4690 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا وَلَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الْآخِرَةِ لَمْ يُسْقَهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 2/846.
ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "المسند" 2/92 (ترتيب السندي) ، وعبد بن حميد (770) ، والدارمي 2/111، والبخاري (5575) ، ومسلم (2003) (76) و (77) ، والنسائي في "الكبرى" (5181) و (6781) ، وفي "المجتبى" 8/317-318، وأبو عوانة 5/272، والطبراني في "الصغير" (566) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/221، والبيهقي في "السنن" 8/287، والخطيب في
"تاريخ بغداد" 12/29، والبغوي في "شرح السنة" (3012) . وأخرجه الطيالسي (1857) ، وأبو عوانة 5/273-274 و274 من طرق، عن نافع، به.
وسيأتي بالأرقام (4729) و (4823) و (4824) و (4916) و (5730) و (5845) و (6046) و (6274) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند النسائي في "الكبرى" (6869) وابن ماجه (3374) ، وصححه الحاكم 4/141.
وعن طلق بن علي عند أحمد في "الأشربة" (32) ، والطبراني في "الكبير" (8259) ، وهو عند أحمد في "المسند" كما في "الأطراف" 2/626، و"مجمع الزوائد" 3/70، لكن لم نجده في الطبعة الميمنية منه.
وقوله: "حُرمها". قال السندى: على بناء المفعول، أي: يكون محروماً منها في الآخرة.
وقوله: "لم يسقها" على بناء المفعول: تفسير لقوله: "حُرمها". وهذا لا ينافي دخول الجنة، إذ يجوز أن يدخل الجنة، ويكون محروماً من خمرها لا بأن يشتهيها=(8/317)
4691 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ عَبْدِ اللهِ: " أَنَّ الْعَبَّاسَ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ أَيَّامَ مِنًى مِنْ أَجْلِ السِّقَايَةِ فَرَخَّصَ لَهُ " (1)
4692 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى عَنِ الشِّغَارِ " قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: مَا الشِّغَارُ؟ قَالَ: " يُزَوِّجُ الرَّجُلَ ابْنَتَهُ وَيَتَزَوَّجُ ابْنَتَهُ، وَيُزَوِّجُ
__________
= فيمنع منها قهراً حتى ينافي قوله تعالى: (ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم) بل بأن ينزع الله تعالى منه شهاءها فلا يشتهي ولا يشرب، والله تعالى أعلم.
وانظر "فتح الباري" 10/32.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسيأتي مرارا في "المسند" من طريق نافع عن ابن عمر ليس فيه شك، وكذا هو في المصادر التي خرجته من غير شك.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/361 (ترتيب السندي) ، والدارمي 2/75، والبخاري (1634) و (1743) ، ومسلم (1315) و (3891) ، وأبو داود (1959) ، والنسائي في "الكبرى" (4177) ، وابن حبان (3890) و (3891) ، وابن الجارود (490) ، والبيهقي 5/153، والبغوي (1969) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (4731) و (4827) و (5613) .
وفي الباب عن عاصم بن عدي، سيرد 5/450.
وعن ابن عباس عند ابن ماجه (3061) .(8/318)
الرَّجُلَ أُخْتَهُ وَيَتَزَوَّجُ أُخْتَهُ، بِغَيْرِ صَدَاقٍ " (1)
4693 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قَالَ: سُئِلْتُ عَنِ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، أَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا؟ فِي إِمَارَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَمَا دَرَيْتُ مَا أَقُولُ، فَقُمْتُ مِنْ مَكَانِي إِلَى مَنْزِلِ ابْنِ عُمَرَ، فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الْمُتَلَاعِنَانِ، أَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَأَلَ (2) عَنْ ذَلِكَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَرَى امْرَأَتَهُ عَلَى فَاحِشَةٍ، فَإِنْ تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، (3) وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ؟، فَسَكَتَ، فَلَمْ يُجِبْهُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ (4) أَتَاهُ، فَقَالَ: الَّذِي سَأَلْتُكَ عَنْهُ قَدِ ابْتُلِيتُ بِهِ؟ فَأَنْزَلَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6960) ، ومسلم (1415) (58) ، وأبو داود (2074) ، والنسائي في "الكبرى" (5494) ، وفي "المجتبي" 6/110-111، والبيهقي في "السنن" 7/199-200 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، ولم يذكر فيه النسائي تفسير نافع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/380 عن عبيدة بن حميد، عن عبيد الله بن عمر، به. ولم يذكر فيه تفسير نافع.
وقد سلف برقم (4526) .
(2) في (ق) : سألني، وهو خطأ.
(3) في (ظ 14) : فإن تكلم فأمر عظيم.
(4) في (ق) و (ظ 1) : بعد أيام. وأثبتت في هامش (س) و (ص) .(8/319)
اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ فِي سُورَةِ النُّورِ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النور: 6] حَتَّى بَلَغَ {أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [النور: 9] ، " فَبَدَأَ بِالرَّجُلِ، فَوَعَظَهُ وَذَكَّرَهُ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ "، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا كَذَبْتُكَ، (1) " ثُمَّ ثَنَّى بِالْمَرْأَةِ فَوَعَظَهَا وَذَكَّرَهَا، وَأَخْبَرَهَا أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ "، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَكَاذِبٌ، قَالَ: " فَبَدَأَ بِالرَّجُلِ، فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ: إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، وَالْخَامِسَةَ أَنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، ثُمَّ ثَنَّى بِالْمَرْأَةِ، فَشَهِدَتْ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ: إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ، ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا " (2)
__________
(1) في (س) وهامش (ظ 1) : كذبت.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك بن أبي سليمان -وهو العرزمي- فمن رجال مسلم. يحيي بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/175-176، وابنُ الجارود في "المنتقى" (752) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1493) (4) ، والنسائي في "الكبرى" (11357) و (11358) -وهو في "التفسير" (377) و (378) -، والدارمي 2/150-151، وأبو يعلى (5656) ، والطبري في "تفسيره" 18/84، وابنُ حبان (4286) ، والبيهقي في "السنن" 7/404 من طرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به.=(8/320)
4694 - حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَخْبَرَنِي ابْنُ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَأَخِّرُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَبْرُزَ، فَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَأَخِّرُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ " (1)
4695 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَخْبَرَنِي ابْنُ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحَرَّوْا بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ " (2)
4696 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ ثَلَاثًا (3) إِلَّا، وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ " (4)
__________
= وانظر (4477) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي بن سعيد: هو القطان.
وقد سلف مطولاً برقم (4612) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وقد سلف مطولاً برقم (4612) .
(3) لفظ: "ثلاثاً" لم يرد في (ق) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو مكرر (4615) .(8/321)
4697 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] قَالَ: " يَقُومُ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ " (1)
4698 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْيَهُودَ إِذَا سَلَّمُوا فَإِنَّمَا تَقُولُ (2) : السَّامُ عَلَيْكَ فَقُلْ: عَلَيْكَ (3) " (4)
4699 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو مكرر (4613) .
وقوله: "في رشحه"، أي: عرقه.
(2) في (ق) : يقولون. وكتبت في هامش (س) و (ص) و (ظ 1) .
(3) في (ظ 14) : وعليك.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخاري (6928) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/203، وفي "الآداب" (263) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والبغوي في "شرح السنة" (3312) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن سفيان الثورى،
وقد سلف برقم (4563) .(8/322)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ مِثْلَهُ (1)
4700 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ نَاسًا دَخَلُوا عَلَى ابْنِ عَامَرٍ فِي مَرَضِهِ فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَا إِنِّي لَسْتُ بِأَغَشِّهِمْ لَكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يَقْبَلُ صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ وَلَا صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابن سعيد القطان، ومالك: هو ابن أنس.
وأخرجه البخاري (6928) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/960، ومن طريقه أخرجه البخاري (6257) ، وفي "الأدب المفرد" (1106) ، والدارمي 2/276، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (241) ، والبيهقي في "السنن" 9/203، والخطيب في "تاريخه" 2/405، والبغوي في "شرح السنة" (3311) .
وقد سلف برقم (4563) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (1874) ، وابن ماجه (272) ، وابن خزيمة (8) ، وأبو عوانة 1/234، من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث بالأرقام (4969) و (5123) و (5205) و (5419) .
وفي الباب عن أسامة بن عمير الهذلي، سيرد 5/74، وإسناده صحيح.=(8/323)
4701 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ:
__________
= وابن عامر الذي ذكر في الحديث: هو الأمير عبد الله بن عامر بن كُريز، أبو عبد الرحمن القرشي العبشمي، رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو ابن خال عثمان بن عفان، وأبوه عامر هو ابن عمة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البيضاء بنت عبد المطلب. ولي عبد الله بن عامر البصرة لعثمان، وافتتح إقليم خراسان، ثم وفد على معاوية فزوجه بابنته هند وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إليها العين. وكان من شجعان العرب وأجوادهم، وفيه رفق وحلم. توفي سنة تسع وخمسين. "سير أعلام النبلاء" 3/18، وحاشية السندي.
وقوله: "أن أناساً دخلوا على ابن عامر في مرضه"، لفظ مسلم (224) : دخل عبد الله بن عمر على ابن عامر يعوده وهو مريض، فقال: ألا تدعو لي يا ابن عمر؟
قال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا تقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقه من غلول"، وكنت على البصرة.
قال النووي في "شرح مسلم" 3/103: معناه: أنك لست بسالم من الغلول، فقد كنت واليا على البصرة، وتعلقت بك تبعات من حقوق الله تعالى وحقوق العباد، لا يقبل الدعاء لمن هذه صفته، كما لا تقبل الصلاة والصدقة إلا من متصون، والظاهر -والله أعلم- أن ابن عمر قصد زجر ابن عامر، وحثه على التوبة، وتحريضه على الإقلاع عن المخالفات، ولم يرد القطع حقيقة بأن الدعاء للفساق لا ينفع، فلم يزل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والسلف والخلف يدعون للكفار وأصحاب المعاصي بالهداية والتوبة.
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: خشي ابن عمر أن يكون ابن عامر أصاب في ولايته شيئاً من المظالم التي لا تخلو منها الولاة، وأن يكون ما في يده من الأموال دخله شيء مما يدخل على الولاة من المال من غير حله، ولعل ابن عمر أراد بترك الدعاء له، وبهذا التعليل أن يؤدبه، وبين له ما يخشى عليه=(8/324)
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّرَ أُسَامَةَ عَلَى قَوْمٍ، فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إِمَارَتِهِ فَقَالَ: " إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ، وَايْمُ اللهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ (1) إِلَيَّ، وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ " (2)
__________
= من الفتنة، ويحمله على الخروج مما في ماله من الحرام ليلقى الله نقيا طاهراً.
وقوله: "إني لست بأغشهم لك"، قال السندي: أشار إلى أنهم غاشون لك في الثناء عليك، وإني إذا وافقتهم على ذلك مع ما عندي من العلم كنت أغشهُم لك، فإن ذلك أتم في الاغترار.
والغلول، بضم الغين المعجمة: الخيانة، وأصله السرقة من مال الغنيمة، وقبول الله تعالى العمل: رضاه به، وثوابه عليه، فعدم القبول أن لا يثيبه عليه.
وقوله: "بغير طهور": هو بضم الطاء فعل التطهر، وهو المراد هاهنا، وبفتحها: اسم للماء والتراب، وقيل بالفتح يطلق على الفعل والماء، فها هنا يجوز الوجهان، والمعنى بلا طهور.
(1) في (س) و (ص) : لأحب الناس.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين يحيي: هو ابن سعيد القطان وسفيان هو الثوري. وهو فى "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (1525) .
وأخرجه البخاري (4250) وابن حبان (7059) من طريق يحيي القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 4/65، والبخاري (3730) و (4469) و (7187) ، والترمذي (3816) ، والبيهقي 3/128 و8/154 من طوقى،، عن عبد الله بن دينار، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.=(8/325)
4702 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ " (1)
__________
= وسيأتي من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر برقم (5888) .
ومن طريق سالم عن ابن عمر مطولاً ومختصراً بالأرقام (5630) و (5707) و (5848) .
وفي الباب عن أسامة بن زيد عند ابن سعد 4/66 و68، والحاكم 3/596.
وفي باب حب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيداً وابنه عند أحمد، سيرد 5/204 و205،
والترمذي (3819) .
قوله: "أمر" من التأمير، وفيه أن الإمارة الصغرى لا تختص بقريش، وإنما المخصوص بهم الإمامة الكبرى إلا أن يُقال: "مولى القوم منهم" فتأمل.
وقوله: "فطعن الناس" لكونه من الموالي، وكان صغيراً، وفي القوم من كان أكبر منه سناً، وأرفع منه نسباً، وأجل منه قدراً كعمر.
وفي الحديث أنه ينبغي للإمام أن يعود الناس على التواضع ونحوه من العادات الحسنة، والأخلاق الجميلة، إذ اتباعُ الأكابر لمثله يوجبُ التواضع. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي (3949) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2518) ، والترمذي (3941) ، وابن حبان (7289) ، والبغوي (3851) من طريق إسماعيل بن جعفر، والدارمي 2/243 من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن عبد الله بن دينار، به.
وأخرجه الطيالسي (1915) ، ومسلم (2518) من طريق أبي سلمة، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/197 من طريق عمرو بن دينار، كلاهما عن ابن عمر.=(8/326)
4703 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: كَانَتْ قُرَيْشٌ تَحْلِفُ بِآبَائِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ، لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ " (1)
4704 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، (2) عَنْ أَبِي حَنْظَلَةَ،
__________
= وسيأتي بالأرقام (5108) و (5261) و (5858) و (5969) و (6409) و (6198) من طريق عبد الله بن دينار، و (5981) و (6040) و (6410) من طريق سعيد بن عمرو، و (6092) من طريق بشر بن حرب، و (6137) من طريق نافع، أربعتهم عن ابن عمر.
وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/418.
وعن سلمة بن الأكوع، سيرد 4/48.
وعن خفاف بن إيماء، سيرد 4/57.
وعن أبي برزة الأسلمي، سيرد 4/420.
وعن أبي ذر الغفاري، سيرد 5/174-175.
وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (2515) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، سفيان: هو الثوري. عبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه البخاري (3836) و (6648) و (7401) ، ومسلم (1646) (4) ، والنسائي 7/4، وابن حبان (4362) ، والبيهقي فى "السنن" 10/29-30، وفي "الشعب" (5193) ، والخطيب في "تاريخه" 13/136 من طرق، عن عبد الله بن دينار، به.
وقد سلف برقم (4523) .
(2) في هامش (س) و (ص) : حدثنا إسماعيل. نسخة.(8/327)
سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ، قَالَ: " الصَّلَاةُ فِي السَّفَرِ رَكْعَتَانِ " قُلْنَا: إِنَّا آمِنُونَ قَالَ: " سُنَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
4705 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ (2) عُمَرَ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ: أَبِي وَقَالَ:
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبو حنظلة حدث عنه إسماعيل بن أبي خالد، ومالك بن مغول فيما سيرد برقم (6194) ، وهما ثقتان ثبتان، وقال الحافظ ابن حجر في "التعجيل"
ص 479-480:هو معروف يقال له: الحذاء، ولم يسم.. ولا أعرف فيه جرحاً، بل ذكره ابن خلفون في "الثقات". قلنا: وستأتي تسميته برقم (5566) بحكيم الحذاء، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/160 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً من طريق يعلى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وسيأتي من طريق أبي حنظلة عن ابن عمر بالأرقام (4861) و (5213) و (5566) و (6194) . وانظر (5333) و (5552) و (5183) و (5750) .
وانظر ما سلف برقم (4452) و (4533) .
وله شاهد من حديث عمر، سلف برقم (174) .
وآخر من حديث ابن عباس، سلف برقم (1862) .
وقوله: "إنا آمنون" قال السندي: أي: والقصر مشروط في النص بالخوف، وقوله: "سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، أي: القصر، ولو كان آمناً سنة، فلا يترك، أي: فيجوز أن يكون التقييد بالخوف في النص لموافقة الوقت لا لاعتبار مفهومه.
(2) في (ظ 14) : أن بدل بن.(8/328)
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، مَرَّةً، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: " وَفِّ (1) بِنَذْرِكَ " (2)
__________
(1) في (ظ 14) وهامش (س) و (ص) و (ظ 1) : في. وفي (س) و (ص) و (ظ 1) : فه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقد سلف في مسند عمر برقم (255) بهذا الإسناد، وفيه التصريح بأنه عن عمر. وكان ابنُ عمر مع أبيه كما تبين الرواية رقم (4922) ، ورواه يحيي بن سعيد القطان -كما في هذا الإسناد- مرة عن ابن عمر، ومرة عن عمر، فهو من حديث ابن عمر أيضاً.
وأخرجه أبو داود (3325) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وفيه عن عمر.
وأخرجه البخاري (2032) ، ومسلم (1656) (27) ، والنسائي في "الكبرى" (3350) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/133، والدارقطني في "السنن" 2/198-199، والبيهقي في "السنن" 10/76، والبغوي في "شرح السنة" (1839) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، وفيه عن ابن عمر.
وأخرجه الترمذي (1539) ، وابنُ الجارود (941) ، وابنُ حبان (4380) ، من طريق يحيي بن سعيد، بهذا الإسناد، وفيه عن عمر.
وقال الترمذي: حديث عمر حديث حسن صحيح، وقد ذهب بعضُ أهل العلم إلى هذا الحديث، قالوا: إذا أسلم الرجلُ وعليه نذرُ طاعةٍ فليف به. وقال بعضُ أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم: لا اعتكاف إلا بصوم، وقال آخرون من أهل العلم: ليس على المعتكف صوم إلا أن يُوجب على نفسه صوما، واحتجُوا بحديث عُمر أنه نذر أن يعتكف ليلةً في الجاهلية، فأمره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ =(8/329)
4706 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا نَصَحَ الْعَبْدُ لِسَيِّدِهِ، وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، لَهُ الْأَجْرُ مَرَّتَيْنِ " (1)
4707 - حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " (2)
4708 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ التَّلَقِّي " (3)
__________
= بالوفاء، وهو قول أحمد وإسحاق.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4673) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2108) ، والبيهقي في "السنن" 7/268 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/483، والبخاري (5951) ، ومسلما (2108) ، والنسائي في "الكبرى" (9786) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به.
وقد سلف برقم (4475) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1517) ، والنسائي 7/257 من طريق يحيي بن سعيد، بهذا الإسناد.=(8/330)
4709 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَا يَقُومُ (1) حَتَّى يَفْرُغَ " (2)
__________
= وأخرجه مسلم (1517) من طريق يحيي بن زكريا بن أبي زائدة، وابن ماجه (2179) من طريق عبدة بن سليمان، والنسائي 7/257 من طريق أبي أسامة، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر، به.
وقد سلف برقم (4531) .
(1) في هوامش (س) و (ص) و (ظ 1) و (ق) : يقم. نسخة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (3757) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/73-74 عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقرن به مسدداً، وهو عنده أطول مما هنا.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/420، والبخاري (673) ، ومسلم (559) ، والترمذي (354) ، وأبو عوانة 2/15، والطبراني في "الصغير" (995) و (1039) ، والبيهقي 3/73 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه مسلم (559) ، وابن خزيمة (936) ، وأبو عوانة 2/15، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1986) ، والبيهقي 3/74 من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، به. وعلقه من هذا الطريق البخاري في "صحيحه" (674) .
وسيأتي بالأرقام (4780) و (5806) و (6359) .
وفي الباب عن أنس، سيرد 3/249.
وعن سلمة بن الأكوع، سيرد 4/49.
وعن عائشة، سيرد 6/39-40.
وعن أم سلمة، سيرد 6/291.=(8/331)
4710 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا " (1)
4711 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ خَالِهِ الْحَارِثِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ،
__________
= وقوله: "إذا وضع عشاء أحدكم"، قال السندي: بفتح العين طعام آخر النهار، أي: وضع بين يديه، والمراد ها هنا مطلق الطعام، أو طعام آخر النهار، وخصه لأنه قد يؤدي إلى تأخير المغرب الذي مبناه على التعجيل، فإذا جاز لأجله تأخيره، فتأخير غيره أولى بالجواز.
وقوله: "فلا يقم عنه" لأجل الصلاة.
وقوله: "حتى يفرغ" عن حاجته لئلا يشتغل بالصلاة، وقلبه متعلق بالطعام، وبالجملة فإن يأكل وقلبه في الصلاة خير من أن يصلي وقلبه متعلق بالطعام.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه أبو داود (1438) ، ومن طريقه أبو عوانة 2/310 عن الإمام أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (998) ، ومسلم (751) (151) ، والمروزي في "قيام الليل" ص 131، والبغوي في "شرح السنة" (965) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (472) ، ومسلم (751) (151) ، وأبو عوانة 2/310 من طرق، عن عبيد الله، به.
وسيأتي برقم (4971) (6189) ، وانظر (4492) و (6008) .(8/332)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ، كَانَ عُمَرُ يَكْرَهُهَا فَقَالَ: طَلِّقْهَا، فَأَبَيْتُ، فَأَتَى عُمَرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَطِعْ أَبَاكَ " (1)
4712 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا نُودِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةٍ فَلْيَأْتِهَا " (2)
__________
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث خال ابن أبي ذئب -وهو الحارث بن عبد الرحمن القرشي- فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق.
ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث.
وأخرجه أبو داود (5138) ، وابن ماجه (2088) ، وابن حبان (426) من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1822) ، والترمذي (1189) ، والنسائي كما في "التحفة" 5/339 (ليس هو في "المجتبي"، ولعله في "الكبرى") ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1386) و (1387) و (1388) ، وابن حبان (427) ، والطبراني في "الكبير" (13250) ، والحاكم 2/197 و4/152-153، والبيهقي في "السنن" 7/322، والبغوي في "شرح السنة" (2348) من طرق عن ابن أبي ذئب، به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيأتي بالأرقام (5011) و (5144) و (6470) .
وقوله: "أطع أباك". قال السندي: فيه أن طاعة الوالدين متقدمة على هوى النفس إذا كان أمرُهما أوفق بالدين، إذ الظاهر أن عمر ما كان يكرهها، ولا أمر ابنه بطلاقها إلا لما يظهر له فيها من قلة الدين.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6608) عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد، عن=(8/333)
4713 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ رَأَى حُلَّةَ سِيَرَاءَ أَوْ حَرِيرٍ تُبَاعُ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوِ اشْتَرَيْتَ هَذِهِ تَلْبَسُهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لِلْوُفُودِ (1) قَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ (2) مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ ". قَالَ: فَأُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ (3) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا حُلَلٌ، فَبَعَثَ إِلَى عُمَرَ مِنْهَا بِحُلَّةٍ قَالَ: سَمِعْتُ مِنْكَ تَقُولُ مَا قُلْتَ، وَبَعَثْتَ إِلَيَّ بِهَا، قَالَ: " إِنَّمَا بَعَثْتُ (4) بِهَا إِلَيْكَ لِتَبِيعَهَا
__________
= يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وهو في "موطأ مالك" 2/546، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (5173) ، ومسلم (1429) (96) ، وأبو داود (3736) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3027) ، وابن حبان (5294) ، والبيهقي في "السنن" 7/261، والبغوي (2314) .
وسيرد برقم (5367) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، به، بلفظ: "أجيبوا الدعوة إذا دُعيتم"، ويأتي تمام تخريجه عن نافع هناك.
وسيأتي بالأرقام (4730) و (4949) و (4950) و (5263) و (5367) و (6108) من طريق نافع، و (4951) من طريق محمد بن سيرين، و (5365) و (6106) من طريق مجاهد، ثلاثتهم عن ابن عمر.
وقوله: "إلى وليمة"، أي: طعام العرس، فليأتها، أي: وجوباً عند كثير إذا لم يكن هناك مانع شرعي.
(1) في هامش (س) و (ص) : أو للوفد، نسخة.
(2) في (ظ 14) : هذا.
(3) في (م) ونسخة الشيخ أحمد شاكر: لرسول الله.
(4) في هامش (س) و (ص) : وتبعث، نسخة.(8/334)
أَوْ تَكْسُوَهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه مسلم (2068) (6) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، عن يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/348 عن عبد الرحيم بن سليمان، ومسلم (2068) (6) من طريق ابن نمير، وأبي أسامة، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر، به. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة.
وأخرجه البخاري (5841) ، والبيهقي 3/275 من طريق جويرية بن أسماء، ومسلم (2068) (6) من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن نافع، به.
وسيأتي من طريق نافع، عن ابن عمر برقم (4979) و (5797) و (6339) .
وسيأتي من طرق أخرى عن ابن عمر (4767) و (5125) و (5545) .
وفي الباب عن عمر سلف برقم (321) ، وعند الطيالسي (18) ، والنسائي 8/196-197.
وعن علي سلف برقم (710) .
وعن حفصة أم المؤمنين، سيرد 6/288.
وعن عبد الله بن عمرو، سيرد 2/166.
وعن أبي هريرة، سيرد 2/329
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/23.
وعن انس، سيرد 3/101.
وعن عبد الله بن الزبير، سيرد 4/5.
وعن المقدام بن معدي كرب، سيرد 4/131-132.
وعن أبي ريحانة، سيرد 4/134.=(8/335)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/145.
وعن البراء، سيرد 4/284.
وعن عمران بن حصين، سيرد 4/442.
وعن أبي أمامة، سيرد 5/267
وعن حذيفة بن اليمان، سيرد 5/398.
وعن جويرية، سيرد 6/324.
قوله: "حلة سيراء"، قال ابن الأثير الحُلة، بضم الحاء: واحدة الحلل، وهي برود اليمن، ولا تسمى حُلة إلا أن تكون ثوبين من جنس واحد، أي: تكون إزاراً ورداءً.
وقال النووي في "شرح مسلم" 14/37-38: وضبطوا الحلة هنا بالتنوين على أن سيراء صفة وبغير تنوين على الإضافة وهما وجهان مشهوران، والمحققون ومتقنو العربية يختارون الإضافة. قال سيبويه: لم تأت فعلاء صفة، وأكثر المحدثين ينونون. قال الخطابي: حلة سيراء كما قالوا: ناقة عشراء، قالوا: هي برود يخالطها حرير، وهي مضلعة بالحرير، وكذا فسرها في الحديث في "سنن
أبي داود"، وكذا قاله الخليل والأصمعي وآخرون، قالوا: كأنها شبهت خطوطها بالسيور، وقال ابن شهاب: هي ثياب مُضلعة بالقز، وقيل: هي مختلفة الألوان، وقال: هي وشيٌ من حرير، وقيل: إنها حرير محض، وقد ذكر مسلم في الرواية الأخرى: حلة من إستبرق، وفي الأخرى: من ديباج أو حرير، وفي رواية: حلة سندس، فهذه الألفاظ تبين أن هذه الحلة كانت حريرا محضا، وهو الصحيح الذي يتعين القول به في هذا الحديث جمعاً بين الروايات، ولأنها هي المحرمة، أما المختلط من حرير وغيره فلا يحرم إلا أن يكون الحرير أكثر وزناً، والله أعلم.
قال أهل اللغة: الحلة لا تكون إلا ثوبين، وتكون غالباً إزاراً ورداء، وفي حديث عمر في هذه الحلة دليل لتحريم الحرير على الرجال، وإباحته للنساء،=(8/336)
4714 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَنَّ (1) ابْنَ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ مُقْبِلًا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ، وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ": {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} [البقرة: 115] " (2)
__________
= وإباحة هديته، وإباحة ثمنه، وجواز إهداء المسلم إلى المشرك ثوباً وغيره، واستحباب لباس أنفس ثيابه يوم الجمعة والعيد، وعند لقاء الوفود ونحوهم، وعرض المفضول على الفاضل، والتابع على المتبوع ما يحتاج إليه من مصالحه التي قد لا يذكرها، وفيه صلة الأقارب والمعارف وإن كانوا كفاراً، وجواز البيع والشراء عند باب المسجد.
(1) في (ظ 14) : عن.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان العرزمي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة لم يتكلم عليه غير شعبة من أجل حديث، وثناؤهم عليه مستفيض. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/294، ومسلم (700) (33) ، والنسائي في "المجتبي" 1/244 -ومن طريقه النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص 17-، وأبو عوانة 2/344، وابن خزيمة (1267) ، والبيهقي في "السنن" 2/4 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (700) (34) ، والترمذي (2958) ، والنسائي في "الكبرى" (10997) ، وأبو يعلى (5647) ، والبيهقي 2/4 من طرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به، وصححه الترمذي.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (1840) ، وابن خزيمة (1269) ، وابن أبي=(8/337)
4715 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلَا يَأْتِيَنَّ الْمَسَاجِدَ " (1)
4716 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانُوا يَتَبَايَعُونَ الطَّعَامَ جُزَافًا بِأَعْلَى السُّوقِ فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيعُوهُ حَتَّى يَنْقُلُوهُ " (2)
__________
= حاتم في "تفسيره" (1128) من طريق محمد بن فضيل، والحاكم 2/266، والواحدي في "أسباب النزول" ص 23 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، كلاهما عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير أن ابن عمر، قال: أنزلت: (فأينما تولوا فثم وجه الله) ، أي: صل حيث توجهت بك راحلتك في التطوع. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وانظر (4470) .
وقوله: "يصلي على راحلته"، أي: النافلة حيث توجهت به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه جواز النافلة على الراحلة. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح عالى شرط الشيخين. وانظر (4619) .
وقوله: "من هذه الشجرة"، قال السندي: إشارة إلى البصل أو الثوم، أو إلى النوع المنتن من النبات فيشمل القسمين، وعلى الوجوه فيه إطلاق اسم الشجرة لما لا ساق له من النبات، والشهور إطلاق الشجر لما له ساق، قال تعالى: (والنجم والشجر يسجدان) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4639) ، وانظر (4517) .(8/338)
4717 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَفَلَ مِنَ الْجُيُوشِ أَوِ السَّرَايَا (1) ، أَوِ الْحَجِّ أَوِ الْعُمْرَةِ، (2) إِذَا أَوْفَى عَلَى ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَدٍ، كَبَّرَ ثَلَاثًا، وَيَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ " (3)
__________
(1) في (ق) : والسرايا.
(2) في (ظ 14) : والعمرة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عُمر العُمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه مسلم (1344) (428) ، والنسائي في "الكبرى" (4243) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (520) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وتحرف في مطبوع "عمل اليوم والليلة" عبيد الله بن عمر إلى: عبيد الله بن عمير.
وأخرجه عبدُ الرزاق (9235) ، والحميدي (644) ، وابنُ أبي شيبة 12/519، ومسلم (1344) (428) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (10374) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (540) -، والطبراني في "الكبير" (13371) من طرق، عن عبيد الله، به.
وتحرف في مطبوع الحميدي عبيد الله بن عمر إلى: عبد الله بن عمر.
وقد سلف برقم (4496) .(8/339)
4718 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري.
وأخرجه الدارمي 2/99، ومسلم (2060) ، والترمذي (1818) ، والنسائي في "الكبرى" (6771) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/321، والبخاري (5394) ، ومسلم (2060) (182) ، وابن ماجه (3257) ، وأبو عوانة 5/425-426 و428، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2004) من طرق عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه الطيالسي (1834) ، وأبو عوانة 5/428، والطحاوي في "المشكل " (2003) ، وابن حبان (5238) ، والطبراني في "الأوسط " (1624) و (1760) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 2/153، والخطيب في "الموضح " 2/470 من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه الحميدي (669) ، والبخاري (5395) ، وأبو يعلى (5633) ، وأبو عوانة 5/427 - 428 من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عمر، وليس عند البخاري: "المؤمن يأكل في معى واحدٍ".
وأخرجه مسلم (2061) ، وأبو يعلى (2152) ، وأبو عوانة 5/424، والقضاعي في "مسند الشهاب " (138) من طريق أبي الزبير، عن ابن عمر. وقرن أبو الزبير بابن عمر جابراً.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/347 من طريق مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.=(8/340)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وعلقه البخاري بإثر الحديث (5394) ، فقال: وقال ابن بكير: حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
ووصله الحافظ في "تغليق التعليق " 4/486 من طريق يحيى بن بكير، عن مالك.
وسيأتي الحديث برقم (5020) و (5438) و (6321) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد برقم 2/257.
وعن جابر، سيرد 3/333.
وعن ميمونة، سيرد 6/335.
وعن أبي بصرة الغفاري، سيرد 6/397.
وعن أبي موسى الأشعري، عند مسلم (2062) ، وابن ماجه (3258) ، وأبي يعلى (917) و (2067) و (7264) 0 وأبي عوانة 5/425، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2013) ، وابن حبان (5234) .
وعن جهجاه الغفاري، عند ابن أبي شيبة 8/321-322، والبزار (2891) (زوائد) ، وأبي يعلى (916) ، وأبي عوانة 5/429-430، والطبراني في "الكبير" (2152) .
وعن أبي سعيد الخدري، عند الدارمي 2/99، وأبي يعلى (2068) ، وأبي عوانة 5/429، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار (2011) و (2012) .
وعن سكين الضمري، عند البزار (2892) (زوائد) .
وعن سمرة بن جندب، عند البزار (2893) ، وأبي عوانة 5/429، والطبراني في "الكبير 7/ (6959) و (7043) .
وعن عبد الله بن عمرو، عند البزار (2894) ، وأبي عوانة 5/430.
وعن أنس، عند الطبراني في "الأوسط " (903) .
وعن أبي العالية عن رجل، عند الطحاوي في "المشكل " (2022) .=(8/341)
4719 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ " (1)
__________
=وعن عبد الله بن الزبير عمن نبأه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عند الطحاوي في "المشكل " (2007) .
وفي باب الشرب في معىَّ، عن أبي هريرة، سيرد 2/375.
وعن نضلة بن عمرو الغفاري، سيرد 4/334.
وعن رجل من جهينة، سيرد 5/369-370.
وعن جهجاه الغفاري، عند الطحاوي في "المشكل " (2021) .
قوله: "في معىً واحد" المعى، بكسر الميم وفتح العين والألف المقصورة: واحد الأمعاء، وهي المصارين. قال ابن الأثير: هذا مثل ضربه للمؤمن وزهده في الدنيا، والكافر وحرصه عليها، وليس معناه كثرة الأكل دون الاتساع في الدنيا، ولهذا قيل: الرُغب شؤم، لأنه يحمل صاحبه على اقتحام النار. وقيل: هو تحضيض للمؤمن وتحامي ما يجره الشبع من القسوة وطاعة الشهوة، ووصفُ الكافر بكثرة الأكل إغلاظً على المؤمن وتأكيد لما رسم له. وانظر لزاماً "شرح مشكل الآثار" 5/248 - 258 بتحقيقنا.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري.
وأخرجه البخاري (3264) ، ومسلم (2209) (78) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/81، ومسلم (2209) ، وابن ماجه (3472) ، والنسائي في "الكبرى" (7609) ، وابن حبان (6066) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به.=(8/342)
4720 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ،
__________
=وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/45، ومن طريقه البخاري (5723) ، ومسلم (2209) (79) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1859) ، وابن حبان (6067) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/157، والبيهقي في "السنن" 1/225 عن نافع، به.
وأخرجه مسلم (2209) (79) من طريق الضحاك بن عثمان، والطبراني في "الأوسط " (1897) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/320 من طريق ابن شهاب، كلاهما عن نافع، به.
وسيأتي برقم (5576) و (6010) و (6183) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2649) .
وعن رافع بن خديج، سيرد 3/463-464.
وعن أبي بشير، سترد 5/216.
وعن أبي أمامة، سيرد 5/252.
وعن عائشة، سيرد 6/50.
وعن أسماء بنت أبي بكر، سيرد 6/346.
قوله: "من فيح جهنم "، قال السندي: أي: من انتشار حرها، والمراد أنها كقطعة من النار.
وقوله: "فابردوها" المشهور في ضبطها بهمزة وصل، وضم راء. قلنا: وحكي كسرُها، يقال: بردت الحمى أبرُدُها برد" بوزن قتلتها أقتلها قتلا، أي: أسكنتُ حرارتها، قال عروة بن أذينة الليثي المدني، الفقيه المحدث:
إذا وجدتُ أوار الحبّ في كبدي ... أقبلتُ نحو سقاء الماء أبتردُ
هبني بردتُ ببرد الماء ظاهره ... فمن لنارٍ على الأحشاء تتقدُ
وحكى القاضي عياض رواية بهمزة قطع مفتوحة، وكسر الراء من: أبرد=(8/343)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ " (1)
__________
=الشيء: إذا عالجه فصيره بارداً، مثل: أسخنه: إذا صيّره سخناً، وقد أشار إليها الخطابي. وقال الجوهري: إنها لغة رديئة، وأنشد قول مالك بن الريب:
وعطِّل قلوصي في الركاب فإنها ... ستبردُ أكباداً وتُبكي بواكيا
قال السندي: واختلف أهل العلم في تأويله، فقال ابن الأنباري: معناه:
تصدقوا بالماء، ومنهم من حمله على ظاهره، واغتسل بالماء فكاد يهلك، فقال ما لا ينبغي، وهذا جهل في التأويل. ومنهم من قال: إن الحميات على قسمين، منها ما يكون عن خلط بارد، ومنها ما يكون عن حار، وفيه ينفع الماء، وهي حميات الحجاز، وعليها خرج كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفعله حين قال: "صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن " فتبرد وخفَّ حاله.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه البخاري (5522) ، والنسائي 7/203، والطحاوي 4/204، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/126 من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4217) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن أبي شيبة 8/261، والنسائي في "المجتبي" 7/203، وفي "الكبرى" (6645) من طريق محمد بن بشر، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه مسلم ص 1538 (25) ، وأبو عوانة 5/160 و160-161، والطحاوي 4/204، والطبراني في "الكبير" (13421) من طرق، عن نافع، به.
وسيأتي برقم (5786) و (5787) و (6291) و (6310) .
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (592) .=(8/344)
4721 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: وَاصَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ فَوَاصَلَ النَّاسُ. فَقَالُوا: نَهَيْتَنَا عَنِ الْوِصَالِ وَأَنْتَ تُوَاصِلُ. قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ، إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى " (1)
__________
=وعن عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (7039) .
وعن أبي هريرة، سيرد 2/366.
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/65.
وعن أنس بن مالك، سيرد 3/111.
وعن جابر بن عبد الله، سيرد 3/361.
وعن أبي سليط، سيرد 3/419.
وعن سلمة بن الأكوع، سيرد 4/48.
وعن خالد بن الوليد، سيرد 4/89.
وعن المقدام بن معدي كرب، سيرد 4/132
وعن أبي ثعلبة الخشني، سيرد 4/195.
وعن عبد الله بن أبي أوفى، سيرد 4/291.
وعن البراء بن عازب، سيرد 4/291.
وعن ابن عباس، عند البخاري (4227) ، ومسلم (1939) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3263) عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1922) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 2/272، والبيهقي 7/61، من طرق، عن نافع، به.=(8/345)
4722 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَبِعْ (1) أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ لَهُ " (2)
__________
=وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13300) من طريق أبي صالح، عن ابن عمر، قال الهيثمي فى "المجمع " 3/158: فيه سهل بن عثمان النهرتيري، ولم أجد من ترجمه.
وسيأتي برقم (4752) و (5795) و (5917) و (6125) و (6299) و (6413) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/231.
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/8.
وعن أنس بن مالك، سيرد 3/124.
وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 4/314.
وعن عائشة، سيرد 6/89.
قوله: "فقالوا نهيتنا"، قال السندى: أي: فنهاهم عن ذلك، فقالوا: هذا الكلام بناء على أن الأصل في أفعاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العموم، وجواز الاقتداء فيها، فبين لهم في هذا الفعل الخصوص.
وقوله: "إني أطعم وأسقى" هما على بناء المفعول، وهذا إما محمول على الحقيقة، إما لأن طعام الجنة وشرابها لا يُنافي الوصول، أو لأن المراد بيانُ أنه يُواصل صوره لا حقيقة، وإما على المجاز بمعنى أنه يدفع عنه الجوع والعطش بمددٍ من الله تعالى حتى كأنه أكل وشرب.
(1) فى (ظ 14) : لا يبيع.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1412) (50) ، وص 1154 (8) ، وابن ماجه (1868) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/3 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا =(8/346)
4723 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا مَا بَيْنَ جَرْبَاءَ (1) وَأَذْرُحَ " (2)
__________
=الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/403، والدارمي 2/135، ومسلم (1412) (50) ، والنسائي 7/258 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. والحديث عند النسائي مختصر.
وأخرجه البخاري (5142) ، والنسائي 6/73-74 من طريق ابن جريج، عن نافع، به. وقال فيه: "حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له ".
وأخرج قصة الخطبة مالك في "الموطأ" 2/523، ومن طريقه الشافعي في " الرسالة" (847) ، والطحاوي 3/3، عن نافع، به.
وسيأتي الحديث بالأرقام (6034) و (6036) و (6060) و (6088) و (6135) و (6276) و (6411) و (6417) .
وقصة البيع سلفت برقم (4531) .
(1) في (ظ 14) : جربي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري.
وأخرجه البخاري (6577) ، ومسلم (2299) ، وابن منده في "الإيمان " (1073) ، والبيهقي في "البعث " (139) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/440، وعبد بن حميد (753) ، ومسلم (2299) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (726) ، وابن حبان (6453) من طريق محمد بن =(8/347)
4724 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَاصِلَةَ
__________
=بشر، ومسلم (2299) من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، به. وفي رواية مسلم: قال عبيد الله: فسألته (يعني عن أذرح والجرباء) ، فقال: قريتين بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال.
وأخرجه مسلم (2299) من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، به.
وسيأتي برقم (6079) و (6181) ، وانظر (6162) .
وهذا الحديث من المتواتر، انظر "تهذيب سنن أبي داود" لابن القيم 7/135، و"نظم المتناثر" للكتاني (305) .
ومسيرة الثلاث ليال التي في الحديث عند مسلم، ذكر الحافظ ضياء الدين المقدسي في الجزء الذي جمعه في الحوض - فيما نقله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/473 أن فى سياق لفظها غلطاً، وذلك لاختصار وقع في، سياقه من بعض رواته، ثم ساقه من حديث أبي هريرة، وأخرجه من "فوائد
عبد الكريم بن الهيثم اليرعاقولي" بسند حسن إلى أبي هريرة مرفوعاً في ذكر الحوض، فقال به: "عرضه مثل ما بينكم وبين جرباء وأذرح". قال الضياء: فظهر بهذا أنه وتحر في حديث ابن عمر حذف تقديره: كما بين مقامي وبين جرباء وأذرح فسقط: "مقامي وبين".
قال الفيروز آبادي صاحب " القاموس المحيط " في مادة (جرب) : الجرباء: قرية بجنب أذرح، وغلط من قال: بينهما ثلاثة أيام وإنما الوهم من وراة الحديث من إسقاط زيادة ذكرها الدارقطني وهي: "ما بين ناحيتي حوضي كما بين المدينة وجرباء وأذرح". وفى "معجم البلدان": بين أذرح والجرباء ميل واحد أو أقل.
قلنا: وأذرح هي اليوم فى جنوب الأردن بين الشوبك ومعان.=(8/348)
وَالْمُسْتَوْصِلَةَ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ " (1)
4725 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا الَّتِي بِالْبَطْحَاءِ، وَخَرَجَ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري.
وأخرجه أبو داود (4168) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقرن به مسدداً.
وأخرجه البخاري (5947) ، ومسلم (2124) ، والترمذي (2783) ، وأبو عوانة 2/74، وابن حبان (5513) ، والبيهقي 7/312 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.
وأخرجه الطيالسي (1825) ، وابن أبي شيبة 8/487، والبخاري (5937) (5940) (5942) ، ومسلم (2124) (119) ، وابن ماجه (1987) ، والترمذي (1759) و (2783) ، والنسائي 8/187 و188، والبيهقي في "الشعب " (7811) ، والبغوي (3189) من طرق، عن نافع، عن أبن عمر.
وفي الباب عن علي، سلف برقم (635) .
وعن ابن مسعود، سلف برقم (3881) .
وعن أبي هريرة، ومعقل بن يسار، وأبي جحيفة، وعائشة، وأسماء، ستأتي في "المسند" على التوالي 2/339 و5/25 و4/309 و6/11 و325.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (1866) ، ومن طريقه البيهقي 5/71 -72 من طريق أحمد، بهذا الإسناد. وقرن بأحمد مسدد بن مسرهد.=(8/349)
4726 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكٍ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، إِنْ (1) كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ يَقُولُ: " رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ " مِائَةَ مَرَّةٍ (2)
__________
=وأخرجه البخاري (1576) ، والنسائي في "الكبرى" (3848) ، وفي "المجتبى" 5/200 من طريق يحيى بن سعيد، به.
وقد سلف برقم (4625) .
(1) في (م) : إنا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/297 - 298، ومن طريقه البخاري في "الأدب المفرد" (618) ، وعبد بن حميد (786) ، والبغوي (1289) عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1516) ، وابن ماجه (3814) ، والترمذي (3434) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (458) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (370) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/12 من طرق، عن مالك بن مغول، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه الترمذي (3434) ، وابن حبان (927) من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة، به.
وسيأتي برقم (5354) و (5564) .
وأخرج النسائي في "عمل اليوم والليلة" (447) من طريق محمد بن جعفر،=(8/350)
4727 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ غَزْوَانَ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
=عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي بردة، قال: سمعت الأغر - وكان من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "توبوا إلى ربكم،
فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة". وهذا وهم، والصواب ما سيأتي في "مسند الأغر المزني " 4/211 عن يحيى بن سعيد، وعن عفان بن مسلم، و4/260 عن وهب بن جرير، ثلاثتهم عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي بردة أنه سمع الأغر المزني يحدث ابن عمر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. ويأتي تمام تخريجه هناك.
وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/282.
وعن حذيفة، سيرد 5/394.
وعن أبي موسى، سيرد 5/294.
وعن عائشة، عن البخاري في "الأدب المفرد" (619) .
وعن أنس عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (432) و (433) ، والبزار (3245) و (3246) ، وابن حبان (924) .
وعن خباب بن الأرت عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (461) ، وابن السني (371) .
وعن السائب بن جناب عند النسائي (462) و (463) .
قوله: "وإن كنا لنعد" قال السندي: "إن " مخففة، أي إنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكثر من هذا القول حتى يقوله في المجلس مئة مرة، ولعله كان يكثر هذا الإكثار في آخر العمر بعد نزول: (إذا جاء نصر الله) والله تعالى أعلم. ومفعول: "نعد" مقدر، أي: هذا القول، وجملة: "يقول " حال، والمقصود من هذا الذكر تعليم الأمة، والازدياد من محبة الله تعالى لقوله تعالى: (إن الله يُحب التوابين) ، وإلا فقد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، إن كان له ذنب. وقيل: بل المغفرة في حقه=(8/351)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى فَاطِمَةَ فَوَجَدَ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا، فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا. وَقَلَّمَا كَانَ يَدْخُلُ إِلَّا بَدَأَ بِهَا قَالَ: فَجَاءَ عَلِيٌّ فَرَآهَا مُهْتَمَّةً، (1) فَقَالَ: مَا لَكِ؟ فَقَالَتْ: جَاءَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ. فَأَتَاهُ عَلِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَاطِمَةَ اشْتَدَّ عَلَيْهَا أَنَّكَ جِئْتَهَا فَلَمْ تَدْخُلْ عَلَيْهَا، فَقَالَ: " وَمَا أَنَا وَالدُّنْيَا، وَمَا أَنَا وَالرَّقْمُ ". قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى فَاطِمَةَ فَأَخْبَرَهَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: فَقُلْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا تَأْمُرُنِي بِهِ (2) ؟ فَقَالَ: " قُلْ لَهَا تُرْسِلُ بِهِ إِلَى بَنِي فُلَانٍ " (3)
__________
=كانت مشروطة بالاستغفار، ولذلك أمر بقوله تعالى: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين) ، وأما تحقيق أن ذنوبه عبارة عن أي شيء فالتفويض فيه أقرب.
(1) في هامش (س) و (ق) و (ظ 1) : مغتمة. نسخة.
(2) لفظ: "به " لم يرد في (س) ولا (ظ 14) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/239، وعبد بن حميد (784) ، وأبو داود (4149) ، وابن حبان (6353) من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2613) عن أبي جعفر محمد بن جعفر، وأبو داود (4150) عن واصل بن عبد الأعلي، كلاهما عن محمد بن فضيل، عن فضيل بن غزوان، به.
وفي الباب عن الحسن البصري عند ابن أبي شيبة 13/239-240، وابن المبارك في "الزهد" (763) .
وقوله: "وما أنا والرقم "، أي: المرقوم، وهو السّتر الموشَّى المخطَّطُ بألوانٍ =(8/352)
4728 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ غَزْوَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو دُهْقَانَةَ (1) قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَيْفٌ، فَقَالَ لِبِلَالٍ: " ائْتِنَا بِطَعَامٍ ". فَذَهَبَ بِلَالٌ فَأَبْدَلَ صَاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ جَيِّدٍ، وَكَانَ تَمْرُهُمْ دُونًا. فَأَعْجَبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّمْرُ، فَقَالَ (2) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ أَيْنَ هَذَا التَّمْرُ؟ " فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَبْدَلَ صَاعًا بِصَاعَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُدَّ عَلَيْنَا تَمْرَنَا " (3)
__________
=شتى، والرقم: النقشُ. قال المهلب وغيره: كره النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابنته ما كره لنفسه
من تعجيل الطيبات في الدنيا، لا أن ستر الباب حرام، وهو نظيرُ قوله لما سألته خادماً: "ألا أدلك على خيرٍ من ذلك "، فعلمها الذكر عند النوم.
قلنا: وإنما أمر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تُرسل به إلى بني فلان، لأنهم أهلُ بيت فيهم حاجة، كما ورد مصرحاً به عند البخاري.
(1) في (م) : أبو دهمانة، وهو خطأ.
(2) في (ظ 14) : فقال له.
(3) حسن، أبو دهقانة ثم يرو عنه غيرُ فضيل بن غزوان، وذكره البخاري في "الكنى" (245) ، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 9/368، فلم يوردا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ونقل ابن أبي حاتم عن أبي زرعة قوله: كوفي لا أعرف اسمه، ولم يوثقه غير ابن حبان 5/580، فهو في عداد المجهولين، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (5710) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (6308) ، عن يعلى بن عبيد، عن فضيل بن غزوان، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1028) من طريق الوليد بن القاسم بن الوليد،=(8/353)
4729 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ، إِلَّا أَنْ يَتُوبَ " (1)
__________
=عن فضيل بن غزوان، عن أبي دهقانة، قال: كنت جالسا عند ابن عمر، فذكر ابنُ عمر أن بلالاً حدثه ... فذكره. فجعله من حديث ابن عمر عن بلال، والوليد بن القاسم بن الوليد صدوق.
وأخرجه من حديث بلال بنحوه الدارمي 2/257، والبزار (1416) (زوائد) ، والطبراني (1097) من طريق عثمان بن عمر، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عن بلال. ورجاله ثقات رجال الشيخين، ومسروق أدرك بلالاً، لكن لم يذكر أحد له سماعاً من بلال.
وأخرجه الطبراني (1017) من طريق قيس بن الربيع، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، عن بلال.
وأخرجه البزار (1314) ، والطبراني (1018) من طريق منصور بن المعتمر، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيب، عن بلال، لم يذكر فيه عمر، وأبو حمزة الذي في الإسنادين: هو ميمون الأعور، ضعيف.
قلنا: فمن هذه الطرق يتبين أن لقصة بلال أصلاً، فالحديث حسن بها، وانظر لزاماً ما سيأتي برقم (5885) .
وقويه: "ردّ علينا تمرنا"، قال السندي: أي: فإنه ربما، وفيه أن أحد طرفي عقد الربى يتولى فسخه، وأن فسخه واجب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2003) (78) ، وابن ماجه (3373) ، وأبو عوانة 5/273 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.=(8/354)
4730 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ (1) فَلْيُجِبْ " (2)
4731 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اسْتَأْذَنَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ، " فَأَذِنَ لَهُ " (3)
__________
=وأخرجه ابن أبي شيبة 8/191، وأبو عوانة 5/271 و273، والبيهقي في "شعب الإيمان " (5578) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/54 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به.
وقد سلف برقم (4690) .
(1) لفظ: "عرس "لم يرد في (ظ 14) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1429) (98) ، وابن ماجه (1914) ، والبيهقي في "السنن" 1/261 و263 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1429) (97) ، والبيهقي 7/261 من طريق خالد بن الحارث، والدارمي 2/143 من طريق عقبة بن خالد، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، به. وقال فيه: "إلى الوليمة" دون تقييد بالعُرس.
وقد سلف برقم (4712) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف " (ص326- الجزء الذي نشره العمروي) ، والبخاري (1745) ، ومسلم (1315) ، وأبو داود (1959) ، وابن ماجه=(8/355)
4732 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَلَ أَهْلَ خَيْبَرَ بِشَطْرِ مَا خَرَجَ مِنْ زَرْعٍ أَوْ تَمْرٍ، (1) فَكَانَ يُعْطِي أَزْوَاجَهُ كُلَّ عَامٍ مِائَةَ وَسْقٍ: ثَمَانِينَ (2) وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ، وَعِشْرِينَ وَسْقًا مِنْ شَعِيرٍ ". فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَسَمَ خَيْبَرَ، فَخَيَّرَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْطِعَ لَهُنَّ مِنَ الْأَرْضِ، أَوْ يَضْمَنَ لَهُنَّ الْوُسُوقَ كُلَّ عَامٍ، فَاخْتَلَفْنَ، (3) فَمِنْهُنَّ (4) مَنِ اخْتَارَ أَنْ يُقْطِعَ لَهَا الْأَرْضَ، وَمِنْهُنَّ (5) مَنِ اخْتَارَ الْوُسُوقَ، وَكَانَتْ (6) حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ مِمَّنِ (7) اخْتَارَ الْوُسُوقَ (8)
__________
= (3065) ، وابن حبان (3889) ، وأبو نعيم في "المستخرج " كما في "تغليق التعليق " 3/106، والبيهقي 5/153 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4691) .
(1) فى طبعة الشيح أحمد شاكر: ثمر.
(2) فى (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: وثمانين وهو خطأ.
(3) فى النسخ الخطية و (م) : فاختلفوا وأثبتنا ما فى النسخة الكتانية فيما ذكر الشيخ أحمد شاكر.
(4) فى (م) : فمنهم.
(5) فى (م) و (ظ 14) : ومنهم.
(6) في (ظ 14) وهامش (س) و (ص) : فكانت.
(7) فى هامش (س) و (ص) : فيمن نسخة.
(8) إسناده صحيح على شرط الشيخين ابن نمير: هو عبد الله وعبيد الله: هو ابن عمر العمري ونافع: هو مولي ابن عمر.=(8/356)
4733 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " غَدَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَاتٍ، مِنَّا الْمُلَبِّي، وَمِنَّا الْمُكَبِّرُ " (1)
__________
=وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (1551) (3) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/246 و4/113، و"شرح مشكل الآثار" (2673) ، والدارقطني، 3/3، من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2328) من طريق أنس بن عياض، ومسلم (1551) (2) من طريق علي بن مسهر، كلاهما عن عبيد الله، به، وفيه أن عائشة وحفصة اختارتا الأرض، وعند البخاري ذكرت عائشة دون حفصة.
وقد سلف مختصراً برقم (4663) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي سلمة - وهو الماجشون - فمن رجال مسلم ابن نمير: هو عبد الله ويحيي: هو ابن سعيد بن قيس الأنصاري.
وأخرجه مسلم (1284) (272) وأبو داود (1816) والمزي فى "تهذيب الكمال" 15/57 عن أحمد بن حنبل بهذا الإسناد وقرن مسلم بأحمد محمد بن المثني.
وأخرجه بن خزيمة (2805) من طريق عبد الله بن نمير به.
وأخرجه مسلم (1284) (272) من طريق سعيد بن يحيي الأموي، عن أبيه، عن يحيي بن سعيد الأنصاري، به.
وقد سلف برقم (4458) عن هشيم، عن يحيي بن سعيد الأنصاري، به دون ذكر عبد الله بن عبد الله بن عمر، وقد ذكرنا هنا وفيما سيأتي برقم (4850) قال الدارقطني فى "العلل" 4/ورقة 78: وهو الصواب.(8/357)
4734 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ فَكَانَ فِي يَدِهِ ". ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ عُمَرَ، ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ عُثْمَانَ نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ (1)
4735 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ عَنْ (2) مَقْعَدِهِ ثُمَّ (3) يَقْعُدُ فِيهِ، وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا وَتَوَسَّعُوا (4) " (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات " 1/472، وابن أبي شيبة 8/463، والبخاري (5873) ، ومسلم (2091) (54) ، والترمذي في "الشمائل " (89) ، والبيهقي في "السنن" 4/142، والبغوي (3134) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه بأطول مما هنا البخاري (5866) ، وأبو داود (4218) ، والنسائي 8/195-196، وابق حبان (5495) من طريق عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه أبو داود (4220) ، والنسائي 8/178، والطرسوسي (78) من طريق المغيرة بن زياد، عن نافع، به نحوه، وتحرف "المغرة" في مطبوعة النسائي إلى: المعمر.
وانظر (4677) .
(2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: من.
(3) زيادة من النسخة الكتانية التي أشار إليها الشيخ أحمد شاكر، وهي عند مسلم.
(4) في (ق) : أو توسعوا.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وعبيد الله بن=(8/358)
4736 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ " (1)
4737 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " أَمَرَ (2) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْفَأْرَةِ، وَالْغُرَابِ، وَالذِّئْبِ " قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ " الْحَيَّةُ، وَالْعَقْرَبُ "؟ قَالَ: قَدْ كَانَ يُقَالُ ذَلِكَ (3)
__________
=عمر: هو العمري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/584، ومسلم (2177) (28) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4659) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1526) (34) ، والبيهقي من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (292) ، وابن الجارود (607) ، وابن حبان (4982) ، والبيهقي 5/314 من طريق عبد الله بن نمير، به، عن ابن عمر، قاك: كنا نشتري الطعام من الركبان جزافاً، فنهانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نبيعه حتى ننقله من مكانه.
وسيتكرر بهذا اللفظ برقم (6275) . وانظر (4517) و (4636) .
(2) في (ق) و (ظ 1) وهامش (س) و (ص) : أمرنا.
(3) حديث حسن، والحجاج بن أرطأة، - وإن كان مدلساً، وروى بالعنعنة - قد صرح بالتحديث عند الدارقطني في إحدى روايتيه. وابن نمير: هو =(8/359)
4738 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُتَلَقَّى السِّلَعُ حَتَّى تَدْخُلَ الْأَسْوَاقَ " (1)
4739 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ امْرَأَةً مَقْتُولَةً فَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ " (2)
__________
=عبد الله، ووبرة: هو ابن عبد الرحمن المسلي.
وأخرجه الدارقطني 2/232 من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وقرن بويرة بن عبد الرحمن نافعاً.
وسيأتي من طريق وبرة برقم (4851) .
وسلف برقم (4461) من طريق نافع، عن ابن عمر: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئل ما يقتل المحرمُ؟ قال: "يقتل العقرب، والفويسقة (يعني الفأرة) ، والحدأة، والغراب، والكلب العقور".
وقوله: "قد كان يقال ذلك ". قال السندي: يريد أنه ما سمع ذلك من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكن سمع من غيره أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري.
وأخرجه مسلم (1517) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/7 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (6282) .
وقد سلف برقم (4531) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نميرة هو عبد الله، وعبيد الله:=(8/360)
4740 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
=هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/381، وأبو عوانة 4/93 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/381، والدارمي 2/222-223، والبخاري (3015) ، ومسلم (1744) (25) ، وأبو عوانة 4/93، والطحاوى 3/220، والبيهقي 9/77 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه الطحاوي 3/221 من طريق جويرية بن أسماء، عن نافع، به.
وسيأتي بالأرقام (4746) و (5458) و (5658) و (5753) و (5959) و (6037) و (6055) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2316) و (2728) .
وعن الأسود بن سريع، سيرد 3/435.
وعن رباح بن الربيع الحنظلي، سيرد 3/488.
وعن حنظلة الكاتب، سيرد 4/178.
وعن بريدة بن الحصيب والنعمان بن مقرن، سيرد 5/352.
وعن ابن لكعب بن مالك، عن عمه، عند سعيد بن منصور (2627) ، وابن أبي شيبة 12/381 -382، وهو في مسند المكيين والمدنيين من "مسند أحمد" كما في "أطرافه " لابن حجر 8/294، وهو مما سقط من المطبوع الذي بين أيدي الناس، ونسبه إليه أيضاً الهيثمي في "المجمع" 5/315.
وعن أنس بن مالك عند ابن أبي شيبة 12/382-383، وأبي داود (2614) .
وفي الباب أحاديث أخر، انظرها في "مجمع الزوائد" 5/315-318.
وقوله: "نهى عن قتل النساء والصبيان ". قال السندي: فإن سبيهم خير من قتلهم، لكن هذا إذا لم تكن مقاتلة، وإلا فلابدَّ من قتلها، واستدل به من لا يجوز قتل المرتد، وفيه بعد لا يخفى، فليتأمل.(8/361)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَنْهَى النِّسَاءَ فِي الْإِحْرَامِ عَنِ الْقُفَّازِ وَالنِّقَابِ، وَمَا مَسَّ الْوَرْسُ، (1) وَالزَّعْفَرَانُ مِنَ الثِّيَابِ " (2)
4741 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي مَجْلِسِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَلْيَتَحَوَّلْ إِلَى غَيْرِهِ " (3)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: الرؤوس.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق - وإن عنعن - صرَّح بالتحديث عند أبي داود والحاكم، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعلى بن عبيد: هو الطنافسي، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/4/306 عن يعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود مطولاً (1827) ، والحاكم 1/486 من طريق إبراهيم ين سعد، عن محمد بن إسحاق، به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسمم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلنا: روى روي مسلم لمحمد بن إسحاق متابعة.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (1838) .
وسيأتي برقم (4868) و (6003) ، وانظر (4482) .
(3) ضعيف مرفوعاً والصحيح وقفه كما يأتى، محمد بن إسحاق وإن صرح بالتحديث فى الرواية (6178) ، فقد تفَّرد برفعه، وخالفه من هو أوثق منه وأحفظ، فرواه موقوفاً.
وقال ابن المدينى: لم أجد لابن إسحاق ألا حديثين منكرين. وعدّ هذا منهما.
وأخرجه عبد بن حميد (747) ، وابن خزيمة (1819) ، ابن حبان =(8/362)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (2792) ، والبيهقى في " المعرفة " (6632) من طرق عن يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (747) ، وأبو داود (1119) ، والترمذي (526) وابن خزيمة (1819) ، والدارقّطنى في " العلل" 14 ورقة 118، والحاكم 1/291، وأبو نعيم في " اخبار أصبهان" 2/186، والبيهقى 3/237 والبغوي فى '' شرح السنة'' (1078) من طرق عن محمد بن إسحاق، به، وجاء رفعه على الشك عند الدارقطنى وأبى نعيم، وفال الترمذى: هذا حديث حسن صحيح.
قال البيهقى: ولا يثبت رفع هذا الحديث، والمشهور عن ابن عمر من قوله وقال في "' المعرفة" (663) : والموقوف أصح.
وقال النووي في'' المجموع'' 4/422: والصواب أنه موقوف كما قال البيهقى، وأما تصحيح الترمذي والحاكم فغير مقبول، ثم فال: ولم يذكر الحافظ ابن عساكر في " الأطراف" أن الترمذي صححه، ولكن تصحيحه موجودٌ فى نسخ الترمذي ولعل النسخ اختلفت في هذا الحديث كما تختلف في غيره في كتاب الترمذي غالباً.
وأخرجه البيهقى 3/237 من طريق أحمد بن عمر الوكيعى، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربى، عن يحيى بن سعيد الانصارى، عن نافع، به، فال الدارقطنى فى '' العلل "' 4/ورقة 117: ولم يتابع عليه، والمحفوظ عن المحاربى عن محمد بن اسحاق، عن نافع، عن أبن عمر، ثم قال الدارقطنى: ومدار الحديث على محمد بن إسحاق. ورواه عمرو بن دينار، عن ابن عمر، موقوفاً.
وأخرجه موقوفاً الشافعي في "المسند" 1/142 (ترتيب السندي) ، وابن أبي شيبة 2/119، والبيهقي في "السنن" 3/237 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، وهذا إسناد صحيح.(8/363)
4742 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الَّذِي يَكْذِبُ عَلَيَّ يُبْنَى لَهُ بَيْتٌ فِي النَّارِ " (1)
4743- حدثنا ابن نمير عن حنظلة عن سالم
__________
=وسيأتي برقم (4875) و (6187) .
وفي الباب عن سمره بن جندب عند البزار (636) ، والطبراني في "الكبير" (6956) و (7003) و (7004) ، والبيهقي في "السنن" 3/238، بإسنادين ضعيفين.
وعن ابن سيرين، مرسلاً عند عبد الرزاق (5550) عن ابن جريج بلاغاً عنه.
وعن الحسن البصري مرسلاً عند ابن أبي شيبة 2/119 - 120.
قوله: "إذا نعس "، قال السندي: كمنع، أي: أخذه مبادىء النوم.
"فليتحول "، أي: لئلا يغلبه النوم، فإنه يُخلُّ في الاستماع المطلوب يومئذ، وأيضاً قد يؤدي إلى انتقاض الطهارة في وقت يخاف منه فوت صلاة الجمعة منه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/761، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (13154) عن محمد بن بشر، وأبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "الرسالة" (1092) ، وفي "مسنده " 1/17 (ترتيب السندي) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (397) ، وهناد في "الزهد" (1386) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/138، والبيهقي في "المعرفة" (140) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به.
وسيأتي برقم (5798) و (6309) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، بلفظ "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"، سيرد برقم (6486) ، وذكرت شواهدُه هُناك.(8/364)
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ عِنْدَ الْكَعْبَةِ رَجُلًا آدَمَ، سَبْطَ الرَّأْسِ، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى رَجُلَيْنِ، يَسْكُبُ رَأْسُهُ - أَوْ يَقْطُرُ رَأْسُهُ - فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عِيسَى (1) ابْنُ مَرْيَمَ - أَوِ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ - وَلَا أَدْرِي (2) أَيَّ ذَلِكَ، قَالَ: وَرَأَيْتُ وَرَاءَهُ رَجُلًا أَحْمَرَ، جَعْدَ الرَّأْسِ، أَعْوَرَ عَيْنِ الْيُمْنَى، أَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ ابْنُ قَطَنٍ، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: الْمَسِيخُ (3) الدَّجَّالُ " (4)
__________
(1) في (ظ 1) : المسيح عيسى، ولفظ: "المسيح " أثبت في هامش كل من (س) و (ص) .
(2) في (ظ 14) : لا أدري.
(3) في طبعة الشيخ أحمد شاكر: المسيح بالحاء المهملة.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله،؟ وحنظلة: هو ابن أبي سفيان المكي.
وأخرجه مسلم (169) (275) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (4977) و (5553) و (6425) من طريق حنظلة، عن سالم، وبرقم (6033) و (6312) من طريق الزهري، عن سالم، وانظر حديث الزهري الذي سيأتي برقم (6365) ، وسيأتي أيضا برقم (6099) من طريق نافع، عن ابن عمر.
وفي صفة الدجال انظر (4804) و (4879) و (4948) و (6070) و (6144) و (6185) .
وفي باب صفة عيسى عليه السلام انظر حديث أبي هريرة الذي سيرد في "مسنده" 2/437.
وفي صفة الدجال انظر حديث ابن عباس الذي سلف برقم (2148) و (3546) .(8/365)
4744 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ، حَتَّى قَتَلْنَا كَلْبَ امْرَأَةٍ جَاءَتْ مِنْ الْبَادِيَةِ " (1)
__________
=وحديث أبي سعيد الخدري، سيرد 3/79.
وحديث النواس بن سمعان، سيرد 4/181.
وراجع في صفته كتاب "نهاية البداية" لابن كثير 1/90 و107 و111 و119 وما بعدها.
قوله: "سبط الرأس "، قال السندي: بفتحتين أو سكون الثاني أو كسرها، أي: لا انكسار في شعره.
و"جعد الرأس " بفتح وسكون ضد السبط.
و"عين اليمنى": من إضافة الموصوف إلى الصفة ومن لا يجوز ذلك يؤوله بأن المعنى: عين الناحية اليمنى.
ابن قطن: قال ابن الأثير: هو عبد العزى بن قطن بفتح القاف والطاء: رجل من بني المصطلق من خزاعة، قال الزهري: هلك فى الجاهلية.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود الحفري - وهو عمر بن سعد بن عبيد - فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وإسماعيل: هو ابن أمية بن عمرو بن سعيد الأموي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/405 عن أبي داود الحفري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1570) (45) من طريق بشر بن المفضل، عن إسماعيل بن أمية، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13423) من طريق عبد الكريم بن مالك الجزري، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/53 من طريق أسامة بن زيد، كلاهما عن نافع، به.
وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (796) من طريق عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.=(8/366)
4745 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ غَزْوَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ كَفَّرَ
__________
=وأخرجه مسلم (1571) (46) ، والترمذي (1488) ، والنسائي 7/184، وأبو يعلى (5630) ، والطحاوي 4/55، والطبراني في "الكبير" (13639) من طريق حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر. واستثنى من الأمر بالقتل، كلب الصيد وكلب الماشية. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي برقم (5775) و (5925) و (5975) و (6171) و (6315) و (6335) من طريق نافع، غير الحديث (6171) فمن طريق سالم، عن أبيه.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيرد 3/326 و333.
وعن عبد الله بن المغفل، سيرد 4/85.
وعن أبي رافع، سيرد 6/9.
وعن عائشة، سيرد 6/109.
وعن ميمونة، سيرد 6/330.
قال العلامة العيني في "عمدة القاري" فى 15/202: أخذ مالك وأصحابه وكثير من العلماء جواز قتل الكلاب إلا ما استثني منها، ولم يروا الأمر بقتل ماعدا المستثنى منسوخا، بل محكماً، وقام الإجماع على قتل العقور منها، واختلفوا في قتل ما لا ضرر فيه، فقال إمام الحرمين: أمر الشارع أولاً بقتلها، ثم نسخ ذلك، ونهى عن قتلها إلا الأسود البهيم، ثم استقر الشرع على النهي عن قتل جميعها إلا الأسود، لحديث عبد الله بن مغفل المزني: "لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها" رواه أصحاب السنن الأربعة.
قلنا: ما استثني منها: هو كلب الصيد أو كلب الغنم أو الماشية أو الزرع، كما جاء مصرحاً به في حديث ابن عمر عند مسلم (1571) .(8/367)
رَجُلًا، فَإِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلَّا فَقَدْ بَاءَ بِالْكُفْرِ " (1)
4746 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَى فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ امْرَأَةً مَقْتُولَةً، فَأَنْكَرَ ذَاكَ (2) وَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة 1/22، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (861) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4687) ، وابن منده في "الإيمان " (597) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو عوانة 1/22 من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن فضيل بن غزوان، به.
وأخرجه الحميدي (698) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (440) ، وأبو عوانة 1/22 و22-23، والطحاوي (855) و (857) و (858) و (859) ، والطبراني في "الأوسط " (111) و (1258) ، وابن منده (597) من طرق، عن نافع، به.
وسيأتي برقم (5260) و (5824) و (6280) ، وانظر ما سلف برقم (4687) .
قوله؟ "كفر رجلاً". قال السندي: هو بتشديد الفاء نسبة إلى الكفر. ودعاه كافراً، والمشهور في هذا المعنى: أكفره، وإن كان "كفَّر" بالتشديد هو الموافق للقياس.
(2) في (ظ 14) : ذلك.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب بن زياد، فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة. وهو في "الموطأ" 2/447.
ومن طريق مالك أخرجه ابن ماجه (2841) ، وأبو عوانة 4/94، والطحاوي=(8/368)
4747 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعْدٍ، مَوْلَى طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ مِرَارٍ، وَلَكِنْ قَدْ سَمِعْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " كَانَ الْكِفْلُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يَتَوَرَّعُ مِنْ ذَنْبٍ عَمِلَهُ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَأَعْطَاهَا سِتِّينَ دِينَارًا، عَلَى أَنْ يَطَأَهَا فَلَمَّا قَعَدَ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنَ امْرَأَتِهِ أَرْعَدَتْ وَبَكَتْ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ، أَكْرَهْتُكِ؟ قَالَتْ: لَا. وَلَكِنْ هَذَا عَمَلٌ لَمْ أَعْمَلْهُ قَطُّ، وَإِنَّمَا (1) حَمَلَنِي عَلَيْهِ الْحَاجَةُ. قَالَ: فَتَفْعَلِينَ هَذَا، وَلَمْ تَفْعَلِيهِ قَطُّ؟ قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ: اذْهَبِي فَالدَّنَانِيرُ (2) لَكِ. ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَا يَعْصِي اللهَ الْكِفْلُ أَبَدًا. فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَأَصْبَحَ مَكْتُوبًا عَلَى بَابِهِ قَدْ غَفَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْكِفْلِ " (3)
__________
3=/221، وابن حبان (135) و (4785) ، والبغوي (2694) .
وأخرجه الطحاوي 3/220 من طريق أبي عامر العقدي، عن مالك، عن نافع، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر ابن عمر. والمتصل هو الصحيح فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 114.
وقد سلف برقم (4739) .
(1) في (س) وهامش (ص) : فإنما.
(2) في (ظ 14) : والدنانير.
(3) إسناده ضعيف، سعد مولى طلحة لم يرو عنه غير عبد الله بن عبد الله - وهو أبو جعفر الرازي -، وقال أبو حاتم: لا يعرف هذا الرجل إلا بحديث واحد، =(8/369)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=يعني به حديث الكفل هذا، وتساهل ابن حبان فأورده في "الثقات ". وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال " 10/319 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2496) ، والبيهقي في "الشعب " (7109) من طريق أسباط بن محمد، به. وحسنه الترمذي!
وأخرجه الحاكم 4/254-255 من طريق شيبان بن عبد الرحمن، والبيهقي (7108) من طريق أبي عبيدة بن معن، كلاهما عن الأعمش، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!!
قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 74: ورواه يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، بهذا الإسناد موقوفاً.
ورواه أبو أسامة عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن رجل لم يسمه، عن ابن عمر.
وأخرجه ابن حبان (387) من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر. وهذا حديث أخطأ فيه أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، وهو غير محفوظ عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، قاله الترمذي.
وأورد حديث أحمد هذا ابن كثير في "البداية والنهاية" 1/211-212، وقال: هو حديث غريب جداً، وفي إسناده نظر. ثم ساق نحو ما ذكرناه في ترجمة سعد مولى طلحة.
وأورده أيضاً في "التفسير" 5/359-360 وقال فيه: حديث غريب، وإسناده غريب.
قوله: "لو لم أسمعه ... " قال السندي: أي: لما حدثت به، لأنه ليس في الأحكام حتى يخاف فيه إثم الكتمان، لكن قد سمعته أكثر من ذلك، أي: فعرفت أنه لا =(8/370)
4748 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ، مَا سَارَ أَحَدٌ وَحْدَهُ بِلَيْلٍ أَبَدًا " (1)
__________
=يكثر هذا الإكثار إلا لأنه يريدُ إشاعته، فلذلك أذكره.
وقوله: "لا يتورعُ من ذنب عمله "، ظاهره أن المراد أنَّه إذا عمل ذنباً لا يتركه بل يداوم عليه، ويحتمل أن معنى "عمله " أراد أن يعمله، فالمعنى: يفعلُ كُل ما يشاء من الذنوب، ولا يترُكُ شيئاً منها.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي، وعاصم بن محمد: هو عاصم بنُ محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر.
وأخرجه عبد بن حميد (824) عن محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 2/289 عن الهيثم بن جميل، والبخاري (2998) ، والبيهقي 5/257 من طريق أبي الوليد الطيالسي وأبي نعيم، وابن خزيمة (2569) من طريق بشر بن المفضل ويحيي بن عباد الضبعي، والحاكم 2/101 من طريق بشر بن المفضل، خمستهم عن عاصم بن محمد، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (4770) و (5252) و (5581) و (5908) و (5909) و (5910) و (6014) . وانظر (5650) ففيه زيادة شاذة.
قوله: "لو يعلم الناس ما في الوحدة". قال السندي: أي: في الوحدة في السير والسفر في الليل من الضرر كما يدل عليه الجواب.
وقد أورد البخاري هذا الحديث في كتاب الجهاد: باب السير وحده، بإثر حديث جابر الذي فيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث الزبير بن العوام في غزوة الخندق طليعة وحده ليأتيه بخبر القوم. فقال القسطلاني: ويؤخذ من حديث جابر جواز السفر منفرداً للضرورة والمصلحة التي لا تنتظم إلا بالانفراد كإرسال الجاسوس والطليعة، والكراهة لما عدا ذلك، ويحتمل أن تكون حالةُ الجواز مقيدة بالحاجة عند الأمن، =(8/371)
4749 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَرَادَ أَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ، وَأَنْ تُكْشَفَ كُرْبَتُهُ، فَلْيُفَرِّجْ عَنْ مُعْسِرٍ " (1)
4750 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،
__________
=وحالة المنع مقيدة بالخوف حيث لا ضرورة.
(1) إسناده ضعيف لضعف زيد العمي، ثم هو منقطع، زيد روايته عن الصحابة مرسلة، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه عبد بن حميد (826) عن محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5713) عن أبي موسى الرمن، عن بكر بن بكار، عن يوسف بن صهيب، به. وبكر بن بكار ضعيف أيضاً.
ويشهد له حديث أبي بكر عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 2/306، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب " (11260) ، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق " 1/287 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن حسان، وأبي نعيم في "الحلية" 5/129-130 من طريق أحمد بن سليمان، عن رشدين بن سعد، كلاهما عن المهاجر بن غانم، عن أبي
عبد الله الصنابحي، عن أبي بكر. وهما إسنادان ضعيفان، فيهما المهاجر بن غانم، قال أبو حاتم: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان ": لا يعرف، وفي الإسناد الأول محمد بن حسان لم نتبينه، وفي الثاني رشدين بن سعد المصري، ضعيف.
وفي باب التفريج عن المسلم كُربه انظر حديث ابن عمر الذي سيأتي برقم (5646) وقوله: "فليفرج ": قال السندي: من التفريح، وجاء فرج كضرب بمعناه، أي: فليزل عنه كربته بالإبراء من الدين كله أو بعضه أو بتأخيره، أو بإعانته على أدائه.(8/372)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ " أَنَّهُ قَبَّلَ يَدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
4751 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِ عَائِشَةَ فَقَالَ: " رَأْسُ الْكُفْرِ مِنْ هَاهُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " (2)
4752 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْوِصَالِ فِي الصِّيَامِ
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف يزيد - وهو ابن أبي زياد مولى الهاشميين -.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/749، وعنه ابن ماجه (3704) عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/750 عن عبد الرحيم بن سليمان، عن يزيد بن أبي زياد به.
وسيأتي مطولاً برقم (5384) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عكرمة بن عمار - وان احتج به مسلم -، حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
سالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/185 وعنه مسلم (2905) (48) عن وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2905) (50) ، وأبو يعلى (5511) و (5570) من طريق فضيل بن غزوان، عن سالم، به. وذكر فيه خطاب سالم لأهل العراق.
وسيأتي الحديث مكررا برقم (4802) ، ويأتي أيضاً برقم (4980) و (5410) و (6031) و (6249) و (6302) . وانظر ما سلف برقم (4679) .(8/373)
فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تَفْعَلُهُ فَقَالَ: " إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ، إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي " (1)
4753 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ الْمَاءُ قَدْرَ قُلَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ، لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ " قَالَ وَكِيعٌ: " يَعْنِي بِالْقُلَّةِ الْجَرَّةَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضّعف العمري - وهو عبد الله بن عمر بن حفص -، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (4721) .
وقوله: "إني أظل ": قال السندي: ظاهره أنه كان يأكل في النهار ما أطعمه الله، ويحتمل أن المراد "بظلَّ ": كان أو بات، فيجري فيه جميع ما سبق من التأويل، وعلى ظاهره يجري بعضه.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد دون قوله: "أو ثلاث " عاصم بن المنذر: هو ابنُ الزبير بن العوام، قال أبو زرعة: صدوق، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وروى له أبو داود وابن ماجه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن ماجه (518) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (818) من طريق أبي الوليد، والدارقطني 1/22 من طريق يزيد بن هارون، والدارقطني 1/22، والحاكم 1/134، والبيهقي 1/262 من طريق إبراهيم بن الحجاج، وهدبة بن خالد، والدارقطني 1/22 من طريق كامل بن طلحة، خمستهم عن حماد، به.=(8/374)
4754 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَجِيءُ الْفِتْنَةُ مِنْ هَاهُنَا مِنَ الْمَشْرِقِ " (1)
__________
=قال الحاكم: وقد رواه عفان بن مسلم وغيره من الحفاظ، عن حماد بن سلمة، ولم يذكروا فيه: "أو ثلاث ".
وأخرجه دون قوله: "أو ثلاث " أبو داود (65) ، والطحاوي 1/16، والدارقطني 1/23، والبيهقي 1/262 من طريق موسى بن إسماعيل، وابن الجارود (46) ، والدارقطني 1/23 من طريق عفان، والدارقطني 1/23 من طريق يعقوب بن إسحاق، وبشر بن السري، والعلاء بن عبد الجبار المكي، وعبيد الله بن محمد العيشي، والطيالسي (1954) سبعتهم عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه الدارقطني 1/22 من طريق أبي مسعود الرازي عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، به، ولم يقل: أو ثلاثاً.
قال البيهقي 1/262: ورواية الجماعة الذين لم يشُكوا أولى.
وذكر الدارقطني في "العلل" 4/الورقة 70 رواية حماد بن سلمة هذه، وقال: خالفه حماد بن زيد وإسماعيل ابن علية روياه عن عاصم بن المنذر، عن أبي بكر بن عبيد الله، مرسلاً، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال الحافظ في "التلخيص " 1/18: وسئل ابنُ معين عن هذه الطريق (يعني طريق حماد بن سلمة عند أحمد) ، فقال: إسنادها جيد. قيل له: فإن ابن عُلية لم يرفعه، فقال: وإن لم يحفظه ابن علية، فالحديث جيد الإسناد.
وقد سلف نحوه برقم (4605) ، وسيأتي (5855) من رواية عفان، وفيه: أو ثلاثاً.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخاري (5296) عن قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، به.=(8/375)
4755 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، (1) حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ هَذِهِ السَّارِيَةِ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ جِذْعُ نَخْلَةٍ " يَعْنِي يَخْطُبُ (2)
4756 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْخٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ " (3)
4757 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَالْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ
__________
=وسيأتي برقم (5109) و (5428) و (5905) . وانظر ما سلف برقم (4679) .
(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكو زيادة سفيان بين وكيع وأبي جناب.
وانظر "أطراف المسند" 3/603-604.
(2) إسناده ضعيف لضعف أبي جناب - وهو يحيى بن أبي حية الكلبي -، وأبوه أبو حية - وأسممه حى - في عداد المجهولين. سفيان: هو الثوري.
وانظر ما سيأتي برقم (5886) .
(3) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وإسناده هنا ضعيف، فهو معضل وفيه راوٍ مبهم، أما الإعضال، فقد سقط منه راويان هما أبو علقمة مولى ابن عباس ويسار مولى ابن عمر، وأما الراوي المبهم، فهو أيوب بن حصين، وقيل: محمد بن حصين، وهو مجهول الحال، وسيأتي تمام الكلام على الحديث وتخريجه برقم (5811) .
وأشار البخاري في "التاريخ الكبير" 1/62 و8/421 إلى هذا الإسناد فقال: وقال وكيع: عن قدامة، عن شيخ، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.=(8/376)
فِي بَيْتِهِ " (1)
4758 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَتُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: صَلَّاهَا عُمَرُ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: صَلَّاهَا أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: أَصَلَّاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " لَا إِخَالُهُ " (2)
__________
=وقوله: "لا صلاة": قال السندي: أراد التطوع والنافلة، وبالركعتين سنة الفجر، والحديث دليل لأصحابنا الحنفيين القائلين بكراهة النافلة بعد الفجر ما عدا الركعتين.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. رجاله ثقات رجال الشيخين غير العمري: وهو عبد الله بن عمر، روى له مسلم مقروناً، وهو متابع، وكيع: هو ابن الجرّاح الرؤاسي، ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وقد سلف مطولاً برقم (4506) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1175) من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرا عبد الرزاق (4877) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن سالم بن عبد الله، قال: قلت لعبد الله بن عمر: ما لي لا أراك تُصلي الضحى؟ قال: لم أر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصليها. وعبد الرحمن بن زيد ضعيف.
وسيأتي برقم (5052) عن محمد بن جعفر، عن شعبة.
ويشهد له حديث عائشة عند أحمد 6/86، والبخاري (1177) ، قالت: والله ما سبح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبحة الضحى قط، وإني لأسبِّحها.=(8/377)
4759 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْقُرْآنِ مَثَلُ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ، إِنْ تَعَاهَدَهَا صَاحِبُهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا ذَهَبَتْ " (1)
4760 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: عَنِ الصَّلَاةِ بِمِنًى، فَقَالَ: هَلْ سَمِعْتَ
__________
=وأخرج ابن خزيمة (1229) عن إسحاق بن إبراهيم الصواف، عن سالم بن نوح العطار، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن يصلي الضحى إلا أن يقدم من غيبة. وهذا من غرائب سالم بن نوح، فقد تفرد به، وهو كما قال ابن عدي: عنده غرائب وأفراد، وأحاديثه محتملة متقاربة.
ويشهد له حديثُ عائشة عند أحمد 6/171، ومسلم (717) ، لتتألها عبد الله بن شقيق: أكان نبى اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي صلاة الضحى؟ قالت: لا، إلا أن يجيء من مغيبه.
قوله: "لا أخاله ": قال السندي: بكسر الهمزة أصح لغة، والفتح أقيسُ، أي: ما أظنه صلى أو ما حلى أظنه، وهذا منه ظن، وقد-جاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى.
نعم مقتضى النظر في أحاديث الباب أنه ما كان يداوم عليه، لكن قد ثبت، منه الحث عليه بلا ريب.
قلنا: وصلاةُ الضحى ثابتة مشهورة، قد رواها غيرُ واحد من الصحابة عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انظر في ذك زاد المعاد" 1/341-360 بتحقيقنا.
(1) حديث صحيح. العمري - وهو عبد الله بن عمر - وإن كان فيه ضعف متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (4665) .(8/378)
بِمُحَمَّدٍ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَآمَنْتُ (2) فَاهْتَدَيْتُ بِهِ، قَالَ: " فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ " (3)
4761 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَصَلَّيْنَا الْفَرِيضَةَ، فَرَأَى بَعْضَ وَلَدِهِ يَتَطَوَّعُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ فِي السَّفَرِ فَلَمْ يُصَلُّوا قَبْلَهَا، وَلَا بَعْدَهَا " قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " وَلَوْ تَطَوَّعْتُ لَأَتْمَمْتُ " (4)
__________
(1) في (م) : محمداً.
(2) لفظ: "وآمنت " لم يرد في (ظ14) .
(3) إسناده صحيح، سعيد بن السائب: هو ابن يسار الثقفي.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/26 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/450-451 عن وكيع، به.
وأخرجه أبو يعلى (5780) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن داود بن أبي عاصم، به. ولفظه: قلتُ لعبد الله بن عمر - وهو بمنى -: كم تُصلِّي هاهنا؟ قال: صلَّى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعتين، وأبو بكر ركعتين، وعمر ركعتين، وصلاها عثمان ست سنين ركعتين، ثم صلوها أربعاً، فكنا إذا صلينا معهم صلينا أربعاً، وإذا صلينا على حدة صلينا ركعتين.
ويزيد بن أبي زياد ضعيف.
وسيكرر برقم (5240) سنداً ومتناً، وقد سلف برقم (4533) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/380 عن وكيع، بهذا الإسناد.=(8/379)
4762 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُلْحِدَ لَهُ لَحْدٌ " (1)
__________
=وأخرجه عبد الرزاق (4443) ، وعبد بن حميد (827) ، ومسلم (689) (8) ، وأبو داود (1223) ، وابن ماجه (1071) ، وأبو يعلي (5778) ، والبيهقي في "السنن " 3/158، والبغوي في "شرح السنة" (1032) من طرق، عن عيسى بن حفص، به.
وأخرجه مختصراً البخاري (1101) ، ومسلم (689) (9) من طريق عمر بن محمد بن زيد العمري، عن حفص بن عاصم به.
وأخرجه الترمذي (544) وابن خزيمة (947) والبغوي (1031) من طريق يحيي بن سليم عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيي بن سليم مثل هذا.
وأخرج بن خزيم (1259) من طريق الزهري عن عاصم بن عبد الله عن حفص بن عاصم أنه سأل عبد الله بن عمر عن تركه السبحة فى السفر فقال له عبد الله: لو سبحت ما باليت أن أتم الصلاة.
وسيأتي من طريق حفص بن عاصم برقم (5185) وانظر ما سلف برقم (4675) .
وقوله: (فلم يصلوا قبلها) أي: قبل الإتمام.
وقوله: "ولو تطوعت" أي: لو خالفت الوارد حتي تطوعت لخالفته فى الإتمام فأتممت لكن اللائق إتباع الوارد ولا ينبغي خلافه.
(1) صحيح لغيره وهذان اسنادان ضعيفان لضعف العمري وهو عبد الله بن عمر بن حفص المدني فقد رواه عن نافع عن ابن عمر ورواه عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة وبقية رجالهما ثقات رجال =(8/380)
4763 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، وَالرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، بِضْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ بِضْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (1)
__________
=الشيخين. نافع: هو مولى ابن عمر، وعبد الرحمن بن القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/42، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح!
وذكره ابن كثير في "البداية والنهاية" 5/268، وقال: تفرد به أحمد من هذين الوجهين.
وقد أخرجه الطيالسي (1451) عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألحد له.
وصالح بن أبي الأخضر ضعيف يعتبر به.
وأخرجه ابنُ عدى في "الكامل " 5/1870 من طريق عاصم بن عمر بن حفص العمري، عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنه قال: لحد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأبي بكر وعمر.
وعاصم هو أخو عبد الله بن عمر العمري وهو ضعيف أيضاً.
وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم (966) (90) وسلف (1450) . وآخر من حديث ابن عباس سلف برقم (39) و (2357) و (2661) وذكرنا هناك تتمة شواهده.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين إسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق وسماعه من جده أبي إسحاق وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - فى غاية الإتقان للزومه إياه ومجاهد: هو ابن جبر المكي.=(8/381)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/298 من طريق عبد الله بن رجاء، وأبي نعيم، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1893) وابنُ أبي شيبة 2/242، والطبراني في "الكبير" (13528) ، والبيهقي في "السنن" 3/43 من طريق أبي الأحوص سلام بن سُليم، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/170، والبيهقي في "السنن" 3/43 من طريق أبي الجواب، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، به. ورواية غير عمار بن رزيق عن أبي إسحاق بعدم ذكر إبراهيم بن مهاجر أصح وأقوى.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13123) من طريق عبد العزيز بن عمران، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، دون ذكر ركعتي المغرب.
وعبد العزيز بن عمران متروك.
وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل " 7/2648 من طريق يحيى بن أبي أنيسة، عن نفيع بن الحارث، عن ابن عمر، به. دون ذكر ركعتي المغرب. ويحيى بن أبي أنيسة ضعيف.
وسيأتي برقم (4909) و (5691) و (5699) و (5742) ، وسيكرر برقم وفي الباب في ركعتي الفجر: عن أبي هريرة عند مسلم (726) ، وأبي داو (1256) ، والنسائي 2/156، وابن ماجه (1148) .
وعن جابر عند ابن حبان (2460) .
وعن أنس عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/298.
وعن عائشة سيرد 6/184.
وفي ركعتي الفجر والمغرب معاً:=(8/382)
4764 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ جَسَدِي فَقَالَ: " يَا عَبْدَ اللهِ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَاعْدُدْ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى " (1)
__________
=عن ابن مسعود عند ابن ماجه (1166) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/298.
قال السندي: قوله بضعاً وعشرين مرة: يريد أنه كان يقرأ السورتين في الركعتين المذكورتين مراراً، لا أنه قرأهما مرة أو مرتين في عمره، ثم ترك، ويستبعد
= أن يكون مراده التكرار دفعة، لأن مبنى سنة الفجر على التخفيف، والله تعالى أعلم.
(1) صحيح لغيره، دون قوله: "واعدُد نفسك في الموتى"، فهو حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابنُ أبي سليم. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وهو عند وكيع في "الزهد" (11) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب " (10246) ، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبنُ المبارك في "الزهد" (13) ، والترمذي (2333) ، والآجري في "الغرباء" (19) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/313، والبغوي (4029) من طرق، عن سفيان، به، مطولاً.
وأخرجه هناد في "الزهد" (500) ، والترمذي (2333) ، وابن ماجه (4114) ، والطبراني في "الصغير" (63) ، والآجري في "الغرباء" (18) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/313، والبيهقى فى "الشعب " (10543) ، والخطيب في "تاريخه 4/96، من طرق، عن ليث، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل " 3/1093 من طريق أبي يحيى القتات، عن =(8/383)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=مجاهد، به.
وأبو يحيى القتات ضعيف.
وقوله: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابرُ سبيل ":
= أخرجه مطولاً البخاري (6416) ، وابنُ أبي عاصم في "الزهد" (185) ، وابنُ حبان في "صحيحه " (698) ، وفي "روضة العقلاء" ص 148، والخطابي في "العزلة" (39) ، والطبراني في "الكبير" (13470) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/301، والبيهقي في "الشعب " (10245) ، وفي "السنن" 3/369 من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، مرفوعاً.
وقد صرح الأعمش بالتحديث عند البخاري.
وسيرد بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (6156) من طريق الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، عن ابن عمر، مرفوعاً.
قال الحافظ في "الفتح" 11/234 وهذا مما يقوي الحديث المذكور، لأن رواته من رجال الصحيح، وإن كان اختلف في سماع عبدة من ابن عمر.
وقوله: "واعدد نفسك في الموتى":
أخرجه الآجري في "الغرباء" (20) عن عبد الله بن محمد الواسطي، عن ابن أبي بزة، عن مالك بن سعيد، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، مرفوعاً، والواسطي وابنُ أبي بزة لم نعرفهما.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد 2/243. وفي إسناده على بنُ زيد بن جُدعان، وهو ضعيف، وقد سمعه من مجهول.
وآخر من حديث معاذ بن جبل، أورده الهيثمي في "المجمع" 4/218، وفي إسناده انقطاع.
وثالث من حديث أبي الدرداء أورده الهيثمي في "المجمع" 2/40، وفى=(8/384)
4765 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ (1) بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُطَارِدٍ أَبِي الْبَزَرَى السَّدُوسِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كُنَّا نَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ، وَنَأْكُلُ وَنَحْنُ نَسْعَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
=إسناده مجهول.
ورابع من حديث زيد بن أرقم، أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/202-203 عن محمد بن أحمد بن الحسن أبي علي ابن الصواف، عن بشر بن موسى الأسدي، عن خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن أبي سعيد الأزدي، عن زيد بن أرقم، وهذا إسناد حسن.
قوله: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل "، قال الحافظ في "الفتح" 11/234 نقلاً عن الطيبي: ليست "أو" للشك، بل للتخيير والإباحة، والأحسن أن تكون بمعنى بل، فشبَّه الناسك السالك بالغريب الذي ليس له مسكن يؤويه ولا سكن يُسليه، ثم ترقى وأضرب عنه إلى عابر السبيل، لأن الغريب قد يسكن في بلد الغربة بخلاف عابر السبيل القاصد لبلد شاسع، وبينهما أودية مردية، ومفاوز مهلكة، وقطاع طريق، فإن من شأنه أن لا يقيم لحظة، ولا يسكن لمحة.
وانظر شرحه في "جامع العلوم والحكم " لابن رجب 2/376-392.
وقال السندي: وبالجملة فالحديث غاية في الانقطاع عن غيره تعالى، فهو كالشرح لقوله: (فتبتل إليه تبتيلاً) والله تعالى أعلم.
وقوله: "ببعض جسدي ": في صحيح البخاري: بمنكبي.
(1) تحرف في (م) إلى: عمر.
(2) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (4601) .
وقوله: "كنا نشرب ونحن قيام ". قال السندي: أي: عند الحاجة إلى ذلك=(8/385)
4766 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ ": {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] (1)
__________
=حملاً للنهي على التنزيه، ويحتمل أن يكون فاعل ذلك ما بلغه النهي، أو أنهم فعلوا ذلك قبل النهي، ثم زعم ابن عمر أنه باق لعدم بلوغ النهي له، وإلا فالنهي صحيح بلا ريب، والاحتراز عنه أحسن.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 21/88 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1039) عن محمد بن يوسف، والطبري في "التفسير" 21/88 من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن سفيان، به.
وأخرجه البخاري (4697) و (5779) ، وانُ حبان (70) و (71) و (6134) ، والبغوي في "شرح السنة" (1170) من طرق، عن ابن دينار، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13246) من طريق أبي الطاهر بن السرح، عن خاله وجادةً، كى عقي بن خالد، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه، مرفوعاً.
وسيأتي برقم (5133 مم5579) و (6043) ، وسيكرر برقم (5226) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (50) ، ومسلم (10) (7) .
وعن ابن عباس سلف برقم (2924) .=(8/386)
4767 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " (1)
4768 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ ابْنَ رَوَاحَةَ إِلَى خَيْبَرَ، يَخْرُصُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ خَيَّرَهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا أَوْ يَرُدُّوا "، فَقَالُوا: هَذَا الْحَقُّ، بِهَذَا قَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ (2)
__________
=وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3659) .
قال السندي: قوله: مفاتيح الغيب خمس: سميت هذه الخمس مفاتيح الغيب لأن من عنده هذه الخمس، فعنده الغيب كله، فصارت كانها مما يستفتح بها خزائن الغيب.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف علي بن زيد بن جدعان، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عُيينة بن عبد الرحمن، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو ثقة.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/349 من طريق سفيان بن حسين، عن علي بن زيد، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق سالم بن عبد الله بن عمر بالأرقام (4978) و (5095) و (5951) و (5952) .
وقد سلف مطولاً برقم (4713) .
(2) إسناده ضعيف لضعف العمري وهو عبد الله بن عمر، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ونافع: هو مولى ابن عمر.=(8/387)
4769 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ إِخْصَاءِ الْخَيْلِ وَالْبَهَائِمِ " وقَالَ ابْنُ عُمَرَ فِيهَا نَمَاءُ الْخَلْقِ " (1)
__________
=وانظر (4732) .
قال السندي: قوله: يخرُص عليهم: من خرص النخلة كنصر: إذا خمَّن ما عليها من الرطب تمراً، ليعرف مقدار ما يؤخذ منه وقت الجداد في العشر أو غيره.
ثم خيرهم عبد الله: على مُقَدَّرٍ، أي: فخرص عليهم فما رضوا بذلك، وعرضوا عليه المال ليراعيهم، فرد عليهم المال، ثم خيرهم بين أن يأخذوا، أي: النخيل بذلك الخرص، أو يردوا عليه النخيل، فيأخذها هو بذلك الخرص، ويعطيهم حصتهم من التمر بحسابه.
(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن نافع مولى ابن عمر، وبقيةُ رجاله ثقات من رجال الشيخين. وقد رُوي مرفوعاً وموقوفاً، وموقوفُه هو الصحيح.
وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل " 2/602 من طريق عيسى بن يونس، عن عبد الله بن نافع، به.
وأخرجه بنحوه البيهقي في "السنن" 10/24، من طريق جُبارة بن المُغلس، وابن عدي في "الكامل " 2/603 من طريق عبد الرحمن بن يونس السراج، كلاهما عن عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به.
قال ابن عدي: المحفوظ عن عيسي بن يونس، عن عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر.
قال البيهقي: هذا المتن بهذا الإسناد (يعني من طريق عبد الله بن نافع) أشبه، فعبدُ الله بن نافع فيه ضعف، يليق به رفع الموقوفات. والله أعلم.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/265، وقال: رواه أحمد، وفيه عبد الله بن نافع، وهو ضعيف.=(8/388)
4770 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا
__________
=وأخرجه مالك 2/948، وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/24 من طريق عبيد الله بن عمر، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يكره إخصاء البهائم، ويقول: لا تقطعوا نامية خلق الله عز وجل. قال البيهقي: هذا هو الصحيح، موقوف.
وفي الباب عن ابن عباس عند البزار (1690) ، والبيهقي 10/24، أخرجاه من طريق عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن صبر الروح وعن إخصاء البهائم نهياً شديداً. هذا لفظ البزار.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/265، ونسبه إلى البزار، وقال: ورجاله رجال الصحيح.
ثم قال البيهقي: رواه غير عبيد الله عن ابن أبي ذئب مرسلا، وجعل الكلام في الإخصاء من قول الزهري. ثم أخرجه البيهقي من طريق أبي عامر العقدي، عن ابن أبى ذئب، قال: سألت الزهري عن الإخصاء، فقال: حدثني عبيد الله بن عبد الله، قال: نهى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن صبر الروح ثم قال البيهقي: والإخصاء صبر شديد. يعنى قياساً على ما نهى عنه من صبر الروح. ثم قال البيهقي: وكذلك رواه يونس ومعمر عن الزهري، مرسلاً، وذكر معمر عن الزهري الخصاء كما ذكره ابن أبي ذئب، والمحفوظ في هذا الخبر ما رواه العقدي عن ابن أبي ذئب لمتابعة معمر ويونس، والله أعلم. وروي في ذلك من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد فيه ضعف.
قال السندي: قوله: عن إخصاء الخيل: لعل المراد الإخصاء بلا حاجة، والحديث ضعيف الضعف عبد الله بن نافع.
فيها: أي: في إبقاء البهائم على حالها نماء الخلق.(8/389)
فِي الْوَحْدَةِ، مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ أَبَدًا " (1)
4771 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ " يَعْنِي الشَّمْسَ (2)
4772 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحَرَّوْا بِصَلَاتِكُمْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم بن محمد: هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/38 و12/521، وعنه ابن ماجه (3768) ، وأخرجه ابن حبان (2704) من طريق إسحاق بن إبراهيم، كلاهما (ابن أبي شيبة وإسحاق) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4748) ، وسيتكرر برقم (5252) .
(2) إسناده قوي، ثابت بن عمارة - وهو الحنفي أبو مالك البصري -، روى له أصحابُ السنن غير ابن ماجه، ووثقه ابنُ معين والدارقطني، وقال أحمد والنسائي: لا بأس به، وقال البزار: مشهور، وقال أبو حاتم: ليس عندي بالمتين، وذكره ابنُ حبان في "الثقات "، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وأبو تميمة الهُجيمي: هو طريف بن مجالد البصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/350 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (5837) . وانظر (4612) .(8/390)
طُلُوعَ الشَّمْسِ، وَلَا غُرُوبَهَا، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ " (1)
4773 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِلنِّسَاءِ أَنْ يُرْخِينَ شِبْرًا ". فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَنْ تَنْكَشِفَ أَقْدَامُنَا، فَقَالَ: " ذِرَاعًا وَلَا تَزِدْنَ عَلَيْهِ " (2)
4774 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ أَسْمَائِكُمْ عَبْدَ اللهِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/354، ومسلم (828) (290) ، وأبو يعلى (5684) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (5835) .
وسيأتي شطره الثاني بهذا الإسناد برقم (5834) .
وقد سلف مطولاً برقم (4612) .
(2) صحيح بطرف، وهذا إسناد ضعيف لضعف العمري - وهو عبدُ الله بن عمر بن حفص بن عاصم -، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر ما سلف برقم (4683) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف العمري، وهو عبد الله بن عمر بن حفص المدني، لكنه متابع، وبقية رجاله ثقات من رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ونافع: هو مولى ابن عمر.=(8/391)
4775 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عَدْوَى وَلَا
__________
=وأخرجه مسلم (2132) (2) ، والترمذي (2834) ، وابن ماجه (3828) ، والطبراني في "الكبير" (13374) ، وابن عدي في "الكامل " 4/1460، والحاكم 4/274، والبيهقي 6/309، والبغوي (3367) ، والخطيب في "تاريخه " 10/323 من طرق، عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
وأخرجه مسلم (2132) ، وأبو داود (4949) ، والدارمي 2/294، والطبراني في " الكبير" (13374) ، والحاكم 4/274، والبيهقي 6/309، والبغوي (3367) ، والخطيب في "تاريخه " 10/323 من طريق عبيد الله بن عمر، والترمذي (2833) ، والحاكم 4/274 من طريى عبد الله بن عثمان بن خثيم، كلاهما عن نافع، به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلنا: قد أخرجه مسلم كما سلف.
وسيأتي برقم (6122) .
وفي الباب عن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، سيرد 4/178.
وعن أبي وهب الجشمي، سيرد 4/345.
وعن أنس عند أبى يعلى الموصلي (2778) .
وعن أبي هريرة عند ابن عدي 4/1446.
قال السندي قوله: إن من أحسن أسمائكم عبد الله، الخ: أي: لما فيها من نسبة العبد إلى مولاه بالعبودية، وإذا صادف مثل هذا الاسم مسماه بعثه على الاجتهاد في العبادة تصديقاً لاسمه.(8/392)
طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ " قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الْبَعِيرَ يَكُونُ بِهِ الْجَرَبُ فَتَجْرَبُ الْإِبِلُ، قَالَ: " ذَلِكَ الْقَدَرُ، فَمَنْ أَجْرَبَ الْأَوَّلَ " (1)
4776 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ رَزِينِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَحْمَرِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَنِ الرَّجُلِ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا، فَيَتَزَوَّجُهَا آخَرُ، فَيُغْلَقُ الْبَابُ وَيُرْخَى السِّتْرُ ثُمَّ يُطَلِّقُهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، هَلْ تَحِلُّ لِلْأَوَّلِ؟ قَالَ: " لَا حَتَّى يَذُوقَ (2) الْعُسَيْلَةَ " (3)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي جناب، وهو يحيي بن أبي حيه الكلبي، وأبوه قال فيه أبو زرعة: محله الصدق.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال " 7/488 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 9/39-40، ومن طريقه أبن ماجه (86) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وسيأتي نحوه مختصراً برقم (6405) .
وقد سلف نحوه من حديث ابن مسعود برقم (4198) وذكرنا هناك شواهده وشرحه.
وسيأتي نحوه مختصراً من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (7070) .
(2) في (ق) : تذوق.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة رزين بن سليمان الأحمري، وقد اختلف فيه على الثوري، فقيل: سليمان بن رزين كما سيأتي في الرواية رقم =(8/393)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (4777) ، وقيل: رزين الأحمري كما في الرواية (5277) ، وخالف فيه شعبة، فسماه سالم بن رزين كما فى الرواية (5571) .
قال الإمام البخاري في "تاريخه الكبير" 4/13: "ولا تقومُ الحجةُ بسالم بن رزين، ولا برزين، لأنه لا يُدرى سماعه من سالم، ولا من ابن عمر". وقال الذهبي في "الميزان " 2/48 في ترجمة رزين بن سليمان: لا يعرف.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال " 9/189 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/149، وفي "الكبرى" (5608) من طريق محمود بن غيلان، عن وكيع، به.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 4/274، ومن طريقه ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/429 عن وكيع، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن رزين، به.
قلنا: قلب وكيع الاسم أيضاً في هذه الرواية، وذكر ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/429 أن وكيعاً كان يقوله مرة هكذا، ومرة: رزين بن سليمان.
وقد غيًر محققُ المصنف ما في أصله، وأثبت رزين بن سليمان، ولم يفطن أن وكيعاً يرويه بالوجهين.
وأخرجه أبو يعلى (4966) عقب حديث عائشة عن عبد الله بن عمر بن أبان، عن يحيي بن زكريا بن أبي زائدة، عن يحيي بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر، وقال بمثله، أي: مثل حديث عائشة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/340، وقال: رواه الطبراني وأبو يعلى إلا أنه قال: بمثل حديث عائشة ... ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.
وأخرج البخاري في "تاريخه الكبير" 4/13، وعبد الرزاق في "المصنف " (11138) ، واللفظ له، عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: لو أن رجلاً طلق امرأته ثلاثاً، ثم نكحها رجل بعده، ثم طلقها قبل أن يجامعها، ثم نكحها زوجها الأول، فيفعل ذلك وعمر حي، إذن لرجمهما.=(8/394)
4777 - وحَدَّثَنَاهُ أَبُو أَحْمَدُ (1) يَعْنِي الزُّبَيْرِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ رَزِينٍ (2)
__________
قال البخاري: وهذا أشهر، قلنا: يعني موقوف ابن عمر.
وسيأتي برقم (4777) (5277) (5278) (5571) .
وله شاهد من حديث عائشة عند البخاري (5317) ، ومسلم (1433) ، وسيرد 6/37.
وآخر من حديث عبيد الله بن عباس، سلف برقم (1837) .
وثالث من حديث أنس، سيرد 3/284.
ورابع من حديث عبد الرحمن بن الزبير عند ابن الجارود في "المنتقى" (682) . ورواه مالك في "الموطأ" 2/531 عن المسور بن رفاعة القرظى، عن الزبير بن عبد الرحمن، مرسلاً، ومن طريق مالك أخرجه ابن حبان (4121) .
قوله: "حتى يذوق العُسيلة": قال أبو عبيد - فيما نقل الحافظ في "الفتح" 9/467-: العُسيلة: لذةُ الجماع، والعربُ تسمي كل شيء تستلذه عسلاً.
قار السندي: قوله: فيغلق الباب، الخ، أي: هل تقوم الخلوة مقام الجماع أم لا؟ فأجاب بأنه لا تقوم مقامه بل لا بد من حقيقة الجماع، وهو المراد بذوق العسيلة عند أهل العلم، ولم يشترطوا الإنزال.
(1) في (م) : وحدثناه أحمد. وهو خطأ.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، علته سليمان بن رزين، سلف الكلام عنه في الرواية السابقة.
وأخرجه الطبري في "التفسير" (4904) من طريق أبي أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (11135) ، والبيهقي في "السنن" 7/375 من طريق محمد بن كثير العبدي، كلاهما عن سفيان، به.
وقد سلف برقم (4776) .(8/395)
4778 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ قَالَ: " اللهُمَّ لَا تَجْعَلْ مَنَايَانَا بِهَا حَتَّى تُخْرِجَنَا مِنْهَا " (1)
4779 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُضْرَبَ الصُّورَةُ " (2)
__________
(1) رجاله ثقات وجال الشيخين، وإسناده صحيح إن ثبت سماع سعيد بن أبي هند من ابن عمر، فلم نجد في كتب الرجال سماعه منه، وهو قد أدرك عبد الله بن عباس، وسم منه، فهو معاصر لعبد الله بن عمر، ولم يُوصف بالتدليس.
وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/19 من طريق يزيد بن عبد الله البيسري، عن عبد الله بن سعيد، به.
وسيأتي برقم (6076) من طريق محمد بن ربيعة، عن عبد الله بن سعيد، به، وإليه أشار الهيثمي في "المجمع 5/253.
وقد كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكره أن يموت هو أو أحد من المهاجر بن بمكة، حتى تثبت لهم هجرتهم، وقد رثى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لسعد بن خولة أن مات بمكة، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة". أخرجه البخاري (3936) ، ومسلم (1628) (5) من حديث سعد بن أبي وقاص، وانظر ما سلف برقم (1440) .
قال السندي: قوله: منايانا: جمع منية، بمعنى الموت، وهذا دعاء للمهاجرين من مكة، لأن موتهم منقص للهجرة. والله تعالى أعلم.
(2) في (م) وطبعة الشيخ شاكر: الصور.(8/396)
يَعْنِي الْوَجْهَ (1)
4780 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَعْجَلْ (2) أَحَدُكُمْ عَنْ طَعَامِهِ لِلصَّلَاةِ "، قَالَ: وَكَانَ (3) ابْنُ عُمَرَ يَسْمَعُ الْإِقَامَةَ وَهُوَ يَتَعَشَّى فَلَا يَعْجَلُ (4)
4781 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ قَزَعَةَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: أُوَدِّعُكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/406-407، عن وكيع، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (5991) ، وانظر (4784) .
وفي الباب بمن أبي هريرة عند البخاري (2559) ، ومسلم (2612) ، سيرد وعن جابر عند مسلم (2116) ، سيرد 3/318 و378.
وعن سويد بن مقرن عند مسلم (1658) (33) .
(2) ضبطت في (س) : لا يُعجل بالبناء للمجهول، وفي هامشها بالبناء للمعلوم.
(3) في (ظ 14) : فكان.
(4) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن نافع، لكن لم ينفرد به، فقد تابعه عليه أيوب فيما يأتي برقم (5806) ، وابن جريح فيما يأتي برقم (6359) . وانظر (4709) .(8/397)
أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فان بين عبد العزيز وقزعه راوياً آخر اختلف فيه على عبد العزيز: فسماه مروان بنُ معاوية الفزاري كما في الرواية (4957) إسماعيل بن جرير، وتابعه على ذلك عبد الله بنُ داود الخريبي عند أبي داود (2600) .
وسماه عيسى بنُ يونس عند النسائي في "الكبرى" (10348) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (514) -: إسماعيل بن محمد بن سعد.
وسماه أبو نُعيم كما سيأتي في الرواية (6199) : يحيى بن إسماعيل بن جرير، وتابعه أنسُ بنُ عياض، وعبدةُ بنُ سليمان عند النسائي، ويحيى بنُ نصر بن حاجب عبده أيضاً - فيما ذكر الحافظ المزي في "تهذيب الكمال ".
والأخيرُ هو ما رجحه ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/269، والدارقطني في "العلل" 4/ورقة 112، وقال المزي في "تهذيب الكمال " 3/56: هو المحفوظ، وقال أيضاً 31/205: والصواب رواية النسائي، والله أعلم. وتابعه ابنُ حجر في "تهذيب التهذيب ". ومع ذلك فقد رجح الشيخ أحمد شاكر أن الصواب إسماعيلُ بن جرير!
ويحيى بنُ إسماعيل بن جرير بن عبد الله البجلي ذكره ابنُ حبان في "الثقات "، وقال الدارقطي: لا يحتج به، وقال ابن حجر في "التقريب ": لين الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد العزيز بن عمر: هو ابن عبد العزيز بن مروان الأموي، وقزعة: هو ابن يحيى البصري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10349) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (515) - عن هشام بن عمار، عن يحيى، عن عبد العزيز بن عمر، بهذا الإسناد المنقطع.=(8/398)
4782 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْزِلُ بِعَرَفَةَ، وَادِيَ نَمِرَةَ ". فَلَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ بْنَ الزُّبَيْرِ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ: أَيَّةَ سَاعَةٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرُوحُ فِي هَذَا الْيَوْمِ؟ فَقَالَ: إِذَا كَانَ ذَاكَ رُحْنَا. فَأَرْسَلَ الْحَجَّاجُ رَجُلًا يَنْظُرُ أَيَّ سَاعَةٍ يَرُوحُ، فَلَمَّا أَرَادَ ابْنُ عُمَرَ أَنْ يَرُوحَ قَالَ: أَزَاغَتِ الشَّمْسُ؟ قَالُوا: لَمْ تَزِغِ الشَّمْسُ، قَالَ: زَاغَتِ الشَّمْسُ؟ قَالُوا: لَمْ تَزِغْ. فَلَمَّا قَالُوا: قَدْ زَاغَتِ ارْتَحَلَ " (1)
__________
=وسيأتي برقم (4957) و (6199) ، وانظر (4524) و (5605) و (5606) .
(1) إسناده ضعيف، سعيد بن حسان: هو الحجازي، لم يرو عنه إلا إبراهيم بن نافع الصائغ، ونافع بن عمر الجُمحي، وذكره ابنُ حبان في "الثقات "، ولم يؤثر توثيقه عن أحد غيره، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو داود (1914) عن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنً ماجه (3009) ، وأبو يعلى مختصراً برقم (5734) من طريق وكيع، به.
قلنا: وسياق الرواية الصحيحة غير هذا، فقد أخرجها مالك في "الموطأ" 1/399، ومن طريقه البخاري (1660) و (1663) ، والنسائي في "المجتبى" 5/252، 254، وفي "الكبرى" (3998) و (4003) عن الزهري، عن سالم بن عبد الله أنه قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف أن لا تخالف عبد الله بن عمر في شيءٍ من أمر الحج، فلما كان يومُ عرفة، جاءه عبد الله بن
عمر حين زالت الشمس وأنا معه، فصاح به عند سرادقه: أين هذا؟ فخرج عليه الحجاج، وعليه ملحفة معصفرة، فقال مالك يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: الرواح=(8/399)
4783 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدَّهِنُ عِنْدَ الْإِحْرَامِ بِالزَّيْتِ غَيْرَ الْمُقَتَّتِ " (1)
__________
=إن كنت تريد السنة، فقال: أهذه الساعة؟ قال: نعم. قال: فأنظرني حتى أفيض علىَّ ماءً، ثم أخرج. فنزل عبد الله حتى خرج الحجاج، فسار بيني وبين أبي، فقلت له: إن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم، فأقصر الخطبة، وعجل الصلاة.
قال: فجعل ينظر إلى عبد الله بن عمر كيما يسمع ذلك منه، فلما رأى ذلك عبد الله، قال: صدق سالم.
وعلق البخاري نحوه (1662) بصيغة الجزم عن الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن سالم.
وسيأتي نحوه برقم (6130) ، وانظر (6131) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند مسلم (1218) .
قال السندي: قوله إذا كان ذاك: أي: ذلك الوقت.
(1) إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وقد روي موقوفاً، وهو الصحيح.
وأخرجه الترمذي (962) ، وابنُ ماجه (3083) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من طريق فرقد السبخي، عن سعيد بن جبير، وقد تكلم يحيى بنُ سعيد في فرقد السِّبخي، وروى عنه الناس.
وأخرجه ابنُ خزيمة (2652) من طريقين، عن حماد بن سلمة، به.
وأخرج البخاري (1537) ، وابن خزيمة (2653) من طريق سفيان الثوري،=(8/400)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=عن منصور، عن سعيد بن جبير، قال: كان ابن عمر رضي الله عنه يدَّهن بالزيت، زاد البخاري: فذكرتُه لإبراهيم؟ قال: ما تصنع بقوله؟ حدثني الأسود، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفارق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو محرم. قلنا: يعني من أثر تطيبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل إحرامه.
وأخرج البخاري (270) من طريق أبي عوانة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، قال: سألتُ عائشة، فذكرتُ لها قول ابن عمر: ما أحب أن أصبح محرماً أنضخ طيباً، فقالت عائشة: أنا طيبتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم طاف في نسائه، ثم أصبح محرماً.
قال الحافظ في "الفتح" 3/397 - 398: قوله: يدهن بالزيت، أي: عند الإحرام بشرط إن لا يكون مطيباً، ويؤيده ما تقدم في كتاب الغسل من طريق محمد بن المنتشر إن ابن عمر، قال: لأن أطلى بقطران أحب إليً من أن أتطيب، ثم أصبح محرماً، وفيه إنكار عائشة عليه، وكان ابنُ عمر يتبع في ذلك أباه، فإنه كان يكره استدامة الطيب بعد الإحرام، وكانت عائشة تنكر عليه ذلك. وقد روى سعيدُ بنُ منصور من طريق عبد الله بن عبد الله بن عمر إن عائشة كانت تقول: لا بأس بأن يمسَّ الطيب عند الإحرام. قال: فدعوتُ رجلاً وأنا جالس بجنب ابن عمر، فأرسلتُه إليها، وقد علمتُ قولها، ولكن أحببتُ أن يسمعه أبي، فجاءني رسولي، فقال: إن عائشة تقول: لا بأس بالطيب عند الإحرام، فأصب ما بدا لك، قال: فسكت ابن عمر. وكذا كان سالم بن عبد الله يخالف أباه وجده في ذلك لحديث عائشة، قال ابن عيينة: أخبرنا عمرو بن دينار، عن سالم، أنه ذكر قول عمر في الطيب، ثم قال: قالت عائشة. فذكر الحديث، قال سالم: سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحق أن تتبع.
وقال الحافظ: يؤخذ منه أن المفزع في النوازل إلى السنن، وأنه مستغنى بها عن آراء الرجال، وفيها المقنع.=(8/401)
4784 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ دَعَا غُلَامًا لَهُ فَأَعْتَقَهُ. فَقَالَ: مَا لِي مِنْ أَجْرِهِ مِثْلُ هَذَا لِشَيْءٍ (1) رَفَعَهُ مِنَ الْأَرْضِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ لَطَمَ غُلَامَهُ، فَكَفَّارَتُهُ عِتْقُهُ " (2)
__________
=وسيأتي برقم (4829) (5409) (6089) (6322) .
وسيكرر برقم (5242) .
قوله: "غير مقَتَّت "، أي: غير مطيب.
قال ابن خزيمة: لو كان الدهن مقتتاً بأطيب الطيب جاز الادهان به إذا أراد الإحرام، إذ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد تطيب حين أراد الإحرام بطيب فيه مسك، والمسك أطيب الطيب.
(1) في (ق) "و (م) : الشيء، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير زاذان، وهو أبو عمر الكندي، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه مسلم (1657) (30) ، وأبو يعلى (5782) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (180) ، ومسلم (1657) (29) ، وأبو داود (5168) ، والبيهقي في "السنن" 0/18، وفي "الشعب " (8572) من طريق أبي عوانة، عن فراس، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13294) من طريقين عن ابن عمر، به،=(8/402)
4785 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُبَادَةُ (1) بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي "، (2) قَالَ: يَعْنِي الْخَسْفَ
__________
=مرفوعاً.
وفي الباب عن سويد بن مقرن عند مسلم (1658) ، سيرد 344/447 و5/444.
وعن أبي مسعود البدري عند مسلم (1659) سيرد 5/273.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، سيرد (6710) .
قال السندي: قوله: لشيء رفعه: إي: قاله لشيء رفعه، ومرادُه إن المقصود الكفارة رفع الإثم لا تحصيل الأجر، ولعل محمل الحديث ما إذا لطمه بلا حق. والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : عمارة، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/240، والبخاري في "الأدب المفرد" (1200) ، داود (5074) ، وابنُ ماجه (3871) ، وابنُ حبان (961) ، والحاكم 1/517، طريق وكيع، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/239، وعبدُ بنُ حميد في "المنتخب " (837) ،=(8/403)
4786 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ النَّجْرَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِسَكْرَانَ فَضَرَبَهُ الْحَدَّ، فَقَالَ: " مَا شَرَابُكَ؟ " قَالَ: الزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ. قَالَ: " يَكْفِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ (1) صَاحِبِهِ " (2)
__________
=والنسائي في "المجتبى" 8/282، وفي "الكبرى" (10401) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (566) -، والطبراني في "الكبير" (13296) من طريق أبي نعيم، وأبو داود (5074) من طريق ابن نُمير، والنسائي في "المجتبى" 8/282 من طريق علي بن عبد العزيز، ثلاثتهم عن عُبادة، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (698) عن الوليد بن صالح، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يونس بن خباب، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن ابن عمر، مرفوعاً.
قوله: يعني الخسف: هو عند أبي داود وابن حبان من قول وكيع، وعند عبد بن حميد، والنسائي من قول جُبير، وقال عبادة: فلا أدري قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو قول جبير.
وانظر حديث أبي سعيد الخدري الآتي 3/3.
قال السندي: قوله: "وآمن روعاتي " أصله: آمني من روعاتي، أي: مخاوفي ومهالكي، كما في قوله تعالى: (وآمنهم من خوف) .
احفظني من بين يديَّ: أي: ادفع عني البلاء من الجهات الست، فإن ما يصل الإنسان يصله من إحداها، وبالغ في جهة السفل لرداءة الآفة منها.
والاغتيال: الأخذ غيلة، واغتال: مبني للمفعول من المتكلم، والله تعالى أعلم.
(1) في (ق) : عن.
(2) إسناده ضعيف لجهالة النجراني الذي روى عنه أبو إسحاق، وهو=(8/404)
4787 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي طُعْمَةَ، مَوْلَاهُمْ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْغَافِقِيِّ، أَنَّهُمَا سَمِعَا ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لُعِنَتِ الْخَمْرُ (1) عَلَى عَشْرَةِ وُجُوهٍ: لُعِنَتِ الْخَمْرُ بِعَيْنِهَا، وَشَارِبُهَا، وَسَاقِيهَا، وَبَائِعُهَا، وَمُبْتَاعُهَا، وَعَاصِرُهَا، وَمُعْتَصِرُهَا، وَحَامِلُهَا، وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ، وَآكِلُ ثَمَنِهَا " (2)
__________
=عمرو بن عبد الله السبيعي، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو يعلى (5783) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل " 7/2756 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/278، وقال: رواه أحمد من رواية النجراني، عن ابن عمر، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى وزاد: ثم قال: ما شرابك؟ قال: زبيب وتمر.
قلنا: هذه الزيادة لم ينفرد بها أبو يعلى، بل هي أيضاً عند أحمد.
وسيأتي برقم (5067) و (5129) مطولاً، وسيكرر برقم (5223) .
قال السندي. قوله: "يكفي كل واحد منهما من صاحبه " يدل عدى أن وجوب الحد لا يختص بشراب العنب، لكن في سنده النجرانى، وهو مجهول، على أن من لا يقول بوجوب الحد بشم به يجوز له أن يحمله على أنه يكفي كل منهما في وجوب الحد بالسكر منه لا بشربه. والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : الخمرة.
(2) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد حسن. أبو طعمة: هو مولى عمر بن عبد العزيز، اسمه هلال، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وهو=(8/405)
4788 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى، قَالَ وَكِيعٌ: نَرَى أَنَّهُ ابْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ،
__________
=قارىء مصر، ووثقه ابن عمار الموصلى، والذي. وقال أبو أحمد الحاكم: رماه مكحول بالكذب، وتعقبه الحافظ ابن حجر في "التهذيب "، فقال: لم يكذبه مكحول التكذيب الاصطلاحى، وإنما روى الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، أن أبا طعمة حدث مكحولاً بشيء، فقال: ذروه يكذب. هذا محتمل أن يكون مكحول طعن فيه على من فوق أبي طعمة، والله أعلم.
ثم قال الحافظ في "التقريب ": لم يثبت أن مكحولاً رماه بالكذب.
قلنا: ويحتمل أن يكون من كلام الأقران بعضهم في بعض، وهو مما لا يلتفت إليه.
وعبد الرحمن بنُ عبد الله الغافقي هو أمير الأندلس، استشهد فيها سنة 115 هـ.
قال ابنُ معين: لا أعرفه، وقال ابن عدي: إذا قال مثل ابن معين: لا أعرفه فهو مجهول غير معروف.
وقال ابن يونس: روى عنه عبد الله بن عياض، قتلته الروم بالأندلس سنة خمس عشرة ومئة.
وتعقب الحافظ كلام ابن عدي، فقال: رب رجل لم يعرفه ابنُ معين بالثقة والعدالة، وعرفه غيره، فضلاً عن معرفة العين، لا مانع من هذا، وهذا الرجل قد عرفه ابن يونس، وإليه المرجع في معرفة أهل مصر والمغرب، وقد ذكره ابنُ خلفون في "الثقات "، وقال: كان رجلاً صالحاً، جميل السيرة، واستشهد في قتال الفرنج في شهر رمضان. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرج ابن أبي شيبة 6/447، وأبو داود (367) ، وابن ماجه (3380) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وعند أبي داود: عن أبي علقمة بدلاً من أبي طعمة، وهو وهم، فيما ذكر=(8/406)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتْ (1) يَمِينُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي يَحْلِفُ عَلَيْهَا " لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ " (2)
__________
=المِزّي في "تهذيب الكمال " 17/245.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/287 من طريق يزيد بن هارون، عن شريك بن عبد الله النخعي، عن عبد الله بن عيسى، عن أبي طعمة، به.
وأخرجه أبو يعلى (5591) من طريق عبد الله بن داود، عن عبد العزيز بن عمر، عن عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، عن ابن عمر مرفوعاً.
قال الحافظ في "التلخيص " 4/73: وصححه ابن السكن.
وسيأتي برقم (5716) ، ومطولاً برقم (5390) (6165) .
وفي الباب عن ابن مسعود عند البزار (2937) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (10056) أورده الهيثمي في "المجمع" 5/72-73 وقال: رواه البزار والطبراني، وفيه عيسى بن أبي عيسى الخياط، وهو ضعيف.
وعن ابن عباس سلف برقم (2897) ، وإسناده حسن.
وعن أنس بن مالك عند الترمذي (1295) ، وابن ماجه (3381) ، قال الحافظ في "التلخيص " 4/73: ورواته ثقات.
قال السندي: قوله: لعنت الخمر: لما كان الشارب وغيره إنما لُعن لأجل الخمر، رجع اللعنُ إليها بالوجوه كلها، والفرق بين العاصر والمعتصر أن العاصر من عصرها مطلقاً، والمعتصر من عصرها لنفسه.
(1) في (م) وطبعة الشيخ شاكر: كان.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (5442) ، وابن حبان (4332) ، والطبراني في "الكبير" (13163) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.=(8/407)
4789 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ سَالِمٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَسَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا أَوْ حَامِلًا " (1)
4790 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُصْمٍ، وَقَالَ إِسْرَائِيلُ: ابْنِ عِصْمَةَ، قَالَ: وَكِيعٌ هُوَ: ابْنُ عُصْمٍ،
__________
=وأخرجه عبدُ بنُ حميد في "المنتخب " (741) ، والبخاري (6628) ، والنسائي 2/7، والدارمي 2/187، وأبو يعلى (5472) و (5521) ، والبيهقي في "السنن" 10/27 من طرق، عن سفيان، به.
وأخرجه الترمذي (1540) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (236) ، وأبو يعلى (5548) ، والطبراني في "الكبير" (13165) و (13166) من طرق، عن موسى، وأخرجه النسائي في "المجتبي" 2/7، وابن ماجه (2092) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (234) من طريق الزهري، عن سالم، به.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (237) و (238) من طريق الزهري، عن حمزة، عن ابن عمر، مرفوعاً.
وسيأتي برقم (5347) و (5368) و (6109) .
قال الحافظ في الفتح " 11/527: المراد بتقليب القلوب تقليبُ أعراضها وأحوالها، لا تقليب ذات القلب.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/5، ومسلم (1471) (5) ، وأبو داود (2181) ،=(8/408)
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي ثَقِيفَ مُبِيرًا وَكَذَّابًا " (1)
__________
=والترمذي (1176) ، والنسائي 6/141، وابن ماجه (2023) ، وأبو يعلى (5440) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (736) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/53، والدارقطني في "السنن" 4/6، والبيهقي في "السنن" 7/325 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/7 من طريق ابن المبارك، عن سفيان، به.
وأخرجه الدارمي 2/160 عن عبيد الله بن موسى، عن سفيان، به، دون قوله: أو حاملاً.
وقد سلف مطولاً برقم (4500) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي. وعبد الله بن عُصم: اختلف في اسم أبيه عصم أو عصمة، وقد رجح الإمامُ أحمد قول شريك: إنه عبد الله بن عصم، دون هاء، وهو أيضا ما جزم به وكيع، وثقه ابنُ معين، وقال أبو زرعة: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: شيخ.
وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه الطيالسي (1925) ، والترمذي (2220) و (3944) ، والبغوي في "شرح السنة" (3727) من طرق، عن شريك، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك.
وسيأتي برقم (5607) و (5644) و (5665) .
وله شاهد من حديث أسماء بنت أبي بكر عند مسلم (2545) (229) ، سيرد 352،6/351.
وآخر من حديث سلامة بنت الحر عند الطبراني في "الكبير" 24/ (782) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 7/334، وقال: رواه الطبراني، وفيه نسوة مساتير.=(8/409)
4791 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى " (1)
__________
=قوله: "مُبيراً وكذّابا". قال الترمذي: يقال: الكذاب: المختار بن أبي عبيد، والمبير: الحجاج بن يوسف.
(1) صحيح إلا أن لفظة: "والنهار" فيها كلام كما سيأتي. يعلى بن عطاء: هو العامري، وعلي الأزدي: هو ابن عبد الله البارقي، كلاهما من رجال مسلم، وباقى الإسناد من رجال الشيخين.
قال الحافظُ في "الفتح" 2/479: أكثرُ أئمة الحديث أعلوا هذه الزيادة وهي قوله: "والنهار" بأن الحفاظ من أصحاب ابن عمر لم يذكروها عنه، وحكم النسائى على راويها بأنه أخطأ فيها، وقال يحيى بنُ معين: من علي الأزدي حتى أقبلّ منه؟ وادعى يحيي بنُ سعيد الأنصاري، عن نافع أدق ابن عمر كان يتطوع بالنهار أربعا لا يفصلُ بينهن، ولو كان حديث الأزدي صحيحا لما خالفه ابنُ عمر، يعني
مع شدة إتباعه رواه عنه محمد بن نصر في "سؤالاته"، لكن روى ابنُ، وهب بإسناد قوي عن ابن عمر قال: "صلاة الليل النهار مثنى" موقوف أخرجه ابنُ عبد البر من طريقه، فلعل الأزدي اختلط عليه الموقوف بالمرفوع فلا تكون هذه الزيادة صحيحة على طريقة من يشترط في الصحيح ألا يكون شاذاً، وقد روى ابنُ أبي شيبة من وجه آخر عن ابن عمر أنه كان يُصلي بالنهار أربعا أربعاً، وهذا موافق لما نفله يحيي بن سعيد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/274 وابنُ ماجه (5122) ، والدارمي 1/340 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1932) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"=(8/410)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=1/334. وأبو داود (1295) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/487 من طريق عمرو بن مرزوق، والترمذي (597) ، والنسائي في "المجتبى" 3/227، وفي "الكبرى" (472) ، وابنُ خزيمة (1210) ، والدارقطني في "السنن" 1/417 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن حبان (2482) ، وابن عدي في "الكامل " 5/1826 من طريق معاذ بن معاذ، أربعتهم عن شعبة، به.
وسيرد الحديث برقم (5122) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به، وقال في آخره: وكان شعبة يفرقُهُ، يعني يخشى رفعه.
وقال الترمذي: اختلف أصحابُ شعبة في حديث ابن عمر، فرفعه بعضهم، وأوقفه بعضهم. ورُوي عن عبد الله العُمرى، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو هذا. والصحيح ما رُوي عن ابن عمر: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "صلاة الليل مثنى مثنى". وروى الثقات عن عبد الله بن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكروا فيه صلاة النهار. وقد رُوي عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان يصلي بالليل مثنى مثنى، وبالنهار أربعاً. وقد اختلف أهل العلم في ذلك: فرأى بعضهم أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، وهو قول الشافعي وأحمد. وقال بعضهم: صلاة الليل مثنى مثنى، ورأوا صلاة التطوع بالنهار أربعاً، مثل الأربع قبل الظهر وغيرها
من صلاة التطوع، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك وإسحاق.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/334، والخطيب في "تاريخه " 13/119، من طريق العمري، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً، والعمري: هو عبد الله بن عمر، ضعيف.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/417 من طريق الليث بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن ابن عمر، مرفوعاً.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/487 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن=(8/411)
4792 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " (1)
__________
=الحارث بالإسناد السابق، لكن جعله موقوفاً، وقال: وكذلك رواه الليث بن سعد، عن عمرو، فنخشى أن يكون ما في الدارقطني خطأ، فقد نص على وقفه الحافظ في "الفتح" فيما سبق، والموقوف صنا له حكم المرفوع 0 وقد أخرج البيهقي في "السنن" 2/487 من طريقه إلى محمد بن سليمان بن فارس، قال: سئل أبو عبد الله، يعني البخاري، عن حديث يلى: صحيح هو؟ فقال: نعم. قال أبو عبد الله: قال سعيد بن جبير: كان ابن عمر لا يصلي أربعاً لا يفصل بينهن إلا المكتوبة".
قال الحافظ في "الفتح" 2/479 وقد صح عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفصل كما صح عنه الوصل ...
وقال الأثرم عن أحمد: الذي أختاره في صلاة الليل مثنى مثنى، فإن صلى بالنهار أربعا فلا بأس وقال محمد بن نصر نحوه في صلاة الليل، قال: وقد صحّ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أوتر بخمس لم يجلس إلا في آخرها إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على الوصل، إلا أنا نختار أنه يسلم من كل ركعتين، لكونه أجاب به السائل، ولكون أحاديث الفصل أثبت وأكثر طرقاً.
وستأتي برقم (251) ، وانظر (94) .
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر وقد تابعه ليثُ بن أبي سليم فيما سيأتي برقم (6326) ، وهو ضعيف أيضا، لكن للحديث طريق آخر يصح بها، فقد سلف برقم (4475) من طريق نافع، عن ابن عمر.=(8/412)
4793 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى بَعِيرِهِ " (1)
4794 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَيْنَا النَّاسُ (2) فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ إِذْ أَتَاهُمْ آتٍ فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَزَلَ عَلَيْهِ قُرْآنٌ وَوُجِّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ " قَالَ: فَانْحَرَفُوا. (3)
4795 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْمُجَالِدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ،
__________
=وسيأتي برقم (6241) عن إسحاق بن يوسف، عن سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، ويخرج هناك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسنادً ضعيف لضعف شريك، وهو ابنُ عبد الله النخعي، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبيد الله: هو ابن عمر العُمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقد سلف نحوه برقم (4468) .
وقوله: صلى إلى لعيره: جاء في هامش (س) : بعير. نسخة.
(2) في (ظ 14) : بينا نحن الناس.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/335، والترمذي (341) و (2963) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وذكر الترمذي في الموضعين قسماً من الحديث، وهو: "كانوا ركوعاً في صلاة الصبح ". وقال: حسن صحيح.
وقد سلف برقم (4642) .(8/413)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ انْتَفَى مِنْ وَلَدِهِ لِيَفْضَحَهُ فِي الدُّنْيَا، فَضَحَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ قِصَاصٌ بِقِصَاصٍ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، والد وكيع - وهو الجراح بن مليح الرؤاسي - مختلف فيه، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن أبي المجالد، فمن رجال البخاري، وقد جوًد إسناده العراقي في تخريج "الإحياء".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13478) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 9/224 عن عبد الله بن أحمد، عن أحمد، بهذا الإسناد. وفيه تسمية عبد الله بن أبي المجالد بمحمد، وهو خطأ، نص عليه أبو داود.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/15، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط "، ورجال الطبراني رجال الصحيح، خلا عبد الله بن أحمد، وهو ثقة إمام.
وأخرجه البيهقي 8/332 من طريق مطر الورّاق، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً.
وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً عند أبي داود (2263) ، والنسائي 5/179-180، بلفظ: "أيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله منه، وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين "، وفي إسناده عبد الله بن يونس، تفرد بالرواية عنه يزيد بن الهاد، ولم يوثقه غير ابن حبان، وصححه هو (4108) ، والحاكم 2/202-203، ووافقه الذهبي!
قال السندي: قوله: من انتفى من ولده، أي: انقطع عنه بأن نفى نسبه عنه، وقال: إنه ليس مني.
قصاص: أي: ذلك الذي يُفعل به قصاص، أي: فعل يساوي فعله، أو لتقدير: يفعل به قصاص بقصاص أي: بمقابلة ما فعل بولده من القصاص، أي:=(8/414)
4796 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ خَالِهِ الْحَارِثِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِالتَّخْفِيفِ، وَإِنْ كَانَ لَيَؤُمُّنَا بِالصَّافَّاتِ " (1)
__________
=من الفعل الذي يساوي ما أراد من الفضيحة.
(1) إسناده حسن، الحارث - وهو ابنُ عبد الرحمن القرشي العامري، خال ابن أبي ذئب - صدوق، روى له الأربعة، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي العامري. وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه النسائي في "المجتبي" 2/95، وفي "الكبرى" (11432) - وهو في "التفسير" (452) -، وابنُ خزيمة (1606) ، وابنُ حبان (1817) ، والطبراني في "الكبير" (13194) ، والبيهقي 3/118 من طرق، عن ابن أبي ذئب، به.
وأخرجه الطيالسي (1816) عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، أو غيره، (شك الطيالسي) عن سالم، به. وفيه زيادة: "في الصبح ".
قلنا: سترد هذه الزيادة برقم (4989) من طريق يزيد بن هارون.
وفي الباب في تخفيف الصلاة: عن أبي هريرة عند البخاري (703) ، ومسلم (467) ، سيرد 2/256.
وعن أنس عند البخاري (706) .
وعن أبي مسعود عند البخاري (704) ، سيرد 4/118.
وعن عثمان بن أبي العاص عند مسلم (468) ، سيرد 4/21.
قال السندي: قوله: بالتخفيف، أي: على المؤمنين في الصلاة.
بالصافات: أي: لأن من معه كانوا راغبين فى الخيرات، فكانت قراءته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تخفيفاً في حقهم، فيعتبر التخفيف في كل قوم على حسب حالهم.(8/415)
4797 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَسِيدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كُنَّا نَقُولُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَسُولُ اللهِ خَيْرُ النَّاسِ، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ "
وَلَقَدْ أُوتِيَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ ثَلَاثَ خِصَالٍ، لَأَنْ (1) تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ " زَوَّجَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَهُ، (2) وَوَلَدَتْ لَهُ، وَسَدَّ (3) الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَهُ فِي الْمَسْجِدِ، وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ " (4)
__________
(1) في (ق) : أن.
(2) في هامش (س) و (ص) و (ظ 1) : ابنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوجته.
(3) في (س) وهامش (ص) : وسدت.
(4) إسناده ضعيف. هشام بن سعد ضعفوه، يكتب حديثه للمتابعات، ولا يحتج به.
عمر - وسماه بعضهم عمرو -: هو ابن أبي سفيان بن أسيد بن جابر الثقفي، ثقة، احتج به الشيخان.
وأخرجه الخلال في "السنة" (581) ، وابن الجوزي في "الموضوعات " 1/364 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/12، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (1198) ، عن وكيع، به.
وأخرجه أبو يعلى (5601) ، وابن أبي عاصم (1199) من طريق عبد الله بن داود، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3560) من طريق أبي نعيم، كلاهما عن هشام بن سعد، به. ولفظ الطحاوي: كنا نتحدث في زمن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "خيرُ الناس أبو بكر، ثم عمر رضي الله عنهما ... ".=(8/416)
4798 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بِشْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ (1) ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ " قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " الْجِهَادُ حَسَنٌ، هَكَذَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
4799 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ عَلَى كُثْبَانِ
__________
=والقسم الأول منه صحيح كما سلف في (4626) ، وانظر لزاماً حديث ابن عباس (3061) .
(1) في) ظ 1) زيادة: وأن محمدا رسول الله.
(2) إسناده ضعيف، فيه علتان: أولاهما: انقطاعه؟ لأن سالماً لم يسمعه من يزيد، بينهما عطية بن قيس الكلابي مولى لبنى عامر، ذكر ذلك البخاري في "التاريخ الكبير" 8/322، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 6/383-384، ومن ثم قال ابن عساكر كما نقل الحافظ في "التعجيل " ص 449: لم يسمعه سالم من يزيد. وثانيهما: جهالة حال يزيد بن بشر، وهو السكسكي فيما قال أبو حاتم. وسيأتي نحوه برقم (5672) .
وحديث: "بني الإسلام على خمس " ثابت صحيح، سيأتي برقم (6015) و (6301) .(8/417)
الْمِسْكِ (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ بِهِ رَاضُونَ، وَرَجُلٌ يُؤَذِّنُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، وَعَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللهِ تَعَالَى وَحَقَّ مَوَالِيهِ " (2)
4800 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى الطَّوِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى
__________
(1) كلمة "المسك " لم ترد في (ص) .
(2) إسناده ضعيف. أبو اليقظان - وهو عثمان بن عمير البجلي -، ضعفه غير واحد من الأئمة، لكن يُكتب حديثه في المتابعات والشواهد.
وأخرجه الترمذي في "السنن" (1986) و (2566) ، وفى "العلل الكبير" 2/799 و852 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وقال في "السنن": حسن غريب.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1116) من طريق بشر بن عاصم، عن أبي اليقظان، عن زاذان، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثلاثة لا يولهم الفزع الأكبر، ولا ينالهم الحساب، هم على كئيب من مسك حتى يفرغ اللُه من حساب الخلائق: رجل قرأ القُرآن ابتغاء وجه الله، وأم به قوماً وهم يرضون به ... " وذكر تتمته.
وأخرجه بنحو هذا اللفظ الطبراني في "الكبير" (13584) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/318 من طريق عطاء، عن ابن عمر. وقال الهيثمي في "المجمع" 1/327: وفيه بحر بن كنيز السقاء، وهو ضعيف.
وقد سلف الحارث (4673) في العبد الذي يُؤدي حق الله وحق، مواليه.
وسيأتى الحديث (6208) في فضل المؤذن.
قوله: "على كثبان المسك ". قال السندي: جمع كثيب وهو ما ارتفع من الرمل كالتل الصغير، والمقصودُ بيانُ ارتفاعهم، وحسن حالهم.(8/418)
القَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَعْظُمُ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ، حَتَّى إِنَّ بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِمْ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ، وَإِنَّ غِلَظَ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَإِنَّ ضِرْسَهُ مِثْلُ أُحُدٍ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي يحيى الطويل، وهو عمران بن زيد التغلبي، وأبو يحيى القتات مختلف في الاحتجاج به على ضعف فيه، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابنُ الجراح الرؤاسي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وأخرج نحوه ابنُ أبي شيبة 13/163 عن وكيع، بهذا الإسناد، إلا أن مجاهداً رواه عن ابن عباس، عن ابن عمر، به.
وأخرجه عبدُ بنُ حميد (808) ، والطبراني في "الكبير" (13482) ، والبيهقي في "البعث " (625) و (627) من طرق، عن أبي يحيى الطويل، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/391، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط "، وفي أسانيدهم أبو يحيى القتات، وهو ضعيف، وفيه خلاف، وبقية رجاله أوثق منه.
قلنا: بل أبو يحيى القتات أوثقُ من أبي يحيى الطويل.
وفي الباب عن أبي هريرة سيرد 2/328 بإسناد حسن، ولفظه: "ضرسُ الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون ذراعاً، وفخذه مثل ورقان، ومقعده من النار مثل ما بيني وبين الربذة". وورقان: على وزن قطران، جبل من جبال تهامة، وهو كأعظم ما يكونُ من الجبال.
وهو عند مسلم (2852) (44) بلفظ: "ضرس الكافر - أو ناب الكافر - مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث ". وفي رواية عند البخاري (6551) ، ومسلم (2852) (45) ، ولفظه عند مسلم: "ما ين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع ".=(8/419)
4801 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ،
__________
=وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/29، ولفظه: "مقعد الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام، وكل ضرس مثل أحد، وفخذه مثل ورقان، وجلده سوى لحمه وعظامه أربعون ذراعاً" وإسناده ضعيف.
وعن زيد بن أرقم موقوفاً، سيرد 4/367، وهو في حكم المرفوع، ولفظه: "إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون الضرس من أضراسه مثل أحد".
وعن ثوبان عند البزار (3496) ، ولفظه: "ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده أربعون ذراعاً بذراع الجبار". وفي إسناده عباد بن منصور الناجي، وهو ضعيفاً.
وعن الحارث بن أقيش عند البيهقي في "البعث " (628) ، سيرد 5/312- 313، ولفظه عند البيهقي: "إن الرجل ليعظم للنار حتى يكون أحد زواياها".
وعن ابن عباس موقوفاً عند البيهقي في "البعث " (629) ، وهو في حكم المرفوع، ولفظه: إن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفاً، وصححه الحاكم 2/436، ووافقه الذهبي.
وعن عبيد بن عمير مرسلاً عند نعيم بن حماد في "زوائد الزهد" لابن المبارك (305) ، ولفظه: بُصرُ جلد الكافر - يعني غلظ جلده - سبعون ذراعاً، وضرسه مثل أحد، وفي سائر خلقه.
قال الحافظ في "الفتح" 11/423، وكأن اختلاف هذه المقادير محمول على اختلاف تعذيب الكفار في النار. وقال القرطبي في "المفهم ": إنما عظم خلق الكافر في النار ليعظم عذابه، ويضاعف ألمه ... ولا شك في أن الكفار متفاوتون في العذاب كما علم من الكتاب والسنة، ولأنا نعلم على القطع أن عذاب من قتل الأنبياء، وفتك في المسلمين، وأفسد في الأرض، ليس مساوياً لعذاب من كفر فقط، وأحسن معاملة المسلمين مثلاً.(8/420)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرُّقْبَى وَقَالَ: " مَنْ أُرْقِبَ فَهُوَ لَهُ " (1)
4802 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِ عَائِشَةَ فَقَالَ: " إِنَّ (2) الْكُفْرَ مِنْ هَاهُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، حبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعن، وقد صرح عند عبد الرزاق (16920) أنه لم يسمع من ابن عمر في الرقبى شيئاً، وبقيةُ رجاله ثقات. يزيدُ بن زياد: هو ابن أبي الجعد الأشجعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/143-144، والنسائي في "المجتبي" 6/274 عن عبدة بن عبد الرحيم المروزي، كلاهما عن وكيع، به.
وعند النسائي تصريح حبيب بالسماع من ابن عمر.
قال الحافظ في "الفتح" 5/240: اختلف في سماع حبيب له من ابن عمر، فصرح به النسائي من طريق، ونفاه في طريق أخرى.
وسيأتي برقم (4906) و (5422) ، وفيه زيادة: ولا عمرى.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (2626) ، ومسلم (1626) ، وسيرد 2/357.
وآخر من حديث جابر عند البخاري (2625) ، ومسلم (1625) ، وابن حبان (5127) ، وسيرد 3/302 و381.
وثالث من حديث زيد بن ثابت، سيرد 5/189.
ورابع من حديث ابن عباس سلف برقم (2250) ، وذكرنا هناك شرح الرقبى والعمرى.
(2) في (س) وهامش (ص) : رأس. نسخة.
(3) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عكرمة بن عمار. سالم: هو ابن=(8/421)
4803 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُسْأَلُ عَنِ الْمَاءِ يَكُونُ بِالْفَلَاةِ مِنَ الْأَرْضِ، وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالسِّبَاعِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ " (1)
4804 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا وَصَفَهُ لِأُمَّتِهِ، وَلَأَصِفَنَّهُ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا مَنْ كَانَ قَبْلِي، إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ، عَيْنُهُ الْيُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ " (2)
__________
=عبد الله بن عمر. وهو مكرر (4751) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث عند الدارقطني، كما بينا في الرواية رقم (4605) فانتفت شبهةُ تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الدارمي 1/186-187، وابن ماجه (517) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/15، وفي "شرح مشكل الآثار" (2646) بتحقيقنا، والحاكم 1/133 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4605) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لولا عنعنة محمد بن إسحاق، وباقي=(8/422)
4805 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَرَكَ الْعَصْرَ مُتَعَمِّدًا حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (1)
4806 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ الْقَاصُّ،
__________
=رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/118 من طريق يحيى بن أبي طالب، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3439) و (7407) ، ومسلم ص 2248، وأبو عوانة 1/148، وابن منده في "الإيمان " (1044) و (1045) ، والبغوي (4256) من طرق عن نافع، به.
وسيأتي عن ابن إسحاق مختصراً برقم (4879) و (6070) . وانظر (4948) و (6144) .
وقد سلف برقم (4743) .
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1526) .
وعن جابر بن عبد الله، سيرد 3/292.
قولي: "طافئة" قال السندي: بالهمز، أي: ذهب نورها، بتركه، أى: مرتفعة بارزة، وقد جاء أنه أعور اليمنى وأعور اليسرى، فقالوا: إحدى عينيه ذاهبة، والأخرى معيبة، فيصح الأعور لكل منهما.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، - حجاج- وهو ابن أرطاة - مدلس، وقد عنعن وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وانظر ما سلف برقم (46211) .=(8/423)
أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ (1) الصَّنْعَانِيَّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، وَأَحْسَبُ (2) أَنَّهُ قَالَ: سُورَةَ هُودٍ " (3)
__________
(1) تحرف في النسخ إلى: بحير، لكنه صحح في هامش (س) .
(2) في (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: وأحسبه.
(3) إسناده حسن. عبد الله بنُ بحير الصنعاني، وثقه ابن معين، وقال هشام بن يوسف: كان يُتقن ما سمع، واضطرب فيه ابن حبان، فذكره في "الثقات " ثم ذكره في "المجروحين "، وفرق بينهما، وهو واحد.
وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال فيه إبراهيم بن خالد الصنعاني: وكان أعلم بالحلال والحرام من وهب بن مُنبه، كما سيأتي في الرواية (4941) . وقال الحافظ في "التقريب ": صدوق، وجود الحديث في "الفتح" 8/695.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/231، والمزي في "تهذيب الكمال " 17/18 من طريق أحمد، بهذا الإسناد. وسقط اسم عبد الرزاق من مطبوع "الحلية"، وتحرف فيه عبد الله بن بحير إلى: عبد الله بن يحيى.
وأخرجه الترمذي (3333) ، والحاكم 4/576 من طريق عبد الرزاق، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الحاكم مختصراً 2/515 من طريق هشام بن يوسف، عن عبد الله بن بحير، به.=(8/424)
4807 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ، وَكَانَتْ تَحْتَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ، لَقِيَ عُمَرُ عُثْمَانَ، فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: مَا لِي فِي النِّسَاءِ حَاجَةٌ، (1) وَسَأَنْظُرُ، فَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ، فَسَكَتَ، فَوَجَدَ عُمَرُ فِي نَفْسِهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَطَبَهَا، فَلَقِيَ عُمَرُ أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ عَرَضْتُهَا عَلَى عُثْمَانَ فَرَدَّنِي، وَإِنِّي عَرَضْتُهَا عَلَيْكَ فَسَكَتَّ عَنِّي، فَلَأَنَا عَلَيْكَ كُنْتُ أَشَدَّ غَضَبًا مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ وَقَدْ رَدَّنِي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ ذَكَرَ مِنْ أَمْرِهَا وَكَانَ سِرًّا، فَكَرِهْتُ أَنْ أُفْشِيَ السِّرَّ (2)
__________
=وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/134، وقال: رواه الترمذي موقوفاً على ابن عمر، ورواه أحمدُ بإسنادين، ورجالهما ثقات. ورواه الطبراني بإسناد أحمد.
قلنا: رواه الترمذي مرفوعاً صريحاً، وربما يعد من الزوائد لما فيه من زيادة سورة هود، ولم نجده عند الطبراني في "الكبير"، فلعله في "الأوسط ".
وسيأتي برقم (4941) ، وسيكرر برقم (4934) و (5755) .
قال السندي: سورة هود: لما فيها من قوله تعالى: (يقدُمُ قومهُ يوم القيامة ... ) .
(1) في (ق) : من حاجة.
(2) حديث صحيح. سفيان بن حسين، وهو الواسطي - وإن كان ضعيفاً في روايته عن الزهري-، قد توبع، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين.=(8/425)
4808 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بَنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ "، وَقَالَ: (1) " تَحَرَّوْهَا لَيْلَةَ (2) سَبْعٍ وَعِشْرِينَ " يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ (3)
__________
=وأخرجه ابنُ سعد 8/81، وأبو يعلى (20) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ سعد 8/82، والبخاري (5122) والنسائي في "المجتبي" 6/83، وأبو يعلى (7) من طريق صالح بن كيسان، والبخاري (4005) و (5145) من طريق شعيب بن أبي حمزة، و (5129) من طريق معمر، وأبو يعلى (6) من طريق الوليد بن محمد، أربعتهم عن الزهري، به.
وقد سلف من "مسند عمر" برقم (74) .
قوله: "تأيَّمت "، أي: صارت بلا زوج بموته.
خنيس: بخاء معجمة ونون، مصغر، وكان من السابقين، وشهد بدراً، أصابته جراحة يوم أحد ومات بها.
فعرضها عليه: فيه عرض البنات على الصالحين. قاله السندي.
وقوله: إله قد ذكر من أمرها، يعني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما جاء مصرحاً به في الروايات
المذكورة.
(1) في (ظ 14) : أو قال.
(2) في (ق) : في ليلة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/91 من طريق آدم ابن أبي=(8/426)
4809 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَنْتَمَةِ "، قِيلَ: وَمَا الْحَنْتَمَةِ؟ قَالَ: الْجَرَّةُ يَعْنِي النَّبِيذَ (1)
4810 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ (2) ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ يَعْنِي الْمُعَلِّمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ رَفَعَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُعْطِيَ الْعَطِيَّةَ فَيَرْجِعَ فِيهَا، إِلَّا الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي
__________
=إياس، ومن طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث من طريق شعبة عن عبد الله بن دينار برقم (6474) ، وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن عبد الله بن دينار بالأرقام (5283) و (5430) و (5932) ، بلفظ: "تحروها في السبع الأواخر"، وسيأتي برقم (6474 م) شكُّ شعبة في روايته هذه. وانظر (4499) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه الطيالسي (1907) ، والنسائي في "المجتبي" 8/303، وفي "الكبرى" (5127) ، وأبو عوانة 5/290 من طرق، عن شعبة، به. وقد يحرف اسم جبلة في مطبوع "المجتبي" إلى: خالد.
وقد سلف بنحوه برقم (4465) .
(2) في (ق) : يزيد بن هارون. وأثبت لفظ: "بن هارون " في هامشي (س) و (ص) .(8/427)
وَلَدَهُ، وَمَثَلُ (1) الَّذِي يُعْطِي الْعَطِيَّةَ ثُمَّ يَرْجِعُ فِيهَا، كَمَثَلِ (2) الْكَلْبِ أَكَلَ حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ ثُمَّ رَجَعَ فِي قَيْئِهِ " (3)
4811 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى (4) قَالَ: - كُنْتُ مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَمَرَّتْ رُفْقَةٌ لِأُمِّ الْبَنِينَ
__________
(1) في (ظ14) : مثل. دون واو. (2) في (ق) : مثل.
(3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمرو بن شعيب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق.
وقد سلف تخريجُه من حديث ابن عباس في "مسنده " برقم (2119) .
وسيأتي برقم (6629) من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 71: ولعل الإسنادين محفوظان.
قال السندي: قوله: لا يحل لرجل ... الخ: ذكر النووي وغيره إن نفي الحل ليس بصريح في إفادة الحرمة، لأن الحلّ هو استواءُ الظرفين، فالمكروه يصدق عليه أنه ليس بحلال، وعلى هذا فهذا النفي يحتمل الحرمة والكراهة، والمعنى أنه لا ينبغي له الرجوع، وهذا لا ينفي صحة الرجوع إذا رجع، بمعنى أنه إذا رجع صار الموهوب ملكاً له، وإن الفعل غير لائق.
إلا الوالد: من لا يرى له الرجوع يحمله على أنه يجوز للوالد أن يأخذه عنه، ويصرفه في نفقته عند الحاجة، كسائر أمواله.
كمثل الكلب: قيل: هو تحريم للرجوع، وقيل: تقبيح وتشنيع له، لأنه شبه بكلب يعود في قيئه، وعود الكلب في قيئه لا بوصف بحرمة، والله تعالى أعلم.
(4) وقع في (س) و (ظ 14) و (م) : ابن أبي موسى، وهو خطأ، وجاء على الصواب في (ص) و (ق) و (ظ ا) .(8/428)
فِيهَا أَجْرَاسٌ -، فَحَدَّثَ سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رَكْبًا مَعَهُمُ الْجُلْجُلُ " فَكَمْ تَرَى فِي هَؤُلَاءِ مِنْ جُلْجُلٍ " (1)
4812 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو بكر: هو بُكيرُ بنُ أبي شيخ موسى السهمي، تفرد بالرواية عنه نافعُ بنُ عمر الجمحي، وقال الذهبي في "الميزان " 4/503: لا يُعرف، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/180، وفي "الكبرى" (9554) ، وأبو يعلى (5446) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/179-180، وفي "الكبرى" (9553) و (9555) من طريقين، عن نافع بن عمر، به.
وأخرج نحوه ابنُ عدي في "الكامل " 5/1871 من طريق عاصم بن عمر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، مرفوعاً. وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عمر.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2113) (103) ، ولفظه: "لا تصحبُ الملائكة رُفقةً فيها كلب أو جرس "، سيرد 2/262-263.
وآخر من حديث أم سلمة عند النسائي 8/180.
وثالث من حديث أم حبيبة، سيرد 6/326.
ورابع من حديث عائشة، سيرد 6/242.
قال السندي: فمرت رُفقة: بضم الراء وكسرها، الجماعة المرافقون في السفر.
أجراس: جمع جرس بفتحتين: هو الجلجل الذي يعلق على عُنُق الدواب.(8/429)
الصِّدِّيقِ هُوَ النَّاجِيُّ، (1) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ فِي الْقَبْرِ، فَقُولُوا: بِسْمِ اللهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
(1) لفظ: "هو الناجي " لم يرد في (ظ 14) ، ولا في (س) و (ص) ، وأثبت في هامشيهما.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهمام بن يحيى: هو العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو - وقيل: ابن قيس - البصري.
وأخرجه عبدً بنُ حميد في "منتخب المسند" (815) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3213) ، والنسائي في "الكبرى" (10927) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1088) -، وأبو يعلى (5755) ، وابن حبان (3110) ، والحاكم 1/366، وأبو نعيم في "الحلية" 3/102، والبيهقي 4/55 من طرق، عن همام، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وهمام بن يحيى ثبت مأمون إذا أسند مثل هذا الحديث لا يُعلل بأحد إذا أوقفه ووافقه الذهبي.
قلنا: قد رواه شعبة وهشام الدستوائي مرفوعاً مرة، وموقوفاً أخرى.
فقد أخرجه ابن أبي شيبة 3/329 من طريق هشام الدستوائي، وأخرجه ابن حبان (3109) من طريق شعبة، كلاهما عن قتادة، به، مرفوعاً.
وأخرجه البيهقي 4/55 من طريق هشام الدستوائي، وابنُ أبي شيبة 3/329، والنسائي في "الكبرى" (10928) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1089) -،=(8/430)
4813 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ الْبَجَلِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا غَيْرَ كَلْبِ زَرْعٍ (1) أَوْ ضَرْعٍ (2) أَوْ صَيْدٍ (3) نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ " فَقُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: إِنْ كَانَ فِي دَارٍ وَأَنَا لَهُ كَارِهٌ؟ قَالَ: هُوَ
__________
=والحاكم 1/366، والبيهقي 4/55 من طريق شعبة، كلاهما عن قتادة، به، موقوفاً.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/329، والترمذي (1046) ، وابنُ ماجه (1550) ، وابنُ السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (589) من طريق الحجاج بن أرطاة، وابنُ ماجه (1550) من طريق ليث بن أبي سُليم، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
قلنا: الحجاج وليث ضعيفان. وانظر "علل الدارقطني " 4/ورقة 63 و64.
وأخرجه بزيادة ألفاظٍ عما هنا ابنُ ماجه (1553) ، والبيهقي 4/55 من طريق حماد بن عبد الرحمن الكلبي، عن إدريس بن صبيح الأودي، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر، مرفوعاً.
وحماد بن عبد الرحمن ضعيف، وشيخه مجهول.
وسيأتي برقم (4990) و (5233) و (5370) .
وفي الباب عن البياضي رضى الله عنه عند الحاكم 1/366.
قال السندي: قوله: بسم الله: أي: وضعناهم بسم الله، وهم على ملة رسول
الله، أو نحن على ملته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالواو للحال.
(1) في (ظ 14) : غير زرع.
(2) لفظ: "ضرع ": لم يرد في (ق) و (ظ 1) .
(3) في (ظ 14) : ولا صيد، بدل: أو صيد.(8/431)
عَلَى رَبِّ الدَّارِ الَّذِي يَمْلِكُهَا " (1)
4814 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ نَزَعَ عُمَرُ، فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَمَا رَأَيْتُ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هاوون، وهمام بن يحيي: هو العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو الحكم البجلي: هو عبد الرحمن بنُ أبي نُعم.
وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/55، والبيهقي في "السنن" 6/9، والخطيب في "الموضح " 2/243 من طريق يزيد بن هاوون، به.
وقد سلف برقم (4479) وذكرنا هناك شواهده وشرحه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرح بالسماع، فانتفت شبهة تدليسه، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه الترمذي (2289) ، والنسائي في "الكبرى' (7636) ، وأبو يعلى (5524) من طرق، عن ابن جريج، به.
قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من حديث ابن عمر.
وأخرجه ابنُ طهمان في "مشيخته " (136) ، وأحمدُ في "فضائل الصحابة"=(8/432)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (224) ، والبخاري (3633) ، من طرق، عن موسى بن عقبة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13177) من طريق عبيد الله بن عمر، عن سالم، به.
وسيأتي برقم (4972) و (5629) و (5817) و (5859) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (7021) ، ومسلم (2392) ، وسيرد 2/518-319.
وعن أبي الطفيل، سيرد 5/455.
الذَّنوب: الدلو الكبيرة إذا كان فيها الماء.
وقوله: "وفي نزعه ضعف "، أي: إنه على مهل ورفق، قاله الحافظ في "الفتح".
قوله: "والله يغفر له "، قال الحافظ في "الفتح " 7/39: ويحتمل أن يكون فيه إشارة إلى أن قلة الفتوح في زمانه لا صنع له فيه، لأن سببه قصر مدته، فمعنى المغفرة له رفعُ الملامة عنه.
قوله: "فاستحالت غرباً"، أي: تحولت الدلو غرباً، والغرب: الدلو العظيمة المتخذة من جلود البقر. قاله الحافظ في "الفتح ".
قوله: "فما رأيت عبقرياً من الناس يفري فريه ". عبقري القوم: سيدهم وكبيرهم وقويهم، و"يفري فريه "، أي: يعمل عمله ويقطع قطعه. قاله ابن الأثير.
والعطن: مبرك الإبل حول الماء، ضُرب مثلاً لاتساع الناس في زمن عمر، وما فتح الله عليهم من الأمصار. قاله ابن الأثير.
قال النووي في "شرح مسلم " 15/161: قال العلماء: هذا المنام مثال واضح لما جرى لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما في خلافتهما وحسن سيرتهما،=(8/433)
4815 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا "، وَقَبَضَ إِبْهَامَهُ فِي الثَّالِثَةِ (1)
__________
=وظهور آثارهما، وانتفاع الناس بهما، وكل ذلك مأخوذ من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن بركته
وآثار صحبته، فكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو صاحب الآمر، فقام به أكمل قيام، وقرر قواعد
الإسلام، ومهد أموره، وأوضح أصوله وفروعه، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وأنزل الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) ، ثم تُوفي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخلفه أبو بكر رضي الله عنه سنتين وأشهراً، وهو المراد بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ذنُوباً أو "ذنُوبين "، وهذا شك من الراوي، والمراد ذنُوبان، كما صرح به في الرواية الأخرى [مسلم (2392) (18) من حديث أبي هريرة] ، وحصل في خلافته قتالُ أهل الردة، وقطعُ دابرهم، واتساع الإسلام، ثم توفي فخلفه عمر رضي الله عنه، فاتسع الإسلام في زمانه، وتقرر لهم من أحكامه ما لم يقع مثله، فعبر بالقليب عن أمر المسلمين لما فيها من الماء الذي به حياتُهم وصلاحُهم، وشبه إميرهم بالمستقي لهم، وسقيه هو قيامه بمصالحهم وتدبير أمورهم. وأما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أبي بكر رضي الله عنه: "وفي نزعه ضعف " فليس فيه حط من فضيلة أبي بكر، ولا إثبات فضيلة لعمر عليه، وإنما هو إخبار عن مدة ولايتهما، وكثرة انتفاع الناس في ولاية عمر لطولها، ولاتساع الإسلام وبلاده، والأموال وغيرها من الغنائم والفتوحات، ومصَّر الأمصار، ودون الدواوين. وأما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "والله يغفر له " فلبس فيه تنقيصى له ولا إشارة إلى ذنب، وإنما هي كلمة كان المسلمون يدعمون بها كلامهم، ونعمت
الدعامة ... وفي كل هذا إعلام بخلافة أبي بكر وعمر، وصحة ولايتهما، وبيان صفتها، وانتفاع المسلمين بها.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وزكريا بن=(8/434)
4816 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
4817 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ " (2)
__________
=إسحاق: هو المكي، وعمرو بن دينار: هو المكي.
وأخرجه مسلم (1080) (10) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4488) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله بن الأخنس، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي، وقولُ ابن حبان في "الثقات " يخطىء كثيراً، لم يُتابعه عليه أحد. روح: هو ابن عبادة، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقد سلف برقم (4616) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز - مدل، وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات. روح: هو ابن عبادة، وسليمان بن موسى: هو الأشدق، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وسيأتي بالأرقام (4855) و (5761) و (5929) و (6313) و (6415) و (6452) ، وانظر (4560) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف (4542) .=(8/435)
4818 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ " يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ " يَتَوَضَّأُ مَرَّةً يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
4819 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَصَلَّى بِهَا " (2)
4820 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، سَمِعْتُ
__________
=وعن عائشة عند البخاري (456) ، ومسلم (1504) ، وسيرد 6/42.
وعن أبي هريرة عند مسلم (1505) (15) .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند الخطيب في "تاريخه " 13/284.
(1) هو حديثان:
حديث ابن عمر: وإسناده ضعيف، وروي موقوفاً، وهو الصحيح.
وقد سلف برقم (4534) .
وحديثُ ابن عباس: صحيح لغيره، وقد سلف برقم (1889) .
وأخرجه أبو يعلى (5777) من طريق روح، بهذا الإسناد.
وقد سلف بتمامه برقم (3526) في "مسند ابن عباس "، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابنُ عبادة.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/405، ومن طريقه أخرجه ابنُ شبَّة في "تاريخ المدينة " 1/73، والبخاري (1532) ، ومسلم (1257) (430) [ج 2/981] ، وأبو داود (2044) ، والنسائي في "المجتبى" 5/127، وفى "الكبرى" (4245) .=(8/436)
سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكَادُ يَلْعَنُ الْبَيْدَاءَ وَيَقُولُ: " إِنَّمَا أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَسْجِدِ " (1)
4821 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " (2)
4822 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وَأَصْحَابُهُ
__________
=وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/333 عن نافع، أن عبد الله بن عمر كان يصلي مسجد ذي الحليفة، ثم يخرج فيركب، فإذا استوت به راحلته، أحرم.
وانظر (4570) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4570) .
قال السندي: قوله: يكاد يلعن البيداء: لا يدل على أنه لعن البيداء، وإنما يتغلظ في شأن ما وتجع فيها من الكذب على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويُبالغ فيه حتى الحاضرون أنه قريب إلى أن يلعن.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن جريج وهو عبد الملك بن العزيز- صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه.
وقد سلف برقم (4457) .=(8/437)
مُلَبِّينَ، - وَقَالَ عَفَّانُ: مُهِلِّينَ - بِالْحَجِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَاءَ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَرُوحُ أَحَدُنَا إِلَى مِنًى وَذَكَرُهُ يَقْطُرُ مَنِيًّا؟ قَالَ: " نَعَمْ ". وَسَطَعَتِ الْمَجَامِرُ وَقَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِمَ أَهْلَلْتَ؟ " قَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَوْحٌ: فَإِنَّ لَكَ مَعَنَا هَدْيًا (1) ، قَالَ حُمَيْدٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ طَاوُسًا فَقَالَ: " هَكَذَا فَعَلَ الْقَوْمُ ". قَالَ عَفَّانُ: اجْعَلْهَا عُمْرَةً (2)
__________
(1) في (ظ14) بعد هذه العبارة زيادة: قال عفان: وإن معنا أهلك.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وبكر بن عبد الله: هو المُزني.
وأخرجه أبو يعلى (5693) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/233، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وسيأتي نحوه برقم (4996) و (5147) و (5509) و (6068) .
وفي الباب عن ابن عباس عند مسلم (1241) ، وقد سلف برقم (2115) و (2287) .
وعن جابر بن عبد الله عند البخاري (1785) ، ومسلم (1216) (141) و (142) ، سيرد 3/366.
وعن أنس عند البخاري (1558) ، سيرد 3/148.
وعن سبرة بن معبد الجهني عند أبي داود (1801) ، والدارمي 2/51، وإسناده حسن، سيرد 3/404- 405.=(8/438)
4823 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا أَنْ يَتُوبَ " (1)
__________
=وعن عائشة عند البخاري (1561) ، ومسلم (1211) (120) (125) (128) (130) ، سيرد 6/191، 247.
وعن حفصة عند البخاري (1566) ، ومسلم (1229) ، سيرد 6/284- 285.
وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق عند مسلم (1236) ، سيرد 6/350.
وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1247) ، سيرد 3/5.
وعن البراء بن عازب، سيرد 4/286، وإسناده حسن.
وعن أبي موسى الأشعري عند البخاري (1559) ، سيرد 4/410.
وعن سراقة بن مالك، سيرد 4/175.
قال السندي: قوله: أن يجعلها عمرة، أي: يجعل حجته، ويحتمل أن تأنيث الضمير لموافقة عمرة، والجواب مقدر في الكلام، أي: فليجعلها عمرة.
وذكره يقطر منيّاً: كناية عن قرب الجماع، لا عن المراح إلى منى بلا إحرام.
وسطعت المجامر: على بناء الفاعل، أي: ظهرت، وهذا عطف على مقدر، أي: فسخوا إحرام الحج بعمرة. قلنا: والمراد انهم تبخروا.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة 5/273 من طريق روح بن عُبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2003) (78) ، والطرسوسي (89) ، وأبو عوانة 5/273، والبيهقي في "الشعب " (5571) من طريقين، عن ابن جريج، به.
وأخرجه ابن طهمان في "المشيخة" (203) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب "=(8/439)
4824 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ (1)
4825 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا - يَعْنِي ضَنَّ النَّاسُ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ - تَبَايَعُوا (2) بِالْعَيْنِ، وَاتَّبَعُوا أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَتَرَكُوا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَنْزَلَ اللهُ بِهِمْ بَلَاءً، فَلَمْ يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ " (3)
__________
= (5573) عن موسى بن عقبة، به.
وقد سلف برقم (4690) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4690) .
(2) وقع في طبعة الشيخ أحمد شاكر: وتبايعوا، بزيادة واو وهو خطأ، لأن فعل تبايعوا هو فعل الشرط، وما بينه وبين "إذا" معترض يوضحه كلمة "يعني ".
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، عطاء بن أبي رباح ثم يسمع من ابن عمر، وإنما رآه رؤية، وأبو بكر - وهو ابن عياش - لما كبر ساء حفظه، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح. الأسود بن عامر: هو الملقب بشاذان، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه الطرسوسي (22) ، والطبراني في "الكبير" (13583) ، والبيهقي في "الشعب " (4224) من طرق، عن ابن عياش، به.
وأخرجه أبو يعلى (5659) ، والطبراني في "الكبير" (13585) ، والبيهقي في=(8/440)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
="الشعب " (10871) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/313-314 و3/318-319، من طريقين، عن عطاء، به.
قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عطاء، عن ابن عمر، رواه الأعمش أيضاً، عنه.
وأخرجه أبو داود (3462) ، والدولابي في "الكنى" 2/65، وابن عدي في "الكامل " 5/1998، وأبو نعيم في "الحلية" 5/208-209، والبيهقي في "السنن" 5/316 من طريق حيوة بن شريح المصري، عن إسحاق أبي عبد الرحمن، عن عطاء الخراساني، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً.
قال أبو نعيم: غريب من حديث عطاء، عن نافع، تفرد به حيوة، عن إسحاق.
قلنا: إسحاق أبو عبد الرحمن هو ابن أسيد الأنصاري، قال الذهبي في "الميزان ": جائز الحديث، وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور، لا يشتغل به، وقال أبو أحمد الحاكم: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال: وكان يخطىء، وعطاء الخراساني - وهو ابن أبي مسلم -، قال في "التقريب ": يهم كثيراً ويرسل ويدلس.
وسيأتي بنحوه برقم (5007) و (5562) ، وإسنادهما ضعيف، وانظر ما سلف برقم (3579) .
وله شاهد لا يُفرح به من حديث جابر عند ابن عدي في "الكامل " 2/455، وفي إسناده بشير بن زياد الخراساني.
قال ابن عدي: وبشير بن زياد هذا ليس بالمعروف، إلا أنه يروي عن المعروفين ما لا يتابعه أحد عليه، ولم أر أحداً روى عنه غير إسماعيل بن عبد الله بن زرارة.
قال السندي: قوله: تبايعوا بالعين: ضبط بكسر العين، والمراد العينة، كما=(8/441)
4826 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَسَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَلَاةِ الْعِشَاءِ حَتَّى صَلَّى الْمُصَلِّي، وَاسْتَيْقَظَ (1) الْمُسْتَيْقِظُ، وَنَامَ النَّائِمُونَ وَتَهَجَّدَ الْمُتَهَجِّدُونَ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوا هَذَا الْوَقْتَ أَوْ هَذِهِ الصَّلَاةَ أَوْ نَحْوَ (2) ذَا " (3)
__________
=في رواية أبي داود، وفي "الصحاح ": العينة بالكسر: السلف، ومثله في "القاموس " وهو المشهور على الألسنة، وذكر الطيبي في "شرح المشكاة" - وتبعه صاحب المجمع في غريبه - أنه بفتح عين وسكون ياء، وهو أن يبيع من رجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل مسمى، ثم يشتريها منه بأقل من الثمن الأول. ثم هذه الجملة تفسير ضن الناس بالدينار والدرهم، لأن ضنهم بها يمنعهم من السلف، ويؤديهم إلى هذه الحيلة.
واتبعوا ... الخ، أعب: اشتغلوا بالزرع عن الجهاد.
يراجعوا دينهم: قال المناوي: أي: حتى يرجعوا عن ارتكاب هذه الضال لمذمومة، وفي جعلها إياها من غير الدين وأن مرتكبها تارك للدين مزيد زجر وتهويل وتقريع لفاعله، وهذا من أقوى أدلة من حوم بيبم العينة خلافاً لما عليه الشافعية من قولهم بالكراهة دون التحريم والبطلان.
(1) في (ظ 14) : فاستيقظ.
(2) في (ق) و (ف 1) وهامش (س) و (ص) : هذا.
(3) إسناده ضعيف لضعف أبي إسرائيل، وهو إسماعيل بن خليفة الملائي، وبقية رجاله ثقات رجالي الصحيح. أسود: هو ابن عامر الملقب بشاذان، وفضيل: وابن عمرو الفقيمي ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وأصل الحديث الصحيح، وهو قوله؟ "لولا أن أشق على أمتي ... " أخرجه=(8/442)
4827 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ (1) بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ الْعَبَّاسَ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنْ يَبِيتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ بِمَكَّةَ مِنْ أَجْلِ السِّقَايَةِ " فَأَذِنَ لَهُ " (2)
4828 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَهْجَعُ هَجْعَةً بِالْبَطْحَاءِ، وَذَكَرَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
=بنحوه ابنُ أبي شيبة 1/331، ومسلم (639) (220) ، وأبو داود (420) ، والنسائي في "المجتبى" 1/267، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/156-157، وابنُ حبان (1536) ، والبيهقي 1/450 من طريق الحكم بن عتيبة، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً. ولفظه عند مسلم: "ولولا أن يثقُل على أمتي لصليتُ بهم هذه الساعة".
وسيأتي برقم (5692) ، وانظر (5611) .
وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (571) ، ومسلم (642) (225) ، وقد سلف برقم (1926) و (3466) .
وعن أبي هريرة، سيرد 2/245.
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/5.
قال السندي: قوله: مسى، بتشديد السين، أي: أخر.
حتى صلى المصلي: أي: من أراد أن يصلي العشاء منفرداً.
والحديث من أدلة فضل تأخير العشاء.
(1) وقع في النسخ عبد الله، وتصويبه من "أطراف المسند" 3/534.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة.
وقد سلف برقم (4691) .(8/443)
فَعَلَ ذَلِكَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد - وهو ابن سلمة - فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة، وحميد: هو ابن أبى حميد الطويل، وبكر بن عبد الله: هو المزني.
وسيأتي من طرق أخرى برقم (5624) و (5756) و (5892) و (6069) و (6223) .
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (1765) ، سيرد 6/41 و207.
وعن ابن عباس عند البخاري (1766) .
وعن أنس عند البخاري (1764) .
وعن أبي رافع عند مسلم (1313) ، وأبي داود (2009) .
قال الترمذي: وقد استحب بعض أهل العلم نزول الأبطح من غير أن يروا ذلك واجباً إلا من أحب ذلك.
قال الشافعي: ونزولُ الأبطح ليس من النسك في شيء، إنما هو منزل نزله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد أخرج مسلم (1310) (338) من طريق صخر بن جويرية، عن نافع، أن ابن عمر كان يرى التحصيب سنة، وكان يصلي الظهر يوم النفر بالحصبة.
قال نافع: قد حصب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والخلفاء بعده.
قال الحافظ في "الفتح" 3/591: من نفى أنه سنة كعائشة وابن عباس أراد أنه ليس من المناسك، فلا يلزم بتركه شيء، ومن أثبته كابن عمر أراد دخوله في عموم التأسي بأفعاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا الإلزام بذلك.
والبطحاء: هي التي بين مكة ومنى، وهي ما انبطح من الوادي واتسع، وهي التي يقال لها: المُحصب والمُعرس، وحدها ما بين الجبلين إلى المقبرة. انظر "فتح الباري " 3/590.=(8/444)
4829 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادَّهَنَ بِزَيْتٍ غَيْرِ مُقَتَّتٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1)
4830 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ " (2)
4831 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، (3) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
__________
=قال السندي: قوله: يهجع: من الهجوع، وهو النوم ليلاً.
بالبطحاء، أي: بالمُحضب إذا رجع من الحج.
(1) إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
روح: هو ابن عبادة، وحماد: هو ابن سلمة.
وقد سلف برقم (4783) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "الأشربة" للمصنف (189) بلفظ الحديث رقم (5645) .
وأخرجه كذلك مسلم (2003) (74) ، وأبو عوانة 5/270، والبيهقي في "السنن" 8/293، وفي "المعرفة" (17325) من طريق روح، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4645) .
(3) في (م) : عمر، وهو خطأ.(8/445)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (1)
4832 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنَ النَّاسِ اثْنَانِ " قَالَ: وَحَرَّكَ إِصْبَعَيْهِ يَلْوِيهِمَا هَكَذَا (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص لليثي، صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (5621) و (5622) عن أبي خيثمة، والدارقطني 4/249 من طريق رزق الله بن موسى، كلاهما عن معاذ بن معاذ، به.
وأخرجه ابن الجارود (859) ، وأبو يعلى (5622) من طريق محمد بن عبيد، والطحاوي 4/215 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، وابن حبان (5369) من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، به.
وأخرجه الطيالسي (1916) عن همام بن يحيى، عن محمد بن حمزة، عن أبي سلمة، به.
وقد سلف برقم (4645) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ العنبري، وعاصم: هو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/171، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (1122) ، وابنُ حبان (6266) ، وأبو يعلى (5589) من طريق معاذ، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1956) ، والبخاري (3501) و (7140) ، ومسلم (1820) (4) ، وابنُ حبان (6655) ، والبيهقي في "السنن" 8/141، وفي "الشعب "=(8/446)
4833 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُطَارِدٍ أَبِي الْبَزَرِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " كُنَّا نَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ، وَنَأْكُلُ وَنَحْنُ نَسْعَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
4834 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، مَوْلًى لِعَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ مُعَاذٌ: كَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ: الْقُرِّيِّ قَالَ:
__________
= (7351) ، وفي "الدلائل 6/520، والبغوي في "شرح السنة" (3848) من طرق، عن عاصم، به.
وسيأتي برقم (5677) و (6121) .
ونقل الحافظ في "الفتح " 13/118 عن القرطبي قوله: هذا الحديث خبر عن المشروعية، أي: لا تنعقد الإمامة الكبرى إلا لقرشي مهما وجد منهم أحد، وكأنه جنح إلى أنه خبر بمعنى الأمر.
وقال السندي: قوله: "لا يزال هذا الأمر ... " أي الإمارة، وهذا يحتمل أن يكون أمراً باتخاذ الخلفاء منهم، ويحتمل أن يكون خبراً ببقاء الخلافة فيهم، وعلى الثاني، فإما أن يقال: يكفي في صدق ذلك أن يكون لهم إمارة ورياسة في طرف من الأطراف، ولا تخلو الدنيا عن ذلك، أو يقال: هذا [منوط] بعدلهم، كما تفيده بعض أحاديث الباب، والله تعالى أعلم بالصواب.
(1) إسناده ضعيف. يزيد بن عطارد أبو البزرى، سلف الكلام عليه في الرواية رقم (4691) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. معاذ: هو ابن معاذ بن نصر العنبري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/205 من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4601) .(8/447)
قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُمَرَ: أَرَأَيْتَ الْوِتْرَ أَسُنَّةٌ هُوَ؟ قَالَ: مَا سُنَّةٌ " أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَوْتَرَ الْمُسْلِمُونَ "، قَالَ: لَا أَسُنَّةٌ هُوَ؟ قَالَ: " مَهْ، أَوَ تَعْقِلُ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَوْتَرَ الْمُسْلِمُونَ " (1)
4835 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَادَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ فَقَالَ: " لَا تَلْبَسُوا الْقَمِيصَ، وَلَا الْعِمَامَةَ، وَلَا الْبَرَانِسَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسلم، وهو ابن مخراق العبدي القُرِّي، فمن رجال مسلم. معاذ: هو ابن معاذ العنبري، وابن عون: هو عبد الله أبو عون البصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/295 و14/236، عن معاذ، بهذا الإسناد.
ورواه مالك في "الموطأ" 1/124 بلاغاً، وأورده المروزي في "مختصر قيام الليل " ص 118 معلقاً عن مسلم القُري، به.
وسيأتي برقم (5216) ، وانظر (4492) .
قال السندي: قوله: قال: ما سنة؟ أي: ما معنى كونه سنة أو غير سنة؟، وأي وجه لهذا السؤال؟، ثم أجابه بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعله، وهو غيرُ مخصوص به حيث إن المسلمين فعلوه أيضا، وفي مثله ينبغي الاقتداء به، وينبغي للناس أن يسألوا عن هذا المعنى، ثم يعملوا به، ولا ينبغي لهم أن يسألوا عن كونه سنة، أي: غير واجب، ليتوسلوا بذلك إلى تركه.
قوله: قال: لا، أي: ما أسألك عن هذا المعنى، بل أسألك عن كونه سنة أم لا.
قوله: مه، أي: اسكت عن هذا السؤال، أو: ما هذا السؤال؟!
أتعقل؟ أي: هذا الجواب الذي ذكرت لك.(8/448)
وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا الْخِفَافَ، إِلَّا أَنْ لَا تَكُونَ نِعَالٌ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ نِعَالٌ فَخُفَّيْنِ دُونَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ " قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: إِمَّا قَالَ: " مَصْبُوغٌ "، وَإِمَّا قَالَ: " مَسَّهُ وَرْسٌ وَ (1) زَعْفَرَانٌ " قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَفِي كِتَابِ نَافِعٍ " مَسَّهُ " (2)
4836 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَذَكَرْتُ لِابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، قَدْ كَانَ يَصْنَعُ ذَاكَ (3) ، ثُمَّ حَدَّثَتْهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدٍ، أَنَّ عَائِشَةَ، حَدَّثَتْهَا، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُرَخِّصُ لِلنِّسَاءِ فِي الْخُفَّيْنِ " (4)
__________
(1) في (ظ 14) وهامش (س) و (ص) : أو.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ العنبري، وابن عون: هو عبد الله البصري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/134، وفي "الكبرى" (3657) ، والبيهقي في "السنن" 5/49 من طريقين، عن ابن عون، به.
وقد سلف برقم (4482) .
(3) في (ظ 14) : ذلك.
(4) إسناده حسن، محمد بن إسحاق قد ذكر هنا سماعه من الزهري، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو ابن إبراهيم بن أبي عدي، وابنُ شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبد الله الزهري، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه أبو داود (1831) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.=(8/449)
4837 - حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: أَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: وَقَالَ طَاوُسٌ: " وَاللهِ إِنِّي سَمِعْتُهُ مِنْهُ " (1)
__________
=وسترد هذه الرواية بهذا الإسناد بسياق أتم في "مسند عائشة" 6/35، فانظرها.
وانظر (4454) و (4740) .
قال السندي: قوله: قال: وذكرت لابن شهاب: أي: هل يعم حديثُ ابن عمر النساء؟
كان يصنع ذلك: أي: يأخذ بعمومه.
قوله: ثم حدثته ... الخ، الظاهر أنه توقف حينئذ عن العموم.
قلنا: يوضح ذلك رواية أبي داود ففيه: "كان - أي ابن عمر - يصنعُ ذلك: يعني يقطع الخفين للمرأة المحرمة، ثم حدثته صفية ... " يعني أن صفية حدثت عبد الله بن عمر، فترك ذلك، ورجع إلى رخصة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للنساء في ترك قطع الخفين.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وسليمان التيمي: هو ابن طرخان، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/127، ومسلم (1997) (50) ، والترمذي (1867) ، والنسائي في " المجتبى" 8/202-303، و" الكبرى" (5124) و (6823) ، وأبو عوانة 5/298، والطبراني في "الكبير" (13452) من طرق، عن التيمي، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.=(8/450)
4838 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَهُوَ أَفْضَلُ " (1)
4839 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ
__________
=وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13453) و (13455) من طريقين عن طاووس، به.
وقد سلف بنحوه برقم (4465) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان العرزمي -، فمن رجال مسلم. إسحاق بن يوسف: هو ابن مرداس الأزرق، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 6/28 من طريق إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5787) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1211) ، والبيهقي 5/246، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/28 من طرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به.
وسيأتي من طريق عطاء، عن ابن عمر، برقم (6436) .
وقد سلف برقم (4646) .
قوله: "فهو أفضل " قال السندي: أي: فالمسجد الحرام الصلاة فيه أفضلُ من الصلاة في مسجدي، ولا يخفى أن هذا تصريح بما قصد بالاستثناء، فعليه التعويلُ، وبه قال الجمهور.(8/451)
وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رُفِعَ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ " (1)
4840 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَا يَتَحَيَّنَنَّ أَحَدُكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا، " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي أبو عبد الله الكوفي.
وأخرجه عبد بن حُميد (754) ، وأبو عوانة 4/70 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4648) .
قوله: "رفع لكل غادر" على بناء المفعول، أو الفاعل وضميره للُه. قاله السندي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه ابن الجارود (280) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (666) ، وابن أبي شيبة 2/353، والنسائي في "المجتبى" ا/277، وفي "الكبرى" (1546) ، أبو عوانة 1/382 من طرق عن عبيد الله، به.
وأخرجه بنحوه ابنُ أبي شيبة 2/349 من طريق موسى بن عبيده، والبخاري (1629) من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن نافع، به.
وقد سلف نحوه مطولاً برقم (4612) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر.
قوله "لا يَتَحَيَّنَنَّ" قال السندي: صيغة نهي من الحين، بنون الثقيلة أو=(8/452)
4841 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَحَتَّهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلَا يَتَنَخَّمْ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قِبَلَ وَجْهِ أَحَدِكُمْ (1) إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ " (2)
4842 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدِ اللهِ، (3) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَدْخَلَ رِجْلَهُ فِي
__________
=الخفيفة، أي: لا ينبغي لأحدكم أن يتخذ وقت الطلوع والغروب حيناً لصلاته.
(1) في هامش (ق) : وجهه. نسخة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن عبيد الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/365 ومسلم (547) (51) ، وأبو عوانة 1/403 و404 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وتحرف في "المصنف " لابن أبي شيبة عبد الله بن عمر إلى: عبد الله بن عمر. وانظر (4509) .
قوله: "فإن الله تعالي قبل وجه أحدكم ". قال السندي: أي: فإن معاملته مع الله في الصلاة كمعاملة من يكون الله قبل وجهه هناك، فليتأدب معه تأدب من هو قبل وجهه، فلا يلزم من الحديث إثبات الجهة، تعالى الله عن التشبيه بالمخلوقات.
(3) اسم (عبيد الله) سقط من جميع النسخ الخطية عدا (ظ 14) ، وسقط أيضاً من الطبعة الميمنية، وهو مثبت في "أطراف المسند" 4/535، وانظر تعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله.(8/453)
الْغَرْزِ، وَاسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ قَائِمَةً، أَهَلَّ مِنْ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ " (1)
4843 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ مِنْ طَرِيقِ الشَّجَرَةِ، وَكَانَ يَدْخُلُ مَكَّةَ مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا، وَيَخْرُجُ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى " (2)
4844 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ الطَّوَافَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/38 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.
وأخرج ابن أبي شيبة 4/28، ومسلم (1187) (27) ، وابن ماجه (2916) ، والدارمي 2/71، والبغوي في "شرح السنة" (1868) من طرق، عن عبيد الله، وانظر (4570) ، وسيأتي برقم (4935) (4947) .
والغرز: قال ابن الأثير: ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب، وقيل: هو الكور مطلقاً، مثل الركاب للسرج.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي 5/71، والبغوي (1895) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. دون قوله: كان يخرج من طريق الشجرة.
وقد سلف برقم (4625) .(8/454)
الْأَوَّلَ خَبَّ ثَلَاثَةً، وَمَشَى أَرْبَعَةً " (1)
4845 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا (2) مَثَلُ الْقُرْآنِ مَثَلُ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ، إِنْ تَعَاهَدَهَا صَاحِبُهَا بِعُقُلِهَا أَمْسَكَهَا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَطْلَقَ عُقُلَهَا ذَهَبَتْ " (3)
4846 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي قُبَاءً رَاكِبًا وَمَاشِيًا " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه ابن ماجه (2950) ، والبيهقي 5/83 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4618) .
(2) لفظ: "إنما" لم يرد في (ظ 14) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي.
وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال " (323) من طريق أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4665) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه بنحوه الحاكم 1/487 من طريق - جرير بن عبد الحميد، عن يحيى، به. ولفظه: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكثر الاختلاف إلى قُباء راكباً وماشياً، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، ووافقه الذهبي.=(8/455)
4847 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْمَغْرِبِ وِتْرُ النَّهَارِ، فَأَوْتِرُوا صَلَاةَ اللَّيْلِ " (1)
__________
=وأخرجه مسلم (1399) (519) وابن حبان (1630) من طريق إسماعيل بن جعفر، ومسلم (1399) (520) و (521) من طريق سفيان بن عيينة، وابنُ حبان (1629) من طريق الحسن بن صالح بن حي، ثلاثتهم عن عبد الله بن دينار، به.
وعند سفيان زيادة: يأتيه كل سبت.
وقد سلف برقم (4485) .
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان الأزدي.
وأخرجه مختصراً ابنُ أبي شيبة 2/282 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (4675) ، والنسائي في "الكبر" (1382) ، وابن عدي في "الكامل " 5/1837 من طرق، عن هشام، به.
وأخرجه عبد الرزاق (4676) ، وابنُ عدي في "الكامل " 5/1837، والطبراني في "الأوسط " (965) من طرق، عن ابن سيرين، به.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/282 من طريق خالد السلمي، والنسائي في "الكبرى" (1383) من طريق الأشعث بن عبد الملك، كلاهما عن محمد بن سيرين، مرسلاً.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/348 من طريق مالك بن سليمان الهروي، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، مرفوعاً. قال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، تفرد به مالك بن سليمان. وذكر الدارقطني في" العلل " 4/ورقة 76 أن معن بن عيسى والقعنبي قد روياه عن مالك موقوفاً.
ورواه بنحوه موقوفاً ابن أبي شيبة 2/282 من طريق حبيب - وهو ابن أبي ثابت -، عن ابن عمر.(8/456)
4848 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ " (1)
4849 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زِيَادٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ صُبَيْحٍ الْحَنَفِيُّ قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا أُصَلِّي إِلَى الْبَيْتِ، وَشَيْخٌ إِلَى جَانِبِي (2) ، فَأَطَلْتُ الصَّلَاةَ، فَوَضَعْتُ يَدَيَّ عَلَى خَصْرِي، فَضَرَبَ الشَّيْخُ صَدْرِي بِيَدِهِ ضَرْبَةً (3) لَا يَأْلُو، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا رَابَهُ مِنِّي؟ فَأَسْرَعْتُ الِانْصِرَافَ، فَإِذَا غُلَامٌ خَلْفَهُ قَاعِدٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا الشَّيْخُ؟ قَالَ:
__________
=وسيأتي برقم (5549) ، وانظر (4492) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وسليمان التيمي: هو ابن طرخان، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني.
وأخرجه أبو يعلى (5620) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (438) من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان، به.
وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1/193 (بترتيب السندي) ، والحميدي (629) ، وابنُ أبي شيبة 14/248، ومسلم (749) (146) ، وابنُ ماجه (1320) ، وأبو يعلى (5618) ، وابنُ خزيمة (1072) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/278، وابن حبان (2620) من طريقين، عن طاووس، به.
وقد سلف برقم (4492) ، وسيأتي برقم (5937) .
(2) في (ظ 14) : وشيخنا إلى جنبي.
(3) في هامش (س) و (ص) : فضرب الشيخ يدي ضربة.(8/457)
هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، فَجَلَسْتُ حَتَّى انْصَرَفَ، فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا رَابَكَ مِنِّي؟ قَالَ: أَنْتَ هُوَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " ذَاكَ الصَّلْبُ فِي الصَّلَاةِ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْهُ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. سعيد بن زياد الشيباني، وثقه ابن معين والعجلي، وقال ابن معين مرة: صالح، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الدارقطني: لا يحتج به، ولكن يعتبر به، لا أعرفُ له إلا حديث التصليب، وبقية رجاله ثقات. يزيد: وابن هارون.
وأخرجه النسائي في "المجتبي" 2/127، والبيهقي/288 من طريقين، عن سعيد، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (5836) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (1219) (1220) ، ومسلم (545) (46) ، وسيرد 2/331 و399، ولفظه عند البخاري: نُهي عن الخصر في الصلاة.
وآخر من حديث عائشة موقوفاً عند البخاري (3458) ، ولفظه: كانت تكره أن يجعل المصلي يده في خاصرته، وتقول: إن اليهود تفعله. وهذا الحديث يبين علة النهي، وهي التشبه باليهود.
قال السندي: قوله: لا يألو، أي: لا يقصر في شدته.
وقوله: حتى انصرف،، أي: من صلاته، يدل على أنه ضربه وهو في الصلاة، كما أن المضروب كان في الصلاة.
الصلب في الصلاة، أي: التشبه بالمصلوب. وفي "المجمع": أي: شبه الصلب، لأن المصلوب يمد باعه على الجذع، وهيئة الصلب في الصلاة أن يضع يديه على خاصرتيه، ويجافي بين عضديه في القيام.(8/458)
4850 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُمَرَ (1) بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيحَةَ عَرَفَةَ، مِنَّا الْمُكَبِّرُ وَمِنَّا الْمُهِلُّ أَمَّا (2) نَحْنُ فَنُكَبِّرُ "، قَالَ: قُلْتُ: الْعَجَبُ لَكُمْ، كَيْفَ لَمْ تَسْأَلُوهُ كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
4851 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، (4) أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ وَبَرَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الذِّئْبِ لِلْمُحْرِمِ "، يَعْنِي: وَالْفَأْرَةَ، وَالْغُرَابَ، وَالْحِدَأَ (5) ، فَقِيلَ لَهُ: فَالْحَيَّةُ
__________
(1) في (م) : عمرو، وهو خطأ.
(2) في (ظ 14) : فأما.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه المزى في "تهذيب الكمال " 21/300 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1284) (273) من طريق يزيد بن هارون، به.
وقد سلف برقم (4458) .
قوله: "كيف صنع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قال السندي: أي: هل كان يكبر أو يلبي أو يجمع بينهما؟ وقد سبق تحقيق أنه كان يجمع بينهما ولكن كان غالب حاله التلبية.
(4) في (ق) و (ظ 1) وهامش) (س) و (ص) : يزيد بن هارون.
(5) في (ق) و (ظ 1) : الحدأة، وفي (ن) : الحداء.(8/459)
وَالْعَقْرَبُ؟ فَقَالَ: قَدْ كَانَ يُقَالُ ذَاكَ (1)
4852 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا اشْتَرَى نَخْلًا قَدْ أَبَّرَهَا صَاحِبُهَا، فَخَاصَمَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ الثَّمَرَةَ لِصَاحِبِهَا الَّذِي أَبَّرَهَا، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُشْتَرِي " (2)
__________
(1) إسناده حسن، وقد سلف الكلام عليه برقم (4737) . يزيد: هو ابن هارون، ووبرة: هو ابن عبد الرحمن المُسلي.
وأخرجه البيهقى 5/210 من طريق مالك بن يحيى، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع كما يأتي بيانه، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/26 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (14621) ، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (4993) من طريق مطر الوراق، والترمذي في "العلل الكبير" 1/498، وابن عدي في "كامله " 2/630، والبيهقي في "السنن" 5/325 من طريق قتادة، كلاهما عن عكرمة بن خالد، به.
وقال البيهقي: وهذا منقطع، وقد رُوي عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن عكرمة بن خالد، عن الزهري، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكأنه أراد حديث الزهري عن سالم، عن أبيه.=(8/460)
4853 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، (1) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَادِيَةَ قَالَ: لَقِيتُ ابْنَ عُمَرَ - قَالَ إِسْحَاقُ: - فَقَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ عُمَانَ، قَالَ: مِنْ أَهْلِ عُمَانَ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَفَلَا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا: عُمَانُ، يَنْضَحُ بِجَانِبِهَا - وَقَالَ إِسْحَاقُ: بِنَاحِيَتِهَا - الْبَحْرُ، الْحَجَّةُ مِنْهَا أَفْضَلُ مِنْ حَجَّتَيْنِ مِنْ غَيْرِهَا " (2)
__________
=قلنا: قد أخرجه من طريق الدستوائي بزيادة الزهرىَّ في إسناده الترمذي في "العلل الكبير" 1/499، والنسائي في "الكبرى" (4994) .
وقال أبو حاتم في "العلل" 1/377: كنت أستحسنُ هذا الحديث من ذا الطريق (يعني طريق عكرمة عن ابن عمر) حتى رأيتُ من حديث بعض الثقات عن عكرمة بن خالد، عن الزهري، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا الحديث قد عاد إلى الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد سلف برقم (4502) .
قوله: قد أبرها: بالتخفيف أو التشديد، قاله السندي.
(1) تحرف في (م) إلى: الحريث.
(2) إسناده ضعيف. الحسن بن هادية: هو من أهل عُمان، ترجمه الحافظ في "التعجيل " ص 95، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/307، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 3/40، انفرد بالرواية عنه الزبير بن الخرِّيت، وليس له إلا هذا الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات " 4/123-124، ولم يؤثر توثيقه عن=(8/461)
4854 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعَ خَيْبَرَ إِلَى أَهْلِهَا بِالشَّطْرِ، فَلَمْ تَزَلْ مَعَهُمْ حَيَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّهَا "، وَحَيَاةَ أَبِي بَكْرٍ، وَحَيَاةَ عُمَرَ، حَتَّى بَعَثَنِي عُمَرُ لِأُقَاسِمَهُمْ، فَسَحَرُونِي فَتَكَوَّعَتْ يَدِي فَانْتَزَعَهَا عُمَرُ مِنْهُمْ " (1)
__________
=أحد غيره، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، يزيد: هو ابن هارون، وإسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/335 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/307 من طريقين، عن جرير، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/217، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات! وقد خفي موضعه فيه على الشيخ أحمد شاكر، فقال: لم يذكره صاحب "مجمع الزوائد"!
قال السندي: قوله: الحجةُ منها أفضل ... : يحتمل أن يكون ذلك لأنها أبعد البلاد الإسلامية يومئذ، والأجر بقدر المشقة، وعلى هذا فمن كان أبعد داراً منهم فهو أكثر أجراً.
(1) إسناده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطأة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. نافع: هو مولى ابن عمر.
وقد سلف نحوه بإسناد حسن في "مسند عمر بن الخطاب " رقم (90) ، لكن فيه: فعُدي علي تحت الليل، وأنا نائم على فراشي، ففدعت يداي من مرفقي.
وروى نحوه البخاري (2730) من طريق مالك، عن نافع، عن ابن عمر، وفيه: فعُدي عليه من الليل، ففُدعت يداه ورجلاه ... =(8/462)
4855 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عَائِشَةَ أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ، فَأَبَى أَهْلُهَا أَنْ يَبِيعُوهَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ وَلَاؤُهَا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْتَرِيهَا فَأَعْتِقِيهَا فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ " (1)
4856 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، قَالَ: وَجَدَ ابْنُ عُمَرَ الْقُرَّ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ: أَلْقِ عَلَيَّ ثَوْبًا، فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ بُرْنُسًا، فَأَخَّرَهُ وَقَالَ: " تُلْقِي عَلَيَّ ثَوْبًا قَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
=قال الخطابي كما في "الفتح" 5/328: كأن اليهود سحروا عبد الله فالتوت يداه ورجلاه، كذا قال، ويحتمل أن يكونوا ضربوه، ويؤيده تقييده "بالليل " في هذه الرواية.
قال الشيخ أحمد شاكر: لعل كلمة "فسحروني " وهم أو خطا من الحجاج بن أرطاة.
وانظر (4732) .
قال السندي: قوله: فتكوَّعت يدي: تعوًجت من الكوع، وهو رأس اليد مما يلي الإبهام.
فانتزعها، أي: خيبر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه البخاري (6759) و (2156) من طريقين، عن همام، به.
وقد سلف مختصراً برقم (4817) .(8/463)
أَنْ يَلْبَسَهُ الْمُحْرِمُ " (1)
4857 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى نَافِعٍ أَسْأَلُهُ: هَلْ كَانَتِ الدَّعْوَةُ قَبْلَ الْقِتَالِ؟ قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيَّ: إِنَّ ذَاكَ كَانَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ " وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَغَارَ عَلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَهُمْ غَارُّونَ وَأَنْعَامُهُمْ تُسْقَى عَلَى الْمَاءِ، فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ، وَسَبَى سَبْيَهُمْ وَأَصَابَ يَوْمَئِذٍ جُوَيْرِيَةَ ابْنَةَ الْحَارِثِ " وَحَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْجَيْشِ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه أبو داود (1828) من طريق أيوب، عن نافع، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (5198) و (6266) .
وقد سلف مطولاً برقم (4482) .
القُر: البرد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ بن نصر العنبري، وابن عون: هو عبد الله البصري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/365 و14/427، والبخاري (2541) ، ومسلم (1730) ، والبيهقي في "السنن" 9/79 و107، وفي "المعرفة" (18012) من طرق، عن ابن عون، به.
وسيأتي برقم (4873) و (5124) .
وفي اشتراط الدعاء قبل القتال خلاف، فذهب طائفة منهم عمر بن عبد العزيز=(8/464)
4858 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ سِتَّ سِنِينَ بِمِنًى فَصَلَّوْا صَلَاةَ الْمُسَافِرِ " (1)
4859 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ شَجَرَةٍ لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، فَمَا هِيَ؟ " قَالَ: فَقَالُوا: وَقَالُوا: فَلَمْ يُصِيبُوا،
__________
إلى اشتراط الدعاء إلى الإسلام قبل القتال، وذهب الأكثر إلى أن ذلك كان في بدء الأمر، قبل انتشار دعوة الإسلام، فإن وُجد من لم تبلغه الدعوة، لم يُقاتل حتى يُدعى، نصَّ عليه الشافعي، وقال مالك: من قربت داره قوتل بغير دعوة، لاشتهار الإسلام، ومن بعدت داره فالدعوة أقطع للشك. قاله الحافظ في "الفتح" 6/108.
وقال السندي: قوله: هل كانت الدعوة؟ أي: إلى الإسلام.
قبل القتال، أي: واجبة قبل القتال، بحيث إنه لا يجوز لهم أن يقاتلوا قبلها.
إن ذاك، أي: وجوب الدعوة كان في أول الإسلام، ثم نُسخ حين اشتهر أمرُ الإسلام.
غارُّون: بتشديد الراء، أي: غافلون.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حفص بن عاصم: هو ابن عمر بن الخطاب.
وأخرجه الطيالسي (1947) ، ومسلم (694) (18) ، وأبو عوانة 2/338، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/417، من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (5041) وانظر (4533) .(8/465)
وَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ النَّخْلَةُ " (1)
4860 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي اللَّيْلَ (2) مَثْنَى مَثْنَى، ثُمَّ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُومُ كَأَنَّ الْأَذَانَ أَوِ الْإِقَامَةَ (3) فِي أُذُنَيْهِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6122) عن آدم بن أبي إياس، وابن منده في "الإيمان " (190) ما طريق شبابة بن سوار، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (6122) عن آدم، وابن منده (190) من طريق شبابة بن سوار، كلاهما عن شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن ابن عمر، به، مثله. وزاد: فحدثت به عمر، فقال: لو كنت قلتها، لكان أحب إلي من كذا وكذا.
وقد سلف برقم (4599) .
(2) في (ق) و (ظ 1) : الليلة.
(3) كذا في (ظ 14) ، وهو الموافق لمصادر التخريج وللرواية الآتية برقم (5490) ، ووقع في بقية النسخ: والإقامة.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه أبو عوانة 2/334 من طريقين، عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (995) من طريق حماد بن زيد، عن أنس بن سيرين، به.
وانظر (4492) .=(8/466)
4861 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِي حَنْظَلَةَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: " الصَّلَاةُ فِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ " فَقَالَ: إِنَّا آمِنُونَ لَا نَخَافُ أَحَدًا، قَالَ: " سُنَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
4862 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: {يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] ، " لِعَظَمَةِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى إِنَّ الْعَرَقَ لَيُلْجِمُ الرِّجَالَ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ " (2)
__________
=قوله: ثم يقوم، أي: إلى صلاة الركعتين قبل الفجر، كما جاء مصرحاً به في " صحيح " البخاري.
وقوله: كأن الأذان أو الإقامة في أذنيه. وقع في "صحيح " البخاري: وكأن الأذان في أذنيه، قال الحافظ في "الفتح" 2/487: قوله: بأذنيه، أي: لقُرب صلاته من الأذان، والمرادُ به هنا الإقامة، فالمعنى أنه كان يُسرع بركعتي الفجر إسراع من يسمعُ إقامة الصلاة خشية فوات أول الوقت، ومقتضى ذلك تخفيفُ القراءة فيهما.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل أبي حنظلة، وقد سلف الكلام عليه برقم (4704) . يزيد: هو ابن هارون، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد.
(2) حديث صحيح، محمد بن إسحاق - وإن كان مدلساً وقد عنعن -، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ونافع: هو مولى=(8/467)
4863 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، (1) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (2)
4864 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقَلِيبِ يَوْمَ
__________
=ابن عمر.
وأخرجه الطبري في "تفسيره " 30/93 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 30/92 و93 من طريقين عن محمد بن إسحاق، به.
ولّد سلف بنحوه برقم (4613) .
(1) في (م) : عمر، وهو خطأ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو - وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي -، فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث.
وهو في "الأشربة" للمصنف " (7) .
وأخرجه ابن ماجه (3390) ، والنسائي في "الكبرى" (5210) ، وفي "المجتبي" 8/325، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/215 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4645) .(8/468)
بَدْرٍ فَقَالَ: " يَا فُلَانُ يَا فُلَانُ، (1) هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ أَمَا وَاللهِ إِنَّهُمُ الْآنَ لَيَسْمَعُونَ كَلَامِي "، قَالَ يَحْيَى: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: غَفَرَ اللهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ وَهِلَ، إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ الْآنَ أَنَّ الَّذِي كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقًّا (2) "، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80] و {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [فاطر: 22] " (3)
__________
(1) في (ظ 14) : يا فلان بن فلان.
(2) في (ظ 14) و (م) وهامش (س) : حقاً.
(3) إسناده حسن، محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي، تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، وأخرج له الشيخان، أما البخاري، فمقروناً بغيره، وتعليقاً، وأما مسلم، فمتابعة، وروى له الباقون، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون.
وسيأتي نحوه بإسناد صحيح برقم (4958) (6145) .
قال السندي: قوله: يا فلان، يا فلان، أي: وعدد هكذا أسماءهم، ولذلك قال: هل وجدتم بالجمع.
إنه وهل، ضبط بفتح الهاء، وقال بعضهم: بفتح الهاء ويجوز كسرها، أي: غلط، وذهب وهمه إلى خلاف الواقع قلت: وظاهر "المشارق " أن وهل بمعنى غلط، بالفتح، وأن الغلط وذهاب الوهم شيء واحد، لكن ظاهر "الصحاح" و"القاموس " أنهما معنيان، وأنه يقال: وهل في الشيء وعن الشيء، بالكسر: إذا غلط وسها. ووهل إلى الشيء، بالفتح: إذا ذهب وهمك إليه، وأنت تريد غيره.
قلنا: إنكار عائشة إسماع الموتى مطلقاً مستند إلى أنها حملت المراد من الآيتين على الحقيقة.=(8/469)
4865 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، (1) عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرٍ فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا لَيُعَذَّبُ الْآنَ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " فَقَالَتْ عَائِشَةُ: غَفَرَ اللهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ وَهِلَ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ
__________
=أما إذا حُملت الآيتان على المجاز، يعني: تشبيه الكفار الأحياء بالموتى، فلا يبقى فيهما دليل على ما ذهبت إليه عائشة رضي الله عنها.
وابن عمر لم ينفرد بهذا اللفظ، بل تابعه عليه عمر بن الخطاب كما سلف برقم (182) ، ووافقهما عليه أبو طلحة كما عند البخاري (3976) ، وعبد الله بن مسعود عند الطبراني (10320) بإسناد صحيح. وسيدان عند الطبراني أيضاً (6715) .
ثم إن عائشة روت نحو لفظ ابن عمر، كما سيرد 6/170، بلفظ: "ما أنتم بأفهم لقولي منهم " فإن كان محفوظاً، فكأنها رجعت عن الإنكار.
وقد قبل الجمهور حديث ابن عمر، لأنه - كما قال الإسماعيلي فيما نقله الحافظ في "الفتح" 7/304- لا سبيل إلى رد رواية الثقة إلا بنص مثله يدل على نسخه أو تخصيصه أو استحالته، فكيف والجمع بين الذي أنكرته وأثبته غيرها ممكن، لأن قوله تعالى: (إنك لا تسمع الموتى) لا ينافي قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنهم الآن يسمعون "؟ لأن الإسماع هو إبلاع الصوت من المسمع في أذُن السامع، فالله تعالى هو الذي أسمعهم لأن أبلغهم صوت نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وانظر فضل بيان في هذه المسألة في "الفتح" 3/234-235 و7/303، و"البدايهّ والنهاية" 3/292-293.
(1) في (م) : عمر، وهو خطأ.(8/470)
أُخْرَى} [الأنعام: 164] ، إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذَا لَيُعَذَّبُ الْآنَ وَأَهْلُهُ يَبْكُونَ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه بتمامه الترمذي (1004) من طريق عباد بن عباد، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ابنُ أبي شيبة 3/389، والبخاري (1286) ، ومسلم (928) (22) (23) ، وابنُ حبان (3136) ، والطبراني في "الكبير" (13081) و (13087) و (13088) و (13299) ، والبيهقي في "السنن" 4/73، والخطيب في "تاريخه " 4/385 من طرق، عن ابن عمر، به.
وقد سلف برقم (288) ، وسيأتي (4959) (5262) (6182) ، وانظر (6195) .
وفي الباب عن عمر سلف برقم (180) .
وعن المغيرة بن شعبة، سيرد 4/245.
وعن أبي موسى الأشعري، سيرد 4/414.
وعن سمرة بن جندب، سيرد 5/10.
وتعذيبُ الميت ببكاء أهله عليه ثابت بالأسانيد الصحيحة، فلا يمكن القول بأنه مما غلط فيه عمر وابنه عبد الله، ثم إن عائشة ردها الحديث توهمت تعارضاً بينه وبين الآية، ولا منافاة بينها إذا حمل على أنه رضي ببكائهم، أو أمرهم به، ولهذا قيده الإمام البخاري في ترجمته للباب بقوله: إذا كان النوح من سنته، فإن ثم يكن من سنته، وكما قالت عائشة رضي الله عنها: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ، وإلى هذا أيضاً ذهب ابن المبارك، فقال: إذا كان ينهاهم في حياته، ففعلوا شيئا من ذلك بعد وفاته ثم يكن عليه شيء.
وقد اختلف العلماء في مسألة تعذيب الميت بالبكاء عليه، وقد سرد الحافظ=(8/471)
4866 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " وَصَفَّقَ بِيَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ صَفَّقَ الثَّالِثَةَ، وَقَبَضَ إِبْهَامَهُ ". فَقَالَتْ عَائِشَةُ: غَفَرَ اللهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّهُ وَهِلَ، إِنَّمَا هَجَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ شَهْرًا، فَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ نَزَلَتْ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ (1) ؟ فَقَالَ: " إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ " (2)
__________
=أقوالهم في "الفتح" 3/153 وما بعدها.
قال السندي: قوله: وأهله يبكون: الجملة حال، والمعنى أنه معذب بذنوبه، وإن بكاء الأهل مقارن لتعذيبه، وقد جاء أنها حلفت على أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما قال ذلك، ففيه جواز الحلف بالظن.
(1) عبارة "فقالوا: يا رسول الله إنك نزلت لتسع وعشرين " لم ترد في (ظ 14) .
(2) المرفوع منه صحيح، وهذا إسناد حسن. محمد: هو ابن عمرو بن علقمة الليثي، تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، وهو صدوق حسن الحديث، حديثه عند الشيخين مقرون. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة (دون استدراك عائشة) 3/85 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (5182) . وانظر (4488) .
وسيأتي في "مسند عائشة" 6/51 و243.=(8/472)
4867 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَالِمٍ الْبَرَّادِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ ". فَسُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا الْقِيرَاطُ؟ قَالَ: " مِثْلُ أُحُدٍ " (1)
4868 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَنْهَى النَّاسَ إِذَا أَحْرَمُوا عَمَّا يُكْرَهُ لَهُمْ: (2) " لَا تَلْبَسُوا الْعَمَائِمَ، وَلَا الْقُمُصَ، وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا الْبَرَانِسَ، وَلَا الْخُفَّيْنِ إِلَّا أَنْ يُضْطَرَّ مُضْطَرٌّ إِلَيْهِمَا، (3) فَيَقْطَعَهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا
__________
=قلنا: ولفظ ابن عمر هذا يوهم أن الشهر تسع وعشرون فقط، وهذا هو الذي سوغ لعائشة الإنكار عليه، لكن ثبت عن ابن عمر كما سيأتي برقم (5017) : أنه نقل عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن الشهر يكون تارة تسعاً وعشرين، وتارة ثلاثين كما تقول عائشة رضي الله عنها، قال السندي في حاشيته على "المسند": لا منافاة بين هذا وبين رواية ابن عمر، لكون القضية في روايته مهملة.
وانظر (4488) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير سالم البراد، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة. لكن في هذا الإسناد علة ذكرناها عند الحديث (4650) ، فانظره.
(2) لفظ: "لهم " لم يرد في (ظ 14) .
(3) لفظ: "إليهما" لم يرد في (ظ 14) .(8/473)
ثَوْبًا مَسَّهُ الْوَرْسُ، وَلَا الزَّعْفَرَانُ " قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَنْهَى النِّسَاءَ عَنِ الْقُفَّازِ وَالنِّقَابِ، وَمَا مَسَّ الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ مِنَ الثِّيَابِ (1)
4869 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَصْلُحُ بَيْعُ الثَّمَرِ حَتَّى يَتَبَيَّنَ صَلَاحُهُ " (2)
4870 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:
__________
(1) حديث صحيح. محمد بن إسحاق - وان كان مدلساً، وقد عنعن -، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3661) من طريق عبد الله بن المبارك، عن موسى بن عقبة، عن نافع، به.
وقد سلف برقم (4482) ، وسلف النهيُ عن الانتقاب ولبس القفازين للمرأة المحرمة برقم (4740) .
وسيأتي بإسناد صحيح برقم (6003) .
(2) حديث صحيح وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي، وبقيهّ رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه عبد بن حميد في "منتخب مسنده " (737) ، وأبو يعلى (5528) من طريقين، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4493) .(8/474)
كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي سَفَرٍ، فَمَرَّ بِمَكَانٍ فَحَادَ عَنْهُ، فَسُئِلَ لِمَ فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ هَذَا فَفَعَلْتُ " (1)
4871 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلًا، أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ يَحْيَى، أَنَّهُ كَانَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وَأَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ لَهُ فِي الْفِتْنَةِ: لَا تَرَوْنَ الْقَتْلَ شَيْئًا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلثَّلَاثَةِ: " لَا يَنْتَجِي اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سفيان بن حسين، وهو الواسطي، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري تعليقاً، ومسلم فى المقدمة، وهو ثقة. الحكم: هو ابن عتيبة، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وأخرجه البزار (128) (زوائد) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/174، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجاله موثقون.
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الذي رواه عن يحيى، ولجهالة حال يحيى بن حبَّان، فلم يرو عنه سوى ابنه محمد. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه الحميدي (647) عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، أن ابن عمر قال ليحيي بن حبان: أما ترون القتل شيئاً، وقد قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يتناجى اثنان دون الثالث "، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني (13104) من طريق سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن ابن عمر، فذكر حديث الحميدي دون لفظ: أما ترون القتل شيئاً؟ =(8/475)
4872 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: بَيْنَمَا عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ يَقُصُّ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَشَاةٍ بَيْنِ (1) رَبِيضَيْنِ إِذَا أَتَتْ هَؤُلَاءِ نَطَحْنَهَا، وَإِذَا أَتَتْ هَؤُلَاءِ نَطَحْنَهَا " (2) . فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَيْسَ كَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَشَاةٍ بَيْنَ غَنَمَيْنِ " قَالَ: فَاحْتَفَظَ الشَّيْخُ وَغَضِبَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَبْدُ اللهِ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ لَمْ أَرُدَّ ذَلِكَ عَلَيْكَ (3)
__________
=قال السندي: قوله: لا يرون القتل شيئاً، أي: أهل الفتنة يقتل بعضهم بعضاً، ولا يبالون بذلك، يقول ذلك تعجباً منهم، ثم ذكر الحديث تعظيما لحرمة المؤمن، حيث لا يجوز أن يحزنه الإنسان بأدنى فعل، فكيف قتلُه وإهراق دمه. والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : من بين.
(2) عبارة: "وإذ أتت هؤلاء نطحنها" ليست في (م) .
(3) إسناده ضعيف. المسعودي، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، اختلط، وسماع يزيد منه - وهو ابن هارون - بعد الاختلاط. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين - أبو جعفر محمد بن علي: هو الباقر.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1802) عن المسعودي به. والطيالسي سمع من المسعودي بعد الاختلاط.
وسيأتي المرفوع منه من حديث ابن عمر بإسناد صحيح برقم (5079) و (5790) و (6298) ، وسيأتي مع قصة عبيد بن عمير، برقم (5359) و (5546) و (5610) .=(8/476)
4873 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: (1) كَتَبْتُ إِلَى نَافِعٍ أَسْأَلُهُ: مَا أَقْعَدَ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْغَزْوِ، وَعَنِ (2) الْقَوْمِ إِذَا غَزَوْا، بِمَا يَدْعُونَ الْعَدُوَّ قَبْلَ أَنْ يُقَاتِلُوهُمْ؟ وَهَلْ يَحْمِلُ الرَّجُلُ إِذَا كَانَ فِي الْكَتِيبَةِ بِغَيْرِ إِذْنِ إِمَامِهِ؟ فَكَتَبَ إِلَيَّ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ قَدْ كَانَ يَغْزُو وَلَدُهُ، وَيَحْمِلُ عَلَى الظَّهْرِ، وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّ أَفْضَلَ الْعَمَلِ بَعْدَ الصَّلَاةِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، وَمَا أَقْعَدَ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْغَزْوِ إِلَّا وَصَايَا لِعُمَرَ، وَصِبْيَانٌ صِغَارٌ وَضَيْعَةٌ كَثِيرَةٌ، " وَقَدْ أَغَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَهُمْ غَارُّونَ
__________
=قوله: بين ربيضين: في "الصحاح ": الربيض: الغنم برعاتها المجتمعة في مربضها.
قوله: نطحنها: ضبطه بعضهم بصيغة جمع الإناث، وفي بعضها بصيغة الإفراد مع التأنيث، وعلى التقدير فضمير الفاعل للربيض.
قوله: بين غنمين، أي: جماعتين من الغنم، قيل: هذا من باب تثنية الجمع بتأويل الجماعة. والغنم: مفرد لفظاً.
قوله: فاحتفظ، أي: غضب، قاله السندي.
قلنا: عبيد بن عمير هو ابن قتادة، أبو عاصم المكي، تابعي ثقة، كان يقص، وهو من أبلغ الناس، ويختلف ابن عمر إلى حلقته، وقد روى الحديث هنا مرسلاً، فأثبته ابن عمر متصلاً، وخالفه في لفظه وإن كان المعنى واحداً، وهذا من شدة تحري ابن عمر ودقته.
وانظر (5546) .
(1) في (ظ 14) : قال ابن عون.
(2) في الأصول: أو عن، والمثبت من هامشي (س) و (ص) .(8/477)
يَسْقُونَ عَلَى نَعَمِهِمْ، فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ، وَسَبَى سَبَايَاهُمْ، وَأَصَابَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ " قَالَ: فَحَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ ابْنُ عُمَرَ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْجَيْشِ، وَإِنَّمَا كَانُوا يُدْعَوْنَ (1) فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا الرَّجُلُ فَلَا يَحْمِلُ عَلَى الْكَتِيبَةِ إِلَّا بِإِذْنِ إِمَامِهِ (2)
4874 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا (3) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ غَيْرُهُمْ "
قَالَ: وَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْلُفَ
__________
(1) ضبطت في (س) يُدعون بالبناء للمفعول، وكلاهما صحيح.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وابن عون: هو عبد الله البصري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى" (8585) من طريق يزيد بن زريع، عن ابن عون، به.
وقد سلف برقم (4857) .
قال السندي: قوله: وهل يحمل الرجل: أي: يقاتل العدو.
في الكتيبة: أي في العسكر.
يغزو ولده: الظاهر رفع الولد على الفاعلية.
ويحمل: أي: يحملهم، أي: الولد على الظهر.
وإنما كانوا يدعون: على بناء المفعول والضمير للكفرة، أو بناء الفاعل والضمير للمسلمين.
(3) في (ظ 14) : حدثنا.(8/478)
الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي مَجْلِسِهِ وَقَالَ: " إِذَا رَجَعَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (1)
4875 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهِ " (2)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق، مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
والقسم الأول منه سلف برقم (4450) .
والقسم الثاني منه أخرجه البزار (2016) (زوائد) من طريق محمد بن سلمة الحراني، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/61، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجاله ثقات، إلا أن ابن إسحاق مدلس.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند عبد الرزاق (19792) ، ومسلم (2179) ، سيرد 2/283.
وآخر من حديث وهب بن حذيفة عند الترمذي (2751) ، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وثالث من حديث أبي بكرة عند ابن أبي شيبة 8/584 - 585 - قال السندي: قوله: أن يخلف: بخاء معجمة كينصر، أي: أن يجلس في مجلسه عقبه، ولع هذا إذا ظهر أنه يرجع إلى مكانه، وإنما قام لحاجة. والله تعالى أعلم.
(2) ضعيف مرفوعاً، والصحيح وقفه كما سلف برقم (4741) .(8/479)
4876 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ نَافِعٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَاهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَمْسٌ لَا جُنَاحَ عَلَى أَحَدٍ فِي قَتْلِهِنَّ: الْغُرَابُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ " (1)
4877 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِبْلَةِ نُخَامَةً، فَأَخَذَ عُودًا أَوْ حَصَاةً فَحَكَّهَا بِهِ، (2) ثُمَّ قَالَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَبْصُقْ فِي قِبْلَتِهِ، فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى " (3)
4878 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ،
__________
(1) حديث صحيح، محمد - وهو ابن إسحاق - مدلس، وقد عنعن، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (1199) (78) عن فضل بن سهل، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4461) .
(2) في (ق) : بها.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد - وهو ابن إسحاق -، وهو - وإن كان مدلساً وعنعنه - قد صرح بالسماع فيما يأتي برقم (6306) ، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وانظر (4509) .(8/480)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَالْوِتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (1)
4879 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ " (2)
4880 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، (3) فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللهِ تَعَالَى، وَبَرِئَ اللهُ تَعَالَى مِنْهُ، وَأَيُّمَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان الأزدي، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه عبد الرزاق (4675) عن هشام، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (4676) من طريق أيوب، عن ابن سيرين، به.
وسلف بنحوه برقم (4492) .
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن لولا عنعنة محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان " 1/279 من طريق يونس بن عبيد، عن نافع، بهذا الإسناد، وسيأتي برقم (6070) .
وقد سلف برقم (4804) ، وانظر (4743) .
(3) في هامش (س) و (ص) : يوماً. نسخة.(8/481)
أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللهِ تَعَالَى " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي بشر، قال ابنُ أبي حاتم في "العلل" (1174) : لا أعرفه، وقال في "الجرح والتعديل " 9/347: سئل يحيى بن معين عن أبي بشر الذي يحدث عن أبي الزاهرية الذي روى عنه أصبغ بن زيد، فقال: لا شيء. ونقله عنه الذهبي في "الميزان " 4/495، والحسيني في "الإكمال " ص 490-495، والحافظ ابن حجر في "اللسان " 7/14، وفي "التعجيل " ص 469، وزادة ووهم من قال: إنه أبو بشر المؤذن الذي أخرج له أبو داود في "المراسيل " وقد فرَّق بينهما غير واحد.
قلنا: فما ورد في "القول المسدَّد" ص 22 تحت قول: تنبيه، وفيه: "أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية من رجال الشيخين " إنما هو وهم من الحافظ رحمه الله، ولم يذكر ذلك في كلامه عن الحديث في كتابه "النكت على ابن الصلاح " 1/452-454، وقد ذكر الإمام الذهبي كلاً على حدة في كتابه "ميزان الاعتدال " أصل كتاب الحافظ " لسان الميزان "، ولذا قطعنا أن كلامه في "القول المسدد"
ذهول منه، لما مر عنه خلافه. لكن الشيخ أحمد شاكر أخذ بما ورد في "التنبيه " على الرغم من أنه خلاف قول الحافظ في "اللسان " و"التعجيل "، ثم ذهب - رحمه لله - إلى أن الحافظ حين يؤلف "التهذيب " و"لسان الميزان " يتأثر بالمؤلِّفَين الأصليين الحافظين فقد يخطئ فى تقليدهما أما حين يكتب مستقلا فإنه يكتب عن ثقة بنفسه ويعرف ما يقول! وهذا القول لا يليق بحق الحافظ أبدا، وفيه نوع من الطعن فى علمه ونقده ودرايته وتشكيك فى كتابيه "تهذيب التهذيب" و"لسان الميزان" وما كان للشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - أن يقول ذلك لمجرد أنه وجد عبارة تُوافق ما ذهب إليه، وهي لا تصح عند البحث العلمى الدقيق، ثم إننا وجدنا الشيخ أحمد شاكر يناقض نفسه في مواضع أخرى، ففي تعليقه=(8/482)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=على الحديث (4957) رد ما قاله الحافظ ابن حجر، لأنه من عنده لا من عند الحافظ المزي، فتأمل!!
وأبو بشر هذا نسبه البخاري وابنُ أبي حاتم بصاحب القرى، ونسبه الحافظ المزي في شيوخ أصبغ بن زيد، وفي الرواة عن أبي الزاهرية: الأملوكي، وعنه أخذ الهيثمي في "المجمع" 4/100، فظن الشيخ أحمد شاكر أنها من اختراع الهيثمي ليست في شيء من المصادر!
وأصبغ بن زيد وثقه ابن معين، وقال أحمد والنسائي: ليس به بأس، وقال أبو زرعة: شيخ، وقال ابن سعد: كان ضعيفاً في الحديث، وقال ابن حبان في "المجروحين " 1/174: يخطىء كثيراً، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وأورد ابن عدي هذا الحديث ضمن عدة أحاديث في " الكامل " 1/400، ثم قال: وهذه الأحاديث لأصبغ غير محفوظة، يرويها عنه يزيد بن هارون، ولا أعلم روى عن أصبغ هذا غير يزيد بن هارون.
وبقية رجال الإسناد ثقات، غير أن في الإسناد اضطراباً يأتي ذكره.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 6/104، وأبو يعلى (5746) ، وابن عدي في "الكامل " 1/399، وأبو نعيم في "الحلية" 1/106 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/11-12 من طريق عمرو بن الحصين، عن أصبغ بن زيد، به، وسكت عنه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: عمرو تركوه، وأصبغُ فيه لين.
(وقد سقط من إسناد المطبوع: حدثنا أبو بشر) .
وأخرجه البزار (1311)) زوائد (من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، إلا أن فيه عمرو بن دينار بدل كثير بن مرة، وهذا اضطراب في الإسناد، لاختلاف المخرج مع اتحاد السند.
وأورده الهيثمي فى "المجمع" 4/100، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار=(8/483)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=والطبراني في "الأوسط'، وفيه أبو بشر الأملوكي، ضعفه ابن معين.
وأورده ابنُ أبي حاتم في "العلل" (1174) ، وقال: قال أبي: هذا حديث منكر، وأبو بشر لا أعرفه.
وأورده ابنُ الجوزي في "الموضوعات " 2/242، فرد عليه الحافظ العراقي - كما في "القول المسدد" ص 7- بقوله: وفي كونه موضوعاً نظر، فإن أحمد وابن معين والنسائي وثقوا أصبغ، وقد أورد الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" هذا الحديث من طريق أصبغ.
وقال الحافظ في "القول المسدد" ص 20: قوله (يعني الحافظ العراقي) : أخرجه الحاكم في "المستدرك "، قلت: عليه فيه درك، فإنه أخرجه من رواية عمرو بن الحصين - وهو متروك -، عن أصبغ، وإسناد أحمد خير منه، فإنه من رواية يزيد بن هارون الثقة، عن أصبغ. وكذا أخرجه أبو يعلى في "مسنده "، عن أبي خيثمة، عن يزيد بن هارون، ووهم ابن عدي، فزعم أن يزيد تفرد بالرواية عنه، وليس كذلك، فقد روى عنه نحو من عشرة، ولم أر لأحد من المتقدمين فيه كلاماً إلا لمحمد بن سعد وأما الجمهور فوثقوه، منهم غير من ذكره شيخنا أبو داود والدارقطني وغيرهما. ثم إن للمتن شواهد تدل على صحته ... فذكرها.
قلت: يُريد الحافظان العراقي وابن حجر من توثيق أصبغ رفع صفة الوضع عن الحديث، لأن ابن الجوزي لم يُعله إلا بأصبغ بن زيد - كما ذكر الحافظ فى "النكت علي ابن الصلاح" 1/453 - وذلك أخذا من قول ابن حبان فى أصبغ: لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وهذا مما تفرد به، ولم يتابعه عليه أحد، ومن قول ابن عدي في هذا الحديث وغيره: هذه الأحاديث لأصبغ غير محفوظة، ولا أعلمُ روى عن أصبغ هذا غير يزيد بن هارون. انتهى. وقد ذهل الحافظ ابن حجر عن لفظ: "هذا" في قول ابن عدي، فتعقبه بأنه قد روى عن أصبغ نحو من عشرة، وإنما يريد ابن عدي أن يزيد تفرد بالرواية عن أصبغ في=(8/484)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=هذه الأحاديث المذكورة فحسب، وأشار إليها حصرا بلفظ "هذا"، فذكر الحافظين توثيق أصبغ هنا لأنه هو علة الحديث كما ذكر ابن الجوزي وابن حبان وابن عدي، وإخراجُهما له من الوضع لا تخرجه عن كونه ضعيفاً جداً، وعبارتهما: "وفي كونه موضوعاً نظر" تفيد ذلك، ولا ترفعه إلى الصحة.
أما أبو بشر شيخ أصبغ فيه، فمتفق على جهالته، وقد خفيت هذه العلة على الشيخ أحمد شاكر، فقال وهو يدلل على أن أبا بشر هو جعفر بن أبي وحشية: لو كان غيره، لنصوا عليه، ولجعلوه علة ضعف الحديث. ولم يفطن إلى أن علة الحديث هو أصبغ كما ذكرنا، وأن حديثه هذا غير محفوظ، فإذا رفعت هذه العلة، وصار الحديث محفوظاً، كان الحديث ضعيفاً بأبي بشر، كما قال الحافظان: وفي كونه موضوعاً نظر.
وفي الباب في الترهيب من الاحتكار عن أبي هريرة عند الحاكم 2/12، ولفظه: "من احتكر يريد أن يتغالى بها على المسلمين، فهو خاطىء، وقد برئت منه ذمة الله ". وسكت عنه الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: العسيلي (وهو إبراهيم بن إسحاق) كان يسرق الحديث، وسيرد بإسناد ضعيف 2/351 دون قوله: وقد برئت منه ذمة الله.
وعن معمر بن عبد الله عند مسلم (1605) بلفظ "من احتكر فهو خاطىء"، وسيرد 3/453.
وعن معقل بن يسار، سيرد بإسناد ضعيف 5/27، ولفظه: "من دخل في شي ش من أسعار المسلمين ليُغليه عليهم، فإن حقاً على الله تبارك وتعالى أن يقعده بعُظم من النار يوم القيامة".
وعن عمر سلف بإسناد ضعيف برقم (135) ، لفظه: "من احتكم - على المسلمين طعامهم، ضربه الله بالإفلاس أو بجذام ".
وعن عمر أيضا عند ابن ماجه (2153) بلفظ: "الجالب مرزوق، والمحتكر=(8/485)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=ملعون "، وإسناده ضعيف.
فليس في هذه الشواهد ما يشهد لصحة البراءة من ذمة الله تعالى.
وفي باب الوعيد لمن بات وجاره جائع: عن أنس عند الطبراني في "الكبير" (751) ، ولفظه: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم ".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/167، وقال: رواه الطبراني والبزار، وإسناد البزار حسن.
قلنا: قد خفي علينا موضعه من "زوائد" البزار.
وعن ابن عباس عند البخاري في "الأدب المفرد" (112) ، والطبراني (12741) ، وأبي يعلى (2699) ، بلفظ: "ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع "، وإسناده ضعيف.
وعن عائشة عند الحاكم 2/12 بلفظ: "ليس بالمؤمن الذي يبيت شبعان وجاره جائع إلى جنبه"، وسكت عنه الحاكم، فقال الذهبي: عبد العزيز بن يحيى ليس بثقة.
قال الحافظ في "القول المسدّد" ص 21: فإن قيل: إنما حكم عليه بالوضع لما في ظاهر المتن من الوعيد الموجب للبراءة ممن فعل ذلك، وهو لا يكفر بفعل ذلك، فالجواب أن هذا من الأحاديث الواردة في معرض الزجر والتنفير، ظاهرها غير مراد، وقد وردت عدة أحاديث في الصحاح تشتمل على البراءة، وعلى نفي الإيمان، وعلى غير ذلك من الوعيد الشديد في حق من ارتكب أموراً ليس فيها ما يخرج عن الإسلام، كحديث أبي موسى الأشعري في الصحيح في البراءة ممن حلق وسلق، وحديث أبي هريرة: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " إلى غير ذلك، مهما حصل من الجواب عنها كان هو الجواب عن هذا الخبر، ولا يجوز الإقدام على الحكم بالوضع قبل التأمل والتدبر. والله الموفق.(8/486)
4881 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الِاشْتِرَاطَ فِي الْحَجِّ، وَيَقُولُ: " أَمَا حَسْبُكُمْ بِسُنَّةِ (1) نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ لَمْ يَشْتَرِطْ (2) "
__________
(1) في هامش (س) : سنة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم: هو ابر عبد الله بن عمر.
وأخرجه النسائي مطولاً في "المجتبى" 5/169 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1810) مطولاً، والترمذي (942) ، والبيهقي 5/223 من طريق ابن المبارك، عن معمر، به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (1810) ، والنسائي في "المجتبي" 5/169 مطولاً، والبيهقي 5/223 من طريق يونس، عن الزهري، به، ولفظه عند الجميع: كان ينكر، بدل: يكره.
وجواز الاشتراط ثابت من حديث ابن عباس في قصة ضباعة بنت الزبير عند مسلم (1208) ، وقد سلف (3117) .
وعن حديث عائشة عند البخاري (5089) ، ومسلم (1207) (104) ، وسيرد 6/164.
ومن حديث ضباعة بنت الزبير، سيرد 6/360 قال الترمذي عقب حديث رقم (941) . حديث ابن عباس حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، يرون الاشتراط في الحج،
ويقولون: إن اشترط، فعرض له مرض أو عذر، شله أن يحل ويخرج من إحرامه، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق.(8/487)
4882 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الضَّبِّ، فَقَالَ: " لَسْتُ بِآكِلِهِ، وَلَا مُحَرِّمِهِ " (1)
__________
=ولم ير بعض أهل العلم الاشتراط في الحج، وقالوا: إن اشترط، فليس له أن يخرج من إحرامه، ويرونه كمن لم يشترط.
وقال الحافظ في "الفتح" 4/9: صح القول بالاشتراط عن عمر وعثمان وعلي وعمار وابن مسعود وعائشة وأم سلمة وغيرهم من الصحابة، ولم يصح إنكاره عن أحد من الصحابة إلا عن ابن عمر، ووافقه جماعة من التابعين، ومن بعدهم من الحنفية والمالكية.
وقال البيهقي في "السنن" 5/223: إن أبا عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو بلغه حديث ضباعة بنت الزبير لصار إليه، ولم ينكر الاشتراط كما ثم ينكره أبوه، وبالله التوفيق.
قوله: يكره الاشتراط في الحج، قال السندي: مبني على أنه ما بلغه الحديث في ذلك، أو زعم خصوصه بمورده، وإلا فعدم اشتراطه فعلاً لا يدل على كراهة الاشتراط إذا جاء منه جوازه قولاً.
إنه ثم يشترط، أي: بل أتى بحكم المحصر.
(1) هذا الحديث له إسنادان:
الأول: عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، وهو صحيح على شرط الشيخين.
والثاني: عبد الرزاق، عن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر، وهو ضعيف لضعف عبد الله، وهو ابن عمر العمري، وقد غيره الشيخ أحمد شاكر إلى عبيد الله، وهو خطأ.=(8/488)
4883 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَشْتَرِي الذَّهَبَ بِالْفِضَّةِ؟ فَقَالَ: " إِذَا أَخَذْتَ وَاحِدًا مِنْهُمَا، فَلَا يُفَارِقْكَ صَاحِبُكَ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ لَبْسٌ " (1)
__________
=وهو في "مصنف " عبد الرزاق (8672) بإسناديه.
وقد سلف برقم (4619) من طريق عبيد الله، وانظر (4497) .
(1) إسناده ضعيف لانفراد سماك بن حرب برفعه، قال النسائي: إذا انفرد بأصل لم يكن حجة، لأنه كان ربما يُلقن فيتلقن، وقال ابن معين: أسند أحاديث لم يسنده غيره، وقال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 75: لم يرفعه غير سماك، وسماك سيىء الحفظ. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وروي موقوفاً وهو الصحيح.
وهو في "مصنف " عبد الرزاق (14550) بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أبو داود (3355) ، وأبو يعلى (5655) من طريقين، عن إسرائيل، به.
وأخرجه بنحوه النسائي 7/282، وابن ماجه (2262) ، والبيهقي في "السنن" 5/284 من طرق، عن سماك، به، مرفوعاً، وقد ظن الشيخ أحمد شاكر أنه من طريق النسائي موقوف!
وأخرجه بنحوه موقوفاً ابن أبي شيبة 6/332، وأبو يعلى (5654) من طريق ابن أبي زائدة، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، قال: رأيت ابن عمر يكون عليه الورق، فيعطي بقيمته دنانير إذا قامت على السعر، ويكون عليه الدنانير، فيعطي الورق بقيمتها، وهذا إسناد صحيح.=(8/489)
4884 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ:
__________
=وأخرجه موقوفاً النسائي 7/282 من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، عن أبي هاشم الرماني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، أنه كان لا يرى بأساً في قبض الدراهم من الدنانير، والدنانير من الدراهم، وهذا إسناد حسن.
وقال الترمذي عقب حديث رقم (1242) : هذا حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، وروى داود بن أبي هند هذا الحديث عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر موقوفاً، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، أن لا بأس أن يقتضي الذهب من الورق، والورق من الذهب، وهو قول أحمد وإسحاق، وقد كره بعض أهل العلم من أصحاب
النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم ذلك.
وقال البيهقي في "السنن" 5/284: والحديث يتفرد برفعه سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير من بين أصحاب ابن عمر.
قال ابن التركماني في "الجوهر النقي ": المفهوم من كلام البيهقي أن ابن جبير رواه مرفوعاً، وأن غيره من أصحابا ابن عمر بخلاف ذلك.
وقال الحافظ في "التلخيص " 3/26: علًق الشافعىُّ في "سنن حرملة" القول به على صحة الحديث، وروى البيهقي من طريق أبي داود الطيالسي، قال: سُئل شعبة عن حديث سماك هذا، فقال شعبة: سمعت أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، ولم يرفعه. وحدثنا قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر، ولم يرفعه، وحدثنا يحيى بن أبي إسحاق، عن سالم، عن ابن عمر، ولم يرفعه، ورفعه لنا
سماك بن حرب، وأنا أفرقه.
وسيأتي برقم (5237) و (5555) و (5559) و (5628) و (5773) و (6239) و (6427) .(8/490)
أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقُلْتُ: أَأَدْخُلُ؟ فَعَرَفَ صَوْتِي، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، إِذَا أَتَيْتَ إِلَى قَوْمٍ فَقُلِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ رَدُّوا عَلَيْكَ فَقُلْ: أَأَدْخُلُ؟ قَالَ: ثُمَّ رَأَى ابْنَهُ وَاقِدًا يَجُرُّ إِزَارَهُ فَقَالَ: ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ، لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ " (1)
4885 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَحَرَّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُصَلِّيَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَلَا عِنْدَ غُرُوبِهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن قيس - وهو الفراء - فمن رجال مسلم.
وقد سلف برقم (4567) وفيه أن المار حفيده عبد الله بن واقد، وانظر (4489) .
ولم نجده في المطبوع من "مصنف عبد الرزاق ".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (3951) .
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/220، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/55، والبخاري (585) ، ومسلم (828) (289) ، والنسائي في "المجتبي" 1/277، وأبو عوانة 1/381، والطحاوي 1/152، وابن حبان (1548) ، والبيهقي 2/453، والبغوي (773) ، عن نافع، به.
وأخرجه عبد الرزاق مطولاً برقم (3968) عن ابن جريج، عن نافع، به.
وقد سلف برقم (4612) .(8/491)
4886 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ " (1)
4887 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا تَرَكْتُ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ فِي رَخَاءٍ وَلَا شِدَّةٍ مُنْذُ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُمَا " (2)
4888 - قَالَ: مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي بكر بن عبيد الله - وهو ابن عبد الله بن عمر - فمن رجال مسلم.
عبد الرزاق. هو ابن همام الصنعاني، ومالك: هو ابن أنس، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله.
وهو في "الموطأ" 2/922، ومن طريقه أخرجه مسلم (2020) (105) ، والنسائي في "الكبرى" (6746) ، والدارمي 2/96، وأبو عوانة 5/337.
وقد سلف برقم (4537) .
(2) إسناده صح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (8902) .
وقد سلف برقم (4463) ، وانظر ما بعده.
(3) هذا الإسناد متصل بالذي قبله، وهو صحيح على شرط الشيخين، وهو في "المصنف " (8903) .=(8/492)
4889 - قَالَ: وحَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " حَلَقَ فِي حَجَّتِهِ " (1)
4890 - قَالَ: وحَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2)
4891 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
=وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته " (153) ، والنسائي 5/232، والطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر" (39) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/115-116 من طرق، عن أيوب، به.
وقد سلف برقم (4463) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4114) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وسيأتي (4890) و (5614) و (5623) و (6384) . وانظر (4657) و (6005) .
وفي الباب عن أنس بن مالك، سيرد 3/208.
وعن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم في قصة الحديبية، سيرد 4/323-326.
وعن معمر بن عبد الله، سيرد 6/400.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه البخاري (1726) ، والبيهقي 5/134 من طريق شعيب بن أبي حمزة، والبخاري بنحوه (1729) من طريق جويرية بن أسماء، كلاهما عن نافع، بهذا الإسناد، وانظر ما قبله.(8/493)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ عَلَى نَاقَةٍ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ حَتَّى أَنَاخَ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، فَدَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ بِالْمِفْتَاحِ، فَجَاءَ بِهِ فَفَتَحَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُسَامَةُ وَبِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، فَأَجَافُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ مَلِيًّا ثُمَّ فَتَحُوهُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ فَبَادَرْتُ النَّاسَ، فَوَجَدْتُ بِلَالًا عَلَى الْبَابِ قَائِمًا، فَقُلْتُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ ". قَالَ: وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى (1)
4892 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ لِضَعَفَةِ النَّاسِ مِنَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه مسلم (1329) (391) ، وأبو داود (2025) ، وابن حبان (3203) من طرق، عن عبيد الله، به.
وأخرجه عبد الرزاق (9064) ، والحميدي (692) ، والبخارى (468) و (2988) و (4289) و (4400) ، ومسلم (1329) (389) ، وابن ماجه (3063) ، وابن حبان (3202) من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (9071) من طريق أبي الشعثاء المحاربي، عن ابن عمر، به.
وقد سلف برقم (4464) .
فأجافوا، أي: ردوا الباب، أي: باب البيت. " قاله السندي.(8/494)
الْمُزْدَلِفَةِ بِلَيْلٍ " (1)
4893 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا، وَالْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ لَهُ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الْحَارِثِيُّ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: " صَلَّيْتُهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَكَانِ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4037) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مطولاً البخاري (1676) ، ومسلم (1295) (304) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، به.
وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (1677) و (1678) ، ومسلم (1293) ، وقد سلف برقم (1920) .
وعن الفضل بن عباس سلف برقم (1811) .
وعن عائشة عند البخاري (1680) ، ومسلم (1290) ، سيرد 6/94.
وعن أسماء بنت أبي بكر عند البخاري (1679) ، ومسلم (1291) ، سيرد 6/347.
وعن أم حبيبة عند مسلم (1292) ، سيرد 6/427.
(2) حديث صحيح، عبد الله بن مالك: هو ابن الحارث الهمداني، سلف الكلام عليه في الرواية رقم (4676) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين =(8/495)
4894 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ الْأَسَدِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ، صَلَّى الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا وَالْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ " (1)
__________
=عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه أبو داود (1929) من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، بهذا الإسناد، وفيه: أن السائل هو مالك بن الحارث.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/401 من طريق يزيد بن هارون، عن سفيان، به، وفيه أن السائل هو خالد بن مالك.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (4452) ، وسيأتي كذلك برقم (4894) .
وسيرد في الروايتين (5495) و (6400) أن السائل هو خالد بن مالك، مما يشير إلى أن في اسمه هنا قلباً، ويؤيد ذلك أن الترمذي ذكر في "جامعه " 3/236 أن خالدا وعبد الله كلاهما ابنا مالك، وورد اسمه صحيحاً غير مقلوب في "سنن البيهقي " كما سلف.
(1) حديث صحيح، والإسناد الأول على شرط الشيخين، وعبد الله بن مالك في الإسناد الثاني متابع. سعيد: هو ابن جبير.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/121 من طريق الإمام أحمد، بالإسناد الأول.
وأخرجه مسلم (1288) (290) من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4027) ، وفي "المجتبي" 5/260،=(8/496)
4895 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (1) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " (2)
4896 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَمَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/212، والبيهقي في "السنن" 5/121 أيضاً من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة ص 277 (الجزء الذي نشره العمروي) ، والنسائي فى "المجتبي" 2/16 من طريق شريك، عن سلمة، به.
وطريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن مالك سلف برقم (4676) و (4893) .
وانظر (4452) .
(1) في (ظ 1) زيادة: عن أبيه، وذكرت في هامش (س) و (ص) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه مسلم (1184) (20) ، والبيهقي 5/44، من طريق موسى بن عقبة، عن سالم، به.
وقد سلف برقم (4457) .(8/497)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (1)
4897 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " فَقَالَ رَجُلٌ: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " فَقَالَ: وَلِلْمُقَصِّرِينَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا، ثُمَّ قَالَ: " وَلِلْمُقَصِّرِينَ " (2)
4898 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفَاضَ يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ رَجَعَ
__________
(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين، والذي يقول: ومالك عن نافع، هو عبد الرزاق.
وأخرجه الحميدي (660) ، وابن خزيمة (2621) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/124 و125 من طرق، عن أيوب، به.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/331، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده " 1/303 (ترتيب السندي) ، والبخاري (1549) ، ومسلم (1184) (19) ، وأبو داود (1812) ، والنسائي 5/160، وأبو يعلى (5804) و (5815) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/124، وابن حبان (3799) ، والبيهقي 5/44، والبغوي (1865) ، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4457) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وقد سلف برقم (4657) .(8/498)
فَصَلَّى الظُّهْرَ بِمِنًى " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه أبو داود (1998) ، وابنُ حبان (3883) و (3885) من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1308) (335) ، والنسائي في "الكبرى" (4168) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (486) ، وابنُ خزيمة (2941) ، وابنُ حبان (3882) ، والحاكم 1/475، والبيهقي 5/144، وفي "المعرفة" (10171) من طريق عبد الرزاق، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبى.
قلنا: قد أخرجه مسلم كما سلف.
وأخرجه البخاري (1732) من طريق سفيان، عن عبيد الله، به، موقوفاً.
وقال عقبه: ورفعه عبد الرزاق: أخبرنا عبيد الله.
وفي الباب عن عائشة، سيرد 6/90.
قال السندي: قد صح عن جابر وعائشة أنه صلى الظهر بمكة، فمنهم من رجح ذاك بموافقتهما على ذلك، ومنهم من رجح ذاك بأن عائشة أخص به عليه الصلاة والسلام من جميع الناس، ومنهم من رجح بأن جابراً أحسن الصحابة سياقاً لحجة الوداع، فإنه ذكرها من حين خروجه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المدينة إلى آخرها، فهو أضبط لها من غيره، ومنهم من رجح بأن مكة محل تضاعف الثواب، فالظاهر أنه صلى فيها، ومنهم من رجح بأن حجه كان وقت تساوي الليل والنهار، وقد دفع صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مزدلفة قبيل طلوع الشمس إلى منى، وخطب بها الناس، ونحر بدناً عظيمة،
وحلق، ورمى الجمرة، وتطيب، ثم أفاض إلى مكة، وطاف، وشرب من زمزم ونبيذ السقاية، فهذه أعمال لا يظهر معها الرجوع إلى منى قبل الظهر، ومرجع=(8/499)
4899 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا نَادَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يَجْتَنِبُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ فَقَالَ: " لَا يَلْبَسُ السَّرَاوِيلَ، وَلَا الْقَمِيصَ، وَلَا الْبُرْنُسَ، وَلَا الْعِمَامَةَ، وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ، وَلَا وَرْسٌ، وَلْيُحْرِمْ أَحَدُكُمْ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ، وَنَعْلَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا حَتَّى يَكُونَا أَسْفَلَ مِنَ (1) الْعَقِبَيْنِ " (2)
__________
=هذه الترجيحات أنه يحصل بها ظن الوهم في حديث ابن عمر بوضع الظهر موضع العصر ومن جوز الاقتداء بالمتنفل، فلعله يقول: يمكن أنه صلى الظهر بمكة، ثم صلى بهم يمني وهو متنفل. والله تعالى أعلم.
(1) لفظ: "من " من (ظ 1) وهامش (س) و (ص) .
(2) حديث صحيح دون قوله: "من العقبين " فشاذ، رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه ابنُ الجارود في "المنتقى" (416) عن محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد، وفيه: حتى يكونا إلى العقبين. (وسقط من المطبوع "عن سالم " من الإسناد) .
وأخرجه ابن خزيمة (2601) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، ب، إلا أن فيه: "وليقطعهما حتى يكونا إلى الكعبين ".
قلنا: الروايات المشهورة هي بلفظ: "وليقطعهما أسفل من الكعبين ".
انظر (4454) و (4482) و (4538) و (4868) و (5003) و (5075) و (5106) و (5166) و (5308) و (5325) و (5336) و (5427) و (5431) و (5472) و (5528) و (5906) و (6003) و (6244) .=(8/500)
4900 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلَاثٍ " (1)
4901 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عَبْدٍ أُقِيمَ مَا بَقِيَ فِي مَالِهِ " (2)
__________
=قال السندي: فينبغي أن تعد هذه الرواية شاذة، فإن الحديث واحد، فلا يكون لفظه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أحدهما، والمشهور أولى بالاعتبار من غيره، والله تعالى أعلم.
وقد سلف مطولاً برقم (4482) دون زيادة: وليحرم أحدكم في إزار ورداء ونعلين.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه مسلم (1970) (27) ، والنسائي في "المجتبى" 7/232، وفي "الكبرى" (4512) ، وأبو عوانة 5/232، والبيهقي في "السنن" 9/290 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وقد ذكرنا أن هذا النهي منسوخ، وذكرنا أحاديث النسخ في الرواية (4558) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، معمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وهذا الحديث لم يرد في (ق) و (ظ 1) .
وهو في "مصنف " عبد الرزاق مطولاً برقم (16712) ، ومن طريقه أخرجه مسلم=(8/501)
4902 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَمُرُّ عَلَيْهِ ثَلَاثُ لَيَالٍ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ " (1)
4903 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ رَآهَا تُبَاعُ، فَأَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ " (2)
__________
=3/ص 1287، وأبو داود (3946) ، والترمذي (1347) ، والنسائي في "الكبرى" (4943) و (4944) ، وفي "المجتبي" 7/319، والبيهقي في "السنن" 10/275، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (4451) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف " عبد الرزاق (16326) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1627) (4) ، وأبو يعلى (5546) ، وابنُ حبان (6025) .
وقد سلف برقم (4469) .
قال السندي: قوله: تمر عليه ثلاث ليال، هذه الجملة ينبغي أن تُجعل خبراً بتأويلها بالمصدر بتقدير أن أو بدونه، وقد صرح بعضهم بذلك، وجعلها بعضهم صفة، ولا يظهر له معنى، وتأويل الفعل بالمصدر كثير، ومنه قوله تعالى: (ومن آياته يريكم البرق) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف " عبد الرزاق (16572) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1621) (4) .=(8/502)
4904 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، وَالْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ (1) بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ (2) يَحْلِفُ: وَأَبِي، فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ دُونَ اللهِ تَعَالَى فَقَدْ أَشْرَكَ "، وَقَالَ الْآخَرُ: " فَهُوَ شِرْكٌ " (3)
__________
=وأخرجه الترمذي (668) ، والنسائي 5/109 عن هارون بن إسحاق الهمداني، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهرى، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر، أنه حمل ...
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (4521) .
(1) تحرف في (ص) و (ق) و (م) إلى: سعيد.
(2) لفظ: "عمر"سقط من (م) .
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن سعد بن عبيدة ثم يسمع هذا الحديث من ابن عمر مباشرة، بل كان في مجلسه مع رجل من كندة ثم خرج سعد إلى عند سعيد بن المسيب، فسمعه الكنديُ من ابن عمر، ثم جاء فحدث به سعد بن عبيدة، كذا بينه منصور بنُ المعتمر فيما يأتي برقم (5375) و (5593) ، ولعل هذا أصحُ من صنيع الأعمش وغيره حيث اختصروه، فأوهموا أنَّه من مسموعات سعد بن عبيدة، عن ابن عمر فعلى رواية منصور يكون في إسناد الخبر راوٍ مبهم، وهو الرجل الكندي، لكن سُمًي في الرواية التي ستأتي برقم (5375) محمداً الكندي، وقد ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 8/132 في هذه الطبقة راوياً يسمى محمداً الكندي، وقال: روى عن علي رضي الله عنه، مرسل، روى عنه عبد الله بن يحيى التوأم، سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هو=(8/503)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=مجهول، وسيأتي برقم (5222) و (5256) من طريق الأعمش عن سعد بن عبيدة ما يفيد أن هذا الأخير كان في مجلس ابن عمر عندما حدث بهذا الحديث، ولعل الأعمش اختصره، على أن أئمة الجرح والتعديل كالإمامين أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين قد قدموا منصوراً على الأعمش إذا اختلفا، كما أن الأعمش موصوف بالتدليس، وهو هناك قد عنعنه.
ولكل ما سلف أشار الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" بإثر الحديث (831) إلى فساد إسناده، وقال البيهقي في "السنن" 10/29: هذا مما لم يسمعه سعد بن عبيدة من ابن عمر.
قلنا: قد سلف منا تصحيح إسناد حديث سعد بن عبيدة هذا عن ابن عمر، عن عمر في "مسنده " برقم (329) ، وصحح كذلك في "مشكل الآثار" (826) ، فيستدرك من هنا، وهذا الحديث بذكر الإشراك لم يخرجه صاحبا "الصحيحين " ولا أحدهما، بل خرجا حديث نافع عن ابن عمر: أدرك رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمر وهو في بعض أسفاره وهو يقول: وأبي وأبي، فقال: "إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفاً فليحلف بالله، وإلا فليصمت "، وقد سلف برقم (4593) ، وخرجا حديث عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: كانت قريش تحلف بآبائها، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من كان حالفاً فليحلف بالله، لا تحلفوا بآبائكم "، وقد سلف أيضاً برقم (4703) ، وخرج مسلم دون البخاري حديث سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع عمر وهو يقول: وأبي وأبي، فقال: "إن الله عز وجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم "، قال عمر: فوالله ما حلفت بها ذاكراً ولا آثراً، وقد سلف برقم (4548) .
وأما حديث سعد بن عبيدة فهو في "مصنف " عبد الرزاق (15926) ، ومن طريقه أخرجه الحاكم 1/52.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1896) عن شعبة، والطحاوي في "مشكل الآثار"=(8/504)
4905 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ، أَوْ مَنْ لَا أَتَّهِمُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ خَطَبَ إِلَى نَسِيبٍ لَهُ ابْنَتَهُ قَالَ: فَكَانَ هَوَى أُمِّ الْمَرْأَةِ فِي ابْنِ عُمَرَ، وَكَانَ هَوَى أَبِيهَا فِي يَتِيمٍ لَهُ، قَالَ: فَزَوَّجَهَا الْأَبُ يَتِيمَهُ ذَلِكَ، فَجَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمِّرُوا النِّسَاءَ فِي بَنَاتِهِنَّ " (1)
__________
= (825) من طريق أبي عوانة، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد. وقرن شعبة بالأعمش منصوراً.
وأخرجه الطحاوي (826) ، والحاكم 1/52 من طريق إسرائيل، عن سعيد بن مسروق وحده، به. إلا أنه عند الطحاوي من حديث ابن عمر، عن عمر، وقد سلف في مسنده برقم (329) .
وسيأتي الحديث مطولًا ومختصراً برقم (5222) و (5256) و (5375) و (5593) و (6072) و (6073) ، وانظر (5346) .
والمراد بالشرك هنا: الشرك العملي الذي لا ينتقل المتلبس به عن الملة، وليس الشرك الاعتقادي.
وقال المناوي في "فيض القدير" 6/120: أي: فعل فعل أهل الشرك أو تشبه بهم، إذ كانت أيمانهم بآبائهم وما يعبدون من دون اللُه، أو: فقد أشرك في تعظيم ما لم يكن [له] أن يعظمه، لأن الأيمان لا تصلح إلا بالله، فالحالف بغيره معظم غيره مما ليس له، فهو يشرك غير اللُه في تعظيمه، ورجحه ابن جرير.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن فيه رجلاً مبهماً حدث عنه إسماعيل بن أمية ووثقه، ولهذه القصة طرق أخرى تشدها وتحسنها وتُبين أن لها أصلاً. سفيان: هو الثوري.=(8/505)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وهو في "مصنف " عبد الرزاق (10311) .
وأخرج المرفوع منه فقط أبو داود (2095) ، والبيهقي في "السنن" 7/115، وفي "المعرفة" (13576) من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرج نحوه بالقصة البيهقي في "السنن" 7/116 من طريق يونس بن محمد المؤدب، عن محمد بن راشد المكحولي، عن مكحول الشامي، عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما خطب إلى نعيم بن عبد الله، وكان يُقال له: النحام، أحد بني عدي ابنعًه ... فذكره، وهو مرسل، لم يصرح أبو سلمة بن عبد الرحمن بسماعه من ابن عمر، وهو ممن روى عنه، وخرج له مسلم في "صحيحه " من روايته عن ابن عمر، ورجال الإسناد لا بأس بهم من رجال "التقريب " غير سلمة بن أبي سلمة، فقد وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: لا بأس به.
وأخرجه بنحو ما يأتي برقم (5720) : الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/370 عن القاسم بن عبد الله بن مهدي، والبيهقي في "المعرفة" (13578) من طريق أبي بكر محمد بن النضر الجارودي، كلاهما عن أبي مصعب الزهري، عن حاتم بن إسماعيل عن الضحاك بن عثمان الحزامي، عن يحيي بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر كذا قال الجارودي فى حديثه وقال القاسم بن عبد الله: عن أبيه أن ابن عمر أتي عمر على صورة الإرسال وأما أبو بكر الجارودي فقد وصله كما نصص على ذلك البيهقي وأبو بكر الجارودي أحفظ وأوثق وعلى كل حال فإن رواية القاسم بن عبد الله المرسلة تحمل علي الاتصال، فإن عروة بن الزبير قد حدث عن ابن عمر غير ما حديث، وكان ختنه، والإسناد إن كان موصولاً قوي.
وانظر ما سيأتي برقم (6136) .=(8/506)
4906 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عُمْرَى، وَلَا رُقْبَى، فَمَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا أَوْ أُرْقِبَهُ فَهُوَ لَهُ حَيَاتَهُ وَمَمَاتَهُ " (1)
__________
=قوله: "آمروا النساء" قال السندي: بمد همز وكسر ميم مخففة، أي: شاوروهن استطابة لأنفسهن، وهو أدعى للألفة، وخوفاً من وقوع الوحشة بينهما إذا كانت الأم غير راضية، إذ البنات إلى الأمهات أميل، وفي سماع قولهن أرغب، ولأن المرأة ربما علمت من حال ابنتها أمراً لا يصلح معه النكاح من علة تكون بها أو سبب يمنع من وفاء حقوق النكاح، وقد يقال: وامروا بالواو، وليس بفصيح،
ثم قد ضبط في نسخ المسند وبعض نسخ أبي داود: أمًروا بتشديد الميم، والموافق لكتب الغريب ما ذكرنا.
(1) صحيح لغيره. حبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعن، وقد صرح عند عبد الرزاق أنه ثم يسمع من ابن عمر إلا الحديث في العمرى، ولم يخبر عطاء في العمرى شيئاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وابنُ جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وهو في "مصنف " عبد الرزاق (16920) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى" 6/273، وابنُ ماجه مختصراً (2382) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" وعند عبد الرزاق زيادة هي: قال (يعني عطاء) : الرقبى أن يقول: هذا للآخر مني ومنك موتاً، والعمرى. أن يجعله حياته بأن يعمر حياته- قلت (يعني ابن جريج) لحبيب: فإن عطاء أخبرني عنك في الرقبى! قال: لم أسمع من ابن عمر
في الرقبى شيئاً، ولم أسمع منه إلا هذا الحديث في العمرى، ولم أخبر عطاءً=(8/507)
4907 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ فَصَّ خَاتَمِهِ فِي بَطْنِ الْكَفِّ " (1)
4908 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
=في العمرى شيئا. قال عطاء: فإن أعطى سنة أو مشتين يسميه، فتلك منيحة يمنحها إياه، ليست بعمرى.
وأخرجه النسائي في "المجتبي" 6/273 عن أحمد بن سليمان الرهاوي، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن عطاء، مرسلا، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن العمرى والرقبى. قلت: وما الرقبى؟ قال: يقول الرجل للرجل: هي لك حياتك، فإن فعلتم، فهو جائزة.
وقد سلف برقم (4801) ، وذكرنا هناك شواهده.
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن أبي رواد، فقد روى له أصحاب السنن الأربعة، واستشهد به البخاري في "الصحيح، وهو صدوق، لا بأس به.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (7519) بنحوه.
وأخرجه أبن سعد في "الطبقات " 1/477 عن الفضل بن دكين، وإسحاق بن،سليمان، وأبو داود (4227) ، والبغوي (3148) من طريق علي بن نصر الجهضمي، والطرسوسي (77) من طريق عبيد الله بن موسى، أربعتهم عن عبد العزيز بن أبي داود، به. زاد علي بن نحر في حديثه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتختم في يساره.
وانظر (4677) .(8/508)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَرَأَى فِي الْقِبْلَةِ نُخَامَةً، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، وَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَسْتَقْبِلُهُ بِوَجْهِهِ، فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْقِبْلَةِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ "، ثُمَّ دَعَا بِعُودٍ فَحَكَّهُ، ثُمَّ دَعَا بِخَلُوقٍ فَخَضَبَهُ (1)
4909 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَأَنَا أَشُكُّ - يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (2)
__________
(1) إسناده قوي، ابن أبى رواد - وهو عبد العزيز - صدوق لا بأس به، استشهد به البخاري في "الصحيح " وروى له في "الأدب المفرد"، وروى له أصحاب السنن الأربعة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (1682) .
وأخرجه ابن حجر في "تغليق التعليق " 3/309 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وانظر (945) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، والثوري: هو سفيان، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.=(8/509)
4910 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا شَيْخٌ، مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا الَّذِي يَجُوزُ فِي الرَّضَاعِ مِنَ الشُّهُودِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ (1) " (2)
__________
وهو في "مصنف " عبد الرزاق (4790) .
وقد سلف مطولاً برقم (4763) .
(1) كذا جاء في (س) و (ق) و (ظ 1) ، ووقع في (م) : رجل وامرأة وامرأة، بعطف لفظ: "وامرأة"، وأثبتها الشيخ أحمد شاكر: رجل أو امرأة، بالعطف بأو، بدل الواو، أخذاً من نسخة ك ومجمع الزوائد.
(2) إسناده ضعيف جداً لضعف الشيخ من أهل نجران، وهو محمد بن عثيم فيما سماه معتمر بن سليمان كما سيأتي برقم (4911) و (4912) و (5877) ، وتابع معتمراً على اسمه هشامُ بن يوسف وأبو حذيفة فتما ذكره الحافظ في "التعجيل " ص 372، وسيأتي الكلام عليه في الحديث الذي بعد هذا برقم (4911) ، وأما محمد بن عبد الرحمن ابن البيلماني فمجمع على ضعفه، واتهمه ابن حبان بالوضع، وأبوه ضعفه غير واحد، وذكره ابن حبان في "الثقات "، لكن قال: لا يجب أن يعتبر بشيء من حديثه إذا كان من رواية ابنه، لأن ابنه محمد بن عبد الرحمن يضع على أبيه العجائب.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (13982) و (15437) .
قوله: "رجل وامرأة" قال السندي: ظاهره أنه لا حاجة إلى امرأتين مع الرجل، وأنه يكفي في ثبوته قول امرأة واحدة، ولو مرضعة، والفقهاء قد اختلفوا في ذلك، وظاهر حديث "الصحيحين ": "كيف وقد قيل؟ " أنه يثبت بقول المرضعة. وهذا=(8/510)
4911 - حَدَّثَنَاهُ (1) ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَعْنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ (2)
* 4912 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَجُوزُ فِي الرَّضَاعَةِ مِنَ الشُّهُودِ؟ قَالَ: " رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ " (3)
4913 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي
__________
=الحديث ضعيف، في "المجمع": فيه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، انتهى.
قلت (القائل السندي) : وفيه شيخ من أهل نجران وقد جاء مبيناً في الرواية الثانية، وهو محمد بن عثيم. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، كذا ذكره الحافظ في "تعجيل المنفعة".
(1) في (م) ونسخة الشيخ أحمد شاكر: حدثنا.
(2) إسناده ضعيف جداً كسابقه. محمد بن عثيم مجمع على ضعفه، له ترجمة في "تعجيل المنفعة" ص 372، فال الدوري عن ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: كذاب، وقال أبو حاتم والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/205: منكر الحديث، وقال النسائي في "الضعفاء" ص 93: متروك الحديث، وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/268: تالف في النقل، ذاهب في الرواية، لا يحق الاحتجاج به بحال، وذكره ابن عدي في "الكامل " 6/2245.
وهو عند ابن أبي شيبة 4/195-196 و14/176. وانظر ما قبله، وما بعده.
(3) إسناده ضعيف جداً، وهو مكرر ما قبله.(8/511)
ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ فَقَالَ: أَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُنْبَذَ فِي الْجَرِّ، وَالدُّبَّاءِ قَالَ: " نَعَمْ " (1)
4914 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (2) ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى عَنِ الْجَرِّ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالدُّبَّاءِ "
قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ، وَسَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَرِّ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُنْبَذُ لَهُ فِيهِ نُبِذَ لَهُ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابنُ جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وابن طاووس: هو عبد الله بن طاووس بن كيسان اليمانى.
وهو في "مصنف " عبد الرزاق (16933) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1997) (51) ، والطبراني في "الكبير" (13454) .
وأخرجه أبو عوانة 5/299-300 من طريقين، عن ابن جريج، به.
وأخرجه عبد الرزاق (16932) من طريق الحسن بن مسلم، عن طاووس، عن ابن عمر، موقوفاً.
وقد سلف بنحوه برقم (4465) .
(2) إلى هنا ينتهي الخرم في (ظ 14) ، وكان قد بدأ من الحديث (4886) ، قوله: فليشرب بيمينه.
(3) حديث صحيح، وقولُ أبي الزبير عن ابن عمر: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وهم، إنما سمعه ابنً عمر من أصحاب النبي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما سيرد=(8/512)
4915 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَقَالَ: " حَرَامٌ "، فَقُلْتُ: أَنَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " يَزْعُمُونَ ذَلِكَ " (1)
4916 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ مَاتَ وَهُوَ يَشْرَبُهَا لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حَرَّمَهَا اللهُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ " (2)
__________
=بالأرقام (4915) و (5074) و (5092) و (5423) و (5477) و (5789) ، وذكر ذلك
الدارقطني في "العلل" 4/الورقة 56، فقال: والصحيح أن ابن عمر ثم يسمع ذلك من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما سمعه من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: فهو مرسل صحابي، ومراسيل الصحابة متصلة صحيحة.
وهو في "مصنف " عبد الرزاق (16934) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1998) (60) ، وأبو عوانة 5/314.
وأخرجه أبو عوانة 5/300 من طريقين، عن ابن جريج، به.
وقد سلف بنحوه برقم (4465) دون حديث جابر.
وحديث جابر أخرجه النسائي 8/309، وأبو عوانة 5/309 من طرق، عن ابن جريج، به. وسيأتي في مسند ابن عمر برقم (6012) ، وفي مسند جابر 3/304 (الميمنية) ، ونذكر هناك تتمة خريجه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (16938) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6839) من طريق حسين بن واقد، عن ثابت، به. وقد سلف بنحوه برقم (4465) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (17056) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة=(8/513)
4917 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ عَادَ اللهُ لَهُ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، (1) فإن عاد، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ تَعَالَى أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ نَهَرِ الْخَبَالِ ". قِيلَ: وَمَا نَهَرُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: " صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ " (2)
__________
=5/273.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان " (5573) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أيوب، بهذا الإسناد.
وسيأتي بأطول مما هنا برقم (5730) ، وانظر (4690) .
(1) عبارة: "فإن عاد عاد الله له، فإن تاب تاب الله عليه " ليست في (م) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) حديث حسن، عطاء بن السائب كان قد اختلط، ومعمر بن راشد بصري، ورواية صغار البصريين عنه ضعيفة، لأنه قدم عليهم البصرة في آخر عمره بعدما اختلط، لكن رواه عنه حماد بن زيد، وهو ممن روى عنه قديماً قبل اختلاطه، فحسنا حديثه لذلك، وروي نحو هذا الحديث عن ابن عمر موقوفاً عليه، وكلاهما محفوظان، وللمرفوع شواهد سنذكرها في آخر التخريج.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (17058) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (13445) .
وأخرجه الطبراني أيضاً (13448) ، والبيهقي في "الشعب " (5580) من طريق حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، به. وفيه أنه إن شربها الرابعة كان حقاً=(8/514)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=على الله أن يسقيه من طينة الخبال.
وأخرجه الطيالسي (1901) ، والطبراني (13441) ، والبغوي (3016) من طرق همام بن يحيى، والترمذي (1862) ، وأبو يعلى (5686) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن ابن عمر. فزاد في الإسناد عبيد بن عمير، وهمام وجرير بصريان. وقال الترمذي والبغوي حديث حسن.
وأخرج منه قصة عدم قبول الصلاة أبو يعلى (5607) من طريق أيوب بن ثابت، عن خالد بن كيسان، عن ابن عمر وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن ثابت.
وأخرج الشطر الثاني البغوي في "شرح السنة" (3014) من طريق صالح بن قدامة لم عن أخيه عبد الملك بن قدامة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وهذا إسناد ضعيف أيضاً لضعف عبد الملك بن قدامة.
وأخرج نحوه موقوفاً النسائي 8/316 من طريق يحيى بن عبد الملك، عن العلاء بن المسيب، عن فضيل بن عمرو الفقيمي، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: من شرب الخمر فلم ينتش لم تقبل له صلاة ما دام في جوفه أو عروقه منها شيء، وإن مات مات كافرا، وإن انتشى لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، وإن مات فيها مات كافراً. وإسناده قوي.
وخالف فضيلاً يزيدُ بن أبي زياد، فرفعه، فقد أخرجه النسائي 8/316، والطبراني (13492) من طريقه، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر، فرفعه. وجعله النسائي من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص! وعلى كلا الأمرين فيزيد بن أبي زياد - وهو مولى الهاشميين - ضعيف، لا يحتج به.
وأخرجه بنحوه مختصراً عبد الرزاق (17059) ، عن ابن جريج، قال: سمعت عبد العزيز بن عبد الله يحدث عن عبد الله بن عمر، فذكره موقوفاً عليه، وهذا إسناد=(8/515)
4918 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا شِغَارَ (1) فِي الْإِسْلَامِ " (2)
__________
=منقطع، عبد العزيز بن عبد الله لها يتبينه، وسواء كان ابن أبي سلمة الماجشون، أو ابن خالد بن أسيد، فإن أحداً منهما لم يدرك ابن عمر.
وللحديث شاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سيرد برقم (6644) بإسناد صحيح.
وعن أبي ذر، سيرد 5/171.
وعن أسماء بنت يزيد، سيرد 6/460.
وعن عياض بن غنم عند أبي يعلى (6827) . وهذه الشواهد الثلاثة رواها شهر بن حوشب، وقد ضعف.
وعن ابن عباس عند أبي داود (3680) ، والطبراني (13015) ، والبيهقي في "الشعب " (815) . وفي إسناده ضعف يسير.
ويتشهد للشطر الأول فقط حديث السائب بن يزيد، عند الطبراني (266) ، وإسناده ضعيف جداً، وللشطر الثاني حديث جابر، سيرد عند أحمد 3/360، وإسناده لا بأس به.
قوله: "لم تقبل صلاته أربعين ليلة"، قال اسندي: قال السيوطي: ذكر في حكمة ذلك أنها تبقى في عروقه وأعضائه أربعين يوماُ. نقله ابن القيم.
و"الخبال " بفتح الخاء المعجمة: في الأصل الفساد، قال ابن العربي: إن قيل: هذا يفيد القطع بدخول النار وعقوبته فيها، قلنا: هذا مقيد بما إذا لم يغفر الله له، بدليل قوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به..) الآية.
(1) في (م) : إشغار. وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(8/516)
4919 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَرَّتَيْنِ بَيْنَهُمَا جَلْسَةٌ " (1)
__________
=وهو في "مصنف عبد الرزاق " (10435) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1415) (60) .
وقد سلف برقم (4526) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (5261) ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (1103) ، والنسائي في "الكبرى" (1721) ، وابن الجارود (295) ، والطبراني في "الكبير" (13296) .
وأخرجه بنحوه الشافعي 1/144، والدارمي 1/366، والبخاري (920) و (928) ، ومسلم (861) ، وابن ماجه (1103) ، والترمذي (506) ، والنسائي في "الكبرى" (1722) ، وفي "المجتبي" 3/109، والدارقطني 2/20، والبيهقي في "السنن" 3/197، وفي "المعرفة" (6424) و (6427) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/166، والبغوي في "شرح السنة" (1072) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وسيأتي برقم (5657) و (5726) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2322) .
وعن جابر بن سمرة، سيرد 5/86.
وعن جابر بن عبد الله عند الشافعي في "المسند" 1/144، والبيهقي 3/198، والبغوي (1073) .
وعن أبي هريرة عند الشافعي أيضاً 1/144.(8/517)
4920 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (1)
4921 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، (2) عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ " (3)
4922 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، (4) عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا قَفَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ سَأَلَ عُمَرُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (5290) .
وقد سلف برقم (4466) .
(2) في) ظ 14) : عن معمر.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام لصنعاني، معمر: هو ابن راشد الأزدي، أيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " مطولاً (4811) و (5526) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى" 3/113، وابنُ خزيمة (1869) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1745) ، والدارمي 1/369، وابن خزيمه (1870) من طريق مالك، عن نافع،.
وقد سلف مطولاً برقم (4506) .
(4) في (ظ 14) : أخبرنا معمر.(8/518)
عَنْ نَذْرٍ كَانَ نَذَرَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، اعْتِكَافُ يَوْمٍ؟ " فَأَمَرَ بِهِ ". فَانْطَلَقَ ابْنُ عُمَرَ (1) بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: وَبَعَثَ مَعِي بِجَارِيَةٍ كَانَ أَصَابَهَا يَوْمَ حُنَيْنٍ، قَالَ: فَجَعَلْتُهَا فِي بَعْضِ بُيُوتِ الْأَعْرَابِ حِينَ نَزَلْتُ، فَإِذَا أَنَا بِسَبْيِ حُنَيْنٍ قَدْ خَرَجُوا يَسْعَوْنَ، يَقُولُونَ: " أَعْتَقَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ اللهِ اذْهَبْ فَأَرْسِلْهَا، قَالَ: فَذَهَبْتُ فَأَرْسَلْتُهَا (2)
__________
(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: فانطلق عمر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، وأيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " مختصراً (8030) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1656) (28) ، والنسائي في "الكبرى" (3352) ، وابن حبان (4381) .
وأخرجه البخاري (4320) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
وأخرجه البخاري (3144) و (4320) ، ومسلم (1656) (28) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/133، والبيهقي في "السنن" 4/318 من طرق، عن أيوب، به.
وأخرجه مسلم (1656) (28) من طريق محمد بن إسحاق، عن نافع، به.
قال ابن حبان: ألفاظُ أخبار ابن عمر مُصرحة أن عمر نذر اعتكاف ليلة إلا هذا الخبر، فإن لفظه أن عمر نذر اعتكاف يوم، فإن صحت هذه اللفظة يثبه أن يكون ذلك يوماً أراد به بليلته، وليلة أراد بها بيومها، حتى لا يكون بين الخبرين تضاد.
وقد سلف برقم (4577) .
قال السندي: قوله: فبعث معي، أي: عمر، فجعلتها، أي: أجلستها فيه.(8/519)
4923 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْقُرْآنِ إِذَا عَاهَدَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ، فَقَرَأَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ إِبِلٌ، فَإِنْ عَقَلَهَا حَفِظَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَ عُقُلَهَا ذَهَبَتْ، فَكَذَلِكَ صَاحِبُ الْقُرْآنِ " (1)
4924 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا حَسَدَ إِلَّا عَلَى اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ " (2)
4925 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (5971) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (89) (227) ، وابن ماجه (3783) .
وقد سلف برقم (4665) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (5974) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب " (729) ، والبغوي في "شرح السنة" (1176) .
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1203) عن معمر، به.
وسلف برقم (4550) .(8/520)
الْعَشْرِ الْغَوَابِرِ فِي التِّسْعِ الْغَوَابِرِ (1) " (2)
4926 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ كَانَ مَرَّةً يَقُولُ ابْنِ مُحَمَّدٍ وَمَرَّةً يَقُولُ ابْنِ رَبِيعَةَ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ عَلَى دَرَجِ الْكَعْبَةِ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، أَلَا إِنَّ كُلَّ مَأْثُرَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِنَّهَا تَحْتَ قَدَمَيَّ الْيَوْمَ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سِدَانَةِ الْبَيْتِ وَسِقَايَةِ الْحَاجِّ، أَلَا وَإِنَّ (3) مَا بَيْنَ الْعَمْدِ وَالْخَطَأِ الْقَتْلِ (4) بِالسَّوْطِ وَالْحَجَرِ فِيهَا مِائَةُ
__________
(1) في هامش (ظ 14) : الأواخر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (7681) ، وقرن فيه مع معمر ابن جريج، وزاد فيه: "في وتر".
وأخرج عبد الرزاق (7680) عن معمر، بهذا الإسناد: أن رجلاً قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إني رأيت ليلة القدر كأنها ليلة كذا وكذا، فقال: "أرى رؤياكم قد تواطأت على العشر الأواخر، فالتمسوها في تسع، في وتر".
وانظر (4499) و (4547) .
قوله: "العشر الغوابر" قال السندي: أي: الباقية من رمضان، أي: في العشر الأواخر.
(3) في (م) : ألا إن.
(4) في (ظ 1) و (ظ 14) و (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: والقتل، بزيادة=(8/521)
بَعِيرٍ، مِنْهَا أَرْبَعُونَ فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا " (1)
4927 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثٍ: الْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ " (2)
__________
=الواو. وقد قال السندي: وإن ما بين العمد والخطأ القتل بالسوط: هكذا بدون الواو في بعض النسخ، وفي كثير من النسخ بالواو، وهو غلط، فإن المعنى: أن القتل بالسوط بين العمد والخطأ. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم بن ربيعة، وهو ابن الجوشن الغطفاني، أخرج له أصحاب السنن غير الترمذي، وهو ثقة.
وشكُّ معمرٍ في شيخ ابن جُدعان أهو القاسم بن ربيعة أو القاسم بن محمد، لا يؤثر، فقد صرح سفيان بن عيينة عند النسائي في "الكبرى" (7002) ، وفي "المجتبى" 8/42 بأن علي بن زيد سمعه من القاسم بن ربيعة، وتابعه في ذلك عبد الوارث بن سعيد العنبري عند أبي داود (4549) ، وهذا كافٍ في نفي الشك.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (17212) ، ومن طريقه أخرجه الدارقطني في "السنن" 3/105، وقد جاء عندهما القاسم غير منسوب.
وقد سلف برقم (4583) .
(2) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن خالد، ورباح - وهو ابن زيد - الصنعانيين، فقد روى لهما أبو داود والنسائي، وهما ثقتان.
وأخرجه عبد الرزاق (19527) عن معمر، عن الزهري، عن سالم، أو عن حمزة بن عبد الله، أو كليهما- شك معمر-، عن ابن عمر، به، مرفوعا 0 وفيه زيادة: قال: وقالت أم سلمة: والسيف.
قلنا: شك معمر لا يؤثر، لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة، وقد رواه الزهري في(8/522)
4928 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَدَقَةَ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ وَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: " أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلْيَعْلَمْ أَحَدُكُمْ مَا يُنَاجِي رَبَّهُ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ " (1)
__________
= الرواية السالفة برقم (4544) عن سالم، ورواه في هذه الرواية عن حمزة، ورواه عن كليهما معاً في الرواية الآتية برقم (6095) .
وزيادة أم سلمة: والسيف، سلف الكلام فيها في شواهد الحديث رقم (4544) .
وذكر معمر تفسير الحديث عقب روايته، فقال: وسمعتُ من يفسر هذا الحديث يقول: شؤمُ المرأة إذا كانت غير ولود، وشؤمُ الفرس إذا لم يُغز عليه في سبيل الله، وشؤم الدار جار السوء.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9276) من طريق يونس، عن الزهري، به.
وأخرجه مسلم (2225) (118) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي) (54) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/313، وفي "شرح مشكل الآثار" (779) ، والبيهقي 8/140 من طريق عتبة بن مسلم، ص حمزة، به. ولفظه: "إن كان الشؤم في شيء، ففي الفرس والمسكن والمرأة".
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي) (53) ، والطبراني في "الكبير" (13249) من طريق عتبة بن مسلم، عن حمزة، به، مرفوعاً، بلفظ: "الطيرة في المسكن والمرأة والفرس ".
وقد سلف برقم (4544) .
(1) إسناده صحيح. رباح: هو ابن زيد الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد=(8/523)
4929 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ (1) بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ يَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ، وَيَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ " قَالَ نَافِعٌ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، مَا خَلَا رِجْلَيْهِ (2)
__________
=الصنعاني، وصدقة المكي: هو صدقة بن يسار الجزري المكي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13572) ، والسهمي في "تاريخ جرجان " ص 115 و389 من طريق أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (5349) و (6127) .
وذكر المزي في "تهذيب الكمال " 13/157 عن أبي الحسن الميموني أنه قال: رأيت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يستحسن حديث صدقة بن يسار: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتكف ... وذكر هذا الحديث.
وفي الباب عن أبي سعيد، سيرد 3/94.
وعن لبياضي، سيرد 4/344.
وعن جابر بن عبد الله عند ابن عدي في "الكامل " 6/2175، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/484.
وانظر أيضا حديث علي الذي سلف برقم (663) .
قوله: "فليعلم أحدكم ما يناجي ربه " قال السندي: أي: ليقرأ القرآن في الصلاة على وجهه بحضور وخشوع، ولا يجهر البعض على البعض، لأنه يؤدي إلى خلاف ذلك.
(1) في (ق) : عبد الله، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (1074) ، ووقع فيه "عبد الله " مكان عبيد الله،(8/524)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وهو خطأ.
وأخرجه عبد بن حميد (750) ، وأبو عوانة 1/277 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وجاء فيهما "عبيد الله " على الصواب. وقد سلف الحديث في "مسند عمر بن الخطاب " برقم (235) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد، إلا أنه جاء في أصول "المسند" الخطية المسموعة: عبد الله بن عمر المكبر، بدل: عبيد الله، وأثبتناه كذلك اعتماداً عليها، وحكمنا على الحديث بالصحة لكون عبد الله بن عمر قد بّويع عليه، وأما هنا فعامة الأصول الصحيحة جاء فيها: "عبيد الله "، وهو الصواب إن شاء الله، ويؤيد ذلك أن عبد بن حميد وأبا عوانة روياه عن عبد الرزاق، فقالا: "عبيد الله ".
ولفظ القسم المرفوع منه عند عبد بن حميد: "نعم ويتوضأ وضوءه للصلاة ما عدا قدميه " فجعل قوله: "ما عدا قدميه " مرفوعاً مع أنه عند غيره موقوف على ابن عمر. ورواية أبي عوانة ليس فيها قول نافع.
وأخرج فعل ابن عمر مالك في "الموطأ" 1/48، ومن طريقه البيهقي 1/200، وأخرجه عبد الرزاق (1077) ، ومن طريقه البيهقي 1/201 عن ابن جريج، وابن أبي شيبة 1/60 من طريق أيوب، ثلاثتهم عن نافع، به.
وأخرجه عبد الرزاق (1088) عن معمر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، قال: كان ابن عمر إذا أراد أن ينام أو يطعم وهو جنب غسل فرجه ووجهه ويديه، لا يزيد على ذلك.
وأخرجه عبد الرزاق (1080) ، والنسائي في " الكبرى" (9069) و (9070) من طريق سالم، به. ولم يذكروا ترك غسل القدمين،.
وأخرج الطحاوي 1/128 من طريق أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، قال: إذا أجنب الرجل، وأراد أن يأكل أو يشرب أو ينام غسل كفيه، ومضمض واستنشق، وغسل فرجه، ولم يغسل قدميه.=(8/525)
4930 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
4931 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَحَرَّى أَحَدُكُمْ غُرُوبَ الشَّمْسِ، فَيُصَلِّيَ عِنْدَ ذَلِكَ " (2)
4932 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
=وأخرج ابن أبي شيبة 1/61 من طريق سالم، عن أبيه، قال: إذا أراد الجنب أن يأكل أو يشرب أو ينام توضأ.
وهو مكرر (235) ، وانظر (4662) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق (1075) .
وهو مكرر (236) ، وانظر (4662) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن خالد، ورباح - وهو ابن زيد - الصنعانيين، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهما ثقتان. معمر: هو ابن راشد الأزدي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه بنحوه البخاري (58) من طريق حماد بن زيد، و (1192) من طريق ابن علية، كلاهما عن أيوب، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (4612) .(8/526)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ أَنْ يَأْتِينَ " أَوْ قَالَ: " يُصَلِّينَ فِي الْمَسْجِدِ " (1)
4933 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلٌ أَهْلَهُ أَنْ يَأْتُوا الْمَسَاجِدَ "، فَقَالَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: فَإِنَّا نَمْنَعُهُنَّ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ هَذَا "، قَالَ: فَمَا كَلَّمَهُ عَبْدُ اللهِ حَتَّى مَاتَ (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن خالد.، ورباح - وهو ابن زيد - الصنعانيين، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهما ثقتان. معمر: هو ابن راشد، وأيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه بنحوه أبو داود (566) ، وأبو عوانة 2/59 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4522) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات. إبراهيم بن خالد: هو الصنعاني، ورباح: هو ابن زيد الصنعاني، وعمر بن حبيب: هو المكي، وابن أبي نجيح: هو عبد الله، ومجاهد: هو ابن جبر.
وأخرجه الطيالسي (1903) ، وأبو عوانهّ 2/8، من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عمر، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (4522) ، وانظر (5021) .
قال الحافظ في "الفتح" 2/349 في قول ابن عبد الله بن عمر: فإنا نمنعهن: وكأنه قال ذلك لما رأى من فساد بعض النساء في ذلك الوقت، وحملته على=(8/527)
4934 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ الْقَاصُّ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ الصَّنْعَانِيَّ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، " وَأَحْسَبُهُ قَالَ: (1) " وَسُورَةَ هُودٍ " (2)
__________
=ذلك الغيرة، وإنما أنكر عليه ابنُ عمر لتصريحه بمخالفة الحديث، وإلا فلو قال مثلاً: إن الزمان قد تغير، وإن بعضهن ربما ظهر منه قصد المسجد وإضمار غيره، لكان يظهر أن لا ينكر عليه. وأخذ من إنكار عبد الله على ولده تأديب المعترض على السنن برأيه، وعلى العالم بهواه، وتأديب الرجل ولده وإن كان كبيراً إذا تكلم بما لا ينبغي له، وجواز التأديب بالهجران ...
وقال في قوله: فما كلمه عبد الله حتى مات: وهذا - إن كان محفوظاً - يحتمل أن يكون أحدهما مات عقب القصة بيسير.
قال البغوي في "شرح السنة" 3/440: ويستدل بعض أهل العلم بعموم قوله: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " على أنه ليس للزوج منع زوجته من الحج، لأنه خروج إلى أعظم المساجد، وهو المسجد الحرام.
(1) في هامش (س) و (ص) : وحسبت أنه قال، نسخة.
(2) هو مكرر (4806) سنداً ومتناً.(8/528)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241 هـ)
أشرف على تحقيقه
الشيخ شعيب الأرنؤوط
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط
محمد نعيم العرقسوسى - إبراهيم الزيبق
الجزء التاسع
مؤسسة الرسالة(9/1)
4935 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهَلَّ حِينَ اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ قَائِمَةً " (1)
4936 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَحَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (2) ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَأْكُلْ أَحَدُكُمْ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. محمد بن بكر: هو البرساني.
وأخرجه البخاري (1552) ، ومسلم (1) 87) (28) ، والنسائي في "المجتبى" 5/163، و"الكبرى" (3740) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/122، والبيهقي في "السنن"5/38 من طرق، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/122، والطبراني في "الكبير" (13427) ، والبيهقي في "السنن"5/36-37، من طرق، عن نافع، به.
وقد سلف برقم (4842) ، وانظر (4570) .
(2) عبارة:"وحجاج عن ابن جريج"لم ترد في (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن جريج - وهو عبد الملك بن=(9/7)
4937 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ لِي نَافِعٌ قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُقْتَلُ مِنَ الدَّوَابِّ خَمْسٌ (1) لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُنَّ فِي قَتْلِهِنَّ: الْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورٌ، وَالْفَأْرَةُ " (2)
4938 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ حَدِيثِ، سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ " (3)
__________
= عبد العزيز- صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهةُ تدليسه، محمد بن بكر: هو البُرْساني، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه أبن حبان (5924) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.
وهذا النهي منسوخ، وقد ذكرنا أحاديث النسخ عقب الرواية (4558) .
(1) في (ظ14) : يقتل خمس من الدواب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1) 99) (77) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4461) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"3/85 من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الدارمي 2/28، والبخاري (6991) ، والطحاوي 3/85، والبيهقي 4/311 من طريق عقيل بن خالد، والنسائي في "الكبرى" (3397) من طريق=(9/8)
4939 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا (1) ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ وَقَدْ " كَانَ (2) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ يَمْشُونَ أَمَامَهَا " (3)
4940 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي زِيَادٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ (4)
__________
= يونس بن يزيد، كلاهما عن الزهري، به. وزاد البخاري والنسائي والبيهقي قصة الرؤيا.
وانظر (4499) و (4547) و (4529) .
(1) في (ظ14) : حدثنا.
(2) في (ظ14) : وكان.
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين، وابن جُريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالتحديث عند أبي يعلى، فانتفت شبهة تدليسه. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وابن بكر: هو محمد البُرساني، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري.
وأخرجه الشافعي في "مسنده"1/213، وأبو يعلى (5519) من طريقين، عن ابن جريج، به.
وقد سلف برقم (4539) ، وذكرنا هناك أن المرسل أصح، وانظر ما بعده.
(4) رجاله ثقَات رجال الشيخين. والصواب أنه مرسل كما سيأتي، ابن جُريج صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، حجاج: هو ابن محمد المصيصي=(9/9)
4941 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، - وَكَانَ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ، وَكَانَ أَعْلَمَ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، مِنْ وَهْبٍ يَعْنِي ابْنَ مُنَبِّهٍ - قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ
__________
= الأعور، وزياد بن سعد: هو ابن عبد الرحمن الخراساني.
وأخرجه الطبراني (13133) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وفيه قال أحمد: هذا الحديث ... إنما هو عن الزهري مرسل، وحديث سالم من فعل ابنِ عمر، وحديث ابن عيينة كأنه وهم.
قلنا: سلفت رواية ابن عيينة برقم (4539) ، ورواية سالم برقم (4939) ، وستأتي (6253) .
وأخرجه الترمذي (1008) ، والنسائي في "المجتبى"4/56، وفي "الكبرى" (2072) من طريق همام بن يحيى، عن زياد، به.
قال الترمذي: وروى همام بن يحيى هذا الحديثَ عن زياد، وهو ابن سعد، ومنصور وبكر وسفيان عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، وإنما هو سفيان بن عيينة، روى عنه همام.
وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب مرسلًا، وإنما أتى هذا لأن الحديث رواه الزهري، عن سالم، عن أبيه أنه كان يمشي أمام الجنازة. قال: وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر يمشون أمام الجنازة. وقال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنما هو من قول الزهري.
قال ابن المبارك: الحفاظ عن ابن شهاب ثلاثة: مالك ومعمر وابن عيينة، فإذا اجتمع اثنان على قول أخذنا به، وتركنا قول الآخر.
قلنا: مالك ومعمر روياه مرسلاً. انظر الرواية رقم (4539) وتخريجها.(9/10)
يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيَقْرَأْ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ " (1)
4942 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (2)
4943 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الثَّمَرِ أَنْ يُبَاعَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " (3)
__________
(1) إسناده حسن. عبد الله بن بَحِير، وعبدُالرحمن بن يزيد الصنعانيان سلف الكلام عنهما في الرواية (4806) . وإبراهيم بنُ خالد: هو الصنعاني المؤذن، ثقة، روى له أبو داود والنسائي.
وقد سلف مطولًا برقم (4806) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الله بن دينار: هو مولى عبد الله بن عمر.
وأخرجه الحميدي (609) ، والبيهقي في "المعرفة" (2088) و (2089) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (2) 23) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، به.
وقدسلف برقم (4466) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/148 (ترتيب السندي) عن سفيان، بهذا الإسناد.=(9/11)
4944 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ مَاشِيَةٍ أَوْ كَلْبَ قَنْصٍ، نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ " (1)
4945 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ رَجُلٌ لَاعَنَ امْرَأَتَهُ؟ فَقَالَ: فَرَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَخَوَيْ بَنِي الْعَجْلَانِ، وَقَالَ: " إِنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا
__________
= وأخرجه مسلم (1534) (52) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/23، وابنُ حبان (4981) ، والبيهقي 5/300، والبغوي (2078) من طريق إِسماعيل بن جعفر، وأبو يعلى (5799) من طريق مالك، كلاهما عن عبد الله بن دينار، به.
وقدسلف برقم (4493) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/408 و14/208، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/55، والبيهقي في "السنن"6/9 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5480) ، ومسلم (1574) (52) من طريقين، عن عبد الله بن دينار، به. وقد سلف برقم (4479) ، وذكرنا هناك شواهده وشرحه.
قال السندي: قوله: أو كلب قَنَص: في "القاموس": القَنَص، بفتحتين: المصيد، وقي"الصحاح"أنه الصيد. والله تعالى أعلم.(9/12)
تَائِبٌ؟ " ثَلَاثًا (1)
4946 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: عُبَيْدُ اللهِ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، (2) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَلَ أَهْلَ خَيْبَرَ بِشَطْرِ مَا خَرَجَ مِنْ زَرْعٍ أَوْ تَمْرٍ، فَكَانَ يُعْطِي أَزْوَاجَهُ كُلَّ عَامٍ مِائَةَ وَسْقٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه الشافعي في "المسند"2/48) ترتيب السندي) ، والحميدي (672) ، وسعيد بن منصور (1558) ، والبخاري (5312) ، ومسلم (1493) (6) ، والبيهقي في "السنن"7/401 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد ذكر البخاري في آخره قول شيخه ابن المديني راويه عن سفيان: قال سفيان: حفظته من عمرو وأيوب كما أخبرتك.
قال الحافظ في "الفتح"9/458: الحديث كان عند سفيان عن عمروبن دينار، وعن أيوب جميعاً عن ابن عمر، وقد وقع في رواية الحميدي عن سفيان، قال: وحدثنا أيوب في مجلس عمروبن دينار، فحدثه عمرو بحديثه هذا، فقال له أيوب: أنت أحسن حديثاً مني.
وقال أيضاً 9/457: عمرو بن دينار وأيوب سمعا الحديث جميعاً من سعيد بن جبير، فحفظ فيه عمرو ما لم يحفظه أيوب، وقد بين ذلك سفيان بن عيينة، حيث رواه عنهما جميعا في الباب الذي بعد هذا. قلنا: يعني برقم (5312) .
وقد سلف من طريق أيوب كما في هذه الرواية في "مسند عمر بن الخطاب" رضي الله عنه برقم (398) .
وسلف من طريق سفيان، عن عمرو برقم (4587) .
وسلف بنحوه برقم (4477) .
(2) في (ظ14) وهامش (س) : عن نافع.(9/13)
ثَمَانِينَ (1) وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ، وَعِشْرِينَ وَسْقًا مِنْ شَعِيرٍ " (2)
4947 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَدْخَلَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، وَاسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ قَائِمَةً أَهَلَّ مِنْ عِنْدِ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ " (3)
4948 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: أَخْبَرَنَا، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ:
__________
(1) وقع في (س) و (ص) و (ظ1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: وثمانين، بزيادة واو، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حماد بن أسامة: هو أبو أسامة القرشي مولاهم، الكوفي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه الدارقطني في "السنن"3/38 من طريق يحيى بن سلام، عن حماد، عن عبيد الله، بهذا الإسناد، بلفظ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى خيبر على النصفِ من كل نخل أو زرع أو شيء. ويحيى بن سلام البصري ضعًفه الدارقطني.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1758) ، وفي "الصغير" (57) من طريق أبي قُرة موسى بن طارق، عن موسى بن عقبة، عن عبيد الله، به. وذكر أنه لم يرو هذا الحديث عن موسى بن عقبة إلا أبو قرة.
وقد سلف برقم (4732) ، وانظر (4663) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حماد بن أسامة: هو أبو أسامة القرشي، مولاهم الكوفي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه البخاري (2865) من طريق أبي أسامة عن عبيد الله، بهذا الإسناد.
وقدسلف برقم (4842) .(9/14)
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الْمَسِيحَ - قَالَ: ابْنُ بِشْرٍ فِي حَدِيثِهِ وَذَكَرَ (1) الدَّجَّالَ - بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ، أَلَا وَإِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى، (2) كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ " (3)
4949 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةٍ فَلْيُجِبْ " (4)
__________
(1) في (س) و (ص) إشارة إلى أن الواو في كلمة"وذكر"زيادة في نسخة.
(2) في (ظ14) : اليمين.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حماد: هو ابن أسامة، ومحمد بن بشر: هو العبدي، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم.
وأخرجه مسلم ص 2247، وابن منده في "الإيمان" (1043) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة حماد بن أسامة ومحمد بن بشر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/128 عن أبي أسامة حمادبن أسامة، به.
وأخرجه مسلم ص 2247، وابن منده (1043) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير، عن محمد بن بشر، به.
وأخرجه الترمذي (2241) من طريق معتمربن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، به, وصححه.
وقد سلف برقم (4804) ، وانظر (4743) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(9/15)
4950 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ (1) ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْحَدِيثَ وَهَذَا الْوَصْفَ، (2)
4951 - قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي وحَدَّثَنَا قَبْلَهُ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ (3) رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَلْيُجِبْ (4)
__________
= وأخرجه أبو داود (3737) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن"7/263 عن مخلد بن خالد، عن أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد. وزاد في آخره: "فإن كان مفطرا فليَطْعم، وان كان صائما فلْيَدْعُ".
وقدسلف برقم (4712) .
(1) في (ظ1) زيادة:"أبو أسامة"، وكتبت في هامش (س) و (ص) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر ما قبله إسنادا وفيه زيادة في المتن، سنشيرُ إليها في التعليق على الحديث التالي.
وأخرج قصة ذي اليدين دونَ قصة إجابة الدعوة: أبو داود (1017) ، وابن ماجه (1213) ، وابن خزيمة (1034) ، والبيهقي في "السنن"2/359 من طرق، عن أبي أسامة حمادبن أسامة، بهذا الإسناد.
(3) في) ظ14) : العشاء.
(14 لفظة:"فليجب"لم ترد في النسخ، وذكرت في هامش (س) و (ص) ، وأثبتها الشيخ أحمد شاكر في طبعته.
والحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين. قال الشيخ أحمد شاكر: وهو من مسند أبي هريرة، ولكن إثباته هنا مع الإسناد الذي قبله يحتاج إلى بحث، فالظاهر أن حماد بن أسامة حدث أحمد بحديث ابن عمر في إجابة الدعوة=(9/16)
4952 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
= (4949) عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، في موضع، وأنه حدثه به بالإسناد نفسه في موضع آخر، فلم يذكر لفظه، ولكن قال:"هذا الحديث وهذا الوصف"، وهو الإسناد (4950) ، وأن ذلك كان عقب أن حدثه بحديث أبي هريرة في إحدى صلاتي العشي، وهو قصهَ ذي اليدين في سجود السهو، وبحديثه في إجابة الدعوة، جمع له حديثي أبي هريرة حديثا واحداً بإسناد واحد: عن هشام بن حسان وابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، والحديثان رواهما أبو هريرة،
كما سنذكره، وأن أحمد حين سمع من شيخه حماد بن أسامة الإسناد (4950) عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، بعقب حديثي أبي هريرة اللذين جمعهما حديثا واحدا، وسمع قوله في إسناد حديث ابن عمر:"هذا الحديث وهذا الوصف"، شك في هذا السماع الأخير، أعني شك في صواب الرواية عن ابن عمر الحديث كله بجزأيه، في قصة ذي اليدين، وفي إجابة الدعوة، فذكر الإسناد
(4950) عقب (4949) وهما إسناد واحد، ثم بين كيف حدثه شيخه بالإسناد في المرة الثانية.
قلنا: قصة ذي اليدين من حديث أبي هريرهَ سترد في "مسنده"2/234 عن محمد بن أبي عدي، عن عبد الله بن عون وحده، عن محمد بن سيرين، وستخرج طرقها هناك. لكن نذكر هنا أن ابن ماجه أخرجها في "سننه"بم قم،1214) عن علي بن محمد، عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن عبد الله بن عون وحده، بهذا الإسناد.
وأما قصة إجابة الدعوة فسترد أيضا في "مسنده"2/279 عن عبد الرزاق، و2/507 عن يزيد بن هارون، كلاهما عن هشام بن حسان وحده، عن محمد بن سيرين. ويأتي تخريجها هناك.(9/17)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَادِرُوا الصُّبْحَ بِالْوِتْرِ " (1)
4953 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَلْحَقَ ابْنَ الْمُلَاعَنَةِ بِأُمِّهِ (2) "
4954 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنِي عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَادِرُوا الصُّبْحَ بِالْوَتْرِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. ولم يرد هذا الحديث في نسخة (ق) .
وأخرجه أبو عوانة 2/332 من طريق الإمام أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1436) ، والترمذي (467) ، وأبو عوانة 2/332، والحاكم في "المستدرك"1/301، والبغوي في "شرح السنة" (966) من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيأتي من طريق آخر برقم (4954) ، وانظر (4492) .
قال السندي: قوله: بادروا الصبح بالوتر، أي: أوتروا قبل الصبح.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة، ونافع: مو مولى ابن عمر.
وقد سلف من طريق مالك برقم (4527) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. عاصم الأحول: هو ابن سليمان البصري.
قال ابنُ أبي حاتم في "المراسيل"ص 125: كتب إلى علي بن أبي طاهر القزويني: حدثنا أحمد بن محمد الأثرم، قال: قلت لأبي عبد الله: عاصم، عن=(9/18)
4955 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " أَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ يُضَحِّي " (1)
4956 - حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ " (2)
__________
= عبد الله بن شقيق، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:"بادروا
الصبح بالوتر"؟ فقال: عاصم لم يرو عن عبد الله بن شقيق شيئاً، ولم يرو هذا إلا ابن أبي زائدة، وما أدري.
قلنا: الحديث عند مسلم كما سيأتي.
واخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/232 من طريق الِإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (750) (149) ، وأبو عوانة 2/332، وإلبيهقي في "السنن" 2/478، والبغوي في "شرح السنة" (967) من طريق يحيى بن أبي زائدة، به.
وقد سلف من طريق آخر برقم (4952) ، وانظر (4492) .
(1) إسناده ضعيف، فيه حجاج - وهو ابن أرطاة -، مدلس، وقد عنعن.
يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة.
وأخرجه الترمذي (1507) من طريق يحيى بن أبي زائدة، بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن! وانظر ما سيأتي برقم (6401) .
(2) إسناده صحيح. قُران بن تمام الأسدي الكوفي، روى له أبو داود والترمذي والنسائي، ووثقه أحمد وابن معين والدارقطني، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وقد سلف برقم (4470) .(9/19)
4957 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (1) بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ قَزَعَةَ قَالَ: قَالَ (2) عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَأَرْسَلَنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَقَالَ: تَعَالَ حَتَّى أُوَدِّعَكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَرْسَلَنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ: " أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ " (3)
4958 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ فَقَالَ: " هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا (4) ؟ "، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا
__________
(1) في (ظ14) : عن عبد العزيز.
(2) في (ظ14) : قال لي.
(3) حديث صحيح، إسماعيل بن جرير: سلف في الرواية (4781) الاختلاف على عبد العزيز في اسمه، وترجح أنه يحيى بن إسماعيل بن جرير، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. قزعة: هو ابن يحيى البصري.
وأخرجه أبو داود (2600) ، والحاكم 2/97 من طريق عبد الله بن داود الخُريبي، عن عبد العزيزبن عمر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4781) ، وانظر (4524) .
(4) في (ق) و (ظ14) : ما وعد ربكم حقا. وفي هامش (س) و (ظ1) :=(9/20)
أَقُولُ "، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَقَالَتْ: وَهِلَ يَعْنِي - ابْنَ عُمَرَ - إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُمُ الْآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ لَهُوَ الْحَقُّ " (1)
4959 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَقَالَتْ: وَهِلَ - يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ - إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرٍ فَقَالَ: " إِنَّ صَاحِبَ هَذَا (2) لَيُعَذَّبُ وَأَهْلُهُ يَبْكُونَ عَلَيْهِ "، ثُمَّ قَرَأَتْ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] " (3)
__________
= وعدتكم حقاً. نسخة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/377، واليخاري (3980) و (3981) ، والنسائي في " المجتبى"4/110، والطبراني في "الكبير" (13263) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3978) ، ومسلم (932) (26) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن هشام، عن أبيه، قال: ذكر عند عائشة أن ابن عمر يرفع ...
وقدسلف بنحوه برقم (4864) .
(2) في (ق) : هذا القبر.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي،=(9/21)
4960 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنَ الْجُيُوشِ وَالسَّرَايَا أَوِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِذَا أَوْفَى عَلَى أُرْبِيَّةٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ وَعْدَهُ، (1) وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ " (2)
4961 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْأَلُ عَنِ الْمَاءِ يَكُونُ بِأَرْضِ الْفَلَاةِ، وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالسِّبَاعِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا
__________
= وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه أبو داود (3129) ، والنسائي في "المجتبى"4/17، والطبراني في "الكبير" (13262) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3129) من طريق أبي معاوية، عن هشام، به.
وقدسلف برقم (4865) .
وسيرد من حديث عائشة 6/57، ويخرج هناك.
(1) فى) ظ14) : صدق الله وعده.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي، وعبيد الله: هو ابن العمرىِ، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقد سلف برقم (4717) ، وانظر (4496) .(9/22)
كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ (1) لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ " (2)
4962 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ ابْنَ سُرَاقَةَ، يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَبْلَ الصَّلَاةِ وَلَا بَعْدَهَا فِي السَّفَرِ " (3)
4963 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانُوا يَبْدَءُونَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ فِي الْعِيدِ " (4)
4964 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ طَوَافًا وَاحِدًا (5) لِإِقْرَانِهِ، لَمْ
__________
(1) استدرك في هامش (س) لفظ:"قدر"، أي: قدر قلتين، وأثبتها الشيخ أحمد شاكر في طبعته.
(2) إسناده حسن. عَبْدة: هو ابن سليمان الكلابي الكوفي.
وهو مكرر (4605) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن عثمان بن سراقة، لكن سلف متصلًا بإسناد صحيح برقم (4675) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي.
وهو مكرر (4602) .
(5) لفظ:"واحداً" لم يرد في (ظ14) .(9/23)
يَحِلَّ بَيْنَهُمَا، وَاشْتَرَى هَدْيَهُ مِنَ الطَّرِيقِ مِنْ قُدَيْدٍ " (1)
4965 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا (2) سَعِيدٌ الْمَعْنَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ، فَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَعَدَلَ رَاحِلَتَهُ عَنِ الطَّرِيقِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا (3) نَافِعُ أَتَسْمَعُ؟ فَأَقُولُ: نَعَمْ، قَالَ: فَيَمْضِي حَتَّى قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَيْهِ (4) وَأَعَادَ الرَّاحِلَةَ إِلَى الطَّرِيقِ وَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ
__________
(1) إسناده ضعيف. يحيى بن يمان - وهو أبو زكريا العجلي الكوفي - كثيرُ الخطأ، فقد تغير ونسي، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الترمذي (907) ، وابن ماجه (3102) ، والدارقطني 2/257 من طريق يحيى بن يمان، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث الثوري إلا من حديث يحيى بن اليمان. وروي عن نافع أن ابن عمر اشترى من قديد، وهذا أصح.
قلنا: وهم يحيى بن اليمان بهذا، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد ساق الهدي من ذي الحليفة، وهي قبل قديد بكثير، كما في "صحيح البخاري" (1691) ، والذي اشترى الهدي من قديد هو ابن عمر، كما جاء مصرحا به في رواية البخاري (1693) ، وفي روايتي"المسند" رقم (5165) و (6391) ، وانظر (4595) و (5350) .
وأخرجه دون قوله: " واشترى هديه من الطريق من قديد " ابن خزيمة (2746) ، والطحاوي 2/197، والدارقطني 2/257 و261 من طرق، عن نافع، به.
(2) في (ظ14) : قالا أخبرنا.
(3) في (ظ14) : أيا.
(4) في (ظ14) : يده.(9/24)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعَ صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا " (1)
4966 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، " كَانَ يَتَوَضَّأُ مَرَّةً مَرَّةً وَيُسْنِدُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ " كَانَ يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا وَيُسْنِدُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
4967 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ عُمَرَ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ، يُخْبِرُ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ "، قَالَ: ثُمَّ شَهِدْتُ الْعِيدَ (3) مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَصَلَّى بِلَا
__________
(1) إسناده حسن. الوليد بن مسلم، وهو أبو العباس الدمشقي - وإن كان يدلس عن الضعفاء ويسوي -، تابعه مخلد بن يزيد، وهو الحراني، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير سليمان بن موسى، وهو الأشدق، فقد روى له أصحاب السنن، ومسلم في المقدمة، وهو ثقة إلا ما انفرد فيه. وسعيد بن عبد العزيز: هو أبو يحيى التنوخي، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقدسلف برقم (4535) .
(2) هو حديثان، حديث ابن عباس، وهو صحيح لغيره، وقد سلف برقم (4818) .
وحديث ابن عمر، وإسناده ضعيف، وروي موقوفا، وهو الصحيح، وقد سلف برقم (4534) .
(3) في (ق) و (ظ1) : صلاة العيد.(9/25)
أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ "، قَالَ: ثُمَّ شَهِدْتُ الْعِيدَ (1) مَعَ عُمَرَ فَصَلَّى بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، ثُمَّ شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُثْمَانَ فَصَلَّى بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ (2)
4968 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ رَاشِدٍ الْجَزَرِيَّ يُخْبِرُ أَنَّهُ، سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ يُخْبِرُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يُخْبِرُ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ أَوْ نَحْوَهُ (3)
__________
(1) في (ق) و (ظ1) : صلاة العيد.
(2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف جدا، عبد الرزاق بن عمر الثقفي متروك الحديث، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وسيأتي برقم (4968) و (5871) و (5872) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2171) .
وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (2172) ، وسيأتي برقم (5871 م) .
وعن جابر بن سمرة، سيرد 5/910.
وعن البراء، عند ابن أبي شيبة 2/1690.
وعن أبي رافع، عند الطبراني في "الكبير" (943) .
ورواية جابر بن سمرة والبراء وأبي رافع مختصرة، ثم يذكروا فيها سوى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد فيه ضعف يسير، النعمان بن راشد الجزري: ضعيف، لكن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وابن ثوبان - وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان -: حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. الوليد: هو ابن مسلم القرشي، مولاهم أبو العباس الدمشقي.
وانظر ما قبله.(9/26)
4969 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُقْبَلُ صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ، وَلَا صَلَاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ " (1)
4970 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ: أَتَيْنَا ابْنَ عُمَرَ فِي الْيَوْمِ الْأَوْسَطِ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ قَالَ: فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فَدَنَا الْقَوْمُ وَتَنَحَّى ابْنٌ لَهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: ادْنُ فَاطْعَمْ، قَالَ: فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ " إِنَّهَا أَيَّامُ طُعْمٍ وَذِكْرٍ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/4-5، ومسلم (224) ، والبيهقي 1/42 عن حسين بن علي الجعفي، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 1/234، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3299) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن زائدة بن قدامة، به.
وقد سلف برقم (4700) .
(2) حسن، إبراهيم بن مهاجر - وإن كان في حفظه لين - يحسن حديثه في المتابعات والشواهد، وهذا منها، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة، وأبو الشعثاء: هو سُليم بن أسود المحاربي.(9/27)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه محمد بن عاصم الثقفي في "جزئه" (3) ، والنسائي في "الكبرى" (2903) من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد. ولم يذكر النسائي فيه قصة ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/20 عن أبي الأحوص سلام بن سليم، عن إبراهيم بن مهاجر، به، موقوفاً.
وأخرج عبد بن حميد (830) ، وابن خزيمة (2148) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن المطلب بن عبد الله: دعا أعرابياً إلى طعام له، وذلك بعد النحر بيوم، فقال الأعرأبي: إني صائم، فقال: إني سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهى عن صيام هذه الأيام الثلاثة، يعني أيام التشريق.
وهذا إسناد جيد، وفيه تصريح المطلب بن عبد الله بن حنطب بالسماع من ابن عمر، وزعم بعض أهل العلم بأن روايته عن ابن عمر مرسلة!
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2899) من طريق عبد الرزاق هذه، إلا أنه جعله من حديث عبد الله بن عمروبن العاص!
وفي الباب عن علي، سلف برقم (567) .
وعن سعد، سلف برقم (1456) .
وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/1520.
وعن بشر بن سحيم، سيرد 3/4150.
وعن عبد الله بن حذافة، سيرد 3/450 _451.
وعن كعب بن مالك، سيرد 3/4600.
وعن حمزة الأسلمي، سيرد 3/4940.
وعن يونس بن شداد، سيرد 4/770.
وعن عمرو بن العاص، سيرد 4/1970.=(9/28)
4971 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " وَمَنْ صَلَّى مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ فَلْيَجْعَلْ آخِرَ صَلَاتِهِ وِتْرًا، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ (1) بِذَلِكَ " (2)
4972 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُرِيتُ (3) فِي النَّوْمِ أَنِّي (4) أَنْزِعُ بِدَلْوِ بَكْرَةٍ عَلَى قَلِيبٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَنَزَعَ نَزْعًا ضَعِيفًا وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَاسْتَقَى فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ
__________
= وعن نبيشة الهذلي، سيرد 5/750.
وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/2240.
قوله:"أيام طعم"، قال السندي: الطُعم بالضم مصدر طَعِمَ كعَلِمَ: إذا ذاق، وبمعنى الطعام، والمراد هاهنا الأول، أي: أيام أكل.
(1) في (ق) و (ظ1) : يأمرنا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بشر: هو العبدي.
وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وسلف برقم (4710) ، وانظر (4492) .
(3) في (س) و (ص) : رأيت. نسخة.
(4) في (ظ14) : كأني.(9/29)
يَفْرِي فَرِيَّهُ حَتَّى رَوَّى (1) النَّاسُ وَضَرَبُوا بِعَطَنٍ " (2)
4973 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَزَعِ " قَالَ: عُبَيْدُ اللهِ: " وَالْقَزَعُ التَّرْقِيعُ فِي الرَّأْسِ " (3)
__________
(1) ضبطت في (س) و (ق) : رَوِيَ.
(2) حديث صحيح، وأبو بكر بن سالم بن عبد الله ليس له في الصحيحين الا هذا الحديث، قال الحافظ في " الفتح "7/46: وليس لأبي بكربن سالم في البخاري غير هذا الموضع، ووثقه العجلي، ولا يُعرف له راو إلا عبيد الله بن عمر المذكور، وإنما أخرج له البخاري في المتابعات. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن بشر: هو العبدي، وعبيد اللُه: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه البخاري (3682) ، ومسلم (2393) (19) ، وأبو يعلى (5514) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.
وقال الذهبي في "السير"11/457: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه، ولا يكاد أبو بكر يُعرف إلا بهذا الحديث.
قلنا: وقدسلف برقم (4814) .
قوله:"بدلو بَكْرة": بفتح فسكون: خشبة مستديرة يستقى عليها. قاله السندي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بشر: هو العبدي.
واخرجه النسائي 8/182 من طريق محمد بن بشر، بهذا الِإسناد دون قول عبيد الله.
وأخرجه البخاري (5920) ، وابن حبان (5506) من طريق ابن جريج،=(9/30)
4974 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ (1) ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَزَعِ " (2)
4975 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، (3) سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيَّ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "
__________
= ومسلم (2120) ، وابن ماجه (3637) من طريق أبي أسامة، ومسلم (2120) من طريق عبد الله بن نمير، والبيهقي 9/305 من طريق شجاع بن الوليد، أربعتهم عن عبيد الله بن عمر، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وسيرد برقم (5175) عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر، عن عمر بن نافع، به.
وأخرجه النسائي 8/30 ا- ا 13 من طريق سفيان الثوري، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر. وقال: حديث يحيى بن سعيد ومحمد بن بشر أولى بالصواب.
وقدسلف برقم (4473) .
قال الحافظ في "الفتح"10/364: قد أخرجه مسلم والنسائي وابن ماجه وابن حبان وغيرهم، من طرق متعددة، عن عبيد الله بن عمر بإثبات عمر بن نافع، ورواه سفيان بن عيينة، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بن عبيد، عن عبيد الله بن عمر بإسقاطه، وكأنهم سلكوا الجادة، لأن عبيد الله بن عمر معروف بالرواية عن نافع مكثر عنه، والعمدة على من زاد عمر بن نافع بينهما، لأنهم حفاط، ولا سيما فيهم من سمع عن نافع نفسه كابن جريج، والله أعلم.
(1) "ابن عثمان": ليس في (ظ ا) ولا (م) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) حديث صحيح. وهو مكرر (4473) .
(3) في (م) : حدثنا سليمان، وهو خطأ.(9/31)
لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه أبو يعلى (5516) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/720، والدارمي 2/297، والبخاري في "صحيحه" (6154) ، وفي "الأدب المفرد" (870) ، والبيهقي 10/244 من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو يعلى (5573) من طريق مكي بن إبراهيم، والطحاوي 4/295 من طريق ابن وهب، ثلاثتهم عن حنظلة بن أبي سفيان، به. وزاد الدارمي في روايته: "أو دماً"، وتصحف فيه سالم عن ابن عمر، إلى: سالم بن عمير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13229) من طريق أبي عبيدة من ولد عبد الله بن عمر، عن سالم، به.
وسيأتي الحديث برقم (5704) .
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1506) .
وعن أبي هريرة، سيرد 2/2880.
وعن أبي سعيد، سيرد 3/80.
وعن عمر عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/2950.
وعن عوف بن مالك عند الطحاوي أيضاً 2/2950.
وعن سلمان عند الطبراني في "الكبير" (6132) .
وعن جابر عند أبي يعلى (2056) .
قوله: " خير له " قال السندي: وهو خير من عذاب الآخرة الذي يؤدي إليه امتلاء الجوف من الشعر عادة.
قال إبو عبيد في " غريب الحديث " 1/36: ووجه الحديث عندي: أن يمتلىء قلبه من الشعر حتى يغلب عليه، فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله، فيكون الغالب=(9/32)
4976 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ فَصَّ خَاتَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَاطِنِ كَفِّهِ " (1)
4977 - حَدَّثَنَا (2) إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، سَمِعْتُ سَالِمًا يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ عِنْدَ الْكَعْبَةِ مِمَّا يَلِي وَجْهَهَا رَجُلًا آدَمَ، سَبْطَ الرَّأْسِ، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى رَجُلَيْنِ، يَسْكُبُ رَأْسُهُ أَوْ يَقْطُرُ رَأْسُهُ، فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ أَوْ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ، وَرَأَيْتُ وَرَاءَهُ رَجُلًا أَحْمَرَ،
__________
= عليه من أيَ الشعر كان، فأما إن كان القرآن والعلم الغالبين عليه، فليس جوف هذا عندنا ممتلئاً من الشعر.
وقال البيهقي في "شعب الإِيمان"4/276: ينبغي للمرء المسلم أن يحفظ لسانه عن الشعر الذي يكون هجاء أو فحشاً أو كذباً. أما الشعر الذي لا يكون فيه شيء من ذلك فهو كغيره من الكلام يستحب للمرء أن لا يستكثر منه حتماً يشغله عما هو أولى به من قراءة القرآن وذكر الله عزَ وجل.
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن أبي رواد، فقد روى له أصحاب السنن الأربعة، واستشهد به اليخاري، وهو صدوق لا بأس وانظر (4907) و (4677) .
(2) في (س) و (ص) و (ظ1) :أخبرنا.(9/33)
أَعْوَرَ عَيْنِ الْيُمْنَى، جَعْدَ الرَّأْسِ، أَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ ابْنُ قَطَنٍ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ " (1)
4978 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، سَمِعْتُ سَالِمًا يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُلَّةِ إِسْتَبْرَقٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ اشْتَرَيْتَ هَذِهِ الْحُلَّةَ تَلْبَسُهَا (2) إِذَا قَدِمَ عَلَيْكَ وُفُودُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ ". ثُمَّ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُلَلٍ ثَلَاثٍ، فَبَعَثَ إِلَى عُمَرَ بِحُلَّةٍ، وَإِلَى عَلِيٍّ بِحُلَّةٍ، وَإِلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ بِحُلَّةٍ، فَأَتَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِحُلَّتِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَعَثْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ، وَقَدْ سَمِعْتُكَ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ؟ قَالَ: " إِنَّمَا بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتَبِيعَهَا أَوْ تُشَقِّقَهَا لِأَهْلِكَ خُمُرًا "، قَالَ إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ: وَأَتَاهُ (3) أُسَامَةُ وَعَلَيْهِ الْحُلَّةُ، فَقَالَ: " إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا، إِنَّمَا بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتَبِيعَهَا " مَا أَدْرِي أَقَالَ لِأُسَامَةَ، " تُشَقِّقُهَا خُمُرًا " أَمْ لَا، قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ فِي حَدِيثِهِ: أَنَّهُ سَمِعَ سَالِمَ بْنَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقدسلف برقم (4743) .
(2) في (ظ14) وهامش (س) و (ص) و (ظ1) : فلبستها.
(3) في (ظ14) : فأتاه.(9/34)
عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: وَجَدَ عُمَرُ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، (1)
4979 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي حَنْظَلَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَأَتَاهُ أُسَامَةُ وَقَدْ لَبِسَهَا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنْتَ كَسَوْتَنِي، قَالَ: " شَقِّقْهَا بَيْنَ نِسَائِكَ خُمُرًا،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الحارث - وهو ابن عبد الملك المخزومي -، متابع إسحاق بن سليمان الرازي، فمن رجال مسلم.
حنظلة: هو ابن أبي سفيان بن عبد الرحمن الجمحي.
وأخرجه النسائي 8/198، وابن حبان (5113) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، عن عبد الله بن الحارث، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (349) عن مكي بن إبراهيم، عن حنظلة، به.
وأخرجه أبو يعلى (5515) من طريق إسحاق بن سليمان، عن حنظلة، به مختصراً، ولفظه عن ابن عمر: خرج أسامة وعليه حلة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "شققها لأهلك خُمراً".
وأخرجه البخاري (948) و (3054) ، ومسلم (2068) (8) ، وأبو داود (1077) ومختصراً (4041) ، والنسائي 3/181، وأبو عوانة 5/448، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/245، وفي " شرح مشكل الآثار" (4832) ، والبيهقي 3/280، والخطيب في "الفقيه والمتفقه " 1/221 من طريق الزهري، عن سالم، وقدسلف برقم (4767) .(9/35)
أَوِ اقْضِ بِهَا حَاجَتَكَ " (1)
4980 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ، سَمِعْتُ سَالِمًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ أَوْ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ يَقُولُ: " ها، إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا هَا، إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا هَا، إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا، مِنْ حَيْثُ يُطْلِعُ الشَّيْطَانُ قَرْنَيْهِ " (2)
4981 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، (3) حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، يُخْبِرُ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ، أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الحارث - وهو ابن عبد الملك المخزومي -، فمن رجال مسلم. حنظلة: هو أبن أبي سفيان بن عبد الرحمن الجمحي.
وقدسلف برقم (4713) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حنظلة: هو ابن أبي سفيان بن عبد الرحمن الجمحي، سالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه مسلم (2905) (49) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن إسحاق بن سليمان، بهذا الِإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (739) من طريق عمر بن محمد، عن سالم، به.
وانظر (4751) .
(3) في النسخِ، ما عدا (ظ14) : سعد، وهو تحريف.(9/36)
يَقُولُ: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " (1)
4982 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَكَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، فَقُلْتُ لَهُ: فَقَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ " (2)
4983 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَلَ ثَلَاثًا مِنَ الْحَجَرِ إِلَى
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعيد، وهو الطالقاني، فقد روى له أبو داود والنسائي والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. معاوية بن سلام: هو الدمشقي. يحيى بن أبي كثير: هو الطائي. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه النسائي 4/139 من طريق محمد بن المبارك الصوري، وعثمان بن سعيد الحمصي، والطحاوي 3/123 من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، ثلاثتهم عن معاوية بن سلام، به.
وقد سلف برقم (4488) .
(2) إسناده صحيح. عبد الرحمن بن سعد - وهو مولى عبد الله بن عمر - روى عنه جمع، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الأسدي الكوفي.
وقدسلف برقم (4470) .(9/37)
الْحَجَرِ، وَمَشَى أَرْبَعًا " (1)
4984 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَجَعَ مِنْ أُحُدٍ، فَجَعَلَتْ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ يَبْكِينَ عَلَى مَنْ قُتِلَ مِنْ أَزْوَاجِهِنَّ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَلَكِنْ حَمْزَةُ لَا بَوَاكِيَ لَهُ " قَالَ: ثُمَّ نَامَ فَاسْتَنْبَهَ وَهُنَّ يَبْكِينَ قَالَ: فَهُنَّ الْيَوْمَ إِذًا يَبْكِينَ يَنْدُبْنَ بِحَمْزَةَ (2)
__________
(1) حديث صحيح، عبد الله - وهو ابن عمر العمري، وإن كان ضعيفاً -، متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وقدسلف برقم (4618) .
قوله:"من الحجر إلى الحجر"، قال السندي: أي: من الحجر الأسود إليه، يريد تمام الدورة.
(2) إسناده حسن، أسامة بن زيد - وهو الليثي - روى له الشيخان استشهاداً، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وسيأتي الحديث بأتم مما هنا برقم (5563) و (5666) ، ويأتي تخريجه هناك.
قوله: فهن اليوم إذا يبكين يندبن بحمزة هو قول أحد الرواة يصف ما تفعله نسوة أهل المدينة، يبينه قول الحاكم بإثر حديث أنس 1/381: وهو أشهر حديث بالمدينة، فإن نساء المدينة لا يندبن موهتاهن حتى يندبن حمزة، وإلى يومنا هذا.
قوله:"لا بواكي له " قال السندي: جمع باكية. قاله قبل النهي عن البكاء، يشير إليه رواية ابن ماجه، فلا إشكال، وقوله: "فهن اليوم"، أي: إذا تركن على حالهن، ولفظ ابن ماجه: مرَّ بنساء عبد الأشهل يبكين هلكاهن يوم أحد، فقال=(9/38)
4985 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى بِقَوْمٍ عَذَابًا أَصَابَ الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ، ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ " وَقَالَ عَلِيٌّ فِي حَدِيثِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُول (1)
__________
=رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"لكن حمزة لا بواكي له"، فجاء نساء الأنصار يبكين على حمزة،
فاستيقظ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال:"ويحهن ما انقلبن بعد؟ مروهن فلينقلبن، ولا يبكين على هالك بعد اليوم". قلنا: سيي نحوه في الرواية (5563) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب - وهو ابن زياد الخراساني - فقد روى له ابن ماجه، وغير علي بن إسحاق - وهو السلمي، مولاهم المروزي - فقد روى له الترمذي، وكلاهما ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب، وحمزة بن عبد الله: هو ابن عمر بن الخطاب.
وأخرجه البخاري (7108) ، ومن طريقه البغوي (4204) عن عبد الله بن عثمان، والخطيب في " تاريخ بغداد " 6/88-89 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا ألِإسناد.
وأخرجه مسلم (2879) ، وابن حبان (7315) من طريق ابن وهب، عن يونس بن يزيد الأيلي، به.
وسيأتي برقم (5890) و (6207) .
ويشهد لمسألة البعث على النية لمن كان بأرض أصابها العذاب، حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وسيرد 6/105=(9/39)
4986 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " مَا أَتَيْتُ عَلَى الرُّكْنِ مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ، فِي شِدَّةٍ وَلَا رَخَاءٍ، إِلَّا مَسَحْتُهُ " (1)
4987 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ (2) الْفَجْرَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ " (3)
__________
= وحديث أم سلمة، سيرد 6/2890
قوله:"من كان فيهم"قال السندي: أي ممن ليسوا على عملهم إشارة إلى معنى قوله تعالى: (واتقوا فتنةً لا تُصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) ، وهذا إذا ثبت غير العصاة فيهم إلى مجيء العذاب، وأما إن خرجوا منهم قبل ذلك فلا، كما كان من كانوا يؤمنون بالأنبياء السابقين، فإنهم كانوا يخرجون مع نبيهم قبل العذاب بوحي من الله، واللُه تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين وقد سلف برقم (4463) .
(2) في (س) و (ق) و (ظ1) : فإذا كان.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق - وهو العُقيلي - فمن رجال مسلم. عبدُ الأعلى بنُ عبد الأعلى: هو البصري السامي، وخالد: هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه ابنُ خزيمة (1072) من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/273 و291 و14/245، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/278 من طريق هشيم، وابنُ خزيمة (1072) من طريق يزيد بن(9/40)
4988 - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حَدِيثِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّاسَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضْرَبُونَ إِذَا ابْتَاعُوا الطَّعَامَ جُزَافًا، أَنْ يَبِيعُوهُ حَتَّى يُؤْوُوهُ إِلَى رِحَالِهِمْ " (1)
4989 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " إِنْ (2) كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَأْمُرُنَا بِالتَّخْفِيفِ، وَإِنْ كَانَ لَيَؤُمُّنَا بِالصَّافَّاتِ، قَالَ يَزِيدُ: فِي الصُّبْحِ (3)
__________
= زريع، وأبو عوانة 2/332 من طريق محبوب بن الحسن، وابن حبان (2623) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، أربعتهم عن خالد الحذَّاء، به.
وأخرجه بنحوه مسلم (749) (148) من طريقين عن عبد الله بن شقيق، به.
وقد سلف برقم (4492) ، وسيأتي برقم (5503) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4517) .
(2) لفظ:"إن"لم يرد في (ق) .
(3) إسناده حسن. الحارثُ بنُ عبد الرحمن خالُ ابنِ أبي ذئب: صدوق، روى له الأربعة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حماد بن خالد: هو الخياط، ويزيد: هو ابن هارون. ابنُ أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي. سالم بن عبد الله: هو ابن عمر بن الخطاب.
وأخرجه أبو يعلى (5445) ، وابنُ حبان (1817) ، والبيهقي في "السنن" 3/118 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وقدسلف برقم (4796) .(9/41)
4990 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِي الْحَدَّادَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ فِي الْقُبُورِ، فَقُولُوا: بِسْمِ اللهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
4991 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أَنَّ عَمَّهُ وَاسِعَ بْنَ حَبَّانَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: لَقَدْ ظَهَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ (2) عَلَى ظَهْرِ بَيْتِنَا، " فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدًا عَلَى لَبِنَتَيْنِ مُسْتَقْبِلًا بَيْتَ الْمَقْدِسِ " (3)
4992 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ،
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الواحد الحداد - وهو ابن واصل -، فقد روى له البخاري متابعة، وهو ثقة.
وقد سلف برقم (4812) ، وذكرنا هناك أن المحفوظ وقفه من قول ابن عمر.
(2) في) ظ14) : لقد ظهرتُ يوماً.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ويحيى: هو ابن سعيد الأنصاري، ومحمد بن يحيى: هو ابن حَبان بن منقذ الأنصاري.
وأخرجه البخاري (149) ، وابن ماجه (322) ، والدارمي 1/171، والبيهقي 1/92 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في " الموطأ " 1/193-194، والشافعي 1/28، والبخاري (145) ، ومسلم (266) (61) ، وأبو داود (2)) ، والنسائي في "المجتبى" 1/23-24، وفي "الكبرى " (22) ، وابن ماجه (322) ، وابن خزيمة (59) ، وأبو عوانة 1/201، والطحاوي 4/233 و234، وابن حبان (1421) ، والدارقطني=(9/42)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " صَلَاةُ الْمَغْرِبِ وِتْرُ النَّهَارِ، فَأَوْتِرُوا صَلَاةَ اللَّيْلِ " (1)
4993 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمِقْدَامِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَمْشِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَبَا (2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا لَكَ لَا تَرْمُلُ؟ فَقَالَ: " قَدْ رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَ " (3)
__________
= 1/61، والبيهقي 1/92، والبغوي (176) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه الطبراني في " الكبير" (13312) من طريق عبد الرزاق، عن عبد الله بن عمر العمري، عن محمد بن يحيى بن حبان، به.
وقدسلف برقم (4606) .
قوله: "على ظهر بيتنا"قال السندي: وفي بعض النسخ: على ظهر بيت لنا، وعلى التقديرين، فالنسبة مجازية، والمراد بيت لحفصة التي هي أخت عبد الله، والنسبة إليها أيضاً بالنظر إلى السكنى، وإلا فالبيوتُ كانت ملكاً له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما كان لأمهات المؤمنين السكنى، والله تعالى أعلم.
(1) هو مكرر (4847) سنداً ومتناً.
(2) في (ظ1) : يا أبا.
(3) إسناده ضعيف، الحجاج - وهو ابن أرطاة - مدلس، وقد عنعن، وعبد الملك بن المغيرة الطائفي لم يوثقه غير ابن حبان، وعبد الله بن المقدام لم يروِ عنه غير عبد الملك بن المغيرة الطائفي، فهو في عداد المجهولين.
وأخرج النسائي 5/242 عن محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، قال:=(9/43)
4994 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، مَوْلَى مَيْمُونَةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تُصَلُّوا صَلَاةً فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ " (1)
4995 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ سَلَمَةَ الشَّيْبَانِيُّ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: عِنْدَ (2) مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ مَعَ الْأَشَجِّ، فَسَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْأَشْرِبَةِ، "
__________
= حدثنا صدقة بن يسار، عن الزهري، قال: سألوا ابن عمر: هل رأيت رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رمل بين الصفا والمروة، فقال: كان في جماعة من الناس، فرملوا، فلا أراهم رملوا إلا برمله.
وسيأتي الحديث بالأرقام (5006) و (5143) و (5257) و (5265) و (6013) و (6393) . وسيأتي في الحديث (5737) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعى ببطن المسيل بين الصفا والمروة.
(1) إسناده حسن. سليمان مولى ميمونة: مو سليمان بن يسار.
وقدسلف برقم (4689) .
(2) في النسخ وطبعة الشيخ أحمد شاكر و"أطراف المسند"3/406: كنت عند منبر.. بزيادة لفظ:
" كنت"وهو مقحم خطأ، فلم يرد من طريق يزيد في مصادر التخريح، ولا ورد في الرواية السالفة برقم (4629) وهي من طريق ابن علية، عن عبد الخالق بن سلمة الشيباني، بهذا الإسناد. وقد نقلنا عن الدارقطني في الحديث (4914) أن هذا الحديث لم يسمعه ابنُ عمر من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنه مرسل صحابي.(9/44)
فَنَهَاهُمْ عَنِ الْحَنْتَمِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ " (1)
4996 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ بَكْرٍ قَالَ: ذَكَرْتُ لِابْنِ عُمَرَ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ، فَقَالَ: وَهِلَ أَنَسٌ، إِنَّمَا أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجِّ، (2) وَأَهْلَلْنَا مَعَهُ، (3) فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: " مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً "، وَكَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدْيٌ فَلَمْ يَحِلَّ (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الخالق بن سلمة الشيباني، فمن رجال مسلم، يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/122) 3856) ، ومسلم (1997) (58) ، وأبو يعلى (5612) ، وأبو عوانة 5/297 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 5/297 من طريق بشر بن المفضل، عن عبد الخالق، به.
وقد سلف بنحوه برقم (4465) .
(2) لفظ: "بالحج" سقط من طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(3) في (ظ14) : وأهللنا به معه.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وبكر: هو ابن عبد الله المزني.
وأخرجه ابن الجارود (431) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الِإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (4353) و (4354) من طريق بشر بن المفضل، ومسلم (1232) (185) ، والنسائي في " المجتبى"5/150 من طريق هشيم، كلاهما، عن حميد، به.
وأخرجه مسلم (1232) (186) من طريق حبيب بن الشهيد، عن بكر، به.
وقد سلف نحوه برقم (4822) ، وسيأتي (5147) و (5509) .
وانظر (5719) .=(9/45)
4997 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَرْبَعًا تَلَقَّفْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ " (1)
4998 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُبَاعَ الثَّمَرَةُ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا صَلَاحُهَا؟ قَالَ: " إِذَا ذَهَبَتْ عَاهَتُهَا، وَخَلَصَ طَيِّبُهَا (2) " (3)
__________
= قال السندي: قوله: أهلَّ بحج وعمرة، أي: كان قارناً.
وهل أنس: - جوزوا فتح الهاء وكسرها - أي غلط، وهذا منه تغليظ لأنس على زعمه، وإلا فقد ثبت كونه قارناً ثبوتاً لا مردَّ له، وقد اعترف بلل لك كثير ممن قال: الِإفراد أفضل، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه ابن ماجه (2918) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2918) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/124، والدارقطني 2/225 من طرق، عن عبيد الله، به. وقد سلف برقم (4457) .
قال السندي: قوله: أربعاً، بالنصب على الإضمار على شرط التفسير، والمراد أربع كلمات أو تلبيات.
تلقفتهن، أي: أخذتهن.
(2) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : وجُدَّ من طيِّبها.
(3) حديث صحيح دون قوله: يا رسول الله، ما صلاحها ... وهذا إسناد=(9/46)
4999 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْهَمَ لِلرَّجُلِ وَفَرَسِهِ (1) ثَلَاثَةَ، أَسْهُمٍ: سَهْمًا لَهُ، وَسَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ " (2)
5000 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْرِفُ شَجَرَةً بَرَكَتُهَا كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ: النَّخْلَةُ " (3)
__________
= ضعيف لضعف حجاج - وهو ابن أرطاة -، وعطيةَ العوفي.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (4525) .
وقوله: يا رسول الله، ما صلاحها؟ قال: إذا ذهبت عاهتها، وخلص طيبها.
قلنا: الصحيح أن هذا التفسير من قول ابن عمر كما ورد عند البخاري (1486) ، ومسلم (1534) (52) ، وسيرد برقم (5499) ، ولفظه: فقيل لابن عمر: ما صلاحه؟ قال: تذهب عاهته.
وانظر (5012) ، وسيأتي برقم (5521) .
(1) في هامش (ص) و (ق) و (ظ1) : ولفرسه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو مكرر إحدى طريقي الحديث رقم (4448) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومجاهد: هو ابن جبر.
وأخرجه بنحوه البخاري (5444) ، وابن حبان (244) من طريقين، عن الأعمش، به.
وقدسلف برقم (4599) .(9/47)
5001 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " يُصَلِّي حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ، وَيَتَأَوَّلُ عَلَيْهِ: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} [البقرة: 144] (1)
5002 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبِي أَوْ بِبَعْضِ جَسَدِي وَقَالَ: " يَا عَبْدَ اللهِ، (2) كُنْ كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَعُدَّ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك بن أبي سليمان، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطبري في "التفسير" (1839) عن أبي كريب، عن عبد الله بن إدريس، بهذا الِإسناد.
وقد سلف برقم (4714) ، وانظر (4470) .
قوله: ويتأول عليه: (وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) قال السندي: ففيه التولية نحو المسجد الحرام، فلا مناسبة له بالمقام، والظاهر أن هذه الآية وقعت من بعض الرواة سهواً هاهنا، والله تعالى أعلم.
قلنا: والآية التي ينبغي الاستشهاد بها هنا قوله تعالى: (ولله المشرق والمغرب، فأينما تولُّوا فثمَّ وجة الله) ، وقد جاءت كدالك على الصواب في الحديث (4714) السالف، وفي رواية الطبري (1839) .
(2) في (س) و (ص) : عبد الله، بدون"يا"قبله. وأثبتت في هامشيهما.(9/48)
نَفْسَكَ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ " (1)
5003 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ الْبُرْنُسَ، وَلَا الْقَمِيصَ، وَلَا الْعِمَامَةَ، وَلَا السَّرَاوِيلَ، وَلَا الْخُفَّيْنِ إِلَّا أَنْ يَضْطَرَّ يَقْطَعُهُ مِنْ عِنْدِ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا يَلْبَسُ ثَوْبًا مَسَّهُ الْوَرْسُ، وَلَا الزَّعْفَرَانُ، (2) إِلَّا أَنْ يَكُونَ غَسِيلًا " (3)
5004 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مَالِكٍ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الضَّبِّ فَقَالَ: "
__________
(1) صحيح لغيره دون قوله:"وَعُد نفسك من أهل القبور"، فحسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابن أبي سُليم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ومجامد: هو ابن جبر المكي.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 13/217 عن أبي معاوية، بهذا الِإسناد.
وقد سلف برقم (4764) ، وذكرنا هناك شواهده.
(2) في (ق) : والزعفران.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه الحميدي (627) ، والنسائي في "المجتبى"5/135، وفي "الكبرى" (3658) ، وابن خزيمة (2597) و (2598) ، وابن حبان (3955) ، والبيهقي 5/50 من طرق، عن عبيد الله، به.
وقدسلف برقم (4482) .(9/49)
لَا آكُلُهُ وَلَا أَنْهَى عَنْهُ " (1)
5005 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مَالِكٍ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (2)
5006 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِقْدَامِ بْنِ وَرْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَلَمْ يَرْمُلْ " فَقُلْتُ: لِمَ تَفْعَلُ هَذَا؟ قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، كُلًّا " قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ، رَمَلَ وَتَرَكَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه مسلم (1943) (41) ، والطحاوي في "شرح معاني الأثار"4/200 من طريقين، عن مالك بن مغول، بهذا الإسناد.
وقدسلف برقم (4497) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه الِإسماعيلي في "معجمه " (210) من طريق الفضل بن دكين، عن مالك بن مغول، به.
وقدسلف برقم (4466) .
(3) إسناده ضعيف. حجاج - وهو ابن أرطاة - مدلس، وقد عنعن، وعبد الملك بن المغيرة الطائفي لم يوثقه غير ابن حبان، وعبد الله بن مقدام بن ورد=(9/50)
5007 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَنَابٍ، (1) عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَئِنْ تَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، وَأَخَذْتُمْ بِأَذْنَابِ الْبَقَرِ، وَتَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، لَيُلْزِمَنَّكُمُ اللهُ مَذَلَّةً فِي رِقَابِكُمْ، لَا تَنْفَكُّ عَنْكُمْ حَتَّى تَتُوبُوا إِلَى اللهِ وَتَرْجِعُوا عَلَى (2) مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ " (3)
5008 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ يَعْنِي السُّبَيْعِيَّ، عَنْ نَافِعٍ، (4) عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (5)
__________
= لم يروِ عنه غير عبد الملك، ولا يؤثر توثيقه عن أحد.
وقدسلف برقم (4993) .
(1) تحرفت في (م) إلى: أبي حباب، وفي طبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: أبي حيان.
(2) في (ق) و (ظ14) : إلى.
(3) إسناده ضعيف لضعف أبي جَنَاب، وهو يحتى بن أبي حية الكلبي، وشهرِ بن حوشب.
وقدسلف نحوه برقم (4825) .
(4) لفط:"عن نافع"سقط من طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (1088) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"1/334، من=(9/51)
5009 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُتَلَاعِنَيْنِ يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، نَعَمْ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ فُلَانٌ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ أَحَدَنَا رَأَى امْرَأَتَهُ عَلَى فَاحِشَةٍ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ إِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَإِنْ تَكَلَّمَ فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُجِبْهُ، فَقَامَ (1) لِحَاجَتِهِ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي سَأَلْتُكَ عَنْهُ قَدِ ابْتُلِيتُ بِهِ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ (2) الْآيَاتِ فِي سُورَةِ النُّورِ، {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النور: 6] حَتَّى خَتَمَ الْآيَاتِ، " فَدَعَا الرَّجُلَ، فَتَلَاهُنَّ عَلَيْهِ، وَذَكَّرَهُ بِاللهِ تَعَالَى، وَأَخْبَرَهُ أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ "، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا كَذَبْتُ عَلَيْهَا، " ثُمَّ دَعَا الْمَرْأَةَ، فَوَعَظَهَا وَذَكَّرَهَا، وَأَخْبَرَهَا بِأَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ "، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنَّهُ لَكَاذِبٌ، فَدَعَا
__________
= طريق عمر بن عبيد، بهذا الِإسناد. وتحرف اسم عمر في مطبوع"أخبار أصبهان" إلى: عمرو.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/93، والنسائي في "الكبرى" (1679) من طريق أبي بكربن عياش، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/115 من طريق إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، به.
وقدسلف برقم (4466) .
(1) في (ظ14) : وقام.
(2) في (ظ14) : هؤلاء.(9/52)
الرَّجُلَ، فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ: إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، وَالْخَامِسَةَ أَنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، ثُمَّ دَعَا بِالْمَرْأَةِ، فَشَهِدَتْ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ: إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ، ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا " (1)
5010 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْخَبَّاطِ، (2) عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَلَقَّى الرُّكْبَانُ أَوْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَا يَخْطُبْ أَحَدُكُمْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، حَتَّى يَنْكِحَ أَوْ يَدَعَ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ (3) الشَّمْسُ، وَلَا بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ أَوْ تَضْحَى " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان العرزمي - فمن رجال مسلم، يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الدارمي 2/150 عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وقدسلف مطولًا برقم (4693) ، ومختصرا برقم (4477) .
(2) في (ق) و (ظ14) : الخياط. وفي (ظ1) : الحناط. وجاء في هامش كل من (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) ما نصه: في مسلم هذا هذه الثلاث: الحناط والخياط والخباط. قاله عثمار الديمي.
(3) في (ظ1) : حتى تغرب.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسلم الخياط، وهو ابن أبي مسلم، فمن رجال الشافعي وأحمد، وهو ثقة. قال ابن معين فيما نقله الدارقطني: كان مسلم لهذا يبيع الخبط والحنطة، وكان خياطاً، فقد اجتمع فيه الثلاثة. وذكر ابن حجر في "التبصير"2/517 أن الأشهر فيه: الحناط، بالمهملة=(9/53)
5011 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ أُحِبُّهَا، وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُهَا، فَأَمَرَنِي أَنْ أُطَلِّقَهَا، فَأَبَيْتُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ (1) بْنِ عُمَرَ امْرَأَةً كَرِهْتُهَا لَهُ، فَأَمَرْتُهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَأَبَى، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللهِ طَلِّقِ امْرَأَتَكَ " فَطَلَّقْتُهَا (2)
__________
= والنون. انظر"توضيح المشتبه"3/347-340
وقوله: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتلقى الركبان، أو يبيع حاضر لباد: أخرجه الطيالسي (1930) ، والطحاوي 4/8 من طريقين عن ابن أبي ذئب، وقد سلف نحوه برقم (4531) .
وقوله:"ولا يخطب أحدكم على خطبة أخيه ... " سلف نحوه برقم (4722) .
وقوله:"ولا صلاة بعد العصر.."أخرجه الطيالسي (1929) عن ابن أبي ذئب، به.
وقد سلف مطولًا بنحو5 برقم (4612) .
وقوله:"أو تَضْحَى"، قال السندي: ضبط بفتح أوله مخففاً كما في قوله تعالى: (وإنك لا تظمأ فيها ولا تَضْحَى) ، أي: أو تظهر، أي الشمس.
(1) في (ظ14) : إن لعبد الله.
(2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن عبد الرحمن - وهو خال ابن أبي ذئب - فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/222 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. لكن فيه: عن حمزة بن عبد الله بن عمر، قال: كانت تحت ابن عمر امرأته ... فذكره،=(9/54)
5012 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ وَمَعَنَا ابْنُ عُمَرَ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُسَبِّحُ فِي السَّفَرِ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَلَا بَعْدَهَا "
قَالَ: وَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ، فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تَذْهَبَ الْعَاهَةُ "، قُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَا تَذْهَبُ الْعَاهَةُ (1) ، مَا الْعَاهَةُ؟ قَالَ: " طُلُوعُ الثُّرَيَّا " (2)
__________
= وصورته صورة الإرسال.
وقدسلف برقم (4711) .
(1) عبارة:"وما تذهب العاهة؟ "لم ترد في (ظ14) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن عبد الله بن سراقة، فمن رجال البخاري. ابنُ أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وقوله: رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُسَبح في السفر قبل الصلاة ولا بعدها. سلف
تخريجه برقم (4675) .
وقوله:"نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة": أخرجه الشافعي في "مسنده"2/1490 (ترتيب السندي) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/23، وفي "شرح مشكل الأثار" (2283) و (2284) ، والطبراني في "الكبير" (13287) ، والبيهقي./305، والبغوي (2079) ، وابن عبد البر في "التمهيد"2/192 من طرق، عن ابن أبي ذئب، به.
وقد سلف بنحوه برقم (4493) ، وسيأتي برقم (5105) .
قوله:"حتى تذهب العاهة"هو من قول ابن عمر كما ورد في البخاري (1486) ، ومسلم (1534) (52) ، ولفظه عند مسلم: فقيل لابن عمر: ما=(9/55)
5013 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَنْتَمَةِ "، قُلْتُ لَهُ: مَا الْحَنْتَمَةُ قَالَ: الْجَرَّةُ (1)
__________
= صلاحه؟ قال: تذهب عاهته، وانظر"الفتح"4/396، وسيرد برقم (5499) .
وفي الباب عن زيد بن ثابت أنه كان لا يبيع ثماره حتى تطلع الثريا، أخرجه مالك 2/619، وإسناده صحيح.
وقوله: قلت: أبا عبد الرحمن وما تذهب العاهة؟ قال السندي: أي: ما المراد بقولك: تذهب العاهة؟ أو المعنى: ما علامة ذهاب العاهة؟ على أن الفعل أريد به المصدر، والمضاف مقدر.
وروى محمد بن الحسن في " الآثار" ص 159 عن أبي حنيفة، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة رفعه:"إذا طلع النجم ذا صباح، فقد رفعت العاهة عن كل بلد"، وإسناده صحيح.
وذكره المرتضى الزبيدي في "عقود الجواهر المنيفة"1/212 بلفظ:"لا تباع الثمار حتى تطلع الثريا"، وأورده ابن حجر في "الفتح"4/396 من رواية أبي داود بلفظ:"إذا طلع النجم صباحاً رفعت العاهة عن كل بلد"، ثم قال: وفي رواية أبي حنيفة، عن عطاء: "رفعت العاهة عن الثمار". والنجم: هو الثريا،
وطلوعها صباحاً يقع في أول فصل الصيف، وذلك عند اشتداد الحر في بلاد الحجاز، وابتداء نضج الثمار، فالمعتبر في الحقيقة النضج، وطلوع النجم علامة له.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابت أسد العمي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وَجَبَلَة: هو ابن سحيم الكوفي.
وأخرجه مسلم (1997) (56) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4809) ، وانظر (4465) .(9/56)
5014 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنْ (1) مَخِيلَةٍ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
5015 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَالْحَجَّاجُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ " قَالَ شُعْبَةُ: (3) سَمِعْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، قَالَ حَجَّاجٌ: وَقَالَ: أَشُكُّ فِي النَّقِيرِ، قَالَ حَجَّاجٌ: فِي حَدِيثِهِ مَرَّاتٍ (4)
__________
(1) لفظ:"من"لم يرد في (ظ14) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه مسلم (2085) (43) ، والنسائي في "الكبرى " (9730) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري (5791) ، والنسائي في " الكبرى " (9678) و (9726) ، وفي "المجتبى، 8/206، وأبو نعيم في "الحلية"7/190-191 من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه ابن أبي شية 8/387، ومسلم (2085) (43) ، والنسائي في "الكبرى" (9732) ، وابن عدي في "الكامل " 6/2254 من طرق، عن محارب بن دثار، به
وقدسلف برق م (4489) .
(3) كلمة:"شعبة" لم ترد في (ظ14) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، شعبة: هو ابن الحجاج.(9/57)
5016 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، (1) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوَتْرُ آخِرُ رَكْعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ " (2)
__________
= وأخرجه مسلم (1997) (54) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1934) ، ومسلم (1997) (57) ، والنسائىِ في "الكبرى " (6826) ، وأبو يعلى (5671) ، وأبو عوانة 5/295، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/225 من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (1997) (54) ، والنسائي في "المجتبى" 8/306، وفي "الكبرى" (5144) ، وأبو عوانة 5/296 من طريقين، عن محارب، به. وقد وقع في مطبوع "المجتبى" و" الكبرى "سعيد بن محارب، وهو وهم.
وقد سلف بنحوه برقم (4465) .
(1) في (ظ14) زيادة: واسمه لاحق بن حميد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو التياج: هو يزيد بن حميد الضبَعي، وأبو مِجْلَز: هو لاحق بن حميد السًدوسي.
وأخرجه أبو عمانة 2/333 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1396) ، وفي "المجتبى"3/232، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/277 من طريق وهب بن جرير، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/277، وابن حبان (2625) ، والبغوي في "شرح السنة، (959) من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (752) (153) ، وأبو عوانة 2/333، والمروزي في " قيام الليل " ص 122، والبيهقي في "السنن"3/22، والخطيب في "تاريخه"7/413=(9/58)
5017 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ، وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا " وَعَقَدَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تَمَامَ ثَلَاثِينَ (1)
__________
= من طريق عبد الوارث بن سعيد العنبري، عن أبي التياح، به.
وأخرجه ابنُ ماجه (1) 75) من طريق عاصم الأحول، عن أبي مجلز، ولفظه: "صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة قبل الصبح ".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13058) بنحو لفظ ابن ماجه من طريق غيلان بن جرير، عن أبي مجلز، عن ابن عمر موقوفاً.
وسيأتي برقم (5126) ، وانظر (4492) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، والأسود بن قيس: هو العبدي، وسعيد بن عمروبن سعيد: هو القرشي الأموي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/85، ومسلم (1080) (15) ، والنسائي في "المجتبى"4/140، وفي "الكبرى" (5884) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري (1913) ، وأبو داود (2319) ، والطحاوي 3/122، والبغوي (1715) من طريقين، عن شعبة، به.
وقدسلف برقم (4488) .
قوله:"إنا أمة أمية"قال ابن الأثير: أراد أنهم على أصل ولادة أمهم لم يتعلموا الكتابة والحساب، فهم على جبلتهم الأولى، وقيل: الأمي الذي لا يكتب، ومنه الحديث: "بعثت إلى أمة أمية "، قيل للعرب: الأميُون لأن الكتابة كانت عزيزة أو عديمة، ومنه قوله تعالى: (هو الذي بعث فىِ الأميين رسولًا=(9/59)
5018 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ في (1) طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَإِذَا فِتْيَةٌ قَدْ نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا لَهُمْ كُلُّ خَاطِئَةٍ، قَالَ: فَغَضِبَ وَقَالَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ قَالَ: فَتَفَرَّقُوا فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يُمَثِّلُ بِالْحَيَوَانِ " (2)
5019 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زَيْدٍ، وَأَبِي بَكْرٍ، ابْنَيْ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُمَا، سَمِعَا نَافِعًا، يُحَدِّثُ،
__________
= منهم) .
قوله:"لا نحسُب" بضم السين، أي: لا نعرف العد.
(1) في (س) و (ص) : على، وأثبت فوقها إشارة أنها نسخة، وكتب في هامشيهما:" في "، وجاء في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر أيضاً: على.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري. المنهال بن عمرو من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحاكم 4/234 من طريق الِإمام أحمد، بهذا الِإسناد. وقال:=
صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة.
وأخرجه مسلم (1957) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الدارمي 2/82، والنسائي 7/238، وأبو عوانة 5/196، وابن حبان (5617) ، وابن عدي في "الكامل"2/575، والبيهقي 9/87 من طرق، عن شعبة، به.
وقد سلف في "مسند ابن عباس"برقم (3133) بإسناده ومتنه، وانظر (4622) .(9/60)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ " (1)
5020 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعًا قَالَ: رَأَى ابْنُ عُمَرَ مِسْكِينًا، فَجَعَلَ يُدْنِيهِ وَيَضَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا، فَقَالَ لِي: لَا تُدْخِلَنَّ هَذَا عَلَيَّ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد - وهو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر-، فمن رجال مسلم، وأخوه أبو بكر من رجال النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى"5/160، وفي "الكبرى" (3729) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد.
وقدسلف برقم (4457) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2060) (183) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5393) ، وأبو عوانة 5/426، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2002) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبو عوانة 5/426 من طريق عبد الرحمن بن زياد، كلاهما عن شعبة، به. وزاد عبد الرحمن، وعبد الصمد عند البخاري:"المؤمن يأكل في مِعىً واحد".
وقد سلف برقم (4718) .(9/61)
5021 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ بِاللَّيْلِ " فَقَالَ سَالِمٌ أَوْ بَعْضُ بَنِيهِ: وَاللهِ لَا نَدَعُهُنَّ يَتَّخِذْنَهُ دَغَلًا قَالَ: فَلَطَمَ صَدْرَهُ وَقَالَ: " أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ هَذَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وقد صرح بالتحديث في الرواية رقم (6101) فانتفت شبهة تدليسه، ومجاهد: هو ابن جبر.
وأخرجه الطيالسي (1894) ، ومن طريقه أبو عوانة 2/58، والبيهقي 3/132، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13472) من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن شعبة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مسلم (442) (138) ، وأبو عوانة 2/58 من طريقين عن الأعمش، به.
وقد سلف برقم (4933) ، وانظر (4522) .
قوله:"بالليل"لم ترد لهذه الزيادة في المسند إلا من طريق الأعمش وليث عن مجاهد في الروايات (5101) و (6101) و (6318) ، وانظر التعليق على (5211) .
قال الحافظ في "الفتح"2/347: وكأن اختصاص الليل بذلك لكونه أستر، ولا يخفى أن كل ذلك إذا أمنت المفسدة منهن وعليهن.
وقال في "الفتح" 2/383: قوله: بالليل، فيه إشارة إلى أنهم ما كانوا يمنعوهن بالنهار، لأن الليل مظنة الريبة، ولأجل ذلك قال ابن عبد الله بن عمر:=(9/62)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= لا نأذن لهن يتخذنه دغلًا.. ثم قال: وقد عكس لهذا بعضُ الحنفية، فجرى على ظاهر الخبر، فقال: التقييد بالليل لكون الفساق فيه في شغل بفسقهم ونومهم بخلاف النهار، فإنهم ينتشرون فيه، وهذا وإن كان ممكناً لكن مظنة الريبة في الليل أشد، وليس لكلهم في الليل ما يجد ما يشتغل به، وأما النهار فالغالب أنه يفضحهم غالباً، ويصدهم عن التعرض لهن ظاهرا لكثرة انتشار الناس، ورؤية من يتعرض فيه لما لا يحل له فينكرعليه.
قوله: فقال سالم أو بعض بنيه: سيرد في الرواية (5640) من طريق بلال، عن أبيه ابن عمر، وفي الرواية (6252) من طريق سالم، عن أبيه، أن القائل إنما هو بلال لا سالم، وجاء في رواية عند مسلم برقم (442) (139) من طريق عمرو بن دينار، عن مجاهد، عن ابن عمر، أنه واقد.
قال الحافظ في "الفتح"2/348: الراجح أن صاحب القصة بلال، لورود ذلك من روايته نفسه، ومن رواية أخيه سالم، ولم يختلف عليهما في ذلك، وأما هذه الرواية الأخيرة - يعني هذه الرواية - فمرجوحة لوقوع الشك فيها، ولم أره مع ذلك في شيء من الروايات عن الأعمش مسمى، ولا عن شيخه مجاهد، فقد أخرجه أحمد من رواية إبراهيم بن مهاجر وابن أبي نجيح [4933] ، وليث بن أبي
سليم [5101] و [6318] كلهم عن مجاهد، ولم يسمه أحد منهم، فإن كانت رواية عمرو بن دينار، عن مجاهد محفوظة في تسميته واقداً فيحتمل أن يكون كل من بلال وواقد وقع منه ذلك إما في مجلس أو في مجلسين، وأجاب ابن عمر كلًا منهما بجواب يليق به، ويقويه اختلاف النقلة في جواب ابن عمر.
قلنا: لم يرد ذكر الابن مطلقاً من رواية إبراهيم بن مهاجر (5725) ، وورد ذكره غير مسمى أيضاً من رواية حبيب بن أبي تابت، عن ابن عمر برقم (5468) ، ومن رواية الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر برقم (6101) و (6318) .
قوله: يتخذنه دَغَلًا: قال الحافظ في "الفتح"2/348: هو بفتح المهملة،=(9/63)
5022 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشَ وَقَالَ حَجَّاجٌ: عَنِ الْأَعْمَشِ يُحَدِّثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَأُرَاهُ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: حَجَّاجٌ قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ سُلَيْمَانُ: وَهُوَ ابْنُ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِي (1) لَا يُخَالِطُهُمْ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ " قَالَ: حَجَّاجٌ: " خَيْرٌ مِنَ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُمْ " (2)
__________
= ثم المعجمة، وأصله الشجر الملتف، ثم استعمل في المخادعة، لكون المخادع يلف في ضميره أمراً، ويظهر غيره، وكأنه قال ذلك لما رأى من فساد بعض النساء في ذلك الوقت، وحملته على ذلك الغيرة، وإنما أنكر عليه ابن عمر لتصريحه بمخالفة الحديث، وإلا فلو قال مثلاً: إن الزمان قد تغير، وإن بعضهن ربما ظهر منه قصد المسجد، وإضمار غيره لكان يظهر أن لا ينكر عليه، وإلى ذلك أشارت عائشة. وأخذ من إِنكار عبد الله على ولده تأديب المعترض على السنن برأيه، وعلى العالم بهواه، وتأديب الرجل ولده وإن كان كبيراً إذا تكلم بما لا ينبغي له، وجواز التأديب بالهجران، فقد وقع في رواية ابن أبي نجيح، عن مجاهد عند أحمد (4933) فما كلمه عبد الله حتى مات، وهذا - إن كان محفوظاً - يحتمل أن يكون أحدهما مات عقب لهذه القصة بيسير.
(1) في (ظ14) : من المؤمن الذي.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، والشك فيمن روي عنه هذا الحديث من الصحابة لا يضر، فإنهم عدول كلهم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وسليمان الأعمش قد صرح بالسماع من يحيى بن وثاب عند بعض من خرَّج الحديث.=(9/64)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطيالسي (1876) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (388) ، والترمذي (2507) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (867) ، والبيهقي في "السنن" 10/89، وفي "شعب الإيمان" (8102) ، وفي "الآداب" (226) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3585) من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. وفيه عندهم: عن ابن عمر، من غير شك، غير ما في "مسند الطيالسي": عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يراه ابن عمر. وفي رواية الترمذي: عن شيخ من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال ابن أبي عدي (وهو شيخ الترمذي فيه) : كان شعبة يرى أنه ابن عمر.
وأخرجه ابن ماجه (4032) من طريق عبد الواحد بن صالح، عن إسحاق بن يوسف، وأبو نعيم في "الحلية"7/365 من طريق داود الطائي، كلاهما عن الأعمش، به.
وأورده الحافظ ابن حجر في "الفتح"10/512 عن ابن ماجه وحسن إسناده!
مع أن فيه عبد الواحد بن صالح وهو مجهول، كما قال هو نفسه في "التقريب".
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/753، وهناد في "الزهد" (2) 46) ، والبيهقي 10/89 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب وأبي صالح - لم يذكر أبن أبي شيبة أبا صالح ص عن شيخ من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (370) ، وعنه أبو نعيم في " الحلية"5/62 من طريق أبي بكر الداهري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر. كذا قال فيه أبو بكر الداهري - واسمه عبد الله بن حكيم -: عن حبيب بن أبي ثابت، والداهري ضعيف جداً، انظر"الميزان"2/410-411 و4/499.
وأخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " 1/175 من طريق روح بن مسافر، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب، عن ابن مسعود! =(9/65)
5023 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَ (1) اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ "، قَالَ: فَقُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: فَإِذَا كَانُوا أَرْبَعَةً، قَالَ: " فَلَا بَأْسَ بِهِ " (2)
5024 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ،
__________
= وأخرجه كذلك أبو الشيخ في "طبقات المحدثين" 2/91، وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/175 من طريق روح بن مسافر، عن أبي إسحاق، عن يحيى بن وثاب، عن ابن مسعود! وكلا الِإسنادين ضعيف جداً، فإن روح بن مسافر متروك، انظر "الميزان" للذهبي 2/61.
وسيأتي الحديث في "المسند" 5/365 ضمن أحاديث رجال من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن يزيد بن هارون، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به، وقال: أظنه ابن عمر.
قوله:"المؤمن الذي يخالط الناس لا، قال السندي: يريد أن الخلطة على وجهها خير من العزلة، لأن فوائد الخلطة متعدية إلى الغير بخلاف العزلة، لأنها قاصرة.
(1) في (ق) و (ظ1) و (ظ14) : فلا يتناجى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش. وذكوان: هو أبو صالح السمان.
وهو مكرر (4685) .(9/66)
لَا شَرِيكَ لَكَ " (1)
5025 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَقَالَ: أَتَعْرِفُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ؟ فَإِنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ حَائِضًا، (2) فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ إِنْ بَدَا لَهُ طَلَاقُهَا طَلَّقَهَا فِي قُبُلِ عِدَّتِهَا " قَالَ: ابْنُ بَكْرٍ: " أَوْ فِي قُبُلِ طُهْرِهَا "، فَقُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَيُحْسَبُ طَلَاقُهُ (3) ذَلِكَ طَلَاقًا؟ قَالَ: " نَعَمْ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ؟ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، محمد بن جعفر سمع من سعيد - وهو ابن أبي عروبة - بعد الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وبكر بن عبد الله: هو المزني.
وقد سلف برقم (4457) بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
(2) في (ظ14) : وهي حائض.
(3) في (ظ14) : طلاقها.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن جعفر وإن سمع من سعيد - وهو ابنُ أبي عروبة - بعد الاختلاط، شد تابعه عبد الله بن بكر، وهو ابن حبيب السهمي، وهو ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، ويونس بن جبير: هو الباهلي.
وأخرجه البخاري (5252) ، ومسلم (1471) (10) من طريق شعبة، و (5258) من طريق همام بن يحيى، كلاهما عن قتادة، به.=(9/67)
5026 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، (1) عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
= وأخرجه سعيدُ بنُ منصور (1549) ، والبخاري (5333) ، ومسلم (1471) (7) ، وأبو داود (2184) ، والترمذي (1175) ، والنسائي 6/141-142، وابنُ ماجه (2022) ، والطحاوي في "شرح معاني الاثار"3/52، والدارقطني في "السنن"4/8، والبيهقي في "السنن " 7/325 من طريق محمد بن سيرين، عن يونس، به.
وقد سلف مطولاً برقم (4500) .
يقال: استحمق الرجل: إذا فعل فعل الحمقى، واستحمقته: وجدته أحمق، فهو لازم ومتعد، مثل: استنوق الجمل، وُيروى ش استُحمق، على ما لم يسم فاعله، والأول أولى ليزاوج عَجَزَ. قاله ابن الأثير في "النهاية".
وقوله:"أرأيت إن عجز واستحمق؟ "معناه: أرأيت إن عجز واستحمق، أيُسقط عنه الطلاقَ حمقُه، أو يبطله عجزه؟ فهذا من باب محذوف الجواب المدلول عليه بالفحوى. قاله البغوي في "شرح السنة" وقال السندي: قوله: أرأيت إن عجز: أي الزوج أو ابن عمر، أي: عن الرجعة.
واستحمق: الواو بمعنى أو، أي: أو فَعَلَ فِعْلَ الأحمق الجاهل، فترك الرجعة عمداً، أي: أفما كان الطلاق محسوباً حينئذ، فكذلك إذا رجع، إذ لا مدخل للرجعة في رفع الطلاق من الأصل، والحاصل أن الطلاق أوان الحيض محسوب، حتى لو لم يراجع لما كان شك في أنه محسوب، فكذا إذا رجع، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ14) : سعيد، وهو خطأ. انظر " أطراف المسند "3/591.(9/68)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا آكُلُهُ، (1) وَلَا آمُرُ بِهِ، وَلَا أَنْهَى عَنْهُ " (2)
5027 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَسْلَمَ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ، فقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا " (3)
5028 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
__________
(1) في هامش (س) و (ص) و (ظ1) : المراد به الثوم والبصل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ويعلى بن حكيم: هو الثقفي، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقدسلف برقم (4497) .
قال السندي: قوله: لا آكله، أي: الضب، وقيل: المراد به الثوم والبصل، والأول أقرب، كما سلف من الروايات، والله تعالى أعلم.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين الا أن معمراً أخطأ فيه، كما سلف بيانه في الرواية رقم (4609) .
وأخرجه الطحاوي 3/252 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق محمد بن جعفر برقم (4631) .
وانظر (4609) .(9/69)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ " (1)
5029 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا النَّاسُ كَإِبِلِ الْمِائَةِ (2) لَا يُوجَدُ فِيهَا رَاحِلَةٌ " (3)
5030 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: بَهْزٌ (4) قَالَ: حَدَّثَنَا (5) عُقْبَةُ بْنُ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَرِّ، وَهِيَ الدُّبَّاءُ، وَالْمُزَفَّتُ، وَقَالَ: " انْتَبِذُوا فِي الْأَسْقِيَةِ " (6)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو مكرر (4515) .
(2) في (ق) و (ظ1) : مئة، وفي هامشيهما: المئة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو مكرر (4516) .
(4) عبارة: قال بهز، لم ترد في (ظ14) .
(5) لفظ:"حدثنا"لم يرد في (ظ1) .
(6) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة بن حريث التغلبي فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمي، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه مسلم (1997) (55) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد.=(9/70)
5031 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُلْتَمِسًا فَلْيَلْتَمِسْهَا فِي الْعَشْرِ، فَإِنْ عَجَزَ أَوْ ضَعُفَ فَلَا يُغْلَبْ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي " (1)
__________
= وأخرجه الطيالسي (1911) ، وأبو عوانة 5/296، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/225 من طرق، عن شعبة، به.
وقد سلف بنحوه برقم (4465) ، وسيكرر برقم (5572) .
قال السندي: قوله:"عن الجَر وهي الدباء" هذا خلاف ما تفيده روايات هذا الحديث، ولعله كان في الأصل: ونهى عن الدباء، ثم اختلط على الكاتب، فكتب: ومي الدباء سهوأ، والله تعالى أعلم.
قلنا: والجَر والجِرَار: جمع جَرًة، وهو الِإناء المعروف من الفَخار، وأراد بالنهي عن الجرار المدهونة. لأنها أسرع في الشدًة والتخمير، قاله ابن الأثير في "النهاية".
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة بن حريث، فمن رجال مسلم. بهز: هو بهز بن أسد العَمَّي أبو الأسود البصري.
وأخرجه الطيالسي (1912) ، ومن طريقه البيهقي 4/311، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"3/87-88 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق عقبة برقم (5443) و (5485) و (5651) .
وانظر ما سلف برقم (4499) .
قوله:" فلا يغلب على السبع " قال السندي: على بناء المفعول، أي: فلا يُمكن الشيطان والنفس منه حتى يغلباه على تفويت السبع.(9/71)
5032 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِنْ خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ " قَالَ: قُلْتُ: مَا مَثْنَى مَثْنَى؟ قَالَ: " رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ " (1)
5033 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا " حِينَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ، وَحِينَ يَرْكَعُ، وَحِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ " فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ أَنَّهُ يُحَدِّثُهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة - وهو ابن حريث التغْلبي- فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمي، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه أبو عوانة 2/330 من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، والبيهقي في "السنن"2/486 من طريق سعيد بن عامر، و3/23 من طريق آدم بن أبي إياس، ثلاثتهم عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (5483) ، وانظر (4492) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل من أصحاب طاووس الذي حدث عنه الحكم بن عتيبة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد صح الحديث من طرق أخرى عن ابن عمر، سلف أولها برقم (4540) ، وانظر ما بعده.
وأخرج عبد الرزاق (2525) ، والبخاري في "رفع اليدين" (28) من طريق ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم، قال: سمعت طاووساً وهو يُسأل عن رفع اليدين في الصلاة، فقال: رأيت عبدَالله وعبدَالله وعبدَالله يرفعون أيديهم في=(9/72)
5034 - حَدَّثَنَاهُ أَبُو النَّضْرِ (1) بِمَعْنَاهُ (2)
5035 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَى الْآخَرِ " (3)
5036 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُغْبَنُ فِي الْبَيْعِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ لَا خِلَابَةَ " (4)
__________
= الصلاة، لعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير.
(1) هذا الحديث لم يرد في (ظ14) ، وذكر في هامش (س) و (ص) أنه في نسخة.
(2) هو مكرر ما قبله. أبو النضر: اسمه هاشم بن القاسم البغدادي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (594) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1655) ، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3550) عن علي بن الجعد، وابن منده (594) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (60) ، وأبو عوانة 1/23، وابن حبان (250) ، وابن منده (521) من طرق، عن عبد الله بن دينار، به. وانظر (4687) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1533) (48) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.(9/73)
5037 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، الْمَعْنَى قَالَ حَجَّاجٌ: عَنْ جَبَلَةَ، وَقَالَ: ابْنُ جَعْفَرٍ، (1) سَمِعْتُ جَبَلَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ، قَالَ: وَقَدْ كَانَ أَصَابَ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ جَهْدٌ، فَكُنَّا نَأْكُلُ، فَيَمُرُّ عَلَيْنَا ابْنُ عُمَرَ وَنَحْنُ نَأْكُلُ (2) فَيَقُولُ: لَا تُقَارِنُوا، " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْإِقْرَانِ " قَالَ حَجَّاجٌ: " نَهَى عَنِ الْقِرَانِ إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ " وَقَالَ شُعْبَةُ: " لَا أُرَى هَذِهِ الْكَلِمَةَ فِي الِاسْتِئْذَانِ إِلَّا مِنْ كَلَامِ ابْنِ عُمَرَ " (3)
__________
وسيأتي من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر بالأرقام (5271) و (5405) و (5515) و (5561) و (5854) و (5970) .
وسيأتي من طريق نافع، عن ابن عمر برقم (6134) .
وفي الباب عن أنس، سيرد 3/2170 قوله:"يغبن"، قال اَلسَندي: هو على بناء المفعول، أي: يخدع.
وقوله:"لا خلابة"، أي: لا خديعة، أمره بذلك ليعلم الناس ضعف رأيه فينظرون إليه، وكان الزمان زمان نظر ورحمة.
(1) في هامش (س) : غندر. نسخة.
(2) في) ظ14) : نأكله.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وجبلة: هو ابن سحيم.
وأخرجه مسلم (2045) (150) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وقد سلف مختصراً برقم (4513) .
قوله:"جَهد"بفتح الجيم، أي: مشقة.
وقوله: نهى عن الإقران. الإقران: هو أن يقرن بين تمرتين في الأكل.(9/74)
5038 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِهِ مِنْ مَخِيلَةٍ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
5039 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: بَهْزٌ أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّهْرُ هَكَذَا " وَطَبَّقَ بِأَصَابِعِهِ مَرَّتَيْنِ، وَكَسَرَ فِي الثَّالِثَةِ الْإِبْهَامَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: يَعْنِي قَوْلَهُ تِسْعٌ (2) وَعِشْرِينَ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وجَبَلَة: هو ابن سُحَيْم التيْمي.
وأخرجه مسلم (2085) (43) ، والنسائي في "الكبرى" (9731) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9727) و (9728) ، وابن حبان (5443) ، وأبو عوانة 5/480، وأبو نعيم في "الحلية"7/192 من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/387، ومسلم (2085) (43) ، وأبو عوانة 5/481 من طريقين عن جَبَلَة، به.
وعلقه البخاري من طريق جبلة عقب الرواية (5791) .
وقد سلف برقم (4489) ، وسيكرر برقم (5535) .
(2) المثبت من هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) ، وفي متونها ومتن (ظ14) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: تسع.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي. شعبة:=(9/75)
5040 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ " (1)
5041 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبٍ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يُصَلِّي صَلَاةَ السَّفَرِ - يَعْنِي رَكْعَتَيْنِ - وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ سِتَّ سِنِينَ مِنْ إِمْرَتِهِ، ثُمَّ صَلَّى أَرْبَعًا " (2)
__________
= هو ابن الحجاج. جبلة: هو ابن شحَيْم.
وأخرجه البخاري (1908) و (5302) ، ومسلم (1080) (13) ، والنسائي 4/140، والطحاوي 3/122، وابن خزيمة (1917) ، وابن حبان (3454) من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (5536) .
وسلف برقم (4488) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (5588) من طريق معاذ العنبري، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4470) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقدسلف برقم (4858) .=(9/76)
5042 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيِّ، سَمِعْتُ عَوْنًا الْأَزْدِيَّ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ أَمِيرًا عَلَى فَارِسَ فَكَتَبَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ يَسْأَلُهُ عَنِ الصَّلَاةِ، فَكَتَبَ ابْنُ عُمَرَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِهِ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ " (1)
5043 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، - قَالَ حَجَّاجٌ: مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ - قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - قَالَ حَجَّاجٌ: الْأُمَوِيَّ -، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، وَرَأَى رَجُلًا يَعْبَثُ فِي صَلَاتِهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَا تَعْبَثْ فِي صَلَاتِكَ، وَاصْنَعْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ قَالَ: مُحَمَّدٌ " فَوَضَعَ ابْنُ عُمَرَ فَخِذَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، (2)
__________
= قوله:"ست سنين من إمرته"، قال السندي: بكسر همزة، أي: إمارته.
(1) إسناده ضعيف، عون الأزدي - واسمه عون بن عبد الله - لم يرو عنه سوى فروة الهمداني - وهو عروة بن الحارث الكوفيء ولم يوثقه غير ابن حبان 5/264، فهو في عداد المجهولين. وعون هذا لم يذكره الحسيني في "الإكمال" ابن حجر في "التعجيل"مع أنه من شرطهما.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير"7/14 من طريق وهب بن جرير الرحمن بن مهدي، كلاهما عن شعبة، بيذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (5750) .
(2) في) ظ14) : على فخذه اليسرى.(9/77)
وَيَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُمْنَى، وَقَالَ بِإِصْبَعِهِ " (1)
5044 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَيَّانَ يَعْنِي الْبَارِقِيَّ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ إِنَّ إِمَامَنَا يُطِيلُ الصَّلَاةَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " رَكْعَتَانِ (2) مِنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَفُّ أَوْ مِثْلُ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ هَذَا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الرحمن المعاوي - وقد أخطأ شعبة في اسمه، فقلبه إلى عبد الرحمن بن علي الأموي كما نص أبو عوانة في "مسنده"2/224- وقد سلف برقم (4575) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه أبو عوانة 2/224 من طريق أبي عتاب، ووهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، بهذا الِإسناد، وقال أبو عوانة: قالا عن شعبة: عبد الرحمن بن علي، وهو غلط.
وانظر (6153) ، وقد سلف مختصراً برقم (4575) ، وسيأتي برقم (5331) و (5421) .
(2) في) ظ14) وهامش (س) و (ص) و (ظ1) : ركعتين.
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين غير حيان بن إياس البارقي، ويقال: الأزدي، فلم يرو عنه غير شعبة، ووثقه ابن معين وابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ واسطي صالح، انظر " التاريخ الكبير" للبخاري 3/54، و"الجرح والتعديل"3/244، و"الثقات"لابن حبان 4/170=(9/78)
5045 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ يَعْنِي السَّخْتِيَانِيَّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ " (1)
5046 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَيُّوبَ (2) بْنَ مُوسَى، يُحَدِّثُ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَتَنَاجَ (3) اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، وَلَا يُقِيمُ الرَّجُلُ أَخَاهُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ " (4)
__________
= وأورده الهمِثمي في "المجمع" 2/74، ونسبه إلى الطبراني في "الكبير"، وقال: رجاله موثقون، ولم ينسبه إلى أحمد!
وسيأتي برقم (5842) بنحوه.
قوله: "فقال ابن عمر: ركعتان"، قال السندي: تصديق لهم ببيان أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أخف صلاة منه حتى إن الركعتين من صلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخف من ركعة واحدة من صلاة لهذا الإمام أو مثلها.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه ابن خزيمة (1678) ، وابن حبان (2208) من طريق علي الجهضمي، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (4522) ، وانظر (4933) و (5021) .
(2) في (ظ14) : عن أيوب.
(3) في (ظ14) : لا يتناجى.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأيوب بن=(9/79)
5047 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَجَعَلَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ نَاحِيَةَ مَكَّةَ، فَقُلْتُ لِسَالِمٍ: لَوْ كَانَ وَجْهُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، كَيْفَ كَانَ يُصَلِّي؟ قَالَ: سَلْهُ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: نَعَمْ، وَهَاهُنَا وَهَاهُنَا (1) وَقَالَ: " لِأَنَّ (2) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَهُ " (3)
__________
= موسى: هو الأموي المكي.
وأخرجه بقسميه البيهقي 3/332 من طريق أيوب بن موسى، بهذا الإسناد.
والقسم الأول منه أخرجه مسلم (2183) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2183) أيضاً، والترمذي (2749) من طرق، عن نافع، به.
وقدسلف برقم (4450) .
والقسم الثاني أخرجه مسلم (2177) (28) من طريق أيوب بن موسى، بهذا الإسناد.
وقدسلف برقم (4659) .
وسيأتي الحديث بقسميه برقم (6024) و (6085) من طريقين، عن ابن عمر.
(1) في (ظ14) زيا دة: وهاهنا.
(2) في (ظ1) و (ق) وهامش (س) و (ص) : وذاك لأن، وفي (ظ14) : وذلك لأن، وفي (م) : قال ولأن.
(3) إسناده صحيح. عبد الرحمن بن سعد - وهو مولى ابن عمر-، روى عنه جمع، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.
وقدسلف برقم (4470) و (4982) .(9/80)
5048 - حَدَّثَنَاهُ حُسَيْنٌ، (1) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، مَوْلَى آلِ عُمَرَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
5049 - حَدَّثَنَا (3) مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ (4) يُصَلِّي بِاللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (5)
5050 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ يَنَّاقٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ (6) فَانْتَسَبَ لَهُ، (7) فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ فَعَرَفَهُ ابْنُ عُمَرَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ يَقُولُ: " مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ لَا يُرِيدُ
__________
(1) هذا الحديث ليس في (ظ14) ، وهو مستدرك في هامش (س) .
(2) إسناده صحيح. عبد الرحمن بن سعد روى له البخاري في " الأدب المفرد"وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وقدسلف برقم (4470) و (4982) .
(3) هذا الحديث ليس في (ظ14) ، وهو مستدرك في هامش (س) .
(4) لفظ:"كان"ليس في "س"ولا (ص) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه مطولاً مسلم (749) (158) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقدسلف برقم (4492) .
(6) في (ق) : من أنت.
(7) في هامش (ص) و (ظ1) : لنا، أي: فيكون فعل "فانتسب" فعل أمر.(9/81)
بِذَلِكَ إِلَّا الْمَخِيلَةَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
5051 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فِرَاسٍ، سَمِعْتُ ذَكْوَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ ضَرَبَ غُلَامًا لَهُ حَدًّا لَمْ يَأْتِهِ أَوْ لَطَمَهُ، فَإِنَّ كَفَّارَتَهُ أَنْ يُعْتِقَهُ " (2)
5052 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُوَرِّقًا الْعِجْلِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ، أَوْ هُوَ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسلم بن ينَّاق، فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، شعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه مسلم (2085) (45) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1948) ، والنسائي في "الكبرى" (9725) و (9729) ، وأبو عوانة 5/478، وأبو نعيم في "الحلية"7/191 من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه الحميدي (637) ، ومسلم (2085) (45) ، وأبو عوانة 5/479 من طرق، عن مسلم بن يناق، به.
وقدسلف برقم (4489) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زاذان، وهو أبو عمر الكندي، فمن رجال مسلم. شعبة: هو ابن الحجاج، وفراس: هو ابن يحيى الهَمْداني، وذكوان: هو أبو صالح السمان.
وأخرجه مسلم (1657) (30) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقدسلف برقم (4784) .(9/82)
هَلْ تُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: لَا. قَالَ: عُمَرُ؟ قَالَ: لَا. فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالَ: لَا. قَالَ: فَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " لَا إِخَالُ " (1) (2)
5053 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْبَيْتِ "، وَسَتَأْتُونَ مَنْ يَنْهَاكُمْ عَنْهُ فَتَسْمَعُونَ مِنْهُ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ حَجَّاجٌ: فَتَسْمَعُونَ مِنْ قَوْلِهِ. قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَابْنُ عَبَّاسٍ جَالِسٌ قَرِيبًا مِنْهُ (3)
__________
(1) في (ق) : لا إخاله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقدسلف برقم (4758) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير سِمَاك - وهو ابنُ الوليد الحنفي- فمن رجال مسلم، وقد وئقه أحمد وابنُ معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: صدوق لا بأس به، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابنُ عبد البر: أجمعوا على أنه ثقة. حَخاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه الطيالسي (1867) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن"2/328، وابن حبان (3200) من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (9066) من طريق مسعر، عن سماك، به.
قال السندي: قوله: صلى في البيت، أي: الكعبة.
يعني ابن عباس: فإنه كان يروي أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما صلى من حديث أسامة، وابن عمر
كان يروي أنه صلى من حديث بلال، والإثبات مقدم على النفي، إذ يكفي في=(9/83)
5054 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ رَأَى أَبَاهُ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا كَبَّرَ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ " فَزَعَمَ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُهُ " (1)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحمَدَ: وَجَدْتُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ، وَهُوَ إِلَى حَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ الْأَزْرَقِ
° 5055 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِهِ
__________
= النفي عدم العلم، أو هو محمول على تعدد الدخول، فصلى مرة، وترك الصلاة مرة. والله تعالى أعلم.
قلنا: روايةُ ابن عمر عن بلال سلفت برقم (4464) .
وروايةُ ابن عباس سلفت برقم (3093) ، وسترد 5/2010 وسلفت أيَضاً روايته عن الفضل بن عباس برقم (1795) أنه دخل الكعبة، وما صلى، إنما دعا وسبح وكبر واستغفر. وإسناده صحيح على شرط مسلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي -، لكنه متابَع، انظر ما سلف برقم (4540) ، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/223 من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن جابر بن يزيد، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (5098) من طريق سفيان الثوري، عن جابر.(9/84)
مَخِيلَةً لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
° 5056 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي (2) حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ (3) قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُصِيبُنِي مِنَ اللَّيْلِ الْجَنَابَةُ، فَقَالَ: " اغْسِلْ ذَكَرَكَ ثُمَّ تَوَضَّأْ ثُمَّ ارْقُدْ " (4)
° 5057 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا يَزِيدُ (5) ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه أبو عوانة 5/480 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقدسلف برقم (4489) .
(2) هذا الحديث لم يرد في (ظ14) ، وهو مستدرك في هامش (س) .
(3) لفظ:"أن عمر"سقط من (ص) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين وأخرجه الطيالسي (17) ، وأبو عوانة 1/278، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/127، وابن حبان (2) 12) من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (657) ، وابن الجارود (95) ، وابن خزيمة (212) من طريق سفيان بن عيينة، والنسائي في "الكبرى" (9057) من طريق صالح بن قدامة، وابن حبان (2) 14) من طريق إسماعيل بن جعفر، وأبو نعيم في "الحلية"7/332 من طريق الحسن بن صالح، أربعتهم عن عبد الله بن دينار، به.
وقد سلف من مسند عمر بن الخطاب برقم (165) عن سفيان بن عيينة، و (263) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، عن عمر بن الخطاب.
وانظر (4662) .
(5) في (ظ14) : يزيد بن هارون.(9/85)
عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مَخِيلَةً، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
° 5058 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قالُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الضَّبِّ، قَالَ: " لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ " (2)
° 5059 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا " قَالَ ابْنُ عُمَرَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وقدسلف برقم (4489) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/200 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1877) ، والنسائي في "الكبرى" (6648) من طريق بهز، كلاهما عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (4562) ، وانظر (4497) .(9/86)
وَنُبِّئْتُ " أَنَّهُ وَقَّتَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ " (1)
° 5060 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ (2) أَوِ النَّخْلِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " (3)
° 5061 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ، فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج، وعبد اللة بن دينار: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/330، ومن طريقه الشافعي في "المسند" 2/289 (بترتيب السندي) ، والدارمي 2/30، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/118، وابن حبان (3759) ، والبيهقي في "السنن"5/26، وفي "المعرفة" (9395) ، وأخرجه مسلم (1) 82) (15) ، وابن خزيمة (2593) ، وابن حبان (3760) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن عبد الله بن دينار، به.
وقد سلف برقم (4455) .
(2) في (ظ14) وهامش (س) و (ص) : الثمرة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه الطيالسي (1886) ، والبخاري (1486) ، ومسلم (1534) (52) ، وابن حبان (4989) ، والبيهقي 5/300 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف بنحوه برقم (4993) .(9/87)
عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " (1)
° 5062 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ وَجَّهَتْ، (2) وَزَعَمَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُهُ " (3)
° 5063 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ وَبِالنَّاسِ يَوْمَئِذٍ جَهْدٌ، قَالَ: فَمَرَّ بِنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ فَنَهَانَا عَنِ الْإِقْرَانِ وَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو الحجاج، وزيد بن جبير: هو الطائي الكوفي.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 6/510، وأبو يعلى (5611) و (5719) من طريقين عن بن جبير، بهذا الإسناد.
وقد سلف بنحوه برقم (4493) .
(2) شكل في (س) : وُجًهت، بالبناء للمفعول.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن حبان (2517) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، الإسناد.
وأخرج مسلم (700) (38) ، والدارقطني 2/36 من طريق يزيد بن الهاد، عن الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوتر على راحلته.
وانظر (4470) .(9/88)
نَهَى عَنِ الْإِقْرَانِ، إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ " (1)
° 5064 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا فَلَا يَبِيعُهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ " (2)
° 5065 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ يَعْنِي الْحَنَفِيَّ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبَيْتِ رَكْعَتَيْنِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، شعبة: هو ابن الحجاج.
وقد سلف برقم (5037) ، وانظر (4513) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (1887) ، والبخاري (2133) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/37 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ"2/640، والشافعي في "المسند"2/142، ومسلم (1526) (36) ، والنسائي في "المجتبى"7/285، والطحاوي 4/37 و38، وابن حبان (4981) ، والطبراني في "الأوسط" (1615) ، والبيهقي في "المعرفة" (1) 285) من طرق، عن عبد الله بن دينار، به. وانظر (4517) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك الحنفي، وهو ابن الوليد، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن =(9/89)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الحجاج.
وقد سلفت الرواية بأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى في الكعبة دون ذكر عدد الركعات برقم (5053) ، وانظر الشرح عليه هناك.
وقوله هنا: صلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعتين: قال الحافظ في "الفتح"1/500: قد استشكل الإسماعيلي وغيره هذا، مع أن المشهور عن ابن عمر من طريق نافع وغيره عنه أنه قال: ونسيت أن أسأله كم صلى.
قال: فدل على أنه أخبره بالكيفية، وهي تعيينُ الموقف في الكعبة، ولم يخبره بالكمية، ونسي هو أن يسأله عنها؟ والجواب عن ألك أن يُقال: يحتمل أن ابن عمر اعتمد في قوله في هذه الرواية: ركعتين على القدر المتحقق له، وذلك أن بلالاً أثبت له أنه صلى، ولم ينقل أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تنفل في النهار بأقل من ركعتين، فكانت الركعتان متحققاً وقوعهما لما عُرف بالاستقراء من عادته، فعلى هذا فقوله:"ركعتين" من كلام ابن عمر، لا من كلام بلال، وقد وجدت ما يؤيد لهذا ويستفاد منه جمعاً آخر بين الحديثين، وهو ما أخرجه عمر بن شبة في "كتاب مكة" من طريق عبد العزيزبن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر في هذا الحديث:" فاستقبلني بلال، فقلت: ما صنع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ها هنا؟ فأشار بيده، أي: صلى ركعتين، بالسبابة والوسطى"، فعلى لهذا فيحمل قوله:"نسيت أن أسأله كم صلى"على أنه لم يسأله لفظاً، ولم يجبه لفظاً، وإنما استفاد منه صلاة الركعتين بإشارته لا بنطقه.
وأما قوله في الرواية الأخرى:"ونسيت أن أسأله كم صلى"فيحمل على أن مراده أنه لم يتحقق هل زاد على ركعتين أو لا. وأما قول بعض المتأخرين: يجمع بين الحديثين بأن ابن عمر نسي أن يسأل بلالًا، ثم لقيه مرة أخرى، فسأله، ففيه نظر من وجهين: أحدهما أن الذي يظهر أن القصة - وهي سؤال ابن عمر عن صلاته في الكعبة - لم تتعدد، لأنه أتى في السؤال بالفاء المعقبة في الروايتين معاً، فقال في هذه: فأقبلتُ. ثم قال: فسألت بلالاً. وقال في الأخرى: فبدرت فسألت بلالًا، فدل
على أن السؤال عن ذلك كان واحداً في وقت واحد. ثانيهما أن راوي قول ابن عمر: "ونسيت"هو نافع مولاه، ويبعد مع طول ملازمته له إلى وقت موته أن يستمر على=(9/90)
° 5066 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَقَالَ حَجَّاجٌ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْبَيْتِ "، وَسَتَأْتُونَ (1) مَنْ يَنْهَاكُمْ عَنْهُ (2)
° 5067 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ نَجْرَانَ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ: (3) عَنِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، وَعَنِ السَّلَمِ فِي النَّخْلِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ سَكْرَانَ، فَقَالَ: إِنَّمَا شَرِبْتُ زَبِيبًا وَتَمْرًا، قَالَ: فَجَلَدَهُ الْحَدَّ، (4) وَنَهَى عَنْهُمَا أَنْ يُجْمَعَا. قَالَ: وَأَسْلَمَ رَجُلٌ فِي نَخْلٍ لِرَجُلٍ، فَقَالَ: لَمْ تَحْمِلْ نَخْلُهُ ذَلِكَ الْعَامَ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ دَرَاهِمَهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= حكاية النسيان، ولا يتعرض لحكاية الذكر أصلًا، والله أعلم.
قلنا: وسيأتي تعيين الركعتين من طريق مجاهد برقم (5116) .
وانظر (4464) و (4891) و (5053) .
(1) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) : وسيأتي. وفي هامش (ق) و (ظ1) مثل هنا.
(2) هو مكرر (5053) سنداً ومتناً.
(3) في (ظ14) : اثنين.
(4) لفظ:"الحد"لم يرد في (ص) .(9/91)
فَقَالَ: " لَمْ تَحْمِلْ نَخْلُهُ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَفِيمَ (1) تَحْبِسُ دَرَاهِمَهُ؟ "، قَالَ: فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، قَالَ: وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) عَنِ السَّلَمِ فِي النَّخْلِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " (3)
° 5068 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ:
__________
(1) في (س) و (ظ14) : ففيما.
(2) قوله:"رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"لم يرد في (ظ14) .
(3) إسناده ضعيف لجهالة النجراني الذي روى عنه أبو إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه الطيالسي (1940) ، ومن طريقه البيهقي مختصراً 6/24، عن شعبة، بهذا الِإسناد.
وقصة الحد سلفت برقم (4786) .
والنهيُ عن السلَم في النخل حتى يبدو صلاحه قد سَلَف بإسناد صحيح برقم (4493) ، وسيأتي بالأرقام (5129) و (5236) و (6316) .
قال السندي: قوله: عن الزبيب والتمر، أي: الجمع بينهما في الانتباذ.
وعن السَلَم، بفتحتين، أي: عن تقديم الثمن في شرائه، وظاهر الحديث يُعطي جوازَ السلم في ثمار قرية معينة بعد بدو صلاحها، وقد منعه علماؤنا الحنفية، ولعلهم يعتذرون بعدم اعتبار دلالة المفهوم، لكن المشهور اعتبار مفهوم الغاية، والله تعالى أعلم.(9/92)
وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الضَّبِّ فَقَالَ: " لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ " (1)
° 5069 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ: عَنِ الْعُمْرَةِ قَبْلَ الْحَجِّ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: (2) " لَا بَأْسَ عَلَى أَحَدٍ يَعْتَمِرُ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ "قَالَ عِكْرِمَةُ قَالَ عَبْدُ اللهِ: " اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ " (3)
__________
(1) حديث صحيح. محمد بن إسحاق - وإن كان مدلسا. وقد عنعن - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (4619) ، وانظر (4497) .
(2) لفظ:"ابن عمر"لم يرد في (ظ14) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج - قد صرَح بالتحديث عند ابن خزيمة فىِ الحج كما في " إتحاف المهرة" 3/ورقة 198 حيث رواه من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج، فقال: قال لي عكرمة.
وأخرجه البخاري (1774) ، وأبو داود (1986) ، والبغوي (1845) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/484 - 485 من طريق عبد اللُه بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر بنحوه مطولًا، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وقال الذهبي: عبد الله ضعيف.
وسيأتي الحديث برقم (6475) ، وانظر (5383) .
وفي الباب عن البراء بن عازب، سيرد 4/297.=(9/93)
° 5070 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنْ أَيْنَ تَأْمُرُنَا أَنْ نُهِلَّ؟ قَالَ: " مُهَلُّ (1) أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَمُهَلُّ أَهْلِ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَمُهَلُّ أَهْلِ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ " قَالَ لِي نَافِعٌ: وَقَالَ لِي (2) ابْنُ عُمَرَ: وَزَعَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَمُهَلُّ (3) أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ " وَكَانَ يَقُولُ: لَا أَذْكُرُ ذَلِكَ (4)
__________
= قوله: " اعتمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يحج "، قال السندي: قد يقال: هذا إن ثبت
أن اعتماره قبل الحج كان بعد افتراض الحج عليه، وإلا فإن كان قبل افتراض الحج عليه، فلا يلزم منه جواز ذلك بعد الافتراض، وهو محل الكلام، والله تعالى أعلم.
(1) في هامش (س) : "يهلُّ" في المواضع الثلاثة.
(2) لفظ:"لي"لم يرد في (ظ14) .
(3) في (ظ14) : ويُهِلُّ.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز - صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، محمد بن بكر: هو البُرْساني.
وأخرجه الشافعي في "المسند، 2/289، والبيهقي في "المعرفة" (9398) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن جريج، به.
وقد سلف برقم (4455) .(9/94)
° 5071 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ " قَالَ نَافِعٌ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: وَزِدْتُ أَنَا: " لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، (1) وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ لَبَّيْكَ، وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ (2)
° 5072 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ، سَمِعْتُ طَاوُسًا يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: هَلْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَرِّ، وَالدُّبَّاءِ قَالَ: " نَعَمْ " (3)
° 5073 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
__________
(1) في (ظ14) : لبيك وسعديك. من غبر تكرار"لبيك".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقدسلف برقم (4457) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وحنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني.
وأخرجه أبو نعيم في " تاريخ أصبهان " 1/242 من طريق عبيد الله بن موسى، عن حنظلة، بهذا الِإسناد.
وقد سلف برقم (4913) ، وانظر (4465) .(9/95)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (1) " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا ضَارِيًا أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ " (2)
° 5074 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ فَقُلْتُ: أَنُهِيَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ فَقَالَ: " قَدْ زَعَمُوا ذَاكَ "، فَقُلْتُ: مَنْ زَعَمَ ذَاكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: قَدْ " (3) زَعَمُوا ذَاكَ "، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنْتَ (4) سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " قَدْ زَعَمُوا ذَاكَ "، قَالَ: " فَصَرَفَهُ اللهُ تَعَالَى عَنِّي يَوْمَئِذٍ وَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا سُئِلَ أَنْتَ (5) سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غَضِبَ ثُمَّ هَمَّ بِصَاحِبِهِ " (6)
__________
(1) عبارة:"قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"سقطت من (ظ14) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وحنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي المكي، وسالم بن عبد الله: هو ابن عمر.
وأخرجه البخاري (5481) ، والنسائي في " المجتبى " 7/186، وفي " الكبرى " (4795) ، وأبو يعلى (5560) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/55، والبيهقي في "السنن"6/9 من طرق، عن حنظلة بن أبي سفيان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4479) ، وذكرنا هناك شواهده وشرحه.
(3) لفظ: "قد" لم يرد في (م) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(4) في (س) و (ظ1) : آنت.
(5) في (س) و (ظ1) : آنت.
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي=(9/96)
° 5075 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ وَلْيَشُقَّهُمَا (1) أَوْ لِيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ (2) " (3)
__________
= الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج، وثابت البناني: هو ابن أسلم.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/126 (3870) عن عبد الله بن إدريس، عم ن شعبة، وقد سلف برقم (4837) ، وانظر (4465) .
قال السندي: قوله: وكان أحدهم: أي أحد الصحابة.
إذا سُئل: على بناء المفعول، أو أحد من الناس إذا سأل، على بناء الفاعل، أي: سأل ابنَ عمر.
(1) كلمة: " وليشقهما " ليست في (ظ1) و (ق) .
(2) في هوامش النسخ الخطية عدا (ظ14) : العقبين. نسخة. قلنا: وهي شاذة، كما بينا في الرواية (4899) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: مو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/135 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1883) عن شعبة، بهذا الِإسناد، وفيه زيادة:"من لم يجد إزاراً فليلبس سراويل". ولهذه الزيادة لها شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (5853) ، ومسلم (1) 78) ، وقد سلف برقم (2526) .
وآخر من حديث جابر عند الطحاوي 2/134.
وسيأتي بالأرقام (5106) و (5431) و (5528) و (5906) ، ويأتي مطولًا برقم=(9/97)
° 5076 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " نَهَى عَنِ الْوَرْسِ وَالزَّعْفَرَانِ " قَالَ شُعْبَةُ فَقُلْتُ: أَنَا لِلْمُحْرِمِ فَقَالَ: نَعَمْ (1)
° 5077 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ: أَنْتَ كَافِرٌ أَوْ يَا كَافِرُ (2) فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا " (3)
° 5078 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ وَثَّابٍ، سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: عَنِ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: فَقَالَ: " أَمَرَنَا
__________
= (5336) و (5427) ، وقد سلف برقم (4482) من طريق نافع، عن ابن عمر. وانظر مابعده.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كإسناد سابقه.
وسيأتي بالأرقام (5131) و (5193) و (5244) ، ويأتي مجموعاً مع الذي قبله برقم (5336) و (5427) ، وسلفابرقم (4482) .
قال السندي: قوله: فقلت أنا، لفظ: "أنا" تأكيد للضمير المتصل.
(2) "أو يا كافر": ثم يرد في (ص) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسلف برقم (5035) عن محمد بن جعفر، عن شعبة.(9/98)
بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
° 5079 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ تَعِيرُ إِلَى هَذِهِ مَرَّةً، وَإِلَى هَذِهِ مَرَّةً، لَا تَدْرِي أَهَذِهِ تَتْبَعُ، أَمْ هَذِهِ (2) " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، ويحيى بن وثاب: هو الأسدي المقرىء.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/93، والِإسماعيلي في "معجمه" (320) و (356) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"1/145 و334 من طرق، عن أبي إسحاق، بهذا الِإسناد.
وقدسلف برقم (4466) .
(2) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) عقب هذا الحديث ما نصه: إلى هنا آخر الأحاديث التي فيها: قال وجدت في كتاب أبي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، وعُبيدالله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (46) ، وأبو الشيخ في "الأمثال، (320) من طريق إسحاق بن يوسف، به.
وأخرجه مسلم (2784) (17) ، والطبري في "التفسير" (10728) و (10730) من طرق، عن عبيد الله، به.
وأخرجه مسلم (2784) ، والنسائي 8/124، والرامهرمزي في "الأمثال " (44) و (45) ، وابن عدي في "الكَامل"1/310، والخطيب في "تاريخه"14/268 من=(9/99)
5080 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: " حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصُمْهُ "، وَحَجَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَأَنَا لَا أَصُومُهُ وَلَا آمُرُ بِهِ (1) وَلَا أَنْهَى عَنْهُ، وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً عَمَّنْ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ (2)
__________
= طرق، عن نافع، به.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (585) من طريق المغيرة بن حكيم، عن ابن عمر، به، مرفوعاً.
وانظر (4872) .
قوله: العائرة، أي: المترددة. قاله ابن الأثير.
وقال السندي: قوله: مثلُ الشاةِ العائرة، أي: المترددة بين قطيعين، وهي التي تطلب الفحل للضراب، فتتردد بين القطيعين، فلا تستقر مع إحداهما، والمنافق بين المؤمنين والمشركين تبعا لهواه وغرضه الفاسد، وفيه سلب الرجولية عن المنافق.
(1) قوله:"ولا آمر به، لم يرد في (ص) .
(2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نجيح - واسمه يسار المكي - فقد روى له مسلم، وهو ممن حدث عن ابن عمر، لكن هذا الحديث قد سمعه أبو نجيح من رجل لم يسمَه عن ابن عمر، وهو ما بينه شعبة فيما يأتي برقم (5420) . ابن أبي نجيح: هو: عبد الله، وإسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية.
وأخرجه الترمذي (751) ، ومن طريقه البغوي (1792) عن أحمد بن منيع،=(9/100)
5081 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا دَخَلَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ " (1)
__________
= وعلي بن حجر، والنسائي في "الكبرى" (2826) عن علي بن حجر، كلاهما عن ابن علية، وسفيان بن عيينة، بهذا الِإسناد. ولم يذكروا أن رواية سفيان بن عيينة: عمن سأل ابن عمر! ورواية النسائي مختصرة لم يذكر فيها سوى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه الدارمي 2/23 عن معلى بن أسد، وابن حبان (3604) من طريق أبي كامل الجحدري، والبغوي (1792) من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام، ثلاثتهم عن ابن علية، به.
وأخرجه عبد الرزاق (7829) ، والحميدي (681) عن سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه أبو يعلى (5595) عن هارون بن معروف، عن سفيان - وهو ابن عيينة -، به. وقال فيه: عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، قال: سئل ابن عمر.
وسيأتي برقم (5117) و (5411) و (5411 م) و (5420) و (5948) .
ويشهد له حديث ابن عباس، وقد سلف برقم (2946) .
وحديث أبي هريرة، سيرد 2/304.
وحديث أم الفضل، سيرد 6/338.
وحديث ميمونة عند البخاري (1989) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (5564) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الِإسناد.=(9/101)
5082 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا دَخَلَ أَدْنَى الْحَرَمِ أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ، ثُمَّ يَأْتِي ذَا طُوًى فَيَبِيتُ بِهِ وَيُصَلِّي بِهِ صَلَاةَ الصُّبْحِ وَيَغْتَسِلُ وَيُحَدِّثُ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ " (1)
5083 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ " (2)
5084 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " (3) إِنَّ الَّذِي يَفُوتُهُ
__________
= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/206، وفي "السنن الكبرى" (675) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به. وسيأتي برقم (6345) عن عبد الرزاق، عن معمر، وانظر ما سلف برقم (4540) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر القطعة الأولى من الحديث (4628) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَة، وأيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه الطيالسي (1848) ، والحميدي (610) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/115 من طرق، عن أيوب، بهذا الِإسناد.
وقد سلف برقم (4466) .
(3) في (س) : عن ابن عمر، قال: إن الذي تفوته ... وفي هامشها: "قال =(9/102)
الْعَصْرُ (1) كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (2)
5085 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَادَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَأْمُرُنَا نُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَ: " يُصَلِّي أَحَدُكُمْ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ يُصَلِّي (3) وَاحِدَةً، فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى (4) " (5)
5086 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ تَلْبِيَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ
__________
= النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. نسخة". وفي (ظ14) : عن ابن عمر، قال: قال. وفوق لفظ:"قال"
الثاني علامة صح، لكن لم يرد فيها لفظ:"النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
(1) في (ظ1) : تفوته صلاة العصر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (388) ، والبغوي في " الجعديات " (3126) و (3127) من طرق، عن أيوب، بهذا الِإسناد. وسقط نافع من مطبوعة"الجعديات" في الموضع الأول.
وانظر ما سلف برقم (4621) .
(3) في (ظ14) : صلى.
(4) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) زيادة: من الليل.
(5) هو مكرر (4492) سنداً ومتناً.(9/103)
لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، (1) إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " (2)
5087 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنْ أَيْنَ نُهِلُّ؟ قَالَ: " يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَأَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَأَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ " قَالَ: وَيَقُولُونَ: " وَأَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ " (3)
5088 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ:
__________
(1) في (م) : لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بنُ إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَة، وأيوب: هو السختياني.
وأخرجه الترمذي (825) ، وابن الجارود (433) من طريق إسماعيل، بهذا الِإسناد، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وقدسلف برقم (4457) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه الترمذي (831) من طريق ابن علية، بهذا الِإسناد، وقال: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، والعملُ على هذا عند أهل العلم.
وأخرجه البيهقي في "السنن " 5/26 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أيوب به.
وقد سلف برقم (4455) .(9/104)
لَمَّا خَلَعَ النَّاسُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ بَنِيهِ وَأَهْلَهُ، ثُمَّ تَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ اللهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ "، وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْغَدْرِ أَنْ لَا يَكُونَ (1) الْإِشْرَاكُ بِاللهِ تَعَالَى، أَنْ يُبَايِعَ رَجُلٌ رَجُلًا عَلَى بَيْعِ اللهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ يَنْكُثَ بَيْعَتَهُ، فَلَا يَخْلَعَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَزِيدَ، وَلَا يُشْرِفَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ فِي هَذَا الْأَمْرِ، فَيَكُونَ صَيْلَمٌ (2) بَيْنِي وَبَيْنَهُ (3)
__________
(1) هذا لفظ نسخة (ظ14) ، وهو الوارد عند السندي، ومثله في (س) ، لكن سقط منها حرف"أن"، وسترد كذلك في الرواية (5709) . قال السندي: إلا أن يكون الإشراك: كلمة"إلا"استثنائية، أي: من أعظم الغدر نقض البيعة كل حين إلا حين أن يوجد الإشراك، والكفر الصريح من الملك، فيجب عزله ولا يمكن تمكينه من الحكم، لقوله تعالى: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلًا) .
قلنا: وقد وقع في (ق) و (ص) و (ظ1) : أن لا يكون. وهو ما أثبته الشيخ أحمد شاكر. ويكون بتقدير: شريطة أن لا يكون.
(2) وقع في (م) بدل صيلم: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الشيخ أحمد شاكر: كأن مصححي الطبع اشتبه عليهم رسمها، فظنوها"صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، وهي الاصطلاح السخيف لبعض المتأخرين في اختصار كتابة الصلاة على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعربوها وكتبوها واضحة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرج المرفوع منه الترمذي (1581) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح.
وأخرجه مسلم (1735) (9) ، والبيهقي 8/159 من طريق عفان، عن صخر بن =(9/105)
5089 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، (1) حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ بَنِي غِفَارٍ فِي مَجْلِسِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
__________
= جويرية، به. واقتصر مسلم على المرفوع منه.
وأخرجه بنحوه البخاري (7111) ، وأبو عوانة 4/71، والبيهقي 8/160 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، به.
وسيأتي برقم (5709) ، وقد سلف المرفوع منه برقم (4648) .
قوله:"لما خلع الناسُ يزيد"، قال السندي: أي أهل المدينة، فإنه يوم بلغهم سوءُ حاله خلعوه، وكان ذلك سببا لفتنة الحرة.
وقوله: "على بيع الله ورسوله" قال الحافظ في "الفتح " 13/71: أي على شرط ما أمر اللة ورسوله به من بيعة الِإمام، وذلك ان من بايع أميراً فقد أعطاه الطاعة، وأخذ منه العطية، فكان شبيهَ من باع سلعة وأخذ ثمنها.
وقوله:"أن لا يكون الإشراكُ بالله"، أي: إن من أعظم الغدر بعد الإشراك بالله أن يبايع رجل رجلًا على بيع الله ورسوله، ثم ينكث بيعته، وهو ما في رواية عفان بن مسلم، عن صخر بن جويرية عند البيهقي، وعزاه الحافظ في "الفتح"13/71 من هذا الطريق بهذا اللفظ إلى أبي العباس السرّاج في "تاريخه".
وقوله:"ولا يُشرفن"، قال السندي: من الإشراف، أي: لا يَدخلن في هذا الأمر، أي: أمر الخلع.
وقوله:"فيكون صَيْلَم"ضبظ بفتح صاد وسكون ياء وفتح لام، أي: فيتحقق، ويوجد قطيعة منكرة بيني وبينه، وأصل الصيلم الداهية، والياء زائدة، والمضارع بالنصب على أنه جواب النهي. ولفظ البخاري (7111) : وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه، ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه، أي: القاطعة، وهي فيعل من فَصَلَ الشيءَ: إذا قطعه.
(1) وقع في النسخ الخطية عدا (ظ14) : حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي إسحاق، وهو خطأ. وجاء في (ظ14) على الصواب كما هو مثبت هنا، وهو الوارد =(9/106)
حَدَّثَنِي فُلَانٌ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ فَقَالَ: " نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ "، فَنُووِلَ ذِرَاعًا، فَأَكَلَهَا، - قَالَ يَحْيَى: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا هَكَذَا ثُمَّ - قَالَ: " نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ "، فَنُووِلَ ذِرَاعًا، فَأَكَلَهَا، ثُمَّ قَالَ: " نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا هُمَا ذِرَاعَانِ فَقَالَ: " وَأَبِيكَ لَوْ سَكَتَّ مَا زِلْتُ أُنَاوَلُ مِنْهَا ذِرَاعًا مَا دَعَوْتُ بِهِ " فَقَالَ سَالِمٌ: أَمَّا هَذِهِ فَلَا سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ " (1)
__________
= في "أطراف المسند" 3/394، وفي "تحفة الأشراف"5/416 حديث رقم (7034) .
(1) هذا الحديث حديثان. قصة الذًراع، وإسنادها ضعيف لإبهام الرجل الغفاري، ولكن لها شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد 2/5170 وإسناده حسن.
وثان من حديث أبي عبيد مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 3/484-4850 وإسناده
ضعيف.
وثالث من حديث أبي رافع القبطي، سيرد 6/8 و3920وإسناده ضعيف.
والحديث الثاني: النهي عن الحلف بالآباء. وإسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية، ويحيى بن أبي إسحاق: هو الحضرمي البصري.
وأخرجه النسائي 4/7 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وقدسلف برقم (4523) .
قوله:"ناولني الذراع"، قال السندي: أي: أعطني الذراع، وكان أحب اللحم إليه لحم الذراع.=(9/107)
5090 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، وَسُئِلَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَقَالَ: " حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَقَّ عَلَيَّ لَمَّا سَمِعْتُهُ " فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَالَ: فَجَعَلْتُ أُعَظِّمُهُ، فَقَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْتُ: سُئِلَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ فَقَالَ: " حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، فَقَالَ: صَدَقَ، حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: وَمَا الْجَرُّ قَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ صُنِعَ مِنْ مَدَرٍ " (1)
__________
= وقوله: "فنووِل"على البناء للمفعول من المناولة، وفي بعض النسخ: فَنُولَ، بتشديد الواو من التنويل.
وقوله:"إنما هما"، أي: الذي للشاة، والتثنية نظراً إلى كونها في الواقع اثنين، وإلا فمرجع الضمير هاهنا ما ذكرنا، ليفيد الإخبار، ولفظ حديث أبي رافع: إنما للشاة ذراعان.
وقوله:"فقال: وأبيك"يحتمل أن يكون هذا من تغيير الرواة، وإلا فلفظ "الشمائل": والذي نفسي بيده، ولو ثبت، يمكن أن يكون قبل النهي، أو يكون بلا قصد الحلف،. بل يكون على عادة العرب، والظاهر أن سالماً رذ هذا بمخالفته لحديث النهي.
وقوله:"لو سكت"، قيل: لعل سبب قطع الكلام هذا الأمر العظيم، أنه قطع التوجه الذي كان له حال سكوته.
وقوله:"ما زلت أناوَل"على بناء المفعول للمتكلم.
وقوله:"أما هذه"، أي: القصة أو الكلمة، وهي الحلف:"فلا"، أي: غير ثابتة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.=(9/108)
5091 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَقْتُلُ مِنَ الدَّوَابِّ إِذَا أَحْرَمْنَا؟ فَقَالَ: " خَمْسٌ لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُنَّ فِي قَتْلِهِنَّ: الْحِدَأَةُ، (1) وَالْفَأْرَةُ، وَالْغُرَابُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ " (2)
__________
= وأخرجه النسائي في "المجتبى"8 /303، وفي "الكبرى" (5129) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/223 من طريق هشام الدستوائي، وابن حبان (5403) من طريق وهيب، كلاهما عن أيوب، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى"8/304، وفي "الكبرى" (5130) من طريق إسماعيل ابن عُلَية، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/223 من طريق وهيب، كلاهما عن أيوب، عن رجل، عن سعيد بنِ جُبير، به.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/115 (3833) ، ومسلم (1997) (46) ، وأبو داود (3690) ، والنسائي في "المجتبى"8/308، وفي "الكبرى" (5153) ، وأبو عوانة 5/301، والبيهقي في "السنن"8/308 من طريق منصور بن حيان، عن سعيد بن جبير، قال: أشهد على ابن عمر وابن عباس أنهما شهدا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الدباء والحَنْتَم والمزَفت والنقير. وهذا لفظ مسلم.
وأخرجه الدارمي 2/116 من طريق عزرة، عن سعيد بن جبير، به.
وقد سلف برقم (4809) ، وانظر (4465) ، وسيأتي برقم (5819) .
قوله:"فجعلت أعظِمه": بالتخفيف، في "القاموس": استعظمه: رآه عظيما كأعْظَمَ.
(1) وقع في جميع النسخ عدا (م) : الحُدَيَّا، وكتبت في هامش (س) كما هو هنا، وقد جاء في "لسان العرب": وقال أبو حاتم: أهل الحجاز يخطئون، فيقولون لهذا الطائر: الحُدَيا، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم، ابن علية.=(9/109)
5092 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّاسِ وَقَدْ فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْخُطْبَةِ، فَقُلْتُ: مَاذَا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: " نَهَى عَنِ الْمُزَفَّتِ، وَالدُّبَّاءِ " (1)
5093 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ فَاسْتَثْنَى فَهُوَ بِالْخِيَارِ: إِنْ شَاءَ أَنْ يَمْضِيَ عَلَى يَمِينِهِ، وَإِنْ شَاءَ أَنْ يَرْجِعَ غَيْرَ حَنِثٍ، أَوْ قَالَ: غَيْرَ حَرَجٍ " (2)
__________
= وأخرجه النسائي في "المجتبى"5/190 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الِإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (8375) عن معمر، ومسلم (1) 99) (77) ، والطحاوي 2/166، والبيهقي 5/209 من طرق، عن أيوب، به.
وقد سلف برقم (4461) .
قوله:"إذا أحرمنا"، قال السندي: صرنا محرمين، أو دخلنا في الحرم، والأول أظهر.
قوله: "لا جناح على من قتلهن"، أي: في كل حال أو في أيً مكان كان، ولهذا العموم مأخوذ من الِإطلاق، وبه وافق الجواب السؤال، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه مسلم (1997) (49) من طريق إسماعيل، بهذا الِإسناد.
وتد سلف بنحوه برقم (4465) .
(2) هو مكرر (4510) سنداً ومتناً.(9/110)
5094 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ " (1) فَذَكَرَهُ (2)
5095 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي سُوقٍ ثَوْبًا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، (3) لَوِ ابْتَعْتَ هَذَا الثَّوْبَ لِلْوَفْدِ قَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ أَوْ قَالَ: هَذَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ "، قَالَ: أَحْسِبُهُ، قَالَ: " فِي الْآخِرَةِ ". قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَاكَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبٍ مِنْهَا، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى عُمَرَ فَكَرِهَهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، بَعَثْتَ بِهِ إِلَيَّ وَقَدْ قُلْتَ فِيهِ مَا سَمِعْتُ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ أَوْ قَالَ هَذَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " قَالَ: " إِنِّي
__________
(1) كلمة:"أحدكم"لم ترد في (ظ14) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل - وهو مظفر بن مدرك الخراساني - فقد روى له النسائي وأبو داود في كتاب"التفرد"، وهو ثقة.
حماد: هو ابن سلمة، وأيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه الدارمي 2/185، والبيهقي في "السنن" 7/361 و10/46 من طرق، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4510) .
(3) في (ظ14) : يا نبي الله.(9/111)
لَمْ أَبْعَثْ بِهِ إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهُ، وَلَكِنْ بَعَثْتُ بِهِ إِلَيْكَ لِتُصِيبَ بِهِ ثَمَنًا " قَالَ سَالِمٌ: فَمِنْ أَجْلِ هَذَا الْحَدِيثِ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُ الْعَلَمَ فِي الثَّوْبِ (1)
5096 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبِ (2) بْنِ الشَّهِيدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قُلْتُ: لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ؟ قَالَ: تُجْزِئُكَ قِرَاءَةُ الْإِمَامِ. قُلْتُ: رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، (3) أُطِيلُ فِيهِمَا (4) الْقِرَاءَةَ؟ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى "، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّمَا سَأَلْتُكَ عَنْ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، قَالَ: إِنَّكَ لَضَخْمٌ أَلَسْتَ تَرَانِي أَبْتَدِئُ الْحَدِيثَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن أبي إسحاق: هو الحضرمي البصري.
وأخرجه البخاري (6081) ، ومسلم (2068) (9) ، والنسائي 8/198، والطحاوي 4/245 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن يحيى بن أبي إسحاق، بهذا الِإسناد.
وقد سلف برقم (4767) .
قال في "المصباح المنير": أعلمت الثوب جعلت له عَلَماً من طراز وغيره.
(2) . تحرف في (م) إلى: وهب.
(3) في نسخة السندي: ركعتا الفجر، قال: هكذا في أصلنا: ركعتا الفجر بالرفع، وفي بعض الأصول: ركعتي الفجر، بالنصب على إضمار الفعل، أي: أطيل ركعتي الفجر.
(4) في (س) و (ص) وهامش (ظ1) : فيها.(9/112)
خَشِيَ الصُّبْحَ أَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ، ثُمَّ يَضَعُ رَأْسَهُ "، فَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: نَامَ، وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: لَمْ يَنَمْ، " ثُمَّ يَقُومُ إِلَيْهِمَا وَالْأَذَانُ فِي أُذُنَيْهِ "، فَأَيُّ طُولٍ يَكُونُ ثُمَّ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ أَوْصَى بِمَالٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَيُنْفَقُ مِنْهُ فِي الْحَجِّ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ فَعَلْتُمْ كَانَ مِنْ سَبِيلِ (1) اللهِ. قَالَ: قُلْتُ: رَجُلٌ تَفُوتُهُ رَكْعَةٌ مَعَ الْإِمَامِ فَسَلَّمَ الْإِمَامُ، أَيَقُومُ إِلَى قَضَائِهَا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ الْإِمَامُ؟ قَالَ: كَانَ الْإِمَامُ إِذَا سَلَّمَ قَامَ. قُلْتُ: الرَّجُلُ يَأْخُذُ بِالدَّيْنِ أَكْثَرَ مِنْ مَالِهِ، قَالَ: لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اسْتِهِ عَلَى قَدْرِ غَدْرَتِهِ (2)
__________
(1) في (ظ14) : سبل.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وهو ثقة روى له النسائي.
وقد سلف لهذا الحديث مختصراً بقصة صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر بركعة، برقم (4860) و (5049) من طريق أنس بن سيرين.
وقوله: لكل غادر لواء ... سلف مرفوعاً برقم (4648) .
قوله: "تجزئك قراءة الإمام"، قال السندي: ظاضره إن قراعه الإمام تكفي في السرية والجهرية عند ابن عمر عن الفاتحة وغيرها، وهذا مقتضى عدم وجوب القراءة خلف الإمام، لا عدم جوازها، ورواة هذا الحديث ثقات، وقد صح عنه من غير هذا الوجه من قوله: من صلى وراء الإمام كفاه قراءة الإمام، وقال البيهقي: وقد روي عنه خلافه، فروى بسنده (في "القراءة خلف الإمام"213 و214) أنه سئل ابن عمر عن القراءة خلف الإمام، فقال: إني لأستحي من رب هذه البنية أن أصلي صلاة =(9/113)
5097 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي جَهْضَمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَدْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَحْلِلْ " وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ " فَلَمْ يَحِلُّوا " (1)
__________
= لا أقرأ فيها بأم القرآن، وذكر عنه مثل هذا بسند آخر، ثم قال: فكأنه يرى القراءة خلف الإمام فيما يسر الإمام فيه بالقراءة. قلت (القائل السندي) : ظاهر حديث ابن عمر أن قراءة الإمام تكفي للمأموم، فيجوز له تركها، ومع ذلك لو أتى بها كان جائزاً، بل يجوز أن يكون هو الأولى، فلا يخالف قوله: إني لأستحي ... ، وربما يحمل قوله على قراءة ما سوى الفاتحة، والله تعالى أعلم.
قوله:"إنك لضخم"، قال السندي: أي: قليل الفهم لاشتغال همك بالبطن لا بالعلم.
قوله: " فأي طول يكون ثَمَّ "، قال السندي: بفتح مثلثة للإشارة إلى المكان، أي: هناك، وليس بضمها حرف عطف، لأن لفظة: "قلت" مذكورة في المواضع الأخر بلا عطف، ولأن تمام المعنى يقتضي أن يكون اسمَ إشارة، والله تعالى أعلم.
وقوله:"لكل غادر لواء يوم القيامة"، أي: أخذ الزيادة غدر في العهد الذي يقتضيه الدين، فإن مقتضاه ألا يأخذ ذلك القدر، فصار ذلك بمنزلة العهد ألا يأخذ الزائد، فإذا أخذ الزائد فقد نقض العهد وغدر، ويستحق هذه العقوبة يوم القيامة، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده قوي، عبد الله بن الوليد: هو ابن ميمون القرشي الأموي، وثقه العقيلي والدارقطني. وقال البخاري: مقارب، وقال أبو زرعة: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: مستقيم الحديث، وصحح أحمد سماعه من سفيان، وقال: لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح، وكان ربما أخطأ في الأسماء، وقد كتبت عنه أنا كثيراً. وجهضم - وهو ابن عبد الله بن أبي الطفيل القيسي=(9/114)
5098 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنِي جَابِرٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ " (1) مِثْلَ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فِي رَفْعِ الْيَدَيْنِ (2)
5099 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْمَازِنِيُّ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى خَيْبَرَ " (3)
__________
= اليماني _، روى له الترمذي وابن ماجه، وثقه ابن معين وأبو حاتم وابن خلفون والذهبي، وقال: لم يكن به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعبد الله بن بدر: هو الحنفي السحيمي اليماني أحد الأشراف الثقات، روى له أصحاب السنن.
وهذا الحديث هنا وفيما سيأتي برقم (6445) مختصر، يبين المراد منه ما سيأتي في الحديث رقم (5939) . وانظر ما سلف برقم (4512) .
قوله:"فلم يحلل "، قال السندي: أي: بمجرد الدخول في مكة والطواف، كما يقول ابن عباس: " إن من طاف بالبيت حل"، فهذا تعريض به، لكن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد ساق الهدي، وابن عباس كان يقول في غير السائق، فلا يتم التعريض.
(1) لفظ:"ذلك " لم يرد في (ظ14) ، واستدرك في هامش (س) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر - وهو ابن يزيد الجعفي -.
وقد سلف برقم (5054) من طريق شعبة، عن جابر.
(3) إسناده قوي، عبد الله بن الوليد، سلف الكلام عليه في الرواية (5097) ، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.(9/115)
5100 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَغْلِبَنَّكُمُ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ، إِنَّهُمْ يُعْتِمُونَ عَلَى الْإِبِلِ إِنَّهَا صَلَاةُ الْعِشَاءِ " (1)
5101 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَلَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْذَنُوا لِلنِّسَاءِ بِاللَّيْلِ إِلَى الْمَسَاجِدِ " فَقَالَ ابْنُهُ: لَا نَأْذَنُ لَهُنَّ يَتَّخِذْنَ ذَلِكَ دَغَلًا، فَقَالَ: "
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (4519) عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4520) ، وانظر (4470) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، عبد الله بن الوليد: هو ابن ميمون الأموي مولاهم، المعروف بالعدتي، راوىِ"جامع"سفيان عنه، سلف الكلام عليه في الرواية (5097) ، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي لبيد، فمن رجال مسلم، وإخرج له البخاري متابعة. سفيان: هو الثوري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وقد سلف من طريق سفيان الثوري برقم (4688) ، وانظر (4572) .
قال ابن الأثير: قال الأزهري: أرباب النعَم في البادية يريحون الإبل، ثم ينيخونها في مراحها حتى يعتموا، أي: يدخلوا في عتمة الليل، وهي ظلمته، وكانت الأعراب يسمون صلاة العشاء صلاة العتمة تسمية بالوقت، فنهاهم عن الاقتداء بهم، واستحب لهم التمسك بالاسم الناطق به لسان الشريعة، وقيل: أراد لا يغرنكم فعلُهم هذا، فتؤخروا صلاتكم، ولكن صلوها اذا حان وقتها.(9/116)
تَسْمَعُنِي أَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقُولُ أَنْتَ: لَا " (1)
5102 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا سند قوي كسابقه، وعبد الله بن الوليد متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير الليث - وهو ابن أبي سُليم متابع الأعمش -، فقد روى له الأربعة، وهو حسن الحديث في المتابعات.
سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وقد صرح بالتحديث في الرواية رقم (6101) .
وأخرجه أبو عوانة 2/57 من طريق الفريأبي عن سفيان، عن الأعمش، عن مجاهد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (568) ، والترمذي (570) ، وابن حبان (2210) من طريقين، عن الأعمش، عن مجاهد، به، قال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (899) ، ومسلم (442) (139) ، والطبراني في "الكبير" (13570) من طريق عمرو بن دينار، عن مجاهد، به.
وسلف شرحه برقم (5021) ، وسلف برقم (4522) ، وانظر (4933) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الوهاب بن عطاء: هو الخفاف، روى له مسلم، وحديثه في درجة الحسن، ثم هو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، ابن عون: هو عبد الله البصري.
وأخرجه الطيالسي (1844) ، وأبو نعيم في "الحلية"3/43، والقضاعي في "مسند الشهاب" (221) ، والخطيب فى "تاريخه" 12/109 من طرق، عن ابن عون، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (4616) .(9/117)
5103 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَعْنِي أَبَا أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَسَأَلَهُ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى تُسَلِّمُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ، فَصَلِّ رَكْعَةً تُوتِرُ لَكَ مَا قَبْلَهَا " (1)
5104 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن أبي رواد، فقد أخرج له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، ورثقه يحيى القطان، وابن معين وأبو حاتم والنسائي، وضعفه ابن حبان، وقال الإمام أحمد: صالح الحديث، وليس هو في التثبت مثل غيره، وقال الدارقطني: متوسط في الحديث وربما وهم.
وأخرجه عبد الرزاق (4674) ، وأبو نعيم في "الحلية"8/196 من طريق خلاد بن يحيى، كلاهما عن عبد العزيز بن أبي رواد، به.
وسلف برقم (4492) .
(2) إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز- وهو ابن أبي رواد - فمن رجال أصحاب السنن الأربعة، وهو صدوق لا بأس به.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"5/189 من طريق أحمد بن الوليد الفحام، عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، بهذا الإسناد. وفيه:" الرؤيا الصالحة جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة ". وانظر (4678) .(9/118)
5105 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ، فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تَذْهَبَ الْعَاهَةُ " قُلْتُ: وَمَتَى ذَاكَ؟ قَالَ: حَتَّى تَطْلُعَ الثُّرَيَّا (1)
5106 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ يَقْطَعُهُمَا (2) حَتَّى يَكُونَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ " (3)
5107 - قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي " خَمْسٌ لَا جُنَاحَ عَلَيْهِ وَهُوَ حَرَامٌ أَنْ يَقْتُلَهُنَّ: الْحَيَّةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عثمان بن عبد الله بن سراقة، فمن رجال البخاري. محمد بن عبد الله: هو أبو أحمد الزبيري، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وقد سلف برقم (5012) .
(2) في (ظ14) : ويقطعهما.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبد الله: هو أبو أحمد الزبيري، وسفيان: هو الثوري، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه ابن حبان (3788) من طريق وكيع، عن سفيان، بهذا الِإسناد.
وقد سلف مطولًا برقم (4482) .(9/119)
الْعَقُورُ، وَالْحِدَأَةُ " (1)
5108 - وقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ " (2)
5109 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ فَقَالَ: " هَا إِنَّ الْفِتَنَ مِنْ هَاهُنَا، إِنَّ الْفِتَنَ مِنْ هَاهُنَا، إِنَّ الْفِتَنَ مِنْ هَاهُنَا، (3) مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " (4)
5110 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1199) (79) ، وابن حبان (3962) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (5132) و (6228) ، وانظر ماسلف برقم (4461) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4702) .
(3) هذه الجملة الثالثة لم ترد في (ظ14) ، واستدركت في هامش (س) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/975، ومن طريقه البخاري (3279) ، وابن حبان (6648) ، والبغوي (4004) وأخرجه ابن حبان (6649) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن عبد الله بن دينار، بهذا الإسناد. وانظر (4754) .(9/120)
عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَ لَيْلًا " (1)
5111 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، (2) وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ " وَقَالَ: هَؤُلَاءِ الثَّلَاثُ حَفِظْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحُدِّثْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمُ "، فَقِيلَ لَهُ: الْعِرَاقُ قَالَ: لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ عِرَاقٌ (3)
5112 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مَرْثَدٌ يَعْنِي ابْنَ عَامِرٍ
__________
(1) إسناده ضعيف، أبو الزبير- واسمه محمد بن مسلم بن تدرس -، مدلس وقد عنعن.
ولهذا الحديث تفرد الإمام أحمد بإخراجه عن عائشة وابن عمر، وسيأتي في مسند عائشة 6/207 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن عائشة وابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زار البيت ليلاً.
وانظر ما سلف في مسند ابن عباس برقم (2611) و (2612) و (2815) .
(2) في (ظ14) وهامش (س) و (ص) و (ظ1) : قرن.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبد الله: هو ابن الزبير أبو أحمد، وسفيان: هو الثوري، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه البخاري (7344) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/117 من طريق أبي حذيفة موسي بن مسعود النهدي، كلاهما عن سفيان، بهذا الِإسناد.
وقد سلف برقم (4455) .(9/121)
الْهُنَائِيَّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو النَّدَبِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ لَيَعْجَبُ مِنَ الصَّلَاةِ فِي الْجَمِيعِ " (1)
5113 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَامٍ وَقَدْ حَسَّنَهُ صَاحِبُهُ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ، فَإِذَا طَعَامٌ رَدِيءٌ فَقَالَ: " بِعْ هَذَا عَلَى حِدَةٍ، وَهَذَا عَلَى حِدَةٍ، فَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، مرثد بن عامر الهنائي روى عنه غير واحد، وذكره ابن حبان في "الثقات"7/500، لكن قال الِإمام أحمد: لا أعرفه، وأبو عمرو الندَبي- وهو بشر بن حرب الأزدي- ضعيف يعتبر به، روى له النسائي وابن ماجه.
وهذا الحديث أورده الهيثمي في "المجمع"2/39 من حديث ابن عمر، ونسبه إلى الطبراني في " الكبير"فقط، وحسن إسناده!
وأورده مرة أخرى ونسبه إلى الِإمام أحمد من حديث عمر، وهذا وهم لا ندري من أين وقع له، إلا أنه جعله كذلك في "غاية المقصد في زوائد المسند" ورقة 53، بإسناد المصنف هنا بفسه، وفيه: حدئني عبد الله بن عمر بن الخطاب رحمه الله، قال: سمعت عمر بن الخطاب رحمه الله، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره!
وكذا وقع هذا الوهم في "الترغيب والترهيب " 1/262 للحافظ المنذري! لكن أورده الحافظ ابن حجر على الصواب في " أطراف المسند" 3/334 في ترجمة بشر بن حرب أبي عمرو الندبي عن ابن عمر. وثم يرد هذا الحديث في مسند عمر من"المسند" أو "أطرافه"، وكذا لم يورده الحافظ ابن كثير في "مسند الفاروق ".
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر- وهو نجيح بن عبد الرحمق السندي -، وباقي رجاله ثقات.=(9/122)
5114 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ يَعْنِي الْوَاسِطِيَّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ، وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ " (1)
__________
= وأخرجه البزار (1255) (زوائد) ، والطبراني في "الأوسط" (2511) من طريق عبد العزيز بن الخطاب، عن أبي معشر، بهذا الإسناد. ورواية البزار مختصرة، وقال الطبراني: لم يرو الحديث عن نافع إلا أبو معشر.
وأخرجه بنحوه الدارمي 2/248، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/33، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان"1/248 من طريق يحيى بن المتوكل، عن القاسم بن عبيد الله، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه. وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن المتوكل.
وله شاهد عن أبي هريرة، سيرد 2/242، وإسناده صحيح.
وعن أبي بردة، سيرد 3/466 و4/45، وفي إسناده ضعف.
وعن قيس بن أبي غرزة عند أبي يعلى (933) ، والطبراني 18/ (921) ، وإسناده منقطع.
ويشهد لقوله:"من غشنا فليس منا" فقط حديث ابن مسعود عند ابن حبان (567) .
وحديث عائشة عند البزار (1256) (زوائد) .
وحديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11553) .
(1) إسناده ضعيف على نكارة في بعض ألفاظه. ابن ثوبان - وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان - اختلفت فيه أقوالُ المجرحين والمعدلين، فمنهم من=(9/123)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قوى أمره، ومنهم من ضعفه، وقد تغير بأخرة، وخلاصة القول فيه أنه حسنُ الحديث إذا لم يتفرد بما ينكر، فقد أشار الإمام أحمد إلى أن له أحاديث منكرة، وهذا منها.
وأخرجه عبد بن حميد (848) عن سليمان بن داود الطيالسي، والطبراني في "مسند الشاميين" (216) من طريق محمد بن يوسف الفريابي وعلي بن عياش الحمصي وغسان بن الربيع، وابن الأعرابي في "معجمه" (1137) ، والبيهقي في "الشعب" (1199) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، أربعتهم عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، بهذا الأسناد. وزادوا فيه بعد قوله"بعثت بالسيف": "بين يدي الساعة".
وعلق البخاري 6/98 (الفتح) بعضه بصيغة التمريض في باب ما قيل في الرماح، فقال: ويذكر عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري.
وسيأتي برقم (5115) و (5667) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (231) عن أبي أمية الطرسوسي، عن محمد بن وهب بن عطية، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، به.
وهذا إسناد فيه ثلاث علل:
الأولى: تفرد الوليد بن مسلم بهذا الطريق، فرواه عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، وخالف بذلك جمعاً من الشيوخ حيث رووه عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن حسان بن عطية، كما مر آنفاً، ثم إن الوليد يدلس تدليس التسوية، وهو هنا لم يصرح بصيغة السماع بين الأوزاعي وبين حسان بن عطية، والأوزاعي قد لقي عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وكاتبه، فلعله سمعه منه فدلسه الوليد وأسقط ابن ثوبان، والله أعلم.
الثانية: أن أبا أمية الطرسوسي شيخ الطحاوي له أوهام إذا حدث من حفظه،=(9/124)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قال ابن حبان في "الثقات"9/137: كان من الثقات، دخل مصر فحدثهم من حفظه من غير كتاب بأشياء أخطأ فيها، فلا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا ما حدث من كتابه. قلنا: والطحاوي إنما أخذ عن أبي أمية بمصر، وهو هنا قد سمى شيخه محمد بن وهب بن عطية، والذي حدث بمصر عن الوليد بن مسلم وغيره هو محمد بن وهب بن مسلم القرشي الدمشقي، وهو ضعيف منكر الحديث، والأول
صالح الحديث، وأما ابن عدي وابن منده، فقد ذكرا أن محمد بن وهب بن عطية منكر الحديث، كذا قالا، ولعلهما أرادا ابن مسلم القرشي الدمشقي قوهما في اسمه، وكلاهما ذكرت له رواية عن الوليد بن مسلم. انظر"ميزان الاعتدال" 4/61، و"تاريخ دمشق"لابن عساكر 16/94-95.
الثالثة: الاضطراب الذي وقع فيه على الأوزاعي، فقد روي عنه هكذا كما هو عند الطحاوي.
وروي عنه، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"1/319، وقال عن أبيه، عن دحيم (وقع في أصله: أبي دحيم، وهو خطأ، ودحيم: لقب لعبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي) : هذا الحديث ليس بشيء، الحديث حديث الأوزاعي، عن سعيد بن جبلة، عن طاووس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعني مرسلاً.
قلنا: كأن دحيماً وأبا حاتم يريان أن المحفوظ عن الأوزاعي هي الرواية المرسلة لا غير، ولهذا المرسل الذي أشار إليه دحيم خرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 5/322، وعلى إرساله فقد حسن الحافظ ابن حجر إسناده في "الفتح"6/980 فهذه العلل الثلاثة مجتمعة لا يمكن معها تقوية الحديث المرفوع بمتابعة الأوزاعي لعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، والله تعالى أعلم.
وفي الباب عن أنس بن مالك عند أبي نعيم في " أخبار أصبهان " 1/129 من طريق الحجاج بن يوسف بن قتيبة، عن بشر بن الحسين الأصبهاني، عن الزبير بن=(9/125)
5115 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ " (1)
__________
= عدي، عن أنس رفعه. وليس فيه لفظ السيف، وإسناده ضعيف جداً، فيه بشر بن الحسين الأصبهاني مجمع على ضعفه، واتهمه بعضهم بالوضع، انظر"الميزان" 1/315-3160 وعن الحسن البصري مرسلاً عند سعيد بن منصورفي "سننه" (2370) ، ومراسيل الحسن شبه الريح، ضعاف، وفي إسناده أبو عمير الصوري لم نتبينه.
ويشهد لقوله:"من تشبه بقوم فهو منهم" حديث حذيفة عند البزار (144) (زوائد) ، وقال: لا نعلمه مسندا عن حذيفة إلا من هذا الوجه، وقد وقفه بعضهم على حذيفة. وأورده الهيثمي في "المجمع"10/271 ونسبه إلى الطبراني في "الأوسط"فقط، وقال: فيه علي بن غراب (وهو عند البزار أيضاً) ، وقد وثقه غير واحد، وضعفه بعضهم، وبقية رجاله ثقات.
قوله:"من تشبه"، قال السندي: أي: فيكفي الِإسلام في الظاهر في النجاة من أحكام الكفرة، كما يكفي الكفر في الظاهر في إجراء أحكام الكفرة، وأما أمر الباطن فإلى الله، وهذا المعنى هو المناسب في هذا المقام، والله تعالى أعلم بالمرام.
(1) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قد سلف الكلام عليه في الحديث السابق. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/313، والبيهقي في "الشعب" (1199) ، والذهبي في=(9/126)
5116 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْبَيْتِ رَكْعَتَيْنِ " (1)
5117 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: " حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصُمْهُ "، وَحَجَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَأَنَا لَا أَصُومُهُ وَلَا آمُرُ بِهِ وَلَا أَنْهَى عَنْهُ (2)
__________
= " السير"15/509، وابن حجر في "تغليق التعليق"3/445 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. قال الذهبي: إسناده صالح.
وأخرج قوله:"من تشبه بقوم فهو منهم" فقط أبو داود (4031) عن عثمان بن أبي شيبة، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، به. وانظر ما قبله.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابنُ أبي سُلَيم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَية، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وأخرجه بنحوه مطولًا البخاري (397) و (1167) ، والنسائي في "المجتبى " 5/218، والبيهقي في "السنن"2/328 من طريق سيف بن سليمان، عن مجاهد، بهذا الِإسناد.
وقد سلف الكلام عن تعيين عدد الركعات في هذه الرواية برقم (5065) . وانظر (5053) .
(2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهو مكرر (5080) .
إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن علية.(9/127)
5118 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا حَقُّ امْرِئٍ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ وَلَهُ مَا يُرِيدُ أَنْ يُوصِيَ فِيهِ، إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ " (1)
5119 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَحْسِبُهُ قَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَى مَقْعَدِهِ (2) غُدْوَةً وَعَشِيَّةً (3) ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنَ الْجَنَّةِ، (4) وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنَ النَّارِ، (5) يُقَالُ: هَذَا (6) مَقْعَدُكَ حَتَّى تُبْعَثَ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (7)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه مسلم (1627) (3) ، والدارقطني في "السنن"4/150، من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4578) ، وانظر (4469) .
(2) في (ق) و (م) وهامش (س) و (ص) : عليه مقعدُه.
(3) في (ظ14) : كل غدوة وعشية.
(4) في (ق) و (ظ1) : فمن أهل الجنة، وذكرت في هامش (س) و (ص) .
(5) في (ق) و (ظ1) : فمن أهل النار، وذكرت في هامش (س) و (ص) .
(6) في (ظ14) : ذاك.
(7) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6515) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4658) .(9/128)
5120 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، اسْتُصْرِخَ عَلَى صَفِيَّةَ، فَسَارَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَسِيرَةَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، سَارَ حَتَّى أَمْسَى فَقُلْتُ: الصَّلَاةَ، فَسَارَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ، فَسَارَ حَتَّى أَظْلَمَ، فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: أَوْ رَجُلٌ الصَّلَاةَ قَدْ أَمْسَيْتَ، فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ مَا بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ " وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَسِيرُوا، فَسَارَ حَتَّى غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا (1)
5121 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه عبد الرزاق (4402) عن معمر، وأبو داود (2) 07) ، وأبو عوانة 2/349، والبيهقي 3/159 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب، به.
وأخرجه عبد الرزاق (4400) عن عبد العزيز بن أبي رواد، و (4403) من طريق إسماعيل بن أمية، كلاهما عن نافع، به.
وأخرجه البخاري (1805) و (3000) ، والبيهقي 3/160 من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر.
وقد سلف برقم (4472) .
قوله: استصرخ على صفية، قال السندي: أي: أستغيث لأجلها، وقيل له: أدركها فإنها قريبة من الموت.
وصفية: هي بنت أبي عبيد كما سيأتي بالرواية رقم (6375) ، وكانت زوج عبد الله بن عمر، وهي أخت المختار ابن أبي عُبيد الثقفي. لها ترجمة في " الِإصابة " برقم (11419) .(9/129)
يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: عَنِ الرَّجُلِ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ (1) وَهِيَ حَائِضٌ، فَقَالَ: أَتَعْرِفُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ، " فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَاجِعَهَا ثُمَّ يُطَلِّقَهَا (2) فَتَسْتَقْبِلَ عِدَّتَهَا " (3)
5122 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا الْأَزْدِيَّ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى "، وَكَانَ شُعْبَةُ يَفْرَقُهُ (4)
__________
(1) في (س) و (ص) : زوجته. (نسخة) .
(2) قوله " ثم يطلقها" لم يرد في (ص) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَة، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي.
وأخرجه مسلم (1471) (9) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (5025) ، وانظر (4500) .
(4) صحيح دون قوله: "والنهار"، وهو مكرر (4791) إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر، وأشبعنا القول على لفظة: "والنهار" هناك.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/274، والنسائي في "الكبرى" (472) ، وفي " المجتبى"3/227، وابنُ ماجه (1322) ، والدارمي./341، وابن خزيمة (1210) ، وابن حبان (2483) و (2494) ، وابنُ عدي في "الكامل"5/1826، والدارقطني في "السنن، 1/417، والبيهقي في "السنن"2/487 من طريق
محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد.=(9/130)
5123 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَرِضَ ابْنُ عَامِرٍ فَجَعَلُوا يَثْنُونَ عَلَيْهِ، وَابْنُ عُمَرَ سَاكِتٌ فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَسْتُ بِأَغَشِّهِمْ لَكَ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَقْبَلُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ " (1)
5124 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى نَافِعٍ أَسْأَلُهُ عَنِ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْقِتَالِ، فَكَتَبَ إِلَيَّ: إِنَّمَا كَانَ ذَاكَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ قَدْ " أَغَارَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَهُمْ غَارُّونَ وَأَنْعَامُهُمْ تُسْقَى عَلَى الْمَاءِ، فَقَتَلَ (2) مُقَاتِلَتَهُمْ وَسَبَى ذُرِّيَّتَهُمْ، وَأَصَابَ يَوْمَئِذٍ جُوَيْرِيَةَ ابْنَةَ الْحَارِثِ "
__________
= وقوله:"وكان شعبة يفرقه": يعني يخشى رفعه بزيادة لفظة:"والنهار".
وسلف دون هذه الزيادة برقم (4492) .
(1) إسناده حسن من أجل سماك - وهو ابن حرب - وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومصعب بن سعد: هو ابن أبي وقاص.
وأخرجه مسلم (224) ، وابن خزيمة (8) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد.
وقد سلف برقم (4700) .
قوله:"أما إني لست بأغشهم لك"، قال السندي: أي: ما تركت الثناء عليك لأجل أني من أغشهم لك، بل تركته لأجل لهذا الحديث.
(2) في (ق) : فقاتل، وليست في شيء من المصادر.(9/131)
حَدَّثَنِي بِذَلِكَ عَبْدُ اللهِ وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْجَيْشِ (1)
5125 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَبِشْرِ بْنِ الْمُحْتَفِزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْحَرِيرِ: " إِنَّمَا يَلْبَسُهُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة، وابن عَون: هو عبدُالله البصري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه سعيد بن منصور (2484) ، وأبو داود (2633) ، والبيهقي في " المعرفة " (18171) من طريق إسماعيل ابن عُلَية، به.
وقد سلف برفم (4857) .
(2) إسناده من جهة بكر بن عبد الله المزني، صحيح على شرط الشيخين، وأما بشر بن المحتفز، فلا يعرف إلا في هذا الحديث مقروناً ببكر بن عبد الله، وسماه همام عن قتادة فيما يأتي برقم (5364) : بشر بن عائذ الهذلي، وهما واحد، ذكرهما في ترجمة واحدة البخاري في "التاريخ الكبير"2/78-79، وفرقهما ابن أبي حاتم 2/362 و365، وابن حبان في "الثقات"4/65 و66، قال ابن حجر في "التهذيب": يحتمل أن يكونا واحداً، فقد رأيت من نسبه: بشر بن عائذ بن المحتفز.
أ. هـ. ورجح أن يكونا واحداً الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على هذا الحديث، ونسب ابن حبان بشرَ بن عائذٍ منقرياً! وبشر هذا في عداد المجهولين، ولا يضر وجوده هنا في الإسناد، فهو مقرون ببكر بن عبد الله المزني الثقة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"2/78-79 عن آدم بن أبي إياس، والنسائي في "المجتبى"8/201، وفي " الكبرى " (9592) و (9624) عن النضر بن شميل، كلاهما عن شعبة، بهذا الِإسناد. وثم يسق البخاري لفظه.
وقد سلف برقم (4713) .(9/132)
5126 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، وَسَمِعْتُ أَبَا مِجْلَزٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْوَتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (1)
5127 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَلْمَانَ (2) قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ سَلْمَانَ قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو مِجْلَز: هو لاحق بن حميد الدوسي.
وأخرجه مسلم (752) (154) ، والنسائي في "المجتبى" 3/232، وفي "الكبرى" (1397) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في " المجتبى" 3/232، وفي "الكبرى" (1397) ، وأبو عوانة 2/333-334 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، به.
وأخرجه الطيالسي (1926) ، ومسلم (753) (155) ، وأبو عوانة 2/334، والمروزي في " قيام الليل " ص 122، والطحاوي في "شرح معاني الاثار" 1/277، والبيهقي في " السنن"3/22 من طريق همام، عن قتادة، به.
وسلف برقم (5016) ، وانظر (4492) .
(2) تحرف في النسخ عدا (ظ14) إلى: سليمان، وهو على الصواب في (ظ14) ، وفي " أطراف المسند " 3/480، وأورد المزي لهذا الحديث في " تهذيب الكمال " في ترجمة المغيرة بن سلمان، وسيأتي على الصواب أيضاً في الرواية (5739) ، وتحرف اسم سلمان في الأصول الخطية التي وقعت للشيخ أحمد شاكر، فانظر ما قاله.(9/133)
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي لَا يَدَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ " (1)
5128 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، وَقَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ وَثَّابٍ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ: عَنِ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: " أَمَرَنَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
5129 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةَ، سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ قُلْتُ: إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْئَيْنِ: عَنِ السَّلَمِ فِي النَّخْلِ، وَعَنِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ فَقَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ
__________
(1) حديث صحيح، ولهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المغيرة بن سَلْمان الخُزَاعي، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في " الثقات " 5/409، وقال الإِمام أحمد: هو معروف.
وقد سلف برقم (4506) ، وسيأتي برقم (5739) و (5758) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، ويحيى بن وثاب: هو الأسدي.
وقد سلف بنحوه برقم (5078) ، وانظر (4466) .(9/134)
نَشْوَانَ قَدْ شَرِبَ زَبِيبًا وَتَمْرًا قَالَ: فَجَلَدَهُ الْحَدَّ، وَنَهَى أَنْ يُخْلَطَا. قَالَ: وَأَسْلَمَ رَجُلٌ فِي نَخْلِ رَجُلٍ فَلَمْ يَحْمِلْ نَخْلُهُ قَالَ: فَأَتَاهُ يَطْلُبُهُ قَالَ: فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَهُ، قَالَ: فَأَتَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَحَمَلَتْ نَخْلُكَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَبِمَ (1) تَأْكُلُ مَالَهُ؟ " قَالَ: فَأَمَرَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، وَنَهَى عَنِ السَّلَمِ فِي النَّخْلِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ (2)
5130 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ بَيِّعَيْنِ فَلَا بَيْعَ بَيْنَهُمَا حَتَّى يَتَفَرَّقَا، إِلَّا بَيْعُ الْخِيَارِ " (3)
__________
(1) في (ظ14) : فيم.
(2) إسناده ضعيف لجهالة النجراني الذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
وقصة الحد سلفت برقم (4786) .
والنهي عن السلم في النخل حتى يبدو صلاحه سلف برقم (5067) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه الطيالسي (1882) ، والنسائي في "الكبرى، (6070) ، وفي "المجتبى" 7/250، والطحاوي في " شرح معاني الآثار"4/12 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4566) ، وانظر (4484) .
قال السندي: فلا بيع بينهما، أي: لازم.(9/135)
5131 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَهَى عَنِ الْوَرْسِ، وَالزَّعْفَرَانِ " قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لَهُ: يَعْنِي الْمُحْرِمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1)
5132 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَمْسٌ لَيْسَ عَلَى حَرَامٍ جُنَاحٌ فِي قَتْلِهِنَّ: الْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْغُرَابُ، وَالْحُدَيَّا، (2) وَالْفَأْرَةُ، وَالْحَيَّةُ " (3)
5133 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ فِي (4) خَمْسٍ، لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ: لَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللهُ، (5) وَلَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وقد سلف برقم (4482) .
(2) انظر تعليقنا على لهذه اللفظة في الحديث رقم (5091) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (1889) عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 2/166 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (5107) .
(4) لفظ:"في " من (س) و (ص) و (ظ14) .
(5) جاء الحديث في (ق) و (ظ1) على نص الآية القرآنية: (إن الله عنده علم=(9/136)
يَعْلَمُ نُزُولَ الْغَيْثِ إِلَّا اللهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ إِلَّا اللهُ، وَلَا يَعْلَمُ السَّاعَةَ إِلَّا اللهُ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، (1) وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ " (2)
5134 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُبَاعَ الثَّمَرَةُ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا " (3)
5135 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: هُوَ ابْنُ عَلْقَمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْفُوا اللِّحَى، وَحُفُّوا (4) الشَّوَارِبَ " (5)
__________
= الساعة وينزل الغيث ... ) الآية، وكذلك ورد في الروايتين (5226) و (5579) .
(1) في هامش (س) : إلا الله، خ. قال السندي: سقط هاهنا الاستثناء من بعض النسخ، ووجد في بعضها، والسقوط أقرب، لما في وجوده من إطلاق النفس على الله، ونسبة الكسب إليه، وأما بعد هذا فلا وجه للاستثناء.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وقد سلف برقم (4766) .
31) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1534) (52) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف بنحوه برقم (4493) .
(4) في (ظ14) : واحفوا.
(5) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن علقمة،=(9/137)
5136 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَحَرَّقَ " (1)
5137 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، وَإِسْحَاقُ يَعْنِي الْأَزْرَقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، (2) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ، وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا "، حَتَّى ذَكَرَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، قَالَ إِسْحَاقُ: وَطَبَّقَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَحَبَسَ إِبْهَامَهُ فِي الثَّالِثَةِ (3)
__________
= ويقال: ابن أبي علقمة، ويقال: ابن علقم، المكي، وهو غير عبد الرحمن بن أبي علقمة الثقفي، ذاك قد روى عن ابن مسعود كما سلف في مسنده برقم (3657) ، وهذا فقد روى عن ابن عباس وابن عمر، وروى عنه سفيان الثوري، وخرج له البخاري في " أفعال العباد " والنسائي، ووثقه هو والعجلي، وذكره في " الثقات " ابن حبان وابن شاهين، ونقل هذا الأخير عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال فيه: كان من الأثبات الثقات، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة.
وأخرجه النسائي في " المجتبى " 8/129، وفي "الكبرى" (9291) و (9292) ، وأبو يعلى (5738) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الِإسناد.
وسيأتي برقم (5138) و (5139) .
وقد سلف برقم (4654) من طريق نافع، عن ابن عمر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4532) سنداً ومتناً.
(2) تحرف في (م) إلى: عمر.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وإسحاق=(9/138)
5138 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلْقَمَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُعْفَى اللِّحَى، وَأَنْ تُجَزَّ الشَّوَارِبُ (1)
5139 - " قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: (2) وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ (3)
5140 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَا نَعْمَلُ
__________
= الأزرق: هو ابن يوسف، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، والأسود بن قيس: هو العبدي، وسعيد بن عمرو: هو ابن سعيد القرشي الأموي.
وأخرجه مسلم (1080) (15) ، والنسائي 4/139-140 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به.
وقد سلف برقم (5017) . وانظر (4488) .
(1) حديث صحيح، مؤمل - وهو ابن إسماعيل العدوي مولاهم البصري -، سيىء الحفظ لكنه ثقة في سفيان الثوري.
وقد سلف برقم (5135) .
(2) في (ظ14) : حدثنا عبد الله، حدثني أبي.
(3) إسناده قوي، عبد الله بن الوليد - وهو العدني - شيخ أحمد، صدوق لا بأس به، ومن فوقه ثقات. قال الشيخ أحمد شاكر: وهو موصول، فإن عبد الله بن الوليد العدني من شيوخ أحمد، وإنما ذكر هذا الإسناد ليبين فيه أن سفيان الثوري سمعه من عبد الرحمن بن علقمة.
وانظر ما قبله.(9/139)
فِيهِ أَفِي أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ أَوْ مُبْتَدَإٍ أَوْ مُبْتَدَعٍ؟ قَالَ: " فِيمَا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ فَاعْمَلْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَإِنَّ كُلًّا مُيَسَّرٌ، أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَإِنَّهُ يَعْمَلُ لِلسَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَإِنَّهُ يَعْمَلُ لِلشَّقَاءِ " (1)
5141 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سلف هذا الحديث في مسند عمر برقم (196) عن محمد بن جعفر وحجاج بن محمد المصيصي، عن شعبة، به، وجعلاه من حديث ابن عمر، عن أبيه عمررضي الله عنهما.
وأخرجه الترمذي (2135) ، وابن أبي عاصم (164) من طريق عبد الرحمن بن
مهدي، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1)) ، ومن طريقه أبو يعلى (5571) ، وأخرجه أبو يعلى أيضاً (5463) من طريق حَبان بن هلال، كلاهما (الطيالسي وحبان) عن شعبة، به.
وأخرجه مختصراً بلفظ: "كل ميسر" البخاري في "خلق أفعال العباد" (275) عن آدم بن أبي إياس، و (276) عن حجاج بن منهال، كلاهما عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (5140) .
وله شاهد عن أبي بكر سلف برقم (19) .
وعن علي سلف برقم (621) .
وعن ابن مسعود سلف برقم (3553) .
وعن جابر، سيرد 3/292-293.
وعن ذي اللحية الكلابي، سيرد 4/67.
وعن عمران بن حصين، سيرد 4/427.
وعن أبي الدرداء، سيرد 6/441.(9/140)
عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ (1) فَقُلْتُ: أَلَا تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: بَلَى، ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَصَلَّى النَّاسُ؟ " فَقُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ " فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: " أَصَلَّى النَّاسُ؟ " قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ "، فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: " أَصَلَّى النَّاسُ؟ " قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فقَالَ: " ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ " (2) فَذَهَبَ لِيَنُوءَ فَغُشِيَ عَلَيْهِ، قَالَتْ: وَالنَّاسُ عُكُوفٌ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِأَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا رَقِيقًا، فَقَالَ: يَا عُمَرُ صَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ، فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الْأَيَّامَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَدَ خِفَّةً فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، (3) فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ لَا يَتَأَخَّرَ، وَأَمَرَهُمَا فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِهِ فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ
__________
(1) جاء في هامش (ظ14) عند هذا الحديث ما نصه: هذا من مسند عائشة، وقد ذكر في مسندها.
(2) من قوله: " ففعلنا " الأخيرة إلى هنا سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(3) في (ق) : يتأخر.(9/141)
يُصَلِّي قَائِمًا، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَاعِدًا. فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: أَلَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: هَاتِ فَحَدَّثْتُهُ، فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: هَلْ سَمَّتْ لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ الْعَبَّاسِ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: هُوَ عَلِيٌّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ (1)
5142 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ وَثَّابٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (2)
5143 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ جُمْهَانَ قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهذا الحديث من مسند عائشة، ولا وجه لِإثباته هنا في مسند ابن عمر، وسيأتي بسنده ومتنه في مسندها 6/2510 ويخرج هناك.
قوله: " في المِخضب " بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الضاد، وهو وعاء تغسل فيه الثياب، وهو المِرْكَنُ والإجَانةُ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، ويحيى بن وثاب: هو الأسدي.
وأخرجه النسائي في " الكبرى " (1680) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (4466) .(9/142)
رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَمْشِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقُلْتُ: تَمْشِي؟ فَقَالَ: إِنْ أَمْشِ (1) فَقَدْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي، وَإِنْ أَسْعَ فَقَدْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْعَى " (2)
5144 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ أُحِبُّهَا، وَكَانَ أَبِي يَكْرَهُهَا، فَأَمَرَنِي أَنْ أُطَلِّقَهَا، فَأَبَيْتُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ: " يَا عَبْدَ اللهِ طَلِّقِ امْرَأَتَكَ " فَطَلَّقْتُهَا (3)
__________
(1) كذا في النسخ، وقد قال السندي: قوله: إن أمشي، الياء للإشباع، وإلا فالظاهر: إن أمشِ، كما في بعض النسخ، وكذا الكلام في قوله: إن أسعى. قلنا: قد جاء في هامش (س) : أمش، وهو ما أثبته الشيخ أحمد شاكر.
(2) إسناده ضعيف، كثير بن جمهان ثم يرو عنه غير اثنين، وثم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، يعني في المتابعات والشواهد.
وأخرجه الطيالسي (1943) ، وأخرجه النسائي 5/241 من طريق بشر بن السري، وابن خزيمة (2772) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، ثلاثتهم (الطيالسي وبشر وأبو عاصم) عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (864) عن يوسف بن عيسى، عن ابن فضيل، عن عطاء، به. وقال: حسن صحيح، وروي عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر نحوه. وانظر (4493) . وسيأتي برقم (5257) و (5265) و (6013) .
(3) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث - وهو ابن عبد الرحمن القرشي - فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.=(9/143)
5145 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ " (1)
__________
= وأخرجه عبد بن حميد (835) عن عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4711) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نافع بن أبي نعيم، فقد روى له ابن ماجه في "التفسير"، وهو صدوق.
وأخرجه ابن سعد 3/335، وعبد بن حميد (857) عن عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"2/327 من طريق القعنبي، وابن عبد البر في "التمهيد"8/109 من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، به.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة" (395) ، والقطيعي في زياداته عليه (525) ، والطبراني في "الأوسط" (291) من طريق الضحاك بن عثمان، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3875) من طريق عبد الله بن عمر، كلاهما عن نافع، به.
وسيأتي برقم (5697) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/401، وصححه ابن حبان (6889) .
وعن أبي ذر، سيرد 5/1450 وعن بلال عند ابن أبي عاصم (2) 48) ، والطبراني في "الكبير" (1077) ، وابن أبي حاتم في "العلل" (2669) ، ونقل عن أبي زرعة أن حديث أبي ذر أشبه.
وعن معاوية عند الطبراني في "الكبير"19/ (707) .
وعن عائشة مطولًا عند ابن سعد في "الطبقات"2/3350 قوله:"جعل الله الحق على لسان عمر وقلبه"قال السندي: أي أن الله تعالى=(9/144)
5146 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَتَخْرُجُ نَارٌ قَبْلَ (1) يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنْ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ، أَوْ مِنْ حَضْرَمَوْتَ تَحْشُرُ النَّاسَ ". قَالُوا: فَبِمَ (2) تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ " (3)
5147 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرٍ (4) قَالَ: قُلْتُ: لِابْنِ عُمَرَ، إِنَّ أَنَسًا، أَخْبَرَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ ". قَالَ: وَهِلَ، أَنَسٌ، خَرَجَ فَلَبَّى بِالْحَجِّ، وَلَبَّيْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا قَدِمَ أَمَرَ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ الْهَدْيُ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَنَسٍ فَقَالَ: مَا (5) تَعُدُّونَا إِلَّا صِبْيَانًا (6)
__________
= ألهمه الحق، ووفقه للتكلم به.
(1) في (ظ14) : من قبل.
(2) في (ظ14) و (ظ1) و (ق) : فما، وذكرت في هامش (س) و (ص) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/78 عن أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4536) .
(4) في النسخ عدا (ظ14) : بن بكر، وهو خطأ.
(5) في (ظ14) : لا.
(6) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير(9/145)
5148 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّاسَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضْرَبُونَ إِذَا تَبَايَعُوا (1) طَعَامًا جُزَافًا أَنْ يَبِيعُوهُ حَتَّى يُؤْوُوهُ إِلَى رِحَالِهِمْ " (2)
5149 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا " (3)
__________
= سهل بن يوسف، وهو الأنماطي، فمن رجال البخاري.
وقد سلف برقم (4996) ، وانظر (4822) .
قوله:"ما تعدونا إلا صبياناً "، أي إنه ما اعتمد على حديثي لاعتقاده أني كنت صبياً، ولا عدة بسماع الصبي، وإلا فلا سبيل إلى نفي ما قلت، ثم قد ظهر أن الحق ما قال أنس، والله تعالى أعلم.
(1) في (س) و (ظ14) وهامش (ظ1) : ابتاعوا، وصححت في هامش (س) إلى: تبايعوا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4517) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" بروايتي ابن وهب وابن بكير، كما في "تجريد التمهيد"ص 265-266، وهو أيضاً في رواية محمد بن الحسن (866) .
وأخرجه البخاري (7070) ، ومسلم (98) ، والنسائي 7/117، والطحاوي في=(9/146)
5150 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ، فَقَدْ عَتَقَ كُلُّهُ، فَإِنْ كَانَ لِلَّذِي أَعْتَقَ نَصِيبَهُ مِنَ الْمَالِ مَا يَبْلُغُ ثَمَنَهُ فَعَلَيْهِ عِتْقُهُ كُلُّهُ " (1)
__________
= "المشكل" (1322) ، وابن حبان (4590) من طرق، عن مالك، بهذا الإسناد.
وقرن بمالك عند النسائي عبد الله بن عمر العمري، ويونس بن يزيد، وأسامة بن زيد، وعند الطحاوي يونس بن يزيد، وأسامة بن زيد.
وقد سلف برقم (4467) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4948) و (4949) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"/106 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابنُ أبي شيبة 6/482، والبخاري (2523) ، ومسلم (1501) ، وأبو دأود (3943) ، والنسائي في "الكبرى" (4945) و (4946) و (4947) و (4950) و (4951) ، والدارقطني في "السنن"2/124، والبيهقي في "السنن"10/277 من طرق، عن عبيد الله، بهذا الإسناد. ولفظه عند البخاري:"من أعتق شركاً له في مملوك، فعليه عتقه كله إن كان له مال يبلغ ثمنَه، فإن لم يكن له مال يُقَومُ عليه قيمة عدل على المعتق، فأعتق منه ما أعتق".
وقد سلف بنحوه برقم (4451) .
قال السندي: قوله:"من أعتق شِرْكاً له في مملوك فقد عتق كله": هذه اللفظة مخالفة لسائر روايات لهذا الحديث، إلا أن يقال: لهذا بشرط كون المعتق موسراً، ويجعل قوله:"فإن كان ... الخ"بياناً لهذا القيد.
"مايبلغ ثمنه"أي: ما يبلغ قيمته.
"كله": بالجر، على أنه تأكيد لضمير"عِتْقُهُ".(9/147)
5151 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ أَذَّنَ بِضَجَنَانَ لَيْلَةً الْعِشَاءَ، ثُمَّ قَالَ فِي إِثْرِ (1) ذَلِكَ: أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ، وَأَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يَقُولُ: " أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ فِي اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ أَوِ الْمَطِيرَةِ فِي السَّفَرِ " (2)
5152 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ
__________
(1) في (ظ14) : على إثر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (632) ، وابن خزيمة (1655) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (697) (23) و (24) ، وأبو داود (1062) ، وابن حزيمة (1655) ، وأبو عوانة 2/17، 18، وابن حبان (2080) ، والبيهقي في "السنن" 3/70 من طرق، عن عبيد الله، به.
ولفظ ابن خزيمة: كان يفعلُ للك في الليلة المطيرة والباردة في السفر.
وقال: هذه اللفظة "في الليلة المطيرة والباردة" تحتمل معنيين أحدهما: أن تكون الليلة مطيرة وباردة جميعاً، وتحتمل أن يكون أراد الليلة المطيرة والليلة الباردة أيضاً، وإن لم تجتمع العلتان جميعاً في ليلة واحدة.
قلنا: الآخبار هنا دالة على أنه أراد أحد المعنيين، كانت الليلة مطيرة، أو كانت باردة.
وقد سلف برقم (4478) .(9/148)
فَحَتَّهَا (1) ثُمَّ قَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلَا يَتَنَخَّمْ يَعْنِي، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قِبَلَ وَجْهِ أَحَدِكُمْ فِي الصَّلَاةِ " (2)
5153 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (3)
5154 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: تَلَقَّفْتُ التَّلْبِيَةَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " (4)
__________
(1) في هامش (س) و (ص) : فحكها. نسخة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وانظر (4509) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، وهو مكرر (4646) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه مسلم (1) 84) (20) ، وابن خزيمة (6222) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4457) .(9/149)
5155 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، سَمِعْتُ نَافِعًا، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (1)
5156 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَرْعِ، وَالْمُزَفَّتِ " (2)
5157 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى الجهني - وهو ابن عبد الله - فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي 5/213 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1395) (509) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1208) ، والطحاوي 3/126، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/353، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/29 من طرق، عن موسى الجهني، به. زاد ابن عبد البر في آخره: "فإنه (أي المسجد الحرام) أفضل منه بمئة صلاة".
وقد سلف برقم (4646) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى"8/305، وفي "الكبرى" (5141) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وتحرف في مطبوع "الكبرى": يحيى عن عبيد الله، إلى: يحيى بن عبيد الله.
وسلف برقم (4465) .(9/150)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ ثَمَنُهُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ " (1)
5158 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ بَيِّعَيْنِ فَأَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا، أَوْ يَكُونَ خِيَارًا " (2)
5159 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ قَالَ: " يُصَلِّي أَحَدُكُمْ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَنْ يُصْبِحَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6797) ، ومسلم (1686) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1686) ، والنسائي 8/77، وابن ماجه (2584) ، والدارمي 2/173، والبيهقي في "السنن"8/256 من طرق، عن عبيد الله، به.
وتصحف عبيد الله عند النسائي إلى: عبد الله.
وقد سلف برقم (4503) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6058) ، وفي "المجتبى"7/248 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/12 من طريق شجاع بن الوليد، عن عبيد الله، به.
وقد سلف برقم (4484) .
قال السندي: قوله: أو يكون خياراً، أي: أو يكون البيع خياراً، أي: ذا تخاير، وهو أن يقولَ أحدهما لصاحبه: اختر، فاختار.(9/151)
صَلَّى رَكْعَةً تُوتِرُ لَهُ صَلَاتَهُ " (1)
5160 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُنَّ فِي قَتْلِهِنَّ (2) وَهُوَ حَرَامٌ: الْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ " (3)
5161 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ فَاتَهُ الْعَصْرُ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه ابن خزيمة (1072) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4492) .
(2) لفظ: "في قتلهن" لم يرد في (ص) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري.
وأخرجه النسائي 5/190 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3088) من طريق ابن نمير، والطحاوي 2/165 من طريق أسباط، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، بهذا الِإسناد.
وقد سلف برقم (4461) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي 1/280 من طريق سفيان الثوري، وأبو عوانة 1/354 من =(9/152)
5162 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، (1) عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا نَخْلٍ بِيعَتْ أُصُولُهَا، فَثَمَرَتُهَا لِلَّذِي أَبَّرَهَا، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " (2)
5163 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بَعْدَمَا يَغِيبُ الشَّفَقُ وَيَقُولُ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ بَيْنَهُمَا " (3)
5164 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَفْتَاهُ فَقَالَ: " مُرْ عَبْدَ اللهِ فَلْيُرَاجِعْهَا، حَتَّى تَطْهُرَ مِنْ
__________
= طريق حماد بن مسعدة، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (4621) .
(1) سقط هذا الحديث من (ق) و (ظ ا) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1543) (78) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1543) (78) من طرق، عن عبيد الله، به.
وسلف برقم (4502) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه الطحاوي 1/162، والبيهقي 3/159 من طريق يحيى القطان، بهذا الِإسناد. وقد تصحف في مطبوع "شرح معاني الآثار" عبيد الله، إلى: عبدِالله.
وقد سلف برقم (4472) .(9/153)
حَيْضَتِهَا هَذِهِ، ثُمَّ تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى، فَإِذَا طَهُرَتْ فَلْيُفَارِقْهَا قَبْلَ أَنْ يُجَامِعَهَا، أَوْ لِيُمْسِكْهَا، فَإِنَّهَا الْعِدَّةُ الَّتِي أُمِرَ أَنْ تُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ " (1)
5165 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ، وَسَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ كَلَّمَا عَبْدَ اللهِ حِينَ نَزَلَ الْحَجَّاجُ لِقِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَا: لَا يَضُرُّكَ أَنْ لَا تَحُجَّ الْعَامَ، فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَكُونَ بَيْنَ النَّاسِ قِتَالٌ، وَأَنْ يُحَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْبَيْتِ قَالَ: إِنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَعَلْتُ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ حَالَتْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ عُمْرَةً، فَإِنْ خُلِّيَ سَبِيلِي قَضَيْتُ عُمْرَتِي، وَإِنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فَعَلْتُ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا مَعَهُ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ فَلَبَّى بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ تَلَا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِظَهْرِ الْبَيْدَاءِ قَالَ: مَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي 6/137، وابنُ حبان (4263) من طريق يحيى، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1853) ، وابنُ أبي شيبة 2/5-3، ومسلم (1471) (2) ، والنسائي 6/140، وابن ماجه (2019) ، وابن الجارود (734) ، والطحاوي في "شرح معاني الاثار"3/54، وابنُ حبان (4263) ، والدارقطني في "السنن" 4/7 و8 و11، من طرقٍ، عن عبيد الله، به.
وقد سلف مطولًا برقم (4500) .(9/154)
أَمْرُهُمَا إِلَّا وَاحِدٌ، إِنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْعُمْرَةِ، حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْحَجِّ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ حَجَّةً مَعَ عُمْرَتِي، " فَانْطَلَقَ حَتَّى ابْتَاعَ بِقُدَيْدٍ هَدْيًا، ثُمَّ طَافَ لَهُمَا طَوَافًا وَاحِدًا بِالْبَيْتِ، (1) وَبِالصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ إِلَى يَوْمِ النَّحْرِ " (2)
5166 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا نَادَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا نَلْبَسُ مِنَ الثِّيَابِ إِذَا أَحْرَمْنَا قَالَ: " لَا تَلْبَسُوا الْقُمُصَ، وَلَا الْعَمَائِمَ، وَلَا الْبَرَانِسَ، وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا الْخُفَّيْنِ إِلَّا أَحَدٌ لَا يَجِدُ نَعْلَيْنِ " وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: " إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ نَعْلَانِ فَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا يَلْبَسْ ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ أَوْ زَعْفَرَانٌ " (3)
__________
(1) لفظ:"ْبالبيت"لم يرد في (ظ14) ، واستدرك في هامش (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري مختصراً (4183) ، ومسلم (1230) (181) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الحميدي (678) ، والنسائي 5/226، والدارمي 2/60 من طرق، عن عبيد الله، به.
وقد سلف بنحوه برقم (4480) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/132، وفي "الكبرى " (3650) من طريق يحى، بهذا الإِسناد.
وقد سلف من طريق عبيد الله برقم (5003) .
وانظر (4482) .(9/155)
5167 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ عَلَيْهِمْ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ (1) وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ (2) وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " (3)
5168 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " (4)
5169 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ
__________
(1) في هامش (ظ1) و (س) : وولدها. نسخة.
(2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: على بيت سيده.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (2554) ، ومسلم (1829) من طريق يحيى، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مسلم (1829) (20) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1094) ، وأبو عوانة 4/415 من طرق، عن عبيد الله، به.
وقد سلف برقم (4495) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4707) .(9/156)
الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (1)
5170 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، مَخَافَةَ أَنْ يَتَنَاوَلَهُ (2) الْعَدُوُّ " (3)
5171 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ مَاشِيَةٍ نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4466) .
(2) في هامش (س) وفي (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: يناله.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/152، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1904) ، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 180، من طرق، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري 6/133 بصيغة التمريض في كتاب الجهاد: باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو، عن محمد بن بشر، عن عبيد الله، به.
وقد سلف برقم (4507) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 5/409، ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/55 عن أبي أسامة، عن عبيد الله، بهذا الِإسناد. غير أنه قال: قيراط.
وقد سلف برقم (4479) وهناك شرحه وشواهده.(9/157)
5172 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَادَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِنْ أَيْنَ تَأْمُرُنَا نُهِلُّ؟ قَالَ: " يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَأَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَأَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ " قَالَ عَبْدُ اللهِ وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ قَالَ: " وَأَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ " (1)
5173 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ (2) مِنَ الْخُيَلَاءِ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ: وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتِ النِّسَاءَ فَقَالَ: " تُرْخِي شِبْرًا "، قَالَتْ: إِذَنْ تَنْكَشِفَ، (3) قَالَ " فَذِرَاعًا لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (3761) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الِإسناد.
وقد سلف برقم (4455) .
(2) في (ق) : ثوباً، وفي هامشها: ثوبه. خ.
(3) في (ظ14) : تنكشف عنها.
(4) في الحديث إسنادان: أحدهما عن ابن عمر، والثاني عن أم سلمة، وكلاهما صحيح على شرط الشيخين، وحديثَ أم سلمة، وإن كان صورته صورة الِإرسال، سيأتي في مسندها متصلًا من رواية سليمان بن يسار، عنها، فهو فيه 6/293 عن ابن نمير، و315 عن محمد بن عبيد، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة، وُيخرَّجَ هناك.=(9/158)
5174 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، (1) عَنْ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ شَعِيرٍ " (2)
5175 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= وأخرجه على صورة الإرسال النسائي في "الكبرى" (9744) من طريق خالد بن الحارث، عن عبيد الله بن عمر، به.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه مسلم (2085) (42) ، وأبو عوانة 5/477 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/387، ومسلم (2085) (42) ، وابن ماجه (3569) ، والنسائي 8/206، وأبو عوانة 5/477 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به.
وسيأتي برقم (5776) عن محمد بن عبيد، عن عبيد الله بن عمر، وانظر (4489) .
(1) هذا الحديث لم يرد في (ظ14) ، واستدرك في هامش (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1512) ، وابنُ خزيمة (2403) ، والبيهقي في "السنن" 4/160 من طريق يحيى، بهذا الِإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (5763) ، وابنُ أبي شيبة 3/172، ومسلم (984) (13) ، وأبو داود (1613) ، والنسائي في "المجتبى" 5/49، وفي "الكبرى" (2284) ، وابن خزيمة (2403) و (2409) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/44، والدارقطني 2/139، والبيهقي 4/160، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/316 من طرق، عن عبيد الله، به.
وقد سلف برقم (4486) .(9/159)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَزَعِ قُلْتُ: وَمَا الْقَزَعُ، قَالَ: أَنْ يُحْلَقَ رَأْسُ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكَ بَعْضُهُ (1)
5176 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، (2) حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ هُو وَبِلَالٌ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، فَأَجَافُوا الْبَابَ، وَمَكَثُوا سَاعَةً، ثُمَّ خَرَجَ، فَلَمَّا فُتِحَ كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ، فَسَأَلْتُ بِلَالًا: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ "، وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى (3)
5177 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ، (4) فَأَعْطَاهَا عُمَرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَحْمِلَ عَلَيْهَا رَجُلًا، فَأُخْبِرَ عُمَرُ أَنَّهُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع والد عمر: هو مولى ابن عمر بن الخطاب.
وأخرجه مسلم (2120) (1) 3) ، والنسائي في "المجتبى"8/182-183، وفي "الكبرى " (9301) ، والبيهقي في "السنن"9/305 من طريق يحيى، بهذا الِإسناد.
وقد سلف برقم (4973) ، وانظر (4473) .
(2) في (ظ14) : حدثنا عبيد الله.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4891) ، وانظر (4464) .
(4) في هامش (س) و (ص) : في سبيل الله. (نسخة) .(9/160)
قَدْ وَقَفَهَا يَبِيعُهَا، قَالَ: فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْتَاعُهَا، قَالَ: " لَا تَبْتَعْهَا (1) وَلَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ " (2)
5178 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَمَعَ عُمَرَ وَعُثْمَانَ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ، ثُمَّ أَتَمَّ " (3)
5179 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ،
__________
(1) في (ظ14) : لا تبتاعها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (2775) ، ومسلم ا (1621) (3) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مسلم (1621) (3) من طرق، عن عبيد الله، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ"1/282، ومن طريقه الشافعي في " السنن المأثورة" (382) ، والبخاري (2971) و (3002) ، ومسلم (1621) (3) ، وأبو داود (1593) ، وابن حبان (5124) ، والبغوي في "شرح السنة" (1699) ، وأخرجه مسلم (1621) .
(3) من طريق الليث بن سعد، وأبو يعلى (5840) من طريق جويرية بن أسماء، ثلاثتهم عن نافع، به.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (362) من طريق عبد الله بن نمير، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر. قال الدارقطني في "العلل" 2/16-17: والأشبه بالصواب قول من قال: عن ابن عمر، أن عمر.
وقد سلف برقم (4521) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4652) سنداً ومتناً.(9/161)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ (1) قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ لَمْ أُصِبْ شَيْئًا قَطُّ، هُوَ أَنْفَسَ عِنْدِي مِنْهُ، فَقَالَ: " إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا "، قَالَ: فَتَصَدَّقَ بِهَا لَا يُبَاعُ أَصْلُهَا وَلَا تُوهَبُ، وَلَا تُورَثُ، (2) قَالَ: فَتَصَدَّقَ بِهَا فِي الْفُقَرَاءِ وَالضَّيْفِ (3) وَالرِّقَابِ، وَفِي السَّبِيلِ، وَابْنِ السَّبِيلِ لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ بِالْمَعْرُوفِ أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ (4)
5180 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " بَعَثَنَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ بَلَغَتْ سُهْمَانُنَا (5) اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا، وَنَفَّلَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا (6) بَعِيرًا " (7)
__________
(1) لفظ: "أن عمر" سقط من (ق) .
(2) في (ظ14) : ولا يوهب ولا يورث.
(3) في (م) : أو الضعيف.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وإسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليًة، وابن عون: هو عبد الله البصري.
وأخرجه أبو داود (2878) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (4608) من طريق إسماعيل، عن ابن عون، به.
(5) في (ظ14) : سهامنا.
(6) ورد لفظ: "بعيراً" في (ق) و (ظ1) مرة واحدة.
(7) إسناده صحيح على شرط الشخين.
وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد"14/42 من طريق الِإمام أحمد ابن حنبل،=(9/162)
5181 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الْمُضَمَّرَةِ مِنَ الْحَفْيَاءِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَمَا لَمْ يُضَمَّرْ مِنْهَا مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ " (1)
5182 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهَلْ هَجَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ شَهْرًا، فَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ،
__________
= بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1749) (37) ، وأبو داود (2745) ، وأبو عوانة 4/105 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.
وأخرجه سعيد بن منصور (2704) ، وابنُ أبي شيبة 14/456، ومسلم (1749) (37) ، والطبراني في "الكبير" (13426) ، وأبو عوانة 4/105، والبيهقي في "السنن" 6/339 من طرق، عن عبيد الله، به.
وقد سلف برقم (4579) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه مسلم (1870) (95) ، والدارقطني 4/299 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري (2868) ، وابن ماجه (2877) ، وابن حبان (4687) ، والدارقطني 4/299-300، والبيهقي 10/19 من طرق، عن عبيد الله، به.
وقد سلف برقم (4487) .(9/163)
فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: " إِنَّ الشَّهْرَ قَدْ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ " (1)
5183 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْهُ، فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ " (2)
5184 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَتَبَايَعُوا الثَّمَرَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " (3)
__________
(1) المرفوع منه صحيح، ولهذا إسناد حسن. وقد سلف الكلام على إسناده وتخريجه برقم (4866) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى بن سعيد: هو القطان، ومالك: هو ابن أنس، والزهري: هو محمد بن مسلم، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/905، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (24) ، وفي "الأدب المفرد" (602) ، وأبو داود (4795) ، والنسائي في "المجتبى" 8/121، والآجري في "الشريعة" ص هـ 11، وابن منده في "الإيمان " (176) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (155) .
وأخرجه أبو نعيم في " الحلية" 6/352 من طريق عثمان بن عمر، عن مالك، عن نافع، مرفوعاً، وقال: غريث من حديث مالك، عن نافع، مشهور من حديثه عن الزهري، عن سالم.
وسلف برقم (4554) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشيخه: هو يحيى بن سعيد الأنصاري، ونافع: هو مولى ابن عمر.=(9/164)
5185 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ حَفْصٍ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي سَفَرٍ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، (1) ثُمَّ قَامَ إِلَى طِنْفِسَةٍ، فَرَأَى نَاسًا يُسَبِّحُونَ بَعْدَهَا، فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ: يُسَبِّحُونَ، قَالَ: لَوْ كُنْتُ مُصَلِّيًا قَبْلَهَا أَوْ بَعْدَهَا لَأَتْمَمْتُهَا، " صَحِبْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُبِضَ، فَكَانَ لَا يَزِيدُ عَلَى رَكْعَتَيْنِ "، وَأَبَا بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ فَكَانَ لَا يَزِيدُ عَلَيْهِمَا وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَذَلِكَ (2)
__________
= وأخرجه مسلم (1534) (51) ، والبيهقي 5/300 من طريق جرير بن عبد الحميد، ومسلم (1534) (51) من طريق عبد الوهاب الثقفي، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1534) (51) من طريق الضحاك بن عثمان الحزامي، عن نافع، به.
وقد سلف نجحوه برقم (4493) .
(1) في (س) و (ظ14) ورد لفظ:"ركعتين" مرة واحدة، واستدرك في هامش (س) مرة أخرى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1) 02) ، والنسائي 3/123، وابن خزيمة (2) 57) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الِإسناد. ورواية البخاري مختصرة.
وقد سلف مختصراً بنحوه برقم (4761) ، وانظر (4704) .
قوله:"ثم قام إلى طنفسة له"، في "القاموس ": الطنفسة مثلثة الطاء والفاء، وبكسر الطاء وفتح الفاء، وبالعكس: واحدة الطنافس للبسط والثياب والحصير من سَعَفٍ عَرْضُهُ ذراع.(9/165)
5186 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ بِإِقَامَةٍ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا، وَلَا عَلَى أَثَرِ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا " (1)
5187 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ طَاوُسٍ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، سُئِلَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ فَقَالَ: " نَعَمْ "، وقَالَ طَاوُسٌ وَاللهِ إِنِّي سَمِعْتُهُ مِنْهُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4030) ، وفي "المجتبى"5/260 من طريق يحيى القطان، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري (1673) ، وأبو داود (1928) ، والنسائي في "المجتبى" 2/16-17، والدارمي 2/58، وأبو يعلى (5439) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/213، والبيهقي في "السنن"1/400-401 و407 وه/120، والبغوي في "شرح السنة" (1938) من طرق، عن ابن أبي ذئب، به. وعندهم جميعاً أنه أقام لكل صلاة.
وأخرجه ابن ماجه (3021) من طريق عبيد الله بن عمر العمري، عن سالم، عن أبيه، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَى المغرب بالمزدلفة، فلما أنخنا، قال: الصلاة، بإقامة.
وقد سلف برقم (4452) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، والتيمي: هو سليمان بن طرخان، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني.
وقد سلف برقم (4837) ، وانظر (4465) .
قال السندي: قوله: سمع ابن عمر سئل عن نبيذ الجر نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الخ: جملة نهى.. تفسير السؤال، بتقدير أداة الاستفهام.(9/166)
5188 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الَّذِي يَجُرُّ إِزَارَهُ أَوْ ثَوْبَهُ - شَكَّ يَحْيَى - مِنَ الْخُيَلَاءِ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
5189 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ " (2)
5190 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ؟ " فَأَمَرَهُ أَنْ يَغْسِلَ ذَكَرَهُ وَلْيَتَوَضَّأْ (3) " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/914، والبخاري (5783) ، ومسلم (2085) (42) ، والترمذي (1730) ، وأبو يعلى (5794) ، وأبو عوانة 5/476، وابن حبان (5681) ،والقضاعي في "مسنده " (1060) ، والبغوي في "شرح السنة" (3075) ، طرق، عن عبد الله بن دينار، به.
وقد سلف برقم (4489) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (5062) .
(3) في هامش (س) و (ص) و (ظ1) : ويتوضأ. نسخة.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.(9/167)
5191 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ زَاذَانَ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَخْبِرْنِي مَا نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَوْعِيَةِ؟ وَفَسِّرْهُ لَنَا بِلُغَتِنَا، فَإِنَّ لَنَا لُغَةً سِوَى لُغَتِكُمْ، قَالَ: " نَهَى عَنِ الْحَنْتَمِ وَهُوَ الْجَرُّ، وَنَهَى عَنِ الْمُزَفَّتِ وَهُوَ الْمُقَيَّرُ، وَنَهَى عَنْ الدُّبَّاءِ وَهُوَ الْقَرْعُ، وَنَهَى عَنِ النَّقِيرِ، وَهِيَ النَّخْلَةُ تُنْقَرُ نَقْرًا، وَتُنْسَجُ نَسْجًا " (1) قَالَ: فَفِيمَ (2) تَأْمُرُنَا أَنْ نَشْرَبَ فِيهِ؟ قَالَ: " الْأَسْقِيَةُ "، قَالَ مُحَمَّدٌ: " وَأَمَرَ أَنْ نَنْبِذَ فِي الْأَسْقِيَةِ " (3)
__________
= وأخرجه الدارمي 1/193، والطحاوي 1/127 من طرق، عن سفيان، بهذا الإِسناد.
وقد سلف في مسند عمر بن الخطاب برقم (263) ، عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر. وانظر (4662) و (5056) .
(1) بالحاء المهملة في (ظ14) ، وأمام الحاء علامة الإهمال، وفي سائر النسخ: بالجيم، وجاء في هامش (ظ ا) ما نصه: بالجيم، وهو الذي في مسلم والترمذي، وعبد بعضهم بالحاء المهملة. انظر"نهاية"ابن الأثير. قلنا: انظر التعليق الآتي عقب التخريج.
(2) في هامش (س) و (ص) : ففيما. نسخة.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زاذان، وهو أبو عمر الكندي، فمن رجال مسلم، عمرو بن مرة: هو الجَمَلي المرادي.
وأخرجه الطيالسي (1939) ، وعبد الرزاق (16963) ، وابن أبي شيبة 1/148 (3922) ، ومسلم (1997) (57) ، والترمذي (1868) ، والنسائي في "المجتبى"=(9/168)
5192 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُنْصَبُ لِلْغَادِرِ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ " (1)
__________
= 8/308، وفي "الكبرى" (5155) ، وأبو عوانة 5/289، 190، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/225، والبيهقي في "السنن"8/309 من طرق، عن شعبة، به. قال الترمذي: لهذا حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (4465) .
قال السندي: قوله: وتنسج نسجاً، قال ابن العربي في "شرح الترمذي": سماعنا بالجيم، وكذا وقع في بعض نسخ مسلم، وقال عياض: إنه تصحيف، والصكاب بالحاء المهملة، أي: تُقْشَر. وقال ابن العربي: يفال: نسحتُ، بالحاء المهملة: إذا نَحَت العود حتى يصير وعاءً ضابطاً لما يُطرح فيه من الطعام والشراب.
وفي "النهاية": بالجيم جاء في مسلم والترمذي، وقال بعض المتأخرين: هو وهم، وإنما هو بالحاء المهملة. والله تعالى أعلم. وفي " المشارق": بالحاء المهملة كذا ضبطناه، - أىِ في مسلم - عن كافة شيوخنا، وقي كثير من نسخ مسلم عن ابن ماهان بالجيم، وكذا ذكره الترمذي، وهو خطأ، وتصحيف لا وجه له. وقال: قيل ذلك بالحاء المهملة، وقد تصحف هذا عند بعضهم. قلت (القائل السندي) : وفي بعض أصول المسند بالحاء بعلامة الإهمال، فعليه الاعتماد، والله تعالى أعلم.
قلنا: وردت عندنا بالحاء بعلامة الإهمال في (ظ14) كما تقدم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/460، وابن عدي 7/2520 من طريقين، عن سفيان، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مالك كلما في "التجريد" ص 268، والبخاري (6178) ، ومسلم (1735) (10) ، وأبو داود (2756) ، والنسائي في "الكبرى" (8736) ، وأبو عوانة 4/70 و71 و72 و73، وابن حبان (7342) ، والبيهقي 9/230 و231، والبغوي (2480) من طرق، عن عبد الله بن دينار، به. وانظر (4648) .(9/169)
5193 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَلْبَسَ الْمُحْرِمُ ثَوْبًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ أَوْ وَرْسٌ " (1)
5194 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنِي وَبَرَةُ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: أَيَصْلُحُ (2) أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَأَنَا مُحْرِمٌ؟ قَالَ: مَا يَمْنَعُكَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّ فُلَانًا يَنْهَانَا (3) عَنْ ذَلِكَ، حَتَّى يَرْجِعَ النَّاسُ مِنَ الْمَوْقِفِ، وَرَأَيْتُهُ كَأَنَّهُ مَالَتْ بِهِ الدُّنْيَا، وَأَنْتَ أَعْجَبُ (4) إِلَيْنَا مِنْهُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " حَجَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ " وَسُنَّةُ اللهِ تَعَالَى وَرَسُولِهِ أَحَقُّ أَنْ تُتَّبَعَ مِنْ سُنَّةِ ابْنِ فُلَانٍ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5847) عن أبي نعيم، عن سفيان، بهذا الإسناد. وقد سلف مطولًا برقم (4482) .
(2) في (ظ1) و (ظ14) و (ق) وهامش (س) و (ص) : أيصلح لي.
(3) في (ظ14) : ينهى.
(4) في هامش (س) : أحَب. نسخة.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد الأحمسي، مولاهم البجلي، ووبرة: هو ابن عبد الرحمن المسلي الكوفي.
وأخرجه مسلم (1233) (187) من طريق عبثر بن القاسم، عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1233) (188) ، والنسائي 5/224 من طريق بيان بن بشر=(9/170)
5195 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " (1)
5196 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى أَنْ تُحْتَلَبَ الْمَوَاشِي مِنْ غَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا " (2)
5197 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
= الأحمسي، عن وبرة بن عبد الرحمن، به.
وقد سلف برقم (4512) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (1931) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/9، والبخاري (622) و (1918) ، ومسلم (1092) (38) ، والدارمي 1/270، وابن الجارود في "المنتقى" (163) ، وابن خزيمة (424) ، والطبراني في "الكبير" (13379) ، وفي "الأوسط" (704) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"2/284، والبيهقي في "السنن"1/382 من طرق، عن عبيد الله، وعند بعضهم زيادة لفظها عند مسلم: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى
وسلف برقم (4551) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وقد سلف برقم (4471) .(9/171)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا حَقُّ امْرِئٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ، إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ " (1)
5198 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أَصَابَ ابْنَ عُمَرَ الْبَرْدُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَأَلْقَيْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ بُرْنُسًا، فَقَالَ: أَبْعِدْهُ عَنِّي أَمَا عَلِمْتَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْبُرْنُسِ لِلْمُحْرِمِ " (2)
5199 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1627) (1) ، وأبو داود (2862) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 11/203، ومسلم (1627) (2) ، والترمذي (974) ، وابن ماجة (2699) ، وابن حبان (6024) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/138 و10/403 من طرق، عن عبيد الله، به. وقال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (4578) ، وانظر (4469) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عجلان، وهو محمد القرشي المدني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقد سلف برقم (4856) ، ومطولاً برقم (4482) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.(9/172)
5200 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
5201 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَا أَتْرُكُ اسْتِلَامَهُمَا فِي شِدَّةٍ وَلَا رَخَاءٍ بَعْدَ إِذْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُمَا الرُّكْنَ الْيَمَانِيَ وَالْحَجَرَ " (2)
__________
= وأخرجه البخاري (1194) ، ومسلم (1399) (517) ، وأبو داود (2040) ، والبيهقي 5/248 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/373، ومسلم (1399) (516) من طريق أبي أسامة، ومسلم (1399) (516) ، وأبو داود (2040) ، والبيهقي 5/248 من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عن عبيد الله، به. وزاد ابن نمير: فيصلي به ركعتين.
قلنا: وهذه الزيادة علقها البخاري بإثر الحديث رقم (1194) .
قال الحافظ في "الفتح"3/69: وادعى الطحاوي أنها مدرجة، وأن أحد الرواة قاله من عنده لعلمه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان من عادته أن لا يجلس حتى يصلي.
وأخرجه الطيالسي (1840) عن العمري، عن نافع، به.
وقد سلف برقم (4485) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو مكرر (4616) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي 2/41-42، والبخاري (1606) ، ومسلم 12681) (245) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 239، والبيهقي 5/76 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4463) .(9/173)
5202 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَاعَنَ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا " (1)
5203 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ، سُئِلَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هُوَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللهِ تَعَالَى، مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ " (2)
5204 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْأَخْنَسِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5314) ، ومسلم (1494) (9) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4603) ، وانظر (4477) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4501) ، ومسلم (1126) (117) ، وأبو داود (2443) ، وابن خزيمة (2082) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1126) (117) ، وابن حبان (3622) من طريقين، عن عبيد الله، به.
وقد سلف برقم (4483) .
قوله:"هو يوم من أيام الله تعالى، من شاء صامه، ومن شاء تركه"، قال السندي: ظاهره أنه ما بقي صومه مندوبا، لكن قد علم من الأحاديث بقاؤه مندوباً، فمقتضى التوفيق أن يحمل هذا على أنه ما بقي واجباً، ويقال: إن التخيير لا ينافي الندب. والله تعالى أعلم.(9/174)
عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
5205 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقْبَلُ اللهُ تَعَالَى صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ، وَلَا صَلَاةً بِغَيْرِ (2) طُهُورٍ " (3)
5206 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى خَيْبَرَ نَحْوَ الْمَشْرِقِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه مسلم (1126) (120) من طريق روح، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4483) .
(2) في هامش (س) و (ص) : إلا. نسخة.
(3) إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ومصعب بن سعد: هو ابن أبي وقاص.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/4- 5، ومسلم (224) ، والترمذي (1) ، وابن ماجه (272) ، وأبو يعلى (5614) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5616) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن إسرائيل، به.
وقد سلف برقم (4700) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(9/175)
5207 - وَقَرَأْتُهُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، (1) عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَلَمْ يَقُلْ: " نَحْوَ الْمَشْرِقِ " (2)
5208 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ أَمَا لَكَ بِرَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ، " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ عَلَى بَعِيرِهِ " (3)
5209 - وَقَرَأْتُهُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4)
5210 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ،
__________
= وقد سلف برقم (4520) .
(1) في (م) : وقرأته على عبد الرحمن بن مالك، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4520) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4519) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4519) .(9/176)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ " (1)
5211 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ الْجُمَحِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَأْذَنَكُمْ نِسَاؤُكُمْ إِلَى الْمَسَاجِدِ فَأْذَنُوا لَهُنَّ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، ويحيى بن وثاب: هو الأسدي.
وقد سلف برقم (4466) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وحنظلة الجمحي: هو ابن أبي سفيان بن عبد الرحمن، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/383، وأبويعلى (5443) و (5578) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (865) ، وأبو عوانة 2/58، والبيهقي في "السنن"3/132، والبغوي في "شرح السنة" (862) من طرق، عن حنظلة، به. وعندهم عدا البيهقي زيادة: بالليل.
قال الحافظ في "الفتح"2/347: لم يذكر أكثر الرواة عن حنظنة قوله: "بالليل"، كذلك أخرجه مسلم وغيره، وقد اختلف فيه على الزهري. عن سالم أيضا، فأورده المصنف بعد بابين من رواية معمر، ومسلم من رواية يونس بن يزيد، وأحمد من رواية عقيل، والسراج من رواية الأوزاعي كلهم عن الزهري بغير تقييد، وكذا أخرجه المصنف في النكاح عن علي ابن المديني، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، بغير قيد، ووقع عند أبي عوانة في "صحيحه" عن يونس بن عبد الأعلى،=(9/177)
5212 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمَ عِيدٍ فَلَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا، فَذَكَرَ " (1) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَهُ " (2)
__________
= عن ابن عيينة مثله، لكن قال في آخره: "يعني بالليل"، وبين ابنُ خزيمة عن عبد الجبار بن العلاء أن سفيان بن عيينة هو القائل:"يعني"، وله عن سعيد بن عبد الرحمن، عن ابن عيينة، قال:"قال نافع بالليل"، وله عن يحيى بن حكيم عن ابن عيينة، قال:"جاءنا رجل، فحدثنا عن نافع، قال: إنما هو بالليل"، وسمى عبد الرزاق عن ابن عيينة الرجل المبهم، فقال بعد روايته عن الزهري: "قال ابن عيينة: وحدثنا عبد الغفار - يعني ابن القاسم - أنه سمع أبا جعفر - يعني الباقر - يخبر
بمثل هذا عن ابن عمر، قال: فقال له نافع مولى ابن عمر:"إنما ذلك بالليل".
وقد تقدم شرحه برقم (5021) ، وسلف برقم (4522) ، وانظر (4933) .
قال السندي: قوله:"إذا استأذنكم: بتخفيف النون على صيغة الإفراد، والتذكير في مثله جائز، مثل قوله تعالى: "لا يحل لك النساء من بعد"، وتشديد النون على لغة "أكلوني البراغيث" بعيد إذ لا حاجة إليه.
(1) في (ظ14) وهامش (س) : وذكر.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبان بن عبد الله البجلي، روى له أصحاب السنن، وهو حسن الحديث إذا لم يأت بما ينكر، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو بكربن حفص: مشهور بكنيته، واسمه عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/177، والترمذي (538) ، والحاكم 1/295 من طريق وكيع بن الجيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.=(9/178)
5213 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي حَنْظَلَةَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: " رَكْعَتَانِ سُنَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
5214 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ صَلَّوْا بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ (2)
5215 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ،
__________
= وأخرجه البيهقي 3/302 من طريق أبي نعيم، عن أبان بن عبد الله البجلي، به.
وأخرجه عبد الرزاق (5611) و (5612) و (5614) ، وابن أبي شيبة 2/178 من طريق نافع، وعبد الرزاق (5613) من طريق قتادة، كلاهما عن ابن عمر، موقوفاً.
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2533) .
وعن عبد الله بن عمرو، سيرد (6688) .
وعن جابر، سيرد 3/3140
وعن أنس عند عبد الرزاق (5618) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل أبي حنظلة، وقد سلف الكلام عليه برقم (4704) . ابن أبي خالد: اسمه إسماعيل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/447 عن وكيع، بهذا الإسناد.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف العمري، وهو عبد الله بن عمر، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وقد سلف برقم (4533) .(9/179)
وَالرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ بِضْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (1)
5216 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ الْوَتْرِ أَوَاجِبٌ هُوَ؟ فَقَالَ: " أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ " (2)
5217 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، وَأَنَا بَيْنَ السَّائِلِ، وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَثْنَى مَثْنَى،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (4763) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وعمر بن محمد: هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/16800 من طريق الوليد بن مسلم، عن عمر بن محمد، به.
وقد سلف برقم (4834) ، ولكن السؤال هناك: أسنة هو؟(9/180)
فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ " (1) . قَالَ: ثُمَّ جَاءَ عِنْدَ قَرْنِ الْحَوْلِ وَأَنَا بِذَاكَ الْمَنْزِلِ بَيْنَهُ، وَبَيْنَ السَّائِلِ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: " مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ "
5218 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِي قُبَاءَ - وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَسْجِدَ قُبَاءَ - رَاكِبًا وَمَاشِيًا " (2)
5219 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (3)
5220 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وقد سلف برقم (4492) .
وقوله: قرن الحول، أي: آخره، وأول الثاني. كما ذكر ابن الأثير. ورواية مسلم: عند رأس الحول.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه مسلم (1399) (522) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4485) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن نافع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. نافع والد عبد الله: هو مولى ابن عمر.
وقد سلف برقم (4485) .(9/181)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا فِئَةُ الْمُسْلِمِينَ " (1)
5221 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْيَهُودَ إِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ " (2)
5222 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ:
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد - وهو مولى الهاشميين -. علي بن صالح: هو علي بن صالح بن صالح بن حي.
وأخرجه مطولًا البيهقي في "شعب الإيمان" (4311) من طريق عبيد الله بن موسى، عن علي بن صالح، بهذا الإسناد.
وسيأتي بطوله برقم (5384) ، ويأتي مختصراً برقم (5744) .
قوله: "أنا فئة المسلمين"، قال السندي: أي: جماعتهم ومؤيدهم ومقويهم، يريد أن من فر من العدو إليً، فليس بفار، بل هو داخل في قوله تعالى: (أو متحيزاً إلى فئةٍ) . قال لهم حين فرت سرية من العدو، فقالوا: يا رسولَ الله نحن الفارْون، فقال لهم:"بل أنتم العكارون وأنا فئتكم"صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسيرد هذا الحديث برقم (5384) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/630-631 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2164) (9) ، والنسائي في "الكبرى" (10212) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (380) - من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4563) .(9/182)
كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي حَلْقَةٍ، فَسَمِعَ رَجُلًا فِي حَلْقَةٍ أُخْرَى وَهُوَ يَقُولُ: لَا وَأَبِي فَرَمَاهُ ابْنُ عُمَرَ بِالْحَصَى، وَقَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ يَمِينَ عُمَرَ فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا وَقَالَ: " إِنَّهَا شِرْكٌ " (1)
5223 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ النَّجْرَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَكْرَانَ فَضَرَبَهُ الْحَدَّ، ثُمَّ قَالَ: " مَا شَرَابُكَ؟ " فَقَالَ: زَبِيبٌ وَتَمْرٌ، فَقَالَ: " لَا تَخْلِطْهُمَا (2) يَكْفِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ " (3)
5224 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ " قَالَ: شُعْبَةُ وَأُرَاهُ قَالَ: " وَالنَّقِيرِ " (4)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن سلف عند الحديث رقم (4904) ترجيحنا أن الأعمش قد اختصر في الرواية، وأن سعد بن عبيدة لم يسمعه من ابن عمر، بل بينهما رجل من كندة، فانظر تمام الكلام عليه هناك.
وسيأتي هذا الحديث مكرراً برقم (5256) .
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة في "المصنف"ص 18 (الجزء الذي نشره العمروي) عن وكيع، بهذا الإسناد.
(2) في (ظ14) : لاتخلطوهما.
(3) إسناده ضعيف لجهالة النجراني، وهو مكرر (4786) سنداً ومتناً.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/117 (3838) ، وأبو يعلى (5671) من طريق وكيع،=(9/183)
5225 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ أَصْحَابِ الْحِجْرِ، إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا (1) أَصَابَهُمْ " (2)
5226 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ ": {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا
__________
= بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (5015) ، وانظر (4465) و (4914) .
(1) في (ق) : أن يصيبكم مثل ما أصابهم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وأخرجه عبد الرزاق (1625) ، وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب " (798) من طريق أبي داود الحفري، وأبو نعيم في " الحلية"5/107-1080 من طريق عمرو بن قيس، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
قال أبو نعيم: صحيح من حديث عبد الله بن دينار، غريبٌ من حديث عمرو، عن الثوري، تفرد به الحكم بن بشير.
قلنا: تابع عمراً عبد الرزاق وأبو داود الحفري.
وقد سلف برقم (4561) ، ومضى شرحه هناك.
قوله:"أن يصيبكم"، أي: خشية أن يصيبكم.(9/184)
تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] (1)
5227 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فُضَيْلٍ، وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ: {اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا} [الروم: 54] ، فَقَالَ: (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضُعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضُعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضُعْفًا) ، ثُمَّ قَالَ: " قرأْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأْتَ عَلَيَّ، فَأَخَذَ عَلَيَّ كَمَا أَخَذْتُ عَلَيْكَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4766) سنداً ومتناً.
(2) إسناده ضعيف لضعف عطية بن سعد العوفي. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير فضيل بن مرزوق- وهو الرقاشي الكوفي- فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه أبو حفص الدوري في "جزء قراءات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (91) ، والترمذي (2936) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدوري (92) ، وأبو داود (3978) ، والترمذي (2936) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3132) ، والحاكم 2/247 من طرق، عن فضيل بن مرزوق، به. قال الترمذي: لهذا حديث حسن! غريب، لا نعرفه إلا من حديث فضيل بن مرزوق. وقال الحاكم: تفرد به عطية العوفي ولم يحتجا به. وقد احتج مسلم بالفضيل بن مرزوق. وقال الذهبي: لم يحتجا بعطية.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (1) 28) من طريق سلَام بن سليم المدائني، عن أبي عمرو بن العلاء، عن نافع، عن ابن عمر بنحوه. قال الطبراني:=(9/185)
5228 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فِي الْحَيْضِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيُطَلِّقْهَا، وَهِيَ طَاهِرٌ أَوْ حَامِلٌ " (1)
5229 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَالِمٍ،
__________
= لم يرو هذا الحديث عن أبي عمرو إلا سلام. قلنا: سلام متروك.
وأخرجه أبو داود (3979) عن عبد الله بن جابر، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري.
ويريد ابن عمر أنه قرأ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلمة"ضعف"بفتح الضاد، فأقرأه النبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"ضُعف"بضمها.
قال البغوي في "تفسيره"3/487: الضم لغة قريش، والفتح لغة تميمِ.
وقال ابن زبجلة في "حجة القراءات"ص 562: قرأ عاصم وحمزة:"من ضعف" بفتح الضاد، وقرأ الباقون بالرفع، وهما لغتان مثل: القَرْح والقُرْح.
وقال ابن الجزري في "النشر"2/331: واختلف عن حفص، فروى عنه عبيد وعمرو أنه اختار الضم خلافا لعاصم للحديث الذي رواه عن الفضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن ابن عمر مرفوعاً، وروينا عنه من طرق أنه قال: ما خالفت عاصماً في شيء من القرآن إلا في هذا الحرف.
وقوله:"فأخذ علي"، قال السندي: أي رد قوله.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين يخر محمد بن عبد الرحمن بن عُبيد القرشي، مولى آل طلحة، فمن رجال مسلم.
وهو مكرر (4789) سنداً ومتناً.(9/186)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ عُمَرَ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعُمْرَةِ فَأَذِنَ لَهُ. فَقَالَ: " يَا أَخِي أَشْرِكْنَا فِي صَالِحِ دُعَائِكَ وَلَا تَنْسَنَا "، قَالَ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي حَدِيثِهِ: فَقَالَ: عُمَرُ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ " (1) (2)
5230 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ نَهَارًا " (3)
__________
(1) في (ق) و (ظ1) زيادة: أو كذا، وأشير إليها في هامش (س) .
(2) إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله - وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب -، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني. وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو يعلى (5550) من طريق وكيع، بهذا الِإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5501) ، والبيهقي في "السنن"5/251، والخطيب في "تاريخه" 11/396-397 و397 من طرق، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (740) ، والبيهقي في " الشعب" (9059) ، والخظيب في "تاريخه" 11/397 من طريق شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، به.
وقرن الخطيب بشعبةَ ابنَ عيينة.
وقد سلف الحديث من رواية ابن عمر عن أبيه برقم (195) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، به.
فوله:"يا أخى " بالتصغير للتلطف، وهذا هو المشهور روايةً، وإن جاز درايةً أن يكون بلا تصغير.
أن لي بها: أي بهذه الكلمة، لما فيها من التلطف والبشارة بأن دعاءه مستجاب حتى يرجو مثله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بركة دعائه، وبيان أنه كالأخ له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3) حديث صحيح، ولهذا إسناد ضعيف لضعف العمري - وهو عبد الله بن=(9/187)
5231 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْخُلُ مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا وَيَخْرُجُ مِنَ السُّفْلَى " (1)
5232 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، سَمِعَهُ مِنَ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلَانِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَتَكَلَّمَا أَوْ تَكَلَّمَ أَحَدُهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا - أَوْ إِنَّ الْبَيَانَ سِحْرٌ - " (2)
5233 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ
__________
= عمر بن حفص -، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (2941) ، والترمذي (854) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.
قلنا: وقد سلف ضمن حديث مطول بسند صحيح على شرط الشيخين برقم (4628) .
(1) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لضعف العمري، واسمه عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/111 عن وكيع، بهذا الِإسناد.
وقد سلف برقم (4625) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخاري (5146) من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4651) .(9/188)
فِي قُبُورِهِمْ فَقُولُوا: بِسْمِ اللهِ وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
5234 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُعْرَضُ عَلَى ابْنِ آدَمَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً فِي قَبْرِهِ " (2)
5235 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ (3) حَتَّى يَقْبِضَهُ " (4)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين. همام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقَتَادة: هو ابن دعامة السدوسي، أبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو- وقيل ابن قيس- البصري.
وأخرجه الحاكم 1/366- ومن طريقه البيهقي 4/55- من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4812) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه هناد في "الزهد" (365) عن وكيع، بهذا الِإسناد. وقرن بفضيلِ بن غزوان موسى بنَ عبيدة.
وقد سلف برقم (4658) مطولاً.
(3) في هامش (س) و (ص) : يبيعه. نسخة.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/37 من طريق أبي نعيم، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (4517) و (5064) .(9/189)
5236 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ النَّجْرَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلَيْنِ تَبَايَعَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَخْلًا قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الثَّمَرَةُ، فَلَمْ تُطْلِعْ شَيْئًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تَأْكُلُ مَالَهُ "، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " (1)
5237 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (2) " إِذَا اشْتَرَيْتَ الذَّهَبَ بِالْفِضَّةِ أَوْ أَحَدَهُمَا بِالْآخَرِ فَلَا يُفَارِقْكَ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ لَبْسٌ " (3)
5238 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة النجراني الذي روى عنه أبوإسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (5067) .
قال السندي: قوله: قبل أن تطلع الثمرة: من أطلع، بنصب الثمرة، أو من طلع برفع الثمرة، والأول أنسب بقوله: فلم تُطلع شيئاً.
(2) كلمة: "يقول" لم ترد في (ظ14) ، واستدركت في هامش (س) .
(3) إسناده ضعيف لتفرد سماك برفعه كما سلف بسطه في الرواية رقم (4883) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (4883) .
قال السندي: قوله:"لَبْس": بفتح لام، وسكون موحدة، أي: خلط، وبقية من المعاملة.(9/190)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ ثَلَاثًا، وَمَشَى أَرْبَعًا، وَصَلَّى عِنْدَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، " ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَهُ " (1)
5239 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " مَا تَرَكْتُ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ فِي شِدَّةٍ وَلَا رَخَاءٍ، مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُمَا الْحَجَرَ وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَ " (2)
5240 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ:
__________
(1) حديث صحيح، العمري - وهو عبد الله بن عمر وإن كان ضعيفاً - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وقوله: أنه رمل من الحجر إلى الحجر ... سلف بنحوه برقم (4618) .
وقوله: وصلى عند المقام ركعتين ... أخرجه البخاري بنحوه (395) و (1627) من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، يقول: قدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فطاف بالبيت سبعاً، وصلى خلف المقام ركعتين، ثم خرج إلى الصفا، وقد قال الله تعالى: (لقد كان لكم في رسولِ الله أسوة حسنة) .
وله شاهد من حديث جابر عند مسلم (2) (18) (147) .
(2) حديث صحيح، العمري - وإن كان ضعيفاً - قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (4463) .
قوله:"الحجر والركن اليماني"، قال السندي: الأوجه أنهما بالجر، بدل من الركنين، لا بالنصب بدل من ضمير يستلمهما، وأما الرفع فيحتاج إلى تقدير بأن يقال: هما الحجر والركن اليماني، وكذا النصب بتقدير: أعني.(9/191)
سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الصَّلَاةِ بِمِنًى قَالَ: هَلْ سَمِعْتَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَآمَنْتُ بِهِ قَالَ: " فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ " (1)
5241 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ صَلَّاهُمَا بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ: " هَكَذَا صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَا فِي هَذَا الْمَكَانِ " (2)
5242 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدَّهِنُ بِالزَّيْتِ غَيْرِ الْمُقَتَّتِ
__________
(1) إسناده صحيح وهو مكرر (4760) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1288) (289) ، والنسائي في "الكبرى" (4026) ، وأبو يعلى (5771) من طريق وكيع، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مطولًا الدارمي 1/357، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/212 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، به.
وسيرد برقم (5290) دون لفظ:"واحدة، بعد إقامة"، ومطولاً برقم (5506) و (5538) .
وقد سلف برقم (4452) .
قال السندي: قوله: أنه صلاهما: أي المغرب والعشاء بجمع.(9/192)
عِنْدَ الْإِحْرَامِ " (1)
5243 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ وَلَا زَعْفَرَانٌ " (2)
5244 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَلْبَسَ الْمُحْرِمُ ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ أَوْ زَعْفَرَانٌ " (3)
5245 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ أَنْ يَصُومَ يَوْمًا فَوَافَقَ يَوْمَئِذٍ عِيدَ أَضْحَى أَوْ يَوْمَ فِطْرٍ، (4) فَقَالَ: ابْنُ عُمَرَ: " أَمَرَ اللهُ بِوَفَاءِ
__________
(1) إسناده ضعيف، لضعف فرقد السبخي وهو مكرر (4783) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن المدني، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقد سلف مطولاً برقم (4482) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وقد سلف مطولاً برقم (4482) .
(4) في (ظ14) : فوافق يوم عيد أضحى أو فطر.(9/193)
النَّذْرِ، وَنَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ " (1)
5246 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، (2) عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْرُنَ الرَّجُلُ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَهُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وابن عون: هو عبد الله البصري، وزياد بن جبير: هو ابن حية الثقفي البصري.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/104، ومن طريقه مسلم (1139) (142) عن وكيع، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (1994) ، والنسائي مختصراً في "الكبرى" (2833) من طريقين، عن ابن عون، به.
وتصحف في مطبوع النسائي: ابن عون، إلى: ابن عوف.
وقد سلف برقم (4449) .
(2) في (ظ14) : عن شعبة، وجاء في هامشها: في الأصل: عن سفيان.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه مسلم (2045) (151) ، وابن ماجه (3331) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2489) ، والترمذي (1814) ، والنسائي في "الكبرى" (6728) ، والبغوي في "شرح السنة" (2891) من طرق، عن سفيان، به.
قال الترمذي: لهذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (4513) .(9/194)
5247 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ وَهُوَ ابْنُ عَمْرٍو، (1) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ مَرَّ عَلَى قَوْمٍ نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا بِالنَّبْلِ فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُمَثَّلَ بِالْبَهِيمَةِ " (2)
5248 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
(1) في (م) : هو ابن عمر، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري. المنهال بن عمرو من رجاله، وباقي رجاله من رجال الشيخين.
وانظر سلف برقم (4622) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حنظلة: هو ابن أبي سفيان الجُمحي.
وأخرجه مسلم (2085) (44) ، وأبو عوانة 5/475 من طرق، عن حنظلة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2085) (43) من طريق عمر بن محمد، عن سالم، به.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/396، وأبو داود (4094) ، والنسائي في "الكبرى" (9720) ، وفي "المجتبى" 8/2018، وابنُ ماجه (3576) من طريق عبد العزيز بن أبي رواد، عن سالم، به. ولفظه:"الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر منها شيئاً خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة". قال ابن ماجه: قال أبو بكر (يعني ابن أبي شيبة) : ما أغربه!
وقال الحافظ في "الفتح"10/262: عبد العزيز فيه مقال.
وقد سلف برقم (4489) .(9/195)
5249 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ، فَرَمَى بِهِ وَقَالَ: " لَنْ أَلْبَسَهُ أَبَدًا " قَالَ يَزِيدُ: فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ (1)
5250 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، وَسُفْيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَجْعَلُ فَصَّ خَاتَمِهِ مِمَّا يَلِي بَطْنَ كَفِّهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن سعد 1/470 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر (5407) و (5851) و (5887) و (5971) .
وانظر ما سلف (4677) .
(2) إسناداه صحيحان: الأول - وهو وكيع عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع -، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبدِالعزيز بن أبي رواد، فقد روى له أصحاب السنن الأربعة، واستشهد به البخاري، وهو صدوق لا بأس به.
وقد سلف برقم (4907) .
والثاني- وهو سفيان عن عمر بن محمد، عن نافع -، رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة شيخ أحمد، وعمر بن محمد: هو عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وانظر (4677) .(9/196)
5251 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَلْبَسُ السِّبْتِيَّةِ وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا، وَذَكَرَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُهُ " (1)
5252 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ، مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ أَبَدًا " (2)
5253 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ ضَارٍ أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ، (3) نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف العمري - وهو عبد الله بن عمر-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسعيد المقبري: هو ابن أبي سعيد كيسان، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقد سلف مطولاً برقم (4672) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر رقم (4770) .
(3) في (س) و (ظ14) : إلا كلب ضار أو ماشية، وكتب في هامش (س) كلمة:"كلب". نسخة.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي المكي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/408، ومسلم (1574) (54) ، وأبو يعلى (5441) ، والبيهقي 6/9 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وفيه زيادة، ولفظها عند مسلم: قال سالم: وكان أبو هريرة يقول:"أو كلب حرثٍ"، وكان صاحب حرث=(9/197)
5254 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، (1) وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ مَاشِيَةٍ، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ " قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " نُقِصَ (2)
5255 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، (3) وَالْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الضَّبِّ؟ فَقَالَ: " لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ " (4)
__________
= وقد سلف شرحه مع الزيادة برقم (4479) .
قوله:"إلا كلب ضار"، أي: كلب صائد. قاله السندي.
(1) قوله:"وعبد الرحمن عن سفيان"، سقط من (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وقد سلف من طريق عبد الله بن دينار برقم (4944) .
وسلف أولا برقم (4479) وهناك شرحه وشواهده.
(3) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) زيادة: عن ابن عمر.
(4) هذا الحديث له إسنادان: الأول وكيع، عن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وهو صحيح على شرط الشيخين.
والثاني: وكيع، عن العمري - وهو عبد الله بن عمر -، عن نافع، وهو ضعيف لضعف عبد الله بن عمر.=(9/198)
5256 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي حَلْقَةٍ قَالَ: فَسَمِعَ رَجُلًا فِي حَلْقَةٍ أُخْرَى وَهُوَ يَقُولُ: لَا وَأَبِي، فَرَمَاهُ ابْنُ عُمَرَ بِالْحَصَى فَقَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ يَمِينَ عُمَرَ فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا وَقَالَ: " إِنَّهَا شِرْكٌ " (1)
5257 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " إِنْ أَسْعَى (2) فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْعَى، وَإِنْ أَمْشِي فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي، وَأَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ " (3)
__________
= وأخرجه الدارمي 2/92 عن محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق نافع برقم (4497) .
ومن طريق عبد الله بن دينار برقم (4562) .
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (5222) .
(2) في (ظ14) : إن أسعى، وهو للإشباع، وقد تقدم توجيهه، ومثله: إن أمشي.
(3) إسناده ضعيف، عطاء بن السائب قد اختلط، وكثير بن جمهان لم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، يعني هو ضعيف في نفسه، لكن يكتب حديثه للمتابعات.
وأخرجه ابن ماجة (2988) عن علي بن محمد وعمرو بن عبد الله، عن وكيع، بهذا الِإسناد. وانظر (4993) .(9/199)
5258 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَنْتَجِي (1) اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ " (2)
5259 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا " (3)
5260 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ كَفَّرَ (4) رَجُلًا فَأَحَدُهُمَا كَافِرٌ " (5)
5261 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ،
__________
(1) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) : فلا يتناج.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وابن دينار: هو عبد الله مولى ابن عمر.
وقد سلف برقم (4450) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (4687) .
(4) في (ظ14) : أكفر.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.
وسلف برقم (4745) عن يعلى بن عبيد، عن فضيل بن غزوان.(9/200)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ " (1)
5262 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يُنَحْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي (3948) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، دون قوله:"وعصية عصت الله ورسوله". وقال: حسن صحيح.
وقد سلف برقم (4702) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد بن عبيد: هو الطائي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/389 عن وكيع، بهذا الِإسناد.
وقد سلف برقم (4865) .
قال السندي: قوله: فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة: قد جاء أنه يعذب في القبر، ولا منافاة بينهما لجواز العذاب في القبر، ويوم القيامة جميعاً. نسأل الله العافية عنهما جميعاً.
قلنا: قد قيد البخاري رحمه الله مطلق الحديث، فقال: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النوح من سنته. وذكر الحافظ أقوالًا كثيرة في توجيه الحديث، ثم قال: ويُحتمل أن يجمع بين هذه التوجيهات، فينزل على اختلاف الأشخاص، بأن يقال مثلاً: من كانت طريقته النوح، فمشى أهله على طريقته أو بالغ فأوصاهم بذلك عذب بصنعه، ومن كان ظالماً فنُدب بأفعاله الجائرة عُذب بما نُدِبَ به، ومن كان يَعرف من أهله النياحة فأهمل نهيهم عنها، فإن كان راضياً بذلك التحق بالأول،
وإن كان غير راض عُذب بالتوبيخ كيف أهمل النهي. انظر " الفتح"3/155.(9/201)
5263 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ " (1)
5264 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " إِنَّ رَفْعَكُمْ أَيْدِيَكُمْ بِدْعَةٌ مَا زَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذَا " يَعْنِي إِلَى الصَّدْرِ (2)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لضعف العمري - وهو عبد الله بن عمر-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه أبو داود (3741) ، وابن عدي في "الكامل"1/380-381، والبيهقي 7/68 من طريق أبان بن طارق، عن نافع، به. وفيه زيادة:"ومن دخل على غير دعوة، دخل سارقاً، وخرج مغيراً"، قال أبو داود: أبان بن طارق مجهول.
وانظر (4712) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5177) ، ومسلم (1432) ، سيرد 2/2670
(2) إسناده ضعيف. بشر بن حرب: هو الأزدي أبو عمرو الندبي، ضعفه ابن معين وأبو زرعة والنسائي وأبو حاتم، وقال البخاري: رأيت علي ابن المديني يضعفه، وقال أحمد: ليس بقوي في الحديث، وقال ابن عدي: هو عندي لا بأس به، وقال حماد بن زيد: ذكرت لأيوب حديث بشر بن حرب، قال: كأنما تسمع حديث نافع، كأنه مدحه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: مو ابن الجراح الرؤاسي، وحماد: هو ابن زيد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل"2/442 من طريق جبارة بن مغلس، عن حماد، به.=(9/202)
5265 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ جُمْهَانَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَمْشِي فِي الْوَادِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَلَا يَسْعَى، فَقُلْتُ لَهُ: فَقَالَ: " إِنْ أَسْعَ (1) فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْعَى، وَإِنْ أَمْشِ (2) فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي، وَأَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ " (3)
5266 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ زَاذَانَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، أَعْتَقَ عَبْدًا لَهُ فَقَالَ: مَا لِي مِنْ أَجْرِهِ - وَتَنَاوَلَ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ - مَا يَزِنُ هَذِهِ أَوْ مِثْلَ هَذِهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= وأخرجه ابن عدي في "الكامل"2/442 من طريق الحسين بن واقد، عن بشر بن حرب، عن نافع، عن ابن عمر. وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
وهذا الحديث على شرط الهيثمي، ولم يذكره في "مجمع الزوائد".
وانظر (4540) .
قوله:"إن رفعكم أيديكم"، قال السندي: أي: في الصلاة، كأنهم كانوا يبالغون في الرفع، فبين لهم أن المبالغة فيه بدعة، لكن قد ثبت الرفع إلى ما فوق الصدر، فكأن المراد التجاوز عن محاذاة أسفلِ اليدين الصدرَ، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ14) : أسعى.
(2) في (ظ14) : أمشي، وهي نسخة في هامش (س) .
(3) إسناده ضعيف.
وهو مكرر (5257) ، وانظر (4993) .(9/203)
يَقُولُ: " مَنْ لَطَمَ غُلَامَهُ أَوْ ضَرَبَهُ فَكَفَّارَتُهُ عِتْقُهُ " (1)
5267 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَالِحٍ، عَنْ زَاذَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَدَعَا غُلَامًا لَهُ فَأَعْتَقَهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا لِي فِيهِ مِنْ أَجْرٍ مَا يَسْوَى هَذَا - أَوْ يَزِنُ هَذَا - سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ ضَرَبَ عَبْدًا لَهُ حَدًّا لَمْ يَأْتِهِ أَوْ ظَلَمَهُ - أَوْ لَطَمَهُ شَكَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ - فَإِنَّ كَفَّارَتَهُ أَنْ يُعْتِقَهُ " (2)
5268 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَبَهْزٌ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، - قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ - سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَسَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، فَإِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا " قَالَ: بَهْزٌ أَتُحْتَسَبُ؟ (3)
__________
(1) هو مكرر (4784) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زاذان، وهو أبو عمر الكندي، فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، سفيان: هو الثوري، وفراس: هو ابن يحيى الهَمْدَاني، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه مسلم (1657) (30) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4784) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وشعبة: هو ابن الحجاج.=(9/204)
5269 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَيْمَنَ يَسْأَلُ ابْنَ عُمَرَ وَأَبُو الزُّبَيْرِ يَسْمَعُ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ فِي قُبُلِ عِدَّتِهِنَّ " (1)
__________
= وأخرجه مسلم (1471) (12) من طريق بهز، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5252) ، ومسلم (1471) (2)) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (735) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"3/52، والدارقطني في " السنن"4/5 -6 من طرق، عن شعبة، به.
وقوله: أتحتسب؟: سلف في الرواية (5025) فقلت لابن عمر: أيحسب طلاقه ذلك طلاقاً؟ قال: نعم.
وقد سلف مطولًا برقم (4500) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسل. رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس - فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم احتجاجاً، وقد صرح بالتحديث، هو وابن جريج، فانتفت شبهة تدليسهما. ابنُ جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وسيأتي تخريجه عند الرواية المطولة (5524) .
وقوله: (في قبل عِدتِهِن) هي قراءة شاذة لا يثبت بها قرآن بالاتفاق، لكن لصحة إسنادها يحتج بها، وتكون مفسرة لمعنى القراءة المتواترة: (فطلقُوهن لِعِدتِهِنَ) .
قال أبو حيان في "البحر المحيط" 8/281: ما روي عن جماعة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم من أنهم قرؤوا: "فطلقوهن في قبل عِدتهن"، وعن عبد الله: "لقبل طُهْرِهن"هو على سبيل التفسير لا على أنه قرآن لخلافه سواد المصحف الذي أجمع عليه المسلمون شرقاً وغرباً.
ومعنى في قُبُل عِدتهن، أي: في إقباله وأوله حين يُمكنها الدخولُ في العدة =(9/205)
5270 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُمْسِكْهَا حَتَّى تَحِيضَ غَيْرَ هَذِهِ الْحَيْضَةِ، ثُمَّ تَطْهُرَ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا كَمَا أَمَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُمْسِكَهَا فَلْيُمْسِكْهَا " (1)
5271 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ
__________
=والشروعُ فيها، فتكون لها محسوبة، وذلك في حالة الطهر، يقال: كان ذلك في قُبُل الشتاء، أي: إقباله، قاله ابن الأثير في "النهاية".
(1) حديث صحيح، محمدُ بن أبي حفصة - وإن كان مختلفاً فيه - متابع، وقد روى له البخاري ومسلم في المتابعات، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه البخاري (7610) ، وأبو داود (2182) ، والدارقطني 4/6 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والبخاري (4908) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/53، والدارقطني 4/6، والبيهقي 7/324 من طريق عُقيل بن خالد الأيلي، والنسائي 6/138، والبيهقي 7/324 من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"3/53، والدارقطني 4/6 من طريق صالح بن
أبي الأخضر، أربعتهم عن الزهري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4500) ، وسيكرر برقم (5525) .(9/206)
اللهِ، إِنِّي أُخْدَعُ فِي الْبَيْعِ، فَقَالَ: " إِذَا بِعْتَ فَقُلْ: لَا خِلَابَةَ " (1)
5272 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، سَمِعْتُ سَالِمًا، وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضُ؟ فَقَالَ: لَا يَجُوزُ طَلَّقَ ابْنُ عُمَرَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ " فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَاجِعَهَا "، فَرَاجَعَهَا (2)
5273 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، سَمِعْتُ طَاوُسًا قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَا تَبِيعُوا الثَّمَرَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجيل الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه مسلم (1533) (48) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (5036) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وحنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه النسائي في "المجتبى"6/213، وأبو يعلى (5561) من طريقين عن حنظلة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4500) .
قوله:"فقال لا يجوز، طلق ابن عمر ... "، قال السندي: أي: لا يجوز البقاء على ذلك الطلاق بأن لا يراجع عنه، وثم يرد أن ذلك الطلاق ما وقع كما هو ظاهر اللفظ، فإن استشهاده بالحديث المذكور يأبى ذلك، ويعين ما قلنا. والله تعالى أعلم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. طاووس: هو ابن كيسان اليماني.=(9/207)
5274 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا شَجَرَةٌ لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَهِيَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ؟ - أَوْ قَالَ: الْمُسْلِمِ - " قَالَ: فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ النَّخْلَةُ " قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُمَرَ، فَقَالَ: " لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا، كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا " (1)
5275 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ،
__________
= وأخرجه النسائي 7/263 من طريق مخلد بن يزيد الحراني، عن حنظلة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/149، وابن أبي شيبة 6/506، والطبراني في "الكبير" (13463) من طريق عمرو بن دينار، عن طاووس، به.
وقد سلف بنحوه برقم (4493) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، ومالك: هو ابن أنس، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه البخاري (131) ، والترمذي (2867) ، وابن منده في "الإيمان" (188) من طرق عن مالك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (677) ، والبخاري (61) و (62) ، ومسلم (2811) (63) ، والنسائي في "الكبرى" (1) 261) ، والطبري في "التفسير"13/206، وابن حبان (243) و (246) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (356) ، والبغوي (143) من طرق عن عبد الله بن دينار، به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (4599) .(9/208)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّذْرِ، وَقَالَ: " إِنَّهُ لَا يَرُدُّ مِنَ الْقَدَرِ شَيْئًا، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ " (1)
5276 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الخارفي.
وأخرجه مسلم (1639) (4) عن محمد بن المثنى، وابن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6608) و (6693) ، وابن ماجه (2122) ، والنسائي في "الكبرى" (4744) و (4745) ، وفي "المجتبى"7/16، والطحاوي في "مشكل الآثار" (837) و (838) ، والبيهقي في "السنن " 10/77، وفي "الشعب" (4350) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه تاما ومقطعاً الدارمي 2/185، ومسلم (1639) (2) و (4) ، وأبو داود (3287) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (839) ، وابن حبان (4375) و (4377) من طرق عن منصور بن المعتمر، به.
وسيأتي برقم (5592) و (5994) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/235.
قوله: "نهى عن النذر"، قال السندي: أي: يظن أنه يفيد في حصول المطلوب والخلاص عن المكروه. "من البخيل"، أي: لا يأتي بهذه الطاعة إلا في مقابلة شفاء المريض ونحوه مما علق النذر عليه.
وقال الخطابي: نهى عن النذر تأكيداً لأمره وتحذيراً للتهاون به بعد إيجابه، وليس النهي لإفادة أنه معصية، وإلا لما وجب الوفاء به بعد كونه معصية.
ولا يخفى أن ما قلنا) (القائل السندي) أقرب إلى لفظ الحديث مما قال الخطابي، فليتأمل، والله تعالى أعلم.(9/209)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً بِالْبَلَاطِ " (1)
5277 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ رَزِينٍ الْأَحْمَرِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ فَأَغْلَقَ الْبَابَ وَأَرْخَى السِّتْرَ، وَنَزَعَ الْخِمَارَ، ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، تَحِلُّ لِزَوْجِهَا الْأَوَّلِ؟ فَقَالَ: " لَا حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا " (2)
5278 - حَدَّثَنَاه أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري الخِضرمي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7216) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/141 من طريق عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، به.
وسلف مطولاً برقم (4498) .
البلاط: موضع في المدينة بين المسجد والسوق.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، علته رزين الأحمري، وقد سلف الكلام عنه في الرواية (4776) .
وأخرجه الطبري في "التفسير" (4903) ، وابنُ أبي حاتم في "العلل"1/428، والبيهقي في "السنن"7/375 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الِإسناد.
وقد سلف برقم (4776) .(9/210)
سُلَيْمَانَ بْنِ رَزِينٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ النَّاسَ عَنْ رَجُلٍ فَارَقَ امْرَأَتَهُ بِثَلَاثٍ؟ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
5279 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ " (2)
5280 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الضَّبِّ، فَقَالَ: " لَسْتُ بِآكِلِهِ وَلَا مُحَرِّمِهِ " (3)
5281 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ أَنَا وَرَجُلٌ آخَرُ فَدَعَا رَجُلًا آخَرَ، ثُمَّ قَالَ:
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف سليمان بن رزين (والصواب رزين بن سليمان) الأحمري. وهو مكرر (4777) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف من طريق مالك برقم (4674) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وسلف برقم (4562) ، وانظر (4497) .(9/211)
اسْتَرْخِيَا " (1) فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَنْتَجِيَ اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ " (2)
5282 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ يُلَقِّنُنَا أَوْ يُلَقِّفُنَا (3) " فِيمَا اسْتَطَعْتَ " (4)
5283 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقَالَ: " تَحَرَّوْهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ " (5)
__________
(1) جاء في هامش (س) و (ظ1) : قوله: استرخيا، أي: اتسعا وتفرقا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر.
وهو مكرر (4564) و (5258) ، وسلف أيضاً برقم (4450) .
قال السندي: قوله: استرخيا، قيل: أي اتسعا وتفرقا، والمقصود الِإذن في الذهاب حتى ينتجي مع الثالث، وذكر الحديث للدلالة على أنه لا ينبغي أن يبقى منهما واحد في المجلس، لأنه يؤدي إلى الأمر الممنوع، والله تعالى أعلم.
(3) في (ظ14) : يلقنا أو يلقننا.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (9822) ، وابن حبان (4565) من طريق عصام بن يزيد بن عجلان، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1880) ، وأبو داود (2940) ، وابن حبان (4552) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"1/323 من طرق، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (4565) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/84 من طريق سليمان بن بلال،=(9/212)
5284 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كُنَّا نَتَّقِي كَثِيرًا مِنَ الْكَلَامِ وَالِانْبِسَاطِ إِلَى نِسَائِنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ فِينَا الْقُرْآنُ، فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكَلَّمْنَا " (1)
5285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " (2)
__________
= وابن حبان (3681) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن ابن دينار، بهذا الإسناد.
وأخرج ابن أبي شيبة 1/512 و3/77 عن وكيع، والطحاوي 3/87 من طريق أبي حذيفة، كلاهما عن سفيان، به أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:"تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان". وانظر (4499) و (4808) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي اللؤلؤي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن ماجه (1632) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5187) عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري، به.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (7614) عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/74، ومن طريقه أخرجه البخاري (620) ، والنسائي في "المجتبى"2/10، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/138، والبيهقي في "السنن"1/380، والبغوي في "شرح السنة" (434) عن عبد الله بن=(9/213)
5286 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَنْفَالِ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّجُلِ (1) سَهْمًا " (2)
__________
= دينار، به.
وأخرجه ابنُ حبان (3471) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، وقد سلف برقم (4551) .
(1) في (ق) : وللراجل.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سُلَيم بن أخضر، فمن رجال مسلم، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابنِ عمر.
وأخرجه الترمذي (1554) عن محمد بن بشار، والبيهقي في "الدلائل"4/238 من طريق أبي خيثمة، كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه مسلم (1762) عن يحيى بن يحيى وأبي كامل فضيل بن حسين، والترمذي (1554) أيضاً عن أحمد بن عبدة الضبي، وحميد بن مسعدة، وابن حبان (4812) من طريق أحمد بن عبدة الضبي، والبيهقي في "السنن"6/325 من طريق يحيى بن يحيى، خمستهم عن سلَيم بن أخضر، به.
وأخرجه ابنُ حبان أيضاً (4810) من طريق إسحاق بن إبراهيم المروزي، عن سُلَيم بن أخضر، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "للفرس سهمان وللرجل سهم".
وانظر (4448) .(9/214)
5287 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِالْمُزْدَلِفَةِ جَمِيعًا " (1)
5288 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً قِبَلَ نَجْدٍ، فَغَنِمُوا إِبِلًا كَثِيرَةً، فَبَلَغَتْ سِهَامُهُمْ أَحَدَ عَشَرَ بَعِيرًا أَوِ اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا، وَنُفِّلُوا بَعِيرًا بَعِيرًا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك: هو ابن أنس.
وأخرجه النسائي في "المجتبى"1/291 من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وهو في "الموطأ"1/400، ومن طريق مالك أخرجه مسلم (1287) (286) ، وأبو داود (1926) ، وابن خزيمة (2848) ، والبيهقي في "السنن"5/1200 وقد سلف مطولًا برقم (4452) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "موطأ"مالك 2/450، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/124 (بترتيب السندي) ، والبخاري (3134) ، ومسلم (1749) (35) ، وأبو داود (2744) ، والدارمي 2/228، وأبو عوانة 4/106، وابن حبان (4833) ، والبيهقي في "السنن"6/312، وابنُ عبد البر في "التمهيد"14/42، والبغوي في "شرح السنة" (2726) .
قال الحافظ في "الفتح"6/239: هكذا رواه مالك في الشك والاختصار، وإبهام الذي نفلهم، وقد وقع بيانُ ذلك في رواية ابن اسحاق، عن نافع، عند أبي داود [2743] ولفظه:"فخرجتُ فيها، فأصبنا نعماً كثيراً، وأعطانا أميرُنا بعيراً بعيراً=(9/215)
5289 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ " قَالَ مَالِكٌ: وَالشِّغَارُ أَنْ يَقُولَ: أَنْكِحْنِي ابْنَتَكَ وَأُنْكِحُكَ ابْنَتِي (1)
5290 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ صَلَّى الْمَغْرِبَ بِجَمْعٍ، وَالْعِشَاءَ بِإِقَامَةٍ. ثُمَّ حَدَّثَ عَنِ ابْنِ
__________
= لكل إنسان، ثم قدمنا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقسم بيننا غنيمتنا، فأصاب كُلً رَجُل منا
اثنا عشر بعيراً بعد الخمس". وأخرجه أبو داود أيضاً من طريق شعيب بن أبي حمزة عن نافع، ولفظه:"بعثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جيش قبل نجد وأتبعت سرية من الجيش، وكان سهمان الجيش اثني عشر بعيراً اثني عشر بعيراً، ونفل أهل السرية بعيراً بعيراً، فكانت سهمانهم ثلاية عشر بعيراً ثلاثة عشر بعيراً". وأخرجه ابن عبد البر من هذا الوجه وقال في روايته:"إن ذلك الجيش كان أربعة آلاف"، قال ابن عبد البر: اتفق جماعة رواة"الموطأ"على روايته بالشك، إلا الوليد بن مسلم فإنه رواه عن شعيب ومالك جميعاً فلم يشك، وكأنه حمل رواية مالك على رواية شعيب،
قلت: وكذا أخرجه أبو داود عن القعنبي، عن مالك والليث بغير شك، فكأنه أيضاً حمل رواية مالك على رواية الليث. قال ابن عبد البر: وقال سائر أصحاب نافع: "اثني عشر بعيراً"بغير شك، لم يقع الشك فيه إلا من مالك.
قلنا: سيأتي من طريق مالك (5919) : أن سهمانهم بلغت اثني عشر بعيراً.
دون شك، ولكنها أيضاً رواية مختصرة، وفي رواية (6386) : أن سهمانهم بلغت أحد عشر بعيراً.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4526) .(9/216)
عُمَرَ أَنَّهُ صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَحَدَّثَ ابْنُ عُمَرَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ " (1)
5291 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَدِمَ رَجُلَانِ مِنَ الْمَشْرِقِ، (2) فَخَطَبَا فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ بَيَانِهِمَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بَعْضَ الْبَيَانِ سِحْرٌ، أَوْ إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا " (3)
5292 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا، نَهَى الْبَائِعَ وَالْمُشْتَرِيَ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة الكندي.
وأخرجه مسلم (2) 88) (288) ، والنسائي في " المجتبى"2/16 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة ص 278 (الجزء الذي نشره العمروي) عن عبد الله بن نمير، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، به.
وهو مكرر (5241) ، وقد سلف برقم (4452) ، وسيرد برقم (5506) و (5538) . لكن هناك زيادة لفظ:"واحدة " بعد لفظ:"إقامة".
(2) في (ظ14) : من أهل المشرق.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (5639) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4651) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4525) ، وانظر (4493) .(9/217)
5293 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ " (1)
5294 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ (2) " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4525) سنداً ومتناً.
(2) في (ق) و (ظ1) : فاقدروا له قدره.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "موطأ" مالك 1/286، ومن طريقه أخرجه البخاري (1906) ، ومسلم (1080) (3) ، والنسائي 4/134، والد ارقطني 2/161، والبيهقي 4/204، والبغوي (1713) .
وأخرجه الشافعي 1/272، والبخاري (1907) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، كلاهما (الشافعي والقعنبي) عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً، وفيه:"فإن غم عليكم فأكملها العِدة ثلاثين".
قال الحافظ في "الفتح"4/121 فيما نقله عن البيهقي في "المعرفة":"إن كانت رواية الشافعي والقعنبي من هذين الوجهين محفوظة، فيكون مالك قد رواه على الوجهين.
قال الحافظ: ومع غرابة هذا اللفظ من هذا الوجه، فله متابعات، منها ما رواه الشافعي أيضاً من طريق سالم، عن ابن عمر بتعيين الثلاثين، ومنها ما رواه ابن خزيمة (1909) من طريق عاصم بن محمد بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر، بلفظ: "فإن غم عليكم فكملوا ثلاثين "، وله شواهد من حديث حذيفة عندَ ابنِ خزيمة،=(9/218)
5295 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ أَوْ غَزْوٍ كَبَّرَ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الْأَرْضِ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ سَاجِدُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ " (1)
5296 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ
__________
= وأبي هريرة، وابن عباس عند أبي داود والنسائي وغيرهما، وعن أبي بكرة وطلق بن علي عند البيهقي، وأخرجه من طرق أخرى عنهم وعن غيرهم.
قلنا: أخرجه مسلم (1080) (5) ، وابن حبان (3451) من طريق عبد الله بن نمير، ومسلم (1080) (4) من طريق أبي أسامة، كلاهما عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً، وفيه:"فاقدروا له ثلاثين".
وقد سلف برقم (4488) . وانظر (4611) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "موطأ" مالك 1/421 (رواية الليثي) ، و (1460) (رواية الزهري) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (1797) ، ومسلم (1344) (428) ، وأبو داود (2770) ، والنسائي في "الكبرى" (8773) ، والبيهقي في "السنن"5/259، والبغوي في "شرح السنة" (1351) .
وقد سلف برقم (4496) .(9/219)
رَكْعَتَيْنِ وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ، (1) وَبَعْدَ الْعِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ " (2)
5297 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ " وَالْمُزَابَنَةُ: اشْتِرَاءُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ كَيْلًا، وَالْكَرْمِ بِالزَّبِيبِ كَيْلًا (3)
5298 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، خَرَجَ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَقَالَ: " إِنْ نُصَدَّ عَنِ الْبَيْتِ صَنَعْنَا كَمَا صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (4)
__________
(1) لفظ:"في بيته"لم يرد في (ق) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند مالك في "الموطأ"1/166، ومن طريقه أخرجه مطولًا ومختصراً عبد الرزاق (4810) ، والبخاري (937) ، ومسلم (882) (71) ، وأبوداود (2) 52) ، والنسائي في "المجتبى"2/119 و3/113، وفي "الكبرى" (344) ، والدارمي 1/335، وابن خزيمة (1870) ، والبيهقي في "السنن"3/240، والبغوي في "شرح السنة" (868) .
وقد سلف برقم (4506) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4528) سنداً ومتناً.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك: هو ابن أنس، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وسيأتي تخريجه برقم (6227) .
وقد سلف مطولًا برقم (4480) .(9/220)
5299 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَسَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ يُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمَّ إِنْ شَاءَ طَلَّقَهَا، وَإِنْ شَاءَ أَمْسَكَهَا، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللهُ أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ " (1)
5300 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً " (2)
5301 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَتَحَرَّيَنَّ (3) أَحَدُكُمْ فَيُصَلِّيَ قَبْلَ (4) طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَلَا عِنْدَ غُرُوبِهَا " قُلْتُ لِمَالِكٍ: عَنْ عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند مالك في "الموطأ"2/576، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 2/32- 33 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (10952) ، والبخاري (5251) ، ومسلم (1471) (1) ، وأبو داود (2179) ، والنسائي 6/138، والدارمي 2/160، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"3/53، والبيهقي في "السنن"7/323، والبغوي (2351) .
وقد سلف مطولاً برقم (4500) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4529) .
(3) في (س) و (ص) : لا يتحرى، وفي هامشها: لا يتحرَّينَّ. نسخة.
(4) في هامش (س) : عند.(9/221)
نَعَمْ (1)
5302 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، (2) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ رِيحٍ وَبَرْدٍ فِي سَفَرٍ (3) ، أَمَرَ الْمُؤَذِّنَ فَأَذَّنَ، ثُمَّ قَالَ: " الصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ " (4)
5303 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَنْ (5) كُلِّ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَحُرٍّ وَعَبْدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " (6)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4885) ، وانظر (4612) .
(2) في (ظ14) : أخبرنا مالك.
(3) في (ظ14) : السفر.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/73، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/109 (ترتيب السندي) ، والبخاري (666) ، ومسلم (697) (22) ، وأبو داود (1063) ، والنسائي في "المجتبى"2/15، وأبو عوانة 2/17، وابن حبان (2078) ، والبيهقي في "السنن"3/70، والبغوي في "شرح السنة" (797) .
وقد سلف برقم (4478) .
(5) في هامش (س) : على. نسخة.
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في " الموطأ"1/284، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند"1/250=(9/222)
5304 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ تَلَقِّي السِّلَعِ حَتَّى يُهْبَطَ بِهَا الْأَسْوَاقُ، وَنَهَى عَنِ النَّجْشِ وَقَالَ: " لَا يَبِيعُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ " (1)
5305 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ " جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ " (2)
5306 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ (3)
__________
= و251 (بترتيب السندي) ، وابن زنجويه (2358) ، والبخاري (1504) ، ومسلم (984) (12) ، وأبو داود (1611) ، والترمذي (676) ، والنسائي في "المجتبى" 5/48، وفي "الكبرى" (2281) و (2282) ، وابن ماجه (1826) ، والدارمي 1/392، وابن الجارود في " المنتقى" (356) ، وابن خزيمة (2399) و (2400) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/44، وابن حبان (3301) ، والبيهقي 4/161-162، والبغوي (1593) .
وقد سلف برقم (4486) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وقد سلف برقم (4531) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف تخريجه برقم (4531) . وانظر (4472) .
(3) "قد" ليست في (ق) و (ظ1) .(9/223)
أُبِرَتْ، فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " (1)
5307 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "الموطأ" 2/617، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "المسند" 2/148 (بترتيب السندي) ، والبخاري (2204) و (2716) ، ومسلم (1543) (77) ، وأبو داود (3434) ، وابن ماجه (2210) ، وأبو يعلى (5797) ، والبيهقي في "السنن"5/324، والبغوي في "شرح السنة" (2084) .
وقد سلف برقم (4502) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/653، ومن طريقه أخرجه البخاري (2143) ، وأبو داود (3380) ، والنسائي في "الكبرى" (6221) ، وفي "المجتبى" 7/293-294، وابن الجارود في "المنتقى" (591) ، وأبو يعلى (5821) ، وابن حبان (4947) ، وأبو نعيم في "الحلية"6/352، والبيهقي في "السنن"5/340، وفي "معرفة السنن والآثار" (1) 459) ، والبغوي في "شرح السنة" (2107) .
وعند مالك زيادة: وكان بيعاً يتبايعه أهل الجاهلية، كان الرجل يبتاع الجزور إلى أن تنتج الناقة، ثم تُنْتَج التي في بطنها.
وهذه الزيادة ثم ترد عندنا ولا عند أبي داود وابن الجارود وأبي نعيم، وهم رووا الحديث من طريق مالك.
قال الحافظ في "الفتح"4/357: قال الِإسماعيلي: وهو مدرج، يعني أن التفسير من كلام نافع، وكذا ذكره الخطيب في "المدرج".
قلنا: مر فى الرواية رقم (4640) أن التفسير من كلام ابن عمر، وستأتي أيضاً=(9/224)
5308 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ قَالَ: " لَا تَلْبَسُوا الْقُمُصَ، وَلَا الْعَمَائِمَ، وَلَا الْبَرَانِسَ، وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا الْخِفَافَ، إِلَّا مَنْ لَا يَجِدُ نَعْلَيْنِ فَيَقْطَعُهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيَابِ مَا مَسَّهُ وَرْسٌ أَوْ زَعْفَرَانٌ " (1)
5309 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا فَلَا يَبِيعُهُ (2) حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ " (3)
5310 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
= برقم (5466) .
قال الحافظ: ونقل عن ابن عبد البر الجزم بأنه من تفسير ابن عمر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "الموطأ"1/324، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/300 (بترتيب السندي) ، والبخاري (1542) و (5803) ، ومسلم (1) 77) ، وأبو داود (1824) ، والنسائي في " المجتبى"5/131، وفي "الكبرى" (3649) ، وابن ماجه (2929) ، والدارمي 2/32، وأبو يعلى (5805) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/135، وابن حبان (3784) ، والبيهقي 5/49، والبغوي (1976) .
وقد سلف برقم (4482) ، وسيأتي مختصراً برقم (5336) .
(2) في هامش (ص) و (ظ1) : يبعه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف في مسند عمر بن الخطاب برقم (396) ، وانظر (395) و (4517) و (4639) .(9/225)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ ثَمَنُهُ (1) ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ " (2)
5311 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (3)
5312 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَجُلًا لَاعَنَ امْرَأَتَهُ وَانْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا، فَفَرَّقَ
__________
(1) في (س) و (ظ14) وهامش (ظ1) : ثمن، وفي هامش (س) : ثمنه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "الموطأ"2/831، ومن طريقه أخرجه الطيالسي (1847) ، والشافعي في " المسند"2/83 (بترتيب السندي) ، والبخاري (6795) ، ومسلم (1686) (6) ، وأبو داود (4385) ، والنسائي في "المجتبى"8/76، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"3/162، وابن حبان (4463) ، والدارقطني في "السنن"3/190، والبيهقي في "السنن"8/256، والبغوي في "شرح السنة" (2596) ، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4503) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/102، ومن طريقه أخرجه البخاري (877) ، والنسائي في "الكبرى" (1678) ، وفي "المجتيى"3/93، والدارمي 1/361، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/115، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/342، والبيهقي في "السنن"1/293، وفي " المعرفة" (2085) ، والبغوي في "شرح السنة" (332) .
وقد سلف برقم (4466) .(9/226)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمَا، وَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِأُمِّهِ " (1)
5313 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، وحَدَّثَنِي حَمَّادٌ الْخَيَّاطُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ (2) ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (3)
5314 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف من طريق مالك برقم (4527) .
ملاحظة: قد زاد الشيخ أحمد شاكر في طبعته هذا الحديث مكرراً مرتين: في الأولى عن عبد الرحمن، بهذا الِإسناد، وفي الثانية عن إسحاق بن عيسى، عن مالك، بهذا الِإسناد أيضاً، ولم يرد في أي من النسخ التي عندنا، ولا ورد في النسخة الميمنية، ولا في "أطراف المسند"لابن حجر، فحذفناهما.
(2) في (ظ14) : الذي تفوته العصر.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد الخياط، متاِبع عبد الرحمن بن مهدي، فمن رجال مسلم.
وهو في "موطأ"مالك 1/11-120
ومن طريق مالك أخرجه البخاري (552) ، ومسلم (626) (200) ، وأبو داود (414) ، والنسائي في "الكبرى" (365) ، وأبو عوانة 1/354-355، وابن حبان (1469) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/160، والبيهقي في "السنن"1/444، والبغوي (370) .
وانظر ما سلف برقم (4621) .(9/227)
أَنَّهُ تُصِيبُهُ جَنَابَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ، ثُمَّ نَمْ " (1)
5315 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ، كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ، إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ " (2)
5316 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ"1/450 ومن طريق مالك أخرجه البخاري (290) ، ومسلم (306) (25) ، وأبو داود (221) ، والنسائي في "الكبرى" (256) و (9056) ، وفي "المجتبى"1/140، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/127، وابن حبان (2) 13) ، والبيهقي
1/199، والبغوي في "شرح السنة" (263) .
وقد سلف برقم (5056) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ"1/2020 ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (104) ، والبخاري (5031) ، ومسلم (789) (226) ، وإلنسائي في "الكبرى" (8041) ، وفي "المجتبى"2/154، والفريابي في "فضائل القرآن" (156) ، وابن حبان (764)
و (765) ، والبيهقي 2/395، والبغوي (1221) .
وقد سلف برقم (4665) .(9/228)
بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " (1)
5317 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى جِنَانِهِ وَنَعِيمِهِ وَخَدَمِهِ وَسُرُرِهِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ سَنَةٍ، وَإِنَّ أَكْرَمَهُمْ عَلَى اللهِ، مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ": {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] (2)
5318 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَفَعَ الْحَدِيثَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] . قَالَ: " يَقُومُونَ يَوْمَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف من طريق مالك برقم (5285) ، وسلف برقم (4551) .
(2) إسناده ضعيف جداً، ثوبر- وهو ابن أبي فاختة -، ضعفه غير واحد من الأئمة، وقال الدارقطني وعلي ابن الجنيد: متروك.
وأخرجه عبد بن حميد (819) ، والترمذي (2553) و (3330) ، وأبو يعلى (5712) ، والطبري 29/193، والاَجري في "الشريعة"ص 269، والبيهقي في "البعث " (432) ، والبغوي (4395) و (4396) ، وفي "التفسير"4/424 من طرق، عن إسرائيل، به.
وقد سلف برقم (4623) .(9/229)
الْقِيَامَةِ فِي الرَّشْحِ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ " (1)
5319 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يُكْرِي أَرْضَهُ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَبَعْضَ عَمَلِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: وَلَوْ شِئْتُ قُلْتُ: عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ إِمَارَةِ مُعَاوِيَةَ، بَلَغَهُ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ حَدِيثٌ، فَذَهَبَ وَأَنَا مَعَهُ فَسَأَلَهُ عَنْهُ فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ "، فَتَرَكَ أَنْ يُكْرِيَهَا، فَكَانَ إِذَا سُئِلَ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: زَعَمَ ابْنُ خَدِيجٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ " (2)
5320 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ "، قَالَ: فَكَانَ نَافِعٌ يُفَسِّرُهَا: " الثَّمَرَةُ تُشْتَرَى بِخَرْصِهَا تَمْرًا بِكَيْلٍ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، وأيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه الترمذي (2422) و (3335) عن يحيى بن درست البصري، عن حماد بن زيد، به. وقال: حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (4613) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقد سلف برقم (4504) .(9/230)
مُسَمًّى، إِنْ زَادَتْ فَلِي، وَإِنْ نَقَصَتْ فَعَلَيَّ " (1)
5321 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَسَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ يُطَلِّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا " فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللهُ أَنْ تُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ؟ يَقُولُ: إِمَّا أَنْتَ طَلَّقْتَهَا وَاحِدَةً أَوِ اثْنَتَيْنِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ يُطَلِّقَهَا إِنْ لَمْ يُرِدْ إِمْسَاكَهَا " وَإِمَّا أَنْتَ طَلَّقْتَهَا ثَلَاثًا فَقَدْ عَصَيْتَ اللهَ تَعَالَى فِيمَا أَمَرَكَ بِهِ مِنْ طَلَاقِ امْرَأَتِكَ وَبَانَتْ مِنْكَ وَبِنْتَ مِنْهَا (2)
5322 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4990) ، وانظر (4490) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4500) .
قوله: وكان ابن عمر إذا سئل عن الرجل يطلق امرأته وهي حائض يقول: إما أنت طلقتها ... إلخ، قال السندي: كلمة"إما" بكسر الهمز على أن أصلها"إن" الشرطية، و"ما"الزائدة، ثم أدغمت النون في الميم، وأصل الكلام: إن كنت..، ثم حذف"كان"، فصار الضمير المتصل منفصلًا، وزيدت"ما" كالعوض عنها.(9/231)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَدَعُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وَأَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ دَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: إِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَكُونَ الْعَامَ بَيْنَ النَّاسِ قِتَالٌ، فَلَوْ أَقَمْتَ فَقَالَ: " قَدْ حَجَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ "، فَإِنْ يُحَلْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَفْعَلْ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] ، ثُمَّ قَالَ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ عُمْرَةً، ثُمَّ سَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْبَيْدَاءِ قَالَ: وَاللهِ مَا أَرَى سَبِيلَهُمَا إِلَّا وَاحِدًا، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ مَعَ عُمْرَتِي حَجًّا ثُمَّ طَافَ لَهُمَا طَوَافًا وَاحِدًا (1)
5323 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنْ أَيْنَ تَأْمُرُنَا أَنْ نُهِلَّ؟ قَالَ: " يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَأَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَأَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ "، قَالَ: وَيَقُولُونَ: " وَأَهْلُ الْيَمَنِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الوهَّاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي.
وقد سلف برقم (4480) .
قوله: فلو أقمت فقال: قد حج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحال كفار قريش ... الخ، قال
السندي: المراد بالحج هاهنا: العمرة لكونها الحج الأصغر، إذ معلوم أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان
سنة الحديبية معتمراً. ولهذا أوجب ابن عمر أولا العمرة، والله تعالى أعلم.(9/232)
مِنْ يَلَمْلَمَ " (1)
5324 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَادَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا نَقْتُلُ مِنَ الدَّوَابِّ إِذَا أَحْرَمْنَا؟ قَالَ: " خَمْسٌ لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُنَّ فِي قَتْلِهِنَّ: الْحُدَيَّةُ، (2) وَالْغُرَابُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْعَقْرَبُ " (3)
5325 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا نَلْبَسُ مِنَ الثِّيَابِ إِذَا أَحْرَمْنَا؟ قَالَ: " لَا تَلْبَسُوا الْقَمِيصَ، وَلَا السَّرَاوِيلَ، وَلَا الْعِمَامَةَ، وَلَا الْخُفَّيْنِ، إِلَّا أَحَدٌ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا الْبُرْنُسَ، وَلَا شَيْئًا مِنَ الثِّيَابِ مَسَّهُ وَرْسٌ وَزَعْفَرَانٌ (4) " (5)
__________
(1) إسناده صحيح علي شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4455) .
(2) في طبعة الشيخ أحمد شاكر: الحدأة. وانظر حاشيتنا رقم (1) ، ص 109 من هذا الجزء.
(3) إسناده صحيح علي شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (5091) .
(4) في (ظ14) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أو زعفران.
(5) إسناده صحيح علي شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4482) .(9/233)
5326 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي ثُوَيْرٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذُوا مِنْ هَذَا وَدَعُوا هَذَا " (1) يَعْنِي: شَارِبَهُ الْأَعْلَى، يَأْخُذُ مِنْهُ، يَعْنِي الْعَنْفَقَةَ (2)
5327 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ قَالَ:
__________
(1) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) : من هذا.
(2) إسناده ضعيف جداً لضعف ثوير- وهو ابن أبي فاختة -، قال الدارقطني وعلى ابن الجنيد: متروك.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13476) ، وابن عديَ في "الكامل"2/534 من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد.
ولفظه عند الطبراني: "خذوا من هذا ودعوا هذا" يعني يأخذ من عنفقته، ويدع لحيته.
ولفظه عند ابن عدي:"خذوا من هذا- وأشار أبو معمر بيده إلى شاربه -، ودعو هذا - يعني العنفقة" -. وقال عقبه: ضعفه - يعني ثويرا -، جماعة كما ذكرت، وأثر الضعف بَين على رواياته.
وانظر ما سلف برقم (4654) .
العنفقة: قال ابن الأثير: الشعر الذي في الشفة السفلى، وقيل: الشعر الذي بينها وبين الذقن، وأصل العنفقة: خفة الشيء وقلته.
وقال السندي: قوله: يعني العنفقة، كأنه تفسير لقوله: دعوا من هذا بعد تفسير قوله: خذوا من هذا.
وقال الشيخ أحمد شاكر: والنص الذي هنا غير واضح تماماً، ولكن المراد منه مفهوم، أن يأخذ من شاربه الأعلى، وياع العنفقة، لأنها من اللحية أو في حكم اللحية.(9/234)
كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فِي مَجْلِسِ بَنِي عَبْدِ اللهِ، فَمَرَّ فَتًى مُسْبِلًا إِزَارَهُ مِنْ قُرَيْشٍ، فَدَعَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ بَنِي بَكْرٍ، فَقَالَ: تُحِبُّ أَنْ يَنْظُرَ اللهُ تَعَالَى إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَوْمَأَ بِإِصْبَعِهِ (1) إِلَى أُذُنَيْهِ - يَقُولُ: " مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ لَا يُرِيدُ إِلَّا الْخُيَلَاءَ، لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
5328 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ " (3)
__________
(1) في (ظ14) : بأصبعيه.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان العرزمي- ومسلم بن يناق من رجال مسلم، أسباط بن محمد: هو ابن عبد الرحمن القرشي مولاهم.
وأخرجه مسلم (2085) (45) ، وأبو عهانة 5/479 من طريقين عن عبد الملك، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2085) (45) من طريقين عن مسلم بن يناق، به.
وقد سلف برقم (4489) ، وسيأتي برقم (6152) .
قوله:"فارفع إزارك فإني سمعت ... الخ"، كأنه أراد أن من جر إزاره يمكن أن يقع في الخيلاء، فحينئذ يخرج من محل نظر الله تعالى، فمن أراد أن لا يخرج منه ينبغي أن لا يجر أصلاً. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً لضعف ثوير وهو ابن أبي فاختة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، ومجاهد: هو=(9/235)
5329 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ - وَكَانَ فِي النُّسْخَةِ الَّتِي قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ نَافِعٍ فَغَيَّرَهُ فَقَالَ: عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ - كَانَ يَأْتِي قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا " (1)
__________
=ابن جبر المكي.
وأخرجه البزار (2075) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (13477) من طريقين، عن إسرائيل بن يونس، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (5649) . وانظر (6180) .
ويشهد له حديث ابن عباس السالف برقم (1982) ، ولفظه: لعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء، وقال:"أخرجوهن من بيوتكم"، فأخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلاناً، وأخرج عمر فلاناً. وإسناده صحيح على شرط البخاري من أجل عكرمة مولى ابن عباس، وقد حُكِم على إسناده هناك بأنه صحيح على شرط الشيخين، وهو سبق قلم يستدرك من هنا.
وفي الباب أيضاً عن عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6875) .
وعن أبي هريرة، سيرد 2/287.
وعن عائشة عند الحميدي (272) ، وأبي داود (4099) .
وعن واثلة عند الطبراني في "الكبير"25/ (205) .
قوله:"المخنثين"، المخنث: هو الذي يتشبه بالنساء، قال السندي: بفتح النون، وجُوَّز كسرها، وقيل: الأول فيمن خلق كذلك، والثاني: فيمن يَتكلفُ التشَبُّه بالنساء.
والمترجلات: أي: المتشبهات بالرجال في اللباس وغيره.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/217 (رواية أبي مصعب الزهري) ومن طريقه=(9/236)
5330 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِي قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا " (1)
5331 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَاوِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: رَآنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَأَنَا أَعْبَثُ بِالْحَصَى فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ نَهَانِي وَقَالَ: اصْنَعْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ، قُلْتُ: وَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ؟ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلَاةِ وَضَعَ كَفَّهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ، وَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَى
__________
=أخرجه مسلم (1399) (518) ، والنسائي في "المجتبى، 2/37، وفي "الكبرى" (777) ، دابن حبان (1618) ، والبغوي (458) .
وقد ذكر الإمام أحمد أن نسخة "الموطأ" التي كان يقرؤها على عبد الرحمن بن مهدي كان فيها مالك، عن نافع، فغيرها عبد الرحمن بن مهدي إلى عبد الله بن دينار.
لكن ستأتي رواية مالك عن نافع في الرواية الآتية عقب هذه، فقد روى مالك الحديث من الطريقين، وكلاهما صحيح.
وقد سلف برقم (4485) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إسحاق بن عيسى، وهو ابن الطباع، فمن رجال مسلم.
وهو في "الموطأ"1/167 (رواية يحيى بن يحيى الليثي) .
وقد سلف برقم (4485) ، وانظر (5329) .(9/237)
عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى " (1)
5332 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ عَلَى صَلَاةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً " (2)
5333 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ آلِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق - وهو ابن عيسى ابن الطباع -، وعلي بن عبد الرحمن المعاوي، فمن رجال مسلم.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/88، ومن طريقه أخرجه مسلم (580) (1) 6) ، وأبو داود (987) ، والنسائي في "المجتبى" 3/36-37، وأبو عوانة 2/223، وابن حبان (1942) ، والبيهقي في "السنن"2/130، والبغوي في "شرح السنة" (675) .
وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى"2/236-237، وابن خزيمة (719) ، وأبو عوانة 2/224 و226، وابن حبان (1947) ، والبيهقي في "السنن"2/132 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن مسلم، به.
وقد سلف بنحوه برقم (5043) ، وانظر (4575) (6153) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/1290 ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (81) ، وفي "المسند" 1/101، والبخاري (645) ، ومسلم (650) (249) ، والنسائي في "الكبرى" (911) ، وفي "المجتبى"2/103، وأبو عوانة 2/3، والطحاوي في "المشكل" (1100) و (1101) ، وابن حبان (2052) و (2054) ، وأبو نعيم في "الحلية"
1/356، والبيهقي 3/59، والبغوي (784) و (785) .
وقد سلف برقم (4670) .(9/238)
قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: إِنَّا نَجِدُ صَلَاةَ الْخَوْفِ فِي الْقُرْآنِ وَصَلَاةَ الْحَضَرِ، وَلَا نَجِدُ صَلَاةَ السَّفَرِ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا نَعْلَمُ شَيْئًا، فَإِنَّمَا نَفْعَلُ كَمَا رَأَيْنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ " (1)
5334 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ فِي السَّفَرِ حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ " (1)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد لم يُقِمه الإمام مالك - كما قال ابن عبد البر في "التمهيد"11/161- لأنه لم يسم الرجل الذي سأل ابن عمر، وأسقط من الإسناد رجلاً، والرجل الذي لم يسمه: هو أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وهذا الحديث يرويه ابن شهاب، عن عبد الله بن أبي بكربن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أمية بن عبد الله بن
خالد بن عبد الله بن أسيد، عن ابن عمر.
وسيأتي برقم (5683) من طريق الليث بن سعد، وبرقم (6353) من طريق معمر، كلاهما عن الزهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أمية بن عبد الله بن خالد.
وحديث مالك هذا في "موطئه"1/145-140 وانظر ما سلف برقم (4704) .
(1) الإسناد الأول صحيح على شرط الشيخين، والإسناد الثاني على شرط مسلم، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وإسحاق: هو ابن عيسى ابن الطباع.
وهو من رجال مسلم.
وهو في " الموطأ"1/151.
ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/66، ومسلم (700) (37) ، والنسائي 1/244 و2/61، وأبو عوانة 2/343، والبيهقي في "السنن"2/4، وفي "معرفة=(9/239)
5335 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى بُصَاقًا فِي جِدَارِ الْقِبْلَةِ فَحَكَّهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قِبَلَ وَجْهِهِ إِذَا صَلَّى " قَالَ إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ: بُصَاقًا (1)
5336 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَلْبَسَ الْمُحْرِمُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا بِزَعْفَرَانٍ أَوْ وَرْسٍ وَقَالَ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ " (2)
__________
= السنن والآثار" (2888) .
وقد سلف برقم (5062) .
(1) إسناداه صحيحان، الأول - وهو طريق عبد الرحمن بن مهدي - على شرط الشيخين، والثاني - وهو طريق إسحاق بن عيسى ابن الطباع - على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى من رجاله.
وهو في "موطأ مالك" 1/194، ومن طريقه أخرجه البخاري (406) ، ومسلم (547) (50) ، والنسائي 1/52، وأبو عوانة 1/403، والبيهقي 2/293، والبغوي (494) ورواية غير إسحاق في "المسند": رأى نخامةً، انظر الرواية (4509) ومكرراتها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(9/240)
5337 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: بَيْدَاؤُكُمْ هَذِهِ الَّتِي تَكْذِبُونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا " مَا أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مِنْ عِنْدِ الْمَسْجِدِ " يَعْنِي مَسْجِدَ ذِي الْحُلَيْفَةِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ مَالِكٍ (1)
__________
= وهو في "الموطأ"1/324، ومن طريق الإمام مالك أخرجه الشافعي في "الأم" 2/147، وفي "المسند"1/301، وا لبخاري (5852) ، ومسلم (1) 77) (3) ، وا بن ماجه (2930) و (2932) ، والنسائي في " الكبرى" (3646) ، وفي "المجتبى" 5/129، وابن حبان (3787) ، والبيهقي في "السنن" 5/50، وفي "معرفة السنن والآثار" (9613) ، وأورده بعضهم مختصراً.
وسيأتي برقم (5427) ، وانظر (4482) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة. وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وهو عند مالك في "الموطأ"1/332، ومن طريقه أخرجه البخاري (1541) ، ومسلم (1186) (23) ، وأبو داود (1771) ، والنسائي في "المجتبى" 5/162-163، وفي "الكبرى" (3738) ، والطحاري في "شرح معاني الآثار" 2/122، وابن حبان (3762) ، والبيهقي في "السنن"5/38، والبغوي في "شرح السنة" (1869) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/122 من طريق وهيب بن خالد، عن موسى بن عقبة، به.
وقد سلف برقم (4570) .(9/241)
5338 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أَرْبَعًا لَمْ أَرَ مِنْ أَصْحَابِكَ مَنْ يَصْنَعُهَا، قَالَ: مَا هُنَّ يَا ابْنَ جُرَيْجٍ؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ لَا تَمَسُّ مِنَ الْأَرْكَانِ إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ، وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، وَرَأَيْتُكَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ، وَرَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا الْهِلَالَ، وَلَمْ تُهْلِلْ (1) أَنْتَ حَتَّى يَكُونَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " أَمَّا الْأَرْكَانُ، فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَسُّ إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ، وَأَمَّا النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُ النِّعَالَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ، وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَهَا، وَأَمَّا الصُّفْرَةُ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْبُغُ بِهَا، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَصْبُغَ بِهَا، وَأَمَّا الْإِهْلَالُ، فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهِلُّ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ نَاقَتُهُ " (2)
5339 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
(1) في (ظ14) : تُهِل. وذكرت في هامش (س) و (ص) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وعبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وعبيد بن جريج: هو التيمي.
وقد سلف برقم (4672) .(9/242)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ (1) ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ " (2)
__________
(1) في (ظ14) : وعبد.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، مختلف فيه، فقد وثقه ابنُ معين، وقال أحمد: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صالح، وقال النسائي: لا بأس به، وقال يعقوب بن سفيان: لين الحديث، وقال ابن عدي: له أحاديث غرائب حسان، وأرجو أنها مستقيمة، وإنما يهم عندي في الشيء بعد الشيء، فيرفع موقوفاً أو يصل مرسلًا، لا عن تعمْد، وبقية رجاله ثقات رجال
الشيخين غير سليمان بن داود الهاشمي فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في "خلق أفعال العباد"، وهو ثقة.
وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد"14/318 من طريق يحيى بن أيوب البغدادي، عن سعيد بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/410-411، والبيهقي 4/166 من طريق إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، والحاكم 1/410-411، والدارقطني 2/145 من طريق زكريا بن يحيى بن صبيح، كلاهما عن سعيد بن عبد الرحمن، به. وفيه: أو صاعاً من بر، بدلاً من: أو صاعا من شعير.
قال البيهقي: وذِكْرُ البُر فيه ليس بمحفوظ.
وقوله:"من المسلمين": مرت هذه الزيادة من رواية مالك برقم (5303) .
قال أبو داود عقب حديث رقم (1612) : ورواه سعيد الجمحي عن عبيد الله، عن نافع، قال فيه:"من المسلمين"، والمشهور عن عبيد الله ليس فيه:"من المسلمين".=(9/243)
5340 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ خُسِفَ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
5341 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
= قلنا: قد سلف طريق عبيد الله برقم (5174) ، وانظر (4486) ، وسيكرر برقم (6214) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق، وهو المروزي، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة من أصحاب عبد الله بن المبارك. عبد اللُه: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9676) ، وفي "المجتبى"8/206، وأبو عوانة 5/475 من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5790) من طريق عبد الرحمن بن خالد، عن الزهري، به.
وقال البخاري: تابعه يونس عن الزهري.
قلنا: ستذكر شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو رقم (7074) .
وانظر (4489) .
قوله: فهو يتجلجل في الأرض، قال السندي: أي: يغوص في الأرض حين يخسف به، والجلجلة: حركة مع صوت، وقيل: روي يتلجلج، أي: يتردد، قيل: ومو يحتمل كونه من هذه الأمة، وسيقع بعدُ، أو من الأمم السابقة، قيل: وهو الصحيح.(9/244)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، تُسَلِّمُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَصَلِّ رَكْعَةً تُوتِرُ لَكَ مَا قَبْلَهَا " (1)
5342 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَرَّ بِالْحِجْرِ قَالَ: " لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا، إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ "، وَتَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ وَهُوَ عَلَى الرَّحْلِ (2)
5343 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، وَقَالَ: مَرَّةً حَيْوَةُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ،
__________
(1) إسناده جيد وهو مكرر (5103) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يَعْمَرِ بنِ بِشْرٍ وهو الخراساني، من كبار أصحاب عبد الله بن المبارك، وهو من رجال"التعجيل"، وثقه ابن المديني، ومحمد بن حمدويه، والدارقطني، وقال أحمد: ما أرى كان به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو متابع، معمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم.
وأخرجه البخاري (3380) عن محمد بن مقاتل، والبغوي في "شرح السنة" (4165) من طريق إبراهيم بن عبد الله الخلال، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (1624) ، ومن طريقه البخاري (4419) ، والبيهقي في "السنن"2/451 عن معمر، به.
وقد سلف برقم (4561) .(9/245)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ، لِكَثْرَةِ اللَّعْنِ وَكُفْرِ (1) الْعَشِيرِ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ، أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ: " أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ: فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ فَهَذَا نُقْصَانُ (2) الْعَقْلِ، وَتَمْكُثُ اللَّيَالِيَ لَا تُصَلِّي وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ فَهَذَا نُقْصَانُ (3) الدِّينِ " (4)
__________
(1) في (ظ14) : وتكفير، وليس لها وجه.
(2) في (ظ14) وهامش (ص) و (ظ1) : فهو من نقصان.
(3) في (ظ14) : فهذا من نقصان.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حيوة: هو ابن شريح المصري، وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي. وقوله في الحديث: وقال مرة: حيوة، قال الشيخ أحمد شاكر: الراجح عندي أنه لا يريد به أن هارون بن معروف رواه مرة عن ابن وهب، ومرة عن حيوة بن شريح، فإن هارون بن معروف لم يدرك حيوة، هارون ولد سنة (157) ، وحيوة مات سنة (158) أو (159) . وإنما المراد أن ابن وهب كان يرسل الحديث تارة فيذكره عن ابن الهاد ولا يذكر الواسطة، ويصله تارة أخرى فيذكر الواسطة بينهما، وهو حيوة بن شريح، ويؤيد هذا أنه رواه عن ابن الهاد بواسطة أخرى، ففي إحدى روايتي مسلم للحديث من طريق ابن وهب، عن بكر بن مضر، عن ابن الهاد.
وأخرجه مسلم (79) (132) ، وابن ماجه (4003) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2727) ، والبيهقي في "السنن"10/148، وفي "الشعب" (29) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، بهذا الإسناد.=(9/246)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو داود (4679) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2727) ، والبيهقي في "الشعب" (5168) من طريق بكر بن مضر، عن يزيد بن الهاد، به.
ورواية أبي داود مختصرة.
وفي الباب عن ابن مسعود سلف في "المسند" برقم (3569) ، وذكرنا عنده بقية أحاديث الباب.
قوله:"يا معشر النساء"، قال السندي: المعشر: الطاثفة التي يشملها وصف، كالنوع والجنس ونحوه.
"تصدقن": الظاهر أنه أمر ندب بالصدقة النافلة، لأنه خطاب بالحاضرات، وبعيد أنهن كلهن ممن فرض عليهن الزكاة، ويدل على الندب قوله:"وأكثرن"وهو أمر من الإكثار، أي: أكثرن في الصدقة، إذ هو أمر ندب قطعاً.
والخطاب في "رأيتكن" للجنس، لا للحاضرات، إذ لا يمكن أن تكون الحاضرات أكثر أهل النار، بل المرجو أنهن كلهن من أهل الجنة ابتداءً، والمراد: أني رأيت جنس النساء أكثر أهل النار، أي: فالخوف عليكن أشد، فينبغي لكُن تخليص أنفسكن عن المهلكة بالصدقة.
"وكفر العشير"، أي: إنكار إحسان الزوج.
"أغلب لذي لُب"، أي: لذي عقل خالص.
"قالت"، أي: قائلة منهن.
"وما نقصان العقل"، أي: وما دليل ذلك؟ أي: أي دليل يتبين به نقصان عقل النساء ودينهن؟ فاستدل على نقصان العقل بما ترتب عليه من كون شهادة المرأة كنصف شهادة الرجل، فإن لهذا مترتب على نقصان عقلهن ومسبَب عنه، لا أنه علة له، واستدل على نقصان دينهن بما هو سبب له، فإن مكثهن الليالي بلا صلاة وصوم سبب لنقصان دينهن، فالدليل الأول إنًي، والثاني لِمي، ولكن مطلق الدليل يشملهما، ومن هنا ظهر أنه لا ينبغي أن يكون السؤال عن سبب النقصان، إذ لا يوافقه الجواب في بيان نقصان العقل.=(9/247)
5344 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، الْيَدُ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةُ، وَالْيَدُ السُّفْلَى السَّائِلَةُ " (1)
5345 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ أَنْ تُؤَدَّى
__________
= وقوله:"وتمكث الليالي"عطف على شهادة امرأتين، فيمكن أن ينصب بتقدير أن، فإن قلت: كيف يكون ترك الصلاة والصوم سبباً لنقصان الدين حالة الحيض مع أنه من الدين، وهي مكلفة به، ولو صلت وصامت لكانت عاصية؟ قلت: لا يلزم من ذلك أن يكون ترك الصلاة مثل الصلاة في الأجر، ويكفي في نقصان الدين أن يكون ترك الصلاة في الأجر دون الصلاة، فليتأمل.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب - وهو ابن زياد الخراساني -، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة. عبدُالله: هو ابن المبارك، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه ابن حبان (3364) ، والبيهقي 4/198، والخطيب في "تاريخه" 3/435 من طريقين عن موسى بن عقَبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/998، ومن طريقه أخرجه البخاري (1429) ، ومسلم (1033) ، وأبو داود (1648) ، والنسائي في "المجتبى" 5/61، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1231) ، والبيهقي في "السنن"4/197، وفي "الشعب" (3505) ، والبغوي في "شرح السنة" (1614) عن نافع، به.
وأخرجه مختصراً ابن حبان (3361) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1230) و (1260) من طريق عبد الله بن دينار، به.
وانظر (4474) ، وسيأتي برقم (5728) و (6039) .(9/248)
قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ " (1)
5346 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ " فَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد، وهو الليثي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب، وهو ابن زياد الخراساني، فقد أخرج له ابن ماجه، وهو ثقة. وعبد الله: هو ابن المبارك، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه ابنُ زنجويه في "الأموال" (2396) من طريق علي بن الحسن، عن ابن المبارك، به. وفيه زيادة: وكان عبد الله يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين، وهذه الزيادة أخرجها بنحوها مالك في "الموطا"1/285 بلفظ: إن عبد الله بن عمر كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تُجمع عنده قبل الفطر بيومين، أو ثلاثة.
وأخرجه البخاري (1503) ، وأبو داود (1612) ، والنسائي في "المجتبى" 5/48، وابن حبان (3303) ، والدارقطني في "السنن"2/139-140 و153، والبيهقي في "السنن"4/162، والبغوي في "شرح السنة" (1594) من طريق عمر بن نافع، والدارقطني 2/153 من طريق سعيد بن عبد الله، وابن زنجويه (2397) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 131، والبيهقي 4/175 من
طريق أبي معشر، ثلاثتهم عن نافع، به.
وعند أبي معشر زيادة: ثم يقسمه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين المساكين، وقال:"أغنوهم
عن الطواف في هذا اليوم"، وأبو معشر- وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي-: ضعيف.
وسيأتي برقم (6389) و (6429) و (6467) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتْاب - وهو ابن زياد الخراساني -، فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة، عبد الله: هو ابن المبارك، وسالم:=(9/249)
5347 - قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَنْ (1) سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَكْثَرُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْلِفُ بِهَذِهِ الْيَمِينِ يَقُولُ: " لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ " (2)
5348 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (3) أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ (4) بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّقَ بِالْخَيْلِ وَرَاهَنَ " (5)
__________
= هو ابن عبد الله بن عمر.
وقد سلف برقم (4904) ، وانظر (4523) .
(1) لفظ:"عن، لم يرد في (ق) ولا (ظ1) ولا (م) ، ولافي طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب، وهو ابن زياد الخراساني، فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه البخاري (6617) و (7391) ، وأبو داود (3263) ، والترمذي (1540) ، والنسائي في "الكبرى" (7713) ، وأبو نعيم في "الحلية"8/172 و9/38 من طرق، عن عبد الله بن المبارك، به.
وقد سلف برقم (4788) .
(3) عبارة: "حدثنا عبد الله"سقطت من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(4) في (س) و (ظ14) وهامش (ظ1) : عبد الله، وهو خطأ، انظر"أطراف المسند"3/553، وجاء في هامش (س) : عبيد الله. (نسخة) وهو الصواب.
تنبيه: تحرف في "أطراف المسند" عند هذا الحديث"عتاب"إلى:"عفان"، وخفي ذلك على محققه، فقال: لم أجده، واستدرك رواية عتاب في هامشه.
(5) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب، وهو ابن زياد=(9/250)
5349 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ يَعْنِي السُّكَّرِيَّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صَدَقَةَ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَاتُّخِذَ لَهُ فِيهِ بَيْتٌ (1) مِنْ سَعَفٍ، قَالَ: فَأَخْرَجَ رَأْسَهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: " إِنَّ الْمُصَلِّيَ يُنَاجِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ بِمَا يُنَاجِي رَبَّهُ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ " (2)
__________
= الخراساني، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة.
وسيأتي بنحوه برقم (5656) . وانظر (4487) .
وقد أشار الحافظ في "الفتح"6/72 إلى رواية أحمد هذه، وقال: من رواية عبد الله - المكبر - عن نافع، عن ابن عمر، وذكر هذا المتن.
قلنا: هي هنا من رواية عبيد الله بن عمر - المصغر-.
أما رواية المكبر فسترد برقم (5656) ، وهي بلفظ: وأعطى السابق.
وانظر (4487) .
قوله:"وراهن"، قال السندي: هو أن يجعل للسابق جُعلًا على سَبْقِه، وهذا جائز لكونه من باب قوله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) [الأنفال: 60] .
(1) في (ق (4"ظ1) وهامش (س) : فيه قبة.
(2) حديث صحيح. ابن أبي ليلى، واسمه: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى - وإن كان سيىء الحفظ -، قد تابعه معمر بن راشد فيما سلف برقم (4928) ، وباقي رجاله ثقات. عتاب: هو ابن زياد الخراساني، وأبو حمزة السكري: هو محمد بن ميمون المروزي، وصدقة المكي: هو صدقة بن يسار الجزري المكي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/488 عن علي بن هاشم، والبزار (726) من طريق عبيد الله بن موسى، وابن خزيمة (2237) من طريق مالك بن سعير، ثلاثتهم عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بهذا الإسناد.=(9/251)
5350 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَرَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَنَ بَيْنَ حَجِّهِ (1) وَعُمْرَتِهِ، أَجْزَأَهُ (2) لَهُمَا طَوَافٌ وَاحِدٌ " (3)
__________
= وسيأتي برقم (6127) ، وأما أوله فسيأتي برقم (6172) من طريق نافع، عن ابن عمر.
(1) في هامش (س) و (ظ1) : حجته.
(2) في (ق) : أجزأ.
(3) صحيح موقوفاً بهذا اللفظ، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن الدراوردي - واسمه عبد العزيز بن محمد - حديثه عن عبيد الله بن عمر منكر كما قال النسائي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب تفرد به الدراوردي، وقد رواه غير واحد عن عبيد الله بن عمر ولم يرفعوه، وهو أصح. وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" 13/256، رقم الفقرة (18763) : وهذا الحديث لم يرفعه أحد عن عبيد الله غير الدراوردي عن عبيد الله، وغيره أوقفه على ابن عمر.
وأخرجه الدارمي 2/43، وابن ماجه (2975) ، والترمذي (948) ، وابن الجارود (460) ، وابن خزيمة (2745) ، والطحاوي 2/197، وابن حبان (3915) و (3916) ، والدارقطني 2/257، والبيهقي 5/107 من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/197 من طريق هشيم، عن عبيد الله، به موقوفاً.
وأخرج ابن ماجه (2972) من طريق ليث بن أبي سليم، عن عطاء وطاووس ومجاهد، عن جابر بن عبد الله وابن عمر وابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يطف هو وأصحابه لعمرتهم وحجتهم إلا طوافاً واحداً.=(9/252)
__________
= وقد سلف برقم (4964) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طاف طوافا واحداً لإقرانه، وسيأتي برقم
(6391) أن ابن عمر حين أهلّ قال: ما شأن العمرة والحج إلا واحداً، أشهدكم أني قد أوجبت حجاً مع عمرتي، وأهدى هديا اشتراه بقديد، فانطلق حتى قدم مكة، فطاف بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم يزد على ذلك، ثم ينحر وثم يحلق وثم يقصر، وثم يحلل من شيء كان أحرم منه حتى كان يوم النحر، فنحر وحلق، ثم رأى أن قضى طوافه للحج والعمرة ولطوافه الأول، ثم قال: هكذا صنع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهاتان روايتان صريحتان في أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طاف في حجته طوافاً واحداً.
وقد خالف ذلك سياقُ الرواية الآتية برقم (6247) ، ففيها أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
طاف حين قدم مكة، وطاف بعدما قضى حجه ونحر هديه، ثم حل بعد طوافه الثاني.
قال ابن القيم في "تهذيب السنن"2/382-383: اختلف العلماء في طواف القارن والمتمتع على ثلاثة مذاهب: أحدها: أن على كل منهما طوافين وسعيين، روي ذلك عن علي وابن مسعود، وهو قول سفيان الثوري، وأبي حنيفة، وأهل الكوفة، والأوزاعي، وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد.
الثاني: أن عليهما كليهما طوافا واحداً وسعياً واحداً، نص عليه الإمام أحمد في رواية ابنه عبد الله، وهو ظاهر حديث جابر.
الثالث: أن على المتمتع طوافين وسعيين، وعلى القارن سعي واحد، وهذا هو المعروف عن عطاء وطاووس والحسن، وهو مذهب مالك والشافعي وظاهر مذهب أحمد.
قلنا: وفي "الموطأ"1/410، والبخاري (1556) و (1638) ، ومسلم (1211) من حديث عائشة، قالت: فطاف الذين أهلوا بالعمرة من البيت، وبين الصفا والمروة، ثم حلوا، ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى، وأما الذين كانوا أهلوا بالحج، أو جمعوا الحج والعمرة، فإنما طافوا طوافاً واحداً.=(9/253)
5351 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ ثَوْبِي يَسْتَرْخِي، إِلَّا أَنْ أَتَعَاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلَاءَ " قَالَ مُوسَى: قُلْتُ: لِسَالِمٍ أَذَكَرَ عَبْدُ اللهِ، مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ؟ قَالَ: " لَمْ أَسْمَعْهُ ذَكَرَ إِلَّا ثَوْبَهُ " (1)
__________
= وأخرح البخاري (1572) تعليقاً بصيغة الجزم من حديث ابن عباس أنه سئل عن متعة الحج، فقال: أهل المهاجرون والأنصار وأزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع، وأهللنا، فلما قدمنا مكة، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"اجعلوا إهلالكم بالحج عمرة إلا من قلد الهدي"، فطفنا بالبيت والصفا والمروة، وأتينا النساء، ولبسنا الثياب، وقال:"من قلد الهدي، فإنه لا يحل له حتى يبلغ الهدي محله"، ثم أمرنا عشية التروية أن نهل بالحج، فإذا فرغنا من المناسك جئنا فطفنا بالبيت، وبالصفا والمروة، فقد تم حجنا ... ووصله الِإسماعيلي في "مستخرجه "، ومن طريقه البيهقي 5/23.
وإسناده صحيح.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب - ومو ابن زياد الخراساني- فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة، ومو متابع.
وأخرجه البخاري (3665) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد"3/249 من طريق محمد بن مقاتل، عن عبد الله بن المبارك، به.
وأخرجه البخاري (5784) و (6062) ، وأبو داود (4085) ، والنسائي في "المجتبى"8/208، والطبراني في "الكبير" (13174) ، والبيهقي في "السنن" =(9/254)
5352 - حَدَّثَنَا (1) عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ (2)
5353 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّقَنَاةَ، فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ، فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا، مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ، ثُمَّ يُسَلِّطُ اللهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ، فَيَقْتُلُونَهُ وَيَقْتُلُونَ شِيعَتَهُ، حَتَّى إِنَّ الْيَهُودِيَّ، لَيَخْتَبِئُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَوِ الْحَجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرَةُ لِلْمُسْلِمِ: هَذَا يَهُودِيٌّ تَحْتِي فَاقْتُلْهُ " (3)
__________
= 2/243 من طرق عن موسى بن عقبة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13178) من طريق عبيد الله بن عمر، عن سالم، وقد سلف بنحوه برقم (4489) ، وسيأتي برقم (5816) و (6203) .
(1) في (ظ14) : حدثناه.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق، وهو المروزي فقَد روى له الترمذي، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك.
وسيأتي متنه برقم (6204) .
وسلف برقم (5351) ، وانظر (4489) .
(3) إسناده ضعيف، فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس، وقد عنعن.=(9/255)
5354 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ اسْتَغْفَرَ مِائَةَ مَرَّةٍ، ثُمَّ (1) يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُبْ
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13197) من طريق عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي قتال اليهود فقط بأسانيد صحيحهَ برقم (6032) و (6147) و (6186) و (6366) من طريق الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه.
ولبعض حديث ابن إسحاق شواهد من حديث جابر، سيرد 3/292 و367-368.
ومن حديث عثمان بن أبي العاص، سيرد 4/2160
ومن حديث سمرة، سيرد 5/160
ومن حديث أبي أمامة الباهلي عند ابن ماجه (4077) .
ومن حديث حذيفة عند ابن منده في "الإيمان" (1033) ، وأسانيد هذه الأحاديث كلها ضعيفة.
ويشهد لقَتال اليهود فقظ حديث أبي هريرة، سيرد 2/398، وهو صحيح.
قوله: "في هذه السَبَخَة"، قال السندي: هي بفتحات: أرض تعلوها الملوحة، ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر.
"بمر قناة ": هو واد بالمدينة، وقد يقال فيه: وادي قناة، وهو غير مصروف.
"إلى حَمِيمِه "في " القاموس": الحميم: القريب، وقد يكون الحميم للجمع والمؤنث.
(1) لفظ:"ثم"لم يرد في (ظ14) .(9/256)
عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، (1) أَوْ إِنَّكَ تَوَّابٌ غَفُورٌ " (2)
5355 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ قَالَ: وَقَالَ عَطَاءٌ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، وَالْمَاءُ يَجْرِي عَلَى اللُّؤْلُؤِ، وَمَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ " (3)
__________
(1) في (ظ14) وهامش (س) و (ظ1) : الغفور.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن زهيراً - وهو ابن معاوية - روى عن أبي إسحاق بأخرة بعدما تغير، وله رواية عنه في "الصحيحين"، وجوَد هذا الإسناد الحافظ ابن حجر في "الفتح"11 /101.
وأخرجه عبد بن حميد (810) عن مالك بن إسماعيل، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (459) من طريق حسين بن عياش، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (627) ، والطبراني في "الكبير" (13532) ، من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي، عن يونس بن خباب، عن مجاهد، به. وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن يعلى ويونس بن خباب، ثم إن يونسَ روى لهذا الخبر عن أبي الفضل أو ابن الفضل عن ابن عمر، حدث به عنه كذلك شعبة فيما يأتي برقم (5564) .
وانظر ما سلف برقم (4726) .
(3) حديث قوي، وهذا إسناد فيه ضعف، فإن عطاء - وهو ابن السائب - قد اختلط، وراويه عنه هنا ورقاء بن عمر اليشكري، وهو ممن روى عنه بعد الاختلاط، لكن سيأتي برقم (5913) من طريق حماد بن زيد، وهو ممن روى عن=(9/257)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عطاء بن السائب قبل الاختلاط.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/440 و13/144، وهناد في "الزهد" (132) ، والترمذي (3361) ، وابن ماجه (4334) ، والطبري في "تفسيره"30/324، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (326) ، والبغوي في "شرح السنة" (4341) من طريق محمد بن فضيل، وحسين المروزي في زوائده على"زهد ابن المبارك" (1613) ، والطبري 30/320 من طريق هشيم، وهناد في "الزهد" (131) من طريق أبي
الأحوص سلام بن سليم، والدارمي 2/337 -338 من طريق أبي عوانة، والطبري 30/320 من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو نعيم (326) من طريق سعيد بن زيد، كلهم عن عطاء بن السائب، بهذا الِإسناد. وروايتا هشيم وأبي الأحوص موقوفتان، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور"8/648، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه.
وأخرج الطبراني في "الكبير" (13306) من طريق عكرمة مولى ابن عباس، أراه عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:"الكوثر نهر في الجنة".
وسيأتي الحديث برقم (5913) و (6476) .
وفي الباب عن ابن مسعود سلف في "المسند" ضمن حديث طويل برقم (3787) ، وسنده ضعيف.
وعن عائشة عند البخاري (4965) ، وسيأتي 6/2810 وعن أنس بن مالك، وسيأتي 3/2360
وعن ثوبان، وسيأتي 5/2830 قوله: " الكوثر"، قال السندي: أي المذكور في قوله تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر) ، وقيل: هذا تفسير بالمثال، وإلا فالكوثر مبالغة الكثير، والمراد الخير الكثير
البالغ غايته.
"حافتاه" أي: جانباه، وحافة الطريق بخفهَ فاء: جانبه.(9/258)
5356 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ فِي الرَّأْسِ " (1)
5357 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ "
وَيَقُولُ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا، إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ (2) أَحَدُهُمَا "
وَكَانَ يَقُولُ: " لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ مِنَ الْمَعْرُوفِ سِتٌّ: يُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيَنْصَحُهُ إِذَا غَابَ، وَيَشْهَدُهُ (3) وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيَتْبَعُهُ إِذَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن حفص، وهو المدائني، فمن رجال مسلم، ورقاء: هو ابن عمر اليشكري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/508، وابن ماجه (3638) ، والبيهقي في "السنن، 5/309، والخطيب في "تاريخه"9/25 و26، من طريق شعبة، عن عبد الله بن دينار، بهذا الِإسناد.
وقد سلف برقم (4473) .
(2) في (س) و (ص) و (ظ14) وهامش (ظ1) : يحدث، وفي هامش (س) و (ص) : يحدثه. نسخة.
(3) في (ظ14) : أو يشهده.(9/259)
مَاتَ "
" وَنَهَى عَنْ هِجْرَةِ الْمُسْلِمِ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، ولهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة.
وأخرج القطعة الأخيرة منه:"ونهى عن هجرة المسلم أخاه فوق ثلاث"مسلم (2561) من طريق الضحاك بن عثمان بن عبد الله الأسدي الحزامي، عن نافع، بهذا الإِسناد.
وأخرجها القضاعي في "مسند الشهاب" (882) من طريق أنس بن عياض، عن إبراهيم بن أسيد بن أبي أسيد، عن نافع، به.
وأوردها الهيثمي في "المجمع"8/67، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" بإسنادين، أحدهما ضعيف، وفي الاَخر إبراهيم بن أبي أسيد، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وانظر ما سيأتي برقم (5646) .
وللحديث شاهد من حديث رجل من بني سليط، ولفظه:"المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، التقوى هاهنا"،قال حماد (وهو ابن سلمة) - وقال بيده إلى صدره -:"وما تواد رجلان في الله عز وجل فتفرق بينهما إلا بحدث يحدثه أحدهما، والمحدث شر، والمحدث شر، والمحدث شر!. وسيأتي في "المسند" 5/71.
ولقوله:"المسلم أخو المسلم ... "شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2564) ، وسيأتي 2/3110
وشاهد ثان من حديث واثلة بن الأسقع، وسيأتي 3/491، وإسناده ضعيف.
وثالث من حديث سويد بن حنظلة، وسيأتي 4/79، وصححه الحاكم 4/299-300، ووافقه الذهبي.
ورابع من حديث عمرو بن الأحوص عند الترمذي (3087) ، وقال عنه الترمذي: حسن صحيح.
ولقوله:"والذي نفس محمد بيده، ما تواد اثنان ... "شاهد من حديث أنس=(9/260)
5358 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي، أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (1)
__________
= عند البخاري في "الأدب المفرد" (401) ، وسنده حسن في الشواهد.
ولقوله:"للمرء المسلم على أخيه من المعروف ست ... "شاهد من حديث علي، وقد سلف برقم (673) .
وشاهد ثان من حديث أبي هريرة عند مسلم (2162) ، وسيأتي في "المسند" 2/372 و412.
وثالث من حديث أبي أيوب الأنصاري عند البخاري في "الأدب المفرد" (922) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (531) و (3034) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4076) . وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وحديثه يصلح للمتابعات.
ورابع من حديث أبي مسعود الأنصاري بلفظ:"للمسلم على المسلم أربع خلال: يعوده إذا مرض، ويشهده إذا مات، ويشمته إذا عطس، ويجيبه إذا دعاه"، صححه ابن حبان (240) ، وسيأتي في "المسند"5/273.
ولقوله:"ونهى عن هجرة المسلم أخاه فوق ثلاث": شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1519) ، وذكرنا عنده شواهده الأخرى، ونزيد عليها هنا حديث المسوربن مخرمة، وسيأتي 4/327.
قوله:"المسلم أخو المسلم"، قال السندي: حث له في ما سيأتىِ من أنه لا يظلمه ولا يخذله، والخذلان: ترك العون من حد "نَصَرَ"، أي: إن وقع في أمر يحتاج فيه إلى نصر فلا يترك عونه.
وقوله:"ما توادّ اثنان"، قال: من المودة، يريد أن المودة بين المسلمين خير، لا يقطعها إلا شؤم الذنوب.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر- وهو ابن=(9/261)
5359 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ بِلَالٍ، عَنِ ابْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ بِمَكَّةَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ مَعَهُ، فَقَالَ أَبِي: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مَثَلَ الْمُنَافِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالشَّاةِ بَيْنَ الرَّبِيضَيْنِ مِنَ الْغَنَمِ، إِنْ أَتَتْ هَؤُلَاءِ نَطَحَتْهَا، وَإِنْ أَتَتْ هَؤُلَاءِ نَطَحَتْهَا "، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ فَأَثْنَى الْقَوْمُ عَلَى أَبِي خَيْرًا أَوْ مَعْرُوفًا فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَا أَظُنُّ صَاحِبَكُمْ إِلَّا كَمَا تَقُولُونَ، وَلَكِنِّي شَاهِدٌ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ قَالَ: " كَالشَّاةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ "، فَقَالَ: هُوَ سَوَاءٌ، فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُهُ (1)
5360 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بَابَيِ الْمَكِّيُّ قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ، ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ، فَقَالَ: " أَلَا أُعَلِّمُكَ تَحِيَّةَ الصَّلَاةِ كَمَا كَانَ
__________
= حفص بن عاصم العمري -، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطيالسي (1826) ، وعبد الرزاق (9136) ، وابن أبي شيبة 2/371 من طريق عبد الله بن عمر العمري، بهذا الِإسناد.
وقد سلف برقم (4646) .
(1) إسناده ضعيف لضعف الهذيل بن بلال، وهو المدائني الفزاري، وهو من رجال"التعجيل"، وبقية رجاله ثقات. خلف بن الوليد: هو العتكي الجوهري، وابن عبيد: هو عبد الله بن عبيد بن عمير المكي.
وقد سلف نحوه برقم (4872) .
وحديث ابن عمر المرفوع سلف بإسناد صحيح برقم (5079) .(9/262)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا، فَتَلَا عَلَيَّ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ " يَعْنِي قَوْلَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فِي التَّشَهُّدِ (1)
5361 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: " فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ " قَالَ: لَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ (2) مَا فَعَلْتُ، قَالَ: فَقَالَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن بأبي المكي، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/263 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرج نحوه أبو داود (971) ، والطحاوي 1/263، والبيهقي 2/139 من طريق علي بن نصر الجهضمي، والطحاوي 1/264 من طريق معاذ بن معاذ، كلاهما عن شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد، عن ابن عمر، رفعه علي ووقفه معاذ.
وأخرجه موقوفاً مالك في "الموطأ" 1/91، ومن طريقه البيهقي 2/142 عن نافع، عن ابن عمر. وأخرجه كذلك الطحاوي 1/261 من طريق ابن جريج، عن نافع.
وذكر الدارقطني في "العلل"4/ورقة 77 أن الموقوف هو المحفوظ!
وأخرج الطحاوي 1/264، والدارقطني في "العلل"من طريق زيد العَمَي، عن أبي الصديق الناجي، عن ابن عمر، قال: كان أبو بكر رضي الله عنه يعلمنا التشهد على المنبر كما يعلم المعلم الغلمانَ في الكتاب ... وزيد العمي ضعيف.
وحديث أبي موسى الأشعري المشار إليه عند المصنف، سيرد في مسنده 4/409.
وْقد سلف التشهد من حديث ابن عباس برقم (2665) .
ومن حديث ابن مسعود برقم (3622) .
وفي الباب أيضاً عن جابر عند ابن ماجه (902) ، والنسائي 2/243 و3/43.
(2) في (س) و (ص) و (ظ14) : إلا الله، وفي هامش (س) و (ص) : إلا هو. (نسخة) .(9/263)
لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَدْ فَعَلَ، وَلَكِنْ قَدْ غُفِرَ لَهُ بِقَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ حَمَّادٌ: لَمْ يَسْمَعْ هَذَا مِنَ ابْنِ عُمَرَ بَيْنَهُمَا رَجُلٌ يَعْنِي - ثَابِتًا (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه ما بين ثابت - وهو البناني - وبين ابن عمر، كماَ صرح بذلك حماد بن سلمة، ورجاله ثقات رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (5690) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (857) ، والبيهقي 10/37 من طريق يحيى بن ادم، والطحاوي في "مشكل الآثار" (452) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه عبد بن حميد (1376) ، والبزار (3068) ، وأبو يعلى (3368) ، والبيهقي 10/37 من طريق الحارث بن عبيد أبي قدامة، عن ثابت البناني، عن أنس بنحوه.
وقال البيهقي: وروي من حديث ثابت، عن أنس، وليس بالقوي.
وسيأتي الحديث بالأرقام (5380) و (5986) و (6102) .
وانظر الحديث (2280) في مسند ابن عباس.
قوله:"قال لرجل فعلت كذا وكذا، قال: ما فعلت"الخ، قال السندي: الظاهر أن هذا الحديث هو الذي سبق في مسند ابن عباس (2956) ، وفيه أن رجلين اختصما، فحلف المدعى عليه بالله الذي لا إله إلا هو ما له عليه حق، فنزل جبريل عليه السلام، فقال: مره فليعطه حقه، فإن الحق قبله وهو كاذب، وكفارة يمينه معرفته بالله أنه لا إله إلا هو، أو شهادته أنه لا إله إلا هو. ففيه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أحياناً يقضي بباطن الأمر، وإن كان قضاؤه بالظاهر هو الغالب، وعليه محمل حديث:"إنما أنا بشر"، والله تعالى أعلم.(9/264)
5362 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا حَلَفَ الرَّجُلُ فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ، فَهُوَ بِالْخِيَارِ: إِنْ (1) شَاءَ فَلْيَمْضِ، وَإِنْ شَاءَ فَلْيَتْرُكْ " (2)
5363 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (3)
5364 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ،
__________
(1) في (س) و (ظ14) : فإن.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي مولاهم، وأيوب: هو السختياني.
وأخرجه النسائي في "المجتبى"7/25، والبيهقي في "السنن"10/46 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4510) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، وهو متابع. عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري.
وأخرجه البيهقي في "السنن"10/46 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1531) ، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عبد الوارث وحماد، به.
وأخرجه أبو داود (3262) ، والنسائي في "الكبرى" (4735) ، وفي "المجتبى" 7/12، وابن ماجه (2105) ، وابن حبان (4342) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 169 من طرق، عن عبد الوارث، عن نافع، به. وسقط من مطبوع البيهقي اسم عبد الوارث من الإسناد.
وقد سلف برقم (4510) ، وسيأتي برقم (6414) .(9/265)
وَبِشْرُ بْنُ عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " (1)
5365 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ أَتَى إِلَيْكُمْ (2) مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوهُ، (3) فَادْعُوا لَهُ، حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ " (4)
__________
(1) إسناده من جهة بكر بن عبد اللُه المزني صحيح على شرط الشيخين، وسلف الكلام على بشر بن عائذ برقم (5125) . همام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه الطيالسي (1937) ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/231، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9591) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما (الطيالسي وعبد الرحمن) عن همام، بهذا الإسناد. قال أبو نعيم عقب روايته: هذا حديث غريب من حديث بكر وحديث بشر لم يجمعهما إلا قتادة.
(2) في (م) : عليكم.
(3) كذا الأصول، وله وجه في العربية، والجادة: تكافئونه، كما في مصادر التخريج.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد اللُه اليشكري، وسليمان الأعمش: هو ابن مهران، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وأخرجه الطيالسي (1895) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (216) ، وأبو داود (5109) ، والنسائي في "المجتبى"5/82، وفي " الكبرى" (2348) ، والحاكم 1/412، وأبو نعيم في " الحلية"9/56، والقضاعي في "مسند الشهاب" (421) ،=(9/266)
5366 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَكَانَ
__________
= والبيهقي في "السنن"4/199 من طرق، عن أبي عوانة، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو داود (1672) و (5109) ، وابن حبان (3408) ، والحاكم 1/412 و413، من طرق، عن الأعمش، به.
وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (235) من طريق مندل بن علي، عن الأعمش وليث، عن نافع، عن ابن عمر. ومندل ضعيف.
وقوله:"من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه": أخرجه ابنُ حبان (3409) من طريق إبراهيم التيمي، والطبراني في "الكبير" (13480) من طريق حصين بن عبد الرحمن السلمي، و (13530) من طريق العوام بن حوشب، ثلاثتهم عن مجاهد، به.
وأخرجه ابن حبان (2375) و (3409) من طريق أبي عبيدة بن معن، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن مجاهد، به. وصحح الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 50 رواية الأعمش عن مجاهد دون واسطة.
وسيأتي برقم (5703) و (5743) ، وسيكرر برقم (6106) .
وقوله:"من سألكم بالله فأعطوه، ومن استعاذكم بالله فأعيذوه":
له شاهد من حديث ابن عباس عند أبي داود (5108) وأبي يعلى (2536) .
قوله:"من استعاذ بالله"، أي: توسل به تعالى.
"فأعيذوه"، أي: بقدر الإمكان في غير الحدود ونحوها.
"فأعطوه"، أي: إن قدرتم عليه.
"ومن آتى": ضبط بالمد، وهو كذلك في رواية أبي داود والنسائي، ولفظ البخاري في "الأدب المفرد": ومن صنع.
"فكافئوه": بهمزة في آخره، أي: افعلوا به ما يساوي فعله، وردوا عليه بمثل عطيته.(9/267)
يَجْعَلُ فَصَّهُ فِي بَاطِنِ يَدِهِ " قَالَ: فَطَرَحَهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ، ثُمَّ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، فَكَانَ يَخْتِمُ بِهِ وَلَا يَلْبَسُهُ (1)
5367 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَجِيبُوا (2) الدَّعْوَةَ إِذَا دُعِيتُمْ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات"1/470 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/470 عن خالد بن خداش، والترمذي في "الشمائل" (83) ، والنسائي 8/179، وابن حبان (5500) من طريق قتيبة، والطحاوي في "شرح المعاني"4/262، وفي "المشكل" (1410) من طريق أبي الوليد الطيالسي، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 130، والبغوي (3135) من طريق أحمد بن عبدة، أربعتهم، عن أبي عوانة، به. رواية الترمذي والطحاوي مختصرة.
وانظر (4677) .
قوله:"فكان يختم به ولا يلبسه"، قال السندي: قد جاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يلبسه أيضاً. فلعل النفي محمول على الغالب أو على القصد، أي: كان لا يقصد اللبس، وإنما كان يقصد الختم، وإن كان أحياناً يلبسه أيضاً، والله تعالى أعلم.
(2) في (س) و (ظ14) وهامش (ظ1) : إيتوا.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (777) ، ومسلم (1429) (99) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3026) ، وابن حبان (5289) ، وابن عبد البر في "التمهيد"1/275 -276 من طرق، عن حماد، بهذا الإسناد.=(9/268)
5368 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: كَانَتْ يَمِينُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّتِي (1) يَحْلِفُ بِهَا، " لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ " (2)
5369 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ،
__________
= وأخرجه البخاري (5179) ، ومسلم (1429) (103) ، والدارمي 2/109، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3025) ، والبيهقي 7/262، وابن عبد البر في "التمهيد"1/276 من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، به.
وعندهم زيادة خلا الطحاوي وابن عبد البر، وهي: وكان ابنُ عمر يأتي الدعوة في العرس وغير العرس، وهو صائم. وهذه الزيادة سيرد نحوها برقم (5766) .
وأخرجه مسلم (1429) (102) من طريق إسماعيل بن أمية، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3024) من طريق عمر بن محمد، كلاهما عن نافع، به.
وقد سلف نحوه برقم (4712) .
وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3838) .
وعن أبي هريرة عند مسلم (1431) ، سيرد 2/279 و507.
وعن جابر عند مسلم (1430) ، سيرد 3/392.
وعن أبي موسى عند البخاري (5174) .
وعن أبي أيوب عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3034)
(1) في (ظ14) : الذي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ؤهَيب: هو ابن خالد الباهلي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13164) من طريق عفان بن مسلم، به.
وقد سلف برقم (4788) .(9/269)
أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا (1) تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلَا آكُلُ إِلَّا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ " حَدَّثَ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
(1) في (س) و (ص) : ما، وفي هامشيهما: مما.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 3/380، والنسائي في "الكبرى" (8189) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3826) ، والبيهقي في "الدلائل"2/121 من طريق فضيل بن سليمان، وابن سعد 3/380، والبخاري (5499) ، والطبراني في " الكبير" (13169) ، والبيهقي في "السنن"9/249-250 من طريق عبد العزيز بن المختار، كلاهما عن موسى بن عقبة، به. وفي رواية فضيل بن سليمان: فقدِّمت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفرة، فأبى أن يأكل منها. وهذا من أوهام فضيل بن سليمان، والصواب ما في رواية وهيب بن خالد وغيره عن موسى بن عقبة من أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الذي قدم إلى زيد بن عمرو بن نفيل سفرة فيها لحم، فأبى الأخير أن يأكل منها.
وسيأتي برقم (5631) و (6110) .
وفي الباب عن سعيد بن زيد سلف برقم (1648) .
وعن زيد بن حارثة عند النسائي في "الكبرى" (8188) ، والبزار (2755) ، والطبراني (4663) ، وأبي يعلى (7212) . قال الذهبي في "السير"1/222: في إسناده محمد - يعني ابن عمرو بن علقمة- لا يحتح به، وفي بعضه نكارة بينة. وانظر أيضاً 1/134-135.=(9/270)
5370 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - قَالَ: هَمَّامٌ فِي كِتَابِي - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ فِي الْقَبْرِ فَقُولُوا: بِسْمِ اللهِ وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
5371 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا
__________
= قال الخطابي في "أعلام الحديث" 3/1657: امتناع زيد بن عمرو من كل ما في السفرة إنما كان من أجل خوفه أن يكون اللحم الذي فيها مما ذُبح على الأنصاب فتنزه من أكْلِه، وقد كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يأكل من ذبائحِهم التي كانوا يذبحونها لأصنامهم. فأما ذبائحهم لمأكلتهم فإنا لم نجد في شيء من الأخبار أنه كان يتنزَّهُ منها، ولأنه كان لا يرى الذكاة واقعةً إلا بفعلهم قبل نزول الوحي عليه، وقبل تحريم ذبائج أهل الشرك، فقد كان بين ظهرانيهم، مقيماً معهم، ولم يُذكر أنه كان يتميز عنهم إلا في أكل الميتة. وكانت قريش وقبائل من العرب تتنزه في الجاهلية من أكل الميتات، ولعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن يَتسعُ إذ ذاك لأن يذح لنفسه الشاة ليأكل منها الشلْوَ أو البَضْعة، ولا كان فيما استفاض من أخباره أنه كان بهجر اللحمَ ولا يأكله، وإذا لم يكن بحضرته إلا ذكاة أهل الشرك ولا يجد السبيل إلى غيره، ولم ينزل عليه في تحريم ذبائحهم شيء، فليس إلا أكلُ ما يذبحنهه لماكلتِهم بعد أن يتنزه من الميتات تنزبها من الله عز وجل لها، واختياراً من جهة الطبع لتركها استقذاراً لها، وتقززاً منها، وبعد أن يجتنب الذبائح لأصنامهم عصمة من الله عز وجلّ له لئلَا
يشاركهم في تعظيم الأصنام بها. وانظر"الفتح"7/143-144.
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو- وقيل ابن قيس- البصري.
وقد سلف برقم (4812) .(9/271)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا لَقِيتَ الْحَاجَّ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَصَافِحْهُ، وَمُرْهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ، فَإِنَّهُ مَغْفُورٌ لَهُ " (1)
5372 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ قَطَنِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْعَاقُّ، وَالدَّيُّوثُ "، الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخَبَثَ (2)
__________
(1) إسناده ضعيف جداً. محمد بن الحارث الحارثي وعبد الرحمن ابن البيلماني أبو محمد ضعيفان، ومحمد بن عبد الرحمن البيلماني ضعيف أيضاً، وقال عنه البخاري: منكر الحديث.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين"2/265 من طريق محمد بن الحارث، بهذا الِإسناد. وأورده ضمن نسخة قال عنها: وأكثرها موضوعة أو مقلوبة.
وسيأتي برقم (6112) ، وانظر (6018) .
قوله:"ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته"، قال السندي: قيل: السر فيه أنه إذا دخل بيته تدنس حجه كما سيجيء في هذا الكتاب في حديث حبيب بن أبي ثابت، قال: خرجت مع أبي نتلقى الحجاج فنسلم عليهم قبل أن يتدنسوا. والله تعالى أعلم.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الشيخ الذي رواه عن سالم، لكن سيأتي بأطول مما هنا برقم (6180) ، وإسناده حسن ويخرج هناك.=(9/272)
5373 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، (1) أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ لَقِيَ نَاسًا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ جَاءَ هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ الْأَمِيرِ مَرْوَانَ قَالَ: وَكُلُّ (2) حَقٍّ رَأَيْتُمُوهُ تَكَلَّمْتُمْ بِهِ، وَأَعَنْتُمْ عَلَيْهِ، وَكُلُّ مُنْكَرٍ رَأَيْتُمُوهُ أَنْكَرْتُمُوهُ وَرَدَدْتُمُوهُ عَلَيْهِ، قَالُوا: لَا وَاللهِ، بَلْ يَقُولُ: مَا يُنْكَرُ، فَنَقُولُ: قَدْ أَصَبْتَ، أَصْلَحَكَ اللهُ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قُلْنَا قَاتَلَهُ اللهُ، مَا أَظْلَمَهُ وَأَفْجَرَهُ قَالَ عَبْدُ اللهِ: " كُنَّا بِعَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُدُّ هَذَا نِفَاقًا لِمَنْ كَانَ هَكَذَا " (3)
__________
= وسيتكرر (6113) .
(1) كذا في (ظ14) وهامش (س) و (ص) ، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 3/455، ووقع في بقية النسخ: محمد بن عبد الله. وانظر"التاريخ الكبير" 6/167.
(2) في (ظ14) : فكُلْ.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن عبد اللُه - وهو عمر بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب - فقد روى عنه اثنان، وذكره البخاري في "تاريخه"6/167 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلًا، وقال ابن سعد فى"الطبقات" ص 220 (القسم المتمم) : وكان قليل الحديث، وذكَره ابن حبان في "ثقاته"2/146 وهو متابع.
فقد أخرجه البخاري (7178) ، والبيهقي في "السنن"8/164 من طريق عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن أبيه: قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم، قال: كنا نعدها نفاقاً.=(9/273)
5374 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَارِيَةً مِنْ سَبْيِ هَوَازِنَ فَوَهَبَهَا لِي، فَبَعَثْتُ بِهَا إِلَى
__________
= وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1955) عن عبد الله بن عمر العمري، عن عاصم بن محمد بن زيد: به، وزاد: قال العمري: فحدثني أخي أن ابن عمر قال: كنا نعد هذا نفاقاً على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه مطولًا الطبراني في "الكبير" (13264) من طريق الزهري، عن عروة، عن ابن عمر.
وأخرجه الطبراني (13265) ، والبيهقي في "السنن"8/165، وفي "الشعب" (9395) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عبد الله بن خارجة بن زيد، عن عروة (وهو الصواب فيما قال الدارقطني في "العلل"4/ورقة 71) ، قال: قلت لعبد الله بن عمر: يا أبا عبد الرحمن إنا ندخل على الأمراء، فيقضي أحدهم بالقضاء جوراً، فنقول: وفقك، وينظر إلى الرجل منا فيثني عليه، فقال: أما نحن معشر أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكنا نعده نفاقاً، فما أدري ما تعدونه أنتم.
وأخرجه الطبراني (13548) مختصراً من طريق شريك، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر. وشريك وليث - وهو ابن أبي سليم - كلاهما ضعيف.
وأخرجه الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (300) من طريق داود بن أبي هند، عن الشعبي، قال: قلت لابن عمر: إنا ندخل على أمرائنا ... فذكر نحوه.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (280) من طريق سلام بن سليم، عن أبي إسحاق، عن عَريب الهمداني، قال: قلت لابن عمر رضي الله عنهما: إنا إذا دخلنا على الأمراء زكيناهم بما ليس فيهم، فإذا خرجنا دعونا عليهم، قال: كنا نعد ذلك النفاق.
وسيأتي برقم (5829) .(9/274)
أَخْوَالِي مِنْ بَنِي جُمَحٍ لِيُصْلِحُوا لِي مِنْهَا، حَتَّى أَطُوفَ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ آتِيَهُمْ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُصِيبَهَا إِذَا رَجَعْتُ إِلَيْهَا، قَالَ: فَخَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ حِينَ فَرَغْتُ، فَإِذَا النَّاسُ يَشْتَدُّونَ فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: " رَدَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا " قَالَ: قُلْتُ: تِلْكَ صَاحِبَتُكُمْ فِي بَنِي جُمَحٍ فَاذْهَبُوا فَخُذُوهَا، فَذَهَبُوا فَأَخَذُوهَا (1)
5375 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: جَلَسْتُ أَنَا وَمُحَمَّدٌ الْكِنْدِيُّ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، ثُمَّ قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَجَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: فَجَاءَ صَاحِبِي وَقَدِ اصْفَرَّ وَجْهُهُ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، فَقَالَ: قُمْ إِلَيَّ، قُلْتُ: أَلَمْ أَكُنْ جَالِسًا مَعَكَ السَّاعَةَ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: قُمْ إِلَى صَاحِبِكَ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ. فَقَالَ: أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ؟ قُلْتُ: وَمَا قَالَ؟ قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَعَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَحْلِفَ بِالْكَعْبَةِ؟ قَالَ: وَلِمَ تَحْلِفُ بِالْكَعْبَةِ؟ إِذَا حَلَفْتَ بِالْكَعْبَةِ فَاحْلِفْ بِرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَإِنَّ عُمَرَ كَانَ إِذَا حَلَفَ قَالَ: كَلَّا وَأَبِي فَحَلَفَ بِهَا يَوْمًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحْلِفْ بِأَبِيكَ، وَلَا بِغَيْرِ اللهِ،
__________
(1) إسناده حسن، ابن إسحاق: وهو محمد، صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وسلف بنحوه برقم (4922) .(9/275)
فَإِنَّهُ مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ " (1)
5376 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَتَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ أَوْ مِنْ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ، قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ تَحْشُرُ النَّاسَ " قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَاذَا (2) تَأْمُرُنَا قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ " (3)
5377 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ ثَوْبَانَ، مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ،
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة محمد الكندي كما سلف بهانه عند الحديث رقم (4904) .
وسيأتي تخريجه من طريق منصور برقم (5593) .
(2) في (ظ14) : فما.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وحسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي نزيل بغداد، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى: هو ابن لي كثير، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه الترمذي (2217) عن أحمد بن منبع، عن حسين بن محمد وحده، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح غريب.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/57 من طريق سعد بن حفص، عن شيبان النحوي، به.
وقد سلف برقم (4536) .(9/276)
أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى الَّذِي يَجُرُّ إِزَارَهُ خُيَلَاءَ " (1)
5378 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ يَقُولُ: " يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا غَدْرَةَ أَعْظَمُ مِنْ غَدْرَةِ إِمَامِ عَامَّةٍ " (2)
5379 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُدَّعِيَ الْبَيِّنَةَ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ، فَاسْتَحْلَفَ الْمَطْلُوبَ، فَحَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ (3) قَدْ فَعَلْتَ، وَلَكِنْ غُفِرَ لَكَ (4) بِإِخْلَاصِكَ قَوْلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4489) .
(2) صحيح، وهذا سند حسن في الشواهد، بشر بن حرب على ضعفه يكتب حديثه للمتابعات والشواهد. وانظر (4648) .
(3) في هامش (س) و (ظ1) : إنك.
(4) في (ق) : ولكن قد غفر الله لك.
(5) إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (2613) من مسند ابن عباس. وانظر=(9/277)
5380 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ، وَلَكِنَّ اللهَ غَفَرَ لَكَ " (1)
5381 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ يُحَدِّثَنَا حَدِيثًا أَوْ حَدِيثًا حَسَنًا فَبَدَرَنَا رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا تَقُولُ فِي الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ؟ قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَهَلْ تَدْرِي مَا الْفِتْنَةُ؟ " إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ، فَكَانَ الدُّخُولُ فِيهِمْ أَوْ فِي دِينِهِمْ فِتْنَةً، وَلَيْسَ كَقِتَالِكُمْ عَلَى الْمُلْكِ " (2)
__________
= (2280) .
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه بين ثابت البناني وبين ابن عمر.
وقد سلف برقم (5361) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وزهير: هو ابن معاوية، وبيان: هو ابن بشر الأحمسي، ووبرة: هو ابن عبد الرحمن المسلي.
وأخرجه البخاري (4651) ، والبيهقي 8/192 من طريق أحمد بن يونس، والنسائي في "الكبرى" (11207) من طريق سويد بن عمرو، كلاهما عن زهيربن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4513) و (4514) و (4650) ، والبيهقي 8/192 من طريق نافع، عن ابن عمر مطولاً بنحوه.
وسيأتي الحديث برقم (5690) .(9/278)
5382 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ: " نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ " فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَحْدَثْتُ، فَقَالَ: " أَوَحَيْضَتُكِ فِي يَدِكِ؟ " (1)
__________
(1) الحديث متنه صحيح، وفي إسناده اضطراب، فقد اختلف فيه على أبي إسحاق السبيعي، فرواه زهير بن معاوية، عنه، عن البهي - وهو عبد الله البهي مولى مصعب بن الزبير -، عن ابن عمر، كما هو عند المصنف، وتابعه على ذلك شريك النخعي، عن أبي إسحاق عند ابن عدي في "الكامل"4/1333، وشريك سيىء الحفظ، لكنه قديم السماع من أبي إسحاق، أما زهير بن معاوية، فروايته عنه بعدما تغير.
ورواه إسرائيل عن أبي إسحاق، عن البهي، عن ابن عمر، عن عائشة، سيأتي في مسندها 6/111 و245.
ورواه أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الله البهي، عن عائشة، أخرجه ابن ماجه (632) ، وتابع أبا إسحاق على هذا الإسناد السدي كما يأتي في مسند عائشة 6/106 و179، والعباس بن ذريح يأتي أيضاً 6/110 و214.
وعبد الله البهي هذا قال ابن سعد في "الطبقات" 6/299: كان ثقة معروفاً قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/47، روى له البخاري في "الأدب"، واحتج به مسلم وأصحاب السنن، وأما أبو حاتم، فقال كما في "العلل" لابنه 1/77: لا يُحتح بحديثه، وهو مضطرب الحديث! ولذلك قال الحافظ في " التقريب": صدوق يخطىء.
وسيأتي الحديث برقم (5589) من طريق ابن أبي ليلى، عن نافع، عن ابن عمر، وابن أبي ليلى- واسمه محمد بن عبد الرحمن - سيىء الحفظ.
وفي الباب عن عائشة، سيرد 6/45 من طريق ثابت بن عبيد، عن القاسم بن=(9/279)
5383 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ كَمِ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: مَرَّتَيْنِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَقَدْ عَلِمَ ابْنُ عُمَرَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ اعْتَمَرَ ثَلَاثَةً، سِوَى الْعُمْرَةِ الَّتِي قَرَنَهَا بِحَجَّةِ الْوَدَاعِ " (1)
__________
= محمد عنها، وخرجه بهذا الإسناد أيضا مسلم في "صحيحه" (298) ، وغيره.
وعن أبي هريرة، سيرد 2/428، وخرجه مسلم أيضاً (299) .
وعن أنس عند البزار (323) ، قال الهيثمي في "المجمع"1/283: رجاله موثقون.
وعن أم أيمن عند الدولابي في "الكنى" 1/130، والطبراني في "الكبير" 25/ (224) و (225) ، وإسناده حسن، وفيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:"ناوليني الخمرة" لأم أيمن، فلعلها قصة أخرى.
وعن ميمونة قالت لابن عباس: ... ثم تقوم إحدانا بخُمرته- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فتضعها في
المسجد وهي حائض، أي: بُني، وأين الحيضة من اليد. وسيأتي 6/331.
قوله: "ناوليني الخمرة"، قال السندي: بضم خاء معجمة: سجادة من حصير.
"من المسجد": ظاهره أنه متعلق بناوليني، ولازمه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان خارج المسجد، وأمرها أن تخرجها له من المسجد، بأن كانت الخمرة قريبة إلى باب عائشة تصل إليها اليد من الحجرة. وقال القاضي عياض: إنه قال ذلك لها من المسجد لتناوله إياها من خارج المسجد، وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معتكفاً، وكانت عائشة في حجرتها. قلت - أي السندي -: فكلمة"من"متعلقة بقال.
"حيضتك "، قيل: بحسر الحاء، والمعنى: ليس نجاسة المحيض في يدك، وهو بكسر الحاء اسم للحالة، كالجلسة، والمراد الحالة التي يلزمها الحائض من التجنب ونحوه. والفتح لا يصح لأنه اسم للمرة، أي: الدورة الواحدة منه، ورد أن المراد الدم وهو بالفتح بلا شك.
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن زهيراً - وهو ابن معاوية - سماعه من أبي =(9/280)
5384 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،
__________
= إسحاق السبيعي بأخرة. ومع ذلك فقد روى له البخاري ومسلم من روايته عن أبي إسحاق، وحديثه هذا تابعه عليه شريك فيما يأتي برقم (6242) ، وشريك سيىء الحفظ، وقد خالف أبا إسحاق في متن الحديث منصور بن المعتمر فيما يأتي برقم (6126) و (6430) ، ففي حديثه عن مجاهد أن ابن عمر كان يقول: اعتمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربع عمرٍ إحداهن في رجب، فاستدركت عليه السيدة عائشة بأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعتمر شيئاً في رجب.
وأخرجه عبد بن حميد (809) ، وأبو داود (1992) ، والنسائي في " الكبرى" (4218) ، والطحاوي 2/150، والبيهقي 5/10 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وسيأتي مطولًا ومختصراً بالأرقام (6126) و (6242) و (هـ 629) و (6430) من طريق مجاهد، عن ابن عمر. وسيأتي من طريق عروة، عن ابن عمر برقم (5416) .
وله شاهد من حديث ابن عباس، وقد سلف برقم (2211) .
وآخر من حديث أنس عند البخاري (1778) ، ومسلم (2) 53) ، وسيأتي في "المسند"3/1340
وثالث من حديث عائشة، يأتي في مسند البراء عند أحمد 4/297.
ورابع من حديث عبد الله بن عمرو، سيأتي برقم (6685) و (6686) .
وخامس من حديث جابر عند البزار (1149) .
قوله:"قال: مرتين"، قال السندي: يحتمل إنه قال ذلك لحمله كلام السائل على أنه كم خرج من المدينة للاعتمار، ولا يخفى أن خروجه كان مرتين، مرة لعمرة الحديبية، ومرة لعمرة القضاء، أو قاله بناءً على زعمه إن عمرة القضاء كانت قضاءً عن عمرة الحديبية، فهما واحدة، ولم يعد عمرة الحج لكونها كانت تابعة له، والله تعالى أعلم.(9/281)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ فِي سَرِيَّةٍ مِنْ سَرَايَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَاصَ النَّاسُ حَيْصَةً، وَكُنْتُ فِيمَنْ حَاصَ فَقُلْنَا: كَيْفَ نَصْنَعُ؟ وَقَدْ فَرَرْنَا مِنَ الزَّحْفِ، وَبُؤْنَا بِالْغَضَبِ، ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ فَبِتْنَا، ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ عَرَضْنَا أَنْفُسَنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ تَوْبَةٌ، وَإِلَّا ذَهَبْنَا فَأَتَيْنَاهُ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ فَخَرَجَ، فَقَالَ: " مَنِ الْقَوْمُ؟ " قَالَ: فَقُلْنَا: نَحْنُ الْفَرَّارُونَ، قَالَ: " لَا بَلْ أَنْتُمُ الْعَكَّارُونَ، أَنَا فِئَتُكُمْ وَأَنَا فِئَةُ الْمُسْلِمِينَ " قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ حَتَّى قَبَّلْنَا يَدَهُ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد - وهو مولى الهاشميين -، حسن: هو ابن موسى الأشيب، وزهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/145 عن الفضل بن دكين، والبخاري في "الأدب المفرد" (972) ، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص هـ 18 من طريق أبي عوانة، وأبو داود (2647) و (5223) عن أحمدبن يونس، ثلاثتهم عن زهير بن معاوية، بهذا الِإسناد. ولم يذكر فيه النحاس تقبيل يد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد سلف مختصراً برقم (4750) و (5220) ، ويأتي مختصراً برقم (5591) و (5744) ، ومطولاً برقم (5752) و (5895) .
قوله:"فحاص الناس حيصةً"، قال السندي: بحاء وصاد مهملتين، أي: جالوا جولة يطلبون الفرار. ويروى بجيم وضاد معجمة، من جاض في القتال: إذا فرَّ، وأصل الجيض: الميل عن الشيء.
"وبُؤنا" بضم الباء كقلنا، من باء بالغضب: رجع به، قال تعالى: (ومن يولِّهم يومئذٍ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة، فقد باء بغضب من الله) .
"أنتم العكارون ": العائدون إلى القتال والعاطفون عليه.=(9/282)
5385 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا عَشَرَةً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ حَتَّى أَتَيْنَا مَكَّةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ فَخَرَجَ إِلَيْنَا يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَدْ ضَادَّ اللهَ أَمْرَهُ، (1) وَمَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَلَيْسَ بِالدِّينَارِ وَلَا بِالدِّرْهَمِ، وَلَكِنَّهَا الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ، وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ، (2) لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ، وَمَنْ قَالَ: فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللهُ رَدْغَةَ (3) الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ " (4)
__________
="فئتكم": أي ملجؤكم وناصركم، والفئة: الجماعة التي تكون وراء الجيش، يلتجىء إليها الجيش إن وقع فيهم هزيمة. قال الخطابي: مهد لهم بذلك عذرهم، وهو تاويل قوله تعالى: (أو متحيزاً إلى فئة) ، والله تعالى أعلم.
(1) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) : في أمره.
(2) في (ق) و (ظ1) : يعلم.
(3) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) : في ردغة.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير يحيى بن راشد، فقد روى له أبو داود، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات". زهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه بتمامه الحاكم 2/27، والبيهقي في "السنن " 6/82 من طريق أحمد بن يونس، وفي 8/332، وفي "الشعب" (7673) من طريق يحيى بن أبي بكير، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الِإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.=(9/283)
5386 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا (1) مِنْ طَاعَةٍ، فَلَا حُجَّةَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةِ، فَقَدْ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " (2)
__________
= وأخرجه أبو داود (3597) دون قوله: "ومن مات وعليه دين ... " عن أحمد بن يونس، عن زهير بن معاوية، به. وجود إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب".
وأخرج القسم الأول منه - وهو قوله: "من حالتْ شفاعته دون حدٍّ. .." الحاكم 4/383، والطبراني في "الكبير" (13084) من طريق عبد اللُه بن عامر بن ربيعة، عن ابن عمر، به.
وله طريق آخر فيه ضعف سيأتي برقم (5544) .
قوله: "أسكنه الله في ردغة الخبال"، قال السندي: بسكون دال وفتحها، وإعجام غينٍ: الطين. والخبال، بفتح خاءٍ معجمة: الفساد. وقد جاء تفسير ردغة الخبال بعصارة أهل النار، وهذا يقتضي أن هذا عقابه في الآخرة.
وقوله: "حتى يخرج مما قال" معناه يتطهر باستيفاء موجب إثمه في النار، وقيل: أي يتوب منه، ولايخفى ما فيه.
(1) في (ق) وهامش (س) و (ظ1) : يده.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار- وإن خرَج له البخاري - حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، وسيأتي الحديث مروياً مع قصة برقم (5551) و (6423) ، وهو هناك من رواية زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر، فالظاهر- كما قال الشيخ أحمد شاكر- أن زيد بن أسلم لم يشهد القصة التي شهدها أبوه، فرواها عنه والحديث في
ضمنها، وسمع الحديث وحده عن ابن عمر، فرواه عنه دون واسطة. حسن شيخ=(9/284)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المصنِّف: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه الطيالسي (1913) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 3/224 عن خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد.
وأخرج الشطر الثاني منه الطبراني في "الكبير" (13278) من طريق عبد الله بن مسلم بن جندب، عن أبيه، عن ابن عمر. وهذا إسناد جيد.
وأخرجه بنحوه ابن سعد 5/144، والطبراني في "الأوسط" (227) من طريق العطَاف بن خالد المخزومي، عن أمية بن محمد بن عبد الله بن مطيع، عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: "من مات ولا بيعة عليه، مات ميتة جاهلية". وهذا إسناد منقطع بين أمية بن محمد بن عبد الله وبين ابن عمر، وأمية لم يرو عنه غير العطاف بن خالد، ولم يوثقه غير ابن حبان 6/69-70.
وأخرجه بأطول مما هنا الطبراني في "الكبير" (13604) من طريق سليمان التيمي، عن حنش- وهو حسين بن قيس الرحبي-، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر. وحسين بن قيس متروك.
وسيأتي بالأرقام (5551) و (5676) و (5718) و (5897) و (6048) و (6166) و (6423) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2487) .
وعن أبي هريرة، سيرد 2/296.
وعن عامر بن ربيعة، سيرد 3/445.
وعن معاوية بن أبي سفيان، سيرد 4/96.
وعن حذيفة بن اليمان، سيرد 5/387.
قوله: "مفارق للجماعة": المسلمين. قال القاضي عياض: ظاهره سواد الناس، وما اجتمعوا عليه في الِإمارة، وقيل: هم أهل العلم. انتهى. بمعنى أن كل جماعة عقدت عقداً يوافق الكتاب والسنة لا يجوز لأحد مفارقتهم فيه، فإن فارقهم وخالفهم يموت على ما مات عليه أهل الجاهلية من الضلال.=(9/285)
5387 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا النَّاسُ كَإِبِلٍ مِائَةٍ، لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً " (1)
5388 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] قَالَ: " يَقُومُونَ حَتَّى يَبْلُغَ الرَّشْحُ آذَانَهُمْ " (2)
__________
="ميتة جاهلية"، قال عياض: بكسر الميم، أي: على حالة وهيئة الموت الجاهلي من كون أمرهم بلا إمام ولا خليفة يدبر أمرهم، وفرقة آرائهم. والميتة: الموت. - قاله السندي-.
(1) حديث صحيح. عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار - وإن كان في حديثه ضعف -، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه ابنُ ماجه (3990) ، والقضاعي في "مسنده" (197) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (134) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، والدولابي في "الكنى" 2/46 من طريق أبي عمرو المديني، وأبو الشيخ في "الأمثال" (133) من طريق حفص بن ميسرة، ثلاثتهم عن زيد بن أسلم، به.
وقد سلف برقم (4516) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. حسن: هو ابن موسى الأشيب. أيوب: هو السختياني.=(9/286)
5389 - حَدَّثَنَا سَكَنُ بْنُ نَافِعٍ الْبَاهِلِيُّ أَبُو الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كُنْتُ أَعْزَبَ شَابًّا أَبِيتُ فِي الْمَسْجِدِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتِ الْكِلَابُ تُقْبِلُ وَتُدْبِرُ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمْ يَكُونُوا يَرُشُّونَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ " (1)
__________
= وأخرجه مسلم (2862) (60) من طريق أبي نصر التمار، والطبري في "تفسيره" 30/92 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.
وقد سلف برقم (4613) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح بن أبي صالح الأخضر، وهو اليمامي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سكن بن نافع، وهو ثقة، له ترجمة في "تعجيل المنفعة".
وأخرجه بتمامه أبو داود (382) من طريق عبد الله بن وهب، وابن خزيمة (300) من طريق أيوب بن سويد، كلاهما عن يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر. وطريق أبي داود إسناده صحيح.
وقوله: كنت أعزب شاباً أبيت في المسجد. أخرجه بنحوه مطولا البخاري (1121) و (3738) و (7030) ، ومسلم (2479) (140) من طريق معمر، والطبراني في "الأوسط" (1719) من طريق سعيد بن عبد العزيز، كلاهما عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه.
وقوله: وكانت الكلاب تُقبل وتدبر ...
علقه البخاري بصيغة الجزم برقم (174) عن أحمد بن شبيب، عن أبيه، عن يونس، عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبد الله، عن أبيه. بزيادة: تبول.
وقد سلف شطره الأول برقم (4607) .=(9/287)
5390 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو طُعْمَةَ - قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: لَا أَعْرِفُ إِيشٍ اسْمُهُ - قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمِرْبَدِ فَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَكُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ، وَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَتَأَخَّرْتُ لَهُ، فَكَانَ عَنْ يَمِينِهِ وَكُنْتُ عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ فَتَنَحَّيْتُ لَهُ فَكَانَ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِرْبَدَ، فَإِذَا بِأَزْقَاقٍ عَلَى الْمِرْبَدِ فِيهَا خَمْرٌ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُدْيَةِ قَالَ: وَمَا عَرَفْتُ الْمُدْيَةَ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، فَأَمَرَ بِالزِّقَاقِ (1) فَشُقَّتْ، ثُمَّ قَالَ: " لُعِنَتِ الْخَمْرُ، وَشَارِبُهَا، وَسَاقِيهَا، وَبَائِعُهَا، وَمُبْتَاعُهَا، وَحَامِلُهَا، وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ، وَعَاصِرُهَا، وَمُعْتَصِرُهَا، وَآكِلُ ثَمَنِهَا " (2)
__________
= وفي إِقبال الكلاب وإدبارها في المسجد، قال الحافظ في "الفتح"1/279: إن ذلك كان في ابتداء الحال على أصل الإباحة، ثم ورد الأمر بتكريم المساجد وتطهيرها وجعل الأبواب عليها، ويشير إلى ذلك ما زاده الإسماعيلي في روايته من طريق ابن وهب في هذا الحديث عن ابن عمر، قال: كان عمر يقول بأعلى صوته: اجتنبوا اللغو في المسجد. قال ابن عمر: وقد كنت أبيت في المسجد على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت الكلاب ... الخ. فأشار إلى أن ذلك كان في الابتداء، ثم
ورد الأمر بتكريم المسجد حتى من لغو الكلام.
قوله:"وكانت الكلاب تقبل وتدبر"، قال السندي: أي: وتبول - كما في رواية - فلذلك قال: فلم يكونوا يرشون، أي: فجاف الأرض طهوره - كما قال علماؤنا الحنفية رحمهم الله تعالى- والله تعالى أعلم.
(1) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) : بالأزقاق.
(2) حديث حسن، عبد الله بن لهيعة - وإن كان ضعيفاً - قد رواه عنه أيضاً=(9/288)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عبدُالله بن وهب، وسماعه منه قبل احتراق كتبه، وبقية رجاله ثقات. والمرفوع منه صحيح بطرقه وشواهده. وأبو طعمة سلف الكلام عليه في الرواية رقم (4787) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3343) ، والبيهقي في "السنن" 8/287 من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع"5/53-54، وقال: رواه أحمد بإسنادين في أحدهما أبو بكر بن أبي مريم، وقد اختلط [قلنا: سيأتي برقم (6165) ] وفي الآخر أبو طعمة، وقد وثقه محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وضعفه مكحول، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3342) ، والحاكم 4/144، والبيهقي في "السنن " 8/287، وفي "الشعب " (5584) من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الرحمن بن شُريح وابنِ لَهِيعة والليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن ثابت بن يزيد الخولاني، عن ابن عمر، نحوه. وثمة سقط في الِإسناد في مطبوع الحاكم.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلنا: ثابت بن يزيد الخولاني روى عنه عمرو بن الحارث وخالد بن يزيد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يؤثَر توثيقه عن أحد غيره.
ثم إن في الإسناد انقطاعاً، فقد قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/459 في ترجمة ثابت بن يزيد الخولاني: روى عن ابن عمر، وقال بعضهم: عن ابن عمه، عن ابن عمر، وهو الصحيح.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1957) عن محمد بن أبي حميد، عن أبي توبة المصري، عن ابن عمر. وفيه زيادة: لعن غارسها ومديرها.
قلنا: محمد بن أبي حميد ضعيف، وأبو توبة المصري لم نقع على ترجمته.
قوله: إلى المربد، قال السندي: بكسر ميم وفتح باء، موضع يجعل فيه التمر=(9/289)
5391 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ - يَعْنِي - ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي طُعْمَةَ، مَوْلَاهُمْ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْغَافِقِيِّ، أَنَّهُمَا سَمِعَا ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لُعِنَتِ الْخَمْرُ (1) عَلَى عَشَرَةِ وُجُوهٍ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
5392 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو طُعْمَةَ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي أَقْوَى عَلَى الصِّيَامِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ لَمْ يَقْبَلْ رُخْصَةَ اللهِ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ جِبَالِ عَرَفَةَ " (3)
__________
= لينشف، ومربد الغنم. موضع على ميلين من المدينة.
بأزقاق: جمع زِق بكسر فتشديد: السقاء.
المدية: بالضم والكسر، وقيل: بتثليث الميم، هي السكين.
(1) في (ص) : الخمرة.
(2) هو مكرر (4787) سنداً ومتناً.
(3) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وذكر الذهبي في "الميزان"2/483 أن البخاري قال عنه في "الضعفاء": هذا منكر، أبو طعمة: هو هلال مولى عمر بن عبد العزيز، سلف الكلام عليه في الرواية (4787) .
وأخرجه عبد بن حميد (841) عن الحسن بن موسى، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"ص 265 عن النضر بن عبد الجبار وعبد الملك بن مسلمة، كلاهما عن ابن لهيعة، به.
وسيأتي دون القصة في مسند عقبة بن عامر 4/158 عن يحيى بن إسحاق=(9/290)
5393 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، سَأَلْتُ جَابِرًا عَنْ إِمْسَاكِ الْكَلْبِ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَمْسَكَهُ، نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ " (1)
5394 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي الْمُصَلَّى فِي الْفِطْرِ، وَإِلَى جَنْبِهِ ابْنٌ لَهُ، فَقَالَ لِابْنِهِ: هَلْ تَدْرِي كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي هَذَا الْيَوْمِ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي
__________
= السيلحيني وقتيبة بن سعيد، كلاهما عن ابن لهيعة، عن رزيق الثقفي، عن ابن شماسة، عن عقبة بن عامر الجهني.
قوله:"إني أقوى ... الخ"، قال السندي: أي: أفأصوم أم لا؟ أو أفيتناولني الرخصة أم لا؟ وظاهر كلام ابن عمر يدل على أنه كان يرى الِإفطار في السفر، ويرى أن من صام فما قبل الرخصة فهو عاص، ولعل معنى عدم قبول الرخصة عند من يرى جواز الصوم أن من يردها يراها في غير محلها، والله تعالي أعلم.
(1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس - صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وحسن: هو ابن موسى الأشيب، وجابر: هو الصحابي ابن عبد الله.
وهذا من رواية صحابي عن صحابي.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (4479) بلفظ:"من اقتنى كلباً ليس بضارٍ ولا كلب ماشية، نقص من أجره كل يوم قيراطان". وذكرنا هناك شواهده ومكرراته.(9/291)
قَبْلَ الْخُطْبَةِ " (1)
5395 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَإِذَا أُحِلْتَ عَلَى مَلِيءٍ فَاتْبَعْهُ، وَلَا بَيْعَتَيْنِ فِي وَاحِدَةٍ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، عبد الرحمن بن رافع الحضرمي، قال الحافظ في "تعجيل المنفعة": هو قاضي إفريقية المترجم في "التهذيب" يعني عبد الرحمن بن رافع التنوخي، وأما الحسيني فقد فرق بينهما، ولا يترتب على هذا الخلاف كبير فائدة، فكلاهما ضعيف. وأما قول الحافظ في "التعجيل": وروايته في "المسند"وغيره عن ابن عمرو بن العاص لا عن ابن عمر بن الخطاب، فهو سهو منه، فقد أثبت هو
روايته عن ابن عمر في "أطراف المسند"3/440. وابن لهيعة - وهو عبد الله - ضعيف أيضاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. جعفر بن ربيعة: هو ابن شرحبيل بن حسنة الكندي.
وقد سلف نحوه برقم (4602) .
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن بعضهم أعله بالانقطاع بين يونس بن عبيد ويين نافع، فقد نص غير واحد أنه لم يسمع من نافع شيئاً، وروى الطحاوي في "مشكل الآثار"7/179 عن إبراهيم بن أبي داود البُرُلسي أنه قال: قال لي يحيى بن معين في حديث يونس بن عبيد، عن نافع، عن ابن عمررضي الله عنهما:"مطل الغني ظلم": قد سمعته عن هشيم، ولم يسمعه يونس من نافع، قلت ليحيى: لم يسمع يونس من نافع شيئاً؟ قال: بلى ولكن هذا الحديث خاصة لم يسمعه يونس من نافع.
قلنا: يونس بن عبيد قد عاصر نافعاً، بل قاربه في الطبقة، ولا يعرف بتدليس.
وأخرجه بتمامه ابن الجارود في "المنتقى" (599) ، والخطيب في "تاريخ بغداد"=(9/292)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 12/48، من. طريق الحسن بن عرفة،، والبيهقي 6/70 من طريق سعيد بن منصور، كلاهما عن هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه إلى قوله:"فاتبعه"ابن ماجه (2404) ، والبزار (2) 99) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2754) من طرق، عن هشيم، به.
وأخرجه كذلك ابن عدي 6/2157 من طريق محمد بن الحجاج المصفر، عن جرير بن حازم، عن نافع، به. ومحمد بن الحجاج المصفر متروك.
وأخرج منه قوله:"مطل الغني ظلم"الطحاوي (954) من طريق معلى بن منصور الرازي، عن هشيم، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل"1/309 من طريق أبي أمية إسماعيل بن يعلى، عن نافع، به. وإسماعيل بن يعلى متروك.
وأخرج قوله:"إذا أُحلت على مليء فاتبعه"الطحاوي في "مشكل الآثار" (2755) من طريق معلى بن منصور الرازي، عن هشيم، به. وفي روايته تصريح يونس بسماعه للحديث من نافع.
وفي الباب ما يشهد له إلى قوله:"فاتبعه"عن أبي هريرة، عند أحمد 2/245، والبخاري (2287) ، ومسلم (1564) .
وعن جابر بن عبد الله عند البزار (1298) .
وفي باب قوله:"ولا بيعتين في واحدة"حديث ابن مسعود السالف برقم (3725) وذكرنا عنده أحاديث الباب الأخرى.
قوله:"مطل الغني"، قال السندي: أراد بالغني القادر على الأداء، ولو كان فقيراً، ومطله: منعه أداءَ ما عليه من الدين، وتأخيره، والإضافة إلى الفاعل، وجُوز كونها إلى المفعول، على معنى: أن يمنع الغني عن إيصال الحق إليه ظلم، فكيف مغ الفقير عن إيصال الحق إليه؟ والمراد أنه يجب أداء الدين وإن كان صاحبه غنياً، فالفقير بالأولى.
وقوله:"أحلت"على بناء المفعول من الِإحالة.=(9/293)
5396 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا تَبِيتَنَّ (1) النَّارُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّهَا عَدُوٌّ " (2)
__________
="على مليء"بالهمزة ككريم، أو هو كغني لفظاً ومعنىً، والأول هو الأصل، لكن قد اشتهر الثاني على الألسنة.
"فاتبعه": بإسكان الفوقية على المشهور، من: تَبع، أي: فاقبل الحوالة، وقيل: بتشديدها. والجمهور على أن الآمر للندب، وحمله بعضهم على الوجوب.
"ولا بيعتين في واحدة"، أي: في بيعة واحدة، وذلك أن يتفرقا على أنه إن كان الثمن نقداً فكذا، وإن كان مؤجلاً فكذا.
قلنا: والأصح في تفسيره أن يبيعه السلعة بثمن مؤجل، على أن يشتريها منه بثمن معجل. وانظر ما علقناه عند حديث ابن مسعود السالف برقم (3725) .
تنبيه: حديث أحمد هذا جاء عند الترمذي طبعة فؤاد عبد الباقي برقم (1309) ، وينبغي أن يحذف منه، فإن الترمذي لم يخرجه، ولم ينسبه إليه المزي في "تحفة الأشراف " 6/253، واقتصر على نسبته لابن ماجه، ولا وجود له في الأصول الخطية التي عندنا من"سنن الترمذي".
(1) ضبطت في (س) : لا تُبَيتُنَ. وكذلك ضبطها السندي، فقال: بضم مثناة فوقية، وفتح موحدة، وتشديد مثناة تحتية، وضم مثناة فوقية، وتشديد نون، صيغة نهي من"بَيَت" بالتشديد بنون ثقيلة.
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف ابن لهيعة - وهو عبد الله -، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف بنحوه بإسناد صحيح برقم (4515) .
وسيأتي نحوه بإسناد صحيح برقم (5641) .=(9/294)
5397 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ الْمَغَانِمَ تُجَزَّأُ خَمْسَةَ أَجْزَاءٍ، ثُمَّ يُسْهَمُ عَلَيْهَا فَمَا كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ لَهُ يَتَخَيَّرُ " (1)
5398 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:
__________
= وقوله: فإنها عدو: له شاهد من حديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (6294) ، ومسلم (2016) (101) ، وسيرد 4/399، ولفظه:"إنما هذه النار عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم".
(1) إسناده ضعيف، لضعف ابن لهيعة - وهو عبد الله وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (36) ، ومن طريقه ابن زنجويه في "الأموال" (81) و (1224) عن سعيد بن عفير المصري، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الِإسناد.
ولفظه عندهما: لا يختار، بدل قوله: يتخير.
وأخرج أبو داود (2993) ، ومن طريقه البيهقي 4/306 من طريق عمر بن عبد الواحد، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا غزا كان له سهم صاف يأخذه من حيث شاء، فكانت صفية من ذلك السهم، وكان إذا لم يغز بنفسه ضرب له بسهمه ولم يختر.
وأخرج أبو داود أيضاً (2992) من طريق ابن عون، قال: سألت محمداً - يعني ابن سيرين - عن سهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والصفي، فال: كان يضرب له بسهم مع المسلمين وإن لم يشهد، والصفي يؤخذ له رأس من الخمس قبل كل شيء.
قوله:"تجزأ"، قال السندي: من التجزئة، بهمزة في آخره.
وقوله:"يتخير"، قال: أي: له أن يختار ما شاء، والله تعالى أعلم.(9/295)
سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ (1) عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ عَنْ بَيْعِ الْمُزَايَدَةِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيعَ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، إِلَّا الْغَنَائِمَ وَالْمَوَارِيثَ " (2)
__________
(1) في (ظ14) وهامش كل من (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : يسأل.
(2) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبيد الله بن أبي جعفر: هو المصري، وزيد بن أسلم: هو القرشي العدوي.
وأخرجه البيهقي 5/344 من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن وهب، عن عمر (وقد تحرف في المطبوع إلى عمرو بالواو) بن مالك- وهو الشرْعبي-، عن عبيد الله بن أبي جعفر، بهذا الِإسناد. ولهذا إسناد حسن، عمر بن مالك، روى له مسلم متابعة، وقال أبو زرعة: صالح الحديث، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات لكن قال البيهقي: ورواه
يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، وقال في الحديث وهو يسأل عبد الله بن عبد الله بن عمر، فأرسله.
ورويناه عن عطاء بن أبي رباح، أنه قال: أدركتُ الناس لا يرون بأسا ببيع المغانم فيمن يزيد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"4/84، وقال: هو في الصحيح خلا قوله: إلا الغنائم والمواريث، رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وفيه ابنُ لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قوله:"عن بيع المزايدة"، قال السندي: هو أن يقول: من يزيد على ما قال فلان مثلاً، وهذا البيِع جائز بما جاء فيه من صريح الحديث، وظاهر كلام ابن عمر أنه ما كان يراه جائزاً للنهي عن البيع على بيع الآخر، لكن محمل النهي عن غالب أهل العلم على ما إذا حصل بينهما الموافقة ومال أحدهما إلى قول صاحبه. والله تعالى أعلم.(9/296)
5399 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ وَأَنَا بَيْنَهُمَا، فَقَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَبَادِرِ الصُّبْحَ بِرَكْعَةٍ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ " (1)
5400 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَاعَنَ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ، وَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِأُمِّهِ، وَكَانَ انْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث - وهو ابن أبي سُلَيم -، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وعبد الله بن شقيق: هو العقيلي.
وسلف بإسناد صحيح برقم (4492) دون قوله: وركعتين قبل الغداة، وسيأتي برقم (5470) .
وقوله: وركعتين قبل صلاة الغداة، سيأتي بإسناد صحيح برقم (5503) و (5609) و (5978) .
قوله:"فبادر الصبح بركعة"، قال السندي: أي: صلها قبل الصبح، وهي الوتر.
و"ركعتين"عطف على ركعة، أي: وبادر بركعتين قبل صلاة الغداة، يريد ركعتي الفجر، أي: سنته.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن=(9/297)
5401 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ " (1)
5402 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الْمُحَارِبِيِّ، (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَخْبِرْنِي عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ كَانَتْ؟ قَالَ: " فَذَكَرَ التَّكْبِيرَ، كُلَّمَا وَضَعَ رَأْسَهُ وَكُلَّمَا رَفَعَهُ، وَذَكَرَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ عَنْ يَمِينِهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ عَنْ يَسَارِهِ " (3)
__________
= سلمة. ومالك: هو ابن أنس، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقد سلف من طريق مالك برقم (4527) .
(1) حديث صحيح، عبد الله بن عمر- وهو العمري، وإن كان ضعيفاً - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف مطولاً برقم (4618) .
(2) في (ظ14) : الحارثي. ومن ترجم له نسبوه: المازني. انظر"توضيح المشتبه"8/12.
(3) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن محمد الأندراوردي - وهو الدراوردي -، فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي في "المجتبى"3/63، وفي "الكبرى" (1244) عن قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي مختصراًًً 1/99، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة"=(9/298)
5403 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ بِلَالٍ - يَعْنِي - سُلَيْمَانَ، عَنْ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِي قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا " (2)
5404 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ (3) بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ، إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ " (4)
__________
= (3846) ، عن الدراوردي، عن عمرو بن يحيى، عن محمد بن يحيى، عن عمه واسع بن حبان، قال مرة: عن ابن عمر، ومرة عن عبد الله بن زيد أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسلم عن يمينه، وعن يساره.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13313) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن عمرو بن يحيى، به. وزاد في الثانية: ورحمة الله. وسيأتي الحديث برقم (6397) من طريق ابن جريج، عن عمرو بن يحيى، بمثل رواية خالد الواسطي.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3660) .
وعن أبي موسى الأشعري، عند الطحاوي 1/267، وسيرد عند أحمد مختصراً 4/392.
(1) لفظ:"عن"سقط من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4485) .
(3) لفظ:"ابن"سقط من (م) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن بلال: هو سليمان القرشي التيمي=(9/299)
5405 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُخْدَعُ فِي الْبَيْعِ، فَقَالَ لَهُ: " مَنْ بَايَعْتَ فَقُلْ: لَا خِلَابَةَ " فَكَانَ يَقُولُ: إِذَا بَايَعَ لَا خِلَابَةَ وَكَانَ فِي لِسَانِهِ رُتَّةٌ (1)
5406 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ فِي السَّفَرِ حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ، وَذَكَرَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي السَّفَرِ " (2)
5407 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَلْبَسُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَبَذَهُ وَقَالَ " لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا "، قَالَ: فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ (3)
__________
= مولاهم.
وقد سلف برقم (4561) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (5036) .
قوله: رُتة: بالضم، عجلة في الكلام وقلة أناة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن بلال التيمي.
وقد سلف برقم (5062) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ"مالك 2/9360 ومن طريق مالك أخرجه البخاري (5867) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"=(9/300)
5408 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ وَهُوَ يُصَلِّي بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ، فَحَتَّهَا ثُمَّ قَالَ حِينَ انْصَرَفَ (1) مِنَ الصَّلَاةِ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدٌ قِبَلَ وَجْهِهِ فِي الصَّلَاةِ " (2)
5409 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادَّهَنَ بِزَيْتٍ غَيْرِ مُقَتَّتٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (3)
__________
= 4/262، وفي "مشكل الآثار" (1411) .
وانظر (5249) .
(1) في (ظ1) و (ق) : الصرافه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ليث: هو ابن سعد.
وأخرجه البخاري (753) ، ومسلم (547) (51) عن قتيبة بن سعيد، ومسلم أيضاً، وابن ماجه (763) عن محمد بن رمح، كلامما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في الصلاة كما في "التحفة"6/196 عن قتيبة، عن الليث، به. ولم نجده في موضعه من"المجتبى " أو"الكبرى".
وانظر (4509) .
(3) إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وقد سلف برقم (4783) .(9/301)
5410 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، ثُمَّ سَلَّمَ فَاسْتَقْبَلَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ، فَقَالَ " أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " (1)
5411 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ؟ فَقَالَ: " لَمْ يَصُمْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَبُو بَكْرٍ، وَلَا عُمَرُ، وَلَا عُثْمَانُ " (2)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد جيد، عقبة بن أبي الصهباء روى عنه جمع، ووثقه ابن معين وابن حبان 7/246، وقال الإمام أحمد: شيخ صالح، وقال أبو حاتم الرازي كما في " الجرح والتعديل"6/312: محله الصدق. وباقي رجال الِإسناد ثقات، أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر، من رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (5449) عن أبي عامر حوثرة بن أشرس، عن عقبة بن أبي الصهباء، بهذا الِإسناد. وانظر (4751) .
(2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل - وهو ابن إسماعيل - سيىء الحفظ، ومن فوقهم ثقات من رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2825) من طريق المؤمَل بن إسماعيل، والطحاوي في "شرح معاني الاثار"2/72 من طريق أبي حذيفة، كلاهما عن سفيان، بهذا الِإسناد.=(9/302)
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، (1) عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " لَمْ يَصُمْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَبُو بَكْرٍ، وَلَا عُمَرُ، وَلَا عُثْمَانُ " يَعْنِي يَوْمَ عَرَفَةَ (2)
5412 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ فِي النَّفَلِ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّجُلِ سَهْمًا " (3)
5413 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ فِي السَّفَرِ أَيْنَمَا تَوَجَّهَتْ
__________
= وقد سلف برقم (5080) .
ومعنى الحديث أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه لم يكونوا يصومون يوم عرفة وهم
حجاج، أما غير الحجاج، فمندوب لهم صيامه.
(1) هذا الحديث لم يرد في (م) .
(2) حديث صحيح كسابقه، وهذا إسناد ضعيف لِإبهام الراوي عن ابن عمر. وانظر ما قبله.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سُلَيْم بن أخضر فمن رجال مسلم. عَفَّان: هو ابن مسلم الصفار، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وانظر (4448) .(9/303)
بِهِ، (1) قَالَ: وَذَكَرَ ابْنُ عُمَرَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السَّفَرِ " (2)
5414 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَكَذَا بِيَدِهِ، وَيُحَرِّكُهَا، يُقْبِلُ بِهَا وَيُدْبِرُ: " (3) يُمَجِّدُ الرَّبُّ نَفْسَهُ: أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْمُتَكَبِّرُ، أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْعَزِيزُ، أَنَا الْكَرِيمُ " (4) فَرَجَفَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرُ حَتَّى قُلْنَا: لَيَخِرَّنَّ بِهِ " (5)
__________
(1) لفظ: "به" لم يرد في (ظ14) ولا (س) ، وورد في هامش (س) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1096) عن موسى بن إسماعيل، عن عبد العزيز بن مسلم، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (5062) . وانظر (4470) .
(3) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) : ويدبر بها.
(4) جملة: "أنا الكريم" لم ترد في (ق) و (ظ1) .
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الباهلي.=(9/304)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7696) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (95) ، وابن حبان (7327) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (546) ، والنسائي في "الكبرى" (7695) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات"ص 34 من طرق، عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (137) و (141) من طريق سويد الكلبي، عن إسحاق بن عبد الله، به.
وأخرجه مسلم (2788) (25) و (26) ، وابن ماجه (198) و (4275) ، والنسائي في "الكبرى" (7689) ، والطبري في "تفسيره" 24/26-27، وابن خزيمة في "التوحيد" (96) ، وابن حبان (7324) ، والطبراني في "الكبير" (13327) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (131) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات"ص 339 من طريق أبي حازم سلمة بن دينار عن عبيد الله بن مِقْسَم، به.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (97) من طريق هشام بن سعد، عن عبيد الله بن مقسم، به.
وعلقه البخاري في "صحيحه" (7413) ، ووصله عبد بن حميد (742) ، ومسلم (2788) (24) ، وأبو داود (4732) ، وابن أبي عاصم (547) ، وأبو يعلى (5558) ، والطبري 24/28، والبيهقي ص 323 و323-324، وأبو الشيخ (139) ، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/87 من طريق عمر بن حمزة، عن سالم، عن ابن عمر. ووقع في رواية مسلم وأبي يعلى والبغوي ورواية للبيهقي: "ثم يطوي الأرضين بشماله"، وفي رواية عند أبي داود والبيهقي:"بيده الأخرى ". قال البيهقي: ذكر
الشمال فيه تفرد فيه عمر بن حمزة، عن سالم، وقد روى هذا الحديث نافع وعبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر، لم يذكرا فيه الشمال، ورواه أبو هريرة رضي الله عنه وغيره عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يذكر فيه أحد منهم الشمال، وروي ذكر الشمال في حديث آخر في غير هذه القصة، إلا أنه ضعيف بمرة، تفرد بأحدهما جعفر بن الزبير، وبالآخر يزيد الرقاشي، وهما متروكان، وكيف يصح ذلك، وصحيح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ=(9/305)
5415 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْأَوْعِيَةِ؟ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تِلْكَ الْأَوْعِيَةِ " (1)
__________
= أنه سمى كلتا يديه يميناً؟ وكأن من قال ذلك أرسله من لفظه على ما وقع له، أو على عادة العرب في ذكر الشمال في مقابلة اليمين.
قلنا: عمر بن حمزة ضعيف، وقد ثبت وصف كلتا اليدين باليمين في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الآتي برقم (6492) ، وفيه:"وكلتا يديه يمين".
وأخرجه البخاري (7412) ، والطبري 24/27، واللالكائي (702) و (703) ، وأبو الشيخ (132) و (140) ، والعقيلي في "الضعفاء"3/348 من طريق نافع، عن ابن عمر. وفي رواية اللالكائي (702) لفظ:"بشماله "، لكن في إسنادها عبد الله بن عمر العمري، وهو ضعيف.
وأخرجه الطبراني (13321) ، وابن عدي في "الكامل"4/1647، وأبو الشيخ (130) من طريق عباد بن ميسرة، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الله بن عمر، ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ لهذه الآية وهو على المنبر: (وما قدروا الله حق قدره. ..) إلى آخر الآية، فقال المنبر هكذا وهكذا، يعني ارتج المنبر.
وسيأتي الحديث برقم (5608) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف بنحوه برقم (2267) .
وعن ابن مسعود سلف (3590) .
وعن أبي هريرة سيأتي 2/374.
قوله:"يمجد الرب نفسه"، قال السندي: برفع "الرب" ونصب"نفسه"، أي: يقول، وبين بالإشارة أن الرب تعالى يمجد بهذه الآية نفسه، كأنه يقول: أنا الجبار ... الخ، وأنه تعالى يمجد يوم القيامة نفسه حين يقبض الأرض ويقول: أنا الجبار ... الخ.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد=(9/306)
5416 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حَبِيبٌ يَعْنِي الْمُعَلِّمَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَمِرُ فِي رَجَبٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ " مَا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمْرَةً إِلَّا وَهُوَ مَعَهُ، وَمَا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجَبٍ قَطُّ " (1)
5417 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ،
__________
= وهو ابن سلمة فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وثابت: هو ابن أسلم البناني. وانظر (4914) و (5191) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد بن سلمة روى له مسلم، وحبيب المعلم روى له البخاري ثلاثة أحاديث متابعة، واحتح به مسلم. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه مسلم (1255) (219) ، والنسائي في "الكبرى" (4222) ، والبيهقي 5/11 من طريق ابن جريج، سمعت عطاء بن أبي رباح، بهذا الإسناد. زاد مسلم والنسائي: فما قال: لا ولا نعم. سكت - يعني ابن عمر-.
وأخرجه البخاري (1777) من طريق ابن جريج أيضاً عن عطاء، به، مقتصراً على نفي عائشة لعمرة رجب.
وأخرجه ابن ماجه (2998) ، والترمذي (936) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب. سمعت محمدا يقول: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير.
وقد سلف برقم (5383) .
وسيأتي في مسند عائشة 6/55 و157.(9/307)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: " حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ " (1)
5418 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، (2) أَوْ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ اخْتَرْ " (3)
5419 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ يَعُودُهُ فَقَالَ: مَا لَكَ لَا تَدْعُو لِي؟ قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَقْبَلُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ "،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان العطار: وهو ابن زيد، فمن رجال مسلم، عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وقد سلف برقم (4506) .
(2) في هامش (س) : يفترقا.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمهَ، فمن رجال مسلم. أيوب: هو السختياني.
وأخرجه أبو داود (3455) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، وقد سلف برقم (4484) .(9/308)
وَقَدْ كُنْتَ عَلَى الْبَصْرَةِ يَعْنِي عَامِلًا (1) (2)
5420 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، أَنْبَأَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَأَنَا لَا أَصُومُهُ وَلَا آمُرُكَ وَلَا أَنْهَاكَ، إِنْ شِئْتَ فَصُمْهُ، وَإِنْ شِئْتَ فَلَا تَصُمْهُ (3)
5421 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ
__________
(1) لفظ:"يعني عاملاً"مستدرك في هامش (س) و (ص) .
(2) إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو وضاح اليشكري، ومصعب بن سعد: هو ابن أبي وقاص.
وأخرجه مسلم (224) ، والترمذي (1) ، وأبو يعلى (5750) ، وابن حبان (3366) ، وأبو عوانة 1/234، والبيهقي في "السنن"1/194 من طرق، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4700) .
(3) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن ابن عمر، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابن أبي نجيح: هو عبد الله، واسم أبيه: يسار المكي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2827) ، والطحاوي 2/72 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (5080) .(9/309)
عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَاوِيِّ، أَنَّ رَجُلًا صَلَّى إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ فَجَعَلَ يَعْبَثُ بِالْحَصَى، فَقَالَ: لَا تَعْبَثْ بِالْحَصَى، فَإِنَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَلَكِنْ " اصْنَعْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ " قَالَ: هَكَذَا، وَأَرَانَا وُهَيْبٌ وَصَفَهُ عَفَّانُ " (1) وَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى وَبَسَطَ أَصَابِعَهُ عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُمْنَى، وَكَأَنَّهُ عَقَدَ وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ " (2)
5422 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عُمْرَى، وَلَا رُقْبَى، فَمَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا أَوْ أُرْقِبَهُ، فَهُوَ لَهُ حَيَاتَهُ وَمَمَاتَهُ "، قَالَ ابْنُ بَكْرٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ عَطَاءٌ: وَالرُّقْبَى هِيَ لِلْآخِرِ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مِنِّي وَمِنْكَ (3)
__________
(1) في هامش (س) و (ظ1) : وأرانا عفان، وصفه وهيب.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الرحمن المعاوي، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ووُهَيب: هو ابن خالد الباهلي مولاهم.
وأخرجه أبو عوانة 2/223 من طريق سعيد بن سليمان عن وهيب، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (5331) .
(3) صحيح لغيره. حبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعن، وقد صرح عند عبد الرزاق (16920) أنه لم يسمع من ابن عمر إلا الحديث في العمرى، ولم يخبر=(9/310)
5423 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي - ابْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ قَالَ: " قَدْ زَعَمُوا ذَلِكَ " (1)
5424 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ: أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ، أَوِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ يُنَادِي بِلَيْلٍ، (2) فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى
__________
= عطاءً في العمرى شيئاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن بكر: هو البرساني.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/273 من طريق محمد بن بكر البرساني، به. وفيه التصريح بعدم سماع حبيب من ابن عمر.
وقد سلف برقم (4906) ، ومختصراً برقم (4801) ، وذكرنا هناك شواهده.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة وهو القيسي، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً.
عفان: هو ابن مسلم الصفار، وثابت: هو ابن أسلم البُناني.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/225 من طريق خالد، عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1997) (50) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/224 من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، به.
وقد سلف برقم (4837) ، وانظر (4465) و (4914) .
(2) جاء في هامش (س) و (ص) ما نصه: قوله: "أو ابن أم مكتوم ينادي بليل" =(9/311)
يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " (1)
__________
= ليس في نسخة. وقد وضع فوق هذه العبارة في (ظ1) خط، وكتب في هامشها: سقط من نسخة أخرى.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، شعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/138 من طريق روح بن عبادة، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/138 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به، لكن من غير شك، يعني على الجادة.
قال الحافظ في "الفتح"2/102-103: قال ابن منده: حديث عبد الله بن دينار مُجمع على صحته، رواه جماعة من أصحابه عنه (قلنا: سلف برقم (5285)) .
ورواه عنه شعبة فاختلف عليه فيه، رواه يزيد بن هارون عنه على الشك أن بلالاً ... كما هو المشهور، أو"أن ابن أم مكتوم ينادي بليل ... "، قال: ولشعبة فيه إسناد آخر، فإنه رواه أيضاً عن حبيب بن عبد الرحمن، عن عفته أنيسة، فذكره على الشك أيضاً.
أخرجه أحمد [6/433] عن غندر، عنه، ورواه أبو داود الطيالسي عنه جازماً بالأول، ورواه أبو الوليد عنه جازماً بالثاني.
وكذا لخرجه ابن خزيمة وابن المنذر وابن حبان من طرقٍ عن شعبة، وكذلك أخرجه الطحاوي والطبراني من طريق منصور بن زاذان، عن خبيب بن عبد الرحمن، وادَّعى ابن عبد البر وجماعة من الأئمة بأنه مقلوب، وأن الصواب حديث الباب، وقد كنت أميلُ إلى ذلك إلى أن رأيت الحديث في "صحيح ابن خزيمة"من طريقين آخرين عن عائشة، وفي بعض ألفاظه ما يبعد وقوع الوهم فيه، وهو قوله:"إذا أذن عمرو، فإنه ضرير البصر، فلا يغرنكم، وإذا أذن بلال، فلا يطعمن أحد". وأخرجه
أحمد، وجاء عن عائشة أيضاً أنها كانت تنكر حديث ابن عمر وتقول: إنه غلط، أخرج ذلك البيهقي من طريق الدراوردي عن هشام، عن أبيه، عنها، فذكر=(9/312)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الحديث وزاد:"قالت عائشة: وكان بلال يبصر الفجر"، قال: وكانت عائشة تقول: غلط ابن عمر. انتهى.
وقد جمع ابن خزيمة والصبغي بين الحديثين بما حاصله: أنه يحتمل أن يكون الأذان كان نوباً بين بلال وابن أم مكتوم، فكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم الناس أن أذانَ الأول منهما لا يُحرم على الصائم شيئاً، ولا يدل على دخول وقت الصلاة بخلاف الثاني، وجزم ابن حبان بذلك، ولم يُبده احتمالًا، وأنكر ذلك عليه الضياء وغيره، وقيل: لم يكن نوباً، وإنما كانت لهما حالتان مختلفتان: فإن بلالًا كان في أول ما شرع الأذان يؤذن وحده، ولا يؤذن للصبح حتى يطلع الفجر، وعلى ذلك تحمل رواية عروة عن امرأة من بني النجار، قالت:"كان بلال يجلس على بيتي وهو أعلى بيت في المدينة، فإذا رأى الفجر تمطأ ثم أذن"، أخرجه أبو داود، وإسناده حسن، ورواية حميد عن أنس:"أن سائلًا سأل عن وقت الصلاة، فأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلالًا فأذن حين طلع الفجر" الحديث. أخرجه النسائي، وإسناده صحيح، ثم أردف بابن أم مكتوم وكان يؤذن بليل، واستمر بلال على حالته الأولى، وعلى ذلك تنزل رواية أنيسة وغيرها، ثم في آخر الأمر أخر ابن أم مكتوم لضعفه، ووكل به من يراعي له الفجر، واستقر أذان بلال بليل، وكان سبب ذلك ما روي أنه ربما كان أخطأ الفجر فأذن قبل طلوعه، وأنه أخطأ مرة، فأمره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يرجع فيقول:"ألا إن العبد نام"، يعني أن غلبة النوم على عينيه منعته من تبين الفجر، وهو حديث أخرجه أبو داود وغيره من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر موصولاً مرفوعاً، ورجاله ثقات حفَّاظ، لكن اتفق أئمةُ الحديث: علي ابن المديني وأحمد ابن حنبل والبخاري والذهلي وأبو حاتم وأبو داود والترمذي والأثرم والدارقطني على أن حماداً أخطأ في رفعه، وأن الصواب وقفه على عمر بن الخطاب، وأنه هو الذي وقع له ذلك مع مؤذنه، وأن حماداً انفرد برفعه، ومع ذلك فقد وجد له متابع أخرجه البيهقي من طريق سعيد بن زَرْبي - وهو بفتح الزاي وسكون الراء بعدها موحدة ثم ياء كياء النسب - فرواه عن أيوب موصولاً، لكن سعيد ضعيف، ورواه عبد الرزاق، عن معمر،=(9/313)
5425 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ " (1)
5426 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ (2) حَتَّى يَقْبِضَهُ " (3)
5427 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (4) بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى أَنْ يَلْبَسَ الْمُحْرِمُ
__________
= عن أيوب أيضا، لكنه أعضله فلم يذكر نافعا ولا ابن عمر، وله طريق أخرى عن نافع، عند الدارقطني وغيره، اختلف في رفعها ووقفها أيضا، وأخرى مرسلة من طريق يونس بن عبيد وغيره عن حميد بن هلال، وأخرى من طريق سعيد، عن قتادة مرسلة، ووصلها يونس عن سعيد بذكر أنس، وهذه طرق يُقوي بعضها بعضاً قوة ظاهرة، فلهذا والله أعلم استقر أن بلالًا يؤذن الأذان الأول أ. هـ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وعبد العزيز: هو ابن مسلم القَسْملي.
وقد سلف برقم (4450) .
(2) في (ظ14) وهامش (س) و (ص) : يبيعه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5064) . وانظر (4517) .
(4) في هامش (س) : حدثنا عبد الله.(9/314)
ثَوْبًا صُبِغَ بِوَرْسٍ أَوْ زَعْفَرَانٍ "
وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَعْلَانِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ (1) مِنَ الْكَعْبَيْنِ " (2)
5428 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ وَيَقُولُ: " هَا إِنَّ الْفِتَنَ هَاهُنَا، إِنَّ الْفِتَنَ هَاهُنَا حَيْثُ (3) يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " (4)
5429 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَرِّ، وَالدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَأَمَرَ أَنْ يُنْتَبَذَ فِي الْأَسْقِيَةِ " (5)
5430 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ،
__________
(1) في (ظ14) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) : حتى يكونا أسفل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن مسلم: هو القسملي.
وقد سلف برقم (4482) .
(3) في (ظ14) : من حيث. وفي (ظ1) : حتى.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (4754) .
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة بن حُريث وهو التغلبي، فمن رجال مسلم، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وقد سلف برقم (5030) ، وانظر (4465) و (4914) .(9/315)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، قَالَ: " تَحَرَّوْهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ " (1)
5431 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ أَبُو الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا مِنْ عِنْدِ الْكَعْبَيْنِ " (2)
5432 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ سَلْمَانَ، (3) يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " عَشْرُ رَكَعَاتٍ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدَاوِمُ عَلَيْهِنَّ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، (4) وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ " (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5283) ، وانظر ما سلف برقم (4499) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4454) ، ومطولاً برقم (4482)
(3) وقع في النسخ: سليمان، وهو خطأ، وصححت في هامش (ظ14) ، وانظر " أطراف المسند"3/480.
(4) في (ق) : وركعتين بعدها.
(5) إسناده حسن، المغيرة بن سَلْمان - وهو الخزاعي - روى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 5/409، وقال الإمام أحمد: معروف. وبقية رجاله ثقات=(9/316)
5433 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُرَاجِعْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ لِيُطَلِّقْهَا إِنْ شَاءَ " (1)
5434 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي إِنْ شَاءَ اللهُ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: طَلَّقَ ابْنُ عُمَرَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُرَاجِعْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ لِيُطَلِّقْهَا (2) " قَالَ: قُلْتُ: احْتُسِبَ (3) بِهَا قَالَ: فَمَهْ (4)
5435 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا جَبَلَةُ قَالَ: كُنَّا بِالْمَدِينَةِ فِي بَعْثِ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَأَصَابَتْنَا سَنَةٌ فَجَعَلَ
__________
= رجال الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمّي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو دعامة السدوسي.
وقد سلف برقم (4506) ، وانظر (5127) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس بن جبير: هو الباهلي.
وقد سلف برقم (5025) ، وسيأتي برقم (5504) .
وانظر (4500) .
(2) في (ظ14) : ثم ليطلقها إن شاء.
(3) في (ظ14) : احتسبت.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (5268) ، وانظر (4500) .(9/317)
عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا فَيَقُولُ: لَا تُقَارِنُوا، " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقِرَانِ، إِلَّا أَنْ يَسْتَأْمِرَ (1) الرَّجُلُ مِنْكُمْ أَخَاهُ (2) "
5436 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ عَفَّانُ: (3) عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِيَدِ ابْنِ عُمَرَ إِذْ عَرَضَ لَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: فِي النَّجْوَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، وَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، وَيَقُولُ لَهُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، ثُمَّ (4) يُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ، فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ ": {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] (5)
__________
(1) في (ق) : يستأذن.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وجبلة: هو ابن سحيم.
وقد سلف برقم (5037) ، وانظر (4513) .
(3) قوله: "قال عفان"، ليس في (ظ14) .
(4) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) : قال: ثم.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(9/318)
5437 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
= وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"1/389) 232) من طريق عفان وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/189، وعبد بن حميد (846) ، والبخاري (2441) ، وفي "خلق أفعال العباد" (344) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (604) ، واين خزيمة في "التوحيد"1/387، وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة (180) ، وابن حبان (7356) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات"ص 56 من طرق، عن همام بن يحيى، به.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (166) ، والبخاري (6070) و (7514) ، وفي "خلق أفعال العباد" (329) و (330) و (331) و (333) ، ومسلم (2768) ، وابن أبي عاصم في " السنة" (605) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (437) ، وأبو يعلى (5751) ، والطبري في "تفسيره" (6496) و (6497) و (18090) ، وابن خزيمة في "التوحيد"1/386 و389، وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة"3/ورقة (180) ، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ"ص 105، وابن حبان (7355) ، والآجري في " الشريعة"ص 268، وابن منده في "الِإيمان" (790) و (1077) و (1078) و (1079) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ص 219-220 من طرق، عن قتادة، به.
وسيأتي برقم (5825) .
قوله:"يقول في النجوى يوم القيامة،، قال السندي: أي: بين الله وبين العبد.
وقوله:"يدني"، قال: من الِإدناء بمعنى التقريب، أي: يقربه منه.
وقوله:"كنفه"، قال. بفتحتين، في "القاموس": كنف الله محركة: حرزه وستره، وهو الجانب والظل والناحية.
وقوله:"ويقرره "، قال: أي: يحمله على الِإقرار بذنوبه.(9/319)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَفْعَلْ، فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا " (1)
5438 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدٍ، سَمِعْتُ نَافِعًا،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. علي بن عبد الله: هو ابن المديني، روى له البخاري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام: هو الدستوائي، وأيوب: هو السختياني.
وأخرجه ابن ماجه (3112) ، والترمذي (3917) ، وابن حبان (3741) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4185) ، والبغوي (2020) من طرق، عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4186) من طريق سفيان بن موسى، عن أيوب السختياني، به.
وسيأتي الحديث برقم (5818) .
وفي الباب عن الصُّميتة عند النسائي في "الكبرى" (4285) ، وابن حبان (3742) ، والطبراني في "الكبير"24/ (824) .
وعن سلمان عند الطبراني في "الكبير" (6104) ، والبيهقي في "الشعب" (4180) ، وفيه عبد الغفور بن سعيد الأنصاري، وهو ضعيف.
وعن سبيعة الأسلمية عند الطبراني 24/ (747) ، وذكره الهيثمي في "المجمع" 3/306، وقال: رجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن عكرمة، وقد ذكره ابن أبي حاتم، وروى عنه جماعة، وثم يذكره أحد بسوء.
قوله:"من استطاع أن يموت بالمدينة"، قال السندي: أي: بالاستقرار فيها، وعدم الانتقال منها.
وقوله:"فإني أشفع"، قال: أي شفاعة مخصوصة غير التي هي لعموم المؤمنين، قضاءً لحق الجوار، فلذلك قالوا: الأفضل الموت بالمدينة، والله تعالى أعلم.(9/320)
أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عُمَرَ فَجَعَلَ يُلْقِي إِلَيْهِ الطَّعَامَ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا، فَقَالَ لِنَافِعٍ: لَا تُدْخِلَنَّ (1) هَذَا عَلَيَّ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ " (2)
5439 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ، لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)
5440 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الضَّبِّ؟ فَقَالَ: " لَسْتُ آكِلَهُ وَلَا مُحَرِّمَهُ " (4)
__________
(1) في هامش (س) و (ص) : لا تدخل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وواقد: هو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر.
وأخرجه أبو عوانة 5/426، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2001) ، والطبراني في "الأوسط" (1828) من طريق عفان، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مختصرة.
وقد سلف برقم (5020) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن مسلم: هو القَسْمَلي. وقد سلف برقم (4489) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "السنن"9/323 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5536) عن موسى بن إسماعيل، عن عبد العزيز بن مسلم،=(9/321)
5441 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْحِجْرِ: " لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ " (1)
5442 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ ذَكَرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْجَنَابَةَ تُصِيبُهُ مِنَ اللَّيْلِ، " فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَغْسِلَ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأَ، ثُمَّ يَنَامَ " (2)
5443 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُلْتَمِسَهَا (3) فَلْيَلْتَمِسْهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَإِنْ عَجَزَ أَوْ ضَعُفَ،
__________
= وقد سلف برقم (4562) . وانظر (4497) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4561) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (5056) .
(3) في (ظ14) : ملتمساً.(9/322)
فَلَا يُغْلَبْ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي " (1)
5444 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَلَ الْأَشْوَاطَ الثَّلَاثَةَ، الْأُوَلَ حَوْلَ الْبَيْتِ " (2)
5445 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا " (3)
5446 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ (4) الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عقبة بن حريث من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (5031) ، وانظرما سلف برقم (4499) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: مو ابن مسلم الصفار. وهيب: هو ابن خالد الباهلي.
وقد سلف برقم (4618) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن مسلم هو: القسملي.
وقد سلف برقم (4493) .
(4) لفظ: "من" ليس في (ظ14) .(9/323)
فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّحْمِيدِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد وهو الهاشمي مولاهم الكوفي، وباقي رجال إسناده ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3750) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (807) عن عمرو بن عون، عن أبي عوانة، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2971) ، والبيهقي في "الشعب" (3751) من طريق مسعود بن سعد، وأخرجه ابن أبي شيبة (ص 257 الجزء الذي نشره العمروي) عن محمد بن فضيل، كلاهما (مسعود ومحمد) عن يزيد بن أبي وأخرجه أبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة"3/ورقة 203 عن أبي يحيى بن أبي مسرة، عن عبد الحميد بن غزوان، عن أبي عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن مجاهد، به. وهذا سند حسن. أبو يحيى بن أبي مسرة: هو عبد الله بن
أحمد، قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، ومحله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات". وعبد الحميد بن غزوان، قال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومن فوقهما من رجال الشيخين.
وأخرج أبو نعيم في "الحلية"3/26 من طريق محمد بن هارون بن مجمع، عن عمر بن يزيد، عن عبد الوهاب، عن يونس بن عبيد، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"ما من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام العشر، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء"، وقال عقبه: غريب من حديث يونس، عن نافع، تفرد به عمر بن يزيد، عن عبد الوهاب: وما كتبناه إلا من حديث محمد بن هارون بن مجمع.
وأخرجه الطبراني (11116) من طريق خالد الواسطي، عن يزيد بن أبي زياد،=(9/324)
5447 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ " (1)
__________
= عن مجاهد، عن ابن عباس. فجعله من مسند ابن عباس.
وأخرجه أبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 240 عن موسى بن إسحاق القاضي، عن أبي كريب، عن بكر بن مصعب، عن عمر بن ذر، عن مجاهد، عن أبي هريرة مرفوعاً. وانظر"الفتح"2/458.
وسيتكرر الحديث برقم (6154) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1968) .
وعن عبد الله بن عمرو، سيرد (6559) .
وعن أبي هريرة عند الترمذي (758) ، وابن ماجه (1728) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3757) ، والبغوي في "شرح السنة" (1426) .
وعن جابر بن عبد الله عند البزار (1128) ، وأبي يعلى (2090) ، وابن حبان (2853) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2973) .
وعن ابن مسعود عند الطبراني (10455) .
والمراد بالعشر: عشر ذي الحجة.
وقوله:"أعظم عند الله ولا أحب إليه"، قال السندي: الظاهر أنهما بالنصب على أنهما خبر ما المشبهة بليس.
وقوله: "من العمل"، قال: الظاهر أن "من" زائدة، و"العمل" هو فاعل "أعظم" و"أحب" على التنازع، والله تعالى أعلم.
وأما "من" التفضيلية فهي "من" في قوله:"من هذه الأيام العشر".
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن مسلم: هو القسملي.
وُهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري.
وقد سلف برقم (4470) .=(9/325)
5448 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ " (1)
5449 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَدِمَ مَكَّةَ فَدَخَلَ الْكَعْبَةَ، فَبَعَثَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " صَلَّى (2) بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ بِحِيَالِ الْبَابِ " فَجَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَرَجَّ الْبَابَ رَجًّا شَدِيدًا فَفُتِحَ لَهُ، فَقَالَ لِمُعَاوِيَةَ: أَمَا إِنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي كُنْتُ أَعْلَمُ مِثْلَ الَّذِي يَعْلَمُ وَلَكِنَّكَ حَسَدْتَنِي (3)
5450 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ،
__________
= وسيأتي الحديث برقم (5822) عن عفان، عن وهيب، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر. وفيه قول موسى بن عقبة: وأخبرني نافع، عن ابن عمر أنه كان يَأثر ذلك عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/336 من طريق ابن أبي ذئب، عن نافع، بهذا الِإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (4506) .
(2) لفظ:"صلى"ليس في (ظ14) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة - فمن رجال مسلم. عبد الله بن أبي مليكة: هو ابن عبيد الله.
وانظر (4464) و (4891) .(9/326)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جِئْتُمُ الْجُمُعَةَ فَاغْتَسِلُوا " (1)
5451 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ أَوْ حِمَارَةٍ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى خَيْبَرَ " (2)
5452 - حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قُرَادٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ، أَوْ يَدْخُلُ (3) نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ، لِأَنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى، أَتُرَوْنَهَا لِلْمُنَقَّيْنَ، لَا وَلَكِنَّهَا لِلْمُتَلَوِّثِينَ الْخَطَّاءُونَ " (4) قَالَ زِيَادٌ: " أَمَا إِنَّهَا لَحْنٌ وَلَكِنْ هَكَذَا حَدَّثَنَا الَّذِي حَدَّثَنَا " (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف بنحوه برقم (4466) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وقد سلف برقم (4520) .
(3) كلمة: "يدخل" ليست في (ظ14) .
(4) في (ظ14) : الخطائين، وجاء في هامشها: في الأصل: الخطاؤون.
(5) إسناده ضعيف لإبهام راويه عن ابن عمر، ولجهالة علي بن النعمان بن قراد=(9/327)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=- ويقال له: النعمان بن قراد - فلم يرو عنه غير زياد بن خيثمة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ولاضطرابه كعما سيرد في التخريج.
وقد اختلف فيه على زياد بن خيثمة:
فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (791) من طريق معمر بن سليمان الرقي شيخ أحمد، بهذا الإسناد. ولفظه: أترون ذلك للمتقين المنتقين ...
وأخرجه البيهقي في "الاعتقاد" ص 133-134 من طريق عبد السلام بن حرب، عن زيادبن خيثمة، عن نعمان بن قراد، [عن نافع] ، عن عبد الله بن عمر.
وأخرجه ابن ماجه (4311) من طريق إسماعيل بن أبي الحارث، عن أبي بدر شجاع بن الوليد، عن زياد بن خيثمة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش، عن أبي موسى الأشعري.
قال الدارقطني في "العلل"4/الورقة 54 بعد إيراد الحديث: يرويه زياد بن خيثمة، واختلف عنه، فرواه عبد السلام بن حرب، عن زياد بن خيثمة، عن نعمان بن قراد، عن نافع، عن ابن عمر، ولا يصح فيه نافع، ورواه معمر بن سليمان الرقي، عن زيادبن خيثمة، عن علي بن النعمان بن قراد، عن رجل، عن ابن عمر.
ورواه أبو بدر شجاع بن الوليد، عن زياد بن خيثمة، واختلف عنه، فرواه إسماعيل بن أبي الحارث، عن أبي بدر، عن زياد بن خيثمة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي، عن أبي موسى الأشعري، وخالفه غير واحد عن أبي بدر، عن زياد بن خيثمة، فقالوا: عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسل، والحديث مضطرب جداً.
وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية"2/920، ونقل قول الدارقطني: ليس في الأحاديث شيء صحيح.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"10/378، وقال: رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: أما إنها ليست للمؤمنين المتقين، ولكنها للمذنبين الخاطئين المتلوثين.
ورجال الطبراني رجال الصحيح غير النعمان بن قراد، وهو ثقة!
وقال البوصيري في تعليقه على حديث ابن ماجه السالف: إسناده صحيح، ولم=(9/328)
5453 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " (1)
__________
=يفطن إلى اضطرابه.
والقسم الأول من الحديث، وهو قوله عليه الصلاة والسلام:"خُيِّرت بين الشفاعة أو يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة": يشهد له حديث عوف بن مالك عند الترمذي (2441) ، وصححه ابن حبان (211) ، وسيرد 6/28.
وحديث أبي موسى، سيرد 4/404 و415.
وحديث معاذ بن جبل وأبي موسى، سيرد 5/232.
فهو بهذه الشواهد صحيح.
والقسم الثاني يشهد له حديث أنس بن مالك:"شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" صححه الترمذي (2435) ، وابن حبان (6468) ، والحاكم 1/69، ووافقه الذهبي، وسيرد 3/213.
وقوله:"للمتقين"، قال: المضبوط في نسخ "المسند" بالنون والقاف المشددة المفتوحة اسم مفعول من التنقية، أي: للمطهرين من الذنوب، قيل: وهو الأنسب في مقابلة قوله: للمتلوثين، فإن التلوث: التلطخ بالأقذار، تشبيهاً للذنوب بها، وقد روى هذا المتن ابن ماجه من حديث أبي موسى بإسناد صحيح، والمشهور فيه للمتقين اسم فاعل من التقوى، والمعنى: أترون تلك الشفاعة التي خيرت بينها وبين
دخول نصف الأمة الجنة للمتقين؟ ليست هي للمتقين، وإنما هي للمذنبين، ولا يلزم منه أن المتقين ليس لهم حظ من الشفاعة أصلاً، فله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شفاعات كثيرة، لهم حظ من بعضها. ويمكن أن يكون المعنى: أترون الشفاعة مخصوصة للمتقين؟
وليس كذلك، وإنما هي شاملة للمذنبين، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب،=(9/329)
5454 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ رَكْعَتَانِ، فَإِذَا خِفْتُمُ الصُّبْحَ فَأَوْتِرُوا بِوَاحِدَةٍ " (1)
5455 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ تَرَكَ الْعَصْرَ حَتَّى تَفُوتَهُ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " وقَالَ شَيْبَانُ: " يَعْنِي غُلِبَ عَلَى أَهْلِهِ وَمَالِهِ " (2)
__________
= وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحْوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه مسلم (1080) (11) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4981) ، وانظر (4488) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/233 -234، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/278 من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبوسلمة ونافع عن ابن عمر، به. ولفظه عند النسائي:"صلاة الليل ركعتين ركعتين، فإذا خفتم الصبح فأوتروا بواحدة".
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/278 من طريق الأوزاعي، عن يحيى، عن نافع، به.
وقوله:"صلاة الليل ركعتان"يعني مثنى مثنى، لا أنها ركعتان فقط.
وقد سلف برقم (4492) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(9/330)
5456 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، (1) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (2)
5457 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ " (3)
5458 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ امْرَأَةً مَقْتُولَةً، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ " (4)
__________
= وانظر ما سلف برقم (4621) .
(1) هذا الحديث ليس في (ق) و (ظ1) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. ويحيى - وهو ابن أبي كثير- قد توبع.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1676) من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4466) .
(3) صحيح، وهذا سند ضعيف لإبهام الرجل الذي رواه عن ابن عمر، لكن سلف بأسانيد أخرى عن ابن عمر. انظر (4648) و (5192) و (5378) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن سليمان: هو الرازي.
وقد سلف برقم (4746) من طريق مالك.(9/331)
5459 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً " (1)
5460 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، (2) حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ يَقُولُ: أَمَرْتُ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ مَوْلَى نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ أَنْ يَسْأَلَ ابْنَ عُمَرَ، وَأَنَا جَالِسٌ بَيْنَهُمَا مَا (3) سَمِعْتَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَنْ (4) جَرَّ إِزَارَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ شَيْئًا، فَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (5)
5461 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ يَعْنِي السُّكَّرِيَّ، عَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف مطولاً برقم (4498) ، ومختصراً برقم (4529) .
(2) قوله:"بن عبادقه ليس في (س) و (ظ14) . وكتب في هامش (س) .
(3) لفظ:"ما"ليس في (س) و (ظ14) .
(4) في (س) : في الذي.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه مسلم (2085) (46) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 5/480 من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جُريج، به.
وقد سلف برقم (4489) .
قوله:"ما سمعت ... "، قال السندي: بتقدير: أما سمعت ... ، ولا يمكن حمل"ما"على الاستفهام، لأن ذكرَ المفعول - وهو"شيئا" - يأباه.(9/332)
إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي الصَّائِغَ، عَنِ نَافِعٍ، (1) عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْصِلُ بَيْنَ الْوَتْرِ وَالشَّفْعِ بِتَسْلِيمَةٍ وَيُسْمِعُنَاهَا " (2)
__________
(1) "عن نافع": سقط من النسخ عدا (ظ14) .
(2) إسناده قوي. عتاب بن زياد روى له ابن ماجه، وهو ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير إبراهيم بن ميمون الصائغ، فقد علق له البخاري وروى له أبو داود والنسائي. أبو حمزة السكري: هو محمد بن ميمون.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/314 من طريق الإمام أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (2435) ، والطبراني في "الأوسط" (757) ، والخطيب في "تاريخ بغداد"12/314 من طريق عتاب، به.
وأخرجه ابن حبان (2433) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن أبي حمزة، به.
وأخرجه ابن حبان (2434) ، والطحاوي 1/278-279 من طريق سالم، عن ابن عمر، به.
وأخرجه مالك 1/125، ومن طريقه الشافعي في "المسند"1/196، والبخاري (991) ، والطحاوي 1/279، والبيهقي في "السنن"1/25-2، وفي "المعرفة" (5452) عن نافع، أن عبد الله بن عمر كان يسلم بين الركعتين والركعة في الوتر، حتى يأمر ببعض حاجته. فذكروه موقوفاً.
وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 2/292، والطحاوي 1/279 من طريق بكر بن عبد الله المزني، قال: صلى ابن عمر رضي الله عنهما ركعتين، ثم قال: يا غلام أرحل لنا، ثم قام فأوتر بركعة.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (4670) عن معمر، عن قتادة أن ابن عمر كان يأمر بحاجته في ركعتين قبل الوتر.(9/333)
5462 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلَا يَحْلِفْ إِلَّا بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ " وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَحْلِفُ بِآبَائِهَا، فَقَالَ: " لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ " (1)
5463 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَرْعَى عَلَى آلِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ غَنَمًا بِسَلْعٍ، فَخَافَتْ عَلَى شَاةٍ مِنْهَا الْمَوْتَ، فَذَبَحَتْهَا (2) بِحَجَرٍ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهَا " (3)
__________
= وأخرج عبد الرزاق (4672) عن عبد الله بن محرز، عن قتادة أن أبا موسى الأشعري وأبا هريرة وابن عمر كانوا يسلمون فيها بين الركعتين والوتر.
وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/840.
(1) إسناده قوي. عُبيد بن أبي قرة: هو البغدادي، قال ابن معين: ما به بأس، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو مترجم في "تعجيل المنفعة". ص 276-277، و"تاريخ بغداد"11/95-97، و"لسان الميزان" 4/122-123، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سليمان بن بلال هو القرشي التيمي، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر.
وقد سلف برقم (4703) . وانظر (4523) .
(2) في هامش (س) و (ق) و (ظ1) : فَذَكَّتْها.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن قال الدارقطني عن=(9/334)
5464 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، يُحَدِّثُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ، أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا لَهُ بِسَلْعٍ، فَعَرَضَ لِشَاةٍ مِنْهَا فَخَافَتْ عَلَيْهَا، فَأَخَذَتْ لِخَافَةً مِنْ حَجَرٍ فَذَبَحَتْهَا بِهَا، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ " فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهَا " (1)
5465 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، (2) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْمُصْحَفِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ " (3)
__________
= طريق نافع، عن ابن عمر هذا: لا يصح، وسلف الكلام على الحديث برقم (4597) . يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري.
وأخرجه الدارمي 2/82، وابن الجارود (897) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (5892) من طريق صخر بن جويرية، عن نافع، به.
(1) حديث صحيح كسابقه، ومحمد بن إسحاق - وإن كان مدلساً وقد عنعن - قد تابعه أيوب بن موسى، عن نافع فيما سلف برقم (4597) .
قوله:"فعرض لشاة منها"، قال السندي: يحتمل أنه على بناء الفاعل، والضمير للعارض، أي: عرض لها عارض، أو على بناء المفعول.
قوله: "فأخذت لحافة": ضبط بكسر لام وخاء معجمة، وفي "القاموس": لخاف ككتاب: حجارة بيض رقاق.
(2) قوله:"بن هارون"ليس في (س) و (ظ14) ، وكتب في هامش (س) .
(3) حديث صحيح، محمد بن إسحاق - وإن كان مدلساً وقد عنعن - قد=(9/335)
5466 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ "، وَذَاكَ أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَبِيعُونَ ذَلِكَ الْبَيْعَ " فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ " (1)
5467 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَرَكَ الْعَصْرَ مُتَعَمِّدًا حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَكَأَنَّمَا (2) وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (3)
__________
= توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف"ص 180 من طريق عبدة، عن محمد بن إسحاق، به.
وقال البخاري في كتاب الجهاد، باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو: وتابعه ابن إسحاق عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ."الفتح" 6/133.
وقد سلف برقم (4507) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد - وهو ابن إسحاق، وإن عنعن هنا - قد صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (6307) ، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وقد سلف برقم (4491) و (6440) .
(2) في (ظ14) : كأنما.
(3) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف، حجاج - وهو ابن أرطاة -: مدلس، وقد عنعن.
وانظر ما سلف برقم (4621) .(9/336)
5468 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ " قَالَ: فَقَالَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: بَلَى وَاللهِ لَنَمْنَعُهُنَّ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " تَسْمَعُنِي أُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ: مَا تَقُولُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف، حبيب بن أبي ثابت: مدلس، وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. العوام: هو ابن حوشب.
وأخرجه أبو داود (567) ، وابنُ خزيمة (1684) ، والبيهقي في "السنن" 3/131، والبغوي (864) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلف بإسناد صحيح عدا قوله:"وبيوتهن خير لهن"برقم (4522) ، وذكرنا هناك مكرراته.
وهذه الزيادة لها شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه أبو داود (570) ، ومن طريقه البغوي (865) عن محمد بن المثنى، عن عمرو بن عاصم، عن همام بن يحيى العوذي، عن قتادة، عن مُوَرق العجلي، عن أبي الأحوص، عنه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:"صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها"، وإسناده جيد، عمرو بن عاصم - وهو ابن عبيد الله أبو عثمان البصري-، قال ابن معين: صالح، وقال النسائي: ليس به بأس، ووثقه ابن سعد، وذكره ابن حبان في "الثقات"،"قال أبو داود: لا أنشط لحديثه، وقال بندار: لولا فرقي من آل عمرو بن عاصم لتركت حديثه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص- وهو عوف بن مالك الجشمي- فمن رجال مسلم. وقد صححه الحاكم 1/209، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن خزيمة (1685) عن محمد بن المثنى، بإسناد أبي داود، لكن لفظه:"إن المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من وجه=(9/337)
5469 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا (1) بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَقَالَ: " رَأَيْتُ قُبَيْلَ الْفَجْرِ كَأَنِّي أُعْطِيتُ الْمَقَالِيدَ وَالْمَوَازِينَ، فَأَمَّا الْمَقَالِيدُ: فَهَذِهِ الْمَفَاتِيحُ، وَأَمَّا الْمَوَازِينُ: فَهَذِهِ (2) الَّتِي تَزِنُونَ بِهَا، فَوُضِعْتُ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ أُمَّتِي فِي كِفَّةٍ، فَوُزِنْتُ بِهِمْ فَرَجَحْتُ، ثُمَّ جِيءَ بِأَبِي بَكْرٍ فَوُزِنَ بِهِمْ فَوَزَنَ، ثُمَّ جِيءَ بِعُمَرَ فَوُزِنَ فَوَزَنَ، ثُمَّ جِيءَ بِعُثْمَانَ فَوُزِنَ (3) بِهِمْ ثُمَّ رُفِعَتْ (4) " (5)
__________
= ربها وهي في قعر بيتها".
وآخر من حديث أم سلمة عند ابن خزيمة (1683) أخرجه عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح، عن السائب مولى أم سلمة، عنها. وهذا إسناد حسن في الشواهد.
وثالث من حديث امرأة أبي حميد الساعدي عند ابن خزيمة (1689) .
(1) من هنا إلى بداية الحديث (5556) سقط من (ظ14) .
(2) في (م) : فهي.
(3) كلمة: "فوزن" سقطت من (ظ1) .
(4) في (ق) و (ظ1) : فوُزِنَ فَوَزَنَ، وكتب في هامش (س) : كلمة فوُزِنَ.
نسخة.
(5) إسناده ضعيف، عبيد الله بن مروان لم يرو عنه غير بدر بن عثمان، ولم يوثقه غير ابن حبان. وأبو عائشة - وقد تحرف في "تعجيل المنفعة"إلى:"عائشة رضي الله عنها" -، ترجمه البخاري في "الكنى"فقال: وكان رجل صدقٍ.=(9/338)
5470 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَادَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ وَأَنَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَدَوِيِّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ صَلَاةُ
__________
= وأخرجه عبد بن حميد (850) ، وعبد الله بن أحمد في زوائده على"فضائل الصحابة" (228) من طريق أبي داود عمر بن سعد الحفري، بهذا الإسناد.
قوله:"فهذه المفاتيح"، قال السندي: لعل إعطاءها للتنبيه على أن هذه الأمة يفتحون بها خزائن الأرض، والله تعالى أعلم.
وقوله:"فهذه التي تزنون بها"، قال: لعله أعطي ليأمر أمته بالعدل فيها، ويحتمل أن يكون للتنبيه على أن هذه الأمة يبحثون عن الأسرار، ويرجحون بها البعض على البعض، كما وقع لهم في مواضع، كمسألة تفضيل الآنبياء عليهم الصلاة والسلام على الملائكة، وتفضيل الصحابة وغير ذلك، وهذا هو المناسب بقوله:"فوضعت"على بناء المفعول، ويحتمل أنه جيء بها لمجرد أن يوزن هؤلاء الأجلاء تنبيهاً على فضلهم، وهو المناسب بقوله:"ثم رفعت"، لكن لا يناسبه قوله: "أعطيت الموازين"، والله تعالى أعلم.
وقوله:"فوزنت بهم"، قال: على بناء المفعول.
"فرجحتُ"، أي: زدت عليهم في الفضل.
وقوله:"فوزن بهم"، قال: على بناء المفعول.
وقوله:"فوزن"، قال: على بناء الفاعل، لي ة ساواهم في الوزن، أو ترجح عليهم.
وقوله: "ثم جيء بعمر فوزن"، قال: أي: بمن عدا أبي بكر، وبالجملة، فإن كان معنى قوله: "فوزن" أنه ساواهم في الوزن، فالحديث يفيد أن فضل أبي بكر على ضعف فضل عمر، وكذا عمر فضله على ضعف عثمان.
وقوله:"ثم رفعت"، قال: أي: الموازين، والله تعالى أعلم.(9/339)
اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: " مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَوَاحِدَةً، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ " (1)
5471 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَمْنَعُوا النِّسَاءَ أَنْ يَخْرُجْنَ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ " (2)
5472 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، وَقَالَ: يَزِيدُ، مَرَّةً أَنَّ عُمَرَ بْنَ نَافِعٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا نَلْبَسُ إِذَا أَحْرَمْنَا؟ قَالَ: " لَا تَلْبَسُوا الْقُمُصَ، وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا الْعَمَائِمَ، وَلَا الْبَرَانِسَ، وَلَا الْخِفَافَ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ لَيْسَتْ لَهُ نَعْلَانِ، فَيَلْبَسَ الْخُفَّيْنِ وَيَجْعَلَهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا تَلْبَسُوا شَيْئًا مِنَ الثِّيَابِ مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ وَلَا الْوَرْسُ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم وهو الواسطي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. خالد الحذاء: هو ابن مهران.
وقد سلف برقم (5399) . وانظر (4492) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، حبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات. محمد بن يزيد: هو الواسطي الكلاعي.
وقد سلف برقم (5468) ، وذكرنا هناك شواهده، وانظر (4522) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.=(9/340)
5473 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَبَايَعُوا الثَّمَرَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " (1)
5474 - وَأَخْبَرَنَا يَعْنِي يَزِيدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي إِنْسَانٍ أَوْ مَمْلُوكٍ، كُلِّفَ عِتْقَ بَقِيَّتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ يُعْتِقُهُ بِهِ فَقَدْ جَازَ مَا عَتَقَ " (2)
5475 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُ، عَنِ الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي بِهِ يَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " وَذَكَرَ نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3655) ، والدارمي 2/31-32، والطحاوي ني "شرح معاني الآثار"2/134 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4482) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وقد سلف برقم (5184) ، وانظر (4493) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (3944) ، والنسائي في "الكبرى" (4958) ، والبيهقي في "السنن"10/277 من طريق يزيد بن هارون، به.
وقد سلف برقم (4451) .(9/341)
عُمَرَ كَانَ يَزِيدُ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ مِنْ عِنْدِهِ: " لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ، وَالْعَمَلُ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ " (1)
5476 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَمْسٌ لَا جُنَاحَ فِي قَتْلِ مَنْ قَتَلَ مِنْهُنَّ: الْغُرَابُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْعَقْرَبُ " (2)
5477 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ حَوْلَهُ، فَأَسْرَعْتُ لِأَسْمَعَ كَلَامَهُ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ قَبْلَ أَنْ أَبْلُغَ، وَقَالَ مَرَّةً قَبْلَ أَنْ أَنْتَهِيَ إِلَيْهِمْ، فَسَأَلْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ: مَاذَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " إِنَّهُ نَهَى عَنِ الْمُزَفَّتِ وَالدُّبَّاءِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي 2/34 عن يزيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4457) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي 2/36، ومسلم (1199) (77) من طريق يزيد بن هارون، الِإسناد.
وقد سلف برقم (4461) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة 5/303 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.=(9/342)
5478 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ ابْنِ عُمَرَ مِنْ مَكَّةَ وَنَحْنُ نَسِيرُ مَعَهُ، وَمَعَهُ حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ وَمُسَاحِقُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خِدَاشٍ فَغَابَتْ لَنَا الشَّمْسُ، فَقَالَ (1) أَحَدُهُمَا: الصَّلَاةَ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ الْآخَرُ: الصَّلَاةَ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، فَقَالَ نَافِعٌ: فَقُلْتُ لَهُ: الصَّلَاةَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ مَا بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ " فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَجْمَعَ بَيْنَهُمَا، قَالَ: فَسِرْنَا أَمْيَالًا، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، قَالَ يَحْيَى: فَحَدَّثَنِي نَافِعٌ هَذَا الْحَدِيثَ مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ: سِرْنَا إِلَى قَرِيبٍ مِنْ رُبُعِ اللَّيْلِ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى (2)
5479 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الْكَلْبِيِّ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: " مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ} [الأحزاب: 5] " (3)
__________
= وقد سلف برقم (4574) ، وانظر (4465) و (4914) .
(1) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) : فقال له.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (5120) . وانظر (4472) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم بن عبد الله=(9/343)
5480 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ " (1)
5481 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، (2) سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَا نَعْمَلُ فِيهِ، أَمْرٌ مُبْتَدَعٌ - أَوْ مُبْتَدَأٌ - أَوْ أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ قَالَ: " أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، فَاعْمَلْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، فَإِنَّ كُلًّا مُيَسَّرٌ، فَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ، فَإِنَّهُ يَعْمَلُ لِلسَّعَادَةِ، وَمَنْ (3) كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ، فَإِنَّهُ
__________
= الباهلي، ووهيب: هو ابن خالد العجلاني.
وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 3/43، وابن أبي شيبة 12/140، وابن حبان (7042) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2425) من طريق حَبان بن هلال، عن وهيب، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/43، والبخاري (4782) ، ومسلم (2425) ، والترمذي (3209) و (3814) ، والنسائي في "الكبرى" (11396) و (1) 397) ، والطبراني في "الكبير" (13170) ، والبيهقي في "السنن" 7/161، والبغوي في "تفسيره" 3/506 من طرق، عن موسى بن عقبة، به.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور"6/562، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (5448) سنداً ومتناً.
(2) في (م) : عاصم بن عبد الله. وهو خطأ.
(3) في (ظ1) وهامش (س) و (ص) : وأما من.(9/344)
يَعْمَلُ لِلشَّقَاءِ " (1)
5482 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي - ابْنَ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِذَا رَاحَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ " (2)
5483 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنْ (3) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا رَأَيْتَ أَنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ "
__________
(1) حسن لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله.
وقد سلف برقم (5140) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، والحكم: هو ابن عتيبة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1677) ، وفي "المجتبى"3/105 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1850) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/115 عن شعبة، به.
وأخرجه الطبراني في " الأوسط " (108) من طريق عبد الملك بن إبراهيم الحربي، عن اليسع بن قيس، عن الحكم، به.
وقال. ثم يرو هذا الحديث عن اليسع إلا عبد الملك.
وقد سلف برقم (4466) .
(3) في هامش (س) و (ص) : أن. نسخة.(9/345)
قَالَ: فَقِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: مَا مَثْنَى مَثْنَى قَالَ: تُسَلِّمُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ (1)
5484 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " - وَطَبَّقَ شُعْبَةُ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَكَسَرَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ - قَالَ عُقْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: " وَالشَّهْرُ ثَلَاثُونَ "، وَطَبَّقَ كَفَّيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (2)
5485 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ - يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ - فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ، فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة بن حريث، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (749) (159) ، والبيهقي في "السنن"3/23 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (5032) ، وانظر (4492) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه مسلم (1080) (14) ، والنسائي 4/140 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد.
وقد سلف برقم (4488) و (5017) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.=(9/346)
5486 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ نَبِيذ الْجَرِّ، أَهَلْ نَهَى (1) عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " زَعَمُوا ذَلِكَ "، فَقُلْتُ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى فَقَالَ: " قَدْ زَعَمُوا ذَلِكَ ". فَقُلْتُ: أَنْتَ (2) سَمِعْتَهُ مِنْهُ، فَقَالَ: " قَدْ زَعَمُوا ذَلِكَ "، فَصَرَفَهُ اللهُ عَنِّي، وَكَانَ إِذَا قِيلَ لِأَحَدِهِمْ (3) أَنْتَ سَمِعْتَهُ غَضِبَ وَهَمَّ يُخَاصِمُهُ (4)
5487 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ - يَعْنِي - السَّخْتِيَانِيَّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ بَاعَ نَخْلًا،
__________
= وأخرجه مسلم (1165) (209) ، وابن خزيمة (2183) ، وابن حبان (3676) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (5031) ، وانظر (4499) .
(1) في هامش (س) و (ص) : أنهى. نسخة.
(2) في (س) و (ظ1) : آنت.
(3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: لأحد.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ثابت: هو ابن أسلم البُناني.
وقد سلف برقم (4915) ، وانظر (4465) و (4914) .
قال السندي: قوله: أهل نهى عنه: هكذا في بعض النسخ، وعلى هذا لفظة هل، بمعنى قد، والهمزة للاستفهام، أي: أقد نهى. وفي بعض النسخ: أنهى، بهمزة بدون هل.(9/347)
قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِرَبِّهَا الْأَوَّلِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " (1)
5488 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا رَاحَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ " (2)
5489 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: " مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ إِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا " قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَحَسِبَ (3) تِلْكَ التَّطْلِيقَةَ قَالَ: " فَمَهْ " (4)
5490 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4502) و (5162) و (5306) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4466) .
(3) شكلت في (س) : أحَسَب، وفي هامشها: أيحسب. خ.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1471) (12) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (5268) ، وانظر (4500) .(9/348)
سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ مَا أَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " قَالَ أَنَسٌ: قُلْتُ: فَإِنَّمَا أَسْأَلُكَ مَا أَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ؟ فَقَالَ: بَهْ بَهْ إِنَّكَ لَضَخْمٌ، إِنَّمَا أُحَدِّثُ، أَوْ قَالَ: إِنَّمَا أَقْتَصُّ لَكَ الْحَدِيثَ، " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُومُ كَأَنَّ الْأَذَانَ أَوِ الْإِقَامَةَ (1) فِي أُذُنَيْهِ " (2)
5491 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ عَبْدَ رَبِّهِ بْنَ سَعِيدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ نَافِعٍ،
__________
(1) في (ق) و (ظ1) : والإقامة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مطول (5049) .
وأخرجه مسلم (749) (158) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الأسناد.
وأخرجه مسلم (749) (157) من طريق حماد بن زيد، عن أنس بن سيرين، به.
وقوله: بَهْ بَهْ، قال ابنُ الأثير في "النهاية": في "صحيح مسلم":"به به إنك لضخم"، قيل: هي بمعنى بخ بخ، يُقال بَخْبَخَ به وبهبه، غير أن الموضع لا يحتمله إلا على بعد، لأنه قال: إنك لضخم، كالمنكر عليه، وبخ بخ لا يقال في الإنكار.
أ. هـ. وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" 6/34: قيل معناه: مه مه، زجر وكف، قال ابن السكيت: هي لتفخيم الأمر، بمعنى بخ بخ.
قوله: إنك لضخم، قال النووي في "شرح صحيح مسلم"6/33: إشارة إلى الغباوة والبلادة وقلة الآدب، قالوا: لأن لهذا الوصف يكون للضخم غالباً، وإنما قال ذلك، لأنه قطع عليه الكلام، وعاجله قبل تمام حديثه.
وقد سلف مختصراً برقم (4860) ومضى شرحه هناك، وانظر (4492) .(9/349)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِلْأَوَّلِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ بَاعَ مَمْلُوكًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِرَبِّهِ الْأَوَّلِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ "، قَالَ شُعْبَةُ: فَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ حَدَّثَ بِالنَّخْلِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمَمْلُوكِ عَنْ عُمَرَ، قَالَ عَبْدُ رَبِّهِ: " لَا أَعْلَمُهُمَا جَمِيعًا إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، ثُمَّ قَالَ مَرَّةً أُخْرَى: " فَحَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَشُكَّ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا الإسناد على شرط الشيخين، إلا أنه وهم عبدُ ربه بن سعيد - وهو ابن قيس الأنصاري - في رفع القصتين عن نافع: قصة النخل وقصة العبد ... والمحفوظ أن نافعاً رفع قصة النخل ووقف قصة العبد، كما سلف مفَصلاً في تخريح الرواية رقم (4552) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4982) ، وابن ماجه (2212) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن"5/325 من طريق عثمان بن جبلة بن أبي رواد، عن شعبة، به.
وقد تابع عبد ربه بن سعيد في رفع قصة العبد جماعة: فقد أخرجه البيهقي في "السنن"5/325 من طريق أبي شهاب، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، به. وأبو شهاب: هو الحناط الأصغر عبد ربه بن نافع، وثقه ابنُ مَعِين والعجلي ويعقوب بن شيبة وغيرهم، وضعًفه النسائي، وقال ابن
خراش: صدوق. وقال الذهبي في "المغني": صدوق وليس بذاك الحافظ.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4983) ، والبيهقي في "السنن"5/325 من=(9/350)
5492 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ صَدَقَةَ بْنَ يَسَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ، قَرْنًا، وَلِأَهْلِ الْعِرَاقِ ذَاتَ عِرْقٍ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ " (1)
__________
= طريق سليمان بن موسى - وهو الأشدق - عن نافع، به. والأشدق ثقة ثبت عند غير واحد من الأئمة، لكنه يروي أحاديث ينفرد بها لا يرويها غيره، فمثله يصح حديثه إلا ما خالف فيه.
وأخرجه البيهقي في "السنن"5/325 من طريق الليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن عبد الله، عن نافع، به، مرفوعاً بقصة العبد.
قال البيهقي: ولهذا بخلاف رواية الجماعة عن نافع، فقد رواه الحفاظ عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، كما سلف.
ونقل البيهقي عن النسائي قوله في حديث سالم ونافع عن ابن عمر في قصة العبد والنخل: القول ما قال نافع، وإن كان سالم أحفظ منه. وانظر ما سلف مفصلاً في الرواية (4552) ، وذكرنا هناك شواهده.
(1) حديث صحيح، دون ذكر ميقات أهل العراق فشاذ، ولهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير صدقة بن يسار- وهو الجزري المكي -، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1921) عن شعبة، بهذا الِإسناد. دون ذكر ميقات أهل العراق.
ولم يقع ذكر ميقات أهل العراق من حديث ابن عمر إلا من هذا الطريق، ولم يرد ذكره عند أحد من أصحاب ابن عمر المختصين به مثل سالم ونافع وعبد الله بن دينار في جميع روايات"المسند"، بل جاء من طريق صدقة نفسه فيما رواه عنه سفيان بن عيينة برقم (4584) ، وجرير بن عبد الحميد برقم (6257) أنَّ ابن عمر=(9/351)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سئل عن ميقات أهل العراق، فقال: لا عراق يومئذ، ثم إن أبا داود الطيالسي قد روى هذا الحديث عن شعبة، بهذا الإسناد، فلم يذكر فيه ميقات أهل العراق، مما يرجح أن ذكره هنا من تفرد محمد بن جعفر، ولعله وهم منه، فقد يَهِمُ الثقة، وقال الحافظ في،"الفتح"3/389: ووقع في "غرائب مالك" للدارقطني من طريق عبد الرزاق، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال: وقت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهل العراق ذات عرق (وقع فيه "قرناً" وهو تحريف) ، قال عبد الرزاق: قال لي بعضهم: إن مالكاً محاه من كتابه، قال الدارقطني: تفرد به عبد الرزاق. قلنا: قد أورده ابن عدي في "الكامل"5/1950، ثم قال: سمعتُ ابن صاعد يقول: قرأ علينا ابن عسكر كتاب "المناسك" عن عبد الرزاق، فليس فيه هذا الحديث. فذكره ابن صاعد مرسلاً عن إسحاق بن راهويه، عن عبد الرزاق، وهذا الحديث يُعرف بابن راهويه عن عبد الرزاق. وقال الحافظ: أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"عنه، وهو غريب جداً، وحديث الباب يَرُده.
قلنا: يعني الحافظ بحديث الباب ما أخرجه البخاري (1531) من حديث ابن عمر أيضاً أن الذي حد ذات عِرْق إنما هو أمير المؤمنين عمر. لكن يشهد لهذه الرواية (في أن الذي حد ذات عرق هو النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) حديث جابر عند مسلم (1183) (18) إلا أنه مشكوك في رفعه، أخرجه من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابراً يسْأل عن المُهَل، فقال: سمعت - أحسبه رفع إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكره، وأخرجه أبو عوانة في "مستخرجه "- فيما ذكر الحافظ في
"الفتح" -، فقال: سمعت - أحسبه يريد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال الشافعي في "الأم" 2/117: ثم يسم جابر النبيً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد يجوزُ أن يكون سمع عمر بن الخطاب. وقال النووي في "المجموع" 7/191: وأما حديث جابر في ذات عرق فضعيف، رواه مسلم في "صحيحه"، لكنه قال في روايته: عن أبي الزبير، أنه سمع جابراً يسْأل عن المُهَل، فقال: سمعتُ - أحسبه رفع إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ومُهَلْ أهل العراق ذات عِرْق. فهذا إسناد صحيح، لكنه لم يجزم برفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلا يثبتُ رفعه=(9/352)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بمجرد هذا.
قلنا: قد أخرجه دون شك في رفعه أحمد 3/336، وابن ماجه (2915) ، لكنه عند أحمد من طريق ابن لهيعة، وهو سيىء الحفظ، وعند ابن ماجه من طريق إبراهيم بن يزيد الخوزي، وهو متروك، كلاهما عن أبي الزبير، عن جابر.
ويشهد لهذه الرواية أيضا حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (6697) ، وفي إسناده الحجاج بن أرطاة، وهو ضعيف.
وحديث عائشة عند أبي داود (1739) ، والنسائي 5/123 أخرجاه من طريق معافى بن عمران، عن أفلح بن حميد، عن القاسم بن محمد، عنها. قال ابنُ عدي في "الكامل"1/408: قال لنا ابن صاعد: كان أحمد بن حنبل ينكر هذا الحديثَ مع غيره على أفلح بن حميد، فقيل له: يروي عنه غير المعافى؟ فقال: المعافى بن عمران ثقة. ثم قال ابن عدي: وأنكر أحمد على أفلح في هذا الحديث قوله: "ولأهل العراق ذات عرق"، وثم ينكر الباقي من إسناده ومتنه شيئاً.
وحديثُ الحارث بن عمرو السهمي عند أبي داود (1742) ، قال البيهقي في "معرفة السنن والآثار"7/96: وفي إسناده من هو غير معروف.
وحديث أنس عند ابن عدي في "الكامل"7/2577، وفي إسناده هلال بن زيد بن يسار بن بولاء أبو عقال، وهو متروك.
ومرسل عطاء عند الشافعي في "الأم"2/117-118، و"المسند"1/290 (بترتيب السندي) ، قال البيهقي في "السنن"5/28: وقد رواه الحجاجُ بن أرطاة - وضعفهُ ظاهر- عن عطاء وغيره، فوصله.
ولهذه العلل في هذه الشواهد قال ابن خزيمة في "صحيحه"4/160 عقب حديث جابر: قد روي في ذات عرق أنه ميقات أهل العراق أخبار غير ابن جريج، لا يثبت عند أهل الحديث شيء منها، قد خرجتها كلها في كتاب الكبير.
وقال ابن المنذر- فيما نقله الحافظ في "الفتح" 3/390-: لم نجد في ذات عرق حديثاً ثابتاً.=(9/353)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرج الشافعي في "الأم" 2/118، و"المسند"1/292 (بترتيب السندي) عن طاووس، قال: لم يوقت رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات عرق، ولم يكن حينئذ أهل مشرق، فوقت الناسُ ذات عرق، ثم قال الشافعي: ولا أحسبه إلا كما قال طاووس. والله أعلم.
لكن الحافظ ابن حجر بعد أن أورد بعض هذه الشواهد بإيجاز في "الفتح" 3/390 دون ذكر عللها، قال: وهذا يدل على أن للحديث أصلًا، فلعل من قال: إنه غير منصوص لم يبلغه، أو رأى ضعف الحديثِ باعتبار أن كل طريق لا يخلو من مقال ... لكن الحديث بمجموع الطرق يقوى كما ذكرنا. وذكر أنه صحح الحنفية والحنابلة وجمهور الشافعية والرافعي في "الشرح الصغير"، والنووي في "شرح المهذب" أنه منصوص.
ثم قال الحافظ: وإما إعلال من أعله بان العراق لم تكن فتحت يومئذ، فقال ابن عبد البر: هي غفلة، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقت المواقيت لأهل النواحي قبل الفتوح، لكنه علم أنها ستفتح، فلا فرق في ذلك بين الشام والعراق. انتهى. وبهذا أجاب الماوردي وآخرون.
قلنا: جواب ابن عبد البر فيه نظر، لأن الذي قال: لم تكن يومئذ عراق، هو ابن عمر نفسه، وقد كان في جهة الشام من أسلم، ولذا حد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهم ميقاتاً، وقد قال الحافظ: يظهر لي أن مراد من قال: لم يكن العراق يومئذ، أي: لم يكن في تلك الجهة ناس مسلمون ... وكل جهة عيَنها في حديث ابن عمر، كان من قِبَلها ناس مسلمون بخلاف المشرق، والله أعلم.
وأما ما أخرجه أبو داود [174] ، والترمذي [832] من وجه آخر عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقَت لأهل المشرق العقيق، فقد تفرد به يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف، وإن كان حفظه، فقد جُمع بينه وبين حديث جابر وغيره بأجوبة: منها: أن ذات عِرْق ميقات الوجوب، والعقيق ميقات الاستحباب، لأنه أبعد من ذات عرق.=(9/354)
5493 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُعْطِيَ الْعَطِيَّةَ ثُمَّ يَرْجِعَ فِيهَا، إِلَّا الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ، وَمَثَلُ الَّذِي يُعْطِي الْعَطِيَّةَ ثُمَّ يَرْجِعُ فِيهَا، كَمَثَلِ الْكَلْبِ أَكَلَ حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ ثُمَّ عَادَ فِيهِ " (1)
5494 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ، (2) سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ،
__________
= ومنها: أن العقَيق ميقات لبعض العراقيين، وهم أهل المدائن، والآخر ميقاتُ أهل البصرة، وقع ذلك في حديث لأنس عند الطبراني، وإسناده ضعيف.
ومنها: أن ذات عرق كانت أولاً في موضع العقيق الأن، ثم حولت وقربت إلى مكة، فعلى هذا فذات عرق والعقيق شيء واحد، ويتعين الإِحرام من العقيق، ولم يقل به أحد، وإنما قالوا: يستحب احتياطاً.
قال السندي تعليقاً على حديث عائشة في أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقت ذات عرق: المشهور أن عمر هو الذىِ عين ذات عرق من غير أن يبلغه الحديث، فإن صح هذا الخبر، فهذا من موافقة عمر الصواب في الاجتهاد. والله تعالى أعلم.
وقد سلف برقم (4455) ، وذكرنا هناك مكرراته.
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن شعيب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق.
وقد سلف برقم (4810) ، وهو مكرر (2120) .
(2) في هامش (س) : حدثنا عبد الخالق.(9/355)
وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ " قَالَ سَعِيدٌ: " وَقَدْ ذُكِرَ الْمُزَفَّتُ عَنْ غَيْرِ ابْنِ عُمَرَ " (1)
5495 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَالِكٍ الْهَمْدَانِيَّ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ بِجَمْعٍ فَأَقَامَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ، قَالَ: فَسَأَلَهُ خَالِدُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ (2) مِثْلَ هَذَا فِي هَذَا الْمَكَانِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الخالق - وهو ابن سلِمة الشيباني -، فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي في "المجتبى"8/306، وفي "الكبرى" (5142) و (6832) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4629) ، وانظر (4465) و (4914) .
(2) في هامش (س) و (ص) : صنع. نسخة.
(3) حديث صحيح. عبد الله بن مالك: سلف الكلام عليه في الرواية (4676) ، وسلف هناك أن السائل هو عبد الله بن مالك، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وسماع شعبة منه قديم.
وأخرجه الطيالسي (1897) ، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/212 من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4452) ، وانظر (4893) .(9/356)
5496 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ، وَعَنْ هِبَتِهِ " (1)
5497 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَأَلَ عُمَرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ، فَمَا أَصْنَعُ؟ قَالَ: " اغْسِلْ ذَكَرَكَ، ثُمَّ تَوَضَّأْ، ثُمَّ ارْقُدْ " (2)
5498 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، شعبة: هو ابن الحجاج، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه مسلم (1506) (16) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1885) ، والبخاري (2535) ، وأبو داود (2919) ، والنسائي في "المجتبى"7/306، وفي "الكبرى" (6414) ، وابن ماجه (2747) ، وابن حبان (4948) ، وفي "الثقات" 4/8، والطبراني في "الكبير" (13626) ، وفي "الأوسط" (1542) ، وابن عدي في "الكامل"1/89، والبيهقي في "السنن"10/292، من طرقٍ عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (4560) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (214) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (5056) ، وهو مكرر (359) .(9/357)
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ بِلَالٌ أَوِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " (1)
5499 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ أَوِ النَّخْلِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " فَقِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: مَا صَلَاحُهُ؟ قَالَ: تَذْهَبُ عَاهَتُهُ (2)
5500 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا فَلَا يَبِيعُهُ (3) حَتَّى يَقْبِضَهُ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف من طريق شعبة برقم (5424) ، وسلف برقم (4551) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1534) (52) ، والبيهقي 5/300 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (1486) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/23 من طريقين، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (4493) .
(3) في (ق) و (ظ1) : يبعه.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (4517) و (5064) .(9/358)
5501 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ أَنَا وَرَجُلٌ آخَرُ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: اسْتَأْخِرَا فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانُوا (1) ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ " (2)
5502 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، (3) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ أَمَرَ رَجُلًا إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ قَالَ: اللهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ نَفْسِي، وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إِنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وَإِنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللهُمَّ أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ: سَمِعْتَ هَذَا مِنْ عُمَرَ؟ فَقَالَ: " مِنْ خَيْرٍ (4) مِنْ عُمَرَ، مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (5)
__________
(1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : كنتم. نسخة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (581) من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4450) .
(3) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : سمعت. نسخة.
(4) في هامش (س) وفي (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: من خير.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد: هو ابن مهران البصري الحذاء، وعبد الله بن الحارث: هو الأنصاري البصري.
وأخرجه البيهقي في "الآسماء والصفات"ص هـ 7 من طريق أحمد ابن حنبل،=(9/359)
5503 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ، فَاسْجُدْ سَجْدَةً (1) وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ (2) " (3)
__________
= بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2712) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (796) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة"3/ورقة 180، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (721) من طريق غندر، به.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (797) من طريق بشر بن المفضل، وابن حبان (5541) من طريق إسماعيل ابن عُلية، كلاهما عن خالد الحذاء، به.
وفي رواية ابن حبان جاء قول ابن عمر في آخره: بل خير من عمر كان يقوله، فظننا أنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يصرح ابن عمر برفعه.
وفي الباب عن أبي هريرة بنحوه عند البخاري (7393) ، وسيأتي 2/4220 (1) في (ص) : سجدتين.
(2) من هنا يبدأ سقط في نسخة (ص) ينتهي عند منتصف الحديث (5514) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق - وهو العُقيلي - فمن رجال مسلم.
وقد سلف تخريجه برقم (4987) .
وقوله: وركعتين قبل الصبح. سيأتي أيضاً برقم (5609) ، وانظر (4492) .
قال السندي: قوله: "وركعتين قبل الصبح" أي: قبل فرض الصبح، وهما سنة الفجر.(9/360)
5504 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ جُبَيْرٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى (1) عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " لِيُرَاجِعْهَا فَإِذَا طَهُرَتْ، فَإِنْ شَاءَ فَلْيُطَلِّقْهَا "، قَالَ: فَقُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَفَتَحْتَسِبُ بِهَا؟ قَالَ: " مَا يَمْنَعُهُ نَعَمْ أَرَأَيْتَ إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ " (2)
5505 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ زَرْعٍ، أَوْ غَنَمٍ، أَوْ صَيْدٍ، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ " (3)
__________
(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: قال: فأتى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس بن جبير: هو الباهلي.
وأخرجه مسلم (1471) (10) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (5025) ، وانظر (4500) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن جعفر الملقب بغندر، وأبو الحكم:"هو عبد الرحمن بن أبي نُعْم.
وأخرجه مسلم (1574) (56) ، والبيهقي في "السنن" 6/9 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4813) من طريق قتادة، به.
وسلف برقم (4479) بلفظ: "نقص من أجره كل يوم قيراطان"، وذكرنا هناك شواهده وشرحه.=(9/361)
5506 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: شَهِدْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِجَمْعٍ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا وَسَلَّمَ، وَصَلَّى الْعَتَمَةَ رَكْعَتَيْنِ، وَحَدَّثَ سَعِيدٌ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ صَلَّاهَا فِي هَذَا الْمَكَانِ فَصَنَعَ مِثْلَ ذَا، وَحَدَّثَ ابْنُ عُمَرَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ مِثْلَ هَذَا فِي هَذَا الْمَكَانِ " (1)
5507 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ ". قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " اللهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ ". قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " اللهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ ".
__________
= قال السندي: قوله: إلا كلب زرع: هكذا في هذه الرواية وفي بعض الروايات أيضاً كما سبقت، والمشهور في رواية ابن عمر ذكر كلب الغنم والصيد دون الزرع، بل إذا قيل له: إن أبا هريرة يزيد: " أو كلب زرع"يقَول: إن أبا هريرة صاحب زرع، فيحتمل أن هذه الزيادة في رواية ابن عمر إنما وقعت من بعض الرواة باشتباه حديث ابن عمر وأبي هريرة، ويحتمل أنه سمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنين، ثم لما بلغه حديث أبي هريرة أو غيره حتى تحقق عنده أن هذه الزيادة أيضاً من كلامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زادها، والله تعالى أعلم، نعم عادته أنه كان يفصل بين ما سمعه وبين غيره، فيقول: زعموا، أو قالوا، أو نحو ذلك، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4028) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1870) ، والنسائي في "المجتبى" 1/239 من طريق خالد بن الحارث، و1/240 من طريق بهز بن أسد، ثلاثتهم عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (4452) و (5241) ، وانظر (5538) .(9/362)
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " (1)
5508 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتْ تَلْبِيَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، ومالك: هو ابن أنس الإمام.
وهو في "موطأ"مالك 1/394، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1727) ، ومسلم (1301) (317) ، وأبو داود (1979) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1362) ، وابن حبان (3880) ، والبيهقي 5/102-103، والبغوي (1961) . ووقع عندهم جميعاً الدعاء للمقصرين في المرة الثالثة، قال الحافظ في "الفتح"3/562: كذا في معظم الروايات عن مالك إعادة الدعاء للمحلقين مرتين، وعطف المقصرين عليهم في المرة الثالثة، وانفرد يحيى بن بكير دون رواة"الموطأ"بإعادة ذلك ثلاث مرات، نبه عليه ابن عبد البر في "التقصي"ص 177-178، وأغفله في "التمهيد" (15/233) ، بل قال فيه: إنهم لم يختلفوا على مالك في ذلك، وقد راجعت أصل سماعي من موطأ يحيى بن بكير، فوجدته كما قال في "التقصي".
وقد سلف الحديث برقم (4657) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وبكر: هو ابن عبد الله المزني.
وقد سلف برقم (4457) .(9/363)
5509 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرٍ قَالَ: ذَكَرْتُ (1) لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَّى بِالْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ "، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: يَرْحَمُ اللهُ أَنَسًا وَهِلَ أَنَسٌ " وَهَلْ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حُجَّاجًا، فَلَمَّا قَدِمْنَا أَمَرَنَا أَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ " قَالَ: فَحَدَّثْتُ أَنَسًا بِذَلِكَ، فَغَضِبَ، وَقَالَ: " مَا (2) تَعُدُّونَا إِلَّا صِبْيَانًا " (3)
5510 - حَدَّثَنَا (4) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ " (5)
5511 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
(1) في هامش (س) و (ق) و (ظ1) : ذكر.
(2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: لا.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4996) ، وانظر (4822) .
قال السندي: قوله: وَهِلَ أنس: أي: غلظ.
وهل خرجنا: لفظة"هل"استفهامية بمعنى النفي، أي: ما خرجنا؟ كما في قوله تعالى: (هل جزاء الإحسان إلا الِإحسان) .
(4) سقط هذا الحديث من (ق) و (ظ1) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقد سلف برقم (4491) .(9/364)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبَةٌ " (1)
5512 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُمْ، أَنَّ جَارِيَةً كَانَتْ تَرْعَى لِآلِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ غَنَمًا لَهُمْ، وَأَنَّهَا خَافَتْ عَلَى شَاةٍ مِنَ الْغَنَمِ أَنْ تَمُوتَ، فَأَخَذَتْ حَجَرًا فَذَبَحَتْهَا بِهِ، وَأَنَّ ذَلِكَ ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهَا " (2)
5513 - حَدَّثَنَا (3) مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ وَلَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد الأموي: هو ابن أبان بن سعيد، أبو أيوب الكوفي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقد سلف برقم (5197) ، وانظر (4469) .
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وسلف الكلام على رواية يحيى بن سعيد - وهو ابن قيس الأنصاري - شيخ يحيى بن سعيد الأموي برقم (5463) .
(3) سقط هذا الحديث من (ق) و (ظ1) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه الدارمي 2/402، وابنُ الجارود في "المنتقى" (946) من طريق=(9/365)
5514 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَأْكُلْ أَحَدُكُمْ بِشِمَالِهِ، (1) وَلَا يَشْرَبْ بِشِمَالِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ " (2)
5515 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ أُخْدَعُ فِي الْبَيْعِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ مَنْ بَايَعْتَ فَقُلْ: لَا خِلَابَةَ " (3)
5516 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
= محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (5197) ، وانظر (4469) .
(1) إلى هنا ينتهي الخرم في (ص) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه وهم، ذكره الدارقطني في "العلل" 4/الورقة 56، وذكر أن المحفوظ عن عبيد الله بن عمر: عن الزهري، عن أبي بكر بن عبيد الله، عن ابن عمر (كما سيرد برقم (6334) وذكر أن محمد بن عبيد رواه كذلك على الصواب.
وقد سلف برقم (4537) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15337) .
وقد سلف برقم (5036) .(9/366)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ " وَكَانَ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِمَا إِلَى رُبُعِ اللَّيْلِ أَخَّرَهُمَا جَمِيعًا (1)
5517 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ ثَمَنُهُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ " (2)
5518 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني. ويحيى: هو ابن سعيد الأنصاري.
وأخرجه الدارقطني 1/391-392 من طريق يحيى بن آدم، عن سفيان الثوري، وأخرجه عبد الرزاق (4402) ، ومن طريقه النسائي 1/289 عن معمر، عن موسى بن عقبة، عن نافع، به.
وأخرجه الطرسوسي (60) من طريق يحيى، عن نافع، به.
وقد سلف برقم (4472) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (18969) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1686) (6) ، بهذا الِإسناد.
وأخرجه مسلم (1686) (6) ، والنسائي في "المجتبى"8/77، والدارمي=(9/367)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّجُلِ (1) سَهْمًا " (2)
5519 - قَالَ: وَبَعَثَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ نَحْوَ تِهَامَةَ فَأَصَبْنَا غَنِيمَةً، فَبَلَغَ سُهْمَانُنَا (3) اثْنَيْ عَشَرَ (4) بَعِيرًا، " وَنَفَّلَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا بَعِيرًا " (5)
5520 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
= 2/173، وابن حبان (4461) ، والبيهقي 8/256 من طريق أبي نعيم، عن سفيان، وسلف من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، برقم (5157) ، وانظر (4503) . (1) في (ظ1) : وجعل للرجل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي 2/226، وابن حبان (4811) ، والدارقطني 4/102 (ووقع فيه عبد الله بن عمر بدل: عبيد الله بن عمر) ، والبيهقي في "السنن"6/325 من طرق، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
ورواية عبد الرزاق هذه لم نجدها في "المصنف"، ووجدنا فيه برقم (9320) رواية عن عبد الله بن عمر، عن نافع، به بلفظ: أن رسول الله جعل للفارس سهمين وللراجل سهماً.
وذكرنا في الرواية (4448) أن هذا وهم من عبد الله بن عمر العمري.
(3) في هامش (س) : سهامنا. نسخة.
(4) في (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : اثنا عشر. وفي (م) وطبعة الشيخ أحمد ماكر: اثني عشر كما هو مثبت.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(9/368)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " قَطَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَحَرَّقَ " (1)
5521 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْعَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَبَايَعُوا الثَّمَرَةَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا "، قَالَ: وَمَا بُدُوُّ صَلَاحِهَا؟ قَالَ: " تَذْهَبُ عَاهَتُهَا وَيَخْلُصُ طَيِّبُهَا " (2)
5522 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ،
__________
= وأخرجه أبو عوانة 4/105 و106 من طرق، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4579) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4532) .
(2) حديث صحيح دون قوله: ما بدو صلاحها ... ، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابنِ أبي ليلى- وهو محمد بن عبد الرحمن-، والعَوْفى، وهو عَطِية بن سعد الكوفي.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (14322) .
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (4525) .
وقوله: ما بُدو صلاحها؟ قال:"تذهب عاهتها، ويخلص طيبها": الصحيح أنه من قول ابن عمر كما سلف بالرواية رقم (5499) .
وقد سلف الحديث بتمامه برقم (4998) .(9/369)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا " (1)
5523 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، سَمِعْتُ طَاوُسًا، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَا تَبِيعُوا الثَّمَرَةَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا " (2)
5524 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَيْمَنَ يَسْأَلُ ابْنَ عُمَرَ وَأَبُو الزُّبَيْرِ يَسْمَعُ، فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ حَائِضًا؟ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَبْدَ اللهِ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُرَاجِعْهَا " عَلَيَّ، وَلَمْ يَرَهَا شَيْئًا، وَقَالَ: فَرَدَّهَا، " إِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْ، أَوْ يُمْسِكْ "، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَقَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ} [الطلاق: 1] فِي قُبُلِ عِدَّتِهِنَّ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: " وَسَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقْرَؤُهَا كَذَلِكَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4485) .
(2) هو مكرر (5273) سنداً ومتناً.
(3) صحيح دون قوله:"ولم يرها شيئاً"، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس -، فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم احتجاجاً، وقد صرح بالتحديث هو وابن جريج، فانتفت شبهة تدليسهما. روح: هو ابن عبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/33 و34، وأبو داود (2185) ، والبيهقي 7/327=(9/370)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
من طرق، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1471) (14) ، والنسائي 6/139، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/53، وابن الجارود في "المنتَقى" (733) ، والبغوي (2352) من طريق ابن جريج، به.
وليست عندهم زيادة: ولم يرها شيئاً.
قال السندي: قوله: فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"ليراجعها علي ولم يرها شيئا"، وقال: فردها
إذا طهرت فليطلق: هكذا في نسخ المسند، والظاهر أنه تصحيف، والصواب: فردها على، ولم يرها شيئاً، وقال: إذا طهرت فليطلق. هذا الذي ظهر لي، ثم راجعت"سنن أبي داود"فإذا فيه كذلك، فلله الحمد على الموافقة.
ثم قوله: ولم يرها شيئاً بظاهره يدل على عدم وقوع الطلاق أصلاً، وهومخالف لسائر الروايات، فإنها تدل على الوقوع، ويمكن تأويله على وجه يوافق بقية الروايات بأن ضمير "ردها"للطلقة، أي: أنكر الطلقة شرعاً، ولم يرها شيئاً مشروعاً، وهذا لا يخالف لزوم الطلاق، أو بأن ضمير "ردها" للزوجة، وضمير"لم يرها"للطلقة، أي: لم يرها شيئاً مانعاً عن الرجعة ... ويثمل أن يكون معناه: لم يره شيئاً جائزاً في السنن وإن كان لازماً.
وقال الحافظ في "الفتح"9/354: قال أبو داود: روى هذا الحديث عن ابن عمر جماعة، وأحاديثهم كلها على خلاف ما قال أبو الزبير.
وقال ابن عبد البر: قوله:"ولم يرها شيئاً"منكر لم يقله غير أبي الزبير، وليس بحجة فيما خالفه فيه مثله، فكيف بمن هو أثبت منه، ولو صح فمعناه عندي والله أعلم: ولم يرها شيئاً مستقيما لكونها لم تقع على السنة.
وقال الخطابي: قال أهل الحديث: لم يروِ أبو الزبير حديثاً أنكر من هذا، وقد يحتمل أن يكون معناه: ولم يرها شيئاً تحرم معه المراجعة، أولم يرها شيئاً جائزاً في السنة ماضياً في الاختيار، وإن كان لازماً له مع الكراهة.
ونقل البيهقي في "المعرفة" عن الشافعي أنه ذكر رواية أبي الزبير، فقال: نافع أثبت من أبي الزبير، والأثبت من الحديثين أولى أن يُؤخذ به إذا تخالفا، وقد وافق نافعاً غيره من أهلِ التثبت، قال: وبسط الشافعي القول في ذلك، وحمل قوله: "لم يرها شيئاً" على أنه لم يعدها شيئاً صواباً غير خطأ، بل يؤمر صاحبه أن لا يقيم عليه، لأنه أمره بالمراجعة،=(9/371)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ولو كان طلقها طاهراً لم يؤمر بذلك، فهو كما يقال للرجل إذا أخطأ في فعله أو أخطأ في جوابه لم يصنع شيئاً، أي: لم يصنع شيئاً صواباً.
قلنا: قد أخرج البخاري في "صحيحه" (5253) عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، قال: حُسِبت علي بتطليقة.
قال الحافظ في "الفتح"9/354: وأما قول ابن عمر: "إنها حسبت علي بتطليقة" فإنه وإن لم يصرح برفع ذلك إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن فيه تسليمَ أن ابن عمر قال: إنها حسبت عليه، فكيف يجتمع مع هذا قوله: إنه لم يعتد بها أولم يرها شيئاً على المعنى الذي ذهب إليه المخالف؟ لأنه إن جعل الضمير للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لزم منه أن ابن عمر خالف ما حكم به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه القصة بخصوصها، لأنه قال: إنها حسبت عليه بتطليقة، فيكون من حسبها عليه خالف كونه لم يرها شيئاً، وكيف يظن به ذلك مع اهتمامه واهتمام أبيه لسؤال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك ليفعل ما يأمره به؟ وإن جعل الضمير في لم يعتد بها، أولم يرها لابن عمر لزم منه التناقض في القصة الواحدة، فيفتقر إلى الترجيح، ولا شك أن الأخذ بما رواه الأكثر والأحفظ أولى من مقابله عند تعذر الجمع عند الجمهور، والله أعلم.
وقوله:"في قبل عدتهن"، سلف الكلام عليها في الرواية رقم (5269) .
تنبيه: رد صاحب"الإرواء"7/129 قول أبي داود: إن أحاديث الجماعة كلها على خلاف ما قال أبو الزبير بما أخرجه الطيالسي (1871) ، وسعيد بن منصور (1546) ، والطحاوي 3/52، والنسائي 6/141، وأبو يعلى من طرق عن هشيم، أخبر أبو بشر عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، قال: طلقت امرأتي وهي حائض، فردها علي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى طلقتها وهي طاهر. قال صاحب"الإرواء": فإنه موافق لرواية أبي الزبير هذه، فإنه قال:"فرد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك علي حتى طلقتها وهي طاهر"، وعده شاهداً قوياً لحديث أبي الزبير. وغير خاف على طلبة العلم أن رواية سعيد بن جبير عن ابن عمر هذه لا تشهد لرواية أبي الزبير، ولا يُفهم منها ذلك، فإن احتساب الطلقة في الحيض أو عدم احتسابها مسكوت عنه فيها، وقد جاء في رواية البخاري السالفة من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عمر قال:"حُسِبَتْ علي بتطليقة"، فهو=(9/372)
5525 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُمْسِكْهَا حَتَّى تَحِيضَ غَيْرَ هَذِهِ الْحَيْضَةِ، ثُمَّ تَطْهُرَ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا، فَلْيُطَلِّقْهَا كَمَا أَمَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُمْسِكَهَا فَلْيُمْسِكْهَا " (1)
5526 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَأْكُلْ أَحَدُكُمْ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ " قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْيَوْمِ الثَّالِثِ، لَا يَأْكُلُ مِنْ لَحْمِ هَدْيِهِ، (2)
__________
= نص صريح قاطع للنزاع من راوي الحادثة وصاحبها أنها حُسِبَتْ عليه تطليقة، ومع هذا الوضوح ذهب الشيخ إلى أن رواية سعيد بن جبير عنه:" فرد ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى طلقتها وهي طاهر"، ترد قول أبي داود المتقدم ومن نحا نحوه مثل ابن عبد البر والخطابي وغيرهم، ثم قال: ومن العجيب أن هذا الشاهد لم يتعرض لذكره أحد من الفريقين مع أهميته فاحفظه ... هكذا توهم أنه هو وحده المصيب، وأن من تقدمه من أهل العلم ولو كانوا أعلى منه كعباً في هذا الفن،
قد فاتهم الصواب الذي انتهى إليه!
(1) هو مكرر (5270) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن جريج - وهو عبد الملك بن=(9/373)
5527 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ ذَلِكَ، عَنْ سَالِمٍ، فِي الْهَدْيِ وَالضَّحَايَا (1)
5528 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْمُحْرِمِ: " إِذَا لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ يَقْطَعُهُمَا (2) أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ " (3)
5529 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَيَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ " (4)
__________
= عبد العزيز- صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وحجاج بن محمد: هو المصيصي الأعور.
وهو مكرر (4643) .
والنهي عن الأكل من لحم الأضحية بعد ثلاث منسوخ، وقد ذكرنا أحاديث النسخ عقب الرواية (4558) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو مكرر سابقه، وانظر (4558) .
(2) في هامش (س) : يشقهما.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4454) ، ومطولاً برقم (4482) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5062) .(9/374)
5530 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّ أَعْرَابِيًّا نَادَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تَرَى فِي هَذَا الضَّبِّ؟ فَقَالَ: " لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ " (1)
5531 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ يُلَقِّنُنَا هُوَ " فِيمَا اسْتَطَعْتَ " (2)
5532 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، وَلِأَهْلِ الشَّامِ، الْجُحْفَةَ " وَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَزَعَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (3) " وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ، يَلَمْلَمَ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (5058) ، وانظر (4497) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف من طريق شعبة برقم (5282) ، وانظر (4565) .
قوله:"يلقننا هو"، قال السندي: من التلقين، وضمير"هو"للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقوله:"فيما استطعت"مفعول التلقين، أي: يعلمنا هذه اللفظة، ويقول لأحدنا:"قل: فيما استطعت".
(3) فى هامش (س) و (ق) و (ظ1) : وَقتَ. خ.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.(9/375)
5533 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ (1) جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ، قَالَ: وَقَدْ كَانَ أَصَابَ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ جَهْدٌ فَكُنَّا نَأْكُلُ، فَيَمُرُّ عَلَيْنَا ابْنُ عُمَرَ وَنَحْنُ نَأْكُلُ، فَيَقُولُ: لَا تُقَارِنُوا، (2) " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْإِقْرَانِ، إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ " قَالَ شُعْبَةُ: " لَا أَرَى فِي الِاسْتِئْذَانِ إِلَّا أَنَّ الْكَلِمَةَ مِنْ كَلَامِ ابْنِ عُمَرَ " (3)
5534 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ مُلْتَمِسًا فَلْيَلْتَمِسْهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ " (4)
5535 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ:
__________
= وقد سلف برقم (4455) ، وانظر (5323) .
(1) في هامش (س) : حدثنا. خ.
(2) في (ق) : تقرنوا.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (5037) سنداً ومتناً.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، محمد: هو ابن جعفر الهذلي المعروف بغندر.
وأخرجه مسلم (1165) (210) عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/511، ومسلم (1165) (211) من طريق الشيباني، عن جبلة ومحارب، به. وانظر (4499) و (4547) .(9/376)
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِهِ مَخِيلَةً، فَإِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
5536 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّهْرُ هَكَذَا " وَطَبَّقَ أَصَابِعَهُ مَرَّتَيْنِ، وَكَسَرَ فِي الثَّالِثَةِ الْإِبْهَامَ، يَعْنِي قَوْلَهُ: تِسْعٌ وَعِشْرُونَ (2) (3)
5537 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَقِيقٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوَتْرِ؟ قَالَ: فَمَشَيْتُ أَنَا وَذَاكَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَالْوَتْرُ رَكْعَةٌ "، قَالَ شُعْبَةُ: " لَمْ يَقُلْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (5038) ، وانظر (4489) .
(2) في هامش (س) و (ص) و (ظ1) : تسع وعشرين. خ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جبلة: مو ابن سحيم الكوفي.
وقد سلف برقم (5039) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق - وهو العقيلي- فمن رجال مسلم. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/292 عن هشيم، عن أبي بشر، بهذا الإسناد.
وانظر (4492) و (5016) .(9/377)
5538 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، أَنَّهُ شَهِدَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَقَامَ بِجَمْعٍ قَالَ: وَأَحْسِبُهُ وَأَذَّنَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا، ثُمَّ سَلَّمَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: صَنَعَ بِنَا ابْنُ عُمَرَ فِي هَذَا الْمَكَانِ مِثْلَ هَذَا، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " صَنَعَ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَكَانِ مِثْلَ هَذَا " (1)
5539 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ قَدْ جَعَلَ عَلَيْهِ يَوْمًا يَعْتَكِفُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، " فَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَكِفَ " (2)
5540 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن جعفر غندر، والحكم: هو ابن عتيبة الكندي.
وأخرجه الطيالسي (1869) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/212 من طرق، عن شعبة، بهذا الِإسناد.
وهو مكرر (5506) .
وقد سلف برقم (4452) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1656) (27) ، والنسائي في "الكبرى" (3351) ، وفي "المجتبى"7/22، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4705) .(9/378)
فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ، وَمَنْ بَاعَ عَبْدًا لَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " (1)
5541 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ خَمْسًا: الْحُدَيَّا، وَالْغُرَابَ، وَالْفَأْرَةَ، وَالْعَقْرَبَ، وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ " (2)
5542 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مُهَلُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَمُهَلُّ أَهْلِ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَمُهَلُّ أَهْلِ نَجْدٍ قَرْنٌ " فَقَالَ النَّاسُ: " مُهَلُّ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم، وسالم: هو ابن عبد اللُه بن عمر.
وقد سلف برقم (4552) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن: محمد بن عبد الرحمن الطفاوي أبو المنذر البصري، وثًقه ابن المديني والذهبي، وقال أبو حاتم: صدوق، إلا أنه يَهِمُ أحياناً، وقال ابن معين وابن عدي: لا بأس به. وقال أبو زرعة: منكر الحديث. وله في البخاري ثلاثة أحاديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو السختياني.
وقد سلف برقم (5091) .
قوله:"يقتل المحرم خمساً:"الحُدَيَّا"، قال السندي: بضم حاء مهملة وفتح دال وتشديد ياء: تصغير الحِدَأة. وانظر التعليق رقم (1) في الصفحة 109.
(3) حديث صحيح، ولهذا إسناد حسن كسابقه.=(9/379)
5543 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ ثَمَنُهُ (1) ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ " (2)
5544 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَتَشٍ، أَخْبَرَنِي النُّعْمَانُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سَلْمَانَ، رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ قَالَ: كُنَّا بِمَكَّةَ فَجَلَسْنَا إِلَى عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، إِلَى جَنْبِ جِدَارِ الْمَسْجِدِ، فَلَمْ نَسْأَلْهُ وَلَمْ يُحَدِّثْنَا قَالَ: ثُمَّ جَلَسْنَا إِلَى ابْنِ عُمَرَ، مِثْلَ مَجْلِسِكُمْ هَذَا فَلَمْ نَسْأَلْهُ، وَلَمْ يُحَدِّثْنَا. قَالَ: فَقَالَ: مَا لَكُمْ (3) لَا تَتَكَلَّمُونَ وَلَا تَذْكُرُونَ اللهَ قُولُوا: اللهُ أَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، بِوَاحِدَةٍ عَشْرًا، وَبِعَشْرٍ مِائَةً، مَنْ زَادَ زَادَهُ اللهُ، وَمَنْ سَكَتَ غَفَرَ لَهُ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَمْسٍ سَمِعْتُهُنَّ (4) مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: " مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ، فَهُوَ مُضَادُّ اللهِ فِي أَمْرِهِ، وَمَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَهُوَ مُسْتَظِلٌّ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَتْرُكَ، وَمَنْ قَفَا مُؤْمِنًا أَوْ مُؤْمِنَةً، حَبَسَهُ اللهُ فِي رَدْغَةِ الْخَبَالِ عُصَارَةِ أَهْلِ
__________
= وقد سلف برقم (4455) .
(1) في هامش (س) و (ق) و (ظ1) : قيمة. خ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كإسناد سابقه.
وقد سلف برقم (4503) .
(3) في طبعة الشيخ أحمد شاكر: ما بالكم.
(4) في هامش (ص) و (ق) و (ظ1) : سمعتها.(9/380)
النَّارِ، وَمَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، أُخِذَ لِصَاحِبِهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، لَا دِينَارَ، ثَمَّ وَلَا دِرْهَمَ، وَرَكْعَتَا (1) الْفَجْرِ حَافِظُوا عَلَيْهِمَا فَإِنَّهُمَا مِنَ الْفَضَائِلِ " (2)
5545 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَتَشٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى عَلَى عُطَارِدٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَهُوَ يُقِيمُ حُلَّةً مِنْ حَرِيرٍ يَبِيعُهَا، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُ عُطَارِدًا
__________
(1) في هامش (س) و (ص) و (ظ1) : وركعتي. خ.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أيوب بن سلمان الصنعاني كما قال الحافظ في "تعجيل المنفعة".
وأخرجه مختصراً أبو داود 35981) ، وابن ماجه (2320) ، والبيهقي 6/82 من طريق المثنى بن يزيد - وهو مجهول -، عن مطر الوراق - وهو ضعيف -، عن نافع، وأخرجه الحاكم 4/99 من طريق إبراهيم الصائغ، عن عطاء بن أبي مسلم، عن نافع، عن ابن عمر.
وقد سلف نحوه مختصراً برقم (5385) بإسناد صحيح.
قوله: "ومن قفا مؤمناً" ضبط قفا بتشديد الفاء، والذي في "الصحاح" وغيره يقتضي تخفيف الفاء، ففي "الصحاح" قفوت الرجل إذا قذفته بفجور صريحاً، وقفوته: إذا رميته بأمر قبيح، وقد سبق الحديث بلفظ:"من قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ... الخ".(9/381)
يَبِيعُ حُلَّتَهُ (1) فَاشْتَرِيهَا تَلْبَسْهَا إِذَا أَتَاكَ وُفُودُ النَّاسِ، فَقَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " (2)
5546 - حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا سَمِعَ مِنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا أَوْ شَهِدَ مَعَهُ مَشْهَدًا، لَمْ يُقَصِّرْ دُونَهُ أَوْ يَعْدُوهُ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ يَقُصُّ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ، إِذْ قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ، إِنْ أَقْبَلَتْ إِلَى هَذِهِ الْغَنَمِ نَطَحَتْهَا، وَإِنْ أَقْبَلَتْ إِلَى هَذِهِ نَطَحَتْهَا، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: لَيْسَ هَكَذَا، فَغَضِبَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، (3) وَفِي الْمَجْلِسِ (4) عَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَيْفَ قَالَ رَحِمَكَ اللهُ؟ فَقَالَ: قَالَ: " مَثَلُ الْمُنَافِقِ مَثَلُ (5) الشَّاةِ بَيْنَ الرَّبِيضَيْنِ، إِنْ أَقْبَلَتْ إِلَى ذَا
__________
(1) في (ق) و (ظ1) : يبيع حلة من حرير. وكتب في هامش (ق) ما هو موافق لما أثبت.
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن الحسن بن أتش، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. وسيأتي نحو هذا الحديث برقم (6339) .
وقد سلف برقم (4713) .
(3) في (م) : عمير بن عبيد، وهو خطأ.
(4) في هامش (س) : وفي الجلوس.
(5) في هامش (س) : كمثل. خ.(9/382)
الرَّبِيضِ نَطَحَتْهَا، (1) وَإِنْ أَقْبَلَتْ إِلَى ذَا الرَّبِيضِ نَطَحَتْهَا "، فَقَالَ لَهُ: رَحِمَكَ اللهُ هُمَا وَاحِدٌ، (2) قَالَ: كَذَا سَمِعْتُ (3) ، كَذَا سَمِعْتُ (4)
__________
(1) في (م) : إن أقبلت إلى ذي الربيضين نطحتها"، فقط دون تكرار الجملة بعدها، وهذا خطأ مع سقط.
(2) في (ق) و (ظ1) : واحدة.
(3) قوله: "كذا سمعت" غير مكررة في (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(4) رجاله ثقات رجال الشيخين غير مصعب بن سلام، وهو التميمي الكوفي، ففيه ضعف، وقد توبع. أبو جعفر: هو الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
وأخرجه ابن حبان (264) من طريق كتبة بن عبد الله اليحمدي، عن ابن المبارك، عن محمد بن سوقة، به، بنحوه. وعتبة بن عبد اللُه اليحمدي صدوق.
وأخرجه مختصراً الحميدي (688) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الدارمي 1/93 عن محمد بن أحمد بن أبي خلف البغدادي، عن سفيان بن عيينة أيضاً، عن محمد بن سوقة، به. لكن بلفظ: حدث عبيد بنُ عمير عبدَالله بنَ عمر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مثلُ المنافق مثل الشاة بين الربضين، أو بين الغنمين"، فقال ابن عمر: لا، إنما قال كذا وكذا، وكان ابن عمر إذا سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يزد فيه ولم ينقص.
وأخرجه مختصراً البيهقي في "الشعب" (8437) عن أبي طاهر، وهو محمد بن محمد بن محمش الفقيه، عن أبي حامد بن بلال، وهو أحمد بن محمد بن يحيى الخشاب، عن محمد بن إسماعيل الأحمسي، عن أبي معاوية، عن محمد بن سوقة، به، بذكر حديث ابن عمر، دون حديث عبيد بن عمير.
قلنا: وفي هذه الرواية قلب، فقد نُسب فيها لفظُ ابنِ عمر إلى عبيد بن عمير،=(9/383)
5547 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْبَيْتِ " وَسَيَأْتِي (1) مَنْ يَنْهَاكُمْ عَنْهُ، فَتَسْمَعُونَ مِنْهُ، قَالَ: يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ - قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ جَالِسًا قَرِيبًا مِنْهُ (2)
__________
=وبالعكس، فابن عمر هو القائل: "بين الغنمين" كما جاء في الرواية الصحيحة عنه برقم (5079) ، وكما سيأتي برقم (5790) و (6298) .
قال السندي: إذ قال عبيد بن عمير: مثل المنافق كمثل الشاة بين الغنمين، الخ: قد سبق عكس هذا، وهو أنه قال عبيد بن عمير: بين الربيضين، فرد عليه عبد الله بقوله: بين الغنمين. والظاهر أن أحدهما سهو من الرواة، والله تعالى أعلم.
وأخرجه بلفظ آخر أبو الشيخ في "الأمثال" (321) من طريق أحمد بن بديل، عن أبي معاوية، عن محمد بن سوقة، به. ولفظه: "مثل المنافق مثل الشاة بين الرعيتين" دون ذكر حديث عبيد بن عمير. وأحمد بن بديل فيه ضعف.
والقصة سلفت بإسنادين ضعيفين (4872) و (5359) . وستأتي بإسناد ضعيف أيضاً برقم (5610) ، فهي بمجموع هذه الطرق حسنة لغيرها.
قوله: لم يقصر، قال السندي: من التقصير، أو من القصر.
دونه: أي قدامه، وقبل الوصول إليه، أي: يبالغ ويجتهد في الوصول إليه حتى يصل، ولا يترك الاجتهاد قبل ذلك.
أو يعدوه: الظاهر حذف الواو لكونه معطوفاً على المجزوم، أي: ولم يجاوزه بالزيادة عليه، بل يقتصر على ذلك المقدار، والله تعالى أعلم.
(1) في هامش (س) و (ص) : وستأتون. خ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك - وهو ابن الوليد الحنفي - فمن رجال مسلم.
وقد سلف برقم (5053) ، وانظر (4464) .(9/384)
5548 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَأَبُو سَعِيدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَزَعِ " قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: " وَهُوَ الرُّقْعَةُ (1) فِي الرَّأْسِ " (2)
5549 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (3) الْأَهْوَازِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْمَغْرِبِ وِتْرُ صَلَاةِ النَّهَارِ، فَأَوْتِرُوا صَلَاةَ اللَّيْلِ، وَصَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَالْوَتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (4)
__________
(1) في (ص) وهامش (س) و (ق) و (ظ1) : القزعة. خ.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن المثنى، وهو ابن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري، فمن رجال البخاري، وأبو سعيد: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، روى له البخاري متابعة، وهو ثقة، وقد توبع.
وأخرجه البخاري (5921) ، والبيهقي في "الشعب" (6479) ، والبغوي في "شرح السنة" (3185) من طريقين، عن عبد الله بن المثنى، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (5356) ، وانظر (4473) ، وسيكرر برقم (6420) .
(3) "بن إبراهيم"ليس في (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(4) صحيح دون قوله: "صلاة المغرب وتر صلاة النهار فأوتروا صلاة الليل"، فقد سلف الحديث عنه في الرواية (4847) بأنه رواه عدة موقوفاً، وهذا الإسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير هارون بن إبراهيم الأهوازي، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.=(9/385)
5550 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ فِي الرَّأْسِ " (1)
5551 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ضَعُوا لَهُ وِسَادَةً، فَقَالَ: (2) إِنَّمَا جِئْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا مَنْ طَاعَةِ اللهِ، (3) فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ مَفَارِقٌ لِلْجَمَاعَةِ، فَإِنَّهُ يَمُوتُ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " (4)
__________
= وقوله:"صلاة المغرب وتر النهار فأوتروا صلاة الليل": أخرجه الطبراني في "الصغير" (1081) من طريق عباد بن صهيب، عن هارون بن إبراهيم الأهوازي، به.
وقد سلف برقم (4847) .
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"صلاة الليل مثنى مثنى": سلف برقم (4492) .
وقوله:"والوتر ركعة من آخر الليل": سلف برقم (5016) .
وسيكرر (6421) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (5356) سنداً ومتناً.
(2) في (س) : فقال ابن عمر.
(3) لفظ الجلالة ثم يرد في طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، هشام بن سعد روى له مسلم، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الملك: هو ابن عمرو أبو=(9/386)
5552 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ قَيْسٍ الْمَأْرِبِيُّ، (1) حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ شَرَاحِيلَ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقُلْنَا مَا (2) صَلَاةُ الْمُسَافِرِ؟ فَقَالَ: رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، إِلَّا صَلَاةَ الْمَغْرِبِ ثَلَاثًا، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ كُنَّا بِذِي
__________
= عامر العقدي.
وأخرجه مسلم (1851) ، وأبو عوانة 4/470 من طرق، عن هشام بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه دون القصة أبو عوانة 4/470 -471 من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن زيد بن أسلم، به.
وسيأتي برقم (6423) ، وانظر (5386) .
وعبد الله بن مطيع: هو عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة العدوي القرشي، ولد في حياة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجاء به أبوه إليه، فحنكه بتمرة وسماه عبد الله، ودعا له بالبركة، وكان من رجال قريش شجاعة ونجدةً وجلداً، وكان يوم الحرة سنة 63 هـ قائد قريش، كما كان عبد الله بن حنظلة قائد الأنصار، إذ خرج أهل المدينة لقتال مسلم بن عقبة المري الذي بعثه يزيد لقتال أهل المدينة، وأخذهم بالبيعة له، فلما ظفر أهل الشام بأهل المدينة انهزم ابن مطيع، ولحق بابن الزبير بمكة، وشهد معه الحصر الأول، وبقي معه إلى أن حصر الحجاجُ ابنَ الزبير سنة 73 هـ، فقاتل ابن مطيع يومئذ وهو يقول:
أنا الذي فَرَرْتُ يومَ الحرهْ.... والحرُّ لا يفر إلا مرهْ.
ياحبذا الكَرةُ بعد الفرهْ.... لأجزين فرةً بكرهْ وقتل في تلك الأيام.
(1) في النسخ الخطية و (م) : المازني، وهو تصحيف. انظر"توضيح المشتبه".
(2) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) : أما.(9/387)
الْمَجَازِ قَالَ: وَمَا ذُو الْمَجَازِ؟ قُلْتُ: مَكَانًا نَجْتَمِعُ فِيهِ، وَنَبِيعُ فِيهِ، وَنَمْكُثُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، أَوْ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، قَالَ: يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ، كُنْتُ بِأَذْرَبِيجَانَ لَا أَدْرِي قَالَ: أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ أَوْ شَهْرَيْنِ، فَرَأَيْتُهُمْ يُصَلُّونَهَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، " وَرَأَيْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُصْبَ عَيْنِي (1) يُصَلِّيهِمَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ " ثُمَّ نَزَعَ (2) هَذِهِ الْآيَةَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةِ (3)
__________
(1) في هامش (س) و (ق) و (ظ1) : بَصُرَ عيني. خ.
(2) في هامش (س) : قرأ.
(3) إسناده حسن، ثمامة بن شراحيل روى عنه ثلاثة، وخرج له أبو داود والترمذي والنسائي، قال الدارقطني: لا بأس به، شيخ مُقِل، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين 4/98، ثم ذكره في ثقات تبع أتباع التابعين 8/157 لروايته عن سمي بن قيس - وهو في طبقة أتباع التابعين -! ومحمد بن بكر - وهو البرساني - ثقة من رجال الشيخين، ويحيى بن قيس المأربي - وهو السبئي اليمني -، ثقة روى له أبو داود والترمذي والنسائي. وسيأتي مكرراً برقم (6424) ، وانظر ما سلف برقم (4704) .
وأخرج عبد الرزاق (4339) عن عبد الله بن عمر، عن نافع: أن ابن عمر أقام بأذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة، قال: وكان يقول: إذا أزمعتَ إقامة فأتم.
وعبد الله بن عمر العمري شيخ عبد الرزاق ضعيف.
وأخرج البيهقي 3/152 من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه قال: أرتحج علينا الثلج ونحن بأذربيجان ستة أشهر في غزاةٍ، قال ابن عمر: وكنا نصلي ركعتين. وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في " الدراية"1/212.(9/388)
5553 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، سَمِعْتُ سالِمًا يَقُولُ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُهُ عِنْدَ الْكَعْبَةِ مِمَّا يَلِي الْمَقَامَ، رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الرَّأْسِ، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى رَجُلَيْنِ، يَسْكُبُ رَأْسُهُ أَوْ يَقْطُرُ، فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، أَوِ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ، لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ، قَالَ: ثُمَّ رَأَيْتُ وَرَاءَهُ رَجُلًا أَحْمَرَ جَعْدَ الرَّأْسِ أَعْوَرَ عَيْنِ الْيُمْنَى، أَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ مِنْهُ ابْنُ قَطَنٍ، فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ " (1)
5554 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أُتِيتُ وَأَنَا نَائِمٌ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى جَعَلَ اللَّبَنُ يَخْرُجُ مِنْ أَظْفَارِي، ثُمَّ نَاوَلْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا أَوَّلْتَهُ، قَالَ: " الْعِلْمُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4743) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن حازم، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وهو في "فضائل الصحابة" (320) للمصنف.
وأخرجه ابن سعد 2/335، والدارمي 2/128، والبخاري (3681) =(9/389)
5555 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ أَبِيعُ الْإِبِلَ بِالْبَقِيعِ فَأَبِيعُ بِالدَّنَانِيرِ وَآخُذُ الدَّرَاهِمَ، وَأَبِيعُ بِالدَّرَاهِمِ وَآخُذُ الدَّنَانِيرَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ حُجْرَتَهُ، فَأَخَذْتُ بِثَوْبِهِ فَسَأَلْتُهُ؟ فَقَالَ: " إِذَا أَخَذْتَ وَاحِدًا مِنْهُمَا بِالْآخَرِ فَلَا يُفَارِقَنَّكَ، وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ بَيْعٌ " (1)
5556 - حَدَّثَنَا (2) يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنْ صَلَاةِ
__________
= و (7006) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1255) من طريق ابن المبارك، ومسلم (2391) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفهَ والتاريخ"1/456، وابن حبان (6878) ، والبيهقي 7/49 من طريق ابن وهب، وعبد الله بن أحمد في زوائد "الفضائل" (365) من طريق أبي ضمرة، ثلاثتهم عن يونس بن يزيد، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم (1256) ، والنسائي في "الكبرى" (8123) من طريق بقية بن الوليد، عن الزبيدي، عن الزهري، به.
وأخرجه بنحوه الخطيب في "تاريخ بغداد"10/231 من طريق الحسن بن عرفة، عن عبد الرحمن بن عبد الله العمري، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر.
وسيأتي برقم (5868) و (6142) و (6344) و (6426) من طريق حمزة بن عبد الله، عن ابن عمر، وبرقم (6143) و (6343) من طريق سالم، عن ابن عمر.
(1) إسناده ضعيف، لتفرد سماك - وهو ابن حرب - برفعه، كما سلف بسطه في الرواية (4883) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وقد سلف مختصراً برفم (4883) ، وسيكرر برفم (6427) .
(2) عند هذا الحديث ينتهي السقط في (ظ14) .(9/390)
الظُّهْرِ "، فَرَأَى أَصْحَابُهُ أَنَّهُ قَدْ قَرَأَ تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، قَالَ: " وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَبِي مِجْلَزٍ " (1)
5557 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن سليمان بن طرخان التيمي قد صرح في آخر الحديث بأنه لم يسمعه من أبي مجلز: لاحق بن حميد، فهو منقطع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/22، وأبو داود (807) ، والطحاوي 1/207-208، والبيهقي 2/322 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، ولم يذكر عند أبي داود التصريح بأن سليمان لم يسمعه من أبي مجلز.
وأخرجه الحاكم 1/221 من طريق يحيى بن سعيد، عن سليمان التيمي، به.
وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وهو سنة صحيحة غريبة، أن الإمام يسجد فيما يسر بالقراءة مثل سجوده فيما يعلن، ووافقه الذهبي على تصحيحه، ولم يذكر في روايته تصريح سليمان التيمي بأنه لم يسمعه من أبي مجلز.
وأخرجه أبو داود (807) عن محمد بن عيسى، حدثنا معتمر بن سليمان ويزيد بن هارون وهشيم، عن سليمان التيمي، عن أمية، عن أبي مجلز، عن ابن عمر. وقال بإثره: قال ابن عيسى: لم يذكر أميةَ أحد إلا معتمر. قال الحافظ في ترجمة أمية هذا من"تهذيب التهذيب": قال أبو داود: أمية هذا لا يعرف، ولم يذكره إلا المعتمر. وقال في "التلخيص" 2/10 بعد أن نسب الحديث إلا أبي داود والحاكم: وفيه إمية شيخ لسليمان التيمي، رواه له عن أبي مجلز، وهولايعرف، قاله أبو داود في رواية الرملي عنه. وقال الذهبي في "الميزان": أمية عن أبي مجلز لاحق لا يدرى من ذا، وعنه سليمان التيمي، والصواب إسقاطه من بينهما.=(9/391)
وَوَجْهُهُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ تَطَوُّعًا " (1)
5558 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،
__________
= وأخرجه البيهقي 2/322 من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن مية، عن أبي مجلز، به. وقال عقبه: كذا قال: مية، وقال غيره: أمية.
وأخرجه عبد الرزاق (2678) عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي مجلز أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره مرسلاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/22 عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: بلغني عن أبي مجلز أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره مرسلًا أيضاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/22-23 من طريق أبي حكيمة، عن ابن عمر موقوفًا.
وللحديث شاهد لا يفرح به من حديث البراء بن عازب عند أبي يعلى (1671) ، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"2/116، وقال: وفيه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، وهو منكر الحديث.
وشاهد ثان مرسل من حديث أبي العالية عند عبد الرزاق (2677) ، وابن أبي شيبة 1/3560 ولفظه: كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رمقوه في الظهر، فحزروا قراءته في الركعة الأولى من الظهر بتنزيل السجدة. وهو على إرساله ضعيف الإسناد، ففي إسناده زيد العمي، وهو ضعيف.
قال ابن قدامة المقدسي في "المغني"2/371: قال بعض أصحابنا: يكره للإمام قراعة السجدة في صلاة لا يجهر فيها، وإن قرأ لم يسجد، وهو قول أبي حنيفة، لأن فيها إيهاما على المأموم، ولم يكرهه الشافعي، لأن ابن عمر روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سجد في الظهر، ثم قام فركع، فرأى أصحابه أنه قرأ سورة السجدة، رواه أبو داود. واتباع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولى، وإذا سجد الإمام سجد المأموم معه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (4520) .(9/392)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَسْلَمَ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ الثَّقَفِيُّ وَتَحْتَهُ عَشَرُ نِسْوَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَسْلَمْنَ مَعَهُ " فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْتَارَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا " (1)
5559 - حَدَّثَنَا (2) يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ أَبِيعُ الْإِبِلَ بِالْبَقِيعِ، فَأَبِيعُ بِالدَّنَانِيرِ وَآخُذُ مَكَانَهَا الْوَرِقَ، وَأَبِيعُ بِالْوَرِقِ فَآخُذُ مَكَانَهَا الدَّنَانِيرَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتُهُ خَارِجًا مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " لَا بَأْسَ بِهِ بِالْقِيمَةِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن معمراً أخطأ فيه كما سلف بيانه بالرواية رقم (4609) . ويزيد بن هارون سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط.
وأخرجه الطحاوي 3/254، والحاكم 2/192 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1128) ، والدارقطني 3/270، والحاكم 2/192، والبيهقي 7/149 و182 من طرق، عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وقد سلف برقم (4609) .
(2) سقط هذا الحديث من (ظ1) .
(3) إسناده ضعيف، لتفرد سماك برفعه، كما سلف بسطه في الرواية (4883) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الترمذي (1242) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر.=(9/393)
5560 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَا أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ الْمِنْبَرِ: " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَلَيُكْتَبُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ " (1)
__________
= وروى داود بن أبي هند هذا الحديث عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، موقوفاً.
وقد سلف نحوه برقم (3 كه 4) . وانظر (5555) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد سلف برقم (2132) بإسناده ومتنه، فانظر تمام تخريجه والكلام عليه هناك.
ونزيد على تخريجه عند الحديث رقم (2132) : أن أبا يعلى أخرجه في "مسنده" (5742) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1952) عن هشام الدستوائي، به.
ونزيد على تخريجه عند الحديث رقم (2290) : أن الطحاوي أخرجه في "شرح مشكل الآثار" (3186) و (3186 م) ، والبيهقي في "السنن" 3/171-172 من طريق أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحضرمي بن لاحق، عن الحكم بن ميناء، به. لكن ثم يذكر فيه البيهقي أبا سلام!
وأخرجه أبو يعلى (5766) من طريق أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد، [عن] أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، به. وإسناده فيه خطأ يصحح من غيره من المصادر التي خرجت الحديث.
وأخرجه الدارمي 1/369، والطحاوي (3187) ، والطبراني في "الأوسط" (408) ، والبيهقي 3/171 من طريق معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، عن ابن عمر وأبي هريرة.
وأخرجه أبو يعلى (5765) من طريق ابن علية، عن أيوب السختياني، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد، عن ابن عمر وابن عباس.(9/394)
5561 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُخْدَعُ فِي الْبَيْعِ، قَالَ: " قُلْ: لَا خِلَابَةَ " (1)
5562 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَنَابٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا صَاحِبُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ بِأَحَقَّ مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُنَا بِأَخَرَةٍ الْآنَ وَلَلدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ أَحَبُّ إِلَى أَحَدِنَا مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ " (2)
وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَئِنْ أَنْتُمُ اتَّبَعْتُمْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (1881) ، وأخرجه البيهقي 5/273 من طريق أبي عامر العقدي، كلاهما (الطيالسي والعقدي) عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (5036) .
(2) إسناده ضعيف لضعف أبي جناب. يحيى بن أبي حية - وهو الكلبي -، وشهر بن حوشب - وهو الأشعري الشامي -، كثير الأوهام.
وهذا الرقم يضم أربعة أحاديث، تابعنا في ترقيمها الشيخ أحمد شاكر.
وهذا الأثر لم نجده في مكانٍ آخر.
قوله: لقد رأيتنا وما صاحب الدينار والدرهم بأحق، قال السندي: أي: بالمحبة والكرامة.
من أخيه المسلم: الذي لم يكن صاحب دينار ودرهم.
بأخرة: بفتحتين، بلا مد، أي: بآخر أمرنا.
الأن: بدل من الجار والمجرور، أي: في هذا الحال.=(9/395)
أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَتَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، لَيُلْزِمَنَّكُمُ اللهُ مَذَلَّةً فِي أَعْنَاقِكُمْ، ثُمَّ لَا تُنْزَعُ مِنْكُمْ حَتَّى تَرْجِعُونَ (1) إِلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ، وَتَتُوبُونَ إِلَى اللهِ " (2)
وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَتَكُونَنَّ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ إِلَى مُهَاجَرِ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى لَا يَبْقَى فِي الْأَرَضِينَ إِلَّا شِرَارُ أَهْلِهَا، وَتَلْفِظُهُمْ أَرَضُوهُمْ، وَتَقْذَرُهُمْ رُوحُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، تَقِيلُ حَيْثُ يَقِيلُونَ، وَتَبِيتُ حَيْثُ يَبِيتُونَ، وَمَا سَقَطَ مِنْهُمْ فَلَهَا " (3)
وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي
__________
= وللدينار: بفتح اللام، والواو للحال.
أحب: أي فضلاً من صاحبهما، بيان لانقلاب الأحوال بمضي الأوقات.
(1) في (ظ14) : ترجعوا.
(2) إسناده ضعيف لضعف أبي جناب وشهر بن حوشب.
وقد سلف برقم (5007) . وانظر (4825) .
(3) إسناده ضعيف لضعف أبىِ جناب يحيى بن أبي حية الكلبي، وشهر بن حوشب ليس بذاك، وقد اضطرب فيه، فرواه مرة أخرى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، كما سيأتي برقم (6871) .
ولقصة شرار أهل الأرض شاهد من حديث ابن مسعود سلف في مسنده برقم (3735) ، وفُكِرت بقية شواهده هناك، ولفظه: "لا تقم الساعة إلا على شرار الناس".
ولقصة حشر النار شاهدا من حديث أبي هريرة رفعه، قال:" ... ويحشر بقيتَهم (أي: الناس) النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم=(9/396)
قَوْمٌ يُسِيئُونَ الْأَعْمَالَ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ "، قَالَ يَزِيدُ: لَا أَعْلَمُ إِلَّا قَالَ: " يَحْقِرُ أَحَدَكُمْ عَمَلَهُ مِنْ عَمَلِهِمْ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، فَإِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، فَطُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ، وَطُوبَى لِمَنْ قَتَلُوهُ، كُلَّمَا
__________
= حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا". أخرجه البخاري (6522) ، ومسلم (2861) .
وآخر من حديث أبي سريحة حذيفة بن أسيد، سيرد في مسنده 4/7.
قوله:"ليكونن هجرة بعد هجرة"،قال السندي: أي: ستكون هجرة إلى الشام بعد هجرة كانت إلى المدينة.
"مهاجر أبيكم"بضم الميم وفتح الجيم، أي: موضع هاجر إليه وهو الشام.
"في الأرضين"، أي: ما عدا الشام.
"تلفظهم" بكسر الفاء، أي: ترميهم.
"أرضوهم" بفتح الراء: جمع أرض بالواو والنون، كأنها تستنكف عنهم.
"وتقذرهم" بفتح الذال المعجمة: من قذرت الشيء بكسر الذال إذا كرهته.
"روح الرحمن"بضم الراء، أي: ذاته تعالى. وفي رواية أبي داود: وتقذرهم نفس الله، قال الخطابي: أي إن الله تعالى يكره خروجهم إلى الشام ومقَامهم بها، فلا يوفقهم لذلك، فصاروا بالرد وترك القبول في معنى الشيء الذي تقذره نفس الإنسان، فلا يقبله، فهو في معنى: (ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين) [التوبة: 46] .
"وتحشرهم النار"، أي: تحشرهم النار التي تحشر الناس، والمعنى: أن تلك النار تحشر هؤلاء مع من يناسبهم ويماثلهم في الأخلاق، وقيل: المراد نار الفتنة التي هي نتيجة أعمالهم القبيحة، وقيل: المراد نار جهنم، أي: تحشرهم مع من مسخهم الله من الأقوام، فجعلهم قردة وخنازير، أي إنهم في جهنم في طبقة لهؤلاء الممسوخين، ولا يخفى أن هذه الرواية لا توافق هذا الاحتمال، والله تعالى أعلم.(9/397)
طَلَعَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قَطَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ "، فَرَدَّدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ أَكْثَرَ وَأَنَا أَسْمَعُ (1)
5563 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَجَعَ مِنْ أُحُدٍ سَمِعَ نِسَاءَ الْأَنْصَارِ يَبْكِينَ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، فَقَالَ: لَكِنْ حَمْزَةُ لَا بَوَاكِيَ لَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نِسَاءَ الْأَنْصَارِ فَجِئْنَ يَبْكِينَ عَلَى حَمْزَةَ قَالَ: فَانْتَبَهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ فَسَمِعَهُنَّ وَهُنَّ يَبْكِينَ، فَقَالَ: " وَيْحَهُنَّ لَمْ يَزَلْنَ يَبْكِينَ بَعْدُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ مُرُوهُنَّ فَلْيَرْجِعْنَ، وَلَا يَبْكِينَ عَلَى هَالِكٍ بَعْدَ الْيَوْمِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. أبو جناب يحيى بن أبي حية: ضعيف، ومدلس، وشهر بن حوشب: ضعيف.
وأخرجه ابن ماجه (174) عن هشام بن عمار، حدثنا يحيى بن حمزة، حدثنا الأوزاعي، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:"ينشأ نشءٌ يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما خرج قرن قُطِعَ"، قال ابن عمر: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:"كلما خرج قرن قطع "أكثر من عشرين مرة حتى يخرج في عِراضهم الدَّجالُ". وهذا إسناد حسن.
وأخرج البخاري (6932) ، والطبراني في "الكبير" (13349) من طريق محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر، وقد ذكر الحرورية، فقال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية".
وسيأتي نحوه من حديث أبي سعيد الخدري 3/4، فانظره مع مكرراته.
قوله: "لا يجاوز حناجرهم"، قال السندي: بالصعود إلى محل القبول، أو بالنزول إلى القلب حتى ينتفعوا به.
(2) إسناده حسن من أجل أسامة بن زيد - وهو الليثي -، فهو حسن الحديث، =(9/398)
5564 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَوِ ابْنُ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ " حَتَّى عَدَّ الْعَادُّ بِيَدِهِ (1) مِائَةَ مَرَّةٍ (2)
5565 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ قَالَ:
__________
= وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن سعد 3/17، وابن أبي شيبة 3/394 و14/392-393، وابن ماجه (1591) ، وأبو يعلى (3576) و (3610) ، والطحاوي 4/293، والطبراني (2944) ، والحاكم 3/194-195 و197، والبيهقي 4/70 من طرق، عن أسامة بن زيد الليثي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4984) ، وسيأتي برقم (5666) .
ويشهد له حديث أنس بن مالك عند أبي يعلى (3576) و (3610) ، والحاكم 1/381، وإسناده حسن، فهو من رواية أسامة بن زيد الليثي أيضاً.
وحديث ابن عباس عند الطبراني (12096) ، وفيه يحيى بن مطيع الشيباني، قال الهيثمي في "المجمع"6/120-121: لم أعرفه.
(1) في (ظ14) : في يده. وفي هامش (س) : بيديه.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، يونس بن خباب ضُعف، وأبو الفضل أو ابن الفضل مجهول. لكن سلف هذا الحديث برقم (4726) و (5354) من غير هذا الطريق، فهو صحيح.
وأخرجه الطيالسي (1938) ، ومن طريقه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (460) عن شعبة، بهذا الإسناد.(9/399)
قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ - أَرَأَيْتَ حَدِيثَ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ قَاعَدْتُ ابْنَ عُمَرَ قَرِيبًا مِنْ سَنَتَيْنِ أَوْ سَنَةٍ وَنِصْفٍ، فَلَمْ أَسْمَعْهُ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ هَذَا، (1) قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ سَعْدٌ فَذَهَبُوا يَأْكُلُونَ مِنْ لَحْمٍ، فَنَادَتْهُمُ امْرَأَةٌ مِنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ لَحْمُ ضَبٍّ فَأَمْسَكُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُوا أَوِ اطْعَمُوا، فَإِنَّهُ حَلَالٌ - وَإِنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ تَوْبَةُ الَّذِي شَكَّ (2) فِيهِ - وَلَكِنَّهُ لَيْسَ مِنْ طَعَامِي " (3)
__________
(1) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) : غير هذا الحديث.
(2) في (ظ14) : يشك.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبهَ: هو ابن الحجاج، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وقول أبي حاتم في "المراسيل"ص 132: لم يسمع الشعبي من ابن عمر، مدفوع بتصريحه بسماعه منه هذا الحديث. انظر (6213) ، وبروايته عنه عند البخاري (4619) في ذكر أصناف الخمر.
وأخرجه البخاري (7267) ، ومسلم (1944) (42) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/272، ومسلم (1944) (42) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/200، وابن حبان (5264) ، والبيهقي في "السنن"9/323 من طرق، عن شعبة، به.
وقد سلف بنحوه مختصراً برقم (4497) .
قال الحافظ في "الفتح" 13/243: قوله: أرأيت حديثَ الحسن، أي: البصري، والرؤيا هنا بصرية، والاستفهام للإنكار، كان الشعبي ينكر على من يرسل=(9/400)
5566 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، سَمِعْتُ حَكِيمًا الْحَذَّاءَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، سُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ؟ فَقَالَ: " رَكْعَتَيْنِ سُنَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
5567 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ، سَمِعْتُ أَبَا الْخَصِيبِ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا فَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ مَجْلِسِهِ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسْ فِيهِ وَقَعَدَ فِي مَكَانٍ آخَرَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا كَانَ عَلَيْكَ لَوْ
__________
= الأحاديث عن رسول اللُه، وإشارة إلى أن الحامل لفاعل ذلك طلب الإكثار من التحديث عنه، وإلا لكان يكتفي بما سمعه موصولاً، وقال الكرماني: مراد الشعبي أن الحسن مع كونه تابعياً كان يُكثر الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وابن عمر مع كونه صحابياً يحتاط ويقل من ذلك مهما أمكن. قلت: وكأن ابن عمر اتبع رأيَ أبيه في ذلك، فانه كان يحض على قلة التحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لوجهين: أحدهما: خشية الاشتغال عن تعلم القرآن وتفهم معانيه، والثاني: خشيةَ أن يُحدث عنه بما لم يقله، لأنهم لم يكونوا يكتبون، فاذا طال العهدُ لم يؤمن النسيان.
قوله: فنادتهم امرأةٌ من بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هي ميمونة. [وانظر"الفتح" 9/535] .
قوله: ليس من طعامي، أي: ليس مِن المألوف له، فلذلك ترك أكله، لا لكونه حراماً.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل حكيم الحذاء، وقد سلف الكلام عليه برقم (4704) ، وكني هناك بأبي حنظلة، وباقي رجاله ثقات رجال=(9/401)
قَعَدْتَ، فَقَالَ: لَمْ أَكُنْ أَقْعُدُ (1) فِي مَقْعَدِكَ، وَلَا مَقْعَدِ غَيْرِكَ بَعْدَ شَيْءٍ شَهِدْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ (2) مَجْلِسِهِ فَذَهَبَ لِيَجْلِسَ فِيهِ، " فَنَهَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
5568 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نُعْمٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ سَأَلَهُ عَنِ الْمُحْرِمِ يَقْتُلُ الذُّبَابَ؟ - فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَهْلُ الْعِرَاقِ يَسْأَلُونَ عَنِ الذُّبَابِ، وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ بِنْتِ
__________
= الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد.
(1) في (ظ14) : لأقعد.
(2) في (ظ14) وها مش (ص) و (ق) و (ظ1) : عن.
(3) إسناده ضعيف لجهالة حال أبي الخَصِيب وهو زياد بن عبد الرحمن، فلم يؤثر توثيقه إلا عن ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف، ولم يرو عنه سوى عقيل بن طلحة، وبقيةُ رجاله ثقات رجالُ الشيخين غير عقيل بن طلحة وهو السلمي فمن رجال أبي داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه أبو داود (4828) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1950) ، والبيهقي في "السنن"3/233، من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
والصحيح في الباب ما ورد برقم (4659) ، ولفظه:"لا يقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه فيجلس فيه، ولكن تفسحوا وتوسعوا". وذكرنا هناك أحاديث الباب.(9/402)
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُمَا رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا " (1)
5569 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ - يَعْنِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي يعقوب: هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقَوب التميمي البصري، نسب إلى جده هنا، وابن أبي نُعْم - وقد تحرف في الأصول إلى نعيم - اسمه عبد الرحمن البجلي الكوفي، يكنى أبا الحكم.
وأخرجه البخاري (3753) ، وابن حبان (6969) ، والبغوي (3935) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (377) ، والنسائي في "الخصائص" (145) من طريق جرير بن حازم، عن محمد بن أبي يعقوب، به.
وسيأتي برقم (5675) و (5940) و (6406) .
وفي الباب عن أنس عند النسائي في "الكبرى" (8167) .
وعن أبي أيوب الأنصاري عند الطبراني في "الكبير" (3990) .
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/99: أورد ابن عمر هذا متعجباً من حرص أهل العراق على السؤال عن الشيء اليسير، وتفريطهم في الشيء الجليل.
والمراد بالريحان هنا الرزق، قاله ابن التين، وقال الزمخشري في "الفائق": أي هما من رزق الله الذي رزقنيه، يقال: سبحان الله وريحانه، أي: أسبح الله وأسترزقه، ويجوز أن يريد بالريحان المشموم، يقال: حباني بطاقة ريحان، والمعنى: أنهما مما أكرمني الله وحباني به، لأن الأولاد يشمون ويقبلون، فكأنهم من جملة الرياحين.
قوله: قال شعبة: أحسبه سأله عن المحرم يقتل الذباب، قال السندي: وفي "جامع"الترمذي: أن رجلًا من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب، فقال ابن عمر: انظروا إلى هذا يسأل عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: هذا حديث صحيح.(9/403)
الْمُؤَذِّنَ، يُحَدِّثُ عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي الْمُثَنَّى، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " إِنَّمَا كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ - وَقَالَ حَجَّاجٌ: يَعْنِي مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ - وَالْإِقَامَةُ مَرَّةً، غَيْرَ أَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، وَكُنَّا إِذَا سَمِعْنَا الْإِقَامَةَ تَوَضَّأْنَا، ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الصَّلَاةِ " قَالَ شُعْبَةُ: " لَا أَحْفَظُ غَيْرَ هَذَا "، (1)
__________
(1) حديث صحيح وهذا إسناد قوي. أبو جعفر- ويقال: أبو إبراهيم -: هو محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران بن المثنى القرشي الكوفي، قال ابن معين والدارقطني: ليس به بأس، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسلم أبي المثنى - وهو مسلم بن المثنى- فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الحاكم 1/197 من طريق أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (510) ، والدولابي في "الكنى"2/106، وابن خزيمة (374) ، وابن حبان (1674) ، والبغوي (406) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الطيالسي (1923) ، والدارمي 1/270، وأبو داود (511) ، والنسائي في "المجتبى"2/3، وفي "الكبرى" (1593) ، وابن الجارود (164) ، والطحاوي 1/133، وابن حبان (1677) ، والحاكم 1/197، والبيهقي 1/413 من طرق، عن شعبة، به. ووهم الحاكم في تعيين أبي جعفر المدائني، فجزم أنه عمير بن يزيد الخطمي، وتابعه في ذلك الذهبي في "التلخيص"، ورد ذلك الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة"3/ورقة 208، والشيخ أحمد شكر في تعليقه على هذا الحديث من "المسند".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"1/24 من طريق سلم بن قتيبة، قال: حدثنا محمد بن المثنى- وهو أبو جعفر المدائني -، قال: حدثنا جدي، عن ابن عمر يفرد الإقامة.=(9/404)
5570 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ، مُؤَذِّنَ الْعُرْبَانِ فِي مَسْجِدِ بَنِي هِلَالٍ، عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي الْمُثَنَّى، مُؤَذِّنِ مَسْجِدِ الْجَامِعِ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 1/205 من طريق حجاج بن أرطاة، عن أبي المثنى، عن ابن عمر، قال: كان بلال يشفع الاذان ويوتر الإقامة.
وأخرجه أبو عوانة 1/329، والدارقطني 1/239 من طريق نافع، عن ابن عمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/205 من طريق رجل في مسجد الكوفة عن ابن عمر، قال: الأذان مثنى، والإقامة واحدة، قال: كذلك كان أذان بلال.
وأخرج ابن أبي شيبة 1/205 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي المثنى أن ابن عمر كان يأمر المؤذن أن يشفع الأذان ويوتر بالإقامة ليعلم المار الأذان من الإقامة.
وسيأتي الحديث برقم (5570) و (5602) .
وفي الباب عن أنس سيأتي في "المسند" 3/103، وهو متفق عليه.
وعن أبي محذورة سيأتي مطولاً 3/408.
وعن أبي رافع مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ابن ماجه (732) ، والدارقطني 1/241.
وعن سلمة بن الأكوع وعلي بن أبي طالب عند الدارقطني 1/241.
قوله: وكنا إذا سمعنا ... الخ، قال السندي: لعله أراد أن بعضهم كانوا يفعلون ذلك أحياناً لمانع اعتماداً على إدراك الركعة الأولى لتطويل القراءة، لأن عادتهم ذلك، ولا أن كلهم كانوا كذلك، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده قوي، وهو مكرر ما قبله.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/20-21، وفي "الكبرى" (1632) ، والدولابي في "الكنى"2/106 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.(9/405)
5571 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ رَزِينٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّجُلِ تَكُونُ لَهُ الْمَرْأَةُ، ثُمَّ يُطَلِّقُهَا، ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا رَجُلٌ فَيُطَلِّقُهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَتَرْجِعُ إِلَى زَوْجِهَا الْأَوَّلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَتَّى تَذُوقَ الْعُسَيْلَةَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سالم بن رزين، وذكرنا برقم (4776) قول البخاري: ولا تقومُ الحجة بسالم بن رزين، ولا برزين، لأنه لا يُدرى سماعه من سالم، ولا من ابن عمر. قلنا: وقد ذكرنا هناك الاختلاف في اسمه، ثم إن في الإسناد زيادة غير محفوظة كما سيرد في التخريج.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"9/189 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائى في "المجتبى" 6/148 (ظ14) , وفي "الكبرى" (5607) ، وابن ماجه (1933) ، والطبري في "التفسير" (4902) ، والبيهقي في "السنن" 7/375 من طريق محمد بن جعفر، به. وقد تحرف سالم بن رزين في مطبوع النسائي وابن ماجه إلى: سالم بن زرير.
قال ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/507: سمعت أبي يقول: هذه الزيادة التي زاد غندر عن شعبة في الإسنْاد ليس بمحفوظ. (قلنا: يعني زيادة سعيد بن المسيب) ، ثم قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: الثوري أحفظ، وأما الثوري فيروي عن علقمة بن مرثد، وروى وكيع عنه مرة عن رزين بن سليمان، ومرة عن سليمان بن رزين، عن ابن عمر، ورواه أبو أحمد الزبيري، وحسين بن حفص، والفريابي ومحمد بن كثير، عن الثوري، عن علقمة، عن سليمان بن رزين، عن ابن عمر، روى عنه علقمة بن مرثد، سمعت أبي يقول ذلك.=(9/406)
5572 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَرِّ، وَالدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَقَالَ: " انْتَبِذُوا فِي الْأَسْقِيَةِ " (1)
__________
= قلنا: وذكر النسائي والبيهقي أن رواية سفيان أولى بالصواب.
وقد سلفت روايته برقم (4776) .
قال الحافظ في "الفتح"9/467: إنما قال ذلك (يعني النسائي) لأن الثوري أتقن وأحفظ من شعبة، وروايته أولى بالصواب من وجهين: أحدهما: أن شيخ علقمة شيخِهما هو رزين بن سليمان كما قال الثوري، لا سالم بن رزين كما قال شعبة، فقد رواه جماعة عن علقمة كذلك، منهم غيلان بن جامع أحد الثقات. ثانيهما: أن الحديث لو كان عند سعيد بن المسيب، عن ابن عمر مرفوعاً ما نسبه إلى مقالة الناس الذين خالفهم.
قلنا: ذكر الحافظ من قبل عن ابن المنذر أن العلماء أجمعوا على اشتراط الجماع لتحل للأول إلا سعيد بن المسيب، ثم ساق بسنده الصحيح عنه، قال: يقول الناس: لا تحل للأول حتى يجامعها الثانى، وأنا أقول: إذا تزوجها تزويجاً صحيحاً لا يريد بذلك إحلالها للأول، فلا بأس أن يتزوجها الأول ... ثم قال ابن المنذر: وهذا القول لا نعلم أحداً وافقه عليه إلا طائفة من الخوارج، ولعله لم يبلغه الحديث، فأخذ بظاهر القرآن.
قال الحافظ: سياقُ كلامه يشعر بذلك، وفيه دلالة على ضعف الخبر الوارد في ذلك.
قلنا: يعني هذه الرواية.
وقد ذكرنا أحاديث الباب عند الرواية (4776) .
(1) هو مكرر (5030) سنداً ومتناً.(9/407)
5573 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ " طَافَ (1) بِالْبَيْتِ سَبْعًا، ثُمَّ صَلَّى عِنْدَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا مِنَ الْبَابِ الَّذِي يَخْرُجُ إِلَيْهِ، فَطَافَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ " قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: هُوَ سُنَّةٌ (2)
5574 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ يَكَادُ أَنْ يَلْعَنُ الْبَيْدَاءَ وَيَقُولُ: " أَحْرَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَسْجِدِ " (3)
__________
(1) في (ظ14) و (س) : فطاف، وجاء في هامش (س) : طاف، وجاء في (ص) و (ق) و (ظ1) : طاف فطاف.
(2) إسناده صحيح على شرظ الشيخين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/237، وفي "الكبرى" (3958) ، وابن حبان (3809) ،والطبراني (13634) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 2/71، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1255) و (1666) من طريق أبي النضر، والبخاري (1627) ، والطبراني (13634) ، والبيهقي 5/71 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (4641) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وسالم: هو=(9/408)
5575 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنْ يَكُ مِنَ الشُّؤْمِ شَيْءٌ حَقٌّ فَفِي الْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ وَالدَّارِ " (1)
5576 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَطْفِئُوهَا بِالْمَاءِ، أَوْ بَرِّدُوهَا بِالْمَاءِ " (2)
__________
= ابن عبد الله بن عمر.
وسلف برقم (4570) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2225) (117) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2225) (117) من طريق روح بن عبادة، عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (5094) من طريق يزيد بن زريع، عن عمر بن محمد، به.
وقد سلف برقم (4544) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13342) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2209) (80) عن أحمد بن عبد الله بن الحكم، عن محمد بن جعفر، به.
وأخرجه مسلم (2209) (80) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1680، وأبو نعيم في "الحلية" 7/161 من طريق روح بن عبادة، عن شعبة، به.=(9/409)
5577 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنْهُ سَمِعَ أَبَاهُ مُحَمَّدًا، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا زَالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ - أَوْ قَالَ: خَشِيتُ (1) أَنْ يُوَرِّثَهُ - " (2)
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1858) من طريق ابن وهب، عن عمر بن محمد بن زيد العمري، به.
وسيأتي برقم (6183) ، وانظر ما سلف برقم (7419) .
(1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : حسبت. خ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة (206) ، والطبراني في "الكبير" (13343) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" (6015) ، وفي "الأدب" (104) ، ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3487) ، وفي "التفسير"1/425، وأخرجه مسلم (2625) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة"3/ورقة (206) ، والطبراني في "الكبير" (13340) ، والبيهقي 7/27-28 من طريق يزيد بن زريع عن عمر بن محمد بن زيد، به.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 37 من طريق واقد بن محمد بن زيد، عن أبيه محمد بن زيد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13531) من طريق مجاهد عن ابن عمر، به.
وفي الباب عن ابن عمرو، سيأتي برقم (6496) .
وعن أبي هريرة، سيأتي 2/259.
وعن رجل من الأنصار، سيأتي 5/32.=(9/410)
5578 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " وَيْحَكُمْ - أَوْ قَالَ: وَيْلَكُمْ - لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (1)
__________
= وعن أبي أمامة، سيأتي 5/267.
وعن عائشة، سيأتي 6/52.
وعن أنس عند البزار (1899) (زوائد) ، وابن عدي في "الكامل"4/1420 و6/2148.
وعن جابر بن عبد الله عند البزار (1897) .
وعن زيد بن ثابت عند الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 37، والطبراني في "الكبير" (4914) .
قوله:"يوصيني بالجار"، قال السندي: أي: بمراعاته والإحسان إليه.
وقوله: "أنه سيورثه"، قال: أي: سيقول: إن الجار يرث جاره. ولم يرد أنه سيورثه مني حتى يرد أنه خلاف ما يفيده حديث:"نحن معاشر الأنبياء لا نورث ... " الحديث.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/30، ومسلم (66) (120) ، والنسائي 7/126، وابن منده (658) من طريق غندر محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6166) و (6868) و (7077) ، ومسلم (66) (119) ، وأبو داود (4686) ، وأبو عوانة 1/25، وابن حبان (187) ، وابن منده (658) ، والبيهقي في "الدلائل " 6/360 من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه مطولاً البخاري (6785) ، والبيهقي في "السنن " 6/92، وفي=(9/411)
5579 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ مُحَمَّدًا يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا الْخَمْسَ ": {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] (1)
__________
="الشعب" (5320) من طريق عاصم بن محمد، عن واقد بن محمد، به.
وأخرجه البخاري (4403) ، ومسلم (66) ، وابن ماجه (3943) ، وأبو عوانة 1/25-26، وابن منده (659) ، والطبراني في "الكبير" (13336) و (13348) من طريق عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه محمد بن زيد، به. وروايات البخاري والطبراني مطولة.
وأخرجه النسائي 6/126-127 و127 من طريق الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن عمر. وزاد في آخره:"لا يؤخذ الرجل بجناية أبيه، ولا جناية أخيه". لكن اختلف فيه على الأعمش، وذكرنا الاختلاف فيه عند حديث ابن مسعود السالف برقم (3815) .
وأخرجه الطبراني (13121) من طريق سالم بن عبد الله، و (13534) من طريق مجاهد، كلاهما عن ابن عمر.
وسيأتي برقم (5604) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3518) ، وذكرنا عنده أحاديث أخرى في الباب، ونزيد عليها هنا حديث أبي الغادية الجهني، وسيأتي 4/76.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13344) من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4778) ، والطبري في "التفسير" 21/88 من طريق ابن=(9/412)
5580 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ مَرَّ بِرَجُلٍ قَدْ أَنَاخَ مَطِيَّتَهُ (1) وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَنْحَرَهَا، فَقَالَ: " قِيَامًا مُقَيَّدَةً سُنَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
5581 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ، مَا أَعْلَمُ مَا سَرَى (3) رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ " (4)
5582 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ طَارِقٍ أَبُو قُرَّةَ الزَّبِيدِيُّ، - مِنْ أَهْلِ زَبِيدٍ مِنْ
__________
= وهب، عن عمر بن محمد، به.
وقد سلف برقم (4766) .
(1) في (ظ14) وهامش كل من (س) و (ق) و (ظ1) : بدنته.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ويونس بن عبيد: هو ابن دينار العبدي، وزياد بن جبير: هو ابن حية الثقفي.
وأخرجه الطيالسي (1920) عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4459) .
(3) في (ظ14) و (ظ1) و (ق) : سار.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم: هو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر.
وأخرجه الحميدي (661) ، والترمذي (1673) ، والنسائي في "الكبرى" (8851) ، والبغوي في "شرح السنة" (2674) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4748) .(9/413)
أَهْلِ الْحُصَيْبِ (1) بِالْيَمَنِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَبِي: " وَكَانَ قَاضِيًا (2) لَهُمْ " - عَنْ مُوسَى يَعْنِي ابْنَ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " حَرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ، وَقَطَّعَ " (3)
5583 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ كَانَ يَجْعَلُ فَصَّ خَاتَمِهِ مِمَّا يَلِي بَطْنَ كَفِّهِ " (4)
__________
(1) تصحف في (م) والنسخ الخطية إلى الخصيب، بخاء معجمة، وهو بحاء مهملة مصغراً، قيده كذلك ياقوت في "معجم البلدان".
(2) في (س) و (ص) : قاصاً، وهو تحريف، وقد ذكر أنه كان قاضياً بزبيد المزي في "تهذيب الكمال"، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 9/346.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن طارق، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وقد سلف برقم (4532) .
(4) إسناده صحيح، محمد بن يزيد الواسطي الكلاعي: ثقة، روى له أصحاب السنن غير ابن ماجه، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري استشهد به البخاري في "الصحيح"، وروى له في كتاب "رفع اليدين"وغيره، وروى له مسلم وأصحابُ السنن الأربعة، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين ويعقوب بن سفيان، ويحيى القطان في رواية، وابن حبان، وابن سعد، والذهبي، وقال النسائي وابن عدي: لا بأس به، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وذكر يحيى بن سعيد القطان أن سفيان الثوري كان يُضعفه من أجل القدر، وأيضا كان يتكلم فيه من أجل أنه خرج مع محمد بن=(9/414)
5584 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ، ومَجُوسُ (1) أُمَّتِي الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ، إِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ " (2)
__________
=عبد الله بن حسن العلوي على المنصور، قلنا: يس ذا بعلة قادحة بقول صاحب "التقريب ": صدوق رمي بالقدر، ربما وهم فيه ما فيه وقد سلف برقم (4907) و (4677) .
(1) في هامش (س) و (ص) : إن لكل أمة مجوساً. خ.
(2) إسناده ضعيف. عمر بن عبد الله مولى غفرة ضعفه ابن معين، وقال: لم يسمع من أحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال أحمد: أكثر أحاديثه مراسيل، وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار، ويروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، لا يحتج به.
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (227) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (339) من طريق أنس بن عياض، به.
وأخرجه أبو داود (4691) ، والحاكم 1/85، والبيهقي 10/203، من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه أبي حازم سلمة بن دينار، عن ابن عمر. قال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 7/58: هذا منقطع، أبو حازم سلمة بن دينار لم يسمع من ابن عمر، وقد روي هذا الحديث من طرق، عن ابن عمر ليس فيها شيء يثبت.
قلنا: وقد رواه زكريا بن منظور، عن أبي حازم، عن نافع، عن ابن عمر، فأدخل نافعاً بين أبي حازم وابن عمر: أخرجه الآجري في " الشريعة"ص 190، واللالكائي (1150) ، وابن الجوزي (225) ، لكن زكريا بن منظور ضعيف، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً، يروي عن أبي حازم ما لا أصل له=(9/415)
5585 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ (1) إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّ مَعَهُ الْقَرِينَ " (2)
__________
= من حديثه.
قال الدارقطني في "العلل"4/98: ورواه الثوري وابن وهب، عن عمر بن محمد، عن نافع، عن ابن عمر، موقوفا، ثم قال: والصحيح الموقوف عن ابن عمر.
وأخرجه أحمد في "المسند" 5/406-407، وابن أبي عاصم (329) من طريق عمر مولى غفرة، عن رجل من الأنصار، عن حذيفة. قلنا: الرجل من الأنصار مجهول، وعمر مولى غفرة ضعيف، وقد اضطرب في إسناده، فرواه كذلك، وجعله من مسند حذيفة، ورواه عن ابن عمر كما في حديثنا، ورواه عن نافع عن ابن عمر كما سيأتي (6077) .
وفي الباب عن أنس عند العقيلي في "الضعفاء" 3/98، وفي سنده عبد الوارث بن غالب العنبري، قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وخبره منكر.
وعن جابر بن عبد الله عند ابن ماجه (92) ، وابن أبي عاصم (328) ، والأجري في "الشريعة" ص 190-191، وإسناده ضعيف، فيه محمد بن المصفى الحمصي، وبقية بن الوليد، وهما يدلسان تدليس التسوية، وفيه كذلك عنعنة ابن جريج وأبي الزبير.
(1) قوله:"محمد بن": سقط من (ق) و (م) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله رجال الصحيح، وفي الضحاك كلام ينزله عن رتبة الصحة، ولذا قال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13573) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (506) ، وابن ماجه (955) ، وأبو عوانة 2/43، والطحاوي 1/461، وابن حبان (2370) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، به.=(9/416)
5586 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ مَاتَ فَأَرَادُوا أَنْ يُخْرِجُوهُ مِنَ اللَّيْلِ لِكَثْرَةِ الزِّحَامِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ أَخَّرْتُمُوهُ إِلَى أَنْ تُصْبِحُوا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بِقَرْنِ شَيْطَانٍ " (1)
__________
= وجاء في رواية عند ابن ماجه:"فإن معه العزى".
وأخرجه مسلم (506) ، وابن خزيمة (800) و (820) ، وابن حبان (2362) و (2369) ، والحاكم 1/251، والبيهقي 2/268 من طريق أبي بكر الحنفي، عن الضحاك بن عثمان، به. وزادوا جميعاً إلا مسلماً: "لا تصلوا إلا إلى سترة"، وفي رواية ابن حبان (2369) :"فإنما هو شيطان"، بدل قوله:"فإن معه القرين".
واستدركه الحاكم فوهم، وقال: هذا حديث على شرط مسلم، ولم يخرجاه !! ووافقه الذهبي!
وفي الباب عن أبي سعيد، سيرد 3/43- 44، وهو صحيح.
قوله: "فليقاتله"، قال السندي: أي: فليدفعه أشد الدفع، وأما القتال حقيقة فلم يجوره الجمهور.
وقوله:"فإن معه القرين"، قال: أي: الشيطان الحامل له على هذا الفعل، أي: فينبغي أن لا يمكنه منه.
(1) حديث صحيح، حفص بن عبيد الله وهو ابن أنس بن مالك، روى له الشيخان. وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن أبا حاتم لا يثبت له السماع إلا من جده أنس بن مالك، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هُشيم: هو ابن بشير.
وسيار: هو أبو الحكم العنزي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" المطبوع خطأً باسم "التاريخ الصغير" مختصراً 1/190 من طريق هشيم بن بشير، به.=(9/417)
5587 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ مِنْ مَنْزِلهِ، فَمَرَرْنَا بِفِتْيَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ نَصَبُوا (1) طَيْرًا يَرْمُونَهُ، وَقَدْ جَعَلُوا لِصَاحِبِ الطَّيْرِ كُلَّ خَاطِئَةٍ مِنْ
__________
= وقد ثبت عن ابن عمر كراهية الصلاة على الجنازة قبل ارتفاع الشمس.
أخرجه مالك في "الموطأ"1/229 عن محمد بن أبي حرملة: سمعت عبد الله بن عمر يقول لأهلها (أي للجنازة) إما أن تصلوا على جنازتكم الأن، وإما أن تتركوها حتى ترتفع الشمس.
وروى ابن أبي شيبة 3/287 من طريق ميمون بن مهران، قال: كان ابن عمر يكره الصلاة على الجنازة إذا طلعت الشمس، وحين تغرب.
وعلق البخاري في باب سنة الصلاة على الجنائز، قال: وكان ابن عمر لا يصلي إلا طاهراً، ولا يصلي عند طلوع الشمس ولا غروبها.
قال الحافظ في "الفتح"3/190: وصله سعيد بن منصور من طريق أيوب، عن نافع، قال: كان ابن عمر: إذا سئل عن الجنازة بعد صلاة الصبح، وبعد صلاة العصر، يقول: ما صلينا لوقتهما.
قال الحافظ: ومقتضاه أنهما إذا أخرنا إلى وقت الكراهة عنده لا يصلي عليها حينئذ.
قلنا: وقد سلف برقم (4612) : "لا تنحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطان".
قوله:"فأرادوا أن يخرجوه من الليل"، قال السندي: لعل المراد بالليل بقية آثاره التي تكون قبل طلوع الشمس، فخاف ابن عمر أن تكون الصلاة عند طلوعها، فأراد منهم التأخير خوفاً من ذلك.
"إن أخرتموه إلى أن تصبحوا"، أي: لكان أولى وأحسن.
(1) في (ظ14) : قد نصبوا.(9/418)
نَبْلِهِمْ. قَالَ: فَلَمَّا رَأَوْا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ لَعَنَ اللهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا، " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ مَنِ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا " (1)
5588 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُضَمِّرُ الْخَيْلَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس.
وأخرجه الطيالسي (1872) ، ومسلم (1958) ، والنسائي 7/238، وأبو يعلى (5652) ، وأبو عوانة 5/196، والبيهقي 9/334، والبغوي (2786) ، من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1872) ، والبخاري (5515) ، ومسلم (1958) ، وأبو عوانة 5/195، من طريق أبي عانة، عن أبي بشر، به.
وانظر ما سلف برقم (4622) .
(2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف ابن أبي ليلى، واسمه محمد بن عبد الرحمن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير بن القاسم السلمي.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"2/144 من طريق عنبسة بن أبي حفص الأصبهاني، عن ابن أبي ليلى، به. وفيه زيادة: إن العبد لينال بحسن الخلق منزلة الصائم نهاره، القائم ليله.
وأخرجه بنحوه أبو داود (2576) عن مُسَدَد بن مُسَرْهَدٍ، والدارقطني 4/299 من طريق أحمد بن عببد العنبري، كلاهما عن المعتمر بن سليمان التيمي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به. ولفظه عند أبي داود: أن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يُضمر الخيل يُسابق بها.
وأخرجه بنحوه الدارقطني 4/299 من طريق سليمان بن أخضر، عن عبيد الله بن=(9/419)
5589 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ: " نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ "، قَالَتْ: إِنَّهَا (1) حَائِضٌ، قَالَ: " إِنَّهَا لَيْسَتْ فِي كَفِّكِ (2) " (3)
5590 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصَلِّي فِي السَّفَرِ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يَتَهَجَّدُ مِنَ اللَّيْلِ " (4)
__________
= عمر، عن نافع، به.
وانظر (4487) .
(1) في هامش (س) و (ق) و (ظ1) : إني. خ.
(2) في هامش (س) و (ص) : يدك. خ.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فيه ابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن - سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/360 عن ابن نمير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر موقوفاً: أنه كان يقول لجاريته ... فذكره.
وأخرج أيضاً 2/360 عن أبي أسامة، عن هشام، عن الحسن، قال: سثل ابن عمر عن الحائض تناول الطهور أو الشيء من المسجد، فقال: إن حيضتها ليست في يدها.
وانظر ما سلف برقم (5382) .
(4) من قوله: قال: وكان ابن عمر لا يصلي في السفر ... إلى هنا سقط من=(9/420)
قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يُصَلِّي فِي السَّفَرِ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يَتَهَجَّدُ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ جَابِرٌ: فَقُلْتُ لِسَالِمٍ: كَانَا يُوتِرَانِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1)
5591 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا فِي سَرِيَّةٍ فَفَرَرْنَا، فَأَرَدْنَا أَنْ نَرْكَبَ الْبَحْرَ، ثُمَّ أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَحْنُ الْفَرَّارُونَ، فَقَالَ: " لَا، بَلْ أَنْتُمْ أَوْ أَنْتُمُ الْعَكَّارُونَ " (2)
5592 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّذْرِ وَقَالَ: " إِنَّهُ
__________
= (م) و (ص) و (ظ1) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي -، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه عبد بن حميد (736) ، وابن ماجه (1193) من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه موقوفاً على ابن عمر مالك في "الموطأ"1/150، والشافعي في "المسند"1/189 (ترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (4445) و (4447) ، وابن أبي شيبة 1/380، والبيهقي في "السنن"3/158 من طريق نافع، عنه.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (4446) من طريق عبد الله بن دينار وابن أبي شيبة 1/380 من طريق مجاهد، كلاهما عن ابن عمر. وانظر ما سلف برقم (4675) .
(2) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد - وهو مولى الهاشميين -. ابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.=(9/421)
لَا يَأْتِي بِخَيْرٍ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ " (1)
5593 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَقُمْتُ وَتَرَكْتُ رَجُلًا عِنْدَهُ مِنْ كِنْدَةَ، فَأَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: فَجَاءَ الْكِنْدِيُّ فَزِعًا فَقَالَ: جَاءَ ابْنَ عُمَرَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَحْلِفُ بِالْكَعْبَةِ، فَقَالَ: لَا، وَلَكِنِ احْلِفْ بِرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَإِنَّ عُمَرَ كَانَ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= وقد سلف برقم (5384) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة (الجزء الذي نشره العمروي) ص 24، ومسلم (1639) (4) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4743) ، وفي "المجتبى" 7/15-16 من طريق خالد بن الحارث، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (842) عن علي بن الجعد، كلاهما عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (5275) .
قوله:"عن النذر"، قال السندي: أي. يظن أنه يفيد في حصول المطلوب والخلاص من المكروه.
"بخير": يعلق النذر عليه.
"من البخيل ": الذي لا يأتي بهذه الطاعة إلا في مقابلة شفاء مريض ونحوه، مما علق النذر عليه، وقال الخطابي: نهى عن النذر تأكيداً لأمره وتحذيراً للتهاون به بعد إيجابه، وليس النهي لإفادة أنه معصية، وإلا لما وجب الوفاء به بعد كونه معصية، والله تعالى أعلم.(9/422)
لَا تَحْلِفْ بِأَبِيكَ، فَإِنَّهُ مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ " (1)
5594 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ مُوسَى بْنِ طَارِقٍ قَالَ: قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: وَقَالَ نَافِعٌ: كَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا صَدَرَ مِنَ الْحَجِّ أَوِ الْعُمْرَةِ (2) أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ، الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ، وَأَنَّ عَبْدَ اللهِ حَدَّثَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَرِّسُ بِهَا حَتَّى يُصَلِّيَ صَلَاةَ الصُّبْحِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة الرجل الكندي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سلف الكلام على الحديث برقم (4904) .
وأخرجه البيهقي 10/29 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1896) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (830) من طريق شعبة، به.
وأخرجه الطحاوي (831) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، به.
وسيتكرر برقم (6073) .
(2) في (ظ14) : والعمرة.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن طارق فمن رجال النسائي، وهو ثقة، ثم هو متابع.
قال حمزة السهمي في "سؤالاته للدارقطني "ص هـ 27: أبو قُرة لا يقول: أخبرنا أبداً، يقول: ذكر فلان، أيش العلةُ فيه؟ فقال: هو سماع له كله، وقد كان أصابَ كُتبَه آفة، فتورع فيه، فكان يقول: ذكر فلان.
وأخرجه بنحوه البخاري (484) و (1767) ، ومسلم (1257) (432) =(9/423)
5595 - قَالَ مُوسَى: وَأَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى فِي مُعَرَّسِهِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ فِي بَطْحَاءَ مُبَارَكَةٍ " (1)
5596 - قَالَ: وَقَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عِنْدَ الْمَسْجِدِ الصَّغِيرِ الَّذِي دُونَ الْمَسْجِدِ الَّذِي يُشْرِفُ عَلَى الرَّوْحَاءِ " (2)
__________
= [ج 2/981] ٍمن طريق أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (1533) و (1799) من طريق عبيد الله، عن نافع، به.
وقد سلف برقم (4819) .
قوله: كان يعرس، قال السندي: من التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل.
(1) إسناده صحيح، وهو متصل بإسناد الذي قبله.
وأخرجه البخاري (1535) و (2336) و) هـ 734) ، ومسلم (1346) (433) و (434) ، والنسائي في "المجتبى"5/126-127، من طرق، عن موسى بن عقبة، بهذا الإسناد.
وسيرد بالأرقام (5632) و (5815) .
وقوله: أتي: أي: في المنام، وفي رواية البخاري: أرِي.
والمُعَرش: موضع التعريس، وهو نزول آخر الليل للراحة.
وسيرد برقم (5632) أن معرسه كان في ذي الحليفة، وجاء ذلك في رواية البخاري ومسلم.
(2) إسناده صحيح، وهو إسناد الحديث (5594) .
وأخرجه البخاري (485) من طريق أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، به.
قوله: حيث المسجدُ الصغير، قال السندي: برفع "المسجد" على أنه مبتدأ=(9/424)
5597 - قَالَ: وَقَالَ نَافِعٌ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْزِلُ تَحْتَ سَرْحَةٍ ضَخْمَةٍ دُونَ الرُّوَيْثَةِ، عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ، فِي مَكَانٍ بَطْحٍ سَهْلٍ، حِينَ (1) يُفْضِي مِنَ الْأَكَمَةِ، دُونَ بَرِيدِ الرُّوَيْثَةِ بِمِيلَيْنِ، وَقَدِ انْكَسَرَ أَعْلَاهَا، وَهِيَ قَائِمَةٌ عَلَى سَاقٍ " (2)
5598 - وَقَالَ نَافِعٌ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى مِنْ وَرَاءِ الْعَرْجِ، وَأَنْتَ ذَاهِبٌ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْعَرْجِ، فِي مَسْجِدٍ
__________
= حذف خبره، و"الصغير"صفة له، وذلك لأن "حيث"تضاف إلى الجملة، والتقدير: حيث المسجد موجود، وقيل: خبر محذوف، أي: حيث هو المسجد، ولا يظهر له معنى.
يشرف على الروحاء: من "أشرف"، والروحاء كانت قرية جامعة على ليلتين من المدينة.
(1) في (ظ14) : حتى. وكتب فوقها: حين.
(2) إسناده صحيح، وهو إسناد الحديث المذكور برقم (5594) .
وأخرجه البخاري (487) من طريق أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، به.
قال الحافظ: سرحة: أي: شجرة عظيمة.
والرويثة: بالراء والمثلثة مصغراً: قرية جامعة بينها وبين المدينة سبعة عشر فرسخاً.
قوله: دون بريد الرويثة بميلين، أي: بينه وبين المكان الذي ينزل فيه البريد بالرويثة ميلان. وقيل: المراد بالبريد سكة الطريق.(9/425)
إِلَى هَضْبَةٍ، عِنْدَ ذَلِكَ الْمَسْجِدِ قَبْرَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ، عَلَى الْقُبُورِ رَضْمٌ مِنْ حِجَارَةٍ، عَلَى يَمِينِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ سَلَامَاتِ الطَّرِيقِ، بَيْنَ أُولَئِكَ السَّلَامَاتِ " " كَانَ عَبْدُ اللهِ يَرُوحُ مِنَ الْعَرْجِ بَعْدَ أَنْ تَمِيلَ الشَّمْسُ بِالْهَاجِرَةِ، فَيُصَلِّي الظُّهْرَ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ " (1)
5599 - وَقَالَ نَافِعٌ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ تَحْتَ سَرْحَةٍ، - وَقَالَ غَيْرُ أَبِي قُرَّةَ: سَرَحَاتٍ - عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ، فِي مَسِيلٍ
__________
(1) إسناده صحيح، وهو إسناد الحديث المذكور برقم (5594) .
وأخرجه البخاري (488) من طريق أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، به.
قال الحافظ: العَرْج: قرية جامعة بينها وبين الرويثة ثلاثة عشر أو أربعة عشر والهضبة: بسكون الضاد المعجمة: فوق الكثيب في الارتفاع ودون الجبل.
والرضم: الحجارة الكبار، واحدها رضمة بسكون الضاد المعجمة في الواحد والجمع، ووقع عند الأصيلي بالتحريك.
وسلامات الطريق - ووقع عند البخاري: سلمات بدون ألف - قال الحافظ: بفتح المهملة وكسر اللام في رواية أبي ذر والأصيلي، وفي رواية الباقين بفتح اللام.
وقيل: هي بالكسر الصخرات، وبالفتح الشجرات. وقال السندي: السلامات جمع سلام، بفتح سين وتكسر، وتخفيف لام، اسم شجر. في "القاموس": قيل لأعرابي: السلام عليك، قال: الجثجاث عليك، قيل: ما هذا جواب، قال: هما شجران مُران، وأنت جعلتَ على واحداً، فجعلتُ عليك الأخر.
بالهاجرة: نصف النهار عند اشتداد الحر.(9/426)
دُونَ هَرْشَا، (1) ذَلِكَ (2) الْمَسِيلُ لَاصِقٌ عَلَى هَرْشَا (1) - وَقَالَ غَيْرُهُ: لَاصِقٌ بِكُرَاعِ هَرْشَا (1) - بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّرِيقِ قَرِيبٌ مِنْ غَلْوَةِ سَهْمٍ " (3)
5600 - وَقَالَ نَافِعٌ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْزِلُ بِذِي طُوًى يَبِيتُ بِهِ حَتَّى يُصَلِّيَ صَلَاةَ الصُّبْحِ، حِينَ قَدِمَ إِلَى مَكَّةَ، وَمُصَلَّى (4) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ (5) عَلَى أَكَمَةٍ غَلِيظَةٍ، لَيْسَ فِي (6) الْمَسْجِدِ الَّذِي بُنِيَ (7) ثَمَّ، وَلَكِنْ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ، عَلَى أَكَمَةٍ خَشِنَةٍ غَلِيظَةٍ " (8)
________
(1) في (ص) و (ق) و (ظ1) : هوشا، بالواو في المواضع الثلاثة. وهو خطأ.
(2) في (ظ14) : ذاك.
(3) إسناده صحيح، وهو إسناد الحديث المذكور برقم (5594) .
وأخرجه البخاري (489) من طريق أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، به.
قال السندي: تحت سرحة، أي: شجرة، سرحات، أي: شجرات.
في مسيل، بفتح فكسر: مكان منحدر يسيل فيه الماء.
هرشا: بفتح فسكون مقصور: جبل قريب من الجحفة.
بكراع: بضم الكاف، أي: بطرف هرشا.
من غلوة سهم: بفتح الغين المعجمة: غاية بلوغ السهم.
(4) في (ق) و (ظ1) : ويصلي.
(5) لفظ: "ذلك" ليس في (ظ14) .
(6) في (ق) : فيها.
(7) في (ظ14) : يلي. وجاء في هامشها: في النسخ: بني.
(8) إسناده صحيح. وهو المذكور عند (5594) .=(9/427)
5601 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَقْبَلَ فُرْضَتَيِ الْجَبَلِ الطَّوِيلِ الَّذِي قِبَلَ الْكَعْبَةِ، فَجَعَلَ الْمَسْجِدَ الَّذِي بُنِيَ (1) يَمِينًا، وَالْمَسْجِدُ بِطَرَفِ الْأَكَمَةِ، وَمُصَلَّى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْفَلُ مِنْهُ، عَلَى الْأَكَمَةِ السَّوْدَاءِ، يَدَعُ مِنَ الْأَكَمَةِ عَشْرَ أَذْرُعٍ أَوْ نَحْوَهَا، (2) ثُمَّ يُصَلِّي مُسْتَقْبِلَ الْفُرْضَتَيْنِ مِنَ الْجَبَلِ الطَّوِيلِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ " (3)
__________
= وأخرجه البخاري (491) و (1767) ، ومسلم (1259) (228) من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، والنسائي 5/199 من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن موسى بن عقبة، بهذا الإسناد، وقد سلف ضمن الحديث (4628) .
قوله:"بذي طوى"قال السندي: بضم طاء موضع بقرب مكة، وحكي فتح الطاء، وروي كسرها وهو مقصور.
"أكمة"بفتحات: موضع مرتفع على ما حوله، أو تل من حجر واحد.
(1) في (ظ14) : بلي. وفي هامشها: في النسخ، بني.
(2) في (ظ14) "ونحوها.
(3) إسناده صحيح، وهو إسناد الحديث المذكور برقم (5594) .
وأخرجه البخاري (492) ، ومسلم (1260) من طريق أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، بهذا الإسناد.
قال الحافظ في "الفتح"1/570: قوله: استقبل فرضتي الجبل، الفُرْضَة: بضم الفاء، وسكون الراء، بعدها ضاد معجمة: مدخلُ الطريق إلى الجبل.
ثم قال: هذه المساجد لا يعرف اليوم منها غير مسجدي ذي الحليفة، والمساجد التي بالروحاء، يعرفها أهل تلك الناحية - وقد وقع في رواية الزبير بن بكار في " أخبار=(9/428)
5602 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، سَمِعْتُ أَبَا الْمُثَنَّى، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثْنَى مَثْنَى، وَالْإِقَامَةُ وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّ الْمُؤَذِّنَ كَانَ إِذَا قَالَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَالَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ مَرَّتَيْنِ " (1)
5603 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ " (2)
__________
= المدينة" له من طريق أخرى عن نافع، عن ابن عمر في هذا الحديث زيادة بسط في صفة تلك المساجد.
وقال القسطلاني في "إرشاد الساري"1/464: إنما كان ابن عمر رضي الله عنه يصلي في هذه المواضع للتبرك، وهذا لا ينافي ما روي من كراهية أبيه عمر لذلك، لأنه محمول على اعتقاد من لا يعرف وجوب ذلك، وابنه عبد الله مأمون من ذلك، بل قال البغوي من الشافعية: إن المساجد التي ثبت أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى فيها لو نذر أحد الصلاة في شيء منها تعين كما تتعين المساجد الثلاثة.
(1) إسناده قوي، أبو جعفر- وهو محمد بن إبراهيم بن مسلم القرشي الكوفي - قال ابن معين والدارقطني: ليس به بأمن، وأبو المثنى- وهو مسلم بن المثنى المؤذن جد أبي جعفر الراوي عنه- ثقة من رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه الدارقطني 1/239، والبيهقي في "السنن"1/413، وفي "المعرفة" (2065) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (5569) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك:=(9/429)
5604 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (1)
5605 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ نَهْشَلِ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا اسْتُوْدِعَ شَيْئًا حَفِظَهُ " وقَالَ مَرَّةً: نَهْشَلٌ، عَنْ قَزَعَةَ أَوْ عَنْ أَبِي غَالِبٍ (2)
__________
هو ابن أنس، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقد سلف مطولاً من هذه الطريق برقم (5296) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (5578) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نهشل بن مُجَمع الضبي الكوفي، فقد روى له النسائي، ووثقه أبو داود، وذكره ابن حبان في "الثقات"وارتضاه سفيان الثوري، وقال أبو حاتم: لا بأس به، يكتب حديثه، وقول سفيان هنا: نهشل عن قزعة، أو عن أبي غالب، لا تعني الشك، وإنما تعني أن نهشلاً رواه مرة عن قزعة، ومرة عن أبي غالب، كما سيرد. وأبو غالب - وإن كان مجهول الحال - متابع بقزعة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10531) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (517) - من طريق عَبْدَة بن سليمان، عن سفيان الثوري، عن نهشل، عن قَزَعة، عن ابن عمر، مرفوعاً.=(9/430)
5606 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنِي نَهْشَلُ بْنُ مُجَمِّعٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: - وَكَانَ مَرْضِيًّا - عَنْ قَزَعَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا اسْتُوْدِعَ شَيْئًا حَفِظَهُ " (1)
5607 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَصَمٍ (2) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ فِي
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10350) - وهو في "عمل اليوم الليلة" (516) - عن واصل بن عبد الأعلى، عن ممد بن فضيل، عن نهشل، عن قزعة، عن ابن عمرمرفوعاً.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10353) - وهو في "عمل اليوم الليلة" (519) - من طريق إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن نهشل، عن أبي غالب قال: شيعت أنا وقزعة ابن عمر، فقال ... ثم ذكر الحديث مرفوعاً.
وسيأتي بعده (5606) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان، عن نهشل، عن قزعة، دون شك. وانظر (4524) .
ووهم الشيخ أحمد شاكر في جزمه أن لهذا الحديث من الزوائد، وعذره أنه لم تقع له رواية النسائي في "السنن الكبرى".
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير نهشل، فقد روى له النسائي، وهو ثقة. قَزَعة: هو ابن يحيى البصري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10352) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (518) - من طريق سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، به.
وقد سلف برقم (5605) ، وانظر (4524) .
(2) في (م) : بن عاصم. وهو خطأ.(9/431)
ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا " (1)
5608 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ، عَنْ حَمَّادٍ: قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، (2) عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " {وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} "، قَالَ: يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْمُتَكَبِّرُ، (3) أَنَا الْمَلِكُ (4) ، أَنَا الْمُتَعَالِي، يُمَجِّدُ نَفْسَهُ ". قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَدِّدُهَا حَتَّى رَجَفَ بِهِ الْمِنْبَرُ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيَخِرُّ بِهِ (5)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي. أبو كامل: هو المظفر بن مدرك الخراساني.
وقد سلف برقم (4790) .
(2) في (ظ14) : إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
(3) في (ص) : أنا الجبار المتكبر.
(4) جملة:"أنا الملك"ليست في (ظ14) ولا (ص) ، وكتبت في هامش (س) .
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وباقي رجاله رجال الشيخين.
ولخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (95) من طريق بهز بن أسد وحده، بهذا الإسناد.=(9/432)
5609 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، كَأَنَّ الْأَذَانَ فِي أُذُنَيْهِ " (1)
5610 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ يَزْدَوَيْهِ، (2) عَنْ يَعْفُرَ بْنِ رُوذِيٍّ، قَالَ: (3) سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، وَهُوَ يَقُصُّ يَقُولُ: يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الرَّابِضَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ " فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ:
__________
= وقد سلف برقم (5414) .
قوله:"قال: يقول الله تعالى: أنا الجبار ... الخ"، قال السندي: الظاهر أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد بهذا بيان أن الآية تمثيل لعظمته تعالى وكبريائه، فلا يلزم أن يكون ثَم طي أو يمين، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل - وهو مُظَفر بن مدرك الخراساني - فمن رجال النسائي، ولخرج له أبو داود في كتاب"التفرد"، وهو ثقة. حماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه مطولًا الطيالسي (1918) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً الطيالسي (1918) أيضاً، والبخاري (995) ، ومسلم (749) (157) ، والترمذي (461) ، والنسائي في "الكبرى" (437) ، والبغوي في "شرح السنة" (958) من طريق حماد بن زيد، عن أنس، به.
وسلف بنحوه برقم (5503) ، ومضى شرحه برقم (4860) .
(2) في (ظ14) و (س) و (ص) : بوذويه، وصحح في هامش (ظ14) إلى: يزدويه، ووقع في (ق) و (ظ1) و (م) : بودويه.
(3) "قال": من (ظ14) .(9/433)
وَيْلَكُمْ، لَا تَكْذِبُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (1) إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ " (2)
5611 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شُغِلَ عَنْهَا لَيْلَةً، فَأَخَّرَهَا حَتَّى رَقَدْنَا فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا، ثُمَّ رَقَدْنَا، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا، ثُمَّ رَقَدْنَا، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
__________
(1) عبارة:" إنما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"سقطت من (م) .
(2) إسناده ضعيف. يَعْفُر بن رُوذي - وقد تصحف اسم أبيه في مظان ترجمته، والصواب ما هو مثبت -، ترجم له الحافظ في "التعجيل، ص 456، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/427، ولم يذكرا في الرواة عنه إلا عثمان بن يزدويه، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 5/559، ولم يُؤثر توثيقه عن أحد غيره، فهو في عداد المجهولين، وبقية رجاله ثقات. عثمان بن يزدويه ترجمه الحافظ في " التعجيل" ص 282، وتصحف اسم أبيه في مظان ترجمته، وضبطه ابنُ حجر في "تبصير المنتبه" 1/77 بفتح الياء التحتانية، وسكون الزاي، وضم الدال، وسكون الواو، ثم ياء تحتانية إيضاً، ثم هاء. وقد ترجم له البخاري في "تاريخه الكبير" 6/256 ترجمتين، وشك فيه، وجزم أبو حاتم في "الجرح والتعديل"6/173 بأنه واحد، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"5/1560 وهو في "مصنف"عبد الرزاق (20934) .
وقد سلف المرفوع منه من حديث ابن عمر بإسناد صحيح، برقم (5079) .
وانظر (4872) و (5546) .
(3) لفظ:"رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ليس في (ظ14) .(9/434)
ثُمَّ (1) قَالَ: " لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ اللَّيْلَةَ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ غَيْرُكُمْ " (2)
5612 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْمَرْءِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ " (3)
__________
(1) لفظ: "ثم" ليس في (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (199) عن أحمد، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2115) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (570) ، ومسلم (639) (221) ، وابن خزيمة (347) ، وابن حبان (1099) ، والبيهقي وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/331، ومسلم (639) (220) ، وأبو داود (420) ، والنسائي في "المجتبى"1/267، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/156-157، وابن حبان (1536) ، والبيهقي 1/450 من طريق الحكم بن عتيبة،
وابن خزيمة (347) من طريق محمد بن بكر البُرساني، كلاهما عن ابن جريج، به.
ومن طريق الحكم زيادة لفظها عند مسلم:"ولولا أن يثقل على أمتي لصليتُ بهم هذه الساعة". وقد سلف نحوها برقم (4826) .
وأخرجه عبد الرزاق (2116) ، والبزار (376) (زوائد) ، وابن خزيمة (343) من طريق سالم، عن ابن عمر، به.
وقد سلف من حديث ابن مسعود برقم (3760) . وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قوله: شغل عنها، أي: عن صلاة العشاء.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الليث: هو ابن سعد.=(9/435)
5613 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ " اسْتَأْذَنَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ، لَيَالِيَ مِنًى مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ، " فَأَذِنَ لَهُ " (1)
__________
= وأخرجه أبو داود (5143) ، وابنُ حبان (431) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2552) (12) من طريق حيوة بن شريح المصري، عن يزيد، وسيأتي برقم (5653) و (5721) و (5896) .
قوله:"إن أبر البر"، قال السندي: الأبر: اسم تفضيل من البر بالكسر، وهو الإحسان، والمراد أن أفضل البر واكمله في حق الأب هو بر أهل وده بعده، وإضافة الأبر إلى البر باعتبار البر باراً، كما في مثل"جَد جَده"، اعتبر الجد جاداً، وأحال الاقتصار على الأب ليكون دليلًا على الأم بالأولى، لكون برها آكد، أو لأنها قد يكون ودها في غير محله لنقصان عقل النساء، فلا يكون وصل ذاك مؤكداً بخلاف الأب عادة.
"بعد أن يولي"على بناء الفاعل من التولية، يقال: ولى إذا أدبر كتولى، أي: بعد أن ذهب أبوه من عنده بسفر أو موت، ويحتمل بناء المفعول من التولية، أي: بعد أن يولى الابن أمور أبيه بسفره أو موته، والمحققون على الأول. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بكر: هو البُرْساني.
وأحرجه البخاري (1744) ، ومسلم (1315) ، وابن خزيمة (2957) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.=(9/436)
5614 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَلَقَ رَأْسَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ " (1)
5615 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى صَبِيًّا قَدْ حُلِقَ بَعْضُ شَعَرِهِ وَتُرِكَ بَعْضُهُ فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ: " احْلِقُوا كُلَّهُ، أَوِ اتْرُكُوا كُلَّهُ " (2)
__________
= وقد سلف برقم (4691) .
قوله: "استأذن" قال السندي: جملة وقعت جواباً لسؤال مقَدر، أي: كيف أذن له؟ وفي أي شيء أذن له؟ ولذلك ترك العاطف. ويمكن جعله حالاً بتقدير (قد) ، أي: أذن له وقد استأذن، لكن على هذا قوله: "فأذن له" يكون تكراراً، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4411) ، وابن خزيمة (2930) ، والبغوي (1960) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (3024) ، والحاكم 1/480 من طريق عيسى بن يونس، عن ابن جريج، به.
وأخرجه عبد بن حميد (772) ، والبخاري (4410) ، ومسلم (1304) (322) ، وأبو داود (1980) من طرق، عن موسى بن عقبة، به.
وقد سلف برقم (4889) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني،=(9/437)
5616 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " لَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللهَ وَمَا فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ " " (1)
5617 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ صَلَاةَ الْعِشَاءِ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ قَالَ: " أَرَأَيْتُمْ (2) لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ (3) عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى
__________
= ومعمر: هو ابن راشد الآزدي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19564) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2120) ، وأبو داود (4195) ، والنسائي في "المجتبى"8/130، وفي "الكبرى" (9296) ، وابن حبان (5508) ، والبيهقي في "الشعب" (6480) ، وفي "الآداب" (704) ، والبغوي في "شرح السنة" (3186) .
وانظر (4473) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله أخو الزهري من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20012) ، وأخرجه من طريقه عبد بن حميد (828) ، وأبو يعلى (5581) ، وانظر (4638) .
(2) في (ق) وهامش (س) و (ظ1) و (ص) : أرأيتكم. خ.
(3) لفظ: "فإن" ليس في (ظ14) .(9/438)
ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ "، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَهِلَ النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ، فِيمَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ، وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبْقَى الْيَوْمَ مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ " يُرِيدُ أَنْ يَنْخَرِمَ ذَلِكَ الْقَرْنُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (4348) عن أحمد بن حنبل، بهذا الِإسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (20534) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2537) (217) ، والترمذي (2251) ، والنسائي في "الكبرى" (5871) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة"3/276، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (373) ،البغوي (352) .
وأخرجه البخاري (116) و (564) ، ومسلم (2537) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (374) ، وابن حبان (2989) ، والطبراني في "الكبير" (13110) من طرق، عن ابن شهاب، به.
وسيأتي برقم (6028) و (6148) .
وفي الباب عن عليّ، سلف برقم (714) .
وعن جابر بن عبد الله سيأتي في "المسند" 3/305.
وعن أبي سعيد الخدري، عند مسلم (2539) ، وابن حبان (2986) .
وعن بريدة عند البزار (228) و (229) .
وعن أبي ذر الغفاري عند البزار (227) .
وعن سفيان بن وهب الخولاني عند الحاكم 4/499، والطبراني في "الكبير (6405) و (6406) .
وعن أنس نحوه عند الطحاوي في "مشكل الآثار" (377) ، وابن حبان (2988) و (2991) .=(9/439)
5618 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا حَسَدَ إِلَّا عَلَى (1) اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ " (2)
5619 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَجِدُونَ النَّاسَ كَإِبِلٍ مِائَةٍ، لَا يَجِدُ الرَّجُلُ فِيهَا رَاحِلَةً " (3)
5620 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،
__________
=قوله: "أرأيتم ليلتكم"، قال السندي: أي: احفظوها لما يتعلق بها من المعجزة الظاهرة
وقوله:"على رأس مئة سنة"، قال: أي: تمام مئة سنة.
وقوله:"ممن هو على ظهر الأرض"، قال: أي: الآن.
وقوله:"فوهل الناس"، قال: أي غلطوا حنث ظنوا الفناء بالكلية.
وقوله: "أن ينخرم"، قال: أي: ينقطع وينقضي.
(1) في (ظ14) : في.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4924) سنداً ومتناً.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
في "مصنف"عبد الرزاق (20447) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد ومسلم (2547) ، والترمذي (2872) ، وابن حبان (6172) ، والقضاعي (198) ، والبيهقي 10/135، والبغوي (4195) .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (4516) .(9/440)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُمَرَ ثَوْبًا أَبْيَضَ، فَقَالَ: " أَجَدِيدٌ ثَوْبُكَ أَمْ غَسِيلٌ؟ " فَقَالَ: (1) فَلَا أَدْرِي مَا رَدَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شَهِيدًا - أَظُنُّهُ قَالَ: - وَيَرْزُقُكَ اللهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " (2)
__________
(1) لفظ: "فقال" ليس في (ظ14) .
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن أعله الأئمة الحفاظ، فقال يحيى بن معين - فيما نقله عنه ابنُ عدي في "الكامل"5/1948-: هو حديث منكر، ليس يرويه أحد غير عبد الرزاق.
وقال النسائي في "عمل اليوم والليلة"بعد إيراده الحديث: هذا حديث منكر، أنكره يحيى بن سعيد القطان على عبد الرزاق، لم يروه عن معمر غيرُ عبد الرزاق، وقد رُوي هذا الحديث عن معقل بن عبد الله، واختلف عليه فيه، فرُوي عن معقل، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، مرسلًا، وهذا الحديث ليس من حديث الزهري، والله أعلم.
وقال أبو حاتم - فيما نقله عنه ابنه في "العلل"1/490-: هو حديث باطل.
قلنا: ومع ذلك فقد صححه ابن حبان (6897) ، والبوصيري في زوائد ابن ماجه، جرياً منهما على ظاهر الإسناد، وحَسْنَه الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/136-138 لأنّ له شاهداً رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"8/453 و10/402، وابن سعد 3/329، والدولابي 1/109 عن عبد الله بن إدريس، عن أبي الأشهب - وهو جعفربن حيان العطاردي -، عن رجل من مزينة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو شاهد ضعيف لإرساله.
وأخرجه عبد الرزاق (20382) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (723) ، وابن ماجه (3558) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (311) ، والبزار (2504) "زوائد"، وأبو يعلى (5545) ، وابن حبان (6897) ، والطبراني في "الكبير" (13127) ، وفي "الدعاء" (399) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (269) ،=(9/441)
5621 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مَسْحَ الرُّكْنِ الْيَمَانِي وَالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ يَحُطُّ الْخَطَايَا حَطًّا " (1)
__________
= وأبو نعيم في "أخبارأصبهان" 1/139، والبغوي (3112) .
قال البزار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا عبد الرزاق، ولم يتابع عليه.
قلنا: وقوله: فلا أدري ما رد عليه، وقع في بقية المصادر: بل غسيل، إلا عند ابن حبان فوقع فيه: بل جديد، وتناقضت روايتا الطبراني، فجاء في "المعجم": بل غسيل، وجاء في "الدعاء": بل جديد، مع أنهما من طريق واحد، وجاء عند أبي يعلى: قال: حسبت أنه قال: غسيل.
وقوله: أظنه قال: ويرزقك الله ... لم يرد فعل "أظنه" في بقية المصادر، وجاء فيها هذا القول دون شك.
وجاء عند عبد الرزاق والطبراني في كتابيه زيادة: قال عمر: وإياك يا رسول الله.
وله طريق أخرى عند الطبراني في "الدعاء" (400) عن حفص بن عمر المهرقاني، وأبي مسعود الرازي، وزهير بن محمد المروزي، ثلاثتهم عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن ابن عمر.
قال الطبراني: وهم فيه عبد الرزاق، وحدث به بعد أن عمي، والصحيح عن معمر، عن الزهري، ولم يحدث به عن عبد الرزاق هكذا إلا هؤلاء الثلاثة. وجاء في هامش "نتائج الأفكار" ما نصه: قال كاتبه: لا مانع من أن يكون عبد الرزاق روى الطريقين جميعاً، ولا ملجىء إلى توهيمه لا سيما مع كون الراوي عنه ثلاثة، والله أعلم.
قلنا: لكن طريق معمر، عن الزهري.. باطل كما نقلنا آنفاً، عن الأئمة الحفاظ، والطريق الثاني وهم، فلا تقوم بالطريقين حجة.
وفي الباب عن جابر عند البزار (2503) ، وفي سنده جابر الجعفي، وهو ضعيف.
(1) إسناده حسن. سفيان الثوري سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط،=(9/442)
5622 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَ، (1) وَلَا يَسْتَلِمُ الْآخَرَيْنِ " (2)
5623 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَلَقَ فِي حَجَّتِهِ " (3)
5624 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
= وأثبت البخارىِ في " التاريخ الكبير" 5/143 سماع عبد الله بن عبيد بن عمير من أبيه.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8877) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب" (831) ، والطبراني في "الكبير" (13438) ، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابنُ حبان (3698) من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن عطاء، به.
وقد سلف مطولاً برقم (4462) .
(1) كلمة: "اليماني" ليست في (ق) و (ظ1) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"برقم (8937) .
وقد سقط من مطبوع "المصنف" اسم سالم من لهذا الِإسناد.
وسلف مطولاً برقم (4672) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو مكرر (4889) .(9/443)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ يَنْزِلُونَ بِالْأَبْطَحِ " (1)
5625 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُقِمْ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَيَجْلِسَ فِي مَجْلِسِهِ " قَالَ سَالِمٌ: فَكَانَ الرَّجُلُ يَقُومُ لِابْنِ عُمَرَ مِنْ مَجْلِسِهِ " فَمَا يَجْلِسُ فِي مَجْلِسِهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي (921) ، وابن ماجه (3069) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1310) (337) من طريق عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن أيوب، عن نافع، به، ليس فيه ذكر عثمان.
وأخرجه البخاري (1768) من طريق عبيد الله، عن نافع، قال: نزل بها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعمر وابن عمر. قال الحافظ: هو عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل، وعن عمر منقطع،
وعن ابن عمر موصول. ويحتمل أن يكون نافعٌ سمع ذلك من ابن عمر، فيكون الجميع موصولاً، ويدل عليه رواية عبد الرزاق التي قدمتها في الباب قبله. قلنا: يعني: رواية مسلم المذكورة آنفاً.
والأبطح: قال الحافظ في "الفتح" 3/590: أي: البطحاء التي بين مكة ومنى، وهي ما أنبطح من الوادي واتسع، وهي التي يُقال لها المُحَصب والمُعَرس، وحدها ما بين الجبلين إلى المقبرة.
وقد سلف برقم (4828) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5593) و (19793) ، ومن طريقه أخرجه مسلم=(9/444)
5626 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، (1) حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (2) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " إِذَا بَلَغَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، آمَنَهُ اللهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَايَا: (3) مِنَ الْجُنُونِ، وَالْبَرَصِ، وَالْجُذَامِ. وَإِذَا (4) بَلَغَ الْخَمْسِينَ لَيَّنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ (5) حِسَابَهُ، وَإِذَا بَلَغَ السِّتِّينَ، رَزَقَهُ اللهُ إِنَابَةً يُحِبُّهُ عَلَيْهَا، وَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ، أَحَبَّهُ اللهُ وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَإِذَا (6) بَلَغَ الثَّمَانِينَ، تَقَبَّلَ اللهُ مِنْهُ (7) حَسَنَاتِهِ وَمَحَا عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ، وَإِذَا (8) بَلَغَ التِّسْعِينَ، غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا
__________
= (2177) (29) ، والترمذي (2750) . قال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/584، ومن طريقه مسلم (2177) (29) ، والبيهقي 3/233 عن عبد الأعلى، عن معمر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4659) .
(1) جاء في هامش (ظ1) عند هذا الحديث ما نصه: هذا أحد الأحاديث التي تكلم فيها بالوضع في هذا المسند للإمام أحمد رحمه الله.
(2) في (س) و (ص) و (ظ1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: عبيد الله، وفي هامش (س) : عبد الله. خ. وفي هامش (ظ1) : عبد، وفي (ق) : محمد بن عبيد دون لفظ الجلالة. وانظر التخريج.
(3) في (ظ14) : من البلايا.
(4) في (ظ14) : فإذا.
(5) كلمة:"عليه"ليست في (ق) ولا (ظ1) .
(6) في (ظ14) : فإذا.
(17 لفظ: "منه" ليس في (ظ14) .
(8) في (ظ14) : فإذا.(9/445)
تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللهِ فِي الْأَرْضِ وَشُفِّعَ فِي أَهْلِهِ (1) " (2)
__________
(1) في (ظ14) وهامش (س) و (ص) و (ظ1) : أهل بيته.
(2) إسناده ضعيف جداً لضعف فرج - وهو ابن فضالة -، ومحمد بن عامر لم نعرف من هو، واستظهر ابن الجوزي في "الموضوعات" أنه الرملي، لأنه ذكر قول ابن حبان فيه في "المجروحين"2/304: يقلب الأخبار، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، وقول ابن حبان هذا إنما هو في آخر من طبقة الِإمام أحمد لأنه يروي عن سفيان بن عيينة فيما ذكر ابن حبان، وقد سماه فرج في الِإسناد التالي محمد بن عبد الله العامري، ولم نعرفه كذلك. ومحمد بن عبد الله: هو ابن عمرو بن عثمان
الملقب بالديباج وهو ضعيف ذكره الِإمام البخاري في "الضعفاء" ص 102، وفي "التاريخ الكبير"1/139، وقال: عنده عجائب، وقال في "التاريخ الأوسط" المطبوع خطأ باسم"التاريخ الصغير": لا يكاد يتابع في حديثه، وكذا قال ابن الجارود، وقال مسلم في " الكنى " (1884) : منكر الحديث، واضطرب فيه قول النسائي، فقال مرة: ثقة، وقال في أخرى: ليس بالقوي. وظنه ابنُ الجوزي محمد بن عبيد الله العرزمي، ووافقه عليه الحافظ العراقي. وعمرو بن جعفر: قلب فرج اسمَه، وإنما هو جعفر بن عمرو بن أمية الضمري.
وأخرجه مرفوعا ًالبزار (3587) ، وأبو يعلى (4246) و (4247) ، والبيهقي في "الزهد" (642) من طريق يوسف بن أبي ذرة، عن جعفر بن عمرو بن أمية، به. وهذا إسناد ضعيف. يوسف بن أبي ذرة: قال ابن معين: لا شيء، وقال ابن حبان في "المجروحين" 3/131-132: منكر الحديث جدا، ممن يروي المناكير التي لا أصل لها من حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
قلنا: وقد تحرّف اسم يوسف في مطبوع "زوائد البزار" إلى يونس، وسيرد من هذا الطريق في مسند أنس 3/217-218.
وأخرجه مرفوعاً البزار (3587) عن محمد بن معمر القيسي، وأبويعلى (4248) =(9/446)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن أبي عبيدة بن فضيل بن عياض، كلاهما عن عبد الملك بن إبراهيم الجدي، عن عبد الرحمن بن أبي المَوَال، عن محمد بن موسى - وهو الفِطْرِي -، عن محمد بن عبد الله بن عمرو الديباج، به، وهذا إسناد لا يصح، لضعف محمد بن عبد الله بن عمرو الديباج.
وأخرجه مرفوعاً البزار (3588) من طريق أبي قتادة العذري، عن ابن أخي الزهري، عن عمه، عن أنس بن مالك بنحوه، وأبو قتادة العذري لم نعرفه.
وأخرجه أبو يعلى (4249) من طريق يحيى بن سليم، عن رجلين من أهل حرّان، عن زفر بن محمد، عن الديباج، عن أنس بن مالك، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الحرانيين، ولانقظاعه والديباج على ضعفه: لم يدرك أنس بن مالك.
وأخرجه مرفوعاً أيضا أبو يعلى (3678) من طريق أبي خلف ياسين الزيات، عن داود بن سليمان، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري، عن أنس بنحوه، وهذا إسناد ضعيف. ياسين الزيات: قال ابنُ معين: ليس حديثه بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي وابن الجنيد: متروك. وقد تحرف اسم ياسين الزيات في مطبوع أبي يعلى إلى خالد. وداود بن سليمان لم
نعرفه.
وأورده الهيثمي برواياته كلها في "مجمع الزوائد"، 10/204-205، وقال: رواها كلها أبو يعلى بأسانيد، ورواه أحمد موقوفاً باختصار- قلنا: يعني هذه الرواية -، وفي أحد أسانيد أبي يعلى ياسين الزيات، وفي الآخر يوسف بن أبي ذرة، وهما ضعيفان جداً، وفي الاَخر أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض، وهو لين، وبقية رجال هذه الطريق ثقات، وفي إسناد أنس الموقوف من لم أعرفه.
ثم أورد الهيثمي رواية البزار، وقال: رواه البزار بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات.
وله شواهد لا يفرح بها ذكرها الهيثمي في "مجمع الزوائد"10/205-2060.=(9/447)
5627 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَامِرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (1)
__________
= قوله:"لين"، قال السندي: أي قدر له أن يلين حسابه، أي أن يجعل حسابه حساباً يسيراً.
"تقبل الله": لعل هذا هو نتيجة المحبة، فيظهر إذا كملت المحبة.
"غفر الله ما تقدم. .. الخ": قد يقال: هذا ينافي ما جاء من التهديد بحق الشيخ الزاني، فليتأمل.
"وشفع": هو بالتشديد على بناء المفعول، أو بالتخفيف على بناء الفاعل، والأول أقرب.
(1) إسناده ضعيف جداً، لضعف فَرَج - وهو ابن فضَالة -، ولانقطاعه، فإن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان - وهو الديباج -، لم يدرك ابن عمر، ثم إننا لم نعرف محمد بن عبد الله العامري من هو؟
قال العراقي فيما نقله الحافظ في "القول المسدد" ص8-9: ولم يذكر ابن الجوزي حديث ابن عمر هذا، وكان ينبغي أن يذكره، فإن هذا موضوع قطعاً، ومما يستدل به على وضع الحديث مخالفةُ الواقع، وقد أخبرني من أثق به أنه رأى رجلاً حصل له جُذام بعد الستين فضلاً عن الأربعين.
وقد رد عليه الحافظ في "القول المسدد" ص 23-24، فقال: قوله:"إنه موضوع قطعاً "، ثم استدل على ذلك بأمرٍ ظني عجيب! وكيف يتأتى القطعُ بالحكم على أمرٍ مستنده ظني، وهو إخبار رجل يوثق به أنه رأى من حصل له ذلك بعد الستين؟
أفلا يجوز أن يكون ذلك حصل له قبل الأربعين وهو لا يشعر، ثم دبّ فيه قليلاً إلى أن ظهر فيه بعد الستين؟ ومع هذا الاحتمال كيف يتأتى القطع بالوضع؟ اعلى أن للحديث عندي مخرجاً لا يرد عليه شيء من هذا، على تقدير الصحة، وذلك أنه وإن كان لفظه عاماً فهو مخصوص ببعض الناس دون بعض، لأن عمومه يتناول=(9/448)
5628 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْتَرِي الذَّهَبَ بِالْفِضَّةِ، أَوِ الْفِضَّةَ (1) بِالذَّهَبِ؟ قَالَ: " إِذَا اشْتَرَيْتَ وَاحِدًا مِنْهُمَا بِالْآخَرِ فَلَا يُفَارِقْكَ صَاحِبُكَ، وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ لَبْسٌ " (2)
5629 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّاسَ اجْتَمَعُوا، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ قَامَ ابْنُ الْخَطَّابِ
__________
= الناس كلهم، وهو مخصوص قطعاً بالمسلمين، لأن الكفار لا يحميهم الله، ولا يتجاوز عن سيئاتهم، ولا يغفر ذنوبهم، ولا يشفع لهم، وإذا تعين أن لفظه العام محمول على أمرٍ خاص، فيجوز أن يكون ذلك خاصاً أيضاً ببعض المسلمين دون بعض، فيخص مثلاً بغير الفاسق، ويحمل على أهل الخير والصلاح، فلا مانع لمن كان بهذه الصفة أن يمن الله تعالى عليه بما ذكر في الخبر، ومن ادعى خلافَ ذلك فعليه البيان - والله المستعان -، ثم وجدتُ في تفسير ابن مردويه بإسنادٍ صحيح إلى
ابن عباس ما يدل على التأويل الذي ذكرتُه، وقد ذكرتُه في أواخر الجزء الذي جمعته في "الخصال المكفرة ".
(1) في (ق) : والفضة.
(2) إسناده ضعيف، لتفرد سماك - وهو ابن حرب - برفعه، كما سلف بسطه برقم (4883) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.(9/449)
فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَمَا رَأَيْتُ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ " (1)
5630 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَمَّرَ أُسَامَةَ (2) بَلَغَهُ أَنَّ النَّاسَ يَعِيبُونَ أُسَامَةَ وَيَطْعَنُونَ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَامَ - كَمَا حَدَّثَنِي سَالِمٌ - فَقَالَ: " إِنَّكُمْ تَعِيبُونَ أُسَامَةَ وَتَطْعَنُونَ فِي إِمَارَتِهِ، وَقَدْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ فِي أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَإِنْ كَانَ لَخَلِيقًا (3) لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَأَحَبَّ النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَيَّ وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا بَعْدَهُ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا فَإِنَّهُ مِنْ خِيَارِكُمْ " (4)
__________
= وقد سلف نحوه بهذا الِإسناد برقم (5555) ، ومختصراً برقم (4883) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن ادم: هو أبو زكريا الكوفي، وزهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه البخاري (7020) ، ومسلم (2393) (19) ، والبيهقي 8/154 من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن زهير، به.
وقد سلف برقم (4814) .
(2) في (ظ14) : أسامة بن زيد.
(3) في هامش (س) و (ظ1) : وإنه لخليق. خ.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه مسلم (2426) (64) من طريق عمر بن حمزة، عن سالم، بهذا الِإسناد. وقال فيه:"فإنه من صالحيكم".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8185) من طريق محمد بن فليح، عن=(9/450)
5631 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ، وَقَالَ: إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ وَلَا آكُلُ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ " (1)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ أُتِيَ وَهُوَ فِي الْمُعَرَّسِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ بِبَطْحَاءَ مُبَارَكَةٍ " (2)
5633 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
= موسى بن عقبة، عن الزهري، عن سالم، به. فزاد فيه الزهري، ومحمد بن فليح بن سليمان ليس بذاك القوي. وقد سلف برقم (4701) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 3/380، والطبراني في "الكبير" (13169) من طريق مالك بن إسماعيل، عن زهير بن معاوية، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (5369) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/126-127 من طريق زهير بن معاوية، بهذا الإِسناد. وقد سلف برقم (5595) .(9/451)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ شَيْبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ شَعَرَةً " (1)
5634 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَسَنٌ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ " فَصَلَّى الظُّهْرَ فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّى الْعَصْرَ أَرْبَعًا وَلَيْسَ بَعْدَهَا شَيْءٌ، وَصَلَّى الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّى الْعِشَاءَ أَرْبَعًا، وَصَلَّى فِي السَّفَرِ الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ وَلَيْسَ بَعْدَهَا شَيْءٌ، وَالْمَغْرِبَ
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، فإنه سيىء الحفظ.
وأخرجه البغوي (3656) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3630) ، والترمذي في "الشمائل" (39) ، وفي "العلل الكبير" 2/929، وابن حبان (6294) و (6295) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 285، والبيهقي في "الدلائل"1/239 من طريق يحيى بن آدم، به.
وقال الترمذي في "العلل الكبير" 2/929: سألت محمداً - يعني ابن إسماعيل البخاري - عن هذا الحديث، فقال: لا أعلم أحداً روى هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر غير شريك.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند أحمد 3/108، والبخاري (3548) ، ومسلم (2341) في صفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه: توفاه الله وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء.(9/452)
ثَلَاثًا وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَالْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ (1) وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ " (2)
5635 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو هَانِئٍ، عَنْ عَبَّاسٍ الْحَجْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي خَادِمًا يُسِيءُ وَيَظْلِمُ أَفَأَضْرِبُهُ، قَالَ: " تَعْفُو عَنْهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً " (3)
__________
(1) لفظ: "ركعتين" سقط من (ق) .
(2) إسناده ضعيف لضعف عطية بن سعد العوفي.
وأخرجه الترمذي (551) من طريق حجاج بن أرطاة، عن عطية العوفي، بهذا الإسناد، مختصراً بقصة التطوع بعد الظهر، وقال: حديث حسن!
وأخرجه بتمامه الترمذي (552) ، والطرسوسي (3) ، والبغوي (1035) ، من طريق ابن أبي ليلى، عن عطية ونافع، عن ابن عمر. وهذا إسناد ضعيف، ومتابعة نافع لعطية فيه لا تشده، فإن ابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى -: ضعيف لسوء حفظه، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي!
وأخرجه الطرسوسي (1) من طريق محمد بن عطية بن سعد العوفي، عن أبيه، به. وإسناده ضعيف جداً، فيه غير عطية ابنه محمد، ضعفه ابن عدي، وقال البخاري: عنده عجائب.
وقوله:"وصلى في السفر الظهر ركعتين وبعدها ركعتين"، قال السندي: لهذا خلاف ما صح عن ابن عمر أنه ما كان يصلي الرواتب في السفر، وفي إسناده عطية العوفي، وهو صدوق يخطىء كثيراً، وكان شيعياً مدلساً، فالظاهر أن هذه الزيادة في هذه الرواية مما أخطأ فيه، والله تعالى أعلم.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عباس الحجري وهو=(9/453)
5636 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُمَرَ (1) يَعْنِي عَبْدَ الْجَبَّارِ الْأَيْلِيَّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُمَيَّةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَأَلَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَرَى الْمَرْأَةُ فِي الْمَنَامِ مَا يَرَى الرَّجُلُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَتِ الْمَرْأَةُ ذَلِكَ وَأَنْزَلَتْ فَلْتَغْتَسِلْ " (2)
__________
=عباس بن جليد الحجري، فقد روى له أبو داود والترمذي، وهو ثقة، لكن بعضهم قال: لم يسمع من ابن عمر مع أنه قد عاصر ابن عمر، وصرح بسماعه منه في رواية أحمد بن سعيد الهمداني وأحمد بن عمرو بن السرح، عن ابن وهب، عن أبي هانىء، عند أبي داود والبيتهقي من طريقه، وقد وقع في رواية أصبغ عن ابن وهب: سمع عبد الله بن عمرو بن العاص، قال البيهقي: وابن عمر أصح.
أبو هانىء: هو حميد بن هانىء الخولاني.
وأخرجه عبد بن حميد (821) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/7، وأبو يعلى (5760) ، والبيهقي 8/10، والمزي في "تهذيب الكمال"14/206 من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو داود (5164) ، والترمذي بإثر (1949) ، والبيهقي 8/10-11 من طريق ابن وهب، والترمذي (1949) من طريق رِشْدين بن سعد، كلاهما عن أبي هانىء الخولاني، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وسيأتي برقم (5899) .
(1) فىِ هامش (س) و (ص) و (ظ1) : أبو عمر. وضرب على لفظ: "بن" في (ق) ، وكتب فوقه: أبو.
(2) صحيح لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الجبار بن عمر الأيلي، وباقي رجاله ثقات، وقول الحافظ في "التقريب" في حق يزيد بن أبي سمية:=(9/454)
5637 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ نِسَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلْنَهُ عَنِ الذَّيْلِ؟ فَقَالَ: " اجْعَلْنَهُ شِبْرًا " فَقُلْنَ: إِنَّ شِبْرًا لَا يَسْتُرُ مِنْ عَوْرَةٍ، فَقَالَ: " اجْعَلْنَهُ ذِرَاعًا "، فَكَانَتْ إِحْدَاهُنَّ إِذَا أَرَادَتْ أَنْ تَتَّخِذَ دِرْعًا أَرْخَتْ ذِرَاعًا فَجَعَلَتْهُ ذَيْلًا (1)
• 5638 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، (2) حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ شَاعِرًا قَالَ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ:
__________
=مقبول، غير مقبول، فقد روى عنه جمع، ووثقه يحيى بن معين وأبو زرعة الرازي وابن حبان، وقال ابن سعد: كان صالح الحديث.
وله شواهد من أحاديث أنس، وعائشة، وأم سلمة، وأم سليم، وخولة بنت حكيم، وستأتي على التوالي: 3/121 و6/92 و292 و376 و409.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك - وهو أبن عبد الله النخعي -، وزيد بن الحواري العمي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ومطرف: هو ابن طريف، وأبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس. وانظر (4683) .
(2) لهذا الحديث من زوائد عبد الله كما ورد في النسخ الخطية، وفي "أطراف المسند" 3/365، وجاء في (م) من حديث الِإمام أحمد، وكذا في طبعة الشيخ أحمد شاكر، وهو خطأ.(9/455)
وَبِلَالُ عَبْدُ اللهِ خَيْرُ بِلَالِ
فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: " كَذَبْتَ ذَاكَ بِلَالُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
5639 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ لِابْنِ عُمَرَ صَدِيقٌ مِنْ أَهْلِ الشَّأْمِ يُكَاتِبُهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَرَّةً عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَكَلَّمْتَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقَدَرِ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكْتُبَ إِلَيَّ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف عمر بن حمزة - وهو ابن عبد الله بن عمر العمري -، وباقي رجال إسناده ثقات رجال مسلم. إبراهيم بن سعيد: هو الجوهري، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه ابن ماجه (152) عن علي بن محمد، عن أبي اسامة، بهذا الإسناد.
ولفظه أن شاعراً مدح بلال بن عبد الله، فقال:
بلال بنُ عبدِالله خيرُ بلالِ
فقال ابن عمر: كذبتَ، لا، بل: بلال رسولِ الله خيرُ بلال.
قوله:"وبلال"، قال السندي: ابن عبد الله بن عمر الذي غضب عليه أبوه حين ذكر حديث:"لا تمنعوا إماء الله ... " الحديث، فقال: نحن نمنعهن.
وقوله:"ذاك بلال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، أي: ذاك الذي هو خير بلال، بلال المؤذن لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمع وجوده لا يمكن أن يكون غيره خيرَ بلال.
(2) إسناده حسن، أبو صخر- وهو حميد بن زياد -، مختلف فيه، قال أحمد: ليس به بأس، وضعفه النسائي ويحيى بن معين في رواية، وقال في أخرى: ليس=(9/456)
5640 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ بِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَمْنَعُوا النِّسَاءَ حُظُوظَهُنَّ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ " فَقَالَ بِلَالٌ: وَاللهِ لَنَمْنَعُهُنَّ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَقُولُ: " قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقُولُ: لَنَمْنَعُهُنَّ " (1)
__________
=به بأس، واحتج به مسلم، فهو حسن الحديث إلا عند المخالفة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو داود (4613) ، والحاكم 1/84 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/84، والبيهقي في "السنن"10/205، وفي "الدلائل" 6/548 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (5867) و (6208) ، وانظر (5584) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير كعب بن علقمة - وهو المصري -، وبلال بن عبد الله، فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد، المقرىء، المكي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/107، ومسلم (442) (140) ، وأبو عوانة 2/57، والطبراني في "الكبير" (13251) من طريق عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13251) من طريق عبد الله بن هبيرة، عن بلال، به.
وأخرجه ابنُ حبان (2213) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن=(9/457)
5641 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّارُ عَدُوٌّ فَاحْذَرُوهَا " قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَتَتَبَّعُ نِيرَانَ أَهْلِهِ فَيُطْفِئُهَا قَبْلَ أَنْ يَبِيتَ (1)
5642 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا ويَمَنِنَا " مَرَّتَيْنِ. فَقَالَ رَجُلٌ: وَفِي مَشْرِقِنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ
__________
= عبد الله بن عمر، به.
وسلف برقم (4522) ، وسلف شرحه برقم (5021) ، وانظر (4933) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وسعيد: هو ابن أبي أيوب، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1225) ، وأبو عوانة 5/335 من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1226) ، وأبو عوانة 5/335-336، والحاكم 4/284 من طريق نافع بن يزيد، عن ابن الهاد، به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وقد سلف برقم (5396) .(9/458)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ هُنَالِكَ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ وبهَا (1) تِسْعَةُ أَعْشَارِ الشَّرِّ " (2)
__________
(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: ولها.
(2) إسناده حسن، عبد الرحمن بن عطاء: هو عبد الرحمن بن عطاء بن كعب العامري المدني، روى عن عبد الكريم أبي أمية البصري، ونافع مولى ابن عمر، وروى عنه سعيد بن أبي أيوب وعمرو بن الحارث ويحيى بن أيوب، أورده البخاري في "التاريخ الكبير"5/324 فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن أبي حاتم في "الجرج والتعديل "5/268-269: سألت أبي عنه، فقال: شيخ مديني، وذكره ابن حبان في "الثقات"7/71، وقال: مصري أصله من المدينة، يعتبر حديثه إذا روى عن غير عبد الكريم أبي أمية. قلنا: وقد فات الحسيني وابن حجر أن يترجما له مع أنه من شرطهما، وأما ابن حجر فقد توهم في "تهذيب التهذيب" 6/231 بأنه هو نفسه عبد الرحمن بن عطاء القرشي مولاهم ابن بنت أبي لبيبة الذارع المدني، الذي خرج له أبو داود والترمذي، وزعم أنه لم يفرق بينهما أحد غير ابن أبي حاتم، وأما البخاري والنسائي وابن حبان وابن سعد، فلم يذكروا إلا واحداً، وهذا تعجُّل منه رحمه الله، فإن البخاري وابن حبان قد ذكرا لهما ترجمتين منفصلتين، وتابعه على وهمه هذا الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث. وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وسعيد: هو ابن أبي أيوب.
وأخرجه الطبراني في " الأوسط" (1910) من طريق عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، بهذا الإسناد. وعنده:"تسعة أعشار الكفر"، بدل:"الشر"، وزاد:"وبه الداء العضال"، وقال: ثم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عطاء إلا سعيد بن أبي أيوب، تفرد به ابن وهب.
قلنا: وقوله:"وبها تسعة أعشار الشر"، تفرد به عبد الرحمن بن عطاء، لم يتابعه عليه أحد، وهو منكر.=(9/459)
5643 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ (1) ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، الْخَمِيسَ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ، وَالِاثْنَيْنِ الَّذِي يَلِيهِ، وَالِاثْنَيْنِ الَّذِي يَلِيهِ " (2)
__________
= وأخرجه يعقوب بن سفيان في "تاريخه" 2/746 و747، وأبو نعيم في "الحلية" 6/133 من طريق ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن توبة العنبري، عن سالم، عن ابن عمر.
وأخرجه يعقوب بن سفيان 2/747-748، والطبراني في "مسند الشاميين" (1276) ، وأبو نعيم 6/133 من طريق الوليد بن مزيد، عن عبد الله بن شوذب، حدثني عبد الله بن القاسم ومطر الوراق وكثير أبو سهل، عن توبة العنبري، عن سالم، عن ابن عمر. وفيه عندهم: "وعراقنا"، بدل: "ومشرقنا"، وهذا اللفظ فيه نكارة لمخالفته لرواية الصحيح التي ستأتي برقم (5987) و (6064) و (6091) .
قوله: " اللهم بارك لنا في شامنا"، قال السندي: كأنه أراد به الناحية الشامية من المدينة، أو أراد بالبركة: البركة بإسلام أهله، أو أراد البركة بعد إسلام أهله، وإلا فأهل الشام أسلموا بعده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : الصباح، بموحدة، وهو تصحيف.
(2) إسناده ضعيف، شريك - وهو ابن عبد الله النخعي -، سيىء الحفظ، وقد اختلف عليه في لفظ الحديث.
فأخرجه النسائي 4/219 من طريق حجاج بن محمد، عن شريك، بهذا الإسناد بلفظ: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم ثلاثة أيام من كل شهر.
وأخرجه النسائي أيضاً 4/220 من طريق سعيد بن سليمان، عن شريك، به، بلفظ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، يوم الاثنين من أول الشهر، والخميس الذي يليه، ثم الخميس الذي يليه.=(9/460)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3851) من طريق أحمد بن يوسف، عن شريك، به، بلفظ: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم من الشهر الخميس، ثم الاثنين الذي يليه، ثم الخميس أو الاثنين الذي يليه، ثم الاثنين، يصوم ثلاثة أيام.
ويشهد لحديث حجاج عن شريك حديث حفصة عند أحمد 6/287، وإسناده ليس بذاك.
وسيأتي في "المسند" 6/288 و423 من طريق هنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم تسع ذي الحجة ويوم
عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر وخميسين.
و6/289 و310 من طريق هنيدة، عن أمه، قالت: دخلت على أم سلمة، فسألتها عن الصيام، فقالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمرني أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر، أولها الاثنين والجمعة والخميس.
وروي في "سنن النسائي" 4/220 من طريق هنيدة الخزاعي، قال: دخلت على أم المؤمنين ... فذكره ولم يعين أم المؤمنين. وقد ضعف الزيلعي في "نصب الراية" 2/157 حديث هنيدة هذا للاضطراب الذي وقع في إسناده.
قلنا: قد صح الترغيب يصيام ثلاية أيام من كل شهر دون تقييد عن غير واحد من الصحابة مرفوعاً:
فعن عبد اللُه بن عمرو بن العاص، سيرد 2/195.
وعن أبي هريرة، سيرد، 2/459.
وعن قرة بن إياس، سيرد 3/435.
وعن عثمان بن أبي العاص، سيرد 4/22.
وعن أبي ذر، سيرد 5/173.
وعن أبي قتادة، سيرد 5/296-297.
وعن عائشة، سيرد 6/145-146.
وعن أبي الدرداء، سيرد 6/451. =(9/461)
5644 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَا (1) : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُصْمٍ أَبِي عَلْوَانَ الْحَنَفِيِّ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا " (2)
5645 - حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَدْخُلُوا عَلَى الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ، إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ " (3)
__________
= وبعض هذه الأحاديث رواها صاحبا "الصحيحين"، ومنها ما رواها أحدهما.
وروي أيضاً عن أبي ذر تعيين الأيام الثلاثة بالأيام البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، سيرد 5/152، وصححه ابن حبان (3655) .
وعن جرير بن عبد الله البجلي عند النسائي 4/221.
(1) قوله: "وأسود بن عامر قالا" لم يرد في (ص) .
(2) صحيح لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وأسود بن عامر: هو الملقب بشاذان.
وقد سلف برقم (4790) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إسحاق - وهو ابن عبد الله بن الحارث المدني - حسنُ الحديث، روى له أصحابُ السنن ومسلم متابعةً، وبقيةُ رجاله ثقات، ربعي بن إبراهيم: هو أخو إسماعيل ابن علية، ثقةَ من رجال الترمذي، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر.=(9/462)
5646 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
= وقد سلف برقم (4561) .
والمراد بالقوم المعذبين أصحاب الحجر ديار ثمود.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين - حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد بن عقيل الأيلي.
وأخرجه البخاري (2442) و (6951) ، ومسلم (2580) ، وأبو داود (4893) ، والترمذي (1426) ، والنسائي في "الكبرى" (7291) ، وابن حبان (533) ، والطبراني في "الكبير" (13137) ، والقضاعي في دامسنده" (168) و (169) و (477) ، والبيهقي في "السنن، 6/94 و201 و8/330، وفي "الشعب، (7614) ، وفي "الآداب" (104) ، والبغوي (3518) من طرق، عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد.
وانظر ما سلف برقم (4749) و (5357) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2699) ، وسيأتي 2/252.
قوله:"ولا يسلمه"، قال السندي: من أسلم فلانَ فلاناً إذا ألقاه إلى الهلكة ولم يحمه من عدوه.
"ومن فرج" بالتشديد، أي: أزال.
"ومن ستر مسلماً"، أي: ستر نفسه (أي: جسد المسلم) بالثوب أو عيبَه بترك=(9/463)
5647 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ " {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} [إبراهيم: 24] قَالَ: " هِيَ الَّتِي لَا تَنْفُضُ وَرَقَهَا " وَظَنَنْتُ (1) أَنَّهَا النَّخْلَةُ (2)
5648 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، (3) مَا
__________
= التعرض لِإظهاره.
(1) في هامش (ص) : وظننتها.
(2) إسناده ضعيف لضعف شريك، وهو: ابن عبد الله النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ومجاهد: هو ابن جبر.
وأورده الهيثمي في "المجمع"7/44، وقال: لابن عمر حديث في "الصحيح" غير هذا، رواه أحمد، ورجاله ثقات.
قلنا: سلف الحديث برقم (4599) وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذلك حين أتي بجماره
وقال الحافظ في "الفتح"1/146 ويجمع بين هذا وبين ما تقدم أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتي بالجمار، فشرع في أكله تالياً للآية قائلًا: "إن من الشجر شجرة ... ".
ونقل الحافظ في "الفتح"1/147 عن القرطبي: فوقع التشبيه بينهما من جهة أن أصل دين المسلم ثابت، وأن ما يصدر عنه من العلم والخير قوت للأرواح مستطاب، وأنه لا يزال مستوراً بدينه، وأنه ينتفع بكل ما يصدر عنه حيا وميتاً.
(3) في (ظ14) : كل مسكرخمر.(9/464)
أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ " (1)
__________
(1) حديث قوي، وهذا إسناد ضعيف، أبو معشر- واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي - ضعفه غير واحد من الأئمة، وقال البخاري: منكر الحديث.
وهو في "الأشربة" (74) للمصنف.
وأخرجه أبو يعلى (5466) عن محمد بن بكار، والبيهقي 8/296 من طريق ابن وهب، كلاهما عن أبي معشر، بهذا الإسناد. واقتصر محمد بن بكار في حديثه على الشطر الأول.
وأخرجه البزار (2917) (زوائد) عن علي بن الحسين الدرهمي، عن أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، به. وهذا إسناد قوي.
وأخرجه البزار (2916) ، وأبو يعلى (5467) من طريق عبد الله بن نافع، عن عاصم بن عمر، عن بلال بن أبي بكر، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر. وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء، عبد الله بن نافع وعاصم ضعيفان، وبلال بن أبي بكر مجهول.
وأخرج الشطر الأول دون الثاني النسائي في "الكبرى" (5209) ، وفي "المجتبى"4/328، وابن ماجه (3387) ، وأبو يعلى (5466) ، والطحاوي 4/213، والطبراني في "الكبير" (13157) و (13212) و (هـ 1322) من طرق، عن سالم، به.
وأخرج الشطر الثاني المصنف في "الأشربة" (75) ، والبزار (2915) و (2918) ، والبيهقي 8/296 من طرق، عن نافع، عن ابن عمر. ولا يخلو طريق من غمزٍ.
وأخرج الشطرين جميعاً ابن ماجه (3392) من طريق زكريا بن منظور، عن أبي حازم، عن ابن عمر. وإسناده ضعيف لضعف زكريا بن منظور.
وأخرج عبد الرزاق (17003) ، والمصنف في "الأشربة" (228) ، والنسائي في "الكبرى" (5207) ، وفي "المجتبى"8/324 من طريق محمد بن سيرين، عن ابن عمر، قال: المسكر قليله وكثيره حرام.=(9/465)
5649 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا ثُوَيْرٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ " (1)
5650 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْوَحْدَةِ، أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ
__________
وقد سلف قوله:"كل مسكر حرام"، برقم (4644) .
ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6558) و (6674) .
وحديث جابر بن عبد الله، سيرد 3/3430
وحديث عائشة، سيرد 6/71.
وأسانيد الأحاديث الثلاثة حسنة.
وحديث سعد بن أبي وقاص، أخرجه النسائي 8/301 وغيره، وصححه ابن حبان (5370) ، وهو حسن.
وحديث خوات بن جبير عند الطبراني (4149) ، والدارقطني 4/254، والحاكم 3/413، وفي إسناده ضعف.
وحديث زيد بن ثابت عند الطبراني (4880) ، وإسناده ضعيف.
وحديث علي بن أبي طالب عند الدارقطني 4/250، وإسناده ضعيف.
قوله: "ما أسكر كثيره فقليله حرام"، قال السندي: هذا هو المذهب المختار عند الجمهور، وما جاء من بعض خلاف هذا، فلا عبرة به، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً لضعف ثوير - وهو ابن أبي فاختة -.
وقد سلف برقم 53281) ، وانظر شواهده هناك.(9/466)
وَحْدَهُ أَوْ يُسَافِرَ وَحْدَهُ " (1)
5651 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُلْتَمِسًا، فَلْيَلْتَمِسْ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، وَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ غُلِبَ، فَلَا يُغْلَبْ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي " (2)
5652 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ نَهَى عَنْ تَلَقِّي السِّلَعِ حَتَّى يُهْبَطَ بِهَا الْأَسْوَاقُ " (3)
__________
(1) صحيح دون النهي عن أن يبيت الرجل وحده، وهي زيادة شاذة، فقد تفرد بها أبو عبيدة الحداد - وهو عبد الواحد بن واصل، ثقة من رجال البخاري -، عن عاصم بن محمد دون أصحابه، فقد رواه تسعة من ثقات أصحاب عاصم بن محمد العمري، ولم يذكروا في حديثه هذه الزيادة، انظر هذه الطرق عند الأرقام (4748) و (4770) و (5581) و (6014) .
وأما حديث جابر في الباب الذي أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2079) من طريق محمد بن القاسم الأسدي، عن زهير بن معاوية، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً. ففيه محمد بن القاسم الأسدي، وهو متهم بالكذب، فلا يفرح به.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين عْير عقبة بن حريث، فمن رجال مسلم.
وقد سلف برقم (5031) ، وانظرما سلف برقم (4499) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نوح قُراد، وهو=(9/467)
5653 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا مَرَّ عَلَيْهِ وَهُمْ (1) فِي طَرِيقِ الْحَجِّ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَلَسْتَ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَانْطَلَقَ إِلَى حِمَارٍ كَانَ يَسْتَرِيحُ عَلَيْهِ إِذَا مَلَّ رَاحِلَتَهُ وَعِمَامَةٍ (2) كَانَ يَشُدُّ بِهَا رَأْسَهُ، فَدَفَعَهَا (3) إِلَى الْأَعْرَابِيِّ، فَلَمَّا انْطَلَقَ قَالَ لَهُ بَعْضُنَا: انْطَلَقْتَ إِلَى حِمَارِكَ الَّذِي كُنْتَ تَسْتَرِيحُ عَلَيْهِ، وَعِمَامَتِكَ الَّتِي كُنْتَ تَشُدُّ بِهَا رَأْسَكَ، فَأَعْطَيْتَهُمَا هَذَا الْأَعْرَابِيَّ، وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا يَرْضَى بِدِرْهَمٍ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْمَرْءِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ " (4)
__________
= عبد الرحمن بن غزوان الضبي، فقد روى له البخاري متابعة، وهو ثقَة.
وقد سلف برقم (4531) .
(1) في (ظ14) و (ق) : وهو.
(2) في (س) : وعمامته.
(3) في (ظ14) : فدفعهما.
(4) إسناده صحيح، أبو نوح - ولقبه قُراد: هو عبد الرحمن بن غزوان -، روى له البخاري متابعة، وهو ثقة له أفراد، وقد تُوبع، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين.
ليث: هو ابن سعد.
وأخرجه مسلم (2552) (13) ، والبغوي في "شرح السنة" (3445) من طريق يعقوب بن إبراهيم، والبيهقي في "الشعب" (7897) من طريق عاصم بن علي، كلاهما عن الليث، به.=(9/468)
5654 - حَدَّثَنَا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ (1) بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا جَلَبَ، وَلَا جَنَبَ، وَلَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ " (2)
__________
= وأخرجه مسلم (2552) (13) ، والبغوي في "شرح السنة" (3445) من طريق إِبراهيم بن سعد، عن يزيد، به.
وأخرجه بنحوه البيهقي في "الشعب" (7898) من طريق خالد بن يزيد، عن عبد الله بن دينار، به.
وقد سلف مختصراً برقم (5612) .
(1) في هامش (س) و (ق) و (ظ1) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: عبيد الله، وهو خطأ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري.
وأخرجه عبد الرزاق (10433) عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإسناد دون قوله: "لا جلب ولا جنب"، وسلف كذلك برقم (4526) من طريق مالك، عن نافع.
وأما الشطر الأول منه، فله شواهد تصححه، انظر ما سيأتي في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6692) .
وقوله: "لا جَلَبَ"، قال السندي: بفتحتين، يكون في الزكاة، وهو أن ينزل موضعاً، ثم يرسل من يجلب إِليه الأموال من أماكنها لياخذ صدقتها. ويكون في مسابقة الفرسان، وهو أن يتبع رجلًا فرسه، فيزجره، ويجلب عليه، ويصيح حثاً له على الجري. وكذا الجَنَب بفتحتين يكون في الزكاة، وهو أن ينزل العامل موضعاً بعيداً، ثم يأمر بالأموال أن تجنب إليه، أي: تحضر، وقيل: أن يجنب رب المال
بماله، أي: يبعده عن موضعه حتى يحتاج العامل إِلى التعب في طلبه. ويكون في السباق، وهو أن يجنب فرساً إِلى فرسه الذي يسابق عليه، فإذا فتر المركوب يتحول إِلى المجنوب. وكل ذلك منهي عنه.(9/469)
5655 - حَدَّثَنَا قُرَادٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمَى النَّقِيعَ لِخَيْلِهِ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد اللُه بن عمر- وهو العمري -، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. قراد: هو أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان.
وأخرجه أبو عبيد (740) ، وعنه حميد بن زنجويه (1105) كلاهما في "الأموال" عن سعيد بن أبي مريم، والبيهقي 6/146 من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، كلاهما عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (4683) من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، عن عاصم بن عمر العمري، عن عبد اللُه بن دينار، عن ابن عمر. وعاصم بن عمر ضعيف.
وسيأتي برقم (6438) و (6464) .
وله شاهد من حديث الصعب بن جثامة، سيرد 4/71.
" النقيع " بفتح النون وبالقاف، قال الحافظ: "وحكى الخطابي أن بعضهم صحفه، فقال بالموحدة، [أي: البقيع] ، وهو على عشرين فرسخاً بالمدينة، وقدره ميل في ثمانية أميال، ذكر ذلك ابن وهب في "موطئه". ولفظ الحديث هنا: "لخيله"، والمراد بها خيل المسلمين، وهي من أموال الأمة، لم تكن ملكاً خاصاً له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يوضحه رواية البيهقي:"لخيل المسلمين ترعى فيه "، ورواية حماد بن خالد الآتية (6464) :"للخيل. فقلت له- القائل حماد بن خالد-: يا أبا عبد الرحمن، يعني العمري، خيله؟ قال: خيل المسلمين".
ولا يعارض هذا الحديث حديث الصعب بن جثامة عند البخاري: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لا حمى إلا لله ورسوله"، فهذا نهي عن الحمى الخاص لمال مملوك لشخص معين، أيَاً كان ذلك الشخص. قال الحافظ في "الفتح"5/44: قال الشافعي: يحتمل معنى الحديث شيئين، أحدهما: ليس لأحد أن يحمي للمسلمين إلا ما حماه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والآخر: معناه إلا على مثل ما حماه عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فعلى=(9/470)
5656 - حَدَّثَنَا قُرَادٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " سَبَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْخَيْلِ، وَأَعْطَى السَّابِقَ " (1)
5657 - حَدَّثَنَا قُرَادٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجْلِسُ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ " (2)
__________
= الأول ليس لأحد من الولاة بعده أن يحمي، وعلى الثاني يختص الحمى بمن قام مقام رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الخليفة خاصة. وأخذ أصحابُ الشافعي من لهذا أن في المسألة قولين. والراجح عندهم الثاني، والأول أقرب إلى ظاهر اللفظ. لكن رجحوا الثاني بما سيأتي أن عمر حمى بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمراد بالحمى: منع الرعي في أرض مخصوصة من المباحات، فيجعلها الإمام مخصوصة برعي بهائم الصدقة مثلاً.
قال الشيخ أحمد شاكر: وهذا القول الثاني، الذي رجحه أصحاب الشافعي، ليس الراجح فقط، بل هو عندي المتعين، مع شيء من التصحيح: أن يكون الحمى خاصاً بولي الأمر أو نائبه، على أن يحميه للأموال العامة، أموال الأمة، لا لماله الخاص.
(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عمر، وهو العمري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. قراد: هو لقب عبد الرحمن بن غزوان أبي نوح، وهو مع كونه ثقة له أفراد.
وقد سلف بنحوه برقم (5348) بإسناد صحيح. وانظر (4487) .
(2) حديث صحيح، عبد الله بن عمر العمري - وإن كان ضعيفاً -، قد تويع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطيالسي (1858) ، وابن أبي شيبة 2/114، وأبو داود (1092) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/166 من طرق، عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا=(9/471)
5658 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي (1) نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْتُولَةً " فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ " (2)
5659 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ الْمَشْرِقَ يَقُولُ: " أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا، أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " (3)
__________
= الإسناد.
وقد سلف برقم (4919) من طريق عبيد الله بن عمر العمري، عن نافع، به.
(1) في (ظ14) : حدثنا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي، مولاهم، وليث: هو ابن سعد.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (98) ، وأبو عوانة 4/94 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد (98) ، والبخاري (3014) ، ومسلم (1744) (24) ، وأبو داود (2668) ، والترمذي (1569) ، والنسائي في "الكبرى" (8618) ، وابن الجارود (1043) ، وأبو عوانة 4/94، والبيهقي 9/77 من طرق، عن الليث بن سعد، به.
قال الترمذي: حسن صحيح.
وقد سلف برقم (4739) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (7093) ، ومسلم (2905) (45) عن قتيبة بن سعيد، ومسلم=(9/472)
5660 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (1)
5661 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ،
__________
= (2905) (45) عن محمد بن رمح، كلاهما عن الليث، بهذا الإسناد.
وانظر (4679) .
(1) حديث صحيح، ولهذا إسناد ضعيف، فيه شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - سيئ الحفظ. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي، والبهى: اسمه عبد الله، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (5382) .
وأخرجه ابن عدي فى ِ"الكامل" 4/1333 من طريق داود بن عمرو، عن شريك، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1510) عن أبي الأحوص سلام بن سليم، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه البزار (608) ، وابن خزيمة (1013) ، والطبراني في "الكبير" (13415) ، وفي "الأوسط" (1683) من طريق نافع، عن ابن عمر. وإسناده عند البزار وابن خزيمة صحيح.
وأخرجه موقوفاً على ابن عمر عبد الرزاق (1537) و (1547) و (1548) ، وابن أبي شيبة 1/399.
وسيأتي برقم (5733) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2426) .
وله شواهد ذكرت عند حديث ابن عباس، ونزيد هنا حديث عائشة، سيرد في مسندها 6/179.(9/473)
عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرَاهُ (1) ابْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَثَّلَ بِذِي رُوحٍ، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مَثَّلَ اللهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
5662 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ (3) اتَّقُوا الظُّلْمَ، فَإِنَّهُ (4) ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (5)
__________
(1) في (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) و (م) : أن ابن عمر.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف شريك، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو صالح الحنفي: اسمه عبد الرحمن بن قيس الكوفي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/249، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، عن ابن عمر من غير شك. ورجال أحمد ثقات.
وسيأتي برقم (5956) . وانظر ما سلف برقم (4622) .
قوله: "من مثل"، قال السندي: من المثلة، أي: من غيًر صورة حيوان بقَطع أنف أو أذن.
"مثل اللة"، أي: يجزيه بمثل ما فعل، والله تعالى أعلم.
(3) في (ق) و (ظ1) : يا أيها الناس.
(4) في (ص) :إنها.
(5) حديث صحيح، وهذا سند حسن، رجله ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن السائب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق إلا أنه اختلط بأخرة، لكن رواية زائدة - وهو ابن قدامة - عنه قبل الاختلاط، وقد أعله أبوحاتم 1/315 بالِإرسال، فقال بعد أن سأله ابنه عنه: رواه جرير، عن أبي إسحاق الشيباني، عن=(9/474)
5663 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي الْعِيدَيْنِ الْأَضْحَى وَالْفِطْرَ، ثُمَّ يَخْطُبُ بَعْدَ الصَّلَاةِ " (1)
__________
= محارب بن دثار، عن أبي الصديق الناجي، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا. قال
أبو حاتم: هذا بين عوار حديث عطاء، وهذا أشبه، لو كان عن ابن عمر، لكان أسهل عليه من أبي الصديق، وكان عطاء بن السائب ساء حفَظه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/512، وعبد بن حميد (814) عن حسين بن علي، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7459) من طريق عمرو بن مرزوق، عن زائدة، به.
وسيأتي برقم (5832) و (6206) و (6210) و (6446) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سيأتي في "المسند" 2/159، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (5176) .
وعن جابر بن عبد الله سيأتي 3/323، وهو في "صحيح مسلم" (2578) ، وعند البخاري في "الأدب المفرد" (483) .
وعن أبي هريرة سيأتي 2/431، وصححه ابن حبان (5177) و (6248) .
وعن الهرماس بن زياد عند الطبراني في "الكبير" 20/ (538) ، وفي "الأوسط" (633) ، وفي سنده ضعف.
وعن المسور بن مخرمة عند الطبراني في "الكبير"20/ (29) ، وفي سنده ضعف.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (1443) ، وابن حبان (2826) من طريق حماد بن مسعدة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البخاري (957) من طريق أنس بن عياض، عن عبيد الله، به.=(9/475)