عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِثَوْبَانَ: " كَيْفَ أَنْتَ يَا ثَوْبَانُ، إِذْ تَدَاعَتْ عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ كَتَدَاعِيكُمْ عَلَى قَصْعَةِ الطَّعَامِ تُصِيبُونَ مِنْهُ؟ " قَالَ ثَوْبَانُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا؟ قَالَ: " لَا، بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ يُلْقَى فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنُ " قَالُوا: وَمَا الْوَهَنُ؟ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " حُبُّكُمُ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَتُكُمُ الْقِتَالَ " (1)
8714 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الصمد بن حبيب ضعفه أحمد وأبو زرعة والعقيلي، وقال البخاري وأبو حاتم: لين الحديث، وقال ابن معين: لا بأس به، وأبوه مجهول. أبو جعفر المدائني: هو محمد بن جعفر الرازي البزاز، قال مهنا عن أحمد وأبو داود: لا بأس به، ونقل العقيلي في "الضعفاء" 4/44 عن أحمد ابن حنبل أنه قال: ذاك الذى كان بالمدائن محمد بن جعفر سمعت منه، ولكن لم أرو عنه قط ولا أحدث عنه بشيء أبداً، كذا نقل العقيلي، وها أنت ترى أنه روى عنه في "المسند" هذا الحديث والأحاديث التي بعده!
ولم نقف على أحد أخرجه من حديث أبي هريرة غير الِإمام أحمد، وأخرجه أبو داود (4297) من حديث ثوبان نفسه، وسيأتي في مسند ثوبان 5/278، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكَلَة على قصعتها"، قال: قلنا. يا رسول الله، أمن قلة بنا يومئذ؟ قال: "أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن، قال: قلنا: وما الوهن؟ قال: "حب الحياة وكراهية الموت". وسنده
حسن.(14/332)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ " كَانَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ " (1)
8715 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو جعفر -وهو المدائني- ومحمد بن عمرو بن علقمة صدوقان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عباد: هو ابن العوام الواسطي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/388 عن سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4512) ، وابن حبان (6381) من طريق وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله، عن محمد بن عمرو، به. زاد أبو داود في حديثه قصة اليهودية التي أهدت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خيبر شاةً مسمومة.
وأخرجه بهذه الزيادة ابن سعد 2/200 عن سعيد بن محمد الثقفي، وأبو داود (4511) و (4512) عن وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله، كلاهما عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة مرسلًا.
وانظر ما سلف برقم (8014) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي جعفر المدائني -واسمه محمد بن جعفر البزاز- فقد روى له مسلم حديثاً واحداً، وهو صدوق، وقد توبع.=(14/333)
8716 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَبِيبٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: " مَنْ كَانَ أَصْبَحَ مِنْكُمْ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَ أَصَابَ مِنْ غَدَاءِ أَهْلِهِ فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ " (1)
__________
= وأخرجه مسلم (233) (15) ، والبيهقي 2/466 من طريق نصر بن علي الجهضمي، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (377) عن كلثوم بن محمد بن أبي سدرة، عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي هريرة. وسنده منقطع، فإن عطاء بن أبي مسلم لم يسمع من أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (7129) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الصمد بن حبيب وجهالة أبيه. شبيل: هو ابن عوف الأحمسي.
وهذا الحديث تفرد به الِإمام أحمد، لكن له شواهد يصح بها: فله شاهد عن سلمة بن الأكوع عند البخاري (1924) ، ومسلم (1135) ، وسيأتي في مسنده 4/50.
وعن الرُّبيِّع بنت معوِّذ عند البخاري (1960) ، ومسلم (1136) ، وسيأتي 6/359 و359-360.
وفي الباب أيضاً عن ابن عباس، سلف برقم (2058) .
وعن هند بن أسماء وأسماء بن حارثة ومحمد بن صيفي الأنصاري وعم عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي، وستأتي أحاديثهم على التوالي 3/484 و4/78 و388 و409.
وفي الباب عن غير هؤلاء أيضاً، انظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 3/186.
قوله: "فليتم بقية يومه"، قال السندي: يقتضي أن صوم عاشوراء كان يومئذ =(14/334)
8717 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُنَاسٍ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ صَامُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: " مَا هَذَا مِنَ الصَّوْمِ؟ " قَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي نَجَّى اللهُ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْغَرَقِ، وَغَرَّقَ فِيهِ فِرْعَوْنَ، وَهَذَا يَوْمُ اسْتَوَتْ فِيهِ السَّفِينَةُ عَلَى الْجُودِيِّ، فَصَامَ نُوحٌ وَمُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى، وَأَحَقُّ بِصَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ "، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالصَّوْمِ (1)
8718 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ رَضِيَ لَكُمْ ثَلَاثًا، وَكَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: رَضِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَنْصَحُوا لِمَنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَكُمْ، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ
__________
= فرضاً ثم نسخ. وانظر "فتح الباري" 4 /246-247.
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وهذا الحديث تفرد به الِإمام أحمد أيضاً.
ويشهد لقصة موسى منه دون قصة نوح عليهما السلام، حديث ابن عباس عند البخاري (2004) ، ومسلم (1130) ، وسلف في مسنده برقم (2644) ، فهي صحيحة بهذا الشاهد.
والجوديُّ: جبل في الشمال الشرفي من جزيرة ابن عمر. والجزيرة: محافظة في الشمال الشرقي من سورية.(14/335)
جَمِيعًا، وَلَا تَفَرَّقُوا، وَكَرِهَ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ " (1)
8719 - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مَنْ قَالَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ حِينَ يُصْبِحُ، كُتِبَ لَهُ بِهَا مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِهَا مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ عَدْلَ رَقَبَةٍ، وَحُفِظَ بِهَا يَوْمَئِذٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَمَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي، كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ " (2)
8720 - حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كُنَّا تَحْتَ ثَنِيَّةِ لِفْتٍ، طَلَعَ عَلَيْنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنَ الثَّنِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: " انْظُرْ مَنْ هَذَا؟ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: خَالِدُ بْنُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (8334) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن سعيد: هو ابن أبي هند المدني، وسمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (26) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الِإسناد. وانظر (8008) .(14/336)
الْوَلِيدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَ عَبْدُ اللهِ هَذَا " (1)
8721 - حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ
__________
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، إسحاق بن الحارث بن عبد الله، كذا هو في جميع النسخ الخطية و"أطراف المسند" 7/133، وصوابه: إسحاق بن عبد الله بن الحارث، ولعل أحد الرواة قلبه، وروايته عن أبي هريرة مرسلة، قاله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/226، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الترمذي (3846) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي هريرة، ضمن حديثٍ، وفيه: "نعِمَ عبد الله خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله". وقال: حديث حسن غريب، ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعاً من أبي هريرة، وهو عندي مرسل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/123-124عن يزيد بن هارون، عن أبي معشر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، ضمن حديثٍ أيضا، وفيه: "نعِمَ عبد الله فلان خالد بن الوليد". وأبو معشر ضعيف.
وفي الباب عن أبي بكر الصديق، سلف في "المسند" برقم (43) ، ولفظه: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "نعِمَ عبد الله، وأخو العشيرة، خالد بن الوليد، وسيف من سيوف الله، سلّه الله عز وجل على الكفار والمنافقين".
قوله: "ثنية لفت"، قال السندي: في "القاموس": اللفت: ثنية جبل قُدَيْدٍ، بين الحرمين، وفي "المجمع": ثنية بين مكة والمدينة، واختلف في سكون الفاء وفتحها، وقيل بكسر لام مع السكون، انتهى. وظاهره أن المشهور فتح اللام.(14/337)
مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ " (1)
8722 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَنَاجَشُوا، وَلَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مكي: هو ابن إبراهيم، وعبد الله بن سعيد: هو ابن أبي هند.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4288) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 1/249 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد المجيد بن سهيل، به.
وسيأتي برقم (9154) من طريق المسور بن رفاعة القرظي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "إن منبري على حوضي، وإن ما بين منبري وبين بيتي روضة من رياض الجنة، وصلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام".
وسيأتي الحديث من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (9812) .
وانظر ما سلف برقم (7223) ، وما سيأتي برقم (9215) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/389.
وعن سهل بن سعد، سيأتي 5/335 و339.
وعن ابن عمر عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2871) .
قوله: "منبري على ترعة"، قال السندي: هي بضم تاء وسكون راء وبعين مهملة، هو في الأصل الروضة على المكان المرتفع، يعني أن العبادة في هذا الموضع تؤدى إلى الجنة، فكأنه قطعة منها، وقيل: الترعة الدرجة، وقيل: الباب.(14/338)
تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ - قَالَ إِسْمَاعِيلُ فِي حَدِيثِهِ: وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ - التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا، يُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثًا، بِحَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ " (1)
8723 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ: " إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا " (2)
__________
(1) إسناده جيد على شرط مسلم، أبو سعيد مولى عبد الله روى عنه جمع، واحتج به مسلم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين سوى إسماعيل بن عمر -وهو الواسطي- فمن رجال مسلم، وتابعه أبو نعيم، وهو الفضل بن دُكين.
وأخرجه عبد بن حميد (1442) عن أبي نعيم وحده، بهذا الِإسناد. وانظر (7727) .
(2) إسناده حسن، إبراهيم بن إسحاق -وهو الطالقاني- روى له أبو داود والترمذي وهو قوي الحديث، أسامة بن زيد -وهو الليثي- حسن الحديث، استشهد به البخاري، وروى له الباقون. ابن المبارك: هو عبد الله.
وأخرجه الترمذي في "السنن" (1990) ، وفي "الشمائل" (237) ، والبيهقي في "السنن" 10/248، وفي "الآداب" (406) ، والبغوي (3602) من طريق علي بن الحسن، عن ابن المبارك، بهذا الِإسناد. وانظر (8481) .(14/339)
8724 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ مُطَرِّفٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عُدِيَ عَلَى مَالِي؟ قَالَ: " فَانْشُدِ اللهَ "، قَالَ: فَإِنْ أَبَوْا؟ قَالَ: فَانْشُدِ اللهَ، قَالَ (1) : فَإِنْ أَبَوْا [قَالَ] : " فَقَاتِلْ، فَإِنْ قُتِلْتَ فَفِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ قَتَلْتَ فَفِي النَّارِ " (2)
8725 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُوتِرْ "
" وَإِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ "
" وَلَا يَمْنَعْ فَضْلَ مَاءٍ لِيَمْنَعَ بِهِ الْكَلَأَ "
" وَمِنْ حَقِّ الْإِبِلِ أَنْ تُحْلَبَ (3) عَلَى الْمَاءِ يَوْمَ وِرْدِهَا " (4)
__________
(1) قوله: "قال: فإن" إلى هنا سقط من (م) ، واستدرك من الأصول الخطية.
(2) حديث صحيح، وسقط من هذا الِإسناد عمرو -وهو ابن أبي عمرو مولى المطلب- من بين يزيد بن الهاد وابن مطرف -وهو قهَيد-، وسلف الكلام على الحديث برقم (8475) .
(3) في (ظ3) : يحتلب.
(4) إسناده حسن، رجاله رجال الشيخين غير موسى بن داود -وهو الضبي- فمن رجال مسلم. وسيأتي الحديث عن سريج بن النعمان، عن فليح بن سليمان برقم (10252) .
وسلف القسم الأول من الحديث برقم (7221) ، والثاني برقم (7346) ،=(14/340)
8726 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ، دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْشًا، فَعَمَّ وَخَصَّ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا مَعْشَرَ بَنِي
__________
= والثالث برقم (7324) .
وأخرج القسم الرابع منه -وهو حق الِإبل- البخاري (2378) من طريق محمد بن فليح، عن أبيه فليح بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرج القسم نفسه ضمن حديثٍ البخاريُ (1402) ، والنسائي 5/23-25 من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وأخرجه أيضاً مسلم (987) (24) ، وأبو داود (1659) ، والبيهقي 4/183، والبغوي (1562) من طريق زيد بن أسلم، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة. رواية مسلم ضمن حديث.
وفي باب حلب الإبل يوم ورودها الماء عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/14.
وعن جابر عند مسلم (988) (28) ، وسيأتي في "المسند" 3/321.
قوله: "ومن حق الِإبل أن تحلب على الماء"، قال العيني في "عمدة القاري" 8/251: أي: لتُسقى ألبانها أبناء السبيل والمساكين الذين ينزلون على الماء، ولأن فيه الرفق على الماشية، لأنه أهون لها، وأوسع عليها، وقال ابن بطال: يريد حق الكرم والمواساة وشريف الأخلاق، لا أن ذلك فرض، وكانت عادة العرب التصدق باللبن على الماء، فكان الضعفاء يرصدون ذلك منهم، قال: والحق حقان: فرض عين، وغيره، فالحلب من الحقوق التي هي من مكارم الأخلاق. وقال ابن التين: وقيل: كان هذا قبل فرض الزكاة.(14/341)
عَبْدِ مَنَافٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا مَعْشَرَ بَنِي هَاشِمٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي وَاللهِ لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، إِلَّا أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبِلَالِهَا "، (1)
8727 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ ضَرًّا، وَلَا نَفْعًا " يَعْنِي لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ (2)
8728 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه أبو عوانة 1/94 من طريق يحيى بن يعلى، عن زائدة بن قدامة، بهذا الِإسناد.
وانظر (8402)
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي البصري، وعبد الملك: هو ابن عمير.
وانظر (8402) .(14/342)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ أَبَى " (1) ، قَالُوا: وَمَنْ يَأْبَى؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى " (2)
8729 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ
__________
(1) قوله: "إلا من أبى" سقط من (م) ، واستدرك من الأصول الخطية.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فليحاً -وهو ابن سليمان- ينحط عن رتبة الصحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وسريج: هو ابن النعمان بن مروان البغدادي من رجال البخاري.
وأخرجه الحاكم 1/55 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل عن أبيه، عن سريج بن النعمان وحده، بهذا الِإسناد. ليس فيه: "من أطاعني دخل الجنة ".
وصححه الحاكم على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري (7280) عن محمد بن سنان العَوَفي، عن فليح بن سليمان، به.
وأخرج الحاكم 1/55 و4/247 من طريق صالح بن كيسان، عن الأعرج، عن أبي هريرة. مرفوعاً: "لتدخلن الجنة إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير"، وقال: صحيح على شرطهما، ووافقه الذهبي.
وفي الباب عن أبي أمامة، سيأتي في مسنده 5/258 بلفظ: "ألا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير عن أهله".
وعن أبي سعيد الخدري عند الطبراني في "الأوسط" (812) بلفظ: "والذى نفسي بيده، لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله شراد البعير"، قيل: يا رسول الله ومن أبى أن يدخل الجنة؟ فقال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني دخل النار". وسنده حسن.
قوله: "كل أمتي يدخل الجنة"، قال السندي: أي: ابتداءً أو بعد حين.
"إلا من أبى"، أي: امتنع عن قبول دعوتي.
"أطاعني"، بقبول دعوتي. و"من عصاني"، بالِإعراض عن قبولها.(14/343)
عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِهِ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ حَدِيثًا، جَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: فَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: سَمِعَ فَكَرِهَ مَا قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ، قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ " قَالَ: هَا أَنَا ذَا، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِذَا ضُيِّعَتِ الْأَمَانَةُ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ؟ أَوْ (1) مَا إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: " إِذَا تَوَسَّدَ الْأَمْرَ غَيْرُ أَهْلِهِ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ " (2)
8730 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ رَجُلًا لَمْ يَعْمَلْ
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: أو قال.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه البيهقي 10/118 من طريق سريج بن النعمان وحده، بهذا الِإسناد. وأخرجه الحسن بن سفيان -كما في "فتح الباري" 1/143- من طريق يونس بن محمد وحده، به.
وأخرجه البخاري (59) و (6496) ، وابن حبان (104) ، والبغوي (4232) من طرق عن فليح بن سليمان، به.
قوله: "إذا توسد"، قال السندي: أي: تولى "الأمرَ" بالنصب "غيرُ أهله" بالرفع، والمراد الأمر المتعلق بالدين كالقضاء والِإفتاء والخلافة.(14/344)
خَيْرًا قَطُّ، كَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَيَقُولُ لِرَسُولِهِ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ، وَتَجَاوَزْ لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، فَلَمَّا هَلَكَ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ (1) خَيْرًا قَطُّ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لِي غُلَامٌ، وَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا بَعَثْتُهُ يَتَقَاضَى، قُلْتُ لَهُ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ، وَتَجَاوَزْ، لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ " (2)
8731 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ عِنْدِي لَبِمَنْزِلَةِ كُلِّ خَيْرٍ، يَحْمَدُنِي وَأَنَا أَنْزِعُ نَفْسَهُ مِنْ
__________
(1) في (ظ3) زيادة "لي" بعد: عملت.
(2) إسناه قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -واسمه محمد- فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعةً، وهو قوي. ليث: هو ابن سعد المصري.
وأخرجه النسائي 7/318، وابن حبان (5043) ، والحاكم 2/27-28، والبيهقي في "الشعب" (11244) و (11245) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/326 من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، به.
وانظر ما سلف برقم (7579) .(14/345)
بَيْنِ جَنْبَيْهِ " (1)
8732 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ كَالَّذِي يَقُومُ اللَّيْلَ، وَيَصُومُ النَّهَارَ " (2)
__________
(1) إسناده جيد من أجل عبد العزيز بن محمد الدراوردي وعمرو بن أبي عمرو، وباقي رجاله ثقات. أبو سلمة: هو منصور بن سلمة، المقبري: هو سعيد.
وأخرجه البزار (781- كشف الأستار) عن أحمد بن أبان القرشي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الِإسناد. وانظر (8492) .
قوله: "بمنزلة كل خير"، قال السندي: أي: في منزلة يستحق فيها كل خير.
(2) صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي-، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الغيث: هو سالم أبو الغيث المدني مولى مطيع.
وأخرجه ابن ماجه (2140) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، وابن أبي الدنيا في "العيال" (610) عن خالد بن خداش، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "موطئه" برواية محمد بن الحسن (960) ، وبرواية أبي مصعب الزهري (1916) ، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (5353) ، وبإثر (6006) و (6007) ، وفي "الأدب المفرد" (131) ، ومسلم (2982) (41) ، والنسائي 5/86-87، والترمذي بإثر الحديث (1969) ، وابن حبان (4245) ، والبيهقي في "السنن" 6/283، وفي "الشعب" (11029) ، والبغوي (3458) عن ثور بن زيد، به. ورواية النسائي ليس فيها: "أو كالذى يقم الليل ويصم النهار".=(14/346)
8733 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا، أَدَّاهَا اللهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيدُ إِتْلَافَهَا، أَتْلَفَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (20592) عن معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن رجل، عن أبي هريرة رفعه، وزاد فيه: "وأنا وكافل اليتيم المصلح يوم القيامة في الجنة كهاتين"، وأشار بإصبعيه الوسطى والسبابة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1237) من طريق الفضل بن العلاء، عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن قيس، عن أبيه، عن أبي هريرة، به. كرواية عبد الرزاق، وراويه عن أبي هريرة -وهو قيس المدني- مجهول.
ورواه مالك في "موطئه" برواية محمد بن الحسن (959) ، وبرواية أبي مصعب الزهري (1915) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (6006) ، والترمذي (1969) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (611) ، والبيهقي في "السنن" (6/283) ، وفي "الشعب" (11027) عن صفوان بن سليم، مرسلاً.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (308) من طريق أسامة بن زيد، عن صفوان بن سليم، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف، ومرسل مالك أصح.
قوله: "الساعي على الأرملة والمسكين"، قال السندي: أي: الساعي في (*)
(1) صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه لأجل عبد العزيز الدراوردي، وهو متابع.
وأخرجه مختصراً ابن ماجه (2411) ، عن يعقوب بن حميد، عن عبد العزيز الدراوردي، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2387) ، والبيهقي 5/354، والبغوي (2146) من طريق سليمان بن بلال، والبخاري في "تاريخه الكبير" 1/372-373 من طريق إسماعيل بن أبي فديك، كلاهما عن ثور بن زيد، به.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا في المطبوع، ولعل هناط سقطا(14/347)
8734 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَفْعَلِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ " (1)
__________
= وسيأتي برقم (9407) .
وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/99. وعن ميمونة، سيأتي 6/335.
قوله: "من أخذ أموال الناس"، قال السندي: بطريق القرض، أو بوجه آخر من وجوه المعاملة.
"أداها الله عنه"، أي: في الدنيا، بأن يعطيه ما يكون أداء لدينه، أو بأن ييسر له من يتحمل عنه دَيْنه، أو في الآخرة بأن يرضى غريمُه لحسن نيته، وقد جاءت الآثار بالأمرين، أي: بالأداء عنه في الدنيا أو في الآخرة.
"إتلافها": إضاعتها على أصحابها.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم.
وهو في "موطأ" مالك 2/478، ومن طريقه أخرجه مسلم (1650) (12) ، والترمذي (1530) ، والنسائي في "الكبرى" (4722) ، وابن حبان (4349) ، والبيهقي 10/53، والبغوي (2438) .
وأخرجه مسلم (1650) (13) و (14) ، والبيهقي 9/232 و10/53 من طريقين عن سهيل بن أبي صالح، به.
وأخرجه مسلم (1650) (11) ، والبيهقي 10/32 من طريق يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة - وفيه قصة.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6736) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(14/348)
8735 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ - مِنْ آلِ ابْنِ الْأَزْرَقِ - أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ - وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ - أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ، وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا، أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ؟ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ " (1)
8736 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ، لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ فَخْرَهُمْ بِرِجَالٍ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عِنْدَ اللهِ مِنْ عِدَّتِهِمْ مِنَ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتَنَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وسبق الكلام على إسناده عند الحديث رقم (7233) .
(2) إسناده حسن، هشام بن سعد -وإن كان من رجال مسلم- تنزل رتبته عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/60، والبيهقي في "الشعب" (5127) و (5128) من طريق سفيان الثوري، والبيهقي في "السنن" 10/232، وفي "الشعب" (5126) ، وفي "الآداب" (422) من طريق حسين بن حفص، كلاهما عن=(14/349)
8737 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ الْمُتَوَكِّلِ أَوْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ، طَيِّبًا بِهَا نَفْسُهُ مُحْتَسِبًا، وَسَمِعَ وَأَطَاعَ، فَلَهُ الْجَنَّةُ - أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ - وَخَمْسٌ لَيْسَ لَهُنَّ كَفَّارَةٌ:
__________
= هشام بن سعد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو داود (5116) ، وعنه البيهقي في "الآداب" (423) من طريق المعافى بن عمران وابن وهب، والترمذي (3956) من طريق موسى بن أبي علقمة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3458) من طريق ابن وهب، والخطيب في "تاريخه" 6/188 من طريق المعافى بن عمران، ثلاثتهم عن هشام بن سعد، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. بزيادة أبي سعيد المقبري. رواية الترمذي مختصرة، وقال: حسن غريب.
وسيأتي الحديث برقم (8792) مختصراً، و (10781) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2739) ، وإسناده صحيح.
قوله: "عبِّيَّة الجاهلية"، قال السندي: بضم عين مهملة، وكسر موحدة مشددة، وفتح ياء مثناة من تحت مشددة: الكبر والنخوة.
"مؤمن تقي، وفاجر شقي"، أي: الناس رجلان: مؤمن تقي فهو الخير الفاضل، وإن لم يكن حسيباً في قومه. وفاجر شقي فهو الدنيء، وإن كان في أهله شريفاً رفيعاً.
"من عدتِهم" بتشديد الدال، أي: من عَدَدهم.
"الجِعْلان" بكسر جيم وسكون عين، جمع جُعَل، بضم ففتح: دويبة سوداء تدير الأوساخ بأنفها.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: عن أبي المتوكل، والمثبت من (ظ3) و (عس) .(14/350)
الشِّرْكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقٍّ، أَوْ بَهْتُ (1) مُؤْمِنٍ، أَوِ الْفِرَارُ يَوْمَ الزَّحْفِ، أَوْ يَمِينٌ صَابِرَةٌ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالًا بِغَيْرِ حَقٍّ " (2)
8738 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَدٌّ يُقَامُ فِي الْأَرْضِ، خَيْرٌ لِلنَّاسِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا ثَلَاثِينَ - أَوْ أَرْبَعِينَ - صَبَاحًا " (3)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: نهب.
(2) إسناده ضعيف، المتوكل أو أبو المتوكل مختلف في اسمه، قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 391: جزم البخاري وتبعه ابن أبي حاتم بأنه المتوكل، اسم لا كنية، وقال أبو حاتم: هو مجهول، وهذا هو المعتمد. قلنا: ولم نجد في مطبوع "الجرح والتعديل" 8/372 أنه جهله، ولم نجد أحداً روى عنه غير خالد بن معدان، وبقية يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أبو زرعة الرازي كما في "العلل" 1/339 لابن أبي حاتم، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (211) من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد مختصراً.
وصحح أبو زرعة أنه أبو المتوكل.
وأخرج البيهقي في "الشعب" (4928) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محرر بن أبي هريرة، عن أبي هريرة، رفعه: "من لقي الله عز وجل، ولم يعمل ست خلال دخل الجنة: من لقي الله تعالى ولم يشرك به شيئاً، ولم يسرق، ولم يزن، ولم يرم محصنة، ولم يعص ذا أمر، قال بالحسن سكت أو نطق"، وإسناده إلى عبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف.
واليمين الصابرة: هي التي يُلزَم وُيجبَر صاحبُها عليها.
(3) إسناده ضعيف لضعف جرير بن يزيد، قال أبو زرعة: شامى منكر =(14/351)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الحديث. وسيأتي برقم (9226) عن عتاب بن زياد، عن عبد الله بن المبارك.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/212-213، وابن ماجه (2538) ، والنسائي 8/75-76، وابن الجارود في "المنتقى" (801) ، وأبو يعلى (6111) ، وابن حبان (4398) ، والمزي في ترجمة عيسى بن يزيد من "التهذيب" 23/59-60 و60 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الِإسناد - رواية النسائي وابن الجارود: "ثلاثين" دون شك، وعند الباقين: "أربعين".
وأخرجه البخاري أيضاً 2/213 عن محمد -وهو ابن سلام البيكندي-، عن جرير بن عبد الحميد، عن جرير بن يزيد، به.
وخالف عيسى بنَ يزيد وجريرَ بنَ عبد الحميد فيه يونس بنُ عبيد، فرواه عن جرير بن يزيد، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، موقوفاً، ولم يرفعه، أخرجه البخاري في "التاريخ" 2/213 عن يحيى بن بشر البلخي، والنسائي 8/76 عن عمرو بن زرارة، كلاهما عن إسماعيل ابن علية، عن يونس بن عبيد، به.
ورواه محمد بن قدامة المصيصي عن إسماعيل ابن علية، فرفعه، إلا أنه قد اختلف عليه، فقد أخرجه الطبراني في "الصغير" (966) عن محمد بن عبد الصمد بن أبي الجراح، عنه، عن ابن علية، عن يونس بن عبيد، عن جرير بن يزيد، به.
وأخرجه ابن حبان (4397) عن ابن قتيبة، عنه، عن ابن علية، عن يونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة، به. كذا سمى شيخ يونس فيه "عمرو بن سعيد" وهو الثقفي أبو سعيد البصري، ثقة من رجال مسلم، والصواب رواية محمد بن عبد الصمد، عنه، لموافقتها رواية الجماعة.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11932) ، وفي "الأوسط" (4762) ، والبيهقي 8/162، وفي إسناده من هم في عداد المجاهيل، ومع ذلك فقد حسنه المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/246!
وآخر من حديث ابن عمر عند ابن ماجه (2537) ، وابن عدي في "الكامل" =(14/352)
8739 - حَدَّثَنَا هَارُونُ هُوَ ابْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ، إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ، يَقُولُونَ: الْكَوْكَبُ وَبِالْكَوْكَبِ " (1)
8740 - حَدَّثَنَا رَجُلٌ قَدْ سَمَّاهُ وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
__________
= 3/1197، وإسناده ضعيف جداً، فيه سعيد بن سنان الحمصي، رماه غير واحد بالوضع.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه مسلم (72) (126) ، والنسائي في "المجتبى" 3/164، وفي "عمل اليوم والليلة" (923) ، والبيهقي 3/358 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث من طريق عبيد الله بن عبد الله برقم (8811) ، ومن طريق أبي يونس برقم (9463) ، ومن طريق سلمان وسعيد بن المسيب برقم (10800) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند ابن حبان (6130) ، وسيأتي في "المسند" 3/7 بلفظ: "لو أمسك الله القطر عن الناس سبع سنين ثم أرسله لأصبحت طائفة به كافرين يقولون: مطرنا بنوء المِجدَح".
وعن زيد بن خالد الجهني عند البخاري (846) ، ومسلم (71) (125) ، وسيأتي في "المسند" 4/117.
وعن ابن عباس عند مسلم (73) .
قوله: "ألم تروا إلى ما قال ربكم"، قال السندي: كأن المراد بالقول بلسان الحال، ولذلك قال: "تروا" لأن القول الحالي يفهم من تتبع أحوال العباد، وذاك يدرك بالعين، وإلا فالقول يسمع، ولا يرى، والله تعالى أعلم.(14/353)
هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ " (1)
8741 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّكُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ آثَارِ الطُّهُورِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الله الرحمن المقريء، وهشام: هو ابن حسان القردوسي.
وأخرجه الدارمي (730) ، ومسلم (282) (95) ، وأبو داود (69) ، وأبو يعلى (6076) ، والطحاوي 1/14، والبيهقي 1/238 و256 من طرق عن هشام بن حسان، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/141 عن إسماعيل ابن علية، عن هشام بن حسان، به، موقوفاً.
وأخرجه البخاري (239) ، والنسائي 1/197، وابن خزيمة (66) ، والطحاوي 1/15، والبيهقي 1/238 من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وقد فاتنا في الموضع الأول تخريجه من هذا الطريق، وهو برقم (7525) ، فلذلك أوردناه هنا.
وسلف من طريق ابن سيرين برقم (7526) .
(2) إسناده ضعيف، ليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف، وكعب -وهو أبو عامر المديني، وجاءت كنيته عند ابن الأعرابي: أبو سعية- مجهول.
وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (479) من طريق الحارث بن عمير، عن=(14/354)
8742 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ: عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، إِذْ ذَاكَ وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَجِيءُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَتَجِيءُ الصَّلَاةُ، فَتَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَا الصَّلَاةُ، فَيَقُولُ: إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ، فَتَجِيءُ الصَّدَقَةُ، فَتَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَا الصَّدَقَةُ، فَيَقُولُ: إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ يَجِيءُ الصِّيَامُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَا الصِّيَامُ، فَيَقُولُ: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ تَجِيءُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَلِكَ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ يَجِيءُ الْإِسْلَامُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنْتَ السَّلَامُ، وَأَنَا الْإِسْلَامُ، فَيَقُولُ اللهُ: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، بِكَ الْيَوْمَ آخُذُ، وَبِكَ أُعْطِي، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] "، (1)
__________
= ليث بن أبي سليم، بهذا الإِسناد.
وانظر ما سلف برقم (8413) .
(1) إسناده ضعيف، عباد بن راشد ضعفه ابن معين، وأبو داود، ويعقوب بن سفيان، والعقيلي، وابن حبان، وقال النسائي وابن البرقي: ليس بالقوي، وقال البخاري: روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، وتركه يحيى القطان، ووثقه أحمد والبزار وابن شاهين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، والحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة.
وأخرجه أبو يعلى (6231) من طريق يونس بن بكير، والطبراني في "الأوسط"=(14/355)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) : " عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ ثِقَةٌ، وَلَكِنَّ الْحَسَنَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ "
8743 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ، مَوْلَى يَزِيدَ (2) ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، إِنْ تُعْطِ الْفَضْلَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، وَإِنْ تُمْسِكْهُ فَهُوَ شَرٌّ لَكَ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَلَا يَلُومُ اللهُ عَلَى الْكَفَافِ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى " (3)
__________
= (7607) من طريق حجاج بن نصير، كلاهما عن عباد بن راشد، بهذا الِإسناد.
وفي رواية أبي يعلى ينتهي الحديث إلى قوله: وبك أعطي، وجعل بقية الحديث من كلام الحسن البصري.
(1) أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن الِإمام أحمد.
(2) في (ظ3) : مولى بني يزيد.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن إن كان القاسم سمعه من أبي هريرة، فقد قيل: إنه لم يسمع منه، والقاسم مولى يزيد: هو ابن عبد الرحمن الشامي أبو عبد الرحمن مولى معاوية، ويقال: مولى يزيد بن معاوية الأموي، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (61) ، وفي "مسند الشاميين" (777) عن أحمد بن إبراهيم الدمشقي، عن إبراهيم بن عبد الله بن زبر، عن أبيه عبد الله بن زبر، بهذا الِإسناد.
وفي الباب عن أبي أمامة الباهلي عند مسلم (1036) ، وسيأتي في "المسند" 5/262. لكنه من قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولفظه كلفظه.=(14/356)
8744 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ , حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ أَبِي حَصِينٍ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: مُرْنِي بِأَمْرٍ، وَلَا تُكْثِرْ عَلَيَّ حَتَّى أَعْقِلَهُ، قَالَ: " لَا تَغْضَبْ "، فَأَعَادَ عَلَيْهِ: " لَا تَغْضَبْ " (2)
8745 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَبَاعُوهَا، فَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا " (3)
__________
= وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إبدأ بمن تعول"، و"اليد العليا خير من اليد السفلى" سلف ضمن الحديث (7155) .
قوله: "إن تعط الفضل"، قال السندي: إن شرطية، والفضل ما زاد عن الحاجة.
(1) هذا الِإسناد بكامله أثبتناه من (ظ3) و (عس) وحاشية (س) و"أطراف المسند" لابن حجر 7/177، وفي النسخ المتأخرة لم يذكر هذا الِإسناد، ووضع مكانه: وبإسناده، أي: بإسناد الحديث السابق (8743) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، وأبو حصين: هو عثمان بن عاصم الأسدي.
وسيأتي برقم (10011) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6635) ، وذكرت شواهده هناك.
قوله: "أعقله"، قال السندي: أي: أحفظه لأن حفظ القليل أسهل من حفظ الكثير.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(14/357)
8746 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِرَايَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُصَلِّي الْمَلَائِكَةُ عَلَى نَائِحَةٍ، وَلَا عَلَى مُرِنَّةٍ " (1)
__________
= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/306 من طريق الأعمش، عن أبي صالح، بهذا الإِسناد.
وسيأتي من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، موقوفاً، برقم (10648) ، وهو عند الشيخين من طريقه مرفوع.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6997) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده قابل للتحسين، أبو مُراية -واسمه عبد الله بن عمرو- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/31، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمران -وهو ابن داور القطان- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ممن يعتبر بحديثه.
سليمان بن داود: هو الطيالسي.
وهو في "مسند الطيالسي" (2457) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (6137) .
وتحرف عمران في "مسند الطيالسي" إلى: أبي عمران، وسقط "قتادة" من إسناد أبي يعلى المطبوع.
وانظر ما سلف برقم (7560) .
قوله: "لا تصلي الملائكة"، قال السندي: أي: كما تصلي على سائر المؤمنين، قال تعالى: (هو الذى يصلي عليكم وملائكته) ، وفيه دلالة على أنه تعالى لا يصلي عليهما بالأولى، ويحتمل أن التقييد لإفادة أنه لا ينقطع عنهما صلاته تعالى، لأن صلاته رحمة، فلا تنقطع إلا عن الكافرين، بخلاف صلاة الملائكة، فإنها دكاء أو ثناء، فهي فضيلة، فلا يضر انقطاعها عن العصاة، والله تعالى أعلم.
"ولا مُرنة" بتشديد النون، اسم فاعل من أرن: إذا صاح، أي: الصالحة على(14/358)
8747 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ (1) ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بِنَاءُ الْجَنَّةِ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ " (2)
__________
= الميت.
(1) زاد في (م) والنسخ المتأخرة: وهو أبو داود الطيالسي.
(2) حديث صحيح، عمران -وهو ابن داور القطان- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير العلاء بن زياد العدوي، فقد روى له النسائي وابن ماجه وهو ثقة.
وأخرجه البزار (3509- كشف الأستار) من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الِإسناد، زاد فيه: "وملاطها المسك".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2553) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/248، وفي "صفة الجنة" (137) من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران القطان، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/249، والبيهقي في "البعث والنشور" (257) من طريق محمد بن المنهال، عن يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به. وزاد فيه: "ترابها زعفران وطيبها مسك". وإسناده صحيح، فإن رواية يزيد عن سعيد قبل اختلاطه، لكن قال محمد: "حفظي قال: قال رسول الله"، وسقط صحابيه من مطبوع "الحلية".
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (138) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (256) من طريق مطر الوراق، عن العلاء بن زياد، به. ومطر ضعيف.
وأخرجه عبد الرزاق (20875) ، وابن المبارك في "الزهد - زيادات نعيم بن حماد" (252) ، ومن طريقه البغوي (4391) ، كلاهما (عبد الرزاق وابن المبارك) عن معمر، عن قتادة، عن العلاء بن زياد، عن أبي هريرة، موقوفاً. وزادوا: درَجُها الياقوت واللؤلؤ، قال: وكنا نتحدث أن رَضراض أنهارها لؤلؤ وترابها زعفران.(14/359)
8748 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ (1) ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللهِ مِنَ الدُّعَاءِ " (2)
__________
= وسلف الحديث ضمن حديث مطول برقم (8043) من طريق أبي المدلة عن أبي هريرة.
(1) قوله: "ابن داود" ليس في (ظ3) و (عس) .
(2) إسناده قابل للتحسين من أجل عمران -وهو ابن داور القطان-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وهو في "مسند الطيالسي" (3585) ، ومن طريق الطيالسي أخرجه ابن ماجه (3829) ، والترمذي (3370) ، والحاكم 1/490، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (3) . وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (712) ، والعقيلي في "الضعفاء" 3/301، وابن حبان (870) ، والطبراني في "الأوسط" (2544) و (3718) ، وفي "الدعاء" (28) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1742، والحاكم 1/490، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1213) ، والبغوي (1388) من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران القطان، بهذا الإِسناد. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران القطان، وقال البغوي: غريب - يعني من حديث عمران.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3370) ، والحاكم 1/490 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن عمران القطان، به.
وأخرجه القضاعي (1214) من طريق بشار بن موسى الخفاف، عن ابن مهدي، عن أبان العطار، عن قتادة، به. وبشار الخفاف، قال الحافظ في "التقريب": ضعيف كثير الغلط، قلنا: وهذا من أغلاطه، فإن الحديث محفوظ من=(14/360)
8749 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْضَمُ بْنُ جَوْسٍ الْهِفَّانِيُّ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلَانِ، أَحَدُهُمَا مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ، وَالْآخَرُ مُسْرِفٌ عَلَى نَفْسِهِ، وَكَانَا مُتَآخِيَيْنِ، فَكَانَ الْمُجْتَهِدُ لَا يَزَالُ يَرَى عَلَى الْآخَرِ ذَنْبًا، فَيَقُولُ: وَيْحَكَ أَقْصِرْ، فَيَقُولُ الْمُذْنِبُ: خَلِّنِي وَرَبِّي " فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي عَامِرٍ (1)
8750 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ آمَنَ عَشَرَةٌ مِنْ
__________
= طريق عمران القطان، كما قال الطبراني.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (713) من طريق الطيالسي، عن عمران القطان، به، بلفظ: "أشرف العبادة الدعاء".
وفي الباب عن النعمان بن بشير، سيأتي في مسنده 4/267، ولفظه: "إن الدعاء هو العبادة". وإسناده صحيح.
وعن ابن عباس عند الحاكم 1/491، ولفظه: "أفضل العبادة هو الدعاء".
وصححه.
(1) إسناده حسن، عكرمة بن عمار صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. وحديث أبي عامر بتمامه سلف برقم (8292) ، وانظر تعليقنا عليه.
قوله: "أقصر"، قال السندي: بفتح الهمزة من الإِقصار، وهو الكف عن الشيء مع القدرة عليه، فإن عجز عنه تقول: قصرت عنه، بلا ألف.(14/361)
أَحْبَارِ الْيَهُودِ، آمَنُوا بِي كُلُّهُمْ " (1)
8751 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي أَبُو الْجُلَاسِ عُقْبَةُ بْنُ سَيَّارٍ (2) ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ شَمَّاخٍ، قَالَ: شَهِدْتُ مَرْوَانَ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْجِنَازَةِ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " اللهُمَّ أَنْتَ رَبُّهَا، وَأَنْتَ خَلَقْتَهَا، وَأَنْتَ هَدَيْتَهَا لِلْإِسْلَامِ، وَأَنْتَ قَبَضْتَ رُوحَهَا، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِسِرِّهَا، وَعَلَانِيَتِهَا، جِئْنَا شُفَعَاءَ فَاغْفِرْ لَهَا " (3)
8752 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (4) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَطْفِئُوا السُّرُجَ،
__________
(1) حديث صحيح، أبو هلال -واسمه محمد بن سليم الراسبي وإن كان فيه ضعف- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد: هو ابن سيرين. وانظر (8555) .
(2) في (ظ3) : يسار.
(3) إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه عند الحديث (7477) .
وأخرجه أبو داود (3200) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/124، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1078) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/139، والطبراني في "الدعاء" (1185) ، والبيهقي 4/42، والمزي في ترجمة علي بن شماخ من "تهذيب الكمال" 20/463 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الِإسناد. ولم يسق الدولابي لفظه.
(4) وقع في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة بين أبي هريرة والنبي: "قال يونس بن=(14/362)
وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ، وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ " (1)
8753 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ تَحْتَ (2) الْعَرْشِ: لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (3)
__________
= عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة" وهي زيادة مقحمة لم ترد في النسختين العتيقتين (ظ3) و (عس) ، ولا في "أطراف المسند" لابن حجر 7/152، وضبب عليها في (س) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. يونس: هو ابن عبيد.
وسيأتي برقم (8800) بسند صحيح من طريق أبي صالح عن أبي هريرة، قال: أمرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتغطية الوَضوء، وإيكاء السقاء، وإكفاء الإِناء.
وفي الباب عن جابر عند البخاري (3280) ، ومسلم (2010) ، وسيأتي 3/301.
وعن أبي موسى عبد البخاري (6294) ، ومسلم (2014) ، وسيأتي 4/399.
وعن عبد الله بن سرجس، سيأتي 5/82.
وعن أبي أمامة، سيأتي 5/262.
قوله: "خَمَروا"، أي: غَطوا.
(2) في (م) ونسخة على هامش (س) : من تحت.
(3) صحيح دون قوله: "تحت العرش"، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بلج -واسمه يحيى بن أبي سليم-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث.
وهو في "مسند الطيالسي" (2494) ، ومن طريقه أخرجه البزار (3087-=(14/363)
8754 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَيْسَ السَّنَةُ أَنْ لَا يَكُونَ مَطَرٌ، وَلَكِنَّ السَّنَةَ أَنْ تُمْطِرَ السَّمَاءُ، وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ " (2)
8755 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يُحْشَرُ النَّاسُ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ: صِنْفًا مُشَاةً، وَصِنْفًا رُكْبَانًا، وَصِنْفًا عَلَى وُجُوهِهِمْ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَمْشُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ؟ فَقَالَ: " إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُمْ عَلَى أَقْدَامِهِمْ، قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَمَا إِنَّهُ يَتَّقُونَ بِكُلِّ حَدَبٍ وَشَوْكٍ " قَالَ عَفَّانُ: " يَتَّقُونَ بِوُجُوهِهِمْ كُلَّ حَدَبٍ وَشَوْكٍ " (3)
8756 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ،
__________
= كشف الأستار) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/204.
وانظر (7966) .
(1) قوله: "عن أبيه" سقط من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة. وانظر (8511) .
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان- وجهالة أوس بن خالد.
وهو مكرر (8647) سنداً ومتناً، وقرن هناك بعفان حسن بن موسى.(14/364)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَقْتَصُّ للْخَلْقِ (1) بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، حَتَّى لِلْجَمَّاءِ مِنَ الْقَرْنَاءِ، وَحَتَّى لِلذَّرَّةِ مِنَ الذَّرَّةِ " (2)
8757 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " انْتَهَيْتُ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَنَظَرْتُ، فَإِذَا أَنَا فَوْقِي بِرَعْدٍ وَصَوَاعِقَ، ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ، فِيهَا الْحَيَّاتُ (3) تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا، فَلَمَّا نَزَلْتُ، وَانْتَهَيْتُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا أَنَا بِرَهْجٍ وَدُخَانٍ وَأَصْوَاتٍ، فَقُلْتُ: مَنْ (4) هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: الشَّيَاطِينُ يَحْرِفُونَ عَلَى أَعْيُنِ بَنِي آدَمَ، أَنْ لَا يَتَفَكَّرُوا فِي
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: الخلق، والجماء، والذرة، من غير لام الجر، وعلى أن يقتص مبني للمعلوم.
(2) صحيح دون قوله: "وحتى للذرة من الذرة"، وهذا إسناد حسن، رجاله رجال الصحيح، إلا واصلًا -وهو مولى أبي عيينة- ويحيى بن عقيل، فإنهما يَقصُران عن رتبة الثقات وأهل الضبط.
وسلف الحديث من طريق عبد الرحمن بن يعقوب دون هذه الزيادة برقم (7204) ، وإسناده صحيح.
(3) في (ظ3) و (عس) : كالحيات.
(4) في (ظ3) : ما.(14/365)
مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَرَأَتِ (1) الْعَجَائِبَ " (2)
8758 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْقِنْطَارُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ أُوقِيَّةٍ، كُلُّ أُوقِيَّةٍ خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ " (3)
__________
(1) هكذا في الأصول الخطية سوى (س) ، ففيها: لرأيت، وسلف في الحديث (8640) : لرأوا، وهو الصواب.
(2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان- وجهالة أبي الصلت.
وانظر (8640) .
(3) حديث مضطرب سنداً ومتناً، فقد اختلف في رفعه ووقفه، قال الحافظ الدارقطني في "العلل" 8/169: يرويه عاصم بن أبي النجود (وهو ابن بهدلة) ، واختلف عنه، فرواه عبد الصمد بن عبد الوارث وأبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد، عن حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وغيرهما يرويه عن حماد بن سلمة موقوفاً، وكذلك قال حماد بن زيد، عن عاصم، والموقوف أشبه.
وأما اختلاف المتن فستأتي الإِشارة إليه أثناء التخريج.
وأخرجه الدارمي (3464) ، وابن ماجه (3660) ، وابن حبان (2573) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد. وقرن الدارمي بحماد أبان العطار.
وسقط من مطبوع الدارمي "عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، فصار الحديث عنده موقوفاً، وصوبناه
من "إتحاف المهرة" 5/ورقة 136.
وأخرجه البزار في "مسنده" 2/ورقة 209 من طريق أبي علي الحنفي، عن=(14/366)
8759 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ تُبَاعَ الثَّمَرَةُ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا " (1)
8760 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَكِيمِ (2) قَائِدُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
__________
= حماد بن سلمة، به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 3/199، والبيهقي 7/233 من طريق حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، به، موقوفاً، ولفظه: القنطار ألف ومتنا أوقية.
وأخرجه الطبري 3/201 من طريق إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي، عن أبي صالح من قوله: القنطار مئة رطل. وإسناده صحيح.
وأخرجه الطبري 3/199 من طريق العلاء بن المسيب، عن عاصم بن بهدلة من قوله: القنطار ألف ومئتا أوقية. وإسناده حسن.
وفي الباب عن أنس عند الحاكم 2/178: "القنطار ألفا أوقية"، وقال: على شرطهما! قلنا: في إسناده زهير بن محمد التميمي ورواية أهل الشام عنه ضعيفة وهذا منها.
وعن أبي بن كعب عند الطبري 3/199: "القنطار ألف أوقية ومئتا أوقية"، وإسناده ضعيف.
وعن أبي أمامة ضمن حديثٍ عند الطبراني في "الكبير" (7748) : "القنطار ألف ومئتا أوقية"، وإسناده ضعيف.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمر بن راشد. أبو كثير: هو السحيمي الغُبَري اليمامي الأعمى.
وانظر ما سلف برقم (7559) .
(2) وقع في سائر أصولنا الخطية وكذا في "أطراف المسند" 7/333: عَبْدُ الْحَكَمِ، وأثبتنا ما في النسخة التي أشير إليها بهامش (س) ، وهو الصواب، فقد=(14/367)
عَرُوبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَصَمُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَبِعَ جَنَازَةً، قَالَ: " انْبَسِطُوا بِهَا، وَلَا تَدِبُّوا دَبِيبَ الْيَهُودِ بِجَنَائِزِهَا " (1)
8761 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْيَمَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُلْكُ فِي قُرَيْشٍ، وَالْقَضَاءُ فِي الْأَنْصَارِ، وَالْأَذَانُ فِي الْحَبَشَةِ، وَالسُّرْعَةُ فِي الْيَمَنِ "، وَقَالَ زَيْدٌ مَرَّةً يَحْفَظُهُ: وَالْأَمَانَةُ فِي الْأَزْدِ " (2)
__________
= سماه كل من ترجم له: عبد الحَكِيم، ولم يشر أحد منهم إلى خلاف في اسمه، ولعل ما وقع في الأصول الخطية خطأ قديم، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف جداً، عبد الحكيم قائد سعيد بن أبي عَروبة، قال الدارقطني: متروك. وسلف حديث سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة برقم (7267) ، ولفظه: "أسرعوا بجنائزكم، فإن كان صالحاً قدمتموه إليه، وإن كان سوى ذلك، فشر تضعونه عن رقابكم".
قوله: "انبسطوا"، قال السندي: كنلية عن الإسراع بها، قلنا: وقد وقع هذا الحرف في "أطراف المسند": انتشطوا. وهو بمعنى: "انبسطوا" الذى ذكره السندي.
(2) رجاله رجال الصحيح غير أبي مريم -وهو الأنصاري- فقد روى له أبو داود والترمذي وهو ثقة.
واختلف في وقفه ورفعه، والموقوف أصح، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 12/172، والترمذي (3936) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الِإسناد - وليس في رواية ابن أبي شيبة: "والأمانة في الأزد"، وليس في رواية الترمذي: "والسرعة في اليمن".=(14/368)
8762 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَوَضَّأُ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ " (1)
8763 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَأْسِي ضُرِبَ، فَرَأَيْتُهُ يَتَدَهْدَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " يَطْرُقُ أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ، فَيُهَوَّلُ (2) لَهُ، ثُمَّ يَغْدُو يُخْبِرُ النَّاسَ " (3)
__________
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3936) عن بندار، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، به، موقوفاً. وقال: وهذا أصح من حديث زيد بن حباب.
قلنا: وهو كما قال، فإن عبد الرحمن بن مهدي أحفظ من زيد بن الحباب، ولأن أبا داود قال: سمعت أحمد قال: زيد بن حباب كان صدوقاً، وكان يضبط الألفاظ عن معاوية، ولكن كان كثير الخطأ.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن ثوبان -واسمه عبد الرحمن بن ثابت-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (7877) .
(2) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: فيتهول.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمر بن سعيد: هو ابن أبي حسين القرشي النوفلي المكي، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/57-58، وعنه ابن ماجه (3911) ، وأخرجه النسائي=(14/369)
8764 - حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ أَبُو صَالِحٍ، بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الْحَمِيرِ بِاللَّيْلِ، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ (1) الدِّيَكَةِ بِاللَّيْلِ، فَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا " (2)
8765 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجٍّ، أَوْ عُمْرَةٍ، فَاسْتَقْبَلَنَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَجَعَلْنَا نَضْرِبُهُنَّ بِعِصِيِّنَا وَسِيَاطِنَا، فَسُقِطَ
__________
= في "عمل اليوم والليلة" (913) عن محمد بن المثنى، كلاهما (ابن أبي شيبة ومحمد بن المثنى) عن محمد بن عبد الله بن الزبير، بهذا الِإسناد.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند مسلم (2268) ، وسيأتي 3/307.
قال السندي: "يَتَدَهْدَه"، أي: يتدحرج ويضطرب.
"يطرق أحدكم"، أي: يجيئه ليلاً.
"ثم يغدو"، أي: ذلك الأحد.
"يخبر الناس": مضارع من الِإخبار، قاله على قصد الإِنكار بالإخبار بمثله وأنه لا ينبغي له الِإخبار، وإنما ينبغي له السكوت والِإعراض عنه، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: صُراخ.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، شعيب بن حرب من رجاله، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو مكرر (8269) .(14/370)
فِي أَيْدِينَا، وَقُلْنَا: مَا صَنَعْنَا وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ؟ فَسَأَلْنَا (1) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " لَا بَأْسَ بِصَيْدِ الْبَحْرِ " (2)
8766 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أُذَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ الْإِيمَانَ كُلَّهُ حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ فِي الْمُزَاحِ، وَالْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ صَادِقًا " (3)
8767 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، (4)
__________
(1) في (ظ3) و (عس) : فسألوا، وفي نسخة على هامش (ظ3) كما هو مثبت عندنا من بقية النسخ.
(2) إسناده ضعيف جداً، مؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ، وأبو المُهَزم -واسمه يزيد، ويقال: عبد الرحمن بن سفيان- متروك. وانظر (8060) .
(3) إسناده ضعيف، منصور بن آذين مجهول، ومكحول لم يسمع من أبي هريرة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5099) من طريق سريج بن النعمان، بهذا الِإسناد. وقال: لم يرو هذا الحديث عن مكحول إلا منصور بن آذين، تفرد به عبد العزيز بن أبي سلمة.
وانظر (8630) .
(4) وقع في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة مكان "موسى بن طلحة": عيسى بن طلحة، وما أثبتناه من (ظ3) و (عس) ، ومن "جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 193،=(14/371)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ خَوْلَةَ بِنْتَ يَسَارٍ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ لِي إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ، وَأَنَا أَحِيضُ فِيهِ، قَالَ: " فَإِذَا طَهُرْتِ فَاغْسِلِي مَوْضِعَ الدَّمِ، ثُمَّ صَلِّي فِيهِ "، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ لَمْ يَخْرُجْ أَثَرُهُ، قَالَ: " يَكْفِيكِ الْمَاءُ، وَلَا يَضُرُّكِ أَثَرُهُ " (2)
__________
= و"أطراف المسند" 8/63، حيث أورداه في ترجمة موسى بن طلحة، عن أبي هريرة.
وسيأتي الحديث برقم (8939) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، وسمى الراوي عن أبي هريرة "عيسى بن طلحة"، وكذلك هو من هذا الطريق في "جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 160، و"أطراف المسند" 7/434، حيث أورداه في ترجمة عيسى بن طلحة عن أبي هريرة.
قلنا: موسى وعيسى أخوان، وكلاهما ثقة من رجال الشيخين، ورويا جميعا عن أبي هريرة إلا أن المحفوظ في هذا الحديث "عيسى بن طلحة"، فإن عبد الله بن وهب روى هذا الحديث عن ابن لهيعة، فقال فيه: عيسى بن طلحة، أخرجه من طريقه البيهقي 2/408، ورواية ابن وهب عنه من أصح رواياته كما نص على ذلك أهل العلم.
(1) زاد في (م) بعد هذا: في حج أو عمرة، وهي زيادة مقحمة لا وجه لها هنا.
(2) حديث حسن، وقد روى هذا الحديث عن ابن لهيعة عبدُ الله بن وهب وقتيبة بن سعيد وعثمان بن صالح، وخالفوا فيه جميعاً موسى بنَ داود فقالوا: ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة، وهو المحفوظ، انظر ما سيأتي برقم (8939) .
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (308) بلفظ: كانت إحدانا تحيض ثم تقرص الدم من ثوبها عند طهرها فتغسله وتنضح على سائره ثم تصلي فيه.
وسيأتي عن عائشة أيضاً في "المسند" 6/66: أنها طرقتها الحيضة من الليل ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي، فأشارت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثوب فيه دم، فأشار إليها رسول=(14/372)
8768 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنُ الْمَدِينِيِّ - وَذَلِكَ قَبْلَ الْمِحْنَةِ - قَالَ عَبْدُ اللهِ (1) : " وَلَمْ يُحَدِّثْ أَبِي عَنْهُ بَعْدَ الْمِحْنَةِ بِشَيْءٍ "، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ يَعْنِي الثَّقَفِيَّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (2)
__________
الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في الصلاة: اغسليه، فغسلت موضع الدم، ثم أخذ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك الثوب فصلى فيه. وإسناده ضعيف.
وعن أسماء بنت أبي بكر عند البخاري (307) : أن امرأة سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فقالت: يا رسول الله، أرأيت إحدانا إذا أصاب ثوبها الدم من الحيضة كيف تصنع؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيضة، فلتقرصه، ثم لتنضحه بماء، ثم لتصلي فيه". وسيأتي في "المسند" 6/345 مختصراً.
وأخرج البيهقي في "السنن" 2/408 عن معاذة العدوية، قالت: سألت عائشة عن الدم يكون في الثوب فأغسله فلا يذهب أثرُه، فقالت: الماء طهور. وسنده صحيح.
(1) هو عبد الله ابن الِإمام أحمد ابن حنبل، والمحنة التي أشار إليها هى ما وقع في سنة (218 هـ) من إعلان المأمون رأيه بخَلْق القرآن، وأمره بامتحان العلماء فيه، وقد أجابه كثير إلى ما ذهب إليه خوفاً من الضرب والموت، وممن أجابه منهم علي ابن المديني رحمه الله، فلذلك كان الِإمام أحمد فيما بعد لا يحدث عنه بسبب ذلك، وعلي ابن المديني ثقة حجة إمام، أعلمُ أهل عصره بالحديث وعلله، حتى قال البخاري: ما استصغرتُ نفسي إلا عند علي ابن المديني.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة، وقد اختُلِف فيه على الحسن، فقد رواه مرة عن أبي هريرة، وأخرى عن علي بن أبي طالب، وثالثة عن أسامة بن زيد، ورابعة=(14/373)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن معقل بن سنان، وخامسة عن شداد بن أوس، ومرة سادسة عن ثوبان، وقال مرة: عن غير واحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انظر "العلل" للدارقطني 3/193-195 من المطبوع، والمجلد الثالث من المخطوط ورقة 173-174، وقال: فإن كان هذا القول محفوظاً عن الحسن، فيشبه أن تكون الأقاويل كلها تصح عنه. قال الحافظ في "الفتح" 4/177: يريد بذلك انتفاء الاضطراب، وإلا فالحسن لم يسمع من أكثر المذكورين. وقد أطنب النسائي في "السنن الكبرى" في تخريج هذا المتن وبيان الاختلاف فيه، فأجاد وأفاد.
قلنا: وأما حديث أبي هريرة فقد أخرجه ابن أبي شيبة 3/50، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/180، والنسائي في "الكبرى" (3172) ، وأبو يعلى (6239) ، والدارقطني في "العلل" 3/ورقة 173-174 من طرق عن عبد الوهاب الثقفي، بهذا الِإسناد. كما هو عند المصنف.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/1149 من طريق سلام بن أبي خبزة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، به. وسلام متروك الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/50، والنسائي (3180) و (3181) و (3182) ، وأبو يعلى (6365) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/99، والعقيلي في "الضعفاء" 2/62، والبيهقي 4/266 من طرق عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، مرفوعاً.
وروي عن عطاء أيضاً عن أبي هريرة، موقوفاً، أخرجه كذلك عبد الرزاق (7526) ، والنسائي (3183) و (3184) و (3185) و (3187) و (3188) ، والعقيلي 2/62.
وعطاء لم يسمع هذا الحديث من أبي هريرة، فقد أخرجه النسائي (3186) ، والعقيلي 2/62 من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن رجل، عن أبي هريرة، موقوفاً. وصوب النسائي هذه الرواية.
وأخرجه ابن ماجه (1679) ، والنسائي (3176) من طريق عبد الله بن بشر=(14/374)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الرقي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، مرفوعاً، وأورده البخاري في "تاريخه" 2/179، وإسناده منقطع، عبد الله بن بشر لم يسمع من الأعمش، وقال الحاكم: يحدث عن الأعمش مناكير.
وذكر البخاري أنه روي عن أبي هريرة موقوفاً، من طريق إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عنه. وابن طهمان أوثق من عبد الله بن بشر الرقي.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 2/179، والنسائي في "الكبرى" (3174) ، والخطيب في "تاريخه" 12/208 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن خالد أبي عمرو، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وعبد الرحمن والد محمد ما روى عنه سوى ابنه محمد، فهو في عداد المجهولين.
وأخرجه النسائي (3175) من طريق ابن جريج، عن صفوان بن سليم، عن أبي سعيد مولى بني عامر، عن أبي هريرة، مرفوعاً. ولا بأس بإسناده إن كان ابن جريج سمعه من صفوان، فهو مدلس، وقد عنعن.
وأخرجه الطحاوي 2/99 من طريق ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وابن لهيعة سيىء الحفظ.
وأخرج عبد الرزاق (7527) ، والبخاري 2/179، والنسائي (3178) من طريق خلاد بن عبد الرحمن، عن شقيق بن ثور بن عُفير، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: يقال: أفطر. الحاجم والمحجوم، ولو احتجمتُ ما باليتُ. أبو هريرة يقول هذا.
وثور بن عُفير لم يرو عنه سوى ابنه.
وفي الباب عن رافع بن خديج، سيأتي 3/465، وصححه ابن حبان (3535) .
وعن شداد بن أوس، سيأتي 4/122-123، وصححه ابن حبان (3533) و (3534) .
وعن ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي 5/276، وصححه ابن حبان (3532) . ونقل الترمذي في "العلل الكبير" 1/362 عن البخاري أنه قال في حديث شداد وثوبان: هما أصح شيء في الباب.=(14/375)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وفي الباب أيضاً عن معقل بن سنان، سيأتي 3/474، والراوي عنه هو الحسن البصري.
وعن أسامة بن زيد، سيأتي 5/210، والراوي عنه أيضاً هو الحسن البصري.
وعن بلال بن رباح، سيأتي 6/12. وإسناده ضعيف.
وعن عائشة، سيأتي 6/157. وإسناده ضعيف.
قلنا: حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم" صحيح، صححه غير واحد من الأئمة، لكن ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نسخه، قال ابن حزم: صح حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم" بلا ريب، لكن وجدنا من حديث أبي سعيد: "أرخص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحجامة للصائم"، وإسناده صحيح، فوجب الأخذ به، لأن الرخصة إنما تكون بعد العزيمة، فدل على نسخ الفطر بالحجامة، سواء كان حاجماً أو محجوماً. قلنا: والحديث المذكور أخرجه النسائي في "الكبرى" (3241) ، وابن خزيمة (1967) ، والدارقطني في "السنن" 2/183 من طريق المعتمر بن سليمان، عن حميد، عن
أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، قال: رخص رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في القبلة للصائم
والحجامة. قال الدارقطني: كلهم ثقات، وغير معتمر يرويه موقوفاً.
وله طريق آخر عن أبي المتوكل أخرجه الدارقطني 2/182، والبيهقي 4/264 من طريق إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد رفعه: رخص الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحجامة للصائم. قال الدارقطني: كلهم ثقات، ورواه الأشجعي أيضاً وهو من الثقات. ثم رواه من طريقه عن سفيان، به.
وله شاهد من حديث أنس عند الطبراني في "الأوسط" (2747) ، ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني إبراهيم بن هاشم، وقد وثقه الدارقطني.
وأخرج الدارقطني 2/182، ومن طريقه البيهقي 4/268 عن أنس أيضاً أنه قال: أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم،=(14/376)
8769 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ (1) بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ
__________
= فمر به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "أفطر هذان"، ثم رخص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد في الحجامة للصائم، وكان أنس يحتجم وهو صائم. قال الدارقطني: رجاله ثقات ولا أعلم له علة. وقول الحافظ: إلا أن في المتن ما ينكر، لأن فيه أن ذلك كان في الفتح، وجعفر كان قد استشهد قبل ذلك - فيه نظر، فليس المتن ما ذكره كما ترى.
قلنا: ومما استدل به على النسخ -وقال الحافظ في "الفتح" 4/178: وهو من أحسن ما ورد في ذلك- ما أخرجه عبد الرزاق (7535) ، وأبو داود (2374) من طريق عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "نهى عن الحجامة للصائم، وعن المواصلة ولم يحرمهما إبناء على أصحابه"، وإسناده صحيح، وجهالة الصحابي لا تضر، وقوله: "إبقاء على أصحابه" يتعلق بقوله: "نهى".
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/52 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالوا: إنما نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الحجامة للصائم والوصال في الصيام إبناء على أصحابه.
وأخرج البخاري في "صحيحه" (1940) عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة، قال: سمعت ثابتاً البناني، قال: سئل أنس بن مالك رضي الله عنه: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟ قال: لا، إلا من أجل الضعف، وزاد شبابة: حدثنا شعبة: على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: سقط من الإِسناد رجل بين شعبة وثابت، وهو حميد كما بيّنه الحافظ في "الفتح" 4/178-179.
(1) تحرف في (م) إلى: حَسَن.(14/377)
الطَّيِّبَةُ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، اخْرُجِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ، وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ "، قَالَ: " فَلَا يَزَالُ يُقَالُ ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ، ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: فُلَانٌ، فَيَقُولُونَ: مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، ادْخُلِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ، وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ " قَالَ: " فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السَّوْءُ، قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، اخْرُجِي ذَمِيمَةً، وأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ، وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٍ، فَلَا تَزَالُ تَخْرُجُ (1) ، ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: فُلَانٌ، فَيُقَالُ: لَا مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، ارْجِعِي ذَمِيمَةً، فَإِنَّهُ لَا يُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَتُرْسَلُ مِنَ السَّمَاءِ، ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ، فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، فَيُقَالُ لَهُ: مِثْلُ مَا قِيلَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَيُجْلَسُ الرَّجُلُ السَّوْءُ، فَيُقَالُ لَهُ مِثْلُ مَا قِيلَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ " (2)
__________
(1) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: فلا يزال حتى يخرج.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي في مسند عائشة 6/139 عن يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب.=(14/378)
8770 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهَا زَكَاةٌ لَكُمْ، وَاسْأَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا دَرَجَةٌ فِي أَعَلَى الْجَنَّةِ، لَا يَنَالُهَا إِلَّا رَجُلٌ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ " (1)
__________
= وأخرجه ابن ماجة (4262) و (4268) ، والنسائي في "الكبرى" (11442) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/276-277، والطبري في "التفسير" 18/77، والآجري في "الشريعة " ص 392، وابن منده في "الِإيمان" (1068) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الِإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى" 4/8-9، وفي الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/78 و297، وابن حبان (3014) ، والطبراني في "الأوسط" (746) ، والحاكم 1/352-353 و353، وأبو نعيم في "الحلية" 3/104-105 من طرق عن قتادة، عن قسامة بن زهير، عن أبي هريرة.
وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 9/300، وابن حبان (3013) ، والحاكم 1/353 من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، عن أبي الجوزاء، عن أبي هريرة.
وأخرجه بنحوه مختصراً مسلم (2872) (75) ، وابن منده في "الإِيمان" (1069) من طريق بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن البراء بن عازب، سيأتي 4/287-288.
وعن عائشة بنحوه مطولًا، سيأتي 6/139-140.
الروْح: الرحمة، والرَّيحان: الطيب.
(1) إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ، وليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف، وكعب لم يرو عنه غير ليث بن أبي سُليم - فهو مجهول، وانظر (7598) .(14/379)
8771 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَاهُنَا، مَا يَخْفَى عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْ خُشُوعِكُمْ، وَرُكُوعِكُمْ " (1)
8772 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْأَوْبَرِ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَنْهَى النَّاسَ أَنْ يُصَلُّوا، عَلَيْهِمْ (2) نِعَالُهُمْ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى هَذَا الْمَقَامِ، وَعَلَيْهِ نَعْلَاهُ، وَانْصَرَفَ وَهُمَا عَلَيْهِ "
" وَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي أَيَّامٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
وأخرجه الحميدي (961) عن سفيان بن عيينة، بهذا الِإسناد.
وسلف عن سفيان مختصراً برقم (7333) ، وروي من طريق مالك عن أبي الزناد، سلف (8024) ، وسيأتي برقم (8877) .
وانظر ما سلف برقم (7199) .
(2) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: وعليهم، والمثبت من (ظ3) و (عس) .
(3) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأوبر، وقد سلفت ترجمته عند الحديث (7384) . زائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه ابن راهويه (237) و (238) عن جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، بهذا الِإسناد.=(14/380)
8773 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعْنَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ لِلْمَسْجِدِ، لَمْ تُقْبَلْ لَهَا صَلَاةٌ حَتَّى تَغْسِلَهُ عَنْهَا اغْتِسَالَهَا مِنَ الْجَنَابَةِ " (1)
8774 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " كَرَمُ الرَّجُلِ دِينُهُ، وَمُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ، وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ " (2)
__________
= والشطر الأول أخرجه مختصراً الدولابي في "الكنى" 1/117 من طريق حسين الجعفي، عن زائدة بن قدامة، بهذا الِإسناد. وانظر (7384) .
وأما الشطر الثاني، وهو النهي عن صيام يوم الجمعة منفرداً، فانظر (8025) .
وسيأتي الحديث بشطريه من طرق عن عبد الملك بن عمير برقم (9467) و (9902) و (9903) و (10805) و (10937) ، وهذا الموضع الأخير لم يُذكَر فيه الشطر الثاني.
قوله: "إلا أن يكون في أيام"، قال السندي: أي: مع أيام، أي أنه يصوم أياماً يدخل فيها يوم الجمعة ولا يفرده بالصوم.
(1) حديث محتمل للتحسين وإسناده ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم- وجهالة شيخه عبد الكريم. مولى أبي رهم: هو عبيد بن أبي عبيد. وانظر (7356) .
(2) إسناده ضعيف، مسلم بن خالد -هو المكي المعروف بالزنجي- سيىء الحفظ، كثير الأوهام.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (1) ، وفي العقل وفضله (4) ،=(14/381)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص (4) ، وابن حبان (483) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2313، والدارقطني 3/303، والحاكم 1/123و2/163، والقضاعي في "مسند الشهاب" (190) ، والبيهقي في "السنن" 7/136 و10/195، وفي "الشعب" (8008) و (8030) ، وفي "الآداب" (199) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" ص 110، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1003) من طرق عن مسلم بن خالد، بهذا الِإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم، فتعقبه الذهبي في الموضعين بتضعيف مسلم بن خالد الزنجي، وبأن مسلماً لم يخرج له شيئاً.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1446 من طريق يحيى بن حمزة، عن عبد الله بن زياد، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة. وعبد الله بن زياد -وهو ابن سليمان بن سمعان- متروك الحديث.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6682) من طريق رواد بن الجراح، عن أبي غسان محمد بن مطرف، عن محمد بن عجلان، عن خالد بن اللجلاج، عن أبي هريرة. وخالد بن اللجلاج هذا الذى يرويه عن أبي هريرة يقال له أيضاً: حصين بن اللجلاج، وهو شيخ مجهول.
وأخرجه البزار (3607- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (6451) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (297) من طريق معدي بن سليمان، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة. ولفظ البزار: "حسب المرء ماله، وكرمه تقواه" أو قال: "الحسب المال، والكرم التقوى"، ولفظ أبي يعلى: "كرم المؤمن تقواه، ومروءته عقله، وحسبه دينه، والجبن والجرأة غرائز يضعها الله -عز وجل- حيث يشاء، فالجبان يفر من أبيه وأمه، والجريء يقاتل عما لا يبالي أن يؤوب به إلى أهله"، ولفظ القضاعي: "كرم المؤمن تقواه، ومروءته خلقه، ونسبه دينه، والجبن والجرأة يضعها الله حيث
يشاء". وهذا إسناد ضعيف لضعف معدي بن سليمان.
وفي الباب عن عمر موقوفاً عند البيهقي 10/195، بلفظ: "حسب المرء دينه، ومروءته خُلقه، وأصله عقله". وقال البيهقي: هذا الموقوف إسناده صحيح.=(14/382)
8775 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " يَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَانَ رَايَاتٌ سُودٌ، لَا يَرُدُّهَا شَيْءٌ حَتَّى تُنْصَبَ بِإِيلِيَاءَ " (1)
__________
= وروي عن سمرة بن جندب، مرفوعاً: "الحسب المال، والكرم التقوى"، سيأتي في مسنده 5/10، وفي إسناده ضعف.
(1) إسناده ضعيف جداً، رشدين بن سعد ضعفه غير واحد من الأئمة، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وفيه غفلة، ويحدث بالمناكير عن الثقات، ضعيف الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال في موضع آخر: ضعيف الحديث لا يكتب حديثه.
وأخرجه الترمذي (2269) عن قتيبة بن سعيد وحده، بهذا الِإسناد. وقال: حديث غريب.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3560) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/516 من طريق عبد الله بن يوسف، عن رشدين بن سعد، به. وقال البيهقي: تفرد به رشدين بن سعد، عن يونس بن يزيد، ويروى قريب من هذا اللفظ عن كعب الأحبار ولعله أشبه، ثم أورده عن كعب من طريق يعقوب بن سفيان: حدثنا محدث، عن أبي المغيرة عبد القدوس، عن ابن عياش، عمن حدثه عن كعب، قال: تظهر رايات سود لبني العباس حتى ينزلوا الشام ويقتل الله على أيديهم كل جبار وعدو لهم. وهذا
سند فيه مجهولان، ومع ذلك فقد رجحه البيهقي على المرفوع، مما يدل على أن المرفوع لا شيء عنده.
وفي الباب عن ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي 5/277، بلفظ: "إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها، فإن فيها خليفة الله المهدي".
وسنده ضعيف.=(14/383)
8776 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي نَعِيمَةَ (1) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، جَلِيسِ أَبِي هُرَيْرَةَ (2) ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ أُفْتِيَ بِفُتْيَا بِغَيْرِ عِلْمٍ، كَانَ إِثْمُ ذَلِكَ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ، وَمَنِ اسْتَشَارَ أَخَاهُ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِأَمْرٍ، وَهُوَ يَرَى الرُّشْدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَقَدْ خَانَهُ " (3)
8777 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا
__________
= وعن عبد الله بن مسعود عند ابن ماجه (4082) ، وسنده ضعيف.
قلنا: ولا يصح في هذا الباب شيء، وكل ما فيه أخبار ضعيفة مؤوفة.
إِيلياء: هو بيت المقدس.
(1) في بعض النسخ: تميمة!
(2) زاد في (عس) وهامش (ل) : عن أبي هريرة! وهذه الزيادة في (عس) مقحمة بخط يغاير خط الأصل، وقد ذهل الحافظ ابن حجر، فأورده من هذا الطريق في ترجمة أبي عثمان مسلم بن يسار، عن أبي هريرة من "الأطراف" 8/56، ولم يشر إلى إِرساله، وقد أورده الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 10/370-371 من طريق الإِمام أحمد ابن حنبل، ولم يذكر فيه أبا هريرة، على الصواب.
(3) إسناده ضعيف لضعف رشدين -وهو ابن سعد- وجهالة عمرو بن أبي نعيمة، وهو هنا مرسل، وقد سلف موصولًا برقم (8266) من طريق سعيد بن أبي أيوب عن بكر بن عمرو المعافري.(14/384)
بَيْنَ النَّاسِ، فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ "، حَدَّثَنَاه بَعْدَ ذَلِكَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، وَالْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1)
8778 - حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " جُزُّوا الشَّوَارِبَ، وَاعْفُوا اللِّحَى " (2)
__________
(1) إسناده حسن من أجل عثمان بن محمد الأخنسي. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة، وعبد الله بن جعفر: هو المَخْرَمي، والمقبري: هو سعيد، والأعرج في الإسناد الثاني: هو عبد الرحمن بن هُرمز.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5925) من طريق أبي سلمة الخزاعي، بالِإسناد الأول. قال أبو سلمة: وقد ذكره مرة أو مرتين عن الأعرج والمقبري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/238، ومن طريقه ابن ماجه (2308) ، والمزي في ترجمة عثمان بن محمد من "التهذيب" 19/489 عن معلى بن منصور، عن عبد الله بن جعفر، به.
وأخرجه بالإسناد الثاني وكيع محمد بن خلف في "أخبار القضاة" 1/7 من طريق أبي سلمة الخزاعي، به.
وأخرجه وكيع 1/7 و8، والدارقطني 4/204، والبيهقي 10/96، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/151 من طرق عن عبد الله بن جعفر، به. وانظر (7145) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وسيأتي بهذا الإسناد برقم (8785) ، وزاد فيه: "وخالفوا المجوس".
ويأتي تخريجه هناك. وانظر ما سلف برقم (7132) .(14/385)
8779 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَخِيهِ عَبَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْأَرْبَعِ: مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ " (1)
8780 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُجِيرُ عَلَى أُمَّتِي أَدْنَاهُمْ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، عَباد أخو سعيد بن أبي سعيد المقبري لم يرو عنه غير أخيه، وذكره العجلي وابن حبان وابن خلفون في جملة الثقات، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ليث: هو ابن سعد. وانظر (8488) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن لأجل كثير بن زيد الأسلمي والوليد بن رباح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الترمذي (1579) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2088، والحاكم 2/141، والبيهقي 9/94 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن كثير بن زيد، بهذا الِإسناد. ولفظه عند الترمذي: "إن المرأة لتأخذ للقوم" يعني: تجيرعلى المسلمين.
وقال: حسن غريب، وسألت محمداً (يعني البخاري) فقال: هذا حديث صحيح.
وسيأتي ضمن حديث برقم (9173) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن علي، سلف برقم (615) .
وعن أبي عُبيدة، سلف برقم (1695) .=(14/386)
8781 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ بِلَالٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا يَنْبَغِي لِذِي الْوَجْهَيْنِ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا " (1)
__________
= وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7012) .
وعن أبي أمامة، سيأتي 5/250.
وعن أم هانىء، سيأتي 6/341.
وعن أم سلمة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1244) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (590) ، و"الأوسط" (4819) ، والحاكم 4/45، والبيهقي 9/95.
وإسناده حسن.
وعن أنس عند الطحاوي في "مشكل الآثار" (1245) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1049) ، والحاكم 4/45. وإسناده ضعيف.
يجير: أي: يعطي الأمان.
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن عجلان -وهو محمد- فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق قريب من الثقة.
وأخرجه الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (291) ، والبيهقي في "السنن" 10/246، وفي "الآداب" (377) ، وفي "الشعب" (4880) من طريق أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (313) عن خالد بن مخلد، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/261-262 من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، كلاهما عن سليمان بن بلال، عن عبيد الله بن سلمان الأغر، به. ولم يذكرا فيه محمد بن عجلان.
ولسليمان بن بلال فيه إسناد آخر، فقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (281) من طريق يحيى بن حسان، والقضاعي في "مسند الشهاب" (869) من=(14/387)
8782 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَنْبَغِي لِلصَّدِيقِ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا " (1)
8783 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْجَرَسُ مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ " (2)
__________
= طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة. وهذا إسناد حسن.
وتابع سليمانَ على هذا الإِسناد عبد العزيز بن أبي حازم عند ابن عدي في "الكامل" 6/2088.
وانظر (7890) .
وسلف برقم (7341) من طريق الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً: "تجدون من شر الناس ذا الوجهين ... ".
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. الخزاعي: منصور بن سلمة، وسليمان: هو ابن بلال، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة.
وهو مكرر (8447) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 13/70 من طريق أبي سلمة الخزاعي، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو داود (2556) ، وابن خزيمة (2554) ، وابن حبان (4704) ، والحاكم 1/445، والبيهقي 5/253 من طرق عن سليمان بن بلال، به.
وصححه الحاكم على شرط مسلم، وذكر أنه لم يخرجه، فوهم، فالحديث في=(14/388)
8784 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ " (1)
__________
= "صحيحه" برقم (2114) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، وسيأتي من هذا الطريق عند المصنف برقم (8851) .
(1) إسناده حسن لأجل كثير بن زيد الأسلمي والوليد بن رباح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البيهقي 6/64-65 من طريق منصور بن سلمة أبي سلمة الخزاعي، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو داود (3594) ، والدارقطني 3/27، والحاكم 2/49 من طريق ابن وهب، وابن حبان (5091) من طريق مروان بن محمد الطاطري، كلاهما عن سليمان بن بلال، به. وزادوا في أوله غير ابن حبان: "المسلمون على شروطهم"، وزاد ابن حبان وحده في آخره: "إلا صلحاً أحل حلالاً أوحرم حراماً" وأخرجه أبو داود (3594) ، ومن طريقه البيهقي 6/65 من طريق مروان بن
محمد الطاطري، عن سليمان بن بلال أو عبد العزيز بن محمد -شك أبو داود-، عن كثير بن زيد، به. وزاد فيه: "إلا صلحاً ... ".
وأخرجه ابن الجارود (638) من طريق سفيان بن حمزة، وابنُ عدي في "الكامل" 6/2088، والدارقطني 3/27، والبيهقي 6/63 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، والحاكم 4/101 من طريق عبد العزيز بن محمد، ثلاثتهم عن كثير بن زيد، به.
وأخرجه الدارقطني 3/27، والحاكم 2/50 من طريق عبد الله بن الحسين المصيصي، عن عفان، عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي=(14/389)
8785 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " جُزُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى، وَخَالِفُوا الْمَجُوسَ " (1)
8786 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ الْبَصَرُ،
__________
= هريرة. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وهو معروف بعبد الله بن الحسين المصيصي وهو ثقة!! فتعقبه الذهبي بقوله: قال ابن حبان: يسرق الحديث.
ويشهد له حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه، عن جده، أخرجه ابن ماجه (2353) ، والترمذي (1352) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (30) ، والدارقطني 3/27، والحاكم 4/101، والبيهقي 6/79. وكثير بن عبد الله بن عمرو ضعيف.
قوله: "الصلح جائز بين المسلمين"، قال السندي: أي: جارٍ بينهم يجب عليهم الأخذ به، وقد جاء الاستثناء، أي: "إلا صلحا حرم حلالاً أو أحل حراماً".
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه البيهقي 1/150 من طريق يحيى بن صالح، عن سليمان بن بلال، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مسلم (260) ، وأبو عوانة 1/188، والطحاوي 4/230 من طريق محمد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، به -وليس فيه عند الطحاوي "وخالفوا المجوس". وانظر (8778) .(14/390)
فَلَا إِذْنَ " (1)
8787 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّائِبَةَ،
__________
(1) إسناده حسن لأجل كثير بن زيد الأسلمي والوليد بن رباح. وحسنه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/24.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1089) من طريق أبي بكر بن أبي أويس، وأبو داود (5173) ، والبيهقي 8/339 من طريق ابن وهب، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب" (1082) من طريق سفيان بن حمزة، والطبراني في "الأوسط" (1394) من طريق الوليد بن خيرة، كلاهما عن كثير بن زيد، به.
وفي الباب عن ثوبان رفعه: "لا يحل لامرىء من المسلمين أن ينظر في جوف بيت امرىءٍ حتى يستأذن، فإن نظر فقد دخل"، وهو عند أصحاب السنن، وحسنه الترمذي، وسيأتي 5/280.
وعن سهل بن سعد قال: اطلع رجل من جُحر في حجرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه مِدْرى
(أي: مشط) يحد به رأسه، فقال: "لو أعلمك تنظر لطعنتُ به عينك، إنما جُعِلَ الاستئذان من أجل البصر"، وهو متفق عليه، وسيأتي 5/330.
قوله: "إذا دخل البصر"، قال السندي: أي: إذا دخل بصر أحدٍ في بيت صاحبه فكأنه دخل فيه، فلا حاجة له إلى الإذن للدخول، والمراد تقبيح إدخال البصر في بيت آخَرَ، وأنه بمنزلة الدخول، لا أنه يجوز بعده الدخول بلا إذن.(14/391)
وَبَحَرَ الْبَحِيرَةَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشبخين. الخزاعي: هو منصور بن سلمة، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (45) ، والطبري في "تفسيره" 7/86، وأبو عوانة في صفة النار كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 178، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1479) ، وابن حبان (6260) ، والطبراني في "الأوائل" (19) ، والبيهقي 10/9-10، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/207 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (4623) ، فقال: ورواه ابن الهاد عن ابن شهاب، عن سعيد، عن أبي هريرة: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه البخاري (3521) و (4623) ، ومسلم (2856) (51) ، والنسائي في "الكبرى" (11156) ، وأبو عوانة في صفة النار، والبيهقي 6/163 من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه بنحوه أبو يعلى (6121) ، والطبري 7/87، وابن حبان (7490) ، والحاكم 4/605 من طريق أبي سلمة، ومسلم (2856) (50) ، وابن أبي عاصم في "الأوائل" (84) ، والطبري 7/86 من طريق أبي صالح، كلاهما عن أبي هريرة.
وسلف برقم (7710) من طريق معمر، عن الزهري، عن أبي هريرة. لم يذكر فيه سعيداً.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (4258) ، وسنده ضعيف.
وعن عائشة عند البخاري (4624) .
القُصْب: الأمعاء.
والسائبة سلف تفسيرها عند حديث ابن مسعود.
وأما البَحِيرة: فهي فعيلة بمعنى مفعولة، وهي التي كانت يمنَع درها للأصنام، فلا يحتلبها أحد، والبَحْر: شق الأذن، كان ذلك علامة لها.(14/392)
8788 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " (1)
8789 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَرَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ كُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَالْمُجَثَّمَةَ، وَالْحِمَارَ الْإِنْسِيَّ " (2)
__________
= قال أبو عبيدة: جعلها قومٌ من الشاة خاصة إذا ولدت خمسة أبطن، بَحَروا أذنها، أي: شَقوها، وتركت فلا يمسها أحد، وقال آخرون: بل البحيرة: الناقة كذلك، وخَلوا عنها، فلم تُركَب ولم يقربها الفحل.
قال أبو عبيدة: كانوا يحرمون وَبَرَها وظَهرَها ولحمها ولبنها على النساء، وُيحِلون ذلك للرجال، وما ولدت من ذكر أو أنثى، فهو بمنزلتها، وإن ماتت البَحيرة اشترك الرجالُ والنساءُ في أكل لحمها. "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 1/177 و179، و"فتح الباري" 8/284.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي 4/95-96 من طريق أبي سلمة الخزاعي، بهذا الإِسناد. وانظر (7831) .
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه الترمذي (1795) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/141 من طريق=(14/393)
8790 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الْفَزَارِيَّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَنْفَقَ زَوْجًا - أَوْ قَالَ زَوْجَيْنِ - مِنْ مَالِهِ - أُرَاهُ قَالَ: فِي سَبِيلِ اللهِ - دَعَتْهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا خَيْرٌ هَلُمَّ إِلَيْهِ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا رَجُلٌ لَا تُوَى (1) عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ إِلَّا مَالُ أَبِي بَكْرٍ "، قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: وَهَلْ نَفَعَنِي اللهُ إِلَّا بِكَ؟ وَهَلْ نَفَعَنِي اللهُ إِلَّا بِكَ؟ وَهَلْ نَفَعَنِي اللهُ إِلَّا بِكَ؟ (2)
__________
= حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، بهذا الِإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي الشطر الأول منه -في تحريم كل ذي ناب من السباع- برقم (9422) من طريق الدراوردي، عن محمد بن عمرو. وانظر ما سلف برقم (7224) .
وفي باب تحريم المجثمة، عن ابن عباس، سلف برقم (1989) ، وفُسر معناه هناك.
وعن جابر بن عبد الله، والعرباض بن سارية، وأبي ثعلبة الخشني، وأبي الدرداء ستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/323 و4/127 و194 و6/445.
وفي باب تحريم الحمر الِإنسية عن ابن عمر، سلف برقم (4720) ، وانظر تمام شواهده هناك.
(1) تحرف في (م) إلى: تودي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق الفزاري: اسمه إبراهيم بن محمد بن الحارث. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (32) بإسناده ومتنه.
وسلف الشطر الثاني بنحوه برقم (7446) عن أبي معاوية، عن الأعمش. وانظر ما سلف برقم (7633) .=(14/394)
8791 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ أَوْ أَفْضَلُ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَلَا تَعْجَزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ، فَقُلْ: قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ صَنَعَ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوَّ، فَإِنَّ اللَّوَّ تُفْتَحُ مِنَ الشَّيْطَانِ " (1)
__________
= قوله: لا تَوَى عليه، قال السندي: بفتحتين والقصر، أي: لا ضياع ولا خسارة، وأصل التوَى: الهلاك.
(1) حديث حسن، ربيعة -وهو ابن عثمان بن ربيعة التيمي المدني- صدوقٌ حسن الحديث، وروى له مسلم هذا الحديث الواحد. ابن المبارك: هو عبد الله، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وقد اختلف في إسناد هذا الحديث.
فقد أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (623) و (624) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (260) و (261) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (348) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الِإسناد. قال ابن المبارك -كما عند الطحاوي والنسائي في الموضع الثاني-: ثم سمعته من ربيعة، وحفظي له من محمد.
ورواه سفيان بن عيينة عن ابن عجلان، فاختلف عليه أيضاً: فقد أخرجه الحميدي (4168) عنه، عن ابن عجلان، به. لكن وقع عنده: عن رجل من آل ربيعة، بدل: ربيعة بن عثمان.
وأخرجه ابن ماجه (4168) عن محمد بن الصباح، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (621) عن قتيبة بن سعيد وسليمان بن منصور، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (259) عن يونس بن عبد الأعلى، وابن حبان (5721) من طريق حسين بن حريث، خمستهم عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن الأعرج، عن أبي=(14/395)
8792 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَدَعَنَّ النَّاسُ فَخْرَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ لَيَكُونَنَّ أَبْغَضَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْخَنَافِسِ " (1)
__________
= هريرة. ولم يذكروا فيه ربيعة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/296، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/223 من طريق عمرو بن عثمان المكي الصوفي، عن يونس بن عبد الأعلى، عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة. ووقع عند الخطيب: عن أبي هريرة أو غير أبي هريرة، الشك من أبي عبد الله، شيخ الخطيب. وقال أبو نعيم: غريب من حديث ابن عيينة عن ابن عجلان.
ورواه الفضيل بن سليمان، عن ابن عجلان، فقال: عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (622) ، وقال: الفضيل بن سليمان ليس بالقوي.
وأخرجه مسلم (2664) ، وابن ماجه (79) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (356) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (625) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (262) ، وابن حبان (5722) ، والبيهقي في "السنن" 10/89، وفي "الأسماء والصفات" ص 159، وفي "الاعتقاد" ص 159، والمزي في ترجمة ربيعة من "تهذيب الكمال" 9/135 من طريق عبد الله بن إدريس، عن ربيعة بن عثمان، عن
محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وعبد الله بن إدريس ومحمد بن يحيى ثقتان من رجال الشيخين، وهذا أصحها جميعاً، والله تعالى أعلم.
وسيأتي الحديث برقم (8829) عن عارم، عن عبد الله بن المبارك.
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر -واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني-. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.=(14/396)
8793 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مِكْرَزٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَجُلٌ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَهُوَ يَبْتَغِي مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَجْرَ لَهُ "، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، وَقَالُوا لِلرَّجُلِ: عُدْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّهُ لَمْ يَفْقَهْ، فَأَعَادَ ذَلِكَ عَلَيْهِ (1) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ: " لَا أَجْرَ لَهُ " (2)
8794 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ أَعْجَبَهُ صِحَّتُهُ وَجَلَدُهُ، قَالَ: فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَتَى حَسَسْتَ (3) أُمَّ مِلْدَمٍ؟ " قَالَ: وَأَيُّ شَيْءٍ أُمُّ مِلْدَمٍ؟ قَالَ: " الْحُمَّى "، قَالَ: وَأَيُّ شَيْءٍ الْحُمَّى؟ قَالَ: " سَخَنَةٌ تَكُونُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَالْعِظَامِ "، قَالَ: مَا بِذَاكَ لِي عَهْدٌ،
__________
= وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/2517 من طريق محمد بن بكار، عن أبي معشر، بهذا الِإسناد. وانظر (8736) .
(1) لفظة: "عليه" ليست في (ظ3) ، وهي ثابتة في (عس) لكن مرمجة.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة يزيد بن مكرز، وقد سلف الحديث برقم (7900) عن يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب.
(3) في (م) والنسخ المتأخرة في الموضعين: أحسست. بالهمز، وكلاهما صحيح.(14/397)
قَالَ: " فَمَتَى حَسَسْتَ بِالصُّدَاعِ؟ " قَالَ: وَأَيُّ شَيْءٍ الصُّدَاعُ؟ قَالَ: " ضَرَبَانٌ يَكُونُ فِي الصُّدْغَيْنِ، وَالرَّأْسِ "، قَالَ: مَا لِي بِذَاكَ عَهْدٌ، قَالَ: فَلَمَّا قَفَّى، أَوْ وَلَّى الْأَعْرَابِيُّ، قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَيْهِ " (1)
8795 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ، وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا فَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ " (2)
8796 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا مَا فِي الْبُيُوتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالذُّرِّيَّةِ، لَأَقَمْتُ الصَّلَاةَ، صَلَاةَ الْعِشَاءِ، وَأَمَرْتُ فِتْيَانِي يُحْرِقُونَ مَا فِي الْبُيُوتِ بِالنَّارِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي.
وأخرجه أبو يعلى (6556) عن محمد بن بكار، عن أبي معشر، بهذا الِإسناد.
وانظر ما سلف برقم (8395) .
(2) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر.
وأخرجه الطيالسي (2330) ، وابن أبي شيبة 10/275، والطبراني في "الدعاء" (1318) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (315) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 2/271-272 من طرق عن أبي معشر، بهذا الِإسناد. وتحرف في مطبوعة أبي شيبة "أبو معشر"، إلى أبي مسعر.
وانظر في دعوة المظلوم ما سلف برقم (7510) و (8043) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر.=(14/398)
8797 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ عِنْدِي أُحُدًا ذَهَبًا، يَمُرُّ بِي ثَلَاثٌ، وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ، إِلَّا شَيْئًا أَعْدَدْتُهُ لِغَرِيمِي (1) " (2)
8798 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا " (3)
8799 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= وانظر ما سلف برقم (7328) .
(1) في (ظ3) وهامش (ل) و (س) : لغريمٍ.
(2) حديث صحيح، وهذا سند محتمل للتحسين، أبو الوليد -وهو مولى عمرو بن خراش- لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 9/450: شيخ مستقيم الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/566، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطيالسي (2372) عن ابن أبي ذئب، بهذا الِإسناد.
وسيأتي الحديث برقم (10570) ، وانظر ما سلف برقم (7484) .
(3) إسناده صحيح. خلف بن الوليد ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.
خالد بن عبد الله المزني: هو الطحان الواسطي، مولى المزنيين.
وأخرجه أبو داود (678) عن محمد بن الصباح، عن خالد بن عبد الله، بهذا الِإسناد. وقرن بخالدٍ إسماعيل بن زكريا. وانظر (8428) .(14/399)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا: يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَكُمْ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ " (1)
8800 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَغْطِيَةِ الْوَضُوءِ، وَإِيكَاءِ السِّقَاءِ، وَإِكْفَاءِ الْإِنَاءِ " (2)
8801 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ أَتَاهُ عَنِّي حَدِيثٌ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ فِي أَرِيكَتِهِ، فَيَقُولُ: اتْلُوا عَلَيَّ
__________
(1) إسناده صحيح كسابقه. وانظر (8334) .
(2) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه الدارمي (2132) ، وابن ماجه (3411) ، وابن خزيمة (128) ، والبيهقي 1/257 من طرق عن خالد بن عبد الله الواسطي، بهذا الِإسناد.
وسلف برقم (8752) من طريق الحسن عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أطفئوا السرجَ، وأغلقوا الأبواب، وخَمَروا الطعام والشراب".
قوله: "وإيكاء السقاء" قال السندي: أي: ربط فمها بخيط ونحوه.
"وإكفاء الِإناء": أي: وَضْع الِإناء الخالي مقلوباً.(14/400)
بِهِ قُرْآنًا، مَا جَاءَكُمْ عَنِّي مِنْ خَيْرٍ قُلْتُهُ، أَوْ لَمْ أَقُلْهُ، فَأَنَا أَقُولُهُ، وَمَا أَتَاكُمْ عَنِّي مِنْ شَرٍّ، فَأَنَا لَا أَقُولُ الشَّرَّ " (1)
8802 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ،
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي. وسيأتي برقم (10269) عن سريج بن النعمان، عن أبي معشر.
وأخرج الشطر الأول منه الآجري في "الشريعة" ص 50 من طريق عاصم بن علي، عن أبي معشر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن ماجه (21) ، والخطيب في "تاريخه" 12/44 من طريق عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده، عن أبي هريرة. واختصر الشطر الثاني منه، فقال: "ما قيل من قولٍ حسن فأنا قلته". وعبد الله بن سعيد المقبري متروك.
وأخرج البزار (188- كشف الأستار) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/32-33 من طريق أشعث بن بَراز، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "إذا حدَثتم عني حديثاً يوافق الحق فخذوا به، حَدثْتُ به أو لم أحدث به".
وأشعث بن بَراز ضعيف جداً.
وفي الباب عن المقدام بن معدي كرب أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يوشك الرجل، متكئاً على أريكته، يحدث بحديث من حديثي، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وَجَدْنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله"، سيأتي في مسنده 4/132، وسنده حسن.
وبنحوه عن أبي رافع، سيأتي 6/8، وهو حديث صحيح.
وعن أبي أسيد وأبي حميد أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم، وتلين له أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب، فأنا أولاكم به، وإذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم، وتنفر أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم بعيد، فأنا أبعدكم منه"، سيأتي 3/497 و5/425 وسنده صحيح، وصححه ابن حبان (63) .(14/401)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَأُرَاهُ ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ فِي الصَّلَاةِ إِلَى السَّمَاءِ، أَوْ لَيَخْطِفَنَّ اللهُ أَبْصَارَهُمْ " (1)
8803 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ " قَالَ: بَرْبَرِيٌّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُمْ عَنِّي "، قَالَ: بِمِرْفَقِهِ هَكَذَا، فَلَمَّا قَامَ عَنْهُ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّ الْإِيمَانَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فالحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة. وانظر (8408) .
خلف: هو ابن الوليد، والمبارك: هو ابن فضالة.
(2) إسناده ضعيف، ومتنه منكر، عبد الله بن نافع -وهو أبن أبي نافع الصائغ المدني- روى له مسلم، وأطلق القول بتوثيقه يحيى بن معين والنسائي والعجلي والخليلي، وقال أحمد: لم يكن صاحب حديث، كان ضيقاً فيه، لم يكن فيه بذاك، وقال البخاري: في حفظه شيء، وقال في موضع آخر: تعرف حفظَه وتنكِر، وكتابه أصح، وقال أبو حاتم مثله وزاد: ليس بالحافظ هو لين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما أخطأ. قلنا: فمثله يكون حديثه من باب الحسن شريطة أن لا يكون في متنه ما يُنكَر.
وأخطأ الهيثمي في تعيين عبد الله بن نافع في "المجمع" 4/234، فظنه عبد الله بن نافع القرشي مولى ابن عمر، وضعفه به، وعبد الله بن نافع هذا من أقران ابن أبي ذئب، ولا تعرف له رواية عنه، والله تعالى أعلم.=(14/402)
8804 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي " (1)
__________
= وأما صالح مولى التوأمة، فهو صالح بن نبهان مولى التوأمة بنت أمية، هو في الأصل حسن الحديث، قد حسن القول فيه جماعة، وضعفه آخرون بسبب اختلاطه، وكان قد اختلظ اختلاطاً فاحشاً، حتى قال ابن حبان في "المجروحين" 1/366: تغير في سنة 125، وجعل يأتي بالأشياء التي تشبه الموضوعات عن الأئمة الثقات، فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم ولم يتميز، فاستحق الترك.
قلنا: وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أن ابن أبي ذئب كان سماعه منه قديماً قبل أن يتغير، وهذا مما لا نماري فيه لاتفاقهم على ذلك، لكن لا يبعد أن يكون قد سمع منه بعد الاختلاط أيضاً، لاجتماع دارهما ومكثهما فيها، وهي مدينة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومتن هذا الحديث الذى أخرجه المصنف من طريقه أكبر برهان على ذلك، فالنكارة والتخليط بينان عليه، والله تعالى أعلم.
وأما البربر، فهم قوم قد هداهم الله للِإسلام بعد وفاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بزمن، فقد افتتح المسلمون بلادهم في زمن معاوية بن أبي سفيان بقيادة البطل المظفر عقبة بن نافع القرشي رحمه الله، ثم كانوا فيما بعدُ مادة الجيش الِإسلامي في فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد البربري رحمه الله.
(1) إسناده حسن لأجل عبد الله بن نافع، وقد سلفت ترجمته في الحديث السابق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج -وهو ابن النعمان الجوهري- فمن رجال البخاري.
وأخرجه أبو داود (2042) عن أحمد بن صالح، والطبراني في "الأوسط"=(14/403)
8805 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِمَآخَذِ الْأُمَمِ وَالْقُرُونِ قَبْلَهَا، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ "، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمَا فَعَلَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ؟ قَالَ رَسُولُ
__________
= (8026) من طريق مسلم بن عمرو الحذاء المديني، كلاهما عن عبد الله بن نافع، بهذا الِإسناد.
وسلف برقم (7358) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة رفعه: "اللهم لا تجعل قبري وثناً". وسنده قوي.
وقوله: "ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً"، سلف برقم (7821) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة. وسنده صحيح.
وسيأتي برقم (10815) من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي هريرة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "ما من أحد يسلم علي إلا رد الله عز وجل إلي روحي حتى أرد عليه السلام". وسنده جيد إن كان يزيد بن عبد الله سمعه من أبي هريرة.
وفي الباب عن علي عند أبي يعلى (469) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"
(20) ، وسنده ضعيف.
وعن الحسن بن علي بن أبي طالب عند أبي يعلى (6761) . وسنده ضعيف أيضا.
وعن ابن مسعود، سلف برقم (3666) ، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن لله في الأرض ملائكة سياحين، يبلغوني من أمتي السلام". وسنده صحيح.
قوله: "لا تتخذوا قبري عيداً"، قال ابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" 2/447: نهى لهم أن يجعلوه مجمعاً كالأعياد التي يقصد الناس الاجتماع إليها للصلاة. وانظر "مرقاة المفاتيح" 2/6.(14/404)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَهَلِ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ؟ "، (1)
8806 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ يَعْنِي مِثْلَهُ (2)
8807 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ صَدَاقُنَا إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ أَوَاقٍ، وَطَبَّقَ بِيَدَيْهِ، وَذَلِكَ أَرْبَعُ مِائَةٍ " (3)
8808 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ أَنْزِعُ بِدَلْوٍ (4) ، ثُمَّ أَخَذَهَا أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ بِهَا ذَنُوبًا، أَوْ ذَنُوبَيْنِ فِيهِمَا
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن. سريج: هو ابن النعمان، وعبد الله بن نافع: هو الصائغ، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وانظر (8308) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (8308) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5053) من طريق إسماعيل بن عمر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (10406) ، والنسائي 6/117، وابن الجارود (717) ، وابن حبان (4097) ، والدارقطني 3/222، والحاكم 2/175، وأبو نعيم في "الحلية" 9/21، والبيهقي 7/235 من طرق عن داود بن قيس، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
(4) في (ظ3) : دلواً.(14/405)
ضَعْفٌ، وَاللهُ يَرْحَمُهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ، فَإِنْ بَرِحَ يَنْزِعُ حَتَّى اسْتَحَالَتْ غَرْبًا، ثُمَّ ضَرَبَتْ بِعَطَنٍ، فَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَزْعِ عَبْقَرِيٍّ أَحْسَنَ مِنْ نَزْعِ عُمَرَ " (1)
8809 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ، قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا (2) وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل عاصم -وهو ابن بهدلة- فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو الأزدي البغدادي، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وسلف الحديث بنحوه برقم (8239) من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة.
وأما معنى الحديث وتفسير غريبه فقد سلف بيانه عند حديث ابن عمر برقم (4814) .
والقليب: هو البئر.
(2) لم ترد الواو في (ظ3) في الكلمات التالية: وشاهدنا، وصغيرنا، وذكرنا.
(3) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وقد اختُلف فيه على يحيى بن أبي كثير، فرواه عنه كما رواه أيوب بن عتبة: سعيد بن يوسف عند أبي يعلى (6009) ، والطبراني في "الدعاء" (1174أ) ،=(14/406)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وهشام بن حسان عند الطبراني (1175) ، وهشام الدستوائي عنده أيضاً (1176) ، وعاصم -ويغلب على ظننا أنه ابن بهدلة- عنده (1177) . وإسناد روايتي سعيد وعاصم ضعيف، وأما إسناد روايتي هشام بن حسان والدستوائي فحسن، وزاد سعيد بن بوسف في حديثه: "اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده".
ورواه عنه أيضاً الأوزاعى، واختُلف عليه، فرواه عنه موصولًا كرواية المصنف وغيره: شعيب بن إسحاق عند أبي داود (3201) ، ومن طريقه البيهقي 4/41، وهِقْل بن زياد عند الترمذي (1024) ، والحاكم 1/358، وعنه البيهقي 4/41، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج عند النسائي في "عمل اليوم والليلة " (1080) ، والطبراني في "الدعاء" (1174) ، وإسماعيل بن عياش عند أبي يعلى (6009) ، والطبراني (1174أ) ومحمد بن كثير الصنعاني -وهو سيىء الحفظ لكنه متابع- عند
الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (971) ، والوليد بن مسلم عند ابن حبان (3070) . وزاد إسماعيل بن عياش في حديثه: "اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده".
وأخرجه أبو يعلى (6010) من طريق سويد أبي حاتم، عن صاحب له، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن يحيى.
وأخرجه البيهقي 4/41 من طريق الوليد بن مزيد وبشر بن بكر، كلاهما عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو إبراهيم رجل من بني عبد الأشهل، قال: حدثني أبي أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ... فذكره. قال الأوزاعي: وحدثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، بهذا الحديث، يعني مرسلا، لم يذكر فيه أبا هريرة. قال البيهقي: هذا هو الصحيح حديث أبي إبراهيم الأشهلي موصول، وحديث أبي سلمة مرسل!
وسبن البيهقى إلى ذلك البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "سننه" بإثر الحديث (1024) ، وصحح الحديث المرسل أيضاً أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل"=(14/407)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 1/357.
قلنا: وحديث أبي إبراهيم هذا عن أبيه، سيأتي في "المسند" 4/170 من غير طريق الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، وأبو إبراهيم هذا لا يُعرف.
ورواه عن يحيى عن أبي سلمة مرسلًا أيضاً: معمر عند عبد الرزاق (6419) ، وعلي بن المبارك عند ابن أبي شيبة 3/292.
ورواه همام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه مرفوعاً، سيأتي في "المسند" 4/170 و5/299.
ورواه عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة مرفوعاً، أخرجه من هذا الطريق النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1079) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (972) ، والحاكم 1/358-359، والبيهقي 4/41. قال الترمذي بإثر الحديث (1024) : حديث عكرمة بن عمار غير محفوظ، وعكرمة ربما يهم في حديث يحيى.
قلنا: وأخرجه ابن ماجه (1498) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1081) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (973) ، والطبراني في "الدعاء" (1173) ، والبيهقي 4/41 من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه.
وأخرجه الطبراني (1172) من طريق إسماعيل بن عياش، عن محمد بن إسحاق، عن عمران بن أبي أنس، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ورواية إسماعيل بن عياش -وهو حمصي- عن غير أهل بلده مخلط فيها، وابن إسحاق مدني، وهذا الأخير مدلس، وقد عنعنه.
وروي هذا أيضا عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام، موقوفاً عليه، أخرجه ابن أبي شيبة 3/293 عن عبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عنه.
وعبدة بن سليمان -وهو الكلابي- ثقة، وأما محمد بن عمرو فحسن الحديث.
قلنا: مما سلف يتبين أن الرواة قد اختلفوا في إسناد هذا الحديث اختلافاً=(14/408)
8810 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنَّهُ قَدْ رَضِيَ مِنْكُمْ بِمَا تَحْقِرُونَ " (1)
__________
= ظاهراً، فلذلك قال البخاري -فيما نقله عنه البيهقي 4/42-: وحديث أبي سلمة عن أبي هريرة وعائشة وأبي قتادة في هذا الباب غير محفوظ، وأصح شيء في هذا الباب حديث عوف بن مالك. يعني ما أخرجه مسلم في "صحيحه" (963) عنه، قال: صلى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول: "اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، وأغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلًا خيرا من أهله، وزوجاً خيرا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، أو من عذاب النار"، وسيأتي في "المسند" 6/23.
ويشهد للفظ حديث أبي سلمة عن أبي هريرة وغيره حديث عبد الرحمن بن عوف عند البزار (817- كشف الأستار) ، والطحاوي (974) ، والطبراني في "الدعاء" (1165) ، وإسناده ضعيف.
وحديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (12680) ، وفي إسناده ضعف.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب الأزدي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه البزار (2850- كشف الأستار) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/86 من طريق أبي حذيفة ومصعب بن ماهان عن سفيان الثوري، والبيهقي في "الشعب" (7264) من طريق أبي حمزة السكري، كلاهما (الثوري وأبو حمزة) عن الأعمش، به - قرن أبو حمزة بأبي هريرة أبا سعيد،=(14/409)
8811 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَمْ تَرَوْا مَا قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ كَافِرِينَ، يَقُولُونَ: الْكَوْكَبُ (1) وَبِالْكَوْكَبِ " (2)
8812 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ يَعْنِي الصَّنْعَانِيَّ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى نَاسٍ جُلُوسٍ، فَقَالَ: " أَلَا (3) أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَأَعَادَهَا
__________
= وفي رواية أبي حذيفة: عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد، على الشك.
وفي الباب عن جابر عند مسلم (2812) ، وسيأتي 3/313.
وعن أبي الدرداء وعبادة بن الصامت، سيأتي 4/125-126.
وعن علي عند البزار (1181) .
وعن ابن مسعود عند البيهقي في "شعب الِإيمان" (7263) ، وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/189، وقال: رواه أبو يعلى وفيه إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف.
وعن معاذ بن جبل عند البيهقي في "الشعب" (6852) .
قوله: "بما تحقرون"، أي: بما تستصغرون من الذنوب.
(1) في (ظ3) : بالكوكب.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير هيثم بن خارجة، فمن رجال البخاري. وانظر (8739) .
(3) لفظة: "ألا" ليست في (ظ3) و (عس) .(14/410)
ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ، وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ، وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ، وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ " (1)
8813 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي وَمَالِي، وَإِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَأَقْنَى، مَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (11266) من طريق عبيد بن نسطاس، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وأخرجه أيضاً برقم (11267) من طريق عبيد بن نسطاس، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وسيأتي الحديث برقم (8920) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن جابر عند القضاعي في "مسند الشهاب" (1248) . وإسناده ضعيف.
وعن أنس عند أبي يعلى (3910) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2323.
وإسناده ضعيف أيضاً.
(2) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه مسلم (2959) (4) ، وابن حبان (3244) و (3328) ، والبيهقي 3/368-369 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الِإسناد.
وسيأتي (9339) .(14/411)
8814 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقَعَنَّ رَجُلٌ عَلَى امْرَأَةٍ، وَحَمْلُهَا لِغَيْرِهِ " (1)
8815 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ يَلْكُزُهُ الشَّيْطَانُ فِي حِضْنَيْهِ (2) ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ وَابْنِهَا، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الصَّبِيِّ حِينَ يَسْقُطُ كَيْفَ يَصْرُخُ؟ " قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "
__________
= وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3626) .
وعن عبد الله بن الشخير عند مسلم برقم (2958) ، وسيأتي في "المسند" قوله: "فأقْنى"، قال السندي: أي: فادخَر له عند الله.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد. عمرو: هو ابن الحارث بن يعقوب بن عبد الله الأنصارىِ، وبكير: هو ابن عبد الله بن الأشج.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2998) ، وفي "الصغير" (262) ، من طريق الحجاج بن أرطاة، عن داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه نهى في غزوة أوطاس أن يقع الرجل على حامل حتى تضع. وإسناده ضعيف.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2318) وذكرنا شواهده هناك، وفاتنا أن نعزو حديث أبي سعيد الخدري إلى "المسند"، وسيأتي فيه 3/28.
(2) هكذا في (ظ3) و (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: بحضنيه.(14/412)
ذَلِكَ حِينَ يَلْكُزُهُ الشَّيْطَانُ بِحِضْنَيْهِ " (1)
8816 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَجْتَمِعُ الْكَافِرُ وَقَاتِلُهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي النَّارِ أَبَدًا " (2)
8817 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يُجْمَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَطْلُعُ عَلَيْهِمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: أَلَا (3) تَتَّبِعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَيَتَمَثَّلُ لِصَاحِبِ الصَّلِيبِ صَلِيبُهُ، وَلِصَاحِبِ الصُّوَرِ صُوَرُهُ، وَلِصَاحِبِ النَّارِ نَارُهُ، فَيَتَّبِعُونَ مَا كَانُوا
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر ما سلف برقم (7182) .
اللكز: هو الوَكْز، وهو الدفع والطعن والضرب بجمع الكَف.
والحِضْن: الجَنْب.
(2) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه أبو عوانة 5/62 من طريق عبد الله بن وهب، عن حفص بن ميسرة، الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/341-342 من طريق جعفر بن أبي كثير، عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وسيأتي (8922) و (9163) و (9342) ، وانظر ما سلف برقم (7575) .
(3) في (ظ3) : الآن.(14/413)
يَعْبُدُونَ، وَيَبْقَى الْمُسْلِمُونَ، فَيَطْلُعُ عَلَيْهِمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ، فَيَقُولُ: أَلَا تَتَّبِعُونَ النَّاسَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ اللهُ رَبُّنَا، وَهَذَا مَكَانُنَا حَتَّى نَرَى رَبَّنَا، وَهُوَ يَأْمُرُهُمْ، وَيُثَبِّتُهُمْ، ثُمَّ يَتَوَارَى، ثُمَّ يَطْلُعُ، فَيَقُولُ: أَلَا تَتَّبِعُونَ النَّاسَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، اللهُ رَبُّنَا، وَهَذَا مَكَانُنَا حَتَّى نَرَى رَبَّنَا، وَهُوَ يَأْمُرُهُمْ، وَيُثَبِّتُهُمْ "، قَالُوا: وَهَلْ نَرَاهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ: " فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ تِلْكَ السَّاعَةَ، ثُمَّ يَتَوَارَى، ثُمَّ يَطْلُعُ فَيُعَرِّفُهُمْ نَفْسَهُ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، أَنَا رَبُّكُمْ، اتَّبِعُونِي، فَيَقُومُ الْمُسْلِمُونَ، وَيُوضَعُ الصِّرَاطُ فَهُمْ عَلَيْهِ مِثْلُ جِيَادِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ، وَقَوْلُهُمْ عَلَيْهِ: سَلِّمْ سَلِّمْ، وَيَبْقَى أَهْلُ النَّارِ، فَيُطْرَحُ مِنْهُمْ فِيهَا فَوْجٌ، فَيُقَالُ: هَلِ امْتَلَأْتِ؟ وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ ثُمَّ يُطْرَحُ فِيهَا فَوْجٌ، فَيُقَالُ: هَلِ امْتَلَأْتِ؟ وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى إِذَا أُوعِبُوا فِيهَا، وَضَعَ الرَّحْمَنُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ فِيهَا، وَزَوَى (1) بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ قَالَتْ: قَطْ، قَطْ،، فَإِذَا صُيِّرَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ، أُتِيَ
__________
(1) في (ظ3) و (عس) وهامش (س) : وأزوي، وهو خطأ، فإنه سيأتي في آخر الحديث الِإشارة إلى الخلاف بين روايتي هيثم بن خارجة وقتيبة بن سعيد، وأن في رواية قتيبة "فأزوي" فيُفهم منه أن رواية هيثم "زوي".(14/414)
بِالْمَوْتِ مُلَبَّبًا، فَيُوقَفُ عَلَى السُّورِ الَّذِي بَيْنَ أَهْلِ النَّارِ وَأَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ، يَرْجُونَ الشَّفَاعَةَ، فَيُقَالُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ، وَلِأَهْلِ النَّارِ: تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ: قَدْ عَرَفْنَاهُ هُوَ الْمَوْتُ الَّذِي وُكِّلَ بِنَا، فَيُضْجَعُ فَيُذْبَحُ ذَبْحًا عَلَى السُّورِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ، لَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ، لَا مَوْتَ "، وَقَالَ قُتَيْبَةُ فِي حَدِيثِهِ: " وَأُزْوِيَ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ "، ثُمَّ قَالَ: " قَطْ "، قَالَتْ: " قَطْ، قَطْ " (1)
8818 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي
__________
(1) حديث صحيح وله إسنادان: الأول إسناد هيثم بن خارجة، وهو صحيح، والثاني إسناد قتيبة بن سعيد، وهو قوي من أجل عبد العزيز -وهو ابن محمد الدراوردي-، وكلا رجال الِإسنادين رجال الصحيح.
وأخرجه الترمذي (2557) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وقال: حسن صحيح.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/427، وابن منده في "الِإيمان" (815) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن عبد العزيز بن محمد، به.
وانظر ما سلف مطولًا برقم (7717) من طريق عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة. وقصة ذبح الموت وحدها سلفت برقم (7546) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة.
أوعبوا: أي: أدخلوا فيها جميعاً.
وزُوِي: أي: جُمِع وضُم بعضها إلى بعض.
وملبباً: أي: مجموعة قوائمه إلى لَبته، وهي المَنْحَر.(14/415)
صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَفَّارَةُ الْمَجَالِسِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ " (1)
8819 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (2)
8820 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ يَقْرَأُ، فَقَالَ: " لَقَدْ أُعْطِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ (3) " (4)
__________
(1) حديث صحيح، إسماعيل بن عياش -وإن كان مخلطاً في روايته عن غير أهل بلده وهذا منها- قد توبع عن سهيل بن أبي صالح، انظر ما سيأتي برقم (10415) .
(2) إسناده صحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد التنوري، وحسين: هو ابن ذكوان المُعَلم، ويحيى: هو ابن أبي كثير اليمامي.
وأخرجه مسلم (2263) من طريق حرب بن شداد وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الِإسناد.
وسيأتي برقم (9656) . وانظر ما سلف برقم (7183) .
(3) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة "النبي عليه السلام"، وهذه الزيادة ليست في (ظ3) و (عس) .
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن أبي حفصة روى له البخاري =(14/416)
8821 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ هُمُ الضُّعَفَاءُ الْمَظْلُومُونَ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ شَدِيدٍ (1) جَعْظَرِيٍّ " (2)
__________
= حديثين أحدهما متابعة، وأما مسلم فقد روى له ثلاثة أحاديث متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/180، وفي "الكبرى" (1092) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1160) ، وابن حبان (7196) من طريق عمرو بن الحارث، والطبراني في "الأوسط" (2700) من طريق إسحاق بن راشد، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الدارمي (3492) من طريق الليث، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة مرسلاً.
وانظر (8646) .
(1) أثبت في هوامش بعض النسخ الخطية مقابل كلمة "شديد": سفيه.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف البراء بن عبد الله بن يزيد الغنوي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيأتي برقم (10595) عن يزيد بن هارون، عن البراء بن عبد الله بن يزيد.
وأخرجه بنحوه أبو يعلى (6127) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/230، والطبراني في "الأوسط" (4275) ، والبيهقي في "الشعب" (8176) من طريق إسرائيل، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ألا أنبئك بأهل الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال: "كل ضعيف متضعف ذي=(14/417)
8822 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ " فَقَالَ: " هُمُ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا " (1)
__________
= طمرين لا يؤبه له، لو أقسم علي الله لأبره،ألا أنبئك بأهل النار؟ "قلت:بلى يا رسول الله،قال: "كل جظ جعظ مستكبر".
وانظر ما سلف برقم (7718) .
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، سلفت الِإشارة إلى أحاديثهم في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6580) .
الجعظري: هو الفظ الغليظ المتكبر، والجظ: الرجل الضخم، والجعظ: العظيم في نفسه، وقيل: السيىء الخلق الذى يتسخط عند الطعام.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1308) من طريق يزيد بن هارون، والمزي ني ترجمة البراء من "التهذيب" 4/39-40 من طريق شيبان بن فروخ، كلاهما عن البراء بن عبد الله بن يزيد الغنوي، بهذا الِإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7212) و (7402) .
وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني، سيأتي 4/193 مرفوعاً: "إن أحبكم وأقربكم مني في الآخرة محاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلى وأبعدكم مني في الآخرة مساوئكم أخلاقاً لثرثارون المتفيقهون المتشدقون".
وآخر بنحوه من حديث جابر عند الترمذي (2018) ، وحسنه.
ومن حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6504) .
المتشدقون، قال ابن الأثير: الأشداق: جوانب الفم، والمتشدقون هم المتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز، وقيل: أراد بالمتشدق: المستهزىء=(14/418)
8823 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الْبَرَاءُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَلِيلِي الصَّادِقُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْثٌ إِلَى السِّنْدِ وَالْهِنْدِ، فَإِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُ فَاسْتُشْهِدْتُ فَذَاكَ، وَإِنْ أَنَا فَذَكَرَ كَلِمَةً رَجَعْتُ وَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ " (1)
8824 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ، وَثَوْبُهُمَا بَيْنَهُمَا لَا يَطْوِيَانِهِ، وَلَا يَتَبَايَعَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ، وَقَدْ حَلَبَ لِقْحَتَهُ لَا يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ، وَقَدْ رَفَعَ لُقْمَتَهُ إِلَى فِيهِ وَلَا يَطْعَمُهَا، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ، وَالرَّجُلُ يَلِيطُ حَوْضَهُ لَا يَسْقِي مِنْهُ " (2)
__________
= بالناس يلوي شِدْقَه بهم وعليهم.
(1) إسناده ضعيف لضعف البراء بن عبد الله الغنوي، ولانقطاعه، فإن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7128) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، علي بن حفص من رجاله، ومن فوقه من رجال الشيخين. ورقاء: هو ابن عمر اليشكري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأخرجه ابن حبان (6845) من طريق شبابة بن سوار، عن ورقاء اليشكري، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1603) ، والحميدي (1103) و (1179) ، والبخاري (6506) و (7121) ، ومسلم (2954) (140) ، وأبو يعلى (6271) من=(14/419)
8825 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يُصْرَفُ عَنِّي شَتْمُ قُرَيْشٍ؟ يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّدٌ، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا، وَأَنَا مُحَمَّدٌ " (1)
8826 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَسْلَمُ وَغِفَارٌ وَجُهَيْنَةُ وَمَنْ كَانَ مِنْ مُزَيْنَةَ أَوْ مُزَيْنَةُ، وَمَنْ كَانَ
__________
= طرق عن أبي الزناد، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه ابن حبان (6846) من طريق ميسور بن عبد الرحمن، عن أبي الحارث محمد بن زياد، عن أبي هريرة، مرفوعاً.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (20849) عن معمر، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، موقوفاً بلفظ: "إن الساعة لتقوم على الرجلين وهما ينشران الثوب يتبايعانه".
قوله: "لِتَقم" كذا في سائر أصولنا الخطية، وهو مضارع مجزوم باللام، وهو أمر مراد به الخبر، أي: تقوم، كما في رواية مسلم، ومنه قوله تعالى: (من كان في الضلالةِ فليَمْدُدْ له الرحمن مداً) [مريم: 75] ، وقوله: (اتَّبعوا سبيلَنا وَلْنَحْمِلْ خطاياكم) [العنكبوت: 12] ، أي: فيمُد، ونحمل، وفي رواية البخاري: "لتقومَنَّ".
اللِّقحة: هي ذات الدر من النوق.
يَليط، في "اللسان": لاطَ الحوضَ بالطين لَوْطأ: طَيَّنه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وانظر (7331) .(14/420)
مِنْ جُهَيْنَةَ، خَيْرٌ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَسَدٍ وطَيِّئٍ وَغَطَفَانَ " (1)
8827 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ، لَا يَيْؤُسُ وَلَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ، فِي الْجَنَّةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الحميدي (1048) ، ومسلم (2521) (191) ، والترمذي (3950) من طرق عن أبي الزناد، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه مسلم (2521) (191) من طريق صالح بن كيسان، عن الأعرج، به.
وانظر ما سلف برقم (7150) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني، وأبو رافع: نفيع الصائغ المدني نزيل البصرة، وثابت: هو ابن أسلم البُنَاني.
وأخرجه الدارمي (2819) ، وأبو عوانة في صفة الجنة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 261، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (97) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد.
وأخرج الشطر الأول منه الدارمي (2828) ، والترمذي (2539) من طريق شهر بن حوشب، وابن أبي داود في "البعث" (58) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (101) و (104) من طريق عبيد الله بن عمرو -رجل من أهل البصرة لم يرو عنه غير قتادة-، و (98) و (99) من طريق عجلان مولى فاطمة، و (104) ، وفي "الحلية" 6/275 من طريق محمد بن سيرين أربعتهم عن أبي هريرة. ورواية شهر بن حوشب بلفظ: "أهل الجنة جرد مرد كحل لا يفنى شبابهم، ولا تبلى ثيابهم".=(14/421)
8828 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّتْ سَحَابَةٌ فَقَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " الْعَنَانُ، وَرَوَايَا الْأَرْضِ، يَسُوقُهُ اللهُ إِلَى مَنْ لَا يَشْكُرُهُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَا يَدْعُونَهُ (1) ، أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ فَوْقَكُمْ؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " الرَّقِيعُ، مَوْجٌ مَكْفُوفٌ، وَسَقْفٌ مَحْفُوظٌ، أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ "، ثُمَّ قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا الَّتِي فَوْقَهَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " سَمَاءٌ أُخْرَى، أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ "، ثُمَّ قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "
__________
= وسيأتي الحديث جميعاً من طريقين عن حماد برقم (9279) و (9391) و (9957) .
والشطر الأول منه سلف ضمن حديث مطول برقم (8043) من طريق أبي المُدلة عن أبي هريرة، وسيأتي بنحو (8265) من طريق الأغر عن أبي هريرة.
والشطر الثاني سلف برقم (8143) من طريق همام عن أبي هريرة.
قوله: "ولا يبؤس"، بضم الهمزة، أي: لا يحزن ولا يرى بأساً. وفي رواية: "ولا يبأس"، بفتح الهمزة، ومعناه: لا يفتقر.
(1) في (ظ3) و (عس) : يدعوا به! والصواب ما أثبتنا من بقية النسخ، ومعناه -كما قال صاحب "تحفة الأحوذي" 4/193-: لا يعبدونه بل يعبدون غيره.(14/422)
الْعَرْشُ "، قَالَ: " أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهُ (1) وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ "، ثُمَّ قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا هَذَا تَحْتَكُمْ؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " أَرْضٌ، أَتَدْرُونَ مَا تَحْتَهَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " أَرْضٌ أُخْرَى، أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهُمَا (2) ؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ (3) عَامٍ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ أَرَضِينَ "، ثُمَّ قَالَ: " وَايْمُ اللهِ، لَوْ دَلَّيْتُمْ أَحَدَكُمْ بِحَبْلٍ إِلَى الْأَرْضِ السُّفْلَى السَّابِعَةِ، لَهَبَطَ ثُمَّ قَرَأَ: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3] " (4)
__________
(1) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: بينكم، والمثبت من (ظ3) و (عس) ، وهو الصواب.
(2) هكذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: كم بينها وبينها.
(3) في سائر الأصول الخطية: سبع مئة، لكن ضُبب عليه في (س) وأثبت على هامشها مصححاً عليه: خمس مئة، وهو الذى أثبتناه لأنه يوافق ما عند الترمذي والبيهقي.
(4) إسناده ضعيف، الحكم بن عبد الملك مجمع على تضعيفه، وقتادة مدلس ولم يصرح بسماعه من الحسن البصري، والحسن لم يسمع من أبي هريرة. سريج: هو ابن النعمان الجوهري.
وأخرجه الترمذي (3298) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 399-400 من طريق شيبان بن عبد الرحمن، وابن أبي عاصم في "السنة" (578) من طريق أبي جعفر الرازي، كلاهما عن قتادة، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة، وأبو جعفر الرازي سيىء الحفظ، وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه.=(14/423)
8829 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَبِيعَةَ فَلَمْ أُنْكِرْ - قَالَ: " الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ أَوْ أَفْضَلُ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَكُلٌّ إِلَى (1) خَيْرٍ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلَا تَعْجِزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ: قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ صَنَعَ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوَّ، فَإِنَّ اللَّوَّ يُفْتَحُ مِنَ الشَّيْطَانِ " (2)
8830 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ بَرَكَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ،
__________
= وفي الباب عن العباس بن عبد المطلب، سلف برقم (1770) ، وسنده ضعيف جداً.
وعن أبي ذر مختصراً عند البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 401، وإسناده ضعيف لانقطاعه وضعف أحد رواته.
قال السندي: العَنان: هو بالفتح: السحاب، جمع عَنَانة.
وروايا الأرض: الروايا من الِإبل: الحوامل للماء.
الرقيع: قيل: الرقيع اسم لكل سماءٍ، وقيل: اسم للسماء الدنيا.
مكفوف: أي: ممنوع من السقوط بحفظ الله تعالى من أن يقع على الأرض، شبهها بالموج المكفوف في كونها معلقة بغير عَمَدٍ.
(1) لفظة: "إلى" ليست في (م) .
(2) حديث حسن، وقد سلف تخريجه والكلام عليه مفصلاً برقم (8791) .
عارم: هو لقب محمد بن الفضل السدوسي، وربيعة: هو ابن عثمان بن ربيعة التيمي المدني.(14/424)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ حَتَّى أَرَى بَيَاضَ إِبْطَيْهِ "، قَالَ أَبِي: " وَهُوَ أَبُو الْمُعْتَمِرِ، لَا أَظُنُّهُ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ " (1)
8831 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ أَبِي: حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ قَالَ: فَقِيلَ: نَعَمْ، فَقَالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى يَمِينًا يَحْلِفُ بِهَا، لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ، وَلَأُعَفِّرَنَّ (2) وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، قَالَ: فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، زَعَمَ لَيَطَأُ عَلَى رَقَبَتِهِ، قَالَ: فَمَا فَجَأَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ، قَالَ: فقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ؟ قَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ، وَهَؤُلَاءِ أَجْنِحَةٌ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ دَنَا مِنِّي لَخَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بركة أبي الوليد البصري، فقد روى له أبو داود وابن ماجه، وهو ثقة. معتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي.
وأخرجه ابن ماجه (1271) من طريق عفان، والبزار (3147- كشف الأستار) من طريق محمد بن يزيد، كلاهما عن معتمر، بهذا الِإسناد، وانظر (7213) .
(2) المثبت من (ظ3) و (عس) وهامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: أو لأعفرن.(14/425)
عُضْوًا عُضْوًا " قَالَ: فَأُنْزِلَ لَا أَدْرِي فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ شَيْءٍ بَلَغَهُ {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [العلق: 7]- يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ - {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} [العلق: 14] ، قَالَ: يَدْعُو قَوْمَهُ {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} [العلق: 18] ، قَالَ: - يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ - {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19] (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نعيم بن أبي هند، فمن رجال مسلم. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي الكوفي.
وأخرجه مسلم (2797) (38) ، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/92، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 185، وابن حبان (6571) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (158) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/189، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/507-508 من طرق عن معتمر بن سليمان، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/256 عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن أبيه ثور، عن نعيم بن أبي هند، به.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف مختصراً دون ذكر الآيات في آخره برقم (2225) .
قوله: "هل يعفِّر"، قال السندي: من التعفير، وهو التمريغ في التراب والتتريب فيه، يريد الصلاة على الأرض وسجوده على التراب.=(14/426)
8832 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: " أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي (1)
8833 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّا، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا، وَحَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَمَكَّةَ، لَا يَخَافُ إِلَّا ضَلَالَ الطَّرِيقِ، وَحَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ "، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " الْقَتْلُ " (2)
__________
= وينكص، أي: يرجع القهقرى.
وهولًا: أي: مخافة من أمر لا يدري ما هجم عليه منه.
وأجنحة: هي الملائكة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فليح -وهو ابن سليمان الخزاعي وإن روى له الشيخان- فيه كلام يحطه عن رتبة الصحيح، وقد تابعه مالك فيما سلف برقم (7231) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن داود، فمن رجال مسلم. عبد الله بن عبد الرحمن: هو ابن معمر بن حزم الأنصاري أبو طوالة المدني، قاضي المدينة لعمر بن عبد العزيز.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح-، فمن رجال مسلم. محمد بن الصباح: هو الدولابي أبو=(14/427)
8834 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتِلْكَ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ " (1) ، ثُمَّ قَالَ: " تَمَامُ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ " (2)
__________
= جعفر البغدادي.
وأخرج القطعة الأولى فيما يتعلق بأرض العرب: الحاكم 4/477 من طريق سفيان عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الِإسناد. وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وسيأتي الحديث بنحوه برقم (9395) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الِإسكندراني، عن سهيل بن أبي صالح. وانظر قصة الهرج فيما سلف برقم (7186) .
المروج: الرياض والمزارع، والمرج: أرض واسعة ذات نبات كثير.
(1) قي (ظ3) و (عس) : فبلغ تسعاً وتسعين.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم مع خطأ وقع في إسناده، في نسبة عطاء، والصواب أنه عطاء بن يزيد الليثي كما سيأتي برقم (10267) ، وكلاهما من رجال الشيخين، وكذا بقية رجال الِإسناد غير سهيل وأبي عبيد -وهو مولى سليمان بن عبد الملك- فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (597) عن محمد بن الصباح، بهذا الِإسناد. ولم ينسب عطاءً. وانظر ما سلف برقم (7243) .=(14/428)
8835 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ، أَوْ زَادَ عَلَيْهِ " (1)
__________
= وفي الباب عن زيد بن ثابت، سيأتي في "المسند" 5/184.
وعن أبي الدرداء، سيأتي 5/196.
وعن كعب بن عجرة عند مسلم برقم (596) (144) .
وعن ابن عباس عند النسائي 3/78، والترمذي (410) ، والبغوي (719) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. محمد: هو ابن الصباح الدولابي.
وأخرجه ابن حبان (859) ، والحاكم 1/518 من طريق حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الِإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه مسلم (2692) ، والترمذي (3469) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (568) من طريق عبد العزيز بن المختار، وأبو داود (5091) ، وابن حبان (860) من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، عن سُمَي، عن أبي صالح، به. كذا ذكر سهيل سميا بينه وبين أبيه، فلعله سمعه من الوجهين فحدث به مرة هكذا ومرة هكذا، والله تعالى أعلم.
وسلف بنحوه برقم (8009) من طريق مالك عن سمي.
تنبيه: وقع بعد هذا في (م) متن هذا الحديث مركباً عليه إسناد الحديث التالي وهو خطأ لم يرد في أي من النسخ الخطية، ولم يذكره الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" في ترجمة أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة.(14/429)
8836 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَدَا جَفَا، وَمَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ، وَمَنْ أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانِ افْتُتِنَ، وَمَا ازْدَادَ عَبْدٌ مِنَ السُّلْطَانِ قُرْبًا، إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللهِ بُعْدًا " (1)
__________
(1) هذا حديث ضعيف للاضطراب الذى وقع في إسناده، فقد أخرجه كما هو عند المصنف هنا البزار (1618- كشف الأستار) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (339) ، والبيهقي في "السنن" 10/101 من طريق محمد بن الصباح الدولابي، بهذا الِإسناد.
وأخرجه كذلك ابن حبان في "المجروحين" 1/233، وابن عدي في "الكامل" 1/312، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (9403) من طريق أبي الربيع الزهراني، عن إسماعيل بن زكريا، به.
وخالف إسماعيل فيه يعلى ومحمد ابنا عبيد الطنافسي فروياه عن الحسن بن الحكم، عن عدي بن ثابت، عن شيخ من الأنصار، عن أبي هريرة، كما سيأتي عند المصنف برقم (9683) ، وهذا هو المحفوظ عن عدي بن ثابت، إذ يعلى ومحمد ثقتان متقنان، وهما بلا شك أجلُّ وأوثق من إسماعيل بن زكريا الخُلقاني، فهذا قد اختلف قول المجرحين والمعدلين فيه، فمنهم من وثقَه ومنهم من ضعفه
ومنهم من جعله وسطاً مقارب الحديث، فمثل هذا إذا خالف من هو أوثق منه، لا سيما إذا كانا اثنين أو أكثر، فلا يعتبر بمخالفته، ويرجح قول غيره على قوله، فيعَل عندئذ حديث أبي هريرة بجهالة الراوي عنه.
وسيأتي أول هذا الحديث -وهو قوله: "من بدا جفا"- من مسند البراء بن عازب 4/297 عن ابن أبي شيبة، عن شريك النخعي، عن الحسن بن الحكم، عن عدي بن ثابت، عن البراء، فهذا اختلاف آخر، وشريك سيئ الحفظ.=(14/430)
8837 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي أَبَا أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمِّي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا لَهُ فِي أَنْ يَمْشِيَ بَيْنَ يَدَيْ أَخِيهِ مُعْتَرِضًا وَهُوَ يُنَاجِي رَبَّهُ، كَانَ لَأَنْ يَقِفَ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ مِائَةَ عَامٍ، أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَخْطُوَ " (1)
__________
= قلنا: ولهذا الحديث علة أخرى، وهي تفرد الحسن بن الحكم به، فقد دارت هذه الأسانيد كلها عليه، وقد حسن القول فيه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل فوثقاه، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وغالى ابن حبان في "المجروحين" فقال فيه: يخطىء كثيراً ويهم شديداً، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. ثم ساق له هذا الحديث، إشارة منه إلى نكارته، وكذا فعل الذهبي، فعندما ترجم للحسن بن الحكم في "الميزان" 1/486، أورده أيضاً.
تنبيه: سلف هذا الحديث عن ابن عباس برقم (3362) ، وفيه أبو موسى (أحد رواته) وهو مجهول، وحكمنا عليه بالتحسين من أجل حديث أبي هريرة هذا، ثم تبين لنا هنا بعد التحقيق والتدقيق أن حديث أبي هريرة ضعيف، فلذلك يُرجَع إلى حديث ابن عباس ويضعف، والله ولي التوفيق.
(1) إسناده ضعيف، وفي الإِسناد قلب، فالعَم: هو عبيد الله بن عبد الله بن موهب، وابن أخيه: هو عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، لا العكس، وعبيد الله بن عبد الله بن موهب مجهول الحال، وابن أخيه عبيد الله بن عبد الرحمن ليس بذاك القوي.
وأخرجه ابن خزيمة (814) عن أحمد بن منيع، عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1452) ، وابن ماجه (946) ، وابن خزيمة (814) ،=(14/431)
8838 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنِ الْحُصَيْنِ - كَذَا قَالَ - عَنْ أَبِي سَعْدِ الْخَيْرِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عُمَرَ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اكْتَحَلَ فَلْيُوتِرْ، وَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ (1) ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ، وَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ، وَمَنْ أَكَلَ فَمَا تَخَلَّلَ فَلْيَلْفِظْ، وَمَنْ لَاكَ بِلِسَانِهِ فَلْيَبْتَلِعْ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ، وَمَنْ أَتَى الْغَائِطَ فَلْيَسْتَتِرْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلَّا أَنْ يَجْمَعَ كَثِيبًا فَلْيَسْتَدْبِرْهُ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَلْعَبُ بِمَقَاعِدِ بَنِي آدَمَ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ " (2)
__________
= والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (87) ، وابن حبان (2365) ، والطبراني في "الصغير" (420) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/299، وابن عبد البر في "الاستذكار" 6/169 من طرق عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن عمه عبيد الله بن عبد الله بن موهب، عن أبي هريرة. وفيه عند عبد بن حميد "أربعين عاماً" مكان قوله: مئة عام.
وفي الباب ما يغني عن حديث أبي هريرة هذا، وهو حديث أبي جهيم عند البخاري (510) ، ومسلم (507) ، وسيأتي في "المسند" 4/169، ولفظه: "لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه، لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمُر بين يديه". قال أبو النضر -وهو أحد رواته-: لا أدري أقال أربعين يوماً، أو شهراً، أو سنة.
(1) في (م) والنسخ الخطية غير (ظ3) : فلا حرج عليه، بزيادة لفظة "عليه".
(2) إسناده ضعيف لضعف حصين -وهو الحميري ثم الحبراني- ولجهالة أبي سعد الخير، ويقال: أبو سعيد. سريج: هو ابن النعمان الجوهري، وثور: هو ابن=(14/432)
8839 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَسَمِعْنَا وَجْبَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " هَذَا حَجَرٌ أُرْسِلَ فِي جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَالْآنَ انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا " (1)
__________
= يزيد الكلاعي الحمصي.
وأخرجه مطولًا ومختصراً أبو داود (35) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/121-122، والبيهقي في "السنن" 1/94 و104، وفي "الشعب" (6053) ، وفي "الآداب" (557) ، والبغوي (3204) من طرق عن عيسى بن يونس، بهذا الِإسناد.
وأخرجه كذلك الدارمي (662) و (2087) ، وابن ماجه (337) و (338) و (3498) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (138) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/122، وابن حبان (1410) ، والحاكم 4/137، والبيهقي في "السنن" 1/94 و104، وفي "الشعب" (6053) من طرق عن ثور بن يزيد، به. وذهل الحاكم فصحح إسناده، ووافقه الذهبي فأخطآ.
وانظر ما سلف برقم (8611) في قصة الاستجمار والكحل.
الكثيب: التل.
(1) إسناده على شرط مسلم، وقد تفرد يزيد بن كيسان برواية هذا الحديث بهذا اللفظ، ويزيد قد وثقه ابن معين والنسائي ويعقوب بن سفيان والدارقطني، لكن قال يحيى بن سعيد القطان: ليس هو ممن يعتمد عليه، هو صالح وسط، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، محلُّه الصدق، صالح الحديث، فسأله ابنه: يحتَج بحديثه؟ فقال: لا، هو بابة فضيل بن غزوان وذويه، بعض ما يأتي به صحيح وبعض لا، قال ابن=(14/433)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبي حاتم: وكان البخاري قد أدخله في كتاب "الضعفاء" فقال أبي: يحول منه.
وقال ابن حبان في "الثقات": كان يخطىء ويخالف، لم يفحُش خطؤه حتى يُعدَلَ به عن سبيل العدول، ولا أتى من الخلاف بما تنكره القلوب، فهو مقبول الرواية إلا ما يُعلَم أنه أخطأ فيه، فحينئذ يُترَك خطؤه كما يُترك خطأ غيرِه من الثقات.
قلنا: هو كما قال ابن حبان، مقبول الرواية إلا ما يعلم أنه أخطأ فيه، ويغلب على ظننا أنه قد أخطأ في لفظ هذا الحديث فرواه على الِإخبار بسماع الصحابة في مجلس النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لصوت سقوط الحجر في جهنم، أخرجه كذلك غير المصنف: مسلم (2844) (31) ، وابن حبان (7469) ، والآجري في "الشريعة" ص 394، والبيهقي في "البعث والنشور" (482) من طرق عن خلف بن خليفة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أيضاً مسلم (2844) من طريق مروان بن معاوية، عن يزيد بن كيسان، به.
وروي هذا الحديث عن أبي هريرة مرفوعاً بغير هذا اللفظ، فقد أخرجه الحاكم 4/597 من طريق محمد بن عزيز الأيلي، عن عمه سلامة بن روح، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة بلفظ: "والذى نفس محمد بيده، إن قدر ما بين شفير النار وقعرها كصخرة زِنَتها سبع خَلِفاتٍ بشحومهن ولحومهن وأولادهن تهوي فيما بين شفير النار وقعرها إلى أن تقع قعرها سبعين خريفاً". وإسناده حسن من أجل محمد بن عزيز وسلامة بن روح، وتساهل الحاكم فصححه، وتبعه على ذلك الذهبي.
وروي نحوه من طريق آخر عن أبي هريرة، فقد أخرجه الحاكم أيضاً 4/606 من طريق أبي قتيبة سَلْم بن قتيبة الشعيري، عن فرقد بن الحجاج، عن عقبة بن أبي الحسناء، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "لو أخِذ سبع خَلِفات بشحومهن فألقِينَ من شفير جهنم، ما انتهين إلى آخرها سبعين عاما"، وسنده محتمل للتحسين يتقوى بما قبله، وقال الذهبي في "تلخيصه": سنده صالح.
قلنا: وهذا اللفظ في حديث أبي هريرة أشبه، ويشهد له حديث أبي موسى=(14/434)
8840 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفٌ يَعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: كُنْتُ (1) خَلْفَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، وَهُوَ يَمُدُّ (2) الْوَضُوءَ إِلَى إِبْطِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا هَذَا الْوُضُوءُ؟ قَالَ: يَا بَنِي فَرُّوخَ، أَنْتُمْ هَاهُنَا لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ هَاهُنَا مَا تَوَضَّأْتُ هَذَا الْوُضُوءَ، إِنِّي سَمِعْتُ خَلِيلِي يَقُولُ: " تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ (3) يَبْلُغُ
__________
= الأشعري عند هناد في "الزهد" (251) ، والبزار (3494- كشف الأستار) ، وابن حبان (7468) ، والبيهقي في "البعث" (483) ، ولفظه: "لو أن حجراً يقذَف به في جهنم هوى سبعين خريفاً قبل أن يبلغ قعرها" وسنده حسن.
وحديث أنس بن مالك عند هناد (252) ، وأبي يعلى (4103) ، ولفظه: "لو أن حجراً مثل سبع خَلِفات ألقي من شفير جهنم، هوى فيها سبعين خريفاً لا يبلغ قعرها"، وفي سنده يزيد الرقاشي الراوي عن أنس، وفيه ضعف، ولكن يتقوى هذا الحديث بما قبله وبما بعده.
وحديث بريدة بن الحصيب عند البزار (3493) ، والطبراني (1158) ، ولفظه: "إن الحجر ليهوي في جهنم فما يصل إلى قعرها سبعين خريفا". وفي سنده محمد بن أبان الجعفي، وهو ضعيف، ويتقوى بما قبله.
وعن عتبة بن غزوان في خطبة له قال: ذكِر لنا أن الحجر يلقى من شفةِ جهنم، فيهوي فيها سبعين عاماً لا يدرك لها قعراً. أخرجه مسلم (2967) (14) ، وسيأتي في "المسند" 4/174.
(1) في (عس) و (ل) : كنا.
(2) هكذا في (ظ3) و (عس) وهامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: يمر، بالراء.
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: إلى حيث.(14/435)
الْوُضُوءُ " (1)
8841 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا، وَلَمْ يُوصِ، فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ " (2)
__________
(1) إسناده قوي، خلف بن خليفة -وإن كان من رجال مسلم- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُوذي، وأبو مالك الأشجعي: هو سعد بن طارق، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وأخرجه أبو عوانة 1/244 من طريق حسين بن محمد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مسلم (250) ، والنسائي في "المجتبى" 1/93، والبيهقي 1/56-57، والبغوي (219) من طريق قتيبة بن سعيد، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/181 من طريق يحيى بن زحمويه، كلاهما عن خلف بن خليفة، به.
وأخرجه أبو عوانة 1/244، وأبو يعلى (6202) ، وابن خزيمة (7) من طريق عبد الله بن إدريس، وأبو يعلى (6202) ، وعنه ابن حبان (1045) من طريق علي بن مسهر، كلاهما عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، به.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/55 من طريق أبي زرعة، عن أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (7166) و (8413) .
فروخ: معناه: السعيد طالعه، وهو فارسي ممنوع من الصرف للعُجمة والعلمية.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان بن داود -وهو الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقة.
وأخرجه مسلم (1630) (11) ، والنسائي 6/251-252، وابن خزيمة=(14/436)
8842 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟ "، قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، قَالَ: " إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْضَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ " (1)
8843 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= (2498) ، والبيهقي 6/278، والبغوي (1691) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2716) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (3080) .
وعن سعد بن عبادة، سيأتي 5/284-285.
وعن عائشة، سيأتي 6/51.
(1) إسناده صحيح كسابقه.
أخرجه مسلم (2581) ، والبيهقي 6/93، والبغوي (4164) من طريقين عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر (8029) .(14/437)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَاللِّسَانُ يَزْنِي، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ، يُحَقِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ أَوْ يُكَذِّبُهُ " (1)
8844 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه أبو يعلى (6501) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2714) ، والبغوي (76) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطحاوي (2715) من طريق روح بن القاسم، وابن حبان (4419) من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وسيأتي برقم (9331) ، وانظر ما سلف برقم (7719) .
(2) إسناده صحيح.
وأخرجه الدارمي (559) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (38) ، ومسلم (1631) (14) ، وأبو داود في "السنن" برواية أبي الحسن ابن العبد كما في "تحفة الأشراف" 10/221، والترمذي (1376) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (430) ، والنسائي 6/251، وأبو يعلى (6457) ، وابن خزيمة (2494) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (246) ، وابن حبان (3016) ، والطبراني في "الدعاء" (1251) ، والبيهقي في "السنن" 6/278، وفي "الشعب" (3447) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/190، والبغوي (139) من طرق عن إسماعيل بن جعفر،=(14/438)
8845 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ "، قِيلَ: مَا هِيَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ " (1)
__________
= بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود (2880) ، والدولابي في "الكنى" 1/190، والطحاوي في "مشكل الآثار" (247) ، والطبراني في "الدعاء" (1250) و (1252) و (1253) و (1254) و (1255) ، والبيهقي 6/278، وابن عبد البر 1/15 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه الطبراني (1256) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وإسناده إلى سعيد ضعيف.
وأخرجه ابن ماجه (242) ، وابن خزيمة (2490) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (3448) من طريق مرزوق بن أبي الهذيل، عن الزهري، عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، مرفوعاً، ولفظه: "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، علما علمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه من بعد موته". وإسناده ضعيف، مرزوق بن أبي الهذيل لين الحديث.
وفي الباب عن أبي قتادة عند ابن ماجه (241) ، وابن حبان (93) .
(1) إسناده صحيح
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (925) ، ومسلم (2162) (5) ، وأبو يعلى (6504) ، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 215، والبيهقي=(14/439)
8846 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْكُفْرُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالْفَخْرُ وَالرِّيَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ (1) الْخَيْلِ وَالْوَبَرِ " (2)
__________
= في "السنن" 5/347 و10/108، وفي "الشعب" (9167) ، وفي "الآداب" (221) ، والبغوي (1405) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (991) ، وأبو عوانة، وابن حبان (242) ، من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وسيأتي برقم (9341) ، وانظر ما سلف برقم (8271) .
(1) لفظة: "أهل" سقطت من (م) .
(2) إسناده صحيح. سليمان: هو ابن داود الهاشمي، وإسماعيل: هو ابن جعفر، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقِي.
وأخرجه مسلم (52) (86) ، وأبو يعلى (6510) ، وابن منده في "الِإيمان" (428) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 1/59 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء، به.
وأخرجه الطيالسي (2503) عن موسى بن مطير، عن أبيه، والبخاري (4389) من طريق أبي الغيث، وابن منده (429) من طريق أبي الغيث، و (430) من طريق أبي يونس المصري، ثلاثتهم عن أبي هريرة. رواية موسى بن مطير وأبي الغيث مختصرة.
وسيأتي الحديث مقطعاً من طريق العلاء عن أبيه برقم (9286) و (9895) و (10283) . وانظر ما سلف برقم (7432) و (7505) .
وسيأتي الحديث تاماً برقم (8942) و (9499) من طريقين آخرين عن أبي هريرة.(14/440)
8847 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقُ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى تُقَادَ الشَّاةُ الْجَلْحَاءُ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ " (1)
8848 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَادِرُوا فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا " (2)
8849 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أَوِ الدَّجَّالَ، أَوِ الدُّخَانَ، أَوِ الدَّابَّةَ، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ، أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (183) ، ومسلم (2582) ، وأبو يعلى (6513) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وانظر (7204) .
(2) إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (118) (186) ، والفريابي في "صفة المنافق" (102) ، وأبو يعلى (6515) ، وابن منده في "الِإيمان" (451) ، والبغوي في "شرح السنة" (4223) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (8030) .
(3) إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (2947) (128) ، وأبو يعلى (6516) ، وابن منده في "الِإيمان"=(14/441)
8850 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ (1) أَجْمَعُونَ، يَوْمَئِذٍ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] " (2)
8851 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْجَرَسُ مَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ " (3)
__________
(1009) ، والبغوي (4249) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وانظر (8446) .
(1) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: حينثذ، والمثبت من (ظ3) و (عس) .
(2) إسناده صحيح. سليمان: هو ابن داود الهاشمي، وإسماعيل: هو ابن جعفر، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرَقَة.
وأخرجه مسلم (157) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 8/98 من طريق محمد بن جعفر، وابن حبان (6838) من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن العلاء، به.
وانظر ما سلف برقم (7161) .
(3) إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (2114) ، والنسائي في "الكبرى" (8812) ، وأبو يعلى (6519) ، والبيهقي في "السنن" 5/253، وفي "الآداب" (926) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (8783) .(14/442)
8852 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: سَعِّرْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِنَّمَا يَرْفَعُ اللهُ وَيَخْفِضُ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي مَظْلَمَةٌ "، وقَالَ آخَرُ: سَعِّرْ، قَالَ: " ادْعُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
8853 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اتَّقُوا اللَّاعِنَيْنِ "، قَالُوا: وَمَا اللَّاعِنَانِ (2) ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِي ظِلِّهِمْ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه أبو يعلى (6521) عن يحيى بن أيوب، والبغوي (2126) من طريق علي بن حجر، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (429) من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله، عن العلاء، به. وانظر (8448) .
(2) في (م) في الموضع الأول: اللعانَيْن، وفي الثاني: اللعانان.
(3) إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (269) ، وأبو داود (25) ، وأبو يعلى (6483) ، وابن خزيمة (67) ، وابن حبان (1415) ، والحاكم 1/185-186، والبيهقي 1/97، والبغوي (191) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابن الجارود (33) ، وأبو عوانة 1/194، والحاكم 1/185-186 من طريق سليمان بن بلال، وأبو عوانة 1/194 من طريق محمد بن جعفر، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2715) . وانظر تتمة شواهده هناك.=(14/443)
8854 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دُاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى (1) عَلَيَّ وَاحِدَةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا " (2)
8855 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ " (3)
__________
= قوله: "اللاعنين"، قال السندي: أي: الفعلين الجالبين لِلعن إلى الفاعل، الداعيين للناس إليه، وقيل: يجوز أن يكون الفاعل بمعنى المفعول، والمعنى: الملعون فاعلهما.
يتخلى: أي: يتغوط.
(1) في (ظ3) : يصلي.
(2) إسناده صحيح.
وأخرجه الدارمي (2772) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (645) ، ومسلم (408) ، وأبو داود (1530) ، والترمذي (485) ، والنسائي 3/50، وأبو يعلى (6495) ، وابن حبان (906) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (8) و (9) ، وأبو عوانة 2/234 من طرق عن العلاءبن عبد الرحمن، به.
وسيأتي برقم (8882) و (10287) ، وانظر ما سلف برقم (7561) .
وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي 3/102.
وعن أبي طلحة الأنصاري، سيأتي 4/29-30.
(3) إسناده صحيح. سليمان: هو ابن داود الهاشمي، وإسماعيل: هو ابن=(14/444)
8856 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ " (1)
__________
= جعفر بن أبي كثير، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرَقة.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (121) ، ومسلم (46) (73) ، وأبو يعلى (6482) ، وابن منده في "الِإيمان" (304) و (305) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (875) ، والبيهقي في "الشعب" (9535) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 1/30 من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير وعبد العزيز بن أبي حازم، وابن منده (306) من طريق عبد العزيز أيضاً، كلاهما عن العلاء، به.
وانظر ما سلف (7878) .
(1) إسناده جيد، عمرو بن أبي عمرو -وهو المدني مولى المطلب- وإن روى له الشيخان، فيه كلام يحطه عن رتبة الصحيح، وباقي رجال الِإسناد ثقات رجال الشيخين غير سليمان -وهو ابن داود الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن جعفر، وأبو سعيد المقبري: اسمه كيسان.
وأخرجه أبو يعلى (6551) ، وابن خزيمة (1997) ، والحاكم 1/431، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1426) ، والبغوي (747) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الدارمي (2720) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، وابن حبان (3481) ، والبيهقي في "السنن" 4/270 من طريق عبد العزيز بن محمد، وفي "الشعب" (3642) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الِإسكندراني، ثلاثتهم عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.=(14/445)
8857 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا، حَتَّى بُعِثْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ مِنْهُ " (1)
8858 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلَّا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنْكَ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ خَالِصَةً مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ " (2)
__________
= وسيأتي برقم (9685) من طريق أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، به.
وفي الباب عن ابن عمر عند الطبراني (13413) ، والقضاعي (1424) .
(1) إسناده جيد كسابقه.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/25، وأبو يعلى (6553) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/175، والبغوي (3614) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (9392) .
(2) إسناده جيد.
وأخرجه البخاري (6570) ، والنسائي في "الكبرى" (5842) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/699، والآجري في "الشريعة" ص 340، وابن منده في "الِإيمان" (906) ، والبغوي (4336) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (825) ، وابن منده (905) من طريق=(14/446)
8859 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكَ شَيْخًا يَمْشِي بَيْنَ ابْنَيْهِ يَتَوَكَّأُ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا شَأْنُ هَذَا الشَّيْخِ؟ " قَالَ ابْنَاهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ عَلَيْهِ نَذْرٌ، فَقَالَ لَهُ: " ارْكَبْ أَيُّهَا الشَّيْخُ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ غَنِيٌّ عَنْكَ وَعَنْ نَذْرِكَ " (1)
8860 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ (2) النَّذْرَ لَا يُقَرِّبُ مِنَ ابْنِ آدَمَ شَيْئًا لَمْ يَكُنِ اللهُ قَدَّرَهُ لَهُ، وَلَكِنَّ النَّذْرَ يُوَافِقُ الْقَدَرَ، فَيُخْرَجُ
__________
= عبد العزيز بن محمد، والبخاري (99) ، وابن منده (904) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وانظر ما سلف برقم (8070) .
(1) إسناده جيد.
وأخرجه مسلم (1643) ، وأبو يعلى (6354) ، وابن خزيمة (3043) ، والبيهقي 10/78 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الدارمي (2336) ، ومسلم (1643) ، وابن ماجه (2135) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف بالأرقام (2134) و (2828) و (3442) ، وذكرت في هذه المواضع أحاديث الباب. ونزيد عليها هنا حديث أنس بن مالك، سيأتي 3/114.
(2) لفظة: "إن" ليست في (ظ3) و (عس) .(14/447)
بِذَلِكَ مِنَ الْبَخِيلِ مَا لَمْ يَكُنِ الْبَخِيلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَ " (1)
8861 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " دَعَا اللهُ جِبْرِيلَ فَأَرْسَلَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، فَقَالَ: انْظُرْ إِلَيْهَا وَمَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا، فَحُجِبَتْ بِالْمَكَارِهِ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَرَجَعَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَقَدْ خَشِيتُ أَلَّا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ إِلَى النَّارِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَمَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَا يَدْخُلُهَا أَحَدٌ يَسْمَعُ بِهَا، فَحُجِبَتْ بِالشَّهَوَاتِ، ثُمَّ قَالَ: عُدْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا " (2)
__________
(1) إسناده جيد.
وأخرجه مسلم (1640) (7) ، وأبو يعلى (6355) ، والحاكم 4/304، والبيهقي 10/77، والبغوي (2441) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1640) (7) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (312) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (843) من طريق عبد العزيز بن محمد، ومسلم (1640) (7) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القارِي، كلاهما عن عمرو بن أبي عمرو، به. وانظر (7297) .
(2) إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- روى له البخاري=(14/448)
8862 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (1) الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انْصَرَفَ مِنَ الصُّبْحِ يَوْمًا فَأَتَى النِّسَاءَ فِي الْمَسْجِدِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِنَّ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَوَاقِصِ عُقُولٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ بِقُلُوبِ ذَوِي الْأَلْبَابِ مِنْكُنَّ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنَّكُنَّ (2) أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَتَقَرَّبْنَ إِلَى اللهِ مَا اسْتَطَعْتُنَّ "، وَكَانَ فِي النِّسَاءِ امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَأَتَتْ (3) إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا سَمِعَتْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخَذَتْ حُلِيًّا لَهَا،
__________
= مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان -وهو ابن داود الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن وهو ثقة.
وأخرجه الحاكم 1/26، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/9-10، والبغوي (4115) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. ورواية الحاكم مقتصرة على قصة الجنة فقط.
وانظر (8398) .
(1) هكذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وهو كذلك في "أطراف المسند" 8/14: أبو سعيد، وسقط لفظ "أبي" من (م) وبقية النسخ.
(2) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (س) : رأيتكن، وعلى هامشها: أريتكن، وفي (ل) ونسخة على هامش (ظ3) : رأيت أنكن.
(3) في نسخة على هامش (ظ3) : فانقلبت.(14/449)
فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَيْنَ تَذْهَبِينَ بِهَذَا الْحُلِيِّ؟ فَقَالَتْ: أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لَعَلَّ اللهَ أَنْ لَا يَجْعَلَنِي مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَقَالَ: وَيْلَكِ، هَلُمَّ (1) تَصَدَّقِي (2) بِهِ عَلَيَّ وَعَلَى وَلَدِي، فَأَنَا لَهُ مَوْضِعٌ، فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ، حَتَّى أَذْهَبَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَهَبَتْ تَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذِهِ زَيْنَبُ تَسْتَأْذِنُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " أَيُّ الزَّيَانِبِ هِيَ؟ " فَقَالُوا: امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: " ائْذَنُوا لَهَا "، فَدَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي سَمِعْتُ مِنْكَ مَقَالَةً، فَرَجَعْتُ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَحَدَّثْتُهُ، وَأَخَذْتُ حُلِيًّا أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللهِ وَإِلَيْكَ، رَجَاءَ أَنْ لَا يَجْعَلَنِي اللهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَقَالَ لِي ابْنُ مَسْعُودٍ: تَصَدَّقِي بِهِ عَلَيَّ وَعَلَى وَلَدِي فَإِنَّا لَهُ مَوْضِعٌ، فَقُلْتُ: حَتَّى أَسْتَأْذِنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَصَدَّقِي بِهِ عَلَيْهِ، وَعَلَى بَنِيهِ فَإِنَّهُمْ لَهُ مَوْضِعٌ "
ثُمَّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَا سَمِعْتُ مِنْكَ حِينَ وَقَفْتَ عَلَيْنَا: " مَا رَأَيْتُ مِنْ نَوَاقِصِ عُقُولٍ قَطُّ وَلَا دِينٍ أَذْهَبَ بِقُلُوبِ ذَوِي الْأَلْبَابِ مِنْكُنَّ "، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعُقُولِنَا؟ فَقَالَ: " أَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنْ نُقْصَانِ دِينِكُنَّ فَالْحَيْضَةُ الَّتِي تُصِيبُكُنَّ،
__________
(1) المثبت من (ظ3) و (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: هَلُمِّي، وقد سلف الكلام عليها عند الحديث رقم (8458) .
(2) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: فتصدقي.(14/450)
تَمْكُثُ إِحْدَاكُنَّ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَمْكُثَ لَا تُصَلِّي وَلَا تَصُومُ، فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِكُنَّ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنْ نُقْصَانِ عُقُولِكُنَّ، فَشَهَادَتُكُنَّ إِنَّمَا شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ نِصْفُ شَهَادَةٍ " (1)
8863 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقْبِضُ اللهُ الْأَرْضَ يَوْمَ
__________
(1) إسناده جيد من أجل عمرو بن أبي عمرو -وهو المدني مولى المطلب- فحديثه ينحط عن رتبة الصحيح، ووقع في حديثه هذا من قول زينب "أتقرب به إلى الله ورسوله"، ومرة "أتقرب به إلى الله وإليك"، وهذا لفظ منكر، فإنه لا يجوز التقرب إلى غير الله عز وجل بشيءٍ من القربات والطاعات.
سليمان: هو ابن داود الهاشمي، وإسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير.
وأخرجه مسلم (80) ، وأبو يعلى (6585) ، دابن خزيمة (2461) ، وابن منده في "الإِيمان" (675) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/69 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد - ولم يسق مسلم فيه قصة زينب.
وأخرجه ابن منده (676) من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وأخرجه بنحوه دون قصة زينب: الترمذي (2613) ، وابن خزيمة (1000) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2728) ، وابن منده (677) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة ذكرت فيما سلف من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3569) .(14/451)
الْقِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ " (1)
8864 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْحَمِيمَ لَيُصَبُّ عَلَى
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، إبراهيم بن إسحاق -وهو الطالقاني- روى له مسلم في مقدمة "صحيحه" وأبو داود والترمذي، وهو صدوق، ومَنْ فوقَهُ ثقات من رجال الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه البخاري (6519) ، والنسائي في "الكبرى" (7692) ، وأبو يعلى (5850) ، والآجري في "الشريعة" ص 320، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 323، والبغوي (4303) من طرق عن ابن المبارك، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري (7382) ، ومسلم (2787) (23) ، وابن ماجه (192) ، والنسائي في "الكبرى" (7692) و (11455) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/166-167، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 29 من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، به.
وأخرجه الطبري 24/27 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به.
وأخرجه الدارمي (2799) ، والبخاري (4812) ، وابن أبي عاصم (548) و (549) ، وابن خزيمة (1/167-168 و168 و168-169) والطبراني في "الأوسط" (671) ، والآجري في "الشريعة" ص 320، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 215-216 و338 من طرق عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وعلقه البخاري (7382) و (7413) ، من طرق عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ووصله ابن حجر في "التغليق" 5/336-337 و343.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر عند البخاري (7412) ، ومسلم (2788) ،=(14/452)
رُءُوسِهِمْ، فَيَنْفُذُ الْجُمْجُمَةَ حَتَّى يَخْلُصَ إِلَى جَوْفِهِ، فَيَسْلُتَ مَا فِي جَوْفِهِ حَتَّى يَمْرُقَ مِنْ قَدَمَيْهِ " (1)
8865 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ وُهَيْبٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِغَزْوٍ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةِ نِفَاقٍ " (2)
__________
= وانظر ما سلف في مسنده برقم (5414) .
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي السمح -واسمه دراج بن سمعان القرشي- فقد ضعفه غير واحد من الأئمة.
وهو في "الزهد" لابن المبارك بزوائد نعيم (313) .
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 17/133-134 من طريق إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، بهذا الِإسناد.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" ص 20، والترمذي (2582) ، والطبري 17/134، والحاكم 2/387، وأبو نعيم في "الحلية" 8/182، والبغوي في "شرح السنة" (4406) ، وفي "التفسير" 3/281 من طرق عن عبد الله بن المبارك، به.
وزاد كل من خرّج هذا الحديث في آخره: "وهو الصهْرُ، ثم يعادُ كما كان".
"الحميم": الماء الحارُ. "فيسلت": يقطع ويستأصل. قاله السندي.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، إبراهيم بن إسحاق قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. وهيب: هو ابن الورد المكي، وسمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/192، ومسلم (1910) (158) ، وأبو داود (2502) ، والنسائي 6/8، وأبو عوانة 5/84، والحاكم 2/79، وأبو نعيم في=(14/453)
8866 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، سَمِعْتُ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ احْتَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللهِ، إِيمَانًا بِاللهِ وَتَصْدِيقًا بِمَوْعُودِهِ (1) ، كَانَ شِبَعُهُ وَرِيُّهُ
__________
= "الحلية" 8/159-160، والبيهقي في "السنن" 9/48، وفي "الشعب" (4223) ، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/443 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 5/84 من طريق أبي ربيعة، عن وهيب بن الورد، به.
وأخرجه أبن أبي عاصم في "الجهاد" (43) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1036) ، والحاكم 2/79 من طريق عبد الله بن رجاء، والبغوي في "التفسير" 1/188 من طريق سعيد بن عثمان العبدي، كلاهما عن عمر بن محمد بن المنكدر، به.
وأخرجه بنحوه الترمذي (1666) ، وابن ماجه (2763) ، وابن عدي 1/278، والحاكم 2/79 من طريق إسماعيل بن رافع، عن سمي، به.
وأخرجه عبد بن حميد (1434) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (287) من طريق مكحول، والطبراني (796) و (809) من طريق عبد الملك بن مروان، كلاهما عن أبي هريرة، بلفظ: "من لم يغز أو يجهز غازياً، أو يخلف غازياً في سبيل الله في أهله بخير أصابه الله بقارعة". وإسناد الطريق ضعيف. لكن يشهد لهذا اللفظ حديث أبي أمامة عند أبي داود (2503) ، وابن ماجه (2762) ، وإسناده حسن.
قوله: "ولم يحدث"، قال السندي: من التحديث، قيل: بأن يقول في نفسه: يا ليتني كنت غازياً، أو المراد: ولم ينو الجهاد، وعلامته إعداد الآلات، قال تعالى: (ولو أرَادوا الخُرُوجَ لأعَدُوا له عُدَّةً) [التوبة: 46] .
(1) كذا في (عس) ، وفي (ظ3) : بموعده، وعلى هامش (س) لموعده، وفي (م) وبقية النسخ: لموعوده.(14/454)
وَبَوْلُهُ وَرَوْثُهُ حَسَنَاتٍ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
8867 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4] ، قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّ أَخْبَارَهَا أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ وَأَمَةٍ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، إبراهيم بن إسحاق قد توبع، ومن فوقه ثقات رجال الشيخين غير طلحة بن أبي سعيد فمن رجال البخاري.
وأخرجه البخاري (2853) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2648) ، وفي "التفسير" 2/259 عن علي بن حفص، وابن حبان (4673) ، والبيهقي في "الشعب" (4303) من طريق حبان بن موسى، وفي "السنن" 10/16 من طريق عبدان، ثلاثتهم عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 6/225، وأبو يعلى (6568) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/274، والحاكم 2/92، والبيهقي في "السنن" 10/16 من طريق ابن وهب، عن طلحة بن أبي سعيد، به.
وأخرج ابن حبان (4675) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مثل المنفق على الخيل، كالمتكفف بالصدقة"، فقلنا لمعمر: ما المتكفف بالصدقة، قال: الذى يعطي بكفيه.
وانظر ما سلف برقم (7563) .
وفي الباب عن سهل ابن الحنظلية، سيأتي 4/179-180.
وعن أسماء بنت يزيد، سيأتي 6/455.
وعن أبي كبشة عند ابن حبان (4674) .
وعن تميم الداري عند ابن ماجه (2791) .(14/455)
بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا، أَنْ تَقُولَ: عَمِلْتَ عَلَيَّ (1) كَذَا وَكَذَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا "، قَالَ: " فَهُوَ أَخْبَارُهَا " (2)
8868 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عِيسَى الثَّقَفِيِّ، عَنْ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي أهْلهِ، مَثْرَاةٌ فِي
__________
(1) لفظة: "على" ليست في (ظ3) .
(2) إسناده ضعيف، يحيى بن أبي سليمان، قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بالقوي، يكتب حديثه -يعني للمتابعات-، وقال ابن خزيمة: لا أعرفه بعدالة ولا جرح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن إسحاق -وهو الطالقاني-، فقد روى له مسلم في مقدمة "صحيحه"، وأبو داود والترمذي، وهو صدوق.
وأخرجه الترمذي (2429) و (3353) ، والنسائي في "الكبرى" (11693) ، وابن حبان (7360) ، والحاكم 2/256، والبيهقي في "الشعب" (7298) ، والبغوي في "شرح السنة" (4308) ، وفي "التفسير" 4/15 من طرق عن ابن المبارك، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح.
وأخرجه الحاكم 2/532 من طريق عبد الله بن يزيد المقريء، عن سعيد بن أبي أيوب، به. وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي قائلاً: يحيى هذا منكر الحديث، قاله البخاري.
وفي الباب عن أنس بن مالك عند البيهقي في "الشعب" (7296) . وفي إسناده يحيى بن أبي سليمان، راوي حديث أبي هريرة.(14/456)
مَالِه (1) ، مَنْسَأَةٌ فِي أَثَرِهِ " (2)
__________
(1) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: في الأهل، مثراة في المال.
(2) إسناده حسن، عبد الملك بن عيسى الثقفي روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم -وهو ابن إسحاق الطالقاني- وهو صدوق. واسم مولى المنبعث: يزيد.
وأخرجه الترمذي (1979) من طريق أحمد بن محمد، والحاكم 4/161 من طريق عبدان، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه.
وأخرجه السمعاني 1/38 و39 من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن عبد الملك بن عيسى، عن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه السمعاني 1/39 و39-40 من طريق الحكم بن عبد الله وأبي مطيع، كلاهما عن عبد الرحمن بن حرملة، عن عبد الملك بن عيسى، عن أبي هريرة، وقال: هكذا في هذه الرواية: عن عبد الملك، عن أبي هريرة رضي الله عنه، هكذا ذكره أبو نعيم الحافظ الأصبهاني في كتاب "العلم"، وكذا رواه أبو مطيع!
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8304) ، وابن عدي في "الكامل" 2/445، والحاكم 1/89، والسمعاني في "الأنساب" 1/40 من طريق أبي الأسباط بشر بن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -مختصراً: "تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم"، وسقط أبو سلمة من مسند السمعاني. وأبو الأسباط هذا ضعيف.
وأخرج البخاري في "الصحيح" (5985) ، وفي "الأدب" (57) ، وأبو يعلى (6620) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 44، والبيهقي في "الشعب" (7945) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "من سره أن ينسأ له في أثَره، وُيبْسَطَ له في رِزْقِه، فَلْيَصِلْ رَحِمه".=(14/457)
8869 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ " (1)
8870 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي
__________
= وفي الباب عن العلاء بن خارجة (ويقال: جارية) عند الطبراني في "الكبير" 18/ (176) ، وإسناده حسن.
ويشهد للشطر الأول حديث ابن عباس عند الطيالسي (2757) ، ومن طريقه الحاكم 1/89 و4/161، والسمعاني 1/40-41، وإسناده صحيح.
وحديث ابن عمر عند السمعاني 1/41، وإسناده ضعيف.
ويشهد للشطر الثاني منه حديث عليّ بن أبي طالب، وقد سلف في مسنده برقم (1213) ، وسنده قوي.
وحديث أنس، سيأتي 3/156، وهو متفق عليه.
وحديث ثوبان، سيأتي 5/279.
قال السندي: "مثراة": من الثراء، وهي الكثرة.
"منسأة": مفعلة من النساءِ، وهو التأخير، يقال: نَسأتُه بالهمز: أخرتُه، وفي الترمذي: يعني به الزيادة في العمر، أي: مَظِنَّة لذلك وموضع له، وذلك بأن يُبارَكَ فيه بالتوفيق للطاعات، وعمارة أوقاته بالخيرات. وكذا بَسْط الرزق، عبارة عن البركة.
وقيل: من توسيعه. وقيل: إنه بالنظر إلى ما يظهر للملائكة في اللوح المحفوظ، أي: عمره ستون، وإن وَصَلَ فمئة، وقد علم الله ما سيقع. وقيل: هو ذِكْرُه الجميل بعده، فكأنه لم يمت.
وانظر التعليق على حديث علي بن أبي طالب برقم (1213) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، ومن فوق إبراهيم ثقات من رجال=(14/458)
عَمْرُو بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَظَلَّكُمْ شَهْرُكُمْ هَذَا بِمَحْلُوفِ (1) رَسُولِ اللهِ، مَا مَرَّ بِالْمُؤْمِنِينَ شَهْرٌ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْهُ، وَلَا بِالْمُنَافِقِينَ شَهْرٌ شَرٌّ لَهُمْ مِنْهُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَكْتُبُ أَجْرَهُ وَنَوَافِلَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُدْخِلَهُ، وَيَكْتُبُ إِصْرَهُ وَشَقَاءَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُدْخِلَهُ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُعِدُّ فِيهِ الْقُوَّةَ لِلْعِبَادَةِ مِنَ النَّفَقَةِ، وَيُعِدُّ الْمُنَافِقُ اتِّبَاعَ غَفْلَةِ النَّاسِ، وَاتِّبَاعَ عَوْرَاتِهِمْ، فَهُوَ غُنْمٌ لِلْمُؤْمِنِ يَغْتَنِمُهُ الْفَاجِرُ " (2)
8871 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَاسْتَقْبَلَنَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَجَعَلْنَا نَضْرِبُهُنَّ بِسِيَاطِنَا وَعِصِيِّنَا فَنَقْتُلُهُنَّ، فَسُقِطَ فِي أَيْدِينَا، فَقُلْنَا: مَا نَصْنَعُ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ؟ فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا بَأْسَ " (3)
__________
= الشيخين. وانظر ما سلف برقم (8111) .
(1) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: لمحلوف، باللام.
(2) إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه عند الحديث رقم (8368) .
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/260 من طريق نعيم بن حماد، والبيهقي 4/304 من طريق حِبان بن موسى، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الِإسناد.
(3) إسناده ضعيف جداً، أبو المُهَزم -واسمه يزيد بن سفيان، وقيل: عبد الرحمن بن سفيان- متروك الحديث. وانظر (8060) .(14/459)
8872 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا " (1)
8873 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ (2) مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ (3) أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا امْرُؤٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم. سُمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو صالح: هو ذكوان المدني.
وانظر (7226) .
(2) قوله: "في يوم" سقط من (م) .
(3) المثبت من (ظ3) و (عس) وهامش (س) ، وفي (م) : امرؤ، وفي (س) و (ل) : آخر.(14/460)
وَمَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ (1) خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ " (2)
8874 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي وَهُوَ بِطَرِيقٍ إِذِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي بَلَغَنِي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ مَاءً، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقِيَ بِهِ، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْرًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ " (3)
__________
(1) في (ظ3) ونسخة على هامش (س) : حطت له.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وهو في الحقيقة حديثان سلفا من طريق مالك برقم (8008) و (8009) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "الموطأ" 2/929-930.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "صحيحه" (2363) و (2466) و (6009) ، وفي "الأدب المفرد" (378) ، ومسلم (2244) ، وأبو داود (2550) ، وابن حبان (544) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (113) ، والبيهقي 4/185-186 و8/14.
وسيأتي في "المسند" من طريق مالك برقم (10699) ، ومن طريق عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (10752) . وانظر (10583) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7075) .(14/461)
8875 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا قَامَ يَعْنِي إِلَى الصَّلَاةِ، رَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا " (1)
8876 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ، لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ، وَلَا الطَّاعُونُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُّوذي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي العامري.
وأخرجه الطيالسي (2562) ، ومن طريقه البيهقي 2/27، وأخرجه الدارمي (1237) عن عبيد الله بن عبد المجيد، كلاهما (الطيالسي وعبيد الله) عن ابن أبي ذئب، بهذا الِإسناد.
وسيأتي برقم (10491) عن محمد بن عبد الله بن الزبير، عن ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو.
وسيأتي أيضاً برقم (9608) و (10492) ضمن حديث من طرق عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سِمعان، عن أبي هريرة، فيكون لابن أبي ذئب فيه شيخان.
قوله: "رفع يديه مداً" قال السندي: أي: رفعاً بليغاً، وهو مصدر من غير لفظ الفعل، كقعدت جلوساً، إلا أنه على الأول للنوع، وعلى الثاني للتأكيد.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. نعيم بن عبد الله: هو المدني المعروف بالمجْمِر. وانظر (7234) .(14/462)
8877 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَاهُنَا؟ فَوَاللهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ، وَلَا رُكُوعُكُمْ، إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي " (1)
8878 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الْمَقَابِرِ، فَقَالَ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ (2) لَاحِقُونَ " (3)
8879 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وانظر (8024) .
(2) تحرف في (م) إلى: لكم.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرقي.
وهو في "موطأ" مالك 1/28-29، ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق (6719) ، ومسلم (249) ، وأبو داود (3237) ، والنسائي 1/93-95، وابن خزيمة (6) ، وأبو عوانة 1/138، وابن حبان (1046) و (3171) و (7240) ، وابن السني (588) ، والبيهقي 1/82-83، والبغوي (151) ، والحديث عندهم مطول ضمن قصة، إلا رواية عبد الرزاق وابن السني، ورواية ابن حبان الثانية فكرواية المصنف.
وسلف عنده مطولًا برقم (7993) .(14/463)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَافَهُ ضَيْفٌ وَهُوَ كَافِرٌ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ، فَحُلِبَتْ فَشَرِبَ الْكَافِرُ (1) حِلَابَهَا، ثُمَّ أُخْرَى فَشَرِبَهُ، ثُمَّ أُخْرَى فَشَرِبَهُ، حَتَّى شَرِبَ حِلَابَ سَبْعِ شِيَاهٍ، ثُمَّ إِنَّهُ أَصْبَحَ فَأَسْلَمَ، فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ فَشَرِبَ حِلَابَهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِأُخْرَى فَلَمْ يَسْتَتِمَّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُ يَشْرَبُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَشْرَبُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ " (2)
8880 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ: مَا (3) نِمْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ:
__________
(1) لفظة: "الكافر" لم ترد في (ظ3) و (عس) و (ل) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2063) ، وأبو عوانة 5/427 من طريق إسحاق بن عيسى ابن الطباع، بهذا الإسناد.
وهو في "الموطأ" 2/924، ومن طريقه أخرجه الترمذي (1819) ، والنسائي في "الكبرى" (6893) ، وأبو عوانة 5/427، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2019) ، وابن حبان (162) و (5235) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/116-117، والبغوي (2880) .
وانظر ما سلف برقم (7497) .
قوله: "حِلابها"، قال السندي: بكسر مهملة وخفة لام: اللبن الذى تحلبه.
"المؤمن يشرب.. الخ" يبارك له في قليله بخلاف الكافر.
(3) في (م) : لَمَّا.(14/464)
أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّكَ " (1)
8881 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْغَيْثِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ، أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، إِذَا اتَّقَى اللهَ "، وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وهو في "موطأ" مالك 2/951، ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (445) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (589) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (16) ، وابن حبان (1021) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 170، والبغوي (93) .
وانظر (7898) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، مَنْ فوق إسحاق ابن الطباع ثقات من رجال الشيخين. أبو الغيث: هو سالم المدني مولى ابن مطيع.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (11030) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مسلم (2983) من طريق إسحاق بن عيسى ابن الطباع، به.
وأخرجه ضمن حديثٍ ابنُ المبارك في "الزهد" (654) ، ومن طريقه عبد بن حميد (1467) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (137) ، وابن ماجه (3679) عن سعيد بن أبي أيوب، عن يحيى بن أبي سليمان المدني -وهو ضعيف-، عن زيد بن أبي عتاب، عن أبي هريرة.=(14/465)
8882 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، يُصَلِّي اللهُ عَلَيْهِ عَشْرًا " (1)
8883 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
= وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1237) ضمن حديث من طريق محمد بن قيس المدني، عن أبيه -وهو مجهول-، عن أبي هريرة.
قلنا: ولمالك في هذا الحديث إسناد آخر، فقد أخرجه في "موطئه" 2/948 عن صفوان بن سُليم أنه بلغه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أنا وكافل اليتيم ... " فذكره.
ووصله سفيان بن عيينة، فقد أخرجه الحميدي (838) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (133) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/245 و246 من طريقه عن صفوان بن سليم، عن امرأة يقال لها: أنيسة، عن أم سعيد بنت مُرة الفِهْري، عن أبيها، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأنيسة هذه قال الحافظ في "التقريب": لا تعرف.
وفي الباب عن سهل بن سعد، سيأتي 4/333.
وعن أبي أمامة، سيأتي 5/250.
وعن عائشة عند أبي يعلى (4866) .
قوله: "أو لغيره"، قال السندي: أي: سواء كان اليتيم قريباً للكافل أو لا.
"كهاتين": كناية عن كمال قربه منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه ترغيب شديد في كفالة الأيتام.
"إذا اتقى الله": أشار إلى أنه لا يكفي في مثل هذا التقرب مجردُ الكفالة، بل لا بد من انضمام التقوى إليه.
(1) إسناده صحيح، سليمان بن داود -وهو الهاشمي-، روى له أصحاب السنن، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (8854) .(14/466)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَهَا كُلَّهَا " (1)
8884 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ، وَعَنْ بَيْعِ الْحَصَاةِ " (3)
8885 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي، رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه أبو عوانة 1/372 و2/80، والبيهقي 1/378 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الِإمام" (211) ، ومسلم (607) (162) ، والنسائي في "المجتبى" 1/274، وفي "الكبرى" (1742) ، وأبو عوانة 1/372 و2/80، وأبو يعلى (5967) ، وابن حبان (1485) ، والبيهقي 1/378 من طرق عن عبيد الله بن عمر، به. وانظر (7284) .
(2) قوله في الِإسناد: "عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج" تحرف في (م) إلى: عن الزهري، عن أبي سلمة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7411) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حفص بن عاصم: هو ابن عمر بن=(14/467)
8886 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتْ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتْ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتْ فِي الرَّابِعَةِ فَلْيَبِعْهَا وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ، أَوْ ضَفِيرٍ مِنْ شَعَرٍ " (1)
8887 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى لِسَانِي مَا بَيْنَ لَابَتَيْ الْمَدِينَةِ "، ثُمَّ جَاءَ بَنُو فُلَانٍ، فَقَالَ: " مَا أَرَاكُمْ إِلَّا قَدْ خَرَجْتُمْ مِنَ الْحَرَمِ "، ثُمَّ نَظَرَ، فَقَالَ: " بَلْ أَنْتُمْ فِيهِ بَلْ أَنْتُمْ فِيهِ "، (2)
__________
= الخطاب العمري.
وأخرجه البيهقي 5/246 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/439، والبخاري (6588) ، ومسلم (1391) ، والبيهقي 5/246 من طرق عن عبيد الله بن عمر، به. ورواية البيهقي الثانية: "ما بين قبري"، بدل: "بيتي". وانظر (7223) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي 8/242 و244 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الِإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (13597) ، ومسلم (1703) (31) ، وأبو داود (4470) من طرق عن عبيد الله بن عمر، به. وانظر (7395) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7844) .(14/468)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: ثُمَّ جَاءَ بَنُو جَارِيَةَ، وَإِنَّمَا هُمْ (1) بَنُو حَارِثَةَ
8888 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ: وَكَانَ نَازِلًا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: " فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي صَلَاةً لَيْسَتْ بِالْخَفِيفَةِ وَلَا بِالطَّوِيلَةِ "، قَالَ إِسْمَاعِيلُ: نَحْوًا مِنْ صَلَاةِ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: أَهَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي؟ قَالَ: وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ: قُلْتُ: خَيْرًا، أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ، قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، وَأَوْجَزَ (2) (3)
8889 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الصَّاغَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ مُيَسَّرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا، وَإِذَا قَالَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، فَقُولُوا: آمِينَ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ " (4)
__________
(1) في (عس) وهامش (ظ3) : هو، وضبب عليها في (عس) .
(2) في (م) : قال فقلت: نعم أو أوجز.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وقد سلف الحديث برقم (8429) .
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن مُيسر الصاغاني، لكنه متابع.=(14/469)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الدارقطني 1/330، وابن عدي في "الكامل" 6/2232، ومن طريقه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (312) من طريق محمد بن ميسر الصاغاني، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/377 و2/326 و14/175، والبخاري في "القراءة خلف الِإمام" تعليقاً (265) ، وأبو داود (604) ، وابن ماجه (846) ، والنسائي 2/141-142، والدارقطني 1/327، والبيهقي في "القراءة خلف الِإمام" (311) من طريق أبي خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - وبعضهم يرويه مختصراً. وقال أبو داود: وهذه الزيادة: "وإذا قرأ فأنصتوا" ليست بمحفوظة، الوهم من أبي خالد. كذا قال أبوداود، مع أن أبا خالد قد توبع على هذه الزيادة، لكن قال النسائي: لا نعلم أحداً تابع ابنَ عجلان على قوله: "وإذا قرأ فأنصِتوا".
وسيأتي الحديث من طريق أبي خالد الأحمر في "المسند" مختصراً برقم (9438) .
وأخرجه النسائي 2/142، والدارقطني 1/328، والخطيب في "تاريخه" 5/320 من طريق محمد بن سعد الأشهلي الأنصاري، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، به. ومحمد بن سعد الأشهلي وثقه ابن معين والنسائي ومحمد بن عبد الله المخرمي، وقال أبو حاتم: ليس بمشهور، وقال الحافظ في
"التقريب": صدوق.
وأخرجه الدارقطني 1/329، والبيهقي في "سننه" 2/156 من طريق إسماعيل بن أبان الغنوي، عن محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم ومصعب بن شرحبيل، عن أبي صالح، به. وقال الدارقطني: إسماعيل بن أبان ضعيف. وأسند البيهقي عن ابن معين أنه قال: حديث ابن عجلان: "إذا قرأ
فأنصتوا" قال: ليس بشيء. وأسند عن ابن أبي حاتم -وهو في "علله" 2/164- قوله عن أبيه: ليست هذه الكلمة محفوظة، هي من تخاليط ابن عجلان، قال: وقد رواه خارجة بن مصعب أيضاً -يعني عن زيد بن أسلم-، وخارجة أيضاً ليس بالقوي،=(14/470)
8890 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ
__________
= ثم قال البيهقي بإثر ذلك: ورواه يحيى بن العلاء الرازي كما روياه، ويحيى بن العلاء متروك.
قلنا: وصحح حديث أبي هريرة هذا الِإمام مسلم في "صحيحه" ص 304 دون أن يخرجه، وصححه أيضاً الطبري في "تفسيره" 9/166، وابن حجر في "الفتح" 2/242.
وانظر "تهذيب السنن" للحافظ المنذري 1/313.
وأخرجه البخاري تعليقاً في "القراءة خلف الِإمام" (266) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن مصعب بن محمد والقعقاع بن حكيم وزيد بن أسلم، ثلاثتهم عن أبي صالح، به - دون قوله: "وإذا قرأ فأنصتوا".
وكاتب الليث سيىء الحفظ.
وأخرجه أيضاً (267) من طريق بكر بن مضر، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وأخرج الدارقطني 1/331 من طريق محمد بن يونس الكديمي، عن عمرو بن عاصم الكلابي، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا قال الِإمام: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فأنصتوا". ومحمد بن يونس ضعيف.
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة من غير هذه الزيادة، انظر (7144) ، وانظر بحثنا في القراءة خلف الِإمام عند الحديث السالف برقم (7270) .
وقوله: "وإذا قال: (ولا الضالين) فقولوا: آمين" سلف من طريق ابن المسيب وأبي سلمة بسند صحيح برقم (7187) .
وفي باب الِإنصات عند قراءة الإِمام حديث أبي موسى الأشعري عند مسلم (404) (63) ، وسيأتي تخريجه إن شاء الله تعالى في مسند أبي موسى الأشعري 4/415.(14/471)
فِتْيَانِي فَيَجْمَعُوا حَطَبًا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفُ إِلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الصَّلَاةِ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ، وَايْمُ اللهِ، لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّ لَهُ بِشُهُودِهَا عَرْقًا سَمِينًا، أَوْ مِرْمَاتَيْنِ، لَشَهِدَهَا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهَا لَأَتَوْهَا وَلَوْ حَبْوًا " (1)
8891 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ " (2)
8892 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي، وَمَئُونَةِ عَامِلِي - يَعْنِي عَامِلَ أَرْضِهِ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي سعد محمد بن ميسر.
وأخرجه الدارمي (1274) عن أبي عاصم النبيل، وابن خزيمة (1482) من طريق صفوان بن عيسى وأبي عاصم النبيل، كلاهما عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7328) .
العَرْق: العَظْم إذا أخِذَ عنه معظَم اللحم.
والمِرْماة، سلف تفسيرها عند الحديث (7328) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي سعد.
وانظر ما سلف برقم (7285) .(14/472)
فَهُوَ صَدَقَةٌ " (1)
8893 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ " (2)
8894 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الْأَغْرِّ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي قَالَ اللهُ -: " الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَدْخَلْتُهُ جَهَنَّمَ " (4)
8895 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وابن ذكوان: هو عبد الله أبو الزناد. وانظر (7303) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل من رجاله، وباقي رجال الِإسناد من رجال الشيخين. وانظر (7143) .
(3) تحرف في (ظ3) و (م) والنسخ المتأخرة إلى: الأعرج، والمثبت من (عس) و (ل) وهامش (ظ3) و"أطراف المسند" 7/135، و"جامع المسانيد" 6/ورقة 92.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله رجال الصحيح غير عطاء بن السائب، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً متابعة، وروى له أصحاب السنن، وهو صدوق لكنه اختلط، ورواية سفيان الثوري عنه قبل الاختلاط. الأغر: هو أبو مسلم المديني، وسلف الحديث من طريق عطاء، عن الأغر برقم (7382) .(14/473)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ، قَالَ: " لَا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ (1) حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ " (2)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: ولا يسرق السارق.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ذكوان: هو أبو صالح السمان.
وأخرجه ابن منده في "الِإيمان" (518) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (13686) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (57) (105) .
وأخرجه أبو داود (4689) ، والترمذي (2625) ، والنسائي 8/65، وابن حبان (4454) ، والطبراني في "الأوسط" (5643) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/142 و14/293 من طرق عن الأعمش، به. وبعضهم يرويه مختصراً، وزاد الخطيب في روايته الأولى: "ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم، وهو مؤمن"، وقد سلفت هذه الزيادة في حديث همام عن أبي هريرة برقم (8202) .
وأخرجه عبد الرزاق (13688) ، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" 10/456، عن ابن جريج، والنسائي 8/65، والآجري في "الشريعة" ص 113 من طريق محمد بن عجلان، كلاهما عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، به. ووقع في مطبوع "المصنف" أنه موقوف، ونحسب أنه خطأ، فإنه عند الخطيب من طريقه مرفوع، ووقع في رواية النسائي زيادة النهبة المذكورة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/248-249 من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، به. وزاد فيه: "يُنزع منه الإيمان، ولا يعود حتى يتوب، فإذا تاب عاد إليه".
وأخرجه النسائي 8/65 من طريق يزيد بن أبي زياد، عن أبي صالح، به، موقوفا. وزاد فيه: "فإذا فعل ذلك خلع رِبقةَ الإسلام من عنقه، فإن تاب تاب الله=(14/474)
8896 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَطْلُ ظُلْمُ الْغَنِيِّ، وَمَنْ أُتْبِعَ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ " (1)
8897 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ يَتَقَاضَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْتَمِسُوا لَهُ مِثْلَ سِنِّ بَعِيرِهِ "، قَالَ: فَالْتَمَسُوا لَهُ، فَلَمْ يَجِدُوا (2) إِلَّا فَوْقَ سِنِّ بَعِيرِهِ، قَالَ: فَأَعْطُوهُ فَوْقَ بَعِيرِهِ، فَقَالَ
__________
= عليه". ويزيد ضعيف.
وسيأتي الحديث من طريق شعبة عن الأعمش برقم (10216) ، وانظر ما سلف برقم (7318) .
قوله: "والتوبة معروضة بعد"، قال السندي: أي أنها لا يمنع قبولها، بل لو فعل شيئا منها ثم تاب، تاب الله عليه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن ذكوان: هو عبد الله أبو الزناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15356) .
وأخرجه البخاري (2288) عن محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9973) عن وكيع، و (9978) عن عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سفيان الثوري، وسلف برقم (7336) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد.
(2) في (ظ3) و (عس) : فلم يجدوا له.(14/475)
الْأَعْرَابِيُّ: أَوْفَيْتَنِي أَوْفَاكَ اللهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ خَيْرَكُمْ خَيْرُكُمْ قَضَاءً " (1)
8898 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1601) (122) من طريق عبد الله بن نمير، عن سفيان الثوري، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/280-281 من طريق الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، عن أبي سلمة، بنحوه، وقال: غريب من حديث عبدة والأوزاعي، لم نكتبه إلا من حديث الفضل -يعني ابن دكين-.
وأخرجه عبد الرزاق (15358) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، مرسلا.
وسيأتي من طريق سفيان الثوري برقم (9106) و (9572) و (10609) ، ومن طريق شعبة برقم (9390) و (9880) ، ومن طريق علي بن صالح برقم (10170) ، ثلاثتهم عن سلمة بن كهيل.
وفي الباب عن أبي رافع مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (1600) ، وسيأتي في مسند 65/390.
وعن العرباض بن سارية، سيأتي 4/127.
وعن عائشة، سيأتي في مسندها 6/268-269.
قوله: "جاء أعرابي يتقاضى"، قال السندي: أي: كان بعير الأعرابي دَيْناً على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاء بطلب قضاء ديْنِه.
"إن خيركم"، أي: إن من خيركم.(14/476)
السَّحُورِ بَرَكَةً " (1)
__________
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن-، وباقي رجاله ثقاث رجال الشيخين. وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7601) .
وأخرجه النسائي 4/141-142 من طريق يحيى بن آدم، عن سفيان الثوري، بهذا الِإسناد.
وأخرجه النسائي 4/141 من طريق يحيى القطان، وأبو نعيم في "الحلية" 3/322 من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن محمد بن أبي ليلي، به.
قلنا: قد تابع محمدَ ابن أبي ليلى عبد الملك بن أبي سليمان عند النسائي 4/141، والطبراني في "الأوسط" (4987) ، فقد أخرجاه من طريق أبي الربيع الزهراني، عن منصور بن أبي الأسود، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، به. وهذا إسناد قوي.
وأخرجه النسائي أيضاً 4/141 عن أحمد بن سليمان، عن يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن أبي هريرة، موقوفاً.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9401) من طريق أبي إسماعيل المؤدب، عن يعقوب بن عطاء، عن أبيه عطاء، به، مرفوعاً. وإسناده ضعيف لضعف يعقوب بن عطاء.
وأخرجه النسائي 4/142 عن زكريا بن يحيى، عن أبي بكر بن خلاد، عن محمد بن فضيل، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وحسن إسناده، وقال: هو منكر، وأخاف أن يكون الغلط من محمد بن فضيل! قلنا: لا وجه لنكارته.
وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (345) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/194، والخطيب في "تاريخه" 5/233 من طريق أسيد بن=(14/477)
8899 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي نَعْلَيْهِ " (1)
8900 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ (2) ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ، فَإِنَّ
__________
= عاصم، عن عمرو بن حكام، عن شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن حكام.
وسيأتي من طريق ابن أبي ليلى برقم (10185) ، وانظر (7807) .
وفي الباب عن أنس عند البخاري (1923) ، ومسلم (1095) ، وسيرد 3/99.
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/32.
وعن ابن مسعود عند النسائي 4/140، وابن خزيمة (1936) .
قوله: "فإن في السحور بركة"، قال السندي: بفتح السين، ما يتسحر به من الطعام والشراب، وبالضمّ أكله، والوجهان جائزان هاهنا، وتوصيف الطعام بالبركة باعتبار ما في أكله من الأجر والثواب والتقوية على الصوم، وما يتضمنه من الذكر والدعاء في ذلك الوقت.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الرجل المبهم: هو زياد الحارثي أبو الأوبر، جاء مسمّىً في الرواية السالفة برقم (7384) ، وسبق الكلام عليه هناك.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/512 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، عن سفيان الثوري، بهذا الِإسناد.
(2) قرن الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 7/202 مع أسود: يحيى بن آدم، ورواية يحيى هذه ليست في شيء من أصولنا الخطية!(14/478)
حَرَّهَا مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (1)
8901 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي غَاضِرَةَ، قَالَ: قِيلَ (2) لِمَرْوَانَ: هَذَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى الْبَابِ، قَالَ: ائْذَنُوا لَهُ، قَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَوْشَكَ الرَّجُلُ أَنْ يَتَمَنَّى أَنَّهُ خَرَّ مِنَ الثُّرَيَّا، وَأَنَّهُ لَمْ يَتَوَلَّ - أَوْ يَلِ، شَكَّ أَبُو بَكْرٍ - مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا "
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ هَلَاكَ الْعَرَبِ بِيَدَيْ فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ " قَالَ: قَالَ مَرْوَانُ: بِئْسَ وَاللهِ الْفِتْيَةُ هَؤُلَاءِ (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا سند حسن، عاصم -وهو ابن بهدلة- حديثه في "الصحيحين" مقرون، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو بكر: هو ابن عياش الكوفي المقرىء، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وسيأتي برقم (9192) عن يحيى بن إسحاق السيلحيني، عن أبي بكر بن عياش، به. وسيأتي أيضاً في مسند أبي سعيد الخدري 3/53 عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، به. وسنده صحيح.
وانظر ما سلف برقم (7130) .
(2) لفظة: "قيل" أثبتناها من (ظ3) و"جامع المسانيد" 7/ورقة 266.
(3) حديث حسن، والرجل المبهم من بني غاضرة: هو يزيد بن شريك العامري، جاء مسمىً هكذا في الرواية الآتية برقم (10927) ، ومسمىً غير منسوب=(14/479)
8902 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوِصَالِ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَظَلُّ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي " (1)
8903 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَرَآهُمْ
__________
= في الرواية الآتية برقم (10737) . وبنو غاضرة هم من بني عامر، ويزيد هذا لم نقف له على ترجمة، وفي طبقته يزيد بن شريك بن طارق التيمي الكوفي من تيم الرباب، وهو ثقة من رجال الشيخين.
ويشهد للشطر الأول من الحديث حديث أبي حازم عن أبي هريرة السالف برقم (8627) ، ولفظه: "ويل للأمراء، ويل للعرفاء، ويل للأمناء، ليتمنين أقوامٌ يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا، يتذبذبون بين السماء والأرض، ولم يكونوا عملوا على شيء".
ويشهد للشطر الثاني منه حديث مالك بن ظالم، عن أبي هريرة السالف برقم (7871) ، وحديث أبي زرعة عن أبي هريرة السالف برقم (8005) .
قوله: "أوشك الرجل"، قال السندي: إما لقرب القيامة والحساب أو لقرب الموت، وبه ينكشف الأمر.
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عاصم -وهو ابن بهدلة-، وروايته في "الصحيحين" مقرونة، وهو صدوق حسن الحديث. وانظر (7437) .(14/480)
عِزِينَ مُتَفَرِّقِينَ، قَالَ: فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا مَا رَأَيْنَاهُ غَضِبَ غَضَبًا أَشَدَّ مِنْهُ، قَالَ: " وَاللهِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ أَتَتَبَّعَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي دُورِهِمْ، فَأُحَرِّقَهَا عَلَيْهِمْ " وَرُبَّمَا قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ (1)
8904 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا مِنْ أَمْرِ حَقٍّ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/169، وفي "شرح مشكل الآثار" (5875) من طريق مالك بن إسماعيل النهدي، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق عاصم بن بهدلة برقم (9383) و (10803) و (10935) ، ومن طريق الأعمش برقم (9486) و (10217) و (10877) ، كلاهما عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7328) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/122 و12/374، ومسلم (21) (35) ، وأبو داود (2640) ، وابن ماجه (3927) ، والترمذي (2606) ، والنسائي 7/79، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/213، وابن منده (26) و (28) ، والبيهقي 3/92 و8/19 و196 و9/182 من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح، بهذا الِإسناد.
وانظر ما سلف برقم (8163) .(14/481)
8905 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اثْنَانِ هُمَا كُفْرٌ: النِّيَاحَةُ، وَالطَّعْنُ فِي النَّسَبِ " (1)
8906 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَبْشًا (2) أَمْلَحَ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر -وهو ابنُ عياش- فمن رجال البخاري.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/305-306 من طريق أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابن منده في "الِإيمان" (662) من طريق جرير بن عبد الحميد، وبرقم (663) ، والبيهقي 4/63 من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن منده (661) من طريق عبد الله بن يحيى بن ميسرة، عن خلاد بن يحيى، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به -ولفظه: "ثلاث لا يدعهن الناس: النياحة، والطعن في الأنساب، والعدوى: جرب بعير في إبل مئة، فجربت، فمن أعدى الأول؟ "وعبد الله بن يحيى مجهول.
وسيأتي الحديث برقم (9690) و (10434) من طريق الأعمش، وانظر ما سلف برقم (7560) .
قوله: "كفر"، قال السندي: أي: من عادات الكَفَرة.
(2) في (ظ3) و (عس) : كبش، وضبب عليها في (عس) .(14/482)
فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ مُشْفِقِينَ، قَالَ: يَقُولُونَ: نَعَمْ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادَى أَهْلُ النَّارِ، تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، قَالَ: فَيُذْبَحُ، ثُمَّ يُقَالُ: خُلُودٌ فِي الْجَنَّةِ وَخُلُودٌ فِي النَّارِ "، (1)
8907 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ زَادَ فِيهِ: " فَيُؤْتَى بِهِ عَلَى الصِّرَاطِ فَيُذْبَحُ " (2)
8908 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وسيأتي مكرراً برقم (10656) ، وانظر (7546) .
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن، عاصم -وهو ابن بهدلة- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 16/88 عن عبيد بن أسباط بن محمد، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وسيأتي من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9449) ، ومكرراً برقم (10657) .(14/483)
لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن سالم بن أبي الجعد كثير الإِرسال عن الصحابة، ولم يصرح بسماعه من أبي هريرة، لكنه قد توبع على هذا الحديث. أبو حَصِين: هو عثمان بن عاصم بن حُصين الأسدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/207، وابن ماجه (1839) ، والنسائي 5/99، وابن الجارود (364) ، وأبو يعلى (6401) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/14، وابن حبان (3290) ، والدارقطني 2/118، وأبو نعيم في "الحلية" 8/308، والبيهقي 7/14 من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإِسناد. وقرن الدارقطني بأبي بكرٍ قيسَ بنَ الربيع.
وسيأتي من طريق أبي بكر بن عياش برقم (9061) .
وأخرجه الدارقطني 2/118 من طريق منصور بن المعتمر، عن سالم بن أبي الجعد، به.
وأخرجه الطحاوي 2/14 من طريق معلى بن منصور الرازي، وأبو نعيم 8/308 من طريق معلى وفرات بن محبوب، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وهذا إسناد صحيح إن كان أبو بكر بن عياش حفظه، ويكون له في هذا الحديث عن أبي هريرة طريقان.
وأخرجه أبو يعلى (6199) ، وابن خزيمة (2387) ، والحاكم 1/407، والبيهقي 7/13-14 من طريق سفيان بن عيينة، عن منصور بن المعتمر، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة، رفعه سفيان في رواية ابن خزيمة والحاكم، وشك فيه عند أبي يعلى والبيهقي، وذكر البيهقي أن الحميدي رواه عن سفيان فرفعه، وإسناد طريق سفيان هذا صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7855) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (885) من طريق وهب بن بقية، عن خالد الطحان، عن حصين بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. وإسناده صحيح.=(14/484)
8909 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، وَالْإِمَامُ ضَامِنٌ، اللهُمَّ، أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ " (1)
8910 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبَّاسٍ (2) ، مَوْلَى عَقِيلَةَ بِنْتِ طَلْقٍ الْغِفَارِيَّةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُحَلِّقَ حَبِيبَهُ حَلْقَةً مِنْ نَارٍ، فَلْيَجْعَلْ لَهُ حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُطَوِّقَ حَبِيبَهُ طَوْقًا مِنْ نَارٍ، فَلْيُطَوِّقْهُ طَوْقًا مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُسَوِّرَ حَبِيبَهُ سِوَارًا مِنْ نَارٍ، فَلْيُسَوِّرْهُ سِوَارًا مِنْ ذَهَبٍ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ
__________
= وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر ما سلف في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6530) ، وانظر شرح الحديث هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن داود -وهو الضبي الطرسوسي- فمن رجال مسلم.
وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/207، وابن خزيمة (1530) ، والطبراني في "الصغير" (750) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/341 من طريق موسى بن داود، بهذا الِإسناد. وسيتكرر برقم (10666) ، وانظر (7169) .
(2) في (ظ3) و (ل) : ابن عياش، بالتحتانية والمعجمة، وفي (عس) و (س) وهامش (ظ3) : عباس، بالموحدة والمهملة. وكلاهما قد ذكر في ترجمته، واختلف في اسم مولاته أيضاً، فقيل: عقيلة، كما هو هنا، وقيل: عَبْلة، كما في الحديث السالف برقم (8416) .(14/485)
بِالْفِضَّةِ فَالْعَبُوا بِهَا " (1)
8911 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأُدْخِلَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ لَا مَوْتَ فِيهِ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ لَا مَوْتَ فِيهِ " (2)
8912 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ الْجُلَاحِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَاسًا أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: إِنَّا نَبْعُدُ فِي الْبَحْرِ، وَلَا نَحْمِلُ مَعَنَا (3) مِنَ الْمَاءِ إِلَّا الْإِدَاوَةَ وَالْإِدَاوَتَيْنِ، لِأَنَّا لَا نَجِدُ الصَّيْدَ حَتَّى نَبْعُدَ، أَفَنَتَوَضَّأُ بِمَاءِ الْبَحْرِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، فَإِنَّهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ، الطَّهُورُ مَاؤُهُ " (4)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي- فقد روى له البخاري مقروناً ومعلقاً، وغير أسيد بن أبي أسيد -وهو البراد-، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (8416) .
وأخرجه أبو داود (4236) ، ومن طريقه البيهقي 4/140 عن عبد الله بن مسلمة، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد.
(2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -وهو محمد- فقد روى له مسلم متابعة، وهو قوي. ليث: هو ابن سعد. وانظر (8535) .
(3) لفظة: "معنا" زيدت من (ظ3) .
(4) حديث صحيح، وإسناده مختلف فيه كما سيأتي لاحقاً في التخريج، وكما=(14/486)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سلف بيانه عند الحديث رقم (7233) . وسقط من إسناد المصنف هنا بين الليث والجلاحِ يزيدُ بن أبي حبيب، وبين الجُلاحِ والمغيرةِ سعيدُ بن سلمة المخزومي: فقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/478 عن عبد الله بن صالح كاتب الليث، والحاكم 1/141، والبيهقي في "السنن" 1/3، وفي "المعرفة" (5) من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الجلاح أبي كثير، عن سعيد بن سلمة المخزومي، عن المغيرة بن أبي بردة، بهذا الِإسناد. فزادوا في الِإسناد: يزيد وسعيداً.
وأخرجه البخاري 3/478، والبيهقي في "المعرفة" (7) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث المصري، عن الجلاح، عن سعيد بن سلمة، عن المغيرة، به. فتابع عمرو يزيدَ بن أبي حبيبٍ.
ورواه ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب، فاختلف عليه في إسناده، فسمى سعيد بن سلمة: عبد الله بن سلمة، ومرة سماه سلمة بن سعيد.
فأخرجه البخاري 3/478، والدارمي (728) ، والبيهقي في "المعرفة" (8) من طريق محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الجلاح، عن عبد الله بن سعيد المخزومي، عن المغيرة بن أبي بردة، به. وفي رواية الدارمى: المغيرة عن أبيه، عن أبي هريرة بزيادة "أبيه" وهو خطأ.
وأخرجه البخاري أيضاً 3/479 من طريق عبد الرحمن بن مغراء، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن اللجلاج، عن عبد الله بن سعيد المخزومي، عن المغيرة، به. وقال عقبه- كما في "المعرفة" 1/135، ولم ترد في "التاريخ"-: وحديث مالك أصح (يشير إلى ما وقع في روايته من تسمية الراوي: جلاح كما سلف برقم: 7233) ، واللجلاج خطأ. وقال الحافظ في "التقريب": لجلاج عن أبي سلمة، صوابه: الجلاح.
وأخرجه البخاري 3/478-479 من طريق سلمة بن الفضل الأبرش، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن اللجلاج، عن سلمة بن سعيد، عن المغيرة،=(14/487)
8913 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ آدَمُ، فَيُقَالُ: هَذَا أَبُوكُمْ آدَمُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ لَهُ رَبُّنَا: أَخْرِجْ نَصِيبَ جَهَنَّمَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَكَمْ؟ فَيَقُولُ: مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ "، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِذَا أُخِذَ مِنَّا مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، فَمَاذَا يَبْقَى مِنَّا؟ قَالَ: " إِنَّ أُمَّتِي فِي الْأُمَمِ كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ " (2)
__________
= به. فسمى سعيد بن سلمة: سلمة بن سعيد.
قال البيهقي: الليث بن سعد أحفظ من ابن إسحاق، فقد أقام إسناده عن يزيد بن أبي حبيب، وتابعه على ذلك عمرو بن الحارث. كما سبق.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: يُؤتى.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي-، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً، وهو صدوق، وقد توبع. ثور: هو ابن زيد الديلي، وأبو الغيث: هو سالم المدني.
وأخرجه البخاري (6529) عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه أبي بكر، عن سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3677) .
وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (3348) ، ومسلم (222) ، وسيأتي 3/32-33.
وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/432.(14/488)
8914 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَهَلَّ رَمَضَانُ، غُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ " (1)
8915 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، وَإِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، لَا يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ " (2)
8916 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن محمد، فمن رجال مسلم. أبو سهيل: هو نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي التيمي.
وأخرجه أبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 239 من طريق إبراهيم بن حمزة، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/150 من طريق القعنبي، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الِإسناد. وانظر (7780) .
قوله: "إذا استهل رمضان"، قال السندي: على بناء الفاعل، أي: تَبينَ هلالُه، أو المفعولِ، أي: رؤي هلاله، كذا ذكر الوجهين في "الصحاح".
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمد الدراوردي.
سهيل: هو ابن ذكوان السمان أبي صالح.
وأخرجه الترمذي (2877) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقال: حسن صحيح.
وانظر (7821) .(14/489)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي قَالَ لِنِسْوَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: " لَا يَمُوتُ لِإِحْدَاكُنَّ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَحْتَسِبُهُ، إِلَّا دَخَلَتِ الْجَنَّةَ " فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَوِ اثْنَانِ (1) ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "أَوِ اثْنَانِ" (2)
8917 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "عَلَى أَبوابِ (3) الْمَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ، لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ، وَلَا الدَّجَّالُ" (4)
8918 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخَصِبِ، فَأَعْطُوا الْإِبِلَ حَظَّهَا مِنَ الْأَرْضِ، وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ، فَبَادِرُوا بِهَا نِقْيَهَا، وَإِذَا عَرَّسْتُمْ، فَاجْتَنِبُوا الطُّرُقَ، فَإِنَّهَا طُرُقُ الدَّوَابِّ، وَمَأْوَى الْهَوَامِّ بِاللَّيْلِ " (5)
__________
(1) في الموضعين في (عس) ونسخة على هامش (س) : أو اثنين، وكذا في (ظ3) لكن ضبب عليها، وكتب في هامشها: صوابه اثنان.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه.
وأخرجه مسلم (2632) (151) ، والبيهقي 4/67 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وانظر (7357) .
(3) في (م) ونسخة على هامش (ظ3) والنسخ المتأخرة: أَنْقَابِ.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. وانظر (7234) .
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. =(14/490)
8919 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا هِجْرَةَ بَعْدَ ثَلَاثٍ " (1)
__________
= وأخرجه مسلم (1926) ، والترمذي (2858) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (2550) و (2556) عن أحمد بن عبدة الضبي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به - واقتصر في الموضع الثاني على الشطر الثاني منه.
وانظر (8442) .
قوله: "الخِصْب"، قال السندي: هو بكسر الخاء: كثرة العشب والمرعى.
"حظها": نصيبها من النبات، أي: دعوها ساعة فساعة حتى ترعى.
"السنَة": القحط.
"نقيها": بكسر نون وسكون قاف: مخ العظم، أي: أسرعوا عليها السير ما دامت قوية قبل الضعف، لأنها لا تجد العشب فتضعف ويزول مخها.
"عرستم": من التعريس، أي: نزلتم آخر الليل.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز الدراوردي.
وأخرجه مسلم (2562) (27) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 6/ورقة 217 من طريق عبد الله بن مسلمة، عن عبد العزيز بن محمد، به.
وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير وسليمان بن بلال، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وسيأتي بأطول مما هنا برقم (9092) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة.
وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" (414) ، وأبو داود (4912) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (555) من طريق محمد بن هلال بن أبي هلال، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "لا يحل لرجل أن يهجر مؤمناً فوق ثلاثة أيام، فإذا مرت =(14/491)
8920 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى نَاسٍ جُلُوسٍ، فَقَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ؟ " قَالَ: فَسَكَتُوا، فَقَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَخْبِرْنَا بِخَيْرِنَا مِنْ شَرِّنَا، قَالَ: " خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ، وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ، وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ، وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ " (1)
8921 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَذِهِ النَّارُ جُزْءٌ مِنْ مِائَةِ
__________
= ثلاثة أيام، فليَلْقَه فليُسَلم عليه، فإنْ رد عليه السلامَ فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه، فقد برىء المسلم من الهجرة" وهلال مجهول.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1589) ، وانظر تتمة شواهده هناك، ونزيد هنا في شواهده حديث المسور بن مخرمة، سيأتي في مسنده 4/327.
قوله: "لا هجرة بعد ثلاث"، قال السندي: أي: لا ينبغي المقاطعة بين المسلمين فوق ثلاث، ومحملُه ما إذا كان لأمرٍ دُنيوي، وأما إذا كان لتأديب الأهل أو لأمرٍ ديني فيجوز، وقد جاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتزل نساءه شهراً تأديباً، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه.
وأخرجه الترمذي (2263) عن قتيبة بن سعيد، به. وقال: حسن صحيح.
وأخرجه ابن حبان (527) و (528) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1247) ، والبيهقي في "شعب الِإيمان" (11268) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، والقضاعي (1246) من طريق ضِرار بن صُرَد، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد، به.
وانظر (8812) .(14/492)
جُزْءٍ مِنْ جَهَنَّمَ " (1)
8922 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَجْتَمِعُ الْكَافِرُ وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ أَبَدًا " (3)
8923 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، (4)
__________
(1) إسناده قوي، وقد صح الحديث من طرق عن أبي هريرة، بلفظ: "سبعين جزءاً"، انظر ما سلف برقم (7327) .
وجاء هذا الحديث في (م) بعد الحديث رقم (8923) خلافاً للأصول الخطية.
(2) هكذا وقع إسناد هذا الحديث في (عس) و (ل) ، ووقع في (ظ3) وبقية النسخ الخطية و"أطراف المسند" 7/200، و"جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 44: حدثنا قتيبة، حدثنا عبد العزيز، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة. وإنما أثبتنا إسناد العلاء لأن هذا الحديث بهذا اللفظ قد روي من غير طريق عن العلاء، انظر (8816) و (9163) و (9342) .
وروي نحو هذا الحديث أيضاً من طريق سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة لكن بلفظ: "لا يجتمع في النار من قتل كافراً، ثم سددَ بعده" أو نحوه، انظر (7575) و (8479) و (8637) و (9186) .
(3) إسناده قوي.
وأخرجه ابن حبان (4665) من طريق عبد الله بن مسلمة، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإِسناد. وانظر (8816) .
(4) تحرف "عيسى بن طلحة" في المطبوع إلى: "أبي سلمة"! والتصويب من=(14/493)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْعَبْدَ ليَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " (1)
8924 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، مَا تَقُولُونَ؟ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ؟ " قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ (2) شَيْءٌ، قَالَ: " ذَاكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهَا (3) الْخَطَايَا "، (4)
__________
= الأصول الخطية، و"أطراف المسند" 7/433.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي المدني، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي.
وأخرجه مسلم (2988) (49) ، والنسائي في الرقائق من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/294، وابن حبان (5707) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري (6477) ، والبيهقي في "السنن" 8/164، وفي "الشعب" (4956) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، ومسلم (2988) (50) ، والبيهقي فيهما من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، كلاهما عن بكر بن مضر، به.
وأخرجه ابن حبان (5708) من طريق حيوة بن شريح، عن يزيد بن الهاد، به.
وانظر (7215) .
(2) قوله: "قالوا: لا يبنى من درنه" سقط من (م) .
(3) لفظة: "بها" لم ترد في (ظ3) و (عس) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.=(14/494)
8925 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَادِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، لَمْ يَقُلْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
= وأخرجه مسلم (667) ، والترمذي (2868) ، وابن حبان (1726) ، والبيهقي 3/62-63، والبغوي (342) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري (528) ، والبيهقي 3/62-63 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، والبخاري (528) ، وأبو عوانة 2/20-21، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (92) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، كلاهما عن يزيد بن الهاد، به. وانظر ما بعده.
وسيأتي من طريق يزيد بن عبد الله بن أسامة برقم (9506) ، ومن طريق أبي صالح برقم (9692) ، كلاهما عن أبي هريرة.
وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف برقم (518) .
وعن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1534) .
وعن جابر، سيأتي 3/305.
وعن أبي الدرداء عند ابن أبي شيبة 2/388.
وعن أبي سعيد الخدري عند البزار (344- كشف الأستار) ، ومحمد بن نصر المروزي (86) ، والطبراني في "الكبير" (5444) ، وفي "الأوسط" (200) .
وعن أنس، عند البزار (347- كشف الأستار) ، ومحمد بن نصر (94) ، وأبي نعيم في "الحلية" 2/344.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقوله: "لم يقل سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" يقصد به أنه لم يقل. سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل قال: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه مسلم (667) ، والترمذي (2868) ، والنسائي 1/230-231، والبيهقي 3/62-63، والبغوي (342) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الدارمي (1183) ، وأبو عوانة 2/20-21، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4965) و (4966) ، والبيهقي 1/361 من طرق عن الليث بن سعد، به.=(14/495)
8926 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْإِيمَانُ أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ بَابًا، أَرْفَعُهَا وَأَعْلَاهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ " (1)
8927 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلنَّاسِ: " أَحْسِنُوا صَلَاتَكُمْ،
__________
= وانظر ما قبله.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمارة بن غزية، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الترمذي (2614) ، وابن منده في "الإيمان" (147) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وفيه: "بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة".
وسيأتي من طريق عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9361) و (9748) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8999) عن المقدام بن داود، عن عمه سعيد بن عيسى، عن مفضل بن فضالة، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف لضعف شيخ الطبراني.
قوله: "الِإيمان"، قال السندي: أي: أعمال الِإيمان.
"أربعة وستون باباً"، أي: أنواع كثيرة على أن المراد بالعدد الكثرة، وبالأبواب الأنواع، وإلا فقد جاء أعداد مختلفة.
"أعلاها"، أي: أشرفها، فإنه بمنزلة الجزء من "الِإيمان"، ولا يظهر الِإيمان غالباً إلا به.
"إماطة الأذى"، أي: إزالته وتبعيده عن الطريق حتى لا يؤذي أحدا.(14/496)
فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي كَمَا أَرَاكُمْ أَمَامِي " (1)
8928 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُلْدَغُ مُؤْمِنٌ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ " (2)
8929 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَالْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، ابن عجلان وأبوه لا بأس بهما، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (354) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وانظر ما سلف برقم (7199) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عقيل: هو ابن خالد بن عَقيل.
وأخرجه البخاري (6133) ، ومسلم (2998) ، وأبو داود (4862) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1464) ، والبيهقي في "السنن" 10/129، وفي "الآداب" (447) ، والبغوي (3507) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2781) ، وابن ماجه (3982) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (10) من طرق عن الليث بن سعد، به.
وأخرجه الطحاوي (1463) من طريق سلامة بن روح، عن عقيل بن خالد، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1278) ، ومسلم (2998) ، والطحاوي (1462) ، وأبن حبان (663) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (9) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/127، والبيهقي في "السنن" 6/320 من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. وفي رواية البيهقي قصة.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5964) . وانظر شرحه هناك.(14/497)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَبَقَ دِرْهَمٌ دِرْهَمَيْنِ "، قَالُوا: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " كَانَ لِرَجُلٍ دِرْهَمَانِ، فَتَصَدَّقَ أَجوَدَهُمَا، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عُرْضِ مَالِهِ، فَأَخَذَ مِنْهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَتَصَدَّقَ بِهَا " (1)
8930 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
__________
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن عجلان، فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم في الشواهد، وهو صدوق لا بأس به.
وأخرجه النسائي 5/59 عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وعنده: "سبق درهم مئة ألف درهم ... ".
وأخرجه 5/59، وابن خزيمة (2443) ، وابن حبان (3347) ، والحاكم 1/416، والبيهقي 4/181-182 من طريق صفوان بن عيسى، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. وعندهم جميعاً: "سبق درهم مئة ألف درهم ... ".
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد- زوائد نعم" (95) عن داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، قال: قال أبو هريرة ... فذكره. وهو منقطع، زيد بن أسلم لم يدرك أبا هريرة، بينهما أبو صالح كما في الإِسناد السابق.
قوله: "درهمين " كذا هي في جميع النسخ الخطية، وضبب عليها في (ظ3) و (عس) وكأنها خطأ قديم، وجميع من أخرج الحديث بلفظ: مئة ألف درهم.
قوله: "عُرْض ماله"، قال السندي: بضم العين وسكون الراء، أي: جانبه، وظاهر الحديث أن صدقة الفقير أفضل بأضعافٍ من صدقة الغني، ويؤيده: "أفضل الصدقة جهد المقِل" (وسلف برقم 8702) .(14/498)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَزَالُ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ عِصَابَةٌ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ خِلَافُ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ " (1)
8931 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ " (2)
__________
(1) إسناد قوي كسابقه.
وأخرجه ابن حبان (6835) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وانظر (8274) .
(2) إسناده قوي من أجل محمد بن عجلان.
وأخرجه الترمذي (2627) ، والنسائي 8/104-105 عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (637) ، وابن حبان (180) ، والحاكم 1/10 من طرق عن الليث بن سعد، به.
ووقع في هذه المصادر جميعها: "المسلمون"، بدلاً من: "الناس".
وأخرجه هناد في "الزهد" (1134) ، والمروزي (638) من طريق يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أي المؤمنين أفضل؟
قال: "من سلم المسلمون من لسانه". ويحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب متروك.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6925) .
وعن أنس بن مالك، سيأتي 3/154.=(14/499)
8932 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنْ بَنِي آدَمَ كُتِبَ حَظُّهُ مِنَ الزِّنَى، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنُ زِنَاهَا النَّظَرُ، وَالْآذَانُ زِنَاهَا الِاسْتِمَاعُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْمَشْيُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ " (1)
8933 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ ذَا زَبِيبَتَيْنِ، يَتْبَعُ صَاحِبَهُ وَهُوَ يَتَعَوَّذُ مِنْهُ، فَلَا
__________
= وعن فضالة بن عبيد، سيأتي 6/21.
وسلف دون قوله: "والمؤمن من أمنه ... الخ" من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6515) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه أبو داود (2154) ، والبيهقي في "الشعب" (5430) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابن حبان (4423) من طريق عيسى بن حماد، والحاكم 2/470 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، كلاهما عن الليث بن سعد، به. وانظر (8526) .(14/500)
يَزَالُ يَتْبَعُهُ حَتَّى يُلْقِمَهُ أُصْبُعَهُ " (1)
8934 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ فِي حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَكَثْرَةِ الْمَالِ " (2)
8935 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، وَأَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الْمُلَامَسَةِ، وَالْمُنَابَذَةِ " (3)
__________
(1) إسناده قوي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11217) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (2254) ، وابن حبان (3258) ، والحاكم 1/389 من طرق الليث بن سعد، به. وانظر (7756) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.
وأخرجه الترمذي (2338) عن قتيبهَ بن سعيد،. بهذا الِإسناد.
وسيتكرر برقم (8946) ، وانظر ما سلف برقم (8211) .
(3) إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين غير محمد بن إدريس الشافعي الإمام، فقد علق له البخاري، وروى له أصحاب السنن الأربعة.
وهو في "مسند الشافعي" 2/144، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة " (11462) .
وأخرجه البخاري (2146) ، والنسائي 7/259، والبغوي (2101) من طريق =(14/501)
8936 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي تَمِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ، لَا فَضْلَ بَيْنَهُمَا " (1)
8937 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ،
__________
= مالك، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/666 و917، ومن طريقه البخاري (5821) ، والبيهقي في "السنن" 3/236 عن أبي الزناد وحده، به. ورواية مالك الثانية والباقين مطولة.
وأخرجه مسلم (1511) (1) من طريق القاسم، عن مالك، عن محمد بن يحيى وحده، به.
وسيأتي برقم (9982) و (10169) و (10228) و (10846) . وانظر ما سلف برقم (8251) .
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وهو في "مسند الشافعي" 12/57، ومن طريقه أخرجه البيهقي 5/278.
والحديث في "الموطأ" 2/632، ومن طريق مالك أخرجه مسلم (1588) (85) ، والنسائي 7/278، والطحاوي 4/69، وابن حبان (5012) ، والبغوي (2058) .
وأخرجه مسلم (1588) (85) ، والبيهقي 5/278 من طريق سليمان بن بلال، عن موسى بن أبي تميم، بهذا الِإسناد.
وسيأتي برقم (10293) ، وانظر ما سلف برقم (7558) .(14/502)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلَا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَلَقَّوْا السِّلَعَ " (1)
8938 - وَقَالَ: " مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ " (2)
8939 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وهو في "مسند الشافعي" 2/146 و147 مقطعاً غير قوله: "ولا يبيع حاضر لبادٍ"، وهو في "السنن المأثورة" له (262) ، وسلفت هذه القطعة برقم (7312) عن سفيان، عن أبي الزناد.
وأخرجه النسائي 7/256 عن قتيبة بن سعيد، عن مالك، بهذا الِإسناد.
وسيأتي بأطول مما هنا برقم (10004) عن إسحاق بن عيسى، عن مالك، وانظر ما سلف برقم (7248) .
وسلف النهي عن التناجش ضمن حديث آخر برقم (7858) من طريق الأعرج عن أبي هريرة.
(2) إسناده صحيح كسابقه. وهو في "السنن المأثورة" للشافعي (245) .
والحديث في "الموطأ" 2/674، ومن طريق مالك أخرجه الدارمي (2586) ، والبخاري (2287) ، ومسلم (1564) ، وأبو داود (3345) ، والنسائي 7/317، وأبو يعلى (6298) و (6344) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2752) ، وابن حبان (5053) و (5090) ، والبيهقي 6/70، والبغوي (2152) .
وسيأتي من طريق مالك برقم (10002) ، وسلف برقم (7336) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد.(14/503)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ خَوْلَةَ بِنْتَ يَسَارٍ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ، وَأَنَا أَحِيضُ فِيهِ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَقَالَ: " إِذَا طَهُرْتِ فَاغْسِلِيهِ، ثُمَّ صَلِّي فِيهِ "، فَقَالَتْ: فَإِنْ لَمْ يَخْرُجِ الدَّمُ؟ قَالَ: " يَكْفِيكِ الْمَاءُ، وَلَا يَضُرُّكِ أَثَرُهُ " (1)
8940 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُنْضِي شَيَاطِينَهُ، كَمَا يُنْضِي أَحَدُكُمْ بَعِيرَهُ فِي السَّفَرِ " (2)
__________
(1) حديث حسن، عبد الله بن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ-، قد روى عنه لهذا الحديث أيضاً عبد الله بن وهب كما سيأتي، وروايته عنه صالحة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو داود (365) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البيهقي 2/408 من طريق عبد الله بن وهب وعثمان بن صالح، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابن منده كما في "الِإصابة" 7/627، والبيهقي 2/408-409 من طريق علي بن ثابت، عن الوازع بن نافع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن خولة بنت يمان أو يسار. وتصحف في مطبوع "سنن البيهقي": "يمان"، إلى: "نمار".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (615) من طريق علي بن ثابت، به -لكن سمَّى خوله: بنت حكيم الأنصارية-. والوازع بن نافع ضعيف.
وانظر (7867) .
(2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيىء الحفظ.=(14/504)
8941 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو (1) ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَصْحَابَ الصُّوَرِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَهَا يُعَذَّبُونَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " (2)
__________
= وأورده السيوطي في "الجامع"، وزاد نسبته إلى الحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا في "مكايد الشيطان".
قوله: "إن المؤمن لينضي"، قال السندي: من: أنضاه، أي: أهزله، والنضوُ: دابة أهزلتها، وأذهب لحمها، والمراد أن من شأن المؤمن مخالفة الشياطين وتصغيرهم، وفي التشبيه تنبية على أن حق المؤمن أن يغلب على الشيطان حتى يكون الشيطان تحته مطيعاً له كالدابة، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: يزيد بن أبي عمرو، والمثبت من النسختين العتيقتين (ظ3) و (عس) ، ونسخة على هامش (س) وهو الصواب.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأن قتيبة بن سعيد لم يكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب عبد الله بن وهب، ثم يسمعه من ابن لهيعة، وابن وهب إنما سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه. يزيد بن عمرو: هو المعافري المصري.
وسيأتي الحديث عن يحيى بن إسحاق، عن ابن لهيعة برقم (9077) لكن بلفظ: "قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن أراد أن يخلق مثل خلقي، فليخلق ذرةً أو حبة".
وبنحوه من طريق عكرمة عن أبي هريرة برقم (10549) .
وانظر ما سلف برقم (7521) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3558) . وانظر تتمةَ شواهده فيه.(14/505)
8942 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْفِقْهُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ، أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ فَهُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، وَأَلْيَنُ قُلُوبًا، وَالْكُفْرُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْخَيْلِ، وَالْإِبِلِ وَالْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ " (1)
8943 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مَشْيِتِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّمَا الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ، إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ثابت بن الحارث -وهو الأنصاري المصري- لا يكاد يُعرف، وقد صح الحديث عن أبي هريرة من غير هذا الطريق، انظر ما سلف برقم (7202) و (7432) و (7505) و (8846) ، وما سيأتي برقم (9499) .
(2) إسناده حسن، وابن لهيعة قد توبع كما سلف بيانه عند الحديث رقم (8604) ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو يونس: هو سُليم بن جبير مولى أبي هريرة.
وأخرجه الترمذي في "السنن" (3648) ، وفي "الشمائل" (115) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حديث غريب. وانظر (8604) .(14/506)
8944 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ " (1)
8945 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَافِرُوا تَصِحُّوا، وَاغْزُوا تَسْتَغْنُوا " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، قتيبة كَتَبَ حديث ابن لهيعة من كتب ابن وهب، ثم سمعها من ابن لهيعة. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، يتيم عروة.
وانظر ما سلف برقم (7530) .
(2) إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيىء الحفظ، ودَرّاج -وهو ابن سمعان أبو السَّمْح- ضعيف صاحب مناكير.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8308) عن موسى بن زكريا التسْتَري، عن جعفر بن محمد بن فضيل الجزري، عن محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، عن زهير بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه: "اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا". وهذا إسناد ضعيف جداً، موسى بن زكريا شيخ الطبراني، قال الدارقطني: متروك.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (623) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن الرداد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه: "سافروا تصحوا وتغنموا"، وهذا إسناد ضعيف بمرّة، محمد بن عبد الرحمن بن الرداد، قال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال أبو زرعة: لين، وقال ابن عدي: رواياته(14/507)
8946 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ فِي
__________
= ليست محفوظة، وقال الأزدي: لا يُكتب حديثُه.
ورواه محمد بن عبد الرحمن مرةً أخرى عن عبد الله بنِ دينار، عن ابن عمر مرفوعاً، فجعله من حديث ابن عمر، أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7396) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2198، والبيهقي 7/102، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 10/387، والقضاعي في "مسند الشهاب" (622) . قال أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 2/306: هذا حديث منكر.
وفي الباب عن ابن عباس عند ابن عدي في "الكامل" 7/2521 بلفظ: "سافروا تصحوا، وصوموا تصحوا، واغزوا تغنموا"، وإسناده ضعيف لا يُفرح به، فيه نهشل بن سعيد متروك الحديث، وكذبه إسحاق بن راهويه.
وهو عند البيهقي في "السنن" 7/102 بلفظ: "سافروا تصحوا وتغنموا"، وفيه من لم نعرفهم.
وعن أبي سعيد الخدري عند ابن عدي 3/1292 بلفظ: "سافروا تصحوا"، وإسناده غاية في الضعف، فيه سوار بن مصعب، وهو متروك منكر الحديث، وفيه أيضاً عطية العوفي، وهو ضعيف.
وروي عن عمر موقوفاً عليه كلفظ حديث أبي سعيد، وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (20928) ، ورجاله ثقات، إلا أنه منقطع بين طاووس وبين عمر، وهو أصح شيء في الباب.
قلنا: وهذا الحديث على ضعف إسناده، فإن قوله: "سافروا تصحوا" مخالف لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "السفر قِظعة من العذاب"، وهو متفق عليه، وسلف عند المصنف برقم (7225) .(14/508)
حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَكَثْرَةِ الْمَالِ " (1)
8947 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلَاءَ، عَنْ مُحْصِنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ رَاحَ فَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا، أَعْطَاهُ اللهُ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ صَلَّاهَا، أَوْ حَضَرَهَا، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا " (2)
8948 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا ضَيْفٍ نَزَلَ بِقَوْمٍ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، ابن عجلان -واسمه محمد- روى له البخاري تعليقاً، ومسلم في المتابعات، وهو قوي الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (8934) .
(2) إسناده حسن، مُحصِن بن عليّ خرج له أبو داود والنسائي، وروى عنه ثلاثة من الثقات، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه المزي في ترجمة محمد بن طحلاء من "التهذيب" 25/409 من طريق محمد بن إسحاق الثقفي، عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1455) ، وأبو داود (564) ، والحاكم 1/208-209، والبيهقي 3/69، والبغوي (789) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، والنسائي 2/111 عن إسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!!
وفي الباب عن رجل من الأنصار عند أبي داود (563) ، والبيهقي 3/69.
وفي إسناده رجل مجهول.(14/509)
فَأَصْبَحَ الضَّيْفُ مَحْرُومًا، فَلَهُ أَنْ يَأْخُذَ بِقَدْرِ قِرَاهُ، وَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ " (1)
8949 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُبْسَتَيْنِ، وَعَنْ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي طلحة -واسمه نعيم بن زياد الأنماري- فقد روى له أبو داود في "التفرد"، والنسائي في "السنن" وهو ثقة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2816) و (2817) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/242 من طريق عبد الله بن وهب وعبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح، بهذا الِإسناد.
وفي الباب عن عقبة بن عامر عند البخاري (2461) ، ومسلم (1727) (17) ، وسيأتي 4/149.
وعن المقدام بن معدي كرب، سيأتي 4/130.
قوله: "فأصح محروماً"، قال السندي: أي: ما ضَيفوه، فله أن يأخذ من مال القوم.
"بقدر قِراه": بكسر قاف مقصوراً، وبفتحها ممدوداً: ما يصنَع للضيف من طعام أو شراب. قيل: هذا إذا نزل بقوم من أهل النعْمة من سكان البوادي، فعليهم الضيافة، إذا وضع عليهم الِإمام ضيافةَ المسلم المار بهم، أو هو في حق الضيف المضطر، وكان في بَدْءِ الِإسلام ثم نسِخ، وعند بعض أهل العلم:
الضيافة واجبة على أهل البادية مطلقاً، والله تعالى أعلم.
وانظر "فتح الباري" 5/108 و10/533.(14/510)
بَيْعَتَيْنِ، فَأَمَّا اللُّبْسَتَانِ: فَأَنْ يَتَلَحَّفَ (1) بِثَوْبِهِ، وَيُخْرِجُ شِقَّهُ، أَوْ يَحْتَبِي بِثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَيُفْضِي بِفَرْجِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَأَمَّا الْبَيْعَتَانِ: فَالْمُلَامَسَةُ: أَلْقِ (2) إِلَيَّ، وَأُلْقِ إِلَيْكَ، وَإلْقَاءُ (3) الْحَجَرِ " (4)
8950 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ سَأَلَهُمْ: " أَعَلَيْهِ دَيْنٌ؟ "، فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " تَرَكَ وَفَاءً؟ "، فَإِنْ
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: يلتحف.
(2) في (ظ3) و (عس) بإثبات الياء: ألقي إلي، وضبب عليها في (عس) ، والجادة حذفها.
(3) في (م) وحدها: وألقِ.
(4) إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي ثقة فقيه جليل، روى له أصحاب السنن، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. أبو زبيد: هو عَبْثر بن القاسم الزُبيدي الكوفي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5476) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضا برقم (5475) من طريق سعيد بن عمرو الأشعثي، عن أبي زبيد عبثر بن القاسم، به.
وأخرج الشطر الأول منه أبو داود (4080) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (9435) ، وانظر ما سلف برقم (8251) .(14/511)
قَالُوا: نَعَمْ، صَلَّى عَلَيْهِ، وَإِلَّا، قَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ " (1)
8951 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدٍ الزُّهْرِيُّ - وَكَانَ مِنَ الْقَارَةِ وَهُوَ حَلِيفٌ - عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَحْمِلُونَ اللَّبِنَ إِلَى بِنَاءِ الْمَسْجِدِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُمْ، قَالَ: فَاسْتَقْبَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَارِضٌ لَبِنَةً عَلَى بَطْنِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا قَدْ شُقَّتْ عَلَيْهِ، قُلْتُ: نَاوِلْنِيهَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " خُذْ غَيْرَهَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَإِنَّهُ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ " (2)
8952 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
__________
(1) إسناده صحيح كسابقه. وسلف بأتم مما هنا برقم (7899) .
(2) إسناده ضعيف، ابن عبد الله بن حنطب -واسمه المطلب- لم يسمع من أبي هريرة، فقد قال البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/17: لا يعرف للمطلب سماع من أبي هريرة، وقال أبو حاتم الرازي كما في "المراسيل" ص 209: عن أبي هريرة مرسل.
قلنا. والحديث لا يصح من جهة متنه، لأنه لا يمكن أن يشهد أبو هريرة بناء المسجد النبوي الذى تم بناؤه في السنة الأولى للهجرة، وهو قد قَدِم المدينة فأسلم في السنة السابعة للهجرة.
وانظر حديث أنس عند البخاري (428) ، ومسلم (524) ، وسيأتي في مسنده 3/211-212.(14/512)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ " (1)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله رجال الصحيح غير محمد بن عجلان، فقد روى له مسلم متابعة، وهو قوي الحديث.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/192، والبزار (2470- كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4432) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 2، والبيهقي في "السنن" 10/191-192، وفي "الشعب" (7978) من طرق عن سعيد بن منصور، بهذا الِإسناد. في رواية البزار "مكارم الأخلاق".
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (273) ، وفي "التاريخ الكبير" 7/188، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (13) ، والحاكم 2/613، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1165) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/333 و333-334 من طرق عن عبد العزيز بن محمد، به. وبعضهم يقول فيه أيضا: "مكارم الأخلاق".
وأخرجه البيهفي في "السنن" 10/192، وفي "الشعب" (7977) من طريق يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" بلاغاً 2/904.
وفي الباب عن معاذ بن جبل عند ابن أبي الدنيا (14) ، والبزار (1973) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (120) .
وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني (6891) ، والبيهقي في "الشعب" (7979) .
وعن زيد بن أسلم مرسلاً عند ابن أبي شيبة 11/500-501.
قوله: "لأتمم صالح الأخلاق" قال ابن عبد البر في "التمهيد" 24/332: ويدخل في هذا المعنى الصلاح والخير كُله، والدين والفضل والمروءة والِإحسان والعدل، فبذلك بعث ليتممه، وقد قالت العلماء: إن أجمع آية للبر والفضل ومكارم الأخلاق قوله عز وجل (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) [النحل: 90] .(14/513)
8953 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ "، قَالَ قُتَيْبَةُ: الطَّاعَةُ، وَلَمْ يَقُلْ: السَّمْعَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو حازم: هو سلمة بن دينار الأعرج.
وأخرجه مسلم (1836) (35) عن سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7504) من طريق سعيد بن منصور وحده، به.
وأخرجه النسائي 7/140، وأبو عوانة 4/449، وأبو نعيم في "الحلية" 3/258 من طريق قتيبة بن سعيد وحده، به.
وأخرجه أبو عوانة 4/449، والبيهقي في "السنن" 8/155، وفي "الشعب" (7504) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، وأبو عوانة 4/449 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن يعقوب بن عبد الرحمن، به.
وفي الباب عن أبي ذر وأبي أمامة وعبادة بن الصامت وأم الحصين، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 5/178-179 و251 و321 و6/402.
قوله: "عليك السمع" قال السندي: أي: أن تسمع كلامي وتطيع أمري، وكذا من يقوم مقامي من الخلفاء من بعدي.
"منشطك ومكرهك" مَفْعَل، بفتح ميم وعين: من النشاط والكراهة، وهما مصدران، أي: في حال النشاط وانشراح الصدر وطيب القلب، وما يضاد ذلك.
"وأثرة " بفتحتين: اسم من الاستيثار، أي: وفي حال اصطفاء غيرك عليك(14/514)
8954 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ نُمَيْلَةَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَسُئِلَ عَنْ أَكْلِ الْقُنْفُذِ؟ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَ شَيْخٌ عِنْدَهُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " خَبِيثٌ (1) مِنَ الْخَبَائِثِ " فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " إِنْ كَانَ قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ كَمَا قَالَ " (2)
8955 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ
__________
= في العطاء وغيره.
(1) في (ظ3) و (عس) و (ل) : خبيثة، بالهاء، والمثبت من (م) وبقية النسخ.
وقنفذ مُذَكرٌ، قال في "لسان العرب" 3/505: القنفذ: الشيهم، معروف، والأنثى قنفذة.
(2) إسناده ضعيف لجهالة عيسى بن نميلة الفزاري، وأبيه، ولإِبهام الراوي عن أبي هريرة.
وأخرجه المزي في ترجمة عيسى من "التهذيب" 23/52-53 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو داود (3799) ، ومن طريقه البيهقي 9/326 عن أبي ثور الكلبي، عن سعيد بن منصور، به.(14/515)
فَلَا يَبْرُكْ كَمَا يَبْرُكُ الْجَمَلُ، وَلْيَضَعْ يَدَيْهِ، ثُمَّ رُكْبَتَيْهِ " (1)
__________
(1) إسناده قوي، لكن قال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/139 في ترجمة محمد بن عبد الله بن حسن: لا يُتابع عليه، ولا أدري سمع من أبي الزناد أم لا.
كذا قال، مع أن سماعه منه محتمل جداً، فهو مدني وأبو الزناد مدني، وقد تعاصرا ما يزيد على أربعين عاماً.
وأخرجه أبو داود (840) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (182) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/254، وابن حزم في "المحلى" 4/128-129، والبيهقي 2/99، والبغوي (643) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 77 من طريق سعيد بن منصور، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البيهقي 2/100 من طريق الحسن بن علي بن زياد، عن سعيد بن منصور، به، بلفظ: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك الجمل، وليضع يديه على ركبتيه"، وقال عقبه: كذا قال: على ركبتيه، فإن كان محفوظاً كان دليلاً على أنه يضع يديه على ركبتيه عند الِإهواء إلى السجود. قلنا: والحسن بن علي بن زياد لم نجد له ترجمة.
وأخرجه الدارمي (1321) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/139، والنسائي في "المجتبى" 2/207، وفي "الكبرى" (678) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/254، والدارقطني 1/344-345 و345 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به.
وأخرجه أبو داود (841) ، والترمذي (269) ، والنسائي في "المجتبى" 2/207، وفي"الكبرى" (677) ، والبيهقي 2/100 من طريق قتيبة بن سعيد، عن عبد الله بن نافع، عن محمد بن عبد الله بن الحسن، به. ولفظه: "يعمد أحدكم في صلاته فيبرك كما يبرك الجمل". قال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث غريب.
وأخرج ابن أبي شيبة 1/263، وأبو يعلى (6540) ، والطحاوي 1/255،=(14/516)
8956 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَّأَ إِنْسَانًا، قَالَ: " بَارَكَ اللهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا عَلَى خَيْرٍ " (1)
__________
= والبيهقي 2/100 من طريق محمد بن فضيل، عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "إذا سجد أحدكم، فليبدأ بركبتيه قبل يديه، ولا يبرك بروك الجمل" وعبد الله بن سعيد متروك.
وفي الباب عن ابن عمر عند أبي داود -في رواية ابن العبد كما في "التحفة" 6/156-، وابن خزيمة (627) ، والطحاوي في "معاني الآثار" 1/254، والحاكم 6/226، والبيهقي 2/100 من طريق الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عنه مرفوعاً.
وأخرجه أبو داود أيضاً كما في "التحفة" من طريق الدراوردي، به موقوفاً.
والدراوردي حديثه عن عُبيد الله بن عمر منكر. ثم اختلف على الدراوردي فيه فروي عنه مرفوعاً وموقوفاً.
قوله: "لا يبرك كما يبرك الجمل، وليضع يديه ... الخ"، قال السندي: أي لا يضع ركبتيه على الأرض قبل يديه، وليضع يديه قبل ركبتيه، وبه قال البعض، وقد جاء خلافه فعلًا (أي من فِعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويعني به حديث وائل بن حجر المخرج في "السنن" وهو حسن لغيره) وقال به آخرون، والأقرب أن النهي للتنزيه، وما جاء من خلافه، فهو بيان الجواز، فإن قيل: كيف شبه وضع الركبتين قبل اليدين ببروك الجمل، مع أن الجمل يضعُ يديه قبلَ رجليه؟ قلنا: لأن ركبة الِإنسان في الرجل، وركبة الدواب في اليد، فإذا وضعَ ركبتيه أولًا، فقد شابه الجمل في البروك، كذا في "المفاتيح".
(1) إسناده قوي، عبد العزيز بن محمد الدراوردي من رجال مسلم، وهو(14/517)
8957 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَّأَ إِنْسَانًا إِذَا تَزَوَّجَ، قَالَ: " بَارَكَ اللهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ " (1)
__________
= صدوق قوي الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وهو في "سنن" سعيد بن منصور برقم (522) .
وأخرجه الدارمي (2174) ، وابن ماجه (1905) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (259) ، وابن حبان (4052) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة " (604) ، والبيهقي 7/148 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد.
وانطر ما بعده.
وفي الباب عن عقيل بن أبي طالب، سلف برقم (1738) . وانظر بقية شواهده هناك.
قوله: "إذا رَفَأ إِنسانا"، قال السندي: بتشديد الفاء، بعدها همزة، وقد لا يهمز الفعل، والمراد بالترفئة هاهنا: التهنئة بالزواج، وأصله قول القائل: بالرفاء والبنين، والرفاء بكسر الراء والمد: الالتئام والموافقة، وكان من عادتهم أن يقولوا للمتزوج ذلك، فأبدله الشارعُ بما ذكر، لأنه لا يفيد، ولما فيه من التنفير عن البنات.
"بارك الله لك"، أي: عليها. و"بارك عليك"، أي: لها.
(1) إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه أبو داود (2130) ، والترمذي (1091) ، والخطابي في "غريب الحديث" 1/295، والحاكم 2/183، والبيهقي 1/148 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وانظر ما قبله.(14/518)
8958 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقَهُ، كَتَبَ: غَلَبَتْ - أَوْ سَبَقَتْ - رَحْمَتِي غَضَبِي، فَهُوَ (1) عِنْدَهُ عَلَى الْعَرْشِ " (2)
8959 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ، فَأُرِيدُ - إِنْ شَاءَ اللهُ - أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي ليَوْمِ الْقِيَامَةِ شَفَاعَةً لِأُمَّتِي " (3)
__________
(1) في (ظ3) ونسخة على هامش (عس) و (س) : فهي، وكتب في هامش (ظ3) : في النسخ "فهو".
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن بحر، فقد علق له البخاري، وروى له أبو داود والترمذي، وهو ثقة.
وأخرجه البخاري (7554) ، وأبو يعلى (6432) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، وابن حبان (6144) من طريق أحمد بن المقدام، كلاهما عن معتمر بن سليمان، بهذا الِإسناد.
وعلقه البخاري (7553) ، قال: قال لي خليفة بن خياط عن معتمر، به.
وانظر ما سلف برقم (7500) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن بحر بن محمد، وهو ثقة. هشام بن يوسف: هو الصنعاني القاضي.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (893) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، بهذا الإسناد.=(14/519)
8960 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ: " اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْأَرْضِ، وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ " (1)
__________
= وأخرجه الدارمي (2805) ، والبخاري (7474) ، ومسلم (198) (334) و (335) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/628، وأبو عوانة 1/90، والآجري في "الشريعة" ص 341، وابن منده في "الِإيمان" (892) و (894) و (895) و (896) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1039) و (1045) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 165، والخطيب في "تاريخ بغداد " 11/141 من طرق عن
الزهري، به.
وسيأتي برقم (9143) ، وانظر ما سلف برقم (7714) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهيب: هو ابن خالد الباهلي.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/268 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1212) ، وأبو داود (5051) ، والنسائي في "الكبرى" (7668) ، وابن خزيمة 1/267-268، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 9-10 من طرق عن وهيب بن خالد، به.
وأخرجه مسلم (2713) (61) و (62) ، وأبو داود (5051) ، وابن ماجه =(14/520)
8961 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَصَدَّقُ بِالتَّمْرَةِ مِنَ الْكَسْبِ الطَّيِّبِ، فَيَضَعُهَا فِي حَقِّهَا، فَيَلِيهَا اللهُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ مَا تَبْرَحُ فَيُرَبِّيهَا كَأَحْسَنِ مَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ، أَوْ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ "، (1)
__________
= (3873) ، والترمذي (3400) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (790) ، وابن خزيمة 1/266-267، وابن حبان (5537) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (715) ، والبيهقي ص 10 وص 226-227 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وليس في روايتي أبي داود والبيهقي في موضعه الأول: "اقض عني الدين وأغنني من الفقر".
وأخرجه مسلم (2713) (63) ، وابن ماجه (3831) ، والترمذي (3481) ، والنسائي في "الكبرى" (7669) ، وابن خزيمة 1/265-266، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/98 من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح، به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وعندهم جميعاً في أوله: جاءت فاطمة إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسأله خادماً ...
وسيأتي الحديث من طريق أبي بكر بن عياش برقم (9247) ، ومن طريق حماد بن سلمة برقم (10924) كلاهما عن سهيل بن أبي صالح.
وفي الباب عن عائشة عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (789) ، وأبي يعلى (4774) ، وإسناده منقطع.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (1014) (64) من طريق سليمان بن بلال وروح بن القاسم، عن سهيل، به.=(14/521)
8962 - وحَدَّثَنَا أَيْضًا يَعْنِي عَفَّانَ، عَنْ خَالِدٍ - أَظُنُّهُ الْوَاسِطِيَّ - بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " فَيَقْبَلُهَا اللهُ بِيَمِينِهِ " (1)
8963 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى بَقَرَةٍ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا، إِنَّمَا خُلِقْتُ لِلْحِرَاثَةِ "، قَالَ: فَآمَنْتُ بِهِ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، قَالَ: " وَأَخَذَ الذِّئْبُ شَاةً فَتَبِعَهَا الرَّاعِي، فَقَالَ الذِّئْبُ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ، يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي؟ "، قَالَ: فَآمَنْتُ بِهِ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: " وَمَا هُمَا يَوْمَئِذٍ فِي الْقَوْمِ " (2)
__________
= وأخرجه البخاري (1410) و (7430) من طريق عبد الله بن دينار، ومسلم (1014) (64) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/141 من طريق زيد بن أسلم، كلاهما عن أبي صالح، به.
وسيأتي برقم (8962) و (9433) ، وانظر ما سلف برقم (7634) .
الفَلُو: المهْرُ.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، فخالد الواسطي -وهو ابن عبد الله الطحان- يرويه عن سهيل بن أبي صالح، وسهيل من رجال مسلم، وباقي رجال الِإسناد من رجال الشيخين. وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(14/522)
8964 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " ائْتُوا الصَّلَاةَ وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَصَلُّوا مَا أَدْرَكْتُمْ، وَاقْضُوا مَا سُبِقْتُمْ (1) " (2)
__________
= وأخرجه البخاري (2324) ، ومسلم (2388) (13) ، والترمذي بإثر الحديثين (3677) و (3695) ، وابن حبان (6486) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد. ولم يذكر الترمذي في الموضع الأول قصة الشاة، وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (2354) ، ومن طريقه الترمذي (3677) و (3695) عن شعبة، به.
وأخرجه الحميدي (1055) ، والبخاري بإثر الحديث (3471) ، ومسلم (2388) (13) من طريق مِسعر بن كِدام، عن سعد بن إبراهيم، به. وانظر (7351) .
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: سبقكم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2350) ، وأخرجه أبو داود السجستاتي في "سننه" (573) عن أبي الوليد الطيالسي، كلاهما (أبو داود وأبو الوليد الطيالسيان) عن شعبة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطحاوي 1/396 من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن شعبة، به - بلفظ: "فأتموا".
وأخرجه ابن خزيمة (1505) و (1772) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/230 من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه سعد بن إبراهيم، به.
وأخرج الشطر الثاني منه البخاري في "القراءة خلف الِإمام" (175) من طريق الزهري، عن أبي سلمة، به. وانظر (7252) .(14/523)
8965 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيُفْرِغْ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ " فَقَالَ قَيْسٌ الْأَشْجَعِيُّ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَكَيْفَ إِذَا جَاءَ مِهْرَاسُكُمْ؟ قَالَ: " أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّكَ يَا قَيْسُ " (1)
8966 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا نُودِيَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة- فحديثه في "الصحيحين" مقرون، وهو حسن الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/98، وأبو يعلى (5973) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن عمرو، به. واقتصر ابن أبي شيبة على المرفوع.
وسلف بهذا الِإسناد مختصراً برقم (8586) .
تنبيه: لهذا الحديث لم يرد في النسختين العتيقتين (ظ3) و (عس) ، وهو مثبت في بقية النسخ.
وقد تكرر بعد هذا الحديث في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة حديث رقم (8964) .
قوله: "مهراسكم"، قال السندي: هو صخرة منقورة تسع كثيراً من الماء، أي: هل يدخل فيه يده قبل الغسل أم لا؟ فأشار بقوله: "أعوذ بالله" إلى أنه لا يدخل، والله تعالى أعلم.(14/524)
بِالصَّلَاةِ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَلَكِنِ امْشُوا مَشْيًا عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ (1) ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا سَبَقَكُمْ فَاقْضُوا "، (2)
8967 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ ذَلِكَ (3)
8968 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَقِيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا جُنُبٌ، فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى قَعَدَ، فَانْسَلَلْتُ فَأَتَيْتُ (4) الرَّحْلَ فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ
__________
(1) في (ظ3) و (عس) : بالسكينة، وضبب عليها في (عس) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لِإرساله، ولم يَروهِ أحد متصلًا من جهة الحسن البصري؛ لكن روي هذا الحديثُ من طرق أخرى صحيحة، انظر ما سلف برقم (7230) .
عوف: هو ابن أبي جميلة العبدي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الِإمام" (186) و (187) و (188) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/396 من طرق عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعا. وروايات البخاري مقتصرة على شطره الثاني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/359 من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة موقوفاً!
وسيأتي الحديث من طريق ابن سيرين برقم (9514) ، وانظر ما سلف برقم (7230) .
(4) في (ظ3) : وانسللت حتى أتيت.(14/525)
وَهُوَ قَاعِدٌ، فَقَالَ: " أَيْنَ كُنْتَ؟ " فَقُلْتُ: لَقِيتَنِي وَأَنَا جُنُبٌ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْلِسَ إِلَيْكَ وَأَنَا جُنُبٌ، فَانْطَلَقْتُ فَاغْتَسَلْتُ، قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ " (1)
8969 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جُحَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ نَهَى عَنْ كَسْبِ الْإِمَاءِ " (2)
8970 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ سَمِعْتُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللهُمَّ، أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7211) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وأخرجه ابن حبان (5158) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وانظر ما سلف برقم (7851) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والأعمش قد توبع، كما سلف بيانه عندَ الحديث رقم (7169) .
وأخرجه أبو داود (518) ، وابن خزيمة (1529) ، والبيهقي 1/430-431 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/207-208، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2193) من طريق شجاع بن الوليد، عن الأعمش، قال: حُدِّثت عن أبي صالح، عن أبي هريرة.(14/526)
8971 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ يَعْنِي الرَّازِيَّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ " (1)
8972 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا، يَبْتَغُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، وَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ، قَعَدُوا مَعَهُمْ، فَحَضَنَ (2) بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا
__________
(1) صحيح، أبو جعفر الرازي -وهو عيسى بن أبي عيسى، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (371) ، والنسائي في الركاز من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/198، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (2387) من طريق مالك، عن أبي الزناد، بهذا الِإسناد. ورواية الشافعي ومن طريقه البيهقي مقتصرة على قوله: "في الركاز الخمس".
وأخرجه الحميدي (1080) ، والدارمي (2379) ، والطحاوي 3/204، والبيهقي (2386) من طريق سفيان، عن أبي الزناد، به. وروايتا الطحاوي والبيهقي مختصرتان.
وانظر ما سلف برقم (7120) .
(2) في (ظ3) و (عس) : فحضر، وكتب فوقها في (ظ3) : فحضن، ثم رمجت. قال السندي: قوله: "فحضر" هكذا في نسختنا من الحضور، أي: اجتمع بعضهم عند بعض، وفي بعض النسخ: "فحضن" بالنون، أي: انضم بعضهم إلى بعض.(14/527)
بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا، أَوْ صَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ، مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ، وَيُكَبِّرُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيُهَلِّلُونَكَ، وَيَسْأَلُونَكَ، قَالَ: وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا (1) : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: لَا، أَيْ رَبِّ، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ قَدْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ، قَالَ: مِمَّ يَسْتَجِيرُونِي؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لَا، قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا، قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبِّ، فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ، قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ " (1)
8973 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنِ الْحَسَنِ، وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَى عِيسَى رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ: يَا فُلَانُ أَسَرَقْتَ؟ قَالَ: لَا، وَاللهِ
__________
(1) في (ظ3) و (عس) : قال، وضبب عليها في (عس) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح- فمن رجال مسلم.
وهو مكرر (7426) .(14/528)
مَا سَرَقْتُ، قَالَ: آمَنْتُ بِاللهِ وَكَذَّبْتُ بَصَرِي " (1)
8974 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ يُمْهِلُ حَتَّى يَذْهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَهْبِطُ فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرُ لَهُ؟ " (2)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة، وغير الحسن مبهم لم نعرف من هم.
وقد سلف الحديث من طريق همام عن أبي هريرة برقم (8154) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، الأغر من رجاله، وباقي رجاله رجال الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعى.
وأخرجه الدارقطني في "النزول" ص 134 و134-135 من طريق مُسَددٍ، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/293-294، والآجري في "الشريعة" ص 310 من طريقين عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، عن جده، به.
وأخرجه مسلم (758) (172) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (500) و (501) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (481) و (482) ، وأبو يعلى (1180) و (5936) ، وابن خزيمة 1/293-294 و294، وأبو عوانة 2/288-289، وابن حبان (921) ، والآجري ص 309 و310، والدارقطني ص 131 و132 و133 و135 و135-136 و136-137 من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم (502) ، وابن خزيمة 1/295 و296 و308، وأبو=(14/529)
وقَالَ عَفَّانُ: " وَكَانَ أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا بِأَحَادِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، ثُمَّ بَلَغَنِي بَعْدُ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ إِسْرَائِيلَ وَأَحْسَبُ هَذَا الْحَدِيثَ فِيهَا " (1)
8975 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ - رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ - قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ تَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنِّي قُطِعْتُ، يَا رَبِّ، إِنِّي أُسِيءَ إِلَيَّ، يَا رَبِّ، إِنِّي ظُلِمْتُ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ،، قَالَ: فَيُجِيبُهَا: أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ (2) مَنْ قَطَعَكِ؟ " (3)
__________
= عوانة 2/288، والدارقطني ص 137-138 و138-139 من طريق سليمان الأعمش، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة وحده.
وأخرجه ابن أبي عاصم (500) و (501) ، والدارقطني 138-139 من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن الأغر، عنهما.
وأخرجه ابن أبي عاصم (502) ، وابن خزيمة 1/295-296 و308، والآجري ص 309، والدارقطني ص 137-138 من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن الأغر، عن أبي هريرة وحده.
وسيأتي الحديث في مسند أبي سعيد الخدري 3/34. وانظر ما سلف برقم (7509) .
(1) أبو عوانة وإسرائيل كلاهما ثقة، وأبو عوانة سمع من أبي إسحاق يقيناً، وروايته عن أبي إسحاق بواسطة إسرائيل من المزيد في متصل الأسانيد.
(2) في (ظ3) و (عس) : وأن أقطع.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمد بن عبد الجبار. وانظر=(14/530)
8976 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ جَالِسًا فِي الشَّمْسِ، فَقَلَصَتْ عَنْهُ، فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْ مَجْلِسِهِ " (1)
__________
= (7931) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد منقطع، فإن محمد بن المنكدر لم يسمعه من أبي هريرة، كما في رواية ابن عيينة الآتية في التخريج، ثم اختُلِفَ في رفع الحديث ووقفه، فرواه عبد الوارث وابن عيينة مرفوعاً، ورواه معمر وإسماعيل بن إبراهيم بن أبان موقوفاً.
وأخرجه الحميدي (1138) ، وأبو داود (4821) ، ومن طريقه البيهقي 3/236-237 من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، قال: أخبرني من سمع أبا هريرة، فذكره مرفوعاً.
وأخرجه موقوفاً عبد الرزاق (19799) ، ومن طريقه البيهقي 3/237، والبغوي (3335) عن معمر، عن ابن المنكدر، عن أبي هريرة. دون ذكر الواسطة بين ابن المنكدر وأبي هريرة.
وأخرجه عبد الرزاق (19801) ، ومن طريقه البيهقي 3/237 عن إسماعيل بن إبراهيم بن أبان، قال: سمعت ابن المنكدر يحدث بهذا الحديث عن أبي هريرة، قال: وكنت جالساً في الظل وبعضي في الشمس، قال: فقمت حين سمعته، فقال لي ابن المنكدر: اجلس لا بأسَ عليك إنك هكذا جلست.
وأخرجه الحاكم 4/271 من طريق عبد الله بن رجاء، عن همام، عن قتادة، عن كثير بن أبي كثير، عن أبي عياض عمرو بن الأسود، عن أبي هريرة رفعه: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يجلس الرجل بين الشمس والظل، وقال: صحيح الِإسناد.
قلنا: وعبد الله بن رجاء صدوق إلا عندَ المخالفة، والحديث رواه غيره عن همام، فجعله من حديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما سيأتي في "المسند" 3/413-414. =(14/531)
8977 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ (1) ، إِلَّا جِيءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبِكَنْزِهِ، فَيُحْمَى عَلَيْهِ صَفَائِحُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَبِينُهُ، وَجَنْبُهُ، وَظَهْرُهُ، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ، وَمَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا، إِلَّا جِيءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبِإِبِلِهِ كَأَوْفَرِ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ، فَيُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، كُلَّمَا مَضَى أُخْرَاهَا عَادَ (2) عَلَيْهِ أُولَاهَا، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ
__________
= وفي الباب بنحو لفظ حديث أبي عياض عن أبي هريرة: عن أبي حازم البجلي، سيأتي 3/426 و4/262. وإسناده صحيح.
وعن بريدة الأسلمي عند ابن أبي شيبة 8/680، وابن ماجه (3722) .
وإسناده حسن.
قوله: "فقلصت عنه"، قال السندي: يقال: قَلَص بفتحتين، مخفف، ويشدد للمبالغة، أي: ارتفع، والمعنى: ارتفع الظل عنه، وبقي في الشمس. "فليتحول" قيل: أي: فليقم، فإنه مضِر، والحق في أمثاله التسليم لمقالته، فإنه يَعلَم ما لا نَعلَم، وقد جاء: فإنه مجلس الشيطان، وقيل: لعله يفسد مزاجه لاختلال حال البدن لما يحل به من المؤِثرين المتضادين.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: لا يؤدي زكاته.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: رُد.(14/532)
كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ، وَمَا مِنْ صَاحِبِ غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا، إِلَّا جِيءَ بِهِ وَبِغَنَمِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَوْفَرِ مَا كَانَتْ، فَيُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، فَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا، وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، كُلَّمَا مَضَتْ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ "
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالْخَيْلُ؟ قَالَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَهِيَ لِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَهِيَ عَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ، الَّذِي يَتَّخِذُهَا وَيَحْبِسُهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَمَا غَيَّبَتْ فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ (1) ، وَلَوِ اسْتَنَّتْ مِنْهُ شَرَفًا، أَوْ شَرَفَيْنِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا أَجْرٌ، وَلَوْ عَرَضَ لَهُ نَهْرٌ فَسَقَاهَا مِنْهُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ غَيَّبَتْهُ فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ، حَتَّى ذَكَرَ الْأَجْرَ فِي أَرْوَاثِهَا وَأَبْوَالِهَا، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ، فَرَجُلٌ يَتَّخِذُهَا تَعَفُّفًا، وَتَجَمُّلًا، وَتَكَرُّمًا، وَلَا يَنْسَى حَقَّهَا فِي ظُهُورِهَا وَبُطُونِهَا، فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ، فَرَجُلٌ يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ، وَبَذَخًا عَلَيْهِمْ "، (2)
__________
(1) في النسخ المتأخرة: فهو أجر، وفي (م) : فهو له أجر.
(2) لفظة "عليهم" أثبتناها من (عس) ونسخة على هامش (ظ3) ، وفي (م) =(14/533)
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالْحُمُرُ، قَالَ: " مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ الْجَامِعَةُ الْفَاذَّةُ: {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7-8] (1)
8978-حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِ هَذَا الْكَلَامِ كُلِّهِ، (2)
8979-حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَ أَبُو عُمَرَ الْغُدَانِيُّ، قَالَ عَفَّانُ: بِهَذَا الْحَدِيثِ (3)
8980 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ وَاسْمُهُ هَرِمُ (4) بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْتَدَبَ اللهُ
__________
= وبقية النسخ: عليه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أبي صالح من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7563) .
قوله: "بذخاً عليهم"، قال السندي: بفتحتين: الفخر والتطاول.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. انظر ما قبله.
وسلف قوله: "الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة" في مسند ابن عمر برقم (5769) عن عفان، بهذا الإِسناد.
وقد سلف الحديث بطوله برقم (7563) عن أبي كامل، عن حماد بن سلمة.
(3) الحديث صحيح، وهذا الإِسناد ضعيف، أبو عمر -ويقال: عمرو- الغُدَاني تفرد بالرواية عنه قتادة بن دعامة، فهو مجهول.
وسيأتي الحديث برقم (10350) و (10351) . وانظر ما قبله.
(4) قوله: "واسمه هرم" لم ترد في (ظ3) .(14/534)
لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِيمَانًا بِي، وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي، أَنَّهُ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ " (1)
8981 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنَ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مَكْلُومٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ كُلِمَ، وَكَلْمُهُ يَدْمَى (2) ، اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (36) ، وأبو عوانة 5/24، والبيهقي في "السنن" 9/157، وفي "شعب الِإيمان" (4236) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الِإسناد.
وقد سلف هذا الحديث مجموعاً إلى الأحاديث الثلاثة التالية برقم (7157) عن محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع.
قوله: "انتدب الله"، قال السندي: أي: تكفّل.
"ضامن"، أي: ذو ضمان أو مضمون.
"أو أرجعه" بفتح الهمزة من رجعه، أي: رده، و"رجع" يجيء لازماً ومتعديا، كقوله تعالى: (فَارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ) [الملك: 4] .
(2) في (ظ3) و (عس) : مُدْمَى.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5533) ، وأبو عوانة 5/24، والبيهقي في "السنن" 9/157، وفي "الشعب" (4236) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وانظر (7157) .(14/535)
8982 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنَ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو (1) فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ، وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتْبَعُونِي، وَلَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا بَعْدِي " (2)
8983 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنْ أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ " (3)
8984 - حَدَّثَنَا عَفَّانٌ (4) ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ
__________
(1) في (م) : تغدو.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (36) ، وأبو عوانة 5/24، والبيهقي في "السنن" 9/157، وفي "الشعب" (4236) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإِسناد. رواية البخاري مختصرة، وانظر (7157) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (36) ، وأبو عوانة 5/24، والبيهقي في "السنن" 9/157، وفي "الشعب" (4236) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الِإسناد. وانظر (7157) .
(4) سقط من (م) : "حدثنا عفان".(14/536)
سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى، وَتَنْفِي الْخَبَثَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ " (1)
8985 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَا الْغِيبَةُ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ "، قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ أَيْ رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِنْ كَانَ فِي أَخِيكَ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدْ بَهَتَّهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري.
وانظر (7232) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو القاص المدنى نزيل كرمان- قد اختلف في توثيقه وتضعيفه، وإنما تكلم فيه بعضهم بسبب حديثينِ منكرين روِيا عنه، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، الأول: "اطلبوا الخير عند حِسان الوجوه"، والثاني: "من كان عليه صوم فليسرده ولا يقطعه"، وضعفه به الدارقطني في "السنن" 2/191، وأما الحديث الأول فليس
الضعف فيه من جهة عبد الرحمن هذا، ففي الطريق إليه محمد بن الأزهر البلخي -ونسبه الذهبي في "الميزان" 3/467: الجوزجاني-، وقد نهى الِإمام أحمد عن الكتابة عنه لكونه يروي عن الكذابين، وانظر "اللآلىء المصنوعة" 2/80، هذا كل ما أنكِرَ عليه، وأما بقية أحاديثه، فهو متابع فيها، فلذلك فإننا نرى أن حديثه لا ينحط عن رتبة الحسن، والله تعالى أعلم.=(14/537)
8986 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ (1) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا نَزَلُوا أَرْسَلُوا إِلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي لِيَطْعَمَ، فَقَالَ لِلرُّسوُلِ (2) : إِنِّي صَائِمٌ، فَلَمَّا وُضِعَ الطَّعَامُ وَكَادُوا يَفْرُغُونَ جَاءَ فَجَعَلَ يَأْكُلُ، فَنَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى رَسُولِهِمْ (3) فَقَالَ: مَا تَنْظُرُونَ؟ قَدْ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ صَائِمٌ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: صَدَقَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، صَوْمُ الدَّهْرِ "، فَقَدْ (4) صُمْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَأَنَا مُفْطِرٌ فِي تَخْفِيفِ اللهِ، وَصَائِمٌ فِي تَضْعِيفِ اللهِ " (5)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/575-576عن عفان بن مسلم، بهذا الِإسناد.
وسلف هذا الحديث برقم (7146) من طريق شعبة، عن العلاء.
(1) تحرف "ثابت" في (م) و (ل) إلى: ليث.
(2) في (م) والأصول الخطية: للرسل، والمثبت من مصادر التخريج، وهو الصواب.
(3) في (م) : رسلهم.
(4) في (ظ3) و (عس) : كنت، بدل: "فقد".
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم، ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملّ النهدي.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (12) ، والبيهقي 4/293 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الِإسناد. وسلف الحديث دون القصة برقم (7577) .
قوله: "مفطر في تخفيف الله"، قال السندي: أي: أفطرت لتخفيف الله تعالى عن المسافر أو المتطوع.=(14/538)
8987 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِ لُوطٍ: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80] ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ (1) يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ "، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَا بَعَثَ اللهُ بَعْدَهُ (2) نَبِيٌّا إِلَّا فِي ثَرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ " (3)
8988 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنْ رَضِيَتْ فَلَهَا رِضَاهَا، وَإِنْ كَرِهَتْ فَلَا جَوَازَ عَلَيْهَا " يَعْنِي الْيَتِيمَةَ (4)
__________
= "وصائم"، أي: وقد صمت لتضعيف الله تعالى.
(1) في النسخ الخطية: "قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأوي ... الخ"، وضبب عليه في (س) ، والمثبت من (م) .
(2) لفظة: "بعده" ليست في (ظ3) و (عس) .
(3) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وباقي رجاله رجال الصحيح، وقد صح الحديث من طرق عن أبي هريرة ليس فيها: "فما بعث الله بعده نبياً ... الخ".
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/88 من طريق الحجاج بن المنهال، والحاكم 2/561 من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم! وانظر (8329) .
قوله: "ثروة"، قال السندي: بفتح مثلثة، وسكون مهملة، أي: العدد الكثير.
(4) إسناده حسن كسابقه.=(14/539)
8989 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ (1) : " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، يَشْهَدُ لَهُ ثَلَاثَةُ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنَ بِخَيْرٍ، إِلَّا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ قَبِلْتُ شَهَادَةَ عِبَادِي عَلَى مَا عَلِمُوا، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا أَعْلَمُ " (2)
8990 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ: " لَأَدْفَعَنَّ الرَّايَةَ إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللهُ (3) عَلَيْهِ "، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، فَتَطَاوَلْتُ لَهَا وَاسْتَشْرَفْتُ رَجَاءَ أَنْ يَدْفَعَهَا إِلَيَّ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، دَعَا عَلِيًّا، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: "
__________
= وأخرجه أبو داود (2093) ، والبيهقي 7/122 من طريق موسى بن إسماعيل، والطحاوي 4/364 من طريق عبيد الله بن محمد التيمي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر (7527) .
(1) لفظة: "قال" لم ترد في (ظ3) و (عس) و (ك) .
(2) إسناده ضعيف لإِبهام الشيخ البصري. وسيأتي من هذا الطريق مرة أخرى برقم (9295) .
وله شاهد من حديث أنس بن مالك، سيأتي في مسنده 3/242، وفي إسناده مؤمل بن إسماعيل، وهو ضعيف سيئ الحفظ، لكن حديثه في الشواهد حسن.
وانظر الحديث السالف برقم (7552) .
(3) لفظ الجلالة ليس في (ظ3) و (ك) .(14/540)
قَاتِلْ، وَلَا تَلْتَفِتْ حَتَّى يُفْتَحَ عَلَيْكَ "، فَسَارَ قَرِيبًا، ثُمَّ نَادَى: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَامَ أُقَاتِلُ؟ قَالَ: " حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، فَقَدْ مَنَعُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
8991 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ: " قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ (2) ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ "، (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي.
وأخرجه الطيالسي (2441) عن وهيب بن خالد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مسلم (2405) ، والنسائي في "الكبرى" (8149) و (8587) من طريق يعقوب بن أبي حازم، عن سهيل، به.
وأخرجه النسائي أيضا (8151) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (8163) .
وفي الباب عن علي، سلف برقم (778) .
وعن بريدة، سيأتي 5/353.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: شهر رمضان.
(3) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات إلا أن أبا قِلابة -واسمه=(14/541)
8992 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ (1)
8993 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا سَبَقَ إِلَّا فِي خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ " (2)
8994 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ، كَانَ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ، فَأَتَتْهُ أُمُّهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَادَتْهُ، فَقَالَتْ: أَيْ جُرَيْجُ، أَيْ بُنَيَّ، أَشْرِفْ عَلَيَّ أُكَلِّمْكَ، أَنَا أُمُّكَ، أَشْرِفْ عَلَيَّ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، صَلَاتِي وَأُمِّي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، ثُمَّ عَادَتْ فَنَادَتْهُ مِرَارًا، فَقَالَتْ: أَيْ جُرَيْجُ، أَيْ بُنَيَّ، أَشْرِفْ عَلَيَّ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، صَلَاتِي وَأُمِّي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ،
__________
= عبد الله بن زيد- روايته عن أبي هريرة مرسلة. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه عبد بن حميد (1429) عن سليمان بن حرب، والبيهقي في "شعب الِإيمان" (3600) ، وفي "فضائل الأوقات" (34) من طريق عارم محمد بن الفضل، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الِإسناد. وانظر (7148) .
(1) حديث صحيح، وإسناده كسابقه.
(2) حديث صحيح، وسلف الكلام على إسناده برقم (7482) .(14/542)
فَقَالَتْ: اللهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَةَ، وَكَانَتْ رَاعِيَةً تَرْعَى غَنَمًا لِأَهْلِهَا، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى ظِلِّ صَوْمَعَتِهِ فَأَصَابَتْ فَاحِشَةً، فَحَمَلَتْ فَأُخِذَتْ وَكَانَ مَنْ زَنَى مِنْهُمْ قُتِلَ، قَالُوا: مِمَّنْ؟ قَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ صَاحِبِ الصَّوْمَعَةِ، فَجَاءُوا بِالْفُؤُوسِ وَالْمُرُورِ، فَقَالُوا: أَيْ جُرَيْجُ، أَيْ مُرَاءٍ،: انْزِلْ، فَأَبَى وَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ يُصَلِّي، فَأَخَذُوا فِي هَدْمِ صَوْمَعَتِهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَزَلَ، فَجَعَلُوا فِي عُنُقِهِ وَعُنُقِهَا حَبْلًا، فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِمَا فِي النَّاسِ، فَوَضَعَ أُصْبُعَهُ عَلَى بَطْنِهَا، فَقَالَ: أَيْ غُلَامُ، مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: أَبِي فُلَانٌ رَاعِي الضَّأْنِ، فَقَبَّلُوهُ، وَقَالُوا: إِنْ شِئْتَ بَنَيْنَا لَكَ صَّوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، قَالَ: أَعِيدُوهَا كَمَا كَانَتْ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 261 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي برقم (9602) ، وانظر ما سلف برقم (8071) .
المومسة: في "اللسان": (مَيَس) : وامرأة مُومِس ومُومِسة: فاجرة جهاراً.
والصومعة: هي البناء المرتفع المحدد الطرف الأعلى، ووزنها فوعلة: وهي مُتَعبد الرهبان، لأنهم ينفردون.=(14/543)
8995 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَفْلَسَ الرَّجُلُ، فَوَجَدَ غَرِيمُهُ مَتَاعَهُ عِنْدَ الْمُفْلِسِ بِعَيْنِهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (1)
__________
= و"المرُور": جمع مَر، وهي المِسحاة (أي: المِجْرفة) .
قوله: "فوضع إصبعه على بطنها"، قال السندي: ظاهره أن الأمر كان قبل الوضع، وأن الغلام تكلم في بطن أمه، والروايات المشهورة الصحيحة تدل على خلاف ذلك.
وفي الحديث فوائد، منها: عظم بر الوالدين، وإجابة دعائهما، ولو كان معذوراً، لكن يختلف الحال في ذلك بحسب المقاصد.
وفيه أن صاحبَ الصدق مع الله لا تضره الفتنُ.
وفيه قوةُ يقين جريج وصحة رجاله، لأنه استنطق المولود مع كون العادة أنه لا ينطق، ولولا صحة رجائه بنطقه ما استنطقه.
وفيه أن الأمرين إذا تعارضا بُدىء بأهمهما، فإن الله يجعل لأوليائه عند ابتلائهم مخارج، وإنما يتأخر ذلك عن بعضهم في بعض الأوقات تهذيباً لهم، وزيادة لهم في الثواب.
وفيه إثبات كرامات الأولياء، ووقوع الكرامة لهم باختيارهم وطلبهم. وفيه أن المفزع في الأمور المهمة إلى الله يكون بالتوجه إليه في الصلاة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. قتادة: هو ابن دِعامة السدوسي.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 8/410 من طريق عبد الأعلى بن حماد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (8566) .(14/544)
8996 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ (1) عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي رَافِعٍ يَعْنِي الصَّائِغَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِلْمُؤْمِنِ زَوْجَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا (2) مِنْ فَوْقِ ثِيَابِهِمَا " (3)
8997 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَفَقَئُوا عَيْنَهُ، فَلَا دِيَةَ لَهُ، وَلَا قِصَاصَ " (4)
__________
(1) قوله: "علي بن" سقط من (م) .
(2) المثبت من (ظ3) و (عس) و (ك) ونسخة على هامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: ساقيهما.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، علي بن عبد الله -وهو ابن المديني- من رجال البخاري، وخلاس بن عمرو من رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً بغيره، وباقي رجال الإسناد من رجالهما، هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.
وأخرجه أبو يعلى (6437) من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب، عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7152) .
(4) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي ابن المديني، فمن رجال البخاري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (939) من طريق علي ابن=(14/545)
8998 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ " (1)
8999 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمَدِينَةِ: " لَتَتْرُكَنَّهَا عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ مُذَلَّلَةً لِلْعَوَافِي " يَعْنِي السِّبَاعَ وَالطَّيْرَ (2)
__________
= المديني، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" ص 83، والنسائي 8/61، وابن الجارود (790) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (940) ، وابن حبان (6004) ، والدارقطني 13/99، والبيهقي 8/338 من طرق عن معاذ بن هشام، به.
وانظر ما سلف برقم (7313) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي ابن المديني، فمن رجال البخاري.
وأخرجه ابن راهويه (280) ، والنسائي في "الكبرى" (8810) من طريق معاذ بن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (9362) ، وانظر ما سلف برقم (7566) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي ابن المديني، فمن رجال البخاري. أبو صفوان: هو عبد الله بن سعيد بن عبد الملك يتيم ابن جريج، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.=(14/546)
9000 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَرْتَقِيَنَّ (1) جَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِنْبَرِي هَذَا " (2)
9001 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ حَمَّادٌ وَثَابِتٌ، عَنِ
__________
= وأخرجه مسلم (1389) (498) عن زهير بن حرب، عن أبي صفوان يتيم ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1389) (498) ، وابن حبان (6772) من طريق ابن وهب، عن يونس بن يزيد، به.
وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/276 من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، به.
وأخرجه بنحوه مالك في "الموطأ" 2/888، ومن طريقه عمر بن شيبة 1/276، وابن حبان (6773) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/122 عن ابن حِماس، عن عمه، عن أبي هريرة.
وسلف من طريق سعيد بأطول مما هنا برقم (7193) .
(1) في (ظ3) و (عس) : لَيَنْعِقَنَّ، وفي نسخة على هامش (س) : لَيَنْعَقِرَن.
(2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولجهالة الراوي عن أبي هريرة. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وهذا الحديث تفرد به الِإمام أحمد فيما نعلم، وسيأتي من هذا الطريق برقم (10764) .(14/547)
الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ " (1)
9002 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ " قَالُوا: وَلَا أَنْتَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ "، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ (2)
__________
(1) الحديث رواه أحمد بإسنادين، الأول: حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، والثاني: مرسل ضعيف.
وأخرجه الترمذي (683) من طريق عبدة بن سليمان وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وابن ماجه (1326) من طريق محمد بن بشر العبدي، وابن حبان (3682) من طريق ثابت بن يزيد الأحول، والبغوي (1707) من طريق النضر بن شميل، خمستهم عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد - دون قوله: "وما تأخر"، فقد انفرد بها حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، فهي زيادة شاقة. وانظر (7280) .
وسيأتي الحديث برقم (10537) عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، به. دون هذه الزيادة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمي.
وسيأتي من طريق محمد بن زياد برقم (10061) ، وانظر ما سلف برقم (7203) .
قلنا: ظاهر قوله تعالى: (ادخلُوا الجنةَ بما كنتُم تعملونَ) [النحل: 32] ، وقوله: (وتلك الجنةُ التي أورِثْتُموها بما كنتم تعملون) [الزخرف: 72] أن دخول(14/548)
9003 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ " (1)
9004 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَنْظُرُ
__________
= الجنة بسبب الأعمال، والجمع بينها وبين هذا الحديث -كما قال الحافظ في "الفتح" 11/296- بأن يُحمَلَ الحديثُ على أن العمل من حيث هو عمل، لا يستفيد به العامل دخولَ الجنة ما لم يكن مقبولا، وإذا كان كذلك، فأمر القَبُول إلى الله تعالى، وإنما يحصل برحمة الله لمن يُقبَل منه، وعلى هذا فمعنى قوله تعالى: (ادخُلُوا الجنةَ بما كنتم تعملونَ) ، أي: تعملونه من العمل المقبول.
ثم قال الحافظ: ثم رأيت النووي (في "شرح مسلم" 17/161) جزم بأن ظاهر الآيات أن دخول الجنة بسبب الأعمال، والجمع بينها وبين الحديث أن التوفيق للأعمال والهداية للإخلاص فيها وقَبولِها برحمة الله تعالى وفَضْلِه، فيصح أنه لم يدخل بمجرد العمل وهو مراد الحديث، ويصح أنه دخل بالأعمال وهي من رحمة الله تعالى.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/415-416 عن وكيع، عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد.
وسيأتي برقم (9302) و (10021) و (10153) . وانظر ما سلف برقم (7262) .(14/549)
اللهُ إِلَى الَّذِي يَجُرُّ إِزَارَهُ بَطَرًا " (1)
9005 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ " (2)
9006 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اشْتَرَى شَاةً مُصَرَّاةً، فَهُوَ بِالْخِيَارِ، إِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه بهذا اللفظ مالك في "الموطأ" 2/914، والبخاري (5788) ، وأبو عوانة 5/474 من طريق الأعرج، عن أبي هريرة.
وسيأتي من طريق محمد بن زياد برقم (9155) و (9305) و (9555) و (9855) و (10023) و (10207) ، ومن طريق أبي سلمة برقم (10541) .
وانظر ما سلف برقم (7467) و (8229) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4489) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/204 من طريق الحجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مسلم (1710) (46) من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن وسيأتي برقم (9266) و (9370) و (9858) و (9882) و (10035) و (10250) . وانظر ما سلف برقم (7120) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير=(14/550)
9007 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " " لَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَزْنِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَغُلُّ حِينَ يَغُلُّ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ حِينَ يَنْتَهِبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ " "، وَقَالَ عَطَاءٌ: " " وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ وَهُوَ مُؤْمِنٌ " "، قَالَ بَهْزٌ: فَقِيلَ لَهُ: قَالَ: " " إِنَّهُ يُنْزَعُ مِنْهُ الْإِيمَانُ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ " "، وَقَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ قَتَادَةُ: وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: " " نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ وَهُوَ مُؤْمِنٌ " " (1)
__________
= حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الباهلي.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (2492) ، وأخرجه الطحاوي 4/17 من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما (الطيالسي وحجاج) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (9266) و (9559) و (10058) و (10239) . وانظر ما سلف برقم (7305) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عطاء -وهو ابن أبي رباح-، وأما الحسن -وهو البصري- فلم يسمع من أبي هريرة. بهز: هو ابن أسد العَمي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه أبو يعلى (6364) و (6443) من طريق هدبة بن خالد، عن همام،(14/551)
9008 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا (1) بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
9009 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3) ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَا الْغِيبَةُ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ "، قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ أَيْ رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِنْ كَانَ فِي أَخِيكَ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدْ بَهَتَّهُ " (4)
__________
= بهذا الإسناد، بأخصر مما هنا.
وانظر ما سلف يرقم (7318) .
(1) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وهامش (ل) و (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: رجلًا.
(2) حديث صحيح، وهذا سند حسن، عبد الرحمن بن إبراهيم القاص المدني وإن كان مختلفاً فيه، قد تابعه عليه غير واحد، انظر (7206) .
(3) الإسناد أثبتناه من (ظ3) ، ولم يذكر في (م) وعامة النسخ، وإنما فيها: وبهذا الإسناد.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إسحاق، قد توبع.
وهو مكرر (8985) .(14/552)
9010 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ "، قَالُوا: قَصُرَتِ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: " فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا سَلَّمَ " (1)
9011 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتُوا الصَّلَاةَ وَعَلَيْكُمُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/23، وفي "الكبرى" (560) و (1150) من طريق بهز بن أسد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري (715) و (1227) ، وأبو داود (1014) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/445، والبيهقي 2/250 و357 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/23-24، وفي "الكبرى" (561) و (1151) ، والطحاوي 1/445 من طريق عمران بن أبي أنس، وأخرجه الحميدي (984) ، وابن خزيمة (1035) ، والطحاوي 1/445 من طريق ابن أبي لبيد، كلاهما عن أبي سلمة، به.
وقوله في رواية عمران: "فأدركه ذو الشمالين" خطأ من بعض الرواة، ففي متن حديثه المرفوع قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أصدق ذو اليدين؟ " وانظر التعليق على حديث الزهري السالف برقم (7666) .
وسيأتي حديث أبي سلمة برقم (9444) و (10041) .(14/553)
السَّكِينَةُ، فَصَلُّوا مَا أَدْرَكْتُمْ، وَاقْضُوا مَا سُبِقْتُمْ (1) " (2)
9012 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا، أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْكَعْبَةَ " (3)
9013 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا، لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ " (4)
9014 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ
__________
(1) المثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) ونسخة على هامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: سبقكم.
(2) إسناده صحيح كسابقه. وانظر (8964) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأغر: هو سلمان أبو عبد الله المدني.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/145 من طريق أبي عباد يحيى بن عباد، عن شعبة، بهذا الِإسناد. وانظر (7481) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمي، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي. وانظر (7471) .(14/554)
رَمَضَانَ فِي غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللهُ لَهُ، فَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ الدَّهْرَ كُلَّهُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي المطوس وأبيه، واسم أبي المطوس يزيد، وقيل: عبد الله بن المطوس.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (2540) ، وإسحاق بن راهويه (275) ، والدارمي (1715) ، وأبو داود (2396) ، والنسائي في "الكبرى" (3281) و (3282) و (3283) ، وابن خزيمة (1987) و (1988) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1521) و (1522) ، والبيهقي في "السنن" 4/228، وفي "الشعب" (3653) و (3654) ، وابن حجر في "التغليق" 3/170 من طرق عن شعبة، بهذا الِإسناد.
وليس في إسناد ابن راهويه والموضع الثاني من "المشكل" عمارة بن عمير. وسيأتي عند المصنف (10080) و (10081) عن حبيب أنه لقي ابن المطوس وسمع منه هذا الحديث.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 8/462-463 من طريق عبد الغفار بن القاسم، عن حبيب بن أبي ثابت، به.
وعلقه البخاري في كتاب الصوم باب رقم (29) : إذا جامع في رمضان، فقال: ويذْكَر عن أبي هريرة، يرفعه: "من أفطر ... الخ".
وأخرجه الدارقطني 2/211-212 من طريق عبد الله بن مالك، عن أبي هريرة. وفي إسناده عمار بن مطر، وهو هالك، رُمِيَ بالكذب.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3284) ، وأبن أبي حاتم في "العلل" (750) من طريق هلال بن العلاء، عن العلاء، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن علي بن الحسين، عن أبي هريرة، موقوفاً، ولفظه: "أن رجلًا أفطر في شهر رمضان، فأتى أبا هريرة، فقال: لا يقبل منه صوم سنة". قال أبو حاتم: إنما هو حبيب، عن عمارة بن عمير، عن أبي
المطوس، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "من أفطر يوماً في شهر
رمضان =(14/555)
9015 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ الْأَنْصَارِيُّ (1) : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي، وَالْأَمِيرُ مِجَنٌّ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِنَّهُ إِذَا وَافَقَ ذَلِكَ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَكُمْ، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا " (2)
__________
= من غير عذر لم يقض عنه صيام الدهر". قلنا: والعلاء بن هلال، والد هلال، لين الحديث.
وسيأتي الحديث (9706) و (9908) و (10080) و (10081) و (10082) من طريق أبي المطوس، عن أبيه.
(1) رواية أبي عوانة التي يشير إليها المصنف ستأتي عنده برقم (9385) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمي.
وأخرجه مختصراً أبو عوانة 4/444 من طريق عارم محمد بن الفضل، عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي الحديث بطوله برقم (9385) و (10037) .
ولقوله: "من أطاعني فقد أطاع الله ... " انظر ما سلف برقم (7334) .
ولقوله: "فإذا كبر فكبّروا ... " انظر ما سلف برقم (7144) .
ولقوله: "فإنه إذا وافق ذلك قول الملائكة غفِرَ لكم"، انظر (9401) و (9923) .
قوله: "والأمير مِجَن": المِجَن هو الترس، ومعناه: يقي مَنْ خلفَه الخطأ والزلَلَ.(14/556)
9016 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا وَتَبِعَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ "، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ بِهِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَإِنَّكَ تُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ، فَصَدَّقَتْ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَاللهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا كَانَ يَشْغَلُنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّفْقُ فِي الْأَسْوَاقِ، مَا كَانَ يُهِمُّنِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَلِمَةً يُعَلِّمُنِيهَا، أَوْ لُقْمَةً يَلْقُمُنِيهَا " (1)
9017 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِقُرَيْشٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْغَنَائِمِ حَتَّى تُقْسَمَ، وَعَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى تُحْرَزَ مِنْ كُلِّ عَارِضٍ، وَأَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ حَتَّى يَحْتَزِمَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. الوليد بن عبد الرحمن: هو الجُرَشي الحمصي.
وأخرجه الطيالسي (2581) ، وابن أبي شيبة 3/320 من طريق شعبة، عن يعلى بن عطاء، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7188) .
(2) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو داود (3369) من طريق حفص بن عمر، والبيهقي 2/240 من(14/557)
9018 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ: " امْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ، وَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ " (1)
__________
= طريق النضر بن شميل، كلاهما عن شعبة، بهذا الِإسناد. ورواية البيهقي مختصرة بالاحتزام فقط.
وسيأتي الحديث برقم (9909) و (10105) .
وللنهي عن بيع الثمرة حتى تحرز، انظر ما سلف برقم (7559) .
وللنهي عن بيع المغانم حتى تقسم شاهد عن أبي سعيد الخدري، سيأتي في "المسند" 3/42. وإسناده ضعيف.
وعن ابن عباس عند النسائي 7/301، والحاكم 2/540، والبيهقي 5/338. وإسناده حسن.
ويشهد لقصة الاحتزام حديث سلمة بن الأكوع، وسيأتي في "المسند" 4/49، وإسناده حسن.
قال السندي: قوله: "حتى تحرز": من الحِرْز، أي: تحفَظ.
وقوله: "حتى يحتزم"، أي: يشد وسطه، وهو أمر بالتحزيمِ في الصلاة، وهو أن يشد ثوبه عليه، لأنهم ما كانوا أهل سراويل، ومن كان عليه إزار وكان جيبه واسعاً ولم يشد وسطه، ربما انكشفت عورتُه.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، بين أبي عمران -وهو عبد الملك بن حبيب الجوني- وبين أبي هريرة رجل مبهم سقط من هذا الِإسناد، وهو مثبت في الرواية السالفة برقم (7576) .(14/558)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164-241هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد
الجزء الخامس عشر
مؤسسة الرسالة(15/1)
تتمة مسند أبي هريرة رضي الله عنه
9019 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَخَذَ مِنَ الْأَرْضِ شِبْرًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " (1)
9020 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هُنَّ (2) أَيَّامُ طُعْمٍ "، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: " يَعْنِي أَيَّامَ التَّشْرِيقِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات، ضعيف عند التفرد، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وسيأتي الحديث من طريق صحيح عن أبي صالح عن أبي هريرة برقم (9044) ، ومن طريق عجلان عن أبي هريرة برقم (9582) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3767) .
وعن وائل بن حجر، سيأتي 4/317.
(2) في (ظ3) ، ونسخة على هامش (س) : هي.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7134) .(15/7)
9021 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الطِّيَرَةُ؟ قَالَ: " لَا طَائِرَ "، ثَلَاثَ مَرَّاتِ، وَقَالَ: " خَيْرُ الْفَأْلِ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ " (1)
9022 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ الْإِقَامَةَ، فَلْيَأْتِ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكَ فَلْيُصَلِّ، وَمَا فَاتَهُ فَلْيُتِمَّ " (2)
9023 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ اللهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ فِي الْحُكْمِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (8393) .
(2) حديث صحيح، وإسناده حسن كسابقه. وانظر (7252) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة" 1/47، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/254 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1336) ، وابن الجارود (585) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5661) و (5662) ، وابن حبان (5076) ، والحاكم 4/103، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/254 من طرق عن أبي عوانة، به. =(15/8)
9024 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَنْظُرْ مَا الَّذِي يَتَمَنَّى، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا الَّذِي يُكْتَبُ لَهُ مِنْ أُمْنِيَّتِهِ " (1)
9025 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أُحُدًا هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ " (2) ، قَالَ عَبْدُ اللهِ قَالَ أَبِي: " فِيهَا كُلِّهَا فِي هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ: قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ " (3)
9026 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذُوا مِنَ الشَّوَارِبِ،
__________
= وسيتكرر الحديث برقم (9031) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6533) وإسناده قوي، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده ضعيف لضعف عمر بن أبي سلمة عند التفرد. وانظر (8689) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات، ضعيف عند التفرد. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وانظر (8450) .
(3) قوله: "قال أبي ... الخ" ليس في (ظ3) ، ورمج في (عس) .(15/9)
وَأَعْفُوا اللِّحَى " (1)
9027 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُونَ يَسْأَلُونَ حَتَّى يُقَالُ: هَذَا اللهُ خَلَقَنَا، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؟ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " فَوَاللهِ، إِنِّي لَجَالِسٌ يَوْمًا إِذْ قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ: هَذَا اللهُ خَلَقَنَا، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَجَعَلْتُ أُصْبُعَيَّ فِي أُذُنَيَّ، ثُمَّ صِحْتُ، فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، اللهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 1/140 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (7132) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن أبي سلمة متابع.
وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 9 عن سهل بن بكار، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (135) (215) ، وأبو عوانة 1/81، وابن منده في "الإيمان" (363) من طريق يحيى بن أبي كثير، وأبو داود (4722) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (661) ، وابن أبي عاصم (653) من طريق عتبة بن مسلم المدني، كلاهما عن أبي سلمة، به. ولم يذكر عتبة بن مسلم في روايته قصة الذي سأل أبا هريرة، وزاد في المرفوع: "فإذا قالوا ذلك، فقولوا: الله أحد، الله الصمد،=(15/10)
9028 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغَارُ، وَمِنْ غَيْرَةِ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حُرِّمَ عَلَيْهِ " (1)
9029 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُوتِرْ " (2)
9030 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَبَقَ الْعَبْدُ - وَقَالَ مَرَّةً: إِذَا سَرَقَ الْعَبْدُ - فَبِعْهُ، وَلَوْ بِنَشٍّ " وَالنَّشُّ نِصْفُ الْأُوقِيَّةِ " (3)
9031 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
= لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، ثم ليتفلْ عن يساره ثلاثاً، وليستَعِذْ بالله من الشيطان".
وانظر ما سلف برقم (7790) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (8519) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7221) .
(3) إسناده ضعيف، عمر بن أبي سلمة ضعيف فيما يتفرد به. وانظر (8439) .(15/11)
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ اللهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ فِي الْحُكْمِ " (1)
9032 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ: عِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَشُهُودُ الْجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
9033 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ (3) أَكْثَرَ عَذَابِ الْقَبْرِ فِي الْبَوْلِ " (4)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (9023) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (8675) .
(3) لفظة: "إن" أثبتناها من (ظ3) ، ولم ترد في (م) وبقية النسخ.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/122، وابن ماجه (348) ، والآجري في "الشريعة" ص 363، والدارقطني 1/128، والحاكم 1/183، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر (120) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (9059) ، وانظر (8331) .(15/12)
9034 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ " (1)
9035 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُرَيشٌ وَالْأَنْصَارُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارٌ وَمُزَيْنَةُ وَجُهَيْنَةُ وَأَشْجَعُ مَوَالِيَّ، لَيْسَ لَهُمْ دُونَ اللهِ وَلَا رَسُولِهِ مَوْلًى " (2)
9036 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً:، قَالَ: زَعَمَ ذَاكَ ثُمَامَةُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ (3) حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَالْآخَرِ دَوَاءً "،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الربيع بن مسلم، فمن رجال مسلم. وانظر (7504) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إسحاق -وهو ابن عبد الله بن الحارث المدني- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7904) .
(3) لفظة: "وعن" ليست في (ظ3) و (عس) . والراوي عن حبيب بن الشهيد هو حماد بن سلمة.(15/13)
وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: فَإِنَّ أَحَدَ جَنَاحَيْهِ (1)
9037 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ إِنْسَانًا كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ أَسْوَدَ فمَاتَ - أَوْ مَاتَتْ - فَفَقَدَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا فَعَلَ الْإِنْسَانُ الَّذِي كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ؟ "، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: مَاتَ، قَالَ: " فَهَلَّا آذَنْتُمُونِي بِهِ؟ " فَقَالُوا: إِنَّهُ كَانَ لَيْلًا، قَالَ: " فَدُلُّونِي عَلَى قَبْرِهَا "، قَالَ: فَأَتَى الْقَبْرَ، فَصَلَّى عَلَيْهَا
قَالَ ثَابِتٌ - عِنْدَ ذَاكَ، أَوْ فِي حَدِيثٍ آخَرَ -: " إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وله إسنادان، الأول: حماد بن سلمة، عن ثمامة بن عبد الله، عن أبي هريرة، ورجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه منقطع، فإن ثمامة لم يسمع من أبي هريرة. والثاني: حماد، عن حبيب بن الشهيد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، وهذا سند صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (3292) من طريق عفان بن مسلم، بالإسنادين جميعاً. وانظر (8657) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي 4/47 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وسيأتي عن عفان مختصراً برقم (9272) ، وانظر (8634) .
وقوله: "ينورها بصلاتي عليهم"، قال السندي: أخِذَ منه خصوص الصلاة على القبر به صلى الله عليهم وسلم.(15/14)
9038 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ غَالِبٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عِنْدَهُ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الْإِيمَانُ بِاللهِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ ذَاكَ؟ قَالَ: فَأَيُّ الرِّقَابِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: " أَغْلَاهَا ثَمَنًا، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا "، قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ؟ قَالَ: " قَوِّمْ ضَائِعًا، أَوِ اصْنَعْ لِأَخْرَقَ " (1) ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ ذَاكَ؟ قَالَ: " فَاحْبِسْ نَفْسَكَ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّه صَدَقَةٌ حَسَنَةٌ، تَصَدَّقْ (2) بِهَا عَلَى نَفْسِكَ " (3)
__________
(1) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: "فتعين ضائعاً، أو تصنع لأخرق".
(2) المثبت من (ظ3) و (عس) ونسخة على هامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: تصدقت.
(3) إسناده حسن، خليفة بن غالب صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه المزي في ترجمة خليفة من "تهذيب الكمال" 8/322 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (155) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (28) ، والدولابي في "الكنى" 2/168-169 من طرق عن خليفة بن غالب، به. ورواية البخاري وابن أبي عاصم مختصرة.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (154) عن موسى بن إسماعيل، عن خليفة بن غالب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مختصراً، ولم يذكر=(15/15)
9039 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا طَلَعَ النَّجْمُ صَبَاحًا قَطُّ، وَتَقُومُ عَاهَةٌ، إِلَّا رُفِعَتْ عَنْهُمْ أَوْ خَفَّتْ " (1)
9040 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ صَوْتًا، فَأَعْجَبَهُ، فَقَالَ: " قَدْ أَخَذْنَا فَأْلَكَ مِنْ فِيكَ " (2)
__________
= أبا سعيد.
وسيأتي برقم (10878) ، وانظر ما سلف برقم (7511) .
قوله: "ضائعاً"، قال ابن الأثير في النهاية" 3/107، أي: ذا ضَياع، مِن فَقر، أو عِيال، أو حال قَصر عن القيام بها، ورواه بعضهم بالصاد المهملة والنون، وقيل: إنه هو الصواب، وقيل: هو في حديث بالمهملة، وفي آخر بالمعجمة، وكلاهما صواب في المعنى.
وقوله: "لأخرق"، قال السندي: من الخُرق بالضم، وهو الجهل والحمق، أي: جاهل بما يجب عليه أن يعمله، ولم يكن في يده صنعة يَكتسب بها.
(1) حديث حسن، عسل بن سفيان -وإن كان ضعيفاً- قد توبع. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2286) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (8495) .
(2) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو داود (3917) عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد.=(15/16)
9041 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى أُمِّ بُرْثُنٍ، حَدَّثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَتَبَ اللهُ الْجُمُعَةَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَاخْتَلَفُوا فِيهَا، وَهَدَانَا اللهُ لَهَا، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهَا تَبَعٌ، فَلِلْيَهُودِ غَدًا، وَلِلنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ " (1)
9042 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ (2) فِيهِ الْبَقَرَةُ " (3)
9043 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قال: " إِذَا تَكَلَّمْتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَدْ لَغَوْتَ وَأَلْغَيْتَ " (4)
__________
= وانظر ما سلف في الفأل برقم (7618) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وقد سلف من هذا الطريق برقم (7214) .
(2) في (م) : البيت الذي تقرأ.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن ذكوان السمان أبي صالح- فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم.
وأخرجه ابن الضريس (184) عن عبد الأعلى بن حماد، عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر (7821) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم.=(15/17)
9044 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " (1)
9045 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا، إِلَّا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
9046 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= وأخرجه ابن خزيمة (1804) من طريق حبان بن هلال، عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر (7332) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطيالسي (2410) ، ومن طريقه البيهقي 6/99 عن وهيب بن خالد، بهذ الإسناد.
وأخرجه مسلم (1611) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن حبان (5161) طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به.
وانظر ما سلف برقم (9019) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان.
وأخرجه مسلم (2590) (72) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (18934) عن معمر، ومسلم (2590) (71) من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن سهيل، به. وشك أحد الرواة عند عبد الرزاق برفعه.
وسيأتي الحديث من طريق سهيل برقم (9248) و (10761) ، وسلف برقم (7427) من طريق الأعمش عن أبي صالح ضمن حديث مطول.(15/18)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) ، قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ: " فِيهَا كُلِّهَا حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ " هَكَذَا قَالَهَا أَبِي (2)
9047 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَوُهَيْبٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (3)
9048 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ، فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ حَتَّى تَخْلُصَ إِلَيْهِ، خَيْرٌ لُهُ مِنْ أَنْ يَطَأَ عَلَى قَبْرِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ " (4)
9049 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ، فَمَضْمَضَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7791) .
(2) قول عبد الله بن أحمد لم يرد في (ظ3) ، ورُمج في (عس) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (8517) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (8108) .(15/19)
وَغَسَلَ يَدَهُ وَصَلَّى " (1)
9050 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكَلَ أَثْوَارَ أَقِطٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْهُ ثم (2) صَلَّى " (3)
9051 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطيالسي (2411) عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (177) ، وابن ماجه (493) ، والبزار (297 - كشف الأستار) ، وابن خزيمة (42) ، والطحاوي 1/67، وابن حبان (1151) ، والبيهقي 1/156 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وزادوا فيه -عدا ابن ماجه- الحديث التالي في وضوء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أكل الأقط.
وانظر التعليق على الحديث السالف برقم (7605) .
(2) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: وصلى.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله، وما سلف برقم (7605) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (400) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، ومسلم (2563) (31) من طريق حبان بن هلال، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد.=(15/20)
9052 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فَتَفَرَّقُوا عَنْ غَيْرِ ذِكْرِ اللهِ، إِلَّا كَأَنَّمَا تَفَرَّقُوا عَنْ جِيفَةِ حِمَارٍ، وَكَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً " (1)
__________
= وانظر ما سيأتي برقم (10219) و (10649) ، وما سلف برقم (7727) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو داود (4855) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (408) ، وابن حبان (590) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (445) ، والحاكم 1/941-492 و492، وأبو نعيم في "الحلية" 7/207، وفي "أخبار أصبهان" 2/224 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9965) و (10680) و (10825) .
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3380) من طريق أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة. وقرن بأبي هريرة أبا سعيد الخدري.
وله طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي برقم (9583) و (9764) و (10413) .
وفي الباب عن جابر عند الطيالسي (1756) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (58) و (411) ، والطبراني في "الدعاء" (1928) ، والبيهقي في "الشعب" (1570) .
وعن أبي سعيد الخدري عند الترمذي بإثر الحديث (3380) ، والنسائي (409) ، والبيهقي (1571) مرفوعاً، ورواه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (55) ، والنسائي (410) موقوفاً.
وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7751) ، وفي "الدعاء" (1921) .
وعن عبد الله بن مغفل عند الطبراني في "الأوسط" (3756) ، وفي "الدعاء" (1920) .=(15/21)
9053 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ كُلَّ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ (1) ، فَيُغْفَرُ ذَلِكَ الْيَوْمَ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا امْرَأً كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا " (2)
9054 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ الدِّينُ (3) كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ " (4)
__________
= قوله: "عن جيفة حمار"، قال السندي: أي: قاموا عن أمر مكروه مُسْتَقذَر، لأن المجلس لا يخلو عن كلام زائد أو ناقص عادةً، وذكر الله تعالى بمنزلة الكفارة لما جرى فيه.
وقوله: "حسرة"، قال: لِما فات عنهم من الخير، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ3) و (عس) : ويوم خميس.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطيالسي (2403) عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر (7639) .
(3) في (م) : ويعود غَرِيبًا، وكانت كذلك في (عس) ثم رُمجت كلمة "غَرِيبًا".
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو القاص المدني نزيل كرمان- وقد سلفت ترجمته عند الحديث رقم (8985) .=(15/22)
9055 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ " (1)
9056 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاصُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا مِنْ دَاءٍ إِلَّا فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ مِنْهُ شِفَاءٌ، إِلَّا السَّامُ " (2)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 13/237 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (691) ، والطبراني في "الأوسط" (2798) ، وابن منده في "الإيمان" (422) من طريق روح بن القاسم، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وسقط من المطبوع من "المعجم الأوسط" عبد الرحمن والد العلاء.
وأخرجه مسلم (145) ، وابن ماجه (3986) ، وأبو عوانة 1/101-102، والآجري في "الغرباء" (4) ، وابن منده (423) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (174) ، والبيهقي في "الزهد" (204) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/307، وفي "شرف أصحاب الحديث" (37) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، وابن مسعود، سلفا على التوالي (1604) و (3784) وذكرَتْ باقي أحاديث الباب هناك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (8289) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.=(15/23)
9057 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ، مَثَلُ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ (1) مِنْ حَدِيدٍ، قَدِ اضْطُرَّتْ أَيْدِيهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَكُلَّمَا هَمَّ الْمُتَصَدِّقُ بِصَدَقَةٍ، اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ حَتَّى تُعَفِّيَ أَثَرَهُ، وَكُلَّمَا هَمَّ الْبَخِيلُ بِصَدَقَةٍ، انْقَبَضَتْ عَلَيْهِ كُلُّ حَلْقَةٍ مِنْهَا إِلَى صَاحِبَتِهَا، وَتَقَلَّصَتْ عَلَيْهِ "، قَالَ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي يَقُولُ: " فَيَجْهَدُ أَنْ يُوَسِّعَهَا فَلَا تَتَّسِعُ " (2)
9058 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَرَى رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ
__________
= وأخرجه مسلم (2215) (89) ، والبغوي (3227) من طريق إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (10282) ، وانظر ما سلف برقم (7287) .
(1) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: جُبتان، بالباء، وانظر التعليق عليها عند الحديث رقم (7483) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي.
وأخرجه النسائي 5/72 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1443) و (2917) عن موسى بن إسماعيل، ومسلم (1021) (77) من طريق أحمد بن إسحاق الحضرمي، كلاهما عن وهيب بن خالد، به. وانظر (7335) .(15/24)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ الشَّمْسَ بِنِصْفِ النَّهَارِ لَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابَةٌ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابَةٌ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَرَوُنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، كَمَا لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا " (1)
9059 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَكْثَرَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ " (2)
9060 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مصعب بن محمد، فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وروى عنه جمع من الثقات، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال سفيان بن عيينة: كان صالحاً، وقال أحمد: لا أعلم إلا خيراً.
وأخرجه أبو داود (4730) من طريق سهيل بن أبي صالح، وابن ماجه (178) ، والترمذي (2554) من طريق الأعمش، كلاهما عن أبي صالح، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7717) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وهو مكرر (9033) .(15/25)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 50] ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ أَنَا، لَأَسْرَعْتُ الْإِجَابَةَ وَمَا ابْتَغَيْتُ الْعُذْرَ " (1)
9061 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَحُسَيْنٌ (2) ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، وَيَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لَغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ " (3)
9062 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، فإنه حسن الحديث، وهو مكرر (8554) .
(2) كذا في (ظ 3) ، وفي (م) وبقية النسخ، ونسخة على هامش (ظ 3) :
حسن. وأثبتنا ما في (ظ 3) لأنه جاء في "أطراف المسند" 7/231 مصرحاً به أنه حسين بن محمد، وحسن وحسين كلاهما ثقة.
(3) حديث صحيح، وقد سلف الكلام على إسناده عند الحديث رقم (8908) . أبو حصين: هو عثمان بن عاصم، ويحيى بن إسحاق: هو السيلَحيني، شيخ أحمد.
(4) إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم.=(15/26)
9063 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقَالَ: " إِنِّي جِئْتُ الْبَارِحَةَ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَدْخُلَ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فِي الْبَيْتِ صُورَةٌ، أَوْ كَلْبٌ " (1)
9064 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَلَا يُنَجِّيهِ مِنَ النَّارِ، إِلَّا بِرَحْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ "، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا أَنْتَ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ "، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ،
__________
= وأخرجه البخاري (6446) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1207) ، والبيهقي في "الشعب" (10342) من طريق أحمد بن يونس، والترمذي (2373) عن أحمد بن بديل، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (276) من طريق القعقاع بن حكيم، وابن الأعرابي في "معجمه" (1064) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1210) من طريق الأعمش، كلاهما عن أبي صالح، به.
وانظر ما سلف برقم (7316) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله. وانظر (8045) .(15/27)
يَقْبِضُهَا وَيَبْسُطُهَا (1)
9065 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ زَيْدٍ (2) عَمِّي، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ، فَمَرَّ شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ كَأَنَّهُ مُسْتَرْخِي الْإِزَارِ، قَالَ: ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَجَعَلَ يَعْتَذِرُ، فَقَالَ: إِنَّهُ اسْتَرْخَى، وَإِنَّهُ مِنْ كَتَّانٍ، فَلَمَّا مَضَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ لَهُ، مُعْجَبًا (3) بِنَفْسِهِ، إِذْ خَسَفَ اللهُ بِهِ الْأَرْضَ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (4)
9066 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا ذَوَّادٌ (5) أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7203) .
(2) في النسخ الخطية: يزيد، ثم رمجت في (ظ3) وكتب فوقها: زيد، على الصواب.
(3) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: معجب.
(4) إسناده حسن، جرير بن زيد روى عنه ثقتان، ولم يرو له البخاري سوى هذا الحديث، ومسلم حديثاً آخر في الأشربة متابعةً، قال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5790) ، وفي "التاريخ الكبير" 2/212، والنسائي في "الكبرى" (9679) ، وأبو عوانة 5/471 من طريق وهب بن جرير، عن أبيه جرير بن حازم، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7630) .
(5) كلمة "ذواد" لم ترد في (م) ، ورمجت في (عس) ، وتحرفت في سائر الأصول الخطية إلى: داود، والصواب ما أثبتنا.(15/28)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَا هَجَّرْتُ إِلَّا وَجَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، قَالَ: فَصَلَّى، ثُمَّ قَالَ: " اشِكَمَتْ دَرْدْ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: " قُمْ فَصَلِّ، فَإِنَّ فِي الصَّلَاةِ شِفَاءً " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف. ذواد أبو المنذر -وهو ابن عُلبة الحارثي- ضعيف، وكذا ليث -وهو ابن أبي سليم-.
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (269) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3458) ، وأبو الحسن القطان في زياداته على ابن ماجه بإثر (3458) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/48، وابن عدي في "الكامل" 3/985، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 255، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (271) و (272) من طرق عن أبي المنذر ذواد بن علبة، به.
وأخرجه ابن الجوزي (273) ، وأبو الشيخ ص 255 من طريق الصلت بن الحجاج، عن ليث بن أبي سليم، به.
وأخرجه موقوفا العقيلي 2/48 من طريق ابن الأصبهاني، عن ذواد، به.
وأخرجه موقوفاً أيضا العقيلي 2/48 من طريق شريك النخعي، وابن عدي 3/985، وابن الجوزي (275) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وابن عدي 3/985 من طريق عبد السلام بن حرب، ثلاثتهم عن ليث بن أبي سليم، به.
وسيأتي الحديث مرفوعاً برقم (9240) عن موسى بن داود، عن ذواد بن عُلبة. وقي الباب عن أبي الدرداء، عند ابن الجوزي في "العلل" (274) . وقال ابن الجوزي بإثره: هذان حديثان لا يصحان (يعني حديث أبي هريرة وحديث أبي الدرداء) ، أما حديث أبي هريرة فالطرق الأربعة المتقدمة منه يرويها ذواد بن علبة أبو المنذر الحارثي، قال يحيى: لا يكتب حديثه، وقال مرة: ليس بشيء.
وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا أصل له، والطريق الخامس يرويها=(15/29)
9067 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَدَعَنَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ الْمَدِينَةَ، وَهِيَ خَيْرُ مَا يَكُونُ، مُرْطِبَةٌ مُونِعَةٌ "، فَقِيلَ: فَمَنْ يَأْكُلُهَا؟ قَالَ: " الطَّيْرُ وَالسِّبَاعُ " (1)
9068 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ،
__________
= الصلت بن الحجاج، قال ابن عدي: عامة حديثه منكر. ولعله أخذه من ذواد، ثم جميع الطرق عن ليث، وقد ضعفه ابن عيينة، وقال أحمد: مضطرب الحديث، وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره، فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم. تركه يحيى القطان ويحيى بن معين وابن مهدي وأحمد.
ثم قال: وقد روي هذا الحديث عن أبي هريرة موقوفا، وهو أصح.
قوله: "ما هجرت"، قال السندي: من التهجير، وهو التبكير إلى الصلاة، والمبادرة إليها.
قوله: "اشكنب درد": كذا جاء في الأصول، وفي "سنن ابن ماجه" "أشِكَمَتْ". وفي "العلل المتناهية" وردت اشكنب كما في "المسند"، وفي "قاموس الفارسية" للدكتور عبد النعيم محمد حسنين: شكم: البطن، ويسمى أيضا: اشكم، أي: تشتكي بطنك، كما جاء في بعض الروايات.
قوله: "لا" كذا جاء في رواية الحديث في نسخ "المسند"، والجادة أن يقول: "نعم" وهو الموافق لسياق الحديث ومصادر التخريج.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي المهزم: وهو يزيد -وقيل: عبد الرحمن- بن سفيان، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح.
وقد سلف الحديث برقم (7193) و (8999) بإسناد صحيح عن أبي هريرة.(15/30)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذِهِ صَدَقَةُ قَوْمِي (1) ، وَهُمْ أَشَدُّ النَّاسِ عَلَى الدَّجَّالِ " يَعْنِي بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا كَانَ قَوْمٌ مِنَ الْأَحْيَاءِ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْهُمْ، فَأَحْبَبْتُهُمْ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا (2)
9069 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعِمَّا لِلْمَمْلُوكِ إِذَا أَدَّى حَقَّ اللهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ " (3)
__________
(1) في (ل) ، ونسخة على هامش (س) : قوم، وفي رواية البخاري (4366) : صدقات قوم أو قومي. قال العيني: قوله "قوم" بالكسر بلا تنوين، لأنه قد حذف منه ياء المتكلم، "أو قومي" شك من الراوي.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي زرعة، وقد رُوي الحديث من طريقين صحيحين عن أبي هريرة.
فأخرجه البخاري (2543) و (4366) ، ومسلم (2525) ، وأبو يعلى (6108) ، وابن حبان (6808) ، والبيهقي 7/11 من طريق عمارة بن القعقاع، والبخاري (2543) ، ومسلم (2525) ، وأبو يعلى (6108) من طريق الحارث بن يزيد العكلي، كلاهما عن أبي زرعة، عن أبي هريرة. وزادوا فيه قوله: وكانت سبيةٌ منهم عند عائشة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أعتِقيها، فإنها من وَلَد إسماعيل".
وأخرجه مسلم (2525) ، والحاكم 4/84، والبيهقي 9/75 من طريق داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، عن أبي هريرة، بنحوه، غير أنه قال: "هم أشد الناس قتالا في الملاحم" ولم يذكر الدجالَ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس، والأعمش: هو سليمان بن مهران.=(15/31)
قَالَ كَعْبٌ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ وَلَا عَلَى مُؤْمِنٍ مُزْهِدٍ
9070 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّمَا مُسْلِمٍ لَعَنْتُهُ، أَوْ آذَيْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَقُرْبَةً " (1)
9071 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ،
__________
= وأخرجه البخاري (2549) من طريق أبي أسامة، والترمذي (1985) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (7428) .
قوله: "نعما"، قال النووي: فيها ثلاث لغات: إحداها: كسر النون مع إسكان العين، والثانية: كسرهما، والثالثة: فتح النون مع إسكان العين، والميم مشددة في جميع ذلك، أي: نعم شيء هو، ومعناه: نعم ما هو، فأدغمت الميم في الميم. وقال العيني تعليقاً على لفظ رواية البخاري: "نعما لأحدكم يحسن
عبادة ربه": والمخصوص بالمدح محذوف، وقوله: "يحسن" مبين له، تقديره: نعما المملوك لأحدهم يحسن عبادة ربه، وينصح لسيده.
وقوله: "قال كعب" يوضحه ما سلف في الرواية (7428) قال (القائل: أبو هريرة) : فحدثتهما كعباً، قال كعب: ليس عليه حساب ولا على مومن مُزْهِد.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (2765) من طريق عبد الواحد بن زياد، والبيهقي 7/61 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق الأعمش برقم (10336) ، وانظر ما بعده، وما سلف برقم (7311) .(15/32)
أَنَّهُ قَالَ: " زَكَاةً وَرَحْمَةً " (1)
9072 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي (2) نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَخْتَصِمَنَّ كُلُّ شَيْءٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى الشَّاتَانِ فِيمَا انْتَطَحَتَا " (3)
9073 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَحَسَنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، يَبِيعُ قَوْمٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ، الْمُتَمَسِّكُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيتكرر من هذا الطريق برقم (10435) ، وانظر ما قبله.
(2) في (م) وعامة النسخ الخطية، عدا (ظ3) و (عس) : ألا والذي.
(3) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيىء الحفظ. ابن حجيرة: اسمه عبد الرحمن.
وسيأتي هذا الحديث في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11238) عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد.
وانظر الحديث السالف برقم (7204) .(15/33)
يَوْمَئِذٍ بِدِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ - أَوْ قَالَ: عَلَى الشَّوْكِ - "، قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ: " خَبَطِ (1) الشَّوْكِ " (2)
9074 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ،
__________
(1) في (ظ3) و (عس) : يخبط.
(2) حديث صحيح دون قوله: "المتمسك يومئذ بدينه ... الخ" فحسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيىء الحفظ. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو يونس: هو سليم بن جبير مولى أبي هريرة.
وأخرجه الفريابي في "صفة المنافق" (100) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (8030) .
ولقوله: "المتمسك يومئذ بدينه ... إلخ" شاهد من حديث أنس بلفط: "يأتي على الناس زمان، الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر". عند الترمذي (2260) ، وآخر من حديث أبي ثعلبة الخشني ضمن حديث مطول عند أبي داود (4341) ، والترمذي (3058) ، وابن ماجه (4014) ، وابن حبان (385) بلفظ: "فإن من ورائكم أياماً، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر". وإسنادهما ضعيفان.
قوله: "فِتناً"، قال السندي: بالنصب على أنه حال من فاعل "اقترب"، أي: حال كون ذلك الشر فتناً.
قوله: "بعرض" بفتحتين، أي: متاع.
قلنا: والخَبَط، بالتحريك: ما يَتساقط من الشجر إذا ضُرِبَ بالعصا.
تنبيه: تكرر هذا الحديث في (م) بعد الحديث التالي، وليس هو في سائر أصولنا الخطية.(15/34)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ، إِنِّي أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّمَا عَبْدٍ جَلَدْتُهُ، أَوْ شَتَمْتُهُ، أَوْ سَبَبْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَقُرْبَةً " (1)
9075 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ (2) ، عَنْ أَبُي يُونُسَ، وَحَسَنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُكْثِرُونَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا "، قَالَ يَحْيَى: " وَقَلِيلٌ مَا هُمْ "، قَالَ حَسَنٌ: وَأَشَارَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ " (3)
9076 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيىء الحفظ.
وانظر ما سلف برقم (7311) .
(2) قوله: "عن أبي يونس، وحسن قال: حدثنا ابن لهيعة" سقط من (م) ، واستدركناه من أصولنا الخطية و"أطراف المسند" لابن حجر 7/306.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيىء الحفط. حسن: هو ابن موسى، وأبو يونس: هو سُليم بن جُبَير مولى أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (8085) .(15/35)
قَالَ: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ " (1)
9077 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْروٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَ خَلْقِي، فَلْيَخْلُقْ ذَرَّةً، أَوْ حَبَّةً "، وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَمَنْ " (2)
9078 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا ضَحَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة.
وأخرجه ابن حبان (639) من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7426) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. يزيد بن عمرو: هو المَعافِري المِصري.
وانظر ما سلف برقم (7166) .
(3) إسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وذكر ابن أبي حاتم في "العلل" (1605) أن بعض الناس قد رواه عن الحسن بن صالح، فقال: عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، مرسلاُ، ونقل عن أبيه أنه صوب الرواية=(15/36)
9079 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ مَعَادِنُ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا فِي الدِّينِ " (1)
__________
= المرسلة على الموصولة.
وأخرجه موصولاً ابن عدي في "الكامل" 2/727، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/34 من طريق أسود بن عامر شاذان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي 2/727 من طريق سلمة بن عبد الملك العَوْصي، عن الحسن بن صالح، به.
وفي الباب عن ابن عباس، عند الطبراني في "الكبير" (12710) ، وإسناده ضعيف فيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف، وزيد بن الحريش وهو مجهول الحال، كما قال ابن القطان الفاسي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ.
والأضْحِية: بضم الهمزة وكسرها وتشديد الياء فيهما، نص عليه القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 2/56، وابن أبي الفتح البعلي في "المُطلع" ص 205، وهكذا ضُبطَت الياء مشددة ضبط قلم في المعاجم اللغوية غير ما وقع في "القاموس المحيط " فقد ضبطت فيه بالتخفيف ضبط قلم أيضا، ونقل البدر العيني في "عمدة القاري" 21/144 عن السرقسطي في "الدلائل" أنه نص على التخفيف فيها، وأما علي القاري فقد ضبطها في "مرقاة المفاتيح" 2/259 بتشديد الياء على ما وقع في أصوله المصححة من "المشكاة"، وقال: وأما قول ابن حجر: وبتخفيفها، فمحتاج إلى نقل صريح أو دليل صحيح.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. أبو علقمة الراوي عن أبي هريرة: هو الفارسي المصري مولى بني هاشم.
وانظر ما سلف برقم (7496) .(15/37)
9080 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ - بَيَّاعِ الْمُلَاءِ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 14] ، شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَنَزَلَتْ {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 39] ، فَقَالَ: " أَنْتُمْ ثُلُثُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، بَلْ أَنْتُمْ نِصْفُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَتُقَاسِمُونَهُمُ النِّصْفَ الْبَاقِي " (1)
9081 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَبِّئْنِي بِأَحَقِّ النَّاسِ مِنِّي صُحْبَةً، فَقَالَ: " نَعَمْ، وَاللهِ،
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي -سيئ الحفظ، ووالد محمد بياع الملاء -وهو عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة- مجهول.
وأورد نحو هذا الحديث ابن كثير في "تفسيره" 2/85، وقال: قال الطبراني: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا موسى بن غَيلان، حدثنا هاشم بن مخلد، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن سفيان، عن أبي عمرو، عن أبيه، عن أبي هريرة ... فذكره.
وأبو عمرو: هي كنية محمد بياع الملاء نفسه، فالإِسناد ضعيف لجهالة والده لكن يشهد لقوله: "أنتم ثلث أهل الجنة.. الخ" حديث ابن مسعود، سلف برقم (4328) .
وحديث جابر، سيأتي 3/346 و383.(15/38)
لَتُنَبَّأَنَّ "، قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: " أُمُّكَ "، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " أُمُّكَ "، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أَبُوكَ " (1)
9082 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَ الْحَدِيثَ، قَالَ: " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ خَلَقَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان ضعيفاً لسوء حفظه- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/541، وعنه مسلم (2548) (3) ، وابن ماجه (2706) ، وأخرجه البغوي (3416) من طريق عبد الغفار بن الحكم، كلاهما عن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (1118) ، وابن ماجه (3658) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1670) و (1671) ، وابن حبان (433) من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري (5971) ، ومسلم (2548) (1) ، وأبو يعلى (6082) ، وابن حبان (434) من طريق جرير بن عبد الحميد، ومسلم (2548) (2) ، وأبو يعلى (6094) من طريق فضيل بن غزوان، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1672) من طريق حبان بن علي، أربعتهم عن عمارة بن القعقاع، به.
وانظر (8344) .
قوله: "أبوك" هكذا أثبتناه بالرفع على الجادة من مصادر التخريج، وهو في أصولنا الخطية: أباك، ووجهه السندي بقوله: ثم أباك، أي: اخدم أباك وأرضه، أو: ثم اصحب أباك بأحسن وجه. قلنا: ويمكن أن يخرج على مذهب من يعامل الأسماء الخمسة معاملة الاسم المقصور فيقدر الحركات الثلاث على الألف للتعذر، فيقول: هذا أباه، ورأيت أباه، ومررت بأباه، وعليه قول الشاعر:
إن أباها وأبا أباها ... قد بَلَغا في المجدِ غايتاها(15/39)
خَلْقًا كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا مِثْلَ خَلْقِي ذَرَّةً، أَوْ ذُبَابَةً، أَوْ حَبَّةً " (1)
9083 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ ابْنِ عُمَيْرٍ يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " أَشْعَرُ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ:
[البحر الطويل]
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ
وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ " (2)
9084 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ، قَالَ: " لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُونَ (3) حَتَّى تَحَابُّوا، أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى رَأْسِ ذَلِكَ، أَوْ مِلَاكِ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل شريك النخعي، وانظر (7166) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (2256) (2) ، والترمذي في "السنن" (2849) ، وفي "الشمائل" (247) ، وأبو يعلى (6015) ، وابن حبان (5783) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. وشريك قد تابعه عند مسلم غير واحد.
وسيأتي من طريقه برقم (9737) و (10230) ، وسلف برقم (7383) من طريق زائدة بن قدامة، عن عبد الملك بن عمير.
(3) في بعض النسخ المتأخرة: لا تؤمنوا، وهي رواية مسلم، ووجهها شراحه على أن النون حذفت للتخفيف، وهي لغة معروفة.(15/40)
ذَلِكَ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ "، وَرُبَّمَا قَالَ شَرِيكٌ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ " (1) ،
__________
(1) حديث صحيح، شريك -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وانظر ما بعده.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/624-625، ومسلم (54) (93) ، والترمذي (2688) ، وابن ماجه (68) و (3692) ، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (463) ، وأبو عوانة 1/30، وابن حبان (236) ، وابن منده (331) ، والبيهقي في "الشعب" (8745) من طريق أبي معاوية، ومسلم (54) (94) ، ومحمد بن نصر (462) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو داود (5193) ، وأبو عوانة 1/30-31، وابن منده (330) ، والبغوي بإثر الحديث (3300) من طريق زهير بن
معاوية، ومحمد بن نصر (463) ، وابن منده (332) من طريق عمر بن عبيد، أربعتهم عن الأعمش، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9085) و (9709) و (10177) و (10431) و (10650) .
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (260) من طريق إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، عن أبي هريرة. وزاد في آخره: "وإياكم والبغضة فإنها هي الحالقة، لا أقول لكم: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين".
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (980) ، وابن منده (333) و (334) .
من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن منده (335) ، والبيهقي في "الشعب" (8746) ، والخطيب في "الموضح" 2/386 من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وأخرج الترمذي (1854) من طريق محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، واضربوا الهام، تورثوا الجنان".
وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من حديث محمد بن زياد، عن أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (7932) .=(15/41)
9085 - وحَدَّثَنَاهُ ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ مَعْنَاهُ (1)
9086 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا يَرِيهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " (2)
9087 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ، يَأْتِي الْجُرْحُ لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ " (3)
__________
= وفي باب إفشاء السلام عن الزبير بن العوام، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، سلفت في "المسند" على التوالي (1412) و (6450) و (6587) .
وعن هانىء بن يزيد المذحجي عند ابن حبان (490) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/624-625، وابن ماجه (3692) ، وأبو عوانة 1/30، وابن منده (329) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وسيتكرر بهذا الإسناد برقم (10431) .
(2) حديث صحيح، شريك -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (8655) .
(3) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي النخعي- وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2211) عن علي بن الجعد، عن شريك النخعي، بهذا الإسناد. =(15/42)
9088 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ " نَهَى عَنِ الْمُحَاقَلَةِ: وَهُوَ اشْتِرَاءُ الزَّرْعِ وَهُوَ فِي سُنْبُلِهِ بِالْحِنْطَةِ، وَنَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ: وَهُوَ شِرَاءُ الثِّمَارِ بِالتَّمْرِ " (1)
9089 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= وسيأتي من طريق شريك أيضا برقم (10936) ، وتابعه زائدة بن قدامة برقم (9175) ، وأبو إسحاق برقم (9189) ، وسفيان الثوري برقم (9193) و (10870) ، وأبو بكر بن عياش برقم (10653) .
وسيأتي برقم (9188) من طريق سهيل بن أبي صالح، و (10740) من طريق القعقاع بن عمرو، كلاهما عن أبي صالح.
وانظر ما سلف برقم (7302) .
(1) حديث صحيح، شريك قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البيهقي 5/308 من طريق يزيد بن هارون، عن شريك، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (9435) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل، وبرقم (10279) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1960) .
وعن ابن عمر، سلف برقم (4490) .
وعن أبي سعيد الخدري، وجابر، ورافع بن خديج، وسترد في "المسند" على التوالي: 3/6 و313 و464.
وقد ورد تفسير المحاقلة في حديث أبي سعيد الخدري بأنها كراء الأرض، وانظر الكلام عليه مفصلاً هناك.(15/43)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ، قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ " (1)
9090 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُبْعَثُ النَّاسُ - وَرُبَّمَا قَالَ شَرِيكٌ: يُحْشَرُ النَّاسُ - عَلَى نِيَّاتِهِمْ " (2)
9091 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً، وَكَانَ نَبِيُّ اللهِ مُوسَى مِنْهُ الْحَيَاءُ، وَالسِّتْرُ، وَكَانَ يَسْتَتِرُ إِذَا اغْتَسَلَ، فَطَعَنُوا فِيهِ بِعَوْرَةٍ "، قَالَ: " فَبَيْنَمَا نَبِيُّ اللهِ مُوسَى يَغْتَسِلُ يَوْمًا، وَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى صَخْرَةٍ، فَانْطَلَقَتِ الصَّخْرَةُ بِثِيَابِهِ، فَاتَّبَعَهَا
__________
(1) حديث صحيح، شريك بن عبد الله قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر ما سلف برقم (7566) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك وليث -وهو ابن أبي سليم-.
وأخرجه ابن ماجه (4229) من طريق يزيد بن هارون، وأبو يعلى (6247) عن بشر بن الوليد، كلاهما عن شريك النخعي، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (7108) ، ومسلم (2879) ، وسلف في "المسند" برقم (4985) . وذكِرَ له شاهدان هناك عن عائشة وأم سلمة، ونزيد عليها هنا حديث جابر عند مسلم (2878) ، وسيأتي 1/333.(15/44)
نَبِيُّ اللهِ ضَرْبًا بِعَصَاهُ وَهُوَ يَقُولُ: ثَوْبِي يَا حَجَرُ، ثَوْبِي يَا حَجَرُ، حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى مَلَإٍ مِنْ (1) بَنِي إِسْرَائِيلَ وَتَوَسَّطَهُمْ، فَقَامَتْ وَأَخَذَ نَبِيُّ اللهِ ثِيَابَهُ، فَنَظَرُوا فَإِذَا أَحْسَنُ النَّاسِ خَلْقًا وَأَعْدَلُهُ صُورَةً، فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: قَاتَلَ اللهُ أَفَّاكِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَكَانَتْ بَرَاءَتُهُ الَّتِي بَرَّأَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا " (2)
9092 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا
__________
(1) لفظة: "من " ثم ترد في (ظ3) و (عس) .
(2) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن
- وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة، لكن تابعه عند البخاري وغيره محمد بن
سيرين عن أبي هريرة، وسماعه منه ثابت. حسين بن محمد: هو ابن بهرام
المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه البخاري (3404) و (4799) ، والترمذي (3221) من طريق عوف
الأعرابي، عن الحسن، عن أبي هريرة، وقرنا بالحسن خلاسَ بن عمرو ومحمد بن
سيرين، ورواية البخاري الثانية مختصرة.
وسيأتي الحديث من طريق الحسن موصولا برقم (10914) ، ومرسلأ برقم
(10678) .
وانظر ما سلف برقم (8173) .
قوله: "بعورة"، قال السندي: أي: بكل مُسْتَقْبَحة، أو بشيء في العورة،
أو بسبب العورة، حيث إنه ما كشفها.
"أفّاكي بني إسرائيل ": هو جمع أفَاك بالتشديد، للمبالغة في الإِفك، بمعنى
الكذب، أضيف إلى بني إسرائيل.(15/45)
هِجْرَةَ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَمَنْ هَجَرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَمَاتَ، دَخَلَ النَّارَ " (1)
9093 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَرْقُدَنَّ جُنُبًا حَتَّى تَتَوَضَّأَ " (2)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن منصور بن المعتمر شك في رفعه هنا، وأخرجه مرفوعاً من غير شك أبو داود (4914) من طريق سفيان الثوري، وأبو نعيم 8/126 من طريق فضيل بن عياض، والنسائي في "الكبرى" (9161) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد.
وسيأتي عند المصنف برقم (9881) من طريق شعبة عن منصور، به. وقال شعبة فيه: رفعه مرة -يعني منصور بن المعتمر- ثم لم يرفعه بَعْدُ.
وأخرجه موقوفاً الخطيب في "تاريخه" 6/141 من طريق محمد بن جحادة، عن منصور، به.
فالصحيح من الحديث مرفوعا هو قوله: "لا هجرة فوق ثلاث" فقط، انظر ما سلف برقم (8919) ، وأما قوله: "فمن هجر أخاه فوق ثلاث فمات، دخل النار" فلم يصح في الأحاديث المرفوعة.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة.
سفيان: هو ابن عيينة، كما قيده الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 8/221، وحسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي.
وأخرجه الحميدي (996) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ولفظه: "من كانت به جنابة فلا ينم حتى يتوضأ وضوءه للصلاة".
وأخرج الطحاوي 1/126 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه كان إذا أراد أن ينام وهو جُنبٌ، يغسل فرجَه=(15/46)
9094 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا (1) بِكُنْيَتِي " (2)
9095 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقِيَ آدَمَ مُوسَى، فَقَالَ: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، ثُمَّ صَنَعْتَ مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ آدَمُ لِمُوسَى: أَنْتَ الَّذِي كَلَّمَه اللهُ، وَأَنْزَلَ عَلَيْه التَّوْرَاةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ تَجِدُهُ مَكْتُوبًا عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى " (3)
9096 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ دَاوُدَ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَكْثَرُ مَا يَلِجُ بِهِ الْإِنْسَانُ النَّارَ الْأَجْوَفَانِ: الْفَمُ وَالْفَرْجُ، وَأَكْثَرُ مَا يَلِجُ بِهِ الْإِنْسَانُ الْجَنَّةَ:
__________
= ثم يتوضأ وضوءَه للصلاةِ. وسنده حسن.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4662) ، وهو متفق عليه. وانظر تتمة شواهده هناك. وانظر "فتح الباري" 1/394.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: تكنوا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن حازم بن زيد الأزدي، ومحمد: هو ابن سيرين. وانظر (7377) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7636) .(15/47)
تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ " (1)
9097 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْتُورُ (2) يَعْنِي ابْنَ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: لَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَجُلٌ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنْتَ نَهَيْتَ النَّاسَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: " لَا، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ " (3)
9098 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ الْمُخْتَارِ الْأَنْصَارِيَّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ فَيْرُوزَ الدَّانَاجَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ الصَّائِغُ، قَالَ:
__________
(1) حديث حسن بالمتابعات، وقد سلف الكلام على إسناده عند الحديث رقم (7907) .
(2) وقع في عامة أصولنا الخطية: المستورد، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، انظر ترجمته في "تهذيب الكمال"، ووقع في (م) : المستورد بن أبي عباد، وهو خطأ أيضا.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المستور بن عباد الهُنائي، فقد روى له النسائي هذا الحديث الواحد، وهو ثقة. يونس: هو ابن محمد المؤدب، ومحمد بن جعفر منسوب لجده، واسم أبيه: عباد.
وأخرجه المزي في ترجمة المستور من "تهذيب الكمال" 27/436 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2750) من طريق خالد بن الحارث، عن مستور بن عباد، به.
وانظر ما سلف برقم (7388) .(15/48)
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ثَلَاثَةٌ حَفِظْتُهُنَّ عَنْ خَلِيلِي أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَتْرُ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى " (1)
9099 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، مَوْلَى حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَزْرَقِ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، أَحَدِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ جَاءَهُ نَاسٌ صَيَّادُونَ فِي الْبَحْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا أَهْلُ أَرْمَاثٍ، وَإِنَّا نَتَزَوَّدُ مَاءً يَسِيرًا، إِنْ شَرِبْنَا مِنْهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا نَتَوَضَّأُ بِهِ، وَإِنْ تَوَضَّأْنَا مِنْهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا نَشْرَبُ، أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، فَهُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ "، (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدّب، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.
وأخرجه الطيالسي (2447) عن عبد العزيز بن المختار، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (721) ، والبيهقي 3/47 من طريق معلى بن أسد، عن عبد العزيز بن المختار، به.
وانظر ما سلف برقم (7138) .
(2) حديث صحيح، سلف الكلام عليه برقم (7233) ، ووقع في إسناد المصنف هنا خطأ، حيث قال فيه أبو أويس: "سعيد بن سلمة، عن أبي بردة"، والصواب أنه من رواية سعيد بن سلمة، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة، كما قال مالك فيما أشار إليه المصنف بعد هذا الحديث، وفيما سلف برقم=(15/49)
9100 - حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ (1)
9101 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَوْتَ " (2)
9102 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، وَيُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ،
__________
= (7233) ، وأبو أويس -وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس- لا يقارَن مثلُه بالإِمام مالك.
قوله: "إنا أهل أرماث"، قال السندي: جمع رَمَث بفتحتين، وهو خشب يُضم بعضه إلى بعض، ثم يشد ويركب في الماء، ويسمى الطوف، فَعْل بمعنى مفعول، من رمثته بمعنى أصلحته.
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (7233) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد المروذي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (44) ، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (1750) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وابن ماجه (1110) من طريق شبابة بن سوار، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وانظر (7686) .(15/50)
تُنْتِجُ الْبَهِيمَةَ، هَلْ تَكُونُ فِيهَا جَدْعَاءُ؟ " (1)
9103 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (2)
9104 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَمَمْتُمُ النَّاسَ فَخَفِّفُوا، فَإِنَّ مِنْهُمُ الْكَبِيرَ، وَالضَّعِيفَ، وَالصَّغِيرَ "، وَقَالَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (3) مَوْلَى عَمْرِو بْنِ خِدَاشٍ (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1385) عن آدم بن أبي إياس، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1359) و (4775) ، ومسلم بإثر الحديث (2658) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، به.
وأخرجه البخاري (1358) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أبي هريرة، لم يبين الواسطة بينهما، وذكر في أوله كلاماً للزهري.
وانظر ما سلف برقم (7181) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7520) .
(3) لفظة: "مولى" سقطت من (م) وسائر أصولنا الخطية، واستدركناها من "أطراف المسند" 8/209، ومصادر ترجمته.
(4) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الوليد، وقد سلف=(15/51)
9105 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ " (1)
9106 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِنٌّ مِنَ الْإِبِلِ، فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ، فَطَلَبُوا لَهُ، فَلَمْ يَجِدُوا إِلَّا سِنًّا فَوْقَ سِنِّهِ، فَقَالَ: " أَعْطُوهُ "، فَقَالَ: أَوْفَيْتَنِي أَوْفَى اللهُ لَكَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً " (2)
9107 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا
__________
= الكلام عليه عند الحديث رقم (7473) . حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المروذي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وانظر (7474) .
(1) صحيح، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (7473) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخاري (2305) و (2393) ، والنسائي 7/291، والبيهقي 6/21 من طريق الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وانظر (8897) .
قوله: "سِن"، أي: جَمَل له سِننْ معين.(15/52)
الْأَرْبَعِ، ثُمَّ جَهَدَهَا، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ " (1)
9108 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تُكَلِّمْ بِهِ أَوْ تَعْمَلْ بِهِ " (2)
9109 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (3) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، والحسن: هو البصري، وأبو رافع: هو نُفَيع الصائغ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/85-86، والدارمي (761) ، والبخاري (291) ، وأبن ماجه (610) ، وابن الجارود (92) ، والطحاوي 1/56، وأبو عوانة 1/288، والبيهقي 1/163، والبغوي (241) و (242) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وانظر (7198) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5269) ، وأبو داود (2209) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1632) ، وابن منده في "الإيمان" (349) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/282 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وانظر (7470) .
(3) في (ظ3) ونسخة على هامش (عس) و (س) : شيبان، وكتب فوقه في (ظ3) : سفيان خ، يعني في نسخة، وفي (عس) : سفيان، وضُبب عليه، وقد سلف الحديث برقم (7875) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، من غير خلاف في النسخ، وهو كذلك في "أطراف المسند" 7/314.(15/53)
تَدَابَرُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (1)
9110 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ:
[البحر الطويل]
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ،
وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ " (2)
9111 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ الْأُكْلَةُ وَالْأُكْلَتَانِ (3) ، أَوِ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ (4) ، وَلَكِنِ
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: تنافسوا. والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) .
(2) حديث صحيح، وهذا إِسناد حسن، صالح بن نبهان حسن الحديث، لكن كان قد اختلط، ورواية سفيان الثوري عنه بعد الاختلاط، وقد تابعه في هذا الحديث عن أبي هريرة غيرُ واحد من الثقات، انظر (7858) . وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وانظر (7875) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/695، والبخاري (3841) ، وابن حبان (5784) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (10074) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، وانظر (7383) .
(4) في (ظ3) : أو الأكلتان ... أو التمرتان.(15/54)
الْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يَسْأَلُ شَيْئًا، وَلَا يُفْطَنُ بِمَكَانِهِ فَيُعْطَى " (1)
9112 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، فَالصَّوْمُ جُنَّةٌ "
" وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ "
" وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (2)
9113 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه أبو داود (1631) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن خزيمة (2363) من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7539) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (1771) ، والبخاري (7492) ، والبيهقي 4/235 و273 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإِسناد. وانظر (7174) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وسفيان: هو الثوري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان،=(15/55)
9114 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَشْتُمُنِي ابْنُ آدَمَ، وَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتُمَنِي، وَيُكَذِّبُنِي، وَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُكَذِّبَنِي، أَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ قَوْلُهُ: إِنَّ لِي وَلَدًا، وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ، قَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي " (1)
9115 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُبَالُ فِي الْمَاءِ الَّذِي
__________
= وعبد الرحمن الأعرج: هو ابن هرمز.
وأخرجه الحميدي (1047) ، والبخاري (5365) ، ومسلم (2527) (200) من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري (5082) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث من طريق الأعرج، عن أبي هريرة برقم (9797) ، وانظر (7650) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن ذكوان: هو عبد الله بن ذكوان أبو الزناد، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأخرجه البخاري (3193) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4974) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (693) ، والنسائي في "المجتبى" 4/112، وفي "الكبرى" (2205) و (7667) ، وابن حبان (267) ، وابن منده في "الإيمان" (1072) من طرق عن أبي الزناد، به. وانظر (8220) .(15/56)
لَا يَجْرِي، ثُمَّ يُغْتَسَلُ مِنْهُ " (1)
9116 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل موسى بن أبي عثمان وأبيه.
وقد سلف الكلام عليهما عند الحديث رقم (7343) . أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه عبد الرزاق (302) ، والطحاوي 1/14 من طريق أبي نعيم ومحمد بن يوسف الفريابي، ثلاثتهم (عبد الرزاق وأبو نعيم ومحمد) عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 1/22، والحميدي (969) ، والنسائي 1/125 و197، وابن خزيمة (66) ، وابن حبان (1254) ، والبيهقي 1/256 و238 من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، به.
وأخرجه الطحاوي 1/14 من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، به.
وسيأتي الحديث من طريق سفيان الثوري أيضا برقم (9988) .
وانظر ما سلف برقم (7525) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/284، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (769) ، وابن حبان (5713) ، والبغوي (3387) عن أبي الزناد بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2246) (4) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، والحاكم 2/453 من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن أبي الزناد، به. ورواية الحاكم=(15/57)
9117 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ عِلْمَهُ، فَهُوَ عِلْمُهُ " (1)
__________
= بلفظ: "استقرضت من عبدي فأبى أن يقرضني، وسبني عبدي ولا يدري، يقول: وادهراه وادهراه، وأنا الدهر". وقد سلف هذا اللفظ من طريق محمد بن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة برقم (7988) .
وانظر ما سلف برقم (7245) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي لبيد، فقد روى له البخاري مقروناً. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وسفيان: هو الثوري.
هذا الحديث تفرد به الإمام أحمد.
وله شاهد من حديث معاوية بن الحكم، سيأتي 5/447 ضمن حديث مطوّل، وهو عند مسلم (537) .
وقوله: "فمن وافق عِلمَهُ، فهو عِلْمُه"، ولفظ مسلم: "فمن وافق خطه فذاك"، وصورته كما في "شرح مسلم" للأبي 2/436: أن يأتي ذو الحاجة إلى الحازي (الذي يحزر الأشياء ويقدرها بظنه) ، ومع الحازي غلام معه ميل فيخط الأستاذ في أرض رخوة خطوطا معجلا لئلا يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحوها على مهل خطين خطين، فإن بقي خطان، فهو علامة النجح، وإن بقي واحد، فهو علامة
الخيبة.
قلنا: وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النهي عن إتيان الكهان والعرافين والمنجمين وأصحاب الرمل، وعن تصديقهم فيما يزعمونه، لأنه ليس عندهم علم حقيقي، وانما هو ظن وتخمين مبني على أمارات معتادة، كثيراً ما تتخلف ويظهر كذبهم(15/58)
9118 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ غِرٌّ كَرِيمٌ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ خَبٌّ لَئِيمٌ " (1)
__________
= فيها، وقد أكذبهم الشرع ونهى عن تصديقهم وإتيانهم، قال ابن حجر المكي في "فتاويه الحديثية": تعلم الرمل وتعليمه حرام شديد التحريم، وكذا فعله لما فيه من إبهام العوام أن فاعله يشارك الله في غيبه، وما استأثر بمعرفته، ولم يطْلع عليه إلا أنبياءه ورسله.
وهذا الحديث محمول على إنه علق الحِل بالموافقة بخط ذلك النبي، وهي غير واقعة في ظن الفاعل، إذ لا دليل عليه إلا بخبر معصوم، ولم يوجد، فبقي النهر على حاله، لأنه علق الحِل بشرط ولم يوجد.
وانظر "شرح مسلم" للنووي 5/23.
(1) حسن، والراوي المبهم في الإسناد كان الحجاج بن فُرافصة يضطرب في تعيينه، فمرة يسميه يحيى بن أبي كثير، ومرة يشك فيه، فيقول: يحيى بن أبي كثير أو غيره، ومرة يُبهمُه، والحجاج ينحط عن رتبة الصحيح، وحديثه من باب الحسن، وقد تابعه على هذا الحديث بشر بن رافع , عن يحيى بن أبي كثير، كما سيأتي في التخريج، وبشر ضعيف، لكن يتقوى الحديث بمجموع الطريقين.
وأخرجه أبو داود (4790) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (159) ، والبيهقي في "الشعب" (8115) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 117 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه أبو يعلى (6008) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3128) و (3129) ، وأبو الشيخ في "مكارم الأخلاق" (11) ، والحاكم في "المستدرك"=(15/59)
9119 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ
__________
= 1/43، وفي "معرفة علوم الحديث" ص 117، وأبو نعيم في "الحلية" 3/110، والقضاعي في "مسند الشهاب" (133) ، والبيهقي في "السنن" 10/195، وفي "الشعب" (8115) و (8116) ، والخطيب في "تاريخه" 9/38، والبغوي (3506) من طرق عن سفيان الثوري، عن الحجاج بن فرافصة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به.
وأخرجه الطحاوي (3117) من طريق الحجاج بن فرافصة، عن يحيى بن أبي كثير أو غيره، عن أبي سلمة، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (418) ، وأبو داود (4790) ، والترمذي (1964) ، وأبو يعلى (6007) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/141، وابن عدي في "الكامل" 2/445، والحاكم 1/43 و44، والبيهقي في "الشعب" (8117) من طرق عن بشر بن رافع أبي أسباط، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قلنا بشر بن رافع ضعيف.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (679) ، وابن وهب في "جامعه" ص 39 من طريق أسامة بن زيد، عن رجل من بلحارث بن عقبة -في رواية ابن وهب: رجل من أهل نجران-، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، مرسلاً.
وفي الباب عن كعب بن مالك مرفوعاً عند الطبراني 19/82، وابن عدي في "الكامل" 7/2620، وإسناده ضعيف.
وقوله: "المومن غِر كريم"، قال في "النهاية" 3/354-355: أي: ليس بذي نكْرٍ، فهو ينخدع لانقياده ولينه، وهو ضد الخَب، يقال: فتى غِر وفتاة غِر، وقد غَرِرْتَ تَغِر غَرَارَة. يريد أن المؤمن المحمود من طبعه الغَرارة، وقلة الفِطنة للشر، وترك البحث عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كرم وحسن خُلق.=(15/60)
فِي صَلَاةٍ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، وَالْمَلَائِكَةُ يَقُولُونَ (1) : اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ " (2)
9120 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا "
" لَا يَبِيعَنَّ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَا تَلَقَّوْا الرُّكْبَانَ بِبَيْعٍ، وَأَيُّمَا امْرِئٍ ابْتَاعَ شَاةً فَوَجَدَهَا مُصَرَّاةً فَلْيَرُدَّهَا، وَلْيَرُدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ "
" وَلَا يَسُمْ أَحَدُكُمْ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَتِهِ، وَلَا تَسْأَلِ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا فِي إِنَائِهَا، فَإِنَّ رِزْقَهَا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (3)
__________
= والخَب بالفتح: الخداع -وهو الذي يسعى بين الناس بالفساد- رجل خب وامرأة خَبةٌ، وقد تكسر خاؤه، فأما المصدر فبالكسر لا غير.
(1) في (ظ3) : تقول.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، كثير بن زيد صدوق حسن الحديث كما قال البوصيري في "الزوائد"، وشيخه الوليد بن رباح روى له البخاري في "الأدب المفرد" ونقل الترمذي عنه قوله فيه: حسن الحديث.
وانظر ما سلف برقم (7430) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/345، وفي "شعب الإيمان" (11154) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإِسناد. واقتصر في "السنن" على قوله: "لا يسومن أحدكم على سوم أخيه، ولا يخطب على خطبته".(15/61)
9121 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ أَنْ يَنْزِلَ حَكَمًا قِسْطًا، وَإِمَامًا عَدْلًا، فَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَتَكُونَ الدَّعْوَةُ وَاحِدَةً "، فَأَقْرِئُوهُ، أَوْ أَقْرِئْهُ السَّلَامَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُحَدِّثُهُ فَيُصَدِّقُنِي، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ: " أَقْرِئُوهُ مِنِّي السَّلَامَ " (1)
9122 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّدَقَةُ عَنْ ظَهْرِ
__________
= وقد سلف النهي عن تصرية الغنم برقم (7305) من طريق الأعرج عن أبي هريرة.
وسيأتي النهي عن السوم على السوم من طرق عن أبي هريرة برقم (9334) و (9518) و (9959) و (10316) و (10346) .
وانظر ما سلف برقم (7248) .
قوله: "ولا يسوم"، قال في "النهاية" 2/425: السوم: المجاذبة بين البائع والمشتري على السلعة وفصل ثمنها. يقال: سام يسوم سَوماً، وساوم واستام.
والمنهي عنه أن يتساوم المتبايعان في السلعة، ويتقارب الانعقاد فيجيء رجل آخر يريد أن يشتري تلك السلعة، ويخرجها من يد المشتري الأول بزيادة على ما استقر الأمر عليه بين المتساومَين ورضيا به قبل الانعقاد، فذلك ممنوع عند المقاربة، لما فيه من الإِفساد، ومباح في أول العرض والمساومة.
(1) المرفوع منه صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وانظر ما سلف برقم (7269) .(15/62)
غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى " (1)
9123 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَكَثْرَةِ الْمَالِ " (2)
9124 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ تَزَوَّجَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، أَوْ عَلَى خَالَتِهَا " (3)
9125 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، معقل بن عبيد الله من رجال مسلم، وفيه كلام يُنزله عن رتبة الصحيح، وهو صدوق، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وانظر (7155) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وسيأتي برقم (9720) عن وكيع، عن سفيان الثوري، وسلف برقم (8699) من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، ويحيى: هو ابن أبي كثير. وانظر (7133) .(15/63)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ جَهَنَّمَ اسْتَأْذَنَتْ رَبَّهَا، فَنَفَّسَهَا فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّتَيْنِ، فَشِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ، وَشِدَّةُ الْقُرِّ (1) مِنْ زَمْهَرِيرِهَا "
وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (2)
9127 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفْرَدَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ بِصَوْمٍ " (3)
__________
(1) المثبت من (ظ3) و (عس) ونسخة على هامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: البرد. وهما بمعنى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي برقم (9955) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان مقروناً بأبي سلمة، عن أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (7130) و (7247) .
تنبيه: كان قد وقع خطأ هنا في ترقيم الأحاديث في بداية العمل في مسند أبي هريرة، ثم تنبهنا له الآن بعد أن أحيلت الأحاديث على بعضها بهذا الترقيم فلذلك أبقيناه كما هو.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، هوذة بن خليفة صدوق لا بأس به، من رجال ابن ماجه، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة.
وأخرجه مسلم (1144) (148) ، والنسائي في "الكبرى" (2751) و (2755) ، وابن خزيمة (1176) ، وابن حبان (3612) و (3613) ، والحاكم 1/311،=(15/64)
9128 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إن مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى رُعَاةُ الشَّاءِ رُءُوسَ النَّاسِ، وَأَنْ يُرَى الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ الْجُوَّعُ يَتَبَارَوْنَ فِي الْبِنَاءِ، وَأَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّهَا، وَرَبَّتَهَا (1) " (2)
9129 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ: فَبُشْرَى مِنَ اللهِ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ، فَلْيَقُصَّهَا إِنْ شَاءَ، وَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلَا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ " (3)
__________
= والبيهقي 4/302 من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، بهذا الإسناد. ولفظه عندهم: "لا تَختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومُه أحدُكم".
وانظر ما سلف برقم (8025) .
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: أو ربتها.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه الدارقطني 3/257 من طريق عبد الله بن حمران، عن عوف الأعرابي، بهذا الإسناد.
وسيأتي ضمن حديث جبريل الطويل من طريق أبي زرعة عن أبي هريرة برقم (9501)
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، هوذة صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، ومحمد:=(15/65)
9130 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللهُ عَلَيْهِ " (1)
9131 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا (2) بِكُنْيَتِي " (3)
9132 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ أَتْبَاعٌ لِقُرَيْشٍ فِي
__________
= هو ابن سيرين.
وأخرجه ابن ماجه (3906) من طريق هوذة بن خليفة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري بإثر الحديث (7017) من طريق معتمر بن سليمان، عن عوف بن أبي جميلة، عن ابن سيرين، قال: وكان يقال: الرؤيا ثلاثة ... الخ.
وانظر ما سلف برقم (7642) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، هوذة بن خليفة صدوق لا بأس به، من رجال ابن ماجه، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. محمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (1025) من طريق هَوذة بن خليفة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11179) من طريق عيسى بن يونس، وابن منده (1025) من طريق عثمان بن الهيثم المؤذن، كلاهما عن عوف بن أبي جميلة، به. وانظر (7711) .
(2) في (ل) و (س) : تكنوا.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. وانظر (7377) .(15/66)
هَذَا الشَّأْنِ، كُفَّارُهُمْ أَتْبَاعٌ لِكُفَّارِهِمْ، وَمُسْلِمُوهُمْ أَتْبَاعٌ لِمُسْلِمِيهِمْ " (1)
9133 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَى كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَاءِ ابَنِ آدَمَ صَدَقَةٌ " (2)
9134 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَاللهِ، لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلًا، فَيَنْطَلِقَ إِلَى هَذَا الْجَبَلِ، فَيَحْتَطِبَ مِنَ الْحَطَبِ، فيَبِيعَهُ، فيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنِ النَّاسِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، أَعْطَوْهُ أَوْ حَرَمُوهُ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، خلاس لم يسمع من أبي هريرة فيما قاله عوف الأعرابي والإِمام أحمد، لكنه توبع.
وأخرجه أبو يعلى (6439) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن عوف الأعرابي، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7306) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع كسابقه. وانظر ما سلف برقم (8183) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، خلاس -وهو ابن عمرو الهَجَري- لم يسمع من أبي هريرة فيما قاله عوف وأحمد.
وانظر ما سلف برقم (7317) .(15/67)
9135 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو الْهَجَرِيُّ، فِيمَا أَحْسَبُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا امْرَأَةٌ فِيمَنْ كَانَ (1) قَبْلَكُمْ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا، إِذْ مَرَّ بِهَا فَارِسٌ مُتَكَبِّرٌ، عَلَيْهِ شَارَةٌ حَسَنَةٌ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: اللهُمَّ، لَا تُمِيتَنَّ (2) ابْنِي هَذَا حَتَّى أَرَاهُ مِثْلَ هَذَا الْفَارِسِ عَلَى مِثْلِ هَذَا الْفَرَسِ "، قَالَ: " فَتَرَكَ الصَّبِيُّ الثَّدْيَ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ، لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَ هَذَا الْفَارِسِ "، قَالَ: " ثُمَّ عَادَ إِلَى الثَّدْيِ يَرْضَعُ، ثُمَّ مَرُّوا بِجِيفَةٍ حَبَشِيَّةٍ أَوْ زِنْجِيَّةٍ تُجَرُّ، فَقَالَتْ: أُعِيذُ ابْنِي بِاللهِ أَنْ يَمُوتَ مِيتَةَ هَذِهِ الْحَبَشِيَّةِ أَوِ الزِّنْجِيَّةِ، فَتَرَكَ الثَّدْيَ، وَقَالَ: اللهُمَّ، أَمِتْنِي مِيتَةَ هَذِهِ الْحَبَشِيَّةِ أَوِ الزِّنْجِيَّةِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ، سَأَلْتُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَكَ مِثْلَ ذَلِكَ الْفَارِسِ، فَقُلْتَ: اللهُمَّ، لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَسَأَلْتُ رَبَّكَ أَلَّا يُمِيتَكَ مِيتَةَ هَذِهِ الْحَبَشِيَّةِ أَوِ الزِّنْجِيَّةِ، فَسَأَلْتَ رَبَّكَ أَنْ يُمِيتَكَ مِيتَتَهَا "، قَالَ: " فَقَالَ الصَّبِيُّ: إِنَّكِ دَعَوْتِ رَبَّكِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِثْلَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الْحَبَشِيَّةَ أَوِ الزِّنْجِيَّةَ كَانَ أَهْلُهَا يَسُبُّونَهَا،
__________
(1) لفظة: "كان" ليست في (ظ3) و (س) .
(2) لفظة: "تميتن" أثبتناها من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) والنسخ المتأخرة: تمت.(15/68)
وَيَضْرِبُونَهَا، وَيَظْلِمُونَهَا، فَتَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ حَسْبِيَ اللهُ " (1)
9136 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، وَمُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا صَامَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا فَنَسِيَ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ " (2)
__________
(1) إسناده منقطع، خلاس لم يسمع من أبي هريرة وقد سلف بسند صحيح
بسياقة أخرى، لم يذكر فيه أن الأمَة كانت ميتةً، انظر (8071) .
(2) حديث صحيح، وهذا سند قوي متصل من جهة محمد بن سيرين،
ومنقطع من جهة خلاس، أما رواية الحسن البصري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمرسلة،
وستأتي مرة أخرى برقم (10392) .
وأخرجه البيهقي 4/229 من طريق هوذة بن خليفة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6669) ، وابن ماجه (1673) ، والترمذي (722) ،
والدارقطني 2/180 من طريق حماد بن أسامة، عن عوف الأعرابي، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3275) ، وابن الجارود في "المنتقى" (389)
من طريق عيسى بن يونس، عن عوف، به. لكن جاء في إسناد النسائي محمد
وحدَه، وفي إسناد ابن الجارود خلاس وحدَه.
وأخرجه بنحوه أبو داود (2398) ، والترمذي (721) ، وأبو يعلى (6038)
و (6058) و (6071) ، والطبراني في "الأوسط" (953) ، والدارقطني 2/179-180
و180، والبيهقي 4/229 من طرق عن محمد بن سيرين وحده، به.
وأخرجه عبد الرزاق (7372) من طريق أيوب السختياني، عن ابن سيرين،
عن أبي هريرة موقوفاً.
وسيأتي من طريق محمد بن سيرين وحده مرفوعاً أيضا برقم (9489)
و (10369) و (10393) و (10665) .=(15/69)
9137 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، وَمُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ " (1)
9138 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "
قَالَ: " قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: عَبْدِي تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا
__________
= وأخرجه الدارمي (1727) من طريق الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عمه، عن أبي هريرة.
وسيأتي أيضا من طريق أبي رافع، عن أبي هريرة برقم (10348) .
وأخرج النسائي في "الكبرى" (3277) ، وابن خزيمة (1990) ، والدارقطني 2/178، والحاكم 1/430، والبيهقي 4/229 من طريق أبي سلمة، والدارقطني 2/178-179 من طريق ابن سيرين، و2/179 من طريق سعيد المقبري وعطاء بن يسار، والوليد بن عبد الرحمن مولى أبي هريرة، خمستهم عن أبي هريرة رفعه: "من أكل أو شرب في رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة" لكن قال في رواية النسائي: "الله أطعمه وسقاه"، وأسانيدها ضعيفة سوى طريق أبي سلمة فحسنة.
وفي الباب عن أم إسحاق الغنوية، سيأتي 6/367.
وعن أبي سعيد الخدري عند الدارقطني 2/178.
(1) حديث صحيح، وإسناده قوي متصل من جهة محمد بن سيرين، ومنقطع من جهة خلاس، فهو لم يسمع من أبي هريرة.
وقد سلف الحديث من طريق محمد بن سيرين وحده برقم (7682) .(15/70)
أَجْزِي بِهِ " (1)
9139 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَأَرَادَ الطُّهُورَ، فَلَا يَضَعَنَّ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ " (2)
9140 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي شَرِيكٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، أَوِ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، إِنَّ الْمِسْكِينَ الْمُتَعَفِّفُ "، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273] (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وانظر (7195) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.
وسيأتي برقم (10589) ، وانظر ما سلف برقم (7282) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، شريك -وإن كان من رجال الشيخين- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه مسلم (1039) (102) ، والنسائي 5/84-85، وأبو يعلى (6378) ، والطبري 10/160 من، طرف عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4539) ، ومسلم (1039) (102) ، والبيهقي 4/195-196 من طريق محمد بن جعفر، عن شريك، به، لكن قرنوا بعطاءٍ عبدَ الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري.
وانظر ما سلف برقم (7539) .(15/71)
9141 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُوتِيتُ خَوَاتِيمَ الْكَلَامِ، وَبَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُوتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي " (1)
9142 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الْبَرِيَّةِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ كُلَّمَا كَانَتْ هَيْعَةٌ اسْتَوَى عَلَيْهِ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: " رجُلٌ فِي ثُلَّةٍ مِنْ غَنَمِهِ، يُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ الْبَرِيَّةِ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: " الَّذِي يُسْأَلُ بِاللهِ وَلَا يُعْطِي بِهِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيىء الحفظ، وقد توبع.
وأخرجه أبو يعلى (6287) من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبد الرحمن الأعرج، بهذا الإسناد. وابن أبي الزناد -واسمه عبد الرحمن- حسن الحديث.
وانظر ما سلف برقم (7632) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر -وهو نجيح بن=(15/72)
9143 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ، فَأُرِيدُ إِنْ شَاءَ اللهُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ شَفَاعَةً لِأُمَّتِي " (1)
9144 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " (2)
__________
= عبد الرحمن السندي - وجهالةِ أبي وهب مولى أبي هريرة.
وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (9723) و (10766) و (10779) ، لكن دون قوله: "ألا أخبركم بشر البرية؟ ... إلخ".
ويشهد له جميعاً حديث ابن عباس السالف برقم (2116) ، وإسناده صحيح.
وحديث أبي سعيد الخدري، سيأتي في "المسند" 3/16 لكن دون الإخبار عن شر البرية.
قوله: "كلما كانت هيعة استوى عليه". الهيعة: الصوت الذي تفزع منه وتخافه من عدو، وقد هاع يهيع هُيوعاً: إذا جَبنَ.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو أويس -وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس- وإن روى له مسلم، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وهو حسن الحديث في المتابعات، وباقي رجال الإِسناد ثقات.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1042) من طريق منصور بن أبي مزاحم، عن أبي أويس، بهذا الإِسناد. وانظر (8959) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7826) .(15/73)
9145 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الْأَعْرَجَ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَأَلَهُ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ فَلَا يَمْنَعْهُ " ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا لِي أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ، وَاللهِ لَأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ، (1)
9146 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، وَأَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ مِثْلَهُ (2)
9147 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ " (3)
9148 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: إِنَّ أَبَا عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَيُسْتَجَابُ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7278) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر ما قبله.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7686) .(15/74)
لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ رَبِّي فَلَمْ يَسْتَجِبْ لِي " (1)
9149 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَقَالَ: " اللهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (85) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (654) ، ومسلم (2735) (91) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (878) من طرق عن ابن شهاب الزهري، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (655) ، ومسلم (2735) (92) ، والطبراني في "الدعاء" (82) ، وابن حبان (881) و (976) ، والبغوي (1390) من طريق أبي إدريس الخولاني، والبخاري في "الأدب المفرد" (711) ، والترمذي كما في "تحفة الأشراف" 10/245-246، و"تحفة الأحوذي" 4/291 من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، والترمذي كما في "تحفة الأشراف" 9/454، و"تحفة الأحوذي" 4/291 من طريق زياد -غير منسوب-، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (879) و (880) من طريق أبي صالح، أربعتهم عن أبي هريرة.
وسيأتي من طريق مالك، عن ابن شهاب برقم (10312) .
وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي في "المسند" 3/193.(15/75)
وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (1) ، وَالْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ "، قَالَ: فَوَافَقَهُ الْقَاسِمُ عَلَى أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ (2)
9150 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فَضْلُ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاةِ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ جُزْءًا " (3)
9151 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ "، قَالَ: " فَيَجْتَمِعُونَ فِي
__________
(1) في (ظ3) : المؤمنين، وضُبب عليها، وكتب في هامشها: المسلمين.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. عباد بن منصور ضعيف يُكتب حديثه للمتابعات.
وانظر ما سلف برقم (7260) .
والقاسم: هو -فيما يغلب على ظننا- القاسم بن محمد بن أبي بكر أحد فقهاء المدينة.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو أويس -وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس- روى له مسلم، لكن فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وهو حسن الحديث في المتابعات، وباقي رجال الإسناد ثقات، وانظر (7185) .(15/76)
صَلَاةِ الْفَجْرِ "، قَالَ: " فَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، وَتَثْبُتُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ "، قَالَ: " وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ "، قَالَ: " فَيَصْعَدُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ، وَتَثْبُتُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ "، قَالَ: " فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ " قَالَ: فَيَقُولُونَ: أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ " قَالَ سُلَيْمَانُ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ قَالَ فِيهِ: فَاغْفِرْ لَهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (1)
9152 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ أَنْ يَجِدَ ثَلَاثَ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ؟ "، قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: " فَثَلَاثُ آيَاتٍ يَقْرَؤُهُنَّ فِي الصَّلَاةِ خَيْرٌ لَهُ مِنْهُنَّ " (2)
9153 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، زائدة: هو ابن قدامة الثقفي.
وأخرجه ابن خزيمة (322) من طريق أبي عوانة، و (321) ، وابن حبان (2061) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7491) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (3314) من طريق أبي إسحاق إبراهيم الفزاري، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (87) من طريق أبي حمزة السكري، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وسيأتى الحديث برقم (10016) و (10446) . وانظر ما سلف برقم (8606) .(15/77)
حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خُبَيْبٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي، وَإِنَّ مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْنَ بَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَصَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ "، (1)
9154 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمِسْوَرِ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثِ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصٍ لَمْ يَزِدْ وَلَمْ يَنْقُصْ (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق فقد روى له مسلم في المتابعات وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث كما هنا. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2878) من طريق زهير بن معاوية، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإِسناد.
وللشطر الأول منه، وهو إلى قوله: "روضة من رياض الجنة"، انظر (7223) .
وأما الشطر الثاني، فسيأتي برقم (10839) ، وانظر ما سلف برقم (7253) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، المِسْوَر بن رفاعة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى عنه مالك في "موطئه"، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد.=(15/78)
9155 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْسُورًا، مَوْلَى قُرَيْشٍ فِي حَلْقَةِ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقُرَشِيّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ مَرَّ بِهِ فَتًى يَجُرُّ إِزَارَهُ فَوَكَزَهُ بِحَدِيدَةٍ (1) كَانَتْ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ يَبْلُغْكَ مَا قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى الَّذِي يَجُرُّ إِزَارَهُ بَطَرًا " (2)
9156 - حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ الضَّبِّيُّ الْأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ زُرَيْقٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحَدِّثُ نَفْسِي بِالْحَدِيثِ، لَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: " ذَلِكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ " (3)
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" بإثر الحديث (2878) من طريق بن معاوية، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وانظر (8721) و (8738) .
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: بجريدة، والمثبت من (ظ3) و (عس) ونسخة هامش (س) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ميسور مولى قريش، وقد فات الحسينى وابنَ حجرٍ ترجمتُه في "الإكمال" و"التعجيل" مع أنه من شرطهما.
وقد أخرج الحديث مع القصة ابن ماجه (3571) من طريق أبي سلمة، عن هريرة. وإسناده حسن.
وسلف الحديث برقم (9004) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، وهو على شرط مسلم.=(15/79)
9157 - حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ زُرَيْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ خَبَّبَ خَادِمًا عَلَى أَهْلِهَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ أَفْسَدَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا فَلَيْسَ
__________
= وأخرجه مسلم (132) (210) ، وأبو عوانة 1/78-79، وابن منده في "الإيمان" (340) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (337) من طريق أبي الجواب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (132) (210) ، وأبو داود الطيالسي (2401) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (657) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 9/357، وابن منده (341) و (342) من طريق شعبة عن الأعمش، به.
وأخرجه مسلم (132) (209) ، وأبو داود (5111) ، وابن أبي عاصم (654) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (664) ، وأبو عوانة 1/78، وابن حبان (148) ، وابن منده (343) و (344) ، والبيهقي (338) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبي صالح، به.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 9/357 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن بعض أصحابي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (46) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 9/357 من طريق سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح، مرسلا.
وسيأتي برقم (9694) و (9876) و (9877) .
وفي الباب عن ابن عباس بنحوه، سلف برقم (2097) .
وعن عائشة، سيأتي 6/106.=(15/80)
مِنَّا (1) " (2)
9158 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ فِي
__________
= وعن ابن مسعود عند مسلم (133) (211) .
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: فليس هو منا، بزيادة لفظة: "هو".
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه الحاكم 2/196، والبيهقي في "السنن" 8/13، وفي "الشعب" (5432) و (11115) ، وفي "الآداب" (74) من طريق الأحوص بن جواب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/396، وأبو داود (2175) و (5170) ، والبيهقي في "الشعب" (5433) من طريق زيد بن الحباب، والنسائي في "الكبرى" (9214) ، وابن حبان (568) و (5560) من طريق معاوية بن هشام، كلاهما عن عمار بن رزيق، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/2589، والخطيب في "تاريخه" 11/123-124 من طريق هارون بن محمد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال ابن عدي: هارون ليس بمعروف.
وفي الباب عن بريدة بن الحصيب، سيأتي 5/352 ولفظه: "ليس منا من حلف بالأمانة، ومن خبب على امرىء زوجته أو مملوكه فليس منا".
وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (4834) و (8018) ، وفي "الصغير" (698) ، والخطيب 11/54-55.
وعن ابن عباس عند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/395-396، والطبراني في "الأوسط" (1824) .
قوله: "خبب"، قال السندي: أي: أفسد وخدع.(15/81)
الْمُنَافِقِ، وَإِنْ صَلَّى وَإِنْ صَامَ وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ " (1)
9159 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ كِتَابًا بِيَدِهِ لِنَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَوَضَعَهُ تَحْتَ عَرْشِهِ، فِيهِ: رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (59) (110) ، والفريابي في "صفة المنافق" (5) ، وأبو عوانة 1/21، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 31 و32، وابن حبان (257) ، وابن منده (530) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/255، والبيهقي 6/288، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/437، والبغوي (36) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 4/219-220 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (10925) . وانظر ما سلف برقم (8685) .
(2) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي النخعي- وإن كان في حفظه شيء، متابع، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح.
قوله: "بيده": زيادة منكرة في حديث الأعمش، تفرد بها شريك عنه، وهو سيىء الحفظ، وخالفه ثقتان حُجتان فلم يذكراها في حديث الأعمش، أحدهما سفيان الثوري، وسيأتي حديثه عند المصنف برقم (10014) .
والثاني أبو حمزة السكري، أخرج حديثه البخاري (7404) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/135.
وقد وقعت هذه الزيادة أيضا في حديث عجلان عن أبي هريرة، وسيأتي=(15/82)
9160 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يُنْقِصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يُنْقِصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا " (1)
__________
= الكلام عليها برقم (9597) . والحديث قد روي عن أبي هريرة من غير هذه الزيادة، انظر (7500) و (8127) و (8958) .
(1) إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي ثقة روى له أصحاب السنن، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة.
وأخرجه الدارمي (513) ، ومسلم (2674) (16) ، وأبو داود (4609) ، والترمذي (2674) ، وأبو يعلى (6489) ، وابن حبان (112) ، والبغوي في "شرح السنة" (109) ، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 230، واللالكائي (6) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن ماجه (206) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (113) عن ابن حميد، عن عبد العزيز بن أبي حازم (وقد تحرف في الأصل إلى جرير بن أبي حازم) ، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن أبي هريرة. ابن حميد: هو يعقوب بن حميد بن كاسب المدني، وهو ضعيف يعتبر به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد التبس أمر ابن حميد على الشيخ ناصر الألباني فظنه=(15/83)
9161 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَاءِ الْمَدِينَةِ وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ، إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْ شَهِيدًا " (1)
9162 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ التَّثَاؤُبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ " (2)
__________
= محمد بن حميد الرازي، وصوب أن يكون جرير بن أبي حازم المحرف في الأصل جرير بن عبد الحميد الضبي!!!
وأخرجه مالك في "الموطأ" بلاغاً 1/218.
وانظر ما سيأتي برقم (10556) و (10749) .
وفي الباب عن جرير بن عبد الله عند مسلم (1017) ، وسيأتي 4/357.
وعن حذيفة بن اليمان، سيأتي 5/387.
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه مسلم (1378) (484) ، وأبو يعلى (6487) ، وابن خزيمة وأبو عوانة كلاهما في الحج كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 213، وابن حبان (3739) ، والبغوي (2019) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" أيضا من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء، به.
وانظر ما سلف برقم (7865) .
(2) إسناده صحيح.=(15/84)
9163 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَجْتَمِعُ كَافِرٌ وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ أَبَدًا " (1)
9164 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= وأخرجه مسلم (2994) (56) ، والترمذي (370) ، وأبو يعلى (6456) ، وابن خزيمة (920) ، وابن حبان (2357) ، والبيهقي 2/289، والبغوي (728) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وفي رواية علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر عند الترمذي وابن خزيمة والبغوي: "التثاؤب في الصلاة من الشيطان" قيده بحالة الصلاة، انظر "فتح الباري" 10/612.
وأخرجه أيضا مقيداً بحالة الصلاة ابن حبان (2359) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وانظر (7294) .
وقوله: "التثاؤب من الشيطان"، قال ابن بطال: إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة، أي: إن الشيطان يحب أن يرى الإِنسان متثائباً، لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه، لا أن المراد أن الشيطان فَعَلَ التثاؤبَ.
وقال ابن العربي: قد بَينَا أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان، لأنه واسطته، وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى المَلَكِ، لأنه واسطته.
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (1891) (130) ، وأبو داود (2495) ، وأبو يعلى (6505) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/831، وأبو عوانة 5/62، والبيهقي 9/165، والبغوي (2621) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد، وانظر (8816) .(15/85)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْعُقُوبَةِ، مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، مَا قَنَطَ مِنْ رَحْمَتِهِ أَحَدٌ " (1)
9165 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا هَامَةَ، وَلَا نَوْءَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، سليمان -وهو ابن داود الهاشمي- ثقة روى له أصحاب السنن، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة.
وأخرجه مسلم (2755) (23) من طريق يحيى بن أيوب وقتيبة وعلي بن حُجْر، وأبو يعلى (6507) ، وابن حبان (656) من طريق يحيى بن أيوب ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (8415) .
(2) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه مسلم (2220) (106) ، والبغوي (3252) ، والخطيب في "تاريخه" 6/118 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3912) ، وابن حبان (6133) من طريق عبد العزيز بن محمد، وابن أبي عاصم (275) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وانظر ما سلف برقم (7620) .
ولقوله: "ولا نوء" انظرما سلف برقم (7908) .
قال البغوي في "شرح السنة" 4/420: والنوء للكواكب الثمانية والعشرين التي هي منازل القمر، يسقط منها كل ثلاث عشرة ليلة نجم منها في المغرب مع طلوع الفجر، ويَطْلعُ آخَر يُقابله من المشرق من ساعته، فيكون انقضاء السنة =(15/86)
9166 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَأْتِي الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَهِمَّتُهُ الْمَدِينَةُ، حَتَّى يَنْزِلَ دُبُرَ أُحُدٍ، ثُمَّ تَصْرِفُ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، وَهُنَالِكَ يَهْلِكُ " (1) ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: " كَذَا قَالَ أَبِي فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ " (2)
9167 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ دِينَارٍ
__________
= مع انقضاء هذه الثمانية والعشرين. وأصل النوء: هو النهوض، سمي نوءاً، لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق ينوء نوءاً وذلك النهوض، وقد يكون النوء للسقوط، وكانت العرب تقول في الجاهلية: إذا سقط منها نجم وطلع آخر لابد من أن يكون عند ذلك مطر، فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى النجم، فيقولون: مُطرنا بنوء كذا.
وهذا التغليظ فيمن يرى ذلك من فعل النجم، فأما من قال: مطرنا بنوء كذا، وأراد: سقانا الله بفضله في هذا الوقت فذلك جائز.
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه مسلم (1380) (486) ، وأبو يعلى (6459) ، وابن حبان (6810) ، والبغوي (2023) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2243) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء، به.
وسيأتي برقم (9286) و (9895) . وانظر ما سلف برقم (7234) .
(2) كذا في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة، وفي (عس) و (ك) : حدثنا عبد الله، حدثني أبي في هذه الأحاديث، بهذا الإسناد، ثم رمج في (عس) ، ولم يذكر شيء من ذلك في (ظ3) .(15/87)
يَعْنِي عَبْدَ اللهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنْيَانًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ، وَيتَعَجَّبُونَ (1) لَهُ، وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ، قَالَ: فَأَنَا تِلْكَ اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ " (2)
9168 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، مَوْلَى بَنِي تَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، مَوْلَى بَنِي زُرَيْقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: ويعجبون، وهي رواية البخاري ومسلم، والمثبت من (ظ3) و (عس) .
(2) إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي ثقة، روى له أصحاب السنن، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير الأنصاري.
وأخرجه البخاري (3535) ، ومسلم (2286) (22) ، والنسائي في "الكبرى" (11422) ، والآجري في "الشريعة" ص 456، وابن حبان (6405) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/366، والبغوي (3621) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7322) .(15/88)
شِفَاءً، وَفِي الْآخَرِ دَاءً " (1)
9169 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَني عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، مَوْلَى بَنِي تَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، مَوْلَى بَنِي زُرَيْقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ " (2)
9170 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَمِعَ الشَّيْطَانُ الْمُنَادِيَ يُنَادِي بِالصَّلَاةِ، وَلَّى وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ الصَّوْتَ، فَإِذَا فَرَغَ، رَجَعَ فَوَسْوَسَ، فَإِذَا أَخَذَ فِي الْإِقَامَةِ، فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه البخاري (5782) ، والبغوي (2813) من طريق قتيبة بن سعيد، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2038) ، والبخاري (3320) ، وابن ماجه (3505) ، وابن الجارود (55) ، والطحاوي (3291) ، والبيهقي 1/252، والبغوي (2814) ، من طرق عن عتبة بن مسلم، به.
وانظر ما سلف برقم (7141) .
(2) إسناده صحيح. وانظر ما سلف برقم (7346) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المُهَلب بن عمرو الأزْدي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي.
وأخرجه مسلم (389) (16) ، والبيهقي 1/432 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، بهذا الإسناد.=(15/89)
9171 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَجِدُ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِحَدِيثِ هَؤُلَاءِ، وَهَؤُلَاءِ بِحَدِيثِ هَؤُلَاءِ " (1)
9172 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَيُؤْمِنَ النَّاسُ أَجْمَعُونَ، فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ، فَيَفِرَّ الْيَهُودِيُّ وَرَاءَ الْحَجَرِ، فَيَقُولَ الْحَجَرُ: يَا عَبْدَ اللهِ، يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ " (2)
__________
= وأخرجه مسلم (389) (17) و (18) ، وأبو عوانة 1/334 و334-335، والبغوي (413) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به. مختصراً: "إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان وله حصاص" أي: ضراط، وقيل: الحصاص: شدة العَدْو.
وسيأتي من طريق زائدة أيضا برقم (10878) . وانظر ما سلف برقم (8139) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي. وانظر (8438) و (10427) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي،=(15/90)
9173 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) : " مَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ، (2)
__________
= وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي.
وأخرج الفقرة الأولى منه مسلم (157) من طريق حسين بن علي، عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.
وأخرجها البخاري ضمن حديث مطول (6506) و (7121) من طريق شعيب ابن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به. وانظر (8599) .
وأخرج الفقرة الثانية البخاري (2926) من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة.
وستأتي من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة برقم (10857) ، ومن طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9398) .
وأما الفقرة الثالثة فأخرجها الحميدي (1101) ، والبخاري (2929) ، ومسلم (2912) (64) ، وابن ماجه (4097) ، والبيهقي 9/175-176 من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري (3587) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وأخرجها البخاري (2928) من طريق صالح بن كيسان، عن الأعرج، به.
وستأتي برقم (10860) و (10861) . وانظر ما سلف برقم (7263) .
(1) قوله: "عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" سقط من (م) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: "لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلًا وَلَا صَرْفًا"، والمثبت من (ظ3) و (عس) ، وكذا في الموضعين التاليين.(15/91)
وَالْمَدِينَةُ حَرَامٌ (1) ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلًا وَلَا صَرْفًا، وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ" (2)
__________
(1) في (ظ3) : حرم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرج الفقرة الأولى وحدها أبو داود (5114) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجها مسلم (1508) (19) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة ابن قدامة، به.
وأخرجها مسلم (1508) (19) من طريق شيبان النحْوي، عن الأعمش، به.
وأخرجها مسلم (1508) (18) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به.
وستأتي برقم (9400) .
وأخرج الفقرة الثانية والثالثة معاً مسلم (1371) (470) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، به.
وستأتيان برقم (9808) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة.
أما الفقرة الثانية وحدها فأخرجها مسلم (1371) (469) من طريق حسين بن الجعفي، عن زائدة، به.
وأخرجها البيهقي 5/196 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به.
وستأتي برقم (10804) ، وانظر ما سلف برقم (7218) .=(15/92)
9174 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَوَكَّلَ اللهُ بِحِفْظِ امْرِئٍ
__________
= وأما الفقرة الثالثة وحدها فأخرجها ابن أبي شيبة 12/455 عن حسين بن علي، عن زائدة، به.
وأخرجها أبو نعيم في "الحلية" 7/243 من طريق مسعر، عن الأعمش، به.
وانظر ما سلف برقم (8780) .
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (615) .
وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/332 و342.
وعن أنس بن مالك، سيأتي 3/238.
قوله: "من تولى قوماً بغير إذن مواليه"، قال النووي في "شرح مسلم" 10/149: معناه أن ينتميَ العتيق إلى ولاء غير مُعتِقِه، وهذا حرام، لتفويته حق المنعم عليه، لأن الولاء كالنسب، فيحرم تضييعه كما يحرم تضييعُ النسب وانتساب الإِنسان إلى غير أبيه.
وقوله: "لا يقبل منه صرف ولا عدل"، قال في "النهاية" 3/24، الصرف: التوبة، وقيل: النافلة، والعدل: الفدية، وقيل: الفريضة.
وقوله: "فمن أحدث فيها، أو آوى محدثاً"، قال النووي 9/140: قال القاضي: معناه: من أتى فيها إثماً أو آوى من أتاه، وضَمه إليه، وحماه.
قوله: "وذمة المسلمين واحدة"، قال النووي 9/144: المراد بالذمة هنا الأمان، معناه: أن أمان المسلمين للكافر صحيح، فإذا أمنه به أحد المسلمين حَرُمَ على غيره التعرض له ما دام في أمان المسلم، وللأمان شروط معروفة.
وقوله: "فمن أخْفَر مسلماً"، قال النووي: معناه: من نقض أمان مسلم، فتعرض لكافر أمنه مسلم، قال أهل اللغة: يقال: أخفرت الرجل، إذا نقضتَ عهده، وخَفَرتُه: إذا أمنتَه.(15/93)
خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَتَصْدِيقٌ بِكَلِمَاتِ اللهِ، حَتَّى يُوجِبَ لَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يُرْجِعَهُ إِلَى بَيْتِهِ، أَوْ مِنْ حَيْثُ خَرَجَ " (1)
9175 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كُلِمَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ كُلِمَ فِي سَبِيلِهِ، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُرْحُهُ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ جُرِحَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ رِيحُ (2) مِسْكٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
وأخرجه أبو عوانة 5/30 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/443-444، ومن طريقه أخرجه البخاري (3123) ، و (7457) و (7463) ، والنسائي 6/16، وابن حبان (4610) ، وأخرجه الحميدي (1087) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2311) ، والدارمي (2391) من طريق سفيان الثوري، ومسلم (1876) (104) ، والبيهقي 9/197 من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحِزامي، وسعيد بن منصور (2312) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، خمستهم عن أبي الزناد، به.
وانظر ما سلف برقم (7157) .
(2) لفظة: "ريح" ليست في (عس) و (س) و (ل) ، وأثبتناها من (ظ3) ونسخة على هامش (س) . وهي مثبتة كذلك في (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/351، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (245) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإِسناد. وانظر (9087) .(15/94)
9176 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، قَالَ: فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، أَغْوَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، قَالَ: فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي (1) اصْطَفَاكَ اللهُ بِكَلَامِهِ، تَلُومُنِي عَلَى عَمَلٍ أَعْمَلُهُ، كَتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، قَالَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى " (2)
9177 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ذَكْوَانَ يُكْنَى أَبَا الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ،
__________
(1) لفظة "الذي" تحرفت في (م) والنسخ المتأخرة إلى: "أنت".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/252 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2134) ، وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 87، وابن أبي عاصم في "السنة" (140) و (141) ، والنسائي في "الكبرى" (11130) و (11443) ، وأبو يعلى (1204) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/124-125 و125 و153 و153-154، وابن حبان (6179) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم (157) ، والنسائي في "الكبرى" (10986) من طريق القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (7387) .(15/95)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ، عَمَّةَ النَّبِيِّ يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، سَلَانِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا " (1)
9178 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا ذَاكُمْ يُحَوَّلُ ذَهَبًا، يَكُونُ عِنْدِي بَعْدَ ثَلَاثٍ مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْئًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ "
" إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ: هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ " عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (206) (352) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 19/120 من طريق أبي أسامة، عن زائدة بن قدامة، به.
وأخرجه البخاري (3527) ، وأبو يعلى (6327) ، وأبو عوانة 1/95 و95-96 و96 من طرق عن أبي الزناد، به. وانظر (8601) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عاصم -وهو ابن أبي النجود- حسن الحديث.
ولقوله: "ما أحب أن أحداً ذاكم ... " انظر ما سلف برتم (7484) .=(15/96)
9179 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ - أَوْ عَلَى أُمَّتِي (1) لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ "، (2)
9180 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو فَذَكَرَ مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ (3)
9181 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِرًا " (4)
__________
= ولقوله: "إن الأكثرين هم الأقلون ... " انظر (8323) .
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: على أمتي أو على المومنين.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو. وانظر (7513) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (7853) . وانظر ما قبله.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب الآزدي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي.
وأخرجه أبو عوانة 2/84 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 2/84 من طريق يحيى بن يعلى بن الحارث وحسين الجعفي، كلاهما عن زائدة بن قدامة، به. وانظر (7175) .(15/97)
9182 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَفْتَتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ " (1)
9183 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ذَكْوَانَ أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ سَجْدَةً، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ، وَمَنْ أَدْرَكَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ سَجْدَةً، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ " (2)
9184 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ يَعْنِي ابْنَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة 2/304 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضا من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، به. وانظر (7176) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (6284) و (6302) و (6332) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، والدارقطني 2/84 من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق الأعرج مقروناً بعطاء بن يسار، وبسر بن سعيد، عن أبي هريرة برقم (9954) ، ومن طريق الأعرج وحده برقم (10129) .
وانظر ما سلف برقم (7216) .(15/98)
خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، فَأَطْعَمَهُ طَعَامًا، فَلْيَأْكُلْ مِنْ طَعَامِهِ، وَلَا يَسْأَلْهُ عَنْهُ، وَإِنْ سَقَاهُ شَرَابًا مِنْ شَرَابِهِ، فَلْيَشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ، وَلَا يَسْأَلْهُ عَنْهُ " (1)
9185 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف مسلم بن خالد الزنجي، لكن روي الحديث من وجه آخر عن أبي هريرة لا بأس به، كما سيأتي في التخريج.
وسمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث.
وأخرجه أبو يعلى (6358) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/222، والطبراني في "الأوسط" (2461) و (5301) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2311، والحاكم 4/126، والبيهقي في "الشعب" (5801) ، والخطيب في "تاريخه" 3/87-88 من طرق عن مسلم بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/126 من طريق بثر بن موسى، عن الحميدي، عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة رواية، أي: مرفوعاً.
وهذا سند قوي.
لكن أخرجه ابن أبي شيبة 8/290 عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، موقوفاً.
قوله: "ولا يسأله عنه"، قال السندي: يريد أن الاعتماد على ظاهر الحِل يكفي، ولا حاجة إلى البحث عن حقيقة الأمر، وظاهر أن الظاهر في مال المسلم هو الحِل، نعم إذا ظهرت علامة الحرمة، فذاك أمر آخر، والله أعلم.(15/99)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ، أَوْ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ سَأَلَهُمْ: " هَلْ تَرَكَ دَيْنًا؟ " فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ وَفَاءً؟ " فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، صَلَّى عَلَيْهِ، وَإِنْ قَالُوا: لَا، قَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ " (1)
9186 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ أَبَدًا اجْتِمَاعًا يَضُرُّ أَحَدَهُمَا "، قَالُوا: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ يَقْتُلُهُ كَافِرٌ، ثُمَّ يُسَدَّدُ بَعْدُ (2) " (3)
9187 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَضَمَّنَ اللهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانًا بِي وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي، أَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي، وأبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري. وانظر (8950) .
(2) في (عس) ونسخة على هامش (س) : بعده، وفي (م) والنسخ المتأخرة: بعد ذلك، والمثبت من (ظ3) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1891) (131) ، والبيهقي 9/165 من طريق عبد الله بن عون، عن أبي إسحاق الفزاري، بهذا الاسناد. وانظر (7575) .(15/100)
أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ، أَوْ غَنِيمَةٍ " (1)
9188 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِهِ، إِلَّا لَقِيَ اللهَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ جُرِحَ (2) ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ رِيحُ مِسْكٍ "، (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو عوانة 5/31 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1876) (107) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (50) ، وابن مند (237) ، والبيهقي 9/39 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن سهيل بن أبي صالح، به.
وسيأتي برقم (9477) . وانظر ما سلف برقم (7157) .
قوله: "لا يخرجه إلا إيماناً بي وتصديقاً برسلي"، قال النووي: هكذا هو في جميع النسخ، وهو منصوب على أنه مفعول له، وتقديره: لا يخرجه المخرج ويحركه المحرك إلا للجهاد والإيمان والتصديق. معناه: لا يخرجه إلا محض الإيمان، والاخلاص لله تعالى.
(2) في (ظ3) و (عس) : يجرح.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو عوانة 5/31 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (1876) (107) ضمن الحديث المطول من طريق جرير بن=(15/101)
9189 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ (1)
9190 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ يُعْرَضُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ " (2)
9191 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ
__________
= عبد الحميد، والترمذي (1656) ، وأبو عوانة 5/32 من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به. وانظر (9087) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة 5/31 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وقد سلف الحديث من طريق الأعمش، انظر (9087) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن إسحاق -وهو السيلحيني- فمن رجال مسلم. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم.
وأخرجه البخاري (4998) ، وابن ماجه (1769) ، والنسائي في "الكبرى" (7992) من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وزادوا فيه: "وكان يعتكف كل عام عشراً، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه".
وقد سلفت هذه الزيادة وحدها برقم (8435) عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2042) .(15/102)
أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ " (1)
9192 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ فَيْحَهَا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ " (2)
9193 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُكْلَمُ عَبْدٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ، يَجِيءُ جُرْحُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ رِيحُ مِسْكٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/3 عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وانظر (7840) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-. وقد سلف برقم (8900) . وانظر لزاما التعليق على الحديث (10802) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، عبد الصمد بن حسان روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق، ووثقه ابن سعد وابن حبان، وذكره=(15/103)
9194 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ - إِنْ كَانَ قَالَهُ - " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ "، وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَقَدْ كُنْتُ أَسْتَنُّ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ، وَبَعْدَ مَا أَسْتَيْقِظُ، وَقَبْلَ مَا آكُلُ، وَبَعْدَ مَا آكُلُ حِينَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا قَالَ (1)
9195 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ، أَنَّهُ قَالَ: رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ، وَعَلَيْهِ سَرَاوِيلُ مِنْ تَحْتِ قَمِيصِهِ، فَنَزَعَ سَرَاوِيلَهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَرَفَعَ فِي عَضُدَيْهِ الْوُضُوءَ، وَرِجْلَيْهِ، فَرَفَعَ فِي سَاقَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي
__________
= الذهبي في "الميزان" 2/620، وقال: صدوق إن شاء الله، ونقل عن البخاري قوله: كتبت عنه وهو مقارب. ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وانظر (9087) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، الحسن بن سوار صدوق لا بأس به، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. الليث: هو ابن سعد، وخالد بن يزيد: هو الجمحي المصري. وانظر (7339) .
قوله: "إن كان قاله"، قال السندي: لتحقيق أنه قاله وتقريره وتأكيد على أن "إنْ" مخففة من الثقيلة، وحَذْف اللام بعدها جائز وارد في كلام العرب كما صرح به بعض أهل التحقيق، وإن كان ظاهر كلام النحاة خلافه.(15/104)
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ " (1)
9196 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، خَتَنُ سَلَمَةَ الْأَبْرَشِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَا يَكُونُ فِي ذَلِكَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا سند قوي. نُعَيم المجمِر: هو نعيم بن عبد الله.
وأخرجه البخاري (136) ، وأبو عوانة 1/224، والبيهقي 1/57، والبغوي (218) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (246) (35) ، وأبو عوانة 1/224، وابن حبان (1049) ، والبيهقي 1/57 من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، به. وانظر (8413) .
(2) حديث صحيح بطريقيه وشواهده، سلمة بن الفضل الأبرش حسن الحديث وهو من أثبت الناس في ابن إسحاق، وهذا الأخير مدلس وقد عنعن.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8052) من طريق أبي تميلة يحيى بن واضح، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإِسناد.
وسيأتي الحديث من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة برقم (10774) ، وهذا سند قوي.
وفي الباب عن عبد الله بن أبي أوفى، سيأتي 4/353-35، وهو في "صحيح مسلم" (1742) . =(15/105)
9197 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ إِسْحَاقَ، مَوْلَى زَائِدَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ " (1)
* 9198 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُؤْمِنُ مَأْلَفٌ، وَلَا خَيْرَ
__________
= وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند عبد الرزاق (9518) ، وابن أبي شيبة 12/461-462، وعبد بن حميد (330) ، والدارمي (2440) ، والبيهقي 9/153.
وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط" كما في "المجمع" 5/328، وفي "الصغير" (790) ، والحاكم 3/38.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عمر بن إسحاق في عداد المجهولين، روى عنه اثنان، وخرج له مسلم هذا الحديث الواحد متابعة.
وأخرجه مسلم (233) (16) ، والبيهقي 10/187، والمزي في ترجمة عمر بن إسحاق من "تهذيبه" 21/274-275 من طريق هارون بن سعيد الأيلي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (233) (16) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7129) .(15/106)
فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ، وَلَا يُؤْلَفُ " (1)
9199 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تُفْتَحُ يَوْمَ
__________
(1) إسناده حسن، أبو صخر -وهو حميد بن زياد- مختلف فيه، وهو حسن الحديث إلا عند المخالفة، روى له مسلم، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. أبو حازم: هو سلمة بن دينار المدني، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه الحاكم 1/23، والبيهقي في "السنن" 10/236-237 من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد. لكن لم يذكر فيه الحاكم أبا صالح، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولا أعلم له علة، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: علته انقطاعه، فإن أبا حازم هذا هو المديني لا الأشجعي، وأبو صخر
لم يلقَ الأشجعى، ولا المدينى لقي أبا هريرة.
وأخرجه البزار (3591 - كشف الأستار) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (180) ، وابن عدي في "الكامل" 2/685، والبيهقي في "الشعب" (8119) من طرق عن عبد الله بن وهب، به.
وأخرجه ابن عدي 2/685 من طريق خالد بن الوضاح، عن أبي حازم، به.
وخالد هذا لم نجد له ترجمة فيما بين أيدينا من المصادر.
وفي الباب عن سهل بن سعد، سيأتي 5/335، وإسناده ضعيف.
وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط" (5783) ، والبيهقي في "الشعب" (7658) ، وإسناده ضعيف أيضا.
قوله: "مألف"، قال السندي: هكذا بالميم في النسخ، أي: هو محل ومظنة للإلف، ومن شأنه ذلك، لحُسْن خُلُقه، وكرم طبعه، ومحبته لغيره، مثل ما يُحِب لنفسه.(15/107)
الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا " مَرَّتَيْنِ (1)
9200 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زَحْرٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ لَكُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ الصَّلَاةَ، فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ " (2)
9201 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَتَمَجَّدَنَّ (3) اللهُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وهو في "موطأ مالك" 2/908، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (411) ، ومسلم (2565) (35) ، وابن حبان (5666) و (5668) ، والبيهقي في "الشعب" (6626) ، وفي "الآداب" (281) ، والبغوي (3523) .
وانظر (7639) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن زحر مختلف فيه، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (598) ، وفيه انقطاع بين عبيد الله وبين أبي هريرة. المفضل: هو ابن فضالة القتباني.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2124) بإسناد صحيح، وهو مخرج في "صحيح مسلم".
وانظر حديث عائشة الآتي 6/272.
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: ليتحمدن، والمثبت من (ظ3) و (عس) . وهما=(15/108)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أُنَاسٍ مَا عَمِلُوا مِنْ خَيْرٍ قَطُّ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا احْتَرَقُوا، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ، بَعْدَ شَفَاعَةِ مَنْ يَشْفَعُ " (1)
9202 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي زُمْرَةٌ، هُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ "، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ يَرْفَعُ نَمِرَةً عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: " اللهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ "، ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: " سَبَقَكَ عُكَّاشَةُ " (2)
__________
= بمعنى، أي: يتكرم ويتمنن عليهم.
(1) حسن لغيره، وصالح مولى التوأمة كان قد اختلط، ولم ينص أحد على رواية ابن أبي الزناد عنه هل هي قبل اختلاطه أم بعده.
لكن يشهد له حديث أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/56.
وحديث أنس، سيأتي 3/143.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، إبراهيم بن إسحاق صدوق لا بأس به، روى له مسلم في المقدمة، وأبو داود والترمذي، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه البخاري (6542) ، وابن منده في "الإيمان" (970) ، والبغوي (4323) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/184-185 من طرق عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (216) (369) ، وأبو عوانة 1/140-141، وابن منده (970) =(15/109)
9203 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يُونُسَ، وَعَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ (1) ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا، وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا " (2)
__________
= من طريق ابن وهب، عن يونس، به.
وأخرجه البخاري (5811) ، والمروزي في زوائده على "زهد ابن المبارك" (1576) ، وابن منده (971) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (245) ، والبيهقي 10/139 من طرق عن الزهري، به.
وانظر ما سلف برقم (8016) .
(1) قوله: "وعلي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس" لم يرد في (ظ3) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 161، و"أطراف المسند" 8/6، وهو ثابت في (عس) و (ل) والنسخ المتأخرة.
(2) إسناده صحيح، إبراهيم بن إسحاق -وهو الطالقاني- صدوق لا بأس به، ومتابعه علي بن إسحاق -وهو السلمي مولاهم أبو الحسن المروزي- ثقة، روى له الترمذي، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري (5110) ، والبيهقي 7/165 من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1408) (36) ، وأبو داود (2066) ، والنسائي 6/96 من طرق عن يونس بن يزيد، به.
وأخرجه مسلم (1408) (35) من طريق عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن ابن شهاب، به.
وسيأتي الحديث من طرق عن الزهري برقم (9834) و (10712) و (10717) .=(15/110)
9204 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي أَنَسٍ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ " (1)
9205 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فُلَانٍ الْخَثْعَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا زُرْعَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا خَرَجَ سَفَرًا فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ، قَالَ: " اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ - قَالَ: وَأُرَاهُ يَعْنِي قَالَ: وَالْحَامِلُ عَلَى الظَّهْرِ - اللهُمَّ اصْحَبْنَا بِنُصْحٍ، وَاقْلِبْنَا بِذِمَّةٍ، نعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ (2) السَّفَرِ، وَكَآبَةِ
__________
= وانظر ما سلف برقم (7133) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، إبراهيم بن إسحاق صدوق، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. ابن أبي أنس: اسمه نافع بن مالك بن أبي عامر.
وأخرجه مسلم (1079) (2) ، والنسائي 4/128، وأبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 239، وابن حبان (3434) ، والبيهقي في "السنن" 4/303، وفي "فضائل الأوقات" (32) من طريق ابن وهب عن يونس بن يزيد، بهذا الإِسناد. وانظر (7780) .
(2) وقع في (م) والنسخ المتأخرة: "نعوذ بك من ملح وعناء السفر"، بزيادة كلمة "ملح" ولا وجه لها، ورمجت في (س) .(15/111)
الْمُنْقَلَبِ " (1)
9206 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَجْلَحُ، أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ فِي
__________
(1) حديث حسن، والراوي المبهم فيه "فلان الخثعمي": هو عبد الله بن بشر الخثعمي كما في مصادر التخريج عدا الحاكم، وهو صدوق، أو ولده عمير بن عبد الله كما في رواية الحاكم، وهو ثقة، وكلاهما من رجال "التهذيب"، وباقي رجال الإسناد ثقات. عتاب: هو ابن زياد الخراساني.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3438) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد، وحسنه.
وأخرجه الترمذي (3438) ، والنسائي في "المجتبى" 8/273-274، وفي "عمل اليوم والليلة" (503) ، والطبراني في "الدعاء" (807) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (498) من طريق ابن أبي عدي، عن شعبة، عن عبد الله بن بشر الخثعمي، عن أبي زرعة، به.
وأخرجه الحاكم 2/99 من طريق عبد الجبار بن العباس، عن عمير بن عبد الله، عن أبي زرعه, به.
وسيأتي بنحوه من طريق سعيد المقبري, عن أبي هريرة برقم (9599) .
وفي الباب عن ابن عباس, سلف (2311)
وعن ابن عمر، سلف (6311) .
وعن عبد الله بن سرجس، سيأتي 5/82.
قوله: "على الظهر"، قال السندي: أي: المركب بإعطائه وتسخيره.
"واقلبنا"، أي: ارجِعْنا. "بذِمة"، أي: بأمان.(15/112)
الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، مَا دَعَا اللهَ فِيهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِشَيْءٍ، إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ " (1)
9207 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، الأجلح -وهو ابن عبد الله بن حُجية الكندي- حسن الحديث إذا لم يأت بما يُنكَر، وباقي رجال الإسناد ثقات.
علي بن إسحاق: هو السلمي مولاهم المروزي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/149 عن علي بن مسهر، والطبراني في "الدعاء" (178) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن الأجلح، بهذا الإسناد.
وانظر (7151) .
(2) إسناده صحيح، علي بن إسحاق -وهو السلمي مولاهم المروزي- ثقة من رجال الترمذي، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه النسائي 3/89-90 عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (854) (17) ، والبيهقي في "الشعب" (2970) من طريق عبد الله بن وهب، والنسائي في "الكبرى" (1662م) من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، كلاهما عن يونس بن يزيد، به. وفي رواية البيهقي زيادة: "ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة".=(15/113)
9208 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَهِدَ الْجِنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ - وَقَالَ عَتَّابٌ: حَتَّى تُفْرَغَ - فَلَهُ قِيرَاطَانِ "، قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ يَا رَسُولَ
__________
= وسيأتي من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري برقم (10645) ، ومن طريق أبي الزناد، عن الأعرج برقم (9409) ، ومن طريق عبد الله بن فروخ عن أبي هريرة برقم (10970) ، وسيأتي ضمن حديث طويل برقم (10303) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة. وانظر الحديث السالف برقم (7687) .
وأخرجه الحاكم 1/277، وعنه البيهقي في "الشعب" (2971) من طريق الربيع بن سليمان، عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة بلفظ: "سيد الأيام يوم الجمعة ... ". وصححه الحاكم على شرط مسلم، فغلط، ففي الإسناد غير واحد ممن لم يخرج له مسلم، والإسناد لا يعدو كونه حسناً إذا ثبت اتصاله.
فقد أخرجه ابن خزيمة (1728) عن الربيع بن سليمان، بهذا الإسناد، إلا أنه لم يذكر فيه أبا عثمان التبان والد موسى. ثم قال بعده: غلطنا في إخراج هذا الحديث، لأن هذا مرسل، موسى بن أبي عثمان لم يسمع من أبي هريرة، أبوه أبو عثمان التبان، روى عن أبي هريرة أخباراً سمعها منه.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/423 من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، عن عبد الملك بن عبد العزيز، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، واقتصر على قوله: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة".
وفي الباب عن أبي لبابة، سيأتي 3/430.
وعن سعد بن عبادة، سيأتي 5/284.(15/114)
اللهِ؟ قَالَ: " مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ " (1)
9209 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ، فَخَالِفُوهُمْ " (2)
9210 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَنْثُرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح. عتاب: هو ابن زياد الخراساني.
وأخرجه النسائي 4/76 من طريق سويد بن نصر، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1325) ، والبيهقي 3/412 من طريق شبيب بن سعيد، ومسلم (945) (52) ، وابن حبان (3078) من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن يونس بن يزيد، به.
وانظر ما سلف برقم (7188) .
(2) إسناده صحيح. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيْلي.
وأخرجه النسائي 8/137، وابن حبان (5470) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3673) ، وأبو عوانة 5/514، والبغوي (3174) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس بن يزيد، بهذا الإِسناد. وانظر (7274) .
(3) إسناده صحيح. أبو إدريس الخَوْلاني، اسمه: عائذ الله بن عبد الله، وعبد الله: هو ابن المبارك.=(15/115)
9211 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي لَهِيعَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِيَّاكُمْ وَالْخَيْلَ الْمُنَفِّلَةَ، فَإِنَّهَا إِنْ تَلْقَ تَفِرَّ، وَإِنْ تَغْنَمْ تَغْلُلْ " (2)
9212 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْعَشْرَ الْأَوَاسِطَ، فَمَاتَ حِينَ (3) مَاتَ وَهُوَ يَعْتَكِفُ عِشْرِينَ يَوْمًا " (4)
__________
= وأخرجه البخاري (161) من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، وابن خزيمة (75) من طريق عتبة بن عبد الله، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (237) (22) ، وأبو عوانة 1/248، وابن خزيمة (75) ، وابن حبان (1438) من طرق عن يونس بن يزيد، به. وانظر (7221) .
(1) وقع هذا الإسناد في (م) والنسخ المتأخرة هكذا: حدثنا عتاب بن زياد، قال عبد الله بن لهيعة، قال لهيعة بن عقبة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: حدثني لهيعة بن عقبة. وفي (م) وحدها: وعن يزيد، بزيادة الواو. وكل هذا خطأ، والصواب ما أثبتناه من النسخ العتيقة المتقنة، و"أطراف المسند" 8/208.
(2) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (8676) . (3) في بعض النسخ: حيث.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان بن داود، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وانظر (8435) .(15/116)
9213 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي الْعُمَرِيَّ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ مِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ " (1)
9214 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي "، (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله -وهو ابن عمر بن حفص- العمري، وجهم بن أبي الجهم في عداد المجهولين. نوح بن ميمون: هو ابن عبد الحميد البغدادي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/25، وابن أبي عاصم في "السنة" (1250) ، من طريق خالد بن مخلد، عن عبد الله العمري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2501 - كشف الأستار) من طريق أبي عامر العقدي، عن الجهم بن أبي الجهم، به.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة" (315) ، وأبو بكر القطيعي في زياداته على "الفضائل" (524) و (684) ، وابن حبان (6889) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن أبي عاصم (1247) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5145) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري.=(15/117)
9215 - حَدَّثَنَا نُوحٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ " (1)
9216 - حَدَّثَنَا نُوحٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي الْعُمَرِيَّ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُوشِكُ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ إِلَى الْمَدِينَةِ، حَتَّى تَصِيرَ مَسَالِحُهُمْ بِسَلَاحٍ " (2)
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (5243) عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإسناد. وانظر (7223) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (98) من طريق عبد الرحمن بن أشرس، عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 8/221-222 من طريق عبيد الله بن عمر، عن أبي الزناد، به، إلا أنه قال: "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي".
وانظر ما سلف برقم (8721) .
(2) إسناده ضعيف. وقد تفرد به الإمام أحمد.
وفي الباب عن ابن عمر عند أبي داود (4250) و (4299) وإسناده ضعيف.
وعن عمرو بن عوف عند ابن ماجه (4094) ، لكن قال: "حتى تكون أدنى مسالح المسلمين ببَوْلاءَ" وإسناده ضعيف جدا. وبَوْلاء اسم مكان لم نقف على تعيينه.
قوله: "أن يرجع الناس"، قال السندي: لغلبة العدو عليهم.
وقوله: "مسالحهم"، قال: هي العسكر الحافظة للثغر، والمراد هاهنا الثغور،=(15/118)
9217 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ: " الْوَتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى " (1)
9218 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: " بِرَّ أُمَّكَ "، ثُمَّ عَادَ، فَقَالَ: " بِرَّ أُمَّكَ "، ثُمَّ عَادَ فَقَالَ " بِرَّ أُمَّكَ " ثُمَّ عَادَ الرَّابِعَةَ، فَقَالَ: " بِرَّ أَبَاكَ (2) " (3)
__________
= أي: أبعد ثغورهم هذا الموضع القريب من خيبر. قيل: لعل هذا من الدجال، أو يكون في وقتٍ.
وقوله: "سلاح"، قال: بفتح السين، وذكر السيوطي في "حاشية أبي داود"، ضمها: موضع قريب من خيبر.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، طارق بن عبد الرحمن -وهو البجلي الأحمسي- روى له البخاري خبراً واحداً متابعةً، واحتج به مسلم والباقون، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. سفيان: هو الثوري، زاذان: هو أبو عمر الكندي.
وانظر ما سلف برقم (7512) .
(2) في (ظ3) : ثم أباك.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يحيي بن أيوب -وهو الغافقي المصري- وإن روى له الشيخان، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح.=(15/119)
9219 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُشَاكُ بِشَوْكَةٍ فِي الدُّنْيَا، يَحْتَسِبُهَا، إِلَّا قُصَّ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
9220 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ - فَذَكَرَ حَدِيثًا عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ - قَالَ: وَحَدَّثَ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ أَيْضًا، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ
__________
= وهو عند ابن المبارك في كتاب "البر والصلة" كما في "الفتح "10/403، وتغليق التعليق" 5/84. ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (6) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1673) .
وانظر (8344) .
(1) قوله: "أخبرنا عبد الله" سقط من (م) والنسخ المتأخرة.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبيد الله بن عبد الله بن موهب. عبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (507) عن بشر بن محمد السختياني، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7386) .
قوله: "قُص بها"، قال السندي: على بناء المفعول، وتشديد الصاد، أي: نقص وأُخِذ. "وبها": أي: بسببها، أو في مقابلتها.(15/120)
بِالْكَلِمَةِ يُضْحِكُ بِهَا جُلَسَاءَهُ، يَهْوِي بِهَا مِنْ أَبْعَدِ مِنَ الثُّرَيَّا " (1)
9221 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ " (2)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الزبير بن سعيد.
وهو في "زهد" ابن المبارك (948) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5716) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/164 و8/187-188، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (71) .
وانظر ما سلف برقم (7215) ، وفيه قوله: "لا يرى بها بأساً"، بدل قوله: "يضحك بها جلساءه".
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/38، وإسناده ضعيف.
ومن حديث معاوية بن حيدة، سيأتي 5/3، وإسناده حسن.
(2) إسناده صحيح، علي بن إسحاق روى له الترمذي وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الصحيح.
وسيأتي برقم (9232) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5670) ، وذكرت شواهده هناك.
قوله: "خمسة أوسُق"، أي: ما يعادل 3. 825 كيلو غراماً.
والأوقية: 40 درهماً، والدرهم يعادل 2.9645 غراماً.
والذود: قال ابن الأثير في "النهاية" 2/171: الذود من الإِبل: ما بين الثنتين إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر، واللفظة مؤنثة، ولا واحد لها من لفظها كالنعَم. وقال أبو عبيد: الذود من الإِناث دون الذكور، والحديث عام=(15/121)
9222 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: " نَهَى عَنِ التَّلَقِّي، وَأَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ " (1)
9223 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " (2)
__________
= فيهما؛ لأن من ملك خمسةً من الإبل وجبت عليه فيها الزكاة ذكوراً كانت أو إناثاً.
(1) إسناده صحيح، من فوق علي بن إسحاق ثقات من رجال الشيخين.
عبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه البخاري (2162) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن
عبيد الله العمري، بهذا الإسناد.
وقد سلف النهي عن التلقي برقم (7305) ، والنهي عن أن يبيع حاضر لباد برقم (7248) .
(2) إسناده صحيح، يعمر بن بشر -وهو الخراساني- ثقة، وثّقه ابن المديني وابن حبان والدارقطني، وقال أحمد: ما أرى به بأساً، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه البخاري (1426) ، والبيهقي 4/180 من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، وابن أبي الدنيا في "العيال" (8) عن أحمد بن جميل، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.=(15/122)
9224 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ الْمُصْلِحِ أَجْرَانِ "، " وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، لَوْلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْحَجُّ، وَبِرُّ أُمِّي لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ " (1)
9225 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ " (2)
__________
= وأخرجه النسائي 5/69، وابن خزيمة (2439) من طريق عبد الله بن وهب، يونس بن يزيد، به.
وأخرجه البخاري (5356) من طريق عبد الرحمن بن خالد، عن الزهري، به.
وانظر ما سلف برقم (7155) .
(1) إسناده صحيح، إبراهيم بن إسحاق روى له أبو داود والترمذي وهو ثقة، وثقه ابن معين ويعقوب بن شيبة وابن حبان، وقال الذهبي: ثبت، ومن فوقه ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري (2548) عن بشر بن محمد، والبيهقي 8/12 من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد. وانظر (8372) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة -واسمه عبد الله- سيئ=(15/123)
9226 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَدٌّ يُعْمَلُ فِي الْأَرْضِ، خَيْرٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا ثَلَاثِينَ صَبَاحًا " (1)
9227 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو ثِفَالٍ الْمُرِّيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْجَذَعُ مِنَ الضَّأْنِ خَيْرٌ مِنَ السَّيِّدِ مِنَ الْمَعْزِ " (2)
__________
= الحفظ، لكن الراوي عنه ابن المبارك، وهو ممن روى عنه قبل أن يسوء حفظه، فالإسناد حسن، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وانظر ما سلف برقم (7492) .
(1) إسناده ضعيف لضعف جرير بن يزيد. وانظر (8738) .
(2) إسناده ضعيف لضعف أبي ثِفال: وهو ثمامة بن وائل.
وأخرجه الحاكم 4/227 من طريق إبراهيم بن إسحاق الحنيني، عن داود بن قيس، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1207) ، والبيهقي 9/271 من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنيني، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: جاء جبريل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وذكر قصة، وفيها أن جبريل قال: إن الجذع من الضأن خير من السيد من المعز. قال البيهقي: وإسحاق ينفرد به، وفي حديثه ضعف. وقال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا إسحاق الحنيني ولم يتابعه عليه غيره، وإنما أُتِي في أحاديثه لَما كُف بصرُه، وبَعُدَ عن المدينة، حدث=(15/124)
قَالَ دَاوُدُ: " السَّيِّدُ: الْجَلِيلُ "
9228 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَافِعٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّهُ نَهَى عَنِ الرَّمِيَّةِ، أَنْ تُرْمَى الدَّابَّةُ، ثُمَّ تُؤْكَلَ، وَلَكِنْ تُذْبَحُ، ثُمَّ لْيَرْمُوا إِنْ شَاءُوا " (1)
9229 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ
__________
= بأحاديث عن أهل المدينة، فأنكر بعضها عليه.
وأخرج الحاكم 4/227 من طريق قزعة بن سويد، عن الحجاج بن الحجاج، عن سلمة بن جنادة، عن حنش بن الحارث، عن أبي هريرة: أن رجلا أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجذع من الضأن مهزول خسيس، وجذع من المعز سمين يسير، فقال: يا رسول الله هو خيرهما أفأضحي به؟ فقال: ضَحَ به، فإن الله أغنى. قال الحاكم: صحيح. وتعقبه الذهبي قائلا: قزعة ضعيف.
وانظر ما سيأتي برقم (9739) .
قوله: "الجذع من الضأن"، الأشهر عند أهل اللغة إن الجذع ما تم له سنة ودخل في الثانية، وهو الأصح عند الشافعية، وقال الحنفية والحنابلة: هو ما أتم ستة أشهر. انظر "المغني" 13/368، و"البناية" 9/156-157.
والسيد، قال في "القاموس": ككَيس وإِمعٍ: المُسِن من المعز.
(1) ابن لهيعة سيئ الحفظ، وقد تفرد به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8612) من طريق عمران بن هارون، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، دون قوله: "ثم يرموا إن شاؤوا".
وقد سلف النهي عن صبر البهائم من حديث ابن عمر برقم (4622) و (5587) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(15/125)
الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: فِي أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَهْلَكْتَ أُمَّةً مِنَ الْأُمَمِ تُسَبِّحُ " (1)
9230 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، أُرَاهُ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لِرَجُلٍ: تَعَالَ أُوَدِّعْكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ كَمَا وَدَّعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (2) " اسْتَوْدَعْتُكَ اللهَ الَّذِي لَا يُضَيِّعُ وَدَائِعَهُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، عتاب -وهو ابن زياد الخراساني- ثقة روى له ابن ماجه، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وهو في "مسند ابن المبارك" برقم (197) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (5851) .
وأخرجه البخاري (3019) ، ومسلم (2241) (148) ، وأبو داود (5266) ، وابن ماجه (3225) ، والنسائي 7/210-211، وأبو يعلى (5848) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (874) ، وابن حبان (5614) ، والبيهقي 5/213 من طرق عن ابن المبارك، به.
وانظر ما سلف برقم (8130) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة قوله: "أو كما ودع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" وزيدت أيضا على هامش (ظ3) ثم رمجت.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد، حسن بن ثوبان وموسى بن وردان صدوقان، وباقي رجال الإسناد ثقات.=(15/126)
9231 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: " مَا كَانَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ، وَيَعِيهِ بِقَلْبِهِ، وَكُنْتُ أَعِيهِ بِقَلْبِي، وَلَا أَكْتُبُ بِيَدِي، وَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكِتَابِ عَنْهُ، فَأَذِنَ لَهُ " (1)
__________
= وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (508) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (5941) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (505) من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني في "الدعاء" (820) من طريق عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير، ثلاثتهم عن الليث، بهذا الإسناد. وقرن ابن وهب بالليث سعيد بن أبي أيوب.
وفيه: أن موسى بن وردان قال: أتيتت أبا هريرة أودعه، فقال: ألا أعلمك يا ابن أخي شيئاً علمنيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقوله عند الوداع؟ قلت: بلى، قال: قل: أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (823) من طريق رشدين بن سعد، عن الحسن بن ثوبان، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلفظ: "من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلف: أستودعكم الله الذي لا يضيع ودائعه".
وانظر (8694) .
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق وعمرو بن شعيب صدوقان، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه البيهقي في "المدخل" (751) ، والخطيب البغدادي في "تقييد العلم" ص 83 من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1515) ، والطحاوي 4/318،=(15/127)
9232 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ " (1)
9233 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، قَالَ:
__________
= والبيهقي (751) ، والخطيب البغدادي ص 82-83 من طريق أحمد بن خالد الوَهْبي، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (329) من طريق عبد الأعلى السامي، والخطيب البغدادي ص 83 من طريق إبراهيم بن سعد، ثلانتهم عن محمد بن إسحاق، به. ورواية عبد الأعلى السامي وإبراهيم بن سعد عن المغيرة بن حكيم وحده.
وأخرجه الخطيب البغدادي ص 83-84 من طريق عبد الرحمن بن سلمان، عن عقيل بن خالد، عن عمرو بن شعيب، عن المغيرة بن حكيم، عن أبي هريرة.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/334 من طريق عبد الرحمن بن سلمان، عن عقيل بن خالد، عن المغيرة بن حكيم، عن أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (7389) .
وسلف استئذان عبد الله بن عمرو الرسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالكتابة في مسنده برقم (6510) .
(1) إسناده صحيح، عتاب -وهو ابن زياد الخراساني- ثقة، روى له ابن ماجه، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الصحيح. عبد الله: هو ابن المبارك.
وانظر (9221) .(15/128)
قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، قَالَ: " قُلْ: لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (1)
9234 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً، إِلَّا وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَهَا عَلَيْهِ " (2)
9235 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " خِيَارُكُمْ أَطْوَلُكُمْ أَعْمَارًا، وَأَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا " (3)
9236 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَلَقَّى الْجَلَبُ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي بلج، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وانظر (7966) .
(2) إسناده ضعيف جداً، سلف الكلام عليه برقم (8107) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد سلف برقم (7212) .(15/129)
فَإِنِ ابْتَاعَ مُبْتَاعٌ، فَصَاحِبُ السِّلْعَةِ بِالْخِيَارِ إِذَا وَرَدَتِ السُّوقَ " (1)
9237 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ اللُّؤْلُؤِيُّ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ سُرَيْجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَخْرُجَنَّ رِجَالٌ مِنَ الْمَدِينَةِ رَغْبَةً عَنْهَا، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " (2)
9238 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرٌ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ، فَلْيُفْرِغْ عَلَى يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا فِي الْإِنَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِيمَ بَاتَتْ يَدُهُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك، فمن رجال البخاري.
وأخرجه أبو داود (3437) ، والترمذي (1221) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6078) ، وفي "معجم شيوخه" (274) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/9، والبيهقي 5/348 من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد.
وانظر (7825) .
(2) إسناده صحيح، أبو كامل -وهو مظَفر بن مُدْرك البغدادي - ثقة روى له الترمذي والنسائي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وانظر (9015) .
(3) حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال مسلم. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس=(15/130)
9239 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: وَقَدْ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ " (1)
9240 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ذَوَّادُ بْنُ عُلْبَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهَجِّرُ، قَالَ: فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ جِئْتُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ: " اشكمت درد؟ "، قَالَ: قُلْتُ: لَا، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " صَلِّ، فَإِنَّ فِي الصَّلَاةِ شِفَاءً " (2)
9241 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ،
__________
= المكي.
وأخرجه أبو يعلى (5863) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (278) (88) ، وأبو عوانة 1/263-264، والبيهقي 1/47 من طريق معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، به.
وانظر ما سلف برقم (7282) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، لكن للحديث طرق أخرى يصح بها، فانظر ما سلف برقم (7151) .
(2) إسناده ضعيف لضعف ذواد بن عُلبة، وليثٍ: وهو ابن أبي سليم.
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (270) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (9066) .
قوله: "كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يهجر"، التهجير: التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه.(15/131)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ: قَوْلُهُ حِينَ دُعِيَ إِلَى آلِهَتِهِمْ {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89] ، وَقَوْلُهُ: {فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63] ، وَقَوْلُهُ لِسَارَةَ: إِنَّهَا أُخْتِي "، قَالَ: " وَدَخَلَ إِبْرَاهِيمُ قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ، أَوْ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، فَقِيلَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ اللَّيْلَةَ بِامْرَأَةٍ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْمَلِكُ أَوِ الْجَبَّارُ مَنْ هَذِهِ مَعَكَ؟ قَالَ: أُخْتِي، قَالَ: أَرْسِلْ بِهَا، قَالَ: فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ، وَقَالَ لَهَا: لَا تُكَذِّبِي قَوْلِي، فَإِنِّي قَدْ أَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِي، إِنْ عَلَى الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ "، قَالَ: " فَلَمَّا دَخَلَتْ إِلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا "، قَالَ: " فَأَقْبَلَتْ تَوَضَّأُ، وَتُصَلِّي، وَتَقُولُ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي، فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ "، قَالَ: " فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ "، قَالَ أَبُو الزِّنَادِ (1) : قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " اللهُمَّ إِنَّهُ إِنْ يَمُتْ يُقَلْ هِيَ قَتَلَتْهُ "، قَالَ: " فَأُرْسِلَ، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا فَقَامَتْ تَوَضَّأُ، وَتُصَلِّي، وَتَقُولُ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ،
__________
(1) كذا وقع في رواية ورقاء: "قال أبو الزناد"، وفي رواية شعيب بن أبي حمزة عند البخاري (2217) ، والنسائي: "قال عبد الرحمن الأعرج: قال أبو سلمة ... "، وعلى كل فهذا طريق ثان عن أبي هريرة.(15/132)
وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي، فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ "، قَالَ: " فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ " - قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: اللهُمَّ إِنَّهُ إِنْ يَمُتْ يُقَلْ هِيَ قَتَلَتْهُ - قَالَ: " فَأُرْسِلَ، فَقَالَ: فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ مَا أَرْسَلْتُمْ إِلَيَّ إِلَّا شَيْطَانًا، ارْجِعُوهَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَأَعْطُوهَا هَاجَرَ "، قَالَ: " فَرَجَعَتْ، فَقَالَتْ لِإِبْرَاهِيمَ: أَشَعَرْتَ أَنَّ اللهَ تعالى رَدَّ كَيْدَ الْكَافِرِ، وَأَخْدَمَ وَلِيدَةً؟ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن حفص، فمن رجال مسلم. ورقاء: هو ابن عمر اليشكري.
وأخرجه مطولا ومختصراً البخاري (2217) و (2635) و (6950) ، والنسائي في "الكبرى" (8373) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والترمذي (3166) من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. ولم يذكر شعيب أول الحديث في الكذبات الثلاث، بينما لم يذكر ابن إسحاق قصة إبراهيم مع الملك.
وأخرجه أبو داود (2212) ، والنسائي في "الكبرى" (8374) ، وأبو يعلى (6039) ، وابن حبان (5737) من طريق هشام بن حسان، والنسائي (8375) من طريق عبد الله بن عون، كلاهما عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. ورواية ابن عون موقوفة على أبي هريرة.
ورواه عن ابن سيرين أيضا أيوب السختياني، لكن قد اختلف عليه في وقفه ورفعه، فقد أخرجه البخاري (3357) و (5084) ، ومسلم (2371) ، والبيهقي في "السنن" 7/366، وفي "الأسماء والصفات" ص 282 من طريق جرير بن حازم، عن أيوب السختياني، مرفوعاً - رواية البخاري في الموضع الأول مختصرة بقصة الكذبات الثلاث فقط، وفي الموضع الثاني لم يسق لفظه.
وأخرجه عن أيوب موقوفاً البخاري (3358) و (5084) ، والبيهقي في "السنن"=(15/133)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 7/366 من طريق حماد بن زيد، عنه - ولم يسق البخاري لفظه في الموضع الثاني.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح " 6/391: وكذا رواه عبد الرزاق عن معمر غير مرفوع.
وفي الباب عن أنس ضمن حديث الشفاعة الطويل، عند النسائي في "الكبرى" (11433) .
وعن أبي سعيد الخدري، عند أبي يعلى (1040) بسند ضعيف.
قوله: "ثلاث كذبات"، قال الحافظ في "الفتح" 6/392: قال ابن عقيل: دِلالة العقل تصرف ظاهر إطلاقِ الكذب على إبراهيم، وذلك أن العقل قطع بأن الرسول ينبغي أن يكون موثوقاً به، ليُعلم صدقُ ما جاء به عن الله، ولا ثقةَ مع تجويزِ الكذبِ عليه، فكيف مع وجودِ الكذب منه، وإنما أطلق عليه ذلك لكونه بصورة الكذب عند السامع، وعلى تقديرهِ، َ فلم يَصدر ذلك من إبراهيم عليه السلام -يعني إطلاق الكذب عليه- إلا في حال شدة الخوف لعلو مقامه، وإلا فالكذبُ المحضُ في مثل تلك المقامات يجوز، وقد يجب لتحمل أخف الضررين دفعاً لأعظمهما، وأما تسميته إياها كذبات فلا يريد أنها تذم، فإن الكذب وإن كان قبيحاً مُخِلا لكنه قد يحسن في مواضع، وهذا منها.
قال السندي: والمراد أنها كذبات ظاهراً وإن كانت في الحقيقة معاريض، وهي من قبيل التورية لا الكذب.
قوله: "إني سقيم"، قال: أي: مريض القلب من كفركم، أو سأمرض، والانسان لا يخلو عن ذلك، ولخفاء هذا المعنى، وظهور معنىً لا تَحَققَ له، عُد كذباً.
قوله: "فعله كبيرهم"، قال: أي: ينبغي على زعمهم الفاسد أنهم آلهة أن يكون كبيرهم هو الفاعل المتولي لأمر كسر الصغار، ولكن لما كان هذا المعنى خفياً، والمعنى الظاهر غير واقع عُد كذباً.=(15/134)
9242 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= قوله: "فغط"، قال: بضم الغين المعجمة وتشديد الطاء المهملة، أي: أخذ بمجاري نَفَسِه حتى سمع له غطيط.
قوله: "ركض برجله"، قال: أي: ضرب بها الأرض.
قوله: "وليدة"، قال: أي: جارية.
وقوله: "إنها أختي"، قال الحافظ في "الفتح" 6/393: اختُلف في السبب الذي حمل إبراهيم على هذه الوصية مع أن ذلك الظالم يريد اغتصابها على نفسها أختاً كانت أو زوجة، فقيل: كان من دين ذلك الملك أن لا يتعرض إلا لذوات الأزواج، كذا قيل، ويحتاج إلى تتمة وهو أن إبراهيم أراد دفع أعظم الضررين بارتكاب أخفهما، وذلك أن اغتصاب الملك إياها واقع لا محالة، لكن إن علم أن لها زوجاً في الحياة حملته الغيرة على قتله وإعدامه أو حبسه وإضراره، بخلاف ما إذا علم أن لها أخاً فإن الغيرة حينئذٍ تكون من قِبَلِ الأخ خاصة لا من قِبَلِ الملك فلا يبالي به. وقيل: أراد إن علم أنك امرأتي ألزمني بالطلاق، والتقرير الذي قررته جاء صريحاً عن وهب بن منبه فيما أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" من طريقه. وقيل: كان من دين الملك أن الأخ أحق بأن تكون أخته زوجته من غيره فلذلك قال: هي أختي اعتماداً على ما يعتقده الجبار فلا ينازعه فيها، وتُعُقبَ بأنه لو كان كذلك لقال: هي أختي وأنا زوجها فلِمَ اقتصر على قوله: "هي أختي؟ " وأيضا فالجواب إنما يفيد لو كان الجبار يريد أن يتزوجها لا أن يغتصبها نفسها. وذكر المنذري في "حاشية السنن"، عن بعض أهل الكتاب أنه كان من رأى الجبار المذكور أن من كانت متزوجة لا يقربها حتى يقتل زوجها، فلذلك قال إبراهيم: "هي أختي"، لأنه إن كان عادلا خطبها منه ثم يرجو مدافعته عنها، وإن كان ظالماً خلص من القتل، وليس هذا ببعيد مما قررته أولا، وهذا أخذ من كلام ابن الجوزي في "مشكل الصحيحين"، فإنه نقله عن بعض علماء أهل الكتاب أنه سأله عن ذلك فأجاب به.(15/135)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (1) ، أَنَّهُ قَالَ: مَرِضْتُ فَلَمْ يَعُدْنِي ابْنُ آدَمَ، وَظَمِئْتُ فَلَمْ يَسْقِنِي ابْنُ آدَمَ، فَقُلْتُ: أَتَمْرَضُ يَا رَبِّ؟ قَالَ: يَمْرَضُ الْعَبْدُ مِنْ عِبَادِي مِمَّنْ فِي الْأَرْضِ، فَلَا يُعَادُ، فَلَوْ عَادَهُ، كَانَ مَا يَعُودُهُ لِي، وَيَظْمَأُ فِي الْأَرْضِ، فَلَا يُسْقَى، فَلَوْ سُقِيَ كَانَ مَا سَقَاهُ لِي " (2)
9243 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ الْجَوَادُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ، وَإِنَّ وَرَقَهَا لَيُخَمِّرُ الْجَنَّةَ " (3)
__________
(1) قوله: "عن الله عز وجل" لم يرد في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وهو ثابت في (م) والنسخ المتأخرة. وهو الأولى.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الله بن لهيعة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8717) من طريق الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن صفوان بن سليم، عن أبي سعيد، عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (517) ، ومسلم (2569) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 261، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 220 من طريق ثابت البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة.
(3) حديث صحيح دون قوله: "وإن ورقها ليخمر الجنة"، وهذه الزيادة تفرد بها ابن لهيعة، وهو سيىء الحفظ. أبو يونس: هو سليم بن جبير مولى أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (7498) .
"يخمر": يغطي.(15/136)
9244 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا، وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ، وَأُومِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَغُدِيَ عَلَيْهِ، وَرِيحَ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَكُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْمُرَابِطِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة.
وأخرجه عبد الرزاق (9622) ، والطبراني في "الأوسط" (5258) ، والبيهقي في "الشعب" (9895) من طريق إبراهيم بن محمد، عن موسى بن وردان، بهذا الإِسناد. ولفظ الطبراني: "من مات مريضاً مات شهيداً" كذا مختصراً، ولفظ البيهقي: "من مات غريباً مات شهيدا، وَوقي فتانَي، وغُدي ورِيح عليه برزقه من الجنة، وإبراهيم بن محمد هذا: هو ابن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك.
وأخرجه ابن ماجه (2767) ، وأبو عوانة 5/91 من طريق عبد الله بن وهب، عن الليث، عن زهرة بن معبد، عن أبيه، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف لجهالة معبد بن عبد الله بن هشام والد زهرة.
وأخرجه البزار (1655 - كشف الأستار) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن زهرة بن معبد، عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان، عن عثمان وأبي هريرة. وإسناده ضعيف، عبد الله بن صالح سيىء الحفظ، وأبو صالح مولى عثمان مجهول.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (297) ، وابن حبان في "المجروحين" 2/59، والطبراني في "الأوسط" (9308) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وعبد الرحمن بن زيد هذا ضعيف.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/200-201، والبيهقي في "الشعب" (9897) من طريق عبد العزيز بن أبي رواد، عن محمد بن عمرو، عن عطاء، عن=(15/137)
9245 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صِبْرَةَ، وَعَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ، وَلَا يَقْبَلُ مِنْهَا إِلَّا الطَّيِّبَ، يَقْبَلُهَا (1) بِيَمِينِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، يُرَبِّيهَا لِعَبْدِهِ الْمُسْلِمِ (2) كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ، أَوْ فَصِيلَهُ، حَتَّى يُوَافَى بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلَ أُحُدٍ " (3)
__________
= أبيه، عن أبي هريرة. ولفظه: "من مات مريضاً مات شهيداً، وَوُقي فتانَي القبر، وغُديَ ورِيحَ عليه برزقه من الجنة"، ولم نتبين رجاله ممن فوق عبد العزيز بن أبي رواد، ويحتمل أن يكون محمد بن عمرو هو ابن علقمة الليثي، وعطاء هو ابن السائب بن مالك الثقفي، والله أعلم.
وفي الباب عن سلمان الفارسي عند مسلم (1913) ، وسيأتي 5/440 و441.
وعن فضالة بن عبيد، سيأتي 6/20، وإسناده صحيح.
قوله: "وغُدِيَ عليه ورِيحَ برزقه"، قال السندي: غُدي: على بناء المفعول، من الغدوة، وهو المجيء أول النهار، ورِيح: من الروحة: وهو المجيء آخر النهار. قلنا: وهذا الحديث موافق لقوله تعالى: (أَحياءٌ عند ربهم يرزَقُونَ) [آل عمران: 169] .
(1) كذا في (ظ3) و (عس) ، ونسخة على هامش (س) : يقبضها، وفي (م) وبقية النسخ: يقبلها.
(2) وقع بعد هذا في (م) والنسخ المتأخرة لفظة: اللقمة، وهي ليست موجودة في النسخ العتيقة الصحيحة.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عباد بن منصور فيه ضعف،=(15/138)
9246 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " دَخَلَ عَبْدٌ الْجَنَّةَ بِغُصْنِ شَوْكٍ (1) عَلَى طَرِيقِ (2) الْمُسْلِمِينَ، فَأَمَاطَهُ عَنْهُ " (3)
9247 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَدْعُو عِنْدَ النَّوْمِ: " اللهُمَّ رَبَّ السَّماوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ لَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ لَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ لَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ لَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ
__________
= وعبد الواحد بن صبرة مجهول الحال، له ترجمة في "الجرح والتعديل" 6/22، وفات الحسينى وابن حجر ترجمتُه مع أنه على شرطهما. المبارك: هو ابن فضالة.
وسيأتي الحديث من طريق عباد برقم (10088) ، وسلف برقم (7634) من طريق أيوب عن القاسم، وهو إسناد صحيح.
(1) في (ظ3) : بغصن من شوك، بزيادة "من".
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: على ظهر طريق، بزيادة "ظهر".
(3) حديث صحيح، إسماعيل بن عياش الحمصي -وإن كان قد وصف بالتخليط في أهل غير بلده- قد توبع، انظر (8506) .(15/139)
عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ " (1)
9248 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا، إِلَّا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
9249 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " قال: " كَانَ يَمُرُّ بِآلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِلَالٌ، ثُمَّ هِلَالٌ، لَا يُوقَدُ فِي شَيْءٍ مِنْ بُيُوتِهِمُ النَّارُ، لَا لِخُبْزٍ، وَلَا لِطَبِيخٍ "، فَقَالُوا: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانُوا يَعِيشُونَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: " بِالْأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ، وَكَانَ لَهُمْ جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَجَزَاهُمُ اللهُ خَيْرًا، لَهُمْ مَنَائِحُ يُرْسِلُونَ إِلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْ لَبَنٍ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، إسماعيل بن عياش قد توبع، انظر (8960) .
(2) حديث صحيح، إسماعيل بن عياش قد توبع فيما سلف برقم (9045) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر: وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.
وأخرجه البزار (3675 - كشف الأستار) من طريق جابر بن إسحاق، عن أبي معشر، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7962) .
وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/108. وإسناده صحيح.
قوله: "منائح"، قال السندي: أي: بهائم ذات لبن.(15/140)
9250 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَهَادَوْا، فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَغَرَ الصَّدْرِ " (1)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر. سعيد: هو المقبري كما جاء منسوباً في "مسند الطيالسي" و"مسند الشهاب" للقضاعي، وكما نقله الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 9/500 عن أبي العباس الطرقي وأقَره عليه، وقد أورد هذا الحديث في ترجمته من "أطراف المسند" 7/242.
وذكره ابن عساكر، وتبعه المزي في "تحفة الأشراف" 10/74 أنه سعيد بن المسيب. والأول أرجح، ويويده أن حديثَه هذا قد أورده المصنف ضمن أحاديث سعيد المقبري.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (2333) ، والترمذي (2130) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (358) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (656) من طرق عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: غريب.
وزاد الطيالسي والترمذي وابن أبي الدنيا قوله: "ولا تحقرن جارة لجارتها ولو شق فِرْسِنِ شاةٍ". وسلفت هذه القطعة برقم (7591) .
وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" (594) ، وأبو يعلى (6148) ، والدولابي في "الكنى" 1/150 و2/7، وابن عدي في "الكامل" 4/1424، والبيهقي في "السنن" 6/169، وفي "الشعب" (8976) ، والمزي في ترجمة ضمام بن إسماعيل من "تهذيب الكمال" 13/313-314 من طريق ضمام بن إسماعيل، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة ولفظه: "تهادوا تحابوا". وإسناده حسن.
وفي الباب عن عائشة عند الطبراني في "الأوسط" (5771) و (7236) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (655) و (660) .
وعن أم حكيم بنت وادع الخزاعية عند الطبراني 25/ (393) ، والقضاعي في=(15/141)
9251 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عُمِّرَ سِتِّينَ سَنَةً، أَوْ سَبْعِينَ سَنَةً، فَقَدْ عُذِرَ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ " (1)
9252 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ الطُّهَوِيِّ، عَنْ ذُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْمَلْنَا وَأَنْفَضْنَا، فَآتَيْنَا عَلَى إِبِلٍ مَصْرُورَةٍ بِلِحَاءِ الشَّجَرِ، وَابْتَدَرَهَا الْقَوْمُ لِيَحْتَلِبُوهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذِهِ عَسَى أَنْ يَكُونَ فِيهَا قُوتُ أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَتُحِبُّونَ لَوْ أَنَّهُمْ أَتَوْا عَلَى مَا فِي أَزْوَادِكُمْ فَأَخَذُوهُ؟ " ثُمَّ قَالَ: " إِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ فَاعِلِينَ فَاشْرَبُوا، وَلَا تَحْمِلُوا " (2)
__________
= "مسند الشهاب" (659) ولفظه: "تهادوا فإنه يضعِّف الحب، ويذهب بغوائل الصدر".
وعن عبد الله بن عمرو عند القضاعي (657) .
وعن أنس عند البخاري في "الأدب المفرد" (595) ، والطبراني في "الأوسط" (1549) .
ولا يخلو إسناد واحد من هذه الشواهد من ضعف، وبعضها يشتد ضعفه.
قوله: "وَغرَ"، قال السندي: بفتح فسكون وقد تفتح: الحقد والضغْن والعداوة والتوقد من الغيظ، أي: أنها تزيل العداوة، وتزيد المحبة.
(1) حديث صحيح، أبو معشر قد توبع، انظر (7713) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الطُّهَوي -وهو سَليط بن=(15/142)
9253 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ سِيلَانَ،
__________
= عبد الله-، وجهالة ذهيل -وهو ابن عوف بن شَماخ-، والحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعن. عباد بن عباد: هو ابن حبيب بن المهلب البصري.
وأخرجه ابن ماجه (2303) ، والبزار (1326 و1327 و2863 - كشف الأستار) ، والبيهقي 9/360 و361 من طرق عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد.
ورواية البزار مختصرة: عن أبي هريرة أنه قال: قلت: يا رسول الله، ما يحل لأحدنا من مال أخيه؟ قال: "يأكل ولا يحمل، ويشرب ولا يحمل".
وأخرجه البيهقي 9/361 من طريق شريك، عن حجاج بن أرطاة، عن سليط، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: سئل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عما يحل للرجل من مال أخيه، قال: "يأكل حتى يشبعَ إن كان جائعاً، ويشرب حتى يَرْوى". قال البيهقي: شريك النخعي خالف في إسناده من مضى. قلنا: وشريك سيىء الحفظ.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/7-8 مرفوعاً: "إذا أتى أحدكم حائطا فأراد أن يأكل فلينادِ: يا صاحبَ الحائط، ثلاثا، فإن أجابه، وإلا فليأكل، وإذا مَر أحدكم بإبلٍ، فأراد أن يشرب من ألبانها فلينادِ: يا صاحبَ الإبلِ، أو يا راعي الإبل، فإن أجابه، وإلا فليشرب، والضيافةُ ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة". وإسناده صحيح.
وعن عبد الله بن عمرو، سلف (6683) ضمن حديث مطول، سئل عن الثمار، وما أخذ منها في أكمامها، قال: "من أخذ بفمه، ولم يتخذ خُبنة فليس عليه شيء، ومن احتمل فعليه ثمنه مرتين وضرباً ونكالا".
وعن سمرة بن جندب عند أبي داود (2619) ، والترمذي (1296) ولفظه: "إذا أتى أحدكم على ماشية، فإن كان فيها صاحبها فليستأذنه، فإن أذن له، فليحتلب وليشرب، وإن لم يكن فيها أحد، فليصوت ثلاثاً، فإن أجابه أحد فليستأذنه، فإن لم يجبه أحد، فليحتلب وليشرب، ولا يحمل". وإسناده صحيح=(15/143)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَدَعُوا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَإِنْ طَرَدَتْكُمُ الْخَيْلُ " (1)
__________
= إلى الحسن، فمن صحح سماعه من سمرةَ صَححَه، ومن لا أعَله بالانقطاع.
وقد سلف الكلام على هذه المسألة عند حديث ابن عمر (4471) مرفوعاً: أن تحلب مواشي الناس إلا بإذنهم. وإسناده صحيح.
قوله: "فأرملنا"، قال السندي: أي: افتقرنا واحتجنا.
"وأنفضنا"، أي: فنيَ زادنا، لأنهم نفضوا ما فيه زادهم.
"مصرورة": مربوطة الضروع، وكانت عادة العرب أنهم إذا أرسلوا الحلويات المرعى، ربطوا ضروعها، وأرسلوها، ويسمون ذلك الرباط: صراراً.
"بلحاء الشجر" قال في "القاموس": لحاء ككساء: قشر الشجر.
(1) إسناده ضعيف لجهالة ابن سيلان: وهو عبد ربه، وقيل: جابر. خالد: هو ابن عبد الله الطحان، عبد الرحمن بن إسحاق: هو ابن عبد الله المدني.
وأخرجه أبو داود (1258) عن مسدد، والطحاوي 1/299 من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، كلاهما عن خالد بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وسيأتي مكرراً برقم (9258) .
وأخرج بنحوه ابن عدي في "الكامل" 3/1126 ضمن حديث من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف جداً، فيه سليمان بن داود اليمامي، قال البخاري: منكر الحديث، وكذا قال أبو حاتم وزاد: ضعيف الحديث، ما أعلم له حديثاً صحيحاً، وقال البزار كما في "كشف الأستار" (736) : لا يتابع على حديثه، وليس بالقوي، وأحاديثه تدل على ضعفه، وقال الدارقطني في "سؤالات
البرقاني" له (192) و (193) : متروك.
قلنا: ويغني عن هذا الحديث في المحافظة على ركعتي الفجر حديث عائشة الاَتي في مسندها 6/43، قالت: لم يكن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على شيء من النوافل=(15/144)
9254 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: " مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ مِنَ النَّاسِ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَطْيَبَ " (1)
9255 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " (2)
__________
= أشد معاهدة من الركعتين قبل الفجر. وهو عند البخاري (1169) ، ومسلم (724) (94) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عطاء بن السائب، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. الأغر: هو -فيما يغلب على ظننا- أبو مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/309 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (8650) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وحميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري.
وأخرجه الطيالسي (2531) ، والبخاري (3416) و (4631) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1012) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/316، وابن حبان (6238) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. جاء الحديث في رواية الطحاوي مرفوعاً إلى الله عز وجل، وسيأتي كذلك عند تخريج الحديث رقم (10043) .(15/145)
9256 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ قَاصٌّ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَذْنَبْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ، فَغَفَرَ لَهُ، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَذْنَبْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ فَقَالَ رَبُّهُ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ، فَغَفَرَ لَهُ ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ،
__________
= وأخرج البخاري (4604) و (4805) ، والحاكم 2/583-584 من طريق فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة مرفوعاً: "من قال: أنا خير من يونس بن مَتى، فقد كذب". وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. كذا قال، مع أنه عند البخاري كما ترى من طريقه وبلفظه!
وسيأتي الحديث برقم (10043) و (10952) .
وسيأتي ضمن حديث مطول من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (9821) .
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3703) ، وانظر شواهده هناك.(15/146)
أَذْنَبْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ، فَقَالَ رَبُّهُ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي " (1)
9257 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ زَكَرِيَّا نَجَّارًا " (2)
9258 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ سِيلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَدَعُوا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَإِنْ طَرَدَتْكُمُ الْخَيْلُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العوذي. وانظر (7948) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (981) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وانظر (7947) .
قوله: "كان زكريا نجاراً" قال السندي: لعله أراد الترغيب في الكسب بأنه من عادات الخِيارِ.
(3) إسناده ضعيف لجهالة ابن سيلان، وهو عبد ربه، وقيل جابر. وهو مكرر (9253) .=(15/147)
9259 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ دَاوُدُ بْنُ فَرَاهِيجَ: أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " مَا كَانَ لَنَا طَعَامٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الْأَسْوَدَانِ (1) : التَّمْرُ وَالْمَاءُ " (2)
9260 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الَّذِي يَسْمَعُ الْحِكْمَةَ وَيَتَّبِعُ شَرَّ مَا يَسْمَعُ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى رَاعِيًا، فَقَالَ لَهُ (3) : أَجْزِرْنِي شَاةً مِنْ غَنَمِكَ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَخُذْ بِأُذُنِ خَيْرِهَا شَاةً، فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الْغَنَمِ " (4)
9261 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،
__________
= تنبيه: هذا الحديث ليس في (ظ3) ، وكتب فوقه في (عس) : مُعاد.
(1) في (ظ3) : الأسودين.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل داود بن فراهيج، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيتكرر برقم (9381) ، وانظر (7962) .
(3) لفظة: "له" لم ترد في (ظ3) و (عس) .
(4) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، ولجهالة أوس بن خالد. وقد سلف الحديث برقم (8639) من طريق عفان بن مسلم وحسن بن موسى الأشيب.(15/148)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ، يُدْعَى لَهَا الْأَغْنِيَاءُ، وَيُدْفَعُ عَنْهَا الْفُقَرَاءُ، وَمَنْ تَرَكَ الدَّعْوَةَ، فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ " (1)
9262 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: " الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ " (2)
9263 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُورَدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لضعف النعمان بن راشد -وهو الجزري-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهيب: هو ابن خالد الباهلي.
وأخرجه الطيالسي (2303) عن زمعة بن صالح الجندي، عن الزهري، عن سعيد أو غيره، عن أبي هريرة. وانظر (7279) و (7624) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7619) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5770) و (5771) من طريق هشام بن يوسف، والطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص 6 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، كلاهما عن معمر، بهذا الإِسناد.=(15/149)
9264 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:
__________
= وأخرجه البخاري (5773) و (5774) ، ومسلم (2221) و (104) و (105) ، والطبري ص 6، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1660) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/303، وابن حبان (6115) ، والبيهقي 7/216-217 و217 من طرق عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
قال أبو سلمة: كان أبو هريرة يحدثُهما كليهما (يعني هذا الحديث وحديث: "لا عدوي") عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثم صمت أبو هريرة بعد ذلك عن قوله "لا عدوى"، وأقام على أن "لا يورد ممرض على مصح"، قال: فقال الحارث بن أبي ذباب (وهو ابن عم أبي هريرة) : قد كنت أسمعك يا أبا هريرة تحدثنا مع هذا الحديث حديثاً آخر قد سَكَت عنه، كنت تقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا عدوى" فأَبى أبو هريرة أن يعرف ذلك، وقال: "لا يورد مُمرِض على مُصِح" فماراه الحارث في ذلك حتى غضب أبو هريرة فرَطَنَ بالحَبشِية، فقال للحارث: أتدري ماذا قلتُ: قال: لا. قال أبو هريرة: قلت: أبيتُ.
قال أبو سلمة: ولَعَمْري لقد كان أبو هريرة يحدثُنا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا عدوى" فلا أدري أنسي أبو هريرة، أو نَسَخَ أحدُ القولين الآخر. واللفظ لمسلم.
وأخرج عبد الرزاق (19507) ، ومن طريقه أبو داود (3911) ، والبيهقي 7/216، والبغوي (3248) عن معمر، عن الزهري، قال: حدثني رجل عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا يُورِدن ممرض على مُصِح"، قال: فراجعه الرجل، فقال: أليس قد حدثتنا أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا عدوى ولا صفر ولا هامة"؟ قال: لم أُحدثْكُموه، قال الزهري: قال أبو سلمة: قد حَدثَ به، وما سمعت أبا هريرة نسي حديثاً قطُّ غيره.
وأخرج البيهقي 7/217 من طريق ابن لهيعة، عن بكير بن الأشج، عن أبي إسحاق مولى بني هاشم، عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا عدوى،=(15/150)
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ، أَكَلَ، وَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ، قَالَ: " كُلُوا "، وَلَمْ يَأْكُلْ (1)
9265 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، رَأَى رَجُلًا مُبَقَّعَ الرِّجْلَيْنِ، فَقَالَ: أَحْسِنُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " (2)
9266 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:
__________
= ولا يَحل الممرض على المصح، وليَحُل المصح حيث شاء، قيل: ما بال ذلك يا رسول الله؟ قال: "إنه أذى".
وأخرج أيضا 7/217 من طريق مالك، عن بكير بن الأشج، عن أبي عطية الأشجعي، عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا عدوى ولا هام ولا صفر"، ثم ذكر نحو حديث أبي إسحاق.
وانظر ما سلف برقم (7620) .
قوله "لا يورِد ممرض على مصح"، قال السندي: الممرض الذي له إبل مرضى، والمصح: صاحب الصحاح، وهو نهي للممرض أن يسقي أو يرعى إبله مع إبل المصح لأن ذلك من الأسباب العادية للمرض، فلا بد من النهي عنه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو الجمحي.
وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 1/389، وابن حبان (6382) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وانظر (8014) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وسيأتي مكرراً برقم (9283) ، وانظر (7122) .(15/151)
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ يَقُولُ: " الدَّابَّةُ الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ (1) ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ (2)
9266 م - وَمَنِ ابْتَاعَ شَاةً فَوَجَدَهَا مُصَرَّاةً، فَهُوَ بِالْخِيَارِ، إِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ " (3)
9267 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِتَمْرٍ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَأَمَرَ فِيهِ بِأَمْرٍ، فَحَمَلَ الْحَسَنَ أَوِ الْحُسَيْنَ عَلَى عَاتِقِهِ، فَجَعَلَ لُعَابُهُ يَسِيلُ عَلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ يَلُوكُ تَمْرَةً، فَحَرَّكَ خَدَّهُ، وَقَالَ: " أَلْقِهَا يَا بُنَيَّ، أَلْقِهَا يَا بُنَيَّ، أَمَا شَعَرْتَ أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ لَا يَأْكُلُونَ الصَّدَقَةَ " (4)
__________
(1) لفظة: "جبارد" سقطت من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (9005) .
(3) إسناده صحيح إسناد سابقه. وهو مكرر (9006) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده " (52) عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 1/418 من طريق عبد الواحد بن غياث، عن حماد بن سلمة، به. وانظر (7758) .(15/152)
9268 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَسَيِّدَهُ، فَلَهُ أَجْرَانِ " (1)
9269 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا جَاءَ خَادِمُ أَحَدِكُمْ بِطَعَامِهِ، قَدْ كَفَاهُ حَرَّهُ وَعَمَلَهُ، فَإِنْ لَمْ يُقْعِدْهُ مَعَهُ لِيَأْكُلَ، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً مِنْ طَعَامِهِ " (2)
9270 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَإنِّي (3) أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7574) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن راهويه (512) عن النضر بن شميل، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3436) عن علي بن الجعد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9984) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد. وانظر ما سلف برقم (7338) .
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: وَأَنَا.(15/153)
مَرْيَمَ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ: رَجُلٌ مَرْبُوعٌ (1) إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَيُهْلِكُ اللهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ اللهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، ثُمَّ تَقَعُ الْأَمَنَةُ عَلَى الْأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الْأُسُودُ مَعَ الْإِبِلِ، وَالنِّمَارُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ، لَا تَضُرُّهُمْ، فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى، وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ " (2)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: رجلاًًًً مربوعاً.
(2) حديث صحيح، عبد الرحمن بن آدم -وهو مولى أم بُرثُن- صدوق حسن الحديث، روى له مسلم حديثاً واحداً متابعةً وأبو داود، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، إلا أن قتادة مدلس وقد عنعن، وذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" (633) عن أبيه، عن إسحاق بن منصور، عن ابن معين أنه قال: لم يسمع قتادة من عبد الرحمن مولى أم بُرثُن. فعلى هذا يكون الإسناد منقطعاً،
ومع ذلك فقد صححه الحافظ ابن حجري في "الفتح" 6/493، وقال الحافظ ابن كثير في "نهاية البداية" 1/188: هذا إسناد جيد قوي!
وأخرجه الحاكم 2/595 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وصححه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو داود (4324) ، وابن حبان (6821) من طريق هدبة بن خالد، عن همام بن يحيى، به. ورواية أبي داود مختصرة.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 3/291 من طريق الحسن بن دينار، عن قتادة،=(15/154)
9271 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ:
__________
= به. وزاد: "وأنه خليفتي على أهلي". قلنا: والحسن بن دينار متروك.
وأخرجه عبد الرزاق (20845) وعنه ابن راهويه (44) عن معمر، عن قتادة، عن رجل، عن أبي هريرة. والرجل المجهول هو عبد الرحمن بن آدم نفسه، فالحديث لا يحفظ عن أبي هريرة إلا من طريقه.
وسيأتي برقم (9632) و (9633) و (9634) .
وقوله: "الأنبياء إخوة لعَلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد، وأنا أولي الناس بعيسى ابن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي"، سلف نحوه برقم (7529) من طريق الأعرج عن أبي هريرة، وذكرنا هناك بقية طرقه في "المسند".
وقصة نزول عيسى ابن مريم وكسره الصليب، وقتله الخنزير، ووضعه الجزية سلفت برقم (7269) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وأحلنا هناك إلى بقية طرقه.
وقوله: "ثم تقع الأمنة على الأرض ... الخ"، سيأتي من طريق آخر برقم (10261) بسند حسن في الشواهد.
ويشهد لما وقع في هذا الحديث من أن عيسى عليه السلام يمكث في الأرض أربعين سنة حديث عائشة الذي سيأتي في مسندها 6/75، وصححه ابن حبان (6822) ، وإسناده قوي، وأما ما وقع في "صحيح مسلم" (2940) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن مدة مكث عيسى عليه السلام تكون سبع سنين، ففي إسناده يعقوب بن عاصم بن عروة، لم يوثقه غير ابن حبان، وهو رجل
غير مشهور، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول، أي: عند المتابعة والا فهو لين، ولم يتابعه على هذا أحد فيما نعلم، والله تعالى أعلم.
قوله: "المربوع": هو المعتدل القامة.
"ثوبان ممصران"، أي: فيهما صُفْرة.(15/155)
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَجِبَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رِجَالٍ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي السَّلَاسِلِ " (1)
9272 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى قَبْرٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وانظر (8013) .
قال ابن حبان في "صحيحه" 1/343: قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عجب ربنا": من ألفاظ التعارف التي لا يتهيأ علمُ المخاطب بما يخاطب به في القصد إلا بهذه الألفاظ التي استعملها الناس فيما بينهم، والقصد في هذا الخبر السبيُ الذين يسبيهم المسلمون من دار الشرك مُكَتفين بالسلاسل يقادون بها إلى دور الإسلام حتى يسلموا فيدخلوا الجنة، وهذا المعنى أراد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله في خبر الأسود بن سريع: "أوليس خيارَكم أولادُ المشركين" وهذه اللفظة أطلقت أيضا بحذف "من" عنها
يريد: أوليس من خياركم.
وقال ابن الجوزي: معناه أنهم أسِرُوا وقيدوا، فلما عرفوا صحة الإسلام دخلوا طوعاً فدخلوا الجنة، فكان الإكراه على الأسر والتقييد هو السبب الأول، وكأنه أطلق على الإكراه التسلسل، ولما كان هو السبب في دخول الجنة أقام المسبب مقام السبب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رأفع: هو نفيع الصائغ.
وأخرجه البيهقي 4/48-49 من طريق حماد بن واقد الصفار، عن ثابت، بهذا الإسناد. ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى على قبر بعد ثلاثة أيام. وقال البيهقي بإثره: حماد بن واقد ضعيف، وهذا التأقيت لا يصحُ البتّةَ، وإنما يصح ما ذكره بعض الرواة عن حماد بن زيد: فسأل عنها بعد أيام.=(15/156)
9273 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، تَقُولُ: يَا رَبِّ إِنِّي قُطِعْتُ، يَا رَبِّ إِنِّي أُسِيءَ إِلَيَّ، يَا رَبِّ إِنِّي ظُلِمْتُ، يَا رَبِّ "، قَالَ: " فَيُجِيبُهَا (1) ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَنْ أَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ " (2)
9274 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ قَوْمٍ يَجْتَمِعُونَ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقْرَءُونَ وَيَتَعَلَّمُونَ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَسْلُكُ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ بِهِ الْعِلْمَ، إِلَّا سَهَّلَ لَهُ بِهِ _ أَوْ سُهِّلَ بِهِ _ طَرِيقًا الْجَنَّةِ (3) ، وَمَنْ يُبْطِئُ
__________
= وقد سلف الحديث مطولا من طريق عفان برقم (9037) بقصة الرجل أو المرأة السوداء التي كانت تقمُّ المسجد.
(1) في (ظ3) : فيجيبها ربها.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عبد الجبار -وهو الأنصاري- مجهول , وللحديث طرق أخرى يصح بها ذكرت عند الحديث السالف برقم (7931) .
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: إلا سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، والمثبت من النسختين العتيقتين (ظ3) و (عس) ومن (ل) .(15/157)
بِهِ عَمَلُهُ، لَا يُسْرِعُ بِهِ نَسَبُهُ " (1)
9275 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلِيمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (2)
9276 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَاسْتَقْبَلَتْنَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَجَعَلْنَا نَضْرِبُهُنَّ بِسِيَاطِنَا وَعِصِيِّنَا وَنَقْتُلُهُنَّ، فَسُقِطَ فِي أَيْدِينَا، فَقُلْنَا: مَا صَنَعْنَا وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ؟ فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا بَأْسَ صَيْدُ الْبَحْرِ " (3)
9277 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الِاثْنَيْنِ يَكْفِي الْأَرْبَعَةَ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وسلف الحديث بأطول مما هنا برقم (7427) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليم: هو ابن حيان، وسعيد: هو ابن مينا. وانظر (8057) .
(3) إسناده ضعيف جدا، أبو المهزم متروك الحديث. وهو مكرر (8060) .
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -هو ابن جدعان- ولإبهام الراوي عن أبي هريرة، لكن يشهد له حديث جابر عند مسلم (2059) ، وسيأتي في مسنده 3/382، وحديث ابن عمر عند عبد بن حميد=(15/158)
9278 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ " (1)
وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ: إِذَا قَالَ: " وَأَمْرَ الْعَامَّةِ "، قَالَ: " أَيْ أَمْرُ السَّاعَةِ "
9279 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَحْسِبُ حَمَّادٌ - قَالَ: " إِنَّهُ مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ يَنْعَمْ وَلَا يَبْأَسْ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ، فِي الْجَنَّةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ " (2)
__________
= (788) ، وحديث ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10093) ، وسلف حديث أبي هريرة برقم (7320) ، ولفظه: "طعام الاثنين كافي الثلاثة، والثلاثة كافي الأربعة". وانظر "فتح الباري" 9/536.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن رياح، فمن رجال مسلم. همام: هو ابن يحيى العَوْذي، والحسن: هو البصري.
وأخرجه المزي في ترجمة زياد بن رياح من "تهذيب الكمال" 9/463-464 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث برقم (8303) عن عبد الصمد وعفان.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد -وهو ابن سلمة- من رجاله،=(15/159)
9280 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حُسْنُ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ " (1)
9281 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ فِي عَبْدِ الرَّجُلِ وَلَا فِي فَرَسِهِ صَدَقَةٌ " (2)
__________
= وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، وشك حماد في رفعه لا يضر، فقد روي الحديث من طرق عن أبي هريرة مرفوعاً، انظر التعليق على الحديث السالف برقم (8827) ، وسيتكرر برقم (9391) . ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.
(1) إسناده ضعيف لضعف شتير بن نهار، وقد سلف الكلام عليه وعلى الحديث برقم (7956) .
وأخرجه عبد بن حميد (1425) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (973) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وقرن عبد بن حميد بعفان أبا الوليد الطيالسي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد.
وأخرجه الطيالسي (2528) ، والبخاري بإثر الحديث (1464) ، وأبو يعلى (6138) من طريق وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وقرن الطيالسي بوهيبٍ حمادَ بن زيد. وسقط هذا الإسناد من "فتح الباري" الطبعة السلفية.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/151، ومسلم (982) (9) ، والنسائي 5/36،=(15/160)
9282 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَحْسِبُ حَمَّادٌ - " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَبِيعُ الْخَمْرَ فِي سَفِينَةٍ، وَمَعَهُ فِي السَّفِينَةِ قِرْدٌ، فَكَانَ يَشُوبُ الْخَمْرَ بِالْمَاءِ "، قَالَ: " فَأَخَذَ الْقِرْدُ الْكِيسَ، ثُمَّ صَعِدَ بِهِ فَوْقَ الذَّرْوِ (1) ، وَفَتَحَ الْكِيسَ، فَجَعَلَ يَأْخُذُ دِينَارًا فَيُلْقِهِ فِي السَّفِينَةِ، وَدِينَارًا فِي الْبَحْرِ، حَتَّى جَعَلَهُ نِصْفَيْنِ " (2)
9283 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، رَأَى رَجُلًا مُبَقَّعَ الرِّجْلَيْنِ، فَقَالَ: أَحْسِنُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْعَقِبِ مِنَ النَّارِ " (3)
__________
= والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/29، وفي "شرح مشكل الآثار" (2253) ، والبيهقي 4/117 من طرق عن خثيم بن عراك، به. وانظر (7295) .
(1) المثبت من (عس) وهامش (ظ3) ، وفي (ظ3) : الزور، وفي (م) والنسخ المتأخرة: الدور. وسلف في الرواية رقم (8427) : فصعد الذرو، يعني: الدقَل.
قلنا: والدقل: هو صاري السفينة.
(2) رجاله ثقات رجال الصحيح ووقْفُه هو الصوابُ عندنا كما سلف بيانه عند الحديث رقم (8055) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم المدني.
وهو مكرر (9265) ، وانظر (7122) .(15/161)
9284 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلَّا فِي صَوْمٍ مُتَتَابِعٍ (1) " (2)
9285 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيِّ، أَوْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبْيَدِ اللهِ (3) الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَدْعُو فِي دُبُرِ صَلَاةِ الظُّهْرِ: " اللهُمَّ خَلِّصِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَضَعَفَةَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً، وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا " (4)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: إلا صوماً متتابعاً.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة. وانظر كلامنا على الحديث السالف برقم (8025) .
(3) في (م) والنسخ المتأخرة في الموضعين: عَبْد اللهِ، مكبر، والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ك) ، و"أطراف المسند" لابن حجر 7/393.
(4) صحيح دون قوله: "دبر صلاة الظهر"، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وعبيد الله بن إبراهيم لم نجد له ترجمة، وقد ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 5/41، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/2، وابن حبان في "الثقات" 7/9: عبد الله -مكبر- ابن إبراهيم القرشي، يروي عن مولى لهم عن جابر بن عبد الله. روى عنه أيوب السختياني. ولم يذكروا اختلافاً في اسمه.=(15/162)
9286 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْكُفْرُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالْفَخْرُ وَالرِّيَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ، يَأْتِي الْمَسِيحُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَهِمَّتُهُ الْمَدِينَةَ، حَتَّى إِذَا جَاءَ دُبُرَ أُحُدٍ، ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، وَهُنَالِكَ يَهْلِكُ "، وَقَالَ مَرَّةً: " صَرَفَتِ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ " (1)
9287 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ،
__________
= وممن يروي عن أبي هريرة إبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري، ويقال: عبد الله بن إبراهيم الزهري، وهو قرشي.
وانظر ما سلف برقم (7260) .
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو القاص المدني وإن كان ضعيفا- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الترمذي (2243) ، وابن حبان (5774) ، وأبو عوانة 1/59 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقال
الترمذي: حسن صحيح. ورواية أبي عوانة مختصرة دون قصة المسيح.
ولقطعة الإيمان، انظر (8846) .
ولقطعة المسيح الدجال، انظر (9166) .
قوله: "ضربت الملائكة وجهه"، قال السندي: من ضرب بمعنى جعل، قال تعالى: (فاضرب لهم طريقاً في البحر) [طه: 77] ، أي: اجعل.(15/163)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقَدَّمُوا بَيْنَ يَدَيْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَجُلٌ كَانَ صِيَامَهُ فَلْيَصُمْهُ " (1)
9288 - قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَإِنَّهُ يُغْفَرُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (2)
9289 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَإِنَّهُ يُغْفَرُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "، (3)
قَالَ عَفَّانُ: وَحَدَّثَنَا أَبَانُ: فِي هَذَا الْإِسْنَادِ بِمِثْلِهِ
9290 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمٌ الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَتَى حَائِضًا، أَوِ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ، فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أُنْزِلَ (4) عَلَى مُحَمَّدٍ (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العَوْذي. وهو مكرر (8575) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7280) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (8576) .
(4) في (م) والنسخ المتأخرة: مما أنزل الله.
(5) حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو تميمة الهجيمي -واسمه طريف بن مجالد- لا يُعرف له سماع من أبي هريرة، فيما قاله البخاري في "التاريخ الكبير" 3/16-17، وحكيم الأثرم وثقه ابن المديني وأبو داود، وقال=(15/164)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري بعد أن ساق له هذا الحديث: لا يتابع عليه، وقال البزار: حدث عنه حماد بحديث منكر، وقال ابن عدي: يعرف بهذا الحديث وليس له غيره إلا اليسير.
وهذا الحديث قد ضعفه البخاري فيما نقله الترمذي، والبغوي فيما نقله المناوي في "الفيض"، وقال الذهبي في "الكبائر" ليس إسناده بالقائم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/252-253، والدارمي (1136) ، والبخاري في "تاريخه" 3/16-17، وأبو داود (3904) ، والترمذي (135) ، والنسائي في "الكبرى" (9017) ، وابن الجارود (107) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/45، وفي "شرح مشكل الآثار" (6130) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/318، وابن عدي في "الكامل" 2/637، والبيهقي 7/198 من طرق عن حماد بن
سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (10167) عن وكيع، عن حماد بن سلمة.
وقال العقيلي بعدما خرجه: وهذا رواه جماعة عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي هريرة، موقوفاً. وسمى هؤلاء الجماعة في مكان آخر 1/149 وهم: سفيان الثوري، ومعمر بن راشد، وأبو بكر بن عياش، والمحاربي، ويزيد بن عطاء اليشكري، وعلي بن الفضيل.
قلنا: قد أخرجه هكذا النسائي في "سننه الكبرى" (9018) و (9019) و (9020) من طريق سفيان الثوري، عن ليث بن أبي سليم، به. لكن بقصة إتيان النساء من الدبر فقط.
وليث بن أبي سليم سيىء الحفظ إلا أنه قد توبع، فقد أخرجه النسائي أيضا (9021) من طريق أبي سعيد المؤدب، عن علي بن بذيمة، عن مجاهد، به.
موقوفاً على أبي هريرة، وسنده حسن.
قلنا: وتضعيف أهل العلم هذا الحديث واستنكارهم له إنما هو من أجل ورود لفظ التكفير أو البراءة مما أنزل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلا فقد ورد في غير ما=(15/165)
9291 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ حَمَّادٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ، ثُمَّ قَالَ حَمَّادٌ أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى،
__________
= حديثٍ التغليظُ على من أقْدَمَ على شيء مما ذكر، وجاءت صيغ الترهيب على نحو "ملعون من أتى"، أو "لا ينظر الله إليه" الخ، وقد أشار الترمذي إلى نحو هذا، فقال في "سننه" بعدما خرج هذا الحديث: فلو كان إتيان الحائض كفراً لم يؤمر فيه بالكفارة. ومعنى هذا عند أهل العلم على التغليظ.
قلنا: وإتيان المرأة وهي حائض محرم باتفاق، لقوله تعالى: (فاعتزلوا النساء في المَحِيضِ ولا تقربوهن حتى يَطْهُرْنَ) [البقرة: 222] ، ولقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اصنعوا كل شيء إلا النكاحَ" أخرجه أحمد 3/132، ومسلم (302) وغيرهما من حديث أنس، ولقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أقبِل وأدبِر، واتقوا الدبُرَ والحيضةَ". وقد سلف من حديث ابن عباس برقم (2703) ، وسنده حسن.
وانظر ما سلف برقم (7684) في الترهيب من إتيان المرأة في الدبر، وما سيأتي برقم (9536) في الترهيب من إتيان الكاهن والعَراف.
وفي باب الترهيب من إتيان الكهان والعرافين عن بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (2230) ، ولفظه: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة"، وسيأتي في "المسند" 4/68 و5/380.
وعن جابر عند البزار (3045 - كشف الأستار) ، وفي سنده عقبة بن سنان، قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 6/311: صدوق، لكن ضعفه الهيثمي في "المجمع" 5/117.
وعن عمران بن حصين عنده أيضا (3044) ، وفي سنده انقطاع.
قوله: "من أتى حائضاً"، أي: جامعها في قُبُلِها.
"فقد برىء"، وفي رواية: "فقد كفر"، قيل: هذا إن كان مستحلا لذلك، وقيل: بل هو تغليظ وتشديد، أي: عَمِلَ عَمَلَ من كفر. قاله السندي.(15/166)
فَأَرْصَدَ اللهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ الْمَلَكُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أَزُورُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَإِنِّي (1) رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ " (2)
9292 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ، فَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِهَا، قَالَ: " سَلَامٌ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا "، قَالُوا: أَوَلَسْنَا بإِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانِي الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ (3) عَلَى الْحَوْضِ "، قَالُوا: وَكَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ "
__________
(1) في (ظ3) و (عس) : "فإني يعني رسول الله" بزيادة لفظة "يعني" ولا معنى لإثباتها، ولذلك حذفناها، وتحرفت هذه الزيادة في (م) والنسخ المتأخرة إلى: بعثني.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وانظر (7919) .
(3) وقع في هذا الموضع والموضع الآخر في الحديث في (م) والنسخ المتأخرة: فرطكم.(15/167)
قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ - يَقُولُهَا ثَلَاثًا - وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ، أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، أُنَادِيهِمْ: أَلَا هَلُمَّ، فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا " (1)
9293 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَزْرَقِ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ جَالِسًا ذَاتَ يَوْمٍ بِالسُّوقِ، فَمُرَّ بِجِنَازَةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا، فَعَابَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ وَانْتَهَرَهُمْ، فَقَالَ لَهُ سَلَمَةُ بْنُ الْأَزْرَقِ: لَا تَقُلْ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَتُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ مِنْ كَنَائِنِ مَرْوَانَ، فَشَهِدَهَا مَرْوَانُ، فَأَمَرَ بِالنِّسَاءِ اللَّاتِي يَبْكِينَ فَضُرِبْنَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: دَعْهُنَّ يَا أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ، فَإِنَّهُ مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا وَأَنَا مَعَهُ وَمَعَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَانْتَهَرَ عُمَرُ اللَّاتِي يَبْكِينَ مَعَ الْجِنَازَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْهُنَّ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، فَإِنَّ النَّفْسَ مُصَابَةٌ، وَإِنَّ الْعَيْنَ دَامِعَةٌ، وَإِنَّ الْعَهْدَ لَحَدِيثٌ "، قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو القاص المدني، وإن كان فيه كلام- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (7993) .
(2) إسناده ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سلمة بن الأزرق، وقد =(15/168)
9294 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ الْغُبَّرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ: مِنَ النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ " (1)
9295 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ (2) ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ ثَلَاثَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنَ بِخَيْرٍ، إِلَّا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ قَبِلْتُ شَهَادَةَ عِبَادِي عَلَى مَا عَلِمُوا، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا أَعْلَمُ " (4)
9296 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: قَالَ مَعْمَرٌ: وَزَادَنِي غَيْرُ هَمَّامٍ،
__________
= سلف الكلام عليه في الحديث (7691) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/395 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كثير الغبري فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو داود (3678) ، وأبو عوانة في الأشربة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 302 من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد. وانظر (7753) .
(2) لفظة: "صاحب" ليست في (م) والنسخ المتأخرة.
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: من أهل العلم، وهو خطأ.
(4) إسناده ضعيف لإبهام الشيخ البصري. وهو مكرر (8989) .(15/169)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَكْذَبُ النَّاسِ الصُّنَّاعُ " (1)
9297 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الْغُبَرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ: النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ " (2)
9298 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
__________
(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة، وحق هذا الحديث أن يذكر في "المسند" بإثر الحديث السالف برقم (8175) كما هو في "مصنف عبد الرزاق"، فقد أخرجه عبد الرزاق (15355) قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو القاسم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن من الظلْم مَطْلَ الغني، وإذا أتْبِعَ أحدُكم على مَليءٍ فليَتْبَعْ". قال معمر: وزادني رجل في هذا الحديث عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "وأكذب الناس الصُناع". وانظر ما سلف برقم (7920) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن مصعب -وهو القَرْقَسائي- مختلف فيه، وهو حسن الحديث في المتابعات. وهو هنا متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أحمد في "الأشربة" (215) ، وابن أبي شيبة 8/109، والدارمي (2096) ، ومسلم (1985) (15) ، والترمذي (1875) ، والنسائي 8/294، وأبو يعلى (6002) ، وأبو عوانة في الأشربة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 302، والبيهقي 8/289-290 و290 من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وانظر (7753) .(15/170)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ، فَقَالَ: " هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَمَا أَلْوَانُهَا؟ " قَالَ: رُمْكٌ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ألَيْسَ َرُبَّمَا (1) جَاءَتْ بِالْبَعِيرِ الْأَوْرَقِ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَعَمْ، قَالَ: " فَأَنَّى تَرَى ذَلِكَ؟ "، قَالَ: أُرَاهُ نَزَعَهُ عِرْقٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَهَذَا نَزَعَهُ عِرْقٌ " (2)
9299 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ثَابِتٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِطَرِيقِ مَكَّةَ
__________
(1) في (م) : أربما ليس.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن مصعب ينحط عن رتبة الصحيح، وهو متابَع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الشافعي 2/31، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" 7/411، وفي "المعرفة" (4588) ، وأخرجه البخاري (6847) ، والبيهقي 7/410-411 و8/251-252 و10/265 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، والبخاري (5305) من طريق يحيي بن قزعة، والبغوي (2377) من طريق أبي مصعب الزهري، أربعتهم (الشافعي وإسماعيل ويحيي وأبو مصعب) عن مالك، بهذا الإسناد. وانظر (7189) .
قوله: "رمْك"، قال السندي: بضم فسكون، جمع أرْمَكَ: وهو ما في لونه كدرة. وقال صاحب "القاموس": الرمكة بالضم: لون الرماد.(15/171)
إِذْ هَاجَتْ رِيحٌ، فَقَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ: الرِّيحَ، قَالَ: فَلَمْ يَرُدُّوا إلَيْهِ (1) شَيْئًا، قَالَ: فَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ، فَاسْتَحْثَثْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بَلَغَنِي أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيحِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللهَ (2) خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا " (3)
9300 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ الْأَصَمِّ، قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، فَمَرَّتْ بِهِمَا جِنَازَةٌ، فَقَامَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يَقُمْ مَرْوَانُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ (4) " " فَقَامَ عِنْدَ ذَلِكَ مَرْوَانُ " (5)
__________
(1) في (ل) والنسخ المتأخرة: عليه، وفي (م) : عَلَى، والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ك) .
(2) لفظ الجلالة أثبتناه من (ل) ، وثم يرد في باقي الأصول الخطية.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، كسابقه. ومحمد بن مصعب متابع.
وانظر (7413) .
(4) لفظة: "فقام" الثانية سقطت من (م) وهي ثابتة في كافة الأصول.
(5) إسناده ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وفيه مخالفة لحديث أبي سعيد، فقد أخرج البخاري في "صحيحه" (1309) عن أبي سعيد المقبري، قال: كنا في جنازة، فأخذ أبو هريرة بيد مروان فجلسا قبل أن توضع، فجاء أبو سعيد (أي الخدري) فأخذ بيد مروان، فقال: قم، فواللهِ لقد علم هذا أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهانا عن ذلك. فقال أبو هريرة:=(15/172)
9301 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْفَرَعِ وَالْعَتِيرَةِ " (1) ، قَالَ مُحَمَّدٌ: " وَقَدْ سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ مَعْمَرٍ "
9302 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْوَلَدُ لِصَاحِبِ الْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ " (2)
__________
= صدق. وسيرد حديث أبي سعيد هذا في مسنده (11927) .
وانظر ما سلف برقم (7593) و (7860) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (2307) ، ومن طريقه النسائي 7/167 عن شعبة، بهذا الإسناد. وقرن شعبةُ بمعمرٍ سفيانَ بن حسين الواسطي.
وسيتكرر برقم (10356) ، وانظر (7135) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجُمحي.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (53) عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وروايته مقتصرة على الشطر الأول.
وأخرجه الطيالسي (2488) ، والبخاري (6818) ، والبغوي في "الجعديات" (1155) ، والبيهقي 7/412، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/295 من طرق عن شعبة، به.(15/173)
9303 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ، فَتُسْتَجَابُ لَهُ، وَإِنِّي أُرِيدُ إِنْ شَاءَ اللهُ أَنْ أُؤَخِّرَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
9304 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ وَهُمْ يَتَوَضَّئُونَ فِي الْمَطْهَرَةِ (2) ، فَيَقُولُ لَهُمْ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي
__________
= وسيأتي الحديث من طريق محمد بن جعفر برقم (10153) . وانظر (9003) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (68) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/631، وابن منده في "الإيمان" (909) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (69) ، ومسلم (199) (340) ، وابن خزيمة 2/634، وابن منده (908) و (909) و (910) من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (9553) عن يحيى القطان ومحمد بن جعفر، عن شعبة. وانظر ما سلف برقم (7714) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: في المطهرة، وفي (ظ3) : بمر الظهران! والمثبت من (عس) وهامش (ظ3) .(15/174)
سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " (1)
9305 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَعْمِلُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا رَأَى إِنْسَانًا يَجُرُّ إِزَارَهُ، ضَرَبَ بِرِجْلِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ، قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ، ثُمَّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (1088) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (7122) .
المَِطهرة: بكسر الميم وفتحها، لغتان مشهورتان، فمَنْ كسر الميم جعلها آلةً، ومن فتحها جعلها موضعاً للتطهير.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/192 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (70) ، ومسلم (2087) ، والنسائي في "الكبرى" (9723) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الطيالسي (2487) ، وإسحاق بن راهويه (71) و (72) ، ومسلم (2087) ، وأبو عوانة 5/475، وأبو نعيم في "الحلية" 7/192 من طرق عن شعبة، به. وانظر (9004) . ورواية مسلم الثانية جاء فيها: أن أبا هريرة كان أميراً على البحرين، وهي من طريق معاذ العنبري عن شعبة، وهي مخالفة لرواية الجماعة عن شعبة أنه كان يستعمله مروان على المدينة.(15/175)
9306 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ (1) : إنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَحْفِهِمَا جَمِيعًا، أَوْ أَنْعِلْهُمَا جَمِيعًا، فَإِذَا لَبِسْتَ فَابْدَأْ بِالْيُمْنَى (2) ، وَإِذَا خَلَعْتَ فَابْدَأْ بِالْيُسْرَى " (3)
9307 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ (4) ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ - أَوْ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ، شُعْبَةُ شَكَّ - فَإِنَّهُ وَلِيَ عِلَاجَهُ وَحَرَّهُ " (5)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: يحدث.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: باليمين.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (73) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق أيضا (74) عن النضر بن شميل، وابن حبان (5461) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، كلاهما عن شعبة، به. وانظر (7179) .
(4) في (م) والنسخ المتأخرة: بِطَعَامٍ.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن راهويه (92) ، والدارمي (2074) ، والبخاري (2557) و (5460) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1167) ، والبيهقي في "السنن" 8/8، وفي "الشعب" (8566) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (7805) .(15/176)
9308 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ الْحَسَنَ أَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كِخْ كِخْ، أَلْقِهَا، أَمَا شَعَرْتَ أَنَّا (1) لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ " (2)
9309 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو الْقَاسِمِ: " لَوْ أَنَّ الْأَنْصَارَ سَلَكُوا وَادِيًا أَوْ شِعْبًا (3) ، لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ "، (4)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: "أنا أهل بيت لا نأكل الصدقة"، وهذه الزيادة لم ترد في (ظ3) و (عس) و (ك) ، ولا في روايتي البخاري ومسلم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (3072) ، ومسلم (1069) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2482) ، وإسحاق بن راهويه (51) ، والدارمي (1642) ، والبخاري (1491) ، ومسلم (1069) (161) ، والنسائي (8645) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1158) ، والطحاوي 2/9، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 242، والبيهقي 7/29، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1605) من طرق عن شعبة، به. وانظر (7758) .
(3) في (م) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة: وسلك الناس وادياً أو شعباً لسلكت ... الخ. وهذه الزيادة لم ترد في (ظ3) و (عس) ولا في "جامع المسانيد" 7/ورقة 174.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. =(15/177)
قَالَ: فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " مَا ظَلَمَ بِأَبِي وَأُمِّي، لَقَدْ آوَوْهُ وَنَصَرُوهُ "، وَكَلِمَةً أُخْرَى
9310 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا تُصَرُّوا الْإِبِلَ وَالْغَنَمَ، فَمَنِ اشْتَرَى مُصَرَّاةً فَهُوَ بِآخِرِ (1) النَّظَرَيْنِ، إِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَرَدَّ مَعَهَا (2) صَاعًا مِنْ تَمْرٍ "
قَالَ: " وَلَا يَبِيعُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا بِصَحْفَتِهَا، فَإِنمَا لَهَا مَا كُتِبَ لَهَا، وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَلَقَّوْا الْأَجْلَابَ " (3)
__________
= وأخرجه إسحاق بن راهويه (86) ، والبخاري (3779) ، والنسائي في "الكبرى" (8319) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2484) ، وابن راهويه (85) و (87) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1177) من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي من طريق شعبة، عن محمد بن زياد برقم (9364) و (10063) ، وانظر ما سلف برقم (8169) .
(1) في (م) : بأحد.
(2) في (عس) و (ل) : إن ردها رد معها.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- لم يسمع من أبي هريرة.
المغيرة: هو ابن مقسم الضبي.=(15/178)
9311 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " (1)
9312 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَجَّ هَذَا
__________
= وأخرج القسم الأول منه، وهو قوله: "لا تصروا الإِبل - إلى قوله: من تمر" عبد الرزاق (14861) عن الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي، عن أبي هريرة موقوفاً.
وسلف القسم الأول منه بسند صحيح برقم (7305) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة. وسلف القسم الثاني بسند صحيح أيضا برقم (7248) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وسيأتي الحديث بطوله من طريق إبراهيم النخعي، عن أبي هريرة برقم (9456) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وأخرجه مسلم (1350) ، والطبري في "تفسيره" 2/276 من طريق محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2519) ، والدارمي (1796) ، والبخاري (1819) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (926) و (1809) و (1810) ، والطبري 2/276، والبيهقي 5/261-262 من طرق عن شعبة، به. وانظر (7136) .(15/179)
الْبَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ مثل يوم وَلَدَتْهُ (1) أُمُّهُ " (2)
9313 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ: يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ أَوْ رِيحٍ " (3)
__________
(1) هكذا في (ظ3) و (عس) و (ك) ، وهي رواية محمد بن جعفر، وفي (م) وبقية النسخ: رجع كما ولدته.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سيار: هو أبو الحكم العَنَزي.
وأخرجه الطبري 2/276 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2519) ، وإسحاق بن راهويه (224) ، والبخاري (1521) ، والطبري 2/276 و277، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (926) و (1809) و (1810) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/316، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/15، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1841) ، وفي "التفسير" 1/173 من طرق عن شعبة، به. وانظر (7136) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن ماجه (515) ، وابن خزيمة (27) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (515) ، وابن خزيمة (27) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبيهقي 1/117 و220 من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن شعبة، به.
والحديث في هذه المصادر كلها بلفظ: " ... إلا من صوت أو ريح" وسيأتي بهذا اللفظ برقم (10093) عن وكيع، عن شعبة. وأشار البيهقي إلى أن هذا=(15/180)
9314 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ عَلَى غُلَامِ الْمُسْلِمِ، وَلَا عَلَى فَرَسِهِ صَدَقَةٌ " (1)
9315 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: كُنَّا قُعُودًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
= الحديث مختصر من الحديث الآتي برقم (9355) من طريق حماد بن سلمة، عن سهيل. وانظر ما سلف برقم (8369) .
وسيأتي كرواية المصنف برقم (9614) عن يحيي القطان، عن شعبة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2527) ، والدارمي (1632) ، والبخاري (1463) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1657) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/29، وفي "شرح مشكل الآثار" (2248) ، وابن حبان (3271) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1574) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (10054) ، وانظر (7295) .
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن، إبراهيم بن المهاجر -وهو ابن جابر البجلي- حسن في المتابعات، وقد تابعه أشعث بن أبي الشعثاء -وهو ثقة- فيما سيأتي برقم (10572) . أبو الشعثاء المحاربي: هو سُليم بن أسود بن حنظلة.
وأخرجه ابن خزيمة (1506) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.=(15/181)
9316 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ أَبَا صَالِحٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَصَوَّرُ بِي - قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: لَا يَتَشَبَّهُ بِي - وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا (1) ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2)
__________
= وأخرجه إسحاق بن راهويه (230) ، والدارمي (1205) ، وابن خزيمة (1506) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (231) عن عمر بن عبيد الطنافسي، ومسلم (655) (58) ، وابن ماجه (733) من طريق أبي الأحوص، كلاهما عن إبراهيم بن المهاجر، به.
وأخرجه النسائي 2/29، وأبو عوانة 2/8 من طريق أبي صخرة جامع بن شداد، عن أبي الشعثاء، به.
وسيأتي الحديث من طريق إبراهيم بن المهاجر برقم (9382) و (10095) ، ومن طريق أشعث بن أبي الشعثاء برقم (10572) و (10933) و (10934) كلاهما عن أبي الشعثاء.
وأخرجه ابن حبان (2062) من طريق محمد بن جحادة، عن أبي صالح ميزان، عن أبي هريرة. وسنده قوي.
قال النووي في "شرح مسلم" 5/157: وفي الحديث كراهة الخروج من المسجد بعد الأذان حتى يصلي المكتوبة إلا لعذر.
(1) لفظة: "متعمداً" لم ترد في (ظ3) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حَصِين: هو عثمان بن عاصم بن=(15/182)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حُصَين الأسدي. وسيتكرر الحديث بشطريه برقم (10055) .
وأخرج الشطر الأول منه الترمذي في "الشمائل" (389) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك أبو داود الطيالسي (2420) عن أبي عوانة، عن أبي حصين، به.
وأخرجه بشطريه البخاري (110) و (6197) من طريق أبي عوانة، عن أبي حصين، به.
وأخرج الثاني منه مسلم (3) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (550) من طريق أبي عوانة، عن أبي حصين، به.
وسلف الشطر الأول من الحديث من طريق أبي صالح، في مسند ابن مسعود برقم (3798) ، وسيأتي برقم (9966) ، وسلف أيضا من طريق كليب بن شهاب، عن أبي هريرة برقم (7168) .
وسيأتي الثاني منه من طريق أبي صالح برقم (10728) .
وللحديث طرق أخرى انظر (8266) و (9350) و (10513) .
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من رآني في المنام فقد رآني، إن الشيطان لا يتصور بي"، وفي رواية: "من رآني في المنام، فقد رآني، فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي"، وفي رواية: "لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي"، وفي رواية: "من رآني فقد رأى الحق"، وفي رواية: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة" أو: "لكأنما رآني في اليقظة".
قال أبو بكر ابن الباقلاني: معناه أن رؤياه حق ليست بأضغاثِ أحلام ولا من تخييل الشيطان، وإن رآه على غير الصفة التي كان عليها في الحياة، وإنما تلك الأمثلة من فعل الله جعلها علماً على ما تُؤول به من تبشير أو إنذار فينبغي أن يبحث عن تأويلها.
وروى إسماعيل القاضي، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن=(15/183)
9317 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى
__________
= أيوب، قال: كان محمد بن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
صف لي الذي رأيته، فإن وصف له صفة لا يعرفها، قال: لم تره، وسنده صحيح.
قال القاضي عياض: ويحتمل أن يكون قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فقد رآني"، أو: "فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي" المراد به إذا رآه على صفته المعروفة له في حياته، فإن رأى على خلافها كانت رؤيا تأويل لا رؤيا حقيقة، وتعقبه النووي فقال: هذا ضعيف، بل الصحيح أنه يراه حقيقة سواء كانت على صفته المعروفة أو غيرها.
قال الحاقظ: ولم يظهر لي من كلام القاضي ما ينافي ذلك بل ظاهر قوله "إنه يراه" حقيقة في الحالين، لكن في الأولى تكون الرؤيا مما لا يحتاج إلى تعبير، والثانية مما يحتاج إلى تعبير، فيسعى في تأويلها ولا يهمل أمرها، لأنها إما بشرى بخير، أو إنذار من شر، إما ليخيف الرائي وإما لينزجر عنه، وإما لينبه على حكم يقع له في دينه أو دنياه. "فتح الباري" 12/384-385.
وقال بعض العلماء: قد خص الله تعالى نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعموم صدق رؤياه كلها ومنع الشيطان أن يتمثل بشيءٍ منها حتى لو كانت مضادة لحاله في الحياة لئلا يتذرع بالكذب على لسانه في النوم، كما منعه ذلك في اليقظة، إذ لو أمكن من ذلك، لوقع اللبس بين الحق والباطل، ولم يوثق بما جاء من أمر النبوة، فحمى الله أنبياءه عليهم الصلاة والسلام، وحمى مرائيهم في النوم ورُؤيا غيرهم لهم في النوم من كيد الشيطان وتمثيله، لتصح رؤياه في الوجهين، ويكون طريقاً إلى علم
صحيح.
انظر "شرح مسلم" للنووي 15/204-205، وشرحه للأبي 7/497-499.(15/184)
الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُشْرِكَانِهِ " (1)
9318 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَا أَدْرِي أذَكَرَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - ثُمَّ يَخْلُفُ (2) مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ يُحِبُّونَ السِّمَانَةَ، ويَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ " (3)
9319 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَسْفَلَ مِنَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وذكوان: هو أبو صالح السمان.
وأخرجه الطيالسي (2433) عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (7443) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: خَلَفَ.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق -وهو العقيلي- فمن رجال مسلم. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية. وسيتكرر برقم (10211) .
وأخرجه مسلم (2534) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (94) عن النضر بن شميل، عن شعبة، به. وانظر (7123) .(15/185)
الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ " يَعْنِي الْإِزَارَ (1)
9320 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَفْلَسَ رَجُلٌ بِمَالِ قَوْمٍ، فَرَأَى رَجُلٌ مَتَاعَهُ بِعَيْنِهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ " (2)
9321 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ (3) بْنِ الْمُسَيِّبِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/192 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5787) ، والنسائي 8/207، وأبو نعيم في "الحلية" 7/192، والخطيب في "تاريخه" 9/385، والبيهقي 2/244، والبغوي (3081) من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي الحديث برقم (9934) و (10461) . وانظر ما سلف برقم (7467) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1559) (24) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2450) ، وإسحاق بن راهويه (104) ، ومسلم (1559) (24) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/164، وفي "شرح مشكل الآثار" (4602) ، والبيهقي 6/46 من طرق عن شعبة، به. وسيتكرر برقم (10048) ، وانظر (8566) .
(3) لفظة: "سعيد" ليست في (ظ3) و (عس) .(15/186)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ " (1)
9322 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ الْقُرْدُوسِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَذَرُ (2) طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ بجَرَّايَ (3) ، الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ "
" وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ عِنْدَ اللهِ أَطْيَبُ (4) مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (5)
9323 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُوشِكُ مَنْ عَاشَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ إِمَامًا مَهْدِيًّا وَحَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيتكرر برقم (10338) ، وانظر (7139) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: يدع.
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: من جراي. وفي بعضها. جرائي. قال في "اللسان": وقولهم: فعلت ذلك من جَرَاكَ، ومن جَرَائِكَ، أي: من أجلك، لغة في جَراك.
(4) في (ظ3) وحدها: أطيب عند الله.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7195) .(15/187)
الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَتُوضَعُ (1) الْجِزْيَةَ، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا " (2)
9324 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي " (3)
9325 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، فَإِنْ عَمِلَهَا، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ (4) أَمْثَالِهَا إِلَى
__________
(1) في (م) و (ل) : ويضع، وعليه تضبط الأفعال السابقة على البناء للفاعل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (1331) من طريق عبد الله بن عون، عن ابن سيرين، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7269) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2266) ، والطبراني في "الأوسط" (8001) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب السختياني وهشام بن حسان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2280) من طريق قتادة، والطبراني في "الأوسط" أيضا (958) من طريق سالم الخياط، كلاهما عن ابن سيرين، به. وهو عند الترمذي ضمن حديث.
وسيأتي برقم (10109) ، وانظر ما سلف برقم (7168) .
(4) في (ظ3) : عشرة. والمثبت موافق لقوله تعالى: (فله عشر أمثالها) وقد =(15/188)
سَبْعِ مِائَةٍ وَسَبْعِ أَمْثَالِهَا، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ تُكْتَبْ (1) فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَاحِدَةً، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ " (2)
9326 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " الْفَأْرَةُ مِمَّا مُسِخَ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ يُوضَعُ لَهَا لَبَنُ اللِّقَاحِ فَلَا تَقْرَبُهُ، وَإِذَا وُضِعَ لَهَا لَبَنُ الْغَنَمِ، أَصَابَتْ مِنْهُ "، قَالَ: فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَأُنْزِلَتْ عَلَيَّ التَّوْرَاةُ (3)
9327 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " الْبَهِيمَةُ عَقْلُهَا جُبَارٌ،
__________
= قالوا: إنما ذكر العدد والمعدود مذكر، لأنه راعى الموصوف المحذوف، والتقدير: "فيه عشر حسنات أمثالها"، ثم حذف الموصوف فأقام صفته مقامه تاركاً العدد على حاله.
(1) من هنا إلى آخر الحديث أثبتناه من (ظ3) و (عس) و (ل) و (ك) ، وسقط من (م) وبقية النسخ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو مكرر (7196) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين. وانظر (7197) ، وقد بينا فيه أن هذا الحديث منسوخ بحديث ابن مسعود عند مسلم (2663) رفعه: "إن الله لم يجعل لمسخ نسلاً ولا عَقِباً، وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك".(15/189)
وَالْبِئْرُ (1) جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ (2) ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (3)
9328 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ (4) ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَشَاهِدُ الصَّلَاةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حَسَنَةً، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا " (5)
__________
(1) في (عس) و (ل) و (ك) و (س) : "والبئر عقلها جبار".
(2) قوله: "والمعدن جبار" سقط من (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7120) .
قوله: "عقلها جبار"، قال السندي: أي: الدية التي يوجبها الجرح ظاهراً، إذا جرحت.
"جبار"، أي: غير واجب.
(4) كذا وقع هنا في الأصول الخطية: "أبو عثمان" وهو تحريف، والصواب فيه: "أبو يحيى" فإن هذا الحديث سيأتي مكرراً من طريق محمد بن جعفر برقم (9906) وفيه: "أبو يحيى" على الصواب، وتابعه على ذلك عند المصنف يحيى القطان برقم (9542) ، وعبد الرحمن بن مهدي برقم (9935) .
وهذا التحريف في هذا الموضع وقع قديماً في نسخ "المسند"، فقد وضع هذا الحديث بناءً عليه الحافظان ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن"، وابن حجر في "أطراف المسند" في موضعين: في ترجمة أبي عثمان التبان، وفي ترجمة أبي يحيى.
(5) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وسيأتي الكلام على إسناده من طريق موسى بن أبي عثمان عن أبي يحيى -على الصواب- برقم (9542) .
وسلف الحديث برقم (7611) من طريق منصور بن المعتمر، عن عباد بن=(15/190)
9329 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَإِنْ صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ " (1)
9330 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ أَظُنُّهُ حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " فِي كُلِّ الصَّلَوَاتِ يَقْرَأُ فِيهَا، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ " (2)
9331 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَاللِّسَانُ يَزْنِي، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ، وَيُحَقِّقُ ذَلِكَ أَوْ
__________
= أنيس، عن أبي هريرة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- روى له أصحاب السنن والبخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7144) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7503) .(15/191)
يُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ " (1)
9332 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَأَتَى عَلَى جُمْدَانَ، فَقَالَ: " هَذَا جُمْدَانُ سِيرُوا سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ "، قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ قَالَ: " الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا "، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفَرْ لِلْمُحَلِّقِينَ "، قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ "، قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو المدني القاص- حسن الحديث في المتابعات، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. وانظر (8843) .
(2) حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات، وعبد الرحمن متابع.
وأخرج الشطر الأول منه مسلم (2676) ، وابن حبان (858) ، والبيهقي في "الشعب" (504) ، وفي "الدعوات الكبير" (18) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/32 من طريق روح بن القاسم، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وانظر (8290) .
وأخرج الشطر الثاني مسلم (1302) من طريق روح بن القاسم، عن العلاء، به. وانظر (7158) .
جمدان: جبل في طريق مكة، يَبْعُدُ عنها شمالاً أقل من مئة كيلو متر للمتجه إلى المدينة، يشاهَدُ على اليسار من الطريق القديم المار بعُسْفان، وعلى اليمين من الطريق المار بجُدة بين وادي خليص وبين البحر، له قِمتان مرتفعتان يتخيلُهما=(15/192)
9333 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ " (1)
9334 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَسُومُ (2) الرَّجُلُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ (3) الْمُسْلِمِ، وَلَا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَتِهِ " (4)
__________
= الرائي جبلين. قاله الأستاذ الفاضل حمد الجاسر في تعليقه على "الأماكن" للحازمي 1/410.
(1) حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات، وعبد الرحمن بن إبراهيم متابع. وانظر (7204) .
(2) في (ظ3) و (ل) : لا يسم، والمثبت من باقي الأصول، وهو نفي بمعنى النهي.
(3) لفظة: "أخيه" لم ترد في (ظ3) و (عس) .
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن إبراهيم متابع.
وأخرجه مسلم (1413) (54) ، وأبو يعلى (6514) ، والبيهقي 5/345، والبغوي (2095) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (9899) و (9959) و (10850) .
وانظر ما سلف برقم (7248) و (9120) .(15/193)
9335 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ هَذَا الْحَرَّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ " (1)
9336 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَمِعَ الشَّيْطَانُ الْأَذَانَ وَلَّى وَلَهُ ضُرَاطٌ، حَتَّى لَا يَسْمَعَ الصَّوْتَ " (2)
9337 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ " قِيلَ: مَا هُنَّ أَيْ رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أُعْطِيتُ جَوَامِعَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن إبراهيم متابع.
وأخرجه مسلم (615) (182) ، وأبو عوانة 1/348-349، وابن حبان (1504) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وأبو عوانة 1/348-349 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7130) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو القاصّ الكرماني- حديثه حسن في المتابعات. وانظر (8139) .(15/194)
الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ "
" مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى قَصْرًا، فَأَكْمَلَ بِنَاءَهُ وَأَحْسَنَ بِنْاءَهُ (1) إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَنَظَرَ النَّاسُ إِلَى الْقَصْرِ، فَقَالُوا: مَا أَحْسَنَ بُنْيَانَ هَذَا الْقَصْرِ، لَوْ تَمَّتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ، أَلَا وكُنْتُ أَنَا اللَّبِنَةَ، أَلَا وكُنْتُ أَنَا اللَّبِنَةَ " (2)
9338 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي
__________
(1) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: فأكمل بناءه وأحسن بنيانه، والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ك) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه، عبد الرحمن بن إبراهيم متابع.
وأخرج الشطر الأول من الحديث مسلم (523) (5) ، وابن ماجه (567) ، والترمذي بإثر الحديث (1553) ، وأبو يعلى (6491) و (6492) ، وأبو عوانة 1/395، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1025) ، وابن حبان (2313) و (6401) و (6403) ، والبيهقي 2/433 و9/5، والبغوي (3617) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
ورواية ابن ماجه مختصرة بلفظ: "جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً" وقد سلفت مختصرة هكذا برقم (7266) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب -على الشك-، عن أبي هريرة.
وسلف في "المسند" مختصراً برقم (7403) ، وسيأتي مختصراً أيضا برقم (9705) ، ومطولا برقم (10517) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وسلف الشطر الثاني من طرق عن أبي هريرة، انظر (7322) .(15/195)
صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ، وَمَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَحُجْرَتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ " (1)
9339 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي، وَإِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَأَقْنَى، مَا سِوَى ذَلِكَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ " (2)
9340 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَنْذِرُوا، فَإِنَّ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وسيأتي من طريق حماد بن سلمة برقم (10908) .
وانظر ما سلف برقم (7223) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو المدني القاص-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه العقيلي 2/321 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (8813) .
قوله: "فأقنى"، قال السندي: أي: فأبقى لنفسه.(15/196)
النَّذْرَ لَا يُقَدِّمُ مِنَ الْقَدَرِ شَيْئًا، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ " (1)
9341 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاصُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ "، قَالُوا: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِذَا لَقِيَكَ (2) فسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاصْحَبْهُ " (3)
9342 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْتَمِعُ كَافِرٌ وَقَاتِلُهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي النَّارِ أَبَدًا " (4)
9343 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7208) .
(2) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: لقيته.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (8845) .
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (8816) .
تنبيه: تأخر ترتيب هذا الحديث في (ظ3) و (عس) إلى ما بعد الحديث رقم (9344) .(15/197)
رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ ويَجْهَلُونَ عَلَيَّ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ، لَكَأَنَّمَا (1) تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَادُمْتَ عَلَى ذَلِكَ " (2)
9344 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لِلَّهِ مَا فِي السَّماَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 284] ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلِّفْنَا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ: الصَّلَاةَ، وَالصِّيَامَ، وَالْجِهَادَ، وَالصَّدَقَةَ، وَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ، وَلَا نُطِيقُهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا، بَلْ قُولُوا: سَمِعْنَا، وَأَطَعْنَا، غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ "،
__________
(1) كذا في الأصول، والجادة: "فكأنما"، ويخرج ما هنا على أن القسم مقدر على حد قوله تعالى: (وان أطعتموهم إنكم لمشركون) ، انظر "الدر المصون" 5/132.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7992) .(15/198)
فَقَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، فَلَمَّا أَقَرَّ بِهَا الْقَوْمُ، وَذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ، أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِثْرِهَا: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 285]- قَالَ عَفَّانُ: قَرَأَهَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ (1) : يُفَرِّقُ (2) - فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285] ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْلِهِ: {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286] ، فَصَارَ لَهُ مَا كَسَبَ مِنْ خَيْرٍ، وَعَلَيْهِ مَا اكْتَسَبَ (3) مِنْ شَرٍّ، فَسَّرَ الْعَلَاءُ هَذَا: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286] ، قَالَ: نَعَمْ، {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} [البقرة: 286] ، قَالَ: نَعَمْ، {رَبَّنَا وَلَا
__________
(1) سلام أبو المنذر: هو ابن سليمان المزني مولاهم البصري، قال ابن الجزري في "غاية النهاية": ثقة جليل، ومقرىء كبير مات سنة إحدى وسبعين ومئة، أخذ القراءة عرضاً عن عاصم بن أبي النجود وأبي عمرو بن العلاء وغيرهما.
وهذه القراءة قرأ بها ابن جبير وابن يعمر وأبو زرعة بن عمرو، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي أحد القراء العشرة، ورويت عن أبي عمرو بن العلاء، حملاً على لفظ (كل) أي: لا يفرق ذلك الكل من المؤمنين بين أحد من رسله. انظر "البحر المحيط" و"الدر المصون".
(2) قول عفان هذا جاء في (م) والنسخ المتأخرة بعد قوله في الآية: (لا نفرق بين أحد من رسله) .
(3) في (ظ3) وحدها: كسب.(15/199)
تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [البقرة: 286] ، قَالَ: نَعَمْ، {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286] (1)
9345 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَ: " يَا أُبَيُّ "، فَالْتَفَتَ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ صَلَّى أُبَيٌّ، فَخَفَّفَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيْ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه مسلم (125) ، وأبو عوانة 1/76-77 و77، وابن حبان (139) من طريق روح بن القاسم، والطبري 3/143 من طريق مصعب بن ثابت، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2070) .
قلنا: ولفظ النسخ الوارد في الحديث لا يعني النسخ المصطلح عليه عند الأصوليين، وإنما المراد به التخصيص، فإن الآية الأولى: (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) تفيد أنهم محاسبون حتى على حديث النفس، وجاءت الآية الثانية: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) نصاً في أن التكليف إنما هو بحسب الوسع والطاقة، وهي على هذا التفسير تكون قد خصصت العموم الذي في الأولى ولم تنسخه.
وقد ذهب غير واحد من أهل العلم إلى إحكام هذه الآية، لأنها خبر، والنسخ إنما يدخل على الأمر والنهي. انظر "تفسير الطبري" 6/113-121، و"نواسخ القرآن" ص 231-235 لابن الجوزي، و"الناسخ والمنسوخ" ص 168 لمكي بن أبي طالب، و"الناسخ والمنسوخ" ص 104 لأبي جعفر النحاس.(15/200)
رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " وَعَلَيْكَ "، قَالَ: " مَا مَنَعَكَ أَيْ أُبَيُّ إِذْ دَعَوْتُكَ أَنْ تُجِيبَنِي؟ " قَالَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، كُنْتُ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ: " أَفَلَسْتَ تَجِدُ فِيمَا أَوْحَى اللهُ إِلَيَّ أَنْ {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24] ، قَالَ: قَالَ: بَلَى، أَيْ رَسُولَ اللهِ، لَا أَعُودُ، قَالَ: " أَتُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الزَّبُورِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، (1) أَيْ رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تَخْرُجَ مِنْ هَذَا الْبَابِ حَتَّى تَعْلَمَهَا "، قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي يُحَدِّثُنِي، وَأَنَا أَتَبَاطَأُ (2) مَخَافَةَ أَنْ يَبْلُغَ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ الْحَدِيثَ، فَلَمَّا أَنْ دَنَوْنَا مِنَ الْبَابِ، قُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، مَا السُّورَةُ الَّتِي وَعَدْتَنِي، قَالَ: " مَا (3) تَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ؟ "، قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ أُمَّ الْقُرْآنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أَنْزَلَ اللهُ فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، وَلَا فِي الزَّبُورِ، وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلَهَا، وَإِنَّهَا لَلسَّبْعُ مِنَ الْمَثَانِي " (4)
__________
(1) في (ظ3) : "قلت: إي نعم"، بزيادة "إي".
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: أتبطأ.
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: فكيف تقرأ في الصلاة.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" 14/59 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2875) ، بإثر الحديث (3125) ، والطبري 14/58، وابن =(15/201)
9346 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ أَتَى أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّةٍ لَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّةٍ لَهُ قَدْ أَعْجَبَتْهُ جُمَّتُهُ وَبُرْدَاهُ، إِذْ خُسِفَ بِهِ الْأَرْضُ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ " (1)
9347 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ،
__________
= خزيمة (861) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1208) ، والبيهقي في "السنن" 2/275-276، وفي "القراءة خلف الإمام" (104) و (105) و (106) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/218، والبغوي (1188) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسقط من المطبوع من "تفسير الطبري" العلاء بن عبد الرحمن.
وسلف آخر الحديث برقم (8682) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني.
وأخرجه مسلم (2088) (50) ، وأبو عوانة 5/474 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة 5/473 من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل، وابن حبان (5684) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.
وانظر ما سلف برقم (7630) .(15/202)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَفْلَسَ الرَّجُلُ فَالْغَرِيمُ أَحَقُّ بِمَالِهِ (1) إِذَا وَجَدَهُ بِعَيْنِهِ " (2)
9348 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَرَأَ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [الانشقاق: 1] فَسَجَدَ، قُلْتُ: أَلمْ (3) أَرَكَ سَجَدْتَ، قَالَ: " لَوْ لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِيهَا مَا سَجَدْتُ " (4)
9349 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ
__________
(1) لفظة: "بماله" أثبتناها من (ظ3) و (عس) و (ك) ، وفي (م) وباقي النسخ المتأخرة: بِمَتَاعِهِ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8566) .
(3) في (ظ3) و (ك) : "لم أرك" على النفي، وهو خطأ، وزاد في (م) وباقي النسخ المتأخرة لفظة "فيها" بعد قوله: "سجدت".
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيي العوذي.
وأخرجه الدارمي (1468) ، ومسلم (578) (107) ، والطحاوي 1/358 من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث برقم (9607) و (9803) و (9859) و (10019) و (10314) و (10845) .
وانظر ما سلف برقم (7140) .(15/203)
مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مَمْحَقَةٌ لِلْكَسْبِ " (1)
9350 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: وَكَانَ يَبْتَدِئُ حَدِيثَهُ بِأَنْ يَقُولَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو الْقَاسِمِ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2)
9351 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو المدني القاص-، وقد توبع. انظر (7207) .
(2) حديث متواتر، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير كليب -وهو ابن شهاب بن المجنون الجرمي-، روى له أصحاب السنن، وهو قوي الحديث.
وأخرجه ابن راهويه في "مسنده " (264) عن المغيرة بن سلمة، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (593) من طريق صالح بن عمر، عن عاصم بن كليب، به.
وانظر ما سلف برقم (8266) .
تنبيه: من بعد هذا الحديث إلى الحديث رقم (9464) ليس في نسختنا المصورة من (ظ3) .(15/204)
فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَمَنْ جَاءَنِي يَمْشِي جِئْتُهُ هَرْوَلَةً (1) " (2)
9352 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا، قَالَ: فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ " (3)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: مهرولاً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7422) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح السمان- فمن رجال مسلم. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وانظر (7625) .(15/205)
9353 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " مَا احْتَذَى النِّعَالَ، وَلَا انْتَعَلَ، وَلَا رَكِبَ الْمَطَايَا، وَلَا لَبِسَ الْكُورَ مِنْ رَجُلٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفْضَلُ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ " يَعْنِي فِي الْجُودِ وَالْكَرَمِ (1)
9354 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة - وهو أبو عبد الله مولى ابن عباس فمن رجال البخاري، وروى له مسلم مقروناً. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي، وخالد: هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه الترمذي (3764) ، والنسائي في "الكبرى" (8157) ، والحاكم 3/41 و209 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، والطبراني في "الأوسط" (7069) من طريق خارجة بن مصعب، كلاهما عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. ولفظه عندهم: ركب الكور، بدل: لبس الكور.
قال السندي: "الكور" بضم الكاف: رَحْل الناقة، ومن فتح الكاف أخطأ، كذا في "المجمع"، وقال في موضع آخر: هو سرج البعير، قلت (أي السندي) : فمعنى "لبس" أنه فرش تحته، ورواية الترمذي: "ولا ركب الكور"، وهو أظهر، والعرب تسمي الفراش لباساً، ففي حديث أنس في الحصير: قد اسود من طول ما لُبسَ.
وَأخرج البخاري (3708) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: إنْ كنت لأستقرىء الرجلَ الآية هي معي كي ينقلِبَ بي فيطعمني، وكان أخيرَ الناس للمساكين جعفرُ بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان لَيخْرِجُ إلينا العكَةَ التي ليس فيها شيء، فيشقها فنلعق ما فيها.(15/206)
يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَأَلْجَأَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَلْجَأَهُ إِلَى عُمَرَ، قَالَ أَحَدُهُمَا: " نَهَى عَنِ الزِّقَاقِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَعَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ "، وَقَالَ الْآخَرُ: " نَهَى عَنِ الزِّقَاقِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَعَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْجَرِّ، أَوِ الْفَخَّارِ - شَكَّ مُحَمَّدٌ - " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد بن إبراهيم: هو التستري.
وأخرجه مسلم (1992) (33) ، وأبو داود (3693) ، وأبو يعلى (6077) ، وابن حبان (5405) ، والدارقطني 4/258، والبيهقي 8/309 من طرق عن نوح بن قيس، عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة وحده.
ولفظه عند الدارقطني: "لا تشربوا في نقير، ولا مقير، ولادباء، ولا حَنْتَم، ولا مَزادَة، ولكن اشربوا في سقاء أحدكم غير مسكر، فإن خشي شدته فليصب عليه الماء". قلنا: وزيادة: "فإن خشي شدته ... الخ" تفرد بها أحمد بن المقدام عن نوح بن قيس عند الدارقطني.
وأخرجه الطحاوي 4/226 من طريق هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة وحده.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6837) من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد بن أبي سعيد النحوي، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن نبيذ الجَر.
وأخرجه أيضا (6838) من طريق الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن يزيد بن أبي سعيد النحوي، عن ابن سيرين، عن ابن عمر أن عمر نهى عن نبيذ الجر. فجعله من كلام عمر.
وأخرجه الطيالسي (16) ، والنسائي أيضا (6840) من طريق سلمة بن كهيل، عن أبى الحكم عمران بن الحارث، سألت ابن عمر فحدثنا عن عمر أن رسول=(15/207)
9355 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ حَرَكَةً فِي دُبُرِهِ، فَأَشْكَلَ عَلَيْهِ أَحْدَثَ أَوْ لَمْ يُحْدِثْ، فَلَا يَنْصَرِفْ، حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا " (1)
9356 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، وَصَالِحٌ الْمُعَلِّمُ، وَحُمَيْدٌ، وَيُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ،
__________
= الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الدباء والمزفت. وسلف هذا الحديث في "المسند" برقم (185) .
وسيأتي حديث ابن سيرين عن أبي هريرة برقم (10373) . وانظر ما سلف برقم (7288) .
الزقاق: جمع زِق: وهو السقاء من جلدٍ.
وسلف الكلام على بقية الحديث برقم (7288) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الدارمي (721) عن يحيى بن حسان، وأبو داود (177) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (362) (99) ، والترمذي (75) ، وابن خزيمة (24) و (28) ، والبيهقي 1/117 و161 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وانظر ما سلف برقم (8369) .(15/208)
وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ " (1)
9357 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " (2)
9358 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُخْتَلِعَاتُ وَالْمُنْتَزِعَاتُ هُنَّ الْمُنَافِقَاتُ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من أبي هريرة. علي بن زيد: هو ابن عبد الله بن زهير بن جدعان، وصالح المعلم: من أهل البصرة في عداد المجهولين، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 4/289، وابن حبان في "الثقات" 4/377، وحميد: هو الطويل، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار البصري.
وأخرجه الطيالسي (2470) عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وحده، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7129) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني.
وأخرجه ابن حبان (1018) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.
وانظر ما سلف برقم (7237) .
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، فالحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة.=(15/209)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه النسائي 6/168 من طريق المغيرة بن سلمة، والبيهقي 7/316 من طريق عبد الأعلى بن حماد، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. ووقع في رواية النسائي عن الحسن، قال: لم أسمعه من غير أبي هريرة. فعلق عليه النسائي بقوله: الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئاً.
قلنا: والحق ما قاله النسائي، وجمهور أهل العلم عليه، وقد روى ابن سعد في "طبقاته" 7/158 بأسانيد صحيحة عن أيوب وعلي بن زيد بن جدعان ويونس عبيد -وهم أصحاب الحسن البصري- أنهم قالوا: ثم يسمع الحسن من أبي هريرة. وقال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول: لم يسمع الحسن من أبي هريرة، قيل له: ففي بعض الحديث: حدثنا أبو هريرة! قال: ليس بشيء. ونحوه
قال أبو حاتم كما في "المراسيل" لابنه ص 36.
قلنا: والعجب من الحافظ ابن حجر بعد هذا كيف مشى على ظاهر إسناد النسائي، فقال في ترجمة الحسن البصري من "تهذيبه" بعد أن أورد هذا الإسناد: هو يؤيد أن الحسن سمع من أبي هريرة في الجملة.
ولعل مراد الحسن في قوله: "لم أسمعه من غير أبي هريرة" أنه لم يحصل في علمه أن هذا الحديث قد روي عن غير أبي هريرة من صحابة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله تعالى أعلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/271 عن وكيع، عن أبي الأشهب جعفر بن حيان، عن الحسن مرسلاً.
وفي الباب عن ثوبان عند الترمذي (1186) ، وعند الطبري في "التفسير" 2/467، وعند البيهقي ضمن حديث في "الشعب" (5503) . وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي.
قلنا: وهو ضعيف جداً، فيه غير ما علةٍ.
وعن عبد الله بن مسعود عند الخطيب 3/358، وأبي نعيم في "الحلية" 8/376، وإسناده ضعيف جداً.=(15/210)
9359 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (1) ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: " الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، مَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ " (2)
__________
= وعن عقبة بن عامر عند الطبري في "تفسيره" 2/467، والطبراني في "الكببر" 17/ (935) ، وفي إسناده ضعيفان.
قوله: "المختلعات والمنتزعات" قال السندي: في "النهاية": هن اللاتي يطلبن الخُلْعَ والطلاق من أزواجهن بغير عذر.
"هنَ المنافقات"، أي: عملا لا اعتقاداً، أي: مثل هذا الفعل ينبغي أن لا يتحقق من المؤمنة، وإنما يتحقق من المنافقة، والله تعالى أعلم.
(1) وقع في (م) بين حماد بن سلمة وعطاء بن السائب: سهيل، وهو خطأ لم يرد في أي من الأصول الخطية.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عطاء بن السائب حسن الحديث، إلا إنه اختلط، وحماد بن سلمة روى عنه قبل الاختلاط وبعده في رأي بعض أهل العلم، وقد تابعه غير واحد ممن روى عن عطاء قبل الاختلاط، انظر ما سلف برقم (7382) و (8894) . وعطاء بن السائب متابعٌ أيضا، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. الأغر: هو أبو مسلم المديني نزيل الكوفة.
وأخرجه الطيالسي (2387) ، وأبو داود (4090) ، وابن حبان (328) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن حبان (5671) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن سلمان الأغر، عن أبي هريرة. هكذا وقع في رواية ابن حبان: سلمان الأغر، وكنيته أبو عبد الله، وله رواية عن أبي=(15/211)
9360 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ أَبِي، فَاطَّلَعَ أَبِي فِي دَارِ قَوْمٍ، فَرَأَى امْرَأَةً، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ لَوْ فَقَئُوا عَيْنِي لَهُدِرَتْ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنِ اطَّلَعَ فِي دَارِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَفَقَئُوا عَيْنَهُ هُدِرَتْ " (1) ، وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: عَيْني (2)
9361 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا، أَفْضَلُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْعَظْمِ عَنِ الطَّرِيقِ،
__________
= هريرة، لكن كل من روى هذا الحديث جعله عن الأغر أبي مسلم، فلعل ما وقع في رواية ابن حبان خطأ من عطاء بن السائب، وقد سبق التفريق بينهما عند الحديث السالف برقم (7382) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطيالسي (2426) ، وأخرجه أبو داود (5172) عن موسى بن محمد، والبيهقي 8/338 من طريق الحجاج بن منهال، ثلاثتهم (الطيالسي وموسى وحجاج) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ووقع عند الطيالسي: عن وهيب أو حماد. وانظر (7616) .
(2) في (س) : عين، وضُبب عليها، والمثبت من (عس) . يعني أن عفان روى مرة في كلام أبي صالح: عَيْنِي، على الإفراد، ومرة: عَيْنَي، على التثنية.(15/212)
وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو داود (4676) عن موسى بن إسماعيل، والبغوي (18) من طريق حجاج الأنماطي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (35) (58) ، وابن ماجه بإثر الحديث (57) ، وابن حبان (166) ، والآجري في "الشريعة" ص 110 و110-111، وابن منده (147) ، والبغوي (17) من طريق جرير بن عبد الحميد، والآجري ص 110 من طريق خالد الواسطي، ثلاثتهم عن سهيل بن أبي صالح، به. ورواية مسلم وابن ماجه وابن حبان: "بضع وستون أو بضع وسبعون".
وأخرجه مطولا ومختصراً ابن أبي شيبة 8/522 و9/28 و11/40، والبخاري (9) ، ومسلم (35) (57) ، وابن ماجه بإثر (57) ، والنسائي 8/110، وابن حبان (167) و (181) و (190) ، وابن منده (144) و (145) و (146) و (147) و (171) و (172) و (173) من طرق عن عبد الله بن دينار، به.
وجاء في بعض الروايات: "بضع وستون"، وفي بعضها: "بضع وسبعون"، وفي بعضها: "بضع وستون أو بضع وسبعون"، وجاء في روايتي ابن حبان (181) ، وابن منده (173) : "سبعون أو اثتان وسبعون"، وفي رواية ابن منده (171) : "ستون أو سبعون".
وأخرجه الطيالسي (2403) عن وهيب بن خالد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. فأسقط منه عبد الله بن دينار!
وسيأتي الحديث من طريق سفيان الثوري، عن سهيل دون قوله: "الحياء شعبة من الإيمان" برقم (9748) ، وهذه القطعة ستأتي منفردة برقم (9710) من طريق سفيان أيضا.
وسلف دون هذه القطعة برقم (8926) من طريق عمارة بن غزية عن أبي صالح.=(15/213)
9362 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ " (1)
9363 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ "
" وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَإِنْ جَهِلَ عَلَى أَحَدِكُمْ جَاهِلٌ وَهُوَ صَائِمٌ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ " (2)
__________
= وسيأتي من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة برقم (10512) ولفظه: "الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار".
وفي باب الحياء من الإيمان عن ابن عمر، سلف برقم (4554) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام والد معاذ: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وانظر (8998) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الوارث: هو ابن سعيد بن ذكوان العنبري.(15/214)
9364 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ سَلَكَتِ الْأَنْصَارُ وَادِيًا - أَوْ شِعْبًا - لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ - أَوْ وَادِيَ الْأَنْصَارِ - وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ "، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " فَمَا ظَلَمَ بِأَبِي وَأُمِّي آوَوْهُ (1) وَنَصَرُوهُ - قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ - وَوَاسَوْهُ " (2)
9365 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ: أَنْبَأَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الرَّبِيعِ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي لَنْ يَدَعُوهَا: التَّطَاعُنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالنِّيَاحَةُ، وَمُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا،
__________
= وأخرجه الترمذي (764) من طريق عمران بن موسى القزاز، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة يصح بها، انظر ما سلف برقم (7174) و (7340) و (7492) ، وما سيأتي برقم (10540) .
وأخرج النسائي في "الكبرى" (3257) ، وابن حبان (3484) من طريق الوليد بن مسلم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رفعه: "إذا سب أحدكم وهو صائم، فليقل: إني صائم"، ينهى بذلك عن مراجعة الصائم.
وفيه عنعنة الوليد.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: لآووه، بزيادة لام التوكيد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي، مولاهم المدني. وانظر (9309) .(15/215)
اشْتَرَيْتَ بَعِيرًا أَجْرَبَ - أَوْ فَجَرِبَ - فَجَعَلْتَهُ فِي مِائَةِ بَعِيرٍ فَجَرِبَتْ، مَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ " (1)
9366 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ قَاسِمُ بْنُ مِهْرَانَ، أَخْبَرَنِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَافِعٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي الْقِبْلَةِ، قَالَ: كَانَ يَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى فَحَتَّهَا، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: قُمْتُ فَحَتَتُّهَا (2) ، ثُمَّ قَالَ: " أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا كَانَ فِي صَلَاتِهِ أَنْ يُتَنَخَّمُ (3) فِي وَجْهِهِ، أَوْ يُبْزَقَ فِي وَجْهِهِ، إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَا يَبْزُقَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ بِثَوْبِهِ هَكَذَا " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الربيع -وهو المدني- فحسن الحديث، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث (7908) .
وأخرجه الطيالسي (2395) ، ومن طريقه الترمذي (1001) ، والبيهقي في "الشعب" (5143) عن شعبة والمسعودي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.
وانظر (7908) .
(2) في (م) ونسخة على هامش (س) : فحتيْتُها.
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: يَتَنخع. والتنخم والتنخع كلاهما بمعنى: وهو إخراج الشيء من الصدر أو الخيشوم.
(4) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير قاسم بن=(15/216)
9367 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُوشِكُ أَنْ يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلَ عَلَيْهِ النَّاسُ، حَتَّى يُقْتَلَ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ تِسْعَةٌ، وَيَبْقَى وَاحِدٌ " (1)
9368 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى جَنْبِهِ الْأَيْمَنِ " (2)
__________
= مهران -وهو القيسي خال هشام- فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (550) ، والنسائي في "المجتبى" 1/163، والبيهقي 2/291 من طريق محمد بن جعفر، وأبو عوانة 1/403 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، والبيهقي 2/291 من طريق شبابة بن سوار، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (7405) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-, وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وهو مكرر (8559) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (1261) ، والترمذي (420) ، وابن خزيمة (1120) ، وابن حبان (2468) ، والبيهقي 3/45، والبغوي (887) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد -وذكر بعضهم فيه قصة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه-.=(15/217)
9369 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ ذَلِكَ الْبَرَكَةُ " (1)
9370 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ "، (2)
__________
= وأخرجه ابن ماجه (1199) ، والنسائي في "الكبرى" (1456) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضطجع بعد ركعتي الفجر على شقه الأيمن ثم يجلس.
وأخرج البيهقي 3/45 من طريق محمد بن إبراهيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفصل بين ركعتيه من الفجر وبين الصبح بضجعة على شقه الأيمن.
وفي الباب عن عائشة، عند البخاري (626) ، ومسلم (736) ، وسيأتي 6/254.
وعن ابن عباس، عند البيهقي 3/45.
(1) حديث صحيح، وهذا ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (8499) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6913) ، ومسلم (1710) (46) ، والدارقطني 3/154، والبيهقي 8/110 و343 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. زاد آدم بن أبي إياس عن شعبة في رواية الدارقطني، ورواية البيهقي الثانية: "والرجْل جُبَار"، قال=(15/218)
9371 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ هَذَا، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: الرَّكَائِزُ (1)
9372 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُهْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " يَا مَهْرِيُّ، نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الْمُومِسَةِ، وَكَسْبِ الْحَجَّامِ، وَكَسْبِ عَسْبِ (2) الْفَحْلِ " (3)
9373 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، يَقُولُ:
__________
= الدارقطني: وهو وهم. وانظر (9005) .
قوله: "والرجل جُبَار"، قال ابن الأثير: أي: ما أصابت الدابةُ برِجْلها، فلا قَوَدَ على صاحبها.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- روى له البخاري مقروناً، ومسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7254) .
وأخرجه مسلم (1710) (46) من طريق الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (7254) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: عسيب! وهو خطأ.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الفضل بن معدان والد القاسم وجهالة حال المهري، وهو معاوية، جاء مسمى في الرواية السالفة برقم (8389) .(15/219)
تَضَيَّفْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " قَسَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ تَمْرًا، فَأَصَابَنِي سَبْعُ تَمَرَاتٍ، إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ، فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنْهَا، شَدَّتْ مَضَاغِي " (1)
9374 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، تَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، حَتَّى يَنْصَرِفَ، أَوْ يُحْدِثَ "، قُلْتُ: وَمَا يُحْدِثُ؟ قَالَ: " يَفْسُو أَوْ يَضْرِطُ " (2)
9375 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ مُرْدًا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. العباس الجريري: هو ابن فروخ، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مل. وانظر (7965) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.
وأخرجه الطيالسي (2448) ، ومسلم ص 459 (274) ، وأبو داود (471) ، وأبو يعلى (6430) ، وابن خزيمة (360) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 2/23 من طريق حماد بن زيد، عن ثابت البناني، به.
وسيأتي الحديث من طريق حماد بن سلمة برقم (10833) . وانظر ما سلف برقم (7430) .(15/220)
بِيضًا جِعَادًا مُكَحَّلِينَ، أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ: سَبْعِينَ ذِرَاعًا فِي سَبْعَةِ أَذْرُعٍ " (1)
9376 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " صُومُوا الْهِلَالَ لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ " (2)
9377 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ " (3)
__________
(1) حديث حسن بطرقه وشواهده دون قوله: "في سبعة أذرع" كما سلف بيانه عند الحديث (7933) ، وفيه هناك: "على خلق آدم ستون ذراعاً" وهو الصحيح الذي تشهد له الطرق الأخرى.
وهذا الحديث من هذا الطريق مكرر (8524) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم المدني.
وأخرجه الطيالسي (2481) عن شعبة وحماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (1081) (18) من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، به.
وسيأتي من طريق محمد بن زياد بالأرقام (9556) و (9853) و (9885) و (10060) . وانظر ما سلف برقم (7516) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.=(15/221)
9378 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: " أَنْ تَتَصَدَّقَ (1) وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الْفَقْرَ، وَتَأْمُلُ الْبَقَاءَ، وَلَا تَمَهَّلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ " (2)
9379 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَتْ شَجَرَةٌ تُؤْذِي أَهْلَ الطَّرِيقِ، فَقَطَعَهَا رَجُلٌ فَنَحَّاهَا، فَدَخَلَ الْجَنَّةَ " (3)
__________
= وأخرجه ابن ماجه (3256) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2521) ، ومن طريقه أبو عوانة 5/428-429، وأخرجه البخاري (5397) عن سليمان بن حرب، كلاهما (الطيالسي وسليمان) ، عن شعبة، به. وتحرف شعبة في مطبوع "مسند" الطيالسي إلى: شعيب.
وسيأتي الحديث من طريق شعبة برقم (9874) . وانظر ما سلف برقم (7497) .
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: تتصدق.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1419) ، ومسلم (1032) (93) ، وأبو داود (2865) , والبغوي (1671) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وانظر (7159) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد =(15/222)
9380 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ " (1)
9381 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ فَرَاهِيجَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: " مَا كَانَ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامٌ إِلَّا الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ " (2)
__________
= -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وهو مكرر (8520) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (896) عن شهاب بن معمر العوفي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 2/570-571 من طريق سعيد بن عامر، عن محمد بن عمرو، به. وصححه على شرط مسلم! وزاد في آخره: "نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله ".
وانظر (8391) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل داود بن فراهيج، وسلفت ترجمته عند الحديث رقم (7522) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (9259) .(15/223)
9382 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيَّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَسْجِدٍ، فَخَرَجَ رَجُلٌ وَقَدْ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: فَقَالَ: " أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
9383 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَّرَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى كَادَ يَذْهَبُ ثُلُثُ اللَّيْلِ، أَوْ قُرَابُهُ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ وَفِي النَّاسِ رِقَّةٌ، وَهُمْ عِزُونَ، فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: " لَوْ أَنَّ رَجُلًا نَدَبَ النَّاسَ إِلَى عَرْقٍ، أَوْ مِرْمَاتَيْنِ لَأَجَابُوا لَهُ، وَهُمْ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ هَذِهِ الصَّلَاةِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا، فَيَتَخَلَّفَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الدُّورِ الَّذِينَ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ هَذِهِ الصَّلَاةِ، فَأُحَرِّقَهَا
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، إبراهيم بن المهاجر -وهو ابن جابر البجلي- روى له مسلم حديثين متابعة، وهو حسن الحديث، وقد تابعه أشعث بن أبي الشعثاء فيما سيأتي برقم (10572) ، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. أبو الشعثاء المحاربي: هو سليم بن أسود بن حنظلة.
وانظر (9315) .
(2) في عامة النسخ الخطية: بدا، ولا وجه له، وقد روى هذا الحديث الطحاوي عن عفان شيخ المصنف فيه، فقال: "ندب" كما أثبتناه، وهو الصواب.
ووقع في حاشية السندي: "أبدى الناس"، وقال: أي: أخرجهم إلى البادية، ودعاهم إليها. قلنا: ومعناه غير ظاهر.(15/224)
عَلَيْهِمْ بِالنِّيرَانِ " (1)
9384 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو المُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَ فَاطِمَةَ، أَوْ أُمَّ سَلَمَةَ، أَنْ تَجُرَّ ذَيْلَهَا ذِرَاعًا " (2)
9385 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، مِنْ فِيهِ إِلَى فِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عاصم بن بهدلة حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/169، وفي "شرح مشكل الآثار" (5874) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1212) من طريق حجاج بن منهال وعمرو بن عاصم، عن حماد بن سلمة، به. وانظر (8903) .
قوله: "قِرابه"، قال السندي: بكسر القاف، أي: ما يقارب ثلث الليل، وهو في الأصل مصدر قارَبَ.
"رقة": كقِلة وزناً ومعنىً.
"عِزون": متفرقين.
"عَرْق" بفتح عين وسكون راء: العَظْم الذي أخِذَ منه معظم اللحم، وبقي عليه قليل.
(2) إسناده ضعيف جداً، أبو المهزم -اسمه يزيد بن سفيان- متروك. وانظر (7573) .(15/225)
يَقُولُ: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، إِنَّمَا الْأَمِيرُ مِجَنٌّ، فَإِنْ صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا، أَوْ قُعُودًا، فَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِنَّهُ إِذَا وَافَقَ قَوْلُ أَهْلِ الْأَرْضِ، قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ، غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذَنْبِهِ " (1)
9386 - قَالَ: " وَيَهْلِكُ قَيْصَرُ فَلَا يَكُونُ قَيْصَرُ بَعْدَهُ، وَيَهْلِكُ كِسْرَى فَلَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ " (2)
9387 - وَقَالَ: " اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ خَمْسٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَفِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يعلى بن عطاء، وأبي علقمة -وهو الفارسي المصري، مولى بني هاشم- فهما من رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وبهز: هو ابن أسد العَمي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه عبد بن حميد (1462) ، وأبو عوانة 4/444 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد - وقف فيه أبو عوانة الإسفراييني إلى قوله: "جلوساً".
وأخرج أولَ الحديث مسلم (1835) (33) عن أبي كامل الجحدري، عن أبي عوانة، به. وانظر (9015) .
(2) اسناده صحيح على شرط مسلم، كسابقه.
وأخرجه عبد بن حميد (1462) عن أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة الوضاح، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7184) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.=(15/226)
9388 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ آمَنَ بِي عَشَرَةٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ، لَآمَنَ بِي كُلُّ يَهُودِيٍّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ " (1)
__________
= وأخرجه عبد بن حميد (1462) عن أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة الوضاح، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/286، وفي "الكبرى" (7948) عن أبي داود الحراني، عن أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن أبي علقمة، به. فزاد في روايته: "عن أبيه" وهو عطاء. وقال: هذا خطأ، والصواب: يعلى بن عطاء، عن أبي علقمة.
وانظر ما سلف برقم (7870) .
(1) حديث صحيح لغيره، أبو هلال -واسمه محمد بن سليم الراسبي، وإن كان فيه ضعف-، متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (8555) .
قوله: "قال كعب: اثنا عشر مصداقهم في سورة المائدة"، قال السندي: لعل المراد بذلك قوله تعالى: (وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً) [المائدة: 12] ، فيعلم منه أنهم كانوا يعتمدون على شهادة هذا العدد، فلو شهد هذا العدد بحقية دينه، لاعتمدوا عليه، والله تعالى أعلم.
وكعب: هو كعب بن ماتع الحِميري المعروف بكعب الأحبار، أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وأسلم في خلافة أبي بكر، ويقال: في خلافة عمر، مات سنة 32 أو 34. ولم يؤثَر توثيقه عن أحد من المتقدمين إلا أن بعض الصحابة أثنى عليه بالعلم، ولم يُخرج له في "الصحيحين" ولا في أحدهما، وإنما جرى ذِكْره عرضاً، وعامة ما يرويه إنما هو مما نقله إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل، من الأوابد والغرائب والعجائب مما كان ومما لم يكن، ومما خرف وبُذَل ونسِخ، وقد أغنانا الله عنه
بما هو أصح منها وأنفع وأوضح وأبلغ، وفي "صحيح البخاري" أن معاوية وصفه=(15/227)
قَالَ كَعْبٌ: " اثْنَا عَشَرَ مِصْدَاقُهُمْ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ
9389 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسٌ، وحَبِيبٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " فِي كُلِّ الصَّلَوَاتِ يُقْرَأُ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَنَّا أَخْفَيْنَا عَنْكُمْ " (1)
9390 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَنْبَأَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بِمِنًى، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَقَاضَاهُ، فَأَغْلَظَ لَهُ، قَالَ: فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ: " دَعُوهُ، فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا "، قَالَ: " اشْتَرُوا لَهُ بَعِيرًا، فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ "، قَالُوا: لَا نَجِدُ إِلَّا سِنًّا أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ، قَالَ: " فَاشْتَرُوهُ، فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ، فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً " (2)
__________
= بأنه من أصدق المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب، ومع ذلك كان يبلو عليه الكذب، وصح عن عمر أنه قال لكعب: لتتركن الأحاديث أو لألحقنكَ بأرض القردة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. قيس: هو ابن سعد المكي، وحبيب: هو ابن الشهيد الأزدي. وهو مكرر (8525) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (2306) و (2390) و (2401) و (2606) و (2609) ، وابن ماجه (2423) ، والترمذي (1317) ، والبيهقي 5/351، والبغوي (2137) من=(15/228)
9391 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَحْسَبُ حَمَّادٌ - أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ، فِي الْجَنَّةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ " (1)
9392 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيُّ (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بُعِثْتُ فِي خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا، حَتَّى كُنْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ " (3)
__________
= طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
رواية البخاري رقم (2401) مختصرة إلى قوله: "فإن لصاحب الحق مقالا"، واقتصر ابن ماجه على قوله: "إن من خيركم أحسنكم قضاء". وانظر (8897) .
قولهم: "سِنّاً": أي: جمل له سِنٌ معين.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. وشك حمادٍ في رفعه لا يضر، فقد روي الحديث من طرق عن أبي هريرة مرفوعاً. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.
وهو مكرر (9279) .
(2) جاء على هامش (عس) و (ل) تعليقا على "القارِي" ما نصه: "من قبيلة يقال لها: قارة، من الأنصار، ونزل الإسكندرية بلد باب مصر فقيل له: الإسكندراني"، وقد أقحم هذا التعريف في النسخ المتأخرة إلى داخل الإسناد.
(3) إسناده جيد، عمرو بن أبي عمرو -وإن كان من رجال الشيخين-, ينزل=(15/229)
9393 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ، إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إِلَّا الْجَنَّةُ " (1)
9394 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ
__________
= حديثه عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري (3557) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1392) من طريق يحيى بن يزيد بن ضماد المرادي، عن يعقوب بن عبد الرحمن، به. وانظر (8857) .
(1) إسناده جيد كسابقه.
وأخرجه البخاري (6424) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9861) من طريق سعيد بن منصور، عن يعقوب بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه البيهقي أيضا (9862) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/415.
قوله: "إذا قبضْتُ صفيه"، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/242: بفتح الصاد المهملة وكسر الفاء وتشديد التحتانية، وهو الحبيب المصافي كالولد والأخ وكل من يحبه الإنسان، والمراد بالقبض قبض روحه، وهو الموت.
قوله: "ثم احتسبه إلا الجنة"، قال الجوهري: احتسب ولده: إذا مات كبيراً، فإن مات صغيراً قيل: أفرطه، وليس هذا التفصيل مراداً هنا، بل المراد بـ"احتسبه" صبر على فَقْدِه، راجياً الأجر من الله على ذلك، وأصل الحِسْبة -بالكسر- الأجْرة، والاحتساب: طلب الأجْر من الله تعالى خالصاً.(15/230)
سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ عَمَّرَهُ اللهُ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ " (1)
9395 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ، وَيَفِيضَ، حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ، وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا، وَحَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ "، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ الْقَتْلُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن عبد الرحمن القارِي، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار المدني.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/142 من طريق محمد بن سوار، عن يعقوب بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (28) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (424) ، والبيهقي في "السنن" 3/370، وفي "الآداب" (976) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، به. وانظر (7713) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح- فمن رجال مسلم.
وأخرجه مقطعاً مسلم ص 70 (60) وص2215 (18) ، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 145، وابن حبان (6681) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرج أوله إلى قوله: "يقبلها منه": أبو عوانة في الزكاة أيضا من طريق عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح، به.=(15/231)
9396 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا " (1)
9397 - وَقَالَ: " مَنِ ابْتَاعَ شَاةً مُصَرَّاةً، فَهُوَ فِيهَا بِالْخِيَارِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ شَاءَ أَمْسَكَهَا، وَإِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَرَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ " (2)
__________
= ولشطره الأول انظر ما سلف برقم (8135) .
ولشطره الثاني انظر (8833) .
(1) إسناده صحيح إسناد سابقه.
وأخرجه مسلم (101) (164) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (101) (164) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل، به.
وأخرج الشطر الأول منه البخاري في "الأدب المفرد" (1280) ، وابن ماجه (2575) ، وأبو عوانة 1/58 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن سهيل، به.
وأخرج الشطر الثاني ابن أبي شيبة 7/290 من طريق سليمان بن بلال، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1331) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (352) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن سهيل، به.
وانظر ما سلف برقم (7292) و (8359) .
(2) إسناده صحيح إسناد سابقه.
وأخرجه مسلم (1524) (24) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 4/19 من طريق عبد الله بن وهب، عن يعقوب بن عبد الرحمن، به.=(15/232)
9398 - وَقَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلَهُمُ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءَ الْحَجَرِ، وَالشَّجَرَةِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ، أَوِ الشَّجَرَةُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ " (1)
9399 - وَقَالَ: " مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا، نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ " (2)
9400 - وَقَالَ: " مَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ
__________
= وانظر ما سلف برقم (7305) ، وما سيأتي برقم (10586) .
(1) إسناده صحيح إسناد سابقه.
وأخرجه مسلم (2922) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 145 من طريق أبي رجاء وحسان بن عبد الله الواسطي، والخطيب في "تاريخه" 7/207 من طريق عبد الله بن وهب، ثلاثتهم عن يعقوب بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه أبو عوانة في الفتن أيضا من طريق سليمان بن بلال، عن سهيل بن أبي صالح، به.
وانظر ما سلف برقم (9172) .
(2) إسناده. صحيح إسناد سابقه.
وأخرجه مسلم (2832) (12) ، وابن حبان (7231) ، والبغوي (3843) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في صفة الجنة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 124 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن سهيل بن أبي صالح، به.
وانظر ما سلف برقم (8141) .(15/233)
وَالْمَلَائِكَةِ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا " (1)
9401 - وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَالَ الْقَارِئُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقَالَ مَنْ خَلْفَهُ: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ (2) الْحَمْدُ، فَوَافَقَ قَوْلُهُ ذَلِكَ (3) قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (4)
9402 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ " كَانَ يُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ، وَيُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ " (5)
__________
(1) إسناده صحيح إسناد سابقه.
وأخرجه مسلم (1508) (18) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (9173) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: ولك، بزيادة الواو.
(3) في (م) والأصول الخطية: فوافق ذلك قوله قول ... الخ، وهو خطأ.
(4) إسناده صحيح إسناد سابقه.
وأخرجه مسلم (409) (71) ، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 9/422 عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق سمي، عن أبي صالح برقم (9923) ، وجاء مختصراً ضمن حديث برقم (8502) من طريق مصعب بن محمد، عن أبي صالح. وانظر ما سلف برقم (9015) .
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح السمان- فمن رجال مسلم. يعقوب: هو ابن عبد الرحمن القارِيُ.
وأخرجه مسلم (392) (32) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.=(15/234)
9403 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " شَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحَ مَا بَيْنَ الْمِرْفَقَيْنِ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْتَعِينُوا بِالرُّكَبِ " (1)
9404 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَمُ عَفْرَاءَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دَمِ سَوْدَاوَيْنِ " (2)
__________
= وانظر ما سلف برقم (7220) .
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -وهو محمد- فقد أخرج له مسلم في الشواهد والبخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو صدوق قوي الحديث. سمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المدني. وانظر (8477) .
(2) إسناده ضعيف، أبو ثفال -واسمه ثمامة بن وائل بن حصين الشاعر- قال البخاري فيما نقله عنه العقيلي في "الضعفاء" 1/177: أبو ثفال المري عن رباح بن عبد الرحمن: في حديثه نظر، وقال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان -كما في "العلل" لابن أبي حاتم 1/52-: مجهول، وقال البزار: مشهور، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. ورباح بن عبد الرحمن -وهو ابن أبي سفيان بن حويطب، قاضي المدينة- ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان في المصدر السابق: مجهول. ثم في سماعه من أبي هريرة نظر، فقد قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": في حديثه عن أبي هريرة عندي نظر، والظاهر أنه مقطوع.=(15/235)
9405 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ يُخَرِّبُ بَيْتَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
= وأخرجه الحاكم 4/227، والبيهقي 9/273 من طريق أبي الجماهر محمد بن عثمان التنوخي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/197-198من طريق توبة العنبري، عن سُلمى بن عتاب، عن أبي هريرة. موقوفاً. وقال عَقِبَهُ: ويرفعه بعضهم ولا يصح. قلنا: ورجاله ثقات رجال الصحيح غير سلمى بن عتاب فمجهول.
وفي الباب عن كبيرة بنت سفيان عند الطبراني في "الكبير" 25/ (9) ، قال في "المجمع" 4/18 بعد أن عزاه إلى الطبراني: وفيه محمد بن سليمان بن مسمول وهو ضعيف، قلنا: وشيخ الطبراني محمد بن السري بن مهران: لم نجد له ترجمة.
وعن ابن عباس ضمن حديث عند الطبراني في "الكبير" أيضا (11201) ، قال في "المجمع" 4/66: وفيه حمزة النصيبي، وهو متروك.
قوله: "دم عفراء"، قال السندي: هو بمهملة وفاء وراء ومد، أي: الشاة البيضاء المائلة إلى حُمرة، والمراد أن التضحية بعفراء خير من التضحية بالسوداء!
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز -وهو ابن محمد الدراوردي- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً، وهو صدوق لا بأس به. ثور بن زيد: هو الديلي المدني، وأبو الغيث: هو سالم مولى ابن مطيع المدني.
وأخرجه مسلم (2909) (59) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (8094) .(15/236)
وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ " (1)
9406 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا قَرَأَ: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: 3] ، قَالَ رَجُلٌ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَأَلَهُ مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ، وَقَالَ: " لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه.
وأخرجه مسلم (2910) (60) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 156 من طريق يحيي بن صالح وخالد بن خداش، عن عبد العزيز الدراوردي، به.
وأخرجه البخاري (3518) و (7117) ، وأبو عوانة في الفتن أيضا، والبغوي (4254) من طريق سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، به.
وانظر الكلام على الحديث في "فتح الباري" 6/545 و13/77-78.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه لأجل عبد العزيز الدراوردي، وهو متابع.
وأخرجه مسلم (2546) (231) ، والنسائي في "الكبرى" (8278) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/2 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4898) ، وابن حبان (7308) ، وأبو نعيم في "أخبار=(15/237)
9407 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا، أَدَّى الله عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيدُ - يَعْنِي - تَلَفَهَا، أَتْلَفَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
= أصبهان" 1/2 من طرق عن عبد العزيز الدراوردي، به.
وأخرجه البخاري (4897) ، وأبو نعيم 1/2 من طريق سليمان بن بلال، والترمذي (3310) و (3933) ، وأبو نعيم 1/2 من طريق عبد الله بن جعفر، كلاهما عن ثور بن زيد، به.
وأخرجه الترمذي (3260) و (3261) ، والطبري في "تفسيره" 26/66 و67، وابن حبان (7123) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/2 و3، والبيهقي في "الدلائل" 6/334 من طريق عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي، وأبو نعيم 1/3-4 و5 و6 و6-7 من طريق أبي صالح، و1/4-5 و6 من طريق سعيد بن مينا، و1/4 من طريق سعيد المقبري، و1/5 من طريق خالد بن سعد، و1/6 من طريق
عطاء بن أبي رباح، جميعهم عن أبي هريرة، وبعضهم يزيد فيه على بعض، وهو في بعض المصادر بلفظ: "لو كان الإيمان"، وفي بعضها بلفظ: "لو كان الدين".
وانظر ما سلف برقم (7950) .
وفي الباب عن قيس بن سعد عند ابن أبي شيبة 12/206، والبزار (2835) ، وأبو يعلى (1438) ، والطبراني (10470) . قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/65: رجالهم رجال الصحيح.
وعن عبد الله بن مسعود وجابر وسلمان وعلي عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان"، 1/6-8.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه لأجل عبد العزيز الدراوردي، وهو متابع. وانظر (8733) .(15/238)
9408 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً بِالْقَدُومِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، المغيرة بن عبد الرحمن القرشي -وهو ابن عبد الله بن خالد بن حزام -روى له الشيخان، وقال أحمد وأبو داود: لا بأس به، ووثقه الدارقطني في "السنن" 1/117، والذهبي في الطبقة الثامنة عشرة من "تاريخ الإِسلام"، وابن حجر في "التقريب".
وقال عباس الدوري عن ابن معين: ليس بشيء. وقال الآجري: سألت أبا داود عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي (وهو راوٍ آخر غير الحزامي) فقال: ضعيف، فقلت له: إن عباساً حكى عن يحيى بن معين أنه ضَعفَ الحزامى ووَثقَ المخزومى، قال: غلط عباس. وقال النسائي: ليس بالقوي! كذا نقل المزي عنه، وقد قال في "سننه الكبرى" (8634) : كان يحيى بن معين يضعف المغيرة بن
عبد الرحمن، وقد نظرنا في حديثه فلم نجد شيئا يدل على ضعفه، ويحيى كان أعلم منا، والله أعلم. وقال ابن عدي: عامة رواياته عن أبي الزناد شيء يوافقه الثقات عليها عن أبي الزناد، ومنه ما لا يُوافَق عليه.
قلنا: وهذا الرجل أقل أحواله أن يكون صدوقاً قوي الحديث، وما أتى به مما يُنكَر عليه، فيُسلَكُ فيه سبيلَ غيره من الثقات والمشهورين، فيُرَدُّ ما لا يُتابَع عليه، والله تعالى أعلم، وهو هنا في هذا الحديث متابع وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري برقم (3356) وبإثر الحديث (6298) ، ومسلم (2370) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2354، والبيهقي 8/325 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (8281) .(15/239)
9409 - وَقَالَ: " خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ " (1)
9410 - وقَالَ: " وَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي، أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي، كَرِهْتُ لِقَاءَهُ " (2)
9411 - وَقَالَ: " رَأْسُ الْكُفْرِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه.
وأخرجه مسلم (854) (18) ، والترمذي (488) ، والبيهقي 3/251 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (6286) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، والطبراني في "الأوسط" (4332) من طريق هشام بن عروة، كلاهما عن أبي الزناد، به.
وانظر (9207) .
(2) حديث صحيح، وإسناده قوي كسابقه.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/10، وفي "الكبرى" (1961) و (7744) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك 1/240، ومن طريقه أخرجه البخاري (7504) ، والنسائي في "المجتبى" 4/10، وفي "الكبرى" (1961) و (7744) ، وابن حبان (363) ، والبغوي (1448) عن أبي الزناد، به.
وأخرجه أبو يعلى (6339) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، به.
وانظر ما سلف برقم (8133) .(15/240)
أَهْلِ الْخَيْلِ، وَالْإِبِلِ الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ " (1)
9412 - وَقَالَ: " تَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ، أَشَدَّهُمْ كَرَاهِيَةً لِهَذَا الشَّأْنِ حَتَّى يَقَعَ فِيهِ " (2)
9413 - وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ، يَقُولُ: " اللهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وإسناده قوي كسابقه.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/970، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (3301) ، وفي "الأدب المفرد" (574) ، ومسلم (52) (85) ، وأبو عوانة 1/60، وابن منده في "الإيمان" (434) ، والبغوي (4003) ، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (6340) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1759) من طريق الزهري، عن الأعرج، به.
وسيأتي الحديث من طريق الأعرج عن أبي هريرة برقم (10579) .
وانظر ما سلف برقم (7432) و (7505) .
(2) حديث صحيح، وإسناده قوي. وسلف تخريجه عند الحديث رقم (7496) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.
وأخرجه البخاري (1006) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.=(15/241)
9414 - وَقَالَ: " غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ " (1)
9415 - وَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا " (2)
9416 - وَقَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ "، قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ فِي ذَا مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي، فَاكْلَفُوا مَا لَكُمْ بِهِ طَاقَةٌ " (3)
__________
= وأخرجه البخاري (3386) من طريق شعيب بن أبي حمزة، و (2932) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي الزناد، به.
وانظر ما سلف برقم (7260) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.
وأخرجه البخاري بإثر الحديث (1006) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2515) من طريق ورقاء بن عمر، وأبو يعلى (6329) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، كلاهما عن أبي الزناد، به.
وسيأتي من طريق محمد بن زياد، عن أبي هريرة برقم (10064) .
وأخرجه البخاري (3514) ، ومسلم (2515) ، والخطيب في "تاريخه" 11/116 من طريق محمد بن سيرين، ومسلم (2516) ، والحاكم 4/82 من طريق عراك بن مالك، كلاهما عن أبي هريرة.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4702) ، وانظر بقية شواهده هناك.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وانظر (4799) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.
وأخرجه مسلم (1103) (58) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (7229) .(15/242)
9417 - وَقَالَ: " فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ، لَا يَقْطَعُهَا " (1)
9418 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى يَعْنِي الْمَخْزُومِيَّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وإسناده قوي.
وأخرجه مسلم (2826) (7) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (7498) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة يعقوب بن سلمة الليثي ووالده، ثم في اتصاله نظر، فقد قال البخاري: لا يعرف لسلمة سماع من أبي هريرة، ولا ليعقوب من أبيه.
وأخرجه أبو داود (101) ، والترمذي في "العلل الكبير" 1/111، والطبراني في "الأوسط" (8076) ، والدارقطني 1/79، والحاكم 1/146، والبيهقي 1/43، والبغوي (209) ، والمزي في ترجمة سلمة الليثي من "تهذيبه" 11/332-333 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي عقبه: سألت محمداُ (يعني البخاري) عن هذا الحديث، فقال: محمد بن موسى المخزومي: لا بأس به،
مقارب الحديث، ويعقوب بن سلمة: مدني لا يعرف له سماع من أبيه، ولا يعرف لأبيه سماع من أبي هريرة. ثم قال الترمذي: سمعت إسحاق بن منصور يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا أعلم في هذا الباب حديثاً له إسناد جيد.
وأخرجه ابن ماجه (399) ، وأبو يعلى (6409) ، والدارقطني 1/79، والحاكم 1/146 من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن محمد بن موسى، به.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وقد احتج مسلمٌ بيعقوب بن أبي سلمة الماجشون! =(15/243)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وتعقبه الذهبي في "تلخيصه" بأنه الليثي، ولينَ إسناده.
وأخرج الدارقطني 1/71، والبيهقي 1/44 من طريق محمود بن محمد الظفري، عن أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً: "ما توضأ من لم يذكر اسم الله عليه، وما صلى من لم يتوضأ".
وقال البيهقي عقبه: هذا الحديث لا يعرف من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة إلا من هذا الوجه، وكان أيوب بن النجار يقول: لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إلا حديثاً واحداً، وهو حديث: "الْتَقى آدم وموسى"، وقال: ذكره يحيى بن معين فيما رواه عنه ابن أبي مريم، فكان حديثه هذا منقطعاً، والله أعلم.
قلنا: وله علة أخرى، فقد ذكر الذهبي في "الميزان" محمود بن محمد الظفري، وقال: قال الدارقطني: ليس بالقوي، فيه نظر.
وأخرج الطبراني في "الصغير" (196) من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن إبراهيم بن محمد البصري، عن علي بن ثابت، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا أبا هريرة إذا توضأت فقل: بسم الله والحمد لله، فإنَ حَفَظَتكَ لا تستريح، تكتب لك الحسنات حتى تحدِث من ذلك الوضوء" وقال: لم يروه عن علي بن ثابت إلا إبراهيم بن محمد، تفرد به عمرو بن أبي سلمة. وقال ابن عدي: إبراهيم بن محمد روى عنه عمرو بن أبي سلمة وغيره مناكير. وقال ابن حجر في "لسانه" 1/98 عن هذا الحديث: منكر. قلنا: وعمرو بن أبي سلمة مختلف فيه.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/41، وفي سنده مقال.
وعن رباح بن عبد الرحمن، عن جدته، عن أبيها -قيل: هو سعيد بن زيد- سيأتي 4/70 و5/381-382 و6/382، وفي إسناده جهالة واضطراب.
وعن سهل بن سعد عند ابن ماجه (400) ، والحاكم 1/269، والبيهقي 2/379، والطبراني في "الكبير" 6/ (5698) وإسناده ضعيف.
وعن عيسى بن سبرة بن أبي سبرة، عن أبيه، عن جده عند الدولابي في=(15/244)
9419 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْخَرَّاطِ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا، لَمْ يَأْتِ إِلَّا لِخَيْرٍ يَتَعَلَّمُهُ، أَوْ يُعَلِّمُهُ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ جَاءَه لِغَيْرِ ذَلِكَ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ " (1)
9420 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ صَالِحِ (2) بن
__________
= "الكنى والأسماء" 1/36، والطبراني في "الأوسط" (1119) ، والبغوي في "الصحابة" كما في "نتائج الأفكار" 1/236، وقال البغوي: عيسى منكر الحديث.
وعن عائشة من فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عند البزار (261 - كشف الأستار) ، وأبي يعلى (4687) ، والدارقطني 1/72، وإسناده ضعيف بمرة.
قلنا: ومع ذلك كله، فقد نقل الحافظ ابن حجر في "النتائج" 1/237 عن ابن الصلاح أنه قال: ثبت بمجموعها ما يثبت به الحديث الحَسَنُ، والله أعلم.
وقال في "التلخيص الحبير" 1/75: والظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث منها قوة تدل على أن له أصلاً.
(1) حديث ضعيف، وسلف الكلام عليه عند الحديث رقم (8603) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/209، وعنه ابن ماجه (227) ، وأبو يعلى (6472) ، وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/691 من طريق أبي مصعب الزهري، كلاهما (ابن أبي شيبة وأبي مصعب) عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/91 من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي صخر حميد الخراط، به.
(2) وقع في الأصول: "مسلم بن محمد"، وهو خطأ قديم، أشار إليه=(15/245)
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ إِلَّا قَالَ: " يَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى طَاعَتِكَ " (1)
9421 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَفْتَحُ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ، إِلَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ، يَأْخُذُ الرَّجُلُ حَبْلَهُ فَيَعْمِدُ إِلَى الْجَبَلِ، فَيَحْتَطِبُ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَأْكُلُ بِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ
__________
= الحافظان الحسيني وابن حجر، وصوابه: صالح بن محمد كما ذكرا، وكما هو في مصادر التخريج.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح بن محمد بن زائدة.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (304) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1518) عن عبد الملك بن عمرو العقدي، وأبو يعلى (4824) من طريق محمد بن عباد، كلاهما عن حاتم بن إسماعيل، به.
وسيأتي من طريقين آخرين عن عائشة في مسندها 6/91 و250-251، وهما ضعيفان.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف في مسنده برقم (6569) ، وانظر بقية شواهده هناك.
قوله: "يا مصرف القلوب ... الخ"، قال السندي: أي: تعليماً للأمة، وإظهاراً لحاجة العبد لربه في كل حين، وأنه لا ينبغي له الاعتماد على حسن حاله، ولا يستغني به عن الدعاء والتضرع، والله تعالى أعلم.(15/246)
أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ مُعْطًى أَوْ مَمْنُوعًا " (1)
9422 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " حَرَّمَ كُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ " (2)
__________
(1) إسناده قوي، عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن حبان (3387) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (821) من طريق عبد العزيز القسملي و (822) من طريق أبي غسان محمد بن مطرف، كلاهما عن العلاء، به. واقتصر أبو غسان في روايته على الشطر الأول منه.
وأخرج الشطر الأول فقط أبو يعلى (6691) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن المجبر، عن العلاء، به. قال محمد بن عبد الرحمن: وعن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. ومحمد هذا متروك.
وسيأتي هذا الشطر ضمن الحديث (9624) ، والشطر الثاني سلف برقم (7317) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة.
قوله: "باب مسألة"، قال السندي: أي: باب سؤال من غيره تعالى.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي.
وأخرجه الترمذي (1479) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وحسنه وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3483) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/190 من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن محمد بن عمرو، به. وانظر=(15/247)
9423 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ أَبَا الْحُبَابِ، أخْبَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا طَيِّبًا، وَلَا يَصْعَدُ إِلَى (1) السَّمَاءِ إِلَّا طَيِّبٌ، إِلَّا وَهُوَ يَضَعُهَا فِي يَدِ الرَّحْمَنِ - أَوْ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ - فَيُرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ - أَوْ فَصِيلَهُ - حَتَّى إِنَّ التَّمْرَةَ لَتَكُونُ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ " (2)
9424 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا الْمَلَائِكَةُ جُلَسَاؤُهُمْ، إِنْ غَابُوا يَفْتَقِدُونَهُمْ، (3) وَإِنْ مَرِضُوا عَادُوهُمْ،
__________
= (8789) .
(1) لفظة: "إلى" لم ترد في (م) والنسخ المتأخرة.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق لا بأس به.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/143 من طريق سعيد بن الحكم ابن أبي مريم، عن بكر بن مضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (1154) ، والشافعي 1/220، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (2424) ، والبغوي (1631) عن سفيان بن عيينة، وابن حبان (3319) من طريق ورقاء بن عمر , كلاهما عن ابن عجلان، به. وانظر (8381) .
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: يفتقدونهم، بإثبات نون الرفع.(15/248)
وَإِنْ كَانُوا فِي حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ " (1)
9425 - وَقَالَ: " جَلِيسُ الْمَسْجِدِ عَلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ: أَخٍ مُسْتَفَادٍ، أَوْ كَلِمَةٍ مُحْكَمَةٍ، أَوْ رَحْمَةٍ مُنْتَظَرَةٍ " (2)
9426 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْعَرَقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيَذْهَبُ فِي الْأَرْضِ سَبْعِينَ بَاعًا، وَإِنَّهُ لَيَبْلُغُ إِلَى أَفْوَاهِ النَّاسِ، أَوْ
__________
(1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيىء الحفظ. دراج: هو ابن سمعان المصري أبو السمح، وابن حجيرة: هو عبد الرحمن المصري.
وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد.
وروي نحوه عن عطاء الخراساني مرسلا، أخرجه عبد الرزاق (20585) عن معمر، عنه.
قوله: "إن للمساجد أوتاداً"، قال السندي: أي: رجالا يلازمونها لزوم الأوتاد لمحالها.
(2) إسناده ضعيف، إسناد سابقه.
قوله: "ثلاث خصال"، قال السندي: أي: لا يخلو عن ثلاثة أمور مطلوبة للإنسان.
"أخ مستفاد" بالجر، بدل من ثلاث خصال بمعنى ثلاثة أمور. والمراد أنه لا يخلو من أن يستفيد أخا، أو يسمع كلاماً نافعا، أو ينتظر رحمة، وذلك لأن المسجد محل لمرور الإخوان في الله، وذكر العلوم، ونزول الرحمة، والله تعالى أعلم.(15/249)
إِلَى آذَانِهِمْ " (1) شَكَّ ثَوْرٌ أَيُّهُمَا قَالَ (2)
9427 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ عِنْدِي أُحُدًا ذَهَبًا يَأْتِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ، وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْءٌ أَرْصُدُهُ فِي قَضَاءِ دَيْنٍ يَكُونُ عَلَيَّ " (4)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: آنافهم، جمع أنف، والمثبت من النسخ العتيقة، ومصادر التخريج.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي- لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ثور: هو ابن زيد الدِّيلي، وأبو الغيث: هو سالم مولى ابن مطيع المدني.
وأخرجه مسلم (2863) (61) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 156 من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به.
وأخرجه البخاري (6532) ، وأبو عوانة 5/ورقة 156، والبغوي (4254) من طريق سليمان بن بلال، به.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4613) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(3) في (م) : أبي مالك، بزيادة "أبي"، وهو خطأ.
(4) إسناده قوي من أجل عبد العزيز -وهو ابن محمد الدراوردي-, وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو سهيل: هو نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي.
وأخرجه ابن ماجه (4132) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن
عبد العزيز بن محمد، بهذا الإِسناد.
وانظر ما سلف برقم (7484) .(15/250)
9428 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، فَأَرْشَدَ اللهُ الْأَئِمَّةَ، وَغَفَرَ لِلْمُؤَذِّنِينَ " (1)
9429 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، إن كان سهيل سمع الحديث من أبيه، فقد روي الحديث عنه، عن الأعمش، عن أبي صالح، وجزم البيهقي بأنه لم يسمعه من أبيه، وإنما سمعه من الأعمش. قلنا: ولا يبعد أن يكون سهيل قد سمعه منهما، والإسنادان جميعاً محفوظان، فتكون رواية سهيل عن الأعمش من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه ابن حبان (1672) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 1/58، ومن طريقه البيهقي 1/430 عن إبراهيم بن محمد، وعبد الرزاق (1839) عن سفيان بن عيينة، وابن خزيمة (1531) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (257) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، وابن خزيمة (1531) من طريق محمد بن عمار، والخطيب في "تاريخه" 6/167 من طريق شعبة، خمستهم عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2188) من طريق روح بن القاسم، وابن خزيمة (1528) من طريق عبد العزيز الدراوردي، والبيهقي 1/430 من طريق محمد بن جعفر، ثلاثتهم عن سهيل بن أبي صالح، عن الأعمش، عن أبي صالح، به. وانظر (7169) .
(2) إسناده قوي كسابقه.=(15/251)
9430 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى حِرَاءٍ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اهْدَأْ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ " (1)
__________
= وأخرجه الترمذي (766) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن خزيمة (1897) عن أحمد بن عبدة الضبي، عن عبد العزيز بن محمد، به - ضمن حديث مطول. وانظر (7174) .
(1) إسناده قوي على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2417) (50) ، والترمذي (3696) ، والنسائي في "الكبرى" (8207) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث صحيح.
وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة" (248) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1441) ، والبغوي (3924) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به.
وأخرجه مسلم (2417) (50) ، وابن حبان (6983) ، والخطيب في "تاريخه" 8/161 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سهيل، به. زاد مسلم في روايته: سعد بن أبي وقاص، واقتصر الخطيبُ على ذِكْر أبي بكر وعمر وعثمان.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1442) من طريق عبد الله بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف ضمن حديث طويل برقم (420) .
بذكر عثمان فقط.
وعن سعيد بن زيد، سلف برقم (1630) . وفيه زيادة: سعد وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد.
وعن بريدة الأسلمي، سيأتي 5/346. بذكر أبي بكر وعمر وعثمان فقط.
وعن ابن عباس في "فضائل الصحابة" (249) بنحو حديث سعيد بن زيد=(15/252)
9431 - وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ " (1)
__________
= وعن أنس بن مالك عند البخاري (3675) ، وسيأتي 3/116 واسم الجبل أحد، بدل حراء.
ومثله عن سهل بن سعد، سيأتي 5/321.
(1) إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه الترمذي (3795) ، والحاكم 3/289 و425 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، واقتصر في روايته في الموضع الأول على ذِكْر أسيد بن حضير، وفي الثاني على معاذ بن عمرو بن الجَموح.
وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة" (354) ، وابن سعد في "الطبقات" 3/605، وابن أبي عاصم في "السنة" (1244) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به. واقتصر ابن سعد في روايته على ذكر أسيد بن حضير، وابن أبي عاصم على أبي بكر وعمر وأبي عبيدة.
وأخرجه أيضا في "فضائل الصحابة" (197) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (337) ، وابن أبي عاصم (1244) ، والنسائي في "الكبرى" (8230) و (8243) ، وابن حبان (6997) و (7129) ، والحاكم 3/233 و268، وأبو نعيم في "الحلية" 9/42 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وزاد النسائي وأبو نعيم في روايتيهما: سهيل بن بيضاء، وزاد البخاري، وابن حبان في موضعيه، والحاكم في الموضع الأول: "بئس الرجل فلان وفلان حتى عد سبعة ... الخ".
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/11-12 و136-137 عن أبي معاوية الضرير، عن=(15/253)
9432 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الْقَارِيَّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ دَاوُدُ النَّبِيُّ فِيهِ غَيْرَةٌ شَدِيدَةٌ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ أُغْلِقَتِ الْأَبْوَابُ فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَى أَهْلِهِ أَحَدٌ حَتَّى يَرْجِعَ "، قَالَ: " فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ، وَأغُلِّقَتِ الدَّارُ، فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ تَطَّلِعُ إِلَى الدَّارِ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ وَسَطَ الدَّارِ، فَقَالَتْ لِمَنْ فِي الْبَيْتِ: مِنْ أَيْنَ دَخَلَ هَذَا الرَّجُلُ الدَّارَ، وَالدَّارُ مُغْلَقَةٌ، وَاللهِ لَتُفْتَضَحُنَّ بِدَاوُدَ، فَجَاءَ دَاوُدُ فَإِذَا الرَّجُلُ قَائِمٌ وَسَطَ الدَّارِ، فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي لَا أَهَابُ الْمُلُوكَ، وَلَا يَمْتَنِعُ مِنِّي الْحُجَّابُ، (1) فَقَالَ دَاوُدُ: أَنْتَ وَاللهِ إِذَنْ مَلَكُ الْمَوْتِ، مَرْحَبًا بِأَمْرِ اللهِ، فَرَمَلَ دَاوُدُ مَكَانَهُ حَيْثُ قُبِضَتْ رُوحُهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ شَأْنِهِ، وَطَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ لِلطَّيْرِ: أَظِلِّي عَلَى دَاوُدَ، فَأَظَلَّتْ عَلَيْهِ الطَّيْرُ حَتَّى أَظْلَمَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ، فَقَالَ لَهَا سُلَيْمَانُ: اقْبِضِي جَنَاحًا جَنَاحًا "، (2)
__________
= سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: شيء، والمثبت من النسخ العتيقة.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن المطلب -وهو ابن عبد الله بن حنطب- لم يسمع من أبي هريرة كما قال البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/17، وأبو حاتم في "المراسيل" لابنه ص 209، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
قوله: "فرَمَلَ"، قال السندي: براء مهملة وتخفيف، أي: أسرع في المشي إلى الموضع الذي أراد أن تقبض روحه فيه، وفي بعض النسخ: بزاي معجمة وتشديد، أي: غطى نفسه في ذلك المكان.=(15/254)
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يُرِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ فَعَلَتِ الطَّيْرُ، وَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَدَهُ (1) ، وَغَلَبَتْ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ الْمَصْرحِيَّةُ "
9433 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَتَصَدَّقُ أَحَدٌ بِتَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، إِلَّا أَخَذَهَا اللهُ بِيَمِينِهِ، يُرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ - أَوْ فَصِيلَهُ - حَتَّى تَكُونَ لَهُ مِثْلَ الْجَبَلِ أَوْ أَعْظَمَ " (2)
9434 - وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ رَجُلًا (3) مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَتِ الْأَنْصَارُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَهُمْ أَوْ شِعْبَهُمْ، الْأَنْصَارُ شِعَارِي، وَالنَّاسُ دِثَارِي " (4)
__________
= "وغلبت عليه يومئذ المصرحية" الظاهر أنه اسم فاعل من التصريح، لحقته الياء والتاء المصدريتان، أي: غلبت عليه صفة التصريح والإيضاح في البيان حتى يوضحَ المرام بالكلام، ويستعين عليه بالاشارة باليد، والله تعالى أعلم.
(1) لفظة: "يده" سقطت من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (1014) (64) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (8961) .
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: امرأً.
(4) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8323) ، وابن منده في "الإيمان" (539) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.=(15/255)
9435 - وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى عَنْ لُبْسَتَيْنِ: الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ بِثَوْبِهِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَعَنِ الْمُلَامَسَةِ، وَالْمُنَابَذَةِ، وَالْمُحَاقَلَةِ، وَالْمُزَابَنَةِ " (1)
9436 - وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ (2) كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ - مَرَّتَيْنِ - مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنَ الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ
__________
= وأخرج أوله دون قوله: "ولولا الهجرة ... الخ" مسلم (76) (130) عن قتيبة بن سعيد، به.
ونسب هذا الحديث الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 9/394 إلى مسلم من طريق إسماعيل بن جعفر، عن سهيل، به. ولم نجده في مطبوع "صحيح مسلم".
وانظر ما سلف برقم (8169) .
قوله: "الأنصار شِعاري"، قال السندي: الشعَار ككِتاب: ما يلي الجسد من الثوب، أي: أنهم بمنزلة ذلك الثوب، وأنهم الخاصة والبطانة وألْصَق الناس بي.
"الناس": المراد بهم غير المهاجرين، أو الغالب دون الكل.
"دِثاري": هو الثوب الذي فوق الشِّعَار، أي: أنهم الخاصة، والناس العامة، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مقطعا مسلم (1511) و (1545) (104) ، والترمذي (1224) و (1758) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/360، والبيهقي 5/308 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (8949) و (9088) .
(2) في (م) ونسخة على هامش (س) : السماء الدنيا.(15/256)
حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ " (1)
9437 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثِ بْنِ طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْقَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ بِصَبِيٍّ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لَهُ، فَقَدْ دَفَنْتُ ثَلَاثَةً، فَقَالَ: " لَقَدِ احْتَظَرْتِ بِحِظَارٍ شَدِيدٍ مِنَ النَّارِ " (2) قَالَ حَفْصٌ: " سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَمْ أَبْلُغْ عَشْرَ سِنِينَ، وَسَمِعْتُ حَفْصًا يَذْكُرُ هَذَا الْكَلَامَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ "
* 9438 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: " وسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ "، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (758) (169) ، والترمذي (446) ، والبغوي (946) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (7792) .
(2) إسناده قوي، طلق بن معاوية روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" ووثقه الذهبي، وروى له مسلم هذا الحديث الواحد، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير البجلي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (147) ، والمزي في ترجمة طلق من "التهذيب" 13/460 من طريق علي ابن المديني، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (144) ، ومسلم (2636) (155) ، والنسائي 4/26، والبيهقي 4/67، والمزي 13/460 من طرق عن حفص بن غياث، به.
وأخرجه مسلم (2636) (156) ، والنسائي 4/26 من طرق عن جرير بن =(15/257)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا " (1)
* 9439 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (2) ، قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَدْعُو، فَقَالَ: " أَحِّدْ أَحِّدْ " (3)
__________
= عبد الحميد، عن طلق بن معاوية، به.
وسيأتي برقم (10923) ، وانظر ما سلف برقم (7265) .
قوله: "ادع الله له"، قال السندي: أي بالحياة.
"احتظرت" افتعال من الحظر، وهو المنع، أي: امتنعت.
"بحَظار" بفتح أو كسر هو حائظ البستان، وما يجعل حوله من القضبان، أي: احتميت بحمى عظيم من النار، يقيك حرما.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان الأزدي، وابن عجلان: هو محمد. وسلف تخريجه عند الحديث رقم (8889) .
(2) وقع في (م) والنسخ المتأخرة: عبد الله بن محمد بن أحمد، بزيادة "بن أحمد" وهو خطأ، فإن اسم جده إبراهيم وليس في آبائه من اسمه أحمد، والله أعلم.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين لكن اختلف فيه على الأعمش كما سيأتي.
وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 2/484 و10/381، ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (215) . ولفظه عند ابن أبي شيبة في الموضع: أبصر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعداً وهو يدعو بإصبعيه كلتيهما، فنهاه، وقال: "بإصبع واحدة باليمنى".
ورواه أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن سعد بن أبي وقاص نفسه، أخرجه الدورقي في "مسند سعد" (126) ، وأبو داود (1499) ، والنسائي 3/38، وأبو يعلى (793) ، والطبراني (216) ، والحاكم 1/536،=(15/258)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والضياء المقدسي في "المختارة" (947) . قال الحاكم عن هذا الإِسناد: صحيح على شرطهما إن كان أبو صالح السمان سمعه من سعد. قلنا: قد ذكر المزي في ترجمة أبي صالح من "تهذيب الكمال" 8/513 أنه سأل سعداً مسألة في الزكاة، وشهد يوم الدار زمن عثمان، وصرح الذهبي في "السير" 5/36 أنه سمع منه، وذكر أنه وُلِدَ في خلافة عمر.
وروي الحديث أيضا عن أبي صالح مرسلا، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 2/485، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (264) من طريق وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعداً ... فذكره.
قال الدارقطني في "العلل" 4/397: يرويه الأعمش، واختلف عنه، فرواه أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن سعد.
وخالفه عقبة بن خالد، فرواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بسعد.
وقال حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه رأى سعداً.
ولم يتابَعْ حفص على قوله، وقول أبي معاوية أشبه بالصواب.
قلنا: رواية عقبة بن خالد التي أشار إليها الدارقطني لم نقع عليها مسندة، وأما قوله: "لم يتابع حفص على قوله" فغير مقبول، فقد تابعه ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، وسيأتي عند المصنف برقم (10739) ، لكن وقع فيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى رجلا ... ، ولم يذكر سعداً، وإسناده قوي.
وقد صح الحديث من طريق آخر عن أبي هريرة، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 10/382، وابن حبان (884) من طريق حفص بن غياث، والطبراني في "الأوسط" (3574) من طريق مسلم بن أبي مسلم الجرمي، عن مخلد بن الحسين، كلاهما عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.
قال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا مخلد بن الحسين، تفرد به مسلم الجرمي!! قلنا: ومخلد ثقة، ومسلم صدوق له ترجمة في "تاريخ =(15/259)
9440 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كَانَ الْعِلْمُ بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ نَاسٌ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ " (1)
9441 - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ مَرْجَانَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهُا (2) إِرْبًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ، حَتَّى أَنَّهُ لَيَعْتِقُ بِالْيَدِ الْيَدَ، وَبِالرِّجْلِ الرِّجْلَ، وَبِالْفَرْجِ الْفَرْجَ " فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: " أأَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ " فَقَالَ سَعِيدٌ: نَعَمْ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ لِغُلَامٍ لَهُ أَفْرَهَ غِلْمَانِهِ: " ادْعُ لِي
__________
= بغداد" 13/100، و"لسان الميزان" 6/32، ثم لم يتفرد به كما أسلفنا فقد رواه عن هشام حفصُ بن غياث، وإسناده صحيح، لكن رواية ابن أبي شيبة وحده موقوفة على أبي هريرة!
وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي في مسنده 3/183.
وعن رجل من الأنصار عن جده عند ابن أبي شيبة 10/383.
قوله: "أحدْ أحدْ"، قال السندي: أراد وحدْ من التوحيد، فقلبت الواو همزة، والمعنى أشر بإصبع واحدة، لأن الذي تدعوه واحد، وهو الله سبحانه وتعالى.
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. وانظر (7950) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: منه.(15/260)
مُطَرِّفًا " (1) ، قَالَ: فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: " اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
(1) تحرفت في (م) وبعض النسخ المتأخرة إلى: مطرياً.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن أبي حكيم، فمن رجال مسلم. علي بن الحسين المذكور في الحديث هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4875) ، وابن الجارود في "المنتقى" (968) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (719) ، والبيهقي في "السنن" 6/273، وفي "الشعب" (4339) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد - ولم يذكر فيه النسائي والطحاوي قصة عتق غلام علي بن الحسين.
وسيأتي بالأرقام (9540) و (9541) و (9562) و (9773) و (10801) من طريق سعيد بن مرجانة.
وأخرجه بنحوه البخاري (6715) ، ومسلم (1509) (22) ، والبيهقي في "السنن" 10/272، وفي "الشعب" (4336) و (4337) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/225 من طريق داود بن رُشيد، عن الوليد بن مسلم، عن أبي غسان محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن زين العابدين علي بن الحسين، عن سعيد بن مرجانة، به. ولم يذكر قصة عتق غلام علي بن الحسين سوى الخطيب.
وأخرجه بنحوه دون القصة مسلم (1509) (23) ، والترمذي (1541) ، والنسائي في "الكبرى" (4874) ، والطحاوي (721) و (722) و (723) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 106، والبيهقي في "السنن" 10/272، والبغوي (2416) من طرق عن يزيد ابن الهاد، عن عمر بن زين العابدين علي بن الحسين، عن سعيد بن مرجانة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.
وأخرجه ابن حبان (4308) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (724) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن صالح بن عبيد، عن نابل =(15/261)
9442 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْلَمُ، وَغِفَارٌ، وَشَيْءٌ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَمُزَيْنَةَ، خَيْرٌ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ تَمِيمٍ، وَأَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَهَوَازِنَ، وَغَطَفَانَ " (1)
9443 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ،
__________
= صاحب العباء، عن أبي هريرة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4652) من طريق عطاف بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبان، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سليمان بن يسار إلا عبد الرحمن بن أبان، تفرد به العطاف بن خالد.
وفي الباب عن واثلة بن الأسقع، وأبي نجيح السلمي، وعقبة بن عامر الجهني، وكعب بن مرة، والبراء بن عازب، ومالك بن عمرو القشيري، وأبي موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل، ستأتي أحاديثهم على التوالي في "المسند" 3/490 و4/113 و147 و235 و299 و344 و404 و5/244.
وعن أبي أمامة الباهلي عند الترمذي (1547) ، وقال: حسن صحيح غريب.
وعن علي بن أبي طالب عند النسائي في "الكبرى" (4877) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (715) .
أفره غلمانه، أي: أحذقهم وأحسنهم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وهو في مصنف عبد الرزاق (19877) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (3855) . وانظر (7150) .(15/262)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِسَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ " (1)
9444 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي مع رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ (2) الظُّهْرِ، سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ، أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ تَقْصُرْ الصلاة، وَلَمْ أَنْسَهْ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحَقٌّ مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَقَامَ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ آخِرَيَيْنِ، قَالَ يَحْيَى: حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بْنُ جَوْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: ثُمَّ سَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجْدَتَيْنِ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يونس بن عبيد: هو ابن دينار العبدي البصري. وانظر (8542) .
(2) قوله: "مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لم ترد في (م) والنسخ المتأخرة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ضمضم بن جوس، فمن رجال السنن، وهو ثقة. وليحيى بن أبي كثير فيه شيخان: أبو سلمة وضمضم. شيبان بن عبد الرحمن: هو التميمي النحوي، مولاهم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (562) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.(15/263)
9445 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بن أبي كثير، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (1)
__________
= وأخرجه مسلم (573) (100) ، وأبو عوانة 2/197، والبيهقي 2/357، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/357 من طرق عن شيبان النحوي، به.
وأخرجه مسلم (573) (99) ، والنسائي في "الكبرى" (563) ، وابن خزيمة (1038) ، وأبو عوانة 2/196-197 و197، والطحاوي 1/445، والبيهقي 2/340 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. ولفظ البيهقي: "إذا سها أحدكم فلم يَدْرِ أزاد أو نقص، فليسجد سجدتين وهو جالس ثم يسلم".
وأما حديث ضمضم بن جوس فقد أخرجه النسائي في "الكبرى" (570) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. ولفظه: "سجد يوم ذي اليدين سجدتين بعد السلام".
وأخرجه البيهقي 2/357 من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، به.
وأخرجه البزار (576) ، والنسائي في "الكبرى" (602) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، به. ولفظ البزار: "أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى بهم صلاة العصر أو الظهر، فقام في الركعتين، فسبحوا به فمضى في صلاته، فلما قضى الصلاة سجد سجدتين ثم سلم". قال البزار: قصة ذي اليدين غير هذه. وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1016) ، والنسائي في "المجتبى" 3/66، وفي "الكبرى" (569) و (1253) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/357 من طريق عكرمة بن عمار، عن ضمضم بن جوس، به. وانظر (9010) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. =(15/264)
9446 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يقَولَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ وَخَالَتُهَا، وَلَا الْمَرْأَةُ وَعَمَّتُهَا " (1)
9447 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " (2)
__________
= وأخرجه النسائي 4/156-157 من طريق معاوية بن سلام، عن يحيي بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وانظر (7280) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1408) (37) ، والبيهقي 7/195 من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، بهذا الإسناد. وانظر (7133) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة 2/236 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 2/236 من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، به.
وأخرجه عبد الرزاق (6755) ، والنسائي 4/103 و8/275، وأبو عوانة 2/236، والحاكم 1/273 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1374) من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، به.=(15/265)
9448 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ، أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ أَنْ تُسَافِرَ يَوْمًا فَمَا فَوْقَهُ، إِلَّا وَمَعَهَا ذُو حُرْمَةٍ " (1)
9449 - حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ المُوصِلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَبْشًا أَغْثَرَ، فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، وَيُقَالُ لِأَهْلِ النَّارِ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، وَيَرَوْنَ أَنْ قَدْ جَاءَ الْفَرَجُ، فَيُذْبَحُ، فَيُقَالُ: خُلُودٌ لَا مَوْتَ "، (2)
__________
= وسيأتي برقم (10181) و (10768) من طريق أبي سلمة، وانظر ما سلف برقم (7237) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وانظر (7222) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، غسان بن الربيع الموصلي روى عنه جمعٌ، منهم الإمامان أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وقال الخطيب في "تاريخه" 12/329-330: كان نبيلا فاضلاً ورعاً، ونقل عن الدارقطني في رواية أنه صالح، وفي أخرى أنه ضعيف. وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" 2/106: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان ثقة فاضلا ورعا، وأخرج له في
"صحيحه" من روايته عن أبي يعلى عنه. قلنا: وقول ابن حبان فيه، لم نجده(15/266)
9450 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَاهُ (1)
9451 - حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلَا يَقُولَنَّ الْمَمْلُوكُ: رَبِّي وَرَبَّتِي، لِيَقُلِ الْمَالِكُ: فَتَايَ وَفَتَاتِي، وَلْيَقُلِ الْمَمْلُوكُ: سَيِّدِي وَسَيِّدَتِي، فَإِنَّهُمُ الْمَمْلُوكُونَ وَالرَّبُّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
= في مطبوع "الثقات" 9/2.
وأخرجه الدارمي (2811) عن حجاج بن منهال، والآجري في "الشريعة" ص 400-401 من طريق النضر بن شميل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (8907) .
قوله: "أغثر"، قال في "لسان العرب" 5/7: ليس بأحمر ولا أسود ولا أبيض.
وقال صاحب "النهاية" 3/342: هو الكَدِرُ اللون كالأغبر والأربد.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ومحمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وسيأتي في مسند أبي سعيد الخدري 3/9، ويأتي تخريجه هناك إن شاء الله.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل غسان بن الربيع، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (210) ، وأبو داود (4975) ، والنسائي =(15/267)
9452 - حَدَّثَنَا غَسَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِمَّا تَدَاوَوْنَ بِهِ خَيْرٌ، فَفِي الْحِجَامَةِ " (1)
* 9453 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ
__________
= في "عمل اليوم والليلة" (243) ، وابن حبان كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 251 -وهو ساقط من النسخة الخطية للإحسان-، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (390) ، والبيهقي في "الآداب" (395) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (210) ، وأبو داود (4975) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (365) ، والنسائي (243) ، وابن حبان فيه أيضا، وابن السني (390) ، والبيهقي (395) من طريقين عن محمد بن سيرين، به.
وأخرجه عبد الرزاق (19868) عن معمر، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، موقوفاً.
وسيأتي برقم (10368) و (10603) و (10604) . وانظر ما سلف برقم (8197) .
(1) إسناده حسن لأجل غسان بن الربيع، وهو متابع، فقد تابعه عفان بن مسلم في الحديث السالف برقم (8513) ، ولأجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- فقد روى له مسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.(15/268)
اللهِ، أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ " (1)
9454 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْرُوفُ بْنُ سُوَيْدٍ الْجُذَامِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ رَبَاحٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ (2) ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ " (3)
9455 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قال: حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَيْسَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عطاء بن السائب اختلط، ورواية محمد بن فضيل عنه بعد اختلاطه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة، ومحمد بن فضيل: هو ابن غزوان الضبي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وانظر (8133) .
(2) في (عس) : طائر.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، معروف بن سويد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبري في مسند على من "تهذيب الآثار" ص 9، والطحاوي 4/309 و312، والمزي في ترجمة معروف بن سويد من "تهذيب الكمال" 28/268 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. رواياتهم مختصرة إلا المزي.
ولقوله: "لا عدوى"، انظر ما سلف برقم (7620) .
ولقوله: "ولا طيرة"، انظر ما سلف برقم (7618) .
ولقوله: "والعين حق" انظر ما سلف برقم (7883) .(15/269)
فِي الْعَبْدِ صَدَقَةٌ، إِلَّا صَدَقَةَ الْفِطْرِ " (1)
9456 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُصَرُّوا الْإِبِلَ وَالْغَنَمَ، فَمَنْ ابْتَاعَ مُصَرَّاةً فَهُوَ بِآخِرِ النَّظَرَيْنِ، إِنْ شَاءَ أَمْسَكَهَا، وَإِنْ شَاءَ رَدَّهَا بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ، وَلَا تَسْأَلِ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلَا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ " (2)
9457 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ، مَوْلَى شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ فِي الْمَسْجِدِ ضَالَّةً فَلْيَقُلْ: لَا أَدَّاهَا اللهُ إلَيْكَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مخرمة بن بكير -وهو ابن عبد الله بن الأشج- فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (982) (10) ، وابن خزيمة (2289) ، والدارقطني 2/127 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وانظر (7295) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- لم يسمع من أبي هريرة، وانظر (9310) .
المغيرة: هو ابن مِقْسَم الضبي.(15/270)
فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِذَلِكَ " (1)
9458 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَيْوَةَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْلَى غِفَارَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَمْنَعُوا (2) فَضْلَ الْمَاءِ، وَلَا تَمْنَعُوا الْكَلَأَ فَيَهْزُلَ الْمَالُ، وَيَجُوعَ الْعِيَالُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو عبد الله مولى شداد -واسمه سالم بن عبد الله النصري- من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حيوة: هو ابن شريح، ومحمد بن عبد الرحمن: هو ابن نوفل الأسدي أبو الأسود يتيم عروة.
وأخرجه مسلم (568) ، وابن ماجه (767) ، وابن خزيمة (1302) ، وأبو عوانة 1/406، والبيهقي 2/447 و6/196 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وانظر (8588) .
(2) في (م) : لا تبيعوا.
(3) حديث صحيح دون قوله: "فيهزل المال ... الخ"، وهذا إسناد قابل للتحسين، أبو سعيد مولى غفار تابعي لم يؤثر فيه جرح، وروى عنه اثنان ثقتان، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/573، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن حبان (4956) من طريق حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإِسناد.
وانظر ما سلف برقم (7324) .
قوله: "فيهزل المال"، قال السندي: من هَزَلَ كنَصَرَ (قلنا: كذا في "القاموس"، وفي غيره: كضَرَبَ) ، أي: يضعف المواشي فيقل لبنُها، فيجوع =(15/271)
9459 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: - إِنْ كَانَ قَالَهُ - " جِهَادُ الْكَبِيرِ وَالضَّعِيفِ وَالْمَرْأَةِ، الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ " (1)
__________
= لذلك العيال.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن محمد بن إبراهيم التيمي لم يدرك أبا هريرة، وقوله في هذا الإسناد: "إن كان قاله" كأنه يشير إلى إرساله عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد أخرجه عبد الرزاق (9709) عن ابن جريج، عمن حدثه، عن يزيد بن الهاد، و (9710) عن إبراهيم، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً.
واختُلِفَ في إسناده على يزيد بن عبد الله بن الهاد، فروي عنه منقطعاً بين محمد بن إبراهيم وأبي هريرة كما عند المصنف، وأخرجه كذلك سعيد بن منصور في "سننه" (2344) عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث الأنصاري المصري، عن يزيد بن الهاد، بهذا الإسناد.
وخالف عَمْراً سعيدُ بنُ أبي هلال فوصله، فقد أخرجه النسائي 5/113، والطبراني في "الأوسط" (8746) ، والبيهقي في "السنن" 4/350 و9/23 من طرق عن الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وليس فيه: "إن كان قاله". قلنا: وعمرو بن الحارث أوثق وأضبط من سعيد بن أبي هلال.
وفي الباب عن عائشة أنها قالت: استأذنت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجهاد، فقال: "جهادكن الحجُّ"، أخرجه البخاري (2875) ، وسيأتي 6/67. وفي رواية في "المسند" 6/75: "الحج والعمرة هو جهاد النساء".=(15/272)
9460 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ (1) ، أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ رَبِيعَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا هَامَ، لَا هَامَ " (2)
__________
= وعن أم سلمة مرفوعاً: "الحج جهاد كل ضعيف"، أخرجه ابن ماجه (2902) ، وسيأتي في مسندها 6/294، وإسناده منقطع.
وثالث من حديث طلحة بن عبيد الله عند ابن ماجه (2989) ، والطبراني في "الأوسط" (6719) بلفظ: "الحج جهاد، والعمرة تطوع". قال البوصيري في "مصباح الزجاجة": في إسناده ابن قيس المعروف بمندل، ضعفه أحمد وابن معين وغيره، والحسن (يعني ابن يحيى الخشني) أيضا ضعيف.
ورابع من حديث الحسين بن علي أو علي بن الحسين عند عبد الرزاق (8809) ، وسعيد بن منصور (2342) ، والبغوي في "الجعديات" (2478) ، والطبراني في "الكبير" (2910) ، ولفظه: جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: إني جبان وإني ضعيف، قال: "هلم إلى جهاد لا شوكة فيه، الحج". قال الهيثمي في "المجمع" 3/206: رجاله ثقات.
وخامس من حديث الشفاء بنت عبد الله عند الطبراني في "الكبير" 24/ (792) وفيه قصة كقصة حديث الحسين بن علي. قال الهيثمي: فيه الوليد بن أبي ثور، ضعفه أبو زرعة وجماعة، وزكاه شريك.
(1) نُسِبَ عمرو بن الحارث في (م) ونسخة على هامش (س) تيمياً، وهو خطأ من بعض النساخ ولم ترد في الأصول العتيقة ولا في المصادر التي خرجت الحديث. وعمرو بن الحارث أنصاري مولى لقيس بن سعد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جعفر بن ربيعة: هو ابن شرحبيل بن حسنة.
وأخرجه أبو يعلى (6297) ، والطبري في "تهذيب الآثار" في مسند علي ص 9، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2890) من طرق عن عبد الله بن =(15/273)
* 9461 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا صَالِحٍ ذَكْوَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ " (1)
__________
وهب، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7620) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمارة بن غزية، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (482) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد. وقرن بهارون عمرو بن سَوادٍ.
وأخرجه أبو داود (875) ، والنسائي 2/226، وأبو عوانة 2/180، والطبراني في "الدعاء" (613) ، والبيهقي 2/110، والبغوي (658) من طرق عن ابن وهب، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/234، والطبراني في "الدعاء" (611) و (612) من طريق يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، به.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1900) ، وفيه: "وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقَمِن أن يُستَجاب لكم".
قوله: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد"، قال السندي: الظاهر أن "ما" مصدرية، و"كان" تامة، والجار متعلق بالقرب، وخبر "أقرب" محذوف، تقديره: حاصل له، وجملة "وهو ساجد" حال من ضمير "حاصل"، والمعنى: أقرب أكوان العبد من ربه تبارك وتعالى حاصل حين كونه ساجداً.
قال القرطبي: هذا أقرب بالرتبة والكرامة، لا بالمسافة والمساحة.(15/274)
9462 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ مَا قَعَدَ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، فِي صَلَاةٍ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَدْعُو لَهُ الْمَلَائِكَةُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ " (1)
9463 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا يُونُسَ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ السَّمَاءِ بَرَكَةً، إِلَّا أَصْبَحَ فريقٌ (2) مِنَ النَّاسِ بِهَا كَافِرِينَ، يُنَزِّلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْغَيْثَ، فَيَقُولُونَ: بِكَوْكَبِ كَذَا وَكَذَا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي، ابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، وابن هرمز: هو عبد الرحمن الأعرج.
وأخرجه مسلم ص 460 (276) عن حرملة بن يحيى ومحمد بن سلمة المرادي، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (10307) . وانظر ما سلف برقم (7430) .
(2) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: كثير.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي يونس مولى أبي هريرة -واسمه سليم بن جبير- فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (72) (126) من طريق محمد بن سلمة المرادي وعمرو بن سواد، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإِسناد.
وانظر ما سلف برقم (8739) .(15/275)
9464 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ بَهْرَامَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ لَهُ فِي السَّلَفِ الْخَالِي، لَا يَقْدِرَانِ عَلَى شَيْءٍ، فَجَاءَ الرَّجُلُ مِنْ سَفَرِهِ، فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ جَائِعًا، قَدْ أَصَابَتْهُ مَسْغَبَةٌ شَدِيدَةٌ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: أَعِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، أَبْشِرْ أَتَاكَ رِزْقُ اللهِ، فَاسْتَحَثَّهَا، فَقَالَ: وَيْحَكِ، ابْتَغِي إِنْ كَانَ عِنْدَكِ شَيْءٌ، قَالَتْ: نَعَمْ، هُنَيَّةً، نَرْجُو رَحْمَةَ اللهِ، حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَيْهِ الطَّوَل (1) ، قَالَ: وَيْحَكِ، قُومِي، فَابْتَغِي إِنْ كَانَ عِنْدَكِ خُبْزٌ، فَأْتِينِي بِهِ، فَإِنِّي قَدْ بَلَغْتُ (2) وَجَهِدْتُ، فَقَالَتْ: نَعَمْ، الْآنَ يَنْضَجُ التَّنُّورُ فَلَا تَعْجَلْ، فَلَمَّا أَنْ سَكَتَ عَنْهَا سَاعَةً، وَتَحَيَّنَتْ أَيْضًا أَنْ يَقُولَ لَهَا، قَالَتْ هِيَ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهَا: لَوْ قُمْتُ فَنَظَرْتُ إِلَى تَنُّورِي، فَقَامَتْ فَوَجَدَتْ تَنُّورَهَا مَلْآنَ جُنُوبَ الْغَنَمِ، وَرَحْيَيْهَا تَطْحَنَانِ، فَقَامَتْ إِلَى الرَّحَى فَنَفَضَتْهَا وَإستَخْرَجَتْ (3) مَا فِي تَنُّورِهَا مِنْ جُنُوبِ الْغَنَمِ،
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: الطوى، وهو الجوع، والمثبت من النسخ العتيقة، قال الزمخشري في "أساس البلاغة" ص 399: ومن المجاز: طال طَوْلُك: إذا طال تماديه في الأمر أو تراخيه عنه.
(2) في (عس) و (ل) و (ك) : أبلغت، والمثبت من (م) والنسخ المتأخرة، وهو الموافق لما في معاجم اللغة، قال في "لسان العرب": بُلغَ فلان، أي: جُهِدَ.
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: وأخرجت.(15/276)
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ، عَنْ قَوْلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَخَذَتْ مَا فِي رَحْيَيْهَا، وَلَمْ تَنْفُضْهَا لَطَحَنَتْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
9465 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَعَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَنَازَعُونَ فِي الشَّجَرَةِ الَّتِي اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ، مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَحْسَبُهَا الْكَمْأَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ لِلسُّمِّ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وسيأتي بنحوه من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة برقم (10658) .
قوله: "لا يقدران على شيء"، قال السندي: أي: لفقدهما.
"مسغبة": جوع.
"فاستحثها"، أي: طلب منها بسرعة.
"هُنية" بالتصغير، أي: اصبر قليلا.
"رَحْيَيْها" تثنية الرحى، والمراد الطرفان.
(2) حديث حسن دون قصة الشجرة، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وانظر تفصيل الكلام على إسناده عند الحديث رقم (8002) .
وأخرج قصة العجوة فقط الدارمي (2840) عن يزيد بن هارون، عن عباد بن منصور وحده، بهذا الإسناد.
"اجتثت"، أي: قطِعت.(15/277)
9466 - حَدَّثَنَا فَزَارَةُ بْنُ عَمْرَ (1) ، قَالَ: أَخْبَرَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، (2) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَأَرْمَلَ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ، وَاحْتَاجُوا إِلَى الطَّعَامِ، فَاسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَحْرِ الْإِبِلِ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَجَاءَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِبِلُهُمْ تَحْمِلُهُمْ، وَتُبَلِّغُهُمْ عَدُوَّهُمْ، يَنْحَرُونَهَا؟ بَلْ ادْعُ يَا رَسُولَ اللهِ بِغَبَرَاتِ الزَّادِ، فَادْعُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ، قَالَ: " أَجَلْ "، قَالَ: فَدَعَا بِغَبَرَاتِ الزَّادِ، فَجَاءَ النَّاسُ بِمَا بَقِيَ مَعَهُمْ فَجَمَعَهُ، ثُمَّ دَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِا بِالْبَرَكَةِ، وَدَعَاهُمْ بِأَوْعِيَتِهِمْ فَمَلَأَهَا، وَفَضَلَ فَضْلٌ كَثِيرٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَمَنْ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِهِمَا (3) غَيْرَ شَاكٍّ دَخَلَ الْجَنَّةَ " (4)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: عَمْرو.
(2) قوله: "عن أبيه" ليس في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة، وأثبتناه من النسختين العتيقتين (ظ3) و (عس) .
(3) في (م) والنسخ المتأخرة عدا (ك) : ودعا.
(4) هكذا في (م) والنسخ المتأخرة، وهي رواية مسلم، وفي (ظ3) و (عس) : بها.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فزارة بن عمر لم يرو عنه غير الإمام أحمد، وقال عنه أبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف": لا أعرفه، وقال الحسيني في "الإكمال": فيه نظر، قلنا: وهو متابع، وفليح بن سليمان -وإن روى=(15/278)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= له البخاري- ليس بذاك القوي، وهو حسن الحديث في المتابعات، وقد خولف في إسناد هذا الحديث، فقد رواه من هو أوثق منه، فأدخل في الإِسنادين بين سهيل بن أبي صالح وأبيه سليمان الأعمش، كما سيأتي في التخريج لاحقاً.
وأخرجه كما عند المصنف ابن منده في "الإيمان" بإثر الحديث (36) من طريق يحيي بن صالح الوحاظي، و (89) من طريق المعافى بن سليمان، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/467 من طريق أبي غزية محمد بن موسى بن مسكين، ثلاثتهم عن فليح بن سليمان، بهذا الإِسناد. واقتصر الخطيب في روايته على قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخر الحديث: "أشهد أن لا إله إلا الله ... ".
وقد روي الحديث عن سهيل، عن الأعمش، عن أبي صالح بإدخال الأعمش بين سهيل بن أبي صالح وأبيه، فقد أخرجه النسائي في "الكبرى" (8796) ، وأبو عوانة 1/8 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، به.
تنبيه: جاء في رواية النسائي "عبد العزيز" غير منسوب، فجعله المزي في "تحفة الأشراف" 9/356 عبد العزيز الدراوردي، وهو خطأ فيما نظن، فقد جاء منسوباً في رواية أبي عوانة أنه ابن أبي حازم، فالأوْلى حملُه عليه، والله أعلم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8797) ، وأبو عوانة 1/8 من طريق قتادة بن الفضل، وابن منده في "الإيمان" (35) ، والبغوي (53) من طريق وكيع بن الجراح، كلاهما عن الأعمش، عن أبي صالح، به. ووقع في رواية وكيع: "عن أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري" على الشك. ورواية وكيع مختصرة بقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أشهد أن لا إله إلا الله ... الخ".
وقد رواه أبو معاوية الضرير عن الأعمش، على أبي صالح على الشك أيضا: "عن أبي هريرة أو أبي سعيد"، وستأتي روايته في مسند أبي سعيد الخدري 3/11 - وهي في "صحيح مسلم" (27) (45) .
وأخرجه بنحوه مسلم (27) (44) ، والنسائي (8794) ، وأبو عوانة 1/8-9،=(15/279)
9467 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنْتَ نَهَيْتَ النَّاسَ أَنْ يَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: لَا لَعَمْرُ
__________
= وابن منده (90) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/228-229، 6/120 من طرق عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن أبي صالح، به.
وقد روي من هذا الطريق مرسلا، فقد أخرجه النسائي (8795) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن أبي صالح، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا.
وانظر الحديث السالف برقم (8624) .
وفي الباب عن أبي عمرة الأنصاري، سيأتي 3/417-418. وإسناده جيد.
وعن أبي خنيس الغفاري عند البزار (2419 - كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (3552) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/122. قال الهيثمي 8/304: ورجاله ثقات، وحسن إسناده الحافظ في "الإصابة" 7/110.
وعن عمر بن الخطاب عند أبي يعلى (230) ، وإسناده ضعيف.
وفي باب قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخر الحديث: "أشهد أن لا إله إلا الله ... " عن عثمان بن عفان، سلف برقم (447) و (464) و (498) .
وعن أنس بن مالك في أحاديث، ستأتي 3/116 و131 و135 و157.
وعن أبي ذر الغفاري، وسيأتي 5/166.
وعن معاذ بن جبل، وسيأتي 5/229.
وعن عبادة بن الصامت، وسيأتي 5/313-314 و318.
وعن أبي الدرداء، وسيأتي 6/442.
قوله: "فأرمل فيها المسلمون"، قال السندي: أي: افتَقَر.
و"غبرات الزاد" بضم غين وفتح موحدة مشددة، أي: بقاياه.(15/280)
اللهِ غَيْرَ أَنَّ (1) وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ، وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا فِي أَيَّامٍ يَصُومُهُ فِيهَا "
قَالَ: فَجَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنْتَ نَهَيْتَ النَّاسَ أَنْ يُصَلُّوا فِي نِعَالِهِمْ؟ قَالَ: لَا لَعَمْرُ اللهِ، غَيْرَ أَنْ (2) وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ، وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى هَذَا الْمَقَامِ، وَإِنَّ عَلَيْهِ نَعْلَيْهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُمَا عَلَيْهِ " (3)
9468 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، ثُمَّ جَلَسَ، لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ أَوْ يَقُومْ " (4)
__________
(1) المثبت من (ظ3) و (عس) و (ك) ، وهي المخففة من "أن" الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف، وفي (م) والنسخ المتأخرة: أني.
(2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل الحارثي -وهو زياد الحارثي-، سبقت ترجمته عند الحديث (7384) . أبوعوانة: الوضاح بن عبد الله. وأخرجه الطحاوي 1/511 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (8772) .
(3) حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلسا وقد عنعنه- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، والعلاء بن عبد الرحمن: هو ابن يعقوب الحرقي. وانظر (7551) .(15/281)
9469 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ فِرَاشَهُ فَلْيَنْزِعْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ، ثُمَّ لِيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا حَدَثَ عَلَيْهِ بَعْدَهُ، ثُمَّ لِيَضْطَجِعْ عَلَى جَنْبِهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ (2) بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ " (3)
9470 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) ما بين معترضتين ليس في (ظ3) و (ك) .
(2) المثبت من (ظ3) ، وفي (م) وباقي النسخ: حفظت.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (257) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1210) ، ومسلم (2714) من طريق عبدة بن سليمان، والبخاري في "الأدب" (1217) ، ومسلم (2714) ، وابن حبان (5534) من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" -كما في "الفتح" 11/128-، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/139 (رواية ابن حجر من طريق الطبراني في "الأوسط") من طريق إسماعيل بن زكريا، والطبراني في "الدعاء" (257) من طريق عثمان بن أبي شيبة وأبي أسامة، خمستهم عن عبيد الله بن عمر، به.=(15/282)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا زَنَتْ خَادِمُ أَحَدِكُمْ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتِ الثَّانِيَةَ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتِ الثَّالِثَةَ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتِ الرَّابِعَةَ فَلْيَجْلِدْهَا وَلْيَبِعْهَا بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ " أَوْ " بِضَفِيرٍ مِنْ شَعَرٍ " (1)
9471 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْإِسْلَامَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا " (2)
9472 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ،
__________
= وسيأتي برقم (9590) من طريق زهير بن معاوية، عن عبيد الله بن عمر. وانظر ما سلف برقم (7811) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. وسيتكرر برقم (9571) .
وأخرجه مسلم (1703) (31) ، وأبو داود (4471) ، والنسائي في "الكبرى" (7244) من طريق محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد، به.
وسيأتي برقم (10405) . وسلف الحديث برقم (7395) لكن عن سعيد المقبري، ولم يذكر فيه أباه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7846) .(15/283)
وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمُ الشَّهْرُ، فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ " (1)
9473 - حَدَّثَنَا غَسَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ شِفَاءٌ من كُلِّ (2) دَاءٍ إِلَّا السَّامَ "، وَالسَّامُ: الْمَوْتُ (3)
9474 - حَدَّثَنَا غَسَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ الْأَذَانَ، وَالْإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ، فَلَا يَدَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ مِنْهُ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، لكن للحديث طرق أخرى يصح بها، انظر ما سلف برقم (7516) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1244) من طريق عمار بن خالد الواسطي، عن يحيي بن سعيد الأموي، بهذا الإسناد. وقال: لم يرو هذا الحديثَ عن حجاج إلا يحيي.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: شفاء لكل.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. غسان: هو ابن الربيع الأزدي البصري. وانظر (7287) .
(4) إسناده حسن من الطريق الأول، وإسناده الثاني -وهو حماد، عن يونس بن عبيد، عن الحسن البصري- منقطع، فإن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. =(15/284)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= لكن قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/123-124 و256-257: سألت أبي عن حديث رواه روح بن عبادة، عن حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -وذكر حديثنا هذا-، وروح أيضا عن حماد، عن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة مثله، وزاد فيه: "وكان المؤذن يوذن إذا بَزَغَ الفجرُ"، قال أبي: هذان الحديثان ليسا بصحيحين، أما حديث عمار فعن أبي هريرة موقوف،
وعمار ثقة، والحديث الآخر ليس بصحيح.
قلنا: وسيأتي الحديث عن روح، عن حماد، بهذا الإِسناد برقم (10629) ، وحديث عمار برقم (10630) . وفيه الزيادة. ولم نقف عليه موقوفاً على أبي هريرة كما قال أبو حاتم!
وأخرجه أبو داود (2350) ، والدارقطني 2/165، والحاكم 1/203 من طرق عن حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وصححه الحاكم على شرط مسلم، مع أن مسلماً خرّج لمحمد بن عمرو متابعة، ولم يحتج به.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/348. وإسناده ضعيف.
قوله: "إذا سمِع أحدكم الأذان"، قال السندي: قال الخطابي: أي: أذان بلال، لأنه كان يؤذن بليل، فقيل لهم: كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه لا يوذن حتى يطلع الفجرُ، وكذا ظاهر قوله تعالى: (حتى يتَبَين لكم الخيط الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ من الفَجْرِ) يرى أن مدار الأمر على تبين الفجر، وهو يتأخر عن أوائل الفجر، فيجوز الشرب حينئذٍ إلى أن يتبين. لكن هذا خلافُ المشهور بين العلماء، فلا اعتماد عليه عندهم، وكذا القول بأن طلوع الفجر لما كان من الأمور الخفية جداً، وهو مما يقع في الاشتباه والالتباس والخطأ كثيراً، فقول المؤذن في مثله لا يفيد الظنَّ بل الحاصل به الشك، والليل كان ثابتا بيقين، فحكمه لا يزول بالشك، فالحديث مبنيُّ على هذا، فإن هذا مخالف لما عليه العلماءُ في هذا الباب، والله تعالى أعلم بالصواب.
وانظر "فتح الباري" 4/135-136.(15/285)
9475 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ، وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "، قَالَ: فَلَمَّا كَانَتِ الرِّدَّةُ، قَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ: تُقَاتِلُهُمْ وَقَدْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: " وَاللهِ لَا أُفَرِّقُ بَيْنَ الصَّلَاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَلَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا، قَالَ: فَقَاتَلْنَا مَعَهُ فَرَأَيْنَا ذَلِكَ رَشَدًا " (1)
9476 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَمِيرِ: فِيهَا زَكَاةٌ؟ فَقَالَ: " مَا جَاءَنِي فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ الْفَاذَّةُ: {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (67) في مسند أبي بكر الصديق، وسلف تخريجه هناك. وقد فاتنا هناك أن نحيله إلى هذا الموضع من مسند أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (8163) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. =(15/286)
9477 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَضَمَّنَ اللهُ لِمَنْ يَخْرُجُ فِي سَبِيلِهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرُدَّهُ إِلَى مَنْزِلِهِ، نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ " (1)
9478 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ " (2) ،
9478/1 - وَكَذَا حَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كَمَا قَالَ مُحَمَّدٌ: " أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ "، (3)
__________
= وانظر (7563) .
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/287 عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وانظر (9187) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي. وانظر (7169) .
(3) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيىء الحفظ- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أسود: هو ابن عامر.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2186) من طريق أبي غسان=(15/287)
9478/2 - وَكَذَا قَالَ: - يَعْنِي - ابْنَ فُضَيْلٍ أَيْضًا، (1)
9478/3 - وَزَائِدَةُ، أَيْضًا حَدَّثَنَاهُ مُعَاوِيَةُ يَعْنِي عَنْهُ (2)
9479 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ " (3)
9480 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ (4) هَمَمْتُ أَنْ لَا أَتَخَلَّفَ عَنْ سَرِيَّةٍ تَخْرُجُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا
__________
= مالك بن إسماعيل النهدي، عن شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد. وانظر (7169) .
(1) يعني عن الأعمش. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وابن فضيل: هو محمد بن فضيل بن غزوان شيخ المصنف. وسلف هذا الحديث عن محمد بن فضيل برقم (7169) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (2404) عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد. وانظر (7169) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. وانظر (7508) .
(4) لفظة: "لقد" ليست في (ظ3) و (عس) .(15/288)
أَحْمِلُهُمْ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ " (1)
9481 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا بِعَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ: " لَا تُطِيقُونَهُ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ: قَالُوا: أَخْبِرْنَا فَلَعَلَّنَا نُطِيقُهُ، قَالَ: " مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ، الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللهِ، لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ، حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ إِلَى أَهْلِهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/287، ومسلم (1876) (106) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/465، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 5/28، وابن حبان (4736) ، والبغوي (2614) عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه مسلم (1876) (106) ، وأبو عوانة 5/28 من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه بنحوه مسلم (1876) (107) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به.
وسيأتي الحديث من طريق يحيي بن سعيد الأنصاري بأطول مما هنا برقم (10126) و (10442) . وانظر ما سلف برقم (7157) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم.=(15/289)
9482 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُذِّبَتْ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تُرْسِلْهَا فَتَأْكُلَ مِنْ حَشَرَاتِ الْأَرْضِ " (1)
9483 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ،
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 5/287، ومسلم (1878) ، وابن حبان (4627) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه سعيد بن منصور (2320) ، وابن أبي شيبة 5/333، ومسلم (1878) ، والترمذي (1619) ، وأبو عوانة 5/44-45 و45، والبيهقي في "السنن" 9/158، وفي "الشعب" (4218) من طرق عن سهيل، به.
وأخرجه بنحوه ابن المبارك (11) ، وعبد الرزاق (9530) ، والبخاري (2787) ، والنسائي 6/17 و18، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (29) و (30) ، وأبو يعلى (5845) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (13) عن محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، وأبو نعيم في "الحلية" 8/173 من طريق محمد بن عجلان، عن أبيه، كلاهما عن أبي هريرة.
وسيأتي الحديث من طريق شعبة، عن سهيل برقم (9927) ، وسلف نحوه برقم (8540) من طريق أبي حصين، عن أبي صالح.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام بن عروة: هو ابن الزبير بن العوام.
وأخرجه مسلم (2243) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وانظر (7847) .(15/290)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ (1) : رَأَيْتُهُ يَضْرِبُ جَبْهَتَهُ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، تَزْعُمُونَ أَنِّي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِيَكُنْ لَكُمُ الْمَهْنَأُ وَعَلَيَّ الْإِثْمُ، أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَمْشِ فِي الْأُخْرَى حَتَّى يُصْلِحَهَا "
" وَإِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَتَوَضَّأْ حَتَّى يَغْسِلَهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ " (2)
__________
(1) القائل هنا هو أبو رزين.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي رزين -واسمه مسعود بن مالك الأسدي- فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9797) من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد.
وأخرج الشطر الأول منه البخاري في "الأدب المفرد" (956) ، والنسائي في "المجتبى" 8/218 من طريق أبي معاوية، به.
وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة 8/416، ومسلم (2098) من طريق عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، به.
وأخرج شطر الثاني ابن ماجه (363) من طريق أبي معاوية، به. وانظر (7447) .
قوله: "لكم المهنأ"، قال السندي: بفتح ميم سكون هاء وفتح نون، آخره همزة، وقد تخفف: هو ما أتاك بلا مشقةٍ، والحاصل أنكم إذا أخذتم بالحديث الذي رويت لكم وعملتم به، ذلكم الأجر لأنكم عملتم به على أنه حديث رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن كنت كاذباً في الرواية يكون الإثم على، وأي عاقل يرضى بذلك، فتَرَوْنَ أني أفعل؟!(15/291)
9484 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَدَنَا (1) وَأَنْصَتَ وَاسْتَمَعَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ "، قَالَ: " وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا " (2)
__________
(1) لفظة: "فدنا" سقطت من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/97، ومسلم (857) (27) ، وأبو داود (1050) ، وابن ماجه (1025) و (1090) ، والترمذي (498) ، وابن خزيمة (1756) و (1818) ، وابن حبان (1231) ، والبيهقي 3/223 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
واقتصر ابن ماجه في موضعه الأول على مس الحصى، ورواية ابن حبان ليس فيها مس الحصى، وسقط من مطبوع ابن خزيمة في الموضع الثاني أبو معاوية. وأخرجه أبو عوانة في الجمعة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 133 من طريق يحيى بن سعيد الأموي، عن الأعمش، به.
وأخرجه مسلم (857) (26) ، وأبو عوانة في الجمعة أيضا، وابن حبان (2780) ، والبغوي (1059) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، وعندهم "من اغتسل"، بدل: "من توضأ"، ولم يذكروا فيه مس الحصى.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (2364) ، وأبو داود (343) ، وابن خزيمة (1762) ، والحاكم 1/283، والبيهقي 3/243 من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقرنوا بأبي هريرة أبا سعيد، وبأبي سلمة أبا أمامة بن سهل -إلا الطيالسي-، وسيأتي في "المسند" من هذا الطريق 3/81. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! =(15/292)
9485 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أُهْدِيَتْ لِي ذِرَاعٌ لَقَبِلْتُ، وَلَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ "، قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: " لَوْ أُهْدِيَ (1) إِلَيَّ ذِرَاعٌ " (2)
__________
= قلنا: ومحمد بن إسحاق روى له مسلم في المتابعات، ولم يحتج به.
وأخرج ابن خزيمة (1803) ، والبيهقي 3/243 من طريق صالح بن كيسان، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "إذا كان يوم الجمعة فاغتسل الرجل، وغسل رأسه، ثم تطيب من أطيب طِيبه، ولبس من صالح ثيابه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يُفَرق بين اثنين، ثم استمع للإمام غفِرَ له من الجمعة وزيادة ثلاثة أيام" وإسناده صحيح.
وأخرج أبو يعلى (6549) من طريق عبيد الله بن عمر، عن المقبري، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "من اغتسل يومَ الجمعة، ولبس من أحسن ثيابه، وغَدَا وابتكر حتى يأتي، فاستمع وأنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى" وفي إسناده سويد بن سعيد، وهو ضعيف.
وانظر ما سلف برقم (7129) .
وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي 5/177 و180.
وعن سلمان الفارسي، سيأتي 5/438 و440.
وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (7395) ، وإسناده ضعيف.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: "لو أُهْدِيَتْ " بالتاء، وهو خطأ، إذ لا فرق حينئذ بين رواية وكيع وبين رواية أبي معاوية.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وأخرجه البخاري (5178) من طريق أبي حمزة محمد بن ميمون، وابن حبان (5291) ، والبغوي (1609) من طريق أسباط بن محمد، كلاهما عن سليمان بن=(15/293)
9486 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَثْقَلُ الصَّلَاةِ عَلَى
__________
= مهران الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 6/169 من طريق وكيع وحده، به.
وسيأتي الحديث برقم (10212) و (10243) و (10651) .
وأخرج ابن عدي 5/1688 من طريق عمر بن يزيد، عن عطاء، عن أبي هريرة: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلبس الصوف، ويجلس على الأرض ويأكل عليها، ويركب الحمار، ويعتقلُ الشاة ويحتلبُها، ويُجيبُ دعوة الملوك ويقول: "لو دُعِيتُ إلى كُراع لأجبتُ" وعمر بن يزيد قال ابن عدي: منكر الحديث عن عطاء وغيره، وقال: هذا الحديث عن عطاء غير محفوظ.
وأخرج أيضا 5/1937 من طريق عبد الواحد بن سليمان، عن عبد الله بن عون، عن ابن سيربن، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إلى كراع لقبلت". وقال عقبه: لا يتابع عبدَ الواحد عليها (أي على أحاديثه) أحد، يتفرد به عن ابن عون.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي في "المسند" 3/209.
وعن أم حكيم بنت وداع عند الطبراني في "الكبير" 25/ (392) .
قوله: "كراع" قال الحافظ في "الفتح" 9/245: بضم الكاف وتخفيف الراء وآخره عين مهملة: هو مُستَدق الساق من الرجْل، ومن حد الرسغ من اليد، وهو من البقر والغنم بمنزلة الوظيف من الفرس والبعير، وقيل: هو ما دون الكعب من الدواب، وقال ابن فارس: كراع كل شيء: طرفه.
ثم قال: وفي الحديث دليل على حسن خُلُقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتواضعه وجبره لقلوب الناس، وعلى قَبُول الهدية وإجابة من يدعوه إلى منزله، ولو علم أن الذي يدعوه إليه شيء قليل، وفيه الحض على المواصلة والتحاب والتآلف، وإجابة الدعوة لما قل أو كثُر، وقبول الهدية كذلك.(15/294)
الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ، وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ الْمُؤَذِّنَ فَيُؤَذِّنَ (1) ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزُمُ الْحَطَبِ إِلَى قَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الصَّلَاةِ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ " (2)
9487 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، مَوْلَى اللَّيْثِيِّينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا سَبَقَ إِلَّا فِي
__________
(1) لفظة: "فيؤذن" سقطت من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله الهَمْداني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/332، ومسلم (651) (252) ، وأبو داود (548) ، وابن ماجه (791) و (797) ، وابن خزيمة (1484) ، وأبو عوانة 2/5، والبيهقي 3/55 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (651) (252) ، وابن خزيمة (1484) ، وأبو عوانة 2/5 من طريق عبد الله بن نمير، به.
وأخرجه عبد الرزاق (1987) ، والبخاري (657) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/169، وفي "شرح مشكل الآثار" (5873) ، والبغوي (792) من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي من طريق الأعمش برقم (10016 م) و (10100) و (10217) و (10877) ، واقتصر في الموضعين الأولين على الشطر الأول منه، وسلف هذا الشطر بنحوه من طريق سمى، عن أبي صالح برقم (7226) بلفط: "لو يعلمُ الناسُ ما في العشاء ... ".
وأما الشطر الثاني فقد سلف برقم (8903) من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح.(15/295)
حَافِرٍ أَوْ خُفٍّ " (1)
9488 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَأَى (2) الْحَقَّ، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي " (3)
9489 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ " (4)
9490 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ، وَالْحِمَارُ، وَالْمَرْأَةُ "،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي الحكم، وسلف الكلام عليه عند الحديث (7482) . محمد بن عمرو: هو ابن علقمة الليثي.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: من رآني في المنام فقد رآني.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7553) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1155) (171) ، والدارقطني 2/178 من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن عُلية وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1726) ، والبخاري (1933) ، وأبو داود (2398) ، والنسائي في "الكبرى" (3276) ، وأبو يعلى (6058) ، وابن خزيمة (1989) ، وابن حبان (3519) ، والبيهقي 4/229، والبغوي (1754) من طرق عن هشام بن حسان، به. وانظر (9136) .(15/296)
قَالَ هِشَامٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
9491 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ (2) بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الثَّيِّبُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: " أَنْ تَسْكُتَ " (3)
9492 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَامِرٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُرِضَ عَلَيَّ أَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَأَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ، فَأَمَّا أَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: فَالشَّهِيدُ، وَعَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَنَصَحَ لِسَيِّدِهِ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ، وَأَمَّا أَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ: فَأَمِيرٌ مُسَلَّطٌ، وَذُو ثَرْوَةٍ مِنْ مَالٍ لَا يُعْطِي حَقَّ مَالِهِ، وَفَقِيرٌ فَخُورٌ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، وسلف الكلام عليه مفصلاً برقم (7983) . إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن علية.
(2) زيدَ في (م) بين إسماعيل والحجاج: هشام، وهو خطأ، لم يرد في شيء من الأصول الخطية.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7404) .
(4) إسناده ضعيف، عامر -وهو ابن عقبة، وقيل ابن عبد الله- العقيلي، لم =(15/297)
9493 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا
__________
= يرو عنه غير يحيى بن أبي كثير، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي: لا يُعرف، وكذا أبوه لا يُعرف، ووقع في رواية الحاكم: عامر بن شبيب، ونسب في "الثقات" لابن حبان 7/250: عامر بن عبد الله بن شقيق، وبناءً عليه فقد أورد الحافظ ابن حجر في "التهذيب" احتمالية أن يكون الاسم عند الحاكم محرفاً عن شقيق، والله تعالى أعلم.
وأخرجه الطيالسي (2567) ، وابن أبي شيبة 14/124، وابن خزيمة (2249) ، والحاكم 1/387، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (80) ، والبيهقي 4/82، والمزي في ترجمة عامر بن عقبة العقيلي من "تهذيب الكمال" 14/71 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: عامر بن شبيب
العقيلي شيخ من أهل المدينة مستقيم الحديث! وهذا أصل في هذا الباب تفرد به عنه يحيى بن أبي كثير ولم يخرجاه.
وأخرجه عبد بن حميد (1446) من طريق حميد بن مهران، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرج شطره الأول ابن أبي شيبة 5/351 عن يزيد بن هارون، وابن حبان (4312) (7248) من طريق معاذ بن هشام، كلاهما عن هشام الدستوائي، به.
وأخرج شطره الثاني ابن حبان (7481) من طريق معاذ بن هشام الدستوائي، عن أبيه، به.
وأخرجه بشطريه ابن عدي 4/1429 من طريق طلحة بن زيد، عن الخليل بن مرة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف جداً.
وسيأتي برقم (10205) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير.(15/298)
فَإِنَّهُ يُنْقِصُ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطًا، إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ " (1)
9494 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ، أَنَّهُ خَافَ زَمَنَ زِيَادٍ، أَوْ ابْنِ زِيَادٍ، فَأَتَى الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَانْتَسَبَنِي، فَانْتَسَبْتُ (2) ، فَقَالَ: يَا فَتَى، أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِ؟ قُلْتُ: بَلَى، يَرْحَمُكَ اللهُ، قَالَ: " إِنَّ مِنْ (3) أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ "، قَالَ: " يَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لِمَلَائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ: انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية.
وأخرجه مسلم (1575) (59) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2322) عن معاذ بن فضالة، عن هشام الدستوائي، به.
وأخرجه البخاري (3324) ، ومسلم (1575) (59) ، وابن ماجه (3204) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/56، وفي "شرح مشكل الآثار" (4682) ، وابن حبان (5652) و (5654) ، والبيهقي 6/10 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وانظر (7621) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: فانتسبت له.
(3) لفظة: "من" جاءت في (م) والنسخ المتأخرة بعد قوله: "يوم القيامة".(15/299)
ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ "، قَالَ يُونُسُ: وَأَحْسَبُهُ قَدْ ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
9495 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يُؤْمَنُ الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ فِي صَلَاتِهِ قَبْلَ الْإِمَامِ، أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ " (2)
9496 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ إِذَا صَلَّى
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وسلف الكلام عليه برقم (7902) . الحسن: هو البصري.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/34، وأبو داود (864) ، والحاكم 1/262، والبيهقي 2/386 من طريق إسماعيل ابن علية، عن يونس بن عبيد، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه البخاري 2/33-34 من طريق عبد الوارث، عن يونس، به، موقوفاً. وأخرجه أيضا 2/33 من طريق قتادة، عن الحسن، به.
وأخرجه 2/34 من طريق قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة. ولم يذكر أنس بن حكيم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (427) (115) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الاسناد، وانظر (7534) .(15/300)
أَنْ يَتَقَدَّمَ، أَوْ يَتَأَخَّرَ، أَوْ (1) عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ " (2)
__________
(1) لفظة "أو" سقطت من (ظ3) و (عس) .
(2) إسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن إسماعيل، ويقال: إسماعيل بن إبراهيم السلمي، ويقال: الشيباني، وحجاج بن عبيد، ويقال: ابن أبي عبد الله، ويقال: ابن يسار. مجهولان، وليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف، وأسانيد الحديث فيها اضطراب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/208، وعنه ابن ماجه (1427) عن إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإسناد. وفيه زيادة: يعني السبحة.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 1/340، وأبو داود (1006) ، والبيهقي 2/190 من طريق حماد بن زيد، وأبو داود (1006) ، والبغوي (706) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن ليث بن أبي سليم، به. ولفظه عند البيهقي: "إذا أراد أحدكم أن يتطوع بعد الفريضة فليتقدم أو ليتأخر، أو عن يمينه أو عن شماله".
وأخرجه البخاري 1/340 من طريق شيبان النحوي، عن ليث، عن حجاج بن أبي عبد الله، به. سمى حجاجاً ابن أبي عبد الله.
وأخرجه أيضا 1/341 من طريق أبي جعفر الرازي، عن ليث، عن حجاج بن يسار، به. سمى حجاجاً ابنَ يسار، وأبو جعفر الرازي سيىء الحفظ.
وأخرجه البيهقي 2/190 من طريق معتمر بن سليمان، عن ليث، عن حجاج بن عبيد، عن إسماعيل بن إبراهيم، به. فانقلب اسم إبراهيم بن إسماعيل عنده، ونقل عن البخاري أنه قال: إسماعيل بن إبراهيم أصح، والليث يضطرب وذكره البخاري 1/340 عن همام بن يحيى، عن ليث، عن أبي حمزة، قال: حُدثتُ به، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال البخاري بعد هذه الأسانيد: لم يثبت هذا الحديث. وقال في "صحيحه" في باب مكث الإمام في مصلاه من كتاب الأذان، ويذكر عن أبي هريرة رفعه:=(15/301)
9497 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ " (1)
9498 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ " (2)
__________
= لا يتطوع الإمام في مكانه. ولم يصح.
وفي الباب عن المغيرة بن شعبة عند أبي داود (616) ، وابن ماجه (1428) .
ولفظه: "لا يصل الإمام في الموضع الذي صلى فيه حتى يتحول"، وإسناده منقطع.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، وهو مكرر (7148) ، وسلف الكلام عليه هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وسماع إسماعيل ابن علية منه قبل اختلاطه، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وزرارة: هو ابن أوفى العامري.
وأخرجه مسلم (127) (202) من إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/53، ومسلم (127) (202) ، وابن ماجه (2040) ، وأبو عوانة 1/78، وابن منده في "الإيمان" (350) من طرق عن سعيد بن أبي =(15/302)
9499 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ: " الْإِيمَانُ يَمَانٍ، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، رَأْسُ الْكُفْرِ الْمَشْرِقُ، وَالْكِبْرُ وَالْفَخْرُ فِي الْفَدَّادِينَ: أَصْحَابِ الْوَبَرِ " (1)
9500 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَالْعَمَّةُ عَلَى بِنْتِ أَخِيهَا، وَالْمَرْأَةُ عَلَى خَالَتِهَا، وَالْخَالَةُ عَلَى بِنْتِ أُخْتِهَا، لَا تُنْكَحُ الصُّغْرَى عَلَى الْكُبْرَى، وَلَا الْكُبْرَى عَلَى الصُّغْرَى " (2)
__________
= عروبة، به. وانظر (7470) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو مصعب -واسمه هلال بن يزيد المازني- روى عنه ثلاثة، وأورده البخاري وابن أبي حاتم، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والجُريري -وهو سعيد بن إياس- رواية إسماعيل ابن علية عنه قبل اختلاطه.
وقد سلف هذا الحديث من طرق صحيحة عن أبي هريرة، وانظر (8846) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن أبي هند، فمن رجال مسلم.
وأخرجه عبد الرزاق (10758) ، وسعيد بن منصور (652) ، وابن أبي شيبة 4/246، وإسحاق بن راهويه (154) و (155) و (156) ، والدارمي (2178) ، وأبو داود (2065) ، والترمذي (1126) ، والنسائي في "المجتبى" 6/98، وفي =(15/303)
9501 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكِتَابِهِ، وَلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الْآخِرِ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: " الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤْتِيَ (1) الزَّكَاةَ
__________
= "الكبرى" (5430) ، وابن الجارود (685) ، وأبو يعلى (6641) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (5951) ، وابن حبان (4117) و (4118) ، والبيهقي 7/166 من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مختصراً.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (5108) من طريق داود بن أبي هند، به.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (628) من طريق سُليم مولى الشعبي، عن الشعبي، به. وإسناده ضعيف لضعف سُليم مولى الشعبي ولجهالة مَن تحته.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5431) ، والبيهقي 7/166 من طريق عبد الله بن عون، عن الشعبي، عن أبي هريرة، موقوفاً.
وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" بشرح علي القاري ص 255 عن الشعبي، عن أبي هريرة وجابر، به.
وأخرجه الخباري (5108) ، والنسائي 6/98 من طريق عاصم الأحول، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله. وسيأتي تمام تخريجه في مسنده 3/338 و382، وقد أشار إلى هذا الاختلاف في صحابي الحديث الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/161، ثم رجح أن الحديثين محفوظان من الطريقين جميعاً.
وسلف الحديث مختصراً من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (7133) .
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: وتؤتي.(15/304)
الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: " أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: " مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا، إِذَا وَلَدَتِ الْأَمَةُ (1) رَبَّهَا، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا كَانَتِ الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ (2) رُءُوسَ النَّاسِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ "، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] ، ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُدُّوا عَلَيَّ (3) الرَّجُلَ "،
__________
(1) في (ظ3) و (عس) : المرأة. وهي رواية عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عند مسلم وغيره.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة كلمة "الجُفاة"، وهذه الزيادة لم ترد في (ظ3) .
(3) لفظة: "على" ليست في (ظ3) و (عس) .(15/305)
فَأَخَذُوا لِيَرُدُّوهُ، فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فَقَالَ: " هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان التيمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/5 و15/167 و168، والبخاري (50) ، ومسلم (9) (5) ، وابن ماجه (64) و (4044) ، وابن خزيمة (2244) ، وابن منده في "الإيمان" (15) ، والبيهقي في "الشعب" (385) ، وفي "الاعتقاد" ص 126 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
والحديث عند ابن أبي شيبة وابن ماجه في إحدى روايتيه مختصر.
وأخرجه البخاري (4777) ، ومسلم (9) (6) ، وابن خزيمة (2244) ، وابن حبان (159) ، وابن منده بإثر الحديث (15) و (158) من طرق عن أبي حيان، به.
وأخرجه مسلم (10) (7) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2985) ، وابن منده (16) و (159) من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، به.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (189) ، وأبو داود (4698) ، والنسائي 8/101، وابن منده (160) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن أبي فروة الهمداني، عن أبي زرعة، عن أبي ذر وأبي هريرة. ورواية البخاري مختصرة.
وسلف من الحديث قصة أشراط الساعة برقم (9128) من طريق شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.
وستأتي الإشارة إلى تطاول الناس بالبنيان من طريق الأعرج، عن أبي هريرة برقم (10858) .
وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (184) .
قوله: "ولقائه"، قال السندي: قيل: الموت. قلت (يعني السندي) : موت كل أحدٍ بخصوصه أمر معلوم لا يمكن أن ينكره أحد، فلا يَحسُنُ التكليف بالإيمان به، فالمراد -والله تعالى أعلم- موتُ العالَم وفناوه كلية، وقيل: هو الجزاء =(15/306)
9502 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شَقِيصًا (1) لَهُ فِي عَبْدٍ، فَخَلَاصُهُ فِي مَالِهِ، إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ، اسْتُسْعِيَ الْعَبْدُ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ " (2)
9503 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَذَكَرَ الْغُلُولَ، فَعَظَّمَهُ وَعَظَّمَ أَمْرَهُ، ثُمَّ قَالَ: " لَا أُلْفِيَنَّ (3) يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ،
__________
= والحساب، وعلى التقديرين هو غير البعث.
والبُهْم: بضم فسكون، أي: الإبل السود، أو بفتح فسكون: الصغار من أولاد المعز والضأن، والمراد برعاء البهم: الأعراب وسكان البوادي.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: شِقصاً. وهما بمعنى: وهو النصيب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1503) (3) ، وص 1287 (54) ، النسائي في "الكبرى" (4964) ، والدارقطني 4/128-129 من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإِسناد. وانظر (7468) .
(3) في (م) والنسخ المتأخرة في المواضع كلها: لألفين.(15/307)
فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ نَفْسٌ لَهَا صِيَاحٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان التيمي.
وأخرجه مسلم (1831) (24) عن زهير بن حرب، عن إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/492-493، والبخاري (3073) ، ومسلم (1831) ، وأبو يعلى (698) ، والطبري في "تفسيره" 4/158، وابن حبان (4848) ، والبيهقي في "السنن" 9/101، وفي "الشعب" (4330) من طرق عن =(15/308)
9504 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً
__________
= أبي حبان يحيى بن سعيد، به - بعضهم يختصر منه حرفاً أو اثنين، وبعضهم يزيد فيه حرفاً.
وأخرجه مسلم (1831) ، وأبو يعلى (6083) ، وابن حبان (4847) من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، به.
وفي الباب عن أبي حميد الساعدي عند مسلم (1832) ، وسيأتي في "المسند" 5/423-424.
قال السندي: قوله: "لا ألفِينَ" بضم الهمزة وكسر الفاء بنون ثقيلة، أي: لا أجِدن، والمقصود نهيُ الناس عن الخيانة وقتل النفس، فإنه إذا فعل ذلك يجيء يوم القيامة كذلك، فيجده النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على تلك الحالة.
رغاء -بضم مهملة وبغين معجمة-: صوت الإبل، والصوت يكون لفضيحته على رووس الأشهاد.
ثُغاء -بمثلثة مضمومة فمعجمة-: صياح الغنم.
حمحمة -بفتح مهملة-: صوت الفرس دون الصهيل.
"على رقبته نفس"، أي: عبد سرقه من الغنيمة، وهذا هو المناسب بالمقام، ويحتمل أن المراد قتلها.
رِقاع: ضُبِط بكسر الراء: جمع رقعة: وهي الخرقة، أراد بها ثياباً غلها من الغنيمة.
تَخفِق: ضُبط بكسر الفاء، أي: تضطرب اضطراب الراية.
صامت: أي: الذي لا يتكلم من الذهب والفضة.(15/309)
مُسْتَجَابَةً فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي- يَعْنِي (1) شَفَاعَةً - لِأُمَّتِي، فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا "، (2)
__________
(1) لفظة: "يعني" لم ترد في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة، وأثبتناها من (ظ3) و (عس) و (ك) ونسخة على هامش (س) ومن "جامع المسانيد" 7/ورقة 22، وإثباتها هو الصواب -فيما نرى- للتفرقة بين روايتي أبي معاوية ويعلى بن عبيد، حيث لم يذكر أبو معاوية في روايته الحديث للإمام أحمد كلمة "شفاعة"، بينما ذكرها يعلى بن عبيد في روايته على أن هذه الكلمة ثابتة في رواية أبي معاوية
عند غير المصنف، والله تعالى أعلم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه أبوعوانة 1/90 من طريق أبي معاوية ويعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (199) (338) ، والترمذي (3602) ، وابن ماجه (4307) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/631، وابن منده في "الإيمان" (913) ، والبيهقي في "السنن" 8/17، وفي "الشعب" (313) من طريق أبي معاوية وحده، به.
وأخرجه ابن منده (912) ، والبيهقي في "الآداب" (1022) ، والبغوي (1237) من طريق يعلى بن عبيد وحده، به.
وأخرجه ابن خزيمة 2/265 من طريق جرير بن عبد الحميد، والطبراني في "الأوسط" (1748) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/424 من طريق داود الطائي، كلاهما عن الأعمش، به.
وانظر ما سلف برقم (7714) .(15/310)
قَالَ يَعْلَى: شَّفَاعَةٌ (1)
9505 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ كَمَثَلِ نَهْرٍ جَارٍ غَمْرٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ "، (2)
9506 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ: " فَمَا يُبْقِي ذَلِكَ مِنَ الدَّرَنِ " (3)
__________
(1) هكذا في (ظ3) و (عس) و (ك) ، وفي (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: الشفاعة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع الإسكاف- فمن رجال مسلم.
وسيأتي مكرراً في مسند جابر 3/317 بسنده ومتنه، وانظر تخريجه هناك.
(3) حديث صحيح، وهذا الإسناد وقع فيه إشكالان:
الأول: قوله: "حدثنا عَبْدُ الله"، فعند إطلاقه يتبادر إلى الذهن أنه ابن المبارك، لكن أحداً لم يذكر رواية لأبي معاوية عنه، ولا له عن يزيد بن عبد الله بن أسامة.
الثاني: قوله: "عن يزيد بن عبد الله بن أسامة"، فظاهره أنه ابن الهاد، فإن كان هو فالإسناد معضل، فقد سلف الحديث برقم (8924) من طريقه عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
والذي يغلب على ظننا أن الصواب في هذا الإسناد أن يكون يزيد هو: =(15/311)
9507 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، مَوْلَى جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَابَ طَعَامًا قَطُّ، كَانَ إِذَا اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِذَا لَمْ يَشْتَهِهِ سَكَتَ " (1)
__________
= يزيد بن عبد الله بن قُسَيط بن أسامة، نُسِبَ هنا إلى جده، وهو معدود في الرواة عن أبي هريرة، وأن يكون "عَبْد الله" مُحرَّفاً عن "عُبَيْد الله" بالتصغير، وهو عُبيد الله بن عمر العمري، فقد روى عنه أبو معاوية، وروى هو عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيط بن أسامة، فعندها يكون الإسناد صحيحاً على شرط الشيخين، لكنَ أحداً ممن خَدَمَ هذا "المسندَ" قبلنا لم يشر إلى ذلك، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي يحيى مولى جعدة، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
وقد اختلف فيه على الأعمش، فروي عنه، عن أبي يحيى مولى جعدة كما هو عند المصنف هنا. وسيأتي مكرراً برقم (10421) .
وأخرجه كذلك مسلم (2064) (188) ، وابن ماجه بإثر الحديث (3259) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 190، والبيهقي في "الشعب" (5866) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضا أبو الشيخ ص 190 من طريق سفيان، عن الأعمش، به.
وروي عنه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، وسيأتي من هذا الطريق برقم (10141) .
وروي عنه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أخرجه من هذا الطريق أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 190 و191.
وروي عنه، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أخرجه من هذا الطريق أيضا أبو الشيخ ص 189.
وأصح هذه الطرق عنه طريق أبي حازم، عن أبي هريرة، والله تعالى أعلم.(15/312)
9508 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدَةً مِنْهُمَا، أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ " (1)
9509 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللهُ عَلَيْهِ " (2)
9510 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ لَقِيَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقَالَ لَهُ: " اكْشِفْ عَنْ بَطْنِكَ (3) حَيْثُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ مِنْهُ "، قَالَ: فَكَشَفَ عَنْ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وقد سلف الكلام عليه برقم (7382) .
إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن عُلَية، والأغر: هو أبو مسلم، والأغرُّ اسمه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2703) (43) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2703) (43) ، وابن حبان (629) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1214، وابن منده في "الإيمان" (1024) ، والبغوي في "شرح السنة" (1299) ، وفي "التفسير" 1/144 من طرق عن هشام بن حسان، به. وانظر (7711) .
(3) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة: "حتى أقبل"، ولم ترد =(15/313)
بَطْنِهِ فَقَبَّلَهُ (1)
9511 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طُهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ، أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ " (2)
9512 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَلْيُخَالِفْ بَيْنَ (3) طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ " (4)
__________
= هذه الزيادة في النسخ العتيقة، وسيأتي هذا الحديث مكرراً بسنده ومتنه برقم (10326) وليست فيه هذه الزيادة كذلك.
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه مفصلا برقم (7462) .
إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن عُلَية، وابن عون: هو عبد الله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي 1/240 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/173، ومسلم (279) (91) ، وابن خزيمة (95) ، وابن حبان (1297) من طريق إسماعيل ابن علية، به.
وسلف دون قوله: "أولاهن بالتراب" برقم (7604) .
(3) في (م) : ما بين.
(4) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة -وهو أبو عبد الله مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري.=(15/314)
9513 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامٍ، وَيَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مِائَةٌ إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا كُلَّهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ " (1)
9514 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ فَلَا يَسْعَى إِلَيْهَا أَحَدُكُمْ، وَلَكِنْ لِيَمْشِ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ، صَلِّ مَا أَدْرَكْتَ، وَاقْضِ مَا سَبَقَكَ " (2)
__________
= وأخرجه أبو داود (627) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/381 من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وانظر (7466) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، وابن سيرين: هو محمد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 9/133 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3506) ، وابن حبان (807) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن هشام بن حسان، به.
وأخرجه الحاكم 1/17، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 7 من طريق عبد العزيز بن حصين، عن أيوب وهشام بن حسان، به. وسردا فيه الأسماء، وعبد العزيز بن حصين ضعيف منكر الحديث.
وانظر (7623) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (602) (154) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. =(15/315)
9515 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُتْبَعُ الْجِنَازَةُ بِنَارٍ، وَلَا صَوْتٍ " (1)
9516 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا
__________
= وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (187) و (189) ، ومسلم (602) (154) ، وأبو عوانة 2/83-84 و84، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/396، والبيهقي 2/298 من طرق عن هشام بن حسان، به. وانظر (8967) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة. يحيى: هو ابن أبي كثير.
وسيأتي برقم (10831) و (10885) من طريق يحيى، عن باب بن عمير الحنفي، عن رجل من أهل المدينة، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرج مالك في "موطئه" 1/226 عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: أنه نهى أن يُتْبَعَ بعد موته بنار. وسنده صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/271 من طريق يحيى بن سعيد، عن الجعدي، عن إبراهيم بن نافع، عن أبي هريرة، قال: لا تتبعوني بنار. وسنده ضعيف.
وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند أبي يعلى (2627) . وسنده ضعيف.
ومن حديث أبي سعيد الخدري عند ابن أبي شيبة 3/272، وسنده ضعيف أيضا.
وانظر ما سلف في مسند عبد الله بن عمر برقم (5668) .
والصوت: المراد به النائحة.(15/316)
نَامَ وَلَمْ يُصَلِّ الْبَارِحَةَ شَيْئًا حَتَّى أَصْبَحَ، فَقَالَ: " بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ " (1)
، قَالَ يُونُسُ: وَقَالَ الْحَسَنُ: " إِنَّ بَوْلَهُ وَاللهِ ثَقِيلٌ "
9517 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ يَأْخُذُ مِمَّا فَرَضَ (2) اللهُ وَرَسُولُهُ كَلِمَةً، أَوِ اثْنَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، أَوْ أَرْبَعًا، أَوْ خَمْسًا، فَيَجْعَلُهُنَّ فِي طَرَفِ رِدَائِهِ، فَيَعْمَلُ بِهِنَّ وَيُعَلِّمُهُنَّ؟ "، قُلْتُ: أَنَا، وَبَسَطْتُ ثَوْبِي، وَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ حَتَّى انْقَضَى حَدِيثُهُ، فَضَمَمْتُ ثَوْبِي إِلَى صَدْرِي، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ لَمْ أَنْسَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ (3)
9518 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَسُومُ (4) الرَّجُلُ عَلَى
__________
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين لكن فيه عنعنة الحسن البصري. وانظر (7537) .
إسماعيل: هو ابن علية، ويونس: هو ابن عبيد البصري.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: قضى.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن فيه عنعنة الحسن البصري. وانظر (8409) .
(4) في (م) والنسخ المتأخرة: يَسُم.(15/317)
سَوْمِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ " (1)
9519 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ (2) بْنِ قَارِظٍ - أَوْ قَارَضٍ لَا أَدْرِي شَكَّ إِسْمَاعِيلُ - أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَكَلَ أَثْوَارَ أَقِطٍ، فَتَوَضَّأَ، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مِمَّا تَوَضَّأْتُ؟ إِنِّي أَكَلْتُ أَثْوَارَ أَقِطٍ، فَتَوَضَّأْتُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ " (3)
9520 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ذُكِرَ الشَّهِيدُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا تَجِفُّ الْأَرْضُ مِنْ دَمِهِ حَتَّى تَبْتَدِرَهُ زَوْجَتَاهُ، كَأَنَّهُمَا ظِئْرَانِ أَضَلَّتَا فَصِيلَيْهِمَا فِي بَرَاحٍ مِنَ الْأَرْضِ بِيَدِ - أَوْ قَالَ: فِي يَدِ - كُلِّ وَاحِدَةٍ
__________
(1) حديث صحيح، الحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة، لكن للحديث طرق أخرى يصح بها، انظر ما سلف برقم (7248) و (9334) .
(2) قوله: "بن عبد الله" لم يرد في (ظ3) و (عس) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/50، والنسائي 1/105، وابن حبان (1146) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وانظر (7605) .
وقوله: "من أثوار أقط": هو جمع ثور: وهو القطعة، والأقط: لبن مجفف يابس، والوضوء مما مسته النار منسوخ عند الجمهور أو محمول على الندب.(15/318)
مِنْهُمَا حُلَّةٌ، هِيَ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (1)
9521 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُنْكَحُ النِّسَاءُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَجَمَالِهَا، وَحَسَبِهَا، وَدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة هلال بن أبي زينب وضعف شيخه شهر بن حوشب. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان. وانظر (7955) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.
وأخرجه الدارمي (2170) ، والبخاري (5090) ، ومسلم (1466) ، وأبو داود (2047) ، والنسائي 6/68، وأبو يعلى (6578) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/383، والبغوي (2240) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/80-81.
وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/302.
وعن عائشة، سيأتي 6/152.
قال السندي: قوله: "لأربع"، أي: الناس يراعون هذه الخصال في المرأة، ويرغبون فيها لأجلها، ولم يَرِدِ الأمرُ بمراعاتها.
والحَسَبُ: شرف الآباء، أو حسنُ الأفعال.
وقوله: "تربت يداك"، قال ابن الأثير في "النهاية": تَرِب الرجلُ: اذا افتقر، أي: لصق بالتراب، وأتْرَبَ: إذا استغنى، وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون بها الدعاءَ على المخاطَب ولا وقوع الأمر به، كما يقولون: قاتله الله.
وقيل: معناها: لله دركَ. وقيل: أراد بها المَثَلَ ليرى المأمورُ بذلك الجِد وأنه إن خالفه فقد أساء. ثم قال: وكثيراً تَرِدُ للعرب ألفاظَ ظاهرها الدم، وإنما يريدون=(15/319)
9522 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ يَسِيرُ، فَلَعَنَ رَجُلٌ نَاقَةً، فَقَالَ: " أَيْنَ صَاحِبُ النَّاقَةِ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، قَالَ: " أَخِّرْهَا فَقَدْ أُجِبْتَ فِيهَا " (1)
9523 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ أَنْبِيَاءَهُمْ، وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَيْهِمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَانْتَهُوا، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ " (2)
__________
= بها المدحَ كقولهم: لا أبَ لك، ولا أم لك، وهَوَتْ أمُّه، ولا أرضَ لك، ونحو ذلك.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد، ابن عجلان -وهو محمد- وأبوه صدوقان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8815) ، وعنه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3540) من طريق الليث بن سعد، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (73) من طريق حميد بن الأسود، كلاهما عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أبي برزة الأسلمي، سيأتي 4/420.
وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/429 و431.
وعن عائشة أم المومنين، سيأتي 6/138.
وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (3009) ، وأبي داود (1532) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3539) ، وابن حبان (5742) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. وانظر (7367) .(15/320)
9524 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ، فَإِنْ تَحْرِصْ عَلَى إِقَامَتِهِ تَكْسِرْهُ، وَإِنْ تَتْرُكْهُ تَسْتَمْتِعْ بِهِ وَفِيهِ عِوَجٌ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (468) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (4180) من طريق عبد الله بن رجاء، عن ابن عجلان، به.
وأخرجه الحاكم 4/74 عن أبي سهل بن زياد، عن الحسن بن مُكرَم، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن عجلان، به. وإسناد الحاكم إلى ابن عجلان سقط من مطبوع الحاكم، واستدركناه من "إتحاف المهرة" 5/ورقة 223.
وسيأتي الحديث من طريق الأعرج، عن أبي هريرة بالأرقام (9795) و (10448) و (10856) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/276، والبخاري (3331) و (5186) ، ومسلم (1468) (60) ، والنسائي في "الكبرى" (9140) ، والبيهقي 7/295، والبغوي (2332) من طريق حسين بن علي، عن زائدة بن قدامة، عن ميسرة الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم (1468) (65) ، والترمذي (1188) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (469) من طريق ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9077) من طريق الوضين بن عطاء، عن عطاء الخراساني، عن الحسن، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن سمرة بن جندب وأبي ذر وعائشة، ستأتي أحاديثهم في =(15/321)
9525 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ عَلَيْكَ فِي بَيْتِكَ، فَحَذَفْتَهُ بِحَصَاةٍ، فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ، لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ جُنَاحٌ " (1)
9526 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُكْثِرُونَ هُمُ
__________
= "المسند" على التوالي 5/8 و150-151 و6/279.
وفي قوله: "المرأة كالضلع" دليل على أن المراد تشبيه المرأة بالضلع في العوج، لا أنها خُلقت منه، ويفهم من هذا الحديث الندب إلى مداراة النساء وتألف قلوبهن بالعفو عنهن والصبر عليهن، وأن من رام تقويمهن فاته النفح بهن، مع أنه لا غنى للإنسان عن زوجة يسكن إليها، ويستعين بها على معاشه، فكأنه
قال: الاستمتاع بها لا يتم إلا بالصبر عليها.
(1) حديث صحيح، وله عن محمد بن عجلان إسنادان: الأول: عن أبيه، عن أبي هريرة، وهو جيد، والثاني: عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وهو قوي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" ص 84، وابن الجارود في "المنتقى" (791) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (932) ، وابن حبان (6002) من طرق عن ابن عجلان، عن أبيه، به.
وأخرجه ابن حبان بإثر الحديث (6002) من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد، به.
وسلف الحديث برقم (7313) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج.(15/322)
الْأَسْفَلُونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ: هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا " أَمَامَهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، وَخَلْفَهُ (1)
9527 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ "، قِيلَ: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ " (2)
9528 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَبْلَى، وَيَأْكُلُهُ التُّرَابُ، إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ، مِنْهُ خُلِقَ، وَفِيهِ يُرَكَّبُ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، محمد بن عجلان وأبوه صدوقان.
وأخرجه ابن ماجه (4131) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وانظر (8482) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. وانظر ما سلف برقم (7186) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد روى له مسلم بضعة عشر حديثاً في الشواهد، واحتج به أصحاب السنن، وهو صدوق لا بأس به. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2289) من طريق صفوان بن عيسى، عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد. وانظر (8283) .(15/323)
9529 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَهُ أَنْ يَخْرُجَ فَيُنَادِيَ أَنْ (1) : " لَا صَلَاةَ إِلَّا بِقِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَمَا زَادَ " (2)
__________
(1) لفظة: "أن" رمجَت في (ظ3) و (عس) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جعفر بن ميمون.
وأخرجه كرواية المصنِّف: البخاري في "القراءة خلف الإمام" (7) ، وأبو داود (820) ، وابن الجارود (186) ، والدارقطني في "السنن" 1/321، والحاكم 1/239، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (41) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وتساهل الحاكم فصححه ووثَّق جعفر بن ميمون!
وأخرجه إسحاق بن راهويه (126) ، والبخاري في "القراءة" (84) و (99) و (300) ، وأبو داود (819) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/190، وابن حبان (1791) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/124، والبيهقي في "السنن" 2/37 و59 و375، وفي "القراءة خلف الإمام" (38) و (39) و (40) و (42) و (43) و (44) و (45) من طرق عن جعفر بن ميمون، به. واخلتف عليه في لفظه، فرواه بعضهم
عنه بلفظ رواية يحيى القطان، وبعضهم لم يذكر فيه قوله: "فما زاد"، وبعضهم رواه عنه بلفظ: "لا صلاة إلا بقرآن ولو بفاتحة الكتاب فما زاد".
وأخرجه البيهقي في "القراءة" (46) من طريق أبي يوسف القلوسي، عن معلَّى بن أسد، عن منصور بن سعد، عن عبد الكريم بن رشيد، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة: أمره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنادى في طرق المدينة: أن "لا صلاة إلا بقراءةٍ ولو بفاتحة الكتاب". وسنده حسن، لكن قد اختلف على معلى في لفظه، فقد ذكر البيهقي بإثره أن محمد بن إسحاق بن خزيمة رواه عن أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم -وهو المعروف بصاعقة- عن معلى باسناده هذا بلفظ: "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب".=(15/324)
9530 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ
__________
= وأخرجه بمثل رواية عبد الكريم بن رشيد: الخطيبُ البغدادي في "تاريخه" 4/216 من طريق نعيم بن حماد، عن عبد الله بن المبارك، عن أبي حنيفة، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة. وفي إسناده إلى نعيم ضعف، ونعيم سيئ الحفظ.
وأخرج ابن خزيمة (490) ، وابن حبان (1789) و (1794) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تجزىء صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب". قال ابن حبان: لم يقل في خبر العلاء هذا: "لا تجزىء صلاة" إلا شعبة، ولا عنه إلا وهب بن جرير ومحمد بن كثير. قلنا: كأنه يشير -والله أعلم- إلى أن المحفوظ عن شعبة من حديث العلاء هو ما سيأتي عند المصنف برقم (9898) و (10198) وهو بلفظ: "كل صلاة لا يُقرَأ فيها بأم الكتاب فهي خداج، فهي خداج، فهي خداج غير تمام".
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي في مسنده برقم (10998) . وإسناده صحيح.
وفي الباب دون قوله: "فما زاد" عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي 5/81.
وعن أبي قتادة، سيأتي 5/308.
وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/322.
(1) وقع اضطراب في سند هذا الحديث في (م) ، وصوبناه من الأصول الخطية.(15/325)
يُحِبُّ الْعُطَاسَ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَمَنْ عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ، فَحَقٌّ عَلَى مَنْ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ: يَرْحَمُكَ اللهُ، وَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَرْدُدْهُ مَا اسْتَطَاعَ، وَلَا يَقُلْ: آهْ آهْ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا فَتَحَ فَاهُ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ مِنْهُ - أَوْ بِهِ - "، قَالَ: حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: " وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي العامري، والحديث مروي من كلا الطريقين عنه، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه مختصراً ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (257) من طريق يحيى بن سعيد وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (215) من طريق الحجاج بن محمد وحده، به.
وأخرجه الطيالسي (2315) ، والبخاري في "الصحيح" (3289) و (6223) و (6226) ، وفي "الأدب المفرد" (919) و (928) ، وأبو داود (5028) ، والترمذي (2747) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (214) ، والحاكم 4/264، والبيهقي 2/289 من طرق عن ابن أبي ذئب، به - بعضهم يرويه مختصراً. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!!
وأخرجه النسائي (216) من طريق القاسم بن يزيد الجرمي، وابن حبان (598) من طريق عيسى بن يونس، والبغوي (3340) من طريق أسد بن موسى، ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. لم يذكروا فيه أبا سعيد المقبري.=(15/326)
9531 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَبْعَدُ فَالْأَبْعَدُ مِنَ الْمَسْجِدِ، أَعْظَمُ أَجْرًا " (1)
9532 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَجْلَانُ، مَوْلَى الْمُشْمَعِلِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُسَابَّ وَأَنْتَ صَائِمٌ، فَإِنْ سَبَّكَ إِنْسَانٌ فَقُلْ: إِنِّي (2) صَائِمٌ " (3)
__________
= وسلف الحديث من طريق محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة برقم (7599) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وسلف الكلام عليه برقم (8618) .
وأخرجه المزي في ترجمة عبد الرحمن بن سعد المدني من "تهذيب الكمال" 17/138 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (556) ، والحاكم 1/52، والبيهقي 3/64-65، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 11/32-33 من طريق يحيى بن سعيد، به.
(2) في (ظ3) و (عس) ، ونسخة على هامش (س) : أنا.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عجلان مولى المشمعل، فقد روى له النسائي، وقال: لا بأس به.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (2367) ، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3259) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن خزيمة (1994) ، وعنه ابن حبان (3483) من طريق عثمان بن عمر، ثلاثتهم (الطيالسي، وابن المبارك، وعثمان) عن ابن =(15/327)
9533 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ (1) بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: بَيْنَمَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، إِذْ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، نَاوِلِينِي الثَّوْبَ "، قَالَتْ: إِنِّي لَسْتُ أُصَلِّي، قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ فِي يَدِكِ "، فَنَاوَلَتْهُ (2)
9534 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: عَرَّسْنَا مَعَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ نَسْتَيْقِظْ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ
__________
= أبي ذئب، بهذا الإسناد. وزادوا جميعاً: "وإن كنت قائماً فاجلس". وزاد الطيالسي وحده: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".
وسيأتي الحديث بهاتين الزيادتين من طريق ابن أبي ذئب، عن عجلان برقم (10564) . وانظر ما سلف برقم (7340) .
(1) تصحف في (م) إلى: زيد.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان -وهو اليشكري- فمن رجال مسلم. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وأخرجه أبو عوانة 1/314 عن محمد بن إسحاق الصاغاني، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (299) (13) ، والنسائي 1/146 و192، وأبو عوانة 1/314، والبيهقي 1/189 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5382) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قول عائشة: "إني لست أصلي"، تعني به أنها حائض.(15/328)
بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ، فَإِنَّ هَذَا مَنْزِلٌ حَضَرَنَا فِيهِ الشَّيْطَانُ "، قَالَ: فَفَعَلْنَا، قَالَ: فَدَعَا بِالْمَاءِ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى الْغَدَاةَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه أبو عوانة 2/251-252 عن أبي أمية الطرسوسي، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (680) (310) ، والنسائي 1/298، وابن خزيمة (988) و (999) و (1118) و (1252) ، وأبو عوانة 2/251-252، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3990) ، وابن حبان (2651) ، والبيهقي في "السنن" 2/218 و483-484، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/251 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.
وأخرجه أبو عوانة 2/251، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3989) ، وابن حبان (1459) من طرق عن يزيد بن كيسان، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/64، وابن الجارود (240) من طريق بشير بن سلمان أبي إسماعيل، عن أبي حازم الأشجعي، به.
وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3991) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/402 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم (680) (309) ، وأبو داود (435) ، وابن ماجه (697) ، والنسائي 1/296، وأبو عوانة 2/253، وابن حبان (2069) ، والبيهقي في "السنن" 2/217 و218، وفي "الدلائل" 4/272-273، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/250-251، والبغوي بإثر الحديث (437) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، وأبو داود (436) ، وأبو عوانة 2/253-254، والطحاوي في "شرح مشكل
الآثار" (3988) ، والبيهقي في "السنن" 2/218 من طريق معمر بن راشد، =(15/329)
9535 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْشُدُوا فَإِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ "، قَالَ: فَحَشَدَ مَنْ حَشَدَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَرَأَ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، ثُمَّ دَخَلَ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: هَذَا خَبَرٌ جَاءَهُ مِنَ السَّمَاءِ، فَذَاكَ الَّذِي أَدْخَلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: " إِنِّي قَدْ قُلْتُ
__________
= والنسائي 5/291، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/386-387 من طريق محمد بن إسحاق، وأبو داود في "سننه" برواية أبي الطيب الأشناني كما في "تحفة الأشراف" 10/64 من طريق الأوزاعي، والترمذي (3163) من طريق صالح بن أبي الأخضر، خمستهم عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة - بعضهم يرويه مطولا. وقال الترمذي عقبه: هذا حديث غير محفوظ، رواه غير واحد من الحفاظ، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم
يذكروا فيه: عن أبي هريرة! وصالح بن أبي الأخضر يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قِبَل حفظه. قلنا: قد رواه أربعة غير صالح فوصلوه بذكر أبي هريرة.
وأخرجه مطولا مالك 1/13-14، وعنه الشافعي 1/55، والبغوي (437) ، وأخرجه عبد الرزاق (2244) مختصراً، ومطولا (2237) ، ومن طريقه ابن عبد البر 6/401-402، والنسائي مختصراً كما في "تحفة الأشراف" 10/73 من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر بن راشد، كلاهما (معمر ومالك) عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا. ووقع الحديث في مطبوع النسائي 1/296 موصولا بذكر أبي هريرة، وهو خطأ.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3657) . وانظر تتمة شواهده هناك.(15/330)
لَكُمْ إِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، وَإِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ " (1)
9536 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خِلَاسٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (812) (261) ، والترمذي (2900) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (251) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1223) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن الضريس (266) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، وأبو يعلى (6180) من طريق عبد الرحيم بن سليمان الكناني، كلاهما عن يزيد بن كيسان، به.
وأخرجه مسلم (812) (262) ، وابن الضريس (259) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1212) من طريق بشير بن سلمان أبي إسماعيل، عن أبي حازم، به.
وأخرجه ابن ماجه (3787) ، والترمذي (2899) ، وابن الضريس (249) ، والطحاوي (1221) و (1222) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه موقوفاً الدارمي (3432) ، والطبراني مرفوعاً في "الأوسط" (5829) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وإبراهيم ضعيف.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6613) ، وانظر شواهده هناك. (2) حديث حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن خلاس -وهو ابن عمرو الهجري- لم يسمع من أبي هريرة. وعوف: هو ابن أبى جميلة الأعرابي، =(15/331)
9537 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اخْتَلَفْتُمْ، أَوْ تَشَاجَرْتُمْ فِي الطَّرِيقِ، فَدَعُوا سَبْعَةَ أَذْرُعٍ " (1)
__________
= والحسن: هو البصري.
وأخرجه الحاكم 1/8 من طريق أحمد بن مهران الأصبهاني، عن عبيد الله بن موسى، ومن طريق الحارث بن أبي أسامة، عن روح بن عبادة، عن عوف، عن خلاس ومحمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وقال: هذا حديث صحيح على شرطهما جميعاً من حديث ابن سيرين، ولم يخرجاه.
قلنا: أما طريق الحارث بن أبي أسامة فهي في "مسنده" 2/187/1 كما في "إرواء الغليل" 7/69، ومن طريقه أخرجه أبو بكر بن خلاد في "الفوائد" 1/221/1 وليس في طريقه ذِكْر لابن سيرين، وأما الطريق الأخرى ففيها أحمد بن مهران الأصبهاني، وهو معروف بالزهد ولا يعرَف في باب الرواية، ولم يوثر توثيقه عن كبير أحد، وله ذِكْر عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/95، فرواية الإمام أحمد هي الأصوب إن شاء الله تعالى. وانظر ما سلف برقم (9290) فهو طريق آخر للحديث.
وله طريق ثالث عند الطحاوي 3/44 بسند ضعيف يتقوى بهما.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشير بن كعب، فمن رجال البخاري.
وأخرجه الترمذي (1356) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1192) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2555) ، وأخرجه أبو داود (3633) ، والطحاوي (1191) من طريق مسلم بن إبراهيم كلاهما (الطيالسي، ومسلم) عن المثنى بن سعيد، به.
وسيأتي مكرراً برقم (10135) ، وبرقم (10012) عن وكيع بن المثنى. وانظر =(15/332)
9538 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى رَجُلٍ تَرَكَ دِينَارَيْنِ، أَوْ ثَلَاثَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّتَانِ (1) أَوْ ثَلَاثَةٌ " (2)
__________
= ما سلف برقم (7126) .
(1) في (ظ3) و (عس) : كيتين.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وأخرجه البزار (3650 - كشف الأستار) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/372 عن عبد الله بن نمير، عن فضيل بن غزوان، به. وسيأتي برقم (10400) .
ويحمل حديث أبي هريرة هذا على غيره من الأحاديث، وهو أن هذا الرجل كان من أهل الصفة، جاء ذلك في حديثي علي وابن مسعود السالفين برقم (788) و (3914) ، وحديث أبي أمامة الآتي في مسنده 5/253. قال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/58: وإنما كان ذلك لأنه ادخَر مع تلبسه بالفقر ظاهراً، ومشاركته الفقراء فيما يأتيهم من الصدقة، والله أعلم.
وله وجهٌ ثانٍ: وهو ما ذكره ابن حبان في "صحيحه " (الإِحسان 8/55) حيث قال: ذِكْرُ الخبر الدال على أن قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كيتان" و"ثلاث كيات" أراد به أن المتوفى كان يسأل الناس إلحافاً وتكثراً، ثم ساقه بسنده إلى أبي سعيد الخدري، قال: بينما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسم ذهباً إذ أتاه رجل، فقال: يا رسول الله أعطني، فأعطاه، ثم قال: زدني، فزاده ثلاث مرات، ثم ولى مدبراً، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يأتيني الرجل فيسألني، فأعطيه، ثم يسألني فأعطيه، ثلاث مرات، ثم ولى مدبراً، وقد جعل في ثوبه ناراً إذا انقلب إلى أهله. وأخرجه الإمام أحمد كما في "أطراف =(15/333)
9539 - حَدَّثَنَا يَحْيَى (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (2)
* 9540 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي (3) حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ مَرْجَانَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً،
__________
= المسند" 6/384، وسقط من المطبوع. وانظر ما سلف برقم (8678) .
(1) وقع في (م) بين يحيى القطان ومحمد بن عمرو "عن ابن عجلان"، وهذه الزيادة كانت في (ظ3) ثم رمجت، وهي ليست في شيء من النسخ الخطية، لكن أشِير في هامش (س) إلى وجودها في بعض نسخها، وليست هذه الزيادة في "أطراف المسند" ولا في "الأشربة" للمصنَف، ولا في "سنن" النسائي، وهو الصواب.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو عند المصنف في "الأشربة" (116) .
وأخرجه النسائي 8/297 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/103، وابن ماجه (3401) ، ووكيع في "أخبار القضاة" 3/43، والطحاوي 1/215-216 من طرق عن محمد بن عمرو، به.
وقرن الطحاويُّ بأبي هريرة عبدَ الله بنَ عمر.
وسيأتي الحديث برقم (10510) ضمن النهي عن الانتباذ في بعض الأوعية. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4644) ، وذكرت شواهده هناك.
(3) لفظة: "أبي" سقطت من الأصول الخطية.(15/334)
أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهُ (1) إِرْبًا مِنَ النَّارِ " (2)
9541 - حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَقَالَ: " أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهَا إِرْبًا مِنَ النَّارِ " (3)
9542 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى، مَوْلَى جَعْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ فَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَشَاهِدُ الصَّلَاةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حَسَنَةً، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا " (4)
__________
(1) في (م) : "بكل إربٍ منها إرباً منه"، وهو خطأ، وسيشير المصنفُ في الحديث التالي إلى الفرق بين الروايتين.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن أبي حكيم، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (1509) (22) ، والنسائي بنحوه في "الكبرى" (4876) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (9562) . وانظر (9441) .
قوله: "إرب منه"، قال السندي: تذكير الضمير باعتبار أن المراد بالرقبة: الإنسان، وأما التأنيث فلمراعاة اللفظ.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد سلف هذا الحديث مطولا عن مكي بن إبراهيم برقم (9441) .
وحديث مكي هذا سقط من (م) في هذا الموضع، وهو ثابت في جميع النسخ الخطية.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، أبو يحيى مولى جعدة هكذا قيده =(15/335)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يحيى القطان في روايته عن شعبة، ورواه غير واحد عن شعبة، فلم يقيده، لكن ذكر أبو عبيد الآجري أنه قيل لأبي داود: موسى بن عثمان، عن أبي يحيى، عن أبي هريرة؟ قال: هذا المكى، يعني أبا يحيى وجعلهما المزي في ترجمتين منفصلتين، وذكر في ترجمة المكي أن موسى بن أبي عثمان روى عنه، بينما ذكر في ترجمة مولى جعدة أن سليمان الأعمش روى عنه، وممن فرق بينهما أيضا أبو الحسن ابن القطان الفاسى، فقد نقل عنه الذهبي في "الميزان" 4/587 أنه قال في أبي يحيى الذي يروي عنه موسى: لا يُعرَف، وقال في مولى جعدة: ثقة. قلنا: وهما -فيما نرى- راوٍ واحد، فإن جعدة مولى أبي يحيى: هو جعدة بن هبيرة المخزومي، ابن أم هانىء بنت أبي طالب، وهو مكى، وعليه فإن مولاه أبا يحيى مكى أيضا، ولعل رواية يحيى القطان هذه لم تقع لمن فرق بينهما، والله أعلم.
وأما ما وقع لابن حبان في "صحيحه" بإثر الحديث (1666) ، وفي "الثقات" 4/345 من تقييد أبي يحيى هذا بأنه سمعان الأسلمي مولاهم، وأنه من أهل المدينة فلم يُتابَع عليه. وفاتنا أن ننبه عليه هناك، فليؤخذ من هنا.
وبناءً على ما سلف، فإن أبا يحيى هذا قد روى عنه اثنان: موسى بن أبي عثمان، وسليمان الأعمش، وروى له مسلم حديثاً واحداً متابعةً برقم (2064) (188) ، ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/457 عن يحيى بن معين أنه قال: أبو يحيى مولى جعدة ثقة.
وأخرجه الطيالسي (2542) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (176) و (177) و (178) و (179) ، وابن ماجه (724) ، وأبو داود (515) ، والنسائي 2/12-13، وابن حبان (1666) ، والبيهقي 1/397، والبغوي (411) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. روايات البخاري والنسائي مختصرة.
وسيأتي برقم (9906) و (9935) من طريق شعبة.
وسلف الحديث برقم (7611) من طريق منصور بن المعتمر، عن عباد بن=(15/336)
9543 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: " الْمَوْتُ "، (1)
9544 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، مِثْلَهُ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ (2)
9545 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِيحَ ثُومٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: " مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا " (3)
__________
= أنيس، عن أبي هريرة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (5918) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (7287) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (7557) .
يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه أبو عوانة 1/411 من طريق الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7583) .(15/337)
9546 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعُمْرَى مِيرَاثٌ لِأَهْلِهَا، أَوْ جَائِزَةٌ لِأَهْلِهَا "، (1)
9547 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2)
9548 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خِلَاسٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ دَجَّالِينَ كَذَّابِينَ، كُلُّهُمْ يَقُولُ: أَنَا نَبِيٌّ، أَنَا نَبِيٌّ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن أبى عروبة -واسمه سعيد- رواية يحيى القطان عنه قبل اختلاطه.
وأخرجه ابن الجارود (985) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/143 عن محمد بن بشر، وابن راهويه (107) عن عبدة بن سليمان، ومسلم (1626) من طريق خالد بن الحارث، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، به. وانظر (8567) .
وسيتكرر في مسند جابر 3/319.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح، وجابر: هو ابن عبد الله بن حرام الصحابي المشهور، وسيأتي الحديث في مسنده 3/319، فانظر تخريجه هناك.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، خلاس -وهو ابن عمرو الهجري- لم يسمع من أبي هريرة، وروى له البخاري عن أبي هريرة مقروناً بغيره، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.=(15/338)
9549 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، أَوْ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ " (1)
9550 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، وَكَانَ كَاتِبًا لِعَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَخْلِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَاسْتَخْلَفَهُ مَرَّةً فَصَلَّى الْجُمُعَةَ، فَقَرَأَ سُورَةَ الْجُمُعَةِ، وَإِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ مَشَيْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ (2) قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ قَرَأَ بِهِمَا عَلِيٌّ، قَالَ: " قَرَأَ بِهِمَا حِبِّي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
__________
= وانظر ما سلف برقم (7228) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/386، والبيهقي 1/37 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (7513) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: أبا هِر.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر بن محمد -وهو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب- فمن رجال مسلم، وهو ثقة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1735) ، وابن خزيمة (1843) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الاسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/142، ومسلم (877) (61) ، وأبو داود (1124) ، =(15/339)
9551 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَصَلَّى عَلَيْهَا، وَأَقَامَ حَتَّى تُدْفَنَ، رَجَعَ بِقِيرَاطَيْنِ مِنَ الْأَجْرِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا وَرَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ " (1)
9552 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خِلَاسٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الَّذِي يَعُودُ فِي
__________
= وابن ماجه (1118) ، والترمذي (519) ، وابن الجارود في "المنتقى" (301) ، وابن خزيمة (1844) ، والطحاوي 1/414، وابن حبان (2806) ، والبيهقي 3/200، والبغوي (1088) من طرق عن جعفر بن محمد بن علي، به - رواية الطحاوي مختصرة دون ذكر القصة، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي برقم (10036) عن محمد بن علي، أن رجلا قال لأبي هريرة ... ، دون ذكر عبيد الله بن أبي رافع!
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1993) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه البخاري (47) ، ومن طريقه البغوي (1501) من طريق روح بن عبادة، وأبو نعيم في "المستخرج" كما في "الفتح" 1/109 من طريق عثمان بن الهيثم المؤذن، كلاهما عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإسناد. وقَرَن روح في حديثه بابن سيرين الحسنَ البصري.
وسيأتي برقم (10391) عن محمد بن جعفر وإسحاق الأزرق عن عوف.
وانظر ما سلف برقم (7188) .(15/340)
هِبَتِهِ، مَثَلُ الْكَلْبِ، إِذَا شَبِعَ قَاءَ ثُمَّ عَادَ فِي قَيْئِهِ " (1)
9553 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ غُنْدَرٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً دَعَا بِهَا، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُؤَخِّرَ (2) دَعْوَتِي إِنْ شَاءَ اللهُ شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: فِي أُمَّتِهِ (3)
9554 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ مِنَ الْمَطْهَرَةِ فَيَقُولُ لَنَا: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ "، قَالَ حَجَّاجٌ: " الْعَقِبِ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، خلاس -وهو ابن عمرو الهجري- لم يسمع من أبي هريرة، وقد تابعه محمد بن سيرين، فيما سيأتي برقم (10382) ، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. وانظر (7524) .
(2) في (م) و (ظ3) : ادخر.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم المدني. وسلف الحديث عن محمد بن جعفر وحده برقم (9303) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور.
وأخرجه أبو عوانة 1/251 من طريق حجاج بن محمد وحده، بهذا الإِسناد.
وسيتكرر برقم (10459) عن حجاج وحده، وانظر (7122) .(15/341)
9555 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، إِنْ شَاءَ اللهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَخْلِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَيَضْرِبُ بِرِجْلِهِ، فَيَقُولُ: خَلُّوا الطَّرِيقَ (1) ، قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ، قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ، قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا " (2)
9556 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ، فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ " (3)
__________
(1) لفظة "الطريق" الثانية لم ترد في (م) والنسخ المتأخرة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهذا الحديث مروي عن شعبة من غير طريق يحيى القطان، انظر (9305) و (9855) .
وسلف الحديث من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، برقم (9004) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2481) ، والدارمي (1685) ، والبخاري (1909) ، ومسلم (1081) (19) ، والنسائي 4/133، وابن الجارود (376) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1154) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (500) ، وابن حبان (3442) ، والطبراني في "الصغير" (161) ، والدارقطني 2/162، والبيهقي 4/205 و205-206من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد. وانظر (9376) .(15/342)
9557 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَحْفِهِمَا جَمِيعًا، أَوْ انْعَلْهُمَا (2) جَمِيعًا، فَإِذَا انْتَعَلْتَ فَابْدَأْ بِالْيُمْنَى (3) ، وَإِذَا خَلَعْتَ فَابْدَأْ بِالْيُسْرَى " (4)
9558 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَاءَ خَادِمُ أَحَدِكُمْ بِطَعَامِهِ فَلْيُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً، أَوْ أُكْلَتَيْنِ، أو لقمة أو لقمتين - وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ (5) - فَإِنَّهُ وَلِيَ عِلَاجَهُ وَحَرَّهُ " (6)
9559 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ،
__________
(1) قوله: "حدثنا شعبة" سقط من (م) .
(2) في (ظ3) و (عس) : انتعلهما.
(3) في (ظ3) و (عس) : باليمين.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف الحديث عن محمد بن جعفر برقم (9306) ، وأما رواية يحيى القطان فلم تقع لنا عند غير المصنف.
(5) من قوله: "أو لقمة" إلى هنا سقط من (م) والنسخ المتأخرة.
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسلف الحديث عن محمد بن جعفر برقم (9307) .(15/343)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ اشْتَرَى شَاةً مُصَرَّاةً فَرَدَّهَا، رَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، لَا سَمْرَاءَ " (1)
9560 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ اسْمُ زَيْنَبَ بَرَّةَ، فَسَمَّاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1169) من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، بهذا الإسناد. ولفظه عنده: "من اشترى مصراة فهو بالخيار ثلاثاً، فإن ردها، رد معها صاعا من تمر". وانظر (9006) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو رافع: هو نفيع الصائغ.
وأخرجه الدارمي (2698) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2445) ، ومن طريقه البيهقي 9/307، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (832) عن عمرو بن مرزوق، ومسلم (2141) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، وإسحاق بن راهويه (25) ، وابن حبان (5830) من طريق النضر بن شميل، وإسحاق (26) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، خمستهم (الطيالسي وعمرو ومعاذ والنضر وعبد الصمد) عن شعبة، به. وسمى عمرو بن مرزوق اسم المرأة في روايته: ميمونة، ورواية الطيالسي وعبد الصمد عن شعبة، على
الشك، سماها رسول الله ميمونة أو زينب.
وسيأتي الحديث برقم (9914) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به.
وفي الباب عن زينب بنت أم سلمة عند البخاري في "الأدب المفرد" (821) ، ومسلم (2142) ، وأبي داود (4953) .
وفي باب تغيير الاسم انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4682) ، والشواهد =(15/344)
9561 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ، أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: الم تَنْزِيلُ، وَهَلْ أَتَى " (2)
__________
= التي عنده.
(1) وقع بعد هذا في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة زيادة: "وابن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: أحفظه" وهذه الزيادة لم ترد في النسختين العتيقتين للمسند (ظ3) و (عس) ، وكذا لم يوردها الحافظان ابن كثير في "جامع المسانيد"، وابن حجر في "أطراف المسند" في ترجمة محمد بن زياد عن أبي هريرة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي 2/159، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 4/106 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1542) ، والبخاري (1068) عن محمد بن يوسف، والبخاري (891) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه مسلم (880) (66) ، وابن ماجه (823) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد الرحمن الأعرج، به.
وسيأتي الحديث برقم (10102) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1993) .
وعن سعد بن أبي وقاص، عند ابن ماجه (822) ، وأبي يعلى (813) .
وعن عبد الله بن مسعود، عند ابن ماجه (824) ، والطبراني في "الصغير" (986) ، وزاد الطبراني: "يديم ذلك". قال الحافظ في "الفتح" 2/378 في إسناد الطبراني: ورجاله ثقات، لكن صوب أبو حاتم إرساله. قلنا: وفيه عنده علة أخرى، وهي عنعنة الوليد بن مسلم -في طبقات الإسناد فيمن فوق شيخه-، وقد =(15/345)
9562 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ مَرْجَانَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً، أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهُ إِرْبًا مِنَ النَّارِ " (1)
9563 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِي الْحَارِثُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَتَبَ اللهُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ حَظَّهَا مِنَ الزِّنَا " (2)
__________
= كان يدلس تدليس التسوية.
قال السندي في حديث المصنف: قال علماؤنا: لا دلالة فيه على المداومة عليها، نعم قد ثبت قراءتهما فينبغي للأئمة قراءتهما، ولا يَحْسن المداومة على تركهما بالمرة، وقد قال بعض الشافعية: قد جاء في بعض الروايات ما يدل على المداومة، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن أبي حكيم فمن رجال مسلم. وهو مكرر (9540) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، الحارث: وهو ابن عبد الرحمن القرشي العامري، صدوق لا بأس به، روى له أصحاب السنن، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي عاصم (193) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بأطول مما هنا الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (98) و (2713) من طريق ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، به.
وانظر ما سلف برقم (7719) .(15/346)
9564 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الضِّيَافَةَ ثَلَاثَةٌ فَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَةٌ " (1)
9565 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ إِلَّا طَيِّبٌ، إِلَّا كَأَنَّمَا يَضَعُهَا فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ (2) فَلُوَّهُ، أَوْ فَصِيلَهُ، حَتَّى إِنَّ التَّمْرَةَ لَتَعُودُ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ " (3)
9566 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنِ الْمُحَرِّرِ بْنِ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/197 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/477 عن علي بن مسهر، عن محمد بن عمرو، به. وانظر (7873) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: الرجل.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، محمد بن عجلان صدوق لا بأس به، روى له مسلم في الشواهد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7759) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/142 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (8381) .(15/347)
أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ النَّاسُ يَسْأَلُونَ حَتَّى يَقُولُوا: كَانَ اللهُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ فَمَا كَانَ قَبْلَهُ؟ " (1)
9567 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نُعْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَبِيُّ التَّوْبَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ بَرِيئًا مِمَّا قَالَ لَهُ، إِلَّا قَامَ عَلَيْهِ - يَعْنِي - الْحَدَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد بن عمير الهَمْداني. عامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وانظر ما سلف برقم (7790) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي نعم: هو عبد الرحمن البجلي.
وأخرجه البخاري (6858) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (193) ، والبيهقي 8/10، والبغوي (2412) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1468) ، ومسلم (1660) ، وأبو داود (5165) ، والترمذي (1947) ، والنسائي في "الكبرى" (7352) ، والطحاوي (190) و (191) و (192) ، والبيهقي 8/10 من طرق عن فضيل بن غزوان، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال النسائي: هذا حديث جيد.
وسيأتي برقم (10488) .
قوله: "إلا أقام" هكذا في نسخ "المسند" بزيادة: "إلا"، وفي رواية غيره =(15/348)
9568 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: " أَتْقَاهُمْ "، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: " فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللهِ، ابْنُ نَبِيِّ اللهِ، ابْنِ نَبِيِّ اللهِ (1) ، ابْنِ خَلِيلِ اللهِ "، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: " فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ، إِذَا فَقُهُوا " (2)
9569 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ
__________
= بدونها، قال السندي: وهو الأظهر، ثم وَجهَ رواية "المسند" بأن "مَن" استفهامية للإنكار، فصار بمنزلة "ما قذف أحدٌ" فصح الاستثناء.
(1) قوله: "ابن نبي الله" في المرة الثانية لم يرد في (ظ3) و (عس) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.
وأخرجه الدارمي (223) ، والبخاري (3353) و (3490) ، ومسلم (2378) ، والنسائي في "الكبرى" (11249) ، وابن حبان (648) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد - غير ابن حبان، فإنه لم يذكر في إسناده أبو سعيد المقبري.
وأخرجه كذلك دون ذِكْر أبي سعيدٍ البخاريُّ في "صحيحه" (3374) و (3383) و (4689) ، وفي "الأدب المفرد" (129) ، والنسائي في "الكبرى" (11250) من طرق عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبي هريرة.
ولقوله: "فيوسف نبي الله ... "، انظر ما سلف برقم (8391) .
ولقصة معادن العرب، انظر ما سلف برقم (7496) .(15/349)
الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ، وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ، فَإِنَّهُ دَعَا مَنْ قَبْلَكُمْ فَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ، وَسَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَقَطَّعُوا أَرْحَامَهُمْ "، (1)
9570 - حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ "، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، (2)
9571 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "الآداب" (97) من طريق ثور بن زيد الديلي، عن سعيد المقبري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (470) من طريق أبي رافع، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. ولم يذكر فيه: "وإياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش والتفحش". وانظر ما بعده.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5662) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، ابن عجلان -وهو محمد- صدوق لا بأس به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (487) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (1159) ، وابن حبان (5177) و (6248) ، والحاكم 1/12 من طرق عن ابن عجلان، به.
وانظر ما قبله.(15/350)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا زَنَتْ خَادِمُ أَحَدِكُمْ فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ " يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، (1)
9572 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا تَقَاضَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا، فَقَالُوا: مَا نَجِدُ إِلَّا أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ، فَقَالَ: " أَعْطُوهُ "، فَقَالَ: أَوْفَيْتَنِي أَوْفَى اللهُ لَكَ، فقَالَ: " خِيَارُ النَّاسِ أَحْسَنُهُمْ قَضَاءً " (2)
9573 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ (3) : وَسَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " قُلْتُ (4) لِيَحْيَى: كِلَاهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (9470) ، فانظر تخريجه هناك.
ورواية يحيى بن سعيد القطان التي أشير إليها في آخر الحديث أخرجها أبو داود في "سننه" (4470) عن مسدد، عن يحيى بن سعيد القطان، به. لكن دون ذِكْر أبي سعيد في الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (2392) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وانظر (8897) .
(3) القائل هو محمد بن عجلان.
(4) القائل هو أحمد بن حنبل.(15/351)
نَعَمْ "، قَالَ: " مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا، لَا يَفُكُّهُ إِلَّا الْعَدْلُ، أَوْ يُوبِقُهُ الْجَوْرُ " (1)
__________
(1) إسناده قوي، محمد بن عجلان وأبوه عجلان مولى فاطمة صدوقان.
وأخرجه البزار (1640 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (6614) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلم أحداً جمع ابن عجلان، عن سعيد، وابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة إلا يحيى.
وأخرجه أبو يعلى (6570) من طريق عبد الله بن رجاء، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري وحده، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/219، وأبو يعلى (6629) ، والطبراني في "الأوسط" (6221) ، والبيهقي في "السنن" 3/129 و10/95 و96، وفي "الشعب" (7382) ، والبغوي (2467) من طرق عن محمد بن عجلان، عن أبيه،
عن أبي هريرة. ولفظ ابن أبي شيبة: "ما من أمير ثلاثة"، وشيخه فيه أبو خالد الأحمر، وله أوهام.
وأخرجه البزار (1638 - كشف الأستار) من طريق عبيد بن عمرو القيسي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد، عن أبي هريرة. قال البزار: هكذا رواه عبيد، والثقات يروونه عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار، عن أبى هريرة، وهو الصواب.
وأخرجه الدارمي (2515) ، والبزار (1639) أيضا من طريق حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (274) من طريق روح بن صلاح، عن سعيد بن أبي أيوب، عن زيد بن أبي العتاب، عن عبد الله بن نافع، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن سعد بن عبادة، سيأتي 5/284. وإسناده ضعيف.
وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/323. وإسناده ضعيف.=(15/352)
9574 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ (1) : وَسَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " قُلْتُ (2) لِيَحْيَى: كِلَاهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ "، قَالَ: " شُعْبَتَانِ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُهُمَا النَّاسُ أَبَدًا: النِّيَاحَةُ، وَالطَّعْنُ فِي النَّسَبِ " (3)
9575 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنْ حِينِ يَخْرُجُ أَحَدُكُمْ مِنْ بَيْتِهِ، إِلَى مَسْجِدِي، فَرِجْلٌ تَكْتُبُ حَسَنَةً، وَأُخْرَى تَمْحُو سَيِّئَةً " (4)
__________
= وعن معقل بن يسار، سيأتي 5/25، وهو عند البخاري (7150) ، ومسلم (142) ولفظه: "ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحُطْها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة".
(1) القائل هو محمد بن عجلان.
(2) القائل هو أحمد بن حنبل.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (395) عن أبي عاصم النبيل، عن ابن عجلان، عن أبيه عجلان، عن أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (7908) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين سوى الأسود بن العلاء بن جارية، فمن رجال مسلم. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.=(15/353)
9576 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا، عَلَيْهِ نَعْلَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ " (1)
9577 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا " (2)
9578 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،
__________
= وأخرجه النسائي 2/42، وابن حبان (1622) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ولفظ النسائي: "من بيته إلى مسجده". وزاد ابن حبان في روايته: "حتى يرجع".
وانظر (8257) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد، محمد بن عجلان وأبوه صدوقان.
وسيتكرر برقم (9660) .
وأخرجه الدارمي (2848) ، وابن حبان (7472) ، والحاكم 4/580 من طرق عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.
وأخرج هناد في "الزهد" (307) عن يعلى بن عبيد، عن يحيى بن عبيد الله بن موهب، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ليعلمن عمي أني نفعته يوم القيامة، إنه لفي ضحضاح من نار ينتعل بنعين من نار، يغلي منهما دماغه" ويحيى بن عبيد الله متروك، وأبوه لا يُعرَف.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2636) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. وانظر ما سلف برقم (7499) .(15/354)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي فَرَسِهِ، وَلَا مَمْلُوكِهِ صَدَقَةٌ "، (1)
9579 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2)
9580 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ " قَالَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عراك: هو ابن مالك الغفاري.
وأخرجه المزي في ترجمة خثيم من "التهذيب" 8/230 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1464) ، والنسائي 5/35، والبيهقي 4/117 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وانظر (7295) .
(2) حديث صحيح، سلف الكلام على إسناده عند الحديث رقم (7757) .
أسامة: هو ابن زيد الليثي، وهو حسن الحديث.
وأخرجه أبو يعلى (6564) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/29، وفي "شرح مشكل الآثار" (2251) ، والدارقطني 2/127، والبيهقي 4/117 من طرق عن أسامة بن زيد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو يعلى (6563) من طريق عقبة بن خالد، وأبي أسامة حماد بن أسامة، والدارقطني 2/127 من طريق أبي أسامة، والبيهقي 4/117 من طريق جعفربن عون، ثلاثتهم عن أسامة بن زيد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة.
وسيأتي الحديث من طريق وكيع عن أسامة برقم (10187) ، وانظر (7295) .(15/355)
يَحْيَى: قَالَهَا ثَلَاثًا " لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ " (1)
9581 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ صَبِيٍّ فِي الصَّلَاةِ، فَخَفَّفَ الصَّلَاةَ " (2)
9582 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ " (3)
__________
(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، وحجاج: هو ابن محمد المِصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.
وأخرجه الطيالسي (2316) ، والبخاري في "صحيحه" (2566) ، وفي "الأدب المفرد" (123) ، والبيهقي 6/168-169 من طريق عاصم بن علي، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (10575) عن يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب، وسلف برقم (7591) عن أبي كامل، عن ليث.
(2) إسناده جيد، محمد بن عجلان وأبوه صدوقان. وقد تفرد الإمام أحمد من حديث أبي هريرة.
وفي الباب عن أنس عند البخاري (708) ، ومسلم (470) ، وسيأتي 3/109.
وعن أبي قتادة الأنصاري عند البخاري (707) ، وسيأتي 3/109.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد.=(15/356)
9583 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا فَلَمْ يَذْكُرُوا اللهَ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مَشَى طَرِيقًا فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً، وَمَا مِنْ رَجُلٍ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً "، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ (1) ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، وَلَمْ يَقُلْ: إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ (2)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 6/566 من طريق سليمان بن بلال، وابن حبان (5162) من طريق بكر بن مضر، والطبراني في "الأوسط" (6222) من طريق عبد الله بن محمد بن عجلان، ثلاثتهم عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (9019) .
(1) كذا في (ظ3) و (عس) : أبي إسحاق، بزيادة "أبي"، وفي (م) والنسخ المتأخرة: إسحاق، وهو خطأ، وأما في الموضع الأول فهو "إسحاق" هكذا في أصولنا الخطية، وهو كذلك في بعض روايات النسائي، وهو وهم كما نبه عليه الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 10/425، والصواب أنه أبو إسحاق.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي إسحاق مولى عبد الله بن الحارث، فإنه لم يرو عنه سوى سعيد المقبري.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (406) ، والطبراني في "الدعاء" (1927) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وليس عند النسائي: "وما من رجل أوى إلى فراشه ... ".
وأخرجه النسائي (405) من طريق عبد الله بن المبارك، و (817) من طريق =(15/357)
9584 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعَتَيْنِ فِي بَيْعَةٍ، وَعَنْ لِبْسَتَيْنِ: أَنْ يَشْتَمِلَ أَحَدُكُمُ الصَّمَّاءَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، أَوْ يَحْتَبِيَ بِثَوْبٍ وَاحِدٍ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ شَيْءٌ " (1)
__________
= محمد بن إبراهيم بن دينار، والحاكم 1/550 من طريق آدم بن إياس، ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه النسائي (407) من طريق قاسم بن يزيد، عن ابن أبي ذئب، عن إسحاق، عن أبي هريرة - ولم يذكر فيه سعيداً المقبري.
وأخرجه ابن حبان (853) من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. فأسقط منه أبا إسحاق، والمحفوظ من حديث ابن أبي ذئب وجوده في الإسناد، ولعل الوليد دلسه، فقد كان يدلس تدليس التسوية.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الحميدي (1158) ، وأبو داود (4856) و (5059) ، والنسائي (404) و (818) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (747) من طريق محمد بن عجلان، والنسائي (403) ، والطبراني في "الدعاء" (1922) ، والحاكم 1/492 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، كلاهما عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ولم يذكرا أبا إسحاق أيضا.
وانظر ما سلف برقم (9052) .
(1) إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- صدوق حسن الحديث، وحديثه في "الصحيحين" مقرون، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي 7/295-296، والبيهقي 5/343 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. مختصراً في النهي عن البيعتين في بيعة.=(15/358)
9585 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ " (1)
9586 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ،
__________
=وأخرجه ابن أبي شيبة 6/120، وأبو داود (3461) ، والترمذي (1231) ، وأبو يعلى (6124) ، وابن حبان (4973) و (4974) ، والحاكم 2/45، والبيهقي 5/343 من طرق عن محمد بن عمرو، به. واقتصر فيه بعضهم على البيع. ولفظه عند أبي داود وابن حبان والبيهقي: "من باع بيعتين في بيعة فله أوكسها أو الربا".
وسيأتي برقم (10148) و (10535) .
وسلف هذا الحديث برقم (8251) ، وسيأتي برقم (10371) و (10441) و (10846) من طرق عن أبي هريرة، وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن بيعتين وهي: الملامسة والمنابذة، ولم يُذكَر في شيءٍ من هذه الطرق نهيه عن بيعتين في بيعة.
وفي باب النهي عن بيعتين في بيعة عن عبد الله بن مسعود، سلف (3725) ، وانظر بقية شواهده والكلام على معناه هناك.
(1) إسناد الموصول منه صحيح على شرط الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وهو الراوي عن الحسن الرواية المرسلة أيضا، ومحمد: هو ابن سيرين.
وسيأتي مكرراً بإسناديه ومتنه برقم (10114) .
وأخرجه النسائي 3/12، والطحاوي 1/448 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. ولم يذكرا فيه الرواية المرسلة.
وانظر ما سلف برقم (7893) . وقد سلفت الرواية المرسلة برقم (7894) .(15/359)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا عَلَى خَالَتِهَا " (1)
9587 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا (2) ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلَا تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِهَا، وَلَا فِي مَالِهِ " (3)
9588 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا سَالَمْنَاهُنَّ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ، مَنْ تَرَكَ شَيْئًا خِيفَةً (4) ، فَلَيْسَ مِنَّا " يَعْنِي الْحَيَّاتِ (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه النسائي 6/98 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1125) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والطحاوي 3/4 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، كلاهما عن هشام، به.
وسيتكرر الحديث برقم (10139) ، وسيأتي مطولا برقم (10346) و (10605) و (10689) .
وانظر ما سلف برقم (7133) .
(2) لفظة "إليها" ليست في (ظ3) .
(3) إسناده قوي، ابن عجلان -وهو محمد- صدوق لا بأس به، روى له مسلم متابعة. وهو مكرر (7421) .
(4) في (م) والنسخ المتأخرة: خشية.
(5) إسناده جيد، محمد بن عجلان وأبوه صدوقان.=(15/360)
9589 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، وَلْيَتَوَسَّدْ يَمِينَهُ، ثُمَّ لِيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، اللهُمَّ إِنْ أَمْسَكْتَهَا فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا حَفِظْتَ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ "، (1)
9590 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ "، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
= وأخرجه أبو داود (5248) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، بهذا الإِسناد. وانظر (7366) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (792) ، وابن حبان (5535) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 69، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/139-140 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. وانظر (7811) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك الحراني، فمن رجال البخاري. زهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (256) عن محمد بن النضر الأزدي، عن أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6320) ، وأبو داود (5050) من طريق أحمد بن يونس، =(15/361)
9591 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ، وَلَأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، أَوْ نِصْفِ اللَّيْلِ، فَإِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ، أَوْ نِصْفُ اللَّيْلِ، نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَقَالَ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ؟ "، (2)
__________
= والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (791) من طريق الحسن بن محمد بن أعين، كلاهما عن زهير بن معاوية، به. وانظر (7811) .
(1) قوله: "عن عبيد الله" سقط من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (2106) ، والدارقطني في "النزول" (39) و (41) و (42) و (43) من طرق عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وتحرف "عبيد الله" في المطبوع من "مصنف" عبد الرزاق إلى: عبد الله، مكبراً.
وأخرج الشطر الأول دون قصة الوضوء الترمذي (167) من طريق عبدة بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، به. وقال: حديث حسن صحيح.
وانظر ما سلف برقم (7412) .
وأخرج الشطر الثاني الدارقطني في "النزول" (38) من طريق يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه أيضا ابن أبي عاصم في "السنة" (499) ، والدارقطني في "النزول" (40) من طريق حماد بن سلمة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (483) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/306 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/306 من طريق هشام بن حسان، عن =(15/362)
9592 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ "، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ: " فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا "، وَقَالَ فِيهِ: " حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ " (1)
9593 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ، خِيَارُهُمْ أَتْبَاعٌ لِخِيَارِهِمْ، وَشِرَارُهُمْ أَتْبَاعٌ
__________
= سعيد المقبري، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم (498) من طريق يحيي بن سعيد، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (484) ، والدارقطني في "النزول" (44) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة. ورواية ابن أبي عاصم والنسائي مقتصرة على الشطر الثاني، بينما أخرجه الدارقطني بشطريه.
وسيأتي الحديث بشطريه من طريق سعيد عن أبي هريرة بعد هذا الحديث، ومن طريق عطاء مولى أم حبيبة عن أبي هريرة برقم (10623) . وللشطر الثاني انظر ما سلف برقم (7509) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه الدارقطني في "النزول" (41) من طريق عبد الله بن نمير، به.
وأخرجه مقتصراً على قصة تأخير العشاء ابن أبي شيبة 1/331، وعنه ابن ماجه (691) عن عبد الله بن نمير، به.
وأخرجه مقتصراً على قصة السواك مع الوضو ابن ماجه (287) ، عن ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن نمير، به. وانظر ما قبله.(15/363)
لِشِرَارِهِمْ " (1)
9594 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْإِمَامُ الْكَذَّابُ، وَالشَّيْخُ الزَّانِي، وَالْعَائِلُ (2) الْمَزْهُوُّ " (3)
9595 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم -وهو ابن عباس بن محمد الهاشمي- فقد روى له مسلم حديثين متابعةً وأصحاب السنن، وهو ثقة. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وانظر ما سلف برقم (7306) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: والعامل! ووجهه السندي على أنه الأجير عند الناس. والعائل: هو الفقير.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، محمد بن عجلان وأبوه صدوقان.
وأخرجه النسائي 5/86 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3490) من طريق أبي عاصم النبيل، وابن حبان (4413) من طريق حماد بن مسعدة، كلاهما عن ابن عجلان، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/86، وفي "الكبرى" (7139) ، وأبو يعلى (6597) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3491) ، وابن حبان (7337) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ولفظه عند النسائي: "أربعة يبغضهم الله عز وجل: البياع الحلاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر".
وسيأتي من طريق أبي حازم عن أبي هريرة برقم (10227) .
وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي 5/153.(15/364)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يُؤْذِيَنَّ (1) جَارَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ "، وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: " أَوْ لِيَصْمُتْ " (2)
9596 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَبُلْ (3) أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، وَلَا يَغْتَسِلْ فِيهِ مِنَ الْجَنَابَةِ " (4)
__________
(1) كذا في (م) والنسخ المتأخرة، وفي (ظ3) و (عس) : يؤذي، بالياء دون النون على النفي بمعنى النهي، وله وجه في العربية.
(2) حديث صحيح، وهو إسناد جيد.
وأخرجه هناد في "الزهد" (1051) و (1105) عن حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن عجلان، به مختصراً.
وانظر ما سلف برقم (7626) .
(3) كذا في (م) والنسخ المتأخرة، وهو الجادة، وفي (ظ3) ونسخة على هامش (س) : لا يبولن، وهو صواب أيضا، وفي (عس) : لا يبول، بالنفي بمعنى النهي، وله وجه في العربية.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد.
وأخرجه أبو داود (70) ، وابن حبان (1257) ، والبيهقي 1/238، والبغوي (285) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/141، وعنه ابن ماجه (344) عن أبي خالد الأحمر، والبيهقي 1/238 من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن محمد بن عجلان، به. والحديث عند ابن ماجه مختصرٌ، ليس فيه: "ولا يغتسل فيه من الجنابة".=(15/365)
9597 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ بِيَدِهِ عَلَى نَفْسِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي " (1)
9598 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَجْمَعُوا بَيْنَ اسْمِي
__________
= وأخرج مسلم (283) (97) ، وابن ماجه (605) ، والنسائي 1/124 و176 و197، وابن الجارود (56) ، وابن خزيمة (93) ، وأبو عوانة 1/276، والطحاوي 1/14، وابن حبان (1252) ، والدارقطني 1/51-52، والبيهقي 1/237 من طريق أبي السائب مولى هشام بن زهرة، عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم، وهو جنب"، فقال: كيف يفعل يا أبا هريرة؟ قال: يتناوله تناولا. وانظر ما سلف برقم (7525) .
(1) إسناده جيد.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/134 و135من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/180، وابن ماجه (189) و (4295) ، والترمذي (3543) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/19 و134، وابن حبان (6145) من طرق عن ابن عجلان، به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.
قوله: "بيده" زيادة شاذة، لم يروها عن أبي هريرة سوى عجلان، وهو ليس بذاك الثقة، وقد خالف من هو أوثق منه فرووه عن أبي هريرة دونها، انظر ما سلف برقم (7500) و (8127) و (8958) .
وقد وقعت هذه الزيادة في حديث شريك النخعي عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة الذي سلف برقم (9159) ، وذكرنا هناك أنها زيادة منكرة في حديث الأعمش.(15/366)
وَكُنْيَتِي، فَإِنِّي أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي، وَأَنَا أَقْسِمُ " (1)
9599 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَافَرَ، قَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ، اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ (2) اطْوِ لَنَا الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (844) ، والترمذي (2841) ، وابن حبان (5814) و (5817) من طرق عن ابن عجلان، بهذا الإِسناد. ولفظه عند الترمذي: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يجمع أحد بين اسمه وكنيته، ويسميَ محمداً أبا القاسم. واقتصر ابن حبان في الموضع الأول على قوله: "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي".
وانظر ما سلف برقم (7377) .
ولقوله: "الله عز وجل يعطي، وأنا أقسم". انظر ما سلف برقم (7194) .
(2) لفظة "اللهم" ليست في (عس) ، وأضيفت في (ظ3) ثم رمجت.
(3) إسناده قوي، محمد بن عجلان صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.
وأخرجه أبو داود (2598) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (500) ، والطبراني في "الدعاء" (808) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (799) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد.
وقوله: "اللهم اطْوِ لنا الأرض، وهَون علينا السفر" سلف نحوه برقم (8310) من طريق أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري.
وانظر ما سلف برقم (9205) .(15/367)
9600 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَغْلِبَنَّكُمْ أَهْلُ الْبَادِيَةِ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ " (1)
9601 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحٌ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ " (2)
__________
(1) إسناده قوي.
وأخرجه ابن ماجه (705) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (705) عن يعقوب بن حميد، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وفي إسناده ضعف من جهة يعقوب بن حميد.
وسيتكرر الحديث برقم (9659) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4572) ، وانظر الكلام عليه هناك.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح مولى التوأمة، فقد روى له أصحاب السنن غير النسائي، وهو صدوق كان قد اختلط، وقد اختلف في رفع حديث أبي هريرة هذا ووقفه، كما سلف بيانه عند الحديث (7689) .
وأخرجه الطيالسي (2314) ، وابن أبي شيبة 3/269 و369، والبيهقي 1/303، والبغوي (339) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وسيأتي مطولاً برقم (9862) ، ومكرراً برقم (10108) .(15/368)
9602 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ جُرَيْجٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَتِهِ، قَالَ: فَأَتَتْهُ أُمُّهُ، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، أَنَا أُمُّكَ، فَكَلِّمْنِي "، قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَصِفُ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصِفُهَا، وَضَعَ يَدَهُ عَلَى حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ، قَالَ: " فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي، فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، فَرَجَعَتْ، ثُمَّ أَتَتْهُ فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، أَنَا أُمُّكَ فَكَلِّمْنِي، فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، ثُمَّ أَتَتْهُ فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، أَنَا أُمُّكَ فَكَلِّمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، فَقَالَتْ: اللهُمَّ هَذَا جُرَيْجٌ، وَإِنَّهُ ابْنِي، وَإِنِّي كَلَّمْتُهُ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي، اللهُمَّ فَلَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَاتِ، وَلَوْ دَعَتْ عَلَيْهِ أَنْ يُفْتَتَنَ لَافْتُتِنَ.
قَالَ: وَكَانَ رَاعٍ يَأْوِي إِلَى دَيْرِهِ (1) ، قَالَ: فَخَرَجَتْ امْرَأَةٌ فَوَقَعَ عَلَيْهَا الرَّاعِي فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقِيلَ: مِمَّنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ: هُوَ مِنْ صَاحِبِ الدَّيْرِ، فَأَقْبَلُوا بِفُؤُوسِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ، وَأَقْبَلُوا إِلَى الدَّيْرِ، فَنَادَوْهُ فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ، فَأَخَذُوا يَهْدِمُونَ دَيْرَهُ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا:
__________
(1) كذا في (م) والنسخ المتأخرة ونسخة على هامش (ظ3) : ديره، بإثبات الهاء، وفي (ظ3) و (عس) : دير، بدونها.(15/369)
سَلْ هَذِهِ الْمَرْأَةَ، قَالَ: أُرَاهُ تَبَسَّمَ، قَالَ: ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَ الصَّبِيِّ، فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: رَاعِي الضَّأْنِ، فَقَالُوا: يَا جُرَيْجُ، نَبْنِي مَا هَدَمْنَا مِنْ دَيْرِكَ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَعِيدُوهُ تُرَابًا كَمَا كَانَ، فَفَعَلُوا (1) " (2) ،
9603 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ تَاجِرًا، وَكَانَ يَنْقُصُ مَرَّةً وَيَزِيدُ أُخْرَى، قَالَ: مَا فِي هَذِهِ التِّجَارَةِ خَيْرٌ، لَأَلْتَمِسُ تِجَارَةً هِيَ خَيْرٌ مِنْ هَذِهِ، فَبَنَى صَوْمَعَةً، وَتَرَهَّبَ فِيهَا، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ (3)
__________
(1) كذا في (ظ3) و (س) والنسخ المتأخرة، وفي (عس) ونسخة في (ظ3) : فعلاه. وقد جاء في مسلم: ثم علاه، وفي رواية أخرى: ففعلوا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو حديث مرفوع كما يفهم من قوله: "وكان أبو هريرة يصف كما كان رسول الله يصفها"، وكما سلف برقم (8994) .
وأخرجه مسلم (2550) (7) ، والبيهقي في "الشعب" (7878) من طريق شيبان بن فروخ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 261، والبيهقي في "الشعب" (7878) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
(3) إسناده ضعيف من أجل عمر بن أبي سلمة، وقد تفرد بمطلع هذا الحديث بهذه السياقة.
وانظر ما قبله.(15/370)
9604 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ، وَلَا يَقُلْ: قَبَّحَ اللهُ وَجْهَكَ، وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ " (1)
9605 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُنْكَحُ الْأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: " أَنْ تَسْكُتَ " (2)
9606 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ لَا شَكَّ
__________
(1) إسناده قوي. وهو مكرر (7420) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير.
وأخرجه البخاري (5136) و (6968) ، ومسلم (1419) (64) ، والنسائي 6/86، وابن الجارود (707) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/367، والبيهقي 7/119 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد.
وانظر ما سلف برقم (7404) .(15/371)
فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَالْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ " (1)
9607 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَجَدَ فِي: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، قُلْتُ: تَسْجُدُ فِيهَا، قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ فِيهَا " (2)
9608 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ الْمَعْنَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَمْعَانَ، قَالَ: أَتَانَا أَبُو هُرَيْرَةَ فِي مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، قَالَ: ثَلَاثٌ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ بِهِنَّ، قَدْ تَرَكَهُنَّ النَّاسُ: " كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَدًّا إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، وَيُكَبِّرُ كُلَّمَا رَكَعَ وَرَفَعَ، وَالسُّكُوتُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ يَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ "، قَالَ يَزِيدُ: " يَدْعُو وَيَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ " (3)
__________
(1) حسن لغيره، وسلف الكلام على إسناده برقم (7510) . يحيى شيخ المصنف: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو الدستوائي، وشيخه يحيي: هو ابن أبي كثير.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2340) ، والبخاري (1074) ، ومسلم (578) (107) ، والطحاوي 1/358، والبيهقي 2/315، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/125 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وانظر (9348) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين غير سعيد بن سمعان، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام" وأصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة.
ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.=(15/372)
9609 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلَّهِ مِائَةُ رَحْمَةٍ، أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْإِنْسِ، وَالْجِنِّ، وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى أَوْلَادِهَا، وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ " (1)
__________
= وأخرجه أبو داود (753) ، والنسائي 2/124، وابن خزيمة (460) و (473) ، والبيهقي 2/195 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. واقتصر أبو داود على رفع اليدين.
وأخرجه الطيالسي (2374) ، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (279) ، والترمذي (240) ، وابن خزيمة (459) و (460) و (473) ، والطحاوي 1/195، وابن حبان (1777) ، والحاكم 1/234، والبيهقي 2/27 من طرق عن ابن أبي ذئب، به.
وأخرجه مقتصراً على رفع اليدين مدّاً الترمذي (239) ، وابن خزيمة (458) ، والبيهقي 2/27 من طريق يحيى بن يمان، عن ابن أبي ذئب، به. ولفظه: كان رسول الله إذا كبر للصلاة نشر أصابعه.
وسيأتي برقم (10492) عن محمد بن عبد الله بن الزبير، عن ابن أبي ذئب.
ولرفع اليدين في الصلاة، انظر ما سلف في مسند ابن عمر برقم (6163) من حديث أبي هريرة، و (8875) .
وللتكبير، انظر ما سلف برقم (7220) .
وللسكوت قبل القراءة، انظر ما سلف برقم (7164) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك: وهو ابن أبي سليمان العرزمي، فمن رجال مسلم. عطاء: هو ابن أبي رباح.=(15/373)
9610 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمِّهِ: " قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدْ لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: لَوْلَا أَنْ تُعَيِّرَنِي قُرَيْشٌ، يَقُولُونَ: إِنَّمَا حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ الْجَزَعُ، لَأَقْرَرْتُ بِهَا عَيْنَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56] (1)
9611 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُشِيرُ بِأُصْبُعَيْهِ (2) مِرَارًا: " وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ
__________
= وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (893) ، ومسلم (2752) (19) ، وابن ماجه (2493) ، والبغوي (4179) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (8415) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان، فمن رجال مسلم. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وأخرجه مسلم (25) (42) ، والترمذي (3188) ، والطبري 20/92، وابن منده في "الإيمان" (38) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/344، والواحدي في "أسباب النزول" ص 228 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (25) (41) ، والطبري 20/92، وابن حبان (6270) ، وابن منده (39) ، والبيهقى 2/344-345 من طرق عن يزيد بن كيسان، به.
وانظر ما سيأتي برقم (9693) .
وفي الباب عن المسيب بن حزن، سيأتي 5/433.
(2) في (م) و (س) : بأصبعه.(15/374)
بِيَدِهِ، مَا شَبِعَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا (1) مِنْ خُبْزِ حِنْطَةٍ، حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا " (2)
__________
(1) لفظة "تباعاً" سقطت من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2976) (33) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2976) (32) ، وابن ماجه (3343) من طريق مروان بن معاوية الفَزاري، والترمذي (2358) ، وأبو يعلى (6175) ، وعنه ابن حبان (6346) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، كلاهما عن يزيد بن كيسان، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه بنحوه وكيع في "الزهد" (107) ، والبخاري (5374) ، وابن حبان (6345) من طريق الفضيل بن غزوان، عن أبي حازم، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/403، والخطابي في "غريب الحديث" 2/420، وأبو نعيم في "الحلية" 3/256 من طريق عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم: قال أبو هريرة: ما شبع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الكِسَرِ اليابسة حتى فارق الدنيا، وأصبحتم تهذِرون بالدنيا، ونَقَرَ بأصابعه. وعبد الحميد بن سليمان ضعيف، وقوله: "تَهذِرون"، قال الخطابي: يريد تبذير المال وتفريقه في كل وجه.
وأخرج البخاري (5414) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 265، والبغوي (4076) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه مَر بقوم بين أيديهم شاة مصلية، فدعَوْه، فأبى أن يأكل، قال: خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الدنيا ولم يشبع من الخبز الشعير.
وفي الباب عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن سهل بن سعد، وعن عائشة أم المومنين رضي الله عنهم، وستأتي أحاديثهم على التوالي4/197-198، و5/332، و6/42.
وعن عبد الرحمن بن عوف عند البزار (3684) . قال الهيثمي في "المجمع" =(15/375)
9612 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُورِدُ الْمُمْرِضُ عَلَى الْمُصِحِّ "
وَقَالَ: " لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ، فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ " (1)
9613 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ "، وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: " لَا صَدَقَةَ إِلَّا مِنْ ظَهْرِ غِنًى " (2)
__________
= 10/312: إسناده حسن.
وعن سلمان الفارسي عند الطبراني (6173) . وإسناده ضعيف.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق حسن الحديث.
وأخرج قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يورِدُ مُمرِض على مصح" ابن أبي شيبة 9/45، وعنه ابن ماجه (3541) عن علي بن مسهر، والطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص 17 من طريق عبدةَ بنِ سليمان، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد.
وانظر (7620) و (9263) .
قال السندي: "المُمرِض" اسم فاعل من "أمْرَضَ"، و"المُصِحُ" اسم فاعل من "أصَح"، أي: صاحب الإبل المريضة على صاحب الإبل الصحيحة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجالُ الشيخين غير عبدِالملك -وهو ابن أبي سليمان العَرزَمى- فمن رجال مسلم. عطاء: هو ابن =(15/376)
9614 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ، أَوْ رِيحٍ " (1)
9615 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ يَعْنِي الْأَعْوَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَعْنَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ فِي مَالٍ أَوْ عِرْضٍ (2) ، فَلْيَأْتِهِ فَلْيَسْتَحِلَّهَا مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ - أَوْ تُؤْخَذَ - وَلَيْسَ عِنْدَهُ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ، أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَأُعْطِيَهَا هَذَا، وَإِلَّا أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ هَذَا فَأُلْقِيَتْ عَلَيْهِ (3) " (4)
__________
= أبي رباح، ويحيى: هو ابنُ سعيد القطان.
وقد سلف الحديث بمثل رواية يحيى القطان الثانية التي ذكرها المصنف برقم (7155) عن يعلى بن عبيد، عن عبد الملك العرزمي.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وانظر (9313) .
(2) المثبت من (ظ3) و (عس) وهامش (س) ، وفي (س) و (م) والنسخ المتأخرة: ماله أو عِرضه.
(3) في (ظ3) : فألقِينَ عليها، وفي (م) والنسخ المتأخرة: فألقِيَ عليه، والمثبت من (عس) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي العامري، ويحيى: هو ابن سعيد القطان.=(15/377)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري (6534) عن إسماعيل بن أبي أويس، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (189) من طريق عبد الله بن وهب، وأبو نعيم في "الحلية" 6/343 من طريق زيد بن أبي أنيسة، ثلاثتهم عن مالك، بهذا الإسناد.
وقد روي الحديث عن مالك بإدخال أبي سعيد المقبري بين سعيد وأبي هريرة، أخرجه ابن حبان (7362) من طريق زيد بن أبي أنيسة، وأبو نعيم في "الحلية" 6/344 من طريق إسحاق بن محمد الفروي، كلاهما عن مالكٍ، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، ولفظه: "رحم الله عبداً كانت لأخيه عنده مظلمة في نفس أو مال، فأتاه، فاستحل منه قبل أن يؤخذ من حسناته ... "
فذكره. قلنا: إسحاق الفروي -وإن روى له البخاري- تُكلم في روايته عن مالك، وهو هنا متابع.
أما زيد بن أبي أنيسة فهو ثقة من رجال الشيخين، لكن اختلف عليه في هذا الحديث، فروي عنه بذكر أبي سعيد المقبري، وروي عنه بإسقاطه -كما سلف-، وروي عنه، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة -كما سيأتي- دون ذِكْر مالكٍ.
وقد خالف إسحاقَ وزيداً في هذا الإسناد يحيى بنُ سعيد القطان، وهو الحافظ الجليل، وعبدُ الله بن وهب، وهو من كبار أصحاب مالك، واسماعيل بن أبي أويس عند البخاري في "صحيحه"، فرووه دون ذِكْر أبي سعيد، ورواه ابن أبي ذئب وغيره عن سعيد المقبري، فلم يذكروا فيه أباه، فالرواية عن مالك بإسقاط أبي سعيد المقبري أصح. قال الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 188: زيادة أبي سعيد المقبري في الإسناد غير مقبولة، لأن الذين رووه عن مالك أثبت من إسحاق الفروي.
وأخرجه الطيالسي (2321) ، والبخاري (2449) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2868) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (187) و (188) ، والبهيقي 3/369، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (4163) من طرق عن ابن أبي ذئب، به.=(15/378)
9616 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " كُلُّ الصَّلَاةِ يُقْرَأُ (1) فِيهَا، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا أَخْفَيْنَا (2) عَلَيْكُمْ " (3)
9617 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ يَحْيَى: وَرُبَّمَا ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَتَقَرَّبُ الْعَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا، إِلَّا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَلَا يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ ذِرَاعًا، إِلَّا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا - أَوْ بُوعًا - " (4)
__________
= وأخرجه الطيالسي (2327) عن عبد الله بن عمر العمري، والترمذي (2419) ، وأبو يعلى (6539) من طريق زيد بن أبي أنيسة، و (6596) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المديني، ثلاثتهم عن سعيد المقبري، به. ورواية عبد الرحمن بن إسحاق المديني: "من كان عليه دين ... "، بدل: "مظلمة". وقال الترمذي: حسن صحيح.
وسيأتي برقم (10573) و (10574) . وانظر الحديث السالف برقم (8029) .
وفي الباب عن ابن عمر عند ابن ماجه (2414) ، ولفظه: "من مات وعليه دينار أو درهم قضي من حسناته، ليس ثَم دينار ولا درهم". وإسناده حسن في الشواهد.
(1) في (ظ3) : نقرأ، وفي (عس) : تقرأ.
(2) في (ظ3) : أخفيناه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وانظر (7503) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. والشك في رفعه لا يضر، فقد روي =(15/379)
9618 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الَّذِي يَطْعَنُ نَفْسَهُ إِنَّمَا يَطْعَنُهَا فِي النَّارِ، وَالَّذِي يَتَقَحَّمُ فِيهَا يَتَقَحَّمُ فِي النَّارِ، وَالَّذِي
__________
= من طريق المعتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، وفيه التصريح برفعه، وقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قال الله تعالى، كما سيأتي لاحقاً. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسليمان التيمي: هو ابن طرخان، وأنس: هو الصحابي الجليل أنس بن مالك.
وأخرجه البخاري (7537) ، ومسلم ص 2067 (20) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. زاد مسلم: "وإذا أتاني يمشي، أتيته هرولة".
وأخرجه البخاري معلقاً بإثر الحديث (7537) ، ومسلم ص 2067 (20) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 118، وابن حبان (376) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 458، وابن حجر في "التغليق" 5/371-372 من طريق معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، عن أنس، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "قال الله عز وجل ... " الحديث. وزاد في آخره عند ابن حبان وابن حجر: "وإذا أتاني مشياً، أتيته هرولةً، وإن هرول سعيت إليه، والله أوسع بالمغفرة".
قال البرقاني كما في "الفتح" 13/514: زيادة: "وإن هرول سعيت إليه، والله أوسع بالمغفرة" لم أجدها عند غير محمد بن المتوكل (راويه عن المعتمر عند ابن حبان وابن حجر) . وزاد البيهقي في آخره: "وإذا تقرب مني بوعا أتيته أهرول"، وستأتي هذه الزيادة في الرواية الآتية برقم (10619) من طريق المعتمر عن أبيه. وانظر (7422) .
وقد روي الحديث عن أنس، ليس فيه أبو هريرة، وسيأتي فى مسنده 3/277.
قوله: "باعاً أو بوعاً"، قال في "اللسان": الباع والبَوْع والبُوع: مسافة ما بين الكفين إذا بسطتهما، الأخيرة هذلية.(15/380)
يَخْنُقُ نَفْسَهُ يَخْنُقُهَا فِي النَّارِ " (1)
9619 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي - " قَالَ اللهُ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -وهو محمد- فقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم في الشواهد وأصحاب السنن، وهو صدوق، وقد توبع. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأخرجه ابن حبان (5987) من طريق الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1365) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (195) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد ومالك بن أنس، ثلاثتهم عن أبي الزناد، به - ولم يذكر شعيب في حديثه قوله: "والذي يتقحم فيها يتقحم في النار".
وانظر ما سلف برقم (7448) .
قال السندي: قوله: "الذي يطعن نفسه"، أي: في الدنيا، أي: فيقتلها بالطعنة.
"إنما يطعنها في النار"، أي: في نار جهنم، بالنظر إلى المآل، أي أن جزاء تلك الطعنة في الدنيا هو الطعن في الآخرة، حتى كأن فاعلَ هذا فاعل ذاك.
"يتقحم"، أي: يوقع نفسه في المهالك، بأن يتردى من جبل، أو يفعل نحوه.
"فيها"، أي: في الدنيا. أو المراد: الذي يرمي نفسه في نار الدنيا.
"يتقحم في النار"، أي: يرميها في نار الآخرة، جزاوه أن يقال له: ارمها في نار الآخرة. والله تعالى أعلم.(15/381)
عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا خَيْرُ الشُّرَكَاءِ، مَنْ عَمِلَ لِي عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي فَأَنَا بَرِيءٌ مِنْهُ، وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ " (1)
9620 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ مِنَ الْمَالِ بِحَلَالٍ، أَوْ بِحَرَامٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، العلاء بن عبد الرحمن -وهو ابن يعقوب الحرفي- وأبوه كلاهما من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
وانظر (7999) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي.
وأخرجه الدارمي (2536) ، والبخاري (2059) و (2083) ، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (203) ، وابن حبان (6726) ، والبيهقي في "السنن" 5/264، وفي "الدلائل" 6/535، وفي "الشعب" (5566) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/327، والبغوي (2033) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث برقم (9838) و (10563) من طريق ابن أبي ذئب.
قلنا: أخرج النسائي هذا الحديث في "سننه" من طريق سفيان الثوري، لكن اختلف الرواة عنه -أي: عن النسائي- في إسناده، فقال ابن السني في روايته عنه كما في "المجتبى" 7/243: سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن، عن المقبري، عن أبي هريرة، وأما ابن الأحمر وابن سيار فقد قالا فى روايتيهما عنه كما في "النكت الظراف" للحافظ ابن حجر 10/128: عن الشعبي، مكان المقبري. وبناء عليه فقد وهم الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/296 الحافظَ =(15/382)
9621 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ " (1)
9622 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ ابْنُ
__________
=المزي حيث أورده في "تحفة الأشراف" 9/487 للنسائي من طريق ابن أبي ذئب عن المقبري، فقال: وهم المزي في "الأطراف" فظن أن محمد بن عبد الرحمن هو ابن أبي ذئب، فترجم به للنسائي مع طريق البخاري هذه عن ابن أبي ذئب (أي: عن سعيد المقبري) ، وليس كما ظن، فإني لم أقف عليه في جميع النسخ التي وقفت عليها من النسائي إلا عن الشعبي، لا عن سعيد، ومحمد بن
عبد الرحمن المذكور عنه أظنه ابن أبي ليلى لا ابن أبي ذئب، لأني لا أعرف لابن أبي ذئب رواية عن الشعبي.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- روى له البخاري مقرونا، ومسلم متابعة، وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الدارمي (2043) عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2015) من طريق يزيد بن هارون، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/321، وأبو يعلى (2069) ، وأبو عوانة 5/428 من طرق عن محمد بن عمرو، به.
وانظر ما سلف برقم (7497) .(15/383)
ثَمَانِينَ، اخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ " (1)
9623 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَحْمٍ، فَدُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً (2) ، ثُمَّ قَالَ: " أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَلْ تَدْرُونَ لِمَ ذَلِكَ؟ يَجْمَعُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمُ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، عجلان والد محمد -وهو مولى فاطمة بنت عتبة المدني- علق له البخاري، وروى له مسلم وأصحاب السنن. وابنه محمد علق له البخاري، واستشهد به مسلم، وروى له أصحاب السنن، وهما صدوقان.
وأخرجه ابن حجر في "تغليق التعليق" 4/15 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري بإثر الحديث رقم (3356) عن ابن عجلان، عن أبي هريرة.
وخالف الليثُ بن سعد يحيى بنَ سعيد في لفظه، فقد أخرجه ابن حبان (6205) من طريقه، عن ابن عجلان، به - ولفظه: "اختتن إبراهيم النبي حين بلغ عشرين ومئة سنة، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة، واختتن بالقدوم".
قلنا: ورواية يحيى بن سعيد القطان هي المحفوظة، فقد رجح أهل العلم أن سن إبراهيم عند اختتانه كان ثمانين سنة، وانظر ما سلف برقم (8281) .
(2) في (ظ3) : فنَهَشَ منها نَهشةً بالمثلثة. قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 3/66: وكلاهما صحيح، بمعنى: أخذ بأطراف أسنانه.(15/384)
الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ (1) النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ، وَلَا يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: أَلَا تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ؟ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ؟ أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: أَبُوكُمْ آدَمُ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا (2) لَكَ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ: آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ، فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، وَسَمَّاكَ اللهُ عَبْدًا شَكُورًا، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ (3) ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ نُوحٌ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ،
__________
(1) في (ظ3) و (عس) : فبَلَغَ.
(2) في (ظ3) : "ليسجدوا"، وفي نسخة على هامشها: "فسجدوا" كما هو مثبت.
(3) في (م) : عند ربك.(15/385)
وَإِنَّهُ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ (1) عَلَى قَوْمِي، نَفْسِي نَفْسِي، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ فَذَكَرَ كَذِبَاتِهِ، نَفْسِي نَفْسِي، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَاتِهِ، وَبِتَكْلِيمِهِ عَلَى النَّاسِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ مُوسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا، نَفْسِي نَفْسِي، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ، وَرُوحٌ مِنْهُ، قَالَ: هَكَذَا هُوَ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ عِيسَى، إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا،
__________
(1) في هامش (ظ3) إضافة: دعوت بها.(15/386)
اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ، فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، وَخَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ، غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبَكَ، وَمَا تَأَخَّرَ (1) ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَأَقُومُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللهُ عَلَيَّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ، وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ (2) تُعْطَهْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ (3) أُمَّتِي أُمَّتِي، يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ مِنَ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْأَبْوَابِ "، ثُمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَمَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا (4) بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرَ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى " (5)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: غفر الله لك ذنبك، ما تقدم منه وما تأخر.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: وسَلْ.
(3) في (ظ3) و (عس) : رَب، دون حرف النداء.
(4) في (ظ3) : لَكَما.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: اسمه يحيى بن سعيد بن حيان التيمي الكوفي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11286) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/592-596 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.=(15/387)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (101) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" 11/444 و13/128، وإسحاق بن راهويه (185) ، والبخاري (3340) و (3361) و (4712) ، ومسلم (194) (327) ، والترمذي (2434) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (811) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/593، وأبو عوانة 1/170-173 و173-174، وابن حبان (7389) ، وابن منده في "الإيمان" (879) و (880) و (881) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (175) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/476-478، وفي "الأسماء والصفات" ص 315، والبغوي (4332) من طرق عن أبي حيان، به - بعضهم يرويه مختصراً، ووقع في رواية البخاري (4712) ، والبغوي في آخر الحديث: "حِمْير"، بدل: "هجر"، وصوب القاضي عياض في "المشارق" 1/202 رواية: "هجر".
وأخرجه إسحاق بن راهويه (184) ، ومسلم (194) (328) ، وابن حبان (6465) ، وابن منده (882) ، وأبو نعيم (175) من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، به. وزاد في هذه الرواية ذكر الكذبات في قصة إبراهيم، وهي قوله في الكوكب: (هذا ربِّي) ، وقوله لآلهتهم: (بل فعله كبيرهم هذا) ، وقوله: (إنِّي سَقيم) . ورواية أبي نعيم مقتصرة على قصة مِصْراعَي الجنة التي في آخر
الحديث.
وأخرجه بنحوه مختصراً جداً مسلم (195) ، وابن خزيمة 2/600-601، وأبو عوانة 1/174، وابن أبي داود في "البعث" (29) ، وابن منده (883) من طريق أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. وعن ربعي بن حِراشٍ، عن حذيفة بن اليمان، مرفوعاً.
وقد سلفت قصة حب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للذراع فقط برقم (8377) من طريق أبي عقيل عبد الله بن عقيل، عن أبي حيان. وانظر ما سيأتي برقم (10972) .
وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (4476) ، ومسلم (193) ، سلف برقم (2693) في مسند ابن عباس، وسيأتي في مسنده 3/116.=(15/388)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعن أبي بكر الصديق، سلف برقم (15) .
وعن ابن عباس، سلف برقم (2546) .
وعن ابن عمر عند البخاري (1474) و (1475) .
وعن أبي سعيد الخدري عند الترمذي (3148) .
وعن سلمان الفارسي عند ابن أبي شيبة 11/447، والطبراني (6117) .
وعن عقبة بن عامر الجهني عند الطبراني 17/ (887) .
قوله: "ينفذهم البصر"، قال الحافظ في "الفتح" 8/396: بفتح أوله وضم الفاء، من الثلاثي، أي: يخرِقُهم. وبضم أوله وكسر الفاء، من الرباعي، أي: يحيط بهم، والذال معجمة في الرواية، وقال أبو حاتم السجستاني: أصحاب الحديث يقولونه بالمعجمة، وإنما هو بالمهملة، ومعناه: يبلغ أولهم وآخرهم.
وأجيب بأن المعنى: يحيط بهم الرائي، لا يخفى عليه منهم شيء لاستواء الأرض، فلا يكون فيها ما يستتر به أحد من الرائي، وهذا أولى من قول أبي عبيد [في "غريب الحديث" 4/52] : يأتي عليهم بصر الرحمن، إذ رؤية الله تعالى محيطة بجميعهم في كل حال، سواء الصعيد المستوي وغيره، ويقال: نفذه البصر: إذا بلغه وجاوزه، والنفاذ: الجواز والخلوص من كل شيء، ومنه: نَفَذَ السهم: إذا خرق الرمِيةَ وخرج منها.
وقوله: "فذكر كذباته"، وقع في رواية البخاري: فذكرهن أبو حيان في الحديث، يعني: أن مَن دون أبي حيان اختصرها من الحديث، وقد ذكِرَت في رواية عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، كما أشرنا في التخريج، لكن وقع عنده أنها قوله -عليه السلام- في الكوكب: (هذا ربي) ، وقوله: (بل فعله كبيرهم هذا) ، وقوله: (إني سقيم) . وجاء في الحديث السالف برقم (9241) قوله: "لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات ... "، وذكر بدلَ قولهِ في الكوكب: (هذا ربي) ، قوله في سارة: "إنها أختي".
وقوله: "لمَا بين مِصْراعَين ... " الخ، قال النووي في "شرح مسلم" 3/69:=(15/389)
9624 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا شَتَمَ أَبَا بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْجَبُ وَيَتَبَسَّمُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ رَدَّ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ، فَلَحِقَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَانَ يَشْتُمُنِي وَأَنْتَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَدَدْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، غَضِبْتَ وَقُمْتَ، قَالَ: " إِنَّهُ كَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يَرُدُّ عَنْكَ، فَلَمَّا رَدَدْتَ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، وَقَعَ الشَّيْطَانُ، فَلَمْ أَكُنْ لِأَقْعُدَ مَعَ الشَّيْطَانِ "
ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ: مَا مِنْ عَبْدٍ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ فَيُغْضِي عَنْهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِلَّا أَعَزَّ اللهُ بِهَا نَصْرَهُ، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ عَطِيَّةٍ، يُرِيدُ بِهَا صِلَةً، إِلَّا زَادَهُ اللهُ بِهَا كَثْرَةً، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ، يُرِيدُ بِهَا كَثْرَةً، إِلَّا زَادَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا قِلَّةً " (1)
__________
= المِصْراعان -بكسر الميم-: جانبا الباب.
وهَجَر -بفتح الهاء والجيم-: وهي مدينة عظيمة هي قاعدة بلاد البحرين.
قال الجوهري في "صحاحه": هجر اسم بلد مذكر مصروف. قال: والنسبة إليه هاجري، وقال أبو القاسم الزجاجي في "الجمل": هجر يذَكر ويونث. قلت: وهجر هذه غير هجر المذكورة في حديث: "إذا بلغ الماء قلتين بقلال هجر" تلك قرية من قرى المدينة كانت القِلال تصنَع بها وهي غير مصروفة.
(1) حسن لغيره، وقد خولف ابن عجلان في إسناد هذا الحديث، فقد رواه الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن بشير بن المحرر، عن سعيد بن المسيب، مرسلاً، ورجحها البخاري في "التاريخ" 2/102، والدارقطني في =(15/390)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . .
__________
= "العلل" 8/153، فإن الليث أصح الناس روايةً عن المقبري، وأما ابن عجلان فيقع له في أحاديثه عن سعيد المقبري بعض الأوهام، لكن للحديث متابعات وشواهد تنهض به إلى التحسين.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (820) ، والبيهقي في "السنن" 10/236، وفي "الآداب" (149) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ولم يذكر البيهقي في حديثه قصة الحض على الصلة والنهي عن المسألة.
وأخرجه أبو داود (4897) ، والبيهقي في "الآداب" (150م) ، والبغوي (3586) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، به. واقتصر أبو داود ومن طريقه البيهقي على الشطر الأول منه.
وأما الرواية المرسلة، فقد أخرجها البخاري في "تاريخه" 2/102، وأبو داود (4896) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6669) ، وفي "الآداب" (150) .
وإسنادها ضعيف لجهالة بشير بن المحرر راويه عن سعيد بن المسيب، فلم يرو عنه غير سعيد المقبري، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان" 1/329: لا يُعرَف.
وقد رُوي موصولا عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فقد أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7235) من طريق القاسم بن دينار، حدثنا حسين بن علي الجعفي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن علي بن زيد إلا سفيان بن عيينة، ولا رواه عن سفيان إلا حسين الجعفي، تفرد
به القاسم بن دينار، ورواه الناس عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فإن كان حسين الجعفي حفظه فهو غريب من حديث علي بن زيد، عن ابن المسيب. قلنا: وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف. =(15/391)
9625 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: مَرَّ أَبِي عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: غُنَيْمَةً لِي، قَالَ: نَعَمْ، امْسَحْ رُعَامَهَا، وَأَطِبْ مُرَاحَهَا، وَصَلِّ فِي جَانِبِ
__________
= وقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره"، سلف بنحوه بإسناد صحيح على شرط مسلم برقم (7206) ، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرةً إلا زاده الله عز وجل بها قِلةً"، سلف بإسناد قوي برقم (9421) .
وللشطر الأول من الحديث شاهد من حديث النعمان بن مقرن، سيأتي 5/445، لكن ليس فيه ذِكْر لأبي بكر رضي الله عنه، وإنما قال: رجل، ولم يسمه، وإسناده منقطع.
وشاهد آخر من مرسل زيد بن أثيع عند معمر في "جامعه" الملحق "بمصنف عبد الرزاق" (20255) ، وفيه التصريح باسم أبي بكر، وزيد بن أثيع -ويقال يثيع- لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ووثقه ابن حبان والعجلي وابن حجر في "التقريب".
ولتتمة الحديث مقطعاً شواهد من حديث عبد الرحمن بن عوف، سلف برقم (1674) .
ومن حديث أبي كبشة، سيأتي 4/231، وصححه الترمذي في "سننه" (2325) .
وشاهد ثالث من حديث أم سلمة عند الطبراني في "الأوسط" (2291) ، والقضاعي (817) . قال الهيثمي في "المجمع" 3/105: فيه زكريا بن دويد: وهو ضعيف جدا.
ورابع من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (12150) ، والقضاعي (816) . وإسناده ضعيف.(15/392)
مُرَاحِهَا، فَإِنَّهَا مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ، وَانْتَسِئْ (1) بِهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهَا أَرْضٌ قَلِيلَةُ الْمَطَرِ " قَالَ: يَعْنِي الْمَدِينَةَ (2)
__________
(1) اختلفت النسخ في رسم هذا الحرف، وأثبتنا ما في النسخة التي أشير إليها في هامش (ظ3) ، فإنها أقربها إلى الصواب، والمعنى: تباعَدْ بها عن أرض المدينة، وذكر العِلة في ذلك، وهي أنها قليلة المطر، يقال: انتسَأ عنه: إذا تأخرَ وتباعَدَ.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، وهو قوي، لكن لم يصرح فيه وهب بن كيسان بسماعه من أبي هريرة، وقد قيل -دون جزم كما عند المِزِّي-: إنه رآه، لكن جزم بذلك الذهبي في "السير" 5/226. قلنا: وقد تابعه حميد بن مالك عليه دون القسم المرفوع منه، فقد أخرجه مالك في "الموطأ" برواية يحيى 2/933، وبرواية أبي مصعب الزهري (1965) ، ومن طريقه المزي في ترجمة حميد من "تهذيب الكمال" 7/390، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (572) عن إسماعيل بن أبي أويس، كلاهما (مالك وإسماعيل) عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن حميد بن مالك، عن أبي هريرة وفيه قصة. وهذا إسناد صحيح.
وروي هذا القسم مرفوعاً، أخرجه البزار (444 - كشف الأستار) عن عبد الله بن جعفر بن نجيح، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن وهب بن كيسان، عن حميد بن مالك، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن جعفر بن نجيح -وهو والد علي ابن المديني-، وقد أخطأ فيه أيضا، فأدخل وهب بن كيسان بين محمد بن عمرو بن حلحلة وحميد بن مالك، وزاد رفعَه، قال البيهقي في "السنن" 2/450 بعد أن أشار إلى هذه الرواية: والموقوف أصح.
وأخرجه مرفوعاً أيضا الطبرانى في "الأوسط" (5342) ، والخطيب في "تاريخ =(15/393)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بغداد" 7/432، والبيهقي 2/450 من طريق إبراهيم بن عيينة أخي سفيان، عن أبي حيان يحيى بن سعيد، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة.
وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن عيينة. ثم إن في هذا الإسناد اضطرابا ً، فقد قال أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 1/137-138: كنت أستحسن هذا الإسناد، فبان لي خطؤه، فإذا قد رواه عمار بن محمد، عن أبي حيان، عن رجل من بني هاشم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثله، وهو أشبه. قلنا: وعمار هذا لم نتبينه، إلا أن يكون هو الثوري، قال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطىء. والرجل الهاشميُ مجهول.
وأخرجه مرفوعاً كذلك ابن عدي في "الكامل" 6/2088، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/449 من طريق يعقوب بن كاسب، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف يعقوب بن حميد بن كاسب، فقد تكلم فيه غير واحد، وذكر بعضهم أنه أسنَد مراسيل، وله مناكير وغرائب.
وأخرج البزار (1329) ، والخطيب في "تاريخه" 19/45 من طريق سليم بن إبراهيم الوَرّاق، عن سعيد بن محمد الزهري، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أحسنوا إلى الماعز، وأميطوا عنها الأذى، فإنها من دواب الجنة". وهذا إسناد واهٍ، سعيد بن محمد الزهري ضعيف، وسلم بن إبراهيم متهم بالكذب.
وأخرج نحو هذا المتن البزار (1330) من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن داود بن فراهيج، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف جداً، يزيد النوفلي ضعيف جداً، وداود بن فراهيج مختلف فيه. ورواه يزيد بن عبد الملك بإسناد آخر فجعله من حديث أبي سعيد الخدري، أخرجه عبد بن حميد (987) .
وفي هذا الباب عن ابن عمر مرفوعاً عند ابن ماجه (2306) ، وابن عدي 2/472، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1102) بلفظ: "الشاة من دواب =(15/394)
9626 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَكْرَهُ الشِّكَالَ مِنَ الْخَيْلِ " (1)
9627 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
__________
= الجنة"، وفي إسناده زَرْبي بنُ عبد الله، وهو متفق على ضعفه.
وعن ابن عباس كذلك عند الخطيب في "تاريخه" 7/435، وفي إسناده الحسن بن مهدي الكيساني المروزي، قال الدارقطني: مجهول.
وقول أبي هريرة: "صَل في مُراحها" قد ورد في المرفوع ما يشده من إباحة الصلاة في مرابض الغنم، انظر ما سيأتي برقم (9825) .
وأما قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الحديث: "إنها أرض قليلة المطر" فلم يرد عن أبي هريرة عند غير المصنف، وله شاهد من حديث عبد الله بن ساعدة أخي عويم بن ساعدة عند الطبراني في "الكبير" كما في "مجمع الزوائد" 4/67، قال الهيثمي: فيه محمد بن سليمان بن مسمول، وهو ضعيف.
قوله: "امسح رُعامها"، قال السندي: "رُعامها" بالضم: هو ما يسيل من أنوفها، والمراد حسنُ تعهدها. قلنا: وقع في نسخة ابن عساكر بإعجام العين، والرغام: التراب، قال ابن الأثير في "النهاية": كذا رواه بعضهم بالغين المعجمة، وقال: إنه ما يسيل من الأنف، والمشهور فيه والمروي بالعين المهملة، ويجوز أن يكون أراد مسح التراب عنها رعايةً لها وإصلاحاً لشأنها.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سَلم بن عبد الرحمن -وهو النخعي- ثقة، خرج له مسلم هذا الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري. وهو مكرر (7408) .(15/395)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رَحِمَ اللهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، وَرَحِمَ (1) اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ " (2)
9628 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْ بَيْعِ الْحَصَاةِ، وَبَيْعِ الْغَرَرِ " (3)
9629 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الزُّرَقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِنَّهَا تَجِيءُ بِالرَّحْمَةِ وَالْعَذَابِ، وَلَكِنْ سَلُوا اللهَ مِنْ خَيْرِهَا، وَتَعَوَّذُوا مِنْ شَرِّهَا " (4)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: ورحم.
(2) إسناده قوي من أجل محمدِ بنِ عَجْلان. أبو صالح: هو ذكوان السمان.
وهو مكرر (7410) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو مكرر (7411) .
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (7413) .(15/396)
9630 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، تُسَافِرُ يَوْمًا إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ " (2)
9631 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: عَوْنُهُ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالنَّاكِحُ لِيَسْتَعْفِفَ، وَالْمُكَاتَبُ يُرِيدُ الْأَدَاءَ " (3)
__________
(1) قوله: "عن أبيه" ثابت في عامَّة الأصول الخطية، لكنه رمِّج في (ظ3) وضبب عليه في كل من (عس) و (ل) ، وهو ثابت في الموضع السابق للحديث، حيث سلف بإسناده ومتنه برقم (7414) . وفي "أطراف المسند" ذكر هذا الحديث مرتين، مرة في ترجمة سعيد المقبري عن أبي هريرة 7/236، ومرة في ترجمة أبي سعيد عن أبي هريرة 8/11، فكأنَّ الحافظ يشير إلى أن أبا سعيد ذُكِرَ مرةً، ولم يذكَر مرةً، فيكون الصواب حذفَه من هذا الموضع، لأنه ثابت في الموضع السالف،
ويؤيد هذا الإحتمال أن الحديث مروي من طريق ابن أبي ذئب عن سعيد، عن أبي هريرة عند ابن ماجه (2899) دون ذِكْر أبي سعيد، فلعل ابن أبي ذئب رواه على الوجهين، والله أعلم بالصواب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7414) .
(3) إسناده قوي من أجل محمد بن عجلان. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وهو مكرر (7420) .
قوله: "ليستعفف"، قال السندي: هكذا بفك الإدغام في النسخ، والظاهر: ليستعفَّ، إذ اللام الداخلة عليه لام تعليل، بمعنى "كي"، وليست لام الأمر، =(15/397)
9632 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ: دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، سَبْطٌ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُعَطِّلُ الْمِلَلَ، حَتَّى تَهْلِكَ (1) فِي زَمَانِهِ الْمِلَلُ كُلُّهَا غَيْرَ الْإِسْلَامِ، وَيُهْلِكُ اللهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ (2) الْكَذَّابَ، وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ فِي الْأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الْإِبِلُ مَعَ الْأُسْدِ جَمِيعًا، وَالنُّمُورُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ وَالْغِلْمَانُ (3) بِالْحَيَّاتِ، لَا يَضُرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ وَيَدْفِنُونَهُ "، (4)
__________
= وفك الإدغام إنما يحسن مع لام الأمر، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: حتى يهلك الله في زمانه.
(2) في (ظ3) و (عس) : مسيح الدجال، من باب معاملةِ الصفة معاملةَ الإسم، أو إضافة الموصوف إلى صفته.
(3) في (ظ3) : أو الغلمان، على الشَك.
(4) حديث صحيح، وفي هذا الإسناد انقطاع، فلم يثبت سماع قتادة من =(15/398)
9633 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ "، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " حَتَّى يُهْلَكَ فِي زَمَانِهِ مَسِيحُ الضَّلَالَةِ الْأَعْوَرُ الْكَذَّابُ "، (1)
9634 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ (2) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ آدَمَ،
__________
= عبد الرحمن بن آدم، وهو مولى أم بُرثُن. وابن أبي عروبة -واسمه سعيد- اختلط بأخرة، لكن يحيى القطان روى عنه قبل الاختلاط، وكذا من تابعه في مصادر التخريج الآتية. وانظر (9270) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/158-159 عن محمد بن بِشر، والطبري في "تفسيره" 6/22 من طريق يزيدَ بن زريع، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
السبِط، والسبَطُ، والسبْطُ: هو الشعر المسترسل، وهو نقيض الجَعْدِ.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع كسابقه. هشام: هو ابن عبد الله الدستوائي، وعبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف.
وأخرجه الطيالسي (2575) ، وأخرجه إسحاق بن راهويه (43) ، وابن حبان (6814) من طريق معاذ بن هشام، والآجري في "الشريعة" ص 380 من طريق وهب بن جرير، ثلاثتهم (الطيالسي، ومعاذ، ووهب) عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: حدثنا، وهو خطأ، فلم يثبت سماع قتادة من عبد الرحمن بن آدم كما أسلفنا، وما أثبتناه من النسختين العتيقتين المتقنتين (ظ3) و (عس) .(15/399)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
9635 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، وَقَالَ: " ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ "، فَرَجَعَ (2) فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا، فَعَلِّمْنِي، قَالَ: " إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع كسابقه. حسين: هو ابن محمد بن بَهرامَ المَروذي، وشيبان الذي روى عنه التفسير: هو شيبان بن عبد الرحمن النحْوي. وانظر ما قبله.
(2) لفظة "فرجع" لم ترد في (ظ3) و (عس) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (757) و (793) و (6252) ، وفي "القراءة خلف الإمام" (113) ، ومسلم (397) (45) ، وأبو داود (856) ، والترمذي (303) ، والنسائي 2/124، وأبو يعلى (6577) و (6622) ، وابن خزيمة (461) و (590) ، وأبو عوانة 2/103-104، والطحاوي 1/233، وابن حبان (1890) ، =(15/400)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والبيهقي 2/88 و117 و371-372، وابن حزم في "المحلى" 3/256 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
واقتصر البخاري في الموضع الثالث من "الصحيح" على قوله: "ثم ارفع حتى تطمئن جالساً"، واقتصر في "القراءة" على قوله: "إذا أقيمت الصلاة فكبر، ثم اقرأ، ثم اركع". ولم يسق البيهقي لفظه في الموضع الأول والثاني. وسقط أبو سعيد المقبري من رواية ابن حبان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/287-288، والبخاري في "صحيحه" (6251) و (6667) ، وفي "القراءة خلف الإمام" (114) و (115) ، ومسلم (397) (46) ، وأبو داود (856) ، وابن ماجه (1060) و (3695) ، والترمذي (2692) ، وابن خزيمة (454) ، وأبو عوانة 2/103-104 و104، والبيهقي 2/126 و372، والبغوي (552) من طرق عن عُبَيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. دون ذِكْر أبي سعيد المقبري.
واقتصر البخاري في "القراءة خلف الإمام" على قوله: "كبر واقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع". واقتصر ابن ماجه في الموضع الثاني على قول أبي هريرة: أن رجلا دخل المسجد، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس في ناحية المسجد، فصلى ثم جاء فسلم، فقال: "وعليك السلام". ولم يسق الترمذي لفظه.
قال الحافظ في "الفتح" 2/277: قال الدارقطني: خالف يحيى القطان أصحابَ عبيد الله كلهم في هذا الإسناد، فإنهم لم يقولوا: عن أبيه، ويحيى حافظ، قال: فيشبه أن يكون عبيد الله حدث به على الوجهين، وقال البزار: لم يتابع يحيى عليه، ورجح الترمذي رواية يحيى.
ثم قال: لكل من الروايتين وجه مرجح، أما رواية يحيى، فللزيادة من الحافظ، وأما الرواية الأخرى فللكثرة، ولأن سعيداً لم يوصف بتدليس، وقد ثبت سماعه من أبي هريرة، ومن ثَم أخرج الشيخان الطريقين.
قلنا: وأخرجه البيهقي 2/373-374 من طريق ابن وهب، عن عَبْد الله بن عمر =(15/401)
9636 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا زِيَادٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا كِسْرَى بَعْدَ كِسْرَى، وَلَا قَيْصَرَ بَعْدَ قَيْصَرَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
9637 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَيَزِيدُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَانَ يُصَلِّي بِهِمْ بِالْمَدِينَةِ نَحْوًا مِنْ صَلَاةِ قَيْسٍ، وَكَانَ قَيْسٌ لَا يُطَوِّلُ، قَالَ: قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي؟ قَالَ: " نَعَمْ أَوْ أَوْجَزُ "، وَقَالَ يَزِيدُ: أَوْ أَوْجَزُ (2) ، حَدَّثَنَاهُ وَكِيعٌ، قَالَ: نَعَمْ وَأَوْجَزُ (3)
9638 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ،
__________
= العمري، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وعبد الله بن عمر ضعيف.
وفي الباب عن رفاعة بن رافع، سيأتي 4/340.
(1) حديث صحيح، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (7478) . زياد: هو المخزومي.
(2) يعني أن رواية يزيد ليس فيها كلمة "نعم".
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وسلف برقم (8888) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وبَين فيه هناك أن قيساً هو ابن أبي حازم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/56 عن وكيع، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضا عن عبد الله بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.(15/402)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَجَابِرٍ، اثْنَيْنِ (1) مِنْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الصَّرْفِ " (2)
9639 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْوَرِقُ بِالْوَرِقِ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، يَدًا بِيَدٍ، مَنْ زَادَ أَوْ ازْدَادَ، فَقَدْ أَرْبَى " (3)
9640 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْإِمَاءِ " (4)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: "أو اثنين" بزيادة "أو".
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أشعث: وهو ابن عبد الملك الحُمراني، فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو ثقة.
محمد: هو ابن سيرين.
وسيأتي الحديث مكرراً في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11049) .
قوله: "نهى عن الصرف"، قال السندي: أي: بالنسيئة، أو بالزيادة مع الاتحاد. قلنا: وهو بمعنى الحديث الذي بعده.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي نُعْم: اسمه عبد الرحمن.
وانظر (7558) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وأخرجه ابن الجارود (587) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. =(15/403)
9641 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي " (1)
9642 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْمُؤْمِنُ يَغَارُ وَاللهُ أَشَدُّ غَيْرًا " (2)
9643 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا عَفَا رَجُلٌ إِلَّا زَادَهُ اللهُ بِهِ عِزًّا، وَلَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَلَا عَفَا رَجُلٌ قَطُّ، إِلَّا زَادَهُ اللهُ عِزًّا " (3)
9644 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= وانظر (7851) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري.
وأخرجه البخاري (1888) ، ومسلم (1391) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/287 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (7223) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرَقة. وانظر (7210) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7206) .(15/404)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَرْفَعُ اللهُ بِهِ الدَّرَجَاتِ، وَيُكَفِّرُ بِهِ الْخَطَايَا؟ كَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ " (1)
9645 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ، وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7209) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن عمرو، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (1679) ، وابن حبان (2214) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/102، وفي "السنن المأثورة" (190) ، وعبد الرزاق (5121) ، والحميدي (978) ، وابن أبي شيبة 2/383، والدارمي (1279) و (1279م) ، وأبو داود (565) ، وابن الجارود (332) ، وأبو يعلى (5915) و (5933) ، وابن خزيمة (1679) ، والبيهقي 3/134، والبغوي (860) من طرق عن محمد بن عمرو، به.
وسيأتي مكرراً بإسناده ومتنه برقم (10144) ، وعن محمد بن عبيد، عن محمد بن عمرو برقم (10835) ، وانظر ما سلف برقم (7356) .
وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (283) .
وعن عائشة، سيأتي في "المسند" 6/69-70.
قوله: "تَفِلات"، قال السندي: جمع تَفِلَة، بفتح المثناة الفوقية وكسر الفاء، أي: غير مستعملات الطيب، وأصل التفَل: الرائحة الكريهة.(15/405)
9646 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَعَى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّجَاشِيَّ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَخَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى، فَصَفَّ أَصْحَابُهُ خَلْفَهُ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا " (1)
9647 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ " (2)
9648 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ، حَدَّثَنَي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَثَلُ الْقَانِتِ الصَّائِمِ فِي بَيْتِهِ الَّذِي لَا يَفْتُرُ، حَتَّى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "موطأ مالك" 1/226، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/208، والبخاري (1245) و (1333) ، ومسلم (951) ، وأبو داود (3204) ، والنسائي 4/69-70 و72، وابن الجارود (543) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/495، وابن حبان (3068) و (3098) ، والبيهقي في "السنن" 4/35، وفي "معرفة السنن والآثار" (2165) ، والبغوي (1489) .
وسيتكرر الحديث برقم (9663) ، وانظر (7147) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7555) .(15/406)
يَرْجِعَ بِمَا رَجَعَ مِنْ غَنِيمَةٍ، أَوْ يَتَوَفَّاهُ اللهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ " (1)
9649 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17] (2)
9650 - وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن عمرو، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (4622) ، والبغوي (2612) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (30) من طريق ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة، به مختصراً: "مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم".
وانظر ما سلف برقم (9481) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/101-102، والدارمي (2828) ، والترمذي (3292) ، والنسائي في "الكبرى" (11085) ، والطبري 21/105، والبغوي (4372) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (8143) .(15/407)
[الواقعة: 30] (1)
9651 - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "، وَقَرَأَ: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185] (2)
9652 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا كَبَّرَ الْإِمَامُ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا
__________
(1) حديث صحيح، وإسناده حسن إسناد سابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/101-102، وهناد في "الزهد" (113) ، والدارمي (2838) ، وابن ماجه (4335) ، والترمذي (3292) ، والنسائي في "الكبرى" (11085) ، والطبري 27/183 و184، والبغوي (4372) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7498) .
(2) حديث صحيح، وإسناده حسن إسناد سابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/101-102، وهناد في "الزهد" (113) ، والدارمي (2820) ، والترمذي (3013) و (3292) ، والنسائي في "الكبرى" (11085) ، والطبري 3/200، وابن حبان (7417) ، والحاكم 2/299، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (53) والبيهقي في "البعث" (389) ، والبغوي (4372) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (8167) .(15/408)
جُلُوسًا " (1)
9653 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ: " النَّاسُ مَعَادِنٌ، فَخِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا " (2)
9654 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ: " لَا تَقَدَّمُوا الشَّهْرَ بِيَوْمٍ وَلَا بيَوْمَيْنِ، إِلَّا أَنْ يُوَافِقَ أَحَدُكُمْ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ، صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَتِمُّوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا، ثُمَّ أَفْطِرُوا " (3)
9655 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7144) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7543) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه الشافعي 1/274-275، والترمذي (684) ، والطحاوي 2/84، وابن حبان (3459) ، والدارقطني 2/159-160 و162-163، والبيهقي 4/206 و207، والبغوي (1719) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد - لكن أخرج الطحاوي الشطر الأول منه، وابن حبان الشطر الثاني.
وسيأتي من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (10456) .
وسلف الشطر الأول منه برقم (7200) ، والثاني برقم (7516) .
وروى الشطر الأول من الحديث أبو خالد الأحمر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن ابن عباس. أخرجه النسائي 4/149، وقال: هذا خطأ.(15/409)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِي الْجَنِينِ: غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ "، فَقَالَ الَّذِي قُضِيَ عَلَيْهِ: أَيَعْقِلُ مَنْ لَا أَكَلَ وَلَا شَرِبَ، وَلَا صَاحَ، وَلَا اسْتَهَلَّ؟ فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا ليقَوْلُ بِقَوْلِ شَاعِرٍ، فِيهِ غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ " (1)
9656 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه أبو يعلى (5917) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/250 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والترمذي (1410) من طريق ابن أبي زائدة، وابن ماجه (2639) ، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 74 من طريق محمد بن بشر، وأبو داود (4579) ، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 75، وابن حبان (6022) ، والدارقطني 3/114-115، والبيهقي 8/115 من طريق عيسى بن يونس، أربعتهم عن محمد بن عمرو، به - زاد فيه عيسى بن يونس: أو فرسٌ أو بغل.
قال الخطابي في "معالم السنن" 4/36: يقال: إن عيسى بن يونس قد وهم فيه، وهو يغلط أحياناً فيما يرويه.
وسيأتي الحديث برقم (10467) عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، به - دون الزيادة.
وانظر (7217) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2177) من طريق يحيى بن =(15/410)
9657 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَنَامُ عَيْنِي، وَلَا يَنَامُ قَلْبِي " (1)
9658 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلَا تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ " (2)
9659 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَغْلِبَنَّكُمْ أَهْلُ الْبَادِيَةِ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ " (3)
__________
= سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (904) ، والبغوي (3276) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو، به.
وقد سلف الحديث برقم (8819) من طريق أبي سلمة دون قوله: يراها أو تُرى له. وسيأتي هذا الحرف ضمن الحديث برقم (10430) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة.
(1) إسناده قوي، محمد بن عجلان روى له مسلم بضعة عشر حديثاً في الشواهد وأصحاب السنن، وهو صدوق لا بأس به. وهو مكرر (7417) .
(2) إسناده قوي. وانظر ما سلف برقم (7421) .
(3) إسناده قوي. وهو مكرر (9600) .(15/411)
9660 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا، رَجُلٌ يُجْعَلُ لَهُ نَعْلَانِ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ " (1)
9661 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُقَاتِلُ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا (2) : مَنَعُوا (3) مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلَّا بِحَقِّهَا " (4)
9662 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُمَيٌّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا عَطَسَ وَضَعَ يَدَهُ، أَوْ ثَوْبَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، وَخَفَضَ أَوْ غَضَّ مِنْ صَوْتِهِ " (5)
__________
(1) إسناده قوي. وهو مكرر (9576) .
(2) في (ل) : "فإذا قالوها لا إله إلا الله"، وفي (م) والنسخ المتأخرة: "فإذا قالوا: لا إله إلا الله"، والمثبت من (ظ3) و (عس) .
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: عصموا.
(4) إسناده قوي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/213 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (8163) .
(5) إسناده قوي. سمي: هو أبو عبد الله المدني مولى أبي بكر بن =(15/412)
9663 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَعَى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّجَاشِيَّ الْيَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَخَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى، فَصَفَّ أَصْحَابُهُ خَلْفَهُ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا " (1)
9664 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَجْلِسِ، فَلْيُسَلِّمْ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَجْلِسَ فَلْيَجْلِسْ، ثُمَّ إِنْ قَامَ وَالْقَوْمُ جُلُوسٌ، فَلْيُسَلِّمْ، فَلَيْسَتِ الْأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ الْآخِرَةِ " (2)
__________
= عبد الرحمن بن الحارث، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه أبو داود (5029) ، والترمذي (2745) ، والبيهقي في "السنن" 2/90، والبغوي (3346) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (1157) ، وأبو يعلى (6663) ، والبيهقي في "السنن" 2/290، وفي "الآداب" (322) من طرق عن ابن عجلان، به.
وأخرجه الحاكم 4/264 من طريق ابن وهب، عن عبد الله بن عياش، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا عطس أحدكم فليضع كفيه على وجهه وليخفض صوته". وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: فيه عبد الله بن عياش وهو ضعيف.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (9646) .
(2) إسناده قوي. ابن عجلان: هو محمد، وسعيد: هو المقبري.
وأخرجه أبو يعلى (6567) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (7142) .(15/413)
9665 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُتَعَلِّقٌ بِالْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ أَخْفَاهَا، لَا تَعْلَمُ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ (1) ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا، قَالَ: أَنَا أَخَافُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
(1) لفظة "امرأة" ليست في (عس) و (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري.
وأخرجه البخاري (660) و (1423) و (6479) ، ومسلم (1031) (91) ، والترمذي (2391) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (358) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5846) و (5847) ، والبيهقي في "السنن" 4/190 و8/162 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد - وبعض الرواة عن يحيى قال فيه: "لا تعلم يمينه ما تنفق شماله"، وبعضهم قال: "لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"
وهو الصواب، لأن السنة المعهودة في الصدقة إعطاوها باليمين. وانظر "الفتح" وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1342) ، ومن طريقه البخاري (6806) ، والنسائي 8/222-223، وابن حبان (4486) ، والبيهقي في "السنن" 3/65-66 عن عبيد الله بن عمر، به.=(15/414)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البيهقي في "الشعب" (549) و (7357) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/281-282 من طريق حماد بن زيد، عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه الطيالسي (2462) عن مبارك بن فضالة، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 371 من طريق شعبة، كلاهما عن خبيب بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه مالك 2/952، ومن طريقه مسلم (1031) (91) ، والترمذي (2391) ، وأبو عوانة 4/411، والطحاوي في "مشكل الآثار" (5844) ، وابن حبان (7338) ، والبيهقي في "الشعب" (3439) ، والبغوي (470) عن خُبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد الخدري أو أبي هريرة. هكذا على الشك.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/280: روى هذا الحديثَ عن مالك كل من نقل "الموطأ" عنه فيما علمت على الشك في أبي هريرة وأبي سعيد إلا مصعباً الزبيري، وأبا قرة موسى بن طارق، فإنهما قالا فيه: عن مالك، عن خُبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة وأبي سعيد، ثم رواه من طريقيهما عن مالك، بالإسناد الذي ذكر، وقال بإثره: وكذلك رواه أبو معاذ البلخي
عن مالك.
ثم أخرجه 2/281 من طريق سعيد بن أحمد الوقار، عن عبد الله بن وهب وعبد الرحمن بن القاسم ويوسف بن عمر بن يزيد، كلهم عن مالك، عن خبيب، عن حفص، عن أبي سعيد وحده. وقال بإثره: لم يتابَع الوقار على ذلك عنهم، وإنما هو في "الموطأ" عنهم على الشك في أبي هريرة أو أبي سعيد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5845) من طريق الليث، أن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم حدثه عن جده، عن أبي هريرة. عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "ستة يظلهم الله في ظله ... " ولم يذكر قصة الرجل الذي ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (794) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" =(15/415)
9666 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ " (1)
9667 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ،
__________
= 9/253-254 من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
قوله: "سبعة" لا يفيد الحصر، فقد وردت أحاديث أخرى تفيد أن هناك مَن يظلهم الله في ظله غير هؤلاء السبعة، انظر تفصيل ذلك في "الفتح" 2/143-144.
قوله: "في ظِلَه"، قال القاضي عياض فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح": إضافة الظل إلى الله إضافة ملك، وكل ظل فهو ملكه.
قلنا: وقد يكون هذا الظل لعرشه كما جاء في حديث آخر سلف برقم (8711) ، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده قوي من أجل محمد بن عجلان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.
وأخرجه ابن ماجه (3678) ، والنسائي في "الكبرى" (9149) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (9150) عن أحمد بن بكار، عن محمد بن سلمة، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن أبيه، عن أبي شريح الخزاعي، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره.
وقوله: "أحَرجَ"، قال السندي: من التحريج، بمعنى التضييق، أي: أضيقه وأحرمه على من ظلمهما، ولعل المراد بيان التشديد في حقهما والتغليظ، والله تعالى أعلم.(15/416)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشِّغَارِ "، قَالَ (1) : وَالشِّغَارُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ، وَأُزَوِّجُكَ ابْنَتِي، أَوْ زَوِّجْنِي أُخْتَكَ، وَأُزَوِّجُكَ أُخْتِي "، قَالَ: " وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ، وَعَنِ الْحَصَاةِ " (2)
9668 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرٌ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَيْنُ حَقٌّ، وَيَحْضُرُ (3) بِهَا الشَّيْطَانُ وَحَسَدُ ابْنِ آدَمَ " (4)
__________
(1) أي: أحد الرواة، ويغلب على الظن أنه ابن نمير.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وسيتكرر برقم (10439) .
وأخرج النهي عن الشغار ابن أبي شيبة 4/380، ومن طريقه مسلم (1416) (61) ، وابن ماجه (1884) ، والبيهقي 7/200 عن ابن نمير، بهذا الإسناد. وقرن به أبا أسامة حماد بن أسامة، إلا أن حديث أبي أسامة ليس فيه تفسير الشغار.
وسلف عن أبي أسامة عند المصنف برقم (7843) .
وأما النهي عن بيغ الغرر والحصاة فقد سلف برقم (7411) عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر.
(3) في (ظ3) : ويحُص. والحَص: العدد الشديد، وقيل: هو الضراط.
(4) إسناده منقطع، مكحول لم يسمع من أبي هريرة. وقوله: "العين حق" فقط صحيح، وقد سلف برقم (8245) من غير هذا الطريق.
قال السندي: قوله: "يحضر بها"، أي: معها، أي: عندها الشيطان وحسد ابن آدم، وفي لفظ "الجامع الصغير": يحضرها الشيطان، وكذا هو في "المجمع".(15/417)
9669 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " غُفِرَ لِرَجُلٍ نَحَّى غُصْنَ شَوْكٍ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ " (1)
9670 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، مَوْلَى السَّعْدِيِّينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رِجَالًا يَسْتَنْفِرُونَ عَشَائِرَهُمْ، يَقُولُونَ: الْخَيْرَ الْخَيْرَ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ، إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا، أَوْ شَفِيعًا، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّهَا لَتَنْفِي أَهْلَهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ رَاغِبًا عَنْهَا، إِلَّا أَبْدَلَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وانظر (7847) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو صالح مولى السعديين، قال أبو زرعة -كما في "الجرح والتعديل" 9/392-: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/590.
وأخرجه بنحوه مسلم (1381) ، وابن حبان (3734) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، وابن حبان (3733) ، وأبو يعلى (5943) من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة.=(15/418)
9671 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، وَوَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَأَبَتْ عَلَيْهِ، فَبَاتَ وَهُوَ غَضْبَانُ، لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ "، قَالَ وَكِيعٌ: عَلَيْهَا سَاخِطٌ (1)
9672 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ،
__________
= ولقوله: "إن رجالا يستنفرون عشائرهم ... " انظر ما سلف برقم (8458) .
ولقوله: "إنها لتنفي أهلها ... " انظر ما سلف برقم (7232) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (200) ، ومسلم (1436) (122) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/246 من طريق وكيع وحده، بهذا الإسناد - إلا أن إسحاق قرن بوكيع أبا معاوية.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/306، وإسحاق بن راهويه (200) ، والبخاري (3237) و (5193) ، ومسلم (1436) (122) ، وأبو داود (2141) ، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/83، وأبو يعلى (6196) و (6212) ، وابن حبان (4172) و (4173) ، والبيهقي 7/292، والبغوي (2328) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه مسلم (1436) (121) من طريق يزيد بن كيسان، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها، فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها".
وسيأتي الحديث برقم (10225) عن وكيع وحده. وانظر ما سلف برقم (7471) .(15/419)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بِلَالُ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ عِنْدَكَ مَنْفَعَةً، فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خَشْفَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ "، فَقَالَ بِلَالٌ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا فِي الْإِسْلَامِ أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً، إِلَّا أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا تَامًّا فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كَتَبَ اللهُ لِي أَنْ أُصَلِّيَ " (1)
9673 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ هَذَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَهَذَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَهُوَ يَلْثِمُ هَذَا مَرَّةً، وهَذَا (2) مَرَّةً، حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُحِبُّهُمَا، فَقَالَ: " مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان.
وأخرجه مسلم (2458) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وانظر (8403) .
قوله: "خشف نعليك"، قال السندي: بفتح خاء معجمة وسكون شين معجمة، وجُوَز فتحها، بمعنى الصوت.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: ويلثم هذا.
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن مسعود، وهو =(15/420)
9674 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ، وَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ، وَكُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ "، قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: " كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ " (1)
9675 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، مَوْلَى جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا، وَصِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: " هِيَ فِي النَّارِ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ،
__________
= ابن نِيَار الأنصاري.
وهو عند المصنف في "الفضائل" (1376) ، ومن طريقه أخرجه الحاكم 3/166.
وأخرجه البزار (2627 - كشف الأستار) من طريق عبد الله بن بشير، عن حجاج بن أرطاة، عن جعفر بن إياس، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7876) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم.
وأخرجه مسلم (2839) من طريق أبي أسامة وابن نمير، بهذا الإِسناد. وانظر (7886) .(15/421)
وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: " هِيَ فِي الْجَنَّةِ " (1)
9676 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ عَادَ مَرِيضًا وَمَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ وَعْكٍ كَانَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْشِرْ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا، لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنَ النَّارِ فِي الْآخِرَةِ " (2)
__________
(1) إسناده حسن، أبو يحيى مولى جعدة لم يرو عنه غير سليمان الأعمش، وروى له مسلم متابعة، والبخاري في "الأدب المفرد"، وابن ماجه، ووثقه ابن معين وابن حبان والذهبي في "الميزان"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (5764) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (119) ، والبزار (1902 - كشف الأستار) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (385) و (616) ، والحاكم 4/166، والبيهقي في "الشعب" (9545) و (9546) من طرق عن الأعمش، به.
قوله: "أثوار أقِط"، الأثوار: جمع ثَوْرٍ: وهي القطعة من الأقِط، والأقِط -بفتح الهمزة وكسر القاف، وقد تسكن القاف للتخفيف مع فتح الهمزة وكسرها-: لَبَن جامد مستَحجِر.
(2) إسناده جيد، أبو صالح الأشعري لا يعرف اسمه، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: لا بأس به، ووثقه الذهبي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/345، والترمذي (2088) ، وابن ماجه (3470) ، والحاكم 1/345، والبيهقي في "الشعب" (9844) من طريق أبي أسامة، بهذا =(15/422)
9677 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، طَوْقٌ مِنْ ذَهَبٍ؟ قَالَ: " طَوْقٌ مِنْ نَارٍ "، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ؟ قَالَ: " سِوَارَانِ مِنْ نَارٍ "، قَالَتْ: قُرْطَانِ مِنْ ذَهَبٍ؟ قَالَ: " قُرْطَانِ مِنْ نَارٍ "، قَالَ: وَكَانَ عَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَرَمَتْ بِهِمَا، ثُمَّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ إِحْدَانَا إِذَا لَمْ تَزَّيَّنْ لِزَوْجِهَا صَلِفَتْ عِنْدَهُ، قَالَ: فَقَالَ: " مَا يَمْنَعُ إِحْدَاكُنَّ تَصْنَعُ قُرْطَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ، ثُمَّ تُصَفِّرُهُمَا بِالزَّعْفَرَانِ " (1)
__________
= الإسناد.
وأخرج ابن ماجه (3469) من طريق موسى بن مرثد، عن علقمة بن مرثد، عن حفص بن عبيد الله، عن أبي هريرة قال: ذكِرَت الحُمى عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسبها رجل، فقال النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تسبها، فإنها تنفي الذنوب كما تنفي النار خَبَثَ الحديد" وإسناده ضعيف لضعف موسى بن مرثد.
وسيأتي الحديث في مسند أبي أمامة 5/252 بنحوه من طريق أبي الحصين، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي أمامة.
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد صاحب أبي هريرة. أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن، ومطرف: هو ابن طريف، وأبو الجهم: هو سليمان بن الجهم.
وأخرجه النسائي 8/159، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4813) من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 8/159 من طريق خالد بن عبد الله، عن مطرف بن طريف، =(15/423)
9678 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ: عَلِيمٌ حَكِيمٌ، غَفُورٌ رَحِيمٌ " (1)
__________
= به.
وانظر ما سلف برقم (8416) .
وفي الباب عن أخت حذيفة، سيأتي 5/398 و6/357. وهو ضعيف.
وعن أسماء بنت يزيد، سيأتي 6/455. وهو ضعيف.
وعن ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند النسائي 8/158، والطحاوي (4812) .
وعن عائشة عند النسائي 8/159، والطحاوي (4803) .
قال السندي في حاشيته على النسائي 8/157: هذا منسوخ بحديث: "إن هذين حرام على ذكور أمتي حِل لإناثها"، قال ابن شاهين في "ناسخه": كان في أول الأمر تلبس الرجال خواتيمَ الذهب وغير ذلك، وكان الحظر قد وقع على الناس كلهم، ثم أباحه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للنساء دون الرجال، فصار ما كان على النساء من الحظر مباحاً لهن، فنَسَخَت الإباحةُ الحظرَ، وحكى النووي في "شرح
مسلم" 14/32-33 إجماع المسلمين على ذلك.
وانظر "شرح مشكل الآثار" 12/295 وما بعده.
قولها: "طوق من ذهب"، قال السندي: أي: عندي طوق من ذهب، أي: ما جزاؤه؟
وقولها: "صَلِفَت عنده": ضُبطت بكسر اللام، أي: صارت قليلة الحظ عنده، ثقيلة عليه، بغيضة لديه.
وقوله: "تصفرهما" من التصفير، أي: فيكون لونهما كلون الذهب.
(1) إسناده حسن. وانظر (8390) .(15/424)
9679 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ مَا كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن أبي سلمة: وهو عمَر، حسن الحديث في المتابعات والشواهد. أبو داود الحفري: هو عمر بن سعد بن عبيد، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الدارمي (2591) ، والبيهقي 6/76 من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
ورواه أيضا هكذا وكيع وأبو نعيم عن سفيان، سيأتي حديثهما عند المصنف برقم (10156) ، وخالفهم عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان، فأسقط منه أبا سلمة، وسيأتي حديثه برقم (10157) ، والصواب رواية الجماعة عن سفيان.
وأخرجه الشافعي 2/190، وابن ماجه (2413) ، والترمذي (1079) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/14-15، والبغوي (2147) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، به. وحسنه الترمذي والبغوي.
ورواه زكريا بن أبي زائدة عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، فأسقط منه عمر بن أبي سلمة، وسيأتي حديثه برقم (10599) ، ورجح الترمذي رواية إبراهيم بن سعد على رواية زكريا.
وأخرجه ابن حبان (3061) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، به. وإسناده صحيح.
وفي الباب عن سمرة، سيأتي 5/20.
وعن ثوبان، سيأتي 5/276. ولا بأس بهما.
وفي معنى الحديث قال في "مرقاة المفاتيح" 3/340: المعنى أنه لا يظفر بمقصوده من دخول الجنة، أو من المرتبة العالية، أو في زمرة عباد الله الصالحين، =(15/425)
9680 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي مِنْ أَهْلِ النَّارِ، لَمْ أَرَهُمْ بَعْدُ، نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مَائِلَاتٌ مُمِيلَاتٌ، عَلَى رُءُوسِهِنَّ أَمْثَالُ أَسْنِمَةِ الْإِبِلِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَرِجَالٌ مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ، يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ " (1)
9681 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ " (2)
9682 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
__________
= أو لا تجد روحه اللذة ما دام عليه الدين، ثم قيل: المَدِين الذي يحبَس عن الجنة حتى يقع القصاص هو الذي صَرَفَ ما استدانه في سفهٍ أو سرفٍ، وأما ما استدانه في حق واجب كفاقةٍ، ولم يترك وفاءً، فإن الله تعالى لا يحبسه عن الجنة إن شاء الله تعالى، لأن السلطان كان عليه أن يؤدَيَ عنه (انظر الحديث السالف برقم: 7899) ، فإذا لم يؤد عنه يقضي الله تعالى عنه بإرضاء خصمائه
(انظر الحديث السالف برقم: 8733) .
(1) حديث صحيح، شريك -وإن كان سيىء الحفظ، قد توبع- وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وانظر (8665) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7550) .(15/426)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا أَنْ لَا نُبَادِرَ الْإِمَامَ بِالرُّكُوعِ، وَالسُّجُودِ، " وَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا قَالَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّهُ إِذَا وَافَقَ كَلَامَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لِمَنْ فِي الْمَسْجِدِ، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ " (1)
9683 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ، ابْنَا عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَدَا جَفَا، وَمَنْ تَبِعَ الصَّيْدَ غَفَلَ، وَمَنْ أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانِ افْتُتِنَ، وَمَا ازْدَادَ عَبْدٌ مِنَ السُّلْطَانِ قُرْبًا، إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بُعْدًا " (2)
9684 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ الْأَوْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 9/367، وابن ماجه (960) ، وأبو عوانة 2/110 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (415) ، وابن خزيمة (1576) و (1582) من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، به.
وانظر ما سلف برقم (8502) .
(2) حديث ضعيف، سلف الكلام على إسناده عند الحديث رقم (8836) .
وأخرجه أبو داود (6860) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (9404) عن محمد بن عبيد وحده، بهذا الإِسناد.(15/427)
رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] ، قَالَ: " هُوَ الْمَقَامُ الَّذِي أَشْفَعُ لِأُمَّتِي فِيهِ " (1)
9685 - حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَكَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ " (2)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف داود: وهو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي.
وأخرجه الطبري 15/145-146 من طريق مكي بن إبراهيم، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/90 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن داود الأودي، بهذا الإسناد.
وسيتكرر بإسناده ومتنه برقم (10839) ، وانظر (9735) .
وفي الباب عن كعب بن مالك، سيأتي 3/456، وإسناده صحيح.
وعن ابن عمر عند البخاري (1475) و (7418) .
وعن أبي سعيد الخدري عند الترمذي (3148) ، وإسناده ضعيف.
(2) إسناده حسن. أبو خالد الأحمر: وهو سليمان بن حيان، وأسامة: وهو ابن زيد الليثي، صدوقان.
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (75) ، ومن طريقه ابن ماجه (1690) ، والنسائي في "الكبرى" (3250) ، وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1425) من طريق زيد بن شعيب، كلاهما (ابن المبارك وزيد بن شعيب) عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (3249) من طريق عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، عن أبيه أبي سعيد، عن أبي هريرة. =(15/428)
9686 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرٍ، فَقَالَ: " ائْتُونِي بِجَرِيدَتَيْنِ "، فَجَعَلَ إِحْدَاهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَالْأُخْرَى عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقِيلَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيَنْفَعُهُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " لَنْ يَزَالَ يُخَفَّفَ عَنْهُ بَعْضُ عَذَابِ الْقَبْرِ مَا كَانَ فِيهِمَا نُدُوٌّ " (1)
9687 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمِّهِ: " قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدْ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: لَوْلَا أَنْ تُعَيِّرَنِي
__________
= وقد سلف برقم (8856) من طريق عمرو بن أبي عمرو، عن أبي سعيد.
وأخرجه النسائي مرة ثالثة (3251) من طريق ابن المبارك أيضا، عن أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة موقوفاً.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان، فمن رجال مسلم، وهو ثقة، وله بعض ما يخطأ فيه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/376، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (207) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (123) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1980) .
وعن يعلى بن مرة، سيأتي 4/172.
وعن أبي بكرة، سيأتي 5/35-36.
وعن أبي أمامة، سيأتي 5/266.
وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (3012) ، وابن حبان (6524) .(15/429)
قُرَيْشٌ، لَأَقْرَرْتُ عَيْنَكَ بِهَا، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص:56] (1)
9688 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَبَكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا، فَأَذِنَ لِي، فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (208) ، والطبري 20/92 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (9610) .
(2) إسناده على شرط مسلم، وقد تفرد به يزيد بن كيسان بهذا الحديث عن أبي حازم الأشجعي، ويزيد قد وثقه ابن معين والنمائي ويعقوب بن سفيان والدارقطني، لكن قال يحيى بن سعيد القطان: ليس هو ممن يعتمد عليه، هو صالح وسط، وقال أبو حاتم: لا يكتب حديثه، محله الصدق، صالح الحديث، فسأله ابنه: يُحتَج بحديثه؟ فقال: لا، هو بابة فضيل بن غزوان وذويه، بعض ما يأتي به صحيح وبعض لا، قال ابن أبي حاتم: وكان البخاري قد أدخله في كتاب "الضعفاء"، فقال أبي: يُحول منه. وقال ابن حبان في "الثقات": كان يخطىء ويخالف، لم يفحش خطؤه حتى يعدَلَ به عن سبيل العدول، ولا أتى من الخلاف بما تنكره القلوب، فهو مقبول الرواية إلا ما يعلم أنه أخطأ فيه،=(15/430)
9689 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا لَمَمٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَشْفِيَنِي، قَالَ: " إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يَشْفِيَكِ، وَإِنْ شِئْتِ فَاصْبِرِي، وَلَا حِسَابَ عَلَيْكِ "، قَالَتْ: بَلْ أَصْبِرُ، وَلَا حِسَابَ عَلَيَّ (1)
__________
= فحينئذٍ يترك خطؤه كما يترك خطأ غيره من الثقات. قلنا: هو كما قال ابن حبان، مقبول الرواية إلا ما يعلم أنه أخطأ فيه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/343، وإسحاق بن راهويه (206) ، ومسلم (976) ، وأبو داود (3234) ، وابن ماجه (1569) و (1572) ، والنسائي 4/90، والبيهقي 4/76، والبغوي (1554) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 130 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد، ورواية ابن ماجه الأولى مختصرة: "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة".
وأخرجه مسلم (976) ، وأبو يعلى (6193) من طريق مروان بن معاوية، وإسحاق بن راهويه (205) ، وابن حبان (3169) ، والحاكم 1/375 من طريق يعلى بن عبيد، كلاهما عن يزيد بن كيسان، به. ورواية مروان مختصرة بلفظ: "استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي".
وفي الباب عن بريدة، سيأتي 5/359. وإسناده ضعيف.
(1) إسناده حسن، محمد بن عمرو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (2909) ، والبغوي (1424) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه هناد في "الزهد" (288) ، والبزار (772 - كشف الأستار) ، وابن حبان =(15/431)
9690 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثِنْتَانِ هُمَا بِالنَّاسِ كُفْرٌ: نِيَاحَةٌ عَلَى الْمَيِّتِ، وَطَعْنٌ فِي النَّسَبِ " (1)
9691 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ الْأَعْمَشُ: لَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ رَفَعَهُ - قَالَ: " وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ أَمْرٍ قَدِ اقْتَرَبَ، أَفْلَحَ مَنْ كَفَّ يَدَهُ "، (2)
__________
= (2909) ، والحاكم 4/218 من طرق عن محمد بن عمرو، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (502) ، والبيهقي في "الشعب" (9969) من طريق قرة بن حبيب، عن إياس بن أبي تميم، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة - ضمن قصة مطولة.
قوله: "بها لَمَمٌ"، أي: صرع، كما جاء في حديث ابن عباس السالف برقم (3240) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (67) ، وابن منده في "الإيمان" (660) ، والبيهقي في "السنن" 10/246، وفي "الشعب" (6673) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وانظر (8905) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (4249) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2299) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن الأعمش، بهذا الإسناد مرفوعاً.
ورواية أبي معاوية الموقوفة التي أشار إليها الإمام أحمد بإثر الحديث أخرجها ابن أبي شيبة 15/55 عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.(15/432)
وَوَقَفَهُ (1) أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
9692 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا مَثَلُ هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ مَثَلُ نَهْرٍ جَارٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَمَاذَا يُبْقِينَ مِنْ دَرَنِهِ؟ " (2)
9693 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالْإِيمَانُ فِي جَوْفِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، وَلَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ " (3)
9694 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَيَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: ووافقه، وهو تحريف.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/389، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4967) ، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (93) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (8924) .
(3) صحيح بطرقه وشواهده، وسلف الكلام على إسناده برقم (7480) .(15/433)
مَا يَسُرُّنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهِ، وَلَا (1) أَنَّ لَنَا مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، قَالَ: " أَوَجَدْتُمْ ذَلِكَ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ " (2)
9695 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ؟ " قَالُوا: الَّذِي يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يُقْتَلَ، قَالَ: " إِنَّ الشَّهِيدَ فِي أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، الْقَتِيلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالطَّعِينُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيقُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالْخَارُّ عَنْ دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالْمَجْنُوبُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ "، قَالَ مُحَمَّدٌ: " الْمَجْنُوبُ صَاحِبُ الْجَنْبِ " (3)
__________
(1) لفظة "لا" لم ترد في (م) والنسخ المتأخرة، وهي في هذا الموضع زائدة والواو حالية.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو صدوق حسن الحديث. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1284) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (662) ، وأبو يعلى (5914) و (5923) ، وابن حبان (145) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر (9156) .
(3) إسناده ضعيف، أبو مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي روى عن أبيه وعمر بن الحكم، وروى عنه محمد بن إسحاق والوليد بن كثير، ولم يوثقه أحد، فهو في عداد المجهولين، ومحمد بن إسحاق -وإن كان صدوقاً- مدلس، وقد=(15/434)
9696 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ مِنَ النَّاسِ النَّارَ الْأَجْوَفَانِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْأَجْوَفَانِ؟ قَالَ: " الْفَرْجُ وَالْفَمُ "، قَالَ: " أَتَدْرُونَ أَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ؟ تَقْوَى اللهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ " (1)
9697 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُومَنَّ (2) أَحَدُكُمْ
__________
= عنعن، وباقي رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/332 عن عبد الله بن نمير، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9881) من طريق أحمد بن خالد، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وانظر الحديث السالف برقم (8092) .
وفي باب الشهادة من ذات الجنب عن عقبة بن عامر، سيأتي 4/157.
وعن جابر بن عتيق، سيأتي 5/446.
المجنوب: الذي أخذته ذات الجَنْب: وهي -كما زعم بعضُ أطباء العرب- قَرحة تصيب الإنسان في داخل جنبه، وفي الطب الحديث: التهاب في الغشاء المحيط بالرئة. انظر "قاموس الأطباء" لمَدْين بن عبد الرحمن المصري 1/23، و"المعجم الوسيط" 1/138.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، داود -وهو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي- ضعيف لكن تابعه أخوه إدريس بن يزيد، وهو ثقة، وأبوهما يزيد حسن الحديث، فانظر (7907) .
(2) في (ظ3) و (عس) : لا يقوم، على النفي بمعنى النهي.(15/435)
إِلَى الصَّلَاةِ وَبِهِ أَذًى " يَعْنِي الْبَوْلَ وَالْغَائِطَ (1)
9698 - حَدَّثَنَا تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَجَّافِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَفَاطِمَةَ، فَقَالَ: " أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ " (2)
__________
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/422، وابن راهويه في "مسنده" (467) ، وابن ماجه (618) من طريق إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وإدريس بن يزيد ثقة، وأبوه صدوق حسن الحديث.
وسيأتي برقم (10094) عن وكيع، عن داود الأودي.
وأخرج أبو داود (91) من طريق أبي حي المؤذن، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصلي وهو حَقِن حتى يتخفف". وإسناده حسن.
وفي الباب عن عبد الله بن أرقم، سيأتي 3/383، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وعن ثوبان، سيأتي 5/280، وإسناده حسن.
وعن عائشة، سيأتي 6/43، وهو عند مسلم (560) .
(2) إسناده ضعيف جداً، تليد بن سليمان اتفقوا على ضعفه، واتهم بالكذب. أبو الجحاف: هو داود بن أبي عوف، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1350) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2621) ، والحاكم 3/149 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وتساهل الحاكم فحسنه فقال: =(15/436)
9699 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّيْتُمْ بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَصَلُّوا أَرْبَعًا، فَإِنْ عَجِلَ بِكَ شَيْءٌ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَرَكْعَتَيْنِ إِذَا رَجَعْتَ " (1) قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: " وَلَا أَدْرِي هَذَا فِي حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ لَا "
9700 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ الْإِيمَانِ عِنْدَ اللهِ إِيمَانٌ لَا شَكَّ فِيهِ، وَغَزْوٌ لَا غُلُولَ فِيهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ "،
__________
= هذا حديث حسن من حديث أبي عبد الله أحمد بن حنبل، عن تليد بن سليمان، فإني لم أجد له رواية غيرها!
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/516-517 من طريق إسماعيل بن موسى السري، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/136-137، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (431) من طريق أحمد بن حاتم، كلاهما عن تليد بن سليمان، به.
قال ابن الجوزي: وهذا لا يصح، تليد بن سليمان كان رافضياً يشتم عثمان، قال أحمد ويحيى: كان كذاباً.
وفي الباب عن زيد بن أرقم عند ابن ماجه (145) ، والترمذي (3870) ، وابن حبان (6977) . وإسناده ضعيف.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (7400) .(15/437)
قَالَ: فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " حَجٌّ مَبْرُورٌ يُكَفِّرُ خَطَايَا تِلْكَ السَّنَةِ " (1) ، قَالَ مَرْوَانُ: " أَشَكُّ فِيهِ (2) ، عَنِ الْحَجَّاجِ الصَّوَّافِ أَوْ عَنْ هِشَامٍ "
9701 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا صَبِيحٌ أَبُو الْمَلِيحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَا يَسْأَلْهُ يَغْضَبْ عَلَيْهِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو جعفر -وهو الأنصاري المؤذن- في عداد المجهولين، لكنه قد توبع، وانظر ما سلف برقم (7511) .
وأما شك مروان الفزاري في روايته: أهي عن حجاج الصواف أو عن هشام الدستوائي، فلا يضر، فكلاهما ثقة من رجال الشيخين.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: لا شك فيه، وهو خطأ.
(3) إسناده ضعيف، أبو صالح -وهو الخُوزي- لم يرو عنه غير صبيح أبي المليح، فهو في عداد المجهولين، وليس له غير هذا الحديث، وهو مختلف فيه، فقد ضعفه ابن معين، وقواه أبو زرعة فقال: لا بأس به! وأما الحافظ ابن حجر فقال في "التقريب": لين الحديث.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (658) ، وأبو يعلى (6655) ، والحاكم 1/491 من طريق مروان بن معاوية الفزاري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" بإثر الحديث (658) ، والترمذي (3373) من طريق حاتم بن إسماعيل، والترمذي أيضا بإثر الحديث (3374) ، والطبراني في "الأوسط" (2452) ، وفي "الدعاء" (23) ، والحاكم 1/491، والمزي في ترجمة أبي صالح الخوزي من "تهذيب الكمال" 33/418 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، كلاهما عن أبي المليح، به. حديث أبي عاصم عند الترمذي وقع خطأ بإثر حديث أبي موسى الأشعري، وهو خطأ صوبناه من =(15/438)
9702 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ " (1)
9703 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءٍ يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي شَيْئًا مِنْهُمَا أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ " (2)
9704 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ قُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ خَلِيلِي أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا تَنْطَحَ ذَاتُ قَرْنٍ جَمَّاءَ " (3)
__________
= "تحفة الأحوذي" 4/224، و"تحفة الأشراف" 11/84.
وسيأتي برقم (9719) و (10178) .
قوله: "من لا يسأله"، قال السندي: أي: الله، والإِضمار لتعين هذا الوصف له، بحيث لا يُظن غيره.
(1) إسناده حسن من أجل أبي عثمان التبان. وانظر (8001) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عطاء بن السائب. وانظر (7382) .
(3) إسناده ضعيف، الصلت بن قويد في عداد المجهولين، قال النسائي: لا أدري كيف هو، حديثه منكر، ثم ذكر له هذا الحديث، كما قاله في "الميزان" =(15/439)
9705 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا " (1)
9706 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ الْمُطَوِّسِ، عَنِ الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ، مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ، لَمْ يَجْزِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ " (2)
__________
= 2/319.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 4/300، والدولابي في "الكنى" 1/116، وابن عرفة في "جزئه"، وعنه ابن حجر في "اللسان" 3/198 من طريق عمار بن محمد، بهذا الإسناد.
قال في "الميزان": واختُلِفَ فيه على عمار، فقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثناه إبراهيم بن عبد الله الهروي، حدثنا عمار، حدثنا الصلت بن قويد الحنفي، عن أبي أحمر، عن أبي هريرة، ورواه الإمام أحمد وابن عرفة، عن عمار بدون أبي أحمر.
قلنا: والصواب رواية الإمام أحمد وابن عرفة، فإن أبا أحمر هي كنية الصلت بن قويد.
ولوقوع الأمنة في آخر الزمان انظر الحديث السالف برقم (9270) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (7403) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة ابن المطوس وأبيه، واسم ابن المطوس يزيد، وقيل: عبد الله بن المطوس. سفيان: هو الثوري، وحبيب: هو ابن أبي ثابت، وقد كان حبيبٌ يروي هذا الحديث عن عمارة بن عمير ثم لقي ابن المطوس =(15/440)