6571 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُشَّانَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَوَّلَ ثُلَّةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَفُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، الَّذِينَ يُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ، وَإِذَا أُمِرُوا، سَمِعُوا وَأَطَاعُوا، وَإِذَا كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ حَاجَةٌ إِلَى السُّلْطَانِ لَمْ تُقْضَ لَهُ، حَتَّى يَمُوتَ وَهِيَ فِي صَدْرِهِ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَدْعُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْجَنَّةَ، فَتَأْتِي بِزُخْرُفِهَا وَزِينَتِهَا فَيَقُولُ: أَيْ (1) عِبَادِي الَّذِينَ قَاتَلُوا فِي سَبِيلِي وَقُتِلُوا، وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي، وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِي، ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَيَدْخُلُونَهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
= وانظر ما بعده، وانظر (6650) القسم الثاني منه.
(1) كذا في (س) و (ص) ، وفي (ظ) و (ق) : أين.
(2) حديث صحيح، ابن لهيعة -وهو عبد الله، وإن يكن سييء الحفظ- متابع، وباقي رجاله ثقات، حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو عُشانة: هو حي بن يؤمن المعافري.
وأخرجه الحاكم 2/71-72، وعنه البيهقي في "الشعب" (4259) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، والطبراني -فيما ذكره ابن كثير في "تفسيره" [الرعد: 23]- من طريق أحمد بن صالح، كلاهما عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي عشانة، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وعند الطبراني زيادة: "وتأتي الملائكة فيسجدون، ويقولون: ربنا، نحن نسبح بحمدك
الليل والنهار، ونقدس لك، منْ هؤلاء الذين آثرتهم علينا؟ فيقول الرب عز وجل: هؤلاء عبادي الذين جاهدوا في سبيلي، وأوذوا في سبيلي، فتدخُلُ عليهم الملائكةُ من كل باب: (سلام عليكُم بما صبرتُم فنعم عقبى الدار) ".=(11/133)
6572 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، مِنْ كِتَابِهِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ " (1)
__________
= وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/259، وقال: رواه أحمد والطبراني، ثم أورد الزيادة عند الطبراني، وقال: ورجال الطبراني رجال الصحيح، غير أبي عُشانة، وهو ثقة.
قلنا: قصر الهيثمي في ذكر حال شيخ الطبراني الراوي عن أحمد بن صالح، وهو أحمد بن رشدين، ذكره الحافظ ابن حجر في "اللسان" 2/257، وقال: قال ابنُ عدي: كذبوه، وأنكرت عليه أشياء ... وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل": لم أحدث عنه تكلموا فيه.
وأخرجه بنحوه الحاكم 2/70، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (4260) من طريق عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عياش بن عباس (هو القتباني) ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال لى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أتعلم أول زمرةٍ تدخل الجنة من أمتي؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم.
قال: "فقراء المهاجرين، يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة، ويستفتحون، فتقول لهم الخزنةُ: أو قد حوسبتم؟ قالوا: بأي شيء تحاسبونا، وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متْنا على ذلك. قال: فيفتح لهم، فيقيلون فيها أربعين عاماً قبل أن يدخلها الناس"، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
قلنا: بل هو على شرط مسلم.
وانظر ما قبله. وانظر القسم الثاني من (6650) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير شرحبيل بن شريك، وأبي عبد الرحلن الحُبلي- وهو عبد الله بن يزيد المعافري=(11/134)
6573 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ سَيْفٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ تَمُرُّ بِنَا جَنَازَةُ الْكَافِرِ أَفَنَقُومُ لَهَا؟ فَقَالَ: " نَعَمْ قُومُوا لَهَا، فَإِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَقُومُونَ لَهَا، إِنَّمَا تَقُومُونَ إِعْظَامًا لِلَّذِي يَقْبِضُ النُّفُوسَ " (1)
__________
= فمن رجال مسلم. عبد الله بن يزيد المقرىء: هو أبو عبد الرحمن.
وأخرجه عبد بنُ حميد في "المنتخب" (341) ، ومسلم (1054) ، والترمذي (2348) ، والحاكم 4/123، والبيهقي في "السنن" 4/196، وفي "الشعب" (10345) ، والبغوي في "شرح السنة" (4043) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه
الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قلنا: بل هو على شرط مسلم.
وأخرجه ابنُ ماجه (4138) من طريق حميد بن هانيء الخولاني، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به.
وأخرجه ابنُ حبان (670) ، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 2/523، وأبو نعيم في "الحلية" 6/129، والبيهقي في "الشعب" (9723) و (10346) من طريقين، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عبد الرحمن بن سلمة الجُمحي، عن عبد الله بن عمرو، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث عبد الرحمن.
وفي الباب عن فضالة بن عُبيد عند الترمذي (2349) ، وسيرد 6/19.
الكفاف، بفتح الكاف: ما لا فضل فيه.
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ربيعة بن سيف -وهو ابن ماتع المعافري-، قال البخاري وابن يونس: عنده مناكير، وضعفه الأزدي، والنسائي في "المجتبى" 4/27، وفي قول آخر للنسائي: ليس به بأس، وذكره ابنُ حبان=(11/135)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "الثقات"، وقال: يخطىء كثيراً. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن، شيخ أحمد: هو عبد الله بن يزيد المقريء، وسعيد: هو ابن أبي أيوب، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (340) ، والبزار (836) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/486، وابن حبان (3053) ، والحاكم 1/357، والبيهقي في "السنن" 4/27 من طريق أبي عبد الرحمن المقريء، بهذا الإسناد.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/27، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد ثقات.
وفي الباب عن جابر عند البخاري (1311) ، ومسلم (960) ، وسيرد 3/319.
وعن عامر بن ربيعة عند البخاري (1307) ، ومسلم (958) ، وسيرد 3/446.
وعن أبي هريرة، سيرد (7860) و (8527) .
وعن أنس عند النسائي في "المجتبى" 4/47-48.
وقد تعددت الروايات في تعليل القيام للجنازة، ففي رواية: قال عليه الصلاة والسلام: "أليست نفساً؟ "، وفي رواية: "إن للموت فزعاً"، وفي رواية: "إنما قمنا للملائكة"، وجمع الحافظ ابن حجر بين الروايات في "الفتح" 3/180، فقال: القيام للفزع من الموت فيه تعظيم لأمر الله، وتعظيم للقائمين بأمره في ذلك وهم الملائكة ... وانظر تتمة كلامه.
وقد سلف من حديث علي (623) ما يدل على نسخه.
قال الحافظ في "الفتح" 3/181: وقد اختلف أهلُ العلم في أصل المسألة، فذهب الشافعي إلى أنه (أي القيام) غير واجب، فقال: هذا إما أن يكون منسوخاً، أو يكون قام لعلة، وأيهما كان، فقد ثبت أنه تركه بعد فعله، والحجةُ في الآخر=(11/136)
6574 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ سَيْفٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ بَصُرَ بِامْرَأَةٍ لَا نَظُنُّ أَنَّهُ عَرَفَهَا، فَلَمَّا تَوَجَّهْنَا (1) الطَّرِيقَ، وَقَفَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ، فَإِذَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ (2) اللهُ عَنْهَا، فَقَالَ: " مَا أَخْرَجَكِ مِنْ بَيْتِكِ يَا فَاطِمَةُ؟ " قَالَتْ: أَتَيْتُ أَهْلَ هَذَا الْبَيْتِ، فَرَحَّمْتُ إِلَيْهِمْ مَيِّتَهُمْ وَعَزَّيْتُهُمْ، فَقَالَ: " لَعَلَّكِ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الْكُدَى؟ " قَالَتْ: مَعَاذَ اللهِ أَنْ أَكُونَ بَلَغْتُهَا مَعَهُمْ، وَقَدْ سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ فِي ذَلِكَ مَا تَذْكُرُ قَالَ: " لَوْ بَلَغْتِهَا (3) مَعَهُمْ مَا رَأَيْتِ الْجَنَّةَ حَتَّى يَرَاهَا جَدُّ أَبِيكِ " (4)
__________
= من أمره، والقعودُ أحب إلي. انتهى. ثم نقل الحافظُ عن القاضي عياض قوله: ذهب جمع من السلف إلى أن الأمر بالقيام منسوخ بحديث علي، قال: وتعقبه النووي بأن النسخ لا يصار إليه إلا إذا تعذر الجمع، وهو هنا ممكن، قال: والمختار أنه مستحب.
(1) في (ظ) : توسط أو توسطنا، غير واضحة لبياض آخر الكلمة، وكُتب في هامش (س) و (ص) : توسط، وفي هامش (ق) : توسطنا.
(2) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : ورضي، بزيادة واو.
(3) في (س) و (ظ) و (ق) : بلغتيها.
(4) إسناده ضعيف، ربيعةُ بنُ سيف المعافري -وهو ابن ماتع-، قال البخاري وابنُ يونس: عنده مناكير، وقال البخاري أيضاً في "الأوسط": روى أحاديث لا يُتابع عليها، وضعفه الأزدي عندما روى له هذا الحديث، فيما ذكره=(11/137)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الذهبي في "الميزان" 2/43، وضعفه النسائي في "السنن" 4/27، وفي قول آخر له: لا بأس به، وقال الدارقطني: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/301، وقال: كان يخطىء كثيراً، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. سعيد: هو ابن أبي أيوب.
وأخرجه النسائي 4/27 من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3123) ، وابنُ حبان (3177) ، وابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 259، وابنُ الجوزي في "العلل المتناهية" 2/903، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/115 من طريق المُفضل بن فضالة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (278) ، والحاكم 1/374، والبيهقي في "السنن" 4/77-78، وابنُ الجوزي في "العلل المتناهية" 2/903 من طريق حيوة بن شُريح، وابنُ عبد الحكم
في "فتوح مصر" ص 259 أيضاً، والحاكم 1/373، والبيهقي في "السنن" 4/60، وفي "دلائل النبوة" 1/192 من طريق نافع بن يزيد، ثلاثتهم عن ربيعة بن سيف، به، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! مع أن ربيعة بن سيف لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما. ولفظُ ابن حبان وابن عبد الحكم: حتى يراها جدك أبو أبيك.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/358-359، وقال: وربيعة هذا من تابعي أهل مصر، فيه مقال لا يقدح في حسن الإسناد!
وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/903: هذا حديث لا يثبت، وأورده من طريق فيها متابع لربيعة بن سيف المعافري، وهو شرحبيل بن شريك، ولكن لا يفرح بها، لأن فيها مجاهيل.
وقوله: "فلما توجهنا الطريق"، أي: توسطنا، ورواية النسائي: فلما توسط الطريق، ورواية ابن حبان: فلما حاذى بابه وتوسط الطريق إذا نحن ... الكُدى، بضم الكاف، وبالدال المهملة مقصوراً: قال ابن الأثير: أراد المقابر، وذلك لأنها كانت مقابرهم في مواضع صلبة، وهي جمع كُدْية، وانظر "معالم السنن" للخطابي 1/302.(11/138)
6575 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ (1) بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ لَهُ: " اقْرَأْ ثَلَاثًا مِنْ ذَاتِ الر "، فَقَالَ الرَّجُلُ: كَبِرَتْ سِنِّي، وَاشْتَدَّ قَلْبِي، وَغَلُظَ لِسَانِي، قَالَ (2) : " فَاقْرَأْ مِنْ ذَاتِ حم " فَقَالَ: مِثْلَ مَقَالَتِهِ الْأُولَى، فَقَالَ: " اقْرَأْ ثَلَاثًا مِنَ الْمُسَبِّحَاتِ "، فَقَالَ: مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَلَكِنْ أَقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللهِ سُورَةً جَامِعَةً فَأَقْرَأَهُ: إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهَا قَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَا أَزِيدُ عَلَيْهَا أَبَدًا، ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ، أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ "، ثُمَّ قَالَ: عَلَيَّ بِهِ، فَجَاءَهُ، فَقَالَ لَهُ: " أُمِرْتُ بِيَوْمِ الْأَضْحَى، جَعَلَهُ اللهُ عِيدًا لِهَذِهِ الْأُمَّةِ "، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَجِدْ إِلَّا مَنِيحَةَ ابْنِي، أَفَأُضَحِّي بِهَا؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ (3) تَأْخُذُ مِنْ شَعْرِكَ، وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَكَ، وَتَقُصُّ شَارِبَكَ، وَتَحْلِقُ عَانَتَكَ، فَذَلِكَ (4) تَمَامُ أُضْحِيَّتِكَ عِنْدَ اللهِ " (5)
__________
(1) بالياء المثناة التحتية، وآخره شين معجمة، وتصحف في (م) إلى: عباس، بموحدة وسين مهملة.
(2) لفظ: "قال" سقط من (م) .
(3) في (ص) و (ظ) : ولكنك، وأشير إليها في هامش (س) وكتب أمامها: صح.
(4) في (س) و (ظ) : فذاك.
(5) إسناده حسن، عيسى بن هلال الصدفي: روى عنه جمع، وذكره ابن=(11/139)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حبان في "الثقات" 5/213، وذكره الفسوي في "تاريخه" 2/515 في ثقات التابعين من أهل مصر، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عياش بن عباس -وهو القتباني- فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وسعيد: هو ابن أبي أيوب.
ومن طريق أحمد أخرجه بتمامه المزي في "تهذيب الكمال" 23/54-55 في ترجمة عيسى بن هلال الصدفي.
وأخرجه بتمامه أيضاً ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 258-259 من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه غيره مقطعا في موضعين: فأخرج القسم الأول منه أبو داود (1399) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (716) -ومن طريقه ابنُ السني في "عمل اليوم والليلة" (690) -، والحاكم 2/532، والبيهقي في "الشعب" (2512) من طريق عبد الله بن يزيد، به، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي بقوله: بل صحيح، أي إنه ليس على شرطهما. وهو كما قال، فإن عياش بن عباس روى له مسلم فقط، وعيسى بن هلال لم يرو له واحد منهما.
وأخرجه ابنُ حبان (773) مطولاً من طريق سعيد بن أبي هلال، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" 1/44 من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن عياش بن عباس، به والقسم الثاني أخرجه أبو داود (2789) من طريق عبد الله بن يزيد، شيخ أحمد، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/212، 213، وابنُ حبان (5914) ، والدارقطني 4/282، والحكم 4/223، والبيهقي في "السنن" 9/263-264، من طريق سعيد بن أبي أيوب، وعمرو بن الحارث، وعبد الله بن عياش بن عباس، ثلاثتهم عن عياش بن عباس، به. لكن سقط من إسناد مطبوع "المستدرك":=(11/140)
6576 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: ذَكَرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا فَقَالَ: " مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا؟ كَانَتْ لَهُ نُورًا، وَبُرْهَانًا، وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ، وَلَا بُرْهَانٌ، وَلَا نَجَاةٌ (1) ، وَكَانَ
__________
= عياش بن عباس.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقوله: "من ذات الر"، أي: من السور التي تبدأ بهذه الأحرف الثلاثة التي تقرأ مقطعة: ألف، لام، را. والذي في القرآن منها خمس سور: يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر.
وقوله: "من ذات حم"، أي: من السور التي تبدأ بهذين الحرفين: حا، ميم، وهي في القرآن سبع سور: غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف.
وقوله: "من المُسبحات"، أي: السور التي أولها سبح، ويُسبحُ، وسبح، وهي: الحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى.
وقوله: "أمرت بيوم الأضحى"، أي: بالتضحية في يوم الأضحى.
وقوله: "منيحة ابني"، المنيحة: هي شاة اللبن، تُعطى للفقير ليحلب ويشرب لبنها، ثم يردها.
وقد وقع عند أبي داود والنسائي وابن حبان: منيحة أنثى، ولعل ما في "المسند" أشبه، لأن المنيحة لا تكون إلا أنثى، ورواية ابن عبد الحكم: شاة أهلي، ورواية الدارقطني: منيحة أبي، أو شاة أبي وأهلي ومنيحتهم.
والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما منعه من ذبحها، لأنه لم يكن عنده شيء سواها ينتفع بها.
(1) في (ظ) : لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة، وأشير في هامشها إلى=(11/141)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ، وَفِرْعَوْنَ، وَهَامَانَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ " (1)
6577 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ غَازِيَةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ، فَيُصِيبُونَ غَنِيمَةً إِلَّا تَعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أَجْرِهِمْ مِنَ الْآخِرَةِ، وَيَبْقَى لَهُمُ الثُّلُثُ، فَإِنْ لَمْ يُصِيبُوا غَنِيمَةً، تَمَّ لَهُمْ أَجْرُهُمْ " (2)
__________
= الرواية المثبتة.
(1) إسناده حسن، عيسى بن هلال: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/213، وذكره الفسوي في "تاريخه" 2/515 في ثقات التابعين من أهل مصر، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير كعب بن علقمة، فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وسعيد: هو ابن أبي أيوب.
وأخرجه عبدُ بنُ حميد في "المنتخب" (353) ، والدارمي 2/301-302، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3181) ، وابن حبان (1467) من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1788) من طريق ابن ثوبان، عن سعيد بن أبي أيوب، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3180) من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب، عن كعب، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/292، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجال أحمد ثقات.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله -عدا ابن لهيعة- ثقات رجال=(11/142)
6578 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ يَسْبِقُونَ الْأَغْنِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا " قَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَإِنْ شِئْتُمْ أَعْطَيْنَاكُمْ مِمَّا عِنْدَنَا، وَإِنْ شِئْتُمْ ذَكَرْنَا أَمْرَكُمْ لِلسُّلْطَانِ قَالُوا: فَإِنَّا نَصْبِرُ فَلَا نَسْأَلُ شَيْئًا " (1)
__________
= الشيخين، غير أبي هانيء الخولاني -وهو حميد بن هانيء-، وأبي عبد الرحمن الحبلي -وهو عبد الله بن يزيد المعافري- فمن رجال مسلم. وابن لهيعة -وهو عبد الله-، سيىء الحفظ، لكنه متابع. أبو عبد الرحمن شيخ أحمد: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وحيوة: هو ابن شريح.
وأخرجه مسلم (1906) (153) ، وأبو داود (2497) ، والنسائي 6/17-18، وابن ماجه (2785) ، والحاكم 2/78، والبيهقي في "السنن" 19/169، وفي "الشعب" (4245) من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد. ولم يذكر بعضهم ابن لهيعة، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قلنا: قد أخرجه مسلم كما مر، فلا وجه لاستدراكه عليه.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 256 عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه مسلم (1906) (154) من طريق نافع بن يزيد، عن أبي هانيء، به، بنحوه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي هانيء -وهو حميد بن هانيء الخولاني-، وأبي عبد الرحمن الحُبُلي -وهو عبد الله بن يزيد المعافري- فمن رجال مسلم.=(11/143)
6579 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَدَّرَ اللهُ الْمَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " (1)
__________
= وأخرجه ابنُ حبان (678) من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2979) من طريق ابن وهب، عن أبي هانىء، به، مطولاً بذكر القصة التي ذكر أحمد هنا طرفها، ونصه: قال أبو عبد الرحمن الحبلي: جاء ثلاثة نفرٍ إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، وأنا عنده، فقالوا: يا أبا محمد، إنا والله ما نقدر على شيء، لا نفقةٍ، ولا دابةٍ، ولا متاع، فقال لهم: ما شئتم، إن شتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر اللهُ لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان،
وإن شئتم صبرتم، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن فقراء المهاجربن ... ". فذكر الحديث. قالوا: فإنا نصبر، لا نسأل شيئاً.
وأخرجه الدارمي 2/339، والنسائي في "الكبرى" (5876) ، وابن حبان (677) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (455) من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، به. وانظر (6570) و (6571) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد (7946) و (8521) .
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد (11604) و (11915) .
وعن جابر عند الترمذي (2355) ، سيرد 3/324.
وعن أنس عند الترمذي (2352) .
وعن ابن عمر عند ابن أبي شيبة 13/244، وابن ماجه (4124) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله -عدا ابن لهيعة- ثقات رجال=(11/144)
6580 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عِنْدَ ذِكْرِ أَهْلِ النَّارِ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ " (1)
__________
= الشيخين، غير أبي هانيء الخولاني -واسمه حميد بن هانيء-، وأبي عبد الرحمن الحُبُلي -وهو عبد الله بن يزيد المعافري- فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن، شيخ أحمد: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وحيوة: هو ابن شريح، وابن لهيعة: هو عبد الله، وهو سييء الحفظ، لكنه متابع.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (343) ، ومسلم (2653) ، والترمذي (2156) ، وابن حبان (6138) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/327، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 374، من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد، ولم يذكر بعضهم ابن لهيعة.
وأخرجه مسلم (2653) أيضاً من طريق ابن وهب، عن أبي هانيء، به، بزيادة: "وعرشه على الماء".
وأخرجه مسلم (2653) أيضاً، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 374 من طريق ابن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، (وزاد البيهقي: الليث بن سعد) ، عن أبي هانيء، به. ولفظ البيهقي: "فرغ الله عز وجل من المقادير وأمور الدنيا قبل أن يخلق السماوات والأرض وعرشه على الماء بخمسين ألف سنة".
قال البيهقي: وقوله: "فرغ" يريد به اتمام خلق المقادير، لا أنه كان مشغولاً به وفرغ منه، لأن الله تعالى لا يشغلُه شيء عن شيء، فإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له: كن فيكون.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي عبد الرحمن وهو عبد الله بن يزيد المقرىء -فمن رجال الشيخين. عُلى، بالتصغير،=(11/145)
6581 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَأَبُو النَّضْرِ قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " أَنْ تُطْعِمَ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأَ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ
__________
= والد موسى: هو ابن رباح.
وأخرجه الحاكم مطولاً 2/499 من طريق موسى بن عُلي، بهذا الإسناد، لكن وقع في المطبوع بين شيخ الحاكم -الحسين بن الحسن بن أيوب-، وموسى بن عُلي سقط فاحش واضطراب. وقد صححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وسيأتي مطولاً برقم (7010) فانظره.
وفي الباب عن حارثة بن وهب عند البخاري (4918) ، ومسلم (2853) (46) ، وسيرد 4/306.
وعن أبي هريرة، سيرد (8821) و (10598) .
وعن أنس، سيرد 3/145.
وعن سراقة بن مالك، سيرد 4/175.
وعن عبد الرحمن بن غنم، سيرد 4/227.
وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/369.
وعن حذيفة بن اليمان، سيرد 5/407.
وانظر (6526) و (7015) .
الجعظري: هو الفظ الغليظ المتكبر.
والجواظ: بفتح الجيم وتشديد الواو: قيل: الكثير اللحم، المختال في مشيته، وقيل: الجمُوع المنُوع.
جماع مناع: أي: جماع للمال، مناع له عن مصارفه.(11/146)
لَمْ تَعْرِفْ " (1)
6582 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وليث: هو ابن سعد، وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليزني.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (12) و (28) و (6236) ، وفي "الأدب المفرد" (1013) و (1050) ، ومسلم (39) ، وأبو داود (5194) ، والنسائي 8/107، وابن ماجه (3253) ، وابن حبان (505) ، وابن منده في "الإيمان" (317) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/287، والبيهقي في "الشعب" (8751) و (3359) ، والخطيب في "تاريخه" 18/69، والبغوي في "شرح السنة" (3302) ، وفي "التفسير" 1/567 من: طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (6587) .
(2) إسناده ضعيف، ربيعة بن سيف لم يسمع من عبد الله بن عمرو، وهو وهشام بن سعد ضعيفان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، أبوعامر: هو العقدي عبد الملك بن عمرو.
ومن طريق أحمد أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة ربيعة بن سيف 9/116.
وأخرجه الترمذي (1074) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (277) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1074) أيضاً من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن=(11/147)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= هشام بن سعد، به. قال الترمذي: وهذا حديث غريب، ليس إسناده بمتصل، ربيعةُ بنُ سيف إنما يروي عن أبي عبد الرحمن الحُبلي، عن عبد الله بن عمرو، ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعاً من عبد الله بن عمرو.
وقد ضعفه المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/373.
ونقل قول الترمذي هذا المزي في "تحفة الأشراف" 6/289، وفي "تهذيب الكمال" 9/116، وقال: رواه بشر بن عمر الزهراني وخالد بن نزار الأيلي، عن هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عياض بن عقبة الفهري، عن عبد الله بن عمرو. وعياض بن عقبة هذا لم نقع له على ترجمة فيما بين أيدينا من المصادر.
قلنا: وذكر المناوي في "فيض القدير" 5/499 أن الطبراني وصله أيضاً فرواه من حديث ربيعة بن سيف، عن عياض بن عقبة، عن ابن عمرو.
ثم قال المزي في "التحفة": ورواه الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، أن ابناً لعياض بن عقبة تُوفي يوم الجمعة، فاشتد وجده عليه، فقال له رجل من صدف (قبيلة من حمْير نزلت مصر) : يا أبا يحيى، ألا أبشرك بشيء سمعته من عبد الله بن عمرو بن العاص؟ ... فذكره.
قلنا: وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (279) من طريق عبد الله بن وهب، عن الليث بن سعد، عن ربيعة بن سيف، أن عبد الرحمن بن قحْزم أخبره أن ابناً لعياض بن عقبة مات يوم جمعة، فاشتد وجدُه عليه، فقال له رجل من الصدف: يا أبا يحيى، ألا أبشرك بشيء سمعتُه من عبد الله بن عمرو؟ ... فذكره، فزاد في إسناده عبد الرحمن بن قحزم، والرجل من الصدف (تحرف فيه إلى:
الصدق) . وابن قحْزم مجهول الحال، ذكره الأمير في "الإكمال" 7/101-102، والرجل الصدفي مبهم.
ثم أخرجه الطحاوي (280) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (155) من طرق عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، أن عبد الرحمن بن قحْزم أخبره أن ابناً لعياض بن عقبة، ثم ذكر مثل=(11/148)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سابقه. فزاد في إسناده أيضاً خالد بن يزيد وسعيد بن أبي هلال بين الليث وبين ربيعة بن سيف، قال الطحاوي: وهو أشبه عندنا بالصواب.
وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (156) من طريق محمد بن إسحاق، حدثه سليمان بن آدم، عن بقية، حدثه معاوية بن سعيد التجيبي، عن أبي قبيل المصري، عن عبد الله بن عمرو، به. وسليمان بن آدم لم نعرفه، لكن تابعه سريج بن النعمان في الرواية الآتية برقم (6646) ، وإبراهيمُ بنُ أبي العباس برقم (7050) ، ويزيد بن هاورن فيما ذكره ابنُ حجر في "النكت الظراف"
6/289. وأبو قبيل -واسمه حيي بن هانيء- ضعفه الحافظ في "تعجيل المنفعة" لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة.
وأخرجه البيهقي أيضاً (157) من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن سنان بن عبد الرحمن الصدفي، عن ابن عمرو، موقوفاً.
وله شاهد من حديث أنس أخرجه أبو يعلى (4113) ، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" 7/2554، وفيه واقد بن سلامة ويزيد بن أبان الرقاشي، وهما ضعيفان.
وآخر من حديث جابر بن عبد الله عند أبي نعيم في "الحلية" 3/155، وقال: غريب من حديث جابر ومحمد بن المنكدر، تفرد به عمر بن موسى، وهو مدني فيه لين. قلنا: قال أبو حاتم: ذاهبُ الحديث كان يضع الحديث، وقال النسائي والدارقطني: متروك. وقال ابن عدي: هو ممن يضع الحديث متناً وإسناداً.
وقد ذكرنا هذين الشاهدين الضعيفين، والثاني منهما ضعيف جداً، لأن المناوي عزا الحديث إليهما في "فيض القدير" 5/499، وقال: فلو عزاه المؤلف (يعني السيوطي) لهؤلاء كان أجود (يعني من عزوه إلى حديث ابن عمرو عند أحمد والترمذي) . قلنا: ليس العزو إليهما بأجود لأن إسناديهما كما قد رأيت.
وله شاهد ثالث ضعيف أيضاً من حديث الزهري عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند عبد الرزاق (5595) ، وهو معضل، وفيه عنعنة ابن جريج عن راو مبهم.=(11/149)
6583 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ حَمَّادٌ، أَظُنُّهُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، عَلَيْهِ جُبَّةٌ سِيجَانٍ (1) مَزْرُورَةٌ (2) بِالدِّيبَاجِ، فَقَالَ: أَلَا إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا قَدْ وَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ ابْنِ فَارِسٍ قَالَ: يُرِيدُ أَنْ يَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ ابْنِ فَارِسٍ، وَيَرْفَعَ (3) كُلَّ رَاعٍ ابْنِ رَاعٍ قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ، وَقَالَ: " أَلَا أَرَى عَلَيْكَ لِبَاسَ مَنْ لَا يَعْقِلُ " ثُمَّ قَالَ (4) : " إِنَّ نَبِيَّ اللهِ نُوحًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ: إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ: آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ، آمُرُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ، وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ، لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فِي كِفَّةٍ، رَجَحَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ،
__________
= ورابع من قول عكرمة بن خالد المخزومي عند البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (158) ، فهذه الشواهد لا تصلح لتقوية الحديث، وقد أخطأ الألباني في "الجنائز" ص 35، فحسنه أو صححه بها تقليداً للمباركفوري في "تحفة الأحوذي".
(1) في هامش (س) و (ق) : جمع ساج، وهو الطيلسان الأخضر.
(2) في هامش (س) و (ق) : مزررة. خ.
(3) في (ظ) : ورفع.
(4) في (ظ) : قال: ثم قال.(11/150)
وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ، كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً، قَصَمَتْهُنَّ (1) لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ " قَالَ: قُلْتُ أَوْ قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ: هَذَا الشِّرْكُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الْكِبْرُ؟ قَالَ: الْكِبْرُ (2) أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا نَعْلَانِ حَسَنَتَانِ لَهُمَا شِرَاكَانِ حَسَنَانِ قَالَ: " لَا " قَالَ: هُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا حُلَّةٌ يَلْبَسُهَا؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: الْكِبْرُ هُوَ (3) أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا دَابَّةٌ يَرْكَبُهَا؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: أَفَهُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا أَصْحَابٌ يَجْلِسُونَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: " لَا " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا الْكِبْرُ؟ قَالَ: " سَفَهُ الْحَقِّ، وَغَمْصُ النَّاسِ " (4)
__________
(1) بالقاف كما في جميع النسخ الخطية، وهي كذلك في (م) ، وكذا قيدها السندي في حاشيته على "المسند"، وأثبتها المرحوم أحمد شاكر بالفاء.
(2) لفظ: "الكبر" لم يرد في (م) ، وهو ثابت في النسخ الخطية.
(3) في طبعة أحمد شاكر: الكبْر هو، بزيادة لفظ: "الكبر"، ولم يرد في النسخ، وفي (م) : التكبر هو.
(4) إسناده صحيح، الصقعب بن زهير روى عنه جمع، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (548) عن سليمان بن حرب، شيخ أحمد، عن حماد، به. وفيه: قال حماد: لا أعلمه إلا عن عطاء بن يسار. وهذا الشك من حماد لا تؤثر في صحة الإسناد، لأن الحديث سيرد برقم (7101) بإسناد آخر إلى الصقعب بن زهير، وليس فيه شك برواية زيد عن عطاء.=(11/151)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=ونقله الحافظ ابنُ كثير في "تاريخه" 1/119 عن هذا الموضع من "المسند"، وقال: وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجوه.
وأخرجه البزار (2998) من طريق وهب بن جرير، عن أبيه، عن الصقعب بن زهير، به.
ثم أخرجه البزار (3069) من طريق محمد بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب. فقال ابنُ كثير في "تاريخه" 1/119 -بعد أن ساقه من رواية الطبراني من طريق محمد بن إسحاق، بإسناد البزار المذكور، لكن من حديث ابن عمرو بن العاص-: والظاهر أنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص كما رواه أحمد والطبراني.
وأورده الهيثمي بطوله في "المجمع" 4/219-220، وقال: رواه كله أحمدُ، ورواه الطبراني بنحوه، وزاد في روايته: وأوصيك بالتسبيح، فإنها عبادةُ الخلق، وبالتكبير، رواه البزار من حديث ابن عمر ... ورجال أحمد ثقات.
ثم أورده الهيثمي مقطعاً في موضعين 5/133 و142. وقال في الموضع الأول: رواه البزار وأحمد في حديث طويل تقدم في وصية نوح عليه السلام في الوصايا، ورجالُ أحمد ثقات. وقال مثله في الموضع الآخر دون أن ينسبه إلى البزار.
ثم أورده الهيثمي أيضاً من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب 10/84، وقال: رواه البزار، وفيه محمدُ بنُ إسحاق، وهو مدلس، وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح. ثم قال الهيثمي: وقد تقدم هذا من حديث عبد الله بن عمرو في الوصايا في وصية نوح.
قلنا: كأن الهيثمي لم يطلع على ما رجحه ابنُ كثير من أن الحديث حديث عبد الله بن عمرو.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" بإثر الحديث (548) عن عبد الله بن مسلمة -وهو القعنبي-، عن عبد العزيز -وهو الدراوردي-، عن زيد بن أسلم، عن=(11/152)
6584 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ مُبَارَكٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللهِ، لَا تَكُونَنَّ مِثْلَ فُلَانٍ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ " (1)
__________
= عبد الله بن عمرو، أنه قال: يا رسول الله، أمن الكبر؟ ... نحوه. قلنا: وهذا إسناد منقطع.
وقوله: وآمرك بـ"لا إله إلا الله"، فإن السماوات السبع ... الخ، سيرد على أنه من كلام نوف البكالي في الحديث (6750) .
وفي الباب في تحديد معنى الكبْر: عن ابن مسعود عند مسلم (91) ، سلف برقم (3644) .
وعن أبي هريرة عند أبي داود (4092) .
وعن أبي ريحانة، سيرد 4/133-134، وانظر (6526) و (7015) .
قوله: "سيجان"، جمع ساج، كالتيجان جمع تاج، والساج: الطيلسان الأخضر.
قوله: "حلقة مبهمة"، أي: غير معلومة المدخل والطرف.
قوله: "قصمتهن"، قال السندي: بقاف وصاد مهملة وميم، أي: قطعتهن وكسرتهن. قال ابن الأثير: والقصم: كسر الشيء وإبانته، والفصم بالفاء: كسره من غير إبانة.
قوله: "سفهُ الحق"، قيل: هو أن يرى الحق سفهاً باطلاً، فلا يقبله، ويتعظم عنه، قاله السندي، وقال ابن الأثير: المعنى الاستخفاف بالحق، وألا يراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة.
قوله: "غمص الناس"، أي: احتقارهم وألا يراهم شيئاً.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو معاوية: هو محمد بن خازم(11/153)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الضرير، وابن مبارك: هو عبد الله.
وأخرجه البخاري (1152) من طريق مبشر، وعبد الله بن المبارك، كلاهما عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري بإثره، فقال: وقال هشام: حدثنا ابنُ أبي العشرين، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا يحيى، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، قال: حدثني أبو سلمة ... مثله، وتابعه عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي.
ووصله مسلم في "صحيحه" (1159) (185) من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، به.
قال الحافظ في "الفتح" 3/38: أراد المصنف (يعني البخاري) بإيراد هذا التعليق التنبيه على أن زيادة عمر بن الحكم -أي: ابن ثوبان- بين يحيى وأبي سلمة من المزيد في متصل الأسانيد، لأن يحيى قد صرح بسماعه من أبي سلمة، ولو كان بينهما واسطة لم يصرح بالتحديث (قلنا: تصريحه بالسماع سيرد برقم (6585)) ، وظاهرُ صنيع البخاري ترجيح رواية يحيى عن أبي سلمة بغير واسطة، وظاهرُ صنيع مسلم يُخالفه، لأنه اقتصر على الرواية الزائدة، والراجحُ عند أبي حاتم والدارقطني وغيرهما صنيعُ البخاري، وقد تابع كلا من الروايتين جماعة من أصحاب الأوزاعي، فالاختلاف منه، وكأنه كان يُحدث به على الوجهين، فيُحمل على أن يحيى حمله عن أبي سلمة بواسطة، ثم لقيه، فحدثه به، فكان يرويه عنه على الوجهين، والله أعلم.
وأخرجه ابنُ سعد 4/265، والنسائي في "المجتبى" 3/253، وابنُ ماجه (1331) ، وابن خزيمة (1129) ، وابن حبان (2641) من طرق عن الأوزاعي، بإسناد أحمد.
وأخرجه النسائي 3/253 أيضاً من طريق بشر بن بكر، وابنُ خزيمة (1129) ، وأبو عوانة 2/291، والمروزي في "قيام الليل" ص 23، والبيهقي في=(11/154)
6585 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ (1) يَعْنِي أَبَا أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2)
6586 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، هَذَا فِي حَدِيثِ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ، قَالَ: نَزَلَ رَجُلٌ عَلَى مَسْرُوقٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ لَقِيَ اللهَ، وَهُوَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَلَمْ تَضُرَّهُ (3) مَعَهُ خَطِيئَةٌ، كَمَا لَوْ لَقِيَهُ وَهُوَ مُشْرِكٌ بِهِ دَخَلَ النَّارَ، وَلَمْ
__________
= "السنن" 4/13، والبغوي (939) من طريق عمرو بن أبي سلمة، كلاهما عن الأوزاعي، بإسناد مسلم.
قال ابنُ حبان: في هذا الخبر دليل على إباحة قول الإنسان بظهر الغيب في الإنسان ما إذا سمعه اغتم به إذا أراد هذا القائل به إنباه غيره دون القدح في هذا الذي قال فيه ما قال.
وسيكرر برقم (6585) .
(1) تحرف في (م) إلى: الزهري.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي. وابنُ المبارك: هو عبد الله.
وهو مكرر ما قبله.
(3) كذا في النسخ، وفي طبعة الشيخ أحمد شاكر: تضر، بحذف الهاء.=(11/155)
تَنْفَعْهُ مَعَهُ حَسَنَةٌ " قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي حَدِيثِهِ: جَاءَ رَجُلٌ أَوْ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَنَزَلَ عَلَى مَسْرُوقٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا لَمْ تَضُرَّهُ مَعَهُ خَطِيئَةٌ، وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ يُشْرِكُ بِهِ لَمْ يَنْفَعْهُ مَعَهُ حَسَنَةٌ " قَالَ عَبْدُ اللهِ (1) [بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ] : " وَالصَّوَابُ مَا قَالَهُ (2) أَبُو نُعَيْمٍ " (3)
__________
(1) في (ظ) قيادة: قال أبي. وبإثرها كلمة صح.
(2) في (س) و (ص) و (ظ) : ما قال.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي، وأبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو الثوري، ومحمد بن المنتشر والد إبراهيم: هو ابن الأجاع، وهو ابن أخي مسروق بن الأجدع.
وقوله: "فقال: سمعتُ عبد الله بن عمرو": القائل هو مسروق، وليس الرجل المبهم الذي نزل عليه، كما توهمه الهيثمي والحسيني وابن حجر، وقد أجاد في دفع هذا التوهم الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على هذا الحديث في "المسند"، ويؤيد ذلك أن الطبراني رواه في "الكبير" -فيما نقله عنه الهيثمي في "المجمع" 1/19- فجعله من رواية مسروق، عن عبد الله بن عمرو، ولهذا الرجل المبهم الذي ذكر له مسروق لهذا الحديث يحتمل أنه كان من القائلين بتكفير مرتكب الكبيرة وخلوده في النار، فرد عليه مسروق بهذا الحديث.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/19، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح، ما خلا التابعي فإنه لم يُسم! ورواه الطبراني=(11/156)
6587 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= فجعله من رواية مسروق عن عبد الله بن عمرو.
وقوله: "ولم تضره خطيئته" معناه: أن الخطايا لا تحول بينه وبين دخول الجنة، وإن مسه العذاب بسببها قبل ذلك، يوضحه حديثُ أبي هريرة مرفوعاً عند ابن حبان (3004) ، والبزار (3) : "لقنُوا موتاكم لا إله إلا الله، فإن من كان آخر كلمته لا إله إلا الله عند الموت، دخل الجنة يوماً من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه". -لفظ ابن حبان-، وهو حديث صحيح.
وقول عبد الله بن أحمد عقب الحديث: "والصواب ما قاله أبو نُعيم" لم نتبين وجهه، ويحتمل أنه يريد زيادة: "دخل الجنة" و"دخل النار" في حديث أبي أحمد الزبيري، وهي زيادة صادرة عن ثقة لها شواهد تعضدها وتقويها: من حديث ابن مسعود عند مسلم (92) ، وسلف برقم (4231) .
ومن حديث معاذ بن جبل عند البخاري (128) و (129) ، وسيرد 5/232.
ومن حديث جابر عند مسلم (93) (151) و (152) ، وسيرد 3/325 و345 و374.
ومن حديث أبي ذر عند مسلم (94) (153) ، وسيرد 5/166.
ومن حديث أبي هريرة، سيرد (8737) .
ومن حديث أبي سعيد الخدري، سيرد (11751) .
ومن حديث أنس، سيرد 3/157 و244.
ومن حديث عقبة بن عامر الجهني، سيرد 4/152.
ومن حديث سلمة بن نعيم، سيرد 4/260 و5/282.
ومن حديث خريم بن فاتك، سيرد 4/322 و346.
ومن حديث أبي أيوب الأنصاري، سيرد 5/416 و419.
ومن حديث أبي الدرداء، سيرد 6/450.(11/157)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعْبُدُوا الرَّحْمَنَ، وَأَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، تَدْخُلُونَ الْجِنَانَ " قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: " تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ " (1)
6588 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو عوانة -وهو وضاح اليشكري- سمع من عطاء قبل الاختلاط وبعده، فكان لا يعقل ذا من ذا، فقال ابنُ معين: لا يحتج بحديثه. وعبدُ الوارث -والد عبد الصمد- سمع من عطاء بعد الاختلاط، لكنهما متابعان، وباقي رجاله ثقات غير عطاء. يحيى بن حماد: هو الشيباني، والسائب -والد عطاء- هو ابن مالك، أو ابن زيد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/625، والبخاري في "الأدب المفرد" (981) ، وابن ماجه (3694) من طريق محمد بن فضيل، وعبد بن حميد في "المنتخب" (355) من طريق زائدة بن قدامة، والدارمي 2/109، وابن حبان (489) و (507) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/287 من طريق جرير بن عبد الحميد، والترمذي (1855) من طريق أبي الأحوص، أربعتهم عن عطاء، بهذا الإسناد. وسماع زائدة من عطاء صحيح. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وفي الباب عن علي، سلف برقم (1337) .
وعن أبي هريرة، سيأتي 2/295، وإسناده صحيح.
وعن أبي مالك الأشعري، سيأتي 5/343.
وعن عبد الله بن سلام، سيأتي 5/451
وانظر (6581) و (6615) .(11/158)
ضَافَ ضَيْفٌ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَفِي دَارِهِ كَلْبَةٌ مُجِحٌّ، فَقَالَتِ الْكَلْبَةُ: وَاللهِ لَا أَنْبَحُ ضَيْفَ أَهْلِي، قَالَ: فَعَوَى جِرَاؤُهَا فِي بَطْنِهَا، قَالَ: قِيلَ مَا هَذَا؟ قَالَ: فَأَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ (1) : هَذَا مَثَلُ أُمَّةٍ تَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمْ، يَقْهَرُ سُفَهَاؤُهَا حُلَماءَهَا " (2)
6589 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) في (ظ) : فأوحي إلى رجل منهم.
(2) إسناده ضعيف، أبو عوانة -وهو وضاح اليشكري- سمع من عطاء قبل الاختلاط وبعده، وكان لا يعقل ذا من ذا، فقال ابنُ معين: لا يحتج بحديثه، وباقي رجاله ثقات غير عطاء. يحيى بن حماد: هو الشيباني، والسائب -والد عطاء- هو ابن مالك، أو ابن زيد.
وأخرجه البزار (3372) من طريق أبي حمزة السكري، عن عطاء، به، ولم يذكروه فيمن سمع منه قبل الاختلاط.
وأورده الهيثمي في موضعين في "المجمع" 1/183 و7/280، وقال في الأول: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه شعيب بن صفوان، وثقه ابنُ حبان، وضعفه يحيى، وعطاء بن السائب قد اختلط.
وقال في الموضع الثاني: رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط.
قوله: "حلماءها"، وقع في (س) و (ق) : أحلامها، وكلاهما بمعنى، يُقال: رجل حليم من قوم أحلام وحلماء. "اللسان".
قوله:" كلبة مُجح" بضم الميم، ثم جيم مكسورة، ثم حاء مهملة مشددة: هي الحامل التي قرُبت ولادتها.(11/159)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ الْيَهُودَ: " كَانُوا يَقُولُونَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَامٌ عَلَيْكَ ثُمَّ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ: {لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِمَا نَقُولُ} [المجادلة:8] فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ} [المجادلة:8] إِلَى آخِرِ الْآيَةَ (1)
6590 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ فَقَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِمُحَمَّدٍ، وَلَا تُشْرِكْ فِي رَحْمَتِكَ إِيَّانَا أَحَدًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَائِلُهَا؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ حَجَبْتَهُنَّ عَنْ
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن. حماد بن سلمة: سمع من عطاء قبل الاختلاط وبعده، وقد صحح الجمهور روايته عنه كما ذكر العراقي في "التقييد والإيضاح" ص 392.
وأخرجه البزار (2271) من طريق هشام بن عبد الملك، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9100) من طريق عفان، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
قال البزار: لا نعلمه يُروى إلا عن عبد الله بن عمرو -فتعقبه الهيثمي بقوله: قد روي عن ابن عباس-، ولا رواه عن عطاء إلا حماد.
ونقله ابنُ كثير في "تفسيره" 8/69 عن هذا الموضع من"المسند"، وقال: إسناده حسن، ولم يخرجوه.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/121-122، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وإسناده جيد، لأن حماداً سمع من عطاء بن السائب في حالة الصحة.
وفي الباب عن ابن عباس عند الطبري في "تفسيره" [المجادلة:8] .
وعن عائشة عند مسلم (2165) (11) ، وسيرد 6/37 و199 و229 و230.(11/160)
نَاسٍ كَثِيرٍ " (1)
6591 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ وَهُوَ النَّبِيلُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ "
قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ الْخَمْرَ، وَالْمَيْسِرَ، وَالْكُوبَةَ، وَالْغُبَيْرَاءَ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (2)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، حماد -وهو ابن سلمة- صحح الجمهور روايته عن عطاء، كما ذكر العراقي في "التقييد والإيضاح" ص 392، وباقي رجاله ثقات غير عطاء فهو صدوق. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وعفان: هو ابن مسلم. والسائب والد عطاء: هو ابن مالك، أو ابن زيد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (626) ، وابن حبان (986) من طريقين، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/150، وقال: رواه أحمد والطبراني بنحوه، وإسنادهما حسن.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (6010) ، وسيرد (7255) و (7802) .
وعن جندب البجلي، سيرد 4/312.
وعن وائلة عند ابن ماجه (530) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، علته عمرو بن الوليد، سلف الكلام فيه برقم (6478) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الحميد بن جعفر فمن رجال مسلم. أبو عاصم النبيل: هو الضحاك بن مخلد.
وأخرجه بطوله عدا: "وكل مسكر حرام" ابن عبد البر في "التمهيد" 1/248=(11/161)
6592 - حَدَّثَنَا وَهْبٌ (1) يَعْنِي ابْنَ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أَرَادَ فُلَانٌ أَنْ يُدْعَى جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ قَدْرِ سَبْعِينَ عَامًا أَوْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا "
قَالَ: " وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2)
__________
= و5/167، والبيهقي في "السنن" 10/221-222 من طريق أبي عاصم النبيل، بهذا الإسناد.
وقوله: "من قال على ما لم أقل ... " أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (399) من طريق أبي عاصم، به.
وأورد الحديث ابنُ كثير في "تفسيره" [المائدة: 90] ، وقال: تفرد به أحمد.
وسلف ذكر شواهد أقسام الحديث وشرح مفرداته برقم (6478) .
وقوله: "كل مسكر حرام" سيأتي أيضاً برقم (6738) . وانظر (6547) و (6564) و (6592) .
(1) تحرف في (م) إلى: وهيب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهب بن جرير: هو ابن حازم، الحكم: هو ابن عُتيبة، أبو محمد الكندي الكوفي.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 2/347 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2274) عن شعبة، به.
وأخرجه ابن ماجه (2611) عن محمد بن الصباح، عن سفيان، عن عبد الكريم، عن مجاهد، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/98، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.=(11/162)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/74: رواه أحمد وابن ماجه، ورجالُهما رجالُ الصحيح، وعبد الكريم: هو الجزري، ثقة، احتج به الشيخان وغيرهما، ولا يُلْتفت إلى ما قيل فيه.
وفي الباب عن علي عند البخاري (6755) ، ومسلم (1370) ، وسلف برقم (615) وعن سعد بن أبي وقاص عند البخاري (4326) ، ومسلم (63) (114) و (115) وسلف (1454) و (1497) .
وعن ابن عباس، سلف (3037) .
وعن عمرو بن خارجة، سيرد 4/187 و238.
وعن أبي بكرة، سيرد 5/38 و46.
وعن أبي ذر عند البخاري. (3508) . ومسلم (61) ، وسيرد 5/166.
وعن أبي أمامة الباهلي، سيرد 5/267.
وعن أنس عند أبي داود (5115) ، وإسناده صحيح.
وعن جابر عند أبي يعلى في "مسنده" (2071) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/149 وقال: رواه أبو يعلى، وفيه عمران القطان، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره.
وسيكرر الحديث برقم (6834) ، وانظر (7019) .
وقوله: "من كذب علي متعمداً ... "، سلف برقم (6478) و (6486) و (6591) .
ملاحظة: جاء في "تهذيب التهذيب " 11/162 عبارة: قال أحمد: "ما روى وهب قط عن شعبة، ولكن كان صاحب سنة"، وفي هذه العبارة تحريف صوابها -كما في "العلل" لأحمد 2/313-: "مارُؤي وهب عند شعبة ... "، ثم نقل أحمد عن وهب نفسه قوله: كتب لي أبي إلى شعبة، فكنت أجيء فأسأله. قلنا: يعني ذلك -والله أعلم- أن وهباً وإن لم يُر عند شعبة في مجالس السماع، كان=(11/163)
6593 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَرِيشِ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقُلْتُ: إِنَّا بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، وَإِنَّمَا نُبَايِعُ (1) بِالْإِبِلِ وَالْغَنَمِ إِلَى أَجَلٍ، فَمَا تَرَى فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ، جَهَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا عَلَى إِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ، حَتَّى نَفِدَتْ، وَبَقِيَ نَاسٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْتَرِ لَنَا إِبِلًا بقَلَائِصَ (2) مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ إِذَا جَاءَتْ، حَتَّى نُؤَدِّيَهَا إِلَيْهِمْ "، فَاشْتَرَيْتُ الْبَعِيرَ بِالِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثِ (3) قَلَائِصَ، حَتَّى فَرَغْتُ، فَأَدَّى ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ (4)
__________
= يجيء وحده إليه، فيسأله، وقد ثبت سماعه منه في هذا الحديث، وأثبت سماعه أيضاً البخاري في "التاريخ الكبير" 8/169.
(1) في هامش (ظ) : نتبايع.
(2) في (م) وطبعة المرحوم أحمد شاكر: من قلائص.
(3) في (ظ) : والثلاثة، وفي هامشها: والثلاث.
(4) حديث حسن، وهذا إسناد فيه ضعف واضطراب، عمرو بن الحريش: قال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. وقال الذهبي في "الميزان" 3/252: ما روى عنه سوى أبي سفيان. -قلنا: يعني في رواية أبي داود الآتي ذكرها في التخريج، وقد فات الذهبي الإشارة إلى هذه الرواية، كما فاته ذلك في ترجمة=(11/164)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبي سفيان في "الميزان" أيضاً. -قال المزي: زعم ابن حبان أن عمرو بن حبشي الزبيدي، وعمرو بن حريش الزبيدي واحد، فالله أعلم. وباقي رجاله ثقات غير ابن إسحاق، فهو صدوق حسن الحديث إذا صرح بالتحديث. حسين بن محمد: هو المروذي، وأبو سفيان -ونُسب في الرواية (7025) : الحرشي. قال ابن معين: ثقة مشهور.
ونقل أحمد عن ابن إسحاق في الرواية (7025) توثيقه عن أهل بلاده، ولعل الذهبي لم يطلع على توثيقهما، فقال في "الميزان" 4/531: لا يعرف، وقال فيه أيضاً 3/252: لا يُدرى من أبو سفيان، ثم اطلع عليه بعد، فقال في "الكاشف" 3/301: ثقة. وذكر ابنُ ماكولا نسبته في "الإكمال" في الجُرشي -بالجيم المضمومة-، والحرشي بالحاء المهمله.
ومسلم بن جبير: وثقه أحمد في الرواية (7025) ، فقال: وكان مسلم رجلاً يؤخذ عنه، وقد أدرك وسمع، ويظهر أن الذهبي لم يطلع على توثيق أحمد هذا، فقال في "الميزان" 4/102: لا يُدرى من هو. وقال ابن حجر في "التقريب": مجهول، وقد نسبه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/258: الحرشي، ونسبه ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/181: الجُرشي -بالجيم-، وتفرد عبدُ
الأعلى بن عبد الأعلى السامي -فيما ذكره البخاري في "التاريخ" 6/323، وابنُ ماكولا في "الإكمال" 2/422، والمزي في "تحفة الأشراف" 6/370- فسماه مسلم بن كثير، فأعاد ابن أبي حاتم ترجمته بهذا الاسم في "الجرح والتعديل" 8/193.
وأخرجه الدارقطني 3/69 من طريق أبي أمية الطرسوسي، عن حسين بن محمد المرُّوذي، شيخ أحمد، بهذا الإسناد، وقد تصحف فيه المروذي -بالذال-، إلى: المروزي -بالزاي-.
وسيورده أحمد برقم (7025) من طريق إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقد أخرجه أبو داود (3357) ، والدارقطني 3/70، والحاكم 2/56-57،=(11/165)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والبيهقي في "السنن" 5/287-288 من طريق أبي عمر حفص بن عمر الحوضي، عن حماد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مسلم بن جُبير، عن أبي سفيان، عن عمرو بن حريش، به. فزاد حماد في هذه الرواية يزيد بن أبي حبيب، وقدم مسلم بن جبير على أبي سفيان.
وخالف أبا عمر الحوضي في روايته عن حماد عفانُ بنُ مسلم الصفار -فيما ذكره ابنُ ماكولا في "الإكمال" 2/422، والزيلعي في "نصب الراية" 4/47- فرواه عن حماد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مسلم بن أبي سفيان، عن عمرو بن حريش، به.
ورواه عبدُ الأعلى -فيما ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 6/323 -عن ابن إسحاق، عن أبي سفيان، عن مسلم بن كثير، عن عمرو بن حريش، فقال ابنُ القطان فيما نقله الزيلعي 4/47: وهذا حديث ضعيف مضطرب الإسناد.
ومع ذلك فقد صححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! فمع اضطرابه لم يخرج مسلم لأبي سفيان، ولا لمسلم بن جبير، وقد سقط من إسناده (يعني في المطبوع) عمرو بن حريش بين أبي سفيان وعبد الله بن عمرو.
وقد ذكر الحافظ في "التعجيل" ص 400-401 الحديث من رواية "المسند" من طريق إبراهيم بن سعد، ومن طريق جرير بن حازم، ثم ذكره برواية أبي داود من طريق حماد بن سلمة، وشرح الاختلاف بينهما، ثم قال: وإذا كان الحديث واحداً، وفي رجال إسناده اختلاف بالتقديم والتأخير، رُجح الاتحاد، ويترجحُ برواية إبراهيم بن سعد على رواية حماد باختصاصه بابن إسحاق، وقد تابع جريرُ بن حازم إبراهيم كما تقدم، فهي الراجحة.
قلنا: وللحديث طريق يقوى بها، فقد أخرجه الدارقطني 3/69، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/287-288 من طريق ابن وهب، عن ابن جريج أن عمرو بن شعيب أخبره عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو. وهذا إسناد حسن، وقد=(11/166)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ذكره الحافظ في"الفتح" 4/419، وقال: وإسناده قوي.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر مرفوعاً، سلف برقم (5885) ، وإسناده ضعيف.
وله شاهد آخر من فعل ابن عمر علقه البخاري في البيوع: باب بيع العبد، والحيوان بالحيوان نسيئة 4/419، ووصله مالك في "الموطأ" 2/652، وأخرجه من طريقه البيهقي في "السنن" 5/288.
وثالث من فعل علي بن أبي طالب أخرجه مالك في "الموطأ" 2/652، وعبد الرزاق في "المصنف" (14142) ، والبيهقي 5/288 و226. وإسناده منقطع.
ورابع من فعل رافع بن خديج علقه البخاري 4/419، ووصله عبد الرزاق في "المصنف" (14141) .
قوله: "على الخبير سقطت": مثل سائر للعرب، أي: على العارف به وقعت، قال النووي: فيه دليل لجواز ذكر الإنسان بعض ممادحه للحاجة، وإنما ذكر ذلك عبد الله بن عمرو ترغيباً للسامع في الاعتناء بخبره به.
قوله: "بقلائص": جمع قلُوص، بالفتح: الناقة الشابة، بمنزلة الجارية من النساء.
قوله: "إذا جاءت حتى نؤديها إليهم": قال السندي: الظاهر أن في الكلام تقديماً، أي: حتى نؤديها إليهم إذا جاءت، وهذا غاية للشراء وتأجيل لثمنه، ويمكن أن يجعل "إذا جاءت" متعلقاً بمقدر، أي: نؤدي تلك القلائص إذا جاءت.
وقوله: "حتى نؤديها إليهم" علة للشراء، على أن ضمير "إليهم" راجع إلى من بقي من الناس، أي: لنعطيها لمن بقي من الناس. قيل: وفيه إشكال لجهالة الأجل، ويمكن أن يجاب بأن وقت إتيان إبل الصدقة كان معلوماً إذ ذاك، أو كان هذا الحديث منسوخاً. والله تعالى أعلم.(11/167)
6594 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو قَبِيلٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعَاذَ مِنْ سَبْعِ مَوْتَاتٍ: مَوْتِ الْفُجَاءَةِ (1) ، وَمِنْ لَدْغِ الْحَيَّةِ، وَمِنَ السَّبُعِ، وَمِنَ الْحَرَقِ، وَمِنَ الْغَرَقِ، وَمِنْ أَنْ يَخِرَّ عَلَى شَيْءٍ، أَوْ يَخِرَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَمِنَ الْقَتْلِ عِنْدَ فِرَارِ الزَّحْفِ " (2)
6595 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو، أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ، حَدَّثَهُ
__________
(1) في (م) : الفجأة.
(2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيىء الحفظ، ومالك بن عبد الله مجهول، ولم يرو عنه غير أبي قبيل، وقد نسبه أحمد في الحديث (453) : الزيادي، ونسبه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 286: البرْدادي، وذكر الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 389 أن ابن يونس نسبه كذلك بالحروف، فقال: بفتح الموحدة، وسكون المهملة، ودالين بينهما ألف، وذكر الحافظ أن ما في "المسند" تحريف لم ينبه عليه، وأن ابن يونس أعلم بالمصريين من غيره.
أبو قبيل: هو حُيى بن هانيء المعافري، وثقه ابن معين، وحكى الساجي عنه أنه ضعفه، ووثقه احمد وأبو زرعة والفسوي والعجلي، وذكره الساجي في "الضعفاء" له، وضعفه الحافظ في "تعجيل المنفعة" لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة.
حسن بن موسى: هو الأشيب.
وأخرجه البزار (782) من طريق سعيد بن الحكم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، لكن ليس فيه مالك بن عبد الله.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/318، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام.(11/168)
أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، حَدَّثَهُ: أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ دَخَلُوا عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَهِيَ (1) تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ، فَرَآهُمْ، فَكَرِهَ ذَلِكَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ إِلَّا خَيْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ بَرَّأَهَا مِنْ ذَلِكَ "، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: " لَا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ إِلَّا وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوِ اثْنَانِ " (2)
__________
(1) في (ق) : وكانت. وفي هامش (س) و (ص) و (ق) : وكانت زوجته.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكر بن
سوادة- وهو الجذامي المصري-، وعبد الرحمن بن جبير- وهو المؤذن العامري-،
فمن رجال مسلم، وهما ثقتان. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو
الأزدي، وابن وهب: هو عبد الله، وعمرو: هو ابن الحارث بن يعقوب الأنصاري
المصري.
وأخرجه مسلم (2173) (22) ، والنسائي في"الكبرى" (9217) ، وابن حبان
(5585) ، والبيهقي في"السنن"7/90 من طرق، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طرق أخرى برقم (6744) و (6995) .
وله شاهد من حديث عمرو بن العاص، سيرد 4/196-197.
قوله:"مغيبة"بضم الميم من"أغابت"، إذا غاب عنها زوجها، والمراد التي
في البيت وحدها. قاله السندي.
قال القرطبي في"شرح مسلم" 3/182/أ: وإنما اقتصر على ذكر الرجل أو
الرجلين لصلاحية أولئك القوم، لأن التهمة كانت ترتفع بذلك القدر، فأما اليوم
فلا يُكتفى بذلك القدر، بل بالجماعة الكثيرة، لعموم المفاسد، وخبث المقاصد،
ورحم الله مالكاً فإنه بالغ في هذا الباب حتى منع فيه ما يجُرُ إلى بعيد التهم
والارتياب، حتى منع خلوة المرأة بابن زوجها والسفر معه، وإن كانت محرمة عليه،=(11/169)
6596 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيُّ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي ذَبَحَ ضَحِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ لِأَبِيكَ يُصَلِّي ثُمَّ يَذْبَحُ " (1)
__________
= لأنه ليس كل أحد يمتنع بالمانع الشرعي.
قلنا: وهذا في زمان القرطبي، فكيف في زماننا هذا، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وحُيي بن عبد الله المعافري مختلف فيه، قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره الساجي وابن الجارود والعقيلي وابن الجوزي في الضعفاء، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/23-24، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه حُيي بنُ عبد الله المعافري، وثقه ابن معين وغيره، وضعّفه أحمد وغيره، وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث أنس عند البخاري (954) ، ومسلم (1962) ، وسيرد 3/113 و117.
وآخر من حديث البراء بن عازب عند البخاري (951) ، ومسلم (1961) (7) ، وسيرد 4/303.
وثالث من حديث جندب بن سفيان البجلي عند البخاري (5562) ، ومسلم=(11/170)
6597 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، حَدَّثَهُ قَالَ: أَخْرَجَ لَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو قِرْطَاسًا، وَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا يَقُولُ: " اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ، وَإِلَهُ كُلِّ شَيْءٍ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ، أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي إِثْمًا أَوْ أَجُرَّهُ عَلَى مُسْلِمٍ " قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ حِينَ يُرِيدُ أَنْ يَنَامَ " (1)
__________
= (1960) ، وسيرد 4/313.
ورابع من حديث أبي بردة بن نيار، سيرد 3/446 و4/54.
وخامس من حديث جابر، سيرد 3/324 و349.
قوله: "ثم يذبح"، أي: ثانية، لعدم جواز الأولى، قاله السندي.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. وحيي بن عبد الله المعافري تقدم الكلام فيه في الحديث السابق. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/122، وقال: رواه أحمد، وإسناده حسن، ثم ذكر روايتين للحديث، وقال: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح غير حيي بن عبد الله المعافري، وقد وثقه جماعة، وضعفه غيرهم.
وسيرد من طريق أخرى برقم (6851) .
وله شاهد صحيح من حديث أبي بكر، سلف برقم (51) و (52) ، وسيرد في مسند أبي هريرة (7961) .=(11/171)
6598 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " انْكِحُوا أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ (1) ، فَإِنِّي أُبَاهِي بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
6599 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَهُ
__________
= وقوله: "وشرْكه"، قال النووي في "الأذكار" (221) : قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وشركه": روي على وجهين: أظهرهما وأشهرهما بكسر الشين مع إسكان الراء من الإشراك، أي: ما يدعو إليه، ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى.
والثاني: شركه: بفتح الثين والراء، أي: حبائله ومصايده، واحدها: شركة، بفتح الشين والراء، وآخرها هاء.
(1) في هامش (س) : أي الوُلْد من النساء، حتى تأتي بالأولاد الكثيرة.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وحُيي بن عبد الله تقدم الكلام فيه برقم (6596) . وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل" 2/856 من طريق يحيى بن بكير، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/258، وقال: رواه أحمد، وفيه حيي بنُ عبد الله المعافري، وقد وُثق، وفيه ضعف.
وله شاهد من حديث معْقل بن يسار عند أبي داود (2050) ، والنسائي 6/65-66، وابن حبان (4056) ، وصححه الحاكم 2/162، ووافقه الذهبي.
وآخر من حديث أنس عند سعيد بن منصور في "السنن" (490) ، وابن حبان (4028) ، وسيرد 3/158.
فالحديث يتقوى بها ويصح.(11/172)
أَنَّهُ، سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ فَخَطْوَةٌ تَمْحُو سَيِّئَةً، وَخَطْوَةٌ تُكْتَبُ لَهُ حَسَنَةٌ، ذَاهِبًا وَرَاجِعًا " (1)
6600 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَاءَ الرَّجُلُ يَعُودُ مَرِيضًا، قَالَ: اللهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ، يَنْكَأُ لَكَ عَدُوًّا، وَيَمْشِي لَكَ إِلَى الصَّلَاةِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا سند ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابنُ حبان (2039) من طريق حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب، عن حيي بن عبد الله المعافري، بهذا الإسناد.
وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/207، وقال: رواه أحمد بإسناد حسن. (وقع في المطبوع ابن عمر، وهو تحريف) .
وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد" 2/39، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال الطبراني رجال الصحيح، ورجال أحمد فيهم ابنُ لهيعة.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (666) ، وابن حبان (2044) .
وآخر من حديث أبي هريرة أيضاً عند البخاري (647) ، سيرد (7430) .
وثالث من حديث عتبة بن عبد السلمي، سيرد 4/185.
ورابع من حديث عقبة بن عامر، سيرد 4/157.
وخامس من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الكبير" (13328) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 2/29، وقال: ورجاله موثقون.
(2) إسناده ضعيف. ابن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، لكن=(11/173)
6601 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَا بِأَذَانِهِمْ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ كَمَا يَقُولُونَ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ، فَسَلْ تُعْطَ " (1)
__________
= تبقى العلة في حيي بن عبد الله، فهو ضعيف إذا انفرد.
وأخرجه أبو داود (3107) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/320، وابنُ حبان (2974) ، وابن السني (552) ، والحاكم 1/344 و549 من طريق ابن وهب، عن حيي بن عبد الله المعافري، بهذا الإسناد. ولفظ أبي داود: "أو يمشي لك إلى جنازة"، بدل: "إلى صلاة"، وأشار أبو داود إلى الرواية الأخرى، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! وهذا وهم منهما، فإن حيي بن عبد الله
لم يخرج له مسلم وإنما حديثه عن أصحاب السنن، ثم هو ضعيف.
وأخرجه عبدُ بنُ حميد في "المنتخب" (344) من طريق ابن المبارك، عن رشدين بن سعد، عن حيي بن عبد الله، به. ورشدين بن سعد ضعيف.
قوله: "ينكأ": قال عياض في "المشارق" 2/12: كذا الرواية بفتح الكاف مهموز الآخر، وهي لغة، والأشهر: ينكي (أي: كيرْمي) ، ومعناه: المبالغة في أذاه. وقال ابن الأثير: "أو ينكي لك عدواً"، يقال: نكيت في العدو أنكي نكايةً، إذا أكثرت فيهم الجراح والقتل فوهنوا لذلك. وقد يهمز، لغة فيه.
(1) حسن لغيره، ابنُ لهيعة، وحيي بنُ عبد الله -وهو المعافري- متابعان، كما سيرد في التخريج.
وأخرجه أبو داود (524) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (44) ، وابنُ حبان (1695) ، والطبراني في "الدعاء" (444) ، والبيهقي في "السنن" 1/410، والبغوي (427) من طريق عبد الله بن وهب، عن حيي بن عبد الله، بهذا الإسناد، وحسنه الحافظ ابنُ حجر في "نتائج الأفكار" 1/378.=(11/174)
6602 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّلَاةُ "، ثُمَّ قَالَ: مَهْ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ "، ثُمَّ قَالَ: مَهْ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ: فَلَمَّا غَلَبَ عَلَيْهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، قَالَ الرَّجُلُ: فَإِنَّ لِي وَالِدَيْنِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آمُرُكَ بِالْوَالِدَيْنِ خَيْرًا "، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَأُجَاهِدَنَّ وَلَأَتْرُكَنَّهُمَا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ أَعْلَمُ " (1)
__________
= وأخرجه البغوي (426) من طريق رشدين بن سعد، عن حيي، به.
وأخرجه الطبراني أيضاً في "الدعاء" (445) من طريق رشدين بن سعد، عن عمر مولى غفرة، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، به. ورشدين وعمر مولى غفرة -وهو ابن عبد الله-، كلاهما ضعيف.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قل كما يقولون"، سلف مطولاً بإسناد صحيح برقم (6568) .
(1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ-، قد توبع، وتبقى علته منحصرة في حيي بن عبد الله المعافري، وهو ضعيف. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو عبد الرحمن: هو الحبلي عبد الله بن يزيد المعافري.
وأخرجه ابن حبان (1722) من طريق عبد الله بن وهب، عن حيي بن عبد الله المعافري، بهذا الإسناد. (قال شعيب: وقد كنت حكمت على إسناده فيه بالحسن، ثم تبين لي أن حيي بن عبد الله لا يكون حديثه حسناً إلا عند المتابعة) .
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/301، وقال: رواه أحمد وفيه ابنُ=(11/175)
6603 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَكَرَ فَتَّانَ الْقُبُورِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَتُرَدُّ عَلَيْنَا (1) عُقُولُنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، كَهَيْئَتِكُمُ الْيَوْمَ " فَقَالَ عُمَرُ: بِفِيهِ الْحَجَرُ (2)
__________
= لهيعة، وهو ضعيف، وقد حسن له الترمذي، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلنا: إلا حيي بن عبد الله، فليس من رجال الصحيح، ثم هو ضعيف.
وقد سلف في الأمر باستئذان الأبوين في الجهاد الأحاديث (6525) و (6544) وغيرهما، وقد جمع الحافظ بينها وبين هذا الحديث في "الفتح" 6/140-141، فقال: قال جمهور العلماء: يحرُم الجهادُ إذا منع الأبوان أو أحدُهما بشرط أن يكونا مسلمين، لأن برهما فرضُ عين عليه، والجهادُ فرضُ كفاية، فإذا تعين الجهادُ فلا إذن، ويشهد له ... فذكر هذا الحديث من "صحيح ابن حبان"
وسكت عنه، ثم قال: وهو محمول على جهاد فرض العين توفيقاً بين الحديثين.
(1) في (ظ) : إلينا، وأشير إليها في هامش (س) و (ص) و (ق) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابنُ حبان (3115) (وحسنا إسناده فيه وهو خطأ) ، والآجري في "الشريعة" ص 367، وابنُ عدي في "الكامل" 2/855 من طريق عبد الله بن وهب، عن حيي بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/47، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح.
قلنا: ابن لهيعة وحيي ليسا من رجال الصحيح، والثاني ضعيف، وقد تفرد به.
والمراد بفتان القبور: الملكان.=(11/176)
6604 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَلَا أَجِدُ قَلْبِي يَعْقِلُ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ قَلْبَكَ حُشِيَ الْإِيمَانَ، وَإِنَّ الْإِيمَانَ يُعْطَى الْعَبْدَ قَبْلَ الْقُرْآنِ " (1)
__________
= ولسؤال الملكين في القبر شواهد كثيرة:
منها حديث أنس بن مالك عند البخاري (1338) ، ومسلم (2870) (70) ، وسيرد 3/126.
وحديث البراء بن عازب عند مسلم (2871) (73) ، وسيرد 4/287، 288.
وحديث أسماء بنت أبي بكر عند البخاري (1373) ، وسيرد 6/345.
وحديث أبي هريرة عند ابن حبان (3117) .
(1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وحيي بن عبد الله -وهو المعافري-، وقد تفرد به. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/63، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة.
قلنا: لم يذكر ضعف حيي بن عبد الله، مع أنه ذكره في مواضع أخرى، ونسي في بعضها أن يذكر ابن لهيعة.
قوله: "فلا أجد قلبي يعقل عليه"، أي: يعقل القرآن ويحفظه ثابتاً عليه، أي: على حفظه.
قوله: "حُشي" على بناء المفعول، أي: مُلىء، أي: دخل فيه الإيمان فامتلأ به بحيث ما بقي فيه موضع لغيره، وفيه أن الإيمان إذا استغرق قلب العبد وغلب عليه ينسى كل شيء غيره، ويذهل عنه إلا من قواه الله تعالى على تحمل القرآن والعلم مع كمال الإيمان، وشرح صدره لذلك.=(11/177)
6605 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُرَيْحٍ (1) الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ، وَمَلَائِكَتُهُ سَبْعِينَ صَلَاةً فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ " (2)
__________
= قوله: "وإن الإيمان": أي: كماله، "يعطى"، أي: قد يعطى، قاله السندي.
ووقع في نسخة (ق) : "وإن العبد يعطى الإيمان قبل القرآن"، وأشير إليها في هامش (س) و (ص) .
(1) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن مريج، فالتبس أمره على الشيخ ناصر الدين الألباني في "صحيحته" 3/460، فقال: لم أعرفه، ولم يورده الحافظ في "تعجيل المنفعة"، وهو من شرطه، ولعله لا وجود له، وإنما هو من مخيلة ابن لهيعة وسوء حفظه! قلنا: قد ذكره الحافظ في "التعجيل" ص 257، وضبط اسم أبيه، فقال: عبد الرحمن بن مُريح بالتصغير والمهملة. قال الشيخ أحمد شاكر:
ويظهر أن هذا خطأ قديم في بعض نسخ "المسند"، لأن الحسيني ترجمه في "الإكمال" باسم "عبد الرحمن"، وقال: ويقال: عبد الله، وهذا القول لم يشر إليه الذهبي ولا الحافظ في "التعجيل"، ولو كان قولاً آخر في اسمه لما حذفه الحافظ ابن حجر، وإنما الراجح عندي أن الحسيني راه في بعض نسخ "المسند" فظنه قولاً آخر في اسمه. قلنا: ويدل على أنه خطأ قديم في بعض نسخ المسند أنه جاء في "أطراف المسند" 4/110 باسم عبد الله. وقد جاء في نسخنا الخطية على الصواب.
(2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة سييء الحفظ، وعبد الرحمن بن مُريح: قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 5/287، والذهبي في "الميزان" 2/589، والحسيني في "الإكمال" ص 268: مجهول، وتبعهم الحافظ ابن حجر في=(11/178)
6606 - وسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا كَالْمُوَدِّعِ، فَقَالَ: " أَنَا مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ " - قَالَهُ (1) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - " وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي، أُوتِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ وَجَوَامِعَهُ، وَعَلِمْتُ كَمْ خَزَنَةُ النَّارِ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ، وَتُجُوِّزَ بِي، وَعُوفِيتُ، وَعُوفِيَتْ أُمَّتِي، فَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا مَا دُمْتُ فِيكُمْ، فَإِذَا ذُهِبَ بِي، فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، أَحِلُّوا حَلَالَهُ، وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ " (2)
__________
= "اللسان" 3/435، 436، لكنه قال في "التعجيل" ص 257: هو رجل مشهور، له إدراك، لأن ابن يونس ذكر أنه شهد فتح مصر، ومن كان يجاهد في سنة عشرين يدرك من الحياة النبوية قطعة كبيرة، قال ابن يونس: سمع جابراً، وزاد في الرواة عنه الحارث بن يزيد، وبكر بن سوادة، وحميد بن أفلح. وباقي رجاله رجال الصحيح. يحيى بن إسحاق: هو السيْلحيني.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/497، والهيثمي في "المجمع" 10/160، وحسنا إسناده!
والصحيح في هذا الباب ما سلف برقم (6568) ، وذكرنا هناك شهده.
(1) في هامش (س) : قالها.
(2) إسناده ضعيف كسابقه.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/169، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف.
وقوله: "لا نبي بعدي": له شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص عند البخاري (4416) ، ومسلم (2404) (31) ، سلف برقم (1583) .
وآخر: من حديث أبي هريرة عند مسلم (1842) (44) ، سيرد (7960) .
وثالث: من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد (11272) .
ورابع: من حديث ثوبان، سيرد 5/278.=(11/179)
6607 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، وَمَرَّةً أُخْرَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا كَالْمُوَدِّعِ فَذَكَرَهُ (1)
6608 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ الْكَلَاعِيِّ،
__________
= وخامس: من حديث حذيفة بن اليمان، سيرد 5/396.
وقوله: "أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه": له شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (523) (5) ، وسيرد (9337) ، وسيرد أيضاً (7403) و (8150) و (9141) و (9705) و (10517) .
وآخر من قول ابن مسعود عند ابن حبان (6402) ، وإسناده صحيح.
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فاسمعوا وأطيعوا ما دمت فيكم ... ": له شاهد من حديث عوف بن مالك عند الطبراني في "الكبير" 18/ (65) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/170، وقال: ورجاله موثقون.
قال السندي: قوله: "أوتيت فواتح الكلم وخواتمه"، أي: أعطيت ما يليق به ابتداء الكلام وختمه -من الحمد والثناء ونحوهما. و"جوامعه"، أي: ما هو أجمع للمعاني. وقال ابن الأثير: يعني القرآن، جمع الله بلطفه في الألفاظ اليسيرة منه معاني كثيرة، واحدها جامعة، أي: كلمة جامعة.
قوله: "وتُجُوز بي"، على بناء المفعول من الجواز، أي: عُرج بي ليلة المعراج الى حيث شاء الله، أو سومح لي في حساب أمتي وخفف في أمرهم.
قوله: "وعُوفيت"، أي: عُصمت من القتل. و"عُوفيتْ أمتي"، أي: من الاستئصال كما كان حال الأمم السالفة، أو من شدائد الآخرة وشدة حسابها.
(1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وباقي رجاله رجال مسلم.=(11/180)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: " إِنَّ رَبِّي حَرَّمَ عَلَيَّ الْخَمْرَ، وَالْمَيْسِرَ، والْمِزْرَ، وَالْكُوبَةَ، والْقِنِّينَ " (1)
6609 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ آمَنَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِهِ "
6610 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا (2) رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
__________
= عبد الرحمن بن جبير هو المصري المؤذن العامري.
وهو مكرر ما قبله.
(1) إسناده ضعيف. ابن لهيعة: سييء الحفظ، وأبو هبيرة الكلاعي: مجهول، كما ذكر الحافظ في "التعجيل" ص 524.
وأخرجه ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" (258) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/222 من طريق ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
ومتنه مكرر (6547) و (6564) و (6591) . وهو قطعة من الحديث (6478) ، وسلف هناك ذكر شواهده.
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف. ابن لهيعة: سييء الحفظ، وباقي رجاله رجال مسلم. يحيي بن إسحاق: هو السيلحيني، وأبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وسلف بإسناد صحيح مع تخريجه برقم (6572) .(11/181)
قَلْبُ ابْنِ آدَمَ بَيْنَ (1) إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الْجَبَّارِ (2) عَزَّ وَجَلَّ، إِذَا شَاءَ أَنْ يُقَلِّبَهُ قَلَّبَهُ " (3) ، فَكَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " يَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ " (4)
6611 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْأَغْنِيَاءَ وَالنِّسَاءَ " (5)
__________
(1) كذا في النسخ الخطية، ووقع في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: على.
(2) في هامش (ظ) : الرحمن.) خ (.
(3) شكلت في (س) : يقْلبه قلبه.
(4) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين، وهو ابن سعد، وباقي رجاله ثقات رجال مسلم. يحيى بن غيلان: هو ابن عبد الله بن أسماء الخزاعي البغدادي أبو الفضل، وأبو هانيء: هو حميد بن هانيء الخولاني، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وسلف بإسناد صحيح برقم (6569) ، وذكرنا هناك شواهده.
(5) حديث صحيح دون قوله "الأغنياء" فإنها لم ترد في الشواهد والمتابعات.
شريك -وهو ابنُ عبد الله بن أبي شريك النخعي القاضي، وإن كان سييء الحفظ-، تابعه أبو بكر بن عياش في الرواية (7080) ، وهي صدر الحديث الذي أورده أحمد مطولاً برقم (6483) . وهذه القطعة منه -وإن لم ترد فيه عنده- قد وردت عند ابن حبان في "صحيحه" (7489) . وباقي رجاله ثقات. عبد الله بن محمد بن أبي شيبة: هو أبو بكر، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي،=(11/182)
6612 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لِي أَنْ أَخْتَصِيَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خِصَاءُ أُمَّتِي الصِّيَامُ وَالْقِيَامُ " (1)
__________
= ورواية شريك عنه قديمة. والسائب بن مالك: هو والد عطاء.
وأخرجه ابن حبان (7489) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/182، 183، والهيثمي في "المجمع" 10/261، ونسباه إلى أحمد، وجودا إسناده! مع أن فيه شريكاً. وسقط من مطبوع "مجمع الزوائد" كلمة: "والنساء".
وفي الباب عن ابن عباس عند مسلم (2737) ، سلف (2086) و (3386) .
وعن عمران بن حصين عند البخاري (5198) و (6449) و (6546) ، وسيرد 4/429 و443.
وعن أسامة بن زيد عند البخاري (5196) و (6547) ، ومسلم (2736) ، وسيرد 5/205 و209.
وعن أبي هريرة، سيرد (7951) .
(1) صحيح لغيره دون ذكر القيام، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وحُيي بن عبد الله -وهو المعافري-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل" 2/855-856، ومن طريقه البغوي (2238) من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/253، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله=(11/183)
6613 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ كَانَ فِي مَجْلِسٍ وَهُوَ يَقُولُ: أَلَا يَسْتَطِيعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقُومَ بِثُلُثِ الْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةٍ؟ قَالُوا: وَهَلْ يَسْتَطِيعُ (1) ذَلِكَ؟ قَالَ: " فَإِنَّ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ثُلُثُ
__________
= ثقات، وفي بعضهم كلام.
ويشهد له حديث ابن مسعود المتفق عليه، وسلف برقم (3592) ، ولفظه: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء".
والوجاء: قال ابنُ الأثير: أن ترض أنثيا الفحل رضاً شديداً يذهب شهوة الجماع، ويتنزل في قطعه منزلة الخصي.
وله شواهد أخرى في إسناد كل منها مقال: منها حديث جابر، سيرد 3/378.
وحديث عثمان بن مظعون أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (845) ، وفي إسناده رشدين بن سعد، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وكلاهما ضعيف.
وأخرجه الحسين المروزي (1106) في زوائد "الزهد" وفي إسناده الإفريقي أيضاً.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/394، من رواية ابن شهاب معضلاً.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/253 من رواية الطبراني، وقال: وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
(1) في (ظ) : نستطيع. وأشير إليها في هوامش النسخ الأخرى.(11/184)
الْقُرْآنِ " قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَسْمَعُ أَبَا أَيُّوبَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَ أَبُو أَيُّوبَ " (1)
6614 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ،
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وحيي بن عبد الله -وهو المعافري-، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/147، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف.
وهذا الذي قاله أبو أيوب الأنصاري مرفوع حكماً، ثم صار مرفوعاً لفظاً بتصديق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له، وقد رواه أبو أيوب مرفوعاً كما سيرد 5/418.
وثبت أن: (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن من أحاديث صحيحة كثيرة: ففي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (812) ، سيرد (9535) .
وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (5013) ، سيرد (11053) و (111181) .
وعن أبي الدرداء عند مسلم (811) ، سيرد 6/442 و447.
وعن أبي مسعود البدري الأنصاري، سيرد 4/122.
وعن أبي بن كعب عند النسائي في "الكبرى" (10521) ، وأبي عبيد في "فضائل القرآن" (46) (9) ، سيرد 5/141.
وعن أم كلثوم بنت عقبة، سيرد 6/403، 404.
وعن قتادة بن النعمان عند البخاري (5014) ، والنسائي في "الكبرى" (10536) .
وعن ابن مسعود عند النسائي في "الكبرى" (10509) .
وانظر في معنى كون (قل هو الله أحد) ثلث القرآن ما قاله الحافظ في "الفتح" 9/61.(11/185)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا يَقْرَأُ الْمُصْحَفَ بِالنَّهَارِ، وَيَبِيتُ بِاللَّيْلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا (1) تَنْقِمُ أَنَّ ابْنَكَ يَظَلُّ ذَاكِرًا، وَيَبِيتُ سَالِمًا " (2)
6615 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا "، فَقَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لِمَنْ أَلَانَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ لِلَّهِ قَائِمًا وَالنَّاسُ نِيَامٌ " (3)
__________
(1) في (م) : أما. وهو خطأ.
(2) إسناده ضعيف، لضعف ابن لهيعة، وحيي بن عبد الله المعافري.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/270، وقال: رواه أحمد وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام. أهـ. ونقله عن أحمد ابنُ كثير في "فضائل القرآن" ص 91.
قال السندي: قوله: "ما تنقم"، أي: ما تنكر من حال ابنك، فإنه في خير.
(3) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. ابن لهيعة -وإن كان سييء الحفظ- قد توبع، لكن تبقى علة الحديث في حُيي بن عبد الله، وهو ضعيف، كما مر.
وأخرجه الحكم في "المستدرك" 1/321 من طريق ابن وهب، عن حيي بن عبد الله، بهذا الإسناد، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، مع أن حيي بن عبد الله لم يخرج له مسلم، وقول المنذري في "الترغيب والترهيب": إن الحاكم قال: صحيح على شرطهما، وهم منه رحمه الله.
ووقع فى رواية الحاكم: "فقال أبو مالك الأشعري"، بدل: "أبي موسى=(11/186)
6616 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ تَوْبَةَ بْنَ نَمِرٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا عُفَيْرٍ عَرِيفَ (1) بْنَ سَرِيعٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، فَقَالَ: يَتِيمٌ كَانَ فِي حَجْرِي، تَصَدَّقْتُ عَلَيْهِ بِجَارِيَةٍ، ثُمَّ مَاتَ وَأَنَا وَارِثُهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: سَأُخْبِرُكَ بِمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ وَجَدَ صَاحِبَهُ قَدْ
__________
= الأشعري". وهو لفظ الطبراني في "الكبير" كما ذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/254، وحسن إسناد الطبراني المنذري في"الترغيب والترهيب" 1/424 و2/63.
وله شاهد ضعيف من حديث علي بن أبي طالب عند عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" سلف برقم (1338) .
ومن حديث أبي مالك الأشعري -واسمه الحارث بن الحارث الأشعري، وعداده في أهل الشام-، سيرد 5/343 بسند حسن، ويخرج هناك.
(1) وسماه عريف بن سريع الدارقطني في "المؤتلف" 3/1690 و1718، وابن حبان في "الثقات" 5/282، والأمير في "الإكمال" 6/169 و226، والذهبي في "المشتبه" ص 456، وابن ناصر الدين في "التوضيح" 6/252 و434، وابن حجر في "تعجيل المنفعة" ص 286. لكن البخاري ذكره في "التاريخ الكبير" 9/63 في الكنى فيمن يجهل اسمه، وجعل لفظ "عريف" وصفا لا اسماً، فقال:
أبو عفير عريف بني سريع، وتابعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/416 مع التصريح بذلك، فقال: "أبو عفير، وكان عريفاً لبني سريع"، وبنو سريع ذكرهم السمعاني في "الأنساب" في نسبة (السريعي) ، وذكر في نسبة (المعافري) ترجمة أبي قبيل حيي بن هانيء، فقال فيه: من بني سريع، ونقله المزي في "تهذيب الكمال" 7/490.(11/187)
أَوْقَفَهُ يَبِيعُهُ، فَأَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَهُ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَهَاهُ عَنْهُ، وَقَالَ: " إِذَا تَصَدَّقْتَ بِصَدَقَةٍ فَأَمْضِهَا " (1)
6617 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، وَظُلْمَنَا، وَهَزْلَنَا، وَجِدَّنَا، وَعَمْدَنَا، وَكُلَّ ذَلِكَ عِنْدَنَا " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، علتُه عريفُ بنُ سريع، فإنه لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه غير توبة بن نمر، ورشدين -وهو ابن سعد- ضعيف.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 2/156 عن أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد.
وقصةُ حمل عمر على فرس صحيحة، تقدمت من حديثه بالأرقام (166) و (258) و (281) ، ومن حديث ابنه عبد الله في مواضع آخرها برقم (5796) .
قال السندي: قوله: قد أوقفه: أي: حبسه للبيع. فأمضها: من الإمضاء، أي: بعدم العود فيها ولو بالشراء، فأخذ منه أنه لا يجوز أو لا يحسنُ العود فيها بالإرث أيضاً، وهذا استنباط منه رضي الله تعالى عنه، ومنشفه أنه بلغه الحديث الصريح في هذا الباب، وإلا فقد جاء أن امرأة قالت: يا رسول الله: إني كنت تصدقت على أمي بجارية، وإنها ماتت، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وجب أجرُك، وردها عليك الميراثُ" -قلنا: سيرد هذا الحديث من رواية ابن عمرو نفسه برقم (6731) -
وفرق بين العود بالسبب الاختياري وغيره، فلا يلزم من المنع من أحدهما المنع من الآخر. والله تعالى أعلم.
(2) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وحيي بن عبد الله، وهو المعافري.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/172، ونسبه إلى أحمد والطبراني وحسن إسنادهما! =(11/188)
6618 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الْعَدُوِّ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ " (1)
6619 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ: إِذَا رَكَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ " (2)
__________
= وأخرجه ابنُ حبان (1027) من طريق عبد الله بن وهب، عن حُيي بن عبد الله، بهذا الإسناد، وقد حسنا إسناده هناك تقليداً لقول الحافظ في "التقريب": صدوق بهم. والصواب ما هنا، فإن حيي بن عبد الله ذكره الساجي وابن الجارود والعقيلي وابن الجوزي في الضعفاء، وقال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بالقوي، ولم يرد في توثيقه إلا قول ابن معين:
ليس به بأس، وقول ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة.
(1) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه النسائي 8/265 و268، وابن حبان (1027) ، والحاكم 1/531 من طريق ابن وهب، عن حيي، به. ولفظ ابن حبان: "غلبة العباد"، بدل: "غلبة الدين"، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، فأخطآ، فإن حيي بن عبد الله المعافري لم يخرج له مسلم، ثم هو ضعيف.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة، وحيي بن عبد الله، وهو المعافري.=(11/189)
6620 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اضْطَجَعَ لِلنَّوْمِ يَقُولُ: " بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي " (1)
__________
= وأخرجه الطبراني بإسناد ليس فيه ابن لهيعة، فيما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/218-219، وقال: وبقية رجاله موثقون، وإن كان الخلف في حيي المعافري فقد وُثق.
قلنا: لم يرد في توثيقه إلا قولُ ابن معين: ليس به بأس، وقول ابن عدي: لا بأس به إذا روى عنه ثقة. وهذا توثيق ضعيف، لا قيمة له إذا قورن بقول أحمد فيه: أحاديثه مناكير، وقول إمام هذه الصنعة البخاري: فيه نظر، وقول النسائي: ليس بالقوي.
وفي الباب عن عائشة بإسناد صحيح، سيرد 6/133.
وعن أبي هريرة، سيرد (9368) بإسناد صحيح أيضاً.
وعن ابن عباس عند البيهقى 3/45، وإسناده ضعيف، واختلف عليه فيه، فروي مرسلاً أيضاً.
وعن أبي بكرة عند أبي داود (1264) ، ومن طريقه البيهقي 3/46 بلفظ: "قال: خرجتُ مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لصلاة الصبح، فكان لا يمرُّ برجل إلا ناداه أو حركه برجله"، وإسناده ضعيف لجهالة أحد رواته.
وقوله: "إذا ركع ركعتي الفجر"، أي: ركعتي السنة التي قبل الفريضة.
وفي بعض الروايات عن عائشة أن هذا الاضطجاع كان بعد الوتر، وسيرد بسطُ القول في ذلك عند تخريج حديثها في "المسند"، وانظر "سنن البيهقي" 3/44-46.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة وحيي: كلاهما ضعيف، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/123، وحسنه! =(11/190)
6621 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي (1) حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ،
__________
= وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (770) ، والطبراني في "الدعاء" (258) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (719) من طريق ابن وهب، عن حيي، بهذا الإسناد.
وحسنه ابنُ حجر في "نتائج الأفكار" ص 99/أ! وأخرجه ابنُ أبي شيبة بنحوه في "المصنف" 9/75 و10/249 عن جعفر بن عون، عن الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد (وهو أبو عبد الرحمن الحُبُلي) ، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لرجل من الأنصار: "كيف تقول حين تريد أن تنام؟ "قال: أقول: باسمك [ربي] وضعتُ جنبي، فاغفر لي. قال: "قد غفر لك"، وإسناده ضعيف لضعف الإفريقي، وهو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.
وله شاهد مطول من حديث أبي الأزهر الأنماري عند أبي داود (5054) أخرجه عن جعفر بن مسافر التنيسي، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا يحيى بن حمزة، عن ثور (هو ابن يزيد) ، عن خالد بن معدان، عن أبي الأزهر الأنماري أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أخذ مضجعه من الليل، قال: "بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، وأخسىء شيطاني، وفُك رهاني، واجعلني في الندي الأعلى"، وإسناده جيد كما قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/6 في ترجمة أبي الأزهر الأنماري، وحسنه الإمام النووي في "الأذكار" في باب ما يقول إذا أراد النوم.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (6320) ، ومسلم (2714) ، وصححه ابن حبان (5534) و (5535) ، ولفظ مسلم: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه ... وليقل: سبحانك اللهم ربي بك وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين".
(1) في (ظ) : حدثنا.(11/191)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَحْفَظْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة وحيي المعافري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/167 و177، ونسبه إلى أحمد والطبراني، وقال: وإسنادهما حسن.
وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد (7626) و (7645) و (9595) و (9967) .
وعن أبي شريح الكعبي، سيرد 4/31 و6/384 و385.
وعن عائشة، سيرد 6/69.
وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/412.
وعن أبي أيوب الأنصاري عند ابن حبان (5597) ، وإسناده ضعيف، وانظر تمام تخريجه فيه.
وعن زيد بن خالد الجهني عند الطبراني (5187) ، والبزار (1925) ، قال الهيثمي في "المجمع" 8/176: ورجال البزار رجال الصحيح.
وعن ابن عباس عند الطبراني (10843) ، والبزار (1926) ، ونسبه الهيثمي في "المجمع" 8/176 إلى البزار وحده، وقال: في بعض رجاله ضعف، وقد وثقوا.
وذكره أيضاً 10/300، وقال: رواه البزار، وإسناده حسن.
قلنا: وإسناد الطبراني ضعيف، فيه مندل بن علي، وأبو صالح باذام، وكلاهما ضعيف.
وعن أنس عند البزار (1927) ، قال الهيثمي في "المجمع" 8/177: فيه محمد بن ثابت البناني، وهو ضعيف.
وعن ابن مسعود عند الطبراني (10442) ، ونسبه الهيثمي في "المجمع"=(11/192)
6622 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي (1) عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ، فَقَالَ: أَجَلْ، وَاللهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِصِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ (2) : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45] وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، وَأَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَسْتَ (3) بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا سَخَّابٍ بِالْأَسْوَاقِ - قَالَ يُونُسُ: وَلَا صَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ - وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ، بِأَنْ يَقُولُوا: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَيَفْتَحَ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا " قَالَ عَطَاءٌ: لَقِيتُ كَعْبًا فَسَأَلْتُهُ، فَمَا اخْتَلَفَا فِي حَرْفٍ، إِلَّا أَنَّ كَعْبًا يَقُولُ بِلُغَتِهِ: أَعْيُنًا عُمُومَى، وَآذَانًا صُمُومَى، وَقُلُوبًا غُلُوفَى - قَالَ يُونُسُ: غُلْفَى (4)
__________
= 8/269 إلى الطبراني، وقال: وفيه سوار بن مصعب، وهو متروك. وقد تحرف فيه "ابن مسعود"، إلى: "أبي مسعود".
(1) في هامش (س) و (ص) : أتخبرني (خ) .
(2) في (ظ) : الفرقان.
(3) في (ص) و (س) : ليس. وهو لفظ البخاري.
(4) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير موسى بن داود، فمن رجال مسلم، إلا أن فليح بن سليمان -وإن كان ينحط عن رتبة الصحيح- متابع.
وأخرجه بطوله ابنُ سعد في "الطبقات" 1/362، والطبري في "تفسيره"(11/193)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 9/83 [الأعراف: 157] عن موسى بن داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري أيضا من طريق عثمان بن عمر، وابن سعد، والبيهقي في "الدلائل" 1/373-374 من طريق سريج بن النعمان، كلاهما عن فليح، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2125) ، وفي "الأدب المفرد" (246) عن محمد بن سنان، عن فليح، به، وليس في آخره كلام كعب الأحبار.
وأخرجه دون كلام كعب أيضا البخاري في "صحيحه" (4838) عن عبد الله بن مسلمة، وفي "الأدب المفرد" (247) عن عبد الله بن صالح، والطبري 9/83 من طريق موسى بن داود شيخ أحمد في هذا الحديث، وابن سعد 1/361-362 عن يزيد بن هارون، وهاشم بن القاسم، والبيهقي في "الدلائل" 1/375 من طريق عبد الله بن رجاء، ستتهم عن عبد العزيز، عن هلال بن علي، بهذا الإسناد.
قال البخاري عقب الحديث (2125) : وقال سعيد: عن هلال، عن عطاء، عن ابن سلام. وهذه الطريق وصلها الدارمي 1/5، والفسوي في "تاريخه" فيما أخرجه البيهقي من طريقه في "الدلائل" 1/376 عن عبد الله بن صالح، عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد (وهو ابن أبي هلال) ، عن هلال بن علي بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن ابن سلام.
قال الحافظ في "الفتح" -بعد أن زاد نسبته من هذه الطريق إلى الطبراني-: ولا مانع أن يكون عطاء بن يسار حمله عن كل منهما، فقد أخرجه ابن سعد [1/360] من طريق زيد بن أسلم، قال: بلغنا أن عبد الله بن سلام كان يقول ... فذكره، وأظن المُبلغ لزيد هو عطاء بن يسار، فإنه معروف بالرواية عنه، فيكون هذا شاهداً لرواية سعيد بن أبي هلال، والله أعلم.
وقد ذكر الدارمي والفسوي عقب روايتهما قولهما: قال عطاء بن يسار: وأخبرني أبو واقد الليثي أنه سمع كعباً يقول مثل ما قال ابن سلام.
قلنا: وعن كعب الأحبار أخرجه ابنُ سعد 1/360، والدارمي 1/5 من طريق ذكوان أبي صالح، عن كعب الأحبار.=(11/194)
6623 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ يَعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ
__________
= وهو عندهما أيضاً من طريق أبي فروة، عن ابن عباس، أنه سأل كعب الأحبار.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 1/376-377 من طريق أم الدرداء، قالت: قلت لكعب الأحبار ...
وأخرجه البيهقي أيضاً 1/377 من طريق المسيب بن رافع، عن كعب الأحبار.
وأخرجه ابن سعد 1/360 من طريق أبي عبد الله الجدلي، عن كعب.
وفي الباب أيضا عن جبير بن نُفير أخرجه الدارمي 1/6 عن حيوة بن شريح، حدثنا بقيةُ بنُ الوليد، حدثنا بحير بنُ سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نُفير، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لقد جاءكم رسول إليكم، ليس بوهن ولا كسل، ليختن قلوبا غلفاً، ويفتح أعينا عمياً، ويسمع آذاناً صماً، ويقيم ألسنة عوجاء، حتى يقال: لا إله إلا الله وحده"، وإسناده صحيح إلا أنه مرسل، وصحح إسناده ابن حجر في "الفتح" 8/586.
قوله: "وحرْزاً"، أي: حافظاً، وأصل الحرْز: الموضع الحصين، وهو استعارة.
قوله: "للأميين"، أي: العرب.
قوله: "سخاب"، أو"صخاب"، وكلاهما بمعنى واحد: السخب في الأسواق، ويقال: الصخب بالصاد: هو رفع الصوت بالخصام.
وقوله: "حتى يُقيم به الملة العوجاء"، أي: ملة العرب، ووصفها بالعوج لما دخل فيها من عبادة الأصنام، والمراد بإقامتها أن يخرج أهلها من الكفر إلى الإيمان.(11/195)
وُضُوءًا مَكِيثًا (1) ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَنَظَرَ إِلَيَّ، فَقَالَ: " سِتٌّ فِيكُمْ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ: مَوْتُ نَبِيِّكُمْ " صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَأَنَّمَا انْتَزَعَ قَلْبِي مِنْ مَكَانِهِ - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاحِدَةٌ " قَالَ: " وَيَفِيضُ الْمَالُ فِيكُمْ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُعْطَى عَشَرَةَ آلَافٍ، فَيَظَلُّ يَتَسَخَّطُهَا "، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثِنْتَيْنِ "، قَالَ: " وَفِتْنَةٌ تَدْخُلُ بَيْتَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ " (2) ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ "، قَالَ: " وَمَوْتٌ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ "، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعٌ [قَالَ] : وَهُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ يَجْمَعُونَ (3) لَكُمْ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، كَقَدْرِ حَمْلِ الْمَرْأَةِ (4) ، ثُمَّ يَكُونُونَ أَوْلَى بِالْغَدْرِ مِنْكُمْ "، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ "، قَالَ: " وَفَتْحُ (5) مَدِينَةٍ " قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سِتٌّ "، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ مَدِينَةٍ؟ قَالَ: " قَسْطَنْطِينِيَّةُ " (6)
__________
(1) في هامش (ق) : أي: بطيئاً متأنياً غير مستعجل. (نهاية) .
(2) ورد في هامش (س) : لعلها قلة الاهتمام بأمور الدين.
(3) في (ق) و (ظ) و (م) : ليجمعون.
(4) في (ظ) : امرأة.
(5) في هامش (ظ15) : وتفتح) خ (.
(6) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو جناب -واسمه يحيى بن أبي حية الكلبي- ضعيف، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/321-322، وعزاه إلى أحمد والطبراني، وقال: وفيه أبو جناب الكلبي، وهو مدلس.
وله شاهد من حديث عوف بن مالك عند البخاري (3176) ، وسيرد 6/24، ويخرج هناك.=(11/196)
6624 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي حَيْوَةُ يَعْنِي ابْنَ شُرَيْحٍ، عَنِ ابْنِ شُفَيٍّ الْأَصْبَحِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلْغَازِي أَجْرُهُ، وَلِلْجَاعِلِ أَجْرُهُ وَأَجْرُ الْغَازِي " (1)
__________
= وآخر من حديث معاذ بن جبل، سيرد أيضا 5/228.
وعن فتح القسطنطينية انظر الحديث (6645) .
قوله: "يتسخطها"، يقال: تسخط عطاءه، أي: استقله ولم يقع موقعا.
قوله: "كقُعاص الغنم"، القُعاص: داء يأخذ الدواب، فيسيل من أنوفها شيءٌ فتموتُ فجأة. قال الحافظ في "الفتح" 6/278: ويقال: إن هذه الآية ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر، وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس.
(1) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى -وهو ابن نجيح البغدادي، أبو يعقوب بن الطباع- فمن رجال مسلم، وابن شفي -وهو حسين بن شفي بن ماتع-، تابعي مصري ثقة، فقد روى له أبو داود، وأبوه شفي ثقة، روى له أبو داود، والترمذي، والنسائي، والبخاري في "خلق أفعال العباد"، وابن ماجه في "التفسير". ليث: هو ابن سعد.
وأخرجه أبو داود (2526) من طريق حجاج بن محمد وعبد الله بن وهب، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3264) ، والبغوي في "شرح السنة" (2671) ، والبيهقي في"شعب الإيمان" (4275) ، و"السنن"9/28 من طريق محمد بن رمح، ثلاثتهم عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي (3263) عن عبد الملك بن مروان، عن حجاج بن محمد، عن الليث، قال: حدثني حيوة بن شريح، عن شفي، عن عبد الله ... الحديث.
قال الطحاوي: هكذا حدثنا عبد الملك، ولم يُدخل بين حيوة وبين شفي فيه أحدا.=(11/197)
6625 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنِ ابْنِ شُفَيٍّ الْأَصْبَحِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَفْلَةٌ كَغَزْوَةٍ " (1)
__________
= والجاعل: اسم فاعل من جعل، والاسم: الجُعْل، بضم الجيم، والمصدر: الجعْل. قال في "النهاية": يقال: جعلتُ كذا جعْلا وجُعْلا، وهو الأجر على الشيء.
وقوله: "للجاعل أجره وأجر الغازي"، قال الخطابي في "معالم السنن" 2/244: في هذا ترغيب للجاعل ورخصة للمجعول له.
والمراد الترغيب في تجهيز الغزاة وإعانتهم بالمال، وهذا محمول على من كان له عذر يقعُدُ به عن الغزو، وهو من باب قوله عليه الصلاة والسلام: "من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا".
وقد نقل البغوي عن مجاهد قوله: قلتُ لابن عُمر: أريد الغزو، قال: إني أحبُّ أن أعينك بطائفة من مالي، قلت: وسع الله على، قال: إن غناك لك، وإني أحب أن يكون من مالي في هذا الوجه.
(1) إسناده صحيح كسابقه. إسحاق: هو ابن عيسى بن نجيح البغدادي.
وأخرجه أبو داود (2487) ، والحاكم في "المستدرك" 2/73 من طريق علي بن عياش، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4275) ، و"السنن" 9/28، والبغوي في "شرح السنة" (2671) من طريق محمد بن رمح، وأبو نعيم في "الحلية" 5/169 من طريق عبد الله بن صالح، ثلاثتهم عن الليث، بهذا الإسناد،
وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وقد سقط من مطبوع "المستدرك" من السند: "عن أبيه".
وقوله: "قفْلة كغزوة"، قال الخطابي: في "معالم السنن" 2/236-237: هذا=(11/198)
6626 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي (1) فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ "، قَالَ: " فَيُشَفَّعَانِ " (2)
__________
= يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون أراد به القفول عن الغزو والرجوع إلى الوطن، يقول: إن أجر المجاهد في انصرافه إلى أهله كأجره في إقباله إلى الجهاد، وذلك لأن تجهيز الغازي يُضر بأهله، وفي قفوله إليهم إزالةُ الضرر عنهم واستجمام للنفس، واستعداد بالقوة للعود.
والوجه الآخر: أن يكون أراد بذلك التعقيب، وهو رجوعه ثانياً في الوجه الذي جاء منه منصرفا، وإن لم يلق عدواً، ولم يشهد قتالاً، وقد يفعل ذلك الجيشُ إذا انصرفوا من مغزاتهم، وذلك لأحد أمرين ... ثم ذكرهما الخطابي، فانظره.
(1) تحرف في (م) إلى: فيشفعني.
(2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -واسمه عبد الله-، وحُيي بن عبد الله، كلاهما ضعيف.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/554، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1994) من طريق ابن وهب، عن حيي، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، ووهما، فإن حيي بن عبد الله لم يخرج له مسلم، ثم هو ضعيف، ووقع عند البيهقي: عبد الله بن عمر، وهو تصحيف.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/161 من طريق رشدين، عن حيي، به،=(11/199)
6627 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي ينفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي حَافِيًا وَمُنْتَعِلًا، وَرَأَيْتُهُ يَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا " (1)
__________
= وهوضعيف.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/181، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال الطبراني رجال الصحيح.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد بن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد سمعه من حسين المعلم نفسه دون واسطة سعيد كما ذكر عقب الحديث، ثم قد تابعه عبدُ الوهاب الخفاف في الرواية (7021) ، وهو ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد، وسيرد الحديث أيضاً برقم (6679) و (6928) و (7021) من طرق، عن
حسين المعلم، به، بإسقاط سعيد، بزيادة: "ويصوم في السفر ويفطر"، وسيرد برقم (6660) و (6783) من طريقين آخرين عن عمرو بن شعيب، به. حسين المعلم: هو ابن ذكوان.
وهذا الحديث هو ثلاثة أحاديث: أما الحديث الأول وهو: "رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي ينفتل عن يمينه وعن شماله": فأخرجه ابن ماجه (931) من طريق يزيد بن زريع، عن حسين المعلم، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن مسعود عند البخاري (852) ، ومسلم (707) ، ولفظه: "أكثر مارأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينصرف عن شماله"، وسلف برقم (4383) بلفظ: "كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينصرف حيث أراد، كان أكثر انصراف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صلاته على شقه الأيسر إلى حجرته".=(11/200)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعن أنس عند مسلم (708) بلفظ: "أما أنا فأكثر ما رأيت رسول اله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينصرف عن يمينه"، وسيرد 3/133.
وعن عائشة، سيرد 6/87.
وعن هُلب عند الترمذي (301) ، وابن ماجه (929) ، ولفظه: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يؤمُّنا فينصرف على جانبيه، جميعاً، على يمينه وعلى شماله. قال الترمذي: حديث هُلْب حديث حسن. وعليه العمل عند أهل العلم: أنه ينصرف على أي جانبيه شاء، إن شاء عن يمينه، وإن شاء عن يساره، وقد صح الأمران عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: في الباب عن ابن مسعود، وأنس، وابن عمرو.
والحديث الثاني وهو قوله: "رأيته يصلي حافياً ومنتعلاً" أخرجه ابن أبي شيبة 2/415، وأبو داود (653) ، وابن ماجه (1038) ، والبيهقي في "السنن" 2/431 من طرق عن حسين المعلم، به.
وأخرجه عبد الرزاق (1512) عن مقاتل، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو. (وقع في المطبوع: عن جده، عن عبد الله بن عمرو، بزيادة: "عن" وهو خطأ) .
وفي الباب عن أنس عند البخاري (386) و (5850) ، ومسلم (555) ، سيرد 3/100 و166 و189.
وعن ابن مسعود سلف برقم (4397) بإسناد ضعيف.
وعن أبي هريرة، سيرد (8899) و (9902) بإسناد ضعيف، وهو عند ابن حبان (2183) حديث قولي بإسناد صحيح.
وعن أوس الثقفي، سيرد 4/8 و9.
وعن عمرو بن حريث، سيرد 4/307.
وعن عبد الله بن أبي حبيبة 4/334.
وعن شداد بن أوس عند أبي داود (652) ، وابن حبان (2186) .
والحديث الثالث وهو: "رأيته يشرب قائماً وقاعدا": أخرجه الترمذي (1883) =(11/201)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من طريق محمد بن جعفر، عن حسين المعلم، به.
وفي الباب عن علي عند البخاري (5615) و (5617) ، وسلف برقم (795) و (916) و (1125) و (1128) و (1140) .
وعن عائشة، سيرد 6/87.
وفي باب الشرب واقفاً عن ابن عباس سلف برقم (1838) .
وعن أم سليم، سيرد 6/431.
وعن كبشة الأنصارية عند ابن ماجه (3423) .
وعن سعد بن أبي وقاص عند البزار (2898 - كشف الأستار) ، والطحاوي 4/273. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/80: رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات.
وعن أنس بن مالك عند البزار (2899 - كشف الأستار) ، وأبي يعلى (3560) ، والطحاوي 4/274، وأبي الشيخ في "أخلاق النبي" ص 226، والبغوي (3052) .
وعن عائشة عند البيهقي في "شعب الإيمان" (5986) و (5987) .
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/81 أن أحاديث الشرب قائماً تعارضها أحاديث صريحة في النهي عن ذلك، ثم ذكر الحافظ بعضها، ونقل أقوال الأئمة في الجمع بينها، ومنها قول الإمام النووي: النهي فيها محمول على التنزيه، وشربه [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قائما لبيان الجواز.
وللحديث بأقسامه الثلاثة شاهد أيضا من حديث عمران بن حصين أخرجه البزار (993) من طريق هارون بن موسى، عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيه: "يمشي حافيا ... "، بدل: "يصلي"، وهو تحريف. قال البزار: وهذا رواه حسين، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، ورواه هارون (يعني ابن موسى) عن حسين، عن ابن بريدة، عن عمران، وهارون ليس به بأس، وزاد: ويصوم في السفر ويفطر، ولا نحفظ=(11/202)
قَالَ مُحَمَّدٌ يَعْنِي غُنْدَرًا: أَنْبَأَنَا (1) بِهِ الْحُسَيْنُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
6628 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعَتَيْنِ فِي بَيْعَةٍ، وَعَنْ بَيْعٍ وَسَلَفٍ، وَعَنْ رِبْحِ مَا لَمْ يُضْمَنْ (2) ، وَعَنْ بَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ " (3)
__________
= هذا في حديث عمرو بن شعيب، ولو حفظناه كان هذا الإسناد أحسن من ذلك، وإن كان ذلك هو المعروف. قلنا: بل وردت زيادة: "ويصوم في السفر ويفطر" في حديث عمرو بن شعيب -كما أشرنا آنفاً- بالأرقام (6679) و (6928) و (7021) من طريق حسين المعلم، عنه، وقد أورد حديث عمران الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/159، وقال: ورجاله ثقات.
(1) في (ظ) : وأنبأنا.
(2) في (ظ) : تضمن، وورد فيها قوله: "وعن ربح ما لم تضمن" في آخر الحديث.
(3) إسناده حسن، الضحاك بن عثمان: احتج به مسلم، وهو صدوق، وثقه أحمد، وعثمان بن سعيد، وأبو داود، ويحيى بن معين، وابن بكير، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال محمد بن سعد: كان ثبتا، ثقة، كثير الحديث. وقال ابن نمير: لا بأس به، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو صدوق، ثم هو متابع. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن
عبد المجيد.
وأخرجه النسائي 7/295، والدارمي 2/253 من طريق حسين المعلم،=(11/203)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والدارقطني 3/74-75 من طريق عامر الأحول، والطحاوي 4/46-47 من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، وعامر الأحول، وداو بن أبي هند، وداود بن قيس، والبيهقي في "السنن" 5/340 من طريق الأوزاعي، ستتهم عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (6918) من طريق محمد بن عجلان، عن عمرو بن شعيب، به.
وأخرجه ابنُ حبان (4321) من طريق عطاء الخراساني، عن عبد الله بن عمرو، قال: يا رسول الله، إنا نسمع منك أحاديث، أفتأذن لنا أن نكتبها؟ قال: "نعم"، فكان أول ما كتب كتاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أهل مكة: "لا يجوز شرطان في بيع واحد، ولا بيع وسلف جميعاً، ولابيع ما لم يضمن، ومن كان مكاتباً على مئة درهم فقضاها إلا عشرة دراهم، فهو عبد، أو على مئة أوقية إلا أوقية، فهو عبد". وانظر تخريجه في ابن حبان.
وسيأتي (6671) و (6918) .
وقوله: "نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بيعتين في بيعة"، ومثله حديث أبي هريرة عند أبي داود (3316) : "من باع بيعتين في بيعة، فله أوكسهما أو الربا".
قال ابن القيم في "تهذيب السنن" 5/106: وللعلماء في تفسيره قولان: أحدهما: أن يقول: بعتك بعشرة نقداً أو عشرين نسيئة، وهذا هو الذي رواه أحمد عن سماك، ففسره في حديث ابن مسعود، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن صفقتين في صفقة، قال سماك: "الرجل يبيع البيع، فيقول: هو علي نساء بكذا وبنقد كذا".
وهذا التفسير ضعيف، فإنه لا يدخل الربا في هذه الصورة، ولا صفقتين هنا، وإنما هي صفقة واحد بأحد الثمنين.
والتفسير الثاني: أن يقول: أبيعكها بمئة إلى سنة على أن أشتريها منك بثمانين حالة، وهذا معنى الحديث الذي لا معنى له غيره، وهو مطابق لقوله:=(11/204)
6629 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الَّذِي يَسْتَرِدُّ مَا وَهَبَ، كَمَثَلِ الْكَلْبِ يَقِيءُ فَيَأْكُلُ مِنْهُ، وَإِذَا اسْتَرَدَّ الْوَاهِبُ، فَلْيُوقَفْ (1) بِمَا اسْتَرَدَّ، ثُمَّ لِيُرَدَّ عَلَيْهِ مَا وَهَبَ " (2)
__________
= "فله أوكسهما أو الربا" فإنه إما أن يأخذ الثمن الزائد فيربي، أو الثمن الأول، فيكون هو أوكسهما، وهو مطابق لصفقتين في صفقة، فإنه قد جمع صفقتي النقد والنسيئة في صفقة واحدة ومبيع واحد، وهو قد قصد بيع دراهم عاجلة بدراهم مؤجلة أكثر منها ولا يستحق إلا رأس ماله وهو أوكس الصفقتين، فإن أبى إلا الأكثر كان قد أخذ الربا، فتدبر مطابقة هذا التفسير لألفاظه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وانطباقه عليها.
ومما يشهد لهذا التفسير ما رواه الإمام أحمد عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه: "نهى عن بيعتين في بيعة"، و"عن سلف وبيع" فجمعه بين هذين العقدين في النهي، لأن كلا منهما يؤول إلى الربا، لأنهما في الظاهر بيع وفي الحقيقة ربا.
(1) في (س) : فليتوقف.
(2) إسناده حسن، أسامةُ بنُ زيد: هو الليثي، حسن الحديث، ثم هو متابع، وباقي رجاله ثقات، أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد البصري.
وأخرجه أبو داود (3540) ، والبيهقي في "السنن" 6/181 من طريق ابن وهب، عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد، ولفظهما: "فليوقف فليُعرف بما استرد، ثم ليُدفع إليه ما وهب".
وأخرجه البيهقي في "السنن" 6/179 من طريق مطر الوراق، وعامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد، نحوه.
وسيرد برقم (6705) و (6943) من طريق عامر الأحول والحجاج، كلاهما=(11/205)
6630 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ (1) ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ الدِّيلِيِّ (2) ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ
__________
= عن عمرو بن شعيب، به.
وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (166) و (281) .
وعن ابن عباس، سلف برقم (1872) و (2529) و (2647) و (3015) و (3146) و (3177) و (3221) و (3269) .
وعن ابن عمر وابن عباس سلف برقم (4810) و (5493) .
وعن أبي هريرة عند ابن ماجه (2384) ، وابن عدي في "الكامل" 3/938، وإسناده منقطع.
قوله: "فليوقف": قال في "عون المعبود" 3/315: هو على البناء للمفعول، من الوقف، كقوله تعالى: (وقفوهم إنهم مسؤولون) ، أو التوقيف، أو الإيقاف، فإن ثلاثتها بمعنى.
وقوله: "فليوقف بما استرد، ثم ليرد عليه ما وهب"، وعند أبي داود زيادة لفظ: "فليُعرف" بعد "فليوقف"، قال في "عون المعبود" 3/315: والمعنى: منْ وهب هبة ثم أراد أن يرتجع، فليفعل به ما يقف ويقوم، ثم يُنبه على مسألة الهبة لتزول جهالته، بأن يقال له: الواهب أحق بهبته ما لم يثب منها، ولكنه كالكلب يعود في قيئه، فإن شئت فارتجع، وكن كالكلب يعود في قيئه، وإن شئت فدع ذلك، كيلا تتشبه بالكلب المذكور، فان اختار الارتجاع بعد ذلك أيضاً، فليدفع إليه ما وهب، والله أعلم. انتهى.
(1) في هامش (ظ) : هو ابن عمير.
(2) في (ظ) : عن أبي حرب الديلي، قال.(11/206)
أَبِي ذَرٍّ " (1)
6631 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ جَامِعَةً، " فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ " قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: " مَا سَجَدْتُ سُجُودًا قَطُّ، وَلَا رَكَعْتُ رُكُوعًا قَطُّ، كَانَ أَطْوَلَ مِنْهُ " (2)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. عثمان -وهو ابن عُمير، ويقال: ابن قيس- ضعيف. قال ابنُ حجر في "التقريب": والصواب أن قيساً جد أبيه، وهو عثمان بن أبي حميد أيضاً البجلي، أبو اليقظان الكوفي الأعمى.
وسلف برقم (6519) ، وسيأتي (7078) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو معاوية: هو شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه مسلم (910) عن محمد بن رافع، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1051) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1139) عن أبي نعيم، عن أبي معاوية، به. وفيه قول عائشة: ما سجدت سجوداً قط كان أطول منها. ليس في قولها ذكر الركوع.
وأخرجه بتمامه البيهقي في "السنن" 3/323 من طريق أبي نعيم، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي أيضاً 3/320 دون قول عائشة من طريق أبي نعيم، عن=(11/207)
6632 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: ذَاتَ يَوْمٍ، وَدَخَلَ الصَّلَاةَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ السَّمَاءِ (2) ، وَسَبَّحَ وَدَعَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَائِلُهُنَّ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ
__________
= أبي معاوية، به.
وأخرجه ابنُ خزيمة (1375) من طريق أبي نعيم، عن أبي معاوية، به، مختصراً.
قال ابنُ خزيمة عقيبه: وهكذا رواه معاوية بن سلام أيضاً، عن يحيى، به.
قلنا: ومن طريق معاوية بن سلام، سيرد برقم (7046) ، ويرد تخريجه هناك.
وأخرجه النسائي 3/137 من طريق محمد بن حمير، عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي طعمة، عن عبد الله بن عمرو، وهذا إسناد خالف فيه ابنُ حمير، فذكر أبا طعمة بدل أبي سلمة، وأبو طعمة هذا قيل: إنه هلال مولى عمر بن عبد العزيز، وقد روى عنه جمع، ووثقه ابن عمار الموصلي، وقيل غيره، وهو مجهول، لكنه متابع بأبي سلمة.
قوله: قال: وقالت عائشة: قال ابن حجر في "الفتح" 2/539: القائل هو أبو سلمة في نقدي، ويُحتمل أن يكون عبد الله بن عمرو، فيكون من رواية صحابي عن صحابية.
قوله: "فركع ركعتين في سجدة": المراد بالسجدة هنا الركعة بتمامها، وبالركعتين الركوعان. إذ المعروفُ في صلاة الكسوف أن في كل ركعة ركوعين وسجودين، قال الحافظ في "الفتح" 2/539: ولو تُرك على ظاهره لاستلزم تثنية الركوع وإفراد السجود، ولم يصرْ إليه أحد، فتعين تأويلُه.
(1) في (ظ) : حدثنا عطاء.
(2) في (ق) و (س) : السموات.(11/208)
الْمَلَائِكَةَ تَلَقَّى بِهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا " (1)
6633 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، مِنْ كِتَابِهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ، سَمِعْتُ (2) شَرَاحِيلُ (3) بْنَ يَزِيدَ الْمَعَافِرِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ هُدَيَّةَ الصَّدَفِيَّ، قَالَ:
__________
(1) إسناده حسن، حماد -وهو ابن سلمة- سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط عند غير واحد من الأئمة، منهم ابن معين وأبو داود والطحاوي كما في "الكواكب النيرات" ص 325.
وأخرجه البزار (524) من طريق عفان، عن حماد، بهذا الإسناد، ومن طريقه، سيرد برقم (7060) .
وزاد الهيثمي في "المجمع" 2/105 نسبته إلى الطبراني في "الكبير" من رواية حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو. قال الهيثمي: وإسناده جيد، يعلى بن عطاء العامري وأبوه ثقتان. كذا قال، مع أن عطاء والد يعلى لم يوثقه إلا ابن حبان، وقال أبو الحسن ابن القطان: مجهول الحال، ما روى عنه غير ابنه يعلى، وتبعه الذهبي في "الميزان" 3/78، وقال
فيه الحافظ في "التقريب": مقبول، فحديثه حسن في المتابعات، وهذا منها.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سيرد 3/106 و158 و188.
وعن رفاعة بن رافع الزرقي، سيرد 4/340.
(2) في (ظ) : قال سمعت.
(3) كذا في هذه الرواية من طريق زيد بن الحباب، وهو خطأ، فقد نقل البيهقي في "الشعب" 5/363 عن الإمام أحمد قوله: كذا قال زيد بن الحباب: شرحبيل. اهـ. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/257-258: وقال بعضهم: شرحبيل بن يزيد المعافري، ولا يصح. قلنا: يعني أن الصواب: شراحيل، وهو ما سيرد في رواية ابن المبارك الآتية برقم (6637) .(11/209)
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَكْثَرَ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا اسناد حسن، شراحيل بن يزيد: هو المعافري المصري، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. ومحمد بن هدية -بالياء المثناة التحتية، وتصحف في غير ما كتاب الى هدْبة، بالموحدة-، ذكره يعقوب بن سفيان في "تاريخه" 2/528 في الثقات من تابعي أهل مصر. وقال ابن حجر في
"التقريب": مقبول، ونقل في "التهذيب" عن ابن يونس قوله: ليس له غير حديث واحد.
قلنا: يعني هذا الحديث، وباقي رجاله ثقات، رجال الصحيح.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة في "المصنف" 13/228، ومن طريقه الفريابي في "صفة المنافق" (37) عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وزاد الهيثمي في "المجمع" 6/229-230 نسبته الى الطبراني.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6958) من طريق الحسن بن علي بن عفان، عن زيد بن الحباب، به.
وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/528، والبيهقي في "الشعب" (6959) من طريق ابن وهب، عن عبد الرحمن بن شريح، به.
وأشار إلى متابعة ابن وهب البخاري في "التاريخ الكبير" 1/257.
وسيرد برقم (6634) و (6637) ، وإسناد الأول حسن في الشواهد والمتابعات.
وفي الباب عن عقبة بن عامر، سيرد 4/151 و154-155، وسنده حسن.
قال المناوي في "فيض القدير" 2/80 في معنى قوله عليه الصلاة والسلام: "أكثر منافقي أمتي قراؤها"، أي: الذين يتأولونه على غير وجهه، ويضعونه في غير مواضعه. وقال ابنُ الآثير في "النهاية": أي إنهم يحفظون القرآن نفياً للتهمة عن أنفسهم، وهم معتقدون تضييعه، وكان المنافقون في عصر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذه الصفة.=(11/210)
6634 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَكْثَرَ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا " (1)
6635 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا يُبَاعِدُنِي مِنْ غَضَبِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: " لَا تَغْضَبْ " (2)
__________
= ونقل كلامه المناوي في "فيض القدير"، ثم نقل عن الزمخشري قوله: أراد بالنفاق الرياء، لأن كلا منهما إرادة ما في الظاهر خلاف ما في الباطن.
(1) حديث حسن، فقد أخرجه ابنُ بطة في "الإبانة" برقم (942) من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد.
وعبد الله بن وهب ممن سمع من ابن لهيعة قديماً، ودراج -وهو ابنُ سمعان أبو السمح-: قال أبو داود: أحاديثهُ مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم، والطريق السالفة برقم (6633) تعضُده، وسيرد برقم (6637) .
(2) صحيح لغيره، ابنُ لهيعة -وهو عبد الله- تابعه عمرو بن الحارث عند ابن حبان (296) ، ودراج: هو ابن سمعان أبو السمح، روايته عن غير أبي الهيثم مستقيمة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/69، وعزاه إلى أحمد، وقال: وفيه ابن لهيعة، وهو لين الحديث، وبقية رجاله ثقات.
وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد (8744) و (10011) .
وعن جارية بن قدامة، سيرد 3/484 و5/34 و370 و372.=(11/211)
6636 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ تَلْتَقِي (1) عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ، مَا رَأَى أَحَدُهُمْ صَاحِبَهُ قَطُّ " (2)
6637 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي (3) ابْنَ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ الْمَعَافِرِيُّ، حَدَّثَنَا شَرَاَحِيلُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هُدَيَّةَ،
__________
= وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/373.
وعن ابن عمر عند أبي يعلى (5685) .
وعن سفيان بن عبد الله الثقفي عند الطبراني في "الكبير" (6399) .
وعن أبي الدرداء عند الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" كما ذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/70، والحافظ في "الفتح" 10/519.
(1) في (ظ) : لتلتقي، وأشير إليها في هامش (س) و (ق) .
(2) حديث حسن، ابن لهيعة قد توبع، ودراج: هو ابن سمعان أبو السمح.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" ص 76، من طريق ابن وهب، عن حيوة بن شريح، عن دراج، به، نحوه، وهذا إسناد حسن.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/274، وقال: "رواه أحمد، ورجاله وُثقوا على ضعف في بعضهم، ورواه الطبراني" كذا في مطبوع "المجمع"، ولم يُبين الهيثمي حال رجال إسناد الطبراني.
وكره السيوطي في "جمع الجوامع"، ونسبه إلى أحمد والدارقطني. وسيتكرر برقم (7048) .
(3) لفظ: "يعني" لم يرد في (ظ) .(11/212)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا " (1)
6638 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَغَنِمُوا، وَأَسْرَعُوا الرَّجْعَةَ، فَتَحَدَّثَ النَّاسُ بِقُرْبِ مَغْزَاهُمْ، وَكَثْرَةِ غَنِيمَتِهِمْ، وَسُرْعَةِ رَجْعَتِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَقْرَبَ مِنْهُ مَغْزًى، وَأَكْثَرَ غَنِيمَةً، وَأَوْشَكَ رَجْعَةً؟ مَنْ تَوَضَّأَ، ثُمَّ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لِسُبْحَةِ الضُّحَى، فَهُوَ أَقْرَبُ مَغْزًى، وَأَكْثَرُ غَنِيمَةً، وَأَوْشَكُ رَجْعَةً " (2)
__________
(1) إسناده حسن، وهو عند ابن المبارك في "الزهد" (451) .
ومن طريق ابن المبارك أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (121) ، و"التاريخ الكبير" 1/257، والفريابي في "صفة المنافق" (36) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6959) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/528، وابن وضاح في "البدع" ص 88، والبغوي في "شرح السنة" 1/75.
وسلف برقم (6633) و (6634) .
(5) من قوله: "بن عمرو" في الحديث السابق ... إلى هنا سقط من نسخة (ق) .
(2) حسن لغيره، ابنُ لهيعة -وهو عبد الله- قد تابعه ابنُ وهب عند الطبراني في "المعجم الكبير" فيما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/235، قال: ورجال الطبراني ثقات، لأنه جعل بدل ابن لهيعة ابن وهب.
وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/463، وقال: رواه أحمد من رواية=(11/213)
6639 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْنِي عَلَى شَيْءٍ أَعِيشُ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا حَمْزَةُ، نَفْسٌ (1) تُحْيِيهَا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ نَفْسٌ تُمِيتُهَا؟ " قَالَ: بَلْ نَفْسٌ أُحْيِيهَا، قَالَ: " عَلَيْكَ بِنَفْسِكَ " (2)
__________
= ابن لهيعة، والطبراني بإسناد جيد.
قلنا: حُيي بنُ عبد الله ضعيف، ضعفه أحمد والبخاري والنسائي، لكن في الباب ما يُقويه بإسنادٍ حسن عن أبي هريرة عند أبي يعلى (6559) ، وابن حبان (2535) ، وابن عدي في "الكامل" 2/691، والبزار كما في "كشف الأستار" 4/18، ولفظه عندهم -عدا البزار-: رجل توضأ في بيته، فأحسن وضوءه، ثم تحمل إلى المسجد، فصلى فيه الغداة، ثم عقب فيه بصلاة الضحى ... ". ولفظ البزار: "من صلى الغداة في جماعة، ثم ذكر الله حتى تطلع الشمس ... "، وبين البزار في روايته أن الذي تعجب من كثرة غنيمتهم، وسرعة رجعتهم هو أبو بكر رضي الله عنه.
وفي الباب أيضاً عن عمر بن الخطاب عند الترمذي (3561) ، ولفظه: "قوم شهدوا صلاة الصبح، ثم جلسوا يذكرون الله حتى طلعت عليهم الشمس ... " وفي إسناده محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف.
(1) في نسخة (ظ) : أنفس، وأشير إليها في هامش (ص) و (ق) .
(2) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وحيي بن عبد الله وهو
المعافري.
وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/159، وقال: رواه أحمد، ورواته=(11/214)
6640 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلَّا اللَّبَنَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ بَيْنَ الرَّغْوَةِ وَالصَّرِيحِ (1) " (2)
__________
= ثقات إلا ابن لهيعة!
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/199، وقال: رواه أحمد، وفيه ابنُ لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات! ونقله عن أحمد باسناده ابنُ كثير في "تفسيره" 2/47 [المائدة: 32] .
وقد أشار المنذري إلى معناه بأن ذكره تحت عنوان: الترهيب من تولي السلطنة والقضاء والإمارة لمن لا يثق بنفسه، وترهيب من وثق بنفسه أن يسأل شيئاً من ذلك.
(1) في هامش (س) : والضرع.) خ (.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وحُيي بن عبد الله وهو المعافري.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 8/105، وقال: رواه أحمد، وفيه ابنُ لهيعة، وهو لين، وبقية رجاله ثقات.
وله شاهد حسن من حديث عقبة بن عامر، سيرد 4/146 و155 و156.
ولفظه في إحدى رواياته: قال رسول الله يا: "إني أخاف على أمتي اثنتين: القرآن واللبن، أما اللبن فيبتغون الريف، ويتبعون الشهوات، ويتركون الصلوات، وأما القرآن فيتعلمه المنافقون، فيجادلون به المؤمنين".
قال السندي: قوله: "إلا اللبن": كأن المراد أنهم لكمال عقولهم لا يُخاف عليهم ما هو مذموم ظاهراً وباطنهاً، وإنما يُخاف عليهم ما هو محمود ظاهراً، وفيه مداخلة للشيطان باطناً. والله تعالى أعلم.
بين الرغوة، بتثليث الراء: زبد اللبن.=(11/215)
6641 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا عَمَلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: " الصِّدْقُ، وَإِذَا صَدَقَ الْعَبْدُ بَرَّ، وَإِذَا بَرَّ آمَنَ، وَإِذَا آمَنَ (1) دَخَلَ الْجَنَّةَ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عَمَلُ النَّارِ؟ قَالَ: " الْكَذِبُ إِذَا كَذَبَ الْعَبْدُ (2) فَجَرَ، وَإِذَا فَجَرَ كَفَرَ، وَإِذَا كَفَرَ دَخَلَ يَعْنِي النَّارَ " (3)
6642 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَطَّلِعُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلَّا
__________
= والصريح: أي: الخالص منه، وكل خالص صريح.
(1) في (س) و (ص) : أمن. وهو تصحيف.
(2) لفظ: "العبد" لم يرد في (م) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة وحيي بن عبد الله.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/142، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/592، وقال: رواه أحمد من رواية ابن لهيعة.
وفي الباب عن أبي بكر سلف برقمي (17) و (34) .
وعن ابن مسعود أخرجه البخاري (6094) ، ومسلم (2607) ، وهو مخرج في ابن حبان (273) .(11/216)
لِاثْنَيْنِ: مُشَاحِنٍ، وَقَاتِلِ نَفْسٍ " (1)
__________
(1) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وحيي بن عبد الله.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/65، وقال: رواه أحمد، وفيه ابنُ لهيعة، وهو لين الحديث، وبقية رجاله وثقوا.
وله شاهد من حديث عائشة، سيرد 6/238.
وآخر من حديث معاذ بن جبل عند ابن حبان برقم (5665) .
وثالث من حديث أبي موسى الأشعري عند ابن ماجه (1390) ، وابن أبي عاصم (510) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3833) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (763) .
ورابع من حديث أبي بكر عند البزار (2045) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 136، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3828) و (3829) ، وابن أبي عاصم (509) ، واللالكائي (750) .
وخامس من حديث أبي ثعلبة الخشني عند ابن أبي عاصم في "السنة" (511) ، واللالكائي (760) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3831) و (3832) .
وسادس من حديث أبي هريرة عند البزار (2046) .
وسابع من حديث عوف بن مالك عند البزار (2048) .
وعندهم جميعاً لفظ: "مشرك" بدل: "قاتل نفس" الذي تفرد به أحمد من حديث عبد الله بن عمرو.
وهذه الشواهد وإن كان في إسناد كل منها مقال إلا أنه بمجموعها يصح الحديث ويقوى.
وقد نقل القاسمي في كتابه "إصلاح المساجد" ص 100 عن أهل التعديل والتجريح "أنه ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث يصح"، وهذا يعني أنه ليس في هذا الباب حديث يصح إسناده، ولكن بمجموع تلك الأسانيد يعتضد الحديث ويتقوى.=(11/217)
6643 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: " أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةُ الْمَائِدَةِ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَحْمِلَهُ، فَنَزَلَ (1) عَنْهَا " (2)
__________
= والمُشاحن: المعادي، والشحناء: العداوة.
(1) في (ظ) : حتى نزل. وفي هامشها: فنزل.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة وحصي بن عبد الله.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/13، وقال: رواه أحمد، وفيه ابنُ لهيعة، والأكثر على ضعفه، وقد يُحسن حديثه.
ونقله ابنُ كثير في أول تفسير سورة المائدة، وقال: تفرد به أحمد.
وله شاهد من حديث أسماء بنت يزيد، سيرد 6/455 بسند فيه ليث بن أبي سُليم، وهوضعيف.
وآخر من حديث محمد بن كعب القرظي عند أبي عبيد في "فضائل القرآن" ص 128، وهو مرسل.
وثالث من حديث الربيع بن أنس عند ابن جرير الطبري 9/531 فى "تفسيره" [المائدة: 3] ، وهو معضل.
ورابع من حديث عمة أم عمرو بنت عبس عند البيهقي في "دلائل النبوة" 7/145. وزاد السيوطي في "الدر المنثور" 2/252 نسبته إلى ابن أبي شيبة، والبغوي في "معجمه"، وابن مردويه.
قال السندي: قوله: فلم تستطع أن تحمله: أي: فلم تستطع الراحلة، لما كان يحدث فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الثقل من جهة القرآن. قال تعالى: (إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً) ، وحدوث الثقل فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند يزول القرآن معلوم من الأحاديث الصحاح.(11/218)
6644 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ بِالطَّائِفِ يُقَالُ لَهُ: الْوَهْطُ، وَهُوَ مُخَاصِرٌ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ، يُزَنُّ (1) بِشُرْبِ الْخَمْرِ، فَقُلْتُ: بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثٌ: أَنَّه (2) مَنْ شَرِبَ شَرْبَةَ خَمْرٍ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ لَهُ تَوْبَةً (3) أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، وَأَنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَأَنَّهُ مَنْ أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ لَا يَنْهَزُهُ (4) إِلَّا الصَّلَاةُ فِيهِ، خَرَجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ مِثْلَ يَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، فَلَمَّا سَمِعَ الْفَتَى ذِكْرَ الْخَمْرِ، اجْتَذَبَ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: إِنِّي لَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ شَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ شَرْبَةً لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ (5) - قَالَ: فَلَا أَدْرِي
__________
(1) جاء في هامش (س) : يُزن: يُتهم وُيرمى ويُقذف.
(2) هي كذلك في جميع النسخ، وعليها كلمة "صح" في نسخة (ظ) .
ووقع في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أن.
(3) في هامش (ظ) : توبته. خ.
(4) في هامش (س) : ينهزه: يخرجه.
(5) هنا في (ق) زيادة: لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب، تاب الله عليه، فإن عاد ... والمثبت من (س) و (ص) و (ظ) .(11/219)
فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ - فَإِنْ عَادَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ رَدْغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "
قَالَ وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ يَوْمَئِذٍ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ نُورِهِ يَوْمَئِذٍ، اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ، ضَلَّ " فَلِذَلِكَ أَقُولُ: جَفَّ الْقَلَمُ عَلَى عِلْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
وسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَأَلَ اللهَ ثَلَاثًا، أَعْطَاهُ اثْنَتَيْنِ، وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ تَكُونَ لَهُ الثَّالِثَةُ: فَسَأَلَهُ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، فَأَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ (1) ، وَسَأَلَهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَسَأَلَهُ أَيُّمَا رَجُلٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ خَرَجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ مِثْلَ يَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، فَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " (2)
__________
(1) في (ق) و (ظ) : فأعطاه إياه، دون لفظة الجلالة بينهما.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الديلمي -وهو عبد الله بن فيروز-، فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
وهذا الحديث هو في الحقيقة ثلاثة أحاديث، وقد أخرجه بطوله الحاكم في "المستدرك" 1/30-31 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم أيضاً 1/30-31 من طريق الوليد بن مزيد البيروتي ومحمد بن كثير المصيصي، كلاهما عن الأوزاعي، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح قد تداوله الأئمة، وقد احتجا بجميع رواته! =(11/220)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علة. وقال الذهبي: على شرطهما، ولا علة له.
قلنا: ابن الديلمي لم يخرج له الشيخان، ولا أحدهما.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "الرحلة في طلب الحديث" (47) من طريق معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، به، لكنه أورد القسم الأول منه مختصراً.
والقسم الأول منه -وهو في الوعيد على شرب الخمر- أخرج المرفوع منه النسائي 8/317 عن القاسم بن زكريا بن دينار، عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد، لكنه لم يذكر لفظه، إنما ذكر لفظ عمرو بن عثمان بن سعيد، كما سيرد.
وأخرجه ابن ماجه (3377) ، وابن حبان (5357) من طريق الوليد بن مسلم، والدارمي 2/111-112 عن محمد بن يوسف، كلاهما عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. لكن ورد عند الدارمي أن عبد الله ابن الديلمي قال لابن عمرو: بلغني عنك حديث: "أنه من شرب الخمر شربة لم تقبل له صلاة أربعين يوماً"، والصواب أن ابن الديلمي لم يقل: "لم تقبل له صلاة ... "، بل قال: "لم تقبل له توبة ... " أخطأ في الحديث، ولذلك أنكر عليه عبد الله بن عمرو.
وقد ورد لفظُ ابن ماجه وابن حبان بنحو رواية أحمد هنا، وعندهما زيادة: قالوا: يا رسول الله، وما ردغة الخبال؟ قال: "عصارة أهل النار"، ولفظ ابن حبان: "طينة الخبال" بدل "ردغة الخبال ".
وأخرجه -يعني المرفوع منه- النسائي 8/317 عن عمرو بن عثمان بن سعيد، عن بقية، عن الأوزاعي، به. لكن بلفظ: "لم تقبل له توبة"، بدل: "لم تقبل له صلاة ... "، مع إن لفظ: "توبة" هو الذي أنكره عبد الله بن عمرو، وقال: لا أحل لأحدٍ أن يقول عليّ ما لم أقل.
وقد تكلف في توجيهه وتأويله الإمامُ السندي في حاشيته على "سُنن النسائي" بما لا مقنع فيه.=(11/221)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5581) من طريق الوليد بن مزيد، عن الأوزاعي، به، وفي إسناده زيادة يحيى بن أبي عمرو السيباني، مع ربيعة بن يزيد.
وسيرد بإسنادين آخرين برقمي (6773) و (6854) ويرد تخريجهما هناك.
وانظر أيضاً الحديث الآتي برقم (6659) .
وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4917) .
والقسم الثاني -وهو في خلق الخلق في ظُلْمة- أخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (244) من طريق أبي إسحاق الفزاري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (243) و (244) ، وابنُ حبان (6169) ، والآجُري في "الشريعة" (175) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1079) ، من طرق عن الأوزاعي، به.
وأخرجه ابنُ حبان (6170) من طريق معاوية بن صالح، واللالكائي (1077) و (1078) من طريق عبد الرحمن بن ميسرة، كلاهما عن ربيعة بن يزيد، به.
وأخرجه الترمذي (2642) ، ابن أبي عاصم (241) و (242) ، الآجري (175) من طريق يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن ابن الديلمي، به.
وأخرجه البزار (2145) من طريق يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو.
والسيْباني -بالسين المهملة- تصحف في كثير من المصادر إلى الشيباني، بالشين المعجمة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/193-194، وقال: رواه أحمد بإسنادين والبزار والطبراني، ورجالُ أحد إسنادي أحمد ثقات.
قلنا: يعني هذا الإسناد. وسيأتي الإسناد الآخر برقم (6854) .
والقسم الثالث -وهو سؤال سليمان عليه السلام- اخرجه ابنُ حبان (1633) و (6420) من طريق الوليد بن مسلم، والفسوي 2/293 من طريق الوليد بن مزيد، والحاكم في "المستدرك" 2/434 من طريق بشر بن بكر، ثلاثتهم عن الأوزاعي،=(11/222)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= به.
وأخرجه الفسوي أيضاً 2/291، ومن طريقه الخطيب في "الرحلة" (47) عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، به. وفيه زيادة يحيى بن أبي عمرو السيباني مع ربيعة بن يزيد.
وأخرجه الفسوي 2/292، ومن طريقه الخطيب في "الرحلة" (48) من طريق عروة بن رويم، عن ابن الديلمي، به، نحوه.
وأخرجه النسائي 2/34 عن عمرو بن منصور، عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن ابن الديلمي، به. ففي هذا الإسناد زيادةُ أبي إدريس الخولاني بين ربيعة بن يزيد وابن الديلمي.
وقد قال العلامة أحمد شاكر -رحمه الله- في تعليقه على هذا الحديث في "المسند": وهذا الإسناد هو الذي أشار في "التهذيب" 3/264 إلى أن هناك قولاً بأن بين ربيعة بن يزيد وابن الديلمي أبا إدريس الخولاني، وليس أحدُ الإسنادين مُعللاً للآخر، خصوصاً وقد جزم البخاري بأن ربيعة سمع من ابن الديلمي، فلعله سمعه من أبي إدريس الخولاني عن ابن الديلمي، ثم سمعه بعد من ابن الديلمي، فحدث بهذا مرة، وبذاك مرة، ومثل هذا كثير معتمد عند أهل العلم بالحديث.
وأخرجه ابن ماجه (1408) ، وابنُ خزيمة في "صحيحه" (1334) من طريق أيوب بن سويد، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن ابن الديلمي، به.
وأيوب بن سويد ضعفه الأئمة، ومع ذلك فقد صححه ابن خزيمة.
قوله: "لا ينهزه" فُسرت في آخر الحديث، أي: لا يخرجه ولا يريد إلا الصلاة. وأصل النهز: الدفع.
وردْغةُ الخبال: جاء تفسيرُها في الحديث أنها عصارة أهل النار، وجاءت في رواية: طينة الخبال، والردْغة، لغة: طين ووحل كثير، والخبال في الأصل: الفساد، ويكون في الأفعال والأبدان والعقول.=(11/223)
6645 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، وَسُئِلَ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا: الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَدَعَا (1) عَبْدُ اللهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حَلَقٌ (2) ، قَالَ: فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَابًا، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُبُ، إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا: قُسْطَنْطِينِيَّةُ (3) أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَدِينَةُ
__________
= وجاء في رواية ابن عمر السالفة برقم (4917) : "يسقيه من نهر الخبال"، قيل: وما نهر الخبال؟ قال: "صديد أهل النار".
وقوله: "حكما يُصادف حكمه"، وفي رواية: "يُواطىء": قال الحكيم الترمذي في "نوادره" ص 111: معناه أن يحكم بين عباد الله بما يُصادف حكم الله تعالى، لأن أمور العباد في الغيب، وإنما أمروا أن يعملوا في الظاهر عندهم بالشاهد أو اليمين، وربما كان شاهد زور، أو كان في يمينه كاذبا، فليس على الحاكم إلا الحكم بما يظهر عندهم، ويكلهم فيما غاب عنهم الى الله تعالى.
وقال السندي: المراد التوفيق للصواب في الاجتهاد، وفصل الخصومات بين الناس.
(1) في (ظ) : قال: فدعا.
(2) في (ق) : خلق. وأشير اليها في هامش (س) ، ورواية "المستدرك": فدعا بصندوق طهم، والطهم: الخلق، فأخرج منها ... الخ، ورواية ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 257: فدعا عبد الله بصندوق له طخم، قلنا: وما الطخم؟ قال: الحلق. قال السندي: قوله: له حلق: بحاء مهملة مكسورة جمع حلقة. أو بخاء معجمة مفتوحة ولام مفتوحة، صفة صندوق، أي: عتيق.
(3) في (س) و (ص) و (م) : قسطنطينة.(11/224)
هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا " يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف. يحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، مختلف فيه، قال ابنُ معين: صالح، وقال مرة: ثقة، وقال الترمذي، عن البخاري: صدوق، وقال يعقوب بن سفيان: كان ثقة حافظاً، وقال أحمد بن صالح المصري: له أشياء يخالف فيها، وقال أحمد: سييء الحفظ، وقال الإسماعيلي: لا يُحتج به، وقال ابنُ سعد: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: محله الصدق، يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الدارقطني: في بعض أحاديثه اضطراب، روى له البخاري في الشواهد.
وأبو قبيل -واسمه حيي بن هانىء المعافري- وثّقه غير واحد، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال: كان يخطىء، وذكره الساجي في كتابه "الضعفاء"، وحكى عن ابن معين أنه ضعفه. قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 277: ضعيف، لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني من رجال مسلم.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/555 من طريق ابن وهب، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 256-257 عن سعيد بن كثير بن عفير، كلاهما عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد. قال الحكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الحاكم أيضاً 4/422 عن محمد بن محمد أبي جعفر البغدادي، عن هاشم بن مرثد (تصحف في المطبوع إلى مزيد) ، عن سعيد بن عُفير، عن سعيد بن أبي أيوب [الخزاعي] ، عن أبي قبيل، به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، مع أن أبا قبيل ليس من رجال الشيخين ولا أحدهما. وهاشم بن مرثد ضعيف، قال ابنُ حبان: ليس بشيء، وقال الخليلي: صاحب غرائب، وقال الذهبي: ما هو بذاك المجوّد.
ورواه ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 257 من طريق ابن لهيعة عن أبي قبيل، عن عمير بن مالك، عن عبد الله بن عمرو من قوله.=(11/225)
6646 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ " (1)
__________
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/219، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير أبي قبيل، وهو ثقة! وانظر الحديث (6623) .
(1) إسناده ضعيف. بقية -وهو ابن الوليد الحمصي- يُدلًس عن الضعفاء وُيسوي (*) ، ويسْتبيح ذلك، قال ابن القطان: وهذا إن صح، فهو مفسد لعدالته.
قال الذهبي: نعم -والله- صح هذا عنه أنه يفعله، وصح عن الوليد بن مسلم،=
______
(*) تدليس التسوية: صورته أن يسمع الراوي من شيخه حديثاً قد سمعه من راوٍ ضعيف عن شيخ سمع منه ذلك الشيخ هذا الحديث، فيسقط الراوي عنه الرجل الضعيف من بينهما، ويروي الحديث عن شيخه الأعلى لكونه سمع منه أو أدركه. قال ابنُ أبي حاتم في "العلل" 2/154-155: سمعت أبي ... ، وذكر الحديث الذي رواه إسحاقُ بن راهويه، عن بقية، حدثني أبو وهب الأسدي، عن نافع، عن ابن عمر حديث: "لا تحمدوا إسلام امرىء حتى تعرفوا عقدة رأيه". قال أبي: هذا الحديث له علة قل من يفهمها، روى هذا الحديث عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن أبي فروة (وهو متروك) عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعبيد الله بن عمرو كنيته أبو وهب، وهو أسدي، فكأن بقية بن الوليد كنى عبيد الله بن عمرو، ونسبه إلى بني أسد لكي لا يفطن له، حتى إذا
ترك إسحاق بن أبي فروة من الوسط، لا يهتدى له. قال: وكان بقية من أفعل الناس لهذا.=(11/226)
6647 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ أَنْ يَنْكِحَ الْمَرْأَةَ (1) بِطَلَاقِ أُخْرَى، وَلَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَبِيعَ عَلَى بَيْعِ صَاحِبِهِ حَتَّى يَذَرَهُ، وَلَا يَحِلُّ لِثَلَاثَةِ نَفَرٍ يَكُونُونَ بِأَرْضِ فَلَاةٍ إِلَّا أَمَّرُوا عَلَيْهِمْ أَحَدَهُمْ، وَلَا يَحِلُّ لِثَلَاثَةِ نَفَرٍ (2)
يَكُونُونَ بِأَرْضِ فَلَاةٍ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا " (3)
__________
= بل عن جماعة كبارٍ فعْلُه، وهذه بلية منهم، ولكنهم فعلوا ذلك باجتهاد، وما جوزوا على ذلك الشخص الذي يُسقطون ذكره بالتدليس أنه تعمد الكذب، هذا أمثل ما يُعتذر به عنهم. ولم يتوقف الحافظ ابنُ حجر في جرح من يفعل ذلك، نقله عنه البقاعي كما في "توضيح الأفكار" 1/375.
ومعاوية بن سعيد: هو ابن شريح بن عروة التجيبي الفهمي مولاهم، المصري، لم يوثقه غير ابن حبان. وأبو قييل: تقدم بيان حاله في الحديث الذي قبله، وسيأتي برقم (7050) .
وسلف برقم (6582) بإسناد ضعيف أيضاً، وذكرنا هناك شواهده.
(1) في (ق) : تنكح المرأة. وأشير إليها في هامش (ص) . وفي (ظ) : تنكح امرأة، وكتب فوقها: صح.
(2) لفظ: "نفر" لم يرد في (ظ) .
(3) صحيح لغيره إلا حديث الإمارة فحسن، وهذا إسناد ضعيف. ابن لهيعة -وهو عبد الله- سييء الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو سالم الجيشاني: هو سفيان بن هانيء المصري المعافري، قال الحافظ ابن حجر في "التقريب": تابعي مخضرم، ويقال: له صحبة.
وأورده بتمامه الهيثمي في "المجمع" 8/63-64، وقال: رواه أحمد، وفيه=(11/227)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
ابن لهيعة، وهو لين، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وهذا الحديث هو أربعة أحاديث: الأول: في نكاح المرأة بطلاق أخرى، ذكره المجد ابن تيمية في "المنتقى" (3509) ، ونسبه لأحمد فقط.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5152) ، ومسلم (1408) (38) و (39) ، سيرد (7248) .
الثاني: في بيع الرجل على بيع صاحبه.
له شاهد صحيح من حديث ابن عمر سلف برقم (4531) .
وآخر من حديث ابي هريرة، سيرد (7248) .
وثالث من حديث عقبة بن عامر، سيرد 4/147.
والحديث الثالث في تأمير أحدهم في السفر: له شاهد من حديث عمر بن الخطاب، رواه الحاكم 1/443-444، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وفيه القاسم بن مالك المزني مختلف فيه، وقال الذهبي في "الميزان" 3/378 بعد أن أورد الحديث: رواه جماعة عن الأعمش ولم يرفعوه.
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند أبي داود (2608) ، والبيهقي 5/257.
وثالث من حديث أبي هريرة عند أبي داود (2608) ، والبيهقي 5/257.
والحديث الرابع في التناجي: له شاهد من حديث ابن مسعود عند البخاري (6290) ، ومسلم (2184) ، سلف برقم (3560) .
وآخر من حديث ابن عمر عند مسلم (2183) ، سلف برقم (6264) و (6270) .
وثالث من حديث سمرة بن جندب عند الطبراني في "الكبير" (7070) ،=(11/228)
6648 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْمُسْلِمَ الْمُسَدِّدَ (1) لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّوَّامِ الْقَوَّامِ بِآيَاتِ اللهِ، بِحُسْنِ خُلُقِهِ، وَكَرَمِ ضَرِيبَتِهِ " (2)
__________
= والبزار (2057) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/64، وقال: رواه الطبراني والبزار، وفي إسناد الطبراني من لم أعرفه، وفي إسناد البزار يوسف بن خالد السمتي وهو متروك.
ورابع من حديث ابن عباس عند أبي يعلى (2444) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/64، وقال: رواه أبو يعلى ... ، والطبراني في "الأوسط"، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير الحسن بن كثير، ووثقه ابنُ حبان.
(1) في (س) بفتح الدالين.
(2) صحيح لغيره، وابن لهيعة -وهو عبد الله، وإن كان سييء الحفظ-، رواه عنه عبد الله بن المبارك في الرواية الآتية برقم (7052) ، وهو ممن سمع منه قديماً قبل أن يسوء حفظه. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. الحارث بن يزيد هو الحضرمي المصري أبو عبد الكريم.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/22، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث عائشة، سيرد 6/90.
وآخر حسن من حديث أبي هريرة عند البخاري في "الأدب المفرد" (284) ، وصححه الحاكم 1/60 من طريق آخر عنه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وثالث من حديث أبي أمامة عند البغوي في "شرح السنة" (3499) ، وفي سنده عفير بن معدان، وهو ضعيف، وباقي رجاله ثقات، فهو حسن في الشواهد.=(11/229)
6649 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ (1) الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمُسْلِمَ الْمُسَدِّدَ ... " فَذَكَرَهُ (2)
6650 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ سُفْيَانَ بْنَ عَوْفٍ، يَقُولُ:
__________
= وقوله: "المُسدد" يروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول، أي: الموفق للخير والاستقامة على نهح الصواب.
قوله: "وكرم ضريبته"، أي: وبحسن طبيعته وسجيته.
(1) كذا في جميع النسخ الخطية وفي (م) ، وأثبتها الشيخ أحمد شاكر: حدثنا.
(2) صحيح لغيره، وابن لهيعة -وهو عبد الله- وإن كان سييء الحفظ، رواه عنه ابن المبارك في الرواية الآتية برقم (7052) ، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم.
يحيي بن إسحاق: هو السيلحيني، والحارث بن يزيد: هو الحضرمي المصري أبو عبد الكريم، وابن حجيْرة: هو عبد الرحمن، وهو ابن حجيرة الأكبر المصري القاضي.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 9 من طريق ابن أبي مريم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً من طريق زيد بن أبي الزرقاء، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن حجيرة، به. لكن وقع فيه في الموضعين "حجيرة" بحذف "ابن" قبله، وهو خطأ.
وهو مكرر سابقه.(11/230)
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ عِنْدَهُ: " طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ "، فَقِيلَ: مَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أُنَاسٌ صَالِحُونَ، فِي أُنَاسِ سُوءٍ كَثِيرٍ، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ "
قَالَ: وَكُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا آخَرَ حِينَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيَأْتِي أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نُورُهُمْ كَضَوْءِ الشَّمْسِ "، قُلْنَا: مَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، وَالَّذِينَ تُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ، يُحْشَرُونَ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ " (1)
__________
(1) حديث حسن لغيره، ابن لهيعة -وهو عبد الله، وإن كان سيىء الحفظ-، رواه عنه عبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرىء، وهما صحيحا السماع منه، جندب بن عبد الله -وهو الوالبي كما في ترجمته في "الإكمال" ص 71، و"التعجيل" ص 74- لم يرو عنه غير الحارث بن يزيد، وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، ووقعت نسبته في "الزهد" لابن المبارك، وفي ترجمة شيخه سفيان بن عوف في "التعجيل": العدْواني، وسفيان بن عوف -وهو القاري، بالتشديد كما ذكر الحافظ في "التعجيل" ص 155- ذكره ابنُ حبان في "الثقات" 4/320، وقال: يروي عن عبد الله بن عمرو، روى عنه جندب بن عبد الله. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. والحارث بن يزيد: هو الحضرمي المصري أبو عبد الكريم.
وأخرجه بطوله ابنُ المبارك في "الزهد" (775) ، ومن طريقه الآجري في "الغرباء" (6) بالقسم الأول منه، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الزهد الكبير" (203) من طريق أبي عبد الرحمن -وهو عبد الله بن يزيد المقرىء-، عن ابن لهيعة، به. وقوله: "من يعصيهم أكثر ممن=(11/231)
6651 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ يَحْيَى الْمَعَافِرِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: مَا غَنِيمَةُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ؟ قَالَ: " غَنِيمَةُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ الْجَنَّةُ الْجَنَّةُ " (1)
__________
= يطيعهم" تحرف فيه إلى: في بعضهم أكثر من بعض.
والقسم الأول منه أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/278، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" وقال: أناس صالحون قليل، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف.
وقد سلف حديث ابن مسعود برقم (3784) ، ولفظه: "إن الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء"، قيل: ومن الغرباء؟ قال: "النزاع من القبائل"، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
والقسم الثاني منه سلف بنحوه مطولاً برقم (6570) و (6571) ، وسنده جيد.
وسيكرره أحمد بطوله برقم (7072) .
(1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله-، سييء الحفظ، وراشد بن يحيي المعافري لم يوثقه غير ابن حبان 6/302، وقال: يعتبر بحديثه من غير حديث الإفريقي، لكنه سمى أباه "عبد الله"، وسماه كذلك البخاري في "التاريخ الكبير" 3/295، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/485، فجعله الحافظ في "التعجيل" ص 123 قولاً آخر في اسم أبيه، وذكر أنه (أي راشد) مجهول، وسيذكر أحمد في الرواية الآتية برقم (6777) أن شيخه حسن بن موسى الأشيب قال: راشد أبو يحيي المعافري، وكذا كناه ابن أبي حاتم، فلعل الصواب فيه ما في "الجرح والتعديل"، وأنه راشدُ بنُ عبد الله المعافري أبو يحيي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/78، وقال: رواه أحمد والطبراني، وإسناد أحمد حسن! وحسنه أيضاً المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/405! =(11/232)
6652 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ " (1)
__________
= وفصل مجالس الذكر ثبت بأحاديث أخرى صحيحة.
وقوله: ما غنيمةُ مجالس الذكر؟ أي: أي غنيمةٍ ونتيجةٍ تحصل للإنسان إذا حضر مجالس يذكر الله فيها. قاله السندي.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحارث بن يزيد الحضرمي لا يعرف له سماع من عبد الله بن عمرو، إنما يروي عنه بواسطة، وقد روى لهذا الحديث عن عبد الرحمن بن حُجيْرة، عنه، لكن في الإسناد ابن لهيعة -كما سيرد- وهو سييء الحفظ. وروي الحديث موقوفاً، وهو أصح.
وأخرجه ابن وهب في "الجامع" 1/84 عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وابن وهب صحيح السماع من ابن لهيعة إلا أن الإسناد منقطع كما سلف.
وأخرجه الحاكم 4/314، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (5257) من طريق شُعيب بن يحيى، عن ابن لهيعة، به، وسكت عنه الحاكم والذهبي.
وتحرف فيه ابن عمرو إلى: ابن عمر.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 6 و27 و52 من طريق زيد بن أبي الزرقاء، والبيهقي في "الشعب" (5258) من طريق يحيى بن يحيى، كلاهما عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ابن حُجيرة، عن ابن عمرو. قال البيهقي: هذا الإسناد أتم وأصح. قلنا: لكن فيه ابن لهيعة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/145، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح.=(11/233)
6653 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رِبَاطُ يَوْمٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ " (1)
__________
= وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/546، ونسبه إلى أحمد والطبراني، وحسن إسناده!
وأخرجه مطولاً ابنُ المبارك في "الزهد" (1204) عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن ابن عمرو موقوفاً. وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح.
وجعله السيوطي في "الجامع الصغير" من حديث ابن عمر، وتابعه عليه المناوي، وهو وهم منهما. وذكر السيوطي أنه رواه أيضا ابن عباس عند ابن عدي 1/167 وابن عساكر، لكنه لا يصلح شاهداً، لأنه من رواية جعفر بن أحمد بن علي الغافقي، قال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة، وكنا نتهمه بوضعها.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله، سيىء الحفظ-، وسويد بن قيس وثقه النسائي والفسوي وابن حبان، وذكره الذهبي في "الضعفاء" 1/291، وقال في "الميزان" 2/253: لا يعرف، تفرد عنه يزيدُ بنُ أبي حبيب، لكن وثقه النسائي. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/289، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف.
وله شاهد من حديث سلمان عند مسلم (1913) ، سيرد 5/440.
وانظر ما سلف في مسند عثمان برقم (442) و (458) و (470) و (477) .
قوله: "رباط يوم"، أي: إقامة يوم في الثغر، وربطُ الخيل فيه أو حبْسُ النفس فيه للجهاد وحفظ المسلمين. قاله السندي.(11/234)
6654 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَمَتَ نَجَا " (1)
6655 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ، وَبَعْضُهَا أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَاسْأَلُوهُ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَسْتَجِيبُ لِعَبْدٍ دَعَاهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ غَافِلٍ " (2)
__________
(1) حديث حسن، وسلف برقم (6481) إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع، ويحيى بن إسحاق: هو السيلحيني.
(2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله-، سييء الحفظ، وباقي رجاله رجال الشيخين غير أبي عبد الرحمن الحُبُلي -وهو عبد الله بن يزيد المعافري- فمن رجال مسلم. بكر بن عمرو هو المعافري المصري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/148، وقال: رواه أحمد، وإسناده حسن! وحسنه المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/491-492! وله شاهد ضعيف من حديث أبي هريرة عند الترمذي (3479) ، والطبراني في "الدعاء" (62) ، والحاكم 1/493، وابن عدي 4/1380، وابن حبان في
"المجروحين" 1/372، وفي إسناده صالح المري، قال الحاكم: هذا حديث=(11/235)
6656 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا لَيْتَهُ مَاتَ فِي غَيْرِ مَوْلِدِهِ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا تُوُفِّيَ فِي غَيْرِ مَوْلِدِهِ قِيسَ لَهُ مِنْ مَوْلِدِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ أَثَرِهِ، فِي الْجَنَّةِ " (1)
__________
= مستقيم الإسناد تفرد به صالح المري، وهو أحد زهاد البصرة، ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بقوله: صالح متروك. قلنا: صالح المري هو ابن بشير، ضعفه ابن معين والدارقطني، وقال أحمد: هو صاحب قصص وليس هو صاحب حديث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك. وقد أورد هذا الحديث المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/493، وقال: صالح المري لا شك في زهده، لكن تركه أبو داود والنسائي، وقال المناوي في هذا الحديث في "فيض القدير" 1/229: فمن زعم حسنه فضلاً عن صحته فقد جازف.
وله شاهد آخر من حديث ابن عمر، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/148، وقال: رواه الطبراني، وفيه بشير بن ميمون، وهو مجمع على ضعفه.
ومعنى الحديث صحيح إذ لابد مع الدعاء من حضور القلب والإيقان بالإجابة، قال الإمام الرازي -فيما نقله المناوي في "فيض القدير" 1/229-: أجمعت الأمة على أن الدعاء اللساني الخالي عن الطلب النفساني قليل النفع عديم الأثر.
وقوله: "القلوب أوعية"، أي: للعلوم والخيرات وصالح النيات.
(1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله، وإن كان سييء الحفظ توبع-،=(11/236)
6657 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ امْرَأَةً، سَرَقَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ بِهَا الَّذِينَ سَرَقَتْهُمْ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذِهِ الْمَرْأَةَ سَرَقَتْنَا، قَالَ قَوْمُهَا: فَنَحْنُ نَفْدِيهَا - يَعْنِي أَهْلَهَا -، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْطَعُوا يَدَهَا "، فَقَالُوا: نَحْنُ نَفْدِيهَا بِخَمْسِ مِائَةِ دِينَارٍ،
__________
= وتنحصر علته في حيي بن عبد الله المعافري، وهو ضعيف، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، أبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/7-8 عن يونس بن عبد الأعلى، وابن ماجه (1614) ، وابن حبان (2934) من طريق حرملة بن يحيى، كلاهما عن عبد الله بن وهب، عن حيي بن عبد الله المعافري، بهذا الإسناد. والحبلي تصحف في مطبوع النسائي إلى الجبلي، بالجيم.
والحديث يبين ثواب من مات غريباً بعيداً عن بلده وموطن ولادته، قال السندي في حاشيته على "المسند" و"سنن النسائي": لعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يرد بذلك: يا ليته مات بغير المدينة، بل أراد: يا ليته كان غريباً مهاجراً بالمدينة ومات بها ... وقد ذهب السندي إلى هذا التأويل حتى لا يخالف الحديث حديث فضل الموت بالمدينة المنورة، كما ذكر.
قوله: "إلى منقطع أثره": نقل السندي عن الطيبي قوله: أي إلى موضع قطع أجله، فالمراد بالأثر الأجل، لأنه يتبع العمر. ثم قال السندي: ويحتمل أن المراد: إلى منتهى سفره ومشيه.
وقوله: "في الجنة" متعلق بقيس، وظاهره أنه يعطى له في الجنة هذا القدر لأجل موته غريباً.(11/237)
قَالَ (1) : " اقْطَعُوا يَدَهَا "، قَالَ (2) : " فَقُطِعَتْ يَدُهَا الْيُمْنَى "، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: هَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، أَنْتِ الْيَوْمَ مِنْ خَطِيئَتِكِ كَيَوْمِ وَلَدَتْكِ أُمُّكِ "، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ} [المائدة: 39] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (3)
__________
(1) في (ظ) : فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعليها لفظ: "صح".
(2) لفظ: "قال" هذا لم يرد في (ظ) .
(3) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وحيي بن عبد الله -وهو المعافري-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو عبد الرحمن الحبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأخرجه الطبري في"تفسيره" [المائدة: 39] من طريق موسى بن داود، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، مختصراً.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/276، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" 2/281 إلى ابن أبي حاتم، لكن تصحف فيه ابن عمرو، إلى: ابن عمر.
ونقله ابن كثير في "التفسير"، وقال: وهذه المرأة هي المخزومية التي سرقت، وحديثها ثابت في "الصحيحين" من رواية الزهرى، عن عروة، عن عائشة.
قلنا: هو عند البخاري (6788) ، ومسلم (1688) .
واسم هذه المرأة: فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، على الصحيح. كما ذكر الحافظ في "الفتح" 12/88.
وسلفت قصتها من حديث ابن عمر برقم (6383) .
وسترد من حديث جابر بن عبد الله 3/386 و395.=(11/238)
6658 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي مَرَابِدِ (1) الْغَنَمِ، وَلَا يُصَلِّي فِي مَرَابِدِ (2) الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ " (3)
__________
= ومن حديث أخت مسعود بن العجماء عن أبيها 5/409 و6/329.
وقد استوفى خبرها الحافظ ابن حجر في "الفتح" 12/88-93.
وقوله: "اقطعوا يدها" تنبيه على أنه حق لله تعالى غير صالح للسقوط بالمال.
قاله السندي.
(1) في (ق) : مرابض.
(2) في (ق) : مبارك. وعلى هامشها:) خ (: مرابض.
(3) إسناده ضعيف، لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وحُيي بن عبد الله -وهو المعافري-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/26، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" بنحوه، ولم يذكر البقر، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام.
وأورده الحافظ في "الفتح" 1/527، وقال: وسنده ضعيف، فلو ثبت لأفاد أن حكم البقر حكمُ الإبل بخلاف ما ذكره ابن المنذر أن البقر في ذلك كالغنم.
قلنا: والحديث صحيح دون ذكر البقر.
ففي الباب عن أبي هريرة، سيرد (10611) .
وعن أنس، سيرد 3/131.
وعن عبد الله بن المغفل، سيرد 4/86 و5/55 و56-57.
وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/150.
وعن أسيد بن حضير، سيرد 4/352.
وعن البراء بن عازب، سيرد 4/288.
وعن جابر بن سمرة، سيرد 5/86 و100 و102.=(11/239)
6659 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ سُكْرًا مَرَّةً وَاحِدَةً، فَكَأَنَّمَا كَانَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا فَسُلِبَهَا، وَمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ سُكْرًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ " قِيلَ: وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " عُصَارَةُ أَهْلِ جَهَنَّمَ " (2)
__________
= وعن سبرة بن معبد الجهني عند ابن ماجه (770) .
وعن سُليك بن عمرو الغطفاني عند الطبراني في "الكبير" (6713) .
قوله: "مرابد الغنم": من ربد بالمكان إذا أقام فيه، وربده إذا حبسه، أي: مأوى الغنم في الليل.
قوله: "ولا يصلي في مرابد الإبل": قالوا: ليس علة المنع نجاسة المكان، إذ لا فرق بين مرابد الغنم وغيرها في ذلك، وإنما العلة شدة نفار الإبل، فقد يؤدي ذلك إلى بطلان الصلاة أو الخشوع أو غير ذلك. قاله السندي.
(1) في (س) : عن جده.
(2) إسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب وأبيه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن وهب: هو عبد الله، وعمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب المصري أبو أيوب.
وأخرجه الحاكم 14/46، والبيهقي في "السنن" 1/389 و8/287 من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، ثم قال: سمعه ابن وهب عنه (يعني عن عمرو بن الحارث) وهو غريب جداً.
وأورد الهيثمي في "المجمع" 5/69-70 القسم الأول منه فقط إلى قوله:=(11/240)
6660 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ يَعْنِي الرَّازِيَّ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ، وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي حَافِيًا، وَرَأَيْتُهُ يَشْرَبُ قَائِمًا، وَرَأَيْتُهُ يَشْرَبُ قَاعِدًا، وَرَأَيْتُهُ يَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ، وَرَأَيْتُهُ يَنْصَرِفُ عَنْ يَسَارِهِ " (1)
6661 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَقُصُّ عَلَى النَّاسِ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُرَاءٍ " (2)
__________
= "فسُلبها"، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
وانظر (6644) و (6773) و (6854) . وانظر: "ذيل القول المسدد" الحديث (17) .
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي جعفر الرازي -وهو عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان-، ومطر الوراق -وهو ابن طهمان-، خلف بن الوليد: هو أبو الوليد الجوهري العتكي البغدادي، ذكره الحسيني في "الإكمال" ص 122، والحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 117، وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم.
وسلف برقم (6627) ، وسياتي برقم (6679) و (6783) و (7021) .
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن حرملة: هو عبد الرحمن بن حرملة بن عمرو الأسلمي.
وأخرجه الدارمي 2/319 عن أبي نعيم، وابن ماجه (3753) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/9 من طريق الأوزاعي، كلاهما عن عبد الله بن عامر، عن=(11/241)
6662 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَهَاشِمٌ يَعْنِي ابْنَ الْقَاسِمِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ " (1)
__________
= عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وعبد الله بن عامر ضعيف لكنه توبع بابن حرملة.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (601) ، وابنُ عدي في "الكامل" 2/668 من طريق حماد بن عبد الملك الخولاني، عن هشام بن عروة، عن عمرو بن شعيب، به. قال ابن عدي: وهذا الحديثُ لا أعلم يرويه عن هشام بن عروة غير حماد هذا، وليس هو بالمعروف، وهو عجيب من حديث هشام بن عروة، عن عمرو بن شعيب، ولا أعرف لهشام عن عمرو غيره.
وله شاهد جيد من حديث عوف بن مالك الأشجعي، سيرد 6/29.
وآخر من حديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 4/233.
وثالث من حديث عُبادة بن الصامت عند الطبراني في "الكبير"، فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 1/190، وقال: وإسناده حسن.
ورابع من حديث كعب بن عياض عند الطبراني في "الكبير" 19/ (405) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 1/190، وقال: وفيه عبد الله بن يحيى الإسكندراني، ولم أر من ترجمه.
وسيرد برقم (6715) .
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، حسين بن محمد: هو المروذي، وهاشم بن القاسم: هو أبو النضر، وسليمان بن موسى: هو الأشدق.
وأخرجه أبو داود (4506) عن مسلم بن إبراهيم، عن محمد بن راشد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 9/294 من طريق محمد بن إسحاق، والترمذي (1413) من طريق أسامة بن زيد، وابن ماجه (2659) من طريق عبد الرحمن بن=(11/242)
6663 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ (1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ
__________
= عياش، والبغوي (2532) من طريق المثنى بن الصباح، وابن عدي 7/2649 من طريق يحيي بن أبي أنيسة، كلهم عن عمرو بن شعيب، به، ولكنه عندهم حديث قولي. قال الترمذي: حديث عبد الله بن عمرو في هذا الباب حديث حسن.
وأخرجه عبد الرزاق (9445) و (18504) عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا إسناد معضل.
وهذا الحديث قطعة من حديث طويل هو خطبةُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفتح، ذكره الإمام أحمد مفرقاً في روايات عدة، سنذكر أرقامها في الرواية الآتية برقم (6681) . وانظر (6690) .
وله شاهد صحيح من حديث علي بن أبي طالب سلف برقم (599) و (959) و (993) .
وآخر مطول من حديث عائشة عند أبي يعلى (4757) ، والدارقطني 3/131، والبيهقي في "السنن" 8/29-30، ذكره الهيثمي في "المجمع" 6/292-293، ونسبه إلى أبي يعلى، وقال: ورجاله رجال الصحيح غير مالك بن أبي الرجال، وقد وثقه ابن حبان، ولم يضعفه أحد.
وثالث من حديث ابن عباس عند عبد الرزاق (17787) ، وابن ماجه (2660) .
ورابع مطول من حديث ابن عمر عند ابن حبان (5996) .
وخام بنحوه من حديث عمران بن الحصين عند البيهقي في "السنن" 8/29.
وسادس من حديث معقل بن يسار عند البيهقي 8/30.
وسابع مرسل من حديث عطاء بن أبي رباح عند ابن أبي شيبة 9/294.
وثامن مرسل من حديث الحسن عند عبد الرزاق (18506) .
(1) (بن محمد) لم يرد في (م) .(11/243)
سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنَّ مَنْ قُتِلَ خَطَأً فَدِيَتُهُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ: ثَلَاثُونَ بِنْتَ مَخَاضٍ، وَثَلَاثُونَ بِنْتَ لَبُونٍ، وَثَلَاثُونَ حِقَّةً، وَعَشَرَةٌ بَنُو لَبُونٍ ذُكُورٌ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، ومحمد بن راشد: هو الخزاعي المكحولي، وسليمان: هو ابن موسى الأشدق.
وأخرجه أبو داود (4541) ، والنسائي في "المجتبى" 8/42-43، وابن ماجه (2630) ، والدارقطني 3/176، والبيهقي في "السنن" 8/74 من طرق، عن محمد بن راشد، بهذا الإسناد.
وسيرد برقم (6719) و (6743) ، ومطولا برقم (7033) ، وسلف برقم (6533) و (6552) .
وفي الباب عن ابن مسعود عند أبي داود (4545) ، والترمذي (1386) ، والنسائي 8/43-44، وابن ماجه (2631) ، والبيهقي في "السنن" 8/75. قال الترمذي: حديث ابن مسعود لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وقد روي عن عبد الله بن مسعود موقوفاً.
وعن عمرو بن حزم عند ابن حبان (6559) .
وبنتُ المخاض وابنُ المخاض: ما دخل في السنة الثانية، لأن أمه قد لحقت بالمخاض، أي: الحوامل، وإن لم تكن حاملاً. وقيل: هو الذي حملت أمه، أو حملت الإبلُ التي فيها أمه، وإن لم تحمل هي.
وبنت اللبون وابن اللبون: هما من الإبل ما أتى عليه سنتان، ودخل في الثالثة، فصارت أمه لبوناً، أي: ذات لبن، لأنها تكون قد حملت حملاً آخر ووضعته.
والحقة: ما دخل في السنة الرابعة، سمي بذلك لأنه استحق الركوب والتحميل.(11/244)
6664 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ، وَغَيْرُهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ شَتَّى (1) " (2)
__________
(1) لفظ: "شتى" لم يرد في (م) ، وورد في (س) و (ص) في الهامش.
(2) حسن لغيره. يعقوب بن عطاء -وهو ابن أبي رباح، وإن كان ضعيفاً-، قد توبع. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 6/218، والخطيب في "تاريخه" 5/290 و8/407 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2911) ، والبغوي (2232) من طريق حبيب المعلم، وابن ماجه (2731) ، والبغوي (2532) ، وابنُ عدي 6/2418 من طريق المثنى بن الصباح، والدارقطني 4/72-73، وابنُ الجارود (967) من طريق محمد بن سعيد الطائفي، والدارقطني أيضاً 4/75 من طريق الضحاك بن عثمان و76 من طريق بكير بن الأشج، والحاكم 4/345، والبيهقي في "السنن" 6/218 من طريق قتادة. ستتهم عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. ومحمد بن سعيد: يقال له: عمر بن سعيد، وهو الوارد في "منتقى" ابن الجارود. نبه على ذلك المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة محمد بن سعيد، وانظر "تهذيب" ابن حجر 7/454.
وأخرجه عبد الرزاق (9857) و (9870) عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا إسناد معضل.
وسيرد برقم (6844) .
وهذا الحديث قطعة من خطبة الفتح، ستأتي مطولة برقم (6681) و (6933) لكنه -أي الإمام أحمد- لم يورد هذه القطعة فيها.
وله شاهد من حديث أسامة بن زيد عند البخاري (6764) ، ومسلم (1614) ، سيرد 5/200.=(11/245)
6665 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْبِكْرَ، أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ " (1)
__________
= وآخر من حديث جابر عند الترمذي (2108) ، والحاكم 4/345، وصححه، ووافقه الذهبي.
وثالث مطول من حديث عائشة عند الدارقطني 3/131، والبيهقي في "السنن" 8/30، وأبو يعلى (4757) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/292-293، ونسبه إلى أبي يعلى، وقال: ورجاله رجال الصحيح، غير مالك ابن أبي الرجال، وقد وثقه ابن حبان، ولم يضعفه أحد.
ورابع من حديث أبي هريرة عند البيهقي في "السنن" 10/163، والبزار (1384) .
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/201 و225، وقال: رواه البزار والطبراني في "الأوسط"، وفيه عمر بن راشد، وهو ضعيف عند الجمهور، ووثقه العجلي.
وخامس من حديث ابن عمر عند ابن حبان (5996) ، وفيه استيفاء تخريجه.
وانظر "مصنف عبد الرزاق" 6/14-19.
(1) إسناده ضعيف، حجْاج -وهو ابن أرطاة- كثير الخطأ والتدليس، وقد عنعن.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/323، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
وله شاهد لا يُفرح به من حديث عائشة عند الدارقطني في "سننه" 3/284 في إسناده الواقدي، وهو متروك.
وقد اختُلف فيه على الحجاج بن أرطاة، فرواه الدارقطني 3/283 من طريق عمر بن علي المقدمي، عن الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "إذا تزوج الثيب، فلها ثلاث، ثم تقسم"، وهذا=(11/246)
6666 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا عَبْدٍ كُوتِبَ عَلَى مِائَةِ أُوقِيَّةٍ، فَأَدَّاهَا إِلَّا عَشْرَ أُوقِيَّاتٍ، فَهُوَ رَقِيقٌ " (1)
__________
= اللفظ هو الذي يوافق ما صح من الروايات في هذا الباب من أن الرجل إذا تزوج البكْر أقام عندها سبعة أيام، وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثاً، ثم يقسم.
فلعل الحجاج بن أرطاة نسي أو سها، فذكر في الرواية التي في "المسند" هنا: "البكر"، بدل: "الثيب".
ومن الروايات الصحيحة في هذا الباب ما أخرجه البخاري (5213) و (5214) ، ومسلم (1461) من حديث أنس، قال: السنة إذا تزوج البكر أقام عندها سبعا، وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثاً.
(1) حديث حسن، حجاج -وهو ابن أرطاة-، قد توبع.
وأخرجه ابن ماجه (2519) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5025) من طريق ابن أبي زائدة، والبيهقي في "السنن" 10/324 من طريق هشيم، كلاهما عن حجاج، به.
وأخرجه أبو داود (3926) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/324 من طريق سليمان بن سُليم، والترمذي (1260) من طريق يحيي بن أبي أنيسة، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم أن المكاتب عبد ما بقي عليه شيء من كتابته.
وقال البيهقي: قال الشافعي في القديم: ولم أعلم أحداً روى هذا عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا عمرو بن شعيب، وعلى هذا فتيا المفتين.
وأخرجه مطولاً عبد الرزاق (14222) ، والنسائي في "الكبرى" (5027) ، وابن حبان (4321) من طريق ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وعطاء هذا صاحبُ أوهام كثيرة، وموصوف بالإرسال والتدليس،=(11/247)
6667 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَتَانِ، فِي أَيْدِيهِمَا أَسَاوِرُ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتُحِبَّانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَسَاوِرَ مِنْ نَارٍ؟ " قَالَتَا: لَا، قَالَ: " فَأَدِّيَا حَقَّ هَذَا الَّذِي فِي أَيْدِيكُمَا " (1)
__________
= ولا يُعرف له سماع من عبد الله بن عمرو، قال النسائي (كما في "تحفة الأشراف" 6/362) : هذا الحديثُ حديث منكر، وهو عندي خطأ، والله أعلم.
وأخرجه مطولاً أيضاً البيهقي في "السنن" 10/324 من طريق سليمان المخزومي، عن ابن جريج، عن ابن عمرو، بإسقاط عطاء، وهذا إسناد ظاهر الانقطاع، فإن ابن جريج لم يدرك ابن عمرو، ومن ثم قال البيهقي: كذا وجدتُه، ولا أراه محفوظاً.
وسيأتي برقم (6726) و (6923) و (6949) .
وله شاهد موقوف من حديث زيد بن ثابت عند ابن أبي شيبة 6/147، والبيهقي 10/324.
وآخر موقوف من حديث ابن عمر عند ابن أبي شيبة 6/146، والبيهقي 10/324.
وثالث من حديث عائشة موقوف عند ابن أبي شيبة 10/147 و148، والبيهقي 10/324.
ورابع من حديث عثمان موقوف عند ابن أبي شيبة 10/148-149.
(1) حديث حسن. الحجاج -وهو ابن أرطاة، وإن عنعن-، قد توبع. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة في "المصنف" 3/153 عن عبد الرحيم بن سليمان،=(11/248)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=والدارقطني 2/108 من طريق يزيد بن هارون وعبد الله بن نُمير، ثلاثتهم عن الحجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (7065) من طريق المثنى بن الصباح، وأبو داود (1563) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/140، والنسائي في "المجتبى" 5/38 من طريق خالد بن الحارث، عن حسين المعلم، والترمذي (637) ، ومن طريقه البغوي (1583) من طريق ابن لهيعة، ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، به.
قال الترمذي: هذا حديث قد رواه المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب نحو هذا، والمثنى بنُ الصباح وابنُ لهيعة يُضعفان في الحديث، ولا يصح في هذا الباب عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيء.
قلنا: قد رواه عن عمرو بن شعيب حسينُ المعلم في رواية أبي داود والنسائي. وحسين المعلم ثقة. ولعل الترمذي لم تقع له رواية أبي داود هذه.
ونقل الزيلعي قول المنذري: لعل الترمذي قصد الطريقين اللذين ذكرهما، وإلا فطريقُ أبي داود لا مقال فيها.
وقد صحح ابنُ القطْان إسناد أبي داود فيما نقله عنه الزيلعي 2/370.
وقال الزيلعي: وهذا إسناد تقم به الحجة إن شاء الله تعالى.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/38، وفي "الكبرى" (2258) و (2259) من طريق المعتمر بن سليمان، عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، قال: جاعت امرأة ومعها بنت ... فذكره مرسلاً، ثم قال النسائي: خالد أثبت من المعتمر. وقد نقل قول النسائي هذا الزيلعى في "نصب الراية" 2/370، وابن حجر في "الدراية" 1/259، لكنهما زادا عليه عبارة: وحديث معتمر أولى بالصواب، وهي عبارة ليست في مطبوع النسائي، ثم إنها تنقض ما قاله النسائي أولاً. ونقلها عنه بالمعنى المنذري في "مختصر أبي داود" 2/175!! وسيأتي برقم (6901) و (6939) .
وله شاهد من حديث أسماء بنت يزيد، سيرد 6/453 و455 و461. حسن=(11/249)
6668 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالنَّاسُ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْقَدَرِ، قَالَ: وَكَأَنَّمَا تَفَقَّأَ (1) فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ مِنَ الْغَضَبِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: " مَا لَكُمْ تَضْرِبُونَ كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؟ بِهَذَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ " قَالَ: " فَمَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِمَجْلِسٍ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَشْهَدْهُ، بِمَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِذَلِكَ الْمَجْلِسِ، أَنِّي لَمْ أَشْهَدْهُ " (2)
__________
= إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/556.
وآخر صحيح من حديث عائشة عند أبي داود (1565) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 4/139. وصححه الحاكم على شرط الشيخين 1/389، ووافقه الذهبي. مع أن في الإسناد أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي، شيخ أبي داود لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما، وهو ثقة حافظ.
وثاك من حديث أم سلمة عند أبي داود (1564) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/140، والدارقطني 2/105، وصححه الحاكم 1/390 على شرط البخاري، ووافقه الذهبي.
قال ابنُ المنذر في "الإشراف" فيما نقله عنه ابن التركماني في "الجوهر النقي" 4/140: روينا عن عمر، وعبد الله بن عمرو، وابن عباس، وابن مسعود، وابن المسيب، وعطاء، وسعيد بن جبير، وعبد الله بن شداد، وميمون بن مهران، وابن سيرين، ومجاهد، والثوري، والزهري، وجابر بن زيد، وأصحاب الرأي: وجوب الزكاة في الحلى: الذهب والفضة.
(1) في (ظ) : يُفْقأ. وهي أيضا في هامش (س) .
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.=(11/250)
6669 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَقَفَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الثَّانِيَةِ، أَطْوَلَ مِمَّا وَقَفَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْأُولَى، ثُمَّ (1) أَتَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَرَمَاهَا، وَلَمْ يَقِفْ عِنْدَهَا " (2)
__________
= وأخرجه ابن ماجه (85) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (6702) و (6741) و (6801) -وإسناده صحيح- و (6845) و (6846) .
وفي بعض هذه الطرق أنهم كانوا يتنازعون في القرآن، ويجمع بينها الرواية رقم (6846) التي تُصرح أنهم تنازعوا آيات القرآن التي فيها ذكر القدر.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/171، وعزاه إلى الطبراني في "الكبير" بإسناد فيه صالح بن أبي الأخضر، وقال: وهو ممن يكتب حديثه على ضعفه.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 2/6 -عند قوله تعالى في سورة آل عمران: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) -، وزاد نسبته إلى ابن سعد، وابن الضريس في "فضائله"، وابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.
وفي الباب عن أبي هريرة عند الترمذي (2133) ، وأبي يعلى (6045) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1380، وفي إسناده عندهم صالح المري، وهو ضعيف.
قال الترمذي: وفي الباب عن عمر، وعائشة، وأنس.
وحديث أنس هو عند أبي يعلى (3121) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2611، وفي إسناده عمارُ بن هارون ضعيف، ويوسف بن عطية متروك. وهذا شاهد لا يُفرح به.
(1) في (ظ) : قال: ثم.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس،=(11/251)
6670 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا الْتَقَتِ (1) الْخِتَانَانِ وَتَوَارَتْ الْحَشَفَةُ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ " (2)
__________
= وقد عنعن. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/259، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطأة، وفيه كلام.
وسيكرر برقم (6782) .
وفي الباب عن عائشة مطولاً، سيرد 6/90.
وعن ابن عمر عند البخاري (1751) و (1752) و (1753) ، وابن حبان (3887) ، وفيه استيفاء تخريجه.
(1) في هامش (س) و (ص) و (ق) : لفظ ابن ماجه: التقى.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج، وهو ابن أرطاة. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/89، ومن طريقه ابن ماجه (611) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. ولفظهما: "التقى"، بدل: "التقت".
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" 1/311 و6/282 من طريقين عن عمرو بن شعيب، به.
ونسبه الزيلعي في "نصب الراية" 1/84 إلى عبد الله بن وهب في "مسنده" من طريق الحارث بن نبهان، عن محمد بن عبيد الله، عن عمرو بن شعيب، به.
ومحمد بن عبيد الله -وهو العرزمي- والحارث بن نبهان متروكان.
ونسبه الزيلعي أيضاً 1/85 إلى الطبراني في "الأوسط" من طريق أبي حنيفة، عن عمرو بن شعيب، به. وفيه زيادة في آخره: "أنزل أو لم ينزل"، وهو في "عقود الجواهر المنيفة في أدلة مذهب الإمام أبي حنيفة" 1/67.=(11/252)
6671 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، حَدَّثَنِي (1) عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ذَكَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ سَلَفٌ وَبَيْعٌ، وَلَا شَرْطَانِ فِي بَيْعٍ، وَلَا رِبْحُ مَا لَمْ يُضْمَنْ (2) ، وَلَا بَيْعُ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ " (3)
6672 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ، فَإِنَّهُ نُورُ الْمُسْلِمِ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشِيبُ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ إِلَّا كُتِبَ لَهُ
__________
= وله شاهد من حديث عائشة عند مسلم (349) ، وسيرد 6/239.
وآخر من حديث أبي بن كعب، سيرد 5/115-116.
وثالث من حديث أبى هريرة عند البخاري (291) ، ومسلم (348) .
وله شواهد أخرى ذكرها ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/85-89، والبيهقي في "السنن" 1/166.
قوله: "إذا التقت الختانان": في حديث ابن ماجه: إذا التقى الختانان، وهو الأظهر، وأما التأنيث فكأنه بالنظر إلى إرادة القطعتين. والختان، بكسر الخاء: يطلق على موضع القطع من الذكر، والمراد بالثاني: موضع القطع من الفرج.
قاله السندي.
(1) في (ظ) : قال: وحدثني.
(2) في (ظ) : تضمن. وأشير إليها في هامش (س) و (ص) و (ق) .
(3) إسناده حسن، إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلية، وأيوب: هو السختياني. وقد سلف برقم (6628) .
وقوله: "عن أبيه" يريد أباه الأعلى وهو جده عبد الله، وسماه أباه لأنه هو الذي رباه. وسبق التصريح بذلك في إسناد (6545) . وانظر "أطراف المسند" 4/27-28(11/253)
بِهَا حَسَنَةٌ، وَرُفِعَ (1) بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ " (2)
__________
(1) في (س) و (ص) و (ظ) و (ق) : رفعه، وأشير إلى هذه الرواية في هوامشها.
(2) صحيح لغيره، ليث -وهو ابن أبي سُليم، وإن كان فيه ضعف-، متابع.
إسماعيل: هو ابن عُلية.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/311 من طريق ابن لهيعة، وفي "شعب الإيمان" (6387) من طريق عبد الرحمن بن الحارث، كلاهما عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 8/136، و"الكبرى" (9337) من طريق عمارة بن غزية، والبيهقي في "الشعب" (6386) من طريق عبد الرحمن بن الحارث، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به.
وسيأتي مختصراً برقم (6675) و (6924) ، ومطولاً برقم (6937) و (6962) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن حبان (2985) ، وإسناده حسن.
وعن عمرو بن عبسة -أبي نجيح السلمي-، سيرد 4/113، بلفظ: "من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة".
وعن فضالة بن عُبيد، سيرد 6/20.
وعن كعب بن مرة، سيرد 4/236.
وعن أنس موقوفاً عند مسلم (2341) بلفظ: يكره أن ينتف الرجلُ الشعرة البيضاء من رأسه ولحيته.
وعن أبي هريرة عند ابن حبان (2985) ، وإسناده حسن.
وعن عمر بن الخطاب عند الطبراني في "الكبير" (58) ، وابن حبان (2983) بلفظ: "من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة"، وإسناده قوي.
وعن طلق بن حبيب عند ابن أبي شيبة 8/678، وهو معضل.
قوله: "فإنه نور المسلم"، أي: سببُ نورٍ له يوم القيامة، فلا ينبغي استئصالها=(11/254)
6673 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَائِهِ، أَوْ فَضْلَ كَلَئِهِ، مَنْعَهُ اللهُ فَضْلَهُ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
بالنتف. نعم تغييرها لمصلحة مخالفة الأعداء وغيرها جائز، ولكن فرق بين استئصالها من الأصل وتغييرها. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابن سُليم، إسماعيل: هو ابن عُلية.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/125، وقال: ورجال أحمد ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر.
وسيأتي مكرراً برقم (7057) .
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1603) ، والطبراني في "الصغير" برقم (93) من حديث محمد بن الحسن القردوسي، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد مطولاً. ومحمد بن الحسن القردوسي: قال العقيلي: حديثه غير محفوظ، وليس بمشهور بالنقل، ثم قال: وهذا يروى بإسناد أصلح من هذا.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/125 و8/154، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: وفيه محمد بن الحسن القردوسي، ضعفه الأزدي بهذا الحديث، وقال: ليس بمحفوظ.
وسيأتي مطولاً برقم (6722) .
ويشهد له حديث أبي هريرة عند أبي الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (237) من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن عمرو بن دينار، عن أبي صالح السمان، عنه. والحسن بن أبي جعفر ضعيف.
لكن أصل الحديث صحيح، فهو عند البخاري (2369) و (7446) من طريق سفيان، عن عمرو بن دينار، به. وفيه: "ورجل منع فضل مائه، فيقول الله: اليوم=(11/255)
6674 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ " (1)
6675 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ، فَإِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ يَشِيبُ فِي الْإِسْلَامِ شَيْبَةً، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً،
__________
= أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك".
ويشهد له أيضاً حديث سعد بن أبي وقاص عند أبي يعلى (828) ، وفيه راوٍ لم يسم.
والنهي عن منع فضل الماء، سيرد من حديث أبي هريرة 2/224.
وجاء من حديث جابر عند مسلم (1565) .
(1) إسناده حسن. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/300، والبيهقي في "السنن" 8/296 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3394) ، والدارقطني 4/254 من طريقين عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" ص 327 من طريق أبي يونس العجلي، عن عمرو بن شعيب، به.
وسلف برقم (6558) من طريق أخيه عبد الله بن عمر العمري.(11/256)
وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً " (1)
6676 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ (2) ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ فِي الْمَسْجِدِ، وَأَنْ تُنْشَدَ فِيهِ الْأَشْعَارُ، وَأَنْ تُنْشَدَ فِيهِ الضَّالَّةُ، وَعَنِ الْحِلَقِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ " (3)
__________
(1) إسناده حسن، ابن عجلان: هو محمد.
وأخرجه أبو داود (4202) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6386) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/311 من طريق مسدد، عن يحيى بن سعيد، به وأخرجه أبو داود (4202) أيضا، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6386) من طريق سفيان، وابن عدي (1061) من طريق زيد بن حبان، كلاهما عن ابن عجلان، به.
وسلف برقم (6672) .
(2) وقع في (م) : حدثنا يحيى بن عجلان. وهو خطأ.
(3) إسناده حسن. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن عجلان: هو محمد.
وأخرجه بتمامه أبو داود (1079) ، وابن خزيمة (1304) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1267) من طريق صفوان بن عيسى، وابن خزيمة (1306) من طريق أبي خالد الأحمر، كلاهما عن ابن عجلان، به.
وروي مفرقاً ومجموعاً، فأخرجه دون إنشاد الضالة الترمذي (322) ، والبغوي في "شرح السنة" (485) من طريق الليث، عن ابن عجلان، به.=(11/257)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرج النهي عن البيع والتحلق في المسجد النسائي في "الكبرى" (793) ، و"المجتبى" 2/47-48 من طريق يحيى بن سعيد، به.
وأخرج النهي عن البيع وتناشد الأشعار ابنُ ماجه (749) من طريق أبي خالد الأحمر، عن ابن عجلان، به.
وأخرج النهي عن البيع وإنشاد الضالة البيهقيُّ في "السنن" 2/448 من طريق بشر، عن ابن عجلان، به.
وأخرج النهي عن تناشد الأشعار في المسجد النسائي في "الكبرى" (794) ، و"المجتبى" 2/48، وفي "عمل اليوم والليلة" (173) ، والبيهقي في "السنن" 2/448، من طريق الليث، عن ابن عجلان، به.
وأخرج النهي عن إنشاد الضالة ابنُ ماجه (766) من طرق، عن ابن عجلان، به وأخرج النهي عن التحلق ابنُ ماجه (1133) من طرق، عن ابن عجلان، به.
وفي الباب في النهي عن البيع والشراء في المسجد عن أبي هريرة عند الترمذي (1326) ، والدارمي 1/326، وابن حبان (1650) ، وفيه استيفاء تخريجه.
قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 2/373: وقد كره قوم من أهل العلم البيع والشراء في المسجد، وبه يقول أحمد وإسحاق، ورخص فيه بعض التابعين، وروي عن عطاء بن يسار أنه كان إذا مر عليه بعض من يبيع في المسجد، قال: عليك بسوق الدنيا، فإنما هذا سوق الآخرة. أخرجه مالك في "الموطأ" 1/174 بلاغاً.
وقال أبو سليمان الخطابي: ويدخل في هذا كل أمرٍ لم يُبْن له المسجدُ من أمور معاملات الناس واقتضاء حقوقهم. وقد كره بعضُ السلف المسألة في المسجد، وكان بعضهم لا يرى أن يُتصدق على السائل المتعرض في المسجد.
وانظر "الفتح" 1/560-561.=(11/258)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وفي الباب في النهي عن إنشاد الشعر عن حكيم بن حزام، سيرد 3/434.
وعن حسان بن ثابت، سيرد 5/222.
قال البيهقي في "السنن" 2/448: نحن لا نرى بإنشاد مثل ما كان يقول حسان في الذب عن الإسلام وأهله بأساً، لا في المسجد، ولا في غيره، والحديثُ ورد في تناشد أشعار الجاهلية وغيرها مما لا يليق بالمسجد.
قلنا: ويؤيده ما رواه أبو هريرة أن عمر مر بحسان بن ثابت، وهو ينشد في المسجد شعرا، فلحظ إليه، فقال: لقد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال: نشدتُك بالله، أسمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "أجبْ عني، اللهم أيده بروح القدس؟ " قال: نعم.
وسيرد 5/222 من حديث حسان.
وفي الباب في النهي عن إنشاد الضالة عن أبي هريرة عند مسلم (568) ، وسيرد (8588) و (9457) .
وعن بُريدة بن الحُصيب عند مسلم (566) ، وسيرد 5/360.
وعن جابر عند النسائي في "المجتبى" 2/48-49.
وفي الباب في النهي عن الحلق في المسجد عن أبي هريرة عند ابن حبان (1654) ، وفيه استيفاء تخريجه.
قال علي القاري في "مرقاة المفاتيح" 1/467: وعلةُ النهي أن القوم إذا تحلقوا، فالغالب عليهم التكلم ورفع الصوت، وإذا كانوا كذلك، لا يستمعون الخطبة، وهم مأمورون باستماعها، كذا قاله بعضهم. وقال التوربشتي: النهي يحتمل معنيين: أحدهما: أن تلك الهيئة تخالف اجتماع المصلين.
والثاني: أن الاجتماع للجمعة خطب جليل، لا يسع من حضرها أن يهتم بما سواها حتى يفرغ، وتحلقُ الناس قبل الصلاة موهم للغفلة عن الأمر الذي ندبوا إليه.=(11/259)
6677 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ (1) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَمْثَالَ الذَّرِّ، فِي صُوَرِ النَّاسِ، يَعْلُوهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الصَّغَارِ، حَتَّى يَدْخُلُوا سِجْنًا فِي جَهَنَّمَ، يُقَالُ لَهُ: بُولَسُ، فَتَعْلُوَهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ، يُسْقَوْنَ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ، عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ " (2)
__________
= وقال البغوي في "شرح السنة" 2/374: وفي الحديث كراهية التحلق والاجتماع يوم الجمعة قبل الصلاة لمذاكرة العلم، بل يشتغل بالذكر والصلاة والإنصات للخطبة، ثم لا بأس بالاجتماع والتحلق بعد الصلاة في المسجد وغيره.
(1) في (ظ) : عن.
(2) إسناده حسن. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن عجلان: هو محمد.
وأخرجه الحميدي (598) ، وابن أبي شيبة 9/90، وابن المبارك في "الزهد" في زوائد نعيم بن حماد (191) ، ومن طريقه البخاري في "الأدب المفرد" (557) ، والترمذي (2492) ، والبغوي (3590) كلهم من طريق ابن عجلان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وقال الحافظ ابنُ رجب في "التخويف من النار" ص 124 بعد أن نقل تحسين الترمذي له: وروي موقوفاً على عبد الله بن عمرو.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 5/333، وزاد نسبته إلى ابن مردويه.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البزار (3430) . قال الهيثمي في "المجمع" 10/334: رواه البزار، وفيه من لم أعرفه.
وآخر من حديث كعب قوله عند البيهقي في "الشعب" (8184) و (8185) .
وعن أنس عند البيهقي في "الشعب" (8186) ، وقال بإثره: روي هذا بإسناد مرسل عن ابن مسعود من قوله.=(11/260)
6678 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْأَخْنَسِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَتَى أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي؟ قَالَ: " أَنْتَ وَمَالُكَ لِوَالِدِكَ، إِنَّ أَطْيَبَ مَا
__________
= قوله: "أمثال الذر"، الذر: جمع ذرة، وهي النملة الصغيرة.
قال صاحب "تحفة الأحوذي" 7/193: والمعنى أنهم يكونون في غاية من المذلة والنقيصة، يطأهم أهلُ الحشر بأرجلهم من هوانهم على الله.
الصغار: الذل والهوان.
وقوله: "بولس": قيده المنذري بضم الموحدة وسكون الواو وفتح اللام، وكذا قيده صاحب "القاموس"، وقيده غيرهما بفتح الباء واللام. انظر "تحفة الأحوذي" 7/193.
قوله: "نار الأنيار"، قال ابن الأثير: لم أجده مشروحاً، ولكن هكذا يروى، فإن صحت الرواية فيحتمل أن يكون معناه: نار النيران، فجمع النار على أنيار، وأصلها: أنوار، لأنها من الواو، كما جاء في ريح وعيد: أرياح وأعياد، وهما من الواو. انتهى. قال صاحب "تحفة الأحوذي" 7/193: قيل: إنما جمع نار على أنيار وهو واوي لئلا يشتبه بجمع النور. قال القاضي: وإضافة النار إليها للمبالغة،
كأن هذه النار لفرط شدة إحراقها، وشدة حرها، تفعل بسائر النيران ما تفعل النار بغيرها. انتهى. قال القاري: أو لأنها أصل نيران العالم لقوله تعالى: (الذي يصلى النار الكبرى) ، قال السندي: قيل: جمع النار على الأنيار غير مسموع في اللغة، فهو سهو من الرواة.
والخبال: بفتح الخاء المعجمة: هو في الأصل الفساد، وبكون في الأفعال والأبدان والعقول.
وعصارة أهل النار: ما يسيل منهم من الصديد والقيح والدم.(11/261)
أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ، وَإِنَّ أَمْوَالَ أَوْلَادِكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ، فَكُلُوهُ هَنِيئًا " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه ابنُ الجارود في "المنتقى" (995) ، والبيهقي في "السنن" 7/480 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/158 من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، به.
وسيرد برقم (6902) و (7001) .
وله شاهد صحيح من حديث عائشة، سيرد 6/31 و42، وانظر ابن حبان (410) .
وآخر من حديث جابر عند ابن ماجه (2291) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/158، وفي "شرح مشكل الآثار" (1598) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/304-305 في قصة مطولة، وإسناده صحيح على شرط البخاري كما قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 2/25.
وثالث من حديث ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10019) ، و"الأوسط" (57) ، و"الصغير" (2) و (947) في قصة طويلة.
ورابع من حديث سمرة عند الطبراني في "الكبير" (6961) ، والبزار (1260) .
وزاد الهيثمي في "المجمع" 4/154 نسبته إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: وفيه عبد الله بن إسماعيل الجُوداني، قال أبو حاتم: لين، وبقية رجال البزار ثقات.
وخامس من حديث عبد الله بن عمر عند البزار (1259) ، وأبي يعلى (5731) .
وذكر الزيلعي في "نصب الراية" 3/338-339، والحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/211 شاهداً له من حديث عمر قد أخرجه البزار (1261) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1212 من طريق سعيد بن بشير، عن مطر (تحرف عند البزار=(11/262)
6679 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي حَافِيًا وَنَاعِلًا، وَيَصُومُ فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ، وَيَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا، وَيَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ " (1)
__________
= إلى مطرف) الوراق، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن عمر، مرفوعاً.
وهذا الشاهد أورده ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/469، ثم قال: قال أبي: هذا خطأ، إنما هو عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأعله ابنُ عدي أيضا بسعيد بن بشير، وقال فيه: ولعله يهم في الشيء بعد الشيء ويغلط.
قلنا: وعلى هذا فلا يصح ذكر حديث عمر شاهداً لحديثنا.
وقوله: "يجتاح مالي" معناه: يستأصله ويأتي عليه، أخذاً وإنفاقاً. قاله ابنُ الأثير في "النهاية".
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنت ومالك لوالدك"، قال ابنُ حبان عقب الحديث (410) : معناه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زجر عن معاملته أباه بما يعاملُ به الأجنبيين، وأمره ببره والرفق به في القول والفعل معا، إلى أن يصل إليه مالُه، فقال له: "أنت ومالك لأبيك" لا أن مال الابن يملكه الأبُ في حياته عن غير طيب نفس من الابن به.
ونقل الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/158 عن بعض العلماء قولهم: قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا ليس على التمليك منه للأب كسب الابن، وإنما هو على أنه لا ينبغي للابن أن يخالف الأب في شيء من ذلك، وأن يجعل أمره فيه نافذاً كأمره فيما يملك. ألا تراه يقول: "أنت ومالك لأبيك" فلم يكن الابن مملوكاً لأبيه بإضافة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه، فكذلك لا يكون مالكا لماله بإضافة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه.
وانظر أيضاً "معالم السنن" للخطابي 3/166، و"الفتح" 5/211.
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وحسين:=(11/263)
6680 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَأَلْقَاهُ، وَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، قَالَ: فَقَالَ: " هَذَا أَشَرُّ، هَذَا حِلْيَةُ أَهْلِ النَّارِ " فَأَلْقَاهُ، وَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، فَسَكَتَ عَنْهُ (1)
6681 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُفُّوا السِّلَاحَ إِلَّا خُزَاعَةَ عَنْ بَنِي بَكْرٍ " فَأَذِنَ لَهُمْ، حَتَّى صَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ قَالَ: " كُفُّوا السِّلَاحَ "، فَلَقِيَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ رَجُلًا مِنْ بَنِي بَكْرٍ، مِنْ غَدٍ، بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَقَتَلَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
= هو ابن ذكوان المعلم.
وسلف برقم (6627) و (6660) دون قوله: ويصم في السفر ويفطر. وهذه الزيادة لها شاهد من حديث ابن مسعود سلف برقم (3813) بإسناد ضعيف.
وآخر من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الكبير" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 3/159، وقال: وله طريق رجالها ثقات كلهم.
وثالث من حديث عمران بن الحصين عند البزار (993) ، أوردناه عند الرواية (6627) .
وانظر (6783) و (6928) و (7021) .
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6518) سنداً ومتناً، وسيأتي برقم (6977) من طريق آخر.(11/264)
فَقَامَ خَطِيبًا، فَقَالَ، وَرَأَيْتُهُ وَهُوَ (1) مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، قَالَ: " إِنَّ أَعْدَى النَّاسِ عَلَى اللهِ مَنْ قَتَلَ فِي الْحَرَمِ، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ قَتَلَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ "
فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا ابْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا دَعْوَةَ فِي الْإِسْلَامِ، ذَهَبَ أَمْرُ الْجَاهِلِيَّةِ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْأَثْلَبُ " قَالُوا: وَمَا الْأَثْلَبُ؟ قَالَ: " الْحَجَرُ "
قَالَ: " وَفِي الْأَصَابِعِ عَشْرٌ عَشْرٌ، وَفِي الْمَوَاضِحِ خَمْسٌ خَمْسٌ "
قَالَ: وَقَالَ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ "
قَالَ: " وَلَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا عَلَى خَالَتِهَا، وَلَا يَجُوزُ لِامْرَأَةٍ عَطِيَّةٌ، إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا " (2)
__________
(1) في (ظ) : قال: وهو.
(2) إسناده حسن، ولبعضه شواهدُ يصح بها. يحيى: هو ابن سعيد للقطان، وحسين: هو ابن ذكوان المعلم.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/177-178. وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. -قلنا: فاته أن ينسبه لأحمد- ثم قال الهيثمي: قلت: في الصحيح منه النهي عن الصلاة بعد الصبح، وفي السنن بعضه.
قلنا: يريد أن النهي عن الصلاة بعد الصبح ورد في الصحيح عن غير عبد الله بن عمرو، وسيرد ذلك في التخريج.
وقد نقل ابنُ كثير هذا الحديث مختصراً في "تاريخه" 4/306 عن هذا الموضع من "المسند"، وقال: وهذا غريب جداً، وقد روى أهلُ السنن بعض هذا الحديث، فأما ما فيه من أنه رخص لخزاعة أن تأخذ بثأرها من بني بكر إلى العصر من يوم الفتح، فلم أره إلا في هذا الحديث، وكأنه -إن صح- من باب=(11/265)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الاختصاص لهم، مما كانوا أصابوا منهم ليلة الوتير، والله أعلم.
قلنا: قد ورد ذلك من حديث ابن عمر عند ابن حبان (5996) ، ويبدو أن ابن كثير لم يطلعْ عليه، وهو شاهد لهذا الحديث، وانظر عن ليلة الوتير "معجم البلدان" لياقوت، مادة (الوتير) .
وهذا الحديث رواه أحمد وغيره مجموعاً ومفرقاً في مواضع عدة. وقد رواه مطولاً (6933) عن يزيد بن هارون، عن حسين المعلم، بهذا الإسناد، وفيه زيادة قوله: "وأوفوا بحلف الجاهلية ... " وأشار إلى رواية يحيي ويزيد برقم (6992) .
وقوله: "كُفوا السلاح ... "، إلى: "بذحول الجاهلية": أخرجه ابن أبي شيبة 14/487 عن يزيد بن هارون، وأبو عبيد في "الأموال" 1/145، عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، كلاهما عن حسين المعلم، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث أبي شريح الكعبي، سيرد 4/31-32.
وسيرد دون قوله: "كفوا السلاح" برقم (6757) من طريق حبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، به.
وقوله: "إن أعدى الناس ... "، إلى: "بذحول الجاهلية" له شاهد مطول من حديث عائشة عند أبي يعلى (4757) ، والدارقطني 3/131، والبيهقي في "السنن" 8/26: قالت: وجدتُ في قائم سيف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابا: "إن أشد الناس عتواً من ضرب غير ضاربه، ورجل قتل غير قاتله"، وصححه الحاكم 4/349، ووافقه الذهبي.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 6/292، وقال: رجاله رجال الصحيح غير مالك ابن أبي الرجال، وقد وثقه ابن حبان، ولم يضعفه أحد.
وله شاهد آخر مرسل من حديث عطاء بن يزيد، ذكره الحافظ في "الفتح" 12/211.
وآخر بمعناه عند البخاري (6882) من حديث ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "أبغضُ الناس إلى الله ثلاثة: ملحدٌ في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة=(11/266)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الجاهلية، ومُطلبٌ دم امرىء بغير حق ليهريق دمه".
وقوله: "لا دعْوة في الإسلام، الولد للفراش، وللعاهر الإثلب": أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 8/182 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2274) من طريق يزيد بن هارون، عن حسين المعلم، به وسيرد مختصراً برقم (6971) من طريق عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، به وفي الباب عن عمر سلف برقم (173) .
وعن عثمان سلف برقم (416) و (417) و (467) و (502) .
وعن علي سلف برقم (820) .
وعن أبي هريرة، سيرد 2/239 و280 و386 و409 و466 و475 و492.
وعن عمرو بن خارجة، سيرد 14/86 و187 و238 و239.
وعن أبي أمامة الباهلي، سيرد 5/267.
وعن عبادة بن الصامت، سيرد 5/326.
وعن عائشة، سيرد 6/129 و200 و237 و247.
وهو حديث متواتر ذكره الكتاني في "نظم المتناثر" ص 105-106 من حديث ستة وعشرين صحابياً.
والدعْوة: بكسر الدال وسكون العين المهملتين هو أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه وعشيرته، وقد كانوا يفعلونه، فنهى عنه وجعل الولد للفراش. قاله ابن الأثير.
وقوله: "الولد للفراش"، أي: لصاحب الفراش.
وقوله: "الحجر"، قال ابن الأثير: أي الخيبة، يعني أن الولد لصاحب الفراش من الزوج أو السيد، وللزاني الخيبة والحرمان، كقولك: مالك عندي شيء غير=(11/267)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= التراب، وما بيدك غير الحجر. قال ابن الأثير في موضع آخر: قيل معناه الرجم.
وحكم دية الأصابع: أخرجه أبو داود (4562) ، والنسائي في "المجتبى" 8/57، وابن الجارود في
"المنتقى" (781) و (785) ، والبيهقي في "السنن" 8/91 من طرق، عن حسين المعلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/192-193، وابن ماجه (2653) ، والدارقطني 3/210، والبيهقي في "السنن" 8/81 و89 من طريق مطر الوراق، والنسائي 8/57 من طريق ابن جريج، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به.
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سيرد 4/397 و398 و403 و404 و413، وإسناده حسن.
وعن ابن عباس عند الترمذي (1391) ، والدارقطني 3/212، وابن الجارود في "المنتقى" (780) بإسناد صحيح، وصححه ابن حبان (6012) ، وفيه استيفاء تخريجه.
وعن عمرو بن حزم عند الشافعي 2/110 بترتيب السندي، وابن الجارود (784) ، والدارمي 2/194 و195، والبيهقي 9/85.
وعن عمر بن الخطاب عند البيهقي 8/86.
وسيرد برقم (6711) و (6772) و (7013) ، وسيرد ضمن حديث الديات المطول (7033) .
وحكم دية المواضح: أخرجه ابنُ أبي شيبة 9/143 عن يزيد بن هارون، وأبو داود (4566) -ومن
طريقه البيهقي في "السنن" 8/81، والنسائي 8/57 من طريق خالد بن الحارث، والترمذي (1390) من طريق يزيد بن زريع، وابن الجارود (785) من طريق عباد بن العوام، أربعتهم عن حسين المعلم، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/142، وابن ماجه (2655) ، والدارمي 2/194،=(11/268)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والدارقطني 3/210، والبيهقي في "السنن" 8/81 و89 من طريق مطر الوراق، عن عمرو بن شعيب، به. ومطر الوراق -وإن كان سييء الحفظ- متابع.
وأخرجه عبد الرزاق (17312) عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى في الموضحة بخمس ... ، وهو معضل.
وسيرد برقم (6772) و (7013) ، وانظر (7033) .
وفي الباب عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم مرسلاً عند الشافعي في "الأم" 6/110، و"المسند" 2/110، وأبي داود في "المراسيل" (257) ، والبيهقي في "السنن" 8/85، قال أبو داود في "المراسيل": أسند هذا ولا يصح.
قلنا: رواه مسندا عبد الرزاق (17314) ، والدارمي 2/195، وغيرهما. وانظر "الموطأ" 2/859.
وعن عمر بن الخطاب عند البيهقي 8/86.
وعن علي موقوفاً عند ابن أبي شيبة 9/142، وعند البيهقي في "السنن" 8/81، وعبد الر زاق (17315) .
وعن مكحول مرسلا عند ابن أبي شيبة 9/142، وعند البيهقي في "السنن" 8/82.
وعن طاووس مرسلاً عند عبد الرزاق (17313) .
والمواضح: جمع مُوضحة، وهي الشجة التي توضح العظم، أي: تظهره.
والنهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر: أخرجه أبو داود الطيالسي (2260) عن خليفة بن خياط، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد.
وسيرد أيضاً ضمن (6712) من طريق عبد الكريم الجزري، و (6970) من طريق خليفة بن خياط، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به.
وفي الباب عن علي سلف برقم (1073) .
وعن سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1469) .=(11/269)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعن أبي هريرة عند البخاري (588) ، ومسلم (825) ، وسيرد (9953) و (10846) .
وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/152 بإسناد صحيح.
وعن صفوان بن المعطل، سيرد 5/312.
وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (586) ، ومسلم (827) .
وعن ابن عباس عند مسلم (826) .
وعن عائشة عند أبي يعلى (4757) ، والدارقطني 3/131، والبيهقي 8/29، وصححه الحاكم 4/349، ووافقه الذهبي.
والنهي عن الجمع بين المرأة وعمتها وخالتها: أخرجه ابن أبي شيبة 4/247 عن يزيد بن هارون، عن حسين المعلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً عبد الرزاق (10750) عن ابن جريج، عن عبد الكريم الجزري، عن عمرو بن شعيب، به.
وفي الباب عن علي، سلف (577) .
وعن ابن عباس، سلف (3530) .
وعن أبي هريرة عند مسلم (1408) ، وسيرد (7462) .
وعن جابر عند البخاري (5108) ، وسيرد 3/338.
وعن أبي سعيد الخدري عند ابن أبي شيبة 4/246، وابن ماجه (1930) .
وعن ابن مسعود عند ابن أبي شيبة 4/246، والطبراني (9801) .
وعن ابن عمر عند ابن أبي شيبة 4/247، وابن حبان (5996) .
وعن أبي موسى الأشعري عند ابن ماجه (1931) .
وعن عائشة مطولاً عند أبي يعلى (4757) ، والدارقطني 3/131، والبيهقي في "السنن" 8/29-30، وصححه الحاكم 4/349، ووافقه الذهبي.
وعن عتاب بن أسيد عند الطبراني 17/ (426) ، وذكره الهيثمي في "المجمع"=(11/270)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 4/263-264، وقال: وفيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف.
وعن عكرمة مرسلاً عند عبد الرزاق (10766) .
وعن عيسى بن طلحة مرسلاً عند أبي داود في "مراسيله" (208) .
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف مرسلاً عند عبد الرزاق (10754) .
وقوله: "لا يجوز لامرأة عطية بغير إذن زوجها": أخرجه أبو داود (3547) ، والنسائي في "المجتبى" 5/65 و6/278، والبيهقي في "السنن" 6/60 من طريق خالد بن الحارث، والنسائي في "المجتبى" 6/278 من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن حسين المعلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2267) من طريق حبيب المعلم، وابن ماجه (2388) من طريق المثنى بن الصباح كلاهما عن عمرو بن شعيب، به.
وسيرد برقم (6727) و (6728) و (7058) .
وله شاهد ضعيف من حديث عبادة بن الصامت، سيرد 5/327.
وآخر ضعيف أيضا من حديث كعب بن مالك عند ابن ماجه (2389) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/351.
وقوله: "لا يجوز لامرأة عطية"، قال السندي في حاشيته على "المجتبى" 5/66: أي: من مال الزوج، وإلا فالعطية من مالها لا يحتاج إلى إذن عند الجمهور. قلنا: لكن لفظ الرواية الآتية برقم (7058) وهو: "لا يجوز للمرأة أمرٌ في مالها إذا ملك زوجُها عصمتها"، يدل على أن الكلام في مالها لا في ماله كما قال السندي، وقد أخذ به مالك فيما زاد على الثلث، وهو عند أكثر أهل العلم محمول على حسن العشرة، واستطابة نفس الزوج، إذ يجوز للمرأة أن تعطي من مالها بغير إذن، وهو قول عامة أهل العلم.
قلنا: يغلب على الظن أن زيادة: "في مالها" مدرجة من بعض الرواة، ظن أن قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يجوز للمرأة عطية إلا بإذن زوجها" أن هذه العطية من مالها، كما التبس على بعض الرواة الأمرُ في حديث: "إن الله خلق آدم على صورته"=(11/271)
6682 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " جَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، يَوْمَ غَزَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ " (1)
__________
= فظن أن الضمير يعود على الله، فأبدل المكني بالاسم المظهر، فقال: إن الله خلق آدم على صورة الرحمن.
وقد ذكر البيهقي في "السنن" 6/60-61 من طريق أبي العباس الأصم، أنبأنا الربيع، قال: قال الشافعي (يعني في هذا الحديث) : سمعناه وليس بثابتٍ فيلزمُنا أن نقول به، والقرآنُ يدل على خلافه، ثم السنة، ثم الأثر، ثم المعقول، وقال في "مختصر البويطي والربيع": قد يمكن أن يكون هذا في موضع الاختيار، كما قيل: ليس لها أن تصم يوماً وزوجها حاضر إلا بإذنه، فإن فعل فصومها جائز،
وإن خرجت بغير إذنه فباعت، فجائز، وقد أعتقت ميمونة رضي الله عنها قبل أن يعلم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يعب ذلك عليها، فدل هذا مع غيره على أن قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -إن كان قاله- أدب واختيار لها.
قال البيهقي: الطريقُ في هذا الحديث إلى عمرو بن شعيب صحيح، ومن أثبت أحاديث عمرو بن شعيب لزمه إثباتُ هذا، إلا أن الأحاديث التي مضت في الباب قبله أصح إسناداً، وفيها وفي الآيات التي احتج بها الشافعي رحمه الله دلالة على نفي تصرفها في مالها دون الزوج، فيكون حديث عمرو بن شعيب محمولاً على الأدب والاختيار.
وانظر لزاماً "الأم" للشافعي 3/216، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي 4/351-354.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس، وقد عنعن.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/458 و14/166-167 عن أبي خالد الأحمر، عن حجاج، بهذا الإسناد.=(11/272)
6683 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ يَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الضَّالَّةِ مِنَ الْإِبِلِ؟ قَالَ: " مَعَهَا حِذَاؤُهَا، وَسِقَاؤُهَا، تَأْكُلُ الشَّجَرَ (1) ، وَتَرِدُ الْمَاءَ، فَدَعْهَا حَتَّى يَأْتِيَهَا بَاغِيهَا " قَالَ: الضَّالَّةُ مِنَ الْغَنَمِ؟ قَالَ: " لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ، أَوْ لِلذِّئْبِ، تَجْمَعُهَا حَتَّى يَأْتِيَهَا بَاغِيهَا " قَالَ: الْحَرِيسَةُ الَّتِي تُوجَدُ فِي مَرَاتِعِهَا؟ قَالَ: " فِيهَا ثَمَنُهَا مَرَّتَيْنِ، وَضَرْبُ نَكَالٍ، وَمَا أُخِذَ مِنْ عَطَنِهِ (2) فَفِيهِ الْقَطْعُ، إِذَا بَلَغَ مَا يُؤْخَذُ مِنْ ذَلِكَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ "
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالثِّمَارُ، وَمَا أُخِذَ مِنْهَا فِي أَكْمَامِهَا؟ قَالَ: " مَنْ أَخَذَ بِفَمِهِ، وَلَمْ يَتَّخِذْ خُبْنَةً، فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَمَنِ احْتَمَلَ، فَعَلَيْهِ ثَمَنُهُ مَرَّتَيْنِ وَضَرْبًا وَنَكَالًا، وَمَا أَخَذَ مِنْ أَجْرَانِهِ، فَفِيهِ الْقَطْعُ، إِذَا بَلَغَ
__________
= وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/158، وعزاه إلى أحمد، وأعله بالحجاج بن أرطاة.
وسيأتي برقم (6906) و (6694) .
وله شاهد من حديث جابر، سيرد 3/348، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف.
وفي الباب عن ابن عمر، وهو حديث متفق عليه سلف برقم (4472) .
وعن أنس عند البخاري (1110) ، ومسلم (704) (48) .
وعن معاذ عند مسلم (706) .
(1) في (ص) : الشيح.
(2) في (ظ) : عُطُنه.(11/273)
مَا يُؤْخَذُ مِنْ ذَلِكَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ "
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللُّقَطَةُ نَجِدُهَا فِي سَبِيلِ الْعَامِرَةِ؟ قَالَ: " عَرِّفْهَا حَوْلًا، فَإِنْ وُجِدَ بَاغِيهَا، فَأَدِّهَا إِلَيْهِ، وَإِلَّا فَهِيَ لَكَ "، قَالَ: مَا يُوجَدُ فِي الْخَرِبِ الْعَادِيِّ؟ قَالَ: " فِيهِ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (1)
__________
(1) حديث حسن، محمد بن إسحاق متابع.
وأخرجه مطولاً البغوي (2211) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1710) ، والنساني في "المجتبى" 8/85-86، والطبراني في "الأوسط" (5030) ، والدارقطني 3/194-195 و4/236، والحاكم 4/381، والبيهقي في "السنن" 4/152 و6/190 من طرق، عن عمرو بن شعيب، به.
وسيأتي برقم (6746) و (6891) و (6936) .
وسيرد منه حكم الأكل من الثمر المعلق برقم (7094) من طريق هشام بن سعد، عن عمرو بن شعيب.
وحكم ضالة الإبل والغنم: أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/135-13، والطبراني في "الأوسط" (2671) ، والبيهقي في "السنن" 6/197، من طرق عن عمرو بن شعيب، به، وسنده حسن.
وحكم ضالة الغنم: أخرجه أبو داود (1713) من طريق ابن إدريس، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود أيضاً (1712) من طريق عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، به، وسنده حسن.
وحكم سرقة الحريسة والثمار: أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/84-85 من طريق عبيد الله بن الأخنس، وابن ماجه (2596) من طريق الوليد بن كثير، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به، (وعبيد الله تحرف في مطبوع النسائي إلى عبد الله) وسنده حسن.=(11/274)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وحكم الأكل من الثمر المعلق: أخرجه أبو داود (1710) ، والترمذي (1289) ، والنسائي في "المجتبى" 8/85 من طريق ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، به، وسنده حسن.
وحكم اللقطة: أخرجه أبو داود (1708) ، والبيهقي في "السنن" 6/197 من طريق عبيد الله بن عمر، عن عمرو بن شعيب، به. وسنده حسن.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/107 من طريق أبي المحل خداش بن عياش، عن عمرو بن شعيب، به.
وحكم الركاز والخرب العادي: أخرجه الشافعي في "الأم " 2/43-44 -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/155-، والحميدي (596) ، -ومن طريقه الحاكم 2/65-، وأبو عبيد في "الأموال" (859) و (860) و (861) ، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (1259) ، وابن الجارود في "المنتقى" (670) من طرق عن عمرو بن شعيب، به. وصححه ابنُ خزيمة (2327) و (2328) ، وتحرف فيه عمرو بن شعيب إلى: محمد.
ولضالة الإبل والغنم شاهد من حديث أبي هريرة عند الطحاوي في"شرح معاني الآثار" 4/135.
وحكمُ اللقطة وضالة الإبل والغنم له شاهد من حديث زيد بن خالد الجهني عند البخاري (2372) و (2427) و (2428) ، ومسلم (1722) ، وسيرد 4/116.
ولحكم اللقطة شاهد أيضاً من حديث أبي بن كعب عند البخاري (2426) ، ومسلم (1723) ، وسيرد 15/26.
ولحكم الأكل من الثمر المعلق شاهد من حديث ابن عمر عند الترمذي (1287) ، وابن ماجه (2301) وهو حسن في الشواهد.
قوله: "حذاؤها" بكسر حاء وبذال معجمة، أي: خفافها، فتقوى بها على السير وقطع البلاد البعيدة.
وقوله: "سقاؤها": أريد به الجوف، أي: حيث وردت شربت ما يكفيها حتى ترد ماء آخر. قال الخطابي في "معالم السنن" 2/88: وأما ضالة الإبل فإنه لم=(11/275)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يجعل لواجدها أن يتعرض لها، لأنها قد تردُ الماء، وترعى الشجر، وتعيش بلا راع، وتمتنع على أكثر السباع، فيجب أن يُخلى سبيلها حتى يأتي ربها.
وقوله: "باغيها"، أي: طالبها الذي غابت وضلت عنه.
قوله: "لك أو لأخيك"، قال السندي: أي إن أخذت وأخذه أحد غيرك. "أو للذئب" أي: إن لم يأخذه أحد، أي: فأخذها أحب.
وقوله: "تجمعها" خبر بمعنى الأمر، أي: اجمعها إليك. قلنا: رواية أبي داود: "فاجمعها" بلفظ الأمر، وفي رواية أخرى: "فخذها"، وفي ثالثة: "فاجمعها حتى يأتيها باغيها" قال الخطابي في "المعالم" 2/88: قوله: "هي لك أو لأخيك أو للذئب "فيه دليل على أنه إنما جعل هذا حكمها إذا وجدت بأرض
فلاة يُخاف عليها الذئاب فيها، فأما إذا وجدت في قرية وبين ظهراني عمارة فسبيلها سبيل اللقطة في التعريف، إذ كان معلوماً أن الذئاب لا تأوي إلى الأمصار والقرى.
و"الحريسة"، قال السندي: أراد بها الشاة المسروقة من المرعى، والاحتراس: أن يؤخذ الشيء من المرعى، يقال: فلان يأكل الحريسات إذا كان يسرق أغنام الناس يأكلها. وقال ابن الأثير: الحريسة: فعيلة بمعنى مفعولة، أي إن لها من يحرسها ويحفظها، ومنهم من يجعل الحريسة السرقة نفسها ... ويقال للشاة التي يدركها الليل قبل أن تصل إلى مراحها: حريسة.
قوله: "فيها ثمنها مرتين وضرب نكال": أي: يؤخذ منه ضعف القيمة، ويجمع بينه وبين العقوبة، وهذا من باب التعزير بالمال والجمع بينه وبين العقوبة.
قوله: "من عطنه" العطن بفتحتين: مبرك الإبل حول الماء.
قوله: "ثمن المجن": المجن: الترس، والمراد بثمنه قيمته، وكان ثمنه يومئذ ربع دينار، وسيجيء في أحاديث ابن عمرو خلاف ذلك، قاله السندي. قلنا: سيجيء تحديد قيمة المجن في الرواية الآتية برقم (6687) .
قوله: "ولم يتخذ خُبْنة": الخبنة: معطف الإزار وطرف الثوب، أي: من أكل ولم يأخذ في ثوبه.=(11/276)
6684 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ عَنِ الْوُضُوءِ؟ فَأَرَاهُ ثَلَاثًا، ثَلَاثًا قَالَ: " هَذَا الْوُضُوءُ فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَسَاءَ، وَتَعَدَّى، وَظَلَمَ " (1)
__________
= وقوله: "فليس عليه شيء، قال السندي: ظاهره ليس عليه عقوبة ولا إثم ... وقيل: بل ذلك إذا علم مسامحة صاحب المال كما في بعض البلاد.
وقوله: "في أجرانه": الجرين: موضع تجفيف التمر، وهو له كالبيدر للحنطة.
قاله ابنُ الأثير.
قوله: "في سبيل العامرة"، أي: في سبيل القرية العامرة.
قوله: "الخرب العادي"، أي: القديم الذي لا يعرف مالكه، وكل قديم ينسبونه إلى عاد وإن لم يدركهم، كأن مالكه كان من قبيلة عاد. قال الخطابي: فأما الخراب الذي كان مرة عامراً ملكاً لمالك ثم خرب، فإن المال الموجود فيه ملك لصاحب الخراب، ليس لواجده منه شيء، فإن لم يُعرف صاحبه فهو لقطة.
والركاز: كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض.
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، يعلى: هو ابن عبيد، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/88، وابن ماجه (422) ، والبيهقي في "السنن" 1/79 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد، ولفظ ابن ماجه: "أو تعدى أو ظلم" بأو التخييرية.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/8-9 عن أبي أسامة، وابنُ الجارود في "المنتقى" (75) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (174) من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، كلاهما عن سفيان الثوري، به. وعند ابن أبي شيبة زيادة لفظ: "أو نقص".
وأخرجه أبو داود (135) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" 1/445، والبيهقي في "السنن" 1/79-، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/36 من=(11/277)
6685 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= طريق أبي عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، به، بزيادة: "أو نقص".
وهذه اللفظة شاذة أو منكرة، والوهم فيها ليس من عمرو بن شعيب، فقد رواه غير أبي عوانة وأبي أسامة عنه.
قال ابن المواق: إن لم يكن اللفظ شكاً من الراوي، فهو من الأوهام المبينة التي لا خفاء بها، إذ الوضوء مرة ومرتين لا خلاف في جوازه، والآثار بذلك صحيحة، (انظر صحيح البخاري (157) و (158)) .
وقال السندي لي حاشيته على النسائي في "المجتبى" 1/88 تعليقاً على زيادة "أو نقص" في بعض الروايات: والمحققون على أنه وهم، لجواز الوضوء مرة مرة، ومرتين مرتين.
قال الترمذي عقب حديث علي رقم (44) : والعمل على هذا عند عامة أهل العلم أن الوضوء يجزىء مرة مرة، ومرتين أفضل، وأفضله ثلاث، وليس بعده شيء. وقال ابن المبارك: لا آمن إذا زاد في الوضح على الثلاث أن يأثم. وقال أحمد وإسحاق: لا يزيد على الثلاث إلا رجل مبتلى.
قلنا: وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (5735) .
والوضوء ثلاثاً ثلاثاً ثابت من حديث علي، وسلف بالأرقام (928) و (989) و (1133) . ومن حديث عثمان عند البخاري (159) ، ومسلم (226) ، وسلف من زيادات عبد الله بن أحمد برقم (553) و (554) .
قال الترمذي عقب حديث علي رقم (44) : وفي الباب عن عثمان وعائشة والربيع وابن عمر، وأبي أمامة، وأبي رافع، وعبد الله بن عمرو، ومعاوية، أبي هريرة، وجابر، وعبد الله بن زيد، وأبي بن كعب.
اهـ. وقد خرجها كلها الدكتور محمد حبيب الله مختار في "كشف النقاب عما يقوله الترمذي: وفي الباب" 1/497-514.(11/278)
عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ عُمَرٍ، كُلُّ ذَلِكَ يُلَبِّي حَتَّى يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس، وقد عنعن.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/278، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وفيه كلام، وقد وثق. وقد نقله الإمام ابن كثير عن هذا الموضع في "تاريخه" 5/109.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند أبي داود (1817) ، والترمذي (919) ، والبيهقي 5/105 من طريق ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس رفعه: "يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر"، وابنُ أبي ليلى سيىء الحفظ، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حسن صحيح. وأعله أبو داود بالوقف، فقال: رواه عبدُ الملك بن أبي سليمان وهمام، عن عطاء، عن ابن عباس موقوفاً. اهـ. وصحح ابنُ حجر
الوقف في "أمالي الأذكار"، نقله عنه ابنُ علان في "الفتوحات الربانية" 4/365.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10967) من طريق عبد السلام بن حرب، عن ليث، عن طاووس، عن ابن عباس، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبّى في العمرة حتى استلم الحجر. وليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف.
وأما عدد عُمره، فسيرد من حديث عائشة في "المسند" 6/228، وأخرجه البخاري (1776) من حديثها، ومن حديث ابن عمر (1775) بلفظ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمر أربعاً.
وقد بين حديثُ ابن عباس السالف برقم (2111) ، وحديث أنس عند البخاري (1779) أن الرابعة هي عمرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع حجته.
وأخرج البخاري أيضاً (4148) عن أنس، قال: اعتمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربع عمر في ذي القعدة إلا التي اعتمر مع حجته. فتبين أن من قال: ثلاث عمر، لم يعد عمرة الحج.
لكن أخرج البخاري أيضاً (1781) من حديث البراء أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمر مرتين.=(11/279)
6686 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ ثَلَاثَ عُمَرٍ كُلُّ ذَلِكَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، يُلَبِّي حَتَّى يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ " (1)
__________
= قال ابن حجر في "الفتح" 3/600: والجمع بينه وبين أحاديثهم أنه (أي البراء) ثم يعد العمرة التي قرنها بحجته، لأن حديثه مقيد بكون ذلك وقع في ذي القعدة، والتي في حجته كانت في ذي الحجة، وكأنه ثم يعد أيضاً التي صُد عنها، وإن كانت وقعت في ذي القعدة، أو عدّها ولم يعد عمرة الجعرانة
لخفائها عليه كما خفيت على غيره، كما ذكر ذلك محرش الكعبي فيما أخرجه الترمذي (935) .
وانظر الرواية التالية.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج، وهو ابن أرطاة. هشيم: هو ابن بشير.
وسلف تخريجه وذكر شواهده برقم (6685) .
قال ابنُ حجر في "الفتح" 3/600: روى سعيدُ بنُ منصور عن الدراورْدي، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمر ثلاث عُمر: عمرتين في ذي القعدة، وعمرة في شوال. إسناده قوي، وقد رواه مالك (في" الموطأ" 1/342) ، عن هشام، عن أبيه مرسلاً، لكن قولها: "في شوال" مغاير لقول غيرها: "في ذي القعدة"، ويجمع بينهما أن يكون ذلك وقع في آخر شوال وأول
ذي القعدة، ويؤيده ما رواه ابن ماجه (2997) بإسناد صحيح عن مجاهد (*) ، عن عائشة: لم يعتمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرةً إلا في ذي القعدة.
قلنا: سيرد حديثها هذا 6/228 بإسناد آخر.
وقد جاء من حديث أنس عند البخاري (1778) ، ومسلم (1253) أن رسول =
_____
(*) في مطبوع ابن ماجه بين مجاهد وعائشة: "عن حبيب، عن عروة"، وهو سهو من الناسخ. انظر: "تحفة الأشراف" 12/293.(11/280)
6687 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: " أَنَّ قِيمَةَ الْمِجَنِّ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ " (1)
__________
= الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمر أربع عمر، كلهن في ذي القعدة، إلا التي مع حجته.
وما قاله ابن عمر-فيما أخرجه أحمد (6126) ، والبخاري (1775) - أنه اعتمر إربعا إحداهن في رجب. ردته عائشة، فقالت -فيما أخرجه أحمد والبخاري (1776) -: يرحم الله أبا عبد الرحمن، ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده، وما اعتمر في رجب قط.
(1) إسناده ضعيف، ابن إسحاق -وهو محمد- مدلس، وقد عنعن، وقد اختلف عليه فيه. ابن إدريس: هو عبد الله.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/84، و"الكبرى" (7444) ، والدارقطني 3/190، من طريق ابن إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/474، والدارقطني 3/190 و193، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/163، والبيهقي 8/259 من طرق، عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه عبد الرزاق (18949) عن ابن جريج، والدارقطني 3/191 من طريق الوليد بن كثير، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به.
والحديث مضطرب لاختلافهم فيه على ابن إسحاق: فأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/83، و"الكبرى" (7436) من طريق ابن إسحاق، عن عمرو بن عيب، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس. وأخرجه أبو داود (4387) ، والنسائي في "المجتبى" 8/83، و"الكبرى" (7437) ، والدارقطني 3/192، والبيهقي 8/257 من طريق ابن إسحاق، عن أيوب بن موسى، عن عطاء، عن ابن عباس.=(11/281)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/83، و"الكبرى" (7438) من طريق ابن إسحاق، عن أيوب بن موسى، عن عطاء مرسلاً.
وذكر ثمن المجن في هذا الحديث إنما هو لتحديد نصاب حد السرقة.
وسيرد برقم (6900) من طريق نصر بن باب، عن الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، به، بلفظ: "لا قطع فيما دون عشرة دراهم". وإسناده ضعيف لضعف نصر والحجاج بن أرطاة.
وهو مخالف لما صح عن ابن عمر-فيما أخرجه البخاري (6795) ، ومسلم (1685) ، وسلف برقم (5157) - أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطع في مجن ثمنه ثلاثة دراهم.
ولما صح أيضاً عن عائشة -عند البخاري (6789) ، ومسلم (1684) ، وسيرد 6/36- أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "تقطع اليد في ربع دينار فصاعداً".
وجمع الشافعي بين القولين فيما رواه البيهقي 8/259 باسناده عنه، قال: هذا رأي من عبد الله بن عمرو في رواية عمرو بن شعيب، والمجان -قديماً وحديثاً- سلع، يكون ثمن عشرة، ومئة، ودرهمين، فإذا قطع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ربع دينار (يعني قيمة ثلاثة دراهم) قطع في أكثر منه.
وقال الحافظ في "الفتح" 12/103: وهذه الرواية (يعني رواية حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب الآتية برقم (6900)) لو ثبتت لكان نصاً في تحديد النصاب، إلا أن حجاج بن أرطاة ضعيف ومدلس، حتى ولو ثبتت روايته لم تكن مخالفة لرواية الزهري (يعني في حديث عائشة) ، بل يُجمع بينهما بأنه كان أولاً: لا قطع فيما دون العشرة، ثم شرع القطع في الثلاثة فما فوقها، فزيد في تغليظ
الحد، كما زيد في تغليظ حد الخمر.
وانظر تتمة كلامه، فإنه نفيس. ثم ذكر أن حاصل المذاهب في القدر الذي يقطع فيه يد السارق يقرب من عشرين مذهباً، ثم سردها، انظر"الفتح" 12/106-108
وانظر "نصب الراية" 3/356-359، و"سنن البيهقي" 8/259-262.(11/282)
6688 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعَهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبَّرَ فِي عِيدٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ تَكْبِيرَةً، سَبْعًا فِي الْأُولَى، وَخَمْسًا فِي الْآخِرَةِ، وَلَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا، وَلَا بَعْدَهَا " (1)
__________
(1) إسناده حسن، عبد الله بن عبد الرحمن: هو ابن يعلى الطائفي، قال ابن معين: صويلح، وقال مرة: ضعيف، ووثقه ابن المديني فيما نقله ابن خلفون، والعجلي، وقال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/288: مقارب الحديث، وصحح حديثه هذا، وضعفه النسائي وأبو حاتم، وقال ابن عدي: أما سائر حديثه، فعن عمرو بن شعيب، وهي مستقيمة، فهو ممن يكتب حديثه، وقال الدارقطني: يعتبر به. وباقي رجاله ثقات.
والقسم الأول منه -وهو التكبير في صلاة العيد-: أخرجه ابن أبي شيبة 2/172 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرج ابنُ ماجه (1278) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (5677) ، وابنُ الجارود (262) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/343، والدارقطني في "السنن" 2/47-48، والبيهقي في "السنن" 3/285، والفريابي في "أحكام العيدين" (135) من طرق عن عبد الله الطائفي، به.
وأخرجه أبو داود (1152) من طريق سليمان بن حيان، عن عبد الله الطائفي، به، بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكبر في الفطر الأولى سبعاً ... ثم يقوم، فيكبر أربعاً ... قال أبو داود: رواه وكيع وابن المبارك، قالا: سبعاً وخمساً.
وقال البيهقي: وكذلك رواه أبو عاصم وعثمان بن عمر وأبو نعيم، عن عبد الله، وفي كل ذلك دلالة على خطأ رواية سليمان بن حيان، عن عبد الله الطائفي في هذا الحديث سبعاً في الأولى وأربعاً في الثانية.
وأخرجه أبو داود (1151) ، ومن طريقه الدارقطني 2/48، والبيهقي في=(11/283)
[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَد] : قَالَ أَبِي: " وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى هَذَا "
6689 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُرُوا صِبْيَانَكُمْ بِالصَّلَاةِ،
__________
= "السنن" 3/285 من طريق المعتمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، به، ولكنه جعله حديثا قولياً.
وأورده الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 2/84، وقال: وصححه أحمد وعلي (يعني ابن المديني) والبخاري، فيما حكاه الترمذي (في "العلل الكبير" 1/288) .
وفي الباب عن عائشة، سيرد 6/65، أخرجه أبو داود (1150) ، وابن ماجه (1280) ، والدارقطني 2/47 من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وهذا إسناد حسن، لأن ابن وهب صحيح السماع من ابن لهيعة.
وعن عمرو بن عوف المزني عند الترمذي (536) ، وابن ماجه (1277) ، والطبراني في "الكبير" 17/15، والدارقطني 2/48، والبيهقي فى "السنن" 3/286، وفي إسناده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، وهو ضعيف، ومع ذلك حسنه الترمذي، وصححه ابن خزيمة (1438) و (1439) .
ونقل الترمذي في "العلل الكبير" 1/288 عن البخاري قوله: ليس في هذا الباب شيء أصح من هذا، وبه أقول، وحديث عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي أيضاً صحيح.
وعن ابن عمر عند الدارقطني 2/48، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/344، وفي إسناده فرج بن فضالة، وهو ضعيف.
وعن سعد القرظ مؤذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ابن ماجه (1277) ، والدارمي=(11/284)
إِذَا بَلَغُوا سَبْعًا وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، إِذَا بَلَغُوا عَشْرًا، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ " (1)
__________
= 1/376، والدارقطني 2/47، والبيهقي في "السنن" 3/288، وفي إسناده ضعف واضطراب.
ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 2/85 عن أحمد أنه قال: ليس يروى في التكبير في العيدين حديث صحيح مرفوع! قلنا: يتقوى الحديث بمجموع الطرق والشواهد، ويعتضد بفعل أبي هريرة
وابن عباس وابن عمر، انظر "الموطأ" 1/180، و"شرح معاني الآثار" 4/344 و345، و"مصنف" ابن أبي شيبة 2/173 و176، والبيهقي في "السنن" 3/289.
والقسم الثاني -وهو ترك الصلاة قبل صلاة العيد وبعدها-: أخرجه ابن ماجه (1292) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديثُ ابن عباس عند البخاري (989) ، ومسلم (884) .
وحديث أبي سعيد الخدري عند ابن ماجه (1293) ، قال البوصيري في "الزوائد": وإسناده صحيح. وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/476، وصححه الحاكم 1/297.
وحديث ابن عمر عند مالك في "الموطأ" 1/181، والترمذي (538) ، وصححه الحاكم 1/295، ووافقه الذهبي.
(1) إسناده حسن، داود بن سوار: صوابه: سوار بن داود -وهو أبو حمزة الصيرفي البصري صاحب الحلي-، قلب وكيع اسمه فأخطأ، كما ذكر الإمام أحمد عقب الحديث، وقال في "العلل" 1/149 -بعد أن روى الحديث من طريق وكيع-: خالفوا وكيعا في اسم هذا الشيخ -يعني داود بن سوار- قال الطفاوي محمدُ بنُ عبد الرحمن، والبُرْساني: سوار أبو حمزة. قلنا: ولم يتابع وكيعاً في اسمه أحد كما سيرد. وقد وثقه ابن معين، وقال أحمد -كما في "الجرح والتعديل" 4/272-: شيخ بصري لا بأس به، روى عنه وكيع فقلب اسمه، وهو=(11/285)
[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي: " وَقَالَ الطُّفَاوِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ
__________
= شيخ يُوثق بالبصرة، لم يُرو عنه غيرُ هذا الحديث. وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 6/422، وقال: يخطىء، وقال الدارقطني: لا يتابع على حديثه فيعتبر به، وذكره ابنُ شاهين في "الثقات" ص 160.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/347، وأبو داود (496) -ومن طريقه البغوي (550) -، والدولابي في "الكنى" 1/159، وأبو نعيم في "الحلية" 10/26 من طريق وكيع، عن داود بن سوار، بهذا الإسناد. قال أبو داود عقب الحديث: وهم وكيع في اسمه، وروى عنه أبو داود الطيالسي هذا الحديث، فقال: أبو حمزة سوار الصيرفي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/168 عن قرة بن حبيب، وأبو داود (495) ، ومن طريقه البغوي (505) ، من طريق إسماعيل ابن عُلية، والدارقطني 1/230، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/229 من طريق النضربن شميل، والدارقطني 1/230 أيضا، والحاكم 1/197، والبيهقي في "السنن" 2/229 و3/84، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/278 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، والعقيلي في "الضعفاء" 2/167، 168 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، والمنهال بن بحر أبي سلمة، كلهم قالوا: عن سوار بن داود أبي حمزة، به.
وأخرجه ابن عدي 3/929، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/229 من طريق الخليل بن مرة، عن الليث بن أبي سُليم، عن عمرو بن شعيب، به. وقد لين ابنُ عدي الخليل بن مرة، ونقل عن البخاري قوله: فيه نظر، ثم قال: وهو في جملة من يكتب حديثه، وليس هو بمتروك الحديث. فهذه متابعة تشد من أزر الحديث وتقويه.
وسيرد برقم (6756) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وعبد الله بن بكر السهمي، عن سوار أبي حمزة، به، مطولاً.
وله شاهد من حديث سبرة بن معبد الجهني بإسناد حسن، سيرد 3/404.=(11/286)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ سَوَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ (1) وَأَخْطَأَ فِيهِ " (2)
6690 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ، وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ: " لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ " (3)
__________
= وآخر من حديث أبي هريرة عند العقيلي في "الضعفاء" 4/50، وفي إسناده محمد بن الحسن بن عطية العوفي، وهو ضعيف.
وثالث لا يفرح به من حديث أنس عند الدارقطني في "السنن" 1/231، في إسناده داود بن المحبر، وهو متروك.
(1) جاء في هامش (ص) : يعني بدل داود بن سوار، وسيأتي تسمية الطفاوي له بذلك بعد أربعة أوراق. وكتبا نحو ذلك في هامش (س) و (ق) . ورواية الطفاوي هذه سترد برقم (6756) .
(2) يعني وكيع، لا الطفاوي كما قد يُتوهم من ظاهر الكلام، وقد صرح بوهم وكيع في تسميته الإمامُ أحمد نفسه -فيما نقل عنه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/168، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/272، وأبو داود في "السنن" كما سلف، والدارقطني كما في "سؤالات البرقاني له" برقم (210) - فقال: يحدث عنه وكيع، فيخطىء في اسمه. اهـ. وقد وهم قارئا نسخة (س) و (ق) ، فعلقا في هامش هاتين النسختين عند الرواية الآتية برقم (6756) أن الطفاوي هو الذي أخطأ. قلنا: ولم يذكر أبا حمزة هذا أحد ممن ترجم له إلا في اسم سوار بن داود.
(3) صحيح، وهذا إسناد حسن، خليفة بن خياط هو أبو هبيرة جد خليفة المعروف بشهاب.
وسلف برقم (6662) وذكرنا هناك شواهده.=(11/287)
6691 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَدَ تَمْرَةً فِي بَيْتِهِ تَحْتَ جَنْبِهِ، فَأَكَلَهَا " (1)
6692 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ، قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ مَا كَانَ مِنْ حِلْفٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِنَّ الْإِسْلَامَ لَمْ يَزِدْهُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ، وَالْمُسْلِمُونَ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، يُجِيرُ (2) عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، تُرَدُّ سَرَايَاهُمْ عَلَى قَعَدِهِمْ، لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، دِيَةُ الْكَافِرِ نِصْفُ دِيَةِ الْمُسْلِمِ، لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ، وَلَا تُؤْخَذُ صَدَقَاتُهُمْ إِلَّا فِي دِيَارِهِمْ " (3)
__________
= وهو قطعة من خطبة الفتح، سلف ذكر أرقامها عند الرواية (6681) ، وانظر (6692) .
(1) إسناده حسن. أسامة بن زيد هو الليثي.
وسيرد مطولاً برقم (6720) و (6820) .
(2) في (س) و (ص) و (م) : يجيز.
(3) صحيح، وهذا إسناد حسن. يزيد: هو ابن هارون، ومحمد بن إسحاق=(11/288)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= -وإن كان رواه بالعنعنة- قد صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (7024) ، وعند البيهقي والبغوي، وقد توبع كما في الرواية (7012) .
وقد روى أحمدُ وغيره هذا الحديث مجموعاً ومفرقاً، وهو جزء من خطبة الفتح الواردة برقم (6681) .
وأخرجه بطوله ابنُ الجارود في "المنتقى" (1052) ، والبيهقي في "السنن" 8/29، والبغوي (2542) من طرق، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (7012) بزيادة: "لا هجرة بعد الفتح"، و"ولا شغار في الإسلام".
وقوله: "إنه ما كان من حلف في الجاهلية ... ولا حلف في الإسلام": أخرجه الطبري (9297) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً (9298) من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه الترمذي (1585) ، والطبري (9294) من طرق، عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، به.
وسيرد (6917) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف (2911) و (3046) .
وعن جبير بن مطعم عند مسلم (2530) ، وسيرد 4/83.
وعن قيس بن عاصم، سيرد بإسناد صحيح 5/61.
وعن أنس عند البخاري (2294) ، ومسلم (2529) .
وعن الزهري مرسلاً سلف ضمن حديث عبد الرحمن بن عوف برقم (1655) .
وعن أم سلمة عند الطبري (9293) بإسناد ضعيف.
وقوله: "المسلمون يد على من سواهم تكافأ دماؤهم ... على قعدهمْ": أخرجه أبو داود (2751) من طريق ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود أيضا (2751) و (4531) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/29-، وابن الجارود في "المنتقى" (1073) من طريق يحيي بن سعيد=(11/289)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الأنصاري، وابن ماجه (2685) من طريق عبد الرحمن بن عياش، والبغوي (2532) من طريق المثنى بن الصباح، ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، به.
وسيرد برقم (6797) .
وفي الباب عن علي سلف (959) .
وعن عائشة عند أبي يعلى (4757) ، والدارقطني 3/131، والبيهقي في "السنن" 9/30، وصححه الحاكم 4/349، ووافقه الذهبي.
وعن ابن عباس عند ابن ماجه (2683) .
وعن معقل بن يسار عند ابن ماجه (2684) .
وقوله: "لا يقتل مؤمن بكافر": سلف تخريجه برقم (6662) ، وهو مكرر (6690) و (6792) و (6827) .
وقوله: "دية الكافر نصف دية المسلم": أخرجه ابن أبي شيبة 9/287، وأبو داود (4583) من طريقين عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1413) ، والنسائي في "المجتبى" 8/45، والبيهقي في "السنن" 8/101 من طريق أسامة بن زيد، وابن ماجه (2644) من طريق عبد الرحمن بن عياش، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به.
وأخرجه الدارقطني 3/171 من طريق ابن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، به. ومن هذه الطريق سيرد مطولاً (7012) .
وسيرد برقم (6716) .
وأخرجه الدارقطني 3/145 من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل عقل أهل الكتاب من اليهود والنصارى على النصف من عقل المسلمين، وهو معضل.
وله شاهد من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الزيلعي في "نصب الراية" 4/365.=(11/290)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقوله: "لا جلب ولا جنب، ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في ديارهم": أخرجه بتمامه أبو داود (1591) من طريق ابن أبي عدي، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وسيرد برقم (7024) .
وقوله: "لاجلب ولا جنب": أخرجه ابن أبي شيبة 12/235 عن عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، به.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر، سلف برقم (5654) .
وآخر صحيح من حديث أنس، سيرد 3/162 و197.
وثالث صحيح من حديث عمران بن الحصين، سيرد 4/429 و439 و443.
ورابع ضعيف من حديث أبي هريرة عند الدارقطني 4/304.
وقوله: "ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في ديارهم": أخرجه الطيالسي (2264) من طريق أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد.
وسيرد برقم (6730) .
قوله: "ما كان من حلف في الجاهلية" يعني على نصر المظلوم وصلة الأرحام ونحو ذلك.
وقوله: "وهم يدٌ على من سواهم"، أي: متعاونون، أي: يجب عليهم أن يعاون بعضهم بعضاً إذا حاربوا من سواهم من الكفرة، لا إذا حارب بعضهم بعضاً. قاله السندي.
وقوله: "تكافأ دماؤهم" بهمزة في آخره من الكفء وهو المثل، وأصله تتكافأ بتاءين كما في رواية، حذفت إحداهما، أي: تتساوى في القصاص والديات، لا يفضل شريف على وضيع.
قوله: "يجير عليهم أدناهم"، يجير: من أجار، أي: يؤمن، اي: إذا عقد=(11/291)
6693 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ زَادَكُمْ صَلَاةً، وَهِيَ الْوَتْرُ " (1)
__________
= للكافر أماناً أدناهم -أي أقلهم عددا وهو الواحد، أو أحقرهم رتبة وهو العبد- لزمهم ذلك الأمان. قاله السندي، وفي رواية أبي داود: "أقصاهم" معناه أن بعض المسلمين وإن كان قاصي الدار إذا عقد للكافر عقداً لم يكن لأحد منهم أن ينقضه وإن كان أقرب داراً من المعقود له. قاله الخطابي.
قوله: "ويرُدُ عليهم أقصاهم"، قال السندي: ويرُدُ أي الغنيمة، أقصاهم أي: أبعدهم دارا ونسبا.
قوله: "تُرد سراياهم على قعدهم"، قال السندي: هذه الجملة تفسير للأولى، فلذلك ترك ذكر العاطف، أي: يرُد الغنيمة من قام من السرايا للقتال على قعدهم -بفتحتين، جمع قاعد-، أي: على من كان قاعداً منهم (أي: من السرايا) ، وليس المراد أنه يرد على القاعد في، وطنه. قال الخطابي في "المعالم" 2/314: ومعناه أن يخرج الجيش، فينيخوا بقرب دار العدو، ثم ينفصل منهم سرية،
فيغنموا، فإنهم يرفُون ما غنموه على الذين هم ردء لهم لا ينفردون به، فأما إذا كان خروج السرية من البلد فإنهم لا يرفُون على المقيمين في أوطانهم شيئاً.
وقوله: "لا جلب ولا جنب"، قال السندي: أي: لا ينزل المُصدق (أي: عامل الزكاة) بعيداً حتى تجلب إليه المواشي، ولا يبعد صاحب الصدقة بالمواشي.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. حجاج بن أرطاة: ضعيف، يزيد: هو ابن هارون. وسيكرر برقم (6941) .
ولم يذكر الهيثمي في "المجمع" رواية الحجاج بن أرطاة هذه، وهي من الزوائد، وإنما ذكر رواية المثنى بن الصباح الآتية برقم (6919) ، وسيرد تخريجها هناك.
وأخرجه الدارقطني 2/31 من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي، عن=(11/292)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عمرو بن شعيب، به. والعرزمي متروك.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 2/73 عن أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا كامل بن طلحة الجحدري، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عمرو بن شعيب ... وفي الباب عن معاذ بن جبل، سيرد 5/242، وفي إسناده عبيد الله بن زحر، وهو ضعيف، ثم إن فيه أن معاذاً وفد على معاوية، مع أنه مات قبل ولاية معاوية.
وعن بُريدة بن الحُصيْب، سيرد 5/357 بلفظ: "الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا"، وفيه أبو المنيب عبيد الله العتكي، ضعفه البخاري والنسائي وابن حبان 2/64-65، والعقيلي 3/122، ووثقه ابن معين.
وعن أبي هريرة، سيرد (9717) ، وفيه الخليل بن مرة، وهو ضعيف، ثم إنه منقطع بين معاوية بن قرة، وأبي هريرة.
وعن أبي بصرة الغفاري، سيرد 6/7، وإسناده صحيح، وذكره الهيثمي في "المجمع" 2/239. وقال: رجاله رجال الصحيح، خلا علي بن إسحاق السلمي، شيخ أحمد، وهو ثقة.
وعن عمرو بن العاص، وعقبة بن عامر الجهني عند الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" فيما ذكره الزيلعي في "نصب الراية" 2/109، والهيثمي في "المجمع" 2/240، وفيه سويد بن عبد العزيز، وهو متروك.
وعن خارجة بن حذافة عند أبي داود (1418) ، والترمذي (452) ، والبغوي (975) ، وصححه الحاكم 1/306، ووافقه الذهبي، من طريق عبد الله بن راشد الزوْفي، عن عبد الله بن أبي مرة الزوْفي، عن خارجه.
قال البخاري: عبد الله بن راشد الزوفي لا يعرف سماعه من ابن أبي مرة، وليس له إلا حديث الوتر فيما نقله البغوي.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، رواته مدنيون، وبصريون، ولم يتركاه إلا لما قدمت ذكره من تفرد التابعي عن الصحابي.=(11/293)
6694 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ " (1)
6695 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُوا، وَاشْرَبُوا، وَتَصَدَّقُوا، وَالْبَسُوا، غَيْرَ مَخِيلَةٍ، وَلَا سَرَفٍ "، وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: " فِي
__________
= وعن ابن عباس عند الدارقطني 2/30، والطبراني في "معجمه" فيما ذكر الزيلعي في "نصب الراية" 2 /110. وفيه النضر أبو عمر الخزاز، وهو ضعيف.
وعن أبي سعيد الخدري عند الطبراني في "مسند الشاميين" فيما ذكره الزيلعي في "نصب الراية" 2/111.
وقد نقل الزيلعي في "نصب الراية" 2/111 عن ابن عبد الهادي فى كتابه "تنقيح التحقيق" في أحاديث: "إن الله تعالى زادكم صلاة ... "، قوله: لا يلزم أن يكون المُزاد من جنس المزاد فيه، يدل عليه ما رواه البيهقي -في "سننه" 2/469- بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: "إن الله تعالى زادكم صلاة إلى صلاتكم هي خير من حمر النعم، ألا وهي الركعتان قبل صلاة الفجر".
ثم نقل البيهقي عن ابن خزيمة قوله: "لو أمكنني أن أرحل إلى ابن بجير لرحلتُ إليه في هذا الحديث.
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لتدليس حجاج، وهو ابن أرطاة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/158، ونسبه إلى أحمد، وأعله بحجاج بن أرطاة.
وسلف ذكر شواهده برقم (6682) .
والمراد بالجمع بين الصلاتين: الجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب=(11/294)
غَيْرِ إِسْرَافٍ، وَلَا مَخِيلَةٍ " (1)
6696 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا كَلِمَاتٍ نَقُولُهُنَّ عِنْدَ النَّوْمِ مِنَ الْفَزَعِ: " بِسْمِ اللهِ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّة (2) ، مِنْ
__________
= والعشاء، كما هو مصرح به في بعض الروايات عند البخاري ومسلم.
(1) إسناده حسن. همام هو ابن يحيى العوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/405 -وعنه ابن ماجه (3605) -، والنسائي 5/79، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري في أول كتاب اللباس، فقال: وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كلوا واشربوا ... "، قال الحافظ في "الفتح" 10/253: هذا الحديث من الأحاديث التي لا توجد في البخاري إلا معلقة، ولم يصله في مكان آخر، وقد وصله أبو داود الطيالسي، والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده ... وزاد في آخره: "فإن الله يُحب أن يرى أثر نعمته على عباده".
قلنا: هذه الرواية التي فيها هذه الزيادة سترد برقم (6708) ، ونخرجها هناك.
وله شاهد من حديث ابن عباس موقوفاً عند عبد الرزاق (20515) ، وابن أبي شيبة 8/405.
وآخر من حديث قتادة، قال: رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً ... عند عبد الرزاق (20514) ، وهو معضل.
والمخيلة بوزن عظيمة، وهي بمعنى الخيلاء، وهو التكبر.
(2) في (ق) : التامات.(11/295)
غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ " قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: " يُعَلِّمُهَا مَنْ بَلَغَ مِنْ وَلَدِهِ أَنْ يَقُولَهَا عِنْدَ نَوْمِهِ، وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ صَغِيرًا لَا يَعْقِلُ أَنْ يَحْفَظَهَا كَتَبَهَا لَهُ فَعَلَّقَهَا فِي عُنُقِهِ " (1)
__________
(1) حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق: مدلس، وقد عنعن. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (765) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 185، 186 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ولم يرد عند النسائي إلا المرفوع منه.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/39 و63 و (3598) و (3656) ، وأبو داود (3893) ، والترمذي (3528) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (766) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص 89، والطبراني في "الدعاء" (1086) ، وابن السني (753) ، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 150، والبيهقي في "الآداب" (993) من طرق، عن محمد بن إسحاق، به، وعند النسائي أن خالد بن الوليد هو الذي كان يفزع في منامه، فعلمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الكلمات. وعند
البخاري أنه الوليد بن الوليد، وعند ابن السني أن رجلاً شكا الى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يرد عند بعضهم إلا المرفوع منه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه الحاكم 1/548 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن عمرو، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد متصل في موضع الخلاف (يعني هو من رواية شعيب، عن أبيه محمد، عن عبد الله بن عمرو) . وسقطت هذه الرواية من "تلخيص" الذهبي.
وله شاهد من حديث الوليد بن الوليد أخي خالد بن الوليد عند ابن أبي شيبة=(11/296)
6697 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا
__________
= 8/60 (3650) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 185، من طريقين عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، أن الوليد بن الوليد، وهذا سند رجالُه ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه انقطاعاً بين محمد بن يحيى بن حبان وبين الوليد بن الوليد، وهو عند ابن السني (755) من حديث خالد بن الوليد، رواه من طريق مسدد، عن سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن محمد بن
يحيى بن حبان، أن خالد بن الوليد، وهذا منقطع أيضاً.
وهو في "الموطأ" 2/950 عن يحيى بن سعيد، أنه قال: بلغني أن خالد بن الوليد قال لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني أروع في منامي ... وآخر عند ابن السني (747) عن محمد بن عبد الله بن غيلان، عن أبي هشام الرفاعي، عن وكيع بن الجراح، عن سفيان، عن محمد بن المنكدر، قال: جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فشكا إليه أهاويل يراها في المنام، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وأبو هشام الرفاعي -واسمه محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة مختلف
فيه، قال ابنُ معين والعجلي وسلمة بن قاسم: لا بأس به. وقال البرقاني: ثقة، أمرني الدارقطني أن أخرج حديثه في إلصحيح، واحتج به مسلم، وضعفه البخاري وأبو حاتم والحكم أبو أحمد والنسائي، وباقي رجاله ثقات.
همزاتُ الشياطين: وساوسُها. وقوله: أن يُحْضُرون: قال أهل المعاني: أن يصيبوني بسوء، وكذلك قال أهلُ التفسير في قول الله عز وجل: (وقُلْ رب أعوذُ بك من همزات الشياطين وأعوذُ بك رب أن يحْضُرون) [المؤمنون:97 و98] : يصيبوني بسوء ومثل هذا قولُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن هذه الحُشوش مُحْتضره"، أي: يُصاب الناسُ فيها، ومن هذا أيضاً قولُ الله عز وجل: (كُل شرْبٍ
مُحْتضر) [القمر: 28] ، أي: يُصيب منه صاحبه.(11/297)
الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ وَأَهْلِ تِهَامَةَ يَلَمْلَمَ، وَلِأَهْلِ الطَّائِفِ وَهِيَ نَجْدٌ، قَرَن (1) ، وَلِأَهْلِ الْعِرَاقِ ذَاتَ عِرْقٍ " (2)
__________
(1) في (م) : قرناً.
(2) حديث صحيح، دون ذكر ميقات أهل العراق فشاذ، وهذا إسناد ضعيف لتدليس الحجاج -وهو ابن أرطاة-. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه إسحاق بن راهويه -فيما نقله الزيلعي في "نصب الراية" 3/14-، والبيهقي في "السنن" 5/28 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه أيضاً من طريق يزيد بن هارون، أنبأنا الحجاج بن أرطاة، عن عطاء، عن جرير بن عبد الله البجلي مرفوعاً نحوه. قال الزيلعي: والظاهر أن هذا الاضطراب من الحجاج، فإن من دونه ومن فوقه ثقات.
وأخرجه الدارقطني 2/236 مختصراً من طريق يزيد بن هارون، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/216، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وفيه كلام، وقد وُثق.
وهذا الحديث إنما هو حديثان: حديث عبد الله بن عمرو، وحديث جابر بن عبد الله، وسيرد حديث جابر في "المسند" 3/333 و336، ويخرج هناك.
وله شواهد فيها ذكر ميقات أهل العراق، استوفينا ذكرها وبيان عللها في مسند ابن عمر الرواية (5492) ، ونقلنا هناك عند ابن خزيمة وابن المنذر وغيرهما أنه لا يثبت عند أهل الحديث شيء من أخبار ذات عرق. فراجع تفصيلها هناك.
ونزيد هنا ما رواه أبو نعيم في "الحلية" 4/93-94 من طريقين عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر، قال: وقت رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل اليمن يلملم، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل الطائف قرن. قال ابن عمر: وحدثني أصحابنا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقت لأهل العراق ذات عرق. قال أبو نعيم: هذا حديث صحيح ثابت من حديث ميمون لم نكتبه إلا=(11/298)
6698 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلَا خَائِنَةٍ " وَرَدَّ شَهَادَةَ الْقَانِعِ (1) لِأَهْلِ الْبَيْتِ، وَأَجَازَهَا لِغَيْرِهِمْ (2)
__________
= من حديث جعفر عنه. قلنا: وقد ذكر ابنُ خزيمة أنه لا يحتج بجعفر بن برقان إذا انفرد.
وأصلُ الحديث ثابت دون ذكر ميقات أهل العراق من حديث ابن عباس عند البخاري (1524) ، ومسلم (1181) ، سلف برقم (2128) .
ومن حديث ابن عمر عند البخاري (1525) ، ومسلم (1182) ، سلف برقم (5111) و (6390) .
وقد ثبت في "صحيح البخاري" (1531) أن الذي وقت لأهل العراق ذات عرق هو عمر بن الخطاب. انظر "الفتح" 3/389-390.
(1) في هامش (س) : التابع والخادم. وهذان اللفظان تفسير من بعض الرواة لكلمة "القانع" لم يردا في متن الحديث في جميع النسخ الخطية، وقد أثبتهما طابع (م) في متن الحديث، وتابعه أحمد شاكر، لكنه قال: وهذا التفسيرُ من بعض الرواة في غالب الظن ليس من المرفوع.
وسيرد تفسير هذه الكلمة أيضاً عقب الرواية (6899) .
قال ابنُ الأثير: القانع: الخادم والتابع، ترد شهادته للتهمة بجلب النفع إلى نفسه. وقال السندي: القانع: التابع والخادم، فشهادته لمن في بيته مردودة، ولغيرهم جائزة إذا اجتمعت شروطها.
(2) إسناده حسن، يزيد: هو ابن هارون، ومحمد بن راشد: هو الخزاعي=(11/299)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المكحولي، وسليمان بن موسى هو الأشدق. وقال ابن حجر في "التلخيص" 4/198: وسنده قوي.
وسيرد بالأرقام (6899) و (6940) و (7102) بزيادة في متنه، ويرد تخريجه هناك.
وله شاهد من حديث عائشة عند الترمذي (2298) ، والدارقطني 4/244، والبيهقي في "السنن" 10/155 و202، والبغوي (2510) ، وفي إسناده يزيد بن زياد الدمشقي، وهو ضعيف، قال الترمذي: لا يعرف هذا الحديث من حديث الزهري إلا من حديثه، ولا يصح عندي من قبل إسناده. قال ابن حجر في "التلخيص" 4/199 في يزيد بن زياد: ضعفه عبد الحق وابن حزم وابن الجوزي.
وآخر من حديث أبي هريرة عند عبد الرزاق (15365) من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن عبد الله، عن يزيد بن طلحة، عن طلحة بن عبد الله، عن أبي هريرة، والبيهقي في "السنن" 10/201 من طريق عبيد الله بن موسى، عن الزنجي مسلم بن خالد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منادياً في السوق أنه لا تجوز شهادة خصم ولا ظنين، قيل: وما الظنين؟ قال: المتهم في دينه.
وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (396) بتحقيقنا، والبيهقي 10/201 من طريقين عن محمد بن زيد بن مهاجر، عن طلحة بن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلا.
وثالث من حديث ابن عمر عند الدارقطني 4/244، والبيهقي في "السنن" 10/155، وفي إسناده عبد الأعلى، وهو ضعيف، وشيخه يحيى بن سعيد الفارسي، متروك.
وقد نقل البغوي في "شرح السنة" 10/127 عن أبي عبيد قوله في تفسير الخائن: لا نراه خص به الخيانة في أمانات الناس دون ما افترض الله على عباده، وائتمنهم عليه، فمن ضيع شيئاً مما أمر الله به، أو ركب شيئاً مما نهاه الله عنه،=(11/300)
6699 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى: أَيُّمَا مُسْتَلْحَقٍ اسْتُلْحِقَ بَعْدَ أَبِيهِ الَّذِي يُدْعَى لَهُ، ادَّعَاهُ وَرَثَتُهُ: فَقَضَى (1) إِنْ كَانَ مِنْ حُرَّةٍ تَزَوَّجَهَا، أَوْ مِنْ (2) أَمَةٍ يَمْلِكُهَا، فَقَدْ لَحِقَ بِمَا اسْتَلْحَقَهُ (3) ، وَإِنْ كَانَ مِنْ حُرَّةٍ أَوْ أَمَةٍ عَاهَرَ بِهَا، لَمْ يَلْحَقْ بِمَا اسْتَلْحَقَهُ، وَإِنْ كَانَ أَبُوهُ الَّذِي يُدْعَى لَهُ هُوَ ادَّعَاهُ، وَهُوَ ابْنُ زِنْيَةٍ، لِأَهْلِ أُمِّهِ، مَنْ كَانُوا، حُرَّةً أَوْ أَمَةً " (4)
__________
= فليس ينبغي أن يكون عدلاً، لأنه لزمه اسم الخيانة.
(1) في (م) : قضى.
(2) لفظ: "من" لم يرد في (س) و (ص) و (ظ) ، وكتب في هامش (س) و (ص) .
(3) شكلت في (س) : استُلْحقهُ.
(4) إسناده حسن، يزيد: هو ابن هارون، ومحمد بن راشد: هو المكحولي الخزاعي، وسليمان بن موسى: هو الأشدق.
وأخرجه أبو داود (2265) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2265) أيضاً، و (2266) ، وابن ماجه (2746) ، والدارمي 2/389-390، من طرق عن محمد بن راشد، به.
وأخرجه ابن ماجه (2745) مختصراً من طريق المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، به، والمثنى ضعيف، لكنه متابع.
وسيرد برقم (7042) .
وله شاهد ضعيف من حديث ابن عباس، سلف برقم (3416) .=(11/301)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قوله: "أيما مستلحق"، قال السندي: بفتح الحاء: الذي طلب الورثة إلحاقه بهم قوله: "استلحق" على بناء المفعول، والجملة كالصفة الكاشفة، لمستلْحق.
قوله: "بعد أبيه"، أي: بعد موت أبيه، وإضافة الأب إليه باعتبار الادعاء والاستلحاق.
قوله: "فقد لحق بما استلحقه" أي: فقد لحق بالوارث الذي ادعاه.
قوله: "عاهر بها"، أي: زنى.
قوله: "لم يلحق به": على بناء الفاعل من اللحوق، أو بناء المفعول من الإلحاق، والأول أظهر.
وقوله: "وإن كان أبوه ... الخ"، كلمة "إن" فيه وصلية، وهو تأكيد لما قبله من عدم حصول اللحوق.
قوله: "وهو ابن زنية": بيان لحاله بعد بيان أنه لا يصح استلحاقه.
قال الخطابي في "معالم السنن" 3/273: "هذه أحكام وقعت في أول زمان الشريعة، وكان حدوثها ما بين الجاهلية ويين قيام الإسلام، وفي ظاهر هذا الكلام تعقد وإشكال، وتحرير ذلك وبيانه: أن أهل الجاهلية كانت لهم إماء تساعين، وهن البغايا اللواتي ذكرهن الله تعالى في قوله: (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) إذ كان ساداتهن يلمون بهن ولا يجتنبونهن، فإذا جاءت الواحدة منهن بولد، وكان
سيدها يطؤها وقد وطئها غيره بالزنى، فربما ادعاه الزاني وادعاه السيد، فحكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالولد لسيدها، لأن الأمة فراش له كالحرة، ونفاه عن الزاني، فإن دُعي للزاني مدةً، وبقي على ذلك إلى أن مات السيد ولم يكن ادعاه في حياته ولا أنكره، ثم ادعاه ورثته بعد موته واستلحقوه، فإنه يلحق به ولا يرث أباه، ولا يشارك إخوته الذين استلحقوه في ميراثهم من أبيهم إذا كانت القسمة قد مضت قبل أن يستلحقه الورثة، وجعل حكم ذلك حكم ما مضى في الجاهلية فعفا عنه، ولم يرد إلى
حكم الإسلام، فإن أدرك ميراثاً لم يكن قد قسم إلى أن ثبت نسبه باستلحاق=(11/302)
6700 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي ذَوِي أَرْحَامٍ، أَصِلُ وَيَقْطَعُونِي، وَأَعْفُو وَيَظْلِمُونَ (1) ، وَأُحْسِنُ وَيُسِيئُونَ، أَفَأُكَافِئُهُمْ؟ قَالَ: " لَا، إِذًا تُتْرَكُونَ جَمِيعًا، وَلَكِنْ خُذْ بِالْفَضْلِ وَصِلْهُمْ، فَإِنَّهُ لَنْ يَزَالَ مَعَكَ ظَهِيرٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا كُنْتَ عَلَى ذَلِكَ " (2)
__________
الورثة إياه، كان شريكهم فيه أسوة من يساويه في النسب منهم، فإن مات من إخوته بعد ذلك أحد، ولم يخلف من يحجبه عن الميراث، ورثه، فإن كان سيد الأمة أنكر الحمل، وكان لم يدعه، فإنه لا يلحق به، وليس لورثته أن يستلحقوه بعد موته. وانظر "زاد المعاد" 5/426-429.
(1) في (ظ) : ويظلموني.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لتدليس الحجاج بن أرطاة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/154، وقال: رواه أحمد، وفيه حجاج بن أرطاة، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2558) ، سيرد 2/300. وانظر قوله: "أفأكافئهم؟ " أي: أفأجازيهم بمثل ما يفعلون.
قوله: "تتركون" على بناء المفعول، أي: يترككم الله فلا ينظر إليكم، أو على بناء الفاعل، أي إذن صرتم تاركين للخير والبر.
قوله: "ظهير" لي: ناصر ينصرك عليهم ويرفع شأنك، ويعينك في أمور دنياك وآخرتك. قاله السندي.(11/303)
6701 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ يُوسُفَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَحْضُرُ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَةٌ (1) : رَجُلٌ حَضَرَهَا بِدُعَاءٍ وَصَلَاةٍ، فَذَلِكَ رَجُلٌ دَعَا رَبَّهُ إِنْ شَاءَ أَعْطَاهُ، وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُ، وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بِسُكُوتٍ وَإِنْصَاتٍ، فَذَلِكَ هُوَ حَقُّهَا، وَرَجُلٌ يَحْضُرُهَا (2) يَلْغُو فَذَلِكَ حَظُّهُ مِنْهَا " (3)
6702 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَقَدْ جَلَسْتُ أَنَا وَأَخِي مَجْلِسًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ أَقْبَلْتُ أَنَا وَأَخِي وَإِذَا مَشْيَخَةٌ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسٌ عِنْدَ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهِ، فَكَرِهْنَا أَنْ نُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ، فَجَلَسْنَا حَجْرَةً (4) ، إِذْ ذَكَرُوا آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَتَمَارَوْا فِيهَا، حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُغْضَبًا، قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ،
__________
(1) في (ظ) : ثلاث.
(2) في (ظ) : حضرها. وفي الهامش: يحضرها.
(3) حديث حسن، سيرد بإسناد حسن برقم (7002) ، ويوسف في هذا الإسناد لم نعرفه. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
قوله: "يلغو" إذا تكلم بالمُطْرح من القوْل، وما لا يعني. "النهاية" لابن الأثير.
(4) في هامش (س) و (ص) و (ق) : حجرة، أي: ناحية.(11/304)
يَرْمِيهِمْ بِالتُّرَابِ، وَيَقُولُ: " مَهْلًا يَا قَوْمِ، بِهَذَا أُهْلِكَتِ الْأُمَمُ مِنْ قَبْلِكُمْ، بِاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، وَضَرْبِهِمُ الْكُتُبَ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ، إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضًا، بَلْ يُصَدِّقُ (1) بَعْضُهُ بَعْضًا، فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ، فَاعْمَلُوا بِهِ (2) ، وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ، فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ " (3)
6703 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُؤْمِنُ الْمَرْءُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " (4)
__________
(1) في (ظ) : ونزل يصدق. وفي هامش (س) و (ص) : وإنما أنزل يصدق.
(2) "به" لم ترد في (ق) .
(3) صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6668) ، وذكرنا هناك شواهده.
أبو حازم: هو سلمة بن دينار الأعرج.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (134) ، واللالكائي في "الاعتقاد" (1387) من طريق أنس بن عياض، بهذا الإسناد.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 188 من طريق يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (134) أيضاً من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، كلاهما عن أبي حازم، به.
وأخرجه الآجُري ص 188 أيضاً من طريق ابن لهيعة، واللالكائي في "الاعتقاد" (1108) من طريق هشام بن سعد، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به.
قال الهيثمي في "المجمع" -فيما نقله السندي في حاشيته على "المسند"=(11/305)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ولم نجده في المطبوع-: رواه أحمد، ورجاله ثقات، ورواه الطبراني في "الأوسط".
وفي الباب عن عمر عند مسلم (8) (1) ، سلف برقم (191) .
وعن علي سلف برقم (758) .
وعن ابن عباس سلف برقم (2926) .
وعن ابن عمر سلف برقم (5856) .
وعن أبي عامر الأشعري، سيرد 4/129 و164.
وعن زيد بن ثابت، سيرد 5/185.
وعن عبادة بن الصامت، سيرد 5/317.
وعن أبي هريرة عند مسلم (10) (7) .
وعن عمرو بن العاص عند ابن أبي عاصم في "السنة" (133) .
وقول أبي حازم في آخر الحديث: "لعن الله ديناً": قال السندي: بكسر دال مهملة بعدها ياء ثم نون، يريد مذهب المكذبين ورأيهم، ولذلك فسره الإمام بقوله: يعني التكذيب بالقدر، أي: قبحه وبعّده عن معرض القبول، ثم فسره بلازمه الذي هو أشنع اللوازم وأقبحها، وجعل ذلك اللازم عين ذلك الدين المستلزم له لزيادة التقبيح، فقال: أنا أكبر منه، أعني ذلك الدين الملعون هو هذا القول، وهذه العقيدة، أي: هو قول العبد وعقيدته، أنا أكبر منه، أي: من الخالق تعالى.
وقوله: "أنا" يحتمل أن يكون ضميراً للمتكلم الواحد، ويحتمل أن يكون ضميراً للمتكلم مع الغير دخلتْ عليه "إن" المؤكدة، يريد أن دينهم يستلزم أن يكون العبد أكبر من الخالق تعالى عن ذلك علواً كبيراً، حيث يفعل ما لا يريده الخالق، بل يريد خلافه، فالخالق تعالى يريد شيئاً كالطاعة، والعبد يريد آخر
كالمعصية، ثم يوجد ما يريده العبد دون ما يريده الخالق، فصار العبد حينئذ أقوى من خالقه، فصار كأن دينهم هذا القول، ولا يخفى أنه دين قبيح حقيق=(11/306)
قَالَ أَبُو حَازِمٍ: " لَعَنَ اللهُ دِينًا (1) أَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ يَعْنِي التَّكْذِيبَ بِالْقَدَرِ "
6704 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ نَذَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَنْحَرَ مِائَةَ بَدَنَةٍ وَأَنَّ هِشَامَ بْنَ الْعَاصِي نَحَرَ حِصَّتَهُ خَمْسِينَ بَدَنَةً وَأَنَّ عَمْرًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " أَمَّا أَبُوكَ، فَلَوْ كَانَ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ، فَصُمْتَ، وَتَصَدَّقْتَ عَنْهُ، نَفَعَهُ ذَلِكَ " (2)
6705 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= بأن يلعن.
وفي بعض النسخ: لعن الله ذنباً بالذال المعجمة المفتوحة بعدما نون ثم موحدة، وهذا أيضاً صحيح على الوجه الذي ذكرنا، كأنه جعل لازم مذهبهم ذنباً لهم. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1) في (س) وهامش (ص) و (ق) : ذنباً، وفي هامش (س) : ديناً.
(2) إسناده حسن، هشيم وحجاج صرحا بالتحديث وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 3/386-387 عن هشيم، بهذا الإسناد.
وقد تابع حجاج بن أرطاة حسانُ بنُ عطية -وهو ثقة من رجال الشيخين-.
أخرجه أبو داود (2883) ، والبيهقي 6/279 من طريق العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدثنا الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية، عن عمرو بن شعيب، به. وهذا سند حسن.(11/307)
عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَرْجِعُ فِي هِبَتِهِ إِلَّا الْوَالِدُ مِنْ وَلَدِهِ، وَالْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (1)
__________
(1) حديث حسن، سعيد: هو ابن أبي عروبة، اختلط بأخرة، ومحمد بن جعفر روى عنه في الاختلاط -كما ذكر ابنُ مهدي فيما نقله الذهبي في "الميزان" 2/152- لكنهما متابعان، عامر الأحول: هو ابن عبد الواحد.
وأخرجه النسائي 6/264-265 من طريق إبراهيم بن طهمان، وابن ماجه (2387) مختصراً، من طريق عبد الأعلى السامي، والدارقطني 3/43 من طريق روح، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وعبد الأعلى وروح -وهو ابن عبادة- ممن سمعا منه قبل الاختلاط.
وأخرجه البيهقي 6/179 من طريق عبد الوارث، عن عامر الأحول، به.
عبد الوارث: هو ابن سعيد بن ذكوان العنبري، ثقة.
وأخرجه البيهقي 6/179 أيضاً من طريق سعيد بن بشير، عن مطر الوراق وعامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، به. سعيد ومطر ضعيفان، لكنهما متابعان.
وسلف برقم (6629) من طريق أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، به.
وأخرجه أحمد (2119) و (2120) و (4810) و (5493) ، وأبو داود (3539) ، والترمذي (2131) ، وابن ماجه (2377) ، والنسائي 6/265-267، والدارقطني 3/42-43، والبيهقي 6/179 من طرق، عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن طاووس، عن ابن عمر وابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحوه، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (5123) ، قال الدارقطني في "العلل" فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 4/124: هذا الحديث يرويه عمرو بن شعيب، واختلف عليه فيه، فرواه حسين المعلم عن عمرو بن شعيب، عن طاووس، عن ابن عمر وابن عباس، ورواه عامر الأحول عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، ولعل الإسنادين محفوظان.
وقال البيهقي في "السنن" 6/179: ويحتمل أن يكون عمرو بن شعيب رواه=(11/308)
6706 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ هَمَّامٌ: أَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هِيَ اللُّوطِيَّةُ الصُّغْرَى "، يَعْنِي الرَّجُلَ يَأْتِي امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا (1)
__________
= من الوجهين جميعاً، فحسين المعلم حجة، وعامر الأحول ثقة.
(1) إسناده حسن، وقد اختلف في رفعه ووقفه، والموقوف أصح.
عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وهمام: هو ابن يحيي العوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8997) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2266) ، والبزار (1455) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/44، والبيهقي في "السنن" 7/198 من طريق همام، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8998) من طريق حميد الأعرج، عن عمرو بن شعيب، عن ابن عمرو بمثله، وهذا إسناد منقطع، وحميد الأعرج ضعيف.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/289، والهيثمي في "المجمع" 4/298، ونسباه إلى أحمد والبزار -وزاد الهيثمي نسبته إلى الطبراني في "الأوسط"-، وقالا: ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح! كذا قالا، مع أن عمرو بن شعيب وأباه لم يخرج له الشيخان، ولا أحدهما.
ورواه عبدُ بنُ حميد -فيما ذكره ابنُ كثير في "التفسير"- عن يزيد بن هارون، عن حميد الأعرج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن ابن عمرو موقوفاً.
وأخرجه النسائي (8999) من طريق حميد الأعرج، عن عمرو بن شعيب، عن ابن عمرو، موقوفاً، وهو أيضاً منقطع.=(11/309)
6707 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (20956) عن معمر، عن قتادة، أن ابن عمرو قال ... وهو منقطع وموقوف.
وأخرجه موقوفاً ابن أبي شيبة 4/252 عن عبد الأعلى (هو ابن عبد الأعلى السامي) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/46 من طريق يحيى القطان، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي أيوب المراغي، عن ابن عمرو، موقوفاً، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وذكره ابن كثير في "التفسير" تفسير قوله تعالى: (نساؤكم حرث لكم ... ) [البقرة: 223] ، وقال: وهذا أصح، والله أعلم.
وقال الحافظ في "التلخيص" 3/181: والمحفوظ عن عبد الله بن عمرو من قوله.
وأعله البخاري في "تاريخه الكبير" 8/303، حيث ذكر الرواية الموقوفة، وقال في "تاريخه الصغير" 2/273: والمرفوع لا يصح.
وقد ثبت تحريم إتيان النساء في أدبارهن بأحاديث كثيرة: منها حديث علي بن طلق عند ابن أبي شيبة 4/251، والنسائي في "الكبرى" (9023) ، وابن حبان (4199) ، وقد وهم الإمام أحمد رحمه الله، فجعله من مسند علي بن أبي طالب، وذكره فيما سلف برقم (655) .
وحديث خزيمة بن ثابت، سيرد 5/213-214.
وحديث أبي هريرة، سيرد 2/344.
وحديث جابر عند مسلم (1435) (119) ، وابن حبان (4166) و (4197) .
وحديث ابن عباس عند ابن أبي شيبة 4/251-252، والنسائي في "الكبرى" (9001) و (9002) .
وحديث عمر عند النسائي في "الكبرى" (9008) ، والبزار (1456) .
(1) لفظ: "جده" لم يرد في (ظ) و (م) .(11/310)
فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ (1) ابْنِي هَذَا كَانَ بَطْنِي لَهُ وِعَاءً، وَحِجْرِي لَهُ حِوَاءً، وَثَدْيِي لَهُ سِقَاءً، وَزَعَمَ أَبُوهُ أَنَّهُ يَنْزِعُهُ مِنِّي؟ قَالَ: " أَنْتِ أَحَقُّ بِهِ مَا لَمْ تَنْكِحِي " (2)
__________
(1) لفظ: "إن" لم يرد في (ص) و (ظ) .
(2) حديث حسن، ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز، وإن كان مدلساً، وقد عنعن- قد توبع. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه عبد الرزاق (12597) ، والدارقطني 3/305 من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق أيضاً (12596) ، والدارقطني أيضاً 3/305 من طريق المثنى بن الصباح، وأبو داود (2276) ، والحاكم 2/207، والبيهقي في "السنن" 8/4-5 من طريق الأوزاعي، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به. والمثنى بن الصباح ضعيف، ورواية الأوزاعي عند الحاكم هي من طريق الوليد بن مسلم، وقد صرح بالتحديث عنه، وهذه متابعة جيدة. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/323، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
ويقويه ما أخرجه عبد الرزاق (12600) عن الثوري، عن عاصم (هو الأحول) ، عن عكرمة، قال: خاصمت امرأةُ عمر عُمر إلى أبي بكر، وكان طلقها، فقال أبو بكر: هي أعطف وألطف، وأرحم وأحنى وأرأف، وهي أحق بولدها ما لم تتزوج، وإسناده صحيح، لكنه مرسل.
وأخرجه سعيد بن منصور (2272) عن هشيم، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، به، مختصراً.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/767-768، وسعيد بن منصور (2270) عن هشيم، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، أن عمر خاصم امرأته أم عاصم بنت عاصم في ابنه منها إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقال له أبو بكر: ادفعه إليها. فما راجعه الكلام. (هذا لفظ سعيد بن منصور) وهو مرسل=(11/311)
6708 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُوا، وَاشْرَبُوا، وَتَصَدَّقُوا، وَالْبَسُوا، فِي غَيْرِ مَخِيلَةٍ وَلَا سَرَفٍ، إِنَّ (1) اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُرَى نِعْمَتُهُ عَلَى عَبْدِهِ " (2)
__________
= صحيح.
قال ابنُ القيم في "زاد المعاد" 5/434 (طبعة مؤسسة الرسالة) : هو حديث احتاج الناس فيه إلى عمرو بن شعيب، ولم يجدوا بداً من الاحتجاج هنا به، ومدار الحديث عليه، وليس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث في سقوط الحضانة بالتزويج غير هذا، وقد ذهب إليه الأئمة الأربعة وغيرهم.
وقولها: "حواء": هو المكان الذي يحوي الشيء، أي: يضمه ويجمعه.
(1) في (ص) : فإن، وأشير إليها في هامش (س) .
(2) إسناده حسن، بهز: هو ابن أسد العمي، وهمام: هو ابن يحيى العوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه بطوله الطيالسي (2261) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6196) ، عن همام، عن رجل -قال البيهقي: أظنه قتادة- عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (51) ، والحاكم 4/135، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4571) و (6196) من طرق، عن همام، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقد سلف برقم (6695) دون زيادة: "إن الله يحب أن ترى نعمته على عبده".
وهذه الزيادة أخرجها الترمذي (2819) من طريق عفان، عن همام، به.
وقال: وفي الباب عن أبي الأحوص عن أبيه، وعمران بن الحصين، وابن مسعود.=(11/312)
6709 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ عَلَى صَدَاقٍ أَوْ حِبَاءٍ أَوْ عِدَةٍ قَبْلَ عِصْمَةِ النِّكَاحِ، فَهُوَ لَهَا، وَمَا كَانَ بَعْدَ عِصْمَةِ النِّكَاحِ، فَهُوَ لِمَنْ أُعْطِيَهُ، وَأَحَقُّ مَا يُكْرَمُ عَلَيْهِ الرَّجُلُ ابْنَتُهُ أَوْ أُخْتُهُ " (1)
__________
= قلنا: حديث أبي الأحوص عن أبيه (وهو مالك بن نضلة الجشمي) ، سيرد 4/137.
وحديث عمران بن الحصين، سيرد 4/438.
وفي الهاب أيضاً عن أبي هريرة، سيرد (8107) . بإسناد ضعيف.
وعن أبي سعيد الخدري عند أبي يعلى (1055) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6201) ، وفي إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف.
وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/133، وقال: وفيه موسى بن عيسى الدمشقي، قال الذهبي: مجهول، ويقية رجاله رجال الصحيح.
وعن زهير بن أبي علقمة الضبعي عند الطبراني في "الكبير" (5308) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 5/132، وقال: رواه الطبراني، وترجم لزهير، ورجاله ثقات.
وعن قتادة عند عبد الرزاق (20514) ، وهو معضل.
وعن أنس عند القضاعي في "مسند الشهاب" (1101) ، وإسناده ضعيف.
(1) حديث حسن. ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالتحديث عند النسائي والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" فانتفت شبهة تدليسه، وهو في "المصنف" (10739) .=(11/313)
6710 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي: أَنَّ زِنْبَاعًا (1) أَبَا رَوْحٍ وَجَدَ غُلَامًا لَهُ مَعَ جَارِيَةٍ لَهُ، فَجَدَعَ أَنْفَهُ وَجَبَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَنْ فَعَلَ هَذَا بِكَ؟ " قَالَ: زِنْبَاعٌ، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ " فَقَالَ: كَانَ مِنْ أَمْرِهِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= وأخرجه عبد الرزاق أيضاً (10740) ، وأبو داود (2129) ، والنسائي في "المجتبى" 6/120، وابن ماجه (1955) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4471) ، والبيهقي في "السنن" 7/248 من طرق، عن ابن جريج، به.
وله شاهد من حديث عائشة عند عبد الرزاق (10740) أيضاً، والبيهقي 7/248، سيرد 6/122، وفي إسناده الحجاج بن أرطاة، وقد عنعنه.
ومن حديث مكحول مرسلاً عند عبد الرزاق (10743) .
ومن حديث عمر بن عبد العزيز من قوله عند عبد الرزاق (10745) .
قال الخطابي في "معالم السنن" 3/216: وهذا يُتأؤل على ما يشترطه الولي لنفسه سوى المهر، وقد اختلف الناس في وجوبه، فقال سفيان الثوري ومالك بن أنس في الرجل ينكح المرأة على أن لأبيها كذا وكذا شيئاً اتفقا عليه سوى المهر، أن ذلك كله للمرأة دون الأب، وكذلك روي عن عطاء وطاووس، وقال أحمد: هو للأب، ولا يكون ذلك لغيره من الأولياء، لأن يد الأب مبسوطة في مال الولد.
وروي عن علي بن الحسين أنه زوج بنته رجلاً، واشترط لنفسه مالاً، وعن مسروق أنه زوج ابنته رجلاً، واشترط لنفسه عشرة آلاف درهم يجعلها في الحج والمساكين. وقال الشافعي: إذا فعل ذلك، فلها مهر المثل، ولا شيء للولي.
قوله: "الحباء"، أي: العطية، وهي ما يعطيه الزوج سوى الصداق بطريق الهبة. وانظر ما قاله الطحاوي في "شرح مشكل الآثار".
(1) في هامش (ظ) : ابن زنباع.(11/314)
لِلْعَبْدِ: " اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَوْلَى مَنْ أَنَا؟ قَالَ: " مَوْلَى اللهِ وَرَسُولِهِ "، فَأَوْصَى (1) بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ جَاءَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: وَصِيَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: نَعَمْ، نُجْرِي عَلَيْكَ النَّفَقَةَ وَعَلَى عِيَالِكَ، فَأَجْرَاهَا عَلَيْهِ، حَتَّى قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ جَاءَهُ، فَقَالَ: وَصِيَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: نَعَمْ، أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: مِصْرَ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى صَاحِبِ مِصْرَ أَنْ يُعْطِيَهُ أَرْضًا يَأْكُلُهَا (2)
__________
(1) في (ظ) : قال: فأوصى.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلس، وقد عنعن. معمر: هو ابن راشد، وهو من رواية الأقران بعضهم عن بعض، فإن معمر بن راشد وابن جريج من طبقة واحدة، وكلاهما من شيوخ عبد الرزاق.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (17932) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (5301) - عن معمر وابن جريج، عن عمرو بن شعيب، به. ومعمر روايته عن عمرو بن شعيب ممكنة، فيحتمل أن يكون معمر رواه عن عمرو بواسطة ابن جريج، ثم رواه عنه بدونها، وهذا سند حسن، فإن متابعة معمرٍ لابن جريج قوية تزول بها علة تدليس ابن جريج. ثم قال عبد الرزاق: وسمعت أنا محمد بن عبيد الله العرزمي يحدث به عن عمرو بن شعيب. قلنا: محمد بن عبيد الله العرزمي
متروك.
وأخرجه أبو داود (4519) ، وابن ماجه (2680) من طريق سوار أبي حمزة الصيرفي، عن عمرو بن شعيب، به، وسوار ضعيف.
وأخرجه ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 137، من طريق عبد الملك بن=(11/315)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مسلمة، عن ابن لهيعة، وابنُ منْده، فيما ذكره الحافظ في "الإصابة" (في ترجمة زنباع) من طريق المثنى بن الصباح، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به. وسميا العبد سندراً (وستر تسميته كذلك في الرواية (7096)) ، وعبد الملك بن مسلمة منكر الحديث، والمثنى بن الصباح ضعيف، ورواية ابن عبد الحكم مطولة.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/506 من طريق كامل بن طلحة، أخبرنا عبد الله بن لهيعة، أخبرنا عمرو بن شعيب. فهذه متابعة يشد بعضها بعضاً فيتقوى الحديث بها.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/288-289، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
وقوله: "فجدع أنفه"، أي: قطعها، قال ابن الأثير: الجدع: قطع الأنف والأذن والشفة وهو بالأنف أخص، فإذا أطلق غلب عليه.
وقوله: "وجبه"، أي: قطع مذاكيره، والجبًّ: القطع.
وقوله: "مولى الله ورسوله"، أي: ولاؤه للمسلمين جميعاً، وأزال عنه سلطان سيده بالولاء لما ناله منه من مثلة وعدوان.
وقد رويت هذه القصة من حديث زنباع أخرجه ابنُ ماجه (2679) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن سلمة بن روح بن زنباع، عن جده، أنه قدم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد خصى غلاماً له، فأعتقه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمثلة. وإسحاق بن أبي فروة متروك.
ورُويت أيضاً من حديث سندر أخرجه البزار (1394) ، والطبراني في "الكبير" (6726) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، أن ربيعة بن لقيط، عن عبد الله بن سندر، حدثه عن أبيه أنه كان عند الزنباع بن سلامة الجذامي، فعتب عليه، فخصاه وجدعه، فأتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبره، فأغلظ لزنباع القول، وأعتقه منه، فقال: أوص بي يا رسول الله، فقال: "أوصي بك كل مسلم".
وذكره ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 138 من طريق ابن وهب، بهذا=(11/316)
6711 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/239، وقال: رواه البزار والطبراني، وفيه عبد الله بن سندر لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: عبد الله بن سندر ذكره ابنً أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/64، وسياقه يدل على أنه جعله صحابياً، وابن حجر في "الإصابة" 2/322، وقال: المعروف أن الصحبة لسندر. لكن إذا خصي سندر في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقتضى أن يكون لابنه عبد الله صحبة أو رؤية، ووجدتُ له في كتاب مصر ما يدل على أنه كان في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كبيراً. اهـ.
وللحديث أصل في وجوب إعتاق السيد عبده من لطمه أو ضربه: ففي الباب عن ابن عمر عند مسلم (1657) (29) و (30) ، سلف (4784) و (5051) و (5266) ، ولفظه: "من ضرب غلاماً له حداً لم يأته، أو لطمه، فإن كفارته أن يعتقه".
وعن سويد بن مقرن عند مسلم (1658) (31) ، سيرد 3/447-448.
وعن عمر عند الطبراني في "الأوسط" فيما أورده الهيثمي في "المجمع" 6/288، وقال: وفيه عمر بن عيسى القرشي، وقد ذكره الذهبي في "الميزان" وذكر له هذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحاً، وبيض له، وبقية رجاله وثقوا.
قلنا: الذي في مطبوع "الميزان" 3/216: عمر بن عيسى الأسلمي ... قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، وقال العقيلي: لعله عمر الحميدي، حديثه غير محفوظ.
وحديث عمر هذا أخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/216، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بقوله: بل عمر بن عيسى منكر الحديث. ثم أخرجه الحاكم أيضاً 4/368، وصحح إسناده، ووافقه الذهبي! مع أن فيه عمر بن عيسى نفسه.(11/317)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي كُلِّ إِصْبَعٍ عَشْرٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَفِي كُلِّ سِنٍّ خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْأَصَابِعُ سَوَاءٌ، وَالْأَسْنَانُ سَوَاءٌ " (1)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن. سليمان بن موسى: هو الأشدق وهو ثقة ثبت صدوق عند غير واحد من الأئمة، لكن يروي أحاديث ينفرد بها لا يرويها غيره، فمثله يحسن حديثه إلا ما خالف فيه.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (17499) و (17702) .
وحكم دية الأصابع ورد في حديث خطبة الفتح المطول برقم (6681) ، وسلف تخريجه وذكر شواهده هناك.
وحكم دية الأسنان أخرجه ابن أبي شيبة 9/186 عن يزيد بن هارون، وأبو داود (4563) ، والنسائي في "المجتبى" 8/55 من طريق حسين المعلم، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به، وهذا سند حسن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/186، والنسائي في "المجتبى" 8/55. والبيهقي في "السنن" 8/89، والدارقطني 3/210 من طريق مطر الوراق، عن عمرو بن شعيب، به. وسنده حسن في المتابعات.
وأخرجه عبد الرزاق (17502) عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معضلاً، قال: "في السن خمس من الإبل، أو عدلها من الذهب، أو الورق، أو الشاء".
وسيرد حكمُ دية الأسنان ضمن حديث الديات المطول الذي سيرد برقم (7033) .
وفي الباب عن ابن عباس عند أبي داود (4560) ، وابن حبان (6014) ، وفيه استيفاء تخريجه، وسلف (2621) .
وعن عمرو بن حزم عند عبد الرزاق (17488) ، والشافعي 2/110، والدارمي 2/195، والبيهقي في "السنن" 9/85.=(11/318)
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَسَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ، وَلَا يَذْكُرُهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَوْرَعَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ "
6712 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَنَدَ (2) إِلَى بَيْتٍ، فَوَعَظَ النَّاسَ، وَذَكَّرَهُمْ، قَالَ: " لَا يُصَلِّي أَحَدٌ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى اللَّيْلِ، وَلَا بَعْدَ الصُّبْحِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ مَسِيرَةَ ثَلَاثٍ، وَلَا تَتَقَدَّمَنَّ امْرَأَةٌ (3) عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا
__________
= وعن علي موقوفاً عند ابن أبي شيبة 9/187-188، والبيهقي في "السنن" 8/89.
وعن ابن مسعود موقوفاً عند ابن أبي شيبة 9/188.
وعن عمر بن الخطاب عند البيهقي في "السنن" 8/86.
(1) أخرجه عبد الرزاق (17701) ، ومختصراً برقم (17500) عن محمد بن راشد، قال: سمعت مكحولا يقول: في كل إصبع عشر من الإبل ... إلى آخر الحديث.
وليست هذه الرواية تعليلاً للرواية الأولى الموصولة، وإنما أورد الإمام أحمد الحديث من هذين الطريقين اللذين قد استوثق منهما محمد بن راشد، ولذا ذكر الإمام أحمد ثناء عبد الرزاق عليه بورعه في الحديث.
(2) في (ظ) : استسند. وكتبت في هامش (س) .
(3) في (ظ) : المرأة. وفي هامشها: امرأة. صح.(11/319)
عَلَى خَالَتِهَا " (1)
6713 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَقِيقَةِ؟ فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْعُقُوقَ " وَكَأَنَّهُ كَرِهَ الِاسْمَ قَالُوا (2) : يَا رَسُولَ اللهِ،
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن جريج صرح بالتحديث كما في "المصنف".
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (10750) قطعة من حديث خطبة الفتح.
وقد سلف مطولاً برقم (6681) دون قوله: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم". وسلف تخريجه وذكر شواهده هناك.
وقوله: "استند إلى بيت"، المراد: الكعبة، كما هو مصرح بها في "المصنف"، وفي الحديث المطول (6681) ، ولعل الصواب أن يقول: البيت.
وقوله: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم": له شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (1943) و (3231) .
وآخر من حديث ابن عمر، سلف برقم (4615) .
وثالث من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد (11040) و (11409) و (11505) .
ورابع من حديث أبي هريرة عند مسلم (1339) (422) ، وابن حبان (2721) و (2727) وفيه استيفاء تخريجه.
وخامس من حديث عائشة عند أبي يعلى (4757) ، والدارقطني 3/131، والبيهقي 8/26 و29 و30، وصححه الحكم 4/349، ووافقه الذهبي.
قوله: "ولا تتقدمن": تقدمُها: هو أن تقْبل نكاحها عليها. قاله السندي.
(2) في (ظ) : فقالا.(11/320)
إِنَّمَا نَسْأَلُكَ عَنْ أَحَدِنَا يُولَدُ لَهُ؟ قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَنْسُكَ عَنْ وَلَدِهِ فَلْيَفْعَلْ، عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ " قَالَ: وَسُئِلَ عَنِ الْفَرَعِ؟ قَالَ: " وَالْفَرَعُ حَقٌّ، وَأَنْ تَتْرُكَهُ حَتَّى يَكُونَ شُغْزُبًّا (1) أَوْ شُغْزُوبًّا ابْنَ مَخَاضٍ أَوِ ابْنَ لَبُونٍ، فَتَحْمِلَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ تُعْطِيَهُ أَرْمَلَةً، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذْبَحَهُ يَلْصَقُ لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ، وَتُكْفِئُ (2) إِنَاءَكَ، وَتُولِهُ نَاقَتَكَ "، وَقَالَ (3) : وَسُئِلَ عَنِ الْعَتِيرَةِ؟ فَقَالَ: " الْعَتِيرَةُ (4) حَقٌّ " (5) قَالَ: بَعْضُ الْقَوْمِ لِعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ: مَا الْعَتِيرَةُ؟
__________
(1) لفظ: "شغزباً" لم يرد في (س) .
(2) في (س) و (ظ) وهامش (ص) و (ق) : وتكفأ. وفي هامش (س) و (ظ) : وتكفيء. قال ابنُ الأثير: يقال: كفأتُ الإناء وأكفأتُهُ: إذا كببْته، وإذا أملته.
(3) في (م) : قال. وسقط من (ق) .
(4) في (ظ) : والعتيرة.
(5) إسناده حسن. وهو عند عبد الرزاق في المصنف "برقمي (7961) و (7995) .
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي شيبة 8/238 و253-254، وأبو داود (2842) ، والنسائي 7/162 و168، والحاكم 4/236 و238، والبيهقي في "السنن" 9/300 و312، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/317 من طرق، عن داود بن قيس، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/168 من طريق داود بن قيس، قال: سمعت عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن أبيه وزيد بن أسلم، قالوا: يا رسول الله، الفرع ... ولفظ: "عن أبيه" الثاني سقط من مطبوع النسائي، واستُدرك من "تحفة الأشراف" 6/313. ويقصد بأبيه الثاني عبد الله بن عمرو، وهو جد شعيب، سماه أباه، لأنه هو الذي رباه، فالرواية متصلة، لكن=(11/321)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= رواية شعيب عن زيد بن أسلم مرسلة.
ولحديث العقيقة شاهد من حديث زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة، عن أبيه، أخرجه عنه مالك في "الموطأ" 2/500، وسيرد 5/369.
وسيرد أيضاً برقم (6737) من طريق آخر عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.
قال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 4/305: وفي هذا الحديث كراهية ما يقْبُح معناه من الأسماء، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحب الاسم الحسن، ويعجبه الفأل الحسن ... وكان الواجب بظاهر هذا الحديث أن يقال للذبيحة عن المولود: نسيكة، ولا يقال: عقيقة، لكني لا أعلم أحداً من العلماء مال إلى ذلك، ولا قال به، وأظنهم -والله أعلم- تركوا العمل بهذا المعنى المدلول عليه من هذا الحديث لما صح عندهم في غيره من لفظ العقيقة.
قوله: مكافأتان: قال السندي: أي: مساويتان في السن، بمعنى أن لا ينزل سنهما عن سن أدنى ما يجزىء في الأضحية، وهو بكسر الفاء أو فتحها، ورجحه الخطابي، ورده الزمخشري.
وأما الفرع والعتيرة، فقد ورد النهي عنهما في حديث أبي هريرة الآتي (9301) ، ولفظه: "نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الفرع والعتيرة". وهو عند البخاري (5473) و (5474) ، ومسلم (1976) (38) بلفظ: "لا فرع ولا عتيرة".
وورد التخيير في فعلهما في حديث الحارث بن عمرو الآتي 3/485 بلفظ: "من شاء عتر، ومن شاء لم يعْتر، ومن شاء فرع، ومن شاء لم يفرع".
والفرع: أول ما تلده الناقة أو الشاة.
وقوله: "الفرع حق"، أي: ليس بباطل، وحديث: "لا فرع" محمول على نفي الوجوب، فلا تعارض، قاله السندي. وذكر الحافظ في "الفتح" 9/567 أن حديث: "لا فرع" محمول على ما إذا كانوا يذبحونه لطواغيتهم، ثم قال: واستنبط الشافعي الجواز إذا كان الذبح لله، قال: جمعاً بينه وبين حديث: "الفرع حق".
ثم نقل الحافظ عن الشافعي قوله فيما نقله البيهقي من طريق المزني عنه:=(11/322)
قَالَ: " كَانُوا يَذْبَحُونَ فِي رَجَبٍ شَاةً فَيَطْبُخُونَ وَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ "
__________
= الفرع شيء كان أهل الجاهلية يذبحونه يطلبون به البركة في أموالهم، فكان أحدهم يذبح بكر ناقته أو شاته رجاء البركة فيما يأتي بعده، فسألوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن حكمها، فأعلمهم أنه لا كراهة عليهم فيه، وأمرهم استحباباً أن يتركوه حتى يُحمل عليه في سبيل الله.
ثم نقل الحافظ عن النووي قوله: نص الشافعي على أن الفرع العتيرة مستحبان، ويؤيده ما أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وصححه الحاكم وابن المنذر عن نُبيشة، قال: نادى رجل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنا كنا نعتر عتيرةً في الجاهلية في رجب، فما تأمرنا؟ قال: "اذبحوا لله في أي شهر كان"، قال: إنا كنا نُفرع في الجاهلية؟ قال: "في كل سائمة فرع تغذوه ماشيتك حتى إذا استحمل ذبحْته فتصدقْت بلحمه، فإن ذلك خير" ... ففي هذا الحديث أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يبطل الفرع
والعتيرة من أصلهما، وإنما أبطل صفة من كل منهما، فمن الفرع كونه يُذبح أول ما يولد، ومن العتيرة خصوص الذبح في شهر رجب.
قوله: "شُغْزُباً"، قال السندي: قيل: هكذا الرواية، والصواب: زُخْرُباً، بزاي معجمة مضمومة، وخاء معجمة ساكنة، ثم راء مهملة، ثم باء مشددة، بمعنى الغليظ. قال الخطابي: يحتمل أن الزاي أبدلت شيئاً، والخاء غيناً، أي: لقرب المخرج، فصحف، وهذا من غريب الإبدال. وقد رد هذا القول الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" وذكر أن مادة الشغزبة ترجع في أصلها إلى القوة والجلد وما إليهما.
قوله: "أو شغزوباً": هو شك من الرواة.
وابن المخاض: ما أتى عليه عام ودخل في السنة الثانية من عمره.
وابن اللبون: ما أتى عليه سنتان، ودخل في الثالثة.
قال السندي: "وتكفأ" كتمنع، آخره همزة، أي: تقلبه وتكبُه، يريد أنك إذا ذبحته حين يُولد يذهب اللبن، فصار كأنك كفأت إناءك، أي: المحلب.=(11/323)
6714 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكَ رَجُلَيْنِ وَهُمَا مُقْتَرِنَانِ، يَمْشِيَانِ إِلَى الْبَيْتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بَالُ الْقِرَانِ؟ " قَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَذَرْنَا أَنْ نَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ مُقْتَرِنَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ هَذَا نَذْرًا " فَقَطَعَ قِرَانَهُمَا، قَالَ سُرَيْجٌ فِي حَدِيثِهِ: " إِنَّمَا النَّذْرُ مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
= وقوله: "وتوله ناقتك" بتشديد اللام، أي: تفجعها بولدها.
(1) حديث حسن. ابن أبي الزناد -وهو عبد الرحمن- رواية البغداديين عنه مضطربة. قال يعقوب بن شيبة: سمعت علي ابن المديني يضعف ما حدث به ابن أبي الزناد بالعراق، ويصحح ما حدث به بالمدينة، وهذا من رواية البغداديين عنه، لكنه توبع. الحسين بن محمد: هو المروذي، وشريح: هو ابن النعمان البغدادي. وعبد الرحمن بن الحارث: هو ابن عبد الله بن عياش، مختلف فيه، وثقه
ابن سعد والعجلي، وقال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان من أهل العلم، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال النسائي: ليس بالقوي، وضعفه ابن المديني، وقال ابن حجر: صدوق، له أوهام.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 6/48 من طريق آدم بن أبي إياس، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2192) من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم، و (3273) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، كلاهما عن عبد الرحمن بن الحارث، به. (وقع في مطبوع أبي داود في الحديث (3273) : حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، حدثني أبو عبد الرحمن) ، وهو خطأ، صوابه: حدثني أبي عبد الرحمن، يعني ابن الحارث،=(11/324)
6715 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُرَاءٍ "، فَقُلْتُ لَهُ (2) : إِنَّمَا كَانَ يَبْلُغُنَا (3) " أَوْ مُتَكَلِّفٌ "؟
__________
= وهو والد المغيرة، انظر: "تحفة الأشراف" 6/322.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/186، وقال: روى أبو داود طرفاً من آخره، رواه أحمد، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وقد وثقه جماعة، وضعفه آخرون.
وسيأتي برقم (6732) مع زيادة، وبرقم (6975) ، وفيه ذكر سبب آخر، وبرقم (6932) بمعناه.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع الزوائد" 4/186، وابن عدي في "الكامل" 6/2255 من طريق يوسف بن عدي، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن كريب، عن كريب، عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ومحمد بن كريب ضعيف.
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (1643) ، وسيرد (8859) .
وعن عقبة بن عامر عند مسلم (1644) ، وسيرد 4/152.
وعن عمران بن حصين عند مسلم (1641) ، وسيرد 4/430 و432 و433 و434.
وعن عائشة، وسيرد 6/247.
قوله: "مقترنان"، قال ابنُ الأثير: أي: مشدودان أحدهما إلى الأخر بحبل، والقرن، بالتحريك: الحبل الذي يشدان به. والجمع نفسه: قرن أيضاً. والقران: المصدر والحبل.
(1) في (ق) : الفرج بن فضالة. وكذا في هامش (س) و (ص) .
(2) في (ظ) وهامش (س) و (ص) و (ق) : فقيل له.
(3) في (س) وهامش (ص) : بلغنا.(11/325)
قَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (1)
6716 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنَّ عَقْلَ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ نِصْفُ عَقْلِ الْمُسْلِمِينَ، وَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى " (2)
6717 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (3) ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَتَلَ مُتَعَمِّدًا دُفِعَ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْقَتِيلِ، فَإِنْ شَاءُوا قَتَلُوهُ، وَإِنْ شَاءُوا أَخَذُوا الدِّيَةَ، وَهِيَ ثَلَاثُونَ حِقَّةً وَثَلَاثُونَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعُونَ خَلِفَةً، وَذَلِكَ عَقْلُ الْعَمْدِ، وَمَا
__________
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف الفرج وهو ابن فضالة، وعبد الله بن عامر وهو الأسلمي. لكنهما متابعان بمن تقدم في الرواية (6661) وتخريجها، وذكرنا هناك شواهده. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
(2) إسناده حسن، أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، ومحمد بن راشد: هو الخزاعي المكحولي، وسليمان: هو ابن موسى الأشدق. وقد سقط الحديث من (ق) .
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/101 من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2268) ، والنسائي في "المجتبى" 8/45، والدارقطني 3/171 من طريق محمد بن راشد، به.
وسلف مطولاً برقم (6692)
(3) في (ق) وهامش (س) و (ص) : يعني ابن راشد.(11/326)
صَالَحُوا عَلَيْهِ، فَهُوَ لَهُمْ، وَذَلِكَ تَشْدِيدُ الْعَقْلِ " (1)
6718 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (2) ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَقْلُ شِبْهِ الْعَمْدِ مُغَلَّظٌ مِثْلُ عَقْلِ الْعَمْدِ، وَلَا يُقْتَلُ صَاحِبُهُ وَذَلِكَ أَنْ يَنْزُوَ الشَّيْطَانُ بَيْنَ النَّاسِ " قَالَ أَبُو النَّضْرِ: " فَيَكُونُ رِمِّيًّا فِي عِمِّيًّا فِي غَيْرِ فِتْنَةٍ وَلَا
__________
(1) إسناده حسن. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، ومحمد: هو ابن راشد المكحولي الخزاعي، وسليمان بن موسى: هو الأشدق.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/53 و70 من طريق أبي النضر، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1387) ، وابن ماجه (2626) ، والدارقطني 3/177 من طرق، عن محمد بن راشد، بهذا الإسناد، قال الترمذي: حديث حسن غريب.
وأخرجه عبد الرزاق (17218) عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا معضل. وسيرد ضمن الحديث (7033) .
وتخييرُ أولياء القتيل يشهد له حديثُ أبي هريرة عند البخاري (112) و (2434) و (6880) ، ومسلم (1355) بلفظ: "من قُتل له قتيل فهو بخير النظرين، إما أن يُودي، وإما أن يُقاد له".
وحديث عمرو بن حزم عند ابن حبان (6559) ، وفيه تخريجه.
والحقة: هي من الإبل ما دخل في السنة الرابعة إلى آخرها.
والجذعة: هي من الإبل ما دخل في السنة الخامسة.
والخلفة: بفتح الخاء وكسر اللام: الحامل من النوق.
(2) "حدثنا محمد" ساقطة من (ق) .(11/327)
حَمْلِ سِلَاحٍ " (1)
6719 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ (2) سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى مَنْ قُتِلَ خَطَأً فَدِيَتُهُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ " (3)
6720 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
__________
(1) إسناده حسن. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، ومحمد: هو ابن راشد، وسليمان: هو ابن موسى الأشدق.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/70 من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4565) ، والدارقطني 3/95 من طريقين، عن محمد بن راشد، به.
وسيرد برقم (6742) ، ومطولاً برقم (7033) .
قوله: "ينزو"، أي: ينزغ، وهو لفظ الرواية (7033) .
وقو: "رميا"، قال ابنُ الأثير: بوزن الهجيرا والخصيصا، من الرمي، وهو مصدر يُراد به المبالغة. والعميا مثله وزناً من العمى، والمعنى أن يوجد بينهم قتيل يعمى أمره ولا يتبين قاتلُه، فحكمه حكمُ قتيل الخطأ تجب فيه الديةُ. وهذه العبارة: رميا في عميا، تحرفت في "نهاية" ابن الأثير 3/305 (عمى) ، إلى: دماً في عمياء، و3/91 (ضغن) : دماء في عمياء. وكلمة "عميا" وقعت في (م) : عمياء.
(2) في (ص) و (ق) و (م) : بن. وهو خطأ.
(3) إسناده حسن. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، ومحمد: هو ابن راشد الخزاعي المكحولي، وسليمان: هو ابن موسى الأشدق.
وسلف برقم (6663) ، وذكرنا هناك شواهده.(11/328)
شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ نَائِمًا، فَوَجَدَ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِهِ، فَأَخَذَهَا، فَأَكَلَهَا، ثُمَّ جَعَلَ يَتَضَوَّرُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، وَفَزِعَ لِذَلِكَ (1) بَعْضُ أَزْوَاجِهِ، فَقَالَ: " إِنِّي وَجَدْتُ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِي فَأَكَلْتُهَا، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ " (2)
6721 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) في (ص) : كذلك.
(2) إسناده حسن. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/88، وقال: رواه أحمد، ورجاله موثقون.
وحسن إسناده الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" 2/99، وأورده الحافظ في "الفتح" 4/294 عن أحمد، وسكت عليه، وجمع بينه وبين حديث أنس عند البخاري: "مر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتمرة مسقوطة، فقال: لولا أن تكون صدقة لأكلتها"، فقال: وهو محمول على التعدد وأنه لما اتفق له أكل التمرة كما في هذا الحديث (يعني حديث عمرو بن شعيب ... ) ، وأقلقه ذلك صار بعد ذلك إذا وجد مثلها مما يدخل في التردد تركه احتياطا، ويحتمل أن يكون في حالة أكله إياها كان في مقام التشريع، وفي حال تركه كان في خاصة نفسه، وقال المهلب: إنما تركها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تورعاً وليس بواجب، لأن الأصل أن كل شيء في بيت الإنسان على الإباحة حتى يقم دليل التحريم.
وسيأتي بنحوه برقم (6820) ، وسلف مختصرا برقم (6691) .
قوله: "يتضور"، أي: يتلوى ويتقلبُ ظهراً لبطن. وفي رواية: فلم ينم تلك الليلة. قاله السندي.(11/329)
عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبَائِعُ وَالْمُبْتَاعُ بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ (1) سَفْقَةَ خِيَارٍ، وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُفَارِقَهُ خَشْيَةَ أَنْ يَسْتَقِيلَهُ " (2)
__________
(1) في (ظ) : تكون.
(2) صحيح لغيره دون قوله: "ولا يحل له أن يفارقه خشية أن يستقيله"، وهذا إسناد حسن. ابن عجلان: هو محمد.
وأخرجه أبو داود (3456) ، والترمذي (1247) ، والنسائي 7/251، 252 عن قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، عن ابن عجلان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن، ومعنى هذا أن يفارقه بعد البيع خشية أن يستقيله. ولو كانت الفرقة بالكلام، ولم يكن له خيار بعد البيع، لم يكن لهذا الحديث معنى، حيث قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولا يحل له أن يفارقه خشية أن يستقيله".
وأخرجه الدارقطني 3/50، ومن طريقه البيهقي 5/271 من طريق مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن عمرو بن شعيب، به.
وفي الباب في خيار المجلس عن ابن عمر عند البخاري (2111) ، ومسلم (1531) ، وسلف برقم (4484) .
وعن أبي هريرة، سيرد (8099) .
وعن حكيم بن حزام، سيرد 3/402 و403 و424.
وعن أبي برزة الأسلمي، سيرد 4/425.
وعن سمرة بن جندب، سيرد 5/12 و17 و21 و22 و23.
وعن ابن عباس عند ابن حبان (4914) .
وزيادة: "ولا يحل له أن يفارقه خشية أن يستقيله": معارضة بما أخرجه البخاري (2107) ، ومسلم (1531) (45) من حديث ابن عمر، وفيه: قال نافع: وكان ابن عمر إذا اشترى شيئاً يعجبه فارق صاحبه. هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم: قال نافع: فكان [ابن عمر] إذا بايع رجلاً فأراد أن لا يقيله، قام، فمشى هنية، ثم رجع=(11/330)
6722 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو كَتَبَ إِلَى عَامِلٍ لَهُ عَلَى أَرْضٍ لَهُ: أَنْ لَا تَمْنَعْ فَضْلَ مَائِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَنَعَ فَضْلَ الْمَاءِ لِيَمْنَعَ بِهِ فَضْلَ الْكَلَأِ مَنَعَهُ اللهُ فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1) " (2)
__________
= إليه. انظر تأويل الزيادة، والجمع بينها وبين المعارض فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 4/331، 332.
قوله: "حتى يتفرقا"، أي: بالأبدان كما هو الظاهر، وهو قول الزهري والأوزاعي وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد وأبي ثور.
وقال النخعي: لا يثبت خيار المكان، ويلزم البيع بنفس التواجب، وهو قول مالك والثوري وأصحاب الرأي، وحملوا التفرق المذكور في الحديث على التفرق في الرأي والكلام. انظر "شرح السنة" 8/39-40 بتحقيقنا.
وقوله: "إلا أن يكون سفقة خيار"، أي: بيعاً جرى فيه التخاير، بأن قال أحدهما لصاحبه: اختر، فإنه يسقط خيار المجلس.
وقوله: "يستقيله"، أي: يفسخ البيع بحق الخيار الذي له.
(1) كذا في جميع النسخ الخطية، ووقع في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: "منعه الله يوم القيامة فضله".
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سليمان بن موسى -وهو الأشدق- لم يُدرك عبد الله بن عمرو، وروايته عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي، ومحمد بن راشد: هو المكحولي الخزاعي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/124، وقال: وفيه محمد بن راشد الخزاعي، وهو ثقة، وقد ضعفه بعضهم. قلنا: وفاته إعلاله بالانقطاع في سنده.(11/331)
6723 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْعُرْبَانِ " (1)
__________
= وقد سلف المرفوع منه برقم (6673) من طريق ليث بن أبي سُليم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وسلف تخريجه وذكر طرقه وشواهده هناك.
وأصلُ القصة في كتابة عبد الله بن عمرو لعامله، أخرجه يحيى بن آدم في كتاب "الخراج" (340) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 6/16 عن أبي بكر بن عياش، عن شعيب بن شعيب أخي عمرو بن شعيب، عن سالم مولى عبد الله بن عمرو، قال: أعطوْني بفضل الماء من أرضه بالوهط ثلاثين ألفاً، قال: فكتبتُ إلى عبد الله بن عمرو، فكتب إلي: لا تبعْه، ولكن أقم قلْدك، ثم اسق الأدنى فالأدنى، فإني
سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهي عن بيع فضل الماء، وشعيب بن شعيب وسالم مولى عبد الله لم يوثقهما غير ابن حبان.
وقوله: "أقم قلْدك": القلْد: هو السقي يوم النوبة، أي: إذا سقيت أرضك يوم نوبتها، فأعط من يليك. قاله ابن الأثير.
وأخرج أبو يوسف القاضي في كتابه "الخراج" ص 96 نحو هذه القصة عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.
ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى سيىءُ الحفظ.
وجاء أصل القصة أيضاً مختصراً بإسناد صحيح على شرط الشيخين، أخرجه النسائي 7/307 عن قتيبة بن سعيد، عن داود بن عبد الرحمن العطار، عن عمرو بن دينار، عن أبي المنهال عبد الرحمن بن مطعم، عن إياس بن عبْد المزني، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن بيع فضل الماء، وباع قيم الوهْط فضل ماء الوهط، فكرهه عبد الله بن عمرو. وانظر (6673) .
(1) إسناده ضعيف لإبهام الثقة الذي رواه عنه مالك. إسحاق بن عيسى: هو=(11/332)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن الطباع البغدادي.
وهو في "الموطأ" 2/609.
وأخرجه أبو داود (3502) من طريق عبد الله بن مسلمة، وابنُ ماجه (2192) من طريق هشام بن عمار، وابنُ عدي في "الكامل" 4/1471، والبغوي (2106) من طريق أبي مصعب الزهري، والبيهقي في "السنن" 5/342 من طريق ابن وهب، أربعتهم عن مالك أنه بلغه عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد.
قال ابنُ عدي: ويقال: إن مالكاً سمع هذا الحديث من ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب، ولم يسمه لضعفه. والحديث عن ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب مشهور.
ثم أخرجه ابنُ عدي، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/343 من طريق قتيبة، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، به. وذكر البيهقي أن ابن لهيعة لا يحتج به.
وأخرجه ابنُ ماجه (2193) ، والبيهقي في "السنن" 5/342 من طريق حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك بن أنس، عن مالك، عن عبد الله بن عامر الأسلمي، عن عمرو بن شعيب، به. قال البيهقي: وحبيب بن أبي حبيب ضعيف، وعبد الله بن عامر لا يحتج به. (وقد سقط من الإسناد في مطبوع "سنن" ابن ماجه لفظ: عن مالك) .
وأخرجه البيهقي أيضاً في "السنن" 5/343 من طريق عاصم بن عبد العزيز، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عمرو بن شعيب، به. قال البيهقي: وعاصم بن عبد العزيز الأشجعي فيه نظر ... والأصل في هذا الحديث مرسل مالك.
وذكر الحافظ ابنُ حجر في "لسان الميزان" 6/212 أن الدارقطني رواه في "غرائب مالك" من طريق الهيثم بن اليمان، حدثنا مالك، عن عمرو بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، به، وقال الدارقطني: تفرد به الهيثم بن يمان.
قلنا: والهيثم بن اليمان ضعفه أبو الفتح الأزدي كما ذكر الذهبي في "الميزان" 4/326.
وبيع العُربان (بضم العين، وسكون الراء) قال ابن الأثير: هو أن يشتري=(11/333)
6724 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ (1) قَالَ: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا، وَلَا رَصَدَ بِطَرِيقٍ " (2)
__________
= السلعة، ويدفع إلى صاحبها شيئا على أنه إن أمضى البيع حُسب من الثمن، وإن لم يمض البيع كان لصاحب السلعة، ولم يرتجعه المشتري ... ثم قال ابن الأثير: وهو بيع باطل عند الفقهاء لما فيه من الشرط والغرر، وأجازه أحمد، وروي عن ابن عمر إجازته، وحديث النهي منقطع.
قلنا: لفظ: "العُربان" تحرف في (م) إلى: العريات.
(1) لفظ أنه لم يرد في (ق) .
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، ومحمد: هو ابن راشد المكحولي، وسليمان بن موسى: هو الأشدق.
وسيكرر برقم (6742) و (7033) و (7088) .
وقوله: "من حمل علينا السلاح فليس منا": له شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (7070) ، ومسلم (98) (161) ، سلف بأرقام كثيرة منها (4467) و (4649) و (5149) .
وآخر من حديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (7071) ، ومسلم (100) (163) .
وثالث من حديث سلمة بن الأكوع عند مسلم (99) (162) .
ورابع من حديث أبي هريرة، سيرد (8359) .
وخامس من حديث أبي بكرة عند البزار (3338) أورده الهيثمي في "المجمع" 7/291، وقال: وفيه سويد بن إبراهيم ضعفه النسائي، ووثقه أبو زرعة، وهو لين.
وسادس من حديث عمرو بن عوف عند البزار (3339) . قال الهيثمي في "المجمع" 7/291: وفيه كثير بن عبد الله، وهو ضعيف عند الجمهور، وحسن=(11/334)
6725 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي كِلَابًا مُكَلَّبَةً، فَأَفْتِنِي فِي صَيْدِهَا؟ فَقَالَ: " إِنْ كَانَتْ لَكَ كِلَابٌ مُكَلَّبَةٌ فَكُلْ مِمَّا أَمْسَكَتْ عَلَيْكَ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَكِيٌّ (1) وَغَيْرُ ذَكِيٍّ؟ قَالَ: " ذَكِيٌّ وَغَيْرُ ذَكِيٍّ "، قَالَ: وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ؟ قَالَ: " وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ،
__________
= الترمذي حديثه.
وسابع من حديث سمرة عند البزار (3340) ، والطبراني (7042) ، قال الهيثمي في "المجمع" 7/291: وفي إسناد الطبراني من لم أعرفه، وفي إسناد البزار يوسف بن خالد السمتي، وهو متروك.
وقد أشار الحافظ في "الفتح" 13/24 إلى حديث هؤلاء الثلاثة، وقال: وفي سند كل منها لين، لكن يعضد بعضها بعضاً.
وثامن من حديث ابن الزبير عند الطبراني فيما نقله الهيثمي في "المجمع" 7/291، وقال: وفيه مسلم بن خالد الزنجي، وقد وثق على ضعفه.
وتاسع من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الأوسط" فيما نقله الهيثمي في "المجمع" 7/291، وقال: وفيه أيوب بن عتبة، وهو ضعيف، ووثقه ابن معين في روايته.
وقوله: "ولا رصد بطريق" لم نجده في غير "المسند"، ولا ذكره الهيثمي في "المجمع"، وهو على شرطه، أي: ولا من رصد وترقب بالسلاح بطريق، يريد قاطع الطريق، وهذا عطف على ما يفهم من الكلام المتقدم، كأنه قال: ليس منا من حمل ولا من رصد. قاله السندي.
(1) في هامش (س) و (ص) : ذكياً. خ.(11/335)
أَفْتِنِي فِي قَوْسِي؟ قَالَ: " كُلْ مَا أَمْسَكَتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ "، قَالَ: ذَكِيٌّ وَغَيْرُ ذَكِيٍّ؟ قَالَ: " ذَكِيٌّ وَغَيْرُ ذَكِيٍّ "، قَالَ: وَإِنْ تَغَيَّبَ عَنِّي؟ قَالَ: " وَإِنْ تَغَيَّبَ عَنْكَ، مَا لَمْ يَصِلَّ " - يَعْنِي يَتَغَيَّرْ - " أَوْ تَجِدْ فِيهِ أَثَرَ (1) غَيْرِ سَهْمِكَ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفْتِنَا فِي آنِيَةِ الْمَجُوسِ إِذَا اضْطُرِرْنَا إِلَيْهَا؟ قَالَ: " إِذَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهَا فَاغْسِلُوهَا بِالْمَاءِ، وَاطْبُخُوا فِيهَا " (2)
__________
(1) في (ظ) : أثراً.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وصحح إسناده الحافظ ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق". عبد الوارث -والد عبد الصمد-: هو ابن سعيد بن ذكوان.
وحبيب: هو المعلم، وعمرو: هو ابن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو.
وأخرجه أبو داود (2857) من طريق يزيد بن زريع، عن حبيب المعلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 7/191 من طريق عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو، به. وليس فيه ذكر آنية المجوس.
وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني نفسه عند البخاري (5488) ، ومسلم (1930) ، سيرد 4/194.
وآخر مختصر من حديث عدي بن حاتم عند البخاري (5487) ، سيرد 4/256، 257، 379، 380.
قوله: "مُكلبة"، بفتح اللام المشددة، أي: مُعلمة.
قوله: "ذكي وغير ذكي": قال السندي: يحتمل الجر، أي: آكل من ذكي وغير ذكي؟ والرفع، أي: ذكي وغيره سواء في جز الأكل منه؟ والنصب -وترك الألف خطاً في المنصوب كثير في كتب الحديث- ويؤيده ما في بعض النسخ: ذكياً وغير ذكي. ثم إنه يحتمل أن يراد بالذكي ما أدركه حيا فذكاه، وبغيره: ما مات قبل أن=(11/336)
6726 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الْجَزَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا عَبْدٍ كَاتَبَ عَلَى مِائَةِ أُوقِيَّةٍ فَأَدَّاهَا إِلَّا عَشْرَةَ أَوَاقٍ (1) ، فَهُوَ عَبْدٌ، وَأَيُّمَا عَبْدٍ كَاتَبَ عَلَى مِائَةِ دِينَارٍ فَأَدَّاهَا إِلَّا عَشَرَةَ دَنَانِيرَ، فَهُوَ عَبْدٌ " (2)
__________
= يدركه. ويحتمل أن المراد ما جرحه الكلب بسنه مثلا وما لم يجرحه.
قوله عليه الصلاة والسلام: "وإن أكل منه" أخذ به جماعة، وأجاب الجمهور بأن حديث الحرمة أصح، وهو حديث عدي بن حاتم في "الصحيح"، وفيه: "وإن أكل منه فلا تأكل"، وأن العمل بالحرمة عند التعارض أرجح، وقال ابن كثير في "تفسيره" 3/33، طبعة الشعب: وقد توسط تخرون فقالوا: إن أكل عقب ما أمسكه، فإنه يحرم لحديث عدي بن حاتم، وللعلة التي أشار إليها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فإن أكل فلا تأكل، فإني أخاف أن يكون أمسك على نفسه"، وأما إن أمسكه، ثم انتظر صاحبه،
فطال عليه وجاع، فأكل منه لجوعه، فإنه لا يؤثر في التحريم، وحملوا على ذلك حديث أبي ثعلبة الخشني، وهذا تفريق حسن، وجمع بين الحديثين صحيح.
قوله: "ما لم يصل"، بتشديد اللام، أي: ما لم ينتن ويتغير ريحه، يقال: صل اللحم وأصل، لغتان، ولهذا على سبيل الاستحباب، وإلا فالنتن لا يحرم، وقد جاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكل ما تغير ريحه، ولعله أكل تعليماً للجواز. قاله السندي.
(1) في (ظ) : أواقي.
(2) إسناده حسن. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيى بن دينار العوْذي، وعباس الجزري: صوابه الجُريري، كما هو في جميع المصادر التي أخرجت هذا الحديث، وهو عباس بن فروخ الجُريْري البصري، أبو محمد، ثقة، روى له الجماعة.
وأخرجه أبو داود (3927) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/324 من=(11/337)
[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : " كَذَا، قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: عَبَّاسٌ الْجَزَرِيُّ (1) ، كَانَ فِي النُّسْخَةِ: عَبَّاسٌ الْجُريْرِيُّ، فَأَصْلَحَهُ أَبِي، كَمَا قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: الْجَزَرِيُّ " (1)
6727 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: " لَا يَجُوزُ (2) لِامْرَأَةٍ (3)
__________
= طريق محمد بن المثنى، والدارقطني 4/121 من طريق أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، كلاهما عن عبد الصمد، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/218، والبيهقي في "السنن" 10/323 من طريق عمرو بن عاصم الكلابي، عن همام، به، وقالوا في رواياتهم جميعاً: عباس الجريري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5026) ، والبيهقي في "السنن" 10/323 من طريقين عن أبي الوليد الطيالسي، عن همام، عن العلاء الجريري (عند البيهقي: الجزري) ، عن عمرو بن شعيب، به. قال النسائي: العلاء الجريري كذا قال. قلنا: يعني أن الصواب: عباس الجريري. وتصحف عند البيهقي اسمه ونسبته معاً.
وسلف برقم (6666) ، وسيأتي (6923) و (6949) .
(1) إنما قال عبد الصمد: الجُريري، كما ورد في التخريج من طريقي محمد بن المثنى وأحمد بن سعيد الدارمي، عنه، ولكن هكذا جاء في الأصول التي بين أيدينا، ويغلب على الظن أن صواب العبارة التي قالها عبد الله بن أحمد: كذا قال عبد الصمد: عباس الجُريري، كان في النسخة: عباس الجزري، فأصلحه أبي كما قال عبد الصمد: الجريري.
(2) في (ظ) : لاتجوز.
(3) في (م) : لمرأة.(11/338)
عَطِيَّةٌ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا " (1)
6728 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مِثْلَهُ (2)
6729 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَجَاءَتْهُ وُفُودُ هَوَازِنَ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ إِنَّا أَصْلٌ وَعَشِيرَةٌ، فَمُنَّ عَلَيْنَا، مَنَّ اللهُ عَلَيْكَ، فَإِنَّهُ قَدْ نَزَلَ بِنَا مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا يَخْفَى عَلَيْكَ، فَقَالَ: " اخْتَارُوا بَيْنَ نِسَائِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَأَبْنَائِكُمْ "، قَالُوا: خَيَّرْتَنَا بَيْنَ أَحْسَابِنَا وَأَمْوَالِنَا، نَخْتَارُ أَبْنَاءَنَا، فَقَالَ: " أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ،
__________
(1) إسناده حسن، يحيى بن حماد: هو ابن أبي زياد الشيباني مولاهم البصري، ختن أبي عوانة، وأبو عوانة: هو وضحاح اليشكري.
وأخرجه أبو داود (3546) ، والنسائي 6/278، والبيهقي فى "السنن" 6/60 من طريق حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، وحبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، به.
وهو قطعة من حديث خطبة الفتح، ورد مطولاً برقم (6681) ، وسلف تخريجه هناك، وانظر (7058) .
(2) إسناده حسن، عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وداود: هو ابن أبي هند. وهو مكرر سابقه.(11/339)
فَهُوَ لَكُمْ، فَإِذَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ، فَقُولُوا: إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَبِالْمُؤْمِنِينَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) فِي نِسَائِنَا وَأَبْنَائِنَا " قَالَ: فَفَعَلُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَهُوَ لَكُمْ "، وَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: وَمَا كَانَ لَنَا، فَهُوَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ: أَمَّا مَا كَانَ لِي ولِبَنِي فَزَارَةَ، فَلَا، وَقَالَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو تَمِيمٍ، فَلَا، وَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو سُلَيْمٍ، فَلَا، فَقَالَتِ الْحَيَّانِ: كَذَبْتَ، بَلْ هُوَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، رُدُّوا عَلَيْهِمْ نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ (3) ، فَمَنْ تَمَسَّكَ بِشَيْءٍ مِنَ الْفَيْءِ، فَلَهُ عَلَيْنَا سِتَّةُ فَرَائِضَ مِنْ أَوَّلِ شَيْءٍ يُفِيئُهُ اللهُ عَلَيْنَا " ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ، وَتَعَلَّقَ بِهِ النَّاسُ، يَقُولُونَ: اقْسِمْ عَلَيْنَا فَيْئَنَا بَيْنَنَا، حَتَّى أَلْجَئُوهُ إِلَى سَمُرَةٍ فَخَطَفَتْ رِدَاءَهُ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي، فَوَاللهِ لَوْ كَانَ لَكُمْ بِعَدَدِ شَجَرِ تِهَامَةَ نَعَمٌ لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تُلْفُونِي (4) بَخِيلًا وَلَا جَبَانًا وَلَا كَذُوبًا " ثُمَّ دَنَا مِنْ بَعِيرِهِ فَأَخَذَ وَبَرَةً مِنْ سَنَامِهِ فَجَعَلَهَا (5) بَيْنَ أَصَابِعِهِ
__________
(1) جملة: "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لم ترد في (ظ) ، وعلى هامشها: صح.
(2) جملة: "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لم ترد في (ظ) .
(3) في (س) : وأولادهم. وفي الهامش: وأبناءهم.
(4) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : تلقوني. والمثبت من (ظ) .
(5) في (ظ) : فجعله.(11/340)
السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، ثُمَّ رَفَعَهَا، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَيْسَ لِي مِنْ هَذَا الْفَيْءِ هؤلاء هَذِهِ (1) ، إِلَّا الْخُمُسُ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ، فَرُدُّوا الْخِيَاطَ وَالْمَخِيطَ، فَإِنَّ الْغُلُولَ يَكُونُ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَارًا وَنَارًا وَشَنَارًا " فَقَامَ رَجُلٌ مَعَهُ كُبَّةٌ مِنْ شَعَرٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَذْتُ هَذِهِ أُصْلِحُ بِهَا بَرْدَعَةَ (2) بَعِيرٍ لِي (3) دَبِرَ، قَالَ: " أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَهُوَ لَكَ " فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَّا إِذْ (4) بَلَغَتْ مَا أَرَى فَلَا أَرَبَ لِي بِهَا (5) ، وَنَبَذَهَا (6)
__________
(1) كذا في (س) و (ص) و (ق) و (م) ، قال السندي، أي: يا هؤلاء تأكيداً للنداء، ووقع في (ظ) : "ها ولا هذه"، ولعل "ها" مختصرة من هؤلاء، وجاء عند الطبري والبيهقي وابن كثير والهيثمي: ليس لي من هذا الفيء (فيئكم) ولا هذه.
وهو ما أثبته الشيخ أحمد شاكر في طبعته، وجاء عند أبي داود والنسائي: "ليس لي من هذا الفيء شيء ولا هذه". (عند أبي داود: هذا) .
(2) في (ظ) و (ق) : برذعة، وكلاهما بمعنى.
(3) في (ظ) : بعيري.
(4) في هامش (س) : إذا. خ.
(5) كتب فوقها في (ظ) : فيها.
(6) حديث حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث في الرواية (7037) ، وفي مصادر التخريج، فانتفت شبهة تدليسه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
وأخرجه بتمامه النسائي في "المجتبى" 6/262-264، والطبري في "التاريخ" 3/86، 87 و89، 90 من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي في "السنن" 6/336، 337 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني عمرو ... بهذا الإسناد. وبرواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به، أورده ابن كثير في "البداية والنهاية" 4/352-354.=(11/341)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مختصراً أبو داود (2694) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/187، 188، وقال: رواه أبو داود مختصراً، ورواه أحمد، ورجال أحد إسناديه ثقات، قد صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث.
(قلنا: يعني في الرواية الآتية برقم (7037)) .
وللحديث أصل في "صحيح البخاري" (4318) و (4319) من حديث المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، سيرد 4/326.
وآخر مختصر من حديث جبير بن مطعم عند البخاري أيضاً (2821) و (3148) ، سيرد 4/82 و84.
قوله: "وفود هوازن": قال السندي: هم الذين حاربوا يوم حنين، ثم هزمهم الله، فصارت أموالهم وأولادهم غنيمة للمسلمين، فجاؤوا مسلمين، وطلبوا ذلك.
وقولهم: "إنا أصل"، أي: قبيلة عظيمة من قبائل العرب. وقال الشيخ أحمد شاكر: وذلك أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استُرضع في بني سعد بن بكر بن هوازن.
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اختاروا بين نسائكم وأموالكم وأبنائكم" قال السندي: هكذا في الأصول، والظاهر أن قوله: "وأبنائكم" عطف على "نسائكم"، أي: بين نسائكم وأبنائكم وبين أموالكم. قلنا: ما ذكره السندي يؤيده رواية البيهقي: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نساؤكم وأبناؤكم أحب إليكم أم أموالكم؟ ".
قولهم: "نختار أبناءنا"، أي: ونساءنا.
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أما ما كان لي"، أي: ما وقع في سهمي من نسائكم وأبنائكم.
قوله: "فقالت الحيان"، قال السندي: يحتمل أن المراد بالحيين بنو تميم وبنو سليم، أي: قال: كل حي منهما لرئيسهم: كذبت. قلنا: رواية النسائي: فقامت بنو سُليم، فقالوا: كذبت.
قوله: "فمن تمسك بشيء"، أي: أراد أن لا يعطيه بلا عوض، أي: فليعطه وعلينا في كل رقبة ست فرائض. والفريضة: الناقة.=(11/342)
6730 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُؤْخَذُ صَدَقَاتُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مِيَاهِهِمْ " (1)
6731 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (2) ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَعْطَيْتُ أُمِّي
__________
= قوله: "من أول ما يفيئه الله"، قال السندي: قيل: يريد الخُمس الذي جعله الله تعالى له من الفيء.
قوله: "ثم لا تُلفوني"، أي: لا تجدوني. وهو لفظ رواية البخاري من حديث جبير بن مطعم.
قوله: "وبرة"، أي: شعرة.
الخياط: قال ابنُ الأثير: الخيط. والمخْيط: الإبرة. والشنار: العيب.
البردعة: بدال مهملة أو معجمة وجهان: هو الحلْس، وهي بالكسر: كساء يلقى تحت الرحل على ظهر البعير. دبر: كفرح، من الدبر، بفتحتين: بمعنى القرحة.
فلا أرب: فلا حاجه.
(1) إسناده حسن، عبدُالصمد: هو ابن عبد الوارث، وأسامة بن زيد: هو الليثي.
وأخرجه الطيالسي (2264) ، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد، وزاد: "أو عند أفنيتهم" شك أبو داود.
وسلف مطولاً ضمن خطبة الفتح برقم (6692) .
(2) في (ظ) : عن جده عبد الله بن عمرو.(11/343)
حَدِيقَةً حَيَاتَهَا، وَإِنَّهَا مَاتَتْ فَلَمْ تَتْرُكْ وَارِثًا غَيْرِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (1) " وَجَبَتْ صَدَقَتُكَ، وَرَجَعَتْ إِلَيْكَ حَدِيقَتُكَ " (2)
6732 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا نَذْرَ إِلَّا فِيمَا ابْتُغِيَ
__________
(1) جملة: "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ": لم ترد في (ظ) .
(2) إسناده حسن. عبيد الله: هو ابن عمرو الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري.
وأخرجه البزار (1313) من طريق زكريا بن عدي، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2395) من طريق عبد الله بن جعفر الرقي، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/166 و232، وقال: رواه البزار، وإسناده حسن. ولم ينسبه لأحمد.
وفي الباب عن بُريدة الأسلمي عند ابن ماجه (2394) ، سيرد 5/349 و351 و359 و361.
وعن جابر، سيرد، 3/299.
وعن سنان بن سلمة عند الطبراني في "الكبير" (6493) و (6494) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 4/233، وقال: ورجاله ثقات.
قوله: "وجبت صدقتك"، قال السندي: أي: ثبتت ولزمت بلزوم جزائها، وهو الأجر والثواب، وقد سبق من فتوى ابن عمرو [برقم 6616] ما يُخالف هذا ظاهراً، لكن يحتمل أنه أفتى بذلك قبل أن يبلغه هذا الحديث ويكون بلوغه بواسطة صحابي آخر، أو حين أفتى نسي هذا الحديث. والله تعالى أعلم.(11/344)
بِهِ وَجْهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا يَمِينَ فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ " (1)
6733 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا " (2)
__________
(1) حديث حسن. ابنُ أبي الزناد: سلف الكلام فيه برقم (6714) ، وهو متابع. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع البغدادي، وعبد الرحمن بن الحارث: هو ابن عبد الله بن عياش المخزومي.
وأخرجه بتمامه أبو داود (3273) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن الحارث، بهذا الإسناد. (ووقع في المطبوع منه تحريف نبهنا عليه برقم: 6714) .
وقسمه الأول سلف تخريجه برقم (6714) .
والقسم الثاني منه، وهو: "لا يمين في قطيعة رحم"، أخرجه بنحوه أبو داود (2191) ، والدارقطني 4/15 من طريق الوليد بن كثير، عن عبد الرحمن بن الحارث، به.
وأخرجه أبو داود (3274) من طريق عبد الله بن بكر، والنسائي 7/12 من طريق يحيى القطان، كلاهما عن عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، به.
قوله: "ولا يمين في قطيعة رحم"، قال السندي: ظاهره أنه لا ينعقد من الأصل، ولعل من لا يقول به يقول: المراد أنه لا يمين ينبغي له المضي فيها، إذ اللازم في مثله الحنث.
(2) حديث صحيح. عبد الرحمن بن أبي الزناد -ولو أنه يضعف في رواية البغداديين عنه-، توبع من رواية المدنيين عنه، وهي صحيحة، فيما ذكر ابن المديني، كما في "شرح علل الترمذي" لابن رجب 2/605-606.=(11/345)
6734 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَالْمَغْرَمِ، وَالْمَأْثَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ
__________
= وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (363) عن عبد العزيز بن عبد الله -وهو ابن يحيى بن عمرو الأويسي المدني-، عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (6935) (7073) ، والثانية منهما إسنادها صحيح، فانظرها.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2329) .
وعن عبادة بن الصامت، سيرد 5/323.
وعن أنس عند الترمذي (1919) .
وعن أبي هريرة عند البخاري في "الأدب المفرد" (353) ، والحاكم 4/178، وصححه، ووافقه الذهبي، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10979) و (10980) .
وعن واثلة بن الأسقع عند الطبراني في "الكبير" 22/ (229) من طريق الزهري، عن واثلة، وفيه انقطاع. الزهري لم يسمع من واثلة.
وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 8/14، وقال: وفيه مبارك بن فضالة، وثقه العجلي وغيره، ولكنه مدلس، وفيه ضعف، وسهل بن تمام ثقة يخطىء.
وعن علي عند البيهقي في "الشعب" (10983) .
وعن أبي أمامة الباهلي عند البخاري في "الأدب المفرد" (356) ، وهو عند الطبراني في "الكبير" (7703) من طريق عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/14، 15، وقال: رواه الطبراني، وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف جداً.
قوله: "ليس منا"، أي: من أهل طريقتنا.(11/346)
الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ " (1)
6735 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ الْقَوْمُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " أَحْسَنُكُمْ خُلُقًا " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/269 من طريق شعيب بن الليث، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث عائشة عند البخاري (832) و (6368) ، ومسلم (589) ، وسيرد 6/57.
الكسل: التثاقل عن الطاعات مع الاستطاعة، وسببه غلبة دواعي الشر على دواعي الخير.
والهرم: كبر السن المؤدي إلى تساقط بعض القوى أو ضعفها جداً، وهو المراد بالرد إلى سوء العمر.
والمغرم: قيل: المراد: مغرم الذنوب والمعاصي، وقيل: المغرم كالغرم، وهو الدين.
والمأثم: الأمر الذي يأثم به الإنسان أو الإثم نفسه وضعاً للمصدر موضع الاسم.
(2) إسناده حسن. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبو سلمة الخزاعي: هو=(11/347)
6736 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا (1)
، فَتَرْكُهَا كَفَّارَتُهَا " (2)
_________
= منصور بن سلمة، وليث: هو ابن سعد، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (272) عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 5 من طريق يونس بن محمد المؤدب، شيخ أحمد، عن ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب (كذا وقع في المطبوع منه، والصواب: يزيد بن الهاد) ، عن عمرو بن شعيب، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/21، وقال: رواه أحمد، وإسناده جيد، ثم قال: له في الصحيح "إن من أحبكم إلي أحسنكم خلقاً".
قلنا: هو عند البخاري (6029) ، وسيرد برقم (6767م) .
وسياتي الحديث أيضاً برقم (7035) ، وانظر (6504) و (6818)
(1) لفظ: "منها" لم يرد في (ص) .
(2) إسناده حسن غير أن قوله: "فتركها كفّارتها" فيه كلام، كما سيرد. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وخليفة بن خياط: هو أبو هبيرة جد خليفة بن خياط المؤرخ الملقب بشباب.
وأخرجه الطيالسي (2259) عن خليفة بن خياط، بيذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3274) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/33 من طريق عبد الله بن بكر (يعني السهمي) ، عن عبيد الله بن الأخنس، وابن ماجه (2111) من طريق عبيد الله بن عمر العمري، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به.=(11/348)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقوله: "فتركها كفارتها" زيادة تخالف الروايات الصحيحة كما ذكر البيهقي في "السنن" 10/33.
وقال أبو داود بإثر الحديث: الأحاديث كلها عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وليكفر عن يمينه" إلا فيما لا يعبأ به.
ونقل قول أبي داود الحافظُ في "الفتح " 11/617، وقال: كأنه يشير إلى حديث يحيي بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة [عند البيهقي في "السنن" 10/34] رفعه: "من حلف فرأى غيرها خيراً منها فليأت الذي هو خير، فهو كفارته"، ويحيي ضعيف جداً. وقد وقع في حديث عدي بن حاتم عند مسلم [برقم (1651) (16) ] ما يوهم ذلك، وأنه أخرجه بلفظ: "من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها، فليأت الذي هو خير، وليترك يمينه"، هكذا أخرجه من وجهين، ولم يذكر الكفارة. ولكن أخرجه من وجه آخر [برقم (1651) (17) ] بلفظ: "فرأى خيراً منها، فليكفرها، وليأت الذي هو خير"، ومداره في الطرق كلها على عبد العزيز بن رفيع، عن تميم بن طرفة (تحرف فيه إلى طريفة) ، عن عدي، والذي زاد ذلك حافظ، فهو المعتمد.
قلنا: ورواية: "فليكفر عن يمينه" قد وردت من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عند النسائي في "المجتبى" 7/10، أخرجها عن عمرو بن علي الفلاس، عن يحيي بن سعيد القطان، عن عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، به.
وسترد أيضاً من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمرو، برقم (6907) ، ونذكر هناك أحاديث الباب.
زيادة: "فتركها كفارتُها" سترد من حديث أبي سعيد الخدري (11727) بإسناد ضعيف.
ووردت من حديث ابن عباس عند ابن حبان (4344) ، والبيهقي في "السنن"=(11/349)
6737 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنِي الْأَسْلَمِيُّ يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " عَقَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْغُلَامِ شَاتَيْنِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةً " (1)
__________
= 10/34 بلفظ: "من حلف على ملك يمينه أن يضربه فكفارته تركه، ومع الكفارة حسنة" وقد ذكر البيهقي أن ذلك يحتمل كان قبل نزول الكفارة وقال الخطابي في "معالم السنن" 4/49 في تفسير هذه الزيادة بعد أن ذكر أن الثابت عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن الكفارة لازمة لمن حنث في يمينه، قال: وقد رُوي عن بعضهم أنه رأى هذا من لغو اليمين، وقال: لا كفارة فيه إذا كان معصية، وحكي معنى ذلك عن مسروق بن الأجدع وسعيد بن جبير.
وقال السندي: ظاهر الحديث أنه لا كفارة عليه إذا ترك المحلوف عليه، لكن المشهور بين العلماء الموجود في غالب الأحاديث الكفارةُ، فيمكن أن يكون في الكلام طي، والتقدير: فليكفر، فإن تركها موجب كفارتها.
وقال المحدث الدهلوي: "فإن تركها كفارتها"، أي: كفارة ارتكاب يمين على الشر، يعني إثم ارتكابها يرتفع عن تركها، أما لزوم كفارة الحنث، فهو أمر آخر لازم عليه. انظر "عون المعبود" 9/165.
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عامر الأسلمي.
وأخرجه الحاكم 4/237 من طريق سوار أبي حمزة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عق عن الحسن والحسين، عن كل واحد منهما كبشين اثنين، مثلين متكافئين. قال الذهبي: سوار ضعيف.
وقد سلف مطولاً بنحوه برقم (6713) ، وإسناده حسن.
وله شاهد من حديث عائشة، سيرد 6/31 و158، وصححه ابن حبان (5310) .=(11/350)
6738 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (1)
6739 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ قَيْصَرَ التُّجِيبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ شَابٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُقَبِّلُ وَأَنَا صَائِمٌ؟ قَالَ: " لَا "، فَجَاءَ شَيْخٌ فَقَالَ: أُقَبِّلُ وَأَنَا صَائِمٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَنَظَرَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ عَلِمْتُ لِمَ نَظَرَ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ، إِنَّ الشَّيْخَ يَمْلِكُ نَفْسَهُ " (2)
__________
= وآخر عن أم كرز، سيرد 6/381 و422، وصححه ابن حبان (5312) .
وثالث عن أسماء بنت يزيد، سيرد 6/456.
ورابع عن ابن عباس عند النسائي 7/165-166 بسند قوي: عق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الحسن والحسين بكبشين كبشين. وانظر "شرح السنة" 11/264-268 للبغوي بتحقيقنا، و"فتح الباري" 9/592.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن عبد الله بن الزبير: هو أبو أحمد الزبيري، وأبان بن عبد الله: هو البجلي الأحمسي، وثقه ابن معين وابن خلفون والعجلي، وقال أحمد: صدوق صالح الحديث، وقال الذهبي في "الميزان" 1/9: صدوق له مناكير.
والحديث سلف مطولاً برقم (6478) -وذكرنا فيه شواهده-، و (6591) .
(2) إسناده ضعيف على خلاف في صحابيه، ابن لهيعة -وهو عبد الله-: سيىء=(11/351)
6740 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ (1) ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ،
__________
= الحفظ، وقيصر التجيبي: ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/204، 205، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/148، وابن حبان في "الثقات" 5/325، ولم ينسبوه، وذكروا كُلهم أنه يروي عن ابن عمر، وكذا ذكر الحسيني في "الإكمال"، وتابعه الحافظ ابن حجر في "التعجيل" ص 346، 347.
وأخرجه ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 265، عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، من حديث عبد الله بن عمر. قال ابنُ عبد الحكم عقب الحديث: وخالف أسدُ بن موسى في هذا الحديث، فقال: عبد الله بن عمرو، والله أعلم. ثم قال ابنُ عبد الحكم: وكأني رأيتُ المصريين يقولون: ابن عمر.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/166، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه ابنُ لهيعة، وحديثه حسن، وفيه كلام.
قلنا: وقع اسم الصحابي في "المجمع": عبد الله بن عمر، مع أنه منقول عن هذا الموضع من "المسند"، وهو حديث ابن عمرو كما ترى.
وللحديث أصل صحيح عن عمر بن الخطاب بإسناد صحيح سلف برقم (138) و (372) .
وعن ابن عباس سلف برقم (2241) و (3391) و (3392) .
وفي الباب أيضا عن أبي هريرة عند البيهقي في "السنن" 4/231، 232.
وعن عائشة عند البيهقي في "السنن" 4/232.
والتصريح بجواز القبلة لمن يملك إربه ورد من حديث عائشة عند البخاري (1928) ، ومسلم (1106) ، وسيرد 6/39 و192.
ومن حديث حفصة عند مسلم (1107) ، وسيرد 6/286.
ومن حديث عمر بن أبي سلمة عند مسلم (1108) .
(1) عبارة "حدثنا حسن" ساقطة من (ق) .(11/352)
وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مِائَتَيْ مَرَّةٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ، لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلَا يُدْرِكُهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ، إِلَّا بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ " (1)
6741 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن. حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (577) ، والطبراني في "الدعاء" (334) ، من طرق عن حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن ثابت (عند النسائي وليس عند الطبراني) ، وداود بن أبي هند، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/500 من طرق، عن حماد بن سلمة، عن ثابت وداود بن أبي هند، به، لكن قال فيه: "مئة مرة"، ويغلب على الظن أنه وهم من أحد رواته، أو أن فيه اختصاراً، فقد أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (575) ، وابن السني (75) ، والطبراني في "الدعاء" (333) من طريق شعبة، عن الحكم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، بلفظ: "مئة مرة إذا أصبح ومئة مرة إذا أمسى".
وأخرجه البزار (3070) عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وليس عنده داود بن أبي هند.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/86، ونسبه إلى أحمد والطبراني، وقال: ورجال أحمد ثقات، وفي رجال الطبراني من لم أعرفهم. ولم ينسبه إلى البزار.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/449، وقال: رواه أحمد بإسناد جيد، والطبراني. ولم ينسبه للبزار.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (3293) ، ومسلم (2691) ، وسيرد (8008) و (8873) .(11/353)
شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا يَتَدَارَءُونَ (1) ، فَقَالَ: " إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا، ضَرَبُوا كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، وَإِنَّمَا نَزَلَ كِتَابُ اللهِ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَلَا تُكَذِّبُوا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَمَا عَلِمْتُمْ مِنْهُ فَقُولُوا، وَمَا جَهِلْتُمْ، فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ " (2)
6742 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا، وَلَا رَصَدَ بِطَرِيقٍ، وَمَنْ قُتِلَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَهُوَ شِبْهُ الْعَمْدِ، وَعَقْلُهُ مُغَلَّظٌ، وَلَا يُقْتَلُ صَاحِبُهُ وَهُوَ كَالشَّهْرِ الْحَرَامِ لِلْحُرْمَةِ وَالْجِوَارِ " (3)
__________
(1) في (ق) : يتمارون.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن. معْمر: هو ابن راشد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20367) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص 43، والبغوي (121) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2258) .
وسلف برقم (6668) ، وذكرنا هناك شواهده.
وقوله: "يتدارؤون" يريد: يختلفون، ومنه قوله تعالى: (فادارأتم فيها) [البقرة: 72] ، أي: تدارأتم وتدافعتم واختلفتم. قاله البغوي. والمراد: يتدافعون في القرآن.
(3) إسناده حسن. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، ومحمد بن راشد: هو المكحولي، وسليمان: هو ابن موسى الأشدق.=(11/354)
6743 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، قَالَ حُسَيْنٌ: فِي حَدِيثِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ خَطَأً فَدِيَتُهُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، ثَلَاثُونَ بَنَاتُ مَخَاضٍ، وَثَلَاثُونَ بَنَاتُ لَبُونٍ، وَثَلَاثُونَ حِقَّةٌ، وَعَشْرٌ بَنُو لَبُونٍ ذُكُورٌ " (1)
6744 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوْدَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، حَدَّثَهُ: أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ دَخَلُوا عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ (2) عُمَيْسٍ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ، وَهِيَ تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ، فَرَآهُمْ، فَكَرِهَ ذَلِكَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: لَمْ أَرَ إِلَّا خَيْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ بَرَّأَهَا مِنْ ذَلِكَ " ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: " لَا يَدْخُلْ رَجُلٌ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ إِلَّا وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوِ اثْنَانِ " (3)
__________
=والقسم الأول من الحديث سلف برقم (6724) .
والقسم الثاني سلف برقم (6718) ، وسيرد مطولاً برقم (7033) ، ويكرر برقم (7088) .
(1) إسناده حسن، وهو مكرر (6663) سنداً ومتناً، لكن فيه زيادة عبد الصمد وهو ابن عبد الوارث بن سعيد العنجري مولاهم.
(2) في (ظ) وهامش (ص) : ابنة.
(3) حديث صحيح، ابن لهيعة -وهو عبد الله، وإن كان سيىء الحفظ- توبع،=(11/355)
6745 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي أَبَا إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ، [عَنْ مُجَاهِدٍ] (1) ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا " (2)
__________
= وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وعبد الرحمن بن جبير: هو المؤذن العامري.
وسلف برقم (6595) ، وسيأتي برقم (6995) .
(1) ما بين حاصرتين سقط من النسخ الخظية و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر، واستُدرك من "أطراف المسند" 4/10، وقد ذكر محققه أنه سقط أيضاً من نسخةٍ من النسخ الخطية الثلاث التي اعتمد عليها، مما يشير إلى أنه سقط قديم، لكنه ثبت في النسختين الأخريين، وثبت كذلك في "إتحاف المهرة" 3/الورقة 249ب، وهو ثابت في أسانيد الذين رووا هذا الحديث جميعاً، كما سيرد في التخريج، ولم يفطن الشيخ أحمد شاكر إلى هذا السقط، وظن أن الرواية متصلة، وراح يوفق بينها
وبين رواية النسائي (يعني التي فيها ذكر مجاهد) فأوقعه ذلك في أوهام أفضت به إلى افتراضات ليس لها وجه من الصحة.
(2) إسناده صحيح، إسماعيل بن محمد: هو ابن جبلة السراج البغدادي، ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 6/265-226، وذكر أنه سُئل عنه الإمام أحمد، فقال: ثقة، وجعل يثني عليه، وقال عبد الله بن أحمد: كان من خيار الناس، كان أبي حدثنا عنه وهو حي وبعدما مات. وقد روى عنه جماعة، وترجمه الحسيني في "الإكمال" ص 30، والحافظ في "التعجيل" ص 37، وقال: لم أر له ذكراً في=(11/356)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "تاريخ" البخاري، ولا ابن أبي حاتم، ولا ابن حبان، ولا مسلمة بن قاسم، ولا في "الكنى" لأبي أحمد الحاكم. قلنا: لكن ترجمه الخطيب كما تقدم، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عمرو الفقيمي فمن رجال البخاري، وهو ثقة. مروان: هو ابن معاوية.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/25، وفي "الكبرى" (8742) عن دُحيم عبد الرحمن بن إبراهيم، والحاكم 2/126 من طريق علي بن مسلم الطوسي، والبيهقي في "السنن" 9/205 من طريق ابن أبي عمر العدني، ثلاثتهم عن مروان بن معاوية، بهذا الإسناد. يعني بإثبات مجاهد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، مع أن علي بن مسلم الطوسي والحسن بن عمرو الفُقيمي
لم يخرج لهما مسلم. وتحرف اسم مروان بن معاوية في مطبوع "المجتبى" إلى هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/426، وابن ماجه (2686) ، والبيهقي في "السنن" 9/205 من طريق أبي معاوية، والبخاري (3166) و (6914) من طريق عبد الواحد بن زياد، والإسماعيلي -فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 6/270- من طريق عمرو بن عبد الغفار، ثلاثتهم عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. لم يُذكر فيه جنادة بن أبي أمية. قال الحافظ: فهؤلاء ثلاثة رووه
هكذا، وخالفهم مروان بن معاوية، فرواه عن الحسن بن عمرو الفقيمي، فزاد فيه رجلاً بين مجاهد وعبد الله بن عمرو، وهو جنادة بن أبي أمية، أخرجه من طريقه النسائي - (قلنا: وأحمد أيضاً) - ورجّح الدارقطني رواية مروان لأجل هذه الزيادة، لكن سماع مجاهد من عبد الله بن عمرو ثابت، وليس بمدلس، فيحتمل أن يكون مجاهد سمعه أولاً من جنادة، ثم لقي عبد الله بن عمرو، أو سمعاه معاً، وثبته فيه جنادة، فحدث به عن عبد الله بن عمرو تارة، وحدث به عن جنادة أخرى.=(11/357)
6746 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنِي (1) عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا، مِنْ مُزَيْنَةَ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا تَقُولُ، يَا رَسُولَ اللهِ، فِي ضَالَّةِ الْإِبِلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لَكَ وَلَهَا؟ مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا "، قَالَ: فَضَالَّةُ الْغَنَمِ؟ قَالَ: " لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ "، قَالَ: فَمَنْ أَخَذَهَا مِنْ مَرْتَعِهَا؟ قَالَ: " عُوقِبَ وَغُرِّمَ مِثْلَ ثَمَنِهَا، وَمَنِ اسْتَطْلَقَهَا مِنْ عِقَالٍ، أَوِ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ حِفْشٍ - وَهِيَ الْمَظَالُّ - فَعَلَيْهِ الْقَطْعُ "
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالثَّمَرُ يُصَابُ فِي أَكْمَامِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ عَلَى آكِلٍ سَبِيلٌ، فَمَنِ اتَّخَذَ خُبْنَةً غُرِّمَ (2) مِثْلَ ثَمَنِهَا وَعُوقِبَ، وَمَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنْهَا بَعْدَ أَنْ أَوَى إِلَى مِرْبَدٍ (3) أَوْ كَسَرَ عَنْهَا بَابًا، فَبَلَغَ مَا يَأْخُذُ
__________
= وفي الباب عن أبي بكرة، سيرد 5/36 و38.
وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 4/237 و5/369.
وعن أبي هريرة عند ابن ماجه (2687) ، والحاكم 12/27، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
قوله: "لم يرح": قال ابن الأثير: أي لم يشم ريحها.
(1) في (ظ) : قال: أخبرني.
(2) شكلت في (س) : غرم.
(3) في (ظ) : المربد.(11/358)
ثَمَنَ الْمِجَنِّ، فَعَلَيْهِ الْقَطْعُ "
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالْكَنْزُ نَجِدُهُ فِي الْخَرِبِ وَفِي الْآرَامِ؟ (1) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِيهِ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (2)
6747 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي (3) عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لَيْسَ لِي مَالٌ، وَلِي يَتِيمٌ؟ فَقَالَ (4) : " كُلْ مِنْ مَالِ يَتِيمِكَ غَيْرَ مُسْرِفٍ " أَوْ قَالَ: " وَلَا تَفْدِي مَالَكَ بِمَالِهِ " - شَكَّ حُسَيْنٌ (5)
__________
(1) في هامش (س) و (ق) : الآرام: هي الأعلام تنصب في المفازة.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن. الحسين: هو ابن محمد المروذي، وابنُ أبي الزناد: هو عبد الرحمن.
وهو مكرر (6683) ، وسلف هناك تخريجه وشرح غريبه.
قوله: "من حفْش"، بكسر فسكون: هو البيت الصغير القريب السطح.
وقوله: "المظال" هو تفسير من بعض الرواة لكلمة "حفْش"، أي: المحال المطلوبة للظل في الحر.
قوله: "وفي الآرام": هي الأعلام تنصب في المفازة. قال ابن الأثير: وكان من عادة الجاهلية أنهم إذا وجدوا شيئاً في طريقهم لا يمكنهم استصحابه، تركوا عليه حجارة يعرفونه بها، حتى إذا عادوا أخذوه.
(3) في (ظ) : قال: حدثنيي.
(4) في هامش (س) و (ص) : قال. صح.
(5) إسناده حسن. عبد الوهاب الخفْاف: هو ابن عطاء، وحسين: هو ابن ذكوان=(11/359)
6748 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ، وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ، وَالثَّلَاثَةُ رَكْبٌ " (1)
__________
= المُعلم.
وأخرجه أبو داود (2872) ، والنسائي 6/256، وابن ماجه (2718) ، وابن الجارود في "المنتقى" (952) ، والبيهقي في "السنن" 6/284، والبغوي (2205) من طرق، عن حسين المعلم، بهذا الإسناد.
وزاد الحافظ في "الفتح" 8/241 نسبته إلى ابن خزيمة وابن أبي حاتم، وقال: وإسناده قوي.
وله شاهد يصح به من حديث عائشة موقوفاً عند البخاري (4575) ، ومسلم (3019) ، قالت في قوله تعالى: (ومن كان غنياً فليستعفف، ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف) [النساء: 6] : نزلت في مال اليتيم إذا كان فقيراً أنه يأكل منه مكان قيامه عليه بمعروف. وله حكم الرفع لآنه مما لا يُدرك بالرأي.
وقوله: "غير مسرف"، أي: غير متجاوز القدر الذي تستحقه بخدمته.
وقوله: "لا تفْدي مالك بماله"، أي: لا تبقي مالك بصرف ماله في محل ينبغي فيه أن تصرف مالك.
وسيأتي برقم (7022) .
(1) حديث حسن. مسلم بن خالد الزنجي -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، عبد الرحمن بن حرملة، وهو ابن عمرو الأسلمي، روى له مسلم متابعة حديتاً واحداً في القنوت، وهو مختلف فيه، قال ابن معين: صالح، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطىء، وقال ابنُ عدي: لم=(11/360)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أر في حديثه حديثاً منكراً، وضعفه يحيى بن سعيد، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. قلنا: وقد تابعه محمد بن عجلان عند ابن خزيمة في "صحيحه" (2570) .
حسين بن محمد: هو المروذي.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/978، ومن طريقه أبو داود (2607) ، والترمذي (1674) ، والنسائي في "الكبرى" (8849) ، والبيهقي في "السنن" 5/257، والبغوي في "شرح السنة" (2675) ، وأخرجه الحاكم 2/102 من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، كلاهما عن عبد الرحمن بن حرملة، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حديث حسن. وحسن إسناده ابن حجر فيما نقله عنه المناوي في "فيض القدير" 4/44، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وصدْرُهُ عنده: أن رجلاً قدم من سفر، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من صحبْت؟ " قال: ما صحبتُ أحداً، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الراكب شيطان ... ".
وأخرجه البزار (1698) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وهذا خطأ، والصواب رواية مالك وغيره عن ابن حرملة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.
وأخرجه ابن خزيمة (2570) ، من طريق محمد بن عجلان، عن عمرو بن شعيب، به. وقد بوب عليه: باب النهي عن سيرد الاثنين، والدليل على أن ما دون التلاثة من المسافرين عصاة، إذ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أعلم أن الواحد شيطان، والاثنين شيطانان، ويشبه أن يكون معنى قوله: "شيطان"، أي: عاص، كقوله: (شياطين الإنس والجن) [الأنعام: 112] ، معناه: عصاة الإنس والجن. انتهى.
ونقل المناوي عن الطبري قوله: هذا زجر أدب وإرشاد لما يُخاف على الواحد من الوحشة، وليس بحرام، فالسائر وحده بفلاة، والبائت في بيت وحده لا يأمن من=(11/361)
6749 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ يَعْنِي أَبَا سَلَمَةَ، قَالَ (1) : حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ (2) ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ " (3)
6750 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ نَوْفًا، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ الْعَاصِي، اجْتَمَعَا فَقَالَ نَوْفٌ: لَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِمَا وُضِعَ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى، لَرَجَحَتْ بِهِنَّ، وَلَوْ
__________
= الاستيحاش، سيما إن كان ذا فكرة رديئة، أو قلب ضعيف، والحقُ أن الناس يتفاوتون في ذلك، فوقع الزجرُ لحسم المادة، فيُكره الانفراد سداً للباب.
وسيأتي برقم (7007) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند الحاكم 2/102، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وانظر حديثي ابن عباس السالفين برقمي (2718) و (2719) ، وحديث ابن عمر السالف برقم (6014) .
(1) "قال" لم يرد في (ظ) .
(2) في (ظ) : والمغرم والمأثم.
(3) حديث صحيح، وهو مكرر (6734) الخزاعي: هو منصور بن سلمة.(11/362)
أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِنَّ كُنَّ طَبَقًا مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، لَخَرَقَتْهُنَّ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ، فَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ، وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ، فَجَاءَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ كَادَ (1) يَحْسِرُ ثِيَابَهُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: " أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا رَبُّكُمْ (2) قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ، يَقُولُ: هَؤُلَاءِ عِبَادِي قَضَوْا فَرِيضَةً، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ (3) أُخْرَى " (4)
__________
(1) في (ص) : كان.
(2) في (ظ) زيادة: عز وجل.
(3) في (ق) : منتظرون.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. عفان: هو ابن مسلم، وثابت: هو البناني، وأبو أيوب: هو يحيى بن مالك -ويقال: حبيب بن مالك- المراغي الأزدي العتكي البصري.
وكلام نوف -وهو ابن فضالة البكالي ابن امرأة كعب الأحبار- سلف برقم (6583) على أنه مما حكاه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن نوح في وصيته لابنه.
والحديث المرفوع أخرجه ابن ماجه (801) من طريق النضربن شميل، عن حماد، بهذا الإسناد.
قال البوصيري في "الزوائد": لهذا إسناد رجاله ثقات.
وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/282، ونسبه إلى ابن ماجه، وقال: ورواته ثقات.=(11/363)
6751 - (1) حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، أَنَّ نَوْفًا، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، اجْتَمَعَا فَقَالَ نَوْفٌ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي: وَأَنَا أُحَدِّثُكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلَّيْنَا (2) مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ، وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَثُوبَ (3) النَّاسُ لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ، فَجَاءَ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، رَافِعًا إِصْبَعَهُ هَكَذَا، وَعَقَدَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ إِلَى السَّمَاءِ، وَهُوَ يَقُولُ: " أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمُ (4) الْمَلَائِكَةَ، يَقُولُ: يَا (5) مَلَائِكَتِي انْظُرُوا إِلَى
__________
= وسيأتي برقم (6751) و (6752) و (6860) و (6946) .
قال السندي: قوله: "فعقب من عقب" بالتشديد، أي: جلس منتظراً للعشاء.
والتعقيب: هو الجلوس في مصلاه بعدما يفرغ من الصلاة.
قوله: "يحسر ثيابه"، كيضرب، أي: يكشف، من الاستعجال.
قوله: "هذا ربكم"، أي: المرجو فضلُه وكرمُه، المشاهد أنواعُ ألطافه، ولم يرد: هذا المرئي المشاهد، وفيه من تعظيم فضل الانتظار ما لا يخفى. والله تعالى أعلم.
(1) جاء في حاشية نسخة (ظ) : هذا الحديث مؤخر في نسخة ابن المذهب، وهو في الجزء الثالث في الورقة الثالثة.
(2) في (س) : قال: صلينا. وهو ما ورد في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(3) في (ظ) : يثوب، وعلى هامشها: يثور. خ.
(4) في (م) : بهم. وهوخطأ.
(5) حرف "يا" لم يرد في (س) و (م) ، وطبعة الشيخ أحمد شاكر.(11/364)
عِبَادِي (1) ، أَدَّوْا فَرِيضَةً، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى " (2)
6752 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَزْدِيِّ، وَعَنْ نَوْفٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ وَزَادَ فِيهِ وَإِنْ كَادَ يَحْسِرُ ثَوْبَهُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ (3) وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ (4)
__________
(1) في (ظ) زيادة: هؤلاء.
(2) حديث صحيح بما قبله، وهذا سند ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان، وهو متابع، قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. حسن بن موسى: هو الأشيب.
وهو مكرر ما قبله.
قوله: "قبل أن يثور الناس"، أي: يقوموا.
قوله: "وقد حفزه النفس"، أي: غلبه. والحفْز: الحث والإعجال.
(3) في (ظ) : ركبته، وعلى هامشها: ركبتيه.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو أيوب الأزدي: هو يحيى -يقال: حبيب- بن مالك المراغي العتكي البصري.
وهو مكرر (6750) .
ونوف الوارد في الحديث هو نوف بن فضالة البكالي، نسبة إلى بني بكال -بطن من حمير- كما ذكر السمعاني في "أنسابه"، فقوله في الحديث: نوف الأزدي، تجوز من الراوي، أو وهم من الناسخ، لأن الأزد لا يتفرع من حمير، إنما يتفرع من كهلان أخي حمير، وهما ولدا سبأ.(11/365)
6753 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْخَيْرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " (1)
6754 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنِ ابْنِ مُرَيْحٍ (2) ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ وَمَلَائِكَتُهُ سَبْعِينَ صَلَاةً " (3)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ-، متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليزني المصري.
وأخرجه مسلم (40) ، وابنُ حبان (400) ، وابن منده (316) من طريق عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6487) و (6515) .
(2) ضبط في (س) : فريح. يعني بكسر الراء، والمعروف الفتح.
(3) إسناده ضعيف وهو مكرر (6605) ، وبسطنا هناك القول في رجاله. ابنُ مريح: هو عبد الرحمن الخولاني، وشيخه في هذا الحديث إنما هو أبو قيس، وهو مولى عبد الله بن عمرو، لكن سقط اسمه من الإسناد في هذه الرواية، وهو سقط قديم في نسخ المسند، وأشار إليه الحافظ في "أطراف المسند" 4/110، وقد سلف الإسناد على الصواب بذكره برقم (6605) .
وقوله: "سبعين صلاة": المشهور أن الله تعالى يصلي عليه عشراً، فيحتمل أن=(11/366)
6755 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أُكْسُومٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ حُجَيْرَةَ (1) ، يَسْأَلُ الْقَاسِمَ بْنَ الْبَرْحِيِّ (2) ، كَيْفَ سَمِعْتَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يُخْبِرُ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ خَصْمَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، فَقَضَى بَيْنَهُمَا فَسَخِطَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَضَى الْقَاضِي فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ (3) فَلَهُ عَشَرَةُ أُجُورٍ، وَإِذَا اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ كَانَ لَهُ أَجْرٌ أَوْ أَجْرَانِ " (4)
__________
= المراد هاهنا أن الله تعالى يصلي عليه عشراً، والملائكة ما بقي، ويحتمل أن يكون الله تعالى شرفه أولاً بأن جعل جزاء المصلي عليه عشراً، ثم زاد في تشريفه فجعل جزاءه هذا العدد، وزاد في جزائه صلاة الملائكة هذا العدد أيضاً. قاله السندي.
(1) في هامش (س) و (ص) و (ق) : ابن حجيرة: هو عبد الرحمن بن حجيرة.
(2) تصحفت في (ص) و (م) إلى: البرجي، بجيم.
(3) في هامش (ظ) : وأصاب. خ.
(4) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وجهالة سلمة بن أكسوم فيما ذكر الحسيني في "الإكمال" ص 172، والقاسمُ بن البرحي: هو -كما سماه السمعاني- القاسم بن عبد الله بن ثعلبة التجيبي، ثم البرحي، بفتح الباء والراء، وآخره حاء مهملة، (هذا هو الصواب فيه، وما ورد مما سوى لك، فهو تحريف أو تصحيف) .
روى عنه جمع كما يُعلم مما ذكره أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 7/108، والسمعاني في "الأنساب"، وابنُ حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، والحارث بن يزيد: هو الحضرمي، وابن حجيرة: هو عبد الرحمن.
وأخرجه ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 228 عن عبد الملك بن سلمة، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.=(11/367)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
وأورده ابن عبد الهادي في كتابه "المحرر" برقم (1176) ، وقال: روى الإمام أحمد بإسناد لا يصح ... فذكر الحديث.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/195، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وفيه سلمة بن أكسوم (وقع فيه: السوم) ، ولم أجد من ترجمه بعلم (ووقع فيه اسم الصحابي عبد الله بن عمر) .
وأخرجه الحاكم 4/88 من طريق فرج بن فضالة، عن محمد بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، بنحوه، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة، فتعقبه الذهبي بقوله: فرج ضعفوه.
قلنا: والحديث بإسناد الحاكم، سيرد 4/205 من حديث عمرو بن العاص، من رواية ابنه عبد الله عنه، ولفظه: "عشر حسنات"، بدل: "عشر أجور".
وله شاهد ضعيف أيضا من حديث عقبة بن عامر، سيرد 4/205، وفيه فرج بن فضالة.
وللحديث أصل صحيح من حديث عمرو بن العاص عند البخاري (7352) ، ومسلم (1716) ، سيرد 4/198 و204 بلفظ: "إذا حكم الحاكم، فاجتهد، ثم أصاب، فله أجران، وإذا حكم، فاجتهد، ثم أخطأ، فله أجر".
ومن حديث أبي هريرة عند البخاري (7352) أيضا، ومسلم (1716) ، وابن حبان (5060) .
قال الخطابي في "معالم السنن" 4/160: إنما يؤجرُ المخطىء على اجتهاده في طلب الحق، لأن اجتهاده عبادة، ولا يُؤجر على الخطأ، بل يُوضع عنه الإثم فقط، وهذا فيمن كان من المجتهدين جامعاً لآلة الاجتهاد، عارفاً بالأصول، وبوجوه القياس، فأما من لم يكن محلا للاجتهاد، فهو متكلف، ولا يُعْذرُ في الخطأ بالحكم، بل يُخاف عليه أعظم الوزر، بدليل حديث ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: ... وفيه: "ورجل قضى للناس على جهل، فهو في النار".
وقال السندي: قوله: "فله عشرة أجور": المشهور فله أجران، فإما أن هذا من(11/368)
6756 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، الْمَعْنَى وَاحِدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَوَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ، وَإِذَا أَنْكَحَ أَحَدُكُمْ عَبْدَهُ أَوْ أَجِيرَهُ، فَلَا يَنْظُرَنَّ إِلَى شَيْءٍ مِنْ عَوْرَتِهِ، فَإِنَّ مَا (2) أَسْفَلَ مِنْ سُرَّتِهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ (3) مِنْ عَوْرَتِهِ " (4)
__________
= باب زيادة التشريف له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث زيد في فضل من اجتهد من أمته، وأصاب بعد أن قرر في فضله أجرين، أو لأن المنظور هاهنا أن اجتهاده حسنة والحسنة بعشر.
(1) كتب في هامش (س) : تقدم قبل أربعة أوراق [يعني في الحديث (6689) ] عن الإمام أنه قال: أخطأ الطفاوي في قوله: سوار أبو حمزة، ومر أنه داود بن سوار. وكتب نحو ذلك في هامش (ق) ، وسلف في التعليق على الحديث المذكور أن هذا وهم من قارئي هاتين النسختين، وأن الذي عناه الإمام أنه أخطأ إنما هو وكيع، وسلف ذلك مبسوطاً هناك فراجعه.
(2) كتبت في (م) : فإنما، وهو خطأ. لأن "ما" هنا موصولية.
(3) في (ظ) : ركبته.
(4) إسناده حسن، سوار أبو حمزة: هو سوار بن داود الصيرفي، سلف الكلام عنه برقم (6689) ، وأنه وهم فيه وكيع، فسماه: داود بن سوار. وقد تابع سواراً ليثُ بن أبي سليم عند البيهقي 2/229.
وأخرجه بطوله الدارقطني 1/230، 231، والبيهقي في "السنن" 2/229، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/278 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، بهذا الإسناد.=(11/369)
6757 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ قَتَلَ فِي حَرَمِ اللهِ، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ قَتَلَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ " (2)
6758 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ (3) ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو - قَالَ نَافِعٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي وَلَمْ يَشُكَّ يُونُسُ - قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ (4) يُبْغِضُ الْبَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ،
__________
= وأخرجه بطوله أيضاً أبو داود (496) -ومن طريقه البغوي (500) -، وأبو نعيم في "الحلية" 10/26 من طريق وكيع، والدارقطني 1/230، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/229 من طريق النضر بن شميل، كلاهما عن سوار أبي حمزة، بهذا الإسناد. وسلف ذكر وهم وكيع فيه وتنبيه أبي داود عليه عقب الحديث.
وسلف برقم (6689) دون زيادة: "وإذا أنكح أحدكم عبده أو أجيره ... " وذكرنا هناك شواهده.
(1) في (ظ) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك.
وهو قطعة من حديث الفتح ورد مطولاً برقم (6681) .
قوله: "أو قتل غير قاتله"، أي: غير قاتل وليّه. وذُحُول الجاهلية: جناياتها.
(3) في (م) : عمرو. وهو خطأ.
(4) عبارة: "عز وجل" لم ترد في (ظ) .(11/370)
الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ، كَمَا تَتَخَلَّلُ الْبَاقِرَةُ بِلِسَانِهَا " (1)
6759 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ، يُحَدِّثُ (2) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْفَرَعِ؟ فَقَالَ: " الْفَرَعُ حَقٌّ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ (3) حَتَّى يَكُونَ شُغْزُبًّا (4) ابْنَ مَخَاضٍ، أَوِ ابْنَ لَبُونٍ، فَتَحْمِلَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ تُعْطِيَهُ أَرْمَلَةً، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَبُكَّهُ يَلْصَقُ لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ، وَتَكْفَأَ (5) إِنَاءَكَ، وَتُولِهُ نَاقَتَكَ " (6)
6760 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
(1) إسناده حسن. وسلف الكلام عن رجاله برقم (6543) . أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني، ويونس: هو ابن محمد، أبو محمد المؤدب.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4972) من طريق يونس بن محمد، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وسلف ذكر شواهده برقم (6543) . قال السندي: قوله: "الذي يتخلل" أي: يُدير لسانه حول أسنانه مبالغةً في إظهار بلاغته. والباقرة جمع البقرة، أريد بها الجنس، شبه إدارة لسانه حول الأسنان والفم حال التكلم تفاصحا بما تفعل البقرة بلسانها.
(2) لفظ: "يحدث" لم يرد في (ق) .
(3) في هامش (س) و (ق) : وإن تتركه، كما سلف قبل ورقتين.
(4) في (م) شغرباً. وهو تصحيف.
(5) في (ظ) و (ق) : وتكفىء.
(6) إسناده حسن، وهو مكرر (6713) .=(11/371)
فَقَالَ: " أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ؟ أَوْ: أَنْتَ (1) الَّذِي تَقُولُ: لَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ وَلَأَصُومَنَّ النَّهَارَ؟ " قَالَ: أَحْسِبُهُ، قَالَ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ قُلْتُ ذَلِكَ، قَالَ: " فَقُمْ وَنَمْ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَصُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَلَكَ (2) مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: " فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ ". قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: " فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، وَهُوَ أَعْدَلُ الصِّيَامِ، وَهُوَ صِيَامُ دَاوُدَ "، قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ " (3)
6761 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: بَلَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= قوله: "أن تبكه": البك: دق العنق. والمراد هنا: الذبح.
(1) في (ق) : "وأنت".
(2) في (ظ) : وذلك. وفوقها: لك.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، معمر: هو ابن راشد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7862) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (6134) ، وأبو داود (2427) .
وأخرجه البخاري (1976) و (3418) ، ومسلم (1159) (181) ، والنسائي في "الكبرى" (2700) ، وابن سعد 4/263، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/85، 86، وابنُ حبان (3660) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/283، من طرق، عن الزهري، به.
وانظر (6761) و (6762) و (6867) ، وقد سلف مطولاً برقم (6477) .(11/372)
أَنِّي أَقُولُ: لَأَصُومَنَّ الدَّهْرَ، وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا بَقِيتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ، أَوْ قُلْتَ: لَأَصُومَنَّ الدَّهْرَ، وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ، مَا بَقِيتُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " فَإِنَّكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ "، قَالَ: " فَقُمْ وَنَمْ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ عَشْرُ أَمْثَالِهَا " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، (1)
6762 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ (2)
6763 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ،
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن أبي حفصة: اختلفت روايات ابن معين عنه، فوثقه في رواية، وضعفه في أخرى، وقال في رواية: صالح الحديث، وضعفه النسائي، وقال ابن المديني: ليس به بأس، وقال ابن حجر في "مقدمة فتح الباري" ص 438: أخرج له البخاري حديثين من روايته عن الزهري توبع فيهما.
قلنا: قد تابعه معمر فى الرواية (6760) السالفة.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة القيسي، وابنُ شهاب: هو الزهري.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام: هو الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وانظر تخريجه برقم (6760) . وانظر (6867) و (6876) و (6878) و (6880) .
وسلف مطولاً برقم (6477) .(11/373)
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: فِي السُّجُودِ نَحْوَ ذَلِكَ - وَجَعَلَ يَبْكِي فِي سُجُودِهِ وَيَنْفُخُ، وَيَقُولُ: " رَبِّ لَمْ تَعِدْنِي هَذَا وَأَنَا أَسْتَغْفِرُكَ، رَبِّ، لَمْ تَعِدْنِي هَذَا وَأَنَا فِيهِمْ "، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ، حَتَّى لَوْ مَدَدْتُ يَدِي (1) لَتَنَاوَلْتُ مِنْ قُطُوفِهَا، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَجَعَلْتُ أَنْفُخُ خَشْيَةَ أَنْ يَغْشَاكُمْ (2) حَرُّهَا، وَرَأَيْتُ فِيهَا سَارِقَ بَدَنَتَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا أَخَا بَنِي دَعْدَعٍ، سَارِقَ (3) الْحَجِيجِ، فَإِذَا فُطِنَ لَهُ قَالَ: هَذَا عَمَلُ الْمِحْجَنِ، وَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ حِمْيَرِيَّةً، تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا (4) وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، حَتَّى مَاتَتْ، وَإِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ (5) ، فَإِذَا انْكَسَفَ أَحَدُهُمَا - أَوْ قَالَ: فُعِلَ بِأَحَدِهِمَا شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ - فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ (5) "، (6)
__________
(1) في هامش (س) و (ص) و (ظ) : بيدي.
(2) في (ظ) : يغشاهم.
(3) في (م) : ساق. وهو خطأ.
(4) في (س) و (ص) : فلا هي تطعمها. وعلى الهامش: فلم تطعمها.
(5) في (ظ) زيادة: عز وجل.
(6) صحيح، وهذا إسناد حسن، شعبة سمع من عطاء قبل الاختلاط.=(11/374)
قَالَ عَبْدُ اللهِ (1) : قَالَ أَبِي: قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ (2) : " لِمَ تُعَذِّبُهُمْ وَأَنَا فِيهِمْ؟ لِمَ تُعَذِّبُنَا وَنَحْنُ نَسْتَغْفِرُكَ؟ "،
6763 م -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي: وَوَافَقَ شُعْبَةُ زَائِدَةَ، وَقَالَ: " مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ "، حَدَّثَنَاهُ مُعَاوِيَةُ
6764 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فَكَانَ لَا يَأْتِيهَا، كَانَ يَشْغَلُهُ الصَّوْمُ وَالصَّلَاةُ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ (3) مِنْ ذَلِكَ، فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى قَالَ لَهُ: " صُمْ يَوْمًا، وَأَفْطِرْ يَوْمًا "
وَقَالَ لَهُ: " اقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ "، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " اقْرَأْهُ فِي كُلِّ خَمْسَ عَشْرَةَ "، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " اقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ "، حَتَّى قَالَ: " اقْرَأْ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ "
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ (4) إِلَى
__________
= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/149 من طريق محمد بن جعفر، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وهو مكرر (6483) ، وسلف هناك ذكرُ شواهده وشرح غريب ألفاظه.
(1) "قال عبد الله" من (ظ) .
(2) سلف الحديث من طريقه برقم (6483) .
(3) في (ظ) : أفضل، وعلى هامشها: أكثر.
(4) المثبت من (ظ) ، ووقع في باقى النسخ الخطية و (م) وطبعة الشيخ أحمد=(11/375)
سُنَّتِي، فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَقَدْ هَلَكَ " (1)
__________
= شاكر: شرته.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن جعفر هو الملقب بغندر، وحُصين: هو ابن عبد الرحمن السُلمي أبو هُذيل العلاف.
وهو مكرر (6477) ، وقد تابع حُصيناً هناك مغيرةُ بن مقْسم الضبي، وذكرنا هناك أرقام رواياته في "المسند".
وقوله: "لكل عمل شرة ... ": أخرجه ابنُ حبان (11) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1237) من طريقين، عن شعبة، به.
لكن جاء عند ابن حبان فقط: "فمن كانت شرته" في الموضعين، بدل: "فمن كانت فترته"، وجاءت في النسخ الخطية في الموضع الثاني "فترته"، على الصواب، وجاءت في الموضع الأول "شرته" عدا نسخة (ظ) ، فقد ورد فيها "فترته" على الصواب.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (51) ، وابن خزيمة (2105) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1236) من طريقين عن حصين، به.
وسلف برقم (6539) و (6540) ، وسيأتي (6958) .
وفي الباب عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/409.
وعن أبي هريرة عند الترمذي (2453) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1242) ، وابن حبان (349) .
وعن ابن عباس عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1241) ، وذكره الهيثمي في "المجمع" 2/258، 259، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح.
وعن جعدة بن هُبيرة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1238) عن إبراهيم بن أبي داود، والطبراني في "الكبير" (2186) عن معاذ بن المثنى، كلاهما عن مسدد، عن يحيى القطان، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن=(11/376)
6765 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يُحَدِّثُ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: " أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ " (1)
6766 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وحَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ (2) حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ، سَمِعْتُ (2) أَبَا الْعَبَّاسِ الشَّاعِرَ - وَكَانَ صَدُوقًا - يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللهِ
__________
= جعدة بن هبيرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الهيثمي في "المجمع" 2/259: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه بشر بن نمير، وهو ضعيف. قلنا: ليس في إسناده بشر هذا، وقد ذكره الهيثمي 3/193 أيضاً، وعزاه إلى أحمد، وقال: ورجاله رجال الصحيح.
وسلف شرح الحديث برقم (6477) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، حبيب -وهو ابن أبي ثابت- صرح بالسماع، فانتفت شبهة تدليسه. أبو العباس: هو السائب بن فروخ.
وأخرجه الطيالسي (2254) ، والبخاري في "صحيحه" (3004) و (5972) ، وفي "الأدب المفرد" (20) ، ومسلم (2549) (2) ، والترمذي (1671) ، والنسائي في "المجتبى" 6/10، وابن حبان (318) ، وعلي بن الجعد في "مسنده" (561) ، والبغوي (2638) ، والبيهقي في "السنن" 9/25 من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6525) و (6544) .
(2) في (ظ) : قال: سمعت.(11/377)
ابْنَ عَمْرٍو إِنَّكَ تَصُومُ الدَّهْرَ، فَإِذَا صُمْتَ الدَّهْرَ، وَقُمْتَ اللَّيْلَ، هَجَمَتْ لَهُ الْعَيْنُ، وَنَفِهَتْ (1) لَهُ النَّفْسُ، لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ، صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ، صَوْمَ الدَّهْرِ كُلِّهِ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ، قَالَ: " صُمْ (2) صَوْمَ دَاوُدَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى " وَقَالَ رَوْحٌ: " نَهِثَتْ (3) لَهُ النَّفْسُ " (4)
__________
(1) في (ظ) : نفهت أو نهثت. وكلمة "أو نهثت" وردت في هامش (س) و (ص) ، قال السندي: ونفهت، بكسر الفاء، وروي بفتحها، أي: كلت وتعبت.
نهتت: بالمثناة الفوقية بعد الهاء كما في بعض الأصول لا بالمثلثة كما في بعضها، أي: ضعفت حتى تتنفس بشدة، إلا أن ظاهر كلام عياض في "المشارق" يقتضي أنه روي بالمثلثة، ولم يذكر له معنى، والله تعالى أعلم.
(2) في (ظ) : فصُم.
(3) في (ص) : نهتت.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وأبو العباس: هو السائب بن فروخ.
وأخرجه الطيالسي (2255) ، والبخاري (1979) ، ومسلم (1159) (187) ، والنسائي في "المجتبى" 4/214، وفي "الكبرى" (2706) و (2707) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/87، والبيهقي في "السنن" 4/299، كلهم من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 4/262، والبخاري (3419) ، والنسائي في "المجتبى" 4/213، 214، و"الكبرى" (2705) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/87، من طرق عن حبيب بن أبي ثابت، به. وتحرف اسم أبي العباس في مطبوع الطحاوي إلى: أبي العاص.
وأخرجه الحميدي (590) ، والبخاري (1153) ، وابن خزيمة (2152) ،=(11/378)
6767 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ " (1)
__________
= والبيهقي في "السنن" 3/16 من طريق عمرو بن دينار، عن أبي العباس، به، بنحوه.
وهو قطعة من الحديث المطول السالف برقم (6477) . وانظر (6867) و (6874) و (6876) و (6880) .
قوله: "هجمت له العين"، أي: غارت ودخلت في مواضعها.
وجاء في هامش (ظ) عقب هذا الحديث ما نصه: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حسين بن محمد، حدثنا شعبة، قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، قال: سمعت أبا العباس ... من أهل مكة - وكان
شاعراً لا يتهم على الحديث-، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الحديث، إلى أن قال: "هجمت له العين". وإلى جانبه عبارة: سقط من كتاب ابن المذهب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة، ومسروق: هو ابنُ الأجدع.
وأخرجه مسلم (2464) (118) ، والنسائي في "الكبرى" (8001) و (8279) من طريق محمد بن جعفر، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2247) ، والبخاري (3760) ، والطبراني في "الكبير" (8411) من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6523) وذكرنا هناك شرحه.=(11/379)
قَالَ: وَقَالَ (1) : " لَمْ (2) يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا، وَلَا مُتَفَحِّشًا "
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنَكُمْ خُلُقًا " (3)
6768 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا، أَوْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ الْأَرْبَعِ، كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ " (4)
__________
(1) لفظ: "وقال" لم يرد في (ق) .
(2) في (ق) : ولم.
(3) إسناده هو إسناد سابقه، صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2246) ، والبخاري (3759) و (6029) ، والترمذي (1975) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7985) من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6504) ، وسيأتي برقم (6818) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وابن نمير: هو عبد الله، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/593، وعبد بن حميد في "المنتخب" (322) ، والبخاري (34) و (2459) و (3178) ، ومسلم (58) (106) ، وأبو داود (4688) ، والترمذي (2632) ، والنسائي في "المجتبى" 8/116، وفي "الكبرى" (8734) ، ووكيع في "الزهد" (473) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (117) ، وأبو عوانة=(11/380)
6769 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ عَلَى رَجُلٍ طَلَاقٌ فِيمَا
__________
= 1/20، وإلفريابي في "صفة المنافق" (13) و (14) و (15) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 33، وابن حبان (254) و (255) ، وابن منده في "الإيمان" (522) و (523) و (524) و (525) و (526) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 11، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/204، والبيهقي في "الشعب" (4352) ، وفي "السنن" 9/230 و10/74، والبغوي (37) من طرق، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (33) ، ومسلم (59) (107) و (108) ، وابن حبان (257) ، وفيه بدل قوله: "وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر"، قوله: "وإذا اؤتمن خان"، وهو ما سيرد في الرواية (6879) .
وعن جابر عند الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 31، وابن حبان (256) ، وإسناد ابن حبان صحيح على شرط مسلم.
وعن ابن مسعود عند الخرائطي ص 31، والبزار (86) ، والفريابي في "صفة المنافق" (7) ، وأبي نعيم في "الحلية" 5/43. وهو موقوف عليه عند ابن أبي شيبة 8/594، والطبراني (9075) ، ووكيع في "الزهد" (400) و (472) ، والفريابي في "صفة المنافق" (10) وعن أبي أمامة الباهلي عند الفريابي في "صفة المنافق" (20) .
وعن أنس بن مالك عند الفريابي في "صفة المنافق" (12) ، وأبي يعلى (4098) ، وفي إسناده يزيد الرقاشي، وهو ضعيف.
وعن الحسن مرسلاً عند ابن حبان (257) ، والفريابي (21) .
قوله: "وإذا خاصم فجر": الفجور في اللغة: الميل، وفي الشرع: الميل عن القصد، والعدول عن الحق، والمراد به هاهنا: الشتم والرمي بالأشياء القبيحة والبهتان. قاله السندي.(11/381)
لَا يَمْلِكُ، وَلَا عَتَاقٌ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا بَيْعٌ فِيمَا لَا يَمْلِكُ " (1)
__________
(1) حديث حسن، محمد بن جعفر وإن سمع من سعيد -وهو ابن أبي عروبة- بعد الاختلاط متابع، ومطر -وهو ابنُ طهمان الوراق-، وإن كان ضعيفاً قد توبع أيضاً. عبد الله بن بكر: هو السهمي، وسماعه من سعيد بن أبي عروبة قبل اختلاطه.
وأخرجه بتمامه الدارقطني 4/14 من طرق، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2190) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/318 من طريق هشام الدستوائي، عن مطر الوراق، به.
وأخرج النسائي في "المجتبى" 7/288، 289 بعضه من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن أبي رجاء محمد بن سيف الحُداني، عن مطر الوراق، به. ولفظه: "ليس على رجل بيع فيما لا يملك". وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه عبد الرزاق (11456) ، وسعيد بن منصور في "السنن" (1020) ، والترمذي في "سننه" (1181) ، وفي "علله الكبير" 1/465، وابن ماجه (2047) ، والدارقطني 4/15، والحاكم 2/204، 205 من طريق عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، به. بلفظ: "لا نذر لابن آدم فيما لا يملك، ولا عتق له فيما لا يملك، ولاطلاق له فيما لايملك"، وسيرد عند أحمد برقم (6781) .
وأخرجه مطولاً الدارقطني 4/15، وأخرج ابن ماجه (2047) منه قوله: "لا طلاق فيما لا يملك" من طريق عبد الرحمن بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، به.
وأخرجه الطيالسي (2265) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/318، من طريق حبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، به، بلفظ: "لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك".
وأخرجه الحاكم 2/204، 205، ومن طريقه البيهقي 7/317، 318 من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، به، بلفظ: "لا طلاق قبل نكاح"، وصححه الذهبي.=(11/382)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وسيأتي في "المسند" (6932) من طريق محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب.
قال الحافظ في "الفتح" 9/384 -بعد أن ساقه من طريق عمرو بن شعيب، عن طاووس، عن معاذ بن جبل-: وقد اختُلف فيه على عمرو بن شعيب، فرواه عامر الأحول، ومطر الوراق، وعبد الرحمن بن الحارث، وحسين المعلم، كلهم عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، والأربعة ثقات، وأحاديثهم في السنن، ومن ثم صححه من يُقوي حديث عمرو بن شعيب، وهو قوي، لكن فيه علة الاختلاف، وقد اختلف عليه فيه اختلافا آخر، فأخرج سعيد بن منصور (هو برقم (1021)) من وجه
آخر، عن عمرو بن شعيب، أنه سُئل عن ذلك، فقال: كان أبي عرض على امرأةً يُزوجنيها، فأبيتُ أن أتزوجها، وقلت: هي طالق البتة يوم أتزوجُها، ثم ندمتُ، فقدمت المدينة، فسألتُ سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، فقالا: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا طلاق إلا بعد نكاح". وهذا يشعر بأن من قال فيه: عن أبيه، عن جده، سلك الجادة، وإلا فلو كان عنده: عن أبيه، عن جده، لما احتاج أن يرحل فيه إلى المدينة، ويكتفي فيه بحديث مرسل.
قلنا: وفي "سنن الترمذي" بعد أن أورد الترمذي الحديث، قال: حديث عبد الله بن عمرو حسن صحيح، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب، وحسنه المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 3/117. ولفظ "صحيح" لم يذكره المزي فيما نقله عن الترمذي في "تحفة الأشراف" 6/318، 319، ولا المنذريُّ فيما نقله عن الترمذي أيضاً في "مختصر سنن أبي داود" 3/117 وقوله: "ليس على رجل طلاقٌ فيما لا يملك": علقه البخاري بصيغة الجزم عن ابن عباس بلفظ: "جعل الله الطلاق بعد النكاح"، ثم قال البخاري: وُيروى عن علي وسعيد بن المسيب وعروة ... وذكر جمهرة من التابعين. وقال الترمذي: وفي الباب عن علي ومعاذ بن جبل وجابر وابن عباس وعائشة. وقد وصل الحافظ
أحاديثهم جميعاً في "الفتح" 9/381-386.=(11/383)
6770 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا افْتَتَحَ مَكَّةَ، قَالَ: " لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا عَلَى خَالَتِهَا " (1)
6771 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَهِيَ صَائِمَةٌ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَقَالَ لَهَا: " أَصُمْتِ أَمْسِ "، فَقَالَتْ: لَا، قَالَ: " أَتُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا "، فَقَالَتْ: لَا، قَالَ: " فَأَفْطِرِي إِذًا "
__________
= وقوله: "ليس على رجل طلاق فيما لا يملك": قال الخطابي في "معالم السنن" 3/402، 241: معناه: نفي حكم الطلاق المرسل على المرأة قبل أن تُملك بعقد النكاح، وهو يقتضي نفي وقوعه على العموم، سواء كان في امرأة بعينها، أو في نساءٍ لا بأعيانهن، وقد اختلف الناس في هذا ... ثم ذكر اختلافهم. وذكره أيضاً الحافظ في "الفتح" 9/386، 387.
وقوله: "لا بيع فيما لا يملك"، قال الخطابي: لا أعلم خلافاً أنه لو باع سلعة لا يملكها، ثم ملكها، أن البيع لا يصح فيها، فكذلك إذا طلق امرأة لم يملكها ثم ملكها، وكذلك هذا في النذر.
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن.
وهو قطعة من حديث الفتح سلف مطولاً برقم (6681) ، وسلف ذكر شواهده هناك.(11/384)
قَالَ سَعِيدٌ: وَوَافَقَنِي عَلَيْهِ مَطَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ (1)
__________
(1) حديث صحيح. محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد (وهو ابن أبي عروبة) بعد الاختلاط- قد توبع.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/43، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/78، وابنُ خزيمة (2162) ، وابن حبان (3611) من طريق عبدة بن سليمان، وهو الكلابي، والنسائي في "الكبرى" (2753) من طريق بشر بن المفضل، وابن خزيمة (2162) أيضاً من طريق ابن أبي عدي، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وخالد بن الحارث، خمستهم عن سعيد بن أبي عروية، بهذا الإسناد. وعبدة وعبد الأعلى وخالد بن الحارث ممن سمع من سعيد قبل اختلاطه، بل هم أثبتُ الناس فيه وأخرجه عبد الرزاق (7804) عن معمر، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، مرسلاً.
وفي الباب عن جويرية بنت الحارث عند البخاري (1986) أخرجه من طريق يحيى القطان وغندر، عن شعبة، عن قتادة، عن أبي أبوب المراغي، عنها.
قال الحافظ في "الفتح" 4/234 في تخريج حديث جويرية هذا: ورواه الطحاوي من طريق شعبة وهمام وحماد بن سلمة جميعا عن قتادة ... ثم قال: اتفق شعبة وهمام عن قتادة على هذا الإسناد، وخالفهما سعيد بن أبي عروبة، فقال: عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل على جويرية ... فذكره ... والراجح طريقُ شعبة لمتابعة همام وحماد بن سلمة له، وكذا حماد بن الجعْد، ويُحتمل أن تكون طريق سعيد محفوظة أيضاً، فإن معمراً رواه عن قتادة، عن سعيد بن المسيب أيضاً، لكن أرسله.
قلنا: حديث جويرية سيرد 6/324 و430.
وفي الباب أيضاً -في النهي عن إفراد يوم الجمعة بصيام-، عن ابن عباس سلف برقم (2615) .
وعن أبي هريرة عند البخاري (1985) ، ومسلم (1144) (147) و (148) ، سيرد (10806) .=(11/385)
6772 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ، قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: " فِي الْأَصَابِعِ عَشْرٌ عَشْرٌ، وَفِي الْمَوَاضِحِ خَمْسٌ خَمْسٌ " (1)
6773 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَسَكِرَ، لَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ شَرِبَهَا فَسَكِرَ، لَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ شَرِبَهَا فَسَكِرَ، لَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهُ (2) أَرْبَعِينَ لَيْلَةً (3) ، وَالثَّالِثَةَ وَالرَّابِعَةَ، فَإِنْ شَرِبَهَا لَمْ تُقْبَلْ لَهُ
__________
=وعن جابر عند البخاري (1984) ، ومسلم (1143) ، سيرد 3/296.
وعن بشير بن الخصاصية، سيرد 5/224-255.
وعن أبي الدرداء، سيرد 6/444.
وعن جنادة الأزدي عند ابن أبي شيبة 3/44، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/79.
قال السندي: قوله: "فأفطري إذاً"، أي: لا تفردي يوم الجمعة بصوم. وقد جاء النهيُ عنه صريحاً في أحاديث، فالوجه أن الإفراد مكروه، وخلافه غيرُ قوي.
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن.
وهو قطعة من حديث الفتح، سلف مطولاً برقم (6681) ، وذكرنا هناك شواهده.
وحكم دية المواضح سيرد ضمن حديث الديات المطول برقم (7033) .
والمواضح: جمع موضحة، وهي الشجة التي تبدي وضح العظم، أي: بياضه.
(2) في (ظ) : لم تقبل له صلاة. وعلى هامشها: صلاته. (خ) .
(3) زاد الشيخ أحمد شاكر في طبعته هنا: "فإن شربها فسكر لم تقبل صلاته=(11/386)
صَلَاةٌ (1) أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ تَابَ لَمْ يَتُبِ اللهُ (2) عَلَيْهِ، وَكَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُسْقِيَهُ مِنْ عَيْنِ خَبَالٍ "، قِيلَ: وَمَا عَيْنُ خَبَالٍ؟ قَالَ: " صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ " (3)
__________
= أربعين ليلة"، ولم ترد هذه الزيادة في النسخ الخطية ولا في (م) ، وظاهر أنها تكرار، لأنه قال في الحديث: والثالثة والرابعة.
(1) هي كذلك في جميع النسخ الخطية، وجاء في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: لم تقبل صلاته.
(2) في (ظ) زيادة: عز وجل.
(3) صحيح لغيره دون قوله: "فإن تاب لم يتب الله عليه"، نافع بن عاصم -وهو ابن عروة بن مسعود الثقفي أخو يعقوب-، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. بهز: هو ابن أسد، ويعلى بن عطاء: هو العامري الطائفي.
وأخرجه البزار (2936) عن عبد الأعلى، والحاكم 4/145، 146 دون قوله: "فإن تاب لم يتب الله عليه" من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، ووقع في مطبوع البزار: عبد الأعلى بن حماد، والصواب: عبد الأعلى عن حماد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/69، وقال: رواه النسائي خلا قوله: "فإن تاب لم يتب الله عليه"، ثم قال: رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح خلا نافع بن عاصم، وهو ثقة.
قلنا: قد سلف بإسناد صحيح برقم (6644) دون قوله: "لم يتب الله عليه".
قال السندي في معنى: "فإن تاب لم يتب الله عليه": كأنه كناية عن أن الله تعالى لا يوفقه للتوبة على وجهها، فلا يقبل التوبة منه لذلك، أو لا يوفقه للتوبة أصلاً، على أن معنى: "إن تاب": إن أراد أن يتوب، ومثله قوله [تعالى] : (إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم) ، وقال ابن العربي: وهذا مما لم يثبت=(11/387)
6774 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي ثُمَامَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُوضَعُ الرَّحِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَهَا حُجْنَةٌ (1) كَحُجْنَةِ الْمِغْزَلِ، تَكَلَّمُ (2) بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ (3) ، فَتَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا، وَتَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا (4) " وَقَالَ عَفَّانُ: الْمِغْزَلُ، وَقَالَ: بِأَلْسِنَةٍ لَهَا
__________
= ولا يعول عليه، فإن الله قد مد التوبة إلى المعاينة عند الموت، وثبت الخبر والإجماع على قبولها قطعاً إلى ذلك الحد، فهذا الخبر وأمثاله لا يلتفت إليه. انتهى. قال السندي: ولا يخفى أن التأويل الذي ذكرنا أقرب من رد الخبر. قلنا: لكن هذه الجملة لم تثبت فلا داعي للتوجيه الذي أبداه السندي رحمه الله.
وانظر (6644) و (6659) و (6854) .
(1) في هامش (س) و (ص) : الحجنة: هي المعوج رأسها.
(2) في (م) : تتكلم.
(3) في (ظ) : بألسنة طلق ذلق.
(4) إسناده ضعيف لجهالة أبي ثمامة الثقفي. ونقل الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 309 أن البخاري قال فيه: حديثه في البصريين، ولم يتردد في أنه ثقفي، وتبعه الحاكم أبو أحمد في "الكنى" وكذا هو في "المسند"، قلنا: لم نجد كلام البخاري في المطبوع من "تاريخه الكبير"، ولا في "تاريخه الأوسط"،
وذكْرُ البخاري له إن ثبت لا يرفع عنه جهالة الحال، فإنه لم يرو عنه غير قتادة ولم يوثقه غير ابن حبان 5/567 على عادته في توثيق المجاهيل، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/538 عن عفان، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/134، وابو أحمد الحاكم في "الكنى" 3/20، والحاكم في "المستدرك" 4/162 من طرق، عن حماد بن سلمة، به،=(11/388)
6775 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ، أَخِي مُطَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي كَمْ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - قَالَ حَتَّى (1) قَالَ: " فِي سَبْعٍ، لَا يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَهُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ "، وَقَالَ: كَيْفَ أَصُومُ؟ قَالَ: " صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، وَيُكْتَبُ لَكَ أَجْرُ
__________
=وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (268) من طريق إسحاق بن راهويه، عن النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة، به موقوفاً على ابن عمرو، وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنُه في "العلل" 2/170: الموقوف أصح.
وأبو ثمامة تحرف في مطبوع "المستدرك" إلى: أبي أمامة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/150، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير أبي ثمامة الثقفي، وثقه ابن حبان.
وانظر (6524) .
و"حجنة المغزل": قال ابن الأثير: أي: صُنارته، وهي المُعْوجة التي في رأسه، والمغزل: آلة الغزل.
قوله: "طلْق"، أي: ماضي القول سريع النطق، قاله ابن الأثير، وقال: ويقال: طلْق وطُلْق وطليق.
وقوله: "ذلق"، أي: فصيح بليغ، قال ابن الأثير: هكذا جاء في الحديث على فُعل، بوزن صُرد، ويقال: طلق ذلق، وطُلُق ذُلُق، وطليق ذليق، ويقال بالجميع المضاء والنفاذ، وذلْقُ كل شيء: حدُه.
قوله: "فتصل"، أي: الرحم بحجنتها.
(1) في (س) و (ص) و (ق) : يحيى. وكذا جاءت في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر، وجاءت على الصواب في (ظ) ومثله في أصل السندي، وقد قال فى حاشيته: هكذا في أصلنا، وفي بعض الأصول: يحيى، وهو غير ظاهر.(11/389)
تِسْعَةِ أَيَّامٍ "، قَالَ: إِنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " صُمْ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ (1) يَوْمَيْنِ، وَيُكْتَبُ لَكَ (2) أَجْرُ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ " حَتَّى بَلَغَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ (3)
6776 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ مُسْلِمٍ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ فَضَرَبَ عَلَى الْحَسَنِ وَقَالَ عَنِ ابْنِ مُسْلِمٍ وَإِنَّمَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو الزُّبَيْرِ أَخْطَأَ الْأَزْرَقُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا رَأَيْتَ أُمَّتِي لَا يَقُولُونَ لِلظَّالِمِ مِنْهُمْ أَنْتَ ظَالِمٌ (4) فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ (5)
__________
(1) في (ظ) : عشر.
(2) في (ق) و (م) : له، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، بهز: هو ابن أسد العمي، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وهو مطول (6535) و (6546) سلف تخريجه فيهما.
وهو قطعة من حديث سلف مطولاً برقم (6477) .
(4) في (م) : الظالم.
(5) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس- لم يسمع من عبد الله بن عمرو فيما قاله أبو حاتم في "المراسيل" ص 154، ونقله أيضاً عن ابن معين. ونقل ابنُ عدي في "الكامل" 6/2135 عن ابن معين قوله: لم يسمع أبو الزبير من عبد الله بن عمرو، ولم يره. سفيان: هو الثوري، والحسن بن عمرو: هو الفُقيمي.
وأخرجه الحاكم 4/96، والبيهقي في "الشعب" (7546) من طريق سفيان=(11/390)
6777 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ يَحْيَى، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي: قَالَ حَسَنٌ الْأَشْيَبُ: رَاشِدٌ أَبُو يَحْيَى الْمَعَافِرِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا غَنِيمَةُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ؟ قَالَ: " غَنِيمَةُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ (1) الْجَنَّةُ " (2)
6778 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَيَزِيدُ، قَالَ (3) : أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ " قَالَ يَزِيدُ: " لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي " (4)
__________
= الثوري، بهذا الإسناد. قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! مع أن إسناده منقطع، لكن تنبه إلى ذلك فيما ذكره 4/445، لكن تحرف فيه عبد الله بن عمرو إلى: عبد الله بن عمر بدون واو.
وقد وقع في مطبوع "المستدرك": محمد بن مسلم بن السائب، بدل: محمد بن مسلم بن تدرس، وهو خطأ.
وسلف برقم (6521) ، وسيأتي برقم (6784) .
قوله: "فقد توُدع منهم" على بناء المفعول، قال السندي: أي: قطع منهم العون الإلهي والتأييد الرباني على صلاح الحال.
(1) في (ظ) : مجالس أهل الذكر. ولفظ "غنيمة" سقط من (ص) .
(2) إسناده ضعيف وهو مكرر (6651) .
(3) "قال": لم ترد في (ظ) .
(4) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الحارث بن عبد الرحمن=(11/391)
6779 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ " (1)
6780 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا نَذْرَ لِابْنِ آدَمَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا عِتْقَ لِابْنِ آدَمَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا طَلَاقَ لَهُ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا يَمِينَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ " (2)
6781 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= روى له الأربعة، وسلف الكلام عنه في الحديث رقم (6532) . حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ويزيد. هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن.
وسلف تخريجه وذكر شواهده برقم (6532) .
والراشي: هو المعطي للرشوة، والمرتشي: هو الآخذ لها، وتقديم الراشي إما لكونه بداية الرشوة منه، أو لكونه أحق باللعن لكونه ارتكب الإثم وتسبب لإثم الغير، أو لأن فعله على خلاف مقتضى الطبع، بخلاف فعل المرتشي، فصار إثمه إعظم، والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1) إسناده هو إسناد الحديث الذي قبله، رواه عبد الملك بن عمرو -وهو أبو عامر العقدي-، عن ابن أبي ذئب، به. وسيأتي بتمامه برقم (6830) .
وسلف تخريجه وذكر شواهده برقم (6532) .
(2) إسناده حسن. هشيم: هو ابن بشير، وعامر الأحول: هو ابن عبد الواحد.
وسلف برقم (6769) .(11/392)
عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَجُوزُ طَلَاقٌ وَلَا بَيْعٌ وَلَا عِتْقٌ وَلَا وَفَاءُ نَذْرٍ فِيمَا لَا يَمْلِكُ " (1)
6782 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَقَفَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الثَّانِيَةِ أَكْثَرَ (2) مِمَّا (3) وَقَفَ عِنْدَ (4) الْجَمْرَةِ الْأُولَى، ثُمَّ أَتَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَرَمَاهَا، وَلَمْ يَقِفْ عِنْدَهَا " (5)
6783 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ (6) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ، وَيَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا، وَيُصَلِّي حَافِيًا وَنَاعِلًا، وَيَصُومُ فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ " (7)
__________
(1) حديث حسن، مطر الوراق -وإن كان ضعيفاً-، توبع. وسلف برقم (6769) .
(2) في هامش (ظ) : أطول. خ.
(3) في (ص) و (ق) و (م) : ما. وعلى الهامش: مما.
(4) في (م) : من عند.
(5) صحيح لغيره، وهو مكرر (6669) سنداً ومتناً.
(6) في (ظ) : رسول الله.
(7) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج: وهو ابن أرطاة، وإسماعيلُ بن محمد بن جُحادة اختلف فيه قول ابن معين، ففي رواية البخاري عنه: ليس بذاك. وفي رواية عباس الدوري عنه: لم يكن به بأس، وقد سمعت منه. وقال=(11/393)
6784 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتَ أُمَّتِي تَهَابُ الظَّالِمَ أَنْ تَقُولَ لَهُ: أَنْتَ ظَالِمٌ، فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ " (1)
6785 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنَّ الْوَاصِلَ مَنْ إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا " (2)
__________
= أبو حاتم: صدوق صالح الحديث.
وسلف برقم (6627) دون زيادة: ويصوم في السفر ويفطر، وبرقم (6679) مع الزيادة، وذكرنا فيهما شواهده، وسيأتي برقم (6928) و (7021) .
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس- لم يسمع من عبد الله بن عمرو، وقد ذكرنا ذلك مبسوطاً برقم (6776) .
وأخرجه البزار (3303) عن يوسف بن موسى، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/262، وقال: رواه أحمد والبزار بإسنادين، ورجال أحد إسنادي البزار رجال الصحيح، وكذلك رجال أحمد، إلا أنه وقع فيه في الأصل غلط، فلهذا لم أذكره.
وأخرجه الحاكم 4/96 من طريق الحسن بن عمرو، عن أبي الزبير، به، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي، ولم يتفطنا للانقطاع الذي فيه.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الحسن بن عمرو الفقيمي، فمن رجال البخاري. سفيان: هو ابن عيينة.
وسلف برقم (6524) من طريق فطر بن خليفة، عن مجاهد، به. بزيادة:=(11/394)
6786 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ " قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَذَاكَ رَجُلٌ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ، مُنْذُ (1) رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ بِهِ " (2)
6787 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْزِعُهُ (3) مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ
__________
= "الرحم معلقة بالعرش"، وسلف هناك تخريجه، فانظره.
قال الحافظ في "الفتح" 10/423: "قطعت" ضبطت في بعض الروايات بضم أوله وكسر ثانيه على البناء للمجهول، وفي أكثرها بفتحتين. قلنا: سيرد الحديث برقم (6817) بلفظ: "قطعتْه رحمه".
(1) في (س) و (ص) : مذ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/518، ومسلم (2464) (117) ، والترمذي (3810) ، والنسائي في "الكبرى" (8241) من طريق أبي معاوية، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (6523) من طريق يعلى بن عبيد، ونسي اسم الرابع، وهو أبي بن كعب.
(3) في (ظ) وهامش (س) : ينتزعه.(11/395)
بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا، فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا " (1)
6788 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، - مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2)
6789 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ الصَّوْمِ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى " (3)
وَقَالَ (4) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ " (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/177 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6511) ، وسيأتي برقم (6896) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (6511) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، سفيان: هو الثوري، وأبو العباس: هو السائب بن فرُوخ.
وهو مكرر (6534) ، وقد صرح حبيب بن أبي ثابت بالسماع عند غير أحمد، وهو قطعة من الحديث المطول (6477) .
(4) في (م) : قال: قال.
(5) إسناده صحيح، وهو مكرر (6527) ، وقطعة من (6477) .(11/396)
6790 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ (1) : حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ - فَبَدَأَ بِهِ -، وَمِنْ مُعَاذِ (2) بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ " (3)
6791 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي قُرَّةُ، وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، الْمَعْنَى، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاقْتُلُوهُ " (4) " قَالَ وَكِيعٌ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " " ائْتُونِي بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الرَّابِعَةِ، فَلَكُمْ عَلَيَّ أَنْ أَقْتُلَهُ " "
__________
(1) "قال": لم ترد في (ظ) .
(2) في (ظ) : ومعاذ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه مسلم (2464) (116) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/229، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6523) من طريق يعلى بن عبيد، عن الأعمش، ونسي يعلى هناك الرابع، وهو أبي بن كعب.
(4) صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، الحسن البصري لم يسمع هذا الحديث من عبد الله بن عمرو، كما صرح بذلك في الرواية الآتية برقم (6974) من=(11/397)
6792 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ (1) : حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ (2) ، وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُكْتِبِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَمَرَهُمْ بِالظُّلْمِ فَظَلَمُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا، وَإِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللهَ (3) لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ "
قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ (4) مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ "
قَالَ: فَقَامَ هُوَ أَوْ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْجِهَادِ
__________
= رواية قرة أيضاً عنه، قال: والله لقد زعموا أن عبد الله بن عمرو شهد بها على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال ... وباقي رجال الإسناد ثقات. روح: هو ابن عُبادة، وأشعث: هو ابن عبد الملك الحُمراني.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/159 من طريق قرة بن خالد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/278، وقال: رواه الطبراني من طرق، ورجال هذه الطريق رجال الصحيح! قلنا: فاته أن ينسبه لأحمد.
وسلف برقم (6553) من طريق أخرى، وذُكرت هناك شواهده.
(1) لفظ: "قال" لم يرد في (ظ) .
(2) عبارة: "ويزيد، أخبرنا المسعودي" من (ظ) .
(3) في (ظ) : عز وجل.
(4) في (س) و (ص) و (ق) : الناس. وعلى هامشها: المسلمون.(11/398)
أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَنْ عَقَرَ جَوَادَهُ، وَأُهْرِيقَ دَمُهُ "
[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي: وقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، فِي حَدِيثِهِ: ثُمَّ نَادَاهُ هَذَا أَوْ غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَنْ (1) تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ، وَهُمَا هِجْرَتَانِ: هِجْرَةٌ لِلْبَادِي، وَهِجْرَةٌ لِلْحَاضِرِ، فَأَمَّا هِجْرَةُ الْبَادِي، فَيُطِيعُ إِذَا أُمِرَ، وَيُجِيبُ إِذَا دُعِيَ، وَأَمَّا هِجْرَةُ الْحَاضِرِ، فَهِيَ أَشَدُّهُمَا بَلِيَّةً، وَأَعْظَمُهُمَا أَجْرًا " (2)
6793 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ، قَالَ (3) : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَمِنَّا مَنْ يَضْرِبُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشْرِهِ (4) ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصَّلَاةَ جَامِعَةً، قَالَ:
__________
(1) لفظ: "أن" لم يرد في (ص) .
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود-، فقد روى له أصحابُ السنن، وقد رُمي بالاختلاط، إلا أن سماع وكيع منه قديم، ثم هو متابع. يزيد: هو ابنُ هارون، وعبد الله بن الحارث: هو الزبيدي المُكْتب.
وأخرجه بطوله الطيالسى (2272) عن المسعودي، به.
والحديث مكرر (6487) .
(3) في (ظ) : يقول، وفوقها: قال. وفي هامش (ص) : يقول.
(4) في (م) : جشرة، وهو خطأ.(11/399)
فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ، وَيَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى مَا يَعْلَمُهُ خَيْرًا لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ مَا يَعْلَمُهُ شَرًّا لَهُمْ، أَلَا وَإِنَّ عَافِيَةَ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَفِتَنٌ، يُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، تَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، ثُمَّ تَجِيءُ فَيَقُولُ: هَذِهِ هَذِهِ (1) ، ثُمَّ تَجِيءُ، فَيَقُولُ: هَذِهِ هَذِهِ، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَلْتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ، وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَيَأْتِي إِلَى النَّاسِ (2) مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا، فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ " وَقَالَ مَرَّةً: " مَا اسْتَطَاعَ " فَلَمَّا سَمِعْتُهَا أَدْخَلْتُ رَأْسِي بَيْنَ رَجُلَيْنِ، قُلْتُ (3) : فَإِنَّ ابْنَ عَمِّكَ مُعَاوِيَةَ يَأْمُرُنَا؟ فَوَضَعَ جُمْعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ نَكَسَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ "، قُلْتُ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ (4) ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي " (5)
__________
(1) قوله: "ثم تجيء فيقول: هذه هذه " لم يرد في (ص) .
(2) في (ق) : "ويأتي الناس".
(3) في (ق) و (م) وهامش (س) و (ص) : وقلت.
(4) لفظ: "نعم" لم يرد في (ص) .
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، فمن رجال مسلم.=(11/400)
6794 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ أَبُو الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ الصَّائِدِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ جَمَاعَةً عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَمِلْتُ (1) إِلَيْهِمْ، فَإِذَا رَجُلٌ يُحَدِّثُهُمْ، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
= وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/169 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/214 و15/6، 7، ومسلم (1844) ، وابن ماجه (3956) من طريق وكيع، به.
وسلف برقم (6501) مختصراً، و (6503) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به. وشرحنا هناك مفرداته.
وقوله هنا: فإن ابن عمك يأمرنا؟ بين في الرواية (6503) ما يأمرهم به بقوله: يعني بأكل أموالنا بيننا بالباطل، فأن نقتل أنفسنا، وقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تاكلوا أموالكم بينكم بالباطل) .
وقوله: "فوضع جُمعه": يُبينُه لفظ الرواية (6503) وهو: فجمع يديه، فوضعهما على جبهته.
وسيكرر برقم (6794) و (6815) .
(1) في (ق) : فجلست، ومثله في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن أبي السفر والشعبي -وهو عامر بن شراحيل-، فمن رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (1844) من طريق إسماعيل بن عمر، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وسلف مطولاً ومختصراً برقم (6501) و (6503) و (6793) ، وسيرد برقم=(11/401)
6795 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، فَنَتَحَدَّثُ عِنْدَهُ، فَذَكَرْنَا يَوْمًا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: لَقَدْ ذَكَرْتُمْ رَجُلًا لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ مُنْذُ (1) سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ - فَبَدَأَ بِهِ - وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ " (2)
6796 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ " (3)
6797 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ: " الْمُسْلِمُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ،
__________
= (6815) .
(1) في (س) و (ص) : مذ وفي هامشهما: منذ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (6790) و (6786) أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
(3) إسناده حسن وهو مكرر (6690) سنداً ومتناً.(11/402)
وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ " (1)
6798 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَيْحَانَ بْنِ يَزِيدَ الْعَامِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ (2) "، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " قَوِيٍّ " وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: " وَلَمْ يَرْفَعْهُ سَعْدٌ وَلَا ابْنُهُ - يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ - "
6799 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ،
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن. خليفة بن خياط: هو أبو هبيرة جد خليفة المعروف بشباب.
وأخرجه الطيالسي (2258) عن خليفة بن خياط، بهذا الإسناد.
وهو قطعة من حديث خطبة الفتح، سلف مطولاً برقم (6692) ، وسلف تخريجه من بقية طرقه وذكر شواهده هناك.
قوله: "ويسعى بذمتهم أدناهم"، أي: إن ذمتهم في يد أدناهم يمشي بها، ويسعى، فإذا أعطى لأحدٍ، حصل له الذمةُ من كُلهمْ، فليس لأحدٍ نقضُها. قاله السندي.
(2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ريحان بن يزيد العامري، وثقه ابنُ معين وابنُ حبان، وقال البخاري في "تاريخه" 3/329، ونقله المزي في "التهذيب" 9/262: وقال حجاج، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم سمع ريحاناً -وكان أعرابي صدقٍ-، سمع عبد الله بن عمرو، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وقد سلف برقم (6530) ، وسلف شرحه هناك.(11/403)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ، وَارْقَ (1) ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ (2) آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا " (3)
__________
(1) في (م) : "وارقأ" وعليها شرح السندي.
(2) (عند) ساقطة من (ص) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وزر: هو ابن حبيش.
وأخرجه أبو عُبيد في "فضائل القرآن" ص 37، وابن حبان (766) ، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/498، وأبو داود (1464) ، والترمذي (2914) ، وابن الضريْس في "فضائل القرآن" (111) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (60) و (61) ، والحاكم 1/552، والبيهقي في "السنن" 2/53، والبغوي (1178) ، من طرق، عن سفيان، به. وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/498 أيضاً، وابن الضريْس (112) و (113) و (114) من طريقين، عن عاصم، به.
وله شاهد أخرجه أحمد فيما سيرد (10087) عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح (وهو السمان) عن أبي هريرة، أو أبي سعيد -شك الأعمش-، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد (11360) ، وفي إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف.
قوله: "وارقأ"، قال السندي: من رقأ في الدرجة، بهمزة في آخره، أي: صعد وارتفع، أي: ارتفع في درجات الجنة -قلنا: وفى النسخ الخطية: ارق، من رقي،=(11/404)
6800 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَشْعُرْ، نَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قَالَ: " ارْمِ وَلَا حَرَجَ "، قَالَ آخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ؟ قَالَ: " انْحَرْ وَلَا حَرَجَ "، فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلَا أُخِّرَ إِلَّا قَالَ: " افْعَلْ وَلَا حَرَجَ " (1)
6801 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ، يُحَدِّثُ
__________
= أي: صعد أيضاً-. وقال الخطابي: جاء في الآثر: عددُ آي القرآن على قدر درج الجنة، يقال للقارىء: اقرأ وارتق في الدرج، على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن، فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة، ومن قرأ جزءاً منه كان رقيه في الدرج على قدر ذلك، فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة. انظر "معالم السنن" 1/289، 290.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدى.
عيسى بن طلحة: هو ابن عبيد الله.
وهو في "الموطأ" 1/241.
وأخرجه الشافعي 1/378 (بترتيب السندي) ، والبخاري (83) و (1736) ، ومسلم (1306) (327) ، وأبو داود (2014) ، والنسائي في "الكبرى" (4108) و (4109) ، والدارمي 2/64، 65، والدارقطني 2/251، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/237، وابن حبان (3877) ، والبيهقي في "السنن" 5/140، 141، والبغوي (1963) من طرق، عن مالك، به.
وقد سلف برقم (6484) .(11/405)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: هَجَّرْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَإِنَّا لَجُلُوسٌ إِذِ (1) اخْتَلَفَ رَجُلَانِ فِي آيَةٍ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَقَالَ: " إِنَّمَا هَلَكَتِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ بِاخْتِلَافِهِمْ فِي الْكِتَابِ " (2)
6802 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ يَعْنِي عُبَيْدَ بْنَ الْأَخْنَسِ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُرِيدُ حِفْظَهُ (3) ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ عَنْ ذَلِكَ، وَقَالُوا: تَكْتُبُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا؟ فَأَمْسَكْتُ، حَتَّى ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " اكْتُبْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا خَرَجَ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ " (4)
__________
(1) في (م) : إذا، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن رباح، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (2666) ، والنسائي في "الكبرى" (8095) ، والطبراني في "الأوسط" (2472) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2259) ، من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وقوله: "هجرتُ": من التهجير، بمعنى التبكير، والمبادرة إلى الشيء.
وسلف برقم (6668) ، وذكرنا هناك شواهده.
(3) في (س) : ثم أريد أحفظه. و"أحفظه"وردت في هامش (ص) و (ظ) .
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن عبد الله، وهو ابن أبي مغيث، فقد روى له أبو داود وابن ماجه وهو ثقة. وهو مكرر (6510) سنداً=(11/406)
6803 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ شُعْبَةُ: حُدِّثْنَا عَنْ (1) مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْجَالِسِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ " (2)
6804 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي مُرَيَّةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " النَّفَّاخَانِ فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، رَأْسُ أَحَدِهِمَا بِالْمَشْرِقِ، وَرِجْلَاهُ بِالْمَغْرِبِ "، أَوْ قَالَ: " رَأْسُ أَحَدِهِمَا بِالْمَغْرِبِ وَرِجْلَاهُ بِالْمَشْرِقِ (3) ، يَنْتَظِرَانِ مَتَى يُؤْمَرَانِ يَنْفُخَانِ فِي الصُّورِ، فَيَنْفُخَانِ " (4)
__________
=ومتناً. ولفظ "حق" وقع في (ق) و (س) و (ظ) : "حقاً"، وعليها في الأخيرتين ضبة.
(1) "عن" ترد في (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير هلال بن يساف، وأبي يحيى -وهو الأعرج واسمه مصْدع- فمن رجال مسلم.
منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الطيالسي (2289) ، ومن طريقه أبو عوانة 2/221، والبيهقي في "السنن" 2/491 عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6512) ، وسيأتي برقم (6808) و (6883) .
(3) الظاهر أن المراد بيان طولهما، بأنه لو اضطجع أحدهما، لكان كذلك، لا أن المراد أنهما مضطجعان، والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(4) إسناده ضعيف للشك بين إرساله ووصله، ولجهالة حال أبي مُرية فيما لو=(11/407)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ثبت وصله. وأبو مُرية -والأكثر على أنه أبو مُراية- اسمه عبد الله بنُ عمرو العجلي البصري، تابعي، ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/154، فقال: عبد الله بن عمرو أبو مُراية العجلي، عن سلمان، وعمران بن حصين، رضي الله عنهم، روى عنه قتادة، وأسلم العجلي، سماه علي (يعني ابن المديني) ، وترجمه كذلك مسلم في "الكنى" 2/827، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/118، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 5/31، وضبط كنيته ابنُ نقطة وابنُ الصلاح والذهبي: بضم
الميم، وفتح الراء، وبعد الألف ياء مثناة تحتية، قال ابنُ ناصر الدين في "التوضيح" 8/109: وقال سليمان التيمي: أبو مُرية، بحذف الألف، وتشديد المثناة تحت، حكاه عن التيمي ابنُ منده في "الكنى". قلنا: وهو الوارد هنا في إسناد الحديث من طريق سليمان التيمي، وقد وهم الحسيني في "الإكمال" ص 550، فجعله رجلين، وتابعه ابنُ حجر في "تعجيل المنفعة" ص 519، وتابعهما الشيخ أحمد شاكر، وعد وقوعه في المصادر أبا مراية -بإثبات الألف- خطأ. وقد تحرف اسمه في "إكمال" الحسيني، و"التعجيل" إلى: عبد الله بن عمر، وتحرف اسم الصحابي فيهما أيضاً إلى: عبد الله بن عمر، وتحرفت كنيته في "فتح الباري" 11/318 (الطبعة البولاقية) إلى: أبي هوية، وفي الطبعة السلفية 11/369 إلى: أبي هريرة، وشُكل في "الترغيب والترهيب" 4/382 مرية -بفتح الميم وكسر الراء-، وهو خطأ أيضاً. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين غير أسلم -وهو العجلي البصري- روى له أصحابُ
السنن عدا ابن ماجه، وهو ثقة. يحيى بن سعيد: هو القطان، والتيمي: هو سليمان بن طرخان.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/330، وقال: رواه أحمد على الشك، فإن كان عن أبي مرية، فهو مرسل، ورجاله ثقات! وإن كان عن عبد الله بن عمرو، فهو متصل مسند، ورجاله ثقات!
وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/382، وقال: رواه أحمد بإسناد جيد. هكذا على الشك في إرساله أو اتصاله.
وذكر الحافظ في "الفتح" 10/369 أن الحاكم أخرجه من حديث عبد الله بن=(11/408)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عمرو من غير شك. قلنا: لم نجده في مطبوع "المستدرك"، ووجدنا فيه الحديث الآتي برقم (6805) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند ابن ماجه (4273) ، وفي إسناده الحجاج بن أرطاة وعطية العوفي، وهما ضعيفان، وعند البزار (3424) ، والحاكم 4/559، وفي إسنادهما خارجة بن مصعب، وهو ضعيف جداً، وعندهم أيضاً أن الذي ينفخُ ملكان، وفي بقية أحاديث الباب أن النافخ ملك واحد، وانظر توجيه ذلك في "النهاية" لابن كثير 1/245.
وحديث أبي سعيد الخدري، سيرد في "المسند" (11039) بلفظ: "كيف أنْعمُ وقد التقم صاحبُ القرن القرن، وحنى جبهته، وأصغي سمعه، ينظر متى يُؤمر"، قال المسلمون: يا رسول الله، فما نقول؟ قال: "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا". وفي إسناده عطية العوفي أيضاً، وفيه اضطراب كذلك سنذكره مفصلاً في موضعه إن شاء الله.
وفي الباب أيضاً عن جابر عند أبي نعيم في "الحلية" 3/189 أخرجه عن سليمان بن أحمد (يعني الطبراني) ، عن مطلب (تحرف فيه إلى: مطر) بن شعيب الأزدي، عن محمد بن عبد العزيز الرملي، عن الفريابي، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بلفظ حديث أبي سعيد الخدري. قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، عن جعفر، تفرد به الرملي، عن الفريابي،
قلنا: مطلب بن شعيب، ذكره ابنُ عدي في "الكامل" والذهبي في "الميزان"، والحافظ في "اللسان"، وقال: صدوق، ونقل عن ابن يونس أنه وثقه، ومن فوقه من رجال الصحيح غير أن محمد بن عبد العزيز الرملي -الذي تفرد به- قال الحافظ في مقدمة "الفتح": قال أبو حاتم: هو إلى الضعف ما هو، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال ابن حبان في "الثقات": ربما خالف. اهـ. الفريابي: هو محمد بن يوسف، وجعفر بن محمد: هو الصادق، وأبوه: هو الإمام محمد الباقر.
وعن أبي هريرة عند الحاكم 4/558، 559، أخرجه عن أبي العباس محمد بن=(11/409)
6805 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ أَعْرَابِيًّا، سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصُّورِ؟ فَقَالَ: " قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ " (1)
6806 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرٌ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعِنْدَهُ الْقَوْمُ، فَتَخَطَّى إِلَيْهِ،
__________
= يعقوب (يعني الأصم) ، عن محمد بن هشام بن ملاس، عن مروان بن معاوية الفزاري، عن عبيد الله (تحرف فيه إلى: عمرو) بن عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن طرْف صاحب الصور مذ وُكل به مستعد ينظر نحو العرش، مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، كأن عينيه كوكبان دريان" وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال: على شرط مسلم. وحسنه الحافظ في "الفتح" 11/368.
وعن البراء بن عازب عند الخطيب في"تاريخه" 11/39، بلفظ: "صاحب الصور واضع الصور على فيه مذ خُلق، ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فيه فينفخ"، وفي إسناده عبد الأعلى بن أبي المساور، وهو متروك.
وعن أنس عند الخطيب أيضاً 5/153، وفي إسناده أحمد بن منصور بن حبيب أبو بكر المروزي الخصيب، لم يذكر فيه الخطيب جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكر في الرواة عنه سوى اثنين. ولم نقع له على ترجمة اخرى غير ترجمته في "تاريخ بغداد".
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أسلم -وهو العجلي البصري-، وبشر بن شغاف، روى لهما أصحاب السنن عدا ابن ماجه، وهما ثقتان.
يحيى بن سعيد هو القطان، والتيمي: هو سليمان بن طرخان.
وهو مكرر (6507) .(11/410)
فَمَنَعُوهُ، فَقَالَ: دَعُوهُ، فَأَتَى حَتَّى جَلَسَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ حَفِظْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ " (1)
6807 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَلْتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَيَأْتِي إِلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ " (2)
6808 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ شَيْخٍ يُكَنَّى أَبَا مُوسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو - قَالَ سُفْيَانُ: أُرَاهُ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى بن سعيد: هو القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وهو مكرر (6515) ، وسلف مطولاً برقم (6487) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، فمن رجال مسلم.
وهو مكرر (6793) مختصراً.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي موسي -وهو الحذّاء-، قال أبو حاتم في كنى "الجرح والتعديل" 9/438: لا يُعرف ولا يُسمى. وفرق أبو حاتم بينه وبين أبي موسي الحذّاء المكي المسمى صهيباً، روى عن عبد الله بن عمرو=(11/411)
6809 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ، فَقَالَ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ، أَسْبِغُوا
__________
= أيضا، وروى عنه عمرو بن دينار، ذكره ابنُ أبي حاتم في الأسماء في "الجرح والتعديل" 4/445، وهو الذي سلف حديثُه برقم (6551) ، وفرق بينهما أيضاً ابنُ حبان في "الثقات" 4/381 و5/584، وذكرهما المزي في "التهذيب"، وقال في الثاني: يُحتمل أن يكون هو والذي قبله واحداً، وتبعه ابنُ حجر في "التهذيب" و"التقريب"، والذهبي في "الكاشف"، لكنه -أي الذهبي- جزم في "الميزان" بأنهما واحد، وقال: فما يظهر لي وجهُ التفرقة، ويكون صدوقاً!، وقد رواه الأعمش -كما سيرد- عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الله بن باباه بدلاً من أبي موسى الحذاء، عن عبد الله بن عمرو، فقال الذهبي: ولعله عبد الله بن باباه، فإن الأعمش سماه عن حبيب، عنه. قلنا: وما ذكره الذهبي لم يقله أحد، وقد رجح أبو حاتم رواية الثوري، فقال: الثوري أحفظ.
وشكُّ الثوري في رفعه لا يؤثر فيه، لأن النسائي رواه في "الكبرى" (1370) من طريقه بهذا الإسناد مرفوعاً دون ذكر الشك.
وسلف الحديث بإسناد مرفوع من رواية الثوري نفسه برقم (6512) وسيأتي (6894) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1371) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به، موقوفاً. قال النسائي: وقد روى هذا الحديث غيرُ واحد عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً.
وأخرجه ابنُ ماجه (1229) ، والطبراني في "الأوسط" (340) من طريق الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الله بن باباه، عن عبد الله بن عمرو.
والطرق التي يصح بها الحديث سلف ذكرها برقم (6512) .(11/412)
الْوُضُوءَ " (1)
6810 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ: يَزِيدَ، أَوْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير هلال بن يساف، وأبي يحيى -وهو الأعرج، واسمه مصْدع-، فمن رجال مسلم.
عبد الرحمن: هو ابن مهْدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/77، 78، والطبري في "تفسيره" 6/133، والبيهقي في "السنن" 1/69 من طريق عبد الرحمن بن مهْدي، بهذا الإسناد.
وسلف تخريجه من طريق وكيع، أيضاً برقم (6528) ، وسلف هناك أيضاً ذكر طرقه، فانظره.
وفي الباب عن علي سلف برقم (582) .
وعن أبي هريرة عند البخاري (165) ، ومسلم (242) (28) (29) (30) ، وسيرد عند أحمد (7122) و (9304) و (9554) .
وعن جابر بن عبد الله، سيرد 3/292، 358.
وعن معيقيب، سيرد 3/426، و5/425.
وعن لقيط بن صبرة، سيرد 4/33، 211، وهو عند ابن حبان (1054) و (1087) .
وعن عائشة، سيرد 6/40، 81، 84، 99، وهو عند ابن حبان (1059) .
وعن خالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص عند ابن ماجه (455) .
وعن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي عند ابن خزيمة في "صحيحه" (163) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/38، والبيهقي في "السنن" 1/70،=(11/413)
الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ لَمْ يَفْقَهْهُ " (1)
6811 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ (2) ، وَسُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "
__________
= وصححه الحاكم 1/162.
وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (8109) و (8110) و (8111) و (8112) و (8114) ، والطبري في "تفسيره" 6/134.
وعن أبي ذر عند عبد الرزاق في "المصنف" (64) .
وقد أورده السيوطي ضمن الأحاديث المتواترة برقم (16) .
قوله: "وأعقابهم تلوح"، أي: يظهر للناظر فيها بياض لم يصبه الماء مع إصابته سائر القدم، والأعقاب: جمع عقب، بفتح فكسر: مؤخر القدم.
وقوله: "ويل للأعقاب": المراد: ويلٌ لأصحاب الأعقاب المقصرين في غسلها، نحو: (واسأل القرية) ، والأعقاب تختص بالعذاب إذا قصر في غسلها.
وقوله: "أسبغوا" من الإسباغ، أي: أتموه، وعمموه لجميع أجزاء الوضوء، وهذا يدل على أنه هددهم لتقصيرهم في الوضوء، لا لأجل نجاسة بأعقابهم ما غسلوها، كما زعمه أهل البدعة. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، سواء كان شيخ قتادة يزيد، وهو ابنُ الشخير، أو أبا أيوب، وهو المراغي الأزدي العتكي، واسمه يحيي، ويقال: حبيب بن مالك، فكلاهما ثقة من رجال الشيخين.
وهو مكرر (6535) ، وقطعة من الحديث (6477) .
(2) في (م) : حدثنا وكيع، حدثنا همام، عن قتادة، عن مسعر وسفيان. وهو خطأ.(11/414)
فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ " (1)
6812 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، عَنِ الْجِهَادِ، فَقَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
6813 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُكْتِبِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، مسْعر: هو ابن كدام، وسفيان: هو الثوري، وحبيب بن أبي ثابت صرح بالتحديث في الرواية (6765) و (6858) فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/473، ومن طريقه مسلم (2549) (5) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9284) ، والبخاري (5972) ، وأبو داود (2529) ، والترمذي (1671) ، والنسائي 6/10، وابن حبان (420) من طريق سفيان الثوري، به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وسلف برقم (6525) و (6544) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهْز: هو ابنُ أسد العمي. وحبيب صرح بالسماع كما سيرد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (20) عن علي بن الجعد، عن شعبة، بهذا الإسناد، وصرح فيه حبيبُ بن أبي ثابت بالسماع.
وهو مكرر (6544) و (6765) و (6811) ، وسيأتي برقم (6858) .(11/415)
الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ، وَهُمَا هِجْرَتَانِ: هِجْرَةُ الْحَاضِرِ، وَهِجْرَةُ الْبَادِي، فَأَمَّا هِجْرَةُ الْبَادِي: فَيُطِيعُ إِذَا أُمِرَ، وَيُجِيبُ إِذَا دُعِيَ، وَأَمَّا هِجْرَةُ الْحَاضِرِ: فَهِيَ أَشَدُّهُمَا بَلِيَّةً، وَأَعْظَمُهُمَا أَجْرًا " (1)
6814 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنِ الْمُهَاجِرُ؟ قَالَ: " مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ " (2)
6815 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَايَعَ
__________
(1) حديث صحيح، وهو مكرر قطعة من الحديث (6792) سنداً ومتناً. وانظر (6478) .
وفي الباب عن عبد الله بن حبشي، سيرد 3/412.
وعن عمرو بن عبسة، سيرد 4/385.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زكريا: هو ابن أبي زائدة، وعامر: هو الشعبي.
وأخرجه ابن منْده في "الإيمان" (311) من طريق يحيي بن زكريا، و (312) من طريق يعلى بن عبيد، وأبو نعيم في "الحلية" 4/333 من طريق يزيد بن هارون، ثلاثتهم عن زكريا بن أبي زائدة، بهذا الإسناد مطولاً.
وسيرد مطولاً برقم (6983) ، وهو قطعة من الحديث (6487) .(11/416)
إِمَامًا، فَأَعْطَاهُ ثَمَرَةَ قَلْبِهِ وَصَفْقَةَ يَدِهِ، فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ " (1)
6816 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ خَالِهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَقُتِلَ دُونَهُ، فَهُوَ شَهِيدٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، فمن رجال مسلم.
وهو مكرر (6501) ، ومختصر (6503) و (6793)
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن محمد بن طلحة، فمن رجال مسلم، وعبد الله بن الحسن -وهو ابن الحسن بن علي بن أبي طالب- روى له أصحابُ السنن، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (18562) عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4771) ، والنسائي 7/115 من طريق يحيى بن سعيد، والترمذي (1420) من طريق محمد بن عبد الوهاب الكوفي، ومن طريق عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي 7/115 أيضاً من طريق معاوية بن هشام، أربعتهم عن سفيان الثوري، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد وقع عند النسائي من طريق معاوية بن هشام: محمد بن إبراهيم بن طلحة، وهو وهم، والصواب: إبراهيم بن محمد بن طلحة.
وأخرجه النسائي 7/115، وفي "الكبرى" (3445) من طريق سُعيْر بن الخمس، عن عبد الله بن الحسن، عن عكرمة، عن عبد الله بن عمرو بإسقاط إبراهيم بن محمد بن طلحة، وحديث سفيان أولى بالصواب من حديث سُعيْر، كما=(11/417)
6817 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ (1) : أَخْبَرَنَا فِطْرٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، وَلَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنَّ الْوَاصِلَ مَنْ إِذَا قَطَعَتْهُ رَحِمُهُ وَصَلَهَا (2) " قَالَ يَزِيدُ: الْمُوَاصِلُ
6818 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ،
__________
= قال النسائي فيما نقله عنه المزي في "التحفة" 6/279، ويغلب على الظن أن ما جاء في "المجتبى" وهو قوله: "والصواب حديث سُعيْر بن الخمس" خطأ وقع من النساخ.
وأخرجه البخاري (2480) ، والنسائي (3444) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي الأسود، عن عكرمة، عن عبد الله بن عمرو.
وسلف برقم (6522) ، وسيكرر برقم (6823) و (6829) ، ويأتي بنحوه برقم (6913) و (6922) و (6956) و (7014) و (7030) و (7031) .
وقد تجوز أحمدُ في وصف إبراهيم بن محمد بن طلحة بأنه خال عبد الله بن الحسن، وهو في الحقيقة عمه -كما صرح بذلك في إسناد أبي داود- لأن الحسن والد عبد الله هو أخو إبراهيم بن محمد لأمه، وأمهما هي خولةُ بنتُ منظور بن زبان بن سيار الفزاري. انظر "نسب قريش" للزبيري، ص 285.
(1) "قال": ليست في (ظ) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير فطْر -وهو ابن خليفة- فقد روى له البخاري هذا الحديث مقروناً بغيره.
وسلف برقم (6524) .(11/418)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ: " مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا " قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: " إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا " (1)
6819 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَفَى لِلْمَرْءِ (3) مِنَ الْإِثْمِ أَنْ يُضِيعَ (4) مَنْ يَقُوتُ " (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/518، ومسلم (2321) (68) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2321) (68) أيضا، وابن سعد 1/365، والبيهقي في "السنن" 10/192، وفي "دلائل النبوة" 1/314، 315 من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6504) و (6767) .
(2) في (ظ) : عن الأعمش.
(3) في (ظ) : المرء.
(4) شكلت في (س) : يُضيع. وكلاهما بمعنى.
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهب بن جابر -وهو الخيواني- وإن لم يرو عنه غير أبي إسحاق -وهو السبيعي- قد وثقه ابنُ معين، والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/489، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيحين. أبو إسحاق -وهو السبيعي- اسمه عمرو بن عبد الله، والأعمش قديم السماع منه.
وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (80) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6495) .(11/419)
6820 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ تَحْتَ جَنْبِهِ تَمْرَةً مِنَ (1) اللَّيْلِ، فَأَكَلَهَا، فَلَمْ يَنَمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ بَعْضُ نِسَائِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرِقْتَ الْبَارِحَةَ؟ قَالَ (2) : " إِنِّي وَجَدْتُ تَحْتَ جَنْبِي تَمْرَةً، فَأَكَلْتُهَا، وَكَانَ عِنْدَنَا تَمْرٌ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُ " (3)
6821 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيَّ ثِيَابٌ مُعَصْفَرَةٌ، فَقَالَ: " أَلْقِهَا، فَإِنَّهَا ثِيَابُ الْكُفَّارِ " (4)
6822 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ،
__________
(1) فوقها في (ظ) : في.
(2) في (ق) : فقال.
(3) إسناده حسن. أسامة بن زيد: هو الليثي.
وسلف بنحوه برقم (6720) ، ومختصراً برقم (6691) .
قوله: "أرقت" من أرق، كفرح، إذا سهر، ولم يأخذه النوم لعلة. قاله السندي.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جبير بن نفير فمن رجال مسلم. وهو مكرر (6536) سنداً ومتناً و (6513) .
والمعصفر: المصبوغ بالعصفر، ويشمل الأحمر والأصفر.
وقوله: "فإنها ثياب الكفار"، أي: من شأنهم، وهم الذين يستعملونها، والكلام فى الذكور دون الإناث. أفاده السندي.(11/420)
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَقِيقَةِ؟ فَقَالَ: " لَا أُحِبُّ الْعُقُوقَ، وَمَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْهُ فَلْيَفْعَلْ، عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ " (1)
6823 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ خَالِهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَقُتِلَ دُونَهُ، فَهُوَ شَهِيدٌ ". (2)
6824 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ، وَأَسْنَدَ (3) ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَذَكَرَهُ (4)
__________
(1) إسناده حسن، وهو مكرر (6713) .
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (6816) سنداً ومتناً. وذكرنا هناك أرقام مكرراته في "المسند".
(3) في (ظ) : فأسند.
(4) إسناده حسن، وقوله: فذكره -وفي (ظ) : فذكر مثله- يفيد أنه ذكر الحديث الذي قبله بلفظه أو بنحوه، وسيرد الحديث برقم (7030) ، من طريق عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد، بلفظ: "من قُتل دون ماله فهو شهيد"، وجاء بعده برقم (7031) من طريق عبد الله بن حسن، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو (وهو إسناد الحديث السابق) ، فلم يذكر أيضاً=(11/421)
6825 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَإِسْحَاقُ يَعْنِي الْأَزْرَقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَحَدٌ (1) مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُبْتَلَى بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ، إِلَّا أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْحَفَظَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَهُوَ صَحِيحٌ، مَا
__________
=نص الحديث، بل أحال على سابقه، وقال: مثل ذلك، وهذا يؤكد أن قوله هنا: فذكره أو فذكر مثله، يرجع إلى الحديث الذي قبله، وهو "من أريد ماله بغير حق فقتل دونه فهو شهيد" بلفظه أو بمثله، لكن يُشكل عليه قوله هنا: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطب وأسند ظهره إلى الكعبة. فهذا يشير إلى أن الحديث إنما هو من خطبة الفتح، لكن لم نجد فيها قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من قتل دون ماله فهو شهيد"، وإسناد هذا الحديث (يعني 6824) سلف برقم (6690) ، وذكر فيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطب وهو مسند ظهره إلى الكعبة، لكن متن الحديث فيه: "لا يقتل مسلم بكافر، ولا ذو عهد في عهده"، وسلف أيضاً برقم (6797) ، ومتن الحديث: "المسلمون تكافأ دماؤهم، ويسعى
بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم"، وهذان من خطبة الفتح التي وردت في الحديث المطول (6681) و (6692) .
فلعل زيادة: "خطب وأسند ظهره إلى الكعبة" هنا، إن كان المراد حديث: "من قتل دون ماله فهو شهيد" وهمٌ، أو أن الحديث غيره، والله أعلم.
تنبيه: ذكر الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على هذا الحديث، أنه لم يجد حديث "من أريد ماله بغير حق ... " من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فيما بين يديه من المراجع، وهو في "المسند" برقم (7030) بنحوه، كما تقدم، ثم رجح -أو كاد يوقن- أن هذا الإسناد موضعه الصحيح بعد (6827) الآتي. قلنا: بل إن مجيئه هناك تكرار محض. والله أعلم.
(1) في (ظ) : ما من أحد. وفوق "منْ": لا، خ(11/422)
دَامَ مَحْبُوسًا فِي وَثَاقِي " قَالَ عَبْدُ اللهِ [بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي وَقَالَ إِسْحَاقُ: " اكْتُبُوا لِعَبْدِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ " (1)
6826 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ (2) : حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (3)
6827 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم بن مخيمرة، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/230 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6482) عن إسحاق الأزرق، به، وذكرنا هناك شواهده.
(2) "قال": ليست في (ظ) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم بن مخيمرة، فمن رجال مسلم. أبو حصين بفتح الحاء المهملة: هو عثمان بن عاصم بن حُصين -بضم الحاء المهملة- الأسدي الكوفي.
وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 7/249 من طريق أحمد، بهذا الإسناد، وقال: تفرد به وكيع عن مسعر.
وسلف برقم (6482)(11/423)
وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ " (1)
6828 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضِيعَ مَنْ يَقُوتُ " (2)
6829 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَقَاتَلَ فَقُتِلَ، فَهُوَ شَهِيدٌ " (3)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6690) سنداً ومتناً.
(2) صحيح لغيره، ولهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6495) . عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن محمد بن طلحة فمن رجال مسلم، وعبد الله بن الحسن: هو ابن الحسن بن علي بن أبي طالب، روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وسفيان: هو الثوري.
وقول عبد الله بن الحسن: وأحسب الأعرج حدثني عن أبي هريرة مثله: شك لا يؤثر، لأن عبد الله بن الحسن قد رواه -من غير شك- عن الأعرج، عن أبي هريرة في "مسند أبي هريرة" (8298) .
وأخرجه الترمذي (1420) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6522) و (6816) و (6823) .=(11/424)
وَأَحْسِبُ الْأَعْرَجَ، حَدَّثَنِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلَهُ (1)
6830 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ " (2)
6831 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعُونَ حَسَنَةً، أَعْلَاهُنَّ (3) مَنِيحَةُ الْعَنْزِ، لَا يَعْمَلُ الْعَبْدُ بِحَسَنَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا (4) الْجَنَّةَ " (5)
__________
= ورواية عبد الله بن الحسن، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يرد تخريجها في مسنده برقم (8298) .
(1) في (ظ) وهامش (س) و (ص) و (ق) : بمثله.
(2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الحارث -وهو ابن عبد الرحمن- روى له أصحابُ السنن، وسلف الكلام عنه في الحديث (6532) .
عبدُالملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وابنُ أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغبرة بن الحارث بن أبي ذئب.
(3) في (ظ) : أعلاها. خ.
(4) لفظ: "بها" لم يرد في (ص) و (ق) ، وأشير إليها في هامش (ص) .
(5) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كبشة السلُولي، فمن رجال البخاري. روح: هو ابن عبادة.=(11/425)
6832 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سَلِيمٌ يَعْنِي ابْنَ حَيَّانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَاءَ (1) ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلَغَنِي أَنَّكَ ... "، وَحَدَّثَنَاهُ عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلَغَنِي أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ، فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَلِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَلِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ بِي قُوَّةً، قَالَ: " صُمْ صَوْمَ دَاوُدَ: صُمْ يَوْمًا، وَأَفْطِرْ يَوْمًا " قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عَمْرٍو، يَقُولُ: " يَا لَيْتَنِي (2) كُنْتُ أَخَذْتُ بِالرُّخْصَةِ " وقَالَ عَفَّانُ، وَبَهْزٌ: " إِنِّي أَجِدُ بِي قُوَّةً " (3)
6833 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
__________
= وهو مكرر (6488) .
(1) في (ظ) : قال.
(2) في (ظ) و (ق) : ليتني.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه مسلم (1159) (193) من طريق ابن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 2/264، وابن حبان (3638) من طريق عفان، به. وسقط من مطبوع ابن سعد: سعيد بن ميناء وعبد الله بن عمرو.
وهو قطعة من الحديث (6477) .(11/426)
جِئْتُ لِأُبَايِعَكَ، وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ، قَالَ: " فَارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا " وَأَبَى أَنْ يُبَايِعَهُ (1)
6834 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ فَلَنْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا " (2)
6835 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، سَمِعْتُ سَيْفًا، يُحَدِّثُ، عَنْ رُشَيْدٍ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: حَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَعْنِي وَمَا وَجَدْتَ فِي وَسْقِكَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " (3)
__________
(1) حديث حسن، إسماعيل بن إبراهيم -وهو ابن عُليّة-، وإن سمع من عطاء بعد الاختلاط، قد توبع.
وهو مكرر (6490) ، وسيأتي برقم (6869) و (6909) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (6592) .
(3) إسناده غاية في الضعف، سيف: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 4/171، وقال ابن حبان في "الثقات" 6/425: شيخ، يروي عن رُشيد الهجري، وروى عنه الحكمُ بن عُتيْبة، وزاد البخاري في اسمه، فقال: سيف بياع السابري، ولذا قال الحافظ ابنُ حجر في "تعجيل المنفعة" ص 174: إنه مجهول.=(11/427)
6836 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ الْحَكَمَ، سَمِعْتُ سَيْفًا، يُحَدِّثُ، عَنْ رُشَيْدٍ الْهَجَرِيِّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَدَعْنَا وَمِمَّا (1) وَجَدْتَ فِي وَسْقَيْكَ " (2)
6837 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ
__________
= ورُشيد الهجري قال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/334: يتكلمون فيه، ونقل ابن حجر في "التعجيل" ص 130 عن ابن معين قوله: ليس يساوي حديثه شيئاً، وعن النسائي: ليس بالقوي، وقال الجوزجاني: كذاب.
أما أبوه فمبهم غير معروف، لم يذكر إلا في هذه الرواية، وليس له ذكر في كتب التراجم. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. الحكم: هو ابن عُتيبة.
والحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/171 عن أبي بكر، عن غندر، بهذا الإسناد. ورواه أيضا 3/334 من طريق آدم، وهو ابن أبي إياس، عن شعبة، وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (167) من طريق عاصم بن علي، عن شعبة، به.
وقد سلف متن الحديث بأسانيد صحيحة، وسلف تخريجه برقم (6487) ، وسلف ذكر شواهده برقم (6515) .
والوسْق: مكيلة معلومة، وهو ستون صاعاً، ويعادل حمْل بعير، قال السندي: والمراد هاهنا كتب السابقين، فقد كان عنده من ذلك، وكان أحياناً يُحدث منه، فخاف السائلُ ذلك، فصرح بأن لا يحدث منه. والله تعالى أعلم. قلنا: قد صرحت الرواية الآتية برقم (6953) بذلك.
(1) في هامش (ظ) : وما. خ.
(2) في (ق) وهامش (س) و (ص) : وُسيْقك. وفي هامش (ق) : وسقيك. خ.
وهذا الحديث مكرر سابقه. حسين: هو ابن محمد بن بهرام التميمي المروذي.(11/428)
عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ، وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا، وَبِالْبُخْلِ فَبَخِلُوا، وَبِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا "
قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ " أَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ "، قَالَ: ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ رَجُلٌ آخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ اللهُ، وَالْهِجْرَةُ هِجْرَتَانِ: هِجْرَةُ الْحَاضِرِ وَالْبَادِي، فَأَمَّا الْبَادِي فَإِنَّهُ يُطِيعُ (1) إِذَا أُمِرَ، وَيُجِيبُ إِذَا دُعِيَ،، وَأَمَّا الْحَاضِرُ فَأَعْظَمُهُمَا بَلِيَّةً، وَأَعْظَمُهُمَا أَجْرًا " (2)
6838 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: ذَكَرُوا ابْنَ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ، بَعْدَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيِّ بْنِ
__________
(1) في (ق) : فأما هجرة البادي فإنه يطيع. وفي (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: فأما البادي فيطيع.
(2) إسناده صحيح، وهو مكرر (6487) .(11/429)
كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ " (1)
6839 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، فِي بَيْتِ أَبِي عُبَيْدَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يُحَدِّثُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ، سَمَّعَ اللهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ، وَصَغَّرَهُ وَحَقَّرَهُ " قَالَ: " فَذَرَفَتْ عَيْنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ " (2)
6840 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ (3) مِنْ أَكْبَرِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، ومسروق: هو ابنُ الأجدع.
وأخرجه البخاري (3806) ، وابن حبان (7128) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2245) ، والبخاري (3758) و (3808) و (4999) ، والنسائي في "الكبرى" (7996) و (8229) و (8259) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/537، 538، وأبو نعيم في "الحلية" 1/176 من طريق شعبة، به.
وسلف برقم (6523) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. والرجل المبهم: هو خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة، كما بينا في الحديث (6509) .
وسيأتي أيضاً برقم (6986) و (7085) .
(3) لفظ: "إن" لم يرد في (ص) .(11/430)
الذَّنْبِ أَنْ يَسُبَّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ "، قَالُوا: وَكَيْفَ يَسُبُّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: " يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ، فَيَسُبُّ أُمَّهُ " (1)
6841 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ لَمْ يَفْقَهْهُ " (2)
6842 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه مسلم (90) (146) ، وابن حبان (412) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في "مسنده" 1/55 من طريق حجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2269) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (325) ، وأبو عوانة 1/55، والبغوي في "شرح السنة" (3427) ، وابن حبان (412) من طرق، عن شعبة، به.
وسلف برقم (6529) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، ويزيد بن عبد الله: هو ابن الشخير.
وأخرجه ابنُ ماجه (1347) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2949) ، والنسائي في "الكبرى" (8067) ، وابن ماجه (1347) أيضاً، والدارمي 1/350، من طرق، عن شعبة، به.
وسلف برقم (6535) و (6810) ، ومطولاً برقم (6546) و (6775) .
وهو قطعة من الحديث (6477) .(11/431)
سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ جَابِرٍ، يَقُولُ (1) : إِنَّ مَوْلًى لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ لَهُ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُقِيمَ هَذَا الشَّهْرَ هَاهُنَا بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَقَالَ لَهُ: تَرَكْتَ لِأَهْلِكَ مَا يَقُوتُهُمْ هَذَا الشَّهْرَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ فَاتْرُكْ لَهُمْ مَا يَقُوتُهُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضِيعَ مَنْ يَقُوتُ " (2)
6843 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأِ الْقُرْآنَ فِي شَهْرٍ "، فَقُلْتُ (3) : إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَلَمْ أَزَلْ (4) أَطْلُبُ إِلَيْهِ، حَتَّى قَالَ: " اقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي خَمْسَةِ أَيَّامٍ، وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ "، قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَصُمْ أَحَبَّ الصَّوْمِ (5) إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، صَوْمِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ
__________
(1) في (س) و (ص) و (ق) : يحدث. وعلى هامشها: يقول. صح.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سلف التعريف برجاله برقم (6495) .
وأخرجه الطيالسي (2281) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/467 عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخوجه البغوي (2404) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، به.
(3) في هامش (ظ) : فقلت له.
(4) في هامش (ظ) : قال: فلم ... خ.
(5) في (ظ) : الصيام. وخ: الصوم.(11/432)
يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا " (1)
6844 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ شَتَّى " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العباس: هو السائب بن فروخ.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/214، و"الكبرى" (2708) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2256) من طريق عمرو بن مرة، عن أبي العباس، به، بلفظ: "أمره أن يقرأ القرآن في خمس".
وقسمُ القراءة أيضاً أخرجه الترمذي (2946) ، والنسائي في "الكبرى" (8065) ، والدارمي 2/471، والبغوي (1223) ، من طريق مطرف بن طريف، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي بردة، عن ابن عمرو، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، يستغرب من حديث أبي بردة، عن عبد الله بن عمرو.
وقد سلف مطولاً برقم (6477) .
وسلف الجمع بين الروايات في كم يختم القرآن في التعليق على الحديث (6506) (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عامر الأحول: هو عامر بن عبد الواحد الأحول البصري، وثقه أبو حاتم وابن معين وابنُ حبان، وضعفه أحمد والنسائي، وقال ابن عدي: لا أرى برواياته بأساً.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1736 من طريق يحيى بن كثير، عن شعبة، بهذا الإسناد.(11/433)
6845 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ نَفَرًا كَانُوا جُلُوسًا بِبَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ كَذَا وَكَذَا؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ كَذَا وَكَذَا؟ فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ، فَقَالَ: " بِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ أَوْ بِهَذَا بُعِثْتُمْ؟ أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؟ إِنَّمَا ضَلَّتِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ فِي مِثْلِ هَذَا، إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِمَّا هَاهُنَا فِي شَيْءٍ، انْظُرُوا الَّذِي أُمِرْتُمْ بِهِ، فَاعْمَلُوا بِهِ، وَالَّذِي نُهِيتُمْ عَنْهُ (1) ، فَانْتَهُوا (2) " (3)
6846 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= وهو مكرر (6664) .
(1) في (س) : نهيتكم عنه. وفي الهامش: نهيتم عنه.
(2) في (ظ) : فانتهوا عنه.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6668) إسماعيل: هو ابن علية.
قوله: "أو بهذا بعثتم"، قال السندي: لفظ ابن ماجه: "بهذا أمرتم؟ ولهذا خلقتكم؟! " فلعل المراد بالبعث الخلقُ والإحداث من العدم إلى الوجود، وقد علم أن بحثهم كان في القدر، فالمراد: هذا البحث عن القدر والاختصام فيه، هل هو المقصود من خلقكم، أو هو الذي وقع التكليف به حتى اجترأتم عليه، يريد أنه ليس بشيء من الأمرين، فأي حاجة إليه(11/434)
عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَنَازَعُونَ فِي الْقَدَرِ، هَذَا يَنْزِعُ آيَةً، وَهَذَا يَنْزِعُ آيَةً، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
6847 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَشْهَدُ بِاللهِ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُحِلُّهَا وَيَحُلُّ بِهِ (2) رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، لَوْ وُزِنَتْ ذُنُوبُهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَوَزَنَتْهَا " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6668) . يونس: هو ابن محمد المؤدب، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل، ومطر الوراق: هو ابن طهمان، وهو ضعيف، لكنه متابع.
قوله: "هذا ينزع آية"، أي: يجرها إلى نفسه، ويستدل بها على مقصوده.
(2) في (ظ) : يحُلها وتحل به.
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن رفعه كما قال ابن كثير في "النهاية" 8/345 قد يكون غلطاً، وإنما هو من كلام عبد الله بن عمرو. وانظر الحديث (461) من مسند عثمان. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وإسحاق بن سعيد: هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/284، 285، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وقد سلف برقم (6200) عن محمد بن كناسة، عن إسحاق بن سعيد، بهذا الإسناد، لكن من حديث عبد الله بن عمر، والأرجح أن الحديث هو من "مسند عبد الله بن عمرو بن العاص" لأمرين:
أحدهما: أن الحديث سيرد مطولاً برقم (7043) وفيه يقول ابن الزبير: فانظر=(11/435)
6848 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اعْبُدُوا الرَّحْمَنَ، وَأَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَادْخُلُوا الْجِنَانَ " (1)
6849 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِمُحَمَّدٍ وَحْدَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ حَجَبْتَهَا عَنْ نَاسٍ كَثِيرٍ " (2)
__________
= أن لا تكون هو يا ابن عمرو، فإنك قد قرأت الكتُب، وهذا الوصف ينطبق على عبد الله بن عمرو بن العاص، لأنه كان معروفاً بقراءة كتب أهل الكتاب.
والثاني: أن راوي حديث ابن عمر ابنُ كناسة -وهو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى-، وهو -وإن وثقوه- في الضبط دون أبي النضر هاشم بن القاسم راوي حديث ابن عمرو بن العاص، ولم يرو له إلا النسائي.
وقد أورد ابن كثير حديثي ابن عمر وابن عمرو من "المسند" عند تفسير قوله تعالى: (ومن يُرِدْ فيه بإلحاد بظلم ... ) [الحج: 25] ، وقال: ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب من هذين الوجهين.
قوله: "يُحلها": من الإحلال، والضمير لمكة، "ويُحل به" على بناء المفعول وتذكيره باعتبار البلد، أي: يُحل فيه دمُ رجل. ويحتمل بناء الفاعل، كأنه بمنزلة التأكيد للأول، والتقدير: ويحُل فيه الحرمات رجل. قاله السندي.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، همام -وهو ابن يحيى العوْذي- سمع من عطاء بعد الاختلاط، وباقي رجاله ثقات غير عطاء. عفان: هو ابن مسلم، والسائب والد عطاء: هو ابن مالك أو ابن زيد.
وقد سلف برقم (6587) ، وذكرنا هناك شواهده، وانظر (6581) و (6615) .
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، حماد بن سلمة سمع من=(11/436)
6850 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَتْ أُمَيْمَةُ بِنْتُ رُقَيْقَةَ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُبَايِعُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَقَالَ: " أُبَايِعُكِ عَلَى (1) أَنْ لَا تُشْرِكِي بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقِي وَلَا تَزْنِي، وَلَا تَقْتُلِي وَلَدَكِ، وَلَا تَأْتِي بِبُهْتَانٍ تَفْتَرِينَهُ بَيْنَ يَدَيْكِ وَرِجْلَيْكِ، وَلَا تَنُوحِي، وَلَا تَبَرَّجِي تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى " (2)
6851 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، قَالَ:
__________
= عطاء بن السائب قبل الاختلاط، وهو مكرر (6590) سنداً ومتناً.
(1) في (م) : عن. وهو خطأ.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. ابن عياش -وهو إسماعيل- إذا حدث عن الشاميين، فحديثُه عنهم جيد، وحديثُه هنا عن سليمان بن سُليم الشامي.
خلفُ بن الوليد: هو البغدادي العتكي، وثقه ابنُ معين وأبو زرعة وأبو حاتم، ولم يرْو له أصحابُ الكتب الستة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/37، وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
قلنا: فاته أن ينسبه لأحمد.
وله شاهد من حديث أميمة بنت رُقيقة، سيرد 6/357، وهو عند ابن حبان برقم (4553) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
قوله: "ولا تأتي ببهتان" قال السندي: قيل: هو إلحاق المرأة بزوجها غير ولده، وكانت المرأة تلتقط مولوداً، فتقول لزوجها: هذا ولدي منك. وسمي بهتانا بين يديها ورجليها، لأن الولد إذا خرج من بطن الأم يقع بين يديها ورجليها.(11/437)
أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَلْقَى بَيْنَ يَدَيَّ صَحِيفَةً، فَقَالَ: هَذَا مَا كَتَبَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرْتُ فِيهَا، فَإِذَا فِيهَا: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي مَا أَقُولُ (1) إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ، قُلْ: اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ (2) الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا، أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ " (3)
6852 - حَدَّثَنَا أَبُو مُغِيرَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: هَبَطْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا عَلَيَّ رَيْطَةٌ مُضَرَّجَةٌ بِعُصْفُرٍ، فَقَالَ: " مَا هَذِهِ؟ "، فَعَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَرِهَهَا، فَأَتَيْتُ أَهْلِي
__________
(1) في هامش (س) و (ص) : دعاء أقول. خ.
(2) في (ظ) : وشر.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. ابن عياش -وهو إسماعيل- صدوقٌ في روايته عن أهل بلده، وهذا منها. وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي (3529) من طريق إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وسلف برقم (6597) ، وذكرنا هناك شاهده.(11/438)
وَهُمْ يَسْجُرُونَ تَنُّورَهُمْ، فَلَفَفْتُهَا، ثُمَّ أَلْقَيْتُهَا فِيهِ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا فَعَلَتِ الرَّيْطَةُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: قَدْ عَرَفْتُ مَا كَرِهْتَ مِنْهَا، فَأَتَيْتُ أَهْلِي وَهُمْ يَسْجُرُونَ تَنُّورَهُمْ فَأَلْقَيْتُهَا فِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَهَلَّا كَسَوْتَهَا بَعْضَ أَهْلِكَ " (1)
6852 م - وَذَكَرَ أَنَّهُ حِينَ هَبَطَ بِهِمْ مِنْ ثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ " صَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) إسناده حسن، أبو مغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي.
وأخرجه أبو داود (4066) ، وابنُ ماجه (3603) من طريق عيسى بن يونس، عن هشام بن الغاز، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/369، والحاكم 4/190 من طريقين عن عمرو بن شعيب، به، وقال الحاكم: لهذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقد اتفق الشيخان رضي الله عنهما من النهي عن لبس المعصفر للرجل على حديث علي رضي الله عنه، ووافقه الذهبي.
والنهيُ عن لبس المعصفر مختص بالرجال دون النساء، ففي "مصنف" عبد الرزاق (19956) بإسناد صحيح عن عائشة بنت سعد، قالت: رأيتُ ستاً من أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلبسن المعصفر.
وانظر رواية النهي عن لبس المعصفر برقم (6513) .
وثنية أذاخر: موضع بين الحرمين قريب من مكة. قال ابن إسحاق -فيما نقله ياقوت-: لما وصل رسولُ اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة عام الفتح دخل من أذاخر حتى نزل بأعلى مكة، وضُربت هناك قُبته.
والريْطةُ: كل ثوب رقيق لين من كتان، لم يكن قطعتين متضامتين بل واحدة.
مضرجة بعُصْفر: مصبوغة بالحمرة دون المشبع وفوق المورد.
يسجرون: من سجرت التنور، كنصر، إذا أحميته.(11/439)
إِلَى جَدْرٍ (1) اتَّخَذَهُ قِبْلَةً، فَأَقْبَلَتْ بَهْمَةٌ تَمُرُّ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا زَالَ يُدَارِئُهَا، وَيَدْنُو مِنَ الْجَدْرِ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى بَطْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ لَصِقَ (2) بِالْجِدَارِ، وَمَرَّتْ مِنْ خَلْفِهِ " (3)
6853 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ السَّلُولِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعُونَ حَسَنَةً، أَعْلَاهَا مِنْحَةُ الْعَنْزِ، مَا مِنْهَا حَسَنَةٌ يَعْمَلُ بِهَا عَبْدٌ رَجَاءَ ثَوَابِهَا وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا الْجَنَّةَ " (4)
__________
(1) في (ظ) : جدار. وكلاهما بمعنى.
(2) في هامش (س) و (ص) : لصقت.
(3) صحيح، وهذا إسناد حسن وهو إسناد سابقه.
وأخرجه أبو داود (708) ، والبيهقي في "السنن" 2/268 من طريق مسدد، عن عيسى بن يونس، عن هشام بن الغاز، به.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند ابن حبان (2371) بإسناد صحيح، وقد سلف في مسنده برقم (3174) بإسناد منقطع.
والجدْر: بفتح جيم وتكسر، وسكون دال: الجدار، أو أصل الجدار.
والبهمة: بفتح الموحدة وسكون هاء: ولد الضأن ذكراً كان أو أنثى.
يُدارئها، بهمزة في آخره: أي. يدافعها. قاله السندي
(4) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كبشة السلُولي، فمن رجال البخاري. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/184 من طريق أبى المغيرة، بهذا الإسناد.=(11/440)
6854 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ - الَّذِي كَانَ يَسْكُنُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ -، قَالَ: ثُمَّ سَأَلْتُهُ: هَلْ سَمِعْتَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ شَارِبَ الْخَمْرِ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي فَيَقْبَلَ اللهُ مِنْهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا " (1)
6854 م - قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقَهُ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ فِي ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ نُورِهِ مَا شَاءَ فَأَلْقَاهُ عَلَيْهِمْ، فَأَصَابَ النُّورُ مَنْ شَاءَ أَنْ يُصِيبَهُ، وَأَخْطَأَ مَنْ
__________
= وهو مكرر (6488) ، وشُرحت ألفاظه هناك.
(1) حديث صحيح، عروة بن رُويم -وهو أبو القاسم اللخمي الأردني-، وثقه ابن معين ودُحيم والنسائي، وقال الدارقطني: لا بأس به، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وعامة أحاديثه مرسلة وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن الديلمي -وهو عبد الله بن فيروز- فقد روى له أصحابُ السنن غير الترمذي، وهو ثقة. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي، ومحمد بن مهاجر: هو الأنصاري الشامي أخو عمرو.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "الرحلة في طلب الحديث" برقم (48) من طريق عبد الله بن يوسف، عن محمد بن مهاجر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/314 من طريق عثمان بن حصْن بن علاق، عن عروة بن رُويم، به
وسلف برقم (6644) بإسناد صحيح، وبرقم (6659) و (6773) .
وانظر "ذيل القول المسدد" الحديث (17) .(11/441)
شَاءَ، فَمَنْ أَصَابَهُ النُّورُ يَوْمَئِذٍ فَقَدِ (1) اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ (2) يَوْمَئِذٍ ضَلَّ، فَلِذَلِكَ قُلْتُ: جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ " (3)
6855 - وحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جُنَادَةَ الْمَعَافِرِيُّ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَسَنَتُهُ، فَإِذَا فَارَقَ الدُّنْيَا، فَارَقَ السِّجْنَ وَالسَّنَةَ " (4)
__________
(1) "فقد": ليست في (ظ) .
(2) وقع في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: "أخطأ" دون هاء.
(3) حديث صحيح، وإسناده هو إسنادُ سابقه. وسلف برقم (6644) بإسناد صحيح.
(4) إسناده ضعيف. عبد الله بن جنادة المعافري لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه إلا يحيى بن أيوب وسعيد بن أبي أيوب كما ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/25، وقد ترجمه الحسيني في "الإكمال" ص 231، وجاء فيه: البصري، وهو تحريف، صوابه: المصري. وباقي رجاله رجال الصحيح غير علي بن إسحاق -وهو السلمي- وهو ثقة أخرج له الترمذي. عبد الله: هو ابن المبارك، ويحيي بن أيوب: هو الغافقي المصري، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وهو عند ابن المبارك في "الزهد" (598) .
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (346) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/177، والبغوي (4106) من طرق، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وتحرف اسم عبد الله بن جنادة في مطبوع "الحلية" إلى: هبة الله بن جنادة، وتحرف فيه اسم الصحابي إلى: عبد الرحمن بن عمرو.=(11/442)
6856 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً مِثْلَ هَذِهِ - وَأَشَارَ إِلَى مِثْلِ جُمْجُمَةٍ (1) -، أُرْسِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَهِيَ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، لَبَلَغَتِ الْأَرْضَ
__________
= وأخرجه الحاكم 4/315 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، به، وسكت عنه هو والذهبي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/288، 289، وقال: رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن جنادة، وهو ثقة وللحديث أصل في الصحيح من حديث أبي هريرة عند مسلم (2956) ، ولفظه: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"، سيرد (8296) و (9065) و (10292) .
وفي الباب عن ابن عمر عند البزار (3645) ، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/340، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/401، والقضاعي في "مسند الشهاب" (145) ، وأرده الهيثمي في "المجمع" 10/289، وقال: رواه البزار بسندين أحدهما ضعيف، والآخر فيه جماعة لم أعرفهم.
قوله: "سجن المؤمن": إما لأنها لا تخلو عن تعب ومشقة عادة، أو لأنها بالنظر إلى ما أعد الله له من الكرامة سجن، وإن كان في غاية من العيش ونهاية من الرخاء.
قاله السندي.
وقال الإمام النووي: معناه أن كل مؤمن مسجون، ممنوع في الدنيا من الشهوات المحرمة والمكروهة، مكلف بفعل الطاعات الشاقة، فإذا مات استراح من هذا، وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له من النعيم الدائم والراحة الخالصة من المنغصات.
قوله: "وسنتُه": السنة بفتح السين وتخفيف النون: الجدب والقحط.
(1) في هامش (ظ) : جمجمته. خ.(11/443)
قَبْلَ اللَّيْلِ، وَلَوْ أَنَّهَا أُرْسِلَتْ مِنْ رَأْسِ السِّلْسِلَةِ، لَسَارَتْ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا، اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ أَصْلَهَا، أَوْ قَعْرَهَا " (1)
__________
(1) إسناده حسن. علي بن إسحاق: هو السُلمي، وسعيد بن يزيد: هو الحمْيري القتْباني، وأبو السمْح: هو دراج بن سمعان السهمي، وهو صدوق حسن الحديث إلا في روايته عن أبي الهيثم، فضعيف، وعيسى بن هلال: هو الصدفي المصري، أورده يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر 2/515، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحديثه عند أصحاب السنن.
وهو عند ابن المبارك في"الزهد" (290) من زوائد نعيم بن حماد.
وأخرجه الترمذي (2588) ، والطبري في تفسير قوله تعالى: (ثم في سلْسلةٍ فرْعُها سبعون فراعاً فاسْلُكُوه) [الحاقة: 32] من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد، قال الترمذي: هذا إسناد حسن صحيح، والذي نقله المنذري عنه في "الترغيب والترهيب" 4/473، والمزي في "الأطراف" 6/374، وابن كثير في
"التفسير" 8/243 أنه قال: حديث حسن.
وأخرجه مختصراً الحاكم 2/438، 439، ومن طريقه البيهقي في "البعث" (581) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، عن سعيد بن يزيد، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
والمراد بالسماء والأرض في الحديث سماءُ جهنم وأرضُها. وقد نفل الأحوذي في "تحفته" 7/313 عن التوربشتي قوله: بين مدي قعر جهنم بأبلغ ما يمكن من البيان، فإن الرصاص من الجواهر الرزينة، والجوهر كلما كان أتم رزانة، كان أسرع هبوطاً إلى مستقره، لا سيما إذا انضم إلى رزانته كبر جرمه، ثم قدره على الشكل الدوري، فإنه أقوى انحداراً، وأبلغ مروراً في الجو. قال القاري: فالمختار عنده
أن المراد بالجمجمة جمجمة الرأس.
قلنا: قد ورد في مطبوع الترمذي، و"تلخيص" الذهبي لـ"مستدرك" الحاكم 2/438 لفظ: "رُضاضة" بضادين معجمتين، بدل: "رصاصة" ورضاضةُ كل شيء فتاته وكسارتُه.=(11/444)
6857 - حَدَّثَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو شُجَاعٍ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1)
6858 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ، - وَكَانَ رَجُلًا شَاعِرًا - سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: " أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ " (2) قَالَ بَهْزٌ: أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ (3) ،
__________
=وسيأتي (6857) .
(1) إسناده حسن، الحسن بن عيسى: هو ابن ماسرْجس أبو علي النيسابوري، مولى عبد الله بن المبارك، كان نصرانياً، وأسلم على يدي مولاه ابن المبارك، روى عنه مسلم وأبو داود والبخاري في غير "صحيحه"، وأحمدُ بن حنبل وابنُه عبد الله.
وقد ورد هذا الحديث في نسخة (ظ) من زيادات عبد الله، وكتب في أوله كلمة: زيادة. وورد في باقي النسخ من مرويات أبيه الإمام أحمد.
وهو مكرر (6856) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (6812) . عفان: هو ابن مسلم، وبهْز: هو ابن أسد العمي، وأبو العباس: هو السائب بن فروخ، وحبيب بن أبي ثابت صرح بسماعه منه، فانتفت شبهة تدليسه.
وقول بهز: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، هو حكاية لكلام شعبة، يريد أن شعبة قال في تحديثه له: أخبرني حبيب، أي: صرح بسماعه منه. وفي رواية بهز أيضاً قال أبو العباس: سألتُ ابن عمرو، بدل: "سمعت".
وسلف أيضا برقم (6765) و (6811) . وانظر (6525) .
(3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أخبرني ابن أبي ثابت، بحذف اسم حبيب(11/445)
عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو (1)
6859 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَظُنُّهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ - شُعْبَةُ شَكَّ -: قَامَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: " فَهَلْ (2) لَكَ وَالِدَانِ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أُمِّي، قَالَ: " انْطَلِقْ فَبِرَّهَا "، قَالَ: فَانْطَلَقَ يَتَخَلَّلُ الرِّكَابَ (3)
6860 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنَ الشَّامِ، - وَكَانَ (4) يَتْبَعُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَيَسْمَعُ - قَالَ: كُنْتُ مَعَهُ فَلَقِيَ نَوْفًا، فَقَالَ نَوْفٌ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ لِمَلَائِكَتِهِ: ادْعُوا لِي عِبَادِي، قَالُوا: يَا رَبِّ، كَيْفَ وَالسَّمَاوَاتُ السَّبْعُ دُونَهُمْ، وَالْعَرْشُ
__________
(1) "بن عمرو" وردت في (س) و (ص) على الهامش، وأمامها: خ.
(2) في (ص) : هل.
(3) إسناده ضعيف، عطاء والد يعلى -وهو العامري الطائفي-، قال الحافظ في "التهذيب": قال أبو الحسن ابن القطان: مجهول الحال، ما روى عنه غير ابنه يعلى، وتبعه الذهبي في "الميزان". ثم إن شعبة شك في وصله وإرساله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير يعلى بن عطاء فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمّي.
ولم يورده الهيثمي في "المجمع"، وهو على شرطه.
ومعناه صحيح تقدم بأسانيد صحيحة، منها الحديث الذي قبله.
وقوله: "يتخلل الركاب"، أي: يدخلُ بينها وهو منطلق. يقال: تخللهم: دخل بينهم.
(4) في (ظ) : كان.(11/446)
فَوْقَ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ إِذَا قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اسْتَجَابُوا، قَالَ: يَقُولُ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ أَوْ غَيْرَهَا، قَالَ: فَجَلَسَ قَوْمٌ أَنَا فِيهِمْ يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ الْأُخْرَى، قَالَ: فَأَقْبَلَ إِلَيْنَا يُسْرِعُ الْمَشْيَ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَفْعِهِ إِزَارَهُ لِيَكُونَ أَحَثَّ (1) لَهُ فِي الْمَشْيِ، فَانْتَهَى إِلَيْنَا، فَقَالَ: " أَلَا أَبْشِرُوا، هَذَاكَ رَبُّكُمْ أَمَرَ بِبَابِ السَّمَاءِ الْوُسْطَى - أَوْ قَالَ: بِبَابِ السَّمَاءِ - فَفُتِحَ، فَفَاخَرَ بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ، قَالَ (2) : انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي، أَدَّوْا حَقًّا مِنْ حَقِّي، ثُمَّ هُمْ يَنْتَظِرُونَ أَدَاءَ حَقٍّ آخَرَ يُؤَدُّونَهُ " (3)
6861 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ،
__________
(1) في (ص) و (ق) : أحث. وفي (س) أهملت من النقط، ووقع محلها في (ظ) بياض. وقيدها السندي في حاشيته على المسند بالثاء المثلثة.
(2) في (ظ) : فقال.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، بهْز: هو ابن أسد العمي البصري، وثابت: هو ابن أسلم البناني، والرجل المبهم من أهل الشام هو أبو أيوب المراغي الأزدي العتكي، كما هو مصرح به برقم (6750) و (6752) ، وسلف تخريجه في الموضع الأول منهما. نوْف: هو ابن فضالة البكالي ابن امرأة كعب الأحبار، قال الحافظ: كذب ابنُ عباس ما رواه عن أهل الكتاب. وسيأتي برقم (6946) .
وقوله: "ذُكر لنا" على بناء المفعول، أي: في الكتب السابقة، أو ألسنة بعض الأنبياء السابقين عليهم السلام.
وقوله: "كيف"، أي: كيف يحضرون عندك؟
وقوله: "استجابوا"، أي: دعوتكم بالحضور عندي.
قولى: "أحث" بتشديد المثلثة، أي: أسرع، ومنه قوله تعالى: (يطلبه حثيثاً) .
قال ذلك كله السندي.(11/447)
عَنْ صُهَيْبٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ ذَبَحَ عُصْفُورًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، سَأَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قِيلَ: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: "يَذْبَحُهُ ذَبْحًا، وَلَا يَأْخُذُ بِعُنُقِهِ فَيَقْطَعَهُ " (1)
6862 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، بَلَغَنِي أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ، فَلَا تَفْعَلَنَّ (2) ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَإِنَّ لِعَيْنَيْكَ عَلَيْكَ حَظًّا، أَفْطِرْ وَصُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً؟ قَالَ: " صُمْ صَوْمَ دَاوُدَ، صُمْ يَوْمًا، وَأَفْطِرْ يَوْمًا " قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ، يَقُولُ: " يَا لَيْتَنِي كُنْتُ أَخَذْتُ بِالرُّخْصَةِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة صهيب الحذاء، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
عفان: هو ابن مسلم. وهو مكرر (6551) . وجاء في (س) و (ص) : "تذْبحُه ذبحاً ولا تأخُذُ بعُنُقه فتقطعه" بالتاء في الأفعال، وجاءت في (ظ) مهملة تحتمل الوجهين: التاء والياء.
(2) كذا في (ص) و (ظ) و (ق) وفي (س) : فلا، ولا تفعلن. وفي هامش (ص) : ولا. خ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وهو مكرر (6832) . وانظر (6477)(11/448)
6863 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " صُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَمَا زَالَ حَتَّى قَالَ: " صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا "
فَقَالَ لَهُ: " اقْرَأ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ "، قَالَ: إِنِّي (1) أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَمَا زَالَ حَتَّى قَالَ: " اقْرَأ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ " (2)
6864 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، فَهُوَ مُنَافِقٌ، أَوْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ الْأَرْبَعِ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ، حَتَّى يَدَعَهَا، إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ " (3)
6865 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي الْوَاسِطِيَّ الطَّحَّانَ، حَدَّثَنَا
__________
(1) في (ظ) : فإني.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مغيرة: هو ابن مقْسم الضبي.
وأخرجه البخاري (1978) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وهو قطعة من الحديث (6477) . وانظر ما قبله.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وهو مكرر (6768) سنداً ومتناً.(11/449)
أَبُو سِنَانٍ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ شَيْخٍ، مِنَ النَّخَعِ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ إِيلِيَاءَ، فَصَلَّيْتُ إِلَى سَارِيَةٍ رَكْعَتَيْنِ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَصَلَّى قَرِيبًا مِنِّي، فَمَالَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَإِذَا هُوَ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، فَجَاءَهُ رَسُولُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ: أَنْ أَجِبْ، قَالَ: هَذَا يَنْهَانِي (2) أَنْ أُحَدِّثَكُمَا (3) كَمَا كَانَ أَبُوهُ يَنْهَانِي، وَإِنِّي سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَمِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ" (4)
6866 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ،
__________
(1) "هو" ليس في (ظ) .
(2) "أن" ليس في (م) .
(3) في (ظ) : أحدث. وفي طبعة الشيخ أحمد شاكر: أحدثكم.
(4) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الشيخ الذي روى عنه عبد الله بن أبي الهُذيل. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم، وخالد الواسطي الطحان: هو ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/362 من طريق يحيى الحماني، عن خالد الواسطي، بهذا الإسناد
وسلف مرفوعه برقم (6557) ، وذكرنا هناك شواهده.
وقول ابن عمرو: إن هذا ينهاني أن أحدث ... الخ، كأنه ذكر الحديث المذكور للتنبيه على أنه إذا لم يحدث بالعلم صار علما لا ينفع. قاله السندي.(11/450)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ صَامَ الْأَبَدَ فَلَا صَامَ " (1)
6867 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن مصعب القرقساني مختلف فيه، وهو حسن الحديث في المتابعات، وقد توبع. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه ابنُ حبان (3581) من طريق الوليد بن مسلم الدمشقي، وأبو نعيم في "الحلية" 3/320 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/206، و"الكبرى" (2689) و (2690) من طرق، عن الأوزاعي، عن عطاء، عمن سمع ابن عمرو، عن ابن عمرو، وجهالة شيخ عطاء هنا لا تضر، فقد تابعه أبو العباس المكي في الرواية الآتية في "المسند" (6874) .
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/204، وفي "الكبرى" (2687) و (2688) من طرق، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وورد في "الكبرى": عبد الله بن عمرو، طبعة دار الكتب العلمية، وهو خطأ، وجاء على الصواب: عبد الله بن عمر في "تحفة الأشراف" 6/12، وفي طبعة الشيخ عبد الصمد شرف الدين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" أيضاً 4/205 و206 من طريق الأوزاعي، عمن سمع ابن عُمر، عن ابن عُمر.
وسيكرر برقم (6988) ، وسلفت قطعة منه بالأرقام (6527) ، وفيه ذكر شواهده، و (6766) و (6789) ، ومطولاً برقم (6477) .(11/451)
أُخْبِرْتُ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَعَمْ، قَالَ: " فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا (1) ، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، قَالَ: فَشَدَّدْتُ، فَشُدِّدَ عَلَيَّ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: " فَصُمْ مِنْ كُلِّ جُمُعَةٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، قَالَ: فَشَدَّدْتُ، فَشُدِّدَ عَلَيَّ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: " صُمْ صَوْمَ نَبِيِّ اللهِ دَاوُدَ، وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا كَانَ صِيَامُ دَاوُدَ؟ قَالَ: " كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا " (2)
__________
(1) في (ظ) : وإن لزورك عليك حقاً، ولزوجك عليك حقاً.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن مصعب القرقساني، قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يحيي: هو ابن أبي كثير.
وأخرجه ابن سعد 4/264 عن محمد بن مصعب القرقساني، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1975) و (5199) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/85، وابن حبان (3571) ، والبيهقي في "السنن" 4/299، من طرق، عن الأوزاعي، به.
وأخرجه البخاري (1974) و (6134) ، ومسلم (1159) (182) و (183) ، والنسائي في "المجتبى" 4/211، وفي "الكبرى" (2699) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/85، وابن خزيمة (2110) ، من طرق، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/283، 284 من طريق محمد بن عمرو بن(11/452)
6868 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَّى بِهِمْ يَوْمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ، يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُهُ، فَقَامَ بِالنَّاسِ، فَقِيلَ: لَا يَرْكَعُ، فَرَكَعَ (1) ، فَقِيلَ: لَا يَرْفَعُ، فَرَفَعَ، فَقِيلَ: لَا يَسْجُدُ، وَسَجَدَ (2) ، فَقِيلَ: لَا يَرْفَعُ (3) ، فَقَامَ فِي الثَّانِيَةِ، فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَتَجَلَّتِ الشَّمْسُ " (4)
__________
= علقمة، عن أبي سلمة، به.
وسيأتي برقم (6876) و (6878) و (6880) ، وسلف مطولاً برقم (6477) ، ومختصراً برقم (6862) .
قال ابنُ حبان 8/338: قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وإنّ لزوْرك عليك حقاً" ليس في خبرٍ إلا في هذا الخبر، وفيه دليلٌ على إباحة إفطار المرء لضيفٍ ينزلُ به، وزائرٍ يزورُه.
قال البخاري في "صحيحه" 10/531: يُقال: هو زوْر، وهؤلاء زوْر وضيْف، ومعناه: أضيافه وزُوّاره، لأنها مصدر، مثل: قوم رضاً وعدل، ويقال: ماء غور، وماءان غور، ومياه غور.
قال الحافظ: وقال غيره: الزوْرُ جمع زائر، كراكب وركْب، وهو قولُ أبي عبيدة، وجزم به في "الصحاح".
(1) في (ظ) : وركع.
(2) في (ق) : فسجد. وأشير إليها في هامش (س) و (ص) .
(3) قوله: "فجلس، فقيل: لا يسجد، وسجد، فقيل: لا يرفع" سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(4) صحيح، وهذا إسناد حسن، عطاء بن السائب روى له أصحابُ السنن والبخاري متابعة، وهو صدوق حسن الحديث إذا كان الراوي عنه ممن روى عنه قبل=(11/453)
6869 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي جِئْتُ لِأُبَايِعَكَ عَلَى الْهِجْرَةِ (1) ، وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ؟ قَالَ: " فَارْجِعْ إِلَيْهِمَا، فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا " (2)
__________
= اختلاطه، وسفيان وهو الثوري من هؤلاء. وأبوه السائب ثقة روى له الأربعة والبخاري في "الأدب المفرد".
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4938) .
وأخرجه ابن خزيمة (1393) ، والحاكم 1/329، والبيهقي في "السنن" 3/324 من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه المذكورون أيضاً من طريق سفيان، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه (وهو عطاء العامري) ، عن ابن عمرو. قال الحاكم: حديث الثوري عن يعلى بن عطاء غريب صحيح، فقد احتج الشيخان بمؤمل بن إسماعيل، ولم يخرجاه، فأما عطاء بن السائب، فإنهما لم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلنا: عبارة "المستدرك" هذه مضطربة، ولا يبنى بعضها على بعض، وقد صحح الحاكم حديث يعلى بن عطاء، عن أبيه عطاء العامري، عن ابن عمرو، ووافقه الذهبي، مع أن عطاء والد يعلى قال: أبو الحسن ابن القطان مجهولُ الحال، لم يرو عنه غير ابنه يعلى، وتبعه الذهبي في "الميزان" 3/78.
وقوله: "فقد احتج الشيخان بمؤمل بن إسماعيل" وهم منه، فإنهما لم يحتجا به، ولم يخرج له سوى البخاري تعليقاً، وهو سييء الحفظ.
(1) قوله: "على الهجرة" ثبت في النسخ الخطية، وسقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) إسناده حسن، سفيان -وهو الثوري- سمع من عطاء قبل الاختلاط=(11/454)
6870 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُصَابُ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ، إِلَّا أَمَرَ اللهُ تَعَالَى الْحَفَظَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ، قَالَ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنَ الْخَيْرِ، مَا دَامَ مَحْبُوسًا فِي وَثَاقِي " (1)
6871 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: لَمَّا جَاءَتْنَا بَيْعَةُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَدِمْتُ الشَّامَ، فَأُخْبِرْتُ بِمَقَامٍ يَقُومُهُ نَوْفٌ، فَجِئْتُهُ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، فَاشْتَدَّ النَّاسُ، عَلَيْهِ خَمِيصَةٌ، وَإِذَا (2) هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَلَمَّا رَآهُ نَوْفٌ أَمْسَكَ عَنِ الْحَدِيثِ،
__________
= السائب والد عطاء: هو ابن مالك، أو ابن زيد، ثقة، روى له أصحاب السنن، والبخاري في "الأدب المفرد".
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9285) .
وأخرجه البخاري في "الآدب المفرد" (13) ، وأبو داود (2528) ، والبيهقي في "السنن" 9/26، والحاكم 2/154، والبغوي (2639) ، من طرق عن سفيان الثوري، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وسلف برقم (6490) و (6833) ، وسيأتي برقم (6909) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم بن مخيمرة فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. سفيان: هو الثوري.
وهو مكرر (6482) .
(2) في (س) : فإذا. وأشير إليها في هامش (ص) .(11/455)
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، يَنْحَازُ النَّاسُ إِلَى مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ، لَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ (1) إِلَّا شِرَارُ أَهْلِهَا، تَلْفِظُهُمْ أَرَضُوهُمْ، تَقْذَرُهُمْ نَفْسُ اللهِ، تَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا، وَتَأْكُلُ مَنْ تَخَلَّفَ "
قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيَخْرُجُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ، كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ - حَتَّى عَدَّهَا زِيَادَةً عَلَى عَشْرَةِ مَرَّاتٍ - كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ، حَتَّى يَخْرُجَ الدَّجَّالُ فِي بَقِيَّتِهِمْ " (2)
__________
(1) ضرب عليها في (ظ) ، وكتب في الهامش: الأرضين، وفوقها: صح.
(2) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ثم إنه معلول كما سيأتي. معمر: هو ابن راشد، وقتادة: هو ابن دعامة السدُوسي. نوْف الوارد ذكره في الحديث: هو البكالي.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (20790) ، ومن طريقه أخرجه الحاكم 4/486، والبغوي (4008) ، وسكت عنه الحاكم هو والذهبي.
وأخرجه بقسميه الطيالسي (2293) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 6/53، 54، عن هشام الدستوائي، عن قتادة، به. ومن طريق الطيالسي، سيرد برقم (6952) .
وأخرج القسم الأول منه مختصراً أبو داود (2482) من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه هشام، عن قتادة، به.
وأخرجه الطبري في تفسير قوله تعالى: (وقال إني مهاجر إلى ربي) =(11/456)
6872 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: شَكَّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ فِي الْحَوْضِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سَبْرَةَ - رَجُلٌ مِنْ صَحَابَةِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ: فَإِنَّ أَبَاكَ حِينَ انْطَلَقَ وَافِدًا إِلَى مُعَاوِيَةَ انْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، فَحَدَّثَنِي مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ، حَدِيثًا
__________
= [العنكبوت: 26] من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، مُعْضلاً.
وأورده الهيثمي مختصراً في "المجمع" 6/228، وقال: رواه أحمد في حديث طويل، وشهر ثقة، وفيه كلام لا يضر!
وأخرجه الحاكم 4/510، 511 في قصة من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن موسى بن عُلى بن رباح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن عبد الله بن عمرو، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، مع أن في إسناده كاتب الليث لم يخرج له الشيخان ولا أحدُهما، وإنما علق له البخاري، ثم هو في حفظه شيء.
وقد أخرجه مختصراً بنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 232 بنفس إسناد الحاكم، لكن جاء في آخره أن عُلي بن رباح قال لأبي هريرة: أسمعت ذلك من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: أو من كعب الكتابين. فالحديثُ معلول بهذا، ووقفُه على كعب الأحبار أشبه.
والحديث سلف في "مسند" عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (5562) من رواية شهر بن حوشب أيضاً، وفيه أبو جناب الكلبي، وهو ضعيفٌ أيضاً. وذكرنا هناك شواهد يصح بها بعضُه، فانظره لزاماً.
وسيرد برقم (6952) .
والخميصة: قال ابنُ الأثير: هي ثوب خز أو صوف مُعْلم، وقيل: لا تُسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة، وكانت من لباس الناس قديماً، وجمعها الخمائص.
وتتمة شرح الحديث سلفت في حديث ابن عمر المذكور آنفاً.(11/457)
سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمْلَاهُ عَلَيَّ، وَكَتَبْتُهُ، قَالَ: فَإِنِّي أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَمَا أَعْرَقْتَ هَذَا الْبِرْذَوْنَ حَتَّى تَأْتِيَنِي بِالْكِتَابِ، قَالَ: فَرَكِبْتُ الْبِرْذَوْنَ، فَرَكَضْتُهُ حَتَّى عَرِقَ، فَأَتَيْتُهُ بِالْكِتَابِ، فَإِذَا فِيهِ - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخَوَّنَ الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ، حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَحُّشُ، وَقَطِيعَةُ الْأَرْحَامِ، وَسُوءُ الْجِوَارِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ (1) ، إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ الْقِطْعَةِ مِنَ الذَّهَبِ، نَفَخَ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا فَلَمْ تَغَيَّرْ، وَلَمْ تَنْقُصْ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ النَّحْلَةِ، أَكَلَتْ طَيِّبًا، وَوَضَعَتْ طَيِّبًا، وَوَقَعَتْ فَلَمْ تُكْسَرْ وَلَمْ تَفْسُدْ "
قَالَ: وَقَالَ: " أَلَا وإِنَّ (2) لِي حَوْضًا مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْهِ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى مَكَّةَ - أَوْ قَالَ: صَنْعَاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ - وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الْأَبَارِيقِ مِثْلَ الْكَوَاكِبِ، هُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا " (3) قَالَ
__________
(1) متن الحديث في (ظ) : لا تقم الساعةُ حتى يظهر الفُحش والتفحش، وسوء الجوار، وقطيعةُ الأرحام، وحتى يُخوّن الأمين، وُيؤتمن الخائن، إن أسلم المسلمين لمن سلم المسلمون من لسانه ويده، وإن أفضل الهجرة لمن هجر ما نهى الله عز وجل عنه، والذي نفس محمد بيده ...
(2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: ألا إن.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي سبرة، وقد فصلنا القول فيه في الرواية رقم (6514) . معمر: هو ابن راشد، ومطر: هو ابن طهمان الوراق، وهو=(11/458)
أَبُو سَبْرَةَ: فَأَخَذَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ الْكِتَابَ، فَجَزِعْتُ عَلَيْهِ، فَلَقِيَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَاللهِ لَأَنَا أَحْفَظُ لَهُ مِنِّي لِسُورَةٍ (1) مِنَ الْقُرْآنِ، فَحَدَّثَنِي بِهِ كَمَا كَانَ فِي الْكِتَابِ، سَوَاءً (2)
6873 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَكِيمِ بْنِ صَفْوَانَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: جَمَعْتُ الْقُرْآنَ، فَقَرَأْتُهُ فِي لَيْلَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَطُولَ عَلَيْكَ الزَّمَانُ، وَأَنْ تَمَلَّ، اقْرَأْ بِهِ فِي كُلِّ شَهْرٍ "، قُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَمِنْ شَبَابِي، قَالَ: " اقْرَأْ بِهِ فِي عِشْرِينَ "، قُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَمِنْ شَبَابِي، قَالَ: "
__________
= ضعيف لكنه متابع.
وسلف بأخصر من هنا برقم (6514) ، وخرجناه مع ذكر شواهد فقراته هناك.
وتمثيلُ المؤمن بالنحلة له شاهد من حديث أبي رزين العُقيلي عند النسائي في "الكبرى" (11278) ، وابن حبان (247) ، وفي إسناده وكيع بن عدس لم يوثقه غير ابن حبان.
قوله: "لما أعْرقْت"، أي: إلا أعرقت بالإسراع. والبرذون: واحد البراذين، وهي غير العراب من الخيل، وُيعرف باسم الكديش.
قوله: "فركضته"، يقال: ركض الفرس: إذا استحثه برجله ليعدو.
(1) في هامش (س) و (ص) : الحمد.
(2) جاء في هامش (س) هنا ما نصه: هذا الحديث النسخ فيه مختلفة، فليحرر من أصل صحيح. قلنا: ومن اختلاف نسخه اختلافُ نسخة (ظ) عن بقية النسخ، كما سلف، وأشار إلى ذلك السندي في حاشيته على "المسند".(11/459)
اقْرَأْ بِهِ فِي عَشْرٍ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَمِنْ شَبَابِي، قَالَ: " اقْرَأْ بِهِ فِي كُلِّ (1) سَبْعٍ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَمِنْ شَبَابِي، فَأَبَى (2)
6874 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، يَزْعُمُ أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ، الشَّاعِرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أَصُومُ أَسْرُدُ، وَأُصَلِّي اللَّيْلَ. قَالَ: فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيَّ، وَإِمَّا لَقِيتُهُ، فَقَالَ: " أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ وَلَا تُفْطِرُ، وَتُصَلِّي اللَّيْلَ؟ فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ لِعَيْنِكَ حَظًّا (3) ، وَلِنَفْسِكَ حَظًّا، وَلِأَهْلِكَ حَظًّا، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ وَنَمْ، وَصُمْ مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، وَلَكَ أَجْرُ تِسْعَةٍ "، قَالَ: إِنِّي أَجِدُنِي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ: " فَصُمْ صِيَامَ دَاوُدَ "، قَالَ:
__________
(1) لفظ: "كل" لم يرد في (ظ) .
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن حكيم بن صفوان لم يرو عنه غير ابن أبي مليكة -وهو عبد الله-، ولم يوثقه غير ابن حبان 5/522، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد صرح ابن جُريج بالتحديث.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5956) ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/285.
وسلف برقم (6516) ، ومطولاً برقم (6477) ، وذكرنا التوفيق بين الروايات في كم يختم القرآن برقم (6506) .
(3) في (ص) و (م) : لعينك. وهو ما أثبته الشيخ أحمد شاكر في طبعته.(11/460)
فَكَيْفَ (1) كَانَ دَاوُدُ يَصُومُ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى "، قَالَ: مَنْ لِي بِهَذِهِ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ - قَالَ عَطَاءٌ: فَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَكَرَ صِيَامَ الْأَبَدِ -، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَرَوْحٌ: " لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ " مَرَّتَيْنِ (2)
6875 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ (3) بْنُ حَوْشَبٍ، - رَجُلٌ صَالِحٌ - أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ هُذَيْلٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَمَنْزِلُهُ فِي الْحِلِّ،
__________
(1) في (ظ) : وكيف. وفوقها: فكيف.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وابنُ جريج قد صرح بالسماع من عطاء، وهو ابن أبي رباح. ابن بكر: هو محمد بن بكر بن عثمان البُرساني، وروْح: هو ابن عُبادة، وأبو العباس: هو السائب بن فروخ.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7863) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1159) (186) ، وابن خزيمة (2109) .
وأخرجه مسلم أيضاً (1159) (186) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1977) ، والنسائي في "المجتبى" 4/206 و215، وفي "الكبرى" (2691) و (2709) من طرق عن ابن جريج، به.
وأخرجه ابن خزيمة (2152) من طريق عمرو بن دينار، عن أبي العباس، به، بنحوه مختصراً.
وسلف برقم (6766) و (6867) ، وسيأتي (6876) و (6880) ، وهو قطعة من الحديث (6477) .
(3) وقع في (ص) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: عمرو. وهو خطأ.(11/461)
وَمَسْجِدُهُ فِي الْحَرَمِ، قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ رَأَى أُمَّ سَعِيدٍ (1) ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ مُتَقَلِّدَةً قَوْسًا، وَهِيَ تَمْشِي مِشْيَةَ الرَّجُلِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ (2) الْهُذَلِيُّ: فَقُلْتُ: هَذِهِ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ أَبِي جَهْلٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِالرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ، وَلَا مَنْ تَشَبَّهَ بِالنِّسَاءِ مِنَ الرِّجَالِ " (3)
__________
(1) شكلت فى (س) : سُعيد، بضم السين، قال السندي: ضبط بالتصغير، وظاهر كلام الحافظ في "الإصابة" أنه بالتكبير، فإنه جمعها مع أم سعيد والدة سعيد بن زيد الذي هو أحد العشرة المبشرين، ولا شك أنه لا يصح التصغير هناك.
والله تعالى أعلم.
(2) في (ظ) : فقال.
(3) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عمر بن حوشب -كما ذكر ابنُ القطان فيما نقله عنه الحافظ ابنُ حجر في "التهذيب"، والذهبي في "الميزان"، ووصفُ عبد الرزاق له بأنه رجل صالح ليس توثيقاً له-، ولإبهام الرجل من هُذيل، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 3/321 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقال: غريب من حديث عمرو عن عطاء، ولم نكتبه إلا من هذا الوجه. وتحرف في المطبوع عمر بن حوشب، إلى: عمرو.
وأخرجه العُقيلي في "الضعفاء" 2/232 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وتحرف في المطبوع عمر بن حوشب، إلى: عمرو.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/102، 103، وقال: رواه أحمد، والهُذلي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. ورواه الطبراني باختصار، وأسقط الهُذلى المبهم، فعلى هذا رجال الطبراني كلهم ثقات.
وأوره الحافظ ابن حجر في "الإصابة" مختصراً (في ترجمة أم سعيد بنت أبي=(11/462)
6876 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَسَأَلَنِي، وَهُوَ يَظُنُّ أَنِّي لِأُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَةِ عُقْبَةَ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَنَا لِلْكَلْبِيَّةِ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتِي، فَقَالَ: " أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ؟ فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ "، قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَاقْرَأْهُ فِي نِصْفِ كُلِّ شَهْرٍ " (1) ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ، لَا تَزِيدَنَّ، وَبَلَغَنِي أَنَّكَ تَصُومُ الدَّهْرَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي لَأَصُومُهُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَصُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَصُمْ مِنْ كُلِّ جُمُعَةٍ يَوْمَيْنِ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَصُمْ
__________
= جهل) ، ونسبه لأحمد والطبراني في "الكبير"، وقال: ورجاله ثقات إلا الهذلي فإنه لم يُسم.
وللمرفوع منه شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (5885) سلف برقم (3151) ، ولفظه: لعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال.
وآخر من حديث ابن عمر سلف (5328) .
وثالث من حديث عائشة عند الحميدي (272) ، وأبي داود (4099) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7804) .
(1) في (ظ) : "فاقرأه في كل نصف شهر" وهو لفظ الحديث (6880) .(11/463)
صِيَامَ دَاوُدَ، صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، فَإِنَّهُ أَعْدَلُ الصِّيَامِ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ لَا يُخْلِفُ إِذَا وَعَدَ، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى " (1)
6877 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنِي الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
__________
(1) صحيح لغيره، محمد بن إسحاق -وإن عنعن- توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي.
وأخرجه بطوله النسائي في "المجتبى" 4/212، و"الكبرى" (2701) من طريق محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقسم القراءة أخرجه أبو داود (1388) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، به.
وأخرجه البخاري (5054) ، ومسلم (1159) (184) ، والبيهقي في "السنن" 2/396 من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، به.
وقسم الصيام أخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 1/284 من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، به.
وأورده بطوله الهيثمي في "المجمع" 4/167، وقال: هو في "الصحيح"، خلا قوله: "وكان لا يُخلف إذا وعد"، رواه أحمد، وفيه محمد بن إسحاق، وهو ثقة، ولكنه مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وسلف برقم (6867) ، وسيأتي برقم (6878) و (6880) .
وهو قطعة من الحديث (6477) . وانظر (6873) و (6874) و (6877) .
قوله: "وكان لا يخلف إذا وعد": كأنه ذكره تنبيهاً لعبد الله على ثباته على ما قرر له. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
وقوله: للكلبية: يعني أن أمه هي تماضر بنت الأصبغ الكلبية، لا أم كلثوم=(11/464)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِصِيَامٍ، قَالَ: " صُمْ يَوْمًا وَلَكَ أَجْرُ تِسْعَةٍ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، فَزِدْنِي، قَالَ: " صُمْ يَوْمَيْنِ، وَلَكَ أَجْرُ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ (1) " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، فَزِدْنِي، قَالَ: " فَصُمْ (2) ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَكَ أَجْرُ سَبْعَةِ أَيَّامٍ "، قَالَ: فَمَا زَالَ يَحُطُّ لِي، حَتَّى قَالَ: " إِنَّ أَفْضَلَ الصَّوْمِ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ، أَوْ نَبِيِّ اللهِ دَاوُدَ - شَكَّ الْجُرَيْرِيُّ - صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا " فَقَالَ عَبْدُ اللهِ، لَمَّا ضَعُفَ (3) : " لَيْتَنِي كُنْتُ قَنَعْتُ بِمَا أَمَرَنِي بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (4)
6878 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
__________
= ابنة عقبة، وهي زوج أخرى لعبد الرحمن بن عوف. وانظر (6880) .
(1) لفظ: "أيام" لم يرد في (ظ) .
(2) في (س) و (ص) : صم.
(3) في (م) وهامش (س) و (ص) و (ظ) : ضعفت.
(4) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب بن عطاء -وهو الخفاف-، فمن رجال مسلم، لكن الجُريري -وهو سعيد بن إياس-، اختلط قبل موته بثلاث سنين، وسماعُ عبد الوهاب الخفاف منه لم يتحرر لنا أهو قبل الاختلاط أم بعده.
أبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، ومُطرف بن عبد الله: هو أخو يزيد وهو حديث صحيح بغير هذه السياقة، فقد سلف مختصراً برقم (6545) ، وسيأتي برقم (6915) و (7087) و (7098) ، وهو قطعة من الحديث (6477) .(11/465)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ بَيْتَهُ، فَقَالَ: " يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَكَلَّفُ قِيَامَ اللَّيْلِ وَصِيَامَ النَّهَارِ؟ " قَالَ: إِنِّي لَأَفْعَلُ، فَقَالَ: " إِنَّ حَسْبَكَ، وَلَا أَقُولُ: افْعَلْ، أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، فَكَأَنَّكَ قَدْ صُمْتَ الدَّهْرَ كُلَّهُ "، قَالَ: فَغَلَّظْتُ فَغُلِّظَ (1) عَلَيَّ، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنِّي لَأَجِدُ قُوَّةً (2) مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " إِنَّ مِنْ حَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ جُمُعَةٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، قَالَ: فَغَلَّظْتُ فَغُلِّظَ (1) عَلَيَّ، فَقُلْتُ: إِنِّي لَأَجِدُ بِي قُوَّةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْدَلُ الصِّيَامِ عِنْدَ اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، نِصْفُ الدَّهْرِ " (3) ، ثُمَّ قَالَ: " لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقٌّ، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقٌّ " قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ، يَصُومُ ذَلِكَ الصِّيَامَ، حَتَّى إِذَا (4) أَدْرَكَهُ السِّنُّ وَالضَّعْفُ، كَانَ يَقُولُ: " لَأَنْ أَكُونَ قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي " (5)
__________
(1) شكلت في (س) : فغلظ، يعني بالبناء للمفعول.
(2) في (ظ) : لأجد بي قوة. وكتب فوقها: صح.
(3) في (ظ) : صام نصف الدهر. وفوقها: صح.
(4) "إذا": لم ترد في (ق) و (م) .
(5) صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي، روى له البخاري مقروناً ومسلم متابعة، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الوهاب بن عطاء: هو الخفاف، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وسلف برقم (6760) و (6761) و (6762) و (6766) و (6832) و (6862) =(11/466)
6879 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، سَمِعْتُ (1) أَبِي، يَذْكُرُهُ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ إِذَا كُنَّ فِي الرَّجُلِ فَهُوَ الْمُنَافِقُ الْخَالِصُ: إِنْ حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِنْ وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِنِ اؤْتُمِنَ خَانَ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ، لَمْ يَزَلْ - يَعْنِي -، فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ، حَتَّى يَدَعَهَا " (2)
__________
= و (6867) و (6874) و (6876) . وهو قطعة من الحديث (6477) .
(1) في (ظ) : قال: سمعت.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ورُوي مرفوعا وموقوفاً، والمرفوع أصح. الوليد بن القاسم: مختلف فيه، وثقه أحمد، وضعفه ابنُ معين، وقال ابنُ عدي: إذا روى عن ثقة، وروى عنه ثقة، فلا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وفي "المجروحين والضعفاء"، وأبوه القاسم بن الوليد: وثقه ابن معين، وابن سعد، والعجلي، وقال: وهو في عداد الشيوخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطىء ويخالف. أبو الحجاج: هو مجاهد بن جبر.
وسلف برقم (6768) من طريق مسروق، عن عبد الله بن عمرو، بلفظ: "أربع من كن فيه ... "، وفيه بدل قوله: "وإذا اؤتمن خان"، قوله: "وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر".
وباللفظ الوارد هنا أخرجه الفريابي في "صفة المنافق" (16) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن غندر، عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن صبيح بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو موقوفا. وصبيح بن عبد الله لم يرو عنه غير سماك بن حرب، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 4/318، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/449، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/382.
وبقية رجاله رجال الصحيح.=(11/467)
6880 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ دَارَهُ، فَسَأَلَنِي، وَهُوَ يَظُنُّ أَنِّي مِنْ بَنِي أُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَةِ عُقْبَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّمَا أَنَا لِلْكَلْبِيَّةِ ابْنَةِ الْأَصْبَغِ، وَقَدْ جِئْتُكَ لِأَسْأَلَكَ عَمَّا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْكَ أَوْ قَالَ لَكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَأَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَلَأَصُومَنَّ الدَّهْرَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِّي، فَجَاءَنِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي، فَقَالَ: " أَلَمْ يَبْلُغْنِي يَا عَبْدَ اللهِ أَنَّكَ تَقُولُ: لَأَصُومَنَّ الدَّهْرَ، وَلَأَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قد (2) قُلْتُ ذَاكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ: " فَلَا تَفْعَلْ، صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَصُمِ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ "، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ: " فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، فَإِنَّهُ أَعْدَلُ الصِّيَامِ عِنْدَ اللهِ، وَهُوَ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَانَ لَا يُخْلِفُ إِذَا وَعَدَ، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى، وَاقْرَأِ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ
__________
= وأخرجه مطولاً الفريابي أيضاً (17) عن هشام بن عمار الدمشقي، عن أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن ابن عمرو موقوفاً. وابن لهيعة سيىء الحفظ، وبقية رجاله ثقات.
(1) قوله: "عن محمد بن إسحاق" سقط من طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) "قد": لم ترد في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.(11/468)
شَهْرٍ مَرَّةً "، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي لَأَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ: " فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ نِصْفِ شَهْرٍ مَرَّةً "، قَالَ: قُلْتُ (1) : إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ: " فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ (2) لَا تَزِيدَنَّ عَلَى ذَلِكَ "، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
6881 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: جَلَسَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَرْوَانَ بِالْمَدِينَةِ، فَسَمِعُوهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ فِي الْآيَاتِ: أَنَّ أَوَّلَهَا خُرُوجُ الدَّجَّالِ، قَالَ: فَانْصَرَفَ النَّفَرُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَحَدَّثُوهُ بِالَّذِي سَمِعُوهُ مِنْ مَرْوَانَ فِي الْآيَاتِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَمْ يَقُلْ مَرْوَانُ شَيْئًا، قَدْ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ (4) حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ ضُحًى، فَأَيَّتُهُمَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى أَثَرِهَا " ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ - وَكَانَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ -: " وَأَظُنُّ أُولَاهَا (5)
__________
(1) في (ظ) : فقلت.
(2) في هامش (س) و (ص) : سبوع. وهو بمعنى الأسبوع.
(3) صحيح لغيره، وهو مكرر (6876) ، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وهو قطعة من الحديث (6477) .
(4) "مثل": ليست في (ظ) .
(5) في (ظ) : أولاهما. وكتبت في هامش (س) و (ص) .(11/469)
خُرُوجًا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَذَلِكَ أَنَّهَا كُلَّمَا غَرَبَتْ أَتَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ، وَاسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ، فَأُذِنَ لَهَا فِي الرُّجُوعِ، حَتَّى إِذَا بَدَا لِلَّهِ (1) أَنْ تَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَعَلَتْ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ: أَتَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ، وَاسْتَأْذَنَتْ (2) فِي الرُّجُوعِ، فَلَمْ يُرَدَّ عَلَيْهَا شَيْءٌ (3) ، ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوعِ، فَلَا يُرَدُّ عَلَيْهَا شَيْءٌ، ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ فَلَا يُرَدُّ عَلَيْهَا شَيْءٌ، حَتَّى إِذَا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَذْهَبَ، وَعَرَفَتْ أَنَّهُ إِنْ (4) أُذِنَ لَهَا فِي الرُّجُوعِ، لَمْ تُدْرِكِ الْمَشْرِقَ، قَالَتْ: رَبِّ، مَا أَبْعَدَ الْمَشْرِقَ، مَنْ لِي بِالنَّاسِ؟ حَتَّى إِذَا صَارَ الْأُفُقُ كَأَنَّهُ طَوْقٌ، اسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ، فَيُقَالُ (5) لَهَا: مِنْ مَكَانِكِ فَاطْلُعِي، فَطَلَعَتْ عَلَى النَّاسِ مِنْ مَغْرِبِهَا "، ثُمَّ تَلَا عَبْدُ اللهِ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} (6) [الأنعام: 158] (7)
__________
(1) لفظه عند ابن أبي شيبة: حتى إذا شاء الله. وعند عبد بن حميد: فإذا أراد الله.
(2) كذا في النسخ، ووقع في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: فاستأذنت.
(3) في (ق) : شيئاً، وكتبت في هامش (س) و (ص) .
(4) في (ظ) : لو. وفي هامشها: إن. خ الحافظ.
(5) في (ظ) : فقيل.
(6) في (ظ) : ذلك يوم) لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت
في إيمانها خيراً (.
(7) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن=(11/470)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
حيان التيمي من تيم الرباب الكوفي.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" [سورة الأنعام: آية 158] من طريق ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/67 من طريق محمد بن بشر، ومسلم (2941) (118) من طريق عبد الله بن نمير (بالمرفوع منه فحسب) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (326) ، والحاكم 4/547، من طريق جعفر بن عون، ثلاثتهم عن أبي حيان، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه عبد الرزاق (20810) ، ومن طريقه الحاكم أيضاً 4/500 عن معمر، عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابر، عن ابن عمرو، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، مع أنه -أي الذهبي- قال في وهب بن جابر في "الميزان": لا يكاد يعرف.
قلنا: قد وثقه ابن معين، وعبارة: "عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابر" تحرفت في مطبوع "المستدرك"، إلى: "عن إسحاق بن وهب، عن جابر".
وأخرجه الطبري أيضاً في تفسير سورة الأنعام آية 158، والبزار (3401) من طريق حماد، عن أبي حيان، عن الشعبي، عن ابن عمرو. قال الهيثمى: بعضه في الصحيح.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/8، 9، وقال: في الصحيح طرف من أوله، ورواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح.
قلنا: طرفه الذي في الصحيح سلف برقم (6531) .
قوله: "لم يقل مروان شيئاً": قال السندي: يريد أنه باطل لا أصل له، لكن نقل البيهقي عن الحليمي أن أول الآيات خروج الدجال، ثم نزول عيسى، ثم خروج يأجوج ومأجوج، ثم خروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وذلك لأن الكفار يسلمون في زمان عيسى حتى تكون الدعوة واحدة، ولو كانت الشمس طلعت من مغربها قبل خروج الدجال ونزول عيسى لم ينفع الكفار إيمانهم أيام عيسى، ولو لم=(11/471)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ينفعهم، لما صار الدين واحدا، ولذلك أول بعضهم هذا الحديث بأن الآيات إما أمارات دالةٌ على قرب قيام الساعة أو على وجودها، ومن الأول الدجال ونحوه، ومن الثاني طلوع الشمس ونحوه، فأولية طلوع الشمس إنما هي بالنسبة للقسم الثاني.
وقال ابن كثير: المراد في الحديث بيان أول الآيات غير المألوفة، فالدجال وغيره -وإن كان قبل ذلك- هو وأمثالُه مألوف لكونه بشراً، فأما خروج الدابة على شكل غريب غير مألوف، ومخاطبتُها الناس ووسمُها إياهم بالإيمان أو الكفر فأمر خارج عن مجاري العادات، وذلك أول الآيات الأرضية، كما أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الأيات السماوية.
قلت (القائل السندي) : لكن قول الحليمي: ولو كانت الشمس طلعت من مغربها قبل خروج الدجال لم ينفع الكفار إيمانُهم ... الخ، مبني على أن الإيمان لا ينفع من بعد طلوع الشمس إلى قيام الساعة، وفيه أنه يُمكن أن يُقال: إنه لا ينفع من علم به بالمشاهدة أو بالتواتر، وينفعُ بعد ذلك من عدم فيه أحدهما، فقد قال تعالى: (يوم يأتي بعضُ آيات ربك لا ينفعُ نفساً إيمانها) ، أي: فلم يقل: لم ينفع منه إلى القيامة، بل قال: لا ينفع ذلك اليوم، فليتأمل. ثم رأيتُ بعض من صنف في البعث والنشور قال مثل ما قلتُ، قال: يُحتمل أن يكون المرادُ بقوله: (لا ينفع نفساً إيمانُها) أنفس القرن الذين شاهدوا تلك الآية العظيمة، فإذا مضى ذلك القرنُ، وتطاول الزمانُ، وعاد الناسُ إلى ما كانوا عليه من الأديان عاد تكليفُ الإيمان بالغيب. انتهى.
قوله: "وأظن أولاها ... " قال السندي: قال ذلك بناء على علمه بالكتب المتقدمة.
قوله: "من لي بالناس"، أي: من يضمن لي بقضاء حاجات الناس التي كنت أقضيها، يريد: حاجة الناس إليها.
قوله: "حتى إذا صار الأفق كأنه طوق": كأن المراد أن الناس ينظرون إلى الأفق على عادتهم، فيجدونه كالطوق حول السماء ما فيه شعاع يظهر قرب طلوع الشمس، والله تعالى أعلم.(11/472)
6882 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ (1) ، - قَالَ غُنْدَرٌ: نُبَيْطِ بْنِ سُمَيْطٍ، قَالَ حَجَّاجٌ: نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ -، عَنْ جَابَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ، وَلَا عَاقٌّ وَالِدَيْهِ، وَلَا مُدْمِنُ (2) خَمْرٍ " (3)
__________
(1) في (ظ) : سُمَيْطٍ.
(2) في (ظ) : ولا مدمن، دون قوله: خمر.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، علتُه جابان، وقد سلف الكلامُ فيه في الرواية السالفة برقم (6537) . وأما نُبيط بن شريط، فزاده شعبةُ في هذا الإسناد بين سالم وجابان، ونقل المزي في "تحفة الأشراف" 6/283 عن النسائي قوله: لا نعلم أحداً تابع شعبة على نُبيط بن شريط.
وسلف في تخريج هذا الحديث برقم (6537) أنه رواه خمسة من الحُفاظ الثقات، هم: همْامُ بن يحيى، وسفيانُ الثوري، ويحيى القطْان، وجريرُ بن عبد الحميد، وشيبانُ النحوي، كلهم عن منصور، دون هذه الزيادة. وقال ابن حبان -بعد أن أخرج الحديث في "صحيحه" (3383) بإسناد سفيان الثوري، و (3384) بإسناد شعبة-: اختلف شعبةُ والثوري في إسناد هذا الخبر ... ، وهما ثقتان حافظان، إلا أن الثوري كان أعلم بحديث أهل بلده من شعبة، وأحفظ لها منه، ولا سيما حديث الأعمش، وأبي إسحاق ومنصور، فالخبر متصل عن سالم، عن جابان، فمرة روي كما قال شعبة، وأخرى كما قال سفيان.
وقد قال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/257: "ولا يُعرف لجابان سماع من عبد الله بن عمرو، ولا لسالم من جابان، ولا من نُبيط.
وقد رُوي. الحديثُ من طريق شعبة دون زيادة نبيط ولا جابان، كما سيأتي في التخريج، وسالمُ بن أبي الجعد قد سمع من عبد الله بن عمرو، ومرت روايته عنه برقم (6493) .=(11/473)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= واختلف الرواةُ عن شعبة -وكلهم ثقات- في تعيين اسم والد نبيط على نحو ما ذكر أحمد، وما سيرد في التخريج، مما يُشير إلى أن شعبة لم يتقن حفظه.
وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ومنصور: هو ابن المعتمر، وغندر: هو لقب محمد بن جعفر.
ونُبيط بن شريط قال ابن حجر في "الإصابة": بالتصغير فيهما، لكن في "جامع الأصول": نُبيط بالتصغير، وشريط بالتكبير. وهو من صغار الصحابة، قال المزي في "التهذيب": رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع خطبته في حجة الوداع، وكان ردْف أبيه يومئذ، معدود في أهل الكوفة. قلنا: سيرد حديثه في "المسند" 4/305، 306.
وأخرجه الطيالسي (2295) ، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (4914) ، عن شعبة، بهذا الإسناد، لكن وقع في مطبوع الطيالسي مقلوباً: شريط (وتحرف فيه إلى: شميط) بن نبيط، ووقع عند النسائي: نبيط بن شريط، وفيهما زيادة: ولا ولد زنية وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/544، والنسائي في "المجتبى" 8/318، و"الكبرى" (5182) ، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 363 و366 من طريق محمد بن جعفر، والدارمي 2/112، وابن حبان (3384) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد.
ووقع عند النسائي وابن خزيمة اسم نبيط وحده دون اسم أبيه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4918) من طريق بقية، قال: حدثني شعبة، قال: حدثني يزيد بن أبي زياد، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عمرو مرفوعاً.
بإسقاط نبيط وجابان من الإسناد. ولفظه: لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا ولد زنا.
ويزيد بن أبي زياد: ضعيف.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4917) أيضاً من طريق غندر، عن شعبة، عن الحكم -وهو ابن عتيبة-، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عمرو موقوفاً. ولفظه: لا يدخل الجنة منان ولا عاق والديه ولا ولد زنا.=(11/474)
6883 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ الرَّجُلِ قَاعِدًا؟ فَقَالَ: " عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاتِهِ قَائِمًا "
قَالَ: وَأَبْصَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ لَمْ يُتِمُّوا الْوُضُوءَ، فَقَالَ: " أَسْبِغُوا - يَعْنِي الْوُضُوءَ - وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ، أَوْ: الْأَعْقَابِ " (1)
6884 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
__________
= وقد سلف برقم (6537) .
وسيرد ذكر شواهد زيادة: "ولا ولد زنية" في تخريج الرواية الآتية برقم (6892) ، ويرد هناك تأويله.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير هلال بن يساف، وأبي يحيى الأعرج -واسمه مصْدع- فمن رجال مسلم، منصور: هو ابن المعتمر.
والحديث قسمان: أما قسم صلاة القاعد: فأخرجه مسلم (735) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6512) .
أما القسم الثاني: وهو قوله عليه الصلاة والسلام: "أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار"، فقد سلف برقم (6528) و (6809) ، وسيأتي برقم (6911) و (6976) و (7103) .(11/475)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْكَبَائِرُ: الْإِشْرَاكُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، أَوْ قَتْلُ النَّفْسِ - شُعْبَةُ الشَّاكُّ - وَالْيَمِينُ (1) الْغَمُوسُ " (2)
__________
(1) في (ظ) : ويمين الغموس، وكتب فوقها: واليمين الغموس.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. فراس: هو ابن يحيى الهمداني، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه البخاري (6870) ، والترمذي (3021) ، والدارمي 2/191، والطبري في "التفسير" (9222) [النساء: 31] من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6675) ، والنسائي في "المجتبى" 7/89 و8/63، وأبو نعيم في "الحلية" 7/202، والبغوي (44) من طرق، عن شعبة، به.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم بإثر الحديث (6870) عن معاذ، عن شعبة، به.
قال الحافظ في "الفتح" 11/556: ووصله الإسماعيلي من رواية معاذ بن معاذ، عن شعبة.
وأخرجه البخاري (6920) ، والطبري في "التفسير" (9223) [النساء: 31] ، وابن حبان (5562) ، والبيهقي في "السنن" 10/35 من طريق شيبان النحوي، عن فراس، به.
واليمين الغموس فسره الشعبي -كما في الحديث (5562) عند ابن حبان-، فقال: الذي يقتطع مال امرىء مسلم بيمين صبْرٍ وهو فيها كاذب. قال الحافظ: قيل: سميت بذلك لأنها تغْمسُ صاحبها في الإثم، ثم في النار.
وفي الباب عن أنس عند البخاري (2653) ، ومسلم (88) ، سيرد 3/131.
وعن عبد الله بن أنيس، سيرد 3/495.
وعن أبي بكرة عند البخاري (2654) و (5976) ، ومسلم (87) ، سيرد 5/36 و37 و38.
وعن أبي أيوب، سيرد 5/413.(11/476)
• 6885 (1) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ [بْنُ أَحْمَدَ] (2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ
__________
= وعن عُمير بن قتادة الليثي عند النسائي في "المجتبى" 7/89 (1) كُتب في هامش (س) أمام هذا الحديث ما نصه: هذا الحديث والذي يليه ساقطان في بعض النسخ، وقد ذكر الحافظُ في "أطرافه" في "مسند" الأعشى أنهما مذكوران في "مسند" عبد الله بن عمرو بن العاص. وكتب نحو ذلك في هامش (ق) .
وقال السندي في حاشيته على "المسند": ليس هذا الحديث والذي يليه من مسند عبد الله بن عمرو، وهما ساقطان في بعض الأصول. وبعد أن نقل ما ذكره الحافظ في "أطرافه"، قال: قد نبه على ذلك ابن عساكر في "الفهرست"، فقال: أعشى بني مازن اسمه عبد الله بن الأعور، في أوائل الجزء الثاني من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص.
قلنا: وقد وُضع هذان الحديثان في نسخة الظاهرية تحت عنوان: حديث الأعشى المازني عن النبي عليه السلام. أي: للتنبيه على أنهما مقحمان في مسند عبد الله بن عمرو.
(2) جاء الحديث في (ظ) -وهي بسخة محررة متقنة- من زيادات عبد الله بن الإمام أحمد، وكُتب فوق أول الإسناد كلمة: زيادة. وجاء كذلك في (س) من الزيادات، لكن كتب في الهامش عبارة: حدثني أبي. وورد في (ص) و (ق) من حديث الإمام أحمد لا من زيادات ولده عبد الله، ويغلب على الظن أن ذلك سهو من الناسخين، فقد نص أيضاً على أنه من الزيادات الهيثمي في "المجمع" 4/330، 331، و331، 332، و18/127، 128. واختلف قول الحافظ فيه في "الإصابة"، فقال في ترجمة الأعشى 1/55: ومدار حديثه على أبي معشر (تحرف فيه إلى: مسعر) البراء، عن صدقة بن طيسلة، حدثني أبي وأخي، عن أعشى بني مازن ... فذكر الحديث، ثم قال: أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة وابن شاهين وغيرهم من هذا الوجه وغيره. وقال في ترجمة عبد الله بن الأعور (وهو اسمُ الأعشى) 2/267: روى حديثه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق عون (تحرف=(11/477)
الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَّاءُ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ طَيْسَلَةَ، حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْمَازِنِيُّ، وَالْحَيُّ بَعْدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْشَى الْمَازِنِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْشَدْتُهُ:
[البحر الرجز]
يَا مَالِكَ النَّاسِ وَدَيَّانَ الْعَرَبْ ... إِنِّي لَقِيتُ ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ
غَدَوْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبْ ... فَخَلَّفَتْنِي بِنِزَاعٍ وَهَرَبْ (1)
أَخْلَفَتِ الْعَهْدَ (2) وَلَطَّتْ بِالذَّنَبْ ... وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ
قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: " وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ " (3)
__________
= فيه إلى: عوف) بن كهمس بن الحسن، عن صدقة بن طيسلة، حدثني معن بن ثعلبة المازني والحي بعده، قالوا: حدثنا الأعشى، قال: أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم نجد الحديث من هذا الطريق في "المسند".
(1) في (ظ) : وحرب. وكتب فوقها: وهرب.
(2) في هامش (س) و (ص) و (ق) : الوعد.
(3) إسناده ضعيف لجهالة حال صدقة بن طيسلة ومعن بن ثعلبة. صدقة بن طيسلة (وتحرف في (ق) و (م) و"التعجيل" إلى: طيلسة) : ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 4/295، وقال: سمع معن بن ثعلبة، روى عنه يوسفُ البراء، ونقل ذلك ابنُ حبان في "الثقات" 6/468، والحسيني في "الإكمال" ص 202، والحافظُ في "التعجيل" ص 186. ومعنُ بن ثعلبة: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/390،=(11/478)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال: سمع الأعشى، روى عنه صدقة بن طيسلة. وقال مثل ذلك ابنُ أبي حاتم وابنُ حبان والحسيني والحافظ. وياقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة. أبو معشر البراء: هو يوسف بن يزيد البصري العطار، والبراء: نسبة إلى بري الأشياء، قال ابن حبان: كان يبري المغازل، وقال ابن عساكر: كان يبري العود، وهو الخشب الذي يتبخر به. قال السمعاني: وهذا أشبه، لأنه كان عطارا.
والأعشى المازني اسمه عبد الله بن الأعور، ونُسب في الرواية التالية: الحرمازي، ونسبه إلى مازن البخاريُّ في "التاريخ الكبير" 2/61، وابنُ سعد في "الطبقات" 7/53، والحسيني في "الإكمال" ص 32، والحافظ في "التعجيل" ص 39، قال الآمدي في ترجمته في "المؤتلف والمختلف" ص 13، 14: فهذا أعشى بني الحرماز، فأما أصحاب الحديث فيقولون: أعشى بني مازن، والثبت أعشى بني الحرماز، فأما بنو مازن فليس فيهم أعشى، وحقق القول في ذلك ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/123، فبعد أن ذكر أن الحرماز ومازن أخوان، وهما ابنا مالك بن عمرو بن تميم، قال: وقد جرت عادتهم (يعني العرب) ينسبون أولاد البطن القليل إلى أخيه إذا كان مشهوراً، مثل أولاد نعيلة بن مليل، أخي غفار بن مليل، يقال لهم: غفاريون، منهم الحكم بن عمرو الغفاري، وليس من غفار، وإنما هو
من بني نعيلة، قيل ذلك لكثرة غفار وشهرتها.
قلنا: ولذا نسبه ابنُ عبد البر في "الاستيعاب" 2/265 (المطبوع بهامش الإصابة) الحرمازي المازني، الأولى على الجادة، والثانية للتغليب، ونضيف إلى ما أورده ابنُ الأثير -في سبب نسبته مازنيا- ما ذكره ابنُ حزم في "جمهرة أنساب العرب" ص 213 في وصف بني الحرماز، قال: وأما بنو الحرماز بن مالك ففيهم ضعة.
قلنا: فنُسب الأعشى إلى مازن المعروفة بالرفعة والمنعة. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، كما بينا في التعليق السابق.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/61، وأبو يعلى الموصلي (6871) ،=(11/479)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن حبان في "الثقات" 3/21، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/299، والبيهقي في "السنن" 10/240، والسمعاني في "الأنساب" في نسبة (المازني) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي -شيخ عبد الله بن أحمد-، بهذا الإسناد. لكن لم يرد ني إسناد السمعاني: معن بن ثعلبة، وقال السمعاني: هكذا في رواية: صدقة، عن الأعشى.
قلنا: وقد اضطرب إسنادُ الحديث عند غير هؤلاء اضطراباً شديداً: فأخرجه ابنُ سعد 7/53، والبيهقي 10/240 أيضاً من طريق إبراهيم بن عرعرة، عن أبي معشر البراء، عن طيسلة (كذا) المازني، حدثني أبي والحي، عن أعشى بني مازن. (وقع في مطبوع "سنن" البيهقي: أعشى بن ماعز) .
وأخرجه البزار (2110) من طريق عون بن كهمس، عن طيسلة، عن عمه عقبة بن ثعلبة، عن الأعشى المازني، واسمه: عبد الله بن الأعور.
وذكر الحافظ في "الإصابة" 2/267 أن عبد الله بن أحمد رواه من طريق عون (وقع فيه عوف) بن كهمس، عن صدقة بن طيسلة، عن معن بن ثعلبة والحي بعده، قالوا: حدثنا الأعشى، قال ...
قلنا: لم نجده في "المسند" من هذه الطريق.
وقال الحافظ في ترجمة الأعشى المازني في "الإصابة" 1/51: ومدار حديثه على أبي معشر (تحرف فيه إلى: مسعر) البراء، عن صدقة بن طيسلة، حدثني أبي وأخي، عن أعشى بني مازن، قال ...
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/331، 332، وقال: رواه عبد الله بن أحمد، ورجاله ثقات!
وأورده أيضاً 8/127، 128، وقال: رواه عبد الله بن أحمد والطبراني وأبو يعلى والبزار، وقال: إن اسم الأعشى عبد الله بن الأعور، ورجالهم ثقات.
والأبيات في دواوين الأعاشي الملحقة بـ "ديوان الأعشى الكبير" في باب أعشى مازن، وهو عبد الله بن الأعور الحرمازي، ص 287، 288 (طبعة فيينا، سنة=(11/480)
• 6886 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ [بْنُ أَحْمَدَ] (1) ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ بْنُ أَمِينِ (2) بْنِ ذِرْوَةَ بْنِ نَضْلَةَ (3) بْنِ طَرِيفِ بْنِ بُهْصُلٍ الْحِرْمَازِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي أَمِينُ بْنُ ذِرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ذِرْوَةَ بْنِ نَضْلَةَ، عَنْ أَبِيهِ نَضْلَةَ بْنِ طَرِيفٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ، يُقَالُ لَهُ: الْأَعْشَى، وَاسْمُهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ الْأَعْوَرِ، كَانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا: مُعَاذَةُ، خَرَجَ فِي رَجَبٍ يَمِيرُ أَهْلَهُ مِنْ هَجَرَ، فَهَرَبَتِ امْرَأَتُهُ بَعْدَهُ، نَاشِزًا عَلَيْهِ، فَعَاذَتْ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ، يُقَالُ لَهُ: مُطَرِّفُ بْنُ بُهْصُلِ بْنِ كَعْبِ بْنِ قَمَيْشَعِ (4) بْنِ دُلَفَ بْنِ أَهْضَمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فَجَعَلَهَا خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَلَمَّا قَدِمَ، وَلَمْ يَجِدْهَا (5)
__________
= 1927م) في 13 بيتاً.
قوله: "يا مالك الناس": قال السندي: تقريره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدل على جواز إطلاق مثله لغيره تعالى، لكن الرواية الآتية: يا سيد الناس. فما عُلم التقريرُ على إطلاق هذا اللفظ.
وشرح بقية الألفاظ يأتي في الرواية التالية لأنها أتم.
(1) اتفقت جميع النسخ الخطية على أن هذا الحديث من زيادات عبد الله بن الإمام أحمد، وذكر أنه من الزيادات ابنُ الأثير في "أسد الغابة"، وابن كثير في "البداية والنهاية"، والحافظ في "التعجيل" ص 41، والهيثمي في "المجمع".
(2) شكلت في (س) و (ق) : أمين، بضم الهمزة وفتح الميم، وبذلك قيدها الذهبي في "المشتبه"، وتابعه ابنُ ناصر الدين في "التوضيح" 1/272 (طبعة مؤسسة الرسالة) .
(3) "ابن نضلة" سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(4) في (ظ) و (ق) : "قميثع" يعني بالثاء بدل الشين المعجمة، ومثله في "تاريخ ابن كثير" و"مجمع الزوائد".
(5) في (ظ) : فلما قدم لم يجدها.(11/481)
فِي بَيْتِهِ، وَأُخْبِرَ أَنَّهَا نَشَزَتْ عَلَيْهِ، وَأَنَّهَا عَاذَتْ بِمُطَرِّفِ بْنِ بُهْصُلٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَمِّ، أَعِنْدَكَ امْرَأَتِي مُعَاذَةُ؟ فَادْفَعْهَا إِلَيَّ، قَالَ: لَيْسَتْ عِنْدِي، وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي لَمْ أَدْفَعْهَا إِلَيْكَ، قَالَ: وَكَانَ مُطَرِّفٌ أَعَزَّ مِنْهُ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَاذَ بِهِ، وَأَنْشَأَ (1) يَقُولُ:
[البحر الرجز]
يَا سَيِّدَ النَّاسِ وَدَيَّانَ الْعَرَبْ ... إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ
كَالذِّئْبَةِ الْغَبْشَاءِ (2) فِي ظِلِّ السَّرَبْ ... خَرَجْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبْ
فَخَلَّفَتْنِي بِنِزَاعٍ وَهَرَبْ ... أَخْلَفَتِ الْعَهْدَ (3) وَلَطَّتْ بِالذَّنَبْ
وَقَذَفَتْنِي بَيْنَ عِيصٍ مُؤْتَشَبْ ... وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: " وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ " فَشَكَا إِلَيْهِ امْرَأَتَهُ وَمَا صَنَعَتْ بِهِ، وَأَنَّهَا عِنْدَ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: مُطَرِّفُ بْنُ بُهْصُلٍ، فَكَتَبَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَى مُطَرِّفٍ، انْظُرِ امْرَأَةَ
__________
(1) في (ظ) : فأنشأ.
(2) في (ظ) : الغبساء. بالسين المهملة. وكتب في هامش (س) و (ق) : الغلساء. خ.
(3) في هامش (س) و (ق) : الوعد. خ.(11/482)
هَذَا مُعَاذَةَ، فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ "، فَأَتَاهُ كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُرِئَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: يَا مُعَاذَةُ، هَذَا كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيكِ، فَأَنَا دَافِعُكِ إِلَيْهِ، قَالَتْ: خُذْ لِي عَلَيْهِ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ: لَا يُعَاقِبُنِي (1) فِيمَا صَنَعْتُ، فَأَخَذَ لَهَا ذَاكَ عَلَيْهِ، وَدَفَعَهَا مُطَرِّفٌ إِلَيْهِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
[البحر الطويل]
لَعَمْرُكَ مَا حُبِّي مُعَاذَةَ بِالَّذِي ... يُغَيِّرُهُ الْوَاشِي وَلَا قِدَمُ الْعَهْدِ
وَلَا سُوءُ مَا جَاءَتْ بِهِ إِذْ أَزَالَهَا ... غُوَاةُ الرِّجَالِ، إِذْ يُنَاجُونَهَا بَعْدِي (2)
__________
(1) في (ظ) : أن لا يعاقبني.
(2) إسناده ضعيف لجهالة أكثر رواته، أبو سلمة عبيد بن عبد الرحمن الحنفي: هو ابن عبيد بن سلمة البصري، قال أبو حاتم -كما في ترجمته في "الجرح والتعديل" 5/410-: مجهول، وذكره البخاري في ترجمة الحكم بن سعيد في "التاريخ الكبير" 2/330، 331، وقال: لي فيه بعض النظر، وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/429، وقال: روى عنه البصريون. قلنا: ووثقه أبو حفص الفلاس
عندما روى عنه هذا الحديث كما في "التوضيح" 1/272.
والجنيد بن أمين (بضم الهمزة، كما سبق تقييده) ترجمه الحسيني في "الإكمال" ص 71، والحافظ في "التعجيل" ص 74، وقالا: ليس بمشهور.
وأبوه أمين بن ذروة لم يترجم له الحسيني، إذ ظن أن الحديث من رواية الجُنيد بن أمين بن ذروة، عن جده ذروة، كما ذكر في ترجمة الجنيد، واستدركه الحافظ في "التعجيل" ص 40، 41، وقال: لا يعرف حاله.
وأبوه ذروة بن نضلة، ذكره الحسيني في "الإكمال" ص 131، والحافظ في "التعجيل" ص 120، وذكرا أنه مجهول.(11/483)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأبوه نضلة بن طريف، ذكره الحسيني في "الإكمال" ص 426، وقال: مجهول، وذكر ذلك أيضاً الحافظ في "التعجيل" ص 422، لكنه -أي الحافظ- ذكره في الصحابة. وذكره فيهم أيضاً ابن عبد البر في "الاستيعاب"، وابن الأثير في "أسد الغابة"، وابن أبي عاصم والبغوي وابن السكن فيما ذكره الحافظ في "الإصابة" 3/555 نقول: ولا ندري لأي سبب ذكر نضلة هذا في الصحابة، وليس هناك ما يدل على صحبته، نعم قد ذكروا في الصحابة مُطرف بن بُهْصُل، لأنه ورد في هذا الحديث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إليه كتاباً، وهذا له وجه، وإن كان الحديث ضعيفاً مضطرب الإسناد، أما ذكرُ نضلة بن طريف في الصحابة، فلم نجد وجهاً له. ومن بقي من رجال الإسناد وهو العباس بن عبد العظيم العنبري: ثقة من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/266 في ترجمة معاذة زوج الأعشى من طريق الطبراني، عن عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ سعد 7/53، وابن منده في "المعرفة" فيما ذكره ابنُ ناصر الدين في "التوضيح" 1/272، من طريق عمرو بن علي الفلاس، عن أبي سلمة عبيد بن عبد الرحمن الحنفي، بهذا الإسناد.
ونقله الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 5/73، 74 عن هذا الموضع من "المسند"، وقال: قال عبد الله بن أحمد: حدثني العباس بن عبد العظيم العنبري.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/330، 331، وقال: رواه عبد الله بن أحمد، والطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم.
وذكر الحافظ في "الإصابة" 3/555 في ترجمة نضلة بن طريف أنه قد أخرجه أيضاً ابنُ أبي عاصم والبغوي وابنُ السكن من طريق الجنيد بن أمين بن ذروة بن نضلة بن طريف بن بهصل الحرمازي، عن أبيه، عن جده نضلة. قال الحافظ: وفي رواية البغوي: حدثني أبي أمين، حدثني أبي ذروة، عن أبي نضلة، عن رجل منهم يقال له: الأعشى، واسمه عبد الله بن الأعور.=(11/484)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قوله: "يميْرُ أهله"، أي: يطلب لهم الميْرة، وهي الطعام.
و"هجر": قال ابنُ الأثير في "النهاية": اسم بلد معروف بالبحرين، فأما هجر التي تنسب إليها القلال الهجرية، فهي قرية من قرى المدينة.
والنشوزُ: قال ابنُ الأثير في "منال الطالب" ص 497: الخلاف والنزاع، يقال: نشزت المرأةُ على زوجها، فهي ناشر وناشزة، إذا عصت عليه وشاققته، ونشز عليها زوجها، وأصلُه كراهةُ كل واحدٍ منهما لصاحبه.
قوله: "فعاذت برجل"، أي: التجأت إليه واحتمت به.
والبُهْصُل: قال ابن الأثير في "منال الطالب" ص 497: بضم الباء والصاد: الجسيم الغليظ.
قوله: "فجعلها خلف ظهره": قال ابنُ الأثير: أي جعلها مع أهله الذين هم وراءه. قال السندي: أي: أعاذها من زوجها.
قوله: "وديان العرب"، قال السندي: أي قاضيهم تقضي بينهم بالحق. قال ابن الأثير: والديان: فعال من دان الناس، أي: قهرهم على الطاعة، يقال: دنتهم فدانوا، أي: قهرتهم فأطاعوا.
قوله: "ذرْبة" بكسر فسكون، أراد امرأته، وجمعها: فرب، بكسر ففتح، قال ابنُ الآثير: كنى عن فسادها وخيانتها بالذرْبة، وأصلُه من ذرب المعدة، وهو فسادها، وذرْبة منقولة من ذربة، كمعْدة من معدة. وقيل: أراد سلاطة لسانها وفساد منطقها، من قولهم: ذرب لسانُه: إذا كان حاد اللسان لا يبالي ما قال. فهو ذرب، والمرأة: ذربة والذئبة الغبْساء: وقع في بعض النسخ بغين معجمة، وباء موحدة، وسين مهملة، من الغبس. جاء في "اللسان": الغبسُ والغُبْسة: لونُ الرماد، وهو بياض فيه كدرة، وذئب أغْبسُ: إذا كان ذلك لونه. وقال ابنُ الأثير في "منال الطالب" ص 498: والغبْساء من الغُبْسة، وهي في الألوان: الغبرةُ إلى السواد، وهي من أوصاف الذئب، يقال: ذئب أغبس، وذئبة غبساء. ووقع في بعضها الآخر:=(11/485)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الغبشاء، بالشين المعجمة، من الغبش، وهي -فيما قاله ابنُ الأثير في "النهاية"-: ظلمة يُخالطها بياض. ووقع في هامش بعض النسخ: الغلساء، من الغلس.
والمعنى متقارب. نقل ابنُ الأثير عن الأزهري أن وقت أول طلوع الفجر هو الغبش (بالشين المعجمة) ، وبعده الغبس بالسين المهملة، وبعده الغلس. قال: ويكون الغبش بالمعجمة في أول الليل أيضا.
قوله: "في ظل السرب": السرب بالتحريك: بيت محفوز في الأرض، يقال: دخل الوحش في سربه: إذا دخل جُحْره.
قوله: "أبغيها الطعام"، أي: أطلب لها. قال الزمخشري: يقال: بغاه الشيء: طلبه له. "الفائق" 1/450
قوله: "فخلفتني": بالتخفيف، أي: بقيت بعدي. قاله الزمخشري. وقال ابن الأثير في "منال الطالب" ص 498: يقال: خلفْتُ الرجل، بالتخفيف: إذا مضى وبقيت بعده. وفي "اللسان" في مادة (خلف) : ويقال: إن امرأة فلان تخلُف زوجها بالنزاع إلى غيره إذا غاب عنها، ثم ذكر هذه الأبيات.
قوله: "بنزاع وحرب" (كما في (ظ)) : قال ابنُ الأثير في "منال الطالب" ص 499: النزاع: الخصومة. والحرب، بالتحريك: الغضب، يقال: حرب يحْربُ حرباً، وحربه غيره. يريد: نشوزها عليه بعد رحيله وعياذها بمُطرف. ثم قال ابن الأثير: ولو روي: فخلفتني، بالتشديد، كان المعنى: تركتني خلفها بنزاع إليها وشدة حال من فراقها ونشوزها، كأنه يدعو بعدها بالويل والحرب، وهو سلب المال وأخذُه.
قلنا: وفي باقي النسخ: "وهرب" ولم يشرح عليه أحد ممن شرح الحديث.
قوله: "ولطت بالذنب": قال ابن الأثير في "منال الطالب" ص 499: لطت الناقة بذنبها، إذا ألزقته بفرْجها، تفعل ذلك إذا أبت على الفحل، فكنى بذلك عن نشوزها عليه. وقيل: أراد: لما أقامت على أمرها معه، ولزمت إخلافها، وقعدت عنه، كانت كالضارب بذنبه، المقعي على استه، لا يبرح، وقيل: أراد تواريها واختفاءها عنه، كما تخفي الناقة فرجها بذنبها.=(11/486)
6887 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا عَلَى رَاحِلَتِهِ بِمِنًى، قَالَ: فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَى أَنَّ الْحَلْقَ قَبْلَ الذَّبْحِ، فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ؟ فَقَالَ: " اذْبَحْ وَلَا حَرَجَ "، قَالَ: ثُمَّ جَاءَهُ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَى أَنَّ الذَّبْحَ قَبْلَ الرَّمْيِ، فَذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قَالَ: " فَارْمِ وَلَا حَرَجَ "، قَالَ: فَمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَدَّمَهُ رَجُلٌ قَبْلَ شَيْءٍ إِلَّا قَالَ: " افْعَلْ وَلَا حَرَجَ " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَجَاءَهُ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْحَلْقَ قَبْلَ الرَّمْيِ، فَحَلَقْتُ قَبْلَ
__________
= قوله: "وقذفتني بين عيْص مؤتشب": القذف: الرمي والإلقاء، والعيْصُ: الشجر الكثير الملتف. والمُؤْتشب: الملتف الملتبس. ضربه مثلا لالتباس أمره عليه. قاله ابن الأثير.
وقوله: "وهُن شر غالب": قال ابن الأثير: يعني النساء اللاتي امرأته منهن.
واللام في قوله: "لمن غلب"، متعلقة بـ "شر"، وأراد: لمن غلبه، فحذف الضمير الراجع من الصلة إلى الموصول. وإنما قال: "وهُن شر غالب"، وهن جماعةُ نساء (يعني بدلا من قوله: شر غالبات لمن غلبنه) لأنه أراد أن يبالغ، فقصد إلى شيء من صفة ذلك الشيء أنه شر غالب لمن غلبه، ثم جعلهن ذلك الشيء، فأخبر به عنه، كما يقال: زيد نخلة، إذا بولغ في صفته بالطول.
وقوله في الحديث: "انظر امرأة هذا"، أي: اطلبها. قال ابن الأثير: يقال: انظر الثوب أين هو؟ وانظر لي فلاناً، وأصله من وقوع النظر عليه، لأن منتهى الطلب الوجدان، وهو مقارب لرؤية المطلوب.(11/487)
أَنْ أَرْمِيَ، قَالَ: " ارْمِ وَلَا حَرَجَ " (1)
6888 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ، قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2)
6889 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ (3) ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ: إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَمَّا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَسْأَلُكَ عَنِ التَّوْرَاةِ فَقَالَ: سَمِعْتُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد.
وأخرجه مسلم (1306) (332) ، وابن الجارود في "المنتقى" (488) ، والبيهقي في "السنن" 5/141، 142، والدارقطني 2/251 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6484) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كبشة -وهو السلُولي- فمن رجال البخاري. ابن نُمير: هو عبد الله.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (10157) و (19210) .
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/760 عن ابن نمير، به.
وهو مكرر (6486) .
(3) في هامش (س) و (ص) : أبي سعيد. خ.(11/488)
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " (1)
6890 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُلَاثَةَ الْقَاصُّ (2) (*) أَبُو سَهْلٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ رَافِعٍ، عَنِ الْفَرَزْدَقِ بْنِ حَنَانٍ (3) الْقَاصِّ (4) ، قَالَ: - أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي، لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ؟ - خَرَجْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ حَيْدَةَ فِي طَرِيقِ الشَّامِ، فَمَرَرْنَا بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - فَقَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِكُمَا، أَعْرَابِيٌّ جَافٍ جَرِيءٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ الْهِجْرَةُ، إِلَيْكَ حَيْثُمَا كُنْتَ، أَمْ إِلَى أَرْضٍ مَعْلُومَةٍ، أَوْ (5) لِقَوْمٍ خَاصَّةً، أَمْ إِذَا مُتَّ انْقَطَعَتْ؟ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ
__________
(1) مرفوعه صحيح كما سلف برقم (6515) ، وهذا سند محتمل للتحسين، أبو سعد: هو الأزدي، ذكره كذلك البخاري في كنى "التاريخ الكبير" 9/36، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 1/378، وكناه ابن حبان في "الثقات" 5/587 أبا سعيد، وتبعه الحسيني في "الإكمال" ص 515، روى عنه الأعمش وأبو إسحاق السبيعي. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وانظر الحديث (6487) .
(2) في هامش (ظ) : القاضي. خ. قلنا: كان خليفة أخيه محمد على القضاء بحران.
(3) في النسخ الخطية و (م) : حيان. والمثبت من "تهذيب" ابن حجر، و"إكمال" الحسيني، كما سيرد في التخريج.
(4) لفظ: "القاص" لم يرد في (ظ) .
(5) في هامش (س) و (ص) : أم. وفي (ق) : أو قوم.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: [التعليق التالي مستفاد من مشاركة في ملتقى أهل الحديث]
"القاص" خطأ، والصواب "القاضي" كما في "أطراف المسند" 5343، و"مسند أحمد" ط عالم الكتب
- وزِيادُ كانَ خَلِيفَةَ أَخِيهِ مُحَمدِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ عُلاَثَةَ عَلَى القَضاءِ. "الطبقات الكبرى" 9/326 و489، و"أخبار القضاة" لابن خلف 3/252، و"الجرح والتعديل" 3/537، و"تاريخ بَغْدِاد" 3/380 و9/503 و13/28، و"تهذيب الكمال" 9/490.
أقول (مُعِدُّ الكتاب للشاملة) : وقد ذكر ذلك محققو ط الرسالة كما هو واضح بالحاشية السابقة رقم 2(11/489)
السَّائِلُ عَنِ الْهِجْرَةِ؟ " قَالَ: هَا أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ فَأَنْتَ مُهَاجِرٌ، وَإِنْ مُتَّ بِالْحَضْرَمَةِ " - قَالَ: يَعْنِي أَرْضًا بِالْيَمَامَةِ (1) - قَالَ: ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ ثِيَابَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، أَتُنْسَجُ نَسْجًا، أَمْ تَشَقَّقُ عَنْهُ ثَمَرُ (2) الْجَنَّةِ؟ قَالَ: فَكَأَنَّ الْقَوْمَ تَعَجَّبُوا مِنْ مَسْأَلَةِ الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ: " مَا تَعْجَبُونَ مِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عَالِمًا؟ " قَالَ: فَسَكَتَ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ؟ "، قَالَ: أَنَا، قَالَ (3) : " لَا، بَلْ تُشَقَّقُ عَنْ (4) ثَمَرِ الْجَنَّةِ " (5)
__________
(1) في (ظ) : يعني أرض اليمامة.
(2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: تُشقق من ثمر.
(3) "قال: أنا، قال" لم يرد في (ظ) .
(4) كذا في (ظ) ، وكتب فوقها: عنه. ووقع في (س) و (ص) و (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: من.
(5) إسناده ضعيف لجهالة شيخ العلاء بن رافع، وهو حنان بن خارجة، قد أخطأ زياد بن عبد الله بن عُلاثة في تسميته، فقال: الفرزدق بن حنان، قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" في ترجمة زياد بن عبد الله بن علاية: وقفت له في "مسند" أحمد على حديث خلط في إسناده، رواه عن العلاء بن رافع، عن الفرزدق بن حنان، عن عبد الله بن عمرو، وقد أخرج النسائي بعضه من طريق أخيه محمد بن عبد الله بن علاثة، فقال: عن العلاء بن عبد الله بن رافع -وهو الصواب-، وقال أيضاً: عن حنان بن خارجة، بدل الفرزدق بن حنان، وهو الصواب. وقد أخرج أبو داود بعضه من طريق محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، عن حنان بن خارجة، عن عبد الله بن عمرو.=(11/490)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قلنا: سيرد أيضاً من هذه الطريق برقم (7095) ، ونخرجه هناك.
وحنان بن خارجة: هو السلمي الشامي، روى له أبو داود والنسائي، ويقال: حنان بن عبد الله بن خارجة الذكواني، كما ذكر ابن ناصر الدين في "التوضيح" 2/160، 161، وقيد اسمه بفتح الحاء المهملة وتخفيف النون. ولم يتنبه لصواب اسمه الحسيني فذكره في "الإكمال" ص 338 باسم الفرزدق بن حنان، وقال: مجهول. وبقية رجاله ثقات. أبو كامل: هو المظفر بن مدرك الخراساني، والعلاء بن رافع: هو العلاء بن عبد الله بن رافع الحضرمي الجزري، قد خفي على الحسيني أيضاً، فترجمه في "الإكمال" ص 327 باسم العلاء بن رافع، وقال: مجهول، فتعقبه الحافظ في "التعجيل" ص 323، فقال: لا، بل هو معروف، وإنما نُسب في هذه الرواية إلى جده، فالتبس أمره. قلنا: وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له أبو داود والنسائي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/252، 253 من حديث الفرزدق بن حبان (كذا، وقد علمت ما فيه) ، وقال: رواه أحمد والبزار، وأحد إسنادي أحمد حسن! ورواه الطبراني.
قلنا: رواية البزار التي أشار إليها الهيثمي أخرجها البزار من الطريق الواردة برقم (7095) .
وقوله في لباس أهل الجنة؛ أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/112، والنسائي في "الكبرى" (5872) من طريق محمد بن عبد الله بن علاثة أخي زياد، عن العلاء بن عبد الله بن رافع، عن حنان بن خارجة، عن عبد الله بن عمرو.
وفي الباب -في ثياب أهل الجنة-، عن جابر عند البزار (3520) ، وأبي يعلى (2046) ، والطبراني في "الصغير" (120) ، وفي إسناده مجالد بن سعيد، وهو ضعيف، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/414، 415، زاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: وإسناد أبي يعلى والطبراني رجاله رجال الصحيح، غير مجالد، وقد وثق.=(11/491)
6891 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، سَمِعْتُ ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ (1) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلًا (2) مِنْ مُزَيْنَةَ يَسْأَلُهُ عَنْ ضَالَّةِ الْإِبِلِ؟ فَقَالَ: " مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا، تَأْكُلُ الشَّجَرَ، وَتَرِدُ الْمَاءَ، فَذَرْهَا حَتَّى يَأْتِيَ بَاغِيهَا "، قَالَ: وَسَأَلَهُ عَنْ ضَالَّةِ الْغَنَمِ؟ فَقَالَ: " لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ، اجْمَعْهَا إِلَيْكَ حَتَّى يَأْتِيَ بَاغِيهَا "، وَسَأَلَهُ عَنِ الْحَرِيسَةِ الَّتِي تُوجَدُ فِي مَرَاتِعِهَا؟ (3) قَالَ: فَقَالَ: " فِيهَا ثَمَنُهَا مَرَّتَيْنِ وَضَرْبُ نَكَالٍ "، قَالَ (4) : " فَمَا أُخِذَ مِنْ أَعْطَانِهِ فَفِيهِ الْقَطْعُ، فَإِذَا (5) بَلَغَ مَا يُؤْخَذُ مِنْ ذَلِكَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ "، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اللُّقَطَةُ نَجِدُهَا فِي السَّبِيلِ الْعَامِرِ؟ قَالَ: " عَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، وَإِلَّا فَهِيَ لَكَ "، قَالَ: يَا
__________
= قلنا: قد أخرجه ابن المبارك في "زوائد الزهد" (264) برواية نعيم بن حماد.
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد (11673) ، وهو عند ابن حبان (7413) ، وإسناده ضعيفا.
(1) في (ظ) وهامش (س) و (ص) و (ق) : شهدت.
(2) في هامش (ظ) : ورجل. خ.
(3) في (ظ) : مرابعها.
(4) "قال": لم ترد في (ظ) .
(5) كذا في النسخ الخطية، وفوقها في (ظ) : ضبة. قال السندي: هكذا في الأصول، وهو من باب التقديم والتأخير، وأصله: فما أخذ من أعطانه، فإذا بلغ ما يؤخذ، إلخ، ففيه القطع، أو من باب زيادة الفاء، أي: ففيه القطع إذا بلغ. قلنا: وهذا لفظ الرواية السالفة برقم (6683) .(11/492)
رَسُولَ اللهِ، مَا يُوجَدُ (1) فِي الْخَرَابِ (2) الْعَادِيِّ؟، قَالَ: " فِيهِ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (3)
6892 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا مَنَّانٌ، وَلَا وَلَدُ زِنْيَةٍ " (4)
__________
(1) في هامش (ظ) : يجد.
(2) في (ظ) : الخرب.
(3) هو مكرر (6683) ابن إدريس: هو عبد الله، وابن إسحاق: هو محمد.
(4) صحيح لغيره دون قوله: "ولا ولد زنية"، وهذا إسناد ضعيف علته جابان، وقد سلف الكلام فيه في الحديث (6537) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وسلف برقم (6537) من طريق همام بن يحيى، عن منصور، بهذا الإسناد، وبرقم (6882) من طريق شعبة، عن منصور، به، بزيادة نبيط بن شريط بين سالم وجابان، ولم يذكر فيهما قوله: "ولا ولد زنية".
وأخرجه بطوله مع هذه الزيادة عبدُ بنُ حميد في "المنتخب" (324) ، والنسائي في "الكبرى" (4915) ، والدارمي 2/112، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 366، وابن حبان (3383) من طرق، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4916) من طريق جرير، عن منصور، به.
وأخرجه الطيالسي (2295) ، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (4914) عن شعبة، عن منصور، به، بزيادة نبيط بن شريط بين سالم وجابان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4918) من طريق بقية، عن شعبة، عن يزيد بن=(11/493)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبي زياد، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عمرو، به. وبقية مدلس، ويزيد بن أبي زياد ضعيف، وذكر البخاري -كما سيرد- أنه رواه عبدان، عن أبيه، عن شعبة، به، موقوفاً على ابن عمرو.
وأخرجه النسائي (4917) أيضا من طريق شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن سالم، عن ابن عمرو موقوفاً.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/309، والخطيب في "تاريخه" 12/239 من طريق مُؤمل بن إسماعيل، عن سفيان، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، به، مرفوعاً. وقد اختُلف فيه على مجاهد على أقاويل عشرة ذكرها أبو نعيم في "الحلية" 3/307-309.
قال أبو نعيم: ورواه إسرائيل عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن ابن عمرو، موقوفا. قلنا: هذه الرواية هي عند النسائي في "الكبرى" (4923) لكن من قول مجاهد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/257، وقال: -رواه النسائي غير قوله: "ولا ولد زنية"-، رواه أحمد والطبراني، وفيه جابان، وثقه ابنُ حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلنا: يقصد الهيثمي برواية النسائي التي في "المجتبى" 8/318.
وأخرجه مختصراً بلفظ الزيادة فقظ، وهو: "لا يدخل الجنة ولد زنى" ابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 365 من طريق عبد الرزاق، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (914) من طريق شيبان النحوي، عن منصور، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/257، و"الصغير" 1/262، 263 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن منصور، عن سالم، عن نبيط، عن جابان، عن ابن عمرو، مرفوعاً. قال البخاري: وتابعه غندر، عن شعبة، ولم يقل جرير والثوري فيه نبيطاً، وقال عبدان، عن أبيه، عن شعبة، عن يزيد، عن سالم، عن عبد الله بن عمرو، قوله، ولم يصح، ولا يعرف لجابان سماع من عبد الله بن عمرو،=(11/494)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ولا لسالم من جابان، ولا من نبيط.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه النسائي في "الكبرى" (4924) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/307 من طريقين عن محمد بن فضيل، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن مجاهد، عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا يدخل الجنة ولد زنية".
وقد ذكره السخاوي في "المقاصد الحسنة" برقم (1322) ، وقال: وأعله الدارقطني بأن مجاهداً لم يسمعه من أبي هريرة، وكذا رويناه من حديثه بإثبات واسطة بينه وبينه، أخرجه الطبراني وأبو نعيم أيضاً، وكذا النسائي، ولكنه مضطرب في تعيينها، بل يروى عن مجاهد، عن أبي سعيد الخدري، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، كما بينتُ ذلك في جزء مفرد، وزعم ابن طاهر وابن الجوزي أن هذا الحديث موضوع، وليس بجيد. قلنا: وقد ذكره في الموضوعات نقلاً عن ابن الجوزي: الشوكاني في "الفوائد المجموعة" ص 204، وابن القيم في "المنار المنيف" برقم (299) ، وملأ علي القاري في "المصنوع في معرفة الحديث الموضوع" برقم (391) .
ثم قال السخاوي في "المقاصد": قال شيخنا: وقد فسره العلماء -على تقدير صحته- بأن معناه: إذا عمل بمثل عمل أبويه، وزيفه الطالقاني بأنه لا يختص بولد الزنى، فولد الرشدة كذلك، واتفقوا على أنه لا يحمل على ظاهره، لقوله تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) .
وقيل في تأويله أيضاً: إن المراد به من يواظب الزنى، كما يقال للشجعان: بنو الحرب، ولأولاد المسلمين: بنو الإسلام.
ووجهه الطالقاني بأنه لا يدخل الجنة بعمل أبويه، بخلاف ولد الرشدة، فإنه إذا مات طفلاً وأبواه مؤمنان ألحق بهما، وبلغ درجتهما بصلاحهما، كما جاء النص به -يريد قوله تعالى: (ألحقنا بهم ذريتهم) -، وذلك لأن الزاني نسبه منقطع به، والزانية -وإن صلحت- فشؤم زناها يمنع وصول بركة صلاحها إليه، والله الموفق.=(11/495)
6893 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، سَمِعْتُ الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَضَى أَنَّ
__________
= انتهى.
وقد توسع الطحاوي في التأويل الثاني المذكور آنفاً، فقال: فكان ما في هذا الحديث عندنا -والله أعلم- أريد به من تحقّق بالزنى حتى صار غالباً عليه، فاستحق بذلك أن يكون منسوبا إليه، فيقال: هو ابن له، كما ينسب المتحققون بالدنيا إليها، فيقال لهم: بنو الدنيا، لعملهم لها، وتحققهم بها، وتركهم ما سواها، وكما قيل للمتحقق بالحذر: ابن أحذار، وللمتحقق بالكلام: ابن أقوال، وكما قيل للمسافر:
ابن سبيل، وكما قيل للمقطوعين عن أموالهم لبعد المسافة بينهم وبينها: أبناء السبيل، كما قال تعالى في أصناف أهل الزكاة: (إنما الصدقات للفقراء ... ) حتى ذكر فيهم ابن السبيل، وكما قال بدر بن حزاز للنابغة: أبلغ زياداً وخيرُ القول أصدقُه فلو تكيس أو كان ابن أحذار أي: لو كان حذراً وهذا كيس، وكما يقال: فلان ابن مدينة للمدينة التي هو متحقق بها، ومنه قول الأخطل: ربتْ وربا في حجرها ابنُ مدينة يظلُّ على مسحاته يتركلُ فمثل ذلك: ابنُ زنية، قيل لمن تحقق بالزنى، حتى صار بتحققه به منسوبا إليه، وصار الزنى غالباً عليه: إنه لا يدخل الجنة، فهذه لمكان التي فيه، ولم يُرد به من كان ليس من ذوي الزنى الذي هو مولود من الزنى.
وقال ابن حبان كما في "الإحسان" 8/177: معنى نفي المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ولد الزنية دخول الجنة -وولد الزنية ليس عليهم من أوزار آبائهم وأمهاتهم شيء- أن ولد الزنية على الأغلب يكون أجسر على ارتكاب المزجورات، [أو] أراد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ولد الزنية لا يدخل الجنة: جنة يدخلها غير ذي الزنية ممن لم تكثر جسارته على ارتكاب المزجورات.(11/496)
الْمَرْأَةَ أَحَقُّ بِوَلَدِهَا مَا لَمْ تَزَوَّجْ " (1)
6894 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي قَاعِدًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي حُدِّثْتُ أَنَّكَ قُلْتَ: " أَنَّ صَلَاةَ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ " وَأَنْتَ تُصَلِّي جَالِسًا؟ قَالَ: " أَجَلْ، وَلَكِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ " (2)
6895 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ عَلَى طَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ مِنَ الْعِبَادَةِ، ثُمَّ مَرِضَ، قِيلَ
__________
(1) حديث حسن، المثنى بن الصباح ضعيف لكنه متابع.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (12596) .
وسلف بنحوه برقم (6707) مطولاً، وذكرنا هناك ما يشهد له.
قوله: "أحق بولدها"، أي: بحضانته.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال بن يساف، وأبي يحيى -وهو الأعرج، واسمه مصدع- فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4123) .
وسلف برقم (6512) .(11/497)
لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ: اكْتُبْ لَهُ مِثْلَ عَمَلِهِ إِذَا (1) كَانَ طَلِيقًا، حَتَّى أُطْلِقَهُ (2) ، أَوْ أَكْفِتَهُ إِلَيَّ " (3)
6896 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ إِيَّاهُ، وَلَكِنْ يَذْهَبُ بِالْعُلَمَاءِ، كُلَّمَا ذَهَبَ عَالِمٌ ذَهَبَ بِمَا مَعَهُ مِنَ الْعِلْمِ، حَتَّى يَبْقَى مَنْ لَا يَعْلَمُ، فَيَتَّخِذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا، فَيُسْتَفْتَوْا، فَيُفْتُوا بِغَيْرِ عِلْمٍ (4) ، فَيَضِلُّوا، وَيُضِلُّوا " (5)
__________
(1) في (ظ) وهامش (س) و (ص) : إذ.
(2) في هامش (س) و (ص) و (ق) : إلى الأرض. خ.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن عاصماً روى له الشيخان مقروناً، وتابعه أبو حصين في الرواية (6916) .
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20308) ، ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (1429) .
وسلف برقم (6482) .
قوله: "أو أكفته"، أي: أضمه إلي وأقبضه. قاله المنذري.
(4) من قوله: "فيتخذ الناس ... " إلى هنا، لم يرد في (ظ) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20471) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (5908) .
وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/320 من طريق محمد بن المنكدر، عن الزهري، به.=(11/498)
6897 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُقْسِطُونَ فِي الدُّنْيَا عَلَى مَنَابِرَ مِنْ لُؤْلُؤٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، بِمَا أَقْسَطُوا فِي الدُّنْيَا " (1)
6898 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ (2) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ أَعَلَى الْوَادِي، نُرِيدُ (3) أَنْ نُصَلِّيَ، قَدْ قَامَ وَقُمْنَا، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا (4) حِمَارٌ مِنْ شِعْبِ أَبِي دُبٍّ، شِعْبِ أَبِي مُوسَى، " فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُكَبِّرْ "، وَأَجْرَى إِلَيْهِ يَعْقُوبَ بْنَ زَمْعَةَ حَتَّى رَدَّهُ (5)
__________
= وسلف برقم (6511) و (6787) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد.
وهو في "جامع" معمر بن راشد برواية عبد الرزاق في "مصنفه" برقم (20664) .
وسلف برقم (6485) و (6492) .
(2) في (ق) وهامش (س) و (ص) : عن أبيه، عن جده عبد الله. وهو خطأ كما سيرد في التخريج.
(3) في (س) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: يريد.
(4) لفظ: "علينا" لم يرد في (ظ) .
(5) إسناده ضعيف لانقطاعه، عمرو بن شعيب لم يدرك عبد الله بن عمرو، وما جاء في (ق) وأشير إليه في هامش (س) و (ص) من أنه عن عمرو بن شعيب، عن=(11/499)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبيه، عن جده، غير صحيح، فقد ثبت أن إسناد هذا الحديث منقطع كما في نسخة (ظ) و (س) و (ص) ، وهو كذلك عند عبد الرزاق في "المصنف" (2333) ، وعزاه إليه كذلك ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 5/522 في ترجمة يعقوب بن زمعة. ونص على انقطاعه أيضاً الحافظ ابنُ حجر في "أطراف المسند" 4/77، وقال في "الإصابة" 3/668، في ترجمة يعقوب بن زمعة: ذُكر في حديث عبد الله بن عمرو بسند منقطع، فذكر الحديث، ثم قال: أخرجه أحمد عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، أخبرني عمرو بن شعيب، عن عبد الله بن عمرو، بهذا، أخرجه ابنُ أبي عمر (وهو العدني) عن هشام بن سليمان، عن ابن جريج، به.
قلنا: ومن طريق ابن أبي عمر العدني بالإسناد المذكور أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" برقم (2471) .
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/60، وقال: رداه أحمد، ورجاله موثقون.
قلنا: قصر الهيثمي في ذكر انقطاع إسناده، أو لعله وقعت له النسخة التي أدرج فيها عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وهو خلاف الثابت في الأصول المعتمدة.
وشعْب أبى دُب: قال ياقوت: بمكة، يُقال: فيه مدفنُ آمنة بنت وهب أم رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انتهى. وقال الفاكهي في "أخبار مكة" 4/140: وهو الشعْب الذي فيه الجزارون. وأبو دُب: رجل من بني سواءة بن عامر بن صعصعة، وفي فم الشعب سقيفة لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه. قلنا: ذكر محقق الكتاب الأستاذ عبد الملك بن عبد الله بن دهيش أن هذا الشعب هو الذي يُسمى اليوم: دحْلة الجنْ، قال: وقد غمره العمران يمنة ويسرة، وهو يُشرف على مسجد الجن، ولا وجود لسقيفة أبي موسى اليوم. وذكر الشيخ المرحوم أحمد شاكر أن قوله في الحديث: "شعب أبي موسى" بيان لمكان الشعب من بعض الرواة، لا أن شعب أبي موسى كان يسمى بهذا في عصر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن صح الحديث.
قوله: "فأمسك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يكبر": قال السندي: إما لأنه خاف مروره بين=(11/500)
6899 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلَا خَائِنَةٍ، وَلَا ذِي غَمْرٍ عَلَى أَخِيهِ، وَلَا تَجُوزُ شَهَادَةُ الْقَانِعِ لِأَهْلِ الْبَيْتِ، وَتَجُوزُ شَهَادَتُهُ لِغَيْرِهِمْ " (1) وَالْقَانِعُ: الَّذِي
__________
= يديه، وهو مفسد، أو لأنه خاف أذاه، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده حسن، محمد بن راشد: هو المكحولي الخزاعي، روى له أصحاب السنن، ووثقه أحمد وابن معين والنسائي، وقال أبو حاتم: كان صدوقاً حسن الحديث، وسليمان بن موسى: هو الأشدق، حديثه عند أصحاب السنن، وهو ثقة ثبت صدوق عند غير واحد من الأئمة، لكن يروي أحاديث ينفرد بها لا يرويها غيره، فمثله يصحح حديثه إلا ما خالف فيه. وقال ابن حجر في "التلخيص" 4/198: وسنده قوي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (15364) .
وأخرجه أبو داود (3600) ، ومن طريقه البغوي (2511) ، والبيهقي في "السنن" 10/200 عن حفص بن عمر، والدارقطني 4/243 من طريق عبيد الله بن موسى، والبيهقي 10/200 أيضاً من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، ثلاثتهم عن محمد بن راشد، به، بلفظ: رد شهادة الخائن ... ، وسيرد برقم (7102) .
وسقط في إسناد البيهقي في الموضع الثاني لفظ: حدثنا، بعد أبي النضر.
وأخرجه عبد الرزاق (15367) ، قال: أخبرنا ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، قال: قضى الله ورسوله ألا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا خصم يكون لامرىء غمر في نفس صاحبه. وهو معضل.
وسيرد برقم (6940) ، وسلف برقم (6698) ، وذكرنا هناك شواهده وشرحه.
والغمْر: الحقد والضغن. وقال أبو داود: الغمْر: الحنة والشحناء.(11/501)
يُنْفِقُ عَلَيْهِ أَهْلُ الْبَيْتِ
6900 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا قَطْعَ فِيمَا دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ " (1)
6901 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَتَتَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِمَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتُحِبَّانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا (2) اللهُ سِوَارَيْنِ (3) مِنْ نَارٍ؟ " قَالَتَا: لَا، وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَأَدِّيَا حَقَّ اللهِ عَلَيْكُمَا فِي هَذَا " (4)
__________
(1) إسناده ضعيف، نصر بن باب على ضعفه قد توبع، وتبقى علة الحديث في الحجاج -وهو ابن أرطاة-، فإنه كثير الخطأ والتدليس.
وأخرجه الدارقطني 3/192، 193 من طريق أبي مالك الجنبي وزفر بن الهذيل عن الحجاج، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/273، وقال: رواه أحمد، وفيه نصر بن باب ضعفه الجمهور، وقال أحمد: ما كان به بأس.
وسلف الكلام على مخالفة هذا الحديث للروايات الصحيحة ومنْ جمع بينها عند الرواية (6687) .
(2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: سوركما.
(3) في (ظ) : بسوارين. وكتب فوقها: سوارين.
(4) حديث حسن، نصر بن باب، والحجاج -وهو ابن أرطاة- ضعيفان، لكنهما=(11/502)
6902 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَاصِمُ أَبَاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا قَدِ اجْتَاحَ مَالِي (1) ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ، وَمَالُكَ لِأَبِيكَ " (2)
6903 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا، فَهِيَ خِدَاجٌ، ثُمَّ هِيَ خِدَاجٌ، ثُمَّ هِيَ خِدَاجٌ " (3)
__________
= توبعا.
وسلف برقم (6667) ، وقد استوفينا تخريجه فيه.
(1) كذا في (ظ) و (ق) ، وفي (س) و (ص) : اجتاح إلى مالي. وأثبتنا ما يوافق الرواية (6678) .
(2) حسن لغيره، ونصر بن باب، وحجاج -وهو ابن أرطاة-، وإنا كانا ضعيفين، قد توبعا.
وأخرجه ابن ماجه (2292) من طريق يزيد بن هارون، عن حجاج، بهذا الإسناد.
وسلف مطولاً برقم (6678) ، وسيأتي برقم (7001) .
وقوله: "اجتاح مالي" -وتصحف في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: احتاج إلى مالي-، أي: استأصله، أتى عليه أخذاً وإنفاقاً.
(3) حديث حسن، نصر بن باب، وحجاج -وهو ابن أرطاة-، وإنا كانا ضعيفين، متابعان.=(11/503)
6904 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَتَبَ كِتَابًا بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، عَلَى أَنْ يَعْقِلُوا مَعَاقِلَهُمْ، وَيَفْدُوا عَانِيَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ،
__________
= وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (10) ، ومن طريقه ابن عدي 5/1736، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (96) من طريق عامر الأحول، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (14) ، وابن ماجه (841) من طريق حسين المعلم، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (97) من طريق محمد بن إسحاق، ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد، بزيادة لفظ: "بفاتحة الكتاب".
وذكره الهيثمي في "المجمع" 2/111، بلفظ: "كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن، فخدجة، فخدجة، فخدجة"، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه سعد بن سليمان النشيطي، قال أبو زرعة: نسأل الله السلامة، ليس بالقوي.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (395) ، سيرد (7291) .
وآخر من حديث عائشة عند ابن ماجه (840) .
وثالث بمعناه من حديث عبادة بن الصامت عند البخاري (756) ، ومسلم (394) ، سيرد 5/314، بلفظ: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".
ورابع من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد (10998) و (11415) و (11922) ، بلفظ: "أمرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر"، وهو عند ابن حبان (1790) ، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وخامس من حديث رجل من أهل البادية من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/78.
وسيرد برقم (7016) .
قوله: "فهي خداج": بكسر الخاء المعجمة، أي: ناقصة غير تامة.
وقوله: "ثم هي خداج" تأكيد للأول. قاله السندي.(11/504)
وَالْإِصْلَاحِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ " (1)
6905 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: " كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنِيعَةَ الطَّعَامِ بَعْدَ دَفْنِهِ مِنَ النِّيَاحَةِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف. نصر بن باب: ضعيف الحديث، وحجاج -وهو ابن أرطاة-: كثير الخطأ والتدليس.
وذكره ابنُ كثير في "تاريخه" 3/224، وقال: تفرد به الإمام أحمد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/206، وقال: رداه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس، لكنه ثقة. وتحرف فيه لفظ: "عانيهم" إلى: "غائبهم".
وقد أورد أحمد هذا الحديث ضمن مسند ابن عباس برقم (2443) ، ثم أخرجه من حديث ابن عباس برقم (2444) من طريق الحجاج بن أرطاة أيضاً، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم بن بجرة، عن ابن عباس. وهذا إسناد ضعيف.
والمعاقل: الديات، جمع معْقُلة. قاله ابن الأثير. وقال السندي: أي: عقد المؤاخاة بينهم، وأن يحمل الأنصار عقل المهاجرين، وبالعكس.
والعاني: الأسير.
(2) حديث صحيح. نصر بن باب -وإن كان ضعيف الحديث- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه ابن ماجه (1612) عن محمد بن يحيى -وهو الذهلي-، عن سعيد بن منصور، وأخرجه أيضاً عن شجاع بن مخلد، كلاهما عن هشيم بن بشير، عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
قال البوصيري في "الزوائد": رجال الطريق الأول على شرط البخاري، والثاني على شرط مسلم. وهو كما قال.=(11/505)
6906 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ يَوْمَ غَزَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ " (1)
* 6907 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: " وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى "، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ
__________
= وظاهر أن هذا الحديث إنما هو من مسند جرير بن عبد الله البجلي، لا من مسند عبد الله بن عمرو، قد ذكره الإمام أحمد هنا، ولم يذكره مرة أخرى في مسند جرير الآتي.
وجاء في هامش (س) ما نصه: هذا الحديث لم يذكر الحافظ في "أطراف المسند" أنه في مسند عبد الله بن عمرو، بل لم يذكره أصلاً في مسند جرير.
قوله: "كنا نعُد الاجتماع ... " قال السندي: هذا بمنزلة رواية إجماع الصحابة، أو تقرير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى الثاني فحكمه الرفع، وعلى التقديرين فهو حجة. ثم قال: وبالجملة فهذا عكس الوارد، إذ الوارد أنه يصنع الناسُ الطعام لأهل الميت، فاجتماع الناس في بيتهم حتى يتكلفوا لأجلهم الطعام قلب لذلك، وقد ذكر كثير من الفقهاء أن الضيافة لأجل الموت قلب للمعقول، لأن الضيافة حقُّها أن تكون للسرور لا للحزن.
(1) حسن لغيره، وهو مكرر (6682) . نصر بن باب، وحجاج -وهو ابن أرطاة-: ضعيفان.(11/506)
عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ " (1)
6908 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ صَنَعَهُ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، فَأَخَذَ بِمَنْكِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوَى ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ، فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا "، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَخَذَ بِمَنْكِبِهِ، وَدَفَعَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: {أَتَقْتُلُونَ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، مسلم بن خالد الزنجي: سييء الحفظ.
وأخرجه ابن حبان (4347) و (4352) من طريق عمر بن يزيد السياري، عن مسلم بن خالد الزنجي، بهذا الإسناد.
وله شاهد يصح به من حديث أبي هريرة عند مسلم (1650) ، سيرد (8734) .
وآخر من حديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (3133) و (6721) ، ومسلم (2149) ، سيرد 4/401.
وثالث من حديث عدي بن حاتم، سيرد 4/256.
ورابع من حديث عبد الرحمن بن سمرة عند البخاري (6722) ، ومسلم (1652) ، سيرد 5/61.
وخامس من حديث عائشة عند البخاري (4614) و (6621) .
وانظر (6736) .(11/507)
رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} [غافر: 28] (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الوليد بن مسلم -وهو أبو العباس الدمشقي- صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. علي بن عبد الله: هو المديني.
وأخرجه البخاري (4815) عن علي بن عبد الله المديني، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري أيضاً (3678) و (3856) من طريقين عن الوليد بن مسلم، به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/274 من طريق الوليد بن مزيد البيروتي، عن الأوزاعي، به.
وأورده ابن كثير في "تاريخه" 3/46، وقال: انفرد به البخاري.
قال البخاري عقب الرواية (3856) : تابعه ابن إسحاق، حدثني يحيى بن عروة، عن عروة: قلت لعبد الله بن عمرو. وقال عبدة: عن هشام، عن أبيه: قيل لعمرو بن العاص. وقال محمد بن عمرو، عن أبي سلمة: حدثني عمرو بن العاص.
قلنا: رواية ابن إسحاق عن يحيى بن عروة، عن عروة، عن ابن عمرو سترد برقم (7036) .
ورواية محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عمرو بن العاص، وصلها البخاري في "خلق أفعال العباد" (308) ، وأبو يعلى (7339) ، وابن حبان (6569) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (159) من طريقين عن محمد بن عمرو، به.
وذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/169 أن رواية محمد بن إبراهيم التيمي وافقت رواية يحيي بن عروة في تسمية الصحابي بعبد الله بن عمرو، وأن هشام بن عروة أخا يحيى خالفهما، فسماه عمرو بن العاص، فرجح الحافظ رواية يحيى ومحمد بن إبراهيم التيمي، ثم قال: على أن قول هشام غيرُ مدفوع، لأن له أصلاً من حديث عمرو بن العاص، بدليل رواية أبي سلمة، عن عمرو، ويُحتمل أن يكون عروة سأله مرة، وسأل أباه أخرى، ويؤيده اختلاف السياقين، وذكر الحافظُ أن=(11/508)
6909 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُبَايِعُهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، وَغَلَّظَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا جِئْتُكَ حَتَّى أَبْكَيْتُهُمَا - يَعْنِي وَالِدَيْهِ -، قَالَ: " ارْجِعْ فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا " (1)
6910 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " خَصْلَتَانِ - أَوْ
__________
= عبد الله بن عروة رواه عن أبيه بإسناد آخر عن عثمان، وقال: لكن سنده ضعيف، فإن كان محفوظاً، حمل على التعدد، وليس ببعيد.
قلنا: ومما يدل على التعدد أن لهذا الحديث شاهداً من حديث أسماء بنت أبي بكر عند الحميدي (324) ، وأبي يعلى (52) .
وآخر من حديث أنس عند أبي يعلى (3691) .
وثالث من حديث علي عند البزار (2481) .
وسيرد مطولاً برقم (7036) .
قوله: "وقال: (أتقتلون رجلاً ... ) "، قال السندي: فقد وافق [أبو بكر] مؤمن آل فرعون، وزاد عليه حيث خاصم باليد واللسان، بخلاف مؤمن آل فرعون، فإنه خاصم باللسان فقط، رضي الله تعالى عنهما.
(1) إسناده حسن، شعبة سمع من عطاء قبل الاختلاط، ووالد عطاء: هو السائب بن مالك أو ابن زيد، ثقة، روى له أصحابُ السنن، والبخاري في "الأدب المفرد".
وسلف برقم (6490) و (6833) و (6869) .(11/509)
خَلَّتَانِ - لَا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، هُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ، تُسَبِّحُ اللهَ عَشْرًا، وَتَحْمَدُ اللهَ عَشْرًا، وَتُكَبِّرُ اللهَ عَشْرًا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، فَذَلِكَ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَتُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ - عَطَاءٌ (1) لَا يَدْرِي أَيَّتُهُنَّ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ - إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَ مِائَةِ سَيِّئَةٍ؟ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ؟ قَالَ: " يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، فَيُذَكِّرُهُ حَاجَةَ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُومُ وَلَا يَقُولُهَا، فَإِذَا (2) اضْطَجَعَ يَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيُنَوِّمُهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا "، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُهُنَّ فِي يَدِهِ (3) قَالَ عَبْدُ اللهِ [بْنُ أَحْمَدَ] : سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ الْقَوَارِيرِيَّ (4) ، سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ الْبَصْرَةَ،
__________
(1) في هامش (س) و (ص) : عطاء الشاك.
(2) في (ظ) : وإذا.
(3) إسناده حسن، شعبة سمع من عطاء قبل الاختلاط.
وأخرجه أبو داود (5065) من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وسلف تخريجه من طرقه برقم (6498) ، وفيها طريق حماد بن زيد التي أشار إليها عبد الله بن أحمد عقب الحديث.
(4) في (ظ) : يقول. وكتب فوقها: قال. خ.(11/510)
فَقَالَ لَنَا أَيُّوبُ: ائْتُوهُ فَاسْأَلُوهُ عَنْ حَدِيثِ التَّسْبِيحِ؟ يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ
6911 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا تَوَضَّئُوا لَمْ يُتِمُّوا الْوُضُوءَ، فَقَالَ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " (1)
6912 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الْمُهَاجِرَ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس اليشكري، والرجلُ المبهمُ: هو يوسف بن ماهك كما صرح به في الرواية الآتية برقم (6976) .
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 6/134 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (6976) ، وسلف بنحوه برقم (6883) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي برقم (6982) ، وفيه متابعة ابن أبي السفر لإسماعيل بن أبي خالد، ويخرج هناك.
وهو مكرر (6515) و (6806) و (6814) و (6983) . وسلف ذكر شواهده برقم=(11/511)
6913 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا، مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَمِّهِ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ أَرْضًا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو يُقَالُ لَهَا: الْوَهْطُ، فَأَمَرَ مَوَالِيَهُ، فَلَبِسُوا آلَتَهُمْ، وَأَرَادُوا الْقِتَالَ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: مَاذَا؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُظْلَمُ بِمَظْلَمَةٍ فَيُقَاتِلَ فَيُقْتَلَ إِلَّا قُتِلَ شَهِيدًا " (1)
6914 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ طَلْحَةَ أَوْ طَلْحَةَ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، صُمِ الدَّهْرَ، ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ "، قَالَ: وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160] ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: " صُمْ صِيَامَ دَاوُدَ (2) كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا " (3)
__________
= (6515) .
(1) إسناده ضعيف لإبهام الرجل من بني مخزوم وعمه.
وأخرجه الطيالسي (2294) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/335 عن شعبة، بهذا الإسناد.
وللحديث أصل صحيح سلف لفظه برقم (6522) ، وذكرنا هناك شواهده.
قوله: "فلبسوا آلتهم"، يريد: آلة الحرب. قاله السندي.
(2) في (ظ) : صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، طلحة بن هلال: هو من بني عامر، ذكره=(11/512)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= البخاري في "التاريخ الكبير" 4/346، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/473، وابن حبان في "الثقات" 4/392، وذكروا أنه لم يرو عنه غير سعد بن إبراهيم، ولا يُعرف إلا في هذا الحديث.
وأخرجه الطيالسي (2280) ، وأخرجه ابن حبان في "الثقات" 4/392 من طريق محمد بن بكر البرساني، كلاهما (الطيالسي والبرساني) عن شعبة، بهذا الإسناد.
وانظر (6477) .
وفي الباب في صيام ثلاثة أيام في الشهر أحاديث عدة، ورد منها في "المسند": حديث ابن مسعود سلف برقم (3860) .
وحديث أبي هريرة، سيرد (7512) .
وحديث أبي ذر، سيرد 5/146 و152.
وحديث قُرة بن إياس، سيرد 3/435 و4/19 و5/35.
وحديث أبي عقرب، سيرد 5/67.
وحديث أم سلمة، سيرد 6/289 و310
وحديث أبي قتادة، سيرد 5/296، 297 و310، 311.
وحديث عائشة، سيرد 6/145، 146.
وحديث قتادة بن ملحان، سيرد 5/27 و28.
وحديث عثمان بن أبي العاص، سيرد 4/22.
وحديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/78 و363.
وورد منها في غير "المسند": حديث جرير بن عبد الله عند النسائي 4/221.
وحديث عبد الله بن عمر عند ابن خزيمة (2156) ، وإسناده ضعيف.
وذكر الهيثمي في الباب أيضاً عن علي وابن عباس وجابر بن عبد الله وميمونة بنت سعد، انظر "مجمع الزوائد" 3/195-197.=(11/513)
6915 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صُمْ يَوْمًا وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ " حَتَّى عَدَّ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ أَوْ خَمْسَةً - شُعْبَةُ يَشُكُّ - قَالَ: " صُمْ أَفْضَلَ الصَّوْمِ، صَوْمَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا " (1)
6916 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، قَالَ:
__________
= قوله: "صم الدهر ثلاثة أيام": لفظة: "ثلاثة أيام" بدل من الدهر، على أنه عينه بالمآل، بشهادة الآية، وجعلُ الدهر منصوباً بنزع الخافض -أي: صم من الدهر- لا يساعده المقام. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن فياض، فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عُبادة، وأبو عياض: هو عمرو بن الأسود العنسي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/296 من طريق روح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2288) ، ومسلم (1159) (192) ، والنسائي في "المجتبى" 4/212 و217، وفي "الكبرى" (2702) و (2711) و (2742) ، وابنُ خزيمة (2106) و (2121) ، وابنُ حبان (3658) ، والبيهقي في "السنن" 4/296، والخطيب في "تاريخه" 8/23 من طريق شعبة، به.
وسيأتي برقم (7087) و (7098) . وسلف برقم (6545) و (6877) . وسلف مطولاً برقم (6477) .
قال ابنُ حبان: قوله: "صُمْ يوما من كل شهر، ولك أجر ما بقي": يُريد: أجر ما بقي من العشرين، وكذلك في الثلاث، إذ محال أن كده كلما كثر؛ كان أنقص لأجره.(11/514)
دَخَلْنَا عَلَى أَبِي حَصِينٍ نَعُودُهُ، وَمَعَنَا عَاصِمٌ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَصِينٍ لِعَاصِمٍ: تَذْكُرُ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ؟ قَالَ: قَالَ: نَعَمْ، إِنَّهُ حَدَّثَنَا (1) يَوْمًا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اشْتَكَى الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ، قِيلَ لِلْكَاتِبِ الَّذِي يَكْتُبُ عَمَلَهُ: اكْتُبْ لَهُ مِثْلَ عَمَلِهِ إِذْ كَانَ طَلِيقًا، حَتَّى أَقْبِضَهُ أَوْ أُطْلِقَهُ " (2) قَالَ أَبُو بَكْرٍ: " حَدَّثَنَا بِهِ عَاصِمٌ وَأَبُو حَصِينٍ جَمِيعًا "
6917 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ يَقُولُ (3) : "
__________
(1) في (ظ) : يومئذ. وكتب فوقها: يوماً
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم بن مخيمرة، فمن رجال مسلم، وأبي بكر بن عياش فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في مقدمة "صحيحه"، وعاصم بن أبي النجود روى له الشيخان مقروناً، وهو هنا متابع بأبي حصين عثمان بن عاصم بن حُصين. أسود بن عامر: يُلقب شاذان، وأبو بكر بن عياش: اختُلف في اسمه، والصواب أن اسمه كنيته.
وأخرجه البزار (759) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/309 من طرق عن أبي بكر بن عياش، عن أبي الحصين، به. قال أبو نعيم: لم يروه عن أبي حصين إلا أبو بكر.
وسلف برقم (6482) .
(3) في (ظ) : يقول عام الفتح.(11/515)
كُلُّ حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ " (1)
6918 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَلَفٍ وَبَيْعٍ، وَعَنْ بَيْعَتَيْنِ (3) فِي بَيْعَةٍ، وَعَنْ بَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ، وَعَنْ رِبْحِ مَا لَمْ يُضْمَنْ " (4)
6919 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ أَبُو الْخَطَّابِ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمُثَنَّى بْنَ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ زَادَكُمْ صَلَاةً،
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن. ابن أبي الزناد: هو عبد الرحمن.
وعبد الرحمن بن الحارث: هو ابن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (570) ، والطبري في "تفسيره" [النساء:33] (9299) من طريق سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن بن الحارث، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6692) وذكرنا هناك شواهده، وهو قطعة من (7012) الآتي.
(2) في (ظ) : محمد بن عجلان.
(3) في (ظ) : بيعين.
(4) إسناده حسن. ابن عجلان: هو محمد. وهو مكرر (6628) و (6671) .
وفي (ظ) : تضمن.(11/516)
فَحَافِظُوا عَلَيْهَا، وَهِيَ الْوَتْرُ " (1) " فَكَانَ (2) عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، رَأَى (3) أَنْ يُعَادَ (4) الْوَتْرُ، وَلَوْ بَعْدَ شَهْرٍ "
6920 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ، أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَّا يُقَالُ لَهُ: أَيُّوبُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ عَامًا (5) تِيبَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ تِيبَ عَلَيْهِ "، حَتَّى قَالَ: " يَوْمًا "، حَتَّى قَالَ: " سَاعَةً "، حَتَّى قَالَ: " فُوَاقًا "، قَالَ: قَالَ الرَّجُلُ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ مُشْرِكًا أَسْلَمَ؟ قَالَ: إِنَّمَا أُحَدِّثُكُمْ كَمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (6)
__________
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف المثنى بن الصباح.
وأخرجه محمد بن نصر المروزي في كتاب "الوتر" ص 111، عن إسحاق بن راهويه، عن محمد بن سواء، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2263) عن همام، عن المثنى بن الصباح، به.
وسلف برقم (6693) وذكرنا هناك شواهده.
(2) في (ظ) وهامش (س) : وكان.
(3) في (ظ) و (س) : يرى.
(4) في (س) : يعاد وتعاد معاً.
(5) في (ظ) : بعام. وفي هامشها: عاماً. خ.
(6) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل من بني الحارث، وجهالة شيخه أيوب، سماه ابنُ حبان أيوب بن فرقد، فتعقبه الحافظ في "التعجيل" ص 48،=(11/517)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فقال: لم أر لأيوب بن فرقد عنده ذكراً، ولا عند غيره، وباقى رجاله ثقات. عفان: هو ابن مسلم، وإبراهيم بن ميمون: هو الكوفي، روى له النسائي في "اليوم والليلة"، وهو غير إبراهيم بن ميمون مولى آل سمرة.
وأخرجه الطيالسي (2284) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/427، والطبري في "التفسير" (8863) [النساء:18] ، والبيهقي في "الشعب" (7067) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وقد سقط من إسناد "مسند الطيالسي" المطبوع: "إبراهيم بن ميمون، عن رجل من بني الحارث، قال". وجاء عنده زيادة قول الراوي: فقلت له: إنما قال الله عز وجل: (إنما التوبةُ على الله للذين يعملون السوء بجهالة ... ) الآية [النساء:17] ، قال: إنما أحدثك ما سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الحاكم 4/258، 259 من طريق عبد الله بن نافع، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن البيلماني، سمعتُ عبد الله بن عمرو يقول ... فذكر الحديث. وسكت عنه الحاكم هو والذهبي، وإسناده ضعيف لضعف هشام بن سعد، وعبد الرحمن بن البيلماني.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/197، وقال: رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يسم، وبقية رجاله ثقات.
وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" 2/131 لابن أبي حاتم.
وله شاهد بمعناه من حديث ابن عمر ورد برقم (6160) بإسناد حسن، وهو عند ابن حبان برقم (628) .
وآخر عن أبي ذر، سيرد 5/174، وهو عند ابن حبان (627) .
وعن رجال من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 3/425 و5/362.
وعن بُشير بن كعب عند الطبري (8857) .
وعن عبادة بن الصامت عند الطبري (8858) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1085) ، وإسناده منقطع.
قوله: "حتى قال: فُواقاً"، أي: قدر فُواق ناقة، والفُواق: بضم الفاء وتفتح، هو:=(11/518)
6921 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ نِصْفَ الدَّهْرِ، وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، كَانَ يَرْقُدُ شَطْرَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُومُ، ثُمَّ يَرْقُدُ آخِرَهُ، ثُمَّ (1) يَقُومُ ثُلُثَ اللَّيْلِ بَعْدَ شَطْرِهِ " (2)
6922 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ، أَنَّ ثَابِتًا، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ لَمَّا كَانَ بَيْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو وعَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مَا
__________
= ما بين الحلبتين من الراحة، لأنها تُحلب، ثم تراح حتى تدر، ثم تُحلب. قاله ابن الأثير. وقال السندي: وقيل: يحتمل أن المراد به ما بين جر الضرع إلى جره مرة أخرى، وهو أنسب ببيان القليل.
(1) ذكر في هامش (س) و (ص) أن "ثم" لم ترد في بعض النسخ. وقد كُتب فوقها في (ظ) : لا. إشارة إلى ذلك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وابن جريج صرح بالتحديث. روح: هو ابن عبادة، ومحمد بن بكر: هو البرساني.
وهو فى "مصنف" عبد الرزاق (7864) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1159) وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/85، و"شرح مشكل الآثار" (1254) ، والبيهقي في "السنن" 4/295، 296، من طرق، عن ابن جريج، به.
وسلف برقم (6491) ، وانظر لزاماً (6477) .(11/519)
كَانَ، وَتَيَسَّرُوا لِلْقِتَالِ، فَرَكِبَ خَالِدُ بْنُ الْعَاصِي إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَوَعَظَهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ " وَقَالَ (1) عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " مَنْ قُتِلَ عَلَى مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ " (2)
6923 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) في (ق) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: قال. دون واو قبلها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، محمد بن بكر: هو البُرْساني، وسليمان الأحول: هو ابن أبي مسلم، وقد صرح ابنُ جريج بالتحديث، وثابت: هو ابن عياض الأحنف الأعرج مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وقد نسب هنا إلى ولاء ابنه عمر، فقيل: مولى عمر بن عبد الرحمن، وقد وهم الحسيني، فأدرجه في "الإكمال" ص 60، وذكر أنه مجهول، وتبعه الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" ص 118، مع أنه ذكر هذا الحديث في "الفتح" 5/123، وأنه من رواية ثابت بن عياض هذا في "صحيح" مسلم، كما سيأتي في تخريجه.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18568) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (141) ، والبيهقي في "السنن" 8/335.
وأخرجه مسلم (141) أيضاً، والبيهقي في "السنن" 3/265 من طريق محمد بن بكر، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (141) أيضاً من طريق أبي عاصم النبيل، وأبو عوانة 1/44 من طريق حجاج، كلاهما عن ابن جريج، به.
وسلف برقم (6522) ، وذكرنا هناك شواهده.
قوله: "تيسروا للقتال"، أي: تهيؤوا له واستعدوا.(11/520)
عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا عَبْدٍ كُوتِبَ عَلَى مِائَةِ أُوقِيَّةٍ، فَأَدَّاهَا إِلَّا عَشْرَ أَوَاقٍ، ثُمَّ عَجَزَ، فَهُوَ رَقِيقٌ " (1)
6924 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَتْفِ الشَّيْبِ " (2)
6925 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، سَمِعْتُ (3) أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَدْرُونَ مَنِ الْمُسْلِمُ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ "، قَالَ: " تَدْرُونَ مَنِ الْمُؤْمِنُ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَنْ أَمِنَهُ الْمُؤْمِنُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ فَاجْتَنَبَهُ (4) " (5)
__________
(1) هو مكرر (6666) .
(2) حسن لغيره، ومحمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً ورواه بالعنعنة- توبع.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/677، ومن طريقه ابن ماجه (3721) ، والترمذي (2821) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن، قد روي عن عبد الرحمن بن الحارث وغير واحد عن عمرو بن شعيب.
وسلف برقم (6672) ، وذكرنا هناك شواهده.
(3) في (ظ) : قال: سمعت.
(4) في (ظ) وهامش (س) و (ص) : واجتنبه.
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم. موسى بن عُلي -بالتصغير-: هو ابن=(11/521)
6926 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: إِنِّي لَأُسَايِرُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَمُعَاوِيَةَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو لِعَمْرٍو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " - يَعْنِي عَمَّارًا - فَقَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ: اسْمَعْ مَا يَقُولُ هَذَا، فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ: أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ (1)
6927 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي الضَّرِيرَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2)
6928 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَصُومُ فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ، وَرَأَيْتُهُ يَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا، وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي حَافِيًا وَمُنْتَعِلًا، وَرَأَيْتُهُ يَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ " (3)
__________
= رباح.
ولم يورده الهيثمي في "المجمع"، وهو على شرطه.
وقد سلف برقم (6487) ، وذكرنا شواهده برقم (6515) .
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (6500) . عبد الرحمن بن أبي زياد، ويقال: ابن زياد مولى بني هاشم وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وعبد الله بن الحارث: هو ابن نوفل.
(2) صحيح، وهو مكرر (6499) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عبد الواحد الحداد: هو ابن واصل السدوسي مولاهم أبو عبيدة ويزيد: هو ابن هارون.=(11/522)
6929 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (1) ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْعَنْزِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ، يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: لِيَطِبْ بِهِ أَحَدُكُمَا نَفْسًا لِصَاحِبِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ - يَعْنِي - رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : " كَذَا قَالَ أَبِي: يَعْنِي رَسُولَ اللهِ (2) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَقُولُ: " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَلَا تُغْنِي عَنَّا مَجْنُونَكَ يَا عَمْرُو؟ فَمَا بَالُكَ مَعَنَا؟ قَالَ: إِنَّ أَبِي شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا، وَلَا تَعْصِهِ " فَأَنَا مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ (3)
6930 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيِدَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ (4) ، أَكْتُبُ مَا أَسْمَعُ مِنْكَ؟
__________
= وسلف تخريجه وذكر شواهده برقم (6627) عدا زيادة: "ويصوم في السفر ويفطر"، وسلف تخريج هذه الزيادة وذكر شواهدها برقم (6679) ، ومر أيضا برقم (6660) و (6783) ، وسيأتي برقم (7021) .
(1) وقع في (م) : حدثنا أسود بن عامر، حدثنا يزيد بن هارون. بزيادة أسود بن عامر، وهو خطأ.
(2) في هامش (ظ) : يعني سمع رسول الله.
(3) إسناده صحيح، وهو مكرر (6538) .
قوله: "ألا تُغني عنا مجنونك"، أي: ألا تكفه وتصرفه عنا.
(4) في (ظ) : صلى الله عليك.(11/523)
قَالَ: " نَعَمْ "، قُلْتُ: فِي الرِّضَا وَالسُّخْطِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَقُولَ فِي ذَلِكَ إِلَّا حَقًّا " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، فِي حَدِيثِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ (1) ، إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ، فَأَكْتُبُهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " (2)
6931 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ، حَدَّثَهُ، أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، أَخْبَرَهُ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: ابْنُ الْعَاصِ حَدَّثَهُ -: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ ثِيَابُ الْكُفَّارِ، فَلَا تَلْبَسْهَا " (3)
__________
(1) في (ظ) وهامش (س) و (ص) : قلت: يا رسول الله.
(2) صحيح لغيره، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً ورواه بالعنعنة-، قد توبع. محمد بن يزيد: هو الكلاعي.
وأخرجه ابنُ عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 89 من طريق أحمد بن خالد، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/105 من طريق عُقيل بن خالد -وهو الأيلي- عن عمرو بن شعيب، به.
وأخرجه أيضاً 1/105 من طريق عُقيل بن خالد الأيلي، عن عمرو بن شعيب، عن مجاهد، عن ابن عمرو، وصححه.
وقد سلف برقم (6510) بإسناد صحيح.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير جبير بن=(11/524)
6932 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا طَلَاقَ فِيمَا لَا تَمْلِكُونَ، وَلَا عَتَاقَ فِيمَا لَا تَمْلِكُونَ، وَلَا نَذْرَ فِيمَا لَا تَمْلِكُونَ، وَلَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ " (1)
6933 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَمَّا فُتِحَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةُ، قَالَ: " كُفُّوا السِّلَاحَ، إِلَّا خُزَاعَةَ عَنْ بَنِي بَكْرٍ "، فَأَذِنَ لَهُمْ، حَتَّى صَلَّوْا الْعَصْرَ، ثُمَّ قَالَ: " كُفُّوا السِّلَاحَ "، فَلَقِيَ مِنَ الْغَدِ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ رَجُلًا مِنْ بَنِي بَكْرٍ بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَقَتَلَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ خَطِيبًا، فَقَالَ: " إِنَّ أَعْدَى (2) النَّاسِ عَلَى اللهِ مَنْ عَدَا فِي
__________
= نفير، فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن أبي عبد الله سنْبر الدسْتوائي، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، ويحيى: هو ابن أبي كثير.
وأخرجه مسلم (2077) (27) من طريق يزيد بن هارون، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6513) ، وذكرنا هناك شواهده.
(1) حديث حسن، محمد بن إسحاق -وإن عنعن- توبع. يزيد: هو ابن هارون.
وسلف مطولاً ومختصرا برقم (6732) و (6769) و (6780) و (6781) .
(2) في (ظ) : أعتى. وعلى هامشها: أعدى.(11/525)
الْحَرَمِ، وَمَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَمَنْ قَتَلَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ "، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ (1) ابْنِي فُلَانًا عَاهَرْتُ بِأُمِّهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ: " لَا دَعْوَةَ فِي الْإِسْلَامِ ذَهَبَ أَمْرُ الْجَاهِلِيَّةِ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْأَثْلَبُ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْأَثْلَبُ؟ قَالَ: " الْحَجَرُ، وَفِي الْأَصَابِعِ عَشْرٌ عَشْرٌ، وَفِي الْمَوَاضِحِ خَمْسٌ خَمْسٌ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَشْرُقَ (2) الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا عَلَى خَالَتِهَا، وَلَا يَجُوزُ لِامْرَأَةٍ عَطِيَّةٌ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا، أَوْفُوا (3) بِحِلْفِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِنَّ الْإِسْلَامَ لَمْ يَزِدْهُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا تُحْدِثُوا حِلْفًا فِي الْإِسْلَامِ " (4)
6934 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّمْسَ حِينَ غَرَبَتْ، فَقَالَ: " فِي نَارِ اللهِ الْحَامِيَةِ (5) ، لَوْلَا مَا
__________
(1) "إن": لم ترد في (م) .
(2) في (ظ) : مشرق.
(3) في (ق) و (م) : وأوفوا. وأشير إليها في هامش (س) و (ص) و (ظ) .
(4) إسناده حسن، ولبعضه شواهد يصح بها، وهو مكرر (6681) عدا قوله: "أوفوا بحلف الجاهلية "، فقد سلف برقم (6692) و (6917) ، وهو قطعة من الحديث (7012) .
(5) قوله: "في نار الله الحامية" كرر في (ظ) مرتين، وعلى الثانية: صح. وهي مكررة عند الطبري.(11/526)
يَزَعُهَا (1) مِنْ أَمْرِ اللهِ لَأَهْلَكَتْ مَا عَلَى الْأَرْضِ " (2)
6935 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا " (3)
__________
(1) في هامش (س) : يزعها: يكفها ويمنعها.
(2) إسناده ضعيف لجهالة مولى عبد الله بن عمرو، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. العوام: هو ابن حوشب.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 16/10 [الكهف: 86] من طريق يزيد بن هارون، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وذكره ابنُ كثير في "تفسيره" 5/188، وقال: وفي صحة رفع هذا الحديث نظر، ولعله من كلام عبد الله بن عمرو من زاملتيه اللتين وجدهما يوم اليرموك، والله أعلم.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/131، وقال: رواه أحمد، وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 4/248، وزاد نسبته لابن أبي شيبة، وابن منيع، وأبي يعلى، وابن مردويه.
قوله: "في نار الله الحامية"، أي: غربت في نار الله الحارة.
قوله: "يزعها"، أي: يكفها ويمنعها من وزعه: إذا منعه وحبسه، والضمير يحتمل أن يكون للنار، ويحتمل أن يكون للشمس. قاله السندي.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (355) عن عبدة، والترمذي (1920) من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. قال الترمذي:=(11/527)
6936 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ، وَهُوَ يَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ إِدْرِيسَ (1) -، قَالَ: وَسَأَلَهُ (2) عَنِ الثِّمَارِ وَمَا كَانَ (3) فِي أَكْمَامِهِ؟ فَقَالَ: " مَنْ أَكَلَ بِفَمِهِ، وَلَمْ يَتَّخِذْ خُبْنَةً فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَمَنْ وُجِدَ قَدِ احْتَمَلَ فَفِيهِ ثَمَنُهُ مَرَّتَيْنِ وَضَرْبُ نَكَالٍ، فَمَا أَخَذَ مِنْ (4) جِرَانِهِ، فَفِيهِ الْقَطْعُ، إِذَا بَلَغَ مَا يُؤْخَذُ مِنْ ذَلِكَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَجِدُ فِي السَّبِيلِ الْعَامِرِ مِنَ اللُّقَطَةِ، قَالَ (5) : " عَرِّفْهَا حَوْلًا، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، وَإِلَّا فَهِيَ لَكَ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَجِدُ فِي الْخَرِبِ الْعَادِيِّ؟ قَالَ: " فِيهِ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (6)
__________
= حديث محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب حديث حسن صحيح، وقد روي عن عبد الله بن عمرو من غير هذا الوجه أيضاً.
قلنا: سلف برقم (6733) ، وذكرنا هناك شواهده، وسيرد بإسناد صحيح برقم (7073) .
(1) أي السالف برقم (6891) .
(2) في (ظ) : فسأله. وكُتب فوق الفاء واو.
(3) في (س) و (ص) و (ظ) : ما كان. دون واو قبلها.
(4) فى (ظ) : في. وعلى هامشها "من".
(5) في (ظ) : فقال.
(6) حديث حسن، وهو قطعة من الحديث (6683) . يزيد: هو ابن هارون.(11/528)
6937 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَتْفِ الشَّيْبِ "، وَقَالَ: " هُوَ نُورُ الْمُؤْمِنِ "، وَقَالَ: " مَا شَابَ رَجُلٌ فِي الْإِسْلَامِ شَيْبَةً، إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَمُحِيَتْ (1) عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةٌ، وَكُتِبَتْ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ " (2)
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا " (3)
6938 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رَدَّ ابْنَتَهُ إِلَى أَبِي الْعَاصِ بِمَهْرٍ جَدِيدٍ، وَنِكَاحٍ جَدِيدٍ " (4)
__________
(1) في (ظ) : ومحا عنه بها سيئة، وكتب ... وكتب في هامشها هذه الرواية.
(2) حسن لغيره، وسلف برقم (6672) . يزيد: هو ابن هارون.
(3) صحيح، وهو مكرر (6935) سنداً ومتناً.
(4) إسناده ضعيف كما ذكر الإمام أحمد عقب روايته، والحجاج بن أرطاة كثير الخطأ والتدليس.
وأخرجه سعيد بن منصور (2109) ، وابن سعد 8/32، والترمذي (1142) ، وابن ماجه (2010) والدارقطني 3/253، والبيهقي في "السنن" 7/188 من طريقين، عن حجاج بن أرطاة، بهذا، الإسناد.=(11/529)
[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي: فِي حَدِيثِ حَجَّاحٍ: " رَدَّ زَيْنَبَ ابْنَتَهُ "، قَالَ: " هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، أَوْ قَالَ: وَاهٍ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ (1) الْحَجَّاجُ مِنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْعَرْزَمِيِّ، وَالْعَرْزَمِيُّ: لَا يُسَاوِي (2) حَدِيثُهُ شَيْئًا، وَالْحَدِيثُ الصَّحِيحُ (3) الَّذِي رُوِيَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَرَّهُمَا عَلَى النِّكَاحِ الْأَوَّلِ "
6939 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (12648) ، ومن طريقه الحاكم 3/639 عن حميد بن أبي رومان، عن الحجاج، به، ولفظه: أسلمت زينب بنت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل زوجها أبي العاص بسنة، ثم أسلم أبو العاص، فردها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنكاح جديد، وقد سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: هذا باطل، ولعله أراد: هاجرت قبله بسنة، وإلا فهي أسلمت قبل الهجرة بمدة.
قال الترمذي بعد إيراده الحديث: هذا حديث في إسناد مقال.
وقال الدارقطني: هذا لا يثبت، وحجاج لا يحتج به، والصواب حديث ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ردها بالنكاح الأول.
ونقل الترمذي عن يزيد بن هارون قوله: حديث ابن عباس أجود إسناداً، والعمل على حديث عمرو بن شعيب.
قلنا: حديث ابن عباس سلف بالأرقام (1876) و (2366) و (3290) ، وهو حديث حسن. وانظر لزاماً "زاد المعاد" 5/133-140.
(1) في (ظ) : قال: ولم يسمعه.
(2) في (ظ) وهامش (س) و (ص) : لا يسوى.
(3) يعني حديث ابن عباس المذكور في التخريج.(11/530)
عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَتَانِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِمَا أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: " أَتُحِبَّانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا اللهُ بِأَسْوِرَةٍ مِنْ نَارٍ "، قَالَتَا: لَا. قَالَ: " فَأَدِّيَا حَقَّ هَذَا " (1)
6940 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، وَمُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ، وَلَا مَحْدُودٍ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا ذِي غِمْرٍ عَلَى أَخِيهِ " (2)
6941 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) حديث حسن. الحجاج بن أرطاة وإن كان ضعيفاً متابع. وهو مكرر (6667) .
(2) حديث حسن. الحجاج بن أرطاة على ضعفه متابع. يزيد: هو أبن هارون.
وأخرجه ابن ماجه (2366) من طريق يزيد بن هارون ومعمر بن سليمان الرقي، شيخي أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3601) ، والبيهقي في "السنن" 10/201 من طريق سليمان بن موسى، والدارقطني 4/244، والبيهقي 10/155 من طريق آدم بن فائد والمثنى بن الصباح، ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، به. ولفظ أبي داود: "ولا زان ولا زانية"، بدل: "ولا محدود في الإسلام"، ولفظ إحدى روايتي البيهقي: "ولا موقوف على حد". والمحدود: هو المجلود في حد.
وسلف مختصراً ومطولاً برقم (6698) و (6899) من طريق سليمان بن موسى، عن عمرو بن شعيب، به. وذكرنا شواهده في أولهما.(11/531)
عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ زَادَكُمْ صَلَاةً، وَهِيَ الْوَتْرُ " (1)
6942 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي ذَوِي أَرْحَامٍ، أَصِلُ وَيَقْطَعُونَ، وَأَعْفُو وَيَظْلِمُونَ، وَأُحْسِنُ وَيُسِيئُونَ، أَفَأُكَافِئُهُمْ؟ قَالَ: " لَا، إِذًا تُتْرَكُونَ جَمِيعًا، وَلَكِنْ خُذْ بِالْفَضْلِ وَصِلْهُمْ، فَإِنَّهُ لَنْ يَزَالَ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ (2) مَا كُنْتَ عَلَى ذَلِكَ " (3)
6943 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرَّاجِعُ فِي هِبَتِهِ، كَالْكَلْبِ يَرْجِعُ فِي قَيْئِهِ " (4)
6944 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ (5) ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَامِرٍ،
__________
(1) حديث حسن وهو مكرر (6693) سندا ومتنا.
(2) في (ظ) : ظهير من الله. وهو لفظ (6700) .
(3) حسن، وهو مكرر (6700) سنداً ومتناً.
(4) حديث حسن. الحجاج -وهو ابن أرطاة- ضعيف، لكنه متابع.
وسلف مطولا برقم (6629) ، وذكرنا هناك شواهده وشرحه، وبرقم (6705) .
(5) في (ظ) : بن هارون.(11/532)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ يَنْتِفُ شَعَرَهُ، وَيَدْعُو وَيْلَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لَكَ؟ " قَالَ: وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ فِي رَمَضَانَ، قَالَ: " أَعْتِقْ رَقَبَةً "، قَالَ: لَا أَجِدُهَا، قَالَ: " صُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ "، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: " أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا "، قَالَ: لَا أَجِدُ، قَالَ: فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَقٍ فِيهِ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، قَالَ: " خُذْ هَذَا فَأَطْعِمْهُ عَنْكَ سِتِّينَ مِسْكِينًا "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنَّا، قَالَ: " كُلْهُ أَنْتَ وَعِيَالُكَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وقد أخرجه أحمد هنا بأسنادين: الأول: يزيد -وهو ابن هارون- عن الحجاج بن أرطاة، عن إبراهيم بن عامر، عن سعيد بن المسيب، به. وهذا إسناد مرسل. والحجاج بن أرطاة -وإن كان كثير الخطأ والتدليس- متابع. إبراهيم بن عامر: هو ابن مسعود بن أمية بن خلف الجمحي القرشي الكوفي.
وأخرجه الدارقطني 2/190، والبيهقي في "السنن" 4/226 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ خزيمة (1951) من طريق مهران بن أبي عمر الرازي، عن سفيان الثوري، والبيهقي في "السنن" 4/225 من طريق شريك، كلاهما عن إبراهيم بن عامر، به. ومهران وشريك كلاهما سييء الحفظ.
وأخرجه عبد الرزاق (7460) من طريق سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن المسيب، به.=(11/533)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مالك 1/297، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/227، وأخرجه عبد الرزاق (7458) عن معمر، و (7459) عن ابن جريج، ثلاثتهم عن عطاء بن عبد الله الخراساني، عن ابن المسيب، به. وليس فيه ذكر صوم شهرين متتابعين، وفيه ذكر إهداء بدنة في الكفارة. وعند مالك أيضاً زيادة الأمر بقضاء يوم مكان اليوم الذي أفسده. وعطاء الخراساني في حفظه شيء.
قال البيهقي في "السنن" 4/227: ورواه داودُ بن أبي هند، عن عطاء بزيادة ذكر صوم شهرين متتابعين إلا أنه لم يذكر القضاء ولا قدر العرق، وروي من أوجه أخر عن سعيد بن المسيب، واختلف عليه في لفظ الحديث، والاعتماد على الأحاديث الموصولة، وبالله التوفيق.
وقد رفعه ابنُ ماجه (1671) من طريق عبد الله بن وهب، والبيهقي 4/226 من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن عبد الجبار بن عمر، عن يحيى بن سعيد، وعطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزاد في آخره: "واقض يوماً مكانه". وعبد الجبار بن عمر: هو الأيلي، وهو ضعيف. وقد أخطأ في رفعه، والمحفوظ إرساله.
وأخرجه موصولاً أيضاً ابن خزيمة (1951) من طريق مهران بن أبي عمر الرازي، عن الثوري، عن منصور، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة.
قال ابن خزيمة: فذكر الحديث. ولم يسق لفظه. ومهران سييء الحفظ.
والإسناد الثاني للحديث: يزيد بن هارون، عن الحجاج بن أرطاة، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه.
الحجاج بن أرطاة لم يسمع من الزهري، ثم إنه كثير الخطأ والتدليس. حميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف.
وأخرجه الدارقطني 2/190، والبيهقي 4/226 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وهذا الحديث إنما هو من مسند أبي هريرة، وسيرد برقم (7290) عن سفيان،=(11/534)
6945 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَطَاءٍ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، بِمِثْلِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَزَادَ: بَدَنَةً، وَقَالَ عَمْرٌو فِي حَدِيثِهِ: وَأَمَرَهُ أَنْ
__________
= عن الزهري، به، ويأتي تمام تخريجه هناك.
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (1935) ، ومسلم (1112) ، وسيرد 6/276.
وعن سلمة بن صخر البياضي، سيرد 4/37 و5/431.
وعن ابن عمر عند أبي يعلى (5725) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 3/167، 168، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجاله ثقات.
وعن سعد بن أبي وقاص عند البزار (1026) ، وأرده الهيثمي في "المجمع" 3/168، وقال: وفيه الواقدي، وفيه كلام كثير، وقد وثق.
قوله: "وقع على امرأته": كناية عن الجماع.
قوله: "بعرق" -بفتحتين-: هو مكتل كبير يسع نحو خمسة عشر صاعاً إلى عشرين.
قوله: "ما بين لابتيها" يعني لابتي المدينة، يريد: الحرتين.
قوله: "كله أنت وعيالك"، قيل: إنه خاص به، وقيل: بل الكفارة بقيت على ذمته، وقيل: منسوخ، وكل ذلك يحتاج إلى دليل. وقيل: هو الحكم في كل محتاج، والحديث من مسند أبي هريرة، لكن ذكره لأنه روى عن ابن عمرو مثله.
والله تعالى أعلم. قاله السندي.
وانظر استيفاء شرحه في "فتح الباري" 4/163-173، قال الحافظ ابن حجر في نهاية شرحه للحديث: وقد اعتنى به بعضُ المتأخرين ممن أدركه شيوخنا، فتكلم عليه في مجلدين، جمع فيهما ألف فائدة وفائدة، ومحصله -إن شاء الله تعالى- فيما لخصته مع زيادات كثيرة عليه، فلله الحمد على ما أنعم.(11/535)
يَصُومَ يَوْمًا مَكَانَهُ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهو هنا بإسنادين:
الأول: يزيد -وهو ابن هارون-، عن الحجاج -وهو ابن أرطاة-، عن عطاء -وهو ابن أبي رباح-، مرسلاً. وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو كثير الخطأ والتدليس، وقد صرح الحافظ في "الفتح" 4/169 بأن عطاء: هو ابن أبي رباح.
وذكر الحافظ أيضاً أن عطاء رواه عن أبي هريرة متصلاً فيما أخرجه الطبراني في "الأوسط"، ثم أعل الحافظُ هذه الرواية بأنها من رواية ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، وقد اضطرب فيه.
ورواية عطاء عن أبي هريرة -المتصلة هذه- أوردها الهيثمي في "المجمع" 3/168، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة، لكنه مدلس.
ووقع عند الدارقطني 2/191 أن عطاء رواه عن جابر متصلاً أيضاً، أخرجه الدارقطني من طريق الحارث بن عبيدة الكلاعي، عن مقاتل بن سليمان، عن عطاء، به، بلفظ: "من أفطر يوماً في شهر رمضان في الحضر، فليُهد بدنة، فإن لم يجد، فليُطعم ثلاثين صاعاً من تمر للمساكين". قال الدارقطني: الحارث بن عبيدة ومقاتل ضعيفان. قلنا: يعني أخطأ مقاتل بن سليمان في رفعه.
والإسناد الثاني هو: يزيد بن هارون، عن حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وهو إسناد ضعيف لضعف الحجاج.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/226 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/106، وابنُ خزيمة (1955) من طرق، عن الحجاج بن أرطاة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/168 عن عطاء مرسلاً، وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وفيه كلام.
وذكر إهداء البدنة الثابت في هذين الإسنادين، ورد أيضاً في مرسل سعيد بن المسيب فيما رواه عطاء الخراساني، عنه، عند مالك وعبد الرزاق كما مر ذكره في=(11/536)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= تخريج الإسناد السابق، لكن قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/167: وهو مع إرساله قد رده سعيد بن المسيب، وكذب من نقله عنه، كما روى سعيدُ بن منصور، عن ابن عُلية، عن خالد الحذاء، عن القاسم بن عاصم: قلت لسعيد بن المسيب: ما حديث حدثناه عطاء الخراساني عنك في الذي وقع على امرأته في رمضان أنه يعتق رقبة أو يُهدي بدنة؟ فقال: كذب، فذكر الحديث.
وزيادة الأمر بقضاء يوم التي زادها عمرو بن شعيب هنا ذكر الحافظ في "الفتح" 4/172 أن لها أصلاً، فقال: وقد ورد الأمر بالقضاء في هذا الحديث (يعني حديث أبي هريرة (1936) عند البخاري) في رواية أبي أويس وعبد الجبار (يعني ابن عمر الأيلي) وهشام بن سعد، كلهم عن الزهري، وأخرجه البيهقي [في "السنن" 4/226] من طريق إبراهيم بن سعد، عن الليث، عن الزهري، وحديث إبراهيم بن سعد في الصحيح عن الزهري نفسه بغير هذه الزيادة، وحديث الليث عن الزهري في "الصحيحين" بدونها، ووقعت الزيادة أيضا في مرسل سعيد بن المسيب، ونافع بن جبير، والحسن، ومحمد بن كعب، وبمجموع هذه الطرق تعْرفُ أن لهذه الزيادة أصلا.
قال ابنُ القيم في تعليقه على "تهذيب السنن" للمنذري 3/273: هذه الزيادة -وهي الأمر بالصوم- قد طعن فيها غيرُ واحد من الحفاظ، قال عبد الحق: وطريق حديث مسلم أصح وأشهر، وليس فيها: "صم يوما"، ولا تكميله التمر، ولا الاستغفار، وإنما يصح حديثُ القضاء مرسلاً، وكذلك ذكره مالك في "الموطأ"، وهو من مراسيل سعيد بن المسيب، رواه مالك، عن عطاء بن عبد الله الخراساني، عن
سعيد بالقصة، وقال: "كُلْه، وصُم يوماً مكان ما أصبت". والذي أنكره الحفاط ذكر هذه اللفظة في حديث الزهري، فإن أصحابه الأثبات الثقات، كيونس وعقيل ومالك والليث بن سعد وشعيب ومعمر وعبد الرحمن بن خالد، لم يذكر أحد منهم هذه اللفظة، وإنما ذكرها الضعفاء عنه، كهشام بن سعد وصالح بن أبي الأخضر وأضرابهما، وقال الدارقطني: رواتها ثقات، رواه ابن أبي أويس، [عن أبيه] ، عن=(11/537)
6946 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، - أَنَّ نَوْفًا وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو اجْتَمَعَا، فَقَالَ نَوْفٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: وَأَنَا أُحَدِّثُكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ، وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَثُورَ النَّاسُ بِصَلَاةِ الْعِشَاءِ، فَجَاءَ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، رَافِعًا إِصْبَعَهُ هَكَذَا، وَعَقَدَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ إِلَى السَّمَاءِ، وَهُوَ يَقُولُ: " أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ، يَقُولُ: يَا مَلَائِكَتِي، انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَدَّوْا فَرِيضَةً
__________
= الزهري، وتابعه عبد الجبار بن عمر، عنه، وتابعه أيضاً هشام بن سعد، عنه، قال: وكلهم ثقات! وهذا لا يفيد صحة هذه اللفظة، فإن هؤلاء إنما هم أربعة، وقد خالفهم من هو أوثق منهم وأكثر عدداً، وهم أربعون نفساً لم يذكر أحد منهم هذه اللفظة، ولا ريب أن التعليل بدون هذا مؤثر في صحتها، ولو انفرد بهذه اللفظة من هو أحفظ منهم وأوثق، وخالفهم هذا العدد الكثير، لوجب التوقف فيها، وثقة الراوي شرط في صحة الحديث لا موجبة، بل لا بد من انتفاء العلة والشذوذ، وهما غير منتفيين في هذه اللفظة.
وقد اختلف الفقهاءُ في وجوب القضاء عليه، فمذهب مالك وأحمد وأبي حنيفة والشافعي في أظهر أقواله: يجب عليه القضاء، وللشافعي قول آخر: إنه لا يجب عليه القضاء إذا كفر، وله قول ثالث: إنه إن كفر بالصيام، فلا قضاء عليه، وإن كفر بالعتق أو بالإطعام، قضى، وهذا قول الأوزاعي.(11/538)
وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى " (1)
6947 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَسْتَاذَ - قَالَ هَوْذَةُ: الهِزَّانِيُّ -، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَبِسَ الذَّهَبَ مِنْ أُمَّتِي، فَمَاتَ وَهُوَ يَلْبَسُهُ لَمْ يَلْبَسْ مِنْ ذَهَبِ الْجَنَّةِ - وَقَالَ هَوْذَةُ: حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ ذَهَبَ الْجَنَّةِ - وَمَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ مِنْ أُمَّتِي، فَمَاتَ وَهُوَ يَلْبَسُهُ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ حَرِيرَ الْجَنَّةِ " (2) قَالَ عَبْدُ اللهِ [بْنُ أَحْمَدَ] : " ضَرَبَ أَبِي عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ضَرَبَ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ خَطَأٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مَيْمُونُ بْنُ أَسْتَاذَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَيْسَ فِيهِ: عَنِ الصَّدَفِيِّ، وَيُقَالُ: إِنَّ مَيْمُونَ هَذَا هُوَ الصَّدَفِيُّ لِأَنَّ سَمَاعَ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ مِنَ الْجُرَيْرِيِّ آخِرَ عُمُرِهِ وَاللهُ أَعْلَمُ "
__________
(1) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو مكرر (6751) سنداً ومتناً، ولم يرد في نسخة (ظ) .
(2) إسناده صحيح، ميمون بن أستاذ: روى عنه جمع، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وسلف ضبطه والتعريف به مفصلاً برقم (6556) . وهوذة بن خليفة: وثقه أحمد، وضعفه ابن معين، وقال النسائي: ليس به بأس، وهو متابع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وقد سلف برقم (6556) وفيه تفصيل هناك فانظره.
وكلام عبد الله بن أحمد المذكور عقب الحديث متعلق بالحديث الذي بعده لا بهذا الحديث.
وقوله: "من لبس الذهب من أمتي"، أي: من الذكور.(11/539)
6948 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَسْتَاذَ، عَنِ الصَّدَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي وَهُوَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ شُرْبَهَا فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي وَهُوَ يَتَحَلَّى الذَّهَبَ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ لِبَاسَهُ فِي الْجَنَّةِ " (1)
6949 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا عَبْدٍ كُوتِبَ عَلَى مِائَةِ أُوقِيَّةٍ، فَأَدَّاهَا إِلَّا عَشْرَ (2) أَوَاقٍ، فَهُوَ رَقِيقٌ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، يزيد بن هارون: سمع من الجُريري -وهو سعيد بن إياس- بعد ما اختلط، وباقي رجال الإسناد ثقات، وميمون بن أستاذ: سلف التعريف به مفصلاً برقم (6556) .
وكلام عبد الله بن أحمد السابق متعلق بهذا الحديث لا بالحديث الذي قبله.
وقوله: "من مات من أمتي وهو يشرب الخمر ... ": أخرجه البزار (2935) من طريق عبد الرحمن بن عثمان، عن الجريري، به، وفيه نسبة ميمون بن أستاذ بالصدفي، وعبد الرحمن بن عثمان ضعيف، ومع ذلك قال الهيثمي بعد أن نسبه إلى أحمد والطبراني والبزار: ورجاله ثقات!
وقوله: "ومن مات من أمتي وهو يتحلى بالذهب ... " له طريق يصح به، سلف برقم (6947) .
(2) في (ظ) : عشرة. وفوقها: عشر. نسخة الحافظ.
(3) حديث حسن، وهو مكرر (6666) . حجاج: هو ابنُ أرطاة.
وأخرجه ابنُ ماجه (2519) من طريق محمد بن فضيل، شيخ أحمد، بهذا=(11/540)
6950 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي ثُمَامَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُوضَعُ الرَّحِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَهَا حُجْنَةٌ كَحُجْنَةِ الْمِغْزَلِ، تَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ طُلْقٍ ذُلْقٍ، فَتَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا، وَتَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا " (1)
6951 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ (2) ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " صُمْ يَوْمًا وَلَكَ عَشَرَةُ أَيَّامٍ "، قَالَ: زِدْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بِي قُوَّةً، قَالَ: " صُمْ يَوْمَيْنِ وَلَكَ تِسْعَةُ أَيَّامٍ "، قَالَ: زِدْنِي، فَإِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: " صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَكَ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ " (3)
6952 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرٍ (4) ، قَالَ:
__________
= الإسناد.
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي ثمامة الثقفي، وهو مكرر (6774) . روح: هو ابن عُبادة.
(2) في (ق) و (م) وهامش ن (س) و (ص) : عن جده. وعبد الله بن عمرو هو جد شعيب، فقوله: عن أبيه، تجوز من ثابت -وهو البناني- الراوي عن شعيب، وسماه أباه لأنه هو الذي رباه.
(3) إسناده حسن، وهو مكرر (6545) . وانظر (6477) .
(4) في (ظ) : يعني ابن حوشب.(11/541)
أَتَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو عَلَى نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ وَهُوَ يُحَدِّثُ، فَقَالَ: حَدِّثْ، فَإِنَّا قَدْ نُهِينَا عَنِ الْحَدِيثِ، قَالَ: مَا كُنْتُ لِأُحَدِّثُ وَعِنْدِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، فَخِيَارُ (1) الْأَرْضِ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: لَخِيَارُ الْأَرْضِ - إِلَى مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ، فَيَبْقَى فِي الْأَرْضِ شِرَارُ أَهْلِهَا، تَلْفِظُهُمُ الْأَرْضُ (2) ، وَتَقْذَرُهُمْ نَفْسُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ
ثُمَّ قَالَ: حَدِّثْ، فَإِنَّا قَدْ نُهِينَا عَنِ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأُحَدِّثُ، وَعِنْدِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا قُطِعَ قَرْنٌ نَشَأَ قَرْنٌ (3) ، حَتَّى يَخْرُجَ فِي بَقِيَّتِهِمُ الدَّجَّالُ " (4)
__________
(1) في (ظ) : بخيار.
(2) في (ظ) : الأرضون.
(3) قوله: "كلما قُطع قرن نشأ قرن" مكرر في (س) و (ظ) و (ق) مرتين.
(4) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. ولبعضه شواهد يصح بها أبو داود: هو الطيالسي، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام: هو الدستوائي، وقتاده: هو ابن دعامة السدوسي.
وهو عند أبي داود الطيالسي برقم (2293) . وهو مكرر (6871) .
وقسمه الأول أخرجه أبو داود السجستاني (2482) من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، بهذا الإسناد.=(11/542)
6953 - حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ (1) ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَلَا تُحَدِّثْنِي عَنِ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ " (2)
6954 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُثْمَانَ الشَّامِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيَّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ، وَغَدَا وَابْتَكَرَ (3) ، وَدَنَا فَاقْتَرَبَ، وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ (4) ،
__________
= وسلفت تتمه تخريجه برقم (6871) .
(1) تصحف في (م) إلى: زُريق، بتقديم الزاي.
(2) مرفوعه صحيح، وهذا سند محتمل للتحسين، أبو سعد: هو الأزدي، ذكره البخاري في كنى "التاريخ الكبير" 9/36، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 1/387، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وكناه ابن حبان في "الثقات" 5/587 أبا سعيد، وتبعه الحسيني في "الإكمال" ص 515، روى عنه الأعمش وأبو إسحاق السبيعي، وباقي رجاله رجال الصحيح. أبو الجواب: هو أحوص بن جواب الضبي الكوفي، وعماربن رُزيق -بتقديم الراء مصغراً-، هو الضبي التميمي أبو الأحوص الكوفي.
وهو مكرر (6515) ، ومطول (6889) ، وقطعة من (6487) .
(3) في (ظ) : فابتكر. وعليها شرح السندي.
(4) في (س) و (ص) : فأنصت. وعلى الهامش: وأنصت. خ.(11/543)
كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ (1) قِيَامِ سَنَةٍ وَصِيَامِهَا " (2)
__________
(1) لفظ: "أجر" لم يرد في (س) و (ص) ، وكتب على الهامش.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عثمان الشامي -وهو ابن خالد-، لم يرو عنه إلا ثور بن يزيد كما ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/148، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/193، ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل" مع أنه من شرطهما. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
روح: هو ابن عبادة، وثور بن يزيد: هو الكلاعي الحمصي، وأبو الأشعث الصنعاني: هو شراحيل بن آدة، بالمد وتخفيف الدال وأخرجه الحاكم 1/282، والبيهقي في "السنن" 3/227 من طريق روح بن عبادة، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وذكر الحاكم أنه حديث واه لجهالة عثمان الشامي (وقعت نسبته فيه: الشيباني) ، وذكر أن الحديث روي من طريق حسان بن عطية، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، وفيه التصريح بسماع أوس من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اهـ. يريد أن زيادة عبد الله بن عمرو وهم من عثمان، كما ذكر الحافظ في "اللسان" 4/159.
وقال البيهقي: هكذا رواه جماعة عن ثور بن يزيد، والوهم في إسناده ومتنه من عثمان الشامي لهذا، والصحيح رواية الجماعة عن أبي الأشعث، عن أوس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله أعلم.
قلنا: والوهم في المتن الذي أشار إليه البيهقي، هو أن لفظه: "كان له بكل خطوة يخطوها أجر قيام سنة وصيامها"، وجعله وهماً لأن رواية الجماعة من حديث أوس هي بلفظ: "غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة، وزيادة ثلاثة أيام". وهذا في الحقيقة ليس وهماً، لأنه ورد بلفظ لهذه الرواية أيضاً في حديث أوس الآتي في "المسند" 4/104 بإسناد صحيح على شرط مسلم، ثم إنه من الاختلاف في
الروايات، وكلاهما صحيح ثابت من حديث أوس، ولهذا قال ابن التركماني في "الجوهر النقي": لا وهم في متنه.=(11/544)
6955 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ هِلَالٍ الْهَجَرِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ " (1)
__________
= وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/489، والهيثمي في "المجمع" 2/171، وقالا: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح!
قوله: "من غسل"، قال السندي: روي مشدداً ومخففاً، قيل: أراد غسل الأعضاء للوضوء. وقيل: غسل رأسه، وأفرد بالذكر لما فيه من المؤنة لأجل الشعر أو لأنهم كانوا يجعلون فيه الدهن والخطْمي ونحوهما، وكانوا يغسلونه أولاً ثم يغتسلون. وقال أيضاً: قيل: جامع امرأته قبل الخروج إلى الصلاة، لأنه أغض للبصر في الطريق، من: غسل امرأته، بالتشديد والتخفيف: إذا جامعها، وقيل: أراد غسل
غيره، لأنه إذا جامعها أحوجها الى الغسل.
قوله: "واغتسل"، أي: للجمعة، وقيل: هما بمعنى، والتكرار للتأكيد.
وغدا: أى خرج إلى الصلاة أول النهار. فابتكر، أي: فأدرك أول النهار وبالغ فيه. ودنا، أي: قرب من الإمام. فاقترب، أي: فبالغ في القرب. واستمع، أي: أصغىٍ إلى الإمام. وأنصت، أي: سكت. له بكل خطوة، أي: ذهاباً وإيابا، أو ذهابا فقط.
وانظر "معالم السنن" للخطابي 1/108.
(1) إسناده غاية في الضعف، وقد بينا حال رجاله برقم (6835) .
أبو إسرائيل: هو إسماعيل بن خليفة المُلائي، معروف بكنيته، ضعفه ابنُ معين، والنسائي، والعقيلي، وابن مهدي، وقال ابنُ معين في رواية: صالح الحديث وقال أبو زرعة: صدوق إلا أن في رأيه غلواً. وقال أبو حاتم: حسن=(11/545)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: [هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : " هَذَا خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ: الْحَكَمُ، عَنْ سَيْفٍ، عَنْ رُشَيْدٍ الْهَجَرِيِّ
6956 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْقَتِيلُ دُونَ مَالِهِ شَهِيدٌ " (1)
6957 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ يَوْمَ النَّحْرِ، وَهُوَ وَاقِفٌ عِنْدَ الْجَمْرَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ فَقَالَ: " ارْمِ وَلَا حَرَجَ "، وَأَتَاهُ آخَرُ (2) ، فَقَالَ: إِنِّي ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قَالَ: " " ارْمِ وَلَا
__________
= الحديث، لا يحتج بحديثه، يكتب حديثه، وهو سيىء الحفظ. وهلال الهجري، قال الحافظ في "أطراف المسند" 4/96: كأنه والد رُشيد. قلنا: يعني الذي تقدم في إسناد الرواية (6835) ، لكن ذكر عبد الله بن أحمد بإثر الحديث أنه خطأ.
والظاهر أنه من سوء حفظ أبي إسرائيل.
ومتن الحديث صحيح، سلف تخريجه برقم (6487) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة-، فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة.
وسلف برقم (6522) ، وذكرنا هناك شواهده.
(2) في (ظ) : وأتاه رجل. وعلى هامشها: آخر.(11/546)
حَرَجَ "، وَأَتَاهُ آخَرُ، فَقَالَ: إِنِّي أَفَضْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قَالَ: " ارْمِ وَلَا حَرَجَ "، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُهُ سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا قَالَ: " افْعَلْ، وَلَا حَرَجَ " (1)
6958 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حُصَيْنٌ، سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي، فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ " (2)
6959 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وابن شهاب: هو الزهري.
وأخرجه الدارقطني 2/252 من طريق روح، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1306) (333) ، والبيهقي في "السنن" 5/142 من طريق ابن المبارك، عن محمد بن أبي حفصة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6484) ، وذكرنا هناك شواهده.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل العلاف، وسماع شعبة منه قديم.
وهو قطعة من الحديث (6744) . وانظر (6477) .(11/547)
وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، كُفِّرَتْ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ " (1)
6960 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ صُهَيْبًا، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا فِي غَيْرِ شَيْءٍ إِلَّا بِحَقِّهِ، سَأَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
6961 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (3)
__________
(1) إسناده حسن، لكن اختلف في رفعه ووقفه، والموقف أصح، وهو مكرر (6479) ، وانظر تفصيل القول فيه هناك. روح: هو ابن عبادة، وأبو بلج: هو يحيي بن سُليم، ويقال: ابن أبي سُليم الواسطي الكوفي.
(2) إسناده ضعيف لجهالة صهيب مولى ابن عامر، وهو مكرر (6550) ، ومختصر (6551) و (6861) .
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد، وهو الأنصاري الزرقي، الملقب بحماد.
وأخرجه الترمذي (3585) من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، عن حماد بن أبي=(11/548)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حميد، بهذا الإسناد، بلفظ: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا ال وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير". قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وحماد بن أبي حميد: هو محمد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم الأنصاري المدني، وليس بالقوي عند أهل الحديث.
ونقل المنذري في "الترغيب" 2/419 عن الترمذي أنه قال: حديث حسن غريب.
قلنا: زيادة لفظ: "حسن" لعله من اختلاف نسخ الترمذي كما نص عليه علماء المصطلح، فيكون قد حسنه بشواهده، لأنه ضعفه هنا بحماد بن أبي حميد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/252، وقال: رواه أحمد، ورجاله موثقون!
وله شاهد من حديث علي عند الطبراني في "الدعاء" (874) ، وفي إسناده قيس بن الربيع، وحديثه يصلح للمتابعات والشواهد.
وآخر موقوف من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الدعاء" (878) ، وإسناده صحيح.
وثالث مرسل من حديث طلحة بن عبيد الله بن كريز، أخرجه مالك 1/214، 215، ومن طريقه عبد الرزاق (8125) ، عن زياد بن أبي زياد ميسرة المخزومي المدني، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له"، وهذا مرسل صحيح.
وقد وصله ابن عدي في "الكامل" 4/1600، والبيهقي في "الشعب" (4072) من طريق عبد الرحمن بن يحيى، عن مالك بن أنس، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
قال ابن عدي: وهذا منكر عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي=(11/549)
6962 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ، فَإِنَّهُ نُورُ الْمُسْلِمِ، مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً، وَكَفَّرَ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً، وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَةً " (1)
6963 - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ يَعْنِي الْمُعَلِّمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلَ رَجُلٌ
__________
= هريرة، لا يرويه عنه غير عبد الرحمن بن يحيى هذا، وعبد الرحمن غير معروف.
وقال البيهقي: هكذا رواه عبد الرحمن بن يحيى، وغلط فيه، إنما رواه مالك في "الموطأ" مرسلاً.
قوله: "كان أكثر دعاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... " الخ، قال السندي: يحتمل أنه أراد بالدعاء مطلق الذكر، ويحتمل أنه أراد المعنى المتعارف، وعلى الثاني فتسمية هذا الذكر دعاء لأن الثناء على الغني الكريم من المحتاج الفقير تعرض لقضاء الحاجات بأبلغ وجه، ولأنه من باب الشكر المستجلب للمزيد فهو في معنى الدعاء. والله تعالى أعلم.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3181) من طريق أبي بكر الحنفي، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6672) و (6937) ، وسيأتي برقم (6989) .(11/550)
الْجَنَّةَ بِسَمَاحَتِهِ، قَاضِيًا وَمُتَقَاضِيًا (1) " (2)
6964 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَأْخُذَ اللهُ شَرِيطَتَهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَيَبْقَى (3) فِيهَا عَجَاجَةٌ، لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفا، وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا " (4)
__________
(1) في (س) وهامش (ص) و (ق) : ومقتضياً. والواو قبل "متقاضياً" لم ترد في (ق) .
(2) إسناده حسن. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري مولاهم.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/563، وقال: رواه أحمد، ورواته ثقات مشهورون.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/74، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
وفي الباب عن عثمان سلف برقم (410) و (414) و (485) و (508) .
قوله: "بسماحته"، أي: بحسن معاملته مع صاحبه.
وقوله: "قاضياً"، أي: ما عليه من الدين، ومتقاضياً: طالباً ماله من الدين.
(3) في (ظ) : فتبقى.
(4) رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه عنعنة الحسن -وهو البصري-، وقد رُوي مرفوعاً وموقوفاً، والأشبه وقفه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري مولاهم، وهمام: هو ابن يحيى العوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه الحاكم 4/435 من طريق عبد الصمد، شيخ أحمد، عن همام، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن كان الحسن سمعه من عبد الله بن عمرو، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/13، وقال: رواه أحمد مرفوعاً وموقوفاً، ورجالهما رجال الصحيح.=(11/551)
6965 - حَدَّثَنَا (1) عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَمْ يَرْفَعْهُ، وَقَالَ: " حَتَّى يَأْخُذَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ شَرِيطَتَهُ مِنَ النَّاسِ " (2)
6966 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ،
__________
= وفي الباب عن ابن مسعود عند مسلم (2949) سلف برقم (3735) بلفظ: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس".
وآخر من حديث علباء التمملمي، سيرد 3/499 بلفظ: "لا تقوم الساعة إلا على حثالة الناس".
وثالث من حديث مرداس الأسلمي عند البخاري (4156) و (6434) ، وسيرد 4/193، ولفظه: "يقبض الصالحون الأول فالأول، وتبقى حُفالة كحفالة التمر أو الشعير لا يعبأ الله بهم شيئاً".
ورابع من حديث معاوية بن أبي سفيان عند الطبراني في "الكبير" 19/ (835) ، قال الهيثمي في "المجمع" 8/14، ورجاله رجال الصحيح، ولفظه: "ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس".
وخامس من حديث عقبة بن عامر عند ابن حبان (6836) ، وفيه: "ثم يبقى شرار الناس وعليهم تقوم الساعة".
قوله: "شريطته"، قال ابن الأثير: يعني أهل الخير والدين، والأشراط من الأضداد يقع على الأشراف والأرذال. قال الأزهري: أظنه شرطته، أي: الخيار.
وقوله: "عجاجة": قال ابن الأثير: العجاج: الغوغاء والأراذل ومن لا خير فيه، واحدهم: عجاجة. قال السندي: والظاهر أن المراد بالعجاجة هاهُنا الجماعة، فلذلك زيدت التاء. والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ) و (ق) : حدثناه.
(2) هو مكرر ما قبله، لكن ذاك مرفوع، وهذا موقوف. عفان: هو ابن مسلم.(11/552)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَقْتُ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ وَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ، مَا لَمْ يَحْضُرِ (1) الْعَصْرُ، وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغْرُبِ (2) الشَّفَقُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الْأَوْسَطِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ، مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ " (3)
__________
(1) في (ظ) : تحضر.
(2) في (ظ) : يغب.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وهمام: هو ابن يحيي العوفي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو أيوب: هو يحيى -ويقال: حبيب- بن مالك الأزدي المراغي.
وأخرجه مسلم (612) (173) من طريق عبد الصمد، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2249) ، والطحاوي 1/150، وابن حبان (1473) ، والبيهقي في "السنن" 1/365 و366 و374 و378 من طريق همام، به.
وأخرجه مسلم (612) (171) و (174) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (326) ، والبيهقي في "السنن" 1/365 و371 من طريق قتادة، به.
وسيرد أيضاً برقم (6993) و (7077) .
قوله: "ما لم تصفر الشمس"، قال السندي: كأنه أراد بيان المختار في وقت العصر.
وقوله: "فإنها تطلع بين قرني شيطان"، قال النووي: قيل: قرنه: جانب رأسه، وهو ظاهر الحديث فهو أولى، ومعناه أنه يدني رأسه إلى الشمس في هذا الوقت=(11/553)
6967 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا: " هِيَ اللُّوطِيَّةُ الصُّغْرَى " (1)
6968 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: - سُئِلَ قَتَادَةُ: عَنِ الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا؟ - فَقَالَ قَتَادَةُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هِيَ اللُّوطِيَّةُ الصُّغْرَى " (2)
6968 م - قَالَ قَتَادَةُ: وَحَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ وَسَّاجٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: " وَهَلْ يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا كَافِرٌ " (3)
__________
= ليكون الساجدون للشمس من الكفار في هذا الوقت كالساجدين له، وحينئذ يكون له ولشيعته تسليط، ويمكن أن يلبسوا على المصلي صلاته، وكرهت الصلاة في هذا الوقت لهذا المعنى، كما كرهت في مأوى الشياطين.
(1) إسناده حسن، وقد اختلف في رفعه ووقفه، والموقوف أصح، وسلف تفصيل ذلك برقم (6706) . عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيي العوذي. وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وانظر ما بعده.
(2) إسناده حسن، وهو مكرر سابقه. هُدبة: هو ابن خالد، وهمام: هو ابن يحيي العوْذي، وقد أورده ابنُ كثير في "التفسير" 1/263 من رواية عبد الله بن أحمد، عن هدبة، فجعله من زيادات عبد الله، والثابت في النسخ التي بين أيدينا أنه من رواية أبيه. وانظر ما بعده.
(3) قوله: قال قتادة. موصول بالإسناد الذي قبله، وهو إسناد صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة بن وساج، فمن رجال البخاري.
وأخرجه عبد الرزاق (20957) عن معمر، وابن أبي شيبة 4/252، والبيهقي في=(11/554)
6969 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَهِيَ كَفَّارَتُهَا " (1)
6970 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَهُمْ وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَالْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، أَلَا لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ " (2)
__________
= "السنن" 7/199 من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (4332) من طريق روح بن القاسم، عن قتاة، قال: سئل أبو الدرداء ... وهذا منقطع وفي الباب عن ابن عباس عند النسائي في "الكبرى" (9004) أخرجه من طريق ابن المبارك، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: سئل ابن عباس عن الرجل يأتي المرأة في دُبُرها؟ قال: ذلك الكافر.
قال الحافظ في "التلخيص" 3/181: وإسناده قوي.
(1) هو مكرر (6736) . عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن. عبدُ الصمد: هو ابن عبد الوارث، وخليفة: هو ابن خياط.=(11/555)
6971 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: فُلَانٌ ابْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا دِعَاوَةَ (1) فِي الْإِسْلَامِ " (2)
6972 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَآهُ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُعَصْفَرَانِ، فَقَالَ: " هَذِهِ ثِيَابُ الْكُفَّارِ، فَلَا تَلْبَسْهَا " (3)
6973 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ يَعْنِي السَّهْمِيَّ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ
__________
= وقسم النهي عن الصلاة بعد العصر والصبح سلف برقم (6681) .
وقسم تكافؤ دماء المؤمنين سلف برقم (6692) .
وقسم النهي عن قتل المؤمن بالكافر سلف برقم (6662) .
(1) في هامش (س) و (ص) و (ق) : لا دعْوة.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن، عمران القطان: هو عمران بن داور، وعامر الأحول: هو عامر بن عبد الواحد.
وهو قطعة من حديث الفتح أورده مطولاً برقم (6681) .
والدعاوة ويُقال: الدعوة، قال ابنُ الأثير: الدعْوةُ في النسب -بالكسر- هو أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه وعشيرته، وقد كانوا يفعلونه، فنُهي عنه، وجُعل الولد للفراش.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جبير بن نفير، فمن رجال مسلم. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي. وهو مكرر (6513) و (6931) .(11/556)
أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، إِلَّا كَفَّرَتْ عَنْهُ مِنْ ذُنُوبِهِ (1) ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ (2) زَبَدِ الْبَحْرِ " (3)
6974 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ زَعَمُوا أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، شَهِدَ بِهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " " إِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الرَّابِعَةِ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ " " قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، يَقُولُ: " " ائْتُونِي بِرَجُلٍ قَدْ جُلِدَ فِي الْخَمْرِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّ لَكُمْ عَلَيَّ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ " " (4)
__________
(1) في (ظ) : إلا كفرت ذُنُوبه. وأشير في هامشها إلى هذه الرواية. وجاء في أصل السندي: "إلا كفرت عنه ذنوبه"، فقال: ولا يخفى أن مقتضى المعنى إسقاط "من" كما في أصلنا. والله تعالى أعلم.
(2) في (ظ) : أكثر. وكتب فوقها: مثل.
(3) إسناده حسن إلا أن الأصح وقفه، وهو مكرر (6479) سنداً ومتناً.
(4) صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن -وهو البصري- صرح أنه لم يسمعه من عبد الله بن عمرو، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وقرة: هو ابن خالد. وهو مكرر (6791) ، وسلف أيضاً برقم (6553) من طريق أخرى، وذكرنا هناك شواهده.(11/557)
6975 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى أَعْرَابِيٍّ قَائِمًا فِي الشَّمْسِ، وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: " مَا شَأْنُكَ؟ " قَالَ: نَذَرْتُ (1) يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْ لَا أَزَالَ فِي الشَّمْسِ حَتَّى تَفْرُغَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ هَذَا نَذْرًا، إِنَّمَا النَّذْرُ مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
6976 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: تَخَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا صَلَاةُ الْعَصْرِ، وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى (3) بِأَعْلَى صَوْتِهِ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ
__________
(1) في (ظ) : فقال: إني نذرت. وعلى هامشها: فقال: شأني أني نذرت. خ.
(2) حديث حسن. ابن أبي الزناد -وهو عبد الرحمن- فيه كلام سلف برقم (6714) يحطه عن رتبة الصحيح، وقد توبع، وعبد الرحمن بن الحارث -وهو ابن عبد الله بن عياش المخزومي- مختلف فيه، وقال في "التقريب": صدوقٌ له أوهام.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/187، ولم ينسبه لأحمد، إنما نسبه إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: وفيه عبد الله بن نافع المدني، وهو ضعيف.
وسلف برقم (6714) و (6732) ، وانظر (6932) .
(3) في (ظ) : فنادانا. وفي الهامش: فنادى.(11/558)
مِنَ النَّارِ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا (1)
6977 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّهُ لَبِسَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّهُ كَرِهَهُ، فَطَرَحَهُ، ثُمَّ لَبِسَ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ: " هَذَا أَخْبَثُ وَأَخْبَثُ " فَطَرَحَهُ، ثُمَّ لَبِسَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، فَسَكَتَ عَنْهُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس اليشكري.
وأخرجه البخاري (60) و (96) و (163) ، ومسلم (241) (27) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/39، والبغوي (220) ، والبيهقي في "السنن" 1/68 من طريق أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6911) و (6528) و (6809) .
قوله: "تخلف عنا"، أي: تأخر عنا.
وقوله: "فأدركنا"، بفتح الكاف، وقد أرهقتنا: أدركتنا وضاقت علينا، وكأنهم أخروها عن أول وقتها، فلذلك استعجلوا في الوضوء.
وقوله: "نمسح"، أي: نغسلها غسلاً شبيهاً بالمسح، وإلا فلا يخفى عليهم أن الوظيفة الغسل. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(2) صحيح لغيره، عبد الله بن المؤمل ضعفوه، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج: هو ابنُ النعمان، وابن أبي مُليْكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مُليكة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/151، وقال: رواه أحمد والطبراني، -وفي رواية عند أحمد قال في الخاتم الحديد: هذا حلية أهل النار-، وأحد إسنادي=(11/559)
6978 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي الرُّكْنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ، لَهُ لِسَانٌ وَشَفَتَانِ " (1)
__________
= أحمد رجاله ثقات. قلنا: يشير إلى إسناد الرواية السالفة برقم (6518) . وذكرنا هناك شواهده.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمل، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (2737) ، والحاكم 7/451، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (945) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، عن عبد الله بن المؤمل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: عبد الله بن المؤمّل واهٍ. وقال ابنُ الجوزي: وهذا لا يثبت، قال أحمد: عبد الله بن المؤمل أحاديثه مناكير.
وزاد الحاكم في آخره: "يتكلم عمن استلمه بالنية، وهو يمين الله التي يُصافح بها خلقه".
وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/194، وقال: رواه أحمد بإسناد حسن!
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/342، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وزاد: "يشهد لمن استلمه بالحق، وهو يمين الله عز وجل يصافح بها خلقه". وفيه عبد الله بن المؤمل، وثقه ابنُ حبان، وقال: يخطىء، وفيه كلام. وبقية رجاله رجال الصحيح.
وله شاهد يتقوى به دون قوله: "وهو يمين الله التي يُصافح بها خلقه"، من=(11/560)
6979 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْتَنِبُوا مِنَ الْأَوْعِيَةِ الدُّبَّاءَ، وَالْمُزَفَّتَ، وَالْحَنْتَمَ " - قَالَ شَرِيكٌ: وَذَكَرَ أَشْيَاءَ - قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَعْرَابِيٌّ: لَا ظُرُوفَ لَنَا؟ فَقَالَ: " اشْرَبُوا مَا حَلَّ، وَلَا تَسْكَرُوا " أَعَدْتُهُ عَلَى شَرِيكٍ، فَقَالَ: " اشْرَبُوا، وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا، أَوْ لَا تَسْكَرُوا (1) " (2)
__________
= حديث ابن عباس بإسناد صحيح على شرط مسلم عند ابن حبان (3711) ، وقد سلف برقم (2398) ، ولفظه: "إن لهذا الحجر لساناً وشفتين يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق".
وقوله: "يأتي الركن": قال السندي: أي الحجر الأسود، لكونه في الركن، فأريد الحال باسم المحل.
(1) كذا في النسخ الخطية، ووقع في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: ولا تسكروا.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- سييء الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أسود بن عامر: هو الملقب شاذان، وزياد بن فياض: هو الخزاعي الكوفي، وأبو عياض: هو عمرو بن الأسود العنسي.
وأخرجه أبو داود (3700) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/310 عن محمد بن جعفر بن زياد، عن شريك، بهذا الإسناد، إلى قوله: "اشربوا ما حل".
وأخرجه مختصراً أبو داود (3701) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/310 عن الحسن بن علي، عن يحيى بن آدم، عن شريك، به، بلفظ: "اجتنبوا ما أسكر".=(11/561)
6980 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سِيمَاكُوشَ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَكُونُ فِتْنَةٌ تَسْتَنْظِفُ (2) الْعَرَبَ، قَتْلَاهَا فِي النَّارِ، اللِّسَانُ فِيهَا أَشَدُّ مِنْ وَقْعِ السَّيْفِ " (3)
__________
= وسلف مختصراً بإسناد صحيح برقم (6497) .
(1) في (ظ) : زياد سيمين كوش. وجاء في هامش (س) و (ص) ما نصه: قوله: زياد بن سيماكوش: الذي في كتب أسماء الرجال وفي الأطراف أنه زياد سيمين كوش بدون لفظ: "ابن". اهـ. وانظر التخريج.
(2) جاء في هامش (س) و (ص) و (ق) : تستنظف، بالطاء والظاء المشالة، وهو الذي اقتصر عليه في "النهاية".
(3) إسناده ضعيف، لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم-، وجهالة حال زياد بن سيماكوش، وهو تابعي يماني، وقد ذكر الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" أن المزي وهم، فجعله زياداً الأعجم الشاعر، وبين كيف وقع له هذا الوهم، ثم حقق أنه غيره، وأن سيماكوش لقب له، أو هو اسم أبيه، وأنه اختُلف في ضبطه، فقيل: سيمين كوش، بكسر المهملة والميم بينهما مثناة من تحت، وبعد الميم أخرى، ثم نون ساكنة وكاف مضمومة، وواو ساكنة، ثم معجمة، وقيل: [سيمانكوش] بألف بدل
التحتانية التي بعد الميم، وقيل: [سيمونكوش] بالواو بدل الألف، وقيل: بالميم الممالة، وقيل: بحذف التحتانية الثانية، وقيل: بقاف بدل الكاف، وقيل: بكاف مشوبة بقاف، وقيل: بجيم مشوبة بكاف، وقيل في الأولى بحذف الواو، وبين معناه المعلمي اليماني في تعليقه على ترجمته في "التاريخ الكبير" 3/356، فذكر أنه جاء في هامش الأصل عبارة: "يعني أذنه من فضة"، ثم قال: وبيانه أنه بالفارسية يقال للفضة: سيم، ويقال في النسبة إليها: سيمين، ويقال للأذن: كوش، بكاف فارسية بعدها واو مبهمة، ثم شين، فقوله: سيمين كوش معناه: أذن فضية، وترجمه البخاري=(11/562)
6981 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ:
__________
= في "التاريخ الكبير" 3/356، فقال: زياد بن سيمين كوش، قال حماد بن سلمة، عن ليث، عن طاووس، عن زياد، عن عبد الله بن عمرو -رفعه- في الفتن، وروى حماد بن زيد وغيره عن عبد الله بن عمرو، قوله. يعني أن البخاري أعل رواية الرفع برواية الوقف كما سيرد. وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 4/254، 255، فقال: زياد بن سيمين كوش، يروي عن عبد الله بن عمرو، روى عنه طاووس، من حديث ليث بن أبي سُليم.
وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الترمذي (2178) ، صابن ماجه (3967) عن عبد الله بن معاوية الجمحي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث غريب، سمعتُ محمد بن إسماعيل يقول: لا يُعرف لزياد بن سيمين كوش غير هذا الحديث، ثم نقل الترمذي كلام البخاري في أن حماد بن زيد وقفه.
قلنا: كذا قال، وقد أخرجه أبو داود (4265) من طريق حماد بن زيد، عن ليث، به، مرفوعاً.
نعم، أخرجه ابن أبي شيبة 15/11 عن عبد الله بن إدريس، عن ليث، به، موقوفا، وهو الذي أشار إليه البخاري بقوله: روى حماد بن زيد وغيره.
وقوله: "تستنظف العرب" قيدها ابن الأثير بالظاء المعجمة، وقال: أي تستوعبهم هلاكا، يقال: استنظفت الشيء، إذا أخذته كله، ومنه قوله: استنظف الخراج، ولا يقال: نظفْتُه وقوله: "قتلاها في النار" مبتدأ وخبر، قال السندي: وإنما كانوا في النار لأنهم ما قصدوا بالقتال إعلاء كلمة الله، أو دفع ظلم، أو إغاثة أهل حق، وإنما قصدوا التباهي والتفاخر، وطمعوا في المال والملك.(11/563)
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا كَالْمُوَدِّعِ، فَقَالَ: " أَنَا مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ، أَنَا مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ أَنَا مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ (1) ، - ثَلَاثًا - وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي، أُوتِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلِمِ (2) ، وَجَوَامِعَهُ، وَخَوَاتِمَهُ، وَعَلِمْتُ (3) كَمْ خَزَنَةُ النَّارِ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ، وَتُجُوِّزَ بِي، وَعُوفِيتُ، وَعُوفِيَتْ أُمَّتِي، فَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا مَا دُمْتُ فِيكُمْ، فَإِذَا ذُهِبَ بِي، فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، أَحِلُّوا حَلَالَهُ، وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ " (4)
6982 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ (5) مَا نَهَى الله عَنْهُ " (6)
__________
(1) ضُرب على العبارة الثالثة هذه في (ظ) ، وكتب فوقها: نسخة، ووضع فوقها خظ في (س) ، ولم ترد في (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) في (ظ) : الكلام.
(3) شُكل في (س) و (ق) : وعُلمْتُ.
(4) إسناده ضعيف، لضعف ابن لهيعة، وهو مكرر (6607) سنداً ومتناً.
(5) في (س) و (ص) و (ق) : هاجر.
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو المرُّوذي، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد.
وأخرجه البخاري (10) ، وابنُ منده في "الإيمان" (309) ، والبيهقي في=(11/564)
6983 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ " (1)
6984 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعْنَةُ (2) اللهِ عَلَى الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي " (3)
__________
= "السنن" 10/187، والقضاعي في "مسند الشهاب" (166) و (179) و (180) من طريق آدم بن أبي إياس، والخطيب في "التاريخ" 11/415 من طريق علي بن حفص، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وهو مكرر (6912) ، وسلف برقم (6487) و (6515) ، وانظر ما بعده.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وزكريا: هو ابن أبي زائدة.
وأخرجه البخاري (6484) ، والدارمي 2/300، وابن منده (312) ، والبغوي (12) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
وهو مطول (6814) ، وسلف برقم (6487) و (6515) ، وسيأتي برقم (7086) .
(2) في هامش (س) و (ق) : لعن. خ.
(3) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الحارث بن عبد الرحمن، فقد روى له الأربعة، وسلف الحديث عنه برقم (6532) أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن.
وهو مكرر (6532) .(11/565)
6985 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " (1)
6986 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَذَكَرُوا الرِّيَاءَ، فَقَالَ رَجُلٌ يُكْنَى بِأَبِي يَزِيدَ: سَمِعْتُ (2) عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ " (3)
6987 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو الثوري، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار الأعرج.
وهو مكرر (6703) .
(2) في هامش (ظ) : قد سمعت) خ (.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو يزيد: هو خيثمة بن عبد الرحمن، كما بينا ذلك برقم (6509) .
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6821) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي أيضاً في "الشعب" (6822) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن الأعمش، به. لكن فيه تكنية الرجل -يعني خيثمة- بأبي عمرو، وقال بعده: كذا. ثم قال البيهقي: ورواه جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، وقال: أبو يزيد.
وسلف برقم (6509) و (6839) .(11/566)
هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ ذَكَرُوا الْفِتْنَةَ - أَوْ ذُكِرَتْ عِنْدَهُ -، فَقَالَ (1) : " إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ، وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ، وَكَانُوا هَكَذَا "، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ أَفْعَلُ عِنْدَ ذَلِكَ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ؟ قَالَ: " الْزَمْ بَيْتَكَ، وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَخُذْ مَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْكَ بِأَمْرِ خَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَامَّةِ " (2)
6988 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ " (3)
__________
(1) في (ظ) و (م) : قال.
(2) إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح غير هلال بن خبّاب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. أبو نُعيم: هو الفضل بن دكين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/9، وأبو داود (4343) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10033) من طريق مخلد بن يزيد، والحاكم 2/282 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (441) من طريق يونس بن بكير، ثلاثتهم عن يونس بن أبي إسحاق، به.
وسلف برقم (6508) ، وسلف فيه ذكر شواهده وذكرُ الخلاف في صحابيه، وسيأتي برقم (7049) و (7063) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين،=(11/567)
6989 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، إِنْ شَاءَ اللهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ نَتْفِ الشَّيْبِ، وَقَالَ: " إِنَّهُ نُورُ الْإِسْلَامِ " (1)
6990 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْأَخْنَسِ أَبُو مَالِكٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا نَذْرَ وَلَا يَمِينَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ، وَلَا فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا قَطِيعَةِ رَحِمٍ، فَمَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَدَعْهَا، وَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، فَإِنَّ تَرْكَهَا كَفَّارَتُهَا " (2)
__________
= وسفيان: هو الثوري، وحبيب: هو ابن أبي ثابت، وأبو العباس: هو السائب بن فروخ.
وهو مكرر (6527) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. إسحاق بن عيسى: هو ابن نجيح البغدادي أبو يعقوب ابن الطباع، وعبد الرحمن بن الحارث: هو ابن عبد الله بن عياش ابن أبي ربيعة المخزومي أبو الحارث المدني.
وسلف مطولاً برقم (6672) من طريق ليث بن أبي سليم، وبرقم (6937) من طريق محمد بن إسحاق، وبرقم (6962) من طريق عبد الحميد بن جعفر، ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. فانتفت شبهة الشك التي أشار إليها عبد الرحمن بن الحارث بقوله: عن عمرو بن شعيب إن شاء الله.
وسلف تخريجه في الرواية (6672) ، وذكرنا هناك شواهده.
(2) إسناده حسن. عبد الله بن بكر: هو السهمي.=(11/568)
6991 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبَيْعِ وَالِاشْتِرَاءِ فِي الْمَسْجِدِ " (1)
6992 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُفُّوا السِّلَاحَ - فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ يَحْيَى وَيَزِيدَ، وَقَالَ فِيهِ - وَأَوْفُوا بِحِلْفِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِنَّ الْإِسْلَامَ لَمْ يَزِدْهُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا تُحْدِثُوا حِلْفًا فِي الْإِسْلَامِ " (2)
__________
= وأخرجه بتمامه أبو داود (3274) من طريق عبد الله بن بكر، بهذا الإسناد وقوله: "لا نذر ولا يمين ... "، إلى: "ولا قطيعة رحم" أخرجه النسائي 7/12 من طريق عبيد الله بن الأخنس، به. وسلف بنحوه برقم (6932) ، وانظر (6769) .
وقوله: "من حلف على يمين ... " سلف تخريجه برقم (6736) ، وبسطنا القول هناك في قوله: "تركها كفارتها".
(1) إسناده حسن. أسامه بن زيد: هو الليثي، وعلي بن إسحاق: هو السلمي مولاهم المروزي.
وسلف مطولاً برقم (6676) من طريق ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، به.
وذكرنا هناك شواهده.
(2) إسناده حسن، ولبعضه شواهد يصح بها.
وحديث يحيى الذي أشار إليه -وهو يحيى بن سعيد القطان- سلف برقم (6681) . وحديث يزيد -وهو يزيد بن هارون- سلف برقم (6933) .=(11/569)
6993 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَزْدِيَّ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: - لَمْ يَرْفَعْهُ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: وَسَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ، مَا لَمْ يَحْضُرِ الْعَصْرُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعَصْرِ، مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، مَا لَمْ يَسْقُطْ نُورُ الشَّفَقِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ " (1)
6994 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ (2) ، عَنْ
__________
= وحديث الأمر بالإيفاء بحلف الجاهلية سلف برقم (6692) و (6917) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو أيوب الأزدي: هو يحيى -ويقال: حبيب- بن مالك المراغي.
وأخرجه الطيالسي (2249) ، وابن أبي شيبة 1/319، ومسلم (612) (172) ، وأبو داود (396) ، والنسائي في "المجتبى" 1/260، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/150، والبيهقي في "السنن" 1/367 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
والذي يقول: لم يرفعه مرتين ... الخ، هو شعبة. يحكي ذلك عن قتادة كما صرح به الطيالسي.
وسلف برقم (6966) من طريق همام عن قتادة، به، مرفوعا، وسيكرر برقم (7077) .
وثوْرُ الشفق، بالثاء المثلثة، أي: انتشاره وثوران حمرته، من ثار الشيءُ يثورُ: إذا انتشر وارتفع. قاله ابنُ الأثير. وتصحف في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: نور، بالنون بدل المثلثة
(2) في (س) و (ص) : ابن مبارك(11/570)
لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَخْلِصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ (1) : أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ قَالَ: لَا، يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَلَكَ عُذْرٌ، أَوْ حَسَنَةٌ؟ فَيُبْهَتُ (2) الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لَا، يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً وَاحِدَةً، لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ، فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ (3) ، فَيَقُولُ: أَحْضِرُوهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟ فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ "، قَالَ: " فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ "، قَالَ: " فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ، وَلَا (4) يَثْقُلُ شَيْءٌ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " (5)
__________
(1) لفظ: "له" ثبت في (ظ) ، وجاء في (س) و (ص) في الهامش. ولم يرد في (م) .
(2) في هامش (ظ) : فبهت.
(3) في هامش (س) و (ص) و (ق) : وأشهد أن محمداً رسول الله. خ.
(4) في (ظ) : فلا. وكتب فوق الفاء واو.
(5) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، فقد روى له مسلم في المقدمة، ووثقه ابن معين ويعقوب بن شيبة، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ثم هو متابع، أبو=(11/571)
6995 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ
__________
= عبد الرحمن الحُبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وهو عند ابن المبارك في "زوائد الزهد" (371) ، وفيه يستخص بدل يستخلص، وسقط من المطبوع لفظ: أبي، من: "أبي عبد الرحمن الحبلي".
وأخرجه الترمذي (2639) عن سويد بن نصر، وابن حبان (225) من طريق عبد الوارث بن عبيد الله، والبغوي (4321) من طريق إبراهيم بن عبد الله الخلال، ثلاثتهم عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه أبن ماجه (4300) من طريق ابن أبي مريم، والحاكم 1/6، وعنه البيهقي في "الشعب" (283) من طريق يونس بن محمد (وهو المؤدب) ، و1/529 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، ثلابْتهم عن الليث بن سعد، به وصححه الحاكم في الموضع الأول على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقوله في أول الحديث: "إن الله يستخلص" جاء في مصادر التخريج: "سيخلص"، وجاء عند ابن ماجه والحاكم 1/529: "يُصاح برجل من أمتي".
وقوله في آخر الحديث: "ولا يثقل شيء بسم الله الرحمن الرحيم" هكذا ورد في الأصول التي بأيدينا، وجاء عند ابن المبارك وابن حبان: "لا يثقل اسم الله شي "، وجاء عند غيرهما: "لا يثقل مع اسم الله شيء" فيظهر أن ما جاء في أصول "المسند" زيادة من النساخ.
قوله: "يستخلص رجلاً ... " أي: يخرجه من بينهم ويميزه عنهم ويظهره. قاله السندي
قوله: "سجلا"، بالكسر والتشديد: هو الكتاب الكبير.
قوله: "فيُبْهتُ الرجل": البهْت: الانقطاع والحيرة.
والبطاقة: رقعة صغيرة. قاله ابن الأثير.
قوله: "فطاشت السجلات"، أي: خفت.(11/572)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، حَدَّثَهُ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ عَلَى مُغِيبَةٍ، إِلَّا وَمَعَهُ غَيْرُهُ " قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: " فَمَا دَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَقَامِ عَلَى مُغِيبَةٍ، إِلَّا وَمَعِي وَاحِدٌ أَوِ اثْنَانِ " (1)
6996 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَوْذَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْسِمَ غَنِيمَةً أَمَرَ بِلَالًا رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْه، فَنَادَى ثَلَاثًا، فَأَتَى رَجُلٌ بِزِمَامٍ مِنْ شَعَرٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعْدَ أَنْ قَسَمَ الْغَنِيمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ مِنْ غَنِيمَةٍ كُنْتُ أَصَبْتُهَا، قَالَ (2) : " أَمَا سَمِعْتَ بِلَالًا يُنَادِي ثَلَاثًا؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ؟ " فَاعْتَلَّ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَنْ أَقْبَلَهُ حَتَّى تَكُونَ أَنْتَ الَّذِي تُوَافِينِي (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكر بن سوادة، وعبد الرحمن بن جبير -وهو المؤذن العامري-، فمن رجال مسلم، وإبراهيم بن إسحاق -وهو الطالقاني- روى له في المقدمة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8390) من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وسلف من طرق أخرى برقم (6595) و (6744) .
(2) في (ظ) : فقال.
(3) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ) : توافي. خ.(11/573)
بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
6997 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ، وَهُوَ بِمَكَّةَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةَ وَالْخِنْزِيرَ "، فَقِيلَ:
__________
(1) إسناده حسن. عامر الأحول: هو عامر بن عبد الواحد، وهو -مع كونه من رجال مسلم- مختلف فيه، ضعّفه أحمد والنسائي، ووثقه أبو حاتم وابن معين، وقال ابن عدي: لا أرى برواياته بأساً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله رجال الشيخين غير عتاب بن زياد، فمن رجال أبن ماجه، وعبد الله بن شوذب روى له الأربعة. وقد وقع في (ق) و (ص) و (س) و (م) بين عبد الله بن شوذب وعامر بن عبد الواحد زيادة: حدثني أبي، وهي زيادة لم ترد في نسخة (ظ) ، ولا في "أطراف المسند" 4/57، ولا في مصادر التخريج، وليتم هناك في الرواة من اسمه شوذب. وعبد الله بن شوذب يروي عن عامر الأحول، ولم يذكر أنه يروي عن أبيه، وقد أشير في هامش (ق) و (ص) و (س) إلى أن هذه الزيادة لم تقع في بعض الأصول، ومن مجموع ذلك يتبين أن لهذه الزيادة خطأ، وأن الصواب ما في نسخة (ظ) .
وأخرجه أبو داود (2712) ، وابن حبان (4809) ، والحاكم 2/127، والبيهقي في "السنن" 6/293 و324 و9/102 من طريق أبي إسحاق الفزاري، والبيهقي في "السنن" أيضاً 8/322 من طريق أيوب بن سويد، كلاهما عن عبد الله بن شوذب، عن عامر الأحول، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
قال السندي: قوله: فنادى ثلاثاً: أي من كان عنده شيء من الغنيمة، فليأت به فاعتل له: أي: ذكر له سبباً، وكانه لم يكن ذلك السببُ مما يقتضي ترك الحضور به في ذلك الوقت.=(11/574)
يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ؟ فَإِنَّهُ يُدْهَنُ (1) بِهَا السُّفُنُ، وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ، وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ؟ فَقَالَ: " لَا، هِيَ حَرَامٌ "، ثُمَّ قَالَ: " قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ، إِنَّ اللهَ لَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمُ الشُّحُومَ، جَمَلُوهَا (2) ، ثُمَّ بَاعُوهَا، وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا " (3)
__________
= وانظر الحديث (6493) .
(1) في (ظ) : تدهن.
(2) في (ظ) : أجملوها، وفي هامشها: جملوها.
(3) صحيح، وهذا إسناد حسن، أسامة بن زيد -وهو الليثي- مختلف فيه، وخرج له مسلم في الشواهد فهو حسن الحديث.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/90، 91، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" إلا أنه قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ثمن الكلب وثمن الخنزير، وعن مهر البغي، وعن عسْب الفحل، ورجال أحمد ثقات. وإسناد الطبراني حسن.
وفي الباب عن جابر عند البخاري (2236) ، ومسلم (1581) (71) ، سيرد 3/326.
وعن عمر سلف برقم (170) ، وهو عند البخاري (2223) ، ومسلم (1582) (72) .
وعن ابن عباس سلف برقم (2221) و (2678) و (2964) .
وعن ابن عمر سلف برقم (5982) .
وعن أبي هريرة عند البخاري (2224) ، ومسلم (1583) (73) و (74) .
وعن أنس عند عبد الرزاق (10050) و (16970) ، سيرد 3/217.
وعن عبد الله بن أبي بكر مرسلاً عند مالك في "الموطأ" 2/931.
قال السندي: قوله: "حرم"، أي: كل منهما، على أن الحاكم هو الله تعالى، والرسول مبين، ويحتمل أن يكون "الرسول" مرفوعاً على انه مبتدأ، خبره مُقدر، أي: بلغ، والجملة معترضة.
قوله: "ويستصبح بها الناس"، أي: ينورون به مصابيحهم.=(11/575)
6998 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ لَا يُصَافِحُ النِّسَاءَ فِي الْبَيْعَةِ " (1)
6999 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= قوله: "هي حرام"، أي: حرام بيعها والانتفاع بها.
قوله: "قاتل"، أي: لعنهم، أو قتلهم، وصيغة المفاعلة للمبالغة.
قوله: "جملوها"، بالتخفيف: من جمل الشحْم: أذابه واستخرج دهنه. قال الخطابي: معناه: أذابوها حتى تصير ودكاً، فيزول عنها اسم الشحم، وفي هذا إبطال كل حيلة يتوصل بها إلى محرم، وأنه لا يتغير حكمه بتغير هيئته وتبديل اسمه.
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن. أسامة بن زيد -وهو الليثي- مختلف فيه، وخرج له مسلم في الشواهد، فهو حسن الحديث.
وأخرجه ابن سعد 8/11 من طريق الواقدي، عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد نحوه.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/266، وقال: رواه أحمد، وإسناده حسن وفي الباب عن عائشة عند البخاري (4891) (5288) ، ومسلم (1866) (88) (89) .
وعن أميمة بنت رقيقة، سيرد 6/357.
وعن أسماء بنت يزيد، سيرد 6/454، 459.
وعن عبد الله بن الزبير عند ابن سعد 8/236.
قوله: "كان لا يصافح النساء في البيعة"، أي: ما كان يبايعهن باليد، بل كان يبايعهن بالقول، وهذا في الأجنبيات. قاله السندي.(11/576)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلَّا بِإِذْنِهِمَا " (1)
7000 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا رَجَاءٌ أَبُو يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُسَافِعُ بْنُ شَيْبَةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ، فَأَنْشُدُ بِاللهِ ثَلَاثًا، وَوَضَعَ إِصْبَعَهُ (2) فِي أُذُنَيْهِ: لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " إِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ، طَمَسَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نُورَهُمَا، وَلَوْلَا أَنَّ اللهَ طَمَسَ نُورَهُمَا، لَأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " (3)
__________
(1) إسناده حسن. عتاب: هو ابن زياد، وعبد الله: هو ابن المبارك، وأسامة بن زيد: هو الليثي.
وأخرجه الترمذي (2752) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن (كما في "تحفة الأحوذي" 8/28، وفي طبعة عطوة ولايعتد بها: حسن صحيح) .
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1142) من طريق الفرات بن خالد، وأبو داود (4845) من طريق ابن وهب، كلاهما عن أسامة بن زيد، به.
وأخرجه أبو داود (4844) من طريق عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، به.
وله شاهد من حديث ابن عمر سلف برقم (5949) بإسناد ضعيف.
قوله: "أن يفرق بين اثنين": بأن يقعد في وسطهما إذا كان بينهما كلام. قاله السندي.
(2) في (ظ) : أصبعيه.
(3) اسناده ضعيف، والأصح وقفه. رجاء أبو يحيي -وهو رجاء بن صبيح الحرشي- ضعفه ابن معين وأبو حاتم، وقال ابن خزيمة: لست أحتج بخبر مثله،=(11/577)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وذكره ابن حبان في "الثقات" وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ومسافع بن شيبة: هو مسافع بن عبد الله بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي المكي العبدري، نُسب هنا إلى جده.
قال أبو حاتم في "العلل" 1/300: رواه الزهري وشعبة، كلاهما عن مسافع بن شيبة، عن عبد الله بن عمرو، موقوف، وهو أشبه، ورجاء شيخ ليس بقوي.
قلنا: قد ورد من طريق الزهري، به، مرفوعاً، لكن من طريق ضعيف كما سيرد.
وأخرجه ابنُ خزيمة (2732) ، والحاكم 1/456 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا شاهد لحديث الزهري عن مسافع.
قلنا: قد وقع فيه رجاء بن يحيى، بدل: رجاء أبي يحيى.
قال الذهبي: كذا قال عفان: حدثنا رجاء بن يحيى، وصوابه: رجاء أبو يحيى، ليس بالقوي.
قلنا: رواه عفان هنا على الصواب، فلعل الخطأ ممن دونه من الرواة، وقد أخطأ فيه يونس بن محمد في الرواية (7008) الآتية.
وأخرجه الترمذي (878) من طريق يزيد بن زريع، وابن حبان في "صحيحه" (3710) ، وفي "الثقات" 6/306 من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن رجاء أبي يحيى، به. قال الترمذي: هذا يروى عن عبد الله بن عمرو موقوفاً قوله.
قلنا: وقوله: "سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول" سقط من مطبوع "ثقات" ابن حبان.
وأخرجه ابنُ خزيمة أيضاً (2731) ، والحاكم 1/456، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/75 من طريق أيوب بن سويد، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن مسافع، به.
قال ابنُ خزيمة: هذا الخبر لم يُسنده أحد أعلمه من حديث الزهري غير أيوب بن سويد إن كان حفظ عنه.
وقال الحاكم: هذا حديث تفرد [به] أيوب بن سويد، عن يونس، وأيوب ممن=(11/578)
7001 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= لم يحتجا به، إلا أنه من أجلة مشايخ الشام، فتعقبه الذهبي بقوله: قلت: ضعفه أحمد.
قلنا: تابعه -لكن بلفظ آخر- شبيب بن سعيد الحبطي عند البيهقي في "السنن" 5/75، ولفظه: "إن الركن والمقام من ياقوت الجنة، ولولا ما مسهما من خطايا بني آدم لأضاءا ما بين المشرق والمغرب، وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفي".
قلنا: ورواية البيهقي هذه يُعلها ما رواه عبد الرزاق (8915) عن ابن جريج، قال: حدثني عطاء (هو ابن أبي رباح) ، عن عبد الله بن عمرو وكعب الأحبار أنهما قالا: لولا ما يمسح به ذو الأنجاس من الجاهلية، ما مسّه ذو عاهة إلا شفي، وما من الجنة شيء في الأرض إلا هو.
فرواية عبد الرزاق هذه هي من قول عبد الله بن عمرو وكعب الأحبار، وقد صرح ابنُ جريج فيها بالتحديث، لكنها وردت عند البيهقي 5/75 مرفوعة من طريق حماد بن زيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعاً، وابن جريج قد عنعن، ورواية عبد الرزاق أصح.
وأخرجه عبد الرزاق (8921) عن ابن جريج، عن ابن شهاب، قال: أخبرني مسافع الحجبي، أنه سمع رجلاً يحدث عن عبد الله بن عمرو (تحرف فيه إلى: عمر) أنه قال: الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة أطفأ الله نورهما، ولولا ذلك لأضاءا ما بين المشرق والمغرب. وهذا إسناد ضعيف، لعنعنة ابن جريج، ولإبهام الرجل الذي حدث عن ابن عمرو، وسيأتي برقم (7008) و (7009) .
قال الترمذي: وفيه عن أنس أيضاً.
قلنا: هو عند الحاكم 1/456، وفي إسناده داود بن الزبرقان، وهو متروك وفي الباب أيضاً عن ابن عباس، سلف برقم (2795) بلفظ: "الحجر الأسود من الجنة، وكان أشد بياضاً من الثلج، حتى سودتْه خطايا أهل الشرك". وذكرنا هناك شاهده.(11/579)
عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ لِي مَالًا وَوَالِدًا، وَإِنَّ وَالِدِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي؟ قَالَ: " أَنْتَ وَمَالُكَ لِوَالِدِكَ، إِنَّ أَوْلَادَكُمْ مِنْ أَطْيَبِ كَسْبِكُمْ، فَكُلُوا مِنْ كَسْبِ أَوْلَادِكُمْ " (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : " بَلَغَنِي أَنَّ حَبِيبًا الْمُعَلِّمَ يُقَالُ لَهُ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي بَقِيَّةَ "
7002 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَحْضُرُ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَةٌ: فَرَجُلٌ حَضَرَهَا يَلْغُو (2) ، فَذَاكَ حَظُّهُ مِنْهَا، وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بِدُعَاءٍ، فَهُوَ رَجُلٌ دَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُ، وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُ، وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بِإِنْصَاتٍ وَسُكُوتٍ (3) ، وَلَمْ يَتَخَطَّ رَقَبَةَ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُؤْذِ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/480 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3530) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/480 من طريق يزيد بن زريع، به.
وأخرجه مختصراً أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/22، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/49 من طريق قتادة، عن عمرو بن شعيب، به.
وسلف برقم (6678) ، وذكرنا هناك شواهده.
وقوله: "يجتاح مالي": سلف شرحه برقم (6678) .
(2) في (ظ) وهامش (س) و (ص) : بلغْوٍ.
(3) في (ظ) : وسكون. وعلى هامشها: وسكوت.(11/580)
أَحَدًا، فَهِيَ كَفَّارَتُهُ (1) إِلَى الْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ، فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160] (2) "
7003 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرٍ (3) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، وَمَنْ (4) شَرِبَ الثَّانِيَةَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ الثَّالِثَةَ
__________
(1) في (ظ) و (م) وها مش (س) و (ص) و (ق) : كفارة.
(2) إسناده حسن، عفان: هو ابن مسلم، ويزيد: هو ابن زريع، وحبيب: هو المعلم.
وأخرجه أبو داود (1113) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/219 عن مسدد وأبي كامل، وابن خزيمة (1813) عن محمد بن عبد الله بن بزيع، وابنُ أبي حاتم -فيما نقله ابن كثير في "التفسير" [الأنعام: 160]- من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، أربعتهم عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وقد سقط من مطبوع ابن خزيمة: "حدثنا يزيد"، واستدركناه من "إتحاف المهرة" 3/ورقة 287.
وأخرجه مختصراً ابنُ عدي 4/1566 من طريق عبد الله بن بزيع، عن سعيد، عن أيوب، عن عمرو بن شعيب، به. وقال: عبد الله بن بزيع ليس هو عندي ممن يحتج به.
وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" 3/64 إلى ابن مردويه. وانظر (6701) .
وله شاهد ضعيف من حديث علي سلف برقم (719) .
(3) في (ظ) : يعني ابن حوشب.
(4) في (ق) : ثم من، وأشير إليها في هامش (س) و (ص) . وفي (ظ) : ثم إنْ.(11/581)
فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ الرَّابِعَةَ فَاقْتُلُوهُ " (1)
7004 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَكْبَرَ الْكَبَائِرِ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ "، قَالَ: قِيلَ (2) : وَمَا عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ؟ قَالَ: " يَسُبُّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ (3) ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ، فَيَسُبُّ أُمَّهُ " (4)
7005 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مِائَتَيْ مَرَّةٍ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ،
__________
(1) صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر، وهو ابن حوشب، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وهو مكرر (6553) ، ومضى هناك ذكر شواهده.
(2) في (ظ) : فقيل.
(3) في (ظ) : يسب الرجل أبا الرجل. وهو الموافق للرواية (6529) و (6840) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم، سعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وسلف برقم (6529) و (6840) .(11/582)
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلَمْ يُدْرِكْهُ أَحَدٌ كَانَ بَعْدَهُ، إِلَّا بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ " (1) يَعْنِي: إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ
7006 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ: أَقْبَلَ أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ، وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَامَ إِلَيْهِ مَكْحُولٌ، وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، وَأَبُو بَحْرِيَّةَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6740) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي كبشة السلُولي، فمن رجال البخاري. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه الدارمي 1/136 عن أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6486) من غير ذكر مكحول وابن أبي زكريا وأبي بحرية.
ومكحول: هو الشامي التابعي المعروف. وابنُ أبي زكريا: هو عبد الله بن أبي زكريا أبو يحيى الخزاعي الدمشقي التابعي، من رجال أبي داود، قال الأوزاعي: لم يكن بالشام رجل يفضل على ابن أبي زكريا. توفي سنة سبع عشرة ومئة. وأبو بحرية: هو عبد الله بن قيس الكندي التراغمي الحمصي، من كبار التابعين، شهد خطبة عمر بالجابية، وكان فقيهاً ناسكاً، مات في خلافة الوليد، وقد روى له أصحاب السنن.(11/583)
7007 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ، وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ، وَالثَّلَاثَةُ رَكْبٌ " (1)
7008 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا رَجَاءٌ أَبُو يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَافِعُ بْنُ شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو - وَأَدْخَلَ إِصْبعه فِي أُذُنِهِ (2) - لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْحَجَرَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ، طَمَسَ اللهُ نُورَهُمَا، لَوْلَا ذَلِكَ لَأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَوْ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " (3) " كَذَا قَالَ يُونُسُ: رَجَاءُ بْنُ يَحْيَى، وقَالَ عَفَّانُ: رَجَاءُ أَبُو يَحْيَى "
• 7008 م - قَالَ عَبْدُ اللهِ (4) : وحَدَّثَنَاهُ هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
__________
(1) حديث حسن، إسماعيل بن عياش -وإن كان ضعيفا في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها- قد توبع، أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي.
وهو مكرر (6748) .
(2) في (س) و (ق) و (م) : أذنيه. وجعلها الشيخ أحمد شاكر: أصبعيه في أذنيه، بالتثنية فيهما.
(3) إسناده ضعيف على خطأ في اسم أحد رواته، وهو مكرر (7000) ورجاء: هو ابن صبيح، أبو يحيى، وقوله: رجاء بن يحيى، هو خطأ من يونس بن محمد -وهو المؤدب- كما ذكر الإمام أحمد، وابنُه عبد الله، ومر ذكره على الصواب برقم (7000) وذكرنا هناك أن الأصح في ذا الحديث وقفه.
(4) في (م) : قال عفان. وهو خطأ. فالحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.(11/584)
رَجَاءُ بْنُ صُبَيْحٍ أَبُو يَحْيَى الْحَرَشِيُّ (1) ، وَالصَّوَابُ: أَبُو يَحْيَى (2) ، كَمَا قَالَ عَفَّانُ: وهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ
• 7009 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ (3) ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا رَجَاءُ أَبُو يَحْيَى، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (4)
7010 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ النَّارِ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ، جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ الضُّعَفَاءُ الْمَغْلُوبُونَ " (5)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، وهو من زيادات عبد الله بن أحمد، وسلف برقم (7000) وذكرنا هناك أن الأصح وقفه.
(2) في (ظ) : رجاء أبو يحيى.
(3) في (ظ) : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري.
(4) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، وهو من زيادات عبد الله بن أحمد، وسلف برقم (7000) .
(5) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير علي بن إسحاق -وهو السلمي مولاهم المروزي-، فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/393، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وأورده الهيثمي أيضاً في "المجمع" 10/265 بلفظ: "ألا أنبئك بأهل الجنة؟ " قلت: بلى. قال: "الضعفاء المغلوبون"، وقال الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله وثقوا.=(11/585)
7011 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا قَرَنَ خَشْيَةَ أَنْ يُصَدَّ عَنِ الْبَيْتِ، وَقَالَ: " إِنْ لَمْ تَكُنْ حَجَّةٌ فَعُمْرَةٌ " (1)
__________
= وسلف مختصراً مع شرحه وشواهده برقم (6580) .
(1) إسناده ضعيف لضعف يونس بن الحارث، وهو الثقفي أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/235-236، وقال: رواه أحمد وهو مرسل، وفيه يونس بن الحارث، وثقه ابنُ حبان وغيره، وضعفه أحمد وغيره، ولا أدري ما معنى قوله: خشية أن يُصد عن البيت وهو في حجة الوداع، والله أعلم.
قلنا: يبدو أن نسخة "المسند" التي نقل عنها الهيثمي قد سقط منها "عن جده"، فلذلك جزم بأنه حديث مرسل، وليس كذلك.
ونقله ابن كثير في "تاريخه" 5/136-137، وقال: هذا حديث غريب سندا ومتناً، تفرد بروايته الإمام أحمد، وقد قال أحمد في يونس بن الحارث الثقفي هذا: كان مضطرب الحديث. وضعفه، وكذا ضعفه يحيى بن معين في روايته عنه، والنسائي.
وأما من حيث المتن، فقوله: إنما قرن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خشية أن يصد عن البيت، فمن الذي كان يصده عليه السلام من البيت وقد أطر الله له الإسلام (أي: ثبته وأيده) وفتح البلد الحرام؟! وقد نُودي برحاب منى أيام الموسم في العام الماضي: أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان، وقد كان معه عليه السلام في حجة الوداع قريب من أربعين ألفاً، فقوله: خشية أن يُصد عن البيت؛ ما هذا بأعجب من قول أمير المؤمنين عثمان لعلي بن أبي طالب حين قال له علي: لقد علمت أنا تمتعنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: أجل، ولكنا كنا خائفين، ولستُ أدري علام يُحمل هذا الخوف من أي جهة كان؟ إلا أنه تضمن رواية الصحابي لما رواه،=(11/586)
7012 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ عَامَ الْفَتْحِ، عَلَى دَرَجَةِ الْكَعْبَةِ، فَكَانَ فِيمَا قَالَ: بَعْدَ أَنْ أَثْنَى عَلَى اللهِ، أَنْ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، كُلُّ حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، يَدُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَلَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَدِيَةُ الْكَافِرِ كَنِصْفِ دِيَةِ الْمُسْلِمِ، أَلَا وَلَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا جَنَبَ وَلَا جَلَبَ، وَتُؤْخَذُ صَدَقَاتُهُمْ فِي دِيَارِهِمْ، يُجِيرُ (1) عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ، وَيَرُدُّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَقْصَاهُمْ "، ثُمَّ نَزَلَ (2)
__________
= وحمله على معنى ظنه، فما رواه صحيح مقبول، وما اعتقده ليس بمعصوم فيه، فهو موقوف عليه، وليس بحجة على غيره، ولا يلزم منه رد الحديث الذي رواه. هكذا قولُ عبد الله بن عمرو لو صح السندُ إليه، والله أعلم.
قلنا: حديث عثمان وعلي الذي أشار إليه ابن كثير سلف برقم (432) و (756) .
وانظر "فتح الباري" 3/425.
وقال السندي في تأويل الحديث: لا يخفى أن الصد عن البيت كما يمنع إتمام الحجة، كذلك يمنع إتمام العمرة، فلا يصلح علة للقران، ولا يمكن أن يُقال: إن لم يكن حجة فعمرة، نعم لو كان علة لإفراد العمرة، بمعنى أنه إن وقع صد فليكن عن عمرة لا حج، كان غير بعيد، فليتأمل.
(1) في (س) : يُجيزُ.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن.=(11/587)
وَقَالَ حُسَيْنٌ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= وأورده أحمد برقم (6692) من طريق ابن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد، عدا قوله: "لا هجرة بعد الفتح"، و"لا شغار في الإسلام"، ونورد تخريجهما هنا: فقوله: "لا شغار في الإسلام": أورده الهيثمي في "المجمع" 4/266، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، خلا ابن إسحاق، وقد صرح بالتحديث.
قلنا: روايةُ ابن إسحاق هي الآتية برقم (7026) و (7027) ، وصرح ابنُ إسحاق بالتحديث في الثانية منهما، ولم يذكر الهيثمي هذه الطريق التي ليس فيها ابن إسحاق.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر سلف بالأرقام (4526) و (4692) و (4918) و (5289) و (5654) .
وعن أنس، سيرد 3/162 و197 بإسناد صحيح.
وعن عمران بن الحصين، سيرد 4/429 و439، 443 بإسناد صحيح.
وعن جابر عند عبد الرزاق (10432) ، ومسلم (1417) .
وعن أبي هريرة عند مسلم (1416) .
وقوله: "لا هجرة بعد الفتح": له شاهد من حديث ابن عباس سلف برقم (1991) بإسناد صحيح.
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد (11167) و5/187.
وثالث من حديث مجاشع بن مسعود، سيرد 3/468 و469.
ورابع من حديث ابن عمر عند البخاري (3899) و (4309) و (4310) .
وخامس من حديث عائشة عند البخاري (3080) و (3900) ، ومسلم (1864) .
والشغار: قال ابنُ الأثير: هو نكاح معروف في الجاهلية، كان يقول الرجل للرجل: شاغرْني، أي: زوجني أختك أو بنتك أو من تلي أمرها، حتى أزوجك أختي أو بنتي أو من ألي أمرها، ولا يكون بينهما مهر، ويكون بُضْع كل واحدة منهما في=(11/588)
7013 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " فِي الْمَوَاضِحِ خَمْسٌ خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْأَصَابِعُ سَوَاءٌ، كُلُّهُنَّ عَشْرٌ عَشْرٌ مِنَ الْإِبِلِ " (1)
7014 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَقْتُولُ دُونَ مَالِهِ شَهِيدٌ " (2)
7015 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ أَبُو عَمْرٍو الْجَزَرِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ الْعُقَيْلِيُّ، مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ:
__________
= مقابلة بضْع الأخرى. وقيل له: شغار لارتفاع المهر بينهما، من شغر الكلبُ: إذا رفع إحدى رجليه ليبول.
(1) حسن لغيره، مطر -وهو ابن طهمان الوراق، وإن كان فيه كلام- قد توبع، عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه البيهقي 8/81 و92 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد.
وهو قطعة من حديث الفتح السالف برقم (6681) وتتمة تخريجه هناك.
وحكم دية المواضح ورد أيضاً في حديث الديات المطول برقم (7033) .
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر -وهو ابن حوشب-، ومؤمل -وهو ابن إسماعيل- سييء الحفظ. حماد: هو ابن سلمة.
وسلف برقم (6522) و (6956) .(11/589)
الْتَقَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي عَلَى الْمَرْوَةِ، فَتَحَدَّثَا، ثُمَّ مَضَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، وَبَقِيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: - هَذَا يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو - زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، أَكَبَّهُ (1) اللهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ " (2)
7016 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ أَبُو الْجَهْمِ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا، فَهِيَ خِدَاجٌ، ثُمَّ خِدَاجٌ، ثُمَّ خِدَاجٌ " (3)
__________
(1) جاء في هامش (س) و (ص) : كذا في نسخ: أكبه الله، وفي نسخة: كبه الله، وهو المشهور. قلنا: في أصل السندي: كبه الله، فقد قال: هكذا في أصلنا بلا ألف، وفي بعض الأصول: أكبه، بالألف، وهو خلاف المشهور لغة.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير مروان بن شجاع، فمن رجال البخاري.
وسلف برقم (6526) ، وذكرنا هناك شواهده.
وكبه: قال في "القاموس": قلبه وصرعه، كأكبه. وكبكبه فأكب، وهو لازم متعد وجاء في "اللسان": وكبه لوجهه، فانكب، أي: صرعه. وأكب هو على وجهه. وهذا من النوادر أن يقال: أفعلت أنا، وفعلت غيري. يقال: كب الله عدو المسلمين، ولا يقال: أكب.
(3) حديث حسن. الحجاج: وهو ابن أرطاة -وإن كان كثير الخطأ والتدليس-، قد توبع.=(11/590)
7017 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَدْرُونَ مَنِ الْمُسْلِمُ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ "، قَالَ: " تَدْرُونَ (1) مَنِ الْمُؤْمِنُ؟ " قَالُوا: اللهُ يَعْنِي (2) ، وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَنْ أَمِنَهُ الْمُؤْمِنُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ فَاجْتَنَبَهُ " (3)
7018 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا دُوَيْدٌ الْخُرَاسَانِيُّ، - وَالزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ، قَاعِدٌ مَعَهُ - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ (4) : يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ أَحَادِيثَ لَا نَحْفَظُهَا، أَفَلَا نَكْتُبُهَا؟ قَالَ: " بَلَى، فَاكْتُبُوهَا " (5)
__________
= وقد سلف برقم (6903) .
(1) في (ق) و (ظ) : أتدرون.
(2) "يعني": لم ترد في (ظ) .
(3) حديث صحيح، وهو مكرر (6925) .
(4) في (ظ) : قلنا.
(5) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. علي بن عاصم: هو ابن صهيب الواسطي، صدوقٌ، لكنه كان كثير الغلط، وكان إذا رُد عليه لم يرجع، لكنه متابع بيزيد بن هارون، ومحمد بن يزيد الكلاعي، ولُحويد الخراساني: مجهول، لكنه متابع بابن إسحاق، وهذا في الرواية السالفة برقم (6930) . فانظر تخريجه هناك.
وسلف أيضاً برقم (6510) .(11/591)
7019 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُفْرٌ تَبَرُّؤٌ مِنْ نَسَبٍ وَإِنْ دَقَّ، أَوِ ادِّعَاءٌ إِلَى نَسَبٍ لَا يُعْرَفُ " (1)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، علي بن عاصم -وهو ابن صهيب الواسطي- كثيرالغلط، والمثنى بن الصباح ضعيف.
وأخرجه ابن ماجه (2744) من طريق سليمان بن بلال، والطبراني في "الصغير" (1072) ، ومن طريقه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/316 من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وإسناد ابن ماجه إسناد حسن. قال البوصيري في "الزوائد": هذا الحديث في بعض النسخ دون بعض، ولم يذكره المزي في "الأطراف"، وإسناده
صحيح، وأظنه من زيادات ابن القطان. قلنا: يعني أبا الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وهو راوي "السنن" عن ابن ماجه.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/97، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط".
وله شاهد من حديث أبي بكر الصديق أخرجه الدارمي 2/343، والبزار (104) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (90) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، عن إسحاق بن منصور السلولي، عن جعفر بن أحمد الأحمر، عن السري بن إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر مرفوعا. وهذا إسناد ضعيف لضعف السري بن إسماعيل.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/144، وابن عدي 5/1710 من طريق عمر بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن حجاج بن أرطاة، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عن أبي بكر مرفوعا. قال ابن عدي: وهذا حديث موقوف ثم يرفعه إلا عمر بن موسى هذا.=(11/592)
7020 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصيِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ، أَفَأَكْتُبُهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قُلْتُ: فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، فَإِنِّي لَا أَقُولُ فِيهِمَا إِلَّا حَقًّا " (1)
7021 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، قَالَ: - يَعْنِي عَبْدَ الْوَهَّابِ، وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ يَعْنِي حُسَيْنًا - (2) عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي حَافِيًا وَمُنْتَعِلًا، وَرَأَيْتُهُ يَصُومُ فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ،
__________
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/97، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو ضعيف، ورواه البزار وفيه السريُّ بن إسماعيل، وهو متروك.
قلنا: وأخرجه الدارمي 2/343 من طريق سفيان، والخطيب 3/144 من طريق شعبة، كلاهما عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عن أبي بكر الصديق موقوفا. وهو الصحيح.
قوله: "وإن دق": قال السندي: بأن نفى نسب أبيه من جده وإن علا.
قال المناوي: ومناسبة إطلاق الكفر هنا أنه كذب على الله، كأن يقول: خلقني الله من ماء فلان، ولم يخلقني من ماء فلان، والواقع خلافه.
(1) صحيح لغيره، وهو مكرر (6930) سنداً ومتناً.
(2) في (ظ) : يعني من حسين المعلم.
(3) "عن أبيه": سقط من (س) و (ص) و (م) .(11/593)
وَرَأَيْتُهُ يَشْرَبُ قَاعِدًا (1) وَقَائِمًا " (2)
7022 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَيْسَ لِي مَالٌ، وَلِي يَتِيمٌ؟ فَقَالَ: " كُلْ مِنْ مَالِ يَتِيمِكَ، غَيْرَ مُسْرِفٍ وَلَا مُبَذِّرٍ (3) ، وَلَا مُتَأَثِّلٍ مَالًا، وَمِنْ غَيْرِ أَنْ تَقِيَ مَالَكَ - أَوْ قَالَ - تَفْدِيَ مَالَكَ بِمَالِهِ " شَكَّ حُسَيْنٌ (4)
7023 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ (5) بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا
__________
(1) في (ص) و (ظ) : قائماً وقاعداً.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخفاف- سمع من سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط، وقد سمعه من حسين المعلم نفسه دون واسطة سعيد كما ذكر هو. حسين المعلم: هو ابن ذكوان.
وسلف برقم (6627) دون زيادة: ورأيته يصوم في السفر ويفطر، وبرقم (6679) بها، وذكرنا شكاهده فيهما، وسلف أيضاً برقم (6660) و (6783) و (6928) .
(3) "ولا مبذر" سقطت من طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(4) إسناده حسن، وهو مكرر (6747) .
قوله: "ولا مُتأثل": قال ابنُ الأثير: أي غير جامع، يقال: مال مُؤثل، ومجد مُؤثل، أي: مجموع ذو أصل.
(5) تحرف في (م) إلى: عبيد.(11/594)
عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، فِي كَمْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: فِي يَوْمِي وَلَيْلَتِي، قَالَ: فَقَالَ لِي: " ارْقُدْ وَصَلِّ، وَصَلِّ (1) وَارْقُدْ، وَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ "، قَالَ: فَمَا زِلْتُ أُنَاقِصُهُ وَيُنَاقِصُنِي، إِلَى أَنْ قَالَ (2) : " اقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعِ لَيَالٍ " قَالَ أَبِي (3) : " وَلَمْ أَفْهَمْ، وَسَقَطَتْ عَلَيَّ كَلِمَةٌ "
قَالَ: ثُمَّ قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَصُومُ وَلَا أُفْطِرُ؟ قَالَ: فَقَالَ لِي: " صُمْ وَأَفْطِرْ، وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ "، فَمَا زِلْتُ أُنَاقِصُهُ وَيُنَاقِصُنِي، حَتَّى قَالَ: " صُمْ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، صِيَامَ دَاوُدَ، صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا " فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: " لَأَنْ (4) أَكُونَ قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي حُمْرُ النَّعَمِ " (5) - حَسِبْتُهُ شَكَّ عَبِيدَةُ -
__________
(1) قوله: "وصل" لم يرد في (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) في (ظ) وهامش (س) و (ص) : حتى قال.
(3) يعني الإمام أحمد.
(4) في هامش (ظ) : إني لأن. ووقع في (م) وطبعة شاكر: ولأن.
(5) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبيدة بن حميد -وإن سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط- قد تابعه حمادُ بنُ زيد عند أبي داود، وهو ممن سمع منه قديماً.
وأخرجه ابنُ سعد 4/264 عن عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1389) مختصراً من طريق سليمان بن حرب، عن حماد -وهو ابن زيد-، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6506) ، وذكرنا الجمع بين الروايات في كم يختم القرآن هناك.
وانظر الحديث رقم (6477) .=(11/595)
7024 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ، وَلَا تُؤْخَذُ صَدَقَاتُهُمْ (1) ، إِلَّا فِي دُورِهِمْ " (2)
7025 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ الْحَرَشِيُّ (3) ، وَكَانَ ثِقَةً - فِيمَا ذَكَرَ أَهْلُ بِلَادِهِ -، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُبَيْرٍ مَوْلَى ثَقِيفٍ - وَكَانَ مُسْلِمٌ رَجُلًا يُؤْخَذُ عَنْهُ، وَقَدْ (4) أَدْرَكَ وَسَمِعَ - عَنْ (5) عَمْرِو بْنِ حُرَيْشٍ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّا بِأَرْضٍ لَسْنَا نَجِدُ بِهَا الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ، وَإِنَّمَا أَمْوَالُنَا الْمَوَاشِي، (6)
__________
= والقائل: حسبته شك عبيدة: هو الإمام أحمد.
(1) في (ظ) : صدقتهم.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن، ابنُ إسحاق -وهو محمد- صرح بالتحديث.
وأخرجه مطولاً البغوي في "شرح السنة" (2542) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وهو قطعة من الحديث (6692) .
(3) تصحف في (م) الى: الجرشي، وفي (س) إلى: الحرسي.
(4) في (ظ) : قد. دون واو قبلها.
(5) في (ظ) : من. وعلى هامشها: نسخة الحافظ: عن.
(6) فى (ظ) : إنما أموالنا بها المواشي.(11/596)
فَنَحْنُ نَتَبَايَعُهَا بَيْنَنَا، فَنَبْتَاعُ الْبَقَرَةَ بِالشَّاةِ (1) نَظِرَةً إِلَى أَجَلٍ، وَالْبَعِيرَ بِالْبَقَرَاتِ، وَالْفَرَسَ بِالْأَبَاعِرِ، كُلُّ ذَلِكَ إِلَى أَجَلٍ، فَهَلْ عَلَيْنَا فِي ذَلِكَ مِنْ بَأْسٍ؟ فَقَالَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ، أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَبْعَثَ جَيْشًا عَلَى إِبِلٍ كَانَتْ عِنْدِي، قَالَ: فَحَمَلْتُ النَّاسَ عَلَيْهَا، حَتَّى نَفِدَتِ الْإِبِلُ، وَبَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْإِبِلُ (2) قَدْ نَفِدَتْ، وَقَدْ بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنَ النَّاسِ لَا ظَهْرَ لَهُمْ؟ قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْتَعْ عَلَيْنَا إِبِلًا بِقَلَائِصَ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ إِلَى مَحِلِّهَا، حَتَّى نُنَفِّذَ (3) هَذَا الْبَعْثَ "، قَالَ: فَكُنْتُ أَبْتَاعُ الْبَعِيرَ بِالْقَلُوصَيْنِ وَالثَّلَاثِ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ إِلَى مَحِلِّهَا، حَتَّى نَفَّذْتُ ذَلِكَ الْبَعْثَ، قَالَ: فَلَمَّا حَلَّتِ الصَّدَقَةُ أَدَّاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4)
7026 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ذَكَرَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) في (ظ) : بالشياه.
(2) في (ظ) و (ق) وهامش (س) و (ص) : إن الإبل.
(3) في (س) و (ص) : تنفذ.
(4) حديث حسن سلف برقم (6593) من طريق جرير بن حازم، عن ابن إسحاق، به، وسلف هناك بسط القول في ترجمة رجاله وتخريج روايته. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
قوله: "حتى نفدت الإبل"، بكسر الفاء، أي: فنيت.
وقوله: "حتى تُنفذ"، قال السندي: ضبط بتشديد الفاء. والله تعالى أعلم.(11/597)
عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَقْلِ الْجَنِينِ إِذَا كَانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، بِغُرَّةٍ، عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ "، فَقَضَى بِذَلِكَ فِي امْرَأَةِ حَمَلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّابِغَةِ الْهُذَلِيِّ (1)
7026 م - وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ " (2)
7027 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَسَعْدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن إسحاق -وهو محمد- مدلس، ولم يصرح هنا بالتحديث. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/299، وقال: رواه أحمد، وفيه ابنُ إسحاق، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
ويشهد له حديثُ حمل بن مالك نفسه، سيرد بإسناد صحيح 4/79، 80، وذكره أحمد أيضاً في مسند ابن عباس برقم (3439) .
وحديث أبي هريرة عند البخاري (6740) و (6904) ، ومسلم (1681) (34) و (35) ، سيرد (7217) و (10467) و (10953) .
وحديث المغيرة بن شعبة عند البخاري (6905) ، ومسلم (1682) (37) ، سيرد 4/244، 245.
وحديث عبادة بن الصامت، سيرد 5/326 بإسناد مرسل.
وحديث جابر عند أبي يعلى (1823) .
قوله: "عبد أو أمة": بدل من غُرة.
(2) صحيح لغيره، ابن إسحاق -وإن كان مدلسا ورواه بالعنعنة- قد صرح بالتحديث في الرواية التالية. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وهو قطعة من الحديث (7012) .(11/598)
يَعْنِي مُحَمَّدًا، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ " (1)
7028 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَذَكَرَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَلَدِ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، أَنَّهُ يَرِثُ أُمَّهُ، وَتَرِثُهُ أُمُّهُ، وَمَنْ قَفَاهَا بِهِ جُلِدَ ثَمَانِينَ، وَمَنْ دَعَاهُ وَلَدَ زِنًا جُلِدَ ثَمَانِينَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن إسحاق صرح بالتحديث. يعقوب وسعد: هما ابنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وفي الإسناد زيادة عبد الرحمن بن الحارث بين ابن إسحاق وعمرو بن شعيب، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
وهو قطعة من الحدث (7012) .
(2) إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/280، وقال: رواه أحمد من طريق ابن إسحاق، قال: وذكر عمرو بن شعيب. فإن كان هذا تصريحاً بالسماع فرجاله ثقات، وإلا فهي عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
وقوله: "ومن قفاها به"، أي: رماها. قال في "النهاية" في تفسير الأثر: "نحن بنو النضر بن كنانة لا ننتفي من أبينا ولا نقفوا أمنا"، أي: لا نتهمها ولا نقذفها، يقال: قفا فلان فلاناً: إذا قذفه بما ليس فيه.(11/599)
7029 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ، وَالِدَيْهِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ أَبَوَيْهِ؟ قَالَ: " يَسُبُّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ الرَّجُلُ أُمَّهُ، فَيَسُبُّ أُمَّهُ " (1)
7030 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ الْمُطَّلِبِ الْمَخْزُومِيَّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ السَّهْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ " (2)
7031 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
سعد بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6529) .
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعبد العزيز بن المُطلب: هو ابن عبد الله بن حنطب المخزومي.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/963 من طريق مطر الوراق، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6522) ، وذكرنا هناك شواهده.(11/600)
عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، مِثْلَ ذَلِكَ (2)
7032 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِى أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَطَفِقَ يَسْأَلُونَهُ، فَيَقُولُ الْقَائِلُ مِنْهُمْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَمْ أَكُنْ أَشْعُرُ أَنَّ الرَّمْيَ قَبْلَ النَّحْرِ، فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْمِ وَلَا حَرَجَ "، وَطَفِقَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَمْ أَشْعُرْ أَنَّ النَّحْرَ قَبْلَ الْحَلْقِ، فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ؟ فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْحَرْ وَلَا حَرَجَ "، قَالَ: فَمَا سَمِعْتُهُ يَوْمَئِذٍ يُسْأَلُ عَنْ أَمْرٍ مِمَّا يَنْسَى الْإِنْسَانُ أَوْ يَجْهَلُ، مِنْ
__________
(1) تحرفت في طبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: "بن".
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد العزيز بن المطلب: قال ابن معين وأبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وضعفه العقيلي، وقال: لا يُتابع في حديثه عن الأعرج، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عبد الله بن حسن بن حسن -وهو ابن علي بن أبي طالب-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.
وأخرجه الترمذي (1419) من طريق أبي عامر العقدي، عن عبد العزيز بن المُطلب، بهذا الإسناد، وقال: حديث عبد الله بن عمرو حسن، قد رُوي عنه من غير وجه، وقد رخص بعضُ أهل العلم للرجل أن يُقاتل عن نفسه وماله، وقال ابنُ المبارك: يقاتل عن ماله ولو درهمين.
وسلف برقم (6816) و (6829) ، وسلف ذكر شواهده برقم (6522) .(11/601)
تَقْدِيمِ الْأُمُورِ بَعْضِهَا قَبْلَ بَعْضٍ، وَأَشْبَاهِهَا، إِلَّا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " افْعَلْهُ وَلَا حَرَجَ " (1)
7033 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فَذَكَرَ حَدِيثًا، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَذَكَرَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَإِنَّهُ يُدْفَعُ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْقَتِيلِ، فَإِنْ شَاءُوا قَتَلُوا، وَإِنْ شَاءُوا أَخَذُوا الدِّيَةَ، وَهِيَ ثَلَاثُونَ حِقَّةً، وَثَلَاثُونَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعُونَ خَلِفَةً، فَذَلِكَ عَقْلُ الْعَمْدِ، وَمَا صَالَحُوا (2) عَلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لَهُمْ، وَذَلِكَ شَدِيدُ (3) الْعَقْلِ، وَعَقْلُ شِبْهِ الْعَمْدِ مُغَلَّظَةٌ مِثْلُ عَقْلِ الْعَمْدِ، وَلَا يُقْتَلُ صَاحِبُهُ، وَذَلِكَ أَنْ يَنْزِغَ الشَّيْطَانُ بَيْنَ النَّاسِ، فَتَكُونَ دِمَاءٌ فِي غَيْرِ ضَغِينَةٍ، وَلَا حَمْلِ سِلَاحٍ "، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَعْنِي: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1738) من طريق يعقوب، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني 2/251 من طريق صالح بن كيسان، به.
وسلف برقم (6484) ، وذكرنا هناك شواهده.
(2) في (ظ) : وما صولحوا.
(3) في (ظ) و (ق) وهامش (س) و (ص) : تشديد.(11/602)
فَلَيْسَ مِنَّا، وَلَا رَصَدَ بِطَرِيقٍ، فَمَنْ قُتِلَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَهُوَ شِبْهُ الْعَمْدِ، وَعَقْلُهُ مُغَلَّظَةٌ (1) ، وَلَا يُقْتَلُ صَاحِبُهُ، وَهُوَ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ، وَلِلْحُرْمَةِ وَلِلْجَارِ، وَمَنْ قُتِلَ خَطَأً فَدِيَتُهُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، ثَلَاثُونَ ابْنَةُ مَخَاضٍ، وَثَلَاثُونَ ابْنَةُ لَبُونٍ، وَثَلَاثُونَ حِقَّةٌ، وَعَشرة (2) بَكَارَةٍ بَنِي لَبُونٍ ذُكُورٍ ". قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِيمُهَا عَلَى أَهْلِ الْقُرَى أَرْبَعَ مِائَةِ دِينَارٍ، أَوْ عِدْلَهَا مِنَ الْوَرِقِ، وَكَانَ يُقِيمُهَا عَلَى أَثْمَانِ الْإِبِلِ، فَإِذَا غَلَتْ، رَفَعَ فِي قِيمَتِهَا، وَإِذَا هَانَتْ، نَقَصَ مِنْ قِيمَتِهَا، عَلَى عَهْدِ (3) الزَّمَانِ مَا كَانَ، فَبَلَغَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَيْنَ أَرْبَعِ مِائَةِ دِينَارٍ إِلَى ثَمَانِ مِائَةِ دِينَارٍ، وَعِدْلُهَا مِنَ الْوَرِقِ ثَمَانِيَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ. وَقَضَى أَنَّ مَنْ كَانَ عَقْلُهُ (4) عَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ، فِي الْبَقَرِ مِائَتَيْ بَقَرَةٍ، وَقَضَى أَنَّ مَنْ كَانَ عَقْلُهُ (4) عَلَى أَهْلِ الشَّاءِ (5) ، فَأَلْفَيْ شَاةٍ. وَقَضَى فِي الْأَنْفِ إِذَا جُدِعَ كُلُّهُ، بِالْعَقْلِ كَامِلًا، وَإِذَا جُدِعَتْ
__________
(1) في (ظ) وهامش (س) : مُغلظ.
(2) في (ق) وهامش (س) : عشر.
(3) في (ظ) و (ق) وهامش (س) : على نحو.
(4) في (ظ) : وقضى إن كان عقله. وفي الهامش: أن من كان عقله.
(5) في (ظ) : على أهل الشاء في الشاء.(11/603)
أَرْنَبَتُهُ، فَنِصْفُ الْعَقْلِ، وَقَضَى فِي الْعَيْنِ نِصْفَ الْعَقْلِ، خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ، أَوْ عِدْلَهَا ذَهَبًا أَوْ وَرِقًا، أَوْ مِائَةَ بَقَرَةٍ، أَوْ أَلْفَ شَاةٍ، وَالرِّجْلُ نِصْفُ الْعَقْلِ، وَالْيَدُ نِصْفُ الْعَقْلِ، وَالْمَأْمُومَةُ ثُلُثُ الْعَقْلِ، ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ مِنَ الْإِبِلِ، أَوْ قِيمَتُهَا مِنَ الذَّهَبِ، أَوِ الْوَرِقِ، أَوِ الْبَقَرِ، أَوِ الشَّاءِ، وَالْجَائِفَةُ ثُلُثُ الْعَقْلِ، وَالْمُنَقِّلَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْمُوضِحَةُ خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْأَسْنَانُ خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ (1)
__________
(1) حديث حسن، وبعضه صحيح. محمد بن إسحاق -وإن دلس-، تابعه سليمان بن موسى الأشدق في الروايات المفرقة للحديث كما سيرد. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وقوله: "من قتل مؤمناً متعمداً ... "، إلى: "وذلك شديد العقل": سلف تخريجه برقم (6717) .
وقوله: "وعقل شبه العمد ... ولاحمل سلاح"، سلف برقم (6718) ، وسيرد برقم (7088) .
وقوله: "من حمل السلاح فليس منا، ولا رصد بطريق": سلف برقم (6724) و (6742) ، وسيرد برقم (7088) .
وقوله: "فمن قتل على ذلك فهو شبه العمد ... وللحرمة وللجار"، سلف برقم (6742) ، وسيرد برقم (7088) .
وقوله: "فمن قتل خطأ ... " إلى قوله: "وقضى أن من كان عقله على أهل الشاء فألفي شاء"، سيرد تخريجه برقم (7090) .=(11/604)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقوله: "في دية الأنف والعين واليد والرجل"، سيرد تخريجه برقم (7092) .
وحكم المأمومة والجائفة أخرجه أبو داود (4564) ، والبيهقي في "السنن" 8/83 من طريق محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى، عن عمرو بن شعيب، به.
وأخرجه عبد الرزاق (17363) عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، قال: في المأمومة ثلث العقل: ثلاثة وثلاثون من الإبل، أو عدلها من الذهب. قال: وقضى عمر بن الخطاب بمثل ذلك.
ولحكم المأمومة والجائفة شاهد من حديث عمرو بن حزم عند ابن حبان (6559) .
وآخر من حديث زيد بن ثابت عند عبد الرزاق (17362) ، وابن أبي شيبة 9/211، والبيهقي فى "السنن" 8/82.
وثالث موقوف من حديث علي عند عبد الرزاق (17356) و (17357) ، وابن أبي شيبة 5/145 و210.
ورابع موقوف من حديث ابن مسعود عند ابن أبي شيبة 9/210.
وخامس موقوف من حديث عمر بن الخطاب عند ابن أبي شيبة 9/212.
وحكم المنقلة أخرجه عبد الرزاق (17369) عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "في المنقولة خمس عشرة من الإبل"، وهذا معضل، وفيه عنعنةُ ابن جريج.
وله شاهد من حديث عمرو بن حزم عند ابن حبان (6559) .
وآخر مرسل من حديث مكحول عند البيهقي في "السنن" 8/82.
وثالث موقوف من حديث علي عند عبد الرزاق (17364) ، وابن أبي شيبة 9/146، 147، والبيهقي في "السنن" 8/82.
ورابع موقوف من حديث زيد بن ثابت عند عبد الرزاق (17365) ، والبيهقي 8/82.
وحكم المُوضحة والأسنان سلف تخريجُه برقم (6711) .
قوله: "وعقْلُ شبه العمد مغلظة": قال السندي: كأنه أنث الخبر نظراً إلى أن=(11/605)
7034 - قَالَ: وَذَكَرَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجُلٍ طَعَنَ رَجُلًا بِقَرْنٍ فِي رِجْلِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقِدْنِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَعْجَلْ حَتَّى يَبْرَأَ جُرْحُكَ "، قَالَ: فَأَبَى الرَّجُلُ إِلَّا أَنْ يَسْتَقِيدَ، فَأَقَادَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، قَالَ: فَعَرِجَ الْمُسْتَقِيدُ، وَبَرَأَ
__________
= العقل في معنى الدية.
قوله: "وهو بالشهر الحرام"، أي: يقاس به في تغليظ الذنب. قاله السندي قوله: "وعشرة بكارة": البكارةُ: جمع بكْر -بفتح الباء- وهو الفتى من الإبل.
قال الجوهري: وجمع البكْر بكار، مثل فرْخ وفراخ، وبكارة أيضاً، مثل فحْل وفحالة.
قوله: "يُقيمها على أهل القرى"، أي: يقومها.
قوله: "في البقر مئتي بقرة" أي: قضى في البقر مئتي بقرة له، أي: لمن كان عقله على أهل البقر.
قوله: "والرجْلُ نصف العقل"، أي: قضى في الرجْل نصف العقل.
والمأمومة: -ويقال أيضاً: الآمة- الشجةُ التي بلغت أم الرأس، وهي الجلدة التي تجمع الدماغ. يقال: رجل أميم ومأموم. قاله ابنُ الأثير.
والجائفة: هي الطعنة التي تنفذ إلى الجوف، والمرادُ بالجوْف هاهنا كل ما له قُوة مُحيلة كالبطن والدماغ.
والمُنقلة، بكسر القاف المشددة: شجة يخرج منها صغار العظم، وتُنقل عن أماكنها. وقيل: هي التي تنقل العظم، أي: تكسره.
والمُوْضحة: هي الشجة التي تبدي وضح العظام، أي: بياضه، والتي فرض فيها خمس من الإبل هي ما كان منها في الرأس والوجه، فأما الموضحة في غيرهما ففيها الحكومة.(11/606)
الْمُسْتَقَادُ مِنْهُ، فَأَتَى الْمُسْتَقِيدُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَرِجْتُ (1) ، وَبَرَأَ صَاحِبِي؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَمْ آمُرْكَ أَلَّا تَسْتَقِيدَ، حَتَّى يَبْرَأَ جُرْحُكَ؟ فَعَصَيْتَنِي فَأَبْعَدَكَ اللهُ، وَبَطَلَ جُرْحُكَ " ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الرَّجُلِ الَّذِي عَرِجَ: " مَنْ كَانَ بِهِ جُرْحٌ، أَنْ لَا يَسْتَقِيدَ، حَتَّى تَبْرَأَ جِرَاحَتُهُ، فَإِذَا بَرِئَتْ جِرَاحَتُهُ (2) اسْتَقَادَ " (3)
__________
(1) في (ظ) : عرجت منه.
(2) في (ظ) : برأ جرحه.
(3) إسناده ضعيف، ابنُ إسحاق مدلس، ولم يُصرح هنا بالتحديث.
وأخرجه الدارقطني 3/88، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/67، 68، والحازمي في "الاعتبار" ص 193 من طريق ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد، وفيه عنعنةُ ابن جُريج. قال الحازمي: إن صح سماعُ ابن جريج من عمرو بن شعيب، فهو حديث حسن.
وأخرجه الدارقطني 3/90 من طريق مسلم (تحرف فيه إلى: محمد) بن خالد، عن ابن جُريج، عن عمرو بن شعيب، به. وفيه عنعنةُ ابن جُريج، ومسلم بن خالد: هو الزنجي، وهو ضعيف أيضاً.
وأخرجه عبد الرزاق (17991) عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو معضل، وفيه عنعنة ابن جريج.
وأخرجه عبد الرزاق (17988) ، ومن طريقه الدارقطني 3/90 عن معمر، عن أيوب، عن عمرو بن شعيب، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أبعدك الله، أنت عجلت" وهذا معضل.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/295، 296، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات! =(11/607)
7035 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ يَعْنِي أَبَاهُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، [عَنْ] (2) مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي
__________
= وفي الباب عن جابر عند ابن أبي شيبة 9/369، والدارقطني 3/89، والبيهقي في "السنن" 8/66 و67، والطبراني في "الصغير" (377) ، وزاد الهيثمي في "المجمع" 6/296 نسبته إلى الطبراني في "الأوسط".
وقد رُوي موصولاً ومرسلاً، وذكر الدارقطني أنً المُرسل هو المحفوظ، وذكر ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/463 أن حديث جابر هذا رواه حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، مرسلاً، ثم قال: سمعتُ أبا زرعة يقول: حديثُ حماد بن سلمة أشبه. وقال نحو ذلك الحازمى في "الاعتبار" ص 192، والزيلعي في "نصب الراية" 4/377.
قلنا: وأقوى أسانيد حديث جابر ما رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/184 من طريق عبد الله بن المبارك، عن عنبسة بن سعيد، عن الشعبي، عن جابر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لا يستقاد من الجرح حتى يبرأ".
قال ابن التركماني في "الجوهر النقي" 8/67: سنده جيد، ونقل الزيلعي عن صاحب "التنقيح" قوله: إسناده صالح، وعنبسةُ وثقه أحمد وغيره. وقال ابنُ أبي حاتم: سُئل أبو زرعة عن هذا الحديث، فقال: هو مرسل مقلوب.
وعن ابن عباس عند البيهقي في "السنن" 8/67، وهو من طريق إسرائيل، عن أبي يحيى (وهو القتات) ، عن مجاهد، عن ابن عباس. قال الحافظ ابنُ حجر في "التهذيب": قال الأثرمُ عن أحمد: روي إسرائيلُ عن أبي يحيى القتات أحاديث مناكير جداً كثيرة.
والقود: القصاص.
(1) في (ظ) : يعني ابن الهاد.
(2) لفظ "عن" سقط من النسخ الخطية، واستدركناه من "أطراف المسند" 4/87-88، ومما سيرد في التخريج.(11/608)
مَجْلِسٍ: " أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُهَا، قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَقَالَ: " أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا " (1)
7036 - قَالَ يَعْقُوبُ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي
__________
(1) حديث حسن. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ومحمد بن عبد الله بن عمرو: ذكره ابن حبان في "الثقات" 5/353، وقال: محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص يروي عن أبيه من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله بن عمرو، ولا أعلم بهذا الإسناد إلا حديثا واحداً من حديث ابن الهاد، عن عمرو بن شعيب.
قلنا: وبهذا يتبين أن لفظ: "عن" سقط قبل كلمة "محمد بن عبد الله" في النسخ الخطية التي بين أيدينا، واستدركناه من هذا الموضع ومن "أطراف المسند" كما تقدم. وقد أخرج ابنُ حبان هذا الحديث في "صحيحه" (485) من طريق يعقوب، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وقد وهم الشيخ أحمد شاكر في تصويب هذا الإسناد، فظن -إذ لم يقع له حديثُ ابن حبان- أن الصواب فيه: عمرو بن شعيب بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، واستشهد بورود الإسناد كذلك في الرواية السالفة برقم (6735) ، وإنما ذاك إسناد معروف يروي فيه عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو.
وهذا الإسناد فيه زيادة محمد والد شعيب بينه وبين جده عبد الله، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.
وللحديث أصل في الصحيح نبهنا عليه برقم (6735) .
وقد وقع في الطبعة الميمنية خطأ طريف، ففيها: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في مجلس خف: ألا أحدثكم، وكلمة "خف" هذه لا علاقة لها بنص الحديث، إنما هو رمز وُضع في الأصل الخطي فوق كلمة "ألا" إشارة إلى تخفيفها، فأقحمها الطابعُ في متن الحديث، وقد نبه على ذلك الشيخ أحمد شاكر رحمه الله.(11/609)
يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا أَكْثَرَ مَا رَأَيْتَ قُرَيْشًا أَصَابَتْ مِنْ رَسُولِ اللهِ، فِيمَا كَانَتْ تُظْهِرُ مِنْ عَدَاوَتِهِ؟ قَالَ: حَضَرْتُهُمْ وَقَدِ اجْتَمَعَ أَشْرَافُهُمْ يَوْمًا فِي الْحِجْرِ، فَذَكَرُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ مَا صَبَرْنَا عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ قَطُّ، سَفَّهَ أَحْلَامَنَا، وَشَتَمَ آبَاءَنَا، وَعَابَ دِينَنَا، وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، وَسَبَّ آلِهَتَنَا، لَقَدْ صَبَرْنَا مِنْهُ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ، أَوْ كَمَا قَالُوا: قَالَ: فَبَيْنَمَا (2) هُمْ كَذَلِكَ (3) ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ يَمْشِي، حَتَّى اسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ طَائِفًا بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا أَنْ مَرَّ بِهِمْ غَمَزُوهُ بِبَعْضِ مَا يَقُولُ، قَالَ: فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ مَضَى، فَلَمَّا مَرَّ بِهِمُ الثَّانِيَةَ، غَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ مَضَى، ثُمَّ مَرَّ (4) بِهِمُ الثَّالِثَةَ، فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا، فَقَالَ: " تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ "، فَأَخَذَتِ الْقَوْمَ كَلِمَتُهُ، حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا كَأَنَّمَا عَلَى رَأْسِهِ طَائِرٌ وَاقِعٌ، حَتَّى إِنَّ أَشَدَّهُمْ فِيهِ وَصَاةً قَبْلَ ذَلِكَ
__________
(1) في (م) : عن عروة. وهو خطأ.
(2) في هامش (س) و (ص) و (ق) : فبينا.
(3) في (ظ) وهامش (س) و (ص) : في ذلك.
(4) في (ظ) وهامش (س) : فمر.(11/610)
لَيَرْفَؤُهُ (1) بِأَحْسَنِ مَا يَجِدُ مِنَ الْقَوْلِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ: انْصَرِفْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، انْصَرِفْ رَاشِدًا، فَوَاللهِ مَا كُنْتَ جَهُولًا، قَالَ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ، اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ وَأَنَا مَعَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ذَكَرْتُمْ مَا بَلَغَ مِنْكُمْ وَمَا بَلَغَكُمْ عَنْهُ، حَتَّى إِذَا بَادَأَكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ فَبَيْنَمَا (2) هُمْ فِي ذَلِكَ، إِذْ (3) طَلَعَ عليهم (4) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَثَبُوا إِلَيْهِ وَثْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَأَحَاطُوا بِهِ، يَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ كَذَا وَكَذَا؟ لِمَا كَانَ يَبْلُغُهُمْ عَنْهُ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَدِينِهِمْ، قَالَ: فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، أَنَا الَّذِي أَقُولُ ذَلِكَ "، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ أَخَذَ بِمَجْمَعِ رِدَائِهِ، قَالَ: وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، دُونَهُ، يَقُولُ وَهُوَ يَبْكِي: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ} [غافر: 28] ؟ ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَأَشَدُّ مَا رَأَيْتُ قُرَيْشًا بَلَغَتْ مِنْهُ قَطُّ (5)
__________
(1) في هامش (س) و (ق) : ليرفؤه، أي: يسكنه ويرفق به.
(2) في (ص) و (ظ) : فبينا.
(3) "إذ" لم ترد في (ظ) ، وكتب في الهامش: إذْ. خ.
(4) "عليهم" ثم ترد في (ص) و (ظ) و (ق) .
(5) إسناده حسن. ابن إسحاق -وهو محمد- صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه البزار -فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 7/168- من طريق بكر بن سليمان، والبيهقي في "الدلائل" 2/275 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.=(11/611)
7037 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ وَفْدَ هَوَازِنَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْجِعِرَّانَةِ، وَقَدْ أَسْلَمُوا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا أَصْلٌ وَعَشِيرَةٌ، وَقَدْ أَصَابَنَا مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَم يَخْفَ (1) عَلَيْكَ، فَامْنُنْ عَلَيْنَا، مَنَّ اللهُ عَلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْنَاؤُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ، أَمْ أَمْوَالُكُمْ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، خَيَّرْتَنَا بَيْنَ أَحْسَابِنَا وَبَيْنَ أَمْوَالِنَا، بَلْ تُرَدُّ عَلَيْنَا نِسَاؤُنَا وَأَبْنَاؤُنَا، فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْنَا، فَقَالَ لَهُمْ: " أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ، فَإِذَا صَلَّيْتُ لِلنَّاسِ الظُّهْرَ، فَقُومُوا، فَقُولُوا: إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللهِ (2) إِلَى الْمُسْلِمِينَ، وَبِالْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللهِ (2) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَبْنَائِنَا وَنِسَائِنَا، فَسَأُعْطِيكُمْ عِنْدَ
__________
= وأشار البخاري في "صحيحه" إلى رواية ابن إسحاق هذه عقب الحديث (3856) .
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/15، 16، وقال: في الصحيح طرف منه، أحمد، وقد صرح ابنُ إسحاق بالسماع، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلنا: طرفه الصحيح سلف برقم (6908) .
وقوله في أول الحديث: قلت له: ما أكثرُ ... القائل: هو عروة بن الزبير يسأل لله بن عمرو، كما صرح بذلك في الرواية (6908) السالفة.
(1) في (ق) و (م) : ما لا يخفى، وهو المثبت في طبعة أحمد شاكر.
(2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر زيادة: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم ترد النسخ الخطية.(11/612)
ذَلِكَ وَأَسْأَلُ لَكُمْ "، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ الظُّهْرَ قَامُوا، فَتَكَلَّمُوا بِالَّذِي أَمَرَهُمْ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا مَا كَانَ لِي ولِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ "، قَالَ الْمُهَاجِرُونَ: وَمَا كَانَ لَنَا، فَهُوَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: وَمَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو تَمِيمٍ فَلَا وَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو فَزَارَةَ، فَلَا قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو سُلَيْمٍ فَلَا قَالَتْ بَنُو سُلَيْمٍ: لَا، مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَقُولُ عَبَّاسٌ: يَا بَنِي سُلَيْمٍ، وَهَّنْتُمُونِي فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا مَنْ تَمَسَّكَ مِنْكُمْ بِحَقِّهِ مِنْ هَذَا السَّبْيِ، فَلَهُ بِكُلِّ إِنْسَانٍ سِتُّ فَرَائِضَ مِنْ أَوَّلِ شَيْءٍ نُصِيبُهُ، فَرَدُّوا عَلَى النَّاسِ أَبْنَاءَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ " (1)
7038 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ مِقْسَمٍ أَبِي الْقَاسِمِ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَتَلِيدُ بْنُ كِلَابٍ اللَّيْثِيُّ، حَتَّى أَتَيْنَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، مُعَلِّقًا نَعْلَيْهِ بِيَدِهِ، فَقُلْنَا لَهُ: هَلْ حَضَرْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يُكَلِّمُهُ التَّمِيمِيُّ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟
__________
(1) إسناده حسن. محمد بن إسحاق صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وسلف برقم (6729) .(11/613)
قَالَ: نَعَمْ، أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي (1) تَمِيمٍ، يُقَالُ لَهُ: ذُو الْخُوَيْصِرَةِ، فَوَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُعْطِي النَّاسَ، قَالَ (2) : يَا مُحَمَّدُ، قَدْ رَأَيْتَ مَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْيَوْمِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجَلْ، فَكَيْفَ رَأَيْتَ؟ " قَالَ: لَمْ أَرَكَ عَدَلْتَ قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " وَيْحَكَ، إِنْ لَمْ يَكُنِ الْعَدْلُ عِنْدِي، فَعِنْدَ مَنْ يَكُونُ؟ "، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللهِ (3) ، أَلَا نَقْتُلُهُ؟ قَالَ (4) : " لَا، دَعُوهُ، فَإِنَّهُ سَيَكُونُ (5) لَهُ شِيعَةٌ يَتَعَمَّقُونَ فِي الدِّينِ، حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهُ، كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ فِي النَّصْلِ، فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ، ثُمَّ فِي الْقِدْحِ، فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ، ثُمَّ فِي الْفُوقِ فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ، سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ " (6)
__________
(1) لفظ: "بني" جاء في هامش (س) .
(2) في (ظ) وهامش (س) و (ص) : فقال.
(3) "يا رسول الله" ليست في (ظ) ، وكتبت على الهامش.
(4) في (ظ) : فقال.
(5) في (ظ) : ستكون.
(6) صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن إسحاق -وهو محمد- صرح بالتحديث، وأبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر: وثقه ابن معين، وعبد الله بن أحمد -كما ذكر هنا-، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال في موضع آخر: صحيح الحديث، وذكره أبو أحمد الحاكم فيمن لا يُعرف اسمه، ومقْسم -وهو ابن بُجْرة، ويقال: ابن نجدة، ويقال له أيضاً: مولى ابن عباس للزومه له-، قال أبو حاتم: صالح
الحديث، لا بأس به، ووثقه أحمدُ بن صالح المصري والعجلي والفسوي والدارقطني، وضعفه ابن سعد، وذكره البخاري في "الضعفاء" ولم يذكر فيه قدحاً،=(11/614)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : " أَبُو عُبَيْدَةَ هَذَا اسْمُهُ مُحَمَّدٌ، ثِقَةٌ، وَأَخُوهُ سَلَمَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلَّا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، وَلَا نَعْلَمُ خَبَرَهُ، وَمِقْسَمٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ،
__________
= وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/227، 228، وقال: رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجال أحمد ثقات.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (3344) و (6933) ، ومسلم (1064) (143) ، سيرد 3/68 و73.
وآخر من حديث جابر عند مسلم (1063) (142) ، سيرد 3/354، 355.
وثالث من حديث أبي برزة، سيرد 4/421.
ورابع من حديث أبي بكرة الثقفي، سيرد 5/42.
وانظر ما مضى في مسند علي بن أبي طالب (672) .
الرمية: بفتح الراء وكسر الميم وتشديد الياء التحتية: قال ابن الأثير: الصيد الذي ترميه فتقصده وينفذ فيه سهمُك. وقيل: هي كل دابة مرمية.
قوله: "ينظر في النصْل": يعني هل اتصل به شيء من الدم والفرث. والنصْلُ: الحديدة التي في السهم وغيره. والفرْثُ: ما يخرج من الكرش.
والقدْح، بكسر القاف وسكون الدال: عودُ السهم قبل أن يُراش ويُنْصل، والفُوق، بضم الفاء: مدخل الوتر.
قوله: "سبق الفرْث": لسرعة السهم وشدة النزع. قاله السندي.
وقال الحافظ في "الفتح" 6/618: شبه مروقهم من الدين بالسهم الذي يصيب الصيد، فيدخُلُ فيه، ويخرجُ منه، ومن شدة سرعة خروجه -لقوة الرامي- لا يعلقُ من جسد الصيد شيء.(11/615)
وَلِهَذَا الْحَدِيثِ طُرُقٌ (1) فِي هَذَا الْمَعْنَى، وَطُرُقٌ أُخَرُ فِي هَذَا الْمَعْنَى صِحَاحٌ، وَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى (2) أَعْلَمُ "
7039 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، وَعَنِ الْجَلَّالَةِ، وَعَنْ رُكُوبِهَا وَأَكْلِ لُحُومِهَا (3)
__________
(1) في (ظ) : طريق.
(2) "سبحانه وتعالى": ليست في (ظ) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. مؤمل -وهو ابن إسماعيل-، وإن كان سيىء الحفظ، متابع. وُهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي، وابن طاووس: هو عبد الله.
وأخرجه أبو داود (3811) ، والنسائي في "المجتبى" 7/239 من طريق سهل بن بكار، والبيهقي في "السنن" 9/333 من طريق أحمد بن إسحاق الحضرمي، كلاهما عن وهيب، بهذا الإسناد. وسهل بن بكار تحرف في مطبوع النسائي إلى: سهيل.
وأخرجه عبد الرزاق (8712) عن معمر، عن ابن طاووس، قال: أخبرني عمرو بن شعيب، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن لحوم الإبل الجلالة وألبانها، وكان يكره أن يحج عليها. وهذا معضل.
وأخرجه الدارقطني 4/283، والحاكم 2/39، ومن طريقه البيهقي 9/333 من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن أبيه، عن عبد الله بن باباه، عن عبد الله بن عمرو، بنحوه. قال الحاكم: صحيح الإسناد، فتعقبه الذهبي بقوله: إسماعيل وأبوه ضعيفان.
والنهي عن لحوم الحمر الأهلية ورد من حديث عدد كثير من الصحابة، وهو=(11/616)
7040 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْآيَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ فِي سِلْكٍ، فَإِنْ يُقْطَعِ السِّلْكُ (1) يَتْبَعْ بَعْضُهَا
__________
= من الأحاديث المتواترة، والذي ورد منه في "المسند" حديث علي سلف برقم (592) و (812) .
وحديث ابن عمر، سلف برقم (4720) .
وحديث جابر، سيرد 3/361.
وحديثُ أبي سليط البدري، سيرد 3/419.
وحديثُ الحكم بن عمرو الغفاري، سيرد 4/213.
وحديث المقدام بن معديكرب، سيرد 4/132.
والنهي عن ركوب الجلالة وأكل لحومها له شاهد من حديث ابن عباس سلف بإسناد صحيح برقم (1989) و (2161) و (2671) و (2952) و (3142) و (3143) .
وآخرُ من حديث ابن عمر عند أبي داود (3787) ، والبيهقي في "السنن" 9/333، وإسناده حسن. وله إسناد آخر صحيح عند البيهقي في "السنن" 9/333.
وثالث من حديث أبي هريرة عند الحاكم 2/35، وإسناده حسن.
وجاءْ سببُ النهي عن لحوم الحمر الأهلية فيما أخرجه مسلم (1939) (32) عن ابن عباس، قال: إنما نهى عنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أجل أنه كان حمُولة الناس، فكره أن تذهب حمولتُهم.
والجلالة: من الحيوان، التي تأكل العذرة.
(1) كُتب في هامش (س) عبارة: كذا في ثلاث نسخ. قلنا: هي كذلك في (س) و (ص) و (ق) ، ووقع في (ظ) : فانقطع السلْكُ فتبع بعضُهن (وفي الهامش: بعضها) بعضاً. وأشير في هامش (س) و (ص) إلى هذه الرواية، ثم جاء فيهما ما=(11/617)
بَعْضًا " (1)
__________
= نصُه: وكذا في "الجامع" للسيوطي، وقال شارحه المناوي: "فإذا انقطع السلك" وعندي أنه من تحريف النساخ، وأن الأصل: "إن قُطع السلْكُ" فوُصلت النُونُ بالقاف. والله أعلم.
وقد رد الشيخ السندي كلام هذا القائل في حاشيته على "المسند" -كما سيرد-، وذكر أن الصواب: فانقطع، وقال: هكذا في النسخ من الانقطاع، وهو الصواب قلنا: لكن السندي بعد أن صوب هذه الرواية -يعني رواية "فانقطع"- أورد في حاشيته على "المسند" لفظ الرواية الأخرى، وهو "يتبع" دون فاء قبلها، مع ان تتمة الرواية التي صوبها: "فيتبع" بذكر الفاء، كما في "الجامع الصغير"، أو "فتبع" كما في نسخة (ظ) .
(1) إسناده ضعيف، مُؤمّل -وهو ابن إسماعيل- سييء الحفظ، وعلي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف، وقد توبعا، وتبقى علتُهُ خالد بن الحويرث -وهو المخزومي القرشي-، قال ابنُ معين: لا أعرفه، وقال ابنُ عدي: إذا كان يحيى لا يعرفه، فلا يكون له شهرة، ولا يعرف، ومع ذلك ذكره ابن حبان في "الثقات" 4/198. حماد: لا ندري أهو ابن زيد، أم ابن سلمة، والخطب في ذلك يسير.
وأخرجه الحاكم 4/473، 474 من طريق يزيد بن هارون، عن ابن عون (وهو عبد الله بن عون بن أرطبان البصري) عن خالد بن الحويرث، بهذا الإسناد، وسكت عنه هو والذهبي.
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/144 عن روح، عن حماد، بهذا الإسناد، لكن لم يسق لفظه.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/321، وقال: رواه أحمد، وفيه علي بن زيد، وهو حسن الحديث!
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن حبان (6833) ، لكنه معلول بما نقله=(11/618)
7041 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ (1) يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ الرَّحَبِيَّ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِنْبَرِهِ يَقُولُ: " ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ اللهُ لَكُمْ (2) ، وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ، وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ، الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ " (3)
__________
= ابنُ الجوزي في "العلل المتناهية" (1428) عن الدارقطني، قال: وإنما رواه هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن أبي العالية من قوله.
قال السندي: قوله: "الآيات"، أي: إذا جاءت.
خرزات، أي: كأنها خرزات، على التشبيه البليغ.
قوله: "يتبع": بيان لوجه الشبه، والجملة استئناف كأنه جوابٌ عما يقال: كيف هي كالخرزات؟ فقال: يتْبع.. الخ، وقد خفي على بعضٍ معنى هذا الحديث، فزعم أن الصحيح: "فإن قُطع" على أن "إن" الشرطيةُ، إلا أنه وقع التحريف من النساخ، فوصل النون بالقاف، وهذا اختراع عجيب من غير دل. والله تعالى أعلم.
قلنا: مقتضى تصويبه أن تكون الرواية: فيتبع، أو فتبع، لكن شرح السندي على لفظ: "يتبع" وهو تتمة رواية: "فإن يقطع" كما ذكرنا ذلك آنفاً في فروق النسخ.
(1) تصحف في (م) إلى: جرير.
(2) لفظ: "الله" ورد في (س) و (ص) على الهامش، وأمامه (خ) ، وكُتب فوقه في (ظ) : صح
(3) إسناده حسن، حبان بن زيد الشرعبي ذكره ابن حبان في "الثقات" 4/181، وقال أبو داود فيما نقله عنه الحافظ في "التهذيب": شيوخ حريز كلهم ثقات، وقال الذهبي في "الكاشف": شيخ، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.=(11/619)
7042 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَضَى أَنَّ كُلَّ مُسْتَلْحَقٍ يُسْتَلْحَقُ بَعْدَ أَبِيهِ الَّذِي يُدْعَى لَهُ، ادَّعَاهُ وَرَثَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ، فَقَضَى: إِنْ كَانَ مِنْ أَمَةٍ يَمْلِكُهَا يَوْمَ أَصَابَهَا فَقَدْ لَحِقَ بِمَنِ اسْتَلْحَقَهُ، وَلَيْسَ لَهُ فِيمَا قُسِمَ قَبْلَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ شَيْءٌ، وَمَا أَدْرَكَ مِنْ مِيرَاثٍ لَمْ يُقْسَمْ، فَلَهُ نَصِيبُهُ، وَلَا يُلْحَقُ إِذَا كَانَ أَبُوهُ الَّذِي يُدْعَى لَهُ أَنْكَرَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَمَةٍ لَا يَمْلِكُهَا، أَوْ مِنْ حُرَّةٍ عَاهَرَ بِهَا، فَإِنَّهُ لَا يُلْحَقُ وَلَا يَرِثُ، وَإِنْ كَانَ أَبُوهُ الَّذِي يُدْعَى لَهُ هُوَ الَّذِي ادَّعَاهُ، وَهُوَ وَلَدُ زِنًا لِأَهْلِ أُمِّهِ، مَنْ كَانُوا، حُرَّةً، أَوْ أَمَةً " (1)
7043 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْحِجْرِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ، إِيَّاكَ وَالْإِلْحَادَ فِي حَرَمِ اللهِ، فَإِنِّي أَشْهَدُ
__________
= وهو مكرر (6541) .
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7236) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/265 من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وسلفت تتمة تخريجه برقم (6541) .
(1) إسناده حسن، وهو مطول (6699) ، وسلف شرحه هناك.
وأخرجه بطوله أبو داود (2265) ، وابنُ ماجه (2746) ، والدارمي 2/389، 390 من طرق عن محمد بن راشد، بهذا الإسناد.(11/620)
لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُحِلُّهَا وَيَحُلُّ (1) بِهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، لَوْ وُزِنَتْ ذُنُوبُهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَوَزَنَتْهَا " (2) ، قَالَ: فَانْظُرْ أَنْ لَا تَكُونَ هُوَ يَا ابْنَ عَمْرٍو، فَإِنَّكَ قَدْ قَرَأْتَ الْكُتُبَ، وَصَحِبْتَ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ هَذَا وَجْهِي إِلَى الشَّأْمِ مُجَاهِدًا (3)
7044 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ يَعْنِي الْأَشْيَبَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] ، قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يُبَشَّرُهَا الْمُؤْمِنُ، هِيَ جُزْءٌ مِنْ تِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، فَمَنْ (4) رَأَى ذَلِكَ فَلْيُخْبِرْ بِهَا، وَمَنْ رَأَى سِوَى ذَلِكَ، فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزِنَهُ، فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَسْكُتْ، وَلَا يُخْبِرْ بِهَا أَحَدًا " (5)
__________
(1) في (ق) : بها. وفي (ظ) : يُحلها وتحل به.
(2) في هامش (ظ) : لوازنتها.
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (6847) ، ونقلنا هناك عن ابن كثير أن رفعه قد يكون غلطاً. وانظر لزاما (461) .
هاشم: هو ابن القاسم.
(4) في هامش (ظ) : ومن. خ.
(5) صحيح لغيره، ابن لهيعة -وإن كان في حفظه شيء- متابع، وباقى رجاله ثقات رجال الصحيح، غير دراج -وهو ابن سمعان أبو السمح-، وهو صدوق، روى له أصحاب السنن. حسن الأشيب: هو ابن موسى، وعبد الرحمن بن جُبير: هو=(11/621)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المصري المؤذن العامري.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4764) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج، بهذا الإسناد.
وأخرجه -مختصراً- الطبري في "تفسيره" [يونس: 64] من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن أبي الشيخ، عن عبد الرحمن بن جبير، به.
ونقله ابنُ كثير في "تفسيره" عن هذا الموضع، وقال: لم يخرجوه. يعني أصحاب الكتب الستة.
وأورده الهيثمي مختصراً في "المجمع" 7/36، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف.
ثم أورده بتمامه 7/175، وقال: رواه أحمد من طريق ابن لهيعة، عن دراج، وحديثهما حسن، وفيهما ضعف، وبقية رجاله ثقات.
وله شاهد من حديث ابن عمر سلف برقم (6215) ، وإسناده صحيح، وفيه: "جزء من سبعين جزءاً من النبوة".
وفي باب الرؤيا الصالحة وأنها جزء من النبوة: عن ابن عباس سلف برقم (2894) .
وعن ابن عمرعند مسلم (2265) ، سيرد 2/18 و50 و119.
وعن أبي هريرة عند البخاري (6988) ، ومسلم (2263) ، سيرد (7183)
و (7642) و (7643) و (8161) و (8506) و (10430) .
وعن أنس عند البخاري (6983) ، ومسلم (2264) ، وسيرد 13/26 و185 و267 و269.
وعن جابر عند مسلم (2262) ، سيرد 3/342 و350.
وعن أبي رزين العُقيلي، سيرد 4/10 و11 و12 و13.
وعن عبادة بن الصامت عند البخاري (6987) ، ومسلم (2264) ، سيرد 5/316 و319.=(11/622)
7045 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَةٍ، فَقَدْ أَشْرَكَ "، قَالُوا (1) : يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ: اللهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، وَلَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ " (2)
__________
= وعن عوف بن مالك عند ابن أبي شيبة 11/75، وابن حبان (6042) .
ووقع في أكثر الأحاديث أن الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وقد سرد الحافظ ابنُ حجر في "الفتح" 12/362، 363 الروايات الأخرى، ثم قال: فحصلنا من هذه الروايات على عشرة أوجه، ذكرها، ثم قال: أصحها مطلقاً الأول (يعني جزء من ستة وأربعين جزءاً) ويليه السبعين، ثم سرد الحافظ ما قيل في تفسير ذلك في "الفتح" 12/363-368، فانظره.
وفي الباب فيمن رأى ما يحب أو غيره: عن أبي قتادة الأنصاري عند البخاري (6986) ، ومسلم (2261) ، سيرد
5/296 و303 و305.
وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (6985) ، سيرد (11054) .
وفي الباب في تفسير قوله تعالى: (لهم البشرى في الحياة الدنيا) عن أبي الدرداء، سيرد 6/445 و447.
قوله: "يُبشرُها المؤمن"، أي: يُبشر بها.
(1) في (ظ) : فقالوا. وعلى الهامش: قالوا. خ.
(2) حديث حسن، ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وإن كان ضعيفا قد رواه عنه عبد الله بن وهب، وهو صحيح السماع منه. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وابن هبيرة: هو عبد الله المصري السبئي، وأبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد=(11/623)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المعافري.
وهو عند ابن وهب في "الجامع" 1/110، ومن طريقه أخرجه ابنُ السني في "عمل اليوم والليلة" (293) .
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/105، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
وله شاهد مختصر من حديث فضالة بن عبيد أخرجه ابن وهب في "جامعه" 1/110، عن ابن لهيعة، عن عياش بن عباس (وهو القتباني) ، عن أبي الحصين (هو الهيثم بن شفي) ، عن فضالة بن عبيد الأنصاري أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من ردته الطيرة فقد قارف الشرك"، وإسناده حسن.
وآخر من حديث رويفع بن ثابت عند ابن وهب 2/181، والبزار (3046) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 5/105، وقال: رواه البزار، وفيه سعيد بن أسد بن موسى، روى عنه أبو زرعة الرازي، ولم يضعفه أحد-قلنا: تابعه ابن وهب وشيخ البزار إبراهيم غير منسوب، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: وفي إسناده أيضاً شيبان بن أمية، وهو مجهول. والحديث أورده ابنُ أبي حاتم في "العلل" 2/282، وقال: قال أبي: هذا حديث منكر (وقد وقع فيه تصحيفات في إسناده) .
وثالث من حديث بُريدة بن الحصيب عند البزار (3048) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 5/105، وقال: رواه البزار، وفيه الحسن بن أبي جعفر، وهو متروك، وقد قيل فيه: صدوق منكر الحديث.
والطيرة: قال ابنُ الأثير: بكسر الطاء وفتح الياء، وقد تسكن: هي التشاؤم بالشيء، وهو مصدر تطير، يقال: تطير طيرةً، وتخير خيرةً، ولم يجىء من المصادر هكذا غيرهما. قال السندي: وفي "الصحاح": الطيرة، كالعنبة، هو ما يُتشاؤمُ به من الفأل الرديء، اسم من التطير، ومثلُه في "القاموس" قوله: "ولا طيْر إلا طيرك": قال السندي: في "الصحاح": الطير جمع طائر،=(11/624)
7046 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ خَبَرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّهُ لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نُودِيَ أَنِ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، " فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ " فَقَالَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ: " مَا سَجَدْتُ سُجُودًا قَطُّ أَطْوَلَ مِنْهُ، وَلَا رَكَعْتُ رُكُوعًا قَطُّ كَانَ أَطْوَلَ مِنْهُ " (1)
__________
= كصحْب جمع صاحب، والطير أيضاً: الاسم من التطير، ومنه قولهم: لا طير إلا طير الله، كما يقال: لا أمر إلا أمر الله، قال ابن السكيت: يقال: طائرُ الله لا طائرُك، ولا تقل: طيْرُ الله. انتهى. قلت: فالظاهر أن الطير في الحديث على وزن الخير، فالحديث يرد على ابن السكيت. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح، هشام بن سعيد -وهو الطالقاني البزاز نزيل بغداد-، وثقه أحمد وابن سعد، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود والنسائي، ثم هو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه البخاري (1045) ، ومسلم (910) ، والنسائي 3/136 من طرق عن معاوية بن سلام، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ خزيمة (1376) من طريق الحجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرجه النسائي 3/137 من طريق محمد بن حمْير، عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي طعمة، عن ابن عمرو، وهذا إسناد خالف فيه ابن حمْير، فذكر أبا طعمة بدل أبي سلمة، وأبو طعمة هذا قيل: إنه هلال مولى عمر بن عبد العزيز، وقد روى عنه جمع، ووثقه محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وقيل=(11/625)
7047 - (1)
7048 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ لَتَلْتَقِيَانِ عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَمَا رَأَى وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ " (2)
7049 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ
__________
= غيره، فهو مجهول، لكنه متابع بأبي سلمة.
والحديث سلف برقم (6631) ، من طريق شيبان النحوي، عن يحيي بن أبي كثير، به، وسلف مطولاً برقم (6483) .
قوله: "أن الصلاة جامعة": أن: بفتح الهمزة وتخفيف النون، على أنها حرف تفسيرٍ لما في النداء من معنى القول. والصلاة: بالنصب، أي: ائتوا الصلاة، أو بالرفع على الابتداء.
قوله: "ركعتين"، أي: ركوعين.
"في سجدة"، أي: في ركعة. قال ذلك السندي.
(1) قد كُرر في (م) هنا الحديث السابق بسنده ومتنه، وكُتب في الهامش ما نضه: هكذا وجد هذا الحديث في بعض النسخ مكرراً فأثبتناه تبعاً لذلك. قلنا: وقد حذفناه لأنه لم يرد في جميع النسخ الخطية، وإنما أثبتنا له رقماً للإشارة إلى تكراره في (م) .
(2) حديث حسن، وهو مكرر (6636) . يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني.(11/626)
يُغَرْبَلُونَ فِيهِ غَرْبَلَةً، يَبْقَى مِنْهُمْ حُثَالَةٌ، قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ، وَأَمَانَاتُهُمْ، وَاخْتَلَفُوا فَكَانُوا هَكَذَا " وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: " تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ، وَتَدَعُونَ مَا تُنْكِرُونَ، وَتُقْبِلُونَ عَلَى أَمْرِ خَاصَّتِكُمْ، وَتَدَعُونَ أَمْرَ عَامَّتِكُمْ " (1)
7050 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ سَعِيدٍ التُّجِيبِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا قَبِيلٍ الْمِصْرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ " (2)
7051 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ " (3)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن. حسين بن محمد: هو المروذي، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وسلف برقم (6508) -وذكرنا هناك شواهده والخلاف في صحابيه-، وبرقم (6987) ، وسيأتي برقم (7063) .
(2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (6646) . بقية: هو ابن الوليد.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال مسلم غير المفضل -وهو ابن فضالة- فمن رجال الشيخين. يحيى بن غيلان: هو الخزاعي البغدادي، وعياش بن عباس: هو القتباني.=(11/627)
7052 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ الْأَكْبَرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْمُسْلِمَ الْمُسَدِّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّوَّامِ الْقَوَّامِ بِآيَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لِكَرَمِ ضَرِيبَتِهِ، وَحُسْنِ خُلُقِهِ " (1)
7053 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ، وَيَسْلُبُهَا حِلْيَتَهَا، وَيُجَرِّدُهَا مِنْ كِسْوَتِهَا، وَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أُصَيْلِعَ أُفَيْدِعَ، يَضْرِبُ
__________
= وأخرجه أبو عوانة 5/53 من طريق يحيى بن غيلان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1886) (119) ، والحاكم 2/119، من طريق المُفضّل بن فضالة، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. قلنا: بل خرجه مسلم كما هو ظاهر.
وأخرجه مسلم أيضاً (1886) (120) ، وأبو عوانة 5/52، والبيهقي في "السنن" 9/25 من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عياش بن عباس، به.
وفي الباب عن أبي قتادة عند مسلم (1885) (117) ، سيرد 5/297 و304 و308.
(1) حسن، وهو مكرر (6648) و (6649) . علي بن إسحاق: هو المروزي، وعبد الله: هو ابنُ المبارك.
قال السندي: قوله: لكرم ضريبته: أي: سجيته وطبيعته.(11/628)
عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ وَمِعْوَلِهِ " (1)
__________
(1) بعضه مرفوع صحيح، وبعضه يروى مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أصح، وهذا إسناد ضعيف. محمد بن إسحاق: مدلس، وقد عنعن، لكنه توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن سلمة: هو الباهلي الحراني، وابنُ أبي نجيح: هو عبد الله.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (743) من طريق محمد بن مهران الرازي، عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الفاكهي أيضاً (744) عن محمد بن أبي عمر (وهو العدني) ، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، به، نحوه مرفوعاً. وزاد فيه: قال مجاهد: فلما هدم ابنُ الزبير الكعبة، جئتُ أنظر إليه، هل أرى الصفة التي قال عبد الله بن عمرو، فلم أرها.
وأخرجه بنحوه أبو داود (4309) عن القاسم بن أحمد البغدادي، والحاكم 4/453 من طريق أحمد بن حبان بن ملاعب، كلاهما عن أبي عامر (يعني العقدي) ، عن زهير بن محمد (هو التميمي العنبري) ، عن موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "اتركوا الحبشة ما تركوكم، فإنه لا يستخرج كنْز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة" وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
قلنا: وبهذا الإسناد والمتن سيورده أحمد 5/371 من حديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/298، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه ابنُ إسحاق، وهو ثقة، لكنه مدلس.
ونصفه الثاني، وهو قوله: "لكأني أنظر إليه أصيلع ... ": أخرجه عبد الرزاق (9180) ، وابن أبي شيبة 15/47 كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عمرو، موقوفاً، وهذا أصح من رواية منْ رفعه، وهو ابنُ أبي عمر العدني عند الفاكهي كما مر.=(11/629)
7054 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ قَيْصَرَ التُّجِيبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (9179) عن ابن جريج، قال: سمعت سليمان الأحول يحدث عن مجاهد وغيره، عن عبد الله بن عمرو موقوفاً أيضاً.
وله شاهد موقوف أيضاً من حديث علي عند عبد الرزاق (9178) ، وابن أبي شيبة 15/48.
لكن له شاهد بمعناه مرفوع من حديث ابن عباس عند البخاري (1595) سلف برقم (2010) ، ولفظه: "كأني به أسود أفحج، يقلعها حجراً حجرا".
وقوله: "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة": له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (1591) و (1596) ، ومسلم (2909) ، سيرد (8094) و (9405) .
قال السندي: قوله: "يُخرب": من التخريب، وهذا عند قرب الساعة، حيث لا يبقى قائل: الله الله. وقيل: يخرب في زمان عيسى. قال القرطبي: بعد رفع القرآن من الصدور، والمصحف بعد موت عيسى، وهو الصحيح، ولا يعارضه: (حرماً آمناً) [القصص:28] إذ معناه: أمنُهُ إلى قرب القيامة.
ذو السويقتين: هو تصغير الساق، وصُغر لأن الغالب على سوق الحبشة الدقة.
حليتها: بكسر الحاء، ونصبه، على أنه مفعول ثان للسلب، وقيل: بدل من الأول بدل اشتمال.
أصيلع: تصغير أصلع: وهو من انحسر شعر رأسه، وهو منصوب على الحال.
أفيدع: مصغر أفدع، من الفدع، بفتحتين، وهو اعوجاج بين القدم وبين عظم الساق، وكذا في اليد، وهو أن تزول المفاصل عن أماكنها.
بمسْحاته: ضبط بكسر الميم، وهي آلةٌ رأسُها من حديد، وميمه زائدة، من السحْو، وهو الكشفُ والإزالة.
ومعْوله، ضبط بكسر الميم: هو الفأس العظيمة التي يُنْقرُ بها الصخر.(11/630)
فَجَاءَ شَابٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُقَبِّلُ وَأَنَا صَائِمٌ؟ فَقَالَ: " لَا "، فَجَاءَ شَيْخٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُقَبِّلُ وَأَنَا صَائِمٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، فَنَظَرَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ عَلِمْتُ نَظَرَ بَعْضِكُمْ إِلَى بَعْضٍ إِنَّ الشَّيْخَ يَمْلِكُ نَفْسَهُ " (1)
7055 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ مَظْلُومًا فَهُوَ شَهِيدٌ " (2)
7056 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ أَوْسَعُ (3) مِنْهُ فِي الْجَنَّةِ " (4)
__________
(1) إسناده ضعيف، هو مكرر (6739) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووُهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة كيسان السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد البصري.
وأخرجه عبد الرزاق (18566) عن معمر، عن أيوب، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (6522) ، وذكرنا هناك شواهده.
(3) في (ظ) : بنى له بيتاً أوسع.
(4) صحيح دون لفظ: "أوسع"، وهذا إسناد ضعيف. الحجاج -وهو ابن أرطاة- كثير الخطأ والتدليس.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/7، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن=(11/631)
7057 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَائِهِ، أَوْ فَضْلَ كَلَئِهِ، مَنْعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فَضْلَهُ " (1)
7058 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَحَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَيْسٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَحْسِبُهُ عَنِ
__________
= أرطاة، وهو متكلم فيه.
وفي الباب عن عثمان عند البخاري (450) ، ومسلم (533) (24) و (25) ، سلف برقم (434) ، بلفظ: "بنى الله له مثله في الجنة".
وعن عمر بن الخطاب سلف برقم (126) و (376) .
وعن ابن عباس سلف برقم (2157) .
وعن واثلة بن الأسقع، سيرد 3/490 بلفظ: "أوسع"، وفي إسناده بشر بن حيان مجهول.
وعن عمرو بن عبسة، سيرد 4/386.
وعن أسماء بنت يزيد، سيرد 6/461، بلفظ: "أوسع"، وفي إسناده محمود بن عمرو، قال الذهبي: فيه جهالة.
وعن أبي ذر عند ابن حبان (1610) .
وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7889) ، بلفظ: "أوسع"، وفي إسناده علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف.
وانظر "فتح الباري" 1/546.
(1) حسن لغيره، وهو مكرر (6673) . عفان: هو ابن مسلم.(11/632)
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَجُوزُ لِلْمَرْأَةِ أَمْرٌ فِي مَالِهَا إِذَا مَلَكَ زَوْجُهَا عِصْمَتَهَا " (1)
7059 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِمُحَمَّدٍ وَحْدَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ حَجَبْتَهَا عَنْ نَاسٍ كَثِيرٍ " (2)
7060 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الصَّلَاةَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسَبَّحَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَائِلُهَا؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلَائِكَةَ تَلَقَّى بِهَا بَعْضُهَا بَعْضًا " (3)
__________
(1) هذا الحديث له إسنادان: أحدهما متصل، وهو إسناد حسن، والآخر مرسل.
أما الإسناد المتصل، فقد أخرجه الطيالسي (2267) -ومن طريقه البيهقي 6/60-، وأبو داود (3546) ، والنسائي 6/278، من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم 2/47، ووافقه الذهبي.
وهو قطعة من حديث خطبة الفتح ورد بنحوه مطولا برقم (6681) .
وانظر (6727) و (6728) .
وأما الإسناد المرسل، فرواه حماد بن سلمة، عن قيس -هو ابن سعد المكي، وهو ثقة من رجال مسلم-، عن مجاهد مرفوعاً مع الشك في رفعه عن مجاهد.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6590) سنداً ومتناً.
(3) إسناده حسن، وهو مكرر (6632) . عفان: هو ابن مسلم.(11/633)
7061 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: " أَنَّ الْيَهُودَ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: السَّامُ عَلَيْكَ، وَقَالُوا (1) فِي أَنْفُسِهِمْ: {لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِمَا نَقُولُ} [المجادلة: 8] ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ} - فَقَرَأَ إِلَى قَوْلِهِ - {فَبِئْسَ (2) الْمَصِيرُ} [المجادلة: 8] " (3)
7062 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ - وَكَانَ شَاعِرًا - قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: " أَحَيٌّ وَالِدَاكَ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ " (4)
7063 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ أَنْ يُغَرْبَلَ النَّاسُ غَرْبَلَةً، وَتَبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ، قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ،
__________
(1) في (ص) و (ق) وطبعة شاكر: قالوا. دون واو قبلها.
(2) وقع في (س) و (ص) و (ق) و (م) وطبعة شاكر: وبئس. والتلاوة: فبئس.
(3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، حماد -وهو ابن سلمة- صحح الجمهور روايته عن عطاء، كما ذكر العراقي في "التقييد والإيضاح" ص 392.
وسلف الحديث برقم (6589) وذكرنا هناك شواهده.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (6858) سنداً ومتناً.(11/634)
وَأَمَانَاتُهُمْ، وَكَانُوا هَكَذَا "، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالُوا: فَكَيْفَ نَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ؟ قَالَ: " تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ، وَتَذَرُونَ مَا تُنْكِرُونَ، وَتُقْبِلُونَ عَلَى خَاصَّتِكُمْ، وَتَدَعُونَ عَامَّتَكُمْ " (1)
حَدَّثَنَاهُ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَتَبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ، وَتَدَعُونَ (2) أَمْرَ عَامَّتِكُمْ "
7064 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْبَرْحِيِّ، (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمارة بن عمرو بن حزم، فمن رجال أبي داود وابن ماجه، وهو ثقة يعقوب بن عبد الرحمن: هو الإسكندراني، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه الحاكم 4/435 من طريق سعيد بن منصور، بهذا الإسناد، وصححه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الحاكم أيضاً 2/159 من طريق عبد الله بن وهب، عن يعقوب بن عبد الرحمن، به، وصححه، ووافقه الذهبي، لكن سقط من إسناد المطبوع منه اسم أبي حازم.
وأخرج أبو داود (4342) ، وابن ماجه (3957) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه أبي حازم، به. قال أبو داود: هكذا روي عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غير وجه.
وسلف برقم (6508) -وذكرنا هناك شواهده والخلاف في صحابيه-، وبرقم (6987) و (7049) .
(2) في (ظ) : قال: وتدعون، وقوله: حدثناه قتيبة بن سعيد بإسناده، يعني أن قتيبة حدثهم هذا الحديث عن يعقوب بن عبد الرحمن بالإسناد الذي قبله.
(3) بفتح الباء والراء، وقبل الياء حاء مهملة، وتصحف في (س) و (م) إلى:=(11/635)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَخْرَجَ صَدَقَةً، فَلَمْ يَجِدْ إِلَّا بَرْبَرِيًّا، فَلْيَرُدَّهَا " (1)
7065 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
__________
= البُرْجي، وشكل في (ظ) : البُرْحي، وهو خطأ أيضاً.
(1) إسناده ضعيف. ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيىء الحفظ، والقاسم بن عبد الله المعافري: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/160، وابن حبان في "الثقات" 7/333، وذكر أنه يروي عن سعيد بن المسيب، ويروي عنه يحيى بن أيوب، ولم يترجمه الحسيني في "الإكمال" مع أنه من شرطه، وترجمه الحافظ في "التعجيل" ص 338، 339، وقال: وأظنه حيي بن عبد الله. والذي حمله على ظنه هذا أنه لم يجد في ترجمته عند البخاري وابن حبان أنه يروي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، وأنه روى عنه ابن لهيعة، وقد ترجمه ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/112، فقال: القاسم بن عبد الله المعافري، روى عن سعيد بن المسيب وأبي عبد الرحمن الحُبُلي، روى عنه يحيى بن أيوب وعبد الله بن لهيعة، سمعت أبي يقول ذلك، وعلى هذا فهو مستور الحال. والقاسم بن البرحي: هو -كما سماه السمعاني- القاسم بن عبد الله بن ثعلبة التجيبي، ثم البرحي، روى عنه جمع، سلف الكلام
عليه في الحديث رقم (6755) . وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/234 و10/72، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات!
وأورده المتقي في "كنز العمال" (16554) ، وزاد نسبته للنسائي، ولم نجده، ثم نقل عن ابن الجوزي قوله: كان البربر إذ ذاك كفاراً.
قلنا: طالما ثبت ضعف الإسناد فلا يُتكلف لتأويله، وأما البربرُ فقد افتتح المسلمون بلادهم بقيادة البطل المظفر عقبة بن نافع القرشي رحمه الله في القرن الأول الهجري، وهدى الله أكثرهم للإسلام، ثم كانوا فيما بعد مادة الجيش الإسلامي في فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد البربري.(11/636)
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: " مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟ " قَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ (1) ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ " (2)
7066 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُوضَعُ الْمَوَازِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ، فَيُوضَعُ فِي كِفَّةٍ، فَيُوضَعُ مَا أُحْصِيَ عَلَيْهِ، فَتَمَايَلَ بِهِ الْمِيزَانُ "، قَالَ: " فَيُبْعَثُ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَإِذَا أُدْبِرَ بِهِ إِذَا صَائِحٌ يَصِيحُ مِنْ عِنْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: لَا تَعْجَلُوا، لَا تَعْجَلُوا، فَإِنَّهُ قَدْ بَقِيَ لَهُ، فَيُؤْتَى بِبِطَاقَةٍ فِيهَا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،، فَتُوضَعُ مَعَ الرَّجُلِ فِي كِفَّةٍ، حَتَّى يَمِيلَ بِهِ الْمِيزَانُ " (3)
__________
(1) في (ظ) : إسراف.
(2) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وحيي بن عبد الله المعافري، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأخرجه ابن ماجه (425) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "الزوائد": إسناده ضعيف لضعف حيي بن عبد الله وابن لهيعة.
والسرف، بفتحتين: التجاوز في الحد في الماء. قاله السندي.
(3) سلف برقم (6994) بإسناد قوي، وهذا إسناد حسن على خطأ في اسم أحد رواته، ورواية قتيبة عن ابن لهيعة كرواية أحد العبادلة كما في "السير" 8/17، وعمرو بن يحيى، كذا وقع في الأصول عندنا، وصوابه: عامر بن يحيى، وأشير إلى=(11/637)
7067 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ وَاهِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ لَكَأَنَّ فِي إِحْدَى إِصْبَعَيَّ سَمْنًا، وَفِي الْأُخْرَى عَسَلًا، فَأَنَا أَلْعَقُهُمَا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " تَقْرَأُ الْكِتَابَيْنِ: التَّوْرَاةَ وَالْفُرْقَانَ "، فَكَانَ يَقْرَؤُهُمَا (1)
__________
= الصواب في هامش النسخ الخطية، وهو من رجال مسلم، ولا ندري ممن وقع الخطأ في تسميته، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. قتيبة: هو ابن سعيد، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأخرجه الترمذي عقب الحديث (2639) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
لكن لم يذكر متنه، وإنما قال: بنحوه، اي: بنحو المتن الذي قبله.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/82، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال الهيثمي أيضاً: رواه الترمذي باختصار. قلنا: الترمذي ثم يذكر متنه كما ذكرنا آنفاً، إنما رواه مطولاً من طريق آخر، هو السالف برقم (6694) .
(1) إسناده حسن، أحاديث قتيبة عن ابن لهيعة حسان، وباقي رجاله ثقات.
واهب بن عبد الله: هو المعافري الكعبي.
واخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/286، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/135 من طريق الإمام أحمد، عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (672) من طريق النضر بن عبد الجبار المرادي، عن ابن لهيعة، عن أبي وهب الجيشاني وحيي بن عبد الله المعافري، عن عبد الله بن عمرو، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/184، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف.(11/638)
7068 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ غَزْوَةِ تَبُوكَ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي، فَاجْتَمَعَ وَرَاءَهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَحْرُسُونَهُ، حَتَّى إِذَا صَلَّى وَانْصَرَفَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: " لَقَدْ أُعْطِيتُ اللَّيْلَةَ خَمْسًا، مَا أُعْطِيَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: أَمَّا أَنَا فَأُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ عَامَّةً، وَكَانَ مَنْ قَبْلِي إِنَّمَا يُرْسَلُ إِلَى قَوْمِهِ، وَنُصِرْتُ عَلَى الْعَدُوِّ بِالرُّعْبِ، وَلَوْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ مَسِيرَةُ شَهْرٍ لَمُلِئَ مِنْهُ رُعْبًا، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ آكُلُهَا، وَكَانَ مَنْ قَبْلِي يُعَظِّمُونَ أَكْلَهَا، كَانُوا يُحْرِقُونَهَا، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسَاجِدَ وَطَهُورًا، أَيْنَمَا أَدْرَكَتْنِي الصَّلَاةُ تَمَسَّحْتُ وَصَلَّيْتُ، وَكَانَ مَنْ قَبْلِي يُعَظِّمُونَ ذَلِكَ، إِنَّمَا كَانُوا يُصَلُّونَ فِي كَنَائِسِهِمْ وَبِيَعِهِمْ، وَالْخَامِسَةُ هِيَ مَا هِيَ، قِيلَ لِي: سَلْ فَإِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ سَأَلَ، فَأَخَّرْتُ مَسْأَلَتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ لَكُمْ وَلِمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " (1)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.
وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/432، 433، وقال: رواه أحمد بإسناد صحيح.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/367، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
ونقله ابن كثير في "تفسيره" [الأعراف: 158] عن هذا الموضع، وقال: إسناده جيد قوي، ولم يخرجوه.=(11/639)
7069 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَدَخَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ " (1)
__________
= وفي الباب عن جابر عند البخاري (335) و (438) و (3122) ، ومسلم (521) ، سيرد 3/304.
وعن ابن عباس سلف برقم (2256) و (2742) .
وعن أبي هريرة عند مسلم (523) (5) ، سيرد (9337) .
وعن أبي موسى الأشعري، سيرد 4/416.
وعن أبي ذر، سيرد 5/148 و161 و162.
وعن حذيفة بن اليمان عند مسلم (522) (4) .
وعن عوف بن مالك عند ابن حبان (6399) .
قوله: "وأحلت لي الغنائم آكلها": قال السندي: آكلها: يحتمل أنه بصيغة المتكلم، أو بلفظ المصدر، على أنه بدل من الغنائم.
قوله: "والخامسة هي ما هي": تعظيم لأمرها، مثل الحاقة ما الحاقة.
(1) إسناده ضعيف، لضعف رشدين، وهو ابن سعد. والحجاج بن شداد: هو الصنعاني من صنعاء الشام، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان: لا يعرف حاله، وبقية رجاله ثقات. أبو صالح الغفاري: هو سعيد بن عبد الرحمن.
ولم نجده عند الهيثمي في "المجمع" وهو على شرطه، ونقله عن هذا الموضع من "المسند" ابن كثير في "تاريخه" 8/74.
وله شاهد مطول من حديث أنس عند البزار (1981) ، سيرد في "المسند"=(11/640)
7070 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي رُقَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ، وَلَا حَسَدَ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ " (1)
__________
= 3/166، لكن فيه أنه طلع رجل من الأنصار، وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/78، 79، وقال: رواه أحمد والبزار بنحوه. غير أنه قال -أي: البزار-: فطلع سعد ... ، بدل قوله: فطلع رجل ... ورجال أحمد رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي البزار، إلا أن سياق الحديث لابن لهيعة.
وآخر من حديث ابن عمر عند البزار (1982) و (2582) ، وابن حبان (6991) ، وفي إسناده عبد الله بن قيس الرقاشي. قال العقيلي: حديثه غير محفوظ، ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به. وبقية رجاله رجال الصحيح. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/79.
وبشارةُ سعد بن أبي وقاص بالجنة ثابت في أحاديث أخرى صحيحة، منها ما سلف في حديث سعيد بن زيد برقم (1629) و (1631) ، وفي حديث عبد الرحمن بن عوف برقم (1675) .
(1) صحيح دون قوله: "ولا حسد"، وهذا إسناد ضعيف، لضعف رشدين بن سعد. الحسن بن ثوبان: هو ابن عامر الهوزني المصري، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وهشامُ بن أبي رُقية: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ورُقية: ضبطه الحافظ في"التعجيل" ص 432 بضم الراء وتشديد المثناة التحتية. قتيبة: هو ابن سعيد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/101، وقال: رواه أحمد، وفيه رشدين بن سعد، وهو ضعيف، وقد وثق، ويقية رجاله ثقات.
وقوله: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة": له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5757) ، ومسلم (2220) (102) .=(11/641)
7071 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ تُحِسُّ بِالْوَحْيِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، أَسْمَعُ صَلَاصِلَ، ثُمَّ أَسْكُتُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَمَا مِنْ مَرَّةٍ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِي تَفِيضُ (1) " (2)
__________
= وآخر من حديث ابن عباس سلف برقم (3032) .
وقوله: "العين حق": له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5740) ،
ومسلم (2187) (41) ، سيرد (9454) .
وآخر من حديث ابن عباس عند مسلم (2188) (42) .
قوله: "ولا هامة": قال ابن الأثير: الهامة: اسم طائر، وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها، وهي من طير الليل، وقيل: هى البومة، وقيل: كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدْرك بثأره تصير هامة، فتقول: اسقوني، فإذا أدرك بثأره طارتْ ... فنفاه الإسلام ونهاهم عنه.
قوله: "ولا حسد ولا عدوى": قال السندي: يدل على أن النفي بمعنى النهي، كما في قوله تعالى: (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) ، أي: لا ينبغي اعتقاد العدوى وغيره.
قوله: "العين حق": قال السندي، أي: سبب عادي يجعل الله تعالى لما أراد الله تعالى من الضرر.
(1) في (س) وهامش (ص) : تقبض.
(2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة: سييء الحفظ، وعمرو بن الوليد لم يرو عنه غير يزيد بن أبي حبيب، واختلف في اسمه، وسلف الكلام عليه في الحديث (6478) . وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. قتيبة: هو ابن سعيد.(11/642)
7072 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= وذكره ابنُ كثير في "التاريخ" 3/22، وفيه: أثبتُ بدل أسكتُ.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/256، وقال: رواه أحمد والطبراني، وإسناده حسن!
وقوله: "أسمع صلاصل": له أصل في الصحيح، فأخرج البخاري (2) ، ومسلم (2333) من حديث عائشة أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عني، وقد وعيت ما قال".
قوله: "هل تحس بالوحي؟ " قال السندي: هل تحس؟: من الإحساس، أي: هل تدركه بالحواس الظاهرة، سأله عن ذلك لقول الله تعالى: (نزل به الروح الأمين على قلبك) ، فسأل: هل تدركه الحواس الظاهرة، أم إدراكه مقصور على القلب؟
قوله: "صلاصل": جمع صلصلة، قال الحافظ في "الفتح" 1/20: في رواية مسلم: في مثل صلصلة الجرس. والصلْصلة، في الأصل: صوت وقوع الحديد بعضه على بعض. ثم أطلق على كل صوت له طنين، وقيل: هو صوت متدارك لا يدرك من أول وهلة ... قال الخطابي: يريد أنه صوت متدارك يسمعه ولا يتبينه أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد، وقيل: بل هو صوتُ حفيف أجنحة الملك، والحكمة
في تقدمه أن يقرع سمعه الوحي، فلا يبقى معه مكان لغيره، ولما كان الجرسُ لا تحصل صلصلته إلا متداركة وقع التشبيهُ به دون غيره من الآلات.
قال السندي: ظاهر هذا اللفظ أن هذا الصوت كان من مقدمات الوحي، وكان الوحي بعده، إلا أنه كان من أقسامه. والله تعالى أعلم.
قوله: "إلا ظننت": يعني من شدة الوحي وثقله. قال تعالى: (إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً) ، والله تعالى أعلم.(11/643)
وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: " يَأْتِي اللهَ قَوْمٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نُورُهُمْ كَنُورِ الشَّمْسِ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَحْنُ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكُمْ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّهُمُ الْفُقَرَاءُ وَالْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ "
وَقَالَ: " طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ، طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ، طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ "، فَقِيلَ: مَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَاسٌ صَالِحُونَ فِي نَاسِ سَوْءٍ كَثِيرٍ، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ " (1)
7073 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ (2) عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا " (3)
__________
(1) هو بقسميه مكرر (6650) . وانظر (6570) و (6571) .
قوله: "يأتي الله قوم"، أي: يحضرون عنده.
(2) وقع في النسخ: (ق) و (س) و (ص) : عبد الله، فورد كذلك في الطبعة الميمنية، وطبعة الشيخ أحمد شاكر، وهو تحريف كما سيتبين في التخريج، وجاء على الصواب -كما هو مثبت- في نسخة (ظ 15) ، وكُتب فوقه كلمة "صح"، وكذلك هو على الصواب أيضاً في نسخة "أطراف المسند" للحافظ ابن حجر ورقة 166/أ.
(3) إسناده صحيح. عبيد الله بن عامر: وثقه ابنُ معين كما في "تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي" برقم (469) ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. علي بن عبد الله: هو ابن المديني، وسفيان: هو ابن عيينة، وابنُ أبي نجيح: هو عبد الله.
وأخرجه الحميدي (586) ، وابن أبي شيبة 8/527، والبخاري في "الأدب=(11/644)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المفرد" (354) ، وأبو داود (4943) ، والبيهقي في "الشعب" (10976) و (10977) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. إلا أن أبا داود لم يسم عبيد الله بن عامر، بل قال في روايته: عن ابن عامر، وقد نقل المزي في "التهذيب" عن أبي بكر بن داسة وغيره، عن أبي داود أنه قال: هو عبد الرحمن بن عامر، ثم قال المزي بعد أن نقل من "تاريخ" البخاري 5/392 عن ابن عيينة أن بني عامر إخوة ثلاثة، هم: عبيد الله، وعبد الرحمن، وعروة، وأن ابن أبي نجيح روى عن عبيد الله، وأن عمرو (يعني ابن دينار) روى عن عروة، وأن سفيان بن عيينة أدرك عبد الرحمن، قال
المزي: فالظاهر أن أبا داود وهم في قوله: هو عبد الرحمن بن عامر، وأن الصواب قولُ البخاري، ومن تابعه أنه عبيد الله بن عامر. وقد بين أن الصحيح عبيد الله بن عامر، ابنُ أبي حاتم في "العلل" 2/240، لكن تحرف فيه إلى عبد الله، وهذا التحريف واضح من السياق، وهو على الصواب في "الجرح والتعديل" له 5/330.
ونقل المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 7/247 عن ابن عساكر قوله: أظنه عبيد [الله] بن عامر.
وقد وقع للحاكم وهم أيضا، فحرف اسم عبيد الله بن عامر، إلى: عبد الله بن عامر، وظنه اليحْصُبى، من رواة مسلم، فقال: حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتج بعبد الله بن عامر اليحصبي، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وقد نبه على ذلك البيهقي في "الشعب" بإثر الحديث (10977) ، فقال: وزعم -أي الحاكم- أنه عبد الله بن عامر اليحصبي، وغلط فيه، إنما هو عن عبيد الله بن عامر المكي، وكانوا ثلاثة إخوة.
وقد تابع الحاكم في وهمه الشيخُ أحمد شاكر، فظن أن الصواب هو عبد الله بن عامر، وأيد مقالته بما ورد في النسخ التي عنده من "المسند"، وهي مُحرفة.
وتحرف في أحد إسنادي "الأدب المفرد" (354) ابن أبي نجيح، إلى: ابن جريج. وهو على الصواب فيما نقله عنه المزي في "تهذيب الكمال"، ترجمة عبد الرحمن بن عامر. وقد سلف برقم (6733) .(11/645)
* 7074 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ هُوَ ابْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ " قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّةٍ، إِذْ أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الْأَرْضَ فَأَخَذَتْهُ، فَهُوَ (1) يَتَجَلْجَلُ فِيهَا، أَوْ (2) يَتَجَرْجَرُ فِيهَا، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
(1) في (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: هو.
(2) في (م) : و.
(3) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن فضيل -وهو محمد- سمع من عطاء بعد الاختلاط. السائب -والد عطاء-: هو ابن مالك، وقيل: ابن زيد.
وأخرجه هناد في "الزهد" (842) ، ومن طريقه الترمذي (2491) عن أبي الأحوص، عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (5791) سلف برقم (5340) .
وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (5789) ، ومسلم (2088) (49) و (50) ، سيرد (7630) و (8177) و (10869) .
وثالث من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد (11356) ، وفي إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف.
ورابع من حديث جابر عند البزار (2955) ، ذكر المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/568، والهيثمي في "المجمع" 5/126 أن رجاله رجال الصحيح.
يتبختر، أي: يمشي مشية المتكبر المعجب بنفسه.
يتجلجل: قال ابن الأثير: أي يغوص في الأرض حين يخسف به. والجلجلة حركة مع صوت.
أو يتجرجر فيها: قال السندي: أي يتسفل فيها تسفل الماء في الحلق إذا جرعه جرعاً متداركاً. والله تعالى أعلم.(11/646)
7075 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أَنْزِعُ فِي حَوْضِي، حَتَّى إِذَا مَلَأْتُهُ لِأَهْلِي، وَرَدَ عَلَيَّ الْبَعِيرُ لِغَيْرِي فَسَقَيْتُهُ، فَهَلْ لِي فِي ذَلِكَ مِنْ أَجْرٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى (1) أَجْرٌ " (2)
7076 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الْخَطَّابِيَّ، حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) في (م) : حراء. وهوخطأ.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن. أسامة: هو ابن زيد الليثي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/131، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (2363) و (6009) ، ومسلم (1244) (153) ، سيرد (8874) و (10699) .
وآخر من حديث سراقة بن مالك بن جعشم، سيرد 4/175.
وثالث من حديث المُخول البهزي السلمي عند ابن حبان (5882) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (763) ، وفي إسناده محمد بن سليمان بن مسمول، وهو ضعيف.
قوله: "كبد حرى": قال ابنُ الأثير: الحرى [بتشديد الراء] فعْلى، من الحر، وهي تأنيث حران، وهما للمبالغة، يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش، والمعنى: أن في سقي كل ذي كبد حرى أجراً. وقيل: أراد بالكبد الحرى حياة صاحبها، لأنه إنما تكون كبده حرى إذا كان فيها حياة. يعني: في سقي كل ذي روح من الحيوان.(11/647)
عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ لِي (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ، فَلْيَتَوَضَّأْ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مَسَّتْ فَرْجَهَا فَلْتَتَوَضَّأْ " (2)
__________
(1) "لي": ليست في (م) .
(2) إسناده حسن، بقية -وهو ابن الوليد- صرح بالتحديث كما سيأتي، عبد الجبار بن حمد: ذكره الحسيني في "الإكمال" ص 254، والحافظ في "التعجيل" 243، 244، فقالا: عبد الجبار بن محمد بن عبد الحميد (في "الإكمال ": عبد الرحمن، وهو خطأ) الخطابي العدوي، يروي عن ابن عيينة، وبقية،
وعبيد الله بن عمرو الرقي، وعنه أحمد وغيره، مات سنة 238، ثم قال الحافظ ابن حجر: وعبد الجبار هذا يعرف بالخطابي، لأن عبد الحميد جده هو أبو عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، ذكره ابن حبان في "الثقات" [8/418] في الطبقة الرابعة، وروى عنه أيضاً يحيى بن يعقوب، والعلاء بن سالم، ومسعر. ذكره ابن أبي حاتم.
قلنا: لم نجده عند ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولا ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (19) ، والدارقطني 1/147، والبيهقي في "السنن" 1/132 من طريق أحمد بن الفرج، والحازمي في "الاعتبار" ص 42 من طريق إسحاق بن راهويه، كلاهما عن بقية، قال: حدثني الزبيدي، بهذا الإسناد.
قال البيهقي: وهكذا رواه عبد الله بن المؤمل، عن عمرو (يعني ابن شعيب) ، ورُوي من وجه آخر عن عمرو.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/132 من طريق إدريس بن سليمان، عن حمزة بن ربيعة، عن يحيى بن راشد، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن عمرو بن شعيب. قال البيهقي: فذكره بإسناده ومعناه. ونقل الحازمي عن الترمذي في "العلل" أن محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حديث عبد الله بن عمرو في هذا الباب في باب مس الذكر هو عندي صحيح
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/245، وقال: رواه أحمد، وفيه بقية بن الوليد،=(11/648)
7077 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ، مَا لَمْ تَحْضُرِ الْعَصْرُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبِ الشَّفَقُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ
__________
= وقد عنعن، وهو مدلس.
وله شاهد من حديث بسرة بنت صفوان بإسناد صحيح عند مالك في "الموطأ" 1/42، والشافعي في "المسند" 1/34، وأبي داود (181) ، والترمذي (82) ، وابن حبان (1112) ، وسيرد 6/406، 407.
وآخر من حديث أبي هريرة، هو عند الشافعي في "الأم" 1/19، وابن حبان (1118) بإسناد حسن، سيرد (8404) و (8405) .
وثالث من حديث زيد بن خالد، سيرد 5/194، وسنده حسن.
ويعارضه حديثُ طلق بن علي، قال: سُئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن مس الذكر، فقال: "ما هو إلا بضعة من جسدك"، وسيرد 4/23 بإسناد قوي.
وقد ذهب بعضُهم إلى أن خبر طلق بن علي خبر منسوخٌ، وذهب بعضهم إلى غير ذلك، والأولى أن يعمل بالحديثين بأن يحمل الأمرُ بالوضوء في حديث عبد الله بن عمرو وبُسْرة على الندب لوجود الصارف عن الوجوب في حديث طلْق كما هو مذهب الحنفية، وجاء في "صحيح ابن خزيمة" 1/22: باب استحباب الوضوء من مس الذكر، وذكر حديث بسرة، ثم أسند عن الإمام مالك قوله: أرى الوضوء من مس الذكر استحباباً ولا أوجبه. ثم أسند عن الإمام أحمد بن حنبل قوله في الوضوء من
مس الذكر: أستحبه ولا أوجبه. وانظر "نصب الراية" 1/54-70، و"الاعتبار" للحازمي ص 39-46، و"البناية في شرح الهداية" 1/235-243.(11/649)
اللَّيْلِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ فَأَمْسِكْ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، أَوْ مَعَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ " (1)
7078 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ الدَّيْلِيِّ (2) ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ، مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ " (3)
7079 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذُكِرَتِ الْأَعْمَالُ، فَقَالَ: " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ فِيهِنَّ أَفْضَلُ مِنْ هَذِهِ الْعَشْرِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: فَأَكْبَرَهُ، قَالَ: " وَلَا الْجِهَادُ، إِلَّا أَنْ يَخْرُجَ رَجُلٌ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ تَكُونَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أيوب: هو يحيي -ويقال: حبيب- بن مالك الأزدي المراغي، وهو مكرر (6966) ، وسلف مختصراً أيضا برقم (6993) .
(2) تحرف في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: الديلمي.
(3) حسن لغيره، وهو مكرر (6630) سنداً ومتناً.(11/650)
مُهْجَةُ نَفْسِهِ فِيهِ " (1)
7080 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ مِثْلَ قِيَامِهِ، ثُمَّ سَجَدَ مِثْلَ رُكُوعِهِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَذَلِكَ، ثُمَّ سَلَّمَ " (2)
7081 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي
__________
(1) صحيح لغيره، وهو مكرر (6560) سنداً ومتناً.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير السائب بن مالك -وهو والد عطاء-، فقد روى له أصحابُ السنن والبخاري في "الأدب"، وهو ثقة، أبو بكر: هو ابن عياش، نقل الخطيب عن أبي عبد الله قوله: إنه ليضطرب عن أبي إسحاق. ووهم الشيخ أحمد شاكر فجعله أبا بكر بن أبي شيبة. أبو إسحاق: هو السبيعي الهمداني عمرو بن عبد الله.
والحديث أشار إليه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/154، فقال: وأما عبد الصمد، فقال: عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن السائب بن مالك، عن ابن عمرو (وقع فيه: ابن عمر) ، وتابعه أبو بكر بن عياش، وقال أبو الصمد: حدثني عطاء، أخبرني أبي، أن عبد اله بن عمرو حدثه في الكسوف.
وقد سلف مطولاً برقم (6483) ، وبرقم (6517) و (6763) و (6868) من طرق عن عطاء بن السائب، عن أبيه، به، نحوه، وبرقم (6631) و (7046) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن عمرو.(11/651)
شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ التَّنُوخِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا أُبَالِي مَا أَتَيْتُ أَوْ مَا رَكِبْتُ، إِذَا أَنَا شَرِبْتُ تِرْيَاقًا، أَوْ تَعَلَّقْتُ تَمِيمَةً، أَوْ قُلْتُ الشِّعْرَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِي " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن رافع التنوخي: قال البخاري: في حديثه مناكير، وقال أبو حاتم: شيخ مغربي حديثه منكر، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: لا يحتج بخبره إذا كان من رواية ابن أنعم، وضعفه الحافظ ابن حجر في "التقريب". وشرحبيل بن شريك -وُيقال: شرحبيل بن عمرو بن شريك، وجاء في بعض الروايات: شرحبيل بن يزيد كما سيأتي في التخريج-: قال أبو حاتم: صالح
الحديث، وقال النسائي: ليس به بأس. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو المقرىء.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/78، وأبو داود (3869) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/355، من طريق عبد الله بن يزيد، شيخ أحمد، بهذا الإسناد، إلا أنهما سميا شرحبيل بن شريك: شرحبيل بن يزيد، وقد ذكر المزي في "تهذيب الكمال" أن الصواب شرحبي، ل بن شريك ثم أخرج الحديث بإسناده إلى عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد على الصواب. وقد عقب على ذلك الحافظ ابن حجر، فقال في "التهذيب" 4/324: أخشى أن يكون شرحبيل بن يزيد تصحيفا من شراحيل بن يزيد لأنه أيضا معافري، ويروي عن عبد الرحمن بن رافع وغيره، ويروي عنه سعيد بن أبي أيوب وغيره، ومن الجائز أن يكون الحديث عندهما جميعاً. فأما شرحبيل بن يزيد، فإن كان محفوظا، فلا يُدرى من هو.
قلنا: وردت رواية شراحيل بن يزيد عند ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" كما سيرد، لكن من رواية ابن لهيعة، عنه، وهو سييء الحفظ.
وقد ذكر المزي وابن حجر أن ابن أبي شيبة سماه شرحبيل بن شريك، لكنه في=(11/652)
7082 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ سَيْفٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ رَأَى فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ، فَقَالَ لَهَا: " يَا فَاطِمَةُ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتِ؟ " قَالَتْ: أَقْبَلْتُ مِنْ وَرَاءِ جَنَازَةِ هَذَا الرَّجُلِ، قَالَ: " فَهَلْ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الْكُدَى؟ " قَالَتْ: لَا، وَكَيْفَ أَبْلُغُهَا وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ مَا سَمِعْتُ؟ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الْكُدَى مَا رَأَيْتِ الْجَنَّةَ، حَتَّى
__________
= مطبوع "المصنف" (وهي طبعة لا يوثق بها) : شرحبيل بن يزيد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/308 عن الطبراني، عن موسى، عن محمد بن المبارك، عن معاوية بن يحيى، عن سعيد بن أبي أيوب، عن شرحبيل بن شريك، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، به، وشيخ الطبراني -وهو موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي-، قال الهيثمي في "المجمع" 5/103 بعد أن ذكر الحديث: رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه موسى بن عيسى بن المنذر، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: فلعل ذكر أبي عبد الرحمن الحبلي هنا وهم من هذا الشيخ المجهول، لأن الطبراني رواه عن شيخ آخر هو هارون بن ملول، عن المقرىء، بإسناد أحمد، فذكر فيه عبد الرحمن بن رافع، فيما نقله المزي في "التهذيب".
وأخرجه ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 255، عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، عن شراحيل بن يزيد، عن حنش بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو، في قصة. وابنُ لهيعة سييء الحفظ، وسماعُ النضر منه غير صحيح.
وسلف الحديث برقم (6565) وهناك شرحه.(11/653)
يَرَاهَا جَدُّ أَبِيكِ " (1)
7083 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ (2) عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ هِلَالٍ الصَّدَفِيَّ، وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يَقُولَانِ: سَمِعْنَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ (3) يَرْكَبُونَ عَلَى سُرُوجٍ، كَأَشْبَاهِ الرِّحَالِ، يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ (4) ، نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، عَلَى (5) رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ، الْعَنُوهُنَّ، فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ، لَوْ كَانَتْ وَرَاءَكُمْ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَخَدَمْنَ نِسَاؤُكُمْ نِسَاءَهُمْ، كَمَا يَخْدِمْنَكُمْ نِسَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ " (6)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (6574) ، وسلف شرحه هناك. حيوة: هو ابن شُريح.
(2) قوله: "عبد الله بن" سقط من (س) و (ص) و (ق) و (م) ، لكنه ثابت في نسخة (ظ) ، وهو الصواب.
(3) في (ظ) : نساء، وفي هامشها: رجال صح. وكتب في هامش (س) و (ص) : في بعض الأصول: نساء بدل رجال.
(4) في (س) و (ص) و (ظ) و (م) : المسجد. وفي الهامش: المساجد.
(5) في (ظ) : وعلى.
(6) إسناده ضعيف، عبد الله بن عياش بن عباس القتباني: قال ابن يونس: منكر الحديث، وضعفه أبو داود والنسائي، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، صدوق، يكتب حديثه، وهو قريب من ابن لهيعة، وقد روى له مسلم حديثا واحدا في المتابعات،=(11/654)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وذكره ابن حبان في "الثقات". وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عيسى بن هلال، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو صدوق، وسلف الكلام عنه في الحديث (6856) ، وهو متابع. أبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1125) ، وابن حبان (5753) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحكم 4/436 من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن عياش، بهذا الإسناد، لكن ليس عنده أبو عبد الرحمن الحبلي. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي بقوله: عبد الله، وإن كان قد احتج به مسلم، فقد ضعفه أبو داود والنسائي، وقال أبو حاتم: هو قريب من ابن لهيعة.
قلنا: عبد الله لم يحتج به مسلم، إنما روى له حديثا واحداً متابعةً، وأبوه عياش روى له مسلم دون البخاري، ثم إن عيسى بن هلال الصدفي لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/137، وقال: رواه أحمد والطبراني في الثلاثة، ورجال أحمد رجال الصحيح! إلا أن الطبراني، قال: "سيكون في أمتي رجال يُركبون نساءهم على سروج كأشباه الرحال" وقد غير طابع "المجمع" لفظ الحديث الوارد عند الطبراني إلى يركب نساؤهم، وهو يظن أنه أحسن صنعاً وأصلح خطأً!
وقوله: "كأشباه الرحال" بالحاء المهملة، جمع رحْل، وهو للبعير كالسرج للفرس، وقد تصحفت فيه هذه اللفظة في نسخة (ص) و (ق) ، إلى: الرجال بالجيم، وتصحفت كذلك عند ابن حبان، والمنذري في "الترغيب والترهيب" 3/94، والطبراني فيما نقله عنه الهيثمي في "المجمع"، وظاهر أن السندي شرح على لفظ "الرحال" بالحاء حين قال: أي: رحال الجمال، لكن الناسخ أخطأ فنقط الحاء في
الموضعين.=(11/655)
7084 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ مَظْلُومًا فَلَهُ الْجَنَّةُ " (1)
__________
= وظهورُ نساء كاسيات عاريات في آخر الزمان له شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2128) (125) ، وسيرد (8665) و (9680) .
قوله: "ينزلون"، أي: يحضرون المساجد راكبين.
قوله: "كاسيات عاريات"، قال ابن الأثير: معنى الحديث أنهن كاسياتٌ من نعم الله، عاريات من الشكر، وقيل: هو أن يكشفن بعض جسدهن، ويُسدلن الخُمُر من ورائهن، فهن كاسيات كعاريات، وقيل: أراد أنهن يلبسن ثياباً رقاقاً يصفن ما تحتها من أجسامهن، فهن كاسيات في الظاهر، عاريات في المعنى.
قوله: "كأسنمة البُخْت": قال ابن الأثير: هُن اللواتي يتعممْن بالمقانع على رؤوسهن يُكبرنها بها، وهو من شعار المُغنيات. والأسنمة جمع سنام. والبُخْت: جمال طوالُ الأعناق.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الله بن يزيد: هو المقرىء، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المعروف بيتيم عروة.
وأخرجه البخاري (2480) ، والنسائي 7/115، والبغوي (2563) من طريق عبد الله بن يزيد، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. لكن لفظ البخاري: "من قُتل دون ماله فهو شهيد".
قال الحافظ في "الفتح" 5/123، نقلاً عن الإسماعيلي، كذا أخرجه البخاري، وكأنه كتبه من حفظه، أو حدّث به المقرىء من حفظه، فجاء به على اللفظ المشهور، وإلا فقد رواه الجماعة عن المقرىء بلفظ: "من قُتل دون ماله مظلوماً،=(11/656)
7085 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَمَّعَ
__________
= فله الجنة"، ومن أتى به على غير اللفظ الذي اعتيد، فهو أولى بالحفظ، ولا سيما وفيهم دُحيم، وكلك ما زادوه من قوله: "مظلوماً"، فإنه لا بد من هذا القيد.
وأخرجه النسائي 7/115 من طريق سُعير بن الخمس، عن عبد الله بن الحسن، عن عكرمة، به، بلفظ: "من قتل دون ماله فهو شهيد".
ثم أخرجه النسائي من طريق يحيى القطان، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن الحسن، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن ابن عمرو -وهي الرواية السالفة عندنا برقم (6861) - بلفظ: "من أريد ماله بغير حق، فقاتل، فقُتل، فهو شهيد". قال النسائي بعدها: هذا خطأ، والصواب حديث سعير بن الخمس.
قلنا: كذا جاء في "المجتبى" في رواية ابن السني، وجاء في "تحفة الأشراف" 6/367 للمزي، قال النسائي: حديث سعير خطأ. قال المزي: يعني أن الصواب حديث عبد الله بن الحسن، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو.
قال الحافظ في "النكت الظراف" تعليقاً على قول المزي: قال س: حديث سعير خطأ، قلت: الذي في رواية ابن السني: الصواب حديث سعير، وفي رواية ابن الأحمر، قال بعد أن أخرجه من طريق سعير بن الخمس (3445) بإشراف عبد الصمد شرف الدين، ثم أخرجه (3446) من طريق القطان، عن سفيان، عن عبد الله بن حسن، عن إبراهيم بن محمد، به، ثم من رواية معاوية بن هشام (3447) ، عن سفيان، عن عبد الله، عن محمد بن إبراهيم، ثم قال: الصواب الذي قبله، يعني في تسمية الراوي إبراهيم بن محمد، وأن معاوية بن هشام قلبه.
وسلف برقم (6522) .=(11/657)
النَّاسَ بِعَمَلِهِ (1) سَمَّعَ اللهُ بِهِ سَامِعَ (2) خَلْقِهِ، وَحَقَّرَهُ (3) وَصَغَّرَهُ " (4)
7086 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ " (5)
7087 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: ذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّوْمَ، فَقَالَ: " صُمْ مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، وَلَكَ أَجْرُ التِّسْعَةِ "، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَصُمْ مِنْ كُلِّ تِسْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، وَلَكَ أَجْرُ الثَّمَانِيَةِ " (6) ، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَصُمْ
__________
(1) في (م) بعلمه وهو تحريف
(2) في هامش (ص) : سامعُ خلقه: بالرفع، صفة لله تعالى. وكتب مثله في هامش (س) .
(3) في هامش (ظ) : فحقره.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وأبو يزيد: هو خيثمة بن عبد الرحمن، كما بينا ذلك برقم (6509) -وذكرنا هناك شواهده- و (6839) ، وسلف أيضاً برقم (6986) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيدة هو ابن أبي أمية الطنافسي أخو يعلى، وزكريا: هو ابن أبي زائدة، وعامر: هو الشعبي.
وهو مكرر (6983) ، وسلف برقم (6487) و (6515) ، وذكرنا في الأخير شواهده.
(6) من قوله: قال: فقلت إني أقوى من ذلك ... إلى هنا، سقط من (ق) =(11/658)
مِنْ كُلِّ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، وَلَكَ أَجْرُ تِلْكَ (1) السَّبْعَةِ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى قَالَ: " صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا " (2)
7088 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَقْلُ شِبْهِ الْعَمْدِ مُغَلَّظَةٌ مِثْلُ عَقْلِ الْعَمْدِ، وَلَا يُقْتَلُ صَاحِبُهُ، وَمَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ، فَلَيْسَ مِنَّا، وَلَا رَصَدَ بِطَرِيقٍ " (3)
__________
= و (م) ، وثبت في بقية النسخ. وفي (ظ) : ولك أجر تلك الثمانية. وفوق "تلك": لا. خ.
(1) كتب في (ظ) فوق لفظ: "تلك": لا. خ. يعني أنه لم يرد في بعض النسخ.
(2) هذا الإسناد فيه جهالةُ ابن أبي ربيعة، لكنه يستقيم دونه، فقد مر برقم (6877) من طريق مُطرف ابن الشخير، عن عبد الله بن عمرو، وهو إسناد متصل لكنه من طريق الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف، وقد ذكرنا هناك ما فيه.
عارم: هو محمد بن الفضل، ومعتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي، وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن السخير، أخو مُطرف.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/212، 213، و"الكبرى" (2703) من طريق محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وهو صحيح بغير هذه السياقة، انظر (6545) ، وسلف مطولا بنحوه برقم (6477) .
(3) إسناده حسن، أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن=(11/659)
7089 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَا (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا " (2)
__________
= عبيد البصري، ومحمد بن راشد: هو المكحولي. وسلف برقمي (6718) و (6724) ، ومطولاً برقم (7033) .
(1) في (ظ) : بابي، وفي (ق) : بَابَاهُ. وانظر التخريج.
(2) إسناده لا بأس به. أزهر بن القاسم وثقه أحمد والنسائي، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، ولا يحتج به، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال: كان يخطىء. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن باباه، فمن رجال مسلم، وباباه يقال: بابي، وبابيه، وبابا. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (575) من طريق أزهر بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/204، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الصغير"، وإسنادُ أحمد لا بأس به.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 3/250، وقال: رواه أحمدُ والطبراني في "الصغير" و"الكبير"، ورجال أحمد موثقون.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد (8047) بإسناد على شرط مسلم.
وآخر مطول من حديث ابن عمر عند ابن حبان (1887) ، وإسناده ضعيف (ضعفاً خفيفاً)
وثالث مطول من حديث أنس عند البزار (1083) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/294، 295، وفي سنده إسماعيلُ بن رافع، ضعفه يحيى وجماعة، وقال ابن=(11/660)
7090 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ خَطَأً، فَدِيَتُهُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، ثَلَاثُونَ ابْنَةَ مَخَاضٍ، وَثَلَاثُونَ ابْنَةَ لَبُونٍ، وَثَلَاثُونَ جَذَعَةً، وَعَشَرَةُ بَنِي لَبُونٍ ذُكْرَانٍ "، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَوِّمُهَا عَلَى أَثْمَانِ الْإِبِلِ، فَإِذَا هَانَتْ نَقَصَ مِنْ قِيمَتِهَا، وَإِذَا غَلَتْ، رَفَعَ فِي قِيمَتِهَا، عَلَى نَحْوِ الزَّمَانِ مَا كَانَتْ، فَبَلَغَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَيْنَ أَرْبَعِ مِائَةِ دِينَارٍ إِلَى ثَمَانِ مِائَةِ دِينَارٍ، أَوْ عِدْلَهَا مِنَ الْوَرِقِ ثَمَانِيَةَ آلَافٍ (1)
__________
= عدي: أحاديثه كُلها مما فيه نظر. وقال الدارقطني: متروك الحديث.
ورابع من حديث عُبادة بن الصامت عند الطبراني في "الأوسط" فيما نقله الهيثمي في "المجمع" 3/276، 277، وقال: وفيه محمدُ بنُ عبد الرحيم بن شروس، ذكره ابنُ أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ومن فوقه مُوثقون.
(1) إسناده حسن. أبو سعيد: هو مولى بني هاشم، عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، ومحمد بن راشد: هو المكحولي، وسليمان بن موسى: هو الأشدق.
وأخرجه أبو داود (4564) ، والبيهقي في "السنن" 8/77 من طريق شيبان بن فروخ، والنسائي في "المجتبى" 8/42، 43، وابن ماجه (2630) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن محمد بن راشد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 2/109-110، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/76 عن مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقيم الإبل على أهل القرى ... وهذا معضل.
وقيمةُ الدية على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخرجه أبو داود (4542) ، ومن طريقه=(11/661)
7091 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَضَى أَنَّ الْعَقْلَ مِيرَاثٌ بَيْنَ وَرَثَةِ الْقَتِيلِ عَلَى فَرَائِضِهِمْ " (1)
7092 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَضَى فِي الْأَنْفِ إِذَا جُدِعَ كُلُّهُ الدِّيَةَ كَامِلَةً، وَإِذَا جُدِعَتْ أَرْنَبَتُهُ نِصْفَ الدِّيَةِ، وَفِي الْعَيْنِ نِصْفَ الدِّيَةِ، وَفِي الْيَدِ نِصْفَ الدِّيَةِ، وَفِي الرِّجْلِ نِصْفَ الدِّيَةِ، وَقَضَى أَنْ يَعْقِلَ عَنِ الْمَرْأَةِ عَصَبَتُهَا مَنْ كَانُوا، وَلَا يَرِثُوا (2) مِنْهَا إِلَّا مَا فَضَلَ عَنْ وَرَثَتِهَا، وَإِنْ قُتِلَتْ، فَعَقْلُهَا بَيْنَ وَرَثَتِهَا، وَهُمْ يَقْتُلُونَ قَاتِلَهَا،
__________
= البيهقي في "السنن" 8/77 من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، به.
وديةُ القتل الخطأ سلف أيضاً برقم (6663) و (6719) و (6743) و (7033) .
(1) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه ابن ماجه (2647) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن راشد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/230، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (6909) ، ومسلم (1681) (35) ، سيرد عند أحمد (10953) ، وانظر الحديث الآتي.
(2) في هامش (ظ) : ولا يرثون. وهو المثبت في (م) وطبعة أحمد شاكر.(11/662)
وَقَضَى أَنَّ عَقْلَ أَهْلِ الْكِتَابِ نِصْفُ عَقْلِ الْمُسْلِمِينَ، وَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى " (1)
7093 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا شَدَّادٌ أَبُو طَلْحَةَ الرَّاسِبِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا الْوَازِعِ جَابِرَ بْنَ (2) عَمْرٍو، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ قَوْمٍ جَلَسُوا مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهِ، إِلَّا رَأَوْهُ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
(1) إسناده حسن كالذي سبقه.
وأخرجه أبو داود (4564) من طريق شيبان بن فروخ، والنسائي 8/43 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن محمد بن راشد، بهذا الإسناد.
وحكم من يعقل عن المرأة أخرجه ابن ماجه (2647) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن راشد، به.
وحكم دية الأنف والعين واليد والرجل سلف أيضاً برقم (7033) .
وحكم عقل أهل الكتاب سلف برقم (6716) .
وانظر ابن حبان (6559) .
(2) تحرف اسم جابر بن عمرو في (م) إلى: جاء وعمرو.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن على خطأ في تسمية صحابيه كما سيرد، أبو الوازع جابر بن عمرو: احتج به مسلم، ووثقه أحمد، واختلف قولُ ابن معين فيه، فقال في رواية إسحاق بن منصور: ثقة، وقال في رواية الدوري: ليس بشيء، وقال النسائي: منكر الحديث، وقال ابن عدي: أرجو
أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وخرّج حديثه في "صحيحه"، ووثقه الإمام الذهبي في "الكاشف" وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم، قلنا: وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن أبا طلحة الراسبي -وهو شداد بن سعيد- روى له مسلم حديثاً واحداً (2767) (51) في الشواهد،(11/663)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
ووثقه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات".
أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، احتج به البخاري، ووثقه أحمد وابن معين، وقال أبو حاتم: ما كان به بأس، ووثقه البغوي والدارقطني والطبراني، وذكره ابن شاهين في "الثقات".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/80، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وقد أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1920) عن علي بن عبد العزيز البغوي، والبيهقي في "الشعب" (533) من طريق محمد بن أيوب ابن الضريس الرازي، كلاهما عن مسلم بن إبراهيم، عن شداد بن سعيد أبي طلحة الراسبي، بهذا الإسناد، لكن من حديث عبد الله بن المُغفل، وقال الطبراني في "الأوسط" -فيما نقله عنه محقق كتاب "الدعاء"-: لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن مُغفل إلا بهذا
الإسناد، تفرد به شداد بن سعيد.
قلنا: ومسلم بن إبراهيم أثبتُ وأتقنُ من أبي سعيد مولى بني هاشم الذي جعل صحابيه عبد الله بن عمرو.
ثم إنه لم يُذكر في كتب الرجال أن أبا الوازع جابر بن عمرو يروي عن عبد الله بن عمرو، وما أخرجه من حديثه إلا أحمد، وأخرجه من حديث عبد الله بن المُغفل الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" و"الدعاء"، والبيهقي في "الشعب"، ونسبه إليه أيضاً المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/410، وقال: ورواة الطبراني محتج بهم في "الصحيح"، وأورده من حديثه أيضاً الهيثمي في "المجمع" 10/80، ونسبه كذلك إلى الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وقال: ورجالهما رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد عند أحمد (9843) و (10422) بإسناد صحيح، وانظر ابن حبان (590) و (591) و (853) .
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (409) وإسناده صحيح.=(11/664)
7094 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يَدْخُلُ الْحَائِطَ؟ قَالَ: " يَأْكُلُ غَيْرَ مُتَّخِذٍ خُبْنَةً " (1)
7095 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا حَنَانُ بْنُ خَارِجَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَوِيٌّ (2) جَرِيءٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا عَنِ الْهِجْرَةِ، إِلَيْكَ أَيْنَمَا كُنْتَ، أَوْ لِقَوْمٍ خَاصَّةً، أَمْ إِلَى أَرْضٍ مَعْلُومَةٍ، أَمْ (3) إِذَا مُتَّ انْقَطَعَتْ؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ يَسِيرًا، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ؟ " قَالَ: هَا هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " الْهِجْرَةُ أَنْ تَهْجُرَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ
__________
= وثالث بنحوه من حديث جابر عند الطيالسي (1756) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (411) ، والطبراني في "الدعاء" (1928) .
ورابع من حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7751) ، قال الهيثمي في "المجمع" 10/80: ورجاله وثقوا.
(1) حديث حسن. هشام بن سعد -وإن كان فيه ضعف- متابع.
وسلف مطولاً بالأرقام (6683) و (6746) و (6891) و (6936) .
قوله: "يأكل غير متخذ خبنة": قال السندي: قيل: هذا للمضطر وفي بلاد عُهد مسامحة أهلها في مثل ذلك. والله تعالى أعلم.
(2) تحرف في (م) إلى: ملوي.
(3) لفظ: "أم" سقط من مطبوعة الشيخ أحمد شاكر.(11/665)
مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، ثُمَّ أَنْتَ مُهَاجِرٌ وَإِنْ مُتَّ بِالْحَضَرِ " (1)
ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، ابْتِدَاءً مِنْ نَفْسِهِ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا عَنْ ثِيَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، خَلْقًا تُخْلَقُ، أَمْ نَسْجًا تُنْسَجُ؟ فَضَحِكَ بَعْضُ الْقَوْمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِمَّ تَضْحَكُونَ؟ مِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عَالِمًا؟ " ثُمَّ أَكَبَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ؟ " قَالَ: هُوَ ذَا أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " لَا، بَلْ تَشَقَّقُ عَنْهَا ثَمَرُ الْجَنَّةِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " (2)
__________
(1) في هامش (س) و (ص) : بالحضرمة. وهو لفظ الرواية السالفة برقم (6890) .
(2) إسناده ضعيف، حنان بن خارجة: قال ابن القطان: مجهول الحال، وبقية رجاله ثقات. محمد بن أبي الوضاح: هو محمد بن مسلم بن أبي الوضاح.
وأخرجه بتمامه الطيالسي (2277) ، ومن طريقه البزار (1750) و (3521) عن محمد بن أبى الوضاح، بهذا الإسناد. وعند الطيالسي زيادة في آخره، وهي: فقال عبد الله بن عمرو: [يا رسول الله] ، ما تقول في الهجرة والجهاد، قال: "يا عبد الله، ابدأ بنفسك فأغْزها، وابدأ بنفسك فجاهدها، فإنك إن قتلت فاراً، بعثك الله فاراً، وإن قتلت مرائياً، بعئك الله مرائياً، وإن قتلت صابراً محتسباً، بعثك الله صابراً محتسباً".
وهذه الزيادة أخرجها أبو داود (2519) ، والحاكم 2/85، 86 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، شيخ أحمد، عن محمد بن أبي الوضاح، بهذا الإسناد.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ومحمد بن أبي الوضاح هذا هو أبو سعيد محمد بن مسلم بن أبي الوضاح المؤدب، ثقة مأمون. ووافقه(11/666)
7096 - حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ مُثِّلَ بِهِ أَوْ حُرِّقَ بِالنَّارِ، فَهُوَ حُرٌّ، وَهُوَ مَوْلَى اللهِ وَرَسُولِهِ "، قَالَ: فَأُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ خُصِيَ، يُقَالُ لَهُ: سَنْدَرٌ، فَأَعْتَقَهُ " ثُمَّ أَتَى أَبَا بَكْرٍ، بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَنَعَ إِلَيْهِ خَيْرًا " " ثُمَّ أَتَى عُمَرَ، بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، فَصَنَعَ إِلَيْهِ خَيْرًا، ثُمَّ إِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى مِصْرَ، فَكَتَبَ لَهُ عُمَرُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي: أَنِ اصْنَعْ بِهِ خَيْرًا، أَوِ احْفَظْ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ " (1)
__________
= الذهبي.
قلنا: لم يذكرا حال حنان بن خارجة، وهو علةُ ضعف إسناده، مع أن الذهبي ذكر حاله في "الميزان" 1/618.
وقولُه في ثياب أهل الجنة، أخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (323) من طريق أبي داود الطيالسي، عن محمد بن أبي الوضاح، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/415، وقال: رواه البزار في حديث طويل، ورجاله ثقات.
وقد تحرف اسم محمد بن أبي الوضاح في مطبوع البزار برقم (3521) إلى: محمد بن الصباح، وعبد الله بن عمرو إلى: عبد الله بن عمر، وقد سلف برقم (6890) .
قوله: "عُلْوي": قال السندي: ضبط بضم فسكون، قيل: هي نسبة إلى العوالي، وهي أماكن بأعلى أراضي المدينة.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحجاج، وهو ابنُ أرطاة.
مُعمر، شيخ أحمد: بضم الميم، وفتح العين، وتشديد الميم المفتوحة.=(11/667)
7097 - حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يَغِيبُ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ، أَيُجَامِعُ أَهْلَهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1)
7098 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ،
__________
= وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/239، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس، ولكنه ثقة!
وسلف الحديث برقم (6710) ، وذكرنا هناك شواهده.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحجاج، وهو ابن أرطاة.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/218 من طريق معمر بن سليمان، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/263، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وفيه ضعف، ولا يتعمد الكذب.
وله شاهد من حديث عمران بن حصين عند البخاري (344) ، ومسلم (682) ، سيرد 4/434، 435.
وآخر من حديث عمار عند البخاري (343) ، ومسلم (368) .
وثالث من حديث أبي ذر عند أبي داود (332) ، والترمذي (124) ، سيرد ورابع من حديث أبي هريرة عند البزار (310) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/261، وقال: رجاله رجال الصحيح، ونقل الحافظ في "التلخيص" 1/154 تصحيحه عن ابن القطان، وانظر "نصب الراية" 1/149.
قوله: "يغيب"، أي: عن وطنه، يريد: يسافر، قاله السندي.(11/668)
سَمِعْتُ أَبَا عِيَاضٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ (1) : " صُمْ يَوْمًا وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ "، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " صُمْ يَوْمَيْنِ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ "، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ "، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " صُمْ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ "، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " صُمْ أَفْضَلَ الصِّيَامِ عِنْدَ اللهِ، صُمْ (2) صَوْمَ دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا " (3)
7099 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ اسْتَأْذَنَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ مَهْزُولٍ، كَانَتْ تُسَافِحُ، وَتَشْتَرِطُ (4) لَهُ
__________
(1) لفظ: "له" لم يرد في (ظ) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) لفظ: "صم" لم يرد في (ظ) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير زياد بن فياض، فمن رجال مسلم. أبو عياض: هو عمرو بن الأسود العنسي.
وأخرجه مسلم (1159) (192) ، والنسائي في "المجتبى" 4/212 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وهو مكرر (6915) ، وسلف مطولاً برقم (6477) .
(4) في هامش (ظ) : وتشرط. خ.(11/669)
أَنْ تُنْفِقَ عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ اسْتَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ ذَكَرَ لَهُ أَمْرَهَا " فَقَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ} [النور: 3] "، قَالَ: أُنْزِلَتْ {الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ} [النور: 3] (1) ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] قَالَ أَبِي: قَالَ عَارِمٌ: سَأَلْتُ مُعْتَمِرًا، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ؟ فَقَالَ: " كَانَ قَاصًّا، وَقَدْ رَأَيْتُهُ "
• 7100 -[قال عَبْدُ اللهِ بن أحمد] : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، نَحْوَهُ (2)
7101 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ الصَّقْعَبَ بْنَ زُهَيْرٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ، عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ طَيَالِسَةٍ، مَكْفُوفَةٌ بِدِيبَاجٍ، أَوْ مَزْرُورَةٌ بِدِيبَاجٍ، فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا يُرِيدُ أَنْ يَرْفَعَ كُلَّ رَاعٍ ابْنِ رَاعٍ، وَيَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ ابْنِ فَارِسٍ فَقَامَ (3) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُغْضَبًا، فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ،
__________
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الحضرمي، وهو مكرر (6480) سنداً ومتناً.
(2) إسناده ضعيف كسابقه، ومكرر (6480) ، وهو من زيادات عبد الله، كما ثبت في (س) و (ص) و (ظ) .
ووقع في (ق) و (م) من رواية أحمد، وهو خطأ.
(3) في (ظ) : فقام إليه.(11/670)
فَاجْتَذَبَهُ، وَقَالَ: " لَا أَرَى عَلَيْكَ ثِيَابَ مَنْ لَا يَعْقِلُ "، ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ، فَقَالَ: " إِنَّ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، دَعَا ابْنَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي قَاصِرٌ (1) عَلَيْكُمَا الْوَصِيَّةَ، آمُرُكُمَا بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكُمَا عَنِ اثْنَتَيْنِ، أَنْهَاكُمَا عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ، وَآمُرُكُمَا بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِمَا لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى، كَانَتْ أَرْجَحَ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا حَلْقَةً، فَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ عَلَيْهمَا، لَفَصَمَتْهَا، أَوْ لَقَصَمَتْهَا، وَآمُرُكُمَا بِسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ،، وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ " (2)
7102 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، وَحُسَيْنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رَدَّ شَهَادَةَ الْخَائِنِ، وَالْخَائِنَةِ، وَذِي الْغِمْرِ عَلَى أَخِيهِ، وَرَدَّ شَهَادَةَ الْقَانِعِ لِأَهْلِ الْبَيْتِ، وَأَجَازَهَا عَلَى غَيْرِهِمْ " (3)
__________
(1) في (ظ) : قاص.
(2) إسناده صحيح. الصقعب بن زهير: روى عنه جمع، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. جرير والد وهب: هو ابن حازم.
وسلف برقم (6583) من طريق حماد بن زيد، عن الصقعب، به.
(3) إسناده حسن، وهو مكرر (6899) إلا أنه هناك حديث قولي.(11/671)
7103 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: تَخَلَّفَ عَنَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا، قَالَ: وَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلَاةُ، صَلَاةُ الْعَصْرِ، وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى (1) بِأَعْلَى صَوْتِهِ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " (2)
آخر مسند عبد الله بن عمرو بن العاصي
رضي الله تعالى عنهما
__________
(1) في (ظ) : قال: فنادى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (6976) سنداً ومتناً. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس اليشكري.(11/672)
حَدِيثُ أَبِي رِمْثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (1) عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7104 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ السَّدُوسِيِّ،
__________
(1) هو -بكسر الراء، وسكون الميم، بعدها مثلثة- صحابي اشتهر بكنيته، واختُلف في اسمه ونسبته، وقد جمع الأقوال فيه المزي في "تهذيب الكمال"، فقال: أبو رمْثة البلوي، ويُقال: التميمي، وُيقال: التيمي، من تيم الرباب، قيل: اسمه رفاعة بن يثربي، وقيل: يثربي بن رفاعة، وقيل: عمارة بن يثربي، وقيل: يثربي بن عوف، وقيل: حيان بن وهب، وقيل: حبيب بن حيان، وقيل: خشخاش.
وجزم أحمد 4/163، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/321، وابن حبان (5995) ، أن اسمه رفاعة بن يثْربي، وقال ابن حبان: ومنْ قال: إن أبا رمْثة هو الخشخاش العنبري، فقد وهم. وفرق ابنُ عبد البرّ بين أبي رمْثة التيمي، وبين أبي رمْثة البلوي، فذكر أن البلوي سكن مصر، ومات بإفريقية، رجح أنه هو التيمي أحمدُ فيما سيأتي، والترمذي وابنُ الأثير، وابنُ حجر وغيرهم.
جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أبيه وهو غلام، فرأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالساً في ظل الكعبة، وسمع منه، وذلك على الأرجح، عام حجة الوداع، وذكر في حديثه صفة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رآه، وصفة خاتم النبوة، وليس له في "المسند" إلا هذا الحديثُ الواحد الذي أورده الإمامُ أحمد وابنه مقطعاً بأسانيد متعددة. روى له أصحابُ السنن غير ابن ماجه، وصحح حديثه ابنُ خزيمة وابنُ حبان والحاكم.(11/673)
عَنْ أَبِي رِمْثَةَ التَّيْمِيِّ (1) ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي، حَتَّى أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَرَأَيْتُ بِرَأْسِهِ رَدْعَ حِنَّاءٍ " (2)
7105 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا، أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ ". وَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَؤُلَاءِ بَنُو يَرْبُوعٍ قَتَلَةُ فُلَانٍ؟ قَالَ: " أَلَا لَا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى " (3)
__________
(1) كلمة "التيمي" ليست في (م) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إياد بن لقيط السدُوسي، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابنُ الجراح الرؤاسي، وسفيانُ: هو الثوريُ.
وسيأتي مطولاً برقم (7109) .
وأخرج الطبراني طرفاً منه في "الكبير" 22/ (718) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسيأتي مطولاً أيضاً من طريق وكيع، به، 4/163.
قال السندي: فرأيتُ برأسه ردع حناء: براء مهملة مفتوحة، ودال مهملة ساكنة، أي: لطخ، لم يعُمه كُله، ولعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعمل الحناء لا لقصد الخضاب، بل للتداوي، أو للتبريد، وبقي أثرُهُ في الرأس، فلا يُناقي هذا الحديثُ ما جاء أنه لم يخْضبْ شعره. والله تعالى أعلم.
(3) إسناده حسن، أبو النضر -وهو هاشم بن القاسم البغدادي- وإن سمع من المسعودي- وهو عبد الرحمن بن عبد الله- بعد الاختلاط، تابعه عمرو بن الهيثم، وهو(11/674)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بصري، وسماع البصريين منه قبل الاختلاط، وباقي رجاله ثقات والحديث هو في ثلاثة أقسام:
فأخرجه بتمامه الطبراني في "الكبير" 22/725 من طريق حجاج بن نصير، عن المسعودي، بهذا الإسناد.
وأخرج القسمين الأولين منه -وهما: يد المعطي العليا، وأمك وأباك ... - الدولابي في "الكنى" 1/29 من طريق أبي داود الطيالسي، عن المسعودي، به.
وأخرج القسم الثاني منه الحاكم 4/150-151 من طريق جعفر بن عون، عن المسعودي، به، بلفظ: "بر أمك وأباك.. ".
وأورد الهيثمي القسمين الأولين منه في "مجمع الزوائد" 3/98، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الكبير"، وفيه المسعودي، وهو ثقة، لكنه اختلط.
وسيأتي مطولاً برقم (7109) . وسيأتي أيضاً من طريق يزيد بن هارون، عن المسعودي 4/163.
وللحديث بتمامه شاهد من حديث رجل من بني يربوع، سيرد 5/377.
وقوله: "يدُ المعطي العليا" سلف من حديث ابن عمر برقم (4474) ، وذكرنا هناك أحاديث. الباب.
وقوله: "أمك وأباك ... ": له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5971) ، ومسلم (2548) ، سيرد (8344) .
وآخر من حديث معاوية بن حيْدة، سيرد 5/3.
وثالث من حديث خداش بن سلامة عند ابن ماجه (3657) ، والحاكم 4/150.
ورابع من حديث المقدام بن معدي كرب، سيرد 4/132.
وقوله: "لا تجني نفس على أخرى": له شاهد من حديث الخشخاش العنبري، سيرد 4/344-345 و5/81.=(11/675)
[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : وقَالَ أَبِي: قَالَ أَبُو النَّضْرِ، فِي حَدِيثِهِ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ وَهُوَ (1) يَقُولُ: " يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا "
7106 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نَاسٌ مِنْ رَبِيعَةَ يَخْتَصِمُونَ فِي دَمٍ، فَقَالَ: " الْيَدُ الْعُلْيَا، أُمَّكَ وَأَبَأكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ (2) ، وَأَدْنَاكَ أَدْنَاكَ " قَالَ: فَنَظَرَ (3) فَقَالَ: " مَنْ هَذَا مَعَكَ أَبَا رِمْثَةَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: ابْنِي، قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ " " وَذَكَرَ قِصَّةَ الْخَاتَمِ " (4)
__________
= قال السندي: "أمك" بالنصب، أي: قدم أمك في التصدق، أو عليك أمك، فتصدق عليها، أو أعط.
ثم أدناك أدناك: أي: قدم الأقرب على قدر قرابته منك.
قوله: "ألا لا تجني نفس على أخرى": ألا: بالتخفيف.
لا تجني نفس على أخرى: أي: جنايةُ كُل قاصرةْ عليه، لا تتعدى إلى غيره، بمعنى أنه لا يُقْتلُ بجناية أحد غيره، كأن الرجل أراد أن يقْتُل واحداً على طريق أهل الجاهلية، أنهم يقتلون من القبيلة رجلاً بجناية آخر بينهم، فرد عليه ذلك، بأن الإسلام نسخ عادة الجاهلية. والله تعالى أعلم.
(1) كلمة "وهو" ليست في (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: وأبوك ... وأخوك.
(3) في (ظ 15) وهامش (س) و (ص) : قال.
(4) رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وإياد بن لقيط فمن رجال=(11/676)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعبدُ الملك بن عمير: هو ابن سويد الفرسي اللخمي، عاش مئة وثلاث سنين، وتغير حفظُه قبل موته، قال الإمام أحمد: عبد الملك بن عمير مضطرب الحديث جداً مع قلة روايته، ما أرى له خمس مئة حديث، وقد غلط في كثير منها، وقال يحيي بن معين: مخلط، وقال في رواية ابن البرقي عنه: ثقة إلا أنه أخطأ في حديث أو حديثين، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الحافظ في مقدمة "فتح الباري": احتج به الجماعة، وأخرج له الشيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج، ومن رواية بعض المتأخرين عنه في المتابعات، وإنما عيب عليه أنه تغير حفظه لكبر سنه.
قلنا: رواية عبد الملك بن عمير عن إياد لهذه أن أبا رمثة أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع ابنه، تابعه في ذلك الشيباني كما سيرد 4/163 -والظاهر أنه سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني، وهو ثقة حجة- وقد خالفا في ذلك من رواه عن إياد ممن هو أكثرُ ضبطاً وعدداً، وهم سفيانُ الثوري في الرواية (7104) و (7107) ، وعبيد الله بن إياد في الرواية (7109) و (7116) ، وعبدُ الملك بن سعيد بن أبجر في الرواية (7110) ، وعلى بن صالح في الرواية (7112) ، كلهم قالوا: إن أبا رمثة كان مع أبيه، مما يرجح أن أبا رمثة هو الابن، وتابعهم قيسُ بنُ الربيع في الرواية (7115) ، وصدقةُ بنُ أبي عمران عند الطبراني في "الكبير" 22/ (723) ، ولا يعكر ذلك روايةُ عاصم بن أبي النجود عن أبي رمثة في الرواية (7108) أنه هو الكبير وجاء معه ابنه، لأنه تُكُلم في حفظه.
وثمت شيء آخر خالف فيه عبدُ الملك بن عُمير في هذه الرواية، وتابعه عاصم بنُ أبي النجود في الرواية (7108) من أن المختصمين في الدم هم من بني ربيعة، وقد سلف في الرواية السابقة أنهم من بني يربوع، وُيرجح الرواية السابقة ما جاء عند النسائي 8/53-55 بأسانيد متعددة أن الحادثة كانت في بني ثعلبة بن يربوع، ومنها حديث ثعلبة بن زهدم اليربوعي.
وسترد قصة الخاتم في الرواية (7109) .(11/677)
7107 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ السَّدُوسِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رِمْثَةَ التَّيْمِيَّ، قَالَ: جِئْتُ مَعَ أَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " ابْنُكَ هَذَا؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " أَتُحِبُّهُ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ " (1)
7108 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِم، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نَاسٌ مِنْ رَبِيعَةَ يَخْتَصِمُونَ فِي دَمِ الْعَمْدِ (2) ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ "، ثُمَّ قَالَ: فَنَظَرَ (3) ، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ هَذَا مَعَكَ يَا أَبَا رِمْثَةَ؟ " فَقُلْتُ: ابْنِي، قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو نُعيم: هو الفضلُ بنُ دُكين، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الطبراني 22/ (717) من طريق أبي نُعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أبو داود (4208) ، والنسائي في "المجتبى" 8/140 من طرق عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به.
وأخرجه مطولاً ابنُ سعد في "الطبقات" 1/427 من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، به، إلا أنه خالف فيه، فقال: ومعي ابني، بدلاً من: مع أبي، وقبيصةُ ضعيف في سفيان، سمع منه صغيراً. وانظر تعليقنا على الحديث رقم (7106) .
(2) كلمة "العمد" ليست في (ظ15) ، وأشير إليها في (س) أنها نسخة.
(3) قوله: "ثم قال فنظر"، ليست في (ظ 15) ، وفي (ص) و (ق) و (ظ 1) : قال فنظر.(11/678)
تَجْنِي عَلَيْهِ "، قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِي نُغْضِ كَتِفِهِ مِثْلُ بَعْرَةِ الْبَعِيرِ، أَوْ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ، فَقُلْتُ: أَلَا أُدَاوِيكَ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نَتَطَبَّبُ (1) ؟ فَقَالَ: " يُدَاوِيهَا الَّذِي وَضَعَهَا " (2)
7109 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِيَادٌ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَالَ لِي أَبِي: هَلْ تَدْرِي مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: لَا، فَقَالَ لِي (3) أَبِي: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاقْشَعْرَرْتُ حِينَ قَالَ ذَاكَ، وَكُنْتُ أَظُنُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا لَا يُشْبِهُ النَّاسَ فَإِذَا بَشَرٌ لَهُ وَفْرَةٌ - قَالَ عَفَّانُ، فِي حَدِيثِهِ:
__________
(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: نطبب.
(2) رجاله ثقات رجال الصحيح غير عاصم -وهو ابن بهْدلة، كما صرح به الطبراني في "الكبير" 22/ (713) ، وأخطأ الشيخ أحمد شاكر، فجعله عاصم بن سُليمان الأحول-، فقد روى له أصحابُ السنن والبخاري ومسلم في المتابعات، وهو صدوق حسن الحديث. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
وأخرجه ابنُ سعد مختصراً في "الطبقات" 1/427، والطبراني في "الكبير" 22/ (713) من طريقين عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، بهذا الإسناد.
وكونُ المختصمين من ربيعة، وكون الذي مع أبي رمثة ابنه سبق تحقيقُ القول فيه في الرواية (7106) فانظره.
قال السندي: قوله: نُغْض: بضم نون وتفتح، وسكون غين معجمة، وبضاد معجمة: قيل: هو أعلى الكتف، وقيل: عظم رقيق على طرفه. يداويها: أي: يصلحها وينقيها.
(3) كلمة "لي" ليست في (ظ 15) .(11/679)
ذُو وَفْرَةٍ - وَبِهَا (1) رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ أَبِي، ثُمَّ جَلَسْنَا، فَتَحَدَّثْنَا سَاعَةً، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي: " ابْنُكَ هَذَا؟ " قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: " حَقًّا؟ " قَالَ: أَشْهَدُ بِهِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكًا مِنْ ثَبْتِ شَبَهِي في أَبِي (2) ، وَمِنْ حَلِفِ أَبِي عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ "، قَالَ: وَقَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] ، قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ إِلَى مِثْلِ السِّلْعَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كأَطَبِّ (3) الرِّجَالِ، أَلَا أُعَالِجُهَا لَكَ؟ قَالَ: " لَا، طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا " (4)
__________
(1) في (ظ 15) : بها. دون واو. وأشير في هامش (س) إلى أنها نسخة.
(2) كذا في جميع النسخ الخطية، وجاء في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: بأبي. وانظر تعليق السندي الآتي.
(3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: لأطب.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم. هشام بن عبد الملك: هو أبو الوليد الطيالسي، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وإياد: هو ابن لقيط السدوسي.
واخرجه ابنُ سعد في "طبقاته" 1/426، والدارمي 2/199، وابن حبان (5995) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (720) ، والحاكم 2/425، والبيهقي في "السنن" 8/345 من طريق أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن سعد 1/426 من طريق عفان، به.
وأخرجه ابنُ سعد 1/426، وأبو داود (4206) و (4495) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/281، والدولابي في "الكنى" 1/29، والطبراني في "الكبير"=(11/680)
• 7110 -[قال عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي وَأَنَا غُلَامٌ، إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
= 22/ (720) ، والبيهقي في "السنن" 8/27 من طرق عن عبيد الله بن إياد، بهذا الإسناد.
قال السندي: قوله: له وفْرة: بفتح واو، وسكون فاء، وراء: هي من الشعر ما بلغ شحمة الأذن، وقيل غير ذلك.
ثوبان أخضران: أي: بتمامهما، أو أنه كان فيهما خطوط خضر، والمراد بهما: الرداء والإزار.
قوله: اشْهدْ به: على صيغة الأمر، أي: كن شاهدا على اعترافي بأنه ابني، أو [أشْهدُ] على صيغة المتكلم، أي: أقر وأعترف بذلك، وفائدةُ هذا الكلام ضمانُ الجنايات بينهما على عادة الجاهلية، فلذلك ردهُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: "لا يجني عليك ولا تجني عليه".
من ثبت: بفتحتين: في "الصحاح": رجل ثبْت: أي بفتح فسكون: أي: ثابت القلب، ورجل له ثبت بالتحريك، أي: بفتحتين، أي: ثبات، وكذا الثبت بفتحتين: الحجة، والمعنى: تبسم شارعاً في الضحك من أجل ثبوت مشابهتي في أبي، بحيث يُغني ذاك عن الحلف، ومع ذلك حلف أبي.
إلى مثل السلْعة، بكسر فسكون: قيل: هي غُدة تظهر بين الجلد واللحم إذا غُمزت باليد تحركت.
(1) هذا الحديث من زوائد عبد الله، ورد كذلك في (ظ15) ، وجاء في هامش (س) و (ص) ما نصه: قوله: حدثني أبي، ساقط من نسخة صحيحة! ونص على أنه من الزوائد الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 6/227.
وجاء في متن (س) و (ص) و (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ.(11/681)
قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبِي: إِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ، فَأَرِنِي هَذِهِ السِّلْعَةَ الَّتِي بِظَهْرِكَ، قَالَ: " وَمَا تَصْنَعُ بِهَا؟ " قَالَ: أَقْطَعُهَا، قَالَ: " لَسْتَ بِطَبِيبٍ، وَلَكِنَّكَ رَفِيقٌ (1) ، طَبِيبُهَا الَّذِي وَضَعَهَا " وَقَالَ غَيْرُهُ: " خَلَقَهَا (2) " (3)
• 7111 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : (4) حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي (5) الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ التَّيْمِيِّ تَيْمَ الرِّبَابِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعِي
__________
(1) جاء في هامش (ص) و (ق) و (ظ 1) ما نصه: بالفاء، أي: أنت ترفق بالمريض، وتتلطفُ به، والله الذي يبرئه ويعافيه.
(2) في (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: الذي خلقها.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. حسين بن علي: هو الجُعْفي، وابنُ أبجر: هو عبد الملك بن سعيد.
وأخرجه الشافعي في "مسند" 2/98، والحميدي (866) ، وأبو داود (4207) ، والنسائي في "المجتبى" 8/53، والطبراني في "الكبير" 22/ (715) ، والبيهقي في "السنن" 8/27، والبغوي (2534) من طريق سفيان بن عيينة، والطبراني في "الكبير" 22/ (716) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، كلاهما عن ابن أبجر، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق ابن عيينة 4/163.
(4) وقع الحديث في (م) و (ق) من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ.
(5) كلمة "أبي" سقطت من (م) .(11/682)
ابْنِي، فَأَرَيتهِ (1) إِيَّاهُ، فَقُلْتُ لِابْنِي: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَتْهُ الرِّعْدَةُ، هَيْبَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ، مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ أَطِبَّاءَ، فَأَرِنِي ظَهْرَكَ، فَإِنْ تَكُنْ سِلْعَةً أَبُطُّهَا، وَإِنْ تَكُنْ (2) غَيْرَ ذَلِكَ أَخْبَرْتُكَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ إِنْسَانٍ أَعْلَمَ بِجُرْحٍ (3) أَوْ خُرَاجٍ مِنِّي، قَالَ: " طَبِيبُهَا اللهُ "، وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ، لَهُ شَعَرٌ قَدْ عَلَاهُ الشِّيبُ (4) ، وَشَيْبُهُ أَحْمَرُ، فَقَالَ: " ابْنُكَ هَذَا؟ " قُلْتُ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: " ابْنُ نَفْسِكَ؟ " قُلْتُ: أَشْهَدُ بِهِ، قَالَ: " فَإِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ " (5)
__________
(1) كذا في (ظ 15) وعليها علامة الصحة، ووقع في باقي النسخ: فأرانيه، وجاء في هامش (س) ما نصه: كذا، فأرانيه، في أصلين، مضبب عليه في أحدهما، وفي أصل آخر: فأريته، وهو الموافق لقوله: فقال أبي: أتدري من هذا.
قلنا: بل الموافق لقوله: "أتدري من هذا" هو قوله: فأرانيه، وقد حققنا القول في أن أبا رمثة كان مع أبيه لا مع ابنه. انظر الرواية (7106) . وقد قال السندي: قوله: فأريته، على صيغة المتكلم من الإراءة، هكذا في أصلنا، وفي بعض الأصول: أرانيه، على صيغة الغيبة، وهو غير ملائم بالمقام، ولعله تصحيف.
(2) في (ق) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: تك.
(3) في (م) بخرج. وفي (ظ 15) : بخراج أو جراح. وفي هامشها كما هو مثبت.
(4) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: الْمَشِيبُ.
(5) رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وسعيد بن أبي الربيع -وهو سعيد بن أشعث- فمن رجال "التعجيل"، روى عنه=(11/683)
• 7112 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: حَجَجْتُ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا جَالِسًا فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ أَبِي: تَدْرِي مَنْ هَذَا؟ هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ، " إِذَا رَجُلٌ ذُو وَفْرَةٍ، بِهِ رَدْعٌ، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ " (1)
__________
= جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الإمام أحمد: ما أراه إلا صدوقاً. أبو عوانة: هو الوضّاح اليشكري، ووقع في سياقة هذا الحديث أن أبا رمثة هو الأب، وهو خطأ بيناه في الرواية (7106) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/427، والطبراني في "الكبير" 22/ (724) ، والحاكم 2/607 من طرق عن عبد الملك بن عمير، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (719) من طريق الشيباني، عن إياد بن لقيط، به. وهذه الطريق سترد 4/163.
قال السندي: قولُه: أبطها: بتشديد الطاء، أي: أشقها، والبط: شق نحو الدُمل والخراج.
خُراج: بضم معجمة وخفّة راء: القرحة.
قد علاه الشيب، أي: غلبه حتى دخل فيه، وظهر، وليس المراد أنه شاب غالبُه، حتى يُنافي ما صح من خلافه.
وشيبه أحمر: لما به من لطخ الحناء كما سبق.
قلنا: قد نُسب إيادُ بنُ لقيط في الإسناد العجلي، من باب التجوز، فهو السدُوسي كما مر غير مرة، وسدُوس وعجْل كلاهما من ربيعة، ويلتقيان عند صعب بن علي بن بكر بن وائل. انظر "الأنساب" (السدُوسي) و (العجْلي) ، و"جمهرة أنساب العرب" لابن حزم ص 309-317.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. محمد بن بشر: هو العبدي، وعلي بن صالح: هو ابن=(11/684)
• 7113 -[قال عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، غَيْرَ مَرَّةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ التَّيْمِيِّ (1) : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي ابْنٌ لِي، فَقَالَ: " ابْنُكَ هَذَا؟ " قُلْتُ: أَشْهَدُ بِهِ، قَالَ: " لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ "، قَالَ: وَرَأَيْتُ الشَّيْبَ أَحْمَرَ (2)
• 7114 -[قال عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : حَدَّثَنِي شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا
__________
= صالح بن حي الهمْداني الكوفي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (721) من طريق عبد الله بن داود، عن علي بن صالح، بهذا الإسناد.
وسيرد الحديث من رواية الإمام أحمد، عن وكيع، عن علي بن صالح، به، 4/163.
(1) في (ظ 15) : التميمي، وضُبب عليها.
(2) رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. هشيم: هو ابن بشير. وبيْنا في الرواية (7106) أن الصواب أن أبا رمثة كان مع أبيه لا مع ابنه.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (44) عن أحمد بن منيع، وابن الجارود في "المنتقى" (770) عن زياد بن أيوب، كلاهما عن هشيم، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا أحسن شيء رُوي في هذا الباب وأفسر، لأن الروايات الصحيحة أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يبلُغ الشيب.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" أيضاً (42) من طريق شعيب بن صفوان، عن عبد الملك بن عمير، به.(11/685)
يَزِيدُ (1) يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ رَجُلٍ، هُوَ ثَابِتُ بْنُ مُنْقِذٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبِي (2) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، فَلَقِينَاهُ، فَقَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ، هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَكُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُشْبِهُ النَّاسَ، فَإِذَا رَجُلٌ لَهُ وَفْرَةٌ، وبِهَا (3) رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ، عَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ، قَالَ: فكَأَنِّي (4) أَنْظُرُ إِلَى سَاقَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ لِأَبِي: " مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ " قَالَ: هَذَا وَاللهِ ابْنِي، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَلِفِ أَبِي عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: " صَدَقْتَ (5) ، أَمَا إِنَّكَ لَا تَجْنِي عَلَيْهِ، وَلَا يَجْنِي عَلَيْكَ "، قَالَ: وَتَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] (6)
__________
(1) في (م) : زيد، وهو خطأ.
(2) في (ظ 15) : وابني، وضبب عليها. قلنا: لأن الصواب: وأبي.
(3) في (ظ 15) : بها، دون واو. وأشير إلى الواو في (س) أنها نسخة.
(4) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: كأني
(5) في (ق) : صدقتك.
(6) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال ثابت بن منقذ، ترجمه الحسيني في "الإكمال" ص 58، وقال: ليس بمشهور، وتابعه الحافظ في "التعجيل" ص 63. وصدقة بن أبي عمران، قال ابن معين في رواية إسحاق بن منصور عنه: لا أعرفه، -قال ابن أبي حاتم: يعني لا أعرف حقيقة أمره-، وقال في رواية أبي داود: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: صدوقٌ، شيخ صالح، ليس بذاك المشهور، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني في "السنن" 4/20 في إسناد فيه=(11/686)
• 7115 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي وَأَنَا غُلَامٌ، فَأَتَيْنَا رَجُلًا مِنَ الْهَاجِرَةِ، جَالِسًا فِي ظِلِّ بَيْتِهِ (1) وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ، وَشَعْرُهُ وَفْرَةٌ، وَبِرَأْسِهِ (2) رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ، قَالَ: فَقَالَ لِي أَبِي: أَتَدْرِي (3) مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَتَحَدَّثْنَا طَوِيلًا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبِي: إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ طِبٍّ، فَأَرِنِي الَّذِي بِبَاطِنِ
__________
= صدقةُ هذا: رواته مجهولون وضعفاء. وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. شيبان بن أبي شيبة: هو شيبان بن فروخ الحبطي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/294 عن محمد بن عمرو، عن عمرو بن عاصم، عن يزيد بن إبراهيم التستري، عن صدقة بن أبي عمران، عن أبي رمثة، وقال: هذا مرسل. قلنا: يعني لانقطاع ما بين صدقة وأبي رمثة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (723) من طريق يزيد بن إبراهيم التستري، و (722) من طريق سعدان بن يحيى، كلاهما عن صدقة بن أبي عمران، عن إياد بن لقيط، عن أبي رمثة.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (7109) .
وقوله: فلما كنا في بعض الطريق فلقيناه: سلف في الرواية الصحيحة (7112) أنهما رأيا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالساً في ظل الكعبة حين حجا، وذاك يكون عام حجة الوداع.
(1) في (ق) : بيت، ولعل الصواب: البيت، يعني الكعبة، كما ورد مصرحاً به في الرواية (7112) . وكلمة "جالساً" رسمت في (ظ 15) : جالس، وضبب فوقها.
(2) في (ق) : برأته، دون واو.
(3) في (ظ 15) : تدري. دون همزة استفهام.(11/687)
كَتِفِكَ، فَإِنْ تَكُ سِلْعَةً قَطَعْتُهَا، وَإِنْ تَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ أَخْبَرْتُكَ، قَالَ (1) : " طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا "، قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ، فَقَالَ لَهُ: " ابْنُكَ هَذَا؟ " قَالَ: أَشْهَدُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْظُرْ مَا تَقُولُ؟ " قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِشَبَهِي بِأَبِي، وَلِحَلِفِ أَبِي عَلَيَّ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا هَذَا، لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ " (2)
• 7116 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَالَ أَبِي: هَلْ تَدْرِي (3) مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: هَذَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَاقْشَعْرَرْتُ حِينَ قَالَ ذَلِكَ، وَكُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ لَا يُشْبِهُ النَّاسَ، فَإِذَا بَشَرٌ ذُو وَفْرَةٍ، وَبِهَا (4) رَدْعُ حِنَّاءٍ، وَعَلَيْهِ بُرَدَانِ أَخْضَرَانِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ أَبِي، ثُمَّ جَلَسْنَا، فَتَحَدَّثْنَا
__________
(1) في (ظ 15) : فقال.
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف قيس بن الربيع، وباقي رجاله ثقات رجاد الصحيح، غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وسلف برقم (7106) و (7109) .
وسيأتي من رواية الإمام أحمد، بهذا الإسناد 4/163.
(3) في (ق) : أتدري.
(4) في (ق) و (ظ 15) : بها. دون واو. وأشير إلى الواو في (س) أنها نسخة.(11/688)
سَاعَةً، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي: " ابْنُكَ هَذَا؟ "، قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: " حَقًّا؟ "، قَالَ: أَشْهَدُ بِهِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكًا مِنْ تَثْبِيتِ شَبَهِي بِأَبِي، وَمِنْ حَلِفِ أَبِي عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ "، وَقَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى مِثْلِ السِّلْعَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كَأَطَبِّ الرِّجَالِ، أَلَا أُعَالِجُهَا لَكَ؟ قَالَ: " لَا، طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا " (1)
* 7117 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، وَأَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ (2) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وسلف برقم (7109) ، وذكرنا شرحه هناك.
قال السندي: قوله: وكنت أظن أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً لا يشبه الناس: هكذا في النسخ: شيئاً، بالنصب، والوجه بالرفع، على أنه خبر "أن" فيمكن أن النصب على أنه مفعول مطلق لقوله: لا يشبه والخبرُ جملةُ لا يشبه، أي: لا يشبه الناس شيئاً من الشبه، أو على أنه حال، والخبر مقدر مثل كائن وموجود حال كونه شيئاً، أو على لغة من ينصب الخبر، أو علي أنه خبر كان مقدراً. والله تعالى أعلم.
(2) في (س) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أتيت، وجاء في هامش (س) : رأيت، وعليها علامة الصحة.(11/689)
أَخْضَرَانِ " (1)
• 7118 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : حَدَّثَنِي شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، وَلَمْ أَكُنْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، فَقُلْتُ لِابْنِي: هَذَا وَاللهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ ابْنِي يَرْتَعِدُ، هَيْبَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ، وَإِنَّ أَبِي كَانَ طَبِيبًا، وَإِنَّا أَهْلُ بَيْتِ طِبٍّ، وَاللهِ مَا يَخْفَى عَلَيْنَا مِنَ الْجَسَدِ عِرْقٌ وَلَا عَظْمٌ، فَأَرِنِي هَذِهِ الَّتِي عَلَى كَتِفِكَ، فَإِنْ كَانَتْ سِلْعَةً قَطَعْتُهَا، ثُمَّ دَاوَيْتُهَا، قَالَ: " لَا، طَبِيبُهَا اللهُ "، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ هَذَا الَّذِي مَعَكَ؟ " قُلْتُ: ابْنِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: " ابْنُكَ؟ " قَالَ: ابْنِي، أَشْهَدُ بِهِ، قَالَ: " ابْنُكَ هَذَا لَا يَجْنِي
__________
(1) إسناد أحمد صحيح على شرط مسلم، وإسناد ولده عبد الله صحيح.
وأخرجه الترمذي (2812) ، والنسائي في "المجتبى" 3/185 عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن إياد.
قلنا: قد تابع عبيد الله بن إياد سفيانُ الثوري في الرواية (7104) و (7107) ، وعبد الملك بنُ سعيد بن أبجر في الرواية (7110) ، وعليُّ بن صالح في الرواية (7112) ، وغيرهم كما سلف مبسوطاً في تخريج الرواية (7106) .(11/690)
عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ " (1)
[آخر مسند أبي رمثة، وسيتكرر مسنده 4/163]
__________
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه مختصراً الدارمي 2/198-199، والنسائي في "المجتبى" 8/204، من طريقين عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد.
وقد حققنا القول في الرواية (7106) أن أبا رمثة هو الابن كان مع أبيه.
وقوله: قدمت المدينة، سلف في الرواية الصحيحة (7112) أنه رآه حين حج جالساً في ظل الكعبة. وانظر (7109) ففيها شرح الحديث.(11/691)
مسند
الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط عادل مرشد
الجزء الثاني عشر
مؤسسة الرسالة(12/1)
النسخ الخطية المعتمدة في مسند أبي هريرة:
1- نسخة المكتبة الظاهرية (ظ 3) .
2- نسخة الحافظ ابن عساكر (عس) .
3- نسخة المعهد العلمي بحائل (ل) .
4- نسخة مكتبة كوبريللي (ك) .
5- نسخة دار الكتب المصرية (س) .
6- نسخة المكتبة القادرية ببغداد (ق) .
7- نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالموصل (ص) .
8 - وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية في هامش هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهم فروقها وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها بـ (م) .
الرموز المستعملة في زيادات عبد الله بن أحمد، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره، هي:
• دائرة صغيرة سوداء لزياداته.
° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.
* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.
ستأتي إحصائية الأحاديث الصحيحة والحسنة والضعيفة في الجزء الأخير
من مسند أبي هريرة إن شاء الله.(12/2)
مقدمة التحقيق
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، وبعد:
فقد يسر الله لنا تحقيق وشرح مسند أبي هريرة رضي الله عنه على وجه تقر به عيون أهل الفضل وتبتهج له نفوسهم، فإن أهل العلم بهذا الفن يعلمون ما يعانيه الباحث في تحقيق مسند أبي هريرة والذي بلغت أحاديثه (3870) حديثا.
ولقد هيأ الله لنا أصحابا قد شدوا طرفا من هذا العلم، فعملوا معنا وتحت إشرافنا زمنا ليس بالقليل، حتى حصلت لهم درية بهذا الفن، أهلتهم لأن يسهموا في خدمة هذا "المسند"، فكانوا نعم العون لنا في كل ذلك، وهم:
عامر منير، وهيثم عبد الغفور، وسعيد محمد اللحام، وأحمد الجزار بشناق،
وأحمد عبد الله، وأحمد برهوم، وعبد اللطف حرز الله.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمدنا بعونه وتوفيقه لإتمام تحقيق وشرح ما تبقى من "المسند"، وأن يمهد لنا السبيل، ويذلل لنا العقبات، وأن يجنبنا الخطأ والزلل فيما نحن آخذون بسبيله، وأن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم.
هذا وقد حصلنا على قطعتين خطيتين من مسند أبي هريرة لم يسبق لهما
وصف في مقدمة التحقيق، وهما:
1- قطعة مصورة من مكتبة كوبريللي، وتقع في (208) ورقات، تبتدىء(12/7)
من الحديث رقم (8988) ، وتنتهي بآخر مسند أبي هريرة.
وهذه القطعة لم يذكر تاريخ نسخها، ولا الناسخ لها.
وهي غير مقروءة ولا مسموعة، ويقع فيها أخطاء كثيرة، فهي في مجملها نسخة مؤوفة لا يصلح الاعتماد عليها، وإن صححنا منها شيئا - وهو نادر جدا - فالرمز إليها بحرف (ك) .
2- قطعة مصورة من مكتبة المعهد العلمي بحائل، التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهي المرموز لها بحرف (ل) .
تقع هذه القطعة في (247) ورقة، وتبتدىء من الحديث رقم (7672) ، وتنتهي بآخر مسند أبي هريرة.
وهي نسخة جيدة، نسخت سنة 816 هـ بدار الندوة بالمسجد الحرام تجاه الكعبة المعظمة، ولم يذكر فيها اسم ناسخها.
وهذه القطعة قد قرأها غير واحد من أهل العلم عند الكعبة، كما جاء ذلك مثبتا في آخرها.
تنبيه: لمسند أبي هريرة قطعة ثالثة، وهي من نسخة الحافظ ابن عساكر، وقد سلف وصفها في مقدمة التحقيق عند وصف النسخ الخطية برقم (11) ، وفاتنا هناك أن ننبه إلى الرمز الذي استعملناه لها، فهي حيث وجدت فالرمز إليها بـ (عس) . ونشير هنا إلى أنه وقع في نسختنا المصورة عن هذه القطعة نقص ابتدأ من الحديث (8419) وانتهى بالحديث (8586) .
شعيب الأرنؤوط
عادل مرشد(12/8)
مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
__________
ترجمة أبي هريرة رضي الله عنه
هو الإمام الفقيه المجتهد الحافظ، صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أبو هريرة الدوسي اليماني، سيد الحفاظ الأثبات.
اختلف في اسمه واسم أبيه على أقوال كثيرة، أرجحها: عبد الرحمن بن صخر، وهو مشهور بكنيته حتى غلبت على اسمه، وسبب كنيته إنه كان يعتني بهرة برية عندما كان يرعى الغنم لأهله، فكني بها.
أسلم أبو هريرة على يدي الطفيل بن عمرو الدوسي، وقدم معه على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة سبع وهو في خيبر، فكان أول مشهد شهده مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم شهد المشاهد كلها فيما بعد.
صحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولزمه ما يقرب من أربع سنين حتى توفي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حمل خلالها عنه علما كثيرا طيبا مباركا فيه، لم يلحق في كثرته، وحمل أيضا عن أبي بكر وعمر وأبي بن كعب وأسامة بن زيد وعائشة والفضل بن عباس وبصرة بن أبي بصرة، وكذا حمل عن كعب الأحبار.
وحدث عنه خلق من الصحابة وغيرهم، فبلغ عدد من روى عنه ثمان مئة أو أكثر.
ولما هاجر كان معه مملوك له، فهرب منه في الطريق، ثم وجده في المدينة فأعتقه لوجه الله تعالى. ثم جاع أبو هريرة واحتاج ولزم المسجد، فكان من أصحاب الصفّة.
كان أبو هريرة من أحفظ الصحابة -إن لم يكن أحفظهم-، حتى قيل: كان حفظه الخارق من معجزات النبوة، فقد روى الشيخان عن أبي هريرة نفسه أنه قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتقولون: ما(12/9)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثله، وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وكان إخواني من الأنصار يشغلهم عمل أموالهم، وكنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة، ألزم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ملء بطني، فاحضر حين يغيبون، وأعي حين ينسون، وقد قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث يحدثه يوما: " إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي جميع مقالتي، ثم يجمع إليه ثوبه، إلا وعى ما أقول " فبسطت نمرة على، حتى إذا قضى مقالته، جمعتها إلى صدري، فما نسيت من مقالة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلك من شيء.
قال الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره.
ومع ذلك فقد كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لا يرى أن يكثر أبو هريرة الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد أخرج أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/286 بإسناد صحيح عن السائب بن يزيد، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو لألحقنك بأرض دوس.
قال الذهبي: هكذا هو كان عمر رضي الله عنه يقول: أقلوا الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزجر غير واحد من الصحابة عن بث الحديث، وهذا مذهب لعمر ولغيره.
وقد كان أبو هريرة من الصدق والحفظ والديانة والعبادة والزهادة والعمل الصالح على جانب عظيم، وله في ذلك أخبار كثيرة، ذكر جانبا منها ابن كثير في " البداية والنهاية ".
استعمله عمر بن الخطاب على البحرين، وكان مروان بن الحكم يستخلفه على إمارة المدينة في عهد معاوية بن أبي سفيان.
وكان ممن نصر أمير المؤمنين عثمان بن عفان يوم الدار، فحمل سيفه ووقف على باب عثمان مدافعا عنه، إلا أن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه صرفه ومنعه من القتال.
توفي أبو هريرة رضي الله عنه سنة تسع وخمسين على المشهور، وكانت سنه إذ ذاك ثمانيا وسبعين سنة، فصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان نائب المدينة، وكان فيمن صلى عليه ابن عمر وأبو سعيد الخدري وخلق من الصحابة والتابعين،(12/10)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
وكان ذلك عند صلاة العصر، وكانت وفاته في داره بالعقيق، فحمل إلى المدينة فصلي عليه، ثم دفن بالبقيع، رحمه الله ورضي عنه.
انظر "سير أعلام النبلاء" للذهبي 2/578-632، و"البداية والنهاية" لابن كثير 8/107-118.(12/11)
7119 - أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَمِينُكَ عَلَى مَا يُصَدِّقُكَ بِهِ صَاحِبُكَ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي صالح -ويقال له: عباد-، فقد روى له مسلم هذا الحديث الواحد، ووثقه ابن معين، وقال الساجي، وتبعه الأزدي: ثقة، إلا أنه روى عن أبيه ما لم يتابع عليه، وقال الذهبي في "الكاشف": مختلف في توثيقه، وحديثه حسن، وقال في "الميزان": صالح الحديث، قلنا: لكن قال البخاري: منكر الحديث، وذكره ابن حبان والعقيلي في
"الضعفاء"، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. وأخرجه الدارقطني 4/157، والمزي في "تهذيب الكمال" 15/118-119 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2349) ، ومسلم (1653) ، وأبو داود (3255) ، وابن ماجه (2121) ، والترمذي في "سننه" (1354) ، وفي "العلل" 1/552، وبحشل في "تاريخه" ص 249، والعقيلي في "ضعفائه" 2/251، وابن عدي في "الكامل" 4/1650، والدارقطني 4/157 و158، والحاكم 4/303، وأبو نعيم في "الحلية" 9/225 و10/127، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/65، وفي "الصغرى"(12/13)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (4047) ، والبغوي في "شرح السنة" (2514) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 15/119 من طرق عن هشيم، به. سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: صحيح إن شاء الله، وقال الترمذي في "السنن": هذا حديث حسن غريب، وعبد الله بن أبي صالح هو أخو سهيل بن أبي صالح، لا نعرفه إلا من حديث هشيم، عن عبد الله بن أبي صالح.
وقال الترمذي أيضا في كتاب "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: هو حديث هشيم لا أعرف أحدا رواه غيره، وقد تعقبه المزي، فقال: هكذا قال الترمذي، وقد رواه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن جده، عن أبي هريرة. قلنا: لكن هذه الطريق لا يفرح بها، فعبد الله بن سعيد متروك.
وأخرجه مسلم (1653) ، وابن ماجه (2120) ، والقضاعي (259) ، والبيهقي في "الكبرى" 10/65، وفي "الصغرى" (4048) ، والبغوي (2515) من طريق يزيد بن هارون، عن هشيم، به، لكن بلفظ: "اليمين على نية المستحلف".
وسيأتي الحديث برقم (8378) من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وله طريق آخر عند ابن عدي في "الكامل" 7/2677 حدثنا علي بن الحسن بن سليمان القافلاني، حدثنا رزق الله بن موسى، عن يحيى بن أبي الحجاج، حدثنا عوف -هو ابن أبي جميلة-، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وهذا إسناد حسن في المتابعات.
وله شاهد عند عبد الرزاق في "المصنف" (16022) عن ابن جريج، قال: أخبرني إسماعيل بن أمية، عن الثقة من أهل المدينة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال، فذكره. وهذا إسناد فيه جهالة وإرسال، أما الجهالة فمن جهة أن إسماعيل بن أمية لم يسم الذي روى عنه حتى نتبين حاله، وكونه ثقة عنده لا يلزم منه أنه كذلك عند الآخرين، قال السيوطي في "التدريب": وإذا قال: حدثني الثقة أو نحوه من غير أن يسميه لم يكتف به في التعديل على الصحيح حتى يسميه، لأنه وإن كان ثقة(12/14)
7120 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، وَهِشَامٌ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (1)
__________
=عنده فربما لو سماه، لكان ممن جرحه غيره بجرح قادح، بل إن إضرابه عن تسميته ريبة توقع ترددا في القلب، بل زاد الخطيب أنه لو صرح بأن كل شيوخه ثقات، ثم روى عمن لم يسمه، لم يعمل بتزكيته، لجواز أن يعرف إذا ذكره بغير العدالة. وأما الإرسال فمن جهة أن إسماعيل بن أمية -وهو ثقة من رجال الشيخين- من أتباع التابعين ولا يروي إلا عن تابعي.
وآخر عن عائشة موقوفا عليها عنده أيضا (16023) عن ابن جريج، قال: أخبرني إسماعيل بن كثير، عن عائشة، قالت: اليمين على ما صدقت به. وهذا إسناد فيه انقطاع بين إسماعيل وعائشة.
قوله: "يمينك على ما يصدقك ... "، قال الترمذي في "سننه": العمل على هذا عند بعض أهل العلم، وبه يقول أحمد وإسحاق، وروي عن إبراهيم النخعي (هو عند عبد الرزاق في "مصنفه" برقم 16025) أنه قال: إذا كان المستحلف، ظالما، فالنية نية الحالف، وإذا كان المستحلف مظلوما، فالنية بنية الذي استحلف.
وقال البغوي في "شرح السنة" في معناه: أي: يجب أن تحلف على ما يصدقك به صاحبك إذا حلفت.
وقال السندي في "الحاشية": المعنى: يمينك واقع على نية يصدقك المستحلف على تلك النية، ولا تؤثر التورية فيه، وهذا إذا كان للمستحلف حق الاستحلاف، وإلا فالتورية نافعة قطعا، وعليه يحمل ما جاء أن رجلا حلف على أن فلانا أخي، فخلي سبيله، فأخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فقال: "صدقت، المسلم أخو المسلم" رواه أبو داود (3256) عن سويد بن حنظلة، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن زاذان، وهشام: هو ابن حسان، وابن سيرين: هو محمد.=(12/15)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/45 و46، وفي "الكبرى" (5833) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 3/204 من طريق عبد الله بن عون، ومن طريق أيوب السختياني، كلاهما عن ابن سيرين، به.
وسيأتي برقم (9327) و (10395) و (10484) و (10587) .
وأخرجه البخاري (2355) من طريق أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7254) و (8252) و (8971) و (9005) و (10147) و (10394) .
قوله: "جبار"، قال السندي: بضم جيم، وخفة موحدة، أي: هدر.
والمعدن، قال: بكسر الدال، قالوا: إذا استأجر إنسان آخر لاستخراج معدن، أو لحفر بئر، فانهار عليه، أو وقع فيها إنسان فلا ضمان عليه إذا كان في ملكه.
والعجماء، قال: أي: البهيمة، لأنها لا تتكلم، وكل ما لا يقدر على الكلام فهو أعجم "جبار"، أي: إذا جرحت إنسانا فهو هدر، قال الخطابي: هذا إذا لم يكن معها قائد ولا سائق.
وفي الركاز، قال: بكسر راء وتخفيف كاف آخره زاي معجمة، من ركزه: إذا دفنه، والمراد الكنز الجاهلي المدفون في الأرض، وإنما وجب فيه الخمس لكثرة نفعه، وسهولة أخذه.
قلنا: ذكر مالك في "الموطأ" 1/250، ونقله عنه أبو عبيد في "الأموال" ص 339: أن الركاز دفن الجاهلية الذي يؤخذ من غير أن يطلب بمال، ولا يتكلف له كبير عمل. وروى البيهقي في "المعرفة" من طريق الربيع، قال: قال الشافعي: والركاز الذي فيه الخمس دفن الجاهلية ما وجد في غير ملك لأحد، وذهب أبو حنيفة والثوري وغيرهما إلى أن المعدن كالركاز، واحتجوا بقول العرب: أركز الرجل: إذا أصاب ركازا، وهي قطع من الذهب تخرج من المعادن، هذا قول الخليل وأبي=(12/16)
7121 - أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَآهُ يُقَبِّلُ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا، فَقَالَ لَهُ: تُقَبِّلْهُ (1) يَا رَسُولَ اللهِ؟ لَقَدْ وُلِدَ لِي عَشْرَةٌ، مَا قَبَّلْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مَنْ لَا يَرْحَمُ، لَا يُرْحَمُ " (2)
__________
=عبيد، وفي "النهاية" لابن الأثير: الركاز عند أهل الحجاز: كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض، وعند أهل العراق: المعادن، والقولان تحتملهما اللغة، لأن كلا منهما مركوز في الأرض، أي: ثابت. والحجة للجمهور تفرقة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين المعدن وبين الركاز بواو العطف، فصح أنها غيره.
وقال الشيخ أنور الكشميري في "فيض الباري" 3/53: والركاز عندنا (يعني الحنفية) يطلق على الدفين والمخلوق في الأرض سواء، نعم المعدن والكنز متقابلان، فالمعدن: ما خلق في الأرض، والكنز: ما دفن فيها، والخمس عندنا فيهما إلا في دفائن أهل الإسلام، فإن حكمها حكم اللقطة. وقال الشافعي: الركاز هو الدفين، ولا خمس عنده في المعدن.
(1) في (م) : لا تقبله، وهو خطأ، وفي (عس) : أتقبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، هشيم -وهو ابن بشير- صرح بالتحديث عند الخطيب البغدادي في "تاريخه" فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه أبو يعلى (5892) و (5983) و (6113) ، والخطيب في "تاريخه" 10/177 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5997) ، وفي "الأدب المفرد" (91) ، والبغوي (3446) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والخطيب في "الأسماء المبهمة" =(12/17)
7122 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ شُعْبَةَ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ (2) مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَوَضَّئُونَ، فَقَالَ: أَسْبِغُوا
__________
= ص 401 من طريق سليمان بن كثير، كلاهما عن الزهري، به. وقال فيه سليمان بن كثير بدل "عيينة بن حصن": الأقرع بن حابس.
وأخرجه بنحوه ابن حبان (5596) و (6975) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 86 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به، وهذا سند حسن.
وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/144، وهناد في "الزهد" (1330) ، وأبو أحمد العسكري في "تصحيفات المحدثين" 1/383-384، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 402 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، مرسلا.
وسيأتي الحديث برقم (7289) عن سفيان بن عيينة، و (7649) من طريق معمر، و (10673) من طريق محمد بن أبي حفصة، ثلاثتهم عن الزهري، به. وفيه عندهم "الأقرع بن حابس" بدل: عيينة بن حصن، وهو أرجح.
وفي الباب عن جرير بن عبد الله، متفق عليه، وصححه ابن حبان (465) .
وعن جابر بن عبد الله عند ابن أبي شيبة 8/529.
وعن ابن عمر عند البزار (1952- كشف الأستار) ، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/187، وقال: رواه البزار والطبراني، وفيه عطية، وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وفي الباب أيضا عن غير واحد من الصحابة.
قال السندي: المعنى: أن تقبيل الصغير من باب الرحمة على من يستحقها، فلا ينبغي تركه، فإن الذي لا يرحم المستحق للرحمة، لا يرحمه الله تعالى.
(1) في (م) والأصول الخطية: شعيب، وهو تحريف، والتصويب من (عس) و"أطراف المسند" 2/ورقة 126، ومن المواضع التي سيتكرر فيها الحديث، ومن مصادر التخريج.
(2) كذا في (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: قال.(12/18)
الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، فقد صرح هشيم بالتحديث عند أبي نعيم، وقد توبع. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم، أبو الحارث المدني.
وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/64 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2486) ، وابن أبي شيبة 1/26، وإسحاق بن راهويه (48) و (49) ، والدارمي (707) ، والبخاري (165) ، ومسلم (242) (29) ، والنسائي في "المجتبى" 1/77، وفي "الكبرى" (113) ، وابن الجارود (78) ، وأبو عوانة 1/251، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1163) ، والطحاوي 1/38، والبيهقي 1/69 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (242) ، والبيهقي 1/69 من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، به.
وسيأتي برقم (7816) و (9265) و (9283) و (9304) و (9554) و (10024) و (10092) و (10248) و (10459) ، وانظر (7791) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند البخاري (60) ، ومسلم (241) ، وسلف عند المصنف برقم (6809) .
وعن عائشة عند مسلم (240) ، وسيأتي 6/40.
وعن عبد الله بن الحارث، سيأتي 4/190.
وعن معيقيب، سيأتي 3/426.
وعن جابر بن عبد الله، أخرجه ابن ماجه (454) ، وأبو عوانة 1/252، والطحاوي 1/38.
وعن خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص عند ابن ماجه (455) .
وعن أبي أمامة وأخيه، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/240، وقال: رواه=(12/19)
7123 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - وَاللهُ أَعْلَمُ أَقَالَ الثَّالِثَةَ أَمْ لَا -، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ يُحِبُّونَ السَّمَانَةَ، يَشْهَدُونَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا " (1)
__________
= الطبراني في "الكبير" (8109 - 8116) من طرق، في بعضها: عن أبي أمامة وأخيه، وفي بعضها: عن أبي أمامة فقط، وفي بعضها: عن أخيه فقط.
قوله: "ويل للأعقاب ... "، قال أبو محمد البغوي في "شرح السنة" 1/429: أي: لأصحاب الأعقاب المقصرين في غسلها، كما قال الله سبحانه وتعالى: (واسأل القرية) [يوسف: 82] ، أي: أهل القرية.
وقيل: أراد أن العقب يخص بالعذاب إذا قصر في غسلها، والعقب: ما أصاب الأرض من مؤخر الرجل إلى موضع الشراك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (35) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد، دون قوله: "ثم يجيء ... الخ"
وأخرجه مسلم (2534) من طريق هشيم، به.
وأخرجه الطيالسي (2550) من طريق هشام الدستوائي، ومسلم (2534) ، والطحاوي في "المشكل" (2468) من طريق أبي عوانة، كلاهما عن أبي بشر، به.
وسيأتي برقم (9318) و (10211) .
وفي الباب عن ابن مسعود، والنعمان بن بشير، وعمران بن الحصين، وبريدة الأسلمي، وعائشة، وهي في "المسند" على التوالي (3594) ، 4/267، 4/426، 5/350، 6/156.=(12/20)
7124 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَجَدَ عَيْنَ مَالِهِ عِنْدَ رَجُلٍ قَدْ أَفْلَسَ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِمَّنْ سِوَاهُ " (1)
__________
= قوله: "خير أمتي القرن"، قال السندي: خيرية القرن لا تدل على خيرية كل فرد من ذلك القرن على كل فرد من القرن المفضول، وإلا لكان كل ما بقي خيرا من كل من كان بعده، وهو منتف، بل يكفي في خيرية القرن غلبة الصلاح.
والسمانة -بفتح سين-: والمراد كثرة اللحم بالاكتساب بالتوسع في المأكل والمشرب، وأما كثرته خلقة، فغير معيوب، نعم قد يقال: محبته معيوبة.
وقوله: "قبل أن يستشهدوا"، أي: يطلب منهم الشهادة، والمراد: أن الناس لا يطلبون منهم الشهادة، لعلمهم بأن لا شهادة عندهم، فهذا كناية عن شهادتهم بالزور، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه مسلم (1559) (22) ، وأبو يعلى (6470) ، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (43) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/678، والشافعي في "الأم" 3/199، وفي "المسند" 2/162 و162-163، وعبد الرزاق (15160) و (15161) ، والطيالسي (2507) ، وابن أبي شيبة 6/35-3 و14/275-27، والبخاري (2402) ، ومسلم (1559) ، وأبو داود (3519) ، وابن ماجه (2358) ، والترمذي (1262) ، والنسائي في "المجتبى" 7/311، والباغندي (35) و (36) و (37) و (38) و (39) و (40) و (44) ، والطحاوي 4/164، وابن حبان (5036) و (5037) ، والدارقطني 3/29 و30، والبيهقي في "السنن" 6/44-45 و45، وفي "معرفة السنن والآثار" (3628) =(12/21)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= و (3629) و (3630) و (3631) و (3632) و (3638) ، والبغوي في "شرح السنة" (2133) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. ولم يذكر عمر بن عبد العزيز في رواية الباغندي التي برقم (37) .
وأخرجه مسلم (1559) ، والنسائي في "المجتبى" 7/311، وفي "الكبرى" (6273) ، والبيهقي في السنن" 6/45، وفي "معرفة السنن والآثار" (3633) من طريق ابن أبي حسين، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (45) و (46) و (47) من طريق يزيد بن الهاد، كلاهما عن أبي بكر بن محمد، به.
وأخرجه أبو داود (3522) ، وابن ماجه (2359) ، وابن الجارود (631) و (632) و (633) ، والدارقطني 3/29-30، والبيهقي في "السنن" 6/47، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/406 من طريق الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/678، ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق (15158) ، وأبو داود (3520) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/166، وفي "مشكل الآثار" (4629) عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، مرسلا.
وأخرجه أبو داود (3521) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/165 من طريق يونس، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن مرسلا كذلك.
وأخرجه ابن ماجه (2361) ، والبيهقي 6/48، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/409 من طريق اليمان بن عدي، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. قال البيهقي: وهو ضعيف، وقال ابن عبد البر: ليس هذا الحديث محفوظا من رواية أبي سلمة، وإنما هو معروف لأبي بكر بن عبد الرحمن.
وأخرجه مسلم (1559) (25) ، والبيهقي في "السنن" 6/46، وفي "المعرفة" (3634) من طريق عراك بن مالك، عن أبي هريرة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/163، وفي "الأم" 3/199، وأبو داود (3523) ، وابن ماجه (2360) ، وابن الجارود (634) ، والدارقطني 3/29،=(12/22)
7125 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَتِ الدَّابَّةُ مَرْهُونَةً، فَعَلَى الْمُرْتَهِنِ عَلَفُهَا، وَلَبَنُ الدَّرِّ يُشْرَبُ، وَعَلَى الَّذِي يَشْرَبُهُ نَفَقَتُهُ، وَيَرْكَبُ " (1)
__________
= والحاكم 2/50-51، والبيهقي في "السنن" 6/46، وفي "المعرفة" (3636) ، والبغوي (2134) من طريق عمر بن خلدة، عن أبي هريرة.
وسيأتي الحديث برقم (7372) و (7390) و (7507) و (10131) ، وانظر (7390) و (8566) و (10794) .
وفي الباب عن جابر، وسيأتي في "المسند" 3/302.
وعن سمرة بن جندب، وسيأتي 5/10.
قال البغوي في "شرح السنة" 8/187 - 188: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، قالوا: إذا أفلس المشتري بالثمن، ووجد البائع عين ماله، فله أن يفسخ البيع، ويأخذ عين ماله، وإن كان قد أخذ بعض الثمن وأفلس بالباقي، أخذ من عين ماله بقدر ما بقي من الثمن، وهو قول أكثر أهل العلم، قضى به عثمان، وروي عن علي ذلك، ولا نعلم مخالفا من الصحابة، وإليه ذهب عروة بن الزبير، وبه قال مالك والأوزاعى والشافعى وأحمد وإسحاق.
وذهب قوم إلى أنه ليس له أخذ عين ماله، وهو أسوة الغرماء، وبه قال النخعي وابن شبرمة وأصحاب الرأي، ولو مات مفلسا فهو كما لو أفلس في حياته على هذا الاختلاف.
وذهب مالك إلى أنه إذا مات مفلسا، أو أفلس في حياته، وقد أخذ البائع شيئا من الثمن، فليس له أخذ عين ماله، بل يضارب الغرماء.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، هشيم صرح بالتحديث عند الدارقطني، وقد توبع. زكريا: هو ابن أبي زائدة.=(12/23)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو يعلى (6639) من طريق زكريا بن يحيى الواسطي، والطحاوي 4/99 من طريق إسماعيل الصائغ، والدارقطني 3/34 من طريق زياد بن أيوب، ثلاثتهم عن هشيم، به.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 14/180، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (160) و (281) ، والبخاري (2511) و (2512) ، وأبو داود (3526) ، وابن ماجه (2440) ، والترمذي (1254) ، والطحاوي 4/98، وابن حبان (5935) ، والدارقطني 3/34، والبيهقي في "السنن" 6/38، وفي "المعرفة" (3616) ، والبغوي (2131) من طرق عن زكريا بن أبي زائدة، به.
وأخرج الدارقطني 3/34، والحاكم 2/58، والبيهقي في "السنن" 6/38 من طريق أبي عوانة، وابن عدي في "الكامل" 1/272، والبيهقي 6/38، والخطيب في "تاريخه" 6/184 من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "الرهن مركوب ومحلوب". قال الحاكم بعد أن رواه مرفوعا: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لإجماع الثوري وشعبة على توقيفه عن الأعمش، وأنا على أصلي الذي أصلته في قبول الزيادة من الثقة. ووافقه الذهبي على تصحيحه.
وأخرجه ابن راهويه (282) عن عيسى بن يونس، والبيهقي في "سننه" 6/38، وفي "معرفة السنن والآثار" (3615) من طريق وكيع وشعبة وابن عيينة، أربعتهم عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفا.
وقال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/37: سمعت أبي يقول: حدثنا علي الطنافسي، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعا: "الرهن مركوب ومحلوب" رفعه مرة، ثم ترك بعد الرفع فكان يقفه.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/45 من طريق منصور، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعا. وقال: غريب من حديث منصور وأبي صالح، لم نكتبه إلا من هذا الوجه. وسيأتي الحديث برقم (10110) .=(12/24)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قوله: "فعلى المرتهن علفها"، قال السندي: قال الجمهور: يحلبه المالك وعليه النفقة، والمقصود من الحديث أن الرهن لا يهمل ولا تعطل منافعه، وقيل: يحلبه المرتهن، وعليه النفقة ليكون بدلا من الانتفاع بالمرهون، ولا يكون الانتفاع بمال الغير من غير شيء، وبه قال أحمد، وهو ظاهر الحديث، وكذا الركوب والعلف، والله تعالى أعلم. ومعنى "لبن الدر"، أي: لبن ذات الدر، أي: ذات اللبن.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/144: فيه حجة لمن قال: يجوز للمرتهن الانتفاع بالرهن إذا قام بمصلحته ولو لم يأذن له المالك، وهو قول أحمد وإسحاق، وطائفة قالوا: ينتفع المرتهن من الرهن بالركوب والحلب بقدر النفقة، ولا ينتفع بغيرهما لمفهوم الحديث، وأما دعوى الإجمال فيه، فقد دل بمنطوقه على إباحة الانتفاع في مقابلة الإنفاق، وهذا يختص بالمرتهن، لأن الحديث وإن كان
مجملا، لكنه يختص بالمرتهن لأن انتفاع الراهن بالمرهون لكونه مالك رقبته لا لكونه منفقا عليه بخلاف المرتهن.
وذهب الجمهور إلى أن المرتهن لا ينتفع من المرهون بشيء، وتأولوا الحديث لكونه ورد على خلاف القياس من وجهين: أحدهما: التجويز لغير المالك أن يركب ويشرب بغير إذنه، والثاني: تضمينه ذلك بالنفقة لا بالقيمة.
قال ابن عبد البر: هذا الحديث عند جمهور الفقهاء يرده أصول مجمع عليها، وآثار ثابتة لا يختلف في صحتها، ويدل على نسخه حديث ابن عمر الماضي في أبواب المظالم: "لا تحلب ماشية امرىء بغير إذنه". انتهى.
وقال الشافعي: يشبه أن يكون المراد من رهن ذات در وظهر لم يمنع الراهن من درها وظهرها، فهي محلوبة، ومركوبة له كما كانت قبل الرهن، واعترضه الطحاوي بما رواه هشيم عن زكريا في هذا الحديث، ولفظه: "إذا كانت الدابة مرهونة، فعلى المرتهن علفها" الحديث، قال: فتعين أن المراد المرتهن لا الراهن، ثم أجاب عن الحديث بأنه محمول على أنه كان قبل تحريم الربا. فلما حرم الربا، حرم أشكاله من بيع اللبن في الصرع، وقرض كل منفعة تجر ربا، قال: فارتفع=(12/25)
7126 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ يُوسُفَ، أَوْ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اخْتَلَفُوا فِي الطَّرِيقِ، رُفِعَ مِنْ بَيْنِهِمْ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ " (1)
__________
= بتحريم الربا ما أبيح في هذا للمرتهن. وتعقب بأن النسخ لا يثبت بالاحتمال، والتاريخ في هذا متعذر، والجمع بين الأحاديث ممكن، وطريق هشيم المذكور زعم ابن حزم أن إسماعيل بن سالم الصائغ تفرد عن هشيم بالزيادة وأنها من تخليطه، وتعقب بأن أحمد رواها في "مسنده" عن هشيم، وكذلك أخرجه الدارقطنى من طريق زياد بن أيوب عن هشيم. وقد ذهب الأوزاعى والليث وأبو ثور إلى حمله على ما إذا امتنع الراهن من الإنفاق على المرهون فيباح حينئذ للمرتهن الإنفاق على الحيوان حفظا لحياته ولإبقاء المالية فيه، وجعل له في مقابلة نفقته الانتفاع بالركوب، أو بشرب اللبن بشرط أن لا يزيد قدر ذلك أو قيمته على قدر علفه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يوسف بن عبد الله بن الحارث، فمن رجال مسلم. خالد: هو ابن مهران الحذاء، وقوله في الإسناد: "عن يوسف، أو عن أبيه عبد الله بن الحارث"، فالشك الذي هنا إنما هو من هشيم، فقد رواه غير واحد عن خالد، عن يوسف بن عبد الله، عن أبيه، دون شك، ويوسف بن عبد الله لم يرو عن أحد من الصحابة إلا عن أنس بن مالك، وقد أورد الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 7/323 هذا الحديث في ترجمة عبد الله بن الحارث، عن أبي هريرة، وقال: خالد، عن يوسف، عن أبيه!
وأخرجه مسلم (1613) ، وابن الجارود (1017) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1193) ، والبيهقي 6/154، والبغوي (2175) من طريق عبد العزيز بن المختار، وابن الجارود (1017) من طريق أبي عوانة، وابن حبان (5067) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، ثلاثتهم عن خالد الحذاء، به.=(12/26)
7127 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْجهمِ (1) الْوَاسِطِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " امْرُؤُ الْقَيْسِ صَاحِبُ لِوَاءِ الشُّعَرَاءِ إِلَى النَّارِ " (2)
__________
= والحديث سيأتي برقم (9537) من طريق بشير بن كعب، وبنحوه برقم (10417) من طريق عكرمة، كلاهما عن أبي هريرة.
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2098) .
قوله: "إذا اختلفوا في الطريق"، قال السندي: أي: إذا كانت الأرض لقوم وأرادوا إحياءها وعمارتها، فإن اتفقوا في الطريق على شيء، فذاك، وإلا فيجعل عرض طريقهم سبعة أذرع لدخول الأحمال والأثقال وخروجهما.
(1) المثبت من (ظ 3) و (عس) ومن هوامش (س) و (ظ 1) و (ق) ومن "أطراف المسند" 8/135، وهو الصواب، وتحرف في (م) و (س) و (ظ 1) و (ق) و (ص) إلى: أبي الجهيم، بالتصغير.
(2) إسناده ضعيف جدا، أبو الجهم الواسطي، قيل: اسمه صبيح بن عبد الله، وقيل: ابن القاسم، قال ابن عدي في "الكامل" 7/7255: والأصح في ذلك أن اسمه وكنيته واحد، وأبو الجهم لم يرو عنه غير هشيم، ولا يعرف إلا بهذا الحديث، وقال أبو زرعة الرازي في "الضعفاء" 2/527: واهي الحديث، وجهله الإمام أحمد كما في "الجرح والتعديل" 9/355، وقال ابن حبان في "المجروحين" 3/150: شيخ من أهل واسط يروي عن الزهري ما ليس من حديثه، روى عنه هشيم، لا يجوز الاحتجاج بروايته إذا انفرد، وقال ابن عبد البر كما في "اللسان" 7/29: لا يصح حديثه.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (كما في تعليق الشيخ أحمد شاكر على "المسند"، والنص في "المجروحين" 3/150 مضطرب) ، وابن عدي في "الكامل" =(12/27)
7128 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ (1) ، عَنْ جَبْرِ بْنِ عَبِيدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " وَعَدَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ (2) الْهِنْدِ،
__________
= 4/1404 و7/2598 و2755، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/138 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح.
وأخرجه البزار (2091- كشف الأستار) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص122، وابن عدي 4/1404 و7/2598 و2755، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" ص 101-102، وابن الجوزي 1/138 من طريق هشيم، به.
وذكره البخاري في "تاريخه" قسم الكنى (154) عن مسدد، عن هشيم، به موقوفا على أبي هريرة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/119، وقال: رواه أحمد والبزار، وفي إسناده أبو الجهيم شيخ هشيم بن بشير، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه ابن عدي 4/1404 من طريق عبد الرزاق بن عمر، عن الزهري، به.
وعبد الرزاق هذا متروك الحديث عن الزهري، كما قال الحافظ في "التقريب".
وأخرجه ابن عدي 1/204 عن أحمد بن محمد بن حرب، حدثنا أبو داود المروزي، حدثنا الأصمعي، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. فذكره.
وقال عقبه: وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل. وقال عن شيخه أحمد: يتعمد الكذب، ويلقن فيتلقن.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 9/370، وابن الجوزي 1/138 - 139 من طريق أبي هفان الشاعر، عن الأصمعي، به. وأبو هفان: هو عبد الله بن أحمد بن حرب، قال ابن الجوزي: لا يعول عليه. وقال الحافظ في "اللسان" 3/250: أتى عن الأصمعي بخبر باطل، ثم ساق له هذا الخبر.
(1) تحرف في (م) إلى: يسار.
(2) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ الخطية: في غزوة، بزيادة=(12/28)
فَإِنِ اسْتُشْهِدْتُ كُنْتُ مِنْ خَيْرِ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ رَجَعْتُ، فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ " (1)
__________
= "في"، وهو خطأ.
(1) إسناده ضعيف، جبر بن عبيدة لم يرو عنه غير سيّار أبي الحكم، ولم يوثقه غير ابن حبان، وذكره الذهبي في "الميزان" 1/388، وقال: عن أبي هريرة بخبر منكر لا يعرف من هذا، وحديثه: وعدنا بغزوة الهند!
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/316-317، والحاكم 3/514 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 6/42، والبيهقي في "السنن" 9/176، وفي "الدلائل" 6/336 من طريق هشيم، به. وذكره البخاري في "تاريخه" 2/243 عن هشيم، به.
وأخرجه النسائي 6/42 من طريق زيد بن أبي انيسة، عن سيار، به.
وللحديث طريق ثان ضعيف سيأتي برقم (8823) من طريق البراء، عن الحسن، عن أبي هريرة.
وله طريق ثالث عن أبي هريرة: أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (291) ، حدثنا أبو الجوزاء أحمد بن عثمان -وكان من نساك أهل البصرة-، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا هاشم بن سعيد، عن كنانة بن نبيه مولى صفية، عن أبي هريرة، نحوه. وهذا إسناد ضعيف لضعف هاشم بن سعيد، وكنانة بن نبيه -وهو مولى صفية بنت حيي- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبولٌ، ضعفه الأزدي بلا حجة.
قلنا: ويشهد لقول أبي هريرة "وعدنا رسول الله غزوة الهند" ما أخرجه أحمد 5/278، والنسائي 2/46-43، وابن عدي في "الكامل" 2/583، والبيهقي في "السنن" 9/176-177 من حديث ثوبان، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "عصابتان من أمتي أحرزهم الله من النار: عصابة تغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم" =(12/29)
7129 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ إِلَى الصَّلَاةِ الَّتِي بَعْدَهَا، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا "، قَالَ: " وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَالشَّهْرُ إِلَى الشَّهْرِ - يَعْنِي رَمَضَانَ إِلَى رَمَضَانَ - كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا "، قَالَ: ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: " إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ - قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ ذَلِكَ لِأَمْرٍ (1) حَدَثَ -: إِلَّا مِنَ الْإِشْرَاكِ بِاللهِ، وَنَكْثِ الصَّفْقَةِ، وَتَرْكِ السُّنَّةِ " قَالَ: " أَمَّا نَكْثُ الصَّفْقَةِ: أَنْ تُبَايِعَ رَجُلًا ثُمَّ تُخَالِفَ إِلَيْهِ تُقَاتِلُهُ بِسَيْفِكَ، وَأَمَّا تَرْكُ السُّنَّةِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَّا الْإِشْرَاكُ بِاللهِ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا نَكْثُ الصَّفْقَةِ؟ قَالَ: " فَأَنْ تُبَايِعَ رَجُلًا ثُمَّ تُخَالِفَ إِلَيْهِ تُقَاتِلَهُ بِسَيْفِكَ، وَأَمَّا تَرْكُ السُّنَّةِ (2) فَالْخُرُوجُ مِنَ الْجَمَاعَةِ " (3)
__________
= وفي إسناده ضعف
قوله في الحديث: "المحرر"، كذا هو في (ظ 3) و (عس) ، وهو الصواب، وفي (م) وباقي النسخ: المحررة. والمحرر، قال السندي: بفتح الراء الأولى مشددة، أي: المعتق من النار بمقتضى ما وعد لأهل تلك الغزوة.
(1) في (م) والأصول الخطية المتأخرة: الأمر، والمثبت من (ظ 3) و (عس) ومن مسند أبي هريرة من "جامع المسانيد" ورقة 106، ومن مصادر التخريج.
(2) من قوله: "قال: قلت: يا رسول الله، أما الإشراك" إلى هنا لم يرد في (م) ، وهو ثابت في عامة أصولنا الخطية، قال السندي: ولعل وجهه أنه أراد (يعني أبا هريرة) أن يذكر تفسير نكث الصفقة وترك السنة بلا رفع، ثم بدا له أن يرفعه، فترك الموقوف في الأثناء إلى المرفوع، والله تعالى أعلم.
(3) صحيح دون قوله: "إلا من ثلاث ... " إلى آخر الحديث، ورجاله ثقات=(12/30)
7130 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " شِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ " (1)
__________
= رجال الشيخين غير عبد الله بن السائب -وهو الكندي الكوفي- فمن رجال مسلم، إلا أنه قد روي عن يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب كما سيأتي عند المصنف برقم (10576) بزيادة رجل مبهم من الأنصار بين عبد الله بن السائب وبين أبي هريرة، قال الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 202: وقول يزيد أشبه بالصواب.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (3620) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الحاكم 4/259 من طريق إسحاق بن يوسف، عن العوام بن حوشب، به - دون ذكر الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان. وصحح إسناده ووافقه الذهبي.
وسيأتي الحديث مختصرا برقم (9197) من طريق عمر بن إسحاق مولى زائدة، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن ما اجتنبت الكبائر" وهو في "صحيح مسلم" (233) (16) .
وسيأتي كذلك برقم (8715) من طريق محمد بن سيرين، وهو في "صحيح مسلم" (233) (15) ، ومن طريق عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي برقم (10285) ، وهو في "صحيح مسلم" أيضا (233) (14) ، ومن طريق الحسن البصري برقم (9356) ، ثلاثتهم عن أبي هريرة مرفوعا - دون ذكر لرمضان.
قوله: "نكث الصفقة"، قال السندي: أي: نقض البيعة.
وقوله: "وترك السنة"، قال: أي: ترك العقيدة الحقة التي كانت عليها جماعة الصحابة، والميل إلى البدعة التي هي خلاف تلك العقيدة، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القروسي، وابن سيرين: هو محمد.=(12/31)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو يعلى (6074) ، والطحاوي 1/187 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (961) من طريق سالم الخياط، وأبو نعيم في "الحلية" 8/173 من طريق عوف بن أبي جميلة، كلاهما عن ابن سيرين، به. وقرن الطبراني بابن سيرين الحسن البصري. وسيأتي الحديث برقم (10592) .
وأخرجه عبد الرزاق (2050) عن معمر، عن أيوب، عن محمد بن سيرين مرسلا.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/325، والبغوي (364) من طريق عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم (615) (181) ، وأبو عوانة 1/349، والطحاوي 1/187 من طريق بسر بن سعيد وسلمان الأغر، عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم (615) (181) من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي يونس مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة.
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي برقم (7246) و (7473) و (7613) و (8221) و (8584) و (8900) و (9125) و (9335) و (9955) و (9956) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، والمغيرة بن شعبة، وصفوان الزهري، وأبي ذر، ورجل من الصحابة، وستأتي في "المسند" على التوالي 3/9، 4/250، 4/262، 5/155، 5/368.
قال الخطابي في "معالم السنن" 1/128: معنى الإبراد في هذا الحديث: انكسار شدة حر الظهيرة.. وقوله عليه الصلاة والسلام: "فيح جهنم"، معناه: سطوع حرها وانتشاره، وأصله في كلامهم: السعة والانتشار، ومنه قولهم: مكان أفيح، أي: واسع، وأرض فيحاء، أي: واسعة، ومعنى الكلام يحتمل وجهين: أحدهما: أن شدة الحر في الصيف من وهج حر جهنم في الحقيقة..
والوجه الآخر: أن هذا الكلام إنما خرج مخرج التشبيه والتقريب، أي: كأنه نار=(12/32)
7131 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ، وَالثَّيِّبُ تُشَاوَرُ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْبِكْرَ تَسْتَحِي قَالَ: " سُكُوتُهَا رِضَاهَا " (1)
__________
= جهنم في الحر، فاحذروها واجتنبوا ضررها. قلنا: والوجه الثاني هو الراجح.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن مختلف فيه، وهو صدوق حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (554) حدثنا هشيم، حدثنا عمر بن أبي سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني 3/237 من طريق ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة، به.
وسيأتي الحديث برقم (7404) وغيره من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة.
وانظر (7527) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1888) .
وعن عائشة سيأتي في مسندها 6/45.
قوله: "تستأمر"، قال السندي: أي: يطلب منها الإذن في نكاحها ولو بالسكوت.
وقوله: "تشاور"، قال: حتى تأمر بالنكاح صريحا، وهذا الفرق مأخوذ من آخر الحديث، والله تعالى أعلم.
قال الترمذي بإثر حديث أبي هريرة هذا عند رقم (1107) : والعمل على هذا عند أهل العلم، أن الثيب لا تزوج حتى تستأمر، وإن زوجها الأب من غير أن يستأمرها فكرهت ذلك، فالنكاح مفسوخ عند عامة أهل العلم.
واختلف أهل العلم في تزويج الأبكار إذا زوجهن الآباء، فرأى أكثر أهل العلم من أهل الكوفة وغيرهم أن الأب إذا زوج البكر وهي بالغة بغير أمرها، فلم ترض=(12/33)
7132 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا (1) عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُصُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى " (2)
7133 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَعْنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَذَا قَالَ أَبِي (3) : " أَنَّهُ
__________
= بتزويج الأب، فالنكاح مفسوخ.
وقال بعض أهل المدينة: تزويج الأب على البكر جائز، وإن كرهت ذلك. وهو قول مالك بن أنس والشافعي وأحمد وإسحاق.
(1) في (م) : عن. وسقط من الإسناد فيها قوله: "عن أبيه".
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه الطحاوي 4/230، وابن عدي في "الكامل" 5/1698 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وقد تحرف "هشيم" في المطبوع من "الكامل" إلى: هشام!
وسيأتي برقم (8672) و (9026) .
ويأتي برقم (8778) من طريق العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة، عن أبيه، عن أبي هريرة. وإسناده صحيح.
وله شاهد من حديث ابن عمر سلف برقم (4654) .
ويأتي برقم (7139) عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعا: أن قص الشارب من الفطرة. وفي حديث عائشة 6/137: أن من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية.
قوله: "قصوا الشوارب"، قال السندي: يدل على أن المطلوب القص، وهو الذي اختاره مالك والمحققون.
وإعفاء اللحى: توفيرها.
(3) لفظ: "أبي" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) ، وسقط من (م) وباقي الأصول=(12/34)
نَهَى أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، أَوْ عَلَى خَالَتِهَا " (1)
7134 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= الخطية، والمراد به أحمد بن حنبل.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمر بن أبي سلمة، وقد توبع، وهشيم قد صرح بالسماع عند سعيد بن منصور في "سننه".
أخرجه سعيد بن منصور (650) عن هشيم، قال: أخبرنا عمر بن أبي سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (10755) ، وسعيد بن منصور (651) ، ومسلم (1408) (40) ، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (269) ، والنسائي 6/97، والبيهقي 7/165 من طريق عمرو بن دينار، عن أبي سلمة، به.
وسيأتي في "المسند" برقم (7463) و (9124) و (9446) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به.
وأخرجه مسلم (1408) (34) ، ومحمد بن نصر المروزي (271) ، والنسائي 6/97، والبيهقي 7/165 من طريق عراك بن مالك، ومحمد بن نصر (278) ، والنسائي 6/97 من طريق عبد الملك بن يسار، وسعيد بن منصور (653) من طريق إبراهيم النخعي، وابن أبي حاتم في "العلل" 1/419-420 من طريق سعيد بن المسيب وأبي العالية -ورجح أبو حاتم إرساله من هذه الطريق-، ومحمد بن نصر (272) من طريق عروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله، سبعتهم عن أبي هريرة.
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي بالأرقام (9203) ، و (9500) و (9586) ، و (9952) .
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (577) .
وعن عبد الله بن عباس، سلف برقم (1878) .
وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6681) .
وعن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/67.(12/35)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ طُعْمٍ، وَذِكْرِ اللهِ " قَالَ مَرَّةً: " أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ " (1)
7135 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ - إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، يَعْنِي الزُّهْرِيَّ - فَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عَتِيرَةَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا فَرَعَ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه أبو يعلى (6023) ، والطبري في "تفسيره" 2/304، والطحاوي 2/245، وابن حبان (3602) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/21، وابن ماجه (1719) ، وأبو يعلى (5913) ، وابن حبان (3601) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به وهذا إسناد حسن.
وسيأتي الحديث برقم (9020) ، وله طريق آخر عن أبي هريرة، سيأتي برقم (10664) ، وفيها ضعف.
وله شواهد عن غير واحد من الصحابة، انظرها في "مسند ابن عمر" (4970) . أيام طعم -بالضم-: الأكل.
وقال ابن حبان 8/368: قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أيام طعم"، لفظة إخبار مرادها الزجر عن صيام أيام التشريق، فزجر عن صيام هذه الأيام بلفظ إباحة الأكل فيها، فقال: "أيام طعم"، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وذكر" قصد به الندب والإرشاد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين إن كان هشيم سمعه من الزهري، وإن كان الواسطة بينهما سفيان بن حسين، فالإسناد ضعيف، لأن سفيان بن حسين ضعيف في الزهري خاصة، ومع ذلك، فهو متابع.
وأخرجه الطيالسي (2307) ، وعنه النسائي 7/167 عن شعبة، والدارقطني 4/304 من طريق محمد بن يزيد الواسطي، كلاهما عن سفيان بن حسين، عن=(12/36)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الزهري، بهذا الإسناد. وقرن شعبة بسفيان معمرا، ووقع في المطبوع من الطيالسي تحريفان يستدركان من "سنن النسائي".
وأخرجه الطيالسي (2298) من طريق زمعة بن صالح، عن الزهري، به. وذكر فيه عن سعيد بن المسيب تفسير الحديث بنحو ما سنذكره لاحقا.
وسيأتي برقم (7256) و (7751) و (9301) و (10356) .
العتيرة: ذبيحة كانوا يذبحونها في رجب، يعظمون شهر رجب لأنه أول شهر من أشهر الحرم، والفرع: أول نتاج الإبل والغنم، كان أهل الجاهلية يذبحونه لأصنامهم.
قال السندي: قيل: كان الفرع والعتيرة في الجاهلية، ويفعلهما المسلمون أول الإسلام، ثم نسخ، وقيل: المشهور أنه لا كراهة فيهما، بل هما مستحبان، وقد جاء بهما الأحاديث، والنسخ لا يتم إلا بمعرفة التاريخ، بل جاء ما يدل على وجودهما في حجة الوداع (يشير إلى حديث الحارث بن عمرو الذي سيأتي في "المسند" 3/485) وهي كانت في آخر العمر قطعا، فدعوى النسخ لا يخلو عن إشكال،
فيحمل "لا فرع" ونحوه على نفي الوجوب، أو نفي التقرب بإراقة الدم كالأضحية، وأما التقرب باللحم وتفرقته على المساكين فبر وصدقة.
وأشار ابن قدامة في "المغني" 13/403 إلى أنه قد يكون المراد بالخبر نفي كونها سنة، لا تحريم فعلها، ولا كراهته، فلو ذبح إنسان ذبيحة في رجب، أو ذبح ولد الناقة لحاجته إلى ذلك، أو للصدقة به وإطعامه، لم يكن ذلك مكروها، والله تعالى أعلم.
وقال الشيخ أنور شاه الكشميري في "فيض الباري" 4/337: كان الفرع تأكدا في أول الإسلام، ثم وسع فيها بعده، وكان أهل الجاهلية يذبحونها لأصنامهم، وأما أهل الإسلام فما كانوا ليفعلوه إلا لله تعالى، فلما فرضت الأضحية، نسخ الفرع وغيره، فمن شاء ذبح، ومن شاء ثم يذبح. وانظر "الاعتبار" للحازمي ص 157-158، و"طرح التثريب" للعراقي 5/220-224، و"فتح الباري" لابن حجر 9/596-598.=(12/37)
7136 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَجَّ (1) فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " (2)
__________
= قلنا: والأحاديث التي ورد فيها ما يؤخذ منه بقاء مشروعية الفرع -وهو الذبح أول النتاج- هي ما سلف في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6713) بإسناد حسن: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل عن الفرع وعن العتيرة، فقال فيهما: "حق"، أي: ليسا بباطل.
وما سيأتي 3/485 من حديث الحارث بن عمرو بإسناد قابل للتحسين: أنه لقي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع ... وفيه: قال رجل: يا رسول الله، الفرائع والعتائر؟ قال: "من شاء فرع، ومن شاء لم يفرع، ومن شاء عتر، ومن شاء لم يعتر".
وما سيأتي 5/75 من حديث نبيشة الهذلي بإسناد صحيح: قالوا: يا رسول الله، إنا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية، فما تأمرنا؟ قال: "اذبحوا لله عز وجل في أي شهر ما كان، وبروا الله تبارك وتعالى، واطعموا"، قالوا: يا رسول الله، إنا كنا نفرع في الجاهلية فرعا، فما تأمرنا؟ قال: "في كل سائمة فرغ تغذوه ماشيتك، حتى إذا استحمل ذبحته فتصدقت بلحمه، فإن ذلك خير".
(1) في (ظ 3) و (عس) : من حج لله.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. سيار: هو أبو الحكم العنزي، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي، وهشيم بن بشير -وإن كان مدلسا وقد عنعن-، قد تابعه شعبة فيما سيأتي برقم (9312) .
وأخرجه مسلم (1350) ، والطبري 2/277، والبغوي في "الجعديات" (1809) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 2/276، والدارقطني 2/284 من طريق الأعمش، والطبري 2/277، والبيهقي 5/262 من طريق هلال بن يساف، كلاهما عن أبي حازم، به.=(12/38)
7137 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ: أَطُوفُ اللَّيْلَةَ عَلَى مِائَةِ امْرَأَةٍ، تَلِدُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ غُلَامًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ. وَلَمْ يَسْتَثْنِ، فَمَا وَلَدَتْ إِلَّا وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ بِشِقِّ إِنْسَانٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوِ اسْتَثْنَى، لَوُلِدَ لَهُ مِائَةُ غُلَامٍ كُلُّهُمْ يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ " (1)
__________
= وسيأتي الحديث برقم (7381) و (9311) و (10274) و (10409) من طريق منصور بن المعتمر، عن أبي حازم.
قوله: "فلم يرفث"، قال السندي: بضم الفاء، والرفث: القول الفحش، وقيل: الجماع، وقال الأزهري: الرفث: اسم جامع لكل ما يريده الرجل من المرأة.
ولم يفسق، قال: بضم السين، والفسق: ارتكاب شيء من المعاصي.
"رجع"، قال: أي: صار.
"كهيئته"، قال: في الطهارة من الذنوب، قال الحافظ ابن حجر (في "الفتح" 3/382-383) ، أي: رجع بغير ذنب، وظاهره غفران الكبائر والصغائر والتبعات.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، ولا تضر عنعنة هشيم، فقد تابعه يزيد بن هارون فيما سيأتي برقم (10580) . هشام: هو ابن حسان.
وأخرجه أبو عوانة في الأيمان والنذور كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 250 عن الصغاني، عن عبد الله بن بكر، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7469) ، ومسلم (1654) ، وأبو عوانة من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، به. وفيه: أنه كان لسليمان ستون امرأة.
وأخرجه الحميدي (1174) ، والبخاري (6720) ، ومسلم (1654) (23) ، وابن حبان (4338) من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري (3424) من طريق=(12/39)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مغيرة بن عبد الرحمن، وهو (6639) ، والنسائي في "المجتبى" 7/25-26، والبغوي (79) من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (1654) (25) ، والبيهقي 1/440 من طريق موسى بن عقبة، ومسلم (1654) (25) من طريق ورقاء، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 10/208، وابن حبان (4337) من طريق هشام بن عروة، ستتهم عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة.
في حديث هشام بن عروة: "على مئة امرأة"، وفي حديث سفيان عند الحميدي ومسلم، ومغيرة بن عبد الرحمن وموسى بن عقبة عند البيهقي: "على سبعين امرأة"، وفي حديث سفيان عند البخاري، وشعيب وورقاء وموسى بن عقبة عند مسلم: "على تسعين امرأة".
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (1925) عن الربيع بن سليمان المرادي، عن شعيب بن الليث، عن أبيه الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة. وقال فيه: "على مئة امرأة، أو تسع وتسعين". ومن طريق الليث علقه البخاري في "صحيحه" برقم (2819) .
وسيأتي الحديث برقم (7715) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة. وسنذكر الخلاف في هذه الرواية هناك.
قال الحافظ في "الفتح" 6/460: فمحصل الروايات: ستون، وسبعون، وتسعون، وتسع وتسعون، ومئة، ثم جمع بينها أن الستين كن حرائر، وما زاد عليهن كن سراري أو بالعكس، وأما السبعون فللمبالغة، وأما التسعون والمئة فكن دون المئة وفوق التسعين، فمن قال تسعون، ألغى الكسر، ومن قال مئة، جبره!!
قوله: "أطوف الليلة"، قال السندي: كناية عن الدخول عليها للجماع.
وقوله: "ولم يستثن"، قال: أي: لم يقل: إن شاء الله، وكأنه نسي ذلك لغلبة الرجاء وصدق العزيمة في الجهاد، ولشغل القلب بذلك ما التفت إلى قول الملك: قل: إن شاء الله، وما تبين عنده أنه ماذا يقول كما هو شأن من اشتغل قلبه بشيء.
وقوله: "بشق إنسان"، قال: بكسر الشين، أي: نصفه.=(12/40)
7138 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ - قَالَ هُشَيْمٌ: فَلَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ - " بِالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " (1)
__________
= وقوله: "لو استثنى"، إخبار عما قدر له لو استثنى، قال الحافظ في "الفتح" 6/461: ولا يلزم من إخباره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك في حق سليمان في هذه القصة أن يقع ذلك لكل من استثنى في أمنيته، بل في الاستثناء رجو الوقوع، وفي ترك الاستثناء خشية عدم الوقوع، وبهذا يجاب عن قول موسى للخضر: (ستجدني إن شاء الله صابرا) ، مع قول الخضر له آخرا: (ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا) .
(1) حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن فيه تدليس الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري-، وتصريحه بالسماع من أبي هريرة في رواية ربيعة بن كلثوم عند ابن سعد والبخاري في "تاريخه" لا شيء كما سيأتي. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار.
وذكر غسل يوم الجمعة في الحديث صرح قتادة في روايته الآتية برقم (7671) و (10342) أنه وهمٌ من الحسن، وأن الصواب فيه ذكر ركعتي الضحى مكانه، وهي رواية عدد من التابعين عن أبي هريرة، لكن تابع الحسن على هذا الحرف الأسود بن هلال عند المصنف برقم (8384) ، وأبو أيوب عنده برقم (10273) ! قال السندي: قد جاء أن الثالث صلاة الضحى، ويمكن أنه أوصاه مرة بثلاث فذكر الثالث صلاة الضحى، ومرة بثلاث ذكر فيها الغسل يوم الجمعة، والله تعالى أعلم.
قلنا: والحديث بذكر غسل يوم الجمعة أخرجه ابن سعد 7/158 عن مسلم بن إبراهيم، وذكره البخاري في "تاريخه" 4/16 عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن ربيعة بن كلثوم، عن الحسن، قال: حدثنا أبو هريرة. وهذان الإسنادان رجالهما ثقات رجال الشيخين غير ربيعة بن كلثوم فمن رجال مسلم، وينزل عن رتبة أهل=(12/41)
7139 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَالْخِتَانُ " (1)
__________
= الضبط والإتقان، لكنه صالح الحديث، وقال أبو حاتم الرازي كما في "المراسيل" لابنه ص 36، بعد أن ساق هذا الحديث من طريق مسلم بن إبراهيم: لم يعمل ربيعة بن كلثوم شيئا، لم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئا!
وسيأتي الحديث برقم (7180) و (7536) من طريق يونس بن عبيد، و (7459) من طريق جرير بن حازم، و (8357) من طريق مبارك بن فضالة، و (10111) من طريق عمران بن أبي بكر، أربعتهم عن الحسن، به - بذكر الغسل.
وسيأتي برقم (7671) و (10342) من طريق قتادة، عن الحسن، به - بذكر ركعتي الضحى مكان الغسل.
وكرواية قتادة سيأتي برقم (7512) و (7595) و (7596) و (7725) و (8106) و (8572) و (9098) و (9217) و (9916) و (10450) و (10483) و (10559) و (10812) من طرق عن أبي هريرة.
وسيأتي مختصرا بقصة الوتر فقط برقم (8572) من طريق رجل يقال له: معروف، عن أبي هريرة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان التيمي.
وأخرجه النسائي 1/14 و8/181، وابن حبان (5479) من طريق معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5891) و (6297) ، وفي "الأدب المفرد" (1292) ، وأبو عوانة 1/190، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/57 من طريق إبراهيم بن سعد، ومسلم (257) (50) ، والنسائي 7/13-14، وأبو عوانة 1/190،=(12/42)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والطحاوي 4/229، وابن حبان (5480) ، وتمام في "فوائده" (158) ، والبيهقي 3/244 و8/323 من طريق يونس، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1257) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1293) ، والنسائي 8/128-129 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن عبد البر 21/57 من طريق ابن لهيعة، عن عيسى بن موسى بن حميد بن أبي الجهم العدوي، عن مالك بن أنس، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعا.
وأخرجه النسائي 8/129 عن قتيبة، عن مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة موقوفا.
وهو في "موطأ مالك" 2/921 عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة موقوفا.
قال ابن عبد البر 21/56: هذا الحديث في "الموطأ" موقوف عند جماعة الرواة، إلا أن بشر بن عمر رواه عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرفعه وأسنده، وهو حديث محفوظ عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسندا صحيحا.. ثم ساقه من طريق محمد بن بشار، عن بشر بن عمر الزهراني، عن مالك، به مرفوعا، وقال: وكذلك ذكره ابن الجارود عن عبد الرحمن بن يوسف، عن بندار (وهو محمد بن بشار) ويحيى بن حكيم جميعا، عن بشر بن عمر، عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه محمد بن يحيى الذهلي، عن بشر بن عمر، عن مالك، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة موقوفا لم يتجاوز به أبا هريرة، وهو الصحيح في رواية مالك إن شاء الله.
قلنا: وسيأتي الحديث برقم (7261) و (7813) و (9321) و (10338) ، وانظر=(12/43)
7140 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، صَلَاةَ الْعَتَمَةِ - أَوْ قَالَ: صَلَاةَ الْعِشَاءِ - فَقَرَأَ: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، فَسَجَدَ فِيهَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ: " سَجَدْتُ فِيهَا خَلْفَ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا أَزَالُ أَسْجُدُهَا حَتَّى أَلْقَاهُ " (1)
__________
= ما سلف برقم (7132) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (5988) .
وعن عائشة سيأتي في مسندها 6/137.
قوله: "خمس من الفطرة"، قال السندي: يدل على عدم حصر الفطرة في هذه الخمس، والفطرة -بكسر الفاء-: بمعنى الخلقة، والمراد هاهنا السنة القديمة التي اختارها الله تعالى للأنبياء، فكأنها أمر جبلي فطروا عليها. والاستحداد: استعمال الحديدة (أي: الموسى) في العانة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بكر هو ابن عبد الله المزني، وأبو رافع: هو نفيع بن رافع الصائغ.
وأخرجه ابن راهويه في "مسنده" (14) ، والبخاري (766) و (1078) ، ومسلم (578) (110) ، وأبو داود (1408) ، وابن خزيمة (561) ، والبيهقي 2/315 و322، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/121-122، والبغوي (767) من طريق معتمر بن سليمان، بهذا الاسناد.
وأخرجه البخاري (768) ، ومسلم (578) (110) ، والنسائي 2/162-163، وأبو عوانة 2/208، والبيهقي 2/322 من طرق عن سليمان التيمي، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/7، والطحاوي 1/357 من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن أبي رافع، به.=(12/44)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرج عبد الرزاق (5885) عن معمر، عن الزهري: أن أبا هريرة كان يسجد في (إذا السَّماء انشقت) .
وسيأتي الحديث من طريق أبي رافع الصائغ عن أبي هريرة برقم (9879) و (9915) و (10020) ، ومن طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (7371) و (7396) و (7777) و (9348) و (9830) ، وزاد في الموضعين الأولين أنه سجد أيضا فى: (اقرأ باسم ربِّك) .
وفي الباب عن عمرو بن العاص عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/358.
وعن عبد الرحمن بن عوف عند البزار (752- كشف الأستار) ، وأبي يعلى (854) .
وعن صفوان بن عسال عند الطبراني في "المعجم الكبير" (7393) . وأسانيد هذه الأحاديث الثلاثة ضعيفة.
وفي الباب عدة آثارعن الصحابة والتابعين مخرجة فى "مصنف عبد الرزاق" 3/340 و341 و342، و"مصنف ابن أبي شيبة" 2/7 و8.
قوله: "فقرأ: (إذا السماء انشقت) "، قال السندي: يدل على أنه لا يكره قراءة سورة السجود للإمام في الصلاة
وقوله: "يا أبا هريرة"، قال: في الكلام اختصار، أي: قلت له: ما هذه السجدة؟
وقوله: "خلف أبي القاسم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، قال: يدل على أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأها في الصلاة إماما.
وقوله: "حتى ألقاه"، قال: بالموت، والحديث حجة على من يقول: ليس في المفصل سجدة.
وقال الزرقاني في "شرح الموطأ" 2/20: وبالسجود قال الخلفاء الأربعة، والأئمة الثلاثة، وجماعة، ورواه ابن وهب عن مالك، وروى عنه ابن القاسم،=(12/45)
7141 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُفَضَّلٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَفِي الْآخَرِ شِفَاءً، وَإِنَّهُ يَتَّقِي بِجَنَاحِهِ الَّذِي فِيهِ الدَّاءُ، فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ " (1)
__________
= والجمهور: لا سجود، لأن أبا سلمة قال لأبي هريرة لما سجد: لقد سجدت في سورة ما رأيت الناس يسجدون فيها، فدل هذا على أن الناس تركوه، وجرى العمل بتركه، وردة أبو عمر (يعني ابن عبد البر في "التمهيد" 19/125) بما حاصله: أي عمل يدعى مع مخالفة المصطفى والخلفاء الراشدين بعده.
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -واسمه محمد-، فقد روى له أصحاب السنن، وعلق له البخاري وروى له مسلم في المتابعات، وهو -كما قال الحافظ الذهبي في "السير" 6/322- إن لم يبلغ حديثه رتبة الصحيح، فلا ينحط عن رتبة الحسن.
وأخرجه أبو داود (3844) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (105) ، وابن حبان (1246) و (5250) ، والبيهقي في "السنن" 1/252، وفي "المعرفة " (377) ، والذهبي في "السير" 6/322 من طريق بشر بن مفضل، به. وسيأتي برقم (7359) و (9721) .
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي برقم (7572) و (8485) و (8657) و (9168) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سيأتي في "المسند" 3/24 بإسناد صحيح، وصححه ابن حبان (1247) .
وعن أنس بن مالك يأتي الكلام عليه عند الحديث (7572) من مسند أبي هريرة.
قوله: "وإنه يتقي"، قال السندي: أي: يحفظ نفسه بتقدم ذلك الجناح من أذية تلحقه من حرارة الطعام.=(12/46)
7142 - حَدَّثَنَا بِشْرٌ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَجْلِسِ، فَلْيُسَلِّمْ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ، فَلْيُسَلِّمْ، فَلَيْسَ الْأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ الْآخِرَةِ " (1)
__________
= فليغمسه، قال: من غمس كضرب، وأصله الغوص في الماء، والمراد: أدخلوه في ذلك الإناء لطلب الشفاء، ولدفع أذية الداء، ثم هذه الجملة جواب "إذا"، وجملة "فإن في أحد جناحيه ... الخ" تعليل تقدم على الحكم، والله تعالى أعلم.
وانظر ما كتبه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في "المسند" بتحقيقه حول هذا الحديث.
(1) إسناده قوي كسابقه. بشر: هو ابن المفضل، وابن عجلان: هو محمد.
وأخرجه أبو داود (5208) عن أحمد بن حنبل ومسدد، وابن حبان (495) من طريق نصر بن علي الجهضمي، ثلاثتهم عن بشر بن المفضل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (1162) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1007) و (1008) ، والترمذي (2706) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (369) و (371) ، وأبو يعلى (6567) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1350) ، وابن حبان (494) و (496) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (450) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8846) ، والبغوي (3328) من طرق، عن محمد بن عجلان، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1007) من طريق صفوان بن عيسى، والنسائي (370) ، وأبو يعلى (6566) ، والطحاوي 2/139 من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه النسائي (342) عن أحمد بن سليمان وعبد الرحمن بن محمد بن سلام، عن يزيد بن هارون، عن هشام -هو ابن حسان-، عن محمد -قال عبد الرحمن في حديثه: ليس ابن سيرين-، عن رجل، عن أبي هريرة. قال النسائي: يشبه أن يكون=(12/47)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (أي: محمد) ابن عجلان. انظر "تحفة الأشراف" 9/493.
وفي "العلل" للدارقطني 3/ورقة 193: ورواه هشام بن حسان، عن محمد بن عجلان، عن أبيه (يعني عجلان المدني مولى فاطمة بنت عتبة) عن أبي هريرة، والصواب قول من قال: عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وكذلك رواه يعقوب بن زيد الأنصاري، عن المقبري، عن أبي هريرة.
قلنا: وحديث يعقوب بن زيد الذي أشار إليه الدارقطني أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (986) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (368) ، وابن حبان (493) ، والبيهقي في "الشعب" (8847) من طريقه عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: أن رجلا مر على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في مجلس، فقال: السلام عليكم.
فقال: "عشر حسنات"، فمر رجل آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله. فقال: "عشرون حسنة"، فمر رجل آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال: "ثلاثون حسنة"، فقام رجل من المجلس ولم يسلم، فقال رسول الله: "ما أوشك ما نسي صاحبكم! إذا جاء أحدكم المجلس ... " فذكره. وهو عند النسائي والبيهقي مختصر.
وسيأتي من طريق محمد بن عجلان برقم (7852) و (9664) .
وفي الباب عن معاذ بن أنس الجهني، سيأتي في "المسند" 3/438، وإسناده ضعيف.
وعن معمر عن قتادة مرسلا عند عبد الرزاق (19450) .
قوله: "فليس الأولى باحق من الآخرة" كذا أثبتناه من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ الخطية: "فليس الأول بأحق من الآخر"، قال السندي: أي: هما جميعا سنة حقيقة بالعمل بها، فلا وجه لترك الثاني مع إثبات الأول، وقد أخذ بعضهم من ظاهر المساواة وجوب رد الثاني كالأول، وقال الآخرون: المساواة بالنظر إلى المسلم، لا يدلى على المساواة بالنظر إلى المسلم عليه، ووجوب جواب الأول، لقوله تعالى: (وإذا حييتم ... ) الآية [النساء: 86] ، والثاني: ليس بتحية، وإنما=(12/48)
7143 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا، فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ " (1)
__________
= هو دعاء فلا يجب جوابه، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقرونا وتعليقا. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، وسفيان: هو الثوري، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (10) ، ومسلم (1510) ، وأبو داود (5137) ، وابن الجارود (971) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/109، والبيهقي في "السنن" 10/289، وفي "الشعب" (7846) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2405) ، وابن أبي شيبة 8/539، ومسلم (1510) ، والترمذي (1906) ، والنسائي في "الكبرى" (4896) ، وابن حبان (424) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/345، والبيهقي في "السنن" 10/289، والبغوي (2425) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به.
وسيأتي برقم (7570) و (8893) و (9745) .
قوله: "لا يجزي"، قال السندي: أي: لا يقدر على أداء جزائه على التمام والكمال.
"فيعتقه"، قال: فيصير سببا لعتقه بشرائه، وليس المراد أنه يحتاج إلى إعتاق آخر سوى أنه اشتراه، وفيه أن المملوك كالميت لعدم نفاذ تصرفه، وإعتاقه كاحيائه، فمن أعتق أباه، فكأنه أحياه، فكما أن الأب كان سببا لوجود ابنه، كذلك صار الابن بإعتاقه سببا لحياته، فصار كأنه فعل مع أبيه مثل ما فعل معه أبوه، فتساويا، والله تعالى أعلم.(12/49)
7144 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِذَا صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعِينَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، فقد روى له أصحاب السنن، والبخاري مقرونا، ومسلم متابعة، وهو صدوق. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه الدارمي (1311) عن يزيد بن هارون، والطحاوي 1/404 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1239) ، وأبو يعلى (5909) من طريق هشيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، به.
وأخرجه الحميدي (958) ، والبخاري في "الصحيح" (734) ، وفي "القراءة خلف الإمام" (267) ، ومسلم (414) ، وأبو يعلى (6326) ، وابن خزيمة (1613) ، وأبو عوانة 2/109، وابن حبان (2107) ، والبيهقي 3/79 من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم (417) ، وابن حبان (2115) من طريق أبي يونس مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة.
وأخرجه مختصرا عبد الرزاق (4083) ، والحميدي (959) ، وابن أبي شيبة 2/326 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي هريرة.
وأخرجه بأطول مما هنا أبو يعلى (6572) من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي=(12/50)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سعيد المقبري، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة. وعبد الله بن سعيد متروك الحديث.
وسيأتي الحديث من طريق أبي سلمة برقم (9329) و (9652) و (10149) ، ومن طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (8156) و (8502) و (8889) و (9015) .
وفي الباب عن أنس وجابر وعائشة ستأتي في "المسند" على التوالي 3/110 و300 و6/51، وهي مخرجة في الصحاح.
وعن ابن عمر عند الطحاوي 1/404.
قال البخاري بإثر الحديث (689) : قال الحميدي: قوله: "إذا صلى جالسا فصلُّوا جلوسا" هو في مرضه القديم، ثم صلى بعد ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسا والناس خلفه قياما، لم يأمرهم بالقعود، وإنما يؤخذ بالأخر من فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال أبو بكر الحازمي في "الناسخ والمنسوخ" ص 109: قد اختلف أهل العلم في الإمام يصلي بالناس جالسا من مرض، فقالت طائفة: يصلُّون قعودا اقتداء به، وذهبوا إلى هذه الأحاديث، ورأوها محكمة، وممن فعل ذلك جابر بن عبد الله، وأبو هريرة، وأسيد بن حضير، وبه قال أحمد وإسحاق وطائفةٌ من أهل الحديث.
وقالت طائفةٌ: لا يؤم القاعد القائمين، فإن فعلوا لم يجزهم، وبه قال مالك ومحمد بن الحسن، وقال الثوري: تصح صلاة الإمام، ولا تصح صلاة المأمومين إذا صلوا خلفه جلوسا.
وقال أكثر أهل العلم: يصلون قياما، ولا يتابعون الإمام في الجلوس، ورأوا أن هذه الآحاديث منسوخةٌ، وممن ذهب إلى ذلك من العلماء عبد الله بن المبارك والشافعى وأصحابه، وقد حكينا نحو هذا عن الثوري، ثم ذكر دليل النسخ، وهو حديث عائشة المخرج في "الصحيحين" أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى بالناس جالسا، وأبو بكر خلفه قائم، يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر. وانظر "الرسالة" للإمام الشافعي ص 254-256، و"نصب الراية" للزيلعي 2/42-50، و"فتح الباري" لابن حجر 2/175-178.(12/51)
7145 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا بَيْنَ النَّاسِ، فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ " (1)
__________
(1) حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن عبد الله بن سعيد بن أبي هند لم يسمعه من سعيد المقبري، فبينهما فيه عثمان بن محمد بن المغيرة الأخنسي كما رواه محمد بن المثنى عند النسائي في "الكبرى"، وأحمد بن إبراهيم الدورقي عند أبي يعلى، ومحمد بن أبي بكر المقدمي عند وكيع في "أخبار القضاة"، ثلاثتهم عن صفوان بن عيسى، وتابع صفوان عليه بذكر عثمان الأخنسي ثلاثة، هم: المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي وحميد بن الأسود عند وكيع، وعبد العزيز بن محمد
الدراوردي عند الدارقطني، ومما يؤكد وجود عثمان الأخنسي في السند أن الدارقطني لما ذكر طرق هذا الحديث في "العلل" 3/ورقة 195 ذكر في طريق صفوان بن عيسى: عثمان بن محمد الأخنسي، قلنا: وعثمان هذا روى عنه جمع، ووثقه يحيي بن معين وابن حبان، وقال البخاري -فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/437-: ثقة، وكنت أظن أن عثمان لم يسمع من سعيد المقبري، وقال ابن المديني: روى عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة أحاديث مناكير، وقال النسائي: ليس بذاك القوي، وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق له أوهام.
وأخرجه السهمى في "تاريخ جرجان" ص 101 من طريق خارجة -هو ابن مصعب، كذا قيده الدارقطني في "العلل"-، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن سعيد المقبري، بهذا الإسناد. وخارجة بن مصعب -وهو ابن خارجة أبو الحجاج السرخسي- متروك.
وأخرجه وكيع محمد بن خلف في "أخبار القضاة" 1/9 عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن محمد بن أبي بكر المقدمي، وأبو يعلى (6613) عن أحمد بن=(12/52)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إبراهيم الدورقي، كلاهما عن صفوان بن عيسى، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن عثمان بن محمد الأخنسي (عند أبي يعلى: محمد بن عثمان الأخنسي، والصواب: عثمان بن محمد) عن سعيد المقبري، به.
وأخرجه وكيع 1/8-9 من طريق مصعب بن عبد الله الزبيري، عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، و1/9 من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، عن حميد بن الأسود، والدارقطني 4/203-204 من طريق عبد الله بن عمر الخطابي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ثلاثتهم عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5924) ، ووكيع 1/9 من طريق أبي علي عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، ووكيع 1/9 من طريق بشار بن عيسى، والحاكم 4/91 من طريق يحيى بن سعيد، ووكيع 1/9، والبيهقي في "السنن" 10/96، وفي "معرفة السنن والآثار" (5854) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، أربعتهم عن ابن أبي ذئب، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري، به.
وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي، وقال القعنبي في حديثه "سعيد" ولم ينسبه.
وأخرجه وكيع 1/9، وأبو يعلى (5866) من طريق معن بن عيسى، عن ابن أبي ذئب، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وغلط وكيع والدارقطني في "علله" هذه الرواية، وصوبا أن سعيدا هو المقبري، وليس ابن المسيب!
وأخرجه وكيع 1/10 عن عبد الله بن أيوب المخرمي، عن روح بن عبادة، عن ابن أبي ذئب، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن ابن المسيب، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وهذا على إرساله سنده قوي. عبد الله بن أيوب المخرمي روى عنه جمع، وقال ابن أبي حاتم 5/11: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/362، وله ترجمة في "السير" 12/359، وروح بن عبادة، وابن أبي ذئب -وهو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة- ثقتان مشهوران من رجال "التهذيب".=(12/53)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه وكيع أيضاً 1/10 عن أبي بكر جعفر بن محمد -هو الفريابي-، عن قتيبة بن سعيد، عن عبد الله بن نافع -هو الصائغ-، عن ابن أبي ذئب، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد بن المسيب من قوله، لم يجاوز أبو بكر به سعيدا ولم يرفعه. قلنا: وإسناده إلى عثمان بن محمد صحيح، ومن تحته كلهم ثقات مشهورون.
وأخرجه وكيع 1/10 من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، عن عثمان بن الضحاك، عن ابن المسيب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعثمان بن الضحاك ضعيف، ثم هو لم يسمعه من ابن المسيب، بينهما فيه عثمان بن محمد الأخنسي فقد أخرجه وكيع أيضا 1/10 من طريق أخرى عن أبي ضمرة، عن عثمان بن الضحاك، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا أصوب.
وسيأتي الحديث عند المصنف برقم (8777) عن أبي سلمة الخزاعي، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، ويأتي تخريجه من هذا الطريق في موضعه إن شاء الله تعالى.
وأخرجه أبو داود (3571) ، والترمذي (1325) ، ووكيع 1/12، والدارقطني 4/204، والبيهقي 10/96، والقضاعي في "مسند الشهاب" (396) من طريق فضيل بن سليمان، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وأخرجه وكيع 1/11، والطبراني في "الصغير" (491) ، وابن عدي في "الكامل" 2/465، والبغوي في "شرح السنة" (2496) وحسنه!، والقضاعي (395) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1261) من طريق الحسن بن محمد الزعفراني، عن بكر بن بكار، عن سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن سعيد المقبري (وعند وكيع والبغوي: عن سعيد أو أبي سعيد) ، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف بكر بن بكار، ووصفه ابن أبي حاتم بسوء الحفظ والتخليط، وأعله=(12/54)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن الجوزي به، وانظر ترجمته في "لسان الميزان" 2/48.
وأخرجه وكيع 1/12 عن صرد بن حماد بن سالم الصيرفي عن بكر بن بكار، به.
إلا أنه قال فيه: عن أبي سعيد المقبري!
وأخرجه وكيع 1/12 عن الحارث بن أبي أسامة، عن عبد العزيز بن أبان، عن سفيان الثوري، عن عمارة بن غزية، عن سفيان المقبري، عن أبي هريرة وهذا إسناد ضعيف جدا، عبد العزيز بن أبان متروك، وخطأ وكيع حديث عبد العزيز هذا، وقال: الحديث حديث بكر بن بكار.
وأخرجه ابن عدي 1/224 من طريق آخر عن سفيان الثوري، عن رجل، عن عمارة بن غزية، به. قال ابن عدي: وهذا الرجل الذي لم يسم في هذا الإسناد هو عندي إبراهيم بن أبي يحيى، كنى الثوري عن اسمه. قلنا: وإبراهيم بن أبي يحيى هذا -وهو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي- متروك أيضا وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5923) ، ووكيع 1/12، وابن الجوزي في
"العلل المتناهية" (1262) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/384 من طريق داود بن خالد العطار، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف، داود بن خالد العطار في عداد المجهولين لا يكاد يعرف، به أعله ابن الجوزي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/236 عن وكيع، حدثنا بعض المدنيين، عن المقبري، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف لجهالة بعض المدنيين، ولعله يكون عثمان بن محمد الأخنسي، فإن كان هو فقد عاد الحديث إليه، وذلك لضعف الأسانيد التي جاء الحديث بها عن غيره، والله تعالى أعلم.
قلنا: وقد أخرجه وكيع 1/13 من طريق يحيي بن نصر بن حاجب، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن ابن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فذكره. وهذا إسناد ضعيف، قال وكيع: لا أعلم أحدا روى هذا الحديث هكذا غير يحيى بن نصر بن حاجب، ويحيى بن نصر في حدثه لينٌ، وقد روى هذا الحديث عبد الله، عن سعيد بن أبي هند، عن عثمان بن محمد الأخنسي،=(12/55)
7146 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَا الْغِيَابَةُ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ "، (1)
__________
= عن المقبري، عن أبي هريرة، فلعله أراد ذلك فغلط. قلنا: وهو مرسل أيضا.
وأخرجه وكيع 1/13، وابن عدي 3/964 من طريق داود بن الزبرقان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رفعه. وهذا إسناد ضعيف جدا، داود بن الزبرقان متروك، وقد تفرد به عن عطاء بن السائب فيما قاله ابن عدي، وعطاء بن السائب كان قد اختلط بأخرة.
قوله: "قد ذبح بغير سكين"، قال السندي: أريد أنه ذبح أشد الذبح، لأن الذبح بالسكين أريح للذبيحة، بخلافه بغيره، أو المراد أنه ذبح لا ذبحا يقتله، بل ذبحا يبقى فيه لا حيّا ولا ميتا، لأنه ليس ذبحا بسكين حتى يموت، ولا هو سالم عن الذبح حتى يكون حيا.
وقيل: أراد الذبح غير المتعارف الذي هو عبارة عن هلاك دينه دون هلاك بدنه، وذلك أنه ابتلي بالعناء الدائم، والداء المعضل الذي يعقبه الندامة إلى يوم القيامة، والجمهور حمله على ذم التولي للقضاء والترغيب عنه، لما فيه من الخطر ...
وقال بعضهم: معنى: "ذبح": أنه ينبغي له أن يميت دواعيه الخبيثة، وشهواته الردية، وعلى هذا فالخبر بمنزلة الأمر، والحديث إرشادٌ له إلى ما يليق به بحاله لا يتعلق بمدح ولا ذم، والله تعالى أعلم.
(1) كذا هنا في هذه الرواية، وفيما سيتكرر برقم (9901) ، وهي كذلك عند الطبري 26/136، وهذا لا يوافق ما بعده، وفي "صحيح ابن حبان": "بما فيه" بإسقاط "ليس"، وعند غير أحمد وابن حبان: "ذكرك أخاك بما يكره" قال السندي: هذا هو الظاهر، وأما لفظ الكتاب، فلا يخلو عن تغيير الرواة.(12/56)
قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ لَهُ؟ يَعْنِي، قَالَ: " إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدْ بَهَتَّهُ " (1)
7147 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء وأبيه، فمن رجال مسلم. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة.
وأخرجه الطبري 26/136، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/20 من طريق محمد بن المثنى، وابن حبان (5758) من طريق محمد بن بشار بندار، كلاهما عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2714) ، ومسلم (2589) ، وأبو داود (4874) ، والترمذي (1934) ، والنسائي في "الكبرى" (11518) ، والطبري 26/135-136 و136، وابن حبان (5759) ، والبيهقي في "السنن" 10/247، وفي "الآداب" (154) ، وابن عبد البر 23/20، والبغوي (3560) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه مختصرا البغوي (3561) من طريق عثمان بن عمر، عن شعبة، به.
وسنأتي برقم (8985) و (9901) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند البغوي (3562) ، وإسناده ضعيف.
وعن المطلب بن عبد الله عند مالك في "الموطأ" 2/987، وهو مرسل.
قوله: "الغيابة"، قال السندي: المشهور في هذا المعنى: الغيبة، وهو الواقع في رواية أبي داود وغيره.
وقوله: "بهته"، قال البغوي: أي: كذبت عليه، يقال: بهت صاحبه يبهت بهتا وبهتانا، والبهتان: الباطل الذي يتحير من بطلانه، وشدة نكره، يقال: بهت يبهت: إذا تحير، فهو مبهوت.(12/57)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَكَبَّرَ أَرْبَعًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية.
وأخرجه الترمذي (1022) عن أحمد بن منيع، عن إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/300 و362-363، وعنه ابن ماجه (1534) عن عبد الأعلى، والبخاري (1318) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن معمر، به.
وأخرجه الطحاوي 1/495 من طريق الليث، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/300 عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب مرسلا.
وسيأتي الحديث برقم (7885) و (8583) و (9646) و (9663) و (10209) ، وانظر (7776) و (10852) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف في "المسند" برقم (2292) .
وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/363، وهو مخرج في "الصحيحين"، وانظر "صحيح ابن حبان" (3096) .
وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/431، وهو مخرج في "صحيح مسلم"، وانظر "صحيح ابن حبان" (3102) .
وعن حذيفة بن أسيد، سيأتي 4/7.
وعن مجمع بن جارية، سيأتي 4/64 و5/376.
وعن ابن عمر عند ابن ماجه (1538) .
وعن سعيد بن زيد عند أبي يعلى (963) ، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/37: وفيه حديج بن معاوية، وفيه كلام.
والنجاشي، قال في "الإصابة" 1/205: هو أصحمة بن أبجر النجاشي، ملك=(12/58)
7148 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا، فَقَدْ حُرِمَ " (1)
__________
= الحبشة، واسمه بالعربية: عطية، والنجاشي لقبٌ له، أسلم على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
ولم يهاجر إليه، وكان ردءا للمسلمين نافعا، وقصته مشهورة في المغازي في إحسانه إلى المسلمين الذين هاجروا إليه في صدر الإسلام ... قال الطبري وجماعة: كان موته في رجب سنة تسع، وقال غيره: كان قبل الفتح.
(1) صحيح، وهذا إسناد رجاله رجال الشيخين، وأبو قلابة -واسمه عبد الله بن زيد الجرمي- روايته عن أبي هريرة مرسلة. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه عبد الرزاق (8383) ، وابن أبي شيبة 3/1، وإسحاق بن راهويه (1) و (2) ، والنسائي 4/129، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/154 من طرق عن أيوب، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق أبي قلابة برقم (8991) و (8992) ، وسيتكرر من هذا الطريق برقم (9497) .
ولحديث أبي قلابة عن أبي هريرة هذا شاهد من حديث أنس بن مالك عند ابن ماجه (1644) ، وحسن إسناده الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/99، وهو كما قال.
وأخرجه ابن ماجه (1642) ، والترمذي (682) ، وابن خزيمة (1883) ، وابن حبان (3435) ، والحاكم 1/421، والبيهقي في "السنن" 4/303، وفي "شعب الإيمان" (3598) ، والبغوي (1705) من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي=(12/59)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومرة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها بابٌ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها بابٌ، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار. وذلك كل ليلة". وصحح الحاكم إسناده على شرط الشيخين!
قال الترمذي: حديث أبي هريرة الذي رواه أبو بكر بن عياش، حديث غريب لا نعرفه من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، إلا من حديث أبي بكر.
قال: وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث؟ فقال: حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن مجاهد، قوله: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، فذكر الحديث.
قال محمد وهذا (يعني حديث الأعمش عن مجاهد من قوله) أصح عندي من حديث أبي بكر بن عياش.
قلنا: لكن يشهد له مرفوعا بسياقة أبي بكر بن عياش ما أخرجه ابن أبي شيبة 3/1، وأحمد 4/311 و312 و5/411، والنسائي 4/130، والبيهقي في "الشعب" (3601) عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وإسناده حسن.
وللقسم الأخير منه ما سيأتي في مسند أبي هريرة نفسه برقم (7450) .
وانظر ما يأتي من طريق مالك بن أبي عامر، عن أبي هريرة برقم (7780) .
قال القاضي عياض في شرحه، ونقله عنه الحافظ في "الفتح" 4/114: يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته، وأن ذلك كله علامةٌ للملائكة لدخول الشهر وتعظيم حرمته، ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين، ويحتمل أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل إغواؤهم فيصيرون كالمصفدين، قال: ويؤيد هذا الاحتمال الثاني قوله في رواية يونس عن ابن شهاب عند مسلم (1079) (2) : "فتحت أبواب الرحمة"، قال: ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله لعباده من=(12/60)
7149 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَادَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَيُصَلِّي أَحَدُنَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: " أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟ " (1)
7150 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَسْلَمُ وَغِفَارٌ
__________
= الطاعات، وذلك أسباب لدخول الجنة، وغلق أبواب النار عبارة عن صرف الهمم عن المعاصي الآيلة بأصحابها إلى النار، وتصفيد الشياطين عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات.
وقال التوربشتي شارح "المصابيح": فتح أبواب السماء كناية عن تنزل الرحمة وإزالة الغلق عن مصاعد أعمال العباد تارة ببذل التوفيق، وأخرى بحسن القبول، وغلق أبواب جهنم: كناية عن تنزه أنفس الصوام عن رجس الفواحش، والتخلص من البواعث عن المعاصي بقمع الشهوات.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه مسلم (515) (276) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (365) ، والبيهقي 2/236 من طريق حماد بن زيد، وابن حبان (2298) و (2306) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن أيوب، به.
وأخرجه الطيالسي (2496) ، وابن حبان (2298) و (2306) ، وأبو نعيم 6/307، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه في الرسم" 1/442 من طرق عن محمد بن سيرين، به.
وسيأتي من طريق محمد بن سيرين برقم (10418) و (10464) و (10485) ، ومن طريق سعيد بن المسيب برقم (7251) ، وأبي سلمة برقم (7606) .
وفي الباب عن طلق بن علي سيأتي في مسنده 4/22، وصححه ابن حبان (2297) .(12/61)
وَشَيْءٌ مِنْ مُزَيْنَةَ وَجُهَيْنَةَ - أَوْ شَيْءٌ مِنْ جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ -، خَيْرٌ عِنْدَ اللهِ - قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ - مِنْ أَسَدٍ وَغَطَفَانَ وَهَوَازِنَ وَتَمِيمٍ " (1)
7151 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ (2) " وقَالَ " بِيَدِهِ، قُلْنَا: يُقَلِّلُهَا يُزَهِّدُهَا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2521) (192) ، وأبو يعلى (6054) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3523) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به.
وسيأتي عند المصنف برقم (9442) من طريق معمر، عن أيوب، وسيأتي برقم (8826) من طريق الأعرج، وبرقم (9813) و (10042) من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة، وانظر (7904) و (9414) .
وفي الباب عن أبي بكرة، يأتي 5/48، وصححه ابن حبان (7290) قال الحافظ في "الفتح" 6/545: إنما كانوا خيرا منهم، لأنهم سبقوهم إلى الإسلام، والمراد الأكثر الأغلب.
(2) في (م) و (س) و (ظ 1) و (ق) و (ص) : إلا أعطاه الله إياه، والمثبت من (ظ 3) و (عس)
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6400) ، ومسلم (852) (14) ، والنسائي في "المجتبى" 13/116، وفي "الكبرى" (1750) ، وأبو يعلى (6055) ، وابن خزيمة (1737) ،=(12/62)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن حبان (2773) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2498) ، والحميدي (986) ، وابن ماجه (1137) ، وابن الجارود (282) ، وابن خزيمة (1737) ، والطبراني في "الدعاء" (165) من طرق عن أيوب، به.
وأخرجه الطيالسي (2496) ، والبخاري (5294) ، ومسلم (852) (14) ، وأبو بكر المروزي في "الجمعة وفضلها" (5) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3174) ، والطبراني في "الدعاء" (160) و (161) و (163) و (164) و (165) و (167) و (168) من طرق عن محمد بن سيرين، به.
ومن طريق ابن سيرين، سيأتي عند المصنف برقم (7472) و (7824) و (10460) و (10465) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1753) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (474) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2502 من طريق عمار بن رزيق، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (473) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أبي هريرة. وحديث سفيان الثوري موقوف.
وأخرجه الطبراني (177) ، والبيهقي 9/3 من طريق عون بن عبد الله بن عتبة، عن أخيه عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة.
وأخرجه عبد الرزاق (5587) ، ومن طريقه الطبراني (149) عن يحيى بن ربيعة، و (150) من طريق همام، كلاهما عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة.
وأخرجه عبد الرزاق (5573) عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة موقوفا.
وأخرجه الترمذي (3339) من طريق أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة - ضمن حديث، وقال: حسن غريب.
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي برقم (7487) و (7688) و (7769) و (7823) و (8119) و (9206) و (9239) و (10302) و (10303) و (10343) و (10723) .=(12/63)
7152 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: إِمَّا تَفَاخَرُوا، وَإِمَّا تَذَاكَرُوا الرِّجَالُ أَكْثَرُ فِي الْجَنَّةِ أَمِ النِّسَاءُ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَوَ لَمْ يَقُلْ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى أَضْوَإِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ ثِنْتَانِ، يُرَى مُخُّ سَاقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ، وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ " (1)
__________
= قلنا: وقد ذكرت الساعة التي في يوم الجمعة عن غير أبي هريرة من الصحابة، فعن أبي موسى الأشعري عند مسلم (853) ، وأبي داود (1049) .
وعن جابر بن عبد الله عند أبي داود (1048) ، والحاكم 1/279، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وعن عبد الله بن سلام عند أحمد 5/451، وابن ماجه (1139) ، وصح البوصيري إسناده في "مصباح الزجاجة".
وعن عمرو بن عوف المزني عند ابن ماجه (1138) ، والترمذي (490) ، وسنده ضعيف.
وذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/416-422 في تعيين هذه الساعة أكثر من أربعين قولا منقولة عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ونقل عن ابن المنيّر قوله: إذا علم أن فائدة الإبهام لهذه الساعة ولليلة القدر بعث الداعي على الإكثار من الصلاة والدعاء، ولو بين لاتكل الناس على ذلك وتركوا ما عداها، فالعجب بعد ذلك ممن يجتهد في طلب تحديدها.
(1) قوله: "في الجنة" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) ، وسقط من (م) وباقي النسخ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه حسين المروزي في زيادات "الزهد" لابن المبارك (1585) ، ومسلم (2834) (14) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (335) من طرق عن إسماعيل ابن=(12/64)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (20879) ، ومن طريقه أبو نعيم في "صفة الجنة" (244) عن معمر، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/87 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن أيوب، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (56) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (244) من طريق عوف، عن ابن سيرين، به. وهو عند ابن أبي عاصم مختصر.
ويأتي بطوله عند أحمد برقم (7375) عن ابن عيينة، عن أيوب، ومختصرا برقم (8542) من طريق يونس بن عبيد، و (10593) من طريق هشام القردوسي، كلاهما عن ابن سيرين.
وأخرجه البخاري (3254) من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة.
وأخرجه مختصراً ابن أبي عاصم (87) ، وأبو نعيم (250) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (177) ، والبخاري (3327) ، ومسلم (2834) (15) ، وابن ماجه (4333) ، وأبو يعلى (6084) ، وابن حبان (7437) ، وأبو نعيم (241) ، والبيهقي (333) ، والبغوي في "شرح السنة" (4373) ، وفي "التفسير" 1/57 من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة (عود الطيب) ، وأزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم: ستون ذراعا في السماء".
وأخرجه بنحوه البخاري (3246) ، وأبو نعيم (248) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة.
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي برقم (7165) و (7486) و (8198) =(12/65)
7153 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى أَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ " (1)
__________
= و (8996) و (10122) ، وانظر (9202) و (10524) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي في مسنده 3/16.
وعن جابر بن عبد الله، سيأتي أيضا 3/383.
وعن ابن مسعود عند البزار (3536 - كشف الأستار) ، والطبراني (10321) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/411 وصحح إسناده.
قوله: "إن أول زمرة"، قال السندي: أي: جماعة. "على صورة القمر"، أي: على نوره. "على أضوإ كوكب"، أي: على نوره. "ري"، أي: مضيء شديد الإنارة. "يرى"، أي: من كمال اللطافة. "أعزب"، أي: بلا زوجة. وانظر "فتح الباري" 6/325.
قلنا: وأنكر الجوهري وثعلب وأبو حاتم وابن الأثير والفيومي والفيروزآبادي هذا الحرف بزيادة الهمزة، وقالوا: الجادة عزب بفتحتين، وعللوا ذلك بأنه غير وارد ولا مسموع، وأجازه غيرهم لثبوته في هذا الحديث الصحيح، وفي حديث البخاري (440) من حديث عبد الله أنه كان ينام وهو شاب أعزب لا أهل له في مسجد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا: وفي رواية أبي ذر: عزب بفتح العين والزاي من غير همزة، قال القسطلاني: وهي اللغة الفصيحة.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة -وهو أبو عبد الله مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري.
وأخرجه البخاري (5628) ، والحاكم 4/140 من طريق مسدد، عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد، إلا أن البخاري لم يذكر فيه قول أيوب الذي في آخر الحديث، وصححه الحاكم على شرط البخاري، فتعقبه الحافظ ابن حجر في=(12/66)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الفتح" 10/91، فقال: وهم الحاكم، فأخرج الحديث في " المستدرك " بزيادته، والزيادة المذكورة (يعني قول أيوب: أنبئت....) ليست على شرط الصحيح، لأن راويها لم يسم، وليست موصولة.
وأخرجه ابن ماجه (3420) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب، به.
دون ذكر الزيادة.
وأخرجه الدارمي (2118) من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، به. وسيتكرر برقم (10320) ، وسيأتي أيضا برقم (7373) و (8335) و (8632) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1989) .
وعن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/67.
وعن جابر عند ابن أبي شيبة 8/207.
ويشهد للزيادة في آخره ما أخرجه ابن ماجه (3419) من طريق زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن اختناث الأسقية، وإن رجلا بعد ما نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك، قام من الليل إلى سقاء فاختنثه (أي: شرب من فمه) فخرجت عليه منه حية. وهذا إسناد ضعيف لضعف زمعة بن صالح.
قال العلامة بدر الدين العيني في "عمدة القاري" 21/199: روي أحاديث تدل على جواز الشرب من فم السقاء: منها ما رواه الترمذي (1892) من حديث عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن جدته
كبشة، قالت: دخل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فشرب من في قربة معلقة، وقال: حديث
حسن صحيح.
ومنها حديث أنس بن مالك رواه الترمذي في "الشمائل" (215) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
دخل على أم سليم وقربة معلقة، فشرب من فم القربة وهو قائم.
ومنها حديث عبد الله بن أنيس، قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام إلى قربة معلقة، فخنثها ثم شرب من فمها. رواه الترمذي (1891) ، وأبو داود (3721) .=(12/67)
قَالَ أَيُّوبُ: " فَأُنْبِئْتُ أَنَّ رَجُلًا شَرِبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فَخَرَجَتْ حَيَّةٌ "
__________
= وقد صح عن جماعة من الصحابة والتابعين فعل ذلك، فروى ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/208 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أنه كان لا يرى بأسا بالشرب من في الإداوة.
وعن سعيد بن جبير، قال: رأيت ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يشرب من في الإداوة.
وعن نافع: أن ابن عمر كان يشرب من في السقاء.
وعن عباد بن منصور، قال: رأيت سالم بن عبد الله بن عمر يشرب من في الإداوة.
فإن قلت: كيف يجمع بين هذه الأحاديث التي تدل على الجواز، وبين حديثي الباب اللذين يدلان على المنع؟ قلت: قال شيخنا رحمه الله (يعني العراقي في "شرح الترمذي") : لو فرق بين ما يكون لعذر كان تكون القربة معلقة ولم يجد المحتاج إلى الشرب إناء متيسرا، ولم يتمكن من التناول بكفه، فلا كراهة حينئذ، وعلى هذا تحمل هذه الأحاديث المذكورة، وبين ما يكون لغير عذر، فيحمل عليه
أحاديث النهي. قيل: لم يرد حديث من الأحاديث التي تدل على الجواز إلا بفعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحاديث النهي كلها من قوله، فهي أرجح، والله أعلم.
وذكر النووي في "شرح مسلم" 13/194 أن النهي في هذه الأحاديث للتنزيه، لا للتحريم، بدليل أحاديث الرخصة في ذلك.
ونقل ابن حجر في "الفتح" 10/91 عن ابن أبي جمرة ما ملخصه: اختلف في علة النهي، فقيل: يخشى أن يكون في الوعاء حيوان، أو ينصب بقوة فيشرق به، أو بما يتعلق بفم السقاء من بخار النفس، أو بما يخالط الماء من ريق الشارب فيتقذره غيره ... قال: والذي يقتضيه الفقه أنه لا يبعد أن يكون النهى لمجموع هذه الأمور.(12/68)
7154 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلٌ جَارَهُ أَنْ يَجْعَلَ خَشَبَتَهُ - أَوْ قَالَ: خَشَبَةً - فِي جِدَارِهِ " (1)
7155 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَدَقَةَ إِلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " (2)
__________
(1) إسناده على شرط البخاري كسابقه.
وأخرجه الحميدي (1077) ، والبخاري (5627) من طريق سفيان بن عيينة، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/69 من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن أيوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/378 من طريق حميد بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب كلاهما عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (8335) ، وانظر (7278) و (9769) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2307) .
وعن مجمع بن يزيد، سيأتي 3/479.
قال البغوي في "شرح السنة" 8/247: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، قالوا: إذا بنى الرجل بناء، فاحتاج فيه إلى أن يضع رأس الخشب على جدار الجار، فليس للجار منعه، وإليه ذهب الشافعي في القديم، وهو قول أحمد.
وذهب الأكثرون إلى أنه لا يجبر الجار عليه، والخبر محمول على الندب والاستحباب، وحسن الجوار، وهو قول مالك، وأصحاب الرأي، وعامة أهل العلم.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان العرزمي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة كما يعلم=(12/69)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من ترجمته في "التهذيب" لم يتكلم عليه غير شعبة من أجل حديث، وثناؤهم عليه مستفيض. يعلى بن عبيد: هو الطنافسي، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/262 من طريق عبد الله بن المبارك، عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 5/62، وابن حبان (4243) من طريق محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، بلفظ: "خير الصدقة ... ".
وبهذا اللفظ أخرجه البخاري (1428) ، والبيهقي 4/177 من طريق وهيب بن خالد، وابن أبي الدنيا في "العيال" (7) من طريق يونس بن محمد، عن الليث بن سعد، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/481-482 من طريق عمرو بن سليمان، وأبو نعيم في "الحلية" 2/181 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، أربعتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي هريرة. زاد وهيب: "ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله"، ولم يذكر الليث وعمرو بن سليمان فيه قوله: "واليد العليا خير من اليد
السفلى".
وأخرجه كذلك الدارمي (1651) عن عبد الله بن صالح، عن الليث، عن هشام بن عروة، عن أبي هريرة. فلم يذكر فيه عروة، وعبد الله بن صالح سييء الحفظ.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 3/212 عن ابن فضيل، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وسيأتي الحديث من طريق عطاء برقم (9122) و (9613) ، وله طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي برقم (7429) و (7741) و (7867) و (8247) و (9223) و (10511) ، وانظر (7317) و (8702) و (8743) ، وسيأتي برقم (7348) موقوفا على أبي هريرة. وانظر (7419) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4474) .
وعن جابر بن عبد الله، سيأتي في "مسنده" 3/330.=(12/70)
7156 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْكَ بِإِنَاءٍ مَعَهَا فِيهِ إِدَامٌ، أَوْ طَعَامٌ، أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ، فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ " (1)
__________
= وعن حكيم بن حزام، سيأتي 3/403.
وعن أبي أمامة، سيأتي 5/262.
وعن طارق المحاربي عند النسائي 5/61، وابن حبان (3341) .
قوله: "لا صدقة إلا عن ظهر غنى"، قال الحافظ في "الفتح" 3/294: النفي فيه للكمال لا للحقيقة، فالمعنى: لا صدقة كاملة إلا عن ظهر غنى.
وقال الخطابي في "أعلام الحديث" 1/763: الظهر قد يزاد في مثل هذا إشباعا للكلام، والمعنى: أن أفضل الصدقة ما أخرجه الإنسان من ماله بعد أن يستبقي منه قدر الكفاية لأهله وعياله، ولذلك يقول: "وابدأ بمن تعول". وقال البغوي في "شرح السنة" 6/179: أي: غنى يعتمده ويستظهر به على النوائب التي تنوبه.
واليد العليا: هي المنفقة، واليد السفلى: هي السائلة.
قوله: "وابدأ بمن تعول"، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/321: أي: بمن تمون وتلزمك نفقته من عيالك، فإن فضل شيء، فليكن للأجانب، يقال: عال الرجل عياله يعولهم: إذا قام بما يحتاجون إليه من قوت وكسوة وغيرهما.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمارة: هو ابن القعقاع الضبي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير.
والحديث في "فضائل الصحابة" لأحمد (1588) بسنده ومتنه.
وأخرجه الحاكم 3/185 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة! وهذا وهم منه، فإن الحديث=(12/71)
7157 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْتَدَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يَخْرُجُ إِلَّا جِهَادًا فِي سَبِيلِي، وَإِيمَانًا بِي، وَتَصْدِيق رَسُولِي (1) ، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ كُلِمَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ رِيحُ (2)
__________
= عندهما مثله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/133، والبخاري (3820) و (7497) ، ومسلم (2432) ، والنسائي في "الكبرى" (8358) ، وأبو يعلى (6089) ، وابن حبان (7009) ، والطبراني 23/ (10) من طريق محمد بن فضيل، به. ورواية البخاري في الموضع الثاني مختصرة، ولم يذكر فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطبراني 23/ (8) من طريق عيسى بن يونس، و (9) من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال عبد الواحد في حديثه: وأبي سعيد، قالا: بشر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خديجة بنت خويلد ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب.
وفي الباب عن عبد الله بن جعفر، سلف برقم (1758) .
وعن عبد الله بن أبي أوفى، سيأتي 4/355.
وعن عائشة، سيأتي 6/58.
القصب في هذا الحديث: لؤلؤ مجوف واسع، كالقصر المنيف. والصخب: اختلاط الأصوات. والنصب: التعب.
(1) في (م) : وتصديقا برسولي.
(2) لفظ "ريح" لم يرد في (ظ3) و (عس) .(12/72)
مِسْكٍ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ أَبَدًا، وَلَكِنِّي لَا أَجِدُ سَعَةً فَيَتْبَعُونِي، وَلَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ فَيَتَخَلَّفُونَ بَعْدِي. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنْ (1) أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ، فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ، فَأُقْتَلَ " (2)
7158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ،
__________
(1) في بعض النسخ: أني.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/288، ومسلم (1876) (103) ، وابن ماجه (2753) ، وأبو عوانة 5/23-24 و25-26 و28 من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه اسحاق بن راهويه في "مسنده" (182) ، ومسلم (1876) ، والنسائي 8/119، وابن منده في "الإيمان" (234) ، والبيهقي في "الشعب" (4236) ، وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" ص 69 من طرق عن جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وسيأتي الحديث مقطعا برقم (8980) و (8981) و (8982) و (8983) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عمارة.
وأخرجه مختصرا عبد الرزاق (9530) ، والبخاري (2787) و (2797) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (47) و (48) ، والنسائي 6/18 و32، وأبو عوانة 5/31 من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وأخرجه كذلك البخاري (7226) ، وابن أبي عاصم (49) ، والنسائي 6/8 من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وسيأتي في "المسند" برقم (10523) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة وحده، عن أبي هريرة.=(12/73)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرج القطعة الأولى منه الحميدي (1088) من طريق محمد بن عجلان، عمن سمع أبا هريرة، عن أبي هريرة.
وأخرج الثانية منه الدارمي (2406) من طريق موسى بن يسار، عن أبي هريرة.
وأخرج الرابعة منه مالك في "الموطأ" 2/460، والحميدي (1040) ، والبخاري (7227) ، ومسلم (1876) (106) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وستأتي القطعة الأولى برقم (9174) من طريق الأعرج، و (9187) من طريق أبي صالح، و (10407) من طريق عطاء بن مينا. والثانية برقم (7302) من طريق الأعرج، و (8205) من طريق همام بن منبه، و (9087) من طريق أبي صالح. والثالثة برقم (7344) من طريق الأعرج، و (8131) من طريق همام. والثالثة والرابعة برقم (9480) من طريق أبي صالح.
قوله: "انتدب الله"، قال السندي: أي: تكفل.
إلا جهادا، قال: أي: للجهاد، وهذا من كلامه تعالى، فلا بد من تقدير القول هاهنا، أي: قائلا: لا يخرج إلا جهادا، وهو حال من فاعل "انتدب"، أو تقدير ما يؤدي مؤداه أول الكلام، مثل: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حاكيا عن الله: انتدب الله، أو قال: قال الله: انتدب الله، ونحو ذلك، فيكون من باب وضع الظاهر موضع الضمير، وأصله: انتدبت، وهذا في كلامه تعالى كثير، ويكون قوله: "إلا الإيمان بي" من باب الالتفات.
ضامن، قال: أي: ذو ضمان، أو مضمون مرعي حاله.
وقوله: "أو أرجعه إلى مسكنه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة"، قال النووي في "شرح مسلم" 13/21: قالوا: معناه ما حصل له من الأجر بلا غنيمة إن لم يغنم، أو من الأجر والغنيمة معا إن غنموا، وقيل: إن "أو" هنا بمعنى الواو، أي: من أجر وغنيمة كما وقع في بعض الروايات، ومعنى الحديث: أن الله تعالى ضمن أن الخارج للجهاد ينال خيرا بكل حال، فإما أن يستشهد فيدخل الجنة، وإما أن يرجع بأجر، وإما أن يرجع بأجر وغنيمة.
والكلم: الجرح. وخلاف سرية، أي: خلفها وبعدها. ولا أجد سعة، أي: في=(12/74)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ "، قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " (1)
7159 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: " أَمَا وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّهُ: أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الْفَقْرَ، وَتَأْمُلُ الْبَقَاءَ، وَلَا تَمَهَّلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ " (2)
__________
= الرزق، فأحملهم على الدواب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي 5/134 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة (الجزء الذي نشره العمروي) ص 215، والبخاري (1728) ، ومسلم (1302) ، وابن ماجه (3043) من طريق محمد بن فضل، به.
وسيأتي بأطول مما هنا برقم (9332) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1859) و (3311) .
وعن ابن عمر، سلف أيضا برقم (5507) .
وعن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/20، وعن أم الحصين 4/70، وعن مالك بن ربيعة 4/177، وعن قارب 6/393، وبعضها مخرج في الصحاح.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (778) ، ومسلم (1032) (93) ، والنسائي 6/237 من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.=(12/75)
7160 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ مَا نَزَلَ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ، قَبْلَ السَّاعَةِ، فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ: يَا
__________
= وأخرجه ابن ماجه (2706) ، وأبو يعلى (6092) من طريق شريك النخعي، عن عمارة بن القعقاع، به. وفيه زيادة في أوله، وقرن أبو يعلى بعمارة بن القعقاع ابن شبرمة.
وسيأتي الحديث برقم (7407) و (9378) و (9768) .
قوله: "وأبيك"، قال السندي: قيل: هذا على عادة العرب من جري مثل هذا على اللسان بلا تعمد، والنهي عن تعمد مثله، فلا إشكال، وقيل: بل يحتمل أن يكون قبل النهي، أو هو بتقدير: وخالق أبيك، مثلا.
وشحيح، قال: بخيل، أي: من شأنك أن تبخل بالمال، لأن صحة الإنسان محل لذلك. تخشى الفقر: بالتصدق. وتأمل: بضم الميم، وهو مرفوع، أي: ترجوه وتطمع به، ولا شك أن البقاء يقتضي جمع المال وحفظه.
وقوله: "ولا تمهل"، قال القسطلاني في "إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري" 3/21: بالجزم على النهي، أو بالنصب عطفا على "أن تصدق"، أو بالرفع (أي: على أنه نفي) وهو الذي في اليونينية.
وقوله: "بلغت الحلقوم"، أي: الروح، بدلالة السياق وقوله: قلت لفلان كذا وكذا: هو كناية عن الموصى له والموصى به فيهما، وقد كان لفلان، أي: وقد صار ما أوصى به للوارث، فيبطله إن شاء إذا زاد على الثلث أو أوصى به لوارث آخر. والمعنى: تصدق في حال صحتك، واختصاص المال بك وشح نفسك بأن تقول: لا تتلف مالك لئلا تصير فقيرا إلا في حال سقمك وسياق موتك، لأن المال حينئذ خرج منك وتعلق بغيرك.(12/76)
مُحَمَّدُ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ رَبُّكَ (1) ، أَفَمَلِكًا نَبِيًّا يَجْعَلُكَ، أَوْ عَبْدًا رَسُولًا؟ قَالَ جِبْرِيلُ: تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: " بَلْ عَبْدًا رَسُولًا " (2)
__________
(1) زاد في (م) لفظ: قال.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والقائل: "لا أعلمه إلا عن أبي هريرة" هو عمارة بن القعقاع، كما جاء مصرحا به عند ابن أبي الدنيا، وروي الحديث عن غيرهما، عن أبي هريرة دونما شك.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (125) ، والبزار في "مسنده" (2462- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (6105) ، وابن حبان (6365) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وقال البزار: لا نعلم يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عباس عند النسائي في "الكبرى" (6743) ، وابن صاعد في زياداته على "زهد ابن المبارك" (766) ، والطبراني في "الكبير" (10686) ، وأبي الشيخ في "أخلاق النبي" ص 198، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/333-334، والبغوي في "شرح السنة" (3684) ، وفي سنده انقطاع بين محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وبين جده ابن عباس.
وعن عائشة عند أبي يعلى (4920) ، وأبي الشيخ ص 197-198، والبغوي (3683) ، وفي إسناده أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد حسنه الهيثمي في "المجمع" 9/19.
وعن ابن عمر عند الطبراني في "الكبير" (13309) ، قال الهيثمي: وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي، وهو ضعيف.
وعن الزهري مرسلا عند ابن المبارك في "الزهد" (764) .
وعن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب مرسلا أيضا عند ابن المبارك في "الزهد" (220) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (3682) .=(12/77)
7161 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ، آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا، فَذَلِكَ حِينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] " (1)
7162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ،
__________
= قوله: "أفملكا"، قال السندي: بالنصب، هكذا في "المجمع"، وفي بعض النسخ: "أفملك نبيا" وهو من كتابة المنصوب بلا ألف، وهو مفعول ثان ليجعل، والملك بكسر اللام.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم بعد حديث (157) ، وأبو داود (4312) ، وابن ماجه (4068) ، والنسائي في "الكبرى" (11177) ، والطبري في "تفسيره" 8/97 من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4635) من طريق عبد الواحد بن زياد، وإسحاق بن راهويه (176) ، ومسلم بعد حديث (157) ، وأبو يعلى (6085) ، والطبري 8/97 من طريق جرير بن عبد الحميد، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 10/442 من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم عن عمارة بن القعقاع، به.
وسيأتي الحديث بنحوه من طرق عن أبي هريرة برقم (7711) و (8138) و (8599) و (8850) و (9752) ، وانظر (8303) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6881) .
وعن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/31.
وعن أبي ذر عند مسلم (159) (250) .(12/78)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ "، قَالَهَا: ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنَّكُمْ لَسْتُمْ فِي ذَلِكَ مِثْلِي، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي، فَاكْلَفُوا مِنَ الْأَعْمَالِ (1) مَا تُطِيقُونَ " (2)
__________
(1) المثبت من (ظ3) و (عس) ومن هوامش النسخ الأخرى، وفي (م) والنسخ الخطية غير (ظ3) ، و (عس) : العمل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/83، وأبو يعلى (6088) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (168) ، ومسلم (1103) (58) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، به.
وأخرجه ابن خزيمة (2071) عن علي بن المنذر، عن محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن ابن أبي نعم (وتحرف في المطبوع إلى: نعيم) ، عن أبي هريرة. وابن أبي نعم: هو عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي الكوفي، وهو ثقة، فيكون لعمارة فيه شيخان: أبو زرعة وابن أبي نعم.
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي برقم (7229) و (7437) و (7495) و (7548) و (8181) و (8546) .
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4721) . وسلفت شواهده هناك.
قال النووي في "شرح مسلم" 7/211-213: اتفق أصحابنا على النهي عن الوصال وهو صوم يومين فصاعدا من غير أكل أو شرب بينهما، ونص الشافعى وأصحابنا على كراهته، ولهم في هذه الكراهة وجهان، أصحهما: أنها كراهة تحريم، والثاني: كراهة تنزيه، وبالنهي عنه قال جمهور العلماء.
وقال القاضي عياض: اختلف العلماء في أحاديث الوصال، فقيل: النهي عنه=(12/79)
7163 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ النَّاسَ
__________
= رحمة وتخفيف، فمن قدر فلا حرج، وقد واصل جماعة من السلف الأيام. قال: وأجازه ابن وهب وأحمد وإسحاق إلى السحر، ثم حكى عن الأكثرين كراهته.
وقال الخطابي وغيره من أصحابنا: الوصال من الخصائص التي أبيحت لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحرمت على الأمة. واحتج لمن أباحه بقوله في بعض طرق مسلم: نهاهم عن الوصال رحمة لهم، وفي بعضها لما أبوا أن ينتهوا واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال، فقال: "لو تأخر الهلال لزدتكم"، وفي بعضها: "لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالا يدع المتعمقون تعمقهم". واحتج الجمهور بعموم النهي، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تواصلوا". وأجابوا على قوله: رحمة، بأنه لا يمنع ذلك كونه منهيا عنه للتحريم، وسبب تحريمه: الشفقة عليهم لئلا يتكلفوا ما يشق عليهم. وأما الوصال بهم يوما ثم يوما فاحتمل للمصلحة في تأكيد زجرهم، وبيان الحكمة في نهيهم والمفسدة المترتبة على الوصال، وهي: الملل من العبادة والتعرض للتقصير في بعض وظائف الذين من إتمام الصلاة بخشوعها وأذكارها وآدابها، وملازمة الأذكار وسائر الوظائف المشروعة في نهاره وليله، والله أعلم.
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني" معناه: يجعله الله تعالى في قوة الطاعم الشارب، وقيل: هو على ظاهره، وأنه يطعم من طعام الجنة كرامة له، والصحيح الأول، لأنه لو أكل حقيقة لم يكن مواصلا، ومما يوضح هذا التأويل ويقطع كل نزاع قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرواية التي بعد هذا: "إني أظل يطعمني ربي ويسقيني" ولفظة ظل لا تكون إلا في النهار، ولا يجوز الأكل الحقيقي في النهار بلا شك، والله أعلم.
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون" هو بفتح اللام، ومعناه: خذوا وتحملوا.(12/80)
أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا، فَلْيَسْتَقِلَّ مِنْهُ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ " (1)
7164 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، وَجَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ سَكَتَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ. فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَرَأَيْتَ سُكَاتَكَ (2) بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، أَخْبِرْنِي مَا هُوَ؟ قَالَ: " أَقُولُ: اللهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللهُمَّ نَقِّنِي (3) مِنْ خَطَايَايَ كَالثَّوْبِ الْأَبْيَضِ مِنَ الدَّنَسِ - قَالَ جَرِيرٌ: كَمَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/208، ومسلم (1041) ، وابن ماجه (1838) ، وأبو يعلى (6087) ، والطحاوي 2/20، وابن حبان (3393) ، والقضاعي في "الشهاب" (525) ، والبيهقي 4/196 من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3675) .
وعن ابن عمر، سلف أيضا برقم (5616) .
وعن حبشي بن جنادة، يأتي 4/165.
وعن سهل بن الحنظلية، يأتي أيضا 4/181.
قوله: "تكثرا"، قال السندي: أي: ليكثر به ماله، أو بطريق الإلحاح والمبالغة في السؤال.
فليستقل منه، قال: هو للتوبيخ، مثل: (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، لا للإذن والتخيير.
(2) في (م) : إسكاتك، وفي (عس) ونسخة على هامش (ظ3) : سكتاتك، وفيهما: ماهن؟
(3) في (ظ3) و (عس) : أنقني.(12/81)
يُنَقَّى الثَّوْبُ -، اللهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ " (1)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: " كُلُّهَا عَنْ أَبِي زُرْعَةَ إِلَّا هَذَا، عَنْ أَبِي صَالِحٍ "
7165 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ ضَوْءِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لَا يَبُولُونَ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَتْفُلُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ، وَأَزْوَاجُهُمُ الْحُورُ الْعِينُ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، وعمارة: هو ابن القعقاع.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (521) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/213-214، ومسلم (598) ، وأبو داود (781) ، وابن ماجه (805) ، وأبو يعلى (619) ، وابن خزيمة (1579) ، وأبو عوانة 2/98، وابن حبان (1775) من طريق محمد بن فضيل وحده، به.
وأخرجه مسلم (598) ، والنسائي 1/50-51 و2/128-129، وأبو يعلى (6081) و (6097) ، وابن الجارود (320) ، وابن خزيمة (465) و (1630) ، وأبو عوانة 2/98، والدارقطني 1/336، والبيهقي 2/195 من طريق جرير بن عبد الحميد وحده، به. وعن جرير بن عبد الحميد، سيأتي برقم (10408) .
وأخرجه الدارمي (1244) ، والبخاري (744) ، ومسلم (598) ، وأبو داود (781) ، والبغوي (574) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عمارة بن القعقاع، به.
وانظر ما سيأتي برقم (9608) و (9781) .
وفي باب السكوت بعد التكبير عن سمرة، سيأتي 5/7.(12/82)
أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ، فِي طُولِ (1) سِتِّينَ ذِرَاعًا " (2)
__________
(1) قوله: "في طول" كذا ثبت في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر، ولم يرد في (ظ3) و (عس) ، وبيض مكانه في (س) و (ظ1) و (ق) و (ص) ، وكتب مقابلها على هامش (ظ1) و (ق) : لعله: في طول.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين إن كان ذكر أبي صالح -وهو ذكوان السمان- فيه محفوظا، فقد قال الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 21/262 في ترجمة عمارة: روى عن أبي صالح السمان إن كان محفوظا! قلنا: وقد سلف عند الحديث رقم (7152) تخريجه من "الصحيحين" وغيرهما من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فلا يبعد أن يكون لعمارة فيه شيخان،
والله تعالى أعلم.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (241) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/130، ومن طريقه أبو نعيم (241) عن محمد بن فضيل، به إلا أن رواية ابن أبي شيبة في "المصنف" مختصرة إلى قوله: "إضاءة".
وسيأتي الحديث برقم (7435) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7152) .
وسيأتي أن طول آدم ستون ذراعا من غير هذا الطريق بالأرقام (7933) و (8171) و (8291) و (10913) ، وسيأتي قوله: "رشحهم المسك ومجامرهم الألوة" فقط برقم (8680) من طريق أبي يونس عن أبي هريرة.
قوله: "ورشحهم المسك"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/224: الرشح: العرق، لأنه يخرج من البدن شيئا فشيئا، كما يرشح الإناء المتخلخل الأجزاء.
وقوله: "ومجامرهم الألؤة"، قال 1/293: المجامر: جمع مجمر ومجمر، فالمجمر -بكسر الميم-: هو الذي يوضع فيه النار للبخور، والمجمر -بالضم-:=(12/83)
7166 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، دَارَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ، وَهِيَ تُبْنَى، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً " ثُمَّ دَعَا بِوَضُوءٍ، فَتَوَضَّأَ وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ حَتَّى جَاوَزَ الْمِرْفَقَيْنِ، فَلَمَّا غَسَلَ رِجْلَيْهِ، جَاوَزَ الْكَعْبَيْنِ إِلَى السَّاقَيْنِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟، فَقَالَ: " هَذَا مَبْلَغُ الْحِلْيَةِ " (1)
__________
= الذي يتبخر به وأعد له الجمر، وهو المراد في هذا الحديث، أي: إن بخورهم بالألؤة، وهو العود.
والألؤة، قال 1/63: هو العود الذي يتبخر به، وتفتح همزته وتضم.
وقوله: "على خلق رجل واحد"، قال السندي: روي بفتح خاء وسكون لام، وهذا أنسب بقوله: "على صورة أبيهم"، وبضمها، وهذا أنسب بقوله: "أخلاقهم"، وقد رجح الوجة الثاني بأن يجعل قوله: "على صورة أبيهم" كلاما مستأنفا، ولا يجعل بدلا من قوله: "على خلق رجل"، أي: هم على صورة أبيهم. قلت (القائل السندي) : وهذا أبلغ لما فيه من بيان الخلق والخلق جميعا، والأول لا يناسب بقوله: "أخلاقهم" أصلا.
قلنا: قد اختلف الرواة في ضبط هذا الحرف، فقد أشار مسلم في "صحيحه" عند الحديث رقم (2834) (16) إلى أن ابن أبي شيبة ضبطه بضم الخاء واللام، وأن أبا كريب ضبطه بفتح الخاء وسكون اللام، قال النووي في "شرحه" 17/172: وكلاهما صحيح.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(12/84)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/484، والبخاري (7559) ، ومسلم (2111) ، والطحاوي 4/283، والبيهقي 7/268، والبغوي (3217) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد - دون قصة وضوء أبي هريرة، وقد ذكرها ابن أبي شيبة في حديثه.
وأخرجه البخاري (5953) من طريق عبد الواحد بن زياد، ومسلم (2111) ، وأبو يعلى (6086) ، وابن حبان (5859) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن عمارة بن القعقاع، به - بعضهم يزيد فيه على بعض.
وسيأتي المرفوع منه فقط برقم (9082) من طريق شريك عن عمارة، وبرقم (7521) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة، وانظر (8941) و (10549) ، وانظر أيضا (7880) .
وفي قصة الوضوء انظر ما سيأتي برقم (8840) .
قوله: "ذهب يخلق"، قال الحافظ في "الفتح" 10/386: أي: قصد.
وقوله: "كخلقي"، التشبيه في فعل الصورة وحدها لا من كل الوجوه، قال ابن بطال: فهم أبو هريرة أن التصوير يتناول ما له ظل وما ليس له ظل، فلهذا أنكر ما ينقش في الحيطان. قلت (القائل ابن حجر) : هو ظاهر من عموم اللفظ، ويحتمل أن يقصر على ما له ظل من جهة قوله: "كخلقي" فإن خلقه الذي اخترعه ليس صورة في حائط بل هو خلق تام، لكن بقية الحديث تقتضي تعميم الزجر عن تصوير كل شيء، وهي قوله: "فليخلقوا حبة وليخلقوا ذرة"، وهي بفتح المعجمة وتشديد الراء،
ويجاب عن ذلك بأن المراد إيجاد حبة على الحقيقة لا تصويرها. ووقع لابن فضيل من الزيادة: "وليخلقوا شعيرة"، والمراد بالحبة: حبة القمح، بقرينة ذكر الشعير، أو الحبة أعم، والمراد بالذرة: النملة، والغرض تعجيزهم تارة بتكليفهم خلق حيوان وهو أشد، وأخرى بتكليفهم خلق جماد وهو أهون، ومع ذلك لا قدرة لهم على ذلك.
وقوله: "فليخلقوا ذرة"، قال الحافظ أيضا في "الفتح" 13/534: المراد بالذرة إن كان النملة، فهو من تعذيبهم وتعجيزهم بخلق الحيوان تارة، وبخلق الجماد أخرى، وإن كان بمعنى الهباء، فهو بخلق ما ليس له جرم محسوس تارة، وبما له=(12/85)
7167 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ " (1)
__________
= جرم أخرى.
وقول أبي هريرة: "هذا مبلغ الحلية"، قال الحافظ في "الفتح" 1/3860: كأنه يشير إلى الحديث السالف في الطهارة في فضل الغرة والتحجيل في الوضوء، (يعني قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل" أخرجه البخاري برقم: 136) ، ويؤيده حديثه الآخر: " تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء" (أخرجه مسلم برقم: 250) ، والبحث في ذلك مستوفى هناك (يعني في "الفتح" 1/235-237) ، وليس بين ما دل عليه الخبر من الزجر عن التصوير وبين ما ذكر من وضوء أبي هريرة مناسبة، وإنما أخبر أبو زرعة بما شاهد، وسمع من ذلك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/288-289 و13/449، والبخاري (6406) و (6682) و (7563) ، ومسلم (2694) ، وابن ماجه (3806) ، والترمذي (3467) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (830) ، وأبو يعلى (6096) ، وابن حبان (831) و (841) ، والطبراني في "الدعاء" (1692) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 499، وفي "شعب الإيمان" (591) ، والبغوي (1264) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/400 من طريق العباس بن يزيد بن فضيل، عن عمارة، به.
قوله: "كلمتان"، قال الحافظ في "الفتح" 13/540: فيه إطلاق كلمة على=(12/86)
7168 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي
__________
= الكلام، وهو مثل كلمة الإخلاص، وكلمة الشهادة، وقوله: "كلمتان" هو الخبر، و"خفيفتان" وما بعدها صفة، والمبتدأ "سبحان الله" إلى آخره، والنكتة في تقديم الخبر تشويق السامع إلى المبتدأ، وكلما طال الكلام في وصف الخبر حسن تقديمه، لأن كثرة الأوصاف الجميلة تزيد السامع شوقا.
وقوله: "خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان"، قال فيه 11/208: قال الطيبي: الخفة مستعارة للسهولة، شبه سهولة جريان هذا الكلام على اللسان بما يخف على الحامل من بعض المحمولات فلا يشق عليه، فذكر المشبه وأراد المشبه به، وأما الثقل فعلى حقيقته، لأن الأعمال تتجسم عند الميزان، والخفة والسهولة من الأمور النسبية. وفي الحديث حت على المواظبة على هذا الذكر، وتحريض على ملازمته، لأن جميع التكاليف شاقة على النفس، وهذا سهل، ومع ذلك يثقل في الميزان كما تثقل الأفعال الشاقة، فلا ينبغي التفريط فيه.
وقوله: "حبيبتان إلى الرحمن"، قال: تثنية حبيبة، وهي المحبوبة، والمراد أن قائلها محبوب لله، ومحبة الله للعبد إرادة إيصال الخير له والتكريم، وخص الرحمن من الأسماء الحسنى للتنبيه على سعة رحمة الله، حيث يجازى على العمل القليل بالثواب الجزيل، ولما فيها من التنزيه والتحميد والتعظيم، وفي الحديث جواز السجع في الدعاء إذا وقع بغير كلفة.
وقوله: "وبحمده"، قال الحافظ في "الفتح" 13/541: قيل: الواو للحال، والتقدير: أسبح الله متلبسا بحمدي له من أجل توفيقه، وقيل: عاطفة، والتقدير: أسبح الله، وأتلبس بحمده، ويحتمل أن يكون الحمد مضافا للفاعل، والمراد من الحمد لازمه أو ما يوجب الحمد من التوفيق ونحوه، ويحتمل أن تكون الباء متعلقة بمحذوف متقدم، والتقدير: وأثني عليه بحمده، فيكون "سبحان الله" جملة مستقلة،
و"بحمده" جملة أخرى.(12/87)
الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي - وَقَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ مَرَّةً: يَتَخَيَّلُ بِي -، وَإِنَّ رُؤْيَا الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ الصَّادِقَةَ الصَّالِحَةَ، جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1)
__________
(1) إسناده قوي، عاصم بن كليب من رجال مسلم، وأبوه كليب بن شهاب، من رجال أصحاب السنن، وهما صدوقان.
وسيأتي الشطر الأول منه برقم (8508) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عاصم بن كليب، وذكر في آخره قصة.
وأخرجه ابن ماجه (3901) ، وأبو يعلى (6488) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وسيأتي بنحوه برقم (7553) و (9316) و (9324) من طرق عن أبي هريرة.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2525) ، وهناك ذكرنا ما ورد في هذا الباب من غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
والشطر الثاني منه -وهو قوله: "رؤيا العبد ... الخ"- أخرجه بنحوه ابن حبان (6044) من طريق عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن جده يزيد بن عبد الرحمن الأودي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الرؤيا جزء من سبعين جزءا من النبوة".
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 11/54 عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفا.
وسيأتي برقم (8506) من طريق عبد الواحد بن زياد عن عاصم بن كليب، وسيأتي بلفظ: "جزء من ستة وأربعين جزءا" من طرق عن أبي هريرة برقم (7183) و (7642) و (8161) و (8819) و (10430) . وانظر (8313) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2895) بلفظ: "الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة"، وذكرت شواهده هناك.
قوله: "لا يتمثل"، قال السندي: أي: لا يظهر في صورتي، وهذا يدل على=(12/88)
7169 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ " (1)
__________
= أن ذلك إذا رآه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صورته، فليتأمل.
وقوله: "جزء ... الخ"، قال: أي: لها مناسبة قوية بالنبوة من حيث الاطلاع على المغيبات بلا مداخلة للكسب المؤدي إلى الإثم، كما في الكهانة مثلا، وإلا فالنبوة لا تتجزأ، والله تعالى أعلم.
وقال التوربشتي فيما نقله عنه العلامة علي القاري في "مرقاة المفاتيح" 4/535 قيل: معناه: أن الرؤيا جزء من أجزاء علم النبوة، والنبوة غير باقية وعلمها باق، وهو معنى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ذهبت النبوة، وبقيت المبشرات: الرؤيا الصالحة" قال: ونظير ذلك قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة"، أي: من أخلاق النبوة.
قلنا: حديث "ذهبت النبوة" حديث صحيح رواه ابن ماجه (3896) ، وأحمد 6/381، والحميدي (348) ، والدارمي 12/23 من حديث أم كرز، وصححه ابن حبان (6047) ، وله شاهد من حديث ابن عباس عند ابن حبان (6046) .
وحديث "السمت الحسن ... " رواه الترمذي (2010) من حديث عبد الله بن سرجس المزني، وحسنه، وهو كما قال.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي روى عنه الأعمش، إلا أنه قد رواه جماعة عن الأعمش، فقالوا فيه: الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، دون ذكر الرجل المبهم بين الأعمش وبين أبي صالح، ونقل الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 160 عن إبراهيم بن حميد الرؤاسي -وهو ثقة من رجال الشيخين- أنه رواه عن الأعمش، عن رجل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة،=(12/89)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قال الأعمش: وقد سمعته من أبي صالح، ونقل أيضا هو والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2187) عن هشيم، عن الأعمش، قال: حدثنا أبو صالح، وسيأتي عند المصنف برقم (8970) عن ابن نمير، عن الأعمش، قال: حدثت عن أبي صالح، ولا أراني إلا قد سمعته، قلنا: فلا يبعد أن يكون الأعمش قد سمعه من رجل عن أبي صالح، ثم سمعه من أبي صالح نفسه، فرواه بالوجهين جميعا، والأعمش مشهور بالرواية عن أبي صالح، وقد خرج له صاحبا "الصحيحين" وأصحاب السنن كثيرا من روايته عنه، ثم إن الأعمش ثم ينفرد به عن أبي صالح، فقد رواه عنه أيضا ابنه سهيل كما سيأتي برقم (9428) ، وأبو إسحاق السبيعي كما سيأتي برقم (8909) و (10666) .
وأخرجه أبو داود (517) ، ومن طريقه البيهقي 1/430 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (7818) و (8970) و (9478) و (9942) و (10098) .
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/128-129 من طريق محمد بن جحادة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وفي إسناده ضعف.
وأخرجه أحمد 6/65 من طريق محمد بن أبي صالح، عن أبيه، عن عائشة، مرفوعا، وصححه ابن حبان (1671) ، لكن قال ابن خزيمة في "صحيحه" (1532) بعد أن خرجه: الأعمش أحفظ من مئتين مثل محمد بن أبي صالح. قلنا: ومحمد هذا يخطىء ويهم، وقد خالفه أيضا أخوه سهيل، وأبو إسحاق كما سلف، فقالا: عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال أبو زرعة -فيما نقله الترمذي بإثر الحديث (207) -: وهذا أصح.
وفي الباب عن ابن عمر عند البيهقي 1/431، وصححه الضياء في "المختارة" فيما قاله الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/207.
وعن الحسن البصري مرسلا عند البيهقي 1/431-432، ورجاله ثقات.
وعن واثلة بن الأسقع عند الطبراني في "الكبير" 22/ (203) ، وسنده ضعيف=(12/90)