مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ " (1)
7816 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَوَضَّئُونَ مِنْ مَطْهَرَةٍ، فَقَالَ: أَحْسِنُوا الْوُضُوءَ يَرْحَمْكُمُ اللهُ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " (2)
7817 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أُرَاهُ قَالَ: عَنْ ضَمْضَمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَقْتُلَ الْأَسْوَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ: الْعَقْرَبَ وَالْحَيَّةَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7600) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم.
والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (62) . وقد سلف برقم (7122) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ضمضم -وهو ابن جَوس، ويقال: ابن الحارث بن جوس اليمامي- فقد روى له أصحابُ السنن وهو ثقه.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1754) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي 2/216، والبغوي (745) .
والقايل: "أُراه قال: عن ضمضم"، هو عبدُ الرزاق شيخ المصنف فيما يغلِبُ على ظننا، فقد سَلَف هذا الحديث برقم (7178) عن محمد بن جعفر، وبرقم (7379) عن سفيان بنِ عيينة، كلاهما عن معمر، عن يحيى بنِ أَبي كثير، عن ضمضم دونَ شكٍّ، والله تعالى أعلمُ.(13/221)
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: هَكَذَا حَدَّثَنَا مَا لَا أُحْصِي
7818 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ أَمِينٌ، اللهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ " (1)
7819 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أُكَيْمَةَ، يُحَدِّثُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر الكلام على رواية الأعمش عن أبي صالح عندَ الحديثِ الذي سلف برقم (7169) .
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1838) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (1528) .
وأخرجه البيهقي 3/127 من طريق علي ابن المديني، حدثنا يحيى بنُ سعيد القطان، حدثنا سفيان، حدثنا سليمانُ هو الأَعمش، عن أبي صالح -قال ولا أراه سمع منه- عن أَبي هُريرة.
وأخرجه الشافعي 1/59، والحميديُّ (999) ، والترمذي (207) ، والبزار (357- كشف الأَستار) ، وابنُ خزيمة (1528) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (2188) و (2189) و (2190) و (2191) و (2192) ، والطبراني في "الصغير" (157) و (595) و (796) ، وأَبو نعيم في "الحلية" 8/118، والبيهقي في "المعرفة" (5948) وفي "السنن" 1/430 من طرق عن الأَعمش، بهذا الإسناد.
وفي رواية أبي حمزة السكري عند البزار والبيهقي في "السنن" زيادة: قالوا: يا رسول الله لقد تركتنا نتنافس على الأذان بعدك، فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنه يكونُ بعدي أو بعدكم قومٌ سَفَلَتُهُمْ مؤذنوهم". قال البزار: تفرد بآخره أبو حمزة ولم يُتابع عليه.(13/222)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلَاةً جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ بَعْدَمَا سَلَّمَ، فَقَالَ: " هَلْ قَرَأَ مِنْكُمْ أَحَدٌ مَعِي آنِفًا؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِنِّي أَقُولُ: مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ؟ " (1) فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَجْهَرُ بِهِ مِنَ الْقِرَاءَةِ، حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7820 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ، فَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَخَرَجَ سُرْعَانُ النَّاسِ، فَقَالُوا: خُفِّفَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ ذُو الشِّمَالَيْنِ: أَخُفِّفَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " قَالُوا: صَدَقَ. فَصَلَّى بِهِمُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَرَكَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، بَعْدَ مَا سَلَّمَ (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أكيمة -واسمه عُمارة-، وهو ثقة، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث (7270) .
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2795) عن معمر، بهذا الإسناد.
وأَخرجه ابنُ ماجه (849) من طريق عبد الأعلى، والخطيب في "تاريخه" 7/86 من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن معمر، به. ولم يذكر الخطيب. في روايته: فانتهى الناسُ ... الخ.
وأما قولُه في آخر الحديث "فانتهى الناسُ عن القراءة ... " الخ فالأشهر أنَّه مِن قَول الزهري كما مرَّ عندَ الحديثِ (7270) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(13/223)
7821 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (1)
7822 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَعَبْدُ
__________
= وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3447) . وانظر (7201) .
(1) إسناده صحيح، إبراهيم بن خالد -وهو المؤذن الصنعاني-، ورباح -وهو ابن زيد الصنعاني- روى لهما أبو داود والنسائي، وكلاهما ثقة، وباقي رجاله رجال الشيخين غير سهيل بن أَبي صالح، فمن رجال مسلم.
وأَخرجه مسلم (780) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (36) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (965) ، وفي "الكبرى" (8015) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاريّ، عن سهيل بن أَبي صالح، بهذا الإسناد.
وأخرج الحميدي (994) ، والترمذي (2878) من طريق حكيم بن جُبير، عن أَبي صالح، عن أَبي هريرة رفعه: "إنَّ لكل شيء سناماً، وسنامُ القُرآن سورةُ البقرة، فيها آية سيدة آي القُرآن، لا تُقرأ في بيتٍ فيه شيطان إلا خَرَجَ منه، آية الكرسي ... ". قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم ابن جُبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جُبير وضعَّفه.
وسيأتي حديث "المسند" من طريق سهيل بنِ أَبي صالح بالأرقام (8443) و (8915) و (9042) . وانظر ما سيأتي برقم (8804) .
وفي الباب عن النُّعمان بنِ بشير، سيرد 4/274.
وعن أَنس عندَ الفِريابى (38) .
وعن سهل بنِ سعد عند الطبرانيِّ في "الكبير" (5864) .
وعن ابنِ مسعود عند الحاكم 1/561 موقوفاً ومرفوعاً.(13/224)
الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فَيَلْبِسُ عَلَيْهِ فِي صَلَاتِهِ، فَلَا يَدْرِي: أَزَادَ أَمْ نَقَصَ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ " (1)
7823 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " (2)
7824 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3465) . وانظر (7286) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ إبراهيم بن خالد -وهو الصنعاني المؤذن-، ورباح -وهو ابن زيد القرشي مولامم الصنعاني- فقد روى لهما أَبو داود والنسائي، وهما ثقتان.
وأَخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (472) ، وفي "المجتبى" 3/115 والمزي في "تهذيبه" 9/44-45 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
(3) إسناده صحيح. وانظر (7151) .(13/225)
7825 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ تَلَقِّي الْأَجْلَابِ، فَمَنْ تَلَقَّى وَاشْتَرَى، فَصَاحِبُهُ بِالْخِيَارِ إِذَا هَبَطَ السُّوقَ " (1)
7826 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وأَخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (571) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، بهذا الإسناد.
وأَخرجه البيهقي 5/348 من طريق الأوزاعي، عن محمد بنِ سيرين، به.
وأَخرجه ابنُ أَبي شيبة 6/398 من طريق عبدِ الله بنِ عون، عن محمد بن سيرين، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وسيأتي برقم (9236) و (10324) ، وأما النهي عن تلقي الأجلاب فسيأتي من طرق أخرى عن أَبي هريرة ضمن الأَحاديث (9120) و (9222) و (9310) و (10004) و (10516) .
وفي الباب عن ابن عباس وابن مسعود، وقد سلفا برقم (3482) و (4096) ، وذكرنا عندهما الأحاديث الأُخرى في الباب.
"الأَجلاب"، قال السندي: هي ما يجلبه الركبانُ من الأَمتعة.
"فصاحبه"، أي: صاحب المتاع، وهو البائع.
(2) إسناده صحيح.=(13/226)
7827 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ بُرْقَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ (1) الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ " (2)
__________
= وأخرجه أبو يعلى (5844) من طريق فليح، عن الزهري، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (7831) و (7835) (8788) و (9144) و (9850) و (10715) و (10716) .
وأخرجه مسلم (530) (21) من طريق عبيدِ الله بنِ الأَصم، عن يزيد بن الأَصم، عن أَبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7358) .
وفي الباب عن أَبي عُبيدة سلف برقم (1691) .
وعن ابن عباس وعائشة معاً سلف برقم (1884) .
وعن زيد بن ثابت سيأتي 5/184.
وعن أُسامة بنِ زيد، سيأتي أَيضاً 5/203.
وعن عمر بن عبد العزيز مرسلاً عند مالك 2/892، ومن طريقه عبد الرزاق (9987) و (19368) ، وابن سعد 2/240، والبيهقي في "السنن" 9/208، وفي " الدلائل" 7/204.
وعن عُبيدِ الله بن عبد الله بن عتبة مرسلاً أَيضاً عند ابنِ سعد 2/240.
(1) تحرفت لفظة "بن" في (م) إلى: أنا.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، يزيد بن الأَصم وجعفر بن برقان من رجال مسلم، وباقي رجاله رجال الشيخين.
وأَخرجه أَبو عوانة في البر والصِّلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 268، وابنُ حبان (394) ، وأَبو نعيم في "الحلية" 7/124 من طرق عن جعفر بن برقان،=(13/227)
7828 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (1)
7829 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (2)
7830 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
__________
= بهذا الإسناد.
وأَخرجه مسلم (2564) (33) ، والبيهقي في "الشعب" (11151) من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن أَبي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز، عن أَبي هريرة ضِمنَ حديثٍ مطول.
وأَخرجه إسحاق بن راهويه (379) عن كُلثوم بن محمد بن أَبي سدرة، عن عطاء بن أَبي مسلم الخراساني، عن أَبي هُريرة.
وسيأتي برقم (10960) .
وفي الباب عن أَبي مالك الأَشعريِّ عندَ الطبرانى (3456) .
(1) إسنادُه صحيح على شرط الشيخين. ابنُ جريج: هو عبدُ الملك بن عبد العزيز بن جريج.
وقد سلف برقم (7457) عن عبد الرزاق، عن ابن جريج.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7613) .(13/228)
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدَّثَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُصَلِّي الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ فَقَالَ: " أَلِكُلِّكُمْ ثَوْبَانِ؟ " (1)
7831 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: - قَالَ ابْنُ بَكْرٍ (2) : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يَرْفَعْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ -: " قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ والنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " (3)
7832 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ يَأْذَنِ اللهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ (4) - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: لِمَنْ - يَتَغَنَّى (5) بِالْقُرْآنِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7606) .
(2) قوله: "قال ابن بكر" سقط من (م) والنسخ المتأخرة، واستدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7826) .
(4) كلمة "لنبي" أثبتناها كذلك من نسخة أُشير إليها على هامش (ظ 3) ، وفي كافة الأصول مكانها "لمن"، وما أَثبتناه هو الصواب حتى يصح تفريق المؤلف بين رواية عبد الرزاق وبين رواية ابن بكر، فذكر أن عبد الرزاق قال في حديثه: "لمن يتغنى"، فعلى هذا فمحمد بن بكرقال في حديثه: "لنبي يتغنى" كما أثبتنا، والله تعالى أعلم.
(5) في (ظ 3) و (عس) : تغنَّى.(13/229)
قَالَ صَاحِبٌ لَهُ، زَادَ: - فِيمَا يَجْهَرُ بِهِ " (1)
7833 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أُكَيْمَةَ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً يَجْهَرُ فِيهَا، ثُمَّ سَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: " هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ آنِفًا؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ؟ " (2)
7834 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - وَهُوَ يُخْبِرُهُمْ -، قَالَ: " وَفِي كُلِّ صَلَاةٍ قُرْآنٌ (3) ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى مِنَّا أَخْفَيْنَاهُ مِنْكُمْ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4167) . وانظر (7670) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ ابن أُكيمة، واسمه عُمارة، وهو ثقة، وقد سَلَفَ الكلامُ عليه عندَ الحديث (7270) .
ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأَخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (320) من طريق محمد بن بكر البُرْساني، بهذا الإسناد.
وأَخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (2796) عن ابن جريج، به.
وانظر (7270) .
(3) في بعض الأصول: قرآناً، وضُبِّب عليها في بعضها.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أَبي رباح.=(13/230)
7835 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ: قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لُعِنَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " (1)
7836 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، أَنَّ أَبَا السَّائِبِ، مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ ". قَالَ أَبُو السَّائِبِ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: يا أَبَا هُرَيْرَةَ (2) إِنِّي أَكُونُ أَحْيَانًا وَرَاءَ الْإِمَامِ قَالَ أَبُو السَّائِبِ: فَغَمَزَ أَبُو هُرَيْرَةَ ذِرَاعِي، فَقَالَ: " يَا فَارِسِيُّ، اقْرَأْهَا (3) فِي نَفْسِكَ "
إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
__________
= وهو مكرر (7696) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الكوفي البغدادي، وأَبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء. وانظر (7826) .
(2) قوله: "يا أَبا هريرة" أثبتناه من (ظ3) و (عس) .
(3) في (ظ3) و (عس) . اقرأ بها.(13/231)
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَءُوا، يَقُولُ: فَيَقُولُ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] ، فَيَقُولُ اللهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] ، فَيَقُولُ اللهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، فَيَقُولُ اللهُ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَقَالَ: هَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] ، قَالَ: آخِرُهَا (1) لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، قَالَ: يَقُولُ عَبْدِي: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ، وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَذَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ " (2)
7837 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَا كِلَاهُمَا (3) : مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، وَقَالَا: {مَالِكِ} [آل عمران: 26] ، وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ:
__________
(1) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: أجدها! وضبِّب عليها في (س) و (ظ 1) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء بن عبد الرحمن وأبي السائب، فهما من رجال مسلم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2767) ، ومن طريقه أَخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (75) ، ومسلم (395) (40) ، وأَبو عوانة 2/127، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (53) . ورواية أَبي عوانة مختصرة. وانظر (7406) .
(3) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) والنسخ المتأخرة: قالا كل منهما!
والمراد بكليهما شيخا المصنف في هذا الحديث، وقال الشيخ أَحمد شاكر: لم=(13/232)
يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَءُوا، يَقُومُ الْعَبْدُ فَيَقُولُ ". (1)
7838 - قَالَ: وحَدَّثَنَاهُ (2) يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، مَوْلَى الْحُرَقَةِ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ زُهْرَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3)
7839 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الْقَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ، مَا أَنَا نَهَيْتُ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَلَكِنْ مُحَمَّدٌ نَهَى عَنْهُ، وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ، مَا أَنَا قُلْتُ: " مَنْ أَدْرَكَهُ الصُّبْحُ جُنُبًا فَلْيُفْطِرْ "، وَلَكِنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= يذكر الإِمام أَحمد هنا باقي الإسناد، إحالة على الإسناد قبله، ولكنه أراد النص على أَن شيخيه ابن بكر والأَنصاري قالا في الإسناد: "أنَّ أَبا السائب مولى عبد الله بن هشام بن زهرة"، فنسبا ولاءه لعبد الله، لا لأبية هشام بن زهرة، وكلاهما صحيح، فمولى الأب مولى للابن، والعكس صحيح.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله.
(2) سقط هذا الحديث من نسخة قديمة هي (ظ 3) !
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن إسحاق -واسمه محمد- صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه البخاري (73) ، والبيهقي (58) -كلاهما في "القراءة خلف الإِمام"- من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والبيهقي أَيضاً (57) من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.(13/233)
قَالَهُ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، فِي حَدِيثِهِ: إِنَّ يَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ، أَخْبَرَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الْقَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ (1)
7840 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنْ جَهِلَ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وقد وهم محمد بن بكر البرساني في تسمية الراوي عن أَبي هريرة عبد الرحمن بن عمرو القاري، والصوابُ في اسمه: عبد الله بن عمرو كما رواه عبد الرزاق، وهو أثبت في ابن جريج من محمد بن بكر، فقد روى أَبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/457 عن الإِمام أَحمد أنه سُئِلَ: من أثبت في ابن جريج، عبد الرزاق أَو محمد بن بكر البرساني؟ قال: عبدُ الرزاق.
قلنا: وقد وافق عبدَ الرزاق في ذلك سفيانُ بن عيينة، وهو الإِمام الحافظ الجليل، ورواية سفيان صححها الدارقطنيُّ في "العلل" 3/ورقة 102، وقد سلفت في "المسند" برقم (7388) ، وانظر تمام كلامنا على الحديث هناك.
والشطر الثاني من الحديث أَخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (7399) عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابنُ يونس بن أَبي إسحاق السَّبيعي، وأَبو حَصين: هو عثمان بن عاصم بن حُصين الأَسدي.
وسيأتي برقم (8674) و (9191) و (9943) و (10132) و (10428) و (10635) من طريق أَبي صالح، عن أَبي هريرة، وسلف من طريقه برقم (7693) ضمن حديث في الصوم. وانظر (7340) .(13/234)
7841 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رَجُلًا رَفَعَ غُصْنَ شَوْكٍ مِنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ، فَغُفِرَ لَهُ " (1)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَهَذَا الْحَدِيثُ مَرْفُوعٌ وَلَكِنْ سُفْيَانُ قَصَّرَ فِي رَفْعِهِ "
7842 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: رَجُلٌ خَطَبَ امْرَأَةً، فَقَالَ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " انْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابنُ أَبي صالح- فمن رجال مسلم.
وأخرجه الحميدي (1140) عن سفيان، بهذا الإسناد فرفعه.
وسيأتي من طرق عن أَبي صالح، عن أَبي هريرة مرفوعاً، انظر (8498) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان، فمن رجالِ مسلم سفيان: هو ابنُ عيينة.
وأَخرجه الحميدي (1172) ، وسعيد بن منصور (523) ، ومسلم (1424) (74) ، والنسائي في "المجتبى" 6/77، وفي "الكبرى" (5347) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/14، وفي "شرح مشكل الآثار" (5058) ، وابن حبان (4041) و (4044) ، والدارقطني 3/253، والبيهقي 7/84 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وزاد عند الطحاوي في "المشكل": قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كم أصدقتها؟ " قال: ثمان أواق، قال: "لو كان أَحدكم يَنْحِتُ من الجبل ما زادَ".
وأَخرجه مسلم (1424) (75) ، والنسائي في "الكبرى" (5345) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، والنسائي في "المجتبى" 6/77، وفي "الكبرى"=(13/235)
7843 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ (1) ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشِّغَارِ " (2)
__________
= (5348) من طريق علي بن هاشم بن البريد، كِلاهما عن يزيد بن كيسان، به.
وزاد مسلم قصة الصداق.
وأَخرجه النسائي في "الكبرى" (5350) من طريق أَحمد بن منيع، عن علي بن هاشم، عن يزيد بن كيسان، عن أَبي حازم، عن جابر بن عبد الله. وقال في "المجتبى" 6/77: الصواب أَبو هريرة.
وسيأتي برقم (7979) .
وفي الباب عن جابر بنِ عبد الله، ومحمد بن مسلمة، والمغيرة بن شعبة، وأبي حميد السَّاعدي، وستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 3/335 و3/493 و4/244 و5/424.
وعن أَنسِ بنِ مالك عند عبد بن حميد (1254) ، وابن ماجه (1865) ، وابن الجارود (676) ، والدارقطني 3/253، والبيهقي 7/74. وصححه ابنُ حبان (4043) ، والحاكم 2/165، ووافقه الذهبي.
قوله: "شيئاً"، قال النووي: قيل: المراد صِغَر، وقيل: زُرْقة.
(1) تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: عبد الله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري، وأَبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأَخرجه ابن أَبي شيبة 4/380، ومن طريقه مسلم (1416) (61) ، وابن ماجه (1884) ، والبيهقي 7/200 عن أَبي أُسامة، بهذا الإسناد. وقُرن بأبى أُسامة في "مصنف ابن أَبي شيبة" ومسلم والبيهقي: عبدُ الله بن نمير، وفي ابن ماجه يحيى بن سعيد القطان.
وأخرجه مسلم (1416) (61) من طريق عبدة بن سُليمان، والنسائي في=(13/236)
7844 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُرِّمَ (1) عَلَى لِسَانِي مَا بَيْنَ لَابَتَيْ الْمَدِينَةِ " ثُمَّ جَاءَ بَنِي حَارِثَةَ، فَقَالَ: " يَا بَنِي حَارِثَةَ، مَا أُرَاكُمْ إِلَّا قَدْ خَرَجْتُمْ مِنَ الْحَرَمِ " ثُمَّ نَظَرَ، فَقَالَ: " بَلْ أَنْتُمْ فِيهِ، بَلْ أَنْتُمْ فِيهِ " (2)
__________
= "المجتبى" 6/112 من طريق إسحاق الأزرق، كلاهما عَن عُبيد الله بنِ عمر، به.
وزاد النسائي في روايته: قال عُبيد الله: والشغارُ: كان الرجلُ يزوج ابنته على أن يزوجه أخته.
وسيأتي عن عبدِ الله بنِ نُمير، عن عُبيد الله برقم (9667) و (10439) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (7032) ، وذكرنا عنده أحاديث الباب الأخرى.
والشغار فسَّره ابن نمير في روايته التي ستأتي، وهو: أن يقول الرجل: زوجني ابنتك وأزوِّجك ابنتي، أو زوجني أختك وأزوجك أختي.
(1) في (م) فقط: حرَّم الله، بزيادة لفظ الجلالة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عُبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.
وأَخرجه البخاري (1869) ، والخطيب في "تاريخه" 4/112 و7/196 من طرق عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.
وأَخرجه ابن خزيمة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 160، وابن الجارود في "المنتقى" (511) من طريق محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، به.
وأَخرجه ابن ماجه (3113) من طريق عبد العزيز بن أَبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن الحرقي، عن أَبية، عن أَبي هريرة: أن النبي قال: "اللهم إنَّ إبراهيمَ=(13/237)
7845 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ: (1)
[البحر الطويل]
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا ... عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ،
__________
= خليلُك ونبيُّك، وإنك حَرَّمتَ مكة على لسانِ إبراهيم، اللهم وأَنا عَبْدُكَ ونبيُّكَ، وإني أُحرِّمُ ما بين لابتيها".
وسيأتي (8887) ، وانظر ما سلف برقم (7218) .
وقد اختلف في إسناد الحديثِ على عُبيد الله بنِ عمر، فروي عنه عن أَبي سعيد المقبري، عن أَبي هريرة، وروي عنه، عن سعيد المقبري، عن أَبية، عن أَبي هريرة. ورواية من رواه عنه، عن سعيد، عن أَبي هريرة أَصح كما قال الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 192.
قوله: "ثم جاء بني حارثة" قال الحافظ في "الفتح" 4/85: في رواية الإِسماعيلي: ثم جاء بني حارثة وهم في سند الحرة، أي في الجانب المرتفع منها، وبنو حارثة بمهملة ومثلثة: بطن مشهورٌ من الأوس، وهم حارثةُ بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، وكان بنو حارثة في الجاهلية وبنو عبد الأشهل في دار واحدة، ثم وقعت بينهم الحربُ، فانهزمت بنو حارثة إلى خيبر
فسكنوها، ثم اصطلحوا، فرجع بنو حارثة، فلم ينزلوا في دار بني عبد الأشهل، وسكنوا في دارهم هذه، وهي غربي مشهد حمزة.
وقوله: "ما أُراكم"، قال السندي: بضم الهمزة، أي: ما أظنكم.
(1) في النسخ المتأخرة بعد كلمة "الطريق" زيادة كلمة "شِعر" -وفي (م) : شعراً! - وهي من زيادة النساخ، فقد كان من عادتهم أن يثبتوها للتنبيه إلى أن ما بعدها من الشِّعر وليس من النثر.(13/238)
قَالَ: وَأَبَقَ مِنِّي غُلَامٌ لِي فِي الطَّرِيقِ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْتُهُ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ، إِذْ طَلَعَ الْغُلَامُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَذَا غُلَامُكَ " قُلْتُ: هُوَ لِوَجْهِ اللهِ، فَأَعْتَقْتُهُ (1)
7846 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَأْرِزُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قيس: هو ابن أَبي حازم البجلي الأحمسي.
وأخرجه ابن سعد 4/325-326، والبخاري (2531) و (4393) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/379 من طريق أَبي أُسامة حماد بن أُسامة، بهذا الإسناد.
وأَخرجه البخاري (2530) من طريق محمد بن بشر، و (2532) من طريق إبراهيم بن حميد، كلاهما عن إسماعيل بن أَبي خالد، به.
قوله في الشعر: "يا ليلةً"، قال الحافظ في "الفتح" 5/163: كذا في جميع الروايات، قال الكرماني: ولا بد من إثبات فاء أو واو في أوله ليصير موزوناً، وفيه نظر، لأن هذا يسمى في العروض: الخَرْم، بالمعجمة المفتوحة والراء الساكنة، وهو أن يحذف من أَول الجزء حرف من حروف المعاني، وما جاز حذفه لا يقال: لا بد من إثباته، وذلك أمر معروف عند أهله.
"وعنائها"، أي: تعبها.
"دارة الكفر"، الدارة أخص من الدار، وقد كثر استعمالها في أشعار العرب، كقول امرىء القيس:
ولا سيَّما يوماً بدارةِ جُلْجُلِ.(13/239)
إِلَى الْمَدِينَةِ، كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا " (1)
7847 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ امْرَأَةً عُذِّبَتْ فِي هِرَّةٍ، أَمْسَكَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ مِنَ الْجُوعِ، لَمْ تَكُنْ تُطْعِمُهَا، وَلَمْ تُرْسِلْهَا فَتَأْكُلَ مِنْ حَشَرَاتِ الْأَرْضِ، وَغُفِرَ لِرَجُلٍ نَحَّى غُصْنَ شَوْكٍ عَنِ الطَّرِيقِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري.
وأَخرجه ابن أَبي شيبة 2/181، ومن طريقه مسلم (147) ، وابن ماجه (3111) ، وابن حبان (3729) عن أَبي أَسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد.
وأَخرجه البخاري (1876) ، ومن طريقه البغوي (65) من طريق أنس بن عياض، عن عبيد الله بن عمر، به.
وسيأتي برقم (9471) و (10440) .
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1604) .
وعن عبد الرحمن بن سنة، سيأتي 4/73-74. وفيه عندهما: "ليأرزن الإِيمانُ بَيْنَ هذين المسجدين" يعني بالمسجدين: مسجد مكة ومسجد المدينة.
"يأرز": ينضمُّ ويجتمع بعضُه إلى بعض. ومعنى "يأرز الإِيمان"، أي: أهل الإِيمان، قاله ابن حبان في "صحيحه" 9/47.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير بن العوام.
وأخرج الشطر الأول منه مسلم (2243) ، وأَبو يعلى (6152) ، والبغوي (1670) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.=(13/240)
7848 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِرَاءٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ " (1)
7849 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي خَالِدٍ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رَدَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَلَمَّا جَاءَ فِي الرَّابِعَةِ، أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ " (2)
__________
= وسيأتي برقم (9482) عن أَبي معاوية، عن هشام. وانظر ما سلف برقم (7547) .
وأما الشطر الثاني فقد أَخرجه أَبو يعلى (6051) من طريق محمد بن سيرين، وابن حبان (539) من طريق عبد الرحمن بن حجيرة، كلاهما عن أَبي هريرة.
وسيأتي برقم (9669) عن ابن نمير، عن هشام. وانظر أيضاً (8498) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة- حسن الحديث، وقد تُوبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأَخرجه البزار (كشف الأستار- 2313) ، والحاكم 2/223، وأَبو نعيم في "الحلية" 8/212-213، وفي "أخبار أصبهان" 2/123 من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر (7508) .
قوله: "مِراء في القرآن"، قال السندي: أي المراء الذي يكون لقصد التكذيب والإِبطال كفر، والذي لكشف الحقيقة وتحقيق الحق ليس بكفر.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أَبي مالك الأسلمي، وأَبو مالك هذا ذكره ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/271، وابن حجر في "الإِصابة"=(13/241)
7850 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ مِثْلَهُ (1)
7851 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْإِمَاءِ " (2)
__________
= 7/357، نقلاً عن أَبي موسى المديني، وذكرا أنه أورد له هذا الحديثَ من طريق محمد بن بكير، عن ابن أَبي زائدة، بهذا الإسناد. وقال ابنُ حجر: ذكر ابنُ حزم هذا الحديثَ، فقال: أبو مالك لا أَعرفه.
قلنا وقد روى النسائيُّ في "الكبرى" (7201) نحو هذا الحديث من طريق سلمة بنِ كُهيل، عن أَبي مالك، عن رجل من أصحابِ النبيِّ. وأَبو مالك الذي روى عنه سلمةُ بنُ كهيل هو غزوان الغفاري صاحب التفسير كما في "تهذيب الكمال" 23/100. وذكر ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 8/246 أن
إسماعيل بنَ أَبي خالد روى عنه صاحبُ التفسير فقال: وفي تفسير سورة الرحمن من "صحيح البخاري": وقال أَبو مالك: العصف: أَوَّلُ ما ينبُتُ ... فذكر تفسيرَه، ووصله عَبْدُ بنُ حُميد، عن يحيى الحِماني، عن ابنِ المبارك، عن إسماعيل بن أَبي خالد، عن أَبي مالك، في قوله تعالى: (ذو العَصفِ
والريحانُ) ، وأخرجه الطبري 27/121 من وجه آخر عن ابن المبارك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة ابن وقاص- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن زكريا بن أبي زائدة.
وسيأتي مطولاً (9809) ، وانظر تخريجه وأَحاديث الباب هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أَبو حازم: هو سلمان الأَشجعي=(13/242)
7852 - حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ،
__________
= الكوفي.
وأَخرجه الطيالسي (2520) ، وابن أَبي شيبة 7/35، والدارمي (2620) ، والبخاري (2283) و (5348) ، وأَبو داود (3425) ، وأَبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1547) ، والطحاوي في "المشكل" (618) و (619) ، وابن حبان (5159) ، والبيهقي 6/126، والخطيب في "تاريخه" 10/433 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
زاد ابن حبان في روايته: مخافةَ أن يَبغِينَ. وهذه الزيادة مدرجة من قول شعبة، كما جاء مصرحاً به في حديث رافع بن خديج الآتي في مسنده 4/141.
وأَخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (622) ، والبيهقي 8/8 من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أَبية، عن أَبي هريرة قال: نهى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن كسبِ الأَمَةِ إلا أن يكون لها عملٌ واصِبٌ أو كسبٌ يعرف.
وسيأتي الحديثُ من طريق أَبي حازم برقم (8571) و (8969) و (9640) و (9857) و (10229) ، وانظر (7976) .
وفي الباب عن رافع بن رفاعة، سيأتي في "المسند" 4/341، ولفظه: ونهانا (أي: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عن كسب الأَمَة إلا ما عملت بيدها، وقال هكذا بأصابعه نحو الخبز والغزل والنفش. أي: نَدْف القطن والصوف.
وعن رافع بن خديج عند أبي داود (3427) ، والحاكم 2/42، ولفظه: نهى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن كسب الأَمَة حتى يعلم من أين هو.
وعن عثمان بن عفان قال: لا تكلِّفوا الأَمَةَ غير ذات الصنعةِ الكسبَ، فإنكم متى كلَّفتُهوها ذلك كسبت بفَرْجِها ... أخرجه مالك في "الموطأ" 2/981 بإسناد صحيح.(13/243)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْمَجْلِسَ فَلْيُسَلِّمْ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَقْعُدَ، فَلْيُسَلِّمْ إِذَا قَامَ، فَلَيْسَتِ الْأُولَى بِأَوْجَبَ مِنَ الْآخِرَةِ " (1)
7853 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ (2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ " (3)
7854 - وقَالَ يَعْنِي عَبْدَةَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (4)
__________
(1) إسناده قوي، محمد بن عجلان قوي الحديث، وقران بن تمام شيخ المصنف روى له أَصحابُ السنن غيرَ ابن ماجه، ووثقه أَحمدُ وابنُ معين والدَّارقطني، وذكره ابنُ حبان في موضعين مِن "ثقاته"، وقال في أَحدهما: يُخطىء، وقال أَبو حاتِم: شيخٌ لين، وقال ابنُ سعد: كانت عنده أَحاديثُ ومنهم مَنْ يستضعِفُه! وانظر (7142) .
(2) تحرف في الموضعين في (م) والنسخ المتأخرة إلى: عبيدة، والتصويب من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "أطراف المسند" 8/150، وسيأتي على الصواب عند المصنف برقم (9180) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابى.
وأخرجه الترمذي (22) عن أَبي كريب، عن عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وانظر (7513) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن=(13/244)
7855 - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْيَمَامِيُّ، عَنْ طَيِّبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخَنَّثِي الرِّجَالِ، الَّذِينَ يَتَشَبَّهُونَ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، الْمُتَشَبِّهِينَ بِالرِّجَالِ، وَرَاكِبَ الْفَلَاةِ وَحْدَهُ " (1)
__________
= عاصم بن عمر بن الخطاب.
وأَخرجه النسائي في "الكبرى" (3036) من طريق هشام الدستوائي، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/346 من طريق المعتمر بن سليمان، كلاهما عن عُبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وانظر (7412) .
(1) صحيح دون قوله: "وراكب الفلاة وحده"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة طيب بن محمد، فقد تفرد أَيوب بن النجار بالرواية عنه، وقال أَبو حاتم 4/498، والذهبي في "الميزان" 2/346: لا يعرف، زاد الذهبي: وله ما ينكر، وذكره العقيلي في "الضعفاء" 2/232، وتساهل ابن حبان فأورده في "ثقاته" 6/493، وقال: روى عنه أَيوب السختياني، فوهم، فإن أَيوب الراوي عنه هو ابن النجار،
ونبَّه على وهم ابن حبان هذا الحافظُ ابنُ حجر في "لسان الميزان" 3/214، وحديثُ طيِّبٍ هذا أَورده البخاري في "التاريخ الكبير" 4/362 عن قتيبة، عن أيوب بن النجار، وزاد فيه: أنه لعن المتبتِّلين والمتبتلاتِ والبائتَ وحده، وقال: لايصح.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4728) من طريق الإِمام أَحمد، بهذا الإسناد. وقال: تفرد به أَيوب بن النجار عن طيب بن محمد.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/232، والخطيب في "تاريخه" 4/327 من طريق أَيوب بن النجار، به.
وأَخرجه دونَ قوله: "وراكب الفلاة وحده" ابن أَبي شيبة 9/63 عن حاتم بن=(13/245)
7856 - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَاجَّ آدَمُ مُوسَى، فَقَالَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي أَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الْجَنَّةِ بِذَنْبِكَ، وَأَشْقَيْتَهُمْ؟ " قَالَ: " فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِهِ وَكَلَامِهِ، فَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ (1) أَوْ قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟ " قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى " (2)
__________
= إسماعيل، عن جهضم بن عبد الله، عن أَبي سلمة، عن أَبي هريرة. ورجاله ثقات إلا أنه منقطع بين جهضم وبين أَبي سلمة، إلا أن يكون قد سقط الواسطة بينهما من هذه الطبعة.
وسيأتي الحديث مكرراً برقم (7891) ، وبأطول مما هنا، وله طريق آخر يصح بها دون لعن الراكب بالفلاة وحده، ستأتي برقم (8309) .
وأَحاديث النهي عن التشبه سلفت الإِشارة إليها عند حديث ابن عمر برقم (5328) .
وفي باب النهي -وليس اللعن- عن الوحدة في السفر عن ابن عباس، سلف برقم (2510) .
وعن ابن عمر، سلف برقم (4748) .
وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6748) .
(1) كلمة "عليَّ" ليست في (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأَخرجه البخاري (4838) ، ومسلم (2652) (15) من طريق أَيوب بن النجار، بهذا الإسناد.=(13/246)
7857 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ يَعْقُوبَ أَو ابْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى عَضَلَةِ سَاقَيْهِ، ثُمَّ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ، ثُمَّ إِلَى كَعْبَيْهِ، فَمَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فِي النَّارِ " (1)
7858 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، لَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا
__________
= وأخرجه ابنُ أَبي عاصم في "السنة" (151) من طريق الأوزاعي، و (152) من طريق عكرمة بن عمار، كلاهما عن يحيى بن أَبي كثير، به. وانظر (7635) .
(1) حديث صحيح، وقوله: يعقوب أو ابن يعقوب، الصواب فيه ابن يعقوب، وهو عبدُ الرحمن بنُ يعقوب مولى الحرقة كما رجحنا عندَ الحديث (7467) ، وقد استوفينا الكلامَ عليه هُناك.
وأَخرجه النسائي في "الكبرى" (9709) عن محمود بن خالد، عن الوليد بن مسلم، عن الأَوزاعي، عن يحيى بن أَبي كثير، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أَبي هريرة. كذا قال محمود بن خالد في روايته عن الوليد: يعقوب بن إبراهيم، وأسقط من إسناده محمدَ بن إبراهيم التيمي!
وأَخرجه النسائي مرة أخرى (9710) عن إسحاق بن منصور، عن أَبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، عن الأَوزاعي، عن يحيى بن أَبي كثير، فقال: حدثنا محمد بن إبراهيم، عن أَبي هريرة.(13/247)
تَنَاجَشُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (1)
7859 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ أَوِ الْمُؤْمِنَةِ، فِي جَسَدِهِ، وَفِي مَالِهِ، وَفِي وَلَدِهِ، حَتَّى يَلْقَى اللهَ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة.
وأَخرجه مطولاً البيهقي في "الشعب" (11155) من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، بهذا الإسناد.
وأَخرجه مسلم (2563) (29) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أَبي هريرة، بلفظ: "لا تهجَّرُوا ولا تدابَرُوا ولا تَحَسَّسُوا ولا يَبِعْ بعضُكم على بيعِ بعض، وكونوا عبادَ اللهِ إخواناً".
وسيأتي برقم (10001) و (10701) من طريق الأعرج عن أَبي هريرة. ومن طرق أخرى عن أَبي هريرة برقم (8118) و (8504) و (10078) و (10251) ، وانظر (7727) و (7875) و (9051) و (9763) .
وسيأتي التحذير من الظن برقم (10001) من طريق أَبي الزناد، عن الأعرج عن أَبي هريرة.
وسيأتي النهي عن التناجش وغيره من هذا الطريق برقم (8937) و (10004) وانظر ما سلف برقم (7248) .
(2) إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابنُ حبان (2913) ، والحاكم 1/346، والبغوي (1436) من طريق يزيد بنِ هارون، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه=(13/248)
7860 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
= الذهبي. وقال البغوي: حديث حسن صحيح. قلنا: وهم الحاكم والذهبي في تصحيحه على شرط مسلمٍ، لأن محمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم متابعة.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/231، وهناد بنُ السري في "الزهد" (402) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (494) ، والترمذي (2399) ، والبزار (761- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (5912) و (6012) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/91 و8/212، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/374، وفي "شعب الإِيمان"
(9837) ، وفي "الآداب" (909) ، والبغوي (1436) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/182 من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/236 بلاغاً عن أبي الحباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة. وقد جاء موصولاً عندَ أبى نعيم في "الحلية" 3/265، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/180، أخرجاه من طريق معن بن عيسى، عن مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن يسار، به. وقال أبو نعيم: قد رواه أصحابُ مالك عنه في "الموطأ" أنه بلغه عن أبي الحباب، ولم يُسموا ربيعة، وتفرد به معنٌ بتسمية ربيعة. وقال ابن عبد البر: لا أحفظه لِمالك عن ربيعة، عن أبي الحباب إلا بهذا الإسناد.
وأخرج أبو يعلى (6095) ، وابن حبان (2908) ، والحاكم 1/344 من طريق يونس بن بكير، قال حدثنا يحيى بن أيوب البجلي، قال: حدثنا أبو زرعة، قال: حدثنا أبو هريرة، قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الرجلَ لَتكونُ له عندَ اللهِ المنزلة، فما يَبْلُغُهَا بعمل، فما يزالُ الله يبتليه بما يكره حتى يُبلغه إياها". وهذا إسناد حسن.
وسيأتي برقم (9811) ، وانظر (7192) و (8027) .
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سَلَفَ برقم (1481) ، وإسناده حسن.(13/249)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: " قُومُوا، فَإِنَّ لِلْمَوْتِ فَزَعًا " (1)
7861 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ " (2)
__________
(1) إسناده حسن، كسابقه.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/357 عن علي بن مسهر، وابن ماجه (1543) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن محمد بنِ عمرٍو، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (8527) ، وانظر ما سلف برقم (7593) وما سيأتي برقم (9300) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه الترمذي (2090) من طريق يحيى بن سعيد، وأبو يعلى (5948) من طريق خالد بن عبد الله، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة برقم (7899) و (9814) و (9848) ، وهو في الموضعين الأول والثالث مطوَّل. وسيأتي من طرق أخرى عنه برقم (8236) و (8418) و (8673) و (9875) و (9983) و (10816) .
وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/215.
وعن جابر، سيأتي 3/296.
وعن المِقدام بن معدي كرب، سيأتي 4/131.
قوله: "ضياعاً"، قال الحافظ في "الفتح" 5/61: بفتح المعجمة، أي: عيالاً. قال الخطابى: جُعِلَ اسماً لكل ما هو بصدد أن يضيعَ من ولد أو خدم، وأنكر الخطابيُّ كسر الضاد، وجوَّزه غيرُه على أنه جمع ضائع كجياع وجائع.=(13/250)
7862 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى بَطْنِهِ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ لَضِجْعَةٌ مَا يُحِبُّهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
7863 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ، وَأَيُّ الْأَعْمَالِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ " قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ سَنَامُ الْعَمَلِ " قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " حَجٌّ مَبْرُورٌ " (2)
__________
= قوله: "فإليَّ"، قال السِّندي: أي: مرجعه وأمره إليَّ، يريد أنَّه يتحمَّلُ ذلك ويُنفق على من يحتاج إلى الإِنفاق.
(1) حديث قوي، وظاهر هذا الإسناد أنه حسن كسابقه، لكن أخطأ فيه محمد بن عمرو، فرواه عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، والصواب: عن أبي سلمة، عن يعيش بن طخفة، عن أبية، كما يأتي في "المسند" 3/429-430، بيَّن ذلك البخاريُّ في "تاريخه" 4/366، وابن أبي حاتم في "العلل"
2/233.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 9/115، والترمذي (2768) ، وابن حبان (5549) ، والحاكم 4/271، والبيهقي في "الآداب" (838) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم! فأخطأ، فمحمد بن عمرو قد أخرج له مسلم متابعة، ولم يحتجَّ به. وسيأتي برقم (8041) .
وفي الباب عن الشريد بن سويد الثقفي، سيرد 4/388، وإسناده قوي كما قال ابن كثير في "جامع المسانيد".
(2) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/301 عن علي بن مسهر، وهناد في "الزهد" (1067) ، والترمذي (1658) ، وابن حبان (4598) من طريق عبدة بن سليمان،=(13/251)
7864 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهِلَالَ، قَالَ: " إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ " (1)
7865 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَصْبِرُ أَحَدٌ عَلَى لَأْوَاءِ الْمَدِينَةِ وَجَهْدِهَا، إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا وَشَهِيدًا، أَوْ شَهِيدًا وَشَفِيعًا " (2)
__________
= والبخاري في "خلق أفعال العباد" (150) من طريق عمر بن طلحة، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. ورواية البخاري مختصره.
وانظر ما سلف برقم (7511) و (7590) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/21، ومسلم (1081) (20) ، والنسائي 4/134، والبيهقي 4/206 من طرق عن محمد بن بشر، به. وانظر ما سلف برقم (7516) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وهو لم يسمع من أبي هريرة، بينهما في هذا الحديث أبوه، لكن هكذا وقع عندنا في هذا الموضع في سائر أصولنا الخطية و"جامع المسانيد" 7/ورقة 99، و"أطراف المسند" 7/314، بإسقاطه، وقد أخرجه المزي في ترجمة صالح من "تهذيبه" 13/58 عن هذا الموضع من "المسند" فذكر فيه أبا صالح، وهو الصواب إن شاء الله، وسيأتي موصولاً كذلك برقم (8516) .=(13/252)
7866 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، شَكَّ فِيهِ: " شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا " (1)
7867 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدَّثَهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " (2)
__________
= وأخرجه الحميدي (1167) ، ومسلم (1378) (484) ، وابن حبان (3739) من طريق أبي عبد الله القراظ، عن أبي هريرة.
وانظر ما بعده.
وسيأتي الحديث من طرق عن أبي هريرة مطولاً ومختصراً (8015) و (8458) و (8516) و (8592) و (9161) و (9237) و (9670) و (9770) و (9993) و (9994) .
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1573) .
وصن ابن عمر سلف برقم (5935) .
قوله: "اللَّأْواء"، قال السندي: بفتح لامٍ وسكون همزة ممدودة: هي الشِّدة وضِيق العيش. والجَهْد: بالفتح: بمعنى المشقة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، فقد كرره المصنف موصولاً برقم (8516) بذكرِ صالح بن أبي صالح السمان، عن أبية، عن أبي هريرة، وانظر ما قبله.
كلمة "أو" في الحديث هكذا أثبتناها من (عس) و (ل) ، وفي (م) و (ظ 3) وباقي النسخ الخطية: "و"، والأول هو الصواب، إذ مقتضى قوله: "شك فيه" أن يكون لفظُ الحديثِ كما أثبتنا.
(2) إسناده قوي، حسين بن واقد روى له مسلم متابعة وأصحاب السنن=(13/253)
7868 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ، يَذْكُرُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ، ثُمَّ يُتَوَضَّأَ مِنْهُ " (1)
7869 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا قَامَ قُمْنَا مَعَهُ، فَجَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: أَعْطِنِي يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: فَقَالَ: " لَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ ". فَجَذَبَهُ بِحُجُزَتِهِ (2) فَخَدَشَهُ، قَالَ: فَهَمُّوا بِهِ، قَالَ: " دَعُوهُ ". قَالَ: ثُمَّ أَعْطَاهُ، قَالَ: وَكَانَتْ يَمِينُهُ أَنْ يَقُولَ: " لَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ " (3)
__________
= الأربعة، وهو صدوقٌ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم.
وانظر ما سلف برقم (7155) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي مريم -وهو الأنصاري- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/141 عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وسيأتي هذا الحديث من طريق أبي مريم عن أبي هريرة (10892) . وانظر ماسلف برقم (7525) .
(2) كلمة "بحجزته" أثبتناها من (ظ3) و (عس) و (ل) .
(3) إسناده ضعيف، هلال والد محمد -وهو هلال بن أبي هلال المدني=(13/254)
7870 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ " (1)
7871 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ ظَالِمٍ،
__________
= - لا يُعرف، تفرَّدَ ابنه محمد بالرواية عنه.
وأخرجه أبو داود (3265) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد - دون قصة الأعرابي.
وأخرجه أبو داود (4775) ، وابن ماجه (2093) ، والنسائي 8/33 من طرق عن محمد بن هلال، به، ولم يذكر ابن ماجه قصة الأعرابي.
وأما قصة الأعرابي وجذبه لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشدة فيغني عنها ما سيأتي في مسند أنس 3/153 بنحوها، وهو حديث متفق عليه.
والحُجْزة: موضع شَدِّ الإِزارِ من الوسط.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن ثوبان -وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان- وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (869) من طريق عثمان بن سعيد وعلي بن عياش، كلاهما عن عبد الرحمن بن ثوبان، بهذا الإسناد. مختصراً، فيه التعوذ من عذاب القبر فقط.
وقد سلف في مسند ابن عباس برقم (2342) من طريق مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، وفاتنا هناك أن نخرجه من "مسند الحميدي"، فهو فيه برقم (982) عن سفيان، عن أبي الزناد، به. وانظر ما سلف برقم (7237) .(13/255)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حِبِّي أَبُو الْقَاسِمِ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَلَاكَ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ " (1)
7872 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ:
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مالك بن ظالمٍ -وإن لم يروِ عنه غيرُ سماك بن حرب، ولم يذكره في الثقات غير ابن حبان 5/387- متابعٌ، وقد جعل عبدُ الرحمن بن مهدي في روايته عن سفيان الثوري هذا الحديثَ عن عبد الله بن ظالم لا عن مالك بن ظالم، وهي في "المسند" برقم (8033) و (10292) ، ونقل الحاكم في "المستدرك" 4/527 عن عمرو بن علي الفلاس أنه قال: الصحيح مالك بن ظالم. وهو كما قال، ومالك بن ظالم وعبد الله بن ظالم اثنان، فرَّق بينهما البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان.
وأخرجه ابن حبان (6713) من طريق عصام بن يزيد، والحاكم 4/470 من طريق الحسين بن حفص، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في الفتن من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/313، وابن حبان في "الثقات" 5/387-388 من طريق أبي عوانة، عن سماك بن حرب، به.
وسيأتي برقم (7974) و (8033) و (8347) و (10292) .
وأخرجه ابنُ حبان (6712) من طريق شيبان النحوي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وهذا إسناد صحيح.
وسيأتي نحوه في "المسند" من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (8005) و (8304) و (8901) و (10737) .
قوله: "هلاكُ أُمتي"، قد جاء في بعض روايات الحديث نفسه: "فساد أُمتي" وعلى هذا يحمل معنى الهلاك أن المراد به الفساد.(13/256)
مَا أَدْرِي كَمْ رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَائِمًا فِي السُّوقِ يَقُولُ: " يُقْبَضُ الْعِلْمُ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ ". قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: بِيَدِهِ هَكَذَا، وَحَرَّفَهَا (1)
7873 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَهُوَ صَدَقَةٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن سليمان: هو الرازي.
وأخرجه مسلم ص 2057 (12) من طريق إسحاق بن سليمان، بهذا الإسناد. وانظر (7549) .
قوله: "قال بيده"، قال السندي: أي: أشار بيده أنه القتل. وحَرّفها، أي: أمالها.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سويد بنِ عمرو، فمن رجالِ مسلم. أبان: هو ابنُ يزيد العطار، ويحيى: هو ابنُ أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (742) عن موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (9564) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به.
وأخرجه الطيالسي (5260) ، والبزار (1930- كشف الأستار) ، والبخاري تعليقاً في "التاريخ الكبير" 3/367 من طريق زياد بن أبي المغيرة، وابن حبان (5284) ، وأبو يعلى (6590) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، و (6218) من طريق أبي حازم، ثلاثتهم عن أبي هريرة.=(13/257)
7874 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ الرَّجُلِ قَيْحًا يَرِيهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " (1)
__________
= وله طريقان آخران سيأتيان برقم (8645) و (10628) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/7-8.
وعن أبي شريح الخزاعي، سيأتي ضمن حديث 4/31.
وعن ابن عمر عند البزار (1929- كشف الأستار) ، وأبي نعيم في ذكر "أخبار أصبهان" 1/226 و2/348.
وعن التَّلب بن ثعلبة التميمي عند الطبراني في "الأوسط" (2625) ، وفي "الكبير" (1297) .
وعن عبد الله بن مسعود عند البزار أيضاً (1928) .
وعن زيد بن خالد الجهني عند الطبراني في "الكبير" (5186) و (5187) .
وعن طارق الأشجعي عند الطبراني أيضاً (8199) .
قوله: "ثلاثة أيام"، قال السندي: بالنصب، أي: فلا ينبغي للضيف أن يقيم فوق ذلك في بيت المضيف.
"فهو صدقة"، أي: فإن شاء المضيف، فعل، وإن شاء، ترك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وذكوان: هو أبو صالح السمان.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3413) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/720، والبخاري في "صحيحه" (6155) ، في "الأدب المفرد" (860) ، ومسلم (2257) (7) ، والترمذي (2851) ، وابن ماجه (3759) ، وأبو عوانة في أواخر الطب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 150،=(13/258)
7875 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (1)
__________
= والطحاوي 4/295، وابن حبان (5777) ، والبيهقي في "الشعب" (5087) ، والمقدسي في "أحاديث الشعر" (32) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2091 من طريق الحسن، عن أبي هريرة.
وسيأتي برقم (8375) و (8655) و (10197) و (10220) .
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، قد سلفت الإِشارة إليهم عند حديث ابن عمر رقم (4975) .
قوله: "يَرِيه"، قال ابن الأثير في "النهاية" 5/178: قال الأزهري: الوَرْي مثال الرَّمْي: داء يداخل الجوف، يقال: رجل مَوْرِيٌّ، غير مهموز.
وقال الفراء: هو الورَى بفتح الراء.
وقال ثعلب: هو بالسكون المصدرُ، وبالفتح الاسم.
وقال الجوهري: وَرَى القيحُ جوفَه يَرِيه وَرْياً: أَكله.
وقال قومٌ: معناه: حتى يصيب رئتَه،.َ وأنكره غيرُهم، لأن الرئة مهموزة، وإذا بنيتَ منه فعلاً، قلتَ: رآه يَرْآه، فهو مرئيٌّ.
وقال الأزهري: إن الرئة أصلُها من وَرَى، وهي محذوفة منه، يقال: وَرَيْتُ الرجلَ فهو مَوْرِيٌّ، إذا أصبتَ رئتَه. والمشهور في الرئة الهمزُ.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح بن نبهان حسن الحديث، خرج له أصحاب السنن غير النسائي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وسيأتي برقم (9109) و (10796) ، وانظر (7858) .(13/259)
7876 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي " يَعْنِي حَسَنًا وَحُسَيْنًا (1)
__________
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الجحَّاف -وهو داود بن أبي عوف- فقد روى له أصحاب السنن غير أبي داود، وهو صدوق. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر الزبيري، وسفيان: هو الثوري، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وهو عند المصنف في "الفضائل" (1359) .
وأخرجه ابن راهويه (211) ، والنسائي في "الكبرى" (8168) ، والطبراني (2647) ، ومن طريقه المزي في "تهذيبه" 8/437 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، وابن راهويه (212) عن قبيصة بن عقبة، وابن ماجه (143) من طريق وكيع ثلاثتهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2628- كشف الأستار) ، والطبراني (2645) و (2649) و (2650) ، والخطيب في "تاريخه" 1/141 من طرق عن أبي حازم، به.
وأخرج الطيالسي (2502) عن موسى بن مطير، عن أبية، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في الحسن والحسين: "من أحبني فليحبَّ هذين".
وسيأتي برقم (9759) و (10872) ، وانظر ما سلف برقم (7398) ، وما سيأتي برقم (9673) .
وفي الباب عن رجل من الأزد، سيأتي 5/366.
وعن عبد الله بن مسعود عند البزار (2623) و (2624) .(13/260)
7877 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ (1) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ " (2)
7878 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ " قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْجَارُ، جَارٌ (3) لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا
__________
(1) تحرف في (م) إلى: أبي ثوبان.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن مِن أجل ابن ثوبان -وهو عبدُ الرحمن ابنُ ثابت بن ثوبان-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/11، وأبو داود (136) ، والترمذي (43) ، وابن حبان (1094) ، والحاكم 1/150، البيهقي 1/79 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن الجارود (71) من طريق عبد الله بن صالح العجلي، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، به.
وسيأتي مكرراً برقم (8762) .
وفي الباب عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني عند البخاري (158) ، وسيرد في "المسند" 4/39.
(3) كلمة "جار" أثبتناها من النسخ الثلاثة العتيقة (ظ3) و (عس) و (ل) ، ومن "جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 59.(13/261)
بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: " شَرُّهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عمر -وهو أبو المنذر الواسطي- فمن رجال مسلم. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي العامري.
وأخرجه الحاكم 1/10 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، و4/165 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وقد أشار البخاري إلى حديث أبي هريرة هذا بإثر الحديث رقم (6016) بقوله: قال حميد بن الأسود، وعثمان بن عمر، وأبو بكر بن عياش، وشعيب بن إسحاق، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة. وذلك بعدما أخرج الحديث نفسه عن عاصم بن علي، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي شريح رضي الله عنه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يشير بذلك إلى أنه قد اختلف فيه الرواة على ابن أبي ذئب في اسم الصحابي، وقد ذكر الحافظ في "الفتح"
10/443-444 هذه الرواياتِ، ونقل عن الإِمام أحمد أنه قال: من سمع من ابن أبي ذئب بالمدينة فإنه يقول: عن أبي هريرة، ومن سمع منه ببغداد فإنه يقول: عن أبي شريح. قلنا: والاختلاف في الراوي إذا كان صحابياً لا يضر، والحق -كما قال الشيخ أحمد شاكر- أن الروايتين محفوظتان، وصنيعُ البخاري يؤيد ذلك، وحديث أبي شريح سيأتي في مسنده 4/31 من رواية ابن أبي ذئب،
عن سعيد المقبري، عنه.
وسيأتي الحديث من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة برقم (8432) عن عثمان بن عمر، وفي مسند أبي شريح 4/31 عن روح بن عبادة، كلاهما عن ابن أبي ذئب، به. وبنحوه من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة برقم (8855) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3672) .
وعن أنس، سيرد 3/154.=(13/262)
7879 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَجْلَانَ، مَوْلَى الْمُشْمَعِلِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُلُّ مَوْلُودٍ مِنْ بَنِي آدَمَ يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ بِأُصْبُعِهِ، إِلَّا مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ، وَابْنَهَا عِيسَى " (1)
7880 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَرَأَى أَبُو هُرَيْرَةَ، فَرَسًا مِنْ رِقَاعٍ فِي يَدِ جَارِيَةٍ، فَقَالَ: أَلَا تَرَى هَذَا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا يَعْمَلُ هَذَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةَ " (2)
__________
= قوله: "والله لا يؤمن"، قال السندي: أي: لا يكمل إيمانه، وفي التكرير من المبالغة والتغليظ ما لا يخفى. وانظر "الفتح" 10/444.
"بوائقه"، أي: غوائله وشروره، جمع بائقة: وهي الداهية.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عجلان مولى المشمعلِّ لا بأسَ به، وباقي رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه الطبري 3/239 من طريق ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (7915) ، (8254) ، وانظر ما سلف برقم (7182) .
(2) إسناده ضعيف لإِبهام الرجل الذي من قريش وأبيه.
وهذا الخبر يُخالف ما ثبت من حديث عائشة عند أحمد 6/166، والبخاري (6130) ، ومسلم (2440) : أنها كانت تلعبُ بالبنات عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
والبنات، قال القاضي عياض في "المشارق" 1/91: هي اللُّعَب والصور تشبه الجواري التي يلعب بها الصبايا.
وحديثِها الأخر: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كشف ناحية الستر عن بناتٍ لها لُعبٍ،=(13/263)
7881 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَغِّبُ النَّاسَ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ، وَيَقُولُ: " مَنْ قَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ". وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ النَّاسَ عَلَى الْقِيَامِ (1)
7882 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ،
__________
= فقال: "ما هذا يا عائشة؟ " قالت: بناتي، ورأى بينهن فرساً له جناحان مِن رِقاع، فقال: "ما هذا الذي أَرى وسطهنَّ؟ " قالت: فرس، قال: "وما هذا الذي عليه؟ " قالت: جناحان، قال: "فرس له جناحان؟! " قالت: أما سمعتَ أن لِسليمان خيلاً لها أجنحة؟ قالت: فضحك حتى رأيتُ نواجذه. أخرجه أبو داود (4932) ، والنسائي في "الكبرى" (8950) .
وانظر الحديث الذي سلف برقم (7166) .
"الرقاع"، قال السندي: بفتح راء وكسرها، جمع رُقعة، وهي الخرقة، والمراد التمثال الذي يلعب به الصبيان.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسماعيل بن عمر الواسطي من رجاله، ومن فوقه من رجال الشيخين. وانظر (7280) .
وقوله في آخر الحديث: ولم يكن رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمع الناسَ على القيامِ، فهو كذلك، فقد كان الناسُ في قيام رمضان أوزاعاً متفرقين يُصلي الرجل لنفسهَ، ويُصلي الرجلُ، فيصلي بصلاته الرهطُ، فقال عمر بعد أن تولى الخلافة: إني أرى لو جمعتُ هؤلاء على قارىء واحدٍ، لكان أمثلَ. ثم عَزَمَ فجمعهم على أُبي بن كعب. "صحيح البخاري" (2010) .(13/264)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: فُقِدَ سِبْطٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَذَكَرَ الْفَأْرَةَ، فَقَالَ: " أَلَا تَرَى أَنَّكَ إِذَا (1) أَدْنَيْتَ مِنْهَا لَبَنَ الْإِبِلِ لَمْ تَقْرَبْهُ، وَإِنْ قَرَّبْتَ إِلَيْهَا لَبَنَ الْغَنَمِ شَرِبَتْهُ؟ " فَقَالَ: أَكَذَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَفَأَقْرَأُ التَّوْرَاةَ؟ (2)
7883 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَلْ (3) سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطِّيَرَةُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْمَسْكَنِ، وَالْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ " قَالَ: قُلْتُ: إِذَنْ أَقُولَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4) يَقُولُ: " أَصْدَقُ الطِّيَرَةِ الْفَأْلُ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ " (5)
__________
(1) كذا في بعض النسخ، وفي بعضها: "إن"، وفي (م) وبعض النسخ: لو.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ومحمد: هو ابن سيرين.
وانظر (7197) .
(3) لفظة "هل" لم ترد في (م) .
(4) من قوله "ما لم" إلى هنا، سقط من (م) والنسخ الخطية المتأخرة، واستدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "جامع المسانيد والسنن".
(5) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر -واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي- ثم هو منقطع، محمد بن قيس: هو محمد بن قيس المدني، يقال: كُنيته أبو إبراهيم، ويقال: أبو أيوب، ويقال: أبو عثمان، مولى يعقوب القبطي، ويقال: مولى أبي سفيان بن حرب، وهو قاصُّ عمر بن عبد العزيز، كان يَقُصُّ بالمدينة، وحديث محمد هذا عن الصحابة مرسل، وثقه يعقوبُ بن سفيان وأبو داود، وذكره=(13/265)
7884 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، سَمِعْتُ أَبَا الْغَادِيَةَ الْيَمَامِيَّ (1) ، قَالَ:
__________
= ابنُ سعد في الطبقة الرابعة من أهلِ المدينة، وقال: بها توفي وكان كثيرَ الحديث عالماً، وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن محمد بن قيس الذي روى عنه أسامة بن زيد وأبو معشر وابن عجلان، فقال: هو المديني قديمٌ لا أعلم إلا خيراً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ونقل الذهبي في "الميزان" 4/16 عن ابن معين أنه قال: ليس بشيء، لا يُروى عنه!
قلنا: هذا هو محمد بن قيس فيما يغلب على ظننا، وقد ذكر ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 188، وابن حجر في "الأطراف" 8/64 هذا الحديث في ترجمة محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب، وكذلك نسبه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الحديث حين عرَّفه! مع أنه لم يذكر أحدٌ ممن ترجم له أن أبا معشر يروي عنه، فالله تعالى أعلم بالصواب.
ولقوله: "أصدق الطيرة الفأل" انظر ما سلف برقم (7618) .
ولقوله: "والعين حق" انظر ما سيأتي برقم (8245) و (9454) و (9668) و (10321) . وله شاهد عن ابن عباس، سلف برقم (2477) و (2478) .
وسيأتي في مسند عائشة 2/246 عن روح، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، أن رجلين دخلا على عائشة فقالا: إن أبا هريرة يحدث أن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول: "إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار" قال: فطارت شقة منها في السماء، وشقة في الأرض، فقالت: والذي أنزل القرآن على أبي القاسم ما هكذا كان يقولُ، ولكن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول: "كان أهلُ الجاهلية يقولون: الطِّيَرَةُ في المرأةِ والدارِ والدَّابة" ثم قرأت عائشة: (ما أصابَ مِن مُصيبة في الأرضِ ولا في أنفسكم إلا في كتابٍ) إلى آخر الآية.
وقد سلف في مسند سعد بن أبي وقاص برقم (1502) : "لا هامة ولا عدوى ولا طِيرة، إن يك، ففي المرأةِ والفرسِ والدارِ".
(1) وقع في (م) : أبا غاوية اليماني، وهو تحريف، واليماني -بالنون- كذا=(13/266)
أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَجَاءَ رَسُولُ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، فَدَعَاهُمْ، فَمَا قَامَ إِلَّا أَبُو هُرَيْرَةَ وَخَمْسَةٌ مَعَهُمْ (1) ، أَنَا أَحَدُهُمْ، فَذَهَبُوا فَأَكَلُوا، ثُمَّ جَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ، فَغَسَلَ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: " وَاللهِ، يَا أَهْلَ الْمَسْجِدِ، إِنَّكُمْ لَعُصَاةٌ لِأَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
7885 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا " (3)
__________
= وقع أيضاً في النسخ المتأخرة، وفي (ظ3) و (عس) و (ل) : اليمامي -بالميم- وهو كذلك في "الإِكمال" و"التعجيل" و"أطراف المسند" و"جامع المسانيد والسنن"، وهو الصواب.
(1) في (م) : منهم، وفي (ل) و (عس) : معه، والمثبت من (ظ 3) وباقي النسخ الخطية.
(2) إسناده ضعيف، أبو غادية اليمامي تفرد بالرواية عنه عكرمة بن عمار، وجهله الحسيني وأبو زرعة العراقي وابن حجر.
وقد سلف عن أبي هريرة من طريق الأعرج عنه برقم (7279) أنه قال: من لم يأتِ الدعوةَ فقد عصى الله ورسولَه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبدُ الله، وعُبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/495 من طريق شجاع بن الوليد، وابن حبان (3100) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن عُبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.=(13/267)
7886 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَيْحَانُ (1) ، وَجَيْحَانُ، وَالنِّيلُ، وَالْفُرَاتُ، كُلٌّ (2) مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ " (3)
7887 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (4) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا خَلِيفَةٍ "
__________
= وانظر (7147) .
(1) في (ظ 3) و (عس) و (ل) : إن سيحان.
(2) ذهب الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند" أن الواو في هذه اللفظة مقحمة! والصواب أنها ثابتة في رواية ابن نمير، وسيأتي تنصيص المصنف على ذلك عند الحديث رقم (9674) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2839) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2839) من طريق علي بن مسهر ومحمد بن بشر، والخطيب في "تاريخه " 1/54-55 من طريق عبد الله بن جعفر، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر، به.
وسيأتي برقم (9674) . وانظر ما سلف برقم (7544) .
(4) قوله: "ومحمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة" سقط من (م) والنسخ الخطية المتأخرة، ولم يذكره ابن حجر في "أطراف المسند" 8/165!
وقد استدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "جامع المسانيد" 7/ورقة 332.
والراوي عن محمد بن عمرو: هو حمادُ بن سلمة.(13/268)
أَوْ قَالَ: " مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَلَهُ بِطَانَتَانِ، بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَبِطَانَةٌ لَا تَأْلُوهُ خَبَالًا، وَمَنْ وُقِيَ شَرَّ بِطَانَةِ السُّوءِ فَقَدْ وُقِيَ - يَقُولُهَا ثَلَاثًا - وَهُوَ مَعَ الْغَالِبَةِ عَلَيْهِ مِنْهُمَا " (1)
7888 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ " كَانَ إِذَا اسْتَنْشَقَ أَدْخَلَ الْمَاءَ فِي مَنْخِرَيْهِ " (2)
7889 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، عَنْ عَمِّهِ حَكِيمِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، عَنْ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ (3) لِلطَّاعِمِ الشَّاكِرِ مِثْلَ مَا لِلصَّائِمِ الصَّابِرِ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل بن إسماعيل سيىء الحفظ، لكنه متابَعٌ. محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي.
وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (2116) من طريق مؤمل بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وانظر (7239) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب بن زياد، فقد له ابن ماجه، وهو ثقة.
وانظر ما سلف برقم (7300) ، وما سيأتي برقم (8194) .
(3) لفظة "إن" من (ظ 3) و (عس) و (ل) ، ولم ترد في (م) وبقية النسخ.
(4) إسناده حسن، حكيم بن أبي حُرة روى عنه جمع، وخرج له البخاري=(13/269)
7890 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا يَنْبَغِي لِذِي الْوَجْهَيْنِ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا " (1)
__________
= حديثاً واحداً متابعة، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وعبيد بن أبي قرة سلفت ترجمته عند الحديث رقم (446) ، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/143 عن إسماعيل بن أبي أويس، والحاكم 4/136، والبيهقي 4/306 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. وتصحف عبدُ الله بن وهب في "المستدرك" إلى: عبيد الله، وحكيم بن أبي حرة إلى: حكيم بن أبي درة!
وأخرجه البخاري أيضاً 1/143 من طريق موسى بن عقبة، عن حكيم بن أبي حرة، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موقوفاً.
ورواه عبد العزيز بن محمد الدَّراوَرْدي، عن محمد بن عبد الله بن أبي حرة، عن عمه حكيم بن أبي حرة، فجعله عن سنان بن سنة رضي الله عنه، سيأتي في مسنده 4/343. وانظر ما سلف برقم (7806) .
(1) حديث قوي، وإسناده هنا منقطع، فإن عبيد الله بن سلمان لم يسمع من أبي هريرة، والواسطة بينهما في هذا الحديث هو سلمان الأغر والد عبيد الله، والذي يغلب على ظننا أن عبيد بن أبي قرة هو الذي أخطأ في الإسناد، فقد رواه من هو أوثق منه فذكر فيه الواسطة، كما سيأتي عند المصنف برقم (8781) ، ويأتي تمام تخريجه هناك.
تنبيه: زاد الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- في الإسناد: "عن أبيه" بين عبيد الله بن سلمان وبين أبي هريرة، معتمداً في ذلك على "جامع المسانيد" فيما قاله -فقد ذكر أنها لم ترد في شيء من أصوله، وكذا لم ترد في أصولنا-، ولا ندري من أين جاءه الوهم، فإن الحديث في "جامع المسانيد" على الصواب،=(13/270)
7891 - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ، عَنْ طَيِّبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخَنَّثِي الرِّجَالِ الَّذِينَ يَتَشَبَّهُونَ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، الْمُتَشَبِّهِينَ بِالرِّجَالِ، وَالْمُتَبَتِّلِينَ مِنَ الرِّجَالِ، الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَا نَتَزَوَّجُ، وَالْمُتَبَتِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، اللَّائِي (1) يَقُلْنَ ذَلِكَ، وَرَاكِبَ الْفَلَاةِ وَحْدَهُ "، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى اسْتَبَانَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِهِمْ، وَقَالَ: " الْبَائِتُ وَحْدَهُ " (2)
__________
= حيث ذكره الحافظ ابن كثير في موضعين، فقد أورد حديث عبيد بن أبي قرة في ترجمة عبيد الله بن سلمان الأغر عن أبي هريرة، وحديث أبي سلمة الخزاعي الذي سيأتي برقم (8781) في ترجمة سلمان الأغر، عن أبي هريرة.
قوله: "ما ينبغي لذي الوجهين"، قال السندي: أي الذي يكون مع كل قوم بوجه، وهو النمَّام الذي ينقل الحديث للإِفساد، ومعنى "ما ينبغي له"، أنه لا يتيسر له ولا يتم منه هذا الأمر، أو لا ينبغي له أن يتحمل الأمانة ويقبلها، لأنها لا تتم منه، وهو ليس بأهلٍ لها، والله تعالى أعلم.
(1) في الأصول: الذين، والمثبت من (م) ، وهو الصواب.
(2) صحيح دون لعنة راكب الفلاة والبائت وحده، وإسناده ضعيف لجهالة طيب بن محمد، وقد سلف الكلام على الحديث برقم (7855) .
وأورده بهذا الطول البخاري في "تاريخه الكبير" 4/362 عن قتيبة بن سعيد، عن أيوب بن النجار، بهذا الإسناد، وقال: لا يصح.
وقد سلف النهي عن أن يبيت الرجل وحده في حديث ابن عمر برقم (5650) ، وبيَّنا هناك أنه زيادة شاذة في حديثه.(13/271)
7892 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُوذَوَيْهِ، أَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ وَهْبًا، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي، يَعْنِي هَمَّامًا - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: كَذَا قَالَ أَبِي -، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَ يَنْتَظِرُ الَّتِي بَعْدَهَا، وَلَا تَزَالُ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَسْجِدِهِ، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ " (1)
قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ حَضْرَمَوْتَ: وَمَا ذَلِكَ الْحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ: إِنْ فَسَا أَوْ ضَرَطَ " (2)
7893 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ: اسْتَأْذَنْتُ (3) عَلَى سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَسَبَّحَ بِي (4) ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ إِذْنَ الرَّجُلِ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ أَنْ
__________
(1) قوله: "ما لم يُحدِث" سقط من النسخ الخطية القديمة للمسند، وأثبت في النسخ المتأخرة منه، وهو الصواب.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة الراوي عن وهب بن منبه، وسيأتي مقطعا برقم (8121) و (8246) من طريق معمر، عن همام عن أبي هريرة، وسلف برقم (7430) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وسؤال الحضرمي سيأتي أيضاً ضمن الحديث رقم (8078) .
(3) المثبت من (ظ3) و (ل) ومن هامش (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: استأذن.
(4) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) ويقية النسخ: لي.(13/272)
يُسَبِّحَ، وَإِنَّ إِذْنَ الْمَرْأَةِ أَنْ تُصَفِّقَ " (1)
7894 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ، (2)
7895 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (3)
7896 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وِتْرٌ، يُحِبُّ الْوِتْرَ " (4)
7897 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ،
__________
(1) هذا أثر عن سالم بن أبي الجعد وليس بحديث، وإسناده إليه صحيح. وانظر ما بعده.
(2) هذا مرسل رجاله ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة، والحسن: هو البصري.
وسيأتي بنحوه مرسلاً برقم (9585) و (10114) و (10388) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (2262) من طريق مروان بن معاوية، بهذا الإسناد.
ولفظه: "التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء".
وسيأتي برقم (9585) و (10114) و (10389) و (10591) ، وانظر ما سلف برقم (7285) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (1580) من طريق هِقل بنِ زياد، وابن خزيمة (1071) من طريق عبد الصمد بن عبد العزيز، كلاهما عن هشام بنِ حسان، بهذا الإسناد، وانظر (7731) .(13/273)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نُهِيَ عَنِ الِاخْتِصَارِ فِي الصَّلَاةِ " قَالَ: قُلْنَا لِهِشَامٍ: مَا الِاخْتِصَارُ؟ قَالَ: " يَضَعُ يَدَهُ عَلَى خَصْرِهِ وَهُوَ يُصَلِّي " قَالَ يَزِيدُ: قُلْنَا لِهِشَامٍ: ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ بِرَأْسِهِ، أَيْ: " نَعَمْ " (1)
7898 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ إِذَا أَمْسَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّهُ حُمَةٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ " قَالَ: " فَكَانَ أَهْلُنَا قَدْ تَعَلَّمُوهَا، فَكَانُوا يَقُولُونَهَا، فَلُدِغَتْ جَارِيَةٌ مِنْهُمْ، فَلَمْ تَجِدْ لَهَا وَجَعًا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي 2/287 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 2/287 من طريق يزيد بن هارون، به.
وسيأتي مكرراً برقم (7930) ، وانظر (7175) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: وهو ابن حسان القُردوسي.
وأخرجه الترمذي في الدعوات كما في "التحفة" 9/420 (وقد سقط من بعض طبعات "السنن") ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (590) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (20) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد بالمرفوع فقط.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (446) و (447) و (448) و (449) ،=(13/274)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأبو داود (3898) ، وابن ماجه (3518) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (588) و (591) و (592) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (17) و (18) ، و (19) و (21) و (22) و (23) ، وابن حبان (1022) و (1036) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/143 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به، وبعضهم لم يقل فيه "ثلاث مرات".
وقد اختُلِفَ على سُهيل فيه، فروي عنه، عن أبية، عن رجل من أسلم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي في "المسند" في موضعين 3/448 و5/430 من طريق شعبة عن سهيل، ويأتي تمامُ تخريجه هناك.
قلنا: لا يبعد أن يكونَ الوجهان جميعاً عند سهيل، ومما يؤيد أن له أصلاً عن أبي هريرة أن سهيلاً قد تُوبع فيه من حديثه، فقد أخرجه مسلم (2709) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (587) ، والطحاوي في "المشكل" (30) و (31) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/401، وابن حبان (1020) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 185 من طريق يعقوب بن عبد الله الأشج، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم (2709) ، والنسائي (585) و (586) ، والطحاوي (32) من طريق يعقوب الأشج أيضاً، عن أبي صالح، به - ولم يذكر فيه القعقاعَ بنَ حكيم.
وأخرجه أيضاً أبو داود (3899) ، وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 92، والنسائي (598) و (599) ، والطحاوي (34) ، والبيهقي في "الأسماء" ص 185 من طريق الزهري، عن طارق بن المخاشن، عن أبي هريرة.
وسيأتي الحديث من طريق مالك عن سهيل، عن أبية، عن أبي هريرة برقم (8880) .
وفي الباب عن خولة بنت حكيم، سيأتي حديثها 6/377.
قوله: "أعوذ بكلمات الله التامات"، قال النووي في "شرح مسلم" 17/31: قيل معناه: الكاملات التي لا يدخل فيها نقص ولا عيب، وقيل: النافعة الشافية،=(13/275)
7899 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا شَهِدَ جَنَازَةً سَأَلَ: " هَلْ عَلَى صَاحِبِكُمْ دَيْنٌ؟ " فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " هَلْ لَهُ وَفَاءٌ؟ " فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، صَلَّى عَلَيْهِ، وَإِنْ قَالُوا: لَا، قَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ "، فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ الْفُتُوحَ، قَالَ: " أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ، وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ " (1)
__________
= وقيل: المراد بالكلمات هنا: القرآن، والله أعلم.
والحُمة، قال السندي: بضم مهملة وتخفيف ميم، وتشدَّد: السمُ، ويُطلق على إبرة العقرب للمجاورة، لأن السمَّ منها يخرج.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث.
وأخرجه الطيالسي (2338) ، ومسلم (1619) (14) ، والنسائي 4/66، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (81) ، وابن حبان (3063) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6731) ، ومسلم (1619) (14) ، وابن ماجه (2415) ، والنسائي 4/66، والطحاوي (81) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، ومسلم (1619) (14) من طريق ابن أخي الزهري، كلاهما عن الزهري، به، ورواية البخاري مختصرة.
وقد سلف آخرُ الحديث برقم (7861) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، وسيأتي بتمامه برقم (9848) من طريق عقيل، عن ابن شهاب الزهري.=(13/276)
7900 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنِ ابْنِ مِكْرَزٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَهُوَ يَبْتَغِي عَرَضَ الدُّنْيَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَجْرَ لَهُ "، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، وَقَالُوا لِلرَّجُلِ: عُدْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَعَلَّهُ لَمْ يَفْهَمْ. فَعَادَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَهُوَ يَبْتَغِي عَرَضَ الدُّنْيَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَجْرَ لَهُ "، ثُمَّ عَادَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَجْرَ لَهُ " (1)
__________
= وسيأتي نحوه دون آخره برقم (8950) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله سيرد 3/296.
وفي باب ترك الصلاة عليه عن أبي قتادة، سيرد 5/297.
وعن سلمة بن الأكوع، سيرد 4/47.
قوله: "صلوا على صاحبكم"، قال السندي: أي: كان لا يُصلي على مديون ما ترك وفاءً لدَيْنِه، تغليظاً لأمر الدَّين حتى يُسامح فيه الناسُ.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن مكرز: سماه الإِمام أحمد فيما يأتي برقم (8793) : يزيد بن مكرز، وهو مجهول، انفرد بكير بن عبد الله ابن الأشج بالرواية عنه، وجهله ابن المديني والمزي في "تهذيب الكمال" 3/482.
ووقع اسمه في "مستدرك الحاكم": أيوب بن مكرز، وفي "صحيح ابن حبان" و"ثقاته" 5/464-465: مكرز، دون كلمة "ابن"، وكل هذا وهم، انظر "تهذيب الكمال" 3/479-482.
وأخرجه المزي في "التهذيب" 3/481 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل،=(13/277)
7901 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، ثُمَّ هِيَ خِدَاجٌ " (1)
7902 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: إِذَا أَتَيْتَ أَهْلَ مِصْرِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَوَّلُ شَيْءٍ مِمَّا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
__________
= عن أبية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (227) ، ومن طريقه أبو داود (2516) ، وابن حبان (4637) ، والحاكم 2/85، والبيهقي 9/169 عن ابن أبي ذئب، به.
وقد سقط "القاسم بن عباس" من "المستدرك"، وصحح إسناده الحاكمُ ووافقه الذهبي!
وسيأتي برقم (8793) .
وله شاهدٌ من حديث أبي أمامة عند النسائي 6/25، وحسن إسناده الحافظُ العراقي في تخريح أحاديث "الإِحياء" 4/384، وجوَّده الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/35.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإِمام" (85) من طريق محمد بن أبي عدي، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر ما سلف برقم (7291) .(13/278)
صَلَاتُهُ الْمَكْتُوبَةُ، فَإِنْ صَلَحَتْ - وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: فَإِنْ أَتَمَّهَا - وَإِلَّا زِيدَ فِيهَا مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الْأَعْمَالِ الْمَفْرُوضَةِ كَذَلِكَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أنس بن حكيم الضبي جَهَّلَه عليُّ ابنُ المديني وابنُ القطان الفاسي والمزي، وتساهل ابنُ حبان فذكره في "ثقاته"، وعلي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف.
وقال المزي في "تهذيب الكمال" 3/346 بعدما أشار إلى هذا الحديث: هو حديث مضطرب، منهم من رفعه، ومنهم من شكَّ في رفعه، ومنهم من وقفه، ومنهم من قال: عن الحسن، عن رجل من بني سَليط، عن أبي هريرة، ومنهم من قال: عن الحسن عن أبي هريرة.
وقال الدارقطني في "العلل" 8/248 بعدما ذكر الاضطراب الذي وقع في الحديث: أشبهها بالصواب قول من قال: عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة. وسيأتي من هذا الطريق برقم (9494) .
وأخرجه ابن ماجه (1425) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (506) والنسائي 1/233-234 من طريق حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن يحيى بن يعمر، عن أبي هريرة، وهذا إسناد صحيح. وسيأتي في "المسند" 4/65 و103 من هذا الطريق نفسه لكن عن يحيى بن يعمر عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الترمذي (413) ، والنسائي 1/232 من طريق الحسن البصري، عن حُريث بنِ قبيصة، عن أبي هريرة. وحريث بن قبيصة، ويقال: قبيصة بن حريث، مجهول، ومع ذلك، فقد قال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 2/34 من طريق سلم بن عطية، والدارقطني في "العلل" 8/248 من طريق الحسن البصري، كلاهما عن صعصعة بن معاوية، عن أبي هريرة. ورواية سلم بن عطية موقوفة.=(13/279)
7903 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ
__________
= وأخرجه النسائي 1/232 و233 من طريق الحسن البصري (في المطبوع: الحسن بن زياد وهو خطأ، إذ ليس في رجال الكتب الستة من اسمه الحسن بن زياد، وانظر "التحفة" 10/388) عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعاً.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 2/34-35 من طريق المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن رجل، عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري أيضاً 2/34، وأبو داود (865) ، وابن ماجه (1426) ، والدارقطني في "العلل" 8/248، والبيهقي 2/386 من طريق حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن الحسن، عن رجل من بني سَليط، عن أبي هريرة مرفوعاً.
وسيأتي من هذا الطريق في مسند تميم 4/103.
وأخرجه الطيالسي (2468) ، وابن أبي شيبة 2/404-405، والبخاري في "تاريخه" 2/34 و35 من طرق عن الحسن، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وفي إحدى هذه الطرق عن الحسن قال: حدثنا أبو هريرة. قال البخاري عقبها: ولا يصحُّ سماعُ الحسن من أبي هريرة في هذا.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 2/34 من طريق علي بن علي، عن الحسن، عن أبي هريرة موقوفاً.
وفي الباب عن تميم الداري سيأتي 4/103، وسنده صحيح.
وعن أنس بن مالك عند أبي يعلى (3976) ، وسنده ضعيف.
قوله؟ "أول شيء ما - ووقع في (م) : مما"، قال السندي: كلمة "ما" زائدة للإِبهام، مثل (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما) [البقرة: 26] ، والمراد: أول ما يحاسَبُهُ العبدُ في حقوق الله، فلا يشكل بما جاء أنه يبدأُ بالدماء، فإن ذلك في المظالم وحقوق الناس.(13/280)
مَرْيَمَ، فَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَمْحَى (1) الصَّلِيبَ، وَتُجْمَعُ لَهُ الصَّلَاةُ، وَيُعْطَى الْمَالُ حَتَّى لَا يُقْبَلَ، وَيَضَعُ الْخَرَاجَ، وَيَنْزِلُ الرَّوْحَاءَ، فَيَحُجُّ مِنْهَا أَوْ يَعْتَمِرُ، أَوْ يَجْمَعُهُمَا " قَالَ: وَتَلَا أَبُو هُرَيْرَةَ: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 159] ، فَزَعَمَ حَنْظَلَةُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: " يُؤْمِنُ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ: عِيسَى. فَلَا أَدْرِي، هَذَا كُلُّهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ شَيْءٌ قَالَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ " (2)
7904 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَنْبَأَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُرَيْشٌ، وَالْأَنْصَارُ، وَجُهَيْنَةُ، وَمُزَيْنَةُ، وَأَسْلَمُ، وَغِفَارٌ، وَأَشْجَعُ: مَوَالِيَّ، لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى
__________
(1) في (م) و (ل) : ويمحو، وهما لغتان.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حنظلة -ابن علي الأسلمي- فمن رجاله مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وسفيان: هو الثوري.
وأخرج المرفوع منه الطبري في "تفسيره" 3/291 من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، بهذا الإسناد.
وسلف مختصراً برقم (7273) .
قوله: "وتجمع له الصلاة"، قال السندي: لعل المراد أن الناس يؤمنون في وقته، فيجتمع كلهم للصلاة.(13/281)
دُونَ اللهِ وَرَسُولِهِ " (1)
7905 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ. وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، الْمَعْنَى، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَرَجْتُ إِلَيْكُمْ وَقَدْ بُيِّنَتْ لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ ومَسِيحُ الضَّلَالَةِ، فَكَانَ تَلَاحٍ بَيْنَ رَجُلَيْنِ بِسُدَّةِ الْمَسْجِدِ، فَأَتَيْتُهُمَا لِأَحْجِزَ بَيْنَهُمَا، فَأُنْسِيتُهُمَا، وَسَأَشْدُو لَكُمْ مِنْهُمَا شَدْوًا: أَمَّا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وِتْرًا، وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلَالَةِ، فَإِنَّهُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ، أَجْلَى الْجَبْهَةِ، عَرِيضُ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، المسعودي -واسمه عبد الرحمن ابن عبد الله بن عتبة- كان اختلط، ورواية يزيد بن هارون عنه بعد اختلاطه، لكن المسعودي متابعٌ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وعبد الرحمن بن هرمز: هو الأعرج.
وستأتي متابعات المسعودي عن الأعرج برقم (9035) و (10040) و (10245) . وانظر ما سيأتي برقم (9442) .
وفي الباب عن زيد بن خالد الجهني، سيرد 5/193-194.
وعن أبي أيوب الأنصاري، سيرد 5/417-418.
وعن عبد الرحمن بن عوف، عند البزار (1018) ، وأبي يعلى (867) ، والدولابى في "الكنى" 2/170، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/227. وقال البزار: قد رواه سعد بن إبراهيم عن الأعرج عن أبي هريرة، ولم يتابع عمرو بن يحيى (وهو راوي حديث عبد الرحمن بن عوف) على روايته عن أبية عن سعد بن إبراهيم عن أبية عن جده.(13/282)
النَّحْرِ، فِيهِ دَفَأٌ (1) ، كَأَنَّهُ قَطَنُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ يَضُرُّنِي شَبَهُهُ؟ قَالَ: " لَا، أَنْتَ امْرُؤٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ امْرُؤٌ كَافِرٌ " (2)
__________
(1) في بعض النسخ: دفاء، ممدوداً!
قال ابن الأثير في "النهاية" 2/126: الدَّفا مقصور: الانحناء، يقال: رجل أدْفى، هكذا ذكره الجوهري في المُعْتَل، وجاء به الهروي في المهموز، فقال: رجل أدفأ، وامرأة دَفاء.
وذكر ابن فارس هذه المادة في "مقاييس اللغة" 2/287 بالوجهين، فذكر مادة "دفأ" بالهمز، فقال: الدال والفاء والهمزة، أصل واحد يدل على خلاف البرد.
وقال في آخر المادة: ومن الباب الدَّفَأُ: الانحناء، وفي صفة الدجال: "أن فيه دَفَأً" أي: انحناءً، فإن كان هذا صحيحاً، فهو من القياس، لأن كل ما أدفأ شيئاً فلا بدَّ من أن يغشاه، ويَجْنَأَ عليه.
ثم ذكر مادة "دفا" غير مهموز، وقال: الدال والفاء والحرف المعتلُّ، أصل يدلُّ على طولٍ في انحناء قليل.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، فالمسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود- مختلط، ورواية يزيد بن هارون وأبي النضر هاشم بن القاسم عنه بعد اختلاطه، وقد غلط المسعودي في موضعين من هذا الحديث: الأول: في جعله هذا الحديث من مسند أبي هريرة، والصواب أنه من مسند الفلتان بن عاصم، فقد أخرجه البزار (3384- كشف الأستار) من طريق محمد بن فضيل، والطبراني في "الكبير" 18/ (857) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، و (860) من طريق صالح بن عمر، ثلاثتهم عن عاصم بن كليب، عن أبية، عن خاله الفلتان بن عاصم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهؤلاء الثلاثة (ابن فضيل وخالد وصالح) ثقات. وعاصم بن كليب وأبوه -وهو ابن شهاب الجرمي- صدوقان.
وأورده كذلك الحافظ ابن حجر في "الإِصابة" 5/378-379 من طريق=(13/283)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عاصم بن كليب، به، ونسبه إلى البغوي، وابن السكن، وابن شاهين.
والثاني: في قوله "قطن بن عبد العزى"، وفي زيادة قوله "قال: يا رسول الله، هل يضرني شبهه؟ ... " الخ، قال الحافظ في "الفتح" 13/101: هذه الزيادة ضعيفة، فإن في سندها المسعودي وقد اختلط، والمحفوظ أنَّه عبدُ العزى بن قطن، وأنه هلك في الجاهلية كما قال الزهري (سلف في حديث ابن عمر برقم: 6312) ، والذي قال: "هل يضرني شبهه" هو أكثم بن أبي الجون، وإنما قاله في حق عمرو بن لحي، كما أخرجه أحمد (قلنا: لم نعثر عليه في "المسند" ولعل الحافظ وهم في نسبته إليه، وربما أراد أن ينسبه إليه من حديث أبي بن كعب فهو فيه 5/137-138 بنحوه) والحاكم (4/605، وهو في "صحيح ابن حبان" أيضاً برقم: (7490) ، وإسناده حسن، وانظر تمام تخريجه فيه) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رفعه "عُرضت عليَّ النار، فرأيت فيها عمرو ابن لحي" الحديث، وفيه: "وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون. فقال أكثم: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قال: لا، إنك مسلم، وهو كافر".
قلنا: ويشهد لما في الحديث من سبب نسيان ليلة القدر حديثُ أبي سعيد الخدري وحديثُ عبادة بن الصامت، وسيأتيان في "المسند" الأول 3/10، والثاني 5/313، وكلاهما في "الصحيح".
ولنسيانها سبب آخر كما يدل عليه ظاهرُ حديث أبي هريرة الذي أخرجة الدارمي (1782) ، ومسلم (1166) ، وابن خزيمة (2197) ، وابن حبان (3678) ، والبيهقي 4/308 من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة، عنه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أُريتُ ليلةَ القدر، ثم أيقظني بعض أهلي، فنُسِّيتُها، فالتمسوها في العشر الغوابر".
وقد جمع الحافظ في "الفتح" 4/268 بين هذه الأحاديث بأن تُحمل على التعدد بأن تكون الرؤيا في حديث أبي هريرة مناماً، فيكون سبب النسيان الإِيقاظ، وأن تكون الرؤية في حديث غيره في اليقظة، فيكون سبب النسيان ما ذكر من=(13/284)
7906 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنٍ، عَنْ أَخِيهِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ أَعْجَمِيَّةٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَلَيَّ عِتْقَ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ: " أَيْنَ اللهُ؟ " فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ بِإِصْبَعِهَا السَّبَّابَةِ، فَقَالَ لَهَا: " مَنْ أَنَا؟ " فَأَشَارَتْ بِإِصْبَعِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ وَإِلَى السَّمَاءِ، أَيْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ: " أَعْتِقْهَا " (1)
__________
= المخاصمة! أو يحمل على اتحاد القصة، ويكون النسيان وقع مرتين عن سببين، ويحتمل أن يكون المعنى: أيقظني بعضُ أهلي، فسمعتُ تلاحي الرجلين، فقمتُ لأحجز بينهما، فنسيتُها للاشتغال بهما. قلنا: وهذا أرجحُها إن شاء الله.
وانظر في شأن ليلة القدر حديث ابن عباس الذي سلف برقم (2052) ، وحديث ابن عمر الذي سلف برقم (4547) .
وفي شأن الدجال حديث ابن عباس الذي سلف برقم (2148) ، وحديث ابن عمر الذي سلف برقم (4743) .
مسيح الضلالة، قال السندي: أي: الدجال الذي يقتله مسيح الهداية عيسى عليه السلام. فكان تلاحٍ بين رجلين، أي: اختصام وتنازع بينهما.
بسُدَّة المسجد -بضمِّ سين وتشديد الداخل المهملة-: الظلال التي حوله.
سأَشدو -بشين معجمة ودال مهملهَ-: من شدوتُ، إذا أنشدت بيتاً أو بيتين تمُدُّ به صوتَك كالغِناء، والشدو: القليلُ من كل شيء، والمراد: سأذكر لكم منها شيئاً من البيان بالإِفصاحِ والإِظهارِ والإِعلان.
أجلى الجبهة، قيل: الأجلى: خفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته، والجلاءُ: ذهابُ شعر الرأس إلى نصفه فيه.
(1) إسناده ضعيف لاختلاط المسعودي.=(13/285)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/284-285 عن محمد بن رافع، وأبو داود (3284) ، ومن طريقه البيهقي 7/388 عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/115 من طريق محمد بن العوام، ثلاثتهم عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وجعل إبراهيم بن يعقوب الراوي عن أبي هريرة في حديثه هو عبد الله بن عتبة وليس ابنه عبيد الله.
وأخرجه ابن خزيمة 1/285-286 من طريق أسد بن موسى، و286 من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن المسعودي، به.
وأخرجه ابن خزيمة أيضاً 1/288 من طريق الحسين بن الوليد، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسق لفظه، لكن ذكر ابن عبد البر أنه بلفط حديث "الموطأ" سواء، وهو: أن رجلاً من الأنصار جاء إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجارية له سوداء، فقال: يا رسول الله، إن عليَّ رقبةً مؤمنةً، فإن كنت تراها مؤمنة أُعتِقُها. فقال لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أتشهدين أن لا إِله إلا الله؟ " قالت: نعم. قال: "أتشهدين أن محمداً رسولُ الله؟ " قالت: نعم. قال: "أتوقنين بالبعث بعد الموتِ؟ " قالت: نعم. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أعتِقْها".
قلنا: هذا هو اللفظ الصحيح للحديث إن شاء الله، لكن أخطأ الحسين بن الوليد في إسناد هذا الحديث عن مالك، فقد اتفق رواة "الموطأ" على إرساله، لم يذكروا فيه أبا هريرة، قاله ابن عبد البر في "التمهيد" 9/114، والحديث مرسلاً في "الموطأ" برواية يحيى الليثي 2/777.
وتابع مالكاً على إرساله يونسُ بن يزيد عند البيهقي 10/57 من طريق محمد بن عبد الله بن الحكم، عن ابن وهب، عنه، عن الزهري، به.
ووصله معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن رجل من الأنصار: أنه جاء بأمة سوداء ... فذكره، وهذا إسناد صحيح، وسيأتي تخريجه في "المسند" 3/451-452.=(13/286)
7907 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يَلِجُ النَّاسُ النَّارَ، فَقَالَ: " الْأَجْوَفَانِ: الْفَمُ وَالْفَرْجُ "، وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يَلِجُ بِهِ الْجَنَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُسْنُ الْخُلُقِ " (2)
__________
= وله شاهد من حديث الشريد بن سويد الثقفي: أن أَمَّه أوصت أن يعتق عنها رقبة مؤمنة، فسأل رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك، فقال: عندي جارية سوداء، أو نوبية، فأُعتقها؟ فقال: "ائتِ بها" فدعوتها، فجاءت، فقال لها: "من ربُّك؟ " قالت: الله.
قال: "من أنا؟ " فقالت: أنت رسول الله. قال: "أعتقها، فإنها مؤمنة". وسيأتي في مسنده 4/222، وإسناده حسن.
وآخر من حديث ابن عباس عند البزار (13- كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (12369) : أن رجلاً أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "إن عليِّ رقبة، وعندي جارية سوداء أعجمية، فقال: "ائتني بها" فقال: "أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ " قالت: نعم. قال: "أتشهدين أني رسول الله؟ " قالت: نعم. قال: "أعتقها". وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيىء الحفظ. لكنه يُحسَّن في المتابعات
والشواهد.
وثالث من حديث معاوية بن الحكم، سيأتي في مسنده 5/447، لكن قال فيه: "أين الله؟ " فقالت: في السماء. قال: "من أنا؟ " قالت: أنت رسول الله.
(1) قوله: "عن أبيه" سقط من (م) والنسخ المتأخرة، واستدرك من (ظ 3) و (عس) و (ل) و"أطراف المسند" 8/102.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود- مختلط، لكن قد تابعه محمد بن عبيد فيما يأتي برقم (9696) ، وأبو نعيم عند البخاري في "الأدب المفرد"، وداود بن يزيد -وهو ابن عبد الرحمن الأودي- ضعيف، لكن تابعه أخوه إدريس بن يزيد، وهو ثقة، ويزيد الأودي حسن الحديث. يزيد شيخ المصنف. هو ابن هارون.=(13/287)
7908 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعٌ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَنْ يَدَعَهُنَّ النَّاسُ: التَّعْيِيرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ، وَالْأَنْوَاءُ، وَالْعَدْوَى (1) ، وَأَجْرَبَ بَعِيرٌ فَأَجْرَبَ مِائَةً، مَنْ أَجْرَبَ الْبَعِيرَ الْأَوَّلَ؟ " (2)
__________
= وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (289) عن أبي نعيم، عن داود بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4246) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (4) ، والبغوي (3498) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 32/186-187 من طريق عبد الله بن إدريس، عن أبية وعمه -يعني داود بن يزيد-، عن جده يزيد الأودي، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب" (294) ، والترمذي (2004) ، وابن حبان (476) ، والحاكم 4/324 من طريق عبد الله بن إدريس بن يزيد، عن أبية، عن جدّه يزيد بن عبد الرحمن الأودي، به. وقال الترمذي: صحيح غريب، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وفيه عندهم جميعاً: "تقوى الله وحُسن الخُلُق"، وسيأتي بهذا اللفظ برقم (9096) و (9696) .
وأخرج الترمذي (2409) من طريق ابن عجلان، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من وقاه الله شرَّ ما بين لَحْييه (يعني الفم) ، وشرَّ ما بين رجليه (يعني الفرْج) ، دخل الجنة". وانظر ما سلف برقم (7402) .
(1) كلمة "والعدوى" أثبتناها من (ظ3) و (عس) و (ل) .
(2) حديث صحيح، المسعودي متابَعٌ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير=(13/288)
7909 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولُوا لِحَائِطِ الْعِنَبِ: الْكَرْمَ، فَإِنَّمَا الْكَرْمُ الرَّجُلُ الْمُؤْمِنُ " (1)
7910 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُخْبِرُ أَبَا قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
__________
= أبي الربيع -وهو المدني- فقد روى له البخاري في "الأدب" والترمذي، وروى عنه ثلاثة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه الطيالسي (2395) ، ومن طريقه الترمذي (1001) ، والبيهقي في "الشعب" (5143) عن شعبة والمسعودي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.
وسيأتي برقم (9872) و (9365) و (9878) و (10809) و (10871) ، وانظر ما سلف برقم (7560) و (7620) ، وما سيأتي برقم (9165) .
(1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وللحديث طرق أخرى عن الأعرج يصح بها. صالح بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه الدارمي (2700) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4974) ، والنسائي في "الكبرى" (11644) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1480) ، والبيهقي في "شعب الإِيمان" (5215) من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، به. وزادوا "ولكن قولوا: حدائق الأعناب".
وسيأتي برقم (9977) و (10163) و (10612) ، وانظر ما سلف (7257) .(13/289)
يُبَايَعُ لِرَجُلٍ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ " (1)
7911 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ سَكِرَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ سَكِرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فِي الرَّابِعَةِ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ " قَالَ الزُّهْرِيُّ: " فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ سَكْرَانَ فِي الرَّابِعَةِ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سعيد بن سمعان، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإِمام" وأصحابُ السنن غيرَ ابن ماجه، وهو ثقة. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/52-53 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2911) عن علي بن الجعد، والحاكم في "المستدرك" 4/452-453 من طريق أسد بن موسى، والطيالسي (2373) ، ثلاثتهم (ابن الجعد وأسد بن موسى والطيالسي) عن ابن أبي ذئب، به.
وسيأتي برقم (8114) و (8351) و (8619) .
قوله: "فلا يُسأَل عن هلكةِ العرب"، قال السندي: بأنها متى تكونُ؟ يريد أنها سريعة بعد ذلك، فلا حاجة إلى السؤال.
(2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ الحارث بن عبد الرحمن -وهو القرشي العامري خال ابن أبي ذئب- فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق.=(13/290)
7912 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ " قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ يَا رَسُولَ اللهِ (1) قَالَ: " السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ " (2)
__________
= وأخرجه أبو داود (4484) ، والبيهقي 8/313 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2337) ، والدارمي (2105) ، وابن ماجه (2572) ، والنسائي في "المجتبى" 8/314، وفي "الكبرى" (5172) ، والطحاوي 3/159، وابن حبان (4447) ، والحاكم 4/371، وابن حزم في "المحلى" 11/367 من طرق عن ابن أبي ذئب، به.
وأخرجه ابن الجارود (831) من طريق أسد بن موسى، عن الحارث بن عبد الرحمن، به.
وسيأتي برقم (10547) و (10729) ، وانظر ما سلف برقم (7762) .
(1) قوله "يا رسولَ الله" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) .
(2) حديث حسن، وهذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عبد الملك بن قدامة، وجهالة إسحاق بن بكر بن أبي الفرات، وللحديث إسنادٌ آخر سيأتي برقم (8459) ، فهو بمجموع الطريقين يصير حسناً، وله شاهدٌ من حديث أنس ستأتي الإِشارة إليه في آخر التخريح.
وأخرجه الحاكم 4/465-466 من طريق سعيد بن مسعود، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.=(13/291)
7913 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَإِسْرَافِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ " (1)
__________
= وأخرجه الحاكم 4/512 من طريق حجاج بن محمد، عن عبد الملك بنِ قُدامة، به. ثم قال: قال ابن قدامة: وحدثني يحيى بن سعيد الأنصاري، عن المقبري قال: "وتشيع فيها الفاحشة". وصحح الإسناد الأول ووافقه الذهبي! ثم قال: وهو من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن المقبري غريب جداً.
وأخرجه ابن ماجه (4036) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 30 من طريق أبي يعقوب الحنيني، كلاهما عن عبد الملك بن قدامة، عن إسحاق بن أبي الفرات، لم يذكر فيه أبا سعيد.
وله شاهد من حديث أنس سيأتي 3/220 وهو -وإن كان فيه عنعنة محمد بن إسحاق- يُحسن بحديث أبي هريرة.
سنون خدَّاعة، قال السندي: بتشديد الدال، للمبالغة، قيل: أي: يكثر فيها الأمطار ويقلُّ الربيع، فذلك خِداعها، لأنها تُطمعهم بالخير ثم تُخْلِفُ، وقيل: الخدَّاعة: القليلة المطر، من خَدَع الريقُ: إذا جَفَّ.
(1) صحيحٌ لغيره، وهذا إسناد حسن. عبدُ الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي، وإن كانت رواية يزيد بن هارون عنه بعد الاختلاط قد روى عنه هذا الحديث النضر بن شميل وخالد بن الحارث، وهما ممن نص الأئمة على أن روايتهما عنه قبلَ اختلاطه، وأبو الربيع -وهو المدني- حسن الحديث، وسلفت له ترجمة عند الحديث رقم (7908) ، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده (308) عن النضر بن شميل، والبخاري في "الأدب المفرد" (673) من طريق خالد بن الحارث، والطبراني في=(13/292)
7914 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: لَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا، وَلَا تَتْبَعُونِي بِمِجْمَرٍ، وَأَسْرِعُوا بِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ: قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي، وَإِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ السُّوءُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ: يَا وَيْلَهُ أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِي؟ " (1)
__________
= "الدعاء" (1796) من طريق عاصم بن علي وقرّة بن حبيب، أربعتهم عن المسعودي، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث برقم (10668) و (10811) .
وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، سلف برقم (729) .
وثان من حديث ابن عباس، سلف برقم (3368) .
وثالث من حديث أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/391.
(1) صحيح لِغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن مهران، وروى له مسلم حديثاً واحداً في فضل المساجد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
المقبري: هو سعيد بن أبي سعيد.
وأخرجه البيهقي 4/21 من طريق سعدان بن نصر، عن يزيد، به.
وأخرجه الطيالسي (2336) ، ومن طريقه المزي في "التهذيب" 17/444، وأخرجه النسائي 4/40-41 من طريق عبد الله بن المبارك، وابن حبان (3111) من طريق يحيى بن آدم، ثلاثتهم (الطيالسي وابن المبارك ويحيى) عن ابن أبي ذئب، به.
وسيأتي حديث أبي هريرة برقم (10137) و (10493) .
وقد روى هذا الحديث بأتم منه الليثُ بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد=(13/293)
7915 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ مِنْ بَنِي آدَمَ يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ بِإِصْبَعِهِ، إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا " (1)
7916 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَنْتَهِيَنَّ رِجَالٌ مِمَّنْ حَوْلَ الْمَسْجِدِ لَا يَشْهَدُونَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فِي الْجَمِيعِ، أَوْ لَأُحَرِّقَنَّ حَوْلَ بُيُوتِهِمْ بِحُزَمِ الْحَطَبِ " (2)
__________
= المقبري، فجعله عن أبية، عن أبي سعيد الخدري، أخرجه من هذا الطريق البخاري (1314) و (1316) و (1380) ، وسيأتي كذلك في مسند أبي سعيد 3/41.
قال ابنُ حبان بإثر الحديث (3111) بعد أن أشار إلى الطريقين: فالطريقان جميعاً محفوظان.
وانظر ما سلف برقم (7267) .
الفسطاط: خيمة من شعر أو غيره.
المَجْمر -بفتح الميم-: ما يُوضع فيه الجمر، قال السندي: والمراد: بنارٍ.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عجلان -وهو مولى المُشمَعلِّ- لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7879) .
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عجلان مولى المُشمَعل.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2910) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" 5/324 من طريق ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، به.=(13/294)
7917 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ (1) بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ، لَمْ تُعْطَهَا (2) أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ: خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا، وَيُزَيِّنُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يُوشِكُ عِبَادِي الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ الْمَئُونَةَ وَالْأَذَى وَيَصِيرُوا إِلَيْكِ، وَيُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، فَلَا يَخْلُصُوا فِيهِ (3) إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِ فِي غَيْرِهِ، وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَهِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إِنَّمَا يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ " (4)
__________
= وسيأتي برقم (8256) ، وانظر ما سلف برقم (7328) .
قوله: "في الجميع"، قال السندي: أي: في الجماعة.
(1) قوله: "بن محمد" سقط من (م) والنسخ الخطية المتأخرة، واستدركناه من (ظ3) و (عس) و (ل) ، ومن "جامع المسانيد" و"أطراف المسند" 8/165.
(2) في (ظ3) و (ل) : تغطه، وكذا على هامش (س) .
(3) لفظة "فيه" ليست في (م) .
(4) إسناده ضعيف جداً، هشام بن أبي هشام -وهو هشام بن زياد القرشي أبو المقدام- متفق على ضعفه، ومحمد بن محمد بن الأسود- وهو ابن بنت سعد بن أبي وقاص- مجهول الحال، لم يرو عنه غير هشام هذا وعبد الله بن عون، وذكره ابن حبان في "الثقات"!
وأخرجه البزار (963) ، ومحمد بن نصر في "قيام رمضان" ص 112، والبيهقي=(13/295)
7918 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكْرَةً، فَعَوَّضَهُ مِنْهَا (1) سِتَّ بَكَرَاتٍ، فَتَسَخَّطَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ فُلَانًا أَهْدَى إِلَيَّ نَاقَةً، وَهِيَ نَاقَتِي، أَعْرِفُهَا كَمَا أَعْرِفُ بَعْضَ أَهْلِي، ذَهَبَتْ مِنِّي يَوْمَ زَغَابَاتٍ، فَعَوَّضْتُهُ سِتَّ بَكَرَاتٍ، فَظَلَّ سَاخِطًا، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَقْبَلَ هَدِيَّةً إِلَّا مِنْ قُرَشِيٍّ، أَوْ أَنْصَارِيٍّ، أَوْثَقَفِيٍّ، أَوْ دَوْسِيٍّ " (2)
__________
= في "الشعب" (3602) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند البيهقي في "الشعب" (3603) ، وإسناده ضعيف.
قلنا: بعض ألفاظ حديث أبي هريرة قد وردت من طرق أخرى عنه، انظر (7148) و (7780) و (7788) .
يصفَّد، قال السندي: يقال: صَفَده كضرب وأصفده وصفَّده بالتشديد: إذا شدَّه وأوثقه.
(1) لفظة "منها" أثبتناها من (ظ 3) و (عس) و (ل) .
(2) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر -وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي-، لكنه قد توبع، فانظر ما سلف برقم (7363) .
بكرة، قال السندي: البَكْر -بالفتح فالسكون-: الفتيُّ من الإِبل، بمنزلة الغلام من الناس، والأنثى بَكْرة.
وقوله: "يوم زغابات" كذا جاء هنا بالجمع، والمعروف أنه زغابة بالإفراد، وهو مكان قرب المدينة، نزلت قريش بينه وبين الجُرُف في غزوة الخندق. انظر "معجم=(13/296)
7919 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَرَجَ رَجُلٌ يَزُورُ أَخًا لَهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا مَرَّ بِهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ فُلَانًا. قَالَ: لِقَرَابَةٍ؟ (1) قَالَ: لَا. قَالَ: فَلِنِعْمَةٍ لَهُ عِنْدَكَ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَلِمَ تَأْتِيهِ؟ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّهُ فِي اللهِ. قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ. أَنَّهُ يُحِبُّكَ بِحُبِّكَ إِيَّاهُ فِيهِ " (2)
__________
= البلدان" لياقوت 3/141، ورجح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أن هذا الذي في الحديث كان في حادثة العُرنيين المشهورة الذين استاقوا إبل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (انظر مسند أنس 3/107) ، واستدلَّ على ذلك بما أورده ابن سعد في "طبقاته" 2/93 في سرية كُرْز بن جابر الفهري إلى العرنيين أنه قدم بهم، فلقي النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالزغابة بمجتمع السيول.
(1) في (ظ3) و (عس) : ألِقرابة، وفي (ل) : للقرابة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نُفيع الصائغ.
وأخرجه البغوي بإثر الحديث (3465) من طريق يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب" (350) ، ومسلم (2567) ، وابن حبان (572) و (576) ، والبغوي (3465) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي برقم (9291) و (9958) و (10247) و (10600) و (10601) من طريق أبي رافع، وبرقم (10602) من طريق أبي حسان الأعرج عن أبي هريرة. وانظر ما سيأتي برقم (8325) .
فأرصد، قال السندي: أي: أقعده وجعله منتظراً لمروره وحافظاً له.=(13/297)
7920 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ فَرْقَدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَكْذَبُ النَّاسِ - أَوْ مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ - الصَّوَّاغُونَ وَالصَّبَّاغُونَ " (1)
__________
= بمَدْرَجَته: بفتح الميم والراء، أي: بطريقه.
تربُّها: من رَبَّ الأمرَ يَرُبُّه: أصلحه، أي: تُصلح تلك النعمة بأداءِ حقها وشكرها.
(1) إسناده ضعيف، فرقد -وهو ابن يعقوب السبخي- ضعيف، وأحاديثه مناكير. همّام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (808) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2574) ، وابن ماجه (2152) ، وابن حبان في "المجروحين" 2/313، والبيهقي 10/249 من طريق همام بن يحيى، به.
وسيأتي برقم (8302) و (8548) و (9296) .
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 2/313، وابن عدي في "الكامل" 6/2295، والخطيب في "تاريخه" 3/438، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/604 من طريق محمد بن يونس الكديمي، عن أبي نعيم الفضل بن دُكين، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. والكديمي هذا متهم بالوضع.
وأخرجه تمَّام في "فوائده" كما في "ميزان الاعتدال" للذهبي 3/653 عن محمد بن علي بن الحسن الشَّرَابى، عن إبراهيم بن هاشم البغوي، عن هدبة بن خالد، عن أبي عوانة، عن الأعمش بمثله. قال الذهبي: وهذا موضوع، والحملُ فيه على الشَّرابى، وللمتن إسناد آخر ضعيف.
وأخرجه دون ذِكر الصوّاغين ابن أبي حاتم في "العلل" 2/278، وابن عدي=(13/298)
7921 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ آتَاهُ اللهُ مِنْ هَذَا الْمَالِ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ، فَلْيَقْبَلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ " (1)
7922 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ " (2)
__________
= في "الكامل" 5/1807 من طريق عثمان بن مقسم، عن نعيم المُجْمِرِ، عن أبي هريرة مرفوعاً: "أكذبُ الناس الصبَّاغ". قال ابن أبي حاتم: قال أبي: هذا حديث كذب، وعثمان: هو البُرِّي. قلنا: وهو المتهم به، فإنه متروك الحديث واتهمه سفيان الثوري بالكذب.
وروي نحوه من حديث أنس، أخرجه ابن عدي 6/2288، وقال: وهذا عن أنس بهذا الإسناد باطل.
وانظر "تذكرة الموضوعات" لابن طاهر المقدسي (134) و (135) ، و"المقاصد الحسنة" (149) ، و"المنار المنيف" (60) و (180) ، و"كشف الخفاء" (503) .
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك، فلم نتبين من هو، ولم ينسبه الحافظان: ابن كثير في "جامع المسانيد"، وابن حجر في "أطراف المسند". وسيأتي برقم (8294) و (10358) .
وله شاهد من حديث عمر، سلف برقم (100) .
وآخر من حديث ابن عمر، سلف برقم (5748) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (1780) (86) من طريق يحيى بن حسان، والبيهقي 9/118=(13/299)
7923 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ " (1)
7924 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ
__________
= من طريق عفان، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد - مطولاً بنحو ما سيأتي برقم (10948) . وانظر تمام تخريجه هناك.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك بن عبد الله -وهو النخعي- سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وعطاء: هو ابن أبي رباح، هكذا نسبه المزي في "التحفة" 10/267، وابن حجر في "الأطراف" 7/412، وقد يكون ابن يسار كما سيأتي منسوباً هكذا في الحديث رقم (8421) ، وكلاهما ثقة.
وأخرجه الترمذي (2529) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب، ووقع في "تحفة الأشراف" 10/267: حسن صحيح! وقد تحرف "شريك" في المطبوع من "السنن" إلى: إسرائيل.
وله شاهد من حديث معاذ بن جبل سيأتي 5/240، وبالإِسناد نفسه عن عبادة بن الصامت سيأتي أيضاً 5/316، وسيأتي الكلام على الاختلاف في إسناده عند حديث معاذ إن شاء الله تعالى.
وسيأتي برقم (8419) و (8420) و (8474) من طريق آخر عن أبي هريرة رفعه "إن في الجنة مئة درجة أعدَّها الله عز وجل للمجاهدين في سبيله، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض".(13/300)
رَبَّهُ وَسَيِّدَهُ فَلَهُ أَجْرَانِ " (1)
7925 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7574) .
(2) إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- روى له البخاري مقروناً ومسلم متابعة، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إبراهيم -وهو ابن عثمان العبسي والد أبي بكر بن أبي شيبة- فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 1/384، والمزي في "تهذيب الكمال" 24/320 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 4/4، والحاكم 4/321 من طريق يزيد بن هارون، به، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! مع أن مسلماً لم يحتج بمحمد بن عمرو.
وأخرجه نعيم بن حماد في زياداته على "الزهد" لابن المبارك برقم (146) ، وابن ماجه (4258) ، والترمذي (2307) ، وابن حبان (2992) و (2994) و (2995) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (669) ، والخطيب 9/470 من طريق الفضل بن موسى، وابن حبان (2993) ، والقضاعي (668) و (670) من طريق عبد العزيز بن مسلم، كلاهما عن محمد بن عمرو، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند البزار (3623) ، والطبراني في "الأوسط" (695) ، وأبي نعيم في "الحلية" 9/252، والخطيب في "تاريخه"=(13/301)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هُوَ أَبُو بَنِي شَيْبَةَ " (1) حَدَّثَنِي أَبِي: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو - بِتِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ حَدِيثًا، ثُمَّ أَتَمَّهَا بِهَذَا الْحَدِيثِ -. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَمَامَ مِائَةِ حَدِيثٍ
7926 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلْمُنَافِقِينَ عَلَامَاتٍ
__________
= 12/72-73، والضياء في "المختارة" (1701) و (1702) وفي أسانيدهم مقال.
وآخر من حديث ابن عمر عند القضاعي (671) ، وفيه القاسم بن محمد الأزدي لا يُعرف بجرح ولا تعديل.
وثالث من حديث عمر بن الخطاب عند أبي بعيم في "الحلية" 6/355، وفي سنده راوٍ لا يُدرى من هو.
ورابع من حديث أبي سعيد عند الترمذي (2460) ، وإسناده ضعيف.
وخامس من حديث زيد بن أسلم مرسلاً عند ابن المبارك (145) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1447) .
قوله: "هاذم اللذات"، قال السندي: بالذال المعجمة، بمعنى قاطعها، أو بالمهملة من هَدَم البناء، والمراد الموتُ، وهو هاذم اللذات إما لأن من يذكره يزهد فيها، أو لأنه إذا جاء ما يبقي مِن لذائذ الدنيا شيئاً، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ) و (عس) و (ل) : بني أبي شيبة.(13/302)
يُعْرَفُونَ بِهَا: تَحِيَّتُهُمْ لَعْنَةٌ، وَطَعَامُهُمْ نُهْبَةٌ، وَغَنِيمَتُهُمْ غُلُولٌ، وَلَا يَقْرَبُونَ الْمَسَاجِدَ إِلَّا هَجْرًا، وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا دَبْرًا، مُسْتَكْبِرِينَ، لَا يَأْلَفُونَ وَلَا يُؤْلَفُونَ، خُشُبٌ بِاللَّيْلِ، صُخُبٌ بِالنَّهَارِ " وَقَالَ يَزِيدُ، مَرَّةً: " سُخُبٌ بِالنَّهَارِ " (1)
7927 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، الْمَعْنَى: أَنَّ النَّاسَ قَالُوا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا
__________
(1) اسناده ضعيف لضعف عبد الملك بن قدامة، وجهالة إسحاق بن بكر بن أبي الفرات.
وأخرجه البزار (85- كشف الأستار) من طريق عبد الرحمن بن مقاتل، عن عبد الملك بن قدامة، بهذا الإسناد. وقال: وهذا لا نعلمه يُروى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بهذا الإسناد، وإسحاق بن بكر لا نعلم حدّث عنه إلا عبد الملك.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 2/135-136 من طريق النضر بن شميل، عن عبد الملك بن قدامة قال: سمعت عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره!
قوله: "إلا هَجْراً"، قال السندي: بفتح فسكون، أي: إلا تركاً له وإعراضاً عنه. و"إلا دُبُراً": بضمتين، أو سكون الثاني، وهو منصوب ظرف، أي: حين أدبر وقتها، والدبر آخر الشيء، وفي "المجمع": دبراً، بالفتح والضم.
"حشب": بفتحتين أو بضمتين، أي: أنهم لا يقومون ولا يذكرون الله بالليل، فهم كالخشب.(13/303)
رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ " قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ، يَجْمَعُ اللهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ، فَيَتْبَعُ مَنْ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ، وَيَتْبَعُ مَنْ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ، وَيَتْبَعُ مَنْ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ، وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا شَافِعُوهَا، أَوْ مُنَافِقُوهَا - قَالَ أَبُو كَامِلٍ: شَكَّ إِبْرَاهِيمُ - فَيَأْتِيهِمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ. فَيَأْتِيهِمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا. فَيَتَّبِعُونَهُ. وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُه، (1) وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ، وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللهُ تَعَالَى، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمُ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ - أَوْ قَالَ: الْمُوثَقُ بِعَمَلِهِ أَوِ الْمُخَرْدَلُ -، وَمِنْهُمُ الْمُجَازَى - قَالَ أَبُو كَامِلٍ فِي حَدِيثِهِ: شَكَّ
__________
(1) في (ل) و (عس) : يجيزه.(13/304)
إِبْرَاهِيمُ - وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ أَوِ الْمُجَازَى ثُمَّ يَتَجَلَّى (1) ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ (2) أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، مِمَّنْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يَرْحَمَهُ، مِمَّنْ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ، يَعْرِفُونَهُمْ بِأَثَرِ السُّجُودِ، تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتُحِشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ - وَقَالَ أَبُو كَامِلٍ: الْحَبَّةُ، أَيْضًا - فِي حَمِيلِ السَّيْلِ. وَيَبْقَى رَجُلٌ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ، وَهُوَ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا، وَأَحْرَقَنِي دُخَانُهَا، فَيَدْعُو اللهَ مَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَهُ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فُعِلَ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُ غَيْرَهُ. وَيُعْطِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ مَا شَاءَ، فَيَصْرِفُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، فَإِذَا أَقْبَلَ عَلَى الْجَنَّةِ
__________
(1) كذا في النسخ الخطية، وفي (م) : يتجلى، وهي كذلك على هامش بعض النسخ، وهي كذلك في رواية البخاري، ومعناه: يتبيَّن.
(2) هكذا في النسخ العتيقة وفي "جامع المسانيد" 7/ورقة 151، وهو الصواب، وفي (م) : يخرج برحمته من يقول: لا إله إلا الله من أهل النار، وقد وقع في النسخ المتأخرة اضطراب في هذا الموضع.(13/305)
وَرَآهَا، سَكَتَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، قَرِّبْنِي (1) إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَ مَا أَعْطَيْتُكَ، وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، مَا أَغْدَرَكَ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، فَيَدْعُو اللهَ، حَتَّى يَقُولَ لَهُ: فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ (2) ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُ غَيْرَهُ. فَيُعْطِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا شَاءَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ، فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا قَامَ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، فَرَأَى مَا فِيهَا مِنَ الْحَبْرَةِ وَالسُّرُورِ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَ مَا أَعْطَيْتُكَ، وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، مَا أَغْدَرَكَ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، لَا أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِكَ، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللهَ، حَتَّى يَضْحَكَ اللهُ مِنْهُ، فَإِذَا ضَحِكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ، قَالَ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ. فَإِذَا دَخَلَهَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: تَمَنَّهْ. فَيَسْأَلُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَيَتَمَنَّى، حَتَّى إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُذَكِّرُهُ، يَقُولُ: مِنْ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الْأَمَانِيُّ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ " قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ: وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَا
__________
(1) في (ل) و (عس) : قدِّمني.
(2) في (عس) : أعطيتك.(13/306)
يَرُدُّ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا، حَتَّى إِذَا حَدَّثَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ: " وَمِثْلُهُ مَعَهُ " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا حَفِظْتُ إِلَّا قَوْلَهُ: " ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ "، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَهُ فِي ذَلِكَ الرَّجُلِ: " لَكَ عَشَرَةُ أَمْثَالِهِ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا " (1)
7928 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
__________
(1) إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي وأبو كامل -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- ثقتان الأول: روى له أصحاب السنن، والثاني: روى له النسائي، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين. إبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعطاء بن يزيد: هو الليثي.
وأخرجه ابن منده في "الإِيمان" (803) من طريق أحمد بن حنبل، عن أبي كامل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/426 من طريق سليمان بن داود الهاشمي، به.
وأخرجه الطيالسي (2383) ، وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 55، والبخاري (7437) و (7438) ، ومسلم (182) (299) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (453) و (475) ، والنسائي في "الكبرى" (11488) ، وأبو يعلى (6360) ، وأبو عوانة 1/159، وابن منده في "الإيمان" (802) و (803) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (817) من طرق عن إبراهيم بن سعد، به.
وهو عند بعضهم مختصر.
وانظر (7717) .(13/307)
وَيَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: " وَهَذَا حَدِيثُ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيِّ "، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ، حَلِيفِ بَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ رَهْطٍ عَيْنًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ "، فَانْطَلَقُوا، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَّةِ، بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ، ذُكِرُوا لِحَيٍّ (1) مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لِحْيَانَ، فَنَفَرُوا لَهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَةِ رَجُلٍ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمُ التَّمْرَ فِي مَنْزِلٍ نَزَلُوهُ، قَالُوا: نَوَى تَمْرِ يَثْرِبَ، فَاتَّبَعُوا آثَارَهُمْ، فَلَمَّا أَحَسَّ (2) بِهِمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ، لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ (3) ، فَأَحَاطَ بِهِمُ الْقَوْمُ، فَقَالُوا لَهُمْ: انْزِلُوا، وَأَعْطُونَا بِأَيْدِيكُمْ، وَلَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ أَحَدًا. فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ أَمِيرُ الْقَوْمِ: أَمَّا أَنَا فَاللهِ لَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ، اللهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ، فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةٍ، وَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ عَلَى الْعَهْدِ
__________
(1) كذا في (ظ3) و (عس) ، وهي رواية البخاري، وفي (م) والنسخ المتأخرة: ذُكِروا حياً، ووجهه بعضهم بأنه على نزع الخافض، هكذا في حاشية (س) !
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: فلما أُخبر، والمثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل) .
(3) في (ظ 3) و (عس) : قَرْدَد، وهما -أي: قردد وفدفد- بمعنى: وهو الموضع المرتفع.(13/308)
وَالْمِيثَاقِ، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الْأَنْصَارِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ، وَرَجُلٌ آخَرُ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا (1) مِنْهُمْ، أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَرَبَطُوهُمْ بِهَا، فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ: هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ، وَاللهِ لَا أَصْحَبُكُمْ، إِنَّ لِي بِهَؤُلَاءِ لَأُسْوَةً. يُرِيدُ الْقَتْلَ، فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ، فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَقَتَلُوهُ. فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ، حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ، بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَابْتَاعَ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ خُبَيْبًا، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ يَوْمَ بَدْرٍ، فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا، حَتَّى أَجْمَعُوا قَتْلَهُ، فَاسْتَعَارَ مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الْحَارِثِ مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا لِلْقَتْلِ، فَأَعَارَتْهُ إِيَّاهَا، فَدَرَجَ بُنَيٌّ لَهَا، قَالَتْ: وَأَنَا غَافِلَةٌ، حَتَّى أَتَاهُ، فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسَهُ (2) عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ، قَالَتْ: فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ، قَالَ: أَتَحْسَبِينَ (3) أَنِّي أَقْتُلُهُ؟ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَلِكَ (4) . فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، قَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ قِطْفًا مِنْ عِنَبٍ فِي يَدِهِ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرَةٍ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّهُ لَرِزْقٌ رَزَقَهُ اللهُ خُبَيْبًا.
__________
(1) في (م) : تمكنوا.
(2) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وباقي النسخ: يجلسه.
(3) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: أتخشين.
(4) لفظة "ذلك" من (ظ3) .(13/309)
فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ، قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ: دَعُونِي أَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ. فَتَرَكُوهُ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَوْلَا أَنْ تَحْسِبُوا أَنَّ مَا بِي جَزَعًا مِنَ الْقَتْلِ لَزِدْتُ. اللهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا، وَلَا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا:
[البحر الطويل]
فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا ... عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ ... يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ أَبُو سِرْوَعَةَ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَتَلَهُ، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا الصَّلَاةَ. وَاسْتَجَابَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ أُصِيبَ، " فَأَخْبَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ يَوْمَ أُصِيبُوا خَبَرَهُمْ، وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ، حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ، لِيُؤْتَى بِشَيْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ "، وَكَانَ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَاصِمٍ مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ، فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَنْ يَقْطَعُوا مِنْهُ شَيْئًا (1)
__________
(1) إسناداه صحيحان، الأول شيخُ أحمد فيه سليمان بن داود -وهو الهاشمي- ثقة من رجال أصحاب السنن، ومن فوقه من رجال الشيخين، والثاني الذي عن يعقوب -وهو ابن إبراهيم بن سعد الزهري- فعلى شرطهما. عُمَر بن أسيد بن جارية الثقفي، كذا سمَّاه إبراهيم بن سعد وبعض الرواة عن الزهري، وسمَّاه معمر وشعيب بن أبي حمزة وآخرون عَمْراً، وترجم له بهذا الاسم الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 22/44-45 فقال: عمرو بن أبي سفيان بن=(13/310)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أسيد بن جارية الثقفي المدني حليف بني زهرة، وقد يُنسب إلى جدِّه، ويقال: عُمر، وعَمْرو أصحُّ. وانظر "فتح الباري" 7/310 و380.
وأخرجه الطيالسي (2597) ، وابن سعد 2/55-56، والبخاري (3989) ، وأبو داود (2660) و (3112) ، والطبراني في "الكبير" (2192) و17/ (463) ، والبيهقي في "السنن" 9/145-146 و146، وفي "الدلائل" 3/323-325، والمزي في "التهذيب" 22/45-46 من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد - وبعضهم لم يسق لفظه.
وأخرجه البخاري (3045) و (7402) ، وأبو داود (2661) ، والنسائي في "الكبرى" (8839) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به. وبين الزهري في هذه الرواية أن الذي حدَّثه بقصة استعارة خبيب بن عدي للموسى وما جرى مع ابنة الحارث وابنها، هو عبيد الله بن عياض عن بنت الحارث نفسها.
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 2/540-541 من طريق جعفر بن عون، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن عمرو بن أبي سفيان، به.
وسيأتي برقم (8096) من طريق معمر، عن الزهري.
قوله: "جدَّ عاصم بن عمر بن الخطاب"، يريد أنه جده لأمه، قال في "الفتح" 7/310: وهو وهم من بعض رواته، فإن عاصم بن ثابت خال عاصم ابن عمر، لا جده، لأن والدة عاصم هي جميلة بنت ثابت أخت عاصم، وكان اسمها عاصية فغيَّرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقوله: "ورجل آخر"، سماه ابنُ إسحاق -كما في "السيرة" 3/181- عبدَ الله بنَ طارق.
وقوله: "يستحد بها"، أي: يحلق عانته.
وقوله: "أن ما بي جزعاً"، قال السندي: هكذا في نسخ "المسند" بالنصب، وكأنه مبني على أن "ما" زائدة، مثل: عمّا قليلٍ، وفي "البخاري": جزعٌ، بالرفع، وهو الظاهر.=(13/311)
7929 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ، فَأَمْشِي، فَإِذَا مَشَيْتُ سَبَقَنِي، فَأُهَرْوِلُ فَأَسْبِقُهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي فَقَالَ: تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ وَخَلِيلِ (1) إِبْرَاهِيمَ " (2)
7930 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نُهِيَ عَنِ الِاخْتِصَارِ فِي الصَّلَاةِ " فَقُلْنَا لِهِشَامٍ: ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ بِرَأْسِهِ، أَيْ: نَعَمْ (3)
7931 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ،
__________
= أحصِهم: بقطع همزة، أي: أهلكهم بحيث لا يبقى منهم واحد.
بدَداً: بفتحتين، أي: متفرقين.
وقوله: "وذلك في ذات الإِله"، أي: القتل في وجهه تعالى وطلب رضاه وثوابه.
وشِلْو: أي جسد.
ممزَّع: أي مقطَّع.
الدَّبْر: ذكور النحل، أو الزنابير.
(1) في (م) والأصول الخطية: وخليلي، لكن تقرأ في (ظ 3) : وخليل، دون ياء، وجاء على هامش (س) : لعله: خليل، قلنا: وهو الصواب، وقد سلف الكلام على هذه اللفظة عند الحديث (7506) .
(2) ضعيف، وهو مكرر (7506) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7897) .(13/312)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " الرَّحِمُ شِجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَقُولُ: يَا رَبِّ قُطِعْتُ، يَا رَبِّ ظُلِمْتُ، يَا رَبِّ أُسِيءَ إِلَيَّ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عبد الجبار -وهو الأنصاري- روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وتفرّد شعبة بالرواية عنه، وقال ابن معين: ليس لي به علم، وجهله العقيلي، وقال أبو حاتم: شيخ، ومع ذلك فقد قال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/339: إسناده جيد قوي. وتساهل ابن حبان فذكره في "الثقات"، وكذا الهيثمي في "المجمع" 8/149-150 فوثقه!
قلنا: وللحديث طرق أخرى يصح بها.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/538 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2543) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (65) ، وابن حبان (442) و (444) ، والحاكم 4/162، وأبو نعيم في "الحلية" 3/220، والمزي في "التهذيب" 25/584 من طرق عن شعبة، به. وزادوا فيه: "فيجيبها ربُّها: أما تَرْضَيْن أن أقطعَ من قطعك، وأصل من وصلك".
وسيأتي الحديث بهذه الزيادة برقم (8975) و (9273) و (9871) من طرق أخرى عن شعبة.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (5988) ، ومن طريقه البغوي (3434) عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه: "إن الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلكِ وصلته، ومن قطعك قطعته".
وبنحوه سيأتي في "المسند" برقم (8367) من طريق سعيد بن يسار، وبرقم (10469) من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة.
ويشهد له بهذا اللفظ حديث سعيد بن زيد، وقد سلف برقم (1651) .
وحديثُ عبد الرحمن بن عوف، سلف برقم (1659) .=(13/313)
7932 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي وَقَرَّتْ عَيْنِي، فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ. فَقَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ " قَالَ: قُلْتُ (1) : أَنْبِئْنِي عَنْ أَمْرٍ إِذَا أَخَذْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ. قَالَ: " أَفْشِ السَّلَامَ، وَأَطْعِمِ الطَّعَامَ، وَصِلِ الْأَرْحَامَ، وَقُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، ثُمَّ ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ " (2)
__________
= وحديثُ ابن عباس، سلف أيضاً برقم (2953) .
وحديثُ عبد الله بن عمرو، سلف كذلك برقم (6494) .
وحديثُ عائشة، وسيأتي 6/62.
الشّجنة، قال السندي: مثلثة الشين المعجمة مع سكون الجيم وبعده نون: شعبة من غصن الشجرة، قيل: المراد هاهنا أنه مشتق من اسم الرحمن، وهو الموافق للأحاديث، والمرادُ أنه مأخوذ من اسم الرحمن لفظاً، ومناسبٌ بذلك الاسم معنى من حيث إن اسم الرحمن كما يقتضي ثبوت الرحمة لمسماه، كذلك قرابة الرحم تقتضي الرحمة فيما بين أصحابها طبعاً.
(1) زاد في (م) والنسخ المتأخرة بعده: يا رسولَ الله.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي ميمونة، فقد روى له أصحابُ السنن الأربعة، وهو ثقة، قيل: هو الفارسي الأبار، ومنهم من فرق بين الفارسي والأبار، وقد اختلف في اسمه. وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقد تحرف في (م) إلى: هشام.
وأخرجه الحاكم 4/129 و160 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وصححه في الموضعين، ووافقه الذهبي، ولم يذكر في الموضع الأول الشطر الأول من الحديث.
وأخرجه ابن حبان (508) و (2559) من طريق أبي عامر العقدي، عن=(13/314)
7933 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا، مُرْدًا، بِيضًا، جِعَادًا، مُكَحَّلِينَ، أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي عَرْضِ سَبْعِ أَذْرُعٍ " (1)
__________
= همام بن يحيى، به. ولم يذكر في الموضع الأول الشطر الأول منه.
وسيأتي برقم (8295) و (8296) و (10399) . وانظر (9084) .
(1) حديث حسن بطرقه وشواهده دونَ قوله: "في عرض سبع أذرع"، فقد تفرد بها علي بن زيد وهو ابن جُدْعان-، وهو ضعيف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/114، وابن أبي داود في "البعث" (64) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (808) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (255) ، وابن عدي 5/1842، والبيهقي في "البعث" (419) و (420) من طرق عن حماد، به.
وأخرجه ابن سعد 1/32 من طريق يحيى بن السكن، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وسيأتي موصولاً برقم (8524) و (9375) و (10913) ، والموضع الأخير مختصر، وسلف برقم (7165) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: أن أول زمرة تدخل الجنة على صورة آدم في طول ستين ذراعاً.
وأخرج الدارمي (2828) ، والترمذي (2539) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (256) من حديث معاذ بن هشام، عن أبية، عن عامر الأحول، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أهل الجنة جُرد مُرد كُحل، لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم". وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف، وقال الترمذي: حسن غريب.=(13/315)
7934 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عِسْلِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ " نَهَى عَنِ السَّدْلِ فِي الصَّلَاةِ " (1)
__________
= وله شاهد من حديث معاذ بن جبل، سيأتي 5/243، وفيه شهر أيضاً.
وآخر من حديث أنس بن مالك أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/219، وابن أبي داود في "البعث" (65) ، والطبراني في "الصغير" (1164) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/56، وفي "صفة الجنة" (255) ، والبيهقي في "البعث" (418) ، وفيه هارون بن رئاب وقد اختلف في سماعه من أنس.
جُرداً مُرداً، قال السندي: الأول جمع أجْرَد: وهو من لا شَعْر على جسده، والثاني جمع أمرد: وهو من لا شعر على ذقنه.
وجعاداً: قال: ضُبط بكسر جيم، جمع جَعْد بفتح فسكون، وفي "المجمع": الجعد في صفات الرجال يكون مدحاً وذماً، فالمدح أن يكون شديد الأسر والخَلْق، أو يكون جعد الشعر، وهو ضدُّ السَّبط، لأن السُّبوطة أكثرها في شعر العجم، والذمّ القصير المتردِّد الخَلْق، وقد يطلق على البخيل، يقال: هو جعد
اليدين، ويجمع على جِعاد.
تنبيه: أورد الحافظان: ابن كثير في "جامع المسانيد" 7/ورقة 174، وابن حجر في "الأطراف" 8/32 لهذا الحديث إسناداً ليس في نسخنا الخطية، وهو: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا محمد بن زياد، سمعت أبا هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكره، وقال فيه: "سبعين ذراعاً". وهذا إسناد صحيح.
(1) إسناده ضعيف لضعف عِسْل بن سفيان. أبو كامل: هو مظفَّر بن مُدْرك، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 20/54-55 في ترجمة عسلٍ من=(13/316)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (378) ، ومن طريقه البغوي (518) من طريق قبيصة بن عقبة، وابن حبان (2289) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد به.
وسيأتي برقم (8496) و (8551) و (8582) من طريق عِسْل بن سفيان، به.
وأخرجه أبو داود (643) ، وابن خزيمة (772) و (918) ، وابن حبان (2353) ، والحاكم 1/253، والبيهقي 2/242، والبغوي (519) من طريق الحسن بن ذكوان، عن سليمان الأحول، عن عطاء، به. وزاد في آخره: وأن يغطي الرجلُ فاهُ. وهذا إسناد ضعيف لضعف الحسن بن ذكوان، وإحدى طريقي أبي داود مرسلة.
تنبيه: وقع في "تحفة الأشراف" للمزي 10/261، وهو بصدد إيراد طريق أبي داود: الحسين بن ذكوان - الثقة، بالتصغير، وذكر أيضاً في ترجمة الحسين هذا من "تهذيب الكمال" 6/372 أنه روى عن سليمان الأحول، ورمز لروايته بحرف "د"، ولا ندري كيف وقع له هذا، فقد رواه البغوي من طريق أبي داود فقال فيه: الحسن مكبراً، وذكر صاحب "بذل المجهود" 4/307 أن الذي في نسخ أبي داود الموجودة عنده "حسن" بغير ياء. ووقع أيضاً في "مستدرك الحاكم": حسين، مصغراً، وصححه على شرط الشيخين! لكن أخرجه عنه البيهقي فقال فيه: حسن، بغير ياء!
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" كما في "نصب الراية" 2/96 عن أبي بحر البكراوي -واسمه عبد الرحمن بن عثمان- عن سعيد بن أبي عروبة، عن عامر الأحول، عن عطاء، عن أبي هريرة. وهو إسناد ضعيف لضعف أبي بحر البكراوي.
وأرسله هشيم عن عامر الأحول، فقد أخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/482، ومن طريقه البيهقي 2/242 عن هشيم، أخبرنا عامر الأحول قال: سألت عطاء عن السدل فكرهه، فقلت: أعن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: نعم. وقال: وهذا=(13/317)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الإسناد وإن كان منقطعاً ففيه قوة للموصولَين قبله.
لكن أخرج أبو داود (644) عن محمد بن عيسى ابن الطباع، عن حجاج ابن محمد الأعور، عن ابن جريج قال: أكثر ما رأيت عطاءً يُصلي سادلاً. وقال: وهذا يضعف ذلك الحديث. يعني حديث أبي هريرة في النهي عنه.
وأما البيهقي، فقال في "سننه" 2/242: وروينا عن عطاء بن أبي رباح أنه صلَّى سادلاً، وكأنه نسي الحديث أو حمله على أن ذلك إنما لا يجوز للخيلاء، وكان لا يفعله خُيلاءَ، والله أعلم.
وللنهي عن السدل شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه البيهقي 2/243 من طريق عبد الرزاق، عن بشر بن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي عبيدة، عنه أنه كره السدل في الصلاة، وذكر أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكرهه. ثم قال: تفرد به بشر بن رافع وليس بالقوي. قلنا: بشر هذا متفق على ضعفه.
وروي عن أبي جحيفة قال: مرَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجل يصلي قد سدل ثوبه، فعطفه عليه. أخرجه البزار (595- كشف الأستار) ، والطبراني في "الصغير" (867) ، و"الكبير" 22/ (353) ، والبيهقي 2/243، وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/50 وقال: ضعيف. وهو كما قال.
وروى أبو عبيد في "الغريب" 3/481، ومن طريقه البيهقي 2/243 عن هشيم قال: أخبرنا -وعند البيهقي: عن- خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب، عن أبية، عن علي: أنه خرج فرأى قوماً يصلون قد سدلوا ثيابهم، فقال: كأنهم اليهود خرجوا من فِهْرهم. وهذا إسناد صحيح. والفِهْر: موضع مِدراسهم الذي يجتمعون فيه كالعيد يُصلون فيه ويسدلون ثيابهم.
والسَّدْل، قال السندي: هو أن يضع وسط الرداء على رأسه ويرسل طرفيه عن يمينه ويساره من غير أن يجعلهما على كتفيه، وهذا التفسير هو مختار طوائف من العلماء من أهل المذاهب. وقيل: هو إسبال الرجل ثوبَه من غير أن يضم جانبيه بين يديه، فإن ضمه فليس بسدل. وقيل: هو إرسال الثوب حتى يصيب=(13/318)
7935 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ " (2)
__________
= الأرض، وذلك من الخيلاء. وقيل: هو أن يلتحف بثوبه ويدخل يديه من داخل فيركع ويسجد وهو كذلك، وكانت اليهود تفعله، فنهوا عنه.
قال ابن قدامة في "المغني" 2/297: وكره السدلَ ابنُ مسعودٍ: والنَّخعي، والثوري، والشافعي، ومجاهد، وعطاء، وروي عن جابر وابن عمر الرُّخصة فيه، وعن مكحول والزهري وعبيد الله بن الحسن بن الحصين أنهم فعلوه، وعن الحسن وابن سيرين أنهما كانا يَسْدُلان فوق قميصهما، وقال ابن المنذر: لا أعلم فيه حديثاً يَثْبُت. وانظر "شرح السنة" للبغوي 2/427-428.
(1) قوله "عن أبيه" سقط من (م) والنسخ المتأخرة، وهو ثابت في النسخ العتيقة، وفي المصادر التي خرجت الحديث من هذا الطريق.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن حبان (6168) من طريق عبد الأعلى بن حماد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (901) ، ومسلم (2638) (159) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (102) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/94، والخطيب في "تاريخه" 3/329 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/238، والبغوي (3471) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وسيأتي برقم (10824) من طريق أبي صالح، وبرقم (10956) ضمن حديث من طريق يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة.=(13/319)
7936 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ يَمِيلُ لِإِحْدَاهُمَا (1) عَلَى الْأُخْرَى، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَجُرُّ أَحَدَ شِقَّيْهِ سَاقِطًا أَوْ مَائِلًا " شَكَّ يَزِيدُ (2) .
__________
= وفي الباب عن عائشة عند البخاري (3336) .
وفي معنى الحديث ذكر الخطابى وجهين، أصحهما -إن شاء الله تعالى-: أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير والشر، والصلاح والفساد، فإن الخيِّر من الناس يحنُّ إلى شكله، والشرِّير نظير ذلك يميل إلى نظيره، فتعارف الأرواح يقع بحسب الطِّباع التي جُبلت عليها من خير وشر، فإذا اتفقت تعارفت، وإذا اختلفت تناكرت. انظر "أعلام الحديث" 3/1530، و"شرح مسلم" للنووي
16/185، و"الفتح" 6/369.
(1) من أول السند إلى حرف اللام من كلمة "لإِحداهما" سقط من (م) والنسخ المتأخرة، وأثبتناه من النسخ العتيقة للمسند، وهي (ظ 3) و (عس) و (ل) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2454) ، والدارمي (2206) ، وأبو داود (2133) ، والترمذي (1141) ، والنسائي 7/63، والحاكم 2/186، والبيهقي 7/297 من طرق عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (8568) و (10090) .
قال الخطابى في "معالم السنن" 3/218-219: في هذا دلالة على توكيد وجوب القَسْم بين الضرائر الحرائر، وإنما المكروهُ مِن الميل هو ميلُ العِشْرة الذي يكون معه بخسُ الحق، دونَ ميلِ القلوب، فإن القلوب لا تُملَك، فكان رسول=(13/320)
7937 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَعَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ (1) ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَخْرُجُ الدَّابَّةُ وَمَعَهَا عَصَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَخَاتَمُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَتَخْطِمُ الْكَافِرَ - قَالَ عَفَّانُ: أَنْفَ الْكَافِرِ - بِالْخَاتَمِ، وَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالْعَصَا، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْخِوَانِ لَيَجْتَمِعُونَ عَلَى خِوَانِهِمْ، فَيَقُولُ هَذَا: يَا مُؤْمِنُ، وَيَقُولُ هَذَا: يَا كَافِرُ " (2)
__________
= الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَوِّي في القَسْم بين نسائه ويقول: "اللهم هذا قَسْمي فيما أملِك، فلا تؤاخذني فيما لا أملك" (أخرجه أصحاب السنن، وهو صحيح، وقال أبو داود: يعني القلب) ، وفي هذا نزل قولُه تعالى: (ولن تستطيعوا أن تَعْدِلوا بين النساءِ ولو حَرَصْتُم فلا تميلوا كلَّ المَيْلِ فتَذَروها كالمعَلَّقَة) [النساء: 129] .
(1) تحرف في (م) إلى: يزيد.
(2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان.
وأخرجه الحاكم 4/485-486 من طريق يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2564) ، وإسحاق بن راهويه (511) ، وابن ماجه وأبو الحسن القطان في زوائده عليه (4066) ، والترمذي (3187) ، والطبري في "تفسيره" 20/15 من طرق عن حماد، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب! ووقع في روايته ورواية إسحاق: "تختم" بالتاء بدل الطاء.
وسيأتي برقم (10361) .
وفي خروج الدابة انظر "النهاية" 1/208-214، و"التفسير" 6/220- 223، كلاهما لابن كثير.
فتَخْطِم، قال السندي: كتَضْرِب لفظاً ومعنى، وقيل: أي: تَسِمُه به، من=(13/321)
7938 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَنْفُضْهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا حَدَثَ بَعْدَهُ، وَإِذَا وَضَعَ جَنْبَهُ فَلْيَقُلْ: بِاسْمِكَ اللهُمَّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، اللهُمَّ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا، فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ " (1)
7939 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ " (2)
7940 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ
__________
= خطمت البعير: إذا كويته.
وتجلو وجه المؤمن، أي: تنوِّره.
والخِوان: بكسر الخاء، وهو ما يوضع عليه الطعام.
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر -وهو ابن حفص بن عاصم العمري-، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. المقبري: هو سعيد بن أبي سعيد. وانظر (7360) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الربيع بن مسلم -وهو الجمحي- فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم. انظر (7504) .(13/322)
اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " (1)
7941 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ، فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ، فَانْتَهَى إِلَى الْحَرَّةِ، فَإِذَا هِيَ (2) فِي
__________
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/155، وأبو داود (4654) ، والحاكم 4/77-78 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذا اللفظ على اليقين "إن الله اطّلع عليهم فغفر لهم" إنما أخرجاه (يعني من حديث عليٍّ) على الظن "وما يُدريك لعل الله تعالى اطلع على أهل البدر". قلنا: وهذا الأخير هو الصواب.
وأخرجه كذلك -يعني على الظن- الدارمي (2761) عن عمرو بن عاصم، وأبو داود (4654) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به.
وقد سلف على الظن من حديث علي بن أبي طالب برقم (600) و (827) .
ومن حديث ابن عباس برقم (3061) .
ومن حديث ابن عمر برقم (5878) .
وسيأتي من حديث جابر في مسنده 3/350.
(2) كذا في (ل) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: هو. وفي "حاشية السندي": هو، أي: الماء.(13/323)
أَذْنَابِ شِرَاجٍ، وَإِذَا شَرْجَةٌ (1) مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ، قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَبِعَ الْمَاءَ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ، بِالِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، لِمَ سَأَلْتَنِي (2) عَنِ اسْمِي؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، لِاسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: أَمَّا إِذَا قُلْتَ هَذَا، فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا خَرَجَ مِنْهَا، فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثَهُ، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ " (3)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: شراجة، وهو خطأ.
(2) في (م) : تسألني.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2984) ، وابن حبان (3355) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2587) ، ومن طريقه مسلم (2984) (45) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/275-276، والبيهقي 4/133 عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، به.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/192 من طريق عمرو بن مرزوق، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، به.
قوله: "اسق حديقة فلان"، قال السندي: الحديقة: البستان الذي يدور عليه الحائط.
والحَرَّة: أرض ذات حجارة سُود.
وأذناب شِراج: جمع شَرْج -بفتح فسكون-: هو مَسيلِ الماءِ من الحَرَّة إلى=(13/324)
7942 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِي الدُّنْيَا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا الْآخِرَةِ (2) ، وَمَنْ نَفَّسَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً يَوْمَ الْقِيَامَةَ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ " (3)
7943 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ يَعْلَمُهُ (4) فَكَتَمَهُ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ " (5)
__________
= السهل، ويقال: الشَّرج بفتح فسكون للجنس، ويقال للواحد: شَرْجة بزيادة التاء.
والأذناب: الأسافل، أي: في أسافل المسايل والأودية.
والمِسْحاة: آلة من حديد. قلنا: وهي المِجْرفة.
وأَردُّ، أي: أزرع فيها بالثلث.
(1) قوله: "عن أبي صالح"، سقط من (م) والنسخ المتأخرة، واستدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "أطراف المسند" 7/174.
(2) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: في الآخرة، فقط.
(3) حديث صحيح، وانظر الكلام على إسناده مفصلاً عند الحديث رقم (7701) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/85، والنسائي في "الكبرى" (7284) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
(4) لفظة "يعلمه" ليست في (م) و (ظ 1) .
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لتدليس الحجاج بن أرطاة، لكنه=(13/325)
7944 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ، فَمَاتَ، فَمِيتَةٌ (1) جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِعَصَبَتِهِ، وَيُقَاتِلُ لِعَصَبَتِهِ وَيَنْصُرُ عَصَبَتَهُ (2) فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، لَا يَنْحَاشُ (3) لِمُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدِهَا، فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ " (4)
__________
= متابع، فانظر ما سلف برقم (7571) . عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/55 عن أبي خالد الأحمر، عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق حجاج أيضاً برقم (10487) و (10597) .
(1) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: فميتته.
(2) في (م) : يغضب لعصبته، ويقاتل لعصبته، وينصر عصبته.
(3) كذا في (ظ 3) و (ل) ، وفي (عس) و (س) وغيرهما: لا يتحاش، لكن ضبب عليها في (عس) ، وفي (م) : لا يتحاشى، بالألف المقصورة.
وفي معنى "لا ينحاش" قال السندي: لا ينقبض. وفي "صحيح مسلم": "لا يتحاشَ"، قال النووي في شرحه 12/239: وفي بعض النسخ: يتحاشى، بالياء، ومعناه: لا يكترث بما يفعله فيها، ولا يخاف وبالَه وعقوبتَه.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس بن رياح -واسمه زياد- فمن رجال مسلم، وقيل في اسم أبية أيضاً: رباح، بالموحدة.=(13/326)
7945 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: إِنَّ الْحَسَنَةَ تُضَاعَفُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ. قَالَ: وَمَا أَعْجَبَكَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَوَاللهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ (1) - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: كَذَا قَالَ
__________
= وأخرجه إسحاق بن راهوبه (145) عن وهب بن جرير، ومسلم (1848) (53) ، والبيهقي 8/156 من طريق شيبان بن فروخ، كلاهما عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1848) (54) من طريق مهدي بن ميمون، عن غيلان، به.
وسيأتي برقم (8061) مرفوعاً، وبرقم (10333) و (10334) موقوفاً.
ويشهد لأوله حديث ابن عمر، سلف برقم (5386) ، وهناك ذُكِرت باقي شواهده.
ويشهد لقوله: "ومن قاتل تحت راية عمِّيَّة" حديث جندب البجلي عند مسلم (1850) ، وهو في "صحيح ابن حبان" (4579) .
قوله: "من الطاعة"، قال السندي: أي: طاعة الإِمام.
والجماعة، أي: جماعة المسلمين المجتمعة على إمام واحد.
فميتة، بكسر الميم: حالة الموت.
جاهلية: صفة، وتحتمل الإِضافة، والمعنى: فميتة كميتة أهل الجاهلية، والمراد: أنه مات كما يموت أهل الجاهلية من الضلال، وليس المراد الكفر.
وقوله: "تحت راية عِمِّية"، بكسر عين، وحكي ضمها: هي الأمر الذي لا يستبين وجهُه، وقيل: هي جماعة مجتمعة على أمر مجهول لا يعرف أنه حق أو باطل.
والعصبة: قوم الرجل.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: سمعت.(13/327)
أَبِي يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ لَيُضَاعِفُ الْحَسَنَةَ أَلْفَيْ أَلْفِ حَسَنَةٍ " (1)
7946 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِخَمْسِ مِائَةِ عَامٍ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ومبارك بن فضالة مدلِّس وقد عنعنه. وقال الحافظ ابن كثير بعد أن أورد هذا الحديث في "تفسيره" 1/442: هذا حديث غريب، وعلي بن زيد بن جدعان عنده مناكير.
قلنا: وأخرجه الطبري في "تفسيره" 5/91 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (10760) من طريق سليمان بن المغيرة عن علي بن زيد.
وأورده ابن كثير عن ابن أبي حاتم، عن أبي خلاد سليمان بن خلاد المؤدب، عن يونس بن محمد المؤدب، عن محمد بن عقبة الرفاعي، عن زياد الجصاص، عن أبي عثمان النهدي -وذكر قصة فيها هذا الحديث. قلنا: وهو إسناد ضعيف، زياد الجصاص -وهو زياد بن أبي زياد الجصاص- ضعيف، ومحمد بن عقبة الرفاعي قال ابن أبي حاتم 8/36 عن أبية: شيخ.
وانظر ما سلف برقم (7196) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/246، وابن ماجه (4122) ، والترمذي (2353) و (2354) ، والنسائي في "الكبرى" (11348) ، وابن حبان (676) ، وأبو نعيم 7/91 و8/212 و250 من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح.
وسيأتي برقم (8521) و (9823) .=(13/328)
7947 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ زَكَرِيَّا نَجَّارًا " (1)
7948 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ رَجُلًا أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ، إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا - أَوْ قَالَ: عَمِلْتُ عَمَلًا ذَنْبًا - فَاغْفِرْهُ. فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: عَبْدِي عَمِلَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي. ثُمَّ عَمِلَ ذَنْبًا آخَرَ - أَوْ قَالَ: أَذْنَبَ ذَنْبًا
__________
= وأخرجه أبو نعيم 7/99-100 من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة.
وله طريقان آخران يصحُّ بهما سيأتيان برقم (10654) و (10730) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سيأتي 3/63.
وعن عبد الله بن عمرو عند ابن حبان (667) و (678) .
وعن أنس عند الترمذي (2352) .
وعن جابر عند الترمذي أيضاً (2355) .
وعن ابن عمر عند ابن أبي شيبة 13/244، وابن ماجه (4124) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نفيع الصائغ، وثابت: هو ابن أسلم البناني.
وأخرجه مسلم (2379) (169) ، وابن ماجه (2150) ، وابن حبان (5142) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (9257) و (10294) .(13/329)
آخَرَ - فَقَالَ: رَبِّ، إِنِّي عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي. ثُمَّ عَمِلَ ذَنْبًا آخَرَ - أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ - فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ. فَقَالَ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ عَمِلَ ذَنْبًا آخَرَ - أَوْ قَالَ: أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ - فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ، قَالَ: عَبْدِي عَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي (1) ، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ " (2)
__________
(1) من قوله: "ثم عمل ذنباً" في المرة الرابعة، إلى هنا، استدركناه من (ظ 3) و (عس) ومن "جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 109-110، وسقط من (م) وبقية النسخ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهمام بن يحيى -وتحرف في (م) إلى: همام عن يحيى-: هو العَوْذي، وعبد الرحمن بن أبي عمرة: هو الأنصاري.
وأخرجه ابنُ حبان (622) من طريق الحسن بن محمد بن الصباح، والحاكم 4/242 من طريق إبراهيم بن عبد الله، كلاهما عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
ولم يذكرا فيه المرة الرابعة التي أشرنا إليها في التعليق السابق.
وأخرجه البخاري (7507) من طريق عمرو بن عاصم، ومسلم (2758) (30) ، والبيهقي 10/188 من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن همام بن يحيى، به. ولم يذكرا فيه الرابعة أيضاً.
وسيأتي برقم (9256) و (10379) و (10380) .
قوله: "فليعمل ما شاء"، قال السندي: أي: إنه يغفر له ما يعمل ما دام يستغفر، فهذا ترغيب له فى الاستغفار وفي الثبات علي الرجاء والخوف، لا إذن=(13/330)
7949 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، وَحُسَيْنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي قَحْذَمٍ، قَالَ: " وُجِدَ فِي زَمَنِ زِيَادٍ أَوِ ابْنِ زِيَادٍ صُرَّةٌ (1) فِيهَا حَبٌّ أَمْثَالُ النَّوَى (2) عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ: هَذَا نَبَتَ فِي زَمَانٍ كَانَ يُعْمَلُ فِيهِ بِالْعَدْلِ " (3)
7950 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ (4) وَهُوَ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ
__________
= له في الذنوب، والله تعالى أعلم.
(1) تحرفت في (م) إلى: حفرة.
(2) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: أمثال الثوم.
(3) هذا خبر إسناده ضعيف لا يثبت، وليس هو بحديث، ولا ندري وجه وقوعه في مسند أبي هريرة!
أبو قحذم هذا قال يحيى بن معين في "تاريخه" 2/721: أبو قحذم الذي يروي عنه عوفٌ لا أدري ما اسمه، وأورد البخاري في "الكنى" ص 64، وابن أبي حاتم 9/429 راوياً يقال له: أبو قحذم، وقالا: رأى أبا بكرة، زاد ابن أبي حاتم: روى عنه منصور بن زاذان. فلا ندري: أهو نفسه الذي روى عنه عوف بن أبي جميلة أم لا؟
وفي هذه الطبقة راوٍ يكنى أبا قحذم، واسمه سليمان بن ذكوان، قال فيه يحيى بن معين في "التاريخ" 2/654: لبس بشيء، وأورده ابن أبي حاتم 4/116 فقال عن أبية: سليمان بن ذكوان أبو قحذم بصري، روى عن أنس، روى عنه محبر بن قحذم. ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وذكره ابن حبان في "ثقاته" 4/312!
(4) تحرف في (م) إلى: يونس.(13/331)
كَانَ الْعِلْمُ بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/207 عن مروان بن معاوية، وأبو نعيم في "الحلية" 6/64، وفي "أخبار أصبهان" 1/4 من طريق هوذة بن خليفة، كلاهما عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإسناد.
ولفظ حديث مروان بن معاوية: "لو كان الدِّين" مكان قوله: "لو كان العلم"، وهو الصواب الموافق لرواية الصحيح، وسيأتي هكذا على الصواب برقم (8081) من طريق يزيد بن الأصم، و (9406) من طريق أبي الغيث، كلاهما عن أبي هريرة، وفي رواية أبي الغيث قصة، وقد وقع لفظ الحديث في بعض المصادر "لو كان الإِيمان بالثريا"، وفي بعضها الأخر "لو كان الدِّين".
وكرواية شهر بن حوشب عند المصنف -أي: "لو كان العلم"- أخرجه ابن حبان (7309) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/5 من طريق يحيى بن أبي الحجاج، عن عوف بن أبي جميلة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف، فيحيى بن أبي الحجاج لين الحديث، ثم إنه خالف من هو أوثق منه في عوف فجعله عن ابن سيرين، والصواب من حديث عوف عن شهر.
وأخرجه كذلك أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/6 من طريق أحمد بن يوسف بن إسحاق المنبجي، عن سهل بن صالح الأنطاكي، عن أبي عامر العقدي، عن مالك، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن جبير، عن أبي هريرة. وهذا إسناد واه جداً، والآفة فيه أحمد بن يوسف المنبجي، فقد ذكره الذهبي في "الميزان" 1/166، وقال: لا يعرف، وأتى بخبر كذب، ثم ساق له حديثاً موضوعاً في فضل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر وعمر.
وسيأتي حديث المصنِّف برقم (9440) و (10057) من طريق عوف، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.
وله شاهد بهذا اللفظ من حديث عائشة عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/7-8، وفيه شيخه وشيخ شيخه لم نتبينهما!(13/332)
7951 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ (2) أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ " (3)
7952 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ، صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ، حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّانُ (4) الَّذِي ذَكَرَ اللهُ
__________
(1) في (م) والنسخ الخطية: "عن محمدٍ"، وكان في (عس) وحدها: عن شهر بن حوشب، ثم رُمِّج وكُتِب على هامشها بخط مغاير: محمد، ويغلب على ظننا أن ما أثبتناه هو الصواب، فقد أورد الحافظان: ابن كثير في "جامع المسانيد" 7/ورقة 97، وابن حجر في "أطراف المسند" 7/311 هذا الحديث في ترجمة شهر عن أبي هريرة، ثم إن هذا الإسناد مكرر ما قبله، والله تعالى أعلم.
(2) في (م) : فوجدت.
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف شهر بن حوشب، لكن حديثه حسن في الشواهد، وهذا منها. عوف: هو ابن أبي جميلة.
وأخرج الشطر الثاني منه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (490) عن كلثوم بن محمد، عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي هريرة. وهذا إسناد منقطع، رواية عطاء عن أبي هريرة مرسلة.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2086) .
وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6611) ، وانظر بقية شواهده عنده.
(4) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: الرَّيْن. قال ابن=(13/333)
عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] " (1)
7953 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسِّ الْقَرْصَةِ " (2)
__________
= الأثير في "النهاية" 2/291: الرَّان والرَّيْن سواء، وأصل الرَّين: الطبع والتغطية.
(1) إسناده قوي، محمد بن عجلان صدوق قوي الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبري 1/112 و30/98 عن محمد بن بشار، عن صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4244) ، والترمذي (3334) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (418) ، وفي التفسير من "الكبرى" (11658) ، والطبري 30/98، والحاكم 2/517، والبيهقي في "السنن" 10/188، وفي "الشعب" (7203) من طرق عن ابن عجلان، به.
(2) إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه الدارمي (2408) ، وابن ماجه (2802) ، والترمذي (1668) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (190) ، وابن حبان (4655) من طرق عن صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه ابن أبي عاصم (191) ، والنسائي 6/36، وأبو نعيم في "الحلية" 8/264، والبيهقي 9/164، والبغوي في "شرح السنة" (2630) ، وفي "تفسيره" 1/373 من طرق عن ابن عجلان، به.
وفي الباب عن أبي قتادة عند الطبراني في "المعجم الأوسط" (282) ،=(13/334)
7954 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدِّينُ النَّصِيحَةُ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَنْ؟ قَالَ: " لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ (1) ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ " (2)
__________
= وإسناده ضعيف.
وعن ابن عباس عند ابن أبي عاصم في "الجهاد" (192) ، وإسناده ضعيف أيضاً.
(1) لفظة "ولرسوله" استدركناها من (ظ 3) و (عس) و (ل) .
(2) متن الحديث صحيح، وقد تكلم بعض أهل العلم على الاختلاف الذي وقع في إسناده، فقد قال محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" 2/684-685: حديث ابن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة غلط، إنما حدَّث أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا الحديث "إن الله يرضى لكم ثلاثاً…"، وعطاء بن يزيد حاضر ذلك، فحدثهم عطاء بن يزيد، عن تميم الداري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنما الدين النصيحة". ورواه عن إسحاق بن راهويه عن جرير بن عبد الحميد عن سهيل بن أبي صالح عن أبية، بهذه القصة.
وقال البخاري في "التاريخ الأوسط" (المطبوع خطأ باسم الصغير) 2/35 بعد أن أشار إلى أسانيده: فمدار الحديث كله على تميم، ولم يصح عن أحد غير تميم.
قلنا: وحديث ابن عجلان عن القعقاع ... الخ، أخرجه الترمذي (1926) ، ومحمد بن نصر (748) من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد. وزادا في آخره: "وعامتهم"، وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري في "الكبير" 6/460، وفي "الأوسط" 2/34، والنسائى=(13/335)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 7/157 من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم والقعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، به.
وأخرجه البخاري في "الكبير" 6/460-461، وفي "الأوسط" 2/34، ومحمد بن نصر (754) من طريق سليمان بن بلال، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم وعبيد الله بن مقسم، عن أبي صالح، به.
وأخرجه النسائي 7/157 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم وسُمَي مولى أبي بكر وعبيد الله بن مقسم، عن أبي صالح، به.
وروي عن مالك بن أنس فاختُلف عليه فيه، فقد رواه عنه معن بن عيسى وعبد الله بن وهب وعبد الله بن نافع ومحمد بن خالد وزياد بن يونس وأحمد بن حاتم بن مخشي، فقالوا فيه: عنه، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبية، عن أبي هريرة.
وتابعه سفيان الثوري من رواية بشر بن منصور عنه، فرواه عن سهيل عن أبية عن أبي هريرة، وكذا رواه عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني عن سهيل. وقال علي ابن المديني -كما في تاريخي البخاري "الكبير" و"الأوسط "-: بلغني أن في كتاب عثمان بن عمر: عن مالك، عن سهيل، عن عطاء، عن تميم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وتابعه سليمان التيمي ويحيى بن سعيد وجرير بن عبد الحميد وخالد بن عبد الله وسفيان بن عيينة وزهير بن معاوية ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، فرووه عن سهيل عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري، وكذلك رواه سفيان الثوري من رواية محمد بن يوسف وابن مهدي، عنه، ورواه عنه علي بن قادم فقال: عن سهيل عن أبية عن عطاء بن يزيد، عن تميم. وسيأتي حديث تميم الداري في مسنده 4/102.
انظر "التاريخ الكبير" 6/460 و461، و"الأوسط" 2/34 و35، و"العلل"=(13/336)
7955 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي (1) عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: ذُكِرَ الشَّهِيدُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَا تَجِفُّ الْأَرْضُ مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ حَتَّى يَبْتَدِرَهُ زَوْجَتَاهُ، كَأَنَّهُمَا ظِئْرَانِ أَظَلَّتَا - أَوْ أَضَلَّتَا -، فَصِيلَيْهِمَا بِبَرَاحٍ مِنَ الْأَرْضِ، بِيَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ - أَوْ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ (2) - مِنْهُمَا حُلَّةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (3)
__________
= للدارقطني 3/ورقة 145، و"تعظيم قدر الصلاة" 2/681-687، و"الكامل" لابن عدي 1/184، و"أخبار أصبهان" لأبي نعيم 1/188-189، و"تغليق التعليق" لابن حجر 2/55-61.
وسلف عن ابن عباس برقم (3281) .
(1) لفظ "أبي" سقط من (م) .
(2) ما بين المعترضتين استدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "تهذيب الكمال".
(3) إسناده ضعيف لجهالة هلال بن أبي زينب، وضعف شيخه شهر بن حوشب. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 30/338 في ترجمة هلال من طريق عبد الله بن أحمد بن
حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" -كما في "مصباح الزجاجة" للبوصيري ورقة 179-، وعنه ابن ماجه (2798) عن محمد بن أبي عدي، به.
وأخرجه أحمد بن منيع من طريق عباد بن عباد، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر في "مسنده" من طريق حماد بن مسعدة، كلاهما عن ابن عون، به -كما في "مصباح الزجاجة"-.=(13/337)
7956 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ " (1)
7957 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ
__________
= وسيأتي برقم (9520) .
الظِّئر -بكسر الظاء-، قال السندي: المرضعة غير ولدها، ويقع على الذكر والأنثى، والتشبيه في شدة الجري وقوة التردد.
أو أضلَّتا: هو الصحيح، أي: غيَّبتا.
فصيليهما: رضيعيهما.
والبراح: هو المتَّسَع من الأرض الذي لا زرع فيه ولا شجر.
(1) إسناده ضعيف، شتير بن نهار -ويقال في اسمه: سُمير بن نهار- روى عنه محمد بن واسع وأبو نضرة، وأورده البخاري وابن أبي حاتم فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق! كذا قال، مع أن الدارقطني جهَّله في سؤالات البرقاني ترجمة رقم (212) ، وقال الذهبي في "الميزان" 2/234: نكرة.
وأخرجه أبو داود (4993) ، وابن حبان (631) ، والحاكم 4/241، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 151 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو وهم منهما، ولعله قد التبس عليهما شتير بن نهار بشتير بن شَكَل، الذي خرج له مسلم.
وسيأتي الحديث برقم (8036) و (8709) و (9280) و (10364) .(13/338)
النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " أَنَا وَمَنْ مَعِي " قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الَّذِينَ (1) عَلَى الْأَثَرِ " قِيلَ لَهُ: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: فَرَفَضَهُمْ (2)
7958 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يُرِيدُ بِهَا بَأْسًا، يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ " (3)
7959 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، مِنْ آلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدٍ، مَوْلًى لِأَبِي رُهْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ لَقِيَ امْرَأَةً، فَوَجَدَ مِنْهَا رِيحَ إِعْصَارٍ (4)
__________
(1) المثبت من (ل) و (عس) وفي (م) و (ظ 3) وبقية النسخ: الذي.
(2) إسناده جيد. صفوان: هو ابن عيسى الزهري البصري.
وهذا الحديث بهذا اللفظ تفرد به الإمام أحمد، وسيأتي مرة أخرى برقم (8483) . وفي معناه انظر ما سلف برقم (7123) .
وقوله: "فرفضهم"، قال السندي: أي: تركهم ولم يذكر لهم فضلاً.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق. وهو مكرر (7215) .
(4) في (ظ 3) : عُصار، وفي (عس) : عِصار، وفي (ل) : عصارة! وفي "النهاية" لابن الأثير 3/247: الإِعصار والعَصَرة: الغُبار الصاعد إلى السماء مستطيلاً، وهي الزوبعة، قيل: وتكون العَصَرة من فوح الطيب، فشبَّهه بما تثير الريحُ من الأعاصير.=(13/339)
طَيِّبَةً، فَقَالَ لَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ: الْمَسْجِدَ تُرِيدِينَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: وَلَهُ تَطَيَّبْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنَ امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ لِلْمَسْجِدِ فَيَقْبَلُ اللهُ لَهَا صَلَاةً حَتَّى تَغْتَسِلَ مِنْهُ اغْتِسَالَهَا مِنَ الْجَنَابَةِ " فَاذْهَبِي فَاغْتَسِلِي (1)
7960 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فُرَاتٍ، سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، قَالَ: قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، إِنَّهُ سَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَتَكْثُرُ " قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: " فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمُ الَّذِي جَعَلَ اللهُ لَهُمْ، فَإِنَّ اللهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ " (2)
__________
= وفي "القاموس": العِصَار: هو الغبار الشديد.
(1) حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله، وقد سلف الكلام على الحديث مفصلاً برقم (7356) .
وأخرجه الطيالسي (2557) عن شعبة، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. فرات: هو ابن أبي عبد الرحمن القَزّاز، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وأخرجه البخاري (3455) ، ومسلم (1842) ، والبيهقي 8/144، والبغوي (2464) من طريق محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1842) ، وابن ماجه (2871) من طريق حسن بن فرات، واسحاق بن راهويه (222) ، وابن حبان (4555) و (6249) من طريق محمد بن=(13/340)
7961 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَاصِمٍ، يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ. قَالَ: " قُلْ: اللهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ. قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ " (1)
__________
= جحادة، كلاهما عن فرات بن أبي عبد الرحمن، به.
قوله: "تَسُوسُهم الأنبياء"، قال السندي: أي: تتولى أمورَهم الأنبياءُ كالأمراء والولاة بالرعية، والسياسة: القيام على الشيء بما يُصلِحه.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن عاصم -وهو ابن سفيان بن عبد الله الثقفي- فقد روى له البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن غيرَ ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/237-238، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (138) و (583) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (11) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (9) و (2582) ، والدارمي (2689) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1202) ، وفي "خلق أفعال العباد" (139) و (584) ، والترمذي (3392) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (795) ، وابن حبان (962) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 20 و26، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/167 من طرق عن شعبة، به. قال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1203) ، وفي "خلق أفعال العباد"=(13/341)
7962 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " مَا كَانَ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامٌ إِلَّا الْأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرَ والْمَاءَ " (1)
__________
= (586) و (587) ، وأبو داود (5067) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (567) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (45) ، والحاكم 1/513 من طريق هشيم، عن يعلى بن عطاء، به. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.
وسلف في مسند أبي بكر برقم (51) و (52) و (63) .
وفي الباب عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، سلف برقم (6597) .
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل داود بن فراهيج، وقد سلفت ترجمته عند الحديث رقم (7522) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (5805) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (142) و (143) ، والبزار (3677) ، وابن حبان (683) ، وابن عدي 3/949 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه ابن حبان (6345) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة.
وسيأتي برقم (9259) و (9381) و (9911) من طريق داود بن فراهيج، عن أبي هريرة، وبرقم (8653) من طريق الحسن عن أبي هريرة، ولم يسمع منه.
وانظر (9249) .
وأخرجه مالك 2/933 مطولاً، وفيه قصة، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن حميد بن مالك بن خثيم، عن أبي هريرة. وإسناده صحيح.
وأخرج الترمذي (3357) من طريق أبي بكر بن عياش، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: لما نزلت هذه الآية (ثمَّ لتُسأَلُنَّ يومئذٍ عن النَّعيم) [التكاثر: 8] قال الناس: يا رسول الله، عن أيِّ النعيم نُسأَل وإنما هو الأسودان، والعدوُّ حاضر، وسيوفنا على عواتقنا؟ قال: "إن ذلك سيكونُ".=(13/342)
7963 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: هَجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: شَهْرًا - فَأَتَاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهُوَ فِي غُرْفَةٍ عَلَى حَصِيرٍ، قَدْ أَثَّرَ الْحَصِيرُ بِظَهْرِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كِسْرَى يَشْرَبُونَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْتَ هَكَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُمْ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ (1) الدُّنْيَا ". ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّهْرُ تِسْع (2) وَعِشْرُونَ، هَكَذَا وَهَكَذَا، وَكَسَرَ فِي الثَّالِثَةِ الْإِبْهَامَ " (3)
__________
= وانظر حديث قرة بن إياس المزني الذي سيأتي في "المسند" 4/19، وحديث عائشة الذي سيأتي أيضاً 6/182.
وحديث الزبير بن العوام عند الترمذي (3356) .
(1) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: في حياتهم.
(2) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: تِسْعَةٌ.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه البزار (3676- كشف الأستار) عن محمد بن بشار ومحمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد.
وسلف نحوه من حديث عمر بن الخطاب نفسه برقم (222) ، وهو متفق عليه.
قوله: "كسرى يشربون"، قال السندي: أي: أمثال كسرى. قلنا: ووقع في رواية البزار: يا رسول الله، كسرى -أحسبه قال: وقيصر- يشربون ...(13/343)
7964 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ جَهَنَّمَ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ " (1)
7965 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ جُوعٌ، قَالَ: وَنَحْنُ سَبْعَةٌ، قَالَ: " فَأَعْطَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ، لِكُلِّ إِنْسَانٍ تَمْرَةٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. بديل: هو ابن ميسرة العقيلي البصري.
وأخرجه مسلم (588) (133) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (95) ، ومن طريقه النسائي 8/278، والآجري في "الشريعة" ص 373 عن أبي عامر العقدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5187) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (192) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (9855) ، وانظر ما سلف برقم (7237) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عباس الجريري: هو ابن فرُّوخ، وأبو عثمان: هو النّهدي عبد الرحمن بن ملٍّ. وقد وقع في متنه وهمٌ لشعبة، سيأتي التنبيه عليه لاحقاً.
وأخرجه ابن ماجه (4157) ، والترمذي (2474) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6731) من طريق خالد بن الحارث، وأبو=(13/344)
7966 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَهَاشِمٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ - قَالَ هَاشِمٌ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى (1) بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ -، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَلَا أُعَلِّمُكَ - قَالَ هَاشِمٌ: أَفَلَا (2) أَدُلُّكَ - عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، يَقُولُ: أَسْلَمَ عَبْدِي وَاسْتَسْلَمَ " (3)
__________
= يعلى (6653) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (8633) و (9373) من طريق حماد بن زيد، عن عباس الجريري، وقال فيه: قسم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أصحابه تمراً، فأصابني سبع تمرات إحداهن حشفة.
فخالف حمادٌ شعبة في عدد التمرات، ويشد رواية حمادٍ ما أخرجه البخاري (5441م) ، وأبو يعلى (6649) ، وابن حبان (4498) من طرق عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة قال: قسم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيننا تمراً، فأصابني منه خمسٌ: أربعُ تمرات وحَشَفة، ثم رأيت الحشفة هي أشدُّهن لضرْسي.
ويشهد لرواية السبع تمرات حديث عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة الذي سيأتي برقم (8301) ضمن حديث طويل.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: أخبرني يحيى، بزيادة "أخبرني"، وهذه الزيادة ليست في (ل) و (عس) ، وكانت في (ظ 3) ثم رُمِّجت. ومعنى الكلام أن هاشماً رواه عن شعبة عن أبي بلج باسمه وهو يحيى بن أبي سليم.
(2) في (ظ3) و (عس) و (ل) : أَوَلا.
(3) صحيح دون قوله: "من تحت العرش"، وهذا إسناد حسن، أبو بلج هذا حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو=(13/345)
7967 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، وَهَاشِمٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ هَاشِمٌ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ،
__________
= النضر، وعَمرو بن ميمون: هو الأودي الكوفي.
وأخرجه البزار (3086- كشف الأستار) ، والحاكم 1/21 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (13) من طريق حجاج بن محمد، والحاكم 1/21 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (252) عن النضر بن شميل، عن أبي بلج، به.
وسيأتي برقم (8753) عن سليمان بن داود، عن شعبة، به.
وسيأتي أيضاً برقم (8426) من طريق أبي عوانة، و (8660) و (9233) من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن أبي بلج، ولم يذكر زهير بن معاوية فيه "من تحت العرش".
وسيأتي بنحوه دون هذا الحرف أيضاً برقم (8085) من طريق كميل بن زياد، و (8406) من طريق سعيد بن أبي سعيد، و (10056) من طريق عبيد مولى أبي رهم، ثلاثتهم عن أبي هريرة، وإسناد كميل بن زياد صحيح.
وأخرج الترمذي (3601) من طريق أبي خالد الأحمر، عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن أبي هريرة قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَكْثِر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنزٌ من كنوز الجنة" ثم ذكر بعده كلاماً لمكحول، وقال: ليس إسناده بمتصل، مكحول لم يسمع من أبي هريرة.
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/399-400.
وعن أبي ذر الغفارىِ، سيأتي 5/145.
وعن أبي أمامة، سيأتي 5/265.
قوله: "يقول"، قال السندي: أي: الله حين يقول العبدُ هذه الكلمة.(13/346)
وقَالَ مُحَمَّدٌ: عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ - وَقَالَ هَاشِمٌ: مَنْ سَرَّهُ - أَنْ يَجِدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ، فَلْيُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
7968 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:
__________
(1) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه البزار (63- كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (253) عن النضر بن شميل، والحاكم 1/3-4 من طريق عاصم بن علي، و4/168 من طريق آدم بن أبي إياس، والبيهقي في "الشعب" (8988) من طريق روح بن عبادة، أربعتهم عن شعبة، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9019) من طريق علي بن عاصم بن علي، عن شعيب، عن أبي بلج، به. وهذا إسناد فيه تحريفان: الأول في قوله "علي بن عاصم بن علي"، والصواب: عاصم بن علي بن عاصم. والثاني في قوله "شعيب"، والصواب: شعبة. فهو بهذا من الطريق نفسها التي أخرجه بها الحاكم في الموضع الأول.
وأخرجه البزار (63) من طريق يزيد، عن شعبة، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن عمرو بن ميمون، به. وقال عقبه: لا نعلم أحداً رواه عن شعبة عن أشعث هكذا إلا يزيد، ولم يُتابع عليه، والصواب عندي حديث أبي بلج عن عمرو عن أبي هريرة. قلنا: وهو كما قال.
وأخرجه البيهقي (9020) من طريق شعبة وهشيم بن بشير، كلاهما عن أبي بلج، عن ميمون بن مهران، عن أبي هريرة.
وسيأتي برقم (10738) .(13/347)
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَأَذُودَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ عَنْ حَوْضِي كَمَا تُذَادُ الْغَرِيبَةُ مِنَ الْإِبِلِ عَنِ الْحَوْضِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم أبو الحارث المدني.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (56) ، والبخاري (2367) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق (57) عن النضر بن شميل، ومسلم (2302) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (2302) (38) من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، به.
وسيأتي برقم (9856) و (10030) .
وأخرجه بنحوه ضمن حديث مطوَّل مسلم (247) من طريق أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة.
وبنحوه سيأتي برقم (7993) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة.
وأخرج البخاري في "صحيحه" (6585) تعليقاً من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أنه كان يحدِّث أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يردُ عليَّ يوم القيامة رهطٌ من أصحابي فيُجْلَون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدُّوا على أدبارهم القَهْقَرى".
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2096) .
وعن ابن مسعود، سلف برقم (3639) .
وعن أنس بن مالك، سيأتي 3/281.=(13/348)
7969 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ، فَأَمْكَنَنِي اللهُ مِنْهُ فَدَعَتُّهُ، وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى جَنْبِ سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى تُصْبِحُوا فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ أَجْمَعُونَ، قَالَ: فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ: رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي (1) . قَالَ: فَرَدَّهُ خَاسِئًا " (2)
__________
= لأذودَنَّ، أي: لأطرُدَنَّ، رجالاً منكم، قال السندي: هم المنافقون، أو لمرتدون، أو أصحاب الكبائر، أو المبتدعة، أو الظلمة، أقوالٌ.
(1) انظر الآية رقم (35) من سورة ص.
(2) إسناده صحيح على شرطهما.
وأخرجه البيهقي 2/219 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، هذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (89) ، والبخاري (461) و (3423) و (4808) ، مسلم (541) ، والنسائي في "الكبرى" (11440) ، والبغوي في "شرح السنة" 746) ، وفي "التفسير" 4/64 من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه إسحاق (88) و (89) ، والبخاري (461) و (1210) و (3284) (4808) ، ومسلم (541) ، وابن حبان (6419) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (551) ، وابن حبان (2349) من طريق أبي سلمة، والنسائي (550) من طريق سعيد بن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3926) . وانظر بقية شواهده هناك.
قوله: "فذعتّه"، قال السندي: قيل: بذال معجمة وعين مهملة مخففة=(13/349)
7970 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ طَالَ بِي عُمُرٌ أَنْ أَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنْ عَجِلَ بِي مَوْتٌ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ " (1)
7971 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ،
__________
= مفتوحتين وتشديد مثناة: أي خنقته، وقيل: بدال مهملة وعين مهملة مشددة. قلنا: وهذه الأخيرة وقعت في بعض النسخ الخطية المتأخرة، وكلاهما صحيح فصيح، وأورده ابن الأثير في حرف الذال المعجمة من "النهاية" 2/160، وقال: أي خَنَقْتُه، والذَّعْت والدَّعْت بالذال والدال: الدَّفْع العنيف، والذَّعْت أيضاً: المَعْك في التراب.
(1) إسناده صحيح على شرطهما. واختُلف في وقفه ورفعه، فرفعه محمد بن جعفر في هذه الرواية، بينما رواه يزيد بن هارون فيما يأتي برقم (7971) و (7978) عن شعبة فوقفه على أبي هريرة.
وقد رجح الشيخ أحمد شاكر رفعه باعتباره زيادة ثقة، وشعبة كثيراً ما يقف المرفوعات، ثم إنه في حكم المرفوع إذ هو من المغيبات!
بينما رجح الكشميري صاحب "التصريح بما تواتر في نزول المسيح" ص 180 أن بعضه مرفوع وأكثره موقوف، فقال: ومن أمعن النظر في أحاديث الباب علم أن الإِيصاء بإبلاع السلام وقراءته على عيسى ابن مريم صحيح مرفوعاً وموقوفاً.
وأما الجملة الابتدائية من قوله: "إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى ابن مريم" عليه السلام، فالنظر في أحاديث الباب يحكم بأنها موقوفة لا مرفوعة.
كيف وقد وقع التصريح بوفاة نبيّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند نزول عيسى عليه السلام في أحاديث كثيرة؟ ثم ساق بعضها.(13/350)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ طَالَتْ بِي حَيَاةٌ أَنْ أُدْرِكَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنْ عَجِلَ بِي مَوْتٌ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ " (1)
7972 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ، وَيُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ، يُحَدِّثَانَ عَنْ عَمَّارٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - أَمَّا عَلِيٌّ، فَرَفَعَهُ إِلَى (2) النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا يُونُسُ، فَلَمْ يَعْدُ أَبَا هُرَيْرَةَ -، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3] قَالَ - يَعْنِي -: " الشَّاهِدَ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَالْيَوْمُ (3) الْمَوْعُودُ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرطهما. وانظر ما قبله.
(2) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وهو الصواب، وفي (م) وبقية النسخ: أن.
(3) كذا في (ل) ، وفي (ظ 3) و (عس) : ويوم، وفي (م) وبقية النسخ: والموعود، فقط.
(4) المرفوع منه ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، والموقوف لا بأس به رجاله رجال الصحيح. عمار مولى بني هاشم: هو ابن أبي عمار.
وأخرجه الحاكم 2/519، وعنه البيهقي 3/170 عن أبي بكر بن إسحاق الفقيه، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد - بلفظ: الشاهد يوم عرفة ويوم الجمعة، والمشهود هو الموعود يوم القيامة.
وصحح الحاكم حديث يونس بن عبيد على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
مع أن عماراً لم يخرج له سوى مسلم.
وأخرجه البيهقي 3/170 من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن يونس=(13/351)
7973 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ، قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3] ، قَالَ: " الشَّاهِدُ: يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْمَشْهُودُ: يَوْمَ عَرَفَةَ، وَالْمَوْعُودُ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
7974 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ ظَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا الْقَاسِمِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ يَقُولُ: " إِنَّ هَلَاكَ أُمَّتِي أَوْ
__________
= بن عُبيد، به، موقوفاً بلفظ: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/128 من طريق ابن علية، عن يونس بن عبيد، به، موقوفاً أيضاً بلفظ: اليوم الموعود يوم الجمعة. وأعاده مرة أخرى بالإِسناد نفسه بلفظ: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة!
وأخرجه الترمذي (3339) ، والطبري 30/128 و129، والبيهقي 3/170 من طرق عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة، مرفوعاً بلفظ: "اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة". وإسناده ضعيف، لضعف موسى بن عبيدة الربذي.
وانظر "تفسير الطبري" 30/128-131، و"الدر المنثور" 8/463 و464.
(1) قوله "عن أبي هريرة استدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "جامع المسانيد" لابن كثير، وقد سقط من (م) والنسخ المتأخرة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمار مولى بني هاشم من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهذه أصح الروايات لتوافقها مع أكثر الروايات التي سبق تخريجها فيما قبله.(13/352)
فَسَادَ أُمَّتِي رُءُوسٌ أُمَرَاءُ (1) أُغَيْلِمَةٌ سُفَهَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ " (2)
7975 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُشَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، ثَلَاثُونَ آيَةً، شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: 1] " (3)
__________
(1) المثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: أو فساد أمتي
رؤوس أمراء. وقوله "على رؤوس"، أي: على يَدَي رؤوس.. الخ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مالك بن ظالم، وقد سلف
الحديث والكلام عليه برقم (7871) . سماك: هو ابن حرب.
وأخرجه الطيالسي (2508) ، ومن طريقه الحاكم 4/527، والمزي في
"تهذيب الكمال" فى ترجمة عبد الله بن ظالم 15/137 عن شعبة، بهذا الإسناد.
(3) حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عباس الجشمي -ويقال
في اسمه: عياش- فقد روى عنه سعيد الجريري وقتادة، وذكره ابن حبان في
"الثقات"، وخرَّج له أصحاب السنن الأربعة، وقال الحافط في "التقريب": مقبول.
قلنا: قتادة لم يذكر سماعاً من عباس هذا، وعباس أيضاً لم يذكر سماعاً من
أبي هريرة.
وأخرجه الحاكم 1/565 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية،
بهذا الإسناد، وصحح إسناده، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الترمذي (2891) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، به.
وحسنه.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 260-261، وأبو داود (1400) ،
وابن ماجه (3786) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (237) ، والفريابي أيضاً
في "فضائل القرآن" (33) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (710) ، وفي=(13/353)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الكبرى" (11612) ، وابن حبان (787) و (788) ، والحاكم 5/561، والبيهقي في "الشعب" (2506) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/262 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (1445) ، والحاكم 2/497-498 من طريق عمران القطان، عن قتادة، به. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (8276) .
ويشهد له حديث أنس عند الطبراني في "الصغير" (490) ، ورجاله ثقات غير شيخ الطبراني، سليمان بن داود بن يحيى الطبيب البصري، فلم نتبينه. وهو في "المختارة" للضياء (1738) و (1739) و (1740) من الطريق نفسها.
وروي عن أنس بإسناد آخر عند ابن عبد البر 7/261-262، وهو ضعيف.
وفي فضل سورة تبارك روى عبد الرزاق في "مصنفه" (6025) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8651) عن سفيان الثوري، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود قال: هي المانعة، تمنع عذاب القبر. وسنده حسن.
ورواه كذلك ابن الضريس (233) عن محمد بن كثير، والحاكم 2/468 من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن سفيان، به.
ورواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (782) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان الثوري، به فرفعه!
ورواية عبد الرزاق وابن كثير وابن المبارك عن سفيان بالوقف أصح، لاسيما أن الزبيري قد يخطىء في حديث سفيان الثوري.
وقد تابع سفيان على وقفه: حمادٌ عند ابن الضريس (232) ، والفريابي (32) ، كلاهما في "فضائل القرآن".
وروى النسائي في "عمل اليوم والليلة" (711) ، والطبراني (10254) من طريق عرفجة بن عبد الواحد، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود: كنا في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نسميها المانعة.(13/354)
7976 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ أَبِي نُعْمٍ، يُحَدِّثُ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: " إِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ، وَلَكِنْ غُنْدَرٌ كَذَا قَالَ " إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، وَكَسْبِ الْبَغِيِّ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ ". قَالَ: " وَعَسْبِ الْفَحْلِ " قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " هَذِهِ مِنْ كِيسِي " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. المغيرة: هو ابن مقسم الضبي.
وأخرجه النسائي 7/310-311 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
دون قول أبي هريرة "هذه من كيسي".
وأخرجه الدارمي (2623) ، والنسائي 7/311، وابن ماجه (2160) ، والطحاوي 4/53 من طريق أبي حازم، وأبو داود (3484) ، والنسائي 7/190، والبيهقي 6/6 من طريق علي بن رباح اللخمي، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (197) ، والبيهقي 6/126، والبغوي في "شرح السنة" (2038) من طريق محمد بن سيرين، ثلاثتهم عن أبي هريرة - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وسقط "أبو هريرة" من طريق أبي حازم في المطبوع من "سنن النسائي".
وانظر ما سيأتي برقم (8389) و (8571) و (9372) و (10489) و (10490) ، وما سلف برقم (7851) .
وفي باب النهي عن كسب الحجام عن رافع بن خديج، سيأتي 3/464.
وعن رافع بن رفاعة سيأتي 4/341.
وفي النهي عن كسب البغي عن رافع بن خديج، سيأتي 3/464.
وعن أبي جحيفة، سيأتي 4/308.
وفي النهي عن ثمن الكلب عن ابن عباس، سلف برقم (2094) .
وعن جابر، سيأتي 3/339.=(13/355)
7977 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مُحَرَّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ " بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ بِبَرَاءَةٌ ". فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ تُنَادُونَ؟ قَالَ: كُنَّا نُنَادِي: أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدٌ، فَإِنَّ أَجَلَهُ أَوْ أَمَدَهُ إِلَى أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، فَإِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ الْأَشْهُرِ فَإِنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ، وَلَا يَحُجُّ هَذَا الْبَيْتَ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ. قَالَ: فَكُنْتُ أُنَادِي حَتَّى صَحِلَ صَوْتِي (1)
__________
= وعن رافع بن خديج، سيأتي 3/464.
وعن أبي جحيفة، سيأتي 4/308.
وفي النهي عن ثمن عسب الفحل، عن علي، سلف برقم (1254) . وفُسِّر معناه هناك.
وقول أبي هريرة: "هذه من كيسي" يعني به عسب الفحل، وقد ثبت مرفوعاً أيضاً من حديث أبي هريرة نفسه في بعض هذه المصادر التي ذكرناها آنفا.
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محرر بن أبي هريرة، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد وقع في متن الحديث نكارة من جهة قول الراوي "ومن كان بينه وبين رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهدٌ فإن أجله أو أمده إلى أربعة أشهر"، فالصحيح أن أجله إلى أمده بالغاً ما بلغ ولو زاد على أربعة أشهر، وذلك لقوله تعالى في سورة براءة (فأتِمُّوا عَهْدَهم إلى مُدَّتهم) ، وأما من لم يكن له عهدٌ من المشركين، أو كان له عهد، لكن ظاهَرَ على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو نقض عهده قبل انقضاء مدته، فذلك أمده إلى أربعة أشهر، انظر "تفسير الطبري" 10/62-63، و"البداية والنهاية" لابن كثير 5/34.=(13/356)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والحديث أخرجه النسائي في "المجتبى" 5/234، وفي "الكبرى" (11214) ، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وقرن بمحمدٍ عثمانَ بنَ عمر.
وأخرجه من طريق عثمان بن عمر وحده الطبري في "تفسيره" 10/63-64.
وأخرجه الدارمي (1430) و (2506) من طريق بشر بن ثابت، عن شعبة، به.
وأخرجه الطبري 10/63 من طريق قيس بن الربيع، وابن حبان (3820) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن المغيرة، به. لكن في حديث قيس على الصواب: "فعهده إلى مدّته" مكان قوله: "فإن أجله إلى أربعة أشهر".
وأخرجه إسحاق بن راهويه (517) ، والحاكم 2/331 -وصححه ووافقه الذهبي- من طريق شعبة، والطبري 10/63 من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن أبي إسحاق سليمان الشيباني، عن الشعبي، به. وفي حديث قيس "فعهده إلى مدّته".
وأخرجه البخاري (369) و (1622) و (3127) و (4363) و (4655) و (4656) و (4657) ، ومسلم (1347) ، وأبو داود (1946) ، والنسائي 5/234، والبيهقي 5/87-88، والبغوي في "شرح السنة" (1912) ، وفي "التفسير" 2/268، من طرق عن الزهري، عن حميد بن عوف، عن أبي هريرة قال: بعثني أبو بكر الصديق رضي الله عنه في تلك الحجة في المؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. قال حميد: ثم أردف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعليّ بن أبي طالب، فأمره أن يؤذّن ببراءة. قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر ببراءة، "وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان". لفظ البخاري.
وفي الباب عن أبي بكر، سلف برقم (4) .
وعن علي بن أبي طالب، سلف برقم (594) .
الصَّحَل -بفتحتين-، قال السندي: خشونة وغلظة في الصوت.(13/357)
7978 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ طَالَتْ بِي حَيَاةٌ أَنْ أُدْرِكَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنْ عَجِلَ بِي مَوْتٌ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ " (1)
7979 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَطَبَ رَجُلٌ امْرَأَةً - يَعْنِي مِنَ الْأَنْصَارِ - فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا " (2)
7980 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - إِنْ شَاءَ اللهُ -، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ أَنْ تَضْرِبُوا - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: أَنْ يَضْرِبَ النَّاسُ - أَكْبَادَ الْإِبِلِ، يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ، لَا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7971) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان، فمن رجال مسلم. وهو مكرر (7842) .
(3) إسناده ضعيف، ورجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلس، ولا يدلِّس إلا عن ضعيف، وهو هنا قد عنعن ولم يذكر سماعه من أبي الزبير، وكذا أبو الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- مدلِّس وقد عنعن.
وقال الذهبي في "السير" 8/56 بعد أن أورد الحديث بهذا الإسناد: هذا=(13/358)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حديث نظيف الإسناد، غريب المتن.
وأخرجه الحميدي (1147) ، والترمذي (2680) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4017) و (4018) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 1/11 - 12، وابن حبان (3736) ، وابن عدي في "الكامل" 1/101، والحاكم 1/90 - 91، والبيهقي في "السنن" 1/386، وفي "المعرفة" 1/87، والخطيب في "تاريخه" 5/306 - 307 و6/376 - 377 و13/17، والذهبي في "السير" 8/55 من طرق سبعة عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وحسنه الترمذي!
وأما ما أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (4016) عن أبي أيوب عبيد الله بن عبيد بن عمران الطبراني، قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج قال: حدثنا أبو الزبير، عن أبي صالح، به. فتصريح ابن جريج بالتحديث وهم. فإن لم يكن الناسخ قد أخطأ، فالوهم فيه من شيخ الطحاوي، فهو غير معروف، ولم يرو عنه الطحاوي في "المشكل" إلا في ثلاثة مواضع.
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (4291) عن علي بن محمد بن علي، عن محمد بن كثير، عن سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن أبي الزناد، عن أبي صالح، به. وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب: أبو الزبير عن أبي صالح.
وكذا قال المزي في "التحفة" 9/445.
وذكر المزي في "التحفة": أن الحديث رواه أبو بدر شجاع بن الوليد، عن المحاربي -وهو عبد الرحمن بن محمد بن زياد-، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفاً.
وأشار إلى هذه الرواية الذهبي في "السير" 8/56. وذكر أيضاً أنه يروي عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن جريج مرفوعاً.
وذكر ابن قدامة في "المنتخب" أن الإِمام أحمد أعله بالوقف.=(13/359)
وَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ الْعُمَرِيُّ، قَالَ: فَقَدَّمُوا مَالِكًا
7981 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي صَالِحٍ يَعْنِي سُهَيْلًا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يُخْبِرُهُمْ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَفَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ صَنْعَةَ طَعَامِهِ، وَكَفَاهُ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ، فَلْيُجْلِسْهُ مَعَهُ فَلْيَأْكُلْ، فَإِنْ أَبَى، فَلْيَأْخُذْ لُقْمَةً فَلْيُرَوِّغْهَا، ثُمَّ لِيُعْطِهَا (1) إِيَّاهُ " (2)
7982 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ الزَّبِيدِيِّ مُوسَى بْنِ طَارِقٍ، عَنْ مُوسَى يَعْنِي ابْنَ عُقْبَةَ (3) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتُحِبُّونَ أَنْ تَجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ؟ قُولُوا: اللهُمَّ أَعِنَّا عَلَى شُكْرِكَ، وَذِكْرِكَ، وَحُسْنِ
__________
= وله شاهد عن أبي موسى الأشعري عند ابن عدي في "الكامل" 1/101 من طريق سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى رفعه، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سعيد بن أبي هند قال الدارقطني في "العلل": لم يسمع من أبي موسى شيئاً.
والعُمَري: هو عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقيل: هو أبوه عبد العزيز بن عبد الله، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ 3) و (عس) : وليعطها، وفي (ل) : فليعطها.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابن عيينة. وانظر ما سلف برقم (7338) .
(3) تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: عتبة، بالتاء، والتصويب من (ظ 3) و (عس) و (ل) .(13/360)
عِبَادَتِكَ " (1)
7983 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ (2) بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ، وَالْكَلْبُ، وَالْحِمَارُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قرة الزَّبيدي، فقد روى له النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه أبو نعيم 9/223 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/499 من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، عن خارجة -وهو ابن مصعب الخراساني-، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف، خارجة بن مصعب متروك، ومع أن الناس اتفقوا على تضعيفه، فقد كان الحاكمُ حَسَنَ الرأي فيه، فلذلك صحج إسنادَ حديثه، ووافقه على ذلك الذهبي في "تلخيصه"!
وانظر ما سيأتي برقم (8101) .
وله شاهد من حديث معاذ بن جبل، سيأتي 5/244-245.
(2) تحرف في (م) إلى: سعيد.
(3) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد وقع في هذا الحديث اختلاف كبير على قتادة.
فقد رواه هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عنه، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن أبي هريرة مرفوعاً كما هو عند المصنف هنا وعند إسحاق بن راهويه في "مسنده" (279) ، وابن ماجه في "سننه" (950) .
وتابع معاذاً عليه محمد بن أبي عدي ويحيى القطان فيما ذكره الدارقطني في=(13/361)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
="العلل" 3/ورقة 63. لكن لم يذكر بحيى فيه سعد بن هشام.
وخالفهم عبد الرحمن بن مهدي، فرواه عن هشام الدستوائي، فوقفه على أبي هريرة.
وخالفهم أيضاً إسماعيل ابن علية ومسلم بن إبراهيم وعبد الرحمن بن مهدي في رواية ثانية، فرووه عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة موقوفاً، ولم يذكروا فيه سعد بن هشام.
ورواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، واختلف عليه فيه أيضاً: فقد رواه ابن علية، عنه، عن قتادة، عن زرارة، عن سعد بن هشام، عن أبي هريرة، وقال فيه: أحسبه ذكره عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسيأتي بنحوه برقم (9490) عن ابن علية، عن هشام، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة، وقال فيه: ولا أعلمه إلا عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم يذكر سعداً.
ورواه معاذ بن معاذ وابن أبي عدي، عنه، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة موقوفاً، ولم يذكر فيه سعد بن هشام.
ورواه الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعاً.
والحكم ضعيف.
ورواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل مرفوعاً، وسيأتي في مسنده 4/86، والحسن مدلس وقد عنعن.
وتابع سعيداً عليه الخليل بن مرة، وهو ضعيف.
ورواه شعبة، عن قتادة، عن عروة، عن عائشة موقوفاً.
ورواه عمر بن رُدَيْحٍ، عن حوشب، عن الحسن، عن الحكم بن عمرو الغفاري مرفوعاً، وهو عند الطبراني في "الكبير" (3161) ، وعمر بن رُدَيْحٍ مختلفٌ فيه، انظر "لسان الميزان" 4/306، والحسن مدلس وقد عنعن.
وانظر هذه الطرق في "علل الدارقطني" 3/ورقة 63-64.
وسلف من حديث قتادة، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس برقم (3241) ،=(13/362)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وانظر اختلاف الرواة على قتادة هناك.
قلنا: ولحديث أبي هريرة طريق آخر، فقد أخرجه مسلمٌ (511) (266) ، وأبو عوانة 2/47-48، والبيهقي 2/274 من طريق عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة مرفوعاً، وزاد: "ويقي ذلك مثل مُؤْخِرة الرجل". وعبيد الله بن عبد الله بن الأصم روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يوثقه أحد آخر، واحتج به مسلم.
ويشهد له حديث أبي ذر عند مسلم (510) من طرق عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا قام أحدُكم يصلي، فإنه يستره إذا كان بين يديه مثلُ آخرة الرَّحْل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل، فإنه يقطع صلاته الحمارُ والمرأة والكلبُ الأسود"، وسيأتي في "المسند" 5/149.
ويشهد له أيضاً حديث أنس عند البزار (582- كشف الأستار) ، وإسناده قوي.
قلنا: وقد عارض هذه الأحاديث حديثُ عائشة عند البخاري (514) ، ومسلم (512) : أنه ذُكر عندها ما يقطعُ الصلاةَ -الكلبُ والحمارُ والمرأةُ- فقالت: شبَّهتمونا بالحُمُر والكلابِ! والله لقد رأيتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي وإني على السرير بينه وبين القِبلة مضطجعة، فتبدو لي الحاجةُ فأكره أن أجلس فأُوذِي النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَنسلُّ من عند رِجْليه. وسيأتي في مسندها 6/41 و42 وغيرهما. وحديثُ ابن عباس عند البخاري (493) ، ومسلم (504) قال: أقبلت راكباً
على حمارٍ أتانٍ وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلامَ ورسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي بالناس بمنى إلى غير جدارٍ، فمررت بين يدي بعض الصف فنزلتُ وأرسلتُ الأتانَ ترتع ودخلتُ في الصف، فلم ينكر ذلك عليَّ أحد. هذا لفظ البخاري، وانظر ما سلف في "المسند" (1891) .
وحديثُ عباس بن عبيد الله بن عباس، عن الفضل بن عباس قال: أتانا رسول=(13/363)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن في بادية لنا ومعه عباس، فصلى في صحراء ليس بين يديه
سترة، وحمارة لنا وكلبة تعبثان بين يديه، فما بالى ذلك. سلف في مسند الفضل برقم (1797) ، وسنده ضعيف، فعباس بن عبيد الله لا يعرف حاله وانفرد ابن حبان بتوثيقه، وهو لم يدرك عمه الفضل.
وروي مرفوعاً "لا يقطع الصلاة شيء" عن غير واحد من الصحابة، ولا يصح منها شيء، وروي موقوفاً عن علي وعثمان وابن عمر وغيرهم بأسانيد صحيحة.
انظر "سنن الدارقطني" 1/367 و368 و369، و"العلل" لابن الجوزي 1/445 -446.
وقد اختلف العلماء بهذه الأحاديث، فمال بعضهم إلى أن حديث أبي ذر وغيره منسوخة بحديث عائشة وغيرها، ومال بعضهم إلى تأويل القطع بأن المراد به نقص الخشوع لا الخروج من الصلاة.
قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 2/461-463 بعد أن أورد حديث عائشة أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي وهي معترضه بين يديه، وحديث ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي بالناس بمنى فمرَّ ابن عباس بين يدي بعض الصف فنزل وأرسل الأتان ترتع، ودخل في الصف ولم ينكر ذلك عليه أحد: في هذه الأحاديث دليل على أن المرأة إذا مرَّت بين يدي المصلي لا تقطع صلاته، وعليه أكثر أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم أنه لا يقطع صلاة المصلي شيء مرّ بين يديه، ثم ذكر حديث أبي سعيد مرفوعاً "لا يقطع الصلاة شيء، وادرؤوا ما استطعتم، فإنما هو شيطان" فقال: وهذا قول علي وعثمان وابن عمر، وبه قال ابن المسيب والشعبي وعروة، وإليه ذهب مالك والثوري والشافعي وأصحاب الرأي.
وذهب قوم إلى أنه يقطع صلاته المرأةُ والحمار والكلب، يروى ذلك عن أنس، وبه قال الحسن، وذكر حديث أبي ذر.
ثم قال: وقالت طائفة: يقطعها المرأة الحائض والكلب الأسود، روي ذلك عن ابن عباس، وبه قال عطاء بن أبي رباح، وقالت طائفة: لا يقطعها إلا الكلب=(13/364)
7984 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ يَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا شَهِدَ الصَّلَاةَ مَعِي كَانَ لَهُ أَعْظَمُ مِنْ شَاةٍ سَمِينَةٍ أَوْ شَاتَيْنِ لَفَعَلَ، فَمَا يُصِيبُ مِنَ الْأَجْرِ أَفْضَلُ " (1)
7985 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
= الأسود، روي ذلك عن عائشة، وهو قول أحمد وإسحاق.
وانظر "معرفة السنن والآثار" للبيهقي 3/200-201، و"الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار" للحازمي ص 75-76، و"المغني" لابن قدامة 3/94 و97 - 103.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحسن: هو ابن أبي الحسن البصري، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وانظر ما سلف برقم (7328) .
تنبيه: وقع في (عس) و (ل) بعد هذا الحديث حديث مكرر عن الحديث الذي سلف برقم (7842) و (7979) عن سفيان بن عيينة، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة في قصة الرجل الذي خطب من الأنصار، وكتب عليه في هاتين النسختين "معاد"، أي: مكرر، فظنه بعض النساخ المتأخرين أنه تصحيح لاسم شيخ المصنف، فأثبتوه في النسخ المتأخرة هكذا: حدثنا معاذ،
حدينا يزيد بن كيسان! وهكذا هو في النسخ المطبوعة، ولم يذكر الحافظ ابن حجر في "الأطراف" 7/289 أن معاذاً رواه عن يزيد بن كيسان، فاستدركه عليه محقق الكتاب فأخطأ!
وهذا الحديث قد رمج في هذا الموضع من (عس) ، ولم يرد في (ظ 3) ، وهو الصواب إن شاء الله تعالى، فلذلك لم نثبته.(13/365)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اضْرِبُوهُ ". قَالَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَمِنَّا الضَّارِبُ (1) بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ اللهُ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولُوا هَكَذَا، لَا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ، وَلَكِنْ قُولُوا: رَحِمَكَ اللهُ " (2)
7986 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: نَزَلَ عَلَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: فَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَوْلَانَا قَرَابَةٌ - قَالَ سُفْيَانُ: وَهُم مَوالِي لْأَحْمَسِ (3) -، فَاجْتَمَعَتْ أَحْمَسُ، قَالَ
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: ومنا الضارب، والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث بن خالد التيمي.
وأخرجه البخاري (6777) و (6781) ، وأبو داود (4477) ، والنسائي في "الكبرى" (5287) ، وابن حبان (5730) ، والبيهقي 8/312، والبغوي (2607) من طرق عن أنس بن عياض، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه البخاري وابن حبان والبغوي في إحدى روايتيه قوله في آخر الحديث "ولكن قولوا: رحمك الله".
وأخرجه بنحوه أبو داود (4478) ، والبيهقي 8/312 من طرق عن يزيد بن عبد الله، به. وفيها: "ولكن قولوا: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه".
وفي الباب عن عمر بن الخطاب عند البخاري (6780) .
(3) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: وَهُوَ مَوْلَى الْأَحْمَسِ.(13/366)
قَيْسٌ: فَأَتَيْنَاهُ نُسَلِّمُ عَلَيْهِ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فَأَتَاهُ الْحَيُّ -، فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَؤُلَاءِ أَنْسِبَاؤُكَ أَتَوْكَ يُسَلِّمُونَ (1) عَلَيْكَ، وَتُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: مَرْحَبًا بِهِمْ وَأَهْلًا، صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ سِنِينَ، لَمْ أَكُنْ أَحْرَصَ عَلَى أَنْ أَعِيَ الْحَدِيثَ مِنِّي فِيهِنَّ، حَتَّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " وَاللهِ لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلًا فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَأْكُلَ وَيَتَصَدَّقَ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلًا أَغْنَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ فَضْلِهِ، فَيَسْأَلَهُ، أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ " (2)
7987 - ثُمَّ قَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ: " قَرِيبٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ السَّاعَةِ
__________
(1) في (ظ 3) : ليسلموا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قيس: هو ابن أبي حازم الأحمسي.
وأخرجه الحميدي (1056) ، أبو يعلى (6674) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد - بالمرفوع دون القصة.
وأخرجه كذلك مسلم (1042) من طريق يحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه مسلم (1042) (106) ، والترمذي (680) ، والبيهقي 4/195 من طريق بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، به.
وزادوا جميعاً في رواياتهم إلا أبا يعلى: "فإن اليد العليا أفضل من اليد السفلى، وأبدأ بمن تعول".
وسيأتي الحديث بهذه الزيادة برقم (10151) عن يحيى بن سعيد القطان، عن إسماعيل بن أبي خالد. وانظر ما سلف برقم (7317) .(13/367)
سَتَأْتُونَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ " (1)
7988 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ وَهُوَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللهُ (2) : اسْتَقْرَضْتُ عَبْدِي فَلَمْ يُقْرِضْنِي، وَيَشْتُمُنِي عَبْدِي، وَهُوَ لَا يَدْرِي، يَقُولُ: وَادَهْرَاهْ، وَادَهْرَاهْ، وَأَنَا الدَّهْرُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح إسناد سابقه.
وأخرجه الحميدي (1102) ، والبخاري (3591) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2912) (66) ، وأبو عوانة في الزكاة والفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 235 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه أبو عوانة في الفتن أيضاً كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 235 من طريق بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، به.
وسيأتي برقم (10150) ، وانظر ما سلف برقم (7263) .
(2) لفظ الجلالة من (ل) و (عس) ، ولم يرد في بقية النسخ.
(3) إسناده حسن، محمد بن إسحاق -وإن عنعن- قد توبع، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن يزيد الواسطي، فقد روى له أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه أبو يعلى (6466) ، وابن خزيمة (2479) من طريق محمد بن يزيد الواسطي، بهذا الإسناد. وقد وقع في المطبوع من "صحيح ابن خزيمة": حدثنا محمد بن يزيد بن هارون، وهذا خطأ، صوابه كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة=(13/368)
7989 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، الْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَاعْمَلُوا، وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ " (1)
__________
= 214: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي ويزيد بن هارون.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (435) من طريق حماد بن سلمة، والطبري في "تفسيره" 25/152 من طريق سلمة بن الفضل، كلاهما عن ابن إسحاق، به.
وسيأتي برقم (10578) عن يزيد بن هارون، عن ابن إسحاق.
وفي جميع هذه الروايات عنعنة ابن إسحاق، لكنه توبع: أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (105) ، وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (598) من طريق ابن أبي حازم، والطبري 25/152 من طريق محمد بن جعفر، ثلاثتهم (ابن طهمان وابن جعفر وابن أبي حازم) عن العلاء، به. واقتصر ابن أبي عاصم في روايته على الشطر الثاني.
وقد سلف برقم (7245) النهي عن سب الدهر بغير هذا اللفظ بإسناد صحيح، وانظر بقية طرقه هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8093) ، وأبو يعلى (6016) ، والطبري 1/11، وابن حبان (74) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/26 من طريق أنس بن عياض، بهذا الإسناد.
وسيأتي الشطر الأول منه برقم (8390) و (9678) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به - وزاد فيه "عليماً حكيماً، غفوراً رحيماً".
وأما قوله: "المراء في القرآن كفر"، فقد سلف برقم (7508) .=(13/369)
7990 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، زَحْزَحَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ بِذَلِكَ سَبْعِينَ خَرِيفًا " (1)
__________
= وللشطر الأول شاهد عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (158) .
وعن ابن عباس، سلف برقم (2375) .
وعن أبي جهم وعمرو بن العاص وسمرة بن جندب وأبي بن كعب وحذيفة وأم أيوب، وستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 4/169-170 و204 و5/16 و114 و385 و6/433.
وفي القراءة بالأحرف السبعة يرى الإِمامان الطحاوي والطبري وغيرهما من أهل العلم أن القراءة بها كانت في أول الأمر خاصة للضرورة، لاختلاف لغات العرب ومشقة أخذ جميع الطوائف بلغة، فلما كَثُر الناس والكُتَّاب وارتفعت الضرورة، كانت قراءة واحدة. انظر "شرح مشكل الآثار" للطحاوي 8/108-137، و"جامع البيان " للطبري 1/8-34، و"التمهيد" لابن عبد البر 8/290-294.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي 4/172 عن يونس بن عبد الأعلى، عن أنس بن عياض، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي أيضاً 4/173 من طريق سعيد بن عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، به.
وسيأتي برقم (8690) من طريق زيد بن أسلم، عن أبي صالح، به.
وأخرجه ابن ماجه (1718) عن هشام بن عمار، عن أنس بن عياض، عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وعبد الله بن عبد العزيز الليثي ضعيف.=(13/370)
7991 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فُلَانٍ - قَالَ سُلَيْمَانُ - " كَانَ يُطِيلُ الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وَيُخَفِّفُ الْأُخْرَيَيْنِ، وَيُخَفِّفُ الْعَصْرَ، وَيَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ بِوَسَطِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ بِطِوَالِ الْمُفَصَّلِ " (1)
__________
= وأخرجه الترمذي (1622) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود -وهو محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة-، عن عروة بن الزبير وسليمان بن يسار، عن أبي هريرة.
وانظر ما سيأتي برقم (10808) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري بمثل لفظه، سيأتي 3/45، وهو متفق عليه.
وبنحوه عن أبي الدرداء، سيأتي 6/443-444.
وعن أبي أمامة الباهلي عند الترمذي (1624) .
وعن عقبة بن عامر عند النسائي 4/174.
قوله: "في سبيل الله"، قال السندي: أي: وهو غازٍ لله، أو المراد به الإِخلاص في الصوم.
زُحزِح، أي: بُعِّد.
سبعين خريفاً، أي: مسافة سبعين سنة. وانظر "فتح الباري" 6/48.
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير=(13/371)
7992 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ. قَالَ: " لَئِنْ كُنْتَ كَمَا تَقُولُ، فَكَأَنَّمَا (1) تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ، مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ " (2)
__________
= الضحاك بن عثمان، فمن رجال مسلم، وهو صدوق.
وأخرجه النسائي 4/167 من طريق ابن أبي فديك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/214 من طريق المغيرة بن عبد الرحمن وعثمان بن مكتل، كلاهما عن الضحاك، به.
وسيأتي برقم (8366) و (10882) .
وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1510) .
(1) كذا الأصول والجادة: لكأنما، لأنه إذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للسابق.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2558) ، وابن حبان (451) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (52) من طريق ابن أبي حازم، وابن حبان (450) ، والبغوي (3436) من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وسيأتي برقم (9343) و (10284) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6700) .
تُسِفُّهم، قال السندي: أي: تطعمهم.
والمَلّ، أي: الرماد الحار. أي: إحسانك إليهم مع إساءتهم إليك، يعود وَبالاً عليهم حتى كأنك في إحسانك إليهم مع إساءتهم إليك أطعمتهم النارَ.(13/372)
7993 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ أَتَى إِلَى الْمَقْبَرَةِ، فَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِ الْمَقْبَرَةِ، فَقَالَ: " سَلَامٌ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ "، ثُمَّ قَالَ: " وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا " قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَسْنَا بِإِخْوَانِكَ؟ قَالَ: " بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانِي الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ مِنْ أُمَّتِكَ بَعْدُ؟ قَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا كَانَ لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ خَيْلٍ بُهْمٍ دُهْمٍ، أَلَمْ (1) يَكُنْ يَعْرِفُهَا؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ " ثُمَّ قَالَ: " أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، أُنَادِيهِمْ: أَلَا هَلُمَّ، فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا، سُحْقًا " (2)
__________
(1) في (ظ 3) و (عس) و (ل) : لم.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن ماجه (4306) ، وابن خزيمة (6) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (249) ، وأبو يعلى (6502) ، وابن خزيمة (6) ، وأبو عوانة 1/138، والبيهقي 4/78 من طرق عن العلاء، به.
وأتي برقم (8878) و (9292) ، والموضع الأول مختصر بقصة السلام.=(13/373)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه بنحوه مسلم (247) ، وأبو عوانة 1/137 من طريقين عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة -دون أوله في قصة السلام على أهل المقبرة.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 1/6، ومن طريقه ابن ماجه (4282) ، وابن حبان (1048) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي مالك الأشجعي، به -بلفظ "تَرِدُون عليَّ غراً محجلين من الوضوء سِيمَا أمتي، ليس لأحد غيرها".
وقصة ذَوْد رجال عن الحوض سلفت برقم (7968) من طريق محمد بن زياد الجمحي، عن أبي هريرة.
ويشهد لقصة السلام على أهل المقبرة حديث بريدة الأسلمي، سيأتي في مسنده 5/353.
وحديث عائشة، سيأتي أيضاً 6/180.
وللتحجيل يوم القيامة شاهد من حديث ابن مسعود، سلف برقم (3820) ، وانظر تمام شواهده هناك. وانظر أيضاً حديث أبي هريرة الذي سيأتي برقم (8741) .
ولقصة إخوان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شاهد من حديث أنس، سيأتي 3/155.
قوله: "بل أنتم أصحابي"، قال السندي: ليس نفياً لأُخوَّتهم، ولكن ذكره مزيَّة لهم بالصحبة على الأُخُوَّة، فهم إخوة وصحابة، واللاحقون إخوة فحسب، قال تعالى: (إنَّما المؤمنون إخوة) ، وإخواني، أي: المراد بإخواننا أو الذين لهم إخوة فقط.
وأنا فَرَطُهم، أي: أنا أتقدمهم على الحوض أهيِّىءُ لهم ما يحتاجون إليه.
وغُرّ: جمع الأغر، وهو الأبيض الوجه.
ومحجَّلة: اسم مفعول من التحجيل، والمحجل من الدواب التي قوائمها بيضّ.
والبُهْم: السُّود، وكذا الدُّهْم، والثاني تأكيد للأول.(13/374)
7994 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُؤْمِنُ، الْمُؤْمِنُ - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - يَغَارُ يَغَارُ، وَاللهُ أَشَدُّ غَيْرًا " (1)
7995 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَرْفَعُ اللهُ بِهِ الدَّرَجَاتِ، وَيَمْحُو بِهِ الْخَطَايَا؟ كَثْرَةُ الْخُطَى إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ " (2)
7996 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الْقَرْنَاءِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 216 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2761) (38) من طريق محمد بن جعفر، به. وانظر (7210) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7209) .(13/375)
نَطَحَتْهَا (1) " (2)
7997 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيِّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: قَالَ زِيَادُ بْنُ حُدَيْرٍ: " وَدِدْتُ أَنِّي فِي حَيِّزٍ مِنْ حَدِيدٍ، مَعِي مَا يُصْلِحُنِي، لَا أُكَلِّمُ النَّاسَ وَلَا يُكَلِّمُونِي " (3)
7998 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ (4) نَهَى عَنِ النَّذْرِ، وَقَالَ: " لَا يَرُدُّ مِنَ الْقَدَرِ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ (5) مِنَ الْبَخِيلِ " (6)
__________
(1) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: تنطحها.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (7204) .
(3) هذا أثر وليس بحديث، وليس له تعلُّق بحديث أبي هريرة أو غيره.
وقد أخرجه الإمام أحمد في "الزهد" ص 370، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/197 عن محمد بن سابق، عن مالك بن مِغْول، عن أبي صخرة جامع بن شداد، عن زياد بن حدير. وزاد في آخره: حتى ألقى الله عز وجل.
وقد وقع في المطبوع من "الحلية" و"الزهد" عدة تحريفات فيه تصحح من هنا.
والحَيزِّ: المكان.
وقوله: "ما يصلحني"، قال السندي: من الطعام والشراب، وهو من الإِصلاح.
(4) لفظة "أنه" ليست في الأصول، وهي ثابتة في (م) وفي "صحيح مسلم".
(5) لفظة "به" سقطت من (م) .
(6) إسناده صحيح على شرط مسلم.=(13/376)
7999 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَنَّهُ قَالَ: " أَنَا خَيْرُ الشُّرَكَاءِ، فَمَنْ عَمِلَ عَمَلًا فَأَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي، فَأَنَا بَرِيءٌ مِنْهُ، وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ " (1)
8000 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ،
__________
= وهو في "صحيحه" (1640) (6) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (7208) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن خزيمة (938) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (395) من طريق عبد الرحمن بن عثمان، عن شعبة، به.
وأخرجه الطيالسي (2559) ، ومسلم (2985) ، وابن ماجه (4202) ، والبيهقي في "الشعب" (6816) من طرق، عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6815) ، والبغوي (4136) من طريق سعيد المقبري، والبغوي (4136) من طريق ابن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة.
وعزاه الحافظ في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 60 للموطأ من رواية ابن وهب وسعيد بن عفير وعبد الرحمن بن القاسم، عن عالك، عن العلاء، به.
وسيأتي برقم (8000) و (9619) .
وفي الباب عن أبي سعيد بن أبي فضالة، سيأتي 3/466.
وعن محمود بن لبيد، سيأتي 5/428.
وعن شداد بن أوس عند الطيالسي (1120) .(13/377)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا خَيْرُ الشُّرَكَاءِ، مَنْ عَمِلَ لِي عَمَلًا فَأَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ " (1)
8001 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ أَبَا الْقَاسِمِ صَاحِبَ الْحُجْرَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. روح: هو ابن عبادة. وانظر ما قبله.
(2) إسناده حسن، من أجل أبي عثمان -وهو التَّبَّان- وقد سلفت ترجمته عند الحديث رقم (7343) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/527 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2529) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (374) ، وأبو داود (4942) ، والترمذي (1924) ، وابن حبان (462) ، والخطيب في "تاريخه" 7/183، والبيهقي 8/161، والبغوي (3450) ، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة أبي عثمان 34/71 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه ابن حبان (466) من طريق سليمان التيمي، وأبو يعلى (6652) ، والحاكم 4/248، والقضاعي في "مسنده" (772) ، والخطيب في "تاريخه" 6/171، والمزي 34/72 من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن منصور.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (283) عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وهذا وهم من جرير، والمحفوظ=(13/378)
قَالَ شُعْبَةُ: " كَتَبَ بِهِ إِلَيَّ وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، يَعْنِي مَنْصُورًا "
8002 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ " (1)
__________
= في الحديت أبو عثمان التبان، وروي عن جرير أيضاً على الصواب ما سلف.
وسيأتي برقم (9702) و (9940) و (9945) و (10951) .
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد توبع، ثم هو منقطع، فقد أدخل شهر فيه بينه وبين أبي هريرة عبدَ الرحمن بن غَنْم كما سيأتي في الرواية رقم (8307) ، وأما ما وقع في رواية الدارمي (2840) من تصريح شهر بسماعه من أبي هريرة، فغير صحيح، لأن الذي رواه عن شهر عنده هو عباد بن منصور، وهو ضعيف. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6673) و (6819) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2397) عن حماد بن سلمة، وأبو يعلى (6398) من طريق هشيم، كلاهما عن أبي بشر، به.
وأخرجه تامّاً ومقطَّعاً ابن ماجه (3455) ، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 10/112 من طريق مطر الوراق، والنسائي في "الكبرى" (6672) ، وأبو يعلى (6400) من طريق خالد الحذاء، وأبو يعلى (6407) من طريق عقبة الأصم الرفاعي، ثلاثتهم عن شهر بن حوشب، به.
وأخرجه بشطريه الترمذي (2066) من طريق سعيد بن عامر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقال: هذا حديث حسن غريب، وهو من حديث محمد بن عمرو، ولا نعرفه إلا من حديث سعيد بن عامر، عن=(13/379)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= محمد بن عمرو. قلنا: إن كان سعيد بن عامر حفظه، ولم يغلط فيه محمد بن عمرو بن علقمة، فهي متابعة حسنة لحديث شهر بن حوشب.
وأخرج الشطر الأول منه ابن مردويه -كما في "تفسير بن كثير" 1/136- من طريق أسلم بن سهل، عن القاسم بن عيسى الواسطي، عن طلحة بن عبد الرحمن، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف، طلحة بن عبد الرحمن -وهو القناد المؤدب الواسطي- قال ابن عدي: وله مناكير، وروى عن قتادة أشياء لا يتابع عليها.
وسيأتي الحديث برقم (8051) و (8668) و (8681) و (9465) و (10335) و (10354) و (10639) من طريق شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.
وقد روي عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد الخدري وجابر، سيأتي في "المسند" 3/48.
وللحديث شاهد عن بريدة الأسلمي بإسناد صحيح، سيأتي 5/346، وليس فيه أن في العجوة شفاءً من السمِّ.
ويشهد لقصة الكمأة حديث سعيد بن زيد، وقد سلف في مسنده برقم (1625) ، وهو متفق عليه.
وأما قصة العجوة، فقد أخرج أحمد (1571) والشيخان عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من تصبَّح بسبع تمرات من عجوةٍ، لم يضرَّه ذلك اليوم سمٌّ ولا سحر".
والعجوة: نوع من تمر المدينة.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/239: قال الخطابى: كَوْن العجوة تنفع من السم والسحر، إنما هو ببركة دعوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لتمر المدينة، لا لخاصية في التمر. وقال ابن التين: يحتمل أن يكون المراد نخلاً خاصاً بالمدينة لا يعرف الآن. وانظر تمام كلامه فيه.(13/380)
8003 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ الطَّحَّانِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَشْرَبُ قَائِمًا، فَقَالَ لَهُ: " قِهِ " قَالَ: لِمَهْ؟ قَالَ: " أَيَسُرُّكَ أَنْ يَشْرَبَ مَعَكَ الْهِرُّ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَإِنَّهُ قَدْ شَرِبَ مَعَكَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ، الشَّيْطَانُ " (1)
8004 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ، مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَهُ (2)
8005 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يُهْلِكُ أُمَّتِي هَذَا الْحَيُّ
__________
(1) أبو زياد الطحان -وهو مولى الحسن بن علي كما جاء في بعض الطرق- لم يرو عنه غير شعبة، وقد حسن القول فيه يحيى بنُ معين فوثقه! وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 9/373: شيخ صالح الحديث، لكن قال الذهبي في "الميزان" 4/526: لا يعرف، له حديثان في كتاب "غرائب شعبة" للنسائي. قلنا: ويغلب على ظننا أن هذا الحديث أحدهما، فهو غريب تفرد بروايته أبو زياد هذا
عن أبي هريرة، والغرابة بيِّنة في متنه.
وأخرجه الدارمي (2128) ، والبزار (2896- كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2102) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وتحرف اسم الراوي عن أبي هريرة في "كشف الأستار" إلى: أبي الزّناد!
(2) هو مكرر ما قبله. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.(13/381)
مِنْ قُرَيْشٍ " قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو التياح: اسمه يزيد بن حميد الضبعي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي.
وأخرجه البخاري (3604) ، ومسلم (2917) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/464 من طريق أبي أسامة، ومسلم (2917) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (3604) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود الطيالسي.
وانظر ما سلف برقم (7871) .
قوله: "يهلك أُمتي"، قال الحافظ في "الفتح" 13/10: المراد بالأمة هنا: أهل ذلك العصر ومَن قاربهم، لا جميع الأمة إلى يوم القيامة.
وقوله: "هذا الحي من قريش"، المراد بعض قريش، وهم الأحداث منهم لا كلهم، والمراد أنهم يهلكون الناس بسبب طلبهم الملك والقتال لأجله، فتفسد أحوال الناس ويكثر الخبط بتوالي الفتن، وقد وقع الأمر كما أخبر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأما قوله: "لو أن الناس اعتزلوهم" محذوفُ الجواب، وتقديره: لكان أولى بهم، والمراد باعتزالهم أن لا يداخلوهم ولا يقاتلوا معهم، ويَفِرُّوا بدينهم من الفتن، ويحتمل أن يكون "لو" للتمني، فلا يحتاج إلى تقدير جواب.
وأما قول الإِمام أحمد بعد الحديث، فقد علق عليه الشيخ أحمد شاكر فقال: لعله كان احتياطاً منه رحمه الله، خشية أن يظن أن اعتزالهم يعني الخروج عليهم، وفي الخروج فساد كبير، بما يتبعه من تفريق الكلمة، وما فيه من شقِّ عصا الطاعة، ولكن الواقع أن المراد بالاعتزال أن يحتاط الإِنسان لدينه، فلا يدخل معهم مداخل الفساد، وَبرْبَأ بدينه من الفتن.(13/382)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَقَالَ أَبِي فِي مَرَضِهِ مَاتَ فِيهِ: " اضْرِبْ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ، فَإِنَّهُ خِلَافُ الْأَحَادِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي قَوْلَهُ: " اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَاصْبِرُوا "
8006 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، سُئِلَ عَنْ قِرَاءَةِ الْإِمَامِ فِي الصَّلَوَاتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " فِي كُلِّ الصَّلَوَاتِ يُقْرَأُ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا، أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ " (1)
8007 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: " هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ مِنْكُمْ آنِفًا؟ " قَالَ رَجُلٌ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ؟ " قَالَ: " فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا جَهَرَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَواتِ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو محمد: هو حبيب بن الشهيد الأزدي البصري. وانظر (7503) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين سوى ابن أُكيمة -واسمه عُمارة- وهو ثقة، وقد سلف الكلام عليه عند هذا الحديث برقم (7270) .
عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك: هو ابن أنس الإِمام.=(13/383)
8008 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ " (1)
__________
= وهو في "موطأ مالك" 1/86، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (33) ، والبخاري في "الصلاة خلف الإِمام" (95) و (262) ، وأَبو داود (826) ، والترمذي (312) ، والنسائي 2/140، وابن حبان (1849) ، والبيهقي في "السنن" 2/157، وفي "القراءة خلف الإِمام" (317) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/23، والبغوي (607) . ولم يذكر البخاري في روايتيه: فانتهى
الناس ... الخ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو صالح السمان: هو ذكوان. وهو في "الموطأ" 1/209.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري (3293) و (6403) ، ومسلم (2691) ، وابن ماجه (3798) ، والترمذي (3468) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (25) ، وابن حبان (849) ، والبغوي (1272) . قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي الحديث برقم (8873) عن إسحاق بن عيسى، عن مالك، وبنحوه برقم (8719) من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن سُمي، وانظر (8012) .=(13/384)
8009 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ " (1)
8010 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُوسَى يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " شَرُّ مَا فِي رَجُلٍ شُحٌّ هَالِعٌ، وَجُبْنٌ خَالِعٌ " (2)
__________
= وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6740) .
عَدْلَ، قال السندي: بالنصب، وهو بكسر العين بمعنى المِثْل، وقال الفَرَّاء: العَدْل بالفتح: ما عادَلَ الشيء من غير جنسه، والعِدْل بالكسر: المثل، وعلى هذا فالفتح ها هنا أظهر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/209-210.
ومن طريق مالك أخرجه ابن أَبي شيبة 10/290، والبخاري (6405) ، ومسلم (2691) ، وابن ماجه (3812) ، والترمذي (3466) وبإثر الحديث (3468) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (826) ، وابن حبان (829) ، والبغوي (1262) . قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي برقم (8873) و (10683) ، وانظر (8835) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد العزيز بن مروان -وهو ابن الحكم، أخو الخليفة عبد الملك، والد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز- موسى بن عُلَيّ -بالتصغير-: هو ابن رباح بن قصير اللخمي.=(13/385)
8011 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، فَقَالَ: " وَجَبَتْ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا وَجَبَتْ؟ قَالَ: " وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (1)
__________
= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/50 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أَبي شيبة 9/98، وعبد بن حميد (1428) ، وإسحاق بن راهويه (342) من طرق عن موسى بن علي، به.
وسيأتي برقم (8263) .
قال السندي: قوله "شُحٌّ"، أي: بخل. "هالع": الهَلَعُ: أشدُّ الجزع.
"خالع": أي شديد كأنه يخلع فؤاده من شدة خوفه.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عبد الرحمن -ويقال في اسمه أيضاً: عُبيد الله، وهو ابن أَبي ذباب- فقد روى له أَبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وابن حنين: هو عبيد. وهو في "الموطأ" 1/208.
ومن طريق مالك أخرجه الترمذي (2897) ، والنسائي في "المجتبى" 2/171، وفي "الكبرى" (1066) و (10538) و (11715) ، والحاكم 1/566.
قال الترمذي: هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث مالك بن أنس.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (10919) .
وفي فضل (قل هو الله أحد) انظر أيضاً ما سيأتي برقم (9535) .(13/386)
8012 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ اصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ أَرْبَعًا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، كَتَبَ اللهُ لَهُ عِشْرِينَ حَسَنَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ عِشْرِينَ سَيِّئَةً، وَمَنْ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، كُتِبَتْ لَهُ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً، أَوْ حُطَّ (1) عَنْهُ ثَلَاثُونَ سَيِّئَةً " (2)
__________
(1) كذا في (ظ3) و (ل) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: وحط.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. إسرائيل: هو ابن يونس بن أَبي إسحاق، وأَبو سنان: هو ضرار بن مرة، وأَبو صالح الحنفي: هو عبد الرحمن بن قيس.
وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (840) ، والبزار (3074- كشف الأستار) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/47 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أَبي شيبة 10/428 عن مصعب بن المقدام، والحاكم 1/512 من طريق مالك بن إسماعيل، كلاهما عن إسرائيل، به.
وسيأتي برقم (8093) في مسند أَبي هريرة، وفي مسند أَبي سعيد الخدري 3/34.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (576) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أَبية أَبي صالح السمان، عن أَبي هريرة وحده. ومؤمل بن إسماعيل سيىء الحفظ.=(13/387)
8013 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، وَعَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي السَّلَاسِلِ " (1)
__________
= وأخرج النسائي في "اليوم والليلة" (841) ، وابن حبان (836) و (1812) من طريق أَبي حمزة السكري، عن الأعمش، عن أَبي صالح -وهو ذكوان السمان-، عن أَبي هريرة رفعه: "خير الكلام أربع لا تبالي بأيتهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر".
وسيأتي نحوه في حديث بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 4/36 عن وكيع، عن الأعمش، عن أَبي صالح، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرج مسلم (2695) ، والترمذي (3597) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (835) من طريق أَبي معاوية، عن الأعمش، عن أَبي صالح السمان، عن أَبي هريرة رفعه: "لأن أقول: سبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس".
ويشهد للفظ حديث أَبي حمزة السكري، عن الأعمش، حديثُ سمرة بن جندب، سيأتي في مسنده 5/10 و12.
قوله: "من قِبَل نفسه"، قال السندي: أي: غير حاكٍ عن غيره أو غير قارىء القرآن، فإنه حكاية لقوله تعالى.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم.
وأخرجه أَبو داود (2677) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.=(13/388)
8014 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ، أَكَلَ، وَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ، قَالَ: " كُلُوا "، وَلَمْ يَأْكُلْ (1)
__________
= وأخرجه ابن حبان (134) من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، به.
وسيأتي برقم (9271) و (9889) من طريق محمد بن زياد، وبرقم (9783) من طريق أَبي صالح عن أَبي هريرة.
وفي الباب عن أَبي أمامة، سيأتي 5/249 و256.
وأخرج البخاري (4557) ، والنسائي في "الكبرى" (11071) ، والطبري 4/44، وابن أَبي حاتم في تفسير آل عمران (1161) ، والحاكم 4/84 من طريق سفيان الثوري، عن ميسرة بن عمار، عن أَبي حازم الأشجعي، عن أَبي هريرة في قوله تعالى: (كنتم خير أُمَّةٍ أخرجت للناس) [آل عمران: 110] ، قال: خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإِسلام.
واللفظ للبخاري.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه البخاري (2576) ، والبيهقي 7/33-34، والبغوي (1608) من طريق إبراهيم بن طهمان، ومسلم (1077) من طريق الربيع بن مسلم، كلاهما عن محمد بن زياد، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث معاوية بن حيدة، سيأتي 5/5.
وسيأتي برقم (8050) و (8465) و (9264) و (10376) ، وانظر أيضاً ما سيأتي برقم (8714) ، وما سلف برقم (7758) .=(13/389)
8015 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ رِجَالٌ رَغْبَةً عَنْهَا، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " (1)
8016 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَدْخُلُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ " فَقَالَ رَجُلٌ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فقال: " اللهُمْ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ " ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " (2) .
__________
= قوله: "كلوا"، قال السندي: أي: للحاضرين من غير أهل بيته. ولم يأكل: لحرمة الصدقة عليه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه بنحوه أبو يعلى (5868) من طريق معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أَبي هريرة.
وسيأتي الحديث برقم (9237) من طريق حماد عن محمد بن زياد وحده، وبرقبم (9993) و (9994) من طريق حماد عن محمد بن زياد وعمار بن أبي عمار عن أَبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7865) .
وفي الباب عن سفيان بن زهير، سيرد 5/219-220.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (216) (367) ، وابن منده في "الإِيمان" (975) من طريق=(13/390)
*8017 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ أَخُو حَجَّاجٍ الْأَنْمَاطِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ مِثْلَهُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1)
8018 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخُطْبَةُ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَهَادَةٌ، كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ " (2)
__________
= الربيع بن مسلم، وابن منده (974) من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن محمد بن زياد، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (9883) من طريق شعبة عن محمد بن زياد، وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (8017) و (8614) و (8707) و (9202) و (10122) و (10524) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2448) .
وعن ابن مسعود، سلف برقم (3806) .
وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/436.
وعن سهل بن سعد، سيأتي 5/335.
(1) إسناداه قويان، رجالهما ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن كليب بن شهاب وأبية كليب، الأول من رجال مسلم والثاني من رجال أصحاب السنن الأربعة، وهما صدوقان. وانظر ما قبله.
(2) إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/43 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد.=(13/391)
8019 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ " (1)
8020 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ - أَوِ الْمُؤْمِنُ - فَغَسَلَ وَجْهَهُ، خَرَجَتْ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ (2) مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، أَوْ نَحْوَ هَذَا -،
__________
= وأخرجه إسحاق بن راهويه (265) ، والبخاري في "التاريخ" 7/229، وأبو داود (4841) ، وابن حبان (2796) و (2797) من طريق عبد الواحد بن زياد، به.
وأخرجه الترمذي (1106) من طريق محمد بن فضيل، عن عاصم بن كليب، به. وقال: حسن صحيح غريب. وكلمة "صحيح" لم ترد عند المزي في "تحفة الأشراف" 10/299.
وسيأتي الحديث برقم (8518) . وانظر (8712) .
واليد الجذماء: المقطوعة التي لا فائدة فيها لصاحبها، أو التي بها جُذام.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الربيع ابن مسلم -وهو الجمحي- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومحمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم.
وأخرجه أَبو نعيم في "الحلية" 9/22 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد. وانظر (7504) .
(2) كذا في (ظ) و (ل) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: بعينه.(13/392)
فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ، خَرَجَتْ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ بَطَشَ بِهَا مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ -، حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ " (1)
8021 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ (2) الْمَكَارِهِ - قَالَ إِسْحَاقُ: فِي الْمَكَارِهِ -، وَكَثْرَةُ الْخُطَى إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أَبي صالح، فمن رجال مسلم. وهو في "الموطأ" 1/32.
ومن طريق مالك أخرجه الدارمي (718) ، ومسلم (244) ، والترمذي (2) ، وابن خزيمة (4) ، والطبري 6/138-139، وأبو عوانة 1/246، والطحاوي 1/37، وابن حبان (1040) ، والبيهقي 1/81، والبغوي (150) .
وأخرجه عبد الرزاق (155) عن إبراهيم بن محمد، عن سهيل بن أَبي صالح، به.
وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف برقم (415) .
وعن عمرو بن عبسة، سيأتي 4/112.
وعن أبي عبد الله الصُّنابحي، سيأتي 4/348.
وعن أبي أمامة، سيأتي أيضاً 5/263.
(2) في (م) : على.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. إسحاق: هو ابن عيسى ابن الطباع.=(13/393)
8022 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ، لَاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا " (1)
8023 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عُبَيْدٍ، مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رُبَّ يَمِينٍ لَا تَصْعَدُ إِلَى اللهِ بِهَذِهِ الْبُقْعَةِ، فَرَأَيْتُ فِيهَا النَّخَّاسِينَ بَعْدُ " (2)
8024 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَا
__________
= وأخرجه أبو عوانة 1/231 من طريق إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد. وقد سلف من طريق مالك أيضاً برقم (7729) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7226) .
(2) إسناده ضعيف لضعف عاصم -وهو ابن عبيد الله بن عاصم-، وعبيد مولى أَبي رهم ليس بذاك المعروف، سلفت ترجمته عند الحديث رقم (7356) .
سفيان: هو الثوري.
وهذا الحديث تفرد الإِمام أحمد بإخراجه في "المسند".
والنَّخَّاس: بيَّاع الدوابِّ والرقيق.(13/394)
هُنَا؟ فَوَاللهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ وَلَا رُكُوعُكُمْ، إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي " (1)
8025 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ لُدَيْنٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ يَوْمَ (2) الْجُمُعَةِ يَوْمُ عِيدٍ، فَلَا تَجْعَلُوا يَوْمَ عِيدِكُمْ يَوْمَ صِيَامِكُمْ، إِلَّا أَنْ تَصُومُوا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/167.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري (418) و (741) ، ومسلم (423) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/73.
وسيأتي برقم (8877) عن إسحاق بن عيسى، عن مالك، وروي أيضاً من طريق سفيان بن عيينة عن أَبي الزناد، سلف برقم (7333) ، وسيأتي برقم (8771) .
وانظر ما سلف برقم (7199) .
(2) في (م) وبعض النسخ: إن يوم.
(3) إسناده حسن. أبو بشر: هو مؤذن مسجد دمشق، معروف بكنيته، له ترجمة في "التهذيب"، وعامر بن لُدين الأشعري له ترجمة في "التعجيل" ص 206، وحديثهما من باب الحَسَن.
وأخرجه الحاكم 1/437 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، إلا أن أبا بشر هذا لم أقف على اسمه وليس ببيان بن بشر ولا بجعفر بن أَبي وحشية والله أعلم.
فقال الذهبي لذلك في "تلخيصه" عن أبي بشر: مجهول! كذا قالا، مع أنه معروف من أهل الشام، فقد جاء تعيينه في بعض طرق الحديث.=(13/395)
8026 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ " قِيلَ: أَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ رَمَضَانَ؟ قَالَ: " شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُحَرَّمَ " (1)
__________
= وأخرجه ابن خزيمة (2161) من طريق عبد الله بن هاشم، عن عبد الرحمن ابن مهدي، به.
وأخرجه البخاري في الكنى من "تاريخه" 9/15 من طريق عبد الله بن صالح، وابن خزيمة (2166) ، والحاكم 1/437 من طريق زيد بن الحباب، كلاهما عن معاوية بن صالح، به.
وسيأتي برقم (10890) وأخرجه البزار (1069- كشف الأستار) من طريق أسد بن موسى، عن معاوية ابن صالح، عن أبي بشر مؤذن دمشق، عن عامر بن لُدين الأشعري قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. قال البزار: لا نعلم أسند عامرُ بن لدين إلا هذا.
قال الحافظ في "الإِصابة" في ترجمة عامر بن لُدين 5/175: وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنما رواه معاوية بن صالح بهذا السند عن عامر عن أبي هريرة قال: سمعت.
قلنا: وأصل الحديث في "الصحيحين" من طريق أبي صالح، عن أَبي هريرة، قال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا يصومن أحدُكم يوم الجمعة، إلا يوماً قبله أو بعده". وسيأتي بهذا اللفظ برقم (10424) .
وسيأتي بنحوه من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (8772) و (9127) و (9284) و (9467) ، وانظر ما سلف برقم (7388) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة، وحميد بن=(13/396)
8027 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلَا نَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حَزَنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ مِنْ خَطَايَاهُ " (1)
__________
= عبد الرحمن: هو الحِمْيري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2906) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1163) (203) ، والنسائي (2905) ، وأبو يعلى (6395) ، وابن خزيمة (1134) و (2076) ، والبيهقي 4/291 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، به. واقتصر النسائي في حديثه على قصة الصيام.
وأخرج قصة الصلاة فقط أبو يعلى (6392) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن عبد الملك بن عمير، به.
وسيأتي برقم (8358) و (8507) و (8534) و (10915) .
وفي الباب عن جندب بن عبد الله البجلي عند البيهقي 4/291.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً في مسند أبي سعيد الخدري 3/48.
وأخرجه عبد بن حميد (961) عن موسى بن مسعود، عن زهير بن محمد، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (8424) عن أبي عامر، عن زهير بن محمد، به.
وأخرجه مسلم (2573) ، والبيهقي 3/373 من طريق الوليد بن كثير، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، به.=(13/397)
8028 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَمُؤَمَّلٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ - قَالَ مُؤَمَّلٌ: الْخُرَاسَانِيُّ -، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِطُ " وَقَالَ (1) مُؤَمَّلٌ: " مَنْ يُخَالِلُ " (2)
__________
= وسيأتي في مسند أبي سعيد 3/4 و24 و61 و81 من طريقين آخرين عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد وحده.
وسيأتي أيضاً بنحوه في مسنده 3/38 من طريق سليمان بن أَبي ذئب، عن يزيد بن محمد القرشي، عن أبي سعيد وحده.
وانظر ما سلف برقم (7386) .
قال السندي: الوَصَب: المرض، والنَّصَب: التعب.
وقوله: "حتى الشوكة"، قال الحافظ في "الفتح" 10/105: جَوَّزوا فيه الحركات الثلاث، فالجر بمعنى الغاية، أي: حتى ينتهي إلى الشوكة، أو عطفاً على لفظ "مصيبة"، والنَّصب بتقدير عاملٍ، أي: حتى وجدانه الشوكة، والرفع عطفاً على الضمير في "تصيب"، وقال القرطبي: قيده المحققون بالرفع والنصب، فالرفع على الابتداء ولا يجوز على المحل. كذا قال، ووجَّهه غيره بأنه يسوغ على تقدير أن "مِن" زائدة.
(1) في (ظ 3) و (ل) و (عس) : أو قال، وضبب على لفظة "أو" في (عس) .
(2) إسناده جيد، موسى بن وردان صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير مؤمَّل بن إسماعيل، وهو سيىء الحفظ، لكنه مُتابَع بعبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه الطيالسي (2573) ، ومن طريقه عبد بن حميد (1431) ، وأبو داود (4833) ، والترمذي (2378) ، وأخرجه إسحاق بن راهويه (351) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما (الطيالسي والوليد) عن زهير بن محمد، بهذا الإسناد. قال=(13/398)
8029 - حَدَّثَنَا مُؤَمِّلٌ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟ "، قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا، يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ. قَالَ: " إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، فَيُقْعَدُ، فَيَقُصُّ (1) هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ " (2)
__________
= الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وسياقي برقم (8417) عن أبي عامر العقدي، عن زهير، وقال فيه: "من يخالل" كما قال مؤمل في حديثه.
وأخرجه الحاكم 4/171 من طريق صدقة بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الأنصاري، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة. وقال: صحيح إن شاء الله تعالى، فتعقبه الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 181 بقوله: كلا، فصدقة ضعيف، وشيخه مجهول.
(1) كذا في (ظ 3) و (عس) وهوامش بعض النسخ الأخرى، وفي (م) وبقية النسخ: فيقتص.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، ومؤمَّل -وإن كان سيىء الحفظ- مُتابَعٌ. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرقة.
وأخرجه الترمذي (2418) ، وابن حبان (4411) و (7359) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.=(13/399)
8030 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ " (1)
__________
= وسيأتي برقم (8414) و (8842) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، وبنحوه من طريق المقبري عن أبي هريرة (9615) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الترمذي (2195) ، والفريابي في "صفة المنافق" (101) ، وأبو عوانة 1/50، وابن حبان (6704) ، والذهبي في "السير" 11/24 من طريق عبد العزيز ابن محمد الدراوردي، والفريابي (103) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، وابن أبي عاصم في "الزهد" (218) من طريق عبد العزيز بن محمد وعبد العزيز بن أبي حازم، والآجرّي في "الشريعة" ص 44-45 من طريق معمر، ثلاثتهم عن العلاء ابن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (8848) و (10772) ، وانظر (9073) .
وفي الباب عن سعيد بن زيد، سلف برقم (1647) .
وعن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/408.
وعن أبي أمامة عند ابن ماجه (3954) ، والفريابي في "صفة المنافق" (106) ، والآجريّ في "الشريعة" ص 44. وإسناده ضعيف.
وعن أنس عند ابن أبي شيبة 11/39 و15/43، والترمذي (2197) ، والفريابي في "صفة المنافق" (104) ، والحاكم 4/438-439.
قوله: "بادروا بالأعمال فتناً"، قال السندي: أي: اعملوا قبل مجيء فتنٍ هي كقطع الليل المظلم في الظلمة.=(13/400)
8031 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ عَقِيلٍ، حَدَّثَنِي مَهْدِيٌّ الْمُحَارِبِيُّ (1) ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي بَيْتِهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ؟ فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ "، " (2)
__________
= والعَرَض: المتاع.
(1) لفظة "المحاربي" استدركناها من (ظ 3) و (عس) و (ل) ، ولم ترد في (م) وبقية النسخ.
(2) إسناده ضعيف، لجهالة مهدي المحاربي -وهو ابن حرب الهجري-، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو تساهل منه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2831) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
أخرجه أبو داود (2440) ، والنسائي (2830) ، والبيهقي 4/284 و5/117 من طريق سليمان بن حرب، وابن خزيمة (2101) ، والبيهقي 4/284 من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن حوشب بن عقيل، به.
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/424-425 من طريق سليمان بن حرب، عن حوشب بن عقيل، به.
وأخرجه البيهقي 5/117 من طريق الحارث بن عبيد، عن حوشب بن عقيل، عن مهدي الهجري، عن عكرمة، عن ابن عباس. وقال: كذا قال الحارث بن عبيد، والمحفوظ عن عكرمة، عن أبي هريرة. قلنا. والحارث بن عبيد -وهو الإِيادي- فيه لين.
وسيأتي الحديث برقم (9760) عن وكيع، عن حوشب، به.
قلنا: لم يثبت أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد نهى عن صيام هذا اليوم=(13/401)
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَرَّةً (1) : عَنْ مَهْدِيٍّ الْعَبْديِّ "
8032 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسِ بْنِ عَمْرٍو الْهَجَرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ، لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَمْ يَخْبُثِ الطَّعَامُ، وَلَوْلَا حَوَّاءُ، لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا " (2)
__________
= بعرفات نصاً، لكن ثبت أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يصمه، فقد أخرج البخاري (1658) ، ومسلم (1123) (11) عن أم الفضل قالت: شكَّ الناسُ يوم عرفة في صوم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبعثتُ إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشراب فشربه. واللفظ للبخاري، وسيأتي بنحوه في مسند أم الفضل 6/340.
وأخرج البخاري أيضاً (1989) عن ميمونة قالت: إن الناس شكُّوا في صيام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم عرفة، فأرسلتُ إليه بحِلابٍ وهو واقف في الموقف، فشرب منه، والناس ينظرون.
وسلف في مسند ابن عباس برقم (2946) و (3239) أنه دعا أخاه الفضلَ أو عبيد الله يوم عرفة إلى طعامٍ، فقال: إني صائم. فقال عبد الله بن عباس: لا تصم، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرِّب إليه حِلابٌ فشرب منه هذا اليوم، وإن الناس يستنُّون بكم.
وقد ثبت عن أمير المؤمنين عمر وابنه عبد الله أنهما نهيا عن صيامه، انظر "السنن الكبرى" للنسائي (2823) و (2824) . وانظر ما سلف في مسند ابن عمر برقم (5080) .
(1) لفظة "مرة" استدركناها من (ظ 3) و (عس) .
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، خلاس بن عمرو لم يسمع من أَبي هريرة شيئاً، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. عوف: هو ابن=(13/402)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أَبي جميلة.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (115) عن معتمر بن سليمان، عن عوف بن أَبي جميلة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم، 4/175 من طريق روح بن عباده، عن عوف بن أَبي جميلة، عن محمد بن سيرين، عن أَبي هريرة. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وسيأتي من طريق همام بن منبه، عن أَبي هريرة برقم (8170) ، ومن طريق أَبي يونس سليم بن جبير، عن أَبي هريرة برقم (8591) .
قوله: "لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم"، قال الحافظ في "الفتح" 6/367 و368: أي: ينتن، والخَنْز: التغيُّر والنتن، قيل: أصله أن بني إسرائيل ادَّخروا لحم السَّلْوى وكانوا نُهُوا عن ذلك فعوقبوا بذلك، حكاه القرطبي وذكره غيره عن قتادة. وقال بعضهم: معناه: لولا أن بني إسرائيل سَنُّوا ادخار اللحم حتى أنتن لما ادُّخِر فلم ينتن.
وقوله: "لم تخن أنثى زوجها" فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك، فمعنى خيانتها: أنها قبلت ما زيَّن لها إبليس حتى زينته لآدم، ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالولادة ونَزْع العرق، فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول، وليس المرادُ بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش حاشا وكلا، ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة، وحسَّنت ذلك لآدم، عدَّ ذلك خيانة له، وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها، وقريب من هذا حديث "جَحَدَ آدمُ فجحدت ذريتُه"، وفي الحديث إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم بما وقع من أمهنَّ الكبرى، وأن ذلك من طبعهن فلا يُفرِط في لوم من وقع منها شيء من غير قصد إليه، أو على سبيل النُّدور، وينبغي لهن أن لا يتمكَّنَّ بهذا في الاسترسال في هذا النوع، بل يضبطن أنفسهن، ويجاهدن هواهن، والله المستعان. انتهى كلام الحافظ.(13/403)
8033 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ظَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ حِبِّي أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ فَسَادَ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ " (1)
8034 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَرَأَ النَّجْمَ، فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ، إِلَّا رَجُلَيْنِ أَرَادَا الشُّهْرَةَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وقد سلف برقم (7871) عن زيد بن الحباب عن سفيان الثوري فقال فيه: مالك بن ظالم، وهو الصواب، وأما قول عبد الرحمن بن مهدي: عبد الله بن ظالم، قد وهَّمه فيه أبو زرعة في كتابه "الضعفاء" 2/326 - 327، لكن تابع عبدَ الرحمن على ذلك يحيى بن سعيد القطان عند الحاكم، فقد يكون الوهم فيه من غير عبد الرحمن، والله تعالى أعلم، وحكى الحاكم عن عمرو بن علي الفلاس أنه قال: الصحيح مالك بن ظالم.
وأخرجه الحاكم 4/527 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أَبية، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/309 عن ابن أَبي شيبة، عن ابن مهدي، به. وقال فيه: ابن ظالم، ولم يسمِّه.
وأخرجه الحاكم أيضاً 4/527 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري، به.
(2) إسناده قوي، الحارث -وهو ابن عبد الرحمن القرشي العامري خال ابن أَبي ذئب- صدوق من رجال أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.=(13/404)
8035 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلْقَمَةَ يَعْنِي الْفَرْوِيَّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا، فَلَا تَشْهَدَنَّ عِشَاءَ الْآخِرَةِ " (1)
__________
= أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وابن أَبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن المغيرة.
وأخرجه الطحاوي 1/353 من طريق أَبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وقرن بأبى عامر بشرَ بنَ عمر الزهراني.
وللحارث بن عبد الرحمن فيه شيخ آخر، هو أَبو سلمة بن عبد الرحمن، سيأتي من طريقه برقم (9712) .
وأخرجه الطحاوي 1/353 من طريق محمد بن كثير، عن مخلد بن حسين، عن هشام ابن حسان، عن ابن سيرين، عن أَبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ "والنجم" فسجد وسجد معه من حضره من الجن والإِنس والشجر.
وإسناده ضعيف من أجل محمد بن كثير: وهو المصيصي.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف في مسنده برقم (3682) ، وذُكِرت له شواهد أخرى هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أَبي علقمة الفروي -وهو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أَبي فروة- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. يزيد بن خُصيفة: هو يزيد بن عبد الله بن خصيفة.
وأخرجه مسلم (444) (143) ، وأَبو داود (4175) ، والنسائي 8/154 و190، وأبو عوانة 2/17، والبيهقي في "السنن" 3/333، وفي "المعرفة" (5995) ، والبغوي (861) من طريق يحيى بن يحيى، عن أَبي علقمة الفروي، بهذا الإسناد.=(13/405)
8036 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ " (1)
8037 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ ثُمَامَةَ بْنَ أُثَالٍ أَوْ أُثَالَةَ أَسْلَمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبُوا بِهِ إِلَى حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ، فَمُرُوهُ أَنْ يَغْتَسِلَ " (2)
8038 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ يَعْنِي
__________
= وقد خالف يزيدَ بنَ خصيفة بُكيرُ بنُ عبد الله بن الأشج وغيره فرووه عن بسر بن سعيد، عن زينب الثقفية امرأة ابن مسعود قالت: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا شهدت إحداكنَّ صلاة العشاء، فلا تَمسَّ طِيباً"، وسيأتي تخريح هذه الطريق إن شاء الله تعالى في مسندها 6/363.
وانظر ما سلف برقم (7356) .
قوله: "فلا تشهدنَّ"، قال السندي: أي: مع الإِمام، والمراد: أنها لا تخرج بالليل متطيبة.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (7956) .
(2) حديث قوي، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر -وهو ابن حفص بن عاصم العمري-، وقد تابعه على نحو هذا عبيدُ الله بن عمر أخوه، سلف تخريجه عند الحديث رقم (7361) .(13/406)
ابْنَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُرْسِلَ عَلَى أَيُّوبَ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَلْتَقِطُهُ (1) ، فَقَالَ: أَلَمْ أُغْنِكَ يَا أَيُّوبُ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، وَمَنْ يَشْبَعُ مِنْ رَحْمَتِكَ أَوْ - قَالَ: - مِنْ فَضْلِكَ " (2)
8039 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَتْ شَجَرَةٌ تُؤْذِي أَهْلَ الطَّرِيقِ، فَقَطَعَهَا رَجُلٌ فَنَحَّاهَا عَنِ الطَّرِيقِ، فَأُدْخِلَ بِهَا الْجَنَّةَ " (3)
__________
(1) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: يلتقط.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين عدا أَبي داود -وهو سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي- فمن رجال مسلم. همام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دِعامة.
وهو في "مسند الطيالسي" برقم (2455) .
وأخرجه الحاكم 2/582 من طريق عمرو بن مرزوق، عن همام بن يحيى العوذي، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (8568) و (10353) و (10638) .
وانظر ما سلف برقم (7309) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أَبي كامل -وهو مظفر بن مُدرِك- فقد روى له النسائي وأَبو داود في "التفرد"، وهو ثقة. حماد: هو ابن سلمة، وثابت: هو ابن أسلم البناني، وأَبو رافع: هو نفيع الصائغ.
وأخرجه مسلم ص 2021 (130) من طريق بهز بن أسد العمي، وأَبو يعلى (6424) عن هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث برقم (8520) و (9379) ، وانظر ما سلف برقم (7847) .(13/407)
8040 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ، فَلَمَّا احْتُضِرَ قَالَ لِأَهْلِهِ: انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ أَنْ يُحْرِقُوهُ حَتَّى يَدَعُوهُ حُمَمًا، ثُمَّ اطْحَنُوهُ، ثُمَّ اذْرُوهُ فِي يَوْمٍ راحٍ (1) . فَلَمَّا مَاتَ فَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، فَإِذَا هُوَ فِي قَبْضَةِ اللهِ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: أَيْ رَبِّ مِنْ مَخَافَتِكَ. قَالَ: فَغُفِرَ لَهُ بِهَا، وَلَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ " (2)
__________
(1) كذا في (ظ3) و (عس) وهامش (ل) ، وفي (م) وباقي النسخ: رِيحٍ.
(2) للحديث إسنادان: أولهما: عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أَبي رافع الصائغ، عن أَبي
هريرة، وهذا إسناد متصل صحيح.
وثانيهما: عن حماد بن سلمة، عن غير واحدٍ، عن الحسن وابن سيرين مرسلاً، وهو ضعيف لإِرساله ولجهالة الذين روى عنهم حماد بن سلمة.
وسلف حديث أبي هريرة بالإِسناد المتصل في مسند ابن مسعود برقم (3786) . ولم نجد من خرجه من هذا الطريق سوى المصنف.
وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر ما سلف برقم (7647) .
حُمماً، أي: فحماً.
واذروه: من ذَرَا يذرو، أي: فَرِّقوني وانثروني.
وبوم راحٍ، أي: ذو ريحٍ.(13/408)
8041 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا مُضْطَجِعًا عَلَى بَطْنِهِ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ لَا يُحِبُّهَا اللهُ " (1)
8042 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ: عَمْرٌو وَهِشَامٌ " (3)
__________
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات. وانظر (7862) .
(2) قوله: "عن أَبي سلمة" سقط من (م) .
(3) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 4/191، عن عمرو بن عاصم الكلابى، والطبراني في "الكبير" 22/ (461) ، والحاكم 3/240 من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه! وتصحف فيه محمد بن عمرو إلى: محمد بن عمر.
وسيأتي برقم (8338) و (8641) و (8642) .
وفي الباب عن أَبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمه عند ابن سعد 4/192، وفيه عمرو بن حكام بن أَبي الوضاح شيخ ابن سعد، وهو ضعيف.
وسيأتي في "المسند" 4/155 من حديث عقبة بن عامر رفعه: "أسلَمَ الناس وآمن عمرو بن العاص"، وفي سنده مقال يأتي في موضعه.(13/409)
8043 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ - قَالَ أَبُو النَّضْرِ: سَعْدٌ أَبُو مُجَاهِدٍ -، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُدِلَّةِ، مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا إِذَا رَأَيْنَاكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ، وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا، وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالْأَوْلَادَ قَالَ: " لَوْ تَكُونُونَ - أَوْ قَالَ: لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ - عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا عِنْدِي، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَكُفِّهِمْ، وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَجَاءَ اللهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ "
قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ، مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: " لَبِنَةُ ذَهَبٍ وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ، وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ، مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ وَلَا يَبْأَسُ، وَيَخْلُدُ وَلَا (1) يَمُوتُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ "
" ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ " (2)
__________
(1) لفظة "لا" كذا في (ظ 3) و (عس) في الموضعين دون واو، وفي (م) وبقية النسخ: ولا.
(2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وأبو المدلَّة مولى عائشة أم المؤمنين لم يرو عنه غير سعد الطائي -وذكره ابن حبان في "الثقات" وسماه عبيد الله بن عبد الله،=(13/410)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال علي ابن المديني- فيما نقله الحافظ في "التهذيب". أبومدلة مولى عائشة لا يُعرف اسمُه، مجهولٌ، لم يرو عنه غير أبي مجاهد الطائي. وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يُعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أبو كامل هو مظفر بن مدرك الخراساني، وأَبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وزهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه عبد بن حميد (1420) عن سليمان بن داود الطيالسي، وابن حبان (7387) من طريق فرج بن رواحة، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1075) قال: أخبرنا حمزة الزيات، عن سعد الطائي، حدثهُ رجل، عن أَبي هريرة.
وأخرجه الترمذي (2526) من طريق محمد بن فضيل، عن حمزة الزيات، عن زياد الطائي، عن أبي هريرة. وقال: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي، وليس هو عندي بمتصل.
قلنا: كذا وقع في رواية محمد بن فضيل عن حمزة الزيات: زياد الطائي، وفي رواية غيره عنه: سعد الطائي، وهو أصح، ثم هو منقطع كما أشار إليه الترمذي، فالواسطة بين أبي هريرة وبين سعد الطائي أبو مدلة، كما في رواية "المسند".
وأخرجه دون قوله: "ثلاثة لا ترد دعوتهم ... إلخ" الطيالسي (2583) ، والبيهقي في "البعث" (258) عن زهير بن معاوية، به.
وأخرجه كذلك الحميدي (1150) عن سفيان، عن سعد الطائي، به.
وأخرجه بلفظ: "لو أنكم لا تخطئون لأتى الله بقوم يخطئون يغفر لهم" الحاكم 4/246 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج بن السمح، عن ابن حجيرة، عن أَبي هريرة.
وأخرجه بلفظ: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم" مسلم (2749) من طريق يزيد بن الأصم، عن=(13/411)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبي هريرة.
وأخرج صفة الجنة منه دون قوله: "من يدخلها ينعم ... إلخ" أبو نعيم في "صفة الجنة" (136) من طريق أَبي داود، عن زهير، به.
وأخرج منها قوله. "من يدخلها ينعم ... إلخ" أبو نعيم (100) من طريق أَبي داود عن زهير به.
وأخرج قوله: "ثلاثة لا ترد دعوتهم ... إلخ" الطيالسي (2584) ، وابن حبان (3428) ، والطبراني في "الدعاء" (1315) ، والبيهقي في "السنن" 3/354 و8/162 و10/88 من طرق عن زهير به.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/294 من طريق قران بن تمام، عن عمرو الملائي، عن سعد الطائي، به.
وأخرجه الطبراني (1316) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة.
وأخرج قوله: "دعوة المظلوم تحمل على الغمام ... إلخ" ابن حبان (874) من طريق فرج بن رواحة، عن زهير، به.
وصفة الجنة من الحديث ستأتي برقم (9744) من طريق سعدان الجهني، عن سعد الطائي. وانظر (8747) .
وقوله: "من يدخلها ينعم لا يبؤس، ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفني شبابه" سيأتي نحوه برقم (8827) من طريق أبي رافع عن أَبي هريرة.
وقصة الثلاثة الذين لا ترد دعوتهم ستأتي تامة برقم (9743) ، ومقطعة: "الإِمام العادل لا ترد دعوته" برقم (9725) ، و"الصائم لا ترد دعوته" برقم (10183) عن وكيع، عن سعدان الجهني، عن سعد، عن أَبي المدلة، عن أَبي هريرة.
وفي دعوة المظلوم انظر ما سلف برقم (7510) .
ويشهد لقوله: "لو أنكم تكونون على كل حال ... " حديث أنس، سيأتي 3/175، وحديث حنظلة الكاتب، سيأتي 4/178.=(13/412)
8044 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ - قُلْتُ لِزُهَيْرٍ: أَهُوَ أَبُو الْمُجَاهِدِ؟ قَالَ: نَعَمْ - قَدْ حَدَّثَنِي أَبُو الْمُدِلَّةِ، مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
8045 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَتَيْتُكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَدْخُلَ عَلَيْكَ الْبَيْتَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فِي الْبَيْتِ تِمْثَالُ رَجُلٍ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامُ سِتْرٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي فِي بَابِ الْبَيْتِ (2)
__________
= ويشهد لقوله: "لو لم تذنبوا ... " حديث ابن عباس سلف برقم (2623) ، وحديث أبي أيوب عند مسلم (2748) .
ويسهد لقوله: "لبنة من ذهب ولبنة من فضة" حديث أَبي سعيد الخدري عند البيهقي في "البعث" (261) ، وأبي نعيم في "الحلية" 6/204.
ولقوله: "دعوة المظلوم ... " حديث ابن عباس سلف برقم (2071) ، وحديث أنس سيأتي 13/53، وحديث ابن عمر عند الحاكم 1/29.
المِلاط، قال السندي: بكسر الميم، الجصُّ ونحوه مما يتصل به اللَّبنات.
والأَذْفَر، أي: طيِّب الريح، والذَّفَر -بفتحتين- يقع على الطيِّب والكريه، ويتميز بالمضاف إليه والموصوف.
(1) صحيح بطرقه وشواهده. وانظر ما قبله.
(2) قوله: "الذي في باب البيت" ليس في (م) ، وأثبتناه من (ظ 3) و (عس) و (ظ1) و (ق) ، وفي (ل) و (س) و (ص) بإسقاط لفظ "باب" منه.(13/413)
يُقْطَعْ، فَيُصَيَّرَ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ، وَمُرْ بِالسِّتْرِ يُقْطَعْ، فَيُجْعَلَ مِنْهُ وِسَادَتَانِ مُنْتَبِذَتَيْنِ (1) تُوطَآَنِ، وَمُرْ بِالْكَلْبِ يُخْرَجُ ". فَفَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا الْكَلْبُ جَرْوٌ كَانَ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ تَحْتَ نَضَدٍ لَهُمْ (2)
__________
(1) كلمة "منتبذتين" سقطت من (م) ، ووقع فيها: وسادتان.
(2) صحيح دون قصة تمثال الرجل، فقد تفرد بها يونس بن أَبي إسحاق، وقد قال عنه الإِمام أحمد بن حنبل: في حديثه زيادة على حديث الناس، وقال أبو أحمد الحاكم. ربما وهم في روايته. قلنا: ويونس قد حسَّن حالَه غيرُ واحد من أهل العلم، وهو عندنا حسن الحديث إذا لم يأت بما يُنْكر وُيستغرب. أبو قطن: هو عمرو بن الهيثم بن قطن.
وأخرجه أبو داود (4158) ، والترمذي (2806) ، والطحاوي 4/287، وابن حبان (5854) ، والبيهقي 7/270 من طرق عن يونس بن أَبي إسحاق، بهذا الإسناد -وبعضهم يزيد فيه على بعض. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وسيأتي برقم (10193) عن وكيع، عن يونس بن أبي إسحاق، ومختصراً بنحوه برقم (8079) و (9063) من طريق أَبي إسحاق، عن مجاهد.
ويشهد له دون قصة تمثال الرجل حديث أسامة بن زيد، سيأتي في مسنده 5/203.
وحديث عائشة، سيأتي 6/36 و142-143.
وحديث ميمونة، سيأتي 6/330.
قرام ستر، قال السندي: بكسر القاف، الثوب الملوَّن الرقيق، أي: قِرَام جُعِل ستراً. مُنْتَبَذتين، أي: مطروحتين، أي: من شأنهما أن تطرحا، فتصير الصور فيهما ممتهنة. وقال الخطابى: يريد لطيفتين، وسُمِّيتا منتبذتين لأنهما لخفتهما تنبذان وتطرحان.
والنَّضَد، قال ابن الأثير في "النهاية": هو بالتحريك: السرير الذي تُنضد عليه=(13/414)
8046 - قَالَ: " وَمَا زَالَ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ - أَوْ رَأَيْتُ (1) - أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ (2) "
8047 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي (3) الْمَلَائِكَةَ بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ، يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا " (4)
__________
= الثياب، أي: يُجْعَل بعضُها فوق بعض.
(1) في (ظ 3) و (عس) : أو رُئيتُ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 240 من طريق أبي عباد يحيى بن عباد، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 37، وأبو نعيم في "الحلية" 3/306 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن يونس بن أَبي إسحاق، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (9746) . وانظر التعليق على حديث عبد الله بن عمرو رقم (6496) .
وسلف برقم (7522) من طريق داود بن فراهيج، عن أَبي هريرة.
(3) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: ليباهي.
(4) صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه ابن سنجر في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 240، وابن خزيمة (2839) ، وابن حبان (3852) ، وأبو نعيم في "الحلية"=(13/415)
8048 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ " (1)
8049 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ
__________
= 3/305-306، والحاكم 1/465، والبيهقي 5/58 من طرق عن يونس بن أَبي إسحاق، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ووافقة الذهبي!! قلنا: لم يخرج البخاري ليونس شيئاً.
وقال أبو نعيم عقبه: هذا حديث صحيح من حديث سعيد بن المسيب عن عائشة، غريب من حديث مجاهد عن أَبي هريرة، ولا أعلم له راوياً إلا يونس بن أَبي إسحاق.
قلنا: أما حديث سعيد بن المسيب عن عائشة، فقد أخرجه مسلم (1348) من طريق مخرمة بن بكير، عن أَبية، عن يونس بن يوسف، عن سعيد، به نحوه.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (7089) .
الشُّعث: جمع أشعث، وهو المغبرُّ الرأس، متفرِّق الشعر.
والغُبْر: جمع أغبر، وهو ظاهر.
(1) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه أبو داود (3870) ، والترمذي (2045) ، والحاكم 4/410، والبيهقي في "السنن" 10/5، وفي "الشعب" (5622) من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (9756) و (10194) .
وفي الباب عن عبد الله بن مغفل موقوفاً عند ابن أَبي شيبة 8/5.
والدواء الخبيث فُسِّر في بعض روايات الحديث بأنه السمُّ، وفَسَّره الحاكم بأنه الخمر، والظاهر أنه يعمُّ كل خبيث، من سمٍّ أو خمر أو غيرها.(13/416)
عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
8050 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ، أَكَلَ، وَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ، قَالَ: " كُلُوا "، وَلَمْ يَأْكُلْ (2)
8051 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَنَازَعُونَ فِي هَذِهِ الشَّجَرَةِ الَّتِي {اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم: 26] فَقَالُوا: نَحْسَبُهَا الْكَمْأَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ،
__________
(1) إسناده صحيح. وهو مكرر (7571) .
أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني، وحماد: هو ابن سلمة
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي. حماد: هو ابن سلمة، ومحمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم. وانظر (8014) .(13/417)
وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ " (1)
8052 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا قَفَّا وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ امْرِئٍ حَسِيبُ نَفْسِهِ، لِيَنْتَبِذْ كُلُّ قَوْمٍ فِيمَا بَدَا لَهُمْ " (2)
8053 - قَالَ: حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ " (3)
__________
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد سلف الكلام على هذا الحديث إسناداً ومتناً برقم (8002) .
وأخرجه كرواية أبي كاملٍ أبو داود الطيالسي في "المسند" (2397) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
اجتثت، أي: قُطِعت.
(2) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطحاوي 4/229 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (8336) و (8656) .
وانظر حديث وفد عبد القيس والتعليق عليه في مسند ابن عباس برقم (2020) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد=(13/418)
8054 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مَلَكًا بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ، يُجْزَى غَدًا، وَمَلَكًا بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: اللهُمَّ أَعْطِ لمُنْفِقٍ (1) خَلَفًا، وَعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفًا " (2)
__________
= بن سلمة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (678) ، وأبو داود (1544) ، والنسائي 8/261، وابن حبان (1030) ، والطبراني في "الدعاء" (1341) ، والحاكم 1/541-542، والبيهقي 7/12 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم.
وسيأتي من طريق حماد بن سلمة برقم (8311) و (8643) ، ومن طريق جعفر بن عياض عن أبي هريرة برقم (10973) .
وفي باب التعوذ من الفقر سيأتي حديث أبي بكرة في مسنده 5/36.
(1) في (م) و (س) : منفقاً.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد، وإسحاق بن عبد الله: هو ابن أبي طلحة. وسيأتي موقوفاً برقم 8571/2.
وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/150، وابن حبان (3333) ، والبيهقي في "الشعب" (10730) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1442) ، ومسلم (1010) ، والنسائي في عشرة النساء من "الكبرى" (9178) ، وفي الملائكة منه كما في "التحفة" 10/76، والبيهقي في "الآداب" (95) ، والبغوي (1657) من طريق أبي الحباب سعيد بن يسار، عن=(13/419)
8055 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ رَجُلًا حَمَلَ مَعَهُ خَمْرًا فِي سَفِينَةٍ يَبِيعُهُ، وَمَعَهُ قِرْدٌ "، قَالَ: " فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا بَاعَ الْخَمْرَ، شَابَهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ بَاعَهُ "، قَالَ: " فَأَخَذَ الْقِرْدُ الْكِيسَ، فَصَعِدَ بِهِ فَوْقَ الدَّقَلِ "، قَالَ: " فَجَعَلَ يَطْرَحُ دِينَارًا فِي الْبَحْرِ وَدِينَارًا فِي السَّفِينَةِ، حَتَّى قَسَمَهُ " (1)
__________
= أَبي هريرة بلفظ: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً".
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وقد شك حماد في رفعه فيما سيأتي برقم (9282) من رواية عفان بن مسلم عنه، ووَقْفه هو الصواب عندنا، فإنه يَبْعُد جداً أن يعاقب من يشوبُ الخمرَ بالماءِ بمثل هذا، لأن الخمر لم تكن قط مباحة لا قبل الإِسلام ولا بعده، ويغلب على الظن أن هذا مما سمعه أبو هريرة رضي الله عنه من كعب الأحبار مما تناقلته بنو اسرائيل بينهم من الحكايات القديمة، والله تعالى أعلم.
وسيأتي الحديث أيضاً برقم (8427) .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/1104، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (5308) من طريق سليمان بن أرقم، عن الحسن، عن أَبي هريرة مرفوعاً.
وإسناده ضعيف لضعف سليمان بن أرقم، والحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة، فهو منقطع أيضاً.
وأخرجه البيهقي (5309) من طريق صالح بن إسحاق، عن يحيى بن كثير الكاهلي، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعاً. وهذا=(13/420)
8056 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ هَمَّامٌ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِي: عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، وَلَا أَظُنُّهُ إِلَّا عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى يَعْنِي رَكْعَتَيِ الصُّبْحِ (1) ، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ (2) "
8057 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سَلِيمٌ يَعْنِي ابْنَ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ (3) "
__________
= إسناد ضعيف أيضاً لضعف يحيى بن كثير، وراجع ترجمته لزاماً في "تهذيب التهذيب" لابن حجر.
والدَّقَل، قال السندي: بفتحتين، خشبة يُمَدُّ عليها شراع السفينة، ويسميها البحريةُ: الصَّاري.
(1) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي النسخ المتأخرة: يعنىِ ركعتين من الصبح، وعلى هوامشها: لعله يعني ركعة، وفي (م) : من صلى ركعة من الصبح.
(2) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن قتادة لا يُعرف له سماع من بشير بن نهيك فيما قاله البخاري، والصواب أن بينهما النضر بن أنس كما قال همام، وسيأتي كذلك برقم (8570) و (10751) من رواية عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام بن يحيى العوذي.
وسلف برقم (7216) من طريق أبي رافع، عن أَبي هريرة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي برقم (9275) و (9946) . وانظر ما سلف برقم (7174) .(13/421)
8058 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، وَلَا أَظُنُّهُ إِلَّا عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (1)
8059 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّوْمُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا، فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ (2) أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ " (3)
8060 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، وَقَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَاسْتَقْبَلَتْنَا - وَقَالَ عَفَّانُ: فَاسْتَقْبَلَنَا (4) - رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَجَعَلْنَا
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن قتادة لا يُعرف له سماع من بشير بن نهيك فيما قاله البخاري، وذِكر النضر بن أنس بينهما -إن صح- هو الصواب فيتصل حينئذ، وللحديث طرق أخرى يصح بها، انظر الحديث الذي قبله.
(2) كذا في (ظ 3) ، وفي (م) وبقية النسخ: شتمه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وسعيد: هو ابن مينا.
وانظر ما سلف برقم (7340) .
(4) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وهو الصواب، وفي (م) وبقية النسخ:=(13/422)
نَضْرِبُهُنَّ بِسِيَاطِنَا وَعِصِيِّنَا وَنَقْتُلُهُنَّ، فَأُسْقِطَ فِي أَيْدِينَا، فَقُلْنَا: مَا نَصْنَعُ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ؟ فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا بَأْسَ بِصَيْدِ الْبَحْرِ " (1)
__________
= فاستقبلنا، وهو خطأ وتكرار لا فائدة منه، وقد ضبطت الكلمتان في بعض النسخ هكذا: الأولى: فاستقبَلْنا، والثانية: فاستقبَلَنا!
(1) إسناده ضعيف جداً، أبو المهزِّم متروك الحديث. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني، وحماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه ابن ماجه (3222) ، والترمذي (850) من طريق وكيع، وابن عدي في "الكامل" 2/681 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث غريب.
وأخرجه أبو داود (1854) ، والبيهقي 5/207 من طريق حبيب المعلم، عن أَبي المهزم، به.
وسيأتي برقم (8765) و (8871) و (9276) .
وأخرجه مختصراً أبو داود (1853) ومن طريقه البيهقي 5/207 عن محمد بن عيسى ابن الطباع، عن حماد بن زيد، عن ميمون بن جابان، عن أَبي رافع، عن أَبي هريرة رفعه بلفظ: "الجراد من صيد البحر". وإسناده ضعيف، ميمون بن جابان جهله ابن حزم، وقال البيهقي: غير معروف، وقال الأزدي: لا يحتج بحديثه، وذكره العجلي وابن حبان في الثقات!
قال أبو داود بعد هذين الحديثين: الحديثان جميعاً وهم، ثم ساقه عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن ميمون بن جابان، عن أَبي رافع، عن كعب الأحبار من قوله: فكأنه يرى أن الصواب فيه أنه من قول كعب.
قوله: "رِجْل من جراد"، الرجل، بكسر راءٍ وسكون جيم: هو من الجراد كالجماعة الكثيرة من الناس.
قال الترمذي: وقد رخص قومٌ من أهل العلم للمحرم أن يصيد الجراد ويأكله،=(13/423)
8061 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَخَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، فَمَاتَ فَمِيتَتُهُ (1) جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي بِسَيْفِهِ، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، لَا يَتَحَاشَى (2) مُؤْمِنًا لِإِيمَانِهِ، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ بِعَهْدِهِ، فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي، وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِلْعَصَبِيَّةِ، أَوْ يُقَاتِلُ لِلْعَصَبِيَّةِ، أَوْ يَدْعُو إِلَى الْعَصَبِيَّةِ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ " (3)
__________
= ورأى بعضهم عليه صدقة إذا اصطاده وأكله.
(1) كذا في (ظ 3) وبعض النسخ، وفي (م) و (عس) و (ل) : فميتته.
(2) كذا في (ظ 3) و (عس) وهوامش بعض النسخ، وفي (م) وبقية النسخ: يحاشي.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن رياح، فمن رجال مسلم. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20707) ، وعنه أخرجه إسحاق بن راهوبه (146) .
وأخرجه مسلم (1848) (53) ، وابن حبان (4580) من طريق حماد بن زيد، وابن ماجه (3948) ، والنسائي 7/123 من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن أيوب، بهذا الإِسناد.
ورواه إسماعيل ابن علية، عن أيوب فيما يأتي برقم (10337) ، فوقفه. وانظر (7944) .(13/424)
8062 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَحْسِرُ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلُ النَّاسُ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعُونَ - أَوْ قَالَ: تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ - كُلُّهُمْ يَرَى أَنَّهُ يَنْجُو " (1)
8063 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ ذِئْبٌ إِلَى رَاعِي غَنَمٍ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي حَتَّى انْتَزَعَهَا مِنْهُ، قَالَ: فَصَعِدَ الذِّئْبُ عَلَى تَلٍّ، فَأَقْعَى وَاسْتَذْفَرَ، فَقَالَ: عَمَدْتَ إِلَى رِزْقٍ رَزَقَنِيهِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ انْتَزَعْتَهُ مِنِّي. فَقَالَ الرَّجُلُ: تَالَلَّهِ إِنْ رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ ذِئْبًا يَتَكَلَّمُ قَالَ الذِّئْبُ: أَعْجَبُ مِنْ هَذَا رَجُلٌ فِي النَّخَلَاتِ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ، يُخْبِرُكُمْ بِمَا مَضَى وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ. وَكَانَ الرَّجُلُ يَهُودِيًّا، فَجَاءَ (2) إِلَى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل ابن أبي صالح، فمن رجال مسلم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20804) ، ومن طريقه أخرجه البغوي (4240) .
وأخرجه مسلم (2894) (29) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن وروح، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به.
وسيأتي برقم (8388) ، وانظر ما سلف برقم (7554) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: فجاء الرجل.(13/425)
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَخَبَّرَهُ، وَصَدَّقَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا أَمَارَةٌ مِنْ أَمَارَاتٍ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، قَدْ أَوْشَكَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْرُجَ (1) فَلَا يَرْجِعَ حَتَّى تُحَدِّثَهُ نَعْلَاهُ وَسَوْطُهُ مَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ " (2)
__________
(1) زاد في (عس) : من بيته.
(2) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20808) ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (271) ، والبغوي (4282) .
وسيأتي نحو هذا الحديث في مسند أبي سعيد الخدري 3/83-84 من طريق القاسم بن الفضل الحداني، عن أبي النضر، عنه. ورجاله رجال الصحيح.
وأورده من هذا الطريق العقيلي في "الضعفاء" 3/477-478، ثم ذكر بإسناده عن مسلم بن إبراهيم الأزدي أنه قال: كنت عند القاسم بن الفضل الحداني، فأتاه شعبة فسأله عن حديث أبي نضرة، عن أبي سعيد، الحديث، قال: فقال شعبة: لعلك سمعته من شهر بن حوشب؟! قال: لا، حدثنا أبو نضرة
عن أَبي سعيد، فما سكت حتى سكت شعبة. قلنا: حديث شهر عن أَبي سعيد سيأتي في مسنده 3/88-89.
وروي نحوه أيضاً عن ابن عمر، فقد أخرج ابن عدي في "الكامل" 2/573 من طريق جعفر بن جسر بن فرقد، عن أبية، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عنه. وهذا إسناد ضعيف لضعف جعفر بن جسر وأبية.
والمحفوظ عن أبي هريرة ما رواه عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن مرفوعاً: "بينا رجلٌ في غنمه، إذ عدا عليها الذئب، فأخذ شاةً منها، فطلبه فأدركه، فاستنقذها منه، فقال: يا هذا، استنقذتها مني، فمن لها يوم السَّبُع، يوم لا راعي لها غيري؟ " قال الناس: سبحان الله، ذئب يتكلم! وهذا الذي ارتضاه الشيخان وخرجاه في "صيحيهما"، وقد سلف عند المصنف برقم (7351) .=(13/426)
8064 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ مِنَ اللَّيْلِ، فَإِنَّمَا رَأَتْ مَلَكًا، فَسَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الْحِمَارِ مِنَ اللَّيْلِ (1) فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ " (2)
8065 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ،
__________
= أقعى: جلس على أَلْيتيه.
واستذفر: قال في "اللسان": استذفر بالأمر: أشتَدَّ عزمه عليه وصَلُب له.
وقوله: "بين الحرتين"، كناية عن المدينة لكونها بين الحرتين، وهما واقم والوبرة.
والأمارة: العلامة.
(1) قوله: "من الليل" في هذا الموضع أثبتناه من (ظ 3) و (عس) ومن "جامع المسانيد والسنن"، ولم يرد في (م) وبقية النسخ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم بن مسلم أبو النضر، وليث: هو ابن سعد، وعبد الرحمن بن هرمز: هو الأعرج.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/420، والبخاري في "الصحيح" (3303) ، وفي "الأدب المفرد" (1236) ، ومسلم (2729) ، وأبو داود (5102) ، والترمذي (3459) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (943) و (944) ، وأَبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 204، والطبراني في "الدعاء" (2006) ، والبغوي (1334) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (8268) و (8269) و (8764) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله بنحوه سيرد في "المسند" 3/306.(13/427)
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَوَضَّأُ أَحَدٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ وَيُسْبِغُهُ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ، إِلَّا تَبَشْبَشَ اللهُ بِهِ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِطَلْعَتِهِ " (1)
8066 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ، لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَا فِرْسِنَ شَاةٍ " (2)
8067 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي عبيدة الراوي عن سعيد بن يسار، جهله الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 196، ولم يترجم له الحسيني في "الإِكمال" ولا ابن حجر في "التعجيل"! وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، وقد روي هذا الحديث دون ذكر أبي عبيدة في الإِسناد، كما سيأتي برقم (8350) و (9841) من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، ورجَّح الدارقطني رواية الليث،
فقال: يشبه أن يكون الليث قد حفظه.
وأخرجه ابن خزيمة (1491) من طريق شعيب بن الليث، عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (8487) و (9842) من هذا الطريق.
إسباغ الوضوء: إتمامه.
والبشُّ، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/130: فرح الصديق بالصديق، واللطف في المسألة والإِقبال عليه، وقد بَشِشْتُ به أَبَشُّ. وهذا مثل ضربه لتلقِّيه إياه ببرِّه وتقريبه وإكرامه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7591) .(13/428)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَعَزَّ جُنْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، فلَا (1) شَيْءَ بَعْدَهُ " (2)
8068 - حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْثٍ، فَقَالَ: " إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا (3) - لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ - فَأَحْرِقُوهُمَا
__________
(1) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: وَلَا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4114) ، ومسلم (2724) (77) ، والنسائي في "الكبرى" (11400) ، والبغوي (3795) من طريق قتيبة، عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (8490) و (10406) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف في مسنده برقم (4496) .
وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي 3/410 و5/411 - 412.
قوله: "وغلب الأحزاب وحده"، الأحزاب: هم قبائل الكفار الذين تحزَّبوا لقتال المسلمين في المدينة، وذلك في غزوة الخندق. وحده: أي: من غير قتال الآدميين، بل أرسل عليهم ريحاً وجنوداً لم يرها أحد.
وقوله: "فلا شيء بعده"، قال الحافظ في "الفتح" 7/407: أي: جميع الأشياء بالنسبة إلى وجوده كالعدم، أو المراد أن كل شيء يَفْنى وهو الباقي، فهو بعد كل شيء فلا شيء بعده، كما قال تعالى (كلُّ شيءٍ هالكٌ إلا وَجْهَه) .
(3) في (ظ 3) و (عس) : أو فلاناً، لكن ضُبِّبَ على لفظة "أو" في (عس) .(13/429)
بِالنَّارِ ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: " إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (3016) ، وأبو داود (2674) ، والترمذي (1571) ، والنسائي في "الكبرى" (8613) ، وابن الجارود (1057) ، والبيهقي في "المعرفة" (17930) ، وفي "السنن" 9/71، والبغدادي في "الأسماء المبهمة" ص 460- 461، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/119 من طرقٍ عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري معلقاً (2954) ، والنسائي في "الكبرى" (8804) و (8832) ، والإِسماعيلي في "مستخرجه" كما في "تغليق التعليق" 3/450 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/120 من طريق ابن المبارك، عن ابن لهيعة، كلاهما عن بكير بن عبد الله، به.
قال الترمذي: حديث أَبي هريرة حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، وقد ذكر محمد بن إسحاق بين سليمان بن يسار وبين أَبي هريرة رجلاً في هذا الحديث، وروى غير واحد مثل رواية الليث، وحديث الليث بن سعد أشبه وأصح.
قلنا: أخرجه ابن إسحاق في "السيرة" 2/312 (سيرة ابن هشام) ، ومن طريقه الطبري في "تهذيب الآثار" مسند علي ص 77، قال: حدثني يزيد بن أَبي حبيب، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن أَبي إسحاق الدَّوسي، عن أَبي هريرة.
وأبو إسحاق الدوسي هذا جهله ابن السكن في ترجمة هبار من كتاب "الصحابة" كما في "تهذيب التهذيب" 12/9. وجهله أيضاً الذهبي في "الميزان"=(13/430)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 4/488، لكن أورده ابن أَبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/333 وذكر عن أَبية أَنه قال فيه: هو معروف، وذكره أيضاً ابن حبان في "الثقات" 5/578-579.
وأخرجه الدارمي (2461) ، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 461 من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أَبي حبيب، عن بكير بن عبد الله، عن أَبي إسحاق الدوسي، عن أَبي هريرة. فأسقط من الإِسناد سليمان بن يسار!
وأخرجه ابن حبان (5611) من طريق محمد بن سلمة، عن أَبي عبد الرحيم خالد بن أَبي يزيد الحراني، عن زيد بن أَبي أُنيسة، عن يزيد بن أَبي حبيب، عن أَبي إسحاق الدوسي، عن أَبي هريرة. فأسقط منه اثنين بكير بن عبد الله وسليمان بن يسار!
وسيأتي الحديث برقم (8461) و (9844) .
وروي نحو هذا الحديث مرسلاً، فقد أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 460 من طريق سفيان، عن ابن أَبي نجيح مرسلاً.
وفي الباب عن حمزة بن عمرو الأسلمي سيأتي في مسنده 3/494، وهو كان أميراً على هذه السرية.
وفي باب النهي عن التحريق بالنار عن ابن عباس سلف برقم (1871) .
أما الرجلان اللذان من قريش، فقد جاء مصرحاً باسميهما في بعض طرق الحديث، وهما هبَّار بن الأسود ونافع بن عبد قيس، والسبب الذي من أجله أمر رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتلهما أن زينب ابنته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان زوجها أبو العاص بن الربيع لما أسره الصحابة ثم أطلقه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المدينة، شرط عليه أن يجهِّز له ابنته زينب، فجهَّزها، فتبعها هبَّار بن الأسود ونافع بن عبد قيس فنخسا بعيرها فأسقطت ومرضت من ذلك، والقصة مشهورة عند ابن إسحاق وغيره، فأما هبار بن الأسود فقد أسلم وهاجر، وأما نافع بن عبد قيس فلم يذكره أحد في الصحابة، فلعله مات قبل أن يسلم. انظر "الفتح" 6/149-150.(13/431)
8069 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ، يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ " (1)
8070 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، والْخُزَاعِيُّ يَعْنِي أَبَا سَلَمَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعْتِبٍ (2) الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا رَدَّ إِلَيْكَ رَبُّكَ فِي الشَّفَاعَةِ؟ فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَسْأَلُنِي عَنْ ذَلِكَ مِنْ أُمَّتِي، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عراك: هو ابن مالك الغفاري.
وأخرجه البخاري (7179) ، ومسلم ص 2011 (99) ، وابن حبان (5754) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9866) ، وانظر ما سلف برقم (7341) .
(2) كذا في (ظ3) و (ل) وهوامش بعض النسخ الأخرى: معتب، وهو الصواب، وقد ضُبط هكذا في كتب المشتبه، وفي (م) والنسخ المتأخرة: مُغيث، وحكى الحسيني وابن حجر القولين فيه اعتماداً على الرواية التي ستأتي برقم (10713) ، فقد جاء فيها: عن معاوية بن مغيث أو معتِّب، قال الحافظ ابن حجر في "التعجيل" ص 407: ولم أر من ضبط أباه بالغين المعجمة ثم المثلثة.
وفي اسمه قول ثالث، وهو معاوية بن عتبة، أورده كذلك ابن أَبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/379، والحسيني وابن حجر.(13/432)
حِرْصِكَ عَلَى الْعِلْمِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا يَهُمُّنِي مِنَ انْقِصَافِهِمْ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، أَهَمُّ عِنْدِي مِنْ تَمَامِ شَفَاعَتِي، وَشَفَاعَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصًا، يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ، وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح دون قوله "والذي نفسي بيده لما يهمني من انقصافهم على أبواب الجنة، أهم عندي من تمام شفاعتي"، وإسناد الحديث قابل للتحسين، ذلك أن معاوية بن معتب هذا كان في حجر أبي هريرة، وذكره البخاري في "التاريخ" 7/331، وابن أَبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/379، فلم يوردا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/413، وأفاد ابن يونس أنه روى عنه اثنان: سالم بن أَبي سالم وبشير بن عمر الأسلمي، ومع ذلك فقد جهله الحسيني في "الإِكمال". وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/696، والحاكم 1/69-70 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. لكن وقع عند ابن خزيمة "سالم بن أَبي الجعد" مكان "سالم بن أَبي سالم"! وهو خطأ، والصواب سالم بن أَبي سالم، وانظر "التعجيل" ص 407، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن خزيمة 2/698، من طريق عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أَبي حبيب، عن أَبي سالم، عن معاوية بن معتب، به.
قال أَبو بكر ابن خزيمة: رواية الليث أوقع على القلب من رواية عمرو بن الحارث، إنما الخبر -علمي- عن سالم بن أَبي سالم كما رواه الليث، لا عن أَبي سالم، اللهم إلا أن يكون سالم كنيته أبو سالم أيضاً. قلنا: ولم يذكر أحد أن كنيته أبو سالم.
وأخرجه ابن خزيمة أيضاً 2/697 من طريق ابن لهيعة، وابن حبان (6466) من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن يزيد بن أَبي حبيب، عن أَبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني، عن سالم بن أَبي سالم، به.=(13/433)
8071 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، قَالَ: وَكَانَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ عَابِدٌ يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ، فَابْتَنَى صَوْمَعَةً وَتَعَبَّدَ فِيهَا "، قَالَ: " فَذَكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَوْمًا عِبَادَةَ جُرَيْجٍ، فَقَالَتْ: بَغِيٌّ مِنْهُمْ: لَئِنْ شِئْتُمْ لَأُفْتِنَنَّهُ (1) فَقَالُوا: قَدْ شِئْنَا "، قَالَ: " فَأَتَتْهُ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَمْكَنَتْ نَفْسَهَا مِنْ رَاعٍ كَانَ يَأْوِي غَنَمَهُ إِلَى أَصْلِ صَوْمَعَةِ جُرَيْجٍ، فَحَمَلَتْ، فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقَالُوا: مِمَّنْ؟ قَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ. فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ، فَشَتَمُوهُ وَضَرَبُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: إِنَّكَ زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ، فَوَلَدَتْ غُلَامًا. قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالُوا: هَا هُوَ ذَا. قَالَ: فَقَامَ فَصَلَّى وَدَعَا، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْغُلَامِ فَطَعَنَهُ بِإِصْبَعِهِ، وَقَالَ: بِاللهِ يَا غُلَامُ، مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: أَنَا ابْنُ الرَّاعِي. فَوَثَبُوا إِلَى جُرَيْجٍ فَجَعَلُوا يُقَبِّلُونَهُ، وَقَالُوا: نَبْنِي
__________
= وسيأتي الحديث برقم (10713) .
وروي من طريق آخر جيد عن أَبي هريرة بنحوه، دون قوله "والذي نفسي بيده لما يهمني ... "، وسيأتي برقم (8858) .
والانقصاف، قال السندي: من القصف، بمعنى الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: لأُصبينَّه. وهي بمعنى الفتنة.(13/434)
صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ، ابْنُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ ". قَالَ: " وَبَيْنَمَا امْرَأَةٌ فِي حِجْرِهَا ابْنٌ لَهَا تُرْضِعُهُ، إِذْ مَرَّ بِهَا رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ، فَقَالَتْ: اللهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا ". قَالَ: " فَتَرَكَ ثَدْيَهَا، وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ". قَالَ: " ثُمَّ عَادَ إِلَى ثَدْيِهَا يَمُصُّهُ " (1) .
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي (2) صَنِيعَ الصَّبِيِّ وَوَضْعَهُ إِصْبَعَهُ فِي فَمِهِ، فَجَعَلَ يَمُصُّهَا. " ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ تُضْرَبُ، فَقَالَتْ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا. قَالَ: فَتَرَكَ ثَدْيَهَا، وَأَقْبَلَ عَلَى الْأَمَةِ (3) فَقَالَ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا " (4) . قَالَ: " فَذَلِكَ حِينَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ، فَقَالَتْ: حَلْقَى مَرَّ الرَّاكِبُ ذُو الشَّارَةِ فَقُلْتُ: اللهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ، فَقُلْتَ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَمُرَّ بِهَذِهِ الْأَمَةِ فَقُلْتُ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَقُلْتَ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا فَقَالَ: يَا أُمَّتَاهْ (5) إِنَّ الرَّاكِبَ
__________
(1) في (ظ 3) : فمصَّه.
(2) في (م) وحدها: يحكي عليَّ، بزيادة لفظة "علىَّ".
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: أمّه
(4) في (م) زيادة هنا: يا أماه، ولا معنى لها هنا، وليست في شيء من الأصول.
(5) في (م) وحدها: يا أماه.(13/435)
ذُو الشَّارَةِ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، وَإِنَّ هَذِهِ الْأَمَةَ يَقُولُونَ: زَنَتْ، وَلَمْ تَزْنِ، وَسَرَقَتْ، وَلَمْ تَسْرِقْ، وَهِيَ تَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن حازم.
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 249 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3436) عن مسلم بن إبراهيم، ومسلم (2550) (8) ، وابن حبان (6489) من طريق يزيد بن هارون، والبيهقي في "الشعب" (7879) من طريق موسى بن إسماعيل، ثلاثتهم عن جرير بن حازم، به.
وأخرجه بنحوه أبو عوانة في البر والصلة من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، به.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (2482) عن مسلم بن إبراهيم، عن جرير بن حازم، به - واقتصر فيه على قصة جريج.
وعلقها البخاري برقم (1206) عن الليث، عن جعفر بن ربيعة المصري، عن الأعرج، عن أَبي هريرة، ووصلها الإِسماعيلي وأبو نعيم كما في "تغليق التعليق" 2/444.
وأخرج قصة الرضيع البخاري في "الصحيح" (3466) ، وابن حبان (6488) ، وأبو يعلى (6289) من طريق أَبي الزناد، عن الأعرج، عن أَبي هريرة.
وأخرجه دون هذه القصة البخاري في "الأدب المفرد" (33) من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن محمد بن شرحبيل، عن أَبي هريرة.
وسيأتي الحديث بطوله برقم (8072) من طريق جرير به، وستأتي قصة جريج منه برقم (8994) من طريق أَبي رافع، وبرقم (9603) من طريق أَبي سلمة، كلاهما عن أَبي هريرة، وستأتي قصة الرضيع برقم (9135) من طريق خلاس بن عمرو عن أَبي هريرة.
قوله: "ذو شارة"، قال الحافظ في "الفتح" 6/483: أي: صاحب حُسنٍ،=(13/436)
8072 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَصَبِيٌّ كَانَ فِي زَمَانِ جُرَيْجٍ، وَصَبِيٌّ آخَرُ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: " وَأَمَّا جُرَيْجٌ فَكَانَ رَجُلًا عَابِدًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانَتْ لَهُ أُمٌّ، فَكَانَ يَوْمًا يُصَلِّي، إِذِ اشْتَاقَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ. فَقَالَ: يَا رَبِّ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ أَمْ (1) آتِيهَا؟ ثُمَّ صَلَّى، وَدَعَتْهُ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ دَعَتْهُ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَصَلَّى، فَاشْتَدَّ عَلَى أُمِّهِ، وقَالَتْ: اللهُمَّ أَرِ جُرَيْجًا الْمُومِسَاتِ. ثُمَّ صَعِدَ صَوْمَعَةً لَهُ، وَكَانَتْ زَانِيَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2)
8073 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ قُبَاءٍ مِنَ
__________
= وقيل: صاحب هيئة ومنظر وملبس حسنٍ يُتعجَّب منه ويشار إليه.
وقوله: "حين تراجعا الحديث"، أي: تجادلا وتحاورا.
وحلقى، قال السندي: قيل: المعروف في اللغة التنوين، على أنه مصدر محذوفُ الفعل، أي: حلقك الله حلقاً، لكن قد اشتهر على الألسنة بلا تنوين.
(1) في (م) وحدها: أم أمي آتيها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُّوذي.
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 249 من طريق حسين بن محمد بهذا الإِسناد، وانظر ما قبله.
قوله: "الصلاة خير أم آيتها"، قال السندي: أي الصلاة خير فأقبل عليها، أم آتي الأم.(13/437)
الْأَنْصَارِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنْ طَالَتْ بِكُمْ (1) مُدَّةٌ أَوْشَكَ (2) أَنْ تَرَى قَوْمًا يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللهِ، وَيَرُوحُونَ فِي لَعْنَتِهِ، فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ " (3)
__________
(1) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: طال بك. وفي "صحيح مسلم": طالت بك.
(2) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: أوشكت.
(3) إسناده قوي على شرط مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي.
وأخرجه مسلم (2857) (54) ، والبزار (1628- كشف الأستار) ، وأَبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 195، والحاكم 4/435-436 من طريق أَبي عامر العقدي، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (2857) (53) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/532 من طريق زيذ بن الحباب، وأَبو عوانة من طريق زيد بن الحباب وعيسى بن يونس، كلاهما عن أفلح بن سعيد، به.
وسيأتي برقم (8293) ، وانظر ما سيأتي برقم (8665) و (9680) .
وفي الباب عن أَبي أمامة، سيرد برقم 5/250.
قلنا: قد أخطأ ابن الجوزي رحمه الله إذ أورد حديث أَبي هريرة هذا في كتابه "الموضوعات" 3/101 من طريق "المسند"، ونقل قول ابن حبان في "المجروحين" 1/176-177: هذا خبر بهذا اللفظ باطل، وأفلح كان يروي عن الثقات الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به.
قال الحافظ ابن حجر في "القول المسدَّد" ص 37-39: لم أقف في كتاب "الموضوعات" لابن الجوزي على شيء حكم عليه بالوضع، وهو في أحد=(13/438)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الصحيحين" غير هذا الحديث، وإنها لغفلة شديدة منه، وأفلح المذكور يعرف بالقُبائي، مدني من أهل قُباء، ثقة مشهور، وثقة ابن معين وابن سعد، وقال ابن معين أيضاً والنسائي: لا بأس به، وقال أبو حاتم: شيخ صالح الحديث، وأخرج له مسلم في "صحيحه"، وقد روى عنه عبد الله بن المبارك وطبقته، ولم أر للمتقدمين فيه كلاماً إلا أن العقيلي قال (في "الضعفاء" 1/125) : لم يرو عنه
ابن مهدي.
قلت: وليس هذا بجرح، وقد غفل ابن حبان فذكره في الطبقة "الثقات" (8/134) . وقد أخطأ ابن الجوزي في تقليده لابن حبان في هذا الموضع خطأ شديداً، وغلط ابن حبان في أفلح فضعفه بهذا الحديث، وعقَّبه بأن قال: هذا بهذا اللفظ باطل، والمحفوط عن سهيل، عن أَبية، عن أَبي هريرة بلفظ "اثنان من أمتي لم أرهما: رجال بأيديهم سياط مثل أذناب البقر، ونساءٌ كاسيات عاريات" وتعقب الذهبي في "الميزان" (1/274) كلام ابن حبان هذا فقال: حديث أفلح حديث صحيح غريب ورواية سهيل شاهدة له، وابن حبان ربما جرح الثقة حتى كأنه لا يدري ما يخرج من رأسه.
قلت: وقد صححه من طريق أفلح أيضاً الحاكم في "المستدرك"، وصححه [مسلم 2128] من طريق سهيل، عن أَبية، عن أَبي هريرة، قال: حدثنا أَبو خيثمة، حدثنا جرير، عن سهيل، عن أَبية، عن أَبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسيات عاريات مميلات مائلات،
رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".
وأخرجه أحمد أيضاً من وجهين (8665 و9680) عن شريك بن عبد الله القاضي، عن سهيل، نحوه. فلقد أساء ابن الجوزي لذكره في "الموضوعات" حديثاً من "صحيح مسلم"، وهذا من
عجائبه.=(13/439)
8074 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ بُرْقَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْفَقْرَ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ التَّكَاثُرَ، وَمَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْخَطَأَ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْعَمْدَ " (1)
8075 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنِي عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَذَكَرَ الْإِيمَانَ بِاللهِ، وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللهِ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأَنَا صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ (2) غَيْرَ مُدْبِرٍ، كَفَّرَ اللهُ عَنِّي
__________
= قوله: "مثل أذناب البقر"، قال السندي: أي: سياط مثلها.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الحاكم 2/534، وعنه البيهقي في "شعب الإِيمان" (10314) من طريق محمد بن بكر البرساني، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن حبان (3222) من طريق خالد بن حيان، عن جعفر بن برقان، به.
وسيأتي برقم (10958) .
التكاثر، قال السندي: أي: في الأموال والتفاخر بها.
(2) في (عس) و (ل) و (س) و (م) : مُقْبِلًا، لكن ضبِّب عليها في (س) =(13/440)
خَطَايَايَ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: " فَكَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: فَرَدَّ عَلَيْهِ الْقَوْلَ كَمَا قَالَ، قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: " فَكَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: فَرَدَّ عَلَيْهِ الْقَوْلَ أَيْضًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ، كَفَّرَ اللهُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِلَّا الدَّيْنَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ سَارَّنِي بِذَلِكَ " (1)
8076 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ،
__________
= وأثبتت على هامشها "مقبل" مصحح عليها.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد بن جعفر، فمن رجال مسلم.
وسيأتي برقم (8371) عن عثمان بن عمر، عن عبد الحميد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أَبي عاصم في "الجهاد" (12) ، والنسائي 6/33-34 من طريق محمد بن عجلان، وأَبو يعلى (6602) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، كلاهما عن سعيد بن أَبي سعيد المقبري، عن أَبي هريرة.
وقد روى هذا الحديث غيرُ واحد عن سعيد المقبري، عن عبد الله بن أَبي قتادة، عن أَبية، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال الدارقطني في "العلل" 8/144: وهو الصواب. قلنا: قد تابع سعيداً المقبريَّ على روايته هذا الحديث عن أَبي هريرة عياضُ بن عبد الله بن أَبي سرح، فلا يَبْعُد أن يكون الحديث عند سعيد من الوجهين، وحديث أَبي قتادة سيأتي في مسنده 5/297.
وفي الباب أيضاً عن عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم (1886) (121) مختصراً بلفظ: "القتل في سبيل الله يُكَفِّر كل شيء إلا الدَّين"، وقد سلف في "المسند" برقم (7051) .(13/441)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَؤُمُّنَا فِي الصَّلَاةِ، فَيَجْهَرُ وَيُخَافِتُ، فَجَهَرْنَا فِيمَا جَهَرَ فِيهِ، وَخَافَتْنَا فِيمَا خَافَتَ فِيهِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ إِلَّا بِقِرَاءَةٍ " (1)
8077 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ، فَلْيُوتِرْ " (2)
8078 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن أَبي ليلى -واسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى- سيء الحفظ، لكنه متابعٌ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعطاء: هو ابن أَبي رباح. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2746) .
وأخرجه الطحاوي 1/208 من طريق عبيد الله بن موسى، والبيهقي في "القراءة خلف الإِمام" (12) من طريق محاضر بن المورع، كلاهما عن ابن أَبي ليلى، بهذا الإِسناد. وانظر (7503) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وأَبو إدريس: هو عائذ الله بن عبد الله الخولاني.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (325) ، وأَبو عوانة 1/247 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وقرن إسحاق وأَبو عوانة في أحد طريقيه بمعمر مالكاً، وقد سلف من طريقه برقم (7221) .(13/442)
مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ " قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ حَضْرَمَوْتَ: مَا الْحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: " فُسَاءٌ أَوْ ضُرَاطٌ " (1)
8079 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَرَفَ صَوْتَهُ، فَقَالَ: " ادْخُلْ " فَقَالَ: إِنَّ فِي الْبَيْتِ سِتْرًا فِي الْحَائِطِ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَاقْطَعُوا رُءُوسَهَا، وَاجْعَلُوه (2) بِسَاطًا أَوْ وَسَائِدَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (60) عن أَحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (530) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (135) و (6954) ، ومسلم (225) (2) ، والترمذي (76) ، وابن خزيمة (11) ، وأَبو عوانة 1/235، والبيهقي 1/117 و160، والبغوي (156) . وبعضهم لم يذكر فيه سؤال الحضرمي لأبي هريرة.
وسيأتي مكرراً برقم (8222) دون سؤال الحضرمي، وبرقم (9418) من طريق سلمة الليثي، عن أَبي هريرة رفعه بلفظ "لا صلاة لمن لا وضوء له ... ".
وسلف سؤال الحضرمي ضمن الحديث رقم (7892) .
وأخرج أَبو عوانة 1/236 من طرق عن أَبي هريرة مرفوعاً بلفظ "لا يقبل الله صلاةً بغير طهور".
وروي بهذا اللفظ عن ابن عمر، سلف في مسنده برقم (4700) .
وعن أسامة بن عمير الهذلي، سيأتي 5/74.
(2) في (م) : فاجعلوها.(13/443)
فَأَوْطَئُوهُ، فَإِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ (1)
8080 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَا الْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِرَابِهِمْ، دَخَلَ عُمَرُ فَأَهْوَى إِلَى الْحَصْبَاءِ يَحْصِبُهُمْ بِهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْهُمْ يَا عُمَرُ " (2)
8081 - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (19488) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي 7/270، والبغوي (3223) .
وأخرجه النسائي 8/216، والطحاوي 4/287 من طريق أَبي بكر بن أَبي عياش، وابن حبان (5853) من طريق زيد بن أَبي أنيسة، كلاهما عن أَبي إسحاق السبيعي، به.
وانظر (8045) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19724) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (893) (22) ، وأَبو عوانة في العيدين كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 175، وابن حبان (5867) ، والبيهقي 10/17، والبغوي (1112) .
وأخرجه البخاري (2901) عن هشام بن يوسف، عن معمر، به.
وسيأتي برقم (10967) .(13/444)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَذَهَبَ رِجَالٌ (1) مِنْ فَارِسَ - أَوْ أَبْنَاءِ فَارِسَ - حَتَّى يَتَنَاوَلُوهُ (2) " (3)
8082 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ " (4)
__________
(1) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: رجل.
(2) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) وفي (م) وبقية النسخ: يتناوله.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. جعفر الجزري: هو ابن بُرقان. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19923) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2546) (230) ، وأَبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/4.
وانظر ما سلف برقم (7950) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20271) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2749) (11) وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 269، والطبراني في "الدعاء" (1801) ، والبيهقي في "الشعب" (7102) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 55، وفي "الآداب" (1028) ، والبغوي (1294) .
وأخرجه البغوي (1295) من طريق جعفر بن عون، عن جعفر بن برقان، به.
وأخرجه بنحوه الحاكم 4/246 من طريق دراج أَبي السمح، عن عبد الرحمن=(13/445)
8083 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا تصبغُ (1) ، فَخَالِفُوهُمْ " (2)
__________
= بن حجيرة، عن أَبي هريرة. وصحح إسناده ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1803) من طريق يحيى بن عبيد الله بن موهب، عن أَبية، عن أَبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف جداً، يحيى بن عبيد الله متروك.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2623) .
وعن أنس بن مالك، سيأتي في "المسند" 3/238.
وعن أَبي أيوب الأنصاري عند مسلم (2748) ،وسيأتي في "المسند" 5/414.
وعن عبد الله بن عمرو عند البزار (3247) و (3248) ، والحاكم 4/246، والطبراني في "الدعاء" (1799) .
وعن سلمان الفارسي عند الطبراني في "الدعاء" (1800) .
وعن ابن عمر نحوه عند البيهقي في "الشعب" (7103) .
وعن أَبي سعيد الخدري عند البزار (3251) .
(1) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: يَصْبُغُونَ.
(2) إسناداه صحيحان عن شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20175) ، ومن طريقه أخرجه النسائي 8/137، وأَبو عوانة 5/515.
وقد سلف برقم (7542) عن عبد الأعلى السامي، وانظر (7274) .(13/446)
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَمَرَ (1) بِالْأَصْبَاغِ، فَأَحْلَكُهَا أَحَبُّ إِلَيْنَا، قَالَ مَعْمَرٌ: " وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ "
8084 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُمْنَعُ فَضْلُ الْمَاءِ لِيُمْنَعَ بِهِ فَضْلُ الْكَلَإِ " (2)
8085 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَخْلٍ لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلَكَ الْمُكْثِرُونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: حَثَا بِكَفَّيْهِ (3) عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ -، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ "
ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: لَا حَوْلَ (4) وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، وَلَا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ "
__________
(1) في (ظ 3) : فأمر، وفي (م) : والأمر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7697) .
(3) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي بقية النسخ و (م) : بكفه.
(4) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي بقية النسخ و (م) : "قال: قل: لا حول".(13/447)
ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ النَّاسِ عَلَى اللهِ، وَمَا حَقُّ اللهِ عَلَى النَّاسِ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَحَقٌّ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ " (1)
8086 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير كميل بن زياد، فقد روى له النسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو ثقة. أَبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20547) .
وأخرجه البزار (3089- كشف الأستار) ، والحاكم 1/517 من طريق أَبي الأحوص سلاَّم بن سليم، عن أَبي إسحاق، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرح القسم الثاني منه الطيالسي (2456) عن أَبي الأحوص، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (358) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 24/223 (ترجمة كميل) من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
وسيأتي برقم (10736) و (10795) و (10918) من طريق كميل بن زياد، والقسم الأول سيأتي نحوه برقم (9075) من طريق أَبي يونس، و (9526) من طريق عجلان، كلاهما عن أَبي هريرة، والقسم الثاني سلف نحوه برقم (7966) من طريق عمرو بن ميمون، عن أَبي هريرة.
ويشهد للقسم الأول حديث أَبي سعيد الخدري، سيأتي 3/31.
وللقسم الثالث حديث معاذ بن جبل، سيأتي 5/228.(13/448)
الْمَوْتَ، إِمَّا مُحْسِنٌ فَيَزْدَادَ إِحْسَانًا، وَإِمَّا مُسِيءٌ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ " (1)
8087 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ: وَاللَّاتِ، فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ بِشَيْءٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أَبو عبيد مولى عبد الرحمن: هو سعد ابن عبيد الزهري.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20634) ، ومن طريقه أخرجه البغوي (1445) .
وأخرجه البخاري (7235) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2758) ، والبخاري (5673) ، والبيهقي 3/377 من طريق شعيب بن أَبي حمزة، وعبد الله بن المبارك في "الزهد" (1063) من طريق عبيد الله ابن أَبي زياد الرصافي، والنسائي 4/3 من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، ثلاثتهم عن ابن شهاب الزهري، به. وزاد شعيب عند البخاري والبيهقي في أول الحديث: "لن يُدخل أحدكم عملُه الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: لا، ولا أنا، إلا أن يَتَغَمَّدَني الله بفضلٍ ورحمة، فسدِّدوا وقاربوا".
وسيأتي الحديث برقم (10669) ، وانظر ما سلف برقم (7578) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين حميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري.=(13/449)
8088 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ، لَمْ يَحْنَثْ " (1) قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَهُوَ اخْتَصَرَهُ، يَعْنِي مَعْمَرًا
__________
= وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15931) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1647) ، وأبو داود (3247) ، وابن خزيمة (45) ، وابن حبان (5705) وأخرجه البخاري (4860) و (6650) ، ومن طريقه البغوي (2433) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به.
وأخرجه البخاري (6107) و (6301) ، ومسلم (1647) ، والترمذي (1545) ، والنسائي في "المجتبى" 7/7، وفي "الكبرى" (10828) و (10829) ، وابن ماجه (2096) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (833) و (834) و (3296) و (3297) و (3298) ، والبيهقي 1/148-149 و149 و10/30 من طرق عن الزهري، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وليس في رواية ابن ماجه قصة القمار.
تنبيه: وقع لفظه عند الطحاوي برقم (3297) من طريق الأوزاعي عن الزهري: "فليتصدق بالقمار"، وهو مدرج من قول الأوزاعي كما جاء مبينا في الرواية الآخرى عنده برقم (3298) .
وفي باب من قال في حلفه: واللات، حديثُ سعد بن أَبي وقاص السالف برقم (1590) .
قال البغوي في "شرح السنة" 10/10: قوله: "فليتصدق" قيل: أمر أن يتصدق بالمال الذي يريد أن يقامر به، يحكى ذلك عن الأوزاعي، وقيل: يتصدق بصدقة من ماله كفارة لما جرى على لسانه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله.=(13/450)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وهو في "مصنف عبد الرزاق" (16118) ، دون قوله في آخر الحديث.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن ماجه (2104) ، والترمذي (1532) ، والنسائي 7/30، وأَبو يعلى (6246) ، وأبو عوانة في الأَيمان والنذور كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 192، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1927) ، وابن حبان (4341) .
وجاء الحديث عند بعضهم بلفظ: "من حلف على يمين فقال: إن شاء الله، فقد استثنى".
قال الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: هذا خطأ، أخطأ فيه عبد الرزاق اختصره من حديث معمر، عن ابن طاووس، عن أبية، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن سليمان بن داود قال: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة ... " فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو قال: إن شاء الله، لكان كما قال".
وعلق الشيخ أحمد شاكر على كلام البخاري هذا بمقولة مفيدة محقَّقة، فقال: من البين الواضح من رواية "المسند" هنا أن البخاري أخطأ في نسبة اختصار الحديث لعبد الرزاق. لأن عبد الرزاق هو ذا يصرح بأن الذي اختصره هو شيخه معمر.
وقصة سليمان بن داود التي يشير إليها البخاري وعبد الرزاق: مضت (7715) من رواية عبد الرزاق نفسه، عن معمر، بهذا الإِسناد. وفيها: "لأطوفن الليلة بمئة امرأة".
وقد أخطأ عبد الرزاق، وأخطأ البخاري تبعاً له في تعليل هذا الحديث، والزعم بأنه اختصار من قصة سليمان. لأن الحديثين مختلفا المعنى تماماً، وإن تشابهت بعض الألفاط فيهما:
لأن قول سليمان "لأطوفن" فيه معنى القسم، ولكنه يقسم على شيئين: أن يطوف بهن، وقد فعل. والأخر: أن تلد كل منهن غلاماً، وهذا ليس من فعله،=(13/451)
8089 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُوحَنِّسَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظِ، أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ الثَّلَاثَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: " مَنْ أَرَادَ أَهْلَ الْبَلْدَةِ بِسُوءٍ - يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ - أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ
__________
= بل من قدر الله وبمشيئته. فالاستثناء بقول "إن شاء الله " -إذا قاله- يُحلُّه من قسمه إذا لم يطف بهن، ويكون للتمني وبمعنى الإقرار لله بالمشيئة والتسليم لحكمه والتفويض إليه فيما ليس من صنع العبد ولا يدخل في مقدوره، فهو داخل في أمر الله للعبد أن يقول ذلك، في قوله تعالى: "ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله".
فالحديثان في معنيين، وإن تقاربا في بعض المعنى. ولفظ الحديث الذي هنا لا يمكن أن يكون اختصاراً من الحديث الآخر في قصة سليمان. بل لو صنع ذلك معمر أو عبد الرزاق لكان صنعُه تزيداً في الرواية، وجرأة على نسبة حديث لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقله. وكلاهما أجل عند أهل العلم من أن يفعلا ذلك. ولكن ظن عبد الرزاق أن يكون معمر اختصره، فأخطأ في هذا الظن.
ثم ظن البخاري أن عبد الرزاق هو الذي فعل، فأخطأ فيما ظن، رحمهما الله.
ثم إن معنى الحديث ثابت عن ابن عمر أيضاً، مضى في المسند مراراً بألفاظ متقاربة، أولها (4510) : "من حلف فاستثنى فهو بالخيار، إن شاء أن يمضي على يمينه، وإن شاء أن يرجع غيرحنث"، و (4581) : "من حلف على يمين فقال: إن شاء الله، فقد استثنى"، وآخرها (6414) : "من حلف فاستثنى، فإن شاء مضى، وإن شاء رجع غير حنث".
وقد حقق الحافظ في "الفتح" 11/605 هذا الموضع، على شيء من التردد منه، وإن كان في مجموع كلامه يميل إلى إبطال هذا التعليل، وإلى صحة الحديثين جميعاً.=(13/452)
الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ " (1)
8090 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ فَقَالَ، يَعْنِي لِرَجُلٍ يَدَّعِي بِالْإِسْلَامِ (2) : " هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ ". فَلَمَّا حَضَرْنَا الْقِتَالَ قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا، فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ الَّذِي قُلْتَ لَهُ: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَإِنَّهُ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا، وَقَدْ مَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَى النَّارِ " فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَابَ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ قِيلَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنْ بِهِ جِرَاحٌ شَدِيدٌ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الله بن عبد الرحمن بن يُحنِّس روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "تاريخ الإِسلام": ثقة (!) ، روى له مسلم هذا الحديث الواحد متابعة، وأبو داود حديثاً آخر، وقد توبع كما سلف برقم (7755) ، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال
الشيخين غير أبي عبد الله القراظ -واسمه دينار- فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (17154) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1386) (492) ، وأَبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 130، والمزي في ترجمة ابن يحنِّس من "تهذيب الكمال" 15/221.
وأخرجه مسلم (1386) (492) ، وأَبو عوانة من طريق حجاح بن محمد، وأَبو عوانة أيضاً من طريق أَبي عاصم النبيل، كلاهما عن ابن جريح، به.
(2) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) والنسخ الأخرى: فقال يعني لرجل يدَّعي الإِسلام.(13/453)
الْجِرَاحِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ " ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى فِي النَّاسِ: " أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَأَنَّ اللهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9573) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (3062) ، ومسلم (111) (178) ، وأَبو عوانة 1/46، وابن حبان (4519) ، وابن منده في "الإِيمان" (163) و (643) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1097) .
وأخرجه البخاري (6606) ومن طريقه أخرجه البغوي (2526) من طريق ابن المبارك عن معمر، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8883) ، وابن منده في "الإِيمان" (643) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/130 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أَبي هريرة. واقتصر النسائي على قوله: "إن الله يؤيد ... " إلخ.
وعزاه ابن حجر في "التغليق" إلى الذهلي في "الزهريات"، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه"، وأبي نعيم في "المستخرج" من هذا الطريق. ووقع اسم الغزوة في هذا الطريق: حنين لا خيبر، قال الحافظ ابن حجر: وفيه نظر، والمحفوط في هذا "خيبر"، وكأن الحامل للراوي على قوله "حنين" ما عرف من
أن أبا هريرة لم يشهد خيبر، وإنما حضر بعدما فرغ القتال. وقال في "الفتح" 7/473: أراد جيشها من المسلمين، لأن الثابت أنه إنما جاء بعد أن فتحت خيبر.
وروي من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أنه أخبره بعض من شهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لرجل معه: "هذا من أهل النار" فنحر نفسه، وهي عند البخاري في "تاريخه" 5/307،=(13/454)
8091 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يُدْعَى (1) بِالْإِسْلَامِ: " إِنَّ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَاشْتَدَّ عَلَى رِجَالٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ صَدَّقَ اللهُ حَدِيثَكَ، فَقَدِ (2) انْتَحَرَ فُلَانٌ فَقَتَلَ
__________
= والذهلي في "الزهريات".
ورواه محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، أن عمه عبيد الله بن كعب قال: أخبرني من شهد مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر ... وهو عند الذهلي وغيره.
وأشار إلى هذه الطريق البخاري بإثر الحديث (4204) ، وانظر "التغليق" 4/131-132
ورجح الذهلي -فيما نقله الحافظ في "الفتح" 7/474- رواية معمر وشعيب بن أَبي حمزة التي ستأتي بعده، وقال: ولا تدفع رواية الأخيرين (يعني صالح بن كيسان والزبيدي) لأن الزهري كان يقع له الحديث من عدة طرق فيحمله عنه أصحابه بحسب ذلك.
وفي الباب عن سهل بن سعد، سيأتي 5/332.
ويشهد لآخره حديث أَبي بكرة سيأتي 5/45.
وحديث أنس عند النسائي في "الكبرى" (8885) ، والبزار (1720) و (1721) و (1722) .
(1) في (م) والنسخ الخطية عدا (ظ 3) و (عس) : يذعن.
(2) في (م) : وقد.(13/455)
نَفْسَهُ (1)
8092 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ (2) ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟ " قَالُوا: مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ. قَالَ: " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهَادَةٌ، وَالْبَطَنُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (2517) ، والبخاري (3062) و (4203) ، والنسائي في "الكبرى" (8884) ، وابن منده في "الإِيمان" (164) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1097) ، والبيهقي في "السنن" 8/197، وفي "الدلائل" 4/253 من طريق أَبي اليمان، بهذا الإِسناد.
واقتصر الدارمي والنسائي على آخره.
وانظر ما قبله.
(2) في (م) بين معمر وسهيل: عن الزهري، وهي زيادة مقحمة لم ترد في شيء من أصولنا الخطية.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أَبي صالح من رجاله، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. أَبو صالح: هو ذكوان السمان. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9574) . وأخرجه مسلم (1915) (165) ، وابن ماجه (2804) ، وابن حبان (3186) و (3187) من طرق عن سهيل بن أَبي صالح، بهذا الإِسناد - دون ذكر الغرق والنفساء، وزادوا: قال سهيل: وأخبرني عبيد الله بن مقسم قال: أشهد على أبيك أنه زاد: والغريق شهيد، وليس في روايتهم=(13/456)
8093 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ أَرْبَعًا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ "، قَالَ: " وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ كُتِبَ لَهُ (1) عِشْرُونَ حَسَنَةً، وَحُطَّ عَنْهُ عِشْرُونَ سَيِّئَةً، وَمَنْ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، كُتِبَ لَهُ بِهَا ثَلَاثُونَ حَسَنَةً، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا ثَلَاثُونَ سَيِّئَةً " (2)
__________
= النفساء. وعبيد الله بن مقسم هذا ثقة من رجال الشيخين.
وأخرجه بنحوه البيهقي في "شعب الإِيمان" (9877) من طريق ابن شهاب الزهري، عن أَبي صالح السمان، به. ولم يذكر فيه المطعون.
وسيأتي من طريق أَبي صالح، عن أَبي هريرة بالأرقام (8305) و (10762) و (10897) ومن طريق عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أَبي هريرة برقم (9695) .
وفي الباب عن أنس وصفوان بن أمية وعباده بن الصامت وجابر بن عتيك وعائشة، ستأتي أحاديثهم 3/150 و400 و5/315 و446 و6/64.
قوله: "والبطن" بفتحتين، قال السندي: أي: الموت بمرضه كالإِسهال والاستسقاء.
(1) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: كتبت له بها.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. إسرائيل: هو ابن يونس بن أَبي إسحاق، وأَبو سنان: هو ضرار بن مرة، وأَبو صالح الحنفي: هو عبد الرحمن بن قيس.=(13/457)
8094 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَظْهَرُ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ عَلَى الْكَعْبَةِ " قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: " فَيَهْدِمُهَا " (1)
8095 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي طَارِقٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي (2) خَمْسَ خِصَالٍ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ، أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟ " قَالَ: قُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا " ثُمَّ قَالَ: "
__________
= وقد سلف برقم (8012) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9176) .
وأخرجه الحميدي (1146) ، وابن أَبي شيبة 15/47، ومسلم (2909) (57) ، والبخاري (1591) ، والنسائي 5/216، وأَبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 175، وابن حبان (6751) ، والبيهقي 4/340 من طريق زياد بن سعد، وأخرجه البخاري (1596) ومن طريقه البغوي (2008) ، ومسلم (2909) (58) ، وأَبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 175 من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن الزهري، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9405) من طريق أَبي الغيث، عن أَبي هريرة.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (7053) .
ذو السويقتين: هما تصغير ساق الإِنسان، صغَّرهما لرقتهما.
(2) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: من يأخذ من أمتي.(13/458)
اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ " (1)
8096 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً عَيْنًا، وَأَمَّرَ
__________
(1) حديث جيد، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي طارق - وهو السعدي البصري والحسن -وهو البصري- لم يسمع من أَبي هريرة شيئاً.
وأخرجه الترمذي (2305) عن بشر بن هلال الصواف، وأَبو يعلى (6240) عن إسحاق بن إبراهيم بن كامجرا، كلاهما عن جعفر بن سليمان الضبعي، بهذا الإِسناد.
وأخرجه بنحوه هناد في "الزهد" (1031) و (1148) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (252) ، وابن ماجه (4217) ، وأَبو يعلى (5865) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 39، وأَبو نعيم في "الحلية" 10/365، وفي "أخبار أصبهان" 2/302، والبيهقي في "الزهد" (818) ، والمزي في ترجمة محرز بن عبد الله من "تهذيب الكمال" 27/279 من طريق واثلة بن الأسقع، عن أَبي هريرة - اقتصر هناد في الموضع الثاني والبخاري على قصة الضحك، ولم يذكرها أَبو يعلى والخرائطي، وإسناد الحديث قوي.
وأخرج قصة الضحك منه البخاري في "الأدب" (253) ، وابن ماجه (4193) من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أَبي هريرة. وإسناده صحيح.(13/459)
عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ "، وَهُوَ جَدُّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، فَانْطَلَقُوا، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ نُزُولًا، ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ، يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لِحْيَانَ، فَتَبِعُوهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَةِ رَجُلٍ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، حَتَّى نَزَلُوا مَنْزِلًا نَزَلُوهُ، فَوَجَدُوا فِيهِ نَوَى تَمْرٍ، تَزَوَّدُوهُ مِنْ تَمْرِ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا: هَذَا مِنْ تَمْرِ يَثْرِبَ، فَاتَّبَعُوا آثَارَهُمْ حَتَّى لَحِقُوهُمْ، فَلَمَّا أَحَسَّهُمْ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ، وَقَدْ جَاءَ الْقَوْمُ فَأَحَاطُوا بِهِمْ، وَقَالُوا: لَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ إِنْ نَزَلْتُمْ إِلَيْنَا أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ رَجُلًا، فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ، اللهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا رَسُولَكَ. قَالَ: فَقَاتَلُوهُمْ، فَرَمَوْهُمْ، فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةِ نَفَرٍ، وَبَقِيَ خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ وَرَجُلٌ آخَرُ، فَأَعْطَوْهُمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ إِنْ نَزَلُوا إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ حَلُّوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَرَبَطُوهُمْ بِهَا، فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ الَّذِي مَعَهُمَا: هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ. فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَجَرُّوهُ، فَأَبَى أَنْ يَتْبَعَهُمْ، فَضَرَبُوا عُنُقَهُ، فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ، حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ، فَاشْتَرَى خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكَانَ قَدْ قَتَلَ الْحَارِثَ يَوْمُ بَدْرٍ، فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا، حَتَّى إِذَا أَجْمَعُوا قَتْلَهُ اسْتَعَارَ مُوسَى مِنْ إِحْدَى بَنَاتِ الْحَارِثِ لِيَسْتَحِدَّ بِهَا، فَأَعَارَتْهُ، قَالَتْ: فَغَفَلْتُ عَنْ صَبِيٍّ لِي، فَدَرَجَ إِلَيْهِ حَتَّى أَتَاهُ، قَالَتْ: فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ، فَلَمَّا(13/460)
رَأَيْتُهُ (1) فَزِعْتُ فَزَعًا عَرَفَهُ، وَالْمُوسَى فِي يَدِهِ، فَقَالَ: أَتَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ إِنْ شَاءَ اللهُ. قَالَ: وَكَانَتْ تَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ قَدْ رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ، وَمَا بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ ثَمَرَةٌ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، وَمَا كَانَ إِلَّا رِزْقًا (2) رَزَقَهُ اللهُ إِيَّاهُ. قَالَ: ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ، فَقَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أَنْ تَرَوْا مَا بِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ لَزِدْتُ. قَالَ: وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْقَتْلِ هُوَ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا:
[البحر الطويل]
وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا (3) ... عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ ... يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ فَقَتَلَهُ، وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ إِلَى عَاصِمٍ لِيُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ يَعْرِفُونَهُ، وَكَانَ قَتَلَ عَظِيمًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبَعَثَ اللهُ عَلَيْهِ مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ، فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى شَيْءٍ مِنْهُ (4)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: رأته، والمثبت من (ظ 3) و (عس) .
(2) في "المصنف" و (ظ 3) : رزق، بالرفع على أن "كان" تامة.
(3) في (م) والنسخ الخطية: "ما أبالي حين أقتل شهيداً"، وهو غير موزون ألبتة، والصواب ما أثبتناه من "المصنف" وغيره، ومما سلف برقم (7928) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"=(13/461)
8097 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ أَوْ جَرَسٌ " (1)
8098 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَلَدُ الزِّنَا أَشَرُّ الثَّلَاثَةِ " (2)
__________
= (9730) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (7039) ، والطبراني في "الكبير" (4191) و17/ (463) ، والمزي في ترجمة عمرو بن أَبي سفيان من "تهذيب الكمال" 22/45-46.
وأخرجه البخاري (4086) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به. وانظر (7928) .
(1) إسناده صحيح، خلف بن الوليد شيخ المصنف ثقة، مترجم في "الإِكمال" (226) ، ومن فوقه من رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أَبي صالح- فمن رجال مسلم. خالد: هو ابن عبد الله الطحان الواسطي - وأَبو صالح والد سهيل: هو ذكوان السمان.
وأخرجه ابن حبان (4703) من طريق مسدد بن مسرهد، عن خالد بن عبد الله، بهذا الإِسناد. وانظر (7566) .
(2) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (908) من طريق أَبي عمر الحوضي، عن خالد بن عبد الله، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أَبو داود (3963) ، والنسائي في "الكبرى" (4930) ، والطحاوي=(13/462)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (907) و (909) ، والحاكم 2/214 و4/100، والبيهقي 10/57 و59 من طرق عن سهيل بن أَبي صالح، به. وقال سفيان الثوري (وهو من رواة الحديث) عند البيهقي: يعني إذا عمل بعمل والديه!
وأخرجه الحاكم 4/100 من طريق أَبي عوانة، عن عمر بن أَبي سلمة، عن أَبية، عن أَبي هريرة. وعمر بن أَبي سلمة ضعيف يعتبر به.
قلنا: قد روي عن عائشة أنها أنكرت على أبي هريرة تحديثه بهذا، وأخبرت أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما قصد بذلك إنساناً بعينه، فقد أخرج الطحاوي في "مشكل الآثار" (910) ، والحاكم 2/215، وعنه البيهقي 10/58 من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة قال: بلغ عائشة أن أبا هريرة يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولد الزنى شر
الثلاثة" فقالت: يرحم الله أبا هريرة، أساء سمعاً، فأساء إجابة - هكذا في الحديث، وأما أهل اللغة فيقولون: إنه أساء سمعاً، فأساء جابةً، بلا ألف - ثم رجعنا إلى حديث الزهري، عن عائشة - لم يكن الحديث على هذا، إنما كان رجلّ يؤذي رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أما إنه مع ما به ولَد زنى" وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هو شر الثلاثة". وصححه الحاكم على شرط مسلم، فوهم، وتعقبه الذهبي بقوله: كذا قال: وسلمة لم يحتح به مسلم، وقد وُثِّق وضعفه ابن راهويه. قلنا: ممن وثقه يحيى بن معين وقال: سمعت جريراً يقول: ليس من لدن بغداد إلى أن تبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق من سلمة بن الفضل.
ومما يؤيد رواية ابن إسحاق هذه أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قيل لها: هو شر الثلاثة (يعني ولد الزنى) ، عابت ذلك وقالت: ما عليه من وزر أبويه، قال الله: (ولا تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أُخرى) . أخرجه عنها عبد الرزاق (13860) و (13861) ، والحاكم 4/100، والبيهقي 10/58، وسنده صحيح.
وأما ما روي عنها مرفوعاً في "المسند" 6/109، وفي "سنن البيهقي"=(13/463)
8099 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ يَعْنِي ابْنَ عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ السُّحَيْمِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ، مِنْ بَيْعِهِمَا مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، أَوْ يَكُونُ بَيْعُهُمَا فِي خِيَارٍ " (1)
__________
= 10/58 من أنه شرُّ الثلاثة إذا عمل بعمل أَبويه، فإسناده ضعيف.
وروي مثله عن ابن عباس عند الطبراني (10674) ، والبيهقي 10/58، وسنده ضعيف أيضاً.
وانظر ما سلف في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6892) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة.
وأخرجه ابن أَبي شيبة 7/125، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/13، وفي "شرح مشكل الآثار" (5265) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2568) عن أَيوب بن عتبة، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (912) من طريق سعيد بن سليمان، عن أَيوب بن عتبة، به - دون آخره.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/310-311 من طريق إسماعيل بن يعلى أَبي أمية الثقفي، عن أَبي الزناد، عن الأعرج، عن أَبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف جداً، إسماعيل بن يعلى متروك.
وأخرجه ابن عدي أيضاً 3/905 من طريق خالد بن مخلد القطواني، عن مالك، عن أَبي الزناد، به - دون آخره. وهذا لا يصح، وهم فيه خالد بن مخلد على مالك، قال ابن عدي: لا يعرف هذا الحديث عن مالك، عن أَبي الزناد إلا من رواية خالد عنه، وهذا في "الموطأ" عن مالك عن نافع عن ابن عمر.
قلنا: وهو الصواب، وقد سلف عن ابن عمر من هذا الطريق برقم (393) ، وإسناده صحيح.=(13/464)
8100 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبْتَاعُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَتِهِ، وَلَا تَشْتَرِطُ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَسْتَفْرِغَ صَحْفَتَهَا، فَإِنَّمَا لَهَا مَا كَتَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهَا " (1)
8101 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَجُ يَعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَعَوَاتٌ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أَتْرُكُهَا مَا عِشْتُ حَيًّا، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ اجْعَلْنِي أُعْظِمُ شُكْرَكَ، وَأُكْثِرُ ذِكْرَكَ، وَأَتْبَعُ نَصِيحَتَكَ، وَأَحْفَظُ وَصِيَّتَكَ " (2)
__________
= وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6721) وسنده حسن. وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "أو يكونَ"، قال السندي: بالنصب، أي: إلا أن يكونَ بيعُها في خيار.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/4، وابن حبان (4050) و (4070) من طريق الأوزاعي، عن أَبي كثير السحيمي، بهذا الإِسناد. اقتصر الطحاوي على الشطر الأول، وابن حبان في الموضع الثاني على الشطر الثاني منه.
وانظر ما سلف برقم (7248) .
(2) إسناده ضعيف لضعف الفرج بن فضالة. وأَبو سعيد المدني اختُّلف في تعيينه، فهو هنا وعند الدولابي في "الكنى" هكذا، وذكر الحافظ ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن" أنه مولى عبد الله بن عامر بن كريز، وهو عند الطيالسي:=(13/465)
8102 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِأَيِّ شَيْءٍ سُمِّيَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: " لِأَنَّ فِيهَا طُبِعَتْ طِينَةُ أَبِيكَ آدَمَ، وَفِيهَا الصَّعْقَةُ، وَالْبَعْثَةُ، وَفِيهَا الْبَطْشَةُ، وَفِي آخِرِ ثَلَاثِ سَاعَاتٍ مِنْهَا سَاعَةٌ مَنْ دَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا اسْتُجِيبَ لَهُ " (1)
8103 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُسْلِمُ أَخُو
__________
= أَبو سعد الشامي، وعند الترمذي: أَبو سعيد الحمصي، وعند ابن أَبي عاصم: أَبو سعيد لم ينسبه، وسيأتي عند المصنف (10179) : أَبو سعد الحمصي، وذكر الحافظ المزي هذا الحديث في ترجمة أَبي سعد -ويقال: أَبو سعيد- الحميري الشامي الحمصي، قلنا: أَبو سعيد هذا إن كان هو مولى ابن عامر فهو حسن الحديث، وإن كان هو الآخر فقد جهله الحافظان الذهبي وابن حجر.
وأخرجه الطيالسي (2553) ، وأخرجه الترمذي في الدعوات كما في "تحفة الأشراف" 10/454 من طريق وكيع، وابن أَبي عاصم في "الدعاء" كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 278، والدولابى معلقاً في "الكنى" 2/80-81 من طريق بقية بن الوليد، ثلاثتهم (الطيالسي ووكيع وبقية) عن الفرج بن فضالة، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: غريب.
(1) إسناده ضعيف لضعف الفرج بن فضالة، وعلي بن أَبي طلحة ليس بذاك، ولم يدرك أبا هريرة، فهو منقطع.
وفي ساعة الجمعة انظر ما سلف برقم (7151) .(13/466)
الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ، وَحَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ " (1)
8104 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى - الْمَعْنَى، وَاللَّفْظُ لَفْظُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ -، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَلَاءَ، فَأَتَيْتُهُ بِتَوْرٍ فِيهِ مَاءٌ فَاسْتَنْجَى، ثُمَّ مَسَحَ بِيَدِهِ (2) فِي الْأَرْضِ ثُمَّ غَسَلَهَا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِتَوْرٍ آخَرَ، فَتَوَضَّأَ بِهِ " (3) .
__________
(1) إسناده جيد، وسلف بأطول مما هنا برقم (7727) عن عبد الرزاق، عن داود بن قيس، به. سفيان: هو الثوري، وأبو سعيد: هو مولى عبد الله بن عامر بن كريز.
(2) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ق) ، وفي (م) وبقية النسخ: بيديه.
(3) إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ.
وأخرجه ابن راهويه (164) عن يحيى بن آدم وحده، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أَبو داود (45) ، وابن ماجه (358) و (473) ، والنسائي 1/45، وابن حبان (1405) ، والبيهقي 1/106-107، والبغوي (196) من طرق عن شريك، به - بعضهم يرويه مختصراً، ووقع في المطبوع من "سنن أَبي داود" زيادة المغيرة بين إبراهيم بن جرير وبين أَبي زرعة، وهو خطأ، انظر "تحفة الأشراف" 10/437، و"بذل المجهود" 1/109-110.
وسيأتي برقم (8105) و (9861) من طريق شريك. وسيأتي برقم (8695) من طريق أبان بن عبد الله البجلي، عن مولى لأبي هريرة، عن أَبي هريرة.=(13/467)
8105 - قَالَ أَسْوَدُ يَعْنِي شَاذَانَ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ: إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فِي تَوْرٍ أَوْ فِي رَكْوَةٍ، وَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ (1)
8106 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ، وَنَهَانِي عَنْ ثَلَاثٍ: " أَمَرَنِي بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى كُلَّ يَوْمٍ، وَالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَنَهَانِي عَنْ نَقْرَةٍ كَنَقْرَةِ الدِّيكِ، وَإِقْعَاءٍ كَإِقْعَاءِ الْكَلْبِ، وَالْتِفَاتٍ كَالْتِفَاتِ الثَّعْلَبِ " (2)
8107 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ " (3)
__________
= وفي الاستنجاء بالماء أحاديث، انظر "صحيح البخاري" (150) ، و"شرح مشكل الآثار" (4740) ، والتعليق عليه، و"سنن البيهقي" 1/105 و106.
التَّور: إناء من نحاس.
(1) إسناده ضعيف كسابقه. أسود: هو ابن عامر، وشاذان لقبه وأخرجه أبو داود (45) من طريق أسود بن عامر، عن شريك النخعي، به.
وأخرجه البيهقي 2/120 من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، به.
وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث.
(2) إسناده ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، ويزيد بن أبي زياد -وهو القرشي الهاشمي مولاهم- وانظر (7595) .
(3) إسناده ضعيف جداً، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ،=(13/468)
8108 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ حَتَّى تُفْضِيَ إِلَى جِلْدِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ " (1)
__________
= وابنُ موهب -وهو يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب- متروك. وسيأتي من هذا الطريق برقم (9234) .
وأخرجه أَبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (257) ، وأَبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/78، والبيهقي في "الشعب" (6202) و (6203) من طريق عيسى بن خالد البجلي، عن ورقاء بن عمر، عن الأعمش، عن أَبي صالح، عن أبي هريرة. عيسى بن خالد لم نتبينه، ومن فوقه ثقات.
وفي الباب ما يغني عنه، أنظر حديث عبد الله بن عمرو الذي سلف برقم (6708) .
(1) حديث صحيح، شريك -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه مسلم (971) ، والطحاوي 1/516، والبيهقي 4/79 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومسلم (971) ، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 5/135 من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو داود (3228) من طريق خالد الطحان، وابن حبان (3166) من طريق حماد بن
سلمة، وابن ماجه (1566) من طريق عبد العزيز بن أَبي حازم، والبغوي (1519) ، والطبراني في "الأوسط" (710) من طريق روح بن القاسم، والبيهقي 4/79 من طريق علي بن عاصم، سبعتهم عن سهيل بن أَبي صالح، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9048) و (9732) و (10832) .
وأخرجه بنحوه ابن عدي في "الكامل" 3/1228، وأَبو نعيم في "الحلية"=(13/469)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 7/207، والخطيب في "تاريخه" 11/252 من طريق الجارود بن يزيد -وعند ابن عدي: أو غيره - عن شعبة، عن سعيد المقبري، عن أَبي هريرة. والجارود بن يزيد رمي بالكذب.
وأخرجه الطيالسي (2544) ، والطحاوي 1/517 من طريق محمد بن أَبي حميد، عن محمد بن كعب، عن أَبي هريرة. وقَيَّد فيه الجلوس بما إذا كان للغائط أو البول. ومحمد بن أبي حميد ضعيف.
وأخرجه عبد الرزاق (6511) من طريق زيد بن أسلم، وابن أَبي شيبة 3/339 من طريق أَبي يحيى الأسلمي، كلاهما عن أَبي هريرة موقوفاً. وإسناد عبد الرزاق فيه انقطاع، زيد بن أسلم لم يسمع من أَبي هريرة.
وأخرج مسدد في "مسنده الكبير" -كما في "الفتح" 3/224، و"تغليق التعليق" 2/493- قال: حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا عثمان بن حكيم، حدثنا عبد الله بن سرجس وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أنهما سمعا أبا هريرة يقول: لأن أجلس على جمرة فتحرق ما دون لحمي حتى تفضي إليَّ، أحب إليَّ من أن أجلس على قبر. قال عثمان: فرأيت خارجة بن زيد في المقابر، فذكرتُ له ذلك، فأخذ بيدي، فأجلسني على قبر، وأخبرني عن عمه يزيد بن ثابت قال: إنما كُرِه ذلك لمن أحدث عليه. وصحح الحافظ إسناده.
وروي مثل قول يزيد بن ثابت عن أخيه زيد بن ثابت، أخرجه عنه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/517 من طريق عمر بن علي المُقَدَّمي، عن عثمان بن حكيم، عن أَبي أمامة، أن زيد بن ثابت قال: هلمَّ يا ابن أخي أخبرك، إنما نهى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الجلوس على القبور لحدث غائط أو بولٍ. قال الحافظ: ورجال إسناده ثقات.
وإليه ذهب الإِمامان مالك وأَبو حنيفة، وذهب الجمهور إلى القول بكراهة الجلوس على القبر مطلقاً، ويشهد لما ذهبوا إليه حديث أَبي هريرة عند المصنف وغيره، وحديث جابر عند مسلم (970) ، وأحمد 3/339، وحديث أَبي مرثد=(13/470)
8109 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَسَمَّى بِاسْمِي، فَلَا يَتَكَنَّى بِكُنْيَتِي، وَمَنِ اكْتَنَى بِكُنْيَتِي، فَلَا يَتَسَمَّى (1) بِاسْمِي " (2)
8110 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} [النساء: 154] قَالَ: " دَخَلُوا زَحْفًا " {وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: 58]
__________
= الغنوي عند مسلم (972) ، وأحمد 4/135، وحديث عمرو بن حزم عند أحمد (سقط من المطبوع وهو في "أطراف المسند" 5/131) ، وحديث عقبة بن عامر عند ابن أَبي شيبة 3/338، وابن ماجه (1567) . وانظر "فتح الباري" 3/224.
(1) في (ظ 3) : يتكنَّ، يتسَمَّ، بحذف الألف فيهما.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيىء الحفظ. أَبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير.
وأخرجه ابن راهويه (181) عن يحيى بن آدم، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9863) و (9864) .
ويشهد له بهذا اللفظ حديث جابر عند أحمد 3/313، وابن حبان (5816) ، والبيهقي 3/309، وفيه عنعنة أَبي الزبير عن جابر.
ورواه شعبة عن عبد الله بن يزيد النخعي - كذا سماه شعبة، والصواب: سلم ابن عبد الرحمن النخعي - عن أَبي زرعة، عن أَبي هريرة فقال: "تسَّموا باسمي، ولا تكنَّوا بكنيتي" سيأتي عند المصنف برقم (9894) و (9933) .
وانظر ما سلف برقم (7377) .(13/471)
قَالَ: " بَدَّلُوا فَقَالُوا: حِنْطَةٌ فِي شَعَرَةٍ " (1)
8111 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن المبارك: هو عبد الله.
وأخرجه البخاري (4479) ، والخطيب في "تاريخه" 2/266 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في "الكبرى" (10990) عن محمد بن عبيد بن محمد، والطبري في "تفسيره" 1/303 عن محمد بن عبد الله المحاربي، ثلاثتهم عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد. ورواية النسائي والطبري مختصرة.
وروي عن عبد الرحمن بن مهدي مرةً أخرى موقوفاً أخرجه من طريقه النسائي في "الكبرى" (10989) .
وسيأتي من طريق عبد الرزاق، عن معمر برقم (8230) .
وأخرجه بنحوه الطبري 1/303 من طريق صالح مولى التوأمة، عن أَبي هريرة مرفوعاً.
وفي الباب عن ابن مسعود موقوفاً عند الطبري 1/303، وابن أَبي حاتم في تفسير سورة البقرة برقم (593) .
وعن ابن عباس عند الطبري أيضاً 1/303 و304، وابن أَبي حاتم (594) .
قوله. "حنطة في شعرة"، قال السندي: هو كلام مهمل، وغرضهم به مخالفة ما أُمرِوا به من كلام مستلزم للاستغفار وطلب حَطِّ العقوبة. وانظر "طرح التثريب" 8/166-167.
(2) كذا في (ظ 3) و (ظ 1) و (ق) وهوامش النسخ الأخرى، وهي كذلك في "جامع المسانيد" لابن كثير، وفي (م) و (عس) و (ص) : اللينة.(13/472)
صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا (1) إِلَى الصَّلَاةِ - أَوْ قَالَ: إِلَى الْمَسْجِدِ - صَدَقَةٌ " (2)
8112 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ سَمَّى الْحَرْبَ خَدْعَةً " (3)
__________
(1) في (ظ 3) و (عس) : مشيتها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "زهد" ابن المبارك برقم (403) ، ومن طريقه أخرجه ابن أَبي عاصم في "الزهد" (37) ، وابن خزيمة (1494) ، وابن حبان (472) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (93) ، والبيهقي 3/229.
وسيأتي برقم (8183) عن عبد الرزاق، و (8869) من طريق ابن المبارك، كلاهما عن معمر، ورواية عبد الرزاق مطولة، وبنحوها سيأتي برقم (8608) من طريق أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة، عنه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (3029) عن أَبي بكر بُور بن أَصْرَمَ، ومسلم (1740) عن محمد بن عبد الرحمن بن سَهْم، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/75 من طريق خداش بن الدحداح، عن ابن لهيعة، عن أَبي يونس، عن أَبي هريرة. وخداش وابن لهيعة ضعيفان.
وسيأتي برقم (8153) من طريق عبد الرزاق، عن معمر.
وفي الباب عن علي بن أَبي طالب سلف في "المسند" برقم (696) ، وذكرنا شواهده هناك.
وسلف الكلام على ضبط "خدعة" وبيان معناها في مسند علي أيضاً برقم (616) .(13/473)
8113 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَضِرِ قَالَ: " إِنَّمَا سُمِّيَ خَضِرًا: أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ، فَإِذَا هِيَ تَحْتَهُ هِيَ تَحْتَهُ تَهْتَزُّ خَضْرَاءَ " (1)
8114 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سَمْعَانَ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ أَبَا قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَجِيءُ الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، هُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن المبارك: هو عبد الله.
وأخرجه الطيالسي (2548) ، وأخرجه البخاري (3402) عن محمد بن سعيد الأصبهاني، كلاهما (الطيالسي ومحمد) عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد.
وسيأتي من طريق عبد الرزاق، عن معمر برقم (8228) .
وفي الباب عن ابن عباس موقوفاً ومرفوعاً عند الطبراني في "الكبير" (12914) ، وإسناده ضعيف.
قوله: "على فروة"، قال السندي: هي أرض يابسة، وقيل: هَشيم يابس من النبات. تهتز: تَتَحرك. خضراء: حال أو تمييز.
(2) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن سمعان، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإِمام" وأصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو=(13/474)
8115 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فَرَضَ (1) عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللهُ لَهُ فَهُمْ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، فَالْيَهُودُ (2) غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ " (3)
8116 - وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنَى بُيُوتًا، فَأَحْسَنَهَا وَأَكْمَلَهَا وَأَجْمَلَهَا إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ، وَيُعْجِبُهُمُ الْبُنْيَانُ، فَيَقُولُونَ: أَلَا وَضَعْتَ هَاهُنَا لَبِنَةً، فَيَتِمُّ بُنْيَانُكَ (4) "، فَقَالَ مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَكُنْتُ أَنَا اللَّبِنَةَ " (5)
8117 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ
__________
= ثقة. وانظر (7910) .
(1) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: فرض الله عليهم.
(2) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: اليهود.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7707) .
(4) في (ظ 3) : بنيانه.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2286) (21) ، والبغوي (3619) . وانظر ماسلف برقم (7322) .(13/475)
نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهَا، جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي يَقَعْنَ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، وَجَعَلَ يَحْجِزُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ، فَيتَقَحَّمْنَ (1) فِيهَا " قَالَ: " فَذَلِكُمْ (2) مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ، أَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ: هَلُمَّ عَنِ النَّارِ (3) ، هَلُمَّ عَنِ النَّارِ، فَتَغْلِبُونِي، تَقَحَّمُونَ (4) فِيهَا " (5)
8118 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ (6) اللهِ إِخْوَانًا " (7)
__________
(1) في (ظ 3) و (عس) : يتقحمن، وفي (م) وبعض النسخ: فتتقحم، والمثبت من "صحيفة همام" (4) ، ومسلم، ومن نسخة أشير إليها على هوامش بعض النسخ الخطية.
(2) وفي (ظ 3) و (عس) : فذلك.
(3) زاد في (ل) و (ظ 1) و (ق) و (ص) مرة ثالثة: هلم عن النار، وفي (م) و (س) : هلم، فقط.
(4) في (م) وبعض النسخ: تقتحمون.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2284) (18) ، وأَبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، والبغوي (98) . وانظر ما سلف برقم (7321) .
(6) في (م) : عبيد.
(7) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20228) مقتصراً على قوله: "إيَّاكم والظن، فإن الظن أكذبُ الحديث".
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه بتمامه البخاري في "الأدب المفرد" (410) ، والبيهقي في "الشعب" (11152) .=(13/476)
8119 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ وَهُوَ يَسْأَلُ رَبَّهُ شَيْئًا، إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ " (1)
8120 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَلَائِكَةُ (2) يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ: مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ " وَقَالَ: " يَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ -: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَقَالُوا: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ " (3)
8121 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ " (4)
__________
= وأخرجه البخاري في صحيحه (6064) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7858) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5571) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (852) (15) ، والطبراني في "الدعاء" (169) ، والبغوي (1049) . وانظر ما سلف برقم (7151) .
(2) في (ظ 3) : والملائكة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (632) ، وأَبو عوانة 1/378، وابن حبان (1736) ، والبيهقي 1/464-465، والبغوي إثر الحديث (380) . وانظر ما سلف برقم (7491) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2211) ، ومن طريقه أخرجه مسلم ص 460=(13/477)
8122 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ: آمِينَ، وَالْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ، فَيُوَافِقُ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (1)
8123 - وَقَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَدَنَةً مُقَلَّدَةً، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْلَكَ ارْكَبْهَا " قَالَ: بَدَنَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " وَيْلَكَ ارْكَبْهَا " (2)
8124 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا " (3)
__________
= (276) ، والترمذي (330) ، وأَبو عوانة 1/267-268، والبيهقي 2/185-186، والبغوي (482) . زاد عبد الرزاق والترمذي في أوله: "لا يزالُ أحدُكم في صلاةٍ ما دام ينتظرها" وستأتي هذه الزيادة مفردةً برقم (8246) من هذا الطريق.
وانظر (7892) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2645) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (410) (75) ، والبيهقي 2/55. وانظر ما سلف برقم (7187) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1322) (372) ، وابن حبان (4014) ، والبيهقي 5/236، والبغوي (1955) . وانظر ما سلف برقم (4350) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البغوي (4170) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (6637) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به.=(13/478)
8125 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ " (1)
8126 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَارُكُمْ هَذِهِ، مَا يُوقِدُ بَنُو آدَمَ، جُزْءٌ وَاحِدٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ " قَالُوا: وَاللهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ (2) وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا " (3)
8127 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا قَضَى اللهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ كِتَابًا (4) ، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي " (5)
__________
= وانظر ما سلف برقم (7499) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (2559) ، والبغوي (2573) . وانظر ماسلف برقم (7323) .
(2) في (م) وبعض النسخ؛ بتسع.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20897) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2843) ، وأَبو عوانة في صفة النار كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، والبيهقي في "البعث" (498) .
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (127) ، وفي "الزهد" له (308 - زوائد نعيم) ، ومن طريقه الترمذي (2589) عن معمر، به. وانظر ما سلف برقم (7327) .
(4) في (ظ 3) و (عس) وهامش (س) : كتب في كتابه.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(13/479)
8128 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا، فَلَا يَجْهَلْ، وَلَا يَرْفُثْ، فَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ " (1)
8129 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ (2) فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَذَرُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ جَرَّايَ، فَالصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ " (3)
8130 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَزَلَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِجَهَازِهِ، فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا، وَأَمَرَ بِهَا (4) ، فَأُحْرِقَتْ فِي النَّارِ ". قَالَ: " فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: فَهَلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً " (5)
__________
= وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/205، ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (4177) ، وفي "تفسيره" 2/87. وانظر ما سلف برقم (7500) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (3427) ، والبغوي إثر الحديث (1712) ، واقتصر ابن حبان في روايته على قوله: "الصيام جُنَّة". وانظر ما سلف برقم (7340) .
(2) في (ظ 3) و (عس) و (ل) و (ص) وهامشي (ظ 1) و (س) : إن خلوف.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (7892) ، ومن طريقه أخرجه البغوي (1712) . وانظر ما سلف برقم (7174) .
(4) في (م) والنسخ المتأخرة: وأمر بالنار.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.(13/480)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8412) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2241) (150) ، وأَبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 264، والبيهقي 5/214، والبغوي (3268) .
وأخرجه النسائي 7/211، وابن حبان إثر الحديث (5647) من طريق أشعث بن عبد الملك، عن محمد بن سيرين، عن أَبي هريرة. وزاد في آخره: "فإنهن يُسبِّحن".
وأخرجه النسائي 7/211 من طريق قتادة، عن الحسن البصري، عن أَبي هريرة موقوفاً. والحسن البصري لم يسمع من أَبي هريرة.
وروي من قول الحسن البصري، أخرجه النسائي 7/211، وابن حبان (5647) من طريق النضر بن شميل، عن أشعث بن عبد الملك، عنه.
وسيأتي من طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أَبي هريرة برقم (9229) ، ومن طريق عبد الرحمن الأعرج، عن أَبي هريرة برقم (9801) .
والجهاز، بفتح الجيم، وقيل: بكسرها: هو المتاع.
قال الإِمام النووي في "شرح مسلم" 14/339: قال العلماء: وهذا الحديث محمول على أن شرع ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان فيه جواز قتل النمل، وجواز الإِحراق بالنار، ولم يعتب عليه في أصل القتل والإِحراق، بل في الزيادة على نملة واحدة، وقوله: "فهلا نملة واحدة" أي: فهلا عاقبت نملة واحدة، هي التي قرصتك؟ لأنها الجانية، وأما غيرها فليس لها جناية، وأما في شرعنا فلا يجوز
الإِحراق بالنار للحيوان. أ. هـ.
قلنا: أما عدم جواز قتل النمل التي لا ضرر منها، فلحديث ابن عباس الذي سلف في "المسند" بإسناد صحيح برقم (3066) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن قتل أربع من الدواب: النملةِ، والنحلةِ، والهدهُد، والصُّرَدِ، فإن كانت مؤذية، فدفع عاديتها بالقتل جائز.=(13/481)
8131 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ فِي يَدِهِ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ، وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتَّبِعُونِي، وَلَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَقْعُدُوا بَعْدِي " (1)
8132 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ تُسْتَجَابُ لَهُ، فَأُرِيدُ (2) إِنْ شَاءَ اللهُ أَنْ أُؤَخِّرَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (3)
8133 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّ اللهُ
__________
= وأما عدم جواز تحريق الحيوان بالنار؛ فلحديث أَبي هريرة الذي سلف في "المسند" بإسناد صحيح برقم (8068) عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "وإن النار لا يُعذِّب بها إلا اللهُ عز وجل"، ولحديث ابن عباس السالف أيضاً بإسناد صحيح برقم (1871) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا تعذبوا بعذاب الله". وانظر "شرح السنة" 12/198، وشرح مسلم 14/339.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9529) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1876) (106) ، وابن منده (240) ، وأَبو عوانة 5/30، والبيهقي في "السنن" 9/24، وفي "شعب الإِيمان" (4237) . وانظر ما سلف برقم (7157) .
(2) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: وأريد.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20864) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/628، وابن منده في "الإِيمان" (907) ، والبغوي (1235) . وانظر ماسلف برقم (7714) .(13/482)
لِقَاءَهُ، وَمَنْ لَمْ يُحِبَّ لِقَاءَ اللهِ، لَمْ يُحِبَّ اللهُ لِقَاءَهُ " (1)
8134 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ يَعْصِينِي (2) فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ يُطِعِ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو عوانة في الدعوات وفي التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، وابن حبان (3008) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أَبي داود في "البعث" (1) من طريق بكر بن عبد الله، عن نفيع أَبي رافع الصائغ، عن أَبي هريرة بأتم مما هنا.
وسيأتي من طرق أخرى عن أَبي هريرة برقم (8556) و (9410) و (9453) و (9822) .
وفي الباب عن أنس ورجل من الصحابة لم يسم وعبادة بن الصامت وعائشة، ستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/107 و4/259 - 260 و5/316 و6/44.
وعن أَبي موسى الأشعري عند البخاري (6508) ، ومسلم (2686) (18) .
وعن عبد الله بن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (8882) .
وعن معاوية بن أَبي سفيان عند الطبراني في "الكبير" أيضاً 19/ (919) .
والمراد من قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أحب لقاء الله ... " الحديث: ما رواه البخاري (6507) ، ومسلم (2684) (15) عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقلت يا نبيَّ الله، أكراهية الموت؟ فكلُّنا نكره الموت، فقال: "ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بُشِّرَ برحمة الله ورِضوانه وجنته، أحبَّ لقاءَ الله، فأحبَّ الله لقاءَه، وإن الكافر إذا بُشِّرَ بعذاب الله وسخطِهِ، كره لقاءَ الله، وكرِهَ الله لقاءَه". وسيأتي
نحوه عنها في "المسند" 6/218، وموقوفاً عليها في مسند أَبي هريرة برقم (8556) .
(2) في (س) : يَعْصِني، بحذف الياء على الجادة، وما هنا له وجه.(13/483)
وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي " (1)
8135 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ (2) ، حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَتَقَبَّلُ (3) مِنْهُ صَدَقَتَهُ " (4)
قَالَ: " وَيُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَيَقْتَرِبَ الزَّمَانُ (5) ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ " قَالُوا: الْهَرْجُ، أَيُّمَا (6) هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ، الْقَتْلُ " (7)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1835) (33) ، وأَبو عوانة 4/445، والبغوي (2451) . وانظر ما سلف برقم (7334) .
(2) في (م) وبعض النسخ: ويفيض.
(3) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: يقبل.
(4) في (ظ 3) وهامش (عس) : صدقة ماله.
(5) في (ظ 3) و (عس) : الزمن.
(6) في (ظ 3) و (عس) وبعض النسخ المتأخرة: أيُّمَ: بدون ألف.
(7) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم ص 2058 (12) ، وأَبو عوانة في العلم كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، والبغوي (4244) . واقتصر مسلم على الشطر الثاني منه.
وللشطر الأول انظر ما سيأتي برقم (9395) و (9897) و (10792) و (10862) ، وللشطر الثاني ما سلف برقم (7186) .
وقوله: "حتى يُهِمَّ ربَ المالِ مَنْ يقبل صدقَتَهُ" ضبطه الحافظ في "الفتح" 3/282 بفتح أوله وضم الهاء؛ من هَمَّهُ الشيء، إذا أحزنه، وبضم الياء وكسر=(13/484)
8136 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ وَدَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ " (1)
8137 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْبَعِثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيب (2) مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ
__________
= الهاء، من أهمه الأمر، أي: أقلقه، وجعل "ربَّ" على الحالين منصوباً على المفعولية، و"مَن" فاعِلَه، وفرَّق بينهما الإِمام النووي في "شرح مسلم" 7/97، فقال: ضبطوه بوجهين: أجودهما وأشهرهما: "يُهِمَّ" بضم الياء وكسر الهاء، ويكون "ربَّ المالِ" منصوباً مفعولاً، والفاعل "من"، وتقديره: يُحزنه ويَهْتم له، والثاني: "يَهُمَّ" بفتح الياء وضم الهاء، ويكون "ربُّ المال" مرفوعاً فاعلاً، وتقديرُه: يَهُمُّ
ربُّ المال من يقبلُ صدقته، أي: يقصِدهُ؛ مِن هَمَّ به: إذا قَصده.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3609) ، ومسلم ص 2214 (17) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، وابن حبان (6734) ، والبيهقي في "السنن" 8/172، وفي "الاعتقاد" ص 375، والبغوي (4244) .
وأخرجه بأخصر مما هنا البخاري (3608) ، والبزار (3268- كشف الأستار) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/418 من طريق الزهري، عن أَبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أَبي هريرة.
وأخرجه البزار (3267) من طريق ضعيف عن الزهري، عن أَبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبية. فجعله من مسند عبد الرحمن بن عوف، وهو خطأ.
وسيأتي الحديث من طريق الأعرج، عن أَبي هريرة برقم (10864) وفي الباب عن أَبي سعيد الخدري، سيأتي في "المسند" 3/95.
(2) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: قَرِيبًا.(13/485)
اللهِ " (1)
8138 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ، آمَنُوا أَجْمَعُونَ، وَذَلِكَ حِينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] " (2)
8139 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ، أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قُضِيَ التَّأْذِينُ أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ، حَتَّى إِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، فَيَقُولَ لَهُ: اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ يُذْكَرُ مِنْ قَبْلُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَيْفَ صَلَّى " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3609) ، ومسلم ص 2240 (84) ، والترمذي (2218) ، وأَبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، والبغوي (4244) . وانظر ما سلف برقم (7228) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (4636) ، ومسلم إثر الحديث (157) ، والبغوي (4244) ، وانظر ما سلف برقم (7161) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (389) (20) ، وابن حبان (1663) ، والبيهقي 1/432، والبغوي بإثر الحديث (412) .=(13/486)
8140 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ يَمِينَ اللهِ مَلْأَى، لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ "
" أَرَأَيْتُمْ مَا أُنْفِقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ "
قَالَ: " وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْقَبْضُ، يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ " (1)
8141 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ يَوْمٌ، لَأَنْ يَرَانِي، ثُمَّ لَأَنْ يَرَانِي، أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ
__________
= وأخرجه مختصراً ابن خزيمة (392) من طريق الوليد بن رباح، عن أَبي هريرة - بلفظ: "إذا سَمِعَ الشيطانُ الأذانَ بالصلاةِ، أدْبَرَ وله ضُراطٌ لا يسمعَهُ".
وللحديث طرق أخرى ستأتي برقم (9170) و (9336) و (9931) و (10543) ، وسلف الشطر الثاني منه من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (7286) .
ويشهد للشطر الأول منه حديث جابر، سيأتي 3/336.
قوله: "ثُوِّبَ" قال السندي: أي: أُقيم، فإنه إعلامٌ بالصلاةِ ثانياً.
قوله: "حتى يخطُر بين المرءِ ونفسه": قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 1/234: بكسر الطاء، كذا ضَبَطناه عن مُتقنيهم، وسمعناه من أكثرهم: "يخطُر" بالضم، والكسرُ هو الوجه عند بعضهم في هذا، يعني: يوسوس، وأما على الرفع: فمن السلوك والمرور، أي: حتى يدنو ويمر بين المرءِ ونفسه، ويحول بينه وبين ذكر ما هو فيه.
و"إن" نافيه بمعنى ما.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (7419) ، ومسلم (993) (37) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/162، وابن حبان (725) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 328، والبغوي (1656) وانظر ما سلف برقم (7298) .(13/487)
أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَمِثْلِهِمْ مَعَهُمْ (1) " (2)
8142 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلَكَ (3) كِسْرَى، ثُمَّ (4) لَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ، وَقَيْصَرُ لَيَهْلِكَنَّ، ثُمَّ (5) لَا يَكُونُ قَيْصَرُ بَعْدَهُ، وَلَتُقَسِّمُنَّ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (6)
__________
(1) في (م) و (س) : ومثلهم معهم، بزيادة لفظة "ومثلهم".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2364) ، وأَبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، وابن حبان (6765) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/536، والبغوي (3842) .
وسيأتي نحوه من طريق أَبي صالح، عن أَبي هريرة برقم (9399) ، ومن طريق الأعرج، عن أَبي هريرة برقم (9794) .
وفي الباب عن أَبي ذر، سيأتي 5/156.
قوله: "لأن يراني، ثم لأن يراني": كذا وقع في "المسند" على التأكيد، ووقع في "صحيفة همام" المفردة (بتحقيق الدكتور رفعت فوزي) ، ومصادر التخريج الأخرى: "لا يراني، ثم لأن يراني".
ومعنى الحديث على ما في المصادر الأخرى: أنه يأتي على أحدكم يومٌ لا يراني فيه، وذلك بعد وفاتي، ثم لو قُدِّر له أن يراني ولو لحظة أحبُّ إليه من أهله وماله جميعاً.
(3) في (ظ3) و (ل) : إذا هلك، لكن ضبب فوق "إذا" في (ل) .
(4) في (ظ 3) و (عس) وهوامش بعض النسخ: فلا.
(5) في (ظ 3) و (عس) : ولا.
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20815) ، ومن طريقه أخرجه البخاري=(13/488)
8143 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ " (1)
__________
= (3027) ، ومسلم (2918) (76) ، والبغوي (3729) ، وانظر ما سلف برقم (7184) .
قوله: "هلك كسرى ... " قال الحافظ في "الفتح" 6/626: قال القرطبي في الكلام على الرواية التي لفظها: "إذا هلك كسرى، فلا كسرى بعده" وعلى الرواية التي لفظها: "هلك كسرى، ثم لا يكون كسرى بعده": بين اللفظين بَوْن، ويمكن الجمع بأن يكون أَبو هريرة سمع أحد اللفظين قبل أن يموت كسرى،
والآخر بعد ذلك.
قال الحافظ: ويحتملُ أن يكون المرادُ بقوله "هلك كسرى" تحقق وقوع ذلك، حتى عبر عنه بلفظ الماضي وإن كان لم يقع بعد للمبالغة في ذلك، كما قال تعالى (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) ، وهذا الجمع أولى؛ لأن مخرج الروايتين متحد، فحمله على التعدد على خلاف الأصل، فلا يُصارُ إليه مع إمكان هذا الجمع.
(1) إسناده صحيح على شرح الشيخين.
وهو في "المصنف" (20874) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (4370) .
وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد - زيادات نعيم بن حماد" (273) ، ومن طريق عبد الله بن المبارك أخرجه البخاري (7498) عن معمر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الحميدي (1133) ، والبخاري (3244) ، (4779) ، ومسلم (2824) (2) و (3) ، والترمذي (3197) ، وأَبو يعلى (6276) ، وابن حبان (369) من طريق أَبي الزناد، عن الأعرج، عن أَبي هريرة.=(13/489)
8144 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ (1) الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ، فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ (2) ، فَأْتَمِرُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ " (3)
8145 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ، صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَأَحَدُكُمْ جُنُبٌ، فَلَا يَصُمْ يَوْمَئِذٍ " (4)
8146 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مِائَةٌ
__________
= وسيأتي الحديث من طرق عن أَبي هريرة برقم (9649) و (8827) و (10017) و (10577) .
وفي الباب عن سهل بن سعد الساعدي سيأتي 5/334.
وعن أَبي سعيد الخدري عند أَبي نعيم في "الحلية" 2/262.
(1) كذا في (ظ3) و (عس) وهوامش بعض النسخ، وفي (م) وبقية النسخ: أُهلك.
(2) في (ظ 3) و (عس) : بالأمر.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20374) ، ومن طريقه أخرجه مسلم ص 1831 (131) وابن حبان (20) و (21) و (2105) ، والبغوي (98) و (99) . وانظر ما سلف برقم (7367) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (3485) . وانظر ما سلف برقم (7388) .(13/490)
إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ " (1)
8147 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخُلُقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ مِمَّنْ (2) فُضِّلَ عَلَيْهِ " (3)
8148 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طُهْرُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِيهِ، أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ " (4)
8149 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ فِتْيَانِي أَنْ يَسْتَعِدُّوا لِي بِحُزَمٍ، مِنْ حَطَبٍ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي لِلنَّاسِ، ثُمَّ نُحَرِّقَ بُيُوتًا عَلَى مَنْ فِيهَا " (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7623) .
(2) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: فيمن.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2963) ، وابن حبان (712) ، والبيهقي في "الشعب" (10284) ، والبغوي (4099) وانظر ما سلف برقم (7319) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (329) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (279) (92) ، وأَبو عوانة 1/208، وابن حبان (1295) ، والبيهقي 1/240. وانظر ما سلف برقم (7346) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1984) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (652) (253) ، وأَبو عوانة 2/5، والبيهقي 3/55. وانظر ما سلف برقم (7328) .(13/491)
8150 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ " (1)
8151 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِ أَحَدِكُمْ، أَوْ شِرَاكُهُ، فَلَا يَمْشِ فِي إِحْدَاهُمَا بِنَعْلٍ وَالْأُخْرَى حَافِيَةٌ، لِيُحْفِهِمَا جَمِيعًا، أَوْ لِيَنْعَلْهُمَا جَمِيعًا " (2)
8152 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " (3) لَا يَأْتِي ابْنَ آدَمَ النَّذْرُ بِشَيْءٍ لَمْ أَكُنْ قَدَّرْتُهُ لَهُ، وَلَكِنَّهُ يَلْقِيهِ النَّذْرُ بِمَا قد قَدَّرْتُهُ (4) لَهُ، يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ، يُؤْتِينِي عَلَيْهِ مَا لَمْ يَكُنْ آتَانِي عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ " (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (523) (8) وانظو ما سلف برقم (7403) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (3158) وانظو ما سلف برقم (7349) .
وقوله: "أو شراكه": الشراكُ: هو أحد سيور النعل التي تكون على وجهها.
"النهاية" 2/467-468.
(3) في (م) و (ظ 1) هنا زيادة: قَالَ اللهُ، وليست في شيء من الأصول الأخرى التي بين أيدينا، والحديث مع ذلك قدسي.
(4) كذا في (ل) ، وفي (ظ 3) و (عس) : قد قدرته، وفي (م) وبقية النسخ: بما قدرته.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن الجارود (932) .
وأخرجه البخاري (6609) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
وانظر ما سلف برقم (7208) .=(13/492)
8153 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِي أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ، وَسَمَّى الْحَرْبَ خَدْعَةً " (1)
8154 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى: سَرَقْتَ؟ قَالَ: كَلَّا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ (2) ، قَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللهِ، وَكَذَّبْتُ عَيْنِي " (3)
__________
= وقوله: "ولكنه يلقيه النذر بما قَدَّرتُه له": أي: يلقي النذرُ ابن آدم إلى ما حصل له بسبب ما قدره الله عز وجل، لا بسبب النذر وفعلِهِ دون تقدير الله وإرادته كما كان اعتقاد أهل الجاهلية، ويوضح هذا المعنى رواية الأعرج عن أَبي هريرة عند البخاري (6694) ، ففيها: "ولكن يلقيه النذر إلى القَدَر قد قُدِّر له".
ونسبة الإِلقاء إلى النذر نسبة مجازية، والذي سوَّغ ذلك كون النذر سبباً إلى الإِلقاء، فنُسِب الإِلقاءُ إليه، إذ الذي يلقي في الحقيقة هو القدر وهو الموصل، وفي الظاهر هو النذر. وانظر "فتح الباري" 11/500.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/268.
وأخرج الشطر الأول منه مسلم (993) (37) ، وأَبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 264، والبغوي (1656) من طريق عبد الرزاق، به.
وأخرج الشطر الثاني البيهقي 9/150 من طريق عبد الرزاق، به.
وقد سلف الشطر الأول منه برقم (7298) من طريق الأعرج عن أَبي هريرة، والشطر الثاني برقم (8112) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر.
(2) كذا في (م) و (س) : هو، وهو الصواب، وفي بقية النسخ الخطية: إلا الله.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(13/493)
8155 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ مَا أُوتِيكُمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَا أَمْنَعُكُمُوهُ، إِنْ أَنَا إِلَّا خَازِنٌ أَضَعُ حَيْثُ أُمِرْتُ " (1)
8156 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا جُعِلَ (2) الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ،
__________
= ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3444) ، ومسلم (2368) (149) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، وابن حبان (4336) ، والبغوي (3520) .
وأخرجه إسحاق بن راهويه (485) ، والبخاري تعليقاً بإثر الحديث (3443) ، والنسائي 8/249، والبيهقي 10/157 من طريق عطاء بن يسار، وابن ماجه (2102) من طريق يحيى بن النضر، كلاهما عن أَبي هريرة.
وسيأتي برقم (8973) من طريق الحسن عن أَبي هريرة.
قوله: "فقال: آمنت بالله" قال السندي: أي: فلا أردُّ من توسل به عن مطلوبه تعظيماً وإجلالاً له، فلا بدَّ أن أصدقك وأكذب عيني.
وقوله: "وكذبت عَيْني" قال الحافظ في "الفتح" 6/489: بالتشديد على التثنية (يعني في عيني) ، ولبعضهم بالإِفراد، وفي رواية المستملي: "كذبت" بالتخفيف وفتح الموحدة و"عيني" بالإِفراد في محل رفع. وقال السندي: "كذبت عيني" أي: آمنت بأنه أجل وأعظم من أن يحلف به كاذباً فصدقت الحالف به، وكذبت نفسي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أَبو داود (2949) ، والبغوي (2719) .
وانظر ما سلف برقم (7194) .
قوله: "ما أوتيكم" قال السندي: أي: بهوى نفسي، أي أنه تابع في ذلك لأمر الله، فلا اعتراض عليه.
(2) لفظة "جعل" ليست في (ظ 3) و (عس) .(13/494)
فَلَا تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ، فَإِذَا (1) كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ (2) " (3)
8157 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَقِيمُوا الصَّفَّ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّ إِقَامَةَ الصَّفِّ مِنْ حُسْنِ الصَّلَاةِ " (4)
8158 - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَغْوَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الْأَرْضِ؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي أَعْطَاكَ اللهُ عِلْمَ كُلِّ
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: وإذا.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: أجمعين.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4082) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (722) ، ومسلم (414) ، والبغوي (852) .
وانظر ما سلف برقم (7144) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2424) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (722) ، ومسلم (435) (126) ، وأَبو عوانة 2/39، وابن حبان (2177) ، والبيهقي 3/99، والبغوي بإثر الحديث (852) .
وانظر ما سيأتي برقم (10290) وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/177، وهو متفق عليه.
وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/322.(13/495)
شَيْءٍ، وَاصْطَفَاكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَتِهِ (1) ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَانَ قَدْ كُتِبَ عَلَيَّ (2) أَنْ أَفْعَلَ مِنْ قَبْلِ أَنْ أُخْلَقَ؟ " قَالَ: " فَحَاجَّ آدَمُ مُوسَى " (3)
8159 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا، خَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ أَيُّوبُ يَحْثِي فِي ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ: يَا أَيُّوبُ، أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ (4) عَمَّا تَرَى؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، وَلَكِنْ لَا غِنَى بِي عَنْ بَرَكَتِكَ " (5)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: برسالاته.
(2) لفظة "علي" ليست في (ظ 3) و (عس) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20068) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2652) (15) ، وابن أَبي عاصم في "السنة" (159) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1034) ، والبغوي (69) . ورواية ابن أَبي عاصم مختصره جداً.
وانظر ما سلف برقم (7387) .
قوله: "أغويت الناس" قال السندي: فسَّره ابن العربي في "شرح الترمذي" بأن سجيتك في الإِغواء سَرَتْ إليهم، فإن العِرْق نزاع.
(4) في (م) والنسخ المتأخرة: أغنيك.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (279) و (3391) و (7493) ، وابن حبان (6229) ، والبيهقي في "السنن" 1/198، وفي "الأسماء والصفات" ص 206، والبغوي (2027) .
وأخرجه النسائي 1/200-201 من طريق صفوان بن سليم، عن عطاء بن=(13/496)
8160 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُفِّفَتْ (1) عَلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْقِرَاءَةُ، فَكَانَ (2) يَأْمُرُ بِدَابَّتِهِ تُسْرَجُ، فَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مِنْ (3) قَبْلِ أَنْ تُسْرَجَ دَابَّتُهُ، وَكَانَ لَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ " (4)
__________
= يسار، عن أَبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (7309) .
قوله: "لا غنى بي عن بركتك" قال السندي. أي أنه من حيث كونه من بركاتك مطلوب، لا من حيث كونه مالاً، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ 3) و (عس) : خفف.
(2) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: فتسرج وكان.
(3) لفظة "من" من (ظ 3) و (عس) و (ل) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي 6/127، والبغوي (2027) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
ومن طريقه أخرجه دون الشطر الثاني البخاري في "صحيحه" (3417) و (4713) ، وفي "خلق أفعال العباد" (597) و (598) ، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" ص 67 وابن حبان (6225) .
وأخرج الشطر الثاني منه البخاري (2073) ، وابن حبان (6227) من طريق عبد الرزاق، به
وأخرجه أيضاً الطبراني في "الصغير" (17) ، وفي "الأوسط" (1205) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن معمر، به. وقال: لم يروه عن الأوزاعي إلا الوليد، تفرد به ابن أبي السري.
وعلقه بشطريه البخاري بإثر الحديث (3417) من طريق موسى بن عقبة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أَبي هريرة. ووصله هو في "خلق أفعال العباد" (599) ، والإِسماعيلي في "مستخرجه" كما في "تغليق التعليق"=(13/497)
8161 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُؤْيَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1)
8162 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُسَلِّمِ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ " (2)
__________
= 4/29-30، وأبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (811) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 272.
وفي باب عمل داود بيده، عن المقدام بن معدي كرب عند البخاري في "صحيحه" (2072) ، وسيأتي في "المسند" 4/131.
قال السندي: قوله: "خففت" من التخفيف أي: جعلت قراءة الزبور عليه سهلة، أو كأنها أمر قليل، "القرآن" أي: الزبور.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2263) . وانظر ما سلف برقم (7168) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19445) ، ومن طريقه أخرجه أَبو داود (5198) ، والبغوي (3303) .
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (6231) ، وفي "الأدب المفرد" (995) ، والترمذي (2704) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
وعلقه البخاري في "صحيحه" (6234) ، ووصله في "الأدب المفرد" (1001) ، وأَبو نعيم في "المستخرج" كما في "تغليق التعليق" 5/122، والبيهقي 9/203 من طريق صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أَبي هريرة.
وللحديث طريقان آخران سيأتيان برقم (8312) و (10625) .
وفي الباب عن فضالة بن عبيد سيرد في "المسند" 6/19 و20.
وعن عبد الرحمن بن شبل، سيأتي 3/444.(13/498)
8163 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَزَالُ أُقَاتِلُ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَدْ عَصَمُوا مِنِّي أَمْوَالَهُمْ وَأَنْفُسَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن منده في "الإِيمان" (27) ، والبغوي (31) .
وأخرجه مسلم (21) (33) ، والنسائي 6/4-5 و6 و7 و7/77-78 و79، والطبري 26/103-104، والطحاوي 3/213، وابن حبان (218) ، والطبراني في "الأوسط" (1294) ، وابن منده (23) و (200) ، والبيهقي في "السنن" 8/136 و9/182، وفي "الأسماء والصفات" ص 106 من طريق سعيد بن المسيب، عن أَبي هريرة.
وأخرجه مسلم (21) (34) ، وابن حبان (174) و (220) ، وابن منده (196) و (197) و (198) و (402) و (403) ، والدارقطني 2/89، والبيهقي في "السنن" 8/202 من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أَبي هريرة.
وأخرجه ابن ماجه (71) ، والدارقطني 2/89، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (6) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/159 و3/25 من طريق الحسن البصري، عن أَبي هريرة.
وأخرجه النسائي 6/79 من طريق زياد بن قيس، والطحاوي 3/213 من طريق الأعرج وعجلان، وأَبو نعيم 3/306 من طريق مجاهد، والخطيب في "تاريخه" 12/201 من طريق محمد بن الحنفية، خمستهم عن أَبي هريرة.
وللحديث طرق أخرى عن أَبي هريرة ستأتي برقم (8544) و (8904) و (9475) و (10158) و (10254) و (10518) و (10822) وفي الباب عن أَنس وجابر وأوس بن أَبي أوس ومعاذ بن جبل، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي: 3/199 و295 و4/8 و5/245-246.
قوله: "لا أزال أقاتل الناس"، المراد بالناس المشركون من العرب، دون أهل=(13/499)
8164 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فَمَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَفَلَتُهُمْ وَغِرَّتُهُمْ؟ (1) فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِي (2) أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي. وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا. فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ
__________
= الكتاب، وأما أهل الكتاب عرباً وعجماً والمشركون من غير العرب، فقبول حكم الإِسلام -وهو الجزية- يدفع عنهم القتل. انظر "المغني" لابن قدامة 13/203-209، و"شرح مسلم" للنووي 1/206-207، و"فتح الباري" 1/76-77.
وقوله: "فقد عصموا مني أموالهم وأنفسهم إلا بحقها" أما حق الأموال: فهو الزكوات والغرامات وغيرها، وأما حق الأنفس: فهو القصاص والحدود.
(1) كذا في (عس) و (س) و (ق) و (ظ 1) ، وفي (ظ3) و (ل) : وغويهم، بالمثناة من تحت، ولا ندري ما وجهه، وقد صُوِّب على هامش (ظ3) إلى: "وغَرَثهم".
قال القاضي عياض فيما نقله النووي في "شرح مسلم" 17/181: وغرتهم: روي على ثلاثة أوجه، وهي موجودة في النسخ إحداها: غَرَثُهم، بغين معجمة مفتوحة، وثاء مثلثة، هذه رواية الأكثرين من شيوخنا، ومعناها أهل الحاجة والفاقة والجوع، والغرث: الجوع. والثاني: عَجَزَتُهم، بعش مهملة مفتوحة وجيم وزاي وتاء، جمع عاجز. والثالث: غرتهم، بغين معجمة مكسورة وراء مشددة وتاء مثناة فوق وهكذا هو الأشهر في نسخ بلادنا، أي: البله الغافلون الذين ليس بهم فتك وحذق في
أمور الدنيا، وهو نحو الحديث الآخر: أكثر أهل الجنة البُله.
(2) في (م) و (ظ 3) : رحمة.(13/500)
رِجْلَهُ فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ (1) - أَيْ: حَسْبِي - فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلَا يَظْلِمُ اللهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللهَ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا " (2)
8165 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُوتِرْ " (3)
8166 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ (4) : إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً، فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ حَسَنَةً مَا لَمْ يَفْعَلْ، فَإِذَا عَمِلَهَا، فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِعَشْرِ (5) أَمْثَالِهَا، وَإِذَا تَحَدَّثَ بِأَنْ يَفْعَلَ سَيِّئَةً، فَأَنَا
__________
(1) زاد في (م) والنسخ المتأخرة: قط مرةً ثالثة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20893) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (4850) ، ومسلم (2846) (36) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/212-213، وأَبو عوانة 1/187-188، وابن حبان (7447) ، وابن منده في "الرد على الجهمية" (9) ، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 158، وفي "الأسماء والصفات" ص 349-350، والبغوي (4422) .
وانظر ما سلف برقم (7718) .
سفلتهم: بكسر السين وسكون الفاء، وبفتح السين وكسر الفاء: أسافل الناس وغوغاؤهم.
قال السندي: ويزوى على بناء المفعول، أي: يجمع، والمراد أنها تضيق على أهلها.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما سلف برقم (7221) .
(4) قوله: "قال الله" زيادة من (ظ 3) و (عس) ، وسقط من (م) وبقية النسخ.
(5) في (م) والنسخ المتأخرة. بعشرة.(13/501)
أَغْفِرُهَا مَا لَمْ يَفْعَلْهَا، فَإِذَا عَمِلَهَا، فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِمِثْلِهَا " (1)
8167 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَيْدُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " (2)
8168 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَدْنَى مَقْعَدِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ أَنْ يَقُولَ لَهُ: تَمَنَّ فَيَتَمَنَّى (3) وَيَتَمَنَّى، فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20557) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (129) ، وأَبو عوانة 1/83-84، وابن منده في "الإِيمان" (376) ، والبيهقي في "شعب الإِيمان" (7042) ، والبغوي (4148) .
وانظر ما سيأتي برقم (8217) و (8219) ، وما سلف برقم (7196) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (20885) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (6158) ، والبغوي (4370) .
وأخرجه أَبو يعلى (6316) ، والبيهقي في "البعث" (390) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/17 من طريق الأعرج، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 160، وعبد الله في زياداته على "الزهد" ص 22 من طريق أَبي صالح، وابن حبان (7418) من طريق أَبي يونس سليم بن جبير، ثلاثتهم عن أَبي هريرة.
وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أَبي هريرة برقم (9651) و (10260) و (10270) .
وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/132.
وعن سهل بن سعد، سيأتي 3/433.
القِيدُ -بالكسر- القَدْر.
(3) لفظة "فيتمنى" زدناها من (ظ 3) و (عس) .(13/502)
تَمَنَّيْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ مَا تَمَنَّيْتَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ " (1)
8169 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ يَنْدَفِعُ النَّاسُ فِي شُعْبَةٍ، أَوْ فِي وَادٍ، وَالْأَنْصَارُ فِي شُعْبَةٍ، لَانْدَفَعْتُ مَعَ الْأَنْصَارِ (2) فِي شِعْبِهِمْ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (182) (301) ، وابن منده في "الإِيمان" (808) ، والبغوي (4370) .
وانظر ما سلف برقم (7717) .
(2) قوله: "مع الأنصار" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19907) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (7269) .
وسيأتي من طريق محمد بن زياد برقم (9309) ، وأبي صالح برقم (9434) ، وأبي سلمة برقم (10509) ، ومن طريق الأعرج عن أَبي هريرة في مسند أَبي سعيد الخدري 3/67.
وفي الباب عن أَبي بكر الصديق سلف في "المسند" برقم (18) .
وعن أَبي سعيد وأنس وعبد الله بن زيد وأبي بن كعب وأبي قتاده، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي: 3/57 و156 و4/42 و5/137 و307.
وعن سهل بن سعد عند ابن ماجة (164) .
قال السندي: قوله: "لولا الهجرة" أي: لولا شرفُها وجلالة قدرها عند الله.
"لكنت امرأً من الأنصار" أي: لعددت نفسي واحداً منهم لكمال فضلهم وشرفهم بعد فضل الهجرة وشرفها، والمقصود الإِخبار بما لهم من المزية بعد مزية الهجرة، وأنها مزية يرضى بها مثلُه، وإلا فالانتقال لا يتصوَّر سيما الانتساب بالنسب فإنه=(13/503)
8170 - وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ، لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَوْلَا حَوَّاءُ، لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا الدَّهْرَ " (1)
8171 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ - وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ - فَاسْتَمِعْ مَا يُجِيبُونَكَ (2) ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ " قَالَ: " فَذَهَبَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ. فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللهِ "، قَالَ: " فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلْ يَنْقُصُ الْخَلْقُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ " (3)
__________
= حرام.
"شعبة" أي: الطريق في الجبل، أو ما انفرج بين الجبلين بيد أنه لا يفارقهم ولا يسكن إلا معهم لا كما زعم البعض أنه يسكن في مكة بعد فتحها.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
من طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3399) ، ومسلم (1470) (63) ، وابن حبان (4169) ، والبغوي (2335) . وفيه عندهم -غير البخاري-: "لم يخبث الطعام، ولم يخنز اللحم".
وأخرجه البخاري (3330) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
وانظر ما سلف برقم (8032) .
(2) في (ق) وهامش (س) و (ظ1) : يُحيُّونك.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19435) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (3326) و (6227) ، وفي "الأدب المفرد" (978) ، ومسلم=(13/504)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (2841) (28) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/93-94، وابن حبان (6162) ، وابن منده في "الرد على الجهمية" ص 41-42، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (711) و (712) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 289-290، والبغوي (3298) .
وأخرجه الترمذي (3368) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (218) و (220) ، والطبري في "تاريخه" 1/96 و155، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/160، وابن حبان (6167) ، والحاكم 1/64، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 324-325، من طريق الحارث بن أَبي ذباب، عن سعيد بن أَبي سعيد المقبري، عن أَبي هريرة. ورواية الترمذي وابن حبان والطبري والحاكم والبيهقي مطولة. وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه، وقال النسائي: هذا خطأ، يعني رواية ابن أَبي ذباب. وصوَّب رواية ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أَبية عن عبد الله بن سلام موقوفاً! وساقها بإسناده برقم (219) .
وأخرجه أَبو يعلى (6580) من طريق إسماعيل بن رافع، عن المقبري، عن أَبي هريرة. وروايته مطولة. وإسماعيل بن رافع ضعيف منكر الحديث.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (220) ، والطبري 1/96 و155 من طريق أبي سلمة، وأَبي صالح، والشعْبي، ويزيد بن هرمز، والحاكم 1/64 من طريق الشعبي أربعتهم عن أَبي هريرة. واستنكر النسائي هذه الروايات عن أَبي هريرة!
وانظر ما سلف برقم (7165) و (7323) ، وما سيأتي (8291) .
قال أَبو حاتم وابن حبان في "صحيحه" 14/33: هذا الخبر تعلق به من لم يُحكِم صناعة العلم، وأخذ يشنِّع على أهل الحديث الذين ينتحلون السنن، ويذبُّون عنها، ويقمعون من خالفها بأن قال: ليست تخلو هذه "الهاء" من أن تنسب إلى الله، أو إلى آدم، فإن نسبت إلى الله، كان ذلك كفراً، إذ "ليس
كمثله شيء" [الشورى: 11] ، وإن نسبت إلى آدم، تعرى الخبر عن الفائدة،=(13/505)
8172 - وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ رَبَّكَ " قَالَ: " فَلَطَمَ مُوسَى عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا "، قَالَ: " فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ، وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي " قَالَ: " فَرَدَّ اللهُ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى عَبْدِي، فَقُلْ: الْحَيَاةَ تُرِيدُ؟ فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ، فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا تَوَارَتْ بِيَدِكَ مِنْ شَعْرَةٍ فَإِنَّكَ تَعِيشُ بِهَا سَنَةً. قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ تَمُوتُ. قَالَ: فَالْآنَ مِنْ قَرِيبٍ، قَالَ: رَبِّ أَدْنِنِي مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً
__________
= لأنه لا شك أن كل شيء خلق على صورته، لا على صورة غيره.
ومعنى الخبر عندنا بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خلق الله آدم على صورته": إبانةُ فضل آدم على سائر الخلق، "والهاءُ" راجعة إلى آدم، والفائدة من رجوع "الهاء" إلى آدم دون إضافتها إلى البارىء جل وعلا -جل ربنا وتعالى عن أن يشبَّه بشيء من المخلوقين- أنه جل وعلا جعل سبب الخلق الذي هو المتحرك النامي بذاته اجتماع الذكر والأنثى، ثم زوال الماء عن قرار الذكر إلى رحم
الأنثى، ثم تغير ذلك إلى العلقة بعد مدة، ثم إلى المضغة، ثم إلى الصورة، ثم إلى الوقت الممدود، فيه، ثم الخروج من قراره، ثم الرضاع، ثم الفطام، ثم المراتب الأُخر على حسب ما ذكرنا، إلى حلول المنيَّة به، هذا وصف المتحرك النامي بذاته من خلقه، وخلق الله جل وعلا آدم على صورته التي خلقه عليها وطوله ستون ذراعاً من غير أن تكون تقدمة اجتماع الذكر والأنثى، أو زوال الماء،
أو قراره، أو تغيير الماء علقة أو مضغة، أو تجسيمه بعده، فأبان الله بهذا فضله على سائر من ذكرنا من خلقه بأنه لم يكن نطفة فعلقة، ولا علقة فمضغةً، ولا مضغةً فرضيعاً، ولا رضيعاً ففظيماً، ولا فطيماً فشاباً، كما كانت هذه حالةُ غيره.(13/506)
بِحَجَرٍ " قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ لَوْ أَنِّي عِنْدَهُ، لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَنْبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ " (1)
8173 - وقَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى سَوْأَةِ بَعْضٍ، وَكَانَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ، فَقَالُوا: وَاللهِ مَا يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا، إِلَّا أَنَّهُ آدَرُ " قَالَ: " فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ، فَفَرَّ الْحَجَرُ بِثَوْبِهِ (2) ، قَالَ: " فَجَمَحَ مُوسَى بِأَثَرِهِ (3) يَقُولُ: ثَوْبِي حَجَرُ، ثَوْبِي حَجَرُ. حَتَّى نَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى سَوْأَةِ مُوسَى، وَقَالُوا: وَاللهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ، فَقَامَ الْحَجَرُ بَعْدُ حَتَّى نَظَرَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ ثَوْبَهُ وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا " فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَاللهِ إِنَّ (4) بِالْحَجَرِ نَدَبًا سِتَّةً أَوْ سَبْعَةً، ضَرْبُ مُوسَى بِالْحَجَرِ " (5)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف على عبد الرزاق في رفعه ووقفه، انظر ما سلف برقم (7646) .
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20531) ، ومن طريقه أخرجه البخاري بإثر الحديث (3407) ، ومسلم (2372) (158) ، وابن أَبي عاصم في "السنة" (600) ، وابن حبان (6224) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 493، والبغوي (1451) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: بثوب موسى.
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: يأمره.
(4) في الأصول: إنه، وهو خطأ، والمثبت من (م) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(13/507)
8174 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ " (1)
8175 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الظُّلْمِ مَطْلَ الْغَنِيِّ، وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ " (2)
8176 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَغْيَظُ رَجُلٍ عَلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَخْبَثُهُ وَأَغْيَظُهُ عَلَيْهِ، رَجُلٌ كَانَ يُسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ، لَا مَلِكَ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (3)
__________
= ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (278) ، ومسلم (339) وص 1841، وأَبو عوانة 1/281، وابن حبان (6211) ، والبيهقي 1/198.
وسيأتي من طريق الحسن برقم (9091) ، ومن طريق خلاس ومحمد بن سيرين برقم (10678) ، ومن طريق الحسن أيضاً مرسلاً برقم (10678) .
قاك السندي: آدر: بهمزة ممدودة فدال مهملة مفتوحة فراء مخففة من الأدرة بالضم: نفخةٌ في الخصية.
"فجَمح": بجيم ثم حاء مهملة، أي: أسرع إسراعاً لا يرده شيء.
"النَّدب": بفتح نونٍ ودالٍ جميعاً: هو أثر الجرح إذا لم يرتفع عن أثر الجلد.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (4040) .
وانظر ما سلف برقم (7316) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15355) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي 6/70.
وانظر (7541) .
وانظر ما سيأتي برقم (9296) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(13/508)
8177 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ فِي بُرْدَيْنِ - وَقَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ - خُسِفَتْ بِهِ الْأَرْضُ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا حَتَّى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
8178 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي " (2)
__________
= ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2143) (21) والبغوي (3370) .
وانظر ما سلف برقم (7329) .
قال السندي: وفي "المجمع": روي: أغيظ رجل على الله وأخبثه وأغيظه، وقد أُنكر تكرار أغيَظ ولعله: أغنظ بنون، والغنظ: شدة الكرب، وقيل: لعل أحدهما: أغيط، بالطاء المهملة، انتهى. قلت: (القائل السندي) : فجواز أن يكون الاثنان من الغيظ بغين وظاء معجمتين ومثناة من تحت لكن فيه تكرار، وأن يكون أحدهما من الغنظ بغين وظاء معجمتين ونون يقال: غنظه الأمر: جهده وشق
عليه، والغنظ: الكرب والهم اللازم، ويحرك. وأن يكون أحدهما من الغيْط، بغين معجمة وطاء مهملة وياء مثناة من تحت. قلت (القائل السندي) ، ولعل معناه: أكثر خصاماً ونزاعاً، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2088) (50) ، وأَبو عوانة 5/473، والبغوي (3355) .
وانظر ما سلف برقم (7630) .
قوله: "يتبختر" قال السندي: أي: يمشي مشي المتكبر المعجب بنفسه.
"يتجلجل": أي: يغوص في الأرض حين يخسف به، والجلجلة: حركة مع صوت.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(13/509)
8179 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا عَلَى هَذِهِ الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ، كَمَا تُنْتِجُونَ الْإِبِلَ، فَهَلْ تَجِدُونَ فِيهَا جَدْعَاءَ حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَجْدَعُونَهَا؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ؟ قَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (1)
8180 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْإِنْسَانِ عَظْمًا لَا تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ أَبَدًا، فِيهِ يُرَكَّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالُوا: أَيُّ عَظْمٍ هُوَ؟ قَالَ: " عَجَبُ (2) الذَّنَبِ " (3)
__________
= ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (1252) ، وزاد فيه: "إذا تلقاني عبدي بشبرٍ تلقيته بذراع، وإذا تلقاني بذراع تلقيته بباعٍ، وإذا تلقاني بباعٍ جئته، أو قال: أتيته بأسرع".
وانظر ما سلف برقم (7422) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (6599) ، ومسلم (2658) (24) ، والبيهقي 6/203، والبغوي (84) .
وانظر ما سلف برقم (7181) و (7325) .
(2) المثبت من (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) ، والنسخ المتأخرة: عجم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2955) (143) ، وابن حبان (3139) .
وأخرجه البخاري (4814) و (4935) ، ومسلم (2955) (141) ، وابن ماجه (4266) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2293) و (2294) ، والطبراني في "الأوسط" (787) من طريق أَبي صالح، عن أَبي هريرة.=(13/510)
8181 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ، إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ " قَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ فِي ذَاكُمْ مِثْلُكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي، فَاكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا لَكُمْ بِهِ طَاقَةٌ " (1)
8182 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلَا يَضَعْ يَدَهُ فِي الْوَضُوءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا، إِنَّهُ لَا يَدْرِي أَحَدُكُمْ أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ " (2)
__________
= وأخرجه بنحوه ابن أَبي عاصم (891) من طريق سعيد بن المسيب وأَبي سلمة، كلاهما عن أَبي هريرة.
وسيأتي الحديث من طريق الأعرج برقم (8283) ، ومن طريق أَبي عياض عمرو بن الأسود برقم (10477) .
وفي الباب عن أَبي سعيد الخدري، سيأتي 3/28.
قال السندي: عَجْم الذَّنَب، بفتح فسكون: العظم الذي في أسفل الصلب عضد العَجُزْ، وهو لغةً في العَجْب بفتح فسكون كما في "المصباح". قلت (القائل السندي) : وهو من قلب الباء ميماً وهو كثير شائع مثل: لازب، في لازم، وبكة، في مكة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7754) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (1966) ، وابن حبان (3575) ، والبيهقي 4/282، والبغوي (1736) . وانظر ما سلف برقم (7162) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (278) (88) ، وأَبو عوانة 1/264،=(13/511)
8183 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ الشَّمْسُ "، قَالَ: " تَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي (1) دَابَّتِهِ تَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ مَتَاعَهُ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ "، وَقَالَ: " الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ "، وَقَالَ: " كُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ " (2)
8184 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا مَا رَبُّ النَّعَمِ لَمْ يُعْطِ حَقَّهَا، بُسِطُ (3) عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَخْبِطُ وَجْهَهُ بِأَخْفَافِهَا " (4)
__________
= والبيهقي 1/234. وانظر ما سلف برقم (7282) .
(1) في (م) : على.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (2707) و (2891) و (2989) ، ومسلم (1009) (56) ، وابن حبان (3381) ، وأَبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 264، والبيهقي 4/187-188، والبغوي (1645) وبعضهم يرويه مختصراً، وزاد البخاري في الرواية الثانية: "ودلُّ الطريق صدقة".
وانظر (8111) ، وما سيأتي برقم (8354) و (8608) و (9133) .
قوله: "كل سلامي" قال السندي: بضم سين وتخفيف لام: مفاصل البدن.
"عليه صدقة"، أي: واجبة عليه، ونسبة الوجوب إلى المفاصل مجازيه، وهي واجبة على الإِنسان لسلامة المفاصل ومعافاتها، والمراد بالوجوب الثبوت على وجه التأكد لا الوجوب الشرعي.
"تميط": من الإِماطة، أي: إزالة الأذى من الطريق وإبعاده.
(3) كذا في الأصول الخطية، وكتب على هامش (ظ 3) : تسلط، وهو موافق لروايتي البخاري والبغوي، ومعنى "بسط عليه": سلط عليه.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(13/512)
8185 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ " قَالَ: " يَفِرُّ (1) مِنْهُ صَاحِبُهُ وَيَطْلُبُهُ وَيَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ " قَالَ: " وَاللهِ لَنْ يَزَالَ يَطْلُبُهُ حَتَّى يَبْسُطَ يَدَهُ فَيُلْقِمَهَا فَاهُ " (2)
8186 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَبُلْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَجْرِي، ثُمَّ تَغْتَسِلْ مِنْهُ " (3)
8187 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ هَذَا الطَّوَافَ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ، تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ
__________
= ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (6958) ، والبغوي (1561) .
وانظر الحديث الطويل الذي سلف برقم (7563) .
قوله: "رب النعم"، أي: مالك الأنعام.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: ويفر، بزيادة واو.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (6957) ، والبغوي بإثر الحديث (1561) . وانظر ما سلف برقم (7756) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين:-
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (299) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (282) (96) ، والترمذي (68) ، وابن الجارود (54) ، وأَبو عوانة 1/276، والبيهقي 1/97 و239، والبغوي (284) . ورواية "المصنَّف" والترمذي وابن الجارود: "يتوضأ منه" بدلاً من: "تغتسل منه".
وأخرجه النسائي 1/197 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
وزاد: "أو يتوضأ" انظر ما سلف برقم (7525) .(13/513)
وَالتَّمْرَتَانِ، إِنَّمَا الْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَيَسْتَحِي (1) أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ، فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ " (2)
8188 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصُومُ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تَأْذَنُ فِي بَيْتِهِ وَهُوَ شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَمَا أَنْفَقَتْ مِنْ كَسْبِهِ عَنْ غَيْرِ أَمْرِهِ، فَإِنَّ نِصْفَ أَجْرِهِ لَهُ " (3)
__________
(1) المثبت من (ظ 3) و (ل) ، وفي (م) وباقي الأصول: يستحي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البيهقي 7/11، والبغوي (1603) .
وانظر ما سلف برقم (7539) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7886) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (2066) و (5192) و (5360) ، ومسلم (1026) ، وأَبو داود (1687) و (2458) ، وابن حبان (3572) ، والبيهقي 4/192 و303 والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/383، والبغوي (1694) .
وقد اقتصر البخاري في الموضعين الأول والثالث وأَبو داود في الأول على القطعة الثالثة منه، واقتصر البخاري أيضاً في الموضع الثاني وابن حبان والبيهقي في الموضع الثاني على القطعة الأولى منه، واقتصر أَبو داود في الموضع الثاني على القطعتين الأولى والثانية، والخطيب على القطعتين الأولى والثالثة.
وانظر ما سلف برقم (7343) .
ويشهد للقطعة الأخيرة حديث عائشة، وسيأتي في مسندها 6/44.
قوله: "لا تصوم المرأة" أراد به صوم التطوع، وقد سلف في الحديث رقم (7343) تقييده بغير رمضان.
وقوله: "لا تأذن"، أي: لا تسمحِ لأحد بالدخول إلى بيته وهو شاهد، أي:=(13/514)
8189 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ وَلَا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وَإِنَّهُ لَا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلَّا خَيْرًا " (1)
8190 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ لِلْعِنَبِ الْكَرْمَ، إِنَّمَا الْكَرْمُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ " (2)
8191 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَارًا لَهُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي، إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الْأَرْضَ، وَلَمْ أَبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ. وَقَالَ الَّذِي بَاعَ الْأَرْضَ: إِنَّمَا بِعْتُكَ الْأَرْضَ وَمَا فِيهَا " قَالَ: " فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلَامٌ. وَقَالَ الْآخَرُ:
__________
= حاضر، قال السندي: قُيِّد بذلك ليدلّ على أنه إذا كان غائباً فبالأولى.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20636) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2682) ، وابن حبان (3015) ، والبيهقي في "السنن" 3/377، وفي "الزهد" (624) ، والبغوي (1446) ، وانظر ما سلف برقم (7578) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20936) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2247) (10) ، وابن حبان (5832) ، والبيهقي في "شعب الايمان" (5214) ، والبغوي (3385) .
وانظر ما سلف برقم (7257)(13/515)
لِي جَارِيَةٌ، قَالَ: أَنْكِحِ الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ، وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ، وَتَصَدَّقَا " (1)
8192 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِرَاحِلَتِهِ إِذَا ضَلَّتْ مِنْهُ ثُمَّ وَجَدَهَا؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ إِذَا تَابَ مِنْ أَحَدِكُمْ بِرَاحِلَتِهِ إِذَا وَجَدَهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3472) ، ومسلم (1721) ، وأَبو عوانة 4/23-24 وابن حبان (720) ، والبيهقي في "الشعب" (5290) ، والبغوي (2212) .
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (457) من طريق عطاء بن مسلم الخراساني، وابن ماجه (2511) من طريق حيان بن بسطام، كلاهما عن أَبي هريرة. وإسناداهما ضعيفان قوله "عَقَار"، قال السندي: هو بالفتح: الضَّيعةُ والنخل والأرض ونحوها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20587) ، ومن طريقه أخرجه مسلم ص 2102 (2) ، وأَبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، والبغوي (1300) .
وأخرجه مسلم ص 2102 (2) ، والترمذي (3538) ، وابن ماجه (4247) ، من طريق الأعرج، وأَبو يعلى (6600) من طريق سعيد بن أَبي سعيد المقبري، وابن حبان (621) من طريق عجلان مولى المشمعل، ثلاثتهم عن أَبي هريرة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي من طريق موسى بن يسار برقم (10498) ، ومن طريق أَبي صالح=(13/516)
8193 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: إِذَا تَلَقَّانِي عَبْدِي بِشِبْرٍ، تَلَقَّيْتُهُ بِذِرَاعٍ، وَإِذَا تَلَقَّانِي بِذِرَاعٍ، تَلَقَّيْتُهُ بِبَاعٍ، وَإِذَا تَلَقَّانِي بِبَاعٍ، جِئْتُهُ أَتَيْتُهُ (1) بِأَسْرَعَ " (2)
8194 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَنْشِقْ بِمَنْخِرَيْهِ مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ لِيَنْثُرْ " (3)
8195 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ
__________
= مطولاً برقم (10782) ، كلاهما عن أَبي هريرة.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3627) ، وانظر شواهده هناك.
(1) لفظة "أتيته" لم ترد في (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2675) ، والبغوي (1252) ، وأَبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266. وانظر ما سلف برقم (7422) .
قوله "جئته أتيته" قال النووي في "شرح مسلم" 5/534: هكذا هو في أكثر النسخ (يعني نسخ مسلم) : "جئته أتيته"، وفي بعضها: "جئته بأسرع" فقط، وفي بعضها: "أتيته"، وهاتان ظاهرتان، والأول صحيح أيضاً، والجمع بينهما للتوكيد، وهو حسن لا سيما عند اختلاف اللفظ، والله أعلم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (237) (21) ، وأَبو عوانة 1/247، وابن المنذر في "الأوسط" (355) ، والبيهقي 1/49.
وانظر ما سلف برقم (7221) .(13/517)
أَنَّ أُحُدًا عِنْدِي ذَهَبًا، لَأَحْبَبْتُ أَنْ لَا يَأْتِيَ عَلَيَّ ثَلَاثُ لَيَالٍ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ أَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنِّي، لَيْسَ شَيْئًا أَرْصُدُهُ فِي دَيْنٍ عَلَيَّ " (1)
8196 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَكُمُ (2) الصَّانِعُ بِطَعَامِكُمْ، قَدْ أَغْنَى عَنْكُمْ عَنَاءَ حَرِّهِ وَدُخَانِهِ، فَادْعُوهُ فَلْيَأْكُلْ مَعَكُمْ، وَإِلَّا فَأَلْقِمُوهُ (3) فِي يَدِهِ (4) "
8197 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: اسْقِ رَبَّكَ، أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: رَبِّي، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي وَمَوْلَايَ، وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي، وَأَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ فَتَاتِي، وَغُلَامِي (5) " (6)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (7228) ، وابن حبان (6350) ، والبغوي (1653) .
وانظر ما سلف برقم (7484) .
(2) في (م) : جاء أحدكم.
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: فلقموه.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البيهقي في "الشعب" (8565) .
وانظر ما سلف برقم (7338) .
(5) المثبت من (ظ 3) و (عس) ، وفي (ل) : فتاي غلامي، وفي بقية النسخ: فتاتي غلامي، وفي (م) : فتاتي وغلامي.
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(13/518)
8198 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُوَرُهُمْ (1) عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَا يَبْصُقُونَ (2) فِيهَا، وَلَا يَتَمَخَّطُونَ فِيهَا، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ فِيهَا، آنِيَتُهُمْ وَأَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ، وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ (3) ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ
__________
= وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19869) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (2552) ، ومسلم (2249) (15) ، وأَبو عوانة في الأسامي، وابن حبان في الثالث والأربعين من الثاني كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 265، والبيهقي في "السنن" 8/13، وفي "الشعب" (8612) ، والبغوي (3380) .
وأخرجه أَبو داود (4976) من طريق أبي يونس سليم بن جبير، عن أَبي هريرة.
وسيأتي من طرق أخرى عن أَبي هريرة برقم (9451) و (9729) و (9964) .
قوله: "لا يقل أحدكم: اسق ربك ... "، النهي هنا للأدب وتهذيب اللسان وصونه عن الألفاط الموهمة، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا) ، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لا تقولوا للعنب: الكرم، إنما الكرم قلب المسلم"، وما ورد في الآثار من استعمالها فلبيان الجواز، إذا لم يتخذ التلفط بها عادة كما قال في أشراط الساعة: "أن تلد الأمةُ، ربها، أو ربَّها"، فدال أن النهي في ذلك محمول على جعلها عادة، هذا في الإِنسان، وأما في غيره فلا يكره إطلاق ذلك عليه عند الإضافة كقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اللقطة: "فإن جاء ربُّها فأدِّها إليه"، وكما قال في غير حديث: "رب المال"، والله تعالى أعلم.
انظر "فتح الباري" 5/179.
(1) في (م) : صورتهم.
(2) زاد في (م) : ولا يتفلون.
(3) في (ظ3) : من ألوَّة، وفي هامشي (عس) و (ل) : من لؤلؤة.(13/519)
زَوْجَتَانِ، يَرَى مُخَّ سَاقَيْهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الْحُسْنِ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبٍ وَاحِدٍ، يُسَبِّحُونَ اللهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا " (1)
8199 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ، أَوْ شَتَمْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَزَكَاةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
8200 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِمَنْ قَبْلَنَا، ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجَزَنَا، فَطَيَّبَهَا لَنَا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20866) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2834) (17) ، وابن حبان (7436) ، وأَبو نعيم في "صفة الجنة" (243) ، والبغوي (4370) .
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد - زوائد نعيم" (433) ، ومن طريقه البخاري (3245) ، والترمذي (2537) عن معمر، بهذا الإِسناد.
وانظر ما سلف برقم (7152) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20294) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (6516) ، والبيهقي 7/61، والبغوي (1239) .
وانظر ما سلف برقم (7311) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهذا الحديث قطعة من حديث طويل سيأتي برقم (8238) عن عبد الرزاق.=(13/520)
8201 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلَتِ النَّارَ امْرَأَةٌ مِنْ جَرَّاءِ هِرَّةٍ لَهَا - أَوْ هِرٍّ (1) - رَبَطَتْهَا، فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تُرَمِّمُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ هَزْلًا " (2)
8202 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَسْرِقُ سَارِقٌ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَزْنِي زَانٍ وَهُوَ حِينَ يَزْنِي مُؤْمِنٌ، (3) وَلَا يَشْرَبُ الشَّارِبُ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ - يَعْنِي الْخَمْرَ -، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، وَلَا يَنْتَهِبُ أَحَدُكُمْ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ إِلَيْهِ الْمُؤْمِنُونَ أَعْيُنَهُمْ فِيهَا وَهُوَ حِينَ يَنْتَهِبُهَا مُؤْمِنٌ، وَلَا يَغِلُّ أَحَدُكُمْ حِينَ يَغِلُّ وَهُوَ مُؤْمِنٌ " فَإِيَّاكُمْ إِيَّاكُمْ (4)
__________
= وأخرجه كرواية المصنِّف هنا البيهقيُّ في "السنن" 6/290 من طريق أحمد بن يوسف السلمي، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
وانظر ما سلف برقم (7433) .
(1) ما بين المعترضتين سقط من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20551) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2243) و (2619) (135) ، والبيهقي 8/14.
وانظر ما سلف برقم (7547) .
قوله: "ترمم"، قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 1/291: يقال بفتح التاء والميم، وبضم التاء وكسر الميم، وروي: ترمرم، وكلاهما بمعنىً، وأصله: تاكل من المَرَمَّة، وهي الشَّفَة.
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: حين يزني وهو مؤمن.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقوله "فإياكم إياكم" من قول أَبي=(13/521)
8203 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَلَا يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، وَمَاتَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ " (1)
8204 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " التَّسْبِيحُ لِلْقَوْمِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ فِي الصَّلَاةِ " (2)
__________
= هريرة كما جاء مصرحاً به عند عبد الرزاق وحده في "مصنفه" (13684) .
وأخرجه مسلم (57) (103) ، وأَبو عوانة 1/20، وابن حبان (5979) ، وابن منده في "الإِيمان" (513) ، والبغوي (47) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
ووقع في المطبوع من "صحيح ابن حبان": "لا يقتل أحدكم" بدلاً من "لا يغل أحدكم"!
وانظر ما سلف برقم (7318) .
قوله: "نهبة ذات شرف"، قال السندي: النَّهب: أخذ مال الغير قهراً، والنهبة بفتح نون، مصدر، وأما بالضم: فالمال المنهوب، والمراد: لا يختلس شيئاً له قيمة عالية. وقيل: معنى "يرفع فيها" أي: في تلك النهبة، "أبصارهم" أي: ينظرون إليه ويتضرعون ولا يقدرون على دفعه. "فإياكم إياكم" أي: وهذه الأعمال السابقة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أَبو عوانة 1/104، والبغوي (56) .
وسيأتي برقم (8609) من طريق أَبي يونس سليم بن جبير، عن أَبي هريرة.
وفي الباب عن أَبي موسى الأشعري، سيأتي 4/396.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4069) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (422) ، وأَبو عوانة 2/214، والبيهقي 2/247.=(13/522)
8205 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ كَلْمٍ يُكْلَمُهُ الْمُسْلِمُ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ يَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهَا إِذَا طُعِنَتْ تَنْفَجِرُ دَمًا، اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ (1) ، وَالْعَرْفُ عَرْفُ الْمِسْكِ " (2) قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: " يَعْنِي: الْعَرْفَ: الرِّيحَ "
8206 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ (3) إِنِّي لَأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي أَوْ فِي بَيْتِي، فَأَرْفَعُهَا لِآكُلَهَا، ثُمَّ
__________
= وانظر ما سلف برقم (7285) .
قوله: "التسبيح للقوم"، قال السندي: أي: الرجال، إذ القومُ مخصوصٌ بهم، يدلُّ عليه قوله تعالى: (لا يَسخَرْ قومٌ من قومٍ) إلى قوله: (ولا نساءٌ من نساءٍ) [الحجرات: 11] ، وقول الشاعر:
أقَومٌ آلُ حِصْنٍ أم نساءُ
(1) في (ظ 3) و (عس) : دم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9528) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1876) (106) ، وأَبو عوانة 5/30، والبيهقي في "السنن" 9/165، وفي "الشعب" بإثر الحديث (4237) ، والبغوي (2631) .
وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (40) ، ومن طريقه البخاري (237) عن معمر، بهذا الإِسناد.
وانظر ما سلف برقم (7157) .
قوله: "ثم يكون يوم القيامة"، قال السندي: لفظة "ثم" زائدة في غير محلها، والجملة التي بعدها خبر لقوله "كل كلمٍ ... "، والله أعلم.
(3) لفظ الجلالة لم يرد في (م) .(13/523)
أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً، فَأُلْقِيهَا (1) " (2)
8207 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَزَالُونَ تَسْتَفْتُونَ حَتَّى يَقُولَ أَحَدُكُمْ: هَذَا اللهُ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (3)
8208 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ لَأَنْ يَلَجَّ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ فِي أَهْلِهِ، آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَنْ يُعْطِيَ كَفَّارَتَهُ الَّتِي فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (4)
__________
(1) زاد في (م) والنسخ الخطية المتأخرة: "وَلَا آكُلُهَا"، وهذه الزيادة لم ترد في النسخ العتيقة من "المسند"، ولا عند من خرَّجه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6944) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1070) (163) ، وأَبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 264، والبيهقي في "الشعب" (5743) ، والبغوي (1606) .
وأخرجه البخاري (2432) ، والطحاوي 2/10، وأَبو نعيم في "الحلية" 8/187 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (1070) (162) ، وابن حبان (3292) ، والبيهقي في "السنن" 7/29-30 من طريق أَبي يونس مولى أَبي هريرة، عن أَبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (7758) و (8014) ، وما سيأتي برقم (8714) .
وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/119.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (6722) ، وابن منده (356) .
وانظر ما سلف برقم (7790) .
قوله: "تستفتون" أي: تَسأَلون عن الغوامض وعما لا يعني الإِنسان.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7743) .(13/524)
8209 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أُكْرِهَ الِاثْنَانِ عَلَى الْيَمِينِ، وَاسْتَحَبَّاهَا، فَلْيَسْتَهِمَا عَلَيْهَا " (1)
8210 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا مَا أَحَدُكُمُ اشْتَرَى لِقْحَةً مُصَرَّاةً، أَوْ شَاةً مُصَرَّاةً، فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ بَعْدَ أَنْ يَحْلُبَهَا إِمَّا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أَبو داود (3617) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وقرن مع أحمد سلمةَ بنَ شبيب، وقالا فيه: "أو استحباها". قال الإِسماعيلي: هذا هو الصحيح، أي أنه بلفظ "أو".
والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (15212) ، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (23) ، والبخاري (2674) ، والنسائي في "الكبرى" (6001) ، والبيهقي 10/255، والبغوي (2505) . ولفظه عند عبد الرزاق والبخاري والنسائي وإحدى روايتي البيهقي: "عَرَضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قومٍ اليمين فأسرع الفريقان جميعاً في اليمين، فأمر النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يُسهَمَ بينهم في اليمين أيهم يحلف"، وأما لفظه عند إسحاق والبغوي والرواية الأخرى للبيهقي فكرواية المصنِّف، إلا أنه عندهم بلفظ "فاستحباها".
وسيأتي نحوه من طريق أَبي رافع عن أَبي هريرة برقم (10347) و (10787) .
قوله: "إذا أكره الاثنان على اليمين"، قال السندي: أي: حكم الحاكم عليهما باليمين بلا رضاً منهما. "واستحبّاها": من الاستحباب، أي: أو رضيا بها، فالواو بمعنى "أو"، والمراد: إذا وَجَب اليمين على اثنين ثم أكرها عليها أو رضيا بها "فليستهما": من الاستهام، أي: ليقترعا "عليها" أي: على اليمين، أي: على أنه بأيهما يبدأ.
ويحتمل أن المراد: إذا وجب اليمين على أحد رجلين لا يدري أيهما، ثم أكرها أو رضيا، فليقترعا للتعيين، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 5/286.(13/525)
هِي (1) وَإِلَّا فَلْيَرُدَّهَا وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ (2) "
8211 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّيْخُ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ (3) : طُولِ الْحَيَاةِ، وَكَثْرَةِ الْمَالِ " (4)
__________
(1) في (ظ3) وهامش (عس) : رضي، وفي (م) وهامش (س) : يَرْضَى، والمثبت من (عس) و (ل) و (س) وغيرها، وهو الموافق لما في المصادر التي خرَّجت هذا الحديث.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1524) (28) ، والبيهقي 5/318، والبغوي (2100) .
وانظر ما سلف برقم (7305) .
(3) في (ظ 3) و (عس) : حبه اثنتان، وهو خطأ ولذلك ضبب على كلمة "اثنتان" في (عس) إشارة إلى خطئها، وفي (ل) : حبه اثنتين.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (4089) .
وأخرجه البخاري (6420) ، ومسلم (1046) (114) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أَبي هريرة.
وأخرجه ابن ماجه (4233) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أَبية، عن أَبي هريرة.
وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أَبي هريرة، انظر (8422) و (8699) و (8934) و (10514) .
وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/115، وهو متفق عليه.
قوله: "الشيخ على حب اثنتين"، قال السندي: أي: حريص على حبهما، أو شابٌ على حبهما، أي: الإِنسان إذا صار كبيراً، يصير حريصاً على حب طول=(13/526)
8212 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمْشِيَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنْ نَارٍ " (1)
__________
= الحياة وكثرة المال، ولعل ذلك لأنه أَلِفَ الحياة وجرَّب الانتفاع بالمال، أو لأنه قد قارب فَقْدَهما، فكأنه صار كالممنوع منهما، وطُبِعَ الإِنسانُ على الحرص على ما مُنِعَ منه، والله أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (18679) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (7072) ، ومسلم (2617) ، وابن حبان (5948) ، والبيهقي في "السنن" 8/23، وفي "الشعب" (5334) ، والبغوي (2573) . كلهم رووه بلفظ "لا يشيرُ أحدكم إلى أخيه" غير عبد الرزاق فبلفظ "لا يشيرنَّ".
وانظر ما سلف برقم (7476) .
قوله: "لا يمشينَّ" هكذا في رواية "المسند"، وأورده بهذا اللفظ الحافظ أبو الفضل العراقي في كتابه "تقريب الأسانيد"، وشرح عليه ولده أَبو زرعة في "طرح التثريب" 7/184 فقال: كذا ضبطناه في أصلٍ عند والدي رحمه الله، من المَشْي، والذي في "الصحيحين": "لا يشير" من الإِشارة، وهو المعروف، وكذا وقع فيهما بإثبات الياء مرفوعاً، وهو نهي بلفظ الخبر ... وهو أبلغُ وآكدُ من صيغة
النهي، والرواية الأولى -إن ثبتت- فهي بمعنى الرواية الثانية وراجعة إليها، لأن المراد نهيُه عن المشي إلى جهته مشيراً له بالسلاح.
وقوله: "أن ينزع في يده"، قال السندي: أي: ينزع من يده إلى أخيه، وكأن دخول "أنْ" في خبر "لعل" لتشبيهها بعَسَى.
وقال أَبو زُرْعَة العراقي في "طرح التثريب": معناه: يرمي في يده، ويحقق ضربته، كأنه يرفع يده ويحقِّق إشارته، والنَّزْع: العمل باليد كالاستقاء بالدَّلْو ونحوه، وأصله: الجَذْب والقَلْع.(13/527)
8213 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى قَوْمٍ فَعَلُوا بِرَسُولِ اللهِ " وَهُوَ حِينَئِذٍ يُشِيرُ إِلَى رَبَاعِيَتِهِ (1)
8214 - وَقَالَ: " اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4073) ، ومسلم (1793) (106) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 504، وفي "دلائل النبوة" 3/261، والبغوي (3750) من طرق عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد، مجموعاً مع الحديث الآتي بعده.
وأخرج البزار (1793- كشف الأستار) ، وأَبو يعلى (5931) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4915) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/502 من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أَبي سلمة، عن أَبي هريرة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "اشتدَّ غضبُ الله على قوم دَمَّوْا وجه رسول الله، وهشموا عليه البيضة، وكسروا رباعيته". وإسناده حسن، واللفظ للطحاوي.
يشهد للحديثين معاً حديث ابن عباس عند البخاري (4074) .
ويشهد للحديث الأول منهما حديث ابن عباس الذي سلف برقم (2609) ، وحديث عبد الله بن الزبير عند ابن حبان (6979) .
وللثاني منهما حديث ابن مسعود الذي سلف برقم (3868) .
الرَّباعية، على وزن ثمانِيَة: هي السنُّ التي بين الثَّنِية والناب من كل جانب، وللإِنسان أربع رَباعيات، اثنتان في الفك العلوي، واثنتان في السفلي.
تنبيه: ذكر الحافظ في "الفتح" 7/373 أن حديث أَبي هريرة هذا من مراسيل الصحابة، فإنه لم يشهد الوقعة التي قيل فيها هذا الحديث، وهي وقعة أُحد، فكأنه حمله عمَّن شهدها، أو سمعه من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر تخريجه في الحديث السابق.=(13/528)
8215 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبٌ (1) مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنُ زِنْيَتُهَا النَّظَرُ، وَيُصَدِّقُهَا الْأَعْرَاضُ، وَاللِّسَانُ زِنْيَتُهُ الْمَنْطِقُ (2) ، وَالْقَلْبُ التَّمَنِّي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ مَا ثَمَّ وَيُكَذِّبُ " (3)
8216 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا قَرْيَةٍ أَتَيْتُمُوهَا فَأَقَمْتُمْ فِيهَا،
__________
= وسيأتي من طريق خلاس عن أَبي هريره برقم (10384) .
(1) هكذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: نصيبه.
(2) هكذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: النطق.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (4421) .
وانظر ما سلف برقم (7719) .
قوله: "فالعين زِنيتها النظر"، قال في "طرح التثريب" 8/20: بكسر الزاي وإسكان النون، أي: هيئة زناها للسبب كهيئة الزنى الحقيقي الذي هو إيلاج الفَرْج في الفَرْج المحرَّم، وإنما هيئته النظر، والفِعْلة بالكسر للهيئة، ولو روي "زَنْيتها" بالفتح على المرَّة لصحَّ، ولكن الكسر على الهيئة أظهر، وهو المروي.
وقوله: "ويصدِّقها الإِعراضُ" الظاهر أن معناه: يُصدِّق العين الإِعراضُ، أي: يجعلها ذات صدقٍ، فإذا أعرضت بعد نظرها، وغَضَّت عنه النظر المحرَّم، فهي ذات صدقٍ ماشية على الاستقامة ... فمعنى التصديق هنا غير معناه في قوله: "والفَرْج يُصدِّق ما ثَمَّ ويكذب" فإن معنى التصديق هناك: تحقيق للزنى بالفرج، ومعنى التكذيب: أن لا يُحقِّقَه بالإِيلاج، فصارت تلك النظرةُ كأنها كاذبة لم يتصل بها مقصودها، فالتصديق هنا محمودٌ، والتصديق هناك مذموم.
وقوله: "والقلبُ التمني"، وفي رواية ابن حبان "والقلبُ زِناه التمني"، وسيأتي كذلك في رواية الحسن عن أبي هريرة برقم (8356) ، ويأتي الكلام عليه هناك.(13/529)
فَسَهْمُكُمْ فِيهَا، وَأَيُّمَا قَرْيَةٍ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنَّ خُمُسَهَا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ هِيَ لَكُمْ " (1)
8217 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلَامَهُ، فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا حَتَّى يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
8218 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا مَا قَامَ أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1756) ، وأَبو داود (3036) عن أَحمد بن حنبل، به.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (10137) ، وعنه -من غير طريق أحمد- أخرجة مسلم (1736) ، وأَبو عوانة 4/131، وابن حبان (4826) ، والبيهقي 6/318، والبغوى (2719) .
وأخرجه بنحوه البيهقي 9/139 من طريق المرجَّى بن رجاء، عن أَبي سلمة، عن قتادة، عن أَبي رافع، عن أَبي هريرة.
قوله: "وأقمتم فيها"، قال السنديَ: أي دخلتموها بلا قتال.
"فسهمكم فيها": أي: حقكم من العطاء كما يُصرف الفيءُ، لا كما تُصرف الغنيمة.
"وأَيما قرية عصت الله ورسوله": أي: أخذتموها عنوة ففيها الخُمُس.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (42) ، ومسلم (129) ، وأَبو عوانة 1/84، وابن حبان (228) ، وابن منده في "الإِيمان" (373) ، وابن حزم في "المحلى" 1/18، والبيهقي في "الشعب" (7046) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 71.
وانظر (8166) .(13/530)
فَلْيُخَفِّفِ الصَّلَاةَ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَفِيهِمُ الضَّعِيفَ وَفِيهِمُ السَّقِيمَ، وَإِذَا قَامَ وَحْدَهُ فَلْيُطِلْ صَلَاتَهُ مَا شَاءَ " (1)
8219 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ، فَقَالَ: ارْقُبُوهُ، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ " (2)
8220 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: كَذَّبَنِي عَبْدِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ أَنْ يَقُولَ: فَلَنْ يُعِيدَنَا (3) كَمَا بَدَأَنَا، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ يَقُولُ: اتَّخَذَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3712) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (467) (184) ، وأَبو عوانة 2/87، والبيهقي 3/117، والبغوي (841) .
وانظر ما سلف برقم (7474) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (129) (205) ، وأَبو عوانة 1/84، وابن منده في " الإِيمان" (376) ، والبغوي (4148) . وانظر (8166) .
قوله: "وهو أبصر به"، قال السندي: أي: هو تعالى أبصر بذلك العبد وأعلم به من الملائكة.
"من جَرَّاي": بفتح الجيم وتشديد الراء، وهو بالمدِّ والقصر، أي: من أَجْلي.
(3) في (ظ 3) : فليعيدنا!(13/531)
اللهُ وَلَدًا، وَأَنَا الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ " (1)
8221 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْرِدُوا عَنِ (2) الْحَرِّ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (3)
8222 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (4975) ، وابن حبان (848) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 208 و506، والبغوي (41) .
وسيأتي برقم (8610) من طريق أَبي يونس، و (9114) من طريق الأعرج، كلاهما عن أَبي هريرة.
وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (4482) .
والصَّمد، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/52: هو السيِّد الذي انتهى إليه السُّؤدد، وقيل: هو الدائم الباقي، وقيل: الذي يُصمَد في الحوائج إليه، أي: يُقصد.
وكُفُواً، ويُهمز: المُماثِل والمُشاكِل.
(2) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: من. قال السندي: لفظة "عن" بمعنى الباء عند كثير من أهل التحقيق، وهو الظاهر، والله تعالى أعلم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2051) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (615) (183) ، وأَبو عوانة 1/347
وانظر ما سلف برقم (7130) .(13/532)
أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ " (1)
8223 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ، فَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَمْشُونَ عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ (2) ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَاقْضُوا " (3)
8224 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَضْحَكُ اللهُ لِرَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، كِلَاهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ " قَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " يَقْتُلُ هَذَا فَيَلِجُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى الْآخَرِ فَيَهْدِيهِ إِلَى الْإِسْلَامِ، ثُمَّ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُسْتَشْهَدُ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (8078) .
(2) في (ل) و (م) : بالسكينة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3403) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (602) (153) ، وأَبو عوانة 2/83، والبيهقي 2/295 و298. ولفظ الحديث عندهم: "وما فاتكم فأتِمُّوا" مكان قوله: "فاقضوا"، وكلاهما بمعنى كما سلف بيانه عند الحديث (7230) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20280) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1890) (129) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/572 و573، وأَبو عوانة 5/60، والآجري في "الشريعة" ص 278، والبيهقي في "السنن" 9/165، وفي "الأسماء والصفات" ص 468، والبغوي (2633) .
وانظر ما سلف برقم (7326) .(13/533)
8225 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبِعْ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبْ أَحَدُكُمْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ " (1)
8226 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلَ فِي مِعًى وَاحِدٍ " (2)
8227 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: سَمِعْت أَبِي يَقُولُ: " قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: يَا أَبَا بَكْرٍ أُفَضِّلُ (3) ، يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ، كَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ حُسْنُ هَذَا الْحَدِيثِ وَجَوْدَتُهُ قَالَ: نَعَمْ "
8228 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ يُسَمَّ خَضِرًا إِلَّا أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ، فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ خَضْرَاءَ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (14869) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "شعب الإِيمان" (11152) ، والبغوي (2094) .
وانظر ما سلف برقم (7248) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19558) ، ومن طريقه أخرجه البغوي (2879) . وانظر ما سلف برقم (7497) .
(3) قال السندي: قوله "أفصل"، أي: أقول: فصل؟ والله تعالى أعلم، كذا كان في نسخة الشيخ.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي (3151) ، وابن حبان (6222) ، والبغوي في "تفسيره" 3/172 وانظر (8113) .(13/534)
الْفَرْوَةُ: الْحَشِيشُ الْأَبْيَضُ وَمَا أَشْبَهُهُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ (1) : " أَظُنُّ هَذَا تَفْسِيرًا مِنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ "
8229 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى الْمُسْبِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
8230 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: 58] نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ فَبَدَّلُوا، فَدَخَلُوا الْبَابَ يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ، وَقَالُوا: حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ (3) " (4)
__________
(1) هو ابن الإِمام أحمد بن حنبل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهذا الحديث انفرد الإِمام أحمد بإخراجه بسند الصحيفه.
وفي الباب بهذا اللفظ عن ابن عباس سلف برقم (2955) .
وسيأتى برقم (9004) من طريق محمد بن زياد، عن أَبي هريرة مرفوعاً بلفظ "لا ينظر الله إلى الذي يجرُّ إزاره بطراً".
(3) في (ظ 3) : شعيرة.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3403) و (4641) ، ومسلم (3015) (1) ، والترمذي (2956) . والطبري في "تفسيره" 1/303، وابن أَبي حاتم في تفسير سورة البقرة (579) و (591) ، وابن حبان (6251) ، والبغوي في "تفسيره" 1/76.
وانظر (8110) .
والأستاه: جمع استٍ: وهو الدُّبُر.(13/535)
8231 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَاسْتَعْجَمَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ، فَلْيَضْطَجِعْ " (1)
8232 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُلِ ابْنُ آدَمَ: وَاخَيْبَةَ (2) الدَّهْرِ، إِنِّي أَنَا الدَّهْرُ، أُرْسِلُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا " (3)
8233 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَّا لِلْمَمْلُوكِ أَنْ يُتَوَفَّى بِحُسْنِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (1311) عن أَحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4221) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (787) (223) ، وأَبو عوانة 2/297، وابن حبان (2585) ، والبغوي (941) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8044) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
وأخرجه ابن ماجه (1372) من طريق أَبي بكر بن يحيى بن النضر، عن أَبية، عن أَبي هريرة.
قوله: "فاستعجم"، أي: استغلق ولم ينطلق به لسانه، لغلبة النعاس.
(2) المثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) ونسخة على هامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: يا خيبة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 150، والبغوي (3385) من طريق أحمد بن يوسف السلمي، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20936) بهذا الإِسناد بلفظ "لا يسب أحدُكم الدهرَ، فإن الله هو الدهر".
وانظر ما سلف برقم (7518) .(13/536)
عِبَادَةِ اللهِ وَصَحَابَةِ سَيِّدِهِ، نِعِمَّا لَهُ " (1)
8234 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ لِلصَّلَاةِ (2) فَلَا يَبْصُقْ أَمَامَهُ، فَإِنَّهُ مُنَاجٍ الِلَّهَ (3) مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، فَإِنَّ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكًا، وَلَكِنْ لِيَبْصُقْ عَنْ شِمَالِهِ، أَوْ تَحْتَ رِجْلِهِ فَيَدْفِنُهُ " (4)
8235 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قُلْتَ لِلنَّاسِ: أَنْصِتُوا، وَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ، فَقَدْ أَلْغَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ " (5)
8236 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِالْمُؤْمِنِينَ فِي كِتَابِ اللهِ، فَأَيُّكُمْ مَا تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيْعَةً فَادْعُونِي، فَأَنَا وَلِيُّهُ، وَأَيُّكُمْ
__________
(1) إسناده صحيح علي شرط الشيخين. وهو مكرر (7655) .
(2) هكذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (س) : إلى الصلاة، وفي (م) وبقية النسخ: من الصلاة.
(3) هكذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: لله.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1686) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (416) ، وا بن حبان (1783) و (2269) ، والبيهقي 2/293، والبغوي (490) .
وانظر ما سلف برقم (7609) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3418) ، ولفظه: "إذا قلتَ للناس: أَنصتوا، يومَ الجمعة وهم ينطقون، والإِمام يخطب، فقد لغوتَ على نفسك".
وانظر ما سلف برقم (7332) .(13/537)
مَا تَرَكَ مَالًا، فَلْيَوَرَّثْ (1) مَالُهُ عُصْبَتَهُ مَنْ كَانَ " (2)
8237 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، وَارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، وَارْزُقْنِي، لِيَعْزِمْ مَسْأَلَتَهَ (3) ، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (4) لَا مُكْرِهَ لَهُ " (5)
8238 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لَا يَتَّبِعْنِي رَجُلٌ قَدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمْ يَبْنِ، وَلَا آخَرُ قَدْ بَنَى بُنْيَانًا وَلَمَّا يَرْفَعْ سُقُفَهَا، وَلَا آخَرُ (6)
__________
(1) في (م) و (س) : فليرث.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في مصنف عبد الرزاق (15261) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1619) (16) ، والبيهقي 6/201 والبغوي (2215) ، ولفظه عندهم: "فليؤثر بماله عصبته".
وانظر ما سلف برقم (7861) .
قوله: "في كتاب الله"، قال السندي: أي: كوني أولى بهم، مذكور في كتاب الله.
(3) في (م) و (س) : المسألة.
(4) في الأصول: ما شاء، والمثبت من (ظ 3) ، وهو الموافق لما في مصادر التخريج.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19641) ، ومن طريقه أخرى أخرجه البخاري (7477) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 158، وفي "الاعتقاد" ص 83-84، والبغوي (1391) ، (1392) ، وانظر ما سلف برقم (7314) .
(6) في (م) والنسخ المتأخرة: ولا أحد.(13/538)
قَدِ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ أَوْلَادَهَا. فَغَزَا فَدَنَا مِنَ الْقَرْيَةِ حِينَ صَلَّى (1) الْعَصْرَ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ: أَنْتِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيَّ شَيْئًا، فَحُبِسَتْ عَلَيْهِ حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، فَجَمَعُوا مَا غَنِمُوا، فَأَقْبَلَتِ النَّارُ لِتَأْكُلَهُ، فَأَبَتْ أَنْ تَطْعَمَهُ (2) ، فَقَالَ: فِيكُمْ غُلُولٌ، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، فَبَايَعُوهُ، فَلَصِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ، فَلْتُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ، قَالَ: فَبَايَعَتْهُ قَبِيلَتُهُ "، " فَلَصِقَ يَدُ (3) رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ،، أَنْتُمْ غَلَلْتُمْ، فَأَخْرَجُوا لَهُ مِثْلَ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ ذَهَبٍ "، قَالَ: " فَوَضَعُوهُ فِي الْمَالِ وَهُوَ بِالصَّعِيدِ، فَأَقْبَلَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهُ، فَلَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِأَحَدٍ مِنْ قَبْلِنَا، ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا، فَطَيَّبَهَا لَنَا " (4)
__________
(1) المثبت من (ظ 3) و (عس) وهامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: حين صلاة.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: تطعم.
(3) في (م) وكافة الأصول: بيد، بزيادة الباء والجادة ما أثبتناه من مصادر التخريج.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9492) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1747) ، وأبو عوانة 4/100-101 و102، وابن حبان (4808) ، والبيهقي 6/290، والبغوي (2719) .
وأخرجه البخاري (3124) و (5157) ، ومسلم (1747) من طريق ابن المبارك، عن معمر، بهذا الإِسناد.=(13/539)
8239 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ (1) أَنِّي أَنْزِعُ عَلَى حَوْضٍ (2) أَسْقِي النَّاسَ، فَأَتَانِي أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَ الدَّلْوَ مِنْ يَدِي لِيُرَوِّحَنِي (3) ، فَنَزَعَ ذَنُوبَيْنِ (4) ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ "، قَالَ: "
__________
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (11) ، والنسائي في "الكبرى" (8878) ، وأبو عوانة 4/102-103، وابن حبان (4808) من طريق سعيد بن المسيب، والحاكم 2/139 من طريق سعيد المقبري، كلاهما عن أبي هريرة.
وسلف آخر الحديث من طريق عبد الرزاق برقم (8200) ، وانظر ما سلف برقم (7433) .
قوله: "قد ملك بضع امرأةٍ"، قال السندي: بالضم: الفرج والجماع. "يبني بها" أي: يدخل عليها. "ولما يبنِ" أي: ما بنى إلى الآن، كأنه أراد أنه من اشتغل قلبه بمثل ذلك يخاف عليه الفرار من العدو، وفرار البعض من العدو قد يؤدي إلى فرار الكل أو الأكثر.
"خَلفِات" بفتح معجمة وكسر لام: النوق التي دنت ولادتها.
قلنا: والنبي المذكور في هذا الحديث: هو يوشع بن نون، كما سيأتي مصرحاً به في الحديث رقم (8315) .
(1) في (ظ 3) و (عس) : أريت، وضبب عليها في (عس) .
(2) المثبت من (عس) ، وفي باقي النسخ: حوضي، وقد وقع هذا الخلاف أيضاً في هذا الحرف في نسخ البخاري، ورجح الحافظ ابن حجر في "الفتح" 12/415 ما أثبتناه هنا.
(3) المثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل) وهامش (س) ، وفي (م) وباقي النسخ: ليرفه حتى نزع.
قال السندي: من أرفهه أو رفَّهه بالتشديد، أي: ليريحني من كدِّ الدنيا وتعبها. ورواية البخاري والبغوي: ليريحني.
(4) في (م) : ذنوباً أو ذنويين.(13/540)
فَأَتَانِي ابْنُ الْخَطَّابِ - وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ - فَأَخَذَهَا مِنِّي، فَلَمْ يَنْزِعْ رَجُلٌ حَتَّى تَوَلَّى النَّاسُ، وَالْحَوْضُ يَتَفَجَّرُ " (1)
8240 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (7022) ، والبغوي (3882) .
وأخرجه البخاري (3664) و (7021) و (7475) ، ومسلم (2392) (17) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1458) و (1459) ، والنسائي في "الكبرى" (8116) ، وابن حبان (6898) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/344، وفي "السنن" 8/153، والبغوي (3881) من طريق ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مسلم (2392) (17) و (18) من طريق أبي يونس مولى أبي هريرة والأعرج، والبيهقي في "الدلائل" 6/345 من طريق محمد سيرين، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر سلف برقم (4814) .
وسيأتي من طريق أبي صالح برقم (8808) ، ومن طريق أبي سلمة برقم (9820) كلاهما، عن أبي هريرة.
قوله: "حتى نزع ذنوبين"، قال السندي: بالفتح أي: دلوين إشارة إلى قلة أيامه.
"حتى تولى الناس" أي: أدبروا عن البئر وانقضت حاجتهم عنها.
"يتفجر" أي: يتدفق منها الماء ويسيل، وهذا إشارة إلى كثرة أيامه وحسن سعيه في فتح الأمصار.
تنبيه: وقع هنا في رواية "المسند" أن الاستغفار جاء لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، والذي في البخاري (7022) وغيره أنها لأبي بكر الصديق رضي الله عنه. قال السندي: والظاهر أن في لفظ الكتاب (يعني المسنَد) تغييراً من بعض رواته، والله تعالى أعلم.(13/541)
خُوزَ (1) وَكِرْمَانَ، قَوْمًا مِنَ الْأَعَاجِمِ حُمْرَ الْوُجُوهِ، فُطْسَ الْأُنُوفِ، صِغَارَ الْأَعْيُنِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ " (2)
8241 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعْرُ " (3)
__________
(1) في (ظ 3) و (عس) : جور!
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/476 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإِسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (20782) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (3590) ، وابن حبان (6743) ، والبيهقي في "السنن" 9/176، وفي "الدلائل" 6/336، والبغوي (4244) . وزاد عبد الرزاق في "مصنفه" والبخاري والحاكم: نعالهم الشعر، وهذه الزيادة ستأتي في الحديث التالي.
وانظر ما سلف برقم (7263) .
قوله: "خوز وكرمان"، وروي أيضاً "خُوز كرمان" بالإِضافة، والمراد أهل خوز وأهل كرمان، فأما خوز، فقال في "القاموس": جيل من الناس، واسم لجميع بلاد خوزستان.
قلنا: وإقليم خوزستان الأن غربي إيران، وأما كرمان فهو إقليم في الجنوب الشرقي من إيران أيضاً.
"فُطْس الأنوف" قال السندي: بضم فسكون، جمع أفطس: وهو الذي في قصبة أنفه انخفاض وافتراش.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البغوي (4244) من طريق أحمد بن يوسف السلمي، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد وانظر ما قبله.(13/542)
8242 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخُيَلَاءُ وَالْفَخْرُ فِي أَهْلِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ " (1)
8243 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ، مُسْلِمُهُمْ تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ " (2)
8244 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَالِحُ (3) نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ " (4)
8245 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَيْنُ حَقٌّ "، وَنَهَى عَنِ الْوَشْمِ (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وانظر (7505) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19895) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1818) (2) ، وأبو عوانة 4/391-392، والبيهقي في "الشعب" (7352) ، والبغوي (3846) .
وانظر ما سلف برقم (7306) .
(3) سقط من (م) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20604) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2527) (202) ، والبيهقي في "السنن" 7/293، وفي "الشعب" (8695) و (11056) ، والبغوي (3965) .
وانظر ما سلف برقم (7650) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(13/543)
8246 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتِ الصَّلَاةُ هِيَ تَحْبِسُهُ، لَا يَمْنَعُهُ إِلَّا انْتِظَارُهَا " (1)
8247 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " (2)
8248 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ " قَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ
__________
=وأخرجه أَبو داود (3879) . وابن حبان (5503) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (19778) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (5740) و (5944) ، ومسلم (2187) (41) ، والبغوي (3190) . ورواية مسلم وأبي داود ليس فيها النهي عن الوشم.
ولقوله. "العين حق" انظر ما سلف برقم (7883) .
وفي النهي عن الوشم انظر ما سيأتي برقم (8473) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البغوي (482) من طريق أحمد بن يوسف السلمي، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" ضمن الحديث (2211) ، ومن طريقه كذلك آخر الترمذي (330) بلفط: "لايزال أحدكم في صلاة ما دام ينتظرها".
والحديث هنا هو أيضاً قطعة من حديث سلف برقم (7892) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (16405) .
وانظر ما سلف برقم (7155) .(13/544)
إِخْوَةٌ مِنْ عَلَّاتٍ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، فَلَيْسَ بَيْنَنَا نَبِيٌّ " (1)
8249 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُوتِيتُ (2) بِخَزَائِنِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2365) (145) ، وابن حبان (6194) ، والبغوي (3619) .
وانظر ما سلف برقم (7529) .
قوله: "أنا أولى الناس"، قال السندي: أي: أقربهم، لأنه ليس بينهما نبي، ولأن عيسى كان مبشراً بقدومه وممهداً لقواعد دينه، وسيجيىء نائباً عنه.
"في الأولى": في المرة الأولى من وجوده في الدنيا، والمرة الأخرة منه: وهي مجيئه حين يقتل الدجال، ويحتمل أن المراد بالأولى الدنيا، ويؤيده رواية البخاري في الدنيا والأخرة (ستأني في المسند برقم 10258) .
"من علات" العَلَّة: الضَّرَّة، شبَّه ما هو المقصود من بعثة جملة الأنبياء من أصول الدين من التوحيد وغيره بالأدب، وشبه فروع الدين المختلفة بالأمهات.
والحديث لا ينافي قوله تعالى "إن أولى الناس بإبراهيم" الآية [آل عمران: 68] ، لأن تلك أولوية من حيث قرب الشريعة، وهذا من حيث قرب العهد، والله تعالى أعلم.
وقال البغوي: يقال لإخوة بني أب وأم: بنو الأعيان، فإن كانوا الأمهات شتى فهم بنو العلات فإن كانوا لآباء شتى فهم أخياف، يريد أن أصل دين الأنبياء واحد، وإن كانت شرائعهم مختلفة كما أن أولاد العلات أبوهم واحد، وإن كانت أمهاتهم شتى.
(2) في (م) والأصول الخطية: أوتيت، والمثبت من نسخة (ل) وحدها، وهو الموافق لما في مصادر التخريج.(13/545)
الْأَرْضِ، فَوُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ (1) مِنْ ذَهَبٍ، فَكَبُرَا عَلَيَّ وَأَهَمَّانِي، فَأُوحِيَ إِلَيَّ: أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَذَهَبَا، فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا: صَاحِبُ صَنْعَاءَ، وَصَاحِبُ الْيَمَامَةِ " (2)
8250 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ وَاحِدٌ مِنْكُمْ (3) بِمُنْجِيهِ عَمَلُهُ، وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا " قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "
__________
(1) هكذا في (م) و (ظ 3) ، وفي بقية النسخ: سوارين، وهي رواية مسلم، وعليه تضبط "فَوَضَعَ" على البناء للمعلوم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (4375) و (7037) ، ومسلم (2274) (22) ، والبيهقي في " السنن" 8/175، وفي "الدلائل" 5/335، والبغوي (3297) .
وقد سلف هذا الحديث في مسند ابن عباس برقم (2373) وبيَّنَّا هناك أن الذي حدث به ابنَ عباس هو أَبو هريرة.
وسيأتي من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة برقم (8460) .
قوله: "فكبُرا عليَّ" قال السندي: أي: ثَقُلا عليّ، لأن الذهب حلية النساء.
"وأهماني" أي: أوقعاني في الهم.
"صاحب صنعاء" أي: العنسي، واسمه الأسود، وكان يقال له: ذو الحمار؛ لأنه علم حماراً، إذا قال له: اسجد، يخفض رأسه، قتله فيروز باليمن.
"وصاحب اليمامة" مسيلمة الكذاب. ا. هـ
واليمامة: هي اليوم واحة في المملكة العربية السعودية من بلاد نجد تدعى العارض من أهم مدنها: العيينة، والدرعية.
(2) لفظة "منكم" سقطت من (م) والنسخ المتأخرة.(13/546)
وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَفَضْلٍ " (1)
8251 - وَقَالَ: " نَهَى عَنْ بَيْعَتَيْنِ وَلِبْسَتَيْنِ: أَنْ يَحْتَبِيَ أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ فِي إِزَارِهِ إِذَا مَا صَلَّى، إِلَّا أَنْ يُخَالِفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقِهِ. وَنَهَى عَنِ اللَّمْسِ وَالنَّجْشِ " (2)
8252 - وَقَالَ: " الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ وَالْبِئْرُ جُبَارٌ (3) ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20562) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (660) ، والبغوي (4193) .
وانظر ما سلف برقم (7203)
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي بنحوه من طرق عن أَبي هريرة برقم (8949) و (9584) و (10370) و (10441) و (10846) .
وسلف النهي عن النجش برقم (7248) من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.
قوله: "اللمس " -وهو بيع الملامسة- قال ابن الأثير 4/269: هو أن يقول: إذا لمست ثوبي، أو لمست ثوبك، فقد وجب البيعُ.
(3) في (م) والنسخ المتأخرة قدَّم البئر على المعدن.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أَبو داود (4594) ، ومن طريقه الخطابي في "غريب الحديث" 1/600-601 عن محمد بن المتوكل، وابن ماجه (2676) ، وأَبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266 عن أحمد بن الأزهر، والنسائي في العاريَّة=(13/547)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/398 عن أحمد بن سعيد، وابن أَبي عاصم في "الديات" ص 82 عن سلمة بن شبيب، والدارقطني 3/152-153، ومن طريقه البيهقي 8/344 من طريق أحمد بن منصور الرمادي، خمستهم عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو داود (4594) ، وأَبو عوانة في الحدود من طريق عبد الملك الصنعاني، عن معمر، به.
لفظ رواية ابن ماجه والنسائي: "النار جبار والبئر جبار"، ورواية الباقين إلا البيهقي: "النار جبار"، وأما البيهقي فلفظ روايته: "العجماء جرحها جبار"، والمعدن جبار، والنار جبار، وفي الرّكاز الخمس".
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 7/27 من طريق مسلمة بن علقمة، عن داود بن أَبي هند، عن سعيد بن المسيب، عن أَبي هريرة مرفوعاً: "النار جبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس"، وهذه الرواية عن سعيد خطأ، هي من أوهام مسلمة بن علقمة، فإن في حفظه شيئاً، وقد سلف تخريح الرواية عن سعيد بن المسيب برقم (7254) من طرق الثقات، وليس فيها "النار جبار".
قال ابن العربي: اتفقت الروايات المشهورة على التلفظ بالبئر (قلنا: قد سلف تخريج هذه الروايات والإِحالات إليها عند الحديث رقم: 7120) ، وجاءت رواية شاذة بلفظ "النار جبار" بنون وألف ساكنة قبل الراء، وقال بعضهم: صحَّفها بعضُهم، لأن أهل اليمن يكتبون النار بالياء لا بالألف، فظن بعضهم البئر بالموحدة النارَ بالنون، فرواها كذلك. "فتح الباري" 12/255-256، وانظر أيضاً "سنن
الدارقطني" 3/153، و"سنن البيهقي" 8/345، و"غريب الحديث" للخطابى 1/601(13/548)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164-241هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد
الجزء الرابع عشر
مؤسسة الرسالة(14/1)
تتمة مسند أبي هريرة رضي الله عنه
8253 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَنَا أَشْبَهُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، قَالَ: " رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ "، وَكَانَ يُكَبِّرُ إِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ، وَإِذَا قَامَ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ، قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ " (1)
8254 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، والمقبري: هو سعيد بن أبي سعيد.
وأخرجه البخاري (795) عن آدم بن أبي إياس، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 1/221 من طريق أسد بن موسى، عن ابن أبي ذئب، به، ولفظه: أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يصلي لهم المكتوبة، فيكبر كلما خفض ورفع، فإذا انصرف قال: والله إني لأشبَهُكم صلاةً برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسيأتي من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد برقم (9837) .
وانظر ما سلف برقم (7220) و (7661) .(14/7)
مِنْ بَنِي آدَمَ يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ بِإِصْبَعِهِ (1) ، إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا " (2)
8255 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هَرَيْرَةَ، عَنْ (3) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى مَا وَرَائِي كَمَا أَنْظُرُ إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيَّ، فَسَوُّوا صُفُوفَكُمْ، وَأَحْسِنُوا رُكُوعَكُمْ وَسُجُودَكُمْ " (4)
8256 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ , عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (5) ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَنْتَهِيَنَّ رِجَالٌ مِمَّنْ (6) حَوْلِ الْمَسْجِدِ لَا يَشْهَدُونَ الْعِشَاءَ، أَوْ لَأُحَرِّقَنَّ حَوْلَ بُيُوتِهِمْ بِحُزَمِ الْحَطَبِ " (7)
8257 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْعَلَاءِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنْ حِينِ يَخْرُجُ
__________
(1) في (ظ3) و (عس) : بإصبعيه.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عجلان -وهو مولى المشمعل-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7879) .
(3) هذا الِإسناد من (ظ3) و (عس) ، ولم يثبت في (م) وبقية النسخ.
(4) صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7199) .
(5) هذا الِإسناد من (ظ3) و (عس) ، ولم يثبت في (م) وبقية النسخ.
(6) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: من.
(7) صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7916) .(14/8)
أَحَدُكُمْ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى مَسْجِدِهِ (1) فَرِجْلٌ تَكْتُبُ حَسَنَةً، وَأخْرَى تَمْحُو سَيِّئَةً " (2)
8258 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ يَعْنِي الزَّيَّاتَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَيُنَادِي مَعَ ذَلِكَ: إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلَا تَمُوتُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشُبُّوا فَلَا تَهْرَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلَا تَبْأَسُوا أَبَدًا ". قَالَ: يَتَنَادَوْنَ بِهَذِهِ الْأَرْبَعَةِ (3)
__________
(1) في (ظ3) و (عس) : مسجدي، وهي كذلك عند عبد بن حميد وابن حبان.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأسود بن العلاء بن جارية الثقفي، فمن رجال مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد (1459) ، وإبن حبان (1622) ، والحاكم 1/217، والبيهقي 3/62 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الِإسناد. وزاد ابن حبان في روايته: "حتى يرجع"، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (9595) و (10203) .
وانظر ما سلف برقم (7801) .
قوله: "تَكتب"، قال السندي: على بناء الفاعل، ونسبة الكتابة إلى الرجل مجازية لكونها سبباً لها.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. حمزة الزيات: هو ابن حبيب القارىء.
وأخرجه مختصراً الدارمي (2824) ، والنسائي في "الكبرى" (11184) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (290) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو نعيم (290) من طريق أبي مريم وإسرائيل، عن أبي إسحاق، به.(14/9)
8259 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، وَقَالَ لَنَا: وَاللهِ مَا خَلَقَ اللهُ مُؤْمِنًا يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي إِلَّا أَحَبَّنِي. قُلْتُ: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: إِنَّ أُمِّي كَانَتِ امْرَأَةً مُشْرِكَةً، وَإِنِّي كُنْتُ أَدْعُوهَا إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَانَتْ تَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا، فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْرَهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أَبْكِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَانَتْ تَأْبَى عَلَيَّ، وَإِنِّي دَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ ". فَخَرَجْتُ أَعْدُو أُبَشِّرُهَا بِدُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَتَيْتُ الْبَابَ
__________
= وسيتكرر الحديث في مسند أبي سعيد الخدري 3/38، وسيأتي فيه أيضاً 3/95 من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، به، وصرح أبو إسحاق في هذا الطريق بأن الأغر حدثه.
وانظر ما سيأتي برقم (8827) .
تنبيه: ذكر الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 7/136 لهذا الحديث عند الِإمام أحمد إسناداً آخر إلى الأغر وهو: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن الأغر، به. وهذا الِإسناد لم يرد في أي موضع من مسند أبي هريرة، أو مسند أبي سعيد الخدري في أصولنا الخطية أو النسخ المطبوعة!!
قوله: "فيُنادى"، قال السندي: على بناء المفعول، أو الفاعل، أي: مناد، وهذا الحديث بقية ما جاء في حال أهل الجنة.
"مع ذلك": الذي لهم من النعيم.(14/10)
إِذَا هُوَ مُجَافٍ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ، وَسَمِعَتْ خَشْفَ رِجْلَىَّ (1) - يَعْنِي وَقْعَهُمَا (2) -، فَقَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كَمَا أَنْتَ. ثُمَّ فَتَحَتِ الْبَابَ وَقَدْ لَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا، فَقَالَتْ: إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ كَمَا بَكَيْتُ مِنَ الْحُزْنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبْشِرْ، فَقَدِ اسْتَجَابَ اللهُ دُعَاءَكَ، وَقَدْ هَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحَبِّبُهُمْ إِلَيْنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَحَبِّبْهُمْ إِلَيْهِمَا ". فَمَا خَلَقَ اللهُ مُؤْمِنًا يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي، أَوْ يَرَى أُمِّي إِلَّا وَهُوَ يُحِبُّنِي (3)
__________
(1) كذا في (ظ3) ، وفي (م) وبقية النسخ: رِجْلٍ.
(2) كذا في (ظ3) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: وَقْعَهَا.
(3) إسناده حسن، عكرمة بن عمار -وإن خرَج له مسلم- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، من رجال الشيخين، وأبو كثير: هو السحيمي اليمامي، من رجال مسلم.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/328، والبخاري في "الأدب المفرد" (34) ، ومسلم (2491) ، وابن حبان (7154) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (76) ، والحاكم 2/621، والبغوي (3726) من طرق عن عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد- رواية البخاري مختصرة، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي هنا بينما حسَن
إسناده في "السير" 2/593، وهو الصواب.
الخَشف، بفتح الخاء وسكون الشين وقد تفتح: الصوت.(14/11)
8260 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ (1) ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ يَتِيمُ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ: هَلْ صَلَّيْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نَعَمْ. فَقَالَ: مَتَى؟ قَالَ: عَامَ غَزْوَةِ نَجْدٍ، " قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلَاةِ الْعَصْرِ، وَقَامَتْ مَعَهُ طَائِفَةٌ، وَطَائِفَةٌ أُخْرَى مُقَابِلَةَ الْعَدُوِّ ظُهُورُهُمْ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَبَّرُوا جَمِيعًا الَّذِينَ مَعَهُ وَالَّذِينَ يُقَابِلُونَ الْعَدُوَّ، ثُمَّ رَكَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ رَكَعَتْ مَعَهُ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيهِ، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيهِ، وَالْآخَرُونَ قِيَامٌ مُقَابِلَةَ (2) الْعَدُوِّ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَامَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي مَعَهُ، فَذَهَبُوا إِلَى الْعَدُوِّ فَقَابَلُوهُمْ، وَأَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي كَانَتْ مُقَابِلَةَ الْعَدُوِّ، فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ كَمَا هُوَ، ثُمَّ قَامُوا فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَةً أُخْرَى وَرَكَعُوا مَعَهُ وَسَجَدُوا مَعَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي كَانَتْ تُقَابِلُ الْعَدُوَّ فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ وَمَنْ تَبِعَهُ، ثُمَّ كَانَ التَّسْلِيمُ، فَسَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَلَّمُوا جَمِيعًا، فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَانِ (3) ، وَلِكُلِّ رَجُلٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ
__________
(1) تحرف في (م) إلى: المقبري.
(2) في (ظ3) : مقابلي.
(3) في (ظ3) و (عس) في هذا الموضع والموضعين التاليين: ركعتين. على أن "كان" ناقصة، و"ركعتين" خبرها.(14/12)
رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة حيوة -وهو ابن شريح المصري-، وأما قرينه ابن لهيعة -وهو عبد الله- فقد روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه، وله في مسلم بعض شيء مقرون، وهو سيئ الحفظ، لكن رواية عبد الله بن يزيد المقرىء عنه صالحة. أبو الأسود يتيم عروة: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل.
وهذا الحديث قد صرح عروة بن الزبير في غير هذا الطريق أنه سمعه من أبي هريرة نفسه، وقد سأله مروان بن الحكم.
وأخرجه أبو داود (1240) ، والنسائي 3/173-174، وابن خزيمة (1361) ، والطحاوي 1/314، والحاكم 1/338-339 والبيهقي 3/264 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الِإسناد. رواية ابن خزيمة والحاكم وإحدى روايتي البيهقي عن حيوة وحده، ورواية النسائي عن حيوة وآخر. وقد وقع في آخر الحديث عند داود والحاكم والبيهقي: ولكل رجل من الطائفتين ركعة ركعة، قال البيهقي: كذا قال، والصواب: لكل واحد من الطائفتين ركعتين ركعتين ...
ولعله أراد: ركعة ركعة مع الِإمام.
وأخرجه أبو داود (1241) من طريق سلمة بن الفضل، وابن خزيمة (1362) ، وعنه ابن حبان (2878) من طريق إبراهيم بن سعد، كلاهما عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود، عن عروة، سمعت أبا هريرة ومروان بن الحكم يسأله ... وقد صرح ابن إسحاق بسماعه من أبي الأسود، وقرن سلمةُ في حديثه بأبي الأسود محمدَ بن جعفر بن الزبير.
وأخرجه الطحاوي 1/314، والبيهقي 3/264-265 من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن أبي هريرة. ولم يذكر فيه مروان. وسيأتي برقم (10769) مختصراً، من طريق عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة.
وقد روي الحديث من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن محمد بن=(14/13)
8261 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو هَانِئٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ (1) الْغِفَارِيَّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَتْبَعُ الْحَرِيرَ مِنَ الثِّيَابِ فَيَنْزِعُهُ " (2)
8262 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ سِتُّونَ سَنَةً، فَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ " (3)
__________
= جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة، وسيأتي في مسندها 6/274.
(1) كذا في (عس) و (م) والنسخ المتأخرة، وفي (ظ3) و (ل) : سَعْد، وترجمه الحافظ ابن حجر في "التعجيل" ص 488 بأبي سعيد الغفاري، وذكر الخلاف في كنيته، وأفاد أنه روى عنه اثنان: أبو هانىء حميد بن هانىء وخلاد بن سليمان الحضرمي.
(2) إسناده محتمل للتحسين، أبو سعيد -ويقال: أبو سعد- الغفاري تابعى لم يوثَر فيه جرحٌ، وروى عنه اثنان ثقتان، هما: أبو هانىء حميد بن هانىء وخلاد بن سليمان الحضرمي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/573. وباقي رجال الِإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وحيوة: هو ابن شريح المصري.
وأورد هذا الخبر البخاري في الكنى من "تاريخه" (314) عن عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الِإسناد.
وفي النهي عن لبس الحرير، انظر ما سيأتي برقم (8355) .
(3) إسناده قوي، محمد بن عجلان صدوق، روى له مسلم في الشواهد=(14/14)
8263 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَرُّ مَا فِي الرَّجُلِ شُحٌّ هَالِعٌ، وَجُبْنٌ خَالِعٌ " (1)
8264 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ طِيبٌ فَلَا يَرُدَّهُ، فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمَلِ، طَيِّبُ الرَّائِحَةِ " (2)
__________
= والبخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/370، وفي "المعرفة" (10252) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/290 من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد. وانظر (7713) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد العزيز بن مروان، والدِ الخليفة عمر بن عبد العزيز، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة. عُلَي -بضم أوله على الأشهر- والد موسى: هو ابن رباح بن قَصير اللخمي المصري.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (341) ، وأبو داود (2511) ، وابن حبان (3250) ، والبيهقي 9/170، من طرق عن أبي عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأورده من هذا الطريق أيضاً البخاري في "التاريخ الكبير" 6/8-9. وانظر (8010) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأخرجه مسلم (2253) (20) ، وأبو داود (4172) ، والنسائي 8/189، وأبو =(14/15)
8265 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ هُرْمُزْ (1) ، مَوْلًى مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، يُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَحَمَلَ مِنْ عُلُوِّهَا، وَحَثَا (2) فِي قَبْرِهَا، وَقَعَدَ حَتَّى يُؤْذَنَ لَهُ، آبَ بِقِيرَاطَيْنِ مِنَ الْأَجْرِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ " (3)
__________
= يعلى (6253) ، وأبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 204، وابن حبان (5109) ، والبيهقي في "السنن" 3/245، وفي "الشعب" (6070) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6072) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، بلفظ: "إذا وضع الطيب بين يدي أحدكم فليصب منه ولا يرده".
وفي الباب عن أنس بن مالك: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أتي بطيب لم يرده.
سيأتي في مسنده 3/118.
وعن ابن عمر عند الترمذي (2790) ، والبغوي (3173) ، بلفظ: "ثلاث لا ترد: الوسائد، والدهْن، واللَبَن". والدهن يعني به الطيب.
وعن أبي عثمان النهدي مرسلا عند الترمذي (2791) ، والبغوي (3172) .
والمَحمِل، قال السندي: بفتح الميم الأولى وكسر الثانية، أي: الحَمْل، أي: لامؤنة فيه مع طيب رائحته، فلاوجه لرد مثله.
(1) تحرف في (ل) و (م) والنسخ المتأخرة إلى: هريم، والتصويب من (ظ3) و (عس) .
(2) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: وحَمَل في قبرها، وفسره السندي على معنى أنه أدخلها فيه!
(3) إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة -في الأصل- سيىء الحفظ، لكن رواية=(14/16)
8266 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرِو الْمَعَافِرِيُّ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي نُعَيْمَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنِ اسْتَشَارَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ رُشْدٍ، فَقَدْ خَانَهُ، وَمَنْ أَفْتَى بِفُتْيَا غَيْرِ ثَبْتٍ، فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ " (2)
__________
= أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء عنه صالحة، وأما عبد الله بن هرمز هذا فلم نتبينه، وقريب من هذه الطبقة عبد الله بن هرمز، ويقال: ابن هَرِم، أبو الشعثاء السلمي، وهو مجهول ثم يرو عنه سوى ابنه الهيثم بن عبد الله، وروى هو عن أبيه أبي العجفاء هرم بن نسيب - وهو من الطبقة الثانية التي روت عن كبار الصحابة-، وعبد الله بن هرمز هذا لم يذكر أحد ممن ترجمه أنه مولى من أهل المدينة، انظر "التاريخ الكبير" 5/221-222، و"الجرح والتعديل" 5/195، و"ثقات ابن حبان" 7/55. قلنا: قد ضعف هذا الإِسناد الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/193، وأما أصل الحديث في فضل اتباع الجنازة فصحيح، سلف برقم (7188) .
قوله: "فحمل من عُلوها"، قال السندي: ضبِطَ بضم، ولعل المراد من ابتدائها، أي: من بيتها.
(1) تحرف في (م) إلى: بكر بن عمر المغافري.
(2) إسناده ضعيف، عمرو بن أبي نَعيمة - ويقال: نُعيمة، مصغراً - قال أبو حاتم: شيخ، وقال الدارقطني: مصري مجهول يترك، وقال أبو الحسن بن القطان: مجهول الحال، وذكره ابن حبان في "الثقات"! وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، يعني عند المتابعة وإلا فليِّن.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4297) من طريق عبد الله بن يزيد =(14/17)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المقرىء، بهذا الِإسناد، واقتصر فيه على القسم الثاني فقط.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/762، وابن راهويه في "مسنده" (334) ، والدارمي (159) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (259) ، وأبو داود (3657) ، والطحاوي (411) ، والحاكم 1/126، والبيهقي 10/112 من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، به. لكن أسقطوا من الإسناد عمرو بن أبي نعيمة، والأصوب أنه في إسناده كما عند المصنف والطحاوي، وقد تابع المقرىءَ على ذلك رِشدين بن سعد
-على ضعفه- فيما سيأتي برقم (8776) ، وعبد الله بن وهب عن سعيد بن أبي أيوب، ورواه ابن وهب مرة أخرى عن يحيى بن أيوب الغافقي، عن بكر بن عمرو، فذكره فيه أيضاً.
ورواية ابن أبي شيبة مقتصرة على القسم الأول، والدارمي وأبي داود والحاكم على القسم الثالث. وذهل الحاكم فصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!!
وأخرجه الطحاوي (4296) ، والبيهقي 10/112 من طريق عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن بكر بن عمرو، عن عمرو بن أبي نعيمة، به. واقتصر الطحاوي على الفقرة الثانية فقط.
وأخرجه أبو داود (3657) ، والطحاوي (410) و (4298) و (4299) ، والبيهقي 10/116، والمزي في ترجمة عمرو من "تهذيبه" 22/271 من طريق ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن بكر بن عمرو، به. اقتصر أبو داود على الفقرة الثانية والثالثة منه، والطحاوي في الموضع الثاني والثالث، والمزي على الفقرة الثانية فقط.
وأخرجه ابن ماجه (53) عن ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن يزيد المقرىء، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي هانىء حميد بن هانىء الخولاني، عن أبي عثمان مسلم بن يسار، به -واقتصر على الفقرة الثالثة-. ويغلب عن ظننا أن هذا الِإسناد وقع فيه خطأ، وأن الصواب فيه ذكر عمرو بن أبي نعيمة، فإن الحديث محفوط من رواية بكر بن عمرو المعافري، عن عمرو بن أبي نعيمة، والله تعالى أعلم.
وسيأتي الحديث برقم (8776) من طريق رشدين بن سعد، عن بكر بن عمرو،=(14/18)
8267 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا بِهِ أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ " (1)
__________
= عن عمرو بن أبي نعيمة، عن أبي عثمان مسلم بن يسار، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً.
وسيأتي القسم الأول من الحديث ضمن الحديث رقم (9317) من طريق أبي صالح، وسيأتي أيضاً من طريق كليب برقم (9350) ، وأبي سلمة برقم (10513) ، وقد سلف غير مرة أنه متواتر، انظر حديث عمر (326) ، وعثمان (469) ، وعلي (584) ، وابن عباس (2675) .
وانظر في باب الاستشارة حديث أبي هريرة عند الطحاوي في "مشكل الآثار" (472) و (4292) و (4294) ، بلفظ: "المستشار مؤتمن".
وعن أبي مسعود الأنصاري، بهذا اللفظ، سيأتي في مسنده 5/274، وهو صحيح.
والثبْت، قال السندي: بفتح فسكون، وهذا صفة للفتيا، أي: بفتْيا غير ثابتة، يقال: رجل ثَبْت -بالسكون-، أي: ثابت القلب، أو هو بفتحتين بمعنى الصواب.
(1) إسناده حسن، أبو عثمان مسلم بن يسار -وهو المصري الطنْبُذِي- صدوق حسن الحديث، روى له البخاري في "الأدب"، ومسلم في مقدمة كتابه، وأصحاب السنن غير النسائي، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (332) ، ومسلم في مقدمة "صحيحه" (6) ، وأبو يعلى (6384) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/550، والبغوي (107) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/275-276 من هذا الطريق.
وأخرجه محمد بن وضاح القرطبي في "البدع" ص 83، وابن حبان (6766) =(14/19)
8268 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَمِعْتُمْ أَصْوَاتَ الدِّيَكَةِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، فَاسْأَلُوا اللهَ وَارْغَبُوا إِلَيْهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الْحَمِيرِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا، فَاسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّ مَا رَأَتْ " (2)
8269 - حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
= والحاكم 1/103 من طريق عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
وأخرجه بنحوه مسلم في "المقدمة" (7) من طريق شراحيل بن يزيد، عن مسلم بن يسار، به.
وسيأتي بنحوه برقم (8596) من طريق أبي عثمان الأصبحي، عن أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (7228) .
(1) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: عن الأعرج، والمثبت من (ظ3) و (عس) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وسعيد: هوِ ابن أبي أيوب.
وأخرجه أبو يعلى (6254) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 204-205، وابن حبان (1005) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (311) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (943) من طريق ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، به. وانظر (8064) .(14/20)
فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
8270 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَمَانَا بِاللَّيْلِ فَلَيْسَ مِنَّا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شعيب بن حرب، فمن رجال البخاري. وانظر ما قبله.
(2) حديث حسن، وفي هذا الِإسناد ضعف من جهة يحيى بن أبي سليمان، فهو ليَن الحديث كما قال الحافظ في "التقريب"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1279) ، وابن حبان (5607) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1327) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الِإسناد -ولفظه عند ابن حبان: "من رمانا بالنبل فليس منا".
وأخرجه ابن منده في "الِإيمان" (553) عن أبي عمرو، عن محمد بن النعمان بن بشير، عن عبد العزيز الأويسي، عن الدراوردي، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة. وهذا إسناد حسن من أجل الدراوردي -وهو عبد العزيز بن محمد- فهو حسن الحديث، وباقي رجال الِإسناد ثقات مشهورون مترجمون، وأبو عمرو شيخ ابن منده: هو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم الأصبهاني المعروف بابن مَمك، وعبد العزيز الأويسي: هو ابن عبد الله بن يحيى، وثور: هو ابن زيد الديلي، وأبو الغيث: هو سالم أبو الغيث. فالعجب -بعد هذا- من محقق كتاب "الإيمان" حيث قال: في إسناد ابن منده من لم نجد ترجمته!!
وفي الباب عن ابن عباس عند الطحاوي في "مشكل الآثار" (1326) ، والطبراني (11553) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (355) . وسنده حسن.=(14/21)
8271 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ سِتُّ خِصَالٍ: أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُشَمِّتَهُ إِذَا عَطَسَ، وَإِنْ دَعَاهُ أَنْ يُجِيبَهُ، وَإِذَا مَرِضَ أَنْ يَعُودَهُ، وَإِذَا مَاتَ أَنْ يَشْهَدَهُ، وَإِذَا غَابَ أَنْ يَنْصَحَ لَهُ " (2)
__________
= وعن بريدة الأسلمي عند البزار (3334) . وسنده ضعيف.
قوله: "من رمانا بالليل"، قال المناوي في "فيض القدير" 6/139: أي: رمى إلى جهتنا بالقِسِيّ ليلاً، فليس منا؛ لأنه حاربنا، ومحاربة أهل الإيمان آية الكفران، أو ليس على منهاجنا، لأن من حق المسلم على المسلم أن ينصره ويقاتل دونه، لا أن يرعبه، فضمير المتكلم في الموضعين لأهل الِإيمان ... ويشمل هذا التهديد كل من فعله من المسلمين بأحد منهم لعداوة واحتقار ومزاح لما فيه من التفزيع والتروبع.
(1) قوله: "عن أبيه" سقط من (م) .
(2) حديث صحيح، وفي هذا الإسناد ضعف، عبد الله بن الوليد -وهو ابن قيس بن الأخرم التجيبي -فيه لين -، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابنِ حجيرة -وهو الأصغر عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة- فقد روى له النسائي.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (328) ، والبيهقي في "الشعب" (8753) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2737) ، والنسائي 4/53 من طريق محمد بن موسى الفطري المدني، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وسنده صحيح.
وللحديث بنحوه طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر ما سيأتي برقم (8397) و (8845) و (10966) .
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (673) .=(14/22)
8272 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى سَلْمَانَ الْخَيْرَ، فَقَالَ: " إِنَّ نَبِيَّ اللهِ يُرِيدُ أَنْ يَمْنَحَكَ كَلِمَاتٍ تَسْأَلُهُنَّ الرَّحْمَنَ تَرْغَبُ إِلَيْهِ فِيهِنَّ، وَتَدْعُوَ بِهِنَّ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ "، قُلِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صِحَّةَ إِيمَانٍ، وَإِيمَانًا فِي خُلُقٍ حَسَنٍ، وَنَجَاحًا يَتْبَعُهُ فَلَاحٌ - يَعْنِي - وَرَحْمَةً مِنْكَ وَعَافِيَةً وَمَغْفِرَةً مِنْكَ وَرِضْوَانًا " قَالَ أَبِي: " وَهُنَّ مَرْفُوعَةٌ فِي الْكِتَابِ: يَتْبَعُهُ فَلَاحٌ وَرَحْمَةٌ مِنْكَ وَعَافِيَةٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْكَ وَرِضْوَانٌ (2) " (3)
__________
= وعن ابن عمر، سلف برقم (5357) .
قوله: "أن ينصح له -وفي (ظ3) و (عس) : ينصحه-"، قال السندي في حاشيته على النسائي 4/53: أي: يريد له الخير في جميع أحواله.
(1) في "تهذيب الكمال" للمزي من طريق "المسند": ابن حجيرة عن أبيه، بزيادة: "عن أبيه"! وهذه الزيادة لم ترد في شيء من أصولنا الخطية ولا في "جامع المسانيد والسنن" لابن كثير 7/ورقة 263، ولا في "أطراف المسند" لابن حجر 8/212، وقد أثبتها كل من خرج الحديث من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، وهو الصواب إن شاء الله لأن عبد الله بن الوليد إنما يروي عن ابن حجيرة الأصغر، وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة، وهذا لا يروي عن أبي هريرة، بل أبوه ابن حجيرة الأكبر، وهو عبد الرحمن.
(2) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: ورضوانا.
(3) إسناده ضعيف، عبد الله بن الوليد فيه ضعف، ثم إن صح إسناد أحمد =(14/23)
8273 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَجَدَ سَعَةً فَلَمْ يُضَحِّ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا " (1)
__________
= هكذا فهو منقطع، فإن ابن حجيرة -وهو عبد الله بن عبد الرحمن- ليست له رواية عن أبي هريرة.
وأخرجه المزي في ترجمة ابن حجيرة من "تهذيب الكمال" 15/204-205 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد -وفيه ابن حجيرة-،عن أبيه.
وأخرجه كذلك النسائي في "عمل اليوم والليلة" (21) و (569) ، والطبراني في "الأوسط" (9329) ، والحاكم 1/523 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء، به. وتساهل الحاكم فصحح إسناده.
سلمان الخير: هو الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه.
قوله: "صحة إيمان"، وفي المصادر الأخرى للحديث: "صحة في إيمان"، قال السندي معلقاً على رواية "المسند": أي: أن يكون الِإيمان صحيحاً كاملًا خالياً عن مرض النقصان.
(1) إسناده ضعيف، عبد الله بن عياش ضعيف يعتبر به، وقد اضطرب فيه أيضاً كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه الحاكم 4/231-232 من طريق أبي حاتم الرازي، عن عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد. وصحح إسناده، ووافقه الذهبي، وهو وهم منهما، وحسنه الألباني في "تخريح مشكلة الفقر" (102) فأخطأ.
وأخرجه ابن ماجه (3123) ، والحاكم 2/389، والبيهقي في "السنن" 9/260 من طريق زيد بن الحُباب، والحاكم 4/232 من طريق ابن وهب، والبيهقي في "الشعب" (7334) من طريق حيوة بن شريح، ثلاثتهم عن عبد الله بن عياش، به =(14/24)
8274 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَزَالُ لِهَذَا الْأَمْرِ - أَوْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ - عِصَابَةٌ عَلَى الْحَقِّ، وَلَا يَضُرُّهُمْ خِلَافُ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ " (1)
__________
= - ابن وهب وقفه.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/260 من طريق ابن وهب، عن عبد الله بن عياش، عن عيسى بن عبد الرحمن بن فروة، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة موقوفاً. وهذا إسناد ضعيف جداً ففيه غير عبد الله بن عياش: عيسى بن عبد الرحمن بن فروة، وهو متروك الحديث يروي عن الزهري مناكير.
وأخرجه الدارقطني 4/285 من طريق عمرو بن الحصين، عن محمد بن علاثة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف أيضاً، عمرو بن الحصين متروك.
(1) إسناده قوي، محمد بن عجلان روى له البخاري تعليقاً ومسلم في الشواهد، وهو قوي الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وسعيد: هو ابن أبي أيوب.
وأخرجه البزار (3320- كشف الأستار) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (171) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (8484) و (8930) من طريق ليث بن سعد، عن ابن عجلان.
وأخرجه ابن راهويه في "مسنده" (455) عن كلثوم بن محمد بن أبي سِدرة، عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي هريرة رفعه، وهذا إسناد منقطع، وفيه ضعف.
وأخرج ابن ماجه (7) عن هشام بن عمار، ويعقوب بن أبي سفيان في "المعرفة=(14/25)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والتاريخ" 2/296-297 عن عبد الله بن يوسف، وأبو نعيم في "الحلية" 9/307 من طريق محمد بن المبارك، ثلاثتهم عن يحيى بن حمزة، عن أبي علقمة نصر بن علقمة، عن عمير بن الأسود وكثير بن مرة الحضرمي، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "لا تزال من أمتي عصابة قوامة على أمر الله عز وجل لا يضرها من خالفها، تقاتل أعداءها، كلما ذهب حرب نشب حرب قوم آخرين، يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منه، حتى تأتيهم الساعة كأنها قطع الليل المظلم، فيفزعون لذلك حتى يلبسوا له
أبدان الدروع"، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هم أهل الشام"، ونكت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإصبعه يوميء بها إلى الشام حتى أوجعها. واللفظ ليعقوب، واقتصر ابن ماجه في روايته إلى قوله: "لا يضرها من خالفها". وإسناد الحديث صحيح.
وأخرج الطبراني في "مسند الشاميين" (1563) و (2496) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، عن أبي الجماهر محمد بن عثمان، عن الهيثم بن حميد، عن أبي مُعَيد حفص بن غيلان، عن نصر بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ، عن أبي هريرة رفعه: "لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله، لا يضرها من خالفها، تقاتل أعداء الله، كلما ذهبت حرب نشبت حرب قوم آخرين حتى تأتيهم الساعة". وإسناده حسن.
وأخرج أبو يعلى (6417) عن عبد الجبار بن عاصم، والطبراني في "الأوسط" (47) من طريق أبي الجُماهر محمد بن عثمان التنوخي، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، عن الوليد بن عباد، عن عامر الأحول، عن أبي صالح الخولاني، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خِذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة"، وإسناده ضعيف لجهالة الوليد بن عباد.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله ومعاوية وسلمة بن نفيل والمغيرة بن شعبة وزيد بن أرقم وعمران بن حصين وجابر بن سمرة وأبي أمامة وثوبان، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 3/345 و4/93 و104 و244 و369 و429 و5/103=(14/26)
8275 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، قَالَ أَبُو خَيْرَةَ - لَا أَعْلَمُ إِلَّا (1) أَنَّهُ قَالَ -: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْ ذُكُورِ أُمَّتِي (2) ، فَلَا يَدْخُلِ الْحَمَّامَ إِلَّا بِمِئْزَرٍ، وَمَنْ كَانَتْ تُؤْمِنُ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْ إِنَاثِ أُمَّتِي، فَلَا تَدْخُلِ الْحَمَّامَ " (3)
__________
= و269 و278.
قوله: "لهذا الأمر"، قال السندي: أي: لأمر الدَين، أو الجهاد.
قال النووي في "شرح مسلم" 13/66-67: أما هذه الطائفة، فقال البخاري: هم أهل العلم، وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم، قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث.
قلت (القائل هو النووي) : ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين، منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زُهاد، وآمرون بالمعروف، وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض. قلنا: وهو الصواب.
(1) سقط لفظ "إلا" من بعض النسخ الخطية.
(2) المثبت من (ظ 3) و (عس) و"أطراف المسند"، وفي (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: من ذكر وأنثى، وهو تحريف.
(3) حسن لغيره، أبو خيرة -وهو مُحَب بن حَذلم المصري- ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/444، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 394: قال الحسيني: لا يعرف، وتبعه من بعده. وقال الذهبي في "الميزان" 4/521: لا يُعرف. ثم قال الحافظ: قد جزم باسمه وكنيته ونسبه أبو=(14/27)
8276 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُشَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، ثَلَاثِينَ (1) آيَةً، شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ وَهِيَ: تَبَارَكَ الَّذِي
__________
= سعيد بن يونس في "تاريخ مصر"، قال: محب بن حذلم مولى ثابت بن زيد ... يكنى أبا خيرة، روى عن موسى بن وردان، روى عنه سعيد بن أبي أيوب وصمام بن إسماعيل والليث بن عاصم وكان فاضلًا. ثم قال: وليس له غير حديث واحد، ثم ساق من طريق ابن وهب، عن سعيد، عنه، عن موسى، لا أعلمه إلا عن أبي هريرة (يعني حديشا هذا) . ثم قال: وأورد له ابن يونس عنه أثراً يدل على شهرته في المصريين، وذكره. وموسى بن وردان -وهو القرشي العامري، أبو عمر القاص-، روى له أصحاب السنن وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وسعيد: هو ابن أبي أيوب.
وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (125) .
وعن جابر، سيأتي 3/339.
وعن عائشة، سيأتي 6/139.
وعن عبد الله بن عمرو عند أبي داود (4011) ، وابن ماجه (3748) .
وعن أبي أيوب عند الحاكم 4/289، والبيهقي في "السنن" 7/309، وفي "الشعب" (7769) .
وعن أبي سعيد الخدري عند البزار (318- كشف الأستار) .
وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11462) .
قلنا: ولا يخلو إسناد من هذه الشواهد من مقال، لكن بمجموعها يتقوى الحديث.
(1) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: ثلاثين.(14/28)
بِيَدِهِ الْمُلْكُ " (1)
8277 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: تَفَرَّجَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلٌ الشَّامِيُّ: أَيُّهَا الشَّيْخُ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ، فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى قُتِلْتُ. قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ (2) عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ. وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ (3) نِعَمَهُ، فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ فِيكَ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ. فَقَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ:
__________
(1) حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عباس الجشمي، فمن رجال السنن، وهو مقبول.
والحديث مكرر (7975) ، فانظر الكلام عليه هناك.
(2) لفظة: "فسحب" هكذا هي في (ظ3) و (عس) في هذا الموضع، وفي الموضعين الآتيين، وفي المواضع الثلاثة في (م) و (ل) وبقية النسخ: فيسحب.
(3) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ وهامش (عس) : ليعرفه.(14/29)
هُوَ عَالِمٌ، فَقَدْ قِيلَ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أَمَرَ بِهِ، فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ. وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ. قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ (1) لِيُقَالَ: هُوَ جَوَّادٌ، فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ " (2)
__________
(1) في (م) والنسخ الخطية المتأخرة: فعلت ذلك، بزيادة: ذلك.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يونس بن يوسف، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (1905) من طريق الحجاج بن محمد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مسلم (1905) ، والنسائي في "المجتبى" 6/23-24، وفي "الكبرى" (8083) ، والبيهقي 9/168 من طرق، عن ابن جريج، به.
وأخرجه بأطول مما هنا عبد الله بن المبارك في "الزهد" (469) ، ومن طريقه البخاري في "خلق أفعال العباد" (335) ، والترمذي (2382) ، والنسائي في الرقاق من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/111، والطبري في "تفسيره" 12/13، وابن خزيمة (2482) ، وابن حبان (408) ، والحاكم 1/418-419، وأبو نعيم في "الحلية" 5/169، والبغوي (4143) عن حيوة بن شريح، وأبو نعيم في "الحلية" من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن الوليد بن أبي الوليد، عن عقبة بن مسلم، عن شفي، عن أبي هريرة.
قال الترمذي: حسن غريب، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. ورواية البخاري مختصرة.=(14/30)
8278 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ - إِذَا فَتَحَ اللهُ - الْخَيْفُ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ " (1)
8279 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَغْفِرُ اللهُ لِلُوطٍ، إِنَّهُ أَوَى (2) إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ " (3)
__________
= ناتل الشامي الذي سأل أبا هريرة: هو ناتل بن قيس بن زيد الجذامي الشامي الفلسطيني، سيد جذام بالشام، كان أبوه قيس بن زيد ممن وفد على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد ناتل صفين مع معاوية بن أبي سفيان، وكان يومئذٍ على لخم وجذام، خرج على عبد الملك بن مروان فبعث إليه عبدُ الملك عمرو بن سعيد الأشدق فقتله في سنة ست وستين. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" 29/250.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن حفص -وهو المدائني- فمن رجال مسلم. ورقاء: هو ابن عمر اليشكري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأخرجه مسلم (1314) (345) من طريق شبابة بن سوَّار، عن ورقاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4284) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وأبو يعلى (6349) من طريق محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، كلاهما عن أبي الزناد، به. وانظر ما سلف برقم (7240) .
(2) في (ظ3) و (عس) : آلَ.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.(14/31)
8280 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَانِ لَهُمَا، جَاءَ الذِّئْبُ فَأَخَذَ أَحَدَ الِابْنَيْنِ، فَتَحَاكَمَتَا (1) إِلَى
__________
= وأخرجه مسلم ص 1840 (153) من طريق شبابة بن سوار، عن ورقاء بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3375) ، والبغوي في "معالم التنزيل" 2/395-396 من طريق شعيب بن أبي حمزة، والطبري 12/88 من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، كلاهما عن أبي الزناد، به.
وله طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي برقم (8329) و (8392) و (8605) .
قوله: "أوى إلى ركن شديد"، قال الحافظ في "الفتح" 6/415: أي: إلى الله سبحانه وتعالى، يشير صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قوله تعالى: (لَوْ ان لِي بكُم قوًةً أو آوِي إلى رُكْنٍ شَديدٍ) [هود: 80] ، ويقال: إن قمَ لوطٍ لم يكن فيهم أَحد يجتمع معه في نسبه لأنهم من سدوم وهي من الشام، وكان أصلُ إبراهيم ولوط من العراق، فلما هاجر إبراهيم إلى الشام هاجر معه لوط، فبعث الله لوطاً إلى أهل سدوم، فقال: لو أن لي منعةً وأقارب وعشيرة لكنت أستنصر بهم عليكم ليدفعوا عن ضيفاني، ولهذا جاء في بعض طرق هذا الحديث كما أخرجه أحمد (10903) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "قال لوط: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد، قال: فإنه كان يأوي إلى ركن شديد، ولكنه عنى عشيرته، فما بعث الله نبياً إلا في ذروة من قومه" زاد ابن مردويه من هذا الوجه: "ألم تر إلى قول قوم شعيب: (ولَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ) [هود: 91] ".
ونقل عن النووي أنه قال: سَمى العشيرة ركناً، لأن الركن يستند إليه وُيمتنع به، فشبههم بالركن من الجبل لِشدتهم ومَنَعَتهم.
(1) هكذا في (ظ3) ، وفي (م) و (عس) و (ل) وبقية النسخ: فتحاكما.(14/32)
دَاوُدَ، فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى، فَخَرَجَتَا فَدَعَاهُمَا سُلَيْمَانُ، فَقَالَ: هَاتُوا السِّكِّينَ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا. فَقَالَتِ الصُّغْرَى: يَرْحَمُكَ اللهُ، هُوَ ابْنُهَا، لَا تَشُقَّهُ، فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَاللهِ إِنْ عَلِمْنَا مَا السِّكِّينُ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، وَمَا كُنَّا نَقُولُ إِلَّا الْمُدْيَةَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (1720) (20) من طريق شبابة بن سوار، عن ورقاء اليشكري، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري (3427) (6769) ، والنسائي في "المجتبى" 8/234-235 و236، والبيهقي 10/268 من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (1720) (20) من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن أبي الزناد، به.
وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (5957) من طريق عمران بن حدير، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة.
وقد وقع في إسناده من المطبوع تحريفان يستدركان من هنا.
وسيأتي برقم (8480) .
وفي معنى الحديث نقل الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/464 عن القرطبي أنه قال: الذي ينبغي أن يُقال (يعني في معنى الحديث) : إن داود عليه السلام قضى به للكبرى لسبب اقتضى به عنده ترجيح قولها، إذ لا بينة لواحدة منهما، وكونه لم يعين في الحديث اختصاراً لا يلزم منه عدم وقوعه، فيحتمل أن يقال: إن الولد الباقي كان في يد الكبرى وعجزت الأخرى عن إقامة البينة، قال: وهذا تأويل حسن جارٍ على القواعد الشرعية، وليس في السياق ما يأباه ولا يمنعه، فإن قيل: كيف ساغ
لسليمان نقض حكمه؟ فالجواب أنه لم يعمد إلى نقض الحكم، وإنما احتال بحيلةٍ لطيفةٍ أظهرت ما في نفس الأُمَّيْنِ، وفلك أنهما لما أخبرنا سليمان بالقصة، فدعا=(14/33)
8281 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيَمُ
__________
= بالسكين ليشقه بينهما، ولم يعزم على ذلك في الباطن، وإنما أراد استكشاف الأمر، فحصل مقصوده لذلك لجزع الصغرى الدال على عظيم الشفقة، ولم يلتفت إلى إقرارها بقولها: هو ابن الكبرى، لأنه علم أنها آثرت حياته، فظهر له من قرينة شفقة الصغرى وعدمها في الكبرى -مع ما انضاف إلى ذلك من القرينة الدالَّةِ على صدقها- ما هجم به على الحكم للصغرى. ويحتمل أن يكون سليمان عليه السلام ممن يسوغ له أن يحكم بعلمه، أو تكون الكبرى في تلك الحالة اعترفت بالحق
لما رأت من سليمان الجد والعزم في ذلك. ونظير هذه القصة ما لو حكم حاكم على مُدَّعِ مُنكِر بيمين، فلما مضى ليحلفه حضر من استخرج من المنكر ما اقتضى إقراره بما أراد أن يحلف على جحده، فإنه -والحالة هذه- يحكم عليه بإقراره، سواء كان ذلك قبل اليمين أو بعدها، ولا يكون ذلك من نقض الحكم الأول، ولكن من باب تبدُل الأحكام بتبدل الأسباب.
وقال ابن الجوزي: استنبط سليمان لما رأى الأمر محتملَاَ فأجاد، وكلاهما حكم بالاجتهاد، لأنه لو كان داود حكم بالنص لما ساغ لسليمان أن يحكم بخلافه. ودلت هذه القصة على أن الفطنة والفهم موهبة من الله لا تتعلق بكبر سن ولا صغره. وفيه أن الحق في جهة واحدة، وأن الأنبياء يسوغ لهم الحكم بالاجتهاد، وإن كان وجود النص ممكناً لديهم بالوحي، لكن في ذلك زيادة في أجورهم، ولعصمتهم من الخطأ في ذلك، إذ لا يقرون -لعصمتهم- على الباطل.
وقال النووي: إن سليمان فعل ذلك تحيُّلاً على إظهار الحق، فكان كما لو اعترف المحكوم له بعد الحكم أن الحق لخصمه. وفيه استعمال الحيل في الأحكام لاستخراج الحقوق، ولا يتأتى ذلك إلا بمزيد الفطنة وممارسة الأحوال.(14/34)
خَلِيلُ الرَّحْمَنِ بَعْدَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ ثَمَانُونَ سَنَةً، وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ " مُخَفَّفَةً (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 3/138 من طريق شبابة بن سوار، عن ورقاء بن عمر اليشكري، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث (3356) ، وبرقم (6298) ، وفي "الأدب المفرد" (1244) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به.
وعلقه البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث (3356) عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني، عن أبي الزناد، ووصله الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 4/14-15 من طريق مسدد، عن بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (124) من طريق عبد الله بن الفضل، عن الأعرج، به.
وسيأتي برقم (9408) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن القرشي، عن أبي الزناد، وبرقم (9622) من طريق ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (3356) عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ووصله أبو يعلى (5981) ، ومن طريقه الحافظ في "التغليق" 4/15 عن وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن محمد بن عمرو، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (20) ، والطبراني في "الأوائل" أيضاً (11) من طريق يعقوب بن حميد، عن سلمة بن رجاء، عن محمد بن عمرو بن علقمة، به -إلا أنه ذكر سن إبراهيم عليه السلام فيه عند ابن أبي عاصم مئةً وثلاثين، وعند الطبراني مئةً وعشرين! وهذه الرواية غلط، لعله وهم فيها يعقوب بن حميد أو سلمة بن رجاء، فقد ذكر أهل العلم أن لهما أوهاماً وغرائب.
وأخرجه كرواية الطبراني ابن عدي في "الكامل" 4/1500، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (8639) من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله، عن أبي الزناد، عن=(14/35)
8282 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ رَجُلٌ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ، فَأَخْرَجَ صَدَقَتَهُ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِ زَانِيَةٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ، ثُمَّ قَالَ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ. فَأَخْرَجَ صَدَقَتَهُ، فَوَضَعَهَا فِي
__________
= الأعرج، عن أبي هريرة، إلا أن أبا أويس فيه ضعف، وقد خالف من هو أوثق منه كما سلف في أول هذا التخريج.
وأخرجه كذلك ابن سعد 1/47، وابن أبي شيبة 9/58 و13/61، والبخاري في "الأدب المفرد" (1250) ، وابن حبان (6204) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1511، والحاكم 2/551، والبيهقي في "الشعب" (8640) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة موقوفاً ومرفوعاً، ورواة الموقوف أكثر.
وأخرجه أيضاً مالك في "الموطأ" رواية أبي مصعب (1929) عن يحيى بن سعيد، والبيهقي في "الشعب" (8642) من طريق معمر، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قولَه.
القَدُوم: ضبطت في الكتاب مخففة، وضبطها بعضهم بتشديد الدال، فقيل: هي الآلة، أي: الفأس، وقيل: هو موضع بالشام، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 6/390.
وأما في مقدار سن إبراهيم عليه السلام عند اختتانه، فقد رجح أهل العلم رواية من قال: ثمانون سنة، على غيرها، انظر "شرح مسلم" للنووي 15/122، و"الفتح" 6/391.(14/36)
يَدِ سَارِقٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى سَارِقٍ. ثُمَّ قَالَ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ. فَأَخْرَجَ الصَّدَقَةَ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِ غَنِيٍّ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى غَنِيٍّ ". فَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ، عَلَى سَارِقٍ، وَعَلَى زَانِيَةٍ، وَعَلَى غَنِيٍّ ". قَالَ: " فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُكَ فَقَدْ تُقُبِّلَتْ، أَمَّا الزَّانِيَةُ، فَلَعَلَّهَا - يَعْنِي - أَنْ تَسْتَعِفَّ بِهِ، وَأَمَّا السَّارِقُ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَغْنِيَ بِهِ، وَأَمَّا الْغَنِيُّ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَعْتَبِرَ (1) فَيُنْفِقَ مِمَّا آتَاهُ اللهُ " (2)
__________
(1) في (ظ3) و (عس) و (ل) : فلعله يعتبر.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن حبان (3356) من طريق شبابة بن سوار، عن ورقاء بن عمر اليشكري، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري (1421) ، والنسائي 5/55-56 من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (1022) ، والبيهقي 4/191-192 و7/34 من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن أبي الزناد، به.
وسيأتي برقم (8602) .
قوله: "فوضعها في يد زانية"، أي: وهو لا يعلم أنها زانية، كذا الحال في السارق والغني.
وقوله: "الحمد لله، على سارق ... "، أي: لأن صدقتي وقعت بيد من لا يستحقها، فله الحمد حيث كان ذلك بإرادته لا بإرادتي، فإن إرادة الله كلها جميلة، فلذلك سَلم وفوض ورضي بقضاء الله، فحمد الله على تلك الحال، لأنه المحمود على جميع الأحوال، لا يُحمَدُ على مكروه سواه.
"فتح الباري" 3/290.
وأتي، أي: أريَ في المنام.(14/37)
8283 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ، إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ، فَإِنَّهُ مِنْهُ خُلِقَ، وَفِيهِ يُرَكَّبُ " (1)
8284 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقِيلَ: مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْعَبَّاسُ عَمُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللهُ، وَأَمَّا خَالِدٌ، فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا، فَقَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَمَّا الْعَبَّاسُ فَهِيَ (2) عَلَيَّ وَمِثْلُهَا ". ثُمَّ قَالَ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/239، ومن طريقه أبو داود (4743) ، والنسائي 4/111-112، والطحاوي في "مشكل الآثار" (2288) ، وابن حبان (3138) عن أبي الزناد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مسلم (2955) (142) ، والنسائي 4/111-112 من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2290) من طريق محمد بن عجلان، وأبو يعلى (6291) ، والطحاوي (2291) و (2292) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، ثلاثتهم عن أبي الزناد، به.
وسيأتي برقم (9528) ، وانظر ما سلف برقم (8180) .
(2) في (ظ3) و (عس) : فهو.(14/38)
عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن حفص، فمن رجال مسلم. ورقاء: هو ابن عمر اليشكري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
وأخرجه البيهقي 4/111 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (983) من طريق علي بن حفص، به.
وأخرجه أبو داود (1623) ، والترمذي (3761) ، وابن خزيمة (2330) ، وابن حبان (3273) ، والدارقطني 12/23، والبيهقي 6/163-164 من طريق شبابة بن سوار، عن ورقاء بن عمر اليشكري، به. ورواية الترمذي مختصرة بلفظ: "العباس عم رسول الله، وإن عم الرجل صنو أبيه، أو من صنو أبيه". وقال: حسن صحيح غريب.
وأخرجه البخاري (1468) ، ومن طريقه البغوي (1578) ، وأخرجه البيهقي 6/164 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به. وفيه: "فهي عليه صدقة ومثلها معها" وليس فيه ذكر العم صنو الأب.
وأخرجه النسائي 5/34، وابن خزيمة (2329) ، والبيهقي 6/164 من طريق موسى بن عقبة، عن أبي الزناد، به. وفيه: "فهي له ومثلها معها". وليس فيه ذكر العم صنو الأب.
وأخرجه الدارقطني 2/123 من طريق ابن إسحاق، عن أبي الزناد، به. وفيه: "فهي على ومثلها معها هي له" وليس فيه ذكر العم صنو الأب. ولم يصرح ابن إسحاق بالسماع.
وأخرجه البيهقي 6/164 من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله الأصبحي، عن أبي الزناد، به. وفيه: "فهي عليه ومثلها معها" ولم يذكر العم صنو الأب.
وأخرجه النسائي 5/33-34، وابن خزيمة بإثر الحديث (2330) من طريق=(14/39)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= علي بن عياش الحمصي، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال عمر: فذكره. وفيه: "فهي عليه صدقة ومثلها معها" رواية ابن خزيمة مختصرة.
قال الحافظ في "الفتح" 3/332 عن هذا الطريق: وزاد فيه عمر، والمحفوظ أنه من مسند أبي هريرة، وإنما جرى لعمر فيه ذكر فقط.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6826) عن ابن جريج، قال: حدثت حديثاً رُفع إلى عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة. وفيه: "فهي عليه ومثلها معها"، وقال فيه أيضاً: "أبو جهم بن حذيفة"، بدل: "ابن جميل"، وإسناده ضعيف.
قلنا: وأصح هذه الروايات رواية ورقاء بن عمر اليشكري، وغيرها إما مؤولة وإما وَهمٌ، وقد روي من طرق ضعيفة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان قد استسلف العباس صدقة عامين لحاجةٍ، أورد هذه الطرق الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/333-334، وقال: وليس ثبوت هذه القصة في تعجيل صدقة العباس ببعيد في النظر بمجموع هذه الطرق، والله أعلم. وانظر "صحيح ابن خزيمة" 4/49، و"صحيح ابن حبان" 8/69، و"سنن البيهقي" 4/111.
ويحتمل أن العباس هو الذي سأل تعجيل صدقة عامين إليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما سلف عن علي برقم (822) بإسناد حسن، لكن قال ابن خزيمة: في القلب منه، يعني: شيء!
وفي باب قوله: "عم الرجل صنو أبيه" عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (725) ، وعن عبد المطلب بن ربيعة، سيأتي 4/165.
قوله: "صنو أبيه"، قال السندي: بكسر صاد وسكون نون، أي: مثله، وأصل الصنو: أن تطلع نخلتان في عرق واحد، يريد أن أصل العباس وأصل أبي واحد، وهو مثل أبي. وقوله: "ما ينقم"، أي: ما يُنكِر، أو يكره.
وقوله: "تظلمون خالداً"، قال الحافظ: أي: بنسبتكم إياه إلى المنع وهو لا يمنع، وكيف يمنع الفرض وقد تطوع بتحبيس سلاحه وخيله! =(14/40)
• 8285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (2)
8286 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ،
__________
= وقيل: إنهم ظنوا أنها للتجارة فطالبوه بزكاة قيمتها، فأعلمهم عليه الصلاة والسلام بأنه لا زكاة عليه فيما حبس.
وقيل: إنه كان نوى بإخراجها عن ملكه الزكاة عن ماله، لأن أحد الأصناف سبيل الله، وهم المجاهدون. وانظر تتمة التفصيل في المعنى في "الفتح" 3/334.
(1) وقع هذا الحديث بهذا الِإسناد في (ل) و (م) والنسخ المتأخرة على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زوائد ابنه عبد الله كما في النسختين العتيقتين (ظ3) و (عس) ، وهو كذلك في "جامع السنن والمسانيد" 7/ورقة 119، و"أطراف المسند" 7/369.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد روى له مسلم في "المقدمة" وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن عمرو الضبي فمن رجال مسلم، وهو ثقة.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1898) عن أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد. ولفظه: أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصدقة، فقال بعض من يلمز: منع ابن جميل، وخالد بن الوليد، والعباس بن عبد المطلب أن يتصدقوا. قال: فخطب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكذب عن اثنين، عن العباس وخالد، وصدق على ابن جميل. ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما نقم ابن جميل، إلا أنه كان فقيراً فأغناه الله من فضله ورسولُه، وأما خالد بن الوليد فإنهم يظلمون خالداً، إن خالداً قد احتبس أدراعه وأعبده في سبيل الله -وقال غيره: وعتادَه-، قال: وأما العباس عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهي عليه ومثلها معها". وانظر ما قبله.(14/41)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ - يَعْنِي مِنْ بَيْتِهِ - إِلَّا بِبَابِهِ (1) رَايَتَانِ: رَايَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ، وَرَايَةٌ بِيَدِ شَيْطَانٍ، فَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُحِبُّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، اتَّبَعَهُ الْمَلَكُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الْمَلَكِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ، وَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُسْخِطُ اللهَ، اتَّبَعَهُ الشَّيْطَانُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ " (2)
8287 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ الْمُحِلَّ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ " (3)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: بيده، والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) .
(2) إسناده حسن، عثمان بن محمد -وهو ابن المغيرة الأخنسي- روى له أصحاب السنن وهو صدوق، وعبد الله بن جعفر -وهو ابن عبد الرحمن بن المسور المخرمي- لا بأس به، روى له مسلم وأصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي البصري، والمقبري: هو عيد بن كيسان المدني.
وأخرجه الطبراني في الأوسط" (4783) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وقال: لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به عثمان بن محمد الأخنسي.
وأخرجه البيهقي في الزهد" (699) من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، به.
(3) إسناده حسن كسابقه.=(14/42)
8288 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ: لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقُ إِلَى أَهْلِهَا، حَتَّى تُقَادَ الشَّاةُ الْجَمَّاءُ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
= وأخرجه البزار (1442) ، والبيهقي 7/208 من طريق معلى بن منصور، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، بهذا الإسناد. وقال البزار: لا نعلمه عن أبي هريرة إلا بهذا الِإسناد.
وفي الباب عن علي، وعن ابن مسعود، سلفا برقم (635) و (4283) .
وعن جابر بن عبد الله عند الترمذي (1119) .
وعن عقبة بن عامر عند ابن ماجه (1936) ، والبيهقي 7/208.
وعن ابن عباس عند ابن ماجه أيضاً (1934) .
وقد سلف شرح الحديث عند حديث ابن مسعود.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7204) .
والجماء: التي لا قرن لها، والقرناء: التي لها قرن، قال الإمام المازري فيما نقله عنه الأبي في "شرح مسلم" 8/538: واضطرب العلماء في بعث البهائم، وأقوى ما تعلق به من يقول ببعثها قوله تعالى: (وإذا الوحوش حُشِرَتْ) [التكوير: 5] ، وأجاب الآخر بأن معنى حُشِرَتْ: ماتت، قال: والأحاديث الواردة في بعثها آحاد تفيد الظن، والمطلوب في المسألة القطع، وحمل بعض شيوخنا العَود المذكور على أنه ليس حقيقة، وإنما هو ضرب مثل إعلاماً للخلق بأنها دار جزاء لا يبقى فيها حق عند أحد، ويصح عندي أن يخلق الله تعالى هذه الحركة للبهائم يوم القيامة ليشعر أهل المحشر بما هم صائرون إليه من العدل، وسُمي ذلك قصاصاً، لا لأنه قصاص تكليف، ولكن على معنى قصاص المقابلة والمجازاة. ومن=(14/43)
8289 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ " (1)
8290 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْمُفَرِّدُونَ؟ قَالَ: " الَّذِينَ
__________
= توقف في بعثها إنما توقف في القطع بذلك كما يقطع ببعث المكلفين، والأحاديث الواردة في ذلك ليست نصوصاً ولا متواترة، وليست المسألة عملية حتى يكتفى فيها بالظن. والأظهر حشر المخلوقات كلها بمجموع ظواهر الآي والأحاديث وليس من شرط الِإعادة المجازاة بعقاب أو ثواب.
وقال الشيخ أبو الحسن الأشعري فيما نقله عنه الدميري في "حياة الحيوان" 1/224: لا يجري القصاص بين البهائم، لأنها غير مكلفة، وما ورد في ذلك من الأخبار نحو قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُقتص للجماء من القرناء" فعلى سبيل المثل والِإخبار عن شدة التقصي في الحساب، وأنه لا بد أن يقتص للمظلوم من الظالم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي البصري، وزهير: هو ابن محمد التميمي العنبري.
وأخرجه مسلم (2956) (1) ، وابن ماجه (4113) ، والترمذي (2324) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (142) ، وأبو يعلى (6465) و (6526) ، وأبو عوانة في الرقاق كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 214، وابن حبان (687) و (688) ، وابن عدي في "الكامل" 3 /889 وأبو نعيم في "الحلية" 6/350، والبيهقي في "الشعب" (9797) و (10461) ، والبغوي (4104) و (4105) من طرق عن
العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح.=(14/44)
يُهْتَرُونَ فِي ذِكْرِ اللهِ " (1)
8291 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= وسيأتي برقم (9055) و (10288) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6855) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن يعقوب -وهو عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة كما جاء مصرحاً به عند الحاكم والبيهقي- فمن رجال مسلم.
وأخرجه البخاري معلقاً في "التاريخ الكبير" 8/448، والحاكم 1/495، وعنه البيهقي في "الشعب" (505) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري معلقاً 8/449، والبيهقي في "الشعب" (506) و (507) من طريق محمد بن بشر العبدي، والترمذي (3596) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، كلاهما عن عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "سبق المفردون" قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: "المستهترون في ذكر الله، يضع الذكر عنهم أثقالهم، فيأتون يوم القيامة خفافاً"،
قال الترمذي: حسن غريب. قلنا: وعمر بن راشد هذا ضعيف. وسقط من المطبوع من"التاريخ الكبير" أبو سلمة.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1675 من طريق الفريابي، عن عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي الدرداء، مرفوعاً. وهذه الرواية -مع ضعف إسنادها- خطأ، فالحديث حديث أبي هريرة.
وسيأتي الحديث بنحوه برقم (9332) من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة.
قوله: "يُهتَرون"، قال السندي: على بناء المفعول يقال: أُهتِر -على بناء المفعول-: إذا أولع بالشيء.(14/45)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ " " قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي: وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَا أَدْرِي حَدَّثَنَا بِهِ أَمْ لَا " (1)
8292 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ الْيَمَامِيِّ (2) ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا يَمَامِيُّ، لَا تَقُولَنَّ لِرَجُلٍ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لَكَ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللهُ الْجَنَّةَ أَبَدًا. قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنَّ هَذِهِ لَكَلِمَةٌ يَقُولُهَا أَحَدُنَا لِأَخِيهِ وَصَاحِبِهِ إِذَا غَضِبَ. قَالَ: فَلَا تَقُلْهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلَانِ، كَانَ أَحَدُهُمَا مُجْتَهِدًا فِي الْعِبَادَةِ، وَكَانَ الْآخَرُ مُسْرِفًا عَلَى نَفْسِهِ، فَكَانَا مُتَآخِيَيْنِ، فَكَانَ الْمُجْتَهِدُ لَا يَزَالُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى ذَنْبٍ، فَيَقُولُ: يَا هَذَا، أَقْصِرْ. فَيَقُولُ: خَلِّنِي وَرَبِّي، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل موسى بن أبي عثمان التبان وأبيه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. المغيرة بن عبد الرحمن: هو الحزامي المدني، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
وأخرجه عبد بن حميد (1427) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/92-93 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. ولم يذكر عبد بن حميد في روايته: "طوله ستون ذراعاً".
وانظر ما سلف برقم (7165) و (7323) و (8177) .
(2) في (ظ3) : الهِفَّاني. وهو صحيح أيضاً، فإن هِفَّان من حنيفة، وهو هِفَّان بن الحارث بن ذُهْل بن الدؤل بن حنيفة، وبنو حنيفة منازلهم في اليمامة.(14/46)
رَقِيبًا؟ " قَالَ: " إِلَى أَنْ رَآهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ اسْتَعْظَمَهُ، فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ، أَقْصِرْ. قَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا "، قَالَ: " فَقَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لَكَ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللهُ الْجَنَّةَ أَبَدًا. قَالَ أَحَدُهُمَا (1) ، قَالَ: فَبَعَثَ اللهُ إِلَيْهِمَا مَلَكًا، فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا، وَاجْتَمَعَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي. وَقَالَ لِلْآخَرِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا، أَكُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا (2) ، اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ ". قَالَ: " فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ، لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ " (3)
__________
(1) قوله: "قال أحدهما"، هكذا هو في (م) وكافة الأصول الخطية، ولا نعلم ما وجهه، ولم يرد في المصادر الأخرى التي خرجت الحديث، وهو الأصوب، والله أعلم.
(2) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: خازناً.
(3) إسناده حسن، ومتنه غريب، تفرد به عكرمة بن عمار، وهو -وإن كان من رجال مسلم- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وقد روى أحاديث غرائب لم يَشْرَكه فيها أحد.
وأخرجه أبو داود (4901) من طريق علي بن ثابت، وابن حبان (5712) ، والبيهقي في "الشعب" (6689) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والمزي في ترجمة ضمضم من "تهذيب الكمال" 13/326 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، ثلاثتهم عن عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد. رواية أبي داود والبيهقي جعلا قوله: "تكلم بكلمة أذهبت دنياه وآخرته"من كلام أبي هريرة -وهو الصواب- ورواية المزي جعلها مرفوعة، وفي سندها موسى بن مسعود وفيه لين.
وسيأتي برقم (8749) .=(14/47)
8293 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، مِنْ أَهْلِ قُبَاءَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ، أَوْشَكَ أَنْ تَرَى قَوْمًا يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللهِ، وَيَرُوحُونَ فِي لَعْنَتِهِ (1) ، فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ " (2)
8294 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عُرِضَ لَهُ شَيْءٌ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ، فَلْيَقْبَلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ " (3)
__________
= وفي الباب عن جندب بن عبد الله: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدث "أن رجلًا قال: والله لا يغفرُ الله لفلانٍ. وإن الله تعالى قال: مَن ذا الذى يتألى على أن لا أغفر لفلانٍ، فإن قد غفرتُ لفلانٍ وأحبطتُ عملَك" أو كما قال. أخرجه مسلم (2621) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6688) من طريق سويد بن سعيد، والبيهقي مرة أخرى من طريق يحيى بن خلف، كلاهما عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عمران الجَوْني، عن جندب.
قوله: "أقصِر"، قال السندي: من الإقصار: وهو الكف عن السعي مع القدرة عليه.
"أوبقت"، أي: أهلكت.
(1) في (م) : في لعنة الله.
(2) إسناده قوي على شرط مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو.
وهو مكرر (8073) .
(3) صحيح لغيره، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (7921) . عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.(14/48)
8295 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي، وَقَرَّتْ عَيْنِي، فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ (2) ، قَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ (1) مِنَ الْمَاءِ ". قَالَ: أَنْبِئْنِي بِأَمْرٍ إِذَا أَخَذْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ. قَالَ: " أَفْشِ السَّلَامَ، وَأَطْعِمِ الطَّعَامَ، وَصِلِ الْأَرْحَامَ، وَصَلِّ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، ثُمَّ ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ " قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: وَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ. (3)
8296 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي، وَقَرَّتْ عَيْنِي، فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ
__________
= قوله: "من عرض"، قال السندي: ضبط علي بناء المفعول، ومنه المعروض علي الشخص، وعلي بناء الفاعل أيضاً، والمراد: أن من أعطي شيئاً من غير سؤال، فلا وجه لتركه.
(1) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة لفظ الجلالة، أي: خلق الله، ولم ترد في (ظ 3) و (عس) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي ميمونة، فقد روي له أصحاب السنن الأربعة، وهو ثقة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وانظر (7932) .
(3) إسناده صحيح كسابقه. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.(14/49)
8297 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَوْدُودٍ (1) ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ دَخَلَ هَذَا الْمَسْجِدَ فَبَزَقَ - أَوْ تَنَخَّمَ (2) أَوْ تَنَخَّعَ -، فَلْيَحْفِرْ فِيهِ وَلْيُبْعِدْ (3) ، فَلْيَدْفِنْهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ، فَفِي ثَوْبِهِ ثُمَّ لِيَخْرُجْ بِهِ " (4)
8298 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ (5) فَقُتِلَ، فَهُوَ شَهِيدٌ " (6)
__________
(1) تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: "أبو داود"، والتصويب من (ظ3) و (عس) و (ل) .
(2) قوله:"أو تنخم" لم يرد في (ظ3) و (عس) .
(3) في (ظ3) و (عس) : فليبعد.
(4) إسناده حسن، وقد سلف الكلام عليه برقم (7531) . أبو مودود: هو عبد العزيز بن أبي سليمان المدائني.
وأخرجه ابن خزيمة (1310) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
والتنخم والتنخع واحد: وهو رمي النخامة أو النخاعة: وهي ما يخرجه الإنسان من حلقه من البلغم.
وقوله: "فليُبعد"، أي: فليبالغ في حفره.
(5) قوله: "بغيرِ حق"، أثبتناه من (ظ3) و (عس) ، وسقط من (م) وبقية النسخ.
(6) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لقصور درجة عبد العزيز بن المطلب =(14/50)
8299 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مِنْ تَمْرٍ، فَجَعَلْتُهُ فِي مِكْتَلٍ لَنَا، فَعَلَّقْنَاهُ فِي سَقْفِ الْبَيْتِ، فَلَمْ نَزَلْ نَأْكُلُ مِنْهُ حَتَّى كَانَ آخِرُهُ أَصَابَهُ أَهْلُ الشَّامِ حَيْثُ أَغَارُوا عَلَى الْمَدِينَةِ " (1)
__________
= عن درجة أهل الحفظ والضبط، وهو من رجال مسلم، لكن تابعه سفيان الثوري فيما سلف في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6829 م) . عبد الله بن الحسن: هو عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
وأخرجه ابن ماجه (2582) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرج مسلم (140) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، عن أبي هريرة، بلفظ: جاء رجل إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: "فلا تعطِهِ"، قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: "قاتله"، قال: أرأيت إِن قتلني؟ قال: "فأنت شهيد"، قال: أرأيت إن قتلته؟ قال:"هو في النار".
وسيأتي بنحوه برقم (8475) من طريق عمرو بن قهيد الغفاري، عن أبي هريرة.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 2/329 من طريق عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة -بلفظ: "من قتل دون ماله فهو شهيد".
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6522) ، وانظر شواهده.
(1) في (ظ 3) و (عس) : أغاروا بالمدينة.
وإسناد الحديث صحيح على شرط مسلم. أبو عامر: هو العقدي، وإسماعيل بن مسلم: هو العبدي، وأبو المتوكل: هو علي بن داود الناجي.
وسيأتي بنحوه من طريق أبي العالية عن أبي هريرة برقم (8628) .
وقوله في هذا الحديث: "أصابه أهل الشام" وهم لعله وقع من أحد الرواة، وأبو =(14/51)
8300 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ يَعْنِي الْمُعَلِّمَ، حَدَّثَنَا عَمْروُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الزَّانِي الْمَجْلُودُ لَا يَنْكِحُ إِلَّا مِثْلَهُ " (2)
__________
= هريرة إنما عنى بكلامه هذا أهل مصر أو أهل العراق، وكان ذلك في أيام مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، كما سيأتي مصرحاً به في الحديث رقم (8628) ، وأهل الشام إنما كانت وقيعتهم في أهل المدينة في أيام يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وأبو هريرة كان قد توفي قبل ذلك في أيام معاوية، والله تعالى أعلم.
(1) قوله: "عن أبي هريرة" سقط من (م) و (ل) والنسخ المتأخرة، واستدركناه من (ظ3) و (عس) و"أطراف المسند" 7/241.
(2) إسناده حسن، عمرو بن شعيب روى له أصحاب السنن وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حبيب المعلم: هو أبو محمد البصري مولى معقل بن يسار.
وأخرجه أبو داود (2052) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4548) و (4549) ، وابن عدي في "الكامل" 2/817، والحاكم 2/166 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وسقط من المطبوع من"المستدرك"عبد الوارث، واستدرك من "إتحاف المهرة" 5/ورقة 161.
وأخرجه الطحاوي (4550) ، والحاكم 2/193 من طريق يزيد بن زريع، عن حبيب المعلم، قال: قلت لعمرو بن شعيب: إن فلاناً يقول: إن الزاني لا ينكح إلا زانية مثله، قال: وما يَعَجبُك من ذلك؟ حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "الزاني لا ينكح إلا زانية مثله، والمجلود لا ينكح إلا مجلودة مثله". واللفظ للطحاوي، ورواية الحاكم مثلها دون قوله: "الزاني لا ينكح =(14/52)
8301 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ سَنَةً، فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ
__________
= إلا زانية مثله".
وقد ذهب الإمام أحمد إلى أنه لا يصح العقد من الرجل العفيف على المرأة البغي ما دامت كذلك حتى تستتاب، فإن تابت، صح العقد عليها، وإلا فلا، وكذلك لا يَصح تزويج المرأة الحرة العفيفة بالرجل الفاجر المسافح حتى يتوب توبةً صحيحة، وبه قال قتادة وإسحاق بن راهويه، وأبو عبيد القاسم بن سلام. انظر "المغني" لابن قدامة 9/562-564.
وقال ابن خويز منداد فيما نقله عنه القرطبي 12/171: من كان معروفاً بالزنى أو بغيره من الفسوق معلنا به، فتزوج إلى أهل بيت ستر، وغرهم من نفسه، فلهم الخيار في البناء معه أو فراقه، وذلك كعيبٍ من العيوب، واحتج بقوله عليه السلام: "لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله"، وقال: إنما ذكر المجلود لاستشهاده بالفسق، وهو الذى يجب أن يفرق بينه وبين غيره، فأما من لم يشتهر بالفسق، فلا.
وقال الأمير الصنعاني في "سبل السلام" 3/127-128: الحديث دليل على أنه يحرم على المرأة أن تزوج بمن ظهر زناه، ولعل الوصف بالمجلود بناء على الأغلب في حق من ظهر منه الزنى، وكذلك الرجل يحرم عليه أن يتزوج بالزانية التي ظهر زناها، وهذا الحديث موافق قوله تعالى: (وحرمَ ذلِكَ على المؤْمنين) [النور: 3] ، إلا أنه حمل الحديثَ والآيةَ الأكثرُ من العلماء على أن معنى: لا ينكح: لا يرغب الزاني المجلود إلا في مثله، والزانية لا ترغب في نكاح غير العاهر، هكذا تأولوهما،
والذى يدل عليه الحديثُ والآية النهي عن ذلك لا الِإخبار عن مجرد الرغبة، وأنه يحرم نكاح الزاني العفيفةَ، والعفيفِ الزانيةَ، ولا أصرحَ من قوله: (وحرمَ ذلك على المُؤْمنين) ، أي: كاملي الإيمان الذين هم ليسوا بزناة، وإلا فإن الزاني لا يخرج عن مسمى الِإيمان عند الأكثر.(14/53)
عِنْدَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا (1) وَمَا لَنَا ثِيَابٌ إِلَّا الْبِرَادُ الْمُتَفَتِّقَةُ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي عَلَى أَحَدِنَا الْأَيَّامُ مَا يَجِدُ طَعَامًا يُقِيمُ بِهِ صُلْبَهُ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَأْخُذُ الْحَجَرَ فَيَشُدُّهُ عَلَى أَخْمَصِ بَطْنِهِ، ثُمَّ يَشُدُّهُ بِثَوْبِهِ لِيُقِيمَ بِهِ صُلْبَهُ " فَقَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَنَا تَمْرًا، فَأَصَابَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا سَبْعَ تَمَرَاتٍ فِيهِنَّ حَشَفَةٌ "، فَمَا سَرَّنِي أَنَّ لِي مَكَانَهَا تَمْرَةً جَيِّدَةً، قَالَ: قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: تَشُدُّ لِي مِنْ مَضْغِي
قَالَ: فَقَالَ لِي: " مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ " قُلْتُ: مِنَ الشَّامِ. قَالَ: فَقَالَ لِي: " هَلْ رَأَيْتَ حَجَرَ مُوسَى؟ " قُلْتُ: وَمَا حَجَرُ مُوسَى؟ قَالَ: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالُوا لِمُوسَى قَوْلًا تَحْتَ ثِيَابِهِ فِي مَذَاكِيرِهِ "، قَالَ: " فَوَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى صَخْرَةٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ "، قَالَ: " فَسَعَتْ بِثِيَابِهِ (2) "، قَالَ: " فَتَبِعَهَا فِي أَثَرِهَا وَهُوَ يَقُولُ: يَا حَجَرُ، أَلْقِ ثِيَابِي، يَا حَجَرُ، أَلْقِ ثِيَابِي (3) ، حَتَّى أَتَتْ بِهِ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَأَوْهُ سَوِيًّا (4) حَسَنَ الْخَلْقِ، فَلَحَبَهُ ثَلَاثَ لَحَبَاتٍ " (5) ، فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، " لَوْ كُنْتُ
__________
(1) في الأصول الخطية: رأيتني.
(2) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: ثيابه، دون الباء.
(3) قوله للمرة الثانية: "يا حجر ألق ثيابي" لم يرد في (م) .
(4) في (م) والنسخ المتأخرة: فرأوا مستوياً، والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) .
(5) هكذا هو في (ظ3) : "فلحبه ثلاث لحبات" بالمهملة فيها، ووضع الناسخ تحت الحاء فيهما حاءً صغيرة لئلا يتشكك القارىء في إهمالهما، وفي بقية النسخ ومنها النسخ العتيقة: "فَلَجَبَهُ ثَلَاثَ لَجَبَاتٍ" بالمعجمة، قال أبو موسى المديني -كما=(14/54)
نَظَرْتُ، لَرَأَيْتُ لَحَبَاتِ مُوسَى فِيهِ " (1)
__________
= في "النهاية" لابن الأثير 4/233-: كذا في "مسند أحمد بن حنبل" (يعني هو بالجيم في نسخته) ولا أعرف وجهه، إلا أن يكون بالحاء والتاء، ومن اللحْتِ: وهو الضرب، ولَحَتَه بالعصا: ضربه.
قلنا: واللحْبُ أيضاً بالحاء والباء الموحدة -كما في (ظ3) -: الضرب.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن شقيق -وهو العقيلي- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين، وسماع عبد الوارث -وهو ابن سعيد العنبري- من سعيد بن إياس الجريري قبل اختلاط الأخير.
وأخرج الشطر الأول منه الحاكم في "المستدرك" 4/106 من طريق مسدد، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد بن إياس الجريري، بهذا الِإسناد. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، فوهما، فإن عبد الله بن شقيق من رجال مسلم وحده.
وقد سلفت قصة التمرات باختصار عند الحديث رقم (7965) من طريق أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة.
وأما الشطر الثاني -وهو قصة موسى- فقد أخرجه بنحوه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 195-196 من طريق خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، به.
وسلف برقم (8173) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة، مرفوعاً بنحوه.
قوله: "البِراد"، قال السندي: ضُبط ككتاب، والظاهر أنه جمع بردة، كالقِلال، جمع قلة، والبردة: الشملة المخططة، وقيل: كساء أسود مرَبع فيه صِغَر تلبسه الأعراب، والمشهور في جمعه برَد.
"المتَفَتقة" أي: العتيقة التي تشققت.
وقوله: "على أخمص بطنه"، قال: لعله من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي: على بطنه الأخمص، أي: الجائع، والله تعالى أعلم.
والحَشَفة: اليابسة الفاسدة من التمر.(14/55)
8302 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا فَرْقَدٌ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَكْذَبَ النَّاسِ الصَّبَّاغُونَ وَالصَّوَّاغُونَ " (1)
8303 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَبَادَرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ " قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَ قَتَادَةُ إِذَا قَالَ: وَأَمْرَ الْعَامَّةِ، قَالَ: أَمْرَ (2) السَّاعَةِ (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، فرقد -وهو ابن يعقوب السَبَخي- ضعيف، وأحاديثه مناكير. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشَخَير.
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/604 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (7920) .
(2) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: وأمر، بالواو، والمثبت من (ظ3) و (عس) ، وهو الصواب، فإنه تفسير من قتادة لأمر العامة.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، زياد بن رياح من رجاله، وباقي رجال الِإسناد ثقات من رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، والحسن: هو البصري.
وأخرجه مسلم (2947) من طريق عبد الصمد وحده، بهذا الِإسناد.=(14/56)
8304 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " هَلَاكُ (1) أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ "، قَالَ مَرْوَانُ: وَهُوَ مَعَنَا فِي الْحَلْقَةِ قَبْلَ أَنْ يَلِيَ شَيْئًا، فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ، غِلْمَةً، قَالَ: أَمَا (2) وَاللهِ لَوْ أَشَاءُ أَنْ أَقُولَ بَني فُلَانٍ وَبَني فُلَانٍ (3) لَفَعَلْتُ قَالَ: فَقُمْتُ أَخْرُجُ أَنَا مَعَ أَبِي، وَجَدِّي إِلَى
__________
= وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (1008) من طريق عبد الله بن رجاء، عن همام، به.
وأخرجه مسلم (2947) (129) ، وابن حبان (6790) ، وابن منده (1007) ، والمزي في ترجمة زياد بن رياح من "تهذيب الكمال" 9/464 من طريق شعبة، عن قتادة، به.
وسيأتي الحديث مكرراً من طريق عفان وحده، عن همام برقم (9278) .
وسيأتي من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه برقم (8446) ، ومن طريق عبد الله بن رباح برقم (10640) .
وفي الباب عن أنس عند ابن ماجه (4056) .
قوله: "تبادروا بالأعمال ستاً"، قال السندي: أي: اعملوا قبل وجود هذه الأمور الستة.
"خُويضة أحدكم": الموت.
(1) في (ظ3) و (عس) ونسخة على هامش (س) : هلكة.
(2) في (ل) و (م) : وأما.
(3) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: بَنُو فُلَانٍ وَبَنُو فُلَانٍ، والمثبت من (ظ3) =(14/57)
مَرْوَانَ بَعْدَمَا مُلِّكُوا، فَإِذَا هُمْ يُبَايِعُونَ الصِّبْيَانَ مِنْهُمْ، وَمَنْ يُبَايِعُ لَهُ، وَهُوَ فِي خِرْقَةٍ قَالَ لَنَا: هَلْ عَسَى أَصْحَابُكُمْ هَؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا الَّذِينَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ أَنَّ هَذِهِ الْمُلُوكَ يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا (1)
8305 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
= و (عس) ، وهو كذلك في رواية البخاري (7058) ، والوجه أن يقول: بنو، ويمكن تخريج ما أثبتناه وما هو عند البخاري على أن "أقول" مُضَمن معنى "أسَمي" كما جاء مصرحاً به في رواية البخاري الأخرى (3605) ، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن يحيى بن سعيد، فمن رجال البخاري. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/464-465 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. ولم يذكر بعد الموضوع سوى قول أبي هريرة: إن شئت سميتهم بني فلان وبني فلان.
وأخرجه البخاري (3605) عن أحمد بن محمد المكي، و (7058) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن عمرو بن يحيى، به.
وانظر ما سلف برقم (7871) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة القيسي، وأبو صالح السمان: هو ذكوان. وهو في "الموطأ" 1/131.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري (653) و (720) ، (2829) و (5733) ،=(14/58)
8306 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي النُعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ (1) أَخْبَرَهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ " (2)
__________
= ومسلم (1914) ، والترمذي (1063) ، والنسائي في "الكبرى" (7528) ، وابن حبان (3188) ، والبيهقي في "شعب الِإيمان" (9878) ، وفي "الآداب" (916) . والرواية الأخيرة عند البخاري مختصرة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي من طريق مالك مرة أخرى برقم (10897) ، وانظر (8092) .
قوله: "الشهداء خمسة"، قال السندي: لم يُرد الحصر، بل أراد دفع توهم أن الشهادة منحصرة في القتل في سبيل الله، أي: ليس الشهيد المقتول في سبيل الله فقط، بل هم كثيرون، وإلا فقد جاء ما يدل على شهادة غير الخمسة أيضاً، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 6/42-44.
(1) هكذا هو في سائر النسخ الخطية "نعمان بن أبي شهاب"، وفي "جامع المسانيد" ورقة 73، و"أطراف المسند" 7/271 في هذا الحديث نعمان بن راشد، وهو الصواب، وقد أورد الحسيني في "الِإكمال" ترجمةً لنعمان بن أبي شهاب -وتابعه ابن حجر في "التعجيل"- فقال: عن الزهري، وعنه ابن جريج، ولعله ابن راشد الجزري. قلنا: بل نعمان هذا هو ابن راشد كما جاء مصرحاً به في بعض نسخ "المسند" فيما سيأتي برقم (8590) وفي المصادر التي ذكرت في التخريج هناك.
وقد تكون "أبو شهاب" هي كنية راشد والد النعمان، لكن لم يذكر ذلك أحد في ترجمة ولده.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، نعمان هو ابن راشد الجزري، فيه ضعف، يعتبر بحديثه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.=(14/59)
8307 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ يَذْكُرُونَ الْكَمْأَةَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: جُدَرِيُّ الْأَرْضِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ " (1)
8308 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي مَآخِذَ (2) الْأُمَمَ وَالْقُرُونَ قَبْلَهَا، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا
__________
= وأخرجه أبو يعلى (5899) من طريق الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3266) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وسنده جيد.
وسيأتي برقم (8590) من طريق ابن جريج.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4537) ، وانظر بقية شواهده هناك.
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد توبع. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6670) و (6721) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. والرواية الثانية عنده مختصرة.
وسلف الحديث برقم (8002) من طريق شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، بإسقاط عبد الرحمن بن غنم منه، وهو منقطع، وانظر تمام تخريجه هناك.
(2) في (م) : مَا أَخَذَ.(14/60)
بِذِرَاعٍ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمَا فَعَلَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ؟ قَالَ: " وَهَلِ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ؟ " (1)
8309 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَعَنَ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لُبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لُبْسَةَ الرَّجُلِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن المغيرة.
وأخرجه البخاري (7319) عن أحمد بن يونس، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (8340) و (8433) و (8805) و (8806) .
وله طريقان أخريان: الأولى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ستأتي برقم (9819) ، والثانية عن جد إبراهيم بن أسيد، عن أبي هريرة، ستأتي برقم (10641) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري وشداد بن أوس وأبي واقد وسهل بن سعد، ستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/84 و4/125 و5/218 و340.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو القيسي العقدي، وأبو سلمة: هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز الخزاعي.
وأخرجه أبو داود (4098) من طريق أبي عامر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9253) من طريق خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، به.
وأخرجه ابن ماجه (1903) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل، به،=(14/61)
8310 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ سَفَرًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي. قَالَ: " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ " فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ ازْوِ لَهُ الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ " (1)
__________
= بلفظ أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن المرأة تتشبه بالرجال، والرجل يتشبه بالنساء.
وانظر ما سلف برقم (7855) .
(1) إسناده حسن، أسامة بن زيد خرَج له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة القيسي.
وأخرجه الترمذي (3445) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (505) ، وابن حبان (2692) و (2702) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (501) ، والحاكم 2/98، والبيهقي في "السنن" 5/251، وفي "الشعب" (547) ، وفي "الزهد" (878) من طرق عن أسامة بن زيد الليثي، بهذا الِإسناد. وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!
وسيأتي برقم (8385) و (9724)
وروى محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دعاء السفر: " ... اللهم اطوِ لنا الأرض، وهون علينا السفر"، وسيأتي في "المسند" برقم (9599) .
وفي باب التكبير على كل شرفٍ عن جابر، سيأتي عند أحمد 3/333، قال: كنا نسافر مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا صعدنا كبرنا، وإذا هبطنا سبحنا. ونحوه عند البخاري برقم (2993) .
وعن ابن عمر، سلف برقم (4496) .
وعن أبي موسى الأشعري عند البخاري (2992) ، ونحوه في "المسند"=(14/62)
8311 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ (1) أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ " (2)
8312 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ ثَابِتًا، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُسَلِّمِ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ " (3)
__________
= 4/394.
وفي باب الدعاء في السفر عن ابن عمر، سلف برقم (6311) .
الشرَفُ: قال السندي: بفتحتين، أي: مكان مرتفع، والمقصود تذكر عظمة الخالق عند رؤية ارتفاع المخلوق.
وازوِ: من زَوَى، كطوى لفظاً ومعنىً.
(1) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: من أن، بزيادة "من".
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد -وهو ابن سلمة- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. وانظر (8053) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زياد: هو ابن سعد الخراساني نزيل مكة، وثابت مولى عبد الرحمن بن زيد: هو ثابت بن عياض الأحنف العدوي مولاهم.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6233) ، وفي "الأدب المفرد" (993) ، ومسلم (2160) ، وأبو داود (5199) ، والبيهقي 9/203، والبغوي (3304) من=(14/63)
8313 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَأَبُو الْمُنْذِرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ زُفَرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ يَقُولُ: " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا، إِنَّهُ لَيْسَ يَبْقَى بَعْدِي مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ " (1)
__________
= طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6232) ، وفي "الأدب المفرد" (1000) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، ومسلم (2160) من طريق أبي عاصم النبيل، كلاهما عن ابن جريج، به.
وسيأتي برقم (10624) عن روح وعبد الله بن الحارث، عن ابن جريج، وانظر ماسلف برقم (8162) .
(1) إسناده صحيح. أبو المنذر: هو إسماعيل بن عمر الواسطي. وهو في "الموطأ" برواية يحيى الليثي 2/956-957، وبرواية أبي مصعب الزهري (2011) .
وأخرجه أبو داود (5017) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، وابن حبان (6048) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، والحاكم 4/390-391 من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، ثلاثتهم عن مالك، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7621) من طريق معن بن عيسى وعبد الرحمن بن القاسم، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله، عن زفر بن صعصعة، عن أبي هريرة. بإسقاط صعصعة بن مالك، والمحفوظ عن مالك الأولُ كما قال ابن عساكر فيما نقله المزي في "التحفة" 9/452.
وأخرجه بنحوه البخاري (6990) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (7168) .=(14/64)
8314 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي لَبِيدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَرَنِي جِبْرِيلُ بِرَفْعِ الصَّوْتِ فِي الْإِهْلَالِ، فَإِنَّهُ مِنْ شِعَارِ (1) الْحَجِّ " (2)
8315 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ " (3)
__________
= وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1900) .
(1) في (م) : شعائر.
(2) متن الحديث صحيح، لكن من حديث زيد بن خالد الجهني، فقد أخطأ أسامة بن زيد في هذا الحديث فجعله من حديث أبي هريرة، وخالفه الثقة الحجة سفيان الثوري، فجعله من حديث زيد بن خالد الجهني، كما سيأتي في "المسند" 5/192، قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 255: وهو الصواب، قلنا: وتابع سفيانَ عليه شعبةُ، وسيأتي تخريج حديثه في الموضع المحال إليه من "المسند".
وأما حديث أبي هريرة فقد أخرجه ابن خزيمة (2630) ، والحكم 1/450، وعنه البيهقي 5/42 من طريق ابن وهب، عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن السائب بن خلاد، سيأتي 4/55، وسنده صحيح.
قوله: "في الإهلال"، قال السندي: أي: في التلبية، وأصل الإهلال: هو رفعُ الصوت بالتلبية.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، أبو بكر -وهو ابن عياش- من رجاله،=(14/65)
8316 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ " (1)
8317 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَحَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَزُورًا، فَانْتَهَبَهَا النَّاسُ، فَنَادَى مُنَادِيهِ: " إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمُ (2) عَنِ النُّهْبَةِ "، فَجَاءَ
__________
= وباقي رجال الِإسناد ثقات من رجال الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" 7/34-35 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الِإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/172، ومن طريقه الخطيب 7/35 عن الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل، به. وفيه: "لم تحبس، أو تُرَد الشمس"، فعَدَ الِإمام أحمد لهذا اضطراباً من أبي بكر بن عياش.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1069) و (1070) من طريقين عن الفضل بن سهل الأعرج، عن أسود بن عامر، به. فقال في الرواية الأولى: "لم تحتبس، وفي الثانية: "لم تُرَد".
قلنا: ويرجح رواية "لم تحبس" ما سلف عند المصنف برقم (8238) من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو بكر: هو ابن عياش، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وانظر (7427) .
(2) في (ظ3) و (عس) و (س) : ينهاكم، لكن وضع عليها فوق (عس) و (س) =(14/66)
النَّاسُ بِمَا أَخَذُوا، فَقَسَمَهُ بَيْنَهُمْ (1)
8318 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ (2) ، وَلَا الرَّجُلُ الرَّجُلَ " (3)
8319 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَامِلٌ يَعْنِي أَبَا الْعَلَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ - مُؤَذِّنًا كَانَ يُؤَذِّنُ لَهُمْ - قَالَ:
__________
= ضبة صغيرة.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من أبي هريرة.
وفي باب النهي عن النهبة عن إنس وجابر وزيد بن خالد وأبي ريحانة وأبي ثعلبة وعبد الله بن يزيد الأنصاري وأبي ليلى وأبي الدرداء ورجل من بني ليث، وستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي: 3/140 و323 و4/117 و134 و194 و307 و348 و5/195 و367.
النُهبة: اسم للانتهاب والنَهب، وهو أخذ الجماعة الشيء على غير اعتدال.
(2) في النسخ الخطية: يعني المرأة، بزيادة كلمة "يعني"، ولم ترد في (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3258) من طريق يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي، والطبراني في "الصغير" (653) من طريق أحمد بن يونس، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، بهذا الِإسناد.
وسيأتي برقم (9775) من طريق الطفاوي، و (10456) من طريق الحسن، كلاهما عن أبي هريرة.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2773) .
وعن أبي سعيد وجابر، سيأتيان 3/63 و348.(14/67)
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ، وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ " (1)
8320 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا كَامِلٌ أَبُو الْعَلَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ، إِمَارَةِ (2) الصِّبْيَانِ " (3)
وَقَالَ: " لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَصِيرَ لِلُكَعِ ابْنِ لُكَعٍ " (4)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي صالح -وهو مولى ضباعة، وقيل: اسمه ميناء- فقد تفرد بالرواية عنه كامل أبو العلاء -وهو ابن العلاء التميمي-، ومع ذلك فقد ذكره ابن حبان في "الثقات"! وأعجب من هذا توثيق الذهبي له في "الميزان" 4/539! وأما الحافظ ابن حجر فقد قال في "التقريب": لين الحديث، وقد أخطأ الهيثمي في "المجمع" 7/220 في تعيين أبي صالح هذا، فظنه أبا صالح ذكوان
السمان الثقة! وأما الراوي عنه، وهو كامل أبو العلاء، فمختلف فيه، فقد حَسن القولَ فيه جماعة، وضعفه آخرون.
وأخرجه البزار (3358- كشف الأستار) من طريق أبي أحمد الزبيري، وابن عدي في "الكامل" 6/2101 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن كامل بن العلاء، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلم رواه عن أبي هريرة إلا أبو صالح هذا، ولا نعلم روى عنه إلا كامل بن العلاء.
وسيأتي برقم (8320) و (8654) و (9782) .
(2) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: ومن إمارة، والمثبت من (ظ3) و (عس) .
(3) إسناده ضعيف كسابقه.
(4) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.=(14/68)
8321 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا كَامِلٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا تَغَارُ؟ " قَالَ: " وَاللهِ، إِنِّي لَأَغَارُ، وَاللهُ أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ غَيْرَتِهِ نَهَى عَنِ الْفَوَاحِشِ " (1)
__________
= وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2101 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن كامل أبي العلاء، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8322) و (8697) .
وله شاهد من حديث أبي بردة بن نيار، سيأتي 3/466، وسنده حسن.
ومن حديث حذيفة بن اليمان عند الترمذي (2209) ، وسنده ضعيف.
ومن حديث بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي 5/430، وسنده صحيح.
ومن حديث أنس بن مالك وأبي ذر وعمر بن الخطاب عند الطبراني في "الأوسط" على التوالي: (632) و (3100) و (4674) .
لكَعُ: قال السندي: بضم لام وفتح كاف، كزفر، غير منصرف للعدل والصفة، يقال للعبد والأحمق، قيل: والمراد هاهنا: من لا يُعرَف له أصل، ولا يحمد له خُلُق. وانظر "مرقاة المفاتيح" 5/121-122.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، لكن له طريق أخرى يصح بها، ستأتي برقم (8519) .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2101 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل، عن كامل بن العلاء، بهذا الِإسناد.
وأخرجه بنحوه مسلم (1498) (16) ضمن قصة سعد بن عبادة من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وستأتي قصة سعد دون قصة الغَيْرة برقم (10007) .
وانظر ما سلف برقم (7210) .
وله شاهد صحيح من حديث عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3616) .
وآخر من حديث المغيرة، سيأتي 4/248.
وثالث من حديث عائشة عند البخاري (5221) .(14/69)
8322 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَأَبُو الْمُنْذِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا كَامِلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَصِيرَ" (1) ،
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ: "حَتَّى تَصِيرَ لِلُكَعَ ابْنِ لُكَعَ" (2) ، وقَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: "لِلُكَيْعِ ابْنِ لُكَيْعٍ" وقَالَ أَسْوَدُ: يَعْنِي اللَّئِيمَ ابْنَ اللَّئِيمِ" (3)
8323 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ، أَخْبَرَنَا كَامِلٌ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْأَرْذَلُونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ: هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا " وَقَالَ كَامِلٌ بِيَدِهِ: " عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ " (4)
__________
(1) زاد في (م) : لِلُكَعٍ، والصواب إسقاطها.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: للكع بن لكع، والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) وهوامش بعض النسخ الأخرى، وهو الصواب.
(3) هكذا في (ظ3) و (عس) ونسخة على هامش (س) ، وهو كذلك في "جامع السنن والمسانيد" 7/ورقة 254، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: المتهم ابن المتهم.
والحديث إسناده ضعيف، سلف برقم (8322) .
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف إن كان أبو صالح هو مولى أبي ضباعة، فإن هذا الحديث سيأتي ضمن حديث برقم (9178) من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح - وهو ذكوان السمان -، وكامل أبو العلاء قد روى عن الاثنين، والحديث على كل حال صحيح، فله طريق آخر صحيح، سيأتي برقم (10795) ضمن حديث.=(14/70)
8324 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا أَعْلَمُ شَكَّ مُوسَى - قَالَ: " ذَرَارِيُّ الْمُسْلِمِينَ فِي الْجَنَّةِ، يَكْفُلُهُمْ إِبْرَاهِيَمُ " (1)
__________
= وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2101 من طريق معافى بن عمران، عن كامل أبي العلاء، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق كامل أيضا برقم (8698) .
وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي في "المسند" 5/152، وهو متفق عليه.
والأرذلون: جمع أرْذَل، وهو الدون من الناس، وذلك يوم القيامة، كما في الروايات الأخرى.
(1) إسناده حسن. عبد الرحمن بن ثابت: هو ابن ثوبان، وهو حسن الحديث.
وأخرجه ابن أبي داود في "البعث" (16) ، وابن حبان (7446) من طريق زيد بن الحباب، والحاكم 2/370 من طريق عبد الله بن صالح العجلي، كلاهما عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، بهذا الِإسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي!
وأخرجه بنحوه الحاكم 1/384، وأبو نُعيم في "تاريخ أصبهان" 2/263، والبيهقي في "البعث" (210) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أولاد المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة". وإسناده ضعيف من أجل مؤمل بن إسماعيل، فهو سيئ الحفظ. وقد خالف مؤملًا فيه وكيع، فقد رواه عن سفيان الثوري موقوفاً، أخرجه
كذلك ابن أبي شيبة 3/379.
وجاء في حديث سمرة بن جندب عند أحمد 5/9، والبخاري (7047) ، وغيرهما، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى في السماء إبراهيم وحوله ولدان كُثُر، وهم أولاد=(14/71)
8325 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا زَارَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ عَادَهُ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: طِبْتَ، وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا " (1)
8326 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
= المسلمين، وكذا أولاد المشركين ممن مات على الفطرة.
قوله: "يكفلهم"، قال السندي: أي: يقوم بأمرهم، وكأنه يفوض أمرهم إليه، لأنه كان في الرحمة عَلَما، حتى قال: (ومَنْ عَصَاني فإنك غفور رحيم) [إبراهيم: 36] . والصغير يحتاج إلى من يكون في غاية الرحمة، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي سنان - وهو عيسى بن سنان القسملي.
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (3) ، وفي "الزهد" (708) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (345) ، والبغوي (3473) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البغوي (3472) من طريق روح بن أسلم، عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه ابن ماجه (1443) ، والترمذي (2008) من طريق يوسف بن يعقوب السدوسي، وابن حبان (2961) من طريق عبد الواحد بن غياث، والبيهقي في "الشعب" (9026) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، ثلاثتهم عن أبي سنان، به.
وسيأتي برقم (8536) و (8651) .
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً من هذا.
قلنا: يشير إلى الحديث الذى سلف برقم (7919) .(14/72)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ حُذَافَةَ السَّهْمِيَّ قَامَ يُصَلِّي، فَجَهَرَ بِصَلَاتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا ابْنَ حُذَافَةَ، لَا تُسْمِعْنِي وَأَسْمِعْ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
8327 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا يَسْتَسْقِي، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، ثُمَّ خَطَبَنَا وَدَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ نَحْوَ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَهُ، ثُمَّ قَلَبَ رِدَاءَهُ، فَجَعَلَ الْأَيْمَنَ عَلَى الْأَيْسَرِ، وَالْأَيْسَرَ عَلَى الْأَيْمَنِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، النعمان -وهو ابن راشد الجزري- ضعفه يحيى بن سعيد القطان وأحمد والنسائي ويحيى بن معين في أكثر الروايات عنه، وقال البخاري: في حديثه وهم كثير، وهو صدوق في الأصل، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
جرير: هو ابن حازم.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/162 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فالنعمان -وهو ابن راشد- ضعيف يعتبر به، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (1268) ، وابن خزيمة (1409) و (1422) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2219) ، والطحاوي 1/325، والبيهقي 3/347 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وانظر ما سلف برقم (7213) .
وفي الباب عن عبد الله بن زيد بن عاصم، سيأتي 4/39 و41، وسنده صحيح.
وعن عبد الله بن يزيد الخطمي عند البخاري (1022) معلقاً، ومسلم (1254) .=(14/73)
8328 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيَمَ، إِذْ قَالَ: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى، قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ: بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] " (1)
__________
= وعن عائشة عند أبي داود (1173) ، وسنده جيد، وصححه ابن حبان (2860) .
قلنا: وقد اختلف في وقت الخطبة في الاستسقاء، فقيل: هي قبل الصلاة، وقيل: بعدها. وانظر "فتح الباري" 2/499-500، و"الأوسط" لابن المنذر 4/318-319.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه البخاري (4537) ، والطبري في "تفسيره" 3/50 من طريق عبد الله بن وهب، والطبري 3/49 من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن يونس بن يزيد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مقروناً بالحديث الذى بعده: البخاري (3372) ، ومسلم (151) وص 1839 (152) ، وابن ماجه (4026) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (326) ، وابن حبان (6208) ، وابن منده في "الِإيمان" (368) ، والبغوي في "شرح السنة" (63) ، وفي "تفسيره" 1/247-248 من طريق ابن وهب، والبخاري (4694) ، والطحاوي (327) ، وابن منده (369) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 507 من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن يونس بن يزيد، به.
وأخرجه كذلك مسلم (151) وص 1840 (152) ، والنسائي في "الكبرى" (11050) و (11253) ، والطحاوي (328) و (329) ، وابن منده (370) من طريق مالك بن أنس، ومسلم (151) ، وابن منده (371) من طريق أبي أويس عبد الله بن=(14/74)
8329 - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُ اللهُ لُوطًا، لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ، لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ " (1)
__________
= عبد الله، كلاهما عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي عبيد مولى ابن أزهر، عن أبي هريرة.
قال الخطابي في "أعلام الحديث" 3/1545: مذهب هذا الحديث التواضع والهضم في النفس، وليس في قوله: "نحن أحق بالشك من إبراهيم" اعتراف بالشك على نفسه، ولا على إبراهيم عليه السلام، لكن فيه نفي الشك عن كل واحد منهما.
يقولُ: إذا لم أشك أنا ولم أرتب في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى فإبراهيم أولى بأن لا يشك فيه وأن لا يرتاب، وفيه الإِعلام أن المسألة من قِبَل إبراهيم لم تَعرِضْ من جهة الشك، لكن من قِبَل طلب زيادة العلم واستفادة معرفة كيفية الِإحياء، والنفس تجد من الطمأنينة بعلم الكيفية ما لا تجده بعلم الآنِية، والعلم في الوجهين حاصل، والشك مرفوع. وقد قيل: إنما طلب الِإيمان بذلك حِساً وعِياناً لأنه فوق ما كان عليه من الاستدلال والمُستدِل لا يزول عنه الوساوس والخواطر. وقد قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ليس الخبر كالمعاينة". (حديث صحيح، سلف تخريجه برقم 1842) . وانظر "فتح الباري" 6/412-413.
(1) إسناده إسناد سابقه، وهو صحيح على شرط الشيخين.
وقد خرَج بعضهم هذا الحديث مقروناً إلى الذى قبله، فانظر من خرجه هكذا هناك.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/88 من طريق عبد الله بن وهب وعمرو بن الحارث، كلاهما عن يونس بن يزيد، بهذا الإسناد -دون قصة يوسف.
وأخرجه الطبري أيضاً 12/235 من طريق ابن وهب وعمرو بن الحارث، كلاهما عن يونس بن يزيد، به- دون قصة لوط.
وأخرجهما جميعاً البخاري (3387) من طريق مالك بن أنس، عن الزهري،=(14/75)
8330 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَلَا يُنَجِّيهِ مِنَ النَّارِ "، قِيلَ: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي رَبِّي بِرَحْمَةٍ مِنْهُ "، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ هَكَذَا - وَأَشَارَ وَهْبٌ - يَقْبِضُهَا وَيَبْسُطُهَا (1)
8331 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
__________
= عن سعيد بن المسيب وأبي عبيد مولى ابن أزهر، عن أبي هريرة.
وأخرجه أيضا (6992) من هذا الطريق دون قصة لوط.
وقصة لوط سلفت برقم (8279) من طريق الأعرج عن أبي هريرة، وستأتي برقم (8987) و (10903) من طريق أبي سلمة وحده عن أبي هريرة.
وقصة يوسف ستأتي برقم (8554) و (9060) من طريق أبي سلمة وحده.
وسيأتي الحديث بشطريه برقم (8392) من طريق أبي سلمة وحده أيضاً.
قوله: "لو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي"، قال الخطابي قي "أعلام الحديث" 3/1546: يريد بذلك قوله: (ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) [يوسف: 50] ، فلم يسرع الإِجابة إلى الخروج حين أذن له في ذلك لئلا يكون سبيلُه سبيل المذنب يمَن عليه بالعفو، وأراد أن يقيمَ الحجة عليهم في حبسهم إياه ظلماً، فأراد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تفضيله بذلك، والثناء عليه بحسن الصبر وقوة العزم، والتواضع لا يصغر كبيراً، ولا يضع رفيعاً، ولا يبطل لذي حق حقا، ولكنه يوجب لصاحبه فضلًا، ويكسِبة جلالًا وقدراً.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7203) .(14/76)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ فِي الْبَوْلِ " (1)
8332 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا رُزَيْقٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلْمَى، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (689) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5192) ، والآجرّي في "الشريعة" ص 362، والبيهقي 2/412 من طريق يحيى بن حماد، بهذا الِإسناد.
وسيأتي برقم (9033) و (9059) .
وأخرجه الدارقطني 1/128 بنحوه من طريق محمد بن الصباح السمان، عن أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعا، بلفظ: "استنزهوا من البول، فإن عامة عذاب القبر منه".
وهذا إسناد ضعيف، محمد بن الصباح السمان، قال الذهبي في "الميزان" 3/583: لايعرف وخبره منكر.
وفي الباب بنحو لفظ حديث محمد بن الصباح هذا عن ابن عباس عند عبد بن حميد (642) ، والبزار (243- كشف الأستار) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (5194) ، والطبراني (11120) ، والدارقطني 1/128، والحاكم1/183-184، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (121) ، وسنده ضعيف.
وعن معاذ بن جبل عند الطبراني 20/ (248) ، وسنده ضعيف أيضاً.
وسلف من حديث ابن عباس برقم (1980) ، قال: مر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقبرين، فقال: "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول ... " وهو متفق عليه.(14/77)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ بِالسَّمَاءِ - يَعْنِي ذَاتِ الْبُرُوجِ - وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ " (1)
8333 - حَدَّثَنَا أَبُو (2) سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَبَّادٍ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمُهَزِّمِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَرَ أَنْ يُقْرَأَ بِالسَّمَاوَاتِ فِي الْعِشَاءِ " (3)
8334 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا (4) حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا، وَرَضِيَ لَكُمْ ثَلَاثًا: رَضِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا (5) بِهِ
__________
(1) إسناده ضعيف، أبو المهزم -واسمُه يزيد بن سفيان، وقيل: عبد الرحمن بن سفيان- ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم، وقال البخاري: تركه شعبة بن الحجاج، وقال الدارقطني: يترك، وقال النسائي: متروك الحديث. ورزيق بن أبي سلمى أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/505 وذكر أنه روى عن الحسن وعطاء وبكر بن عبد الله، وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي ومسلم بن إبراهيم، ولم يوثقه أحد، فهو مجهول الحال.
وسيأتي بنحوه برقم (8333) و (10879) .
(2) لفظه:"أبو" سقطت من (م) .
(3) إسناده ضعيف كسابقه، وحماد بن عباد السدوسي له ترجمة في "الإِكمال" (184) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/220.
(4) في (م) : عن.
(5) في (م) والنسخ المتأخرة: لا تشركون.(14/78)
شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا، وَأَنْ تَنْصَحُوا لِوُلَاةِ الْأَمْرِ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ " (1)
8335 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ قَائِمًا، وَعَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ، وَأَنْ يَمْنَعَ الرَّجُلُ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً فِي حَائِطِهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة-، وسهيل بن أبي صالح، فقد روى لهما البخاري تعليقاً، وهما من رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/990، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (442) ، وابن حبان (3388) ، والبغوي (101) ، وأخرجه مسلم (1715) (10) من طريق جرير بن عبد الحميد، و (1715) (11) من طريق أبي عوانة، ثلاثتهم (مالك وجرير وأبو عوانة) عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن حبان (5720) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة - بقصة المكروهات.
وسيأتي الحديث من طريق أبي صالح عن أبي هريرة برقم (8718) و (8799) .
وفي الباب عن المغيرة بن شعبة سيأتي في "المسند" 4/246، وهو متفق عليه.
(2) إسناده صحيح على شرط الصحيح. حماد: هو ابن سلمة، وهو من رجال مسلم. وعكرمة: هو مولى ابن عباس، وهو من رجال البخاري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/276 من طريق الحجاج بن منهال، وفي "شرح مشكل الآثار" (2099) من طريق حجاج وموسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد - بنصة النهي عن الشرب من في السقاء.=(14/79)
8336 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ قَيْسٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ امْرِئٍ حَسِيبُ نَفْسِهِ، لِيَشْرَبْ كُلُّ قَوْمٍ فِيمَا بَدَا لَهُمْ " (1)
8337 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ " (2)
8338 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ " (3)
__________
= وأخرجه البيهقي 6/68 من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، به -دون قصة الشرب قائماً.
والنهي عن الشرب من في السقاء، سلف برقم (7153) .
والنهي عن منع الرجل جاره، سلف برقم (7154) .
وانظر ما سلف في الشرب قائماً برقم (8708) .
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر -وهو ابن حوشب-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (8052) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7566) .
(3) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة. وقد سلف برقم (8042) .(14/80)
8339 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ " (1)
8340 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، وَبَاعًا فَبَاعًا، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ دَخَلْتُمُوهُ "، قَالُوا: وَمَنْ هُمْ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، أَهْلُ الْكِتَابِ؟ قَالَ: " فَمَهْ " (2)
__________
(1) إِسناده صحيح على شرط مسلم. وسيأتي مكرراً برقم (8441) .
وأخرجه مسلم (2612) (113) عن شيبان بن فروخ، عن أبي عوانة، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (9799) من طريق محمد بن عمرو، عمن سمع أبا صالح، وانظر ما سلف برقم (7323) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وانظر (8308) .
السنَن، قال النووي في "شرح مسلم" 16/219: بفتح السين والنون: وهو الطريق، والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب التمثيل بشدة الموافقة في المعاصي والمخالفات، لا في الكفر.
والباع، قال ابن الأثير: هو قدر مد اليدين وما بينهما من البَدَن.(14/81)
8341 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي، فَقَالَ: " خَلَقَ اللهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ فِيهَا يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ فِيهَا يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ آخِرَ الْخَلْقِ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ " (1)
__________
(1) الأصحُ أن هذا الحديث موقوف على كعب الأحبار وليس من قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أيوب بن خالد -وهو ابن صفوان بن أوس بن جابر الأنصاري- لينه الحافظ في "التقريب"، وقال الأزديُ: ليس حديثه بذاك، تكلم فيه أهل العلم بالحديث، وكان يحيى بن سعيد ونظراؤه لا يكتبون حديثه.
وأخرجه مسلم (2789) ، والنسائي في "الكبرى" (11010) ، وأبو يعلى (6132) ، والطبري في "تاريخه" 1/23 و45، وابن حبان (6161) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 383 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الِإسناد. ورواية الطبري الثانية مختصرة.
وأخرجه ابن معين في "تاريخه" ص 305، وعنه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/175 عن هشام بن يوسف، عن ابن جريج، به.
وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 33-34 من طريق صفوان بن سليم، عن أيوب بن خالد، به.
وعلقه البخاري في "تاريخه" 1/413-414 مختصراً من طريق أيوب، وقال:=(14/82)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال بعضهم: عن أبي هريرة، عن كعب، وهو أصح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11392) من طريق الأخضر بن عجلان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة. والأخضر بن عجلان صدوق، وقد خالف ثقتين هما حجاج بن محمد وهشام بن يوسف، والصواب قولهما، ورواية الأخضر خطأ.
وذكر البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 384 عن علي ابن المديني أنه قال: ما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا عن إبراهيم بن أبي يحيى. قلت (القائل البيهقي) : وقد تابعه على ذلك موسى بن عبيدة الربذي، عن أيوب بن خالد، إلا أن موسى بن عبيدة ضعيف، وروي عن بكر بن الشرود، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن صفوان بن سليم، عن أيوب بن خالد، وإسناده ضعيف،، والله أعلم.
وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 1/99 (طبعة الشعب) بعد أن أورد الحديث من طريق مسلم: هذا الحديث من غرائب "صحيح مسلم"، وقد تكلم عليه ابن المديني والبخاري، وغير واحد من الحفاظ، وجعلوه من كلام كعب، وأن أبا هريرة إنما سمعه من كلام كعب الأحبار، وإنما اشتبه على بعض الرواة، فجعله مرفوعاً، وذكره أيضا في "تفسير" 3/422، وقال: وفيه استيعاب الأيام السبعة، والله تعالى قد قال: (في ستة أيام) ، ولهذا تكلم البخاري وغير واحد من الحفاظ في هذا الحديث، وجعلوه من رواية أبي هريرة عن كعب الأحبار، ليس مرفوعاً.
وقال شيخ الِإسلام ابن تيمية في "الفتاوى" 17/236: وأما الحديث الذى رواه مسلم في قوله: "خلق الله التربة يوم السبت" فهو حديث معلول قدح فيه أئمة الحديث كالبخاري وغيره، وقال البخاري: الصحيح أنه موقوف على كعب الأحبار، وقد ذكر تعليله البيهقي أيضاً، وبينوا أنه غلط ليس مما رواه أبو هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو مما أنكر الحذاق على مسلم إخراجَه إياه.
وقال أيضاً فيما نقله عنه القاسمي في "الفضل المبين" ص432-434: هذا الحديث طعن فيه من هو أعلمُ من مسلم مثلُ يحيى بن معين ومثل البخاري =(14/83)
8342 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى يَعْنِي ابْنَ الْمُسَيَّبِ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي دَارَ قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَدُونَهُمْ دَارٌ، قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ (1) تَأْتِي دَارَ فُلَانٍ، وَلَا تَأْتِي دَارَنَا، فقَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= وغيرهما، وذكر البخاري أن هذا من كلام كعب الأحبار، وطائفة اعتبرت صحته مثل أبي بكر ابن الأنباري، وأبي الفرج ابن الجوزي وغيرهما، والبيهقي وغيره وافقوا الذين ضعفوه، وهذا هو الصواب، لأنه قد ثبت بالتواتر أن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وثبت أن آخر الخلق كان يوم الجمعة، فلزِم أن يكون أول الخلق يوم الأحد وهكذا عند أهل الكتاب، وعلى ذلك تدل أسماء الأيام، وهذا المنقول الثابت في أحاديث وآثار أخَر، ولو كان أول الخلق يوم السبت وآخره
يوم الجمعة لكان قد خلق في الأيام السبعة، وهو خلاف ما أخبر به القرآن، مع أن حذاق علم الحديث يثبتون علة هذا الحديث من غير هذه الجهة، وأن راويه فلان غلط فيه لأمور يذكرونها، وهذا الذى يسمى معرفة علل الحديث، يكون الحديث إسناده في الظاهر جيداً، ولكن عرِفَ من طريق آخر أن راويه غلط فرفعه، وهو موقوف، أو أسنده وهو مرسل، أو دخل عليه الحديث في حديث، وهذا فن شريف، وكان يحيى بن سعيد القطان، ثم صاحبه علي ابن المديني، ثم البخاري من أعلم الناس به، وكذلك الإِمام أحمد، وأبو حاتم، وكذلك النسائي، والدارقطني وغيرهم، وفيه مصنفات معروفة.
وقال المناوي في "فيض القدير" 3/448: قال بعضهم: هذا الحديث في متنه غرابة شديدة، فمن ذلك: أنه ليس فيه ذكر خلق السماوات، وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها في سبعة أيام، وهذا خلاف القرآن، لأن الأربعة خلقت في أربعة أيام، ثم خلقت السماوات في يومين.
(1) قوله: "سبحان الله" ليس فى (ظ3) .(14/84)
لِأَنَّ فِي دَارِكُمْ كَلْبًا "، قَالُوا: فَإِنَّ فِي دَارِهِمْ سِنَّوْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ السِّنَّوْرَ سَبُعٌ " (1)
8343 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا، لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا "، ثَلَاثًا، قَالَ: فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النُّقْبَةَ تَكُونُ بِمِشْفَرِ الْبَعِيرِ، أَوْ بِعَجْبِهِ، فَتَشْتَمِلُ (2) الْإِبِلَ جَرَبًا، قَالَ: فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " مَا أَعْدَى الْأَوَّلَ، لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا هَامَةَ، خَلَقَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ، فَكَتَبَ حَيَاتَهَا وَمَوْتَهَا وَمُصِيبَاتِهَا وَرِزْقَهَا " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف عيسى بن المسيب، وقد سلفت ترجمته عند الحديث رقم (80) . هاشم: هو ابن القاسم الليثي أبو النضر.
وأخرجه الحاكم 1/183، والبيهقي 1/249 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الِإسناد. وصحح الحاكم إسناده فأخطأ، وتعقبه الذهبي بأن عيسى بن المسيب ضعيف. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2656) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1892، والدارقطني 1/63، والحاكم 1/183 من طرق عن عيسى بن المسيب، به. واقتصر بعضهم على المرفوع منه وهو قوله: "السنور سَبُع".
وسيأتي الحديث برقم (9708) مختصراً -دون القصة- بلفظ: "الهر سَبُع".
السَنور: هو الهِرُ.
(2) في (م) : فتشمل.
(3) حديث صحيح، محمد بن طلحة -وهو ابن مصرف اليامي- وإن روى له=(14/85)
8344 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَقُّ مِنِّي بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قَالَ: " أُمُّكَ "، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أُمُّكَ "، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أُمُّكَ "، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أَبُوكَ (1) " (2)
__________
= الشيخان ينحط عن رتبة الصحيح، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شبرمة، فمن رجال مسلم. هاشم: هو ابن القاسم بن مسلم الليثي، مولاهم البغدادي.
وأخرجه أبو يعلى (6112) ، والطحاوي 4/112 و308 من طريق هشيم، والطبري في "تهذيب الآثار- مسند علي" ص 7، وابن حبان (6119) ، والبغوي (3249) ، والخطيب في "تاريخه" 11/168-169 من طريق شجاع بن الوليد، كلاهما عن ابن شبرمة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه بنحوه الحميدي (1117) ، والطحاوي 4/308، وابن حبان (6118) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، به.
وانظر ما سلف برقم (7620) .
النُقْبة، قال السندي: بضم نون فسكون قاف: هي أول شيء يظهر من الجرب.
والعدوى وصفر والهامة، سلف بيانها عند الحديث (7620) .
والمِشْفَر: هو للبعير كالشفة للِإنسان. والعَجْب: أصل الذنب.
(1) في (م) وسائر الأصول سوى (ظ3) : أباك، على لغة من يُعمِل الأسماء الخمسة معاملة الاسم المقصور، والمثبت من (ظ3) . ولفظة: "ثم" الأخيرة ليست في (م) .
(2) حديث صحيح، محمد -وهو ابن طلحة اليامي- متابع، وباقي رجاله ثقات=(14/86)
8345 - حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضِرْسُ الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَعَرْضُ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ مِثْلُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ الرَّبَذَةِ " (1)
__________
= رجال الشيخين غير عبد الله بن شبرمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (2548) (4) ، والبيهقي 8/2، والذهبي في "السير" 10/675، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/84 من طرق عن محمد بن طلحة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/541، وعنه مسلم (2548) (3) ، وابن ماجه (2706) ، وأبو يعلى (6092) عن شريك بن عبد الله، والبخاري في "الأدب المفرد" (5) ، ومسلم (2548) (4) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/83-84 من طريق وهيب بن خالد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1666) ، والبيهقي في "الآداب" (2) من طريق شجاع بن الوليد السكوني، ثلاثتهم عن عبد الله بن شبرمة، به. وبعضهم يذكر فيه الأم مرتين فقط.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (5971) ، قال: وقال ابن شبرمة ويحيى بن أيوب: حدثنا أبو زرعة ... ولم يسق لفظه.
وسيأتي برقم (9081) من طريق عمارة بن القعقاع، و (9218) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن أبي زرعة.
وفي الباب عن أبي سلامة السلمي، سيأتي 4/311.
وعن معاوية بن حيدة القشيري، سيأتي أيضا 5/3و5.
(1) إسناده حسن، عبد الرحمن بن إسحاق -وهو المدني- روى له مسلم في "صحيحه" متابعة، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، سعيد بن أبي سعيد -وهو المقبري- من رجال الشيخين، وربعي بن إبراهيم من رجال الترمذي.(14/87)
8346 - حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ،
__________
= وأخرجه البيهقي في "البعث" (568) من طريق بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مقطعا ًالحميدي (1177) من طريق رجل من بني حنيفة، ومسلم (2851) ، والترمذي (2579) ، وابن حبان (7487) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2587، والبيهقي في "الشعب" (393) ، وفي "البعث" (565) من طريق أبي حازم، والترمذي (2577) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (610) ، وابن حبان (7486) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 242، والحاكم 4/595 من طريق أبي صالح، والترمذي (2578) ، وابن عدي 6/2234 من طريق محمد بن عمار وصالح مولى التوأمة، وابن حبان (7488) من طريق حميد والد سليمان، ستتهم عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد - زيادات نعيم" (304) ، والحاكم 595-596 من طريق سعيد بن أبي هلال، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة موقوفا. وزاد فيه الحاكم: قال أبو هريرة: وكان يقال: بطنه مثل بطن إضم. وقال: هذا إسناد صحيح علىَ شرط الشيخين ولم يخرجاه لتوقيفه على أبي هريرة رضي الله عنه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد - زيادات نعيم" (303) ، ومن طريقه البغوي (4413) عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، موقوفاً.
وسيأتي برقم (8410) و (10931) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4800) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وَرِقان: جبل عظيم من جبال تهامة، بين مكة والمدينة.
والربَذَة: قرية من قرى المدينة، بينها وبين مكة، وبها دفن الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري.
(1) زاد في (م) بعده: "حدثنا شريك"، وهو خطأ.(14/88)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: عَطَسَ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحَدُهُمَا أَشْرَفُ مِنَ الْآخَرِ، فَعَطَسَ الشَّرِيفُ، فَلَمْ يَحْمَدِ اللهَ، فَلَمْ يُشَمِّتْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَطَسَ الْآخَرُ، فَحَمِدَ اللهَ، فَشَمَّتَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ الشَّرِيفُ: عَطَسْتُ عِنْدَكَ فَلَمْ تُشَمِّتْنِي، وَعَطَسَ هَذَا عِنْدَكَ فَشَمَّتَّهُ،: فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا ذَكَرَ اللهَ فَذَكَرْتُهُ، وَإِنَّكَ نَسِيتَ اللهَ فَنَسِيتُكَ " (1)
8347 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ ظَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا الْقَاسِمِ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ، يَقُولُ: " هَلَاكُ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ غِلْمَةٍ أُمَرَاءَ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ " (2)
8348 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ،
__________
(1) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (932) من طريق ربعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً بنحوه (930) من طريق يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/100.
وفي تشميت العاطس، انظر ما سلف برقم (8271) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مالك بن ظالم، وقد سلف الكلام على هذا الحديث برقم (7871) .=(14/89)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا (1) ، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51] ، وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 57] ، ثُمَّ ذَكَرَ (2) الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، ثُمَّ يَمُدُّ يَدَهُ (3) إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ، " (4)
__________
= روح: هو ابن عبادة القيسي.
(1) في (ظ3) : الطيب.
(2) قوله: "ثم ذكر" هذه الجملة من كلام راوي الحديث، وهو أبو هريرة كما جاء مبيناً في رواية البخاري في "رفع اليدين"، والضمير فيه يعود للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويجوز في "الرجل" الرفع على أنه مبتدأ مذكور على وجه الحكاية من لفظ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو النصب على أنه مفعول "ذَكرَ".
(3) في (م) وحدها: يديه.
(4) إسناده حسن، فضيل بن مرزوق -وإن روى له مسلم- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وأخرجه الدارمي (2717) ، والبخاري في "رفع اليدين" (94) ، والترمذي (2989) ، والبيهقي 3/346 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، ومسلم (1015) ، والبيهقي 3/346 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، كلاهما عن الفضيل بن مرزوق بهذا الِإسناد. رواية البخاري مختصرة، وقال الترمذي: حسن=(14/90)
8349 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَفْضُلُ صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ عَلَى الْوَاحِدَةِ (1) سَبْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً " (2)
8350 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ
__________
= غريب.
قوله: "طيب"، قال النووي في "شرح مسلم" 7/100: قال القاضي: الطيب في صفة الله تعالى بمعنى المنزَه عن النقائص.
وقوله: "يطيل السفر ... " قال: معناه -والله أعلم- أنه يطيل السفر في وجوه الطاعات كحجٍ وزيارة مستحبة وصلة رحم، وغير ذلك.
(1) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: الوحدة.
(2) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- وإن كان سيىء الحفظ، قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (258) عن يحيى بن آدم، عن شريك، بهذا الِإسناد. لكن وقع عنده: "خمسة وعشرين صلاة".
وأخرجه كذلك مرة أخرى (259) من طريق أبى عوانة، عن أشعث، به.
وسيأتي الحديث برقم (9860) عن حجاج بن محمد، و (10798) عن يحيى بن آدم، كلاهما عن شريك، به. قال حجاج في روايته: "سبعاً وعشرين أو خمساً وعشرين"، واقتصر يحيى بن آدم في روايته على اللفظ الثاني.
وسلف برقم (7185) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وقال: "خمساً وعشرين".
(3) تحرف في (م) إلى: بَكْر.(14/91)
سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُوَطِّنُ - قَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (1) : لَا يُوَطِّنُ - رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ، إِلَّا تَبَشْبَشَ اللهُ بِهِ حَتَّى يَخْرُجَ، كَمَا يَتَبَشْبَشُ (2) أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ، إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ " (3)
8351 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ أَبَا قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُبَايَعُ
__________
(1) تحرف في (م) إلى: بكر.
(2) في (ظ3) و (عس) و (ل) : تبشبش.
(3) رجاله ثفات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وابن أبي بُكير: هو يحيى بن أبي بكير، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي العامري المدني.
وأخرجه الطيالسي (2334) ، وابن ماجه (800) ، وابن خزيمة (1503) ، وابن حبان (1607) و (2278) ، والحاكم 1/213 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (359) من طريق ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به. ولفظه "ما من رجل كان يوطن المساجدَ فشغله أمر أو عِلة، ثم عاد إلى ما كان، إلا تبشبشَ ... " إلخ.
وروي الحديث عن الليث بن سعد بزيادة رجل مجهول بين سعيد المقبري وبين سعيد بن يسار، ورجحها الدارقطني على روايتي ابن أبي ذئب وابن عجلان، انظر ما سلف برقم (8065) .(14/92)
لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ، فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ؟ ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ " (1)
8352 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَنْعَتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كَانَ شَبْحَ الذِّرَاعَيْنِ، أَهْدَبَ أَشْفَارِ الْعَيْنَيْنِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، يُقْبِلُ جَمِيعًا، وَيُدْبِرُ جَمِيعًا، بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا، وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا صَخَّابًا (2) فِي الْأَسْوَاقِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن سمعان، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه ابن حبان (6827) ، والحاكم 4/452-453 من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، بهذا الِإسناد.
وانظر (7910) .
(2) وقع في (ظ3) بالسين، وهما بمعنى واحد: وهو الصياح.
(3) إسناده حسن، وسماع ابن أبي ذئب من صالح مولى التوأمة قديم قبل اختلاطه.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/244 من طريق آدم بن أبي إياس وعاصم بن علي، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد - دون قوله: "يقبل جميعاً ... الخ".
وسيأتي برقم (9787) .
وفي صفة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر "الدلائل" 1/194 وما بعدها، و"شمائل الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"=(14/93)
8353 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أُرَاهُ ذَكَرَهُ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ الْعَبْدَ الْمَمْلُوكَ لَيُحَاسَبُ بِصَلَاتِهِ، فَإِنْ نَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قِيلَ: لِمَ (2) نَقَصْتَ مِنْهَا؟، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلَّطْتَ عَلَيَّ مَلِيكًا شَغَلَنِي عَنْ صَلَاتِي، فَيَقُولُ: قَدْ رَأَيْتُكَ تَسْرِقُ مِنْ مَالِهِ لِنَفْسِكَ، فَهَلَّا سَرَقْتَ لِنَفْسِكَ مِنْ عَمَلِكَ، أَوْ عَمَلِهِ؟ قَالَ: فَيَتَّخِذُ اللهُ عَلَيْهِ الْحُجَّةَ " (3)
8354 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " عَلَى (4) كُلِّ سُلَامَى مِنَ ابْنِ (5) آدَمَ صَدَقَةٌ حِينَ يُصْبِحُ "، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ "، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ سَلَامَكَ عَلَى عِبَادِ اللهِ
__________
= لابن كثير، ص 5-50.
قال السندي: "شَبحْ الذراعين" بفتح معجمة وسكون موحدة وإهمال حاء، أي: طويلهما، وقيل: عريضهما."أهدب أشفار"، أي: طويل شعر الأجفان.
(1) هكذا في (ظ 3) و (عس) وهامش (ل) : أراه ذكره، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: أنه ذكر.
(2) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: له.
(3) إسناده ضعيف، المبارك -وهو ابن فضالة- مشهور بالتدليس، ولم يصرح هنا بسماعه من الحسن، والحسن -وهو البصري- لم يسمع أبا هريرة.
والمَلِيْك: السيِّد.
(4) لفظة: "على" سقطت من (م) والنسخ المتأخرة.
(5) في (ظ3) و (س) : بني.(14/94)
صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتَكَ (1) الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ أَمْرَكَ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ نَهْيَكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ "، وَحَدَّثَ أَشْيَاءَ مِنْ نَحْوِ هَذَا لَمْ أَحْفَظْهَا (2)
8355 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا مَنْ لَا يَرْجُو أَنْ يَلْبَسَهُ فِي الْآخِرَةِ، إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " قَالَ الْحَسَنُ: " فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ يَبْلُغُهُمْ هَذَا عَنْ نَبِيِّهِمْ؟ فَيَجْعَلُونَ حَرِيرًا فِي ثِيَابِهِمْ وَفِي بُيُوتِهِمْ " (3)
__________
(1) في (ظ3) و (عس) : وإماطة.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وانظر ما سلف برقم (8183) .
ويشهد له حديث عائشة عند مسلم (1007) (54) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطيالسي (2464) عن المبارك بن فضالة، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/318، من طريق علي بن الجعد، عن المبارك، بهذا الِإسناد.
وسيأتي قوله: "إنما يلبس الحرير من لا خَلاق له" من طريقٍ حسنٍ برقم (8444) .
وانظرما سلف برقم (8261) .
وأخرج الطحاوي 4/247، والحاكم 4/141 من طريق زيد بن واقد، أن خالد بن عبد الله بن حسين حدثه، قال: حدثني أبو هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "من لبس الحرير في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة"، وسنده محتمل للتحسين، فيه=(14/95)
8356 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْعَيْنُ تَزْنِي، وَالْقَلْبُ يَزْنِي، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا الْقَلْبِ التَّمَنِّي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ مَا هُنَالِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ " (1)
8357 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ: " صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَأَنْ لَا أَنَامَ إِلَّا عَلَى
__________
= خالد بن عبد الله بن حسين، قال الحافظ في "التقريب": مقبول.
ويشهد له حديث عمر، سلف برقم (123) و (321) .
وانظر حديث ابن عمر الذى سلف برقم (4713) ، والشواهد التي ذكرت عنده.
قوله: "من لا خلاق له" قال السندي: أي: من لا حظ له ولا نصيب.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، لكن للحديث طرق أخرى يصح بها، انظر ما سلف برقم (7719) و (8215) .
قوله: "وزنى القلب التمني"، قال الحافظ أبو زرعة ابن العراقي في "طرح التثريب" 8/20: قد يستدل به على تحريم تمني الزنى بالقلب، ويعارضه ما صح وثبت من أن الخواطر والوساوس معفو عنها فلا مؤاخذة بها (كما في حديث أبي هريرة الذى سلف برقم: 7470 وهو متفق عليه) ، فيحمل هذا الحديث على العزم على ذلك، والجزم به، فإن المحققين على المؤاخذة بالعزم المستقر، لقوله عليه الصلاة والسلام: "القائل والمقتول في النار"، قالوا: يا رسول الله، هذا القائل، فما بال المقتول؟ قال: "إنه كان حريصاً على قتل صاحبه" (متفق عليه من حديث أبي بكرة، وسيأتي في "المسند" 5/43) .(14/96)
وِتْرٍ، وَالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " (1)
8358 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ " (2)
قَالَ: فَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ رَمَضَانَ؟ قَالَ: " شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُحَرَّمَ "
8359 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَمَلَ السِّلَاحَ عَلَيْنَا فَلَيْسَ مِنِّي " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه، وانظر الكلام على هذا الحديث من طريق الحسن بتوسع فيما سلف برقم (7138) .
وأخرجه الطيالسي (2471) عن مبارك (تحرف فيه إلى: عباد) بن فضالة، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة الثقفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/42، ومسلم (1163) (203) ، وابن ماجه (1742) ، وأبو عوانة 2/290، وابن حبان (2563) ، والبيهقي 3/4 من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد - اقتصر ابن أبي شيبة، وعنه ابن ماجه على قصة الصيام، وأبو عوانة على قصة الصلاة. وانظر (8026) .
(3) صحيح، وهذا إسناد جيد، محمد بن عجلان وأبوه عجلان مولى فاطمة بنت الوليد صدوقان، وأبو عاصم -وهو الضحاك بن مخلد- ثقة من رجال الشيخين.=(14/97)
8360 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِي إِلَيَّ، أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا " (1)
8361 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِفَاعَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَكْثَرَ مَا يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: " إِنَّ الْأَعْمَالَ تُعْرَضُ كُلَّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ - أَوْ: كُلَّ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ - فَيَغْفِرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ - أَوْ: لِكُلِّ مُؤْمِنٍ - إِلَّا الْمُتَهَاجِرَيْنِ، فَيَقُولُ: أَخِّرْهُمَا " (2)
__________
= وأخرجه ابن ماجه (2575) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مرة أخرى بهذا الرقم من طريق أنس بن عياض، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب وموسى بن يسار، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر: وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي.
وسيأتي برقم (9396) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (8270) .
وفي الباب عن ابن عمرو، سلف برقم (6724) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) إسناده ضعيف لضعف قرة بن عبد الرحمن.
وأخرجه الترمذي (701) ، وابن خزيمة (2062) من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن غريب! وانظر (7241) .
(2) حديث صحيح، محمد بن رفاعة -وإن لم يرو عنه غير أبي عاصم النبيل، =(14/98)
8362 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ فَرُّوخَ الضَّمْرِيُّ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ، يَحْلِفُ عِنْدَ هَذَا الْمِنْبَرِ عَلَى يَمِينٍ آثِمَةٍ، وَلَوْ عَلَى سِوَاكٍ رَطْبٍ، إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ " (1)
8363 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَفْرَكُ مُؤْمِنٌ
__________
= ولم يوثقه غير ابن حبان - متابع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه المزي في ترجمة محمد بن رفاعة من "تهذيب الكمال" 25/201-202 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الدارمي (1751) ، وابن ماجه (1740) ، والترمذي في "سننه" (747) ، وفي "الشمائل" (298) من طريق أبي عاصم النبيل، به. وقال الترمذي: حديث أبي هريرة في هذا الباب حديث حسن غريب. وانظر (7639) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن يزيد بن فروخ الضمري، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه ابن ماجة (2326) ، والحاكم 4/297 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الِإسناد.
وسيأتي مكرراً برقم (10711) .
وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/344.
قوله: "ولو على سواك رطب" خصه بالذكر لأن الحَلِفَ على مثله بعيد عادةً، قاله السندي.
(2) في (م) : عمرو، وهو خطأ.(14/99)
مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا، رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ " (1)
8364 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي يُقَالُ لَهُ: جَهْجَاهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل، وعمر بن الحكم: هو ابن رافع الأنصاري.
وأخرجه مسلم (1469) ، وأبو يعلى (6418) ، والبيهقي 7/295 من طريق أبي عاصم، بهذا الِإسناد. وقرن مسلم بأبي عاصمٍ عيسى بنَ يونس.
وأخرجه أبو يعلى (6419) من طريق هشيم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم، به. بإسقاط عمران بن أبي أنس من السند، وعبد الحميد له رواية عن عمران وعمر بن الحكم.
قوله: "لا يَفْرَك"، قال النووي في "شرح مسلم" 10/58: بفتح الياء والراء وإسكان الفاء بينهما، قال أهل اللغة: فَرِكه بكسر الراء: يَفرَكه بفتحها: إذا أبغضه، والفَرْك بفتح الفاء وإسكان الراء: البغض، أي: ينبغي أن لا يبغضَها، لأنه إن وجد فيها خُلُقاً يُكرَه، وجد فيها خُلُقا مرضياً، بأن تكون شرسة الخلق لكنها دَينة أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به، أو نحو ذلك.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي البصري.
وأخرجه مسلم (2911) (61) ، والترمذي (2228) ، وأبو عوانة في "الفتن" كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 233 من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق حماد بن أسامة، عن عبد الحميد بن جعفر، به.(14/100)
8365 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ صِكَاكَ التُّجَّارِ خَرَجَتْ، فَاسْتَأْذَنَ التُّجَّارُ مَرْوَانَ فِي بَيْعِهَا، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَدَخَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: " أَذِنْتَ فِي بَيْعِ الرِّبَا وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُشْتَرَى الطَّعَامُ ثُمَّ يُبَاعَ حَتَّى يُسْتَوْفَى " قَالَ سُلَيْمَانُ: " فَرَأَيْتُ مَرْوَانَ بَعَثَ الْحَرَسَ، فَجَعَلُوا يَنْتَزِعُونَ الصِّكَاكَ مِنْ أَيْدِي مَنْ لَا يَتَحَرَّجُ مِنْهُمْ " (1)
__________
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الضحاك بن عثمان، فقد روى له مسلم، وفيه كلام قليل ينزله عن رتبة الصحيح.
وستأتي هذه القصة مع الحديث مرة أخرى برقم (8589) عن عبد الله بن الحارث، عن الضحاك بن عثمان، وسيأتي الحديث المرفوع دون القصة برقم (8440) عن زيد بن الحباب، عن الضحاك.
وذكر الِإمام مالك في "الموطأ" 2/641 أنه بلغه: أن صكوكاً خرجت للناس في زمان مروان بن الحكم، من طعام الجارِ، فتبايع الناس تلك الصكوك بينهم قبل أن يستوفوها، فدخل زيد بن ثابت ورجل من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مروان بن الحكم ... فذكر نحوه. (والجار: موضع على ساحل البحر الأحمر، دَرَس قديماً، وهو في المنطقة التي يقال لها الأن: يَنْبُع. انظر تعليق الأستاذ حمد الجاسر في كتاب "الأماكن" للحازمي 1/177/178) .
وفي الباب آثار عن غير واحد من الصحابة، انظر ابن أبي شيبة 6/294، وعبد الرزاق 8/28، والبيهقي 5/314.
وفي النهي عن بيع الطعام إذا اشتُري حتى يُستَوفى عن غير واحد من الصحابة.
انظر حديث ابن عمر الذى سلف برقم (4517) .
قوله: "إن صكاك ... "، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/43: هي جمع صَك:=(14/101)
8366 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ فُلَانٍ، لِإِمَامٍ كَانَ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ: فَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ، " فَكَانَ يُطِيلُ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وَيُخَفِّفُ الْأُخْرَيَيْنِ، وَيُخَفِّفُ الْعَصْرَ، وَيَقْرَأُ فِي الْأُولَيَيْنِ مِنَ الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الْأُولَيَيْنِ مِنَ الْعِشَاءِ مِنْ وَسَطِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الْغَدَاةِ بِطُوَالِ الْمُفَصَّلِ (1) " قَالَ الضَّحَّاكُ: وَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا (2) أَشْبَهَ صَلَاةً بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الْفَتَى، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ الضَّحَّاكُ: " فَصَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ يَصْنَعُ مِثْلَ مَا قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ " (3)
__________
= وهو الكتاب، وذلك أن الأمراء كانوا يكتبون للناس بأرزاقهم وأعطياتهم كُتُباً، فيبيعون ما فيها قبل أن يقبضوها تعجلاً، ويعطون المشتريَ الصك ليمضي ويقبضه، فنهوا عن ذلك لأنه بَيْع ما لم يُقبَض.
(1) إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه ابن ماجه (827) ، وابن خزيمة (520) ، وابن حبان (1837) ، والبيهقي 2/388و391من طريق أبى بكر الحنفى، بهذا الِإسناد. وانظر (7991) .
(2) في (ظ3) و (عس) : رجلًا.
(3) حديث أنس بن مالك إسناده قوي، فقد صرح الضحاك عند غير المصنف أن الذى حدثه عن أنس هو يحيى بن سعيد الأنصاري أو شريك بن أبي نمر، والأول=(14/102)
8367 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي سَعِيدٌ أَبُو الْحُبَابِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ، قَامَتِ الرَّحِمُ، فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ، قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: أَمَا تَرْضَيْنَ (1) أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 22-24] (2)
__________
= ثقة، والثاني صدوق قوي الحديث، وكلاهما من رجال الشيخين.
فقد أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/332 عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن يحيى بن سعيد أو عن شريك بن أبي نمر -لا يدري أيهما حدثه-، عن أنس بن مالك، فذكره. قال محمد بن عمر الواقدي:
سمعت الضحاك يحدث عن شريك بن أبي نمر ولم يشك فيه.
وسيأتي حديث أنس بنحوه من طرق عنه، انظر 3/144 و162 و225 و254.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: ترضي، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد بن عبيد الله البصري، وسعيد أبو الحباب: هو سعيد بن يسار المدني.
وأخرجه الحاكم 4/162 من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد. وصححه على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي، فقال: ذا في البخاري.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (4830) و (4831) و (48312) و (5987) =(14/103)
8368 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِمَحْلُوفِ (1) رَسُولِ اللهِ مَا أَتَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ شَهْرٌ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْ رَمَضَانَ، وَلَا أَتَى عَلَى الْمُنَافِقِينَ شَهْرٌ شَرٌّ لَهُمْ (2) مِنْ رَمَضَانَ، وَذَلِكَ لِمَا يُعِدُّ الْمُؤْمِنُونَ فِيهِ مِنَ الْقُوَّةِ لِلْعِبَادَةِ، وَمَا يُعِدُّ فِيهِ الْمُنَافِقُونَ مِنْ غَفَلَاتِ النَّاسِ وَعَوْرَاتِهِمْ، هُوَ غنْمٌ الْمُؤْمِنُ يَغْتَنِمُهُ الْفَاجِرُ " (3)
__________
= و (7502) ، وفي "الأدب المفرد" (50) ، ومسلم (2554) ، والنسائي في "الكبرى" (11497) ، والطبري في "تفسيره" 26/56، وابن حبان (441) ، والبيهقي 7/26، والبغوي (3431) من طرق عن معاوية بن أبي مُزَرد، به.
وانظر ما سلف برقم (7931) .
قوله: "حَقْو الرحمن"، قال السندي: هو مَعْقِد الِإزار، قيل: جعل الرحم شُجْنة من الرحمن (أي: مشتقة من اسم الرحمن) ، استعار لها الاستمساك به كما يستمسك القريب بقريبه، والنسيب بنسيبه، والحقو مجاز، والمراد أن الرحم استعاذت به تعالى من القطيعة. وانظر "فتح الباري" 8/580.
(1) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: لمحلوف.
(2) لفظة: "لهم" من (ظ3) و (عس) .
(3) إسناده ضعيف، كثير بن زيد ليس بالقوي، يكتب حديثه للمتابعات، وعمرو بن تميم، قال البخاري عن حديثه هذا: فيه نظر، وقال العقيلي: لا يتابع عليه، وأبوه تميم -وهو ابن يزيد مولى بني زمعة- مجهول.
وسيأتي برقم (8870) و (10783) و (10784) .
المؤمنون والمنافقون: جاءا في بعض النسخ منصوبين، ووجه السندي رواية النصب على أنه على نزع الخافض، ثم رجَح كونهما بالرفع على أنهما فاعل=(14/104)
8369 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ جَاءَ الشَّيْطَانُ، فَأَبَسَ بِهِ كَمَا يَأْبِسُ الرَّجُلُ بِدَابَّتِهِ، فَإِذَا سَكَنَ لَهُ، أَضْرَطَ بَيْنَ أَلْيَتَيْهِ لِيَفْتِنَهُ عَنْ صَلَاتِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فَلَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا لَا يُشَكُّ فِيهِ " (1)
8370 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الْمَسْجِدِ جَاءَ الشَّيْطَانُ، فَأَبَسَ بِهِ كَمَا يَأْبِسُ الرَّجُلُ بِدَابَّتِهِ،
__________
= الإعداد.
قوله: "يغتنمه"، قال السندي: هكذا في نسخ"المسند"، فقيل: هو من اغتنم الأمر، أي: حرص عليه كما يحرص على الغنيمة، وفي "المجمع": يغتبنه، من الغُبْن، وهو واضح، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الضحاك بن عثمان، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وانظر ما بعده.
وسيأتي بنحوه من طريق أبي صالح عن أبي هريرة برقم (9355) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/12.
وعن السائب بن خباب، سيأتي 3/426.
وعن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، سيأتي 4/39-40.
قوله: "فأبس به"، قال السندي: من الإبساس: وهو التلطُّف بالدابة بأن يقال لها: بَسْ بَسْ، تسكيناً لها.(14/105)
فَإِذَا سَكَنَ لَهُ زَنَقَهُ، أَوْ أَلْجَمَهُ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " فَأَنْتُمْ تَرَوْنَ ذَلِكَ، أَمَّا الْمَزْنُوقُ فَتَرَاهُ مَائِلًا كَذَا، لَا يَذْكُرُ اللهَ، وَأَمَّا الْمَلْجُومُ فَفَاتِحٌ فَاهُ لَا يَذْكُرُ اللهَ (1)
8371 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ، فَذَكَرَ (2) أَنَّ الْإِيمَانَ بِاللهِ وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللهِ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنَا صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ، يُكَفِّرُ اللهُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، فَكَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنَا صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ، يُكَفِّرُ اللهُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، كَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنَا صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرَ مُدْبِرٍ، يُكَفِّرُ اللهُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِلَّا الدَّيْنَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ سَارَّنِي بِذَلِكَ " (3)
__________
(1) إسناده قوي كسابقه.
قوله: "زنقه"، قال الزمخشري في "الفائق" 2/127: هو من الزَنَقَة: وهي ميل قي جدار في سِكًة أو عرقوب وادٍ.
(2) في (م) و (ل) والنسخَ المتأخرة: ثم ذكر، والمثبت من (ظ3) و (عس) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد بن جعفر، فقد روى له مسلم، وتكلم فيه بعضهم بما لا يقدح.=(14/106)
8372 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِلْعَبْدِ الْمُصْلِحِ الْمَمْلُوكِ أَجْرَانِ " وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، لَوْلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْحَجُّ، وَبِرُّ أُمِّي، لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ " (1)
8373 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظُ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي مَدِينَتِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ، اللهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ، وَإِنِّي عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ سَأَلَكَ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ، كَمَا سَأَلَكَ إِبْرَاهِيمُ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ،
__________
= وانظر (8075) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه أبو عوانة في المماليك كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 176 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (208) ، ومسلم (1665) ، وأبو عوانة في المماليك من طرق، عن يونس بن يزيد، به.
وسيأتي برقم (9224) . وانظر ما سلف برقم (7428) .(14/107)
إِنَّ الْمَدِينَةَ مُشَبَّكَةٌ (1) بِالْمَلَائِكَةِ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكَانِ يَحْرُسَانِهَا، لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ، وَلَا الدَّجَّالُ، مَنْ أَرَادَهَا بِسُوءٍ، أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ " (2)
8374 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ يَعْنِي الرَّازِيَّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
__________
(1) في (م) : مشتبكة.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد المدني، أبو عبد الله القراظ: هو دينار المدني، وسعد بن مالك: هو ابن أبي وقَّاص رضي الله عنه.
وهو مكرر الحديث الذى سلف في مسند سعد بن أبي وقاص برقم (1593) .
وقوله: "من أراد أهل المدينة ... الخ" سلف من طريق أبي عبد الله القراظ أيضاً برقم (7755) .
وقوله: "إن المدينة مشبكة بالملائكة ... " سلف نحوه برقم (7234) من طريق نعيم بن عبد الله، عن أبي هريرة.
وأخرج مالك 2/885، ومن طريقه مسلم (1373) (473) ، والترمذي في "السنن" (3454) ، وفي "الشمائل" (202) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (302) ، وابن السني في "اليوم والليلة" (280) ، وابن حبان (3747) ، والبغوي (2012) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أنه قال: كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاؤوا به إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فإذا أخذه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدِّنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيُّك، وإني عبدك ونبيُّك، وإنه دعاك لمكة، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة، ومثله معه" ثم يدعو أصغر وليد يراه
فيعطيه ذلك الثمر.(14/108)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ أَحَدُنَا مُخْتَصِرًا " (1)
8375 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ (2) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " (3)
8376 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَعْنِي الْمُؤَدِّبَ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبِ، وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ: عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو جعفر الرازي -واسمه عيسى بن أبي عيسى- سيئ الحفظ، وقد توبع. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وهشام: هو ابن حسان.
وأخرجه أبو عوانة 2/84-85 من طريق خلف بن الوليد، عن أبي جعفر الرازي، بهذا الإِسناد. وانظر (7175) .
(2) المثبت من (ظ3) و (عس) وهامش (س) ومن "أطراف المسند" 7/190-191، وتحرف في (م) وبقية النسخ إلى: "حدثنا أبو النضر، حدثنا أيوب، عن معمر"!
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي جعفر الرازي، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (7874) . عاصم: هو ابن أبي النجود.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3106) ، والطحاوي 4/295، وابن عدي في "الكامل" 5/1894 من طريق علي بن الجعد، عن أبي جعفر الرازي، بهذا الإِسناد.(14/109)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ اللهَ؟ فَإِذَا أَحَسَّ أَحَدُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ (1) ، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ وَبِرُسُلِهِ " (2)
__________
(1) في (م) : هذا.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد المؤدب، فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه مسلم (134) (213) ، وابن منده (353) ، والبغوي (62) من طريق أبي النضر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1268) من طريق منصور بن أبي مزاحم، عن أبي سعيد المؤدب، به.
وأخرجه الحميدي (1153) ، ومسلم (134) (212) ، وأبو داود (4721) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (662) ، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 10، وأبو عوانة 1/82، والطبراني في "الدعاء" (1267) ، وابن منده في "الِإيمان" (352) من طريق سفيان، عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه البخاري (3276) ، ومسلم (134) (214) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (663) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (651) ، وأبو عوانة 1/82، والطبراني في "الدعاء" (1265) و (1266) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (625) ، وابن منده في "الِإيمان" (354) و (355) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (925) و (926) ، والبغوي في "شرح السنة" (61) من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير، به. وبعض الروايات بلفظ: "فليستعذ بالله ولينته"، بدل قوله: "فليقل: آمنت بالله وبرسله".
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (20440) عن معمر، عن هشام، عن عروة،=(14/110)
8377 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُحِبُّ الذِّرَاعَ " (1)
8378 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ: ثِقَةٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَمِينُكَ مَا يُصَدِّقُكَ بِهِ صَاحِبُكَ " (2)
__________
= قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن قوماً سيقولون: خلق الله الخلق، فمن خلقه؟ فإذا سمعتم
ذلك فقولوا: آمنا بالله ورسله". وانظر ما سلف برقم (7790) .
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي عقيل -واسمه عبد الله بن عقيل الثقفي-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان التيمي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي.
وأخرجه بنحوه الترمذي في "السنن" (1837) ، وفي "الشمائل" (168) ، وابن ماجه (3307) ، والنسائي في "الكبرى" (6660) ، والبغوي (2851) من طريق محمد بن فضيل، وابن ماجه (3307) من طريق محمد بن بشر العبدي، كلاهما عن أبي حيان، بهذا الإسناد.
وسيأتي هذا الحديث في أول حديث طويل برقم (9623) عن يحيى بن سعيد، عن أبي حيان. وسيأتي من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة بلفظ: "لو أهديت لي ذراع لقبلت، ولو دعيت إلى كراع لأجبت" برقم (9485) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3733) .
وعن أبي رافع، سيأتي 6/8.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً، عبد الله بن سعيد -وهو ابن أبي=(14/111)
8379 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْإِقَامَةِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ " (1)
__________
= سعيد المقبري- متروك.
وأخرجه المزي في ترجمة عبد الله بن أبي صالح من "تهذيب الكمال" 15/120 من طريق أبي بكر النهشلي، عن عبد الله بن سعيد، بهذا الإسناد. ووقع عنده: "عن جدَه"، بدل: "أبيه"! ومتن الحديث صحيح، فقد سلف برقم (7119) من طريق آخر، وانظر تمام تخريجه فيه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة 2/32 من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (710) (63) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (4123) ، والطبراني في "الأوسط" (2306) ، وفي "الصغير" (21) من طرق عن ورقاء بن عمر، به. وأخرجه الدارمي (1450) ، ومسلم (710) (64) ، وابن ماجه بإثر الحديث (1151) ، وأبو داود (1266) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6379) و (6380) ، وفي "معجمه" (56) ، وأبو عوانة 2/32 و32-33 و33 و34، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/371، وفي "شرح مشكل الآثار" (4125) و (4126) و (4127) و (4131) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (1121) ، وابن حبان (2190) و (2470) ،
والطبراني في "الأوسط" (2306) و (8166) ، وفي "الصغير" (529) ، وابن عدي في "الكامل" 2/678، وأبو نعيم في "الحلية" 8/138، وفي "تاريخ أصبهان" 1/304 و323، والبيهقي 2/482، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/197 و197-198 و12/213 و13/59،والبغوي في "شرح السنة" (804) من طرق عن عمرو بن دينار، به.=(14/112)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2235) من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن عطاء، عن أبي هريرة.
قال الطبراني: لم يُدخِل بين عمرو بن دينار وعطاء الزهري إلا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير. قلنا: ومحمد بن عبد الله هذا ليس بشيء، انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" 7/300.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/234 من طريق إبراهيم بن مجمِّع، عن الزهري، عن عطاء، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن مجمِّع.
وأخرجه موقوفاً على أبي هريرة عبد الرزاق (3987) ، وابن أبي شيبة 2/77، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/372، وفي "شرح مشكل الآثار" 10/315 بإثر الحديث (4129) من طرق، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة.
وأخرجه موقوفاً أيضاً ابن عدي في "الكامل" 1/291 من طريق عمر بن عبد العزيز، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وقال: هو حديث غريب من حديث عمر بن عبد العزيز، عن عطاء بن يسار، وهذا يرويه عمرو بن دينار مسنداً وموقوفاً.
وأخرجه موقوفاً الطحاوي من طريق سعيد بن منصور، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وقال الطحاوي: قال سعيد: فقلت لسفيان: أمرفوع؟ قال: يرى عمرو إنه مرفوع.
قال الترمذي بإثر الحديث (421) : والحديث المرفوع أصحُّ عندنا.
وسيأتي برقم (9873) و (10698) و (10874) .
وسيأتي من طريق أبي تميم الزهري، عن أبي هريرة برقم (8623) .
وفي الباب بهذا اللفظ عن ابن عمر عند الطحاوي في "مشكل الآثار" (4132) ، وابن عدي 1/46 و310 و4/1563.
وعن جابر عند ابن عدي 4/1504، وأبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/190.
ويدخل في هذا الباب أيضاً حديث عبد الله بن بحينة عند البخاري (663) ،=(14/113)
8380 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ، فَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ، فَجَاءَ إِلَى فِنَاءِ فَاطِمَةَ، فَنَادَى الْحَسَنَ، فَقَالَ: " أَيْ لُكَعُ، أَيْ لُكَعُ، أَيْ لُكَعُ، " قَالَهُ: ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، قَالَ: فَانْصَرَفَ، وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ،: فَجَاءَ إِلَى فِنَاءِ عَائِشَةَ فَقَعَدَ، قَالَ: فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ظَنَنْتُ أَنَّ أُمَّهُ حَبَسَتْهُ لِتَجْعَلَ فِي عُنُقِهِ السِّخَابَ، فَلَمَّا جَاءَ الْتَزَمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْتَزَمَ هُوَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ، فَأَحِبَّهُ، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1)
__________
= ومسلم (711) ، وسيأتي في "المسند" 5/345.
وحديث عبد الله بن سرجس عند مسلم (712) ، وسيأتي في مسنده 5/82.
وحديث ابن عباس، سلف برقم (2130) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البغوي (3933) من طريق أبي النضر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري (5884) ، وابن حبان (6963) من طريق يحيى بن آدم، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 259 من طريق أبي غسان، كلاهما عن ورقاء بن عمر، به. وانظر (7398) .
قوله: "أي لُكَع"، قال السندي: المراد هاهنا الصغير، وهو لغةً: العبد، ثم استعمل في الأمة والصغير.
"والسَخاب": بكسر مهملة: خيط يُنظَم فيه خرز يلبسه الصبيان، أو قلادة تُتَّخذ من قرنفل ومسك ونحوه.(14/114)
8381 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللهِ إِلَّا طَّيِّبٌ (1) ، فَإِنَّ اللهَ يَقْبَلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ " (2)
__________
(1) هكذا في (ظ3) و (عس) ونسخة على هامش (س) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: الطيب، بأل التعريف، وقد أشار الحافظ في "الفتح" 13/417 إلى رواية ورقاء بغير ألف ولام.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 425 من طريق أبي النضر وحده، بهذا الِإسناد.
وعلقه البخاري بإثر الحديثين (1410) و (7430) من طريق ورقاء.
وأخرجه الدارمي (1675) ، والنسائي في "الكبرى" (7735) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/145-146 و147، والدارقطني في "الصفات" (56) من طريق يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار، به.
وأخرجه ابن خزيمة 1/147 من طريق يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار، به، موقوفاً.
وسيأتي الحديث برقم (9423) و (9565) من طريق ابن عجلان، و (10945) من طريق سعيد المقبري، كلاهما عن سعيد بن يسار، وسلف برقم (7634) من طريق القاسم بن محمد، عن أبي هريرة.
قوله: "بعَدْل تمرة"، قال السندي: أي: بمِثْلها.
"فَلوه": بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو: المهْر.(14/115)
8382 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ " (1)
8383 - حَدَّثَنَاهُ يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ (2) : " وَهُوَ الصَّوَابُ، يَعْنِي لَمْ يَذْكُرْ أَبَا هُرَيْرَةَ " (3) " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ "
8384 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه مسلم (2840) (27) ، وأبو يعلى (5896) ، وابن عدي في "الكامل" 2/248 من طريق أبي النضر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2391) عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة، أو أبي سلمة -شك أبو داود-، عن أبي هريرة. وانظر ما بعده.
قوله: "مثل أفئدة الطير"، قال السندي: أي: في الرقة والضعف.
(2) هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وتصويب عبد الله بن أحمد الروايةَ المرسلةَ لا وجه له، فقد خالف يعقوبَ بن إبراهيم اثنان ثقتان فوصلاه عن إبراهيم بن سعد، كما سلف في الحديث السابق.(14/116)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ: بِنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ، وَالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَصَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ " (1)
8385 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ سَفَرًا لِيُوَدِّعَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ "، فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ: " اللهُمَّ اطْوِ لَهُ الْبَعِيدَ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ " (2)
8386 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ، يَقُولُ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ تَجْتَبُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا؟ فَقِيلَ لَهُ: وَهَلْ تَرَى ذَلِكَ كَائِنًا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ فَقَالَ:
__________
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم -وهو ابن أبي النجود-، فقد روى له الشيخان مقروناً، وهو صدوق حسن الحديث، شيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي.
وأخرجه النسائي 4/218 من طريق أبي معاوية، عن عاصم بن أبي النجود، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 4/218 و (2713) من طريق أبي حمزة، عن عاصم، به.
وأخرجه 4/218 من طريق أبي عوانة، عن عاصم، عن رجل، عن الأسود بن هلال، به -وذكر فيه ركعتي الضحى مكان الغسل يوم الجمعة.
وانظر ما سلف برقم (7138) .
(2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أسامة بن زيد الليثي، فقد روى له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث. وانظر (8310) .(14/117)
إِي وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، عَنْ قَوْلِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ، قَالُوا: وَعَمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: " تُنْتَهَكُ ذِمَّةُ اللهِ، وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَيَشُدُّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قُلُوبَ أَهْلِ الذِّمَّةِ، فَيَمْنَعُونَ مَا بِأَيْدِيهِمْ " وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، لَيَكُونَنَّ مَرَّتَيْنِ " (1)
8387 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَاذَانُ (2) ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وإسحاق بن سعيد: هو ابن عمرو بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي.
وأخرجه أبو يعلى (6631) عن بشر بن الوليد، عن إسحاق بن سعيد، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري (3180) ، قال: قال أبو موسى: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا إسحاق بن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
ووصله أبو نعيم في المستخرج على البخاري -كما في "تغليق التعليق" 3/485- من طريق موسى بن العباس، عن أبي موسى محمد بن المثنى، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، به.
وفي الباب عن أبي حكيم مولى محمد بن أسامة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "كيف أنتم إذا لم يُجْبَ لكم دينار ولا درهم"، قالوا: ومتى يكون ذلك؟ قال: "إذا نقضتم العهد شدد الله قلوب العدو عليكم، فامتنعوا منكم" أخرجه ابن أبي شيبة 15/62 بسند جيد.
قوله: "إذا لم تَجتَبُوا"، قال الحافظ في "الفتح" 6/280: من الجباية -بالجيم والموحدة وبعد الألف تحتانية-، أي: لم تأخذوا من الجزية والخراج شيئاً.
"تنتَهك": بضم أوله، أي: تُتَناول مما لا يحل من الجَوْر والظلم.
"فيمنعون ما بأيديهم"، أي: يمتنعون من أداء الجزية.
(2) في (م) : حدثنا شاذان، بزيادة "حدثنا"، وهو خطأ.(14/118)
ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ "، " كَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، فَلَقِيَ اللهَ، فَتَجَاوَزَ عَنْهُ " (1)
8388 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَحْسِرُ الْفُرَاتُ، عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَيُقْتَلَ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، يَا بُنَيَّ، فَإِنْ أَدْرَكْتَهُ، فَلَا تَكُونَنَّ مِمَّنْ يُقَاتِلُ عَلَيْهِ " (2)
8389 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي أَبِي،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن شاذان: هو الأسود بن عامر الشامي نزيل بغداد، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي.
وانظر (7579) .
(2) قوله: "عن جبل من ذهب" أثبتناه من (ظ3) و (عس) و (ل) ، ولم يرد في (م) وبقية النسخ.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح- فمن رجال مسلم. زهير: هو ابن معاوية بن حُديج.
وأخرجه ابن حبان (6691) من طريق علي بن الجعد، عن زهير بن معاوية، بهذا الِإسناد. وانظر (8062) .
والقائل في آخر الحديث: "يا بني ... الخ" هو أبو صالح، كما جاء مبيناً في رواية عند مسلم برقم (2894) (29) .(14/119)
عَنْ (1) مُعَاوِيَةَ الْمَهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا مَهْرِيُّ، نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الْحَجَّامِ، وَكَسْبِ الْمُومِسَةِ، وَعَنْ كَسْبِ عَسْبِ الْفَحْلِ " (2)
8390 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، عَلِيمًا، حَكِيمًا، غَفُورًا، رَحِيمًا " (3)
__________
(1) في (م) : حدثني أبو، بإسقاط "عن"، وبتحريف "أبي" إلى: "أبو".
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الفضل بن معدان والد القاسم، وجهالة معاوية المهري.
وأخرجه الدارمي (2624) عن مسلم بن إبراهيم، عن القاسم بن الفضل، بهذا الِإسناد -واقتصر فيه على النهي عن كسب المومسة وعسب الفحل.
وسيأتي الحديث برقم (9372) . وانظر ما سلف برقم (7976) .
(3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/11-12 و12 من طريق أسباط بن محمد وعبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطبري 1/19، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/288، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3101) من طريق محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ولفظه عند الطبري وابن عبد البر: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكرَ رحمةٍ بعذاب، ولا ذكرَ=(14/120)
8391 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ، يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بَنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ " (1)
8392 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ، ثُمَّ جَاءَنِي الدَّاعِي لَأَجَبْتُهُ، إِذْ جَاءَهُ الرَّسُولُ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ، إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ،
__________
= عذابٍ برحمة"، ولفظه عند الطحاوي: " ... فاقرؤوا ولا حرج، غير أن لا تجمعوا بين ذكرِ رحمةٍ بعذاب، ولا ذكر عذابٍ برحمة".
وسيأتي من طريق ابن نمير، عن محمد بن عمرو برقم (9678) . وانظر ما سلف برقم (7989) .
قوله: "عليماً حكيماً، غفوراً رحيماً"، أي: كان من الجائز أن يقول في موضع "عليماً حكيماً": "غفوراً رحيماً"، وبالعكس، والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه مجموعاً مع الذى بعده البخاري في "الأدب المفرد" (605) من طريق عبدة بن سليمان، والترمذي (3116) ، والنسائي في "الكبرى" (11254) من طريق الفضل بن موسى، والحاكم وصححه 2/346-347 من طريق يزيد بن هارون، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، بهذا الِإسناد. ولم يذكر النسائي والحاكم فيه قصة لوط عليه السلام. وسيأتي الحديث برقم (9380) . وانظر (9568) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5712) .(14/121)
وَرَحْمَةُ اللهِ عَلَى لُوطٍ، إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً، أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَمَا بَعَثَ اللهُ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا فِي ثَرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ " (1)
8393 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ، وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ " (2)
8394 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ،
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/235، وابن حبان (6207) من طريق محمد بن بشر، بهذا الِإسناد -واقتصر الطبري على قصة يوسف عليه السلام.
وأخرجه الطبري 12/87 و235، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (330) ، وابن حبان (6206) من طرق عن محمد بن عمرو، به -اقتصر الطبري في إحدى رواياته على قصة يوسف، واقتصر الطحاوي والطبري في المواضع الأخرى على قصة لوط.
وانظر ما سلف برقم (8279) و (8329) .
قوله: "إلا في ثروة"، قال السندي: هي العدد الكثير.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/40 عن علي بن مسهر، وابن ماجه (3536) ، وابن حبان (6121) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.=(14/122)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَمَنْ قَطَعْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ قِطْعَةً، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ " (1)
8395 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَخَذَتْكَ (2) أُمُّ مِلْدَمٍ قَطُّ؟ " قَالَ: وَمَا أُمُّ مِلْدَمٍ؟ قَالَ: " حَرٌّ يَكُونُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ "، قَالَ: مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ، قَالَ: " فَهَلْ أَخَذَكَ الصُّدَاعُ قَطُّ؟ " قَالَ: وَمَا الصُّدَاعُ؟ قَالَ: " عُرُوقٌ تَضْرِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ فِي رَأْسِهِ "، قَالَ: مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ، قَالَ: فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
__________
= وانظر ما سلف برقم (7618) ، وما سيأتي برقم (9021) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/234-235 و14/269، وعنه ابن ماجه (2318) عن محمد بن بشر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطحاوي 4/154، وأبو يعلى (5920) ، وابن حبان (5071) من طرق، عن محمد بن عمرو، به.
وفي الباب عن أم سلمة، سيأتي في "المسند" 6/307، وهو متفق عليه.
قوله: "إنما أنا بشر"، قال السندي: أي: لا أعلم من الغيب إلا ما أطلعني الله تعالى عليه كما هو شأن البشر.
"ألحن"، أي: أفطن لها وأعرف بها.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: هل أخذتك.(14/123)
فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا " (1)
8396 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَفَرَّقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى، أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفَرَّقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً " (2)
__________
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة، وفي متنه نكارة.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (495) ، والبزار (778- كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبرى " (7491) ، وابن حبان (2916) ، والحاكم 1/347، والبيهقي في "شعب الِإيمان" (9907) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة، بهذا الِإسناد.
وسيأتي برقم (8794) من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وسنده ضعيف لضعف أبي معشر.
وفي الباب عن أبي بن كعب، سيأتي 5/142، وسنده ضعيف.
أم مِلدَم: هي كنية الحُمَى.
(2) إسناده حسن.
وأخرجه ابن ماجه (3991) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (66) من طريق محمد بن بشر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو داود (4596) ، والترمذي (2640) ، وابن أبي عاصم (67) ، وأبو يعلى (5910) و (5978) و (6117) ، وابن حبان (6247) و (6731) ، والحاكم 1/128، والبيهقي 10/208 من طرق عن محمد بن عمرو، به -وبعضهم يزيد فيه على بعض. وصححه الحاكم، وقال الترمذي: حسن صحيح.
وفي الباب عن معاوية بن أبي سفيان، سيأتي 4/102.
وعن أنس، سيأتي 3/120.=(14/124)
8397 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ مِنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ: رَدُّ التَّحِيَّةِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَشُهُودُ الْجِنَازَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللهَ " (1)
8398 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، أَرْسَلَ جِبْرِيلَ، قَالَ: انْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، فَجَاءَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فقَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا، فَأَمَرَ بِهَا فَحُجِبَتْ بِالْمَكَارِهِ، قَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ قَدْ حُجِبَتْ بِالْمَكَارِهِ، فَرَجَعَ
__________
= قال الخطابي في "معالم السنن" 4/295: في الحديث دلالة على أن هذه الفِرَق كلها غير خارجة من الدِّين، إذ قد جعلهم النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلَهم من أمته. وفيه أن المتأوِّلَ لا يخرج من المِلَة وإن أخطأ في تأوُّله.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه ابن ماجه (1435) من طريق محمد بن بشر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5934) من طريق عبد الرحيم -وهو ابن سليمان الكناني-، عن محمد بن عمرو، به.
وسيأتي برقم (8675) و (8688) و (9032) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، به، ولفظه: "ثلاث كلهن حق على كل مسلم ... ". وانظر ما سلف برقم (8271) .(14/125)
إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ، قَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ، قَالَ: اذْهَبْ إِلَى النَّارِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا (1) ، فَجَاءَهَا فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أُعِدَّ لِأَهْلِهَا فِيهَا، فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَرَجَعَ، فقَالَ: وَعِزَّتِكَ (2) ، لَا يَسْمَعَ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا، فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ (3) ، قَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا " (4)
8399 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَجُلَانِ مِنْ بَلِيٍّ حَيٌّ (5) مِنْ قُضَاعَةَ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا، وَأُخِّرَ الْآخَرُ
__________
(1) من قوله: "فجاءها" إلى هنا سقط من (م) والنسخ المتأخرة، وأثبتناه من (ظ3) و (عس) و (ل) .
(2) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة زيادة بعد هذا "لقد خشيت أن"، وهذه الزيادة لم ترد في (ظ3) و (عس) ، وهو الصواب.
(3) قوله: "فرجع إليه" أثبتناه من (ظ3) و (عس) ، وليس هو في (م) وبقية النسخ.
(4) إسناده حسن.
وأخرجه الترمذي (2560) ، والنسائي 7/3-4، وأبو يعلى (5940) ، والآجري في "الشريعة" ص 389-390 و390، والبيهقي في "الشعب" (384) ، وفي"البعث" (166) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الِإسناد.
وسيأتي برقم (8648) و (8861) . وسلف مختصراً جداً برقم (7530) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة.
(5) لفظة "حي" أثبتناها من (ظ) و (عس) .(14/126)
سَنَةً، قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ: فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا، أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ، فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَأَصْبَحْتُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ ذُكِرَ (1) ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ، وَصَلَّى سِتَّةَ آلَافِ رَكْعَةٍ، أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً صَلَاةَ السَّنَةِ؟ "، (2)
8400 - حَدَّثَنَاه يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ وَهُمْ حَيٌّ مِنْ قُضَاعَةَ فَذَكَرَهُ (3)
8401 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَزْرَقِ، قَالَ: تُوُفِّيَ بَعْضُ كَنَائِنِ مَرْوَانَ، فَشَهِدَهَا النَّاسُ وَشَهِدَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ وَمَعَهُمْ نِسَاءٌ يَبْكِينَ، فَأَمَرَ بِهِنَّ مَرْوَانُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: دَعْهُنَّ، فَإِنَّهُ
__________
(1) في (ظ3) : ذكرتُ.
(2) إسناده حسن. وانظر ما بعده.
(3) حديث حسن، وهذا الإسناد فيه انقطاع، أبو سلمة لم يدرك طلحةَ بنَ عبيد الله، لكن قد علِمت الواسطةُ بينهما وهو أبو هريرة كما في الإسناد السابق، فعندئذ يكون إسناده متصلًا، وهو إسناد حسن.
وقد سلف هذا الحديثُ بنحوه برقم (1389) من طريق محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن طلحة بن عبيد الله. وخُرجت طريق محمد بن عمرو هناك.(14/127)
مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَنَازَةٌ مَعَهَا بَوَاكٍ، فَنَهَرَهُنَّ عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْهُنَّ، فَإِنَّ النَّفْسَ مُصَابَةٌ، وَالْعَيْنَ دَامِعَةٌ، وَالْعَهْدَ حَدِيثٌ " (1)
8402 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] جَعَلَ يَدْعُو بُطُونَ قُرَيْشٍ بَطْنًا، بَطْنًا، يَا بَنِي فُلَانٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى فَاطِمَةَ، فَقَالَ: " يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ (2) شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، عمرو بن الأزرق -كذا وقع اسمه هنا، وكل من ترجم له سماه سلمةَ بن الأزرق- مجهولٌ، وقد سلف الحديث برقم (7691) ، فانظر تمام تخريجه هناك.
(2) قوله: "من الله" ليس في (ظ3) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (204) (348) ، والترمذي (3185) ، والنسائي 6/248، وأبو عوانة 1/94، وابن حبان (646) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/177 من طرق عن عبد الملك بن عمير، بهذا الِإسناد.
وسيأتي برقم (8726) و (8727) و (10725) .
وأخرجه النسائي 6/248-249 من طريق معاوية بن إسحاق، عن موسى بن طلحة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلًا.
وأخرجه بنحوه الدارمي (2732) ، والبخاري (2753) و (4771) ، ومسلم=(14/128)
8403 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ: " يَا بِلَالُ، خَبِّرْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ مَنْفَعَةً فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ (1) خَشْفَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ "، قَالَ: مَا عَمِلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ فِي الْإِسْلَامِ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً، مِنْ أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا تَامًّا قَطُّ فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ لِرَبِّي، مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ (2)
__________
= (206) (351) ، والنسائي 6/249 و249-250، والطبري في "التفسير" 19/119، وأبو عوانة 1/94-95، والبيهقي في "السنن" 6/280، وفي "الشعب" (7021) ، وفي "دلائل النبوة" 2/176، والبغوي في "شرح السنة" (3744) ، وفي "التفسير" 3/401، وابن الجوزي في "مشيخته" ص 159 من طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة.
وسيأتي برقم (8601) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2801) .
وعن عائشة، سيأتي 6/136.
قوله: "سأبلها بِبلالِها"، قال السندي: قيل بكسر الباء: جمع بَلَل، وهو كل ما بل الحلقَ من ماءٍ أو لبنٍ أو غيره، ويروى بفتحها على المصدر، أي: أصِلكم في الدنيا، قيل: شَبه القطيعة بالحرارة تُطفاً بالماء.
(1) لفظة:"الليلة"من (ظ3) و (عس) و (ل) ، وليست في (م) وبقية النسخ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن جيان التيمي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي.
وأخرجه ابن خزيمة (1208) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1149) ، ومسلم (2458) ، والنسائي في "الكبرى"=(14/129)
8404 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي النَّوْفَلِيَّ، قَالَ أَبِي (1) ذَكَرَهُ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَفْضَى بِيَدِهِ إِلَى ذَكَرِهِ، لَيْسَ دُونَهُ سِتْرٌ، فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ "، (2)
__________
= (8236) ، وابن خزيمة (1028) ، وابن حبان (7085) ، والبغوي (1011) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، وأبو يعلى (6104) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن أبي حيان، به.
وسيأتي برقم (9672) .
وفي الباب عن بريدة الأسلمي، سيأتي 5/354.
خَشف، قال السندي: بفتح خاء وسكون معجمة أو فتحها: الصوت، والحركة، والحس الخفي.
(1) في (م) و (ل) : "قال عبد الله: حدثنا أبي"، وزيادة: "عبد الله حدثنا" خطأ يقيناً، فإن الذى قال: "قال أبي" هو يحيى بن يزيد، فالحديث من روايته عن أبيه.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي وأبوه ضعيفان، وهما متابعان.
وأخرجه الشافعي 1/34-35، والبزار (286- كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/74، وابن حبان (1118) ، والطبراني في "الأوسط" (1871) و (8829) ، وفي "الصغير" (110) ، والدارقطني 1/147، والبيهقي في "السنن" 1/133، وفي "معرفة السنن والآثار" (187) و (188) ، والبغوي (166) ، والحازمى في "الاعتبار" ص 41 من طرف، عن يزيد بن عبد الملك النوفلي، بهذا الِإسناد.
وقد أدخل خالدُ بنُ نزار عند الطبراني في "الأوسط" (8829) ، وعبد الله بن نافع عند البيهقي في "المعرفة" (188) في الِإسناد أبا موسى الحناط بين يزيد بن عبد الملك وسعيد المقبري، وأبو موسى الحناط -واسمه عيسى بن أبي عيسى- متروك.=(14/130)
• 8405 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2)
8406 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ،
__________
= وأخرجه ابن السكن في "صحيحه" كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 157، وابن حبان (1118) ، والطبراني في "الأوسط" (1871) ، وفي "الصغير" (110) ، والحاكم 1/138 من طريق نافع بن أبي نعيم، والطبراني في "الأوسط" (6664) و (8904) من طريق حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك، عن شبل بن عباد، كلاهما عن سعيد بن أبي سعيد، به. قال ابن السكن: هو أجود ما روي في هذا الباب.
قلنا: إسناد نافع بن أبي نعيم جيد، وأما إسناد شبل بن عباد فضعيف، فيه حبيب كاتب مالك وقد ضعفوه، واتهمه بعضهم بالكذب.
وأخرجه موقوفاً البخاري في "التاريخ الكبير" 2/216، والبيهقي في "السنن" 1/133-134من طريق عمر بن أبي وهب، عن جميل بن بشير، عن أبي هريرة.
وأخرجه كذلك البخاري في "تاريخه الكبير" 2/216 عن مسدد، عن أمية، عن ابن أبي وهب الخزاعي، عن جميل، عن أبي وهب، عن أبي هريرة.
وأخرجه أيضاً البيهقي في "السنن" 1/134 من طريق عمر بن أبي وهب، عن جميل العجلي، عن أبي وهب الخزاعي، عن أبي هريرة.
وهذه الأسانيد ضعيفة لجهالة جميل وأبي وهب. وانظر الحديث التالي.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (7076) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1) هكذا هو في (ل) و"أطراف المسند" 7/245 من زيادات عبد الله، ووقع في (م) وبقية النسخ من حديث الإمام أحمد نفسه، والله تعالى أعلم.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.(14/131)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ " (1)
8407 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَشِيرِ (2) بْنِ أَبِي صَالِحٍ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ ابْنُ نُفَيْلَةَ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَمَنُ الْحَرِيسَةِ حَرَامٌ، وَأَكْلُهَا حَرَامٌ " (4)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وانظر ما سلف برقم (7966) .
(2) وقع في (م) وبعض النسخ الخطية مكان "بشر": جبير، وقد ترجمه الحسيني في "الِإكمال" (70) فيمن اسمه بشْر، وقال: مجهول، وترجمه الحافظ ابن حجر في هذا الموضع من "التعجيل" (90) ، وقال: إنما هو بَشِير، بوزن عظيم، وسيأتي. وقال هناك (95) : نسبه الديلمي في "الفردوس" إلى تخريج أحمد، لكن قال: عن جبير بن أبي صالح، وكذا وجدته في نسخة أخرى من "المسند"، وقد
ترجم في "التهذيب" لجبير بن أبي صالح، ونسبه إلى "الأدب المفرد" للبخاري، لكن فيه أنه يروي عن الزهري، ويروي عنه ابن أبي ذئب، وفي "تاريخ البخاري" (2/225) : جبير أبو صالح، عن أبي هريرة، روى عنه يزيد بن أبي زياد، ولم يذكر فيه جرحاً. وانظر تتمة كلامه فيه.
(3) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وهما نسختان متقنتان، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: نفيلة!
(4) إسناده ضعيف لضعف يحيى بن يزيد وأبيه، ولجهالة بشر بن أبي صالح.
وهذا الحديث انفرد الإمام أحمد بإخراجه، والله تعالى أعلم.
الحريسة، قال ابن الأثير: يقال للشاة التي يدركها الليل قبل أن تصل إلى مراحها: حريسة، والاحتراس: أن يسرق الشيء من المرعى.(14/132)
8408 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَأُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلَاةِ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ " (1)
8409 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَلَا مِنْ رَجُلٍ يَأْخُذُ مِمَّا فَرَضَ اللهُ وَرَسُولُهُ كَلِمَةً، أَوْ كَلِمَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، أَوْ أَرْبَعًا، أَوْ خَمْسًا، فَيَجْعَلُهُنَّ فِي طَرَفِ رِدَائِهِ فَيَتَعَلَّمُهُنَّ وَيُعَلِّمُهُنَّ "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَابْسُطْ ثَوْبَكَ "، قَالَ: فَبَسَطْتُ ثَوْبِي، فَحَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: "
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، المبارك -وهو ابن فضالة-، والحسن -وهو البصري- مدلسان، وقد عنعنا. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وسيأتي برقم (8802) .
وأخرجه مسلم (429) (118) ، والنسائي 3/39، وفي"الكبرى" (1108) ، والبيهقي 2/282 من طرق عن ابن وهب، عن الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "لينتهينَ أقوام عن رفعهم أبصارَهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفنَ أبصارهم".
وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/140. وهو عند البخاري (750) .
وعن جابر، سيأتي 5/90.
وعن ابن عمر عند ابن ماجه (1043) ، والطبراني (13139) ، وصححه ابن حبان (2281) .(14/133)
ضُمَّ إِلَيْكَ "، فَضَمَمْتُ ثَوْبِي إِلَى صَدْرِي " فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ لَا أَكُونَ نَسِيتُ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ بَعْدُ " (1)
8410 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ كَمَا بَيْنَ قُدَيْدٍ (2) ، وَمَكَّةَ، وَكَثَافَةُ جِلْدِهِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وسيأتي برقم (9517) من طريق يونس بن عبيد عن الحسن. وانظر ما سلف برقم (7275) .
(2) تحرف في (م) إلى: قديسة. وقديد موضع قرب مكة.
(3) إسناده ضعيف، محتمل للتحسين، عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار فيه كلام من جهة حفظه، وأخرج عنه البخاري، قال الدارقطني: وهو عند غيره ضعيف، فيعتبر به، وقال ابن عدي: وبعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه، وهو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (566) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الِإسناد.
وسيأتي برقم (10931) عن حسن بن موسى، عن عبد الرحمن بن عبد الله، به.
وانظر ما سلف برقم (8345) .
وله شاهد من حديث ثوبان عند البزار (3496- كشف الأستار) بلفظ: ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار"، وفيه عباد بن منصور وهو ضعيف لسوء حفظه.=(14/134)
8411 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رُضْوَانِ اللهِ، مَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يُرْفَعُ لَهُ بِهَا (1) دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ " (2)
__________
= وقوله: "بذراع الجبار": أراد به هنا مزيد الطول، أو أن الجَبار اسم مَلكٍ من اليمن أو العجم كان طويلَ الذراع، وقال الذهبي: ليس ذا من الصفات في شيء، وهو مثل قولك: ذراع الخياط، وذراع النجار ... والجبار في "اللسان": المَلِك العظيم. "فيض القدير" 4/255.
(1) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: لا يلقي لها بالًا -يرفعه الله بها.
(2) حديث صحيح، عبد الرحمن -وهو ابن عبد الله بن دينار- وإن كان من رجال البخاري، فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وخالفه مالك عن عبد الله بن دينار، فوقفه كما سيأتي لاحقاً، لكن سلف الشطر الثاني من الحديث برقم (7215) من غير هذا الطريق مرفوعاً، وهو صحيح.
وأخرجه البيهقي 8/165 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6478) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، به.
ولخرجه البيهقي 8/164-165، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/144 من طريق عبد الصمد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، به.
وقد خالف عبدَالرحمن بن عبد الله في رفعه مالكٌ، فقد أخرجه في "موطئه" 2/985-98، وعنه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (72) عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، موقوفاً. قال الدارقطني في "العلل" 8/214: وهو المحفوظ.(14/135)
8412 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ كَشَاكِشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ الْكَسْبِ، كَسْبُ يَدِ الْعَامِلِ إِذَا نَصَحَ " (1)
8413 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ،
__________
= وأخرجه النسائي في الرقائق من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 9/431 عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن عبد الله بن دينار، به. كذا وقع في "التحفة"، والصواب أن ابن المبارك يرويه عن مالك، عن عبد الله بن دينار، وابن المبارك ليست له رواية عن عبد الله بن دينار.
فقد أخرجه ابن عبد البر 17/143-144 عن خلف بن القاسم، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن الحسين بن الحسن المروزي، عن ابن المبارك، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، به، مرفوعاً. وقد غلط ابن عبد البر هذه الرواية، وقال: لا يصح عن مالك رفعه فيما أحسب.
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمار كُشاكش، فقد روى له الترمذي، وهو صدوق. أبو عامر العقدي: هو عبد الملك بن عمرو.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/356 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1236) من طريق سعيد بن منصور، عن محمد بن عمار، به.
وسيأتي برقم (8691) .
قوله: "إذا نَصَح"، أي: إذا أخلص في عمله.(14/136)
أَنَّهُ رَقِيَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَرَفَعَ فِي عَضُدَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ، فَلْيَفْعَلْ " فَقَالَ نُعَيْمٌ: لَا أَدْرِي قَوْلُهُ: " مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، فليح بن سليمان -وإن كان فيه كلام- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وسيأتي مكرراً برقم (10778) .
وأخرجه مسلم (246) (34) ، وأبو عوانة 1/243 من طريق عمارة بن غَزِية، والطبراني في "الأوسط" (9210) من طريق ابن الحويرث، كلاهما عن نعيم بن عبد الله، بهذا الِإسناد. ولم يذكرا فيه شك نعيم، وحديث عمارة مطول.
وقوله: "فمن استطاع منكم أن يُطيل غُرتَه فليفعل" ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/236 أن نعيماً المُجمِر قد تفرد به، ولم يرد في غير حديث أبي هريرة من هذا الطريق. قلنا: بل روي هكذا من حديث كعب المدني عن أبي هريرة كما سيأتي برقم (8741) ، لكن إسناده إليه ضعيف، وكعب مجهول.
وسيأتي برقم (9195) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر، وبرقم (8741) من طريق كعب المدني، عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم (247) (36) و (37) من طريق أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، ضمن حديث: "إن حوضي أبعد من أيلةَ من عدن"، وفيه: "تردون علي غراً محجلين من أثر الوضوء".
واقتصر ابن ماجه على قوله: "تَرِدون على ... الخ" فأخرجه في "سننه" (4282) من طريق أبي مالك الأشجعي، به -وزاد "سيماء أمتي ليس لأحد غيرها".
وسيأتي في "المسند" من طريق أبي حازم برقم (8840) ، قال: كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ وهو يمد الوضح إلى إبطه، فقلت: يا أبا هريرة، ما هذا الوضوء؟ قال: يا بني فروخ، أنتم هاهنا؟ لو علمت أنكم هاهنا ما توضأت هذا الوضوء، إني سمعت خليلي يقول: "تبلغ الحِلْية من المؤمن إلى حيث يبلغ الوضوء".=(14/137)
مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ
8414 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أتَدْرُونَ مَنِ (1) الْمُفْلِسُ؟ " قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ، وَلَا مَتَاعَ (2) ، قَالَ: " الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يَأْتِي بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ، قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ
__________
= وأخرجه مسلم (249) (39) ، والنسائي 1/93-95، وابن خزيمة (6) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة. ضمن حديث مطول وقال فيه: "فإنهم يأتون غرّا محجلين من الوضوء".
وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (233) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة، بنحوه.
وفي الباب عن حذيفة بن اليمان عند مسلم برقم (248) (38) ضمن حديث الحوض، وفيه: "تردون على غراً محجلين من آثار الوضوء، ليست لأحد غيركم".
قوله: "فرفع في عضديه"، قال السندي: أي: فعله، وهو التوضؤ والغسل.
"الغُرّ"، أي: أنْور الوجوه.
"المحجلون": أنْوُر الأطراف.
(1) في (ظ3) و (عس) : ما.
(2) في (م) : من لا له درهم ولا دينار ولا متاع.(14/138)
خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ " (1) وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ: " فَيَقُصُّ " (2) ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ "
8415 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ، مَا طَمِعَ فِي الْجَنَّةِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، مَا قَنَطَ مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدٌ، خَلَقَ اللهُ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَوَضَعَ رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ خَلْقِهِ يَتَرَاحَمُونَ بِهَا، وَعِنْدَ اللهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ رَحْمَةً " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، العلاء بن عبد الرحمن وأبوه عبد الرحمن بن يعقوب من رجال مسلم. زهير: هو ابن محمد التميمي.
وانظر (8029) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: فيقتص.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 497 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الِإسناد.
وأخرج الشطر الأول منه -وهو إلى قوله: "ما قنط من الجنة أحد"- الترمذي (3542) ، وابن حبان (345) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وأخرج الشطر الثاني منه مسلم (2752) (18) ، وأبو يعلى (6509) من طريق إسماعيل بن جعفر، والترمذي (3541) من طريق عبد العزيز بن محمد كلاهما عن العلاء، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.(14/139)
8416 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَيَّاشٍ، مَوْلَى عَقِيلَةَ بِنْتِ طَلْقٍ الْغِفَارِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُطَوِّقَ حَبِيبَهُ طَوْقًا مِنْ نَارٍ، فَلْيُطَوِّقْهُ طَوْقًا مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُسَوِّرَ
__________
= وسيأتي بشطريه برقم (10280) ، وبشطره الأول فقط برقم (9164) .
وأخرجه جميعاً البخاري (6469) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 496، والبغوي (4180) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وأخرج الشطر الثاني منه الدارمي (2785) ، والبخاري في "صحيحه" (6000) ، وفي "الأدب المفرد" (100) ، ومسلم (2752) (17) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وسيأتي بنحوه من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (9609) و (10670) و (10810) .
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/56 من طريق يزيد بن هارون، عن الحجاج بن أبي زينب، قال: سمعت أبا عثمان النهدي يحدث عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الحديث. قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 200: الحجاج ضعيف، وخالفه سليمان التيمي وغيره من الثقات، ورووه عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي مرفوعاً.
قلنا: وسيأتي في مسند سلمان الفارسي 5/439 عن يحيى بن سعيد، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو في "صحيح مسلم" (2753) (20) و (21) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/55.
وعن جندب بن عبد الله بن سفيان، عند الحاكم 1/56 و248.
قَنِط: أيِسَ.(14/140)
حَبِيبَهُ بِسِوَارٍ مِنْ نَارٍ، فَلْيُسَوِّرْهُ بِسِوَارٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُحَلِّقَ حَبِيبَهُ حَلْقَةً مِنْ نَارٍ، فَلْيُحَلِّقْهُ حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِالْفِضَّةِ، الْعَبُوا بِهَا لَعِبًا، الْعَبُوا بِهَا لَعِبًا " (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أسيد بن أبي أسيد -وهو البَراد- روى عنه جمع، وخرج له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وأورده ابن حبان في "الثقات"، وذكر البرقاني في "سؤالاته" للدارقطني (37) أنه قال: يعتبر به.
وسيأتي برقم (8910) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن أسيد بن أبي أسيد. وانظر أيضاً (9677) .
وسيأتي هذا الحديث في مسند أبي موسى 4/414 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أسيد بن أبي أسيد، عن ابن أبي موسى، عن أبيه، أو عن ابن أبي قتادة، عن أبيه، مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار.
وفي الباب عن سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير" (5811) ، و"الأوسط" (7292) ، وفي إسناده إسحاق بن إدريس الأسواري وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهما ضعيفان.
قوله: "حبيبه"، المراد به هنا الذكر وليس الأنثى كما هو واضح من سياق المتن، وقد نصَ أهل العربية في باب التأنيث على أن "فعيل" الذى بمعنى مفعول، إذا لم يُذكر موصوفه من المؤنث لحقته التاء، نحو: هذه ذبيحة، ونطيحة، أي: مذبوحة ومنطوحة، وإن ذكر موصوفه حذفت منه التاء غالبا نحو: مررت بامرأةٍ جريج، وبعيْنٍ كحيل، أي: مجروحة ومكحولة، وقد تلحقه التاء أحياناً نحو: خصلة ذميمة، أي: مذمومة، وفعلة حميدة، أي: محمودة. انظر "حاشية الخضري على ابن عقيل"
2/146.
وقد صح أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ حريراً فجعله في يمينه، وأخذ ذهباً فجعله في شماله، ثم قال: "إن هذين حرام على ذكور أمتي" وفي بعض الروايات زيادة: "حِل=(14/141)
8417 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ " (1)
8418 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: ثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَأَنَا أَوْلَى بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ هَلَكَ وَتَرَكَ مَالًا، فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَنْ كَانُوا، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا، أَوْ ضَيَاعًا، فَلْيَأْتِنِي فَإِنِّي مَوْلَاهُ " (2)
__________
= لإِناثها"، انظر ما سلف في مسند علي برقم (750) .
وللأستاذ مصطفى بن عدوي في هذا الباب رسالة قيمة بعنوان "المؤنق في إباحة تحلي النساء باللههب المحلق وغير المحلق"، فراجعها لزاماً.
(1) إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن وردان، فقد روى له البخارىِ في "الأدب"، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو صدوق.
وأخرجه عبد بن حميد (1431) ، وأبو داود (4833) ، والترمذي (2378) ، والحاكم 4/171 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الِإسناد. وانظر (8028) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فليح -وهو ابن سليمان- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات، رجال الشيخين، وسريج -وهو ابن النعمان الجوهري البغدادي- متابِع أبي عامر العقدي، من رجال البخاري.
وأخرجه البخاري (2399) من طريق أبي عامر العقدي، عن فليح بن سليمان،=(14/142)
8419 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُخْبِرُ النَّاسَ
قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ وَسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ (1) عَرْشِ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ يُفَجَّرُ، أَوْ تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ " شَكَّ أَبُو عَامِرٍ. (2)
__________
= بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري (4781) ، وعنه البغوي (2214) من طريق محمد بن فليح، عن أبيه، به.
وانظر ما سلف برقم (7861) و (8236) .
(1) في (م) : وفوق، وهو خطأ قبيح.
(2) حديث صحيح، وقد وهم فليح بن سليمان في حال تحديثه لأبي عامر العقدي في رواية هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، وقد نبه يونس بن محمد في روايته عن فليح فيما سيأتي برقم (8420) على أنه كان ربما شكَّ فيه، فذَكَر عنه أنه قال: ولا أعلمه إلا ابن أبي عمرة، قال يونس: ثم حدثنا به فليح، فقال: عطاء بن يسار ولم يشك. وكأنه رجع إلى الصواب فيه. قاله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/12، وقد وافق فليحاً على روايته إياه عن هلال، عن عطاء، عن أبي هريرة محمد بن جحادة كما سلف برقم (7923) .=(14/143)
8420- حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَوِ ابْنِ أَبِي عَمْرَةَ، قَالَ فُلَيْحٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا ابْنَ أَبِي عَمْرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ "، وَقَالَ: أَفَلَا نُنَبِّئُ النَّاسَ بِذَلِكَ قَالَ (1) : ثُمَّ حَدَّثَنَا بِهِ فَلَمْ يَشُكَّ - يَعْنِي فُلَيْحًا - قَالَ: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ. (2)
8421 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: " وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ " (3)
__________
= وأخرج الشطر الثاني منه -وهو قوله: "إن في الجنة مئة درجة ... الخ" - ابنُ حبان (4611) و (7390) من طريق إسحاق بن راهويه، عن أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وانظر الحديثين التاليين.
وله شاهد من حديث أبي الدرداء عند النسائي 6/20، وسنده جيد.
قوله: "وسط الجنة"، وفي رواية البخاري وابن حبان "أوسط الجنة"، قال الحافظ في "الفتح" 6/13: المراد بالأوسط هنا: الأعدل والأفضل، كقوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمةً وسَطاً) ، فعلى هذا فعطف الأعلى عليه للتأكيد، وقال الطيبي: المراد بأحدهما العلو الحِسي، وبالآخر العلو المعنوي، وقال ابن حبان: المراد بالأوسط: السعة، وبالأعلى: الفوقية.
(1) في (م) : قال وحده، بزيادة "وحده" وهي زيادة لا معنى لها.
(2) حديث صحيح، وانظر ما قبله وما بعده. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وهو ثقة من رجال الشيخين.
(3) حديث صحيح، وانظر ما قبله. سريج: هو ابن النعمان الجوهري.
وأخرجه الحاكم 1/80، والبغوي (2610) من طريق سريج بن النعمان، بهذا =(14/144)
8422 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ (1) ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الشَّيْخُ يَكْبَرُ، وَيَضْعُفُ جِسْمُهُ وَقَلْبُهُ، شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَيْنِ: طُولِ الْعُمُرِ، وَالْمَالِ " (2)
8423 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،
__________
= الِإسناد -واقتصر الحاكم على الشطر الثاني منه، وصححه هو والبغوي.
وأخرجه البخاري (2790) من طريق يحيى بن صالح، و (7423) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات" ص 398 من طريق محمد بن فليح، كلاهما عن فليح بن سليمان، به.
وسلف الشطر الثاني منه مختصراً برقم (7923) من طريق شريك النخعي، عن محمد بن جحادة، عن عطاء، عن أبي هريرة.
(1) في (م) : حدثنا سريج، حدثنا أبو عامر، وهو خطأ يقيناً، إذ سريج -وهو ابن النعمان- وأبو عامر شيخان لأحمد، والصواب حذف "حدثنا سريج" كما في (ظ3) و (ل) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 152، وأثبتت بعض النسخ الخطية الأخرى في الأصل: أبو عامر، وأشارت في الهامش إلى أنه في نسخ أخرى: سريج، قلنا: وحديث سريج سيأتي برقم (8472) .
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير فليح بن سليمان فمن رجال البخاري، وفيه كلام.
وأخرجه بنحوه ابن حبان (3219) من طريق زيد بن الحباب، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (8456) و (8472) ، وانظر ما سلف برقم (8211) .(14/145)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَزَاوَرُونَ (1) فِيهَا " قَالَ سُرَيْجٌ: " لَيَتَرَاءَوْنَ فِيهَا كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ (2) وَالْكَوْكَبَ الشَّرْقِيَّ، وَالْكَوْكَبَ الْغَرْبِيَّ الْغَارِبَ فِي الْأُفُقِ الطَّالِعَ فِي تَفَاضُلِ الدَّرَجَاتِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أُولَئِكَ النَّبِيُّونَ، قَالَ: " بَلَى، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، أَقْوَامٌ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ "، وَقَالَ سُرَيْجٌ: " وَأَقْوَامٌ آمَنُوا بِاللهِ " (3)
__________
(1) في (ظ3) وهوامش بعض النسخ: ليتراءيون، وهي كذلك في بعض نسخ "صحيح البخاري"، انظر النسخة اليونينية منه 4/145.
(2) قوله: "الكوكب الدري و" زدناه من (ظ3) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 152.
(3) متن الحديث صحيح، لكن من حديث أبي سعيد الخدري كما سيأتي في التخريج، ولعل فليح بن سليمان -وفيه كلام- أخطأ فجعله من حديث أبي هريرة، والله أعلم.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/907 من طريق سريج بن النعمان، بهذا الِإسناد -مختصراً بلفظ: "إن أهل الجنة ليتراءون في الجنة".
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد - زوائد نعيم" (418) ، ومن طريقه الترمذي (2556) ، وابن أبي الدنيا في "التوكل على الله" (41) ، وأخرجه ابن منده (406) من طريق المعافى بن سليمان، كلاهما (ابن المبارك والمعافى) عن فليح بن سليمان، به.
وسيأتي برقم (8471) عن فزارة بن عمر، عن فليح بن سليمان.
وهذا الحديث أخرجه البخاري (3256) عن عبد العزيز بن عبد الله، ومسلم (2831) من طريق معن بن عيسى وابن وهب، ثلاثتهم عن مالك، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري. وانظر تمام تخريج حديث أبي=(14/146)
8424 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا يُصِيبُ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ، وَلَا حُزْنٍ، وَلَا غَمٍّ، وَلَا أَذًى، حَتَّى الشَّوْكَةَ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ " (1)
__________
= سعيد في "صحيح ابن حبان" (7393) .
وخالف أيوب بن سويد عند ابن حبان (209) ، والطبراني (5776) فرواه عن مالك، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد. فوهمه الدارقطني في "الغرائب"، وتابعه ابن حجر في "الفتح" 6/327، وصحح رواية أبي سعيد الخدري. لكن أصل الحديث موجود عند سهل بن سعد كما في "صحيح البخاري" (6555) ، ومسلم (2830) ، وسيأتي في مسنده 5/240.
قوله: "ليتزاورون فيها"، قال السندي: أي: ليتمايلون فيها إذا نظر بعضهم إلى بعض، يعلو بعضهم على بعض، وهو بزاي معجمة، ومنه قوله تعالى: (وترى الشمسَ إذا طلعت تَزَاوَرُ عن كهفهم) [الكهف: 17] .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن محمد التميمي.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (5641) ، وفي "الأدب المفرد" (492) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1421) عن عبد الله بن محمد المُسنَدي، وابن حبان (2905) من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، كلاهما عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، بهذا الِإسناد -لكن زاد إسحاق بين محمد بن عمرو بن حلحلة وبين عطاء بن يسار محمد بن عمرو بن عطاء، فهو من المزيد في متصل الأسانيد، ومحمد بن عمرو بن عطاء ثقة من رجال الشيخين.
وانظر (8027) .(14/147)
8425 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ نَبْهَانَ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَى لَأْوَائِهِنَّ، وَضَرَّائِهِنَّ، وَسَرَّائِهِنَّ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُنَّ "، فَقَالَ رَجُلٌ: أَوْ ثِنْتَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَوِ اثِنْتَانِ "، فَقَالَ رَجُلٌ: أَوْ وَاحِدَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَوْ وَاحِدَةٌ " (2)
__________
(1) تحرف في (م) وبعض النسخ إلى: عمرو بن شهاب! والتصويب من (ظ3) ومصادر ترجمته.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن جريج وأبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدرس -مدلسان وقد عنعنا، وعمر بن نبهان، قال البخاري: لا أدري من عمر، ونحوه قال أبو حاتم، وجهله الذهبي وابن حجر، وتساهل ابن حبان فذكره في "الثقات".
وأخرجه الحاكم 4/176 من طريق حماد بن مسعدة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/552-553 من طريق مندل بن علي، والبيهقي في "شعب الِإيمان" (8678) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، كلاهما عن ابن جريج، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (6195) من طريق عبيد بن عمرو الحنفي، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. قال الهيثمي في "المجمع" 8/158: فيه من لم أعرفهم.
وأخرج البزار (1909- كشف الأستار) من طريق ليث بن أبي سليم، عن أبي رزين، عن أبي هريرة رفعه: " ... ومن سعى على ثلاث بنات فهو في الجنة، كان له كأجر مجاهد في سبيل الله صائماً قائما". وسنده ضعيف لضعف ليث بن أبي=(14/148)
8426 - حَدَّثَنَا بَكْرُ (1) بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ لِي نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ كَنْزٍ مِنْ كَنْزِ (2) الْجَنَّةِ تَحْتَ الْعَرْشِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، قَالَ: " أَنْ تَقُولَ: لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ - قَالَ أَبُو بَلْجٍ: وَأَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ - فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَسْلَمَ عَبْدِي، وَاسْتَسْلَمَ (3) " قَالَ: فَقُلْتُ لِعَمْرٍو (4) : قَالَ أَبُو بَلْجٍ: قَالَ عَمْرٌو: قُلْتُ لِأَبِي
__________
= سليم.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/42.
ومن حديث أنس، سيأتي 3/147-148.
اللأواء والضرّاء: الشِّدة، والسرّاء: الرخاء والسرور.
(1) تحرف في (م) و (ل) إلى: بكير.
(2) في (م) : كلمة كنز من كنز، وفي بعض النسخ: كلمة من كنز، والمثبت من (ظ3) و (س) .
(3) حديث صحيح دون قوله: "تحت العرش"، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكر بن عيسى شيخ أحمد، فقد روى له الترمذي وهو ثقة، وغير أبي بلج -وهو يحيى بن سليم الفزاري- فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث. أبو عوانة: هو وضاح اليشكري، وعمرو بن ميمون: هو الأودي.
وانظر (7966) .
(4) قوله: "قال: فقلت لعمرو" لا ندري ما وجه إثباته هنا! والكلام من دونه مستساغ متوجه.(14/149)
هُرَيْرَةَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَقَالَ: " لَا، إِنَّهَا فِي سُورَةِ الْكَهْفِ: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ} [الكهف: 39] "
8427 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَبِيعُ الْخَمْرَ فِي سَفِينَةٍ، وَكَانَ يَشُوبُهُ بِالْمَاءِ، وَكَانَ مَعَهُ فِي السَّفِينَةِ قِرْدٌ "، قَالَ: " فَأَخَذَ الْكِيسَ، وَفِيهِ الدَّنَانِيرُ "، قَالَ: " فَصَعِدَ الذَّرْوَ (1) ، يَعْنِي الدَّقَلَ، فَفَتَحَ الْكِيسَ، فَجَعَلَ يُلْقِي فِي الْبَحْرِ دِينَارًا، وَفِي السَّفِينَةِ دِينَارًا (2) حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِيهِ شَيْءٌ " (3)
8428 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ، وَشَرُّهَا الْمُؤَخَّرُ، وَشَرُّ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُقَدَّمُ، وَخَيْرُهَا الْمُؤَخَّرُ " (4)
__________
(1) في (ظ3) : الزور.
(2) زاد في (ظ3) : وفي البحر ديناراً وفي السفينة ديناراً.
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، والصواب وقفه كما سلف بيانه عند الحديث رقم (8055) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن=(14/150)
8429 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: أَهَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِكُمْ؟ قَالَ: وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ: قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَأَوْجَزُ، قَالَ: " وَكَانَ قِيَامُهُ قَدْرَ مَا يَنْزِلُ الْمُؤَذِّنُ مِنَ الْمَنَارَةِ وَيَصِلُ إِلَى الصَّفِّ " (1)
__________
= أبي صالح، فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري.
وأخرجه الطيالسي (2408) ، وابن أبي شيبة 2/385، ومسلم (440) (132) ، وأبو داود (678) ، وابن ماجه (1000) ، والترمذي (224) ، والنسائي 2/93، وابن خزيمة (1561) ، والبيهقي 3/90 و97، والبغوي (815) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي برقم (8644) و (8798) . وانظر ما سلف برقم (7362) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير والد إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح الترمذي حديثه.
وسيأتي برقم (8888) و (9637) و (10097) و (10443) وانظر تخريجه فيها.
وقد رُوي من غير وجه عن أبي هريرة أمرُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأئمةَ التخفيف بالناس، انظر ما سلف برقم (7474) .
وفي الباب عن أنس عند ابن أبي شيبة 2/54 و55 و57، ومسلم (469) ، والنسائي 2/94-95، وأبي عوانة 2/89، وابن حبان (1759) ، والبيهقي 3/114، والبغوي (841) .
وعن أبي واقد الليثي عند ابن أبي شيبة 2/55، والبيهقي 3/118.=(14/151)
8430 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَأُذُنَانِ يَسْمَعُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَبِكُلِّ مَنِ ادَّعَى مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، وَالْمُصَوِّرِينَ " (1)
8431 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَيْفَ بِكُمْ إِذَا نَزَلَ فِيكُمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ؟ " (2)
__________
= وعدي بن حاتم عند ابن أبي شيبة 2/55.
وعن جابر بن سمرة عند البيهقي 3/119، ومعاذ عند البيهقي 3/116.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه الترمذي (2574) ، والبيهقي في "الشعب" (6317) ، وفي "البعث والنشور" (524) من طرق عن عبد العزيز بن مسلم، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري وعن عائشة، سيأتيان 3/40 و6/110.
قوله: "عنُق من النار"، أي: حُزمة منها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن=(14/152)
8432 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، لَا وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، لَا وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ " قَالُوا: وَمَنْ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " جَارٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ "، قِيلَ: وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: " شَرُّهُ " (1)
8433 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي أَخْذَ الْأُمَمِ قَبْلَهَا شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ "، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمَا فَعَلَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ، قَالَ: " وَمَا النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ " (2)
__________
= عبد الرحمن بن المغيرة، ونافع مولى أبي قتادة: هو نافع بن عباس المدني.
وأخرجه مسلم (155) (246) عن زهير بن حرب، عن الوليد بن مسلم، عن ابن أبي ذئب، بهذا الِإسناد -ولفظه: "كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم فأمكم منكم"، وزاد فيه: فقلت لابن أبي ذئب: إن الأوزاعي حدثنا عن الزهري، عن نافع، عن أبي هريرة: "وإمامكم منكم"، قال ابن أبي ذئب: تدري ما أمكم منكم؟ قلت: تخبرني، قال: فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى، وسنة نبيكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا: رواية الأوزاعي المذكورة في الحديث أخرجها ابن حبان (6802) ، وابن منده في "الإيمان" (413) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/40 من طرق عنه، عن الزهري، به. وانظر (7680) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7878) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8308) .(14/153)
8434 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ (1) ، حَدَّثَنِي أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْنَبٍ، قَدْ شَوَاهَا وَمَعَهَا صِنَابُهَا وأَدَمُهَا، فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَأْكُلْ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَأْكُلُوا، فَأَمْسَكَ الْأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْكُلَ؟ " قَالَ: إِنِّي أَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ (2) ، قَالَ: " إِنْ كُنْتَ صَائِمًا فَصُمِ الْأَيَّامَ الْغُرَّ " (3)
__________
(1) زاد في (م) : "بن عمر" وهو خطأ.
(2) في (م) : من الشهر.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه النسائي 4/222 من طريق حَبان بن هلال، وابن حبان (3650) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه بنحوه النسائي 4/224 من طريقين عن طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة مرسلًا.
وسيأتي في "المسند" 5/152 و162 و177 من طريقين، عن يحيى بن سام، عن موسى بن طلحة، عن أبي ذر.
وسيأتي 5/150 من طريق حكيم بن جبير، عن موسى بن طلحة، عن يزيد بن الحوتكية، عن أبي ذر. ويأتي تخريج حديث أبي ذر والكلام عليه في موضعه إن شاء الله.
وفي باب صيام الأيام البيض عن قتادة بن ملحان، سيأتي 4/165 و5/27.
الصناب، قال ابن الأثير: الخَرْدَل المعمول بالزيت، وهو صباغ يُؤتَدَم به.=(14/154)
8435 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّهُ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، اعْتَكَفَ عِشْرِينَ " (1)
8436 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَامٍ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: " ادْنُوَا (2) ، فَكُلَا "، قَالَا: إِنَّا صَائِمَانِ، قَالَ: "
__________
= والأدْم، كالإدام: وهو مايؤكل مع الخبز أيّ شيء كان.
والأيام الغر: هي الأيام البيض، وهي: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش، فمن رجال البخاري. أبو حَصين: هو عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي، الكوفي. أبو صالح: هو ذكوان المدني السمان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3343) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الدارمي (1779) ، والبخاري (2044) و (4998) ، وأبو داود (2466) ، وابن ماجه (1769) ، والنسائي في "الكبرى" (7992) ، وابن خزيمة (2221) ، والبيهقي 4/314 من طرق عن أبي بكر بن عياش، به -زاد فيه بعضهم: "كان يعرض على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذى قبض فيه". وهذه الزيادة ستأتي مفردة عند المصنف برقم (9190) .
وسيأتي برقم (8662) و (9212) ، وانظر ما سلف برقم (7784) .
(2) هكذا في (ظ3) ، بمعنى: اقتربا، وفي (م) وبقية النسخ: أدنيا، بمعنى:=(14/155)
ارْحَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ، اعْمَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ " (1)
8437 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْرَعُ قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَنَاءً قُرَيْشٌ، وَيُوشِكُ أَنْ تَمُرَّ الْمَرْأَةُ بِالنَّعْلِ، فَتَقُولَ: إِنَّ هَذَا
__________
= قربا أنفسَكما إلي أو إلى الطعام.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم إن ثبت اتصاله، عمر بن سعد الحفري من رجال مسلم، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/15، والنسائي في "المجتبى" 4/177، وفي "الكبرى" (2572) ، وابن خزيمة (2031) ، وابن حبان (3557) ، والحاكم 1/433، والبيهقي 4/246 من طريق أبي داود الحفري، بهذا الِإسناد.
قال النسائي في "الكبرى" تعليقاً على هذه الرواية الموصولة: هذا خطأ، لا نعلم أن أحداً تابع أبا داود على هذه الرواية، والصواب مرسلاً.
ثم أخرجه برقم (2573) من طريق محمد بن شعيب بن شابور، و (2574) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن أبي عمرو الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، مرسلا.
وأخرجه أيضا برقم (2575) من طريق عثمان بن عمر، عن علي بن المبارك الهنائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، مرسلا أيضا.
قوله: "ارْحَلُوا"، أي: شدوا الرحل لهما على البعير.
ومَرُ الظهران: موضع على ستة عشر ميلاً من مكة شمالًا، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزله في توجهه لفتح مكة.(14/156)
نَعْلُ قُرَشِيٍّ " (1)
8438 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا قُطْبَةُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ " (2)
8439 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمر بن سعد -وهو أبو داود الحفري- وسعد بن طارق من رجاله، وباقي رجال الِإسناد من رجال الشيخين. أبو حازم: هو سليمان الأشجعي.
وأخرجه البزار (2788- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (6205) من طريق عمر بن سعد، بهذا الِإسناد.
وأخرج ابن حبان (6853) من طريق علي بن مسهر، عن سعد بن طارق، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فرفعه: "لا تقوم الساعة حتى تبعث ريح حمراء من قبل اليمن ... ". ثم قال بإثره: قال أبو هريرة: وإن أول قبائل العرب فناءً قريش ... فذكره بنحوه من كلام أبي هريرة ولم يرفعه.
وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/74.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، قطبة -وهو ابن عبد العزيز الأسدي الكوفي- ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6058) ، وفي "الأدب المفرد" (409) ، والترمذي (2025) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (275) ، والبيهقي 10/246 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9171) و (10427) . وانظر ما سلف برقم (7341) .(14/157)
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَرَقَ عَبْدُ أَحَدِكُمْ فَلْيَبِعْهُ وَلَوْ بِنَشٍّ " (1)
8440 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ - فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ خَرَجْتُ مَعَ سُفْيَانَ - قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، عمر بن أبي سلمة ضعيف فيما يتفرد به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعيد -وهو الطالقاني- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الطيالسي (2343) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (165) ، وابن ماجه (2589) ، وأبو داود (4412) ، والنسائي 8/91، وأبو يعلى (5906) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1697 و1698 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/247 من طريق مسعر، عن عمر بن أبي سلمة، به.
وسيأتي برقم (8451) و (8671) و (9030) من طريق أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، به.
النَش، قال ابن الأثير: هو نصف الأوقية، وهو عشرون درهماً، والأوقية: أربعون. وقيل: النش يطلق على النصف من كل شيء.
(2) إسناده قوي على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (1528) (39) من طريق زيد بن حباب، بهذا الإِسناد. وانظر=(14/158)
8441 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ " (1)
8442 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ فَأَعْطُوا الْإِبِلَ حَقَّهَا، وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْجَدْبِ فَأَسْرِعُوا السَّيْرَ، وَإِذَا أَرَدْتُمُ التَّعْرِيسَ فَتَنَكَّبُوا عَنِ الطَّرِيقِ "، (2)
__________
= (8365) .
والقائل: "في سنة إحدى وخمسين خرجت مع سفيان" هو زيد بن الحباب، يخبر أنه سمع هذا الحديث من الضحاك وقت خروجه مع سفيان الثوري في السنة المذكورة إلى الضحاك، وكان في المدينة، وزيد وسفيان كوفيان.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وحماد: هو ابن سلمة. وهو مكرر (8339) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو عوانة 5/112 من طريق عفان وحده، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو داود (2569) من طريق موسى بن إسماعيل، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (116) من طريق الحجاج بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، وأخرجه مسلم (1926) ، والنسائي في "الكبرى" (8814) ، وابن خزيمة (2557) ، وأبو عوانة 5/111 و111-112، والطحاوي (115) ، وابن حبان (2703) و (2705) ، وابن عدي في "الكامل" 3/905 و906، والبيهقي 5/256،=(14/159)
قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ
8443 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ، إِنْ يَسْمَعْ سُورَةَ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ فِيهِ " (1)
__________
= والبغوي (2684) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به -اقتصر ابن خزيمة وابن عدي في الموضع الثاني على قوله: "إذا عرستم بالليل فاجتنبوا الطرق، فإنها مأوى الهوام بالليل".
وسيأتي الحديث برقم (8918) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/305.
وعن أنس عند أبي داود (2571) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (113) ، وانظر تمام تخريجه هناك.
قوله: "في الخِصْب"، قال السندي: هو بكسر الخاء، كثرة العشب والمرعى.
"حقَها": نصيبها من نبات الأرض، أي: دعوها ساعة فساعة حتى ترعى.
"الجَدْب": القحط.
"فأسرعوا ... "، أي: لا تتوقفوا في الطريق لتبلغكم المقصد قبل أن تضعف. "التعريس": النزول آخر الليل للاستراحة.
"فتنكبوا عن الطريق"، أي: اعدلوا عنه، لأن السباع وغيرها تطرق في الليل على الطريق لتلقطَ ما سقط من المازرة من مأكول ونحوه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين سوى حماد -وهو ابن سلمة-، وسهيل -وهو ابن أبي صالح ذكوان السمان- فمن رجال مسلم.
عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد التميمي.
وأخرجه الفريابي في "فضائل القرآن" (37) من طريق عبد الصمد بن=(14/160)
8444 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو جُمَيْعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عُطَارِدًا التَّمِيمِيَّ كَانَ يُقِيمُ حُلَّةَ حَرِيرٍ، فَلَوِ اشْتَرَيْتَهَا فَلَبِسْتَهَا، إِذَا جَاءَكَ وُفُودُ النَّاسِ، فَقَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " (1)
8445 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " وَاللهِ إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ، وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقْنُتُ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَصَلَاةِ الصُّبْحِ بَعْدَمَا يَقُولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ، وَيَلْعَنُ الْكَافِرِينَ (2) "
__________
= عبد الوارث، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابن الضُريس في "فضائل القرآن" (173) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به. وانظر (7821) .
(1) صحيح لغيره، وهذا سند حسن. سالم أبو جميع -وهو ابن دينار- وثقه ابن معين، وقال أبو داود: شيخ، وقال أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو زرعة: لين الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البزار (2997- كشف الأستار) من طريق محمد بن الحسن، عن سالم بن دينار أبي جميع، بهذا الِإسناد.
وانظر ما سلف برقم (8355) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7464) .=(14/161)
8446 - حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَالدَّابَّةَ، وَخَاصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ " (1)
8447 - حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
قوله: "للكافرين" هكذا هو في (ظ3) ونسخة على هامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: الكفار.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. منصور بن سلمة: هو أبو سلمة الخزاعي، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (965) من طريق عبد الله بن محمد البيطري، وابن منده في "الِإيمان" (1011) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الِإسناد. ولفظه عند الطحاوي: "بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو القيامة"، هكذا هو عنده مختصر!
وأخرجه ابن منده (1010) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وسيأتي من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء برقم (8849) ، وانظر ما سلف برقم (8303) .(14/162)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَنْبَغِي لِلصَّدِيقِ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا " (1)
8448 - حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: سَعِّرْ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ، وَلَكِنِّي أَرْجُو (2) أَنْ أَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي مَظْلِمَةٌ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 218 من طريق أبي سلمة الخزاعي منصور بن سلمة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (317) ، ومسلم (2597) (84) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 218، والبيهقي في "الشعب" (5151) من طرق عن سليمان بن بلال، به.
وأخرجه مسلم (2597) (84) من طريق محمد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وسيأتي الحديث مكرراً سنداً ومتناً برقم (8782) .
وفي الباب عن ابن عمر، بلفظ: "لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعاناً" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (309) ، والترمذي (2019) واللفظ للبخاري.
وعن ابن مسعود بلفظ: "ليس المؤمن بطعان، ولا بلعان، ولا الفاحش البذيء" سلف في مسنده برقم (3839) .
(2) في (م) والنسخ الخطية غير (ظ3) : لأرجو.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو داود (3450) عن محمد بن عثمان الدمشقي، والبيهقي 6/29 من=(14/163)
8449 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ " (1)
8450 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أُحُدًا هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ " (2)
__________
= طريق ابن وهب، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الِإسناد.
وسيأتي برقم (8852) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/85.
وعن أنس بن مالك، سيأتي 13/256و286.
(1) إسناده حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثفات. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه الطيالسي (2358) ، وابن ماجه (1576) ، والترمذي (1056) ، وأبو يعلى (5908) ، وابن حبان (3178) ، والبيهقي 4/78 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الِإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي مكرراً برقم (8452) و (8670) .
وفي الباب عن حسان بن ثابت، سيأتي 3/442-443.
وعن ابن عباس، سلف برقم (2603) ، وانظر الكلام على الحديث مفصلاً عنده.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. حسين بن محمد: هو ابن بهرام=(14/164)
8451 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَرَقَ الْعَبْدُ فَبِعْهُ وَلَوْ بِنَشٍّ " يَعْنِي بِنِصْفِ أُوقِيَّةٍ (1)
8452 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ " (2)
8453 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
= المرُّوذي.
وأخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/82 من طريق يحيى بن عبيد الله، عن أبيه عبيد الله بن عبد الله بن موهب، عن أبي هريرة، قال: لما قدمنا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غزوة خيبر، بدا لنا أحد، فقال: "هذا جبل يحبنا ونحبه، إن أحداً هذا لعلى باب من أبواب الجنة". ويحيى بن عبيد الله متروك.
وسيأتي برقم (9025) .
وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/140. وهو متفق عليه.
وعن سويد الأنصاري، سيأتي 3/443.
وعن أبي حميد الساعدي، سيأتي 5/424-425. وهو متفق عليه.
(1) إسناده ضعيف، عمر بن أبي سلمة ضعيف فيما يتفرد به. وانظر (8439) .
(2) هذا الحديث لم يرد في (ظ3) . وهو مكرر (8449) . وهو حسن.(14/165)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ليَنْزِلَنَّ الدَّجَّالُ خُوزَ وَكَرْمَانَ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا، وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ " (1)
8454 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدَيْنِ، رَجَعَ فِي غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف من أجل عنعنة محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البزار (3390- كشف الأستار) من طريق محمد بن سلمة الحراني، عن محمد بن إسحاق، بهذا الِإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/345 وزاد نسبته إلى أبي يعلى، وقال: رجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس.
وقد سلف برقم (8240) من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة رفعه، قال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوز وكرمان، قوماً من الأعاجم، حمر الوجوه، فطس الأنوف، صغار الأعين، كأن وجوههم المجان المطرقة".
(2) حسن لغيره، وإسناد هذا الحديث قد وقع فيه اضطراب، فقد رواه عن يونس بن محمد بهذا الِإسناد -أيضاً- على بن معبد عند ابن خزيمة (1468) ، وعنه ابن حبان (2815) ، ومحمد بنُ عبيد الله ابن المنادي عند الحاكم 1/296، والبيهقي 3/308، وأبو الأزهر أحمدُ بن الأزهر عند البيهقي 3/308، والبغوي (1108) .
وخالفهم أبو بكر بن أبي شيبة فرواه عن يونس بن محمد، عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله مرفوعاً، فجعله من حديث جابر، أخرجه من هذا الطريق البيهقي 3/308، وأبو بكر الِإسماعيلي، وأبو نعيم في=(14/166)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "مستخرجيهما على صحيح البخاري"، أخرجه من طريقهما ابن حجر في "تغليق التعليق" 2/382 و383.
وتابع يونس بن محمد على هذه الرواية الثانية أبو تميلة يحيى بن واضح فيما أخرجه البخاري (986) عن محمد بن سلام البيكندي، عنه، عن فليح بن سليمان، به.
وخالف محمد بن سلام محمدُ بن حميد عند ابن ماجه (1301) ، وأحمد بن عمرو الحرشي عند البيهقي 3/308، فروياه عن أبي تُميلة، عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن أبي هريرة. إلا أن محمد بن حميد -وهو الرازي- ضعيف، وأحمد بن عمرو الحرشي لا يُدرى حاله، وتفرد ابن حبان فذكره في "الثقات" 8/21.
ورواه أيضاً من حديث أبي هريرة محمدُ بن الصلت بن الحجاج الأسدي -وهو ثقة من رجال الشيخين- ولم يُختلف عليه فيه، فقد أخرجه الدارمي (1613) ، والترمذي (541) ، والبيهقي 3/308 من طرق عنه، عن فليح بن سليمان، به. قال الترمذي: حديث أبي هريرة حسن غريب.
قلنا: مدار هذه الأسانيد على فليح بن سليمان، وهو-كما قال الحافظ في "الفتح" 2/472- مضعَف عند ابن معين والنسائي وأبي داود ووثقه آخرون، فحديثه من قبيل الحسن.
وقد مال الِإمام البخاري إلى ترجيح حديث جابر، فقال في "صحيحه" بإثر الحديث (986) : وحديث جابر أصح. فتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" 3/308-309، فقال: فيه نظر، بل حديث أبي هريرة أصح، لأن حديث جابر رواه عن فليح يونسُ، وقد روي عنه أيضاً حديث أبي هريرة، وروى حديث جابر عن فليح أبو تميلة أيضاً، وقد روي عنه أيضاً حديث أبي هريرة، فسقطت رواية يونس،
وأبي تميلة، لأن كلا منهما قد رواه بالطريقين، وبنيت رواية محمد بن الصلت عن فليح حديث أبي هريرة سالمة بلا تعارض، كيف وقد وجدنا له متابعاً على روايته.=(14/167)
8455 - حَدَّثَنَا يُونُسُ (1) ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي، الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي " (2)
8456 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،
__________
= فإن أبا مسعود الدمشقي ذكر أن الهيثم بن جميل رواه عن فليح، عن سعيد، عن أبي هريرة، كما رواه محمد بن الصلت، قال أبو مسعود: فصار مرجع الحديث إلى أبي هريرة.
وللحديث شاهد عن ابن عمر، سلف برقم (5879) . وسنده ضعيف.
وآخر عن سعد القرظ عند ابن ماجه (1298) ، والبزار (653- كشف الأستار) .
وسنده ضعيف أيضاً.
وثالث عن أبي رافع عند ابن ماجه (1300) . وسنده ضعيف كذلك.
ورابع عن المطلب بن عبد الله بن حنطب مرسلًا عند الشافعي 1/159. وسنده -مع إرساله- ضعيف أيضاً.
(1) قوله: "حدثنا يونس" سقط من (م) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن في فليح -وهو ابن سليمان- كلاماً يحطه عن رتبة الصحيح. عبد الله بن عبد الرحمن: هو ابن معمر بن حزم الأنصاري أبو طوالة، قاضي المدينة لعمر بن عبد العزيز.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (2335) عن فليح بن سليمان، بهذا الإِسناد. وانظر (7231) .(14/168)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الشَّيْخَ - قَالَ: يُونُسُ أَظُنُّهُ قَالَ - يَهْرَمُ وَيَضْعُفُ جِسْمُهُ، وَقَلْبُهُ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَحُبِّ الْمَالِ " (1)
8457 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ، لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ سُرَيْجٌ فِي حَدِيثِهِ: يَعْنِي رِيحَهَا (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل فليح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (8422) .
(2) في (م) : عن سعيد بن عبد الله، بزيادة "سعيد بن"، وهو خطأ.
(3) إسناده حسن.
وأخرجه ابن ماجه (252) من طريق يونس وسريج، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/731، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3664) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/190، وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" ص 165، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل" (102) من طريق سريج بن النعمان وحده، به.
وأخرجه أبو الحسن القطان في "زياداته على سنن ابن ماجه" بإثر الحديث (252) ، وأبو يعلى (6373) ، والعقيلي 3/467، وابن حبان (78) ، والحاكم 1/85، والبيهقي في "الشعب" (1770) ، والخطيب في "تاريخه" 5/347 و8/78، وفي "الفقيه والمتفقه" 2/89، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"=(14/169)
8458 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " تُفْتَحُ الْبِلَادُ وَالْأَمْصَارُ، فَيَقُولُ الرِّجَالُ لِإِخْوَانِهِمْ: هَلُمَّ (1) إِلَى الرِّيفِ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ، إِلَّا كُنْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا " (2)
__________
= 1/180-190 و190 من طرق عن فليح بن سليمان، به.
وأخرج ابن ماجه (260) من طريق عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رفعه: "من تعلم العلم ليباهي به العلماء، ويجارى به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله جهنم". وهذا إسناد ضعيف جداً، عبد الله بن سعيد متروك ويشهد لهذا اللفظ الأخير غير ما حديث، لكن بأسانيد ضعيفة، انظر "صحيح ابن حبان" (77) .
(1) المثبت من (ظ3) وهامش (س) ، وهي اسم فعل أمر مبني على الفتح على لغة الحجازيين، يستعملونها بصيغة واحدة، سواء أسندت لمفرد أم مثنى أم مجموع أم مؤنث، وبها نزل القرآن، قال: "قُلْ هَلُمَّ شهداءَكم" [الأنعام: 150] ، وفي (م) وعامة النسخ: هَلُمُّوا، وهي لغة تميم تلحقها الضمائر كما تلحق الأفعال، فيقال: هلما، هلمِّي، هلموا، وهي على هذه اللغة فعل صريح لا يتصرف.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل فليح، وباقي رجاله رجال الشيخين. غير سعيد بن عبيد بن السباق، فقد روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه، وهو ثقة.
وسيأتي برقم (9670) من طريق أبي صالح مولى السعديين، والشطر الأول سلف نحوه برقم (8015) من طريق محمد بن زياد، وسيأتي برقم (9993) من=(14/170)
8459 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ " قَالَ سُرَيْجٌ: وَيَنْظُرُ فِيهَا لِلرُّوَيْبِضَةِ (1) (2)
8460 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، كَأَنَّ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَنَفَخْتُهُمَا فَوَقَعَا (3) ، فَأَوَّلْتُ أَنَّ أَحَدَهُمَا مُسَيْلِمَةُ، وَالْآخَرَ الْعَنْسِيُّ " (4)
__________
= طريق محمد بن زياد وعمار بن أبي عمار، كلهم عن أبي هريرة.
وانظر الشطر الثاني فيما سلف برقم (7865) .
(1) هكذا في (ظ3) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 68، وهو الصواب، وفي (م) وبقية النسخ: "وينطق فيها الرويبضة"، وهو خطأ، إذ لا فائدة حينئذ من ذِكْر الخلاف بين يونس وسريج في سياق المتن.
ومعنى قوله: "وُينظَر فيها للرويبضة"، أي: نظر إكبار وتعظيم، والرويبضة: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.
(2) إسناده حسن كسابقه. وانظر ما سلف برقم (7912) .
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: فرفعا، والمثبت من (ظ3) و (ل) .
(4) إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- روى=(14/171)
8461 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْثٍ، فَقَالَ: " إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ فَأَحْرِقُوهُمَا بالنَّارِ "، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: " إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا بِالنَّارِ (1) ، وَإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللهُ تَعَالَى، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا " (2)
8462 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُومُ الرَّجُلُ
__________
= له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/58، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (3922) ، وابن حبان (6653) عن محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، بهذا الِإسناد.
وسيأتي من طريق حماد بن سلمة برقم (8530) . وانظر ما سلف برقم (8249) .
(1) لفظ: "بالنار" ليس في (ظ3) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، وبكير: هو ابن عبد الله بن الأشج القرشي.
وأخرجه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/120 من طريق يونس بن محمد المؤدب، بهذا الِإسناد. وانظر (8068) .(14/172)
لِلرَّجُلِ (1) مِنْ مَجْلِسِهِ، وَلَكِنْ أَفْسِحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ " (2)
8463 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعَةِ أَضُبٍّ عَلَيْهَا تَمْرٌ،
__________
(1) هكذا في (ظ3) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 208، و"أطراف المسند" 8/104، ويغلب على الظن أن هذه اللفظة "لا يقوم" تحريف من أحد رواته، وأن الصواب ما في (م) وبقية النسخ: "لا يقيم الرجلُ الرجلَ" وهو الموافق للأحاديث الصحيحة كما سيأتي التنبيه عليه في التخريج. وقد نص ابن كثير في "تفسيره" 8/72 على أن رواية سريج ويونس بن محمد عند أحمد بلفظ: "لا يقوم
الرجل للرجل"، وأن رواية عبد الملك بن عمرو عنده بلفظ: "لا يُقم الرجلُ الرجلَ".
(2) إسناده حسن، يونس -وهو ابن محمد المؤدب- ثقة من رجال الشيخين، ومن فوقه أحاديثهم من قبيل الحسن. فليح: هو ابن سليمان.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/420 عن محمد بن سنان، عن فليح بن سليمان، بهذا الِإسناد. ولفظه: "لا يقيم الرجلُ الرجلَ".
وسيأتي برقم (10266) عن سريج بن النعمان، و (10776) عن عبد الملك بن عمرو، كلاهما عن فليح بن سليمان، به. ولفظ حديث عبد الملك بن عمرو كحديث محمد بن سنان عند البخاري.
ويشهد له بلفظ: "لا يقيم الرجلُ ... " حديث ابن عمر في "الصحيحين"، وقد سلف برقم (4659) .
وحديث جابر عند مسلم (2178) ، وسيأتي 3/342.
وحديث أبي بكرة عند ابن أبي شيبة 8/584، والحاكم 4/272، وصححه ووافقه الذهبي.(14/173)
وَسَمْنٌ،، فَقَالَ: " كُلُوا فَإِنِّي أَعَافُهَا " (1)
8464 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي (2) الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَخْلَةٍ جَرْبَاءَ، قَدْ أَخْرَجَهَا أَهْلُهَا، فَقَالَ: " أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو المهزم -واسمه يزيد، وقيل: عبد الرحمن بن سفيان- ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم، وقال البخاري: تركه شعبة، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال الساجي: عنده مناكير ليس هو بحجة في السنن.
وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 6/396 من طريق إسحاق بن عيسى، عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/202، وفي "مشكل الآثار" (3288) ، والبيهقي 9/324 من طريق حبيب المعلم، عن عطاء، عن أبي هريرة، وإسناده صحيح.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4497) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
"إعافها"، قال السندي: أي: أكرهها طبعاً.
(2) تحرفت "أبي" في (م) إلى: ابن.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الدارمي (2737) ، وهناد في "الزهد" (579) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (134) من طرق عن حماد بن سلمهَ، بهذا الِإسناد.
وفي الباب عن جابر عند مسلم (2957) ، وسيأتي 3/365.
وعن ابن عباس، سلف برقم (3047) ، وانظر تتمة شواهده هناك.(14/174)
8465 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ، يَسْأَلُ عَنْهُ، فَإِنْ قِيلَ لَهُ هَدِيَّةٌ أَكَلَ، وَإِنْ قِيلَ صَدَقَةٌ، قَالَ: " كُلُوا "، وَلَمْ يَأْكُلْ (1)
8466 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، وَعُدِّلَتِ الصُّفُوفُ، حَتَّى إِذَا قَامَ فِي مُصَلَّاهُ، وَانْتَظَرْنَا أَنْ يُكَبِّرَ، انْصَرَفَ، فَقَالَ: " عَلَى مَكَانِكُمْ "، فَدَخَلَ بَيْتَهُ، وَمَكَثْنَا عَلَى هَيْئَتِنَا، حَتَّى خَرَجَ إِلَيْنَا يَنْطِفُ رَأْسُهُ (2) ، وَقَدِ اغْتَسَلَ " (3)
8467 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا صَالِحٍ (4) ، عَنِ ابْنِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي.
وانظر (8014) .
(2) هكذا في (ظ3) ، وفي (م) وبقية النسخ: ورأسه ينطف.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وصالح: هو ابن كيسان المدني.
وأخرجه البخاري (639) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (7238) .
(4) في (م) : عن أبي صالح، وهو خطأ.(14/175)
شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ فَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَزُ (1) عَنَّا، فَلَقِيَ اللهَ، فَتَجَاوَزَ عَنْهُ " (2)
8468 - حَدَّثَنَا فَزَارَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا (3) مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ نَاسٌ يُحَدَّثُونَ، وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي هَذِهِ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ "، (4)
__________
(1) في (ظ3) : أن يتجاوز.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7579) .
(3) في (ظ3) : فيمن.
(4) حديث صحيح، فزارة بن عمر -وإن لم يرو عنه غير أحمد- قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. إبراهيم بن سعد: هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطيالسي (3248) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1651) من طريق عبد العزيز بن عبد الله، والبخاري (3689) عن يحيى بن قزعة، والنسائي في "الكبرى" (8120) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، والطحاوي (1650) من طريق ابن وهب، والبغوي (3873) من طريق إبراهيم بن حمزة، ستتهم (الطيالسي وعبد العزيز ويحيى وسليمان الهاشمي وابن وهب وإبراهيم) عن إبراهيم بن سعد، بهذا الِإسناد.
وعلقه البخاري بنحوه بإثر الحديث (3689) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن=(14/176)
8469 - وحَدَّثَنَاهُ يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ مُرْسَلًا (1)
8470 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَوَضَّأُ إِلَى جَنْبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا "، وَعُمَرُ حِينَ يَقُولُ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَالِسٌ عِنْدَهُ مَعَ الْقَوْمِ، فَبَكَى عُمَرُ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَعَلَيْكَ بِأَبِي، أَنْتَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ (2)
__________
= سعد بن إبراهيم، به. ووصله الإسماعيلي وأبو نعيم في "مستخرجيهما" كما في "تغليق التعليق" 4/64-65 من طريقين عن زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، به. وانظر ما بعده.
وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/55.
قوله: "يحدثون"، أي: أن الله تعالى يلهمهم الحق ويوفقهم للتكلم به، ويؤيده حديث: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه"، وهو حديث صحيح، روي عن غير واحد من الصحابة، منهم أبو هريرة، وسيأتي في مسنده برقم (9213) ، وابن عمر، وسلف في مسنده برقم (5145) . وانظر "فتح الباري" 7/50.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو وإن كان مرسلًا -قد جاء متصلا من طرق صحيحة كما سلف في الحديث السابق.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن=(14/177)
8471 - حَدَّثَنَا فَزَارَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالٍ يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ فِي الْجَنَّةِ، كَمَا تَرَاءَوْنَ - أَوْ تَرَوْنَ - الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَارِبَ فِي الْأُفُقِ الطَّالِعَ فِي تَفَاضُلِ الدَّرَجَاتِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أُولَئِكَ النَّبِيُّونَ، قَالَ: " بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، وَأَقْوَامٌ آمَنُوا بِاللهِ،
__________
= إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وصالح: هو ابن كيسان.
وأخرجه مسلم (2395) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (3242) و (3680) و (5227) و (7023) و (7025) ، ومسلم (2395) ، وابن ماجه (107) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1270) و (1271) و (1272) ، والنسائي في "الكبرى" (8128) و (8129) ، وابن حبان (6888) ، والآجري في "الشريعة" ص 397، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2477) ، والبغوي (3291) من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/28، والبزار (2499 و2500- كشف الأستار) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (9001) عن المقدام بن داود، عن عمه سعيد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أشرس، عن عبد الله بن عمر، عن زيد بن أسلم، عن أسلم مولى عمر، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف المقدام وعبد الرحمن بن إشرس وعبد الله بن عمر.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي 3/107.
وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/309.
وعن معاذ بن جبل، سيأتي 5/233 و245.
وعن بريدة الأسلمي، سيأتي 5/354.(14/178)
وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ " (1)
8472 - حَدَّثَنَا فَزَارَةُ، أَخْبَرَنَا فُلَيْحٌ، وَسُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الشَّيْخُ يَكْبَرُ وَيَضْعُفُ جِسْمُهُ، وَقَلْبُهُ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَحُبِّ الْمَالِ "، قَالَ سُرَيْجٌ: " حُبِّ الْحَيَاةِ، وَحُبِّ الْمَالِ " (2)
8473 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، فزارة -وهو ابن عمر وإن كان لا يعرف- تابعه أبو عامر العقدي وسريج بن النعمان فيما سلف برقم (8423) ، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير فليح، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح. عطاء: هو ابن يسار.
(2) حديث صحيح، فزارة بن عمر قد تابعه سريج بن النعمان، وهو ثقة من رجال البخاري، وفليح -وإن كان فيه كلام- متابع، وقد سلف الحديث برقم (8422) عن أبي عامر العقدي، عن فليح بن سليمان.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل فليح بن سليمان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4724) ، وهو متفق عليه، وانظر تتمة شواهده هناك.
وسلف النهي عن الوشم برقم (8245) من طريق همام عن أبي هريرة.=(14/179)
8474 - حَدَّثَنَا فَزَارَةُ بْنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنِي فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَبِّئُ النَّاسَ بِذَلِكَ؟
قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعْلَاهَا (1) لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهَا أَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ " (2)
8475 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو بْنِ قُهَيْدِ بْنِ مُطَرِّفٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عُدِيَ عَلَى مَالِي؟ قَالَ: " انْشُدِ اللهَ "،
__________
= الواصلة، قال السندي: هي التي تصل الشعر بشعر آخر. والمستوصلة: التي تأمر من يفعل بها ذلك.
(1) هكذا في (ظ3) و (ل) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 110، وفي (م) وبقية النسخ: أعدها، وهو كذلك فيما سلف برقم (8419) .
(2) حديث صحيح، فزارة بن عمر لم يرو عنه غير الإمام أحمد، وقال أبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف": لا أعرفه، وقال الحسيني: فيه نظر، وهو في هذا الحديث قد تابعه غير واحد، انظر ما سلف برقم (8419) و (8420) و (8421) .(14/180)
قَالَ: فَإِنْ أَبَوْا عَلَيَّ، قَالَ: " انْشُدِ اللهَ "، قَالَ: فَإِنْ أَبَوْا عَلَيَّ، قَالَ: " فَانْشُدِ اللهَ "، قَالَ: فَإِنْ أَبَوْا عَلَيَّ، قَالَ: " فَقَاتِلْ، فَإِنْ قُتِلْتَ فَفِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ قَتَلْتَ فَفِي النَّارِ "، (1)
__________
(1) حديث صحيح. وقول يونس في الِإسناد: عن عمرو بن قهيد بن مطرف الغفاري، وهم منه، صوابه: عن عمرو، عن قهيد بن مطرف الغفاري، نَبه على ذلك المزي في "تهذيب الكمال" 22/194-195، وابن حجر في "التقريب".
وعمرو هذا: هو ابن أبي عمرو مولى المطلب وهو ثقة، اتفقا على إخراج حديثه، وقهيد بن مطرف الغفاري روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ويقال: إن له صحبة.
وأخرجه النسائي 7/114، والبيهقي 8/336 من طريق شعيب بن الليث، وقرن البيهقى بشعيبٍ عبدَ الله بنَ عبد الحكم، كلاهما (شعيب وعبد الله) عن الليث بن سعد، عن ابن الهاد، عن قهيد بن مطرف، عن أبي هريرة. بإسقاط عمرو، قال البيهقي: كذا وجدته، والصواب: عن ابن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن قهيد.
وأخرجه المزي في ترجمة عمرو بن قهيد من "التهذيب" 22/195 من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن ابن الهاد، عن عمرو، عن قهيد بن مطرف، عن أبي هريرة. قال المزي: هذه الرواية هي الصواب إن شاء الله.
وأخرجه مسلم (140) (225) ، والبيهقي 8/335-33 من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وسيأتي برقم (8476) و (8724) .
وسلف في "المسند" (8298) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، بلفظ: "من أريد ماله بغير حق فقتل، فهو شهيد".
قوله: "ففي الجنة"، قال السندي: أي: فأنت في الجنة.
"ففي النار"، أي: فمقتولك في النار.(14/181)
8476 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قُهَيْدٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
8477 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " شَكَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ مَشَقَّةَ السُّجُودِ عَلَيْهِمْ، إِذَا تَفَرَّجُوا، فَقَالَ: " اسْتَعِينُوا بِالرُّكَبِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، ووقع لقتيبة في إسناده من الوهم ما وقع ليونس بن محمد في الِإسناد السابق.
وأخرجه النسائي 7/114 عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد.
(2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -وهو محمد- فقد أخرج له مسلم في الشواهد، وهو صدوق قوي الحديث. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد.
وأخرجه أبو داود (902) ، والترمذي (286) ، وابن حبان (1918) ، والبيهقي 1/116-117 من طريق قتيبة، والحاكم 1/229، والبيهقي 1/116-117 من طريق شعيب بن الليث، كلاهما عن الليث، بهذا الِإسناد.
قال الترمذي بإثر الحديث: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا من هذا الوجه من حديث الليث عن ابن عجلان، وقد روى هذا الحديثَ سفيانُ بن عيينة وغير واحدٍ عن سُمَي، عن النعمان بن أبي عياش، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو هذا، وكأن رواية هؤلاء أصح من رواية الليث.
فتعقبه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله بقوله: هؤلاء رووا الحديث عن سمَي، عن النعمان، مرسلاً، والليث بن سعد رواه عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، موصولًا، فهما طريقان مختلفان، يؤيد أحدهما الآخر ويعضده، والليث بن سعد ثقة حافظ حجة، لا نتردد في قبول زيادته وما انفرد به، فالحديث صحيح.=(14/182)
قَالَ ابْنُ عَجْلَانَ: " وَذَلِكَ أَنْ يَضَعَ مِرْفَقَهُ عَلَى رُكْبَتِهِ إِذَا طَالَ السُّجُودُ وَأَعْيَا "
8478 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ يَصْرِفُ اللهُ عَنِّي لَعْنَ قُرَيْشٍ وَشَتْمَهُمْ، يَشْتُمُونَ (1) مُذَمَّمًا، وَأَنَا مُحَمَّدٌ " (2)
8479 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ عَجْلَانَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ اجْتِمَاعًا يَضُرُّ أَحَدَهُمَا: مُسْلِمٌ قَتَلَ كَافِرًا ثُمَّ سَدَّدَ الْمُسْلِمُ وَقَارَبَ،
__________
= قلنا: وقد تابع الليثَ على هذا الحديث موصولًا حيوةُ بن شريح ويعقوب بن عبد الرحمن الِإسكندراني.
أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الأثار" 1/230 من طريق حيوة بن شريح، عن ابن عجلان، به.
وسيأتي برقم (9403) عن قتيبة بن سعيد، عن يعقوب بن عبد الرحمن الِإسكندراني، عن ابن عجلان.
وذكره البخاري معلقاً في "تاريخه الكبير" 4/203، وفي "الأوسط" 2/19 قال: وقال ابن عجلان: عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
قوله: "إذا تفرجوا"، أي: إذا باعدوا اليدين عن الجنبين، ورفعوا البطن عن الفخذين في السجود.
(1) هكذا في (ظ3) وهامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: يسبُّون.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، وعجلان والد محمد: هو مولى فاطمة، لا بأس به، من رجال مسلم. وانظر ما سلف برقم (7331) .(14/183)
وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي جَوْفِ عَبْدٍ: غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدُخَانُ جَهَنَّمَ، وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ: الْإِيمَانُ، وَالشُّحُّ " (1)
8480 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " خَرَجَتِ امْرَأَتَانِ وَمَعَهُمَا صَبِيَّانِ، فَعَدَا الذِّئْبُ عَلَى أَحَدِهِمَا، فَأَخَذَتَا (2) تَخْتَصِمَانِ فِي الصَّبِيِّ الْبَاقِي، فَاخْتَصَمَتَا إِلَى دَاوُدَ، فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى مِنْهُمَا، فَمَرَّتَا عَلَى سُلَيْمَانَ النَّبِيِّ، فَقَالَ: فَكَيْفَ أَمَرَكُمَا؟ فَقَصَّتَا عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّ الْغُلَامَ بَيْنَكُمَا، فَقَالَتِ الصُّغْرَى: أَتَشُقُّهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: لَا تَفْعَلْ حَظِّي مِنْهُ لَهَا،
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد قوي.
وأخرجه النسائي 6/12-13، وابن حبان (4606) ، والطبراني في "الصغير" (410) ، والبيهقي في "الشعب" (6609) من طريق عيسى بن حماد، والحاكم 2/72 من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. ورواية ابن حبان بالقسم الثاني منه، وهو قوله: "ولا يجتمعان في جوف عبدٍ ... " الخ.
ولسهيل بن أبي صالح في القسم الثاني سند آخر، سيأتي برقم (8512) ، حيث رواه هناك عن صفوان بن سليم، عن القعقاع بن اللجلاج، عن أبي هريرة. وتابعه على هذا الِإسناد محمد بن عمرو فيما سلف برقم (7480) .
وأما القسم الأول من الحديث، فقد سلف نحوه برقم (7575) من طريق حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
(2) في (ظ3) : فأتتا وعلى هامشها: فأخذتا.(14/184)
فَقَالَ: هُوَ ابْنُكِ، فَقَضَى بِهِ لَهَا (1)
8481 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا "، قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: فَإِنَّكَ تُدَاعِبُنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، ومحمد: هو ابن عجلان، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
وأخرجه النسائي 8/236 من طريق شعيب بن الليث، عن أبيه، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مسلم (1720) (20) ، وابن حبان (5066) ، والبيهقي 10/268 من طريق روح بن القاسم، عن محمد بن عجلان، به. وانظر (8280) .
(2) إسناده قوي من أجل محمد -وهو ابن عجلان-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد بن أبي سعيد: هو المقبري.
وأخرجه البيهقي 10/248 من طريق يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (265) عن عبد الله بن صالح، عن الليث، عن محمد بن عجلان، عن أبيه أو سعيدٍ، عن أبي هريرة.
وعبد الله بن صالح -وهو كاتب الليث- لين الحديث، والشك منه، فقد رواه أيضاً أسامة بن زيد الليثي، عن سعيد المقبري دون شك، سيأتي في "المسند" برقم (8723) .
وفي الباب عن ابن عمر عند الطبراني في "الصغير" (779) ، وفي "الأوسط" (999) . ورجاله ثقات، إلا أن فيه تدليس مبارك بن فضالة.(14/185)
8482 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَغَيْرِهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْأَكْثَرُونَ الْأَسْفَلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا " (1)
8483 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ الْعَجْلَانَ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ فَقَالَ: " أَنَا، وَالَّذِينَ مَعِي، ثُمَّ الَّذِينَ عَلَى الْأَثَرِ، ثُمَّ الَّذِينَ (3) عَلَى الْأَثَرِ "، ثُمَّ كَأَنَّهُ رَفَضَ مَنْ بَقِيَ (4)
8484 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَنْ يَزَالَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ عِصَابَةٌ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ، وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ " (5)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، ووالد محمد: هو عجلان مولى فاطمة، وهو وابنه صدوقان.
وسيأتي برقم (9526) ، وانظر ما سلف برقم (8085) .
وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي في مسنده 5/157.
وعن ابن مسعود عند ابن حبان (3217) .
وعن ابن عباس عند الخطيب في "تاريخ بغداد" 7/264-265.
(2) في (م) : العجلاني، وهو خطأ.
(3) في (ظ3) في هذا الموضع والذى يليه: الذى!
(4) إسناده جيد كسابقه. وانظر (7957) .
(5) إسناده قوي من أجل محمد بن عجلان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين=(14/186)
8485 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الذُّبَابَ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءٌ، وَفِي الْآخَرِ شِفَاءٌ، فَإِذَا وَقَعَ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَإِنَّهُ يَتَّقِي بِالَّذِي فِيهِ الدَّاءُ فَلْيَغْمِسْهُ ثُمَّ يُخْرِجُهُ " (1)
8486 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا " (2)
__________
= غير القعقاع بن حكيم، فمن رجال مسلم. وانظر (8274) .
أبو صالح: هو ذكوان السمان.
(1) إسناده قوي كسابقه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3293) من طريق يحيى بن أيوب الغافقي المصري، عن محمد بن عجلان، بهذا الِإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7141) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد.
وأخرجه الحميدي (1001) عن عبد الله بن رجاء، وابن أبي شيبة 2/385-386 من طريق سفيان الثوري، والدارمي (1268) عن أبي عاصم النبيل، والبيهقي 3/97-98 من طريق سفيان الثوري وأبي عاصم، ثلاثتهم عن محمد بن عجلان، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الحميدي (1000) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن أبيه أو عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وقد سلف برقم (7362) عن سفيان بن عيينة، وقال فيه: عن سعيد، دون=(14/187)
8487 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي (1) عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَوَضَّأُ أَحَدُكُمْ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ وَيُسْبِغُهُ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ، إِلَّا تَبَشْبَشَ اللهُ بِهِ، كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِطَلْعَتِهِ " (2)
8488 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَخِيهِ عَبَّادِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْأَرْبَعِ: مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ " (3)
__________
= شك.
(1) في (ظ3) و (ل) : ابن.
(2) إسناده ضعيف لجهالة أبي عبيدة أو ابن عبيدة كما في "العلل" للدارقطني 3/ورقة 196. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وحجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وسعيد بن أبي سعيد: هو المقبري.
وقد سلف تخريج الحديث والكلام عليه برقم (8065) .
(3) حديث صحيح، عباد بن أبي سعيد لم يرو عنه غير أخيه سعيد، وذكره العجلي وابن حبان وابن خلفون في جملة الثقات، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (3837) ، وأبو داود (1548) ، والنسائي 8/263=(14/188)
8489 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ تُسَافِرُ لَيْلَةً، إِلَّا وَمَعَهَا رَجُلٌ ذُو حُرْمَةٍ مِنْهَا " (1)
8490 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ
__________
= و284-285، والحاكم 1/104، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/161 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد.
وسيأتي برقم (8779) و (9829) .
وأخرجه الطيالسي (2323) عن ابن أبي ذئب، وابن أبي شيبة 10/871، وابن ماجه (250) ، والنسائي 8/284، وأبو يعلى (6537) ، والحاكم 1/104 من طريق ابن عجلان، كلاهما عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة -ليس فيه عباد بن أبي سعيد، فلعل سعيداً المقبري قد سمعه على الوجهين، والله تعالى أعلم.
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/36، قال: روى ابن يوسف عن الليث، عن سعيد المقبري، عن عباد بن أبي سعيد، سمع أبا هريرة رضي الله عنه، قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتعوذ من علم لا ينفع.
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث عبد الله بن عمرو الذى سلف برقم (6557) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.
وأخرجه مسلم (1339) (419) ، وأبو داود (1723) ، وابن حبان (2728) ، والبيهقي 3/139 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.
وانظر (7222) .(14/189)
وَحْدَهُ، أَعَزَّ جُنْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، فَلَا شَيْءَ بَعْدَهُ " (1)
8491 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ يُونُسُ: عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ (2) أُعْطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيَّ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
8492 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنَّ عَبْدِي الْمُؤْمِنَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ كُلِّ خَيْرٍ، يَحْمَدُنِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8067) .
(2) في (م) والنسخ الخطية غير (ظ3) : وقد.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وأخرجه البخاري (4981) و (7274) ، ومسلم (152) (239) ، والنسائي في "الكبرى" (7977م) ، وأبو نعيم في "الحلية" 10/233، والبيهقي 9/4، والبغوي (3615) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (9828) عن حجاج وحده.
قوله: "كان الذى أوتيت" يعني به القرآنَ.(14/190)
وَأَنَا أَنْزِعُ نَفْسَهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ " (1)
8493 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَاللهِ، إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ وَأَتُوبُ فِي كُلِّ يَوْمٍ (2) أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً " (3)
8494 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، (4) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، كُتِبَ لَهُ حَسَنَةٌ مُضَاعَفَةٌ، وَمَنْ تَلَاهَا كَانَتْ
__________
(1) إسناده جيد، عمرو -وهو ابن أبي عمرو مولى المطلب- وإن روى له الشيخان، ينحط عن رتبة الصحيح، وباقي رجال الِإسناد ثقات من رجال الشيخين.
يزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. والمقبري: هو سعيد بن أبي سعيد.
وأخرجه البيهقي في "شعب الِإيمان" (4494) من طريق ابن بكير، عن يزيد بن الهاد، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (8731) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2412) و (2475) و (2704) .
(2) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم، والمثبت من (ظ3) و (ل) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 332.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (435) من طريق منصور بن سلمة، عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. وانظر (7793) .
(4) لفظة: "البصري" ليست في (ظ3) و (ل) .(14/191)
لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
8495 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا طَلَعَ النَّجْمُ ذَا صَبَاحٍ، رُفِعَتِ الْعَاهَةُ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، عباس بن ميسرة لين الحديث، والحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.
وأخرجه البيهقي في "شعب الِإيمان" (1981) ، والبغوي في "معالم التنزيل" 1/34 من طريق إسماعيل بن عياش، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف أيضاً لضعف ليث، ورواية إسماعيل بن عياش عن غير أهل بلده فيها تخليط، وهذا منها، فإسماعيل حمصي، وليث كوفي.
(2) حديث حسن، عِسْل بن سفيان -وإن كان ضعيفاً- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/426، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2287) من طريق المعلى بن أسد، والطبراني في "الأوسط" (1327) من طريق حرمي بن حفص، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد. وعند الطبراني زيادة في إسناده بين عِسْل وعطاء، وهي: "عن السليل"!.
وأخرجه البزار (1292- كشف الأستار) من طريق حماد بن سلمة، عن عِسْل بن سفيان، به.
وأخرجه العقيلي 3/426 من طريق عبد العزيز بن المختار، عن عسل، عن عطاء، عن أبي هريرة، موقوفا.=(14/192)
8496 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، وَحَمَّادٌ، عَنْ عِسْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّدْلِ " يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ (1)
__________
= وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2282) ، والطبراني في "الصغير" (104) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/121 من طريق أبي حنيفة، عن عطاء، به، مرفوعاً.
وسيأتي برقم (9039) .
وفي الباب عن ابن عمر، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة، فسأله عثمان بن عبد الله بن سراقة، قال: يا أبا عبد الرحمن، وما العاهة؟ قال: طلوع الثريا. وقد سلف في مسنده برقم (5012) .
وروى مالك في "موطئه" 2/619 عن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد بن ثابت: أن أباه كان لا يبيع ثماره حتى تطلع الثريا. وعلقه البخاري بإثر الحديث (2193) .
العاهة: العيب والآفة.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/395: النجم: هو الثريا، وطلوعها صباحاً يقع في أول فصل الصيف، وذلك عند اشتداد الحر في بلاد الحجاز وابتداء نضج الثمار، فالمعتبر في الحقيقة النضح، وطلوع النجم علامة له.
وذكر الإمام الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 6/57 أن ذلك يكون في شهر أيار، في الثاني عشر منه.
تنبيه: ذكر الحافظ في "الفتح" 4/395 أن حديث أبي هريرة هذا رواه أبو داود، ويغلب على ظننا أنه سبن قلم منه رحمه الله، إذ لم نعثر عليه في "سننه" بعد البحث والتحري، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف لضعف عِسْل -وهو ابن سفيان- حماد: هو ابن سلمة.
وقد سلف الحديث برقم (7934) .(14/193)
8497 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ مِنْ تَلْبِيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَبَّيْكَ إِلَهَ الْحَقِّ " (1)
8498 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَرَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِجِذْلِ شَوْكٍ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ: لَأُمِيطَنَّ هَذَا الشَّوْكَ عَنِ الطَّرِيقِ أَنْ لَا يَعْقِرَ رَجُلًا مُسْلِمًا "، قَالَ: " فَغُفِرَ لَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بني هاشم- فمن رجال البخاري.
عبد العزيز بن عبد الله: هو ابن أبي سلمة الماجشون، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (2377) ، والنسائي 5/161، وابن خزيمة (2624) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/125، والدارقطني 2/225، والحاكم 1/449-450، وأبو نعيم في "الحلية" 9/42، والبيهقي 5/45، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/436 من طرق عن عبد العزيز بن عبد الله، بهذا الِإسناد.
وعلقه الشافعي في "المسند" 1/304، فقال: وذكر عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، عن عبد الله بن الفضل، فذكره.
وسيأتي (8629) و (10171) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل وهو ابن أبي صالح -فمن رجال مسلم. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان، وأبو=(14/194)
8499 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَلْعَقْ (1) أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيَّتِهِنَّ الْبَرَكَةُ " (2)
__________
= صالح والد سهيل: هو ذكوان المدني السمان.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (229) عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب بن خالد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مسلم ص 2021 (229) من طريق جرير بن عبد الحميد، والبيهقي في "الشعب" (11167) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن سهيل، به.
وأخرجه أبو داود (5245) ، وابن حبان (540) من طريق زيد بن أسلم، عن أبي صالح، به.
وسيأتي من طرق أخرى عن أبي صالح برقم (9246) و (10432) و (10753) و (10896) ، وسلف برقم (7841) عن سفيان بن عيينة، عن سهيل، به، إلا أن سفيان قد وقفه.
وانظر ما سلف برقم (7847) .
والجِذْل: أصل الشجرة.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: فليلعق، والمثبت من (ظ3) و (ل) وهامش (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه مسلم (2035) (137) من طريق بهز بن أسد، عن وهيب بن خالد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الترمذي (1801) من طريق عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح، به، وحسنه.
وسيأتي من طريق رجل عن أبي هريرة برقم (9369) .=(14/195)
8500 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ (1) ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا، فَأَحِبُّوهُ، قَالَ: فَيُحِبُّونَهُ، قَالَ: ثُمَّ يَضَعُ اللهُ لَهُ الْقَبُولَ فِي الْأَرْضِ، فَإِذَا أَبْغَضَ فَمِثْلُ ذَلِكَ " (2)
8501 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذَا "، وَعَقَدَ وُهَيْبٌ تِسْعِينَ (3)
__________
= وأخرج الطبراني في "الأوسط" (5377) من طريق مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أكل طعاماً لعق أصابعه وقال: "إن لعق الصحيفة بركة".
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4514) ، وانظر شواهده هناك.
(1) في (م) بعد هذا: "ثنا ليث"، وهي زيادة مقحمة خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطيالسي (2436) عن وهيب بن خالد، بهذا الِإسناد. وانظر (7625) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 192 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.=(14/196)
8502 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَلَا تُكَبِّرُوا حَتَّى يُكَبِّرَ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَلَا تَرْكَعُوا حَتَّى يَرْكَعَ، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَلَا تَسْجُدُوا حَتَّى يَسْجُدَ، وَإِنْ صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ " (1)
__________
= وأخرجه البخاري (3347) و (7136) ، ومسلم (3881) (3) ، وأبو عوانة في الفتن من طرق عن وهيب بن خالد، به.
وسيأتي برقم (10853) .
وانظر قصة حفر يأجوج ومأجوج للسد برقم (10632) من طريق أبي رافع، عن أبي هريرة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، مصعب بن محمد لا بأس به، روى له أصحاب السنن غير الترمذي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو صالح السمان: هو ذكوان.
وأخرجه أبو داود (603) عن سليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم، عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/404 من طريق الخصيب بن ناصح، عن وهيب (تحرف في المطبوع إلى: وهب) ، به.
وأخرجه مسلم (415) ، وابن خزيمة (1575) ، والبيهقي في "السنن الصغرى" (516) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به.
وسيأتي برقم (9438) و (9682) ومختصراً برقم (9923) ، وانظر ما سلف برقم (7144) .(14/197)
8503 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّ (1) كُلَّ أُمَّةٍ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا الْيَوْمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللهُ لَهُ، فَغَدًا لِلْيَهُودِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى "، فَسَكَتَ
فَقَالَ: " حَقُّ اللهِ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، يَغْسِلُ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ " (2)
__________
(1) لفظة: "أن" ليست في (ظ3) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (896) و (897) عن مسلم بن إبراهيم، و (3486) و (3487) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الِإسناد. وانظر (7399) .
وقصة الغسل وحدها أخرجها مسلم (849) من طريق بهز بن أسد، عن وهيب بن خالد، به.
ويشهد لقصة الغسل حديث جابر الذى سيأتي في مسنده 3/304.
وحديث رجل من الصحابة، سيأتي أيضا 4/34 و5/363.
وبَيْد: قال في "المغني" 1/114: هو اسم ملازم للِإضافة إلى "أن" وصِلَتِها، وهو بمعنى "غير" إلا أنه لا يقع مرفوعاً ولا مجروراً، بل منصوبا، ولا يقع صفة ولا استثناء متصلاً، وإنما يستثنى به في الانقطاع خاصة، ومنه الحديث: "نحن الآخرون السابقون ... ".(14/198)
8504 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، لَا تَحَسَّسُوا، ولَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (1)
8505 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي " (2)
8506 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رُؤْيَا الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6724) عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب بن خالد، بهذا الِإسناد.
وسيأتي برقم (10949) ، وانظر ما سلف برقم (7858) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي. وانظر (7334) .
(3) إسناده قوي، عاصم بن كليب من رجال مسلم، وأبوه كليب بن شهاب من=(14/199)
8507 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ (1) عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْمَفْرُوضَةِ، صَلَاةٌ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُحَرَّمَ " (2)
8508 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهِ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي " (3)
__________
= رجال أصحاب السنن، وهما صدوقان.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (264) عن المغيرة بن سلمة المخزومي، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. ولفظه عنده: "رؤيا الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة".
وانظر (7168) .
(1) في (م) : حدثنا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وحميد بن عبد الرحمن: هو الحميري البصري.
وأخرجه الدارمي (1476) و (1757) ، والبيهقي 4/291 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. واقتصر الدارمي في الموضع الأول على الشطر الأول منه.
وانظر (8026) .
(3) إسناده قوي، عاصم بن كليب من رجال مسلم، وأبوه كليب بن شهاب من=(14/200)
قَالَ عَاصِمٌ: قَالَ أَبِي: فَحَدَّثَنِيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ، قَالَ: " رَأَيْتَهُ؟ " قُلْتُ: إِي، وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، قَالَ: إِنِّي وَاللهِ قَدْ ذَكَرْتُهُ، وَنَعَتُّهُ فِي مِشْيَتِهِ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّهُ كَانَ يُشْبِهُهُ "
8509 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَالِسًا، وَعِنْدَهُ غُلَامٌ، فَقَامَ الْغُلَامُ، فَقَعَدْتُ فِي مَقْعَدِ الْغُلَامِ، فَقَالَ لِي أَبِي: قُمْ عَنْ مَقْعَدِهِ، إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنْبَأَنَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " غَيْرَ أَنَّ سُهَيْلًا، قَالَ: " لَمَّا أَقَامَنِي تَقَاصَرَتْ بِي (1) نَفْسِي " (2)
8510 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَجْلَانَ أَبِي مُحَمَّدٍ،
__________
= رجال أصحاب السنن، وهما صدوقان. عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي مولاهم البصري.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (261) ، والترمذي في "الشمائل" (391) ، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 236، والحاكم 4/393 من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الِإسناد. وصححه الحاكم، وانظر (7168) .
(1) في (م) و (س) : في.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو داود (4853) ، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 4/66 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (7568) .(14/201)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لِلْمَمْلُوكِ طَعَامُهُ وَكِسْوَتُهُ، وَلَا يُكَلَّفُ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَا يُطِيقُ " (1)
8511 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ السَّنَةَ لَيْسَ بِأَنْ لَا يَكُونَ فِيهَا مَطَرٌ، وَلَكِنَّ السَّنَةَ أَنْ تُمْطِرَ السَّمَاءُ، وَلَا تُنْبِتَ الْأَرْضُ " (2)
8512 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ صَفْوَانَ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَسُهَيْلٍ، عَنِ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ (3) عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ اللَّجْلَاجِ،
__________
(1) إسناده جيد، رجاله رجال الصحيح لكن محمد بن عجلان روايته في "صحيح مسلم" متابعة، وهو وأبوه صدوقان.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 24/285 من طريق ابن أبي شيبة، عن عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وانظر (7364) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الشافعي 1/170 عمن لا يتهم، ومسلم (2904) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، وابن حبان (995) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، ثلاثتهم عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (8703) و (8754) من طريقين آخرين عن أبي سهيل.
قوله: "السنَة"، قال السندي، أي: القحط، والمراد: القحط الموحِش الذى يجيء بلا توقع، بل مع توقع خلافه، وهي المراد بالسنة الخداعة، والله أعلم.
(3) قوله: "عن صفوان بن سليم" سقط من (م) والنسخ المتأخرة.(14/202)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَجْتَمِعُ شحٌّ وَإِيمَانٌ فِي قَلْبِ رَجُلٍ، وَلَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي وَجْهِ عَبْدٍ " (1) ، قَالَ حَمَّادٌ: وَقَالَ أَحَدُهُمَا الْقَعْقَاعُ بْنُ اللَّجْلَاجِ: وَقَالَ الْآخَرُ اللَّجْلَاجُ بْنُ الْقَعْقَاعِ
8513 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، القعقاع بن اللجلاج سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (7480) ، وباقي رجال الِإسناد ثقات من رجال الصحيح.
وأخرجه النسائي 6/13، والحاكم 2/72 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح وحده، بهذا الِإسناد. ووقع عند النسائي: خالد بن اللجلاج، وعند الحاكم: أبي اللجلاج، كذا وقع في مطبوع "المستدرك"، ولعل الصواب: ابن اللجلاج كما هو في "الشعب" من طريقه. واقتصر على الشطر الثاني من الحديث.
وأخرجه الطيالسي (2461) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2401) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (281) ، وفي "التاريخ الكبير" 4/307، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (121) ، والنسائي 6/13 و13-14، وابن حبان (3251) ، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (459) و (460) ، والحاكم 2/72، والبيهقي في "السنن" 9/161، وفي "الشعب" (4257) و (10828) ، والبغوي (2619) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. واقتصر الطيالسي وابن أبي عاصم على الشطر الأول منه، والمروزي في الموضع الأول على الشطر الثاني.
وقد سلف الحديث من طريق محمد بن عمرو برقم (7480) .(14/203)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِمَّا تَدَاوَوْنَ بِهِ خَيْرٌ، فَفِي الْحِجَامَةِ " (1)
8514 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: قَدْ هَلَكَ النَّاسُ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو داود (3857) ، وابن ماجه (3476) ، وأبو يعلى (5911) ، وابن حبان (6078) ، والحاكم 4/410 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه! ورواية أبي يعلى وابن حبان مطولة بزيادة في أول الحديث: "يا معشر الأنصار، أنكحوا أبا هند، وانكحوا إليه".
وسيأتي الحديث عن غسان بن الربيع، عن حماد بن سلمة برقم (9452) .
وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/107.
وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/343.
وعن عقبة بن عامر، سيأتي 4/146.
وعن معاوية بن حديج، سيأتي 6/401.
قوله: "إن كان في شيء" الخ قال السندي: التعليق بهذا الشرط ليس للشك بل للتحقيق والتأكيد، إذ وجود الخير في شيء من الأدوية من المحقق الذى لا يمكن فيه الشك، فالتعليق به يوجب تحقيق المعلق به بلا ريب.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطيالسي (2438) ، والبغوي في "الجعديات" (3478) ، ومسلم=(14/204)
8515 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، قَالَ: " تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ "، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي (1) بِيَدِهِ، لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا شَيْئًا أَبَدًا، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُ، فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا " (2)
__________
= (2623) ، وأبو داود (4983) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 149، والبغوي في "شرح السنة" (3565) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وتحرف حماد في مطبوع "مسند الطيالسي" إلى همام، وصوب من "إتحاف المهرة"، فقد رواه أبو عوانة من طريقه.
وانظر (7685) .
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: نَفْسُ مُحَمَّدٍ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير البجلي.
وأخرجه البخاري (1397) ، ومسلم (14) ، وأبو عوانة 1/4، وابن منده في "الِإيمان" (128) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. ولم يذكر البخاري وابن منده في روايتيهما قوله: ولا أنقص منه.
وأخرجه البخاري بإثر الحديث (1397) عن مسدد، عن يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن سعيد بن حيان، عن أبي زرعة، مرسلا.
وفي الباب عن طلحة، سلف في مسنده برقم (1390) ، وعن أنس وجابر وأبي=(14/205)
8516 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَصْبِرُ أَحَدٌ عَلَى لَأْوَاءِ الْمَدِينَةِ وَجَهْدِهَا، إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا، أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
8517 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ " (2)
8518 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ
__________
= أيوب الأنصاري، ستأتي أحاديثهم على التوالي 3/143 و348 و5/418.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن عروة بن الزبير بن العوام.
وأخرجه مسلم (1378) (484) ، والترمذي (3924) من طريق الفضل بن موسى، وابن حبان (3740) من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وهو مكرر (7866) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7287) .(14/206)
فِيهَا شَهَادَةٌ، كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ " (1)
8519 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْمُؤْمِنُ يَغَارُ، وَاللهُ يَغَارُ، وَمِنْ غَيْرَةِ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ شَيْئًا حَرَّمَ اللهُ " (2)
8520 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كَانَتْ شَجَرَةٌ تُؤْذِي أَهْلَ الطَّرِيقِ، فَقَطَعَهَا رَجُلٌ، فَنَحَّاهَا عَنِ الطَّرِيقِ، فَدَخَلَ الْجَنَّةَ " (3)
__________
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير كليب والد عاصم، فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق. وانظر (8018) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبان العطار: هو أبان بن يزيد.
وسيأتي مكرراً برقم (10929) .
وأخرجه البخاري (5223) ، ومسلم (2761) ، والترمذي (1168) ، وابن حبان (293) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (9028) و (10735) و (10928) و (10950) . وانظر ما سلف برقم (7210) .
وأخرج نحو هذا الحديث البخاري (5222) ، ومسلم (2762) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عروة بن الزبير، عن أسماء مرفوعاً: "لا شيء أغير من الله"، وسيأتي في مسندها 6/348.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني، وانظر (8039) .(14/207)
8521 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ، وَهُوَ خَمْسُ مِائَةِ عَامٍ " (1)
8522 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا ابْنَ آدَمَ، اعْمَلْ كَأَنَّكَ تُرَى، وَعُدَّ نَفْسَكَ مَعَ الْمَوْتَى، وَإِيَّاكَ وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ " (2)
__________
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فإنه صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وانظر (7946) .
(2) حديث قابل للتحسين، وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولجهالة الواسطة بينه وبين أبي هريرة، لكن له شواهد لا يخلو أحدها من مقال.
وحديث أبي هريرة هذا تفرد به الإمام أحمد.
ويشهد له حديث زيد بن أرقم عند أبي نعيم في "الحلية" 8/202-203، وفيه أبو سعيد الراوي عن زيد، لم نعرفه.
وحديث أبي الدرداء عند الطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" 2/40، قال الهيثمي: فيه رجل من النخع -وهو الراوي عن أبي الدرداء- ولم أجد من ذكره.
وقد روي عن أبي الدرداء موقوفا عند ابن المبارك في "الزهد" (1551) ، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل" (18) ، وفيه انقطاع بين الحسن البصري وبين=(14/208)
8523 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَجِدِ (1) ، يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، جَاءَ فُلَانٌ مِنْ سَاعَةِ كَذَا، جَاءَ فُلَانٌ مِنْ سَاعَةِ كَذَا، جَاءَ فُلَانٌ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، جَاءَ فُلَانٌ فَأَدْرَكَ الصَّلَاةَ وَلَمْ يُدْرِكِ الْجُمُعَةَ، إِذَا لَمْ يُدْرِكِ الْخُطْبَةَ " (2)
__________
= أبي الدرداء. وانظر "الزهد" لوكيع (13) بتخريج الأستاذ عبد الرحمن الفريوائي.
ويشهد له أيضاً حديث معاذ بن جبل عند الطبراني في "الكبير" 20/ (374) ، لكن دون دعوة المظلوم، وفيه انقطاع بين أبي سلمة وبين معاذ.
ويشهد للتحذير من دعوة المظلوم غير ما حديث، انظر تخريج "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" (874) و (875) بتحقيقنا.
قوله: "اعمل"، قال السندي: أي الأعمالَ الصالحة، "كأنك ترى" أي: اللهَ، فهذه إشارة إلى مرتبة الإحسان، فقد جاء: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه".
(1) في (م) : الْمَسَاجِدِ.
(2) إسناده ضعيف، له علتان: ضعف علي بن زيد بن جدعان، وجهالة أوس بن خالد، فقد تفرد بالرواية عنه علي بن زيد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/152 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2565) عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي من طريق أوس بن خالد، برقم (10360) .
وانظر ما سلف برقم (7258) و (7259) .
قوله: "جاء فلان والإمام يخطب"، قال السندي: هذا مخالف للمشهور: إذا جاء الإمام طويت الصحف، وتحضر الملائكة لاستماع الذكر، والله تعالى أعلم.(14/209)
8524 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ مُرْدًا بِيضًا جِعَادًا مُكَحَّلِينَ، أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ، سَبْعِينَ (1) ذِرَاعًا فِي سَبْعَةِ أَذْرُعٍ " (2)
8525 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَيْسٍ، وَحَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " فِي كُلِّ صَلَاةٍ يُقْرَأُ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ " (3)
8526 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لِكُلِّ بَنِي آدَمَ حَظٌّ
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: سَبْعُونَ.
(2) حديث حسن بطرقه وشواهده دون قوله: "في سبعة أذرع" كما سلف بيانه عند الحديث (7933) ، وفيه هناك: "على خلق آدم ستون ذراعاً" وهو الصحيح الذى تشهد له الطرق الأخرى. وسيتكرر برقم (9375) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. حبيب: هو ابن الشهيد الأزدي.
وأخرجه البخاري في "الصلاة خلف الِإمام" (13) ، وأبو داود (797) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، عن حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد وحبيب بن الشهيد وعمارة بن ميمون، بهذا الِإسناد.
وسيتكرر برقم (9389) . وانظر (7503) .(14/210)
مِنَ الزِّنَا، فَالْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا الْمَشْيُ، وَالْفَمُ يَزْنِي وَزِنَاهُ الْقُبَلُ، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ، أَوْ يُكَذِّبُهُ " (1)
8527 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقَامَ: فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقَالَ: " إِنَّ لِلْمَوْتِ فَزَعًا " (2)
8528 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ، أَوْ جَرَسٌ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو داود (2153) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (5429) عن موسى بن إسماعيل، والبيهقي في "السنن" 7/89، وفي "الشعب" (5428) من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2657) (21) ، وأبو عوانة في القدر كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 140، والبيهقي في "السنن" 7/89 من طريق وهيب بن خالد، عن سهيل بن أبي صالح، به.
وسيأتي برقم (8932) و (10920) ، وانظر ما سلف برقم (7719) .
(2) إسناده حسن. وانظر (7860) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل -وهو ابن أبي صالح- من رجاله،=(14/211)
8529 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ (1) أَحَدٍ يُنَجِّيهِ عَمَلُهُ "، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ " (2)
8530 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ فِي يَدِي سِوَارَيْنِ، فَنَفَخْتُهُمَا فَوَقَعَا (3) ، فَأَوَّلْتُ أَنَّ أَحَدَهُمَا مُسَيْلِمَةُ " (4)
__________
= وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وانظر (7566) .
(1) لفظة "من" لم ترد في (ظ3) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. خالد بن عبد الله: هو ابن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي.
وأخرجه مسلم (2816) (74) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الِإسناد.
وسيأتي من طريق أبي صالح برقم (10010) و (10425) ، وفي مسند جابر بن عبد الله 3/362.
وانظر ما سلف برقم (7203) .
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: فرفعا.
(4) إسناده حسن، محمد بن عمرو روى له مسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (8460) .(14/212)
8531 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا بَاتَ أَحَدُكُمْ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ، فَأَصَابَهُ شَيْءٌ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد ابن عجلان الباهلي مولاهم، ومعمر: هو ابن راشد البصري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6906) عن محمد بن يحيى بن عبد الله، والبيهقي في "السنن" 7/276، وفي "الشعب" (5813) ، وفي "الآداب" (489) من طريق محمد بن إسحاق الصعاني وعباس الدوري، ثلاثتهم عن عفان بن مسلم، بهذا الِإسناد.
وخالفهم الحسن بن محمد الزعفراني، فقد أخرجه النسائي (6905) عنه، عن عفان بن مسلم، عن وهيب، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به. فجعله عن أبي سلمة بدلًا من سعيد بن المسيب، ورواية الجماعة أصح.
وخالفهم سفيان بن حسين، فقد أخرجه النسائي (6907) من طريقه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. لكن في حديث سفيان بن حسين، عن الزهري، مقال، قال البيهقي في "الشعب": واختلف عليه (أي على سفيان بن حسين) فيه، فقيل: عنه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وقيل: عنه، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه. وليس بشيء.
ثم أخرجه عبد الرزاق (19840) عن معمر، والبيهقي (5811) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلًا. وصوب النسائي في "سننه" هذه الرواية المرسلة!
وخالفهم عقيل بن خالد فرواه عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة،=(14/213)
8532 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُخَلَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى رَجُلٍ جَامَعَ امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا " (1)
8533 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أَلْجَمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
8534 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
__________
= عن أبي سعيد الخدري، مرفوعاً، أخرجه الطبراني في "الكبير" (5435) ، والبيهقي (5812) من طريق عبد الله بن صالح، عنه. وعبد الله بن صالح -وهو كاتب الليث- سيىء الحفظ، وفي بعض ألفاظ حديثه نكارة.
وسلف الحديث برقم (7569) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الحارث بن مُخلد، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البيهقي 7/198 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/253 عن أحمد بن إسحاق، والنسائي في "الكبرى" (9013) من طريق أبي هشام المغيرة بن سلمة المخزومي، كلاهما عن وهيب بن خالد، به. وانظر (7684) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (7571) .(14/214)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ - أَوِ الْفَرْضِ - صَلَاةُ اللَّيْلِ " (1)
8535 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ (3) فَلَا مَوْتَ فِيهِ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ فِيهِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه عبد بن حميد (1423) ، والدارمي (1758) ، ومسلم (1163) (202) ، وأبو داود (2429) ، والترمذي (438) و (740) ، والنسائي في "المجتبى" 3/206-207، وفي "الكبرى" (2907) ، والبيهقي 4/290-291 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الِإسناد. والحديث عند بعضهم مختصر.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1214) ، ومن طريقه النسائي 3/207 عن شعبة، عن أبي بشر، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ، فذكره مرسلًا.
وانظر (8026) .
(2) قوله: "عن ابن هرمز" سقط من (م) .
(3) المثبت من (ظ3) ، وفي (م) والنسخ المتأخرة: خلوداً. قال السندي: أي: كونوا خلوداً، وفي بعض النسخ "خلود" بالرفع، أي: أنتم خلود.
(4) إسناده قوي، موسى بن داود روى له مسلم، ومن فوقه ثقات من رجال=(14/215)
قَالَ (1) : وَذَكَرَ لِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ (2) ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الزُّبَيْرِ، يَذْكُرُ مِثْلَهُ عَنْ جَابِرٍ، وعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، إِلَّا أَنَّهُ يُحَدِّثُ عَنْهُمَا أَنَّ ذَلِكَ بَعْدَ الشَّفَاعَاتِ، وَمَنْ يُخْرَجُ مِنَ النَّارِ
8536 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا عَادَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ، أَوْ زَارَهُ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلًا " (3)
8537 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ،
__________
= الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق. الليث: هو ابن سعد المصري.
وأخرجه البخاري (6545) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، بهذا الِإسناد. ولفظه: "يقال لأهل الجنة: خلود لا موت، ولأهل النار: خلود لا موت".
وسيأتي برقم (8911) ، وانظر ما سلف برقم (7546) .
(1) أي: الليث بن سعد.
(2) تحرف في (م) إلى: زيد.
(3) إسناده ضعيف لضعف أبي سنان -واسمه عيسى بن سنان القسملي-، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9027) ، وفي "الآداب" (219) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (8325) .(14/216)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَسَيِّدَهُ فَلَهُ أَجْرَانِ " (1) قَالَ: فَلَمَّا أُعْتِقَ أَبُو رَافِعٍ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: " كَانَ لِي أَجْرَانِ فَذَهَبَ أَحَدُهُمَا "
8538 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، فَإِذَا عَرَجَتْ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ (2) ، أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَجِئْنَاكَ وَهُمْ يُصَلُّونَ، فَإِذَا عَرَجَتْ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ قَالُوا: جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ، أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَجِئْنَاكَ وَهُمْ يُصَلُّونَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني، وثابت: هو ابن أسلم البناني.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (21) ، وأبو يعلى (6427) ، والبيهقي في "الشعب" (8603) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7428) .
(2) في (م) و (س) في هذا الموضع والموضع الآتي: عبادك.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.(14/217)
8539 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ، أَوْ يُكَذِّبُهُ " (1)
8540 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، أَنَّ أَبَا حَصِينٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ ذَكْوَانَ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي عَمَلًا يَعْدِلُ الْجِهَادَ، قَالَ: " لَا أَجِدُهُ "، قَالَ: " هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدًا، فَتَقُومَ لَا تَفْتُرُ، وَتَصُومَ لَا تُفْطِرُ؟ " قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ
__________
= وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/387 عن أحمد بن سليمان، عن عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.
وانظر ما سلف (7491) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (30) عن عفان بن مسلم، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أيضاً (31) عن مؤمل بن إسماعيل، وأبو يعلى (6425) عن هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد، به. وفي رواية ابن راهوية: "والرجْلان تزنيان" بدل اليدين، وفي رواية أبي يعلى زيادة: "والرجلان تزنيان"، وسيأتي الحديث بهذه الزيادة عند المصنف برقم (10829) و (10911) . وانظر ما سلف برقم (7719) .(14/218)
قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ يَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ، فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٍ " (1)
8541 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي أَبُو أُمِّي أَبُو حَبِيبَةَ، أَنَّهُ دَخَلَ الدَّارَ وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ فِيهَا، وَأَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَسْتَأْذِنُ عُثْمَانَ فِي الْكَلَامِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَامَ فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ بَعْدِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العوذي، وأبو حَصين: هو عثمان بن عاصم بن حصين الكوفي، وذكوان: هو أبو صالح السمان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/333، والبخاري (2785) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (27) ، والنسائي 6/19، وأبو عوانة 5/45-46، وابن منده في "الِإيمان" (241) ، والبيهقي في "السنن" 9/157-158، وفي "الشعب" (4216) و (4217) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الِإسناد. ولم يذكر النسائي في روايته قول أبي هريرة. وتحرف عفان في مطبوع "سنن النسائي" إلى: حماد.
وسيأتي الحديث بنحوه من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه برقم (9481) ، وانظر (9648) و (10000)
وفي الباب عن النعمان بن بشير، سيأتي في "المسند" 4/272.
ومعنى قول أبي هريرة في آخره: "يستن في طِوَله"، قال الحافظ في "الفتح" 6/5: أي: يمرح بنشاط، والطِّوَل: بكسر المهملة وفتح الواو: وهو الحبل الذى يُشَد به الدابة، وُيمسَك طرفه، وترسَل في المرعى.
وقوله هذا ليس من عند رأيه، بل قد جاء في الحديث المرفوع في قصة الخيل الثلاثة من طريق سهيل بن أبي صالح وغيره عن أبي صالح، وانظر ما سلف برقم (7563) .(14/219)
فِتْنَةً وَاخْتِلَافًا "، أَوْ قَالَ: " اخْتِلَافًا وَفِتْنَةً "، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مِنَ النَّاسِ: فَمَنْ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِالْأَمِينِ وَأَصْحَابِهِ "، وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى عُثْمَانَ بِذَلِكَ (1)
8542 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ زَوْجَتَانِ مِنْ حُورِ الْعِينِ، عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ الثِّيَابِ " (2)
__________
(1) إسناده حسن، أبو حبيبة لا يعرف اسمه، وروى عنه جمع من الثقات، ووثقه العجلي (1929) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/591، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحاكم 3/99 من طريق مسلم بن إبراهيم، وفي 4/433 من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الِإسناد. وتابع موسى بنَ عقبة في الموضع الأول أخواه محمد وإبراهيم. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/50 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، به.
وتصحف في المطبوع من "المصنف" و"المستدرك": الأمين إلى: الأمير.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن عبيد بن دينار.
وهو قطعة من حديث سلف برقم (7152) من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين.
وسيأتي برقم (9443) عن حسن بن موسى، عن حماد بن سلمة، بلفظ: "نساء أهل الجنة يرى مخ سوقهن من وراء اللحم".(14/220)
8543 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَى رَجُلًا يَتْبَعُ حَمَامَةً، فَقَالَ: " شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانَةً " (1)
8544 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،
__________
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن عمرو، فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوقٌ حسن الحديث.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1300) ، وأبو داود (4940) ، وابن ماجه (3765) ، وابن حبان (5874) ، والبيهقي في "السنن" 1/190 و213، وفي "الشعب" (6535) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/77 من طريق محمد بن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو، به. وعنده: يتبع طيراً.
وخالف حماداً ومحمداً شرياً بن عبد الله النخعيُّ -وهو سيئ الحفظ- فرواه ابن ماجه (3764) من طريقه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة مرفوعاً!
وأخرجه عبد الرزاق (19731) و (19732) من طريق محمد بن أبي ذئب، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، مرسلاً.
وفي الباب عن عثمان بن عفان عند عبد الرزاق (19733) ، وابن ماجه (3766) ، وفي سنده انقطاع.
وعن أنس بن مالك عند ابن ماجه (3767) ، وسنده ضعيف.
قوله: "شيطان"، قال السندي: أي: هو شيطان لاشتغاله بما لا يعنيه، يقفو أثر شيطانة أورثته الغفلة عن ذكر الله تعالى.(14/221)
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، ثُمَّ قَدْ حُرِّمَ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
8545 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجُلَاسِ (2) عُقْبَةُ بْنُ يَسَارٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ شَمَّاخٍ، قَالَ: شَهِدْتُ مَرْوَانَ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْجِنَازَةِ؟ فَقَالَ: مَعَ الَّذِي قُلْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " اللهُمَّ أَنْتَ رَبُّهَا، وَأَنْتَ خَلَقْتَهَا، وَأَنْتَ هَدَيْتَهَا لِلْإِسْلَامِ، وَأَنْتَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن كثير بن عبيد وهو التيمي، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وهو ثقة، وغير أبيه كثيرِ بن عبيد، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه الدارقطني 1/231-232 من طريق عفان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (272) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/35-36، وابن خزيمة (2248) ، والدارقطني 2/89، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (8) ، والحاكم 1/387 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سعيد بن كثير، بهذا الِإسناد.
وانظر ما سلف برقم (8163) .
(2) وقع في بعض النسخ: أبو الجلاح، ولم يذكره أحد ممن ترجم له بهذه الكنية، وإنما ذكروه بالسين. واسم أبيه جاء هنا: يسار، والذى في مصادر ترجمته سيار بتقديم السين.(14/222)
قَبَضْتَ رُوحَهَا، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِسِرِّهَا، وَعَلَانِيَتِهَا، جِئْنَا شُفَعَاءَ فَاغْفِرْ لَهَا " (1)
8546 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ " مَرَّتَيْنِ، قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ فِي ذَلِكَ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي، وَيَسْقِينِي، فَلَا تُكَلِّفُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ طَاقَةٌ " (2)
8547 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُنَا (3) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا، لَيْسَ بِكَلْبِ زَرْعٍ، وَلَا صَيْدٍ، وَلَا مَاشِيَةٍ، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ
__________
(1) إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه عند الحديث (7477) .
قوله: "فقال: مع الذى قلت؟ " قال السندي: بالخطاب، أي: أتسألني مع الذى قلتَ؟ قال ذلك لأنه أنكر عليه أولا تحديثه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم جاء يسأله، فقال له: أتسألني مع ذلك الِإنكار عليَّ السابق. وقد مر الحديث بالتفصيل فيما سبق برقم (7477) ، والله تعالى أعلم.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير حيان والد سَليم -وهو ابن بسطام الهذلي- فقد روى له ابن ماجه، ولم يرو عنه غير ابنه، ولم يوثقه غير ابن حبان.
وانظر ما سلف برقم (7162) .
(3) في (م) و (س) : يحدث.(14/223)
قِيرَاطٌ "، قَالَ سُلَيْمٌ: وَأَحْسَبُهُ قَدْ قَالَ: " وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ " (1)
8548 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا فَرْقَدٌ، عَنْ يَزِيدَ، أَخِي مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَكْذَبَ - أَوْ إِنَّ (2) مِنْ أَكْذَبِ - النَّاسِ الصَّبَّاغِينَ، وَالصَّوَّاغِينَ " (3) ، وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: مِنْ أَكْذَبِ (4)
8549 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ أَيُصَلِّي الرَّجُلُ فِي
__________
(1) حديث صحيح، وإسناده كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/409 و14/208 عن عفان، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7621) .
(2) لفظ "إن" سقط من (م) .
(3) إسناده ضعيف لضعف فرقد -وهو ابن يعقوب السبخي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. همام: هو ابن يحيى العوذي، ويزيد: هو ابن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/216، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/604-605 من طريق يحيى بن موسى، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (7920) .
(4) في (م) والأصول الخطية: "إن من أكذب" بإثبات "إن"، ولا وجه لذكره حينئذ، والصواب ما أثبتناه من "جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 207، والله تعالى أعلم.(14/224)
ثَوْبٍ وَاحِدٍ؟ فَقَالَ: " أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟ " (1)
8550 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وحَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ إِفْطَارِهِ، وَفَرْحَةٌ فِي الْآخِرَةِ " (2)
8551 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ التَّمِيمِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ السَّدْلِ فِي الصَّلَاةِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سليمان بن كثير -وهو العبدي- وإن روى له الشيخان، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وفي روايته عن الزهري خطأ، إلا أنه قد توبع، فقد تابعه معمرٌ وابن جريج عند المصنف في الحديث السالف برقم (7606) .
(2) حديث صحيح، الِإسناد الأول حسن من أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي، والإسناد الثاني صحيح على شرط مسلم. أبو رافع: هو نفيع الصائغ.
وأخرجه أبو يعلى (6020) من طريق عبد الأعلى بن حماد، عن حماد بن سلمة بالإِسنادين جميعاً.
وسيأتي من طريق أبي سلمة برقم (10145) و (10505) ، ومن طريق أبي رافع برقم (10631) ، وانظر ما سلف برقم (7174) .
(3) إسناده ضعيف لضعف عِسْل بن سفيان. وانظر (7934) .=(14/225)
8552 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا خُثَيْمٌ يَعْنِي ابْنَ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي رَهْطٍ مِنْ قَوْمِهِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، وَقَدِ اسْتَخْلَفَ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: " فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بـ: كهيعص، وَفِي الثَّانِيَةِ: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ "، قَالَ: فَقُلْتُ لِنَفْسِي: " وَيْلٌ لِفُلَانٍ إِذَا اكْتَالَ اكْتَالَ بِالْوَافِي، وَإِذَا كَالَ كَالَ بِالنَّاقِصِ "، قَالَ: " فَلَمَّا صَلَّى زَوَّدَنَا شَيْئًا حَتَّى أَتَيْنَا خَيْبَرَ، وَقَدِ افْتَتَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ "، قَالَ: " فَكَلَّمَ (1) الْمُسْلِمِينَ فَأَشْرَكُونَا فِي سِهَامِهِمْ " (2)
__________
= عطاء: هو ابن أبي رباح.
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: فكلم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد الباهلي، وعراك والد خثيم: هو ابن مالك الغفاري.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/327-328عن أحمد بن إسحاق الحضرمي، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/198-199 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن وهيب بن خالد، عن خثيم بن عراك، عن أبيه، عن نفر من بني غفار، عن أبي هريرة. فجعلا ناسا بين عراك وأبي هريرة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/43، وابن خزيمة (1039) ، والحاكم 2/33 من طريق الفضل بن موسى السيناني، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/160 من طريق الدراوردي، والبزار (2281- كشف الأستار) من طريق فضيل بن سليمان النميري، ثلاثتهم عن خثيم بن عراك، عن أبيه، عن أبي هريرة، دون ذكر أحد بين عراك وأبي هريرة. وبعضهم رواه مختصراً.=(14/226)
8553 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّ جَارِ الْمَقَامِ، فَإِنَّ جَارَ الْمُسَافِرِ إِذَا شَاءَ أَنْ يُزَايِلَ زَايَلَ (1) " (2)
__________
= وأخرجه الشافعي في "السنن الماثورة" (83) ، والبخاري في "الأوسط" 1/43، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3614) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/183، وابن حبان (7156) ، والبيهقي في "السنن" 2/363 من طريق سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عثمان بن أبي سليمان، قال: سمعت عراك بن مالك، سمعت أبا هريرة. وفيه التصريح بسماع عراك من أبي هريرة. وبعضهم رواه مختصراً.
قوله: "فأشركونا في سهامهم"، قال السندي: هذا خلاف المشهور، والمشهور أنه أشرك أهل السفينة.
قلنا: ويعني بأصحاب السفينة جعفراً ومن كان معه في الحبشة، وقد أخرج البخاري في "صحيحه" (3136) و (4233) عن أبي موسى الأشعري -وكان مع جعفر- أنه قال: قدمنا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أن افتتح خيبر، فقسم لنا، ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/489 في التعليق على قول أبي هريرة: "فأشركونا في سهامهم": يجمع بين هذا وبين الحصر الذى في حديث أبي موسى أن أبا موسى أراد أنه لم يسهِم لأحدٍ لم يشهد الوقعة من غير استرضاء أحدٍ من الغانمين إلا لأصحاب السفينة، وأما أبو هريرة وأصحابه فلم يعطهم إلا عن طِيب خواطر المسلمين، والله أعلم.
(1) في (م) : أن يزال زال.
(2) إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق -وهو ابن عبد الله المدني-، فقد روى له مسلم متابعةً وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي=(14/227)
8554 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَاسْأَلْهُ (1) مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 50] ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ أَنَا (2) لَأَسْرَعْتُ الْإِجَابَةَ، وَمَا ابْتَغَيْتُ الْعُذْرَ " (3)
__________
= رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحاكم 1/532 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الِإسناد. وصححه على شرط مسلم!
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/547، والبخاري في "الأدب المفرد" (117) ، وأبو يعلى (6536) ، وابن حبان (1033) ، والحاكم 1/532 من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حبان، والنسائي 8/274 من طريق يحيى بن سعيد القطان، والبيهقي في "شعب الِإيمان" (9553) من طريق صفوان بن عيسى، ثلاثتهم عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، به.
وفي الباب عن عقبة بن عامر عند الطبراني في "الكبير" 17/ (810) . وإسناده حسن.
قوله: "المقام"، قال السندي: بضم الميم بمعنى الِإقامة.
"أن يزايل"، أي: يفارق.
(1) في (عس) : في قوله فاسأله، دون قوله "عز وجل"، وفي (ظ3) : "في قوله عز وجل لرسله: ما بال"، وضبب على لفظة "لرسله"، فكأنه يشير إلى أنها محرفة عن "فاسأله"، وفي (م) وبقية النسخ: "في قوله لرسوله فاسأله"، وما أثبتناه هو الصواب إن شاء الله، فإنه سيأتي كذلك مكرراً برقم (9060) دون خلاف.
(2) لفظة "أنا"من (م) ، ولم ترد في شيء من الأصول الخطية، وهي ثابتة في الرواية الآتية برقم (9060) .
(3) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وباقي رجاله ثقات=(14/228)
8555 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ آمَنَ بِي عَشْرَةٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ، لَآمَنَ بِي كُلُّ يَهُودِيٍّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ " (1)
8556 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ: بَيْنَمَا أَنَا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ إِذْ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
= رجال الصحيح.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/235 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (9060) ، وانظر (8329) .
(1) حديث صحيح لغيره، أبو هلال -واسمه محمد بن سُلَيم الراسبي، وإن كان فيه ضعف-، متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2221 من طريق شيبان بن فروخ، عن أبي هلال الراسبي، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري (3941) ، ومسلم (2793) من طريق قرة بن خالد السدوسي، وأبو يعلى (6037) من طريق أشعث بن سوار، كلاهما عن محمد بن سيرين، به.
وسيأتي الحديث برقم (8750) و (9388) .
قوله: "لو آمن بي عشرة"، قال الحافظ في "الفتح" 7/275: فعلى هذا، فالمراد عشرة مختصة، وإلا فقد آمن به أكثر من عشرة، وقيل: المعنى: لو آمن بي في الزمن الماضي كالزمن الذى قبل قدوم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة أو حال قدومه. والذى يظهر أنهم الذين كانوا حينئذ رؤساء في اليهود، ومن عداهم كان تبعاً لهم، فلم يسلم منهم إلا القليل كعبد الله بن سلام. وانظر تتمة كلامه فيه.(14/229)
يَقُولُ: " لَا يُحِبُّ رَجُلٌ لِقَاءَ اللهِ إِلَّا أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَلَا أَبْغَضَ رَجُلٌ لِقَاءَ اللهِ إِلَّا أَبْغَضَ اللهُ لِقَاءَهُ "، فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: لَئِنْ كَانَ مَا ذَكَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا لَقَدْ هَلَكْنَا، فَقَالَتْ: إِنَّمَا الْهَالِكُ مَنْ هَلَكَ فِيمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا ذَاكَ؟ (1) قَالَ: قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يُحِبُّ رَجُلٌ لِقَاءَ اللهِ إِلَّا أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَلَا يَبْغَضُ رَجُلٌ لِقَاءَ اللهِ إِلَّا أَبْغَضَ اللهُ لِقَاءَهُ "، قَالَتْ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ، وَهَلْ تَدْرِي لِمَ ذَلِكَ؟ إِذَا حَشْرَجَ الصَّدْرُ، وَطَمَحَ الْبَصَرُ، وَاقْشَعَرَّ الْجِلْدُ، وَتَشَنَّجَتِ الْأَصَابِعُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ لِقَاءَ اللهِ، أَبْغَضَ اللهُ لِقَاءَهُ (2)
__________
(1) في (ظ3) ونسخة على هامش (س) : وماذا قال؟
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شريح بن هانىء، فمن رجال مسلم. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، ومطرف: هو ابن طريف الكوفي، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه مسلم (2685) ، والنسائي 4/10، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 190، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/311، وابن عبد البر في "التمهيد" 18/32 من طريق أبي زبيد عبثر بن القاسم، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (158) ، ومسلم (2685) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو عوانة في "الدعوات" 5/ورقة 190 من طريق أبي حمزة السكري، ثلاثتهم عن مطرف بن طريف، بهذا الإِسناد. ورواية الخطيب مختصرة.
وانظر ما سلف برقم (8133) ، وما سيأتي في مسند عائشة 6/218.
قولها: "إذا حشرج الصدر"، قال السندي: الحشرجة: الغرغرة عند الموت،=(14/230)
8557 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا عِنْدَ (1) الْكِبَرِ، لَمْ يَدْخُلِ (2) الْجَنَّةَ " (3)
8558 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبُولَنَّ (4) أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ " (5)
__________
= وتردد النفَس. و"طمح" كمنع، أي: ارتفع.
(1) في (م) : عنده.
(2) في (م) : يدخله.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (2551) (9) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7884) من طريق شيبان بن فروخ، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (21) ، ومسلم (2551) (10) من طريق سليمان بن بلال، ومسلم (2551) (10) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به.
وسلفت هذه القطعة ضمن حديث برقم (7451) من طريق سعيد المقبري.
(4) في (ظ3) : يبول.
(5) إسناده صحيح، داود بن عبد الله الأودي، روى له أصحاب السنن، وهو=(14/231)
8559 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يُوشِكُ أَنْ يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، يَقْتَتِلُ عَلَيْهِ النَّاسُ، حَتَّى يُقْتَلَ مِنْ كُلِّ عَشْرَةٍ تِسْعَةٌ، وَيَبْقَى وَاحِدٌ " (1)
8560 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْنَبٍ قَدْ شَوَاهَا، وَمَعَهَا صِنَابُهَا وَأُدُمُهَا، فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَأْكُلْ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَأْكُلُوا، فَأَمْسَكَ الْأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْكُلَ؟ "، قَالَ: إِنِّي أَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ، قَالَ: " إِنْ كُنْتَ صَائِمًا، فَصُمْ أَيَّامَ الْغُرِّ " (2)
8561 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى الشَّامِ، فَكَانَ أَهْلُ الشَّامِ يَمُرُّونَ بِأَهْلِ الصَّوَامِعِ فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِمْ، فَسَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ:
__________
= ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وانظر ما سلف برقم (7525) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (7554) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8434) .(14/232)
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " لَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ، وَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهِ " (1)
8562 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، حَتَّى يَكُونَ أَبَوَاهُ اللَّذَانِ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ كَمَا تُنْتِجُونَ أَنْعَامَكُمْ، هَلْ تَكُونُ فِيهَا جَدْعَاءُ حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَجْدَعُونَهَا؟ " قَالَ رَجُلٌ: فَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (2) قَالَ قَيْسٌ: " مَا أَرَى ذَلِكَ الرَّجُلَ إِلَّا كَانَ قَدَرِيًّا "
8563 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطيالسي (2424) ، وأبو داود (5205) ، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 150، والطحاوي 4/341 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (7567) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة، وقيس -وهو ابن سعد المكي- من رجال مسلم. طاووس: هو ابن كيسان اليماني.
وقد سلف الشطر الأول منه برقم (7795) من طريق عمرو بن دينار، عن طاووس، عن أبي هريرة.
وأما الشطر الثاني فقد أخرجه النسائي 4/58 من طريق الأسود بن عامر، والآجري في "الشريعة" ص 194 من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد. وقرن إبراهيم بطاووس مجاهداً. وقد سلف هذا الشطر برقم (7325) من طريق عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة.(14/233)
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ إِذَا وَلَّوْا " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن اختلف على محمد بن عمرو في رفعه ووقفه.
فقد أخرجه مرفوعاً ضمن حديث مطول الطبراني في "الأوسط" (2651) من طريق أبي عمر الضرير، والحاكمُ 1/380-381 من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه كذلك هناد بن السري في "الزهد" (338) عن عبدة بن سليمان، وابن حبان (3113) من طريق معتمر بن سليمان، والحاكم 1/379-380 من طريق سعيد بن عامر، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 220-221، وفي "إثبات عذاب القبر" (67) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، أربعتهم عن محمد بن عمرو، به.
وأخرجه مطولاً موقوفاً عبد الرزاق (6703) عن جعفر بن سليمان، وابن أبي شيبة 3/383-384، والطبري في "تفسيره" 13/215-216 من يزيد بن هارون، كلاهما عن محمد بن عمرو، به.
وسيأتي الحديث برقم (9742) من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (1338) ، ومسلم (2870) ، سيأتي في "المسند" 3/126.
وعن البراء بن عازب في حديثه الطويل، سيأتي 4/295-296.
قوله: "إنه ليسمع"، قال السندي: أي: إن الميت ليسمع صوت نعال من تبع جنازته حين يسأله المَلَكان.(14/234)
8564 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تُسَافِرِ امْرَأَةٌ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ (1) " (2)
8565 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ " رَجُلًا أَعْتَقَ شِقْصًا مِنْ مَمْلُوكٍ، فَأَجَازَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِتْقَهُ، وَغَرَّمَهُ بَقِيَّةَ ثَمَنِهِ " (3)
__________
(1) في (م) : رحم.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (1339) (422) ، وابن خزيمة (2527) ، وابن حبان (2721) من طريق بشر بن المفضل، والطحاوي 2/114 من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 2/114 من طريق وهيب بن خالد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه وسعيد المقبري، كلاهما عن أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (7222) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى بن دينار العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السَدوسي.
وأخرجه أبو داود (3934) ، والدارقطني 4/127، والبيهقي 10/276 و282 من طرق عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وانظر (7468) .
زاد الدارقطني والبيهقي: قال همام: قال قتادة: إن لم يكن له مال، استسعى العبد غير مشقوق عليه.(14/235)
8566 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ وَجَدَ مَتَاعَهُ عِنْدَ مُفْلِسٍ بِعَيْنِهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (1)
8567 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ لِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ: مَا تَقُولُ فِي الْعُمْرَى؟ قُلْتُ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعُمْرَى جَائِزَةٌ " (2)
__________
= قلنا: وهذه الزيادة قد رواها غير همام عن قتادة فأدركهها في الحديث مرفوعة إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي الرواية التي صححها الشيخان كما سلف عند الحديث رقم (7468) ، وهو ما صوبه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/157-159.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1559) (24) ، والبيهقي 6/46 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (15159) ، وابن أبي شيبة 6/35 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن بشير بن نهيك، به. ليس فيه النضر بن أنس.
وسيأتي الحديث من طريق بشير بن نهيك برقم (8995) و (9320) و (9347) و (10048) و (10322) و (10596) . وانظر ما سلف برقم (7124) .
قوله: "بعينه"، قال السندي: متعلق بالمتاع، أي: من غير أن يقع فيه تصرف من المشتري.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي.
وأخرجه البخاري (2626) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/92، وفي=(14/236)
8568 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ يَمِيلُ لِإِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَحَدُ شِقَّيْهِ سَاقِطٌ " (1)
__________
= "شرح مشكل الآثار" (5463) ، والبيهقي 6/174، والبغوي (2197) من طريق أبي عمر حفص بن عمر الحوضي، وأبو داود (3548) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (109) ، والنسائي 6/277 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.
وسيأتي الحديث من طريق بشير بن نهيك برقم (9546) و (10050) و (10345) ، وفي 3/319 ضمن مسند جابر بن عبد الله. وانظر ما سيأتي برقم (8686) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2251) .
وعن جابر ومعاوية وسمرة، وستأتي أحاديثهم على التوالي: 3/297 و4/97 و5/8.
قوله: "العمرى جائزة"، قال السندي: هي كحبْلى: اسم من: أعمرتُك الدار، أي: جعلت سكناها لك مدةَ عمرك. ومعنى "جائزة" نافذة للموهوب لا ترجع إلى الواهب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحاكم 2/186، والبيهقي 7/297 من طريق جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين. وانظر (7936) .(14/237)
8569 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أُمْطِرَ - أَوْ تَسَاقَطَ - عَلَى أَيُّوبَ فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَلْتَقِطُ، فَأَوْحَى اللهُ (1) إِلَيْهِ: يَا أَيُّوبُ، أَفَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لَا غِنَى بِي عَنْ فَضْلِكَ " (2)
8570 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ صَلَّى - يَعْنِي مِنَ الصُّبْحِ - رَكْعَةً، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى " (3)
__________
(1) لفظ الجلالة لم يرد في (ظ3) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (99) ، ومن طريقه ابن حبان (6230) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الِإسناد.
وانظر (8038) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (986) ، وابن حبان (1581) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الدارقطني 1/382 و382-383، والحاكم 4/271 من طريق محمد بن سنان وعمرو بن عاصم، كلاهما عن همام بن يحيى، به.
وسيأتي مكرراً برقم (10751) ، وسلف برقم (8056) .(14/238)
8571/1 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: " خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ - أَوْ قَالَ: أَحَبُّ - إِلَى اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ (1) "
8571/2- قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: " عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، مُنَادٍ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ: أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ - أَوْ عَجِّلْ - لِمُمْسِكٍ تَلَفًا " (2)
8571/3- قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، وَعَنْ كَسْبِ الْأَمَةِ " (2)
8572 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: مَعْرُوفٌ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو موقوف. وقد سلف مرفوعاً من طرق عن أبي هريرة، انظر (7195) و (8129) .
أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
(2) إسناده صحيح كسابقه، وهو موقوف أيضاً، وقد سلف مرفوعاً برقم (8054) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7851) و (7976) .
قوله: "كسب الحجام"، قال السندي: اختلفوا فيه، فرأى غالبهم نسخه أو حمله على التنزيه، وقال بعضهم بالحرمة.
"كسب الأمة": المراد أن تكسب بالزنى، والله تعالى أعلم.(14/239)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا أَنَامَ إِلَّا عَلَى وَتْرٍ " (1)
8573 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْعَتَكِيِّ وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَالِكٍ، وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ " (2)
8574 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، وَأَبَانُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، معروف -وهو الأزدي- لم يروِ عنه غير محمد بن واسع، فهو مجهول، وتساهل الطبراني فوثقه إثر تخريجه لحديثه.
وسلف الحديث بنحوه من طرق صحيحة عن أبي هريرة، انظر (7138) .
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/15 من طريق محمد بن كثير العبدي، عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (498) من طريق نوح بن قيس، عن محمد بن واسع، به. وروايتهما أطول مما هنا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2612) (116) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضاً (2612) (114) من طريق شعبة، عن قتادة، به.
وسيأتي الحديث من طريق أبي أيوب برقم (9962) و (10732) . وانظر ما سلف برقم (7323) و (8125) .(14/240)
الْأَرْبَعِ وَأَجْهَدَ نَفْسَهُ، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ، أَنْزَلَ أَوْ لَمْ يُنْزِلْ " (1)
8575 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقَدَّمُوا بَيْنَ يَدَيْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ، وَلَا يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَجُلٌ كَانَ صِيَامَهُ فَلْيَصُمْ " (2)
8576 - قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَإِنَّهُ يُغْفَرُ (3) لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "، قَالَ عَفَّانُ: وَحَدَّثَنَا أَبَانُ، فِي هَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ (4)
8577 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ يَعْنِي الْأَحْوَلَ، عَنْ عَطَاءٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبان: هو ابن يزيد العطار، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/56، والدارقطني 1/112-113، والبيهقي 1/163، وابن حزم في "المحلى" 2/3 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وليس في طريق الدارقطني إلا همام وحده.
وأخرجه أبو عوانة 1/287-288 من طريق عمرو بن عاصم، عن همام وحده، عن قتادة ومطر الوراق، به. وانظر (7198) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7200) .
(3) في (م) : غفِر، وليس فيها لفظة: "فإنه".
(4) لعفان في هذا الحديث شيخان: همام بن يحيى وأبان بن يزيد العطار، والإسناد هو إسناد الحديث السابق، وهو صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7280) .(14/241)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَوَضَّأَ فَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَوَضَّأَ قَدَمَيْهِ " (1)
8578 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ (2)
8579 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَهْجُرُ امْرَأَةٌ فِرَاشَ زَوْجِهَا إِلَّا لَعَنَتْهَا مَلَائِكَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عامر الأحول -وهو عامر بن عبد الواحد الأحول- مختلف فيه، فقال ابن معين: لا بأس به، وقال أبو حاتم: ثقة لا بأس به، وقال ابن عدي: لا أرى برواياته بأساً، وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، وهو من رجال مسلم، وضعفه أحمد، وقال النسائي: ليس بالقوي. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه الطحاوي 1/36 من طريق أبي عمر الحوضي، عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
(2) حديث صحيح، وهذا الِإسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه منقطع، فإن عطاء -وهو ابن أبي رباح- لم يدرك عثمان.
وقد أخرجه عبد الرزاق (124) عن ابن جريج، عن عطاء أنه بلغه عن عثمان بن عفان.
وسلف الحديث في مسند عثمان برقم (472) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7471) .(14/242)
8580 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " إِيمَانٌ لَا شَكَّ فِيهِ، وَغَزْوٌ لَا غُلُولَ فِيهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ " وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " وَحَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ تُكَفِّرُ خَطَايَا تِلْكَ السَّنَةِ " (1)
8581 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: " ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَهُنَّ، لَا شَكَّ فِيهِنَّ (2) : دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو جعفر -وهو الأنصاري المؤذن- مجهول، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (151) عن مسلم بن إبراهيم، و (152) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإِسناد -دون قول أبي هريرة. وانظر (7511) .
(2) في (ظ3) : فيه.
(3) حسن لغيره، وإسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1323) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (316) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد. وانظر (7510) .(14/243)
8582 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عِسْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ السَّدْلِ " (1)
8583 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ النَّجَاشِيِّ، صَلَّى عَلَيْهِ، وَصَفُّوا خَلْفَهُ، فَكَبَّرَ (2) عَلَيْهِ أَرْبَعًا " (3)
8584 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " أَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ "
" فِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ،
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف عِسْل، وهو ابن سفيان. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه البيهقي 2/242 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، والدارمي (1379) ، والبيهقي 2/242 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 2/242 من طريق شعبة، عن عِسْل بن سفيان، به.
وانظر (7934) .
(2) في (م) و (س) : وكبر.
(3) حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن عنعن- قد تابعه غير واحد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وانظر (7147) .(14/244)
وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ " (1)
8585 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَ، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً أَوْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَ " (3)
8586 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرج الشطر الأول منه عبدُ الرزاق (2048) عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 1/324 عن علي بن مسهر، عن محمد بن أبي ليلى، عن عطاء، عن أبي هريرة رفعه. ومحمد بن أبي ليلى سيىء الحفظ.
وقد سلف برقم (7130) من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعاً.
وأما الشطر الثاني فقد سلف برقم (7503) من طريق عطاء، عن أبي هريرة.
(2) في (م) : حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة. ولم يرد شعبة في الأصول الخطية، ولا في "جامع المسانيد"، ولا في "أطراف المسند" لابن حجر 8/144، ثم سند الحديث الذى يليه بدونه.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/187 عن علي بن مسهر، وابن خزيمة (985) من طريق زياد بن عبد الله القشيري، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وروايتهما مختصرة. وانظر (7458) .(14/245)
مِنْ نَوْمِهِ، فَلْيُفْرِغْ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " (1)
8587 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ ذَكَرَ: " أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسَلِّفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ، قَالَ: ائْتِنِي بِشُهَدَاءَ أُشْهِدُهُمْ، قَالَ: كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا، قَالَ: ائْتِنِي بِكَفِيلٍ، قَالَ: كَفَى بِاللهِ كَفِيلًا (2) ، قَالَ: صَدَقْتَ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَخَرَجَ فِي الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا، يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي أَجَّلَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا، فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا، فَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ، وَصَحِيفَةً مَعَهَا إِلَى صَاحِبِهَا، ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا، ثُمَّ أَتَى بِهَا الْبَحْرَ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي اسْتَسْلَفْتُ (3) فُلَانًا (4) أَلْفَ دِينَارٍ، فَسَأَلَنِي كَفِيلًا، فَقُلْتُ: كَفَى بِاللهِ كَفِيلًا، فَرَضِيَ بِكَ، وَسَأَلَنِي شَهِيدًا، فَقُلْتُ: كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا، فَرَضِيَ بِكَ، وَإِنِّي
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.
وسيتكرر برقم (8965) مطولًا، ويأتي تخريجه هناك، وانظر (7282) .
(2) في نسخة على هامش (ظ3) و (ل) : وكيلاً.
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: استلفت، وفي نسخة على هامش (ظ3) : تسلفت.
(4) في (م) والنسخ المتأخرة: من فلان.(14/246)
قَدْ جَهِدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ بِالَّذِي أَعْطَانِي (1) ، فَلَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا، وَإِنِّي اسْتَوْدَعْتُكَهَا، فَرَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَطْلُبُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إِلَى بَلَدِهِ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا يَجِيئُهُ (2) بِمَالِهِ، فَإِذَا بِالْخَشَبَةِ الَّتِي فِيهَا الْمَالُ، فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا، فَلَمَّا كَسَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ، وَالصَّحِيفَةَ، ثُمَّ قَدِمَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ تَسَلَّفَ مِنْهُ، فَأَتَاهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ، وَقَالَ: وَاللهِ مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ، فَمَا وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ، قَالَ: هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: أَلَمْ أُخْبِرْكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ هَذَا الَّذِي جِئْتُ فِيهِ، قَالَ: فَإِنَّ اللهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ بِهِ فِي الْخَشَبَةِ، فَانْصَرِفْ بِأَلْفِكَ رَاشِدًا " (3)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: بالذى له.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: يجيء.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (2063) عن عبد الله بن صالح، والنسائي في اللقطة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/156 من طريق داود بن منصور، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد.
وعلقه البخاري عن الليث بن سعد برقم (1498) و (2291) و (2404) و (2430) و (2734) و (6261) .
وأخرجه البخاري في "صحيحه" تعليقاً (6261) ، وفي "الأدب المفرد"=(14/247)
8588 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَسْوَدِ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ، مَوْلَى شَدَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ فِي الْمَسْجِدِ ضَالَّةً، فَلْيَقُلْ لَهُ: لَا أَدَّاهَا اللهُ إِلَيْكَ، فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا " (1)
__________
= (1128) ، وابن حبان (6487) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة.
قوله: "نَقَرها"، قال السندي: أي: حفرها.
"زجج" بزاي وجيمين، أولهما مشددة، قيل: أي: سمرها بمسامير من الزج، وهو سنان الرمح، وقيل: أي: سوى موضع النقر وأصلحه.
"جَهَدْت" بفتح الجيم والهاء، أي: اجتهدت.
"وَلَجَت" بتخفيف اللام، أي: دخلت في البحر.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو عبد الله مولى شداد -واسمه سالم بن عبد الله النصري- من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن المقرىء: هو عبد الله بن يزيد المكي، وحيوة: هو ابن شريح، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي المدني، يتيم عروة.
وأخرجه مسلم (568) ، وأبو داود (473) ، وأبو عوانة 1/406، وابن حبان (1651) ، والبيهقي 2/447 و6/196 و10/102 من طرق عن أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 1/406 من طريق أبي زرعة المصري، عن حيوة بن شريح، به.
وأخرجه الدارمي (1401) ، والترمذي (1321) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (176) ، وابن الجارود (562) ، وابن خزيمة (1305) ، وابن حبان (1650) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (154) ، والحاكم 2/56، والبيهقي=(14/248)
8589 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ، بِمَكَّةَ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ (2) ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ لِمَرْوَانَ: أَحْلَلْتَ بَيْعَ الرِّبَا، فَقَالَ مَرْوَانُ: مَا فَعَلْتُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " أَحْلَلْتَ بَيْعَ الصُّكُوكِ، وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الطَّعَامِ حَتَّى يَسْتَوْفِيَ " قَالَ: فَخَطَبَ النَّاسَ مَرْوَانُ، فَنَهَى عَنْ بَيْعِهَا، قَالَ سُلَيْمَانُ: فَنَظَرْتُ إِلَى حَرَسِ مَرْوَانَ يَأْخُذُونَهَا مِنْ أَيْدِي النَّاسِ (2)
__________
= 2/447 من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن خصيفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة.
وقع في مطبوع "سنن الدارمي": محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه.
بزيادة: "عن أبيه"، وهو خطأ، والتصويب من "إتحاف المهرة" 5/ورقة 253، ومصادر التخريج.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1454) ، وابن السني (153) من طريق عباد بن كثير، عن يزيد بن خصيفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه، عن جده ثوبان رفعه. فجعله عباد بن كثير من مسند ثوبان، ولا يصح، فإن عباد بن كثير ضعيف.
وسيأتي الحديث من طريق أبي عبد الله مولى شداد برقم (9457) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6676) .
وعن بريدة الأسلمي عند مسلم (569) ، وسيأتي في "المسند" 5/360 و361.
(1) ما بين المعترضتين ليس في (ظ3) و (عس) .
(2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير الضحاك بن عثمان ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح.=(14/249)
8590 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نُعْمَانُ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ الْجَزَرِيَّ (1) ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ " (2)
8591 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ (3) ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا يُونُسَ (4) ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَوْلَا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا الدَّهْرَ " (5)
__________
= وأخرجه مسلم (1528) (140) عن إسحاق بن راهويه، عن عبد الله بن الحارث المخزومي، بهذا الِإسناد. وانظر (8365) .
(1) ما بين المعترضتين ليس في (ظ3) و (عس) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين لأجل النعمان بن راشد، وسلف الكلام عليه عند هذا الحديث نفسه برقم (8306) ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن راهويه في "مسنده" (476) ، وعنه النسائي في "الكبرى" (6745) عن عبد الله بن الحارث، بهذا الإسناد.
(3) تحرف في (م) إلى: وهيب.
(4) تحرفت في (م) إلى: أنا موسى.
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو يونس -واسمه سُليم بن جبير- ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.=(14/250)
8592 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُفْتَحُ الْأَرْيَافُ، فَيَأْتِي نَاسٌ إِلَى مَعَارِفِهِمْ فَيَذْهَبُونَ مَعَهُمْ (1) ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ "، قَالَهَا مَرَّتَيْنِ (2)
8593 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ وَالْكُفْرُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ، وَلَا يَجْتَمِعُ الصِّدْقُ وَالْكَذِبُ جَمِيعًا، وَلَا تَجْتَمِعُ الْخِيَانَةُ وَالْأَمَانَةُ جَمِيعًا " (3)
__________
= وأخرجه مسلم (1470) (62) عن هارون بن معروف، بهذا الِإسناد.
وسيأتي برقم (8597) من طريق ابن لهيعة، عن أبي يونس.
وانظر ما سلف برقم (8032) .
(1) في (ظ3) و (عس) : معه، ووضع فوقها ضبة.
(2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- اختلط وساء حفظه، وباقي رجاله ثقات. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة، ويحيى بن النضر: هو الأنصاري السلمي.
وانظر ما سلف برقم (8458) .
قوله: "الأرياف"، قال السندي: أي: بلاد السعة والرخاء.
(3) حديث حسن، ابن لهيعة حديثه حسن ما كان من رواية العبادلة عنه، وهذا منها=(14/251)
8594 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا شَقِيٌّ "، قِيلَ: وَمَنِ الشَّقِيُّ؟ قَالَ: " الَّذِي لَا يَعْمَلُ بِطَاعَةٍ، وَلَا يَتْرُكُ لِلَّهِ مَعْصِيَةً " (1)
8595 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدَكُمْ هَذَا ذَهَبًا، أُنْفِقُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ، فَيَمُرُّ بِي ثَلَاثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْئًا (2) أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ " (3)
8596 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا سَلَامَانُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْأَصْبَحِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " سَيَكُونُ فِي
__________
= فقد أخرجه عبد الله بن وهب في "جامعه" ص 73 و83 عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الِإسناد.
(1) إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة. المقبري: هو سعيد بن كيسان.
وأخرجه ابن ماجه (4298) من طريق عمرو بن هاشم، عن ابن لهيعة، بهذا الِإسنا د.
(2) في (ظ3) و (عس) : إلا شيء.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما سلف برقم (7484) .(14/252)
أُمَّتِي دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ (1) بِبِدَعٍ مِنَ الْحَدِيثِ، بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لَا يَفْتِنُونَكُمْ (2) " (3)
8597 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَوْلَا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا " (4)
8598 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُلُّ بَنِي (5) آدَمَ أَصَابَ
__________
(1) في (م) : يحدثونكم.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: يفتنونكم.
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، وسلامان بن عامر جهله الحسيني، ونقل ابن حجر في "التعجيل" (388) عن ابن يونس أنه كان رجلاً صالحاً، وأما شيخه أبو عثمان الأصبحي فهو تابعي مخضرم، ولم يذكر فيه جرح ولا تعديل سوى ما ذكر الحسيني أنه مجهول، وانظر ترجمته في "التعجيل" (1343) .
وأخرجه محمد بن وضاح القرطبي في "البدع" ص 29 من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الِإسناد.
وانظر ما سلف برقم (8267) .
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة.
وانظر ما سلف برقم (8591) .
(5) في (م) والنسخ المتأخرة: ابن.(14/253)
مِنَ الزِّنَا لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنُ زِنَاهَا النَّظَرُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا اللَّمْسُ، وَالنَّفْسُ تَهْوَى، وَتُحَدِّثُ، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ " (1)
8599 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ، آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ، وَذَلِكَ حِينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} (2) [الأنعام: 158] " (3)
8600 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكْلَفُوا مِنَ
__________
(1) حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (30) ، وابن حبان (4422) من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، بهذا الِإسناد. وانظر ما سلف برقم (7719) .
(2) قي (ظ3) و (عس) : صالحاً!
(3) حديث صحيح، عبد الله بن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع.
وأخرجه البغوي (4243) من طريق جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن الأعرج، بهذا الِإسناد.
وسيأتي الحديث من طريق أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج برقم (9172) و (10859) .
وانظر ما سلف برقم (7161) .(14/254)
الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ خَيْرَ الْعَمَلِ أَدْوَمُهُ، وَإِنْ قَلَّ " (1)
8601 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (2) : يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ (3) ، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ، عَمَّةَ رَسُولِ اللهِ، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللهِ، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا، وَسَلَانِي (4) مَا شِئْتُمَا " (5)
__________
(1) حديث صحيح وإسناده كسابقه.
وأخرجه ابن ماجه (4240) من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الِإسناد. وقد سلف الشطر الأول من حديث أبي هريرة برقم (7161) و (7495) و (8181) و (8546) بسند صحيح.
ويشهد لشطريه حديث عائشة عند البخاري (6464) ، ومسلم (782) و (783) ، وسيأتي في "المسند" 6/61 و125.
(2) قوله: "لبني عبد المطلب" لم يرد في (م) والنسخ المتأخرة.
(3) قوله: "يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من الله" سقط من (م) ، وقوله: "يا بني عبد مناف اشتروا أنفسكم من الله" وقع فيها في آخر الحديث. والصواب ما أثبتناه من الأصول الخطية.
(4) في (م) والنسخ المتأخرة: واسألاني.
(5) حديث صحيح، ابن لهيعة - وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع كما سيأتي في الحديثين رقم (9177) و (9793) . وانظر ما سلف برقم (8402) .
قوله: "اشتروا أنفسكم"، قال السندي: أي: خلصوها.=(14/255)
8602 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ , حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِمَالِي، فَخَرَجَ بِهِ فَوَضَعَهُ فِي يَدِ زَانِيَةٍ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ، تُصُدِّقَ عَلَى فُلَانَةَ الزَّانِيَةِ، ثُمَّ خَرَجَ بِمَالٍ أَيْضًا: فَوَضَعَهُ فِي يَدِ سَارِقٍ، فَأَصْبَحَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى فُلَانٍ السَّارِقِ، ثُمَّ خَرَجَ بِمَالٍ (2) أَيْضًا، فَوَضَعَهُ فِي يَدِ رَجُلٍ غَنِيٍّ، وقَالَ: لَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ: لَا يَدْرِي حَيْثُ وَضَعَهُ (3) ، فَرَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى نَفْسِهِ، فَقَالَ: وَضَعْتُ صَدَقَتِي عِنْدَ زَانِيَةٍ , ثُمَّ وَضَعْتُهَا عِنْدَ سَارِقٍ , ثُمَّ وَضَعْتُهَا عِنْدَ غَنِيٍّ (4) فَأُرِيَ فِي الْمَنَامِ: إِنَّ صَدَقَتَكَ قَدْ قُبِلَتْ، أَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا تَعَفَّفُ عَنْ زِنَاهَا، وَأَمَّا السَّارِقُ فَلَعَلَّهُ يُغْنِيَهُ (5) عَنِ السَّرَقِ (6) ، وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فِي مَالِهِ " (7)
__________
= "من الله"، أي: من عذابه.
(1) لم يذكر الإِسناد في (م) والنسخ المتأخرة، وفيها مكانه: وبإسناده.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: بمال فقال أيضاً، بزيادة: "فقال".
(3) في (ظ3) : تضعه، وفي (عس) : يضعه.
(4) من قوله: "فقال: وضعت" إلى هنا سقط من (م) والنسخ المتأخرة.
(5) في (م) والنسخ المتأخرة: أن يغنيه.
(6) في (م) والنسخ المتأخرة: السرقة.
(7) حديث صحيح دون قوله: "من بني إسرائيل"، ابن لهيعة -وإن كان سيىء=(14/256)
8603 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ دَخَلَ مَسْجِدَنَا هَذَا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا، أَوْ لِيُعَلِّمَهُ، كَانَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ دَخَلَهُ لِغَيْرِ ذَلِكَ، كَانَ كَالنَّاظِرِ إِلَى مَا لَيْسَ لَهُ " (1)
__________
= الحفظ- قد توبع كما في الحديث الذى سلف برقم (8282) .
قوله: "لو شئت"، قال السندي: بالخطاب لنفسه، والمراد تقدير أنه وضعه حيث لا يدري أنه المصرف.
(1) حديث ضعيف، واختلِفَ على سعيد المقبري في إسناده، فرواه جمع عن أبي صخر -وهو حميد بن زياد الخراط، وتفرد حاتم بن إسماعيل فسماه في روايته حميد بن صخر! -، عن المقبري، عن أبي هريرة رفعه. وحميد هذا مختلف فيه، قال أحمد: ليس به بأس، ومثله قال ابن معين في رواية، وفي رواية أخرى ضعفه، وضعفه النسائي أيضاً. وساق حديثه هذا ابن عدي في "الكامل"، فمثله لا يقبل عند المخالفة.
ورواه عبيد الله بن عمر، عن المقبري، عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن كعب الأحبار، قوله.
ورواه ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن كعب، قوله ذكر ذلك الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 191-192، ثم قال: وقول عبيد الله بن عمر أشبه بالصواب.
رواه مالك في "الموطأ" 1/160-161 عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي بكر عبد الرحمن، قوله.
وسيأتي الحديث من طريق حاتم بن إسماعيل، عن حميد بن صخر برقم (9419) ، ومن طريق حيوة بن شريح، عن أبي صخر برقم (10814) .
وفي الباب عن سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير" (5911) ، وأبي نعيم=(14/257)
8604 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي جَبْهَتِهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّمَا الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ، إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا، وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ " (1)
__________
= في "الحلية" 3/254، وقال: غريب من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد، تفرد به عنه ابنه عبد العزيز.
قلنا: وفي سنده يعقوب بن حميد بن كاسب وهو مختلف فيه.
(1) حديث حسن، ابن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 248 من طريق مجاعة بن ثابت،
عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/379-380 و415 من طريق عبد الله بن المبارك، عن رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، به. وسقط من الموضع الثاني "رشدين بن سعد"، وهو ضعيف يعتَبَر به، لكن تابعه عبد الله بن وهب عند ابن عساكر كما في "شمائل الرسول" لابن كثير، ص 13.
وسيأتي الحديث برقم (8943) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، وانظر ما سلف برقم (7506) .
ويشهد لشطره الأول حديث جابر بن سمرة عند مسلم (2344) (109) ، وسيأتي في "المسند" 5/104.
قوله: "كأن الشمس"، قال السندي: أي: نورها، وفيه تشبيه لَمَعانِ أنوار وجهه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلمعان أنوار الشمس، وخص الجبهة بالذكر لأنها محل الظهور.=(14/258)
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبَي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَعْطُوا الْعَامِلَ مِنْ عَمَلِهِ، فَإِنَّ عَامِلَ اللهِ لَا يَخِيبُ " (1)
8605 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ لُوطًا فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ " (2)
8606 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَيَفْرَحُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ بِخَلِفَتَيْنِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " فَآيَتَانِ (3) مِنْ
__________
= "إنا لنجهد"، قيل: كنَعْلم من العلم أو الِإعلام، يقال: جهد الرجل دابته وأجهدها إذا حملها فوق طاقتها، أي: إنا لنتعب أنفسنا إذا مشينا معه قصداً لعدم الانقطاع عنه.
(1) إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وقد تفرد الإمام أحمد بهذا الحديث.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد سلف الحديث بسند صحيح من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، برقم (8279) .
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/88 من طريق محمد بن حرب، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد.
(3) المثبت من (ل) ، وفي (عس) : فآيتين، وضبب عليها، وفي (ظ3) : بآيتين، وفي (م) والنسخ المتأخرة: وآيتان!(14/259)
الكِتَابِ يَرْجِعُ (1) بِهِمَا إِلَى أَهْلِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ خَلِفَتَيْنِ " (2)
8607 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، وَلَا يَدْعُو بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَدْ وَثِقَ بِعَمَلِهِ، فَإِنَّهُ إِنْ مَاتَ أَحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ، وَإِنَّهُ لَا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلَّا خَيْرًا " (3)
8608 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " كُلُّ نَفْسٍ كُتِبَ عَلَيْهَا الصَّدَقَةُ كُلَّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ، فَمِنْ ذَلِكَ أَنْ يَعْدِلَ
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: من كتاب الله فيخرج.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وسيأتي الحديث بنحوه بسند صحيح برقم (9152) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة مقيداً بالصلاة.
وفي الباب عن عقبة بن عامر عند مسلم (803) ، وسيأتي في مسنده 4/154.
قوله: "بخلفتين" بفتح خاء وكسر لام: الحامل من النوق، وكانت أعز أموال العرب.
"آيتان"، أي: يتعلم آيتين في المسجد، فيرجع بهما إلى أهله خير من الرجوع بخلفتين.
(3) حديث صحيح دون قوله: "إلا أن يكون قد وثق بعمله"، فإنها زيادة منكرة، وابن لهيعة سيئ الحفظ، وقد سلف الحديث بسند صحيح برقم (8189) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة.(14/260)
بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَأَنْ يُعِينَ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلَهُ عَلَيْهَا (1) وَيَرْفَعَ مَتَاعَهُ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَمْشِي إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ " (2)
8609 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ (3) ، أَوْ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَا يُؤْمِنُ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ " (4)
8610 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ،
__________
(1) في (م) زيادة: صدقة، ولم ترد في الأصول الخطية، وهو الصواب.
(2) حديث صحيح، وابن لهيعة قد توبع.
وأخرجه ابن خزيمة (1493) من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث المصري، عن أبي يونس سليم بن جبير، به.
وانظر ما سلف برقم (8183) .
(3) في (عس) و (ل) : يهودياً أو نصرانياً، قال السندي: بتقدير "كان"، وبالرفع على أنه صفة "أحدٌ".
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وابن لهيعة قد توبع.
وأخرجه مسلم (153) ، وأبو عوانة 1/104، وابن منده في "الإيمان" (401) من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، سليم بن جبير، بهذا الِإسناد.
وسلف الحديث برقم (8203) بسند صحيح عن همام بن منبه، عن أبي هريرة.(14/261)
قَالَ: كَذَّبَنِي عَبْدِي، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ (1) لِيُكَذِّبَنِي، وَشَتَمَنِي عَبْدِي، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ (2) شَتْمِي، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ، فَيَقُولُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَالَّذِي بَدَأَنِي، وَلَيْسَ آخِرُ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ (3) عَلَيَّ أَنْ أُعِيدَهُ مِنْ أَوَّلِهِ، فَقَدْ كَذَّبَنِي، إِنْ قَالَهَا، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ، فَيَقُولُ: اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا، أَنَا اللهُ أَحَدٌ الصَّمَدُ لَمْ أَلِدْ " (4)
8611 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا اكْتَحَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْتَحِلْ وِتْرًا، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا " (5)
__________
(1) لفظة: "له" لم ترد في (ظ3) و (عس) ، وفي نسخة على هامش (ظ3) : لم يكن له تكذيبي.
(2) في (ظ3) : يشتمني، والمثبت من باقي الأصول الخطية.
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: أهون.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الحديث بسند صحيح برقم (8220) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة.
قوله: "لن يعيدني كالذى بدأني"، قال السندي: جوز بعضهم أن "الذى"
يجيء موصولًا حرفياً، فإن حمل عليه، فالمعنى: لن يعيدني إعادة مثل البداية، ويحتمل أن الموصول اسمي، والكاف بمعنى على، أي: على الوجه الذى بدأني عليه، وفيه بُعْد، لأن مقصودَه إنكار الإعادة، وقيل: الكاف زائدة، والموصول فاعل.
قوله: "أن أعيده"، بدل من: "آخر الخلق"، ثم الأقرب أن فيه قلباً، والمراد: وليس أول الخلق بأهون من آخره، أي الإعادة.
(5) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، وسيتكرر الحديث برقم (8677) عن=(14/262)
8612 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اكْتَحَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْتَحِلْ وِتْرًا " (1)
8613 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا كَانَ ثَلَاثَةٌ جَمِيعًا، فَلَا يَتَنَاجَ اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ " (2)
__________
= يحيى بن إسحاق السيلحيني وحده. وسيأتي شطره الأول ضمن الحديث رقم (8838) من طريق أبي سعد الخير، عن أبي هريرة. وأما شطره الثاني فقد روي من طرق صحيحة عن أبي هريرة، انظر ما سلف برقم (7221) ، وانظر الحديث التالي برقم (8612) .
وسيأتي في مسند عقبة بن عامر 4/156 من طريق ابن لهيعة، يرويه مرة عن الحارث بن يزيد ومرة عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عقبة بن عامر!
وفي باب الاكتحال وتراً حديث ابن عباس، سلف برقم (3318) و (3320) .
وحديث أنس عند البزار (كشف الأستار- 2982) ، وأبي الشيخ في "أخلاق النبي" ص 170، وعند تمام في "فوائده" (365) .
وحديث ابن عمر في "معجم" الطبراني الكبير (13353) ، وسنده فيه ضعيفان.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر ما قبله.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الحديث بسند صحيح من حديث ابن مسعود برقم (3560) ، ومن حديث عبد الله بن عمرو برقم (6647) ، وانظر بقية شواهده هناك.(14/263)
8614 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ "، فَقَالَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ: ادْعُ اللهَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ (1) ، أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ "، ثُمَّ قَالَ آخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: " سَبَقَكَ (2) بِهَا عُكَّاشَةُ " (3)
8615 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَ الْقَوْمُ الْأَزْدُ، طَيِّبَةٌ أَفْوَاهُهُمْ، بَرَّةٌ أَيْمَانُهُمْ، نَقِيَّةٌ قُلُوبُهُمْ " (4)
8616 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ،
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: يا رسول الله، ادع الله.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: قد سبقك، ولفظة: "بها"، زيدت من (عس) و (م) .
(3) حديث صحيح، وابن لهيعة متابع.
وأخرجه مختصراً مسلم (217) (370) ، وابن منده (972) من طريق حيوة بن شريح، عن أبي يونس، بهذا الإسناد. بلفظ: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا، زمرة واحدة منهم، على صورة القمر".
وانظر ما سلف برقم (8016) .
(4) حديث حسن، حسن -وهو ابن موسى الآشيب - تابعه عبد الله بن وهب، وحديثه عن ابن لهيعة صالح.
فقد أخرجه ابن وهب في "جامعه" ص 6-7 عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.(14/264)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي: " لَمْ يَرْفَعْهُ "، قَالَ: " جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: أَجِبْ رَبَّكَ، فَلَطَمَ مُوسَى عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ، فَفَقَأَهَا، فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: إِنَّكَ بَعَثْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ، وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي، قَالَ: فَرَدَّ اللهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ، وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى عَبْدِي، فَقُلْ لَهُ الْحَيَاةَ تُرِيدُ، فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا وَارَتْ (1) يَدُكَ مِنْ شَعْرِهِ، فَإِنَّكَ تَعِيشُ بَهَا (2) سَنَةً، قَالَ: ثُمَّ مَهْ (3) ؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ، قَالَ: فَالْآنَ يَا رَبِّ مِنْ قَرِيبٍ " (4)
8617 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ احْتَكَرَ حُكْرَةً، يُرِيدُ أَنْ يُغْلِيَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَهُوَ خَاطِئٌ " (5)
__________
(1) في (م) : دارت، وهو خطأ.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: لها.
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: ثم ماذا؟
(4) رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن لهيعة، وقد روي الحديث من طريق صحيحة عن أبي هريرة، انظر ما سلف برقم (7646) .
(5) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر: واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني.
وأخرجه الحاكم 2/12، وعنه البيهقي 6/30 من طريق إبراهيم بن إسحاق بن عيسى الغَسِيلي، عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، عن حماد بن سلمة، عن =(14/265)
8618 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي (1) ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْأَبْعَدُ فَالْأَبْعَدُ أَفْضَلُ أَجْرًا عَنِ الْمَسْجِدِ " (2)
__________
= محمد بن عمرو، بهذا الِإسناد. بلفظ: "من احتكر يريد أن يتغالى بها على المسلمين، فهو خاطىء، وقد برئت منه ذمة الله". وإبراهيم الغسيلي قال ابن حبان: كان يسرق الحديث.
وانظر حديث ابن عمر الذى سلف برقم (4880) ، وذكرت شواهده هناك.
قوله: "من احتكر حُكْرة"، قال السندي: في "القاموس": الحُكرة بالضم: اسم من الاحتكار، وأصله الجمع والِإمساك، أي: اختزن طعاماً وحبسه ليقل فيغلو.
"يغلي" من أغلاه، والمجرد منه غلا يغلو: ضد رخص.
"فهو خاطىء": أي: آثم.
قال النووي في "شرح مسلم" 11/43: قال أصحابنا: الاحتكار المحرم هو الاحتكار في الأقوات خاصة، وهو أن يشتري الطعام في وقت الغلاء للتجارة، ولا يبيعه في الحال، بل يدخره ليغلو ثمنه، فأما إذا جاء من قريته، أو اشتراه في وقت الرخص وادخره أو ابتاعه في وقت الغلاء لحاجته إلى أكله، أو ابتاعه ليبيعه في وقته، فليس باحتكار، ولا تحريمَ فيه، ثم قال: والحكمة في تحريمه دفع الضرر عن عامة الناس.
(1) في (م) و (س) : وأخبرني، وضبب عليها في (س) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن مهران لم يرو عنه غيرُ ابن أبي ذئب -واسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث-، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، وقال الدارقطني: يعتبر به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.=(14/266)
8619 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ (1) بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُخْبِرُ أَبَا قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ هَذَا الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ، فَلَا تَسَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ " (2)
8620 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ يَعْنِي ابْنَ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ،
__________
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/207، وعنه ابن ماجه (782) عن وكيع بن الجراح، وأخرجه عبد بن حميد (1458) عن أبي علي الحنفي، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/352 عن عبد الرحمن بن مهران، به.
وسيأتي برقم (9531) .
وفي فضل كثرة الخطا إلى المساجد لبُعد المنزل انظر حديث أنس عند البخاري (655) و (656) ، وسيأتي في مسنده 3/106 و182.
وحديث جابر بن عبد الله عند مسلم (664) و (665) ، وسيأتي 3/332.
وحديث أبي بن كعب عند مسلم (663) ، وسيأتي 5/133.
(1) تحرف في (م) إلى: حسن.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن سِمْعان، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام" وأصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة.
وانظر (7910) .(14/267)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، وَيَأْكُلُونَ الْمَيْسِرَ، فَسَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمَا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [البقرة: 219] (2) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَ النَّاسُ: مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا، إِنَّمَا قَالَ: {فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} [البقرة: 219] ، وَكَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ. حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ (3) مِنَ الْأَيَّامِ، صَلَّى رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، أَمَّ أَصْحَابَهُ فِي الْمَغْرِبِ، خَلَطَ فِي قِرَاءَتِهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ فِيهَا آيَةً أَغْلَظَ مِنْهَا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: 43] ، وَكَانَ النَّاسُ يَشْرَبُونَ حَتَّى يَأْتِيَ أَحَدُهُمُ الصَّلَاةَ وَهُوَ مُفِيقٌ. ثُمَّ أُنْزِلَتْ آيَةٌ أَغْلَظُ مِنْ ذَلِكَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90] ، فَقَالُوا: انْتَهَيْنَا رَبَّنَا، فَقَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَاسٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَاتُوا عَلَى
__________
(1) قوله: "على نبيه" لم ترد في (ظ3) .
(2) في (م) زيادة: (وإثمهما أكبر من نفعهما) .
(3) هكذا في (م) : "يوم"، بالرفع، على أن كان تامة، وهو الجادة، وفي الأصول الخطية "يوماً" بالنصب، ووجهه السندي بقوله: أي: إذا كان الزمان يوماً. وهو بعيد.(14/268)
فُرُشِهِمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، وَيَأْكُلُونَ الْمَيْسِرَ، وَقَدْ جَعَلَهُ اللهُ رِجْسًا، مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ، فَأَنْزَلَ اللهُ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} [المائدة: 93] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ لَتَرَكُوهَا كَمَا تَرَكْتُمْ " (1)
8621 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر -وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي-، ولجهالة أبي وهب مولى أبي هريرة فقد روى عنه اثنان: أبو معشر وهو ضعيف، وجميل بن بشر أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/519 وجهله، وأبو وهب ذكره ابن سعد في "الطبقات" (56) ، وقال: كان قليل الحديث.
وهذا الحديث تفرد به الِإمام أحمد.
وفي باب تحريم الخمر ثلاث مرات حديث عمر بن الخطاب الذى سلف في "المسند" برقم (378) .
وعن ابن عمر عند الطيالسي (1957) ، وعند الطبري في "التفسير" 2/361، وسنده ضعيف.
وعن الشعبي وقتادة والسدي وغيرهم عند الطبري 2/362-363.
وفي باب العفو عن الذين شربوا الخمر وماتوا قبل تحريمها حديث ابن عباس، سلف برقم (2088) ،وذكرنا شواهده هناك.
قوله: "وهو مفيق"، قال السندي: من الإفاقة، يريد أنهم أخذوا في الشرب في وقت بعيد عن أوقات الصلاة.(14/269)
وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيْءٌ لَمْ يَقْضِهِ، لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ، وَمَنْ صَامَ تَطَوُّعًا وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيْءٌ لَمْ يَقْضِهِ، فَإِنَّهُ لَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ حَتَّى يَصُومَهُ " (1)
8622 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَنْثِرْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيَاشِيمِهِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة، وعبد الله بن رافع: هو المخزومي المدني.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3308) من طريق عبد الله بن يوسف، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد -ولفظه: "من أدركه رمضان، وعليه رمضان آخر لم يقضه، لم يتقبل منه"، وقال: لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة.
قوله: "لم يتقبل منه"، قال السندي: أي صم الذى أدركه.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي.
وأخرجه البخاري (3295) ، والنسائي في "المجتبى" 1/67، وفي "الكبرى" (96) ، والبيهقي 1/49، والبغوي (212) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، ومسلم (238) (23) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وابن خزيمة (149) من =(14/270)
8623 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الَّتِي أُقِيمَتْ " (1)
__________
= طريق يحيى بن أيوب، ثلاثتهم عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، بهذا الِإسناد -وفيه عندهم: "إذا استيقظ أحدكم من منامه، فليستنثر ثلاث مرات ... ".
وسلف من طريق أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة برقم (7221) ولفظه: "من توضأ فلينثر، ومن استجمر فليوتر".
قوله: "فليستنثر"، قال السندي: قيل: من استنثر: إذا حرك النَّثْرة، وهي طرف الأنف.
"يبيت على خياشيمه" في "المجمع": الخيشوم أعلى الأنف، وقيل: كله، وكونه مبيت الشيطان إما حقيقةً، لأنه أحد منافذ الجسم التي يتوصل منها إلى القلب، وإما مجازاً، فإن ما ينعقد فيه من الغبار والرطوبة قذاراتٌ توافق الشيطان.
(1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيىء الحفظ، وأبو تميم الزهري لم يرو عنه غير عياش بن عباس، قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 470 بعد أن نقل عن الحسيني أنه مجهول: قد ذكره الحافظ أبو أحمد فيمن لم يعرف اسمه، وكذا ذكره ابن يونس في "تاريخ علماء مصر"، ولم يُعرفا من حاله بشيء. وباقي رجال الِإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4128) و (4129) من طريق الليث بن سعد، عن عبد الله بن عياش بن عباس القتباني، عن أبيه، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/372، والطبراني في "الأوسط" (8649) من طريق الليث بن سعد، عن عبد الله بن عياش بن عباس، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة! بذكر أبي سلمة بدل أبي تميم.=(14/271)
• 8624 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ الْأَشَجِّ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ خَالِدٍ الدُّؤَلِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّ النَّضْرَ بْنَ سُفْيَانَ الدُّؤَلِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَلَعَاتِ الْيَمَنِ، فَقَامَ بِلَالٌ يُنَادِي، فَلَمَّا سَكَتَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ هَذَا يَقِينًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ " (1)
__________
= قلنا: وهذا الحديث بهذا اللفظ منكر، إذ مقتضاه أنه إذا لم يصل الظُهر وأقيمت صلاة العصر فلا تصلى إلا العصر، لأنه قال: "فلا صلاة إلا التي أقيمت"، ويدل هذا على بطلان لزوم الترتيب بين المكتوبات إذا أقيمت المتأخرة، وهو خلاف ما ذهب إليه الجمهور، والله تعالى أعلم. وانظر "المغني" لابن قدامة 2/336 وما بعده.
وقد صح الحديث عن أبي هريرة بلفظ: "إذا أقيمت الصلاة، فلا صلاة إلا المكتوبة"، انظر ما سلف برقم (8379) ، وما سيأتي برقم (9873) و (10698) و (10874) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، علي بن خالد الدؤلي روى له النسائي ووثقه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والنضر بن سفيان روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ويقال: إن له إدراكاً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه المزي في ترجمة علي بن خالد من "تهذيب الكمال" 20/420 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 2/24، وابن حبان (1667) ، والحاكم 1/204 من طرق عن عبد الله بن وهب، به. وعند ابن حبان: بتلعات النخل، وليس في رواية النسائي=(14/272)
8625 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مُنْتَظِرُ الصَّلَاةِ مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ، كَفَارِسٍ اشْتَدَّ بِهِ فَرَسُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَلَى كَشْحِهِ، تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ اللهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ أَوْ يَقُومُ (1) ، وَهُوَ فِي الرِّبَاطِ
__________
= والحاكم هذا الحرف.
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/87، فقال: قال أحمد بن عيسى: أخبرنا ابن وهب، به، بلفظ: "كنا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتلعات التمر، فقام بلال ينادي، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من قال مثل ما قال دخل الجنة".
وفي الباب عن أنس عند أبي يعلى برقم (4138) ، وإسناده ضعيف.
وأخرج مسلم (31) من حديث أبي كثير، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "من لقيتَ يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه، فبشِّره بالجنة". وانظر ما سيأتي برقم (9466) .
وسيأتي في "المسند" 5/236 بإسناد صحيح عن جابر، مرفوعاً: "من شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه، أو يقيناً من قلبه، لم يدخل النار، أو دخل الجنة".
وعن عتبان بن مالك، مرفوعاً: "إن الله قد حرَم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله"، متفق عليه، وسيأتي في "المسند" 4/44.
قوله: "بتلعات اليمن"، قال السندي: هي مسايل الماء من علو إلى أسفل، جمع تلعة، وقيل: من الأضداد، يقع على ما انحدر من الأرض وأشرف منها.
"من قال مثل ما قال"، قال السندي: لاستلزامه الإِيمان المؤدي إلى الجنة قطعاً.
(1) كذا في الأصول الخطية و (م) : يقوم، والجادة: يَقُم، كما في رواية الطبراني، وما هنا جائز على قلة، قال في "المغني" 1/277: "لم" حرف جزم لنفي المضارع وقلبه ماضياً، نحو (لَم يَلِدْ ولم يولَدْ) الآية، وقد يرفع الفعل المضارع =(14/273)
الْأَكْبَرِ " (1)
8626 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّا نَكُونُ بِهَذَا الرَّمْلِ فَلَا نَجِدُ الْمَاءَ، وَيَكُونُ فِينَا الْحَائِضُ، وَالْجُنُبُ، وَالنُّفَسَاءُ، فَيَأْتِي عَلَيْهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ لَا تَجِدُ الْمَاءَ، قَالَ: " عَلَيْكَ
__________
= بعدها، كقوله:
لولا فوارسُ من نعمٍ وأسرتهم يومَ الصُّليعاءِ لم يوفونَ بالجارِ
فقيل: ضرورة، وقال ابن مالك: لغة.
(1) إسناده حسن، نافع بن سليمان، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن مهران، فقد روى له مسلم في "صحيحه" حديثاً واحداً، وروى عنه جمع، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يعتبر به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8140) من طريق ابن لهيعة، عن نافع بن سليمان، عن يحيى بن سليم، عن عبد الرحمن بن مهران، بهذا الِإسناد. فأدخل يحيى بنَ سليم بين نافعٍ وعبد الرحمن. وقال: لم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن مهران إلا يحيى بن سليم، ولا عن يحيى إلا نافع بن سليمان، تفرد به ابن لهيعة. قلنا: يحيى بن سليم: هو ابن رباح، ترجمه البخاري وابن أبي حاتم،
ولم يذكرا فيه جرحاً ولاتعديلاً، وابن لهيعة سيئ الحفظ.
وانظر ما سلف برقم (7430) و (7729) .
قوله: "على كشحه"، قال السندي: الكشح: الخصر، والجار والمجرور متعلق باشتد، لتضمينه معنى الطرح، والله أعلم.(14/274)
بِالتُّرَابِ " يَعْنِي التَّيَمُّمَ (1)
8627 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " وَيْلٌ لِلْأُمَرَاءِ، وَيْلٌ لِلْعُرَفَاءِ، وَيْلٌ لِلْأُمَنَاءِ، لَيَتَمَنَّيَنَّ أَقْوَامٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ ذَوَائِبَهُمْ كَانَتْ مُعَلَّقَةً بِالثُّرَيَّا، يَتَذَبْذَبُونَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَلَمْ يَكُونُوا عَمِلُوا عَلَى شَيْءٍ " (2)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لأجل المثنى بن الصباح.
وأخرجه البيهقي 1/216 من طريق الحسن بن حفص، عن سفيان الثوري، بهذا الِإسناد. وقال بإثره: هذا حديث يعرف بالمثنى بن الصباح، عن عمرو، والمثنى غيرُ قوي. وانظر (7747) .
(2) إسناده حسن، عباد بن أبي علي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو متابع، هشام: هو الدستوائي، أبو حازم - يحتمل أن يكون الأشجعي، ويحتمل أن يكون مولى أبي رهم الغفاري، وكلاهما ثقة، وكلاهما يروي عنه عباد، وجاء في رواية ابن حبان من طريق هشام بن حسان القردوسي عن أبي حازم مولى أبي رهم الغفاري، وقد اعتبر الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 7/290، و"إتحاف المهرة" 5/186 رواية المصنف وغيره من هذا الطريق من حديث أبي حازم سلمان الأشجعي.
وأخرجه الطيالسي (2523) ، وأبو يعلى (6217) ، وابن خزيمة في السياسة كما في "إتحاف المهرة" 5/186، والحاكم 4/91، والبيهقي 10/97، والبغوي (2468) من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن حبان (4483) من طريق معمر، عن هشام بن حسان =(14/275)
8628 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بِتَمَرَاتٍ، فَقُلْتُ: ادْعُ اللهَ لِي فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ، قَالَ: فَصَفَّهُنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ دَعَا، فَقَالَ لِي: " اجْعَلْهُنَّ فِي مِزْوَدٍ، فَأَدْخِلْ يَدَكَ، وَلَا تَنْثُرْهُ " قَالَ: "
__________
= القردوسي، عن أبي حازم مولى أبي رهم الغفاري، به.
وأخرجه عبد الرزاق (20660) عن معمر، عن صاحب له، أن أبا هريرة، فذكره موقوفاً.
وسيأتي برقم (10759) من طريق هشام الدستوائي، به.
وسيأتي بنحوه من غير هذا الطريق عن أبي هريرة برقم (8901) و (10737) : أن مروان قال: انظروا من ترون بالباب؟ قالوا: أبو هريرة، فقال: يا أبا هريرة، حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "أوشك الرجل أن يتمنى أنه خر من الثريا وأنه لم يتول أو يلِ من أمر الناس شيئاً".
وفي الباب عن عائشة عند أبي يعلى (4745) ، والطبراني في "الأوسط" (3892) ، وإسناده ضعيف.
قوله: "ويل للعرفاء"، قال السندي: العريف: هو القيم بأمر القبيلة، ويتعرف الأمير منه أحوالهم لمعرفته بها. والعرافة بالكسر: عمله، وبالفتح: كونه عريفاً، وهو فعيل بمعنى فاعل، وفي الحديث تحذير من التعرض للرياسة، والتأمر على الناس لما فيه من الفتنة، ولأنه إذا لم يؤد الأمانة فيه أثم واستحق من الله العقوبة.
"للأمناء" على أموال اليتامى ونحوها.
"ذوائبهم" جمع ذؤابة، وهي الشعر المضفور من الرأس.
"عملوا" على بناء المفعول من التعميل، أي: جعلوا عاملين، أو على بناء الفاعل من العمل، والله تعالى أعلم.(14/276)
فَحَمَلْتُ مِنْهُ كَذَا وَكَذَا وَسْقًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَنَأْكُلُ، وَنُطْعِمُ، وَكَانَ لَا يُفَارِقُ حَقْوِي، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، انْقَطَعَ عَنْ حَقْوِي، فَسَقَطَ " (1)
8629 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ (2) عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ مِنْ تَلْبِيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَبَّيْكَ إِلَهَ الْحَقِّ " (3)
__________
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المهاجر -وهو ابن مخلد- فقد روى له أصحاب السنن، وروى عنه جمع، وقال ابن معين: صالح، وقال الساجي: صدوق معروف، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسن له الترمذي حديثه هذا. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.
وأخرجه الترمذي (3839) ، وابن حبان (6532) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/109 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (341) من طريق أيوب السختياني، عن المهاجر بن مخلد، به.
وأخرجه بنحوه البيهقي 6/109-110 من طريق محمد بن سيرين، وأبو نعيم (342) ، والبيهقي 6/110-111 من طريق أبي منصور، كلاهما عن أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (8299) .
(2) في (م) : عبد العزيز عن عبد الله، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8497) .(14/277)
8630 - حَدَّثَنَا حُجَيْن بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أُذَيْنٍ (1) ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ الْإِيمَانَ كُلَّهُ، حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ فِي (2) الْمُزَاحَةِ، وَيَتْرُكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ صَادِقًا " (3)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: زاذان.
(2) تحرف في (م) إلى: من.
(3) إسناده ضعيف، مكحول -وهو أبو عبد الله الشامي- لم يسمع من أبي هريرة، ومنصور بن آذِين لم يرو عنه غير عبد العزيز بن أبي سلمة، قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" (1070) : مجهول، وقال الحسيني في "الإِكمال" (885) عن حديثه هذا: منكر.
وهذا الحديث تفرد به الِإمام أحمد، وسيأتي مرة أخرى برقم (8766) .
وفي الباب عن أبي أمامة، مرفوعاً: "أنا زعيم ببيت في رَبَض (أي: ما حولها) الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وَسَط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَن خلقه". أخرجه أبو داود (4800) ، ومن طريقه البيهقي 10/249، وفي إسناده ضعف.
وبنحو هذا اللفظ عن أنس بن مالك عند ابن ماجه (51) ، والترمذي (1993) ، وإسناده ضعيف أيضاً.
وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11290) ، وعن ابن عمر عنده في "الأوسط" (882) ، وعن معاذ بن جبل عنده أيضاً في "الكبير"20/ (217) ، وفي "الأوسط" (5324) ، وأسانيدها ضعيفة، لكن بمجموع هذه الشواهد يمكن تحسين الحديث باللفظ الذى أوردناه من حديث أبي أمامة.
قوله: "الإيمان كله"، قال السندي: عبارة عن كمال الإيمان.=(14/278)
8631 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَإِذَا قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ لَهُ أَخُوهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِذَا قِيلَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللهُ: فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ " (1)
__________
= "ويترك المراء"، أي: الجدال والخصام.
"وإن كان صادقاً"، أي: في دعواه، ولعل محمله ما إذا كان الأمر مستغنى عنه، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز: هو ابن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6224) ، وفي "الأدب المفرد" (921) و (927) ، وأبو داود (5033) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (232) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4012) ، وابن السني في "اليوم والليلة" (254) ، والبيهقي في "الشعب" (9334) و (9335) ، وفي "الآداب" (317) ، والبغوي (3341) من طرق عن عبد العزيز بن أبي سلمة، بهذا الِإسناد.
زاد أبو داود، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (9334) ، وفي "الآداب": "على كل حال" بعد قوله: الحمد لله.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/34 من طريق عبد الله بن عامر، عن عبد الله بن دينار، به.
وسيأتي في معناه برقم (9530) من طريق أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِن الله عز وجل يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فمن عطس فحمد الله، فحق على من سمعه أن يقول: يرحمك الله، وإذا تثاب أحدكم فليرده ما استطاع، ولا يقل آه آه، فإن أحدكم إذا فتح فاه فإن الشيطان يضحك منه =(14/279)
8632 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ (1) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ " (2)
8633 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ فَرُّوخَ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، يَقُولُ: تَضَيَّفْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا، " فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ، يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ أَثْلَاثًا، يُصَلِّي هَذَا، ثُمَّ (3) يُوقِظُ هَذَا، وَيُصَلِّي هَذَا، ثُمَّ يُوقِظُ هَذَا "
قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كَيْفَ تَصُومُ؟ قَالَ: " أَمَّا أَنَا فَأَصُومُ
__________
= أو به".
وفي الباب بذكر الزيادة التي عند أبي داود عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (973) و (995) ، وسنده ضعيف.
وعن أبي أيوب، سيأتي 5/419، وسنده ضعيف.
وعن سالم بن عبيد الأشجعي، سيأتي 6/7-8، وسنده ضعيف.
وعن أبي مالك الأشعري عند الطبراني (3441) ، وسنده ضعيف.
وعن عائشة دون هذه الزيادة، سيأتي في مسندها 6/79، وسنده ضعيف أيضاً.
(1) قوله: "حدثنا أيوب" سقط من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة -وهو أبو عبد الله مولى ابن عباس- من رجال البخاري، وباقي رجاله رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وانظر (7153) .
(3) في (م) زيادة: يرقد، ولم ترد في شيء من الأصول الخطية.(14/280)
مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ ثَلَاثًا، فَإِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ (1) كَانَ آخِرُ (2) شَهْرِي "
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَيْنَ أَصْحَابِهِ تَمْرًا، فَأَصَابَنِي سَبْعُ تَمَرَاتٍ، إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ وَمَا كَانَ فِيهِنَّ شَيْءٌ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْهَا، إِنَّهَا شَدَّتْ مَضَاغِي " (3)
8634 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ (4) ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ - أَوْ رَجُلًا - كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَفَقْدَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ عَنْهُ؟ فَقَالُوا: مَاتَ، فَقَالَ: " أَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي بِهِ "، قَالُوا: إِنَّهُ كَانَ (5) ، قَالَ: فَقَالَ: " دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ "،
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: لي حادث.
(2) في (ظ3) : أجر.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مل.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10690) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقد سقط منه في المطبوع: يونس بن محمد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (13) ، والبخاري (5411) و (5441) من طرق عن حماد بن زيد، به. وانظر (7965) .
قوله: "تضيفت"، قال السندي: أي: نزلت ضيفاً عنده.
"يعتقبون": أي يقتسمونه بالنوبة.
"حَشَفَة" بفتحتين، أي: رديئة يابسة.
(4) في (م) : يونس ثنا محمد، وهو خطأ.
(5) كذا في جميع النسخ الخطية، وفي رواية عفان الآتية برقم (9037) : "إنه =(14/281)
فَدَلُّوهُ فَأَتَى قَبْرَهُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ (1)
__________
= كان ليلاً "، وفي البخاري: "إن كان كذا وكذا -قصته-، قال: فحقروا شأنه"، وفي مسلم نحوه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.
وأخرجه الطيالسي (2446) ، والبخاري (458) و (460) و (1337) ، ومسلم (956) (71) ، وأبو داود (3203) ، وابن ماجه (1527) ، وابن خزيمة (1299) ، والبيهقي 4/47، والبغوي (1499) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الِإسناد. زاد الطيالسي ومسلم والبيهقي في روايتهم: "إن هذه القبور مملوءةٌ ظلمةً على أهلها، وإن الله ينورها عليهم بصلاتي".
وستأتي هذه الزيادة ضمن الحديث (9037) عن عفان بن مسلم، عن حماد بن زيد: قال ثابت عند ذاك، أو في حديث آخر ... فذكرها.
قال البيهقي في "السنن": والذى يغلب على القلب أن تكون هذه الزيادة في غير رواية أبي رافع، عن أبي هريرة، فإما أن تكون عن ثابت، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلةً، كما رواه أحمد بن عبدة ومن تابعه، أو عن ثابت، عن أنس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما رواه خالد بن خداش، وقد رواه غير حماد عن ثابت، عن أبي رافع، فلم يذكرها.
قلنا: قد تابع حماد بن زيد اثنان على وصله من حديث أبي هريرة، فقد أخرجه الطيالسى (2446) عن أبي عامر صالح بن رستم، وأبو يعلى (6429) ، وعنه ابن حبان (3086) من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي 4/47 و48 من طريق يونس بن عبيد وحماد بن واقد، أربعتهم عن ثابت، به. وعندهم -غير البيهقي- الزيادة المذكورة.
وأما حديث أنس الذى أشار إليه البيهقي فسيأتي في مسنده 3/150 عن سليمان بن داود، عن أبي عامر الخزاز صالح بن رستم، عن ثابت، عنه.=(14/282)
8635 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ " (1)
8636 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ، جَاءَتْ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ تَطْلُبُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَا لَهَا: إِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنِّي لَا أُوَرَّثُ " (2)
__________
= وسيأتي حديث أبي هريرة مختصراً برقم (9272) عن عفان، عن حماد بن زيد، بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلًى على قبرٍ.
وأخرجه ابن خزيمة (1300) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، دون ذكر الزيادة.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1962) .
وعن يزيد بن ثابت، سيأتي 4/388.
وعن عامر بن ربيعة عند ابن ماجه (1529) .
وعن أبي سعيد عند ابن ماجه (1533) .
وعن جابر عند النسائي 4/85.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7240) .
(2) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وباقي رجاله رجال الصحيح.
وسلف الحديث مكرراً سندا ومتنا في مسند أبي بكر برقم (79) .(14/283)
8637 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْتَمِعُ فِي النَّارِ اجْتِمَاعًا يَضُرُّ مُؤْمِنٌ قَتَلَ كَافِرًا ثُمَّ سَدَّدَ بَعْدَهُ " (1)
8638 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أَلْجَمَهُ اللهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ " (2)
8639 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ فَيَسْمَعُ الْحِكْمَةَ، ثُمَّ لَا يُحَدِّثُ عَنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا بِشَرِّ مَا سَمِعَ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى رَاعِيًا، فَقَالَ: يَا رَاعِيَ، أجزرني (3) شَاةً مِنْ غَنَمِكَ، قَالَ: اذْهَبْ فَخُذْ بِأُذُنِ خَيْرِهَا، فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الْغَنَمِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7575) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. علي بن الحكم: هو البناني البصري. وانظر (7571) .
(3) في (م) والنسخ المتأخرة: اجْزُرْ لِي.
(4) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، ولجهالة أوس بن=(14/284)
8640 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَعَفَّانُ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ (1) لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، لَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَنَظَرْتُ فَوْقَ - قَالَ عَفَّانُ: فَوْقِي - فَإِذَا أَنَا بِرَعْدٍ وَبَرْقٍ وَصَوَاعِقَ "، قَالَ: " فَأَتَيْتُ عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ فِيهَا الْحَيَّاتُ تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ، قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا، فَلَمَّا نَزَلْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، نَظَرْتُ أَسْفَلَ (2) مِنِّي فَإِذَا أَنَا بِرَهْجٍ وَدُخَانٍ وَأَصْوَاتٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذِهِ الشَّيَاطِينُ يُحَرِّفُونَ (3) عَلَى
__________
= خالد.
وأخرجه ابن ماجه (4172) ، وأبو الحسن القطان في زياداته عليه من طريق الحسن بن موسى وحده، عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (2563) ، وأبو يعلى (6388) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (291) ، وابن عدي 5/1843، والبيهقي في "الشعب" (1788) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي برقم (9260) و (10606) .
قوله: "أجزرني شاة"، قال السندي: بجيم وزاي معجمة وراء مهملة من أجزرته: إذا أعطيته شاة تذبح، أو تصلح للذبح.
(1) لفظة "رأيت" سقطت من (م) .
(2) في (ظ3) : إلى أسفل.
(3) في (م) : يحومون، وفي (عس) ونسخة على هامش (ظ3) : يخرقون.(14/285)
أَعْيُنِ بَنِي آدَمَ، أَنْ لَا يَتَفَكَّرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَرَأَوْا الْعَجَائِبَ " (1)
8641 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي (2) قَالَ: " ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ " هِشَامٌ، وَعَمْرٌو (3)
8642 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، وجهالة أبي الصلت.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/307، وعنه ابن ماجه (2273) عن الحسن بن موسى وحده، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 5/37 من طريق الحجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. ورواية ابن ماجه مختصرة وسيأتي برقم (8857) .
قوله: "تُرى"، قال السندي: على بناء المفعول، أي: ترى تلك الحيات.
"برهج"، أي: غبار.
"يحرفون" كيضربون، أي: يصرفون، يقال: حرف الشيء عن وجهه، صرفه.
وتعديته بعلى، لتضمين معنى الاستيلاء.
(2) لفظة: "يعني" جاءت في (م) بعد قوله: "مؤمنان"، والمثبت هو الموافق للأصول الخطية.
(3) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني.
وهو من طريق أبي كامل مكرر (8042) . وانظر ما بعده.(14/286)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ " (1)
8643 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ والْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ " (2)
8644 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ، وَشَرُّ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُؤَخَّرُ، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرُ، وَشَرُّ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُقَدَّمُ " (3)
8645 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ
__________
(1) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/191، والنسائي في "الكبرى" (8300) ، والحاكم 3/452 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (8042) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. وانظر (8053) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (8428) .(14/287)
أَيَّامٍ، فَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ " (1)
8646 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَقَدْ أُعْطِيَ أَبُو مُوسَى مِنْ (2) مَزَامِيرِ دَاوُدَ " (3)
8647 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ
__________
(1) إسناده حسن، عاصم بن بهدلة، حديثه في "الصحيحين" مقرون، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو داود (3749) عن موسى بن إسماعيل ومحمد بن محبوب، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7873) .
(2) لفظة: "من" سقطت من (م) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وسيأتي برقم (8820) و (9806) .
وفي الباب عن بريدة، سيأتي 5/349، وهو عند مسلم برقم (793) (235) .
وعن عائشة، سيأتي 6/37.
وعن أبي موسى الأشعري عند البخاري (5048) ، ومسلم (793) (236) .
وعن أنس عند ابن سعد 2/344-345 بسند صحيح.
قوله: "مزامير داود"، قال السندي: جمح مزمار، وهو قصبة يزَمر بها.(14/288)
الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ مُشَاةٌ، وَصِنْفٌ رُكْبَانٌ، وَصِنْفٌ عَلَى وُجُوهِهِمْ "، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَمْشُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ؟ وَقَالَ عَفَّانُ: يَمْشُونَ (1) ، قَالَ: " إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُمْ عَلَى أَرْجُلِهِمْ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَمَا إِنَّهُمْ يَتَّقُونَ بِوُجُوهِهِمْ كُلَّ حَدَبٍ وَشَوْكٍ " (2)
8648 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
__________
(1) ما بين المعترضتين سقط من (م) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، وجهالة أوس: وهو ابن خالد الحجازي.
وأخرجه الترمذي (3142) من طريق الحسن بن موسى -وقرن به سليمانَ بن حرب- بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2566) عن حماد بن سلمة، به.
وسيتكرر عن عفان بن مسلم وحده برقم (8755) .
وله شاهد عن معاوية بن حيدة القشيري، سيأتي 4/446-447، وآخر عن أبي ذر،
سيأتي 5/164.
ويشهد للقسم الأخير منه حديث أنس عند البخاري (4760) ، ومسلم (2806) ، وسيأتي 3/167 و229.
قوله: "صنف مشاة، وصنف ركبان"، قال السندي: هم أهل الِإيمان، عوامهم وخواصهم.
"يتقون بوجوههم كل حَدَب"، الحدب، بفتحتين: الغليظ المرتفع من الأرض، أي: يجعلون وجوههم مكان الأيدي والأرجل في التوقي عن مؤذيات الطرق، وقد غُلت أيديهم وأرجلهم، وذلك لمّا لم يجعلوها ساجدة لخالقها.(14/289)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا، ثُمَّ حَفَّهَا بِالْمَكَارِهِ،، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ، فَلَمَّا خَلَقَ اللهُ النَّارَ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُهَا، فَحَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ، ثُمَّ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا " (1)
8649 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ: " اللهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ
__________
(1) إسناده حسن، محمد بن عمرو بن علقمة حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو داود (4744) ، ومن طريقه البيهقي في "البعث والنشور" (167) ، عن موسى بن إسماعيل، وابن حبان (7394) ، والبيهقي (167) من طريق عبد الملك بن عبد العزيز أبي نصر التمار، والحاكم 1/26-27 من طريق عفان بن مسلم، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر (8398) .(14/290)
الْمَصِيرُ " (1)
8650 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحُمَيْدٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَصَالِحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ مِنَ النَّاسِ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَطْيَبَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/244 عن الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (8) ، وابن حبان (964) من طريقين عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1199) ، وأبو داود (5068) ، وابن ماجه (3868) ، والترمذي (3391) ، والنسائي (564) ، وابن حبان (965) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (35) ، والبغوي (1325) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وبعضهم رواه مطولًا بزيادة: وإذا أمسى قال: "اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور".
وسيأتي برقم (10763) .
(2) حديث صحيح، وله إسنادان: أما الِإسناد الأول فحسن، حماد بن سلمة سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط في رأي بعض أهل العلم، وأما الِإسناد الثاني -وهو حماد بن سلمة عن حميد وثابت وصالح- ففيه انقطاع، لأن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة.
وأخرجه ابن حبان (328) ضمن حديث طويل من طريق هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة.(14/291)
8651 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا عَادَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ - أَوْ زَارَهُ - قَالَ حَسَنٌ: فِي اللهِ - يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " طِبْتَ، وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مَنْزِلًا فِي الْجَنَّةِ "، قَالَ عَفَّانُ: " مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا "، قَالَ حَسَنٌ: " فِي اللهِ "، وَلَمْ يَقُلْهُ عَفَّانُ (1)
8652 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
__________
= فجعله من حديث الأغر، وهو اسمه، وكنيته أبو مسلم، وأما سلمان الأغر فكنيته أبو عبد الله، وكلاهما ثقة.
وسيأتي الحديث برقم (9254) عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن الأغر، ولم ينسبه، ويغلب على الظن أنه أبو مسلم، والله أعلم.
وأخرجه أبو يعلى (6189) ، وابن حبان (810) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة، وإسناده حسن.
وقد سلف ضمن حديث مطول بسند صحيح من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (7422) ، وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة برقم (10253) .
وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي 3/138.
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي سنان -واسمه عيسى بن سنان القسملي- وأخرجه عبد بن حميد (1451) عن الحسن بن موسى، بهذا الِإسناد.
وانظر (8325) .(14/292)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا لَبِسْتُمْ، وَإِذَا تَوَضَّأْتُمْ، فَابْدَءُوا بِأَيَامِنِكُمْ "، وَقَالَ أَحْمَدُ: " بِمَيَامِنِكُمْ " (1)
8653 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " إِنَّمَا كَانَ طَعَامَنَا مَعَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَسْوَدَيْنِ (2) : التَّمْرُ وَالْمَاءُ، وَاللهِ مَا كُنَّا نَرَى سَمْرَاءَكُمْ هَذِهِ، وَلَا نَدْرِي مَا هِيَ؟ وَإِنَّمَا كَانَ لِبَاسُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّمَارَ " يَعْنِي بُرْدَ الْأَعْرَابِ (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك متابع حسن بن موسى الأشيب، فمن رجال البخاري. زهير: هو ابن معاوية بن حُدَيج الكوفي.
وأخرجه أبو داود (4141) ، وابن ماجه (402) ، وابن خزيمة (178) ، وابن حبان (1090) ، والطبراني في "الأوسط" (1101) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (16) ، والبيهقي في "السنن" 1/86، وفي "الشعب" (6281) ، من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الِإسناد.
وروى الترمذي (1766) ، والبغوي (3156) من طريق شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا لبس ثوباً بدأ بميامنه.
وانظر ما سلف برقم (7179) .
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (168) ، ومسلم (268) ، وسيأتي في "المسند" 6/130، ولفظه: كان رسول الله يحب التيمن في شأنه كله، في طهوره وترجله وتنعله.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: الأسودان، بالرفع.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، الحسن -وهو البصري- لم يسمع=(14/293)
8654 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا كَامِلٌ أَبُو الْعَلَاءِ، قَالَ: زَعَمَ أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ، وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ " (1)
8655 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا يَرِيهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " (2)
8656 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا سُكَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ،
__________
= من أبي هريرة. شيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي النحوي.
وانظر ما سلف برقم (7962) .
قوله: "سمراءكم"، أي: الحنطة.
"بُرَد"، قال في "لسان العرب" 3/87: البُرْدة: كِساء يلتحف به، قال الأزهري: وجمعها بُرَد، وهي الشملة المخططة. قال الليث: البُرْد معروف، من برُود العَصْب والوَشْي، وأما البرْدة: فكساء مُربع أسود، فيه صِغَر، تلبسه الأعراب.
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي صالح -وهو المؤذن مولى ضباعة-، وقد سلف الحديث والكلام على إسناده برقم (8319) .
(2) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي القاضي-، وإن كان سيئ الحفظ، قد تابعه سفيان الثوري في الحديث السالف برقم (7874) ، وسيتكرر الحديث برقم (9086) .(14/294)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنِّي لَشَاهِدٌ لِوَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ، قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَنَهَاهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا فِي هَذِهِ الْأَوْعِيَةِ: الْحَنْتَمِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النَّاسَ لَا ظُرُوفَ لَهُمْ، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ تَرَثَّى (1) لِلنَّاسِ، قَالَ: فَقَالَ: " اشْرَبُوهُ إذَا طَابَ (2) ، وَإِذَا خَبُثَ فَذَرُوهُ " (3)
8657 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَفِي الْآخَرِ دَوَاءً "، قَالَ حَمَّادٌ، وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (4)
__________
(1) في (م) والنسخ المتأخرة: يَرْثِي.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: اشربوا ما طاب.
(3) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ولجهالة حفص بن خالد -وهو ابن جابر-. سُكَيْن: هو ابن عبد العزيز بن قيس العبدي.
وسلف الحديث مختصراً من طريق شهر بن حوشب برقم (8052) .
وانظر ما سلف برقم (7288) ، وما سيأتي برقم (10373) .
قوله: "ترثى للناس"، أي: رثى لحالهم ورحمَهم.
"خَبُث": صار مسكراً.
(4) حديث صحيح، وله إسنادان، الأول: رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أنه =(14/295)
8658 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، مَا يَرَى أَنْ تَبْلُغَ حَيْثُ بَلَغَتْ، يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا " (1)
8659 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَ الْوَزَغَ فِي الضَّرْبَةِ الْأُولَى، فَلَهُ كَذَا وَكَذَا مِنْ حَسَنَةٍ، وَمَنْ قَتَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ، فَلَهُ كَذَا وَكَذَا مِنْ حَسَنَةٍ، وَمَنْ قَتَلَهُ فِي الثَّالِثَةِ، فَلَهُ كَذَا وَكَذَا " قَالَ سُهَيْلٌ: الْأُولَى أَكْثَرُ (2)
__________
= منقطع، فإن ثمامة -وهو ابن عبد الله بن أنس- لم يسمع من أبي هريرة.
والثاني -وهو حماد عن حبيب عن ابن سيرين- صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (3294) من طريق مرَجى بن رجاء، عن هشام بن حسان القردوسي، عن ابن سيرين، بهذا الإسناد. ومرجى بن رجاء مختلف فيه.
وسيأتي الحديث بسنديه برقم (9036) ، وانظر (7572) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. وقد صح الحديث من غير هذا الطريق عن أبي هريرة، وانظر ما سلف برقم (7215) .
وأخرجه أبو يعلى (6235) من طريق شيبان بن فروخ، عن جرير بن حازم، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (10895) و (10900) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. زهير: هو ابن معاوية بن حديج.=(14/296)
8660 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، حَدَّثَهُ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، فِدَاكَ أَبِي
__________
= وأخرجه مسلم (2240) (146) و (147) ، وأبو داود (5263) ، وابن ماجه (3229) ، والترمذي (1482) ، والبيهقي 2/267، والبغوي (3266) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وفي رواية لمسلم: "من قتل وزغا في أول ضربة، كُتبتْ له مئةُ حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك".
وأخرجه مسلم (2240) (147) ، وأبو داود (5264) ، والبيهقي 2/267 من طريق إسماعيل بن زكريا، عن سهيل، عن أخيه أو أخته، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه قال: "في أول ضربة سبعين حسنة".
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص عند مسلم (2238) ، وسلف برقم (1523) ، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بقتل الأوزاغ.
وعن ابن مسعود، سلف بسند ضعيف برقم (3984) .
وعن أم شريك عند البخاري (3307) ، ومسلم (2237) ، وسيأتي 6/421.
قوله: "من قتل الوزغ"، قال السندي: قال النووي: قال أهل اللغة: الوزغ وسام أبرصَ جنسٌ، فسام أبرصَ كبارُه، واتفقوا على أن الوزغ من الحشرات المؤذيات، قلت (أي: السندي) : وكأنه لذلك جاء تسميته فُويسِقاً.
"فله كذا وكذا"، وقد جاء في المرة الأولى كتب له مئة حسنة، وفي رواية: سبعين حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك، قال النووي: أما سببُ تكثيرِ الثواب في قتله بأول ضربة، فالمقصود به الحث على المبادرة بقتله، والاعتناء به، وتحريض قاتله على أن يقتله بأول ضربة، فإنه إذا أراد أن يضرب ضَرَبات، ربما انفلتَ قتلُه، والله أعلم.(14/297)
وَأُمِّي، قَالَ: تَقُولُ: " لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (1)
8661 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ، مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ، لَهُ زَبِيبَتَانِ، يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: " أَنَا مَالُكَ، أَنَا كَنْزُكَ "، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {ولَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران: 180] إِلَى آخِرِ الْآيَةَ
(2)
8662 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ابْنُ عَيَّاشٍ (3) ، عَنْ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بلج -واسمه يحيى بن سليم بن بلج-، فهو حسن الحديث.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 7/427 من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد. وانظر (7966) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، حسن الحديث في المتابعات، قال الدارقطني: أخرج عنه البخاري وهو عند غيره ضعيف فيعتبر به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي 5/39 من طريق حسن بن موسى الأشيب، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري (1403) و (4565) ، والبيهقي 4/81 من طريق هاشم بن القاسم، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، بهذا الِإسناد.
وانظر (7756) .
قوله: "لهزمته"، هي عظم ناتيء في اللحي تحت الحنك، وهما لِهزمتان.
(3) في (م) : بكر بن عياش، وهو خطأ، ولم يذكر في (ظ3) و (عس) : "ابن =(14/298)
أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانَ عَشْرَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا " (1)
8663 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُصَلُّونَ بِكُمْ، فَإِنْ أَصَابُوا فَلَكُمْ وَلَهُمْ، وَإِنْ أَخْطَئُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ " (2)
__________
= عياش".
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، أبو بكر بن عياش من رجاله، وباقي رجال الِإسناد ثقات رجال الشيخين.
وانظر (8435) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، فقد روى له البخاري، وهو حسن الحديث في المتابعات.
وأخرجه البيهقي 2/396-397 و3/126-127 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري (694) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/53، والبيهقي 2/396-397، والبغوي (839) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، به.
وسيأتي مكرراً برقم (10930) .
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5843) ، وفي "مشيخته" (245) ، وابن حبان (2228) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن عقبة بن عامر عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"=(14/299)
8664 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ، فَخُذُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ " (1)
8665 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَا أَرَاهُمَا بَعْدُ، نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مَائِلَاتٌ، مُمِيلَاتٌ، عَلَى رُءُوسِهِنَّ أَمْثَالُ أَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَرَيْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَرِجَالٌ مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ (2) كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ، يَضْرِبُونَ بِهَا
__________
= 2/501، ومن طريقه البيهقي 3/127.
قوله: "يصلون بكم"، قال السندي: أي: الأئمة.
"وإنْ أخطؤوا": ظاهره أن صلاة المقتدي صحيحة، وإن فسدت صلاة الِإمام، ومن لا يقول به لعله يقول: إن المراد أنه لا إثم عليه إذا جهل بالأمر.
(1) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- وإن كان سيئ الحفظ، متابع، تابعه عبد الله بن نمير في الحديث الآتي برقم (10429) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (1) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7367) .
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: أسواط، وكلاهما صحيح.(14/300)
النَّاسَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، شريك -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو يعلى (6690) عن بشر بن الوليد، والبيهقي في "الشعب" (5357) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن شريك بن عبد الله، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مسلم (2128) وص 2192 (52) وابن حبان (7461) ، والبيهقي في "السنن" 2/234، وفي "الشعب" (7801) ، وفي "الدلائل" 6/532-533، والبغوي (2578) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن سهيل بن أبي صالح، به.
زاد جرير في روايته: "وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا".
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/913، ومن طريقه البغوي (3083) عن مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، موقوفاً بلفظ: نساءٌ كاسيات عاريات، مائلات مميلات، لا يدخلْنَ الجنة، ولا يجدن ريحها، وريحها يوجد من مسيرة خمس مئة سنة.
وسيأتي برقم (9680) ، وانظر ما سلف برقم (8073) .
قوله: "كاسيات عاريات"، قال البغوي في "شرح السنة" 10/272: يريد اللائي يلبسن ثياباً رقاقا تصف ما تحتها، فهن كاسيات في الظاهر، عاريات في الحقيقة. وقيل: هُن اللائي يُسدِلْنَ الخُمُر من ورائهن، فتنكشف صدورهُن، فهُنَ كاسيات بمنزلة العاريات، إذا كان لا يستر لباسهُنَ جميعَ أجسامهن، وقيل: أراد كاسيات من نعم الله، عاريات من الشكر، والأول أصح.
قوله: "مائلات"، قيل: زائغات عن استعمال طاعة الله تعالى وما يلزمهن من حفظ الفروج. "مميلات"، أي: يعلمن غيرهُن الدخول في مثل فِعلِهن، كما يقال: أخبث فلان فلاناً، فهو مخبث، إذا علمه الخبث، وأدخله فيه، وقيل: مائلات: متبخترات في مشيهن،"مميلات": يُمِلْن أكتافهن وأعطافهن.
وقوله: "رؤوسُهن كأسنمة البُخت"، قيل: معناه: أنهنَ يُعظَمنَ رؤوسهن بالخُمُر=(14/301)
8666 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَرَّ بِجِدَارٍ أَوْ حَائِطٍ مَائِلٍ، فَأَسْرَعَ الْمَشْيَ، فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: " إِنِّي أَكْرَهُ مَوْتَ الْفَوَاتِ " (1)
__________
= والعمائم حتى تشبه أسنمة البخت، وقيل: يَطمحنَ إلى الرجال، لا يغضضن من أبصارهن، ولا ينكسنَ رؤوسهن.
(1) إسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن إسحاق -ويقال له: إبراهيم بن الفضل المخزومي المدني-، ضعّفه غير واحد من الأئمة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.
وأخرجه أبو يعلى (6612) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/61، وابن عدي في "الكامل" 1/232، والبيهقي في "الشعب" (1359) من طريق أبي معاوية الضرير، وابن عدي 1/231-232 من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما عن إبراهيم بن الفضل، بهذا الِإسناد.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند البيهقي في "الشعب" (1360) ، وإسناده ضعيف جداً. وسلف في مسند عبد الله بن عمرو (6594) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يستعيذ من موت الفجاءة. وفاتنا أن نذكر هناك أنه اختلف فيه فروي من حديث عبد الله بن عمرو، ومن حديث والده عمرو بن العاص كما سيأتي في مسنده 4/204، وإسناده ضعيف.
وعن أبي أمامة، قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتعوذ من موت الفجاءة. رواه الطبراني في
"الكبير" (7602) و (7603) ، وإسناد الأول ضعيف جداً، والثاني ضعيف.
وعن عائشة، قالت: سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن موت الفجاءة، فقال: "راحة المؤمن، وأخذة أسف على الفاجر"، وسيأتي في مسندها 6/136، وإسناده ضعيف.
وأخرج ابن أبي شيبة 9/106، والبيهقي في "الشعب" (1361) من طريق=(14/302)
8667 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ غَمًّا، أَوْ هَمًّا، أَوْ أَنْ أَمُوتَ غَرَقًا، وَأَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، أَوْ أَنْ (1) أَمُوتَ لَدِيغًا " (2)
__________
= يحيى بن أبي كثير أنه بلغه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول: "إذا مرَ أحدكم بهدف مائل أو صدف فليسرع، وليسأل الله المعافاة".
قوله: "إني أكره موت الفوات"، قال السندي: أي: موت الفجاءة، مِنْ فاتني فلان بكذا: سبقني، كذا قيل. أو المراد موت يؤدي إلى فوات الوصية ونحوها، وفيه أن التوكل واعتقاد التقدير لا ينافي الاحتراز عن أسباب الضرر، والله تعالى أعلم.
(1) لفظة "أن" لم ترد في (ظ3) و (عس) و (ل) .
(2) إسناده ضعيف جداً كسابقه.
وأخرج البيهقي في "الدعوات" (299) من طريق ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "اللهم إني أعوذ بك من موت الهدم، وأعوذ بك من موت الغم..". وفي سنده إسماعيل بن عبد الله بن أويس، وفيه كلام.
وفي الباب بنحوه عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6594) .
وعن أبي اليَسَر، سيأتي 3/427، ولا يخلو إسنادهما من مقال.
قوله: "أن أموت غماً"، قال السندي: أي: مغموماً بغم، وهو أن ينحبس نفسُه عن الخروج فيموت. "أو هماً" هو أن يلحقه ما يضيق عليه الحال حتى يموت.
"غَرَقاً" بفتحتين، أي: بغرق، أو بكسر الراء، منصوب على الحال. "وأن يتخبطني" فسره الخطابي: بأن يستوليَ عليه عند مفارقة الدنيا فيضله، ويحولَ بينه وبين التوبة، أو يعوقَه عن إصلاح شأنه والخروجِ عن مظلمة تكون قبله، أويؤيِسَه من رحمة الله، أو يُكَرهَهه الموت، ويؤسفَه على حياة الدنيا، فلا يرضى بما قضى الله تعالى عليه=(14/303)
8668 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ، وَالْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ " (1)
8669 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي الْحَلْبَسِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ غَنِيمَةَ كَلْبٍ " (2)
__________
= من الفناء والنقلة إلى الآخرة، فيختم له فيلقى الله وهو ساخط عليه. "لديغاً"، أي: ملدوغ، وهو مَن لدغته بعض ذوات السم.
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد توبع، ثم هو منقطع، كما سلف بيانه عند الحديث (8002) .
وسيتكرر برقم (10358) .
(2) إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وجهالة أبي الحَلْبس. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/9 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن أبي التياح، عن مجالد أبي عبد العزيز، قال: صلينا مع أبي هريرة المغرب، فذكره موقوفاً. قلنا: ومجالد هذا لا يُعرف.
وأخرج الحاكم 4/431 عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن الربيع بن سليمان، عن عبد الله بن وهب، عن سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة رفعه: المحروم من حرم غنيمة كلب، ولو عقالًا، والذى نفسي بيده لتُباعن نساؤهم على درَجِ دمشق، حتى تُرد المرأة من كسر يوجد=(14/304)
8670 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ " (1)
8671 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَرَقَ عَبْدُ أَحَدِكُمْ، فَلْيَبِعْهُ وَلَوْ بِنَشٍّ " (2)
8672 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَعْفُوا اللِّحَى، وَخُذُوا
__________
= بساقها. وقال: صحيح الِإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!! وسقط إسناده من مطبوع "المستدرك"، وأثبتناه من "إتحاف المهرة" 5/ورقة 267.
قلنا: وكثير بن زيد قد اختلفت فيه أقوال المجرحين والمعدلين، وخلاصة القول فيه أنه حسن الحديث في المتابعات والشواهد، ضعيف في التفرد، خاصة إذا أتى بما يُنكَر.
وفي الباب عن أم سلمة، سيأتي 6/316، وإسناده ضعيف.
قوله: "من حرم غنيمة كلب"، قال السندي: كلب اسم قبيلة.
(1) إسناده حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات، وهو مكرر (8449) .
(2) إسناده ضعيف، عمر بن أبي سلمة يضعف فيما يتفرد به، وباقي رجاله ثقات، وهو مكرر (8439) .(14/305)
الشَّوَارِبَ، وَغَيِّرُوا شَيْبَكُمْ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى " (1)
8673 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِأَنْفُسِهِمْ، مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِمَوَالِي عَصَبَتِهِ، وَمَنْ تَرَكَ ضِيَاعًا أَوْ كَلًّا، فَأَنَا وَلِيُّهُ فَلَا دَعِيَّ لَهُ " (2)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن لأن عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات والشواهد. وشطره الأول سلف برقم (7132) .
والشطر الثاني منه أخرجه الترمذي (1752) عن قتيبة بن سعيد، وأبو يعلى (6021) عن محمد بن المنهال، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الِإسناد. ولم يذكر الترمذي في روايته "النصارى"، وقال: حديث حسن صحيح. وانظر (7545) .
قوله: "وأعفوا اللحى"، قال السندي: من الإعفاء، أي: التكثير.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن أبي إسحاق السبيعي، وأبو حَصين: هو عثمان بن عاصم.
وأخرجه البخاري (6745) ، والنسائي في "الكبرى" (6347) ، وابن الجارود (957) ، والبيهقي 6/238 و10/302 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (7861) .
قوله: "فلموالي عصبته"، قال السندي: الموالي: جمع مولى، والمراد الناصر، والإِضافة للبيان، والعصبة هم الذين ناصروه، والمراد: ما بني بعد الفرائض.
"فلادعى له"، قال الحافظ في "الفتح" 12/28: قال ابن بطال: هي لام الأمر، أصلها الكسر، وقد تسكن مع الفاء والواو غالباً فيهما، وإثبات الألف بعد العين جائز، كقوله:
ألم يأتيك والأخبار تَنمي(14/306)
8674 - وقَالَ أَسْوَدُ: بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يرفُثْ، وَلَا يَفْسُقْ، وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ " (1)
8675 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ: عِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَشُهُودُ الْجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، إِذَا حَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
8676 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ (3) بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ لَهِيعَةَ (4) بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، قَالَ إسحَاقُ الْمَدِينِيُّ:
__________
= والأصل عدم الإشباع للجزم. والمعنى: فادعو لي له أقوم بكَله وضياعه. ثم الحافظ: وأصل الكَل: الثقل، ثم استعمل في كل أمر يصعب، والعيال فرد من (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7840) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمر بن أبي سلمة.
وأخرجه الطيالسي (2342) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (519) ، وأبو يعلى (5904) ، وابن حبان (239) من طريق أبي عوانة، بهذا الإِسناد.
وسيأتي برقم (8688) و (9032) ، وانظر ما سلف برقم (8397) .
(3) تحرف في (م) إلى: زيد.
(4) قوله: "عن لهيعة" سقط من (م) .(14/307)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِيَّاكُمْ وَالْخَيْلَ الْمُنَفِّلَةَ، فَإِنَّهَا إِنْ تَلْقَ تَفِرَّ، وَإِنْ تَغْنَمْ تَغُلَّ " (1)
8677 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اكْتَحَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْتَحِلْ وِتْرًا، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا " (2)
8678 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ، فَأَصَابَهُ مِنْ سَهْمِهِ دِينَارَانِ، فَأَخَذَهُمَا الْأَعْرَابِيُّ فَجَعَلَهُمَا فِي عَبَاءَةٍ، فَخَيَّطَ
__________
(1) إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، وأبوه لهيعة بن عقبة مستور، وقد تفرد بالرواية عن أبي الورد، ونعته في رواية ابن ماجه بصاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولذلك ذكره غير واحد في الصحابة، ولا يصح، إذ لا تثبتُ الصحبة بمثل هذا الِإسناد، والله تعالى أعلم.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 281 من طريق ابن وهب، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه موقوفاً ابن ماجه (2829) من طريق زيد بن الحباب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن لهيعة بن عقبة، عن أبي الورد من قوله.
وسيأتي مرفوعاً (9211) من طريق أبي الورد عن أبي هريرة.
قوله: "والخيل المنفلة"، قال السندي: ضُبط اسم فاعل من التنفيل، بمعنى المعطية الغنيمة لأصحابها. وفي "النهاية" 5/100: كأنه من النفَل: الغنيمة، أي: الذين قصْدهم من الغزو الغنيمة والمال، دون غيره.
(2) حديث حسن، ولهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (8611) .(14/308)
عَلَيْهِمَا، وَلَفَّ عَلَيْهِمَا، فَمَاتَ الْأَعْرَابِيُّ، فَوَجَدُوا الدِّينَارَيْنِ، فَذُكِرَ (1) ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " كَيَّتَانِ " (2)
8679 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " التَّكْبِيرُ فِي الْعِيدَيْنِ سَبْعًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَخَمْسًا بَعْدَ الْقِرَاءَةِ " (3)
__________
(1) المثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) ، لكن وقع في هذه النسخ: "الدينارين" وهو خطأ، وضبب عليه في (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: فوجدوا الدينارين فذكروا.
(2) إسناده ضعيف.
وسيأتي بنحوه من طريق أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة برقم (9538) و (10400) .
(3) إسناده ضعيف كسابقه. وقوله فيه: "وخمساً بعد القراءة" منكر.
وأخرج مالك في "الموطأ" 1/180، ومن طريقه الشافعي في "المسند" 1/157-158، والبيهقي 3/288 عن نافع مولى ابن عمر، قال: شهدتُ الأضحى والفِطر مع أبي هريرة، فكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، وفي الآخرة خمس تكبيرات قبل القراءة. وإسناده صحيح.
ويشهد لفعل أبي هريرة هذا من المرفوع حديث عائشة، وسيأتي في مسندها 6/65، وهو حسن.
وحديث عمرو بن عوف المزني عند الترمذي (536) ، وابن ماجه (1277) ، وغيرهما، وفي سنده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، وهو ضعيف، ومع ذلك حسنه الترمذي، وصححه ابن خزيمة (1438) و (1439) .
وحديث سعد القرظ عبد ابن ماجه (1277) ، وفي إسناده ضعف واضطراب.=(14/309)
8680 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَهْلُ الْجَنَّةِ رَشْحُهُمُ الْمِسْكُ، وَوُقُودُهُمْ الْأَلُوَّةُ " (1) قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ لَهِيعَةَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا الْأَلُوَّةُ؟ قَالَ: " الْعُودُ الْهِنْدِيُّ الْجَيِّدُ "
8681 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْعَطَّارَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَذَاكَرُوا الْكَمَأَةَ، فَقَالُوا: هِيَ جُدَرِيُّ الْأَرْضِ، وَمَا نَرَى أَكْلَهَا يَصْلُحُ (2) ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " الْكَمَأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ " (3)
8682 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَقَرَأَ عَلَيْهِ أُبَيٌّ أُمَّ
__________
= وانظر حديث عبد الله بن عمرو الذى سلف برقم (6688) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف بسند صحيح برقم (7165) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة.
(2) في (ظ3) وهامش (س) : بصالح.
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وانظر (8307) .(14/310)
الْقُرْآنِ، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، وَلَا فِي الزَّبُورِ، وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا، إِنَّهَا السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُ " (1)
8683 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي (2) حَرْمَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَقُصُّ عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] ، فَقُلْتُ: وَإِنْ زَنَى،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سُليمان بن داود -وهو الهاشمي-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة جليل.
وأخرجه أبو يعلى (6482) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1209) ، والبغوي (1186) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وقال البغوي: هذا حديث صحيح.
وأخرجه الدارمي (3373) ، والطبري 14/58 و59 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وأخرج أبو يعلى (6531) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: أم القرآن من السبع المثاني التي أعطيتها
-كأنه يعني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وسيأتي الحديث مطولًا برقم (9345) ، وانظر تتمة تخريجه مطولًا هناك.
وسيأتي بنحوه من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة برقم (9788) .
وفي الباب عن أبي سعيد بن المعلى، سيأتي في "المسند" 3/450 و4/211.
وعن أبي بن كعب، سيأتي 5/114.
(2) لفظة "أبي" سقطت من (م) .(14/311)
وَإِنْ سَرَقَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الثَّانِيَةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] ، فَقُلْتُ فِي الثَّانِيَةَ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثَّالِثَةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] فَقُلْتُ الثَّالِثَةَ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " نَعَمْ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان -وهو ابن داود-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وهذا الحديث من مسند أبي الدرداء وليس من مسند أبي هريرة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11560) ، والبغوي (4189) من طريق علي بن حجر، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3993) من طريق حجاج بن إبراهيم، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 27/146 من طريق محمد بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة، به.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 7/707، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن منيع، والبزار، وأبي يعلى، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11561) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/810-811 عن مؤمل بن هشام، عن إسماعيل بن علية، عن سعيد بن إياس الجريري، عن موسى (كذا غير منسوب وهو في عداد المجهولين) ، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبي الدرداء.
وأخرجه مختصراً ابن أبي عاصم (975) من طريق بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، حدثني ابن جبير بن نفير وشريح بن عبيد، عن عمرو بن الأسود، عن أبي الدرداء.=(14/312)
8684 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي أَبُو سُهَيْلٍ نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= وأخرجه دون ذكر الآية الطحاوي في "مشكل الآثار" (4000) عن أبي أمية، عن أبي عمر الحوضي، عن مرجى بن رجاء، عن محمد بن الزبير، عن رجاء بن حيوة، عن أم الدّرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "قال جبريل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
من قال لا إله إلا الله دخل الجنة"، قال: قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: "وإن زنى وإن سرق". وإسناده ضعيف جداً من أجل محمد بن الزبير الحنظلي، قال الحافظ في "التقريب": متروك.
وأخرجه أيضاً الطحاوي (4002) عن أحمد بن داود، عن مسدد، عن يحيى القطان، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن أبي الدرداء. وإسناده ضعيف، نعيم بن حكيم مختلف فيه، وقال في "التقريب": صدوق له أوهام، وأبو مريم -وهو الثقفي-: مجهول.
وسيأتي دون ذكر الآية في مسند أبي الدرداء 6/442 من طريق واهب بن عبد الله، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له دخل الجنة"، قال: قلت: وإن زنى وإن سرق ... فذكر الحديث، ثم قال أبو الدرداء: فخرجت لأنادي بها في الناس، قال: فلقيني عمر، فقال: ارجع فإن الناس إن علموا بهذه اتكلوا عليها، فرجعت فأخبرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صدق عمر".
وسيأتي 6/447 من طريق أبي صالح، عن أبي الدرداء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة"، وفيه: "وإن رغم أنف أبي الدرداء".
وفي الباب عن أبي ذر، عند البخاري (3222) ، ومسلم (94) ، وسيأتي 5/152.
وعن سلمة بن نعيم، سيأتي 4/260.
وعن أبي هريرة عند الطحاوي في "مشكل الآثار" (4001) .(14/313)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ " (1)
8685 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي أَبُو سُهَيْلٍ (2) نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، من فوق سليمان ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه الدارمي (1775) ، والبخاري (1898) ، ومسلم (1079) (1) ، والنسائي في "المجتبى" 4/126، وفي "الكبرى" (2407) ، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 16/150، وابن خزيمة (1882) ، وأبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 239، والبيهقي في "السنن" 4/202، وفي "المعرفة" (9054) ، والبغوي (1703) و (1704) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد.
وانظر (7780) .
تنبيه: وقع هذا الحديث في (ظ3) بعد الحديث التالي، ولم يذكر فيها إسناده، وإنما فيها: وبه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:.....
(2) تحرف في (م) إلى: سهل.
(3) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه البخاري (33) و (2682) و (2749) و (6095) ، ومسلم (59) (107) ، والترمذي بإثر الحديث (2631) ، والفريابي في "صفة المنافق" (1) ، والنسائي في "المجتبى" 8/116-117، وفي "الكبرى" (11127) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/202، وأبو عوانة 1/20-21، وابن منده في "الإيمان" (527) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/325، والبيهقي 6/288، والبغوي (35) من طرق عن=(14/314)
8686 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا عُمْرَى، فَمَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ " (1)
__________
= إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حديث صحيح.
وأخرجه مسلم (59) (108) و (109) ، والترمذي (2631) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (470) ، والفريابي في "صفة المنافق" (2) و (3) ، وأبو يعلى (6533) ، وأبو عوانة 1/21، وابن منده (528) و (529) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة. وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب من حديث العلاء، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الفريابي في "صفة المنافق" (4) ، والذهبي في "السير" 11/362 من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وأبو معشر -واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي- ضعيف.
وسيأتي الحديث من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة برقم (9158) و (10925) ، ومن طريق حبيب بن الشهيد، عن الحسن البصري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (10925) أيضاً.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6768) ، وذكِرَتْ شواهده هناك.
(1) إسناده حسن لأجل محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، فإنه صدوق حسن الحديث.
وأخرجه النسائي 6/277، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/92، وفي "شرح مشكل الآثار" (5470) ، وابن حبان (5131) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/138، وعنه ابن ماجه (2379) من طريق يحيى بن أبي زائدة، عن محمد بن عمرو، به.=(14/315)
8687 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ (1) ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظَ، يَصِيحُ فِي الْمَسْجِدِ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَرَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ، أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ " (2)
8688 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ: عِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، إِذَا حَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (3)
8689 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= وانظر ما سلف برقم (8567) .
(1) قوله: "أخبرنا إسماعيل" سقط من (م) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو بن علقمة روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان بن داود -وهو الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. واسم أبي عبد الله القراظ: دينار.
وأخرجه مسلم (1386) (493) من طريق عبد العزيز الدراوردي، وابن حبان (3737) من طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وانظر (7755) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات، ضعيف عند التفرد والمخالفة. وانظر (8675) .(14/316)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَنْظُرْ مَا يَتَمَنَّى، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْ أُمْنِيَّتِهِ " (1)
8690 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَاعَدَهُ اللهُ مِنْ جَهَنَّمَ مَسِيرَةَ (2) سَبْعِينَ خَرِيفًا " (3)
8691 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ خَيْرَ الْكَسْبِ
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف عمر بن أبي سلمة عند التفرد. إسحاق: هو ابن عيسى ابن الطباع، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه الطيالسي (2341) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (794) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1697، والبيهقي في "الشعب" (7274) و (7275) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الِإسناد. وقي رواية البخاري: "فإنه لا يدري ما يعطى".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/151، وزاد نسبته إلى أبي يعلى. ولم نجده في المطبوع الذى بين أيدينا، ولعله في مسنده الكبير من رواية الأصبهانيين.
وسيأتي برقم (9024) .
قوله: "ما يكتب له"، قال السندي: أي: من الثواب والعقاب.
(2) لفظة "مسيرة" ليست في (م) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد -وهو ابن أسلم العدوي-. وانظر (7990) .(14/317)
كَسْبُ يَدَيْ عَامِلٍ إِذَا نَصَحَ " (1)
8692 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُوَفِّهِ أَجْرَهُ " (2)
8693 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَأَلْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، عَنِ السَّبْقِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، قَالَ:
__________
(1) إسناده حسن لأجل محمد بن عمار -وهو الملقب كشاكش-، وباقي رجاله ثقات من رجال الصحيح. وانظر (8412) .
(2) إسناده حسن، يحيى بن سليم الطائفي -وإن روى له الشيخان- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق -وهو ابن عيسى ابن الطبّاع- فمن رجال مسلم.
وأخرجه البخاري (2227) و (2270) ، وابن ماجه (2442) ، وابن الجارود (579) ، وأبو يعلى (6571) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1878) و (3015) ، وابن حبان (7339) ، والطبراني في "الصغير" (885) ، والبيهقي 6/14 و121، والبغوي (2186) من طرق عن يحيى بن سليم، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البيهقي 6/14 من طريق أبي جعفر النوفلي، عن يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة. فزاد في الِإسناد "عن أبيه"، والمحفوظ قول الجماعة بإسقاطها، قاله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/418.(14/318)
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " لَا سَبْقَ إِلَّا فِي خُفٍّ، أَوْ حَافِرٍ " (1)
8694 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا وَدَّعَ أَحَدًا، قَالَ: " أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ، وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ " (2)
8695 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف، ابن لهيعة سيىء الحفظ. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن النوفلي، الملقب بيتيم عروة، وأبو صالح هذا في حديث سليمان ليس هو ذكوانَ السمانَ، فقد رواه حيوة بن شريح -وهو ثقة- عند الطحاوي في "المشكل" (1885) عن أبي الأسود عن سليمان بن يسار فقال: عن أبي صالح مولى الجندعيين، وهو أبو عبد الله مولى الجندعيين في رواية عبيد الله بن أبي جعفر عن أبي الأسود كما سيأتي عند الحديث (10138) ، وهو نافع بن أبي نافع فيما
قاله الذهلي.
وأخرجه الشافعي 2/129، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/83-84، والطحاوي (1883) ، والبيهقي 10/16 من طريق عباد بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وعباد لين الحديث.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لأجل ابن لهيعة.
وأخرجه ابن ماجه (2825) من طريق الوليد بن مسلم، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (507) من طريق بشر بن حسان بن السري، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، بلفظ: "أستودعك الله الذى لا تضيع ودائعه"، وهذا لفط ابن ماجه، ولفظ ابن السني: "أستودعكم الله الذى لا تخيب ودائعه".
وكلفظ ابن ماجه، سيأتي برقم (9230) من طريق الليث بن سعد، عن الحسن بن ثوبان. ويشهد للفظ ابن لهيعة حديث ابن عمر السالف برقم=(14/319)
عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيَّ، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِأَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَضِّئْنِي "، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوءٍ فَاسْتَنْجَى، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي التُّرَابِ فَمَسَحَهَا، ثُمَّ غَسَلَهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، رِجْلَاكَ (1) لَمْ تَغْسِلْهُمَا، قَالَ: " إِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا وَهُمَا طَاهِرَتَانِ " (2)
__________
= (4524) . وإسناده صحيح.
وحديث عبد الله بن يزيد الخطمي عند أبي داود (2601) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"
(507) .
(1) في (ظ3) و (عس) وهامش (س) : رجليك، بالنصب، وهو جائز.
(2) إسناده ضعيف، أبان بن عبد الله البجلي في حفظه لين، والراوي عن أبي هريرة مبهم، وكني عند البيهقي -على الشك- أبا وهب، وأبو وهب هذا ذكره البخاري في "الكنى" (751) ، ولم يذكر في الرواة عنه سوى حميد بن سعيد! ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلًا. محمد بن عبد الله شيخ أحمد: هو أبو أحمد الزُّبيري.
وقد اختلف في هذا الحديث على أبان بن عبد الله البجلي، فأخرجه الدارمي (678) عن محمد بن يوسف، وأبو يعلى (6136) ، وعنه ابن عدي في "الكامل" 1/379 من طريق أبي داود الطيالسي، والبيهقي 1/107 من طريق أبي أحمد الزبيري، ثلاثتهم عن أبان بن عبد الله البجلي، بهذا الإِسناد. ولم يذكر فيه محمد بن يوسف والطيالسي المسح على الخفين.
وأخرجه -دون المسح أيضاً- الدارمي (679) عن محمد بن يوسف، وابن ماجه (359) من طريق أبي نعيم، والنسائي 1/45 من طريق شعيب بن حرب، والبيهقي 1/107 من طريق محمد بن عبيد الله أبي عثمان الكوفي، أربعتهم عن أبان بن عبد الله البجلي، عن إبراهيم بن جرير بن عبد الله، عن أبيه جرير. فجعله من مسند جرير، وهو منقطع، إبراهيم بن جرير لم يسمع من أبيه.
وخالف أبانَ بن عبد الله فيه شريك، فرواه عن إبراهيم بن جرير، عن ابن أخيه أبي زرعة بن عمرو، عن أبي هريرة، سلف برقم (8104) . وشريك: سيىء=(14/320)
8696 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ يَعْنِي ابْنَ زَائِدَةَ بْنِ نَشِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ابْنَ آدَمَ (1) ، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي، أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلَّا تَفْعَلْ، مَلَأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ " (2)
8697 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَامِلٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا (3) تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَصِيرَ لِلُكَعِ ابْنِ لُكَعٍ " (4)
__________
= الحفظ.
ويشهد لمسح الخفين بنحو هذا اللفظ حديث المغيرة بن شعبة عند البخاري (5799) ، ومسلم (274) (79) .
وانظر في أحاديث المسح على الجوربين "نصب الراية" 1/162-183.
(1) في (م) : يا ابن.
(2) إسناده محتمل للتحسين لأجل زائدة بن نشيط، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو خالد -وهو الوالبي- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، فهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه الحاكم 2/443 من طريق أبي أحمد الزبيري محمد بن عبد الله، بهذا الِإسناد. وصحح إسناده، ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابن ماجه (4107) من طريق عبد الله بن داود الخريبي، والترمذي (2466) ، وابن حبان (393) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن عمران بن زائدة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن غريب.
(3) في (ظ3) و (عس) ونسخة على هامش (س) : لن.
(4) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه برقم (8320م) .=(14/321)
8698 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا كَامِلٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُكْثِرِينَ - يَعْنِي - هُمُ الْأَقَلُّونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا " (1)
8699 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَكَثْرَةِ الْمَالِ " (2)
8700 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " لَمَّا
__________
= كامل: هو ابن العلاء، وأبو صالح: هو مولى ضباعة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه برقم (8323) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن أبي الزناد -واسمه عبد الرحمن- ينحط عن رتبة الصحيح، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين بن محمد: هو المروذي، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأخرجه الحميدي (1069) ، ومسلم (1046) (113) ، وأبو يعلى (6258) ، والبيهقي في "الشعب" (10263) من طريق سفيان بن عيينة، والحاكم 4/328 من طريق عبد الوهاب بن بخت، كلاهما عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (9123) و (9720) و (9776) ، وانظر ما سلف برقم (8211) .(14/322)
قَضَى الله عَزَّ وَجَلَّ الْخَلْقَ، كَتَبَ فِي كِتَابٍه (1) ، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ، إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي " (2)
8701 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (3) بْنِ صَبِيحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ الصَّدَقَةِ الْمَنِيحَةُ، تَغْدُو بِأَجْرٍ، وَتَرُوحُ بِأَجْرٍ، ومَنِيحَةُ النَّاقَةِ كَعِتَاقَةِ الْأَحْمَرِ، وَمَنِيحَةُ الشَّاةِ كَعِتَاقَةِ الْأَسْوَدِ " (4)
__________
(1) في (م) : كتاب.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/241 من طريق أسد بن موسى، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الِإسناد. وانظر (7500) .
(3) كذا وقع في الأصول الخطية بالتصغير غير (ظ3) ، فقد كان فيها مصغراً، ثم صحح إلى: عبد الله، مكبراً، وذكره الحافظ ابن حجر في "التعجيل" (691) فيمن اسمه عبيد الله، وقال: ذكره الحسيني ثم ضرب عليه، فراجعت "المسند" فوجدته فيه: "عبد الله"، بغير تصغير، وكذا ذكره البخاري (5/121) ، وابن حبان في "الثقات" (5/55) ، وذكره ابن أبي حاتم في حرف الصاد من آباء من اسمه عبيد الله بالتصغير. (قلنا: هو في المطبوع 5/85 مكبراً مترجما) ، وبيَّض ابن أبي حاتم فلم يترجم، فكأنه كان اسمه عبد الله مكبراً وقد يصغر. قلنا: ويضبط اسم أبيه صبَيحة مصغراً أو صَبيحة مكبراً، انظر "الإكمال" 5/171.
(4) إسَناده ضعيف، عبيد الله بن صبيحة روى عنه محمد بن عبد الله بن الحصين كما في إسناد المصنف هنا، وذكر البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان أن وائل بِن داود روى عنه أيضاً، وقال الهيثمي في "المجمع" 4/241: لم أعرفه، فهو=(14/323)
8702 - حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " جُهْدُ الْمُقِلِّ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " (1)
__________
= في عداد المجهولين، ومثله محمد بن عبد الله بن الحصين، وله ترجمة في "التعجيل" (944) ، وفليح -وهو ابن سليمان- ليس بذاك، يعتبر به في الشواهد والمتابعات.
وهذا الحديث تفرد به الِإمام أحمد، وسيأتي مرة أخرى برقم (10262) . وانظر ما سلف برقم (7301) .
(1) إسناده صحيح، يحيى بن جعدة روى له الترمذي في "الشمائل"، والنسائي وابن ماجه وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي-، فمن رجال مسلم. حجين: هو ابن المثنى.
وأخرجه أبو داود (1677) ، وابن خزيمة (2444) و (2451) ، وابن حبان (3346) ، والحاكم 1/414، والبيهقي 4/180 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! مع أن مسلماً لم يخرج ليحيى بن جعدة.
وفي باب جهد المقل عن عبد الله بن حبشي، سيأتي 3/411-412.
وعن أبي ذر الغفاري، سيأتي 4/179.
وعن أبي أمامة، سيأتي 4/265.
وانظر أيضاً حديث أبي هريرة الآتي برقم (8929) .
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وابدأ بمن تعول"، سلف ضمن الحديث (7155) .
قوله: "جهد المقل"، قال السندي: الجُهد -بالضم-: الوُسْع والطاقة، أي: ما يحتمله حال القليل المال، وقيل: أي: مجهوده لقلة ماله، وإنما يجوز له الِإنفاق إذا قدر على الصبر ولم يكن له عيال، وإلا فالأفضل ما كان عن ظهر غنى.(14/324)
8703 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (1) ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَيْسَ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا، وَلَكِنَّ السَّنَةَ أَنْ تُمْطَرُوا، ثُمَّ تُمْطَرُوا، وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا " (2)
8704 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلَائِكَةً فُضُلًا، يَتَّبِعُونَ (3) مَجَالِسَ الذِّكْرِ، يَجْتَمِعُونَ عِنْدَ الذِّكْرِ، فَإِذَا مَرُّوا بِمَجْلِسٍ عَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ حَتَّى يَبْلُغُوا الْعَرْشَ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مِنْ عِنْدِ عَبِيدٍ لَكَ، يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ، وَيَتَعَوَّذُونَ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: يَسْأَلُونِي جَنَّتِي، هَلْ رَأَوْهَا؟ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ وَيَتَعَوَّذُونَ مِنْ نَارِي (4) ، فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا إِنَّ فِيهِمْ عَبْدَكَ الْخَطَّاءَ فُلَانًا، مَرَّ بِهِمْ لِحَاجَةٍ لَهُ
__________
(1) تحرف في (م) إلى: كثير.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (8511) .
(3) هكذا في (ظ3) وهامش (س) ، وفي (م) و (عس) و (ل) وبقية النسخ: يتبعون.
(4) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: نار جهنم، والمثبت من (ظ3) و (عس) .(14/325)
فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أُولَئِكَ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ". (1)
8705 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا، يَلْتَمِسُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ " (2)
8706 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُرَى عَضَلَةُ سَاقِهِ مِنْ تَحْتِ إِزَارِهِ إِذَا اتَّزَرَ " (3)
8707 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7424) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الحاكم 1/495 من طريق حجاج بن منهال وأبي عمر الضرير، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر ما قبله.
(3) إسناده ضعيف، صالح مولى التوأمة -وهو صالح بن نبهان- قد اختلط، وزهير بن محمد روى عنه بعد الاختلاط.
وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد، ويشهد له حديث عبيدة بن خلف الذى سيأتي 5/364، لكن في إسناده من لا يعرف.(14/326)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَوَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا (1) عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةِ الْبَدْرِ، فَاسْتَزَدْتُ، فَزَادَنِي مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَقُلْتُ: أَيْ رَبِّ، إِنْ لَمْ يَكُنْ هَؤُلَاءِ مُهَاجِرِي أُمَّتِي، قَالَ: " إِذَنْ أُكْمِلَهُمْ لَكَ مِنَ الْأَعْرَابِ " (2)
8708 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ يَعْنِي الطَّيَالِسِيَّ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى السُّلَمِيُّ الدَّقِيقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ سُمَيْرِ (3) بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: لَوْ أَنَّ عبيدِي (4) أَطَاعُونِي، لَأَسْقَيْتُهُمُ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ، وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ، وَلَمَا (5) أَسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ " (6)
__________
(1) زاد في "أطراف المسند" 7/202 لفظ: "الجنة".
(2) صحيح دون قوله: "فاستزدت فزادني ... الخ"، فلم يرد في حديث أبي هريرة سوى من هذا الطريق، ويغلب على ظننا أنه من مناكير زهير بن محمد، فهو -وإن روى له جماعة- قد نص غير واحد من أهل العلم أن عنده مناكير، والله تعالى أعلم، وقد سلفت الإحالة إلى طرق هذا الحديث عند حديث رقم (8016) .
وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد، ويشهد له حديث أبي بكر الذى سلف برقم (22) ، لكن إسناده ضعيف.
(3) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة ونسخة على هامش (ظ3) : شُتَيْرِ، والمثبت من (ظ3) و (عس) وهامش (س) ، وذُكِرا كلاهما في اسمه.
(4) هكذا في (ظ3) و (عس) وهامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: عِبَادِي.
(5) في (ظ3) : وما.
(6) إسناده ضعيف، صدقة بن موسى ضعفه ابن معين وأبو داود والنسائي=(14/327)
8709 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ (1) مِنْ حُسْنِ عِبَادَةِ اللهِ " (2)
8710 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَدِّدُوا إِيمَانَكُمْ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا؟ قَالَ: " أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " (3)
__________
= وغيرهم، وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه ولا يحتج به، ليس بالقوي، وسُمير -ويقال: شتير- بن نهار جهّله الدارقطني، وسلفت ترجمته عند الحديث (7956) .
وهو في "مسند الطيالسي" (2586) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1424) ، والبزار (664- كشف الأستار) ، والحاكم 4/256، وصحح إسناده.
وتعقبه الذهبي بقوله: صدقة ضعفوه.
(1) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: بالله عز وجل، وكان لفظ الجلالة في (عس) إلا أنه رُمج، وأما في (ظ3) فقد أشير في هامشها إلى أنه موجود في نسخة، وهذه الزيادة لم ترد في غير هذا الموضع من مواضع الحديث.
(2) إسناده ضعيف، وهو بإسناد سابقه.
وأخرجه الترمذي -كما في "التحفة" 10/109-، والحاكم 4/256 من طريق سليمان بن داود الطيالسي، بهذا الِإسناد. قال الترمذي: غريب من هذا الوجه.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1394 من طريق محمد بن عبد الله العاني الزهري، والقضاعي (974) من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن صدقة بن موسى، به. وانظر (7956) .
(3) إسناده ضعيف، ومو بإسناد سابقيه.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/357 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الِإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (1424) ، والبزار (664- كشف الأستار) ، والحاكم 4/256، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/357 من طريق أبي داود الطيالسي، به.(14/328)
8711 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ لَهُ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
8712 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ كَلَامٍ، أَوْ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللهِ، فَهُوَ أَبْتَرُ - أَوْ قَالَ: أَقْطَعُ - " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن قيس -وهو الفراء- فمن رجال مسلم.
وأخرجه الترمذي (1306) عن أبي كريب، عن إسحاق بن سليمان الرازي، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البغوي (2141) من طريق يعلى بن عبيد، عن يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وانظر الحديث الذى سلف برقم (7579) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف بسند ضعيف جداً برقم (3015) .
وعن أبي اليَسَر، سيأتي 3/427.
وعن أبي قتادة، سيأتي 5/300.
(2) إسناده ضعيف لضعف قرة بن عبد الرحمن، وللاضطراب الذى وقع في إسناده ومتنه. ابن المبارك: هو عبد الله.
وأخرجه السبكي في "طبقات الشافعية" 1/15-16 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الِإسناد.=(14/329)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الدارقطني 1/229 من طريق موسى بن أعين، عن الأوزاعي، به.
وأخرجه أبو داود (4840) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (494) ، والدارقطني 1/229، والسبكي 1/6 من طريق الوليد بن مسلم، وابن ماجه (1894) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (361) ، والبيهقي في "الدعوات" (1) ، والخطيب البغدادي في "الجامع" (1210) ، والسبكي 1/5 و7 من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو عوانة في أول كتابه كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 279، وابن حبان (1) ، والخليلي في "الِإرشاد" 1/448 من طريق عبد الحميد بن أبي العشرين، وابن
حبان (2) من طريق شعيب بن إسحاق، والبيهقي في "السنن" 3/208-209، والسبكي 1/6 من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، خمستهم عن الأوزاعي، به -لكن لفظ الحديث عندهم: "بحمد الله"، مكان قوله: "بذِكْر الله".
وأخرجه كذلك الخليلي 3/966، ومن طريقه السبكي 1/11-12 من طريق خارجة بن مصعب، عن الأوزاعي، عن الزهري، به -ولم يذكر فيه قرة بن عبد الرحمن، وخارجة متروك.
وأخرجه أيضاً دون أن يذكر قرةَ فيه الخطيب البغدادي في "الجامع" (1210) ، ومن طريقه السبكي 1/12 من طريق مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي، به -ولفظ الحديث عنده: "ببسم الله الرحمن الرحيم" مكان الذكر والحمد. فإن صح السند إلى مبشَر -وهو ثقة-، فروايته شاذة لمخالفتها لرواية جمع من الثقات عن الأوزاعي.
وأخرجه بلفظ الحمد السبكي 1/14-15 من طريق عبد الله بن الحسين بن جابر، عن محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، به -فأسقط من الِإسناد الزهري، وقال فيه: يحيى، ويحيى هذا قد يظن ظان أنه يحيى بن أبي كثير الثقة، وليس الأمر كذلك كما قال السبكي، فإن يحيى المشار إليه هو قرة بن عبد الرحمن، ويحيى اسمه، ثم ذكر عن ابن حبان أنه قال: كان إسماعيل بن عياش يقول: إن اسمه يحيى وقرة لقبه. قلنا: والراوي عن محمد بن=(14/330)
8713 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَبِيبٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ،
__________
= كثير وهو عبد الله بن الحسين بن جابر، ذكره ابن حبان في "المجروحين" 2/46، وقال: يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
وأخرجه الخليلي في "الِإرشاد" 1/449، ومن طريقه السبكي 1/15 من طريق إسماعيل بن أبي زياد الشامي، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -وقال فيه: "بحمد الله والصلاة على"، فزاد الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وضعفه الخليلي بإسماعيل بن أبي زياد، ورماه الدارقطني بالوضع.
تنبيه: وقع الحديث في المطبوع من "الِإرشاد" موقوفاً على أبي هريرة، بينما وقع في "طبقات السبكي" من طريقه مرفوعاً!
قلنا: وروي هذا الحديث عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه مرفوعاً، وذكر فيه الحمد، وأخرجه كذلك الطبراني في "الكبير" 19/ (141) ، ومن طريقه السبكي 1/14 من طريق صدقة بن عبد الله، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، به. وصدقة بن عبد الله ضعيف.
وروي عن الزهري مرسلًا، فقد أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (495) من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، و (496) من طريق الليث، عن عقيل بن خالد، و (497) من طريق الحسن بن عمر، ثلاثتهم عن الزهري، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره وقال فيه: "بذِكْر الله".
ورجح الدارقطني في "سننه" 1/229، و"العلل" 8/30 هذه الرواية المرسلة على الرواية الموصولة، قلنا: ومراسيل الزهري غير معتبرة عند جمهور أهل العلم.
وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه" (20208) عن معمر، قال: أخبرني رجل من الأنصار رفع الحديث، فذكره. وهذا مرسل أيضاً.
وانظر حديث عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة الذى سلف برقم (8018) .(14/331)