأَهْلِهَا بِخَيْرٍ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً قَالَ: " مَا هِيَ؟ " قَالَتْ: خَادِمُكَ أَنَسٌ، قَالَ: فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلَا دُنْيَا إِلَّا دَعَا لِي بِهِ، وَقَالَ: " اللهُمَّ ارْزُقْهُ مَالًا وَوَلَدًا، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ ". قَالَ: " فَمَا مِنَ الْأَنْصَارِ إِنْسَانٌ أَكْثَرُ مَالًا مِنِّي، وَذَكَرَ أَنَّهُ لَا يَمْلِكُ ذَهَبًا، وَلَا فِضَّةً، غَيْرَ خَاتَمِهِ " قَالَ: " وَذَكَرَ أَنَّ ابْنَتَهُ الْكُبْرَى أُمَيْنَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ دُفِنَ مِنْ صُلْبِهِ إِلَى مَقْدَمِ الْحَجَّاجِ نَيِّفًا عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ " (1)
__________
=وسيأتي الحديث مطولاً ومختصراً من طرق أخرى عن أنس، ستأتي بالأرقام (12513) و (12546) و (12630) و (12728) و (12811) و (12861) و (13115) و (13142) و (13359) و (13643) و (13894) و (13966) و (14085) و (14092) .
المكْتل: وعاء يسع خمسة عشر صاعاً.
والقرْع: الدُباء.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه ابن سعد 8/429، والبخاري (1982) وبإثره معلقاً، والنسائي في "الكبرى" (8292) ، وأبو يعلى (3878) ، وابن حبان (990) و (7186) ، =(19/109)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=والبيهقي في "الدلائل" 6/195، والبغوي (1820) من طرق عن حميد بن أبي حميد الطويل، بهذا الإسناد. وروايتا البيهقي والبغوي مختصرتان.
وسيأتي من طريق حميد برقم (12953) .
وأخرج قصة الدعاء منه الطيالسي (1987) ، والبخاري (6334) و (6344) و (6380) و (6381) ، ومسلم (2480) ، وأبو يعلى (3200) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/194 من طرق عن شعبة، عن قتادة، عن أنس.
وأخرجها البخاري (6379) ، ومسلم (2480) ، وأبو يعلى (3239) من طريق شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس.
وأخرجه مسلم (2480) (143) ، وابن حبان (7177) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/194-195 من طريق عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس قال: جاءت بي أمي، أم أنس إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد أزرتْني بنصف خمارها وردتْني بنصفه، فقالت: يا رسول الله، هذا أُنيسٌ ابني، أتيتُك به يخدُمُك، فادع الله له. فقال: "اللهم اكثرْ ماله وولده". قال أنس: فوالله إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعافُون على نحو المئة اليوم.
واللفظ لمسلم.
وأخرجه ابن سعد 7/19، وأبو يعلى (4236) من طريق حماد بن زيد، والبخاري في "الأدب المفرد" (653) من طريق سعيد بن زيد، كلاهما عن سنان بن ربيعة، عن أنس بن مالك، قال: ذهبت بي أمي إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رسول الله، خُويدمُك ادع الله له. قال: "اللهم كثر ماله وولده، وأطلْ عمره، واغفر ذنبه" قال أنس: فقد دفنت من صلبي مئة غير اثنين، أو قال: مئة واثنين، وإن ثمرتي لتحمل في السنة مرتين، ولقد بقيت حتى سئمت الحياة، وأنا أرجو الرابعة. وسنده حسن في الشواهد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 1/ (710) من طريق هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن أنس بن مالك- بقصة الدعاء وقول أنس: لقد دفنت من صلبي ... وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/196 من طريق نوح بن قيس، عن ثمامة =(19/110)
12054 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ: هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " إِنَّهُ لَمْ يَرَ مِنَ الشَّيْبِ إِلَّا نَحْوًا مِنْ سَبْعَ عَشْرَةَ، أَوْ عِشْرِينَ شَعْرَةً فِي مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ " وَقَالَ: " إِنَّهُ لَمْ يَشِنْ بِالشَّيْبِ ". فَقِيلَ لِأَنَسٍ: أَشَيْنٌ هُوَ؟ قَالَ: " كُلُّكُمْ يَكْرَهُهُ، وَلَكِنْ خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَخَضَبَ عُمَرُ بِالْحِنَّاءِ " (1)
__________
= بن أنس، عن أنس بن مالك- بقصة الدعاء.
وأخرجه مسلم (2481) (144) ، والترمذي (3827) ، والنسائي في "الكبرى" (8293) ، وأبو يعلى (4354) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/196 من طريق جعفر بن سليمان، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس قال: مر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسمعت أمي أم سليم صوته، فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله أنيس فدعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث دعوات، فقد رأيت منها اثنتين في الدنيا، وأنا أرجو الثالثة في الآخرة.
وخُويصة: ضبطه الحافظ ابن حجر بتشديد الصاد وتخفيفها تصغير خاصة، وقال: وهو مما اغتُفر فيه التقاءُ الساكنين.
وانظر ما سيأتي بالأرقام (12081) و (12103) و (12626) و (13019) .
وسيأتي من حديث أنس عن أم سُليم في مسندها 6/430.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم.
وأخرجه ابن ماجه (3629) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث مختصراً من طريق حميد برقم (11965) .
وأخرج مسلم (2341) (105) من طريق أبي إياس معاوية بن قرة، عن أنس أنه سئل عن شيب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: ما شانه الله ببيضاء.
وأخرج الترمذي في "الشمائل" (47) من طريق عمرو بن عاصم، عن =(19/111)
12055 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ (1) رَجُلٌ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ بِمِشْقَصٍ مَعَهُ، فَتَأَخَّرَ الرَّجُلُ " (2)
__________
= حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس قال: رأيت شعر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مخضوباً. قال حماد: وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عقيل قال: رأيت شعر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أنس بن مالك مخضوباً. وعمرو بن عاصم الكلابي وابن عقيل ليسا بذينك القوييْن.
وقد جاء عن غير واحد من الصحابة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد خضب، فعن ابن عمر فيما سلف برقم (4672) : أنه رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصفر لحيته، وعن أبي رمثة فيما سلف برقم (7104) : أنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبرأسه ردْع حناء، وعن أم سلمة فيما سيأتي 6/296: أنها أخرجت شعراً من شعر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مخضوباً بالحناء والكتم.
وقد جمع النووي في "شرح مسلم" 15/95 بينها وبين حديث أنس بقوله: والمختار أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صبغ في وقتٍ وتركه في معظم الأوقات، فأخبر كلٌ بما رأى، وهو صادق، وهذا التأويل كالمتعين، فحديث ابن عمر في "الصحيحين".
(1) في (م) و (س) : إليه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1072) ، والترمذي (2708) ، وأبو يعلى (3864) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي الحديث من طريق حميد برقم (12257) و (12829) ، وله طرق أخرى عن أنس انظر (12425) و (12985) و (13507) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7313) . وانظر تتمة شواهده هناك. =(19/112)
12056 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى اسْتَحْمَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَافَقَ مِنْهُ شُغْلًا، فَقَالَ: " وَاللهِ لَا أَحْمِلُكَ "، فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ، فَحَمَلَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنِي قَالَ: " فَأَنَا أَحْلِفُ لَأَحْمِلَنَّكَ " (1)
12057 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْدَمَهُ
__________
= والمشقص: نصْل السهم، وهو رأسه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1988) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1391) ، والبزار (1344- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (3835) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص72، والضياء (1984) و (1985) و (1986) و (1987) من طرق عن حميد الطويل، به.
وسيأتي من طريق حميد عن أنس برقم (12835) و (13471) ، ومن طريقه عن أنس عن أبي موسى برقم (12836) و (13620) في مسند أنس.
وسيأتي في مسند أبي موسى من غير هذا الطريق 4/ 398.
قوله: "استحمل"، قال السندي: أي: طلب منه أن يحمله على دابة للجهاد. اهـ.
وقوله: "فأنا أحلف لأحملنك" فمعناه على ما روي عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه القصة نفسها من حديث أبي موسى عند البخاري (3133)
وغيره: "وإني والله- إن شاء الله- لا أحلفُ على يمين فأرى غيرها خيراً منها، إلا اتيتُ الذي هو خير وتحللْتُها".(19/113)
الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ، لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ قَالَ: " سَلْ "، قَالَ: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟، وَمَا أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ مِنْهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟، وَمِنْ أَيْنَ يُشْبِهُ الْوَلَدُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ آنِفًا ". قَالَ: ذَلِكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، قَالَ: " أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، فَنَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْمَشْرِقِ فَتَحْشُرُ النَّاسَ إِلَى الْمَغْرِبِ. وَأَمَّا أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ مِنْهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ، زِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ. وَأَمَّا شَبَهُ الْوَلَدِ أَبَاهُ وَأُمَّهُ، فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ، مَاءَ الْمَرْأَةِ، نَزَعَ إِلَيْهِ الْوَلَدُ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ نَزَعَ إِلَيْهَا ". قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ، وَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي يَبْهَتُونِي عِنْدَكَ، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِمْ فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي: أَيُّ رَجُلٍ ابْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ؟ قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: " أَيُّ رَجُلٍ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ؟ " قَالُوا: خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا، وَعَالِمُنَا وَابْنُ عَالِمِنَا، وَأَفْقَهُنَا وَابْنُ أَفْقَهِنَا، قَالَ: " أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ تُسْلِمُونَ؟ " قَالُوا: أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَخَرَجَ ابْنُ سَلَامٍ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، قَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا، وَجَاهِلُنَا وَابْنُ جَاهِلِنَا، فَقَالَ ابْنُ سَلَامٍ: هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَتَخَوَّفُ مِنْهُمْ (2)
__________
(1) لفظة "رجل" سقط من (م) و (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد بن حميد (1389) ، وابن أبي شيبة =(19/114)
12058 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، نَادَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا انْهَزَمُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ كَفَى ". قَالَ: فَأَتَاهَا أَبُو طَلْحَةَ وَمَعَهَا مِعْوَلٌ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ قَالَتْ: إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بَعَجْتُهُ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، انْظُرْ مَا تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ، (1)
__________
= 13/125، والبخاري (3329) و (3938) و (4480) ، وابن أبي عاصم في "الأوائل" (193) ، والنسائي في "الكبرى" (8254) ، وأبو يعلى (3856) و (3742) ، وابن حبان (7161) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (336) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/528-529 و6/260- 261، والبغوي في "شرح السنة" (3769) ، وفي "معالم التنزيل" له 4/165، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" 2/420-421 من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق حميد برقم (12059) و (12970) ، ومن طريق حميد وثابت برقم (13868) . وانظر أيضاً (13205) .
قوله: "زيادة كبد حوت" قال السندي: هكذا في النسخ بدون الفاء مع وجود "أما" في أول الكلام، وهذا قليل، والغالب وجود الفاء بعد "أما"، قيل: والمراد بزيادة كبد حوتٍ طرفها، وهي أطيب ما يكون من الكبد، وقيل: هي القطعة المتعلقة بالكبد، وهو في غاية اللذة في الطعم.
"نزع إليه": أشبهه وجذبه إليه.
"بُهُت" بضمتين، أو بسكون الثاني، أي: عادتهم الإكثار في البُهتان والكذب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي مختصراً من طريق ثابت برقم (12108) ، وبأطول مما هنا من =(19/115)
12059 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: لَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُسْلِمَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَائِلُكَ، فَقَالَ: " سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ "، قَالَ: قُلْتُ: مَا أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
12060 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَيَزِيدُ قَالَا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، " فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ - قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ عَلَيْنَا - وَأَخَذَ بِيَدِي فَبَعَثَنِي فِي حَاجَةٍ، وَقَعَدَ فِي ظِلِّ حَائِطٍ أَوْ جِدَارٍ، حَتَّى رَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَبَلَّغْتُ الرِّسَالَةَ الَّتِي بَعَثَنِي فِيهَا "، فَلَمَّا أَتَيْتُ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ لَهُ، قَالَتْ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ سِرٌّ، قَالَتْ: احْفَظْ
__________
=طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة برقم (12977) .
وقوله: "اقتل من بعدنا أنهزموا" يوضحه رواية إسحاق، ففيها: "اقتل من بعدنا من الطلقاء، أنهزموا بك".
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وسلف الحديث بطوله برقم (12057) عن ابن أبي عدي عن حميد.(19/116)
عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرَّهُ، قَالَ: فَمَا حَدَّثْتُ بِهِ أَحَدًا بَعْدُ (1)
12061 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: " أَسْلِمْ " قَالَ: أَجِدُنِي كَارِهًا. قَالَ: " أَسْلِمْ، وَإِنْ كُنْتَ كَارِهًا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، ويزيد: هو ابن هارون، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1139) ، وابن ماجه (3700) ، وأبو داود (5203) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3382) ، والبغوي (3307) من طرق عن حميد بن أبي حميد الطويل، بهذا الإسناد- وروايتا أبي داود والبغوي مختصرتان، ورواية ابن ماجه مقتصرة على قوله: أتانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن صبيان فسلم علينا.
وسيأتي الحديث من طريق حميد عن أنس برقم (13469) .
وله طرق أخرى عن أنس ستأتي بالأرقام (12784) و (13293) و (13979) ، والطريقان الأخيران اقتصر فيهما المصنف على قصة سر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقصة التسليم على الصبيان ستأتي من طريق ثابت البناني، عن أنس بالأرقام (12337) و (12724) و (12896) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1990) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (3765) و (3879) ، ومن طريقه (1989) و (1992) من طريقين عن حميد الطويل، به. وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذلك لرجل من بني النجار.
وسيأتي برقم (12868) عن يحيي القطان، عن حميد. وانظر ما سيأتي =(19/117)
12062 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَابْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا (1)
12063 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،
__________
= أيضاً برقم (12543) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وابن جعفر: هو محمد، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه أبو يعلى (3161) عن أبي موسى محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (476) ، وأبو يعلى (3087) و (3155) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (972) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (1697) ، ومسلم (552) ، وأبو داود (475) ، والترمذي (572) ، والنسائي 4/50، وأبو يعلى (2850) و (2885) ، والطبراني في "الصغير" (101) ، وابن حبان (1635) و (1637) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/98، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/396، والبيهقي 2/291 من طرق عن قتادة، به.
وسيأتي بالأرقام (12775) و (12890) و (12891) و (13182) و (13433) و (13450) و (13906) و (13948) .
وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي 5/178.
وعن أبي أمامة، سيأتي 5/260.
وعن بريدة الأسلمي، سيأتي 5/354.
النخاعة: هي البزقة التي تخرج من أصل الفم، مما يلي أصل النخاع. "النهاية".(19/118)
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهُ مُنَاجٍ رَبَّهُ، فَلَا يَتْفُلَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ عَنْ يَمِينِهِ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: - فَلَا يَتْفُلُ أَمَامَهُ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ (1)
12064 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَعْنَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ رِعْلٌ، وَذَكْوَانُ، وَعُصَيَّةُ، وَبَنُو لِحْيَانَ فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا، فَاسْتَمَدُّوهُ عَلَى قَوْمِهِمْ، فَأَمَدَّهُمْ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ بِسَبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ - قَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نُسَمِّيهِمْ فِي زَمَانِهِمُ الْقُرَّاءَ كَانُوا يَحْطِبُونَ بِالنَّهَارِ، وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ - فَانْطَلَقُوا بِهِمْ حَتَّى إِذَا أَتَوْا بِئْرَ مَعُونَةَ، غَدَرُوا بِهِمْ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وابن جعفر: هو محمد الملقب بغُندر، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه أبو يعلى (3169) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، و (3190) من طريق خالد بن الحارث، وأبو عوانة 1/405 من طريق سعيد بن عامر، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (531) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.
وسيأتي من طريق قتادة بالأرقام (12809) و (12991) و (13243) و (13451) و (13567) و (13846) و (13889) و (13953) و (14099) ، وبأطول منه من طريق حميد بالأرقام (12959) و (13066) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4509) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (8234) . وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عمر.(19/119)
فَقَتَلُوهُمْ. " فَقَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَدْعُو عَلَى هَذِهِ الْأَحْيَاءِ: رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، وَبَنِي لِحْيَانَ " قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ: أَنَّهُمْ قَرَءُوا بِهِ قُرْآنًا، - وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّا قَرَأْنَا بِهِمْ قُرْآنًا - " بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا، أنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا، فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا "، ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ بَعْدُ. وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ، أَوْ رُفِعَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (3064) ، وأبو يعلى (3159) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وقرن به البخاريُ سهل بن يوسف.
وأخرجه ابن سعد 2/53، والبخاري (4090) ، وأبو عوانة 5/44، وأبو يعلى (2921) ، والبيهقي في "السنن" 2/199، وفي "الدلائل" 3/348 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه البخاري (4088) ، والحازمي في "الاعتبار" ص86 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس نحوه.
وسيأتي برقم (13683) من طريق قتادة، وبرقم (13462) من طريق حميد بن أبي حميد الطويل، وبرقم (12402) من طريق ثابت البناني، وبرقم (13195) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. وفي حديث حميد: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قنت خمسة عشر يوماً.
وسيأتي الشطر الأول برقم (12087) من طريق عاصم الأحول، وبرقم (13255) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
وسيأتي مختصراً بقصة قنوت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعائه على هذه الأحياء برقم (12150) من طريق قتادة، وبرقم (12655) من طريق عاصم الأحول، وبرقم (12152) من طريق لاحق بن حميد أبي مجلز، وبرقم (13724) من طريق موسى بن أنس. =(19/120)
12065 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَالْخَفَّافُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ "، وَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: " لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ " (1)
__________
= وسيأتي برقم (12849) من طريق قتادة، وبرقم (13431) من طريق حنظلة السدوسي، وبرقم (12911) من طريق أنس بن سيرين، وبرقم (13280) من طريق عاصم الأحول، كلهم عن أنس: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قنت شهراً، وفي بعض الروايات: ان قنوته كان بعد الركوع. وانظر في ذلك ما سيأتي برقم (12117) .
وسيأتي أن قنوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان عشرين يوماً برقم (13158) من طريق حميد الطويل.
وسيأتي أنه قنت حتى فارق الدنيا برقم (12657) من طريق الربيع بن أنس. وهو ضعيف.
وأخرج ابن خزيمة (620) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان لا يقنت إلا إذا دعا لقوم أو دعا على قوم.
وفي باب قصة قتل القراء عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3952) .
وعن عروة مرسلاً ضمن حديث عائشة عند البخاري (4093) .
وفي باب القنوت بالدعاء لقوم أو على قوم عن ابن عباس، سلف برقم (2746) .
وعن ابن عمر، سلف برقم (6349) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7260) و (7464) و (7465) .
وعن خفاف بن إيماء، سيأتي 4/57.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. من جهة ابن أبي عدي وابن =(19/121)
12066 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، عَنْ سَعِيدٍ (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَفْتَرِشْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ كَالْكَلْبِ " (2)
__________
= جعفر، واما متابعهما الخفاف -وهو عبد الوهاب بن عطاء- فمن رجال مسلم دون البخاري.
وأخرجه أبو يعلى (3160) من طريق ابن أبي عدي وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1044) ، وأبو يعلى (3160) ، وابن خزيمة (475) و (476) ، وابن حبان (2284) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه الطيالسي (2019) ، وأبو يعلى (3191) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/337 من طرق عن قتادة، به.
وسيأتي بالأرقام (12104) و (12146) و (12155) و (12426) و (13710) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8408) .
(1) تحرف في (م) إلى: حميد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة محمد بن أبي عدي، وأما متابعه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، فمن رجال مسلم دون البخاري، وهو صدوق.
وأخرجه أبو يعلى (2986) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (892) ، والنسائي 2/183 و213-214 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به- وقرن به النسائي في الموضع الأول حماد بن سلمة.
وأخرجه أبو يعلى (2853) ، وعنه ابن حبان (1927) من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة، به.
وسيأتي بالأرقام (12149) و (12812) و (12840) و (12991) و (13091) و (13232) و (13420) و (13896) و (13897) و (13898) و (13973) =(19/122)
12067 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنِّي لَأَدْخُلُ الصَّلَاةَ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُطِيلَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَاوَزُ فِي صَلَاتِي، مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ " (1)
__________
= و (14097) . وانظر ما سيأتي برقم (12758) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله والبراء بن عازب وعائشة، ستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/315 و4/283 و6/31.
قوله: "اعتدلوا في السجود"، قال السندي: أي: توسطوا فيه بين الافتراش والقبض بوضح الكفين على الأرض ورفع المرفقين عنها، والبطن عن الفخذ، وافتراش الكلب: هو وضع المرفقين مع الكفين على الأرض.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وعبدُ الوهاب بن عطاء الخفاف من رجال مسلم وحده.
وأخرجه البخاري (710) ، وابن خزيمة (1610) من طريق محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (3158) من طريق أبي موسى محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، به.
وأخرجه البيهقي 2/393 من طريق يحيي بن أبي طالب، عن عبد الوهاب الخفاف وحده، به.
وأخرجه البخاري (709) ، ومسلم (470) (192) ، وابن ماجه (989) ، وأبو يعلى (3144) ، وأبو عوانة 2/88، وابن حبان (2139) ، والبيهقي 2/393، والبغوي (845) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه البيهقي 3/118، والحافظ ابن حجر في "التغليق" 2/298 من طريق أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، به. وعلقه البخاري من هذا الطريق بإثر الحديث (710) . =(19/123)
12068 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْتُلُوهُ " (1)
__________
=وسيأتي بنحوه عن ثابت عن أنس برقم (12547) ، وعن حميد برقم (12877) ، وعن شريك برقم (13445) ، وعن علي بن زيد وحميد وثابت برقم (13701) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9581) .
وعن أبي قتادة، سيأتي 5/305، وهو عند البخاري (707) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/423.
ومن طريق مالك أخرجه ابن سعد 2/139، وابن أبي شيبة 14/492، والحميدي (1212) ، والدارمي (1938) و (2456) ، والبخاري (1846) و (3044) و (4286) و (5808) ، ومسلم (1357) ، وأبو داود (2685) ، والترمذي في "السنن" (1693) ، وفي "الشمائل" (105) و (106) ، والنسائي في "المجتبى" 5/200 و201، وفي "الكبرى" (8584) ، وابن ماجه (2805) ، وأبو يعلى (3539) و (3540) و (3541) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص125، وابن خزيمة (3063) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/258-259، وفي "شرح مشكل الآثار" (4519) و (4520) ، وابن حبان (3719) و (3721) و (3805) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (586) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص446، وأبو نعيم في "الحلية" 8/139، وفي "أخبار أصبهان" 1/150، والبيهقي 5/177 و6/323 و7/59 و8/205، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/273 و415 و2/57 و10/351، والبغوي (2006) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/159 و160- واقتصر بعض أصحاب هذه المصادر على قول أنس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل عام الفتح وعلى رأسه مِغْفَر.
وسقط مالك من رواية أبي يعلى (3540) . =(19/124)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَفِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ - يَعْنِي مَالِكًا - قَالَ: وَلَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ مُحْرِمًا، وَاللهُ أَعْلَمُ
12069 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ؟ يَعْنِي يَوْمَ عَرَفَةَ قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهِلُّ الْمُهِلُّ مِنَّا، فَلَا يُنْكِرُ عَلَيْهِ، وَيُكَبِّرُ الْمُكَبِّرُ مِنَّا فَلَا يُنْكِرُ عَلَيْهِ " (1)
__________
= وسيأتي من طرق عن مالك بالأرقام (12681) و (12852) و (12932) و (13345) و (13413) و (13436) و (13518) .
وأخرجه ابن سعد 2/139-140، وابن عدي 4/1500 من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله الأصبحي، وأبو نعيم 10/290-291 من طريق ابن أبي ذئب، كلاهما عن ابن شهاب، به- واقتصر ابن عدي وأبو نعيم على قصة المغفر، وهذان الإسنادان ضعيفان، فإن أبا أويس يضعف إذا روى ما يخالف من هو أوثق منه، واما إسناد أبي نعيم، ففيه أحمد بن عيسى أبي طاهر رماه الدارقطني بالكذب كما في "الميزان" 1/126.
وقد ذكر ابن عبد البر وغيره أن مالكاً انفرد بهذا الحديث، ولا يحفظ عن غيره من طريق صحيح.
والمغْفر: ما غطى الرأس من السلاح كالبيضة وشبهها، من حديد كان أو من غيره.
وأما قتل ابن خطل فسببه أنه كان مسلماً ثم ارتد وقتل مسلماً، وكان يسب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويهجوه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومحمد بن أبي بكر: هو ابن عوف الثقفي. وهو في "الموطأ" 1/337.
ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/352، والدارمي (1877) ، والبخاري =(19/125)
12070 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ، لَا يَقْطَعُهَا " (1) قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ بِهِ (2)
__________
= (970) و (1659) ، ومسلم (1285) (274) ، والنسائي 5/250، وابن حبان (3847) ، والبيهقي 3/313 و5/112، والبغوي (1924) .
وأخرجه الحميدي (1211) ، ومسلم (1285) (275) ، والنسائي 5/251 من طريق موسى بن عقبة، وابن ماجه (3008) من طريق محمد بن عقبة، كلاهما عن محمد بن أبي بكر، به.
وسيأتي برقم (13521) عن أبي سلمة الخزاعي عن مالك، وبرقم (12493) من طريق عبد العزيز ابن الماجشون عن محمد بن أبي بكر.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4458) .
المُهل: هو الملبي، أي القائل: لبيك اللهم لبيك. وسلف الكلام على الحديث في مسند ابن عمر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وسيتكرر برقم (12928) .
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/30 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (2991) من طريق سليمان التيمي، والطبري في "تفسيره" 27/183، والطبراني في "الأوسط" (2540) من طريق عمران القطان، والطبري 27/184 من طريق أبي هلال، ثلاثتهم عن قتادة، به- وعند أبي يعلى وقع "ألف عام"!
وسيأتي بالأرقام (12390) و (12677) و (13155) و (13458) .
(2) القائل "فحدثت به أبي" هو سليم بن حيان، وأبوه: هو حيان بن =(19/126)
12071 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَأَنْ يُنْبَذَ فِيهِ " (1)
__________
= بسطام الهُذلي البصري، وهذا لم يرو عنه سوى ابنه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن حديث أبي هريرة صحيح من غير هذا الطريق، وقد سلف في مسنده برقم (7498) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي 2/94، والحميدي (1185) ، ومسلم (1992) (31) ، وأبو عوانة 5/310، والبيهقي 8/109 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2110) ، والبخاري (5587) ، ومسلم (1992) (30) ، والنسائي 8/305، وأبو عوانة 5/311 و312 و312-313، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/226، وابن حبان كما في "إتحاف المهرة" 2/313 (وليس هو في "الإحسان") ، والطبراني في "الأوسط" (376) ، والبيهقي 8/308-309 من طرق عن الزهري، به.
وسيأتي الحديث من طريق معمر عن الزهري برقم (12684) ، ومن طريق المختار بن فلفل برقم (12099) ، ومن طريق عمارة بن عاصم برقم (12707) ، ثلاثتهم عن أنس.
الدُباءُ: هو القرْع اليابس. والمزفت: المطلي بالزفت.
قلنا: وتحريم الانتباذ في هذه الأوعية منسوخ، وستأتي الإشارة إلى نسخه في حديث أنس نفسه برقم (13487) و (13615) . وكذا هو منسوخ بحديث بريدة الأسلمي الذي ذكرناه عند حديث أبي هريرة السالف برقم (7289) .
قوله: "وأن يُنبذ فيه" قال السندي: عطف على الدُباء والمزفت، كما في أعجبني زيدٌ وعلمه، وضمير "فيه" لكل واحد.(19/127)
12072 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، كَشَفَ السِّتَارَةَ، وَالنَّاسُ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَنَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ كَأَنَّهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، فَأَرَادَ النَّاسُ أَنْ يَتَحَرَّكُوا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ اثْبُتُوا، وَيَلْقَى السَّجْفَ، وَتُوُفِّيَ فِي آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
12073 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَهُ مِنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (1188) ، ومسلم (419) (99) ، وابن ماجه (1624) ، والترمذي في "الشمائل" (367) ، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/152، والنسائي 4/7، وأبو يعلى (3548) و (3596) ، وابن خزيمة (1650) ، وأبو عوانة 2/118 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (754) و (1205) و (4448) ، وابن خزيمة (867) و (1650) ، وابن حبان (6620) من طرق عن الزهري، به.
وسيأتي بالأرقام (12666) و (13028) و (13029) و (13030) و (13093) من طريق الزهري، ومن طريق عبد العزيز بن صهيب برقم (13204) .
قوله: "كأنه ورقة مصحف"، قال النووي 4/142: عبارة عن الجمال البارع، وحُسْن البشرة، وصفاء الوجه واستنارته. وفي المصحف ثلاث لغات: ضمُ الميم، وكسرها، وفتحها.
والسجف -بفتح السين وكسرها-: الستْر.(19/128)
وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ (1)
12074 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَهُ مِنْ أَنَسٍ قَالَ: سَقَطَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَرَسٍ، فَجُحِشَ شِقُّهُ الْأَيْمَنُ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُودُهُ فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى قَاعِدًا، وَصَلَّيْنَا قُعُودًا، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: " إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا " - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: - " فَإِذَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2091) ، والحميدي (1183) ، ومسلم (2559) ، والترمذي (1935) ، وأبو يعلى (3549) و (3550) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 2/305 و306 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/907، والطيالسي (2091) و (2092) ، والبخاري في "الصحيح" (6076) ، وفي "الأدب المفرد" (398) ، ومسلم (2559) ، وأبو داود (4910) ، وأبو يعلى (3551) و (3612) ، وأبو عوانة كما في "الإتحاف" 2/306، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (454) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2741، والطبراني في "الأوسط" (7870) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/374، وفي "أخبار أصبهان" 1/257، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/116، والبغوي (3522) من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه أبو يعلى (3771) من طريق حميد الطويل، عن أنس.
وسيأتي من طريق الزهري بالأرقام (12691) و (13053) و (13180) و (13354) ، ومن طريق قتادة برقم (13179) .
ويشهد لشطره الأول حديث أبي بكر السالف برقم (5) .
ولشطره الثاني في النهي عن الهجران حديث سعد بن أبي وقاص السالف برقم (1519) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(19/129)
سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِنْ صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعُونَ (1)
12075 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/325 و14/174، والحميدي (1189) ، والبخاري (805) و (1114) ، ومسلم (411) (77) ، والنسائي 2/83 و195-196، وابن ماجه (1238) ، وأبو يعلى (3558) و (3595) ، وابن الجارود (229) ، وابن خزيمة (977) ، وأبو عوانة 2/105 و106، وابن حبان (2102) ، والبيهقي 3/78، والبغوي (850) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/135، والشافعي في "الرسالة" (696) ، وفي "المسند" 1/111، والطيالسي (2090) ، وعبد الرزاق (4079) ، والدارمي (1256) ، (1310) ، والبخاري (689) و (732) و (733) ، ومسلم (411) (78) و (79) و (80) ، وأبو داود (601) ، والترمذي (361) ، والنسائي 2/98-99، وأبو عوانة 2/106 و107، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"
(5637) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/403، وابن حبان (2103) و (2108) و (2113) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص125، وأبو نعيم في "الحلية" 3/373، وفي "أخبار أصبهان" 1/86، والبيهقي 3/79، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/132 و134، والبغوي (850) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق الزهري برقم (12652) و (12656) ، ومن طريق حميد برقم (13071) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7144) . وانظر تتمة شواهده والكلام على الحديث هناك.(19/130)
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: " مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ شَيْءٍ - وَقَالَ سُفْيَانُ: مَرَّةً مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ شَيْءٍ - وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً أُخْرَى: " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " (1)
12076 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1018) ، والحميدي (1190) ، ومسلم (2639) (162) ، وأبو يعلى (3556) و (3557) و (3597) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (475) ، وابن حبان (563) ، وابن منده في "الإيمان" (289) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/309، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/255 و8/461، والبغوي (3476) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1190) ، وابن منده (291) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/160 من طرق عن الزهري، به مختصراً.
وسيأتي من طريق الزهري برقم (12692) . وانظر ما سلف برقم (12013) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (1181) ، وابن أبي شيبة 2/420، والدارمي (1281) ، ومسلم (557) ، والترمذي (353) ، والنسائي 2/111، وابن ماجه (933) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1990) ، وابن خزيمة (934) و (1651) ، وأبو عوانة 2/14، وأبو يعلى (3546) و (3547) و (3598) ، والبيهقي 3/72، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/101، والبغوي (800) من طريق =(19/131)
12077 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَهُ مِنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ، وَمَاتَ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ، وَكُنَّ أُمَّهَاتِي تَحُثُّنِي عَلَى خِدْمَتِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا، فَحَلَبْنَا لَهُ مِنْ شَاةٍ دَاجِنٍ، وَشِيبَ لَهُ مِنْ بِئْرٍ فِي الدَّارِ، وَأَعْرَابِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَسَارِهِ وَعُمَرُ نَاحِيَةً، فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَعْطِ أَبَا بَكْرٍ، فَنَاوَلَ الْأَعْرَابِيَّ، وَقَالَ: " الْأَيْمَنُ فَالْأَيْمَنُ " (1)
__________
= سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1281) ، والبخاري (672) ، ومسلم (557) ، وابن الجارود (223) ، وأبو يعلى (3577) ، والطحاوي (1991) و (1992) ، وابن حبان (2066) ، والبيهقي 3/72-73 من طرق عن الزهري، به- زاد بعضهم "وهو صائم".
وسيأتي برقم (12645) من طريق معمر عن الزهري. وانظر ما سلف برقم (11971) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، والزهري هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري.
وأخرجه ابن سعد 7/20، والحميدي (1182) ، ومسلم (2029) (125) ، وأبو يعلى (3552) و (3553) و (3554) و (3555) و (3600) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/285، وفي "الآداب" (552) ، وفي "شعب الإيمان" (6034) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/152، والبغوي (3053) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2094) ، والدارمي (2116) ، والبخاري (2352) و (5612) ، والنسائي في "الكبرى" (6861) ، وأبو يعلى (3561) و (3562) و (3563) و (3613) ، وابن حبان (5336) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" =(19/132)
وقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنَا أَنَسٌ
12078 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَمَ عَلَى صَفِيَّةَ بِتَمْرٍ وَسَوِيقٍ " (1)
__________
= ص224، وأبو نعيم في "الحلية " 3/374، والبغوي (3052) من طرق عن الزهري، به- وهو عند بعضهم مختصر.
وسيأتي من طريق الزهري بالأرقام (12121) و (13038) و (13422) ، ومن طريق عبد الله بن عبد الرحمن برقم (13512) .
وفي الباب عن سهل بن سعد، سيأتي 5/333.
قوله: "كن أمهاتي"، قال السندي: أي أمي وخالتي وقرابتهما.
"داجن": هي الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم.
"الأيمن فالأيمن": بالنصب، أي: قدم الأيمن، أو بالرفع، أي: يتقدمُ أو أحقُّ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3559) ، وابن الجارود (727) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (1184) ، وأبو داود (3744) ، وابن ماجه (1909) ، والترمذي في "السنن" (1095) و (1096) ، وفي "الشمائل" (178) ، والنسائي في "الكبرى" (6601) ، وأبو يعلى (3580) ، وابن حبان (4061) و (4064) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (184) ، والبيهقي 7/260 من طرق عن سفيان بن عيينة، عن وائل بن داود، عن ابنه بكر بن وائل، عن الزهري، به. وقد تحرف عند بعضهم ابنه إلى: أبيه. قال الترمذي عقبه: وكان سفيان بن عيينة يدلس في هذا الحديث، فربما لم يذكر فيه عن وائل عن ابنه، وربما ذكره.
قلنا: قد بين ابنُ عيينة سبب ذلك، فقد روى عنه الحميدي ومن طريقه أبو =(19/133)
12079 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مَيْسَرَةَ، وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعْتُهُمَا يَقُولَانِ: سَمِعْنَا (1) أَنَسًا يَقُولُ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَبِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ (2)
__________
= يعلى عقب الحديث قوله: وقد سمعت الزهري يحدث به، فلم أحفظه، وكان بكر بن وائل يجالس الزهري معنا.
وانظر ما سلف برقم (11953) .
قوله: "سويق": هو الطعام المتخذ من مدقوق الحنطة والشعير.
(1) في (ظ 4) : سمعا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (12098) .
وأخرجه عبد الرزاق (4317) ، والدارمي (1508) ، ومسلم (690) (11) ، وأبو داود (1202) ، والترمذي (546) ، والنسائي 1/235، وأبو يعلى (3633) ، والبغوي (1020) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (1191) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر وحده، به.
وأخرجه ابن حبان (2746) من طريق عمرو بن الحارث، عن محمد بن المنكدر، به- وذكر مكان ذي الحليفة: الشجرة، وهو موضع فيه.
وأخرجه الحميدي (1193) ، وابن أبي شيبة 2/443، وعنه أبو يعلى (3665) عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة وحده، به.
وسيأتي الحديث من طريق محمد بن المنكدر وإبراهيم بن ميسرة برقم (12818) ، ومن طريق محمد بن المنكدر وحده برقم (13488) وفي مسند جابر 3/378، ومن طريق أبي قلابة عن أنس برقم (12083) . وانظر ما سيأتي برقم (12299) .
قوله: "بذي الحُليفة ركعتين" قال السندي: أي حين خرج لحجة الوداع، فمن خرج مسافراً يقْصُر وان لم يقطع مسافة السفر، ولا يلزم منه أن يكون ذو =(19/134)
12080 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ (1) بْنُ أَبِي بَكْرٍ، سَمِعَ أَنَسًا يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثٌ: أَهْلُهُ، وَمَالُهُ، وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى وَاحِدٌ يَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ " (2)
__________
= الحليفة من المدينة مسافة سفر يصح فيها القصر، وهو ظاهر.
(1) جاء في النسخ الخطية: عبيد الله بالتصغير، وهو خطأ قديم، وبناءً عليه أورد الحافظ ابن حجر هذا الحديث في "أطراف المسند" 1/441 في ترجمة عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، والصواب أنه من حديث عبد الله -بالتكبير- بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وهو المحفوظ كما في رواية البخاري وغيره.
(2) لفظة "يرجع" سقطت من (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (636) ، والحميدي (1186) ، والبخاري (6514) ، ومسلم (2960) ، والترمذي (2379) ، والنسائي في "المجتبى" 4/53، وفي الرقائق من "الكبرى" (2064) ، وفيها كما في "تحفة الأشراف" 1/250، وابن حبان (3107) ، والحاكم 1/74، وأبو نعيم في "الحلية" 10/4، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3339) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2013) ، وابن حبان (3108) ، والحاكم 1/371، والبيهقي في "الشعب" (3340) من طريق عمران القطان، عن قتادة، عن أنس مرفوعا: "لابن آدم ثلاثة أخلاء: أما خليل، فيقول: ما أنفقت فلك، وما أمسكت فليس لك، فهذا ماله، وأما خليلٌ، فيقول: أنا معك، فإذا أتيت باب
الملك تركتُك ورجعت، فذلك أهله وحشمه، وأما خليل فيقول: أنا معك حيث دخلت وحيث خرجت، فهذا عمله، فيقول: إنْ كنت لأهون الثلاثة على". وإسناده حسن، وصححه الحاكم.(19/135)
12081 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَنَسٍ قَالَ: " صَلَّيْتُ أَنَا وَيَتِيمٌ كَانَ عِنْدَنَا فِي الْبَيْتِ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فِي بَيْتِنَا - خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَارِهِمْ، وَصَلَّتْ أُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا " (1)
12082 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَهْرِيقُوا عَلَيْهِ ذَنُوبًا أَوْ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن عبد الله: هو ابن أبي طلحة.
وأخرجه الشافعي 1/106 والحميدي (1194) ، والبخاري (727) و (871) ، والنسائي 2/118، وابن خزيمة (1539) و (1540) ، وأبو عوانة 2/75، والبيهقي في "السنن" 3/106، والبغوي (829) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث بالأرقام (12340) و (12507) و (12680) . وانظر ما سلف (12053) .
قوله: "وأم سليم خلفنا" قال السندي:: أي خلف الاثنين هو واليتيم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد الأنصاري.
وأخرجه الشافعي 1/25، والحميدي (1196) ، والترمذي (148) ، وأبو عوانة 1/214، والبيهقي 2/427 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (1660) ، وابن أبي شيبة 1/193، والدارمي (740) ، والبخاري (221) ، وبإثر الحديث (220) ، ومسلم (284) (99) ، والنسائي 1/47 و48، والطحاوي 1/13، وأبو عوانة 1/213-214، والبيهقي 2/427 =(19/136)
12083 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ " (1)
12084 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَكَانُوا يَفْتَتِحُونَ بِ {الْحَمْدُ} (3) [الفاتحة: 2] "
__________
= من طرق عن يحيي بن سعيد الأنصاري، به.
وسيأتي الحديث من طريق يحيي الأنصاري برقم (12132) و (12709) ، ومن طريق إسحاق بن عبد الله برقم (12984) ومن طريق ثابت برقم (13368) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7255) .
الذنُوب والسجْل، كلاهما بمعنى: وهو الدلْو المملوءة ماء.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السخْتياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرْمي.
وأخرجه الحميدي (1192) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (14) ، وعبد الرزاق (4315) ، والبخاري (1547) و (1548) و (2951) ، ومسلم (690) (10) ، والنسائي 1/237، وأبو يعلى (2794) ، وابن حبان (2743) و (2744) ، والبيهقي 5/10 من طرق عن أيوب السختياني، به.
وسيأتي الحديث من طريق أبي قلابة برقم (12934) ، ومطولاً برقم (13831) . وانظر ما سلف برقم (1207) .
(2) تحرف في (م) إلى: أبي أيوب.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي 1/78، والحميدي (1199) ، والبخاري في "جزء القراءة =(19/137)
12085 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى، قِيلَ لِسُفْيَانَ يَعْنِي، سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ يَقُولُ: دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْصَارَ لِيُقْطِعَ لَهُمُ الْبَحْرَيْنِ، فَقَالُوا: لَا حَتَّى تُقْطِعَ لِإِخْوَانِنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِثْلَنَا، فَقَالَ: " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي " (1)
__________
= خلف الإمام" (127) ، والنسائي 2/133، وابن ماجه (813) ، وابن الجارود (182) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/51، وفي "معرفة السنن والآثار" (723) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. زادوا في رواياتهم: (لله رب العالمين) إلا البخاري. وانظر (11991) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، ويحيي: هو ابن سعيد الأنصاري.
وأخرجه الحميدي (1195) ، والبخاري (3794) ، ومن طريقه البغوي (2192) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2376) و (3163) ، وأبو يعلى (3649) و (3651) ، وابن حبان (7276) ، والبيهقي 6/143-144 من طرق عن يحيي بن سعيد الأنصاري، به.
وعلقه البخاري (2377) ، فقال: قال الليث، عن يحيي بن سعيد، عن أنس.. فذ كره.
وسيأتي الحديث من طريق أبي معاوية عن يحيي بن سعيد الأنصاري برقم (12706) ، ومن طريق يحيي بن سعيد القطان عن يحيي بن سعيد الأنصاري برقم (12885) .
وسيأتي دون قصة البحرين من طريق هشام بن زيد عن أنس برقم (12749) .
وسيأتي ضمن قصة مطولة في تقسيم الغنائم يوم حُنين من طريق الزهري، عن أنس برقم (12696) .
وأخرج الطيالسي (1969) عن شعبة، عن قتادة، عن أنس: أن رجلاً من =(19/138)
12086 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَبَّحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ بُكْرَةً، وَقَدْ خَرَجُوا بِالْمَسَاحِي، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، ثُمَّ أَحَالُوا يَسْعَوْنَ إِلَى الْحِصْنِ، وَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: " خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ "، فَأَصَبْنَا حُمُرًا خَارِجَةً مِنَ الْقَرْيَةِ، فَاطَّبَخْنَاهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولَهُ
__________
= الأنصار قال للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا رسول الله، استعملت فلاناً ولم تستعملني. فقال: "إنكم سترون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض". وستأتي هذه القصة من طريق شعبة عن قتادة عن أنس عن أسيد بن حُضير 4/351.
وفي الباب عن عبد الله بن زيد المازني، سيأتي 4/42، وهو متفق عليه.
وعن البراء بن عازب، سيأتي 4/292.
وعن أبي قتادة الأنصاري، سيأتي 5/304.
قوله: "ليقطع لهم البحرين"، أي: ليجعل خراجه لهم ويعطيهم، منْ: أقطع الإمامُ فلاناً أرضاً: إذا أعطاه إياها، وقد جاء في الأحاديث: قطعها له باللام، بهذا المعنى، فالمذكور في هذا الحديث يحتمل أن يكون من الإقطاع، وهو المشهور، أو القطْع.
"أثرة" بفتحتين: اسم من الاستيثار، وكذا بضم وسكون.
"فاصبروا"، أي: على الإيثار.
قال الحافظ في "الفتح" 7/118: وأشار صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك إلى أن الأمر يصير في غيرهم، فيختصون دونهم بالأموال، وكان الأمر كما وصف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(19/139)
يَنْهَيَانِكُمْ عَنِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، فَإِنَّهَا رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه البخاري (2991) و (4198) ، والنسائي 7/203-204 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرج الشطر الأول منه الحميدي (1198) ، والبخاري (3647) من طريق سفيان بن عيينة، به.
اما الشطر الثاني -وهو النهي عن لحوم الحمر الأهلية- فأخرجه أبو عوانة 5/167 من طريق أحمد بن حنبل، به.
وأخرجه كذلك الحميدي (1200) ، ومسلم (1940) (34) ، والنسائي 1/56، وأبو عوانة 5/167-168، والطحاوي 4/205، والبيهقي 9/331 من طريق سفيان بن عيينة، به.
وسيأتي مطولاً ومختصراً من طريق هشام بن حسان عن ابن سيرين برقم (12140) و (12217) ، ومن طريق أيوب عن ابن سيرين برقم (12670) و (12679) .
ولقوله: "خربت خيبر ... " انظر ما سلف من طريق عبد العزيز بن صهيب برقم (11992) .
وفي باب النهي عن لحوم الحمر الأهلية عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7039) . وذُكرت بعضُ شواهده هناك.
تنبيه: جاء في التعليق على هذا الحديث في مسند ابن عمرو تعليل النهي عن الحمر الأهلية بما رواه مسلم (1939) (32) عن ابن عباس بأنه كان حمولة الناس، فكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تذهب حمولتهم.
والاقتصار على هذا التعليل خطأ، كيف وقد شك ابن عباس في هذا الحديث نفسه عند مسلم (1939) وكذا عند البخاري (4227) فقال: لا أدري =(19/140)
قَالَ سُفْيَانُ: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ يَقُولُ: وَالْجَيْشُ
12087 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " مَا وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَرِيَّةٍ مَا وَجَدَ عَلَيْهِمْ، كَانُوا يُسَمَّوْنَ الْقُرَّاءَ " قَالَ سُفْيَانُ: " نَزَلَ فِيهِمْ: " بَلِّغُوا قَوْمَنَا عَنَّا أَنَّا قَدْ رَضِينَا وَرَضِيَ عَنَّا " قِيلَ لِسُفْيَانَ: فِيمَنْ نَزَلَتْ؟ قَالَ: " فِي أَهْلِ بِئْرِ مَعُونَةَ " (1)
12088 - قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: " مَا وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَا وَجَدَ عَلَى السَّبْعِينَ الَّذِينَ أُصِيبُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ " (2)
12089 - قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا،
__________
= أنهى عنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أجل أنه كان حمولة الناس، فكره أن تذهب حمولتهم، أو حرمه في يوم خيبر. يعني على إطلاقه.
والذي دل عليه حديث أنس نصاً أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما حرمه مطلقاً من أجل أنه رجس. وانظر "فتح الباري" 9/655-656.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول.
وأخرجه الحميدي (1207) ، وابن سعد 2/54، ومسلم (677) (302) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وليس فيه عندهم قول سفيان في آخره.
وسيأتي من طريق عاصم برقم (12088) و (13027) . وانظر ما سلف برقم (12064) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.(19/141)
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " حَالَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فِي دَارِنَا " قَالَ سُفْيَانُ: " كَأَنَّهُ يَقُولُ: آخَى " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (655) ، والحميدي (1205) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (569) ، وأبو داود (2926) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2294) و (6083) ، ومسلم (2529) (205) ، وأبو يعلى (4023) و (4024) ، وابن حبان (4520) ، والبيهقي 6/262 من طرق عن عاصم الأحول، به.
وأخرجه أبو يعلى (3356) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس.
وسيأتي الحديث من طريق عاصم الأحول بالأرقام (12472) و (13986) و (13987) .
قوله: "حالف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... إلخ"، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/424-425: أي: آخى بينهم وعاهد، وأصلُ الحلْف: المعاقدةُ والمعاهدة على التعاضد والتساعُد والاتفاق، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات، فذلك الذي ورد النهيُ عنه في الإسلام بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا حلْف في الإسلام" وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم، وصلة الأرحام، كحلف المُطيبين وما جرى مجراه، فذلك الذي قال فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وأيُما حلْف كان في الجاهلية لم يزده الإسلامُ إلا شدة" يريد من المعاقدة على الخير، ونُصْرة الحق، وبذلك يجتمع الحديثان، وهذا هو الحلفُ الذي يقتضيه الإسلام، والممنوع منه ما خالف حُكم الإسلام.
وقيل: المحالفة كانت قبل الفتح، وقوله: "لا حلف في الإسلام" قاله زمن الفتح، فكان ناسخا. (كما في حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم: =(19/142)
12090 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ لَهُ (1) حَادٍ يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشَةُ، وَكَانَتْ أُمُّ أَنَسٍ مَعَهُمْ، فَقَالَ: " يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ بِالْقَوَارِيرِ " (2)
12091 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي بِالْبَيْدَاءِ: " لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ، وَحَجَّةٍ مَعًا " (3)
__________
= (6692) .
(1) في (ظ 4) : وله حاد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. التيمي: هو سليمان بن طرخان.
وأخرجه الحميدي (1209) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (529) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/30، وابن الأعرابي في "معجمه" (42) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/430، ومسلم (2323) (72) ، وأبو يعلى (4064) ، وابن حبان (5800) و (5802) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/143، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/208 من طرق عن سليمان التيمي، به.
وسيأتي الحديث عن يحيي القطان برقم (12165) ، وعن إسماعيل ابن علية برقم (12799) ، كلاهما عن سليمان التيمي.
وسيأتي الحديث في مسند أم سُليم 6/376 من طريق سليمان التيمي، عن أنس، عن أم سليم.
وانظر ما سلف برقم (12041) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد =(19/143)
12092 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ (1) ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " لَمَّا رَمَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمْرَةَ (2) ، وَنَحَرَ هَدْيَهُ، حَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: وَأَعْطَى الْحَالِقَ - شِقَّهُ الْأَيْمَنَ، فَحَلَقَهُ فَأَعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ، ثُمَّ حَلَقَ الْأَيْسَرَ فَأَعْطَاهُ النَّاسَ " (3)
__________
= الطويل.
وأخرجه الحميدي (1215) ، وأبو يعلى (3737) ، والبغوي (1881) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (11958) .
(1) تحرف "ابن سيرين عن أنس" في (م) إلى: عن أنس وابن سيرين!
(2) في (س) و (ق) و (م) : جمرة العقبة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن سيرين: هو محمد.
وأخرجه الحميدي (1220) ، ومسلم (1305) (326) ، وأبو داود (1982) ، والترمذي (912) ، والنسائي في "الكبرى" (4116) ، وابن خزيمة (2928) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 2/280، وابن حبان (3879) ، والبيهقي 1/25 و7/67 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1305) (323) و (324) و (325) ، وأبو داود (1981) ، والنسائي في "الكبرى" (4102) ، وأبو يعلى (2827) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 2/280، وابن حبان (1371) ، والبيهقي 5/103 من طرق عن هشام بن حسان، به.
وسيأتي بالأرقام (13164) و (13242) و (13685) .
وأخرج البخاري (171) ، والبيهقي 7/67 من طريق عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أنس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما حلق رأسه كان أبو طلحة أول من أخذ من شعره.(19/144)
12093 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَهْدَى أُكَيْدِرُ دُومَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي حُلَّةً - فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ حُسْنِهَا (1) فَقَالَ: " لَمِنْدِيلُ (2) سَعْدٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ - أَوْ أَحْسَنُ - مِنْهَا " (3)
__________
= وانظر ما سيأتي برقم (12363) و (12483) .
قوله: "حجم" قال السندي: فيه إطلاق الحجامة على حلق الرأس.
"فأعطاه أبا طلحة"، أي: ليتبرك به هو وأهله.
(1) في (م) و (س) و (ق) : فأعجب الناس حسنها.
(2) في (م) و (س) و (ق) : لَمَنَادِيلُ.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن جدعان -وهو علي بن زيد بن عبد الله- لكنه قد توبع.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/309-310 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (1203) عن سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5347) ، وفي "مسند الشاميين" (1693) من طريق الزهري، عن أنس.
وسيأتي الحديث من طريق علي بن زيد بن جدعان برقم (13400) و (13626) ، ومن طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12223) و (13148) و (13492) .
وفي الباب عن البراء بن عازب، سيأتي 4/289.
قوله: "أُكيْدر دُومه" بضم الهمزة وفتح الكاف وسكون التحتية: هو الكنْدي صاحب دومة الجنْدل، مدينة بين الشام والحجاز، قرب تبوك. ذكره ابن منده وأبو نعيم في الصحابة وقالا: كتب إليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأرسل إليه سرية مع خالد بن الوليد، ثم إنه اسلم، وأهدى إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلة سيراء، فوهبها لعمر، وتعقب ذلك ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/135، فقال: إنما أهدى إلى النبي =(19/145)
12094 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ جُدْعَانَ قَالَ: قَالَ ثَابِتٌ لِأَنَسٍ: يَا أَنَسُ مَسِسْتَ يَدَ (1) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: أَرِنِي أُقَبِّلُهَا (2)
12095 - قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ، سَمِعْتُ ابْنَ جُدْعَانَ، (3)
__________
= صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصالحه، ولم يسلم، وهذا لا خلاف فيه بين أهل السير، وأما من قال: إنه أسلم، فقد أخطأ خطأ ظاهراً، بل كان نصرانياً، ولما صالحه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاد إلى حصنه، وبقي فيه، ثم إن خالد بن الوليد أسره في أيام أبي بكر، فقتله كافراً.
قوله: "حُلة" بالضم: إزار ورداء، ولا تسمى حلة حتى تكون ثوبين.
قوله: "لمنديل سعد" قال السندي: قاله تزهيداً لهم في الدنيا، وترغيباً في الآخرة حين خاف عليهم أن يميلوا في الدنيا، والله تعالى أعلم.
(1) لفظة "يد" ليست في (ظ 4) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف على بن زيد بن جدعان.
سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الدارمي (50) ضمن حديث، والبخاري في "الأدب المفرد" (974) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث سلمة بن الأكوع الآتي في مسنده 4/54-55، ففيه عن عبد الرحمن بن رزين: أنه نزل الربذة هو وأصحابه يريدون الحج، قيل لهم: هاهنا سلمة بن الأكوع صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتيناه فسلمنا عليه، ثم سألناه فقال: بايعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيدي هذه. وأخرج لنا كفه كفاً ضخمة. قال: فقمنا إليه فقبلنا كفيه جميعاً. وإسناده حسن.
(3) في (س) و (ق) : سمعت من ابن جدعان.(19/146)
عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ " (1)
12096 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعَ قَاسِمٌ الرَّحَّالُ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن جدعان: هو علي بن زيد، وهو ضعيف، لكن تابعه ثابت البناني في الحديث الآتي برقم (13105) .
سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه أبو يعلى (3991) ، والحاكم 3/352 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق علي بن زيد (12101) و (13604) و (13745) . وهو في الموضع الأخير مطوَّل، وانظر تمام تخريج الحديث فيه.
وأخرجه ابن سعد 3/505، والحاكم 3/352 من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر أو عن أنس، بلفظ "خير من ألف رجل". وقال الحاكم بإثره: ورواته عن آخرهم ثقات، وإنما يعرف هذا المتن من حديث علي بن زيد بن جدعان عن أنس.
قوله: "خير من فئة" قال السندي: أي: أَهْيبُ في صدور العدو "من فئة"، أي: جماعة، وفي رواية: "لصوت أبي طلحة أشدُ ... " قلنا: ستأتي هذه الرواية برقم (13105) و (13604) .
وأبو طلحة هذا: هو الصحابي الجليل زيد بن سهل الخزرجي، من بني النجار أخوال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أحدُ أعيان البدريين، وهو زوج أم سُليم والدة أنس، وآخى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح. مات أبو طلحة بالمدينة سنة أربع وثلاثين، وصلى عليه عثمان، رضي الله عنهما.(19/147)
أَنَسًا يَقُولُ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرِبًا لِبَنِي النَّجَّارِ كَأَنَّهُ (1) يَقْضِي فِيهَا حَاجَةً، فَخَرَجَ إِلَيْنَا مَذْعُورًا أَوْ فَزِعًا، وَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَسَأَلْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ أَهْلِ الْقُبُورِ مَا أَسْمَعَنِي " (2)
12097 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُطِيفُ بِنِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ يَغْتَسِلُ غُسْلًا وَاحِدًا " (3)
__________
(1) في (م) و (س) : وكان، وفي (ق) : كان، دون الواو.
(2) إسناده صحيح، قاسم الرحال: هو ابن يزيد، ترجم له الحافظ في "التعجيل" (875) ، روى عنه سفيان بن عيينة وحماد بن سلمة، ووثقه ابن معين في رواية إسحاق بن منصور، وابن خلفون، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال: ربما أخطأ. وسفيان شيخ أحمد: هو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي (1187) ، وأبو يعلى (3693) ، وابن أبي داود في "البعث" (14) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (33) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (93) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (12007) .
الخرب، بفتح الخاء وكسر الراء: جمع خربة، مثل كلمةٍ وكلم، والخربةُ: موضع الخراب. ويجوز في ضبطه: خِرَب، بكسر الخاء وفتح الراء، وهي أيضاً جمعُ خَرِبةٍ، وخِرْبةٍ، وهما بمعنى.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد البصري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9037) ، وابن خزيمة (229) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال ابن خزيمة: هذا خبر غريب، والمشهور عن معمر، عن قتادة، عن أنس. قلنا: سيأتي من طريق معمر عن قتادة برقم =(19/148)
12098 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مَيْسَرَةَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، يَقُولَانِ: سَمِعْنَا (1) أَنَسًا يَقُولُ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَبِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ " (2)
12099 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُخْتَارَ بْنَ فُلْفُلٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ الشُّرْبِ فِي الْأَوْعِيَةِ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُزَفَّتَةِ، وَقَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ "، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الْمُزَفَّتَةُ؟ قَالَ: " الْمُقَيَّرَةُ ". قَالَ: قُلْتُ: فَالرَّصَاصُ وَالْقَارُورَةُ؟ قَالَ: " مَا بَأْسٌ بِهِمَا " قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَهُمَا، قَالَ: " دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ كُلَّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ". قَالَ: قُلْتُ لَهُ: صَدَقْتَ السُّكْرُ حَرَامٌ، فَالشَّرْبَةُ وَالشَّرْبَتَانِ،
__________
= (12640) .
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/232 من طريق سفيان، عن مسعر بن كدام، عن ثابت، به. وقال: غريبٌ من حديث مسعر عن ثابت، ثم نكتبه إلا من هذا الوجه.
وسيأتي من طريق ثابت بالأرقام (12632) و (12926) و (13648) . وانظر ما سلف برقم (11946) .
قوله: "يطيف" قال السندي: من أطاف يُطيفُ، بمعنى: طاف يطوف.
(1) في (ظ 4) : سمعا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12079) .(19/149)
عَلَى طَعَامِنَا. قَالَ: " مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ " (1) ، وَقَالَ: " الْخَمْرُ مِنَ الْعِنَبِ، وَالتَّمْرِ، وَالْعَسَلِ، وَالْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَالذُّرَةِ، فَمَا خَمَّرْتَ مِنْ ذَلِكَ فَهِيَ الْخَمْرُ " (2)
__________
(1) في (ظ 4) : ما أسكر، قليله وكثيره، حرام.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، المختار بن فلفل من رجاله، وعبد الله بن إدريس من رجالهما.
وهو عند المصنف في "الأشربة" (190) و (191) .
وأخرجه النسائي 8/308، وأبو يعلى (3954) و (3966) من طريق عبد الله بن إدريس بهذا الإسناد. واقتصر النسائي وأبو يعلى في الموضع الأول على الفقرة الأولى منه، ورواية النسائي أخصر.
وأخرج أبو يعلى (3971) من طريق ابن إدريس أيضاً، به: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل عن شراب باليمن يقال له: البتعْ والمزْر، فقال: "ما أسكر فهو حرام".
وأخرج البزار (2920- كشف الأستار) من طريق القاسم بن مالك، عن المختار بن فلفل، عن أنس قال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنها كلمة حُكم اخذ بها من كان قبلكم، وكل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام.
وسيأتي مختصراً من طريق المختار بن فلفل برقم (12196) و (12568) .
وأخرج البزار (2911) و (2912) ، وأبو يعلى (3589) من طريق ابن إسحاق، عن الزهري، عن أنس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "كل مسكر حرام".
زاد أبو يعلى في أوله النهي عن الظروف والمزفتة والدُباء. وقال البزار بإثره: لا نعلم رواه عن الزهري عن أنس إلا ابن إسحاق، وإنما يروى عن الزهري عن أنس في الدُباء والمزفت، وزاد ابن إسحاق: "كل مسكر حرام". قلنا: انظر حديث الزهري برقم (12071) . وانظر تمام تخريجه فيه.
وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/300 من طريق مالك بن دينار عن =(19/150)
12100 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَبَرَّزَ لِحَاجَتِهِ،
__________
= أنس رفعه: "كل مسكر حرام".
وقوله: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" سيأتي مرفوعاً برقم (12550) وفي إسناده جهالة.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كل مسكر حرام" عن ابن عمر، سلف برقم (4645) ، وعنده تتمة أحاديث الباب.
وفي باب قوله: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما مرفوعاً، سلف في مسنده برقم (1723) ، وإسناده صحيح.
وعن ابن عمر مرفوعاً أيضاً عند الطبراني في "الصغير" (284) ، وأبي الشيخ في "الأمثال" (40) ، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 2/243، وفي "الحلية" 6/352، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/220 و387 و6/386، والقضاعي في "مسند الشهاب" (645) .
وفي باب قوله: ما أسكر كثيره فقليله حرام، عن ابن عمر مرفوعاً، سلف برقم (5648) ، وذُكرت شواهده هناك.
وفي باب قوله في آخر الحديث: الخمر من العنب، والتمر.. عن عمر بن الخطاب موقوفاً عند البخاري (4619) ، ومسلم (3032) ، ولفظه عن عمر رضي الله عنه قال: نزل تحريم الخمر وهي من خمسة: من العنب، والتمر، والعسل، والحنطة، والشعير، والخمر ما خامر العقل.
وعن أبي هريرة مرفوعاً، سلف برقم (7753) .
وعن النعمان بن بشير مرفوعاً، سيأتي 4/267.
قوله: "ما خمرتْ"، من التخمير: وهو الستر والتغطية، أي: ما سترت العقل مما ذكر من الأنواع.(19/151)
أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَيَغْسِلُ بِهِ " (1)
12101 - قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ، سَمِعْتُ ابْنَ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ، خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ " (2)
12102 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (3) ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضَعًا فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ، فَكَانَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية.
وأخرجه أبو عوانة 1/195 و221 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (217) ، ومسلم (271) (71) ، وأبو يعلى (3663) ، وابن خزيمة (84) من طريق إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجه مسلم (270) ، وأبو داود (43) ، وأبو عوانة 1/195 من طريق خالد الواسطي، عن خالد الحذاء، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل حائطاً، وتبعه غلام معه ميضأة، هو أصغرنا، فوضعها عند سدْرة، فقضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حاجته، فخرج علينا وقد استنجى بالماء.
وسيأتي من طريق شعبة عن عطاء بالأرقام (12754) و (13110) و (13717) و (14026) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن جدعان: وهو علي بن زيد. وهو مكرر (12095) .
(3) في (م) : حدثنا سفيان، حدثنا إسماعيل، بزيادة "حدثنا سفيان"، وهو خطأ.(19/152)
يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَإِنَّهُ لَيُدَّخَنُ، وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا، فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ ثُمَّ يَرْجِعُ، قَالَ عَمْرٌو: فَلَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِي، وَإِنَّهُ مَاتَ فِي الثَّدْيِ، وَإِنَّ لَهُ ظِئْرَيْنِ يُكْمِلَانِ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن سعيد -وهو البصري- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" ومسلم وأصحاب السنن. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 2/263، وفي "شعب الإيمان" (11011) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. ورواية "السنن" مختصرة.
وأخرجه ابن سعد 1/136 و139، ومسلم (2316) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (177) ، وأبو يعلى (4195) و (4196) ، وابن حبان (6950) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب" (376) ، وأبو يعلى (4197) ، وعنه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص65 من طريق وهيب بن خالد، عن أيوب السختياني، به. ولم يذكر عندهم قول عمرو بن سعيد في آخر الحديث.
ورواية الطيالسي مختصرة.
وأخرجه الطيالسي (2115) . وأخرجه أبو يعلى (4192) ، وعنه أبو الشيخ ص65 عن أبي الربيع الزهراني، كلاهما (الطيالسي وأبو الربيع) عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أنس. لم يذكر فيه عمرو بن سعيد، ولم يذكر قوله في آخر الحديث. وهذا إسناد منقطع، فإن أيوب رأى أنس بن مالك رؤيةً ولم يسمع منه، والواسطة بينهما هو عمرو بن سعيد كما تقدم.
وسيأتي بنحوه من طريق ثابت عن أنس برقم (13014) . =(19/153)
12103 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَارُودِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " صَنَعَ بَعْضُ عُمُومَتِي لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَأْكُلَ فِي بَيْتِي، وَتُصَلِّيَ فِيهِ، قَالَ: " فَأَتَاهُ وَفِي الْبَيْتِ فَحْلٌ مِنْ تِلْكَ الْفُحُولِ، فَأَمَرَ بِجَانِبٍ مِنْهُ فَكُنِسَ وَرُشَّ، فَصَلَّى وَصَلَّيْنَا مَعَهُ " (1)
__________
= وحديث عمرو بن سعيد المرسل في آخره روي بإسناد متصل من حديث البراء بن عازب عند البخاري (1382) ، وسيأتي 4/283، فهو مرسل صحيح، ولعله أخذه عن أنس كباقي الحديث.
"ظئره"، قال السندي: بكسر الظاء المعجمة، مهموز، يطلق على المرضعة وزوجها، وهو المراد.
"قيناً" بفتح القاف: الحداد.
"يكملان": من التكميل، أي تشريفاً للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلا فالجنة ليست دار حاجة إلى الرضاعة، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد بن المنذر بن الجارود، فقد روى عنه أنس بن سيرين هذا الحديث، واختلف في إسناده، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 398-399، وأبو يعلى (4206) و (4227) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "غريب الحديث" 3/419، وابن حبان (5295) من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن عون، به.
وسيأتي الحديث برقم (12303) عن ابن أبي عدي عن عبد الله بن عون.
وسيأتي برقم (12329) من طريق شعبة، عن أنس بن سيرين، عن أنس، =(19/154)
12104 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ فِي صَلَاتِهِمْ "، فَاشْتَدَّ (1) فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: " لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ " (2)
__________
= نحو هذه القصة، وفي آخره: فقال رجل من آل الجارود لأنس: وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي الضحى؟ فقال أنس: ما رأيته صلاها إلا يومئذٍ. وفي رواية البخاري في "صحيحه" (1179) لهذا الحديث: وقال فلان بن فلان ابن جارود. قال الحافظ في "النكت الظراف" 1/266: ويشبه ان يكون هو عبد الحميد بن المنذر بن الجارود، وهذه علة لهذا الخبر، هل حمله أنس بن سيرين بواسطة أوْ لا؟ وقال في "الفتح" 2/158 بعد أن ذكر الحديث الذي في إسناده عبد الحميد: اقتضى ذلك أن في رواية البخاري انقطاعاً، وهو مندفع بتصريح أنس بن سيرين عنده بسماعه من أنس، فحينئذٍ رواية ابن ماجه (يعني التي فيها عبد الحميد بن المنذر، وسيأتي تخريجها عند الحديث: (12303) إما من المزيد في متصل الأسانيد، وإما أن يكون فيها وهم لكون ابن الجارود كان حاضراً عند أنس لما حدث بهذا الحديث وسأله عما سأله من ذلك.
قلنا: سيأتي أيضاً ما يشبه هذه القصة عند الحديث (12340) ، وفيه أن من دعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي مُليكة جدة أنس.
وانظر حديث عتْبان بن مالك الآتي 4/44.
قوله: "فحل من تلك الفحول"، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/416:
الفحْل ها هنا: حصير معمول من سعف فُحال النخل، وهو فحلُها وذكرُها الذي تُلقح منه، فسُمي الحصيرُ فحلاً مجازاً.
(1) في (م) : فاشتد قوله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي بن سعيد: هو القطان وقد سمع من سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل اختلاطه، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وسيأتي مكرراً برقم (12146) و (12155) . =(19/155)
12105 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمَرْأَةُ مِنْ نِسَائِهِ يَغْتَسِلَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ بِخَمْسِ مَكَاكِيَّ، وَيَتَوَضَّأُ بِمَكُّوكٍ " (1)
__________
= وأخرجه البخاري (750) ، وأبو داود (913) ، والنسائي 3/7، وأبو يعلى (2965) ، والبيهقي 2/282 من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وقرن البيهقي به خالد بن الحارث. وانظر (12065) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن عبد الله بن جبر: هو ابن عتيك الأنصاري المدني، وقيل في اسمه: ابن جابر بن عتيك، وقيل: إنهما اثنان، والصواب أنهما واحد. ابن جعفر: هو محمد. وسيتكرر الحديث من طريق يحيي بن سعيد برقم (12157) .
وأخرج قصة الغسل من إناء واحد البخاري (264) ، والبيهقي 1/189 من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/25 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجها أبو يعلى (4309) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله بن جبر، به.
وستأتي منفصلة من طريق عبد الله بن عبد الله بن جبر بالأرقام (12315)
و (12368) و (13184) و (13597) .
وفي هذا الباب عن عبد الله بن عباس، سلف برقم (3465) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وأخرج القطعة الثانية منه النسائي 1/57 و179 من طريق يحيي بن سعيد القطان وحده، به.
وأخرجها الدارمي (689) ، ومسلم (325) (50) ، والنسائي 1/127، وابن خزيمة (116) ، وأبو عوانة 1/232، وابن حبان (1203) و (1204) ، والبيهقي 1/194، والبغوي (277) من طرق عن شعبة، به. =(19/156)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرج البخاري (201) ، ومسلم (325) (51) ، وأبو عوانة 1/232، والبيهقي 1/194، والبغوي (276) من طريق مسعر بن كدام، عن عبد الله بن عبد الله بن جبر، عن أنس، قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ بالمُد، ويغتسل بالصاع، إلى خمسة أمداد.
وأخرج أبو عوانة 1/233 من طريق سفيان الثوري، [عن عبد الله بن عيسى] ، عن عبد الله بن جبر، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعتُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "يكفي من الوضوء المُدُ، ويكفي من الغسل الصاعُ". وسيأتي من هذا الطريق برقم (13788) .
وستأتي منفصلة من طريق ابن جبر بالأرقام (13716) و (14000) و (14093) ، وهي بنحوها من هذا الطريق بالأرقام (12839) و (12843) و (13788) .
وأخرج الدارقطني 1/94 و2/153 من طريق جرير بن يزيد، عن أنس بن مالك: ان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتوضأ برطلين، ويغتسل بالصاع ثمانية أرطال. وقال بإثره: تفرد به موسى بن نصر، وهو ضعيف الحديث. قلنا: وجرير بن يزيد لم نجد له ترجمة، وقد ضعف البيهقي هذه الرواية في "سننه" 4/172.
وأخرج الدارقطني أيضاً 2/154 من طريق ابن أبي ليلى، ذكره عن عبد الكريم بن رشيد، عن أنس، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ بمد رطلين، ويغتسل بصاع ثمانية أرطال. وقد ضعف البيهقي هذا الإسناد أيضاً. وهو كما قال.
وأخرج الطبراني في "الأوسط" (926) من طريق إبراهيم بن عبد الملك القناد، قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع. قال أبو زرعة كما في "العلل" لابن أبي حاتم 1/12: هذا خطأ، إنما هو: قتادة، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا: سيأتي حديث عائشة في "المسند" 6/121.
قوله: مكاكى: جمع مكُوك، على إبدال الياء من الكاف الأخيرة، وأصلها: مكاكيك. والمكوك اسم لمكيال يختلف قدره حسب اصطلاح كل بلد،(19/157)
12106 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (1) قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ،
__________
= والمقصود به في حديث أنس هو المُدُ، قال ذلك ابن خزيمة وأبو خيثمة زهير بن حرب، ورجح ذلك النووي في "شرح مسلم" 2/7، والبغوي في "شرح السنة" 2/52، وابن الأثير في "النهاية" 4/350، وبذلك توافق روايةُ شعبة رواية مسعر عن ابن جبر، ففي رواية مسعر: كان يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد. والصاع أربعة أمداد. أي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان ربما اغتسل بالصاع،
وربما زاد عليه إلى خمسة أمداد.
قال الحافظ في "الفتح" 1/305: كأن أنساً لم يطلع على أنه استعمل في الغسل أكثر من ذلك، لأنه جعلها النهاية، وقد روى مسلم (321) من حديث عائشة رضي الله عنها: أنها كانت تغتسل هي والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من إناء واحد هو الفرق، قال ابن عيينة والشافعي وغيرهما: هو ثلاثة آصُع، وروى مسلم أيضاً من حديثها: أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يغتسل من إناء يسع ثلاثة أمداد (وسيأتي 6/37) ، فهذا يدلُ على اختلاف الحال في ذلك بقدر الحاجة، وفيه رد على من قدر الوضوء والغسل بما ذُكر في حديث الباب
(أي الوضوء بمد، والغسل بصاع) .. وحمله الجمهور على الاستحباب،
لأن أكثر من قدر وضوءه وغُسله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الصحابة قدرهما بذلك، ففي "مسلم" عن سفينة مثله (سيأتي 5/222) ، ولأحمد (3/303) وأبي داود بإسناد صحيح عن جابر مثله، وفي الباب عن عائشة وأم سلمة وابن عباس وابن عمر وغيرهم، وهذا إذا لم تدْعُ الحاجةُ إلى الزيادة، وهو أيضاً في حق من يكون خلْقُه معتدلاً. اهـ.
وقال في "القاموس": قال الداوودي: معيار الصاع الذي لا يختلفُ: أربع حفنات بكفي الرجل الذي ليس بعظيم الكفين ولا صغيرهما، إذ ليس كل مكان يوجد فيه صاعُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الفيروز آبادي: وجربتُ ذلك فوجدته صحيحاً.
(1) في (س) و (ق) و (م) : شعبة، وما أثبتناه من (ظ 4) ، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 1/465 و"إتحاف المهرة" 2/213، ومصادر التخريج. =(19/158)
أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا فَتَبِعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمُ (1) ، فَقَالَ: " اسْكُنْ نَبِيٌّ (2) ، وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ " (3)
__________
= وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
(1) في (م) : فرجف بهم الجبل.
(2) في (م) : عليك نبي، ولفظة "عليك" ليست في شيء من النسخ الخطية، وإنما تقدر تقديراً، أي الذي عليك نبي ...
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (246) .
وأخرجه البغوي (3901) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3675) و (3699) ، وأبو داود (4651) ، والترمذي (3697) ، والنسائي في "الكبرى" (8134) و (8135) ، وأبو يعلى (2964) و (3171) ، وابن حبان (6908) من طريق يحيي بن سعيد القطان، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (3686) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1437) و (1438) ، والنسائي في "الكبرى" (8135) ، وأبو يعلى (2910) و (3196) ، وابن عدي 6/2356، وابن حبان (6865) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/350 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به. ووقع في رواية عند البيهقي: حراء، بدل "أحد".
وأخرجه الطيالسي (1985) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (1439) عن عمران القطان، عن قتادة، به- وفيه أن الحادثة كانت على حراء، وعند ابن أبي عاصم وحده: أن من كان مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هم عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. وانظر التحقيق في اختلاف مكان هذه القصة في "فتح الباري" 7/38.
وقد روي الحديث من طريق قتادة، عن أبي غلاب البصري، عن بعض =(19/159)
12107 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ". قَالَ: فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: فَقَالَ: " نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُقَلِّبُهَا " (1)
__________
= أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه المصنف في "الفضائل" (255) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1440) من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، به.
وعند ابن أبي عاصم أن الجبل هو حراء.
وهذا الإسناد صحيح، فلا تضر جهالة الصحابي، ولعل قتادة رواه على الوجهين.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9430) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، أبو سفيان- واسمه طلحة بن نافع- من رجاله، وروى له البخاري مقروناً، وفيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2223) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 10/209 و11/36، والترمذي (2140) ، وأبو يعلى (3687) و (3688) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (225) ، والطبري في "تفسير" 3/ 188، والحاكم في "مستدركه" 1/526، والبغوي (88) ، والضياء (2222) و (2224) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، به.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص317، وأبو نعيم في "الحلية" 8/122، والضياء (2225) من طريق فضيل بن عياض، عن الأعمش، به.(19/160)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري في "الأدب" (683) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، عن الأعمش، عن أبي سفيان ويزيد الرقاشي، عن أنس. وأخرجه ابن ماجه (3834) من طريق عبد الله بن نمير، والطبراني في "الدعاء" (1261) من طريق سليمان بن طرخان، والآجري في "الشريعة" ص317 من طريق إبراهيم بن عيينة، ثلاثتهم عن الأعمش، عن يزيد الرقاشي وحده عن أنس. ويزيد ضعيف لكن تابعه أبو سفيان كما سلف.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (759) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن قيس بن الربيح، عن الأعمش، عن ثابت، عن أنس، وهذا إسناد ضعيف. إسماعيل بن عمرو ضعيف، وقيس بن الربيع تكلم في أحاديثه أيضاً.
وأخرجه أبو يعلى (2317) ، والطبري في "تفسيره" 3/188، والحاكم 2/ 288-289، والبيهقي في "شعب الإيمان" (756) من طريق سفيان الثوري: عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله.
قال الترمذي بعد روايته الحديث من طريق أنس: حديث حسن، وهكذا روى غير واحد عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس، وروى بعضُهم عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحديثُ أبي سفيان عن أنس اصح.
وسيأتي من طريق أبي سفيان (13696) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6569) ، وسلفت عنده أحاديث الباب، ونزيد عليها هنا حديث عاصم بن كليب، عن أبيه، عن جده، عند الترمذي (3587) .
قال السندي: "فهل تخاف علينا؟ " كأنهم رأوا أن دعاءه لتعليم الأمة خوفاً =(19/161)
12108 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَ حُنَيْنٍ يُضْحِكُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تَرَ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَصْنَعِينَ بِهِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ " قَالَتْ: أَرَدْتُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنْهُمْ طَعَنْتُهُ بِهِ (1)
12109 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قُلْنَا لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: مَا أَنْكَرْتَ مِنْ حَالِنَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " أَنْكَرْتُ أَنَّكُمْ لَا تُقِيمُونَ الصُّفُوفَ " (2)
__________
= عليهم، أو أنهم لما رأوه يدعو لنفسه بالتثبيت علموا أنهم أحق بمثله، فقالوا ذلك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن المغيرة روى له البخاري مقروناً وتعليقاً، واحتجَّ به مسلم وأصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/523 عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وسيأتي عن ثابت برقم (13042) و (14049) . وانظر ما سلف برقم (12058) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، عقبة بن عبيد- وكنيته أبو الرّحّال- الطائي الكوفي روى عنه جمع، وسأل عبد الله بن أحمد أباه عن توثيقه فقال: وكم يُروى عنه؟ إنما يروي حديثين أو ثلاثة. وتكلم في حفظه ابن حبان في "المجروحين"، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. أي: حيث يتابع وإلا فهو لين الحديث، وقد تابعه عليه أخوه سعيد بن عبيد الطائي، وهو ثقة من رجال الشيخين، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. =(19/162)
12110 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1)
__________
= أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه المزي في ترجمة أبي الرحال من "تهذيب الكمال" 33/311-312، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/301 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (724) عن عقبة بن عبيد، به.
وأخرجه موصولا (724) من طريق سعيد بن عبيد أخي عقبة، عن بشير بن يسار، به. وسعيد هذا ثقة من رجال الشيخين.
وسيأتي (12124) عن يحيي القطان عن عقبة بن عبيد.
وفي الحث على إقامة الصفوف انظر ما سلف برقم (12011) .
قوله: " في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قال السندي: أي: مع ملاحظة عهده صلى
الله عليه وسلم، وبالقياس إليه. و"في" هذه للمقايسة، مثلها في قوله تعالى: (فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل) [التوبة: 38] .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/759، وأبو يعلى (4025) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1876، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3251) ، وفي "طرق حديث من كذب علي ... " (119) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" 1/79 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في " شرح مشكل الآثار " (408) ، والطبراني في "طرق حديث من كذب علي ... " من طريق أبي الأحوص سلاّم بن سليم، عن عاصم الأحول، به.
وأخرجه الدارمي (238) ، وابن عدي 5/1876، والطبراني في "طرق حديث من كذب علي ... " من طريق أبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان =(19/163)
12111 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مِسْحَاجٌ الضَّبِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: " كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَقُلْنَا: زَالَتِ الشَّمْسُ أَوْ لَمْ تَزُلْ، صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ ارْتَحَلَ " (1)
__________
= المؤدب، عن عاصم الأحول، عن عمر بن بشر، عن أنس بن مالك. بزيادة عمر بن بشر بين عاصم وأنس، وهذه الزيادة خطأ، فإن أبا إسماعيل المؤدب تفرد بها، وخالف بها أبا معاوية الضرير وأبا الأحوص. وأبو إسماعيل ثقة، لكن له غرائب، وأبو معاوية وأبو الأحوص أوثق منه، فروايتهما هي الصواب.
أما عمر بن بشر الذي ناده أبو إسماعيل، فهو مجهول.
تنبيه: تحرف عمر بن بشر عند الدارمي إلى: محمد بن بشر، وهو خطأ قديم في نسخ الدارمي، فقد أورده الحافظ في "إتحاف المهرة" 2/277 في ترجمة محمد بن بشر عن أنس. وتحرف أيضاً في "الكامل" إلى: عثمان بن بشر.
وأخرجه ابن عدي 6/1876 من طريق أبي إسماعيل، عن عاصم الأحول، عن محمد بن سيرين، عن أنس. وقال بإثره: وأظن أن من قال فيه: عن محمد بن سيرين، عن أنس، أراد أن يقول: عن عمر بن بشر، عن أنس، فصحف عمر بن بشر، فقال: محمد بن سيرين.
وانظر ما سلف برقم (11942) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسحاج الضبي، فمن رجال أبي داود، وقد روى عنه جمع، ووثقه ابن معين وأبو داود، وقال أبو زرعة: لا بأس به.
وأخرجه المزي في ترجمة مسحاج من "تهذيب الكمال" 27/443 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1204) من طريق مسدد، عن أبي معاوية، به.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 3/32 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن مسحاج الضبي، به. =(19/164)
12112 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ جَالِسٌ حَزِينًا، قَدْ خُضِبَ بِالدِّمَاءِ ضَرَبَهُ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: مَا لَكَ؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: " فَعَلَ بِي هَؤُلَاءِ وَفَعَلُوا "، قَالَ: فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَتُحِبُّ أَنْ أُرِيَكَ آيَةً؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى شَجَرَةٍ مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي، فَقَالَ: ادْعُ بِتِلْكَ الشَّجَرَةِ، فَدَعَاهَا، فَجَاءَتْ تَمْشِي حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: مُرْهَا فَلْتَرْجِعْ، فَأَمَرَهَا فَرَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَسْبِي " (1)
__________
= وانظر ما سيأتي بالأرقام (12204) و (12388) و (13584) .
قلنا: قد فهم ابن المبارك من هذا الحديث ان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلي الظهر قبل الزوال وقبل الوقت، وتابعه على ذلك ابن حبان، وبناء عليه جرح راويه مسحاجا وأورده في كتابه، وقال: لا يجوز الاحتجاج به!
والصواب أن هذا الحديث محمول على التعجيل بالصلاة، لا على أدائها قبل وقتها، أو أدائها وهو شاك بدخول وقتها، فالمراد منه -كما يقول السندي- أنه صلى في أول الوقت بحيث إن بعض الناس لم يظهر لهم زوال الشمس بنظرهم، فعلى ذلك فلا وجه لاستنكار الحديث وتضعيف الراوي بسببه.
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، أبو سفيان -واسمه طلحة بن نافع- من رجاله وروى له البخاري مقروناً، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهْران.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2226) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.(19/165)
12113 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ، وَالْبُخْلِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 11/478-479، والدارمي (23) ، وابن ماجه (4028) ، وأبو يعلى (3685) و (3686) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2437) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/154 من طريق أبي معاوية، به.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1954) .
وعن عمر بن الخطاب عند البزار (2410- كشف الأستار) ، وأبي يعلى (215) . وإسناده ضعيف.
وانظر "دلائل النبوة" للبيهقي 6/13-27، و"مجمع الزوائد" للهيثمي 9/5-11.
قوله: "أتحب ان اريك آيه" قال السندي: تدلُّ على ما لك عند الله من الكرامة والشرف الذي تنسى في جنبه ما يلحق بك من التعب في تبليغ الرسالة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل ابن إبراهيم: هو ابن عُلية، وسليمان التيمي: هو ابن طرْخان.
وأخرجه مسلم (2706) (50) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2823) و (6367) ، وفي "الأدب" (671) ، ومسلم في "صحيحه" (2706) (50) و (51) ، وأبو داود (1540) و (3972) ، والنسائي 8/257، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهره" 2/31، وابن حبان (1009) ، والطبراني في "الدعاء" (1348) ،
والبيهقي في "الدعوات" (292) ، والبغوي (1356) من طرق عن سليمان التيمى، به.
ورواية أبي داود الثانية مختصرة. وسيأتي من طريق سليمان التيمي برقم =(19/166)
12114 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَتَذْرِفَانِ، ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدٌ مِنْ (1) غَيْرِ إِمْرَةٍ فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، وَمَا يَسُرُّنِي أَنَّهُمْ عِنْدَنَا "، أَوْ قَالَ: " مَا يَسُرُّهُمْ أَنَّهُمْ عِنْدَنَا " (2)
__________
= (12166) .
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (4707) ، ومسلم (2706) (52) ، والطبراني في "الدعاء" (1350) من طريق شعيب بن الحبحاب، والبخاري في "الصحيح" (6371) ، وفي "الأدب" (615) من طريق عبد العزيز بن صهيب، والنسائي 8/257 من طريق المنهال بن عمرو، و258 من طريق عبد الله بن المطلب، والطبراني (1352) من طريق العلاء بن زياد، كلهم عن أنس.
وسيأتي من طريق حميد برقم (12833) ، ومن طريق قتادة برقم (13172) ، ومن طريق عمرو بن أبي عمرو برقم (12225) .
وفي الباب عن عمر بن الخطاب، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي هريرة، وسلفت أحاديثهم (145) و (1585) و (2168) و (6734) و (7870) .
وعن زيد بن أرقم، وعن عائشة، وأبي بكرة، وستأتي أحاديثهم 4/371 و5/36 و6/57.
(1) في (ظ 4) : عن.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وسيأتي مكرراً برقم (12172) .
وأخرجه البخاري (2798) و (3063) ، وأبو يعلى (4190) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5171) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/366-367، =(19/167)
12115 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ زَاذَوَيْهِ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: " نُهِينَا - أَوْ قَالَ: أُمِرْنَا - أَنْ لَا نَزِيدَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ " (1)
__________
= والبغوي (2667) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (6057) ، وابن سعد 4/39، والبخاري (1246) و (3630) و (3757) و (4262) ، والنسائي 4/26، وأبو يعلى (4189) ، والطبراني في "الكبير" (1459) و (1460) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (458) ، والبيهقي في "السنن" 4/70 و8/154، وفي "دلائل النبوة" 4/365-366 و366 من طرق عن أيوب، بهذا الإسناد- وهو عند بعضهم مختصر، وسقط حميد من المطبوع من "مصنف عبد الرزاق".
وفي الباب عن عبد الله بن جعفر، وعبد الله بن عباس، سلف برقم (1750) و (2317) .
وعن أبي قتادة الأنصاري، وأسماء بنت عميس، وسيأتيان 5/299 و6/370.
وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب عند البخاري (4260) و (4261) .
قوله: "من غير إمرة" قال السندي: من غير أن أجعله أميراً.
"أنهم عندنا": أي: ما لهم عند الله من الكرامة خير من الحياة الدنيا.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حميد بن زادويه، وهو حميد الأزرق، وقد أخطأ من ظنه الطويل. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان.
وأخرجه عبد الرزاق (9838) ، وابن أبي شيبة 8/631، والبخاري في "التاريخ" 2/348 و348-349، والطحاوي 4/343 من طرق عن ابن عون،
بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (242) من طريق شريك بن عبد الله، عن حميد -لم يعينه- عن أنس. =(19/168)
12116 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَقَارِبَةً وَصَلَاةُ أَبِي بَكْرٍ، حَتَّى مَدَّ عُمَرُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ " (1)
12117 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: هَلْ قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ بَعْدَ الرُّكُوعِ ". ثُمَّ سُئِلَ بَعْدَ ذَلِكَ مَرَّةً أُخْرَى: هَلْ قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ؟ قَالَ: " نَعَمْ بَعْدَ الرُّكُوعِ يَسِيرًا " (2)
__________
= وانظر ما سلف برقم (11948) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه أبو يعلى (3817) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن حميد الطويل، به.
وسيأتي بالأرقام (13073) و (13130) و (13466) من طريق حميد الطويل، وضمن الحديث (13577) من طريق ثابت البناني.
وانظر ما سلف برقم (11967) . وانظر الآثار الواردة عن عمر رضي الله عنه في تطويل صلاة الفجر في "مصنف عبد الرزاق" 2/113، و"مصنف ابن أبي شيبة" 1/353.
قوله: "متقاربة" أي: موجزة.
ومد، أي: طول.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وابن سيرين: هو محمد.
وأخرجه مسلم (677) (298) ، وأبو يعلى (2832) ، والدارقطني 2/33، والبيهقي 2/206 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.(19/169)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الدارمي (1599) ، والبخاري (1001) ، وأبو داود (1444) ، وابن ماجه (1184) ، والنسائي 2/200، وأبو عوانة 2/281، والطحاوي 1/243، والدارقطني 2/32-33، والبيهقي 2/206، والحازمي في "الاعتبار" ص89 من طرق عن أيوب، به. ولفظ ابن ماجه والدارقطني والحازمي مختصر: قنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد الركوع. وفي إحدى روايات البيهقي زيادة في آخره: فلا أدري: اليسير القيامُ أو القنوت؟
وسيأتي برقم (12698) و (13185) من طريق محمد بن سيرين. وفيه زيادة في ذكْر قنوت عمر.
وأخرج عبد الرزاق (4963) ، ومن طريقه الحازمي ص96 عن أبي جعفر الرازي، عن عاصم الأحول، عن أنس قال: قنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصبح بعد الركوع يدعو على أحياء من أحياء العرب، وكان قنوته قبل ذلك وبعده قبل الركوع. وأبو جعفر الرازي سييء الحفظ.
وسيأتي برقم (12705) من طريق عاصم الأحول عن أنس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قنت قبل الركوع. وإسناده صحيح.
وأخرج البخاري (4088) من طريق عبد العزيز بن صهيب، قال: سأل رجل أنساً عن القنوت، أبعد الركوع، أو عند فراغ من القراءة؟، قال: لا، بل عند فراغ من القراءة.
وأخرج عبد الرزاق (4966) ، وابن ماجه (1183) ، والحازمي في "الاعتبار" ص96 من طريق حميد الطويل، عن أنس أنه سئل عن القنوت في صلاة الصبح، فقال: كنا نقنت قبل الركوع وبعده. وإسناده صحيح.
قلنا: وسيأتي في حديث قتادة (12150) ، وفي حديث أبي مجلز (12152) ، وفي حديث حنظلة السدوسي (13431) : أن القنوت كان بعد الركوع. وحديثا قتادة وأبي مجلز صحيحان.
قال البيهقي في "السنن الكبرى" 2/208: ورواة القنوت بعد الركوع أكثر وأحفظ، فهو أولى.(19/170)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد جمع الحافظ بين مختلف روايات حديث أنس بقوله في "فتح الباري" 2/491: ومجموع ما جاء عن أنس من ذلك أن القنوت للحاجة بعد الركوع، لا خلاف عنه في ذلك، وأما لغير الحاجة فالصحيح عنه أنه قبل الركوع.
وقد روي القنوت بعد الركوع من غير حديث أنس رضي الله عنه في حديث ابن عباس: سلف برقم (2746) . وفي حديث ابن عمر سلف برقم (6349) .
وفي حديث أبي هريرة، سلف بالأرقام (7260) و (7464) و (7465) . وفي حديث خُفاف بن إيماء، سيأتي 4/57.
وروي القنوت قبل الركوع من حديث أبي بن كعب عند النسائي 3/235، وابن ماجه (1182) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4501) و (4503) و (4504) . وإسناده صحيح.
ومن حديث عبد الله بن مسعود عند الطحاوي (4500) ، ومن حديث الحسن بن علي عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (415) ، وإسناداهما ضعيفان.
قلنا: وقد صح القنوت قبل الركوع من فعل بعض الصحابة. انظر "شرح مشكل الآثار" 11/365-378. قال الحافظ في "الفتح" 2/491: اختلف عمل الصحابة في ذلك، والظاهر أنه من الاختلاف المباح.
ومحل القنوت في الصبح بعد الركوع عند أكثر من يختار القنوت فيها، وهو قول الشافعي. أما قنوت الوتر فقد ذهب الشافعي وأحمد أنه بعد الركوع، وفي رواية عن أحمد: أنه بعد الركوع، لكن إن قنت قبله فلا بأس. وقال مالك وأبو حنيفة: يقنت قبل الركوع. انظر "شرح السنة" 3/126، و"المغني" 2/581-582.
وانظر ما سلف برقم (12064) .
قوله: "نعم بعد الركوع يسيراً"، قال السندي: قيل: المراد أن الغالب كان قنوته قبل الركوع، وقنت بعد الركوع أياماً. وقيل: بل المراد أنه قنت بعد الركوع أياماً، ثم نسخ القنوت فتركه. والله تعالى أعلم. =(19/171)
12118 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ شَعْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ " (1)
__________
= قلنا: وإنما قنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الفجر في النوازل فقط.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية.
وأخرجه مسلم (2338) (96) ، وأبو داود (4186) ، والترمذي في "الشمائل" (23) ، والنسائي 8/183، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 1/655، والبيهقي في "الدلائل" 1/221-222، والبغوي (3638) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/428 من طريق مندل بن علي، عن حميد، به. وزاد فيه: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس بالجعد ولا بالسبط. ولهذه القطعة انظر ما سيأتي برقم (12382) .
وسيأتي الحديث برقم (12445) و (13606) من طريق حميد بلفظ "كان لا يجاوز شعره أذنيه".
وسيأتي بلفظ حديثنا "إلى أنصاف أذنيه" من طريق الأشعث بن عبد الله برقم (12693) . وهذا اللفظ رواية عن ثابت.
وسيأتي من طريق ثابت برقم (12389) ، ولفظه: لا يجاوز شعره أذنيه، ومن طريق قتادة برقم (12175) ، ولفظه: كان يضرب شعره منكبيه.
وفي الباب عن البراء بن عازب، سيأتي 4/281، وفي حديثه: إلى شحمة أذنيه. وفي رواية له: إلى منكبيه.
وعن عائشة، سيأتي 6/108، ولفظه: كان فوق الوفْرة ودون الجُمة. وفي رواية لها: فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفْرة. والوفْرة: ما سال من الشعر على الأذنين، والجُمة: فوق ذلك.
قال الحافظ في "الفتح" 6/572: قال ابن التين تبعاً للداوودي: قوله: "يبلغ شحمة أذنيه" مغاير لقوله: إلى منكبيه. وأجيب بأن المراد أن معظم شعره كان عند شحمة أذنيه، وما استرسل منه متصل إلى المنكب، أو يحمل =(19/172)
12119 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَقْتِ صَلَاةِ الصُّبْحِ، قَالَ: فَأَمَرَ بِلَالًا حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ أَسْفَرَ مِنَ الْغَدِ حَتَّى أَسْفَرَ، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَا بَيْنَ هَاتَيْنِ - أَوْ قَالَ: هَذَيْنِ - وَقْتٌ " (1)
12120 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ: " مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ "، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا يَوْمٌ يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ. وَذَكَرَ هَنَةً مِنْ جِيرَانِهِ، فَكَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَّقَهُ، قَالَ: وَعِنْدِي جَذَعَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ. قَالَ: فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَا أَدْرِي بَلَغَتْ رُخْصَتُهُ مَنْ سِوَاهُ أَمْ لَا؟ قَالَ: ثُمَّ انْكَفَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كَبْشَيْنِ فَذَبَحَهُمَا، وَقَامَ
__________
= على حالتين.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي 1/271، والبزار (380- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (3801) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/332-333 من طرق عن حميد الطويل، به.
وسيأتي بالأرقام (12219) و (12875) و (12963) .
وفي الباب عن بريدة الأسلمي مطولاً، سيأتي 5/349.
وعن أبي هريرة عند ابن حبان (1493) . وإسناده حسن.
قوله: "حتى أسفر"، أي: دخل في الإسفار: وهو ضوْء الصبح.(19/173)
النَّاسُ إِلَى غُنَيْمَةٍ فَتَوَزَّعُوهَا أَوْ قَالَ: فَتَجَزَّعُوهَا، هَكَذَا قَالَ: أَيُّوبُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة، ومحمد: هو ابن سيرين. وسيأتي مكرراً برقم (12171) .
وأخرجه البخاري (954) و (5549) و (5561) ، ومسلم (1962) (10) ، والنسائي 7/223-224، وابن ماجه (3151) ، وأبو يعلى (2826) ، وأبو عوانة 5/226، والبيهقي 9/262 و263 من طرق عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد- والحديث عند بعضهم مختصر.
وأخرجه البخاري (984) ، ومسلم (1962) (11) ، وأبو عوانة 5/226، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/173، والبيهقي 9/277 من طريق حماد بن زيد، وعلقه البخاري بإثر الحديث (5557) ، ووصله مسلم (1962) (12) ، والنسائي 3/193 و7/220، وأبو عوانة 5/225، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/7 من طريق حاتم بن وردان، كلاهما (حماد وحاتم) عن أيوب، به- وقرن بعضهم بأيوب هشام بن حسان القُردوسي، والحديث عند بعض هؤلاء مختصر أيضاً.
وأخرج البخاري (5546) ، ومن طريقه البغوي (1113) عن مسدد، عن إسماعيل ابن عُلية، به- ولفظه "من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نُسُكه، وأصاب سُنة المسلمين".
وانظر للشطر الثاني ما سلف برقم (11960) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، وعويمر بن أشقر، وأبي بردة بن نهار، والبراء بن عازب، وجندب بن سفيان، وستأتي أحاديثهم على التوالي 3/364 و454 و4/45 و281-282 و312.
والرجل الذي سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو أبو بردة بن نيار كما في أحاديث الباب، وهو أنصاري شهد بدراً وما بعدها، وتوفي في أول خلافة معاوية.
ويؤخذ من أحاديث الباب أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رخص له بذبح الجذعة بعد الصلاة، لا =(19/174)
12121 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَرِبَ وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَنَاوَلَهُ الْأَعْرَابِيَّ (1) ، وَقَالَ: " الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ " (2)
__________
= بإجزاء ذبحه قبل الصلاة، وقول أنس: فلا أدري بلغت رخصته من سواه أم لا، صح في أحاديث أخرى عن غيره أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال للذي سأله- وهو أبو بردة بن نيار كما في حديثه وحديث البراء-: "لن تجزيء عن أحد بعدك".
قوله: "فليُعد"، قال السندي: من الإعادة، ظاهرهُ وجوب الأضحية، ومن لا يقول به يحمله على أن المقصود بالبيان أن السُنة لا تتأدى بالأولى، بل تحتاج إلى الثانية، فالمراد: فليعد لتحصيل سنة الأضحى إن أرادها.
هنة: بفتحتين، تأنيث هن، ويكون كناية عن كل اسم جنس، والمراد الحاجة، أي: لأجل اشتهاء اللحم في هذا اليوم وفقر الجيران عجلت في التضحية.
جذعة: بفتحتين، هي من الضأن ما تم له سنة، وقيل: دون ذلك.
وقوله: "هي أحب"، أي: أطيب وانفع لسمنها.
انكفأ، أي: مال ورجع.
غُنيمة، بالتصغير، أي: إلى قليل من الغنم.
فتوزعُوها، أو قال: فتجزعُوها. قال الحافظ في "الفتح" 7/10: شك من الراوي، والأول من التوزيع، وهو التفرقة، أي: تفرقوها. والثاني من الجزع، وهو القطع، أي: اقتسموها حصصاً، وليس المراد أنهم اقتسموها بعد الذبح فأخذ كل واحد قطعة من اللحم، وإنما المراد أخذ حصة من الغنم.
(1) لفظة "الأعرابي" أثبتناها من (ظ 4) و (ق) ، وسقطت من (م) و (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي بن سعيد: هو القطان، ومالك: هو ابن أنس الإمام، وابن شهاب: هو الزهري.
وهو في "الموطأ" 2/926، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (5619) ، =(19/175)
12122 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حُرِّمَ عَلَى النَّارِ، وَحُرِّمَتِ النَّارُ عَلَيْهِ: إِيمَانٌ بِاللهِ، وَحُبُّ اللهِ، وَأَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ فَيُحْرَقَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ "
12123 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ صَوْتًا مِنْ قَبْرٍ فَقَالَ: " مَتَى مَاتَ صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ؟ " قَالُوا: مَاتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ " (1)
__________
= ومسلم (2029) ، وأبو داود (3726) ، والترمذي (1893) ، وابن ماجه (3425) ، وأبو عوانة 5/349، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص193، وابن حبان (5333) و (5337) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/315 و7/336، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/151. وانظر (12077) .
(1) إسناده حسن، نوفل بن مسعود روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه أبو يعلى (4282) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/390 من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
قلنا: وقد سلف الحديث بإسناد صحيح برقم (12002) مع خلاف في لفظه، فأنظره.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3727) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا =(19/176)
12124 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ، حَدَّثَنِي بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: جَاءَ أَنَسٌ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقُلْنَا لَهُ: مَا أَنْكَرْتَ مِنَّا مِنْ عَهْدِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " مَا أَنْكَرْتُ مِنْكُمْ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّكُمْ لَا تُقِيمُونَ صُفُوفَكُمْ " (1)
12125 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَرَكَةُ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ " (2)
__________
= الإسناد. وقرن به يزيد بن هارون. وانظر (12007) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين. وسلف الكلام عليه برقم (12109) .
وأخرجه ابن حجر في "تغليق التعليق" 2/301 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُبعي.
وأخرجه البخاري (2851) ، ومسلم (1874) ، والنسائي 6/221، والقضاعي في "مسند الشهاب" (222) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/481، وسعيد بن منصور (2427) ، والبخاري (3645) ، ومسلم (1874) ، والنسائي 6/221، وأبو يعلى (4173) و (4177) ، وأبو عوانة 5/13، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1451) ، وابن حبان (4670) ، والبيهقي 6/329، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2643) من طرق عن شعبة، به. =(19/177)
12126 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ " (1)
12127 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ، قَالُوا: نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا لِنَفْسِهِ لَغَنِيٌّ " (2) ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَرْكَبَ (3)
__________
= وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4616) . وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7346) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (693) و (7142) ، وابن ماجه (2860) ، والآجري في "الشريعة" ص39، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/155 من طريق يحيي بن سعيد، به.
وأخرجه الطيالسي (2087) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/ 88، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/125، والبغوي (2452) عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (12752) ، وفيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال حديثه هذا مخاطبا أبا ذر رضي الله عنه. وسيأتي الحديث في مسنده 5/161.
وفي الباب عن العرباض بن سارية، وأم حُصين الأحمسية، وسيأتي حديثهما 4/126 و6/402.
قوله: "استُعمل عليكم"، قال السندي: على بناء المفعول، أي: جُعل أميراً عليكم.
(2) المثبت من (س) و (ق) و (ظ 4) ، لكن في (ظ 4) وحدها: "نفسه" بدل "لنفسه"، وفي (م) وقع الحديث بلفظ: "إن الله لغني عن تعذيب هذا لنفسه".
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. =(19/178)
12128 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَرَسُولُ اللهِ نَجِيٌّ لِرَجُلٍ حَتَّى نَعَسَ، - أَوْ كَادَ يَنْعَسُ - بَعْضُ الْقَوْمِ " (1)
12129 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ، فَقَالَ: " مَا كُنَّا نَشَاءُ أَنْ
__________
= وأخرجه البخاري (6701) ، وأبو داود (3301) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/129 من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (12889) . وانظر (12039) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (2035) من طريق هشيم بن بشير، والبغوي (443) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن حميد الطويل، به.
وسيأتي من طريقه أيضاً بالأرقام (12881) و (13060) و (13134) و (13428) .
وأخرج البخاري (643) ، وأبو داود (542) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي قال: حدثنا حميد، قال: سالت ثابتاً البناني عن الرجل يتكلم بعدما تقام الصلاة، فحدثني عن أنس بن مالك.. وذكر نحو القصة. قال الحافظ في "الفتح" 2/125: إنه ظاهر في كون حميد أخذه عن أنس بواسطة، وقد قال البزار: إن عبد الأعلى تفرد عن حميد بذلك، ورواه عامة أصحاب حميد عنه عن أنس بغير واسطة.. قال الحافظ: لم أقف في شيء من طرقه على تصريح حميد بسماعه له من أنس، وهو مدلس، فالظاهر أن رواية عبد الأعلى هي المتصلة. قلنا: لكن روايته عن أنس أينما وُجدت حُملت على الاتصال، وذلك لأنه قد عُرفت الواسطة بينهما كما في هذا الحديث، وهو ثابت البناني، وهو ثقة حُجة.
وانظر ما سلف برقم (11987) .(19/179)
نَرَاهُ مُصَلِّيًا، إِلَّا رَأَيْنَاهُ وَلَا نَائِمًا إِلَّا رَأَيْنَاهُ " (1)
12130 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بِالْبَقِيعِ، فَنَادَى رَجُلٌ يَا أَبَا الْقَاسِمِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: لَمْ أَعْنِكَ. قَالَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي " (2)
12131 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حَمَّادٍ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: " مَنْ قَتَلَ كَافِرًا، فَلَهُ سَلَبُهُ ". قَالَ: فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ عِشْرِينَ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً برقم (12882) .
وانظر (12012) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/671، والبخاري (2121) ، ومسلم (2131) ، وأبو يعلى (3787) ، وابن حبان (5813) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/308-309، وفي "الآداب" (478) من طرق عن حميد الطويل، به.
وسيأتي بالأرقام (12218) و (12731) و (12961) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7377) .
وعن جابر، سيأتي 3/298.
وعن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عمه، سيأتي 3/450.
قوله: "لم أعنك"، أي: ما قصدتك بالنداء.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الدارمي (2484) من طريق الحجاج بن منهال، والطحاوي في =(19/180)
12132 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (1) قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ الْمَسْجِدَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَالَ فَنَهَوْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعُوهُ " وَأَمَرَ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْهِ أَوْ أُهَرِيقَ عَلَيْهِ الْمَاءُ (2)
12133 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي إِنَائِهِ ثَلَاثًا "، وَكَانَ أَنَسٌ يَتَنَفَّسُ ثَلَاثًا (3)
__________
= "شرح معاني الآثار" 3/227 من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (12236) و (13041) ومطولاً برقم (12977) و (13975) .
وفي الباب عن سلمة بن الاكوع وأبي قتادة، وسيأتيان 4/45 و5/36.
(1) قوله: "عن يحيي بن سعيد" سقط من (م) ، ويحيي بن سعيد شيخ المصنف: هو القطان، وشيخه يحيي بن سعيد: هو الأنصاري.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (284) (99) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (12082) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (944) من طريق يحيي القطان، بهذا الإسناد. ولكن فيه: "كان يتنفس مرتين مرتين"!
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/218، والدارمي (2120) ، والبخاري (5631) ، والنسائي في "الكبرى" (6884) ، وأبو عوانة 5/345 و345-346 و346، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص222، وفي "طبقات المحدثين بأصبهان" =(19/181)
12134 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ الْأَخْضَرِ بْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا (1) مِنَ الْأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " فَأَتَاهُ بِحِلْسٍ وَقَدَحٍ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَشْتَرِي هَذَا؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ، قَالَ: " مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: " مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ. قَالَ: " هُمَا لَكَ " ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا
__________
= (687) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (915) و (941) و (942) و (943) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 70/284، وفي "الآداب" (541) من طرق عن عزرة بن ثابت، به. وقرن بعزرة في إحدى الطرق عند أبي عوانة عبد الله بن المثنى الأنصاري، وفي بعض رواياتهم: مرتين أو ثلاثة. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6886) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن ثمامة، عن أنس. وقال النسائي: قتادة في هذا الحديث خطأ، والصواب حديث عزرة.
وسيأتي من طريق عزرة، عن ثمامة بالأرقام (12193) و (12295) و (12924) . وعن أبي عصام المزني عن أنس برقم (12186) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2571) .
قال السندي: قوله: يتنفس في إنائه، أي: في حال الشرب مع إبانة الإناء من الفم، والذي جاء النهي عنه هو أن يكون الإناء في الفم. وانظر "فتح الباري" 10/93.
(1) في (ظ 4) : عن رجل.(19/182)
لِأَحَدِ ثَلَاثٍ: ذِي دَمٍ مُوجِعٍ، أَوْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ فَقْرٍ مُدْقِعٍ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال أبي بكر الحنفي. وللقطعة الأخيرة منه وهي قوله: "إن المسالة ... " شواهد تصح بها.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2263) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1641) ، وابن ماجه (2198) ، وابن الجارود (569) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/19، والبيهقي 7/25، والضياء في "المختارة" (2265) و (2266) من طرق عن الأخضر بن عجلان، به.
ووقع في رواية أبي داود وابن ماجه زيادة ولفظها: ... أنا آخذها بدرهمين، فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين، فأعطاها الأنصاري، وقال: "اشتر بأحدهما طعاماً فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوماً، فائتني به" ففعل، فأخذه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فشد فيه عوداً بيده وقال: "اذهب فاحتطب ولا أراك خمسة عشر يوماً"، فجعل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فقال: "اشتر ببعضها طعاماً وببعضها ثوباً"، ثم قال: فهذا خير لك من أن تجيء والمسألة نكتة في وجهك يوم القيامة". ونحو هذه الزيادة عند الضياء والبيهقي.
ويشهد لهذه الزيادة بنحوها حديث الزبير بن العوام السالف برقم (1407) ، وحديث أبي هريرة السالف برقم (7317) .
واقتصر الطحاوي في روايته على القطعة الأخيرة من الحديث، وستأتي مستقلة برقم (12280) من طريق عبيد الله بن شميط، عن عبد الله الحنفي، عن أنس.
وأخرجه الترمذي (1218) من طريق حميد بن مسعدة، عن عبيد الله بن شميط بن عجلان، عن الأخضر بن عجلان، به. وليس عنده في آخر الحديث: "إن المسالة ... " وحسنه!
وأخرجه كذلك الطيالسي (2146) من طريق عبيد الله بن شميط، عن أبيه وعمه، عن أبي بكر الحنفي، عن أنس. وقد سلف مختصراً برقم (11968) =(19/183)
12135 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الْقِرَاءَةَ ": بِ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (1) [الفاتحة: 2] "
12136 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُنَا إِلَى بَنِي سَلِمَةَ، وَهُوَ يَرَى مَوَاقِعَ نَبْلِهِ " (2)
__________
= و (11969) .
ويشهد للقطعة الأخيرة في المسألة حديث قبيصة بن مخارق، سيأتي 3/477.
وحديث حُبْشي بن جنادة عند الترمذي (653) و (654) ، وعند القضاعى في "مسند الشهاب" (1014) ، والبغوي (1623) .
فتصح هذه القطعة بهذين الشاهدين.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وأخرجه أبو يعلى (2983) و (3128) من طريق يحيي بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1243) ، وأبو داود (782) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام، به. وانظر (11991) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2005) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/328، والضياء (2006) و (2007) و (2008) و (2009) من طرق عن حميد، به. وسقط حميد من "مصنف ابن أبي شيبة".
وسيأتي من طريق حميد بالأرقام (12964) و (13059) و (13131) .=(19/184)
12137 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ لِأَبِي طَلْحَةَ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ، فَكَانَ النَّبِيُّ يُضَاحِكُهُ قَالَ: فَرَآهُ حَزِينًا، فَقَالَ: " يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ " (1)
__________
= وأخرجه بنحوه أبو داود (416) ، وأبو يعلى (3308) ، وابن خزيمة (338) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/212، والبغوي في "الجعديات" (3473) ، والبيهقي 1/447، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/89 من طريق ثابت عن أنس.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله وناس من الأنصار وزيد بن خالد الجهني ورافع بن خديج، وستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/303 و4/36 و117 و142.
قوله: "وهو يرى مواقع نبْله" قال الحافظ في "الفتح" 2/41: أي: المواضع التي تصل إليها سهامه إذا رمى بها ... ومقتضاه المبادرة بالمغرب في أول وقتها، بحيث إن الفراغ منها يقع والضوء باق.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه الحميدي (1416) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (332) و (333) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/194، وابن أبي الدنيا في "العيال" (400) ، والبغوي (3378) من طرق عن حميد، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوع النسائي خطأ في الإسناد، فجعل محمد بن قيس راويه عن أبي التياح، والصواب إنه رواه عن حميد، وجاء على الصواب في "تحفة الأشراف" وأخرجه أبو يعلى (2836) ، والطبراني (5610) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص32 من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أنس. =(19/185)
12138 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ، فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ ثَمَرَةِ النَّخْلِ حَتَّى تَزْهُوَ ". قِيلَ لِأَنَسٍ مَا تَزْهُو؟ قَالَ: " تَحْمَرُّ " (1)
__________
= وأخرجه بنحوه الطيالسي (2147) ، وابن سعد 8/427، والطبراني في "الأوسط" (2556) من طريق ربعي بن عبد الله، عن الجارود بن أبي سبرة، عن أنس.
وسيأتي من طريق حميد برقم (12957) و (13077) ، ومن طريق ثابت برقم (13325) ، ومن طريق قتادة برقم (13954) ، ومن طريق أبي التياح برقم (12199) .
النُغير: تصغير نُغر: وهو البُلبُل، أو فرخ العصفور.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مالك 2/618، والشافعي 2/148 و149، والبخاري (1488) و (2195) و (2197) و (2208) ، ومسلم (1555) ، والنسائي 7/264، وأبو يعلى (3740) و (3850) ، وابن الجارود (604) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/24، وابن حبان (4990) ، وأبو نعيم 6/340، والبغوي (2080) و (2081) من طرق عن حميد الطويل، به- وعند بعضهم: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن بيع الثمار حتى تُزهي. فقيل له: يا رسول الله، وما تُزهي؟ فقال: "حين تحمرُ". وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أرأيت إذا منع الله الثمرة، فبم يأخذُ أحدكم مال أخيه؟ ".
وسيأتي بنحوه عن حميد برقم (13314) و (13613) ، وعن شيخ لسفيان الثوري عن أنس برقم (12638) .
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7559) .(19/186)
12139 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " جَلَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ - قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: - أَرْبَعِينَ ". فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ وَدَنَا النَّاسُ مِنَ الرِّيفِ وَالْقُرَى، قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " مَا تَرَوْنَ؟ " فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: اجْعَلْهَا كَأَخَفِّ الْحُدُودِ فَجَلَدَ عُمَرُ ثَمَانِينَ (1)
12140 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، فَقَالَ: أَكَلْتُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1706) (36) ، وأبو داود (4479) ، وأبو يعلى (3127) ، وابن حبان (4448) من طريق يحيي القطان وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1970) ، والبخاري (6773) و (6776) ، ومسلم (1706) (36) ، والنسائي في "الكبري" (5277) ، وأبو يعلى (3015) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/157، والبيهقي 8/319 من طرق عن هشام الدستوائي، به- ولم يذكر فيه البخاري والنسائي قصة عمر وعبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه مختصراً ابن ماجه (2570) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به- ولم يذكر فيه قصة أبي بكر وعمر.
وسيأتي الحديث عن قتادة بالأرقام (12805) و (12855) و (13583) و (13880) .
وفي الباب عن علي، سلف برقم (624) .
وعن السائب بن يزيد، سيأتي 3/449.
الجريد: هو غصن النخلة جُرد عنه الورق.(19/187)
الْحُمُرَ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: أَفْنَيْتُ الْحُمُرَ قَالَ: " فَنَادَى إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ (1) الْحُمُرِ، فَإِنَّهَا رِجْسٌ " (2)
12141 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، وَابْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَأَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْنَا، فَكَيْفَ نَرُدُّ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: " فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ " وَحَجَّاجٌ مِثْلَهُ قَالَ: شُعْبَةُ لَمْ أَسْأَلْ قَتَادَةَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ هَلْ سَمِعْتَهُ مِنْ أَنَسٍ (3)
__________
(1) في (م) : لحم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (1991) ، ومسلم (1940) (35) ، وأبو عوانة 5/ 168 و168-169 من طرق عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. وانظر (12086) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وابن جعفر: هو محمد، وحجاج المذكور في آخر الحديث: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وهو شيخ ثالث للإمام أحمد في هذا الحديث. وسيتكرر برقم (13881) .
وأخرجه مسلم (2163) (7) ، وأبو يعلى (3179) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في الاستئّذان كما في "إتحاف المهرة" 2/260 من طريق حجاج بن محمد، به.
وأخرجه مسلم (2163) (7) ، وأبو داود (5207) ، والنسائي في "عمل =(19/188)
12142 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَتَبْقَى مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ، وَالْأَمَلُ " (1)
12143 - حَدَّثَنَا يَحْيَى (2) ، حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ،
__________
= اليوم والليلة" (386) و (387) ، وأبو عوانة من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي من طريق قتادة بالأرقام (12427) و (12467) و (12995) و (13087) و (13211) و (13240) و (13320) و (13459) و (13766) و (13934) و (14084) ، وفي بعض هذه المواضع قصة.
وانظر ما سلف برقم (11948) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13917) .
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (10260) من طريق يحيي بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (256) عن شعبة، به.
وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (480) من طريق شعيب بن حرب، عن شعبة، به.
وأخرجه الطيالسي (2005) ، والبخاري (6421) ، ومسلم (1047) (115) ، وأبو يعلى (2979) و (3010) ، وابن عدي في "الكامل" 1/218، وأبو نعيم في "الحلية" 7/261 و8/160 من طرق عن قتادة، به- وذكره بعضهم بلفظ "المال والعُمُر".
وسيأتي بالأرقام (12202) و (12721) و (12998) و (13694) و (13917) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8211) .
(2) في (م) و (س) و (ق) : حدثنا يحيي عن شعبة، بزيادة "عن شعبة" وهي زيادة مقحمة من الحديث السالف، ولم ترد في (ظ 4) و"أطراف المسند" =(19/189)
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ: " مَنْ يَنْظُرُ مَا فَعَلَ أَبُو جَهْلٍ؟ " فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَوَجَدَ ابْنَيْ عَفْرَاءَ قَدْ ضَرَبَاهُ حَتَّى بَرَدَ، فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ فَقَالَ: أَنْتَ أَبُو جَهْلٍ؟ فَقَالَ: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ، أَوْ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟ (1)
__________
= 1/404، وهو الصواب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/373، والبخاري (3962) وبإثر الحديث (3963) و (4020) ، ومسلم (1800) ، وأبو يعلى (4063) و (4074) ، وأبو عوانة 4/228 و228-229، والبيهقي في "السنن" 9/92، وفي "الدلائل" 3/86 من طرق عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (12304) و (13477) .
وفي الباب عن ابن مسعود نفسه برقم (3824) .
وانظر قصة مقتل أبي جهل أيضاً في حديث عبد الرحمن بن عوف الذي سلف برقم (1673) .
ابنا عفراء: هما معاذ ومعوذ، وعفراء أمهما.
وقوله: "حتى برد"، أي: مات، هكذا فسروه، ووقع في رواية محمد بن عبد الله الأنصاري عن التيمي عند أحمد (13477) : "حتى برك"، قال القاضي عياض: وهذه الرواية أولى، لأنه قد كلم ابن مسعود، فلو كان مات كيف كان يكلمه؟
قال الحافظ في "الفتح" 7/294: ويحتمل ان يكون المرادُ بقوله: "حتى برد" أي: صار في حالة من الموت، ولم يبْق فيه سوى حركة المذبوح، فأطلق عليه باعتبار ما سيؤول إليه، ومنه قولهم للسيوف: بوارد، أي: قواتل، وقيل لمن قُتل بالسيف: برد، أي: إصابه متن الحديد، لأن طبع الحديد البُرودة، وقيل: معنى قوله: برد، أي: فتر وسكن، يقال: جد في الأمر حتى برد، أي: فتر، وبرد النبيذُ، أي: سكن غليانُه. =(19/190)
12144 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] وَ {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245] . قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ حَائِطِي الَّذِي (1) بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، وَاللهِ (2) لَوِ اسْتَطَعْتُ أَنْ أُسِرَّهَا لَمْ أُعْلِنْهَا فَقَالَ: " اجْعَلْهُ فِي فُقَرَاءِ أَهْلِكَ " (3)
__________
= وقوله: "أنت أبا جهل" هكذا كان في (ظ 4) ، وهي كذلك في نسخة على هامش (س) ، ثم صحح في (ظ 4) إلى: "أنت أبو جهل"، وهي على هذه الصورة موافقة لما في (م) و (س) و (ق) ، والأول هو الصواب في حديث يحيي القطان، فقد أخرجه الإسماعيلي في "مستخرجه" - كما في "الفتح" 7/295- من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي عن يحيي القطان فذكر الحديث وفيه "قال: أنت أبا جهل" قال المقدمي: هكذا قالها يحيي القطان. وهو المعتمد في حديث أنس هذا، فقد صرح إسماعيل ابن عُلية عن سليمان التيمي عند البخاري (4020) بأنه هكذا قالها أنس. قال الحافظ ابن حجر: وقد وُجهت هذه الرواية بالحمْل على لغة من يثبت الألف في الأسماء الستة في كل حالة كقوله: إن أباها وأبا أباها. وقيل: هو منصوب بإضمار "أعني"، وتعقبه ابنُ التين بأن شرط هذا الإضمار ان تكثُر النُعوت. وقيل: إن قوله: "أنت" مبتدأ محذوف الخبر، وقوله: "أبا جهل" منادى محذوف الأداة، والتقدير: أنت المقتول يا أبا جهل، وخاطبه بذلك مقرعاً له، ومتشفياً منه، لأنه كان يؤذيه بمكة أشد الأذى.
(1) في (م) و (س) و (ق) : الذي كان.
(2) لفظة "والله" ليست في (ظ 4) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد بن حميد (1413) ، وأبو يعلى (3865) ، والطبري في =(19/191)
12145 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ بِعَيْنِ (1) الشِّمَالِ، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ، غَلِيظَةٌ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ أَوْ قَالَ: كَفَرَ " (2)
12146 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ
__________
= "تفسيره" 3/348، وابن خزيمة (2458) و (2459) ، والدارقطني 4/191 من طرق عن حميد، به.
وأخرجه البخاري (4555) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/289 و4/386، وفي "شرح مشكل الآثار" (4701) ، والدارقطني 4/191، والبيهقي 6/280 من طريق ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس- وزاد في آخره: فجعلها لحسان بن ثابتٍ وأبي بن كعب، وكانا اقرب إليه مني.
وسيأتي الحديث عن حميد برقم (12781) و (13767) ، وعن إسحاق بن عبد الله برقم (12438) ، وعن ثابت برقم (14036) .
(1) في (م) و (س) و (ق) : أعور العين.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2022) من طريق عبد الرحمن بن بشر، عن يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (3768) ، والضياء (2024) من طريق خالد بن الحارث، والبغوي (4257) ، والضياء (2023) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، كلاهما عن حميد، به.
وسيأتي من طريق حميد برقم (13081) ، ومن طريقه وطريق شعيب بن الحبحاب معاً برقم (13385) و (13621) . وانظر ما سلف برقم (12004) .
الظفرة -بفتحتين-: جُليدة تغشي العين.(19/192)
يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ " فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: " لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ " (1)
12147 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ، وَاضِعًا عَلَى صِفَاحِهِمَا قَدَمَهُ، وَيُسَمِّي وَيُكَبِّرُ " (2)
12148 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِي - وَرُبَّمَا قَالَ: مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي - إِذَا رَكَعْتُمْ، وَإِذَا سَجَدْتُمْ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12104) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3136) عن عبيد الله بن عمر القواريري، عن يحيي القطان، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (13877) عن يحيي بن سعيد القطان مقروناً معه وكيعٌ.
وانظر (11960) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً برقم (13895) .
وأخرجه عبد بن حميد (1170) ، والبخاري (742) ، ومسلم (425) ، والنسائي 2/193، وأبو يعلى (2971) ، والبغوي (615) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (641) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، به. =(19/193)
12149 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ " (1)
12150 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ (2) مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ ثُمَّ تَرَكَهُ " (3)
__________
= وسيأتي بالأرقام (12321) و (12733) و (12821) و (13453) و (13842) و (13895) و (13973) . وانظر ما سلف برقم (11997) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (1977) ، والدارمي (1322) ، ومسلم (493) ، وأبو داود (897) ، والترمذي (276) ، والنسائي 2/213-214، وأبو يعلى (3216) ، وابن حبان (1926) ، والبيهقي 2/113 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (12066) .
(2) في (م) و (س) و (ق) : حي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وأخرجه ابن حبان (1982) و (1985) من طريق يحيي القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (2016) ، والبخاري (4089) ، ومسلم (677) (304) ، وابن ماجه (1243) ، والنسائي 2/203، وأبو يعلى (3028) و (3069) و (3231) ، والبيهقي 2/201 و206 من طرق عن هشام الدستوائي، به. ولم يقل فيه مسلم: بعد الركوع، وذكر ابن ماجه أن القنوت كان في صلاة الصبح.
وسيأتي من طريق قتادة بألفاظ متقاربة بالأرقام (12849) و (12990) و (13265) و (13274) و (13601) و (13602) و (13641) و (13725) =(19/194)
12151 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي فِي مَجْرَى الْمَاءِ، فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ اللهُ، أَوْ أَعْطَاكَ رَبُّكَ " (1)
12152 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَقَالَ: " عُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ " (2)
__________
= و (13752) و (13951) و (13952) و (14004) .
وانظر ما سلف مطولاً (12064) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/45 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (3726) ، وابن حبان (6472) من طريق يحيي بن سعيد، به. وانظر (12008) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي بن سعيد: هو القطان، والتيمي: هو سليمان بن طرْخان، وأبو مجْلز: هو لاحق بن حميد.
وأخرجه ابن حبان (1973) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقرن ابن حبان القطان بيحيي يزيد بن زُريع.
وأخرجه البخاري (1003) و (4094) ، ومسلم (677) (299) ، والنسائي 2/200، وأبو عوانة 2/286، والطحاوي 1/244، وأبو نعيم في "الحلية" 3/36، والبيهقي في "السنن" 2/244، وفي "الدلائل" 3/350 من طرق عن سليمان التيمي، به. =(19/195)
12153 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْهَمُونَ ذَلِكَ فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا، فَأَرَاحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ (1) ، يُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَقُولُ لَهُمْ آدَمُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ ذَنْبَهُ الَّذِي أَصَابَ فَيَسْتَحْيِي رَبَّهُ وَيَقُولُ: وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا، فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ سُؤَالَهُ (2) رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ، فَيَسْتَحْيِي رَبَّهُ مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ، فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى، عَبْدًا كَلَّمَهُ اللهُ وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ لَهُمُ النَّفْسَ الَّتِي قَتَلَ بِغَيْرِ نَفْسٍ، فَيَسْتَحْيِي رَبَّهُ مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللهِ وَرَسُولَهُ، وَكَلِمَتَهُ (3) وَرُوحَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا عَبْدًا غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا
__________
= وسيأتي برقم (13120) عن معاذ بن معاذ عن سليمان التيمي. وانظر ما سلف برقم (12064) و (12117) .
(1) في (م) و (س) و (ق) : ربنا.
(2) في (م) و (ق) ونسخة في هامش (س) : وسؤاله.
(3) في (ظ 4) : ومن كلمه.(19/196)
تَأَخَّرَ، فَيَأْتُونِي ". قَالَ الْحَسَنُ (1) هَذَا الْحَرْفَ: " فَأَقُومُ فَأَمْشِي بَيْنَ سِمَاطَيْنِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ - قَالَ أَنَسٌ - حَتَّى أَسْتَأْذِنَ عَلَى رَبِّي، فَيُؤْذَنَ لِي، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ أَوْ خَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدَعَنِي ". قَالَ: " ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، قُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَحْمَدُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْهِ الثَّانِيَةَ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ، أَوْ خَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، قُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْهِ الثَّالِثَةَ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ، أَوْ خَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ مَا بَقِيَ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ "،
__________
(1) الحسن هذا: هو البصري، وقد روى الحسن هذا الحديث عن أنس كما ذكر معبد بن هلال في آخر حديثه عند البخاري ومسلم وغيرهما، وانظره في تخريجنا لهذا الحديث.(19/197)
فَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عروبة: هو سعيد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (807) ، وأبو عوانة 1/180، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (830) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/450-451، والبخاري (4476) ، ومسلم (193) (323) و (325) ، وابن ماجه (4312) ، وابن أبي عاصم (810) ، والنسائي في "الكبري" (11243) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/607 و607-609، وأبو عوانة 1/179-180، وابن منده في "الايمان" (862) من
طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (2010) ، وعبد بن حميد (1187) ، والبخاري (4476) و (6565) و (7410) و (7516) ، ومسلم (193) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (805) و (806) و (808) و (809) ، والنسائي في "الكبرى" (10984) و (11433) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/603-605 و605-606، وأبو عوانة 1/178-179 و180، وابن حبان (6464) ، والآجري في "الشريعة" ص349، وابن منده (861) و (864) و (865) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص191 و315، وفي "الاعتقاد" ص89 و192-194، والبغوي (4334) من طرق عن قتادة.
وسيأتي برقم (13562) من طريق همام عن قتادة. والقطعة الأخيرة منه فقط ستأتي برقم (12772) من طريق شعبة عن قتادة، وانظر تمام تخريجها =(19/198)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= هناك.
وأخرجه البخاري (7510) ، ومسلم (193) (326) ، والنسائي في "الكبرى" (11131) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/714-716، وأبو عوانة 1/183، وابن منده في "الإيمان" (873) ، والبغوي (4333) ، والمزي في ترجمة معبد من "تهذيب الكمال" 28/241-243 من طريق معبد بن هلال العنزي، عن أنس.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (816) و (817) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/716-717، وابن منده (874) من طريق حميد الطويل، عن أنس موقوفاً.
وسيأتي من طريق ثابت برقم (13590) . وانظر (12419) و (12469) و (12824) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9623) . وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "يُلهمون ذلك"، وفي بعض الروايات "فيهتمون لذلك"، قال النووي في "شرح مسلم" 3/53: معنى اللفظتين متقارب، فمعنى الثانية: أنهم يعتنون بسؤال الشفاعة، وزوال الكرْب الذي هم فيه، ومعنى الأولى: أن الله تعالى يلهمهم سؤال ذلك.
وقوله: "لست هُناكم"، معناه: لست أهلا لذلك.
وقوله: "بين سماطين"، قال السندي: أي: بين صفين من الناس.
وقوله: "فيحدُ لي حدْاً": كأن يقال: أدخل الجنة من عمل كذا وكذا.
وقوله: "إلا من حبسه القرآن"، قال النووي: أي: وجب عليه الخلود (كما فسره قتادة في بعض الطرق) ومعناه: من أخبر القرآن أنه مخلد في النار، وهم الكفار، كما قال الله تعالى: (إن الله لا يغفرُ أن يُشرك به) [النساء: 48 و116] ، وفي هذا دلالة لمذهب أهل الحق وما أجمع عليه السلفُ: أنه لا يُخلدُ في النار أحد مات على التوحيد، والله أعلم.(19/199)
12154 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ التَّيْمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ مُتَعَمِّدًا (1) " قَالَهُ مَرَّتَيْنِ وَقَالَ مَرَّةً: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا " (2)
__________
(1) لفظة "متعمداً" هكذا وقعت هنا في النسخ الخطية، وجاءت في (م) بعد قوله "من كذب علي" وهو خطأ، إذ أشار المصنف في آخر الحديث إلى أنه روي مرة أخرى بلفظ "من كذب علي متعمداً"، ولعل وجه ما وقع في النسخ الخطية ان تكون كلمة "متعمداً" بيان من الراوي أن الكذب المراد في حديثه هو المتعمد، ثم رواه فيما بعد كرواية غيره، فقال: "من كذب على متعمداً"، والله اعلم.
وأما قوله: "قاله مرتين" فالمراد به أن أنساً كان حدث به مرتين دون ذكْر كلمة "متعمداً" في صلب الحديث، ومرة بذكرها فيه، يوضح ذلك رواية النسائي في "السنن الكبرى" (5914) من طريق إسماعيل ابن علية عن التيمي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، والتيمي: هو سليمان بن طرْخان.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (404) من طريق بكر بن خلف، عن يحيي بن سعيد ومعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/763، وأبو يعلى (4061) و (4062) ، والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ متعمداً" (103) و (105) و (108) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/33، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/149، وابن الجوزي في "الموضوعات" 1/78 و79-80 من طرق عن سليمان التيمي، به.
وسيأتي بالأرقام (12702) و (12800) و (13961) . وانظر ما سلف برقم (11942) .(19/200)
12155 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ فِي صَلَاتِهِمْ " قَالَ: فَاشْتَدَّ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: " لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ " (1)
12156 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمَرْأَةُ مِنْ نِسَائِهِ، يَغْتَسِلَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ بِخَمْسِ مَكَاكِيَّ، وَيَتَوَضَّأُ بِمَكُّوكٍ " (2)
12157 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا قَالَ: أَيْ رَبِّ نُطْفَةٌ، أَيْ رَبِّ عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ مُضْغَةٌ، فَإِذَا قَضَى الرَّبُّ خَلْقَهَا قَالَ: أَيْ رَبِّ أَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى، فَمَا الرِّزْقُ وَمَا الْأَجَلُ قَالَ: فَيَكْتُبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12104) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12105) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (12500) .
وأخرجه أبو عوانة في القدر كما في "إتحاف المهرة" 2/133 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (318) و (3333) و (6595) ، ومسلم (2646) ، وابن =(19/201)
• 12158 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ أَبُو مُعَاذٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ (2)
12159 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ بَرِيرَةَ تُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِصَدَقَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ " (3)
__________
= أبي عاصم في "السنة" (187) ، وأبو عوانة كما في "الإتحاف" 2/133، والآجري في "الشريعة" ص184، وأبو نعيم في "الحلية" 6/280، والبيهقي 7/421 من طرق عن حماد بن زيد، به.
وسيأتي أيضاً برقم (12158) و (12499) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3624) . وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) وقع هذا الحديث في (م) والنسخ الخطية على أنه من رواية عبد الله ابن أحمد عن أبيه، لكن نص الحافظ في "أطراف المسند" 1/441، و"إتحاف المهرة" 2/133 على أنه من زيادات عبد الله بن أحمد على "المسند". قلنا: ويحيى بن أيوب -وهو المقابري- قد اشترك في الرواية عنه الإمام أحمد وابنه عبد الله، فالوجهان محتملان، والله تعالى اعلم.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيي بن أيوب -وهو المقابري- فمن رجال مسلم. وانظر ما قبله.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان.
وسيأتي مكرراً برقم (13923) .
وأخرجه الطيالسي (1962) ، وابن سعد 8/259-260، ومسلم (1074) (170) ، وأبو داود (1655) ، وأبو يعلى (3244) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4388) ، والبيهقي 7/33، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 103-104 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. =(19/202)
12160 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ إِنَّ اللهَ لَمْ يَقْضِ قَضَاءً، إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ " (1)
__________
= وعلقه البخاري بإثر الحديث (1495) عن أبي داود الطيالسي أنبأنا شعبة عن قتادة: سمع أنساً رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو في "مسنده" (1962) ، ووصله من طريقه الحافظ في "التغليق" 3/34-35، وقال فيه: قتادة عن أنس. كذا معنعناً، لم يصرح عنه بالسماع. قال الحافظ: وقد رواه الإسماعيلي من طريق معاذ عن شعبة عن قتادة سمع أنساً، به.
وسيأتي بالأرقام (12324) و (12858) و (13922) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2542) .
وعن عائشة، سيأتي 6/45-46.
وعن جويرية بنت الحارث، سيأتي 6/429.
بريرةُ: هي مولاة عائشة رضي الله عنها.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، القاسم بن شريح لم يرو عنه غير سفيان الثوري، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 7/111: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/335، وقد توبع.
وثعلبة بن عاصم -وهو أبو بحر مولى أنس بن مالك- روى عنه جمع، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 2/463: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/99 وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1815) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه هناد في "الزهد" (399) من طريق حجاج بن ارطاة، وأبو يعلى (4217) و (4218) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9951) ، والقضاعي في =(19/203)
12161 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُصْبَرَ الْبَهَائِمُ " (1)
__________
= "مسند الشهاب" (596) ، والضياء (1816) و (1818) ، والذهبي في "السير" 15/342 من طريق الحسن بن عبيد الله، كلاهما عن ثعلبة بن عاصم، به.
وحجاج حسن الحديث، والحسن بن عبيد الله ثقة.
وسيأتي من زيادات عبد الله في مسند أبي المليح عن أبيه 5/24 من طريق عاصم الأحول، عن ثعلبة بن عاصم، عن أنس. وعاصم ثقة، وصححه ابن حبان (728) .
وأخرجه أبو يعلى (4019) من طريق محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أنس. والأعمش لم يسمع من أنس.
وسيأتي برقم (12906) عن وكيع، عن سفيان الثوري.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1487) . وإسناده حسن.
وعن صهيب، سيأتي 4/332 و6/16. وإسناده صحيح.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1956) ، وابن الجارود (898) من طريق يحيي بن سعيد، بهذا الإسناد. وقرن مسلم بيحيي عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه الطيالسي (2070) ، وابن أبي شيبة 5/ 398، والبخاري (5513) ، ومسلم (1956) ، وأبو داود (2816) ، والنسائي 7/238، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/183، وأبو عوانة 5/194، والبيهقي 9/334 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (12746) و (12862) و (12982) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4622) . وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "أن تُصبر"، من الصبْر، أي: تُحبس وتُجعل هدفاً فيُرمى إليها.(19/204)
12162 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا هُوَ شَرٌّ مِنَ الزَّمَانِ (1) الَّذِي قَبْلَهُ ". سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ (2)
12163 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ نَفِيعٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَنِيٍّ وَلَا فَقِيرٍ، إِلَّا وَدَّ أَنَّمَا كَانَ أُوتِيَ مِنَ الدُّنْيَا قُوتًا ". قَالَ
__________
(1) لفظة "الزمان" ليست في (ظ 4) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه أبو يعلى (4036) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (903) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (471) من طرق عن مالك بن مغول، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (468) ، والطبراني في "المعجم الصغير" (52) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (471) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/173 من طرق عن الزبير بن عدي، به.
وسيأتي بالأرقام (12347) و (12817) و (12838) و (13753) .
وأخرجه ابن ماجه (4039) ، والحاكم 4/441، والمزي في ترجمة محمد ابن خالد الجندي من "التهذيب" 25/147-148 من طريق الحسن البصري، والطبراني في "الصغير" (485) ، والحاكم 4/442-443 من طريق عبد العزيز ابن صهيب، كلاهما عن أنس مرفوعاً، بلفظ: "لا يزداد الزمان إلا شدة، ولا يزداد الناس إلا شحاً، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس" وزيْد في رواية الحسن: "ولا المهدي إلا عيسى ابن مريم". والإسنادان ضعيفان.
ونقل الحافظ في "الفتح" 13/21 عن الحسن البصري أنه حمل قوله: "إلا هو شر" في هذا الحديث على الأكثر الأغلب. وانظر تتمة كلامه فيه.(19/205)
يَعْلَى: " فِي الدُّنْيَا " (1)
12164 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا ذَا الْأُذُنَيْنِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف جداً، نُفيع: هو ابن الحارث أبو داود الأعمى، متروك الحديث. إسماعيل: هو ابن أبي خالد.
وأخرجه ابن ماجه (4140) من طريق عبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/69-70 من طريق ابن نمير وحده، به.
وأخرجه عبد بن حميد (1235) ، وابن حبان في "المجروحين" 3/56، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10378) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" 3/131 من طريق يعلى بن عبيد وحده، به.
وأخرجه هناد في "الزهد" (599) ، وأبو يعلى (3713) و (4341) ، وابن عدي 7/2524، وأبو نعيم في "الحلية" 10/69، والبيهقي في "الشعب" (10378) من طريق أبي معاوية الضرير، وأبو يعلى (4339) من طريق مروان ابن معاوية، كلاهما عن إسماعيل بن أبى خالد، به.
وأخرجه وكيع في "الزهد" (117) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن نُفيع أبي داود، عن أنس موقوفاً.
وسيأتي الحديث من طريق يعلى بن عبيد وحده برقم (12710) .
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سييء الحفظ. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2301) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي في "سننه" (1992) و (3828) ، وفي "الشمائل" (235) ، =(19/206)
12165 - حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُنَّ يَسُوقُ بِهِنَّ سَوَّاقٌ، فَأَتَى عَلَيْهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيْ - أَوْ يَا - أَنْجَشَةُ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ " (1)
__________
= وابن الأعرابي في "معجمه" (509) ، والبغوي (3606) ، والضياء (2303) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (5002) ، وأبو يعلى (4029) ، والطبراني في "الكبير" (663) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (420) ، والبيهقي في "السنن" 10/248، وفي "الآداب" (409) ، والضياء (2304) و (2305) و (2306) من طرق عن شريك، به.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه الخطيب 13/46 من طريق موسى بن حيان البُندار، حدثنا حفص ابن عمر، حدثنا شعبة، عن عاصم، به، وهذه متابعة قوية لشريك، رجاله ثقات مشهورون عدا موسى هذا، فقد ترجمه الخطيب وثم يذكر فيه شيئا، ولم نقف له على ترجمة عند غيره.
وذكر الدارقطني متابعاً آخراً لشريك لكنه وهم روايته، وذلك فيما نقله عنه الضياء في "المختارة" 6/290 قال: رواه محمد عن أبي أحمد الزبيري، عن الثوري، عن عاصم. ووهم فيه على أبي أحمد، والصواب عن أبي أحمد ما رواه نصر بن علي وأحمد بن سنان، عنه، عن شريك، عن عاصم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (662) من طريق حرب بن ميمون، عن النضر بن أنس، عن أنس. وإسناده حسن.
وسيأتي الحديث من طريق شريك بالأرقام (12285) و (13544) و (13738) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، =(19/207)
12166 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْهَرَمِ وَالْبُخْلِ، وَالْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ "، وَقَدْ ذَكَرَ فِيهِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتَ (1)
12167 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: عَطَسَ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَمَّتَ أَوْ سَمَّتَ أَحَدَهُمَا، فَقيلَ لَهُ: رَجُلَانِ عَطِسَا، فَشَمَّتَّ أَوْ سَمَّتَّ أَحَدَهُمَا (2) ؟ فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللهَ وَإِنَّ ذَاكَ لَمْ يَحْمَدِ اللهَ " (3) قَالَ يَحْيَى: وَرُبَّمَا قَالَ: هَذَا أَوْ نَحْوَهُ
12168 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
__________
= وسليمان التيمي: هو ابن طرْخان. وانظر (12090) .
وقوله: "سوْقك"، قال السندي: بالنصب، أي: أحسن أو راع، أو بالرفع، أي: إن سوقك متعلق بالقوارير، فراعها، وقد سبق بلفظ: "رُويدا سوقك بالقوارير" وهو يؤيد النصب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه حفص الدوري في "قراءات النبي" (32) من طريق يحيي القطان، بهذا الإسناد. وانظر (12113) .
(2) قوله: "فقيل له: رجلان عطسا، فشمّت -أو سمت- أحدهما؟ " سقط من (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
التيمي: هو سليمان بن طرْخان. وانظر (11962) .(19/208)
أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأُكْلَةَ، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ، فَيَحْمَدَ اللهَ عَلَيْهَا " (1)
12169 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: " الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ". حَتَّى جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُغَرْغِرُ بِهَا صَدْرُهُ، وَمَا يَكَادُ يُفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه هناد في "الزهد" (775) ، وابن أبي شيبة 8/307 و10/344، ومسلم (2734) ، والترمذي في "السنن" (1816) ، وفي "الشمائل" (195) ، والنسائي في "الكبرى" (6899) ، وأبو يعلى (4332) ، وأبو عوانة كما في "الإتحاف" 2/21، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (486) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6046) ، والبغوي في "شرح السنة" (2831) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. وقرن ابن أبي شيبة، ومسلم، وأبو يعلى، وابن السني بأبي أسامة محمد بن بشر. وانظر (11973) .
(2) حديث صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن سليمان التيمي اختلف عليه وخولف فيه كما سيأتي بيانه في التخريج.
وأخرجه ابن سعد 2/352، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3202) من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبري" (7095) ، وابن حبان (6605) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/205، وفي "الشعب" (8552) من طريق جرير، وابن ماجه =(19/209)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (2697) ، وأبو يعلى (2933) و (2990) من طريق معتمر بن سليمان، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/240 من طريق أبي شهاب الحناط، ثلاثتهم عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن أنس. وقال النسائي: سليمان التيمي لم يسمع هذا الحديث من أنس.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7096) من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، عن صاحب له، عن أنس نحوه.
وأخرجه ابن سعد 2/253، والطحاوي (3201) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، عن سليمان التيمي، عمن سمع أنس بن مالك يقول، فذكره.
وأخرجه عبد بن حميد (1214) ، والنسائي في "الكبرى" (7094) ، والطحاوي (3199) ، والضياء في "المختارة" (2155) و (2156) و (2157) من طريق سفيان الثوري، والطحاوي (3200) ، والحاكم 3/57 من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن سليمان، عن أنس. وفي رواية الحاكم قال: زهير وغيره، عن سليمان.
وخالف سليمان التيمى فيه همامٌ، فرواه عن قتادة، عن صالح أبي خليل، عن سفينة مولى أم سلمة، عن أم سلمة. وستأتي هذه الرواية في "المسند" 6/311 و321.
وخالفه أيضاً سعيدُ بن أبي عروبة، وأبو عوانة، فروياه بإسناد همام لكن لم يذكرا فيه صالحاً أبا خليل. ورواية سعيد ستأتي في "المسند" 6/290 و315، أما رواية أبي عوانة فانظر تخريجها هناك.
وبناء على هذه الروايات فقد خطأ أبو حاتم وأبو زرعة رواية سليمان التيمي فيما نقله عنهما ابن أبي حاتم في "العلل" 1/110-111.
وفي الباب عن علي، سلف في "المسند" برقم (585) .
قو له: "الصلاة" بالنصب: أي: أحفظوها.
وقوله: "وما ملكت إيمانكم": الظاهر أن المراد به المماليك، أي: احفظوا حقوقهم، أو الأموال مطلقاً، أي: أدوا حقوق المال من الزكاة وغيرها. قاله =(19/210)
12170 - حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا اسْتَجَارَ عَبْدٌ مِنَ النَّارِ ثَلَاثَ مِرَارٍ إِلَّا قَالَتِ النَّارُ: اللهُمَّ أَجِرْهُ مِنِّي، وَلَا يَسْأَلُ الْجَنَّةَ إِلَّا قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللهُمَّ أَدْخِلْهُ إِيَّايَ " (2)
12171 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ،
__________
= السندي.
وقوله: "وما يكاد يفيصُ بها لسانه"، قال البغوي في "شرح السنة" 9/350: هو بالصاد غير معجمة يعني: ما يبينُ كلامه، يقال: فلان ما يفيصُ بكلمة: إذا لم يقدر على أن يتكلم ببيان، وفلان ذو إفاضة، لي: ذو بيان.
(1) المثبت من نسخة في (ظ 4) وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 1/285، و"إتحاف المهرة" 1/432، وفي (م) والنسخ الخطية: يونس عن أبي إسحاق، ولم يقع لنا في شيء من المصادر رواية يونس لهذا الحديث عن أبي إسحاق، ويؤيد ما أثبتناه أن الحديث سيأتي مرة أخرى عند المصنف -دون خلاف في النسخ- من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن بريد بالأرقام (12439) و (12585) و (13755) ، وانظر تخريجه عندها.
وأما ما وقع في المطبوع من "سنن الترمذي" باثر (2572) من قوله: "هكذا روى يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق هذا الحديث" بزيادة: عن أبي إسحاق، فهو خطأ، وقد صححنا هذا الخطأ من نسخنا الخطية للسنن ومن "تحفة الأشراف" 1/99.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق، وقد توبع، فسيأتي برقم (13173) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق السبيعي عن بريد، وانظر تمام تخريجه هناك.(19/211)
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ: " مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ ". فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا يَوْمٌ يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ. وَذَكَرَ هَنَةً مِنْ جِيرَانِهِ كَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَّقَهُ، قَالَ: وَعِنْدِي جَذَعَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، قَالَ: فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَا أَدْرِي أَبَلَغَتْ رُخْصَتُهُ مَنْ سِوَاهُ أَوْ لَا. قَالَ: ثُمَّ انْكَفَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كَبْشَيْنِ فَذَبَحَهُمَا، فَقَامَ النَّاسُ إِلَى غُنَيْمَةٍ فَتَوَزَّعُوهَا أَوْ قَالَ فَتَجَزَّعُوهَا (1)
12172 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدٌ عَنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ ". وَقَالَ: " مَا يَسُرُّهُمْ - أَوْ قَالَ: مَا يَسُرُّنِي - أَنَّهُمْ عِنْدَنَا ". قَالَ: وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَتَذْرِفَانِ (2)
12173 - حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ الرُّؤَاسِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ يُوسُفَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّقْيَةِ مِنْ الْعَيْنِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ومحمد: هو ابن سيرين. وهو مكرر (12120) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12114) .(19/212)
وَالْحُمَةِ، وَالنَّمْلَةِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يوسف بن عبد الله الراوي عن أنس، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان. وسيأتي مكرراً برقم (12194) .
وأخرجه ابن حبان (6104) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3516) ، والترمذي (2056) ، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 2/292-293، والبيهقي 9/348 من طرق عن سفيان، به. ووقع في رواية البيهقي "اللقوه" بدل: العين.
وأخرجه مسلم (2196) (57) ، وأبو عوانة من طريق زهير بن معاوية، ومسلم (2196) (58) من طريق حسن بن صالح، كلاهما عن عاصم بن سليمان، به.
وأخرجه أبو داود (3889) ، والحاكم 4/413 من طريق شريك النخعي، عن العباس بن ذريح، عن الشعبي، عن أنس مرفوعاً بلفظ: "لا رقية إلا من عين أو حُمة أو دم يرقأ". وشريك سييء الحفظ.
وأخرجه أبو يعلى (2819) من طريق عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، مرفوعاً بلفظ: أذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهل بيت من الأنصار أن يرْقوا من الحُمة، وأذن برُقية العين والنفس. وإسناده ضعيف لضعف عباد بن منصور.
وأخرجه الترمذي (2056) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي، حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن عاصم، عن عبد الله بن الحارث، عن أنس.
وقال الترمذي بعد رواية يحيي بن آدم وأبي نعيم، عن سفيان: هذا حديث حسن غريب، وهذا (قولهم فيه: يوسف بن عبد الله) عندي أصح من حديث معاوية بن هشام، عن سفيان. وقد جاءت الرواية على الصواب عند ابن ماجه (3516) .
وسيأتي برقم (12174) و (12282) من طريق يوسف عن أنس. وفي الباب عن جابر سيأتي في المسند 3/333. =(19/213)
12174 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
12175 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَبَهْزٌ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَعْرٌ يُصِيبُ مَنْكِبَيْهِ "، وَقَالَ بَهْزٌ: " يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ " (2)
__________
= وعن طلق بن علي سيأتي 4/23.
وعن عمران بن حصين سيأتي 4/436.
وعن عائشة سيأتي 6/30 و63.
وعن حفصة بنت عمر سيأتي 6/286، وعن الشفاء بنت عبد الله سيأتي 6/372.
وعن أم سلمة عند البخاري (5739) ، ومسلم (2197) .
وعن بريدة بن الحصيب عند ابن ماجه (3513) .
وعن عمرو بن حزم كما في "أطراف المسند" 5/131، وقد سقط من النسخة الميمنية من "المسند".
قوله: "الحُمة" قال السندي: بضم ففتح مخفف: السم.
و"النملة": بفتح نون وسكون ميم: قروح تخرج في الجنب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله ابن الزبير، وسفيان: هو الثوري. وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وهمام: هو ابن يحيى العوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه ابن سعد 1/428، والبخاري (5903) و (5904) ، ومسلم (2338) (95) ، والنسائي 8/183، وأبو عوانة في المناقب كما فى "الإتحاف" 2/262، والبيهقي في "الدلائل" 1/220-221 من طرق عن همام، بهذا =(19/214)
12176 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِطِيبٍ لَمْ يَرُدَّهُ " (1)
12177 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَإِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتٍ قَالَ: " أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ " (2)
__________
= الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (12265) و (13564) و (13841) ، وبنحوه برقم (12382) و (13106) . وانظر ما سلف برقم (12118) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي 8/189 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2582) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص99
و230، وفي "طبقات المحدثين بأصبهان" (689) ، والبيهقي في "الآداب" (753) ، وفي "شعب الإيمان" (6069) و (6434) من طرق عن عزرة بن ثابت، به.
وسيأتي الحديث برقم (12356) و (13749) من طريق عزرة بن ثابت، وسيأتي برقم (13617) من طريق إسماعيل بن عبد الله عن أنس.
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (8264) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، يحيي بن أبي كثير لم يسمع من أنس بن مالك، لكن سيأتي الحديث من طريق أخرى موصولة صحيحة عن أنس برقم (12406) .
إسحاق الأزرق: هو ابن يوسف، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. =(19/215)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 3/100، وأبو يعلى (4319) ، والطبراني في "الأوسط" (303) من طريق وكيع وحده، بهذا الإسناد، لكن زاد الطبراني بين وكيع وهشام سفيان، وقال: لم يرو هذا الحديث عن وكيع، عن سفيان إلا زهير بن عباد، ورواه الناس عن وكيع، عن هشام، ولم يذكروا سفيان.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (296) و (297) ، وأبو يعلى (4320) ، والطبراني في "الدعاء" (922) ، والبيهقي 4/239 من طرق عن هشام الدستوائي، به.
وقال النسائي والبيهقي: يحيي بن أبي كثير لم يسمعه من أنس. وزاد البيهقي: إنما سمعه عن رجل من أهل البصرة يقال له: عمرو بن زبيب، ويقال: ابن زُنيب. قلنا: وهو في عداد المجهولين.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (298) من طريق ابن المبارك، عن هشام، عن يحيي قال: حُدثت عن أنس.
وأخرجه أبو يعلى (4322) من طريق الخليل بن مرة أن يحيي بن أبي كثير حدثه عن أنس.
ثم رواه الخليل على وجه آخر عن يحيي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ذكر ذلك أبو نعيم في "الحلية" 3/72، والخليل هذا ضعيف لا يُحتمل منه هذا الاختلاف.
وأخرجه ابن السني (482) ، والطبراني في "الدعاء" (925) من طريق سليمان بن يوسف وإبراهيم بن المستمر، عن شعيب بن بيان، عن عمران القطان، عن قتادة، عن أنس. وسنده حسن في الشواهد والمتابعات.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6158) ، وفي "الدعاء" (923) من طريق علي بن سعيد، عن أنس. وفيه جماعة غير معروفين.
وسيأتي الحديث من طريق يحيي بن أبي كثير برقم (13086) ، ومن طريق ثابت عن أنس برقم (12406) .
وفي الباب عن عبد الله بن الزبير عند ابن ماجه (1747) ، وابن حبان =(19/216)
12178 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ مَوْضِعُ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي النَّجَّارِ، وَكَانَ فِيهِ النَّخْلُ (1) وَقُبُورُ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَامِنُونِي بِهِ "، فَقَالُوا: لَا نَأْخُذُ لَهُ ثَمَنًا، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْنِيهِ وَهُمْ يُنَاوِلُونَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: أَلَا إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يُبْنَى الْمَسْجِدُ، حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ (2)
12179 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، وَالدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي
__________
= (5296) ، وإسناده ضعيف.
وعن عائشة عند الطبراني في "الدعاء" (926) ، وإسناده حسن.
(1) في (م) و (س) : نخل.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.
وأخرجه ابن ماجه (742) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2085) ، وأبو داود (454) ، وأبو عوانة 1/397-398 و4/354 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي الحديث مختصراً من طريق وكيع برقم (12850) .
وسيأتي بالأرقام (12242) و (13208) و (13561) .
وانظر الرَّجز فيما سيأتي برقم (12722) من طريق قتادة عن أنس.
قوله: "ثامنُوني به": أي: أعطوني بالثمن.(19/217)
الْفَأْلُ " قَالَ: " وَالْفَأْلُ: الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ الطَّيِّبَةُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الدستوائي: هو هشام بن أبي عبد الله.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1961) ، ومن طريقه أبو يعلى (3211) ، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/312 من طريق يحيي بن سعيد القطان، كلاهما (الطيالسي ويحيي) عن شعبة وهشام، بهذا الإسناد.
ورواية يحيي مختصرة: "لا طيرة"، وستأتي مطولة عن شعبة وحده برقم (13949) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/41، ومن طريقه ابن ماجه (3537) عن يزيد بن هارون، وأخرجه الطحاوي 4/312 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما عن شعبة وحده، به.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (5756) ، وفي "الأدب المفرد" (913) ، وأبو داود (3916) ، والطحاوي 4/312، والبيهقي 8/139، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/378 من طريق مسلم بن إبراهيم، والترمذي (1615) ، والطبري في "تهذيب الآثار" مسند علي ص15 من طريق ابن أبي عدي، كلاهما عن هشام الدستوائي وحده، به.
وسيأتي الحديث من طريق شعبة وهشام برقم (13920) بزيادة "لا
عدوى"، ومن طريق شعبة وحده بالأرقام (12323) و (12778) و (13634) ، ومن طريق هشام وحده برقم (12564) و (12822) ، ومن طريق همام، عن قتادة، عن أنس برقم (13633) .
وفي الباب عن سعد، سلف برقم (1502) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7618) .
وعن جابر، سيأتي 3/293.
وعن عابس التميمي، سيأتي 4/67.
وعن عائشة، سيأتي 6/129-130.(19/218)
12180 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي هَمَّامٌ، عَنْ غَالِبٍ، هَكَذَا قَالَ وَكِيعٌ: غَالِبٍ وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو غَالِبٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ أُتِيَ بِجِنَازَةِ رَجُلٍ فَقَامَ عِنْدَ رَأْسِ السَّرِيرِ، ثُمَّ أُتِيَ بِجِنَازَةِ امْرَأَةٍ فَقَامَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ حِذَاءَ (1) السَّرِيرِ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ لَهُ الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، أَهَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ نَحْوًا مِمَّا رَأَيْتُكَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ فَقَالَ: احْفَظُوا (2)
12181 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ ذَاتَ
__________
(1) في (ظ 4) و (ق) : عند.
(2) إسناده صحيح. همام: هو ابن يحيي بن دينار العوذي، وأبو غالب: اسمه نافع أو رافع، الباهلي مولاهم.
وأخرجه الطيالسي (2149) ، وابن ماجه (1494) ، والترمذي (1034) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/491، والبيهقي 4/33 من طرق عن همام بن يحيي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3194) ، والطحاوي 1/491، والبيهقي 4/33 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أبي غالب، به.
وسيأتي الحديث برقم (13114) .
وفي باب مقام الإمام من المرأة في الجنازة عن سمرة بن جندب، سيأتي 5/14.
قوله: "فقام أسفل من ذلك حذاء السرير": أي: في وسطها كما جاء في الرواية الآتية، وفي حديث سمرة بن جندب.(19/219)
يَوْمٍ: " مَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟ " قَالَ عُمَرُ: أَنَا، قَالَ: " مَنْ عَادَ مِنْكُمْ مَرِيضًا؟ " قَالَ عُمَرُ: أَنَا، قَالَ: " مَنْ تَصَدَّقَ؟ " قَالَ عُمَرُ: أَنَا، قَالَ: " مَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا؟ " قَالَ عُمَرُ: أَنَا، قَالَ: " وَجَبَتْ وَجَبَتْ " (1)
12182 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: أَنْفَجْنَا أَرْنَبًا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ. قَالَ: فَسَعَى عَلَيْهَا الْغِلْمَانُ حَتَّى لَغِبُوا. قَالَ: فَأَدْرَكْتُهَا، فَأَتَيْتُ بِهَا أَبَا طَلْحَةَ فَذَبَحَهَا، ثُمَّ " بَعَثَ مَعِي بِوَرِكِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبِلَ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف سلمة بن ورْدان، والصحيح رواية مسلم في "صحيحه" (1028) و4/1857 من حديث أبي هريرة، أن القائل فيه: "أنا.. أنا" هو أبو بكر، وليس عمر.
وأما حديث أنس، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 3/235-236 و12/37 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (585) ، والبزار (1043- كشف الأستار) ، وابن عدي 3/1180، والبغوي (1647) من طرق عن سلمة بن ورْدان، به.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام بن زيد: هو ابن أنس بن مالك الأنصاري.
وأخرجه الطيالسي (2066) ، والدارمي (2013) ، والبخاري (2572) و (5489) و (5535) ، ومسلم (1953) ، والترمذي (1789) ، والنسائي 7/197، وابن الجارود (891) ، وأبو عوانة 5/182-183 و183 و183-184، والبيهقي 9/320، والبغوي (2801) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. =(19/220)
12183 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْبَحُ أُضْحِيَّتَهُ بِيَدِهِ " (1)
12184 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ الْقَضَاءَ وُكِلَ إِلَيْهِ، وَمَنْ أُجْبِرَ عَلَيْهِ نَزَلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ فَيُسَدِّدُهُ (2) " (3)
__________
= وسيأتي الحديث برقم (12747) و (14106) من طريق هشام بن زيد، وبرقم (13430) من طريق عبيد الله بن أبي بكر.
قوله: "أنْفجْنا"، قال السندي: هو بنون وفاء وجيم من الإنفاج: وهو التهيج والإثارة.
وقوله: "مر الظهران": هو موضع قرب مكة.
وقوله: "لغبوا": بفتح اللام، والغينُ مثلثة، أي: تعبوا، ومنه قوله تعالى: (وما مسنا من لُغُوب) [ق: 38] أي: إعياء وتعب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1966) (18) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسيتكرر من هذا الطريق برقم (12893) و (13956) ، وسيأتي برقم (12894) عن وكيع مقروناً بمحمد بن جعفر، وبرقم (13877) مقروناً بيحيي ابن سعيد. وانظر (11960) .
(2) في (ظ 4) : فسدده.
(3) إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى بن عامر الثعلبي وبلال بن أبي موسى: وهو ابن مرداس. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/235-236، والترمذي (1323) ، وابن ماجه (2309) ، ومحمد بن خلف الملقب بوكيع في "أخبار القضاة" 1/63، والضياء في "المختارة" (1581) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. =(19/221)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو داود (3587) ، ووكيع 1/62، والحاكم 4/92، والبيهقي 10/100، والضياء (1580) من طرق عن إسرائيل، به.
وأخرجه الترمذي (1324) ، ووكيع 1/62، والبيهقي 10/100 من طريق يحيي بن حماد، ووكيع 1/61-62 من طريق يحيي بن غيلان، كلاهما عن أبي عوانة، عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي عن بلال بن مرداس، عن خيثمة بن أبي خيثمة، عن أنس. وخيثمة هذا أيضاً ضعيف.
وفي الباب عن ابن عباس أخرجه البيهقي 10/ 88، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/176 و14/120 من طريق العلاء بن عمرو الحنفي، حدثنا يحيي بن يزيد الأشعري، عن ابن جريج، عن عطاء عنه رفعه بلفظ: "إذا جلس القاضي في مكانه، هبط عليه ملكان يسددانه ويوفقانه ويرشدانه ما لم يجُر ... "، قال الخطيب: ويحيي هذا ضعيف، قال صالح جزرة: يروي عن جده أحاديث مناكير، وحديث: "إذا جلس القاضي ... " ليس له أصل، ابن جريج لا يحتمل مثل هذا.
وذكره الذهبي في "الميزان" 4/365 وقال: والعلاء هذا واه، ثم قال عن الحديث: منكر.
وعن أبي هريرة أخرجه البزار (1350- كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (6060) بلفظ: "من ولي من أمر المسلمين شيئا وكل الله به ملكاً عن يمينه -أحسبه قال: وملكا عن شماله- يوفقانه ويسددانه، إذا أريد به خيراً.." قال الهيثمي وابن حجر: وفيه إبراهيم بن خيثم بن عراك وهو ضعيف.
وعن واثلة بن الأسقع أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/204 قريباً من الألفاظ السابقة، قال الهيثمي في "المجمع" 2/2: وفيه جناح مولى الوليد ضعفه الأزدي، وذكره ابن حبان في "الثقات". قلنا: وفيه أيضاً عنبسة بن سعيد وهو ضعيف، وحماد مولى بني أمية قال الأزدي: متروك.
وعن عمران بن حُصين أخرجه الطبراني في "الكبير" 18/602 بالألفاظ =(19/222)
12185 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ قَائِمًا " (1)
__________
= السابقة، وفيه نفيع بن الحارث أبو داود الأعمى، وهو كذاب.
ويغني عن هذه الأحاديث كلها ما جاء عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا عبد الرحمن بن سمُرة، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أُوتيتها عن مسألة وُكلْت إليها، وإن اُوتيتها من غير مسألة أُعنْت عليها" أخرجه البخاري (6622) ، ومسلم (1652) ، وسيأتي في "المسند" 5/61.
وعن عائشة مرفوعاً: "من ولي منكم عملاً فأراد الله به خيراً، جعل له وزيراً صالحاً إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه"، أخرجه أبو داود (2932) ، والنسائي 7/159، وسيأتي في "المسند" 6/70 وإسناده صحيح.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الدستوائي: هو هشام بن أبي عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/206، ومسلم (2044) (113) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2000) ، وأبو داود (3717) ، وأبو عوانة 5/340، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/272، وفي "شرح مشكل الآثار" (2096) و (2097) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/346 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (3111) ، وأبو عوانة 5/342 من طريق مطر الوراق، عن قتادة، عن أنس. وزاد مطر: "والأكل قائماً". ولعلها من أوهام مطر.
وسيأتي الحديث من طريق هشام بالأرقام (12490) و (13231) و (13618) .
ومن طريق سعيد بن أبي عروبة عن أنس سيأتي برقم (12338) ، ومن طريق شعبة عن أنس سيأتي برقم (12871) و (13943) ، ومن طريق همام عن أنس سيأتي بالأرقام (13062) و (13618) و (14105) =(19/223)
12186 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ أَبِي عِصَامٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثًا وَيَقُولُ: " هَذَا أَهْنَأُ، وَأَمْرَأُ وَأَبْرَأُ " (1)
12187 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ: أَسَمِعْتَ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ: "
__________
= وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7808) . وانظر تتمة شواهده والكلام عليه هناك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل أبي عصام: وهو المزني البصري.
وأخرجه مسلم (2028) (123) ، والنسائي في "الكبرى" (6887) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/394 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3727) ، وأبو عوانة 5/346، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/394، والبيهقي في "السنن" 7/284، وفي "الآداب" (542) ، وفي "الشعب" (6008) من طرق عن هشام الدستوائي، به.
وأخرجه ابن حبان (5330) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/110، وفي "الجامع لأخلاق الراوي" (1373) من طريق شعبة، والبيهقي في "الشعب" (6008) من طريق عبد الرزاق بن سعيد، كلاهما عن أبي عصام، به.
وسيأتي الحديث عن أبي عصام أيضاً بالأرقام (12923) و (13207)
و (13635) . وانظر ما سلف برقم (12133) .
قوله: "هذا أهنأ وأمرأ وأبرأ"، قال السندي: قالوا: الشرب بثلاث دفعات أقمع للعطش، وأقوى على الهضم، وأقل أثراً في برد المعدة وضعف الأعصاب، وهو معنى كونه أهنأ وأمرأ: من هنأني الطعام ومرأني، إذا لم يثقل على المعدة وانحدر عنها طيباً. وأبرأ من البُرْء، أي: أكثر برءا، أي: صحة للبدن.(19/224)
ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ "؟ قَالَ: نَعَمْ (1)
12188 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ ابْنَةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ وَفِي الْبَيْتِ قِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فَشَرِبَ مِنْ فِيهَا وَهُوَ قَائِمٌ " قَالَ: فَقَطَعَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ فَمَ الْقِرْبَةِ فَهُوَ عِنْدَنَا (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي 5/106، وأبو يعلى (4148) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2527) عن أبي نعيم، عن شعبة، به.
وسيأتي الحديث من طريق معاوية بالأرقام (12756) و (12777)
و (13321) و (13416) . وسيأتي قوله: "ابن أخت القوم منهم" ضمن قصة للأنصار برقم (12766) من طريق قتادة، و (13084) من طريق حميد، و (13574) من طريق ثابت.
وأخرج البخاري (6761) عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة، عن معاوية بن قرة وقتادة، عن أنس، رفعه: "مولى القوم من أنفسهم" أو كما قال.
وفي الباب عن رفاعة بن رافع، سيأتي 4/340.
وعن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/396.
قوله: "ابن أخت القوم منهم"، قال السندي: أي: أنه يغدو واحداً منهم.
(2) إسناده ضعيف لجهالة ابن بنت أنس -واسمه البراء بن زيد- فإنه لم يرو عنه غير عبد الكريم الجزري، والصحيح أن هذه القصة وقعت لكبشة بنت ثابت الأنصارية كما سيأتي في مسندها 6/434 بإسناد صحيح.
وأما حديث أنس هذا فقد أخرجه الترمذي في "الشمائل" (215) من طريق ابن جريج، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، بهذا الإسناد. =(19/225)
12189 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَيْتَامٍ وَرِثُوا خَمْرًا، فَقَالَ: " أَهْرِقْهَا " قَالَ: أَفَلَا نَجْعَلُهَا خَلًّا؟ قَالَ: " لَا " (1)
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2110) من طريق شريك، عن حميد، عن أنس مختصراً: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شرب من قربة معلقة وهو قائم.
وشريك سييء الحفظ، وقد اضطرب في إسناده فرواه أيضاً عن عبد الكريم الجزري، عن البراء ابن ابنة أنس، عن أنس، عن أم سليم، عند الدارمي (2134) ، فعاد الحديث إلى البراء بن زيد.
وسيأتي الحديث في مسند أم سليم 6/376 و431 من طريق زهير وابن جريج، عن عبد الكريم الجرزي، عن البراء بن زيد، عن أنس، عن أمه.
وسلف النهي عن الشرب قائماً برقم (12185) .
(1) إسناده حسن من أجل السدي -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن- وهو وإن كان من رجال مسلم، فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
سفيان: هو الثوري، وأبو هبيرة: هو يحيي بن عباد بن شيبان الأنصاري.
وسيأتي مكرراً برقم (12854) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/202، وأبو داود (3675) ، وأبو يعلى (4051) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (282) ، ومسلم (1983) ، والترمذي (1294) ، وابن الجارود (854) ، وأبو يعلى (4045) ، وأبو عوانة 5/274 و274-275 و275، والدارقطني 4/265، والبيهقي 6/37 من طرق عن سفيان الثوري، به- وبعضهم يرويه مختصراً.
وسيأتي برقم (13732) و (13733) . وانظر أيضاً ما سيأتي برقم (13275) . =(19/226)
12190 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ تَمْرَةً فَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ تَكُونِي مِنَ الصَّدَقَةِ لَأَكَلْتُكِ " (1)
12191 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ عَلَى الْأَخْدَعَيْنِ وَعَلَى
__________
= وفي باب الأمر بإهراق الخمر عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11205) .
وعن جابر عند البيهقي 6/37.
ولمسألة اتخاذ الخل من الخمر وأقوال العلماء فيها انظر "المغني" 12/517-518.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وطلحة: هو ابن مُصرف اليامي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/214، ومسلم (1071) (164) ، والنسائي في اللقطة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 1/244 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2055) و (2431) ، والنسائي في اللقطة، وأبو عوانة 4/41، وفي الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 2/58، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/9، وابن الأعرابي في "معجمه" (812) ، والبيهقي في "السنن" 6/195، وفي "الشعب" (5742) من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه مسلم (1071) (165) ، والبيهقي 6/195 من طريق زائدة بن قدامة، عن منصور بن المعتمر، به.
وسيأتي الحديث عن طلحة برقم (12343) ، وعن قتادة برقم (12913) ، وعن ثابت برقم (13533) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8206) .(19/227)
الْكَاهِلِ " (1)
12192 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ أَبِي؟ قَالَ " فِي النَّارِ ". قَالَ: فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وَجْهِهِ قَالَ: " إِنَّ أَبِي، وَأَبَاكَ فِي النَّارِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد تكلم بعض أهل العلم في رواية جرير عن قتادة بسبب أنه روى أحاديث منكرة عن قتادة لم يروها غيره، ولعل الضعف يكون ممن دونه، على أنه في هذا الحديث متابع.
وأخرجه ابن ماجه (3483) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1994) ، وابن أبي شيبة 8/26، وأبو داود (3860) ، والترمذي (2051) ، وأبو يعلى (3048) ، وابن حبان (6077) ، والحاكم 4/210، والبيهقي 9/340، وابن أبي عدي في "الكامل" 2/550 من طرق عن جرير بن حازم، به.
وأخرجه الترمذي في "السنن" (2051) ، وفي "الشمائل" (357) ، والحاكم 4/210 من طريق همام، عن قتادة، به.
وسيأتي الحديث برقم (13001) عن بهز عن جرير. وانظر ما سيأتي برقم (12682) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2091) .
قوله: "على الأخدعين وعلى الكاهل": قال السندي: الأخدعان: عرْقان في جانب العنق، والكاهل: ما بين كتفي الإنسان، وقيل: موضع العنق في الصلب.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم، وقد تفرد برواية هذا الحديث بهذا اللفظ، وخالفه معمر عن ثابت -فيما قاله السيوطي في رسالته" مسالك الحنفا في والدي المصطفى" المدرجة في =(19/228)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الحاوي" 2/402، 444 -فلم يذكر "إن أبي وأباك في النار"، ولكن قال له: "إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار"، ومعمر أثبت من حيث الرواية من حماد بن سلمة، فإن حمادا تكلم في حفظه، ووقع في أحاديثه مناكير ذكروا أن ربيبه ابن أبي العوجاء دسها في كتبه، فحدث بها فوهم فيها، أو أنه تصرف فرواه في المعنى، وأما معمر فلم يُتكلم في حفظه ولا استنكر شيء من حديثه. قلنا: ورواية معمر هذه التي أشار إليها السيوطي لم تقع لنا، لكن ورد من حديث سعد بن أبي وقاص وابن عمر بإسنادين صحيحين بمثل لفظ رواية معمر، وسيأتي تخريجهما فيما بعد. قال السيوطي: فعُلم أن هذا اللفظ الأول (وهو لفظ رواية حماد) من تصرُف الراوي، رواه بالمعنى على حسب فهمه، وقد
وقع في "الصحيحين" روايات كثيرة من هذا النمط فيها لفظ تصرف فيه الراوي، وغيره أثبت منه.
وأخرج حديث حماد بن سلمة، أبو داود (4718) ، وأبو عوانة 1/99، والبيهقي في "السنن" 7/190، وفي "دلائل النبوة" 1/191 من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (13834) عن عفان بن مسلم، عن حماد بمثله.
ويشهد له حديث عمران بن حصين عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2527) ، والطبراني في "الكبير" (3552) و (3553) و18/ (548) و (549) .
وإسناده ضعيف.
وأما حديث سعد بن أبي وقاص، فقد أخرجه البزار (1089) ، والطبراني (326) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (595) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/191-192 من طرق عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه: أن أعرابيا أتى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، أين أبي؟ قال:
"في النار". قال: فأين أبوك؟ قال: "حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار".
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وأعله بعضهم بالإرسال! انظر "العلل" لابن أبي حاتم 2/256، والدارقطني 4/334. =(19/229)
12193 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثًا " (1)
12194 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ يُوسُفَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّقْيَةِ مِنَ الْعَيْنِ، وَالنَّمْلَةِ، وَالْحُمَةِ " (2)
__________
= وأما حديث ابن عمر، فقد أخرجه ابن ماجه (1573) عن محمد بن إسماعيل بن البخْتري، عن يزيد بن هارون، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: جاء أعرابا إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، إن أبي كان يصل الرحم، وكان وكان، فأين هو؟ قال: "في النار" قال: فكأنه وجد من ذلك، فقال: يا رسول الله، فأين أبوك؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حيثما مررت بقبر مشرك، فبشّره بالنار". قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 101-102: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، محمد بن إسماعيل وثقه ابن حبان والدارقطني والذهبي، وباقى رجال الإسناد على شرط الشيخين.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/377 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/219، ومسلم (2028) (122) ، والنسائي في "الكبرى" (6885) ، وأبو عوانة 5/346، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص223، وابن حبان (5329) من طريق وكيع، به. وانظر (12133) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يوسف -وهو ابن عبد الله بن الحارث- فمن رجال مسلم. وهو مكرر (12173) . =(19/230)
12195 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ويَحْيَى (1) ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصَمِّ، سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: " إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، كَانَ يُتِمُّونَ التَّكْبِيرَ، فَيُكَبِّرُونَ إِذَا سَجَدُوا، وَإِذَا رَفَعُوا ". قَالَ يَحْيَى: أَوْ خَفَضُوا، قَالَ: " كَبَّرُوا " (2)
12196 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُخْتَارَ بْنَ فُلْفُلٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ الشُّرْبِ فِي الْأَوْعِيَةِ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُزَفَّتَةِ، وَقَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (3)
12197 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ امْرَأَةً لَقِيَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقٍ مِنْ
__________
(1) وقع في (س) و (ق) و (م) : حدثنا وكيع عن يحيي. والحديث برمته سقط من (ظ 4) . والصواب ما أثبتنا، فإن الحديث سيأتي من طريق وكيع عن سفيان برقم (12848) ، ومن طريق يحيي عن سفيان برقم (12259) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن الأصم، فمن رجال مسلم. والأصمُ لقب أبيه، يقال: اسمه عبد الله، وقيل: عمرو. وكيع: هو ابن الجراح، ويحيي: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري.
وسيأتي الحديث مرفوعاً أيضاً من طريق وكيع وحده برقم (12848) ، ومن طريق يحيي وحده برقم (12259) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وسلف من هذا الطريق مطولاً. برقم (12099) .
ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الخوْلاني.(19/231)
طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً قَالَ: " يَا أُمَّ فُلَانٍ، اجْلِسِي فِي أَيِّ نَوَاحِي السِّكَكِ شِئْتِ، أَجْلِسْ إِلَيْكِ " قَالَ: فَقَعَدَتْ، فَقَعَدَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَضَتْ حَاجَتَهَا (1)
12198 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ مَدًّا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مروان بن معاوية: هو الفزاري.
وأخرجه أبو داود (4818) ، والبغوي (3672) من طريق مروان بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (324) من طريق سويد بن عبد العزيز، عن حُميد، به. وانظر (11941) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/520 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/376، والبخاري في "الصحيح" (5045) ، وفي "خلق أفعال العباد" (296) و (297) ، وأبو داود (1465) ، والترمذي في "الشمائل" (315) ، وأبو يعلى (3047) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص184، وابن عدي 2/550، وابن حبان (6316) و (6317) ، والدارقطني 1/308، والحاكم 1/233، والإسماعيلي في "مستخرجه"، وابن أبي داود في "المصاحف" -كما في "الفتح" 9/91-، والبيهقي 2/52 من طرق عن جرير ابن حازم، به.
وأخرجه ابن سعد 1/376، والبخاري في "الصحيح" (5046) ، وفي "خلق أفعال العباد" (298) ، وابن حبان (6317) ، وابن أبي داود في =(19/232)
12199 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَالِطُنَا حَتَّى يَقُولَ لِأَخٍ لِي صَغِيرٍ: " يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ " طَيْرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ قَالَ: وَنُضِحَ بِسَاطٌ لَنَا قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَصَفَّنَا خَلْفَهُ (1)
__________
= "المصاحف"، والدارقطني 1/308، والحاكم 1/233، والبغوي (1214) من طريق همام، عن قتادة، به.
وسيأتي بالأرقام (12283) و (12341) و (13002) و (13050) و (14076) .
وفي الباب عن عبد الله بن مغفل، سيأتي 4/85.
وعن أم سلمة، سيأتي 6/294.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/400 و9/14، وابن ماجه (3720) و (3740) ، والترمذي في "السنن" (333) وبإثر الحديث (1989) ، وفي "الشمائل" (236) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (335) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1454) و (1456) ، وابن حبان (2308) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2088) ، والبخاري في "صحيحه" (6129) ، وفي "الأدب المفرد" (269) ، والترمذي (1989) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (334) ، وأبو عوانة 2/72، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1455) و (1456) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/194-195، وابن حبان (2506) ، والبيهقي 5/203، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3377) من طرق عن شعبة، به -ورواه بعضهم دون قصة الصلاة.
وأخرجه دون قصة الصلاة أيضاً أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص32 =(19/233)
12200 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (1) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ يَعْنِي مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ " (2)
__________
= من طريق أبي هلال، عن أبي التياح، به.
وسيأتي الحديث من طريق أبي التياح بالأرقام (12753) و (12979) و (13209) .
وانظر ما سلف برقم (12137) .
وانظر لقصة الصلاة على الحصير ما سيأتي برقم (12340) .
(1) قوله: "حدثنا وكيع" سقط من (م) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف زيد العمي: وهو ابن الحواري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/225، والترمذي (212) و (3594) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (68) ، وأبو يعلى (4147) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (1909) ، وأبو داود (521) ، والترمذي (212) و (3594) و (3595) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (68) و (69) ، وابن عدي 3/1056، والطبراني في "الدعاء" (483) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (120) ، والبغوي (425) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/373 من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (820) من طريق عبد الله بن عيسى، عن زيد العمي، به.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (70) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به موقوفاً.
وأخرجه موقوفاً كذلك النسائي (71) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، =(19/234)
12201 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ مِنَ الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَيُكَلِّمُهُ الرَّجُلُ فِي الْحَاجَةِ، فَيُكَلِّمُهُ ثُمَّ يَتَقَدَّمُ إِلَى مُصَلَّاهُ فَيُصَلِّي " (1)
__________
= عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن أنس. وإسناده صحيح.
لكن أخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/391 من طريق أسيد بن زيد عن ابن المبارك، فرفعه. وأسيد هذا ضعيف.
وأخرجه أبو يعلى (4109) ، والطبراني في "الأوسط" (9191) بنحوه، وفي "الدعاء" (485) و (486) و (487) ، وابن عدي 2/712 و3/1152 و6/2042، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/324 و347 و8/70 من طرق عن أنس. وأسانيدها ضعيفة.
وسيأتي الحديث برقم (12584) من طريق بريد بن أبي مريم عن أنس.
وإسناده صحيح.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6601) .
وعن سهل بن سعد عند عبد الرزاق (1910) ، وأبي داود (2540) ، وابن خزيمة (419) ، والطبراني في "الدعاء" (489) ، والحاكم 1/ 198. لكن رواه مالك 1/70 موقوفاً.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/127، وابن خزيمة (1838) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2043) ، وعبد بن حميد (1260) ، وأبو داود (1120) ، والترمذي (517) ، والنسائي 3/110، وأبو يعلى (3452) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص31، وابن حبان (2805) ، والحاكم 1/290، والبيهقي 3/224 من طرق عن جرير بن حازم، به. =(19/235)
12202 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: ابْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ، وَتَبْقَى مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ، وَالْأَمَلُ " (1)
12203 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَتَّابٍ (2) ، مَوْلَى ابْنِ هُرْمُزَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، فَقَالَ: " فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ " (3)
__________
= وسيأتي الحديث برقم (12284) و (13228) .
وقد زعم بعض أهل العلم أن جريراً قد وهم في هذا الحديث، وأن الصحيح ما روي عن ثابت عن أنس أن الصلاة كانت تقام، فيكلم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرجل في حاجة تكون له حتى ينعس بعض القوم من طول قيام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسيأتي عند المصنف بالأرقام (12633) و (12642) و (13503) .
قلنا: وتحمل الروايتان على أنهما حادثتان مختلفتان، ولا خطأ فى أحد منهما، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه وكيع في "الزهد" (187) ، ومن طريقه أبو يعلى (3268) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 268، وفي "الزهد الكبير" (451) ، وفي "الآداب" (971) ، وفي "الشعب" (10260) .
وأخرجه مسلم (1047) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسيتكرر الحديث من طريق محمد بن جعفر برقم (12721) و (13917) .
وانظر (12142) .
(2) تصحف في (م) والنسخ الخطية إلى: غياث.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =(19/236)
12204 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمْزَةَ الضَّبِّيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا لَمْ يَرْتَحِلْ (1) حَتَّى يُصَلِّيَ الظُّهْرَ ". قَالَ: فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو لِأَنَسٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ وَإِنْ كَانَ بِنِصْفِ النَّهَارِ؟ قَالَ: " وَإِنْ كَانَ بِنِصْفِ النَّهَارِ " (2)
__________
= عتاب، فقد روى له ابن ماجه، ولم يرو عنه غير شعبة، ووثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فحديثه من باب الحسن.
وأخرجه ابن ماجه (2868) ، وأبو يعلى (4327) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2083) ، وأبو عوانة 4/352، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1531) ، والضياء في "المختارة" (2314) و (2315) ، والمزي في ترجمة عتاب من "تهذيب الكمال" 19/295 من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي الحديث من طريق عتاب بالأرقام (12763) و (12921) و (13116) ، ومن طريق جعفر بن معبد برقم (13264) . وإسناد هذا الأخير محتمل للتحسين.
ويشهد له حديث ابن عمر، سلف برقم (4565) . وهو متفق عليه.
وحديث جرير بن عبد الله، سيأتي 4/361. وهو متفق عليه.
(1) في (ظ 4) : يرحل.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حمزة الضبي -وهو ابن عمرو العائذي- فقد روى له مسلم مقروناً، وهو ثقة.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2102) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (4324) و (4325) ، ومن طريقه الضياء (2105) من =(19/237)
12205 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي أَبُو خُزَيْمَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، الْمَنَّانَ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ سَأَلْتَ اللهَ بِاسْمِ اللهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى " (1)
__________
= طريق وكيع، به.
وأخرجه أبو داود (1205) ، والنسائي في "الكبري" (1485) ، وأبو يعلى (4326) ، وابن خزيمة (975) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/185، والضياء (1206) من طريق يحيي بن سعيد، وعبد الرزاق (2066) ، والضياء (2104) من طريق عبد الله بن كثير، كلاهما عن شعبة، به. ووقع في رواية عبد الله بن كثير: عن رجل من بني ضبة، وهو حمزة الضبي نفسه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1493) ، والضياء (2107) من طريق عنطوانة بن سعيد، عن حمزة الضبي، به. وعنطوانة هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" 7/306، وذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً 7/46.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/29 من طريق بكر بن عبد الله المزني، عن أنس.
وسيأتي الحديث من طريق حمزة الضبي برقم (12308) و (12309) .
وانظر ما سيأتي برقم (13584) ، وما سلف برقم (12111) .
(1) حديث صحيح، أبو خزيمة: إن كان هو العبدي نصر بن مرداس، فالإسناد حسن، وإن كان يوسف بن ميمون الصباغ، فالإسناد ضعيف، وعلى كلا الحالين، فالحديث صحيح بطرقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/2720، وابن ماجه (3858) ، والضياء في =(19/238)
12206 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لَا يَظْلِمُ أَحَدًا أَجْرًا " (1)
__________
= "المختارة" (1552) و (1553) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3544) من طريق سعيد بن زربي، عن عاصم الأحول وثابت، كلاهما عن أنس. وسعيد بن زربي ضعيف، وقال الترمذي: حديث غريب من حديث ثابت عن أنس.
وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" ص347، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" ص314 من طريق سعيد بن عامر، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس: أن أبا عياش الزرقي قال: اللهم إني أسألك ... فذكره مصرحاً باسم الرجل الذي دعا، وسيأتي مصرحاً به أيضاً برقم (13798) .
وأخرج الطبراني في "الكبير" (4722) ، وفي "الدعاء" (117) من طريق حماد بن سلمة، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى على رجل وهو يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ... فذكر الحديث، فجعله من مسند أبي طلحة. وأبان متروك الحديث.
وسيأتي من طريق حفص بن عمر برقم (12611) و (13570) وإسناده قوي، ومن حديث إبراهيم بن عبيد بن رفاعة برقم (13798) وإسناده قابل للتحسين.
قوله: "ذا الجلال"، قال السندي: منصوب على المدح. قلنا: ويحتمل أن يكون منصوبا للنداء مع حذف أداته.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عمرو بن عامر: هو الأنصاري.
وأخرجه مسلم (1577) (77) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (3710) ، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 2/155 من طريق يعلى بن عبيد، وأبو عوانة في الطب من طريق محمد ابن عبيد، كلاهما عن مسعر، به. =(19/239)
12207 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي كَلِمَاتٍ أَدْعُو بِهِنَّ قَالَ: " تُسَبِّحِينَ اللهَ عَشْرًا، وَتَحْمَدِينَهُ عَشْرًا، وَتُكَبِّرِينَهُ عَشْرًا (1) ، ثُمَّ سَلِي حَاجَتَكِ، فَإِنَّهُ يَقُولُ: قَدْ فَعَلْتُ، قَدْ فَعَلْتُ " (2)
__________
= وأخرجه ابن ماجه (2164) ، وأبو يعلى (2835) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/130، وابن حبان (5151) من طريق يونس بن عبيد، عن ابن سيرين، عن أنس.
وسيأتي الحديث من طريق عمرو بن عامر بالأرقام (12816) و (13253) و (13751) .
وانظر ما سلف برقم (11966) .
(1) في (ظ 4) ونسخة في (س) : تسبحي الله عز وجل عشراً، وتحمديه عشراً، وتكبريه عشراً.
(2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة بن عمار، فقد روى له مسلم وأصحاب السنن، وله أوهام تنزله عن رتبة الصحيح.
وأخرجه النسائي 3/51، وابن خزيمة (850) ، وابن حبان (2011) ، والضياء في "المختارة" (1517) و (1518) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (481) ، والحاكم 1/255 و317، والضياء (1515) و (1516) من طريق ابن المبارك، عن عكرمة بن عمار، به.
وأخرجه أبو يعلى (4292) ، والبزار (3096- كشف الأستار) ، والطبراني في "الدعاء" (725) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، عن الحسين ابن أبي سفيان، عن أنس قال: زار رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم سُليم، فصلى في بيتها صلاة تطوع، فقال: يا أم سُليم، إذا صليت المكتوبة، فقولي: ... فذكره =(19/240)
12208 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَعْنِي الْمَاجِشُونَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ الْنُمَيْرِيِّ (1) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ (2) عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَأَنْتُمْ تَفْتَرِقُونَ عَلَى مِثْلِهَا، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا فِرْقَةً " (3)
__________
= وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق وجهالة شيخه.
(1) تحرف في (م) إلى: العميري.
(2) في (م) : قد افترقت.
(3) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف النُميري: وهو زياد بن عبد الله. وكيع: هو ابن الجراح، وعبد العزيز الماجشون: هو ابن عبد الله بن أبي سلمة.
وأخرجه ابن ماجه (3993) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (64) عن هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، عن الاوزاعي، عن قتادة، عن أنس، بلفظ: كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة. وهذا إسناد حسن في الشواهد.
وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "السنة" (53) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (148) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/52-53 من طريق الأوزاعي، وأبو يعلى (4127) من طريق عكرمة بن عمار، كلاهما عن يزيد الرقاشي، عن أنس بلفظ: "الجماعة". ويزيد ضعيف.
وللحديث طرق أخرى لا يُفرح بها لما في أسانيدها من وهن شديد: فقد أخرجه أبو يعلى (3938) و (3944) ، والآجري في "الشريعة" ص17 من طريق عبد العزيز بن صهيب. وفي سنده مبارك بن سحيم وهو متروك.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 8/ (7659) ، والآجري ص54-55 من طريق عبد الله بن يزيد الدمشقي. وفي سنده كثير بن مروان الفلسطيني، وهو ضعيف، وكذبه ابن معين في رواية.
وأخرجه أبو يعلى (3668) ، والآجري ص16 من طريق زيد بن أسلم. =(19/241)
12209 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَأُحَدِّثَنَّكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُحَدِّثُكُمْ أَحَدٌ بَعْدِي، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ فِي الْخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ، وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ،
__________
= وفيه أبو معشر وهو ضعيف.
وأخرجه أيضاً ص17 من طريق سليمان بن طريف. وفيه من لم نعرفه.
وسيأتي من طريق سعيد بن أبي هلال، عن أنس برقم (12479) ، وفي إسناده ابن لهيعة، وهو سييء الحفظ.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8396) . وإسناده حسن.
وعن معاوية، سيأتي 4/102 بلفظ: "كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة" وإسناده محتمل للتحسين.
وعن عوف بن مالك، عند ابن ماجه (3992) ، وابن أبي عاصم (63) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (91) و (129) ، واللالكائي (149) . بلفظ: "الجماعة". وإسناده قوي.
وعن ابن عمرو عند الترمذي (2641) ، ومحمد بن نصر المروزي (59) ، والآجري ص15 و16، والحاكم 1/128-129، واللالكائي (146) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/242. وإسناده ضعيف.
وعن أبي أمامة عند ابن أبي عاصم (68) ، ومحمد بن نصر المروزي (55) و (56) ، والطبراني 8/ (8035) و (8051-8054) ، واللالكائي (151) و (152) ، والبيهقي 8/ 188، ولفظه: "إلا السواد الأعظم". وإسناده حسن.
وعن سعد بن أبي وقاص عند محمد بن نصر المروزي (57) ، والآجري ص17-18. وإسناده ضعيف.
وعن عمرو بن عوف عند الحاكم 1/129. وإسناده ضعيف.(19/242)
وَيَقِلَّ الرِّجَالُ " (1)
12210 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى مُوسَى قَائِمًا (2) يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وسيأتي الحديث بأطول مما هنا من طريق هشام برقم (13230) . وانظر (11944) .
(2) في (م) : فرأيته قائماً.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وسليمان التيمي: هو ابن طرْخان.
وأخرجه مسلم (2375) (165) ، وأبو يعلى (4085) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 2/35 من طريق عبدة بن سليمان، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2375) (165) ، والنسائي 3/216، وأبو يعلى (4067) و (4084) ، وأبو عوانة في المناقب، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 882، وابن حبان (49) ، والبغوي (3760) من طرق عن سليمان التيمي، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/216 من طريق معتمر بن سليمان وابن أبي عدي، كلاهما عن سليمان التيمي، عن أنس، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وإسناده صحيح.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/1695، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/328 من طريق عمر بن حبيب، عن سليمان، عن أنس، عن أبي هريرة.
وعمر ضعيف.
وسيأتي الحديث من طريق سليمان وثابت معاً عن أنس برقم (12504) =(19/243)
12211 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ. قَالَ: قُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: خُطَبَاءُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا مِمَّنْ كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ، وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ، أَفَلَا يَعْقِلُونَ " (1)
__________
= و (13593) .
وانظر في بيان معنى الحديث "شرح مسلم" 2/228-229، و"صحيح ابن حبان" 1/243.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، لكن قد توبع كما سيأتي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وسيتكرر من هذا الطريق برقم (12856) .
وهو في "الزهد" لوكيع (297) ، ومن طريقه أخرجه أيضاً ابن أبي شيبة 14/308، وأبو يعلى (3996) .
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (819) ، وعبد بن حميد (1222) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (513) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/199-200 و12/47، وفي "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/170، والبغوي في "شرح السنة" (4159) ، وفي "تفسيره" 1/ 68 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (4069) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4965) من طريق معتمر بن سليمان، وأبو نعيم في "الحلية" 8/172 من طريق ابن المبارك، كلاهما عن سليمان التيمي، عن أنس. والإسنادان صحيحان.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير سورة البقرة (476) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4966) من طريق هشام الدستوائي، عن المغيرة بن حبيب ختن مالك =(19/244)
12212 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللهِ، وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَأُخِفْتُ فِي اللهِ، وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثَةٌ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَمَا لِي وَبِلَالٍ (1) طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إِلَّا مَا يُوَارِي إِبِطُ بِلَالٍ " (2)
__________
= ابن دينار، عن ثُمامة، عن أنس. وإسناده محتمل للتحسين.
وأخرجه البيهقي (4966) من طريق صدقة بن موسي، عن مالك بن دينار، عن ثمامة، عن أنس. وصدقة ضعيف.
وأخرجه أبو يعلى (4160) ، وابن حبان (53) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/386-387 من طريق المغيرة بن حبيب، وأبو نعيم 8/43-44 من طريق إبراهيم بن أدهم، كلاهما عن مالك بن دينار، عن أنس -بإسقاط ثمامة.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4967) من طريق سفيان، عن خالد بن سلمة المخزومي، عن أنس. وإسناده منقطع، خالد لم يسمع من أنس.
وسيأتي من طريق علي بن زيد برقم (13421) و (13515) .
وفي الباب عن أسامة بن زيد، سيأتي 5/205.
(1) المثبت من (ظ 4) ومصادر التخريج، وفي (م) و (س) و (ق) : ولعيالي.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1634) من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/464 و14/300، وابن ماجه (151) ، وأبو يعلى (3423) ، وابن حبان (6560) من طريق وكيع، به.
وأخرجه عبد بن حميد (1317) ، والترمذي في "السنن" (2472) ، وفي =(19/245)
12213 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ (1)
12214 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَعْجَبُوا بِأَحَدٍ، حَتَّى تَنْظُرُوا بِمَ يُخْتَمُ لَهُ، فَإِنَّ الْعَامِلَ يَعْمَلُ زَمَانًا مِنْ عُمْرِهِ، أَوْ بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِ، بِعَمَلٍ صَالِحٍ، لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلًا سَيِّئًا، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْبُرْهَةَ مِنْ دَهْرِهِ بِعَمَلٍ سَيِّئٍ، لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ النَّارَ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟ قَالَ " يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ " (2)
__________
= "الشمائل" (137) ، والبيهقي في "الشعب" (1632) ، والضياء (1633) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وفيه: أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة.
وهذا لفظ الحديث التالي، والحديث الآتي برقم (14055) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9249) .
وعن عائشة، سيأتي 6/50.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد. وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد بن حميد (1393) ، وأبو يعلى (3840) ، والآجري في "الشريعة" ص185، والضياء في "المختارة" (1980) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي عاصم في "السنة" (393) و (394) =(19/246)
12215 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ كَانَ قَرَأَ: الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ: الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، جَدَّ فِينَا - يَعْنِي عَظُمَ -، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُمْلِي عَلَيْهِ غَفُورًا رَحِيمًا، فَيَكْتُبُ عَلِيمًا حَكِيمًا، فَيَقُولُ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكْتُبْ كَذَا وَكَذَا، اكْتُبْ كَيْفَ شِئْتَ " وَيُمْلِي عَلَيْهِ عَلِيمًا حَكِيمًا، فَيَقُولُ: أَكْتُبُ سَمِيعًا بَصِيرًا؟ فَيَقُولُ: " اكْتُبْ (1) كَيْفَ شِئْتَ ". فَارْتَدَّ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ، وَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِمُحَمَّدٍ إِنْ كُنْتُ لَأَكْتُبُ كَيْفَمَا (2) شِئْتُ، فَمَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْأَرْضَ لَمْ تَقْبَلْهُ " وقَالَ أَنَسٌ: فَحَدَّثَنِي أَبُو طَلْحَةَ: " أَنَّهُ أَتَى الْأَرْضَ الَّتِي مَاتَ فِيهَا ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَوَجَدَهُ مَنْبُوذًا، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: مَا شَأْنُ هَذَا
__________
= و (395) و (396) ، وأبو يعلى (3756) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (320) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/192، والضياء (1977) و (1980) و (1981) من طرق عن حميد، به.
وسيأتي الحديث برقم (13408) و (13695) .
وقوله: "وإذا أراد الله بعبد خيراً ... الخ" سلف برقم (12036) عن ابن أبي عدي، عن حميد، به. مرفوعاً. وسيأتي عن ابن أبي عدي موقوفاً دون هذه القطعة برقم (13333) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3624) .
(1) في (م) و (س) : اكتب اكتب. مرتين.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: ما.(19/247)
الرَّجُلِ؟ قَالُوا: قَدْ دَفَنَّاهُ مِرَارًا فَلَمْ تَقْبَلْهُ الْأَرْضُ " (1)
12216 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَكْتُبُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ: الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، يُعَدُّ فِينَا عَظِيمًا (2) فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ يَزِيدَ (3)
12217 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ ابْنِ سِيرِينَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (54) ، والبغوي (3725) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3212) من طريق يحيي بن أيوب المصري، وابن حبان (744) من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما عن حميد، به.
وأخرجه البخاري (3617) ، وأبو يعلى (3919) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس.
وسيأتي الحديث برقم (12216) من طريق حميد، ومن طريق ثابت برقم (13324) .
قلنا: وعامة الروايات في هذا الحديث جاءت مطلقة غير مقيدة، وليس فيها أنه كان يكتب الوحي، وقد ذهب الطحاويُّ إلى أنه كان يكتب الرسائل يبعث بها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دعائه الناس إلى الإسلام. انظر "شرح مشكل الآثار" 8/240-241.
(2) لفظة "عظيماً" ليست في (ظ 4) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3211) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.(19/248)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا طَلْحَةَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ، يُنَادِي: " إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ (1) عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، فَإِنَّهَا رِجْسٌ " قَالَ: فَأُكْفِئَتِ الْقُدُورُ (2)
12218 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بِالْبَقِيعِ فَنَادَى رَجُلٌ رَجُلًا يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَمْ أَعْنِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا عَنَيْتُ فُلَانًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي " حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ فِي حَدِيثِهِ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي " (3)
12219 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ،
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) : ينهياكم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان القُردُوسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/262، وأبو عوانة 4/206 و5/ 168 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (12086) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد بن حميد (1408) ، والترمذي (2841) ، وأبو يعلى (3811) ، وأبو عوانة في الأسامي كما في "الإتحاف" 1/652، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/338، والبغوي (3364) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد.
وانظر (12130) .(19/249)
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُ رَجُلٌ: عَنْ وَقْتِ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَخَّرَ حَتَّى أَسْفَرَ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يُقِيمَ فَصَلَّى، ثُمَّ دَعَا الرَّجُلَ، فَقَالَ: " مَا بَيْنَ هَذَا وَهَذَا وَقْتٌ " (1)
12220 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ (2) حُنَيْنٍ: " اللهُمَّ إِنْ تَشَأْ (3) أَنْ لَا تُعْبَدَ بَعْدَ الْيَوْمِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي 2/11، وأبو يعلى (3862) ، والبيهقي 1/377-378 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (12119) .
(2) في (م) : بعد.
(3) في (م) و (س) و (ق) : شئت.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/351 و14/522 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق ثابت (1253) أنه قال ذلك يوم أُحد. وإسناده صحيح.
وقد سلف في مسند عمر (208) أنه قال يوم بدر: "اللهم إنك إن تُهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبداً". وإسناده حسن.
قلنا: ولا يبْعد إن يكون تكرر هذا الدعاءُ منه ي في هذه المواضع الثلاثة وفي غيرها، والله تعالى أعلم.
قوله: "اللهم إن شئت أن لا تُعبد بعد اليوم"، قال السندي: هذا شرط، والجزاء مقدر، أي: جعلت الكفرة غالبين على المسلمين، أي: وعبادتك =(19/250)
12221 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَأَتَاهُ آتٍ فَأَخَذَهُ فَشَقَّ بَطْنَهُ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَرَمَى بِهَا، وَقَالَ: هَذِهِ نَصِيبُ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ فَأَقْبَلَ الصِّبْيَانُ إِلَى ظِئْرِهِ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ، قُتِلَ مُحَمَّدٌ، فَاسْتَقْبَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدِ انْتَقَعَ (1) لَوْنُهُ " قَالَ أَنَسٌ: " فَلَقَدْ كُنَّا نَرَى أَثَرَ الْمَخِيطِ فِي صَدْرِهِ " (2)
__________
= مطلوبة، فلا تجعل الكفرة غالبين والمطلوب التوسُل إلى عدم غلبة الكفرة بأنه مفوت لأمر محبوب، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ 4) : استنقع.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن سعد 1/150 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1308) ، ومسلم (162) (261) ، وأبو عوانة 1/125، وأبو يعلى (3374) ، وابن حبان (6334) و (6336) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (168) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/146، وابن عساكر في "السيرة النبوية" ص370 و371 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي برقم (12506) و (14069) من طريق حماد، به.
وأخرجه مسلم (162) (260) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، به. مختصراً.
وأخرجه البخاري (7517) ، ومسلم (162) (262) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/521-528، وأبو عوانة 1/125-126 من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس.
وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" ص34، والبخاري (349) =(19/251)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= و (1636) و (3342) ، ومسلم (163) ، والنسائي في "الكبري" (314) ، وأبو عوانة 1/333-335 و335، وابن حبان (7406) . والآجري في "الشريعة" ص481-482، والبغوي (3754) من طريق الزهري، عن أنس، عن أبي ذر.
فجعله من حديث أبي ذر الطويل في الإسراء.
وسيأتي بنحو حديث أبي ذر 4/207-208 من طريق قتادة، عن أنس، عن مالك بن صعصعة، و5/122 و143-144 من طريق الزهري، عن أنس، عن أُبي بن كعب.
وفي الباب عن أُبي بن كعب، سيأتي 5/139 من طريق محمد بن كعب ابن أبي بن كعب، عنه. وإسناده ضعيف.
وعن عتبة بن عبد، سيأتي 4/184-185. وإسناده ضعيف.
وعن شداد بن أوس، عند ابن عساكر ص380-384. وإسناده ضعيف.
وعن حليمة السعدية، عند ابن حبان (6335) . وإسناده منقطع.
وعن عائشة، عند الطيالسي (1539) . وإسناده ضعيف.
قلنا: وقع في رواية أنس عن أبي ذر ومالك بن صعصعة وأبي بن كعب أن حادثة شق الصدر كانت في ليلة الإسراء والمعراج، ورواية أبي ذر ومالك في "الصحيحين".
أما رواية محمد بن كعب عن أبي بن كعب، ففيها أنها وقعت وهو ابن عشر سنين، وأما رواية عتبة بن عبد، ورواية شداد بن أوس، ورواية حليمة السعدية ففيها أن هذه الحادثة وقعت وهو صغير في ديار بني سعد. وأما رواية عائشة ففيها أن هذه الحادثة وقعت عند مجيء جبريل له بالوحي في غار حراء.
هذا ويترجح لدينا -بعد دراسة أسانيد هذه الأحاديث- أن الذي صح في هذه الحادثة أنها وقعت له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتين: الأولى: وهو صغير عند ظئره في بني سعد كما فى رواية أنس هنا. والثانية: في ليلة الإسراء والمعراج كما في رواية أنس عن أبي ذر ومالك بن صعصعة وأبي بن كعب. =(19/252)
12222 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، وَابْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَعْنَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ امْرَأَةٍ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَأَتْ ذَلِكَ مِنْكُنَّ فَأَنْزَلَتْ فَلْتَغْتَسِلْ ". قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَوَ يَكُونُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ مَاءُ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّهُمَا سَبَقَ أَوْ عَلَا أَشْبَهَهُ الْوَلَدُ " (1)
__________
= قوله: "علقة"، قال السندي: بفتحات: دم غليظ أسود، قيل: هو أم المفاسد والمعاصي في القلب.
"ثم لأمه"، قال: بفتح لام وهمزة وميم كمنع، أي: أصلحه وضمه.
"ظئْره"، قال: بكسر فسكون، أي: مرضعته حليمة.
"انتقع"، قال: أي: تغير.
"المخيط"، قال: هو بكسر ميم وسكون خاء وفتح ياء، هو الأبرة. ذكره النووي، ويفهم من كلام بعضهم أنه بفتح فكسر، فقيل: يحتمل أنه مصدر يعني: الخياط، وأن يكون اسم مفعول.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وسيأتي مكرراً من طريق محمد بن جعفر وحده برقم (14010) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/80، وأبو يعلى (2920) ، وأبو عوانة 1/289، والبيهقي 9/161، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/337-338 من طريق يزيد ابن هارون وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (601) ، وأبو يعلى (3164) من طريق ابن أبي عدي وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، والنسائي 1/112 و115-116، وابن حبان =(19/253)
12223 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَخْبَرَنِي وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَكَانَ وَاقِدٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، وَأَعْظَمِهِمْ، وَأَطْوَلِهِمْ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: إِنَّكَ بِسَعْدٍ أَشْبَهُ، ثُمَّ
__________
= (1164) من طريق عبدة بن سليمان، وأبو عوانة 1/290 من طريق محمد بن بكر، أربعتهم عن سعيد بن أبي عروبة، به -واقتصر ابن حبان على الشطر الأول.
وسيأتي عن عبد الأعلى عند المصنف برقم (13055) ، وفيه التصريح بأن الشك في "سبق أو علا" هو من سعيد.
وأخرجه الدارمي (764) ، وأبو عوانة 1/290 من طريق الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس -لكن في الشطر الثاني عندهما: قالت أم سلمة: وهل للنساء من ماء؟ قال: "نعم، فأنى يشبههن الولد؟ إنما هن شقائق الرجال".
وسيأتي من هذا الوجه عند المصنف في مسند أم سليم 6/377 لكن لم يذكر إسحاق فيه أنساً وجعله عن جدته أم سليم.
وأخرج الشطر الأول منه مسلم (310) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وهو أيضاً (312) ، والبيهقي 1/168 من طريق أبي مالك الأشجعي، والبزار (156- كشف الأستار) من طريق أبي سعد سعيد بن المرزبان، والطبراني في "الأوسط" (8351) من طريق الحسن البصري، أربعتهم عن أنس.
وسيأتي الحديث بنحوه عن أم سلمة في مسندها 6/292.
وله شاهد من حديث عائشة، سيأتي 6/92، وهو عند مسلم (314) .
ويشهد للشطر الأول منه حديث ابن عمر، وقد سلف برقم (5636) .
وحديث خولة بنت حكيم، وسيأتي 6/409. وفي إسناديهما ضعف.(19/254)
بَكَى وَأَكْثَرَ الْبُكَاءَ، فَقَالَ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَى سَعْدٍ كَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ، وَأَطْوَلِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا إِلَى أُكَيْدِرَ دُومَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجُبَّةٍ مِنْ (1) دِيبَاجٍ مَنْسُوجٍ فِيهَا الذَّهَبُ، فَلَبِسَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ - أَوْ جَلَسَ -، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْمِسُونَ الْجُبَّةَ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا؟ " قَالُوا: مَا رَأَيْنَا ثَوْبًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ، أَحْسَنُ مِمَّا تَرَوْنَ " (2)
12224 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَهْدَى الْأُكَيْدِرُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرَّةً مِنْ مَنٍّ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ، مَرَّ عَلَى الْقَوْمِ
__________
(1) لفظة "من" ليست في (ظ 4) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- فهو صدوق حسن الحديث، وروى له البخاري مقروناً بغيره، ومسلم في المتابعات.
وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة" (1495) ، وابن سعد 3/435-436، وابن حبان (7037) ، والبيهقي 3/273-274 من طريق يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/144 و14/413، والترمذي (1723) ، والنسائي 8/199 من طرق عن محمد بن عمرو، به. وانظر ما سلف برقم (12093) .(19/255)
فَجَعَلَ يُعْطِي كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قِطْعَةً، فَأَعْطَى جَابِرًا قِطْعَةً، ثُمَّ إِنَّهُ رَجَعَ إِلَيْهِ فَأَعْطَاهُ قِطْعَةً أُخْرَى، فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ أَعْطَيْتَنِي مَرَّةً، قَالَ: " هَذَا لِبَنَاتِ عَبْدِ اللهِ " (1)
12225 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ ثَمَانٍ، الْهَمِّ، وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ، وَالْجُبْنِ، وَغَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الْعَدُوِّ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 12/468، والبزار (1936- كشف الأستار) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد -لكن وقع عند البزار: ملك ذي يزن، مكان الأكيدر.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، والمسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، ثقة إلا أنه كان قد اختلط في آخر عمره، وروى يزيد بن هارون عنه بعد اختلاطه فيما قالوا، لكن قد تابع المسعودي في هذا الحديث غير واحد من الثقات، فبان أنه أدى الحديث على وجهه، وإنما يضعف حديث المختلط إذا ظهر أثرُ ذلك في حديثه، وعمرو بن أبي عمرو -وهو مولى المطلب- صدوق جيد الحديث.
وأخرجه أبو داود (1541) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، والترمذي (3484) من طريق أبي المصعب المدني، والنسائي 8/257 من طريق محمد بن إسحاق، ثلاثتهم عن عمرو بن أبي عمرو، به -واقتصر أبو داود على التعوذ من الهم والحزن وغلبة الدين والرجال.
وأخرجه النسائي 8/274، والطبراني في "الدعاء" (1349) من طريق =(19/256)
12226 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: " {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [الفتح: 1-2] "، قَالَ الْمُسْلِمُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَنِيئًا لَكَ مَا أَعْطَاكَ اللهُ، فَمَا لَنَا؟ فَنَزَلَتْ: " {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزًا عَظِيمًا} [الفتح: 5] " (1)
__________
= إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، به. وسيأتي من هذا الطريق ضمن حديث مطول برقم (12616) .
وله طرق أخرى عن عمرو ستأتي بالأرقام (13304) و (13365) و (13524) .
وأخرجه النسائي 8/258 من طريق سعيد بن سلمة، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الله بن المطلب، عن أنس. قال النسائي: سعيد بن سلمة شيخ ضعيف، وإنما أخرجناه للزيادة في الحديث. يعني زيادة عبد الله بن المطلب في الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (12113) .
قوله: "الهم والحزن"، قال السندي في حاشيته على النسائي: بفتحتين وبضم فسكون، مثل: رشد ورُشْد، قيل: الفرق بينهما أن الحزن على ما وقع، والهم فيما يتوقع، وكثير منهم يجعلونه من باب التكرير والتأكيد، وكثيراً ما يجيءُ مثل هذا التأكيد بالعطف مراعاة لتغاير اللفظ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهمام: =(19/257)
12227 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْحُدَيْبِيَةِ، هَبَطَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ ثَمَانُونَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فِي السِّلَاحِ، مِنْ قِبَلِ جَبَلِ التَّنْعِيمِ، " فَدَعَا عَلَيْهِمْ، فَأُخِذُوا، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ": {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ
__________
= هو ابن يحيي العوْذي وأول الحديث عن أنس، والشطر الثاني منه عن عكرمة، بين ذلك شعبةُ في حديثه عن قتادة الآتي برقم (12779) .
وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" ص256 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1786) ، والطبري في "تفسيره" 26/69 من طريق أبي داود الطيالسي، وأبو عوانة 4/248 من طريق عمرو بن عاصم، كلاهما عن همام، به.
وأخرجه مسلم (1786) ، وعبد بن حميد (1188) ، وأبو عوانة 4/247-248 من طريق شيبان بن عبد الرحمن، ومسلم (1786) ، وأبو عوانة 4/247، والطبري 26/69، والواحدي في "أسباب النزول" ص255 من طريق سليمان التيمي، والحاكم 2/460 من طريق الحكم بن عبد الملك، ثلاثتهم عن قتادة، به.
وأخرجه ابن حبان (371) من طريق الحسن البصري، عن أنس.
وسيأتي الحديث من طرق عن قتادة بالأرقام (12374) و (12779) و (13035) و (13246) و (13639) .
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (4421) .
وعن مجمع بن جارية، سيأتي 3/420.
وعن سهل بن حنيف سيأتي 3/485-486. وهو متفق عليه.
وعن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم عند الحاكم 2/459.(19/258)
أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 24] قَالَ: يَعْنِي جَبَلَ التَّنْعِيمِ مِنْ مَكَّةَ (1)
12228 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: فَلَا أَدْرِي، أَشَيْءٌ نَزَلَ عَلَيْهِ أَمْ شَيْءٌ يَقُولُهُ وَهُوَ يَقُولُ؟ - " لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ، لَابْتَغَى لَهُمَا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ، إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. وسيتكرر برقم (12254) .
وأخرجه مسلم (1808) ، وأبو عوانة 4/233-234، والبغوي في "تفسيره" 4/ 198 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1208) ، وأبو داود (2688) ، والترمذي (3264) ، والطبري 26/94، وأبو عوانة 4/233، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/141 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي الحديث برقم (14090) .
وفي الباب عن عبد الله بن مغفل، سيأتي 4/86-87.
وعن سلمة بن الاكوع عند مسلم (1807) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (2778) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (2196) ، ومن طريقه أبو يعلي (3267) ،
وأخرجه أبو يعلى أيضاً (2951) و (3143) من طريق حرمي بن عمارة، كلاهما (الطيالسي وحرمي) عن شعبة، به. ورواية أبى يعلى الأولى من طريق حرمي ليس فيها قول أنس: فلا أدري شيء نزل عليه أم شيء يقوله. =(19/259)
12229 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَتْ نَعْلَا (1) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمَا قِبَالَانِ " (2)
__________
= وأخرجه دون قول أنس ابن حبان (3236) من طريق سليمان التيمي، والخطيب 2/347 من طريق عمر بن إبراهيم العبدي، كلاهما عن قتادة، به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/284، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" بإثر الحديث (2036) ، وعلقه البخاري برقم (6440) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عنْ أبي بن كعب قال: كنا نرى هذا الحرف من القرآن ... فذكره.
وسيأتي الحديث بقول أنس من طريق محمد بن جعفر وحجاج، عن شعبة بالأرقام (12803) و (12804) و (13873) .
وسيأتي دون قول أنس من طريق أبي عوانة برقم (12997) و (13552) ، ومن طريق أبان بن يزيد برقم (12996) ، ومن طريق علي بن مسعدة (13049) ، ومن طريق شيبان (13498) ، أربعتهم عن قتادة.
وسيأتي دونه أيضاً من طريق الزهري، عن أنس برقم (12717) .
وقد سلف الكلام مطولاً على قول أنس هذا عند حديث ابن عباس السالف برقم (3501) ، وبينا هناك أن هذا الكلام ليس قرآناً.
(1) في (ظ 4) : نعل. وفي (م) نعال.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13102) .
وأخرجه ابن سعد 1/478، وابن أبي شيبة 8/419، وعبد بن حميد (1177) ، وابن ماجه (3615) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5857) ، وأبو داود (4134) ، والترمذي في "سننه" (1772) و (1773) ، وفي "الشمائل" (71) ، والنسائي 8/217، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص134، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/342 من طرق عن همام بن يحيي، به. =(19/260)
12230 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ يَعْنِي ابْنَ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ شَكَوَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَمْلَ، فَرَخَّصَ لَهُمَا فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ، فَرَأَيْتُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَمِيصًا مِنْ حَرِيرٍ " (1)
__________
= وأخرجه ابن سعد 1/478، والبخاري (3107) و (5858) ، والترمذي في "الشمائل" (73) ، والبغوي (3152) من طريق عيسى بن طهمان، عن أنس.
وسيأتي الحديث من طريق قتادة برقم (13568) و (13845) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند الترمذي في "الشمائل" (75) و (81) ، والبزار (2961) .
وعن ابن عباس عند الترمذي في "الشمائل" (72) ، وابن ماجه (3614) ، وأبي نعيم في "الحلية" 8/376.
وعن أوس بن أوس، وعن ابن عمر عند أبي الشيخ ص134 و136.
وقبال النعل، قال في "القاموس": ككتاب: زمام (أي سيْر من جلد) بين الإصبع الوسطى والتي تليها.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/109 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2920) ، والترمذي (1722) ، والنسائي في "الكبرى" (9637) ، وأبو يعلى (2880) ، وأبو عوانة 5/461-462، والطحاوي 1/109، وابن حبان (5432) ، والبيهقي 3/267-268 من طرق عن همام، به.
وأخرجه أبو عوانة 5/462 من طريق عمر بن عامر، عن قتادة، به. وقال فيه: وآذاهما الهوامُ.
وسيأتي الحديث من طريق همام برقم (12992) و (13640) .
وقد خالف هماماً فيه شعبة وسعيد بن أبي عروبة، فقالا: من حكة كانت بهما، بدل قوله هنا: شكوا القمل. =(19/261)
12231 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِنْ حُسْنِ الصَّلَاةِ إِقَامَةَ الصَّفِّ " (1)
12232 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " وَقَّتَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَصِّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْمًا مَرَّةً " (2)
__________
= فأما طريق شعبة فستأتي بالأرقام (12288) و (12863) و (13682) و (13885) و (13886) و (13887) ، لكن قال في الروايتين الأخيرتين: لعلة كانت بهما. في حين اختصر الأخيرة عطفاً على التي قبلها، فلم يذكر فيها السبب.
وأما طريق سعيد بن أبي عروبة فستأتي برقم (13248) و (13252) .
قال الحافظ في "الفتح" 6/101: ورجح ابنُ التين الرواية التي فيها الحكة، وقال: لعل أحد الرواة تأولها فأخطأ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (2426) ، ومن طريقه أبو يعلى (3189) عن معمر، عن قتادة، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحضُ على تسوية الصفوف من طريق شعبة عن قتادة بالأرقام
(12813) و (12841) و (13899) و (13900) و (13901) و (13969) و (14096) ، وموقوفاً برقم (13664) ، ومن طريق أبان عن قتادة برقم (13735) و (14017) .
وانظر ما سلف برقم (12011) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف صدقة بن موسى الدقيقي، لكنه قد توبع.
أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب. وسيتكرر الحديث برقم =(19/262)
12233 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ رَبُّكُمْ: إِنْ تَقَرَّبَ عَبْدِي مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي مَاشِيًا، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً " (1)
__________
= (13111) .
وأخرجه أبو يعلى (4185) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3415) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (624) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4200) ، والترمذي (2758) ، والبغوي في "الجعديات" (3413) و (3414) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/208، وابن عدي في "الكامل" 4/1394 من طرق عن صدقة، به.
وأخرجه الطيالسي (2141) ، ومسلم (258) ، والترمذي (2759) ، وابن ماجه (295) ، والنسائي 1/15، وأبو عوانة 1/90، والبغوي في "الجعديات" (3417) ، والعقيلي 2/208، والبيهقي 1/150 من طريق جعفر بن سليمان، وابن عدي 1/259-260 من طريق عبد الله بن عمران، كلاهما عن أبي عمران، به.
وسيأتي برقم (13677) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه عبد بن حميد (1168) ، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1967) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (3270) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص457، وأخرجه البخاري في "صحيحه" (7536) ، وفي "خلق افعال العباد" (426) من طريق سعيد بن الربيع، كلاهما (الطيالسي وسعيد بن الربيع) عن شعبة، به. ورواية الطيالسي وإحدى روايتي البيهقي دون قوله: "وإن أتاني ماشياً أتيته هرولة".
وانظر ما سيأتي بالأرقام (12287) و (12319) و (12405) و (13872) =(19/263)
12234 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " لَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكَبُ وَأَبُو بَكْرٍ رَدِيفُهُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُعْرَفُ فِي الطَّرِيقِ لِاخْتِلَافِهِ إِلَى الشَّامِ، وَكَانَ يَمُرُّ بِالْقَوْمِ فَيَقُولُونَ: مَنْ هَذَا بَيْنَ يَدَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَيَقُولُ: هَادٍ يَهْدِينِي. فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ بَعَثَا (1) إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى أَبِي أُمَامَةَ وَأَصْحَابِهِ، فَخَرَجُوا إِلَيْهِمَا فَقَالُوا: ادْخُلَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ، فَدَخَلَا " قَالَ أَنَسٌ: " فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا قَطُّ أَنْوَرَ وَلَا أَحْسَنَ مِنْ يَوْمِ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ الْمَدِينَةَ، وَشَهِدْتُ وَفَاتَهُ، فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا قَطُّ أَظْلَمَ، وَلَا أَقْبَحَ مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ (2) " (3)
__________
= و (14013) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7422) ، وانظر تتمة شواهده هناك، وفاتنا أن نذكر عنده حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11361) ، فيستدرك من هنا.
(1) في (م) و (س) و (ق) : بعث.
(2) لفظة "فيه" ليست في (ظ 4) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (3486) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مقطعاً المصنف في "فضائل الصحابة" (605) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/496، والحاكم في "المستدرك" 3/12 و57 من طرق عن حماد بن سلمة، به. =(19/264)
12235 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَعَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: " مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ؟ " فَأَخَذَهُ قَوْمٌ فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: " مَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ؟ " فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ، فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكٌ: أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ، فَأَخَذَهُ فَفَلَقَ هَامَ الْمُشْرِكِينَ (1)
12236 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ،
__________
= وسيأتي الحديث من طريق ثابت برقم (14063) ، ومن طريق عبد العزيز بن صهيب مطولاً برقم (13205) .
وقوله في آخر الحديث: ما رأيت يوماً ... ستأتي بالأرقام (13312) و (13522) و (13830) ، وسيأتي نحو هذه القطعة في آخر الحديث (13318) .
وأبو أمامة: هو أسعد بن زرارة الخزْرجي النجاري.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن سعد 3/556، وابن أبي شيبة 14/398، ومسلم (2470) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 1/483، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/232 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1327) ، وأبو عوانة، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (292) ، والحاكم في "المستدرك" 3/230 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وفي الباب عن الزبير بن العوام عند البزار (979) ، والدولابي في "الكني" 1/69، والحاكم 3/230، والبيهقي في "الدلائل" 3/233.
قوله: "ففلق هام المشركين"، أي: شق رؤوسهم.(19/265)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: " مَنْ قَتَلَ رَجُلًا فَلَهُ سَلَبُهُ ". فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَئِذٍ عِشْرِينَ رَجُلًا فَأَخَذَ أَسْلَابَهُمْ (1)
12237 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، وَبَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، الْمَعْنَى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ الْمُؤْمِنَ حَسَنَةً يُعْطَى عَلَيْهَا فِي الدُّنْيَا، وَيُثَابُ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ (2) حَسَنَاتِهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ، لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُعْطَى بِهَا خَيْرًا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/524، والضياء في "المختارة" (1523) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (12131) .
(2) في (م) و (س) و (ق) : فيعطيه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وبهز: هو ابن أسد العمي.
وأخرجه عبد بن حميد (1178) ، ومسلم (2808) (56) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (327) عن همام بن يحيي، به مختصراً.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (432) عن حفص بن عمر، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 2/248، وابن حبان (377) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن همام، به. =(19/266)
12238 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَمَعَ أَصَابِعَهُ فَوَضَعَهَا عَلَى الْأَرْضِ، فَقَالَ: " هَذَا ابْنُ آدَمَ "، ثُمَّ رَفَعَهَا فَوَضَعَهَا خَلْفَ ذَلِكَ قَلِيلًا، وَقَالَ: " هَذَا أَجَلُهُ "، ثُمَّ رَمَى بِيَدِهِ أَمَامَهُ قَالَ: " وَثَمَّ أَمَلُهُ " (1)
__________
= وأخرجه الطيالسي (2011) ، ومسلم (2808) (57) ، وأبو عوانة، والطبري فى "تفسيره" 5/89 و30/270 من طرق عن قتادة، به.
وسيأتي برقم (12264) و (14018) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (252) ، والترمذي (2334) ، والنسائي في الرقائق كما في "التحفة" 1/286، وابن ماجه (4232) ، وابن حنان (2998) ، والطبراني في "الأوسط" (739) ، والبغوي (4092) من طرق عن حماد، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حسن صحيح. ولفظه عند الطبراني: "هذا ابن آدم، ثم وضع يده تحت ذقنه، ثم بسط يده فقال: هذا أمله".
وأخرجه البخاري (6418) ، والنسائي في الرقائق كما في "التحفة" 1/91 من طريق همام بن يحيي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس قال: خط النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطوطاً فقال: "هذا الأمل، وهذا الأجل، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقربُ".
ويأتي عن عبيد الله بن أبي بكر، بالأرقام (12387) و (12444) و (13697) ، وعن ثابت عن أنس برقم (13795) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3652) .
وعن أبي سعيد، سلف برقم (11132) .
وعن بريدة، أخرجه الترمذي (2870) ، وحسنه.(19/267)
12239 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا دَعَا جَعَلَ ظَاهِرَ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي وَجْهَهُ، وَبَاطِنَهُمَا، مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ " (1)
12240 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ صَفِيَّةَ وَقَعَتْ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ وَقَعَتْ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ جَارِيَةٌ جَمِيلَةٌ، " فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ، فَجَعَلَهَا عِنْدَ أُمِّ سُلَيْمٍ حَتَّى تَهَيَّأَ وَتَعْتَدَّ " - فِيمَا يَعْلَمُ حَمَّادٌ - فَقَالَ النَّاسُ: وَاللهِ مَا نَدْرِي أَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ تَسَرَّاهَا؟ فَلَمَّا حَمَلَهَا سَتَرَهَا وَأَرْدَفَهَا خَلْفَهُ، فَعَرَفَ النَّاسُ أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا. " فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ النَّاسُ، وَأَوْضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَذَلِكَ كَانُوا يَصْنَعُونَ، فَعَثَرَتِ النَّاقَةُ، فَخَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَّتْ مَعَهُ، وَأَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرْنَ، فَقُلْنَ: أَبْعَدَ اللهُ الْيَهُودِيَّةَ، وَفَعَلَ بِهَا، وَفَعَلَ. فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَتَرَهَا وَأَرْدَفَهَا خَلْفَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، ويزيد ابن هارون وثابت من رجال الشيخين.
وقد روي من طرق أخرى عن حماد بن سلمة، بلفظ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استسقى فأشار بظهْر كفيه إلى السماء. انظر ما سيأتي برقم (12554) و (13536) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/461-462 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد- =(19/268)
12241 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: صَارَتْ صَفِيَّةُ لِدِحْيَةَ فِي قَسْمِهِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: حَتَّى إِذَا جَعَلَهَا فِي ظَهْرِهِ، نَزَلَ، ثُمَّ ضَرَبَ عَلَيْهَا (1) الْقُبَّةَ (2)
12242 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ مَوْضِعُ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي النَّجَّارِ، وَكَانَ فِيهِ نَخْلٌ وَحَرْثٌ وَقُبُورٌ مِنْ قُبُورِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَامِنُونِي " فَقَالُوا: لَا نَبْتَغِي بِهِ ثَمَنًا إِلَّا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، وَبِالْحَرْثِ فَأُفْسِدَ، وَبِالْقُبُورِ فَنُبِشَتْ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ ذَلِكَ يُصَلِّي
__________
= بأطول مما هنا، وبنحو حديث عفان عن حماد الآتي عند المصنف برقم (13575) ، وانظر تمام تخريجه هناك.
قوله: "أوْضع"، قال السندي: أي: أسرعوا مطاياهم.
"ينظرن": كأنه كان في قرب المدينة، وهن خرجن إلى بعض البيوت المشرفة سطوحُها على الطريق.
(1) في (ظ 4) : عليه. يعني: على الظهر.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي. وسيتكرر (13023) .
وأخرجه مسلم ص1047 (88) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضاً من طريق شبابة بن سوار، عن سليمان، به.
وسيأتي برقم (13024) عن هاشم، عن سليمان. وانظر (13575) .(19/269)
فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ (1)
12243 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ جَارًا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَارِسِيًّا، كَانَ طَيِّبَ الْمَرَقِ، فَصَنَعَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جَاءَهُ يَدْعُوهُ، فَقَالَ: " وَهَذِهِ؟ " لِعَائِشَةَ فَقَالَ: لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا ". ثُمَّ عَادَ يَدْعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَهَذِهِ " قَالَ: لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا " ثُمَّ عَادَ يَدْعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) : " وَهَذِهِ " قَالَ: نَعَمْ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَامَا يَتَدَافَعَانِ حَتَّى أَتَيَا مَنْزِلَهُ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُبعي. وانظر (12178) . ولقصة الصلاة في مرابض الغنم انظر (12335) .
(2) قوله: "لا. ثم عاد يدعوه فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" سقط من (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2037) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1290) ، والنسائي 6/158، وأبو يعلى (3354) ، وابن حبان (5301) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه الدارمي (2067) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، به.
وسيأتي برقم (13869) .
قوله: "يتدافعان" قال السندي: أي: يمشي كلُ واحد منهما في أثر صاحبه.(19/270)
12244 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَدِينَةُ يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ فَيَجِدُ الْمَلَائِكَةَ يَحْرُسُونَهَا، فَلَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ، وَلَا الطَّاعُونُ إِنْ شَاءَ اللهُ " (1)
12245 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ "، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه البخاري (7134) و (7473) ، والترمذي (2242) ، وأبو يعلى (3051) و (3234) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 2/251، وابن حبان (6804) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص166 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواية أبي يعلى في الموضع الثاني دون قوله: " ... ولا الطاعون إن شاء الله".
وسيأتي الحديث (13089) و (13145) و (13393) و (13949) من طريق قتادة، وبرقم (12986) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7234) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد بن حميد (1167) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2214) ، وأبو يعلى (2925) و (3146) و (3263) ، والبغوي في "الجعديات" (1457) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (2951) (135) ، والخطيب 6/281 من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن معبد بن هلال، عن أنس.
وسيأتي من طريق قتادة بالأرقام (12322) و (13010) و (13287) =(19/271)
12246 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَأَنْفُسِكُمْ، وَأَلْسِنَتِكُمْ " (1)
12247 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ وَقَالَ مَرَّةً: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ،
__________
= و (13908) و (14014) ، ومن طريق أبى التياح برقم (12334) ، ومن طريق أبي التياح وقتادة وحمزة برقم (13319) و (13950) ، ومن طريق إسماعيل ابن عبيد الله برقم (13336) ، ومن طريق زياد بن أبي زياد برقم (13483) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، وأبى جحيفة السوائي، وسهل بن سعد، وجابر بن سمرة، وستأتي أحاديثهم 3/310 و4/309 و330 و5/92.
وعن أبي هريرة عند هناد في "الزهد" (523) ، والبخاري (6505) ، وابن ماجه (4040) ، وابن حبان (6642) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1905) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 6/7، والضياء (1902) من طريق يزيد بن هارون، به.
وأخرجه الدارمي (2431) ، وأبو داود (2504) ، والنسائي 6/51، وابن عدي 3/916، والحاكم 2/81، والبيهقي 9/20، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 1/233 من طرق عن حماد بن سلمة، به- وفي بعض روايات الحديث: "جاهدوا المشركين بأيديكم". وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (12555) و (13638) .(19/272)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَؤُمُّ قَوْمَهُ، فَدَخَلَ حَرَامٌ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَسْقِيَ نَخْلَهُ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ لِيُصَلِّيَ مَعَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا رَأَى مُعَاذًا طَوَّلَ، تَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ وَلَحِقَ بِنَخْلِهِ يَسْقِيهِ، فَلَمَّا قَضَى مُعَاذٌ الصَّلَاةَ، قِيلَ لَهُ: إِنَّ حَرَامًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا رَآكَ طَوَّلْتَ تَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ وَلَحِقَ بِنَخْلِهِ يَسْقِيهِ. قَالَ: إِنَّهُ لَمُنَافِقٌ، أَيَعْجَلُ عَنِ الصَّلَاةِ مِنْ أَجْلِ سَقْيِ نَخْلِهِ قَالَ: فَجَاءَ حَرَامٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعَاذٌ عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَسْقِيَ نَخْلًا لِي، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ لِأُصَلِّيَ مَعَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا طَوَّلَ، تَجَوَّزْتُ فِي صَلَاتِي وَلَحِقْتُ بِنَخْلِي أَسْقِيهِ، فَزَعَمَ أَنِّي مُنَافِقٌ. فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُعَاذٍ فَقَالَ: " أَفَتَّانٌ أَنْتَ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ، لَا تُطَوِّلْ بِهِمْ، اقْرَأْ: بِسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَنَحْوِهِمَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2292) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (481- كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبري" (11674) ، وأبو العباس السراج في "مسنده" كما في "الإتحاف" 2/113، والضياء (2293) من طرق عن إسماعيل ابن علية، به.
وقد سلف مختصراً برقم (11982) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/299، وهو متفق عليه.
وعن رجل من بني سلمة يقال له: سُليم، سيأتي 5/74.(19/273)
12248 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: وَاصَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرَ الشَّهْرِ، وَوَاصَلَ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَوْ مُدَّ لَنَا الشَّهْرُ، لَوَاصَلْتُ وِصَالًا يَدَعُ الْمُتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ، إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي " (1)
12249 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْوَلِيدِ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا غَزَا أَوْ سَافَرَ فَأَدْرَكَهُ اللَّيْلُ قَالَ: " يَا أَرْضُ رَبِّي وَرَبُّكِ اللهُ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّكِ، وَشَرِّ مَا خُلِقَ فِيكِ، وَشَرِّ مَا فِيكِ، وَشَرِّ مَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم.
وأخرجه ابن خزيمة (2070) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7241) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومسلم (1104) (60) ، وابن خزيمة (2070) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن حميد، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/82 من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن حميد، عن أنس.
وسيأتي من طريق ثابت برقم (13070) و (13656) ، ومن طريقه أيضاً في آخر حديث مطول برقم (13012) . وانظر ما سيأتي برقم (12740) و (13040) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4721) . وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "لو مُد"، أي: طُول.(19/274)
دَبَّ عَلَيْكِ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ سَاكِنِ الْبَلَدِ، وَمِنْ شَرِّ وَالِدٍ وَمَا وَلَدَ، وَمِنْ شَرِّ أَسَدٍ وَأَسْوَدَ، وَحَيَّةٍ وَعَقْرَبٍ " (1)
12250 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، " عَمَّرَ مِائَةَ سَنَةٍ غَيْرَ سَنَةٍ " (2)
12251 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَخَذَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ بِيَدِي مَقْدَمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَأَتَتْ بِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا ابْنِي وَهُوَ غُلَامٌ كَاتِبٌ، قَالَ: " فَخَدَمْتُهُ تِسْعَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ قَطُّ صَنَعْتُهُ: أَسَأْتَ، أَوْ: بِئْسَ مَا صَنَعْتَ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهذا الحديث من مسند ابن عمر، وقد سلف عنه من هذا الطريق برقم (6161) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ مدينة دمشق" 3/ ق179 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/196، وابن عساكر من طريق أحمد بن حنبل، به. دون قوله: "غير سنة"، وقال في آخره: ومات سنة إحدى وتسعين.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً برقم (13067) .
وأخرجه بنحوه أبو يعلى (3629) و (3753) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص36، والطبراني (1100) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8758) من طرق عن حميد الطويل، به- مطولاً ومختصراً.
وسيأتي برقم (13686) من طريق ابن المبارك عن حميد. وانظر ما سلف بالأرقام (11974) و (11988) .(19/275)
12252 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ حَارِثَةَ خَرَجَ نَظَّارًا، فَأَتَاهُ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَرَفْتَ مَوْقِعَ حَارِثَةَ مِنِّي، فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِلَّا رَأَيْتَ مَا أَصْنَعُ. قَالَ: " يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا لَيْسَتْ بِجَنَّةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَكِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّ حَارِثَةَ لَفِي أَفْضَلِهَا " أَوْ قَالَ: " فِي أَعَلَى الْفِرْدَوْسِ شَكَّ يَزِيدُ " (1)
12253 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَرْضَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/510-511، وأبو يعلى (3500) من طرق عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (159) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/873، والطبراني في "الكبير" (3234) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي من طريق ثابت بالأرقام (13250) و (13871) و (14011) ، ومن طريق قتادة برقم (13200) ، ومن طريق حميد برقم (13787) .
قوله: "نظاراً"، قال السندي: أي ينظر ما يجري بين الناس.
وحارثة المقتول: هو حارثة بن سُراقة بن الحارث الأنصاري النجاري، وأمه الرُبيع بنت النضر عمة أنس بن مالك. وحادثة استشهاده هذه في يوم بدر كما جاء مصرحاً به في بعض الروايات، ووقع في رواية الطبراني: يوم أحد، وهو وهم، والمعتمد الأول. انظر "الإصابة" 1/614-615.(19/276)
جَعَلَتْ تَمِيدُ، فَخَلَقَ الْجِبَالَ، فَأَلْقَاهَا عَلَيْهَا فَاسْتَقَرَّتْ، فَتَعَجَّبَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ خَلْقِ الْجِبَالِ، فَقَالَتْ: يَا رَبِّ، هَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْجِبَالِ؟ قَالَ: نَعَمْ، الْحَدِيدُ. قَالَتْ: يَا رَبِّ، هَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْحَدِيدِ؟ قَالَ: نَعَمْ، النَّارُ قَالَتْ: يَا رَبِّ، هَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: نَعَمْ، الْمَاءُ. قَالَتْ: يَا رَبِّ، فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْمَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ، الرِّيحُ. قَالَتْ: يَا رَبِّ، فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الرِّيحِ؟ قَالَ: نَعَمْ، ابْنُ آدَمَ يَتَصَدَّقُ بِيَمِينِهِ يُخْفِيهَا مِنْ شِمَالِهِ " (1)
12254 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ،
__________
(1) إسناده ضعيف، سليمان بن أبي سليمان -وهو مولى ابن عباس- لم يرو عنه غير العوام بن حوشب، وقال ابن معين: لا أعرفه، وتساهل ابن حبان فذكره في "الثقات" وذكر أنه روى عن أبي هريرة وأبي سعيد، وروى عنه العوام بن حوشب وقتادة، والصواب أنهما اثنان، فالراوي عن أبي سعيد وعنه قتادة راو آخر، وهو ليثي بصري بخلاف هذا، وقد فرق بينهما البخاري وابن أبي حاتم، وكلاهما مجهول.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2148) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1215) ، والترمذي (3369) ، وأبو يعلى (4310) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3441) ، والضياء (2149) و (2150) ، والمزي في ترجمة سليمان بن أبي سليمان من "تهذيب الكمال" 11/443-444 من طرق عن يزيد بن هارون، به.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه.(19/277)
عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَبَلِ التَّنْعِيمِ، مُتَسَلِّحِينَ يُرِيدُونَ غِرَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، فَأَخَذَهُمْ سَلَمًا فَاسْتَحْيَاهُمْ "، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 24] (1)
12255 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو خَالِدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْبِلُ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، قَبْلَ أَنْ يُكَبِّرَ فَيَقُولُ: " تَرَاصُّوا، وَاعْتَدِلُوا، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي " (2)
12256 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ بَيْنَ يَدَيَّ خَشَفَةً، فَقُلْتُ مَا هَذَا؟ قَالُوا: الْغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " (3)
12257 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: " اطَّلَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ خَلَلٍ، فَسَدَّدَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (12227) .
الغرة: الغفلة.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل سليمان بن حيان.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2092) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد، وانظر (12011) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (11955) .(19/278)
مِشْقَصًا حَتَّى أَخَّرَ رَأْسَهُ " قَالَ يَحْيَى: قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ يَعْنِي حُمَيْدًا؟ قَالَ: أَنَسٌ (1)
12258 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ، وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْمَعْنَى قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْخُلُ النَّارَ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي حَتَّى إِذَا كَانُوا حُمَمًا أُدْخِلُوا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَيُقَالُ: هُمْ الْجَهَنَّمِيُّونَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6889) عن مسدد، عن يحيي القطان، بهذا الإسناد.
وانظر (12055) . وقوله: "حتى أخر رأسه"، أي: أخرجها من المكان الذي
اطلع فيه، وفاعل "أخر" هو الرجل.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن أبي صالح -وهو أبو حبيب الدباغ- فقد روى عنه جمع، ووثقه ابن معين وابن حبان، وقال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس، وكان أوثق من بقي بالبصرة من أصحاب أنس، وقال أبو زرعة: لا بأس به. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه الطيالسي (1237) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/670-671 و678 من طرق عن يزيد بن أبي صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (848) ، والطبراني في "الأوسط" (1177) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن أبي عمرو، عن أنس. وأبو عمرو: مجهول.
وسيأتي الحديث عن وكيع برقم (12897) ، وعن روح برقم (13678) كلاهما عن يزيد بن أبي صالح.
وسيأتي من طريق قتادة برقم (12361) ، ومن طريق قتادة وثابت برقم (12662) . =(19/279)
12259 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، كَانُوا يُتِمُّونَ التَّكْبِيرَ، يُكَبِّرُونَ إِذَا سَجَدُوا، وَإِذَا رَفَعُوا - قَالَ يَحْيَى: - أَوْ خَفَضُوا " (1)
__________
= وانظر ما سيأتي برقم (12469) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7717) ضمن حديث طويل.
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11441) .
وعن جابر وعمران بن حصين وحذيفة، ستأتي احاديثهم 3/308 و4/434 و5/402.
قوله: "هم الجهنميون"، قال السندي: لُقّبُوا بذلك تذكيراً لهم بنعمة الله تعالى، فيبقى لقبهم ذاك مدة ثم يزول، والله أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير
عبد الرحمن بن الأصم -يقال: اسمه عبد الرحمن بن عبد الله الأصم، ويقال: ابن عمرو الأصم، وهو مؤذن الحجاج- فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطحاوي 1/221 من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، عن يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ولم يشك في قوله: وإذا رفعوا، وزاد: وإذا قاموا من الركعة.
وأخرجه الطحاوي 1/221، والبيهقي 1/68 من طرق عن سفيان الثوري به.
وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن الأصم بالأرقام (12349) و (12848) و (13765) ومطولاً برقم (13636) و (13699) .
وسلف دون ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (12195) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7220) ، وذكرت شواهده هناك.
قوله: "يُتقُون التكبير" قال السندي: أي: يأتون به عند كل رفع وخفض. =(19/280)
12260 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143] قَالَ: " قَالَ: هَكَذَا، يَعْنِي أَنَّهُ أَخْرَجَ طَرَفَ الْخِنْصَرِ " قَالَ: أَبِي: " أَرَانَاهُ مُعَاذٌ " قَالَ: فَقَالَ لَهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ: مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرَهُ ضَرْبَةً شَدِيدَةً، وَقَالَ: مَنْ أَنْتَ يَا حُمَيْدُ؟ وَمَا أَنْتَ يَا حُمَيْدُ، يُحَدِّثُنِي بِهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَقُولُ أَنْتَ مَا تُرِيدُ إِلَيْهِ " (1)
__________
= "قال يحيي: أو خفضوا" أي زاد بعد قوله: رفعوا، قوله: أو خفضوا. ومفعول الفعلين مقدر، أي: رفعوا رؤوسهم أو خفضوها.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1673) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3074) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (481) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/258-259، وابن أبي حاتم في تفسير سورة الأعراف (937) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الترمذي (3074) ، وابن أبي عاصم (480) ، والطبري في "تفسيره" 9/53، وابن خزيمة 1/260 و260-261 و261-263، وابن عدي 2/677، والحاكم 1/25 و2/320-321 و577، والضياء (1672) و (1675) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة، وصححه الحاكم على شرط مسلم. =(19/281)
12261 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَأَلُوهُ أَنْ يَبْعَثَ مَعَهُمْ رَجُلًا يُعَلِّمُهُمْ، فَبَعَثَ مَعَهُمْ أَبَا عُبَيْدَةَ وَقَالَ: " هُوَ أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ " (1)
__________
= وأخرجه ابن منده في "الرد على الجهمية" (59) من طريق أحمد بن محمد الصيدلاني البغدادي، عن سعيد بن عامر، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس قوله. وقال: غريب من حديث شعبة. قلنا: ورجاله ثقات إلا أحمد الصيدلاني فلم نجد له ترجمة إلا في "تاريخ بغداد" 5/137 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وروى عنه جمع منهم ثلاثة حفاظ: الطبراني وأبو الشيخ وابن الأعرابي، فحديث مثله يصلح للاعتبار.
وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم (482) و (483) من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس قوله.
وأخرجه الطبري 9/53 من طريق قرة بن عيسى، عن الأعمش، عن رجل، عن أنس مرفوعاً. وفيه رجل مبهم، ومن لم نجد له ترجمة.
وسيأتي الحديث عن روح بن عبادة عن حماد بن سلمة برقم (13178) .
وفي الباب عن ابن عباس موقوفاً عند ابن أبي عاصم (484) ، وعند الطبري 9/52-53 و53. وفي إسناده ضعف.
قوله: "قال: قال هكذا"، قال السندي: يعني أنه أخرج طرف الخنصر بياناً للتجلي، ولعل المراد به أنه تجلى له أدنى تجلي، كأنه بمنزلة إخراج الخنصر من الإنسان، وقد قررنا مراراً أن الوجه في أمثال هذه الأحاديث التفويض والتسليم مع الإيمان بأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1279) . =(19/282)
12262 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ، فَقَالَ: يَا فُلَانَةُ، يُعْلِمُهُ أَنَّهَا زَوْجَتُهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَظُنُّ بِكَ (1) ؟ قَالَ: فَقَالَ: " إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُدْخِلَ
__________
= وأخرجه ابن سعد 3/411، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/ 488 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2038) ، وابن سعد 3/411، وعبد بن حميد (1345) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/487-488، وأبو عوانة في المناقب، والحاكم 3/267 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه أبو نعيم 7/175 من طريق شعبة، عن ثابت، به.
وأخرجه الترمذي ضمن حديث (3790) من طريق قتادة، ويعقوب بن سفيان 1/ 488 من طريق الزهري، وأبو نعيم 7/175 من طريق قتادة وعاصم الأحول، ثلاثتهم عن أنس.
وسيأتي من طريق تابت البناني بالأرقام (12481) و (12789) و (13217) و (14048) ، ومن طريق أبي قلابة عن أنس برقم (12357) .
وفي الباب عن حذيفة، سيأتي 5/385 و401، وهو متفق عليه.
وعن أبي بكر عند الحاكم 3/267، وفي إسناده انقطاع.
قوله: "هو أمين هذه الأمة"، قال السندي: قال النووي: الأمانة مشتركة بينه وبين غيره من الصحابة، لكن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خصّ بعضهم بصفات غلبت عليهم، وكانوا بها أخص. انتهى. قلت (أي السندي) : يحتمل أن يكون سبب ذلك هو اتصاف أبي عبيدة بغاية من الأمانة قبل الإسلام أيضاً، بخلاف غيره، فإن اتصافهم بغاية من الأمانة يكون بواسطة الإسلام، وإلا فلا يظهر أن يكون نحو أبي بكر أقل أمانة من أبي عبيدة بعد الإسلام، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) و (س) و (ق) : أتظن بي.(19/283)
عَلَيْكَ الشَّيْطَانُ " (1)
12263 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَطْرُقُ أَهْلَهُ لَيْلًا، كَانَ يَدْخُلُ (2) غُدْوَةً، أَوْ عَشِيَّةً " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6799) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ولفظه: أن رجلاً مر برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو جالس مع امرأة من نسائه، فقال: "يا فلانُ هلم، إن هذه زوجتي فلانة" قال: يا رسول الله، من كنت أظن به فإني ما كنت لأظن بك. فقال: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من العروق".
وسيأتي مطولاً هكذا برقم (12592) ، ويأتي تخريجه وشرحه هناك.
وسيأتي أيضاً برقم (14042) .
وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/309.
وعن صفية أم المؤمنين، سيأتي 6/337.
(2) في (م) و (س) و (ق) : يدخل عليهم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيي العوذي.
وأخرجه مسلم (1928) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1800) ، وأبو عوانة في الجهاد كما في "إتحاف المهرة" 1/417، والبيهقي في "السنن" 5/260، وفي "الآداب" (822) ، والبغوي (2764) من طرق عن همام بن يحيي، به.
وسيأتي الحديث من طريق همام برقم (13119) و (13526) . وبنحوه ضمن حديث طويل من طريق ثابت عن أنس برقم (13026) . =(19/284)
12264 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ الْمُؤْمِنَ حَسَنَةً يُثَابُ عَلَيْهَا الرِّزْقَ فِي الدُّنْيَا، وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ (1) بِحَسَنَاتِهِ فِي الدُّنْيَا، فَإِذَا لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُعْطَى بِهَا خَيْرًا " (2)
12265 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَضْرِبُ شَعْرُهُ مَنْكِبَهُ " (3) (4)
12266 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ ضَخْمَ الْقَدَمَيْنِ، ضَخْمَ الْكَفَّيْنِ، حَسَنَ الْوَجْهِ لَمْ أَرَ بَعْدَهُ
__________
= وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5814) .
وعن جابر، سيأتي 3/299.
قوله: "لا يطرق أهله ليلاً" قال السندي: أي: لا يدخل عليهم من السفر الليل من غير سبق علم بمجيئه، ومعنى الطرْق في الأصل: الدق، والآتي يحتاج إلى دق الباب عادةً.
"غدوة" أي: أول النهار.
"عشية" أي: آخر النهار.
(1) في (م) و (س) و (ق) : فيُعطى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12237) .
(3) في (م) : إلى منكبيه.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12175) .(19/285)
مِثْلَهُ " (1)
12267 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ بَعَثَتْهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِنَاعٍ عَلَيْهِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من حديث أنس، وأما حديث أبي هريرة ففيه رجل لم يُسم، وسلف في مسنده برقم (10053) من طريق شعبة، عن قتادة. وسلف هناك تخريج الحديث من طريق همام بن يحيي.
وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 1/414 عن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضخم القدمين، كثير العرق، لم أر بعده مثله.
وأخرجه البخاري (5907) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/242، والبغوي (3636) من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل، عن جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس قال: كان النبي ضخم اليدين والقدمين، لم أر قبله ولا بعده مثله، وكان بسط الكفين. زاد البيهقي: سائل العرق. وعند البغوي بدل ضخم اليدين: ضخم الرأس. وقرن البيهقي بأبي النعمان سليمان بن داود.
وأخرجه البخاري (5906) ، والبيهقي 1/242 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن جرير، عن قتادة، عن أنس قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضخم اليدين، لم أر بعده مثله، وكان شعر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً، لا جعداً، ولا سبطاً.
وعلقه البخاري جزماً (5910) ، ووصله البيهقي 1/243 عن هشام بن يوسف، عن معمر، عن قتادة، عن أنس قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شثن القدمين والكفين. والشثْن بمعنى الضخم.
وعلقه البخاري جزماً (5911) ، ووصله البيهقي 1/244 عن أبي هلال، عن قتادة، عن أنس -أو جابر بن عبد الله-: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضخم الكفين والقدمين، لم أر بعده شبيها له. قلنا: وأبو هلال -واسمه محمد بن سُليم الراسبي- ليس بذاك القوي.(19/286)
رُطَبٌ، " فَجَعَلَ يَقْبِضُ قَبْضَةً (1) فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُ الْقَبْضَةَ فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ، ثُمَّ جَلَسَ فَأَكَلَ بَقِيَّتَهُ أَكْلَ رَجُلٍ يُعْلَمُ أَنَّهُ يَشْتَهِيهِ " (2)
12268 - حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُرَجَّي بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ، لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ يَأْكُلُهُنَّ إِفْرَادًا " (3)
__________
(1) في (م) و (س) : قبضته.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيي العوْذي.
وأخرجه أبو يعلى (2896) ، وابن حبان (695) من طريق هدبة بن خالد، وأبو عوانة في الأطعمة كما في "إتحاف المهرة" 2/233 من طريق عمرو بن عاصم، كلاهما عن همام بن يحيي، بهذا الإسناد.
وسيأتي عن عفان بن مسلم، عن همام برقم (13843) .
قوله: "بقناع" قال السندي: بكسر قاف وخفة نون، وهو الطبق الذي يُؤْكل عليه.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل مُرجى بن رجاء، وباقي رجاله رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري معلقاً (953) ، وابن خزيمة (1429) ، والدارقطني 2/45، والبيهقي 3/282 من طريق مُرجى بن رجاء، بهذا الإسناد. وعندهم بدل إفراداً: وتراً.
وأخرجه البخاري (953) ، وابن ماجه (1754) ، والدارقطني 2/45، والبيهقي 3/282، والبغوي (1105) من طريق هشيم بن بشير، وأخرجه ابن حبان (2814) ، والحاكم 1/294، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/283، =(19/287)
12269 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ فِي رَمَضَانَ، فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ "، فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ أَفْطَرُوا (1)
__________
= وفي معرفة "السنن والآثار" (1885) من طريق عتبة بن حميد، كلاهما عن عبيد الله بن أبي بكر، به- وفي رواية عتبة بن حميد: يأكل تمرات ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو أقل من ذلك أو أكثر من ذلك وتراً. ووقف ابن حبان في روايته إلى "سبعاً". وصححه الحاكم على شرط مسلم.
وسيأتي الحديث بهذه الزيادة موقوفة على أنس عن علي بن عاصم عن عبيد الله بن أبي بكر برقم (13426) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/160، وعبد بن حميد (1237) ، والدارمي (1601) ، والترمذي (543) ، والبزار (650- كشف الأستار) ، وابن خزيمة (1428) ، وابن حبان (2813) ، والحاكم 1/294، والبيهقي 3/282 من طريق حفص بن عبيد الله، عن أنس. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح.
وصححه الحاكم أيضاً على شرط مسلم.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11226) .
قوله: "لم يخرج" أي: إلى المصلى.
"إفراداً" أي: وتراً كما فسرته الروايات الأخرى.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3806) و (3807) من طريق معتمر بن سليمان، عن حميد الطويل، بهذا الإسناد. والرواية الأولى ضمن حديث.
وأخرجه ابن خزيمة (2039) ، والطحاوي 2/66 من طريق يحيي بن أيوب، عن حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، عن أنس. ويحيي بن أيوب -وهو الغافقي المصري- حسن الحديث، فإن كان حفظه، فهو من المزيد في متصل الأسانيد. =(19/288)
12270 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا أَبْصَرَهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، قَالُوا: هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ " (1)
12271 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَيُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ - لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، فَقَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَقْعَدًا فِي الْجَنَّةِ "، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا " قَالَ رَوْحٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ قَتَادَةُ: فَذَكَرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ لَهُ فِي
__________
= وسيأتي الحديث عن علي بن عاصم برقم (13429) ، ومن طريق حماد بن سلمة برقم (13619) كلاهما عن حميد الطويل، عن أنس.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11160) .
قوله: "فوضعه على يده" أي: وشرب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. والحديث هنا مختصر، وسيتكرر برقم (13679) ، وسيأتي بأطول مما هنا من طريق قتادة برقم (12361) ، ويأتي هناك تخريجه وإحالاته.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/663 من طريق سليمان بن طرخان، عن قتادة، به.
وسلف الحديث من طريق يزيد بن أبي صالح عن أنس برقم له (12258) .(19/289)
قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَيُمْلَأُ عَلَيْهِ خُضْرًا إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، - ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - قَالَ: " وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي. كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقَالُ لَهُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً فَيَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ "، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: " يَضِيقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ، حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلَاعُهُ " (1)
__________
(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة، ويونس: هو ابن محمد المؤدب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحْوي.
وأخرجه البخاري (1338) و (1374) ، ومسلم (2870) (71) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (863) ، والنسائي 4/96 و97-98، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 2/252، وابن حبان (3120) ، والآجري في "الشريعة" ص365-366، وابن منده في "الإيمان" (1066) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (15) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2132) ، والبغوي (1522) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه عبد بن حميد (1180) ، ومسلم (2870) (70) ، والنسائي 4/97، والبيهقي (17) من طريق يونس بن محمد المؤدب، به.
وأخرجه أبو عوانة في "البعث"، والبيهقي (16) من طريق حسين بن محمد المروذي، عن شيبان النحوي، به.
وسيأتي الحديث من طريق قتادة برقم (13446) ، ومطولاً ضمن قصة برقم (13447) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11000) .
وعن جابر، سيأتي 3/346.
وعن البراء بن عازب، سيأتي 4/287-288. =(19/290)
12272 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ، جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1)
__________
= وعن أبي هريرة عند الترمذي (13270) ، وصححه ابن حبان برقم (3117) ، وعنه من وجه آخر صححه ابن حبان برقم (3113) ، وإسنادهما حسن، وفيهما ما يشهد لقول قتادة: "فذكر لنا ... الخ". ويشهد لهذه القطعة أيضاً حديث أبي هريرة عند ابن حبان (3122) وغيره، وإسناده حسن في الشواهد.
قوله: "في هذا الرجل" قال السندي: الإشارة إليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاشتهار المعنى عن الحضور، وقولهما: "هذا الرجل" دون هذا الرسول لئلا يتلقن إكرامه فيعظمه تقليدا له، لأن المقام مقام الامتحان.
"فيراهما جميعاً" فيزداد فرحاً إلى فرح، ويعرف نعمة الله تعالى عليه بتخليصه من النار، وإدخاله الجنة، وقد جاء مثله في الكافر ليزداد غماً إلى غم، وحسرة إلى حسرة، بتفويت الجنة وحصول النار له.
"خضراً" بفتح فكسر، ومعناه: يُملأ نعماً غضة ناعمة، وأصله من خُضْرة الشجرة.
"ولا تليْت" أصله: تلوت، بمعنى قرات، قُلبت الواو ياءً للازدواج، أو معناه: ولا يتبع أهل الحق، أي: ما كنت محققا للأمر، ولا مقلداً لأهله.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2174) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وهو في "موطأ مالك" 2/956، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (6983) ، وابن ماجه (3893) ، والنسائي في "الكبرى" (7624) ، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 1/414، وابن حبان (6043) ، والبغوي =(19/291)
12273 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ لَهَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ، يَسُرُّهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، إِلَّا الشَّهِيدُ، فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى، لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ " (1)
12274 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّابًا، وَلَا لَعَّانًا، وَلَا فَحَّاشًا، كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمُعَاتَبَةِ: " مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ " (2)
__________
= (3273) .
وسيأتي الحديث عن إسحاق بن عيسى ابن الطباع عن مالك برقم (12508) .
وسلف الحديث من طريق حميد عن أنس برقم (12037) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (216) ، وأبو يعلى (3498) ، وأبو عوانة 5/34، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4244) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث من طريق ثابت برقم (12557) و (14033) .
وسيأتي ضمن حديث من طريق ثابت أيضاً بالأرقام (12342) و (13162) و (13511) .
وسلف الحديث من طريق قتادة عن أنس برقم (12003) .
(2) إسناده حسن من أجل فليح -وهو ابن سليمان بن أبي المغيرة- وباقي =(19/292)
12275 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: شَهِدْنَا ابْنَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ: " هَلْ فِيكُمْ رَجُلٌ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ؟ " فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: نَعَمْ، أَنَا. قَالَ: " فَانْزِلْ ". قَالَ: فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا (1)
__________
= رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي.
وأخرجه ابن سعد 1/369 عن أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (396) والبخاري في "الصحيح" (6031) و (6046) ، وفي "الأدب المفرد" (430) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (324) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/129، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/193، وفي "الدلائل" 1/314 من طرق عن فليح بن سليمان، به.
وسيأتي الحديث من طريق فليح بن سليمان برقم (12463) و (12609) .
وفي باب قوله: "لم يكن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سباباً.." عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6504) ، وذُكرت شواهده هناك.
وفي باب المعاتبة بالتتريب عن أم سلمة، سيأتي 6/301.
قوله: "ترب" قال السندي: أي لصق بالتراب، والمقصود في مثله إظهار العتاب لا المعنى الأصلي.
(1) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه البخاري (1285) ، والترمذي في "الشمائل" (327) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2514) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2116) ، وابن سعد 8/38، والبخاري في "صحيحه" (1342) ، وفي "التاريخ الأوسط" 1/44، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/163، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (82) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2514) والبيهقي 4/53 من طرق عن فليح بن سليمان، =(19/293)
12276 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ،
__________
= به. ورواية الطيالسي مختصرة.
وقال البخاري بإثر الحديث (1342) : قال ابن المبارك: قال فليح: أُراه يعني الذنب!
وستأتي الحديث عن يونس وسريج، عن فليح برقم (13383) ، وسيأتي من طريق ثابت عن أنس برقم (13398) .
قوله: "شهدنا ابنة لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الخ" قال الحافظ في "الفتح" 3/158: هي أم كلثوم زوج عثمان رواه الواقدي عن فليح بن سليمان بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" في ترجمة أم كلثوم 8/38، وكذا الدولابي في "الذرية الطاهرة"، وكذلك رواه الطبري والطحاوي من هذا الوجه، ورواه حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس فسماها رقية. أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" والحاكم في "المستدرك" 4/47، قال البخاري: ما أدري ما هذا، فإن رقية ماتت والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببدر لم يشهدها. قلت: (أي: ابن حجر) : وهم حماد في تسميتها فقط، ويؤيد الأول ما رواه ابن سعد أيضاً في ترجمة أم كلثوم 8/38 من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، قالت: نزل في حفرتها أبو طلحة.
قوله: "لم يقارف" بقاف وفاء، زاد ابن المبارك عن فليح: "أراه يعني الذنب" ذكره المصنف (يعنى البخاري) في باب: من يدخل قبر المرأة تعليقاً، ووصله الإسماعيلي، وكذا سريج بن النعمان عن فليح أخرجه أحمد عنه (13383- قلنا: لكن القائل فيه سريج، ووصله من طريق ابن المبارك يعقوب ابن سفيان في "المعرفة" 3/163، والبيهقي 4/53) .
وقيل: معناه لم يجامع تلك الليلة، وبه جزم ابن حزم، وقال: معاذ الله أن يتبجح أبو طلحة عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بأنه لم يذنب تلك الليلة انتهى. ويقويه أن في رواية ثابت المذكورة بلفظ: لا يدخل القبر أحد قارف أهله البارحة، فتنحى عثمان.
وانظر "شرح مشكل الآثار" 6/323.(19/294)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا "، قَالُوا: مَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: " رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ "، وَحَضَّهُمْ عَلَى الصَّلَاةِ، وَنَهَاهُمْ أَنْ يَسْبِقُوهُ، إِذَا كَانَ إِمَامَهُمْ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَأَنْ يَنْصَرِفُوا قَبْلَ انْصِرَافِهِ مِنَ الصَّلَاةِ "، وَقَالَ لَهُمْ: " إِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ أَمَامِي، وَمِنْ خَلْفِي "، وَسَأَلْتُ أَنَسًا عَنْ صَلَاةِ الْمَرِيضِ فَقَالَ: " يَرْكَعُ، وَيَسْجُدُ قَاعِدًا فِي الْمَكْتُوبَةِ " (1)
12277 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ مَاهَانَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى نَاقَتِهِ تَطَوُّعًا، فِي السَّفَرِ لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المختار بن فلفل، فمن رجال مسلم. زائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه الدارمي (1317) ، وأبو داود (624) ، وأبو عوانة 2/136، والحاكم 1/218 من طرق عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد، والحديث عندهم -إلا أبا عوانة مختصر، بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حضهم على الصلاة، ونهاهم أن ينصرفوا قبل انصرافه من الصلاة. زاد الدارمي: وقال: "إني أراكم من خلفي وأمامي". وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وانظر (11997) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، بكار بن ماهان تفرد بالرواية عنه عبد الصمد بن عبد الوارث، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 2/121، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/108. =(19/295)
12278 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ شُمَيْطٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ الْحَنَفِيَّ، يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ " (1)
12279 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ "، فَقِيلَ: مَنْ أَهْلُ اللهِ مِنْهُمْ؟ قَالَ: " أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ
__________
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/121، وابن حبان في "الثقات" 6/108 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرج أبو يعلى (2781) من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن عن أنس بن مالك: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي على راحلته.
وسيأتي مطولاً بنحوه برقم (13113) ، ومن طريق الجارود بن أبي سبرة برقم (13109) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4470) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
ونزيد هنا عن شقران مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 3/495.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أبي بكر الحنفي.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2261) من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2145) ، ومن طريقه الضياء (2262) عن عبيد الله بن شميط، به. وانظر (12134) .(19/296)
وَخَاصَّتُهُ " (1)
12280 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَّالِ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
__________
(1) إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن بديل العقيلي، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطيالسي (2124) ، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص88، وابن ماجه (215) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (75) ، والنسائي في "الكبرى" (8031) ، والحاكم 1/556، وأبو نعيم في "الحلية" 3/63 و9/40، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2988) و (2989) ، والذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/549 من طرق عبد الرحمن بن بُديل، بهذا الإسناد.
وصحح البوصيري إسناده في "مصباح الزجاجة" ورقة 15.
وأخرجه الدارمي (3329) عن مسلم بن إبراهيم، عن الحسن بن أبي جعفر، عن بُديل بن ميسرة، به. والحسن ضعيف.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 2/311، وفي "الموضح" 2/373 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، عن مالك، عن الزهري، عن أنس.
وأسند عن الدارقطني أن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان كذاب، ومرة: متروك، وأنه لا يصح عن مالك ولا عن الزهري.
وسيأتي الحديث من طريق عبد الرحمن بن بديل برقم (12292) و (13542) .
قوله: "ان لله أهلين" قال السندي: بكسر اللام جمع "أهل" جمع السلامة، والأهل يجمح جمع السلامة، ومنه قوله تعالى: "شغلتنا اموالُنا وأهلونا" وإنما جمع تنبيهاً على كثرتهم.
"أهل القرآن" أي: حفظة القرآن الذين يقرؤونه آناء الليل وإطراف النهار العاملون به.
"أهل الله" أي: أولياؤه المختصون به.(19/297)
دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُلْتَحِفًا وَرِدَاؤُهُ مَوْضُوعٌ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: تُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي هَكَذَا " (1)
12281 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَعِدَ أَكَمَةً أَوْ نَشَزًا قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ الشَّرَفُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَمْدٍ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل موسى بن إبراهيم بن أبي ربيعة، فقد روى عنه جمع، وقال علي ابن المديني: وسط، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1513) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/311-312، وعنه أبو يعلى (4030) ، وأخرجه البزار (592- كشف الأستار) عن عبد الله بن سعيد، كلاهما (ابن أبي شيبة وعبد الله بن سعيد) عن عبد الله بن الأجلح، عن عاصم الأحول، عن أنس.
ولفظ ابن أبي شيبة: صلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ثوب واحد خالف بين طرفيه.
ولفظ البزار: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي في ثوب واحد. وقال: لا نعلم رواه عن عاصم عن أنس إلا عبد الله بن الأجلح.
وسيأتي مكرراً برقم (12297) . وانظر ما سيأتي أيضاً برقم (12617) .
وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/387.
(2) إسناده ضعيف لضعف عمارة بن زاذان، وزياد -وهو ابن عبد الله- النميري. =(19/298)
12282 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّقْيَةِ: مِنَ الْعَيْنِ، وَالْحُمَةِ، وَالنَّمْلَةِ " (1)
__________
= روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه أبو يعلى (4297) ، والطبراني في "الدعاء" (849) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (522) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1735، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (413) ، والذهبي في "معجم الشيوخ" 2/326 من طرق عن عمارة بن زاذان، بهذا الإسناد.
وسيأتي عن حسن بن موسى الأشيب عن عمارة بن زاذان برقم (13504) .
قلنا: والمحفوظ التكبير كلما صعد شرفاً، والتسبيح عند النزول، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4496) .
وحديث جابر عند البخاري (2993) و (2994) .
قوله: "أكمة" قال السندي: بفتحات، هي دون الجبل وأعلى من الرابية، وقيل: دون الرابية.
"نشزاً" بفتحتين وإعجام الزاي، وقد تسكن شينه، أي: رابية، والنشز: المرتفع من الأرض.
"الشرف": العلو، فيه أنه ينبغي ان يذكر العبد علو الخالق عند ظهور ارتفاع المخلوق الظاهري.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعاصم: هو الأحول.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/36 و37-38، ومسلم (2196) ، والترمذي (2056) ، والنسائي في "الكبرى" (7541) ، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 2/392-393، والبيهقي 9/348، والبغوي (3244) من طريق يحيي بن آدم، بهذا الإسناد. وانظر (12173) .(19/299)
12283 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَدًّا يَمُدُّ بِهَا مَدًّا " (1)
12284 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَلَّمُ فِي الْحَاجَةِ بَعْدَ مَا يَنْزِلُ مِنَ الْمِنْبَرِ " (2)
12285 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا ذَا الْأُذُنَيْنِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن المقرىء: هو عبد الله بن يزيد، وجرير: هو ابن حازم. وانظر (12198) .
قوله: "يمد بها" قال السندي: أي بالقراءة مداً، أو المراد تمديد حروف المد، وهذا تفسير قوله: مداً، والظاهر أن ذلك كان مراعاة للترتيل الذي أُمر به، وهذه القراءة أعون على التأويل في معاني القرآن والنظر فيها، والتدبر في لطائفه، والله تعالى أعلم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12201) .
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ، أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وسلف الحديث عنه برقم (12164) .
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2302) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن حجاج بن محمد وحده، بهذا الإسناد.(19/300)
12286 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ (1) ، أَوْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَنَّانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَقْلَةٍ كُنْتُ أَجْتَنِيهَا " (2)
12287 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ رَبُّكُمْ إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً " (3)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: أبي نضرة.
(2) إسناده ضعيف. شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سييء الحفظ، وجابر -وهو ابن يزيد الجعفي- وأبو نصر خيثمة بن أبي خيثمة البصري، ضعيفان.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ورقة 154 من طريق داود بن عمرو، عن شريك النخعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3830) من طريق شعبة، عن جابر الجعفي، به.
وسيأتي بالأرقام (12637) و (13432) و (13737) من هذا الطريق، وبرقم (12328) من طريق جابر الجعفي، عن حميد بن هلال، عن أنس، وبرقم (13737) من طريق شريك، عن عاصم الأحول، عن أنس.
قال ابن الأثير في "النهاية" 1/440 في شرح الحديث: أي: كناه أبا حمزة.
وقال الأزهري: البقلة التي جناها أنس كان في طعمها لذع فسُميت حمزة بفعلها، يقال: رُمّانة حامزة، أي: فيها حموضة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وأخرجه أبو يعلى (3269) من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. =(19/301)
12288 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " رُخِّصَ أَوْ رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ مِن حَكَّةٍ (1) كَانَتْ بِهِمَا " (2)
12289 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُقَالُ لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهِ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: نَعَمْ، قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ، قَدْ أَخَذْتُ عَلَيْكَ فِي ظَهْرِ آدَمَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا، فَأَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ (3) " (4)
__________
= وسيأتي عن حجاج ومحمد بن جعفر برقم (13872) .
وانظر (12233) .
(1) في (م) و (س) و (ق) : لحكة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3249) ، وأبو عوانة 5/461، وابن حبان (5431) من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1972) ، وأبو يعلى (3148) و (3250) ، وأبو عوانة 5/461، والبيهقي 3/268 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي عن حجاج ومحمد بن جعفر برقم (13885) . وانظر (12230) .
(3) في (م) : تشرك بي.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب. =(19/302)
12290 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبَرَكَةُ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ " (1)
__________
= وأخرجه البخاري (3334) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/315، وأبو عوانة في البعث كما في "الإتحاف" 2/124-125 من طريق خالد بن الحارث، ومسلم (2805) (51) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (99) ، وأبو عوانة من طريق معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2393، وأبو نعيم في "الحلية" 3/77 من طريق مطر الوراق، عن أنس. وقال أبو نعيم: غريب من حديث مطر،
تفرد به علي بن الحسين -وهو ابن واقد- عن أبيه، عنه. قلنا: وذكر أبو زرعة أن رواية مطر عن أنس مرسلة.
وسيأتي من طريق أبي عمران برقم (12312) ، ومن طريق قتادة برقم (13288) . وسيأتي ضمن حديث من طريق ثابت برقم (13511) .
قوله: "قد أردت منك" قال السندي: قالوا: المراد بالإرادة ها هنا الأمر، وإلا فمراده لا يتخلف عن إرادته تعالى عن فلك، ولذلك قال: أردت منك، دون أردت بك، ولو أراد به أن لا يشرك لما أشرك.
"في ظهر آدم" إشارة إلى أخذ الميثاق بقوله: (ألستُ بربكم) [الأعراف: 172] فإن بني آدم أخرجوا من ظهره، ثم أدخلوا فيه، وهذا يدل على أن معنى (ألستُ بربكُم) أي: وحدي لا يشاركني في ذلك غيري، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو التياح: هو يزيد بن حميد.
وأخرجه أبو عوانة 5/13 عن يوسف بن مسلم، عن حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. وانظر (12125) .
قوله: "البركة في نواصي الخيل" قال السندي: أي: إنها في الخيل، فكأنها ربطت بنواصيها، وقد جاء تفسير البرة بالأجر والغنيمة.(19/303)
12291 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُلَاثَةَ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ الْمَدَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا، وَالْآخِرَةِ ". ثُمَّ أَتَاهُ مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ". ثُمَّ أَتَاهُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " تَسْأَلُ رَبَّكَ (1) الْعَفْوَ، وَالْعَافِيَةَ، فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِنَّكَ إِذَا أُعْطِيتَهُمَا فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ أُعْطِيتَهُمَا فِي الْآخِرَةِ فَقَدْ أَفْلَحْتَ " (2)
__________
(1) في (ظ 4) : الله.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سلمة بن وردان المدني.
وأخرجه مختصراً هناد في "الزهد" (446) عن قبيصة بن عقبة، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (255) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن سفيان الثوري، عن سلمة بن وردان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً أبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (995) من طريق الفريابي، عن الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أنس. وهذا غير محفوظ، والمحفوظ: سلمة بن وردان، ويغلب على ظننا أنه سبق قلم من الناسخ أو غيره.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (637) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وابن ماجه (384) من طريق ابن أبي فديك، والترمذي (3512) من طريق الفضل بن موسى، وابن عدي في "الكامل" 3/1181 من طريق عبد الله ابن وهب، أربعتهم عن سلمة بن وردان، به- وعند بعضهم مختصر. وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه، إنما نعرفه من حديث سلمة بن وردان. =(19/304)
12292 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ " قَالَ: قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ، وَخَاصَّتُهُ " (1)
12293 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ سَلَّامٍ أَبِي الْمُنْذِرِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حُبِّبَ إِلَيَّ (2) النِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ " (3)
__________
= وفي الباب عن أبي بكر، سلف برقم (10) .
وعن العباس عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سلف برقم (1766) .
وعن ابن عباس عند ابن حبان (951) ، والحاكم 1/529، والبيهقي في "الدعوات" (250) .
وعن عبد الله بن جعفر عند الحاكم 3/568.
وعن عبد الله بن عمر عند الترمذي (3515) و (3548) ، والبيهقي (254) .
(1) إسناده حسن، من أجل عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة العقيلي، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبيدة الحداد: هو عبد الواحد بن واصل السدوسي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" بإثر الحديث (2689) من طريق أبي عبيدة الحداد، بهذا الإسناد. وانظر (12279) .
(2) في (م) و (س) و (ق) زيادة: من الدنيا، وسيتكرر الحديث برقم (13057) بدونها.
(3) إسناده حسن من أجل سلام أبي المنذر، وهو ابن سليمان المزني القارىء، وهو غير سلام بن أبي الصهباء العدوي المكنى أبا بشر، فقد فرق =(19/305)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بينهما البخاري وابن أبي حاتم والعقيلي، وخالفهم بذلك ابن عدي في "الكامل" 3/1151 فجعلهما واحداً فأخطأ، والأول صدوق حسن الحديث، والثاني ضعيف. وجود إسناده العراقي، وقواه الذهبي في "الميزان" 2/177، وحسنه الحافظ في "التلخيص الحبير" 3/116.
وسيأتي مكرراً من هذا الطريق برقم (13057) .
وأخرجه محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (322) و (323) ، وأبو يعلى (3482) ، والطبراني في "الأوسط" (5199) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص98 و229، والبيهقي 7/78، والضياء في "المختارة" (1737) من طرق عن سلام أبي المنذر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (235) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1151، وأبو الشيخ ص98 من طريق سلام بن أبي الصهباء، عن ثابت البناني، به. وسلام أبو الصهباء هذا ضعيف.
وأخرجه النسائي 7/61-62، والحاكم 2/160 من طريق سيار بن حاتم، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم!
قلنا: وسيار بن حاتم ليس من رجال مسلم، ثم هو ضعيف.
ونقل الضياء في "المختارة" 5/113 عن الدارقطني قوله: رواه سلام أبو المنذر وسلام بن أبي الصهباء وجعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس، وخالفهم حماد بن زيد عن ثابت مرسلاً، والمرسل أشبه بالصواب.
وأخرجه عبد الرزاق (7939) عن معتمر بن سليمان، عن سليمان بن طرخان وليث بن أبي سليم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وأخرج الطبراني في "الأوسط" (5768) ، وفي "الصغير" (741) ، والخطيب في "تاريخه" 14/190، والضياء (1533) من طريق يحيي بن عثمان الحربي، والضياء (1532) من طريق عمرو بن هاشم البيروتي، كلاهما عن هقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة، عن أنس مرفوعاً: "جعلت قرة عيني في الصلاة". =(19/306)
12294 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ الْقَارِئُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا: النِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ " (1)
12295 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ،
__________
= وأخرجه كذلك الخطيب 14/190 من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن إسحاق مرسلاً.
وأخرج النسائي 6/217 و7/62 من طريق قتادة، عن أنس: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد النساء من الخيل. وإسناده حسن.
وسيأتي الحديث من طريق سلام أبي المنذر برقم (12294) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، و (14037) عن عفان، كلاهما عن سلام أبي المنذر، وفيهما: "حبب إلى من الدنيا"، قال المناوي في "فيض القدير" 3/370: زاد الزمخشري والقاضي لفظ: ثلاث، وهو وهم، قال الحافظ العراقي في "أماليه": لفظ "ثلاث" ليست في شيء من كتب الحديث، وهي تفسد المعنى.
وقال الزركشي: لم يرد فيه لفظ "ثلاثة"، وزيادتها مُخلة للمعنى، فإن الصلاة ليست من الدنيا. وقال ابن حجر في تخريج "الكشاف": ثم يقع في شيء من طرقه.
وفي الباب عن عائشة عند ابن سعد 1/398 من طريق أبي إسحاق السبيعي عن رجل حدثه عن عائشة قالت: كان يُعجب نبى الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الدنيا ثلاثة أشياء: الطيب والنساء والطعام، فأصاب اثنتين وثم يصب واحدة، أصاب النساء والطيب، ولم يصب الطعام. وإسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عائشة.
(1) إسناده حسن، من أجل سلام أبي المنذر. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن، بن عبد الله بن عبيد. وانظر ما قبله.(19/307)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا شَرِبَ تَنَفَّسَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا "، وَكَانَ أَنَسٌ يَتَنَفَّسُ ثَلَاثًا " (1)
12296 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أَنَسًا وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ قَالَ: فَقَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ: " كُلُوا فَمَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا بِعَيْنِهِ، وَلَا أَكَلَ شَاةً سَمِيطًا قَطُّ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبيدة -وهو عبد الواحد بن واصل الحداد- فمن رجال البخاري. وانظر (12133) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبيدة -وهو عبد الواحد بن واصل- فمن رجال البخاري. همام: هو ابن يحيي العوذي.
وأخرجه ابن سعد 1/404، والبخاري (5385) و (5421) و (6457) ، وابن ماجه (3309) و (3339) ، وأبو يعلى (2890) ، وابن حبان (6355) ، والبغوي (2844) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/342 من طرق عن همام بن يحيي، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه الأولى مختصرة.
وأخرج ابن ماجه من طريق سعيد بن بشير (3337) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص266 من طريق سويد بن إبراهيم، كلاهما عن قتادة، به. ولفظهما متقاربان: ما رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رغيفاً محوراً بواحد من عينيه حتى لحق بالله. والمُحور: المُنخل.
وسيأتي الحديث برقم (12373) و (13610) ، وضمن حديث برقم (12325) .
قوله: "مرققاً" قال السندي: هو الرغيف الواسع الرقيق.
"سميطاً": هو المشويُ بعد أن أزيل شعره.(19/308)
12297 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْمَوَّالِ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَلَحِّفًا بِهِ، وَرِدَاؤُهُ مَوْضُوعٌ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْنَا لَهُ: أَتُصَلِّي وَرِدَاؤُكَ مَوْضُوعٌ؟ قَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي " (1)
12298 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ، فَدَخَلَ صَاحِبٌ لَنَا إِلَى خَرِبَةٍ يَقْضِي حَاجَتَهُ، فَتَنَاوَلَ لَبِنَةً لِيَسْتَطِيبَ بِهَا، فَانْهَارَتْ عَلَيْهِ تِبْرًا، فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ قَالَ: " زِنْهَا ". فَوَزَنَهَا فَإِذَا مِائَتَا دِرْهَمٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا رِكَازٌ، وَفِيهِ الْخُمْسُ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل موسى بن إبراهيم بن أبي ربيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي. وهو مكرر (12280) .
(2) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد: وهو ابن أسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. زهير: هو ابن محمد التميمي.
وأخرجه البزار (893- كشف الأستار) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1584، والبيهقي 4/155 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلمه عن أنس إلاً من هذا الوجه، ولا روى زيد عن أنس إلا هذا.
وفي باب إخراج الخمس من الركاز عن أبي هريرة، وقد سلف حديثه برقم (7120) . =(19/309)
12299 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ، أَنَّ أَنَسًا أَخْبَرَهُ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ صَلَّى الظُّهْرَ بِالشَّجَرَةِ سَجْدَتَيْنِ " (1)
__________
= وعن جابر، وسيأتي 3/335.
وعن عبادة بن الصامت، وسيأتي 5/326.
قوله: "إلى خربة" قال السندي: ككلمة أو كعنبة أو كنعْمة: البناء المنهدم.
"يستطيب بها" أي: يستنجي.
"فانهارت" أي: سقطت.
"تبراً": ذهباً.
والركاز سلف بيانه عند حديث أبي هريرة.
(1) إسناده حسن من أجل فليح: وهو ابن سليمان، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/108، وأبو داود (1084) ، وأبو يعلى (4329) من طريق زيد بن الحباب، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد -دون قوله: "وكان إذا خرج إلى مكة صلى الظهر بالشجرة سجدتين".
وأخرج ابن حبان (2746) من طريق عمرو بن الحارث، عن محمد بن المنكدر، عن أنس قال: صليت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظهر بالمدينة أربع ركعات، ثم خرج إلى بعض أسفاره فصلى لنا عند الشجرة ركعتين.
وسيأتي الحديث برقم (12515) ، وضمن حديث برقم (13384) من طريق عثمان بن عبد الرحمن التيمي. وانظر ما سلف برقم (12079) .
والشجرة: هي موضع قريب من ذي الحليفة على ستة أميال من المدينة، وهي على طريق من أراد الذهاب إلى مكة من المدينة، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينزلها من المدينة، ويُحرم منها. =(19/310)
12300 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَا: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى حَمْزَةَ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَرَآهُ قَدْ مُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ فِي نَفْسِهَا، لَتَرَكْتُهُ حَتَّى تَأْكُلَهُ الْعَافِيَةُ - وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: تَأْكُلَهُ الْعَاهَةُ - حَتَّى يُحْشَرَ مِنْ بُطُونِهَا "، ثُمَّ قَالَ: دَعَا بِنَمِرَةٍ فَكَفَّنَهُ فِيهَا. قَالَ: وَكَانَتْ إِذَا مُدَّتْ عَلَى رَأْسِهِ بَدَتْ قَدَمَاهُ، وَإِذَا مُدَّتْ عَلَى قَدَمَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ. قَالَ: فَكَثُرَ الْقَتْلَى، وَقَلَّتِ الثِّيَابُ. قَالَ: فَكَانَ
__________
= قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/387: روى ابن أبي شيبة من طريق سويد بن غفلة: أنه صلى مع أبي بكر وعمر حين زالت الشمس. إسناده قوي.
وفي "الموطأ" عن مالك بن أبي عامر، قال: كنت أرى طنْفسة لعقيل بن أبي طالب تُطرح يوم الجمعة إلى جدار المسجد الغربي، فإذا غشيها ظلُ الجدار خرج عمر. إسناده صحيح، وهو ظاهر في أن عمر كان يخرج بعد زوال الشمس.
وفي حديث السقيفة (انظر البخاري: 6830) عن ابن عباس، قال: فلما كان يومُ الجمعة وزالت الشمس خرج عمر فجلس على المنبر.
وروى ابن أبي شيبة من طريق أبي إسحاق: أنه صلى خلف على الجمعة بعد ما زالت الشمس. إسناده صحيح.
وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن سماك بن حرب قال: كان النعمان ابن بشير يصلي بنا الجمعة بعد ما تزول الشمس.
وأخرج ابن أبي شيبة أيضاً من طريق الوليد بن العيزار قال: ما رأيت إماماً كان أحسن صلاة للجمعة من عمرو بن حُريث، كان يصليها إذا زالت الشمس.
إسناده صحيح أيضاً.(19/311)
يُكَفَّنُ، أَوْ يُكَفِّنُ الرَّجُلَيْنِ - شَكَّ صَفْوَانُ -، وَالثَّلَاثَةَ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ عَنْ أَكْثَرِهِمْ قُرْآنًا، فَيُقَدِّمُهُ إِلَى الْقِبْلَةِ. قَالَ: فَدَفَنَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: فَكَانَ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ وَالثَّلَاثَةُ يُكَفَّنُونَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ (1)
__________
(1) حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أسامة بن زيد -وهو الليثي- فقد روى له مسلم متابعة، وفيه كلام ينزله عن رتبة أهل الضبط، وقد أشار إلى خطئه في روايته هذا الحديث عن الزهري، عن أنس، البخاري -فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/411 -فقال: وحديث أسامة بن زيد، عن ابن شهاب، عن أنس غير محفوظ، غلط فيه أسامة بن زيد. وقال: عبد الرحمن بن كعب عن جابر بن عبد الله في شهداء أحد هو حديث حسن.
قلنا: وحديث جابر هذا رواه البخاري (1343) وغيره من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن كعب. وانظر مسند جابر 3/299.
وأما حديث أسامة بن زيد، فقد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/226 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 3/14-15، وابن أبي شيبة 14/291-292، وأبو داود (3136) ، والطبراني في "الكبير" (2938) من طريق زيد بن الحباب وحده، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن سعد 3/14-15، والحاكم 1/365، والبيهقي 4/10-11 من طريق عثمان بن عمر وروح بن عبادة، وأبو داود (3137) ، والطحاوي 1/502-503، والدارقطني 4/116-117 و117، والحاكم 3/196 من طريق عثمان بن عمر وحده، وابن أبي شيبة 14/260، وعبد بن حميد (1164) ، وأبو يعلى (3568) من طريق عبيد الله بن موسى =(19/312)
12301 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْتَهَيْتُ إِلَى السِّدْرَةِ، فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ الْجِرَارِ، وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، فَلَمَّا غَشِيَهَا
__________
= العبسي، وأبو داود (3136) ، والترمذي (1016) من طريق أبي صفوان عبد الله بن سعيد الأموي، والحاكم 2/120 من طريق عبد الله بن وهب، خمستهم عن أسامة بن زيد الليثي، به. وجاء في رواية عثمان بن عمر: ولم يُصل على أحد من الشهداء غيره.
قال الدارقطني: لم يقل هذا اللفظ غير عثمان بن عمر: "ولم يُصل على أحد من الشهداء غيره" وليست بمحفوظة.
وأخرجه الشافعي مختصراً 1/204 فقال: أخبرنا بعض أصحابنا، عن أسامة بن زيد، به: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يُصل على قتلى أُحد، ولم يغسلهم.
وأخرج أبو داود (3135) ، والطحاوي 1/502، والدارقطني 4/117، والحاكم 1/365-366، والبيهقي 4/10 من طريق عبد الله بن وهب، عن أسامة بن زيد، به: أن شهداء أحد لم يغسلوا، ودفنوا بدمائهم، ولم يصل عليهم.
وفي الباب عن كعب بن مالك عند ابن سعد 3/13، والبيهقي 4/11.
وعن ابن عباس عند ابن سعد 3/14، والبيهقي 4/12.
وفي تكفين حمزة في نمرة عن جابر، سيأتي 3/329 و357.
قوله: "قد مُثل به" بضم فكسر مع التخفيف أو التشديد للمبالغة، والاسم المُثْلة: وهي تعذيب الإنسان أو الحيوان بقطع أعضائه وتشويه خلقه قبل أن يقتل أو بعده، بأن يقطع أنفه أو أُذنه ونحو ذلك.
"لولا أن تجد صفية" أي: تحزن وتجزع.
"العافية" كل طالب رزق من أنواع الحيوان، والمراد السباع والطيور التي تأكل الأموات، والجمع العوافي، وكأن ذلك ليتم به الأجر له ويكمل، ويكون كل البدن مصروفاً في سبيله تعالى.(19/313)
مِنْ أَمْرِ اللهِ مَا غَشِيَهَا، تَحَوَّلَتْ يَاقُوتًا، أَوْ زُمُرُّدًا أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ " (1)
12302 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ الرُّبَيِّعَ عَمَّةَ أَنَسٍ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ، فَطَلَبُوا إِلَى الْقَوْمِ الْعَفْوَ فَأَبَوْا، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " الْقِصَاصُ ". قَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَكْسِرُ ثَنِيَّةَ فُلَانَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَنَسُ، كِتَابُ اللهِ الْقِصَاصُ ". قَالَ: فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّةُ فُلَانَةَ. قَالَ: فَرَضِيَ الْقَوْمُ، فَعَفَوْا وَتَرَكُوا الْقِصَاصَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ أَبَرَّهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 27/53 من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وسيأتي ضمن حديث الإسراء الطويل من طريق ثابت برقم (12505) ، وضمن حديث قتادة برقم (12673) ، كلاهما عن أنس.
قوله: "إلى السدرة" قال السندي: أي: سدرة المنتهى.
"فإذا نبقها" بفتح فكسر أو بكسر فسكون، أي: ثمرها.
"مثل الجرار" بكسر الجيم، وقد جاء: كقلال هجر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (2649) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/222، والبخاري (2806) و (4500) و (4611) ، وأبو داود (4595) ، وابن ماجه (2649) ، والنسائي 8/26 و27 و27-28، وابن أبي عاصم في "الديات" ص62-63، وابن الجارود (841) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/271، وفي "شرح مشكل الآثار" (675) و (4951) =(19/314)
12303 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ أَنَسٍ (1) ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَارُودٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَنَعَ بَعْضُ عُمُومَتِي طَعَامًا، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَأْكُلَ فِي بَيْتِي، وَتُصَلِّيَ فِيهِ قَالَ: " فَأَتَى وَفِي الْبَيْتِ فَحْلٌ مِنْ تِلْكَ الْفُحُولِ قَالَ: فَأَمَرَ بِنَاحِيَةٍ مِنْهُ، فَكُنِسَ وَرُشَّ وَصَلَّى وَصَلَّيْنَا " (2)
__________
= و (4952) ، وابن حبان (6490) ، والحاكم 2/273، والبغوي (2529) من طرق عن حميد، به -والحديث عند بعض هؤلاء مختصر.
وسيأتي عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن حميد برقم (12704) .
وسيأتي الحديث من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس برقم (14028) وفيه أن التي ارتكبت الجناية أخت الرُبيع، وأن الذي أقسم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي أم الرُبيع، وهو وهم، وسيأتي التنبيه عليه هناك.
قوله: "جارية" قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 12/224: في رواية معتمر (عند أبي داود) امرأة، بدل: جارية، وهو يوضح أن المراد بالجارية المرأةُ الشابةُ لا الأمة الرقيقة.
"القصاصُ" قال السندي: بالنصب، أي: خذوه، أو بالرفع، أي: الحكمُ القصاصُ.
"من لو أقسم على الله أبره" قال الحافظ: وجه تعجُبه أن أنس بن النضر أقسم على نفي فعل غيره مع إصرار ذلك الغير على إيقاع ذلك الفعل، فكان قضية ذلك في العادة أن يحنث في يمينه، فألهم اللهُ الغير العفو فبر قسم أنس.
(1) في (م) و (س) : عن ابن عون، عن عبد الحميد، وفي (ظ 4) : عن ابن عون، عن أنس، وعن عبد الحميد.. الخ، والمثبت من (ق) ومن مصادر التخريج، ومما سلف برقم (12103) . وأنس: هو ابن سيرين.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =(19/315)
12304 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ: " مَنْ يَنْظُرُ مَا فَعَلَ أَبُو جَهْلٍ؟ " قَالَ: فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَكَ. قَالَ: فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: أَنْتَ أَبا (1) جَهْلٍ؟ قَالَ: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ. أَوْ قَالَ: قَتَلْتُمُوهُ (2)
12305 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ عَفَّانُ: مَعَهَا ابْنٌ لَهَا - فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: قَالَ: فَخَلَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "
__________
= عبد الحميد بن المنذر بن الجارود، وهو قوي الحديث. ابن عون: هو عبد الله ابن عون بن أرْطبان.
وأخرجه المزي في ترجمة عبد الحميد بن المنذر من "تهذيب الكمال" 16/460 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (756) عن يحيي بن حكيم، عن ابن أبي عدي، به.
وانظر (12103) .
(1) وقع في (م) والنسخ الخطية: أَبُو جَهْلٍ، وهو مناف للرواية، صوابه: أبا جهل، كما أثبتنا، وهكذا هو عند البخاري (3963) ، وسلف الكلام عليه برقم (12143) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن طرْخان التيمي.
وأخرجه البخاري (3963) عن محمد بن المثنى، عن محمد بن أبي عدي، بذا الإسناد. ووقع في رواية البخاري: برد، بدل: برك، وسلف الكلام عليهما عند الحديث السالف برقم (12143) .(19/316)
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - إِنَّكُمْ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1)
12306 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم. وسيأتي عن عفان وحده برقم (13711) .
وأخرجه البخاري (5234) ، ومسلم (2509) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/359 من طريق عفان بن مسلم وحده، به.
وأخرجه البخاري (3786) و (6645) ، ومسلم (2509) ، والنسائي في "الكبرى" (8329) و (8330) ، وأبو عوانة من طرق عن شعبة، به. وتحرف في الموضع الثاني من مطبوع النسائي "شعبة" إلى: هشام!
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/166، ومن طريقه ابن حبان (7270) عن عبد الله بن إدريس، عن شعبة، به -بلفظ: رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نساءً وصبياناً من الأنصار مقبلين من العرس، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهم: "أنتم أحب الناس إلي".
قلنا: وهذا اللفظ محفوظ من حديث ثابت وعبد العزيز بن صهيب، كلاهما عن أنس، وسيأتيان في "المسند" بالأرقام (12522) و (12797) .
وسيأتي الحديث عن سليمان بن داود، عن شعبة برقم (12306) . وانظر ما سيأتي برقم (12950) .
قوله: "فخلا بها" قال السندي: أي: انفرد بها، والمراد جرى الكلام بينهما سراً ونحوه، لا الخلوة الممنوعة.
"إنكم" معشر الأنصار.
"لأحب الناس" أي: لمن أحب الناس، أو المراد ما عدا المهاجرين، أو ما دا أهل القُرب منهم، ويؤيد الوجه الأول الحديث الآتي (12306) ، فكأن لإمام أحمد ذكره بعد هذا ليكون كالتفسير لهذا.(19/317)
قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْأَنْصَارِ: " إِنَّكُمْ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ " (1)
12307 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيٍّ أَبِي الْأَسَدِ قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ وَهْبٍ الْجَزَرِيُّ قَالَ: قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا مَا أُحَدِّثُهُ كُلَّ أَحَدٍ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ وَنَحْنُ فِيهِ، فَقَالَ: " الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا، وَلَكُمْ عَلَيْهِمْ حَقًّا مِثْلَ ذَلِكَ، مَا إِنْ اسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا، وَإِنْ عَاهَدُوا وَفَوْا، وَإِنْ حَكَمُوا عَدَلُوا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجال ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود -وهو الطيالسي- فمن رجال مسلم.
وهو في "مسنده" برقم (2067) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/359. وانظر ما قبله.
(2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة بكير بن وهب الجزري، فإنه لم يرو عنه غير أبي الأسد، وقال الأزدي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأما أبو الأسد فقد سماه شعبة عليا، وسماه الأعمش ومسعر سهلاً أبا الأسد، وهو الصواب فيما قاله الدارقطني وغيره.
وأخرجه المزي في ترجمة علي أبي الأسد من "تهذيبه" 21/183 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/112 معلقاً، والنسائي في "السنن الكبرى" (5942) ، والدولابي في "الكنى" 1/106 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به. وسقط من مطبوع "السنن" محمد بن جعفر. =(19/318)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2122) من طريق عباد المهلبي، عن شعبة، به.
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 4/99 فقال: وروى شعبة، عن أبي الأسد، به. واقتصر على أوله ولم يسقه بتمامه.
وسيأتي الحديث من طريق بكير بن وهب برقم (12900) .
وأخرجه بنحوه الطيالسي (2133) ، والبخاري في "التاريخ" تعليقاً 2/112، والبزار (1578- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (3644) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/171، والبيهقي 8/144 من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أنس. ورجاله ثقات، وقال البزار: لا نعلم أسند سعد عن أنس إلا هذا.
وأخرجه الحاكم 4/501، والبيهقي 8/144 من طرق عن الصعْق بن الحزْن، عن علي بن الحكم، عن أنس. وإسناده حسن.
وأخرجه بنحوه البزار (1580) من طريق أبي العلاء الخفاف، والطبراني في "الكبير" (725) من طريق ابن جريج، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، عن أنس. ورواية البزار مختصرة.
وأخرجه بنحوه البيهقي 8/144 من طريق محمد بن عبد الوهاب، عن جعفر ابن عون، عن موسى الجهني، عن منصور عمن سمع أنساً.
وذكره البخاري 2/112 و4/99 من طريق يعلى بن موسى الجهني، عن منصور، عن أنس. وقال: هذا مرسل. يعني إنه منقطع، فإن منصوراً لم يدرك أنساً.
وذكره البخاري في "التاريخ" 2/112 من طريق أبي إسحاق الشيباني، عن رجل من آل أنس بن مالك، وفي 2/113 من طريق عمر بن عبد الله بن يعلى ابن مرة، كلاهما عن أنس. وقال البخاري: وعمر هذا يتكلمون فيه.
وأخرجه البزار (1579) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس وإسناده ضعيف.
وأخرجه بنحوه أبو نعيم في "الحلية" 5/8 من طريق حماد بن أبي رجاء =(19/319)
12308 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمْزَةَ الضَّبِّيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَعَلَّ اللهَ يَنْفَعُكَ بِهِ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا لَمْ يَرْتَحِلْ حَتَّى يُصَلِّيَ الظُّهْرَ ". قَالَ: فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: وَإِنْ كَانَ بِنِصْفِ النَّهَارِ؟ قَالَ: " وَإِنْ كَانَ بِنِصْفِ النَّهَارِ " (1)
12309 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ (2) الضَّبِّيُّ، قَالَ: لَقِيتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ بِفَمِ النِّيلِ، وَمَشَى بَيْنِي وَبَيْنَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو فَذَكَرَ (3) مِثْلَهُ،
__________
= السلمي، عن أبي حمزة السكري، عن محمد بن سوقة، عن أنس. وفي إسناده من لا يُعرف.
وذكره البخاري 4/99 فقال: ويروى عن الليث، عن غالب، عن أنس.
وغالب هذا لم نعرفه.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7653) و (8761) ، وذُكرت شواهده هناك.
وفي باب الأئمة من قريش انظر كتاب "السنة" لابن أبي عاصم 2/527-534.
(1) إسناده صحيح، حمزة الضبي -وهو ابن عمرو العائذي- روى له مسلم مقروناً وأبو داود والنسائي، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2103) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (12204) .
(2) تحرف في (م) إلى: حدثنا شعبة وحمزة.
(3) في (ظ 4) : وقد ذكر.(19/320)
قَالَ: فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: وَإِنْ كَانَ بِنِصْفِ النَّهَارِ؟ (1)
12310 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ، قَالَ: " كُنَّا نَبْتَدِرُهُمَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: وَسَأَلْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ فَقَالَ: " كُنَّا نَبْتَدِرُهُمَا، وَلَمْ يَقُلْ: عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. وانظر ما قبله.
والنيل المراد به هنا نهر متفرع من الفرات إلى دجلة، وهذا النهر يعرف اليوم بشط النيل، وكان عليه قديماً مدينة تُعرف باسمه. انظر "بلدان الخلافة الشرقية" ص98 و99، و"معجم البلدان" لياقوت 5/334.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، يعلى بن عطاء وأبو فزارة -وهو راشد بن كيسان- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/356 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2144) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5498) عن شعبة، به. وتصحف في مطبوع الطيالسي "أبو فزارة" إلى: أبي قتادة.
وسيأتي بنحوه من طريق موسى بن أنس بن مالك برقم (1305) ، ومن طريق عمرو بن عامر الأنصاري برقم (13983) ، ومن طريق علي بن زيد بن جُدعان، برقم (14008) ، ثلاثتهم عن أنس.
وأخرجه بنحوه مختصراً ومطولاً الطيالسي (527) ، وعبد بن حميد (1332) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5501) ، والدارقطني 1/267 من طريق ثابت البناني، وعبد الرزاق (3980) عن معمر عن إبان بن أبي =(19/321)
12311 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي صَدَقَةَ، مَوْلَى أَنَسٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرَ بَيْنَ صَلَاتَيْكُمْ هَاتَيْنِ، وَالْمَغْرِبَ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَالْعِشَاءَ إِذَا غَابَ الشَّفَقُ، وَالصُّبْحَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ إِلَى أَنْ يَنْفَسِحَ (1) الْبَصَرُ " (2)
__________
= عياش، ومسلم (836) (302) ، وأبو داود (1282) ، وأبو يعلى (3956) ، وأبو عوانة 2/31-32 و32 و265، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5496) ، والدارقطني 1/268، والبيهقي 2/475 من طريق المختار بن فلفل، ومسلم (837) (303) ، وأبو عوانة 2/265، والدارقطني 1/267 و268، والبيهقي 2/475، والبغوي (895) من طريق عبد العزيز بن صهيب البُناني، والطحاوي (5497) من طريق مصعب بن سليم، خمستهم عن أنس.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (3983) عن ابن جريج، قال: حُدثتُ عن أنس ابن مالك.
وأخرج عبد الرزاق (3982) من طريق يعلى بن عطاء، عن ثمامة ابن عبد الله بن أنس بن مالك، قال: كان ناس من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصلُون الركعتين قبل المغرب.
قلنا: وثمامة حفيد أنس أدرك جده وروى عنه.
وفي الباب عن عبد الله بن المغفل المزني، سيأتي 5/55.
وعن أبي أمامة، أخرجه البيهقي 2/476.
قوله: "كنا نبتدرهما" أي: يتسابقون إلى أدائهما قبل إقامة الصلاة.
(1) في (ظ 4) : يفسح البصر.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل أبي صدقة -وهو توبة =(19/322)
12312 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللهُ
__________
= الأنصاري- فقد روى عنه جمع، ووثقه النسائي في "الكنى" فيما نقله ابن حجر في "تهذيبه"، ووثقه أيضاً الذهبي في "الميزان".
وأخرجه الطيالسي (2136) ، وأخرجه النسائي 1/273 من طريق خالد بن الحارث، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/191-192 من طريق وهب ابن جرير، ثلاثتهم (الطيالسي وخالد ووهب) عن شعبة، بهذا الإسناد. واقتصر وهب في روايته على بيان وقت العصر.
وأخرجه عبد بن حميد (1231) من طريق مسلم الملائي، وأبو يعلى (4004) من طريق بيان بن بشر، كلاهما عن أنس. في رواية أبي يعلى: بين صلاتيكم الأولى والعصر.
وسيأتي الحديث عن حجاج عن شعبة برقم (12723) .
وسلف بيان وقت صلاة الصبح من طريق حميد عن أنس برقم (12119) .
وفي التبكير بصلاة المغرب انظر (12136) .
ووقت العصر سيأتي برقم (12331) .
ووقت الظهر سيأتي برقم (12643) .
وتأخير وقت العشاء سيأتي برقم (12880) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11249) .
قوله: "بين صلاتيكم هاتين" قال السندي في حاشية النسائي: الظاهر أن المراد بهما الظهر والعصر، أي: يصلي العصر بين ظهركم وعصركم، والمقصود أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يعجل، وأنهم يؤخرون.
"إلى أن ينفسح البصر" أي: يتسع، وهذا آخر وقته، ولا يلزم منه أنه أخر الوقت بمعنى أنه لا يجوز بعده، بل ذاك هو الذي يدل عليه حديث "من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس" الحديث، والله تعالى أعلم.(19/323)
لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ، كُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ مَا هُوَ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا، وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي، فَأَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ بِي " (1)
12313 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ الْهُنَائِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ قَصْرِ الصَّلَاةِ، قَالَ: كُنْتُ أَخْرُجُ إِلَى الْكُوفَةِ فَأُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى أَرْجِعَ، وَقَالَ أَنَسٌ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ، أَوْ ثَلَاثَةِ فَرَاسِخَ - شُعْبَةُ الشَّاكُّ - صَلَّى رَكْعَتَيْنِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عمران الجوْني: هو عبد الملك بن حبيب.
وأخرجه أبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 2/124-125، وأبو نعيم في "الحلية" 2/315 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6557) ، ومسلم (2805) (51) ، والبغوي (4403) من طريق محمد بن جعفر، به. وانظر (12289) .
(2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيي بن يزيد الهُنائي، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث، فقد روى عنه جمع، وأخرج له مسلم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": لا بأس به، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": مقبول.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/443، ومسلم (691) ، وأبو داود (1201) ، وأبو =(19/324)
12314 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَرَجُلٌ يُنَاجِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا زَالَ يُنَاجِيهِ حَتَّى نَامَ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى " (1)
12315 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ هُوَ وَامْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ " (2)
12316 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ:
__________
= يعلى (4198) ، وأبو عوانة 2/346، وابن حبان (2745) ، والبيهقي 3/146 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عمر موقوفاً عند ابن أبي شيبة 2/443.
قوله: "إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال" قال السندي: ظاهره أن هذا المقدار مسيرة القصر، لكن أصل هذا الحديث فيما يظهر ما جاء عن أنس في حجة الوداع: أنه صلى بذي الحليفة ركعتين، فالمراد أنه إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال بنية سفر طويل صلى ركعتين. وانظر "فتح الباري" 2/567.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز: هو ابن صهيب.
وأخرجه البخاري (6292) ، وابن خزيمة (1527) ، وابن حبان في "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" 2/109 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (376) (124) ، وأبو عوانة 1/266 و2/30 من طريق معاذ بن معاذ العنبري، عن شعبة، به. وانظر (11987) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12105) .(19/325)
سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُهُمْ " (1)
12317 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّبْرُ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2101) ، والبخاري (17) و (3784) ، ومسلم (74) ، والنسائي في "المجتبى" 8/116، وفي "السنن الكبرى" (8331) ، وأبو يعلى (4308) ، وأبو عوانة في الإيمان كما في "إتحاف المهرة" 2/89، والبيهقي في "الشعب" (1510) ، والبغوي (3966) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
ولفظه عند أبي عوانة: "الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن".
وأخرجه أبو يعلى (4175) ، ومن طريقه ابن عدي 6/2099 من طريق كريد بن رواحة، عن شعبة، عن أبي التياح، عن أنس. وكريد ضعيف.
وسيأتي الحديث من طريق عبد الله بن عبد الله بن جبر، بالأرقام (12369) و (13607) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (10508) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1302) ، ومسلم (926) ، والترمذي (988) ، والنسائي 4/22، والبيهقي 4/65 من طرق عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/388، والقضاعي في "مسند الشهاب" (249) من طريقين عن شعبة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/388، وابن ماجه (1596) ، والترمذي (987) ، وابن عدي 3/1192، والبيهقي في "الآداب" (895) من طريق سعد بن سنان، =(19/326)
12318 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى قَبْرِ امْرَأَةٍ قَدْ دُفِنَتْ " (1)
__________
= عن أنس. وقال الترمذي: غريب من لهذا الوجه. قلنا: وسعد بن سنان، ويقال: سنان بن سعد، فيه ضعف ويصلح للاعتبار.
وسيأتي الحديث من طريق ثابت مطولاً برقم (12458) ويأتي تتمة تخريجه هناك، ومختصراً برقم (13273) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند البزار (791- كشف الأستار) ، والعقيلي في "الضعفاء" 3/463، وإسناده ضعيف.
وعن ابن عباس عند البزار (792) ، وإسناده ضعيف.
وعن أبي أمامة -وهو حديث قُدْسي- عند ابن ماجه (1597) ، وصحح البوصيري إسناده في "الزوائد" ورقة 104، قلنا: بل هو حسن.
قوله: "الصبر عند أول صدمة" قال السندي: من الصدْم: وهو ضرب الشيء الصُلب بمثله، ثم استُعمل في مكروه حصل بغتة، والمعنى: الصبر الذي يُحمد عليه صاحبه ويثاب عليه فاعله بجزيل الأجر، ما كان منه عند مفاجأة المصيبة بخلاف ما بعد ذلك، فإنه على الأيام يسْلُو.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (1531) ، وابن حبان (3084) ، وأبو عوانة في الجنائز كما في "الإتحاف" 1/449، والدارقطني 2/77، والبيهقي 4/46، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/270-271 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (955) ، وأبو يعلى (3454) ، وأبو عوانة، والدارقطني 2/77، والبيهقي 4/46. وابن عبد البر 6/270 من طريق محمد بن جعفر، به.
وسيأتي بأطول مما هنا من طريق ثابت البناني عن أنس برقم (12517) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8634) ، وانظر تتمة شواهده هناك. =(19/327)
12319 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ رَبُّكُمْ: إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي (1) ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ (2) بَاعًا، وَإِذَا أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً " (3)
12320 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: " إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البينة: 1] " قَالَ: وَسَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " فَبَكَى (4)
__________
= قوله: "قد دُفنت" قال السندي: الظاهر أنهم ما دفنوها إلا بعد الصلاة عليها، ففيه دليل على تكرار الصلاة، وعلى الصلاة على القبر، ومن لا يقول بذلك، يدعي في أمثاله الخصوص، والله تعالى أعلم.
(1) لفظة "مني" لما ليست في (ظ 4) .
(2) لفظة "منه" ليست في (ظ 4) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (3180) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث عن محمد بن جعفر وحجاج بن محمد برقم (13872) .
وانظر (12233) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة في فضائل القران كما في "الإتحاف" 2/183 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =(19/328)
12321 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: فِي حَدِيثِهِ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِي - وَرُبَّمَا قَالَ: مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي -، إِذَا رَكَعْتُمْ وَسَجَدْتُمْ " (1)
__________
= وأخرجه البخاري (3809) و (4959) ، ومسلم (799) (246) وص1915 (122) ، والترمذي (3792) ، وأبو يعلى (2995) ، والبغوي في "تفسيره" 4/514 من طرق عن محمد بن جعفر، به.
وسيأتي عن محمد بن جعفر وحجاج بن محمد برقم (13884) .
وأخرجه مسلم (799) (246) وص1915 (122) ، والنسائي في "الكبرى" (8238) من طريق خالد بن الحارث، وأبو عوانة في المناقب، والبيهقي في "شعب الايمان" (2203) من طريق بكر بن بكار، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (59) عن قتادة، به.
وسيأتي الحديث من طريق قتادة بالأرقام (12403) و (12919) و (13286) و (13442) و (14032) .
وفي الباب عن أبي حبة البدْري، سيأتي 3/489.
وعن أبي بن كعب نفسه، سيأتي 5/132.
قوله: "أن أقرا عليك" قال السندي: أي: كقراءة الشيخ على تلميذه لا كقراءة التلميذ على شيخه.
"وسماني؟ " قاله طلباً للتحقيق، لاحتمال أن الله يأمره بالقراءة على واحد من أمته من غير تعيين.
"فبكى" فرحاً بذلك، وفيه تفضيلٌ لأبي في القراءة على غيره، ولذلك جاء: "أقرؤكم أبي".
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. =(19/329)
12322 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ " قَالَ شُعْبَةُ: وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: فِي قِصَصِهِ كَفَضْلِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، فَلَا أَدْرِي ذَكَرَهُ عَنْ أَنَسٍ، أَمْ قَالَهُ قَتَادَةُ (1)
__________
= وأخرجه البخاري (742) ، ومسلم (425) (110) ، وأبو يعلى (3157) ، والبغوي (615) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1170) عن يزيد بن هارون وحده، به. وانظر (12148) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2951) (133) ، وأبو يعلى (2999) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسيأتي عن محمد بن جعفر وحجاج بن محمد برقم (13908) . وانظر (12245) .
قوله: "كفضل إحداهما على الأخرى" ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/349 أنه لم ير هذه الزيادة في شيء من الطرق عن أنس، وذكر شاهدين لها: الأول من حديث المستورد بن شداد، ولفظه: "بعثت في نفس الساعة فسبقتُها كما سبقت هذه هذه" لأصبعيه السبابة والوسطى. أخرجه الترمذي (2213) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (732) ، وفي إسناده ضعف، وقال الترمذي: غريب من حديث المستورد. والثاني: من حديث أبي جبيرة بن الضحاك الأنصاري مرفوعاً بنحوه أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (971) ، ورواه مرة أخرى برقم (972) فجعله عن أبي جبيرة عن أشياخ من الأنصار عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. =(19/330)
12323 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ "، قِيلَ وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: " كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ " (1)
12324 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِلَحْمٍ، فَقِيلَ لَهُ: تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، فَقَالَ لَهُ: " هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ " (2)
12325 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " مَا أَكَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خِوَانٍ، وَلَا
__________
= قلنا: وأَحد إسناديه صحيح إلى أبي جبيرة، وأبو جبيرة مختلف في صحبته.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5776) ، ومسلم (2224) (112) ، وأبو يعلى (3027) ، والطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص15، وابن خزيمة في التوكل كما في "الإتحاف" 2/261 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرج منه قوله "لا عدوى" ابنُ أبي عاصم في "السنة" (269) عن يزيد ابن هارون، عن شعبة، به. وانظر (12179) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (2577) ، ومسلم (1074) (170) ، وأبو يعلى (3004) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (12159) .(19/331)
فِي سُكُرُّجَةٍ، وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ " قَالَ: قُلْتُ لِقَتَادَةَ: فَعَلَامَ كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: " عَلَى السُّفَرِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يونس -وهو ابن أبي الفرات الإسكاف- فمن رجال البخاري.
وأخرجه البخاري (5386) و (5415) ، والترمذي (178) ، وفي "الشمائل" (149) ، وابن ماجه (3292) ، والنسائي في "الكبرى" (6625) و (6626) و (6634) ، وأبو يعلى (3014) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص198-199، وابن عدي في "الكامل" 6/2427، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/47، والمزي في ترجمة يونس من "تهذيب الكمال" 32/537، والذهبي في "السير" 12/268 من طرق عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حسن غريب.
وأخرجه البخاري (6450) ، والترمذي في "السنن" (2363) ، وفي "الشمائل" (152) ، وابن ماجه (3293) ، والنسائي في "الكبرى" (6638) ، وابن عدي 3/1233، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1457) من طريق سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة، به.
وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من حديث ابن أبي عروبة.
وانظر (12296) .
الخوان: بضم الخاء وكسرها، وإخوان أيضاً: وهي المائدة المُعدة للطعام من خشب وشبهه.
السُكُرُجة: هو بمضمومات ثلاث وشدة راء، وصُوب فتح الراء: إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الإدام، ويوضح فيه المشهيات حول الأطعمة للتشهي، وقيل: هي قصاع صغار. وهي كلمة فارسية.
السُّفر: جمع سُفْرة، وهي في الأصل طعام المسافر، ثم سُمي به ما يحمل به هذا الطعام، وهو جلد مستدير في الغالب.
قال القاضي عياض: قوله في حديث آخر: على مائدة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يريد =(19/332)
12326 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَهُوَ يَقُولُ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً، لَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ " (1)
__________
= به ما يضع عليه طعامه صيانة له من الأرض من سُفْرة ومنديل وشبههما، لا الموائد المعدة لها، التي تُسمى خوانا.
المُرقق: هو الرغيف الواسع الرقيق. "مشارق الأنوار" 1/248 و2/226، و"حاشية السندي".
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ربيعة: هو ابن أبي عبد الرحمن التيمي مولاهم المدني، الملقب بربيعة الرأي.
وأخرجه ابن سعد 1/432، وأبو يعلى (3641) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/5، والطحاوى في "شرح مشكل الآثار" (3690) من طرق عن أنس بن عياض، بهذا الإسناد. وهو عند ابن سعد والطحاوي بذكر قصة الشعر فقط.
وأخرجه أبو يعلى (3637) من طريق عبد العزيز الدراوردي، والبيهقي في "الدلائل" 1/229 من طريق سعيد بن أبي هلال، كلاهما عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، به. وزاد عند أبي يعلى في أوله: بُعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على رأس أربعين. وزاد عند البيهقي في آخره: قال ربيعة: فرأيت شعراً من شعر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاذا هو أحمر، فسألت، فقيل: من الطِّيب.
وسيأتي من طريق ربيعة برقم (12501) و (12920) ، وضمن حديث مطول عن صفة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (13519) . وانظر ما سلف برقم (11965) .
وأخرجه ابن سعد 2/308، وأبو يعلى (3572) و (3590) من طريق قرة ابن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أنس. وهذا إسناد ضعيف لضعف قرة ابن عبد الرحمن.
وسيأتي نحوه ضمن حديث مطول برقم (12529) من طريق أبي غالب الباهلي، عن أنس. =(19/333)
12327 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ الْأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مَثَلَ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ، لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَوْ آخِرُهُ " (1)
__________
= وقد روي عن أنس خلاف ذلك في عمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد أخرج البخاري في "التاريخ الأوسط" (المسمى "الصغير" خطأ) 1/56، ومسلم (2348) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/11، وابن حبان (6389) من طريق حكام بن سلْم، حدثنا عثمان بن زائدة، عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك قال: توفي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثلاث وستين، وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وعمر وهو ابن ثلاث وستين.
قال الحافظ في "إتحاف المهره": وهو أصح من قول ربيعة المتقدم.
وانظر التعليق على الحديث السالف برقم (1846) في مسند ابن عباس، والتعليق على حديث أنس عند ابن حبان (6387) .
(1) حديث قوي بطرقه وشواهده، وهذا إسناد حسن، حماد بن يحيي -وهو الأبحُ- صدوق حسن الحديث، روى له الترمذي وأبو داود في "القدر"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حسن الأشيب: هو ابن موسى.
وسيأتي الحديث مكرراً برقم (12461) .
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/6: وهو حديث حسن له طرق قد يرتقي بها الى الصحة.
وأخرجه الطيالسي (2023) ، والترمذي (2869) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (330) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/309-310، وابن عدي في "الكامل" 3/663، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (273) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1352) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (400) من طرق عن حماد بن يحيي الأبح، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب. =(19/334)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو يعلى (3475) و (3717) من طريق يوسف بن عطية، عن ثابت، به.
ويوسف بن عطية -وهو الصفار- متروك.
وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (69) من طريق عبيد بن مسلم صاحب السابري، عن ثابت البناني، به. وعبيد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو حسن الحديث، لكن شيخ الرامهرمزي في لهذا الحديث لم نتبينه.
وأخرجه الرامهرمزي أيضاً في "الأمثال" (68) من طريق إبراهيم ابن حمزة بن أنس، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، به. وإبراهيم بن حمزة لم نجد له ترجمة.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1638 من طريق عبيد الله بن تمام، والقضاعي (1351) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن يونس بن عبيد، عن الحسن البصري، عن أنس.
قلنا: عبيد الله بن تمام ضعيف، ومتابعه يزيد بن زريع ثقة مشهور، لكن الراوي عنه عند القضاعي هو محمد بن زياد الزيادي، وقد روى عنه البخاري مقروناً، وروى عنه جمع، ووثقه ابن حبان، وقال: ربما اخطأ. وقد جاء الحديث عن الحسن مرسلاً، رواه عن يونس حمادُ بن سلمة، وقرن بيونس حميداً الطويل وثابتاً البناني، وهو الحديث الآتي برقم (12462) ، وهو الصواب عن الحسن.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 3/90، وأبو الشيخ في "الأمثال"
(331) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/114، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/254، والذهبي في "الميزان" 4/300 من طريق هشام بن عبيد الله الرازي، عن مالك، عن الزهري، عن أنس. ووقع عند أبي الشيخ: هشام بن بلال، بدل هشام بن عبيد الله! وهشام بن عبيد الله قال فيه أبو حاتم: صدوق، ما رأيت بدمشق أعظم قدراً منه، ووثقه ابن عبد البر، وقال فيه ابن حبان: كان يهم ويخطىء على الثقات. ونقل ابن حجر في "التهذيب" 4/275 عن =(19/335)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الدارقطني أنه قال عن هذا الحديث: وهم فيه هشام، ودخل عليه حديث في حديث. وقال الذهبي عن الحديث: باطل!
وأخرجه ابن عدي 3/918 من طريق خليد بن دعلج، عن قتادة، عن أنس. وخليد بن دعلج متفق على ضعفه.
وللحديث شاهد من حديث عمار بن ياسر، سيأتي 4/319، وهو من رواية الحسن البصري عنه، وثم يثبت سماعه منه، لكن له متابعة عند ابن حبان (7226) بإسناد يعتبر به.
ومن حديث عمران بن حصين الخزاعي عند البزار (2844- كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (3673) . وفي إسناد البزار عباد بن راشد وهو حسن الحديث عند المتابعة، وفيه تدليس الحسن البصري عن عمران بن حصين. وفي إسناد الطبراني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف، وقد سقط الحسن البصري من (كشف الأستار) . واستدركناه من "مختصر زوائد البزار" لابن حجر (2075) . وانظر تتمة الكلام على حديث عمران بن الحصين وحديث عمار المذكور قبله عند الموضع الآتي برقم (12462) .
ومن حديث ابن عمر عند ابن الأعرابي في "المعجم" (1122) ، وأبي نعيم في "الحلية" 2/231، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص430، والقضاعي (1349) و (1350) من طريق عبيس بن ميمون التيمي الرقاشي، عن بكر ابن عبد الله المزني، عن ابن عمر. وعبيس هذا متفق على ضعفه، وهو من رجال "التهذيب" وقد تحرف في المصادر التي خرجته إلى: عيسى بن ميمون، وجاء على الصواب في "مجمع الزوائد" 10/68، وبناء على التحريف الذي وقع في المصادر السابقة صحح الشيخ ناصر الدين الألباني هذا الإسناد في "صحيحه" 5/358!
ومن حديث عبد الله بن عمرو عند الطبراني في "الكبير" (65- القطعة الملحقة بالجزء13) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/253-254، وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وهو ضعيف. =(19/336)
12328 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَنِّينِي بِبَقْلَةٍ كُنْتُ أَجْتَنِيهَا " (1)
12329 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ ضَخْمٌ، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُصَلِّيَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُصَلِّيَ مَعَكَ، فَلَوْ أَتَيْتَ مَنْزِلِي فَصَلَّيْتَ فَأَقْتَدِيَ بِكَ، فَصَنَعَ الرَّجُلُ طَعَامًا، ثُمَّ دَعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَضَحَ طَرَفَ حَصِيرٍ لَهُمْ، " فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ آلِ الْجَارُودِ، لِأَنَسٍ: وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: " مَا رَأَيْتُهُ صَلَّاهَا إِلَّا يَوْمَئِذٍ " (2)
__________
= قال السندي في شرح الحديث: أي: المطر كله خير، أوله ينبت، وآخره يربي. كذلك هذه الأمة المرحومة المباركة كلها خير، ولم يرد الشك، وإنما أراد أنهم من كثرة الخير تشابه أمرهم، وكاد لا يتميز أولهم من آخرهم. وهذا لا ينافي أن أولهم خير في الواقع، كما جاء: "خير القرون قرني ... الحديث". قيل: الأولون أقاموا الدين، والآخرون مهدوا قواعده. وقيل: بل الآخرون أهل زمان عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فإنهم يعودون في الصلاح والخير إلى حال الأولين، والله تعالى أعلم. قلنا: وانظر "التمهيد" 20/250-255، و"فتح الباري" 6/7، و"فيض القدير" 5/516-517.
(1) إسناده ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجُعْفي- وقد سلف برقم (12286) من طريقه، عن أبي نصر خيثمة بن أبي خيثمة، عن أنس.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. =(19/337)
12330 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
__________
= وأخرجه عبد بن حميد (1221) ، والبخاري (670) و (1179) ، وأبو داود (657) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1184) ، وابن حبان (2070) ، والبيهقي 2/308 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (6080) ، وفي "الأدب المفرد" (347) ، وابن حبان (2309) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3005) من طريق خالد الحذاء، عن أنس بن سيرين، به -مختصراً.
وأخرج الطيالسي (2097) عن شعبة، به: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى على حصير.
وأخرج بإثره (2098) عن شعبة، عن أنس بن سيرين، قال: قال رجل لأنس: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يصل الضحى. قال: ما رأيته صلاها. قلنا: وهذه الرواية بإطلاق النفي خطأ، والصواب قول أنس الذي في حديثنا: ما رأيته صلاها إلا يومئذ. يعني في القصة التي ذكرت في الحديث.
وسيأتي الحديث بالأرقام (12330) و (12910) و (12917) و (14101) .
وانظر لزاماً ما سلف برقم (12103) .
وسيأتي برقم (12353) من طريق عبيد الله بن رواحة عن أنس: أنه لم ير رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي الضحى إلا أن يخرج في سفر، أو يقدم من سفر.
وإسناده حسن.
وسيأتي برقم (12486) من طريق الضحاك بن عبد الله القرشي، عن أنس قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر صلى سبحة الضحى ثمان ركعات ... وفي الإسناد مقال.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.(19/338)
12331 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِي الْأَبْيَضِ، قَالَ حَجَّاجٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْعَصْرَ، وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ مُحَلِّقَةٌ " (1)
12332 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، أبو الأبيض نسب في هذا الحديث إلى بني عامر، وقيل في نسبته: العنسي الشامي، وقيل: المدني، روى عنه ثلاثة، وذكره ابن أبي حاتم ولم يأثر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ووثقه العجلي والذهبي وابن حجر، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. حجاج: هو ابن
محمد المصيصي الأعور، ومنصور: هو ابن المعتمر. وسيتكرر من طريق حجاج برقم (12726) .
وأخرجه الطيالسي (2132) ، ومن طريقه البزار (373- كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/191، وأبو نعيم في "الحلية" 3/11، والمزي في ترجمة أبي الأبيض من "تهذيب الكمال" 33/11 عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي مكرراً عن حجاج وحده برقم (12726) . وسيأتي برقم (12912) و (13434) من طريقين آخرين عن منصور، وفيه قصة.
وأخرجه بلفظ: "الشمس بيضاء نقية" ضمن حديث: عبد بن حميد (1231) من طريق مسلم الملائي، والبيهقي 3/192 من طريق خالد بن دينار، كلاهما عن أنس.
وانظر (12644) و (13181) و (13239) و (13842) .
قوله: "محلقة"، قال السندي: اسم فاعل من التحليق، بمعنى الارتفاع، أي: مرتفعة.
قلنا: ذكر الطحاوي إن في هذا الحديث تأخير صلاة العصر، والصواب أنه يدل على تعجيلها، دلت عليه الروايه المطولة الآتية برقم (12912) .(19/339)
جَارَنَا، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: " اعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، أبو حمزة جار شعبة: اسمه عبد الرحمن بن عبد الله -وقيل: ابن أبي عبد الله- المازني، روى له مسلم حديثاً واحداً متابعة، وقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي: حيث يتابع، وإلا فلين الحديث، وقد تابعه في هذا الحديث قتادة وسليمان التيميّ وغيرهما، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/173 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10971) ، وأبو يعلى (4202) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/789-790، وابن منده في الإيمان" (94) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه النسائي (10972) ، ومن طريقه ابن منده (94) من طريق النضر ابن شميل، عن شعبة، به.
وأخرجه أبو يعلى (3899) و (3937) و (3941) ، وابن منده (96) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك. وقد روي عن عبد العزيز، عن أنس، عن معاذ بن جبل، وسيأتي في مسنده 5/240.
وأخرجه أبو يعلى (4239) من طريق سعيد بن سُليم الضبي، عن أنس.
وروايته مطولة، وسعيد بن سليم ضعيف.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/174 من طريق صدقة بن يسار، عن أنس. وهو عند ابن خزيمة 2/790 من هذا الطريق، لكنه عن أنس، عن معاذ. وصدقة غير منسوب عند ابن خزيمة، فلذلك قال: هو رجل من آل أبي الأحوص! فلعله لم يعرفه =(19/340)
12333 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَهَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَالَ أَبُو التَّيَّاحِ: وَسَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَسَكِّنُوا وَلَا تُنَفِّرُوا " (1)
__________
= وسيأتي الحديث برقم (12606) من طريق سليمان التيمي عن أنس أنه ذُكر له أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لمعاذ ... وسيأتي من حديث أنس بن مالك عن معاذ في مسنده 5/229 و230 وقد روي الحديث من طريق سلمة بن وردان، عن أنس، وفيه: أن أنساً سمع الحديث من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أن سمعه من معاذ، أخرجه ابن خزيمة 2/791 و791-792 و796. وسلمة ضعيف، وقد خطأه ابن خزيمة في هذا الحديث.
وروي الحديث عن أنس وفيه قصة أخرى غير قصة معاذ، أخرجه ابن خزيمة 2/797، والطبراني في "الأوسط" (6518) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/64 من طريق الزهري، عن أنس. وفي إسناده سلامة بن روح بن خالد، وهو ضعيف.
وقد روى أنس في حديث الشفاعة إخراج كل من قال: لا إله إلا الله من النار، وقد سلف برقم (12154) ، وروى في قصة عتْبان بن مالك أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فلن تطعمه النار"، وسيأتي برقم (12384) . وانظر (12351) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، وعن أبي هريرة، سلفا برقم (6586) و (9466) . وسلفت عندهما أحاديث الباب. ونزيد على ما فيهما حديث أبي موسى الأشعري الآتي 4/402، وحديث أبي هريرة عند مسلم (31) (52) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو التياح: اسمه يزيد بن حميد الضُبعي.
وأخرجه مسلم (1734) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. =(19/341)
12334 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ " وَبَسَطَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى " (1)
__________
= وأخرجه أبو عوانة 4/83 من طريق هاشم بن القاسم، ومن طريق حجاج ابن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2066) ، والبزار (75- كشف الأستار) ، والبخاري في "الصحيح" (69) و (6125) ، وفي "الأدب" (473) ، ومسلم (1734) ، والنسائي في "الكبرى" (5890) ، وأبو يعلى (4172) ، وأبو عوانة 4/83، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (144) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/84، والقضاعي في "مسند الشهاب" (625) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2474) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (455) ، وأبو نجم في "أخبار أصبهان" 2/322 من طريق أبان بن أبي عياش، عن أنس. وأبان متروك الحديث.
وسيأتي الحديث من طريق أبي التياح برقم (13175) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2136) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7255) .
وعن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/399.
وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (7412) . قال الهيثمي في "المجمع" 1/166: ورجاله موثوقون.
قال السندي: قوله: "سكنوا" من التسكين. "ولا تنفروا": من التنفير، أي: عاملُوا الخلق باللطف حتى يجتمعوا على الخير ولا يتفرقوا عنه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2951) (134) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2759) ، وأبو عوانة في "الفتن" كما في "إتحاف المهرة" =(19/342)
12335 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، وَحَجَّاجٌ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ قَبْلَ أَنْ يُبْنَى الْمَسْجِدُ " (1)
12336 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَبَائِرَ، أَوْ سُئِلَ عَنِ الْكَبَائِرِ، فَقَالَ: " الشِّرْكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ
__________
=2/ 388 من طريق وهب بن جرير، وأخرجه الطيالسي (2089) ، ومسلم (2951) (134) من طريق معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، به.
وسيأتي من طريق أبي التياح مقروناً به حمزة الضبي وقتادة برقم (13319) و (13950) ، وانظر ما سلف برقم (12245) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه الطيالسي (2085) ، وابن أبي شيبة 1/385، والبخاري (234) و (429) ، ومسلم (524) (10) ، والترمذي (350) ، وأبو عوانة 1/396 397-398 و4/354، وابن حبان (1385) ، والبغوي (501) من طرق عن عبة، بهذا الإسناد.
وسيتكرر الحديث من طريق حجاج وحده برقم (13018) . وسلف ضمن صة بناء المسجد برقم (12178) و (12242) ، وسيأتي ضمنها أيضاً برقم (13208) و (13561) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9825) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(19/343)
الْوَالِدَيْنِ " وَقَالَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ " قَالَ: " قَوْلُ الزُّورِ، أَوْ قَالَ: شَهَادَةُ الزُّورِ " قَالَ شُعْبَةُ: أَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ: " شَهَادَةُ الزُّورِ " (1)
12337 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَيَّارٍ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ فَمَرَّ بِصِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَحَدَّثَ، أَنَّهُ كَانَ يَمْشِي مَعَ أَنَسٍ فَمَرَّ بِصِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ،، وَحَدَّثَ أَنَسٌ " أَنَّهُ كَانَ يَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِصِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5977) ، ومسلم (88) ، والطبري في "تفسيره" 5/42، وابن منده في "الإيمان" (475) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2075) ، ومن طريقه أبو عوانة 1/54، والبخاري (2653) و (6871) ، ومسلم (88) ، والترمذي (1207) و (3018) ، والنسائي 7/ 88 و8/63، والطبري في "تفسيره" 5/42، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (897) ، وابن منده في "الإيمان" (473) و (474) ، والبيهقي في "السنن" 8/20 و10/121، وفي "الاعتقاد" ص249-250 من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي الحديث برقم (12371) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6884) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سيار: هو أبو الحكم العنزي.
وأخرجه مسلم (2168) (15) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (330) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2636) ، والبخاري في "صحيحه" (6247) ، وفي "الأدب المفرد" (1043) ، والترمذي (2696) ، وأبو عوانة في الاستئذان كما =(19/344)
12338 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ قَائِمًا " قَالَ: فَقُلْنَا لِأَنَسٍ: فَالطَّعَامُ؟ قَالَ: " ذَلِكَ أَشَدُّ أَوْ أَنْتَنُ " قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: أَوْ أَخْبَثُ (1)
__________
= في "إتحاف المهرة" 1/537، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص64، والبغوي (3305) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (2168) (14) ، وأبو عوانة من طريق هشيم، عن سيار أبي الحكم، به.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (2696) ، والنسائي في "الكبرى" (8349) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (329) ، والبغوي (3306) ، وأبو الشيخ ص64 من طريقين عن ثابت، به. ولفظه عند النسائي والبغوي: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح برؤوسهم. ولم يذكر الترمذي لفظه.
وأخرجه ابن ماجه (3700) من طريق حميد، وأبو الشيخ ص65 من طريق قتادة، ومن طريق أبي التياح الضبعي، ثلاثتهم عن أنس.
وسيأتي الحديث من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت برقم (12724) ، ومن طريق حبيب القيسي عن ثابت برقم (12896) .
وسيأتي مطولاً ضمن قصة من طريق حماد بن سلمة عن ثابت برقم (12784) .
وانظر ما سلف مطولاً أيضاً من طريق حميد عن أنس برقم (12060) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه مسلم (2024) (113) ، والترمذي (1879) ، وابن ماجه (3424) ، وأبو يعلى (2973) و (3165) و (3195) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/272، وفي "شرح مشكل الآثار" (2095) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة بهذا الإسناد. =(19/345)
12339 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مَحْمُودٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَنَسٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَدَفَعْنَا إِلَى السَّوَارِي، فَتَقَدَّمْنَا أَوْ تَأَخَّرْنَا. فَقَالَ أَنَسٌ: " كُنَّا نَتَّقِي هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
= وانظر (12185) .
(1) إسناده صحيح، عبد الحميد بن محمود: هو المعولي، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: شيخ، ووثقه النسائي والذهبي وابن حجر، وقال الدارقطني: كوفي يحتج به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسن الترمذي حديثه هذا، وباقي رجاله ثقات.
سفيان: هو الثوري، ويحيي بن هانىء: هو ابن عُرْوة المُرادي. وصحح هذا الإسناد الحافظُ ابن حجر في "الفتح" 1/578.
وأخرجه المزي في ترجمة عبد الحميد بن محمود من "تهذيبه" 16/458 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (673) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه عبد الرزاق (2489) ، وابن أبي شيبة 2/369، والترمذي (229) ، والنسائي 2/94، وابن خزيمة (1568) ، وابن حبان (2218) ، والحاكم 1/210 و218، والبيهقي 3/104 من طرق عن سفيان الثوري، به.
ويشهد له حديث قرة بن إياس المزني عند الطيالسي (1073) ، وابن ماجه (1002) ، وابن خزيمة (1567) ، وابن حبان (2219) ، والطبراني 19/ (39) و (40) ، والحاكم 1/218، والبيهقي 3/104، وإسناده حسن في الشواهد.
قال أبو بكر ابن العربي في "العارضة" 2/27-28 في تعليل النهي: إما لانقطاع الصف وهو المراد من التبويب، وإما لأنه موضع جمع النعال، والأول أشبه، لأن الثاني محدث، ولا خلاف في جوازه عند الضيق، وأما مع السعة فهو مكروه للجماعة، فأما الواحد فلا بأس به، وقد صلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الكعبة بين سواريها. وانظر "المغني" 3/60، و"الفتح" 1/578.(19/346)
12340 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُومُوا فَلَأُصَلِّ لَكُمْ ". قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ، فَقَامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُمْتُ أَنَا، وَالْيَتِيمُ وَرَاءَهُ، وَقَامَتِ (1) الْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا. فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ (2)
__________
(1) لفظة "قامت" ليست في (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وهو في "موطأ مالك" 1/153، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "المسند" 1/105 و106، والدارمي (1287) و (1374) ، والبخاري (380) و (860) و (1164) ، ومسلم (658) (266) ، وأبو داود (612) ، والترمذي (234) ، والنسائي 2/85، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/307، وابن حبان (2205) ، والبغوي (828) .
واقتصر الدارمي في الموضع الثاني على قول أنس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى على
حصير، واقتصر البخاري في الموضع الأخير على قوله: صلى لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعتين ثم انصرف.
وأخرجه النسائي 2/56 من طريق يحيي بن سعيد الأنصاري، عن إسحاق ابن عبد الله، به. مقتصراً على قصة الصلاة على الحصير.
وسيأتي الحديث بتمامه من طريق إسحاق بن عبد الله برقم (12507) و (12680) ، وستأتي منه قصة الصلاة على الحصير، من هذا الطريق بالأرقام (12475) و (12844) و (13367) .
وأخرج هذه القصة أبو داود (658) من طريق قتادة، عن أنس. =(19/347)
12341 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ يَمُدُّ صَوْتَهُ مَدًّا " (1)
12342 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُؤْتَى بِالرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ اللهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، خَيْرَ مَنْزِلٍ. فَيَقُولُ: سَلْ وَتَمَنَّهْ. فَيَقُولُ: مَا أَسْأَلُ وَأَتَمَنَّى، إِلَّا أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا، فَأُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ عَشْرَ
__________
= وقد سلف من طريق أبي التياح عن أنس برقم (12199) أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى على بساط. والبساط مفسر بالحصير كما بينه أنس في رواية أبي داود (658) .
وانظر ما سلف برقم (12103) .
ولقصة الصف في صلاة الجماعة انظر (12081) .
قوله: "من طول ما لبس" قال العيْني في "عمدة القاري" 4/111: كناية عن كثرة الاستعمال، وأصل هذه المادة تدلُ على مخالطة ومداخلة، وليس ها هنا لُبس من: لبستُ الثوب، وإنما هو من قولهم: لبستُ امرأة، أي: تمتعتُ بها زماناً، فحينئذ يكون معناه: قد اسْود من كثرة ما تمتع به طول الزمان. قلنا: وفي بعض طرق الحديث عند المصنف: من طول ما لبث، وهو بمعناه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (1353) ، والنسائي 2/179، وأبو يعلى (2906) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (12198) .(19/348)
مَرَّاتٍ، لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ " (1)
12343 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرَى التَّمْرَةَ فَلَوْلَا أَنَّهُ يَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً لَأَكَلَهَا " (2)
12344 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَطَّانِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ مَرَّتَيْنِ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ مَعَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي 6/36، وأبو عوانة 5/33-34 و34 من طرق، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث بأطول مما هنا برقم (13161) و (13511) . وانظر تمام تخريجه هناك. وانظر (12271) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12190) .
(3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمران القطان -وهو ابن داور- فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث.
وأخرجه أبو داود (595) و (2931) ، وابن الجارود (310) ، وأبو يعلى (3110) و (3138) ، والبيهقي 3/88 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد -ولم يذكر أبو داود قصة القادسية.
وأخرج قصة القادسية وحدها ابنُ سعد 4/212، وأبو يعلى (3123) ،
والطبري 30/51 من طرق عن قتادة، به.
وستأتي قصة الاستخلاف برقم (13000) عن بهز بن أسد عن عمران بن =(19/349)
12345 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ (1) ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " مَا كَانَ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لِمَا يَعْلَمُونَ (2) مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ " (3)
12346 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ " قَالَ: قُلْتُ: وَأَنْتُمْ كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: " كُنَّا نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ
__________
= داور القطان، وقيده بالصلاة بهم.
ويشهد لها حديث عائشة عند ابن حبان بالأرقام (2134) و (2135) . وإسناده صحيح.
قال الخطابي في "معالم السنن" 3/3: إنما ولاه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصلاة دون القضايا والأحكام، فإن الضرير لا يجوز له أن يقضي بين الناس، لأنه لا يُدرك الأشخاص، ولا يُثبت الأعيان، ولا يدري لمن يحكم وعلى من يحكم، وهو مقلد في كل ما يليه من هذه الأمور، والحكم بالتقليد غير جائز.
(1) قوله: "عن حميد" سقط من (م) و (س) و (ق) .
(2) في (م) و (س) و (ق) : يعلموا.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص63-64 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/586، والبخاري في "الأدب المفرد" (946) ، وأبو يعلى (3784) ، وأبو الشيخ ص63 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي الحديث بالأرقام (12370) و (12526) و (13623) .(19/350)
بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ مَا لَمْ نُحْدِثْ " (1)
12347 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الزُّبَيْرِ يَعْنِي ابْنَ عَدِيٍّ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ: " اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ عَامٌ أَوْ يَوْمٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ " سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر الحديث برقم (12364) .
وأخرجه الترمذي (60) ، وأبو يعلى (3708) من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (720) ، والبخاري في "صحيحه" (214) ، وفي "التاريخ الكبير" 6/356، والترمذي (60) ، وأبو يعلى (3692) ، والبيهقي 1/162، والبغوي (230) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الترمذي (58) ، والحازمي في "الاعتبار" ص53 من طريق محمد ابن إسحاق، عن حميد، عن أنس. وقال الترمذي: حديث حميد عن أنس حديث حسن غريب من هذا الوجه، والمشهور عند أهل الحديث حديث عمرو ابن عامر الأنصاري عن أنس.
وسيأتي الحديث بالأرقام (12565) و (13017) و (13734) .
وفي الباب عن بريدة الأسلمي، سيأتي 5/350.
قال الترمذي: وكان بعض أهل العلم يرى الوضوء لكل صلاة استحباباً، لا على الوجوب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، سفيان: هو الثوري، وسيتكرر برقم (12817) .
وأخرجه أبو يعلى (4037) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. =(19/351)
12348 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ: عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَانَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَالْتَمَسَ النَّاسُ الْوَضُوءَ فَلَمْ يَجِدُوا، " فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوئِهِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ الْإِنَاءِ يَدَهُ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّئُوا مِنْهُ، فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ. فَتَوَضَّأَ النَّاسُ حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ " (1)
12349 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [بْنِ] الْأَصَمِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، كَانُوا يُتِمُّونَ التَّكْبِيرَ، إِذَا رَفَعُوا، وَإِذَا وَضَعُوا " (2)
__________
= وأخرجه البخاري (7068) عن محمد بن يوسف، وابن حبان (5952) من طريق عصام بن يزيد جبّر، كلاهما عن سفيان الثوري، به. وانظر (12162) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "موطأ مالك" 1/32، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/186، والبخاري (169) و (3573) ، ومسلم (2279) (5) ، والترمذي (3631) ، والفريابي في "دلائل النبوة" (19) و (20) ، والنسائي 1/60، وابن حبان (6539) ، وقال الترمذي: حديث أنس حديث حسن صحيح.
وانظر ما سلف برقم (12032) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن الأصم، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (4281) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (12259) .(19/352)
12350 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (1)
12351 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُغِيرُ عِنْدَ صَلَاةِ (2) الْفَجْرِ، فَيَسْتَمِعُ فَإِن (3) سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ، وَإِلَّا أَغَارَ. قَالَ: فَتَسَمَّعَ ذَاتَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/286، ومسلم (1880) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (242) ، وفي "الجهاد" (56) ، وأبو عوانة 5/47، وابن حبان (4602) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4256) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث بزيادة: "ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها" من طريق ثابت برقم (12556) و (13161) وانظر تخريجه هناك.
وسيأتي مختصراً من طريق حميد برقم (12602) ، ومطولاً برقم (12436) .
وأخرجه ابن ماجه (2775) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (70) من طريق شبيب بن بشر، عن أنس رفعه: "من راح روحة في سبيل الله، كان له بمثل ما أصابه من الغبار مسْكاً يوم القيامة". وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (10883) . وانظر تتمة شواهده هناك.
الغدوة: السّير أول النهار إلى الزوال.
والروحة: السير من الزوال إلى آخر النهار.
(2) في (م) و (س) و (ق) : طلوع.
(3) في (م) و (س) و (ق) : فَإِذَا.(19/353)
يَوْمٍ قَالَ: فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ. فَقَالَ: " عَلَى الْفِطْرَةِ ". فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَقَالَ: " خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه بتمامه مسلم (382) ، والترمذي (1618) ، وأبو يعلى (3307) ، وابن خزيمة (400) ، وابن حبان (4753) ، والبيهقي 1/405 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرج الشطر الأول منه فقط -أي: إلى قوله: وإلا أغار- الطيالسي (2034) ، وابن أبي شيبة 14/461-462، وعبد بن حميد (1299) ، والدارمي (2445) ، وأبو داود (2634) ، وأبو عوانة 1/335، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/208، والبيهقي 9/ 107-108 من طرق عن حماد بن سلمة أيضاً، به. ورواية ابن أبي شيبة ضمن حديث طويل في غزوة خيبر وزواجه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صفية.
وسيأتي الحديث بتمامه عن يونس عن حماد بن سلمة برقم (13399) ، وعن عفان عن حماد برقم (13652) .
وسيأتي الشطر الثاني منه عن مؤمل عن حماد برقم (13532) ، وعن عفان عن حماد برقم (13852) .
وسيأتي الشطر الأول من طريق حميد عن أنس برقم (12618) .
وأخرج النسائي في "عمل اليوم والليلة" (828) ، وابن خزيمة (399) ، وابن حبان (1665) من طريقين عن قتادة عن أنس. سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً وهو في مسيرٍ له يقول: الله أكبر الله أكبر. فقال نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "على الفطرة"، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: "خرج من النار". فاستبق القومُ إلى الرجل، فإذا راعي غنم حضرته الصلاة فقام يؤذن.
ويشهد له حديث ابن مسعود، سلف برقم (3861) ، وانظر تتمة شواهده وشرحه هناك. وانظر (12332) .(19/354)
12352 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتِمُّوا الصَّفَّ الْأَوَّلَ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، فَإِنْ كَانَ نَقْصٌ (1) فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ " (2)
12353 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبَانَ يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، أَنَّهُ " لَمْ يَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى إِلَّا أَنْ يَخْرُجَ فِي سَفَرٍ، أَوْ يَقْدَمَ مِنْ سَفَرٍ " (3)
__________
(1) في (م) وسائر الأصول: نقصاً، والصواب ما أثبتناه على أن "كان" تامة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وسيتكرر الحديث برقم (13247) .
وأخرجه الضياء في "المختارة" (2379) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (671) ، والنسائي 2/93، وأبو يعلى (3163) ، وابن حبان (2155) ، وابن خزيمة (1546) ، والبيهقي 3/102، والبغوي (820) ، والضياء (2376) و (2377) و (2378) و (2380) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه ابن خزيمة (1547) من طريق شعبة، عن قتادة، به.
وسيأتي من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن سعيد برقم (13439) .
وسيأتي برقم (13440) من طريق شيبان النحوي عن قتادة قال: كان يقال: "أتموا الصف ... ".
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبان بن خالد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين في "معرفة الرجال" 1/89: لا بأس به، وكذا قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 2/299. وعبيد الله بن =(19/355)
12354 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ مِنْهُمْ لَمْ يُؤَاكِلُوهُنَّ، وَلَمْ يُجَامِعُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ، فَسَأَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ} [سورة: البقرة، آية رقم: 222] قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا النِّكَاحَ ". فَبَلَغَ ذَلِكَ الْيَهُودَ فَقَالُوا: مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ يَدَعَ مِنْ أَمْرِنَا شَيْئًا إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ؟ فَجَاءَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَالَتْ: كَذَا وَكَذَا، أَفَلَا نُجَامِعُهُنَّ؟ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ وَجَدَ عَلَيْهِمَا، فَخَرَجَا، فَاسْتَقْبَلَتْهُمَا هَدِيَّةٌ مِنْ لَبَنٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ فِي آثَارِهِمَا، فَسَقَاهُمَا، فَعَرَفَا أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ عَلَيْهِمَا. (1)
__________
= رواحة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/16 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (4337) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/454 عن موسى بن إسماعيل، عن أبان، به.
وسيأتي برقم (12622) من طريق ابن المبارك، عن أبان بن خالد. وانظر ما سلف برقم (12329) .
وله شاهد من حديث عائشة، سيأتي 6/31، وهو عند مسلم (717) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.(19/356)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ لَا يَمْدَحُ أَوْ يُثْنِي عَلَى شَيْءٍ مِنْ حَدِيثِهِ، إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ جَوْدَتِهِ "
12355 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى كِسْرَى، وَقَيْصَرَ وَأُكَيْدِرِ دُومَةَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
= وأخرجه مسلم (302) ، والترمذي (2977) ، وأبو يعلى (3533) ، والبغوي في "شرح السنة" (314) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2052) ، والدارمي (1053) ، وأبو داود (258) و (2165) ، والترمذي (2977) ، والنسائي 1/152 و187، وابن ماجه (644) ، وأبو عوانة 1/311، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/38، وابن حبان (1362) ، والبيهقي 1/313، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/163، والبغوي في "التفسير" 1/196، والواحدي في "أسباب النزول" ص46 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص73 من طريق عمرو بن عاصم، عن ثابت، به.
وسيأتي الحديث برقم (13576) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل عمران القطان: وهو عمران ابن داور.
وأخرجه أبو عوانة 4/195-196، وابن حبان (6554) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1774) ، وأبو عوانة 4/195، وابن حبان (6553) ، والبيهقي 9/107 من طريق خالد بن قيس، ومسلم (1774) ، والترمذي (2716) ، والنسائي في "الكبرى" (8847) ، وأبو عوانة 4/195 من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، به. وفي بعض الروايات جعل =(19/357)
12356 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَنَسًا، كَانَ لَا يَرُدُّ الطِّيبَ قَالَ: وَزَعَمَ أَنَسٌ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ لَا يَرُدُّ الطِّيبَ " (1)
12357 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَبُو عُبَيْدَةَ أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ " (2)
__________
= النجاشي بدل أكيدر دومة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وروي عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إلى كسرى وقيصر يدعوهما إلى الإسلام، انظر ما سلف برقم (2184) و (2370) . وفي كتب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الملوك انظر "طبقات" ابن سعد 1/509، و"زاد المعاد" لابن القيم 3/689.
وأُكيدر دُومة سلف التعريف به عند الحديث رقم (12093) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/46 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي في "السنن" (2789) ، وفي "الشمائل" (218) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص99 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وانظر (12176) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد: هو ابن مهْران الحذاء، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرْمي.
وأخرجه البخاري (4382) و (7255) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 488، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/83، وابن حبان (7001) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/175، والبغوي (3928) من =(19/358)
12358 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ السُّدِّيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: " لَوْ عَاشَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَكَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا " (1)
__________
= طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3744) ، والنسائي في "الكبرى" (8199) و (8200) من طرق عن خالد الحذاء، به.
وسيأتي الحديث برقم (12966) و (13563) ، وضمن حديث برقم (12904) و (13990) .
وسلف من طريق ثابت عن أنس برقم (12261) .
(1) إسناده حسن من أجل السُدي: وهو إسماعيل بن عبد الرحمن.
وسيأتي برقم (13985) ضمن حديث مطول من طريق آخر عن السدي.
وقد أخرج البخاري في "صحيحه" (6199) من طريق إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لابن أبي أوفى: رأيت إبراهيم ابن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: مات صغيراً، ولو قُضي أن يكون بعد محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبي عاش ابنُه، ولكن لا نبيّ بعده.
وسيأتي الحديث في "المسند" 4/353.
وأخرجه ابن ماجه (1511) من طريق مقسم، عن ابن عباس قال: لما مات إبراهيمُ ابن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صلي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: "إن له مُرضعاً في الجنة، ولو عاش لكان صديقاً نبياً، ولو عاش لعتقتْ أخوالُه القبطُ، وما استُرق قبطيٌ".
وإسناده ضعيف جداً، فيه إبراهيم بن عثمان العبسي، وهو متروك الحديث.
وللكلام على هذا الحديث انظر "الفتح" 10/578-579.
تنبيه: سقط هذا الحديث من (ظ 4) .(19/359)
12359 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: " انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ عَنْ يَمِينِهِ " (1)
12360 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّهُ مَشَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخُبْزِ شَعِيرٍ، وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ "
قَالَ: " وَقَدْ رَهَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِرْعًا لَهُ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِالْمَدِينَةِ، فَأَخَذَ مِنْهُ شَعِيرًا لِأَهْلِهِ "
قَالَ: وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ يَقُولُ: " مَا أَمْسَى عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَاعُ حَبٍّ، وَلَا صَاعُ بُرٍّ، وَإِنَّ عِنْدَهُ تِسْعَ
__________
(1) إسناده حسن لأجل إسماعيل السُدي.
وأخرجه الدارمي (1352) ، وأبو عوانة 1/250، وابن حبان (1996) ، والبيهقي 2/295 من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1351) من طريق إسرائيل، عن السدي، به.
وسيأتي بالأرقام (12846) و (13277) و (13985) .
وقد سلف عن ابن مسعود برقم (3631) : أن أكثر انصراف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان عن شماله. وانظر الجمع بين الحديثين هناك.
وفي جواز الانصراف عن اليمين وعن الشمال انظر حديث هلب الطائي سيأتي 5/226، وحديث عائشة سيأتي 6/87. وحديث أبي هريرة عند البيهقي 2/295 ونقل البيهقي عن الشافعي قوله: فإن لم يكن له حاجة في ناحية وكان يتوجه ما شاء، أحببتُ أن يكون توجُّهُه عن يمينه لما كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحب من التيامن، غير مضيق على شيء من ذلك.(19/360)
نِسْوَةٍ يَوْمَئِذٍ " (1)
12361 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيُصِيبَنَّ نَاسًا سَفْعٌ مِنَ النَّارِ عُقُوبَةً بِذُنُوبٍ عَمِلُوهَا، ثُمَّ يُدْخِلُهُمُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: الْجَهَنَّمِيُّونَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وأخرجه البيهقي 6/36 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2069) و (2508) ، وابن ماجه (2437) ، والترمذي (1215) ، والنسائي 7/ 288، وابن حبان (6349) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص263 و278، والبيهقي 6/36، والبغوي (4078) من طرق عن هشام الدستوائي، به.
واقتصر ابن ماجه على قصة رهن الدرع مقابل الشعير، وأما رواية النسائي فهي دون قوله: "ما أمسى ... "، ورواية أبي الشيخ الثانية دون قصة رهن الدرع، واقتصر ابن حبان على قوله: "ما أصبح عند آل محمد صاع بُر ... الخ".
وسيأتي الحديث بالأرقام (13169) و (13435) و (13497) .
وقد سلف مختصراً بقصة رهن الدرع برقم (11993) من طريق الأعمش عن أنس.
وفي باب: قوله "ما أمسى ... الخ" عن ابن مسعود عند ابن ماجه (8418) .
قوله: "إهالة"، قال السندي: بكسر الهمزة: المذاب من الألْية، وقيل: هو الدهن الذي يُؤتدم به مطلقاً.
وقوله: "سنخة" بفتح فكسر وإعجام خاء: متغيرة الرائحة من طول الزمان.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. =(19/361)
12362 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، وأَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِثْلُ مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي، مِثْلُ مَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَصَنْعَاءَ، أَوْ مِثْلُ مَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَعُمَانَ "، وَقَالَ أَزْهَرُ: " مِثْلُ ". وَقَالَ: " وعُمَانَ " (1)
__________
= وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (878) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7450) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (845) ، وأبو
يعلى (2978) و (3013) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/660 و661 و662 و901، وابن منده في "الإيمان" (878) و (920) و (921) ، والبغوي (4350) من طرق عن هشام الدستوائي، به.
وسيأتي الحديث من طريق قتادة بالأرقام (12375) و (12489) و (13171) و (13679) و (13740) و (13839) . ومن طريق قتادة وثابت البناني برقم (12662) . وسلف الحديث مختصراً من طريق قتادة برقم (12270) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أزهر: هو ابن القاسم، متابع أبي عامر فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه وهو حسن الحديث.
وأخرجه الطيالسي (1993) ، ومسلم (2303) (42) ، وابن ماجه (4304) ، وأبو عوانة الإسفراييني في المناقب كما في "الإتحاف" 2/232، وابن حبان (6451) ، والآجري في "الشريعة" ص354 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2303) (41) و (42) ، وأبو عوانة في المناقب، وابن حبان (6448) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (119) من طرق عن قتادة، به.
وسيأتي برقم (13261) و (13294) . =(19/362)
12363 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَلَّاقُ يَحْلِقُهُ، وَقَدْ أَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ، مَا يُرِيدُونَ أَنْ تَقَعَ شَعَرَةٌ إِلَّا فِي يَدِ رَجُلٍ " (1)
__________
= وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (6162) .
قوله: "مثل" وقال أزهر: "مثْل" هكذا ضبطناه من نسخة (س) ، وهي نسخة مقروءة ومقابلة على عدة نسخ.
وكذا ضبطنا عمان وعُمان منها. وقال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 2/108 في ضبط هذا الحرف الذي في حديث الحوض: رويناه عن شيوخنا بفتح العين مشدد الميم، وهي قرية من عمل دمشق، وكذا قاله الخطابي بفتح العين
وتخفيف الميم، قال: وبعضهم يشدد الميم وذكره في ما يثقل، والصواب تخفيفه ... ثم نقل القاضي عياض عن أبي عبيد البكري أنه يقال فيه أيضاً: عُمان بالضم والتخفيف، وهو وهم، فإن الذي قاله البكري في "معجم ما استعجم" ص970 هو: عمان، دون التنصيص على ضبط العين بالضم، والذي يفهم منه أنه أراد إبقاء العين بالفتح، وذلك لأنه نقل الضبطين عن الخطابي، ونص كلام الخطابي في "إصلاح خطأ المحدثين" ص46: عمان: مفتوحة العين خفيفة الميم، وقال بعضهم: مشددة الميم. وقال ابن الأثير في "النهاية": عمان، مفتوحة العين خفيفة الميم، وقال بعضهم: مشددة الميم. مدينة قديمة بالشام من أرض البلقاء، فأما بالضم والتخفيف، فهو صقع عند البحرين.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن المغيرة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 1/529، والبيهقي 7/68 من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة في المناقب من طريق سعيد بن سليمان، عن سليمان بن المغيرة، به.
وسيأتي برقم (12400) .
وانظر ما سلف برقم (12092) . وما سيأتي برقم (12483) .(19/363)
12364 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ " قُلْتُ: فَأَنْتُمْ كَيْفَ كنتم (1) تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: " كُنَّا نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ " (2)
12365 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ جَعْفَرٌ: لَا أَحْسَبُهُ إِلَّا عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مُطِرْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَخَرَجَ فَحَسَرَ ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ الْمَطَرُ قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: " لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ " (3)
__________
(1) لفظة "كنتم" سقطت من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وهو مكرر (12346) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر بن سليمان الضُبعي، فمن رجال مسلم.
وأخرجه البخاري في "الأدب" (571) ، ومسلم (898) ، وأبو داود (5100) ، والنسائي في "الكبرى" (1837) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (622) ، وأبو يعلى (3426) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص260، وابن حبان (6135) ، والحاكم 4/285، وأبو نعيم في "الحلية" 6/291، والبيهقي 3/359، والبغوي (1171) من طرق عن جعفر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (13820) .
وأخرج أبو الشيخ ص260 من طريق مجاشع بن عمرو، عن يوسف بن =(19/364)
12366 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ جِئْتُ أَدْخُلُ كَمَا كُنْتُ أَدْخُلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَرَاءَكَ يَا بُنَيَّ " (1)
__________
= عطية الصفار، عن ثابت، عن أنس قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتجرد للمطر،
ويأمر أهل بيته بذلك. وإسناده ضعيف جداً، يوسف بن عطية متروك.
قوله: "حديث عهد بربه"، قال السندي: أي: بتكوينه أو بإنزاله.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سلم -وهو ابن قيس- العلوي حسن الرأي فيه ابنُ معين، ووثقه في بعض الروايات عنه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "المجروحين"، قال ابن عدي في "الكامل" 3/1176: وسلْم العلوي قليلُ الحديث جداً، ولا أعلمُ له جميع ما يروي إلا دون خمسة أو فوقها قليل، وبهذا المقدار لا يُعتبر فيه حديثه أنه صدوق أو ضعيف، ولا سيما إذا لم يكن في مقدار ما يروي متن منكر. قلنا: فحديثه -إن شاء الله- حسن في المتابعات والشواهد.
وأخرجه أبو يعلى (4276) ، والطحاوي 4/334، وابنُ السني في "عمل اليوم والليلة" (322) ، وابن عدي 3/1176، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7795) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (13061) و (13176) و (13379) و (13494) من طريق سلم العلوي، واقتصر المصنف في الموضع الأول على أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأنس: "يا بني"، وتابع سلْماً عليه هكذا مختصراً الجعدُ أبو عثمان فيما يأتي برقم (14038) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسلف من طريق حميد برقم (12023) ، وسيأتي من طريق ثابت برقم (13025) في قصة زواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من زينب بنت جحش عن أنس قال: =(19/365)
12367 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى رَجُلٍ صُفْرَةً فَكَرِهَهَا، قَالَ: " لَوْ أَمَرْتُمْ هَذَا أَنْ يَغْسِلَ هَذِهِ الصُّفْرَةَ ". قَالَ: وَكَانَ لَا يَكَادُ يُوَاجِهُ أَحَدًا فِي وَجْهِهِ بِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ (1)
12368 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ،
__________
= فانطلق -يعني النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى دخل البيت، فذهبتُ أدخل معه، فالقى الستر بيني وبينه، ونزل الحجاب. وإسنادهما صحيحان.
(1) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه الطيالسي (2126) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (437) ، وأبو داود (4182) و (4789) ، والترمذي في "الشمائل" (341) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (235) و (236) ، وأبو يعلى (4277) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/128، وفي "شرح مشكل الآثار" (5884) ، وابن عدي 3/1176، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/317، وفي "الآداب" (202) ، وفي "شعب الإيمان" (6324) و (8100) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (82) من طريق خالد بن خراش، عن حماد بن زيد، به -واقتصر على قول أنس: كان لا يكاد يواجه أحداً في وجهه بشيء يكرهه.
وسيأتي برقم (12573) و (12628) .
قوله: "إثر صُفْرة"، أي: من زعفران، كما قال بعضُ شراح الحديث، وقد سلف النهي عن التزعفر للرجال برقم (11978) ، وهو متفق عليه.
وقوله: "لا يكاد يواجه أحداً"، قال السندي: أي: يحترز عن ذلك في الأمور الجزئية من شدة الحياء، ولذلك كثيراً ما كان يقول: "ما بال أقوام" أو "قوم يفعلون كذا". قلنا: سيأتي ذلك عن عائشة 6/45، وهو متفق عليه.(19/366)
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلُ مَعَ الْمَرْأَةِ مِنْ نِسَائِهِ مِنَ الْإِنَاءِ الْوَاحِدِ " (1)
12369 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَبْرٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الْأَنْصَارِ، وَآيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ " (2)
12370 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، مَرَّةً، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَمَرَّةً، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ شَخْصًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَا يَقُومُ لَهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ، لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ " (3)
12371 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْكَبَائِرِ، أَوْ ذَكَرَهَا قَالَ: " الشِّرْكُ، وَالْعُقُوقُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَوْ قَوْلُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12105) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12316) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. أبو كامل: هو مظفر بن مُدرك الخراساني. وانظر (12345) .(19/367)
الزُّورِ " (1)
12372 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، الْمَعْنَى قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قُلْتُ: كَمْ حَجَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " حَجَّةً وَاحِدَةً، وَاعْتَمَرَ أَرْبَعَ مِرَارٍ. عُمْرَتَهُ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَعُمْرَتَهُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَعُمْرَتَهُ مِنَ الْجِعِرَّانَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنِيمَةَ حُنَيْنٍ، وَعُمْرَتَهُ مَعَ حَجَّتِهِ " (2)
12373 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ قَالَ: فَقَالَ يَوْمًا: " كُلُوا فَمَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا، وَلَا شَاةً سَمِيطًا قَطُّ ". قَالَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهْز: هو ابن أسد العمي. وانظر (12336) .
(2) إسناده صحح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
وأخرجه مسلم (1253) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1787) ، والبخاري (1778) و (1779) و (1780) و (4148) ، ومسلم (1253) ، وأبو داود (1994) ، والترمذي (815) ، وابن خزيمة (3071) ، وأبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 2/219، والطحاوي 2/153، وابن حبان (3764) ، والبيهقي 5/10، والبغوي (1846) من طرق عن همام بن يحيي، به. وسيأتي برقم (13565) و (13687) .
وللحديث عن عُمر النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر ما سلف في مسند ابن عمر برقم (5383) وانظر "الفتح" 3/600-602.(19/368)
عَفَّانُ: فِي حَدِيثِهِ حَتَّى لَحِقَ بِرَبِّهِ (1)
12374 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهَا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَأَصْحَابُهُ مُخَالِطُونَ (2) الْحُزْنَ وَالْكَآبَةَ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَنَاسِكِهِمْ (3) ، وَنَحَرُوا الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِ، {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] إِلَى قَوْلِهِ: {صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [النساء: 68] قَالَ: " لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَتَانِ، هُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا ". قَالَ: فَلَمَّا تَلَاهُمَا قَالَ رَجُلٌ: هَنِيئًا مَرِيئًا يَا نَبِيَّ اللهِ، قَدْ بَيَّنَ اللهُ لَكَ مَا يَفْعَلُ بِكَ، فَمَا يَفْعَلُ بِنَا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [الفتح: 5] حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ (4)
12375 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: فِي قِصَصِهِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا يُصِيبُهُمْ سَفْعٌ مِنَ النَّارِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيِّينَ "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12296) .
(2) في (م) و (س) و (ق) : يخالطون.
(3) تحرفت في (م) إلى: مساكنهم.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12226) .(19/369)
قَالَ: " فَكَانَ قَتَادَةُ يَتْبَعُ هَذِهِ الرِّوَايَةَ وَاللهُ أَعْلَمُ، وَلَكِنْ أَحَقُّ مَنْ صَدَّقْتُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّذِينَ اخْتَارَهُمُ اللهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ، وَإِقَامَةِ دِينِهِ " (1)
12376 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً قَدْ دَعَا بِهَا، فَاسْتُجِيبَ لَهُ، وَإِنِّي اسْتَخْبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6559) ، وعلقه بإثر الحديث (7450) ، وأبو يعلى (2886) و (3206) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/670، والآجري في "الشريعة" ص345-346، وابن منده في "الايمان" (923) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2060) من طرق عن همام بن يحيي، بهذا الإسناد.
وانظر (12364) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر من طريق عفان وحده برقم (13705) .
وأخرجه أبو يعلى (3097) ، وابن منده في "الإيمان" (916) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (797) ، وأبو يعلى (2842) ، وابن منده (916) من طرق عن همام بن يحيي، به.
وأخرجه الحاكم 1/69 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.
بلفظ: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي". وسيأتي بهذا اللفظ من طريق أشعث الحراني عن أنس برقم (13222) .
وسيأتي الحديث عن قتادة بالأرقام (13170) و (13281) و (13932) =(19/370)
12377 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: أَيُّ اللِّبَاسِ كَانَ أَعْجَبَ؟ قَالَ عَفَّانُ: أَوْ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " الْحِبَرَةُ " (1)
12378 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ (2) ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُنْبَذَ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ
__________
= و (14111) ، وعن سليمان التيمي برقم (13290) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2546) ضمن حديث الشفاعة.
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7714) .
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11148) .
وعن جابر، سيأتي 3/384.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر من طريق عفان وحده برقم (13625) .
وأخرجه أبو عوانة 5/466-467 من طريق عفان وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/456، والبخاري (5812) ، ومسلم (2079) ، وأبو داود (4060) ، وأبو يعلى (2873) و (3090) ، وأبو عوانة 5/466 و466-467، وابن حبان (6396) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص113، والبيهقي 3/245، والبغوي (3067) من طرق عن همام، به.
وسيأتي برقم (12905) و (14108) .
قوله: حبرة: قال ابن الأثير في "النهاية" 1/328: الحبير من البُرود: ما كان موْشيا مخططا، يقال: برد حبير، وبرد حبرة، بوزن عنبة، على الوصف والإضافة، وهو برد يمان، والجمع: حبر وحبرات.
(2) قوله: "حدثنا همام" سقط من (م) .(19/371)
جَمِيعًا " (1)
12379 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (2891) و (3103) عن هدبة بن خالد، عن همام، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1981) ، وأبو عوانة 5/254-255، وابن حبان (5380) ، والبيهقي 8/308 من طريق عمرو بن الحارث، عن قتادة، به.
وأخرج النسائي 8/291 من طريق المختار بن فلفل، عن أنس قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نجمع بين شيئين نبيذاً يبغي أحدهما على صاحبه. قال: وسألته عن الفضيخ، فنهاني عنه، قال: كان يكره المذنب من البسر مخافة أن يكونا شيئين، فكنا نقطعه.
وسيأتي الحديث من طريق قتادة برقم (13196) و (13628) ، ومن طريق
حميد برقم (12423) و (12599) ، ومن طريق خالد بن الفرز برقم (12575) .
وانظر (12869) و (13275) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2499) .
وعن أبي هريرة، سلف برقم (9750) . وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عباس.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد =(19/372)
12380 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبَانُ، قَالَ بَهْزُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ قَالَ: فَيُدَلِّي فِيهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَدَمَهُ، قَالَ: فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ "، وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ بِعِزَّتِكَ، وَلَا يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ، حَتَّى يُنْشِئَ اللهُ لَهَا خَلْقًا آخَرَ فَيُسْكِنَهُ فِي فُضُولِ الْجَنَّةِ " (1)
__________
= الجرمي. وسيتكرر برقم (12536) .
وأخرجه أبو داود (449) ، والنسائي 2/32، وابن ماجه (739) ، وأبو يعلى (2798) ، وابن خزيمة (1322) و (1323) ، وابن حبان (1614) و (6760) ، والطبراني في "الكبير" (752) ، وفي "الصغير" (1087) ، والضياء في "المختارة" (2236) و (2238) ، والبغوي (465) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/237 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد -وقرن أبو داود وابن خزيمة والطبراني بأبي قلابة قتادة السدوسى.
وأخرجه أبو يعلى (2817) ، وابن خزيمة (1321) ، والضياء في "المختارة" (2239) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/236 من طريق أبي عامر صالح بن رستم، عن أبي قلابة، عن أنس مرفوعاً بلفظ "يأتي على الناس زمان يتباهوْن بالمساجد لا يعمُرونها إلا قليلاً".
وإسناده حسن.
وسيأتي الحديث من طريق أبي قلابة بالأرقام (12473) و (13404) و (14020) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبان بن يزيد العطار روى له البخاري تعليقاً. ومسلم احتجاجاً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/221 من طريق بهز بن أسد، بهذا =(19/373)
12381 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْإِسْلَامُ عَلَانِيَةٌ، وَالْإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ " قَالَ: ثُمَّ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: " التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا " (1)
__________
= الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة أيضاً 1/220 من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبان ابن يزيد، به.
وأخرجه بنحوه البخاري تعليقاً (7384) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (533) ، والطبري في "تفسيره" 26/170 و171، وابن خزيمة في "التوحيد" (125) من طريق سليمان التيمي، عن قتادة، به موقوفاً.
وأخرجه كذلك موقوفاً الطبري 26/170 عن محمد بن حميد، عن يحيي ابن واضح، عن الحسين بن واقد، عن ثابت، عن أنس. ومحمد بن حميد الرازي ضعيف.
وسيأتي مرفوعاً من طريق قتادة بالأرقام (12440) و (13402) و (13457) و (13968) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7718) . وانظر شرح الحديث هناك.
وعن أبي سعيد، سلف برقم (11099) .
قوله: "فيُدلى"، قال السندي: من التدلية، أي: يُدخل.
"فينزوي"، أي: ينضمُ.
(1) إسناده ضعيف، تفرد به عليُ بن مسعدة، وقد ضعفه البخاري فقال: فيه نظر، وأبو داود والنسائي وابن حبان والعقيلي، وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. وقد وثقه الطيالسي، وقال ابن معين: صالح، وفي رواية: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: لا بأس به. قلنا: فالرأي في هذا الراوي أنه ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد، وهو هنا قد تفرد بهذا الحديث. =(19/374)
12382 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا، عَنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ شَعْرُهُ رَجِلًا لَيْسَ بِالْجَعْدِ، وَلَا بِالسَّبْطِ، كَانَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ " (1)
12383 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ،
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة في "الإيمان" (6) ، وأبو يعلى (2923) ، والبزار (20- كشف الأستار) ، والعقيلي في "الضعفاء" 3/250، وابن عدي في "الكامل" 5/1850، وابن حبان في "المجروحين" 2/111، والخطيب في "الموضح" 2/249 من طرق عن علي بن مسْعدة، بهذا الإسناد.
واما قوله: "التقوى هاهنا" فله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2564) (32) ، وسلف في مسنده برقم (7727) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 1/428، والبخاري (5905) و (5906) ، ومسلم (2338) (94) ، والترمذي في "الشمائل" (26) ، والنسائي 8/131، وأبو يعلى (2847) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 2/262، وابن حبان (6291) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/219 و220، والبغوي (3637) من طرق عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث برقم (13104) .
وسيأتي الشطر الأول ضمن حديث مطول برقم (13519) من طريق ربيعة ابن أبي عبد الرحمن، عن أنس.
وسلف نحو الشطر الثاني برقم (12175) من طريق همام عن قتادة.
قال السندي: "رجلاً" بفتح فكسر، أي: ثم يكن شديد الجعودة، ولا شديد السُبُوطة، بل بينهما. "بالجعْد" بفتح فسكون. "ولا بالسبط" بكسر سين وفتحها مع سكون باء وكسرها وفتحها: هو الشعر المنبسط المسترسل، وضده الجعْد. =(19/375)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَالَ: " لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ " (1)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي هلال -وهو محمد بن سليم الراسبي- فقد روى له أصحاب السنن وعلق له البخاري، وضعفه البخاري والنسائي وابن سعد وغيرهم، ووثقه أبو داود، وقال ابن معين: صدوق، وقال مرة: ليس به بأس. قلنا: فهو ضعيف يعتبر به، وحديثه هذا لم يتفرد به، بل روي من طرق اخرى عن أنس، وهي -وإن كانت ضعيفة- يشدُّ بعضها بعضاً فيتحسن الحديث إن شاء الله تعالى.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/11، وعبد بن حميد (1198) ، وأبو يعلى (2863) ، والبزار (100- كشف الأستار) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"
(493) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/154، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص27، وابن عدي في "الكامل" 6/2221، والطبراني في "الأوسط" (2627) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (849) و (850) ، والبيهقي في "السنن الكبري" 6/ 288 و9/231، وفي "شعب الإيمان" (4354) ، والبغوي (38) من طرق عن أبي هلال الراسبي، بهذا الإسناد. وحسنه البغوي.
وسيأتي من هذا الطريق برقم (12567) و (13199) .
وسيأتي برقم (13637) من طريق حماد بن سلمة، عن المغيرة بن زياد الثقفي، عن أنس، والمغيرة بن زياد هذا لا يُعرف.
وأخرجه أبو يعلى (3445) ، وعنه ابن حبان (194) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن حماد، عن ثابت، عن أنس. ومؤمل سيىء الحفظ.
وأخرجه ابن عدي 3/1192، والبيهقي 4/97 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن ابن أبي حبيب، عن سنان بن سعد الكندي، عن أنس.
وسنان ضعيف يعتبر به في المتابعات.
وفي الباب عن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (2313) ، وفيه زيادة، وفيه مندل بن علي وهو ضعيف. =(19/376)
12384 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عِتْبَانَ اشْتَكَى عَيْنَهُ، فَبَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ لَهُ مَا أَصَابَهُ وقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَعَالَ صَلِّ فِي بَيْتِي، حَتَّى أَتَّخِذَهُ مُصَلًّى قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ شَاءَ اللهُ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَأَصْحَابُهُ يَتَحَدَّثُونَ بَيْنَهُمْ، فَجَعَلُوا يَذْكُرُونَ مَا يَلْقَوْنَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَأَسْنَدُوا عُظْمَ ذَلِكَ إِلَى مَالِكِ بْنِ دُخَيْشَمٍ، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "
__________
= وعن ابن عباس عند أبي يعلى (2458) ، قال الهيثمي 1/172: وفيه حسين بن قيس الملقب بحنش، وهو متروك الحديث.
وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7798) و (7972) ، وفي "مسند الشاميين" (171) و (172) ، وفيه القاسم أبو عبد الرحمن، وهو ضعيف عند الأكثرين كما في "المجمع" 1/96.
وعن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10553) ، وفيه حصين بن مذكور عن قريش التميمي، ولا يعرفان.
قوله: "لا إيمان"، قال السندي: قيل: المراد في الموضعين نفيُ الكمال، وقيل: معناه: لا إيمان لمن لا يؤدي الأمانة مستحلاً لذلك، ولا دين لمن لا يفي بالعهد مستحلاً لذلك، ثم قيل: المراد بالأمانة أمانة العباد من الودائع وغيرها، وأمانة الله من الصلاة والصوم والزكاة وأمثالها، وحفظ الفرج من الحرام، والجوارح من الآثام، والمرادُ بالعهد عهد العباد ووعدهم، وعهد الله ووعْدُه، وقيل: هو تغليظ وتشديد كما هو شأن الوعيد، وليس المرادُ به نفي الإيمان، وقال بعضهم: معنى "لا دين لمن لا عهد له" أي: من جرى بينه وبين أحد عهدٌ وميثاقٌ، ثم غدر من غير عُذْر شرعي، فدينُه ناقص، أما مع العُذْر كنقض الإمام المعاهدة مع الحربى إذا رأى المصلحة فإنه جائز، والله تعالى أعلم. =(19/377)
أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " فَقَالَ قَائِلٌ: بَلَى، وَمَا هُوَ مِنْ قَلْبِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ فَلَنْ تَطْعَمَهُ النَّارُ "، أَوْ قَالَ: " لَنْ يَدْخُلَ النَّارَ " (1)
12385 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُعْجِبُهُ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ، فَرُبَّمَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً.
وسيأتي برقم (12788) عن مؤمل عن حماد عن ثابت.
وهذا الحديث إنما رواه أنس عن محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك، ثم سمعه من عتْبان نفسه، كما سيأتي في مسند عتبان 5/449 عن حجاج بن محمد، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس.
وأخرج قصة مالك بن دُخيشم -ويقال: دُخْشُم- دون قصة عتبان: النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1105) من طريق آدم بن أبي إياس، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة، عن أنس.
قوله: "اشتكى عينه" قيل: اشتكى ضعف بصره كما لمسلم، أو عماه كما عند غيره.
"عُظْم فلك": بضم فسكون، أي: معظمه.
ومالك بن الذُخيشم: أنصاري أوسي، قال أبو عمر ابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/352-353: شهد العقبة في قول ابن إسحاق وموسى بن عقبة والواقدي، ولم يشهدها في قول أبي معشر وداود بن الحُصين، ولم يختلفوا أنه شهد بدراً وما بعدها من المشاهد، وهو الذي أسر يوم بدر سُهيل بن عمرو، وكان يُتهم بالنفاق ولا يصحُ عنه النفاقُ، وقد ظهر من حُسْن إسلامه ما يمنع من اتهامه. والله أعلم.(19/378)
قَالَ: " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا؟ " فَإِذَا رَأَى الرَّجُلُ رُؤْيَا سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، كَانَ أَعْجَبَ لِرُؤْيَاهُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُ كَأَنِّي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ بِهَا وَجْبَةً، ارْتَجَّتْ (1) لَهَا الْجَنَّةُ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا قَدْ جِيءَ بِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، وَفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، حَتَّى عَدَّتْ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا وَقَدْ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً قَبْلَ ذَلِكَ، قَالَتْ: فَجِيءَ بِهِمْ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ طُلْسٌ، تَشْخُبُ أَوْدَاجُهُمْ قَالَتْ: فَقِيلَ: اذْهَبُوا بِهِمْ إِلَى نَهْرِ الْبَيْذخِ (2) ، - أَوْ قَالَ: إِلَى نَهَرِ الْبَيْدَحِ - قَالَ: فَغُمِسُوا فِيهِ، فَخَرَجُوا مِنْهُ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ. قَالَتْ: ثُمَّ أَتَوْا بِكَرَاسِيَّ مِنْ ذَهَبٍ فَقَعَدُوا عَلَيْهَا، وَأُتِيَ بِصَحْفَةٍ - أَوْ كَلِمَةٍ نَحْوِهَا - فِيهَا بُسْرَةٌ، فَأَكَلُوا مِنْهَا، فَمَا يُقَلِّبُونَهَا لِشِقٍّ، إِلَّا أَكَلُوا مِنْ فَاكِهَةٍ مَا
__________
(1) في (ظ 4) ونسخة في (س) : الْتجت. قال السندي في شرحه على "ارتجت": أي: اضطربت، افتعال من الرج: وهو الحركة، وفي بعض النسخ: التجت، وهو قريب من معنى "ارتجت" فقد جاء: "من ركب البحر إذا التج -وفي رواية: ارتج- فقد برئت منه الذمة" فمعنى "التج" أي: تلاطمت أمواجُه، من التج الأمرُ: إذا عظُم واختلط، ولُجة البحر: معظمُه، ومعنى: "ارتج" أي: اضطرب.
(2) في (م) و (س) و (ق) : السدخ: والمثبت من (ظ 4) و"المختارة" للضياء. والبيْذخ وكذا البيْدح: يقال للمرأة البادن، أي: السمينة الممتلئة. وفي "القاموس": البدْح -بالكسر-: الفضاء الواسع، وبداح -كسحاب-: المتسع من الأرض، أو الفينة الواسعة. فلعل هذا مأخوذ منه.
وأما السدح: فهو بسط الشيء على الأرض.(19/379)
أَرَادُوا، وَأَكَلْتُ مَعَهُمْ. قَالَ: فَجَاءَ الْبَشِيرُ مِنْ تِلْكَ السَّرِيَّةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ مِنْ أَمْرِنَا كَذَا وَكَذَا، وَأُصِيبَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، حَتَّى عَدَّ الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ عَدَّتْهُمُ الْمَرْأَةُ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيَّ بِالْمَرْأَةِ " فَجَاءَتْ، قَالَ: " قُصِّي عَلَى هَذَا رُؤْيَاكِ " فَقَصَّتْ، قَالَ: هُوَ كَمَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ، (1)
12386 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، الْمَعْنَى (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1716) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (3289) ، ومن طريقه ابن حبان (6054) ، والضياء (1715) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/26 من طريق شيبان بن فرّوخ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/26 من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن سليمان بن المغيرة، به.
وأخرج النسائي في "الكبرى" (7622) أوله فقط من طريق أبي هشام، عن سليمان بن المغيرة، به.
وسيأتي بالأرقام (12386) و (13698) .
قوله: "وجْبة"، قال السندي: السقطة مع الهدة، وقيل: صوت السقوط.
"طُلس" جمع أطلس، وهو الأسود والوسخ، ومنه رجال طُلْس، أي: مُغْبرُّ الألوان.
"تشخب"، أي: تسيل.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وسليمان: هو ابن المغيرة. =(19/380)
12387 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَامِلَهُ فَنَكَتَهُنَّ فِي الْأَرْضِ فَقَالَ: " هَذَا ابْنُ آدَمَ " وَقَالَ: بِيَدِهِ خَلْفَ ذَلِكَ، قَالَ: " وَهَذَا أَجَلُهُ " قَالَ: وَأَوْمَأَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: " وَثَمَّ أَمَلُهُ " ثَلَاثَ مِرَارٍ (1)
12388 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي أَيَّامِ الشِّتَاءِ، وَمَا نَدْرِي لَمَا مَضَى مِنَ النَّهَارِ أَكْثَرُ، أَوْ مَا بَقِيَ " (2)
__________
= وأخرجه عبد بن حميد (1275) ، والضياء في "المختارة" (1717) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وانظر (12238) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، موسى أبو العلاء لا يعرف، ومن دونه ثقات من رجال الصحيح. بهز: هو ابن أسد العمي.
وسيأتي برقم (12634) عن أبي كامل وعفان عن حماد بن سلمة.
وأخرج البخاري في "الصحيح" (906) ، وفي "الأدب المفرد" (1162) ، والنسائي 1/248، والبيهقي 3/191 من طريق أبي خلدة خالد بن دينار قال: صلي بنا أميرٌ الجمعة، ثم قال لأنس: كيف كان النبى يصلي الظهر؟ قال: كان النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أشتد البرْدُ بكر بالصلاة، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة.
وانظر ما سلف برقم (12111) .
قوله: "كان يصلي في أيام الشتاء" يعنى صلاة الظهر، والمراد بقوله: "وما =(19/381)
12389 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يُجَاوِزُ شَعْرُهُ أُذُنَيْهِ " (1)
12390 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا " (2)
__________
= ندري لما مضى من النهار اكثر أو ما بقي" أنه من شدة التعجيل والتبكير بها كان يشتبه على بعضهم هل صلاّها قبل الزوال أو بعده.
(1) إسناده صحيح. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني.
وأخرجه ابن سعد 1/428، وعبد بن حميد (125) و (1340) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 1/478 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. زاد أبو عوانة في إحدى طريقيه: كأنه شعر قتادة، وكان شعره رجلاً، وسيأتي نحو هذه الزيادة في "المسند" برقم (13238) من طريق حميد عن أنس.
وأخرجه عبد الرزاق (20519) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1242) ، وأبو داود (4185) ، والنسائي 8/133، والبيهقي في "الدلائل" 1/220، والبغوي (3639) . وأخرجه ابن سعد 1/428، والترمذي في "الشمائل" (28) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما (عبد الرزاق وابن المبارك) عن معمر، عن ثابت، به. بلفظ: كان شعرُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أنصاف أُذُنيه.
وسيأتي الحديث من طريق ثابت برقم (12601) . وانظر ما سلف برقم (12118) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً برقم (12677) .
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20876) ، وفي "تفسيره" 3/72، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1183) ، والترمذي (3293) ، وأبو يعلى =(19/382)
12391 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ " (1)
__________
= (3038) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (270) .
وأخرجه الطبري 27/184 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، بهذا الإسناد. وانظر (12070) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20919) ، وفي "تفسيره" 1/121، ومن طريقه أخرجه المصنف أيضاً في "فضائل الصحابة" (1325) و (1337) ، والترمذي (3878) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2960) ، وأبو يعلى (3039) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (147) ، وابن حبان (6951) و (7003) ، والسّراج في "مسنده" كما في "الاستيعاب" 4/365، والطبراني في "المعجم الكبير" 22/ (1003) و23/ (3) ، والحاكم 3/157، وأبو نعيم في "الحلية" 2/344، والبغوي في "شرح السنة" (3955) ، وفي "التفسير" 1/301.
وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة" (1332) و (1338) ، ومن طريقه الحاكم 3/157 عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2961) ، والطبري 3/263، وابن عدي 4/1533، والطبراني في "الكبير" 22/ (1004) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/404، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 4/277، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/83 من طريق أبي جعفر الرازي، عن ثابت، عن أنس. وأبو جعفر سييء الحفظ. لكن حديثه حسن في المتابعات وهذا منها.
وفي الباب عن علي، سلف برقم (938) .
وعن ابن عباس، سلف برقم (2668) .(19/383)
12392 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَلَغَ صَفِيَّةَ أَنَّ حَفْصَةَ قَالَتْ: إِنِّي ابْنَةُ يَهُودِيٍّ، فَبَكَتْ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ: " مَا شَأْنُكِ؟ " فَقَالَتْ: قَالَتْ لِي حَفْصَةُ: إِنِّي ابْنَةُ يَهُودِيٍّ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكِ ابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ "، فَقَالَ: " اتَّقِي اللهَ يَا حَفْصَةُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1795) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20921) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1248) ، والترمذي (3894) ، والنسائي في "الكبرى" (8919) ، وأبو يعلى (3437) ، وابن حبان (7211) ، والطبراني 24/ (186) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/55، والضياء (1793) و (1794) و (1796) و (1797) . وقال الترمذي: حسن صحيح.
وصفية أم المؤمنين: هي ابنة حُيي بن أخطب من بني النضير، وهو من سبْط لاوي بن يعقوب، ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام، ولذلك قال لها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنك ابنة نبى، وإن عمك لنبيّ".
وأخرج الترمذي (3892) من طريق هاشم بن سعيد الكوفي، عن كنانة مولى صفية قال: حدثتنا صفيةُ بنت حيي قالت: دخل علي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلامٌ، فذكرتُ ذلك له فقال: "ألا قلت: فكيف تكونان خيراً مني وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى؟ " وكان الذي بلغها إنهم قالوا: نحن أكرم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها، وقالوا: نحن أزواجُ النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبنات عمه. قال الترمذي: وهذا حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إلا من حديث هاشم الكوفي، وليس إسناده بذلك القوي.(19/384)
12393 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جُلَيْبِيبٍ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى أَبِيهَا، فَقَالَ: حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَنَعَمْ إِذًا " قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَتِهِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا، فَقَالَتْ: لَاهَا اللهُ إِذًا، مَا وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا جُلَيْبِيبًا وَقَدْ مَنَعْنَاهَا مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ؟ قَالَ: وَالْجَارِيَةُ فِي سِتْرِهَا تَسْتَمِعُ. قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَرُدُّوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ؟ إِنْ كَانَ قَدْ رَضِيَهُ لَكُمْ، فَأَنْكِحُوهُ قَالَ: فَكَأَنَّهَا جَلَّتْ عَنْ أَبَوَيْهَا، وَقَالَا: صَدَقْتِ. فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ قَدْ رَضِيتَهُ فَقَدْ رَضِينَاهُ. قَالَ: " فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهُ ". فَزَوَّجَهَا، ثُمَّ فُزِّعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، فَرَكِبَ جُلَيْبِيبٌ فَوَجَدُوهُ قَدْ قُتِلَ، وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ قَتَلَهُمْ، قَالَ أَنَسٌ: " فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا وَإِنَّهَا لَمِنْ أَنْفَقِ ثَيِّبٍ (1) فِي الْمَدِينَةِ " (2)
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) : بيت، والمثبت من (ظ 4) وهو الصواب الموافق لما في مصادر التخريج.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (10333) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1245) ، والبزار (2741) ، وابن حبان (4059) .
ويشهد له حديث أبي برزة الأسلمي، وسيأتي في مسنده 4/422 بإسناد صحيح، وصححه ابن حبان (4035) . =(19/385)
12394 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي ذُو مَالٍ كَثِيرٍ، وَذُو أَهْلٍ وَوَلَدٍ، وَحَاضِرَةٍ، فَأَخْبِرْنِي كَيْفَ أُنْفِقُ؟ وَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُخْرِجُ الزَّكَاةَ مِنْ مَالِكَ، فَإِنَّهَا طُهْرَةٌ تُطَهِّرُكَ (1) ، وَتَصِلُ أَقْرِبَاءَكَ، وَتَعْرِفُ حَقَّ السَّائِلِ، وَالْجَارِ، وَالْمِسْكِينِ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقْلِلْ لِي، قَالَ: " فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ، وَالْمِسْكِينَ، وَابْنَ السَّبِيلِ، وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا " فَقَالَ: حَسْبِي يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَا أَدَّيْتُ الزَّكَاةَ إِلَى رَسُولِكَ، فَقَدْ بَرِئْتُ مِنْهَا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، إِذَا أَدَّيْتَهَا إِلَى رَسُولِي، فَقَدْ بَرِئْتَ مِنْهَا، فَلَكَ أَجْرُهَا، وَإِثْمُهَا عَلَى مَنْ بَدَّلَهَا " (2)
__________
= وأخرج أبو يعلى (3343) من طريق ديلم بن غزوان، عن ثابت، عن أنس قال: كان رجل من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له: جليبيب، في وجهه دمامةٌ، فعرض عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التزويج، فقال: إذا تجدني كاسدًا. فقال: "غير أنك عند الله ليس بكاسدٍ". وإسناده صحيح.
(1) في (ظ 4) : طهر يطهرك.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن قيل في رواية سعيد بن أبي هلال عن أنس: إنها مرسلة. ليث: هو ابن سعد، وخالد بن يزيد: هو الجمحي أبو عبد الرحيم المصري.
وأخرجه الحاكم 2/360-361 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
قوله: "وحاضرة"، قال السندي: في "القاموس": الحاضرة خلاف البادية، وكأن المراد ذو بيوت ومساكن.
"طُهْرة"، أي: تطهير من الذنوب.(19/386)
12395 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَهِيَ مُحَمَّةٌ، فَحُمَّ النَّاسُ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ، وَالنَّاسُ قُعُودٌ يُصَلُّونَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةُ الْقَاعِدِ نِصْفُ صَلَاةِ الْقَائِمِ، فَتَجَشَّمَ النَّاسُ الصَّلَاةَ قِيَامًا " (1)
12396 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عِنْدَنَا، فَعَرِقَ، وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ، فَجَعَلَتْ تَسْلُتُ الْعَرَقَ فِيهَا، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ؟ " فَقَالَتْ: هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن أبن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلس ولم يصرح بسماعه من ابن شهاب.
وأخرجه أبو يعلى (3583) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (4121) عن ابن جريج، به.
وسيأتي من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد برقم (13236) ، وإسناده صحيح.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6512) . وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "محمة"، بفتح الميم والحاء، وبضم الميم وكسر الحاء، في "القاموس": أرض محمة: ذات حُمى، أو كثيرتها.
"فتجشم"، أي: تكلف.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =(19/387)
12397 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ قَالَ: يَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لَا أَفْتَحَ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ " (1)
__________
= سليمان -وهو ابن المغيرة- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً.
وأخرجه عبد بن حميد (1268) ، ومسلم (2331) (83) ، والبغوي (3661) من طرق عن هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (289) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/61، والبيهقي في "الشعب" (1429) من طرق عن سليمان بن المغيرة، به.
وأخرجه النسائي 8/218 من طريق محمد بن موسى، عن عبد الله ابن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك.
وسيأتي برقم (13423) و (14059) من طريق ثابت. وانظر ما سلف برقم قوله: "فقال" من القيلولة: وهو النوم في الظهيرة.
و"تسلُت"، قال السندي: أي: تمسح العرق عن محله، وتجمعه في القارورة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد (1271) ، ومسلم (197) ، وأبو عوانة 1/158-159، وابن منده في "الإيمان" (867) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/480، والبغوي (4339) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد -زوائد نعيم" (400) عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ولم يذكر أنساً!
وسيأتي نحوه ضمن حديث الشفاعة الطويل من طريق ثابت برقم (13590) . =(19/388)
12398 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُسَيْسَةَ عَيْنًا يَنْظُرُ مَا صَنَعَتْ (1) عِيرُ أَبِي سُفْيَانَ، فَجَاءَ وَمَا فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ غَيْرِي، وَغَيْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: لَا أَدْرِي مَا اسْتَثْنَى بَعْضَ نِسَائِهِ - فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَكَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّ لَنَا طَلِبَةً، فَمَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا، فَلْيَرْكَبْ مَعَنَا "، فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذِنُونَهُ فِي ظَهْرٍ لَهُمْ فِي عُلُوِّ الْمَدِينَةِ قَالَ: " لَا إِلَّا مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا " فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حَتَّى سَبَقُوا الْمُشْرِكِينَ إِلَى بَدْرٍ، وَجَاءَ الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَى شَيْءٍ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُؤْذِنُهُ ". فَدَنَا الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا
__________
= وأخرج الحميدي (1204) ، والدارمي (50) ، والترمذي (3148) ، وأبو يعلى (3989) و (3997) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/621 من طريق علي ابن زيد بن جدعان، عن أنس: أنه ذُكر عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشفاعة، فقال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فآخذ بحلقة الجنة فأُقْعْقعُها". وعلي بن زيد ضعيف، لكن حديثه هذا يُشدُ بغيره.
وأخرج ابن أبي شيبة 4/95 و12/503، ومسلم (196) (331) ، وابن أبي عاصم في "الأوائل" (6) ، وأبو يعلى (3964) ، وابن حبان (6481) ، والطبراني في "الأوائل" (5) ، وابن منده في "الإيمان" (888) ، والبغوي (4338) من طريق المختار بن فلفل، عن أنس مرفوعاً: "أنا أول من يقرع باب الجنة". وفيه عند بعضهم زيادات.
وانظر ما سيأتي برقم (12469) .
(1) في (م) و (س) و (ق) : فعلت.(19/389)
السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ". قَالَ: يَقُولُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ، جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ؟ قَالَ: " نَعَمْ " فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ " قَالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِلَّا، رَجَاءَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا. قَالَ: " فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا ". قَالَ: فَاخْتَرَجَ (1) تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ، إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ. قَالَ: ثُمَّ رَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ (2)
__________
(1) في (م) و (ق) : فَأَخْرَجَ، وكذلك هي في "صحيح مسلم"، والمثبت من (ظ 4) و (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أحمد بن عبد الواحد المقدسي في "فضل الجهاد والمجاهدين" (21) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد -واقتصر على قصة عمير بن الحمام.
وأخرجه عبد بن حميد (1272) ، ومسلم (1901) ، وأبو داود (2618) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (55) ، وأبو عوانة 5/35-37، والحاكم 3/426، والبيهقي في "السنن" 9/43، وفي "الدلائل" 3/ 68-69 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، به -واقتصر الحاكم وعنه البيهقي في "السنن" على قصة عمير بن الحمام.
قوله: "عير أبي سفيان"، قال السندي: بكسر العين، هي دواب تحمل الطعام وغيره من الأمتعة.
"ما استثنى": "ما" مصدرية، أي: استثناءه، أو نافية، أي: ما استثنى أم استثنى.
"طلبة"، أي: مطلوباً. =(19/390)
12399 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] إِلَى قَوْلِهِ {وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الزمر: 55] ، وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ رَفِيعَ الصَّوْتِ، فَقَالَ: أَنَا الَّذِي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَبِطَ عَمَلِي، أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَجَلَسَ فِي أَهْلِهِ حَزِينًا، فَتَفَقَّدَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِلَيْهِ، فَقَالُوا لَهُ: تَفَقَّدَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَكَ؟ فَقَالَ: أَنَا الَّذِي أَرْفَعُ صَوْتِي فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ، وَأَجْهَرُ بِالْقَوْلِ حَبِطَ عَمَلِي، وَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَتَوْا النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرُوهُ بِمَا قَالَ، فَقَالَ: " لَا، بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " قَالَ أَنَسٌ: " وَكُنَّا نَرَاهُ يَمْشِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ كَانَ فِينَا بَعْضُ الِانْكِشَافِ، فَجَاءَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَقَدْ تَحَنَّطَ وَلَبِسَ كَفَنَهُ، فَقَالَ:
__________
= "ظفره"، أي: مركوبه.
" بخ بخ ": جاء فيه إسكان الخاء وكسرها منوناً، وهي كلمة تُطلقُ لتفخيم الأمر وتعظيمه في الخير.
"من قرنه"، قال النووي: بقاف وراء مفتوحتين ثم نون، وهو وعاءٌ من جلود يُجعل للسهام.
وأما بُسيسة، ويقال: بسْبسة، وهو الذي صوبه ابن حجر في "الإصابة" 1/ 288، ويقال له: بسْبس، بغير هاء: وهو ابن عمرو بن ثعلبة الجهني، حليف الخزرج، وذكر ابن حجر أنه شهد بدراً باتفاق.(19/391)
بِئْسَمَا تُعَوِّدُونَ أَقْرَانَكُمْ، فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد (1209) ، وأبو عوانة 1/69، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/354 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (557) ، ومسلم (119) (188) ، وأبو يعلى (3331) ، وابن حبان (7168) من طرق عن سليمان بن المغيرة، به.
وأخرجه مسلم (119) (188) ، وأبو يعلى (3427) ، والواحدي في "أسباب النزول" ص258 من طريق جعفر بن سليمان، ومسلم (119) (188) ، والنسائي في "الكبرى" (8227) و (11513) ، وأبو يعلى (3381) ، وابن حبان (7169) من طريق سليمان التيمي، كلاهما عن ثابت، به.
وأخرجه البخاري (3613) و (4846) ، وأبو عوانة 1/69، والبغوي (3996) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/275 من طريق أزهر بن سعد، والإسماعيلي في "مستخرجه" -كما في "الفتح" 6/620 -من طريق ابن المبارك، كلاهما عن ابن عون، قال: أخبرني موسى بن أنس، عن أبيه أنس.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1309) من طريق أزهر بن سعد، عن ابن عون، عن ثمامة بن عبد الله، عن أنس. وابن عون: هو عبد الله، وهو من الثقات المكثرين، فلا يبعد أن يكون عنده على الوجهين.
وأخرجه البخاري (2845) من طريق ابن عون، عن موسى بن أنس، عن أنس -بقصة التحنط فقط.
وسيأتي الحديث من طريق ثابت البناني برقم (12480) و (14060) .
وفي الباب عن ثابت بن قيس نفسه، أخرجه ابن حبان (7167) .
قوله: "رفيع الصوت"، قال السندي: أي: جهيره طبعاً، وكان خطيب الأنصار، وجاء أنه خطب مقدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، فقال: نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا، فما لنا؟ قال: "الجنة". قالوا: رضينا. ويقال له: خطيب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضاً.
"حبط"، أي: ضلَّ وبطل.(19/392)
12400 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَلَّاقُ يَحْلِقُهُ، وَأَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَمَا يُرِيدُونَ أَنْ تَقَعَ شَعْرَةٌ إِلَّا فِي يَدِ رَجُلٍ " (1)
12401 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ جَاءَ خَدَمُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِآنِيَتِهِمْ فِيهَا الْمَاءُ، فَمَا يُؤْتَى بِإِنَاءٍ إِلَّا غَمَسَ يَدَهُ فِيهَا، فَرُبَّمَا جَاءُوهُ فِي الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ فَغَمَسَ يَدَهُ فِيهَا " (2)
12402 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَكَتَبَ كِتَابًا بَيْنَ أَهْلِهِ، فَقَالَ: اشْهَدُوا يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ، قَالَ ثَابِتٌ: فَكَأَنِّي كَرِهْتُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ: لَوْ سَمَّيْتَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ: وَمَا بَأْسُ ذَلِكَ أَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد (1273) ، ومسلم (2325) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وانظر (12363) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان -وهو ابن المغيرة- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وثابت: هو ابن أسلم البُناني.
وأخرجه عبد بن حميد (1274) ، ومسلم (2324) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/533، والبيهقي في "الدلائل" 1/331 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.(19/393)
أَقُولَ (1) لَكُمْ قُرَّاءٌ، أَفَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ إِخْوَانِكُمُ الَّذِينَ كُنَّا نُسَمِّيهِمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرَّاءَ، فَذَكَرَ أَنَّهُمْ كَانُوا سَبْعِينَ، فَكَانُوا إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ، انْطَلَقُوا إِلَى مُعَلِّمٍ لَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، فَيَدْرُسُونَ فِيهِ الْقُرْآنَ حَتَّى يُصْبِحُوا (2) ، فَإِذَا أَصْبَحُوا فَمَنْ كَانَتْ لَهُ قُوَّةٌ اسْتَعْذَبَ مِنَ الْمَاءِ، وَأَصَابَ مِنَ الْحَطَبِ، وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ سَعَةٌ اجْتَمَعُوا، فَاشْتَرَوْا الشَّاةَ، فَأَصْلَحُوهَا فَيُصْبِحُ ذَلِكَ مُعَلَّقًا بِحُجَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أُصِيبَ خُبَيْبٌ، بَعَثَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَفِيهِمْ خَالِي حَرَامٌ، فَقَالَ حِرَامٌ لِأَمِيرِهِمْ: دَعْنِي فَلْأُخْبِرْ هَؤُلَاءِ أَنَّا لَسْنَا إِيَّاهُمْ نُرِيدُ، حَتَّى يُخَلُّوا وَجْهَنَا، - وَقَالَ عَفَّانُ: فَيُخَلُّونَ وَجْهَنَا -، فَقَالَ لَهُمْ حَرَامٌ: إِنَّا لَسْنَا إِيَّاكُمْ نُرِيدُ، فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ بِالرُّمْحِ، فَأَنْفَذَهُ مِنْهُ، فَلَمَّا وَجَدَ الرُّمْحَ فِي جَوْفِهِ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. قَالَ: فَانْطَوَوْا عَلَيْهِمْ فَمَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَقَالَ أَنَسٌ: " فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ عَلَى شَيْءٍ قَطُّ، وَجْدَهُ عَلَيْهِمْ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا صَلَّى (3) الْغَدَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ (4) فَدَعَا عَلَيْهِمْ "، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَبُو طَلْحَةَ يَقُولُ لِي: هَلْ
__________
(1) في (م) والأصول: أقل، وهو خطأ، والصواب ما أثبتنا.
(2) في (م) و (س) : فيدرسون الليل حتى يصبحوا، والمثبت من (ظ 4) و (ق) .
(3) في (م) و (س) و (ق) : في صلاة، والمثبت من (ظ 4) وهامشي (س) و (ق) .
(4) في (ظ 4) وهامش (ق) : يده.(19/394)
لَكَ فِي قَاتِلِ حَرَامٍ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا لَهُ فَعَلَ اللهُ بِهِ وَفَعَلَ قَالَ: مَهْلًا، فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ، وَقَالَ عَفَّانُ: رَفَعَ يَدَهُ (1) يَدْعُو عَلَيْهِمْ، وقَالَ أَبُو النَّضْرِ: رَفَعَ يَدَيْهِ (2) (3)
12403 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ (4) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: " أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ أَقْرَأَ
__________
(1) المثبت من (ظ 4) وهامش (ق) ، وفي (م) و (س) و (ق) : يديه.
(2) في (ظ 4) وحدها: يده.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد (1276) من طريق هاشم بن القاسم وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 5/40-41، والبيهقي في "الدلائل" 3/349 من طريق عفان بن مسلم وحده، به.
وأخرجه البخاري (4092) ، والنسائي في "الكبرى" (8297) من طريق عبد الله بن معمر، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس قال: لما طُعن حرامُ ابن ملحان -وكان خاله- يوم بئر معونة قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ورأسه، ثم قال: فزت ورب الكعبة.
وسيأتي مختصراً برقم (13854) من طريق حماد عن ثابت. وانظر ما سلف برقم (12064) .
قوله: "جنهم الليل"، قال السندي: سترهم بظُلْمته.
"معلم": بفتح ميم ولام (كما ضبط في ظ 4) : هو ما جعل علامة لشيء، فكأنهم جعلوه علامة لاجتماعهم فيه، وقيل: هي أرض مستوية ليس فيها حدب يردُ البصر، ولا بناء يستر ما وراءه ولا علامة غيره.
(4) زاد في (م) بعد "معمر": عن الزهري. وهو خطأ.(19/395)
عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ". قَالَ أُبَيٌّ: أَوَسَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " فَبَكَى أُبَيٌّ (1)
12404 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ وَرَجُلًا آخَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ، تَحَدَّثَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فِي حَاجَةٍ لَهُمَا، حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةٌ، وَلَيْلَةٌ شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ، ثُمَّ خَرَجَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْقَلِبَانِ، وَبِيَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عُصَيَّةٌ، فَأَضَاءَتْ عَصَا أَحَدِهِمَا لَهُمَا حَتَّى مَشَيَا فِي ضَوْئِهَا، حَتَّى إِذَا افْتَرَقَ بِهِمَا الطَّرِيقُ أَضَاءَتْ لِلْآخَرِ عَصَاهُ، فَمَشَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي ضَوْءِ عَصَاهُ حَتَّى بَلَغَ إِلَى أَهْلِهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد بن حمد (1193) ، والنسائي في "الكبرى" (7999) ،
والبيهقي في "شعب الإيمان" (2202) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20411) ، ومن طريقه أبو يعلى (3033) عن معمر، عن قتادة وأبان بن أبي عياش، عن أنس. وانظر (12403) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد بن حميد (1244) ، والمروزي في "قيام الليل" ص50، وابن حبان (2030) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/77-78، والبغوي (3988) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/78 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري عن معمر بإثر الحديث (3805) .
وأخرجه بنحوه البخاري (465) و (3639) و (3805) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/77، والبغوي (3987) من طريق قتادة عن أنس.
وسيأتي من طريق ثابت برقم (12980) و (13870) .(19/396)
12405 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، إِنْ ذَكَرْتَنِي فِي نَفْسِكَ ذَكَرْتُكَ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرْتَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُكَ فِي مَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، أَوْ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ دَنَوْتَ مِنِّي شِبْرًا، دَنَوْتُ مِنْكَ ذِرَاعًا، وَإِنْ دَنَوْتَ مِنِّي ذِرَاعًا، دَنَوْتُ مِنْكَ بَاعًا، وَإِنْ أَتَيْتَنِي تَمْشِي، أَتَيْتُكَ أُهَرْوِلُ " قَالَ قَتَادَةُ: " فَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَسْرَعُ بِالْمَغْفِرَةِ " (1)
12406 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَأْذَنَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ "، فَقَالَ سَعْدٌ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَلَمْ يُسْمِعِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَلَّمَ ثَلَاثًا، وَرَدَّ عَلَيْهِ سَعْدٌ ثَلَاثًا، وَلَمْ يُسْمِعْهُ فَرَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتَّبَعَهُ سَعْدٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا سَلَّمْتَ تَسْلِيمَةً إِلَّا هِيَ بِأُذُنِي، وَلَقَدْ رَدَدْتُ عَلَيْكَ وَلَمْ أُسْمِعْكَ، أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْتَكْثِرَ مِنْ سَلَامِكَ، وَمِنَ الْبَرَكَةِ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ الْبَيْتَ فَقَرَّبَ لَهُ زَبِيبًا، فَأَكَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: " أَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20575) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1169) ، والبغوي (1250) . وانظر (12233) .(19/397)
الْمَلَائِكَةُ، وَأَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ " (1)
12407 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُشِيرُ فِي الصَّلَاةِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1783) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7907) و (19425) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3854) ، والطبراني في "الدعاء" (924) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/240 و7/287، وفي "الآداب" (329) ، وفي "شعب الايمان" (6048) و (6049) و (6050) ، والبغوي (3320) ، والضياء (1784) . ووقع عند الطبراني والبيهقي في بعض طرقه: عن أنس، دون شك، ووقع الحديث عند بعضهم مختصراً.
وأخرجه البزار (2007) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1577) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/287، وفي "الآداب" (571) من طريق ابن أبي الشوارب، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس -دون شك. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الترمذي (2696) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1329) ، وفي "السنن الكبرى" (8349) من طريق قتيبة بن سعيد، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، به. واقتصروا على أوله.
وأخرج قصة الدعاء منه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/280 من طريق عيسى بن شعيب، عن عبد الحكم بن زياد -ويقال: ابن عبد الله القسملي-، عن أنس بن مالك. وعبد الحكم بن زياد ضعيف.
وانظر في هذا الدعاء ما سلف برقم (12177) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3276) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد =(19/398)
12408 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فِي السَّفَرِ " (1)
__________
= (1162) ، وأبو داود (943) ، وأبو يعلى (3569) و (3588) ، وابن خزيمة (885) ، وابن حبان (2264) ، والدارقطني 2/84، والبيهقي 2/262، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص105.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (695) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/292 من طريق يزيد بن السمط، حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن أنس.
وفي الباب عن ابن عمر عند الدارقطني 2/84، والبيهقي 2/262، بإسناد صحيح، كلفظ حديث أنس.
وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (413) وغيره في قصة شكوى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه: فأشار إلينا فقعدنا. وسيأتي في مسنده 3/334.
وبنحوه عن عائشة عند البخاري (688) ، ومسلم (412) ، وفيه: فأشار إليهم: أن اجلسوا. وسيأتي في مسندها 6/51.
وعنون ابن حبان في "صحيحه" على حديث أنس بقوله: ذكْر الإباحة للمرء أن يشير في صلاته لحاجة تبدو له.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطحاوي 1/162 من طريق أبان بن يزيد، عن يحيي بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري في "صحيحه" (1108) عن حسين بن ذكوان وعلي بن المبارك وحرب بن شداد، ثلاثتهم عن يحيي بن كثير، به.
وقد وصله من طريق علي بن المبارك أبو نعيم في "مستخرجه" كما في "تغليق التعليق" 2/426-428.
وأما طريق حرب بن شداد، فقد وصلها البخاري برقم (1110) ، وستأتي =(19/399)