3985 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنْ كُرْدُوسٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " مَرَّ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ خَبَّابٌ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَعَمَّارٌ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، أَرَضِيتَ بِهَؤُلَاءِ؟ فَنَزَلَ فِيهِمُ الْقُرْآنُ: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ} [الأنعام: 51]- إِلَى قَوْلِهِ - {وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ} [الأنعام: 58] " (1)
__________
= وقوله: "من ترك حية مخافة عاقبتها فليس منا"، له شاهد من حديث ابن عباس تقدم برقم (3254) بإسناد صحيح.
وآخر من حديث أبي هريرة عند الحميدي (1156) ، وأبي داود (5248) ، وابن حبان (5644) ، سيرد 2/247 و432 و520.
قوله: "مخافة عاقبتها"، قال السندي: قيل: مخافة أن يُطلب بدمها في الدنيا والآخرة، أو مخافة أن تطلبه شيء من الحيات، فتعدو عليه.
فليس منا، أي: من العاملين بأوامرنا.
(1) حديث حسن. وهذا إسناد ضعيف لضعف أشعث، وهو ابن سوار الكندي، وكردوس - وهو ابن عباس الثعلبي - روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن القرشى.
وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول " ص 213 من طريق أسباط، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري (13255) و (13256) ، والطبراني في "الكبير" (10520) من طرق عن أشعث، به.
وأخرجه الطبري (13257) من طريق حفص بن غياث، عن أشعث، عن كردوس، مرسلًا. =(7/92)
3986 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ لَنَا نِسَاءٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَسْتَخْصِي (1) ؟ " فَنَهَانَا (2) عَنْهُ، ثُمَّ رُخِّصَ لَنَا بَعْدُ فِي أَنْ نَتَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ بِالثَّوْبِ إِلَى أَجَلٍ "، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87] (3)
__________
= وأورده الهيثمي في "المجمع " 7/20-21، وقال: رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: فقالوا: يا محمد، أهؤلاء منَّ الله عليهم من بيننا؟ لو طردتَ هؤلاء لاتبعناك، فأنزل الله: {ولا تطرد الذين يدعون ربَّهم بالغداة والعشي} ، إلى قوله: {أليس الله بأعلمَ بالشاكرين} .
وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم (2413) (45) و (46) ، وابن ماجه (4128) ، وعبد بن حميد (131) ، والطبري (13263) ، ولفظه عند مسلم: قال سعد: نزلت في سِتةٍ أنا وابن مسعود منهم، وكان المشركون قالوا له: تُدني هؤلاء؟!، وفيه فأنزل الله عز وجل: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} [الأنعام: 52] .
ولفظه عند ابن ماجه: قال سعد: نزلت هذه الآية فينا ستة: فيَّ وفي ابن مسعود وصهيب وعمار والمقداد وبلال ...
وآخر من حديث خباب عند ابن ماجه (4127) ، والطبري (13258) و (13259) ، قال البوصيرى في "الزوائد": إسناده صحيح، ورجاله ثقات، وقد روى مسلم والنسائي والمصنف بعضه من حديث سعد بن أبي وقاص.
(1) في (ق) : نختصي.
(2) في (ق) : فنهى.
(3) إسناده صحيح على شرطِ الشبخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، =(7/93)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه البيهقي في "السنن " 7/200 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (14048) ، والبخاري (5075) ، ومسلم (1404) (11) ، والنسائي في "الكبرى" (11150) ، وأبو يعلى (5382) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/24، والبيهقي في "السنن " 10/79 و201، من طرق، عن إسماعيل، به.
وعند عبد الرزاق زيادة: ثم نهانا عنها بوم خيبر، وعن لحوم الحمر الإنسية.
وقال الحافظ في "الفتح " 9/119: ذكر الإسماعيلي أنه وقع في رواية أبي معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد: ففعله ثم ترك ذلك. قال: وفي رواية لابن عيينة، عن إسماعيل: ثم جاء تحريمها بعد، وفي رواية معمر، عن إسماعيل: ثم نسخ.
قلنا: وفي الرواية الآتية برقم (4113) قول ابن مسعود: كنا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن
شهاب.... قال البيهقي في "السنن " 7/201: وفي هذه الرواية ما دل على كون ذلك قبل فتح خيبر، أو قبل فتح مكة، فإن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه توفي سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة، وكان يوم مات ابن بضع وستين سنة، وكان الفتح فتح خيبر في سنة سبع من الهجرة، وفتح مكة سنة ثمان، فعبد الله سنة الفتح كان ابن أربعين سنة أو قريباً منها، والشباب قبل ذلك. وقد نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن متعة النساء زمن خيبر.
وقال الحافظ في "الفتح " 9/167: وقد وردت عدة أحاديث صحيحة صريحة بالنهي عنها (أي المتعة) بعد الإذن فيها.
قلنا: منها حديث علي بن أبي طالب عند البخاري (5115) ، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر.
وانظر لزاما ًالتعليق على هذه الرواية في "زاد المعاد" 3/459 و5/111.
ومنها حديث ابن عمر الآتي برقم (5694) . =(7/94)
3987 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: تَحَدَّثْنَا لَيْلَةً عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى أَهْلِنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا، غَدَوْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ بِأُمَمِهَا، وَأَتْبَاعُهَا مِنْ أُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الْعِصَابَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ النَّفَرُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَا مَعَهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِهِ (1) حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ موسَى بْنُ عِمْرَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَبْكَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِي، قُلْتُ: يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ مَعَهُ (2) مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قُلْتُ: يَا رَبِّ، فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، فَإِذَا الظِّرَابُ ظِرَابُ مَكَّةَ، قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ،
__________
= وانظر "الفتح " 12/167-174.
وقد تقدم الحديث مختصراً برقم (3650) ، وسيرد مطولاً برقم (4113) .
قوله: ثم قرأ عبد الله: {يا أيها الذين آمنوا ... } قال السندي: هذا مبني على عدم بلوغ الناسخ إياه، كما أن ابن عباس وجابراً ما بلغهما الناسخ أيضاً، وإلا فمقتضى القرآن والسنة عدم جواز المتعة، أما القرآن فقوله تعالى: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} والمُتَمتَّع بها ليست شيئاً منهما الاتفاق، فلا تحل، فضلاً عن أن تكون من طيبات الحلال، وأما السنة فلا تخفى على أهلها. والله تعالى أعلم.
(1) لفظ: "من أمته " لم يرد في (ظ14) .
(2) في (ظ 14) : ومن تبعه.(7/95)
قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَبِّ، قَالَ: أُمَّتُكَ، قُلْتُ: رَضِيتُ رَبِّ، قَالَ: أَرَضِيتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ "، قَالَ: " فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الْأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فَقَالَ: رَضِيتَ؟ قُلْتُ: رَضِيتُ، قِيلَ: فَإِنَّ (1) مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ (2) أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، لَا حِسَابَ لَهُمْ "، فَأَنْشَأَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، أَحَدُ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: " اللهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ "، ثُمَّ أَنْشَأُ رَجُلٌ آخَرُ (3) مِنْهُمْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: (4) " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ "
(5)
3988 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: تَحَدَّثْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ،
__________
(1) في (ظ 14) : فقيل: إن.
(2) في (ظ 14) : سبعون. وفوقها كلمة صح.
(3) لفظ: "منهم " لم يرد في (س) و (ظ 1) .
(4) في (ظ 14) : فقال.
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف علته علته الحسن - وهو البصري - فإنه لم يسمع من عمران بن حصين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه الطيالسي (404) ، والطبراني في "الكبير" (9767) ، والسهمي في "تاريخ جرجان " ص 373، من طريق هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3806) ، وسيرد برقم (3988) .
قوله: حتى أكرينا الحديث: أي: أطلناه.(7/96)
فَذَكَرَ مَعْنَاهُ. وَحَدَّثَنَا عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: تَحَدَّثْنَا عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَذَكَرَهُ. (1)
3989 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، والْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: تَحَدَّثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ، فَذَكَرَهُ (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن - وهو البصري - لم يسمع من عمران بن حصين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب - وهو ابن عطاء الخفاف - فقد روى له الجماعة إلا البخاري، وفو قوي الحديث، لا سيما في سعيد - وهو ابن أبي عروبة -.
(2) إسناده من طريق العلاء بن زياد، متابع الحسن البصري، صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء بن زياد، وهو العدوي، فقد روى له البخاري تعليقاً، وابنُ ماجه، وهو ثقة، محمد بن بكر: هو البرساني، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه البزار (3538) "زوائد" من طريق محمد بن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9765) من طريق موسى بن خلف العمي، عن قتادة، به.
وأخرجه الطبراني أيضاً (9769) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، به. =(7/97)
3990 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ يَعْنِي ابْنَ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَ بِقَتْلِ حَيَّةٍ بِمِنًى " (1)
3991 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الْأَرَاكِ، وَكَانَ دَقِيقَ
__________
= وأخرجه أيضاً (9770) من طريق أبي أمية الحبطي، عن قتادة، عن العلاء، به.
وأخرجه أيضاً (9768) من طريق محمد بن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن والعلاء، عن عمران، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ليس فيه ذكر ابن مسعود.
وسلف برقم (3806) ، وذكرنا هناك شواهده.
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وأخرجه الشاشي (608) ، والطبراني في "الكبير" (10151) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10152) من طريق يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن الأعمش، به. والمسعودي قد اختلط، وسماع يزيد منه بعد الاختلاط.
قال الدارقطني في " العلل " 5/81: الصحيح عن حفص ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وأحمد بن حنبل وابن نمير، عنه، عن الأعمش،: عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله.
قلنا: هو الإسناد المتقدم في الرواية (3586) وهو إسناد صحيح على شرطهما، وانظر (3574) و (4004) .(7/98)
السَّاقَيْنِ، فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِمَّ تَضْحَكُونَ؟ " قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة - فمن رجال مسلم.
عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
وأخرجه الطيالسي (355) ، وابن سعد 3/155، والبزار (2678) "زوائد"، وأبو يعلى (5310) و (5365) ، والشاشي (661) ، والطبراني في "الكبير" (8452) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/127، من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/113 من طريق زائدة بن قدامة، عن عاصم، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (8453) من طريق جعفر بن عون، عن المعلى بن عرفان، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، به، مرفوعاً.
وأخرجه ابن سعد 3/155، والشاشي (904) من طريق العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي، مرسلًا.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (8454) من طريق جعفر بن مسافر، عن ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن ابن أبي حرملة مولى حويطب أن سارة بنت عبد الله بن مسعود، عن عبد الله بن مسعود، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 9/289، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني من طرق ... وأمثل طرقها فيه عاصم بن أبي النجود، وهو حسن الحديث على ضعفه، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث علي تقدم برقم (920) بإسناد حسن.
وآخر من حديث قرة بن إياس عند البزار (2677) "زوائد"، والطبراني في " الكبير" 19/ (59) ، والفسوي 2/546، وصححه الحاكم 2/317، ووافقه =(7/99)
3992 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ الْأَحْقَافِ، وَأَقْرَأَهَا رَجُلًا آخَرَ، فَخَالَفَنِي فِي آيَةٍ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أَقْرَأَكَهَا؟ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي نَفَرٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تُقْرِئْنِي آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ: " بَلَى "، قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّكَ أَقْرَأْتَهَا إِيَّاهُ كَذَا وَكَذَا؟ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الرَّجُلُ الَّذِي عِنْدَهُ: لِيَقْرَأْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ كَمَا سَمِعَ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالِاخْتِلَافِ قَالَ: " فَوَاللهِ مَا أَدْرِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ أَمْ هُوَ قَالَهُ؟ (1)
3993 - " حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ: فَغَضِبَ وَتَمَعَّرَ
__________
= الذهبي، وأورده الهيثمي في "المجمع " 9/289، وقال: رواه البزار والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح.
قوله: تكفؤه، أي: تميله.
(1) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة - فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وعفان: هو ابن مسلم الصفّار، وزر: هو ابن حبيش الأسدي.
وتقدم برقم (3724) .(7/100)
وَجْهُهُ، وَقَالَ: " إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الِاخْتِلَافُ " (1)
3994 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ مَاتَ، فَوَجَدُوا فِي بُرْدَتِهِ دِينَارَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّتَانِ " (2)
3995 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النِّسَاءَ، فَقَالَ لَهُنَّ: " مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ يَمُوتُ لَهَا ثَلَاثَةٌ، إِلَّا أَدْخَلَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ "، فَقَالَتْ أَجَلُّهُنَّ امْرَأَةً: يَا رَسُولَ اللهِ، وَصَاحِبَةُ الِاثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: " وَصَاحِبَةُ الِاثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ " (3)
__________
(1) مكرر (3981) سنداً، ومختصر متناً.
(2) إسناده حسن كسابقه.
وتقدم برقم (3914) .
(3) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم.
وأخرجه أبو يعلى (5085) ، والطبراني في "الكبير" (10414) من طريقين عن عاصم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (10420) من طريق حماد بن زيد، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود.
وتقدم بنحوه برقم (3554) .
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (101) و (102) =(7/101)
3996 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَعْيَنِ الْعَبْديِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا ابْنُ مَسْعُودٍ، يَخْطُبُ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ مَرَّ بِحَيَّةٍ تَمْشِي عَلَى الْجِدَارِ، فَقَطَعَ خُطْبَتَهُ، ثُمَّ ضَرَبَهَا بِقَضِيبِهِ حَتَّى قَتَلَهَا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَتَلَ حَيَّةً فَكَأَنَّمَا قَتَلَ رَجُلًا مُشْرِكًا قَدْ حَلَّ دَمُهُ " (1)
3997 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَعْيَنِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، أَهِيَ مِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَلْعَنْ قَوْمًا قَطُّ، - قَالَ رَوْحٌ: فَمَسَخَهُمْ - فَيَكُونَ لَهُمْ نَسْلٌ، حَتَّى يُهْلِكَهُمْ، وَلَكِنَّ هَذَا خَلْقٌ كَانَ، فَلَمَّا غَضِبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْيَهُودِ مَسَخَهُمْ، فَجَعَلَهُمْ مِثْلَهُمْ " (2)
__________
= و (7310) ، ومسلم (2633) ، سيرد 3/34.
وآخر من حديث أبي هريرة عند مسلم (2632) (151) ، سيرد 2/378 (1) إسناده ضعيف، وسلف برقم (3746) ، وسبق هناك الكلام عن رجال إسناده. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
(2) إسناده ضعيف، أبو الأعين العبدي تقدم الكلام عليه في الرواية (3747) ، وبقية رجاله ثقات غير محمد بن زيد - وهو ابن علي العبدي الكندي -، قال أبو =(7/102)
3998 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: " صَلِّ الصَّلَاةَ لِمَوَاقِيتِهَا "، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: " بِرُّ الْوَالِدَيْنِ "، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: " ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي (1)
3999 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " إِنِّي لَأَحْفَظُ الْقَرَائِنَ الَّتِي كَانَ يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ
__________
= حاتم: صالح الحديث، لا بأس به، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات ". عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وروح: هو ابن عبادة، وداود بن أبي الفرات: هو الكندي المروزي.
وسلف برقم (3747) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وعبد العزيز بن مسلم: هو القسملي، وأبو إسحاق الهمداني: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه أبو يعلى (5329) ، وابن حبان (1476) ، والطبراني في "الكبير" (9818) من طريقين عن عبد العزيز بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/28، والطبراني في "الكبير" (9818) من طريق ابن طهمان، عن أبي إسحاق السبيعي، به.
وتقدم برقم (3890) .(7/103)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَمَانِي عَشْرَةَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ، وَسُورَتَيْنِ مِنْ آلِ حم " (1)
4000 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، والْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، ومهدي: هو ابن ميمون الأزدي، وواصل: هو ابنُ حيان الأحدب الأسَدِي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري (5043) ، ومسلم (822) (278) ، وأبو عوانة 2/162-163، والطبراني في "الكبير" (9865) ، من طرق عن مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد.
وقد تقدم ذكر السُّوَر التي كان يقرن بينهن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرواية (3607) ، وفيها
من ذوات حتم سورة الدخان فقط، قال الحافظ في "الفتح " 2/259: قوله: "وسورتين من آل حم " مشكل، لأن الروايات لم تختلف أنه ليس في العشرين من الحواميم غير الدخان، فيحمل على التغليب، أو فيه حذف، كأنه قال: وسورتين أحداهما من آل حم.
قلنا: وقوله هنا: "ثماني عشرة سورة من المفصل وسورتين من آل حم "، قد تقدم في الرواية (3607) أنها عشرون سورة من المفصل. قال الحافظ في "الفتح " 9/90: والجمع بينها أن الثمان عشرةَ غير سورة الدخان والتي معها، وإطلاق المفصل على الجميع تغليباً، وإلا فالدخان ليست من المفصل على المرجح، لكن يحتمل أن يكون تأليفُ ابن مسعود على خلاف تأليف غيره، فإن في آخر رواية الأعمش: "على تأليف ابن مسعود، آخرهن حم الدخان وعم يتساءلون "، فعلى هذا
لا تغليب.
قوله: "من آل حم ": قال الحافظ: أي السورة التي أولها حم، وقيل: يريد حم نفسها كما في حديث أبي موسى: "أنه أوني مزماراً من مزامير آل داود"، يعني داود نفسه. "الفتح " 9/90.(7/104)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: تَحَدَّثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ، فَذَكَرَهُ (1)
4001 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عَشِيَّةَ الْجُمُعَةِ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَحَدُنَا رَأَى (2) مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَقَتَلَهُ، قَتَلْتُمُوهُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ جَلَدْتُمُوهُ، وَإِنْ سَكَتَ، سَكَتَ عَلَى غَيْظٍ، وَاللهِ لَئِنْ أَصْبَحْتُ صَالِحًا، لَأَسْأَلَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَسَأَلَهُ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَحَدُنَا رَأَى مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، فَقَتَلَهُ قَتَلْتُمُوهُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ جَلَدْتُمُوهُ، وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ (3) عَلَى غَيْظٍ، اللهُمَّ احْكُمْ. قَالَ: " فَأُنْزِلَتْ آيَةُ اللِّعَانِ "، قَالَ: فَكَانَ ذَاكَ الرَّجُلُ أَوَّلَ مَنِ ابْتُلِيَ بِهِ (4)
__________
(1) هو مكرر (3989) سنداً ومتناً. ولم يرد في (ظ 14) ، وكتب في هامش (س) : حديث محمد بن بكر مكرر مع الحديث الذي في أول الصفحة التي قبل هذه. قلنا: يعني الحديث المذكور.
(2) في (ق) وهامش (ص) : يرى أحدتا، وفي هامش (س) : إنْ أحدنا رأى، وفي (ظ 1) و (ظ 14) : أحدنا يرى.
(3) في (ظ14) : أسكت.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن حماد: هو ابن أبي زياد الشيباني خَتَن أبي عوانة، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس =(7/105)
4002 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ رَمَى الْجَمْرَةَ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، ثُمَّ قَالَ: " هَاهُنَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، كَانَ يَقُومُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (1)
4003 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ "،
__________
= النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/405، ومسلم (1495) (10) ، وأبو داود (2253) ، وابن ماجه (2068) ، والطبري في "التفسير" 18/84، وأبو يعلى (5161) ، والبيهقي في "السنن " 7/405 و8/337 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأورده ابن كثير في "التفسير" 3/267عن الإمام أحمد، وقال: انفرد بإخراجه مسلم.
وفي الباب عن عويمر العجلاني عند مسلم (1492) .
وعن ابن عمر عند مسلم (1493) .
وعن سعد بن عبادة عند مسلم (1498) .
وعن ابن عباس تقدم مطولاً برقم (2131) .
قوله: قتلتموه: قال السندي: أي: قصاصاً، قيل: هذا لعجزه عن الإثبات، وإلا، فلا قتل عليه فيما بينه وبين الله.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وقد سلف برقم (3548) .(7/106)
وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ رَكْعَتَيْنِ (1)
4004 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ، فَنَزَلَتْ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا، قَالَ: فَإِنَّا نَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ، فَخَرَجَتْ حَيَّةٌ مِنْ جُحْرِهَا، فَابْتَدَرْنَاهَا، فَسَبَقَتْنَا، فَدَخَلَتْ جُحْرَهَا، فَقَالَ: " وُقِيَتْ شَرَّكُمْ وَوُقِيتُمْ شَرَّهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه النسائي مختصراً في "المجتبى" 3/120، وفي "الكبرى" (1906) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1657) ، وابن خزيمة (2962) من طريقين عن سفيان الثوري، به. وعند البخاري زيادة: ثم تفرقت بكم الطريق، فيا ليت حظي من أربع ركعتان متقبلتان.
وهذه الزيادة تقدمت برقم (3953) ، وستأتي برقم (4034) .
وقد تقدم برقم (3593) ، وفيه التصريح بأن هذه الصلاة كانت بمنى.
(2) إِسناده صحيح على شرط الشيخين. إِسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه البخاري (3317) و (4931) ، والنسائي في "الكبرى" (11642) - وهو في "التفسير" (662) - من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. =(7/107)
4005 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، مِثْلَهُ، قَالَ: " وَإِنَّا لَنَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ رَطْبَةً " (1)
4006 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ، بِيَدِي وَحَدَّثَنِي، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، أَخَذَ بِيَدِهِ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ اللهِ، فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ: " قُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ،
__________
= وأخرجه البخاري (4930) ، والشاشي (325) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به.
وأخرجه أبو يعلى (5374) ، والطبراني في "الكبير" (10159) و (10160) من طريقين عن منصور، به.
وعلقه البخاري (4931) بصيغة الجزم عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
وقد وصله الطبراني في "الكبير" (10158) من طريق الفضل بن سهل الأعرج، عن يحيى بن حماد، به. والمغيرة - وهو ابن مقسم الضبي - يدلس عن إبراهيم، لكنه متابع.
وقد تقدم برقم (3574) ، وانظر (4005) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4931) ، والنسائي في "الكبرى" (11642) - وهو في "التفسير" (662) - من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10150) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، به.
وتقدم قبله برقم (4004) ، وانظر (3574) .(7/108)
وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - قَالَ زُهَيْرٌ: حَفِظْتُ عَنْهُ إِنْ شَاءَ اللهُ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "، قَالَ: فَإِذَا قَضَيْتَ هَذَا، أَوْ قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتَ هَذَا، فَقَدْ قَضَيْتَ صَلَاتَكَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ فَقُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْعُدَ فَاقْعُدْ (1)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحسن بن الحر، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة. زهير: هو ابن معاوية، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه الطيالسي (275) ، والدارمي 1/309 عن أبي نعيم، وأبو داود (970) من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، وابن حبان (1961) من طريق عبد الرحمن بن عمرو البجلي، والدارقطني في "السنن " 1/353 من طريق موسى بن داود، خمستهم عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وذكر ابن حبان أن قوله في آخر الحديث: "فإذا قضيت هذا فقد قضيت صلاتك ... إنما هو قولُ ابن مسعود، ليس من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أدرجه زهير في الخبر، وكذلك قال الدارقطني في "السنن " 1/353، و"العلل " 5/127، قال: وفَصَلَه شبابةُ عن زهير، وجعله من كلام عبد الله بن مسعود، وقولُه أشبه بالصواب من قول من أدرجه في حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن ابن ثوبان رواه عن الحسن بن الحر كذلك، وجعل آخره من قول ابن مسعود، ولاتِّفاقِ حسينٍ الجعفي وابن عجلان ومحمد بن أبان في روايتهم عن الحسن بن الحر على ترك ذكره في آخر الحديث،
مع اتفاق كل من روى التشهد عن علقمة وغيره عن عبد الله بن مسعود على ذلك. والله أعلم.
قلنا: أخرجه الدارقطني 1/353 من طريق شبابة بن سوار، عن زهير بن معاوية، =(7/109)
4007 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ يَعْنِي الطَّيَالِسِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى
__________
= بهذا الإسناد، وفي آخره: قال عبد الله: فإذا قلت ذلك فقد قضيت ما عليك ...
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9925) من طريق أحمد بن يونس، وأحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، وأبي بلال الأشعري، ثلاثتهم عن زهير بن معاوية، به، دون ذكر قوله: فإذا فعلت هذا ...
وأخرجه ابن حبان (1962) ، والدارقطني في "السنن " 1/354، والطبراني في "الكبير" (9924) من طريق غسان بن الربيع، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن الحسن بن الحر، بهذا الإسناد، وفي آخره عند ابن حبان والدارقطني: قال عبد الله بن مسعود: فإذا فرغت من هذا ... ولم ترد هذه الزيادة عند الطبراني.
وأخرجه الدارقطني 1/352-353 من طريق حسين بن علي الجعفي، وابن عجلان، والطبراني في "الكبير" (9923) من طريق ابن عجلان، كلاهما عن الحسن بن الحر، به، بترك ذكر آخر الحديث: فإذا قضيت ...
وسيرد برقم (4305) من طريق حسين الجعفي، عن الحسن بن الحر، به، دون ذكر هذه الزيادة.
قال السندي: قوله: فإذا فعلت هذا فقد قضيت صلاتك ... : استدل به من لا يقول بافتراضِ الخروج عن الصلاة بالسلام، والقائل بالافتراض تارةً يمنع رفعه ويقول: إنه موقوف على ابن مسعود، وتارة يؤول قوله: "فقد قضيت صلاتك "، أي: قاربت الفراغ والتمام. وقوله: "إن شئت أن تقوم فقم، أي: بالوجه المعلوم شرعاً لا مطلقاً، والحق أن الحديثَ بظاهره ينافي افتراض السلام ووجوبه، فلا بد للكل من تأويله أو تضعيفه، والله تعالى أعلم.(7/110)
رِجَالٍ بُيُوتَهُمْ، يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ " (1)
4008 - حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَتَلَ أَبَا جَهْلٍ، فَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَصَرَ عَبْدَهُ، وَأَعَزَّ دِينَهُ " (2)
4009 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، كُلُّ ثَلَاثَةٍ
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود الطيالسي - وهو سليمان بن داود -، وأبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم، وزهير- وهو ابن معاوية - وإن سمع من أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي بعد الاختلاط، روايته هذه مما انتقاه الإمام مسلم من مروياته، ثم هو متابع.
وهو عند الطيالسي (316) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (1854) .
قال الحاكم 1/292: هكذا رواه أبو داود الطيالسي عن زهير، وهو صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه هكذا، إنما خرجاه بذكر العتمة وسائر الصلوات، ووافقه الذهبي.
قلنا: ليس هو على شرط الشيخين، فأبو الأحوص من رجال مسلم.
وتقدم برقم (3743) . وانظر (3816) .
(2) هو مكرر (3856) سنداً ومتناً.(7/111)
مِنَّا عَلَى بَعِيرٍ، كَانَ عَلِيٌّ وَأَبُو لُبَابَةَ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا كَانَ عُقْبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَا: ارْكَبْ يَا رَسُولَ اللهِ، حَتَّى نَمْشِيَ عَنْكَ، فَيَقُولُ: " مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى عَلَى الْمَشْيِ مِنِّي، وَمَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا " (1)
4010 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ وَإِسْنَادِهِ (2)
4011 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُصْعَدُ بِهِ مِنَ الْأَرْضِ - وَقَالَ مَرَّةً: وَمَا يُعْرَجُ بِهِ مِنَ الْأَرْضِ - فَيُقْبَضُ مِنْهَا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا، فَيُقْبَضُ مِنْهَا، {إِذْ يَغْشَى} [النجم: 16] السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى، قَالَ: فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: "
__________
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثْقات رجال الصحيح.
إسحاق بن عيسى: هو ابن نجيح المعروف بابن الطباع، وحسن بن موسى: هو الأشيب.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/254 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3901) .
(2) هو مكرر (3901) سنداً ومتناً.(7/112)
فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ خِلَالٍ: الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَخَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أُمَّتِهِ الْمُقْحِمَاتُ " (1)
4012 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُرَاتٌ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، (2) عَنْ زِيَادِ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ " (3)
__________
(1) هو مكرر (3665) سنداً ومتناً.
(2) عبارة (حدثنا فرات عن عبد الكريم) تحرفت في عامة النسخ إلى: قرأت على عبد الكريم، والمثبت من حاشية (ص) ، وفيها تصويب العبارة عن أصلين من أصول المسند. قلنا: وكذلك جاءت على الصواب في "أطراف المسند" 4/167.
ولم يتفطن الشيخ أحمد شاكر إلى هذا التحريف لعدم تيسير الأصول التي تيسرت لنا. وقد سقط هذا الحديث بإسناده ومتنه من (ق) ، وسقط متنه من (ص) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، فُرات الذي تصحف اسمه في عامة النسخ إلى قرأت - وهو ابن سلمان الجَزَري الرقي - روى عنه جمع، ووثقه أحمد - فيما ذكره الذهبي في "الميزان " 3/ 342 - وابن معين فيما ذكره الحافظ في "التعجيل " ص 331-332، وابن خلفون، وذكره ابن حبان في "الثقات " 7/322، وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل " 7/80: لا بأس به، محله الصدق، صالح الحديث، وقال ابن عدي في "الضعفاء" 6/2051: ولم أر المتقدمين صرحوا بضعفه، وأرجو أنه لا بأس به. ثم هو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير زياد بن الجراح فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وقد سلف الخلاف فيه في رواية زياد بن أبي مريم المتقدمة برقم (3568) . كثير بن هشام: هو الكلابي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. =(7/113)
4013 - حَدَّثَنَا كَثِيرٌ (1) ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحُبِسْنَا عَنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيَّ، ثُمَّ قُلْتُ: نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِنَا الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ، فَصَلَّى بِنَا الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقَامَ، فَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَقَامَ، فَصَلَّى بِنَا الْعِشَاءَ، ثُمَّ طَافَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " مَا عَلَى الْأَرْضِ عِصَابَةٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ غَيْرُكُمْ " (2)
__________
= وأخرجه الطيالسي (381) ، والشاشي (270) و (273) ، والبيهقي في "السنن " 10/1540 من طريق زهير بن معاوية، والفسوي 3/136، والشاشي (271) من طريق ابن جريج، والشاشي أيضاً (272) من طريق عبيد الله بن عمرو، وأبو يعلى (5081) من طريق شريك بن عبد الله، الطبراني في "الصغير" (80) من طريق النضربن عربي، والبغوي (1307) من طريق سفيان الثوري، ستتهم عن عبد الكريم الجزري، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3568) .
(1) قوله: "حدثنا كثير" سقط من (ص) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، ولعنعنة أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي - وبقية رجاله رجال الصحيح، كثير: هو ابن هشام الكلابي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله سنبر الدستوائي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/297، وفي "الكبرى" (1589) من طريق =(7/114)
4014 - حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ " (1)
4015 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، يَوْمًا، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فَرُعِدَ حَتَّى رُعِدَتْ ثِيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: نَحْوَ ذَا أَوْ شَبِيهًا بِذَا " (2)
__________
= عبد الله بن المبارك، و2/18 في "المجتبى" من طريق سعيد بن أبي عروبة، والطبراني في "الكبير" (10283) من طريق حجاج بن نصير، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/237 من طريق عبد الوارث، أربعتهم عن هشام، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم (3555) من طريق هشيم، عن أبي الزبير، به، وفيه: أنه أمر بلالاً فأذن، ثم أقام، وانظر شواهده فيه.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/237: خالف هشام الدستوائي هشيماً، فقال فيه: فأمر بلالًا فأقام فصلى الظهر، لم يذكر أذاناً للظهر ولا لغيرها، وإنما ذكر الإقامة وحدها فيها كلها.
(1) صحيح، وهذا إسناد جيد، زياد بن أبي مريم تقدم الكلام فيه برقم (3568) ، وخصيف - وهو ابن عبد الرحمن الجزري - مختلف فيه، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الإسماعيلي في "المعجم " (409) من طريق معمربن سليمان، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3568) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي=(7/115)
4016 - حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ ". (1)
4017 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبِي هَاشِمٍ، (2) وَحَمَّادٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا لَا نَدْرِي مَا نَقُولُ فِي الصَّلَاةِ، نَقُولُ:
__________
= إسحاق السبيعي، وأبو حَصِين - بفتح الحاء -: هو عثمان بن عاصم بن حُصَين - بضم الحاء- الأسدي، ويحيى بن وثاب: هو الأسدي الكوفي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه الحاكم 1/110-111 من طريق الزبيري، عن إسرائيل، به، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وتقدم برقم (3670) ، وسيرد برقم (4321) .
(1) هو مكرر (4014) سنداً ومتنا، ولم يرد في نسخة (ظ14) .
(2) هكذا جاء على الصواب في (ق) و (ظ 1) ، ووقع في بقية النسخ وفي (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: وحصين بن عبد الرحمن بن أبي هاشم، وهو خطأ، وقد ورد في هامش (س) ما نصه: هكذا في ثلاث نسخ من المسند: ابن أبي هاشم، وصوابه ما في أصل آخر: وأبي هاشم، واسمه يحيى بن دينار. وجاء في هامش (ق) تعليقاً على قوله: وأبي هاشم: هكذا هو الصواب، وفي ثلاث نسخ: وابن أبي هاشم. قلنا: أبو هاشم هذا هو الرّمّاني، ولم يتفطن له الشيخ أحمد شاكر، وعذره أنه لم تقع له الأصول التي وقعت لنا.(7/116)
السَّلَامُ عَلَى اللهِ، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ، السَّلَامُ عَلَى مِيكَائِيلَ، قَالَ: فَعَلَّمَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا جَلَسْتُمْ فِي رَكْعَتَيْنِ، فَقُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا، وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - قَالَ أَبُو وَائِلٍ، فِي حَدِيثِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) - إِذَا قُلْتَهَا، أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَفِي الْأَرْضِ - وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قُلْتَهَا أَصَابَتْ كُلَّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، أَوْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، أَوْ عَبْدٍ صَالِحٍ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " (2)
__________
(1) قوله: "عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لم يرد في (س) ولا في (ظ14) ، وذكر في هامش
(س) إنه في نسخة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن أبي سليمان - فقد روى له مسلم متابعة، وهو ثقة، إمام مجتهد، وغير أبي الأحوص - واسمه عوف بن مالك بن نضلة الأشجعي- فمن رجال مسلم، وكلاهما متابع، سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومنصور: هو ابن المعتمر، وحصين بن عبد الرحمن: هو السلمي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (3061) ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (899) ، وابن حبان (1950) ، والطبراني في "الكبير" (9888) و (9909) ، والبيهقي في " السنن " 2/377.
وأخرجه ابن حبان أيضاً (1956) من طريق إبراهيم بن خالد الصنعاني،=(7/117)
4018 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَرْنَا بِقَرْيَةِ نَمْلٍ، فَأُحْرِقَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِعَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
= والشاشي (504) من طريق قبيصة بن عقبة، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني في "السنن " 1/350، ومن طريقه البيهقي في "السنن " 2/138 من طريق سفيان بن عيينة، عن الأعمش ومنصور، عن أبي وائل، به.
وأخرجه ابن خزبمة (704) من طريق حُصَين ومنصور والمغيرة، عن أبي وائل، به
وأخرجه البخاري (1202) ، وابن حبان (1948) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/180، من طرق عن حُصَين، عن أبي وائل، به.
وطريق حماد سلف تخريجه برقم (3967) .
وطريق الأعمش سلف برقم (3622) .
وطريق الثوري عن أبي إسحاق السبيعي سلف برقم (3921) .
وسيرد برقم (4189) من طريق شعبة عن هؤلاء الخمسة، به، إلا أن فيه المغيرة بدل حصين.
(1) صحيح، وهذا إسناد صحيح جملى شرط مسلم إن ثبت سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لهذا الحديث من أبيه، فقد سمع من أبيه شيئاً يسيراً،
كما قال الحافظ في "التقريب "، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد - وهو الهاشمي مولاهم - فمن رجال مسلم. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان. =(7/118)
4019 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ ذَرٍّ (1) ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " تَصَدَّقْنَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، فَقَامَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ نَحْنُ أَكْثَرُ أَهْلِ
__________
= وهو في "مصنف عبد الرزاق " (9414) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (8614) ، والطبراني في "الكبير" (10374) .
وأخرجه مطولا أبو داود (2675) و (5268) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن أبي إسحاق الشيباني، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10373) من طريق عبد الرزاق، عن الثوري، عن سليمان الشيباني، عن الحسن بن سعد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه. ونخشى أن يكون لفظ: "عن أبيه " بعد الحسن بن سعد مقحماً.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 4/41، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (3017) ، تقدم (1871) و (1901) و (2551) و (2552) .
وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (3016) .
وثالث من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي عند أبي داود (2673) ، وإسناده صحيح.
ورابع من حديث ابن أبي نَجِيح مرسلًا عند سعيد بن منصور (2646) .
وخامس من حديث الحسن مرسلًا عند سعيد بن منصور (2644) .
(1) تحرف في (ق) و (م) إلى زر، بالزاي.(7/119)
جَهَنَّمَ؟ قَالَ: " لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ " (1)
4020 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا، بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين لحال وائل بن مهانة، وقد سلف الكلام فيه برقم (3569) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحاكم 2/190 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 4/602-603 من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، به، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، مع أن وائل بن مهانة ليس من رجال الشيخين ولا أحدهما، بل قال الذهبي فيه في "الميزان ": لا يعرف. ثم قال الحاكم: وقد رواه جرير عن منصور، عن الأعمش بزيادة ألفاظ فيه.
قلنا: قوله: "عن الأعمش " وهم من الناسخ، فلم يثبته الذهبي في "تلخيصه "، وقد مر تخريج طريق جرير عن منصور برقم (3569) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5967) .
وأخرجه بتمامه الفريابي في "فضائل القرآن " (160) من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن سفيان بن عيينة وأبي الأحوص، عن منصور، بهذا الإسناد.
وقوله: "بئسما لأحدهم أن ... " أخرجه البخاري (5039) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (727) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، والنسائي (727) أيضاً من طريق معاوية بن هشام، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3620) و (3960) ، وسيأتي برقم (4085) و (4176) =(7/120)
4021 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ صَاحِبًا لَنَا اشْتَكَى، أَفَنَكْوِيهِ؟ فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " إِنْ شِئْتُمْ فَاكْوُوهُ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَارْضِفُوهُ " (1)
4022 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: وإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا، أَوْ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ (2) صِدِّيقًا " (3)
__________
= و (4416) .
وقوله: "تفصياً"، أي: تفلتاً وخروجاً.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجُشَمي - فمن رجال مسلم. معمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (19517) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن " 9/342.
وقد تقدم برقم (3701) .
(2) قوله: "عند الله "، لم يرد في (ص) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. معمر: هو ابن راشد، وأبو =(7/121)
4023 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لَيْسَ لَنَا شَيْءٌ، فَقَالَ " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ " (1)
__________
= إسحاق: هو السبيعي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (20076) مطولاً، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (8518) .
وتقدم مطولاً برقم (3638) ، وانظر (3896) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى بن عبيد: هو الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي.
وأخرجه الدارمي 2/132، والشاشي (467) ، والبيهقي في "السنن " 4/296 من طريق يعلى بن عبيد شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (10380) ، والحميدي (115) ، وابن أبي شيبة 4/126-127، والبخاري (5066) ، ومسلم (1400) (3) (4) ، والترمذي (1081) ، والنسائي في "المجتيى" 4/169، 170-171، 6/57، 58، وفي " الكبرى" (2547) و (2550) و (5319) و (5320) ، والشاشي (470) ، والطبراني في "الكبير" (10168) و (10169) ، والبغوي في "شرح السنة" (2236) من طرق، عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10170) من طريق الأعمش، و (10171) من طريق إبراهيم بن مهاجر، كلاهما عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، به. =(7/122)
4024 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عَبْدِ اللهِ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهُوَ يَتَغَدَّى، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، ادْنُ لِلْغَدَاءِ، قَالَ: أَوَلَيْسَ الْيَوْمُ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: وَتَدْرِي مَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ؟ إِنَّمَا " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا أُنْزِلَ رَمَضَانُ تُرِكَ " (1)
__________
= وسيأتي من طريق الأعمش، عن عمارة، به، برقم (4035) و (4112) . وتقدم من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، برقم (3392) ، وسياتي برقم (4271) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي.
وأخرجه الشاشي (472) و (473) ، والبيهقي في "السنن " 4/288-289 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/56، ومسلم (1127) (122) ، والنسائي في "الكبرى" (2845) ، وابن خزيمة (2081) ، وأبو يعلى (5175) ، والشاشي (471) و (474) من طرق عن الأعمش، به.
وبنحوه أخرجه ابن أبي شيبة 3/57، ومسلم (1227) (123) ، والنسائي في "الكبرى" (2846) ، والدارقطني في "العلل " 5/208، من طريق سفيان الثوري، عن زبيد اليامي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/74 من طريق الثوري، عن أبيه سعيد بن مسروق، كلاهما عن عمارة بن عمير، عن قيس بن السكن، عن عبد الله.
قال الدارقطني في "العلل " 5/207: وقول الأعمش أشبه بالصواب. =(7/123)
4025 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ، وَمَعَنَا زَيْدُ بْنُ حُدَيْرٍ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا
__________
= وأخرجه البخاري (4503) ، ومسلم (1127) (124) من طريق إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2844) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، مرسلاً.
وسيأتي برقم (4349) .
قال الحافظ في "الفتح " 8/179: استدل بهذا الحديث على أن صيام عاشوراء كان مفترضاً قبل أن ينزل فرض رمضان، ثم نسخ.
قلنا: وقد أخرج النسائي في "الكبرى" (2843) من طريق أبي النضر، عن الأشجعي، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: كنا نصوم عاشوراء، فلما نزل رمضان لم نؤمر به، ولم ننه عنه، وكنا نفعله.
قلنا: وهذا يدل على التخيير.
قال السندي: قوله: فلما أنزل رمضان ترك، أي: ترك صومه وجوياً. والله تعالى أعلم.
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (3831) ، ومسلم (1125) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/74، سيرد 6/162.
وعن ابن عمر عند البخاري (1892) و (4501) ، ومسلم (1126) (117) ، سيرد (4483) .
وعن جابر بن سمرة عند مسلم (1128) ، والطحاوي 2/74.
وعن ابن عباس سلف (2214) .
وعن قيس بن سعد بن عبادة، عند ابن أبي شيبة 3/57، والطحاوي 2/75.(7/124)
خَبَّابٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كُلُّ (1) هَؤُلَاءِ يَقْرَأُ كَمَا تَقْرَأُ؟ فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ أَمَرْتَ بَعْضَهُمْ فَقَرَأَ عَلَيْكَ، قَالَ: أَجَلْ، فَقَالَ لِي: اقْرَأْ، فَقَالَ ابْنُ حُدَيْرٍ: تَأْمُرُهُ يَقْرَأُ، وَلَيْسَ بِأَقْرَئِنَا فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ إِنْ شِئْتَ لَأَخْبَرْتُكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْمِكَ وَقَوْمِهِ، قَالَ: (2) " فَقَرَأْتُ خَمْسِينَ آيَةً مِنْ مَرْيَمَ "، فَقَالَ خَبَّابٌ: أَحْسَنْتَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " مَا أَقْرَأُ شَيْئًا إِلَّا هُوَ يقَرَؤهُ (3) "، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ لِخَبَّابٍ: أَمَا آنَ لِهَذَا الْخَاتَمِ أَنْ يُلْقَى، قَالَ: أَمَا إِنَّكَ (4) لَا تَرَاهُ عَلَيَّ بَعْدَ الْيَوْمِ، وَالْخَاتَمُ ذَهَبٌ (5)
__________
(1) في (ظ14) : أَكُلُّ.
(2) "قال " هذه لم ترد في (ظ14) .
(3) في (س) و (ظ 14) : قرأه.
(4) قوله: "إنك " لم يرد في (ظ1) ولا (ظ14) ولا (س) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5008) ، والشاشي (349) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4391) ، والشاشي (350) من طريقين عن الأعمش، به.
وعلقه البخاري، فقال: رواه غندر، عن شعبة. فقال الحافظ في "الفتح " 8/101: قد وصلها أبو نعيم في "المستخرج " من طريق أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن جعفر - وهو غندر - بإسناده هذا، وكأنه في "الزهد" لأحمد، وإلا فلم أره في "مسند أحمد" إلا من طريق يعلى بن عبيد، عن الأعمش. =(7/125)
4026 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ - رَفَعَهُ لَنَا فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ، ثُمَّ أَمْسَكَ عَنْهُ، يَعْنِي شَرِيكٌ - قَالَ: " الرِّبَا، وَإِنْ كَثُرَ، فَإِنَّ عَاقِبَتَهُ إِلَى قُلٍّ " (1)
__________
= وقال الحافظ في "الفتح " 8/100: زيد بن حدير أخو زياد بن حدير، وزياد من كبار التابعين، أدرك عمر، وله رواية في "سنن أبي داود"، ونزل الكوفة، وولي إمرتها مرة، وهو أسدي من بني أسد بن خزيمة بن مدْركة بن إلياس بن مضر، وأما أخوه زيد فلا أعرف له رواية.
قلنا: وقع اسمه عند أبي يعلى (5008) : زياد بن حدير.
قوله: "أما والله إن شئت لأخبرتك ما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقومك وقومه ": قال الحافظ في "الفتح ": كأنه يشير إلى ثناء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النَّخَع، لأن علقمة نخعي، وإلى ذم بني أسد، وزياد بن حدير أسدي، فأما ثناؤه على النخع، ففيما أخرجه أحمد (3826) ، والبزار (2830) بإسناد حسن عن ابن مسعود، قال: شهدت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو لهذا الحي من النخع، أو يثني عليهم حتى تمنيت أني رجل منهم.
وأما ذمه لبني أسد فتقدم في المناقب حديث أبي هريرة (3523) وغيره: "إن جهينة وغيرها خير عند الله من بني أسد وغطفان ".
قال الحافظ: ولعل خباباً كان يعتقد أن النهي عن لبس الرجال خاتم الذهب للتنزيه، فنبهه ابن مسعود على تحريمه، فرجع إليه مسرعاً.
(1) حديث صحيح، شريك - وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيئ الحفظ - متابع، وهو وإن رفعه مرة، ثم أمسك عنه، قد رفعه عنه حجاج بن محمد المصيصي في الرواية (3754) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل - وهو مظفر بن مدرك الخراساني - فمن رجال الترمذي والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك " 2/37 من طريق الإِمام أحمد، بهذا الإسناد، وتحرف فيه: شريك، إلى: إسرائيل.
وقد سلف برقم (3754) ، وذكر هناك من تابع شريكاً.(7/126)
4027 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدَةَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَمْ يُحَرِّمْ حُرْمَةً، إِلَّا وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَطَّلِعُهَا مِنْكُمْ مُطَّلِعٌ، أَلَا وَإِنِّي مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ أَنْ تَهَافَتُوا فِي النَّارِ كَتَهَافُتِ الْفَرَاشِ وَالذُّبَابِ " قَالَ يَزِيدُ: " الْفَرَاشِ أَوِ الذُّبَابِ " (1)
4028 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَة، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدَةَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: " الْفَرَاشِ وَالذُّبَابِ " (3) (2)
4029 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ
__________
(1) حديث حسن، أبو كامل - وهو مظفر بن مدرك -، ويزيد - وهو ابن هارون -، وإن سمعا من المسمعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - بعد اختلاطه، متابعان. ورجال الإسناد ثقات غير أن المسعودي صدوق اختلط بأخرة، ومن سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط، الحسن بن سعد: هو الهاشمي مولاهم، وعبدة النهدي - ويقال: عبيدة - هو ابن حزن.
وأخرجه أبو يعلى (5288) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3704) ، وسيأتي برقم (4028) .
(2) في (ظ14) : الذبان.
(3) إسناده حسن، المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن اختلط - سمع منه روح - وهو ابن عبادة البصري - قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات، أبو المغيرة: هو عثمان بن المغيرة الكوفي، والحسن بن سعد: هو الهاشمي مولاهم، =(7/127)
زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ زَمِيلَهُ (1) يَوْمَ بَدْرٍ عَلِيٌّ، وَأَبُو لُبَابَةَ، فَإِذَا حَانَتْ عُقْبَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَا: ارْكَبْ يَا رَسُولَ اللهِ، حَتَّى نَمْشِيَ عَنْكَ، فَيَقُولُ: " مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَلَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا " (2)
4030 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ عَلَى عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنَّهُ سَيَلِيكُمْ أُمَرَاءُ يَشْتَغِلُونَ (3) عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ، فَصَلُّوهَا لِوَقْتِهَا، ثُمَّ " قَامَ فَصَلَّى بَيْنِي وَبَيْنَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (4)
__________
= وعبدة - ويقال: عبيدة - النهدي: هو ابن حَزْن.
وسلف برقم (3704) ، وفيه الكلام عن عبدة النهدي.
(1) في (ظ14) : زميليه.
(2) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله رجال الصحيح، غير أبي كامل - وهو المظفر بن مدرك الخراساني - فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. حماد: هو ابن سلمة.
وقدسلف برقم (3901) .
(3) في (ظ14) : يشغلون.
(4) إسناده قوي، هارون بن عنترة، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه في "التفسير"، ووثقه أحمد وابن معين والعجلي وابن سعد، وقال أبو زرعة: لا بأس به، مستقيم الحديث، وقال الدارقطني: يحتج به، وانفرد ابن حبان بوصف حديثه بالنكارة، ورده الإمام الذهبي بأن النكارة إنما أتت من الراوي عنه لا منه، وبقية رجاله =(7/128)
4031 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّنَا (1) لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: " لَيْسَ ذَاكَ، (2) هُوَ الشِّرْكَ، أَلَمْ (3) تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: {لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] " (4)
__________
= ثقات رجال الشيخين. ابن فضيل: هو محمد، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه بطوله النسائي في "المجتبى" 2/84، وأبو يعلى (5191) من طريق ابن فضيل، بهذا الإسناد.
وقوله: "إنه سيليكم أمراء ... " سلف مرفوعاً بنحوه برقم (3601) و (3790) و (3889) .
وقوله: "ثم قام فصلى بنا": أخرجه أبو داود (613) من طريق ابن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (4996) من طريق عباد بن العوام، عن هارون بن عنترة، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/229 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، به.
وقد سلف برقم (3927) ، وانظر تعليقنا عليه، وسيرد برقم (4311) .
(1) في (ظ14) : وأينا.
(2) في (ظ14) : ذلك.
(3) في (ص) : أما.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس =(7/129)
4032 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِمَّا زَادَ وَإِمَّا نَقَصَ - قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَإِنِمَّا جَاءَ نِسْيَانُ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِي - فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَحَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ؟ قَالَ: " وَمَا ذَاكَ؟ " قُلْنَا: صَلَّيْتَ قَبْلُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ " ثُمَّ تَحَوَّلَ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ (1)
4033 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: أَتَى عَبْدُ اللهِ، الشَّامَ، فَقَالَ لَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ: اقْرَأْ عَلَيْنَا. فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ يُوسُفَ، فَقَام رَجُلٌ (2) مِنَ الْقَوْمِ: وَاللهِ مَا
__________
= النخعي.
وأخرجه الشاشي (334) ، وابن منده في "الإيمان " (265) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3589) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (1021) ، وابن خزيمة (1055) ، والشاشي (306) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (572) (94) و (95) و (96) ، والنسائي في "الكبرى" (595) و (1252) ، وابن ماجه (1203) ، وأبو عوانة 2/205، والطبراني في "الكبير (9832) ، والبيهقي في "السنن " 2/343، من طرق عن الأعمش، به.
وقد تقدم برقم (3566) ، وانظر (3570) و (3602) و (3975) .
(2) في (ظ1) : قال له رجل.(7/130)
هَكَذَا أُنْزِلَتْ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَيْحَكَ لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا، فَقَالَ: " أَحْسَنْتَ "، فَبَيْنَا هُوَ يُرَاجِعُهُ، إِذْ وَجَدَ مِنْهُ رِيحَ الْخَمْرِ، فَقَالَ: أَتَشْرَبُ الرِّجْسَ، وَتُكَذِّبُ بِالْقُرْآنِ (1) ؟ وَاللهِ لَا تُزَاوِلُنِي (2) حَتَّى أَجْلِدَكَ. فَجَلَدَهُ الْحَدَّ (3)
4034 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ، لَمَّا رَأَى عُثْمَانَ صَلَّى بِمِنًى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ: " صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ "، وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ، وَخَلْفَ عُمَرَ رَكْعَتَيْنِ، لَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعٍ رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ (4)
__________
(1) في هامش (س) : القرآن.
(2) في (س) و (ظ 1) : لا تزاولنَّ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، ويعلى: هو ابن عبيد، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه الشاشي (354) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن " 8/315 من طريق يعلى بن عبيد، به وسلف برقم (3591) .
قوله: "لا تزاولني "، أي: لا تفارقني.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (2962) ، والشاشي (458) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وقدسلف برقم (3593) .(7/131)
4035 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللهِ، وَعِنْدَهُ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ، فَحَدَّثَ حَدِيثًا، لَا أُرَاهُ حَدَّثَهُ إِلَّا مِنْ أَجْلِي، كُنْتُ أَحْدَثَ الْقَوْمِ سِنًّا، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَبَابٌ (1) لَا نَجِدُ شَيْئًا، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ، فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، (2) فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " (3)
4036 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنِ الْعَيْزَارِ (4) ، مِنْ تِنْعَةَ، أَنَّ (5) ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا وُجِّهَتِ اللَّعْنَةُ، تَوَجَّهَتْ إِلَى مَنْ وُجِّهَتْ إِلَيْهِ، فَإِنْ وَجَدَتْ فِيهِ
__________
(1) في (س) : شباباً.
(2) في (ظ1) : يستطع منكم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمارة بن عمير: هو التيمي الكوفي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي.
وأخرجه الترمذي (1081) ، والشاشي (469) ، والبيهقي في "السنن " 7/77، من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (4023) ، وانظر (3592) .
(4) في هامش (س) و (ظ 1) : هو العيزار بن جرول التَِّنْعي.
(5) في (ص) : عن.(7/132)
مَسْلَكًا، وَوَجَدَتْ عَلَيْهِ سَبِيلًا، أَحَلَّتْ بِهِ، وَإِلَّا حَارَتْ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: يَا رَبِّ، إِنَّ فُلَانًا وَجَّهَنِي إِلَى فُلَانٍ، وَإِنِّي لَمْ أَجِدْ عَلَيْهِ سَبِيلًا، وَلَمْ أَجِدْ فِيهِ مَسْلَكًا، فَمَا تَأْمُرُنِي؟ فَقَالَ: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ " (1)
4037 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ذَرٍّ (2) ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: فَقَامَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ (3) مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ، فَقَالَتْ: بِمَ نَحْنُ أَكْثَرُ
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، العيزار - وهو ابن جرول التْنعي - نسبة إلى تِنع: بطن من همدان، وقد تحرف في "الإكمال "، و"تعجيل المنفعة" إلى: الثقفي - وإن وثقه ابن معين في رواية إسحاق بن منصور - لم يدرك ابن مسعود، فقد ذكره ابن حبان في التابعين من "ثقاته " 2/307، وقد سلف الحديث برقم (3876) بذكر الواسطة بينه وبين ابن مسعود، وسماه أبا عمير وهو مجهول. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وعمر بن ذر: هو الهمداني المرهبي.
قوله: حارت، كذا في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : أي: رجعت، وفي (ظ14) : جأرت: قال السندي: هكذا في أصلنا، بمعنى التجأت إليه، وفي بعض الأصول: خارت، بخاء معجمة وراء مهملة، أي: صاحت واشتكت، والخُوار، بالضم: صوت البقر والغنم والظباء.
(2) في (م) : زر، وهو تحريف.
(3) في (ظ14) : ليس.(7/133)
أَهْلِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ " (1)
4038 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلِمَةً، وَقُلْتُ أُخْرَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، (2) دَخَلَ الْجَنَّةَ " قَالَ: وَقُلْتُ: " مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ النَّارَ " (3)
4039 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ " (4)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين لحال وائل بن مهانة، تقدم الكلام عليه برقم (3569) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وذر: هو ابن عبد الله المرهبي.
وتقدم برقم (3569) .
(2) من قوله: كلمة ... إلى هنا، سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(3) مو مكرر (3625) سنداً ومتناً.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وأخرجه مسلم (2184) (38) ، وأبو داود (4851) ، والترمذي (2825) ، وابن ماجه (3775) ، والبيهقي في "الآداب " (291) ، وفي "شعب الإيمان " (11159) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. =(7/134)
4040 -. . . . . . . . . . . . . . . . (1)
4041 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ بَابِ عَبْدِ اللهِ، نَنْتَظِرُهُ يَأْذَنُ لَنَا، قَالَ: فَجَاءَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقُلْنَا لَهُ: أَعْلِمْهُ بِمَكَانِنَا، فَدَخَلَ فَأَعْلَمَهُ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ مَكَانَكُمْ، (2) فَأَدَعُكُمْ عَلَى عَمْدٍ، مَخَافَةَ أَنْ أُمِلَّكُمْ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ، مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا " (3)
__________
= وتقدم برقم (3560) ، وسيرد برقم (4040) .
(1) ورد في الطبعة الميمنية وطبعة الشيخ أحمد شاكر والطبعات الأخرى الحديث التالي: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ ".
وهذا الحديث في الحقيقة مركب من إسناد الحديث الآتي (4041) مع متن الحديث السابق، ولم يرد في أي من النسخ الخطية التي بين أيدينا، ولم يرد أيضاً ضمن طرق هذا الحديث في "أطراف المسند" 4/145- ولم يصب محققه باستدراكه في تعليقه عليه -، لذا حذفناه، وأثبتناه في هذا التعليق، وأبقينا رقمه.
(2) في (ق) و (ظ 1) : إني أعلم بمكانكم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/70، ومسلم (2821) ، والبغوى (146) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (599) من طريق ابن نمير، به.
وسلف برقم (3581) .(7/135)
4042 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلَأُنَازَعَنَّ أَقْوَامًا، ثُمَّ لَأُغْلَبَنَّ عَلَيْهِمْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (1)
4043 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً، وَقُلْتُ أُخْرَى، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ النَّارَ " وَقُلْتُ أَنَا: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ " (2) وَوَافَقَهُ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، خِلَافَ أَبِي مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ
__________
(1) هو مكرر (3639) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وقوله في آخر الحديث: ووافقه أبو بكر عن عاصم خلاف أبي معاوية، حدثناه أسود: يعني أن أبا معاوية في روايته المتقدمة برقم (3625) انفرد عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، فجعل قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من مات وهو يشرك بالله شيئاً دخل النار" من قول ابن مسعود، وجعل قول ابن مسعود: "من مات وهو لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة" من قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي إنه جعل المرفوعَ هو الوعد، والموقوف الوعيد. وقد وافق ابنَ نمير في روايته أبو بكر بن عياش، عن عاصم في =(7/136)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الرواية المتقدمة برقم (3811) و (3865) .
ووافق ابن نمير أيضاً وكيع وشعبة، كما سيأتي برقم (4230) و (4231) و (4406) و (4425) .
ووافقه أيضاً هشيم بن بشير عن سيار ومغيرة عن أبي وائل، كما تقدم برقم (3552) .
فخلص من ذلك أن رواية ابن نمير ومن وافقه هي الصواب.
وقال ابن خزيمة في "التوحيد" ص 360: وشعبة وابن نمير أولى بمتن الخبر من أبي معاوية.
قال الحافظ في "الفتح " 3/111: ولم تختلف الروايات في "الصحيحين " في أن المرفوع الوعيد، والموقوف الوعد ... وهذا هو الذي يقتضيه النظر، لأن جانب الوعيد ثابت في القرآن، وجاءت السنة على وفقه، فلا يحتاج إلى استنباط، بخلاف جانب الوعد، فإنه في محل البحث، إذ لا يصح حمله على ظامره كما تقدم.
وقال أيضاً: وكأن ابن مسعود لم يبلغه حديث جابر الذي أخرجه مسلم (93) (151) بلفظ: قيل: يا رسول الله، ما الموجبتان؟ قال: "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار"، وقال النووي: الجيد أن يقال: سمع ابن مسعود اللفظتين من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكنه في وقت حفظ أحداهما، وتيقنها، ولم يحفظ الأخرى، فرفع المحفوظة، وضم الأخرى إليها، وفي وقت بالعكس. قال: فهذا جمع بين روايتي ابن مسعود، وموافقته لرواية غيره في رفع اللفظتين. انتهى.
قال الحافظ: وهذا الذي قال محتمل بلا شك، لكن فيه بعذ مع اتحاد مخرج الحديث، فلو تعدد مخرجه إلى ابن مسعود لكان احتمالا قريبا، مع أنه يستغرب من انفراد راو من الرواة بذلك دون رفقته، وشيخهم ومن فوقه، فنسبة السهو إلى شخص ليس بمعصوم أولى من هذا التعسف.
وأخرجه مسلم (92) (150) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 360، والشاشي (559) ، وابن منده (66) و (67) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1238) ، وابن منده (70) من طريق حفص بن غياث =(7/137)
4044 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، وَمَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
4045 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَلْقَمَةُ، عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: " إِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُفْرِشْ ذِرَاعَيْهِ فَخِذَيْهِ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى اخْتِلَافِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ " (2)
__________
= والبخاري (4497) من طريق أبي حمزة السكري، و (6683) ، وابن منده (71) من طريق عبد الواحد بن زياد العبدي، ثلاثتهم عن الأعمش، به.
وسياتي برقم (4231) ، وقد سلف بمعناه برقم (3552) .
ورواية أبي بكر بن عياش عن عاصم تقدمت برقم (3811) و (3865) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وشقيق: هو ابن سلمة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/419، ومسلم (2760) (33) ، والشاشي (526) ، والبيهقي في "السنن " 10/225، وفي "الأسماء والصفات " ص 482، من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3616) ، وسيأتي برقم (4153) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (3588) مختصراً. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه مطولا الشاشي (427) ، من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.(7/138)
4046 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلَاةً قَطُّ إِلَّا لِمِيقَاتِهَا، إِلَّا صَلَاتَيْنِ، صَلَاةَ الْمَغْرِبِ وَصَلَاةَ الْعِشَاءِ بِجَمْعٍ، وَصَلَّى الْفَجْرَ يَوْمَئِذٍ، قَبْلَ مِيقَاتِهَا " وقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: " الْعِشَاءَيْنِ، فَإِنَّهُ صَلَّاهُمَا بِجَمْعٍ جَمِيعًا " (1)
4047 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ مُسْتَتِرًا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَجَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، كَثِيرٌ شَحْمُ (2) بُطُونِهِمْ، قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، قُرَشِيٌّ وَخَتَنَاهُ ثَقَفِيَّانِ، أَوْ ثَقَفِيٌّ وَخَتَنَاهُ قُرَشِيَّانِ، فَتَكَلَّمُوا بِكَلَامٍ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَتَرَوْنَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْمَعُ كَلَامَنَا هَذَا؟ فَقَالَ الْآخَرُ: أُرَانَا (3) إِذَا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا سَمِعَهُ، وَإِذَا لَمْ نَرْفَعْ أَصْوَاتَنَا لَمْ يَسْمَعْهُ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/457 - 458، والشاشي (476) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق أبي معاوية، عن الأعمش برقم (3637) .
(2) في (ق) و (ظ 1) : شحوم.
(3) كذا في (ظ14) ، وهو المطابق للحديث (3614) . وفي بقية النسخ: فقال الآخران: إنا.(7/139)
قَالَ: وَقَالَ الْآخَرُ: إِنْ سَمِعَ مِنْهُ شَيْئًا، سَمِعَهُ كُلَّهُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ} [فصلت: 22]- إِلَى قَوْلِهِ - {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 23] " (1)
4048 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ، فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا " قَالَ: ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَبِرَاذَانَ مَا بِرَاذَانَ وَبِالْمَدِينَةِ مَا بِالْمَدِينَةِ " (2)
4049 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ
__________
(1) هو مكرر (3614) سنداً ومتناً.
(2) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام في رجاله في الرواية (3579) .
أبو معاويه هو محمد بن خازم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/241، وابن أبي عاصم في "الزهد" (202) ، وأبو يعلى (5200) ، وابن حبان (710) ، والخطيب في "تاريخه "1/18، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3579) .(7/140)
غَضْبَانُ " فَقَالَ الْأَشْعَثُ: فِيَّ وَاللهِ كَانَ ذَاكَ، كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ أَرْضٌ، فَجَحَدَنِي، فَقَدَّمْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ " قُلْتُ: لَا، فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ: " احْلِفْ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَنْ يَحْلِفَ فَيَذْهَبَ مَالِي، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (1)
4050 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَشَدِّ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمُصَوِّرِينَ " (2) وَقَالَ وَكِيعٌ: أَشَدِّ النَّاسِ (3)
__________
(1) هو مكرر (3597) سندا ومتناً.
(2) في (س) و (ظ 14) : المصورون.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ووكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/483، ومسلم (2109) ، والنسائي في "المجتبى" 8/216، وأبو يعلى (5209) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 8/482، ومسلم (2109) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/286 من طريق وكيع، به.
وأخرجه الحميدي (117) ، والبخاري (5950) ، ومسلم (2109) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/286، والبيهقي في "السنن " 7/268، من طرق عن =(7/141)
4051 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَنَامُ مُسْتَلْقِيًا (1) حَتَّى يَنْفُخَ، ثُمَّ يَقُومُ، فَيُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ " (2)
__________
= الأعمش، به.
وأخرجه النسائي في "المجتيى" 8/216، والطبراني في "الكبير" (10306) ، وابن عدي في "الكامل " 2/811، من طريقين عن مسلم بن صبيح، به.
قلنا: عند الطبراني وابن عدي حبيب بن حسان متروك الحديث، لكنه متابع.
وأخرجه أبو يعلى (5212) من طريق وكيع، عن الأعمش، عن الضحاك، عن مسروق، عن عبد الله.
وتقدم برقم (3558) .
قوله: "إن من أشد الناس عذابا ... المصورون "، قال السندي: في بعض النسخ: المصورين، بالنصب، وهو الأظهر، وأما لفظ: "المصورون " فيحتاج إلى اعتبار ضمير الشأن، نعم يصح على رواية وكيع بدون "من ". والله تعالى أعلم.
(1) تحرف في طبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: مستقيماً.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحجاج - وهو ابن أرطاة -، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن أبي سليمان - فقد روى له مسلم متابعة، وأصحاب السنن، وهو ثقة.
وأخرجه أبو يعلى (5224) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/133، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (164) عن إسحاق بن منصور - وهو السلولي -، والبزار (2437) "زوائد" من طريق محمد بن الصلت - وهو الأسدي-، وأبو يعلى (3570) من طريق سعيد بن سليمان - وهو الواسطي -، ثلاثتهم عن منصوربن أبي الأسود، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، به، بلفظ: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينام وهو ساجد. قال البزار: =(7/142)
4052 - حَدَّثَنَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ (1)
__________
= لم يُتابع منصور على هذا الإسناد، على أنه كوفي لا بأس به.
قلنا: قد وثقه ابنُ معين، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وبقية رجال طرقه رجال الصحيح، فالأسانيد صحيحة. وانظر ما بعده.
وله شاهد من حديث عائشة عند ابن ماجه (474) ، سير بإسناد صحيح 6/135.
وآخر من حديث ابن عباس عند البخاري (138) و (183) ، ومسلم (763) (181) .
قلنا: وهذا خاص بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد ثبت عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث عائشة وجابر وأبي هريرة وأنس بن مالك أن عينيه تنامان ولا ينام قلبه.
قال الحافظ في "الفتح " 1/288: ولا يلزم من كون نومه لا ينقض وضوءه أن لا يقع منه حدث وهو نائم، نعم خصوصيته أنه إن وقع شعر به بخلاف غيره.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج - وهو ابن أرطاة - وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير إسماعيل بن محمد - وهو ابن جَبَلة أبو إبراهيم المُعقِّب - فمن رجال "التعجيل "، وهو ثقة. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة، وفضيل: هو ابن عمرو الفقيمي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمه: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن ماجه (475) ، وأبو يعلى (5411) من طريق عبد الله بن عامر بن زرارة، عن يحيى بن أبي زائدة، به، ولفظه: نام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى نفخ، ثم قام فصلى. زاد أبو يعلى: فذكرته لعطاء، فقال: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن كغيره.
وسلف برقم (4051) .(7/143)
4053 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَةٍ لَهُ، فَقَالَ: " ائْتِنِي بِشَيْءٍ أَسْتَنْجِي بِهِ، وَلَا تُقْرِبْنِي حَائِلًا، وَلَا رَجِيعًا "، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَحَنَي، ثُمَّ طَبَّقَ يَدَيْهِ حِينَ رَكَعَ، وَجَعَلَهُمَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف ليث - وهو ابن أبي سُليم - وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن فضيل: هو محمد، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعى.
وأخرجه بطوله أبو يعلى (5184) من طريق جرير، عن ليث بن أبي سُليم، بهذا الإسناد.
وقوله: "ائتني بشيء ... " أخرجه ابن أبي شيبة 1/155 من طريق ليث بن أبي سُليم، به.
وأخرجه أبو يعلى (5275) من طريق زائدة، عن ليث، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن ابن مسعود.
وتقدم بنحوه برقم (3685) بإسناد منقطع، لكن ذكرنا هناك أن له شواهد صحيحه.
وقسم التطبيق تقدم بإسناد صحيح برقم (3588) ، وذكرنا هناك أنه منسوخ.
قوله: "حائلًا"، أي: عظماً حائلاً، أي: متغير قد غيَّره البلى، وكل متغير حائل، فإذا أتت عليه السنة فهو مُحيل، كأنه مأخوذ من الحَوْل: السنَة. كذا فى "نهاية" ابن الأثير.
والرجيع: العَذِرة والروث، سُمي رجيعا لأنه رجع عن حالته الأولى بعد أن كان طعاماً أو عَلَفاً. "النهاية".(7/144)
4054 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجُلٍ نَسْتَأْذِنُهُ أَنْ نَكْوِيَهُ، فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْنَاهُ (1) مَرَّةً أُخْرَى، فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْنَاهُ الثَّالِثَةَ؟ فَقَالَ: " ارْضِفُوهُ إِنْ شِئْتُمْ " كَأَنَّهُ غَضْبَانُ (2)
4055 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رَفْعٍ وَوَضْعٍ، وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ، وَيُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى يَبْدُوَ جَانِبُ خَدِّهِ " وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَفْعَلَانِ ذَلِكَ (3)
__________
(1) في (ظ 1) : فسألناه.
(2) حديث صحيح، زهير - وهو ابن معاوية -، وإن سمع من أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - بعد الاختلاط - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم، سليمان بن داود: هو الطيالسي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وسلف برقم (3701) بإسناد صحيح.
(3) حديث صحيح، زهير- وهو ابن معاوية - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سليمان بن داود - وهو الطيالسي - فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، علقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وهو عند الطيالسي (279) .(7/145)
4056 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ، وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْخَلَاءَ، وَقَالَ: " ائْتِنِي بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ " فَالْتَمَسْتُ، فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ، وَلَمْ أَجِدِ الثَّالِثَ، فَأَتَيْتُهُ بِحَجَرَيْنِ وَرَوْثَةٍ، فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ، وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ: " إِنَّهَا رِكْسٌ " (1)
4057 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ بِالْجِعِرَّانَةِ، قَالَ: فَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللهِ بَعَثَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى قَوْمِهِ، فَكَذَّبُوهُ وَشَجُّوهُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ جَبِينِهِ، وَيَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي، فَإِنَّهُمْ (2) لَا يَعْلَمُونَ ". قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= وتقدم برقم (3660) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود - وهو الطيالسي - فمن رجال مسلم، وزهير- وهو ابن معاوية، وإن سمع من أبي إسحاق - وهو السبيعي - بعد الاختلاط - روايته هذه مما انتقاه البخاري من حديثه في "صحيحه ".
وانظر (3685) و (3966) .
(2) في (س) : إنهم.(7/146)
يَمْسَحُ جَبْهَتَهُ، يَحْكِي الرَّجُلَ (1)
4058 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَيَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: كُنْتُ لَا أُحْبَسُ عَنْ ثَلَاثٍ - وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَنَسِيَ عَمْرٌو وَاحِدَةً، وَنَسِيتُ أَنَا أُخْرَى، وَبَقِيَتْ هَذِهِ - عَنِ النَّجْوَى، عَنْ كَذَا، وَعَنْ كَذَا، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، وَعِنْدَهُ مَالِكُ بْنُ مُرَارَةَ الرَّهَاوِيُّ، قَالَ: فَأَدْرَكْتُ مِنْ آخِرِ حَدِيثِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ قَدْ قُسِمَ لِي مِنَ الْجَمَالِ مَا تَرَى، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ فَضَلَنِي بِشِرَاكَيْنِ، فَمَا فَوْقَهُمَا، أَفَلَيْسَ ذَلِكَ هُوَ الْبَغْيَ؟ قَالَ: " لَيْسَ ذَلِكَ بِالْبَغْيِ، وَلَكِنَّ الْبَغْيَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ، أَوْ بَطِرَ الْحَقَّ، وَغَمَطَ النَّاسَ " (2)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه أبو يعلى (4992) عن عبيد الله بن عمر القواريري، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وتقدم بنحوه برقم (3611) ، وسياتي برقم (4366) .
(2) إسناده صحيح إن ثبت سماع حميد بن عبد الرحمن - وهو الحميري - من ابن مسعود، وتقدم الكلام في ذلك برقم (3644) ، ويقية رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، ويزيد: هو ابن هارون، وابن عون: هو عبد الله الهلالي، وعمرو بن سعيد: هو القرشي- ويقال الثقفي - أبو سعيد البصري. =(7/147)
4059 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً (1) حَتَّى أَصْبَحَ، قَالَ: " ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ أَوْ أُذُنَيْهِ " (2)
4060 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (3) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ، مِمَّا يُذَكِّرُ كُلَّ يَوْمِ الْخَمِيسِ، (4) فَقِيلَ لَهُ: لَوَدِدْنَا
__________
= وأخرجه أبو يعلى (5291) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3644) .
(1) في (س) و (ظ 14) : لَيْلَهُ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري (3270) ، ومسلم (774) (205) ، والنسائي في "الكبرى" (1302) ، وفي "المجتبى" 3/204، وابن ماجه (1330) ، وابن خزيمة (1130) ، والمروزي في "قيام الليل " ص 44، من طريق جرير، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3557) .
(3) وقع في (ظ14) و (س) : حدثنا روح، حدثنا جرير، وفي هامش (س) ما نصه: هذا ساقط من أربع نسخ. قلنا: الأحاديث التي يسردها الإمام أحمد هنا إنما هي عن شيخه جرير، كما يتبين من الحديث السابق والحديث اللاحق، ثم لم يذكر في "تهذيب الكمالا أن من شيوخ روح جرير، ولم يذكر في الرواة عن جرير روح، وهما من طبقة واحدة، وكلاهما من شيوخ أحمد، ويحتمل أنه رواه عنهما معاً، لكن لم نجد في طرق الحديث أنه يُروى من طريق روح، وثم يرد في "أطراف المسند"
4/146، مما يجعلنا نذهب إلى القول: إن لفظ: "حدثنا روح " مقحم. والله أعلم.
(4) في هامش (س) : خميس.(7/148)
أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ، كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا " (1)
4061 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ: نَاوِلْنِي أَحْجَارًا، قَالَ: فَنَاوَلْتُهُ سَبْعَةَ أَحْجَارٍ، فَقَالَ لِي: خُذْ بِزِمَامِ النَّاقَةِ، قَالَ: ثُمَّ عَادَ إِلَيْهَا، فَرَمَى بِهَا (2) مِنْ بَطْنِ الْوَادِي بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، وَهُوَ رَاكِبٌ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، وَقَالَ: اللهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا، وَذَنْبًا مَغْفُورًا، ثُمَّ قَالَ: " هَاهُنَا كَانَ يَقُومُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري (70) ، ومسلم (2821) (83) ، والنسائي في "الكبرى" (5889) ، وأبو يعلى (5137) ، وابن حبان (4524) ، والبيهقي في "الآداب " (388) من طريق جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2821) (83) من طريق فضيل بن عياض، عن منصور، به.
وتقدم برقم (3581) ، وسيأتي برقم (4439) .
(2) في (ق) و (ظ 1) : فرماها.
(3) صحيح دون قوله: "اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً"، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابن أبي سُليم، وباقي رجاله ثقات.جرير: هو ابن عبد الحميد، ومحمد بن عبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5185) عن أبي خيثمة، عن جرير، بهذا الإسناد. =(7/149)
4062 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: إِنِّي قَرَأْتُ الْبَارِحَةَ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَنَثْرًا كَنَثْرِ الدَّقَلِ، وَهَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ؟ " إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ سُورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ " (1)
__________
= وأخرجه البيهقي في "السنن " 5/159 من طريق ابن إدريس، عن ليث بن أبي سليم، به.
وقوله: "اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً" رواه البيهقي في "السنن " 5/129، من حديث ابن عمر مرفوعاً، وفي إسناده عبد الله بن حكيم بن الأزهر المدني، قال البيهقي: ضعيف.
ورُوي عن ابنِ عمر من قوله: أخرجه الطبراني في "الدعاء" (881) عن يحيى بن محمد الحنائي، عن شيبان بن فروخ، عن جرير بن حازم، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، أنه كان إذا رمى الجمار كبر عند كل حصاة، وقال: اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنبا مغفوراً. وهذا إسناد صحيح، يحيى بن محمد الحنائي ترجم له الخطيب في "تاريخه " 14/229، وقال: وكان ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير شيبان بن فروخ فمن رجال مسلم، وهو ثقة، وثقه أحمد ومسلمة بن القاسم، وقال أبو زرعة والساجي وأبو داود: صدوق، وقال الذهبي: أحد الثقات.
وقد تقدم الحديث برقم (3548) دون ذكر الدعاء.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، سيار: هو أبو الحكم العنزي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9860) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط " 87-88 والطحاوي في "شرح معاني=(7/150)
4063 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ: وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا فَجَعَلْنَا نَتَلَقَّاهَا مِنْهُ، فَخَرَجَتْ حَيَّةٌ مِنْ جَانِبِ الْغَارِ، فَقَالَ: " اقْتُلُوهَا "، فَتَبَادَرْنَاهَا (1) ، فَسَبَقَتْنَا، فَقَالَ: " إِنَّهَا وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا " (2)
4064 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ قَبْلَ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ، السَّلَامُ عَلَى مِيكَائِيلَ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، قَالَ: فَسَمِعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا
__________
= الآثار" 1/346، والطبراني في "الكبير" (9860) من طريق هشيم، به.
وتقدم برقم (3607) ، وذكرنا هناك السور التي كان يقرن بينهن صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : فابتدرناها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه الدارقطني في "العلل " 5/83 من طريق أبي أمية، عن محمد بن إبراهيم، عن عبيد الله بن موسى، عن سفيان، به. وقال: تفرد به أبو أمية، عن عبيد الله، عن سفيان.
وقد سلف برقم (3574) .(7/151)
جَلَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - فَإِذَا قَالَهَا، أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ بَعْدُ (1) مِنَ الدُّعَاءِ مَا شَاءَ " (2)
4065 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ، الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ " (3)
4066 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: " تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي لَكُمْ " (4)
__________
(1) لفظ: "بعد" ليس في (س) ولا (ظ14) .
(2) هو مكرر (3622) سنداً ومتناً.
(3) هو مكرر (3621) سنداً ومتناً.
(4) حديث صحيح، مؤمل بن إسماعيل - وإن كان سيئ الحفظ - ثقة في سفيان - وهو الثوري - كما ذكر ابن معين، ثم هو قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، الأعمش: هو سليمان بن مهران، وزيد بن وهب: هو الجهني الكوفي. =(7/152)
4067 - قَالَ مُؤَمَّلٌ: وَجَدْتُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1)
4068 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَارِ، فَخَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فَتَبَادَرْنَاهَا، فَسَبَقَتْنَا، فَدَخَلَتِ الْجُحْرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا " (2)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10073) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/146 من طريق مؤمل بن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3603) عن محمد بن كثير، وابن حبان (4587) من طريق عصام بن يزيد، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وسلف برقم (3640) ، وانظر ما بعده.
(1) حديث صحيح، وهو مكرر سابقه. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وعمرو بن شرحبيل: هو الهمداني.
وأخرجه الطبراني (10073) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/146 من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عمرو بن شرحبيل، به.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه البزار (1477) ، والشاشي (324) من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد. =(7/153)
قَالَ: وَزَادَ الْأَعْمَشُ، فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: كُنَّا نَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ وَهِيَ رَطْبَةٌ
4069 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ، وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ: وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا، قَالَ: فَنَحْنُ نَأْخُذُهَا مِنْ فِيهِ رَطْبَةً، إِذْ خَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فَقَالَ: " اقْتُلُوهَا "، فَابْتَدَرْنَاهَا لِنَقْتُلَهَا، فَسَبَقَتْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَقَاهَا اللهُ شَرَّكُمْ، كَمَا وَقَاكُمْ شَرَّهَا " (1)
4070 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُخَارِقٍ الْأَحْمَسِيِّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: لَقَدْ شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ - قَالَ غَيْرُهُ: مَشْهَدًا - لَأَنْ أَكُونَ أَنَا صَاحِبَهُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: لَا نَقُولُ لَكَ
__________
= وقد سلف برقم (3574) ، ومر تخريجه برقم (4004) و (4005) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/403، ومن طريقه مسلم (2234) (137) ، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري (4931) بصيغة الجزم عن أبي معاوية، به.
وسلف برقم (3574) ، وانظر (3586) و (4068) .
(2) لفظ: "أنا " لم يرد في (س) و (ظ14)(7/154)
كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ، وَلَكِنْ نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ، " فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَقَ وَجْهُهُ، وَسَرَّهُ ذَاكَ " (1)
4071 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ السُّدِّيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ مُرَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ - قَالَ لِي شُعْبَةُ: وَرَفَعَهُ، وَلَا أَرْفَعُهُ لَكَ - يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} [الحج: 25] ، قَالَ: " لَوْ أَنَّ رَجُلًا هَمَّ فِيهِ بِإِلْحَادٍ وَهُوَ بِعَدَنِ أَبْيَنَ، لَأَذَاقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَذَابًا أَلِيمًا " (2)
__________
(1) هو مكرر (3698) سنداً ومتناً.
(2) إسناده حسن، روي مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أصح. السدي - وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة - مختلف فيه، وحديثه لا يرقى إلى الصحة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، شعبة: هو ابن الحجاج، ومرة: هو ابن شراحيل.
وأخرجه البزار (2236) "زوائد"، وأبو يعلى (5384) ، والطبري في "تفسيره " 17/141 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 2/388 من طريق يزيد بن هارون، به، مرفوعاً، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه موقوفاً الطبري 17/140-141، والدارقطني في "العلل " 5/269، من طريق يحيى القطان، كلاهما عن سفيان الثوري، عن السدي، به.
قال الدارقطني: يرويه السدي، وقد اختلف عنه، فرفعه شعبة عن السدي، =(7/155)
4072 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا جَابِرٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلَّى الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ خَمْسًا، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، فَقَالَ: " هَذِهِ السَّجْدَتَانِ لِمَنْ ظَنَّ مِنْكُمْ أَنَّهُ زَادَ أَوْ نَقَصَ " (1)
__________
= ووقفه الثوري، والقول قول شعبة.
قلنا: نعم قد رفعه شعبة عن شيخه رواية، لكنه كان يرى وقفه، فقد قال: وأنا لا أرفعه لك.
وقال ابن كثير في "تفسيره" بعد إيراده لهذا الحديث: هذا الإسناد صحيح على شرط البخاري، ووقفه أشبه من رفعه، ولهذا صمم شعبة على وقفه من كلام ابن مسعود، وكذلك رواه أسباط وسفيان الثوري، عن السدي، عن مرة، عن ابن مسعود، موقوفاً. قلنا: قوله على شرط البخاري سهو، فهو على شرط مسلم.
وقد أخرجه الحاكم 2/387 من طريق الحسين بن حفص، عن سفيان، عن زبيد، عن مرة، عن ابن مسعود، موقوفاً.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 7/70، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (9078) من طريق الحكم بن ظهير، عن السدي، عن مرة، عن عبد الله، موقوفاً. قال الهيثمي في "المجمع " 7/70: وفيه الحكم بن ظهير، وهو متروك.
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (3883) ، وتقدم الكلام عن رجاله هناك، عبد الله بن الوليد - وهو ابن ميمون العدني -، وثقه ابن حبان 8/348 وقال: مستقيم الحديث، وقال أحمد: حديثه صحيح، وكان ربما أخطأ في الأسماء، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن عدي: =(7/156)
4073 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، أَنَّ الْأَشْعَرِيَّ أُتِيَ فِي ابْنَةٍ، وَابْنَةِ ابْنٍ، وَأُخْتٍ لِأَبٍ وَأُمٍّ، قَالَ: فَجَعَلَ لِلِابْنَةِ النِّصْفَ، وَلِلْأُخْتِ مَا بَقِيَ، وَلَمْ يَجْعَلْ لِابْنَةِ الِابْنِ شَيْئًا، قَالَ: فَأَتَوْا ابْنَ مَسْعُودٍ، فَأَخْبَرُوهُ، قَالَ: فَقَالَ: لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذَنْ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ إِنْ أَخَذْتُ بِقَوْلِهِ، وَتَرَكْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " لِلِابْنَةِ النِّصْفُ، وَلِابْنَةِ الِابْنِ السُّدُسُ، وَمَا بَقِيَ لِلْأُخْتِ " (1)
4074 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَأَنَّمَا كَانَ جُلُوسُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
__________
= ما رأيت في حديثه شيئاً منكراً، وقال ابن معين: لا أعرفه، ثم أكتب عنه شيئاً. وروى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن غير ابن ماجه.
وتقدم بنحوه بأسانيد صحيحة برقم (3566) و (3570) و (3602) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى، وهو محمد بن عبد الرحمن، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. هشيم: هو ابن بشير، وأبو قيس: هو عبد الرحمن بن ثروان الأودي، وهزيل بن شرحبيل: هو الأودي.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه " (29) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9877) من طريق غيلان بن جامع، عن ابن أبي ليلى، به.
وتقدم بإسناد صحيح برقم (3691) .(7/157)
الرَّكْعَتَيْنِ عَلَى الرَّضْفِ (1) "
4075 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كُنْتَ فِي الصَّلَاةِ، فَشَكَكْتَ فِي ثَلَاثٍ وَأَرْبَعٍ، وَأَكْثَرُ ظَنِّكَ عَلَى أَرْبَعٍ، تَشَهَّدْتَ، ثُمَّ سَجَدْتَ سَجْدَتَيْنِ، وَأَنْتَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ تُسَلِّمَ، ثُمَّ تَشَهَّدْتَ أَيْضًا، ثُمَّ سَلَّمْتَ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد القُدَوس بن بكر بن خنيس، فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وذكر محمود بن غيلان، عن أحمد وابن معين وأبي خيثمة أنهم ضربوا على حديثه. مسعر: هو ابن كدام، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد
الرحمن بن عوف.
وأخرجه الشاشي (925) من طريق زائدة بن قدامة، والحاكم 1/269 من طريق عثمان بن سعيد المري، كلاهما عن مسعر، به. وقول الحاكم بإثره: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وهم منه رحمه الله، فإن من شرط الصحيح اتصال سنده، وهذا هنا مفقود، فكيف يكون على شرطهما؟
وقد تقدم برقم (3656) .
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه ابن مسعود.
محمد بن سلمة: هو ابن عبد الله الباهلي، مولاهم الحراني، ثقة، روى له الجماعة، وخُصَيف: هو ابن عبد الرحمن الجزري، سيئ الحفظ.
وأخرجه أبو داود (1028) ، والدارقطني في "السنن " 1/378، والبيهقي في "السنن " 2/356 من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، والنسائي في "الكبرى" =(7/158)
4076 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " إِذَا شَكَكْتَ فِي صَلَاتِكَ، وَأَنْتَ جَالِسٌ، فَلَمْ تَدْرِ ثَلَاثًا صَلَّيْتَ، أَمْ أَرْبَعًا، فَإِنْ كَانَ أَكْبَرُ (1) ظَنِّكَ أَنَّكَ صَلَّيْتَ ثَلَاثًا، فَقُمْ فَارْكَعْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلِّمْ، ثُمَّ اسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ تَشَهَّدْ، ثُمَّ سَلِّمْ، وَإِنْ كَانَ أَكْبَرُ ظَنِّكَ أَنَّكَ صَلَّيْتَ أَرْبَعًا، فَسَلِّمْ، ثُمَّ اسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ تَشَهَّدْ، ثُمَّ سَلِّمْ " (2) (3)
4077 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
__________
= (605) من طريق عمرو بن هشام الحراني، كلاهما عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.
قال أبو داود: رواه عبد الواحد، عن خصيف، ولم يرفعه، ووافق عبد الواحد أيضاً سفيان وشريك وإسرائيل، وإختلفوا في الكلام في متن الحديث، ولم يسندوه.
وقال البيهقي: وهذا غير قوي، ومختلف في رفعه ومتنه.
قلنا: سيورده أحمد فيما بعده موقوفاً.
وانظر الحديث المتقدم برقم (3602) . وسيأتي برقم (4076) .
قوله: إذا كنت في صلاة فشككت في ثلاث وأربع: قال السندي: هذا اللفظ صريح عند علمائنا الحنفية أنه يأخذ بالتحري لا بالأقل. والله تعالى أعلم.
(1) في (ق) و (ظ 14) : أكثر.
(2) من قوله: وإن كان أكبر ظنك أنك صليت أربعاً إلى هنا سقط من طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله باختلاف في متنه، وهذا موقوف، وذاك مرفوع.(7/159)
مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَدَّمَ ثَلَاثَةً لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، كَانُوا لَهُ حِصْنًا حَصِينًا مِنَ النَّارِ " فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: قَدَّمْتُ اثْنَيْنِ؟ قَالَ: " وَاثْنَيْنِ "، فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أَبُو الْمُنْذِرِ سَيِّدُ الْقُرَّاءِ: قَدَّمْتُ وَاحِدًا؟ قَالَ: " وَوَاحِدٌ، وَلَكِنْ ذَاكَ فِي أَوَّلِ صَدْمَةٍ " (1)
4078 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ (2) ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: لَمْ أُقَدِّمْ إِلَّا اثْنَيْنِ ". وكذا حَدَّثَنَاهُ يَزِيدُ، أَيْضًا، قَالَ: " فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَضَى لِي اثْنَانِ ". (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، ولجهالة حال أبي محمد مولى عمر بن الخطاب - وقيل: محمد بن أبي محمد - كما في الرواية الآتية، وتقدم الكلام عنه في الرواية (3554) . وبقية رجاله ثقات، محمد بن يزيد: هو الكلاعي الواسطي.
وأخرجه أبو يعلى (5116) ، وابن خزيمة فيما ذكر الحافظ في "التعجيل " ص 377 من طريق محمد بن يزيد، بهذا الإسناد.
وقوله هنا: فقال أبو الدرداء، هو في بقية الروايات: قال أبو ذر.
وقد تقدم برقم (3554) ، وذكرنا هناك شواهده.
(2) تحرف في (س) و (ص) و (ظ 14) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: عن أبيه، عن أبي عبيدة،/وجاء في هامش (س) ما نصه: هكذا هو في أصلين: عن أبيه، وصوابه: عن أبي عبيدة، كما هو في أصلين آخرين. وجاء مثل هذه الحاشية في هامش (ص) ، والمثبت هو الصواب كما في (ق) و (ظ 1) و"أطراف المسند" 4/225، بحذف: "عن أبيه ".
(3) هو مكرر (3554) .(7/160)
4079 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، وَيَزِيدُ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، خَالَفَا هُشَيْمًا، فَقَالَا: أَبُو مُحَمَّدٍ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (1)
4080 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، شَهِدَ جِنَازَةَ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: " فَأَظْهَرُوا الِاسْتِغْفَارَ - فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ أَنَسٌ، قَالَ هُشَيْمٌ: قَالَ خَالِدٌ، فِي حَدِيثِهِ - وَأَدْخَلُوهُ مِنْ قِبَلِ رِجْلِ الْقَبْرِ " وَقَالَ هُشَيْمٌ مَرَّةً: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ مَاتَ بِالْبَصْرَةِ، فَشَهِدَهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، " فَأَظْهَرُوا لَهُ الِاسْتِغْفَارَ " (2)
__________
(1) هو مكرر (4077) ، محمد: هو ابن يزيد الكلاعي، ويزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/353-354، والبيهقي في "الشعب " (9750) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
ومن طريق محمد بن يزيد سلف برقم (4077) .
وقد تقدم أيضاً برقم (3554) ، وذكرنا هناك شواهده.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وخالد: هو ابن مهران الحذاء، وابن سيرين: هو محمد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/44، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وهذا الحديث والثلاية التي بعده من مسند أن بن مالك وقعت هنا ضمن مسند ابن مسعود! وهذا من جملة الأدلة على أن الإمام أحمد لم يبيض "المسند". =(7/161)
4081 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ أَنَسٍ فِي جِنَازَةٍ فَأَمَرَ بِالْمَيِّتِ فَسُلَّ، مِنْ قِبَلِ رِجْلَ الْقَبْرِ " (1)
4082 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: " كَانَ أَنَسٌ، أَحْسَنَ النَّاسِ صَلَاةً فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ " (2)
4083 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: " رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَسْتَشْرِفُ لِشَيْءٍ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ " (3)
4084 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ، حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، الْمَعْنَى، قَالَ: لَا يَجْعَلْ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ مِنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، خالد: هو ابن مهران الحذاء، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/327 عن عبد الأعلى، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 3/43، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود - وهو سليمان بن داود الطيالسي - فمن رجال مسلم. شعبة: هو ابن الحجاج.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وخالد: هو ابن مهران الحذّاء.(7/162)
نَفْسِهِ جُزْءًا، لَا يَرَى إِلَّا أَنَّ حَتْمًا عَلَيْهِ أَنْ يَنْصَرِفَ عَنْ يَمِينِهِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَكْثَرُ انْصِرَافِهِ عَنْ يَسَارِهِ " (1)
4085 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَمَا لِأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ " (2)
4086 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، وَسُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من طرقه كلها، وتقدم برقم (3631) من طريق يحيى وأبي معاوية، عن الأعمش، به. ابن جعفر: هو محمد، وشعبة: هو ابن الحجاج، وسليمان: هو الأعمش، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه ابن خزيمة (1714) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (284) ، والبخاري (852) ، وأبو داود (1042) ، والدارمي 1/311، وابن خزيمة (1714) ، والشاشي (419) و (422) ، وابن حبان (1997) ، والبيهقي في "السنن " 2/294-295، من طرق عن شعبة، به.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، وشعبة: هو ابن الحجاح، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وسلف مطولًا من طريق سفيان برقم (4020) ، ومن طريق شعبة برقم (3960) .(7/163)
الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: " إِنْ أَحْسَنْتَ، لَمْ تُؤَاخَذْ، وَإِنْ أَسَأْتَ فِي الْإِسْلَامِ، أُخِذْتَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ " (1)
4087 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، وَسُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. " فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، وَقَالَ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] " قَالَ يَحْيَى: وَقَالَ فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ عِيَاضٍ: " تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا لَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو لشقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه أبو يعلى (5113) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6921) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/211 من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه الدارمي 1/3 عن محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، عن الأعمش، به.
وأخرجه أبو عوانة 1/71 من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، عن منصور، به.
وسلف برقم (3596) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى بن سعيد: هو القطان، =(7/164)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسليمان: هو الأعمش، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبِيدة: هو ابن عمرو السلماني.
وأخرجه البخاري (7414) ، والترمذي (3238) ، والنسائي في "الكبرى" (11451) - وهو في "التفسير" (471) - وابن أبي عاصم في "السنة" (542) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 77، والآجُري في "الشريعة" ص 319، والدارقطني في "العلل " 5/179، من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 319 من طريق الضحاك بن مَخْلد، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، به.
قال النسائي: خالفه عيسى بن يونس، رواه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
قلنا: قد تقدم في الرواية (3590) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به.
قال ابن خزيمة: الجواد قد يعثر في بعض الأوقات، وَهِم يحيى بن سعيد في إسناد خبر الأعمش مع حفظه وإتقانه وعلمه بالأخبار، فقال: عن عبيدة، عن عبد الله، وإنما هو عن علقمة، وأما خبر منصور فهو عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، والإسنادان ثابتان صحيحان: منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله.
والأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، غير مستنكر لإبراهيم النخعي مع علمه وطول مجالسته أصحابَ ابنِ مسعود أن يروي خبراً عن جماعة من أصحاب ابن مسعود، عنه.
قال الحافظ في "الفتح " 13/397: وتصرف الشيخين يقتضي أنه عند الأعمش على الوجهين.
قال الدارقطني في "العلل " 5/179: وحديث عبيدة أثبت.
قوله: "تعجباً وتصديقاً له ": قال الحافظ في "الفتح " 13/398- 399 قال ابن بطال: فضحك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تصديقا له، وتعجهاً من كونه يستعظم ذلك في قدرة الله تعالى، وأن ذلك ليس في جنب ما يقدر عليه بعظيم، ولذلك قرأ قوله تعالى: {وما =(7/165)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قدروا الله حق قدره} .... ثم نقل الحافظ عن الخطابي قوله: وأما ضحكه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قول الحبر فيحتمل الرضا والإنكار، وأما قول الراوي: تصديقاً له، فظن منه وحسبان، وقد جاء الحديث من عدة طرق ليس فيها هذه الزيادة، وعلى تقدير صحتها فقد يستدل بحمرة الوجه على الخجل، وبصفرته على الوجل، ويكون الأمر بخلاف ذلك، فقد تكون الحمرة لأمر حدث في البدن كثوران الدم، والصفرة لثوران خلط من مرار وغيره، وعلى تقدير أن يكون ذلك محفوظاً فهو محمول على تأويل قوله تعالى: {والسماوات مطويات بيمينه} ، أي: قدرته على طيها، وسهولة الأمر عليه في جمعها بمنزلة من جمع شيئاً في كفه، واستقل بحمله من غير أن يجمع كفه عليه، بل يقله ببعض أصابعه، وقد جرى في أمثالهم: فلان يقل كذا بأصبعه، ويعمله بخنصره 0 انتهى. وقال القرطبي في "المفهم ": قوله: "إن الله يمسك.... " إلى آخر الحديث: هذا كله قول اليهودي، وهم يعتقدون التجسيم، وأن الله شخص ذو جوارح، كما يعتقده غلاة المشبهة، وضحك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما هو للتعجب من جهل اليهودي، ولهذا قرأ عند ذلك: {وما قدروا الله حق قدره} ، أي: ما عرفوه حق معرفته، ولا عظْموه حق تعظيمه، فهذه الرواية هي الصحيحة المحققة، وأما من زاد: "وتصديقاً له " فليست بشيء، فإنها من قول الراوي، وهي باطلة،.... وإنما تعجب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جهله، فظن الراوي أن ذلك التعجب تصديق، ولشى كذلك.... ثم قال القرطبي: ثم لو سلمنا أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صزح بتصديقه لم يكن ذلك تصديقاً له في المعنى، بل في اللفظ الذي نقله من كتابه عن نبيه، ونقطع بأن ظاهره غير مراد.
انتهى. قال الحافظ: وهذا الذي نحا إليه أخيراً أولى مما ابتدأ به لما فيه من الطعن على ثقات الرواة ورد الأخبار الثابتة، ولو كان الأمر على خلاف ما فهمه الراوي بالظن للزم منه تقريرُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الباطل وسكوتُه على الإنكار، وحاشا لله من ذلك، وقد اشتد إنكار ابن خزيمة على من ادعى أن الضحك المذكور كان على سبيل الإنكار، فقال بعد أن أورد هذا الحديث في كتاب "التوحيد" من صحيحه بطريقه: قد أجل الله تعالى نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أن يُوصَفَ ربه بحضرته بما ليس هو من صفاته، فيجعل بدل الإنكار والغضب على الواصف ضحكاً، بل لا يصف النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ =(7/166)
4088 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلَاةٌ مِنَ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ وَلِيِّي مِنْهُمْ أَبِي، وَخَلِيلُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ "، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [آل عمران: 68] (2)
4089 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، حَدَّثَنِي جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ، اسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ، فَجَعَلَ الْجَمْرَةَ عَنْ حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ، وَاسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ، ثُمَّ رَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ دُبُرَ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ قَالَ: " هَذَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (3)
__________
= بهذا الوصف من يؤمن بنبوته. وقد وقع في الحديث الماضي في الرقاق عن أبي سعيد رفعه: "تكون الأرض يوم القهامة خبزة واحدة يتكفؤها الجهار بيده، كما يتكفؤ أحدكم خبزته ... " الحديث، وفيه أن يهودياً دخل، فأخبر بمثل ذلك، فنظر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أصحابه، ثم ضحك.
(1) جاء في هامش (س) ما نصُّه: قوله: عن أبي الضحى، عن عبد الله، كذا في أصول أربعة، والصواب: عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله.
(2) هو مكرر (3800) . عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" 2/ (731) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
(3) صحيح، دون قوله: واستقبل البيت، يحيى - وهو ابن سعيد القطان - سمع=(7/167)
4090 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَوَكِيعٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، الْمَعْنَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُرَّةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " آكِلُ الرِّبَا، وَمُوكِلُهُ، وَشَاهِدَاهُ، وَكَاتِبُهُ، إِذَا عَلِمُوا بِهِ، وَالْوَاشِمَةُ، وَالْمُسْتَوْشِمَةُ لِلْحُسْنِ، وَلَاوِي الصَّدَقَةِ، وَالْمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَتِهِ، مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
= من المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - قبل الاختلاط، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
واخرجه الطيالسي (320) عن المسعودي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (901) - وابن ماجه (3030) من طريق وكيع، عن المسعودي، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وقوله هنا: واستقبل البيت، شاذ، كما قال الحافظ في "الفتح " 3/582، والصحيح أنه جعل البيت عن يساره كما في الرواية المتقدمة برقم (3941) .
قال الحافظ: قد أجمعوا على أنه من حيث رماها جاز، سواء استقبلها أو جعلها عن يمينه أو يساره، أو من فوقها أو من أسفلها أو وسطها، والاختلاف في الأفضل.
قال: واستدل بهذا الحديث على اشتراط رمي الجمرات وأحدة واحدة، لقوله: يكبر مع كل حصاة، وقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خذوا عني مناسككم ".
وقد تقدم الحديث برقم (3548) .
(1) إسناده ضعيف لضعف الحارث بن عبد الله، وهو الأعور، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحتى بن سعيد: هو القطان، ووكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الكوفي.
وأخرجه أبو يعلى (5241) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3881) .
قوله: ولاوي الصدقة: قال السندي: أي مؤخرها إلى أن يموت.(7/168)
4091 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، قَالَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا - أَوْ قَالَ: أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، قَالَ وَكِيعٌ: لَيْلَةً - ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ الْمَلَكَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: عَمَلُهُ، وَأَجَلُهُ، وَرِزْقُهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَكُونُ مِنْ أَهْلِهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَكُونُ مِنْ أَهْلِهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو القطان، ووكيع: هو ابن الجراح، وزيد بن وهب: هو الجهني.
وأخرجه الترمذي (2137) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (175) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1093) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/387، من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وأنس، وسمعت أحمد بن الحسن قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد القطان، وهذا حديث حسن صحيح، وقد روى شعبة والثوري عن الأعمش بنحوه. =(7/169)
4092 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، ذَاكَ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ " (1)
4093 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَ اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُ " (2)
__________
= وأخرجه مسلم (2643) ، والترمذي (2137) ، وابن ماجه (76) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (175) من طريق وكيع، به.
وقد سلف برقم (3624) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وسليمان: هو الأعمش، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الكوفي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه البخاري (6867) ، والترمذي (2673) ، والنسائي في "المجتبى" 7/81-82، والطبري في " التفسير" (11739) ، وفي " التاريخ " 1/144، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/483، وأبو نعيم في "الحلية" 9/28 من طرق عن سفيان الثوري، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وعبد الله بن مرة تحرف عند النسائي إلى: عبد الرحمن بن مرة.
وسلف برقم (3630) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/128من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. =(7/170)
4094 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ عَنْ كَفَّارَتِهَا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلِي هَذِهِ؟ قَالَ: " لِمَنْ عَمِلَ مِنْ أُمَّتِي " (1)
4095 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا " أَنَّ الرَّجُلَ يَكْذِبُ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا، وَأَنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا " (2)
4096 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، " مَنِ اشْتَرَى مُحَفَّلَةً - وَرُبَّمَا قَالَ: شَاةً مُحَفَّلَةً
__________
= وأخرجه الحميدي (109) ، ومسلم (2184) (38) ، والترمذي (2825) ، من طريق سفيان بن عيينة، عن الأعمش، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (3560) .
(1) هو مكرر (3653) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. يحيى: هو القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وسلف برقم (4022) ، ومطولًا برقم (3638) .(7/171)
فَلْيَرُدَّهَا، وَلْيَرُدَّ مَعَهَا صَاعًا "
" وَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَلَقِّي الْبُيُوعِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو القطان، والتيمي: هو سليمان بن طرخان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي.
والقسم الأول منه في بيع المُحَفَّلات موقوف، والثاني في النهي عن تَلَقِّي البيوع مرفوع.
وأخرجه بتمامه البيهقي في "السنن " 5/319 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2149) و (2164) ، والبيهقي في "السنن " 5/319 من طريقين عن سليمان التيمي، به.
والموقوف منه: أخرجه عبد الرزاق (14866) ، وأبو يعلى (5254) من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، به.
والمرفوع منهْ أخرجه ابن ماجه (2180) ، وأبويعلى (5239) من طريق يحيى القطان، به.
وأخرجه عبد الرزاق (14880) ، وابن أبي شيبة 6/399 و14/205، ومسلم (1518) (15) ، والترمذي (1220) ، وابن ماجه (2180) ، وأبو يعلى (4960) من طرق عن سليمان التيمي، به.
قال الحافظ في "الفتح " 4/368: هكذا رواه الأكثر عن معتمر بن سليمان موقوفاً، وأخرجه الإسماعيلي من طريق عبيد الله بن معاذ، عن معتمر مرفوعاً، وذكر أن رفعه غلط، ورواه أكثر أصحاب سليمان عنه كما هنا: حديث المحفلة موقوف من كلام ابن مسعود، وحديث النهي عن التلقي مرفوع.
وفي باب بيع الفحَفلاتِ عن أبي هريرة عند البخاري (2148) و (2150) ، ومسلم (1515) ، سيرد 2/430.
وعن ابن عمر عند أبي داود (3446) ، قال الخطابي: وإسناده ليس بذاك، وقال المنذري: والأمر كما قال.
وفي باب النهي عن تلقي البيوع، عن ابن عباس تقدم (3482) .
وعن ابن عمر عند البخاري (2165) و (2166) ، ومسلم (1517) ، سيرد (4531) . =(7/172)
4097 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ حَكَمٍ يَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ، إِلَّا حُبِسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَلَكٌ آخِذٌ بِقَفَاهُ، حَتَّى يَقِفَهُ عَلَى جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَرْفَعَ رَأْسَهُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ قَالَ:
__________
= وعن أبي هريرة عند البخاري (2150) ، ومسلم (1515) ، سيرد 2/153 و284.
وعن سمرة، سيرد 3/11.
وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيرد 4/314.
وعن زامل بن عمرو، عن أبيه، عن جده، عند الطبراني في "الكبير" 22/ (952) .
قال السندي: قوله: مُحَفلَة: اسم مفعول من التحفيل، وهو الجمع، وهي التي لم يَحْلُبْها صاحبُها أياماً ليجتمع لبنها في ضرعها، فيغتر به المشتري.
وقوله: صاعاً: في مقابلة اللبن الذي كان في ضرعها حين الشراء، فإنه ملك البائع، وأما الذي حدث بعد الشراء فهو قد حدث في ملك المشتري وضمانه، فلا عليه في مقابلته شيء، وهِذا المتن قد أخرجه البخاري موقوفاً أيضاً، لكنه على أصول علمائنا الحنفية يجب أن يكون في حكم المرفوع، لأنهم صرحوا بأن هذا الحديث مخالف للقياس، لأن ضمان المتلفات يكون بالقيم أو الأمثال لا بمقدار
محدود، ومن أصولهم أن الموقوف إذا خالف القياسَ، فهو في حكم المرفوع، فبطل اعتذارُ من قال: إن الحديث قد رواه أبو هريرة، وهو غير فقيه، وروايةُ غير الفقيه إذا خالف جميع الأقيسة ترد، فإنه لو سُلَّم أن أبا هريرة غير فقيه؟ فقد ثبت عن ابن مسعود موقوفاً، والموقوف في حكم المرفوع. فقد ثبت مرفوعاً من رواية ابن مسعود أيضاً، وهو من أجلَِّاء الفقهاء بالاتفاق، على أن الحديثَ قد جاء برواية ابن عمر أخرجه أبو داود بوجه، والطبراني بوجه آخر، وبرواية أنس أخرجه أبو يعلى، وبرواية عمرو بن عوف، أخرجه البيهقي في "الخلافيات "، كذا ذكره الحافظ ابن حجر. والله تعالى أعلم. =(7/173)
الْخَطَأَ، أَلْقَاهُ فِي جَهَنَّمَ، يَهْوِي أَرْبَعِينَ خَرِيفًا " (1)
4098 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا - أَوْ لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا - حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي " (2)
4099 - قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: أُتِيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، وَلَمْ
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف مجالد - وهو ابن سعيد الهمداني -، وروي مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف هو الصحيح، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو القطان، وعامر: هو الشعبي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10313) من طريق الإِمام أحمد، عن يحمى، بهذا الإسناد، لكن فيه "حشر" بدل: "حبس "، وفيه: "ثم يرفع رأسه إلى السماء" بدل: "إلى الله عز وجل "، وفيه: "فإن قال الله: ألقوه، فمهواه أربعين خريفاً".
وأخرجه ابن ماجه (2311) ، والدارقطني 4/205، والبيهقي في "السنن " 10/89 من طريق يحيى، به.
قال الدارقطني في "العلل " 5/249: رفعه يحمى بن سعيد القطان، عن مجالد، وتابعه علي بن صالح، ووقفه عبد الرحيم بن سليمان، وهشيم، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن مجالد، والموقوف هو الصحيح.
قال السندي: الخطّاء، بالتشديد للمبالغة، وهو من كان ملازماً للخطايا غير تارك لها، وهو منصوب بتقدير: أَلْقِ، أو مرفوع بتقدير: هو الخطاء، أي: فألقِهِ، والله تعالى أعلم.
(2) هو مكرر (3573) سنداً ومتناً.(7/174)
يَكُنْ سَمَّى لَهَا صَدَاقًا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَلَمْ يَقُلْ فِيهَا شَيْئًا، فَرَجَعُوا، ثُمَّ أَتَوْهُ فَسَأَلُوهُ؟ فَقَالَ: سَأَقُولُ فِيهَا بِجَهْدِ رَأْيِي، فَإِنْ أَصَبْتُ، فَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ يُوَفِّقُنِي لِذَلِكَ، وَإِنْ أَخْطَأْتُ، فَهُوَ مِنِّي: " لَهَا صَدَاقُ نِسَائِهَا، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ "، فَقَامَ رَجُلٌ، مِنْ أَشْجَعَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَضَى بِذَلِكَ، قَالَ: هَلُمَّ مَنْ يَشْهَدُ لَكَ بِذَلِكَ؟ فَشَهِدَ أَبُو الْجَرَّاحِ، بِذَلِكَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، خِلَاس - وهو ابن عمرو الهجري - من رجال مسلم، وروى له البخاري متابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، يحيى: هو القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد اللُه الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وعبد الله بن عتبة: هو ابن مسعود.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/300، وأبو داود (2114) ، وابن ماجه (1891) ، والنسائي في "المجتبى" 6/122، وفي "الكبرى" (5517) ، وابن حبان (4098) ، والحاكم 2/180-181، والطبراني في "الكبير" 20/ (545) ، والبيهقي في "السنن " 7/245، من طريق سفهان الثوري، والطبراني في "الكبير" 20/ (546) من طريق عبد الرحمن الدالاني، كلاهما عن فراس بن يحيى الهمداني، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه عبد الرزاق (10898) و (11745) ، وابن أبي شيبة 4/300، وأبو داود (2115) ، والترمذي (1145) ، وابن ماجه (1891) ، النسائي في "المجتبى" 6/121 و122، وفي "الكبرى" (5516) و (5519) ، وابن الجارود في "المنتقى" (718) ، وابن حبان (4099) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (543) ، والبيهقي في "السنن " 7/245 من طرق عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. والمرأة التي قضى فيها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي بروع بنت واشق.
قال الترمذي: حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح، وقد روي عنه من غير =(7/175)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وجه، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، وبه
يقول الثوري وأحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم
علي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وابن عباس، وابن عمر: إذا تْزوج الرجل المرأة ولم يدخل بها، ولم يفرض لها صَدَاقاً حتى مات، قالوا: لها الميراث، ولا صَدَاق لها، وعليها العِدة، وهو قول الشافعي، قال: لو ثبت حديث بروع بنت واشق لكانت الحجة فيما روي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروي عن الشافعي أنه رجع بمصر بَعْدُ عن هذا القول، وقال بحديث بروع بنت واشق. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (544) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/121، وفي "الكبرى" (5515) ، وابن حبان (4100) من طريق زائدة، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله. قال النسائي: لا أعلم أحداً قال في هذا الحديث: الأسود، غير زائدة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/301-302، والنسائي في "المجتبى" 6/122-123، وفي " الكبرى" (5518) ، وابن حبان (4101) ، والطبراني 20/ (542) ، والحاكم 2/180، والبيهقي في "السنن " 7/245، من طرق عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقد اختلفت هذه الروايات في تسمية من روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قصة بروع هذه.
قال البيهقي: وهذا الاختلاف في تسمية من روى قصة بروع بنت واشق، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يوهن الحديث، فإن جميع هذه الروايات أسانيدها صحاح، وفي بعضها ما دل على أن جماعة من أشجع شهدوا بذلك، فكأن بعض الرواة سمى منهم واحداً، ويعضهم سمى اثنين، وبعضهم أطلق، ولم يسم، ومثله لا يرد الحديث، ولولا ثقة من رواه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما كان لفرح عبد الله بن مسعود بروايته معنى. والله =(7/176)
4100 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، الْمَعْنَى، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فِي بَرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ، فَقَالَ: هَلُمَّ شَاهِدَاكَ عَلَى هَذَا، فَشَهِدَ أَبُو سِنَانٍ، وَالْجَرَّاحُ، رَجُلَانِ مِنْ أَشْجَعَ (1)
4101 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ، قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ مِنْ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، وَفُلَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولُوا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، وَلَكِنْ إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ ذَلِكَ،
__________
= أعلم.
قلنا: وهذا الحديث سيرد في "مسند الجراح " - ويقال أبو الجراح - وأبي سنان الأشجعيين 4/279-280، وفي "مسند معقل بن سنان الأشجعي " 3/480.
وسيأتي أيضاً هنا برقم (4100) و (4276) و (4277) و (4278) .
قوله: لها صَدَاق نسائها: أي: مهر المثل.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر سابقه. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي.
قال السندي: بروع: بكسر الباء، وجوز فتحها، قيل: الكسر عند أهل الحديث، والفتح عند أهل اللغة أشهر.
شاهداك، أي: ليشهد شاهداك على ما تقول، كأنه للإحكام، وإلا فيكفي الواحدُ العدلُ في الرواية، فلا حاجة إلى شاهدٍ فضلًا عن الشاهدين.(7/177)
أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ لِيَتَخَيَّرْ أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَلْيَدْعُ بِهِ " (1)
4102 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُومُعَاوِيَةَ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا، وَهُوَ خَلَقَكَ "، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ "، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ "، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ} [الفرقان: 68] إِلَى قَوْلِهِ {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: 68] (2)
4103 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ - قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ - وحَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو القطان، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.
وأخرجه البخاري (835) ، وأبو داود (968) ، وابن ماجه (899) ، وابن خزيمة (703) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3622) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وتقدم من طريق أبي معاوية، به، برقم (3612) .(7/178)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: " مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ، لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الْإِسْلَامِ، أُخِذَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ " (1)
4104 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: بَيْنَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ، قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، نَزَلَ دُخَانٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَأَخَذَ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ، وَأَخَذَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ، قَالَ مَسْرُوقٌ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَاسْتَوَى جَالِسًا، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه مسلم (120) (190) ، وابن ماجه (4242) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (120) (190) ، وابن ماجه (4242) ، وأبو عوانة 1/71، والشاشي (489) ، والبيهقي في "السنن " 9/123، وفي "الشعب " (23) من طريق ابن نمير، به.
وأخرجه الطيالسي (260) ، والشاشي (491) و (492) من طريق شعبة، به.
ووقع في مطبوع الطيالسي تحريف وسقطٌ واضح.
وسيأتي من طريق شعبة برقم (4408) ، وتقدم من طريق آخر برقم (3596) .(7/179)
سُئِلَ مِنْكُمْ عَنْ عِلْمٍ هُوَ عِنْدَهُ، فَلْيَقُلْ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ، فَلْيَقُلْ: اللهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ تَقُولَ لِمَا لَا تَعْلَمُ: اللهُ أَعْلَمُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86] ، إِنَّ قُرَيْشًا لَمَّا غَلَبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ، قَالَ: " اللهُمَّ أَعِنِّي عليهم بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ "، قَالَ: فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ، أَكَلُوا فِيهَا الْعِظَامَ وَالْمَيْتَةَ مِنَ الْجَهْدِ، حَتَّى جَعَلَ أَحَدُهُمْ يَرَى ما بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الْجُوعِ، فَقَالُوا: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} [الدخان: 12] ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: إِنَّا إِنْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَادُوا، فَدَعَا رَبَّهُ، فَكَشَفَ عَنْهُمْ، فَعَادُوا، فَانْتَقَمَ اللهُ مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10] إِلَى قَوْلِهِ {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: 16]- قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ - فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَوْ كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَا كَشَفَ عَنْهُمْ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه البخاري (4822) ، ومسلم (2798) (40) ، والبيهقي في "الدلائل " 2/325-326 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (398) من طريق ابن نمير، به.
وتقدم برقم (3613) .(7/180)
4105 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " قَرَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ مِنْ مُذَّكِرٍ "، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {هَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} " [القمر] (1)
4106 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَ (2) اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ " (3)
4107 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو السبيعي، والأسود بن يزيد: هو النخعي.
وأخرجه البخاري (4874) ، والحاكم 2/249-250 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث قد إتفقا على إخرإجه من حديث شعبة، عن ابي إسحاق مختصراً، ووافقه الذهبي.
وقد تقدم برقم (3755) ، وتقدم من طريق شعبة برقم (3918) .
(2) في (ظ14) : ينتجي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (3775) ، وأبو يعلى (5220) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم (3560) .(7/181)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ، فَهُوَ يَنْضَحُ الدَّمَ - قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: يَمْسَحُ الدَّمَ - عَنْ جَبِينِهِ، وَيَقُولُ: " رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي، فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " (1)
4108 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَالْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا "
وَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ - يَعْنِي: الرَّجُلَ - لَيَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا ". قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: " وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1792) (105) ، وابن ماجه (4025) ، وأبو يعلى (5216) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وتقدم من طريق أبي معاوية، به، برقم (3611) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند وكيع في "الزهد" (397) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة 8/590-591، ومسلم (2607) (105) ، وأبو داود (4989) ، وأبو نعيم في " الحلية " 8/378.
وسلف برقم (3638) .(7/182)
4109 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَآخَرُ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا، وَيُعَلِّمُهَا " (1)
4110 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَسَنٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ الْحَنَفِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّيْرِ بِالْجِنَازَةِ، فَقَالَ: " مَا دُونَ الْخَبَبِ، الْجِنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ وَلَيْسَتْ بِتَابِعٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي،
ويزيد: هو ابن هارون، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وهو عند وكيع في "الزهد" (440) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (5840) ، وأبو يعلى (5227) .
وأخرجه الشاشي (750) من طريق يزيد بن هارون، به.
وقد سلف برقم (3651) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة أبي ماجد الحنفي، وضَعْفِ يحيى بن الحارث، وقد تقدم الكلام عنهما في الرواية (3585) . وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وحسن: هو ابن صالح بن صالح بن حيّ الهَمْداني.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/479، والبيهقي في "السنن " 4/25 من طريقين، عن حسن بن صالح، بهذا الإسناد. قال البيهقي: أبو ماجد مجهول، ويحيى الجابر ضعفه جماعة من أهل النقل، والله أعلم.
وقد سلف برقم (3585) و (3734) .
قوله: "وليست بتابع ": قال السندي: هكذا في هذه الرواية، والظاهر: وليست =(7/183)
4111 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ شَقَّ الْجُيُوبَ، وَلَطَمَ الْخُدُودَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ " (1)
4112 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ، فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " (2)
__________
= بتابعة، وأما تصحيح هذا، فعلى حذف الموصوف، أي: ليست بشيء تابع.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن مرة: هو الهمداني الخارفي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه مسلم (103) (156) ، وابن ماجه (1584) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1298) و (3519) ، ومسلم (103) (165) و (166) ، والنسائي في "المجتبى" 4/19، وفي "الكبرى" (1987) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار 2/135، والشاشي (381) ، وابن حبان (3149) ، والبيهقي في "السنن " 4/63، وفي "شعب الإيمان " (10156) ، والبغوي في "شرح السنة" (1533) من طرق، عن الأعمش، به.
وقد سلف برقم (3658) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي.=(7/184)
4113 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ شَبَابٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَسْتَخْصِي؟ " فَنَهَانَا، ثُمَّ رَخَّصَ لَنَا فِي أَنْ نَنْكِحَ الْمَرْأَةَ بِالثَّوْبِ إِلَى الْأَجَلِ (1) "، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ: { (2) لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ} [المائدة: 87] (3)
4114 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْهِلَالِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ فِي سَفَرٍ، فَوَلَدَتِ امْرَأَتُهُ، فَاحْتُبِسَ لَبَنُهَا، فَجَعَلَ يَمُصُّهُ وَيَمُجُّهُ، فَدَخَلَ حَلْقَهُ، فَأَتَى أَبَا مُوسَى، فَقَالَ: حُرِّمَتْ عَلَيْكَ، قَالَ: فَأَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ، فَسَأَلَهُ؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
= وأخرجه مسلم (1400) (4) ، وابن الجارود (672) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (4023) ، وانظر (3592) .
(1) في هامش (س) و (ظ 1) و (ص) و (ق) : إلى أجل.
(2) في (ق) و (ظ 14) : {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا ... ْ} .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وابن أبي خالد: هو إسماعيل، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه مسلم (1404) (11) ، والنسائي في "الكبرى" (11150) ، والبيهقي في "السنن " 7/201، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3650) ، ومع الزيادة برقم (3986) .(7/185)
لَا يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعِ، إِلَّا مَا أَنْبَتَ اللَّحْمَ، وَأَنْشَزَ الْعَظْمَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف للانقطاع بين والد أبي موسى الهلالي وعبد الله بن مسعود، فقد ذكر البخاري في "الكنى" 9/69، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 9/438 أن والد أبي موسى الهلالي يروي عن ابن لعبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، ولجهالة أبي موسى الهلالي، وأبيه، فيما ذكر أبو حاتم، وقال المديني في أبي موسى الهلالي: لا أعلم روى عنه غير سليمان بن
المغيرة، وذكره ابن حبان في "الثقات " 7/663. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسليمان بن المغيرة: هو أبو سعيد القيسي البصري. أبو موسى الذي سأله الرجل هو: أبو موسى الأشعري.
وأخرجه أبو داود (2060) ، والدارقطني في "السنن " 4/172-173، والبيهقي في "السنن " 7/461، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني في "السنن " 4/173، ومن طريقه البيهقي في "السنن " 7/460 من طريق النضربن شميل، عن سليمان بن المغيرة، عن أبي موسى الهلالي، عن أبيه، عن ابنٍ لعبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، مرفوعاً.
وأخرجه أبو داود (2059) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن " 7/461 من طريق عبد السلام بن مطهر، عن سليمان بن المغيرة، به موقوفاً، بزيادة ابنٍ لعبد الله بن مسعود بين والد أبي موسى الهلالي وابن مسعود.
وأخرجه البيهقي في "السنن " 7/462 من طريق سعيد بن منصور، عن هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله موقوفاً، بلفط: "لا رضاع إلا ما كان في الحولين، ما أنشز العظم، وأنبت اللحم ".
قلنا: المغيرة - وهو ابن مقسم - يدلس عن إبراهيم.
وأخرج بنحوه مالك في "الموطأ" 7/607، ومن طريقه البيهقي في "السنن " 7/462، وفي "معرفة السنن والآثار" (15484) عن يحيى بن سعيد القطان، أن رجلًا سأل أبا موسى الأشعري ... وفي آخره: فقال عبد الله بن مسعود؟ لا رضاعة =(7/186)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إلا ما كان في الحولين. وهذا إسناد منقطع.
وأخرج نحوه الدارقطني فى "السنن " 4/173، ومن طريقه البيهقي في "السنن " 7/461 من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي عطية، قال: جاء رجل إلى أبي موسى الأشعري ... وفي آخره: فأتى عبد الله بن مسعود أبا موسى، فقال: أرضيع هذا؟!
قال البيهقي: ورواه الثوري عن أبي حصين، وزاد فيه قول عبد الله: إنما الرضاع ما أنبت اللحم والدم.
وله شاهد من حديث عائشة مرفوعاً عند البخاري (5102) ، ومسلم (1455) (32) ، بلفظ: "إنما الرضاعة من المجاعة"، وسيرد 6/94و174 و214.
وآخر من حديث أم سلمة عند الترمذي (1152) ، وابن حبان (4224) ، بلفظ: "لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي، وكان قبل الفطام، قال الترمذي: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم أن الرضاعة لا تُحَرًم إلا ما كان دون الحولين، وما كان بعد الحولين الكاملين، فإنه لا يحرم شيئاً.
وثالث من حديث عبد الله بن الزبير، أخرجه ابن ماجه (1946) من طريق عبد الله بن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عنه، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء"، وهذا سند حسن، عبد الله بن وهب روى عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه.
ورابع من حديث أبي هريرة عند البزار (1444) "زوائد"، والبيهقي 7/455 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن محمد بن إسحاق، عن إبراهيم بن عقبة، عن حجاج بن حجاج، عن أبي هريرة رفعه: "لا تحرم من الرضاعة المصة والمصتان، ولا يحرم منه إلا ما فتق الأمعاء"، ومحمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، وباقي رجال السند ثقات. وقال البيهقي: رواه الزهري وهشام، عن عروة موقوفاً على أبي هريرة ببعض معناه. =(7/187)
4115 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ فِي خُطْبَةِ الْحَاجَةِ: " إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ، فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ، فَلَا هَادِيَ لَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ قَرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ: {اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] ، وَ {اتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] ، {اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: 70] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ " (1)
__________
= وخامس من حديث ابن عباس مرفوعاً عند الدارقطني 4/174، بلفظ: "لا رضاع إلا ما كان في الحولين "، وصححه ابن القيم في "زاد المعاد" 5/554، لكن ذكر الدارقطني أن المحفوط وقفه، وصحح الموقوف البيهقي في "السنن " 7/462.
قول أبي موسى: حَرُمت عليك، أي: بالرضاع.
لا يحرم: من التحريم.
إلا ما أنبت اللحمَ، أي: إلا ما كان في الصغر، فإنه لا ينبت اللحم إلا في الصغر، لكن ظاهر الحديث يفيد أنه يشترط كثرة اللبن أيضاً، فليتأمل.
وأنشز: بزاي معجمة، أي: رفعه وأعلاه وأكبر حجمه. قاله السندي.
قلنا: قد فسر الخطابي على رواية أنشر بالراء أيضاً، فقال في "معالم السنن " 3/186: معناه: ما شد العظمَ وقواه، والإنشارُ بمعنى الإحياء في قوله تعالى: {ثم إذا شاء أنشره} ، ويروى: أنشز العظم، بالزاي المعجمة، ومعناه: زاد في حجمه فنشز.
(1) حديث صحيح، وهذا إمتناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد =(7/188)
4116 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةَ الْحَاجَةِ، فَذَكَرَ نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: " إِنَّ " (1)
__________
= الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وكيع: هو ابن الجراح، وسفهان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه أبو يعلى (5233) من طريق كيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (10449) ، وأبو داود (2118) ، وأبو يعلى (5257) ، والآجري في "الشريعة" ص 196-197، والبيهقي في "السنن " 7/146 من طرق، عن سفيان الثوري، به.
وسلف بإسناد صحيح برقم (3721) ، وبإسناد ضعيف برقم (3720) ، وسيرد بعده بإسناد صحيح برقم (4116) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وأبو عبيدة: هو ابن عبد الله بن مسعود، وهو وإن لم يسمع من أبيه، قد تابعه أبو الآحوص.
وأخرجه أبو داود (2118) ، وأبو يعلى (5234) ، والبيهقي في "السنن " 7/146، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (915) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به، دون ذكر أبي عبيدة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10327) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (493) -، والشاشي (914) و (916) من طريق إسرائيل، به، دون ذكر أبي الأحوص.
وقد سلف برقم (3720) و (3721) و (4115) .(7/189)
4117 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ أَبِي صَخْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: لَمَّا أَتَى عَبْدُ اللهِ، الْجَمْرَةَ، جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ اسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ، وَاسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ، وَجَعَلَ الْجَمْرَةَ عَلَى حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ رَمَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ قَالَ: " مِنْ هَاهُنَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، رَمَى الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (1)
4118 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَإِنَّمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: " إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي "، قَالَ: فَافْتَتَحْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] قَالَ: نَظَرْتُ إِلَيْهِ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ (2)
__________
(1) صحيح دون قوله: واستقبل البيت، وهو مكرر (4089) . وسلف أيضاً برقم (3548) .
وقوله: "استقبل الكعبة"، شاذ، كما تقدم في (4089) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبِيدة - بفتح العين - هو: ابن عمرو السلماني، الكوفى. =(7/190)
4119 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَأَلْتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَنْ (1) يُعَجِّلَ شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ، أَوْ يُؤَخِّرَ شَيْئًا عَنْ حِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابٍ (2) فِي النَّارِ، أَوْ عَذَابٍ فِي الْقَبْرِ، كَانَ خَيْرًا وَأَفْضَلَ "
قَالَ: وَذُكِرَ عِنْدَهُ أَنَّ الْقِرَدَةَ - قَالَ مِسْعَرٌ: أُرَاهُ قَالَ: وَالْخَنَازِيرَ - مِمَّا مُسِخَ؟ قَالَ: فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَجْعَلْ لِمَسِيخٍ نَسْلًا، وَلَا عَقِبًا، وَقَدْ كَانَتِ الْقِرَدَةُ - أُرَاهُ قَالَ: وَالْخَنَازِيرُ - قَبْلَ ذَلِكَ " (3)
4120 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، نَحْوَهُ بِإِسْنَادِهِ، وَلَمْ يَشُكَّ فِي الْخَنَازِيرِ (4)
__________
= وأخرجه أبو يعلى (5228) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وهو مكرر (3606) .
(1) في (ظ14) و (س) : أن.
(2) في (ظ14) : وعذاب.
(3) هو مكرر (3700) سنداً ومتناً.
(4) هو مكرر (3925) سنداً ومتناً.(7/191)
4121 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ (1) مِنْ خِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
4122 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ " فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: وَمَا لَنَا أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: " لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ " (3)
__________
(1) في (س) : خِلَّ.
(2) هو مكرر (3689) سنداً ومتنا.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين لحال وائل بن مهانة، تقدم الكلام عنه برقم (3569) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود - فقد روى له أصحاب السنن والبخاري تعليقاً، وهو صدوق اختلط قبل موته، لكن سماع وكيع منه قبل الاختلاط.
الحكم: هو ابن عتيبة، وذَر: هو ابن عبد الله المُرهبي.
وذكره ابن عبد البر في "التمهيد" 3/325، فقال: ورواه المسعودي، عن الحكم، عن ذر، عن وائل بن مهانة، عن عبد الله، موقوفا، والصوإب فيه رواية منصور، عن ذر.
قلنا: هو هنا برواية المسعودي مرفوع لا موقوف كما ذكر ابن عبد البر، وقد تقدم =(7/192)
4123 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْمًا، إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، ذَلِكَ بِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ " (1)
4124 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، الْمَعْنَى، وَهَذَا لَفْظُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، أَنْ أَبَاهُ مَعْقِلَ بْنَ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيَّ، قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ؟ "، قَالَ: نَعَمْ (2)
4125 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ
__________
= برقم (3569) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. تتمفيان: هو الثوري، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الكوفي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه الترمذي (2673) : والطبري في "التفسير" (11738) ، وفي "التاريخ " 1/144، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم (3630) و (4092) .
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن، وتقدم برقم (3568) . وكيع: هو ابن الجراح، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.(7/193)
الْمَصْدُوقُ، قَالَ: " بَيْعُ الْمُحَفَّلَاتِ خِلَابَةٌ، وَلَا تَحِلُّ الْخِلَابَةُ لِمُسْلِمٍ " (1)
4126 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، يُحَدِّثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " سِبَابُ
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف جابر، وهو ابن يزيد الجعفي، وروي مرفوعاً، وموقوفه هو الصحيح، كما قال الدارقطني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو صدوق اختلط قبل موته، وسمع منه وكيع قبل الاختلاط. أبو الضحى: هو مسلم بن صبيح الهمداني، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/216، وابن ماجه (2241) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (292) ، والشاشي (386) ، والبيهقي في "السنن" 5/317 من طرق عن المسعودي، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/214 والبيهقي في "السنن " 5/317 من طريقين، عن الأعمش، عن خيثمة، عن الأسود، عن عبد الله، موقوفاً.
وأخرجه موقوفاً أيضاً عبد الرزاق (14865) عن الثوري، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله. لم يذكر الأسود.
قال الدارقطني في "العلل " 5/48: الموقوف هو الصواب.
وقال الحافظ في "الفتح " 4/367- 368: رواه ابن أبي شيبة، وعبد الرزاق موقوفاً بإسناد صحيح.
وانظر (4096) .
قوله: خِلابة، بالكسر، أي: خداع.
والمُحَفًلات: سلف شرحها في الرواية (4096) .(7/194)
الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ " (1)
4127 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، وَفِتَنًا، وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا "، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَاذَا تَأْمُرُنَا لِمَنْ (2) أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنَّا؟ قَالَ: " تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وزبيد: هو ابن الحارث اليامي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه مسلم (64) (116) ، وأبو يعلى (5276) ، وابن منده في "الإيمان " (653) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1983) و (2635) ، والنسائي في "المجتبى" 7/122، وأبو عوانة 1/25، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/365 وأبو نعيم ني "الحلية" 5/34 من طرق، عن سفيان، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10308) من طريق إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن زبيد، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله.
قال أبو نعيم في "الحلية" 5/34: وخالف إسحاق الأزرق أصحاب الثوري، فرواه عنه عن زبيد، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله.
وقد تقدم برقم (3647) .
(2) في هامش (س) : فما تأمر من. وفي نسخة أخرى: فما تأمر لمن. وفي طبعة الشيخ أحمد شاكر: فماذا تأمر لمن.(7/195)
اللهَ الَّذِي لَكُمْ " (1)
4128 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] ، قَالَ: " يَدْخُلُونَهَا، أَوْ يَلِجُونَهَا (2) ، ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ " قُلْتُ لَهُ: إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ كَلَامًا هَذَا مَعْنَاهُ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زيد بن وهب: هو الجهني.
وأخرجه مسلم (1843) (45) ، وأبو يعلى (5156) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (297) ، والشاشي (689) و (690) من طريق شعبة، به.
وقد تقدم برقم (3640) .
قوله: "أثرة"، قال السندي: اسم من الاستممار، أي: استئثار غيركم عليكم.
لمن أدرك: اللام للبيان، أي: يطلب منكم الأمر لمن أدرك، وفي حقه.
(2) في (ق) : ويلجونها.
(3) إسناده حسن، السدي - وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة - مختلف فيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومرة: هو ابن شراحيل الهمداني. وقد وقفه شعبة، ثم أقر برفعه لما أخبره عبد الرحمن بن مهدي أن إسرائيل رواه عن السدي مرفوعاً. ورواية إسرائيل ستأتي برقم (4141) .
وأخرجه الترمذي (3160) ، والطبري في "التفسير" 16/111 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: قال عبد الرحمن: قلت لشعبة: إن إسرائيل حدثني عن السدي، عن مرة، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال شعبة =(7/196)
4129 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُتَوَشِّمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، قَالَ: فَبَلَغَ امْرَأَةً فِي الْبَيْتِ، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: بَلَغَنِي أَنَّكَ قُلْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ؟ فَقَالَ: مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَتْ: إِنِّي لَأَقْرَأُ مَا بَيْنَ لَوْحَيْهِ، فَمَا وَجَدْتُهُ، فَقَالَ: " إِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ، فَقَدْ وَجَدْتِيهِ، أَمَا قَرَأْتِ: {ومَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] قَالَتْ:
__________
= وقد سمعته من السدي مرفوعاً، ولكني عمداً أدعه.
وأخرجه الترمذي (3160) أيضاً، والطبري في "التفسير" 16/111، من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، به، موقوفاً.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 16/110 من طريق أبي عمرو داود بن الزبرقان، عن السدي، به.
قال الدارقطني في "العلل " 5/273: يحتمل أن يكون مرفوعاً.
قلنا: قد صرح شعبةُ برفعه، وقصر الدارقطني بقوله: يحتمل.
وسيأتي برقم (4141) من طريق إسرائيل، مرفوعاً.
قوله: "ويلجونها"، قال السندي: من الولوج، وهو الدخول، فالعطف للتأكيد دفعاً لحمل الدخول على المرور من قربها، وقد حمل كثير منهم الورود على المرور، إلا أن هذا الأثر صريح في أن المراد الدخول حقيقة، ولو ثبت ذلك فلا بد من إلقول بأن النار تكون على من لا يستحقها برداً وسلاماً، والفاعل تعالى قادر على كل شيء. والله تعالى أعلم.(7/197)
بَلَى، قَالَ: فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْهُ "، قَالَتْ: إِنِّي لَأَظُنُّ أَهْلَكَ يَفْعَلُونَ. قَالَ: اذْهَبِي فَانْظُرِي، فَنَظَرَتْ، فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا، فَجَاءَتْ، فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا. قَالَ لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ، لَمْ تُجَامِعْنَا قَالَ: وَسَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، يُحَدِّثُهُ عَنْ أُمِّ يَعْقُوبَ، سَمِعَهُ مِنْهَا، فَاخْتَرْتُ حَدِيثَ مَنْصُورٍ (1)
__________
(1) إسناده الأول صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وسمعه سفيان الثوري أيضاً من عبد الرحمن بن عابس، عن أم يعقوب - وهي المرأة الأسدية التي جادلت ابن مسعود - عن عبد الله بن مسعود، وهذا إسناد رجاله رجال الشيخين أيضاً غير أم يعقوب، فلم يرو عنها غير عبد الرحمن بن عابس، وأخرج لها البخاري مقروناً أو مُعَقباً، وقال الحافظ في "الفتح " 8/630: لا يُعرف اسمها، وقد أدركها عبد الرحمن بن عابس. وقال في "الفتح " 10/373: وهي من بني أسد بن خزيمة، ولم أقف لها على ترجمة، ومراجعتها ابن مسعود تدل على أن لها إدراكا، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. قلنا: هي متابعة.
وأخرجه البخاري (5948) ، ومسلم (2125) ، وابن ماجه (1989) ، والدارقطني في "العلل " 5/134، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4887) ، والدارقطني في "العلل " 5/135 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، به. قال الدارقطني: حديث الثوري عن عبد الرحمن بن عابس تفرد به عبد الرحمن بن مهدي، عنه، وحديثه عن منصور مشهور. =(7/198)
4130 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ (1) ، ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَجِيءُ
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (5103) ، والبخاري (4886) و (5943) ، والنسائي 8/146، والدارمي 2/279-280، وابن حبان (5504) ، والطبراني في "الكبير" (9466) ، والدارقطني في "العلل " 5/135-136، والبغوي في "شرح السنة" (3191) من طرق عن سفيان الثوري، عن منصور، به.
وأخرجه الحميدي (97) ، عن سفيان بن عيينة، عن منصور، به.
وأخرجه البخاري (5931) و (5939) ، ومسلم (2125) ، وأبو داود (4169) ، والترمذي (2782) ، والنسائْي في "الكبرى" (11579) - وهو في "التفسير" (599) -، وأبو يعلى (5141) ، والشاشي (319) و (321) ، وابن حبان (5505) ، والبيهقي في "السنن " 7/312، وفي "الشعب " (7812) ، من طرق، عن منصور، به قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه شعبة وغير واحد من الأئمة عن منصور.
وانظر (3945) .
قوله: "فلم تر من حاجتها شيئا"، قال الحافظ في "الفتح " 8/631: أي: من الذي ظنت أن زوج ابن مسعود تفعله، وقيل: كانت المرأة رأت ذلك حقيقة، وإنما ابن مسعود أنكر عليها فأزالته، فلهذا لما دخلت المرأة لم تر ما كانت رأت قبل ذلك.
قوله: لم تجامعنا، أي: لَما اجتمعت معنا في البيت، بل فارقناها. قاله السندي.
(1) زاد في (ق) : ثم الذين يلونهم.(7/199)
قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ (1) "، قَالَ (2) : وَكَانَ أَصْحَابُنَا يَضْرِبُونَا وَنَحْنُ صِبْيَانٌ عَلَى الشَّهَادَةِ وَالْعَهْدِ
4131 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشُ، وَوَاصِلٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نِدًّا، وَهُوَ خَلَقَكَ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ طَعَامِكَ " - وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَرَّةً: " أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ " -، قَالَ: ثُمَّ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبيدة: هو ابن عمرو السلماني.
وأخرجه مسلم (2533) (211) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2652) و (3651) ، وابن حبان (7222) ، والشاشي (792) ، والطبراني في "الكبير" (10337) من طريقين، عن سفيان الثوري، به. وسقط عبيدة من مطبوع الطبراني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/175، والبخاري (6658) ، ومسلم (2533) (210) و (211) ، والنسائي في "الكبرى" (6031) ، وابن ماجه (2362) ، وأبو يعلى (5103) و (5140) ، والطحاوي في " شرح معاني الآثار" 4/152، وابن حبان (7223) و (7227) ، والطبراني في "الكبير" (10338) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/334 من طرق، عن منصور، به. وقد سلف برقم (3594) .
(2) القائل: هو إبراهيم النخعي كما هو مصرح به في رواية مسلم، ولفظه: كانوا ينهوننا ونحن غلمان عن العهد والشهادات. قال النووي: والمراد النهي عن قوله: علي عهدُ الله، أو أشهد بالله.(7/200)
قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وواصل: هو ابن حيان، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وعمرو بن شرحبيل: هو أبو ميسرة الهمداني الكوفي.
وأخرجه البيهقي في "السنن " 8/18 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وتابع ابنَ مهدي في ذكر هؤلاء الثلاثة محمد بن كثير عند البغوي في "شرح السنة" (42) . وانظر ما يأتي.
وأخرجه الترمذي (3182) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور والأعمش، به، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الترمذي (3182) أيضاً، والنسائي في "المجتبى" 7/89 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن واصل، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (19720) ، والبخاري (4761) و (6811) ، والنسائي في "الكبرى" (11370) - وهو في "التفسير" (389) - من طريق يحيى بن سعيد القطان، والطبري في "تفسيره " 19/41 من طريق أبي عامر العقدي، وأبو عوانة 1/55 من طريق أبي عاصم، أربعتهم عن سفيان الثوري، عن منصور والأعمش، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، به.
وأخرجه البخاري (4761) و (6811) أيضاً، والنسائي في "المجتبى" 7/90، من طريق يحيى القطان، عن سفيان الثوري، عن واصل، عن أبي وائل، عن عبد أدله، ليس فيه عمرو بن شرحبيل.
قال البخاري عقب (6811) : قال عمرو (يعني ابن علي شيخ البخاري في هذا الحديث) : فذكرته لعبدِ الرحمن، وكان حدثنا عن سفيان، عن الأعمش ومنصور، وواصل عن أبي وائل، عن أبي ميسرة، قال: دعه دعه.
قال الحافظ في "الفتح " 12/115: والحاصل أن الثوري حدث بهذا الحديث =(7/201)
4132 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ فَذَكَرَهُ، (1)
__________
= عن ثلاثة أنفس حدثوه به عن أبي وائل، فأما الأعمش ومنصور، فأدخلا بين أبي وائل وبين ابن مسعود أبا ميسرة، وأما واصل فحذفه، فضبطه يحيى القطان عن سفيان هكذا مفصلًا، وأما عبد الرحمن بن مهدي فحدث به أولا بغير تفصيل، فحمل رواية واصل على رواية منصور والأعمش، فجمع الثلاثة، وأدخل أبا ميسرة في السند، فلما ذكر له عمرو بن علي أن يحيى فصله، كأنه تردد فيه، فاقتصر على التحديث به عن سفيان، عن منصور والأعمش حسب، وترك طريق واصل، وهذا معنى قوله: دعه دعه، أي: اتركه، والضمير للطريق التي اختلف فيها وهي رواية واصل.
وقال الحافظ في "الفتح " 8/493: الصواب إسقاط أبي ميسرة من رواية واصل، كما فصله يحيى بن سعيد.
وأخرجه عبد الرزاق (19719) ، والبخاري (4477) و (6001) و (7520) ، ومسلم (86) (141) ، وأبو داود (2310) ، وأبو يعلى (5130) ، والطبري في "تفسيره " 9/41، وأبو عوانة 1/56، وابن حبان (4415) و (4416) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/146 والبيهقي في "الشعب " (5370) من طرق، عن منصور، به، بذكر عمرو بن شرحبيل.
وأخرجه البخاري (6811) و (7532) ، وأبو يعلى (5167) ، وأبو عوانة 1/55، والشاشي (775) و (802) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/145، والبيهقي في "الشعب " (5316) و (5371) و (5372) من طرق، عن الأعمش، به، بذكر عمرو بن شرحبيل.
وانظر ما بعده، وانظر (3612) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.(7/202)
4133 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ، (1)
4134 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ فَذَكَرَهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا
__________
= وأخرجه الطيالسي (264) ، والترمذي (3183) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/146 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هكذا روى شعبة عن واصل، عن أبي وائل، عن عبد الله، لم يذكر عمرو بن شرحبيل.
قال ابن حبان 10/264: ولست أنكر أن يكون أبو وائل سمعه من عبد الله، وسمعه من عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، حتى يكون الطريقان جميعا محفوظين.
وأخرجه البخاري (4761) و (6811) ، والنسائي في "المجتبى" 7/90 من طريق يحيى القطان، عن سفيان الثوري، عن واصل، به. وسقط طريق سفيان، عن واصل، عن أبي وائل من "فتح الباري " الطبعة السلفية، وثبت في الطبعة البولاقية.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/90 أيضاً من طريق يزيد، عن شعبة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله. وقال: وحديث يزيد هذا خطأ، إنما هو واصل، والله تعالى أعلم.
وتقدم قبله من طريق فيه زيادةُ عمرو بن شرحبيل، فانظره لزاماً، وسلف برقم (3612) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه.
وأخرجه الترمذي (3183) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله و (3612) و (4131) .(7/203)
آخَرَ} [الفرقان: 68]- إِلَى - {مُهَانًا} [الفرقان: 69] (1)
4135 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعِفَّةَ، وَالْغِنَى " (2)
4136 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلًا " (3)
__________
(1) حديث صحيح، ورقاء - وهو ابن عمر اليشكري، وإن كان في حديثه عن منصور- وهو ابن المعتمر- لين، ولم يخرج الشيخان من روايته عن منصور شيئا -، متابع، وبافي رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن حفص، فمن رجال مسلم.
أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وعمرو بن شرحبيل: هو أبو ميسرة.
وسلف برقم (3612) و (4131) و (4132) و (4133) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة - ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (2721) ، وابن ماجه (3832) ، وأبو يعلى (5283) ، والبغوي في "شرح السنة" (1373) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/208، والطبراني في "الدعاء" (1408) من طريقين، عن سفيان الثوري، به. وسلف برقم (3692) و (3904) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي =(7/204)
4137 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلَاةً إِلَّا لِمِيقَاتِهَا، إِلَّا أَنَّهُ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ، وَصَلَّى الصُّبْحَ يَوْمَئِذٍ لِغَيْرِ مِيقَاتِهَا " (1)
4138 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، مَعْنَاهُ
4139 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَأَنْ أَحْلِفَ تِسْعًا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ قَتْلًا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ
__________
=الأحوص- وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه مسلم (2383) (5) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3878) ، وانظر (3580) و (3909) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمارة: هو ابن عمير التيمي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5264) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (4420) عن سفيان الثوري، به.
وقد سلف برقم (3637) .
(2) هو مكرر (4046) .(7/205)
عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَهُ نَبِيًّا، وَاتَّخَذَهُ شَهِيدًا " قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: " كَانُوا يَرَوْنَ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ الْيَهُودَ سَمُّوهُ، وَأَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " (1)
4140 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 3]- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: لَمَّا نَزَلَتْ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ - كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ " (2)
4141 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص- وهو عوف بن مالك الجشمي - فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وهو مكرر (3873) ، وسلف برقم (3617) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (2879) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في " الدعاء" (594) .
وسلف برقم (3683) .(7/206)
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ كُلُّهُمْ، ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ " (1)
4142 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَحَدَّثَنَا (2) يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا،
__________
(1) إسناده حسن، السدي - وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة - مختلف فيه، وحديثه لا يرقى إلى الصحة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ومرة: هو ابن شراحيل الهمداني.
وأخرجه أبو يعلى (5282) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 2/329، والترمذي (3159) ، وأبو يعلى (5089) ، والحاكم 2/375 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به، وفيه زيادة لفظها عند الدارمي: "فأولهم كلمح البرق، ثم كالريح، ثم كحضر الفرس، ثم كالراكب في رحله، ثم كشد الرجل، ثم كمشيه "، قال الترمذي: هذا حديث حسن. وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وهذه الزيادة أخرجها بنحوها الحاكم 4/598-600، ومن طريقه البيهقي في "البعث " (657) في حديث طويل من طريق سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن عبد اللُه، موقوفاً. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: ما احتجا بأبي الزعراء.
قلنا: ولا أخرجا له متابعة، وهو من رجال الترمذي والنسائي.
وسلف برقم (4128) .
(2) سقطت الواو قبل: "حدثنا" في طبعة الشيخ أحمد شاكر، مما يوهم أن يزيد هذا هو شيخ عبد الرحمن بن مهدي.(7/207)
ثُمَّ قَالَ: " هَذَا سَبِيلُ اللهِ "، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: " هَذِهِ سُبُلٌ - قَالَ يَزِيدُ: مُتَفَرِّقَةٌ - عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ "، ثُمَّ قَرَأَ: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ، فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) [الأنعام:153] (1)
__________
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه ابن نصر المروزي في " السنة" ص 5، والبغوي (97) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (535) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (244) ، والدارمي 1/67، وابن أبي عاصم في "السنة" (17) ، والنسائي في "الكبرى" (11174) - وهو في "التفسير" (194) -، والبزار (2210) "زوائد"، والطبري في "تفسيره " (14168) ، والشاشي (536) و (537) ، وابن حبان (6) و (7) ، والحاكم 2/318، وأبو نعيم في "الحلية" 6/263 من طرق، عن حماد بن زيد، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البزار (2211) "زوائد" من طريق محمد بن خازم، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، فذكر نحوه.
وأخرجه البزار أيضاً (2212) من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن منذر الثوري، عن الربيع، عن عبد الله بن مسعود، فذكر نحوه.
قال البزار: قد روي عن عبد الله نحوه أو قريباً منه من وجوه.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 7/22، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه عاصم بن بهدلة، وهو ثقة، وفيه ضعف.
وسيأتي برقم (4437) . =(7/208)
4143 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَمَنْ يَتَّخِذُ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ " (1)
4144 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَقُومُ السَّاعَةُ، أَوْ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ " (2)
__________
= وله شاهد من حديث جابر، سيرد 3/397، وفي إسناده مجالد بن سعيد، وليس بالقوي، وحديثه حسن في الشواهد.
وآخر من حديث ابن عباس عند محمد بن نصر في "السنة" ص 6، وفي إسناده مجالد أيضاً.
وثالث بمعناه موقوف من حديث أبي هريرة عند ابن نصر في "السنة" ص 5، أخرجه عن يحيى بن يحيى، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عنه.
وهذا إسناد حسن، يحيى بن يحيى هو الليثي، صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
قوله: "هذا سبيل الله "، أي: مَثَل له في الاستقامة، وإحاطة الخطوط المعوجة به التي هي أمثال لسُبُل الشياطين. قاله السندي.
(1) إسناده حسن من أجل عاصم - وهو ابن أبي النجود -، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وقد تقدم برقم (3844) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص- وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن =(7/209)
4145 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ، وَيُسَلِّمُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، وَيُوصِي أَحَدُنَا بِالْحَاجَةِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَأَخَذَنِي مَا قَدُمَ، وَمَا حَدُثَ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ، وَإِنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ أَنْ لَا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ " (1)
__________
= هو ابن مهدي، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه مسلم (2949) (131) ، وأبو يعلى (5248) ، وابن حبان (6850) ، والبغوي في "شرح السنة" (4286) ، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم (3735) .
قوله: "تقوم الساعة أو لا تقوم الساعة ... " إلخ: شك من الراوي أن لفظ الحديث: "تقومُ الساعة على شرار الناس " بدون "لا"، و"إلا"، أو: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " بزيادة: "لا"، و"إلا"، إلا أنه نبه على بعض المشكوك، وترك البعض على الإحالة. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10121) ، والبيهقي في "السنن " 2/248 من طريقين عن زائدة، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3575) و (3585) و (3944) ، وسيأتي برقم (4417) .
وتقدم بإسناد صحيح برقْم (3563) ، بلفظ: "إن في الصلاة لشغلاً".
قوله: ما قدم وما حدث، قال السندي: أصل حدث فتح الدال، لكن المشهور=(7/210)
4146 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ (1) ، قَالَ: هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى إِلَّا: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، جَاءَتِ السَّاعَةُ قَالَ: وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَجَلَسَ، فَقَالَ: إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ، وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ، قَالَ: عَدُوًّا يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الْإِسْلَامِ، وَنَحَّى بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ، قُلْتُ: الرُّومَ تَعْنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَيَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمُ الْقِتَالِ رِدَّةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، فَيَفِيءَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، فَيَفِيءَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا، فَيَفِيءَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ، نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَيَجْعَلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ، فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً - إِمَّا قَالَ: لَا يُرَى مِثْلُهَا،
__________
= عند الازدواج ضم الدال فيهما، يعني همومه وأفكاره القديمة والحديثة، وقيل: غلب علي التفكر في احوالي القديمة والحديثة، أيها كان سبباً لترك رد السلام.
(1) تحرف في (م) إلى: عن حميد بن هلال، عن أسير، عن أبي قتادة.(7/211)
وَإِمَّا قَالَ: لَمْ نَرَ مِثْلَهَا - حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ (1) ، فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيِّتًا، قَالَ: فَيَتَعَادُّ بَنُو الْأَبِ كَانُوا مِائَةً، فَلَا يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَّا الرَّجُلُ الْوَاحِدُ، فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ؟ أَوْ أَيُّ مِيرَاثٍ يُقْسَمُ (2) ؟ قَالَ: بَيْنَا هُمْ (3) كَذَلِكَ، إِذْ سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ (4) مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ: أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَ فِي ذَرَارِيِّهِمْ، فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَيُقْبِلُونَ، فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ أَسْمَاءَهُمْ، وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ، هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ " (5)
__________
(1) في (ص) و (ق) : بجثمانهم. وفي نسخة السندي: بجُثاتِهم.
(2) في (س) و (ظ 1) و (ظ 14) و (م) : يُقاسم.
(3) في (ظ1) و (ق) : بينما هم.
(4) في (ق) و (ص) و (ظ 1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: بناس هم أكثر، والمثبت من (س) ، وانظر الشرح الآتي.
(5) هو مكرر (3643) سنداً، وهذا متنه أطول.
قوله: ليس له هِجيرىَ، قال السندي: بكسر هائه وتشديد جيم مقصور الآخر، أي: شأنه ودأبه ذلك.
عدواً: هكذا بالنصب في نسخ المسند، أي: تجدون عدوا، وفي مسلم: عدو، بالرفع.
يجمعون، أي: العساكر.
عند ذاكم القتالِ، بالجر. ردة بالرفع.
فيشترط: قال النووي: ضبط بوجهين، أحدهما من الاشتراط، والثاني من =(7/212)
4147 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ - أَوْ قَالَ: نِدَاءُ بِلَالٍ - مِنْ سَحُورِهِ فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ - أَوْ قَالَ: يُنَادِي - لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ، وَلِيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ، ثُمَّ لَيْسَ أَنْ يَقُولَ هَكَذَا
__________
= التشرط.
شرطة: بضم الشين: طائفة من الجيش تتقدم للقتال.
للموت، أي: يشترطون معهم أن يقاتلوا إلى أن يموتوا إلا أن يغلبوا على العدو، فيرجعوا حينئذ.
فيفيء: من الفيء، أي: يرجع.
وتفنى: من الفناء.
نَهَدَ: بفتح نون وهاء، أي: نهض وتقدم.
الدبَرة: بفتح دال وباء موحدة، أي: الهزيمة.
عليهم: على الكفرة.
بجُثاتِهم: بضم جيم وتشديد ثاء مثلثة، جمع الجثة سالماً.
وفي بعض النسخ: بجثمانهم، بضم جيم، فسكون مثلثة، بعدها ميم، أي: بشخوصهم.
وفي بعضها: بجَنَباتهم. بجيم ثم نون مفتوحتين، ثم باء موحدة، أي: نواحيهم.
فما يُخَلًفهم: من التخليف، أي: فما يجاوزهم.
ببأس: بموحدة وسكون همزة. هو أكبر، بموحدة، قيل: هذا هو الصواب، لا ما في بعض النسخ: بناس، بالنون، هو أكثر، بالمثلثة، ويؤيده رواية أبي داود: سمعوا بأمرٍ أكبر من ذلك.(7/213)
أَوْ قَالَ هَكَذَا - حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا " (1)
4148 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْمًا، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: إِنَّ هَذِهِ الْقِسْمَةَ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: يَا عَدُوَّ اللهِ، أَمَا لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قُلْتَ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاحْمَرَّ وَجْهُهُ، وَقَالَ: " رَحْمَةُ اللهِ عَلَى مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ " (2)
4149 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، الْمَعْنَى، قَالَا (3) : حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ مَسْعُودٍ: هَلْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ مِنْكُمْ أَحَدٌ؟ فَقَالَ: مَا صَحِبَهُ مِنَّا أَحَدٌ، وَلَكِنَّا قَدْ فَقَدْنَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقُلْنَا: اغْتِيلَ؟ اسْتُطِيرَ؟ مَا فَعَلَ؟ قَالَ: فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، فَلَمَّا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَية، وسليمان: هو ابن طرخان التيمي، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي.
وأخرجه البيهقي في "السنن " 1/381 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1093) (39) ، وأبو يعلى (5238) ، وابن حبان (3468) من طريق إسماعيل ابن علية، به.
وقد سلف برقم (3564) .
(2) هو مكرر (3608) سنداً ومتناً.
(3) في (ص) و (ق) : قالا. والمثبت من (س) و (ظ 1) .(7/214)
كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ - أَوْ قَالَ فِي السَّحَرِ - إِذَا نَحْنُ بِهِ يَجِيءُ مِنْ قِبَلِ حِرَاءَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَذَكَرُوا الَّذِي كَانُوا فِيهِ، فَقَالَ: " إِنَّهُ أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ، فَأَتَيْتُهُمْ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ "، قَالَ: فَانْطَلَقَ بِنَا، فَأَرَانِي آثَارَهُمْ، وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ قَالَ: وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: سَأَلُوهُ الزَّادَ، قَالَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ: قَالَ عَامِرٌ: فَسَأَلُوهُ لَيْلَتَئِذٍ الزَّادَ، وَكَانُوا مِنْ جِنِّ الْجَزِيرَةِ، فَقَالَ: " كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا كَانَ عَلَيْهِ لَحْمًا، وَكُلُّ بَعْرَةٍ، أَوْ رَوْثَةٍ عَلَفٌ (1) لِدَوَابِّكُمْ، فَلَا (2) تَسْتَنْجُوا بِهِمَا، فَإِنَّهُمَا زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ " (3)
__________
(1) في (س) و (ظ 1) : علفاً.
(2) في (ص) و (ق) : قال: فلا ...
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود - وهو ابن أبي هند - فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً، إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَية، ابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا، والشعبي: هو عامر، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل " 2/229 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (450) (150) ، والترمذي (3258) ، وأبو يعلى (5237) ، وابن حبان (6320) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن خزيمة (82) ، وابن حبان (1432) من طريق ابن أبي زائدة، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً: الطيالسي (281) ، وابن أبي شيبة 1/155، ومسلم (450) (150) و (151) ، وأبو داود (85) ، والترمذي (18) ، والنسائي في "الكبرى" =(7/215)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (39) ، وأبو عوانة 1/219، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/124، والشاشي (316) ، وابن حبان (6527) ، والبيهقي في "السنن " 1/11، والبغوي في "شرح السنة" (178) من طرق عن داود، به. ومتقط اسم ابن مسعود من مطبوع ابن أبي شيبة.
وأخرجه مسلم (450) (152) ، والشاشي (331) و (332) ، والطبراني في "الكبير" (9971) ، والبيهقي في "السنن" 1/11 من طريق إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، بلفظ: "لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووددتُ أني كنتُ معه ".
وأخرجه أبوداود (39) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (180) عن حيوة بن شريح، عن ابن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله ابن الديلمي، عن ابن مسعود، قال: قدم وفد الجن على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: يا محمد، انْهَ أمَّتَك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حُمَمَة، فإن الله جعل لنا فيها رزقاً.
قال: فنهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك.
قوله: فقال: ما صحبه أحد، قال النووي: هذا صريح في إبطال حديث الوضوء بالنبيذ، فإن هذا الحديث صحيح، وذاك ضعيف. قلنا: حديث الوضوء بالنبيذ تقدم برقم (3782) و (3810) وإسنادهما ضعيف.
اغتيل، أي: قتل سراً، والغِيلة، بكسر الغين: هي القتل في خفية.
استطير، أي: طارت به الجن.
ما فَعَل: على بناء الفاعل، أي: ما حصل له؟
فأراني آثارهم وآثار نيرانهم: قال الدارقطني: إلى هنا انتهى حديث ابن مسعود، وما بعده من قول الشعبي، أي: كما في رواية الكتاب، نعم الشعبي لا بد أن لا يقول مثله إلا بالتوقيف عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قلنا: وجاء عند مسلم، قال الشعبي: وسألوه الزاد، وكانوا من جن الجزيرة، إلى آخر الحديث من قول الشعبي مفصلاً من حديث عبد الله.
ذكر اسم الله عليه: قيل، أي: عند الأكل لا عند الذبح. =(7/216)
4150 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ حَجَّ مَعَ عَبْدِ اللهِ، وَأَنَّهُ رَمَى الْجَمْرَةَ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، قَالَ: وَجَعَلَ الْبَيْتَ عَنْ يَسَارِهِ، وَمِنًى عَنْ يَمِينِهِ، وَقَالَ: " هَذَا مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (1)
4151 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَرًّا، يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلنِّسَاءِ: " تَصَدَّقْنَ فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ "، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ أَوْ مِنْ أَعْقَلِهِنَّ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِيمَ؟ أَوْ لِمَ؟ أَوْ بِمَ؟ قَالَ: " إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ " (2)
__________
= لحماً: منصوب على التمييز. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (3941) .
وسلف أيضاً برقم (3548) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل وائل بن مهانة، وقد تقدم الكلام عنه برقم (3569) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، والحكم: هو ابن عتيبة، وذر: هو ابن عبد الله المرهبي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9256) ، وابن حبان (3323) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (384) ، والدارمي 1/237 وأبو يعلى (5284) ، والشاشي (871) من طرق؟ عن شعبة، به.
وسلف برقم (3569) ، وانظر (4152) .(7/217)
4152 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ، مِنْ تَيْمِ الرِّبَابِ، مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ: " تَصَدَّقْنَ فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ "، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ، لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ: فِيمَ؟ وَبِمَ؟ وَلِمَ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
4153 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ، يَقُولُ: - قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَقَدْ رَفَعَهُ - قَالَ: " لَا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ " (2)
__________
(1) هو مكرر سابقه. بهز: هو ابن أسد العمي.
وتقدم برقم (3569) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وعمرو بن مرة: هو المرادي الكوفي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه مسلم (2760) (34) ، والترمذي (3530) ، والنسائي في "الكبرى" (11173) - وهو في "التفسير" (193) - من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه.
وأخرجه الطيالسي (266) ، والبخاري (4634) و (4637) ، والشاشي (524) و (527) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 283، من طرق، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (3616) .(7/218)
4154 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: إِنِّي قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ؟ " لَقَدْ عَرَفْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ "، قَالَ: " فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ، سُورَتَيْنِ، سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ " (1)
4155 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ حَجَّاجٌ، فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ إِذَا قَعَدَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ " قُلْتُ لِسَعْدٍ: حَتَّى يَقُومَ؟
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (822) (279) ، والفريابي في "فضائل القرآن " (126) ، وابن حبان (1813) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (267) ، والبخاري (775) ، والنسائي في "المجتبى" 2/175، وفي "الكبرى" (1077) ، وأبو عوانة 2/163، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/346، والطبراني في "الكبير" (9863) ، والبيهقي في "السنن " 2/60، من طرق، عن شعبة، به.
وقد تقدم برقم (3607) ، وسردنا هناك السور التي كان يقرن بينهن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقدجاءفي (س) و (ظ1) : سورتين سورتين في ركعة، وفي هامش (س) : في كل ركعة.(7/219)
قَالَ: حَتَّى يَقُومَ. قَالَ حَجَّاحٌ: قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ سَعْدٌ يُحَرِّكُ شَفَتَهُ (1) بِشَيْءٍ، فَقُلْتُ: حَتَّى يَقُومَ؟ قَالَ: حَتَّى يَقُومَ (2)
4156 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: - قَالَ حَجَّاجٌ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ. قَالَ يَزِيدُ: جَمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ أَرْبَعُونَ، فَكُنْتُ فِي آخِرِ (3) مَنْ أَتَاهُ، قَالَ - " إِنَّكُمْ مَنْصُورُونَ، وَمُصِيبُونَ، وَمَفْتُوحٌ لَكُمْ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ فَلْيَتَّقِ اللهَ، وَلْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَلْيَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ - قَالَ يَزِيدُ - وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ " (4)
__________
(1) في هامش (س) : شفتيه (نسخة) .
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/295 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وهو مكرر (3656) .
قوله: يحرك شفتيه بشيء: أي إنه أخفى قوله: حتى يقوم، حتى سألته عنه، فقاله. قاله السندي.
(3) في هامش (س) : من آخر.
(4) إسناده حسن إن صح سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لهذا الحديث من أبيه، فقد سمع منه شيئاً يسيراً، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين=(7/220)
4157 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ -: " نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَحْفَظُ لَهُ مِنْ سَامِعٍ " (1)
__________
= غير المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - فقد روى له أصحاب السنن البخاري تعليقاً، وهو ثقة اختلط بأخرة، ويزيد - وهو ابن هارون - وإن سمع منه بعد اختلاطه - متابع بشعبة، وهو ابن الحجاج، وغير سماك بن حرب، فلم يخرج له البخاري إلا تعليقاً، وحديثُه لا يرقى إلى رتبة الصحيح، حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه الطيالسي (337) و (341) ، والترمذي (2257) ، والقضاعي في "الشهاب " (561) ، والبيهقي في "السنن " 10/94، من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح!
وقد سلف برقم (3694) .
وقوله: "من كذب علي متعمدا ... " حديث صحيح متواتر، تقدم برقم (3814) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن إن صح سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لهذا الحديث من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فحديثه لا يرقى إلى الصحة، وأخرج له البخاري تعليقاً. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه ابن ماجه (232) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم " ص 45، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2657) ، وأبو يعلى (5126) و (5296) ، والشاشي (276) =(7/221)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من طرق، عن شعبة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الشاشي (275) ، وابن حبان (69) ، من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به.
وأخرجه الشاشي (278) ، وابن حبان (66) و (68) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل " (6) و (7) و (8) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/331، والبيهقي في "الدلائل " 6/540: من طرق، عن سماك، به. قال أبو نعيم: صحيح ثابت.
وبنحوه أخرجه الشافعي في "الرسالة" (1102) ، وفي "المسند" 1/16 (بترتيب السندي) ، والحميدي (88) ، والترمذي (2658) ، والشاشي (277) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (44) و (46) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث " ص 260، والخطيب في "الكفاية" ص 69، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم " ص 45، والبغوي في "شرح السنة" (112) من طريق سفيان بن عيينة، والخطيب في "الكفاية" ص 69 من طريق سفيان الثوري، والبيهقي في "الدلائل " 1/23 من طريق هريم بن سفيان، ثلاثتهم عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن عبد الله، به.
وأخرجه بنحوه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث " ص 26، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم " ص 45 و46 من طريق الحاريث العكلي، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود، به.
وأخرجه بنحوه مطولاً أبو نعيم في "تاريخ أصبهان " 2/90 من طريق محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مرة، عن ابن مسعود، به.
وفي الباب عن أنس عند ابن ماجه (236) ، وابن عبد البر 1/42، سيرد 3/225 وعن جبير بن مطعم عند ابن ماجه (231) ، والدارمي 1/74، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/232، وأبي يعلى (7413) ، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث " (25) ، والطبراني في "الكبير (1541) ، والحاكم 1/87، سيرد 4/80 و82 =(7/222)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعن زيد بن ئابت عند أبي داود (3660) ، والترمذي (2656) ، وصححه ابن حبان (67) ، سيرد 5/183
وعن أبي الدرداء عند الدارمي 1/75-76، أورده الهيثمي في "المجمع " 1/137، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، ومداره على عبد الرحمن بن زبيد، وهو منكر الحديث، قاله البخاري.
وعن أبي سعيد الخدري عند البزار (141) ، والرامهرمزي (5) ، وأبي نعيم في "الحلية" 5/105، قال الهيثمي في "المجمع " 1/137: ورجاله موثقون إلا أن يكون شيخ سليمان بن سيف سعيد بن بزبع، فإني لم أر أحداً ذكره، وإن كان سعيد بن الربيع، فهو من رجال الصحيح.
وعن النعمان بن بشير، عند الحاكم 1/88، من طريق عبد الله بن بكر السهمي، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، وقال: وفي الباب عن جماعة من الصحابة، منهم عمر وعثمان وعلي ومعاذ بن جبل وابن عمر وابن عباس وأبو هريرة، وغيرهم عدة، وحديث النعمان بن بشير من شرط الصحيح. قلنا: وهو كما قال، فإن رجاله رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم.
وعن عمير بن قتادة عند الطبراني في "الكبير" 17/ (106) ، أورده الهيثمي في "المجمع " 1/138: وقال: ورجاله موثقون إلا أني لم أر من ذكر محمد بن نصر شيخ الطبراني.
وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط " فيما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/138، وقال: وفيه محمد بن موسى البربري، قال الدارقطني: ليس بقوي.
وعن سعد بن أبي وقاص عند الطبراني في "الأوسط " فيما ذكره الهيثمي في =(7/223)
4158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: حَجَّاجٌ قَالَ (1) : سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ وَسَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " فَضْلُ صَلَاةِ الرَّجُلِ فِي الْجَمِيعِ، عَلَى صَلَاتِهِ وَحْدَهُ، خَمْسٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً " قَالَ حَجَّاجٌ: " وَلَمْ يَرْفَعْهُ شُعْبَةُ لِي وَقَدْ رَفَعَهُ لِغَيْرِي، قَالَ: أَنَا أَهَابُ أَنْ أَرْفَعَهُ، لِأَنَّ عَبْدَ اللهِ قَلَّمَا كَانَ يَرْفَعُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
= "المجمع " 1/138-139، وقال: وفيه سعيد بن عبد اللُه، لم أر من ذكره.
قال السندي: قوله: نضر الله: قال الخطابي: دعا له بالنضارة، وهي النعمة، يقال: نضر، بالتشديد والتخفيف، وهو أجود. وفي "النهاية": يروى بالتشديد والتخفيف، من النضارة، وهي في الأصل: حسن الوجه، والبريق، وإنما أراد: حَسن خُلُقَه وقدره. وقيل: روي مخففاً، وأكثر المحدثين يقولونه بالتثقيل، والأول الصواب، والمراد: ألبسه الله النضرة، وهي الحسن وخلوص اللون، أي: جمله وزينه، أو أوصله اللُه إلى نضرة الجنة، أي: نعيمها ونضارتها، قال ابن عيينة: ما من أحد
يطلب الحديث إلا وفي وجهه نضرة لهذا الحديث.
مبلغ: بفتح لام مشددة، مَنْ بلغه الآخر العلم.
من سامع: ممن سمع أولاً، تنبيه على فائدة التبليغ، وفيه أنه لا عبرة للتقدم الزماني في العلم، بل قد يكون المتأخر أولى من المتقدم. والله تعالى أعلم.
(1) أي: شعبة.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة بن وسَّاج، فمن رجال البخاري، وغير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. لكن سقط من إسناده هنا قتادة في عامة الأصول الخطية، ومن "إتحاف المهرة"، و"اطراف المسند" بين شعبة وبين عقبة بن وساج، وقد جاء على الصواب بإثبات قتادة في رواية الطبراني من طريق أحمد هذه، وكذا عند كل من أخرجه من =(7/224)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
طريق شعبة، ولم يتفطن الشيخ أحمد شاكر لهذا السقط، فأثبت سماع شعبة من عقبة بن وساج، وهذا وهم مبين منه رحمه الله، فإن شعبة قد ولد في السنة التي مات فيها عقبة، وهي سنة إثنتين وثمانين، أو قبل موته بثلاث سنين في قول، فكيف يتأتى به إن يسمع منه؟
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10100) من طريق الإمام أحمد، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن قتادة، عن عقبة، به.
وأخرجه البزار (455) ، وابن خزيمة (1470) ، والشاشي (704) ، من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن قتادة، عن عقبة، به.
وقد غَير محقق "صحيح " ابن خزيمة الإسناد الوارد على الصواب في الأصل عنده، فجعله هكذا:.. شعبة، عن قتادة، وعقبة بن وساج. وقال: لعل الصواب ما أثبتناه. قلنا: بل الصواب ما في أصله الذي غيره، ولم يتفطن مراجعه إلى هذا الخطأ الذي وقع لمحققه.
قال البزار: هكذا رواه شعبة، عن قتادة، ورواه ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله.
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/432 عن مسدد، عن يحيى، عن شعبة، عن قتادة، عن عقبة، به.
وعلقه أيضاً عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، موقوفاً.
قال ابنُ أبي حاتم في "العلل " 1/122: سمألت أبي عن حديث رواه شعبة، عن قتادة، عن عقبة بن وساج عن أبي الأحوص مه عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "تفضل صلاة الجميع على صلاة الرجل وحده.. ". ورواه همّام وسعيد بن بشير، عن قتادة، عن مورق العجلي، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورواه أبان عن قتادة عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلت لأبي: أيها أصح؟ قال: حديث شعبة، لأنه أحفظ. =(7/225)
4159 - حَدَّثَنِيهِ بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يُفَضِّلُ صَلَاةَ الْجَمِيعِ عَلَى صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلَاةً، كُلُّهَا مِثْلُ صَلَاتِهِ " (1)
__________
= قلنا: طريق مورق سيرد بعد هذا برقم (4159) .
وقد سلف برقم (3564) .
قال ابن خزيمة 2/364: وهذه اللفظة من الجنس الذي أعلمت في كتاب الإيمان أن العرب قد تذكر العدد للشيء ذي الأجزاء والشعب، من غير أن تريد نفياً لما زاد على ذلك العدد، ولم يرد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: خمساً وعشرين، أنها لا تفضل بأكثر من هذا العدد، والدليل على صحة ما تأولت ... ثم ذكر حديث ابن عمر: صلاة الرجل في الجميع تفضل صلاته وحده سبعاً وعشرين درجة.
قلنا: حديث ابن عمر، سيرد 2/65. وذكرنا بقية أحاديث الباب برقم (3564) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص الجشمي - وهو عوف بن مالك بن نضلة- فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة، ومُوَرًق: هو ابن مُشَمْرِج العجلي.
وأخرجه أبو يعلى (5000) ، والطبراني في "الكبير" (10099) من طريق هدبة بن خالد، والطبراني في "الأوسط " (2618) ، وفي "الكبير" (10099) أيضاً، وأبو نعيم في "الحلية" 2/237 من طريق داود بن شبيب، كلاهما عن همام، بهذا الإسناد.
وتقدم قبله من طريق شعبة عن قتادة، عن عقبة بن وساج، عن أبي الأحوص، به. ونقلنا هناك قول أبي حاتم في "العلل " 1/122، وقد سئل عن حديث شعبة المتقدم، وعن حديث همام وغيره، عن قتادة، عن موزق العجلي، عن أبي الأحوص في هذه الرواية، فقال: حديث شعبة أصح لأنه أحفظ. =(7/226)
4160 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُلِّمَ فَوَاتِحَ الْخَيْرِ، وَجَوَامِعَهُ، وَخَوَاتِمَهُ، فَقَالَ: " إِذَا قَعَدْتُمْ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، فَقُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ لِيَتَخَيَّرْ أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَلْيَدْعُ بِهِ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "
وَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ " قَالَ: " هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ "
وَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا " (1)
__________
= وانظر (3564) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وهذا الحديث هو - كما ترى - ثلاثة أحاديث: فحديث التشهد: أخرجه النسائي في "المجتبى" 2/238، وابن خزيمة (720) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (304) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/263، وابن =(7/227)
4161 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ،
__________
= حبان (1951) ، والطبراني في "الكبير" (9612) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/178-179 من طريق شعبة، به.
وسلف برقم (3877) من طريق معمر، عن أبي إسحاق، به، وبرقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود.
وحديث العَضْه: أخرجه مسلم (2606) (102) ، والبيهقي في "السنن " 10/246 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/138، وأبو يعلى (5363) من طريق شعبة، به.
وأخرجه الدارمي 2/300 من طريق إدريس الأودي، وعبد الرزاق (20076) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8518) من طريق معمر، كلاهما عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/138 من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن أبي الأحوص، به.
وأخرجه الطحاوي بنحوه في "شرح مشكل الآثار" 2/138-139 من طريق إبراهيم الحميري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، موقوفاً.
وفي الباب عن أنس عند البخاري في "الأدب " (425) ، والطحاوي 3/139.
وحديث الترغيب في الصدق، والترهيب من الكذب، سلف برقم (3896) .
وسلف أيضاً برقم (3638) .
قال السندي: ما العَضْهُ: هو كالوَجْهِ، بفتح فسكون. في " النهاية": هكذا يروى في كتب الحديث، والذي في كتب الغريب: ما العِضَة، بكسر العين وفتح الضاد، أي: كالعِدَة. قال الزمخشري: أصلها العِضْهَة، فِعْلَة من العَضْهِ، وهو البَهْت، فحذفت لامُه كما حُذِفت من السنَة والشفَة، وتجمع على عِضِين. =(7/228)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي أَحَدًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ (1) " (2)
4162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ، وَالْغِنَى " (3)
4163 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " كَانَ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ: {هَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} " (4)
__________
= القالة: بتخفيف اللام، من القول، أي: كثرة القول، وإيقاع الخصومة بين الناس بما يحكي البعضُ عن البعض.
(1) في (ق) : لاتخذت أبا بكر خليلًا.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2383) (4) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3878) ، وانظر (3580) و (3909) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2721) (72) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3692) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. =(7/229)
4164 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ عَفَّانُ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، وَقَالَ مُحَمَّدٌ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ قَرَأَ النَّجْمَ، فَسَجَدَ بِهَا، وَسَجَدَ مَنْ كَانَ مَعَهُ "، غَيْرَ أَنَّ شَيْخًا أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى، أَوْ تُرَابٍ، فَرَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ، وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا قَالَ عَبْدُ اللهِ: " لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا " (1)
4165 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ وَأَنَا أُصَلِّي، فَقَالَ: " سَلْ تُعْطَهْ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ " فَقَالَ عُمَرُ: " فَابْتَدَرْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، فَسَبَقَنِي إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، وَمَا اسْتَبَقْنَا إِلَى خَيْرٍ، إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ " فَقَالَ: " إِنَّ مِنْ دُعَائِي الَّذِي لَا أَكَادُ أَنْ أَدَعَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ نَعِيمًا
__________
= وأخرجه البخاري (4873) ، ومسلم (823) (281) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وتقدم من طريق شعبة برقم (3918) و (3755) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وأبو إسحاق: هو السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه البخاري (1067) ، ومسلم (576) (105) ، وابن خزيمة (553) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3805) و (3682) .(7/230)
لَا يَبِيدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ جَنَّةِ الْخُلْدِ " (1)
4166 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَيَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ، قَالَ: " أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: " أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " فَقُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَذَاكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَا أَنْتُمْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ، أَوِ الشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَحْمَرِ " (2)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي.
وسيأتي بإسناد حسن برقم (4255) و (4340) .
وسلف برقم (3662) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وعمرو بن ميمون: هو الأوي.
وأخرجه البخاري (6528) ، ومسلم (221) (337) ، وابن ماجه (4283) ، وابن منده في "الإيمان " (985) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3661) .(7/231)
4167 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: " أُوتِيَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَفَاتِيحَ كُلِّ شَيْءٍ غَيْرَ الْخَمْسِ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] " قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ مَرَّةً " (1)
4168 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْمُجَبِّرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَاجِدٍ يَعْنِي الْحَنَفِيَّ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنِّي لَأَذْكُرُ أَوَّلَ رَجُلٍ قَطَعَهُ، أُتِيَ بِسَارِقٍ، فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ، وَكَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّكَ كَرِهْتَ قَطْعَهُ؟ قَالَ: " وَمَا يَمْنَعُنِي، لَا تَكُونُوا عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ، إِنَّهُ يَنْبَغِي لِلْإِمَامِ إِذَا انْتَهَى إِلَيْهِ حَدٌّ أَنْ يُقِيمَهُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] " (2)
__________
(1) هو مكرر (3659) ، لكن شيخ الإمام أحمد هناك يحيى القطان.
(2) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام في رجاله برقم (3711) و (3977) . =(7/232)
4169 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ الْحَنَفِيِّ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ: " وَكَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ذُرَّ عَلَيْهِ رَمَادٌ " (1)
4170 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ - وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ عَلْقَمَةَ بَعْدَ عَلْقَمَةَ - قَالَ: صَلَّى بِنَا عَلْقَمَةُ الظُّهْرَ، فَلَا أَدْرِي أَصَلَّى ثَلَاثًا أَمْ خَمْسًا، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: وَأَنْتَ يَا أَعْوَرُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ " ثُمَّ حَدَّثَ عَلْقَمَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ (2)
__________
= وأخرجه الحاكم 4/382 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 4/382 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه! وسكت عنه الذهبي. وما يحسن منه ذلك.
وتقدم ذكر شواهده برقم (3977) .
قوله: أسِف، بضم همزة وتشديد فاء، أي: تغير. قاله السندي. وسير شرحه في الرواية التالية.
(1) هو مكرر سابقه، عدا شيخ الإمام أحمد وشيخه. سفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف " عبد الرزاق (13519) مطولاً، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (8572) .
وسلف برقم (3711) ، وتقدم ذكر شواهده برقم (3977) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن سويد - وهو النخعي الأعور- فمن رجال مسلم. علقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن حبان (2661) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. =(7/233)
4171 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِيسَى الْأَسَدِيِّ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الطِّيَرَةُ مِنَ الشِّرْكِ، وَمَا مِنَّا إِلَّا، وَلَكِنَّ اللهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ " (1)
4172 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ " كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، حَتَّى أَرَى بَيَاضَ وَجْهِهِ "، فَمَا نَسِيتُ بَعْدُ فِيمَا نَسِيتُ:
__________
= وأخرجه الطبراني (9847) من طريق شعبة، به.
وأخرجه الشاشي (307) من طريق يحيى بن سلمة، عن سلمة بن كهيل، به.
وسلف بنحوه برقم (3566) .
قوله: "وأنت يا أعور"، أي: تقول مثل ما يقولون؟!
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيسى الأسدي - وهو ابن عاصم - فقد روى له أصحاب السنن ما عدا النسائي، وهو ثقة. شعبة: هو ابن الحجاج، وحجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وزر: هو ابن حبيش الأسدي.
وأخرجه الطيالسي (356) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/358 و2/304، والشا شي (651) و (652) و (653) و (654) و (656) و (657) ، والحاكم 1/17-18 والبيهقي في "السنن " 8/139، والبغوي في "شرح السنة (3257) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح سنده، ثقات رواته، ولم يخرجاه.
وسلف برقم (3687) .(7/234)
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ (1)
4173 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَسُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَخْلُفُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَاتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ، وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَاتِهِمْ " (2)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي -، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10179) من طريق شقبة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3699) ، ومطولًا برقم (3660) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبيدة - بفتح العين - هو ابن عمرو السلْماني.
وأخرجه مَسلم (2533) (211) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، ليس فيه ذكر الأعمش.
وأخرجه الطيالسي (299) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/151، وفي "شرح مشكل الآثار" 3/176، والشاشي (789) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/78 من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه الشاشي (791) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، عن الأعمش، وسلف برقم (3594) .(7/235)
4174 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مَنْصُورٌ، وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً لَا أَدْرِي زَادَ أَمْ نَقَصَ - إِبْرَاهِيمُ الْقَائِلُ: لَا يَدْرِي، عَلْقَمَةُ قَالَ: زَادَ أَوْ نَقَصَ، أَوْ عَبْدُ اللهِ - ثُمَّ اسْتَقْبَلَنَا، فَحَدَّثْنَاهُ بِصَنِيعِهِ، فَثَنَى رِجْلَهُ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: " لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ لَأَنْبَأْتُكُمُوهُ، وَلَكِنْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِنْ نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، وَأَيُّكُمْ مَا شَكَّ فِي صَلَاتِهِ، فَلْيَتَحَرَّ أَقْرَبَ ذَلِكَ لِلصَّوَابِ، فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ وَيُسَلِّمْ، ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ " (1)
4175 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَ اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، أَجْلَ يُحْزِنُهُ، وَلَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، أَجْلَ تَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن ماجه (1211) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/29، وأبو عوانة 2/200، من طريقين عن شعبة، به.
وتقدم برقم (3566) . وانظر أيضاً (3975) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور:=(7/236)
4176 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " بِئْسَمَا لِأَحَدِكُمْ - أَوْ بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ - أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ، وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ أَسْرَعُ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ بِعُقُلِهِ أَوْ مِنْ عُقُلِهِ " (1)
4177 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ،
__________
= هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه بتمامه أبو يعلى (5132) من طريق جرير، عن منصور، بهذا الإسناد.
والقسم الأول منه: أخرجه ابن أبي شيبة 8/581، والبخاري في "صحيحه " (6290) ، وفي "الأدب المفرد" (1171) ، ومسلم (2184) (307) ، وابن حبان (583) من طرق عن منصور، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم (3560) ، وذكرنا هناك شواهده.
وقسمه الثاني، وهو قوله: "لا تباشر المرأة المرأة ... ".
أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان " 1/328 من طريق شعبة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/297، والنسائي في "الكبرى" (9230) و (9231) ، والشاشي (545) ، وابن حبان (4161) من طرق عن منصور، به.
وقد سلف برقم (3609) ، وذكرنا هناك شواهده.
وسيرد الحديث بتمامه برقم (4191) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن " ص 104 عن حجاج المصيصي، بهذا الإسناد. =(7/237)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَقُولُ: السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا، وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ: السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، سَلَّمْتُمْ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ صَالِحٍ (1) فِي الْأَرْضِ وَفِي السَّمَاءِ " (2)
4178 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَزُبَيْدٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فِسْقٌ، (3) وَقِتَالُهُ كُفْرٌ " (4) قَالَ فِي حَدِيثِ زُبَيْدٍ سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ
__________
= وقد تقدم من طريق شعبة برقم (3960) ، ومن طريق الأعمش برقم (3620) .
(1) في (س) و (ظ1) : عبدٍ لله صالح.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة 2/230 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (402) (56) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، كلاهما عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3622) و (3919) و (3967) و (4017) .
(3) "في هامش (س) : فسوق.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زبيد: هو ابن الحارث اليامي.
وأخرجه مسلم (64) (116) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. لم يذكر فيه منصوراً.
وأخرجه مسلم (64) (117) من طريق محمد بن جعفر، به، لم يذكر زبيداً.
وأشار البخاري إلى رواية محمد بن جعفر، عن شعبة، عن منصور، عقب =(7/238)
4179 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي رُكَيْنٌ، قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ حَسَّانَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ عَشْرًا: الصُّفْرَةَ، وَتَغْيِيرَ الشَّيْبِ، وَجَرَّ الْإِزَارِ، وَخَاتَمَ الذَّهَبِ أَوْ قَالَ حَلْقَةَ الذَّهَبِ، وَالضَّرْبَ بِالْكِعَابِ، وَالتَّبَرُّجَ بِالزِّينَةِ فِي غَيْرِ مَحِلِّهَا، وَالرُّقَى إِلَّا بِالْمُعَوِّذَاتِ وَالتَّمَائِمَ وَعَزْلَ الْمَاءِ، وَإِفْسَادَ الصَّبِيِّ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُحَرِّمَهُ " (1)
4180 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلَيُرْفَعَنَّ لِي رِجَالٌ مِنْكُمْ، ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أَصْحَابِي، فَيُقَالُ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (2)
__________
= الرواية (6044) .
وقد سلف برقم (3647) و (3903) .
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف برقم (3605) و (3774) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مغيرة: هو ابن مقسم الضبي.
وأخرجه البخاري (6576) ، ومسلم (2297) (32) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (518) من طريق شعبة، به.
وأخرجه البخاري (7049) ، ومسلم (2297) (32) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (761) ، والشاشي (520) و (521) و (522) ، والدارقطني في "العلل " 5/96، من طرق عن المغيرة، به.
وقد سلف برقم (3639) .(7/239)
4181 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ طَيِّئٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " نَهَانَا (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّبَقُّرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ " فَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ: - وَكَانَ جَالِسًا عِنْدَهُ - نَعَمْ، حَدَّثَنِي أَخْرَمُ الطَّائِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَكَيْفَ بِأَهْلٍ بِرَاذَانَ وَأَهْلٍ بِالْمَدِينَةِ وَأَهْلِ كَذَا؟ " قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِأَبِي التَّيَّاحِ: مَا التَّبَقُّرُ؟ فَقَالَ: " الْكَثْرَةُ " (2)
__________
(1) في (ق) : نهى.
(2) هذا الحديث له إسنادان، وكلاهما ضعيف، عِلتهما الاضطراب والجهالة، والرجل من طيىء الذي روى عنه أبو التياح سيرد في الرواية (4184) أنه ابن الأخرم، ووردت تسميته في الرواية (3579) بالمغيرة بن سعد بن الأخرم، وسبق الكلام فيه هناك، والرجل الذي حدث شعبةَ في مجلس أبي التياح ورد عندنا في النسخ الخطية جميعها أنه أبو جمرة - بالجيم والراء المهملة -، وجعله الحسيني أبا حمزة - بالحاء المهملة والزاي -، فقال في "الإكمال " ص 502 في ترجمة أبي حمزة:
أبو حمزة، عن أخرم الطائي، عن أبيه، عن ابن مسعود. [و] أبو حمزة، عن أبيه، عن ابن مسعود [يشير إلى إسناد الرواية (4185) ] ، وعنه شعبة، لا يدرى من هما.
وقد نقله عنه الحافظ في "التعجيل " ص 478، فتابعه في ضبطه، ثم قال: وقال ابنُ شيخنا في كل منهما: لا يُعرف، ثم عرف الحافظُ أبا حمزة هذا، فقال: فأما أبو حمزة، فإنه يُعرف بجار شعبة، واسمه عبد الرحمن، واختلف في اسم أبيه، وله ترجمة في "التهذيب " [6/219] ، وليست له رواية في "التهذيب " عن أبيه. وجزم ابنُ شيخنا في ترجمة أخرم الطائي في الهجرة أن أبا حمزة هذا هو ميمون الأعور، وليس كما قال، مع أنه ناقض ذلك هنا، فقال: لا يُعرف، وميمون الأعور معروف،
وهو من رجال التهذيب، فلا يُستدرك. ثم قال الحافظ: وقد روى المتنَ غيرُ شعبة، =(7/240)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فجوَّد الإسناد، أخرجه أحمد هنا - يعني في الرواية المتقدمة برقم (3579) ، والترمذي من رواية الأعمش، عن شمربن عطية، عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، عن أبيه، عن عبد الله، فذكر الحديث، ولفظه: "لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا"، وعلى هذا فابن الأخرم في رواية شعبة هو المغيرة بن سعد بن الأخرم، نسب إلى جده، وأبوه على هذا هو سعد بن الأخرم، ويحتمل أن يكون المراد بأبيه أبوه الأعلى، وهو الأخرم. قلنا: كذا ذكر الحافظ والحسيني أنه أبو حمزة، وورد عندنا
في النسخ - كما ذكرنا - أبو جمرة، وورد كذلك في النسخ التي وقعت للشيخ أحمد شاكر، فجعله أبا جمرة نصر بن عمران الضبعي، وقال: وهو وأبو التياح يزيدُ بنُ حميد الضُّبعي، كانا شيخي شعبة، متعاصران، ماتا في سنة 218، أو مات أحدهما قبل الآخر بقليل، وقد روى أبو جمرة نصر عن أبي التياح، وأما أبو حمزة جار شعبة، فلم أجد ما يدلْ على أنه لقي أبا التياح، أو روى عنه، ولعل الاسم ثبت مصحّفاً من الجيم والراء إلى الحاء والزاي في بعض النسخ التي وقعت للحافظين أو
لأحدهما، أو لابن شيخ الحافظ ابن حجر، فأوجبت هذا الوهم الذي تبع فيه بعضهم بعضاً.
قلنا: قولُ الشيخ أحمد شاكر: "وأما أبو حمزة جار شعبة فلم أجد ما يدلْ على أنه لقي أبا التياح أو روى عنه " لا وجه لذكره، إذ لم يرد في الإسناد رواية لأبي حمزة عن أبي التياح، والأمر الذي ينبغي معرفته هو: هل لأبي حمزة - كما ذكر الحسيني والحافظ - رواية عن أخرم الطائي أو لا؟ الذي ذكره المزي في "التهذيب " أن أبا حمزة جار شعبة روى عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، وهذا يقوي ما ذكره الحسيني والحافظ أن هذا الراوي هو أبو حمزة بالحاء والزاي، ويقويه أيضاً أنه ورد كذلك عند الطيالسي (380) ، والشاشي (814) ، والهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/251. وأما
أبو جمرة - بالجيم والراء - وهو الوارد عندنا في النسخ، وهو نصر بن عمران الضبعي، فلم نجد له في "التهذيب " رواية عن أخرم، ولا عن ابن الأخرم، وإن كان ذلك ليس بحجة، إذ ليس في "التهذيب " استقصاءٌ لجميع الرواة عن المترجم خارج الكتب =(7/241)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
= الستة، وعلى كل حال يبقى الإِسنادُ ضعيفاً للاختلاف في تسمية الرجل الطائي: أخرم، أو ابن الأخرم، وللاضطراب فيه. فأبو التياح يروي الحديث عن ابن الأخرم، عن ابن مسعود، وأبو حمزة - أو أبو جمرة - يرويه عن أخرم، عن أبيه، عن ابن مسعود. وإذا صح أن ابن الأخرم هذا هو المغيرة بن سعد بن الأخرم كما ذكر الحافظ، ففي الإسناد انقطاع، لأن المغيرة هذا لم يدرك ابن مسعود، لكن وقع عند الشاشي (815) من طريق حجاج - شيخ أحمد -، بهذا الإسناد، وفيه بعد ذكر الرجل من طيىء، قال: أحسبه قال: عن أبيه، عن ابن مسعود، ففيه أن أبا التياح وصل الإسناد لكن على الشك. وإذا صح أنه متصل، فسعدُ بنُ الأخرم، والد المغيرة، لم يرو عنه غيرُ ابنِه المغيرة كما تقدم برقم (3579) . ثم إن في متن الحديث نكارة سنذكرها عقب التخريج. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.
وأخرجه الشاشي (815) من طريق حجاج - شيخ أحمد - بالإسناد الأول، لكن فيه بعد ذكر الرجل من طيىء: أحسبه قال: عن أبيه، عن ابن مسعود.
وأخرجه الشاشي (814) من طريق بشربن عمر الزهراني، عن شعبة، بهذين الإسنادين.
وأخرجه الطيالسي (380) عن شعبة، عن أبي حمزة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/251، وقال: رواه أحمد بأسانيد، وفيها رجل لم يسم. قلنا: هو ابن الأخرم كما تقدم آنفاً.
وقوله: "نهانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن التبقر- يعني الكثرة - في الأهل والمال " فيه
نكارة، إذ المرادُ بالتبقر في الأهل هنا كثرة الولد، ويؤيده روايةُ الطيالسي: نهى عن التبقُّر في المال والولد، وقد صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحض على الاستكثار من الأولاد، فسيردُ من حديث أنس 3/158 أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر الأنبياء يوم القيامة"، وله شاهد من حديث معقل بن يسار عند أبي داود (2050) ، والنسائي 6/65، 66، وإسناده قوي، وصححه ابن حبان (4056) =(7/242)
4182 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي (1) ، وَقَدِ اتَّخَذَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا " (2)
4183 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،
__________
= و (4057) ، والحاكم 2/165. وسيرد بنحوه من حديث عبد الله بن عمرو برقم (6598) .
وسيأتي حديثنا بالإسناد الأول برقم (4184) ، وبالإسناد الثاني برقم (4185) .
وتقدم بنحوه برقم (3579) .
(1) في (ق) : ولكن أنت أخي وصاحبي.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، محمد بن جعفر وشعبة من رجال الشيخين، وباقي رجال الإسناد من رجال مسلم. إسماعيل بن رجاء: هو ابن ربيعة الكوفي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأنجرجه مسلم (2383) (3) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (314) ، والنسائي في "الكبرى" (8104) ، وأبو يعلى (5249) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/441، والشاشي (720) و (723) ، وابن حبان (6856) من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (2383) (6) ، وأبو يعلى (5149) ، والطبراني في "الأوسط " (777) ، وفي "الكبير" (10107) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة بن مقسم، عن واصل بن حبان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، به.
وسلف برقم (3580) ، وسيأتي برقم (4413) .(7/243)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: وَأَحْسَبُهُ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامُ الْهَرْجِ، أَيَّامٌ يَزُولُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَظْهَرُ فِيهَا الْجَهْلُ " فَقَالَ أَبُو مُوسَى: " الْهَرْجُ بِلِسَانِ الْحَبَشِ: الْقَتْلُ " (1)
4184 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ ابْنِ الْأَخْرَمِ، رَجُلٌ مِنْ طَيِّئٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ نَهَى عَنِ التَّبَقُّرِ فِي الْأَهْلِ، وَالْمَالِ " (2)
4185 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَمْرَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وقَالَ عَبْدُ اللهِ: " كَيْفَ مَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، شعبة: هو ابن الحجاج، وواصل: هو ابن حبان الأحدب، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري (7066) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (533) ، والطبراني في "الكبير" (10471) ، من طريق عمرو بن حكام، عن شعبة، به.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم في "صحيحه " (7067) عن أبي عوانة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن الأشعري، أنه قال لعبد الله: تعلمُ الأيامَ التي ذكر النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيام الهرج.. نحوه.
وسلف برقم (3695) و (3817) و (3841) من طرق، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، مرفوعاً دون شك في رفعه.
(2) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه مفصلًا برقم (4181) .(7/244)
لَهُ ثَلَاثَةُ أَهْلِينَ أَهْلٌ بِالْمَدِينَةِ، وَأَهْلٌ بِكَذَا، وَأَهْلٌ بِكَذَا؟ " (1)
4186 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، قَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، وَقَالَ مُحَمَّدٌ: عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللهِ، - وَمَا سَمَّاهُ لَنَا - قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟، فَقَالَ: " الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا "، - قَالَ الْحَجَّاجُ: لِوَقْتِهَا -، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟، قَالَ: " ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ "، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ " وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه مفصلًا برقم (4181) .
وقوله في الإسناد: سمعت أبا جمرة يحدث عن أبيه، الضمير في "أبيه " لابن الأخرم لا لأبي جمرة، كما هو الظاهر، يعني أن أبا جمرة في هذه الروإية روى عن ابن الأخرم، عن أبيه، عن ابن مسعود، وقد بين ذلك الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 478، ونقلناه في تخريج الرواية (4181) ، أما أبو التياح - الوارد في الرواية السابقة - فروى عن ابن الأخرم، عن ابن مسعود، دون زيادة: "عن أبيه ". وشيخ شعبة في هذا الإسناد تقدم الكلام فيه مفصلًا في الرواية (4181) .
وأخرجه الطيالسي (380) عن شعبة، عن أبي حمزة، عن رجل من طيئ، عن أبيه، عن ابن مسعود، به.
وأخرجه ابن الجعد (1335) من طريق أبي حمزة، عن رجل من طيئ، به.
وسلف بنحوه برقم (3579) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس. =(7/245)
4187 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا " (1)
4188 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لَأُخْبَرُ بِجَمَاعَتِكُمْ، فَيَمْنَعُنِي الْخُرُوجَ إِلَيْكُمْ خَشْيَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا فِي الْأَيَّامِ بِالْمَوْعِظَةِ، خَشْيَةَ، السَّآمَةِ عَلَيْنَا " (2)
4189 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَمَنْصُورٍ، وَحَمَّادٍ، وَالْمُغِيرَةِ، وَأَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،
__________
= وأخرجه مسلم (85) (139) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3890) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وقد تقدم برقم (3638) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش.
وأخرجه الطيالسي (255) ، والشاشي (601) من طريق شعبة، به.
وقد سلف برقم (3581) .(7/246)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " فِي التَّشَهُّدِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ، وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللهِ، وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ، وَرَسُولُهُ " (1)
4190 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَنْتَجِي اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ، وَلَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا حَتَّى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابنُ أبي سليمان - فمن رجال مسلم، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، أبو هاشم: هو يحيى بن دينار الرماني.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/179، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتيى " 2/241 من طريق محمد بن جعفر، به.
قال أبو نعيم: تفرد محمد بن جعفر، عن شعبة بالجمع بين هؤلاء الخمسة.
وأخرجه البخاري (7381) ، والشاشي (506) ، وابن خزيمة (704) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/263، وابن حبان (1948) ، والطبراني في "الكبير" (9902) و (9903) من طرق عن مغيرة، به.
وتقدم برقم (4017) من طريق الثوري، عن هؤلاء الخمسة، إلا أن فيه الحصين بدل مغيرة. وبرقم (3967) من طريق الثوري، عن الأعمش ومنصور وحماد، به.
وقد تقدم برقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، به.(7/247)
كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا " قَالَ: أُرَى مَنْصُورًا قَالَ: " إِلَّا أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمَا ثَوْبٌ " (1)
4191 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
4192 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمْسَى قَالَ: " أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وقوله: "إذا كنتم ثلاثة ... " سلف برقم (3560) .
وقوله: "ولا تباشر المرأة المرأة".
أخرجه البخاري (5240) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/127 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم (3609) . وتقدم الحديث بتمامه برقم (4175) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4175) لكن في الإسناد هناك منصور بدل سليمان الأعمش.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبيد الله - وهو النخعي -، وإبراهيم بن سويد - وهو النخعي- فمن رجال =(7/248)
4193 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِمِثْلِي " (1)
__________
= مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وعبد الواحد بن زياد: هو العبدي البصري، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي.
وأخرجه مطولاً مسلم (2723) (74) ، والنسائي في "الكبرى" (10408) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (573) - من طريق عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ابن أبي شيبة 10/238، ومسلم (2723) (75) و (76) ، وأبو داود (5071) ، والنسائي في "الكبرى" (9851) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (23) -، والترمذي (3390) ، وأبو يعلى (5014) ، وابن حبان (963) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (35) ، من طرق، عن الحسن بن عبيد الله، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه شعبة، بهذا الإسناد، عن ابن مسعود، لم يرفعه.
قلنا: أخرجه موقوفاً النسائي في "الكبرى" (10409) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (574) - من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله قوله.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري في "الأدب المفرد" (604) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (81) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه الترمذي في "جامعه " (2276) ، وفي "الشمائل " (389) ، وأبو يعلى (5250) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث =(7/249)
4194 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، وَلَكِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ " (1)
4195 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي مُوسَى، وَسَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ فَسَأَلَهُمَا عَنِ ابْنَةٍ، وَابْنَةِ ابْنٍ، وَأُخْتٍ، فَقَالَا: لِلْابْنَةِ النِّصْفُ، وَلِلْأُخْتِ النِّصْفُ، وَائْتِ عَبْدَ اللهِ، فَإِنَّهُ سَيُتَابِعُنَا فَأَتَى عَبْدَ اللهِ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ، لَأَقْضِيَنَّ فِيهَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ
__________
= حسن صحيح.
وقد تقدم برقم (3559) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيسى بن عاصم - وهو الأسدي - فقد روى له أصحاب السنن عدا النسائي، وهو ثقة. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان؟ هو الثوري، وسلمة: هو ابن كهيل الحضرمي.
وأخرجه الترمذي (1614) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن كهيل.... وقال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان سليمان بن حرب يقول في هذا الحديث: "وما منا، ولكن الله يذهبه بالتوكل ". قال سليمان: هذا عندي قول عبد الله بن مسعود: وما منا.... وذكر الترمذي ذلك في "العلل الكبير" 2/690-691.
وسلف برقم (3687) .(7/250)
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: قَضَاءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَذَا قَالَ سُفْيَانُ -: " لِلْابْنَةِ النِّصْفُ، وَلِابْنَةِ الِابْنِ السُّدُسُ، وَمَا بَقِيَ فَلِلْأُخْتِ " (1)
4196 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " (2)
4197 - وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، بِإِسْنَادِهِ قَالَ: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس - وهو عبد الرحمن بن ثروان -، وهزيل - وهو ابن شرحبيل - فمن رجال البخاري. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي في "السنن " 6/230 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6742) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وقد تقدم برقم (3691) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو يعلى (5278) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3703) .
قوله: لا ينبغي لأحد أن يكون خيراً، أي: بدعواه بأن يقول: أنا خير.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله.
وسلف تخريجه برقم (3703) .(7/251)
4198 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا (1) "، لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا، لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا "، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، النُّقْبَةُ مِنَ الْجَرَبِ تَكُونُ بِمِشْفَرِ الْبَعِيرِ أَوْ بِذَنَبِهِ فِي الْإِبِلِ الْعَظِيمَةِ فَتَجْرَبُ كُلُّهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَا أَجْرَبَ الْأَوَّلَ؟ لَا عَدْوَى، وَلَا هَامَةَ، وَلَا صَفَرَ، خَلَقَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ، فَكَتَبَ حَيَاتَهَا، وَمُصِيبَاتِهَا، وَرِزْقَهَا " (2)
__________
(1) جملتا: "لا يعدي شيء شيئاً" الأولى والثانية سقطتا من (ص) و (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر، وأثبت فوقها في (س) كلمة: "صح ".
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن ابن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي.
وأخرجه الترمذي (2143) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس وأنس.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/308 من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، به.
وأخرجه أبو يعلى (5182) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/308 من طريق حسان بن إبراهيم الكرماني، عن سعيد بن مسروق، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن ابن مسعود. وزيادة قوله في الإسناد: "من أصحاب =(7/252)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بعد قوله: "عن رجل " نخشى أن تكون وهماً من حسان بن إبراهيم
الكرماني، فقد قال فيه ابن عدي: يغلط في الشيء، وليس ممن يظن أنه يتعمد في باب الرواية إسناداً أو متناً، وإنما هو وهم منه.
وقد أخرجه الطحاوي 4/308 أيضاً من طريق مؤمل، عن سفيان، بهذا الإسناد، لكن من حديث أبي هريرة بدل ابن مسعود. فلعل قول أبي زرعة: حدثنا صاحب لنا، يراد به أبو هريرة؟ والله أعلم.
وأخرجه الطحاوي أيضاً 4/308 من طريق هشيم، عن عبد الله بن شبرمة، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، مثله، مرفوعاً.
وهذا الإسناد سيرد في "مسند أبي هريرة" 2/327 من طريق محمد بن طلحة، عن ابن شبرمة، به.
قال أبو حاتم في "العلل " 2/272: خالف ابنَ شبرمة ابنُ أخيه عمارة بن القعقاع، فقال: عن أبي زرعة، عن رجل، عن ابن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أشبه بالصواب.
وللحديث شاهد عدا قوله: "خلق الله كل نفس ... " من حديث أبي هريرة عند البخاري (5770) و (5775) ، ومسلم (2220) ، سيرد 2/267.
وآخر من حديث ابن عباس سلف برقم (2425) .
وثالث مختصر من حديث سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1502) و (1554) .
ورابع مختصر أيضاً من حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (2222) (109) ، سيرد 3/382.
وخامس من حديث ابن عمر عند البخاري (5772) بلفظ: "لا عدوى ولا طيرة، وإنما الشؤم في ثلاث: في الفرس والمرأة والدار"، سيرد (6405) .
شؤم الدار: ضيقها وسوء جوارها، وشؤم الفرس: أن لا يُغزى عليها، وشؤم المرأة: سوء خلقها.
وسادس من حديث أنس عند البخاري (5776) بلفظ: "لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل "، قالوا: وما الفأل؟ قال: "كلمة طيبة". =(7/253)
4199 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " صَلَّيْتُ، أَوْ قُمْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ " قَالَ: قُلْنَا مَا هَمَمْتَ؟ قَالَ:
__________
= وهو عند الطحاوي 4/314، وابن حبان (6123) بلفظ: "لا طيرة، والطيرة على من تطير، وإن تك في شيء، ففي الدار والفرس والمرأة".
وقوله: "خلق الله كل نفس فكتب حياتها ومصيباتها ورزقها" له شاهد من حديث أبي هريرة عند الطبري (8) ، وابن حبان (6119) ، سيرد 2/327.
قوله: "النقبة من الجرب ": أول شيء يظهر من الجرب. "النهاية".
قوله: "لا عدوى": قال البيهقي: هو على الوجه الذي كانوا يعتقدونه في الجاهلية من إضافة الفعل إلى غير الله تعالى، وقد يجعل الله بمشيئته مخالطة الصحيح من به شيء من هذه العيوب سبباً لحدوث ذلك.
قوله: "ولا هامة": الهام: جمع هامة، وهي الرأس، واسم طائر، قال ابن الأثير: ومو المراد في الحديث، وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها، وهي من طير الليل، وقيل: هي البومة، وقيل: كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامة، فتقول: اسقوني، فإذا أدرك بثأره طارت، وقيل: كانوا يزعمون أن عظام الميت - وقيل: روحه - تصير هامة، فتطير، ويسمونه الصدى، فنفاه الإسلام، ونهاهم عنه.
قوله: "ولا صفر"، قال ابن الأثير: كانت العرب تزعم أن في البطن حية يقال لها: الصفر، تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه، وأنها تعدي، فأبطل الإسلام ذلك.
وقيل: أراد به النسيء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، وهو تأخير المحرم إلى صفر، ويجعلون صفر هو الشهر الحرام، فأبطله.
قوله: "فما أجرب الأولَ؟ " قال البغوي 12/169: يريد أن أولَ بعيرٍ جَرِب منها، كان جَرَبه بقضاء الله وقدره لا بالعدوى، فكذلك ما ظهر بسائر الإبل من بعد.(7/254)
هَمَمْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَأَدَعَهُ (1)
4200 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحْكَمُ بَيْنَ (2) الْعِبَادِ فِي الدِّمَاءِ " (3)
4201 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (1154) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3426) .
(2) في (س) و (ظ 1) : ما بين.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه مسلم (1678) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (269) ، ومسلم (1678) ، والترمذي (1396) ، والنسائي في "المجتبى" 7/83، وفي "الكبرى" (3454) ، والشاشي (565) ، والقضاعي في "مسند الشهاب " (212) من طرق عن شعبة، به.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وهكذا روى غير واحد، عن الأعمش، مرفوعاً، وروى بعضهم عن الأعمش ولم يرفعوه.
وقد سلف برقم (3674) .(7/255)
الْقِيَامَةِ "، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: " يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ " (1)
4202 -............... (2)
4203 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَحْكِي: نَبِيًّا قَالَ: " كَانَ قَوْمُهُ يَضْرِبُونَهُ حَتَّى يُصْرَعَ " قَالَ: فَيَمْسَحُ جَبْهَتَهُ، وَيَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي إِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " (3)
4204 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْمًا، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيِخين. عفان: هو ابن مسلم، وسليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه مسلم (1736) (12) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم (3900) من طريق عفان، به.
(2) ورد في النسخ المطبوعة من المسند هنا الحديث السابق مكرراً إسناداً ومتناً، دون قوله: "وعفان "، وهذا التكرار لم يثبت في أي من النسخ الخطية التي بين أيدينا، ولم يرد في "أطراف المسند" 4/155، ولعله خطأ من الناسخين، ولذا حذفناه، مع إثبات رقمه لاعتمادنا ترقيم الشيخ أحمد شاكر.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وقد تقدم برقم (3611) .(7/256)
لَهُ، فَاحْمَرَّ وَجْهُهُ، - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَظُنُّهُ، قَالَ: وَغَضِبَ - حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أُخْبِرْهُ، قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: " يَرْحَمُنَا اللهُ وَمُوسَى - شَكَّ، شُعْبَةُ فِي: يَرْحَمُنَا اللهُ وَمُوسَى - قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا، فَصَبَرَ " هَذِهِ لَيْسَ فِيهَا شَكٌّ: " قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَبَرَ " (1)
4205 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أُوعَكُ وَعْكَ رَجُلَيْنِ مِنْكُمْ "، قُلْتُ: بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: " نَعَمْ - أَوْ أَجَلْ - "، ثُمَّ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا حَطَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحُتُّ الشَّجَرَةُ (2) وَرَقَهَا " (3)
4206 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش.
وسلف بنحوه من طريق شعبة برقم (3902) .
(2) في (ظ 1) : الشجر.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد.
وقد سلف من طريق الأعمش برقم (3618) و (3619) . وسيأتي برقم (4346) .(7/257)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى قُرَيْشًا قَدِ اسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ، قَالَ: " اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ "، قَالَ: " فَأَخَذَتْهُمُ السَّنَةُ، حَتَّى حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ وَالْعِظَامَ "، وَقَالَ أَحَدُهُمَا: حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ، وَالْمَيْتَةَ، وَجَعَلَ يَخْرُجُ مِنَ الرَّجُلِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ، فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: أَيْ مُحَمَّدُ، إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا، فَادْعُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُمْ، قَالَ: " فَدَعَا "، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ إِنْ يَعُودُوا فَعُدْ " - هَذَا فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ - ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10] (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه البخاري (4824) ، والنسائي في "الكبرى" (11202) - وهو في "التفسير" (222) - من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3254) ، والنسائي في "الكبرى" (11483) - وهو في "التفسير" (503) -، والشاشي (399) من طرق، عن شعبة، به. قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في " تفسيره " 2/205، والبخاري (1007) و (1020) و (4774) ، ومسلم (2798) (39) ، وأبو يعلى (5145) ، والطبري في "تفسيره " 25/112، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/420، وابن حبان (4764) و (6585) ، والطبراني في "الكبير" (9048) ، وأبو نعيم في "الدلائل " (369) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/326-327 من طرق، عن منصور، به.
وقد سلف برقم (3613) .=(7/258)
4207 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ، جَاءَتْ مَسْأَلَتُهُ (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُدُوشًا - أَوْ كُدُوحًا - فِي وَجْهِهِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا غِنَاهُ؟ قَالَ: " خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ حِسَابُهَا مِنَ الذَّهَبِ " (2)
4208 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا لِي، وَلِلدُّنْيَا، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رَاكِبٍ، قَالَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا " (3)
__________
= قوله: حتى حَصَّت كل شيء، أي: أذهبته، وأصل الحَصَّ: إذهاب الشعر عن الرأس بحلق أو مرض. قاله السندي.
(1) لفظ: "مسألته " لم يرد في (س) و (ص) .
(2) هو مكرر (3675) سنداً ومتناً.
(3) صحيح، وهذا إسناد حسن، وكيع سمع من المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - قبل اختلاطه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
عمرو بن مرة: هو الجملي المرادي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/217، وأبو يعلى (4998) و (5229) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3709) .(7/259)
4209 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ، مَوْلَى خُزَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " مَا صُمْنَا رَمَضَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ أَكْثَرَ مِمَّا صُمْنَا ثَلَاثِينَ " (1)
4210 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: - قَالَ وَكِيعٌ: - " إِنَّ لِلَّهِ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ " (2)
4211 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " أُصَلِّي بِكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ " (3)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (3776) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وعبد الله بن السائب: هو الكندي الكوفي، وزاذان: هو أبو عمر الكندي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/517 و11/474، والنسائي في "المجتبى" 3/43، وفي "الكبرى" (1205) ، وأبو يعلى (5213) ، وابن حبان (914) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3666) ، وسيأتي برقم (4320) .
(3) هو مكرر (3681) .(7/260)
4212 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "، قَالَ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (1)
4213 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَحُمَيْدٌ الرُّؤَاسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: حُمَيْدٌ - شَقِيقُ بْنِ سَلَمَةَ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/7، ومسلم (138) (220) ، وابن ماجه (2323) ، وأبو عوانة 1/38 -39، والبيهقي في "السنن " 10/178، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3576) .
قوله: "يمين صَبْر": قال النووي: هي التي ألزم بها الحالف عند حاكم ونحوه، وأصلُ الصبر: الحبسُ والإمساك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد الرؤاسي: هو ابن عبد الرحمن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/426 و14/100، ومسلم (1678) (28) ، والترمذي (1397) ، وابن ماجه (2615) ، وأبو يعلى (5215) ، والشاشي (568) ، والقضاعي في "مسند الشهاب " (212) ، والبيهقي في "شعب الإيمان " (5326) ، وابن أبي حاتم في "العلل " 2/221 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. =(7/261)
4214 - حَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ فَذَكَرَهُ (1)
4215 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ " (2)
4216 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: الْجَنَّةُ، وَقَالَ: وَكِيعٌ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَلْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى
__________
وقد سلف برقم (3674) .
(1) هو مكرر (4200) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وزبيد: هو ابن الحارث اليامي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/289، وابن ماجه (1584) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/289، والبخاري (1297) ، والنسائي في "المجتبى" 4/21، وفي " الكبرى" (1991) ، وابن ماجه (1584) ، وابن الجارود في "المنتقى" (516) ، وأبو يعلى (5252) ، والبيهقي في "السنن " 4/64 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وقد سلف برقم (3658) .(7/262)
أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ " (1)
4217 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ، وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ " (2)
4218 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خُمَيْرِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " قَرَأْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً، وَإِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ لَهُ ذُؤَابَةٌ فِي الْكُتَّابِ " (3)
4219 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (5211) ، وابن حبان (661) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5280) ، والبيهقي في "السنن " 3/368 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6488) من طريق سفيان الثوري، به.
وقد سلف برقم (3667) و (3923) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (3594) .
(3) هو مكرر (3697) سنداً ومتناً.(7/263)
فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ (1) ، كَانَ قَمِنًا مِنْ أَنْ (2) لَا تُسَدَّ حَاجَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَتَاهُ اللهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ، أَوْ مَوْتٍ آجِلٍ (3) " (4)
4220 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بَشِيرٍ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي حَمْزَةَ، فَذَكَرَهُ قَالَ عبد الله بن أحمد قَالَ أَبِي: " وَهُوَ الصَّوَابُ سَيَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ قَالَ: وَسَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ، لَمْ يُحَدِّثْ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، بِشَيْءٍ " (5)
__________
(1) في (ق) : في الناس.
(2) في (ظ1) : قمناً أنه.
(3) في (س) و (م) : عاجل.
(4) هو مكرر (3696) سنداً ومتناً، لكن هناك: من نزل به حاجة، بدل فاقة، ... وكان قمناً أن لا تسهل حاجته، بدل: أن لا تسد حاجته. ومكرر (3869) سوى شيخ أحمد، وفيه: أجل عاجل. وانظر ما بعده.
(5) إسناده حسن، سيار أبو حمزة: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات " 6/421، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وبشير أبو اسماعيل: هو ابن سلمان.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/98، والبيهقي في "الشعب " (1079) و (1080) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2326) ، والدولابي في "الكنى" 1/159 من طريقين، عن سفيان الثوري، به. وجاء سيار عند الترمذي غير منسوب، وعند الدولابي: سيار أبو حمزة، كما هو هنا. وانظر الرواية المتقدمة برقم (3696) . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9786) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به، لكن سقط من إسناده سيار. =(7/264)
4221 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ التَّيْمِيِّ (1) ، عَنْ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنِّي لَمُسْتَتِرٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، إِذْ دَخَلَ رَجُلَانِ ثَقَفِيَّانِ، وَخَتَنُهُمَا قُرَشِيٌّ، أَوْ قُرَشِيَّانِ وَخَتَنُهُمَا ثَقَفِيٌّ، كَثِيرَةٌ شُحُومُ بُطُونِهِمْ، قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، فَتَحَدَّثُوا بِحَدِيثٍ فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ لِصَاحِبِهِ: أَتُرَى (2) اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْمَعُ مَا نَقُولُ؟ قَالَ الْآخَرُ: أُرَاهُ يَسْمَعُ إِذَا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا، وَلَا يَسْمَعُ إِذَا خَافَتْنَا، قَالَ الْآخَرُ: لَئِنْ كَانَ يَسْمَعُ مِنْهُ شَيْئًا إِنَّهُ لَيَسْمَعُهُ كُلَّهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ، وَلَا أَبْصَارُكُمْ} الْآيَةَ، [فصلت: 22] (3)
4222 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ
__________
= وقد سلف برقم (3696) .
(1) في النسخ الخطية والمطبوعة: الليثي، وهو خطأ.
(2) في (ظ 1) : تُرى.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير وهب بن ربيعة الكوفي، قال الذهبي في "الميزان ": لا يعرف، تفرد عنه عمارة بن عمير، لكن أخرج له مسلم. قلنا: إنما إخرج له متابعة لا احتجاجاً، وذكره ابن حبان في "الثقات "، ثم هو متابع. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الترمذي (3249) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وقد سلف من هذه الطريق برقم (3875) ، وسيأتي من طَريق سفيان برقم (4238) .
وسلف برقم (3614) بإسناد صحيح على شرط الشيخين.(7/265)
الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ فَنَزَلَتْ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ، وَلَا أَبْصَارُكُمْ} [فصلت: 22] إِلَى قَوْلِهِ: {فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (1) [فصلت: 23]
4223 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ - يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ - قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ الْأَعْمَالِ (2) أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا " (3)
4224 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَسْوَدِ، (4) وَعَلْقَمَةُ، أَوْ أَحَدُهُمَا
__________
(1) هو مكرر (3614) سنداً ومتناً.
(2) في (ص) : أي: العمل.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن عبد الله - وهو ابن وهب النخعي- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. أبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس، وعمرو بن عبد الله: هو النخعي.
وأخرجه الحميدي (103) ، والنسائي في "المجتبى" 1/292-293، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/28، والطبراني في "الكبير" (9802) و (9803) ، والبيهقي في "الشعب " (4926) و (4927) من طرق عن أبي معاوية عمرو بن عبد الله النخعي، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/301، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير عمرو بن عبد الله النخعي، وهو ثقة.
وتقدم برقم (3890) .
(4) "عن الأسود" سقط من (م) ، وعند الشيخ أحمد شاكر: أخبرنا الأسود =(7/266)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ " يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رَفْعٍ، وَخَفْضٍ "، قَالَ: وَفَعَلَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا (1)
4225 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانُوا " يُكَبِّرُونَ فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ " (2)
4226 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، وَقَالَ: " اللهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ " (3)
4227 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ الْأَعْمَشُ: عَنْ أَبِي وَائِلٍ،
__________
=وعلقمة، وليس عنده: أو أحدهما.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وقد تقدم مطولاً برقم (3972) ، وقبله برقم (3660) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل والد وكيع، وهو الجراح بن مليح الرؤاسي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي.
والإسناد من طريق عبد الرحمن بن الأسود منقطع، لكنه متابع بعبد الرحمن بن يزيد، وهو ابن قيس النخعي.
وقد تقدم مطولاً برقم (3660) .
(3) هو مكرر (3932) ، وسلف برقم (3742) .(7/267)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " (1)
4228 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ، مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا " (2)
4229 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ تَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا حَتَّى كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا " (3)
4230 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ، وَالْمُتَوَشِّمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ " فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ، فَأَتَتْهُ، فَقَالَتْ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ،
__________
(1) هو مكرر (3703) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2821) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3581) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (3609) .(7/268)
مَا وَجَدْتُ مَا قُلْتَ قَالَ: مَا وَجَدْتِ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] فَقَالَتْ: إِنِّي لَأُرَاهُ فِي بَعْضِ أَهْلِكَ؟ قَالَ: اذْهَبِي فَانْظُرِي، قَالَ: فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ، ثُمَّ جَاءَتْ فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " لَوْ كَانَ لَهَا مَا جَامَعْنَاهَا " (1)
4231 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلِمَةً، وَقُلْتُ أُخْرَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) : " مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ النَّارَ "، وَقُلْتُ (3) : مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ (4)
4232 - حَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ (5) ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4129) . وكيع: هو ابن الجراح.
(2) من قوله: وقُلتُ أخرى ... إلى هنا، ثم يرد في (ق) .
(3) في (ق) : وقلت أخرى.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (92) (150) ، وابن منده (67) و (68) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 1/17 من طريق وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
وقد سلف برقم (4043) ، وإنظر (3552) و (3625) .
(5) لفظ: "عن سليمان " مثبت من "أطراف المسند" 4/145، ولم يرد في النسخ الخطية، ولا في (م) ، ولا بد منه، وسيرد على الصواب برقم (4406) =(7/269)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " يَجْعَلُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نِدًّا " (1)
4233 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، وَإِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعِفَّةَ، وَالْغِنَى " (2)
4234 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ الْكَاهِلِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ، فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا " (3)
__________
= و (4425) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جعفر: هو محمد. وسليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الطيالسي (256) ، والنسائي في "الكبرى" (11011) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 359، والشاشي (558) و (560) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه " ص 118 من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4043) .
(2) هو مكرر (3692) ، وزاد هنا في الإسناد والد وكيع، وهو متابع بإسرائيل.
(3) هو مكرر (3579) و (4048) . سفيان هنا: هو الثوري.
وأخرجه الترمذي (2328) ، والشاشي (818) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن. =(7/270)
4235 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَرَأَ النَّجْمَ، فَسَجَدَ فِيهَا وَمَنْ مَعَهُ "، إِلَّا شَيْخٌ (1) كَبِيرٌ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى، أَوْ تُرَابٍ، قَالَ: فَقَالَ: بِهِ هَكَذَا، وَضَعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ قُتِلَ كَافِرًا (2)
4236 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ " (3)
__________
= وأخرجه البخاري في "التاريخ " 4/54، والشاشي (817) من طريق قبيصة، عن سفيان، به، وتحرف اسم شمر في "التاريخ " إلى: هشيم.
وسلف بنحوه برقم (4181) و (4184) و (4185) .
(1) في هامش (س) : شيخاً. (نسخة) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وأبو إسحاق: هو السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد بن قيس النخعي.
وقد سلف من طريق شعبة برقم (3805) و (4164) ، ومن طريق وكيع برقم (3682) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سفيان - وهو الثوري - سمع من عطاء بن السائب قبل اختلاطه. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وهو مكرر (3922) .
وسلف أيضاً برقم (3578) ، وذكرنا هناك شواهده.(7/271)
4237 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا "، فَقِيلَ لَهُ: زِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: " وَمَا ذَاكَ؟ "، قَالُوا: صَلَّيْتَ خَمْسًا، قَالَ: " فَثَنَى رِجْلَهُ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا سَلَّمَ " (1)
4238 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ مُسْتَتِرًا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَجَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، ثَقَفِيٌّ وَخَتَنَاهُ قُرَشِيَّانِ، كَثِيرٌ شُحُومُ (2) بُطُونِهِمْ، قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، قَالَ: فَتَحَدَّثُوا بَيْنَهُمْ بِحَدِيثٍ، قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتُرَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْمَعُ مَا نَقُولُ؟ قَالَ الْآخَرُ: يَسْمَعُ مَا رَفَعْنَا، وَمَا خَفَضْنَا لَا يَسْمَعُ قَالَ الْآخَرُ: إِنْ كَانَ يَسْمَعُ شَيْئًا، فَهُوَ يَسْمَعُهُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه النسائي فىِ "المجتبى" 3/31، وابن ماجه (1205) ، وابن خزيمة (1056) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1056) ، وابن حبان (2658) و (2682) من طريق محمد بن جعفر، به.
وتقدم من طريق شعبة برقم (3566) .
(2) في (س) و (ظ 1) : شحم.(7/272)
كُلَّهُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ} (1) [فصلت: 22] إِلَى قَوْلِهِ: {فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ} [فصلت: 24] قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، نَحْوَ ذَلِكَ (2)
__________
(1) في (ق) : أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم.
(2) حديث صحيح، والإسناد الأول رجاله ثقات رجال الشيخين غير وهب بن ربيعة الكوفي، قال الذهبي في "الميزان ": لا يعرف، تفرد عنه عمارة بن عمير، لكن أخرج له مسلم، قلنا: إنما أخرج له متابعة لا احتجاجاً، وهو متابع. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وسليمان: هو الأعمش، وعمارة: هو ابن عمير التيمي.
وإسناده الثاني صحيح على شرط الشيخين. والقائل: وحدثني منصور، هو سفيان الثوري، وقد وهم الشيخ أحمد شاكر، فظنه سليمان الأعمش. منصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة.
وبالإسناد الأول أخرجه مسلم (2775) (5) ، وأبو يعلى (5245) ، والطبري في "تفسيره " 24/109 من طريق يحيى القطان، به.
وبالإسناد الثاني أخرجه البخاري (4817) ، ومسلم (2775) (5) ، والنسائي في "الكبرى" (11468) - وهو في "التفسير" (488) -، وأبو يعلى (5246) ، والطبري في "تفسيره " 24/109 من طريق يحيى القطان، به.
قال الحافظ في "الفتح " 8/563: لسفيان فيه إسناد آخر، أخرجه مسلم عن أبي بكر بن خلاد، عن يحيى القطان، عن سفيان الثوري، عن سليمان - وهو الأعمش -، عن عمارة بن عمير، عن وهب بن ربيعة، عن ابن مسعود، وكأن =(7/273)
4239 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، - قَالَ (1) سَمِعْتُهُ: مَرَّةً رَفَعَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ - " رَأَى أَمِيرًا أَوْ رَجُلًا سَلَّمَ تَسْلِيمَتَيْنِ، فَقَالَ: أَنَّى عَلِقْتَهَا " (2)
__________
= البخاري ترك طريق الأعمش للاختلاف عليه، قيل عنه هكذا، وقيل: عنه، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود. أخرجه الترمذي بالوجهين.
وأخرجه الحميدي (87) ، ومن طريقه البخاري (4817) و (7521) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 177، وأخرجه مسلم (2775) (5) ، والترمذي (3248) من طريق ابن أبي عمر العدني، والنسائي في "الكبرى" (11468) - وهو في "التفسير" (488) - من طريق محمد بن منصور، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، عن منصور، به. قال الحميدي: وكان سفيان أولاً يقول في هذا الحديث: حدثنا منصور، أو ابن أبي نجيح، أو حميد الأعرج، أحدهم أو اثنان منهم، ثم ثبت على
منصور في هذا الحديث. وذكر قول الحميدي هذا البخاري عقب الحديث (4817) .
وأخرجه البخاري (4816) من طريق روح بن القاسم، والطبري في "تفسيره " 24/109 من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن منصور، به.
وسلف برقم (3614) .
(1) في هامش (س) : قال شعبة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، والحكم: هو ابن عتيبة، ومجاهد: هو ابن جبر، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي.
وأخرجه مسلم (581) (118) ، والبيهقي في "السنن " 2/176 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وعندهما: أنى عَلِقَها؟ =(7/274)
4240 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا} [الأنعام: 82] إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ كَمَا تَظُنُّونَ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ ": {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ، إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] (1)
__________
= وأخرجه مسلم (581) (117) ، والدارمي 1/310، وأبو يعلى (5244) ، والبيهقي في "السنن " 2/176 من طريق يحيى القطان، عن شعبة، عن الحكم ومنصور، عن مجاهد، به. ولفظه عندهم: أنَّى عَلِقَها. وعندهم زيادة: قال الحكم في حديثه: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعله.
وأخرجه الطيالسي (364) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن " 2/176 عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، به.
قوله: أنَّى عَلِقْتَها، ورواية مسلم وغيره: أنى عَلِقَها؟ قال السندي: أي من أين حضل هذه السنة؟ وذكر في "النهاية" الحديث بلفظ: أن أميراً بمكة كان يسلم تسليمتين، فقال: أتى علقها، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعلها، أي: من أين تعلمها، وممن أخذ؟ وعلى هذا فهذا تصودفي لفعله، والمراد؟ أنه كان يسلم من الصلاة حال الخروج تسليمتين، وهذه سنة، فكان يقول: إنه من أين جاء بهذه السنة.
وانظر (3660) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه البخاري (6937) ، ومسلم (124) (197) ، والطبري في "تفسيره " [الأنعام: 82] ، وأبو عوانة 1/73، وابن منده في "الإيمان " (267) ، والبيهقي في "السنن " 10/185 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. =(7/275)
4241 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: " كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ " وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ مِنْ هَاهُنَا، وَيُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ مِنْ هَاهُنَا " (1)
4242 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " امْشُوا إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُ مِنَ الْهَدْيِ، وَسُنَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
= وقد سلف برقم (3589) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه الترمذي (295) ، والنسائي في "المجتبى" 3/63، وفي "الكبرى" (1247) ، وابن الجارود في "المنتقى" (209) ، والدارقطني في "العلل " 5/11، والبغوي في "شرح السنة" (697) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وقد تقدم مطولاً برقم (3660) .
(2) إسناده ضعيف لإبهام شيخ الأعمش، وقد مضى بمعناه مطولًا برقم (3623) و (3936) و (3979) .
قوله: فإنه من الهَدْي، قال السندي: ضُبط بفتح فسكون، على أن قوله: "وسنة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تفسير له، ويحتمل أنه بضم ففتح. والله تعالى أعلم.(7/276)
4243 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " بِرُّ الْوَالِدَيْنِ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي (1)
4244 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَمَّنْ سَمِعَ، ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا سَمَرَ إِلَّا لِمُصَلٍّ أَوْ مُسَافِرٍ " (2)
4245 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وقد سلف برقم (3890) بإسناد صحيح.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن ابن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، ومنصورْ هو ابن المعتمر، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (2130) ، والبيهقي في "السنن " 1/452 من طريق أبي نعيم، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3603) .(7/277)
مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، إِلَّا أَحَدَ ثَلَاثَةِ نَفَرٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ " (1)
4246 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ وَقَدْ ضُرِبَتْ رِجْلُهُ، وَهُوَ صَرِيعٌ، وَهُوَ يَذُبُّ النَّاسَ عَنْهُ بِسَيْفٍ لَهُ، فَقُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْزَاكَ يَا عَدُوَّ اللهِ فَقَالَ: هَلْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟ قَالَ: فَجَعَلْتُ أَتَنَاوَلُهُ بِسَيْفٍ لِي غَيْرِ طَائِلٍ، فَأَصَبْتُ يَدَهُ، فَنَدَرَ سَيْفُهُ، فَأَخَذْتُهُ فَضَرَبْتُهُ بِهِ، حَتَّى قَتَلْتُهُ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّمَا أُقَلُّ مِنَ الْأَرْضِ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: " آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ؟ "، فَرَدَّدَهَا ثَلَاثًا، قَالَ: قُلْتُ: آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، قَالَ: فَخَرَجَ يَمْشِي مَعِي، حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْزَاكَ يَا عَدُوَّ اللهِ، هَذَا كَانَ فِرْعَوْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ " قَالَ (2) : وَزَادَ فِيهِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/413، ومسلم (1676) (25) ، وابن ماجه (2534) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (893) ، وابن الجارود (832) ، والبيهقي في "السنن " 8/213 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3621) .
قوله: "لا يحِل دمَ امرىء إلا أحدُ ثلاثة"، قال السندي: هو من الإحلال، لا من الحل.
(2) يعني وكيع.(7/278)
أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَنَفَّلَنِي سَيْفَهُ " (1)
4247 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقُلْتُ: قَتَلْتُ أَبَا جَهْلٍ، قَالَ: " آللَّهِ الَّذِي
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - ثم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات من رجال الشيخين، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/373 عن وكيع، بهذا الإسناد، بزيادة والد وكيع مع إسرائيل.
وأخرجه الشاشي (932) من طريق النضر بن شميل، عن إسرائيل، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/373، وأبو داود (3722) ، وأبو يعلى (5231) ، من طريق وكيع، عن أبيه الجراح بن مليح، عن أبي إسحاق، به، بلفظ: نفلني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدر سيف أبي جهل. (ملاحظة: قد غيَّر محقق "مصنف " ابن أبي شيبة لفظ: "عن أبيه " الوارد في الأصل عنده في الإسناد إلى: "عن إسرائيل " ظناً منه أنه هو الصواب!) .
وسلف برقم (3824) .
قوله: وهو صريع، أي: مصروع.
هل هو الا رجل قتله قومه، أي: مثله لا يستعظم كما استعظمته.
فندر سيفُه، أي: سقط من يده.
أقَلُّ من الأرض: على بناء المفعول، أي: أرفع من الأرض من السرعة في المشي والفرحة بقتله. قاله السندي.(7/279)
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَرَدَّدَهَا ثَلَاثًا، قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ، وَحْدَهُ، انْطَلِقْ فَأَرِنِيهِ " فَانْطَلَقْنَا، فَإِذَا بِهِ، فَقَالَ: " هَذَا فِرْعَوْنُ هَذِهِ الْأُمَّةِ " (1)
4248 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَرْثٍ بِالْمَدِينَةِ، فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ؟، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، مَا الرُّوحُ؟، قَالَ: فَقَامَ، وَهُوَ مُتَوَكِّئٌ عَلَى عَسِيبٍ، وَأَنَا خَلْفَهُ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَقَالَ: " {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] "، قَالَ: فَقَالَ: بَعْضُهُمْ قَدْ قُلْنَا: لَا تَسْأَلُوهُ (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو الأزدي، وأبو إسحاق شيخه: هو إبراهيم بن محمد الفزاري، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق شيخه: هو السبيعي.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل " 3/88 من طريق أبي إسحاق الفزاري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8473) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به.
وقد سلف بنحوه برقم (3856) .
(2) هو مكرر (3688) بإسناده مع اختلاف يسير في متنه، وسلف مختصراً برقم =(7/280)
4249 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنُ سُمَيَّةَ مَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ قَطُّ إِلَّا اخْتَارَ الْأَرْشَدَ مِنْهُمَا " (1)
4250 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَقِيتُ امْرَأَةً فِي الْبُسْتَانِ، فَضَمَمْتُهَا إِلَيَّ، وَبَاشَرْتُهَا وَقَبَّلْتُهَا، وَفَعَلْتُ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ، غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] ، قَالَ: فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَهُ خَاصَّةً، أَمْ لِلنَّاسِ كَافَّةً؟، فَقَالَ: " بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً " (2)
__________
= (3898) .
وقوله: فقال بعضهم: قد قلنا: لا تسألوه، أي: فإنه يجيب على وجه الصواب مما تقوم به الحجة عليهم، فلا مصلحة لهم في سماعه، بل المصلحة هي الاحتراز عنه. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1) هو مكرر (3693) سنداً ومتناً.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد =(7/281)
4251 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةٍ حَمْرَاءَ، قَالَ: " أَلَمْ تَرْضَوْا أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ "، قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: " أَلَمْ تَرْضَوْا أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ "، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: " وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ، عَنْ قِلَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي النَّاسِ يَوْمَئِذٍ، مَا هُمْ يَوْمَئِذٍ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَبْيَضِ، وَلَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ " (1)
__________
= النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5389) ، والطبري في "التفسير" (18669) ، وابن خزيمة (313) ، والشاشي (366) ، وابن حبان (1730) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (425) و (426) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، وأخرجه مسلم (2763) (42) ، وأبو داود (4468) ، والترمذي (3112) ، والطبري في "التفسير" (18668) ، والشاشي (364) ، والبيهقي في "السنن " 8/241، وفي "الشعب " (7084) ، والواحدي في "أسباب النزول " ص 268، من طرق، عن سماك، به.
وتقدم برقم (3653) بإسناد صحيح.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/154-155، والشاشي (670) و (671) و (672) و (677) من طرق، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. =(7/282)
4252 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ فُلْفُلَةَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: فَزِعْتُ فِيمَنْ فَزِعَ إِلَى عَبْدِ اللهِ فِي الْمَصَاحِفِ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنَّا لَمْ نَأْتِكَ زَائِرِينَ، وَلَكِنْ جِئْنَاكَ حِينَ رَاعَنَا هَذَا الْخَبَرُ فَقَالَ: " إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ، عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ "، أَوْ قَالَ: " حُرُوفٍ، وَإِنَّ الْكِتَابَ قَبْلَهُ كَانَ يَنْزِلُ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ، عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ " (1)
__________
= وسلف برقم (3661) ، وذكرنا هناك شواهده.
(1) إسناده ضعيف، عثمان بن حسان، هو العامري، ويقال: القاسم بن حسان، - قال أبو حاتم: وعثمان أشبه، وخالفه الدارقطني في "العلل " 5/237، فقال: القاسم بن حسان أشبه بالصواب - لم يذكروا في الرواة عنه غير أبي همام - وهو الوليد بن قيس السكوني-، وذكره ابن حبان في "الثقات " 7/193، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 6/219، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل "
3/148، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلًا، وأورده الحافظ في "التعجيل " ص 282، وبقية رجاله ثقات. فلفلة الجعفي: هو ابن عبد الله، وقال البخاري: ابن عبد الرحمن الكوفي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات " 5/300، ووثقه العجلي (1361) ، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/140-141، فلم يذكر فيه جرحاً، وروى له النسائي، أبو كامل: هو المظفر بن مدرك الخراساني، وزهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف " ص 18، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3094) ، والشاشي (881) من طريقين عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري 6/219 من طريق زهير، به. =(7/283)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7984) من طريق سفيان الثوري، عن الوليد بن قيس، عن القاسم بن حسان، عن فلفلة الجعفي، به. وعلقه البخاري في "التاريخ " 6/219 من طريق سفيان، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 7/152-153، وقال: - له في الصحيح غير هذا -، رواه أحمد، وفيه عثمان بن حسان العامري، وقد ذكره ابن أبي حاتم، ولم يجرحه، ولو بوثقه، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/516 عن جعفر بن عون، والطبري في "تفسيره " 1/12 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله مرفوعاً، بلفظ: "نزل القرآن على سبعة أحرف ".
وأخرجه البزار (2312) ، وابن حبان (75) ، والطبراني في "الكبير" (10090) من طريق محمد بن عجلان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، مرفوعاً بلفظ: "أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ".
وأورده الهيثمي في "المجمع " 7/152، وقال: رواه البزار وأبو يعلى في "الكبير"، والطبراني في "الأوسط " باختصار آخره، ورجال أبي يعلى ثقات، ورواية البزار عن محمد بن عجلان، عن أبي إسحاق، قال في آخرها: لم يرو محمد بن عجلان، عن إبراهيم الهجري غيرَ هذا الحديث.
قلنا: ويؤيد أن أبا إسحاق هذا هو إبراهيم الهجري أنه جاء مصرحاً باسمه في رواية الطبري (11) ، ونسبه ابن حبان همدانياً، ولم يتابع، وهذا سند حسن في المتابعات، إبراهيم الهجري فيه لين.
وأخرجه أبو يعلى (5149) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3095) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة - وهو ابن مِقْسم الضبي -، عن واصل بن حيان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، بلفظ: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن، ولكل حد فطلَع "، وإسناده صحيح على شرط مسلم. =(7/284)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وحديث نزول القرآن على سبعة أحرف من الأحاديث المتواترة، وذكر الكتاني في كتابه "نظم المتناثر" ص 111-112 أنه رواه واحد وعشرون صحابياً.
وقد سلف في "المسند" من حديث عمر برقم (158) و (277) .
وسيأتي من حديث أبي هريرة 2/332 و440.
ومن حديث أبي الجهيم 4/169-170.
ومن حديث عمرو بن العاص 4/204.
ومن حديث سمرة 5/16.
ومن حديث أبي بن كعب 5/114 و124.
ومن حديث حذيفة 5/385 و391.
ومن حديث أم أيوب 6/433 و462-463.
وفي الباب أيضاً من حديث عائشة عند النسائي في "الكبرى" (7985) .
ومنه حديث معاذ عند الطبراني في "الكبير" 20/ (312) .
قوله: في المصاحف: قال السندي: أي: في شأنها واختلافها في الترتيب كمصحف عثمان وأبي وعبد الله.
حين راعنا: خوفنا.
هذا الخبر: أي: خبر مصحف عثمان، وأنه أمر بإحراق كل ما يخالف مصحفه، أو خبر اختلاف المصاحف، وهذا الثاني هو الأقرب بالسياق، والأول صحيح أيضاً لاستلزامه اختلاف المصاحف.
من باب واحد: كالزبور، وكان فيه المواعظ كما قيل، ولعل هذا كان هو الغالب في الكتب السابقة، وإلا فالتوراة كان فيها تفصيل كل شيء، والله تعالى أعلم، وحاصل الجواب أن الاختلاف في المصاحف لا يضر لما في القرآن من الاتساع في اللغات، كما فيه الاتساع في المعاني.
قلنا: وانظر لزاماً في هذا المبحث "جامع البيان " 1/21-72، و"شرح مشكل الآثار" 8/108، رقم الحديث (3094) بتحقيقنا.(7/285)
4253 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: " أُوتِيَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا مَفَاتِيحَ الْغَيْبِ الْخَمْسِ ": {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34] (2)
4254 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ مُغِيرَةَ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ الْمَعْرُورِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعَوْتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَآثَارٍ مَبْلُوغَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَا يَتَقَدَّمُ مِنْهَا شَيْءٌ قَبْلَ حِلِّهِ، وَلَا يَتَأَخَّرُ مِنْهَا، لَوْ سَأَلْتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُنْجِيَكِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ النَّارِ "
وَسُئِلَ (3) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ: هُمْ مِمَّا مُسِخَ، أَوْ شَيْءٌ كَانَ (4)
__________
(1) قوله: "عن عبد الله بن سلمة" سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر، وثبت في الأصول الخطية، و"أطراف المسند" 4/164-165.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد يحتمل التحسين، عبد الله بن سلمة سلف الكلام عليه في الرواية (3659) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. مسعر: هو ابن كدام.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 21/89 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (124) ، والشاشي (886) من طريقين عن مسعر، به.
وسلف برقم (3659) .
(3) في هامش النسخ: وسئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(4) في (ق) : هي، وفي (ظ1) : أهي.(7/286)
قَبْلَ ذَلِكَ؟، فَقَالَ: " لَا بَلْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا، فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا وَلَا عَاقِبَةً " (1) حَدَّثَنَا، عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مِنْ هَاهُنَا إِلَى الْبَلَاغِ، (2) فَأَقَرَّ بِهِ
4255 - حَدَّثَنَا (3) مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَبْدُ اللهِ يُصَلِّي، فَافْتَتَحَ النِّسَاءَ فَسَحَلَهَا (4) ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المغيرة اليشكري - وهو ابن عبد الله - فمن رجال مسلم. مسعر: هو ابن كدام، والمعرور: هو ابن سويد الأسدي.
وأخرجه الحميدي (125) ، والنسائي في "الكبرى" (10094) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (264) - وابن أبي عاصم في "السنة" (263) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ووقع عند الحميدي زيادة مرة بين مسعر وعلقمة، وهو من تصرفات النساخ.
وقد سلف برقم (3700) و (3925) .
(2) يعني أن عبد الله بن أحمد قرأ الأحاديث الآتية هنا بدءاً من الحديث التالي رقم (4255) وانتهاءاً بالحديث الآتي برقم (4269) ، قرأها على أبيه، فأقر بها، ولم يسمعها منه، وهي الطريقة الثانية من طرق التحمل عند المحدثين، وهي أن يقرأ الطالب وشيخه يسمع.
(3) في هامش نسخة (س) : حدثكم.
(4) في هامش (ظ1) ما نصه: بالحاء المهملة، أي: قرأها كلها قراءة متتابعة متصلة.(7/287)
يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ "، ثُمَّ تَقَدَّمَ سْأَلُ (1) ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ "، فَقَالَ: فِيمَا سَأَلَ اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ. قَالَ: فَأَتَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ عَبْدَ اللهِ لِيُبَشِّرَهُ، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ قَدْ سَبَقَهُ، فَقَالَ: إِنْ فَعَلْتَ، لَقَدْ كُنْتَ سَبَّاقًا بِالْخَيْرِ (2)
__________
(1) كذا في النسخ الخطية التي بين أيدينا، و (م) ، وفي النسخة الكتانية التي اعتمدها الشيخ أحمد شاكر: يسأل، وهي التي أثبتها.
(2) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي، وزر: هو ابن حبيش الأسدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8417) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (16) و (5058) ، وابن حبان (7067) من طريق زائدة بن قدامة، به.
وأخرجه ابن ماجه (138) ، والبزار (2681) ، وأبو يعلى (17) و (5059) ، وابن حبان (7066) من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم، به.
وأورد الهيثمي منه قوله: من سره أن يقرأ القرآن ... في "مجمع الزوائد" 9/287-288 وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه عاصم بن أبي النجود، وهو على ضعفه حسن الحديث. ولم يورد الحديث بتمامه.
وأخرجه دون ذكر الدعاء الطبراني (8414) من طريق أبي عبيدة، عن أبيه ابن مسعود، وهذا إسناد منقطع.=(7/288)
4256 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي (1) ، حَدَّثَكُمْ عَمْرُو بْنُ مُجَمِّعٍ أَبُو الْمُنْذِرِ
__________
= وقوله: "من أحب أن يقرأ القرآن ... " أخرجه الطيالسي (334) ، والطبراني (8415) من طريق أبي عبيدة، عن أبيه ابن مسعود.
وأخرجه في آخر قصة استقراء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن مسعود سورةَ النساء الطبراني
(8465) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن ابن مسعود.
وأخرجه أيضاً (8462) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن عبيدة، عن ابن مسعود.
وأخرجه أيضاً (8463) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن الأعمش ومغيرة، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله.
والحديث بتمامه له شاهد من حديث علي بن إبي طالب عند الحاكم في "المستدرك " 3/317، وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وآخر دون ذكر الدعاء من حديث عمر تقدم بإسنادٍ صحيح برقم (175) و (265) .
وقوله: "من أحب أن يقرأ القرآن غضّاً ... " له شاهد من حديث أبي بكر وعمر تقدم برقم (35) .
وآخر من حديث عمر تقدم برقم (36) .
وثالث من حديث إبي هريرة، سيرد 2/446.
ورابع من حديث عمرو بن الحارث بن المصطلق، سيرد 4/279.
وخامس من حديث عمار بن ياسر عند الحاكم في "المستدرك " 2/228، والبزار (2680) "زوائد".
والجزء الأخير من الحديث من قوله: "سل تعطه " إلى آخره تقدم برقم (3662) و (3797) و (4165) من طريق أبي عبيدة، عن أبيه ابن مسعود.
(1) القائل ذلك: هو عبد الله بن أحمد بن حنبل، وهذا الحديث وما بعده من الأحاديث التي قرأها على أبيه، فأقر بها، كما ذكر عقب الحديث (4254) .(7/289)
الْكِنْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ حَسَنَةَ ابْنِ آدَمَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَّا الصَّوْمَ، وَالصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ إِفْطَارِهِ، وَفَرْحَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن مُجَمِّع ولين إبراهيم الهجري، وهو ابن مسلم، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي من رجال مسلم.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 7/213 من طريق عمار بن محمد، عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد.
ومن قوله: "الصوم لي " إلى آخر الحديث أخرجه الطبراني في "الكبير" (10078) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، به.
ومن طريق شعبة، بهذا الإسناد أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/161 موقوفاً.
وأخرجه الطبراني أيضاً (10198) بزيادة: "إذا كان يوم صوم أحدكم 000 " من طريق عبد الحميد بن الحسن الهلالي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله، به.
ومن قوله: "للصائم فرحتان " إلى آخر الحديث، أخرجه عبد الرزاق (7898) ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (10077) عن معمر بن راشد، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود.
وقوله: "لخلوف فم الصائم ... " أخرجه البزار (964) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن ابن مسعود. =(7/290)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأورده الهيثمي في "المجمع " 3/179، وقال: رواه أحمد والبزار باختصار، والطبراني في "الكبير"، وزإد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن جهل عليه جاهل فليقل إني صائم "، وله أسانيد عند الطبراني، وبعض طرقه رجالها رجال الصحيح، وفي إسناد أحمد عمرو بن مجمع، وهو ضعيف.
وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة عند البخاري (1904) ، ومسلم (1151) (164) ، سيرد 2/273 و443 و477.
وقوله: "الصوم لي " إلى آخر الحديث، له شاهد من حديث علي بن أبي طالب، أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/159-160 عن هلال بن العلاء، عن أبيه العلاء بن هلال بن عمر، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن الحارث، عن علي. وهذا إسناد حسن، إن كان سماع زيد من أبي إسحاق قبل الاختلاط.
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند مسلم في "صحيحه " (1151) (165) ، وسيرد 3/5) .
قوله: "إلى سبع مئة ضعف "، قال السندي: أي: ثُم إلى ما شاء الله تعالى من الأضعاف، كما قال: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة} الآية، والاقتصار على هذا القدر كأنه لكونه الغالب.
إلا الصوم: فإنه الصبر الذي لا حد لجزائه، قال تعالى: {إنَّما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب} ، وعلى هذا فقوله: والصوم لي وأنا أجزي به، بتقدير القول، أي: وقال: والصوم لي. إلخ، كناية عن تعظيم جزائه، وأنه لا حدَّ له كسائر الأعمال بقرينة المقابلة، وذلك لأن اختصاصه من بين سائر الأعمال بأنه مخصوص بعظيم لا نهاية لعظمته ولا حد لها، وأن ذلك العظيم هو المتولي لجزائه، مما ينساق الذهن منه إلى أن جزاءه مما لا حدَّ له، ويمكن أن يقال على هذا: معنى "لي "، أي: =(7/291)
4257 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَكَ عَمْرُو بْنُ مُجَمِّعٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَلْيُدْنِهِ، فَلْيُقْعِدْهُ عَلَيْهِ، أَوْ لِيُلْقِمْهُ؛ فَإِنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ " (1)
4258 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَكَ عَمْرُو بْنُ مُجَمِّعٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ، وَعَبَدَ الْأَصْنَامَ أَبُو خُزَاعَةَ عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ، وَإِنِّي رَأَيْتُهُ يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ فِي النَّارِ " (2)
[294]
__________
= أنا المتفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيفه.
ولخُلوف: بضم الخاء المعجمة هو المشهور، وجوَّزبعضهم فتحها، أي: تغير رائحته.
أطيب عند الله من ريح المسك، أي: صاحبه عند الله بسببه أكثر قبولاً ووجاهةً وأوفر قرباً منه تعالى من صاحب المسك بسبب ريحه عندكم، والله تعالى أكثر إقبالاً عليه بسبب من إقبالكم على صاحب المسك بسبب ريحه.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن مجمع وهو السكوني، وإبراهيمَ الهجري، وهو ابنُ مسلم. وهو مكرر (3680) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن مجمع - وهو السكوني أبو المنذر، ولين إبراهيم الهجري -. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. =(7/292)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/116، وقال: رواه أحمد، وفيه إبراهيم الهجري، وهو ضعيف.
قلنا: ولم يذكر ضعف عمرو بن مجمع السكوني.
وقال الحافظ في "الفتح " 6/549 في عمرو بن عامر: كذا وقع نسبه في حديث ابن مسعود ... وهذا مغاير لما تقدا (يعني من كونه عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف) وكأنه نسب إلى جده لأمه عمرو بن حارثة بن عمرو بن عامر، وهو مغاير لما تقدم من نسبة عمرو بن لحي إلى مضر، فإن عامراً هو ابن ماء السماء بن سبأ، وهو جد جد عمرو بن لحي، عند من نسبه إلى اليمن، ويحتمل أن يكون نسب إليه بطريق التبني، كما تقدم قبل.
قلنا: وللحديث عدا قوله: "وعبد الأصنام " شاهدٌ من حديث أبي هريرة عند البخاري (3521) و (4623) ، ومسلم (2856) (51) ، بلفظ: "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، كان أول من سيب السوائب "، سيرد برقم (7696) .
وآخر من حديث عائشة عند البخاري (4624) .
وقوله: "وعبد الأصنام " له شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن إسحاق في "السيرة الكبرى" فيما ذكره الحافظ في "الفتح " 6/549، قال: أورده ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي صالح (يعني عن أبي هريرة) أتم من هذا، ولفظه: "سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لأكثم بن الجون: رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار، لأنه أول من غير دين إسماعيل، فنصب الأوثان، وسيَّب السائبة، وبحر البحيرة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي "، ووقع لنا بعلو في
"المعرفة"، وعند ابن مردويه من طريق سهيل بن أبي صالح نحوه، وللحاكم من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وروى الطبراني ["في الكبير" (10808) ] من حديث ابن عباس رفعه: "أول من غير دين إبراهيم عليه السلام عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة". وذكر الفاكهي من طريق عكرمة نحوه مرسلًا. وذكر ابن إسحاق أن سبب عبادة عمرو بن لحي الأصنام أنه ... =(7/293)
4259 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَكَ حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِثْلَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ: " وَعَبَدَ الْأَصْنَامَ " (1)
4260 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَكَ عَمْرُو بْنُ مُجَمِّعٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ
__________
= فذكره.
قلنا: حديث ابن عباس عند الطبراني أورده الهيثمي في "المجمع " 1/116، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط "، وفيه صالح مولى التوأمة، وضعف بسبب اختلاطه، وابن أبي ذئب سمع منه قبل الاختلاط، وهذا من رواية ابن أبي ذئب، عنه.
والسوائب: جمع سائبة، وقد فسرها سعيد بن المسيب فيما أخرجه البخاري (3521) ، قال: والسائبة: التي يُسَيِّبُونها لآلهتهم، فلا يحمل عليها شيء.
وقال ابن الأثير: كان الرجل إذا نذر لقدومٍ من سفر، أو بُرء من مرجم، أو غيرِ ذلك، قال: ناقتي سائبة، فلا تُمنع من ماء ولا مرعى، ولا تُحلب ولا تركب، وكان الرجلُ إذا أعتق عبداً فقال: هو سائبة، فلا عَقْل بينهما ولا ميراث، وأصلُه من تسييب الدواب، وهو إرسالُها تذهبُ وتجيء كيف شاءت.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي إسحاق الهجري، وهو إبراهيم بن مسلم، وبقية رجاله ثقات غير يزيد بن عطاء - وهو اليشكري - فمختلف فيه، وثقه أحمد مرة، وضعفه أخرى، وقال: مقارب الحديث، وضعفه ابن معين والنسائي وابن سعد، وقال ابن عدي: مع لينه هو حسن الحديث، وقال ابن حبان: ساء حفظه حتى كان يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات ما ليس من حديث
الأثبات، فلا يجوز الاحتجاج به.
وهو مكرر ما قبله (4258) .(7/294)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيْسَ بِالطَّوَّافِ الَّذِي تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ، وَاللُّقْمَتَانِ، أَوِ (1) التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَنِ الْمِسْكِينُ؟ قَالَ: " الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ، وَلَا يَجِدُ مَا يُغْنِيهِ، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ " (2)
4261 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَكُمْ الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَيْدِي ثَلَاثَةٌ: فَيَدُ اللهِ الْعُلْيَا، وَيَدُ الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا، وَيَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى " (3)
__________
(1) في (ظ1) : و.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن مجمع، وإبراهيم الهجري، وهو ابن مسلم، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وقد تقدم برقم (3636) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد. الهجري - وهو إبراهيم بن مسلم -، لين الحديث، وبقية رجاله ثقات، القاسم بن مالك، هو المزني الكوفي، وثقه أحمد ويحيى بن معين والعجلي وأبو داود، وقال أبو حاتم: صالح الحديث ليس بالمتين، وقال الساجي: ضعيف، وقال الذهبي في "السير" 9/324: لا وجه لتضعيفه، بل ما هو في إتقان غندر، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، من رجال مسلم.
وأخرجه مطولاً أبو يعلى (5125) من طريق محمد بن دينار، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/21 من طريق سفيان، وابن خزيمة في "صحيحه " (2435) ، وفي "التوحيد" ص 65، والشاشي (718) ، والحاكم 1/408 من طريق شعبة، والشاشي (719) من طريق عبد العزيز بن مسلم، والبيهقي في "السنن " 4/198 من =(7/295)
4262 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَكَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سِبَابُ الْمُسْلِمِ أَخَاهُ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَحُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ " (1)
__________
= طريق علي بن عاصم، خمستهم عن الهجري، بهذا الإسناد. وسكت عنه الحاكم والذهبي. وقال البيهقي: رواه إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً وموقوفاً.
قلنا: أخرجه موقوفا ًالطيالسي (312) عن شعبة، عن إبراهيم الهجري، به، وقال: غير شعبة يرفعه.
قلنا: وشعبة أيضاً يرفعه كما مر آنفاً.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 3/97، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله موثقون.
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب " 1/586: رواه أبو يعلى، والغالب على رواته التوثيق، رواه الحاكم، وصحح إسناده. قلنا: بل سكت عنه كما سبق.
وله شاهد صحيح من حديث مالك بن نضلة عند أبي داود (1649) ، وابن حبان (3362) ، سيرد 3/473 و4/ 137.
وآخر من حديث حكيم بن حزام عند الطبراني في "الكبير" (3081) ، وذكره الحافظ في "الفتح " 3/297، وصحح إسناده.
وثالث من حديث عدي الجذامي عند الطبراني في "الكبير" 17/ (269) ، وإسناده منقطع.
ورابع يشهد لبعضه من حديث ابن عمر عند البخاري (1429) ، ومسلم (1033) ، سيرد (5344) .
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف. إبراهيم الهجري - وهو ابن مسلم - لين الحديث، وعلي بن عاصم صدوق يخطىء ويصر على الخطأ. أبو الأحوص: هو =(7/296)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، ثقة من رجال مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (5119) من طريق محمد بن دينار، عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (306) عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله رفعه، بلفظ: "إن قتال المسلم كفر، وسبابه فسق، ألا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث "، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. شعبة سمع من أبي إسحاق - وهو السبيعي - قديماً.
وأخرجه دون قوله: "وحرمة ماله كحرمة دمه " الشاشي (731) ، والطبراني في "الكبير" (10105) من طريق الحسن البصري، والخطيب في "تاريخه " 5/149 من طريق سلمة بن كهيل، كلاهما عن أبي الأحوص، به، مرفوعاً.
وأخرجه كذلك موقوفاً البخاري في "التاريخ الصغير" 1/229، وفي "الكبير" 7/56-57، والعقيلي في "الضعفاء" 4/210 من طريق الحسن البصري، والنسائي في "المجتبى" 7/121-122 من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، و7/121 من طريق أبي الزعراء، ثلاثتهم عن أبي الأحوص، به.
وأخرجه النسائي موقوفاً أيضاً في "المجتبى" 7/122 من طريق أبي إسحاق، عن الأسود وهبيرة، عن عبد الله بن مسعود. ومن هذه الطريق أخرجه الخطيب في "تاريخه " 10/86- 87 مرفوعاً.
وقوله: "حرمةُ ماله كحرمة دمه " أخرجه موقوفاً ابن أبي شيبة 13/297 عن عبد الله بن نمير، عن سفيان، عن عبد الله بن عائش، عن إياس، عن عبد الله قوله.
وأخرجه بتمامه مرفوعاً الطبراني في "الكبير" (10316) من طريق عروة بن مروان الرقي، عن إسماعيل بن عياش، عن ليث بن أبي سليم، عن طلحة بن مصرف، عن مسروق، عن عبد الله. ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/23 دون قوله: "وحرمة ماله كحرمة دمه ".
قال الدارقطني في هذا الحديث فى "العلل " 5/324: يرويه أبو إسحاق =(7/297)
4263 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَكَ (1) عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَهَاتَانِ الْكَعْبَتَانِ الْمَوْسُومَتَانِ اللَّتَانِ تُزْجَرَانِ زَجْرًا، فَإِنَّهُمَا مَيْسِرُ الْعَجَمِ " (2)
__________
= وإبراهيم الهجري والحسن البصري عن أبي الأحوص، فرفعه أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق، ووقفه غيره، ورفعه إبراهيم الهجري، وأما الحسن فرفعه عن مبارك بن فضالة، ووقفه غيره، والموقوف عن أبي الأحوص أصح.
قلنا: قد تقدم الحديث برقم (3647) بإسناد صحيح على شرط الشيخين، دون قوله: "وحرمة ماله كحرمة دمه ".
ولهذه الفقرة الأخيرة شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (1218) ، وأبي داود (1905) ، وابن حبان (1457) بلفظ: "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم ... ".
وآخر مثله من حديث أبي بكرة عند البخاري (67) ، ومسلم (1679) ، سيرد 5/37 و45. وهو عند ابن حبان (3848) و (5973) و (5974) و (5975) .
(1) في (ص) : حدثنا.
(2) إسناده هو إسناد سابقه، وصحح الدارقطني وقفه كما سيرد.
وأخرجه ابن عدي 1/216 من طريق سويد بن سعيد، عن أبي معاوية، عن إبراهيم الهجري، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 8/113، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال الطبراني رجال الصحيح.
قال الدارقطني في "العلل " 5/315: يرويه إبراهيم الهجري وعبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص، فرفعه علي بن عاصم، عن إبراهيم. وروي عن شعبة، =(7/298)
4264 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " التَّوْبَةُ مِنَ الذَّنْبِ: أَنْ يَتُوبَ مِنْهُ، ثُمَّ لَا يَعُودَ فِيهِ " (1)
__________
= عن إبراهيم الهجري مرفوعاً، والصحيح موقوف. وكذلك رواه أصحاب الهجري عن أبي الأحوص، وكذلك رواه عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص موقوفاً.
قال السندي: قوله: إياكم وهاتان الكعبتان: الكعبة: ما يُلعب به في النرد، والمراد النهي عن النرد، والله تعالى أعلم.
وأما الألف في "هاتان " وما بعده، فأخرجه ابن مالك على لغة بني الحارث، فإنهم يجعلون المثنى بالألف في الأحوال كلها. وقال أبو البقاء: وقع في هذه الرواية: "هاتان " وما بعده بالرفع، والقياس النصب عطفاً على إياكم، كما تقول: إياك والشر، أي: جنب نفسك الشر، والمعنى: تجنبوا هاتين، وأما الرفع فيحتمل ثلاثة أوجه:
أحدها: العطف على الضمير في عامل إياكم، أي: إياكم أنتم وهاتان..
والثاني: أن يكون مرفوعاً بفعل محذوف، تقديره: لتتجنب هاتان.
والثالث: أن يكون منصوباً على لغة بني الحارث. انتهى قوله.
(1) إسناده ضعيف، وقد روي مرفوعاً وموقوفاً، والصحيح وقفه، الهجري - وهو إبراهيم بن مسلم -: لين الحديث، وعلي بن عاصم: صدوق يخطىء ويصر على الخطأ، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، ثقة من رجال مسلم.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان " (7036) و (7037) من طريق بكر بن خنيس، عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/300 عن وكيع، عن سفيان الثوري، والبيهقي في "الشعب " (7035) من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، =(7/299)
4265 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَدَّثَنَا (1) عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيَتَّقِ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ مِنَ النَّارِ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ " (2)
4266 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ
__________
= عن أبي الأحوص، عن عبد الله موقوفاً، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
ولذا ذكر البيهقي أن الموقوف هو الصحيح، وأن رفعه ضعيف.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/199-200، وقال: رواه أحمد، وإسناده ضعيف.
وله شاهد موقوف من حديث عمر أخرجه ابنُ أبي شيبة 13/279 عن أبي الأحوص، والحاكم 2/495 من طريق سفيان، كلاهما عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عن عمر، قال: التوبة النصوح أن يتوب العبد من العمل السيىء، ثم لا يعود إليه أبداً. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وآخر موقوف أيضاً من حديث عوف بن ماللث عند الطبراني في "الكبير" 18/ (73) ، أورده الهيثمي في "المجمع " 10/200، وقال: رواه الطبراني بإسناد حسن.
قال السندي: قوله: التوبة: أي: الكاملة، وإلا فاصل التوبة لا يتوقف على عدم العود. قلنا: المراد بقوله: ثم لا يعود فيه، أن يعزم على ألا يعود.
(1) في هامش (س) : حدثك.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو إسناد سابقه.
وقد سلف برقم (3679) .(7/300)
خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَلْيُقْعِدْهُ مَعَهُ، أَوْ لِيُنَاوِلْهُ مِنْهُ، فَإِنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ، وَدُخَانَهُ " (1)
4267 - قَرَأْتُ عَلَى أبي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَإِذَا هُوَ يَكْوِي غُلَامًا. قَالَ: قُلْتُ تَكْوِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ دَوَاءُ الْعَرَبِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا وَقَدْ أَنْزَلَ مَعَهُ دَوَاءً، جَهِلَهُ مِنْكُمْ مَنْ جَهِلَهُ، وَعَلِمَهُ مِنْكُمْ مَنْ عَلِمَهُ " (2)
4268 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ ثُلُثَ اللَّيْلِ الْبَاقِي، ثُمَّ يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: أَلَا عَبْدٌ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ حَتَّى يَسْطَعَ الْفَجْرُ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف.
وقد سلف برقم (3680) ، وذكرنا هناك شواهده.
(2) صحيح لغيره، وعلي بن عاصم - وإن سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه - توبع. أبو عبد الرحمن: هو السلَمي عبد الله بن حبيب.
وسلف برقم (3578) ، وذكرنا هناك شواهده.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في الشواهد، إبراهيم الهجري - وهو =(7/301)
4269 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ " (1)
__________
= ابن مسلم -: لين، وبقية رجاله رجال الصحيح. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 312 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً من طريق محمد بن فضيل، عن إبراهيم الهجري، به.
وقد تقدم بإسناد صحيح برقم (3673) .
(1) إسناده ضعيف. إبراهيم الهجري - وهو ابن مسلم - لين الحديث، وبقية رجاله ثقات غير سكين بن عبد العزيز، فمختلف فيه، وثقه ابن معين والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وضعفه أبو داود والنسائي والدارقطني، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال ابن عدي: لا بأس به، يروي عن قوم ضعفاء لعل البلاء منهم.
أبو عبيدة الحداد: هو عبد الواحد بن واصل السدوسي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجُشَمي.
وأخرجه الشاشي (714) ، والطبراني في "الكبير" (10118) من طرق عن سكين بن عبد العزيز، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/252، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط "، وفي أسانيدهم إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (12656) ، أورده الهيثمي في "المجمع " 10/252، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط "،=(7/302)
إِلَى هُنَا قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، وَمِنْ هَاهُنَا حَدَّثَنِي أَبِي
4270 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: فِي هَذِهِ الْآيَةِ {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] ، فَقَالَ: قَدِ انْشَقَّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِرْقَتَيْنِ، أَوْ فِلْقَتَيْنِ، - شُعْبَةُ الَّذِي يَشُكُّ - فَكَانَ (1) فِلْقَةٌ مِنْ وَرَاءِ الْجَبَلِ، وَفِلْقَةٌ عَلَى الْجَبَلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ " (2)
__________
= ورجاله وثقوا، وفي بعضهم خلاف. قلنا: لكن إسناده منقطع.
وآخر من حديث طلحة بن عبيد الله عند البزار (3605) بلفظ: "من اقتصد أغناه الله "، أورده الهيثمي في "المجمع " 10/252، وقال: وفيه ممن أعرفه اثنان.
قوله: "ما عال من اقتصد"، أي: ما افتقر من أنفق قصداً، ولم يجاوزه إلى الإسراف. قاله السندي.
(1) في (س) : وكان، وفي هامشها: نسخة: فكان، ونسخة أخرى: وكانت.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي الكوفي.
وأخرجه البخاري (4864) ، ومسلم (2800) (45) ، والنسائي في "الكبرى" (11552) - وهو في "التفسير" (772) -، والطبري في" تفسيره " 27/85، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/302، والبيهقي في "الدلائل " 2/265 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3869) و (3871) و (4864) ، ومسلم (2800) (44) ، والترمذي (3285) ، وأبو يعلى (5070) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/302، والبيهقي في "الدلائل " 2/265 من طرق عن الأعمش، به. =(7/303)
4271 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، لَقِيَهُ عُثْمَانُ بِعَرَفَاتٍ، فَخَلَا بِهِ، فَحَدَّثَهُ، ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: هَلْ لَكَ فِي فَتَاةٍ أُزَوِّجُكَهَا؟، فَدَعَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، عَلْقَمَةَ، فَحَدَّثَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَلْيَصُمْ، فَإِنَّ الصَّوْمَ، وِجَاؤُهُ، أَوْ وِجَاءٌ لَهُ " (1)
4272 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9996) من طريق يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
قال الحافظ في "الفتح " 7/183: والمحفوظ عن شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، وهو المشهور.
وقد تقدم برقم (3583) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/170 و6/57، وفي "الكبرى" (2548) و (5318) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (272) عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (10166) من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، به.
وتقدم برقم (3592) و (4023) و (4035) و (4112) .(7/304)
أَنَّ الْأَسْوَدَ، وَعَلْقَمَةَ، كَانَا مَعَ عَبْدِ اللهِ فِي الدَّارِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: صَلَّى هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " فَصَلَّى بِهِمْ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، وَقَامَ وَسَطَهُمْ، وَقَالَ: إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَاصْنَعُوا هَكَذَا، فَإِذَا كُنْتُمْ أَكْثَرَ، فَلْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَضَعْ أَحَدُكُمْ يَدَيْهِ بَيْنَ فَخِذَيْهِ إِذَا رَكَعَ، فَلْيَحْنَأْ، فَكَأَنَّمَا (1) أَنْظُرُ إِلَى اخْتِلَافِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
4273 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، وَعَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَضَعَتْ حَمْلَهَا بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِخَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو السَّنَابِلِ، فَقَالَ: كَأَنَّكِ تُحَدِّثِينَ نَفْسَكِ بِالْبَاءَةِ؟ مَا لَكِ ذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ أَبْعَدُ الْأَجَلَيْنِ، فَانْطَلَقَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا قَالَ أَبُو السَّنَابِلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَذَبَ أَبُو السَّنَابِلِ، إِذَا أَتَاكِ أَحَدٌ تَرْضَيْنَهُ (3) ، فَائتِينِي بِهِ - أَوْ قَالَ: فَأَنْبِئِينِي - فَأَخْبَرَهَا أَنَّ عِدَّتَهَا قَدِ
__________
(1) في (ق) : فكأني.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وإبراهيم: هو النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (617) و (799) ، وفي "المجتبى" 2/50 و183-184 من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقوله: قام وسطهم، تقدم بنحوه برقم (3927) .
وقسم التطبيق تقدم برقم (3588) .
(3) في (س) : ترتضينه.(7/305)
انْقَضَتْ " (1)
4274 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، وَقَالَ فِيهِ: " وَإِذَا أَتَاكِ كُفُؤٌ، فَائْتِينِي، أَوْ
__________
(1) إسناده ضعيف، محمد بن جعفر سمع من سعيد - وهو ابن أبي عروبة - بعد اختلاطه، وقد أعله أحمد بالإرسال، فقال في كتاب "العلل " (4795) بعد أن أورده: أخطأ فيه غندر، فقال: عن عبد الله (يعني ابن مسعود) ، وخالفوه، ليس هو عن عبد الله، يعني مرسلاً. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وخِلَاس: هو ابن عمرو الهجري، وأبو حسان: هو مسلم بن عبد الله الأعرج.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/5، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح!
قلنا: وخبر سبيعة بنت الحارث هذا ثابت من حديث أم سلمة عند البخاري (5318) و (4909) ، ومسلم (1485) (57) .
ومن حديث سبيعة نفسها عند البخاري (5319) ، ومسلم (1484) (56) .
ومن حديث المسور بن مخرمة عند البخاري (5320) .
وانظر الرواية التالية.
وقوله: أبعد الأجلين. قال السندي: يريد أنه قد جاءت آيتان متعارضتان، أحداهما تقتضي أن عدة الحاملة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشر، وهي قوله تعالى: (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا) الآية، والثانية تقتضي أن عدتها وضع الحمل، وهي قوله تعالى: (وأولاتُ الأحمالِ أجَلُهن أن يضَعْنَ حَمْلَهن) ، فالواجب هو الأخذ بالأجل المتأخر من الأجلين.
قوله: كذب أبو السنابل: بين أن المعمول فيها هو قوله تعالى: (أولات الأحمال) . والله تعالى أعلم.(7/306)
أَنْبِئِينِي " وَلَيْسَ فِيهِ ابْنُ مَسْعُودٍ (1)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاس بن عمرو الهجري فمن رجال مسلم، إلا أن أحمد والبيهقي قد جزما بإرساله، وقال الحافظ في "الفتح " 9/471: يحتمل أن يكون عبد الله بن عتبة لقي سبيعة بعد أن كان بلغه عنها ممن سيذكر من الوسائط. قلنا: يعني بالوسائط عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري، فقد أخرجاه في "الصحيحين " من طريق عبد الله بن عتبة، عنه، عن سبيعة.
ونحن نرى أنه قد سمعه منها أيضاً بغير واسطة، فقد روى عبد الرزاق في "مصنفه " (11722) ، وعنه أحمد 6/432، والطبراني 24/ (750) ، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، قال: أرسل مروان عبد الله بن عتبة إلى سبيعة بنت الحارث يسألها عما أفتاها به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرته أنها ... فهذا كالصريح في أنه سمعه منها.
عبد الله بن بكر: هو ابن حبيب السهمي، وقد سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط.
وأخرجه الشافعي في "الرسالة" (1711) ، وفي "مسنده " 2/51) بترتيب السندي (، وسعيد بن منصور في "سننه " (1506) ، والبيهقي في "السنن " 7/429، والبغوي في "شرح السنة" (2388) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن سبيعة بنت الحارث.
وعلقه البخاري في "صحيحه " (4910) بصيغة الجزم عن شيخيه سليمان بن حرب وأبي النعمان - وهو محمد بن الفضل المعروف بعارم -، عن حماد بن زيد، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن عبد الله بن عتبة، عن سبيعة.
ومن طريق ابن سيرين أيضاً، عن أبي عطية مالك بن عامر، عن سبيعة.
قال الحافظ في "الفتح " 8/655، ووصله الطبراني في "الكبير"، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي النعمان بلفظه، ووصله البيهقي في "السنن " 10/209-210 من طريق يعقوب بن سفيان، عن سليمان بن حرب. =(7/307)
4275 - وقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: عَنْ خِلَاسٍ، عَنِ ابْنِ عُتْبَةَ، مُرْسَلٌ (1)
4276 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ وَلَا يَفْرِضُ لَهَا يَعْنِي: ثُمَّ يَمُوتُ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، وَأَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: اخْتَلَفُوا إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فِي ذَلِكَ شَهْرًا أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالُوا: لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَقُولَ فِيهَا؟ قَالَ: " فَإِنِّي أَقْضِي لَهَا مِثْلَ صَدُقَةِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهَا، لَا وَكْسَ وَلَا شَطَطَ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ "، فَإِنْ يَكُ صَوَابًا، فَمِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنْ يَكُنْ خَطَأً، فَمِنِّي وَمِنَ الشَّيْطَانِ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَسُولُهُ بَرِيئَانِ، فَقَامَ رَهْطٌ مِنْ أَشْجَعَ،
__________
= وأورده الهيثمي في "المجمع " 3/5، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وقد أخرجه البخاري (5319) ، ومسلم (1484) (56) من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه، أنه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم أن يسأل سبيعة الأسلمية كيف أفتاها النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الحديث.
فإذا ثبت سماع عبد الله بن عتبة من سبيعة كما سلف، فيكون هذا الإسناد من المزيد في متصل الأسانيد.
وانظر ما قبله وما بعده.
(1) هو مكرر سابقه، وقوله: وقال عبد الوهاب، عن خلاس، عن ابن عتبة، يريد أن عبد الوهاب - وهو ابن عطاء الخفاف - قد تابع عبدَ الله بن بكر، فرواه من طريق خلاس، عن ابنِ عتبة - يعني عبد الله بن عتبة بن مسعود -، عن سبيعة، لم يذكر عبد الله بن مسعود. وانظر التعليق على الحديث السابق والذي قبله.(7/308)
فِيهِمُ (1) الْجَرَّاحُ، وَأَبُو سِنَانٍ فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي امْرَأَةٍ مِنَّا يُقَالُ لَهَا: بَرْوَعُ بِنْتُ وَاشِقٍ، بِمِثْلِ الَّذِي قَضَيْتَ، فَفَرِحَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِذَلِكَ فَرَحًا شَدِيدًا، حِينَ وَافَقَ قَوْلُهُ قَضَاءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
4277 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ أَبِي (3) : فَقَرَأْتُ (4) عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، وَعَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ،
__________
(1) في (ص) : منهم.
(2) حديث صحيح، محمد بن جعفر - وإن سمع من سعيد، وهو ابن أبي عروبة بعد اختلاطه - قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وخلاس: هو ابن عمرو الهَجَري، وأبو حسان الأعرج: هو مسلم بن عبد الله.
وأخرجه أبو داود (2116) من طريق يزيد بن زريع، والبيهقي في "السنن " 7/246 من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد، ويزيد والخفاف سمعا من سعيد قبل اختلاطه.
وسلف برقم (4099) و (4100) .
قوله: اختلفوا، أي: ترددوا وجاؤوا.
قوله: في ذلك: سيجيء بيانه في الرواية التالية.
مثل صَدُقَةِ: بفتح فضم، يريد: مهر المثل.
لا وَكْس: بفتح فسكون، أي: لا نقصان منه.
ولا شطط: أي: لا زيادة عليه.
(3) القائل: قال أبي: هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.
(4) في (ص) : قد قرأت.(7/309)
أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أُتِيَ فِي امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ فَلَمْ يُسَمِّ لَهَا صَدَاقًا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، قَالَ: فَاخْتَلَفُوا إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " كَانَ زَوْجُهَا هِلَالَ أَحْسَبُهُ "، قَالَ: ابْنَ مُرَّةَ (1) قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: " وَكَانَ زَوْجُهَا هِلَالَ بْنَ مُرَّةَ الْأَشْجَعِيَّ "
4278 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ خِلَاسٍ، وَأَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّهُ اخْتُلِفَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فِي امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ فَمَاتَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: فَقَامَ الْجَرَّاحُ، وَأَبُو سِنَانٍ، فَشَهِدَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِهِ فِيهِمْ، فِي الْأَشْجَعِ بْنِ رَيْثٍ، فِي بَرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ الْأَشْجَعِيَّةِ، وَكَانَ اسْمُ زَوْجِهَا هِلَالَ بْنَ مَرْوَانَ، قَالَ عَفَّانُ: قَضَى بِهِ فِيهِمْ، فِي الْأَشْجَعِ بْنِ رَيْثٍ، فِي بَرْوَعَ (2) بِنْتِ وَاشِقٍ الْأَشْجَعِيَّةِ وَكَانَ زَوْجُهَا هِلَالَ بْنَ مَرْوَانَ (3)
__________
(1) إسناداه صحيحان على شرط مسلم، رجالهما ثقات رجال الشيخين غير خِلَاس- وهو ابن عمرو الهَجَري -، وأبي حسان - وهو الأعرج - فمن رجال مسلم.
قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، ويحيى بن سعيد: هو القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وسلف تخريجه فيما قبله (4276) ، ومطولًا برقم (4099) .
(2) في (ق) : يربوع.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاس =(7/310)
4279 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَنْقَضِي الْأَيَّامُ، وَلَا يَذْهَبُ الدَّهْرُ حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي " (1)
4280 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ، حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ خَدِّهِ، يَقُولُ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ "، وَعَنْ يَسَارِهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ خَدِّهِ، يَقُولُ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ " (2)
__________
= وأبي حسان فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: مو ابن يحيى العوذي.
ومو مكرر سابقه و (4076) و (4099) .
وقوله: في الأشجع بن ريث: يعني في قبيلة أجشع بن ريث التي منها بروع بنت واشق الأشجعية.
وقوله: وكان زوجها هلال بن مروان: يعني أن بهزاً وعفان سمياه هلال بن مروان، وسماه عبد الوهاب الخفاف - كما سلف - هلال بن مرة، ورجح ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/412: هلال بن مرة.
(1) هو مكرر (3572) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص- وهو عوفُ بن مالك بن نضلة الجُشمي - فمن رجال مسلم. عمر بن عبيد: هو الطنافسي، وأبو إسحاق: هو السَّبيعي. =(7/311)
4281 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَبِي: وَقَالَ: غَيْرُهُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: بَيْنَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: وَاللهِ لَئِنْ وَجَدَ رَجُلٌ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِهِ فَتَكَلَّمَ لَيُجْلَدَنَّ، وَإِنْ قَتَلَهُ لَيُقْتَلَنَّ، وَلَئِنْ سَكَتَ لَيَسْكُتَنَّ عَلَى غَيْظٍ، وَاللهِ لَئِنْ أَصْبَحْتُ لَآتِيَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَئِنْ وَجَدَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَتَكَلَّمَ لَيُجْلَدَنَّ، وَإِنْ قَتَلَهُ لَيُقْتَلَنَّ، وَإِنْ سَكَتَ لَيَسْكُتَنَّ عَلَى غَيْظٍ؟ وَجَعَلَ يَقُولُ: " اللهُمَّ افْتَحْ، اللهُمَّ افْتَحْ "، قَالَ: فَنَزَلَتِ الْمُلَاعَنَةُ، {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} الْآيَةَ [النور: 6] (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 1/298-299، والنسائي في "المجتبى" 2/63، وفي "الكبرى" (1246) ، وابن ماجه (914) ، وابن خزيمة (728) ، وابن حبان (1990) ، والطبراني في "الكبير" (10173) ، من طريق عمر بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3699) ، ومطولاً برقم (3660) .
(1) حديث صحيح، على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن محمد المحاربي، فمن رجال مسلم. والإسناد متصل من طريقه وإن لم يذكر في سنده علقمة، فقد قال إبراهيم - وهو النخعي - فيما نقله المزي في ترجمته في "تهذيب الكمال ": إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحدٍ، عن عبد الله. =(7/312)
4282 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، يَذْكُرُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ خَمْسًا، ثُمَّ انْفَتَلَ، فَجَعَلَ بَعْضُ الْقَوْمِ يُوَشْوِشُ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صَلَّيْتَ خَمْسًا، فَانْفَتَلَ، فَسَجَدَ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ، وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ " (1)
4283 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ،
__________
= قلنا: قد سلف برقم (4001) من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، وسبق تخريجه هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبيد الله - وهو ابنُ عروة الثقفي - فمن رجال مسلم. ابن إدريس: هو عبد الله، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه مسلم (572) (92) ، وابن الجارود (246) ، وأبو يعلى (5225) ، وأبو عوانة 2/204، والبيهقي في "السنن " 2/342، من طريق ابن إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (3455) ، ومسلم (572) (92) ، وأبو داود (1022) ، والنسائي في "المجتبى" 3/32-33، وابن خزيمة (1061) ، وأبو عوانة 2/203، 204، والطبراني في "الكبير" (9845) و (9846) ، والبيهقي في "السنن " 2/342 من طرق، عن الحسن بن عبيد الله، به.
وقد تقدم برقم (3566) .
قوله: يوشوش: قال ابن الأثير: الوشوشة: كلام مختلط خفي لا يكاد يفهم، ورواه بعضهم بالسين المهملة، ويريد به الكلام الخفي.(7/313)
عَنْ الْهُزَيْلِ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْوَاشِمَةَ، وَالْمَتَوَشِّمَةَ، (2) وَالْوَاصِلَةَ، وَالْمَوْصُولَةَ، وَالْمُحِلَّ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَآكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ " (3)
4284 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْوَاشِمَةَ، وَالْمُتَوَشِّمَةَ،
__________
(1) تحرف في (م) إلى: عن أبي الهزيل.
(2) في (ص) : والموشمة، وفي (س) : والمؤتشمة.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس - وهو عبد الرحمن بن ثروان -، والهزيل - وهو ابن شرحبيل الأودي - فمن رجال البخاري. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 8/488، والدارمي 2/246، والنسائي في "المجتبى" 6/149، والطبراني في "الكبير" (9878) ، والبيهقي في "السنن " 7/208، من طريق الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (4284) و (4403) .
وانظر (3725) و (3945) .
قوله: والمحل: من الإحلال، والمحلل له: من التحليل، وهما بمعنى، ولذا روي المحل والمحل له بلام واحدة مشددة، والمحلل والمحلل له، بلامين أولهما مشددة، ثم المحَلَل: من تزوج مطلقة الغير ثلاثاً لتحل له، والمُحَلَّل له: هو المُطَلق، وإنما لعن، لأنه هتكُ مروءةٍ، وقلةُ حمية، وخِسَّةُ نفسٍ، وهو بالنسبة إلى المحلَّل له ظاهِرٌ، وأما المُحَلِّل، فإنه كالتيس يُعير نفسه بالوطء لغرض الغير، وتسميتُه
محللاً عند من يقول بصحة نكاحه ظاهرةٌ، ومن لا يقولُ بها، لأنه قصد التحليلَ وإن كانت لا تحل، والله تعالى أعلم. قاله السندي.(7/314)
وَالْوَاصِلَةَ، وَالْمَوْصُولَةَ، وَالْمُحَلِّلَ (1) ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَآكِلَ الرِّبَا، وَمُطْعِمَهُ " (2)
4285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟، قَالَ: " الصَّلَوَاتُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (3)
4286 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصَةَ الْأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنِّي بِالْكُوفَةِ فِي دَارِي، إِذْ سَمِعْتُ عَلَى بَابِ الدَّارِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَأَلِجُ؟ قُلْتُ: عَلَيْكُمُ السَّلَامُ فَلِجْ، فَلَمَّا دَخَلَ، فَإِذَا هُوَ
__________
(1) لفظ: "والمُحَلِّل " لم يرد في (س) ولا (ظ1) ، وذكر في هامشيهما.
(2) هو مكرر ما قبله، وإسناده صحيح على شرط البخاري. قوله: والموصولة: وقعت في (م) : والموصلة، والمثبت من النسخ الخطية.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9816) ، والبيهقي في "الشعب " (4220) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (3890) .(7/315)
عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَيَّةُ سَاعَةِ زِيَارَةٍ هَذِهِ؟ وَذَلِكَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، قَالَ: طَالَ عَلَيَّ النَّهَارُ، فَذَكَرْتُ مَنْ أَتَحَدَّثُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَجَعَلَ يُحَدِّثُنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُحَدِّثُهُ، قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَكُونُ فِتْنَةٌ، النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمُضْطَجِعِ، وَالْمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَاعِدِ، وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ الرَّاكِبِ، وَالرَّاكِبُ خَيْرٌ مِنَ الْمُجْرِي قَتْلَاهَا كُلُّهَا فِي النَّارِ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَتَى ذَلِكَ؟، قَالَ: " ذَلِكَ أَيَّامَ الْهَرْجِ "، قُلْتُ: وَمَتَى أَيَّامُ الْهَرْجِ؟ قَالَ: " حِينَ لَا يَأْمَنُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ "، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " اكْفُفْ نَفْسَكَ وَيَدَكَ، وَادْخُلْ دَارَكَ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَيَّ دَارِي؟ قَالَ: " فَادْخُلْ بَيْتَكَ "، قَالَ: قُلْتُ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي؟ قَالَ: " فَادْخُلْ مَسْجِدَكَ، وَاصْنَعْ هَكَذَا، - وَقَبَضَ بِيَمِينِهِ عَلَى الْكُوعِ - وَقُلْ: رَبِّيَ اللهُ، حَتَّى تَمُوتَ عَلَى ذَلِكَ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف على نكارة في بعض ألفاظه. الراوي عن عمرو بن وابصة مبهم فهو مجهول، وعلى القول بأنه إسحاق بن راشد كما في الرواية التالية، فهو مختلف فيه. وعمرو بن وابصة لم يوثقه أحد، وإنما ذكره ابن حبان في "الثقات ".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/301-302، وقال: رواه أبو داود باختصار، ورواه أحمد بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات! =(7/316)
4287 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصَةَ الْأَسَدِيِّ (1)
__________
= وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3601) ، ومسلم (2886) بلفظ: "ستكون فِتَنٌ، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيهاخيرمن الساعي، من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ فليَعُذْ بهِ "، وسيرد في "المسند" 2/282.
وعن أبي بكرة عند مسلم (2887) ، سيرد 5/48.
وعن سعد بن أبي وقاص تقدم برقم (1446) و (1609) .
قوله: أألج: مضارع من الولوج، وهو الدخول، وقوله: فلج: أمر منه.
قوله: أيةُ ساعةِ زيارةٍ هذه: والمراد أن هذه الساعة ليست ساعة للزيارة، فكيف جئتني فيها زائراً.
قوله: النائم فيها: أي: كل من كان بعيداً عن المباشرة فهو خير من القريب.
من المُجْري: أي: من الذي يُجري فرسه. قاله الندي.
(1) إسناده ضعيف. إسحاق بن راشد مختلف فيه، وثقه ابن معين في رواية، وقال في أخرى: صالح الحديث. ووافقه العجلي والغلابي، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال يعقوب بن سفيان: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس، وفي رواية أخرى: ليس بذاك القوي. وقال ابن خزيمة: لا يحتج بحديثه. وقال أبو حاتم: شيخ. وهذه اللفظة تساوي قول ابن خزيمة لا يحتج بحديثه. وقال الذهلي: النعمان وإسحاق ابنا راشد الجزريان أشد اضطراباً من صالح بن أبي الأخضر وزمعة بن صالح ومحمد بن أبي حفصة. ثم إنه لم يصرح بسماعه من عمرو بن وابصة الأسدي. وهو عند أبي داود (4258) من طريق شهاب بن خراش - وهو ممن يخطىء كثيراً عند ابن حبان، وفي بعض رواياته ما ينكر عليه عند ابن عدي - عن القاسم بن غزوان - وهو شبه مجهول -، عن إسحاق بن راشد، عن سالم، قال: حدثني=(7/317)
4288 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، أَنَّ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بِئْسَمَا لِلرَّجُلِ، أَوْ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ سُورَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ أَوْ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ (1) بَلْ هُوَ نُسِّيَ " (2)
4289 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، فِي قَوْلِهِ: عَزَّ وَجَلَّ {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18] قَالَ:
__________
= عمرو بن وابصة ... وسالم هذا جاء في الرواية غير منسوب، فاختلفوا في تعيينه، فقيل: هو ابن أبي الجعد، وقيل: هو ابن أبي المهاجر، وقيل: هو ابن عجلان، وهذا اضطراب لا يخرجه عن حيز الجهالة. وعمرو بن وابصة سلف أنه لم يوثقه غير ابن حبان.
وانظر ما قبله.
(1) قوله: "أو آية كيت وكيت " لم يرد في (ق) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (5969) .
وأخرجه مسلم (790) (230) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 2/290 من طريقين عن ابن جريج، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (422) ، والنسائي في "الكبرى" (10560) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (724) - من طريق محمد بن جحادة، عن عبدة بن أبي لبابة، به.
وعلقه البخاري عقب الحديث (5032) .
وسلف برقم (4085) ، ومطولا برقم (3620) .(7/318)
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفْرَفًا أَخْضَرَ مِنَ الْجَنَّةِ قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ "، ذَكَرَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1)
4290 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ: سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أَخَذْتُ امْرَأَةً فِي الْبُسْتَانِ، فَفَعَلْتُ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا، قَبَّلْتُهَا وَلَزِمْتُهَا، وَلَمْ أَفْعَلْ غَيْرَ ذَلِكَ، فَافْعَلْ بِي مَا شِئْتَ، فَلَمْ يَقُلْ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، فَذَهَبَ الرَّجُلُ، فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ لَوْ سَتَرَ عَلَى نَفْسِهِ قَالَ فَأَتْبَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَهُ، فَقَالَ: " رُدُّوهُ عَلَيَّ "، فَرَدُّوهُ عَلَيْهِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ، وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "تفسير عبد الرزاق 2/253.
وأخرجه الطيالسي (279) ، والبخاري (3233) و (4858) ، والنسائي في "الكبرى" (11543) - وهو في "التفسير" (563) -، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 204، والطبراني في "الكبير" (9051) و (9052) و (9053) ، وابن منده في " الإيمان " (746) و (747) و (748) و (750) ، والبيهقي في " الدلائل " 2/372 من طرق، عن الأعمش، به.
وبنحوه أخرجه النسائي في "الكبرى" (11540) - وهو في "التفسير " (560) - من طريق أبي إسحاق الشيباني، عن زر، عن ابن مسعود، به.
وانظر (3740) .(7/319)
يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] إِلَى: {الذَّاكِرِينَ} [الأحزاب: 35] فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: أَلَهُ وَحْدَهُ أَمْ لِلنَّاسِ كَافَّةً يَا نَبِيَّ اللهِ؟، فَقَالَ: " بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً " (1)
4291 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
4292 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعَانَ قَوْمَهُ عَلَى ظُلْمٍ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق " (13829) ، وفي "تفسيره " ج 1/ق2/314-315، ومن طريقه أخرجه الطبري في "تفسيره " (18670) .
وتتملف برقم (3653) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج: هو ابن النعمان الجوهري، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه الطيالسي (285) ، والنسائي في "الكبرى" (7323) ، وأبو يعلى (5343) ، والطبري في "التفسير" (18671) ، والشاشي (365) ، وابن حبان (1728) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (3653) .(7/320)
فَهُوَ كَالْبَعِيرِ الْمُتَرَدِّي يَنْزِعُ بِذَنَبِهِ " (1)
4293 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: أَفَضْتُ مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ عَرَفَةَ، فَلَمَّا جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا الْعَشَاءَ، ثُمَّ نَامَ، فَلَمَّا قَالَ قَائِلٌ: طَلَعَ الْفَجْرُ، صَلَّى الْفَجْرَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ " هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ أُخِّرَتَا عَنْ وَقْتِهِمَا فِي هَذَا الْمَكَانِ، أَمَّا الْمَغْرِبُ، فَإِنَّ النَّاسَ لَا يَأْتُونَ هَاهُنَا حَتَّى يُعْتِمُوا (2) ، وَأَمَّا الْفَجْرُ فَهَذَا الْحِينُ "، ثُمَّ وَقَفَ، فَلَمَّا أَسْفَرَ، قَالَ: إِنْ أَصَابَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، دَفَعَ الْآنَ، قَالَ: فَمَا فَرَغَ عَبْدُ اللهِ مِنْ كَلَامِهِ حَتَّى دَفَعَ عُثْمَانُ (3)
__________
(1) إسناده حسن من أجل سماك - وهو ابن حرب - إن صح سماع عبد الرحمن بن عبد الله - وهو ابن مسعود - لهذا الحديث من أبيه، فهو إنما سمع من أبيه شيئاً يسيراً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وهو مكرر (3726) ، ومختصر (3801) .
(2) في (ظ1) و (م) : يعتمون.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وسلف من طريق إسرائيل برقم (3969) ، ومختصراً برقم (3637) .=(7/321)
4294 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ مِينَاءَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ وَفْدِ الْجِنِّ فَلَمَّا انْصَرَفَ تَنَفَّسَ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ فَقَالَ: " نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي يَا ابْنَ مَسْعُودٍ " (1)
__________
= وسيرد برقم (4399) من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، وجعل لفظ التحويل من قول ابن مسعود.
قوله: وجعل بينهما العَشَاء، بالفتح: الطعام.
أخرتا: أي: حولتا ونقلتا، وإلا فالفجر تقدمت على الوقت المعتاد، لا تأخرت.
يعتمون: من أعتم إذا دخل في العتمة، وهي الظلمة، والمراد العشاء. قاله السندي.
(1) حديث شبه موضوع. ميناء - وهو ابن أبي مينا الخراز - قال الدارقطني: متروك، وكذبه أبو حاتم، وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال العقيلي: روى عنه همامُ بنُ نافع (والد عبد الرزاق) أحاديث مناكير لا يتابع منها على شيء. وبقية رجاله ثقات، عبد الرزاق: هو ابن همام بن نافع الصنعاني.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف " (20646) مطولاً بذكر الاستخلاف بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1183) ، والطبراني في "الكبير" (9970) .
وأورده الهيثمي في "المجمع " 5/185، مطولاً، وقال: رواه الطبراني، وفيه ميناء، وهو كذاب، ثم أورده مختصراً 9/22، وقال: رواه أحمد، وفيه ميناء بن أبي ميناء، وثقه ابن حبان، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
وأورده ابن كثير في "التفسير" 4/166، وقال: غريب جداً، وأحر به ألا يكون محفوظاً.
وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات "، ونقله عنه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" 1/377، فتعقبه السيوطي بأن ميناء تابعه أبوعبد الله الجدلي عند الطبراني. =(7/322)
4295 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْظُرَ، فَأُحَرِّقَ عَلَى قَوْمٍ بُيُوتَهُمْ، لَا يَشْهَدُونَ الْجُمُعَةَ " (1)
4296 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ الْعَبْسِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ،
__________
= قلنا: هذا التعقب لا قيمة له، وهذه المتابعة لا يُفرح بها، فهي عند الطبراني في "الكبير" (9969) من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي، عن حرب بن صبيح، عن سعيد بن مسلم، عن أبي مرة الصنعاني، عن أبي عبد الله الجدلي، عن ابن مسعود، به، مطولاً.
ويحيى بن يعلى الأسلمي، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: مضطرب الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الأشياء المقلوبة، وحرب بن صبيح وأبو مرة الصنعاني ليس لهما ترجمة في كتب الجرح والتعديل.
وقد أورده الهيثمي في "المجمع " 8/314-315، وقال: رواه يحيى بن يعلى الأسلمي، وهو ضعيف. ولم يذكر عن حرب بن صبيح وأبي مرة الصنعاني شيئاً.
وقال ابن كثير في "تفسيره " 4/166، وقال: وهذا إسناد غريب، وسياق عجيب.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم، معمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف " (5170) .
وسلف برقم (3743) دون ذكر الجمعة، وبرقم (3816) بذكرها.(7/323)
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ الْجِنِّ تَخَلَّفَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ وَقَالَا: نَشْهَدُ الْفَجْرَ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَعَكَ مَاءٌ؟ " قُلْتُ: لَيْسَ مَعِي مَاءٌ، وَلَكِنْ مَعِي إِدَاوَةٌ فِيهَا نَبِيذٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ " فَتَوَضَّأَ (1)
4297 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ فِتْيَانِي، فَيَحْزِمُوا حَطَبًا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد مولى عمرو بن حريث، وقد تقدم الكلام عليه في الرواية المتقدمة برقم (3810) ، وبافي رجاله ثقات رجال الصحيح.
سفيان: هو الثوري، وأبو فزارة العبسي: هو راشد بن كيسان.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف " (693) ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (384) ، والطبراني في "الكبير" (9963) ، والبيهقي في "السنن " 1/9.
وأخرجه الشاشي (827) و (828) ، وابن عدي في "الكامل " 7/2746 من طريقين، عن سفيان، به.
وانظر (3782) .
قال السندي: قوله: تخلف منهم، أي: من الجن، رجلان: ظاهره أن إطلاق الرجل لا يختص ببني آدم، ويحتمل أن المراد شخصان.
قوله: فتوضأ: قد سبق ما يتعلق به، وقال الحافظ ابن حجر: أطبق علماء السلف على تضعيف هذا الحديث، وقيل: منسوخ بآية التيمم، لأنها بعده بلا خلاف. قلت: ولعلمائنا الحنفية فيما ذكره مقال، لكن الإنصاف أن ما ذكر أقرب، والحق أحق بالاتباع.(7/324)
يَؤُمُّ بِالنَّاسِ، فَأُحَرِّقَ عَلَى قَوْمٍ بُيُوتَهُمْ، لَا يَشْهَدُونَ الْجُمُعَةَ " (1)
4298 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ مَرَّةً، فَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَثَوَّبَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْوَلِيدُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ أَجَاءَكَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَمْرٌ فِيمَا فَعَلْتَ، أَمِ ابْتَدَعْتَ؟ قَالَ: " لَمْ يَأْتِنِي أَمْرٌ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَمْ أَبْتَدِعْ وَلَكِنْ أَبَى الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا، وَرَسُولُهُ أَنْ نَنْتَظِرَكَ بِصَلَاتِنَا، وَأَنْتَ فِي حَاجَتِكَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن خالد - وهو
ابن عبيد القرشي الصنعاني -، ورباح - وهو ابن زيد القرشي - فمن رجال أبي داود والنسائي، وهما ثقتان. معمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وقد سلف برقم (3743) دون ذكر الجمعة، وبرقم (3816) و (4295) بذكرها.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن خالد - وهو الصنعاني -، ورباح - وهو ابن زيد الصنعاني - فمن رجال أبي داود والنسائي، وهما ثقتان. عبد الله بن عثمان: هو ابن خثيم المكي، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وقد صح سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لهذا الحديث من أبيه، فيما قاله ابن المديني، ونقله عنه الحافظ في "التهذيب " 6/216، وأمير المؤمنين هنا: هو عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وأخرجه البيهقي في "السنن " 3/124، وفي "الدلائل " 6/397 من طريق داود بن عبد الرحمن المكي، عن عبد الله بن عثمان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (3790) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9500) عن معمر، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن القاسم بن عبد الرحمن، =(7/325)
4299 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ، فَأَمَرَ ابْنَ مَسْعُودٍ أَنْ يَأْتِيَهُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، فَجَاءَهُ (1) بِحَجَرَيْنِ وَبِرَوْثَةٍ، فَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ: " إِنَّهَا رِكْسٌ، ائْتِنِي بِحَجَرٍ " (2)
__________
= مرسلاً، لم يذكر عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 1/324، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات. قلنا: لم يذكر أنه عند الطبراني مرسل.
وانظر (3790) و (3889) .
(1) في (ق) : فأتاه.
(2) حديث صحيح دون قوله: "ائتني بحجر"، وهذه الزيادة تصح إن ثبت سماع أبي إسحاق - وهو السَبيعي - لهذا الحديث من علقمة بن قيس - وهو النخعي -، وقد أثبته الكرابيسي فيما نقله الحافظ ابن حجر في "الفتح " 1/257، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: أبو إسحاق لم يسمع من علقمة شيئاً. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. معمر: هو ابن راشد.
وأخرجه الطبراني (9951) ، والدارقطني في "السنن " 1/55، والبيهقي في "السنن " 1/103 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/122 من طريق زهير بن عباد الرؤاسي، عن يزيد بن عطاء، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود قالا: قال ابن مسعود، فذكر نحوه. قلنا: علقمة هنا قد توبع بالأسود، وقد سمع منه أبو إسحاق السبيعي، لكن يزيد بن عطاء الوارد في إسناد الحديث مختلف فيه، وقال الحافظ في "التقريب ": لين الحديث، ثم إن الطحاوي لم يذكر لفظ الحديث، ليعلم هل فيه زيادة: "ائتني بحجر" أم لا، بل قال: فذكر نحوه. =(7/326)
4300 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " مَا صُمْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعًا، وَعِشْرِينَ أَكْثَرَ مِمَّا صُمْتُ مَعَهُ ثَلَاثِينَ " (1)
__________
= وقد أورد الحافظ ابن حجر هذا الحديث بهذه الزيادة في " الفتح " 1/257، وقال: ورجاله ثقات أثبات، وقد تابع عليه معمراً أبو شيبة الواسطي (هو إبراهيم بن عثمان) ، وهو ضعيف أخرجه الدارقطني (هو عنده في "السنن " 1/55) ، وتابعهما عمار بن رزيق أحد الثقات، عن أبي إسحاق، وقد قيل: إن أبا إسحاق لم يسمع من علقمة، لكن أثبت سماعه لهذا الحديث منه الكرابيسي، وعلى تقدير أن يكون أرسله عنه فالمرسل حجة عند المخالفين (يريد الطحاوي ومن هو على مذهب الإمام
أبي حنيفة) ، وعندنا أيضاً إذا اعتضد، واستدلال الطحاوي (يعني لعدم اشتراط الثلاثة) فيه نظر بعد ذلك، لاحتمال أن يكون اكتفى بالأمر الأول في طلب الثلاثة، فلم يجدد الأمر بطلب الثالث، أو اكتفى بطرف أحدهما عن الثالث لأن المقصود بالثلاثة أن يمسح بها ثلاث مسحات، وذلك حاصل ولو بواحد.
وقال السندي: ولا يخفى أن هذه الزيادة إن ثبتت يبطل استدلالهم قطعا، لدلالتها على أنه ما اكتفى بحجرين، وقد اعتنى الحافظ ابن حجر في إثباتها. ثم ذكر كلامه المتقدم.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال دينار والد عيسى، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيسى بن دينار، فمن رجال أبي داود والترمذي، وهو ثقة، وقول محقق كتاب ابن خزيمة: إسناده صحيح، وإقرار مراجعه عليه وهم منهما.
وأخرجه أبو داود (2322) ، والترمذي (689) ، وابن خزيمة (1922) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/47، من طريق ابن أبي زائدة، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: وفي الباب عن عمر وأبي هريرة وعائشة وسعد بن أبي وقاص وابن=(7/327)
4301 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَعَكَ طَهُورٌ "، قُلْتُ: لَا، قَالَ: " فَمَا هَذَا فِي الْإِدَاوَةِ؟ "، قُلْتُ: نَبِيذٌ، قَالَ: " أَرِنِيهَا، تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ " فَتَوَضَّأَ مِنْهَا وَصَلَّى (1)
4302 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ لَنَا نِسَاءٌ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَسْتَخْصِي؟ " فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ} الْآيَةَ [المائدة: 87] " (2)
4303 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دِيَةِ الْخَطأِ
__________
= عباس وابن عمر وأنس وجابر وأم سلمة وأبي بكرة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "الشهر يكون تسعاً وعشرين ".
وقد تقدم برقم (3776) .
(1) هو مكرر (3810) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة الهمداني، إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابنُ أبي حازم.
وقد تقدم برقم (3650) و (3986) و (4113) .(7/328)
عِشْرِينَ بِنْتَ مَخَاضٍ، وَعِشْرِينَ ابْنَ مَخَاضٍ، ذَكَرًا (1) ، وعِشْرِينَ ابْنَةَ لَبُونٍ، وَعِشْرِينَ حِقَّةً، وَعِشْرِينَ جَذَعَةً " (2)
__________
(1) في (ظ 1) وهامش النسخ الأخرى: ذكوراً.
(2) إسناده ضعيف. حجاج - وهو ابن أرطاة - مدلس وقد عنعن، وخشف - وهو ابن مالك - جهله غير واحد، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة.
وأخرجه بتمامه الترمذي (1386) ، والنسائي في "المجتبى" 8/43-44، من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث ابن مسعود لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد روي عن عبد الله موقوفاً، وقد ذهب بعضُ أهل العلم إلى هذا، وهو قولُ أحمد وإسحاق.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/133، وأبو داود (4545) ، وابن ماجه (2631) ، والدارقطني في "السنن " 3/173، والبيهقي في "السنن " 8/75 من طرق عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد.
قال الدارقطني: هذا حديث ضعيف غير ثابت عند أهل المعرفة بالحديث من وجوه عدة، فذكرها.
وقال أبو داود: وهو قولُ عبد الله، وقال البيهقي: يعني إنما روي من قول عبد الله موقوفاً غير مرفوع.
قلنا: قد أخرجه موقوفاً عبد الرزاق (17238) ، وابن أبي شيبة 9/134، والطبراني في "الكبير" (9730) ، والدارقطني في "السنن " 3/173-174، من طريق سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم النخعي، عن عبد الله. وهذا إسناد صحيح، فقد مر في غير موضع أن إبراهيم النخعي إذا روى عن عبد الله دون واسطة فهو عن غير واحد عنه، وإذا سمى رجلاً فهو الذي سمع منه، وقال الدارقطني: فهذه الرواية وإن كان فيها إرسال فإبراهيم النخعي هو إعلمُ الناس بعبد الله وبرأيه وبفتياه، قد أخذ ذلك عن أخواله علقمة والأسود وعبد الرحمن ابني يزيد وغيرهم من كبراء =(7/329)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أصحاب عبد الله، وهو القائل: إذا قلت لكم: قال عبد الله بن مسعود، فهو عن جماعة من أصحابه، عنه، وإذا سمعته من رجل واحد سميته لكم، ثم قال: الخبر المرفوع الذي فيه ذكر بني المخاض لا نعلمه رواه إلا خشف بن مالك، عن ابن مسعود، وهو رجل مجهول، ولم يروه عنه إلا زيد بن جبير بن حرمل الجشمي، وأهلُ العلم بالحديث لا يحتجون بخبرٍ ينفرد بروايته رجل غير معروف، وإنما يثبت العلمُ عندهم بالخبر إذا كان راويه عدلاً مشهوراً، أو رجل قد ارتفع اسم الجهالة عنه، وارتفاع اسم الجهالة عنه أن يروي عنه رجلان فصاعداً، فإذا كان هذه صفته ارتفع عنه إسم الجهالة، وصار حينئذ معروفاً، فأما من لم يرو عنه إلا رجل واحد انفرد بخبر وجب التوقفُ عن خبره ذلك حتى يُوافقه غيره، والله أعلم، ثم قال: خبر خشف بن مالك لا نعلم أن أحداً رواه عن زيد بن جبير عنه إلا حجاج بن أرطاة، والحجاج فرجل مشهور بالتدليس، وبأنه يحدث عمن لم يلقه، ومن لم يسمع منه.
ثم قال الدارقطني 3/176 في هذا الحديث: رواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن حجاج، واختلف عنه، فرواه سُريج بن يونس بموافقة عبد الرحيم وعبد الواحد بن زياد، وخالفه أبو هشام الرفاعي، فرواه عنه بموافقة أبي معاوية الضرير ومن تابعه، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل دية الخطأ أخماساً لم يفسرها، فقد اختلفت الرواية عن الحجاج كما ترى، فيشبه أن يكون الصحيح أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل دية الخطأ أخماساً كما رواه أبو معاوية وحفص وأبو مالك الجنبي وأبو خالد وابن أبي زائدة في رواية أبي هشام عنه ليس فيه تفسير الأخماس لاتفاقهم على ذلك، وكثرة عددهم، وكلهم ثقات، ويشبه أن يكون الحجاج ربما كان يفسر الأخماس برأيه بعد فراغه من حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيتوهم السامع أن ذلك في حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس ذلك فيه، وإنما هو من كلام الحجاج ... إلى آخر ما ذكره الدارقطني فانظره.
وقد نقل البيهقي في "السنن " 8/75-76 كلام الدارقطني هذا مختصراً، ثم قال: وكيفما كان فالحجاج بن أرطاة غير محتج به، وخشف بن مالك مجهول، والصحيح أنه موقوف على عبد الله بن مسعود، والصحيح عن عبد الله أنه جعل أحد =(7/330)
4304 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَأَنَا الَّذِي رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي " (1)
4305 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي، قَالَ:
__________
= أخماسها بني المخاض. ثم قال: وقد اعتذر من رغب عن قول عبد الله رضي الله عنه في هذا بشيئين: أحدهما ضعف رواية خشف بن مالك، عن ابن مسعود بما ذكرنا، وانقطاع رواية من رواه عنه موقوفاً، فإنه إنما رواه إبراهيم النخعي، عن عبد الله، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، وأبو إسحاق، عن علقمة، عن عبد الله. ورواية إبراهيم، عن عبد الله منقطعة لا شك فيها، ورواية أبي عبيدة، عن أبيه لأن أبا عبيدة لم يدرك أباه، وكذلك رواية أبي إسحاق السبيعي عن علقمة منقطعة، لأن أبا إسحاق رأى علقمة، لكن ثم يسمع منه شيئاً.
قلنا: الذي أخرجه من طريق أبي إسحاق عن علقمة، عن عبد الله: ابنُ أبي شيبة 9/133، والبيهقي في "السنن " 8/74 و74-75.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6663) و (6743) و (7033) ، وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى في دية الخطأ ثلاثين ابنة مخاض، وثلاثين ابنة لبون، وثلاثين حقة، وعشر بنو لبون ذكور.
وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
(1) صحيح، زكريا والد يحيى، وهو ابن أبي زائدة - وإن سمع من أبي إسحاق - وهو السبيعي- بعد الاختلاط - متابع، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وقد تقدم برقم (3559) .(7/331)
أَخَذَ عَبْدُ اللهِ بِيَدِي، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي: فَعَلَّمَنِي التَّشَهُّدَ فِي الصَّلَاةِ: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ، وَرَسُولُهُ " (1)
4306 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي مُوسَى، وَهُمَا يَتَحَدَّثَانِ، فَذَكَرَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَبْلَ السَّاعَةِ أَيَّامٌ يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ "، قَالَ: قَالَا: الْهَرْجُ (2) : الْقَتْلُ (3)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحسن بن الحر، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو ثقة، حسين بن علي: هو الجعفي الكوفى، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/291، وابن حبان (1963) ، والطبراني في "الكبير" (9926) ، والدارقطني في "سننه " 1/352، من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (4006) من طريق زهير بن معاوية، عن الحسن بن الحر، به، وبرقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله.
(2) في هامش (س) : قالوا: ما الهرج؟ قال: القتل.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة، وسليمان: هو الأعمش، وشقيق: هو ابن سلمة. =(7/332)
4307 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَرَيْنَا لَيْلَةً مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ امْتَسَسْنَا (1) الْأَرْضَ فَنِمْنَا وَرَعَتْ رِكَابُنَا؟ قَالَ: " فَفَعَلَ "، قَالَ: فَقَالَ: " لِيَحْرُسْنَا بَعْضُكُمْ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَقُلْتُ: أَنَا أَحْرُسُكُمْ، قَالَ: فَأَدْرَكَنِي النَّوْمُ فَنِمْتُ، لَمْ أَسْتَيْقِظْ إِلَّا، وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ، وَلَمْ يَسْتَيْقِظْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِكَلَامِنَا، " فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ (2) ثُمَّ أَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
__________
= وأخرجه مسلم (2672) من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (3695) ، وبرقم (3841) .
(1) في (ص) و (ق) و (م) : أمَسَّتْنا، وقي طبعة الشيخ أحمد شاكر: امتسسنا.
(2) في (ق) و) ظ 1) : فأذن فنادى.
(3) إسناده حسن إن ثبت سماع عبد الرحمن والد القاسم - وهو ابن عبد الله بن مسعود - من أبيه، فقد سمع من أبيه شيئاً يسيراً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك - وهو ابن حرب - فمن رجال مسلم، وهو صدوق. حسين بن علي: هو ابن الوليد الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/83، والبزار (399) ، وأبو يعلى (5010) ، وابن حبان (1580) من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10349) من طريق أسباط، عن سماك، به.
وذكرنا أحاديث الباب بعد تخريج الرواية (3657) .
قوله: لو أمسَسْتَنا: من الإِمساس، أي: لو أمرتنا بالنزول عن ظهور الركاب إلى=(7/333)
4308 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ أَبِي الْوَاصِلِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لُعِنَ الْمُحِلُّ (1) ، وَالْمُحَلَّلُ لَهُ " (2)
4309 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانُوا يَقْرَءُونَ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " خَلَطْتُمْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ " (3)
__________
= الأرض لكان أحسن، أو كلمة: " لو " للتمني، فلا تحتاج إلى جواب. قاله السندي.
(1) في (ق) و (ظ 1) : لعن الله المُحِل.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الواصل كما قال الحسيني في "الإكمال " ص 561، ونقله عنه الحافظ في "التعجيل " ص 527 وأقره، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير زكريا بن عدي - وهو ابن الصلت التيمي - فمن رجال مسلم، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، عبيد الله: هو ابن عمرو الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري.
وأخرجه أبو يعلى (5054) ، والشاشي (862) ، والبغوي في "شرح السنة" (2293) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4283) .
(3) إسناده حسن، يونس بن أبي إسحاق مختلف فيه، وضعف أحمد حديثه عن أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. =(7/334)
4310 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ " (1)
__________
= وأخرجه البزار (488) "زوائد"، وأبو يعلى (5006) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام " (254) ، والبزار (488) " زوائد "، وأبو يعلى (5397) ، والدارقطني في "السنن " 1/341، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام " (449) من طريقين عن يونس بن أبي إسحاق، به.
قال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا يونس.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 2/110، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي داود (826) ، والترمذي (312) ، والنسائي 2/140-141، وابن حبان (1849) ، سيرد 2/240 و284 و285 و301 و487.
وعن عمرانَ بن حُصين عند مسلم (398) ، وصححه ابن حبان (1845) ، وسيرد في "المسند" 4/426 و431.
وعن أنس بن مالك عند الدارقطني 1/340، وابن حبان (1844) .
(1) حديث صحيح، حجاج - وهو ابن أرطاة، وإن ضعيفاً - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون، وفضيل: هو ابن عمرو الفقيمي، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5289) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/89 عن أبي خالد الأحمر، عن حجاج، به، موقوفاً.
وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (91) (147) و (149) ، والترمذي (1999) ، =(7/335)
4311 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَا وَعَمِّي بِالْهَاجِرَةِ، قَالَ: فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَقُمْنَا خَلْفَهُ، قَالَ: فَأَخَذَنِي بِيَدٍ، وَأَخَذَ عَمِّي بِيَدٍ، قَالَ: ثُمَّ قَدَّمَنَا حَتَّى جَعَلَ كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا عَلَى نَاحِيَةٍ، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً " (1)
4312 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، كَانَ فِي مَمْلَكَتِهِ، فَتَفَكَّرَ (2) ، فَعَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مُنْقَطِعٌ عَنْهُ، وَأَنَّ مَا هُوَ فِيهِ قَدْ شَغَلَهُ عَنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ، فَتَسَرَّبَ فَانْسَابَ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ قَصْرِهِ، (3)
__________
= وابن خزيمة في "التوحيد" ص 384، وأبو عوانة 1/31، وابن حبان (5466) ، وابن منده في "الإيمان " (540) و (541) ، والحاكم 4/181، والبيهقي في "الآداب " (591) من طريق أبان بن تغلب، عن فضيل، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وقد سلف برقم (3913) .
(1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (4386) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وسيرد تخريجه في الرواية الآتية المطولة برقم (4386) .
(2) في هامش (س) : يتفكر (خ) 0 (3) في هامش (س) : فتسور (خ) .(7/336)
فَأَصْبَحَ فِي مَمْلَكَةِ غَيْرِهِ، وَأَتَى سَاحِلَ الْبَحْرِ، وَكَانَ (1) بِهِ يَضْرِبُ اللَّبِنَ بِالْأَجْرِ، فَيَأْكُلُ وَيَتَصَدَّقُ بِالْفَضْلِ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ، حَتَّى رَقِيَ أَمْرُهُ إِلَى مَلِكِهِمْ، وَعِبَادَتُهُ وَفَضْلُهُ، فَأَرْسَلَ مَلِكُهُمْ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ، فَأَعَادَ (2) ، ثُمَّ أَعَادَ إِلَيْهِ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ، وَقَالَ: مَا لَهُ وَمَا لِي؟ قَالَ: فَرَكِبَ الْمَلِكُ، فَلَمَّا رَآهُ الرَّجُلُ وَلَّى هَارِبًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْمَلِكُ رَكَضَ فِي أَثَرِهِ، فَلَمْ يُدْرِكْهُ، قَالَ: فَنَادَاهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ مِنِّي بَأْسٌ، فَأَقَامَ حَتَّى أَدْرَكَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللهُ؟ قَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، صَاحِبُ مُلْكِ كَذَا وَكَذَا، تَفَكَّرْتُ فِي أَمْرِي، فَعَلِمْتُ أَنَّ مَا أَنَا فِيهِ مُنْقَطِعٌ، فَإِنَّهُ (3) قَدْ شَغَلَنِي عَنْ عِبَادَةِ رَبِّي، فَتَرَكْتُهُ وَجِئْتُ هَاهُنَا أَعْبُدُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: مَا أَنْتَ بِأَحْوَجَ إِلَى مَا صَنَعْتَ مِنِّي، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ، فَسَيَّبَهَا، ثُمَّ تَبِعَهُ، فَكَانَا جَمِيعًا يَعْبُدَانِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَدَعَوَا اللهَ أَنْ يُمِيتَهُمَا جَمِيعًا، قَالَ: فَمَاتَا " قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَوْ (4) كُنْتُ بِرُمَيْلَةِ مِصْرَ، لَأَرَيْتُكُمْ قُبُورَهُمَا بِالنَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (5)
__________
(1) في (ق) : فكان.
(2) في (ظ1) : فأعاد الرسول.
(3) في (ق) و (ظ 1) : وأنه.
(4) في هامش (س) : فلو. (خ) .
(5) إسناده ضعيف، يزيد بن هارون سمع من المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عُتبة - بعد الاختلاط، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه إلا شيئاً يسيراً. =(7/337)
4313 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ لِمِيقَاتِهَا "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بِرُّ الْوَالِدَيْنِ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، قَالَ:
__________
= وأخرجه أبو يعلى (5015) و (5383) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/218، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، وفي إسنادهما المسعودي، وقد اختلط.
قوله: فتسرب: السارب: الذاهب على وجه الأرض، فلعل المراد أنه أراد الذهاب على وجه الأرض، أو هو على ظاهره، وقوله: فانساب تفسيرٌ له، أي: مشى مسرعاً.
اللبِن: في "القاموس ": اللَّبِن، ككتف: المضروب من الطين مربعاً، وكإبل لغة.
بالأجرة: أي: بالكراء.
رَقِي، بكسر القاف، أي: ارتفع واشتهر.
فسَيبَها، بتشديد الياء، أي: تركها. قاله السندي.
رُمَيْلَة مصر: قال الشيخ أحمد شاكر: هي ميدان تحت قلعة الجبل، كانت ميدان أحمد بن طولون، وبها كانت قصورُه وبساتينه، وهي المعروفة الآن باسم ميدان صلاح الدين، وباسم المنشية بالقاهرة. انظر "النجوم الزامرة" 4/49.
قوله: قبورهما: قال السندي: هو من قبيل قوله تعالى: (فقد صَغَتْ قُلُوبكما) {التحريم: 4} وهذه هي اللغة المشهورة، وقال أبو البقاء: القياس: قبريهما، ولكنه جُمع إما لأن التثنية جمعٌ، وإمَّا لأن كل ناحيةٍ من نواحي القبر قبر. انتهى.(7/338)
فَسَكَتُّ (1) ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَزَادَنِي (2)
4314 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا مُسْلِمَيْنِ مَضَى لَهُمَا ثَلَاثَةٌ مِنْ أَوْلَادِهِمَا، لَمْ يَبْلُغُوا حِنْثًا، كَانُوا لَهُمَا حِصْنًا حَصِينًا مِنَ النَّارِ "، قَالَ: فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَضَى لِي اثْنَانِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " وَاثْنَانِ "، قَالَ: فَقَالَ أُبَيٌّ أَبُو الْمُنْذِرِ سَيِّدُ الْقُرَّاءِ: مَضَى لِي وَاحِدٌ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَوَاحِدٌ، وَذَلِكَ فِي الصَّدْمَةِ الْأُولَى " (3)
4315 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) في (س) و (ظ 1) : فأسكُت. قال السندي: قوله: قال: فأسكت: مضارع وقع موقع الماضي، أي: فسكت.
(2) حديث صحيح، المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن سمع منه يزيد وأبو النضر بعد الاختلاط - متابع بشعبة في الرواية (4186) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس.
وسلف برقم (3890) و (3973) و (3998) و (4186) و (4223) و (4243) و (4285) و (4313) .
(3) هو مكرر (4077) و (4079) .(7/339)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَزُولُ (1) رَحَى الْإِسْلَامِ عَلَى رَأْسِ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ هَلَكُوا فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإِنْ بَقُوا بَقِيَ لَهُمْ دِينُهُمْ سَبْعِينَ عَامًا " (2)
4316 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ أَبِي: " شُعْبَةُ رَفَعَهُ وَأَنَا لَا أَرْفَعُهُ لَكَ " فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25] قَالَ: " لَوْ أَنَّ رَجُلًا هَمَّ فِيهِ بِإِلْحَادٍ وَهُوَ بِعَدَنِ أَبْيَنَ لَأَذَاقَهُ اللهُ عَذَابًا أَلِيمًا " (3)
4317 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ تَرَ مِنْ أُمَّتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: " هُمْ غُرٌّ مُحَجَّلُونَ، بُلْقٌ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ " (4)
__________
(1) في (ظ 1) : تدور.
(2) هو مكرر (3707) سنداً ومتناً.
(3) هو مكرر (4071) سنداً ومتناً.
(4) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون، وزر: هو ابن حبيش الأسدي. =(7/340)
4318 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: " أَجَلْ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ " (1)
4319 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ مَسْرُوقًا، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَحْبِسُوا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 1/6، وأبو يعلى (5300) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3820) .
(1) هو مكرر (3712) سنداً ومتناً.(7/341)
ثَلَاثٍ فَاحْبِسُوا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ الظُّرُوفِ فَانْبِذُوا فِيهَا، وَاجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف فرقد السَّبَخي، وجابربن يزيد: هكذا ورد غير منسوب، ولعله الجعفي، وهو ضعيف أيضاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، مسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه مطولا ومختصراً أبو يعلى (5299) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/228، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 4/26-27، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه فرقد السبخي، وهو ضعيف.
وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً ابن ماجه (1571) و (3388) ، وأبو يعلى (5079) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/185، والشاشي (397) ، وابن حبان (981) ، والطبراني في "الكبير" (10304) ، وابن عدي 1/351، والبيهقي في "السنن " 4/77 و8/311، من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن جريح، عن أيوب بن هانىء، عن مسروق بن الأجدع، به. وابن جريج قد عنعن، وأيوب بن هانىء ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: شيخ صالح، وقال الدارقطني: يعتبر به، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال ابن عدي: لا أعرفه. وقال ابن عدي في "الكامل " 1/351 في هذا الحديث: وهذا في كتب ابن جريج مرسل، وهذا حديث لا يساوي شيئاً.
وأخرجه بنحوه مطولاً عبد الرزاق في "المصنف " (6714) عن ابن جريج، قال: حدثت عن مسروق بن الآجدع، به. يعني أن ابن جريج أسقط هانىء بن أيوب.
وله شاهد من حديث بريدة عند مسلم (1977) (37) ، سيرد 5/350 و355 و356.
وآخر من حديث علي تقدم برقم (1236) .(7/342)
4320 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ، يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ " (1)
4321 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ الْبَطِينُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: مَا أَخْطَأَنِي، أَوْ قَلَّمَا أَخْطَأَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ خَمِيسًا - قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ: عَشِيَّةَ خَمِيسٍ - إِلَّا أَتَيْتُهُ، قَالَ: " فَمَا سَمِعْتُهُ لِشَيْءٍ قَطُّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ عَشِيَّةٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: - قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: فَنَكَسَ، قَالَ: " فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، وَهُوَ قَائِمٌ مَحْلُولٌ أَزْرَارُ قَمِيصِهِ، قَدِ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ، وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، فَقَالَ: أَوْ دُونَ ذَاكَ، أَوْ فَوْقَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. معاذ بن معاذ: هو ابن نصر العنبري، وسفيان بن سعيد: هو الثوري، وعبد الله بن السائب: هو الكوفي الكندي، وزاذان: هو أبو عمر الكندي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/43، وفي "الكبرى" (1205) من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3666) .(7/343)
ذَاكَ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَاكَ، أَوْ شَبِيهًا بِذَاكَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ بن نصر العنبري، وابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وابن عون: هو عبد الله البصري، ومسلم البطين: هو ابن عمران، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك، وعمرو بن ميمون: هو الأودي.
وأخرجه ابن ماجه (23) ، والشاشي (668) من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح، احتج الشيخان بجميع رواته.
وأخرجه الدارمي 1/83، والطبراني في "الكبير" (8617) ، والحاكم 1/111 من طريقين، عن ابن عون، به. (وقد سقط من مطبوع الطبراني: "عن أبيه ") .
وأخرجه الطيالسي (326) ، والشاشي (667) ، والطبراني في "الكبير" (8612) ، والرامهرمزي (734) من طريق المسعودي، والرامهرمزي (734) أيضاً من طريق ابن أبي عدي شيخ أحمد، والحاكبم 3/314 من طريق أبي العميس، والطبراني في "الكبير" (8615) من طريق سنة بن فسلم، و (8616) من طريق عمار الدهْني، خمستهم عن مسلم البطين، عن عمرو بن ميمون، عن ابن مسعود. وليس في الإسناد: إبراهيم التيمي، عن أبيه، ومسلم البطين يروي مباشرة عن عمرو بن
ميمون، فيكون إسناد الإمام أحمد من المزيد في متصل الأسانيد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقد سلف برقم (3670) و (4015) ، وسيأتي برقم (4333) .
قوله: ما أخطأني، أي: ما فاتني لقاؤه.
إلا أتيته: استثناء من أعم الأحوال بتقدير "قد"، وهذا الاستثناء من قبيل: (لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى) [الدخان: 56] ، إذ معلوم أنه لا تفوته الملاقاة حالَ إتيانه إياه، فهذا تأكيد للزوم الملاقاة في عشية كل خميس، ويحتمل أن المراد بيان أن ابن مسعود كان يجيئه، فإن كان ما جاءه يوماً أتاه هو فيه. =(7/344)
4322 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُورَةَ الْأَحْقَافِ، وَأَقْرَأَهَا آخَرَ، فَخَالَفَنِي فِي آيَةٍ مِنْهَا، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ؟ قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: لَقَدْ أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَكَذَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تُقْرِئْنِي كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: " بَلَى "، قَالَ الْآخَرُ: أَلَمْ تُقْرِئْنِي كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: " بَلَى " فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الرَّجُلُ الَّذِي عِنْدَهُ: لِيَقْرَأْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا كَمَا سَمِعَ، فَإِنَّمَا هَلَكَ أَوْ أُهْلِكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالِاخْتِلَافِ، فَمَا أَدْرِي، أَأَمَرَهُ بِذَاكَ، أَوْ شَيْءٍ قَالَهُ مِنْ قِبَلِهِ (1)
4323 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْجَمِيعِ تَفْضُلُ
__________
= لشيء: أي: في شيء.
فنكس: أي: طأطأ رأسه وخَفَضَه. قاله السندي.
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً.
وهو مكرر (3992) و (3993) ، وسلف برقم (3724) .(7/345)
صَلَاةَ الرَّجُلِ، وَحْدَهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ صَلَاةً، كُلُّهَا مِثْلُ صَلَاتِهِ " (1) قَالَ عَفَّانُ: بَلَغَنِي، أَنَّ أَبَا الْعَوَّامِ وَافَقَهُ
4324 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مِثْلَهُ (2)
4325 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِهِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم، وأبو داود - وهو سليمان بن داود الطيالسي - من رجال مسلم أيضاً، لكنه متابع بعفان، وهو ابن مسلم الصفار، همام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، ومُوَرِّق العجلي: هو ابن مشمرج.
وأخرجه البزار (457) من طريق أبي داود، بهذا الإسناد. بلفظ: أربع وعشرين ضعفاً.
وأخرجه الشاشي (703) و (705) من طريقين عن عفان، به.
وهو مكرر (4159) ، وسلف برقم (3564) . وانظر (4158) و (4159) .
(2) صحيح، وهذا اسناد ضعيف لانقطاعه، قتادة - وهو ابن دعامة السدوسي - لم يسمع من أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فيما ذكر ابنُ أبي حاتم في "المراسيل " (142) ، ولم يتفطن الشيخ أحمد شاكر إلى انقطاعه، فذكر أن قتادة سمعه من مُوَرِّق عن أبي الأحوص، ومن أبي الأحوص نفسه، فرواه على الوجهين. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وسلف بإسناد صحيح برقم (4158) و (4159) و (4323) .
وانظر (3564) .(7/346)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقِيتُ امْرَأَةً فِي حُشٍّ بِالْمَدِينَةِ، فَأَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ الْجِمَاعِ، فَنَزَلَتْ: " {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا} [هود: 114] " (1)
4326 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، أبو قَطَن: هو عمرو بن الهيثم بن قَطن البصري، وشعبة: هو ابن الحجاج، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وخاله: هو الأسود بن يزيد ورد مصرحاً به في مصادر التخريج، وروي الحديث من طريقه في الروايات السابقة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7320) ، والطبري في "التفسير" (18674) من طريق أبي قَطَن، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2763) (43) ، والنسائي في "الكبرى" (7321) ، والطبري في "التفسير" (18672) من طريق الحكم بن عبد الله العجلي، عن شعبة، به. وفيه التصريح بأن خاله هو الأسود.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7319) من طريق سعيد بن الربيع، والطبري في "التفسير" (18673) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن شعبة، به، ولم يرد عندهما التصريح باسم خال إبراهيم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7322) من طريق أسباط، عن سماك، عن إبراهيم، عن الأسود، به.
وتقدم برقم (3653) .
قوله: في حُشِّ: قال ابنُ الأثير: الحشُّ: موضع قضاء الحاجة، وأصله البستان لأنهم كثيراً ما يتغوطون في البساتين. قال السندي: وقد سبق من روايات الحديث ما يدل على أن المراد هاهنا البستان.(7/347)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَتَى لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالَ: " مَنْ يَذْكُرُ مِنْكُمْ لَيْلَةَ الصَّهْبَاوَاتِ؟ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَنَا، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَإِنَّ فِي يَدِي لَتَمَرَاتٍ أَتَسَحَّرُ بِهِنَّ، مُسْتَتِرًا مِنَ الْفَجْرِ بِمُؤْخِرَةِ رَحْلِي، وَذَلِكَ حِينَ طَلَعَ الْقُمَيْرُ (1)
4327 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، حَدَثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ عَفَّانُ: سَمِعَهُ (2) مِنْهُ ابْنُ عَبِدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ " (3)
__________
(1) هو مكرر (3565) سنداً ومتناً.
(2) في (ص) و (ق) : سمعتُه. واثبتت في هامشي (س) و) ظ 1) وعليها لفظ: "صح ".
(3) إسناده حسن، عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود صرح بسماعه لهذا الحديث من أبيه فيما قال عفان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك - وهو ابن حرب - فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو حسن الحديث إلا في روايته عن عكرمة. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه الترمذي (1206) عن قتيبة، عن أبي عوانة، به، وقال: حديث حسن صحيح. وفي الباب عن عُمر وعلي وجابر وأبي جحيفة.
وقد سلف برقم (3725) .(7/348)
4328 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ أَنْتُمْ وَرُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، لَكُمْ رُبُعُهَا، وَلِسَائِرِ النَّاسِ ثَلَاثَةُ أَرْبَاعِهَا؟ "، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَكَيْفَ أَنْتُمْ وَثُلُثَهَا؟ " قَالُوا: فَذَاكَ أَكْثَرُ قَالَ: " فَكَيْفَ أَنْتُمْ وَالشَّطْرَ؟ " قَالُوا: فَذَلِكَ أَكْثَرُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَهْلُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ أَنْتُمْ مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفًّا " (1)
__________
(1) حديث صحيح لغيره، عبد الرحمن والد القاسم - وهو ابن عبد الله بن مسعود - وإن لم يسمع من أبيه إلا شيئاً يسيرا ً- متابع، والحارث بن حصيرة مختلف فيه، فوثقه ابن معين والنسائي والعجلي وابن نمير، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال أبو داود: شيعي صدوق، وقال ابن عدي: على ضعفه يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: لولا أن الثوري روى عنه لتُرك حديثه، روى له النسائي والبخاري في "الأدب المفرد"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/471، والبزار (3534) "زوائد"، وأبو يعلى (5358) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/156، والطبراني في "الكبير" (10350) ، وفي "الأوسط " (543) ، وفي "الصغير" (82) من طريق عفان، بهذا الإِسناد. قال الطبراني في "الأوسط ": لم يرو هذا الحديث عن القاسم بن عبد الرحمن إلا الحارث، تفرد به عبد الواحد بن زياد.
وقوله: "أهل الجنة يوم القيامة عشرون ومئة صف ... "أخرجه الطبراني في " الكبير" (10398) من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن عبد الوأحد بن زياد، عن الحارث بن حصِرة، عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود. وهذه متابعة من زيد بن وهب لعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. =(7/349)
4329 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ تَرَ مِنْ أُمَّتِكَ؟، قَالَ: " غُرٌّ مُحَجَّلُونَ بُلْقٌ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ " (1)
__________
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/403، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الثلاثة، ورجالهم رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وقد وثّق. قال: هو في الصحيح باختصار.
وله شاهد من حديث بريدة بإسناد صحيح على شرط مسلم عند ابن حبان (7459) ، وأخرجه الترمذي (2546) ، وحسَن إسناده، وسيرد 5/347-355.
وآخر من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (10682) ، قال الهيثمي في "المجمع " 10/403: وفيه خالد بن يزيد الدمشقي، وهو ضعيف، وقد وثق.
وثالث لا يفرح به من حديث أبي موسى عند الطبراني في "الأوسط " (1323) ، أورده الهيثمي في "المجمع " 10/403، وقال: وفيه سويد بن عبد العزيز، وهو ضعيف جداً.
وقد تقدم الحديث بنحوه برقم (3661) .
قوله: "كيف أنتم وربع أهل الجنة": قال السندي: الظاهر أنه خبر لمقدر، أي: وأنتم ربع أهل الجنة، والجملة حال، ونَصَبَه بعضُهم على أن الواو بمعنى مع، ولعل المعنى: مع كونهم ربع أهل الجنة.
قوله: "لكم ربعها": تفصيل لكونهم ربعَ أهلِ الجنة، ولعل هذا الكلام على تقدير أنهم ربع أهل الجنة فحسب، فلا يتوهم الكذب في الخبر.
قوله: "أنتم منها ثمانون "، أي: فأنتم الثلثان. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وزر: هو ابن حبيش.
وقد سلف برقم (3820) .(7/350)
4330 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً، وَلَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ " (1)
4331 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، (2) قَالَ: تَكَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ كَلِمَةً فِيهَا مَوْجِدَةٌ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ تُقِرَّنِي نَفْسِي أَنْ أَخْبَرْتُ بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَوَدِدْتُ أَنِّي افْتَدَيْتُ مِنْهَا بِكُلِّ أَهْلٍ وَمَالٍ، (3) فَقَالَ: " قَدْ آذَوْا (4) مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَبَرَ "
ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ نَبِيًّا كَذَّبَهُ قَوْمُهُ، وَشَجُّوهُ حِينَ جَاءَهُمْ بِأَمْرِ اللهِ، فَقَالَ: وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " (5)
__________
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة - فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وهو مكرر (3599) ، وسيكرر بهذا الإسناد مطولاً برقم (4412) .
وسلف بإسناد صحيح برقم (3906) دون قوله: لا ينازعني فيها أحد.
وقوله: "لا ينازعني "، أي: لا يخالفني، والمنازعة: المجاذبة في الأعيان والمعاني.
(2) في (س) و (ص) : أن ابن مسعود.
(3) في) ظ1) : بأهلي ومالي. وأثبتت في هوامش بقية النسخ.
(4) في (ق) : أوذي.
(5) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم=(7/351)
4332 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَسَأُنَازَعُ رِجَالًا، فَأُغْلَبُ عَلَيْهِمْ، فَلَأَقُولَنَّ: رَبِّ (1) أُصَيْحَابِي (2) ، أُصَيْحَابِي، فَلَيُقَالَنَّ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (3)
__________
= الصفار، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
والشطر الأول منه إلى قوله: فصبر: سلف برقم (3608) .
والشطر الثاني سلف برقم (3611) و (4203) من طريق الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، وبرقم (4057) من طريق عاصم، عن أبي وائل، به، بنحوه.
قوله: موجدة، أي: أثر غضب.
فلم تُقِرَّني: من القرار.
أن أخبرت، أي: إلى أن أخبرت.
منها، أي: من ذكر تلك الكلمة، لأنها صارت سبباً لما وجده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من التعب، أو من أن أقولها. قاله السندي.
(1) في (ق) و) ظ 1) : أي رب.
(2) في هامش (س) و (ظ 1) : أصحابي.
(3) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة - فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10409) من طريق حماد، به.
وتقدم من طريق عاصم برقم (3812) ، ومن طريق الأعمش برقم (3639) .(7/352)
4333 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: "رُبَّمَا حَدَّثَنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَكْبُو، وَيَتَغَيَّرُ (1) لَوْنُهُ، وَهُوَ يَقُولُ: هَكَذَا (2) ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ هَذَا "
4334 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنْزَلَ
__________
(1) في (س) و (ظ 1) : أو يتغير.
(2) في هامش (س) و (ظ 1) : هذا.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8623) من طريق أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8622) ، والخطيب في "الكفاية" ص 310، من طريق إسرائيل، عن أبي حصين، عن الشعبي، به.
وأخرجه الدارمي 1/84-85، والطبراني في "الكبير (8619) و (8621) من طريقين عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله.
وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل " (733) من طريق الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8626) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود.
وسلف برقم (3670) و (4015) و (4321) .(7/353)
اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً - وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً - عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ " (1)
4335 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْحِ جَبَلٍ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، وَهُمْ نِيَامٌ، قَالَ: إِذْ مَرَّتْ بِهِ حَيَّةٌ، فَاسْتَيْقَظْنَا، وَهُوَ يَقُولُ: " مَنَعَهَا مِنْكُمُ الَّذِي مَنَعَكُمْ مِنْهَا " وَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا، فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} [المرسلات: 2] ، فَأَخَذْتُهَا وَهِيَ رَطْبَةٌ بِفِيهِ، أَوْ فُوهُ رَطْبٌ بِهَا (2)
4336 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، قَالَ: فَوَلَّى عَنْهُ النَّاسُ، وَثَبَتَ مَعَهُ ثَمَانُونَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهمام: وهو ابن يحيى العوذي - وإن سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفَار، أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب السلمي، وسماعه من ابن مسعود صحيح، والمسألة مبسوطة في كتب الرجال.
وقد تقدم برقم (3578) ، وذكرنا هناك شواهده.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم، وزر: هو ابن حبيش.
وقد سلف برقم (3574) .(7/354)
وَالْأَنْصَارِ، فَنَكَصْنَا (1) عَلَى أَقْدَامِنَا نَحْوًا مِنْ ثَمَانِينَ قَدَمًا، وَلَمْ نُوَلِّهِمُ الدُّبُرَ، وَهُمُ الَّذِينَ أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةَ، قَالَ: وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ يَمْضِي قُدُمًا، فَحَادَتْ بِهِ بَغْلَتُهُ، فَمَالَ عَنِ السَّرْجِ، فَقُلْتُ لَهُ: ارْتَفِعْ رَفَعَكَ اللهُ، فَقَالَ: " نَاوِلْنِي كَفًّا مِنْ تُرَابٍ " فَضَرَبَ بِهِ وُجُوهَهُمْ، فَامْتَلَأَتْ أَعْيُنُهُمْ تُرَابًا، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ الْمُهَاجِرُونَ (2) ، وَالْأَنْصَارُ؟ "، قُلْتُ: هُمْ أُولَاءِ، قَالَ: " اهْتِفْ بِهِمْ " فَهَتَفْتُ بِهِمْ، فَجَاءُوا وَسُيُوفُهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ كَأَنَّهَا الشُّهُبُ، وَوَلَّى الْمُشْرِكُونَ أَدْبَارَهُمْ (3)
__________
(1) في هامش (س) : فركضنا. (خ) .
(2) في هامش (س) : المهاجرين، وعليها لفظ: "صح "، قال السندي: الظاهر: المهاجرون، بالرفع، فكأن النصب بتقدير: أين تراهم.
(3) إسناده ضعيف. عبد الرحمن والد القاسم - وهو ابن عبد الله بن مسعود - يترجح عدم سماعه هذا الخبر من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة، فمن رجال النسائي، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو مختلف فيه، فوثقه ابن معين والنسائي والعجلي وابن نمير، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال أبو داود: شيعي صدوق، وقال ابن عدي: على ضعفه يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: لولا أن الثوري روى عنه لترك حديثه. عفان: هو ابن مسلم
الصفار.
وأخرجه البزار (1829) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" (10351) ، والحاكم 2/117، والبيهقي في "الدلائل " 5/142، من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بقوله: الحارث وعبد الواحد (تحرف فيه إلى عبد الله) ذوا مناكير، وهذا منها، ثم =(7/355)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فيه إرسال. قلنا: عبد الواحد بن زياد ذو مناكير في روايته عن الأعمش، كما ذكر الذهبي في "الميزان " 2/672، وهذا ليس منها.
وأورده ابن كثير في "البداية والنهاية" 4/332، وقال: تفرد به أحمد.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 6/180، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة، وهو ثقة.
وفي الباب نحوه عن العباس بن عبد المطلب، تقدم برقم (1775) و (1776) ، وهوعند مسلم (1775) (76) .
وعن أبي عبد الرحمن الفهري، سيرد 5/286.
وعن يزيد بن عامر عند البخاري في " تاريخه " 8/316، والطبري في "تفسيره " (16585) .
وعن البراء بن عازب مختصراً عند البخاري (4317) ، ومسلم (1776) .
وانظر "فتح الباري " 8/29-30.
قوله: فنكصنا: قال السندي: أي: تأخرنا ورجعنا، ولا يستعمل إلا في الرجوع عن الخير، كما في "القاموس ".
قَدَماً، بفتحتين: بمعنى الرِّجْل.
قُدُماً، بضمتين: بمعنى أمام، أي: يتقدم إلى العدو.
فحادت به: أي مَيَّلَتْه.
ناولني كفاً: لا ينافيه ما جاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تناول حصيات من الأرض، ثم قال: شاهت
الوجوه، أي: قبحت، ورمى بها في وجوه المشركين، فما خلق الله منهم إنساناً إلا ملأ عينيه من تلك القبضة. وفي رواية لمسلم: قبضة من تراب من الأرض، فقيل في التوفيق: إنه يحتمل أنه رمى بذا مرة، وبالأخرى أخرى، ويُحتمل أن يكون أخذ قبضة واحدة مخلوطة من حصى وتراب، وذلك لأنه ليس فيه في تناوله بلا واسطة، فيمكن أنه ناوله ابن مسعود، فتناول بواسطته، والله تعالى أعلم.
فهتفت بهم: المشهور أن العباس هتف بهم، فيحتمل أن ابن مسعود اجتمع=(7/356)
4337 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَسَنٌ، عَنْ عَطَاءٍ، وَقَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، - قَالَ حَسَنٌ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُمْ، - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَكُونُ قَوْمٌ فِي النَّارِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونُوا، ثُمَّ يَرْحَمُهُمُ اللهُ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنْهَا، فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُونَ فِي نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ: الْحَيَوَانُ، يُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: الْجَهَنَّمِيُّونَ، لَوْ ضَافَ أَحَدُهُمْ أَهْلَ الدُّنْيَا لَفَرَشَهُمْ، وَأَطْعَمَهُمْ، وَسَقَاهُمْ، وَلَحَفَهُمْ، وَلَا أَظُنُّهُ إِلَّا قَالَ: وَلَزَوَّجَهُمْ، - قَالَ حَسَنٌ: - لَا يَنْقُصُهُ ذَلِكَ شَيْئًا " (1)
__________
= معه في الصوت ليكون أرفع.
(1) إسناده حسن، حماد بن سلمة سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وعمرو بن ميمون: هو الأودي.
وأخرجه البيهقي في "البعث " من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5338) من طريق حسن بن موسى، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (834) ، وابن حبان (7433) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (448) من طريق هدبة بن خالد، وأبو يعلى (4979) ، ومن طريقه ابن حبان (7428) من طريق أبي نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز القشيري، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 320 من طريق علي بن جرير الخراساني، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/383، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح غير عطاء بن السائب، وهو ثقة، ولكنه اختلط. =(7/357)
4338 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ " (1)
4339 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ بِالْمَوْسِمِ، فَرَاثَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي، قَالَ: فَأَرَيْتُهُمْ، فَأَعْجَبَتْنِي كَثْرَتُهُمْ وَهَيْئَتُهُمْ قَدْ مَلَئُوا السَّهْلَ وَالْجَبَلَ، - قَالَ حَسَنٌ: - فَقَالَ: أَرَضِيتَ يَا مُحَمَّدُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ لَكَ مَعَ هَؤُلَاءِ، - قَالَ عَفَّانُ، وَحَسَنٌ: فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ - سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ
__________
= وللحديث أصل في الصحيح من حديث أنس عند البخاري (6559) ، سيرد 3/133 و134 و147 و208 و269.
ومن حديث جابر عند البخاري (6558) ، ومسلم (191) .
وانظر (3595) و (4391) .
قوله: الجهنميون: قال السندي: مرفوع على الحكاية، أي: يقولون لهم: الجهنميون، وإلا لكان الوجه النصب.
لو ضاف أحدَهم: أي أحد أولئك الذين هم أدنى أهل الجنة.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم: وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري.
وتقدم برقم (3814) .(7/358)
بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَهُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " فَقَامَ عُكَّاشَةُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " (1)
4340 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ، وَهُوَ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَإِذَا ابْنُ مَسْعُودٍ يُصَلِّي، وَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ النِّسَاءَ، فَانْتَهَى إِلَى رَأْسِ الْمِائَةِ، فَجَعَلَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَدْعُو، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْأَلْ تُعْطَهْ، اسْأَلْ (2) تُعْطَهْ "، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ بِقِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ "، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، لِيُبَشِّرَهُ، وَقَالَ لَهُ: مَا سَأَلْتَ اللهَ الْبَارِحَةَ؟ قَالَ: قُلْتُ (3) : اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ مُحَمَّدٍ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ
__________
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه أبو يعلى (5340) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق حماد عن عاصم برقم (3819) ، وانظر (3806) .
(2) في هامش (س) : سل (خ) .
(3) في هامش (س) : قلت له.(7/359)
اللهُ عَنْهُ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدْ سَبَقَكَ، قَالَ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، مَا سَبَقْتُهُ إِلَى خَيْرٍ قَطُّ، إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ
(1)
4341 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا. . . فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2)
4342 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا، وَشِرَارُ النَّاسِ الَّذِينَ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ أَحْيَاءً (3) ، وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ قُبُورَهُمْ مَسَاجِدَ " (4)
__________
(1) صحيح بشواهده، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وحماد: هو ابن سلمة.
وقوله: "اللهم إني أسألك.. ".
أخرجه ابن حبان (1970) من طريق موسى بن إسماعيل، والفسوي في "المعرفة والتاريخ " 2/538 من طريق الحجاج بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وتقدم من طريق عاصم برقم (4255) ، وذكرنا هناك شواهده.
وتقدم مختصراً برقم (3662) .
(2) هو مكرر (4255) سنداً ومتناً.
(3) في (ظ1) : وهم أحياء.
(4) قوله: "إن من البيان سحراً" صحيح لغيره، وباقي الحديث حسن لغيره، =(7/360)
4343 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَعَنَ اللهُ (1) الْمُتَوَشِّمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ، وَالْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ "، ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ "، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ: إِنِّي لَأَظُنُّهُ فِي أَهْلِكَ. فَقَالَ لَهَا: اذْهَبِي فَانْظُرِي فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ. فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ فِيهِمْ شَيْئًا، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي الْمُصْحَفِ قَالَ: بَلَى قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
= وهذا إسناد ضعيف لضعف قيس، وهو ابن الربيع الأسدي، وبقية رجاله ثقات، عفان: هو ابن مسلم، وإبراهيم: هو النخعي.
وأخرجه - دون قوله: "إن من البيان سحراً " - البزار (3421) "زوائد" من طريق أبي داود، عن قيس، بهذا الإسناد. وقال: لا نعلم رواه عن الأعمش، بهذا الإسناد إلا قيس.
وتقدم دون قوله: "إن من البيان سحراً" برقم (3844) .
وقوله: "إن من البيان سحراً" له شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (5767) ، سيرد (4651) .
وآخر من حديث عمار عند مسلم (869) (47) ، سيرد 4/263.
وثالث من حديث ابن عباس تقدم بالأرقام (2424) و (2761) و (2815) و (2861) و (3026) و (3069) .
ورابع من حديث معن بن يزيد السلمي، سيرد 3/470.
قوله: الذين يتخذون قبورهم: قال السندي: الإضافة لأدنى ملابسة، أي: قبوراً تتعلق بهم كقبور أهليهم ونحو ذلك، وإلا لا يستقيم.
(1) لفظ: "الله " لم يرد في (ص) و (س) و (ظ1) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار،=(7/361)
(•) 4344 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ (1) ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ (2)
4345 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ، وَمَنْصُورٍ، وَسُلَيْمَانَ، أَخْبَرُونِي أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ
__________
= وإبراهيم: هو النخعي.
وأخرجه مسلم (2125) ، والنسائي في "المجتبى" 8/188، والشاشي (320) ، والطبراني في "الكبير" (9467) ، وأبو نعيم في " تاريخ أصبهان " 2/358 من طريق جرير بن حازم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/146-147 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله. وهذا إسناد ظاهره الانقطاع، وهو في حكم المتصل، كما ذكرنا غير مرة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/188 من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي عبيدة، عن عبد الله. وهذا إسناد منقطع، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه.
وانظر (3945) .
(1) تحرف في النسخ المطبوعة من المسند إلى: "سنان "، والتصويب من النسخ الخطية.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. شيبان: هو ابن فَرُّوخ الحبطي. وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة بن قيس النخعي.
وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.
وهو مكرر ما قبله.(7/362)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ " قَالَ زُبَيْدٌ: قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ مَرَّتَيْنِ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَعَمْ (1)
4346 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُوعَكُ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: إِنَّكَ تُوعَكُ، وَعْكًا شَدِيدًا؟ قَالَ: " إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ " قَالَ: قُلْتُ: ذَاكَ بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: " أَجَلْ، مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُصِيبُهُ مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللهُ بِهِ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ (2) وَرَقَهَا " (3)
4347 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَلْقَمَةُ، عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ بِالْهَاجِرَةِ، " فَلَمَّا مَالَتِ الشَّمْسُ، أَقَامَ الصَّلَاةَ، وَقُمْنَا خَلْفَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِي وَبِيَدِ
__________
(1) هو مكرر (3903) سنداً ومتناً.
(2) في (ظ 1) : الشجر.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان " (9772) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3618) .(7/363)
صَاحِبِي، فَجَعَلَنَا عَنْ نَاحِيَتَيْهِ، وَقَامَ بَيْنَنَا، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَصْنَعُ إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً "، ثُمَّ صَلَّى بِنَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ أَئِمَّةٌ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا، فَلَا تَنْتَظِرُوهُمْ بِهَا، وَاجْعَلُوا الصَّلَاةَ مَعَهُمْ سُبْحَةً (1)
4348 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ فَأَيُّكُمْ مَا شَكَّ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحْرَى ذَلِكَ الصَّوَابَ فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ، وَيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (4386) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه البيهقي في "السنن " 3/98 من طريق يعلى بن عبيد، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقوله: فجعلنا من ناحيتيه، وقام بيننا، تقدم بإسناد صحيح برقم (3927) .
وقوله: "إنها ستكون أئمة يؤخرون الصلاة" تقدم مرفوعاً برقم (3601) .
وسلف مختصراً برقم (4030) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عُبيد: هو ابن أبي أمية الطنَافسي، ومِسعر: هو ابن كِدام، ومنصور: هو ابن المُعتمر، وإبراهيم: هو النخَعي، وعلقمة: هو ابنُ قيس النخَعي.
وأخرجه أبو عوانة 0/202، والشاشي (304) ، والدارقطني 1/376، والبيهقي في "السنن " 2/330 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. =(7/364)
4349 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عَبْدِ اللهِ وَهُوَ يَتَغَدَّى، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ادْنُ إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ: أَوَ لَيْسَ الْيَوْمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ؟، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: " إِنَّمَا هُوَ يَوْمٌ كَانَ يَصُومُهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ رَمَضَانَ، فَلَمَّا نَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ تُرِكَ " (1)
4350 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ يَقْرَؤُهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثِنْتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ " (2)
__________
= وأخرجه مسلم (572) (90) ، والنسائي في "المجتبى" 3/28، وابن ماجه (1212) ، وأبو يعلى (5002) ، وأبو عوانة 2/200، وابن حبان (2657) و (2660) ، والطبراني في "الكبير" (9831) ، والدارقطني 1/376، والخطيب في "تاريخه " 11/57، من طرق، عن مسعر، به.
وقد سلف برقم (3566) ، وانظر أيضاً (3570) و (3602) و (3975) و (4174) .
قوله: فلينظر أحرى ذلك الصوابَ: قال السندي: الظاهر أن "الصواب " بدل من: "أحرى" لبيان أن الأحرى هو الصوابُ المتيقن، ويمكن أن يكون منصوباً بنزع الخافض، أي: أشبه ذلك بالصواب وقربه إليه، أو على أنه مفعول ثانٍ للنظر، على أنه بمعنى العلم، أي: فليعلم الأحرى أنه الصواب. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4024) ، محمد بن عبيد: هو الطنافسي.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي.
وقد سلف مطولاً برقم (3607) ، وتقدم ذكر السور التي كان يقرن بينها النبي=(7/365)
4351 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلَيُخْتَلَجَنَّ رِجَالٌ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (1)
4352 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ " (2)
__________
= صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هناك.
(1) صحيح، وهذا إسناد قوي، عبد الله بن الوليد - وهو ابن ميمون العدني - من رجال أبي داود والنسائي، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، ووثقه العقيلي والدارقطني، وصحح أحمد حديثه عن سفيان، وذكره ابن حبان في "الثقات " وقال: مستقيم الحديث، وقال البخاري: مقارب، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به!، ونقل الساجي أن ابن معين ضعفه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وقد سلف برقم (3639) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه.
وقد سلف برقم (3683) .(7/366)
4353 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ خَطَّ حَوْلَهُ، فَكَانَ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ مِثْلُ سَوَادِ النَّخْلِ، وَقَالَ لِي: " لَا تَبْرَحْ مَكَانَكَ "، فَأَقْرَأَهُمْ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَمَّا رَأَى الزُّطَّ، قَالَ: " كَأَنَّهُمْ هَؤُلَاءِ "، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَعَكَ مَاءٌ؟ ". قُلْتُ: لَا، قَالَ: " أَمَعَكَ نَبِيذٌ؟ ": قُلْتُ: نَعَمْ، فَتَوَضَّأَ بِهِ (1)
4354 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم. وأبو رافع؟ هو نفيع الصائغ.
وأخرجه الدارقطني في "السنن " 1/77، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (588) من طريق أبي سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/95، والدارقطني في "السنن " 1/77، والبيهقي في "السنن " من طريقين، عن حماد بن سلمة، به.
قال الدارقطني: علي بن زيد ضعيف، وأبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود، وليس هذا الحديث في مصنفات حماد بن سلمة، وقد رواه أيضاً عبد العزيز بن أبي رزمة، وليس هو بقوي.(7/367)
خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي (1) ، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا " (2)
4355 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، عَنْ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ شَرَعَ سُنَنَ الْهُدَى لِنَبِيِّهِ، (3) وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَإِنِّي لَا أَحْسِبُ مِنْكُمْ أَحَدًا إِلَّا لَهُ مَسْجِدٌ يُصَلِّي فِيهِ فِي بَيْتِهِ، فَلَوْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَتَرَكْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ " (4)
__________
(1) قوله: "من أمتي " ليس في (ق) و (ظ 1) .
(2) هو مكرر (4161) سنداً ومتناً، بزيادة شيخ آخر للإمام أحمد هنا هو أبو سعيد، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم.
وسلف من طريق شعبة أيضاً برقم (3909) . وانظر (3580) .
(3) في هامش النسخ: لنبيكم.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود - فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري تعليقاً، وهو ثقة، وقد اختلط، لكن سماع أبي قطن - وهو عمرو بن الهيثم البصري - منه قبل اختلاطه.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (313) ، وابن أبي شيبة 2/359، وأبو داود (550) ، وابن خزيمة (1483) من طريق وكيع، والنسائي في "المجتبى" 2/108، وفي "الكبرى" (922) من طريق عبد الله بن المبارك، والطبراني في "الكبير"=(7/368)
4356 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ، وَبِحَمْدِكَ اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ اللهُمَّ اغْفِرْ لِي سُبْحَانَكَ اللهُمَّ، وَبِحَمْدِكَ اللهُمَّ اغْفِرْ لِي سُبْحَانَكَ اللهُمَّ، وَبِحَمْدِكَ " (1)
4357 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي غَارٍ، وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا، قَالَ: فَنَحْنُ نَأْخُذُهَا مِنْ فِيهِ رَطْبَةً إِذْ خَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فَقَالَ: " اقْتُلُوهَا "، قَالَ: فَابْتَدَرْنَاهَا لِنَقْتُلَهَا فَسَبَقَتْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَقَاهَا اللهُ شَرَّكُمْ كَمَا، وَقَاكُمْ شَرَّهَا " (2)
__________
= (8604) من طريق عاصم بن علي، أربعتهم عن المسعودي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8606) من طريق علي بن خالد، عن المسعودي، عن الحكم، عن أبي الأحوص، به.
وقد سلف مطولًا برقم (3936) ، وانظر (3623) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه. أبو قطن: هو عمرو بن الهيثم البصري، وسماعه من المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - قبل اختلاطه.
وقد سلف برقم (3683) .
(2) هو مكرر (4069) سنداً ومتناً.(7/369)
4358 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَهَا فِي الصَّلَاةِ فَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ بَعْدَ الْكَلَامِ " (1)
4359 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: " رَمَى عَبْدُ اللهِ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ "، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ نَاسًا يَرْمُونَهَا مِنْ فَوْقِهَا، فَقَالَ: " هَذَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/32، ومسلم (572) (95) ، والترمذي (393) ، وابن خزيمة (1059) ، وأبو عوانة 2/302، والبيهقى فى "السنن " 2/15 و342، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق الأعمش برقم (4032) ، وانظر (3566) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وإبراهيم: هو النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي خال إبراهيم.
وأخرجه مسلم (1296) (305) ، وأبو يعلى (5195) من طريقين عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3548) و (3874) ، وسيأتي برقم (4370) .(7/370)
4360 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ، وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى حَتَّى ذَهَبَتْ فِرْقَةٌ مِنْهُ، خَلْفَ الْجَبَلِ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْهَدُوا " (1)
4361 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ، أَوْ شَقَّ الْجُيُوبَ، أَوْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ (2) " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي الكوفي.
وأخرجه مسلم (2800) (44) ، وأبو يعلى (5196) ، والطبري في "التفسير" 27/85، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/302، وابن حبان (6495) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (4270) ، وانظر (3583) .
(2) في) ظ1) : بدعوى أهل الجاهلية.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/289، ومسلم (103) (165) ، وأبو يعلى (5201) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وعند ابن أبي شيبة وأبي يعلى: "ودعا" بغير ألف قبل الواو.
وقد سلف برقم (3658) .
قال السندي: قوله: "من لطم الخدود" جَمَعَ الخدود كما جمع الجيوب لإرادة معنى الجمع في "مَنْ "، أو لأن المرادَ الجنس، كما هو المشهور في الجمع المعرف =(7/371)
4362 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي نَهْشَلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَضَلَ النَّاسَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (1) بِأَرْبَعٍ: بِذِكْرِ الْأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ، أَمَرَ بِقَتْلِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 68] ، وَبِذِكْرِهِ الْحِجَابَ، أَمَرَ نِسَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ، فَقَالَتْ لَهُ زَيْنَبُ: وَإِنَّكَ عَلَيْنَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْنَا فِي بُيُوتِنَا؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53] وَبِدَعْوَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ: " اللهُمَّ أَيِّدِ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ " وَبِرَأْيِهِ فِي أَبِي بَكْرٍ، كَانَ أَوَّلَ النَّاسِ بَايَعَهُ (2)
__________
= باللام، مثل: (لا يحل لك النساء) . والله تعالى أعلم.
(1) قوله: "رضي الله عنه لما لم يرد في (س) و (ظ 1) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، هاشم بن القاسم سمع من المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود - بعد اختلاطه، وأبو نهشل مجهول، فيما ذكر الحسيني في "الإكمال لما، وقال الذهبي: لا يعرف، وذكره ابن حبان في "الثقات "!. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البزار (2505) "زوائد"، والشاشي (555) من طريق هاشم بن القاسم،=(7/372)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بهذا الإِسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (250) ، والدولابي في "الكنى" 2/142، والشاشي (554) من طريق زيد بن الحباب، والطبراني في "الكبير" (8828) من طريق معاوية بن عمرو، ثلاثتهم عن المسعودي، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 9/67، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه أبو نهشل، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
والقسم الأول من الحديث أخرجه الطبري في "التفسير" (16306) من طريق همام بن يحيى، عن عطاء بن السائب، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: أمر عمر رحمه الله بقتل الأسارى، فأنزل الله: (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) . وهمام بن يحمى سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه.
وله شاهد مطول من حديث ابن عباس عند مسلم (1763) ، وسلف برقم (208) و (221) .
وسلف بنحوه مطولًا من حديث ابن مسعود برقم (3632) .
والقسم الثاني وهو ذكر الحجاب له شاهد من حديث عمر عند البخاري (402) و (4483) و (4790) تقدم برقم (157) و (160) و (250) .
والقسم الثالث وهو دعوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له، له شاهد من حديث ابن عمر عند الترمذي (3681) بلفظ: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك، بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب "، فكان أحبهما إليه عمر، وصححه ابن حبان (6881) ، وسيرد وآخر من حديث ابن عباس عند الترمذي (3683) ، وأحمد في "فضائل الصحابة" (311) . وفي إسناده النضر بن عبد الرحمن أبو عمر، قال الترمذي: وهو يروي مناكير من قبل حفظه.
وثالث من حديث عائشة عند ابن حبان (6882) ، وإسناده ضعيف، وقد ورد عند الحاكم 3/83، وصححه ووافقه الذهبي. =(7/373)
4363 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيَكُونُ أُمَرَاءُ بَعْدِي يَقُولُونَ، مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ " (1)
__________
= ورابع مرسل من حديث الحسن عند أحمد في "فضائل الصحابة" (338) بلفظ: "اللهم أعز الإسلام بعمربن الخطاب ".
وخامس مرسل أيضاً من حديث محمد بن سيرين عند أحمد في "فضائل الصحابة " (339) .
والقسم الرابع في كون عمر أول من بايع أبا بكر رضي الله عنهما يشهد له حديث السقيفة الطويل عند البخاري (6830) ، وسلف برقم (391) .
وقول زينب: وإنك علينا، أي: رقيب علينا. قاله السندي.
(1) إسناده قوي، عامر بن السمط روى له النسائي في مسند علي، وهو ثقة، وثقه يحيى بن سعيد القطان والنسائي، وقال ابن معين: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات "، ومعاوية بن إسحاق - وهو ابن أبي طلحة بن عبيد الله القرشي التميمي - وثقه أحمد والنسائي وابن سعد والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال أبو حاتم ويعقوب بن سفيان: لا بأس به، له في البخاري حديث واحد متابعة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء بن يسار، قال ابن سعد والبخاري فيما نقله المزي: سمع من ابن مسعود، وقد ورد التصريح بسماعه منه عند ابن حبان (177) من رواية معاذ بن معاذ، وجاء في نهايته ما نصه: قال عطاء: فحين سمعت الحديث منه (يعني من ابن مسعود) انطلقت به إلى عبد الله بن عمر ... وقول أبي حاتم في "المراسيل " ص 129: إن عطاء لم يسمع من عبد الله بن مسعود مدفوع بما ذَكَرْنا.
وأخرجه مطولاً ابن حبان (177) من طريق معاذ بن معاذ، عن عاصم بن محمد، بهذا الإسناد. =(7/374)
4364 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ الْهِلَالِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً، قَدْ سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِلَافَهَا، فَأَخَذْتُهُ، فَجِئْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَرَاهِيَةَ، قَالَ: " كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ لَا تَخْتَلِفُوا " أَكْبَرُ عِلْمِي، قَالَ مِسْعَرٌ قَدْ ذَكَرَ فِيهِ: " لَا تَخْتَلِفُوا، إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فَأَهْلَكَهُمْ " (1)
4365 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَبَسَ الْمُشْرِكُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ، أَوِ احْمَرَّتْ، فَقَالَ: " شَغَلُونَا عَنِ
__________
= وسيأتي بنحوه بإسناد صحيح برقم (4379) .
وفي الباب عن أبي هريرة مطولاً عند أبي يعلى (5902) ، وابن حبان (6658) و (6659) و (6660) ، بلفظ: ... وسيكون من بعدهم خلفاء يعملون بما لا يعلمون، ويفعلون ما لا يؤمرون.
وعن أم سلمة عند مسلم (1854) ، سيرد 6/295 و302 و305 و321، بلفظ: "سيكون أمراء تعرفون وتنكرون ".
وعن أبي سعيد الخدري مطولاً عند الطبراني في "الأوسط " فيما ذكره الهيثمي في "المجمع " 5/236-237، وقال: وفيه محمد بن علي المروزي، وهو ضعيف.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النزال بن سَبْرَةَ الهلالي فمن رجال البخاري. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وعبد الملك بن ميسرة: هو الهلالي. =(7/375)
الصَّلَاةِ الْوُسْطَى (1) ، مَلَأَ اللهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا "، أَوْ: " حَشَا اللهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا " (2)
4366 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ بِالْجِعِرَّانَةِ، ازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللهِ بَعَثَهُ اللهُ إِلَى قَوْمِهِ فَضَرَبُوهُ وَشَجُّوهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ جَبْهَتِهِ، وَيَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي إِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ جَبْهَتِهِ، يَحْكِي الرَّجُلَ، وَيَقُولُ: " رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي إِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " (3)
__________
= وقد تقدم برقم (3724) .
(1) في (ق) و (ظ 1) : عن الصلاة الوسطى صلاة العصر.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن طلحة - وهو ابن مصرف اليامي - تنحط رتبته عن درجة الصحيح، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، زبيد: هو ابن الحارث اليامي، ومرة: هو ابن شراحيل الهَمْدَاني المعروف بالطيب.
وأخرجه الترمذي (181) و (2985) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (3716) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم أبو محمد =(7/376)
4367 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فَوَجَدُوا فِي شَمْلَتِهِ دِينَارَيْنِ، فَذَكَرُوا ذَاكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " كَيَّتَانِ " (1)
4368 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَوْ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى
__________
= المؤدب البغدادي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وقد تقدم برقم (4057) .
(1) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه الطيالسي (357) ، والبزار (3652) "زوائد"، وأبو يعلى (5037) و (5115) ، وابن حبان (3263) ، والبيهقي في "الشعب " (6962) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/240، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه عاصم بن بهدلة، وقد وثقه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وسلف برقم (3914) من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم، به.(7/377)
إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ، وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ يَهُزُّهُنَّ فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. قَالَ: " فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ " تَصْدِيقًا، لِقَوْلِ الْحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ، وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1) } [الزمر: 67] إِلَى آخِرِ الْآيَةَ (2)
__________
(1) في (ق) زيادة: "والسموات مطويات بيمينه ".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبيدة السلماني: هو ابن عمرو.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات " ص 334 من طريق يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4811) ، والآجري في "الشريعة" ص 318 من طريقين عن شيبان، به.
وأخرجه البخاري (7513) ، ومسلم (2786) (20) و (22) ، والنسائي في "الكبرى" (11450) - وهو عنده في "التفسير" (470) -، وابن أبي عاصم في "السنة" (541) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 78، وابن حبان (7326) ، والآجري في "الشريعة" ص 318، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (706) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 334 من طريق جرير بن عبد الحميد، ومسلم (2786) (19) ، والترمذي (3239) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 77 من طريق فضيل بن عياض، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 335 من طريق عمار بن محمد،
ثلاثتهم عن منصور، به. زاد فضيل بن عياض وجرير بن عبد الحميد بعد قوله: فضحك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زاداً: تعجباً مما قال الحبر: تصديقاً له. وتقدم الحديث عن هذه الزيادة في الرواية (4087) .
وقد سلف برقم (3590) .(7/378)
4369 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ: فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، وَمَعْنَاهُ، وَقَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَا نَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِهِ (1)
4370 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: " رَمَى عَبْدُ اللهِ الْجَمْرَةَ (2) فِي بَطْنِ الْوَادِي ". قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ لَا يَرْمُونَ مِنْ هَاهُنَا، قَالَ: " هَذَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (3)
4371 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَمْشِي (4) ، إِذْ مَرَّ بِصِبْيَانٍ يَلْعَبُونَ، فِيهِمُ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أسود: هو ابن عامر، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وقد سلف برقم (3590) 0 وانظر (4087) .
(2) في هامش (س) : من (نسخة) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وفي سليمان بن حيان شيخ أحمد كلام خفيف لا يضر. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي خال إبراهيم.
والمراد بالجمرة جمرة العقبة.
وقد سلف برقم (3548)
(14 لفظ: "نمشي "ليس في (س) ولا (ص) .(7/379)
تَرِبَتْ يَدَاكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ "، فَقَالَ هُوَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي فَلْأَضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ يَكُ الَّذِي تَخَافُ، فَلَنْ تَسْتَطِيعَهُ " (1)
4372 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَبْعِينَ سُورَةً لَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ " (2)
4373 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِيَلِيَنِّي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَهَوْشَاتِ الْأَسْوَاقِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، ومعتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي.
وقد سلف برقم (3610) .
(2) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وزر: هو ابن حبيش، وهو مكرر (4330) وسيرد مطولاً برقم (4412) .
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (3906) دون قوله: لا ينازعني فيها أحد.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي =(7/380)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= معشر- وهو زياد بن كليب - فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وخالد: هو ابن مهران الحذاء، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5324) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (432) (123) ، وأبو داود (675) ، والترمذي (228) ، والدارمي 1/290، وأبو يعلى (5111) و (5325) ، وابن خزيمة (1572) ، وأبو عوانة 2/42، وابن حبان (2180) ، والطبراني في "الكبير" (10041) ، والبيهقي في "السنن " 3/96-97، والبغوي (821) من طرق عن يزيد بن زربع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح غريب.
وفي الباب عن أبي مسعود البدري عند مسلم (432) ، سيرد 4/122.
وعن عامر بن ربيعة عند البزار (505) ، أورده الهيثمي في "المجمع " 2/94، وقال: فيه عاصم بن عبد الله العمري، والأكثر على تضعيفه، واختلف في الاحتجاج وعن سمرة بن جندب عند البزار (506) ، أورده الهيثمي في "المجمع " 2/94، وقال: وإسناده ضعيف.
قال الخطابي في "معالم السنن " 1/184-185: إنما أمر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يليه ذوو الأحلام والنهى ليعقلوا عنه صلاته، ولكي يخلفوه في الإمامة إن حَدَثَ به حَدَثٌ في صلاته، وليرجع إلى قولهم إن أصابه سهو، أو عَرَضَ في صلاته عارض في نحو ذلك من الأمور.
قال السندي: قوله: ليليني: بكسر لامين وخفة نون بلا ياء قبلها، ويجوز إثبات الياء وتشديد النون على التوكيد، والوَلْي: القرب، والمراد بالبيان ترتيب القيام في الصفوف.
أولو الأحلام: ذوو العقول الراجحة، واحدها حالم بالكسر، لأن العقل إن رجح يتسبب للحِلْم والأناة والتثبت في الأمور. =(7/381)
4374 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، الَّذِي كَانَ يَكُونُ فِي بَنِي دَالَانَ، يَزِيدُ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى إِنْجَازٍ لَهُ - يَعْنِي سَطْحًا - فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَصَعِدْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا لَكَ، قُلْتَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَبَّأَنَا أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي النِّصْفِ مِنَ السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ، وَإِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ صَبِيحَتَهَا لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ "، قَالَ: فَصَعِدْتُ، فَنَظَرْتُ (1) إِلَيْهَا، فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ (2)
__________
= والنهَى: بضم نون، وفتح هاء، وألف، جمع نُهْية بالضم، بمعنى العقل، لأنه ينهى صاحبه عن القبيح، وقيل: ينبغي أن يراد بأولي الأحلام البالغون، على أن الأحلام جمع حُلُم بضمتين، وهو ما يراه النائم، أريد به علامة البلوغ حتى لا يلزم التكرار.
ثم الذين يلونهم: أي: يقربون منهم في هذا الوصف، قيل: هم المراهقون، ثم الصبيان المميزون، ثم النساء.
ولا تختلفوا: في القيام بغير هذا الوجه، أو في الصفوف بالتقدم والتأخر.
فتختلف: بالنصب على أنه جواب النهي، أي: بالتباغض والتعادي.
وهوشات الأسواق: اختلاطها في القيام وعدم تميز الصغير من الكبير، أو في ترك تسوية الصفوف.
(1) قوله: "فنظرت "ليس في (ص) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة أبي عقرب الأسدي، تقدم الكلام عليه برقم =(7/382)
4375 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ (1) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَتَاهُ لَيْلَةَ الْجِنِّ وَمَعَهُ عَظْمٌ حَائِلٌ، وَبَعْرَةٌ، وَفَحْمَةٌ، فَقَالَ: " لَا تَسْتَنْجِيَنَّ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا إِذَا خَرَجْتَ إِلَى الْخَلَاءِ " (2)
__________
= (3857) ، وبقية رجاله ثقات. شجاع بن الوليد: هو ابن قيس السكوني، وأبو خالد يزيد: هو ابن عبد الرحمن الدالاني الواسطي، وقوله: الذي كان يكون في بني دالان يزيد الواسطي: يريد أنه واسطي، وكان ينزل في بني دالان بن سابقة بن ناشح، فنُسب إليهم، وليس منهم.
وأخرجه أبو يعلى (5371) من طريق شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/62 عن الجعفي، عن شجاع بن الوليد، وذكره بَحْشَل في "تاريخ واسط " ص 89 عن طلق بن حبيب، عن أبي عقرب، بة.
وسلف برقم (3857) .
(1) في (ق) و) ظ 1) : حدثنا عفان، والمثبت من (س) و (ص) و"أطراف المسند" 4/194، وهو الوارد في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) صحيح، رجاله ثقات إلا أن الدارقطني قال: لا يثبت سماع عُلي بن رباح من ابن مسعود ولا يصح، ووافقه على ذلك البيهقي، وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي " 1/110: عُلَىُّ ولد سنة خمس عشرة كذا ذكر أبو سعيد بن يونس، فسماعه من ابن مسعود ممكن بلا شك، لأن ابن مسعود توفي سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين. عتاب: هو ابن زياد الخراساني أبو عمرو المروزي، وثقه =(7/383)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبو حاتم وابن سعد، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال أحمد: لا بأس به، وهو من رجال ابن ماجه، وتابعه علي بن إسحاق، وهو السلمي المروزي أبو الحسن، وهو ثقة من رجال الترمذي، عبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه الدارقطني في "السنن " 1/56، والبيهقي في "السنن " 1/109-110 من طريقين عن عبد الله بن وهب، عن موسى بن عُلَي بن رباح، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً البيهقي في "دلائل النبوة" 2/231 من طريق روح بن صلاح، عن موسى بن علي بن رباح، به.
وأخرجه أبو داود (39) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن " 1/109 عن حيوة بن شريح، والدارقطني في "السنن " 1/55-56 من طريق هشام بن عمار، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن فيروز الديلمي، عن عبد الله بن مسعود، به. قال الدارقطني: إسناد شامي ليس بثابت، وقال البيهقي: إسناد شامي غيرُ قوي. فقال ابن التركماني: ينبغي أن يكونَ هذا الإسناد صحيحاً، فإن عبد الله بن فيروز الديلمي وثقه ابن معين والعجلي، وروى
له صاحب المستدرك وأصحاب السنن الأربعة، ويحيى بن أبي عمرو وثقه يعقوب الفسوي والحاكم والعجلي، وقال ابن حنبل: ثقة ثقة ... ورواية ابن عياش عن الشاميين صحيحة، وحيوة الحمصي أخرج عنه البخاري وأبو داود.
وانظر (3782) و (4149) و (4381) الآتي.
وله شاهد دون قوله: "وفحمة" من حديث أبي هريرة عند البخاري (155) بلفظ: "ولا تأتني بعظم ولا روث "، سيرد 2/247 بلفظ: "نهى عن الروث والرمة".
وآخر من حديث جابر عند مسلم (263) ، سيي 3/343 و384.
وثالث من حديث أبي أمامة، سيرد 3/487.
ورابع من حديث رويفع بن ثابت، سيرد 4/108 و109.
وخامس من حديث خزيمة بن ثابت، سيرد 5/213 و214.
وسادس من حديث سلمان عند مسلم (262) ، سيرد 43،5/437 و439.=(7/384)
4376 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْمُخَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَحْمَسِيِّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: لَقَدْ شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ مَشْهَدًا لَأَنْ أَكُونَ أَنَا صَاحِبَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ رَجُلًا فَارِسًا، قَالَ: فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا نَبِيَّ اللهِ، وَاللهِ لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ، وَلَكِنْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَنَكُونَنَّ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَعَنْ يَمِينِكَ، وَعَنْ شِمَالِكَ، وَمِنْ خَلْفِكَ حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْكَ (1)
4377 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا لَيْلَةَ الْحَيَّةِ، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: وَمَا لَيْلَةُ الْحَيَّةِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِرَاءٍ لَيْلًا، خَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ مِنَ الْجَبَلِ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهَا،
__________
= وسابع مرسل من حديث الشعبي عند ابن أبي شيبة 1/156.
قوله: ومعه عظم حائل، أي: متغير.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. عَبِيدة بن حميد: هو الكوفي المعروف بالحذاء.
وسلف تخريجه برقم (3698) .(7/385)
فَطَلَبْنَاهَا، فَأَعْجَزَتْنَا، فَقَالَ: " دَعُوهَا عَنْكُمْ، فَقَدْ وَقَاهَا اللهُ شَرَّكُمْ، كَمَا وَقَاكُمْ شَرَّهَا " (1)
4378 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: وَقَفْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ بَيْنَ يَدَيِ الْجَمْرَةِ فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهَا قَالَ: " هَذَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَوْقِفُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ يَوْمَ رَمَاهَا "، قَالَ: ثُمَّ رَمَاهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ رَمَى بِهَا، ثُمَّ انْصَرَفَ (2)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن إسحاق - وهو محمد - صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10155) من طريق عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (10156) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل - وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي -، عن جابر - وهو الجعفي -، عن عبد الرحمن بن الأسود، به.
وعلقه البخاري (4931) بصيغة الجزم، عن ابن إسحاق، به.
وقد سلف برقم (3574) .
قوله: بحراء: المشهور أنه كان بمنى. قاله السندي.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وقد تقدم برقم (3548) . =(7/386)
4379 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الْحَارِثِ أَظُنُّهُ يَعْنِي ابْنَ فُضَيْلٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ، وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ، وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ " (1)
__________
= وقوله: بين يدي الجمرة: يعني جمرة العقبة، كا تقدم برقم (4359) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن فضيل - وهو الخطمي -، وجعفر بن عبد الله بن الحكم، وعبد الرحمن بن المسور- فمن رجال مسلم. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري. وقوله في الحارث: أظنه ابن فضيل، سيرد مجزوماً به أنه ابن فضيل في الرواية (4402) ، وكذا في مصادر التخريج. وأبو رافع: هو القبطي مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما ذكر مسلم في "صحيحه "، وقد وهم الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 4/222، فجعله
نفيعاً الصائغ.
وأخرجه مسلم (50) (80) ، وأبو عوانة 1/36، وابن منده في "الإيمان " (183) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن " 10/90 من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه مسلم (50) ، وأبو عوانة 1/35-36، والطبراني في "الكبير" (9784) ، وابن منده في "الإيمان " (184) ، من طريق عبد العزيز بن محمد، وأبو عوانه 1/36 من طريق عبد الله بن جعفر، كلاهما عن الحارث بن فضيل، به.
وسيأتي برقم (4402) ، وانظر (4363) . =(7/387)
4380 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَرِيبٍ مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ، لَيْسَ فِيهِمْ إِلَّا قُرَشِيٌّ لَا وَاللهِ مَا رَأَيْتُ صَفْحَةَ وُجُوهِ رِجَالٍ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ وُجُوهِهِمْ يَوْمَئِذٍ، فَذَكَرُوا النِّسَاءَ، فَتَحَدَّثُوا فِيهِنَّ، فَتَحَدَّثَ مَعَهُمْ، حَتَّى أَحْبَبْتُ أَنْ يَسْكُتَ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، فَإِنَّكُمْ أَهْلُ هَذَا الْأَمْرِ، مَا لَمْ تَعْصُوا اللهَ، فَإِذَا عَصَيْتُمُوهُ بَعَثَ عَلَيْكُمْ (1) مَنْ يَلْحَاكُمْ كَمَا يُلْحَى هَذَا الْقَضِيبُ " لِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ لَحَا قَضِيبَهُ فَإِذَا هُوَ أَبْيَضُ يَصْلِدُ (2)
__________
= قال السندي: قوله: ما من نبي ... إلخ: لا بد من تخصيص الكلام بمن آمن من أمته قوم، وإلا فقد جاء أن بعضهم ما آمن به أحد، أو آمن به واحد.
ثم إنها: قال أبو البقاء: الضمير للأمة والأصحاب، أو للأنبياء لتقدم ذكر: "من نبي " ويجوز أن يكون ضميرَ القصة، كما قال تعالى: (فإنها لا تعمى الأبصار) .
خُلُوف، كعُدُول: جمع خَلْف بالسكون، كَعَدْل، والخَلْفُ: كل من يجيء بعد من مضى، إلا أنه بالتحريك في الخبر، وبالتسكين في الشر، وجمع المتحرك أخلاف، والمعنى: يجيء بعد أولئك السلف الصالح أناس لا خير فيهم. والله تعالى أعلم.
(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: إليكم.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يسمع من عم أبيه عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو محمد بن =(7/388)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مسلم الزهري.
وأخرجه أبو يعلى (5024) ، والشاشي (869) من طريق مصعب بن عبد الله الزبيري، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 5/192، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الأوسط "، ورجال أحمد رجال الصحيح، ورجال أبي يعلى ثقات.
وقال الحافظ في "الفتح " 13/116: رجاله ثقات، إلا أنه من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عم أبيه عبد الله بن مسعود، ولم يدركه، وهذه رواية صالح بن كيسان، عن عبيد الله، وخالفه حبيب بن أبي ثابت، فرواه عن القاسم بن محمد بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي مسعود الأنصاري، ولفظه: "لا يزال هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته ".. الحديث، أخرجه أحمد، وفي سماع عبيد الله من أبي مسعود نظر مبني على الاختلاف في سنة وفاته.
ثم قال الحافظ: وله شاهد من مرسل عطاء بن يسار أخرجه الشافعي والبيهقي من طريقه بسند صحيح إلى عطاء، ولفظه: "قال لقريش: أنتم أولى الناس بهذا الأمر ما كنتم على الحق، إلا إن تعدلوا عنه فتُلحون كما تُلحى هذه الجريدة".
قلنا: حديث أبي مسعود البدري، سيرد 4/118 و5/274.
ومرسل عطاء هو عند الشافعي 2/194، والبيهقي 8/144.
وفي الباب أيضاً عن معاوية عند البخاري (7139) بلفظ: "إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبَّه الله في النار على وجهه، ما أقاموا الدين ".
وعن أنس، سيرد 3/129 و183 بلفظ: "الأئمة من قريش، إن لهم عليكم حقاً، ولكم عليهم حقاً مثل ذلك، إن استرحموا فرحموا، وإن عاهدوا فوفوا، وإن حكموا فعدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ".
وعن أبي برزة بنحو لفظ حديث أنس، سيرد 4/421 و424.
قال السندي: قوله: لا والله: "لا" زائدة في القسم.
أهل هذا الأمر: أي: الإمارة. =(7/389)
4381 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُمَيْسٍ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ أَبِي (2) زَيْدٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، إِذْ قَالَ: " لِيَقُمْ مَعِي رَجُلٌ مِنْكُمْ، وَلَا يَقُومَنَّ مَعِي رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْغِشِّ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ "، قَالَ: فَقُمْتُ مَعَهُ، وَأَخَذْتُ إِدَاوَةً، وَلَا أَحْسَبُهَا إِلَّا مَاءً، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَعْلَى مَكَّةَ رَأَيْتُ أَسْوِدَةً مُجْتَمِعَةً، قَالَ: فَخَطَّ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا، ثُمَّ قَالَ: " قُمْ هَاهُنَا حَتَّى آتِيَكَ "، قَالَ: فَقُمْتُ، وَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَرَأَيْتُهُمْ يَتَثَوَّرُونَ (3) إِلَيْهِ، قَالَ: فَسَمَرَ مَعَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلًا طَوِيلًا، حَتَّى جَاءَنِي مَعَ الْفَجْرِ، فَقَالَ لِي: " مَا زِلْتَ قَائِمًا يَا ابْنَ مَسْعُودٍ؟ "، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَمْ تَقُلْ لِي: " قُمْ حَتَّى آتِيَكَ؟ " قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: " هَلْ
__________
= ما لم تعصوا الله: ظاهره أنهم إذا عصوا الله لا يستحقون الإمارة.
من يلحاكم: في "النهاية": يقال: لحوت الشجرة ولَحَيْتُها: إذا أخذت لحاءها، وهو قشرها. والمراد: من يغلب عليكم.
يصْلِدُ، كيضرب: أي: يَبْرُق ويبصُّ.
(1) تحرف في (م) إلى: أبي إَسحاق.
(2) لفظ: "أبي " سقط من (ق) و (س) و (ظ 1) ، وأثبتناه من "أطراف المسند" 4/223-224، وتقدم على الصواب في الرواية (3810) .
(3) في هامش (س) و (ظ 1) : يثبون.(7/390)
مَعَكَ مِنْ وَضُوءٍ؟ "، قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَفَتَحْتُ الْإِدَاوَةَ، فَإِذَا هُوَ نَبِيذٌ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ لَقَدْ أَخَذْتُ الْإِدَاوَةَ، وَلَا أَحْسَبُهَا إِلَّا مَاءً، فَإِذَا هُوَ نَبِيذٌ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ "، قَالَ: ثُمَّ تَوَضَّأَ مِنْهَا، فَلَمَّا قَامَ يُصَلِّي أَدْرَكَهُ شَخْصَانِ مِنْهُمْ، قَالَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَؤُمَّنَا فِي صَلَاتِنَا، قَالَ: فَصَفَّهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ لَهُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " هَؤُلَاءِ جِنُّ نَصِيبِينَ، جَاءُوا يَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ فِي أُمُورٍ كَانَتْ بَيْنَهُمْ، وَقَدْ سَأَلُونِي الزَّادَ، فَزَوَّدْتُهُمْ "، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَهَلْ عِنْدَكَ يَا رَسُولَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ تُزَوِّدُهُمْ إِيَّاهُ؟ قَالَ: فَقَالَ: " قَدْ زَوَّدْتُهُمُ الرَّجْعَةَ، وَمَا وَجَدُوا مِنْ رَوْثٍ وَجَدُوهُ شَعِيرًا، وَمَا وَجَدُوهُ مِنْ عَظْمٍ وَجَدُوهُ كَاسِيًا "، قَالَ: وَعِنْدَ ذَلِكَ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أَنْ يُسْتَطَابَ بِالرَّوْثِ، وَالْعَظْمِ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد مولى عمرو بن حريث المخزومي، وقد سلف الكلام عليه برقم (3810) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وابن إسحاق: هو محمد، قد صرح بالتحديث، وأبو فزارة: هو راشد بن كيسان العبسي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9966) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً من طريق عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي عميس، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 8/313-314، وقال: رواه أبو داود وغيره باختصار، ورواه أحمد، وفيه أبو زيد مولى عمرو بن حريث، وهو مجهول. =(7/391)
4382 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي (1) أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْ تَشَهُّدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ وَفِي آخِرِهَا، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ وَفِي آخِرِهَا، فَكُنَّا نَحْفَظُ عَنْ عَبْدِ اللهِ حِينَ أَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُ إِيَّاهُ، قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ: إِذَا جَلَسَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ، وَفِي آخِرِهَا عَلَى وَرِكِهِ الْيُسْرَى: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "، قَالَ: " ثُمَّ إِنْ كَانَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ نَهَضَ حِينَ يَفْرُغُ مِنْ تَشَهُّدِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي آخِرِهَا دَعَا بَعْدَ تَشَهُّدِهِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدْعُوَ ثُمَّ يُسَلِّمَ " (2)
__________
= وانظر (3782) و (4375) .
والنهي عن الاستطابة (أي: الاستنجاء) بالروث والعظم ورد في أحاديث صحيحة، انظر الرواية المتقدمة برقم (4375) ، والشواهد المذكورة عندها.
قوله: يتثورون إليه: أي: يقومون إليه.
قوله: الرجعة: هي الرجيع، أي: الروث، سمي بذلك لأنه رجع عن حاله الأولى بعد أن كان طعاماً أو علفاً أو غير ذلك.
(1) في (س) و (ظ 1) : حدثنا.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق- وهو محمد- وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبافي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو =(7/392)
4383 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَنِ انْصِرَافِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْأَلُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ عَنِ انْصِرَافِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ صَلَاتِهِ عَنْ يَمِينِهِ كَانَ يَنْصَرِفُ أَوْ عَنْ يَسَارِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْصَرِفُ حَيْثُ أَرَادَ، كَانَ أَكْثَرُ انْصِرَافِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ صَلَاتِهِ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ إِلَى حُجْرَتِهِ " (1)
4384 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَهُ أَنَّ الْأَسْوَدَ، حَدَّثَهُ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ عَامَّةَ مَا يَنْصَرِفُ
__________
= ابن اِبراهيبم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابن خزيمة (702) و (708) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/262 من طريق ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود.
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وقد سلف برقم (3872) ، وبنحوه من طريق الأعمش برقم (3631) .(7/393)
مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى (1) يَسَارِهِ إِلَى الْحُجُرَاتِ " (2)
4385 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ أَمِيرٌ عَلَى الْكُوفَةِ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ إِذْ نَظَرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِلَى الظِّلِّ فَرَآهُ قَدْرَ الشِّرَاكِ فَقَالَ: " إِنْ يُصِبْ صَاحِبُكُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجِ الْآنَ "، قَالَ: فَوَ اللهِ مَا فَرَغَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ مِنْ كَلَامِهِ حَتَّى خَرَجَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يَقُولُ الصَّلَاةَ (3)
4386 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
__________
(1) في هامش النسخ الخطية: عن.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وقد سلف برقم (3872) ، وبرقم (3631) وذكرت هناك شواهده.
(3) إسناده ضعيف لإبهام الشيخ الذي روى عنه محمد بن كعب القرظي. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق - وهو محمد - فقد أخرح له مسلم متابعة، والبخاري تعليقاً، وأصحاب السنن الأربعة، وهو حسن الحديث. يعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 2/183، وقال: رواه أحمد، وفيه رجل لم يُسَمَّ.(7/394)
دَخَلْتُ أَنَا وَعَمِّي عَلْقَمَةُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ بِالْهَاجِرَةِ قَالَ: " فَأَقَامَ الظُّهْرَ لِيُصَلِّيَ فَقُمْنَا خَلْفَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِي، وَيَدِ عَمِّي، ثُمَّ جَعَلَ أَحَدَنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرَ، عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ قَامَ بَيْنَنَا (1) فَصَفَفْنَا (2) خَلْفَهُ (3) صَفًّا وَاحِدًا "، قَالَ: قَالَ (4) ثُمَّ: قَالَ: " هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَصْنَعُ إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً "، قَالَ: فَصَلَّى بِنَا فَلَمَّا رَكَعَ طَبَّقَ، وَأَلْصَقَ ذِرَاعَيْهِ بِفَخِذَيْهِ، وَأَدْخَلَ كَفَّيْهِ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ، قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ أَئِمَّةٌ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَا تَنْتَظِرُوهُمْ بِهَا، وَاجْعَلُوا الصَّلَاةَ مَعَهُمْ سُبْحَةً (5)
__________
(1) قوله: "بيننا" ليس في (ق) .
(2) في هامش (س) : فصَفنا.
(3) قوله: "خلفه "ليس في (ق) .
(4) قوله: "قال " ليس في (س) .
(5) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد.
وأخرجه مطولاً بنحوه ابن أبي شيبة 1/245-246، ومسلم (534) (26) ، والنسائي في "الكبرى" (618) ، وأبو عوانة 2/164-165، وابن خزيمة في "صحيحه " (1636) ، وابن حبان (1874) ، والبيهقي في "السنن " 2/83، والحازمي في "الاعتبار" ص 82-83 من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود وعلقمة، عن ابن مسعود.
وقوله: "ستكون أئْمة ... " أخرج نحوه الطبراني في "الكبير" (10206) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله.
وقد سلف برقم (4030) ، وبنحوه (3790) و (3889) و (4347) .(7/395)
4387 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الْخَطْمِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: فَخَرَجَ عُثْمَانُ فَصَلَّى بِالنَّاسِ تِلْكَ الصَّلَاةَ رَكْعَتَيْنِ، وَسَجْدَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ عُثْمَانُ فَدَخَلَ دَارَهُ، وَجَلَسَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ وَجَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ " يَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ عِنْدَ كُسُوفِ الشَّمْسِ، وَالْقَمَرِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ قَدْ أَصَابَهُمَا، فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا إِنْ كَانَتِ الَّتِي تَحْذَرُونَ، كَانَتْ وَأَنْتُمْ عَلَى غَيْرِ غَفْلَةٍ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ كُنْتُمْ قَدْ أَصَبْتُمْ خَيْرًا، وَاكْتَسَبْتُمُوهُ " (1)
__________
= وقوله: جعل أحدنا عن يمينه والآخر عن يساره، تقدم برقم (3927) و (3928) و (4030) و (4272) و (4311) و (4347) .
والتطبيق تقدم برقم (3588) و (3927) و (3928) و (3974) و (4045) و (4053) و (4272) .
(1) إسناده ضعيف لضعف سفيان بن أبي العوجاء السلمي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق - وهو محمد - فقد روى له مسلم متابعة، والبخاري تعليقاً، وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري. وأبو شريح الخزاعي: هو صحابي أسلم يوم الفتح.
وأخرجه البزار (674) ، وأبو يعلى (5394) ، والطبراني في "الكبير (9782) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. =(7/396)
4388 - حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
__________
= وأورده الهيثمي في "المجمع " 2/207-208، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الكبير" والبزار، ورجاله موثقون.
وصلاَة الكسوف وردت من أحاديث عدد من الصحابة.
منها عن ابن عباس عند البخاري (1052) و (1059) ، ومسلم (907) ، تقدم برقم (2711) .
وعن ابن عمر عند البخاري (1042) ، ومسلم (915) ، سيرد (5883) .
وعن ابن عمرو عند مسلم (910) ، سيرد برقم (6483) و (6763) .
وعن جابر عند مسلم (904) ، سيرد 3/317-318.
وعن أبي مسعود عند البخاري (1041) ، ومسلم (911) ، سيرد 4/122.
وعن المغيرة بن شعبة عند البخاري (1043) ، ومسلم (915) ، سيرد 4/245.
وعن النعمان بن بشير، سيرد 4/267 و269.
وعن أبي بكرة عند البخاري (1040) و (1048) ، سيرد 5/37.
وعن سمرة بن جندب، سيرد 5/16.
وعن محمود بن لبيد، سيرد 5/428.
وعن عائشة عند البخاري (1044) و (1047) ، ومسلم (901) ، سيرد 6/76، 78، 164، 168.
وعن أسماء عند مسلم (905) ، سيرد 6/354-355.
قوله: ركعتين: أي: ركوعين.
فإذا رأيتموه، أي: الكسوف، قد أصابهما، أي: الشمس والقمر.
فإنها، أي: تلك الحالة.
التي تحذرون: القيامة.
كانت، أي: تحققت ووجدت القيامة. قاله السندي.(7/397)
عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ (1) " قَالَ سَعْدٌ: قُلْتُ لِأَبِي: حَتَّى يَقُومَ، قَالَ: حَتَّى يَقُومَ
4389 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ "، وَرُبَّمَا قَالَ: الْأُولَيَيْنِ (2) ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: حَتَّى يَقُومَ؟ قَالَ: حَتَّى يَقُومَ
4390 - وَحَدَّثَنَاهُ نُوحُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ (3) كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ (4) "، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: حَتَّى يَقُومَ، قَالَ: حَتَّى يَقُومَ
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سعد بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وسلف برقم (3656) ، وهناك ذكر شرحه.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، أخو سعد.
وسلف برقم (3656) .
(3) لفظ: "الأوليين " ليس في (س) و (ص) ، وثبت في هامشيهما.
(4) إسناده ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله، أبو عبيدة بن عبد الله بن=(7/398)
4391 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ حَبْوًا، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ (1) فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ (2) : اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ (3) : فَيَأْتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ (4) فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ إِلَيْهِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى، ثَلَاثًا، فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا، أَوْ عَشَرَةَ أَمْثَالِ الدُّنْيَا، قَالَ: يَقُولُ (5) : يَا رَبِّ أَتَضْحَكُ مِنِّي وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟ قَالَ: فَكَانَ
__________
= مسعود لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير نوح بن يزيد - وهو ابن سيار البغدادي - فمن رجال أبي داود، وهو ثقة.
وتقدم برقم (3656) .
(1) في (ق) : فيرجع إليه.
(2) في (س) : فيقول له.
(3) قوله: "قال " ليس في (س) .
(4) في (س) : فيرجع إليه.
(5) في هامش (س) : فيقول. (نسخة) .(7/399)
يُقَالُ: هَذَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً " (1)
4392 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ، وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ "، قَالُوا: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: " وَأَنَا إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلَيْسَ يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبِيدة السلماني: هو ابن عمرو.
وأخرجه البخاري (6571) و (7511) ، ومسلم (186) (308) ، وابن ماجه (4339) ، وأبو يعلى (5139) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 159 و317، وابن منده (842) ، وأبو عوانة 1/166، والشاشي (786) و (787) و (788) ، وابن حبان (7475) ، والطبراني في "الكبير" (10339) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (444) ، والبيهقي في "البعث " (103) ، وفي "الأسماء والصفات " ص 221، من طرق عن منصور، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3595) . وانظر (4337) .
(2) حديث صحيح، وهذا سند حسن. زياد بن عبد الله البكائي مختلف فيه، روى له البخاري حديثا واحدا متابعة، واحتج به مسلم، وقال ابن عدي: ما أرى برواياته بأساً. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الجعد رافع والد سالم فمن رجال مسلم.
وأخرجه الخلال في "السنة" (206) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3648) ، وسلف هناك شرحه.(7/400)
4393 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: وَسَمِعَ عَبْدُ اللهِ، بِخَسْفٍ قَالَ: كُنَّا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُدُّ الْآيَاتِ بَرَكَةً، وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا إِنَّا بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ مَعَنَا مَاءٌ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا مَنْ مَعَهُ " - يَعْنِي مَاءً - فَفَعَلْنَا، فَأُتِيَ بِمَاءٍ، فَصَبَّهُ فِي إِنَاءٍ، ثُمَّ وَضَعَ كَفَّيْهِ فِيهِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ قَالَ: " حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبَارَكِ، وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللهِ " فَمَلَأْتُ بَطْنِي مِنْهُ، وَاسْتَسْقَى النَّاسُ قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ (1)
__________
(1) حديث صحيح، الوليد بن القاسم بن الوليد - وإن ضعفه يحيى بن معين، وقال ابن عدي: إذا روى عن ثقة، وروى عنه ثقة فلا باس به - متابع، وقد وثقه أحمد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5372) من طريق الوليد بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3579) ، والترمذي (3633) ، وابن خزيمة (204) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1213) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1479) ، والبيهقي في "الدلائل " 4/129 و6/62، والبغوي في "شرح السنة" (3713) ، وفي "التفسير" 4/162، من طريق أبي أحمد الزبيري، وابن أبي شيبة 11/474، والدارمي 1/14-15، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/332 من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو الشيخ في "العظمة" (1212) ، وأبو نعيم في "الدلائل " 2/521، من
طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، وأبو نعيم في "الدلائل " 2/521 من طريق =(7/401)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أحمد بن خالد الوهبي، أربعتهم عن إسرائيل، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه بنحوه أبو يعلى (5373) من طريق جرير، عن منصور، به، إلا أنه لم يذكر علقمة.
وأخرجه دون ذكر تسبيح الطعام الدارمي 1/15، والبيهقي في "الدلائل " 6/11 من طريق أبي الجواب عن عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن إبراهيم، به.
وقد تقدم مختصراً برقم (3762) ، ومطولاً برقم (3807) .
وقول عبد الله بن مسعود: وقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل: له شاهد من حديث أبي الدرداء وسلمان عند البيهقي في "الدلائل " 6/63 من طريق قيس بن أبي حازم، قال: كان أبو الدرداء سلمان إذا كتب أحدهما إلى الآخر قال له: بآية الصحفة، وذلك أنهما بَيْنَا هما يأكلان في صَحْفَةٍ إذ سبحت وما فيها.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح " 6/591: قوله: كنا نعد الآيات، أي: الأمور الخارقة للعادات.
قوله: بركة، وأنتم تعدونها تخويفاً: الذي يظهر أنه أنكر عليهم عد جميع الخوارق تخويفاً، وإلا فليس جميع الخوارق بركة، فإن التحقيق يقتضي عد بعضها بركة من الله كشبع الخلق الكثير من الطعام القليل، وبعضها بتخويف من الله ككسوف الشمس والقمر، كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده "، وكأنَّ القوم الذين خاطبهم عبد الله بن مسعود بذلك تمسكوا بظاهر قوله تعالى: (وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً) ] الإسراء: 59 [، ووقع عند الإسماعيلي من طريق الوليد بن القاسم، عن إسرائيل في أول هذا الحديث: سمع عبد الله بن مسعود بخسف، فقال: كنا أصحاب محمد نعد الآيات بركة. قلنا: لم يعز الحافظ هذا الحديث إلى أحمد، وهو لفظُ حديثه هنا.
وقال السندي: قوله: كنا نعد الآيات بركة، أي: كانت تظهر من الآيات ما كان من جنس البركات، فكانوا لذلك يعدونها بركات. =(7/402)
4394 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قِتَالُ الْمُسْلِمِ أَخَاهُ كُفْرٌ، وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ " (1)
4395 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، كَأَنَّهَا تَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا، أَوْ تَصِفُهَا لِزَوْجِهَا، أَوْ لِلرَّجُلِ، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ "
" وَإِذَا كَانَ ثَلَاثَةٌ فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُ "
" وَمَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبًا لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ أَخِيهِ - أَوْ قَالَ: مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ - لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "، قَالَ:
__________
= وقوله: تخويفاً، أي: لأنها ما كانت تظهر في وقتكم إلا ما كان من نوع التخويف، فهذا بيان التفاوت بين الوقتين، وأن بركاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت فائضة على زمانه، وأن الأمر بعده قد انعكس، والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين إن ثبت سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لهذا الحديث من أبيه، فقد سمع منه شيئاً يسيراً، شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي أبو معاوية.
وقد تقدم برقم (3957) ، ويرقم (3647) ، وذكرنا هناك شواهده.(7/403)
فَسَمِعَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ هَذَا فَقَالَ: فِيَّ قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَفِي رَجُلٍ اخْتَصَمْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بِئْرٍ (1)
4396 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 14] ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ جِبْرِيلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ، يَنْتَثِرُ مِنْ رِيشِهِ التَّهَاوِيلُ: الدُّرُّ، وَالْيَاقُوتُ " (2)
4397 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وهذا الحديث في الحقيقة ثلاثة أحاديث: وأخرجه بتمامه أبو يعلى (5114) من طريق حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
والحديث الأول منه أخرجه ابن حبان (4160) من طريق حماد بن زيد، به.
وقد سلف برقم (3609) .
والأول والثاني منه أخرجهما الشاشي (538) من طريق شيبان، والطبراني في "الكبير" (10419) من طريق سليمان بن طرخان، كلاهما عن عاصم، به. والثاني وهو التناجي سلف برقم (3560) .
والثاني والثالث منه أخرجهما الطبراني في "الكبير" (10420) من طريق المسعودي، عن عاصم، به.
والثالث منه سلف برقم (3576) و (3946) .
(2) هو مكرر (3915) سنداً ومتناً.(7/404)
عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، - وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ، عَنْ حَدِيثِ عَلْقَمَةَ فَهُوَ هَذَا الْحَدِيثُ - أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، أَتَى أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ فِي مَنْزِلِهِ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: تَقَدَّمْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَإِنَّكَ أَقْدَمُ سِنًّا وَأَعْلَمُ، قَالَ: لَا، بَلْ تَقَدَّمْ أَنْتَ، فَإِنَّمَا أَتَيْنَاكَ فِي مَنْزِلِكَ، وَمَسْجِدِكَ، فَأَنْتَ أَحَقُّ، قَالَ: فَتَقَدَّمَ أَبُو مُوسَى فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: مَا أَرَدْتَ إِلَى خَلْعِهِمَا؟ أَبِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ أَنْتَ؟ " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُصَلِّي فِي الْخُفَّيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ " (1)
__________
(1) صحيح. علقمة - وإن لم يسمع منه أبو إسحاق، وهو السبيعي، كما صُرح بذلك في الحديث - تابعه أبو الأحوص، وسماع أبي إسحاق منه صحيح، وزهير - وهو ابن معاوية، وإن سمع من أبي إسحاق السبيعي بعد الاختلاط -، تابعه إسرائيل، كما سيأتي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي شيبة 2/417، وابن ماجه (1039) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/511، والطبراني في "الكبير" (9262) من طرق عن زهير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الطيالسي (395) عن زهير، عن أبي إسحاق، عمن حدثه، عن عبد الله بن مسعود.
وأخرجه مختصراً دون قوله: لقد رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي في الخفين: عبد
الرزاق (1507) ، من طريق إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، وهذه متابعة من أبي الأحوص لعلقمة، وسماع أبي إسحاق منه صحيح، وسماع إسرائيل من أبي إسحاق في غاية الإتقان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/418 عن وكيع، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن=(7/405)
4398 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ أَبِي الْأَحْوَصِ، سَمِعَهُ مِنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى رِجَالٍ
__________
= أبي الأحوص، عن ابن مسعود.
وأخرجه الشاشي (357) من طريق إسرائيل، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى في نعليه.
قلنا: أبو حمزة - وهو ميمون الأعور - ضعيف.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 2/66، وقال: رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم، ورواه الطبراني متصلاً برجال ثقات.
قلنا: الرجل الذي لم يسم عند أحمد ليس من رجال الإسناد. ورواية الطبراني المتصلة هي المختصرة المذكورة آنفاً.
وصلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الخفين والنعلين رواها عدد من الصحابة: ففي الباب عن أنس عند البخاري (386) ، ومسلم (555) ، سيرد 3/100 و166 و189.
وعن عبد الله بن عمرو، سيرد (6627) و (6660) و (6679) .
وعن أبي هريرة، سيرد 2/365 و422 و537.
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/20.
وعن مجمع بن يزيد الأنصاري، سيرد 3/480.
وعن عبد الله بن الشخير، سيرد 4/25.
وعن أوس بن أبي أوس، سيرد 4/8 و9 و10.
وعن عبد الله بن أبي حبيبة، سيرد 4/221 و334.
وعن عمرو بن حريث، سيرد 4/307.
وعن أبي بكرة، عند أبي يعلى (2633) ، والبزار (600) .(7/406)
يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ " (1)
4399 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ، قَالَ: حَجَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَأَمَرَنِي عَلْقَمَةُ أَنْ أَلْزَمَهُ، فَلَزِمْتُهُ، فَكُنْتُ مَعَهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَلَمَّا كَانَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، قَالَ: أَقِمْ، فَقُلْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّ هَذِهِ لَسَاعَةٌ مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ فِيهَا؟، قَالَ: قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يُصَلِّي هَذِهِ السَّاعَةَ إِلَّا هَذِهِ الصَّلَاةَ فِي هَذَا الْمَكَانِ مِنْ هَذَا الْيَوْمِ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: هُمَا صَلَاتَانِ تُحَوَّلَانِ عَنْ وَقْتِهِمَا صَلَاةُ الْمَغْرِبِ بَعْدَ مَا يَأْتِي النَّاسُ الْمُزْدَلِفَةَ، وَصَلَاةُ الْغَدَاةِ حِينَ يَبْزُغُ الْفَجْرُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. زهير - وهو ابن معاوية - سمع من أبي إسحاق - وهو السبيعي - بعد الاختلاط، لكن هذه الرواية هي مما انتقاه الإمام مسلم من حديثه، وهو متابع.
وأخرجه أبو يعلى (5335) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (3743) دون ذكر الجمعة، ومن طريق زهير برقم (3816) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وزهير - وهو ابن معاوية - وإن سمع من أبي إسحاق - وهو السبيعي- بعد اختلاطه، روايته هذه مما انتقاه البخاري مما صح من حديثه، ثم هومتابع.
ول خرجه البخاري (1675) ، والبيهقي في "السنن " 5/121 من طريق زهير بن معاوية، بهذا الإِسناد. =(7/407)
4400 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ حُدَيْجًا، أَخَا زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَنَحْنُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا، فِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَجَعْفَرٌ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُرْفُطَةَ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، وَأَبُو مُوسَى، فَأَتَوْا النَّجَاشِيَّ، وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَعُمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ بِهَدِيَّةٍ فَلَمَّا دَخَلَا عَلَى النَّجَاشِيِّ سَجَدَا لَهُ، ثُمَّ ابْتَدَرَاهُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَا لَهُ: إِنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي عَمِّنَا نَزَلُوا أَرْضَكَ، وَرَغِبُوا عَنَّا وَعَنْ مِلَّتِنَا، قَالَ: فَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ فِي أَرْضِكَ، فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: أَنَا خَطِيبُكُمُ الْيَوْمَ فَاتَّبَعُوهُ، فَسَلَّمَ وَلَمْ يَسْجُدْ، فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ لَا تَسْجُدُ لِلْمَلِكِ؟ قَالَ: إِنَّا لَا نَسْجُدُ (1) إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ إِلَيْنَا رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَنَا أَنْ لَا نَسْجُدَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ "، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: فَإِنَّهُمْ يُخَالِفُونَكَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأُمِّهِ؟ قَالُوا: نَقُولُ كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، هُوَ كَلِمَةُ اللهِ وَرُوحُهُ، أَلْقَاهَا إِلَى الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ الَّتِي لَمْ يَمَسَّهَا بَشَرٌ، وَلَمْ
__________
= وقد تقدم برقم (3893) و (3969) و (4293) ، وتقدم مختصراً برقم (3637) .
(1) في (ق) و (ظ 1) : لا نسجد لأحد.(7/408)
يَفْرِضْهَا (1) وَلَدٌ، قَالَ: فَرَفَعَ عُودًا مِنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْحَبَشَةِ، وَالْقِسِّيسِينَ، وَالرُّهْبَانِ، َاللهِ مَا يَزِيدُونَ عَلَى الَّذِي نَقُولُ فِيهِ مَا يَسْوَى هَذَا، (2) مَرْحَبًا بِكُمْ، وَبِمَنْ جِئْتُمْ مِنْ عِنْدِهِ، أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، فَإِنَّهُ (3) الَّذِي نَجِدُ فِي الْإِنْجِيلِ، وَإِنَّهُ الرَّسُولُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، انْزِلُوا حَيْثُ شِئْتُمْ، وَاللهِ لَوْلَا مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الْمُلْكِ لَأَتَيْتُهُ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أَحْمِلُ نَعْلَيْهِ، وَأُوَضِّئُهُ، وَأَمَرَ بِهَدِيَّةِ الْآخَرِينَ فَرُدَّتْ إِلَيْهِمَا، ثُمَّ تَعَجَّلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَتَّى أَدْرَكَ بَدْرًا، وَزَعَمَ أَنَّ: النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتَغْفَرَ لَهُ حِينَ بَلَغَهُ مَوْتُهُ (4)
__________
(1) في هامش (س) و (ظ 1) : يفترضها.
(2) في (ق) : ما سوى هذا.
(3) في هامش (س) : وإنه.
(4) إسناده ضعيف، حديج بن معاوية، قال أحمد في "العلل " (5251) : ليس لي بحديثه علم، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وليس مثل أخويه، في بعض حديثه ضعف، وقال البخاري: يتكلمون في بعض حديثه، وضعفه النسائي وابن سعد وأبو زرعة الرازي وابن ماكولا والبزار، وقال ابن حبان في "المجروحين ": منكر الحديث كثير الوهم على قلة روايته، وقال
الدارقطني: غلب عليه الوهم، وقال أبو داود: كان زهير (يعني إخاه) لا يرضى حُديجاً. ثم إنه لا يُعلم هل روى عن أبي إسحاق - وهو السَبِيعي - قبل الاختلاط أم بعده؟ ومع ذلك حسن الحافظ إسناد 5 في "الفتح " 7/189، وجوده ابن كثير في "البداية والنهاية" 3/69.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (346) ومن طريقه البيهقي في "الدلائل " 2/298 عن =(7/409)
4401 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ:
__________
= حديج بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 6/24، وقال: رواه الطبراني، وفيه حديج بن معاوية، وثقه أبو حاتم، وقال: في بعض حديثه ضعف، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: فاته أن ينسبه إلى المسند، ولم نجده عند الطبراني في "الكبير" فلعله في " الأوسط ".
قال الحافظ في "الفتح " 7/189: وقد استُشكل ذكر أبي موسى فيهم، لأن المذكور في "الصحيح " (3876) أن أبا موسى خرج من بلاده هو وجماعة قاصداً النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، فألقتهم السفينة بأرض الحبشة، فحضروا مع جعفر إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر، ويمكن الجمع بأن يكون ... وأخذ الحافظ في الجمع بين الروايتين، بما فيه شيء من التكلف، والأجود أن يقال: هذه الرواية ضعيفة لا تعارض الرواية الصحيحة عند البخاري.
وفي الباب بأطول مما هنا عن جعفر بن أبي طالب، وقد سلف برقم (1740) ، وسنده حسن.
قال السندي: قوله: فقال جعفر: أي: لمن كان معه هناك من الصحابة.
أنا خطيبكم، أي: أتكلم منكم.
وما ذاك: أي: وما سبب ما تقول.
إلى العذراء البكر: التي لم يمسها رجل.
البتول: في "النهاية": امرأة بتول: منقطعة عن الرجال، لا شهوة لها فيهم، وبها سميت مريم أم المسيحٍ عليهما السلام، وسُميِّت فاطمة البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلًا وديناً وحسباً، وقيل: لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى.
ولم يفترضها: من الافتراض، بالفاء والضاد المعجمة، والفرض: القطع، أي: لم يؤثر فيها ولد قبل المسيح.(7/410)
رَأَيْتُ رَجُلًا سَأَلَ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ، وَهُوَ يُعَلِّمُ الْقُرْآنَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: كَيْفَ تَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 15] أَذَالٌ، أَمْ دَالٌ؟ فَقَالَ: لَا، بَلْ دَالٌ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقْرَؤُهَا: {مُدَّكِرٍ} [القمر: 15] دَالًا " (1)
4402 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ يَعْنِي الْمَخْرَمِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَطُّ إِلَّا، وَلَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ حَوَارِيٌّ، وَأَصْحَابٌ يَتَّبِعُونَ أَثَرَهُ وَيَقْتَدُونَ بِهَدْيِهِ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ خَوَالِفُ أُمَرَاءُ، يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل- وهو مظفر بن مدرك الخراساني- فمن رجال النسائي، وأبي داود في كتاب "التفرد"، وهو ثقة.
وزهير - وهو ابن معاوية - وإن سمع من أبي إسحاق - وهو السبيعي - بعد الاختلاط قد انتقى البخاري روايته هذه مما صح من حديثه. الأسود بن يزيد: هو النخعي.
وأخرجه البخاري (4871) ، ومسلم (823) (280) ، والشاشي (434) ، وابن حبان (6238) ، والبغوي ني "التفسير" 6/275 من طرق عن زهير، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3755) .
(2) في الأصول التي بين أيدينا و (م) : بن أبي الحكم، وهو خطأ، والمثبت هو الصواب، كما جاء ني "أطراف المسند" 4/222.
(3) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي سعيد - وهو عبد =(7/411)
4403 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَاصِلَةَ، وَالْمَوْصُولَةَ، وَالْمُحِلَّ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمَوْشُومَةَ، وَآكِلَ الرِّبَا، وَمُطْعِمَهُ " (1)
4404 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَارِ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ: وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا فَقَرَأْتُهَا قَرِيبًا مِمَّا أَقْرَأَنِي، غَيْرَ
__________
= الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم - فقد أخرج له البخاري متابعة، وهو ثقة، إلا أنه ربما أخطأ.
وقد سلف برقم (4379) ، وانظر (4363) .
قال السندي: قوله: خوالف، أي: نفوس تخالف أمر الله وأمر رسوله.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس- وهو عبد الرحمن بن ثروان -، وهزيل - وهو ابن شرحبيل الأودي - فمن رجال البخاري. محمد بن عبد الله أبو أحمد: هو ابن الزبير الزبيري، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه بتمامه أبو يعلى (5350) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (14116) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مختصراً بذكر المحل والمحلل له الترمذي (1120) من طريق أبي أحمد الزبيري، به. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وقد تقدم برقم (4283) ، وانظر (3945) .(7/412)
أَنِّي لَسْتُ أَدْرِي بِأَيِّ الْآيَتَيْنِ خَتَمَ " (1)
4405 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَنْبَأَنَا، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَرَأَ سُورَةَ النَّجْمِ فَسَجَدَ، وَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا سَجَدَ "، إِلَّا رَجُلًا رَفَعَ كَفًّا مِنْ حَصًى، فَوَضَعَهُ عَلَى وَجْهِهِ، وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا قَالَ عَبْدُ اللهِ: " لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرًا " (2)
4406 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، (3) عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلِمَةً وَأَنَا أَقُولُ أُخْرَى: " مَنْ مَاتَ، وَهُوَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ "، وقَالَ عَبْدُ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن بحر- وهو ابن بَري - فقد روى له البخاري تعليقاً وأبو داود والترمذي، وهو ثقة. عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السبيعي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو رزين: هو مسعود بن مالك الأسدي.
وأخرجه أبو يعلى (5173) ، والطبراني في "الكبير" (10153) من طريق الأعمش، عن أبي رزين، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
وقد سلف برقم (3574) .
(2) هو مكرر (4164) . وانظر (3682) .
(3) في (ق) : عن سليمان، سمعت أبا وائل يحدث.(7/413)
اللهِ: وَأَنَا أَقُولُ مَنْ مَاتَ، وَهُوَ لَا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ (1)
4407 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُ، وَلَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، ثُمَّ تَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا، حَتَّى كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا " (2)
4408 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَا عَمِلْنَا فِي الشِّرْكِ، نُؤَاخَذُ بِهِ؟ قَالَ: " مَنْ أَحْسَنَ مِنْكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الشِّرْكِ، وَمَنْ أَسَاءَ مِنْكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، أُخِذَ بِمَا عَمِلَ فِي الشِّرْكِ وَالْإِسْلَامِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وهو مكرر (4231) .
(2) هو مكرر (4191) سنداً ومتناً.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وسليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وقد سلف من طريق شعبة برقم (4103) . وانظر (3596) .(7/414)
4409 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لَأُخْبَرُ بِجَمَاعَتِكُمْ، فَيَمْنَعُنِي الْخُرُوجَ إِلَيْكُمْ خَشْيَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَتَخَوَّلُنَا فِي الْأَيَّامِ بِالْمَوْعِظَةِ خَشْيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا " (1)
4410 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: غَدَوْنَا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَسَلَّمْنَا بِالْبَابِ، فَأُذِنَ لَنَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ الْبَارِحَةَ كُلَّهُ، فَقَالَ: " هَذًّا (2) كَهَذِّ الشِّعْرِ إِنَّا قَدْ سَمِعْنَا الْقِرَاءَةَ، وَإِنِّي لَأَحْفَظُ الْقَرَائِنَ الَّتِي كَانَ يَقْرَأُ بِهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ، وَسُورَتَيْنِ مِنْ آلِ حم " (3)
4411 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،
__________
(1) هو مكرر (4188) سنداً ومتناً.
(2) في هامش (س) : أهذّاً (نسخة) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ومهدي: هو ابن ميمون الأزدي، وواصل: هو ابن حيان الأحدب الأسدي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وقد تقدم مختصراً برقم (3999) ، وذكرنا هناك شرحه، وتتمته أيضاً برقم (3607) .(7/415)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْإِثْمِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ثُمَّ مَاذَا؟، قَالَ: " ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ " (1)
4412 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا يَافِعًا أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَدْ فَرَّا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَا: " يَا غُلَامُ، هَلْ عِنْدَكَ مِنْ لَبَنٍ تَسْقِينَا؟ "، قُلْتُ: إِنِّي مُؤْتَمَنٌ، وَلَسْتُ سَاقِيَكُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ عِنْدَكَ مِنْ جَذَعَةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ؟ " (2) قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَتَيْتُهُمَا بِهَا، فَاعْتَقَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ الضَّرْعَ، وَدَعَا، فَحَفَلَ الضَّرْعُ، ثُمَّ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِصَخْرَةٍ مُنْقَعِرَةٍ، فَاحْتَلَبَ فِيهَا، فَشَرِبَ، وَشَرِبَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ شَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: " اقْلِصْ " فَقَلَصَ، فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ؟ قَالَ: " إِنَّكَ غُلَامٌ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ومهدي هو ابن ميمون الأزدي.
وسلف من طريق واصل مطولًا برقم (4132) ، وانظر (3612) .
(2) في (ص) :العجل.(7/416)
مُعَلَّمٌ "، قَالَ: فَأَخَذْتُ مِنْ فِيهِ سَبْعِينَ سُورَةً، لَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ (1)
4413 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي، وَقَدِ اتَّخَذَ اللهُ
__________
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه ابن سعد 3/150-151، وابن أبي شيبة 7/51 و11/510 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (353) ، والفسوي 2/537، وأبو يعلى (5311) ، والشاشي (659) ، والطبراني في "الكبير" (8455) ، وأبو نعيم في "الدلائل " (233) ، وفي "الحلية" 1/125 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وقد سلف بهذا الإسناد مختصراً برقم (3599) و (4330) ، وإنظر (3598) .
قال السندي: قوله: يافعاً: هو من شارف الاحتلام ولما يحتلم.
إني مؤتمن: أي ليس المال لي بل لغيري، وقد اتخذني أميناً، فليس لي الخيانة في مال الغير.
من جَذَعة: بفتحتين.
لم ينز عليها الفحل: فإنه ليس فيها لبن حتى يكون لصاحبها.
والحديث يدل على أن ما ظهر ببركة أحد في ملك رجل آخر، فهو لمن له البركة، إذا لم يختلط بملك ذلك الرجل.
اقلص: من قلص، كضرب، أي: انقبض، وقد سبق الحديث.(7/417)
صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا " (1)
4414 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النِّسَاءَ كُنَّ يَوْمَ أُحُدٍ خَلْفَ الْمُسْلِمِينَ، يُجْهِزْنَ عَلَى جَرْحَى الْمُشْرِكِينَ، فَلَوْ حَلَفْتُ يَوْمَئِذٍ رَجَوْتُ أَنْ أَبَرَّ: إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يُرِيدُ الدُّنْيَا، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ، ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} [آل عمران: 152] فَلَمَّا خَالَفَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَصَوْا مَا أُمِرُوا بِهِ، أُفْرِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِسْعَةٍ: سَبْعَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ وَهُوَ عَاشِرُهُمْ، فَلَمَّا رَهِقُوهُ، قَالَ: " رَحِمَ اللهُ رَجُلًا رَدَّهُمْ عَنَّا "، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَاتَلَ سَاعَةً حَتَّى قُتِلَ، فَلَمَّا رَهِقُوهُ (2) أَيْضًا، قَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ رَجُلًا رَدَّهُمْ عَنَّا "، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَا، حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَاحِبَيْهِ: " مَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عفان - وهو ابن مسلم الصفار -، وشعبة - وهو ابن الحجاج - من رجال الشيخين، وبافي الإسناد ثقات من رجال مسلم.
إسماعيل بن رجاء: هو ابن ربيعة الزبيدي الكوفي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه الشاشي (724) ، والطبراني في "الكبير" (10106) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4182) ، وانظر (3580) .
(2) في (ق) : رهقوهم. وفي حاشيتها كما هاهنا.(7/418)
أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا " فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَالَ: اعْلُ هُبَلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُولُوا اللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ "، فَقَالُوا: اللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا عُزَّى، وَلَا عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُولُوا اللهُ مَوْلَانَا، وَالْكَافِرُونَ لَا مَوْلَى لَهُمْ "، ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ يَوْمٌ لَنَا، وَيَوْمٌ عَلَيْنَا، وَيَوْمٌ نُسَاءُ، وَيَوْمٌ نُسَرُّ، حَنْظَلَةُ بِحَنْظَلَةَ، وَفُلَانٌ بِفُلَانٍ، وَفُلَانٌ بِفُلَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا سَوَاءً، أَمَّا قَتْلَانَا فَأَحْيَاءٌ يُرْزَقُونَ، وَقَتْلَاكُمْ فِي النَّارِ يُعَذَّبُونَ "، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: قَدْ كَانَتْ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةٌ، وَإِنْ كَانَتْ لَعَنْ غَيْرِ مَلَأٍ مِنَّا، مَا أَمَرْتُ وَلَا نَهَيْتُ، وَلَا أَحْبَبْتُ، وَلَا كَرِهْتُ، وَلَا سَاءَنِي، وَلَا سَرَّنِي، قَالَ: فَنَظَرُوا فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ، وَأَخَذَتْ هِنْدُ كَبِدَهُ فَلَاكَتْهَا، فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَأْكُلَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَأَكَلَتْ مِنْهُ شَيْئًا " قَالُوا: لَا. قَالَ: " مَا كَانَ اللهُ لِيُدْخِلَ شَيْئًا مِنْ حَمْزَةَ النَّارَ "، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَمْزَةَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَجِيءَ (1) بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَوُضِعَ إِلَى جَنْبِهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَرُفِعَ الْأَنْصَارِيُّ، وَتُرِكَ حَمْزَةُ، ثُمَّ جِيءَ بِآخَرَ فَوَضَعَهُ إِلَى جَنْبِ حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ رُفِعَ، وَتُرِكَ حَمْزَةُ حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ صَلَاةً (2)
__________
(1) في (ظ 1) : ثم جيء.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الشعبي - وهو عامر بن شراحيل - لم يسمع من عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عطاء بن السائب، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري متابعة، وهو صدوق اختلط=(7/419)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بأخرة، وصححوا سماع حماد - وهو ابن سلمة - منه قبل اختلاطه. عفان: هو ابن مسلم الصفّار.
وأخرجه ابن سعد 3/16، وابن أبي شيبة 14/402 عن عفان، به.
وذكره ابن كثير في "التفسير" 2/115، وفي "البداية والنهاية" 4/40، وقال: تفرد به أحمد، وهذا إسناد فيه ضعف من جهة عطاء بن السائب.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 6/109-110، وقال: رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط.
قلنا: قد ضعَّفه ابن كثير والهيثمي من جهة عطاء بن السائب، وإنما ضَعْفُه من جهة انقطاعه، ولم يذكرا ذلك، وإلا فإن حماد بن سلمة قد سمع من عطاء قبل اختلاَطه ورواه عبد الرزاق (6653) عن الشعبي مرسلاً لم يذكر فيه ابن مسعود.
وقوله: أفرد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تسعة.. إلى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما أنصفنا أصحابنا" له شاهد من حديث أنس عند مسلم (1789) .
وقوله: فجاء سفيان، فقال: اعل هبل ... إلى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الله مولانا والكافرون لا مولى لهم " له شاهد من حديث البراء عند البخاري (4043) .
وقوله: "اعل هبل " له شاهد من حديث ابن عباس تقدم برقم (2609) ، وفيه أن الذي أجابه هو عمر بن الخطاب.
وقوله: "يومٌ بيوم بدر، يوم لنا ويوم علينا، وقد كانت في القوم مثلة وإن كانت لعن غير ملأ منا، ولَا ساءني ولا سرني " له شاهد من حديث البراء المذكور عند البخاري (4043) .
وآخر من حديث ابن عباس تقدم برقم (2609) ، وفيه أن الذي قال: "لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار" هو عمر بن الخطاب.
ولصلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الشهداء شاهد عند الحاكم 2/119، 120، وفي سنده أبو حماد
الحنفي، قال أبوحاتم ليس بقوي، يكتب حديثه. =(7/420)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وآخر من حديث ابن عباس عند ابن ماجه (1513) ، والدارقطني 2/474، والحاكم 3/198، والبيهقي 4/12، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/503.
وفيه يزيد بن أبي زياد وهو ممن يكتب حديثه على ضعفه، وقال البيهقي: هكذا رواه يزيد بن أبي زياد، وحديث جابر أنه لم يصل عليهم أصح.
وثالث من حديث عبد الله بن الزبير عند الطحاوي 1/503، وسنده حسن، وفيه أنه صلى عليه فكبر تسع تكبيرات، ثم أتي بالقتلى يُصفون ويصلي عليهم وعليه معهم.
ورابع من حديث شداد بن الهاد عند النسائي 4/60 وسنده صحيح.
قلنا: وأكثر أهل العلم على أنه لا يصلى على الشهيد، وهو قول أهل المدينة، وبه قال الشافعي وأحمد. واستدلوا بحديث جابر عند البخاري (4079) أنه عليه الصلاة والسلام أمر بشهداء أحد فدفنوا بدمائهم، ولم يصل عليهم، ولم يغسلوا.
وذهب قوم من أهل العلم إلى أنه يصلى عليه لحديث أحمد هذا وشواهده، وهو قول الثوري وأصحاب الرأي، وبه قال إسحاق.
قال السندي: قوله: يجهزن: في "القاموس ": جَهَز على الجريح، كمنع، وأجهز: أثبت قتله، وأسرعه، وتمم عليه.
فلو حلفتُ: يريد أن مدار البِر في الحَلِف على الظن: وكنت أظن يومئذ أنه ليس أحد في الصحابة يريد الدنيا، فلو حلفت عليه لكنت بارّاً فيه.
رَهِقُوه، أي: المشركون غشوه.
ما أنصفنا: بسكون الفاء، أي: حيث ما خرج من المهاجرين أحد، بل كلهم خرجوا من الأنصار، فقتلوا.
قال النووي: الرواية المشهورة فيه: ما أنصفْنا، بإسكان الفاء، وأصحابنا: منصوب مفعول به، هكذا ضبطه جماهيرُ العلماء من المتقدمين والمتأخرين. ومعناه: ما أنصفت قريش الأنصار، لكون القرشيين لم يخرجا للقتال، بل خرجت الأنصار واحد بعد واحد. وذكر القاضي (يعني عياض) وغيره أن بعضهم رواه: ما أنصفَنا بفتح الفاء، والمراد على هذا الذين فروا من القتال، فإنهم لم ينصفوا لفرارهم.
عن غير ملأ منا، أي: غير تشاور من أشرافنا وجماعتنا. =(7/421)
4415 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتَدْرُونَ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ "، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " الْمَنِيحَةُ، أَنْ يَمْنَحَ أَحَدُكُمْ (1) أَخَاهُ الدِّرْهَمَ، أَوْ ظَهْرَ الدَّابَّةِ، أَوْ لَبَنَ الشَّاةِ، أَوْ لَبَنَ الْبَقَرَةِ " (2)
__________
= بُقِر، أي: شُق وفُتح.
فلاكتها، أي: مضغتها.
(1) لفظ: "أحدكم " ليس في (س) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل إبراهيم الهجري، وهو أبو إسحاق بن مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، عفان: هو ابن مسلم الصفْار، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه أبو يعلى (5121) ، والشاشي (742) من طريقين عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (947) "زوائد" عن عمرو (كذا) بن يحيى الأبُلِّي، حدثنا حفص بن جميع، عن سماك، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله مرفوعاً بلفظ: "أي الصدقة أفضل؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم 0 قال: "أن يمنح الرجل أخاه الدراهم أو ظهر الدابة". قال البزار: لا نقلم رواه هكذا إلا حفص، ولم نسمعه إلا من عمرو (كذا) .
قلنا: عمرو بن يحيى صوابه: عمر بن يحيى الأبُلِّي، ذكره الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان " 4/338، وذكر أن ابن عدي أورده في ترجمة جارية بن هرم، وأنه سرق حديث يحيى بن بسطام. وهو في "ضعفاء" ابن عدي 2/597، وورد اسمه على الصواب في "تهذيب الكمال " 6/7 في الرواة عن حفص بن جميع العجلي الكوفي، وحفص هذا ضعيف، فيما قال أبو زرعة وأبو حاتم، وقال ابن=(7/422)
4416 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، وَحَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ - أَوْ أَحَدِكُمْ - أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ، وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ أَسْرَعُ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا " قَالَ: أَوْ قَالَ: " مِنْ عُقُلِهِ " (1)
__________
= حبان: كان يخطىء حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/133، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى - وزاد الدينار أو البقرة - والبزار والطبراني في "الأوسط "، ورجال أحمد رجال الصحيح!
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2629) بلفظ: "نعم المنيحة (وفي رواية: نعم الصدقة) اللقحة الصفِي منحة، والشاة الصفِي تغدو بإناء، وتروح بإناء" ولفظه عند مسلم (1020) : "من منح منيحة غدت بصدقة، وراحت بصدقة، صبوحها وغبوقها"، سير بنحوه في "المسند" 2/358 و483.
وعن عبد الله بن عمرو عند البخاري (2631) بلفظ: "أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ... "، سيرد برقم (6488) و (6831) و (6853) .
قوله: المنيحة: قال الحافظ: بالنون والمهملة وزن عظيمة، هي في الأصل العطية، قال أبو عبيد: المنيحة عند العرب على وجهين: أحدهما أن يعطي الرجل صاحبه صلة فتكون له، والاَخر أن يعطيه ناقة أو شاة ينتفع بحلبها ووبرها زمناً ثم يردها، والمراد بها في أول أحاديث الباب هنا عارية ذوات الألبان ليؤخذ لبنها، ثم تُرَد هي لصاحبها. "فتح الباري " 5/243.
وقال السندي: الظاهر أن المراد الاقتراض لا التمليك، لما جاء أن المنحة مردودة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن بهدلة، متابع منصور، فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة.=(7/423)
4417 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ فَأَخَذَنِي مَا قَدُمَ وَمَا حَدُثَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يُحْدِثُ لِنَبِيِّهِ مَا شَاءَ - قَالَ شُعْبَةُ وَأَحْسَبُهُ قَدْ قَالَ: مِمَّا شَاءَ -، وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ لَا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ " (1)
4418 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10564) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (728) -، عن قتيبة بن سعيد، عن حماد، بهذا الإسناد.
وقد تقدم من طريق منصور برقم (3960) ، ومن طريق الأعمش برقم (3620) .
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الطيالسي (245) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن " 2/248 عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (604) ، والطبراني في "الكبير" (10120) من طريقين، عن شعبة، به.
وأخرجه الشاشي (605) من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن عاصم، عن زر، عن أبي وائل، به، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (3063) بلفظ: " إن في الصلاة لشغلًا".
وسلف برقم (3575) و (3885) و (3944) و (4145) .(7/424)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " صَلَّى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الظُّهْرَ خَمْسًا "، فَقَالُوا: أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ " فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ " (1)
4419 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورًا، يُحَدِّثُ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا سَمَرَ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ، أَوْ لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: لِمُصَلٍّ، وَ (2) لِمُسَافِرٍ " (3)
4420 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، عَنِ امْرَأَةٍ تَرَكَتِ ابْنَتَهَا، وَابْنَةَ ابْنِهَا، وَأُخْتَهَا؟ فَقَالَ: النِّصْفُ لِلِابْنَةِ، وَلِلْأُخْتِ النِّصْفُ، وَقَالَ ائْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ فَإِنَّهُ سَيُتَابِعُنِي، قَالَ: فَأَتَوْا ابْنَ مَسْعُودٍ، فَأَخْبَرُوهُ، بِقَوْلِ أَبِي مُوسَى، فَقَالَ: لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ،
__________
(1) صحيح لغيره، ومذا إسناد ضعيف لضعف جابر، وهو ابن يزيد الجعفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وسلف برقم (3566) ، وانظر (3883) و (4072) .
(2) في هامش (س) : أو. (نسخة) .
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، خيثمة بن عبد الرحمن لم يسمع من ابن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وقد سلف برقم (3917) ، وانظر (3603) .(7/425)
لَأَقْضِيَنَّ فِيهَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ شُعْبَةُ: " وَجَدْتُ هَذَا الْحَرْفَ مَكْتُوبًا: لَأَقْضِيَنَّ فِيهَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلِابْنَةِ النِّصْفُ، وَلِابْنَةِ الِابْنِ السُّدُسُ، تَكْمِلَةَ الثُّلُثَيْنِ، وَمَا بَقِيَ فَلِلْأُخْتِ " فَأَتَوْا أَبَا مُوسَى فَأَخْبَرُوهُ: بِقَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: " لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ مَا دَامَ هَذَا الْحَبْرُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ " (1)
4421 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس - وهو عبد الرحمن بن ثروان الأودي -، وهزيل بن شرحبيل، فهما من رجال البخاري. شعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6330) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخوجه الطيالسي (375) ، وسعيد بن منصور في "سننه " (28) ، والبخاري (6736) ، والنسائي في "الكبرى" (6329) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/392، والطبراني في "الكبير" (9871) ، والبيهقي في "السنن " 6/229، والبغوي في "شرح السنة" (2218) من طرق عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (3691) .
قال السندي: قوله: تكملة الثلثين: يمكن رفعه على أنه بدل من السدس، ونقل السيوطي عن الطيبي أنه إما مصدر مؤكد، لأنك إذا أضفت السدس للنصف، فقد كملت به الثلثين، ويجوز أن يكون حالًا مؤكدة. انتهى. ولا يخفى أن مِنْ شرط الحال التنكير، وهذا معرفة ظاهراً.(7/426)
الْحُدَيْبِيَةِ، فَذَكَرُوا أَنَّهُمْ نَزَلُوا دَهَاسًا مِنَ الْأَرْضِ - يَعْنِي الدَّهَاسَ (1) : الرَّمْلَ - فَقَالَ: " مَنْ يَكْلَؤُنَا؟ (2) " فَقَالَ بِلَالٌ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَنْ تَنَمْ "، قَالَ: فَنَامُوا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَاسْتَيْقَظَ نَاسٌ، مِنْهُمْ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، فِيهِمْ عُمَرُ، قَالَ: فَقُلْنَا: اهْضِبُوا - يَعْنِي تَكَلَّمُوا -، قَالَ: فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " افْعَلُوا كَمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ "، قَالَ: فَفَعَلْنَا، قَالَ: وَقَالَ: " كَذَلِكَ فَافْعَلُوا، لِمَنْ نَامَ أَوْ نَسِيَ "، قَالَ: وَضَلَّتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَلَبْتُهَا (3) ، فَوَجَدْتُ (4) حَبْلَهَا قَدْ تَعَلَّقَ بِشَجَرَةٍ، فَجِئْتُ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَكِبَ مَسْرُورًا، (5) وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَعَرَفْنَا ذَاِكَ فِيهِ، قَالَ: فَتَنَحَّى مُنْتَبِذًا خَلْفَنَا، قَالَ: فَجَعَلَ يُغَطِّي رَأْسَهُ بِثَوْبِهِ، وَيَشْتَدُّ (6) ذَلِكَ عَلَيْهِ، حَتَّى عَرَفْنَا أَنَّهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَأَتَانَا، فَأَخْبَرَنَا أَنَّهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) [الفتح: 1] (7)
__________
(1) في "تهذيب الكمال " 17/292) ترجمة عبد الرحمن بن أبي علقمة) : بالدهاس.
(2) في (ق) : من يكلؤنا الليلة.
(3) في "تهذيب الكمال ": فطلبتُها، وكذلك أثبتها الشيخ أحمد شاكر.
(4) في (ق) : فوُجِدَ. وفي هامشها كما هاهنا.
(5) في "تهذيب اَلكمال ": فسرنا بدل مسروراً.
(6) في هامش (س) : واشتد.
(7) إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي علقمة - وهو الثقفي - مختلف في=(7/427)
4422 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: كُنَّا نَقُولُ فِي التَّحِيَّةِ السَّلَامُ عَلَى اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولُوا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " (1)
__________
= صحبته، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات " 3/253، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 2/64 و14/161، وأبو داود (447) ، وبتمامه النسائي في " الكبرى " (8802) ، والبزار (400) "زوائد"، والمزي فى "تهذيب الكمال " في ترجمة عبد الرحمن بن علقمة الثقفي، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قال الهيثمي في تعليقه على البزار: عند أبي داود طرف منه، ولم أره بتمامه.
قلنا: هو بتمامه عند النسائي في "الكبرى" كما رأيت.
وقد أورده الهيثمي مختصراً أيضاً في "المجمع " 1/319، ونسبه إلى أحمد والبزار، وقال: ورجاله موثقون.
وقد تقدم مختصراً برقم (3657) ، وذكرنا هناك شواهده.
(1) حديث صحيح، حماد - وهو ابن أبي سليمان - روى له مسلم مقروناً بغيره وأصحاب السنن الأربعة، والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو كما قال الذهبي في "الكاشف ": ثقة، إمام مجتهد، وبافي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. =(7/428)
4423 - حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟، قَالَ: " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا، وَهُوَ خَلَقَكَ، وَأَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَجْلَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ (2) ، أَوْ يَأْكُلَ طَعَامَكَ " (3)
4424 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُ، وَلَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ تَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا " (4)
4425 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،
__________
= وسلف من طريق حماد مع غيره برقم (3967) و (4017) و (4189) ، وبرقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، به.
(1) هذا الحديث لم يرد في (ق) ولا في (ظ1) .
(2) قوله: "يأكل معك " ليس في (ص) .
(3) إسناد5 صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وواصل الأحدب: هو ابن حيان الأسدي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وهو مكرر (4133) ، وانظر (4411) و (3612) .
(4) هو مكرر (4407) سنداً ومتناً. ولم يرد في (ظ1) .(7/429)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلِمَةً، وَأَنَا أَقُولُ أُخْرَى: " مَنْ مَاتَ، وَهُوَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ "، قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَأَنَا أَقُولُ مَنْ مَاتَ، وَهُوَ لَا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ (1)
4426 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ، يُحَدِّثُ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: لَا يَجْعَلَنَّ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ جُزْءًا، يَرَى أَنَّ حَقًّا عَلَيْهِ الِانْصِرَافُ عَنْ يَمِينِهِ، " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكْثَرُ انْصِرَافِهِ عَنْ يَسَارِهِ " (2)
4427 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ، أَوْ إِبْرَاهِيمَ - شُعْبَةُ شَكَّ - يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ يَزِيدَ، (3) عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ فَلَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعٍ رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ " (4)
4428 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ،
__________
(1) هو مكرر (4406) سنداً ومتناً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4084) . وانظر (3631) .
(3) قوله: "هو ابن يزيد" لم يرد في أصل (س) و (ظ 1) ، وكتب في هامشيهما.
(4) هو مكرر (3953) سنداً ومتناً.(7/430)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: " آكِلُ الرِّبَا، وَمُوكِلُهُ، وَشَاهِدَاهُ، وَكَاتِبُهُ إِذَا عَلِمُوا، وَالْوَاشِمَةُ، وَالْمُوتَشِمَةُ، (1) وَاَلْمُسْتَوْشِمَةُ لِلْحُسْنِ، وَلَاوِي الصَّدَقَةِ، وَالْمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ الْهِجْرَةِ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
4429 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُرَّةَ، يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالتَّارِكُ دِينَهُ، الْمُفَارِقُ - أَوِ الْفَارِقُ - الْجَمَاعَةَ " (3)
4430 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ،
__________
(1) في (ق) : والمتوشمة.
(2) حديث حسن، الحارث الأعور- وهو ابن عبد الله - ضعيف، لكنه توبع، كما تقدم في تخريج الرواية (3881) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الخارفي.
وقد سلف برقم (3881) ، وانظر (3725) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/13 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (289) ، والشاشي (378) و (380) من طريق شعبة، به.
وقد سلف برقم (3621) .(7/431)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، أَوْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ " قَالَ سُلَيْمَانُ: وَأَحْسَبُهُ قَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
4431 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا فَقِيلَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وشك هنا في رفعه، وقد سلف (4411) من طريق وكيع، و (4361) من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش مرفوعاً، ولم يثك فيه، ويؤيده أنه تقدم أيضاً برقم (3658) و (4215) من رواية زبيد، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عبد الله مرفوعاً.
وأخرجه الطيالسي (290) ، والشاشي (382) من طريق عمرو بن مرزوق، والبيهقي في "السنن " 4/64 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (2164) من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله مرفوعاً، وقال: لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا يزيد بن هارون.
قلنا: خالف يزيد بن هارون رواية من رواه عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق.
وقد قال الدارقطني في "العلل " 5/247: الصحيح حديث عبد الله بن مرة، عن مسروق.
ورواه مع عبد الله بن مرة إبراهيم النخعي، عن مسروق، حدث به عنه زبيد بن الحارث، ورواه عنه سفيان الثوري، وهو صحيح عنه.
قلنا: هذا الإسناد تقدم برقم (3658) ، وذكرنا هناك شواهده.(7/432)
لَهُ أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا ذَاكَ؟ "، فَقَالُوا: إِنَّكَ صَلَّيْتَ خَمْسًا، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا سَلَّمَ، (1) قَالَ شُعْبَةُ: وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ، وَحَمَّادًا يُحَدِّثَانِ: أَنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ لَا يَدْرِي " أَثَلَاثًا صَلَّى، أَمْ خَمْسًا "
4432 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " كَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ خَدِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِتَسْلِيمَتِهِ الْيُسْرَى " (2)
4433 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ،
__________
(1) هو مكرر (4237) ، ومطول (4418) ، وانظر (3566) .
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مغيرة - وهو ابن مقسم الضبي - ضعيف في حديثه عن إبراهيم - وهو النخعي - إذا عنعن ولم يصرح بالسماع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وهذا إسناد ظاهره الانقطاع، إبراهيم النخعي ثم يلق ابن مسعود، لكن أخرج المزي في "تهذيب الكمال " بإسناده إلى إبراهيم، قال: إذا حدثتكم عن رجل، عن عبد الله فهو الذي سمعتُ، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحد، عن عبد الله.
وأخرجه الشاشي (906) من طريق وهب، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً (907) من طريق علي بن عاصم، عن المغيرة، به.
وقد سلف مطولًا برقم (3660) .(7/433)
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُفَضِّلُ صَلَاةَ الْجَمِيعِ عَلَى صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، كُلُّهَا مِثْلُ صَلَاتِهِ " (1)
4434 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْمُتَوَشِّمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ (2) - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ - إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْهُ " (3)
4435 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ،
__________
ِ (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، قتادة - وهو ابن دعامة - لم يسمع من أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي -، ومحمد بن جعفر سمع من سعيد بن أبي عروبة بعد الاختلاط.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (4159) و (4323) .
وسلف برقم (3567) .
(2) في (س) و (ص) : والمُفَلجات. وفي هامشيهما كما هاهنا.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه مسلم (2125) ، والنسائي في "المجتبى" 8/188 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر (3945) و (4283) و (4403) .(7/434)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: بَرَزَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ، فَقَالَ لِي: " الْتَمِسْ لِي ثَلَاثَةَ أَحْجَارٍ "، قَالَ: فَوَجَدْتُ لَهُ حَجَرَيْنِ، وَرَوْثَةً، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ، وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ "، وَقَالَ: " هَذِهِ رِكْسٌ " (1)
4436 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْتَجِي اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ " (2)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر (3685) .
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (3966) .
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر - وهو ابن عياش - فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في "المقدمة". أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10419) من طريق سليمان بن طرخان، عن عاصم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً في "الكبير" (10246) ، والدارقطني في "العلل " 5/70 من طريق عرعرة بن البرند، عن روح بن القاسم، عن عاصم، عن زربن حبيش، عن ابن مسعود. قال الدارقطني: والحديث عن أبي وائل أشبه بالصواب، لأن منصوراً والأعمش روياه عن أبي وائل، عن عبد الله.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه " 8/158 من طريق جرير بن حازم، عن عاصم، عن زر أو عن أبي وائل، به. وقال: وهو غريب من حديث عاصم، تفرد به جرير عنه.
وقد سلف برقم (3560) .(7/435)
4437 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَطًّا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: " هَذَا سَبِيلُ اللهِ مُسْتَقِيمًا "، قَالَ: ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِهِ، وَشِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: " هَذِهِ السُّبُلُ، لَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ " ثُمَّ قَرَأَ: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) [الأنعام:153] (1)
__________
(1) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر - وهو ابن عياش - فمن رجال البخاري، وأخرج له مسلم في " المقدمة".
وأخرجه الحاكم 2/318 من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
وأخرجه ابن نصر المروزي في "السنة" ص5، عن أبي هشام الرفاعي، والنسائي في "الكبرى" (11175) - وهو في "التفسير" (195) -، والحاكم 2/239 من طريق أحمد بن يونس، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زربن حبيش، عن ابن مسعود، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قال ابن كثير في "تفسيره ": صححه الحاكم كما رأيت من الطريقين، ولعل هذا الحديث عند عاصم بن أبي النجود، عن زر، وعن أبي وائل شقيق بن سلمة، كلاهما عن ابن مسعود، به. والله أعلم.
وبعد أن أورد ابنُ كثير شاهدَه الذي ذكره الحاكم من حديث جابر، قال: ولكن العمدة على حديث ابن مسعود مع ما فيه من الاختلاف إن كان مؤثراً، وقد روي موقوفا عليه =(7/436)
4438 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ قَالَ (1) : فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: يَا يَهُودِيُّ، إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ فَقَالَ: لَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ شَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا نَبِيٌّ، قَالَ: فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ (2) ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مِمَّ يُخْلَقُ الْإِنْسَانُ؟ قَالَ: " يَا يَهُودِيُّ، مِنْ كُلٍّ يُخْلَقُ: مِنْ نُطْفَةِ الرَّجُلِ، وَمِنْ نُطْفَةِ الْمَرْأَةِ، فَأَمَّا نُطْفَةُ الرَّجُلِ فَنُطْفَةٌ غَلِيظَةٌ، مِنْهَا الْعَظْمُ وَالْعَصَبُ، وَأَمَّا نُطْفَةُ الْمَرْأَةِ فَنُطْفَةٌ رَقِيقَةٌ، مِنْهَا اللَّحْمُ وَالدَّمُ "، فَقَامَ الْيَهُودِيُّ، فَقَالَ: هَكَذَا كَانَ يَقُولُ مَنْ قَبْلَكَ (3)
__________
= وقد سلف برقم (4142) ، وذكرنا هناك شواهده.
(1) لفظ: "قال " لم يرد في (س) .
(2) في هامش (س) : فجلس.
(3) إسناده ضعيف لضعف حسين بن الحسن، وهو الأشقر، وعطاء بن السائب اختلط بأخرة، ولم نقف على سماع أبي كدينة - وهو يحيى بن المهلب - منه، هل كان قبل الاختلاط أم بعده؟ وعبد الرحمن والد القاسم - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يثبت سماعه لهذا الحديث من أبيه، فهو إنما سمع من أبيه شيئاً يسيراً.
وأخرجه البزار (2377) "زوائد"، وأبو الشيخ في "العظمة" (1088) من طريق محمد بن الصلت، عن أبي كدينة، بهذا الإسناد.
قال البزار: لا نعلم رواه عن القاسم هكذا إلا عطاء، ولا عنه إلا أبو كدينة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10360) من طريق معاوية بن هاشم، عن حمزة الزيات، عن عطاء بن السائب، به. =(7/437)
4439 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ يَعْنِي ابْنَ حُمَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يُذَكِّرُ كُلَّ خَمِيسٍ أَوِ اثْنَيْنِ الْأَيَّامَ، قَالَ: فَقُلْنَا: أَوْ فَقِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّا لَنُحِبُّ حَدِيثَكَ، وَنَشْتَهِيهِ، وَوَدِدْنَا أَنَّكَ تُذَكِّرُنَا كُلَّ يَوْمٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " إِنَّهُ لَا يَمْنَعُنِي مِنْ ذَاكَ إِلَّا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، وَإِنِّي لَأَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ، كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَخَوَّلُنَا " (1)
__________
= وأخرجه البزار (2376) من طريق عامر بن مدرك، عن عتبة بن يقظان، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة والأسود، عن عبد الله.
قلنا: عامر بن مدرك روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال: ربما أخطأ، وقال ابن أبي حاتم: شيخ، وعتبة بن يقظان: هو الراسبي، ضعيف.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 8/241، وقال: رواه أحمد والطبراني والبزار بإسنادين، وفي أحد إسناديه عامر بن مدرك، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات، وفي إسناد الجماعة عطاء بن السائب، وقد اختلط.
قال السندي: قوله: "وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم ": قلت: ظاهر القرآن، وهو قوله تعالى: (ثم خلقنا النطفة علقة ... ) الآية يدل على أن مجموع النطفتين يصير عظاماً. والله تعالى أعلم. وفي إسناده عطاء بن السائب مختلط. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عَبِيدة بن حميد- وهو الضبي الحذاء - فمن رجال البخاري. منصور: هو ابن المعتمر.
وقد وقع في هذه الرواية أن عبد الله كان يذكر كل خميس أو اثنين على الشك،=(7/438)
4440 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ الْحَجَّاجِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً، وَهُوَ عَنْهَا غَنِيٌّ، جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كُدُوحًا فِي وَجْهِهِ، وَلَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِمَنْ لَهُ خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ عِوَضُهَا مِنَ الذَّهَبِ " (1)
4441 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللهُمَّ مَتِّعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ
__________
= وتقدم في الرواية (4060) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، بهذا الإسناد، أنه كان يذكر كل خميس على الجزم، وهي الرواية التي أخرجها البخاري (70) ، ومسلم (2821) (83) ، وجرير أثبت من عَبيدة.
وقد سلف أيضاً برقم (3581) .
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، نصر بن باب ضعيف، والحجاج - وهو ابن أرطاة - مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إبراهيم: هو النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي..
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10199) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/237 من طريق الإمام أحمد، عن نصربن باب، بهذا الإسناد. قال أبو نعيم: غريب من حديث إبراهيم، لم يروه عنه إلا الحجاج بن أرطاة.
وقد سلف بإسناده آخر برقم (3675) ، وذكرنا هناك شواهده.
قال السندي: وقوله: "ولا تحل الصدقة لمن له خمسون درهماً"، أي: لا يحل له أن يسأل الصدقة، وأما إذا تُصُدق عليه فله أن يأخذها عند أهل العلم. والله تعالى أعلم.(7/439)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكِ سَأَلْتِ اللهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، وَآثَارٍ مَبْلُوغَةٍ، لَا يُعَجَّلُ مِنْهَا شَيْءٌ قَبْلَ حِلِّهِ (1) ، وَلَا يُؤَخَّرُ مِنْهَا شَيْءٌ بَعْدَ حِلِّهِ، وَلَوْ سَأَلْتِ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ كَانَ خَيْرًا لَكِ "
قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ، هِيَ مِمَّا مُسِخَ؟، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَمْسَخْ قَوْمًا، أَوْ يُهْلِكْ قَوْمًا فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا وَلَا عَاقِبَةً، وَإِنَّ الْقِرَدَةَ، وَالْخَنَازِيرَ قَدْ كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ " (2)
4442 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي (3) مِنْ هَاهُنَا فَأَقَرَّ بِهِ، وَقَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ يَعْنِي الْقَدَّاحَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: حَضَرْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَأَتَاهُ رَجُلَانِ تَبَايَعَا سِلْعَةً، فَقَالَ هَذَا: أَخَذْتُ بِكَذَا وَكَذَا، وَقَالَ هَذَا: بِعْتُ بِكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أُتِيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي مِثْلِ هَذَا، فَقَالَ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ فِي مِثْلِ هَذَا، " فَأَمَرَ بِالْبَائِعِ أَنْ
__________
(1) قوله: "قبل حِلِّه "ليس في (ظ1) .
(2) هو مكرر (3925) سنداً ومتناً. وانظر (4254) .
(3) القائل: قرأت على أبي: هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.(7/440)
يُسْتَحْلَفَ، ثُمَّ يُخَيَّرَ الْمُبْتَاعُ، إِنْ شَاءَ أَخَذَ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ "، (1)
__________
(1) حسن بمجموع طرقه، وهذا إسناد ضعيف، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، وعبد الملك بن عمير كذلك سماه سعيد بن سالم القَدّاح في هذه الرواية، وتابعه على ذلك يحيى بن سُلَيم الطائفي فيما ذكر البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (11416) ، وسماه هشامُ بنُ يوسف وحجاجُ الأعور- كما سيذكر الإمام أحمد - عبدَالملك بن عُبيد أو ابن عبيدة، قال البيهقي في "المعرفة" (11415) : هذا هو الصواب، وقال: رواية هشام بن يوسف وحجاج أصح، قلنا:
وهما أثبت وأتقن من القَدّاح والطائفي، وقد قال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/424: عبد الملك بن عبيد، عن بعض ولد عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، رضي الله عنه، روى عنه إسماعيل بن أمية، مرسل، وكذلك قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 5/359.
وقال الحافظ في "تلخيص الحبير" 3/31: ووقع في النسائي: عبد الملك بن عبيد، ورجَّح هذا أحمدُ والبيهقي، وهو ظاهرُ كلام البخاري، وقد صححه ابنُ السكن والحاكم. قلنا: وكذلك سماه المزي في "تهذيب الكمال "، وأورد له هذا الحديثَ، فلا وجه إذن لما رجحه الشيخ أحمد شاكر من أنه عبد الملك بن عمير، وعبد الملك بن عبيد هذا مجهول الحال، فيما ذكر الحافظ في "التقريب "، ولم يُؤثر
توثيقه عن أحد، ولا ذكره ابن حبان في "الثقات ". وباقي رجال الإسناد ثقات. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأخرجه الدارقطني في "السنن " 3/19، والحاكم 2/48، والبيهقي في "السنن " 5/332-333، وفي "معرفة السنن والآثار" (11413) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم أيضاً، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (11412) من طريق الربيع بن سليمان، عن الشافعي، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح إن كان سعيد بن سالم حَفِظَ في إسناده عبد الملك بن عمير. وسكت عنه الذهبي، واكتفى=(7/441)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بالقول: تفرد به سعيد بن سالم القَداح، عن ابن جريج، هكذا. شبيه: تحرف اسم عبد الملك بن عمير في مطبوع " المستدرك " و"المعرفة" إلى: عبد الملك بن عبيد، فقد مر أن القَداح سماه "بن عمير"، وكذلك هو في "تلخيص " الذهبي، وفيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 4/107.
وأخرجه البيهقي في "السنن " 5/333 من طريق يحيى بن سليم - وهو الطائفي -، عن إسماعيل بن أمية، به. لكن فيه عن بعض بني عبد الله بن مسعود، بدل: عن أبي عبيدة.
وأخرجه النسائي 7/303، والدارقطني في "السنن " 3/18 من طريق حجاج الأعور، عن ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الملك بن عبيدة، به.
وأخرجه الدارقطني أيضاً 3/18، والبيهقي في "السنن " 5/333 من طريق سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الملك بن عبيدة، عن ابنٍ لعبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، به.
وأخرجه أبو داود (3511) ، والنسائي في "المجتبى" 7/303، والدارقطني في "السنن " 3/20، والحاكم 2/45، والبيهقي في "السنن " 5/332، وفي "المعرفة" (11420) ، والبغوي في "شرح السنة" (2122) من طريق أبي العميس، عن عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث بن قيس، عن أبيه، عن جده أن عبد الله بن مسعود باع للأشعث بن قيس رقيقاً من رقيق الخمس بعشرين ألف درهم، فأرسل عبد الله في ثمنهم، فقال: إنما أخذتهم بعشرة آلاف، فقال عبد الله: إن شئت حدثتك
بحديث سمعتُه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سمعتُه يقول: "إذا اختلف المتبايعان ليس بينهما
بينة، فالقول ما يقولُ ربُّ السلعة، أو يتتاركان ". وعبد الرحمن بن قيس: قال الذهبي في "الميزان ": ما روى عنه سوى أبي العميس، وقال الحافظ في "التقريب ": مجهول الحال، ومع ذلك صححه الحاكم، ووافقه الذهبي! ودعوى الانقطاع التي ذكرها ابن القطان - فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 4/105- مردودة.
وقد قال البيهقي في "السنن " 5/332: هذا إسناد حسن موصول، وقد رُوي=(7/442)
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، فِي الْبَيِّعَيْنِ فِي حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدَةَ، (1) وقَالَ: أَبِي قَالَ: حَجَّاجٌ الْأَعْوَرُ، عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُبَيْدٍ (2)
4443 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَلَيْسَ فِيهِ عَنْ أَبِيهِ (3)
__________
= من أوجه بأسانيد مراسيل إذا جُمع بينها صار الحديث بذلك قوياً.
وقال في "معرفة السنن والآثار" (11420) : وأصح إسنادٍ رُوي في هذا الباب روايةُ أبي العميس عن عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث، عن أبيه، عن جده، به.
ونقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 4/106.
ثم نقل الزيلعي عن صاحب "التنقيح " قوله: الذي يظهر أن حديث ابن مسعود بمجموع طرقه له أصل، بل هو حديث حسن يحتج به، لكن في لفظه اختلاف.
قلنا: ستردُ بقية طُرُقه في الروايات الآتية بالأرقام (4443) و (4444) و (4445) و (4446) و (4447) ، وتخرج في مواضعها.
قال السندي: قوله: فأمر بالبائع أن يُستحلف، أي: القولُ قولُ البائع بالحلف، ثم يكون للمشتري الخيار.
(1) في طبعة الشيخ أحمد شاكر: عبيد.
(2) كذا في (ص) ، وفي بقية النسخ: عبيدة.
(3) حسن بمجموع طرقه، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، القاسم بن عبد الرحمن لم يدرك ابن مسعود، وابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن - ضعيف.
هُشَيم: هو ابن بشير.
وأخرجه البغوي (2124) من طريق عثمان بن محمد، عن هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. =(7/443)
4444 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ،
__________
= وأخرجه الدارمي 2/250، وأبو داود (3512) ، وابن ماجه (2186) ، وأبو يعلى (4984) ، والدارقطني في "السنن " 3/21، والبيهقي في "السنن " 5/333، من طريق هشيم، به، بزيادة: "عن أبيه " بعد القاسم بن عبد الرحمن، وعند بعضهم ذكر القصة التي جرت بين ابن مسعود والأشعث بن قيس الآتية برقم (4447) ، وعبد الرحمن والد القاسم - وهو ابن عبد الله بن مسعود - قد سمع من أبيه لكن شيئاً يسيراً، ويبقى الإسناد ضعيفاً لضعف ابنِ أبي ليلى، ولعدم ثبوت سماع عبد الرحمن
من أبيه. ولفظ ابن ماجه: "إذا اختلف البيعان وليس بينهما بينة، والبيع قائم بعينه، فالقول ما قال البائع، أو يترادان البيع ".
قال البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (11419) : ورواه أبو عميس ومعن بن عبد الرحمن وعبد الرحمن المسعودي وأبان بن تغلب، كلهم عن القاسم، عن عبد الله منقطعاً، وليس فيه: "والمبيع قائم بعينه "، وابنُ أبي ليلى كان كثير الوهم في الإسناد والمتن، وأهل العلم بالحديث لا يقبلون منه ما يتفرد به لكثرة أوهامه. وبالله التوفيق.
وأخرجه الدارقطني في "السنن " 3/20 من طريق إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن أبي ليلى، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، وأخرجه أيضاً من طريق الحسن بن عمارة، عن القاسم، بالإسناد المذكور.
قال البيهقي في "السنن " 5/333-334: وإسماعيل إذا روى عن أهل الحجاز لم يحتج به، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى - وإن كان في الفقه كبيراً - فهو ضعيف في الرواية لسوء حفظه وكثرة خطئه في الأسانيد والمتون، ومخالفته الحفاظ فيها، والله يغفر لنا وله، وقد تابعه في هذه الرواية عن القاسم الحسنُ بنُ عمارة، وهو متروك لا يُحتج به.(7/444)
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا اخْتَلَفَ الْبَيِّعَانِ فَالْقَوْلُ مَا قَالَ: الْبَائِعُ، وَالْمُبْتَاعُ بِالْخِيَارِ " (1)
4445 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اخْتَلَفَ الْبَيِّعَانِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا بَيِّنَةٌ فَالْقَوْلُ مَا يَقُولُ صَاحِبُ السِّلْعَةِ أَوْ يَتَرَادَّانِ " (2)
__________
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، عون بن عبد الله - وهو ابن عتبة بن مسعود - لم يدرك عم أبيه عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات غير ابن عجلان - وهو محمد - فهو صدوق، حسن الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/227، والبيهقي في "السنن " 5/332، من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 6/227، والشافعي في "السنن " (244) ، والترمذي (1270) ، والشاشي (900) ، والبيهقي في "السنن " 5/332، وفي "المعرفة" (11410) ، والبغوي في "شرح السنة" (2123) من طرق عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.
قال الشافعي: هذا حديث منقطع، لا أعلم أحداً يصله عن ابن مسعود، وقد جاء من غير وجه.
وقال الترمذي: هذا حديث مرسل، عون بن عبد الله لم يدرك ابن مسعود.
وانظر بقية طرق الحديث بالأرقام (4442) و (4443) و (4445) و (4446) و (4447) .
(2) حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، القاسم - وهو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود - لم يدرك جده، وبقية رجاله ثقات، المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - اختلط، وسماع وكيع منه قبل الاختلاط. =(7/445)
4446 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْنٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اخْتَلَفَ الْبَيِّعَانِ، وَالسِّلْعَةُ كَمَا هِيَ فَالْقَوْلُ مَا قَالَ الْبَائِعُ أَوْ يَتَرَادَّانِ " (1)
4447 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْنٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: اخْتَلَفَ عَبْدُ اللهِ، وَالْأَشْعَثُ فَقَالَ: ذَا بِعَشَرَةٍ، وَقَالَ: ذَا بِعِشْرِينَ، قَالَ: اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَجُلًا قَالَ: أَنْتَ بَيْنِي، وَبَيْنَ نَفْسِكَ، قَالَ: أَقْضِي بِمَا قَضَى بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اخْتَلَفَ
__________
= وأخرجه الطيالسي (399) ، وأخرجه البيهقي في "السنن " 5/333 من طريق جعفر بن عون، كلاهما عن المسعودي، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق القاسم، به، برقم (4443) وتتمة تخريجه هناك.
وانظر بقية طرق الحديث برقم (4442) وما بعده.
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه كالذي قبله، سفيان: هو الثوري، ومعن: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، أخو القاسم، ثقة، وابن مهدي: هو عبد الرحمن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10365) من طريق ابن مهدي، بهذا الإسناد، إلا أن فيه زيادة: "عن أبيه " بعد القاسم بن عبد الرحمن.
وانظر بقية طرق الحديث برقم (4442) وما بعده. ومن طريق القاسم تقدم برقم (4443) .
قوله: أو يترادان: قال السندي، أي: فللمشتري أن يأخذ السلعة بما قال البائع، أو يترادان.(7/446)
الْبَيِّعَانِ، وَلَمْ تَكُنْ بَيِّنَةٌ، فَالْقَوْلُ قَوْلُ الْبَائِعِ، أَوْ يَتَرَادَّانِ الْبَيْعَ " (1)
آخر مسند عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه
__________
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، القاسم- وهو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود- لم يدرك جده عبد الله. وبقية رجاله ثقات. عمر بن سعد أبو داود: هو الحَفَري، وسفيان: هو الثوري، ومعن: هو ابن عبد الرحمن بن عبد
الله بن مسعود، أخو القاسم.
وسلف تخريجه برقم (4443) ، وذكرنا هناك أنه ورد عند أبي داود وابن ماجه وغيرهما بزيادة: "عن أبيه " بعد القاسم بن عبد الرحمن. وانظر بقية طرق الحديث برقم (4442) وما بعده إلى هذه الرواية.(7/447)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241 هـ)
أشرف على تحقيقه
الشيخ شعيب الأرنؤوط
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط
محمد نعيم العرقسوسي - إبراهيم الزيبق
الجزء الثامن
مؤسسة الرسالة(8/1)
النسخ الخطية المعتمدة في مسند عبد الله بن عمر:
1- نسختا المكتبة الظاهرية (ظ 1) ، و (ظ 14) .
2- نسخة دار الكتب المصرية (س) .
3- نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالموصل (ص) .
4- نسخة المكتبة القادرية ببغداد (ق) .
5- وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية في هامش هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهم فروقها وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها ب (م) .
الرموز المستعملة في زيادات عبد الله بن أحمد ووجاداته وما رواه عن أبيه، وعن شيخ أبيه أو غيره هي:
• دائرة صغيرة سوداء لزياداته.
° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.
* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.
عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة، لذاتها ولغيرها في هذا الجزء: 1878 حديثاً.
عدد الأحاديث الضعيفة فيه: 149 حديثاً.
عدد الأحاديث التي توقفنا في الحكم عليها: 2.(8/2)
مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا
__________
عبد الله بن عمر
رضي الله عنه هو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نُفيل، القُرشي، العدوي، المكي، ثم المدني. وأمه وأم أخته حفصةُ: زينب بنت مظعون، أخت عثمان بن مظعون الجُمحي.
ولد في مكة في السنة الثانية من المبعث، فقد ثبت أنه كان بوم بدر ابن ثلاث عشرة سنة، وكانت بدر بعد البعثة بخمس عشرة سنة. وأسلم مع أبيه وهو صغير لم يبلغ الحلم.
وهاجر إلى المدينة مع أبويه وهو ابن إحدى عشرة سنة.
استصْغر يوم احد، وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان ممن بايع تحت الشجرة.
وقدم الشام والعراق والبصرة وفارس غازياً.
وشهد فتح مصر، واختص بها، روى عنه أكثرُ من أربعين نفساً من أهلها.
روى علماً كثيراً نافعاً عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن أبيه، وعن أبي بكر، وعثمان، وعلي، وبلال، وصهيب، وعامر بن ربيعة وزيد بن ثابت، وزيدٍ عمه، وسعد، وابن مسعود، وعثمان بن طلحة، وحفصة أخته، وعائشة، وغيرهم.
قال، الزبير بنُ بكار: وكان ابن عمر يحْفظُ ما سمع من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويسألُ
منْ حضر إذا غاب عن قوله وفعله، وكان يتًبع آثاره في كُلً مسجد صلى فيه، وكان يعرض براحلته في طريق رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرض ناقته، وكان لا يتركُ الحج، وكان إذا وقف بعرفة يقفُ في الموقف الذي وقف فيه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عنه عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، والأغرُ المزني من الصحابة،(8/7)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
وروى عنه من التابعين بنوه: سالم، وعبد الله، وحمزة، وأبو سلمة وحميد ابنا عبد الرحمن، ومصعب بن سعد، وسعيد بن المسيب، وأسلم مولى عمر، ونافع مولاه، وخلق كثير؛ ذكر منهم المزي في "التهذيب " مئتين وثلاثين راوياً.
وبلغت أحاديثُه في "المسند" بالمكررات (2028) حديثاً.
وقال مالك: كان إمام الناس عندنا بعد زيد بن ثابت عبد الله بن عمر، مكث ستين سنةً يُفتي الناس.
وكان شديد الاحتياط والتوقي لدينه في الفتوى، وكل ما يأخذ به نفسه حتى إنه ترك المنازعة في الخلافة مع كثرة ميل أهل الشام إليه ومحبتهم له، ولم يقاتل في شيء من الفتن، ولم يشهدْ مع علي شيئاً من حروبه حين أشكلت عليه، ثم كان بعد ذلك ينْدمُ على ترك القتال معه.
وكان كثير الصدقة، وربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفاً، وكان إذا اشتد عُجْبُهُ بشيء من ماله قربهُ لربه، وكان رقيقُه قد عرفوا ذلك منه، فربما لزم أحدُهُم المسجد، فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة أعتقه، فيقولُ له أصحابه: يا أبا عبد الرحمن، والله ما بهم إلا أنْ يخْدعُوك، فيقولُ ابنُ عمر: منْ خدعنا بالله انخدعنا له.
وقال فيه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نعْم الرجلُ عبد الله لو كان يُصلي من الليل ". فكان بعدُ لا ينامُ من الليل إلا القليل.
وقال فيه ابنُ مسعود رضي الله تعالى عنه: إن أمْلك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بنُ عمر، وفي رواية: لقد رأيتُنا ونحن متوافرون، وما فينا شاب هو أملكُ لنفسه من عبد الله بن عمر.
وعن جابر: ما منا من أحدٍ أدرك الدنيا إلا مالت به ومال بها، غير عبد الله بن عمر
وعن السدي: رأيتُ نفرا من الصحابة كانوا يرون أنه ليس أحدٌ منهم على(8/8)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
الحال التي فارق عليها النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ابن عمر.
وقال عبد الرحمن: مات ابنُ عمر، وهو مثلُ عمر في الفضل، ومن وجه آخر: كان عمر في زمانٍ له فيه نظير، وكان ابنُ عمر في زمان ليس له فيه نظير. وعن سعيد بن المسيب: لو شهدت لأحدٍ أنه من أهل الجنة، لشهدتُ لابن عمر. ومن وجه صحيح، كان ابنُ عمر حين مات خير من بقي.
وعن طاووس: ما رأيتُ رجلا أورع من ابن عمر.
وجاء بسندٍ صحيح: مر أصحابُ نجدة الحروري بإبل لابن عمر، فاستاقوها، فجاء الراعي، فقال: يا أبا عبد الرحمن، احتسب الإبل، وأخبره الخبر. قال: فكيف تركوك؟ قال: انفلتُ منهم، لأنك أحب إلى منهم. فاستحلفه، فحلف، فقال: إني احتسبتُك معها، فأعتقه. ثم بيعت منها ناقة، فما اشتراها، وقال: قد احتسبتُ الإبل، فلأي معنًى أطلُبُ الناقة؟!
وكان له مهراس فيه ماء، فيُصلي ما قُدر له، ثم يصير الى الفراش، فيغفي إغفاء الطائر، ثم يقوم، فيتوضأ ويصلي، ويفعل كما فعل أولاً، يفعل ذلك في الليل أربع مرات، أو خمساً.
وأعطي له في نافع عشرة آلاف درهم، أو ألف دينار، فقيل له: ماذا تنتظر؟ ! فقال: فهلا ما هو خير من ذلك؟ هو حر.
وعن نافع أن ابن عمر اشتكى، فاشترى عنقوداً بدرهم، فأتاه مسكين، فقال: أعطوه إياه، ثم إشترى منه إنسان بدرهم، فجاء به إليه، فجاء السائل، فقال: أعطوه، ثم في المرة الثالثة مُنع السائل. ولو علم ابنُ عمر بذلك، لما ذاقه.
مات سنة اثنين- أو ثلاث- وسبعين.(8/9)
4448 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمدَ، حَدَّثَنَي أَبِي فِي كِتَابِهِ، (1) حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، (2) وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، (3) عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يَوْمَ خَيْبَرَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّجُلِ سَهْمًا " وَقَالَ (4) أَبُو مُعَاوِيَةَ: " أَسْهَمَ لِلرَّجُلِ، وَلِفَرَسِهِ ثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ: سَهْمًا لَهُ، وَسَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ " (5)
__________
(1) في (ظ 14) : حدثني أبي رحمه الله.
(2) تحرف في (م) إلى: "عبد الله ".
(3) لفظ: "عن نافع " سقط من (ظ 14) .
(4) في (ق) و (ظ 1) : قال.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه أبو داود (2733) ، ومن طريقه أبو عوانة 1/151، عن أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور (2762) ، والدارمي 2/225، وابن ماجه (2854) بنحوه، وابن الجارود (1084) ، والدارقطني 4/102، والبيهقي في "السنن" 9/51، والبغوي في "شرح السنة" (2722) ، من طرق، عن أبي معاوية - شيخ أحمد -، بهذا الإسناد. وتحرف اسم عبيد الله في بعض المصادر إلى عبد الله.
وأخرجه سعيد بن منصور (2760) ، وابنُ أبي شيبة 12/397، و14/151=(8/11)
4449 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ:
__________
والبخاري (2863) و (4228) ، وأبو عوانة 4/151، والدارقطني 4/102، والبيهقي في "السنن" 6/324-325، من طرق، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (9320) ، وابنُ عدي 4/460 من طريق عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل للفارس سهمين، وللراجل سهماً.
قال البيهقي 6/325: عبد الله العمري كثير الوهم، وقد روي ذلك من وجه آخر عن القعنبي، عن عبد الله العمري بالشك في الفارس أو الفرس، قال الشافعي في القديم: كأنه سمع نافعاً يقول: للفرس سهمين، وللرجل سهماً، فقال: للفارس سهمين، وللراجل سهماً، وليس يشك أحذ من أهل العلم في تقدمة عبيد الله بن عمر على أخيه في الحفظ.
وأخرجه الدارقطني 4/106 عن أبي بكر النيسابوري، عن أحمد بن منصور الرمادي، عن ابن أبي شيبة، عن أبي أسامة وابن نمير، قالا: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل للفارس سهمين، وللراجل سهماً.
قال الرمادي: كذا يقول ابنُ نُمير، قال لنا النيسابوري: هذا عندي وهم من ابن أبي شيبة، أو من الرمادي، لأن أحمد ابن حنبل وعبد الرحمن بن بشر وغيرهما رووه عن ابن نُمير خلاف هذا، وقد سلف ذكره عنهما.
قال الحافظ في "الفتح" 6/68: لا وهم فيما رواه أحمدُ بنُ منصور الرمادي، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة وابن نُمير، كلاهما عن عبيد الله بن عمر ... لأن المعنى: أسهم للفارس بسبب فرسه سهمين غير سهمه المختص به، وقد رواه ابنُ أبي شيبة في "مصنفه " و"مسنده " بهذا الإسناد، فقال: للفرس.
قلنا: وهو كذلك في المطبوع.(8/12)
رَأَيْتُ رَجُلًا جَاءَ ابْنَ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ نَذَرَ أَنْ يَصُومَ كُلَّ يَوْمِ أَرْبِعَاءَ، فَأَتَى ذَلِكَ عَلَيَّ يَوْمِ أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " أَمَرَ اللهُ (1) بِوَفَاءِ النَّذْرِ، وَنَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ صَوْمِ يَوْمِ النَّحْرِ " (2)
__________
وسيرد بالأرقام (4999) و (5286) و (5412) و (5518) و (6297) و (6394) .
وفي الباب عن ابن عباس عند ابن أبي شيبة 14/151، وأبي يعلي 4/2528، والبيهقي 12/397، والطبراني 6/293.
وعن الزبير بن العوام سلف عند أحمد برقم (1425) .
وعن أبي عمرة، عن أبيه، سيرد عند أحمد 4/138، وأبي داود (2734) .
وعن زيد بن ثابت عند الطبراني (4867) . قال في "المجمع" 5/342: فيه عبد الجبار بن سعيد المساحقي، وهو ضعيف.
قال السندي: قوله: جعل يوم خيبر للفرس: قيل: اللام فيه للسببية، وفي قوله: للرجل: للتمليك، وبهذا الحديث أخذ الجمهور، فقالوا: للفارس ثلاثة أسهم، ومن لا يقول به، يعتذر عنه بأن الأحاديث متعارضة، فقد جاء: للفارس سهمان، والأصل ألا يزيد الدابة على راكبها، فاخذ بما يؤيده القياس، والله تعالى أعلم.
وذكر الحافظ في "الفتح" 6/68 أن محمد بن سحنون نقل عن أبي حنيفة قوله: أكره أن أفضل بهيمةً على مسلم. ثم قال: وهي شبهة ضعيفة، لأن السهام في الحقيقة كلها للرجل.
قلنا: قد أعطى الفارس ثلاثة أسهم، فزاده سهمين على الراجل بسبب فرسه، لأنه أعد للحرب عُدّتها، فهو أكثرُ نكايةً بالعدوّ من الراجل.
(1) في (ظ 14) : أمر الله عز وجل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشيم: هو ابن بشير، يُونس: هو=(8/13)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
ابن عُبيد بن دينار البصري.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1922) ، والبخاري (6706) ، والبيهقي 10/84-85 من طريق يونس بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6705) ، والطبراني في "الكبير" (13281) ، والبيهقي في "السنن" 4/260 من طريق فضيل بن سليمان، حدثنا موسى بن عقبة، حدثنا حكيم بن أبي حرة الأسلمي، أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما سئل عن رجل ... فذكر نحوه، دون لفظ: أمر الله بوفاء النذر.
وأخرجه الطبراني أيضاً في "الكبير" (13282) من طريق سهل بن عثمان، حدثنا جنادة بن سلم، عن عبيد الله بن عمر، عن حكيم بن أبي حرة، قال: سمعتُ رجلاً يستفتي ابن عمر في رجل نذر ... فذكر نحوه دون لفظ: أمر الله بوفاء النذر.
وسير بالرقمين (5245) و (6235) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البخاري (1991) ، وسير 3/7، وعن عمر عند البخاري (1990) سلف برقم (163) .
وعن علي وعثمان عند أحمد سلف برقم (435) .
وعن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10051) قال الهيثمي في "المجمع" 3/203: وفيه سعيد بن مسلمة، وقد ضعفه البخاري وجماعة، ووثقه ابن حبان، وقال: يخطىء.
قلنا: وفي إسناده أيضا أبو جناب الكلبي، وهو ضعيف.
قال السندي: قوله: فأتى ذلك، أي: النذر.
على: بتشديد الياء، ويحتمل التخفيف.
يوم الأضحى: بأن صار يومُ النذر يوم الأضحى.(8/14)
4450 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَ (2) اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ " (3)
__________
=أمر الله ... مقتضاه أن اللائق بحال المفتي أن ينقل الوارد بعينه ولو متعارضاً، ولا يتصرف فيه من نفسه، ثم يعمل المستفتي بما تطمئن إليه نفسُه، ويحتمل أن مراده بيانُ أن هذا من باب تعارض الأمر والنهي، وفي مثله يقدم النهي، إلا أنه ترك التعرض لتقديم النهي، إما لظهوره عقلاً، أو لشهرة ذلك بينهم يومئذ شرعاً، فيكون هذا فتوى بترك الصوم، والله تعالى أعلم.
بوفاء النذر، أي: بقوله: (وليوفوا نذورهم) [الحج: 29] .
(1) تحرف لفظ: "عن " في (ص) إلى: "بن ".
(2) في (ظ 14) : فلا يتناجى، وهو نفي بمعنى النهي.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، هشيم - وهو ابن بشير، وإن عنعن - متابع. ومحمد بن يحيى بن حبان أدرك ابن عمر، وروايتُه عنه ممكنة، إلا أنه روى الحديث في الرواية (4871) عن رجل، عن أبيه يحيى، عن ابن عمر، فيخشى أن يكون هذا الأسناد منقطعاً، والله أعلم.
وسيرد بأسانيد صحيحة بالأرقام (4564) و (4664) و (4685) و (4871) و (4874) و (5023) و (5046) و (5258) و (5281) و (5425) و (5501) و (6024) و (6057) و (6062) و (6085) و (6264) و (6270) و (6338) .
وسيرد ذكر أحاديث الباب في مسند ابن عمرو برقم (6647) ، وانظر حديث ابن مسعود المتقدم برقم (3560) .(8/15)
4451 - حَدَّثَنَا (1) هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا (2) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ، كُلِّفَ أَنْ يُتِمَّ (3) عِتْقَهُ بِقِيمَةِ عَدْلٍ " (4)
__________
(1) في (ظ 14) : أخبرنا.
(2) في (ظ 14) : عن، ووقع في (م) : أنبأنا.
(3) في (ظ 14) : أن يتمم.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/277 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مسلم (1501) ، والنسائي في "الكبرى" (4960) ، والبيهقي في "السنن" 10/277 من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، وأبو داود (3944) ، والنسائي أيضاً في "الكبرى" (4958) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي أيضاً (4959) من طريق عبد الله بن نمير، والدارقطني في "السنن" 4/124، والبيهقي في "السنن" 10/280 من طريق يحيى بن أيوب، أربعتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري يصيغة الجزم بإثر الحديث (5225) عن يحيي بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه بنحوه أيضاً عبد الرزاق (16713) و (16714) ، والبخاري (2503) ، و (2525) ، ومسلم (1501) ، وأبو داود (3945) ، والنسائي في "الكبرى" (4951) و (4952) و (4961) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/105، 106، والدارقطني في "السنن" 4/123، 124، والبيهقي في "السنن" 10/275 و277 و280 من طرق، عن نافع، به.=(8/16)
4452 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا (1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ حَيْثُ " أَفَاضَ مِنْ عَرَفَاتٍ إِلَى جَمْعٍ فَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ، وَمَضَى، ثُمَّ قَالَ: الصَّلَاةَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ "، ثُمَّ قَالَ
__________
وأخرجه بنحوه أيضا النسائي في "الكبرى" (4938) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/105 من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر.
وعلقه البخاري أيضاً من رواية الليث، وابن أبي ذئب، وابن إسحاق، وإسماعيل بن أمية، عن نافع، به.
وقد ورد في "مسند عمر" برقم (397) .
وسيرد بالأرقام (4589) و (4635) و (4901) و (5150) و (5474) و (5821) و (5920) و (6038) و (6279) و (6453) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد سيأتي 2/426، والبخاري (2504) و (2526) ، ومسلم (1503) .
وعن جابر عند النسائي في "الكبرى" (4961) .
وعن ثلاثين من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أحمد 4/37.
قال السندي: قوله: كلف، أي: أجبر على ذلك إن كان موسراً، كما جاء التصريح به في رواية. [قلنا: سترد برقم (4589) ] .
أن يتم: من الإتمام.
بقيمة عدل: على الإضافة البيانية، أي: قيمة هي عدل وسط، لا زيادة فيها ولا نقص، وليس المراد بقيمة يقوًم بها العدل، والله تعالى أعلم.
قلنا: سيرد تفسيرها في الرواية الآتية برقم (4589) أيضاً.
(1) في (ظ 1) و (ظ 14) و (م) : أخبرنا.(8/17)
" هَكَذَا فَعَلَ (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي هَذَا الْمَكَانِ كَمَا فَعَلْتُ " (2)
__________
(1) في (ظ 14) : هكذا فعل بنا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير. إسماعيل بن أبي خالد: هو الأحمسي. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وسيرد الحديث برقم (4676) و (4893) و (4894) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن مالك، عن ابن عمر.
قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 78: كان شيوخنا يقولون: إن إسماعيل بن أبي خالد وهم في قوله: عن سعيد بن جبير، وإن الحديث حديث عبد الله بن مالك، والذي عندي - والله أعلم - أن الحديثين صحيحان، لأن حديث سعيد بن جبير محفوظ، رواه عنه الحكم بن عُتيبة وسلمة بن كهيل وعمرو بن دينار وسالم الأفطس، رووه عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، فيشبه أن يكون أبو إسحاق قد تحفظه عنهما، فحدث به مرة عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، فحفظه عنه إسماعيل بن
أبي خالد، وحدث به مرة عن عبد الله بن مالك، فحفظه عنه الثوري ومن تابعه.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/291 من طريق هشيم بن بشير، به، بلفظ: كنتُ مع ابن عمر حيث أفاض من عرفات، فلما أتى جمعاً، جمع بين المغرب والعشاء، فلما فرغ، قال: فعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا المكان مثل هذا.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة في "المصنف " (ص 278- نشر العمروي) ، ومسلم (1288) (291) ، وأبو داود (1931) ، والترمذي (888) ، والنسائى في "المجتبى" 2/16، والبيهقي في "السنن" 1/401 من طرق، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وعندهم جميعاً التصريح بأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى المغرب والعشاء بإقامة واحدة.
وهو ما سيرد أيضاً من رواية سفيان برقم (4676) و (4893) و (4894) .
وسيرد في تخريج الحديث (5186) أنه أقام لكل منهما.
قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم، لأنه لا تُصلى صلاة المغرب دون جمع، فإذا أتى جمعاً، وهو المزدلفة، جمع بين الصلاتين بإقامة واحدة،=(8/18)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=ولم يتطوع فيما بينهما، وهو الذي اختاره بعض أهل العلم وذهب إليه، وهو قول سفيان الثوري. قال سفيان: وإن شاء صلى المغرب، ثم تعشَّى، ووضع ثيابه، ثم أقام فصلى العشاء، فقال بعض أهل العلم: يجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة بأذان واقامتين، يؤذِّن لصلاة المغرب ويقيم وُيصلي المغرب، ثم يُقيم ويصلي العشاء، وهو قول الشافعي.
وأخرجه أبو داود (1930) ، ومن طريقه البيهقي 1/401 من طريق شريك، عن أبي إسحاق، به. وفيه أنه صلاهما بإقامة واحدة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/215 من طريق هشيم بن بشير، قال: أخبرنا أبو بشر (هو جعفر بن أبي وحشية) عن سعيد بن جبير، به.
وأخرجه مسلم (1288) (287) ، والنسائي في "الكبرى" (4031) ، وفي "المجتبي" 5/260، وابن خزيمة (2849) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس (وهو ابن يزيد الأيلي) عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعا.
وأخرجه أبو داود (1933) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/401 عن أبي الأحوص سلام بن شليم، عن أشعث بن سُليم، عن أبيه سليم بن الأسود المحاربي، وعلاج بن عمرو، عن ابن عمر، نحوه.
وسيأتي بالأرقام: و (4460) و (4676) و (4893) و (4894) و (5186) و (5241) و (5287) و (5290) و (5495) و (5506) و (5538) و (6083) و (6399) و (6400) و (6473) .
وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3637) .
وعن أسامة بن زيد عند البخاري (1672) ، ومسلم (1280) .
وعن أبي أيوب الأنصاري عند البخاري (1674) ، ومسلم (1287) .
وعن جابر مطولاً عند مسلم (1218) .
قال السندي: قوله: ومضى، أي: أتمها، أو مضى فيها على ما هو المعهود=(8/19)
4453 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، (1) عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ مَرَّ بِأَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (2) " مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَصَلَّى عَلَيْهَا، فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ، الْقِيرَاطُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ " فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَبَا هُرَيْرَةَ (3) انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، حَتَّى انْطَلَقَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ، (4) فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْشُدُكِ بِاللهِ، أَسَمِعْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَصَلَّى عَلَيْهَا، فَلَهُ قِيرَاطٌ فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ " فَقَالَتْ: اللهُمَّ نَعَمْ
فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَشْغَلُنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَرْسُ الْوَدِيِّ، وَلَا صَفْقٌ بِالْأَسْوَاقِ إِنِّي إِنَّمَا كُنْتُ أَطْلُبُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً يُعَلِّمُنِيهَا وَأُكْلَةً (5) يُطْعِمُنِيهَا "، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: " أَنْتَ
__________
=من كونها ثلاث ركعات.
الصلاة: بالنصب، أي: أدوها، يُريد بها العشاء.
هكذا، أي: جمع.
(1) في النسخ الخطية: القرشي، وهو تصحيف.
(2) لفظ: "قال " لم يرد في (ظ 14) .
(3) في هامش (ظ 1) و (س) و (ص) و (ق) : أبا هريرة، نسخة.
(4) في (ظ 14) : عائشة رضي الله عنها.
(5) في (ظ 14) ، وفي هامش (ظ 1) و (س) و (ص) : أو أكلة.(8/20)
يَا أَبَا هُرَيْرَةَ (1) كُنْتَ (2) أَلْزَمَنَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْلَمَنَا بِحَدِيثِهِ " (3)
__________
(1) في (س) ، وفي هامش (ص) : أبا هر. وفي هامش (س) و (ق) و (ظ ا) : أبا هريرة، نسخة.
(2) لفظ: "كنت "ليس في (ظ 14) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. هشيم - وهو ابن بشير - قد صرح بالتحديث عند عبد الرزاق والترمذي، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم. يعلى بن عطاء: هو العامري الطائفي. والجُرشي: نسبة إلى بني جُرشى، بطن من حمير.
وأخرجه عبد الرزاق (6270) ، والحاكم 3/510- 511 من طريق هشيم، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري (1323) و (1324) ، ومسلم (945) (55) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار ((1262) من طرق، عن جرير بن حازم، عن نافع، قال: قيل لابن عمر: إن أبا هريرة يقول ...
وأخرجه مسلم (945) (56) ، وأبو داود (3169) ، والبيهقي 3/412-413، وابن حبان (3079) من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص أنه كان قاعداً مع ابن عمر، إذ طلع خباب، فقال: يا عبد الله بن عمر، ألا تسمع ما يقول أبو هريرة؟
وأخرج القطعة الأخيرة منه - وهو قولُ ابن عمر لأبي هريرة: كنت ألزمنا لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الترمذي (3836) من طريق هشيم، به.
وسيأتي برقم (4650) و (4867) و (6305) .
وحديث أبي هريرة رواه البخاري (47) و (1325) و (1323) و (1324) ، ومسلم (945) (52) إلى (56) . وسيأتي في "مسند أحمد" 2/246.
وفي الباب أيضاً عن أبي سعيد الخدري في "شرح مشكل الآثار" (1258) ، سيرد 3/27.
وعن البراء بن عازب سيرد 4/294.=(8/21)
4454 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا (1) ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا لَمْ يَجِدِ الْمُحْرِمُ النَّعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا (2) أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ " (3)
__________
=وعن عبد الله بن المغفل سيرد 4/86 و5/87.
وعن ثويان عند مسلم (946) سيرد 5/277 و282 و284.
وعن أبي بن كعب سيرد 5/131.
وعن أنس عند أبي يعلى (4095) و (4169) أورده الهيثمي في "المجمع" 3/30، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط "، وفي إسناد أحدهما محتسب، والآخر روح بن عطاء، وكلاهما ضعيف.
وعن واثلة بن الأسقع عند الطيالسي (985) ، وابن عدي 6/2327.
وعن ابن مسعود عند ابن عدي 6/2452، وأبي عوانة فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 3/196.
وعن ابن عباس عند البيهقي في "الشعب "، وحفصة عند حميد بن زنجويه في "فضائل الأعمال " فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 3/196.
قال السندي: قوله: فله قيراط: هو اسم لمقدار معلوم من الأجر عند الله.
انظر ما تُحدث، أي: تأمل فيه خوفاً من وقوع السهو فيه.
إنه لم يكن يشغلني، بفتح الياء، وهذا بيان لكثرة حفظه، وفيه تعريض لابن عمر بأنه كيف يحفظ العلم مع اشتغاله بأمور الدنيا!
(1) في (ق) : أخبرنا.
(2) في (ق) : أو ليقطعهما، بذكر أو بدل الواو، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشيم: هو ابن بشير، وابن عون: هو عبد الله البصري.=(8/22)
4455 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، (1) أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِنْ أَيْنَ يُحْرِمُ (2) ؟ قَالَ: " مُهَلُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَمُهَلُّ أَهْلِ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَمُهَلُّ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ، وَمُهَلُّ أَهْلِ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ " وقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " وَقَاسَ النَّاسُ ذَاتَ عِرْقٍ بِقَرْنٍ " (3)
__________
=وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3660) ، وفي "المجتبى" 5/135 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (5075) و (5106) و (5431) و (5528) و (5906) و (6244) ، وسيكرر (4456) . ومطولاً برقم (4482) ، وسنذكر هناك مكرراته.
وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (1841) ، ومسلم (1178) تقدم برقم (1848) و (1917)
وعن جابر عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/134.
وعن علي موقوفاً عند ابن حبان (3783) .
(1) لم يرد هذا الحديث في (ص) .
(2) في (ظ 14) : نحرم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وعبيد الله بن عمر: هو العمري. وابن عون: هو عبد الله.
وهو في "مسند" أبي حنيفة (224) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (3761) من طريق عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/330 عن نافع، به، ومن طريقه أخرجه=(8/23)
4456 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، (1) أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا لَمْ يَجِدِ الْمُحْرِمُ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ " (2)
4457 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَتْ تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَبَّيْكَ، اللهُمَّ
__________
=البخاري (1525) ، ومسلم (1182) (13) ، والنسائي في "الكبرى" (3631) ، وأبو داود (1737) ، وابن ماجه (2914) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/118، والبيهقي في "السنن" 5/26، والبغوي (1858) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3632) من طريق الليث بن سعد، عن نافع، به.
وأخرجه البخاري (1522) ، والبيهقي في "السنن" 5/27 من طريق زيد بن جبير، عن ابن عمر.
وسيأتي بالأرقام (4555) و (4584) و (5059) و (5070) و (5087) و (5111) و (5172) و (5323) و (5492) و (5532) و (5542) و (5853) و (6140) و (6200) و (6390) .
وقد ذكرنا أحاديث الباب عقب حديث عبد الله بن عمرو الاتي برقم (6697) .
قال السندي: قوله: مُهَلُّ أهل المدينة، بضم الميم، مصدر ميمي، من الإهلال، أي: إهلال أهل المدينة من ذي الحُليفة، وأصلُ الإهلال: رفعُ الصوت بالتلبية، إلا أن المواد به - هاهنا - الإحرام.
(1) لم يرد هذا الحديث في (ص) .
(2) هو مكرر (4454) سنداً ومتناً.(8/24)
لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، (1) إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " وَزَادَ فِيهَا ابْنُ عُمَرَ: " لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ (2) وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ " (3)
__________
(1) في (ص) : لبيك لبيك، لا شريك لك لبيك، وفي (ق) : لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك.
(2) في (ظ 14) : لبيك لبيك لبيك.
(3) إقتناد. صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل. بكر بن عبد الله: هو المزني.
وأخرجه أبو يعلى (5692) ، والطبراني في "الصغير" (134) من طريقين عن بكر بن عبد الله المزني، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1838) ، ومسلم (1184) (20) ، والترمذي (826) ، والطبراني في "الصغير" (237) ، والدارقطني في "السنن" 2/225-226، من طرق عن نافع، عن ابن عمر، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3731) ، وفي "المجتبى" 5/160 من طريق هشيم بن بشير، عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به.
وأخرجه مسلم (1184) (20) ، والبيهقي 5/44 من طريق حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به.
قال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، وهو قول سفيان والشافعي وأحمد وإسحاق.
قال الشافعي: وإن زاد في التلبية شيئاً من تعظيم الله، فلا بأس إن شاء الله وأحب إلى أن يقتصر على تلبية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.=(8/25)
4458 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي (1) سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " غَدَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى عَرَفَاتٍ مِنَّا الْمُكَبِّرُ، وَمِنَّا الْمُلَبِّي " (2)
__________
=وفي الباب عن ابن مسعود وجابر وعائشة وابن عباس وأبي هريرة.
قلنا: قد ذكرنا أحاديث الباب عند حديث ابن مسعود السالف برقم (3897) ، وهذه الزيادة التي زادها ابن عمر هي من قول عمر بن الخطاب، كما سيرد برقم (6146) ، وهي عند مسلم (1184) (21) . قال الحافظ في "الفتح" 3/410: فعرف أنً ابن عمر اقتدى في ذلك بأبيه.
وانظر عن جواز الزيادة في التلبية "الفتح" 3/410.
وسيأتي برقم (4821) و (4895) و (4896) و (4997) و (5019) و (5024) و (5071) و (5086) و (5154) و (5475) و (5508) و (6021) و (6146) .
قال السندي: قوله: زاد فيها ابن عمر، أي: لما علم من تقريره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزيادة لمن زاد في التلبية في حضرته.
والرغباء، بفتح الواو مع المد، ربضمها مع القصر، وحكي الفتح والقصر، كالسكرى، من الرغبة، ومعناه: الطلب والمسألة.
(1) في (ق) : عبد الله بن سلمة، وهو خطأ.
(2) حديث صحيح وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي سلمة، وهو الماجشون، فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3990) ، وفي "المجتبى" 5/250 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 2/56 من طريق سفيان الثوري، والنسائي في "الكبرى" =(8/26)
4459 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ بِمِنًى فَمَرَّ بِرَجُلٍ، وَهُوَ يَنْحَرُ، بَدَنَةً، وَهِيَ بَارِكَةٌ، فَقَالَ: " ابْعَثْهَا قِيَامًا مُقَيَّدَةً سُنَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
= (3989) ، وفي "المجتبي" 5/250 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وهذه متابعة من الثوري وحماد بن زيد لهشيم في روايته.
وسير برقم (4733) من طريق ابن نمير، و (4850) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد، بزيادة عبد الله بن عبد الله بن عمر بين الماجشون وابن عمر، قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 78: وهو الصواب.
وفي الباب عن أنس عند البخاري (970) ، ومسلم (1285) سيرد 3/240.
وانظر حديث ابن مسعود المتقدم برقم (3549) .
قال السندي: قوله: منًا المكبِّر ومنا المُلبِّي: الظاهر أنهم كانوا يجمعون ببن التلبية والتكبير، فمرة يُكبر هؤلاء، ويُلبي آخرون، ومرة بالعكس، فيصدق في كل مرة أنهم منهم المُكبر، ومنهم المُلبِّي، لأن بعضهم يُلبي فقط، وبعضهم يُكبر، والظاهر أنهم فعلوا كذلك اقتداء به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد سبق عن ابن مسعود ما يؤيد تلك، فإنه قال: خرجتُ مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما ترك التلبية حتى رمى جمرة العقبة، إلا أن يُخالطها بتكبير، فينبغي للعامل أن يكثر التلبية، ويخالطها بتكبير. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير. يونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي. زياد بن جبير؟ هو ابن حية الثقفي. وأخرجه أبو داود (1768) عن الإمام أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4134) ، وابن خُزيمة (2893) من طريقين عن هشيم، بهذا الإسناد.(8/27)
4460 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنَا (1) أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ حَيْثُ " أَفَاضَ مِنْ عَرَفَاتٍ، ثُمَّ أَتَى جَمْعًا فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، وَالْعِشَاءَ " (2) فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: " فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي هَذَا الْمَكَانِ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ " قَالَ هُشَيْمٌ مَرَّةً: " فَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ، (3)
__________
=وأخرجه البخاري (1713) ، ومسلم (1320) (358) ، والدارمي 2/66، وابن خزيمة (2893) ، وابن حبان (5903) ، والبيهقي في "السنن" 5/237، والبغوي في "شرح السنة" (1957) من طرق، عن يونس، به.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/237 من طريق هشيم بن بشير، عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن سعيد بن جبير، قال: رأيتُ ابن عمر ينحر بدنته وهي قائمة معقولة، إحدى يديها صافنة.
وسيأتي برقم (5580) (6236) .
وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (1714) .
وعن جابر عند أبي داود (1767) ، والبيهقي في "السنن" 5/237-238.
قال السندي: قوله: ابعثها قياماً، أي: وانحرها قياماً، ففي الكلام تقدير.
مقيدة، أي: معقولة مربوطة اليد اليسرى.
سنة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالرفع، أي: ذاك النحر قياماً هو السنة، أو بالنصب، أي: ائت سنة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى هذا، فقياما بمعنى قائمة حال، بتقدير: انحرها، ويمكن أن يكون حالاً مقدرة بلا تقدير، أو مصدر التأويل ابعثها بمعنى أقمها.
(1) في (ظ 14) : قال حدثنا، وفي (ظ 1) و (ق) : أخبرنا.
(2) في (ظ 14) و) ظ 1) و (ق) و (ص) : فجمع بين المغرب والعشاء.
(3) في (ص) : فصلى المغرب.(8/28)
ثُمَّ قَالَ: الصَّلَاةَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا فَعَلَ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَكَانِ " (1)
4461 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سُئِلَ مَا يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ؟، قَالَ: " يَقْتُلُ الْعَقْرَبَ، وَالْفُوَيْسِقَةَ، وَالْحِدَأَةَ، وَالْغُرَابَ، وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ " (2)
__________
(1) صحيح، وهو مكرر (4452) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وعبيد الله بن عمر: هو العمري. وابن عون: هو عبد الله.
وأخرجه أبو نُعيم في "حلية الأولياء" 9/230 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ حبان مختصراً (3961) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد (ولم يذكر العقرب) .
وأخرجه النسائي بتمامه في "المجتبى" 5/190 من طريق هشيم، عن يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه مسلم (1199) (77) ، وابن ماجه (3088) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/165 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه مسلم (1199) (77) ، والنسائي في "المجتبى" 5/189، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/166 من طريق الليث بن سعد، وأخرجه مسلم أيضاً (1199) (77) ، والطحاوي أيضاً في "شرح معاني الآثار" 2/166 من طريق=(8/29)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=جرير بن حازم، وأخرجه البزار (1097) (زوائد) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2286) ، والطبراني في "الكبير" (10959) من طريق الليث بن أبي سليم، والخطيب في "التاريخ " 10/293 من طريق شعيب بن أبي حمزة، أربعتهم عن نافع، به.
وسيرد من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (5107) .
وأخرجه البخاري (1827) ، ومسلم (1200) (74) و (75) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/165 من طريق زيد بن جبير أن رجلاً سأل ابن عمر: ما يقتل المحرم من الدواب؟ فقال: أخبرتني إحدى نسوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أمر ... الخ، بزيادة عند مسلم: والحية. قال: وفي الصلاة أيضاً.
وأخرجه مسلم (1200) (73) من طريق سالم بن عبد الله، عن أبيه ابن عمر، عن حفصة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي عليه الصلاة والسلام.
قال الحافظ في "الفتح" 4/35: خالف زيد نافعاً وعبد الله بن دينار في إدخال الواسطة بين ابن عمر وبين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووافق سالماً، إلا أن زيداً أبهمها، وسالماً سماها.
قال أبو حاتم الرازي في "العلل" 1/281: ابن عمر لم يسمع هذا الحديث من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنما سمعه من أخته حفصة.
وقال الحافظ في "الفتح" 4/36: الظاهر أن ابن عمر سمعه من أخته حفصة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمعه أيضاً من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحدث به حين سئل عنه.
وسيأتي بالأرقام (4543) و (4737) و (4851) و (4876) و (4937) و (5091) و (5107) و (5132) و (5160) و (5324) و (5476) و (5541) و (6228) و (6229) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2330) .
وعن عائشة عند البخاري (1829) و (3314) سيرد 6/33 و87.=(8/30)
4462 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ لِابْنِ عُمَرَ مَا لِي لَا أَرَاكَ تَسْتَلِمُ إِلَّا هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ، وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ أَفْعَلْ فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اسْتِلَامَهُمَا يَحُطُّ الْخَطَايَا "
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ طَافَ أُسْبُوعًا (2) يُحْصِيهِ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَ لَهُ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ "
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَا رَفَعَ رَجُلٌ قَدَمًا، وَلَا وَضَعَهَا إِلَّا
__________
=وعن أبي سعيد الخدري سيرد 3/3.
وعن أبي هريرة عند أبي داود (1847) ، والبيهقي في "السنن" 5/210.
وعن ابن مسعود في قتل الحية بمنى تقدم برقم (3586) .
وعن أبي رافع عند البزار (1096) (زوائد) قال الهيثمي في "المجمع" 3/229: رواه البزار، وفيه يوسف بن نافع، ذكره ابنُ أبي حاتم، ولم يجرحه، ولم يوثقه، وذكره ابن حبان في "الثقات ".
قال السندي: قوله: والفويسقة: هي الفأرة، تصغير فاسقة، لخروجها من جحرها على الناس وإفسادها.
والحدأة: بكسر حاء مهملة، وفتح دال، بعدها همزة، كعنبة، أخسُّ الطيور، تخطف أطعمة الناس من أيديهم.
العقُور: بفتح العين، مبالغة عاقر، وهو الجارح المفترس.
(1) في (ق) : عن عبيد الله، وهو خطأ.
(2) في (ظ 1) و (ص) و (س) : سبوعاً.(8/31)
كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ " (1)
__________
(1) حديث حسن. هشيم - وهو ابن بشير - وإن سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط، متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عبيد بن عمير، فمن رجال مسلم، وقد صرح في هذا السند بسماعه من أبيه، وأثبت البخاري سماعه من أبيه في "التاريخ الكبير" 5/143.
وأخرجه بتمامه أبو يعلى (5688) (5689) ، والبيهقي في "السنن" 5/110، والبغوي في "شرح السنة" (1916) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. وقال البغوي: هذا حديث حسن.
وأخرجه الترمذي (959) ، وأبو يعلى (5687) ، وابن خزيمة (2753) ، والحاكم 1/489 من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن خزيمة (2753) أيضاً من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن عطاء، به. وقال الترمذي: حديث حسن، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على ما بينتُه من حال عطاء بن السائب، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
قلنا: سماعُ جريرٍ وابن فضيل من عطاء إنما هو بعد الاختلاط.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/240-241، وقال: روى ابنُ ماجه بعضه، رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب، وهو ثقة، ولكنه اختلط. قلنا: هذا ليس من شرطه، فقد رواه الترمذي.
وقوله: "إنّ استلامهما يحط الخطايا" إلى قوله: "كان له كعدل رقبة": أخرجه النسائي في " الكبرى" (3951) ، وفي " المجتبى " 5/221، والطبراني (13446) (13447) من طريق حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن=(8/32)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=عمير أن رجلاً قال: يا أبا عبد الرحمن ... وهذا إسناد حسن. حماد بن زيد سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط.
وقوله: "إن استلامهما يحط الخطايا": أخرجه ابن خزيمة (2729) من طريق هشيم، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3930) من طريق حماد بن زيد - وهو ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط -، وابنُ خزيمة (2730) من طريق جرير ومحمد بن فضيل، والفاكهي في "أخبار مكة" (123) من طريق فضيل بن عياض، وابنُ خزيمة أيضا (2730) ، والفاكهي أيضاً في "أخبار مكة" (146) من طريق عبيدة بن حميد، والبيهقي في "السنن" 5/80 من طريق شجاع بن الوليد، ستتهم عن عطاء بن السائب، به. وقد غير مُراجع "صحيح " ابن خزيمة اسم عبيدة بن حميد الوارد في الأصل عنده - وهو صواب - إلى عبيد الله بن عبيد بن عمير- وهو خطأ -، وسقط من الإسناد في المطبوع عطاء بن السائب ولم ينبه عليه.
وسيأتي برقم (5621) من طريق الثوري، عن عطاء بن السائب، وقد سمع منه قبل الاختلاط.
وقوله: "من طاف أسبوعاً" ... إلى قوله: "كعدل رقبة": أخرجه البيهقي في "السنن" 5/110 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن عطاء بن السائب، به.
وأخرجه ابنُ ماجه (2956) من طريق العلاء بن المسيب، عن عطاء - وهو ابن أبي رباح - عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من طاف بالبيت، وصلى ركعتين، فهو كعتق رقبة"، قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1039) : هذا إسناد رجاله ثقات. قلنا: إلا أنه منقطع، عطاءُ بنُ أبي رباح ثم يسمع من ابن عمر فيما ذكره أحمد وابن معين.
وقوله: ما رفع رجل قدماً ... إلى آخر الحديث: أخرجه ابن حبان (3697) من طريق جرير، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه،=(8/33)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
أن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من طاف بالبيت أسبوعاً، لا
يضع قدماً ولا يرفع أخرى، إلا حط الله عنه بها خطيئة، وكثب له بها حسنة، ورفع له بها درجة".
وأخرجه خليفة بن خياط في "مسنده " (53) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (13444) عن زياد بن عبد الله - وهو البكائي -، عن عبد الملك بن أبي سليمان - وهو العرزمي -، عن عطاء - وهو ابن أبي رباح-، عن عبيد بن عمير، عن ابن عمر، بلفظ؟ "لا يضع قدماً ولا يرفع، إلا كثب له بها حسنة". وإسناده حسن.
وسياتي مختصراً برقم (4585) و (5621) و (5701) . وانظر: (4463) و (4672) و (4686) .
قال السندي: قوله: إن أفعل فقد سمعت: "إن " شرطية جازمة، وجوابها مقدر، وجملة: فقد سمعت، بعليل أقيم مقام ذلك المقدر، أي: إن أفعل فهو في محله، لاستناده إلى أصل أصيل، ثم دلالهّ الحديث على المطلوب باعتبار أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الركنين بالفضل دون غيرهما، فلا ينبغي التجاوز إلى غيرهما إلا بدليل، ولا دليل. وأما قوله: وسمعتُه يقول: من طاف ... الخ، فغيرُ داخل في الجواب، بل هو لزيادة الإفادة.
من طاف أسبوعاً: هكذا بالألف في أصلنا، وفي كثير من النسخ: سبوعاً، بلا ألف. وفي "النهاية": من طاف أسبوعاً، أي: سبع مرات، ومنه الأسبوع للأيام السبعة، ويقال له: سبوع بلا ألف لغة فيه قليلة.
يُحصيه، من الإحصاء، أي: يستوفيه وُيتمه.
كان، أي: ذلك الطواف، ويمكن أن يكون "كان " خالياً عن الضمير، واسمه: كعدل رقبة، على أن الكاف اسم بمعنى المثل، أي: كان له من الثواب مثل عدل رقبة. والعدل بفتح العين وكسرها لغتان، وقد فرق بينهما، والمراد ما يساوي إعتاق رقبة، وقد جاء في إعتاق الرقبة أن جزاءه العتق من النار، وهو يتوقف على=(8/34)
4463 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ فَلَا أَدَعُ (1) اسْتِلَامَهُ فِي شِدَّةٍ، وَلَا رَخَاءٍ " (2)
4464 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ وَمَعَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، وَبِلَالٌ، " فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَجَافَ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَمَكَثَ فِيهِ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ خَرَجَ "،
__________
=مغفرة الذنوب كلها صغيرها وكبيرها، بل سابقها ولاحقها، والله تعالى أعلم.
ما رفع رجل قدماً، أي: في الطواف كما هو الظاهر، أو في سبيل الله، لأنه حديث آخر كما يدل عليه قوله: وسمعتُه يقول، والجمع بينه وبين السابق إنما وقع في كلام ابن عُمر، نعم الظاهر أنه ما جمع إلا لأنه علم أن المراد بيان حال الطواف، والله تعالى أعلم.
(1) في هامش (س) و (ص) : تدع.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه أبو يعلى بنحوه (5811) من طريق جرير، عن نافع، له.
وأخرجه بنحوه مطولاً الحاكم 1/454 من طريق محمد بن عون، عن نافع، به، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وسيأتي من طرق أخرى بالأرقام (4887) و (4888) و (4986) و (5201) و (5239) و (5875) و (6396) .
وسنذكر أحاديث الباب في الروايات التي تذكر استلام الركنين الآتية بالأرقام (4672) (4686) (4887) (6395) ، وانظر حديث عمر المتقدم برقم (99) .(8/35)
فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ لَقِيتُ (1) مِنْهُمْ بِلَالًا (2) فَقُلْتُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَ (3) : هَاهُنَا بَيْنَ الْأُسْطُوَانَتَيْنِ (4)
__________
(1) في (ق) : مالقيت.
(2) في هامش (ظ 1) و (ق) و (س) و (ص) : بلال، نسخة.
(3) في (ظ 14) : فقال.
(4) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن قوله: "ومعه الفضل بن عباس " جملة شاذة نبه عليها الحافظ في "الفتح". ابن عون: هو عبد الله.
وأخرجه النسائي في "المجتبي" 5/217 من طريق هشيم، به.
وأخرجه الطيالسي (1115) و (1849) من طريق عبد الله بن عمر العمري وعبد الله بن نافع، عن نافع، عن ابن عمر، وهذا إسناد ضعيف لضعف العمري وابن نافع.
وأخرجة الطبراني في "الكبير" (13510) من طريق شريك، عن خصيف، عن مجاهد، عن ابن عمر، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل البيت ومعه الفضل، وقام بلال علي الباب إسناده ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي.
وأخرجه مسلم (1329) (392) ، والنسائي في "المجتبى" 5/216-217 من طريق خالد بن الحارث، عن عبد الله بن عون، به. ولم يذكرا فيه الفضل بن عباس.
وأخرجه مالك، في "الموطأ" 1/398، والحميدي (692) ، والبخاري (468) و (504) و (505) و (2988) و (4400) ، ومسلم (1329) (388) و (389) و (390) (391) ، وأبو داود (2023) و (2025) ، وابن ماجه (3063) ، والنسائي في "المجتبى" 2/63، والدارمي 2/53، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/389=(8/36)
4465 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى عَنِ (1) الْقَرْعِ وَالْمُزَفَّتِ أَنْ يُنْتَبَذَ فِيهِمَا "
__________
=و 1/390، وابن حبان (3202) (3203) (3204) ، والبيهقي في "السنن" 2/326، والبغوي في "شرح السنة" (447) من طرق، عن نافع، بهذا الإسناد، ولم يذكروا الفضل بن عباس.
وأخرجه البخاري (397) و (1167) و (1598) ، ومسلم (1329) (392) (394) ، والنسائي 2/33 و5/217 و218، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/389-390 و1/390، والدارقطني 2/51، وابن عدي 2/660 مختصراً و2/826 من طرق، عن ابن عمر، ولم يذكروا الفضل بن عباس.
قال الحافظ في "الفتح" 3/468: لم يثبت أن الفضل كان معهم إلا في رواية شاذة.
قلنا: يعني هذ 5. وقد سلف من حديث الفضل بن عباس برقم (1795) نفي صلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الكعبة.
وجمع بين روايتي النفي والإثبات الحافظ في "الفتح " 3/468-469.
قوله: أجاف عليهم الباب، أي: رده عليهم، وفي رواية البخاري: فأغلقوا عليهم.
قال السندي: بلالاً، بالنصب على أنه خبر كان، واسمه: أولُ من لقيت.
وفي بعض النسخ بالرفع على أن "أول" بالنصب خبر كان، أو على أن كان فيه ضمير الشأن، ويحتمل أن يكون من كتابة المنصوب على صورة المرفوع.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان التيمي. عبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/117 من طريق أبي أسامة، عن عبيد الله، به.=(8/37)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/843، والشافعي 2/312، ومسلم (1997) (48) و (49) ، وابن ماجه (3402) ، وأبو عوانة 5/304، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/225، والبيهقي في "السنن" 8/308 من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه بنحوه أبو عوانة 5/309 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن ابن عمر.
وسيأتي بالأرقام (4574) و (4629) و (4809) و (4837) و (4913) و (4914) و (4915) و (4995) و (5013) و (5015) و (5030) و (5072) و (5074) و (5090) و (5092) و (5156) و (5187) و (5191) و (5224) و (5415) و (5423) و (5429) و (5477) و (5486) و (5494) و (5572) و (5678) و (5764) و (5789) و (5819) و (5833) و (5916) و (5954) و (5960) و (6012) و (6416) و (6441) .
وفي الباب عن ابن عباس عند مسلم (1997) من حديث ابن عباس وابن عمر، وسلف برقم (3257) ، ومن حديث ابن عباس وحده عند مسلم (17) (39) ص 1579.
وعن عبد الله بن عمرو سيرد برقم (6497) .
وعن أنس عند مسلم (1992) .
وعن أبي هريرة عند مسلم (1993) .
وعن علي عند البخاري (5594) ، ومسلم (1994) .
وعن عائشة عند البخاري (5595) ، ومسلم (1995) .
وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1996) ، سيرد 3/3.
وعن جابر عند البخاري (5592) ، ومسلم (1998) .
وعن بريدة عند مسلم (977) ، وسيرد 5/355.
وعن عبد الله بن أبي أوفى عند البخاري (5596) ، سيرد 4/353.
وعن عبد الرحمن بن يعمر عند النسائي في "المجتبى" 8/305.=(8/38)
4466 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ " (1)
__________
وعن ابن الزبير عند النسائي في "المجتبي" 8/303.
وعن صفية سيرد 6/337.
وعن ميمونة سيرد 6/332 و333.
والقرع: هو الدباء، والنهي عن الانتباذ فيها لأنها أسرع في الشدة والتخمير.
قال ابنُ الأثير في "النهاية": وتحريمُ الانتباذ في هذه الظروف كان في صدر الإسلام، ثم نُسخ - أي بحديث بريدة عند مسلم 3/1585 رفعه: "كنت نهيتكم عن الأشربة إلا في ظروف الأدم، فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكراً" -، وهو المذهب، وذهب مالك وأحمد إلى بقاء التحريم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان التيمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13392) ، والخطيب في "تاريخه " 5/300، من طريقين عن عبيد الله، به.
وأخرجه مسلم (844) (1) ، وابن خزيمة (1750) (1751) ، وابن حبان (1224) ، والطبراني في "الكبير" (13419) ، وفي "الأوسط " (18) (46) (48) (259) (260) (261) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/266، 8/197، 217، والبيهقي في "السنن" 1/297، 3/188، والخطيب في "تاريخه " 4/95، والبغوي في "شرح السنة" (333) من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه ابن خزيمة (1752) ، وابن حبان (1226) ، والبيهقي 3/188 من طريق عثمان بن واقد، عن نافع، به، بلفظ: "من أتى الجمعة من الرجال والنساء فليغتسل، ومن لم يأتها فليس عليه غسل من الرجال والنساء".
وقال الآجري عن أبي داود: ولا نعلم أحداً قال هذا غيره، أي: غير=(8/39)
4467 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا " (1)
__________
=عثمان بن واقد.
وسيأتي بالأرقام (4553) و (4920) و (4942) و (5005) و (5008) و (5078) و (5083) و (5128) و (5142) و (5169) و (5210) و (5311) و (5450) و (5456) و (5482) و (5488) و (5777) و (5828) و (5961) و (6020) و (6327) و (6369) و (6370) ، وسيكرر برقم (6267) .
وفي الباب عن عمر بن الخطاب عند البخاري (882) ، ومسلم (845) (4) .
وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (846) ، وسيرد 3/6.
وعن عائشة عند مسلم (847) ، والبزار) زوائد ((625) .
وعن ابن عباس عند مسلم (848) ، وابن ماجه (1098) ، والطبراني في "الكبير (11468) .
وعن بُريدة عند البزار (626) (زوائد) .
وعن حفصة عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/116.
قال السندي: قوله: "إذا جاء أحدكم إلى الجمعة"، أي: إلى صلاتها، هكذا في الأصول المعتمدة. وفي بعضها: "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة"، ف "أحدكم " بالنصب على المفعولية، ويومُ الجمعة" بالرفع على الفاعلية، بتقدير المضاف، أي: صلاته. أو بالعكس على أن "يوم الجمعة" ظرف، والتقدير: إذا جاء أحدُكم يوم الجمعة إلى صلاته. أو مفعول به، وجاء" بمعنى حضر، أي: إذا حضر صلاته، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان التيمي،=(8/40)
4468 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ (1) يُعَرِّضُ رَاحِلَتِهِ، (2)
__________
وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/121، ومسلم (98) (161) ، وابن ماجه (2576) ، وأبو عوانة 1/58، والبيهقي في "السنن" 8/20 من طرق، عن عبيد الله، به.
وأخرجه الطيالسي (1828) ، وعبد الرزاق (18681) ، والبخاري (6874) ، والنسائي في "الكبرى) (3563) ، وفي "المجتبي" 7/177، وأبو يعلى (5827) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1322) و (1323) و (1324) ، والسهمي في "تاريخ جرجان " ص 136، والخطيب في "تاريخه" 7/236، من طرق، عن نافع، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الأثار" (1323) من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، مرفوعاً.
وسيأتي بالأرقام (4649) و (5149) و (6277) و (6381) .
وسيأتي شواهده مستوفاة في "مسند عبد الله بن عمرو" برقم (6724) .
قال السندي: قوله: "من حمل "، أي: رفع، وهو كناية عن القتال.
"علينا"، أي: على المسلمين.
"منا"، أي: من المسلمين معاملة، فالحديثُ مثلُ حديث: "وقتاله كفر".
(1) كلمة: "كان" ساقطة من (ق) و (ص) .
(2) في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : يُعرض على راحلته، وفي هامش (ق) و (ظ 1) : يعرض راحلته، وجاء في هامش (س) و (ص) ما نصه: قولُه: يُعرض على راحلته. كذا في أصل صحيح، وفي بعضها: يعرض راحلته. وقد أثبتنا ما في نسخة (ظ 14) لموافقتها لرواية "الصحيحين "، ولا سيما أن الإمام مسلم قد=(8/41)
وَيُصَلِّي إِلَيْهَا " (1)
__________
=روى الحديث من طريق الامام أحمد كذلك، ورواه البخاري كذلك من طريق شيخ الإمام أحمد.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (502) ، وأبو عوانة 2/51 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (507) ، والبيهقي في "السنن" 2/269 من طريق معتمر، بهذا الإسناد. وفيه زيادة: قلت: أفرأيت إذا هبت الركاب؟ قال: كان يأخذ هذا الرحل فيعدلُه، فيصلي إلى أخرته - أو قال: مؤخره - وكان ابنُ عمر يفعلُه.
وذكر الحافظ في "الفتح" 1/580 أن السائل هو عبيد الله، والمسؤول هو نافع، وفاعل "يأخذ" هو النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعلى هذا هو مرسلٌ، لأن نافعاً لم يدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومعنى: "هبت الركاب "، أي: هاجت الإبل.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/383، والبخاري (430) ، ومسلم (502) (248) ، وأبو داود (692) ، والترمذي (352) ، وأبو عوانة 2/51، والطبراني في "الكبير" (13404) ، والبيهقي في "السنن" 2/269، من طرق، عن عبيد الله، به.
وسيأتي بالأرقام (4793) و (5841) و (6128) ، وسيكرر برقم (6261) .
والراحلة: قال الجوهري: الناقة التي تصلح لأن يوضع الرحلُ عليها.
وقال الأزهري: الراحلة: المركوب النجيب، ذكراً كان أو أنثى، والهاء فيها للمبالغة، والبعير يقال لما دخل في الخامسة.
قال الحافظ في "الفتح" 1/581: وروى عبد الرزاق عن ابن عيينة، عن عبد الله بن دينار، أن ابن عمر كان يكره أن يصلي إلى بعير إلا وعليه رحل، وكأن الحكمة في ذلك أنها حال شدّ الرحل عليها أقرب إلى السكون من حال تجريدها.
قال السندي: قوله: يعرّض راحلته، قال القسطلاني ما حاصله أنه من=(8/42)
4469 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، سَمِعْتُ (1) بُرْدًا، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبِيتُ أَحَدٌ ثَلَاثَ لَيَالٍ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ " قَالَ: فَمَا بِتُّ مِنْ لَيْلَةٍ بَعْدُ إِلَّا وَوَصِيَّتِي عِنْدِي مَوْضُوعَةٌ (2)
__________
=التعريض، أي: يجعلها عرضاً، وفي رواية: يعرُضُ، بسكون العين وضم الراء، وقال النووي: هو بفتح الياء وكسر الراء، ورُوي بضم الياء وتشديد الراء ومعناه: يجعلها معترضة بينه وبين القبلة. انتهى. ثم اللفظ هكذا في أصنا، وهو الموافق للصحيحين، وفي بعض الأصول: يعرض على راحلته، بزيادة "على" وهي زيادة مقحمة.
قال النووي: وفيه دليلٌ على جواز الصلاة بقرب البعير، بخلاف الصلاة في أعطان الإبل، فإنها مكروهة للأحاديث الصحيحة في النهي عن ذلك، لأنه يُخاف هناك نُفورها، فيذهب الخشوع، بخلاف هذا.
(1) في (ظ 14) : قال سمعت.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير برد - هو ابن سنان الشامي - فهو ثقة، انفرد ابنُ المديني بتضعيفه، وقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحابُ السنن.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/231 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، (وقد تصحف معتمر في "المطبوع إلى معمر) .
وأخرجه أبو يعلى (5512) من طريق معتمر، به.
وأخرجه مسلم (1627) (4) ، والنسائي في "الكبرى" (6445) (6446) ، وفي "المجتبى" 6/239، والبيهقي في "السنن" 6/272 من طريقين عن الزهري، به. وفيه زيادة: له شيء يوصي فيه، وسترد برقم (4578) .=(8/43)
4470 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ، " يُصَلِّي عَلَى دَابَّتِهِ التَّطَوُّعَ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ "، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ (1) فَقَالَ: " رَأَيْتُ أَبَا الْقَاسِمِ يَفْعَلُهُ " (2)
__________
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13189) من طريق عبد الحميد بن صالح، عن أبي عقيل، عن عمر بن عبد الله بن عمر، عن عمه سالم، عن ابن عمر مرفوعاً، بلفظ: "ما حق امرىءٍ مسلم يبيتُ ليلةً من الدهر إلا وعهده عنده إذا كان له من المال ما يعهد في مثله ".
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/151) 6) من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن، عن ابن عمر، مرفوعا بلفظ: "ما ينبغي لرجل أتى عليه ثلاثة، وله مال، يريد أن يوصي فيه إلا أوصى فيه ".
وسياتي بالأرقام (4578) و (4902) و (5118) و (5197) و (5511) و (5513) و (5930) و (6100) .
قال السندي: قوله: "لا يبيت " هكذا بصيغة النفي في النسخ، والمعنى على النهي، وقال الزركشى: ومفعول "يبيتُ " محذوف، أي: مريضاً، قلت: الظاهر أن هذا المقدر خبرٌ أو حال، لا مفعول، والأقربُ أن المراد الإطلاق، والمرادُ ب "أحد" أحد من البالغين، بل المكلفين، والنهي للتنزيه.
"إلا ووصيتُه مكتوبة": الجملة حال مستثنى من أعم الأحوال.
(1) في (ق) و (ص) : فذكرت ذلك له.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (4518) ، وأبو عوانة 2/343 و344، وابنُ خزيمة (1264) ، والدارقطني 2/21 من طرق، عن عبيد الله، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1000) من طريق جويرية بن أسماء، عن نافع، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13627) و (13628) من طريقين عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصلي حيث توجهت به راحلتُه.=(8/44)
4471 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى أَنْ تُحْلَبَ مَوَاشِي النَّاسِ إِلَّا بِإِذْنِهِمْ " (1)
__________
=وسيأتي بالأرقام (4476) و (4518) و (4714) و (4956) و (4982) و (5001) و (5040) و (5047) و (5048) و (5062) و (5189) و (5334) و (5406) و (5413) و (5447) و (5529) و (5826) و (6071) و (6155) و (6221) و (6287) ، وفي، مسند أبي سعيد الخدري 3/73 (الطبعة الميمنية) .
وانظر (4520) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند البخاري (1094) و (1099) سيرد 3/378.
وعن عامر بن ربيعة عند البخاري (1097) ، ومسلم (701) ، سيرد 3/444.
وعن أبي سعيد الخدري سيرد 3/73.
وعن أنى عند البخاري (1100) ، ومسلم (702) سيرد 3/126.
وعن ابن عباس عند ابن ماجه (1201) .
قال السندي: قوله: حيث توجهت به: الباء للتعدية، أي: حيث وجهتُه وجعلت وجهه، أو للمصاحبة، والحاصل أنه يصلي ووجهه في أي جهة كان.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان التيمي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه مسلم (1726) مطولاً، وأبو عوانة 4/36، وابن حبان (5171) ، والبيهقي في "السنن" 9/358 من طرق، عن عبيد الله، بهذا الإسناد. وعندهم زيادة ستأتي برقم (4505) .
وأخرجه مطولا مالك في "الموطأ" 2/971، وعبد الرزاق في "المصنف " (6958) و (6959) ، والحميدي (683) ، وابنُ أبي شيبة 7/49، والبخاري=(8/45)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
(2435) ، ومسلم (1726) (13) ، وأبو داود (2623) ، وابن ماجه (2302) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/241، وفي "شرح مشكل الآثار" (2818) و (2819) و (2820) و (2821) ، وأبو عوانة 4/35، 36، 37، وابن حبان (5282) ، والطبراني في "الأوسط " (312) و (1930) ، والبيهقي في "السنن" 9/358، وفي "الشعب " (5491) و (11158) ، والبغوي في "شرح السنة" (2168) من طرق، عن نافع، به. وقد سقط لفظ: "عن نافع " من إسناد عبد الرزاق (6959) .
وسيأتي برقم (4505) و (5196) .
والماشية: تقع على الإبل والبقر والغنم، ولكنه في الغنم يقع أكثر. قاله في "النهاية"، وقد نقل الحافظ في "الفتح" 5/89 عن ابن عبد البر قوله: في الحديث النهيُ عن أن يأخذ المسلمُ للمسلم شيئاً إلا بإذنه، وانما خص اللبن بالذكر لتساهل الناس فيه، فنبه به على ما هو أولى منه، وبهذا أخذ الجمهور، لكن سواء كان بإذن خاص أو إذن عام، واستثنى كثير من السلف ما إذا علم بطيب نفس صاحبه، وإن لم يقع منه إذن خاص ولا عام، وذهب كثير منهم إلى الجواز مطلقا في الأكل والشرب، سواء علم بطيب نفسه أو لم يعلم، والحجة لهم ما أخرجه أبو داود والترمذي، وصححه من رواية الحسن عن سمرة مرفوعاً: "إذا أتى أحدكم على ماشية، فإن لم يكن صاحبها فيها، فليصوت ثلاثاً، فإن أجاب، فليستأذنه، فإن أذن له، وإلا فليحلب وليشرب، ولا يحمل "، إسناده صحيح إلى الحسن، فمن صحح سماعه من سمرة، صححه، ومن لا، أعله بالانقطاع، لكن له شواهد من أقواها حديث أبي سعيد مرفوعاً: "إذا أتيت على راعٍ، فناده ثلاثاً، فإن أجابك، وإلا فاشرب من غير أن تفسد، وإذا أتيت على حائط بستان ... " فذكر مثله.
أخرجه ابن ماجه والطحاوي، وصححه ابن حبان والحاكم، وأجيب عنه بأن=(8/46)
4472 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ: الْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ، إِذَا غَابَ الشَّفَقُ، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ " (1)
__________
=حديث النهي أصح، فهو أولى بأن يعمل به، وبأنه معارض للقواعد القطعية وفي تحريم مال المسلم بغير إذنه، فلا يلتفت إليه، ومنهم من جمع بين الحديثين بوجوه من الجمع، منها: حمل الإذن على ما إذا علم طيب نفس صاحبه، والنهي على ما إذا لم يعلم، ومنها: تخصيص الإذن بابن السبيل دون غيره، أو بالمضطرة أو بحال المجاعة مطلقاً، وهي متقاربة.
وحكى ابن بطال عن بعض شيوخه أن حديث الإذن كان في زمنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحديث النهي أشار به إلى ما سيكون بعده من التشاح وترك المواساة. أ. هـ. وذكر غير ذلك فانظره.
وانظر حديث ابن عمرو الوارد برقم (6683) .
قال السندي: نهى أن تُحتلب: على بناء المفعول، من الاحتلاب، وفي كثير من الأصول: تُحلب، وهما بمعنى، أي: ليس اللبن كالماء الذي يشترك فيه الكل. وكلامُ بعض أهل العلم يشير إلى أن هذا الحديث ناسخ لحديث سمرة أن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "إذا أتى أحدكم على ماشية، فإن كان فيها صاحبها فليستأذنه، وإلا فليُصوت ثلاثاً، فإن أجابه، فليستأذنه، وإلا فيحتلب، وليشرب،
ولا يحمل ". وحمل بعضهم حديث سمغ على حال الاضطرار، وعَلَّله بعضهم بأن فيه انقطاعاً، فإن الحسن لم يسمع من سمرة، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(8/47)
4473 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ يَعْنِي الْغَطَفَانِيَّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ
__________
وأخرجه بنحوه الترمذي (555) من طريق عبدة بن سليمان، والبيهقي في "السنن" 3/159 من طريق حماد بن مسعدة، والخطيب في "تاريخه" 7/271 من طريق يونس بن راشد، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطرسوسي في "مسنده" (85) ، وأبو عوانة 2/350، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/161، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان " 2/330، والدارقطني في "السنن " 1/390-391، 392، 393، والبيهقي في "السنن" 3/159-160 من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (1805) و (3000) ، والبيهقي في "السنن" 3/160 من طريق أسلم العدوي عن ابن عمر.
وسيأتي من طرق أخرى برقم (4531) و (4542) و (4598) و (5120) و (5163) و (5516) و (5791) و (5838) و (6354) و (6375) .
وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (1107) سلف برقم (1874) .
وعن أنس عند البخاري (1108) و (1110) ، ومسلم (704) سيرد 3/138 و151.
وعن معاذ بن جبل عند مسلم (706) سيرد 5/229 و230 و233 و236.
وعن جابر عند أبي داود (1215) ، والنسائي 1/287، وابن حبان (1590) .
وعن عبد الله بن عمرو عند ابن أبي شيبة 2/458.
وعن أبي موسى عند ابن أبي شيبة 2/457.
وعن ابن مسعود عند ابن أبي شيبة 2/458، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/160.
قال السندي: قوله: إذا غاب الشفق: صريح في الجمع في وقت الثانية.
إذا جدَّ به: الباء للتعدية، أي: أوقعه في الاجتهاد.(8/48)
نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْقَزَعِ، وَالْقَزَعُ أَنْ يُحْلَقَ الصَّبِيُّ، فَيُتْرَكَ بَعْضُ شَعَرِهِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح. عثمان بن عثمان الغطفاني مختلف فيه، وهو متابع، وقد أخرج له مسلم في المتابعات، وأبو داود والنسائي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو داود (4193) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/231 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقد تصحف عثمان بن عثمان الغطفاني في مطبوع "الحلية" إلى: عثمان بن عمر القطان.
وأخرجه مسلم (2120) (113) من طريق عثمان بن عثمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2120) (113) ، وابن حبان (5507) من طريق روح بن القاسم، عن عمر بن نافع، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9298) ، وفي "المجتبي" 8/130 من طريق ابن أبي الرجال، عن عمر بن نافع، به، ولفظه: نهاني الله عز وجل عن القزع.
وأخرجه مسلم (2120) (113) من طريق عبد الرحمن السراج، عن نافع، به.
وسيأتي من طرق أخرى بالأرقام (4973) و (5175) و (5356) و (5548) و (5550) و (5615) و (5770) و (5846) و (5989) و (5990) و (6212) و (6294) و (6420) و (6422) و (6459) . وسيكرر برقم (4974) .
وتفسير القزع هو من كلام نافع كما ورد مصرحاً به عند مسلم، وورد تفسيره في الرواية (4973) من قول عبيد الله بن عمر.
قال السندي: قوله: عن القزع، بفتحتين، أولهما قاف، والثانية زاي معجمة، وأصله القطع من السحاب، ويُقال لحلق رأس الصبي مع ترك مواضع منه تشبيهاً له بقزع السحاب.(8/49)
4474 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، أَنِ ارْفَعْ إِلَيَّ حَاجَتَكَ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَلَسْتُ أَسْأَلُكَ شَيْئًا، وَلَا أَرُدُّ رِزْقًا رَزَقَنِيهِ اللهُ مِنْكَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عجلان، وهو محمد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير القعقاع بن حكيم - وهو الكناني المدني - فمن رجال مسلم. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو يعلى (5730) ، والبيهقي فى "الشعب " (3549) من طريق إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد، وليس في روايةّ البيهقي: "وابدأ بمن تعول ".
وأخرجه البيهقي في "الشعب " (3548) من طريق أبي حذيفة، عن سُفيان، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/262) 4539) (طبعة دار الفكر) ، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وله طريق رجالها رجال الصحيح.
قلنا: فاته إن ينسبه لأحمد، ولم نجده عند الطبراني.
وأورده السيوطي في "الجامع الصغير" (10027) ، قال شارحه المناوي: قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري: إسناده حسن.
وسيرد الحديث دون قصة بإسناد صحيح على شرط- الشيخين برقم (57281) .
وسياتي بنحوه أيضاً برقم (5344) و (5728) و (6039) و (6402) .
وله بتمامه شاهد من حديث حكيم بن حزام عند البخاري (1427) ، ومسلم (1034) سيرد 3/403 و434.
وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (1428) ، ومسلم (1042) ، سيرد 2/288 و501.=(8/50)
4475 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا (1) أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمُصَوِّرِينَ (2) يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُقَالُ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " (3)
__________
=وثالث من حديث أبي أمامة عند مسلم (1036) ، سيرد 5/262.
ورابع من حديث جابر سيرد 3/330.
وخامس من حديث ابن عباس عند الطبراني في "المعجم الكبير" (12726) .
وسادس من حديث طارق المحاربي عند النسائي في "المجتبى" 5/61.
وسابع من حديث عمران بن حصين وسمرة بن جندب عند الطبراني في "الكبير" 18/ (321) .
وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (4261) .
قال السندي: قولُه: إن اليد العليا: قد جاء مفسراً أن يد المعطي هي العليا، وبد الأخذ هي السفلى، فلا وجه لاختلاف الناس في ذلك.
وابدأ بمن تعول، أي: قذم من كان في عيالك.
ولتست أسألك شيئاً، أي: فلا أرفع إليك الحاجة، لأنه سؤال، ولا أردُّ، وكان رضي الله تعالى عنه لا يرد ما أعطي، لأن أباه ردَّه، فمنعه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك.
(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أخبرنا.
(2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: قال: المصورون. وكتبت كذلك في هامش (س) وأمامها لفظ صح. ووقع في (ص) : إن المصورون!!
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن عبد الصمد: هو العمي. وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه عبد الرزاق (19490) ، ومسلم (2108) ، والنسائي في "الكبرى" (9787) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/287، والبغوي في "شرح السنة" (3220) من طرق عن أيوب، به.=(8/51)
4476 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ: كَانَ " يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ تَطَوُّعًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ نَزَلَ، فَأَوْتَرَ عَلَى الْأَرْضِ " (1)
__________
=وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9788) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/286، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/212 من طرق، عن نافع، به.
وسيأتي بالأرقام (4707) و (4792) و (5168) و (5767) و (6084) و (6241) و (6262) ، وانظر (6326) .
وقد ذكرتا أحاديث الباب في حديث ابن مسعود السالف برقم (3558) .
وقوله: "يُقال: أحيوا ما خلقتم "، قال الحافظ في "الفتح" 10/384: هو أمر تعجيز، ويُستفاد منه صفة تعذيب المصور، وهو أن يُكلف نفخ الروح في الصورة التي صورها، وهو لا يقدرُ على ذلك، فيستمر تعذيبُه، كما سيأتي تقريره في باب من صوَّر صورة.
قلنا: يُريد حديث ابن عباس الوارد عند البخاري (5963) ، قال: سمعتُ محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من صور صورةً في الدنيا، كُلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ ".
قال السندي: قوله: "المصورون "، أي: صورة ذي روح، يدلى عليه آخر الحديث.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية. وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/429 من طريق مجاهد، أن ابن عمر كان يصلي في السفر على بعيره أينما توجه به، فإذا كان في السحر، نزل فاوتر.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/429 من طريق حنظلة بن أبي=(8/52)
4477 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: رَجُلٌ قَذَفَ امْرَأَتَهُ فَقَالَ: فَرَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَخَوَيْ بَنِي الْعَجْلَانِ، وَقَالَ: " اللهُ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟ " فَأَبَيَا فَرَدَّدَهُمَا (1) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَأَبَيَا، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا (2)
__________
=سفيان، عن نافع، عن ابن عمر، بلفظ أنه كان يصلي على راحلته، ويوتر بالأرض، ويزعم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعل كذلك.
وسيرد أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي الوتر على الراحلة بالأرقام (4519) و (4530) و (4620) و (5208) و (5209) و (5822) و (5936) و (6224) و (6449) ، ونتكلم هناك عن نسخ الوتر على الراحلة.
وقد سلف حديث التطوع على الراحلة برقم (4470) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: نزل فأوتر على الأرض، كأنه كان يفعلُ ذلك أحياناً، وإلا فقد جاء منه حديث الوتر على الدابة.
(1) في) ظ 14) : فرددها، وفي (ق) : فردَّهما.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عليًة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه أبو داود (2258) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5311) و (5349) ، والنسائي في "المجتبي" 6/177، من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد، وعندهما زيادة سترد برقم (4587) .
وأخرجه عبد الرزاق مطولاً في "المصنف " (12454) ، ومسلم (1493) (6) من طريقين، عن أيوب، به.=(8/53)
4478 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: نَادَى ابْنُ عُمَرَ بِالصَّلَاةِ بِضَجْنَانَ، (1) ثُمَّ نَادَى: أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، ثُمَّ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ الْمُنَادِيَ، فَيُنَادِي بِالصَّلَاةِ، ثُمَّ يُنَادِي: أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، فِي اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ، وَفِي اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ، فِي السَّفَرِ " (2)
__________
=وأخرجه مسلم (1493) (7) ، والنسائي في "المجتبى" 6/176-177، والبيهقي في "السنن" 7/402 من طريق عزرة، عن سعيد بن جبير، به.
وسيأتي من طرق أخرى بالأرقام 45871) و (4945) و (5009) و (5202) .
وانظر (4527) و (5312) و (5400) و (6098) .
وقد ورد ضمن "مسند عمرا السالف برقم (398) .
وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (4001) .
قال السندي: قوله: رجل قذف امرأته، أي: بالزنى، أي: فما حكمه؟
قوله: أخوي بني العجلان، أي: بين زوج - واسمه عويمر العجلاني - وزوجة - واسمها خولة - منهما، ويقال لمن كان من القرب مثلاً: أخو القرب، ثم التثنية مبنية على التغليب.
الله يعلم أنَّ أحدكما كاذب: لم يُرد أن هذا العلم مخصوصٌ به تعالى، بل أراد تخويفهما بعلم الله تعالى ذلك، وإلا فكونُ أحدهما كاذب أمر ظاهر.
ففرق بينهما: ظاهرُه أنه لا بد من تفريق الإمام، ومن لا يرى ذلك يقولُ: المرادُ أنه بين بعد ذلك أنهما لا يجتمعان.
(1) جاء في هامش (ظ 1) ما نصه: ضجنان جبل بمكة. وفي هامش كل من (ق) و (ص) و (س) : جبيل بمكة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.=(8/54)
4479 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنِ اتَّخَذَ - أَوْ قَالَ: اقْتَنَى - كَلْبًا لَيْسَ بِضَارٍ، وَلَا كَلْبَ مَاشِيَةٍ، نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ "، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: وَكَلْبَ حَرْثٍ؟ فَقَالَ: أَنَّى (1)
__________
وأخرجه أبو داود (1061) ، وابن خزيمة (1655) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 1/292، وأبو داود (1060) ، وأبو عوانة 2/18، وابن حبان (2077) من طريق حماد بن زيد، والبيهقي في "السنن" 3/70-71 من طريق شعبة، كلاهما عن أيوب، به.
وأخرجه عبد الرزاق (1901) ، وابن أبي شيبة 2/233، وأبو داود (1064) ، وأبو عوانة 2/18، وابن حبان (2076) ، والبيهقي في "السنن" 3/71 من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه أبو يعلى (5673) ، وابن خزيمة (1656) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد، عن ابن عمر. قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 79: وقول جرير بن عبد الحميد، عن يحيى، عن القاسم بن محمد، غير محفوظ.
وسيرد بطرق أخرى بالأرقام (4580) و (5151) و (5302) و (5800) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2503) .
وعمن سمع منادي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 3/415-416.
وعن نعيم بن النحام سيرد 2/220.
وعن أسامة الفذلي سيرد 5/74.
وعن جابر عند أبي داود (1065) .
وعن سمغ بن جندب عند ابن أبي شيبة 2/234.
(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: إنَّى لأبي هريرة حرث. وهو خطأ.(8/55)
لِأَبِي هُرَيْرَةَ حَرْثٌ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه الترمذي (1487) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد، دون ذكر قول أبي هريرة. وقال: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، وقد روي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: أو كلب زرع.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/55 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به. دون ذكر قول أبي هريرة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/409، والنسائي في "الكبرى" (4797) ، وفي "المجتبي" 7/188، وابن حبان (5653) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/55 من طرق، عن نافع، به. دون ذكر قول أبي هريرة. وزاد ابن أبي شيبة: أو كلب مخافة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/56 من طريق ابن أبي بجير، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر الكلاب، فقال: "من اتخذ كلباً، ليس بكلب قنص أو كلب ماشية، نقص من أجره كل يوم قيراط ".
وأخرجه الترمذي (1488) من طريق حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو كلب ماشية، قيل له: إن أبا هريرة كان يقول: أو كلب زرع. فقال: إن أبا هريرة له زرع.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قال النووي في "شرح مسلم " 10/236: ليس هذا توهيناً لرواية أبي هريرة ولا شكاً فيها، بل معناه أنه لما كان صاحب زرع وحرث، اعتنى بذلك وحفظه وأتقنه، والعادةُ أن المبتلى بشيءٍ يُتقن ما لا يُتقنه غيره، ويتعرَّفُ من أحكامه ما لا يعرفهُ غيره.=(8/56)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
وقال الحافظ في "الفتح" 5/6: يُقال: إن ابن عمر أراد بذلك الإشارة إلى تثبيت رواية أبي هريرة، وأن سبب حفظه لهذه الزيادة أنه كان صاحب زرع دونه، ومن كان مشتغلاً بشيء، احتاج إلى تعرف أحكامه.
وقال السندي في قوله: إن لأبي هريرة حرثاً، أي: فيمكن أنه حفظ ما نسيتُه، لأن صاحب الواقعة يحفظ ما ينساه غيره، وليس المراد أنه لمراعاة حرثه زاد ذلك في الحديث من نفسه، وحاشا أن يُظن مثلُ ذلك في أبي هريرة أو في ابن عمر، والله تعالى أعلم.
فلنا: وُيؤيده أن ابن عمر نفسه ذكر في حديثه كلب الزرع في الرواية الآتية برقم (4813) و (5505) ، وهي عند مسلم (1574) (56) .
وورد ذكرُ كلب الزرع أيضاً في حديث عبد الله بن مُغفل عند مسلم (1573) (49) ، والترمذي (1489) ، وسيرد في المسند 5/57.
وفي حديث سفيان بن أبي زهير عند البخاري (2323) ، ومسلم (1576) ، وسيرد 5/219 و220.
وفي حديث أبي هريرة عند البخاري (2322) ، ومسلم (1575) ، سيرد 2/267.
وفي الباب أيضا عن ابن مسعود موقوفاً عند ابن أبي شيبة 5/409 دون ذكر كلب الزرع.
وعن نفر من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند عبد الرزاق (19614) دون استثناء شيء
من الكلاب.
وسيأتي برقم (4549) و (4813) و (4944) و (5171) و (5253) و (5254) و (5073) و (5393) و (5505) و (5775) و (5925) و (6342) و (6443) .
قوله: ليس بضار، قال ابنُ الأثير: أي: كلباً معوَّداً بالصيد، يقال: ضري الكلب، وأضراه صاحبُه، أي: عوَّده وأغراه به، وُيجمع على ضوار.=(8/57)
4480 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا (1) أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، دَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَظَهْرُهُ فِي الدَّارِ فَقَالَ: إِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَكُونَ الْعَامَ بَيْنَ النَّاسِ قِتَالٌ فَتُصَدَّ عَنِ الْبَيْتِ، فَلَوْ أَقَمْتَ؟ فَقَالَ: قَدْ " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ، وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَإِنْ يُحَلْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، (2) أَفْعَلْ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، فَقَالَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] ، قَالَ إِنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ عُمْرَةً، ثُمَّ سَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْبَيْدَاءِ، قَالَ: مَا أَرَى (3) أَمْرَهُمَا إِلَّا وَاحِدًا، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ مَعَ عُمْرَتِي حَجًّا، ثُمَّ قَدِمَ فَطَافَ لَهُمَا طَوَافًا وَاحِدًا (4)
__________
=قال السندي: قوله: أو قاد اقتنى: هو بمعنى: اتخذ، وهو شكٌّ من الراوي.
بضارٍ: من ضرى الكلب، إذا اعتاد الصيد.
ولا كلب ماشية، أي: لحفظها.
نقص: على بناء الفاعل أو المفعول.
وكلب حرث، أي: زاد علم ما قلت كلب الحرث.
(1) في (ظ 14) : قالا حدثنا. وفي (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أخبرنا.
(2) في (ظ 14) : فإن يحل بيني وبينه شيء.
(3) في (ق) : ما أدري. وفي هامشها: ما أرى.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابنُ عُلية، وأيوب: هو السختياني.
وأخرجه البخاري (1639) ، ومسلم (1230) (183) من طريق إسماعيل، =(8/58)
__________
=بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (678) ، والبخاري (1693) ، ومسلم (1230) (183) ، والنسائي في "المجتبي" 5/226 من طرق، عن أيوب، به.
وأخرجه البخاري (1640) ، ومسلم (1230) (182) ، وابن حبان (3998) من طريق الليث بن سعد، عن نافع، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3842) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، عن جويرية، عن نافع، أن عبد الله بن عبد الله وسالم بن عبد الله أخبراه أنهما كلما عبد الله ...
وأخرجه البخاري (1807) و (4185) ، والبيهقي في "السنن" 5/216 من طريق جويرية، عن نافع، أن عبيد الله بن عبد الله وسالم بن عبد الله أخبراه أنهما كلما عبد الله بن عمر رضي اللُه عنه.
قلنا: قد وقع في روايتنا وعند النسائي - كما سبق - عبد الله بدل عبيد الله، وكذلك في الرواية الآتية برقم (5165) . قال البيهقي في "السنن" 5/216: وعبد الله أصح.
قال الحافظ في "الفتح" 4/5: ليس بمستبعد أن يكون كلٌّ منهما كلَّم أباه في ذلك، ولعل نافعاً حضر كلام عبد الله المكبر مع أخيه سالم، ولم يحضر كلام عبيد الله المصغر مع أخيه سالم أيضاً، بل أخبراه بذلك، فقص عن كل ما انتهى إليه علمه.
قلنا: في هذه الرواية تتبين الواسطةُ بين نافع وابن عمر، وهما ابناه عبيد الله وسالم.
وأخرجه البخاري (1808) عن موسى بن إسماعيل، عن جويرية، عن نافع، أن بعض بني عبد الله قال له: لو أقمت بهذا ...
وأخرجه البخاري (1708) من طريق موسى بن عقبة، والنسائي في=(8/59)
4481 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، (1) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ يَتَوَضَّئُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعًا مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ " (2)
__________
="المجتبى" 5/225-226 من طريق إسماعيل بن أمية، كلاهما عن نافع، قال: أراد ابنُ عمر رضي الله عنهما الحج عام حجة الحرورية في عهد ابن الزبير.
قال الحافظ في "الفتح" 3/550: هذا مخالف لقوله في باب طواف القارن: عام نزول الحجاج بابن الزبير، لأن حجة الحرُورية كانت في السنة التي مات فيها يزيدُ بنُ معاوية سنة أربع وستين، وذلك قبل أن يتسمى ابن الزبير بالخلافة، ونزول الحجاج بابن الزبير سنة 73 هـ ط وفي ذلك في آخر أيام ابن الزبير، فإما أن يُحمل على أنّ الراوي أطلق على الحجاج وإتباعه حروريةً لجامع ما بينهم من الخروج على أئمة الحق، واما أن يحمل على تعدُد القصة. وقد ظهر من رواية أيوب عن نافع أنّ القائل لابن عمر الكلام المذكور هو ولده عبيد الله كما تقدم في باب: من اشتري الهدي من الطريق.
وسيأتي برقم (4595) و (5165) و (5322) و (6391) وبنحوه مختصراً برقم (4964) و (5298) و (6227) .
قال الحافظ في "الفتح " 4/5: والذي يترجّح في نقدي أن ابني عبد الله أخبرا نافعاً بما كلما به أباهما، وأشارا عليه به من التأخير ذلك العام، وأما بقية القصة فشاهدها نافع، وسمعها من ابن عمر لملازمته إياه.
(1) في (ظ 14) : قال: حدثنا أيوب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو أبن عليّة، وأيوب: هو ابن ابي تميمة السختياني.
وأخرجه ابن خزيمة (205) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.=(8/60)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه أبو داود (79) ، وابن خزيمة (205) من طريقين، عن أيوب، به.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/190 من طريق يونس بن يزيد، عن نافع، وسيأتي برقم (5799) و (5928) و (6283) .
وفى الباب عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد عند البخاري (253) ، سلف برقم (3465) .
وعن أنس، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغتسل مع المرأة من نسائه من الإناء الواحد، عند البخاري (264) ، سيرد 3/130 و133-134.
وعن عائشة عند البخاري (261) ، ومسلم (320) (45) سيرد 6/30.
وعز، ميمونة عند مسلم (322) سيرد 6/329.
وعن أم سلمة عند مسلم (324) .
قوله: جميعاً، قال الحافظ في "الفتح 1/299-300: ظاهره أنهم كانوا يتناولون الماء في حالة واحدة، وحكى ابنُ التين عن قوم أن معناه أن الرجال والنساء كانوا يتوضؤون جميعاً في موضع واحد، هؤلاء على حدة، وهؤلاء على حدة، والزيادة المتقدمة في قوله: "من إناء واحد" ترد عليه، وكأنَّ هذا القائل استبعد اجتماع الرجال والنساء الأجانب، وقد أجابا ابن التين عنه بما حكاه عن
سحنون أن معناه: كان الرجال يتوضؤون ويذهبون، ثم تأتي النساء فيتوضَّأن، وهو خلافُ الظاهر من قوله: جميعاً. قال أهلُ اللغة: الجميع ضد المفترق. وقد وقع مُصرّحاً بوحدة الإناء في "صحيح ابن خزيمة" في هذا الحديث من طريق معتمر، عن عبيد الله، عن نافع عن ابن عمر، أنه أبصر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه يتطهرون والنساء معهم من إناءٍ واحد، كلهم يتطهر فى منه، والأولى في الجواب أن يقال: لا مانع من الاجتماع قبل نزول الحجاب، وأما بعده فيختص بالزوجات والمحارم.
ثم ذكر الحافظ في "الفتح" أقوال من منع تطهر أحدهما بفضل وضوء الآخر، وأخذ في الجمع بينها، فانظره.(8/61)
4482 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا (1) أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ؟ أَوْ قَالَ: مَا يَتْرُكُ الْمُحْرِمُ؟ فَقَالَ: " لَا يَلْبَسُ الْقَمِيصَ، (2) وَلَا السَّرَاوِيلَ، وَلَا الْعِمَامَةَ، وَلَا الْخُفَّيْنِ، إِلَّا أَنْ لَا يَجِدَ نَعْلَيْنِ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْهُمَا (3) أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا الْبُرْنُسَ، وَلَا شَيْئًا مِنَ الثِّيَابِ مَسَّهُ، وَرْسٌ، وَلَا زَعْفَرَانٌ " (4)
__________
(1) في (ظ 14) : حدثنا.
(2) في (ظ 1) وفي هامش كل من (ق) و (س) و (ص) : القُمُص، وفي هامش (ظ 1) : القميص. نسخة.
(3) في هامش (ظ 1) و (ص) و (س) : وليقطعهما. نسخة.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابنُ أبي تميمة السختياني.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة في "المصنف " (ص105- نشر العمروي) عن إسماعيل، بهذا الإسناد، بلفظ: لا يُلبس ثوث مسهُ ورس ولا زعفران.
وأخرجه الحميدي (627) ، والبخاري (5794) ، والنسائي في "الكبرى" (3656) ، وفي "المجتبى" 5/134، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/135، والبيهقي في "السنن" 5/49 من طرق، عن أيوب، به.
وأخرجه البخاري (5805) ، والنسائي في "الكبرى" (3661) ، وفي "المجتبي" 5/135، وأبو يعلى (5812) ، وابن خزيمة (2599) من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/49 من طريق سفيان الثوري، عن أيوب، به، وزاد: ولا القباء.=(8/62)
4483 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: فِي عَاشُورَاءَ: " صَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِصَوْمِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تُرِكَ " فَكَانَ عَبْدُ اللهِ: " لَا يَصُومُهُ، إِلَّا أَنْ يَأْتِيَ عَلَى صَوْمِهِ " (1)
__________
=قال البيهقي: وهو صحيح محفوظ من حديث سفيان الثوري، عن أيوب.
قلنا: وبهذه الزيادة أخرجه ابنُ خزيمة (2598) ، والدارقطني في "السنن" 2/232، والبيهقي في "السنن" 5/50 من طريق حفص بن غياث، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به.
وسيأتي بالأرقام (4538) و (4740) و (4835) و (4836) و (4856) و (4868) و (4899) و (5003) و (5075) و (5076) و (5131) و (5166) و (5193) و (5198) و (5243) و (5244) و (5308) و (5325) و (5336) و (5427) و (5472) .
وسلف حرمةُ ليس الخفين للمحرم برقم (4454) .
قال السندي: البُرئس، بضم باء ونون: كل ثوبٍ رأسُه منه.
ورس: بفتح فسكون: نبت أصفر طيب الريح، يُصبغ به.
(1) إسناده صحيح على تثرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه البخاري (1892) من طريق إسماكيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الشافعي 1/264 (بترتيب السندي) ، ومسلم (1126) (118) و (120) ، وابن ماجه (1737) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/76، وابن حبان (3623) ، والبيهقي في "السنن" 4/290 من طريق الليث بن سعد، وأخرجه مسلم (1126) (119) ، والبيهقي 4/290 من طريق الوليد بن كثير، كلاهما عن نافع، به.=(8/63)
4484 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا، أَوْ يَكُونَ بَيْعَ خِيَارٍ "، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ نَافِعٌ: " أَوْ يَقُولَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: اخْتَرْ " (1)
__________
=ولفظه عند مسلم (1126) (119) : أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في يوم
عاشوراء: "إنً هذا يومٌ كان يصومُه أهلُ الجاهلية، فمن أحب أن يصومه، فليصمه، ومن أحب أن يتركه، فليتركه "، وكان عبد الله رضي الله عنه لا يصومُه إلا أن يوافق صيامه.
وبنحوه أخرجه عبد الرزاق (7848) ، والدارمي 2/22-23، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/76، والبيهقي في "السنن" 4/290، من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه البخاري (2000) ، ومسلم (1126) (121) ، وابن خزيمة (2094) من طريق سالم، عن أبيه، ولفظه عند مسلم قال: دكر عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومُ عاشوراء، فقال: "ذاك يوم كان يصومُه أهلُ الجاهلية، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه ".
وسيأتي برقم (5203) و (5204) و (6292) .
وقد ذكرنا أحاديث الباب عند حديث ابن مسعود السالف برقم (4024) .
قال السندي: تُرك، أي: تُرك إيجابُه، وهذا لا يُنافي بقاء ندبه، ويحتمل أن ابن عمر ما علم ببقاء الندب، وهو الظاهر.
إلا أن يأتي على صومه، أي: المعتاد.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابنُ عُلية، وأيوب: هو السختياني.=(8/64)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه مسلم (1531) (43) ، والنسائي في "المجتبى" 7/249، وفي "الكبرى" (6062) ، والطبري في "تفسيره " 5/34، والبيهقي في "السنن" 5/272، من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ طهمان (181) ، وعبد الرزاق (14262) ، والنسائي في "المجتبى" 7/249، وفي "الكبرى" (6061) ، والطبري في "تفسيره " 5/34، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/12، والطبراني في "الصغير" (841) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/253، والبيهقي في "معرفة السنن " (10978) ، وفي "السنن" 5/269، 273، من طرق، عن أيوب، به.
وأخرجه ابنُ طهمان (180) ، ومالك في "الموطأ" 2/671، والطيالسي (1860) ، والشافعي في "الرسالة" (863) ، وعبد الرزاق في "المصنف " (14263) ، والحميدي في "مسنده " (654) ، والبخاري (2107) و (2111) ، ومسلم (1531) (43) و (45) ، وأبو داود (3454) ، والترمذي (1245) ، والنسائي في " المجتبي " 7/248-249، 250، وفي " الكبرى " (6057) و (6059) و (6065) و (6066) ، وأبو يعلى (5822) ، وابن حبان (4915) و (4916) ،
والرامهرمزي في "المحدث الفاصل " ص 602، والدارقطني في "السنن" 3/6، والبيهقي في "السنن" 5/268، 269. 270، 272، والبغوي في "شرح السنة" (2047) من طرق، عن نافع، به.
قال الترمذي: حديثُ ابن عمر حديث حسن صحيح، والعملُ على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، وهو قولُ الشافعي وأحمد وإسحاق، وقالوا: الفرقة بالأبدان، لا بالكلام. وقد قال بعضُ أهل العلم: معنى قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما لم يتفرقا" يعني الفرقة بالكلام، والقولُ الأول أصحُ، لأن ابن عمر هو روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أعلم بمعنى ما روى، ورُوي عنه أنه كان إذا أراد أن يوجب البيع، مشى، ليجب له، وهكذا روي عن أبي برزة.=(8/65)
4485 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَزُورُهُ رَاكِبًا وَمَاشِيًا، - يَعْنِي مَسْجِدَ قُبَاءَ - " (2)
4486 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَدَقَةَ رَمَضَانَ عَلَى الذَّكَرِ، وَالْأُنْثَى، وَالْحُرِّ، وَالْمَمْلُوكِ صَاعَ تَمْرٍ أَوْ صَاعَ شَعِيرٍ " قَالَ: فَعَدَلَ النَّاسُ بِهِ بَعْدُ نِصْفَ صَاعِ بُرٍّ، قَالَ أَيُّوبُ، وَقَالَ نَافِعٌ كَانَ
__________
وانظر "شرح السنة" 8/39-40، و"فتح الباري" 4/326-327.
وقد سلف الحديث في مسند عمر برقم (393) .
وذكرنا أحاديث الباب عند حديث ابن عمرو الآتي برقم (6721) .
(1) في (ظ 14) : قال: حدثنا أيوب.
(2) إسنادُه صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1191) ، ومسلم (1399) ، وابن حبان (1628) من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 7/419 من طريق مالك، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر.
وسيأتي بالأرقام (4846) و (5199) و (5218) و (5219) و (5329) و (5330) و (5403) و (5522) و (5774) و (5860) و (5999) و (6432) .
قال السندي: قوله: راكباً وماشياً، أي: راكباً أحياناً وماشياً أخرى.(8/66)
ابْنُ عُمَرَ: " يُعْطِي التَّمْرَ إِلَّا عَامًا وَاحِدًا أَعْوَزَ التَّمْرُ فَأَعْطَى الشَّعِيرَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابنُ خزيمة (2395) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (701) ، والبخاري (1511) ، ومسلم (984) (14) ، وأبو داود (1615) ، والترمذي (675) ، والنسائي في "المجتبي" 5/46-47، وفي "الكبرى" (2279) (2280) ، وابن خزيمة (2393) (2397) (2411) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/44 من طرق، عن أيوب، به. وزاد بعضُهم فيه على بعض.
وأخرجه البخاري (1503) و (1507) ، ومسلم (984) (15) (16) ، وأبو داود (1612) و (1614) ، والنسائي في "المجتبى" 5/48، وفي "الكبرى" (2283) ، وابن ماجه (1825) ، وابن خزيمة (2398) و (2392) و (2404) و (2405) و (2416) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/44، وابن حبان (3300) و (3302) و (3303) و (3304) ، والدارقطني في "السنن" 2/139 و140-141، والحاكم 1/409، والبيهقي في "السنن" 4/162، والبغوي (1594) من طرق، عن نافع، به. وزاد بعضهم من طريق أيوب: "من المسلمين " وهذه الزيادة وردت على الصحيح من حديث مالك، وسترد في الرواية رقم (5303) ، وسيأتي برقم (5174) و (5339) و (5781) و (5942) و (6429) .
وستأتي رواياتُ وقت أداء صدقة الفطر بالأرقام (5345) و (6389) و (6429) و (6467) .
وفي الباب عن أبي سعيد عند البخاري (1508) ، والترمذي (673) ، والنسائي في " الكبرى" (2291) و (2292) ، سيرد 3/23.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند الترمذي (674) (ولم يخرجه غيره من=(8/67)
4487 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " سَبَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْخَيْلِ، فَأَرْسَلَ مَا ضُمِّرَ مِنْهَا مِنَ الْحَفْيَاءِ - أَوِ الحَيْفَاءِ - إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَأَرْسَلَ مَا لَمْ يُضَمَّرْ مِنْهَا مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَكُنْتُ فَارِسًا يَوْمَئِذٍ فَسَبَقْتُ النَّاسَ طَفَّفَ بِيَ الْفَرَسُ
__________
=أصحاب الكتب الستة) .
وعن ابن عباس عند أبي داود (1622) ، والنسائي في "المجتبى" 5/50 و52، وتقدم مختصراً (2018) .
وعن ثعلبة بن أبي صُعير عند أبي داود (1619) و (1620) .
قال السندي: قوله: فرض، أي؟ أوجب وألزم، ولا يلزم منه الفرض المصطلح عند الحنفية حتى يكون الحديث حجةً عليهم في قولهم بالوجوب دون الافتراض، لأن مدار الأمر عندهم في ذلك على قطعية الثبوت أو ظنيته، ولا شك أن الثابت، في ارباب الظن دون القطع على الذكر ... الخ. كلمة "على" بمعنى عن، إن قلنا: العبدُ لا يصلح محلاً لوجوب الأموال لعدم الملك، وبمعناها إن قلنا: إنه يصلح لذلك، إما بنيابة المولي عنه، أو بأنه يملك المال.
صاع تمر: منصوب على الحالية أو البدلية من صدقة رمضان.
فعدل الناس به، أي: بما فرض، أي: قالوا: أن نصف صاع بر مثل المفروض من صاع تمر أو شعير فى الأجزاء أو فى المنفعة أو القيمة وهما مدار الأجزاء وهذا ظاهر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما فرض فى البر شيئا لا صاعا ولا نصفه.
بعد: بالضمة، أي: بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أعوز التمرُ، أي. انعدم، و"التمر" بالرفع، فاعله.(8/68)
مَسْجِدَ بَنِي زُرَيْقٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1870) (95) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضاً (1870) (95) ، والدارقطني في "السنن" 4/300، والبيهقي في "السنن" 10/19 من طريقين، عن أيوب، به.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/300 من طريق داود بن رُشيد، عن إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن ابن نافع، عن نافع، به. قال الدارقطني: تفرد به إسماعيل ابن عُلية، عن أيوب، عن ابن نافع، عن أبيه، قلنا: تفرد به عند الدارقطني، ولم ترد هذه الزيادة عند غيره. وانظر "شرح صحيح مسلم " للنووي 13/15.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/467، وعبد الرزاق (9695) ، والبخاري (2869) و (2870) و (7336) ، ومسلم (1870) (95) ، والدارمي 2/212، وأبو داود (2575) ، والترمذي (1699) ، والنسائي في "المجتبى"، 6/225-226، والطبراني في "الكبير" (13459) ، والدارقطني في "السنن" 4/305، والبيهقي في "السنن" 10/99، و"المعر فة " (19444) (19445) ، والبغوي (2650) من طرق، عن نافع، به.
وذكر موسي بن عقبة عند البخاري (2870) أن بين الحفياء وثنية الوداع ستة أميال او سبعة، وبين ثنية الوداع ومسجد بني زريق ميل أو نحوه.
وسيأتي برقم (4594) و (5181) ، وانظر (5348) و (5588) و (5656) و (6466) .
وقال الحافظ فى "الفتح" 6/72 - 73: أجمع العلماء كما تقدم على جواز المسابقة بغير عوض لكن قصرها مالك والشافعي على الخف والحافر والنصل وخصه بعض العلماء بالخيل وأجازه عطاء فى كل شيء واتفقوا على جوازها بعوض بشرط أن يكون من غير المتسابقين كالإمام حيث لا يكون له معهم=(8/69)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=فرس، وجوز الجمهورُ أن يكون من أحد الجانبين من المتسابقين، وكذا إذا كان معهما ثالث محلل، بشرط أن لا يخرج من عنده شيئاً ليخرج العقدُ عن صورة القمار، وهو أن يخرج كل منهما سبقاً، فمن غلب، أخذ السبقين، فاتفقوا على منعه، ومنهم من شرط في المحلل أن يكون لا يتحقق السبق في مجلس السبق، وفيه أن المراد بالمسابقة بالخيل كونها مركوبة، لا مجرد إرسال الفرسين بغير
راكب، لقوله في الحديث: "وإن عبد الله بن عمر كان فيمن سابق بها"، كذا استدل به بعضهم، وفيه نظر، لأن الذي لا يشترط الركوب، لا يمنع صورة الركوب، وإنما احتج الجمهور بأن الخيل لا تهتدي بأنفسها لقصد الغاية بغير راكب، وربما نفرت، وفيه نظر، لأن الاهتداء لا يختص بالركوب، فلو أن السائس كان ماهراً في الجري، بحيث لو كان مع كل فرس ساعٍ يهديها إلى الغاية، لأمكن، وفيه جواز إضافة المسجد إلى قوم مخصوصين، وقد ترجم له البخاري بذلك في كتاب الصلاة، وفيه جواز معاملة البهائم عند الحاجة بما يكون تعذيباً لها في غير الحاجة، كالإجاعة والإجراء، وفيه تنزيلُ الخلق منازلهم، لأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غاير بين منزلة المُضمَّر وغير المُضمر، ولو خلطهما لأتعب غير المضمر.
قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة، وجابر، وعائشة، وأنس.
قلنا: حديث أبي هريرة هو عند أبي داود (2574) ، والترمذي (1700) ، وسيرد 2/256 و358.
وحديث أنس عند الدارمي 2/213، والدارقطني في "السنن" 4/301، وانظر ما سيرد 3/103 وص 253.
وحديث جابر عند الدارقطني 4/301.
قال السندي: قوله: سبق، ضبط بتشديد الباء، من التسبيق.
ما ضمر: من التضمير. قال ابن الأثير: وتضمير الخيل: هو أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن، ثم لا تعلف إلا قوتاً لتخف، وقيل: تشد عليها سروجها،=(8/70)
4488 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ، فَاقْدُرُوا لَهُ " قَالَ نَافِعٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ " إِذَا مَضَى مِنْ شَعْبَانَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، يَبْعَثُ (2) مَنْ يَنْظُرُ فَإِنْ رُئِيَ فَذَاكَ، وَإِنْ لَمْ يُرَ، وَلَمْ يَحُلْ دُونَ مَنْظَرِهِ سَحَابٌ، وَلَا قَتَرٌ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، وَإِنْ حَالَ دُونَ مَنْظَرِهِ سَحَابٌ أَوْ قَتَرٌ أَصْبَحَ صَائِمًا " (3)
__________
=وتجلل بالأجلة حتى تعرق تحتها، فيذهب رهلها، ويشتد لحمها. وقال السندي: هو تقليلُ علفها مدة، وإدخالُها بيتاً وتجليلُها لتعرق، ويجف عرقُها، فيخف لحمُها، وتقوى على الجري. وقيل: هو تسمينُها أولاً، ثم ردُها إلى القوت.
من الحفياء، بفتح حاء مهملة، وسكون فاء، ممدود ويقصر: موضعٌ على أميال من المدينة، وقد يُقال بتقديم الياء على الفاء.
بني زُريق: بضم معجمة، ففتح مهملة.
طفف: بتشديد الفاء الأولى، أي: وثب بي.
(1) في (ظ 14) : قال: حدثنا أيوب.
(2) في (ق) : بعث.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو ابن أبى تميمة السختياني.
وأخرجه مسلم (1080) (6) ، وابن خزيمة (1918) ، والدارقطني في "السنن" 2/161، والبيهقي في "السنن" 4/204 من طريق إسماعيل بهذا الإسناد.=(8/71)
4489 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (7307) (19498) ، والدارمي 2/4، وأبو داود (2320) ، والطبراني في "الأوسط " (597) ، والبيهقي في "السنن" 4/204، من طرق، عن أيوب، به.
وأخرجه ابنُ خزيمة (1906) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/122، والبيهقي في "السنن" 4/205، من طريقين، عن نافع، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/286، والشافعي 1/720 (بترتيب السندي) ، والبخاري (1907) ، ومسلم (1080) (9) ، وابنُ خزيمة (1907) ، وابن حبان (3449) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/347، والبيهقي في "السنن" 4/205، والبغوي (1714) من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، به.
وأخرجه مختصراً مسلم (1080) (12) من طريق موسى بن طلحة، وابن خزيمة (1909) ، وابن حبان (3455) ، والبيهقي في "السنن" 4/205 من طريق محمد بن زيد، كلاهما عن ابن عمر، به.
وسيأتي بالأرقام (4611) و (4815) و (4866) و (4981) و (5017) و (5039) و (5137) و (5182) و (5294) و (5453) و (5484) و (5536) و (6041) و (6074) و (6129) و (6323) .
وسيرد مختصراً ضمن "مسند عائشة" 6/51.
وفي الباب عن سعد سلف (1594) .
وعن ابن عباس سلف برقم (1885) .
وعن أبي هريرة سيرد 2/263.
وعن أبي بكرة سيرد 5/42.
وعن جابر سيرد 3/341 و3/329.
وعن طلق بن علي سيرد 4/23.=(8/72)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ نَافِعٌ: فَأُنْبِئْتُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ: فَكَيْفَ بِنَا؟، قَالَ: " شِبْرًا "، قَالَتْ: (1) إِذَنْ تَبْدُوَ أَقْدَامُنَا، قَالَ: " ذِرَاعًا لَا تَزِدْنَ عَلَيْهِ " (2)
__________
وعن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سير 4/321.
وعن أنس سيرد 3/200.
وعن عائشة سيرد 6/33.
وعن أم سلمة سيرد 6/315.
وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3776) .
قال السندي: "فإن غم ": بضم، فتشديد ميم، أي: حال بينكم وبين الهلال غيم رقيق.
"فاقدروا له ": بضم الدال ويجوز كسرها، أي: قدروا له تمام العدد ثلاثين.
وقد جاء به الرواية، فلا التفات إلى تفسير آخر. نعم، فعلُ ابن عمر الأتي يقتضي أن معناه ضيقوا له، أو قدروه تحت السحاب.
(1) في (ظ 14) : قال، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. دون ما يتعلق بذيول النساء، ففيها انقطاع بين نافع وبين أم سلمة، وسيأتي موصولا بهذه الزيادة بإسناد صحيح.
إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته " (47) عن عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق بتمامه موصولا (19984) ، ومن طريقه الترمذي (1731) ، والنسائي في "الكبرى" (9735) ، وفي "المجتبى" 8/209 عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من جرَّ ثوبه من الخيلاء لم=(8/73)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=ينظر الله إليه يوم القيامة"، فقالت أم سلمة: فكيف يصنع النساء يا رسول الله بذيولهن؟ قال: "يرخين شبرا"، قالت: إذاً تنكشف أقدامهن، قال: "فيرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه ". وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيأتي بتمامه موصولاً عند أحمد (5173) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة.
وأخرجه مختصراً دون ما يتعلق بذيول النساء مالك في "الموطأ" 2/914، والبخاري (5783) ، ومسلم (2085) ، والترمذي (1730) ، والنسائي في " الكبرى" (9677) (9719) ، وفي "المجتبى" 8/206، وأبو يعلى (5794) (5825) ، وأبو عوانة 5/476، 478، والقضاعي في "مسند الشهاب " (1061) و (1062) ، والخطيب في "تاريخه" 12/152، والبغوي (3074) (3075) من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه كذلك مسلم (2085) ، وأبو عوانة 5/478 من طريق محمد بن زيد، والطبراني في "الكبير" (13501) ، والخطيب في "تاريخه " 11/288 من طريق مجاهد، كلاهما عن ابن عمر، به.
وسيأتي بالأرقام (4567) و (4884) و (5014) و (5038) و (5050) و (5055) و (5057) و (5188) و (5248) و (5327) و (5340) و (5351) و (5352) و (5377) و (5439) و (5460) و (5535) و (5664) و (5776) و (5803) و (5816) و (6123) و (6150) و (6152) و (6203) و (6204) و (6245) و (6340) و (6442) ، وانظر (5891) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2087) سيرد 2/454 و503.
وعن أبي سعيد الخدري عند مالك 2/914-915، والطيالسي (2228) ، سيرد 3/39 و44 و97.=(8/74)
4490 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، (1) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ، وَالْمُزَابَنَةُ أَنْ يُبَاعَ مَا فِي رُءُوسِ النَّخْلِ بِتَمْرٍ بِكَيْلٍ مُسَمًّى إِنْ زَادَ فَلِي، وَإِنْ نَقَصَ فَعَلَيَّ "
قَالَ ابْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَخَّصَ فِي بَيْعِ الْعَرَايَا بِخَرْصِهَا " (2)
__________
=وعن هبيب بن مغفل، سيرد 3/437.
وعن المغيرة بن شعبة عند ابن ماجه (3574) سيرد 4/246 و253.
وعن أبي ذر عند مسلم (106) سيرد 5/148 و158.
وعن حذيفة عند النسائي في "المجتبي" 8/206-207، وابن ماجه (3572) سيرد 5/382 و398.
وعن ابن عباس عند النسائي فى "المجتبى" 8/207 - 208.
الخيلاء، بضم الخاء المعجمة وفتح الياء، ممدود: العجب والاختيال.
لا ينظر الله إليه، أي: نظر رحمة. والمرادُ أنه لا يرحمه مع السابقين استحقاقاً وجزاءاً، وإن كان قد يرحمه تفضُّلاً وإحسانا. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1) في (ظ 14) : قال: أخبرنا أيوب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وإسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو السختياني.
والنهي عن المزابنة أخرجه مسلم (1542) (75) ، والنسائي في "المجتبى" 7/266 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2172) ، ومسلم (1542) (75) ، والطحاوي في "شرح=(8/75)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=معاني الآثار، 4/29، والبيهقي في "السنن" 5/307 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به.
وأخرجه مسلم (1542) (76) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/33 من طرق، عن نافع، به.
والترخيص في العرايا أخرجه مسلم (1539) (66) ، والطبراني في "الكبير" (4769) من طريق إسماعيل، به.
وأخرجه البخاري (2173) ، ومسلم (1539) (66) ، والترمذي (1302) ، وابن حبان (5004) ، والطبراني في "الكبير" (4768) و (4770) ، والبيهقي في "السنن" 5/307 من طريقين، عن أيوب، به.
وأخرجه ابنُ طهمان في "مشيخته " (174) ، وعبد الرزاق (14486) ، وابن أبي شيبة 7/132، والبخاري (2192) (2380) ، ومسلم (1539) (61) ، وابن ماجه (2269) ، والطبراني في "الكبير" (4763) و (4764) و (4765) و (4766) و (4773) و (4774) و (4775) و (4776) و (4777) و (4779) من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 7/131، والترمذي (1300) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/29، والطبراني في "الكبير" (4756) (4780) من طريق محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر، عن زيد بن ثابت، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن المحاقلة والمزابنة إلا أنه قد أذن لأهل العرايا أن يبيعوها بمثل خرصها.
قال الترمذي: هكذا روى محمدُ بنُ إسحاق هذا الحديث، وروى أيوب وعبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن المُحاقلة والمُزابنة. وبهذا الإسناد عن ابن عمر، عن زيد بن ثابت، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه رخًص في العرايا. وهذا أصح من حديث محمد بن إسحاق.
قال الحافظ في "الفتح" 4/385: مرادُ الترمذي أن التصريح بالنهي عن=(8/76)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=المزابنة لم يرد من حديث زيد بن ثابت، إنما رواه ابنُ عمر بغير واسطة، وروى ابنُ عمر استثناء العرايا بواسطة زيد بن ثابت، فإن كانت روايةُ ابن إسحاق محفوظة، احتمل أن يكون ابنُ عمر حمل الحديث كُله عن زيد بن ثابت، وكان عنده بعضه بغير واسطة.
وسيأتي من طرق أخرى بالأرقام (4528) و (4541) و (4590) و (4647) و (5297) و (5320) و (5862) و (6058) .
وفي الباب عن جابر عند البخاري (2189) و (2381) .
وعن أبي هريرة عند البخاري (2190) و (2382) ، ومسلم (1541) (71) .
وعن رافع بن خديج وسهل بن أبي حثمة عند البخاري (2191) و (2383)
و (2384) ، ومسلم (1540) (67) و (70) . وحديث رافع سيرد 3/464، وحديث سهل سيرد 2/4.
وعن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (1540) (68) و (69) وعن زيد بن ثابت سيرد 5/181 و182 و185.
وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (2186) ، وسيرد 3/6.
وعن ابن عباتس عند البخاري (2187) .
والمزابنة قد ورد تفسيرُها في الحديث. قال الحافظ في "الفتح" 4/385: وظاهره أنها من المرفوع، ومثلُه في حديث أبي سعيد في الباب، وأخرجه مسلم من حديث جابر كذلك، ويؤيد كونه مرفوعاً روايةُ سالم، وإن لم يتعرض فيها لذكر المزابنة، وغلى تقدير أن يكون التفسيرُ من هؤلاء الصحابة، فهم أعرفُ بتفسيره من غيرهم.
والعرايا: قال الحافظ في "الفتح " 4/390: هي جمع عَرِيَّة، وهي عطية ثمر النخل دون الرقبة، كان العربُ في الجدب يتطوع أهلُ النخل بذلك على من لا ثمر له، كما يتطوع صاحب الشاة أو الإبل بالمنيحة، وهي عطية اللبن دون الرقبة. والعريّة: فعيلة بمعنى مفعولة، أو فاعلة، يقال: عرَّى النخل، بفتح العين=(8/77)
4491 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ (1) ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
=والراء للتعدية يعرُوها: إذا أفردها عن غيرها، بأن أعطاها لآخر على سبيل المنحة ليأكل ثمرها وتبقى رقبتها، ويقال: عريت النخلُ، بفتح العين وكسر الراء، تعرى، على أنه قاصر، فكأنها عريت عن حكم أخواتها، واستثبتت بالعطية.
ثم قال الحافظ 4/391: ثم إن صور العريَّة كثيرة، منها أن يقول الرجل لصاحب حائط: بعني ثمر نخلات بأعيانها بخرصها من التمر، فيخرصها، ويبيعه، ويقبض منه التمر، ويسلم إليه النخلات بالتخلية، فينتفع برطبها.
ومنها: أن يهب صاحب الحائط لرجل نخلات أو ثمر نخلات معلومة من حائطه، ثم يتضرر بدخوله عليه، فيخرصها، ويشتري منه رطبها بقدر خرصه بتمر يعجله له.
ومنها: أن يهبه إياها، فيتضرر الموهوب له بانتظار صيرورة الرطب تمراً، ولا يحب أكلها رطباً، لاحتياجه إلى التمر، فيبيع ذلك الرطب بخرصه من الواهب، أو من غيره بتمر يأخذه معجلاً.
ومنها: أن يبيع الرجل ثمر حائطه بعد بدوّ صلاحه، ويستثني منه نخلات معلومة يبقيها لنفسه أو لعياله، وهي التي عفي له عن خرصها في الصدقة، وسُميت عرايا، لأنها أعريت من أن تخرص في الصدقة، فرخص لأهل الحاجة الذين لا نقد لهم وعندهم فضول من تمر قوتهم أن يبتاعوا بذلك التمر من رطب تلك النخلات بخرصها.
ومما يطلق عليه اسم عرية أن يعري رجلا تمر نخلات يُبيح له أكلها والتصرف فيها، وهذه هبة مخصوصة.
ومنها: أن يُعري عاملُ الصدقة لصاحب الحائط من حائطه نخلات معلومة لا يخرصها في الصدقة، وهاتان الصورتان من العرايا لا يبيع فيها.
وجميع هذه الصور صحيحة عند الشافعي والجمهور.
(1) في (ظ 14) : قال: حدثنا أيوب.(8/78)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ " (1)
4492 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَأْمُرُنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَ: " يُصَلِّي أَحَدُكُمْ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ، صَلَّى وَاحِدَةً، فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6218) ، وابن حبان (4946) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار (11461) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1229) ، والنسائي في "الكبرى" (6219) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به.
وأخرجه البخاري (2256) ، ومسلم (1514) (5) ، والنسائي في "المجتبى" 7/293، وفي "الكبرى" (6220) ، والبيهقي في "السنن" 5/341 من طريق الليث بن سعد، عن نافع، به.
وسيأتي بالأرقام (4582) و (4640) و (5307) و (5466) و (5510) و (5862) و (6307) و (6437) .
وفي الباب عن عبد الله بن عباس سلف برقم (2145) و (2645) .
وعن أبي سعيد الخدري مطولاً عند ابن ماجه (2196) .
وسلف الحديث في مسند عمر برقم (394) وذكر شرحه هناك.
(2) في (ظ 14) : قال: حدثنا أيوب.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو السختياني.
وأخرجه ابن خزيمة (1072) ، وابن حبان (2622) من طريق إسماعيل، بهذا=(8/79)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=الإسناد.
وأخرجه البخاري (473) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/123، والشافعي في "مسنده " 1/191 (بترتيب السندي) ، وابنُ أبي شيبة 2/292، والبخاري (990) ، ومسلم (729) (145) ، وأبو داود (1326) ، والنسائي في "المجتبى" 3/227 - 228، 233، وفي "الكبرى" (1399) ، والدارمي 1/340 و372، وأبو يعلى (2623) ، وأبو عوانة 2/334، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/278، والطبراني في "الأوسط " (76) ، وفي "الصغير" (12) و (286) ، والمروزي في "قيام الليل " (122) ، والبيهقي في "السنن" 2/486، 3/21، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/257، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 13/240، 17/119، والبغوي في "شرح السنة" (954) من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/123، والشافعي في "مسنده " 1/191-192 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (4680) ، والحميدي (631) ، وابن أبي شيبة 2/273، والبخاري (990) ، ومسلم (749) (145) ، وأبو داود (1326) ، والنسائي في "المجتبى" 3/233، وفي "الكبرى" (444) و (1399) ، وابن ماجه (1176) و (1320) ، وأبو يعلى (2624) ، وابن خزيمة (1072) ، وأبو عوانة 2/332، 334، والطحاوي في "شرح معاني الآثار 1/278، 279، وابنُ حبان (2426) ، والطبراني في "الكبير (13096) ، وفي "الصغير" (345) ، والمروزي في "قيام الليل " (122) ، والبيهقي في "السنن" 2/486 و3/21، 22، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 13/240 و17/119، والبغوي (954) ، من طرق عن عبد الله بن عمر.
وسيأتي بالأرقام (4559) و (4571) و (4791) و (4848) و (4860) و (4878) و (4987) و (5032) و (5103) و (5122) و (5159) و (5217) و (5341) =(8/80)
4493 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَزْهُوَ، وَعَنِ السُّنْبُلِ حَتَّى يَبْيَضَّ، وَيَأْمَنَ مِنَ (1) الْعَاهَةِ نَهَى الْبَائِعَ وَالْمُشْتَرِيَ " (2)
__________
=و (5399) و (5454) و (5470) و (5483) و (5490) و (5503) و (5537) و (5549) و (5759) و (5793) و (5937) و (6008) و (6169) و (6170) و (6176) و (6258) و (3655) و (6421) و (6439) . وسيكرر برقم (5085) .
وانظر (4710) و (4847) و (4952) و (4954) و (4971) و (4992) و (5016) و (5126) و (5609) و (5794) و (6090) و (6189) و (6190) و (6300) و (6372) و (6373) .
وفي الباب عن الفضل بن عباس عند أبي داود (1296) ، والترمذي (385) ، سيرد 4/167، وإسناده ضعيف.
وعن ابن عباس مطولاً بذكر فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند البخاري (992) ، وانظر ما سلف برقم (2714) .
وعن عائشة سيرد 6/74.
وعن أبي سلمة عند ابن أبي شيبة 2/273.
(1) لفظ: "من " لم يرد في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1535) (50) ، وأبو داود (3368) ، والترمذي (1226) ، والنسائي في "المجتبى" 7/270، وابنُ الجارود في "المنتقى" (605) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ طهمان في "مشيخته " (173) ، ومسلم (1534) (49) ، والنسائي=(8/81)
4494 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ بِيَدِي قِطْعَةَ إِسْتَبْرَقٍ، وَلَا أُشِيرُ بِهَا إِلَى مَكَانٍ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا طَارَتْ بِي إِلَيْهِ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّ أَخَاكِ رَجُلٌ صَالِحٌ " أَوْ: " إِنَّ عَبْدَ اللهِ رَجُلٌ صَالِحٌ " (1)
__________
في "المجتبى" 7/212، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/22، والبيهقي في "السنن" 5/299 من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/26، وأبو نعيم في "الحلية" 4/386 من طريق أبي البختري عن ابن عمر.
وسيأتي بالأرقام (4525) و (4869) و (4943) و (4998) و (5012) و (5060) و (5061) و (5105) و (5134) و (5184) و (5236) و (5273) و (5292) و (5445) و (5473) و (5499) و (5521) و (5523) و (6376) . وانظر (5067) و (5129) و (6316) .
قال الترمذي: وفي الباب عن أنس وعائشة وأبي هريرة وابن عباس وجابر وأبي سعيد وزيد بن ثابت، والعملُ على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، كرهوا بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، وهو قولُ الشافعي وأحمد اسحاق.
قوله. "حتى يزهُو": جاء في حديث أنس عند البخارى (2208) : قلنا لأنس: ما زهوُها؟ قال: تحمرُ وتصفر. والمراد حتى يبدو صلاحه.
قوله: "حتى يبيض"، أي: يشتد حبه، ويأمن من العاهة، أي: الآفة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي (3825) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ سعد 4/146-147، والبخاري (1156) و (7015) ، ومسلم=(8/82)
4495 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ، (1) أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ " (2)
__________
= (2478) (139) ، والنسائي في "الكبرى" (8289) ، وابن حبان (7072) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/14، والبغوي في "شرح السنة" (3944) من طرق، عن أيوب، به.
وأخرجه البخاري (3740) و (3741) ، وابن حبان (7071) من طريق يونس، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن حفصة أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لها: إن عبد الله رجل صالح.
وانظر (6330) .
(1) من قوله: والمرأة راعية ... الى هنا، ليس في (ظ 14) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1829) (20) ، وأبو عوانة 4/415 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (20649) ، وأبو عوانة 4/415، وابنُ حبان (4489) ، والبيهقي في "السنن" 1/297، وفي "الشعب " (7360) من طرق، عن أيوب، وأخرجه عبدُ بنُ حميد في "المنتخب " (745) ، والبخاري (5200) ، ومسلم (1929) (20) ، والترمذي (1705) ، وأبو عوانة 4/416، 417، 418، وابنُ عدي في "الكامل " 3/1081، وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان " 2/318، والبيهقي =(8/83)
4496 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، (1) عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا قَفَلَ مِنْ حَجٍّ أَوْ
__________
في "الشعب " (8703) من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه مسلم (1829) من طريق بسر بن سعيد، وأبو عوانة 4/418 من طريق زيد بن أسلم و4/419 من طريق سالم بن عبد الله، ثلاثتهم عن عبد الله بن عمر، به.
وسيأتي بالأرقام (5167) و (5869) و (5901) و (6026) .
وفي الباب عن أبي لبابة عند الطبراني (4506) ، قال الهيثمي في "المجمع" 5/207: ورجاله رجال الصحيح.
وعن معقل بن يسار عند مسلم (142) (227) ، وابن حبان (4495) ، سيرد 5/25، 27.
وعن أنس عند النسائي في "عشرة النساء" (292) ، وابن حبان (4492) .
وعن أبي هريرة عند البخاري (3455) ، ومسلم (1842) ، سيرد 2/297.
وعن الحسن عند النسائي في "عشرة النساء" (293) ، وابن حبان (4493) .
وعن أبي موسى عند البخاري في "التاريخ الكبير" 2/140، وأبي عوانة 4/419، وابن عدي في "الكامل" 1/265. قال البخاري: وهو وهم، كان ابن عمر يرويه مرسلاً، قال الترمذي: حديث أبي موسى غير محفوظ، وحديث أنس غير محفوظ.
قال السندي: قوله: "كلُكم راع ": الراعي هاهنا من يجبُ عليه حفظُ شيء، وضمن التعهد به. والرعية- فعيلة بمعنى مفعول-: من يجب حفظُهم والقيامُ بأمرهم على الغير، وقيل: الرعيةُ من شمله حفظُ الراعي ونظرُه، وقيل: كلكم راع، ولا أقل من كونه راعياً على أعضائه وجوارحه وقواه، مسؤول عما يجب عليه رعايته، ثم الخطاب في الحديث لأهل التكليف، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ 14) : قال: حدثنا أيوب.(8/84)
غَزْوٍ أَوْ عُمْرَةٍ (1) فَعَلَا فَدْفَدًا منَ الْأَرْضِ، أَوْ شَرَفًا، قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ، سَاجِدُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ، وَحْدَهُ " (2)
__________
(1) لفظ: "أو عمرة" لم يرد في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1344) (428) ، والترمذي (950) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. لكنه عند الترمذي: كبر ثلاثاً. قال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (9238) عن معمر، عن أيوب، به، وفيه: كبر ثلاثاً.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/421 ومن طريقه البخاري (6835) ، وأخرجه البخاري (3084) ، وابنُ السُّنِّي (535) من طريق جويرية بن أسماء الضبعي، وأخرجه النَّسائي في "الكبرى" (10373) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (539) من طريق كثير بن فرقد، ثلاثتهم عن نافع، به، وفيه: كبر ثلاثاً.
وورد في مطبوع "سنن النسائي الكبرى" و"عمل اليوم والليلة": الليث بن كثير بن فرقد، والصواب: الليث عن كثير، وأثبت محقق ابن السني الأستاذ عبد القادر أحمد عطا لفظ: "ابن مسعود" بعد اسم عبد الله، بدلاً من ابن عمر، وهو خطأ.
وسيأتي بالأرقام (4569) و (4717) و (4960) و (5295) (5830) و (5831) و (3611) و (6374) . وسيكرر برقم (4636) .
وفي الباب في قوله: "آيبون تائبون " عن ابن عباس، سلف برقم (2311) .
وعن أنس عند مسلم (1345) ، سيرد 3/187 و189.
وعن البراء بن عازب عند الترمذي (3440) ، سيرد 4/281 و289.=(8/85)
4497 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، (1) حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " قَدْ أُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي الضَّبَّ فَلَمْ يَأْكُلْهُ، وَلَمْ يُحَرِّمْهُ " (2)
__________
=وعن جابر بن عبد الله عند عبد الرزاق (9241) و (9243) .
قوله: "قفل "، أي: عاد من سفره.
والفدفد: قال ابنُ الأثير: الموضع الذي فيه غلظ وارتفاع.
والشرف: النشزُ العالي من الأرض قد أشرف على ما حوله.
(1) هذا الحديث ساقط من (ص) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1943) (41) من طريق إسماعيل، بهذا الاسناد.
وأخرجه مسلم (1943) (41) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/199 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به.
وأخرجه مالك في " الموطأ " 2/146 (2038) (رواية الزهري) ، والشافعي في " مسنده " 2/174 (بترتيب السندي) ، ومسلم (1943) (40) و (41) ، والنسائي في "المجتبى" 7/197، وفي "الكبرى" (4827) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/200، والبيهقي في "السنن" 9/322، والبغوي في "شرح السنة" (2796) ، من طرق، عن نافع، به.
وسيأتي بالأرقام (4562) و (4573) و (4619) و (4882) و (5004) و (5026) و (5058) و (5068) و (5255) و (5280) و (5440) و (5530) و (5565) و (5962) و (6213) و (6465) .
وفي الباب عن ابن عباس عند مسلم (1948) ، سلف برقم (2684) .
وعن خالد بن الوليد عند البخاري (5537) ، ومسلم (1946) ، سيرد 4/88.
وعن جابر عند مسلم (1949) ، سيرد 3/342.(8/86)
4498 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ الْيَهُودَ، أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنْهُمْ قَدْ زَنَيَا، فَقَالَ: " مَا تَجِدُونَ فِي كِتَابِكُمْ؟ " فَقَالُوا: نُسَخِّمُ وُجُوهَهُمَا، وَيُخْزَيَانِ فَقَالَ: " كَذَبْتُمْ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ (1) فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ، فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ "، فَجَاءُوا بِالتَّوْرَاةِ، وَجَاءُوا بِقَارِئٍ لَهُمْ أَعْوَرَ، يُقَالُ لَهُ: ابْنُ صُورِيَا، فَقَرَأَ حَتَّى إِذَا انْتَهَى (2) إِلَى مَوْضِعٍ مِنْهَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: ارْفَعْ يَدَكَ، فَرَفَعَ يَدَهُ، فَإِذَا هِيَ تَلُوحُ
__________
=وعن عمر عند مسلم (1950) .
وعن أبي هريرة عند ابن سعد 1/396، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/202، والبيهقي 9/324.
وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1951) ، سيرد 3/5.
وعن ميمونة عند ابن سعد 1/396، والطحاوي 4/202.
وعن ثابت بن وديعة عند أبي داود (3795) ، والنسائي في "الكبرى" (4833) (6651) ، سيرد 4/220.
وعن عائشة عند الطحاوي 4/201، والبيهقي 9/325.
وعن خزيمة بن جزء عند ابن ماجه (3245) .
وعن رجل من فزارة عند الطحاوي في "شرح معانى الآثار" 4/198.
وعن عبد الرحمن بن حسنة، سيرد 4/196، وفيه فأمرنا فأكفأنا القدور.
(1) في (س) و (ص) : للرجم، وهي نسخة السندي.
(2) في (ق) و (ص) : حتى انتهى.(8/87)
فَقَالَ، أَوْ قَالُوا: (1) يَا مُحَمَّدُ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ، وَلَكِنَّا كُنَّا نَتَكَاتَمُهُ بَيْنَنَا، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرُجِمَا، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يُجَانِئُ عَلَيْهَا يَقِيهَا الْحِجَارَةَ بِنَفْسِهِ (2)
__________
(1) في (ظ 14) : أو فقالوا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (7543) ، ومسلم (1699) (27) ، والنسائي في "الكبرى" (7213) ، من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7214) من طريق شعبة، والحميدي (696) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (822) من طريق سفيان، كلاهما عن أيوب، به، ورواية سفيان مختصرة.
وأخرجه عبد الرزاق (13331) (13332) ، والطيالسي (1856) ، والبخاري (1329) (4556) (7332) ، ومسلم (1699) (27) ، والدارمي 2/178-179، والطبراني في "الكبير (13407) ، وابن حبان (4335) ، من طرق، عن نافع، وأخرجه البخاري (6819) ، وأبو داود (4449) ، والخطيب في "تاريخه " 4/257-258 من طريقين عن ابن عمر.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (4529) (4666) (5276) (5300) (5459) (6094) (6385) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2368) .
وعن ابن أبي أوفى سيرد 4/355.
وعن جابر عند مسلم (1701) ، سيرد 3/321.
وعن البراء بن عازب عند مسلم (1700) ، سيرد 4/286.
وعن جابر بن سمرة سيرد 5/96.=(8/88)
4499 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَرَوْنَ الرُّؤْيَا، فَيَقُصُّونَهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَرَى (1) - أَوْ قَالَ - أَسْمَعُ رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ (2) عَلَى السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُتَحَرِّيَهَا، فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ " (3)
__________
=وعن أبي هريرة عند أبي داود (4450) و (4451) . وسيأتي مختصراً في "المسند" 2/279-280.
وعن عبد الله بن الحارث بن جزء عند البزار (1557) (زوائد) .
قال السندي: قوله: نُسخم وجوههما، من التسخيم، أي: نُسود، ويُخزيان: على بناء المفعول، من الخزي، أي: يُفضحان، بأن يركبا على الحمار معكوساً ويدارا في الأسواق.
للرجم: بفتح اللام اسم إنَّ.
يُجانىء: بجيم وهمزة في آخره، مفاعلة، أي: يكب ويميل عليها.
(5) كذا في (ظ 14) ، وهو الوجه، ووقع في بقية النسخ الخطية و (م) وطبعه الشيخ أحمد شاكر: إني.
(2) في (ظ 14) : حتى قد تواطأت.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (7688) ، وابنُ خزيمة (2182) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/91، من طرق، عن أيوب، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/321، والبخاري (2015) ، ومسلم (1165) (205) ، والنسائي في "الكبرى" (3398) (3399) (7628) ، والطحاوي فى "شرح معاني الآثار" 3/85، وابن حبان (3675) ، والبيهقي في "السنن" 4/310، وفي "الشعب " (3677) ، والبغوي (1823) ، من طرق، عن نافع، به.=(8/89)
4500 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، طَلَّقَ امْرَأَتَهُ تَطْلِيقَةً، وَهِيَ حَائِضٌ، فَسَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَمَرَهُ أَنْ يَرْجِعَهَا، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ يُطَلِّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا، قَالَ: " وَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُطَلَّقَ (1) لَهَا النِّسَاءُ "
فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَيَقُولُ: أَمَّا أَنَا فَطَلَّقْتُهَا وَاحِدَةً أَوِ اثْنَتَيْنِ، (2) ثُمَّ " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يُرْجِعَهَا، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ
__________
=وسيأتي بالأرقام (4671) و (5283) و (5430) و (5932) .
وسيرد تحديدها بليلة السابع والعشرين بالأرقام (4808) و (6474) .
وأخرجه البخاري (1158) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع،
عن ابن عمر، بلفظ: وكانوا لا يزالون يقصون على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرؤيا أنها في الليلة
السابعة من العشو الأواخر، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أرى رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر، فمن كان متحرياً، فليتحرها من العشر الأواخر".
قلنا: ستأتي رواية التماسها في العشر الأواخر بالأرقام (4547) و (4925) و (5031) و (5443) و (5485) و (5534) و (5651) .
وقد ذكرنا بعض أحاديث الباب عقب حديث ابن مسعود (3565) .
وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2052) .
(1) في (ظ 14) : يطلق.
(2) في (ظ 14) : ثنتين.(8/90)
يُطَلِّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا "، وَأَمَّا أَنْتَ (1) طَلَّقْتَهَا ثَلَاثًا، فَقَدْ عَصَيْتَ اللهَ بِمَا أَمَرَكَ بِهِ مِنْ طَلَاقِ امْرَأَتِكَ، وَبَانَتْ مِنْكَ (2)
__________
(1) في (س) و (ص) : وإذا ما أنت.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1471) (3) من طريق اسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (10954) ، ومسلم (1471) (8) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/53 من طرق، عن أيوب، به.
وأخرجه عبد الرزاق (10953) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/53، والطبراني في "الأوسط " (1646) ، والدارقطني في "السنن" 4/9-10، وابن عدي في "الكامل" 6/2445، من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه الطيالسي (1871) ، وعبد الرزاق (10952) ، وسعيد بن منصور (1546) ، ومسلم (1471) (6) ، والنسائي في "المجتبى" 6/141، وأبو يعلى (5650) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/52، وابن حبان (4264) ، والبيهقي في "السنن" 7/323، 325 من طريقين عن ابن عمر، به.
وسيأتي بالأرقام (4789) و (5025) و (5121) و (5164) و (5258) و (5268) و (5270) و (5272) و (5299) و (5321) و (5433) و (5434) و (5489) و (5504) و (5524) و (5525) و (5792) و (6061) و (6119) و (6141) و (6329) .
وانظر (5269) و (6246) .
قال السندي: قوله: فأمره، أي: أمر ابنه عبد الله أن يراجعها، أو أمر عمر أن يراجع ابنُ عمر إياها، وبالجملة فالمراجعة فعل لابن عمر، وأما الأمر، فهو أيضاً له حقيقة، إلا أنه بواسطة عمر، فيمكن تعلقه بكل منهما.
ثم يمهلها: قيل: أمرهُ بالامتهال إلى الطهر الثاني للتنبيه على أن المراجع ينبغي أن لا يكون قصده بالمراجعة تطليقها.=(8/91)
4501 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، رَفَعَهُ قَالَ: " إِنَّ الْيَدَيْنِ تَسْجُدَانِ، كَمَا يَسْجُدُ الْوَجْهُ، فَإِذَا (1) وَضَعَ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ، فَلْيَضَعْ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَهُ، فَلْيَرْفَعْهُمَا " (2)
4502 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ
__________
=وتلك العدة: ظاهرُة أنَّ تلك الحالة وهي حالة الطهر عين العدة فتكون العدةُ بالأطهار لا الحيض، ودون الطهر الأول الذي وقع فيه الطلاق محسوباً من العدة، " ومن لا يقول به، إقول: المراد أن تلك قبل العدة بحيضتين، أي: إقبالها، فإنها بالطهر صارت مقبلة للحيض، وصار الحيض مقبلا لها.
يطلق امرأته، أى: ثلاثاً.
وأما أنت طلقتها، أي: فطلقتها، ففيه حذف الفاء من جواب أما، وهو قليل، والله تعالي أعلم.
(1) فى (ظ14) : قال: فإذا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داوود (892) والنسائي فى "المجتبي" 2/207 والحاكم 1/226 والبيهقي فى "السنن" 2/101 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن الجارود فى "المنتقي" (201) والبيهقي فى "السنن" 2/101 من طريقين، عن أيوب به.
وأخرجه بنحوه مالك "الموطأ" 1/163 عن نافع، عن ابن عمر موقوفاً.(8/92)
أُبِّرَتْ، فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ (1) الْمُبْتَاعُ " (2)
__________
(1) في (ق) : يشترطها.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1543) (79) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1543) (79) أيضاً، والبيهقي في "السنن" 5/298 من طريقين، عن أيوب، به.
وأخرجه البخاري (2206) ، ومسلم (1543) (79) ، والنسائي في "المجتبي" 7/296، وابنُ ماجه (2210) ، وابنُ حبان (4924) ، والطبراني في "الأوسط " (383) ، والبيهقي في "السنن" 5/298 و325، من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه البخاري (2203) ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/298 من طريق ابن جُريج، قال: سمعتُ ابن أبي مُليكة، عن نافع مولى ابن عمر: أيُما نخلٍ بيعت قد أُبِّرت ثم يذكر الثمر، فالثمرُ للذي أبرها، وكذلك العبد والحرث، سمى نافع هذه الثلاث. قال البيهقي: هكذا رواه البخاري في كتابه، ونافع يروي حديث النخل عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحديث العبد، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قلنا: وسيأتي تفصيلُ ذلك عند الرواية رقم (4552) .
وسيرد الحديثُ بذكر بيع العبد- بالأرقام (4552) (5540) (6380) ، وسيأتي ذكر بيع العبد وحده (5491) .
وهذا الحديث سيأتي برقم (4852) (5162) (5306) (5487) (5788) .
وفي الباب عن جابر عند النسائي في "الكبري" (4983) ، وابن حبان (4924) ، والبيهقي في "السنن" 5/326.
وعن عبادة بن الصامت عند ابن ماجه. (2213) والبيهقي في "السنن" 5/326، وفي إسناده إسحاق بن يحيي بن الوليد بن عبادة بن الصامت راويه عن=(8/93)
4503 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ ثَمَنُهُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ " (1)
__________
=عبادة بن الصامت مجهول الحال، ولم يدرك عبادة.
وعن علي موقوفاً عند البيهقي في "السنن" 5/326.
أُبِّرت: قال الحافظ في "الفتح" 4/402: التأبير: التشقيق والتلقيح، ومعناه: شق طلع النخلة الأنثى، ليُذرَّ فيه شيء من طلع النخلة الذكر، والحكم مستمر بمجرد التشقيق، ولو لم يضع فيه شيئاً.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1686) (6) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (825) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (18968) ، ومسلم (1686) (6) ، والدارمي 2/173، والطرسوسي في "مسنده " (35) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/162، من طرق، عن أيوب، به.
وأخرجه الطيالسي (1847) ، وعبد الرزاق (18967) ، والبخاري (6796) و (6798) ، ومسلم (1686) (6) ، والترمذي (1446) ، والنسائي في "المجتبى" 8/76، 77، وفي "الكبرى" (7397) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (825) ، وأبو يعلى (5833) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/162، وابنُ حبان (4461) ، والدارقطني في "السنن" 3/190، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان "
1/216، والبيهقي في "السنن" 8/256 من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبي" 8/76، وفي "الكبرى" (7393) من طريق مخلد، عن حنظلة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قطع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مجنٍّ=(8/94)
4504 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الْأَرْضَ، كَانَتْ تُكْرَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَا عَلَى الْأَرْبِعَاءِ (1) وَشَيْءٍ مِنَ التِّبْنِ، لَا أَدْرِي
__________
=قيمته خمسة دراهم. كذا قال. ثم ذكر النسائي رواية أحمد هذه، وقال: هذا الصواب.
وقال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، والعملُ على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، منهم أبو بكر الصديق، قطع في خمسة دراهم، وروي عن عثمان وعلي أنهما قطعا في ربع دينار، وروي عن أبي هريرة وأبي سعيد أنهما قالا: تُقطع اليد في خمسة دراهم. والعمل على هذا عند بعض فقهاء التابعين، وهو قول مالك بن أنس، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، رأوا القطع في ربع دينار فصاعداً، وقد روي عن ابن مسعود أنه قال: لا قطع إلا في دينار، أو عشرة دراهم، وهو حديث مرسل رواه القاسم بن عبد الرحمن عن ابن مسعود،
والقاسم لم يسمع من ابن مسعود، والعملُ على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة، قالوا: لا قطع في أقل من عشرة دراهم. ورُوي عن علي أنه قال: لا قطع في أقل من عشرة دراهم، وليس إسناده بمتصل.
وسيأتي بالأرقام (5157) و (5310) و (5517) و (5543) و (6293) .
وسنذكر شواهده عقب حديث عبد الله بن عمرو الآتي برقم (6687) .
قال السندي: في مجنً، بكسر، ففتح، فتشديد نون: اسم لكل ما يستر به من الترس ونحوه.
(1) في (ق) : الأرباع. وفي هامش (س) ما نصه: الأربعاء، جمع ربيع: النهر الصغير، أي: كانوا يجعلون لصاحب الأرض ما ينبت في أطراف الأنهار وشيئاً من التبن.(8/95)
كَمْ هُوَ "
وَإِنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُكْرِي أَرْضَهُ فِي عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ، وَعَهْدِ عُمَرَ، وَعَهْدِ عُثْمَانَ، وَصَدْرِ إِمَارَةِ مُعَاوِيَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِهَا بَلَغَهُ أَنَّ رَافِعًا يُحَدِّثُ فِي ذَلِكَ بِنَهْيِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ وَأَنَا مَعَهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: نَعَمْ " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) عَنْ كِرَاءِ (2) الْمَزَارِعِ " فَتَرَكَهَا ابْنُ عُمَرَ فَكَانَ لَا يُكْرِيهَا فَكَانَ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ زَعَمَ ابْنُ خَدِيجٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ " (3)
__________
(1) من قوله: فأتاه وأنا معه، إلى هنا ساقط من (ق) .
(2) في (ظ14) : كري.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1547) (109) ، والطبراني (4303) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 3/35 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2343) و (2344) ، ومسلم (1547) (109) ، والنسائي في "المجتبى" 7/46، وابنُ حبان (5194) ، والطبراني في "الكبير" (4302) ، والبيهقي في "السنن" 6/130، من طرق، عن أيوب، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (1547) (110) و (111) ، والنسائي في "المجتبى" 7/45، و46، و47، و48، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2680) ، والطبراني في "الكبير" (4304) و (4305) و (4306) و (4307) و (4308) و (4309) و (4310) و (4311) و (4312) و (4313) و (4314) و (4315) و (4316) و (4317) و (4318) و (4319) و (4320) و (4322) ، وفي "الأوسط " (311) من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه البخاري (1345) ، ومسلم (1547) (12) ، وأبو داود (3394) ، والنسائي في "المجتبى" 7/44، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/105،=(8/96)
4505 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا لَا تُحْتَلَبَنَّ مَاشِيَةُ امْرِئٍ إِلَّا بِإِذْنِهِ، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تُؤْتَى مَشْرُبَتُهُ، فَيُكْسَرَ بَابُهَا، ثُمَّ يُنْتَثَلَ مَا فِيهَا؟ فَإِنَّمَا فِي ضُرُوعِ مَوَاشِيهِمْ طَعَامُ أَحَدِهِمْ، أَلَا فَلَا تُحْتَلَبَنَّ مَاشِيَةُ امْرِئٍ (1) إِلَّا بِإِذْنِهِ " أَوْ قَالَ: " بِأَمْرِهِ " (2)
__________
=وفي "شرح شكل الآثار (2679) ، والبيهقي في "السنن" 3/129 من طريق الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4255) من طريق ابن سيرين، عن ابن عمر.
قلنا: ابن سيرين لم يسمع من ابن عمر.
وسيأتي بالأرقام (4586) و (5319) .
وانظر (4663) و (4732) و (4768) و (4854) و (4946) و (6469) .
قلنا: وهذا النهيُ عن كراء الأرض محمولٌ على ما إذا أكريت بشيء مجهول.
وسيرد من حديث رافع بن خديج 3/465 و4/141- وهو عند البخاري (2346) و (2347) - أنه يجوز كراؤها بالذهب والفضة.
وفي الباب أيضا عن جابر عند البخاري (2340) ، ومسلم (1536) (103) .
وعن أبي هريرة عند البخاري (2341) ، ومسلم (1544) (102) .
وعن ابن عباس عند البخاري (2342) .
وانظر حديث زيد بن ثابت الآتي 5/182.
(1) في (ظ 14) : أحد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1726) (13) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (6959) ، ومسلم (1726) (13) ، وأبو عوانة 4/35-36،=(8/97)
4506 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ "، قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: " أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ، وَيُنَادِي الْمُنَادِي بِالصَّلَاةِ، - قَالَ: أَيُّوبُ أُرَاهُ قَالَ: خَفِيفَتَيْنِ -، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ فِي بَيْتِهِ " (1)
__________
=من طرق، عن أيوب، به.
وسلف تخريجه مطولاً برقم (4471) .
المشرُبة، بضم الراء وفتحها: الغرفة.
ينتثل ما فيها، أي: يستخرج الذي فيها ويؤخذ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (1128) ، والترمذي (425) (432) ، وفي "الشمائل " (278) ، وابن الجارود في "المنتقى" (276) ، وابن خزيمة (1197) و (1836) ، وابن حبان (2476) ، والبيهقي في "السنن" 3/240، والبغوي في "شرح السنة" (867) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (4813) ، والبخاري (1180) ، والنسائي في "المجتبى" 3/113، وفى "الكبري" (1747) ، وابن حبان (2454) ، والبيهقي في "السنن" 2/271 و3/240 من طرق، عن أيوب، به.
وقد سقط اسم نافع من مطبوع عبد الرزاق.
وأخرجه عبد الرزاق (4809) و (4824) ، وأبو يعلى (5817) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/346 من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه عبد الرزاق (5527) ، والبخاري (1165) ، والنسائي في "الكبرى"=(8/98)
4507 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُسَافِرُوا بِالْقُرْآنِ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ " (1)
__________
= (334) من طريق سالم، عن أبيه، به.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (4460) و (4591) و (4592) و (4757) و (4921) و (5127) و (5296) و (5417) و (5432) و (5448) و (5480) و (5603) و (5609) و (5688) و (5739) و (5758) و (5807) و (5978) و (6056) و (6090) و (6260) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1869) (94) ، وابن أبي داود في "المصاحف " ص 182، والبيهقي في "السنن" 9/108 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (9410) ، وعبد بن حميد (766) ، ومسلم (1869) (94) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1906) و (1909) من طرق، عن أيوب، به.
وأخرجه الطيالسي (1855) ، وسعيد بن منصور (2467) ، وعبدُ بنُ حميد في "المنتخب " (768) ، ومسلم (1869) (93) و (94) ، وابن ماجه (2880) ، وابنُ أبي داود في "المصاحف" 180، و181، و182، و183، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1904) و (1905) و (1907) و (1908) و (1910) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2152، والإسماعيلي في "معجمه" 2/691-692، وأبو نعيم في "الحلية" 8/322، والخطيب في "تاريخه" 13/33-34، والبغوي في "شرح
السنة" (1233) من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه ابنُ أبي داود في "المصاحف " ص 180 من طريق عمران بن عيينة، عن=(8/99)
4508 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (1) " مَثَلُكُمْ، وَمَثَلُ الْيَهُودِ، وَالنَّصَارَى كَرَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالًا، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ (2) مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ أَلَا فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ أَلَا فَعَمِلَتِ النَّصَارَى، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ (3) ؟ أَلَا فَأَنْتُمُ الَّذِينَ عَمِلْتُمْ، فَغَضِبَ (4) الْيَهُودُ، وَالنَّصَارَى قَالُوا: نَحْنُ كُنَّا أَكْثَرَ عَمَلًا، وَأَقَلَّ عَطَاءً قَالَ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنَّمَا هُوَ فَضْلِي، أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ " (5)
__________
ليث (وهو ابن أبي سُليم) ، عن سالم، عن ابن عمر، به. قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 58: وليس بمحفوظ عن سالم.
وسيأتي بالأرقام (4525) و (4576) و (5170) و (5293) و (5465) و (6124) .
وفي الباب عن ابن عمر موقوفاً عند سعيد بن منصورفي "السنن" 2/176.
قال السندي: قوله "لا تسافروا بالقرآن "، أي: إلى بلاد العدو.
(1) في (س) و (ص) و (ظ 14) : عن ابن عمر، أن رسول الله ص قال.
(2) في (ظ 14) : من يعمل لي.
(3) في (ص) : على قيراطين. فقط.
(4) في (ظ 14) و (ق) : فغضبت، وأشير إليها في بقية النسخ.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (20565) و (20911) عن معمر، والبخاري (2268) ،=(8/100)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
والبيهقي في "السنن" 6/118 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب، به.
وأخرجه الطيالسي (1820) ، وعبد بن حميد في "المنتخب " (773) ، والبخاري (3459) ، والطبري في "التفسير" 27/244، وأبو يعلى (5838) ، والرامهرمزي في "الأمثال " (25) ، والطبراني في "الآوسط " (1642) ، والبغوي في "شرح السنة" (4017) من طرق، عن نافع، به.
وسقط من مطبوع الطيالسي اسم ابن عمر.
وأخرجه الطبري في "تاريخه " 1/11 مختصراً من طريق محمد بن إسحاق، عن نافع، به.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الصغير" (53) ، وفي "الكبير" (13285) من طريق وهب بن كيسان، عن ابن عمر، به، بلفظ: "إنما أجلكم فيما خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس ".
وسيأتي بالأرقام (5902) و (5903) و (5904) و (5911) و (5966) و (6029) و (6066) و (6133) . وانظر (6173) .
وفي الباب عن أبي موسى عند البخاري (558) و (2271) ، وابن حبان (7218) علي سياق آخر، ولفظه: "مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون له عملاً إلى الليل، فعملوا إلى نصف النهار، فقالوا: لا حاجة لنا إلي أجرك، فاستأجر آخرين، فقال: أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت، فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر، قالوا: لك ما عملنا. فاستأجر قوماً، فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس، واستكملوا أجر الفريقين ".
قال الحافظ في "الفتح " 2/40: وأما ما وقع من المخالفة بين سياق حديث ابن عمر وحددث أبي موسى، فظاهرهما أنهما قضيتان، وقد حاول بعضُهم الجمع بينهما فتعسف.
وقال في "الفتح" 4/449: تضمن الحديث أن أجر النصارى كان أكثر من أجر اليهود، لأن اليهود عملوا نصف النهار بقيراط، والنصارى نحو ربع النهار=(8/101)
4509 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَقَامَ، فَحَكَّهَا - أَوْ قَالَ: فَحَتَّهَا بِيَدِهِ - ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قِبَلَ وَجْهِ أَحَدِكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ قِبَلَ وَجْهِهِ فِي صَلَاتِهِ " (2)
__________
=بقيراط، ولعل ذلك باعتبار ما حصل لمن آمن من النصارى بموسى وعيسى، فحصل لهم تضعيف الأجر مرتين، بخلاف اليهود، فإنهم لما بُعث عيسى، كفروا به، وفي الحديث تفضيل هذه الأمة، وتوفير أجرها مع قلة عملها، وفيه جواز استدامة صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس، وفي قوله: "فإنما بقي من النهار شيء يسير" إشارة إلى قصر مدة المسلمين بالنسبة إلى مدة غيرهم، وفيه إشارة
إلى أن العمل من الطوائف كان مساوياً في المقدار.
(1) في (ظ 14) : حدثنا أيوب.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (547) (51) ، وابنُ أبي شيبة 2/365، وابنُ خزيمة (923) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1213) ، وأبو داود (479) ، والدارمي 1/324، والبيهقي في "السنن" 2/293 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به.
وأخرجه البخاري (6111) ، ومسلم (547) (51) من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه مختصراً دون قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن خزيمة (1295) من طريق معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر. وزاد: ثم لطخها بالزعفران.
وسيأتي بالأرقام (4684) و (4841) و (4877) و (4908) و (5152) و (5335) و (5408) و (5745) و (6265) و (6306) .=(8/102)
4510 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، - قَالَ: أَيُّوبُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ، فَاسْتَثْنَى، فَهُوَ بِالْخِيَارِ، إِنْ شَاءَ أَنْ يَمْضِيَ عَلَى يَمِينِهِ مَضَى، (1) وَإِنْ شَاءَ أَنْ يَرْجِعَ غَيْرَ حِنْثٍ " أَوْ قَالَ: " غَيْرَ حَرَجٍ " (2)
__________
=وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (408) و (409) ، ومسلم (505) سيرد 2/266.
وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (409) ، ومسلم (548) ، وسيرد 3/58.
وعن أنس عند البخاري (417) ، ومسلم (551) سيرد 3/109.
وعن جابر سيرد 3/324.
وعن طارق بن عبد الله المحاربي سيرد 6/396.
وعن عائشة عند البخاري (407) ، ومسلم (549) .
وعن عبد الله بن الشخير عند مسلم (554) .
وعن السائب بن خلاد عند أبي داود (481) .
قال السندي: فتغيظ، أي: أظهر الغيظ.
قبل وجه أحدكم، أي: هيئةُ إقبالكُم عليه تعالى في الصلاة تُشبهُ هيئة الإقبال على من كان قبل وجهكُم، فلا يُناسب هذه الهيئة إلقاءُ النُخامة في جهة القبلهّ.
(1) كلمة "مضى" لم ترد في (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد تابع أيوب - وهو ابن أبي تميمة السختياني- على رفعه كثير بن فرقد، وأيوب بن موسى، وعبيد الله بن عمر كما سيأتي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/46 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.=(8/103)
4511 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
=وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/79، والخطيب في "تاريخه " 5/88 من طريق عمرو بن هاشم البيروتي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: "من حلف على يمين فاستثنى، ثم أتى ما حلف، فلا كفارة عليه ".
قال أبو نعيم: غريب من حديث الأوزاعي وحسان، تفرد به برفعه عمرو بن هاشم البيروتي.
وأخرجه الشائي في "المجتبى" 7/25، والحاكم 4/303 من طريق كثير بن فرقد، وابن حبان (4340) من طريق أيوب بن موسى، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان " 2/140 من طريق عبيد الله بن عمر، ثلاثتهم عن نافع، عن ابن عمر مرفوعأ، ولفظه عند أبي نعيم: "من حلف فقال: إن شاء الله، لم يحنث "، قال الحكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو كما
قالا.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/47 من طريق الأوزاعي، عن داود بن عطاء - رجل من أهل المدينة -، قال: حدثني موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً بنحوه.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (16113) و (16115) من طريق معمر والثوري، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر موقوفاً بلفظ: من حلف فقال: إن شاء الله، لم يحنث.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (16111) ، والبيهقي في "السنن" 10/46 عن عبد الله بن عمر، والبيهقي في "السنن" 10/46، 47 من طريق مالك بن أنس، وأسامة بن زيد، وموسى بن عقبة، أربعتهم عن نافع، عن ابن عمر، موقوفاً بلفظ: من حلف فقال: والله إن شاء الله، فليس عليه كفارة.=(8/104)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا "، قَالَ: أَحْسَبُهُ ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
=وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/47من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد،
عن أبيه، عن سالم، عن ابن عمر موقوفاً بلفظ: كلٌّ استثناء موصول، فلا حنث على صاحبه، وإن كان غير موصول، فهو حانث.
قلنا: سيأتي من طرق عن أيوب مرفوعاً دون شك منه، بالأرقام: (4581) و (5093) و (5094) و (5362) و (5363) و (6087) و (6103) و (6104) و (6414) .
وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً عند عبد الرزاق (16117) والترمذي (1532) ، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (4341) ، وسيرد 2/309.
وعن ابن مسعود موقوفاً عند عبد الرزاق (16115) .
وعن ابن عباس موقوفاً عند عبد الرزاق (16116)
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والشك في رفعه إن كان من إسماعيل ابن عليًة، فقد تابعه وهيب بن خالد عند البخاري، وعبد الوهاب الثقفي عند مسلم، ولم يشكا في رفعه، وإن كان من أيوب فقد تابعه غير واحد - كما سيرد - دون شك في رفعه كذلك.
وأخرجه البخاري (1187) من طريق وهيب بن خالد، ومسلم (777) (209) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، كلاهما عن أيوب، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/197 من طريق الوليد بن هشام، عن نافع، به.
وسيأتي برقم (4653) و (6045) .
وني الباب عن أبي هريرة عند مسلم (780) ، سيرد 2/284 و337.
وعن زيد بن خالد الجهني عند ابن أبي شيبة 2/255، سيرد 4/114.
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/15 و59.=(8/105)
4512 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ، وَبَرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُمَرَ: أَطُوفُ بِالْبَيْتِ، وَقَدْ أَحْرَمْتُ بِالْحَجِّ؟ قَالَ: وَمَا بَأْسُ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ نَهَى عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: قَدْ (1) رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحْرَمَ بِالْحَجِّ، وَطَافَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ " (2)
4513 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، (3) عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ،
__________
=وعن جابر عند مسلم (778) ، سيرد 3/316.
وعن زيد بن ثابت عند مسلم (781) ، سيرد 5/182 و187.
وعن عائشة سيرد 6/65.
قال السندي: قوله: قبوراً، أي: خالية عن الذكر، أو: لا تكونوا فيها كالأموات الذين لا يذكرون الله، فتصير البيوت لكم كالقبور التي هي محال الأموات.
(1) لفظ: "قد" لم يرد في (ص) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بيان: هو ابن بشر الأحمسي، ووبرة: هو ابن عبد الرحمن المُسلي.
وأخرجه مسلم (1233) (188) من طريق جرير بن عبد الحميد، والنسائي في "المجتبى" 5/224 من طريق زهيربن معاوية، كلاهما عن بيان، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (4595) و (4596) و (5194) و (5939) .
(3) في (ظ 14) : قال: حدثنا الشيباني.(8/106)
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْإِقْرَانِ إِلَّا أَنْ تَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَكَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/308، وأبو داود (3834) ، وأبو يعلى (5736) ، من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الخطيب في "تاريخه " 7/180 من طريق رحمة بن مصعب، عن الشيباني، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/233 من طريق مسعر بن كدام، وابنُ حبان (5232) من طريق زيد بن أبي أنيسة، كلاهما عن جبلة، به.
وقال أبو نعيم: مشهور صحيح من حديث جبلة، رواه عنه شعبة وغيره، وروايةُ مسعر عنه عزيزة.
وأخرجه موقوفاً النسائي في "الكبرى" (6730) من طريق مخلد، عن مسعر - وهو أبن كدام - عن جبلة، عن ابن عمر أنه سُئل عن قران التمر، فقال: لا يقرن إلا أن يستأذن أصحابه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (1271) من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً، وقال: لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا سعيد.
وسيأتي بالأرقام (5037) و (5063) و (5246) و (5435) و (5533) و (5802) و (6149) .
وفي الباب عن سعد مولى أبي بكر سلف برقم (1716) .
وعن أبي هريرة بإسناد ضعيف عند ابن حبان (5233) .(8/107)
4514 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا (1) حُصَيْنٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ: كَانَ يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكَ لَا تَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِكَ تَكُونُ الْبَرَكَةُ " (2)
__________
(1) في (ظ 14) : قال: حدثنا حصين.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، ومجاهد: هو ابن جبر.
وأخرجه البزار (2885) (زوائد) من طريق محمد بن فضيل، به.
وقال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أسند حُصين عن مجاهد، عن ابن عمر إلا هذا، وروي عن غير ابن عمر.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/27، وقال: رواه أحمد والبزار ... ورجالهما رجال الصحيح.
وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (5456) ، ومسلم (2531) ، سلف برقم (1924) .
وعن كعب بن مالك عند مسلم (2032) ، سيرد 6/386.
وعن جابر عند مسلم (2033) ، سيرد 1/303 و393، وسلف ضمن مسند ابن عباس 1/293.
وعن أنس عند مسلم (2534) ، سيرد 3/177 و290.
وعن أبي هريرة عند مسلم (2035) ، سيرد 2/341 و415.
وعن زيد بن ثابت وأبي سعيد الخدري، وكعب بن عجرة عند الطبراني فيما ذكر الهيثمي في "المجمع" 5/28، وفي أسانيد أحاديثهم مجاهيل.
قال النووي: والمراد بالبركة ما تحصل به التغذية، وتسلم عاقبته من الأذى، وُيقوي على الطاعة. والعلم عند الله. وانظر "الفتح" 9/579588.
قال السندي: قوله: "في أي طعامك "، أي: في أي جزء منه، أفي الذي=(8/108)
4515 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، (1) عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ " (2)
4516 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
__________
=على الأصابع أم في غيره، فلا ينبغي تضييع ما على الأصابع.
(1) في (ظ 1) : قال: حدثنا معمر، قال: حدثنا الزهري.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد، وسالم هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/231 من طريق الإمام أحمد، عر محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (19871) ومن طريقه أبو عوانة 5/335، والبغوي في "شرح السنة" (3064) عن معمر، به. وسيتكرر برقم (5028) سنداً ومتناً.
وسيأتي برقم (4546) .
وبأني بنحوه برقم (5396) و (5641) .
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري عند البخاري (6294) ، ومسلم (2016) .
وعن جابر مطولاً عند البخاري (6295) ، ومسلم (2012) .
وعن ابن عباس عند البخاري في "الأدب المفرد" (1222) ، وأبي داود (5247) ، وصححه الحاكم 4/284-285، ووافقه الذهبي.
وعن عائشة عند أبي عوانة 5/336.(8/109)
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا النَّاسُ كَإِبِلٍ مِائَةٍ لَا يُوجَدُ فِيهَا رَاحِلَةٌ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد الأزدي.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/231 من طريق الإمام أحمد، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (186) ، والحميدي (663) ، وأبو يعلى (5436) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1469) و (1470) ، وأبو الشيخ في "الأمثال " (131) (132) ، من طرق، عن معمر، به.
وأخرجه الترمذي (2873) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1467) و (1468) ، وابن حبان (5797) ، والطبراني في "الكبير" (13105) ، والبيهقي في "السنن" 9/19 من طرق، عن الزهري، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (13240) من طريق عبد الله بن صالح، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سالم، عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: "إنما الناس كإبل مئة تلتمس الرواحل في الناس، فلا يوجد إلا واحدة".
وسيأتي مكرراً برقم (5029) سنداً ومتناً.
وسيأتي من طرق أخرى بالأرقام (5387) و (5619) و (5882) و (6030) و (6044) و (6049) و (6237) .
وانظر (5882 م) .
قال الحافظ في "الفتح" 11/335: المعنى: لا تجد في مئة إبل راحلة تصلح للركوب، لأن الذي يصلح للركوب ينبغي أن يكون وطيئاً، سهل الانقياد، وكذا لا تجد في مئة من الناس من يصلح للصحبة، بأن يعاون رفيقه، ويلين جانبه. والروايةُ بإثبات: "لا تكاد" أولى، لما فيها من زيادة المعنى ومطابقة الواقع، وإن كان معنى الأول يرجع إلى ذلك، ويحمل النفي المطلق على المبالغة، وعلى أن النادر لا حكم له ... وقال القرطبي: الذي يناسب التمثيل أن الرجل الجواد=(8/110)
4517 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ،: " أَنَّهُمْ كَانُوا يُضْرَبُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا اشْتَرَوْا (1) طَعَامًا جُزَافًا أَنْ يَبِيعُوهُ (2) فِي مَكَانِهِ حَتَّى يُؤْوُوهُ إِلَى رِحَالِهِمْ " (3)
__________
=الذي يحمل أثقال الناس والحمالات عنهم ويكشف كربهم عزيز الوجود، كالراحلة في الإبل الكثيرة، وقال ابنُ بطال: معنى الحديث أن الناس كثير، والمرضي منهم قليل، وإلى هذا المعنى أومأ البخاري بإدخاله في باب رفع الأمانة، لأن من كانت هذه صفته، فالاختيار عدم معاشرته.
(1) في (ظ 14) : إذا اشترى، وهي نسخة على هامش (س) و (ص) .
(2) في (ظ 14) : أن يبيعه، وهي نسخة على هامش (س) و (ص) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلي: هو ابن عبد الأعلى السامي البصري، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي.
وأخرجه البخاري (6852) ، ومسلم (1527) (37) من طريق عبد الأعلي، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبي" 7/287، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3149) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، به.
وأخرجه ابنُ طهمان في "مشيخته " (176) ، والبخاري (2131) (2137) ، ومسلم (1527) (238) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3150) و (3151) و (3152) و (3154) و (3155) و (3156) ، والبيهقي في "السنن" 5/314 من طرق، عن الزهري، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3153) ، وابن حبان (4987) من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به.=(8/111)
4518 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ
__________
=وذكر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 8/184 أن طريق الزهري عن سالم هو الصحيح.
وأخرجه ابن حبان (4979) من طريق عمرو بن دينار، قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من ابتاع طعاماً فلا يبعه حتى يقبضه ".
تنبيه: سيأتي في "المسند" 5/191 من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني أبو الزناد، عن عبيد بن حنين، عن عبد الله بن عمر، قال: قدم رجل من أهل الشام بزيت، فساومته فيمن ساومه من التجار حتى ابتعتُهُ منه، حتى قال: فقام إلي رجل، فربحني فيه حتى أرضاني، قال: فأخذت بيده لأضرب عليها، فأخذ رجل بذراعي من خلفي، فالتفت إليه فإذا زيد بن ثابت، فال: لا تبعه حيث ابتعته حتى تحوزه إلى رحلك، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد نهى عن ذلك. فأمسكت يدي.
وقد سلف هذا الحديث في مسند عمر بن الخطاب برقم (395) ، وسيأتي برقم (4988) و (5148) و (6379) .
وسلف بنحوه برقم (396) ، وسيأتي بالأرقام (4639) و (4716) و (4736) و (5064) و (5235) و (5309) و (5426) و (5500) و (5861) و (5900) و (5924) و (6191) و (6275) و (6472) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (1847) .
وعن أبي هريرة عند مسلم (1528) ، سيرد 2/337.
وعن جابر عند مسلم (1529) ، سيرد 3/392.
وعن زيد بن ثابت عند أبي داود (3499) .
وعن حكيم بن حزام عند النسائي في "المجتبى" 7/286.
قال السندي: جُزافاً، مثلث الجيم، والكسر أفصح: هو المجهول القدر مكيلاً=(8/112)
تَوَجَّهَتْ بِهِ " (1)
4519 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ،
__________
=كان أو موزوناً.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلي: هو ابن عبد الأعلي السامي البصري، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي.
وأخرجه أبو يعلى (5569) ، والطبراني في "الكبير" (13129) من طريقين، عن الزهري، به.
وأخرجه البخاري (1098) ، ومسلم (700) (39) ، وأبو داود (1224) ، والنسائي في "المجتبى" 1/243-244، وابن الجارود في "المنتقى" (270) ، وابن خزيمة (1090) ، وأبو عوانة 2/342، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/428، والبيهقي في "السنن" 2/6 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، به. وفيه زيادة: وُيوتر عليها غير أنه لا يصلي المكتوبة.
وأخرجه البخاري (1105) من طريق شعيب، وأبو عوانة 2/342 من طريق يونس بن يزيد، وابنُ حبان (2522) من طريق ابن نمر، ثلاثتهم عن الزهري، به. وفيه: يومىء برأسه.
وسلف برقم (4470) وانظر ما بعده.
قلنا: وهذه الرخصة رخصة عدم استقبال القبلة في الصلاة إنما هي لصلاة النافلة للمسافر، وأما في صلاة الفريضة، فلا بد من استقبال القبلة سواء أكان مسافراً أم مقيماً، وهو إجماع إلا أنه رخص في شدة الخوف، وقد صرح في الرواية السالفة برقم (4470) أن الرخصة كانت في صلاة التطوع، وروى البخاري (400) عن جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي على راحلته حيث توجهت، فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة.(8/113)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْتَرَ عَلَى الْبَعِيرِ " (1)
4520 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مالك: هو ابن أنس، وأبو بكر بن عمر: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
وأخرجه ابنُ ماجه (1200) مطولاً، وأبو يعلى (5667) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (78) ، والبخاري (999) ، ومسلم (700) (36) ، والترمذي (472) ، والنسائي في " المجتبي" 3/232، والطحاوي في "شرح معاني الآثار 1/428-429، والبيهقي في "السنن" 2/5 من طرق، عن مالك، به.
وأخرجه البخاري مطولاً (1000) ، والنسائي في "المجتبي" 3/232، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/429، والبيهقي في "السنن" 2/6، والبغوي (1036) ، من طرق، عن نافع، به.
قال الترمذي: حديثُ ابن عمر حديث حسن صحيح، وقد ذهب بعضُ أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرُهم إلى هذا، ورأوا أن يوتر الرجل على راحلته، وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق.
وقال بعض أهل العلم: لا يوتر الرجل على الراحلة، وإذا أراد أن يوتر، نزل، فأوتر على الأرض، وهو قولُ بعض أهل الكوفة.
وذكر الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/431 إن صلاة الوتر على الراحلة قد نسخت.
وسيأتي بالأرقام (4530) و (4620) و (5822) و (5936) و (6224) و (6449) . وانظر ما قبله (4518) .(8/114)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ، وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ (1) إِلَى خَيْبَرَ " (2)
4521 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَوَجَدَهَا تُبَاعُ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شِرَائِهَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ " (3)
__________
(1) في (س) : مُوجِّه، وفي حاشيتها: متوجه: نسخة. وهما بمعنى، يقال: وجه إلى كذا، أي: توجه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي، ومالك: هو ابن أنس، وعمرو بن يحيي: هو ابن عمارة المازني.
وأخرجه أبو يعلى (5666) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/150، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (79) ، ومسلم (700) (35) ، وأبو داود (1226) ، والبيهقي في "السنن" 2/4، وفي "المعرفة والآثار" (2890) ، والبغوي في "شرح السنة" (1037) ، به.
وأخرجه الطيالسي (1873) ، وأبو يعلى (5664) من طريق وهيب بن خالد، وابنُ خزيمة (1268) من طريق محمد بن دينار، كلاهما عن عمرو بن يحيي، به.
وأخرجه أبو يعلى (5665) من طريق حجاج - وهو ابن محمد المصيصي - قال: قال ابنُ جُريح: أخبرني عمرو بن يحيي، به. وفيه: وهو متوجه إلى تبوك.
وسيأتي بالأرقام (5099) و (5206) و (5207) و (5451) و (5557) و (6120) .
وبهذا اللفظ له شاهد من حديث جابر عند ابن خزيمة (1266) .
وانظر (4470) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلي: هو ابن عبد الأعلي=(8/115)
4522 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَأْذَنَتْ أَحَدَكُمُ امْرَأَتُهُ أَنْ تَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَلَا يَمْنَعْهَا " قَالَ: وَكَانَتِ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ تُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّكِ لَتَعْلَمِينَ مَا أُحِبُّ فَقَالَتْ: وَاللهِ لَا أَنْتَهِي حَتَّى تَنْهَانِي قَالَ: فَطُعِنَ عُمَرُ وَإِنَّهَا لَفِي الْمَسْجِدِ (1)
__________
=السامي، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي.
وأخرجه البخاري (1489) ، والنسائي في "المجتبي" 5/109، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/78-79، والبيهقي في "السنن" 1/154، من طريق عقيل بن خالد الأيلي، عن الزهري، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13245) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به.
وسيأتي بالأرقام (4903) و (5177) و (5796) .
وقد سلف في مسند عمر (166) .
قال الحافظ في "الفتح" 3/353: حيث جاء من طريق سالم وغيره من الرواة عن ابن عمر، فهو من مسنده، وأما رواية أسلم مولى عمر، فهي عن عمر نفسه.
وانظر حديث عبد الله بن عمرو الآتي برقم (6616) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (873) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، بهذا الإسناد، دون قصة امرأة عمر.
وأخرجه بنحوه مسلم (442) (135) من طريق يونس بن يزيد، والدارمي 1/293، وأبو يعلى (5559) من طريق الأوزاعي، كلاهما عن الزهري، به، دون =(8/116)
4523 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،
__________
=قصة امرأة عمر.
وبنحوه أخرجه أبو حنيفة في "مسنده " (134) من طريق الشعبي، والطبراني في "الكبير" (13255) من طريق محمد بن علي بن الحسين بن علي، كلاهما عن ابن عمر، مرفوعاً، دون ذكر قصة امرأة عمر.
وشهود امرأة عمر صلاة الصبح والعشاء في جماعة أورده البخاري برقم (900) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر.
وهذه الزيادة أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه " (5111) عن معمر، عن الزهري، مرسلاً، وسماها عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفيل.
وورد عند أحمد في مسند عمر برقم (283) وفيه انقطاع.
وسيأتي بالأرقام (4556) و (4655) و (4932) و (4933) و (5021) و (5045) و (5101) و (5211) و (5468) و (5471) و (5640) و (5725) و (6101) و (6252) و (6296) و (6303) و (6304) و (6444) و (6318) و (6387) .
وسلفت أحاديث الباب في مسند عمر عند الحديث رقم (283) .
قال السندي: فلا يمنعها: الحديثُ مُقيد بما عُلم من الأحاديث الأخر من عدم استعمال طيب وزينة، فينبغي أن لا يأذن لها إلا إذا خرجت على الوجه الجائز، وينبغي للمرأة أن لا تخرج بذلك الوجه للصلاة في المسجد إلا على قلة، لما عُلم أن صلاتها في البيت أفضل نعم إذا أرادت الخروج بذلك الوجه، فينبغي أن لا يمنعها الزوج. هذا لغير صلاة العيد، وأما صلاةُ العيد، فينبغي لها الخروج لذلك على الوجه الجائز، وللزوج الحث على ذلك، فقد جاء في الأحاديث ما يدل على ذلك. وقولُ بعض الفقهاء بالمنع مبني على النظر في حال الزمان، لكن المقصود يحصل بما ذكرنا من التقييد المعلوم من الأحاديث، فلا حاجة إلى القول بالمنع، والله تعالى أعلم.=(8/117)
عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعَ عُمَرَ وَهُوَ يَقُولُ: وَأَبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، فَإِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ، أَوْ لِيَصْمُتْ " قَالَ عُمَرُ: " فَمَا حَلَفْتُ بِهَا بَعْدُ ذَاكِرًا، وَلَا آثِرًا " (2)
__________
=لتعلمين ما أحب: "ما" يحتمل أنها نافية. [أي:] إنك لتعلمين أني ما أحب خروجك إلى المسجد، أو موصولة، أي: تعلمين الذي أحب من عدم خروجك إلى المسجد.
حتى تنهاني، أي: عن الخروج إلى المسجد صريحاً، أي: فما نهاها حتى مات، لما في الحديث من النهي عن المنع، والله تعالى أعلم.
(1) في هامش (س) و (ص) : عن النبي. نسخة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (1814) من طريق زمعة، عن الزهري، به.
وسيأتي بالأرقام (4548) و (4593) و (4667) و (4703) و (5089) و (5462) و (6288) .
وسلف من حديث عمر بالأرقام (112) و (214) و (216) و (240) و (291) و (329) .
قوله: فما حلفتُ بها ذاكراً، أي: عن نفسي.
ولا آثراً، أي: راوياً عن غيري، بأن أقول: قال فلان: وأبي، ومعنى ما حلفتُ بها: ما أجريتُ على لساني الحلف بها، فيصح التقسيم إلى القسمين، وإلا فالراوي عن الغير لا يُسمى حالفاً. قاله السندي.
وفي الباب عن سهل بن حنيف، سيرد 3/487.=(8/118)
4524 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا أَتَى الرَّجُلَ وَهُوَ يُرِيدُ السَّفَرَ، قَالَ لَهُ: ادْنُ حَتَّى أُوَدِّعَكَ (1) كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوَدِّعُنَا، فَيَقُولُ: " أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ " (2)
__________
=وعن ثابت بن الضحاك عند البخار (6652) ، ومسلم (110) ، سيرد 4/33.
وعن عبد الرحمن بن سمرة عند مسلم (1648) ، سيرد 5/62.
وعن قتيلة بنت صيفي عند النسائي في "المجتبي" 5/6، سيرد 6/372.
وعن أبي هريرة عند النسائي في "المجتبي" 5/7 (1) في (م) : أودعك الله.
(2) صحيح، وهذا إسناد فيه وهم، فقد ذكر أبو حاتم وأبو زرعة كما في "العلل" 1/269 أن سعيداً وهم في هذا الحديث، فقال: عن حنظلة، عن سالم، عن ابن عمر، ثم قالا: والصحيح عندنا - والله أعلم - عن عبد العزيز بن عمر، عن يحيى بن إسماعيل بن جرير، عن قزعة، عن ابن عمر، قلنا: سيرد هذا الإسناد في الرواية (6199) ، وسيرد بإسناد صحيح برقم (5605) و (5606) . حنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي.
وأخرجه الترمذي (3443) ، والنسائي في "الكبرى" (8806) (10357) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (523) -، والطبراني في "الدعاء" (821) من طريق أبي معمر سعيد بن خُثيم، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث=(8/119)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=سالم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8805) (10356) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (522) -، وابن خزيمة (2531) ، والحاكم 2/97 من طريق الوليد بن مسلم، والحاكم 1/442، والبيهقي في "السنن" 5/251 من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، كلاهما عن حنظلة بن أبي سفيان، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن عمر، وهذا إسناد وهم فيه الوليد بن مسلم أيضاً، فقال: عن حنظلة، عن
القاسم، عن ابن عمر، فيما ذكر أبو حاتم وأبو زرعه كما في "علل " ابن أبي حاتم 1/268-269.
قال الحاكم: وهذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الترمذي (3442) من طريق إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزيد، وابنُ ماجه (2826) من طريق ابن أبي ليلى، والطبراني في "الكبير" (13384) من طريق عبيد الله وعبد الله ابني عمر، أربعتُهم، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً، نحوه.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
قلنا: إبراهيم بن عبد الرحمن مجهول.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10343) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (509) -، والطبراني في "الكبير" (13571) عن أحمد بن إبراهيم بن محمد، وابنُ حبان (2693) من طريق أبي زرعة الرازي، كلاهما عن محمد بن عائذ، عن الهيثم بن حميد، عن المطعم بن المقدام، عن مجاهد، عن ابن عمر، به، وهذا إسناد قوي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/173 من طريق أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، عن محمد بن عثمان التنوخي، عن الهيثم بن حميد، بالإسناد=(8/120)
4525 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، (1) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا، نَهَى الْبَائِعَ وَالْمُشْتَرِيَ، وَنَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ " (2)
__________
=السابق.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10344) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (510) - من طريق عبد الله بن عمر، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن مجاهد، عن ابن عمر، به. وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري.
وسيأتي بالأرقام (4781) و (4957) و (5605) و (5606) و (6199) .
وله شاهد من حديث عبد الله بن يزيد الخطمي، أخرجه أبو داود (2601) عن الحسن بن علي أبي علي الخلال، عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني، عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب القرظي، عنه، وهذا إسناد صحيح.
وآخر بنحوه من حديث أبي هريرة عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (508) بلفظ: "أستودعك الله الذي لا تضيع أمانته "، سيرد 2/358 و403.
قال السندي: "وأمانتك "، أي: ما وضع عندك من الأمانات من الخالق تعالى، أو من الخلق، أو ما وضعت أنت من الأمانات عند أحد، أو ما يتعلق بك من الأمانات، فيشمل القسمين، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ 14) : قال: حدثنا مالك.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مالك: هو ابن أنس الأصبحي،=(8/121)
4526 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ " (1)
__________
=ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقوله: نهى عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها: هو في "الموطأ" 2/618) 2498) (رواية الزهري) ، ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق (14315) ، والشافعي في "مسنده " 2/148) بترتيب السندي) ، والبخاري (2194) ، ومسلم (1534) (49) ، وأبو داود (3367) ، والدارمي
2/251-252، وأبو يعلى (5798) ، وابن حبان (4991) ، والبيهقي في "السنن" 5/299، والبغوي في "شرح السنة" (2077) .
وقد سلف بنحوه برقم (4493) .
وقوله: نهى أن يُسافر بالقرآن إلى أرض العدو ...
أخرجه ابن ماجه (2879) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الاسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/446، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (668) ، والبخاري (2990) ، ومسلم (1869) (92) ، وأبو داود (2610) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (1064) ، وابنُ أبي داود في "المصاحف " ص 181، وابنُ حبان (4715) ، والبيهقي في "السنن" 9/108، والبغوي في "شرح السنة" (1234) .
وقد سلف برقم (4507) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك: هو ابن أنس الأصبحي، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/535، ومن طريقه أخرجه الشافعي في " المسند" 2/8 (بترتيب السندي) ، والبخاري (5112) ، ومسلم (1415) (57) ، وأبو داود (2074) ، والترمذي (1124) ، والنسائي في "المجتبي" 6/112، وفي=(8/122)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
="الكبرى" (5497) ، وابنُ ماجه (1883) ، والدارمي 2/136، وابن الجارود في "المنتقى" (719) (720) ، وأبو يعلى (5795) (5819) ، وابن حبان (4152) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/351 والبيهقي في "السنن" 7/199، وفي "المعرفة" (14072) ، والبغوي في "شرح السنة" (2291) .
وفي "الموطأ" زيادة: والشغار أن يُزوج الرجلُ ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته، ليس بينهما صداق.
قال الحافظ في "الفتح" 9/162: ذكر تفسير الشغار جميعُ رواة مالك عنه.. . نعم اختلف الرواة عن مالك فيمن يُنسب إليه تفسير الشغار، فالأكثر لم ينسبوه لأحد، ولهذا قال الشافعي فيما حكاه البيهقي في "المعرفة" (14074) : لا أدري التفسير عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو عن ابن عمر، أو نافع، أو عن مالك؟ ونسبه مُحرزُ بنُ عون وغيره لمالك. قال الخطيب: تفسيرُ الشِّغار ليس من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما هو قولُ مالك وُصل بالمتن المرفوع، وقد بين ذلك ابنُ مهدي والقعنبي ومُحرز بن عون، ثم ساقه كذلك عنهم، وروايةُ محرز بن عون عند الإسماعيلي والدارقطني في الموطآت.
وأخرجه الدارقطني أيضاً من طريق خالد بن مخلد عن مالك، قال: سمعتُ أن الشغار أن يزوج الرجل ... الخ. وهذا دالًّ على أن التفسير من منقول مالك، لا من مقوله.
ووقع عند المصنف من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع في هذا الحديث تفسير الشغار من قول نافع، ولفظه: "قال عبيد الله بن عمر: قلت لنافع: ما الشغار؟ فذكره " فلعل مالكاً أيضاً نقله عن نافع.
قلنا: سيرد من طريق عبيد الله، عن نافع (4692) أنه من كلام نافع.
وسيأتي بالأرقام (4692) و (4918) و (5289) و (5654) .=(8/123)
4527 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَجُلًا لَاعَنَ امْرَأَتَهُ، وَانْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا فَفَرَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَهُمَا فَأَلْحَقَ (1) الْوَلَدَ بِالْمَرْأَةِ " (2)
__________
=وسيأتي ذكر شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الآتي برقم (7032) .
(1) في (ظ 14) : وألحق.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك: هو ابن أنس الأصبحي، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه ابن ماجه (2069) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (754) ، والبيهقي في "السنن" 7/402، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/567، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/47 (بترتيب السندي) ، وسعيد بن منصور (1554) ، والبخاري (5315) ، ومسلم (1494) (8) ، وأبو داود (2259) ، والترمذي (1203) ، والنسائي في "المجتبى" 6/178، والدارمي 2/151، وابن حبان (4288) ، والبيهقي في "السنن" 7/409، والبغوي في "شرح السنة" (2368) .
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أهل العلم.
وسلف بنحوه برقم (4477) .
وفي مطبوع "الموطأ": وانتقل بدل وانتفى، قال الحافظ في "الفتح" 9/460: ذكر ابن عبد البر أن بعض الرواة عن مالك ذكره بلفظ: وانتقل، يعني بقاف بدل الفاء، ولام آخره، وكأنه تصحيف، وإن كان محفوظاً، فمعناه قريب من الأول.
قال السندي: قوله: وانتفى من ولدها، أي: تبرأ منه.(8/124)
4528 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ، وَالْمُزَابَنَةُ اشْتِرَاءُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ كَيْلًا، وَالْكَرْمِ بِالزَّبِيبِ كَيْلًا " (1)
4529 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ يَهُودِيًّا، وَيَهُودِيَّةً " (2)
4530 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "الموطأ" 2/624، ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (14489) ، والبخاري (2171) ، ومسلم (1542) (72) ، والنسائي في "المجتبى" 7/266، وابنُ حبان (4998) ، والبيهقي في "السنن" 5/307، والبغوي في "شرح السنة" (2069) ، عن نافع، به.
وقد سلف برقم (4490) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "الموطأ" 2/819 مطولاً، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن" (554) ، والبخاري (3635) و (6841) ، ومسلم (1699) (27) ، وأبو داود (4446) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4042) وابن حبان (4434) ، والبيهقي في "السنن" 8/214، والبغوي في "شرح السنة" (25831) .
وأخرجه مختصراً من طريق مالك: الشافعى في "الرسالة" (692) ، وفي "مسنده " 2/81 (بترتيب السندي) ، والترمذي (1436) ، عن نافع، به.
وقد سلف مطولاً برقم (4498) .(8/125)
عَنْ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْتَرَ عَلَى الْبَعِيرِ " (1)
4531 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، (2) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ تَلَقِّي السِّلَعِ (3) حَتَّى يُهْبَطَ بِهَا الْأَسْوَاقُ "
وَنَهَى عَنِ النَّجْشِ، وَقَالَ: " لَا يَبِعْ (4) بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ "
" وَكَانَ إِذَا عَجَّلَ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ " (5)
__________
(1) هو مكرر (4519) سنداً ومتناً.
(2) في (ظ 14) و (ق) : قال: حدثنا مالك، وفي (ظ 1) : عن مالك.
(3) في هامش (س) و (ص) : الركبان والسلع.
(4) في (ظ 14) : لا يبيع. وأشار إليها السندي.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقوله: نهى عن تلقي السلع حتى يُهبط بها الأسواق: أخرجه مسلم (1517) (14) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2165) ، وأبو داود (3436) ، والدارمي 2/255، وابن حبان (4959) ، والبيهقي 5/347 من طرق، عن مالك، به.
وبنحوه أخرجه ابنُ ماجه (2179) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/7، 8، وابن حبان (4962) من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه الطيالسي (1930) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/8 من طريق مسلم الخياط، وابنُ أبي شيبة 6/398، والطبراني في "الكبير" (13546) من طريق مجاهد، كلاهما عن ابن عمر، به.
وسيرد (4708) (4738) (5010) (5652) (6282) (6417) (6451) .
وذكرنا شواهده عند حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (4096) .=(8/126)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وقوله: نهى عن النجش:
هو في "الموطأ" 2/684، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده " 2/145 (بترتيب السندي) ، والبخاري (2142) و (6963) ، ومسلم (1516) (13) ، وابن ماجه (2173) ، والنسائي في "المجتبى" 7/258، والدارمي 2/255، وأبو يعلى (5796) ، وابن حبان (4968) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/158، والبيهقي في "السنن" 5/343، والبغوي (2097) .
وسيرد بالأرقام (5863) و (5870) و (6451) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2140) ، ومسلم (1413) ، سيرد 2/238.
وعن أبي سعيد الخدري عند ابن حبان (4967) ، سيرد 3/59 و68.
وعن أبي سلمة عند ابن أبي شيبة 6/471.
وعن عمران بن حصين عند الطبراني في "الكبير" 18/ (606) .
وعن زامل بن عمرو، عن أبيه، عن جده، عند الطبراني في "الكبير" 22/952 وعن أنس عند ابن عدي في "الكامل " 7/2609.
وقوله: لا يبع بعضكم على بيع بعض:
هو في "الموطأ" 2/683، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده " 2/146 (بترتيب السندي) ، والبخاري (2139) و (2165) ، ومسلم (1412) (7) ، وأبو داود (3436) ، والنسائي في "المجتبي" 7/258، وابن ماجه (2171) ، والدارمي 2/255، وابن حبان (4965) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/158، والبيهقي في "السنن" 5/43 و7/179-180، والبغوي (2093) .
وأخرجه عبد الرزاق (14868) ، والبخاري (5142) ، ومسلم (1412) (8) ، والبيهقي في "السنن" 7/180، والبغوي في "شرح السنة" (2096) من طرق،=(8/127)
4532 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، (1) حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ،
__________
=عن نافع، به.
وسيأتي بالأرقام (4722) و (5398) و (6034) و (6060) و (6088) و (6135) و (6276) و (6411) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2140) ، ومسلم (1413) ، سيرد 2/71 و153.
وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/147.
وعن سمرة، سيرد 5/11.
وعن عمران بن حصين عند الطبراني في "الكبير" 18/ (606) .
وستكرر هذه الأقسام الثلاثة برقم (5304) .
وقوله: وكان إذا عجل به السير جمع بين المغرب والعشاء:
هو في "الموطا" 1/144، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده " 1/187 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (4394) ، ومسلم (703) ، والنسائي في "المجتبى" 1/289، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/161، وأبو نعيم في "الحلية" 9/161، والبيهقي في "السنن" 3/159، والبغوي في "شرح السنة" (1039) .
وسلف برقم (4472) ، وسيأتي برقم (5305) .
والنَّجش، بفتح فسكون: هو أن يمدح السلعة ليروِّجها أو يزيد في الثمن، ولا يريد شراءها، ليغترَّ بذلك غيره. قاله السندي.
(1) لفظ: "حدثنا عبد الرحمن " ساقط من (ق) .(8/128)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ، وَحَرَّقَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الحميدي (685) ، والبخاري (3021) ، والبيهقي في "السنن" 9/83 من طريقين، عن سفيان، به.
وأخرجه الشافعي في "مسنده " 2/119 (بترتيب السندي) ، وسعيد بن منصور (2642) ، ومسلم (1746) (30) ، والنسائي في "الكبرى" (8609) ، وأبو عوانة 4/97-98والبيهقي في "السنن" 9/83، وفي "المعرفة" (18028) ، وفي "الدلائل " 3/184 من طرق، عن موسى بن عقبة، به.
وأخرجه البخاري (4032) ، ومسلم (1749) (31) ، والترمذي (1552) ، وابنُ ماجه (2845) ، والدارمي 2/222، وابنُ الجارود في "المنتقى" (1054) ، وأبو عوانة 4/97، 98، 99، والبيهقي في "السنن" 9/83، وفي "الدلائل " 3/356، 357، والبغوي في "شرح السنة" (3781) من طرق، عن نافع، به.
وسيأتي بالأرقام (5520) و (5582) و (6054) و (6250) و (6367) ويكرر برقم (5136) .
وفي الباب عن ابن عباس عند النسائي في "الكبرى" (8610) .
وعن سعد بن أبي وقاص عند الطبراني في "الأوسط " فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 5/329، وقال: وفيه محمد بن الحسن بن زبالة، وهو ضعيف.
وعن جابر عند أبي يعلى (2189) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 7/122، وقال: رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع، وهو ضعيف.
قال الترمذي: وقد ذهب قوم من أهل العلم إلى هذا، ولم يروا بأساً بقطع=(8/129)
4533 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ " (1)
__________
=الأشجار وتخريب الحصون، وكره بعضهم ذلك، وهو قول الأوزاعي. قال الأوزاعي: ونهى أبو بكر الصديق يزيد أن يقطع شجراً مثمراً أو يخريب عامراً، وعمل بذلك المسلمون. وقال الشافعي: لا بأس بالتحريق في أرض العدو، وقطع الأشجار والثمار، وقال أحمد: وقد تكون في مواضع لا يجدون منه بداً، فأما بالعبث، فلا تحرق. وقال إسحاق: التحريق سنة إذا كان أنكى فيهم.
(1) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، والوليد بن مسلم قد صرح بالتحديث عند أبي يعلى وأبي عوانة، فانتفت شبهة تدليسه، وهو متابع.
الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو وسالم: هو ابن عبد اللة بن عمر.
وأخرجه مسلم (94) (16) ، وأبو يعلى (854) ، وأبو عوانة 2/339 من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 1/354 و2/55-56، وأبو عوانة 2/339 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن الأوزاعي، به.
وأخرجه الطيالسي (1815) ، ومسلم (694) (16) ، وأبو عوانة 2/339، وابن حبان (2758) من طرق، عن الزهري، به.
وسياتي بالأرقام (4652) (4760) و (4858) و (5178) و (5214) و (5240) و (6255) و (6256) و (6352) .
وقد سلف ذكر شواهده عند حديث عبد الله بن مسعود (3593) .(8/130)
4534 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، (1) حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ (2) بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ: كَانَ " يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَيُسْنِدُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
__________
(1) في (ظ 1) و (ظ 14) و (ق) : حدثني الأوزاعي، وهي نسخة على هامش (س) و (ص) .
(2) في (ظ 14) : قال: حدثني المطلب.
(3) إسناده ضعيف، وروي موقوفاً، وهو أصح، المطلب بن عبد الله بن حنطب: قال البخاري - فيما نقله العلائي في "جامع التحصيل " (774) -: لا أعرف للمطلب بن حنطب عن أحد من الصحابة سماعاً، وقال أبو حاتم: عامةُ أحاديثه مراسيل، لم يدرك أحداً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا سهل بن سعد، وأنساً، وسلمة بن الأكوع، أو من كان قريباً منهم. وقال في "المراسيل " ص 164: لا ندري أنه سمع منهما (يعني ابن عمر وابن عباس) أم لا؟
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. الوليد: هو ابن مسلم الدمشقي، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو.
وأخرجه ابن ماجه (414) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/62-63، وفي "الكبرى" (88) ، وابن حبان (1092) من طريق عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، به.
وأخرجه موقوفاً ابن أبي شيبة 1/10، عن محمد بن فضيل، عن الحسن بن عبد الله، عن مسلم بن صبيح، قال: رأيتُ ابن عمر يتوضأ ثلاثاً ثلاثاً، ثم مسح برأسه وأذنيه، وهذا إسناد صحيح.
وسيأتي بالأرقام (4818) و (4966) و (6158) ، وبنحوه برقم (5735) .=(8/131)
4535 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ: " سَمِعَ صَوْتَ، زَمَّارَةِ رَاعٍ (1) فَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَعَدَلَ رَاحِلَتَهُ عَنِ الطَّرِيقِ "، وَهُوَ يَقُولُ: يَا نَافِعُ أَتَسْمَعُ؟، فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَيَمْضِي حَتَّى، قُلْتُ: لَا فَوَضَعَ يَدَيْهِ، وَأَعَادَ رَاحِلَتَهُ إِلَى الطَّرِيقِ، وَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعَ (2) صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ (1) فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا " (3)
__________
=والتثليث في الوضوء ثابت في السنة بأسانيد صحيحة عن عدد من الصحابة، فقد سلف من حديث علي برقم (928) . ومن حديث عثمان برقم (553) .
وسيرد من حديث عبد الله بن عمرو برقم (6684) ، وأشرنا هناك إلى أحاديث الباب.
(1) في (ظ 14) : راعي.
(2) في (ظ 1) : وسمعت.
(3) حديث، حسن. الوليد - وهو ابن مسلم، وإن كان يدلس تدليس التسوية، وهو شر أنواعه - تابعه مخلد بن يزيد في الرواية (4965) ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، غير سليمان بن موسي، وهو الأشدق، فقد روي له أصحاب السنن، ومسلم فى المقدمة قال البخاري فى "التاريخ الكبير": عنده مناكير.
وقال في "التاريخ الأوسط": عنده أحاديث عجائب وروي الترمذي في "العلل الكبير" عنه أنه قال: منكر الحديث، أنا لا أروي عنه شيئاً، روي أحاديث، عامتها مناكير.
وقال النسائي: أحد الفقهاء، وليس بالقوي في الحديث، وقال في موضع آخر: في حديثه شيء.=(8/132)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وقال ابن عدي: روى أحاديث ينفرد بها يرويها، لا يرويها غيره، وهو عندي ثبت صدوق، وذكره أبو زرعة الرازي في كتاب "أسامي الضعفاء"، وكذلك العقيلي وابن الجارود، وقال الساجي: عنده مناكير، ووثقه ابن معين، وابن سعد، وأبو داود، وقال الحافظ في "التقريب ": صدوق فقيه، في حديثه بعض لين، وخلط قبل موته بقليل.
واخرجه أبو داود (4924) ، وابن حبان (693) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد، قال أبو داود هذا حديث منكر.
قال في "عون المعبود" 4/434-435: هكذا قاله أبو داود، ولا يعلم وجه النكاره، فإن هذا الحديث رواته كلهم ثقات، وليس بمخالف لرواية أوثق الناس، وقد قال السيوطي: قال الحافظ شمس الدين بن عبد الهادي: هذا حديث ضعفه محمد بن طاهر، وتعلق على سليمان بن موسى، وقال: تفرد به، وليس كما قال، فسليمان حسن الحديث، وثَّقه غير واحد من الأئمة، وتابعه ميمون بن مهران، عن
نافع، وروايته في "مسند أبي يعلى" ومطعم بن المقدام الصنعاني عن نافع، وروايته عند الطبراني، فهذان متابعان لسليمان بن موسى. واعترض ابن طاهر على الحديث بتقريره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الراعي، وبأن ابن عمر لم ينه نافعاً وهذا لا يدل على إباحة لأن المحظور هو قصد الاستماع، لا مجرد إدراك الصوت، لأنه لا يدخل تحت تكليف فهم كشم محرمٍ طيباً فإنما يحرم عليه قصده لا من جاءت به ريح لشمه وكنظر فجأة بخلاف تتابع نظرة فمحرَّم وتقرير الراعي لا يدل على إباحه لأنها قضية عين فلعله سمعه بلا رؤيته أو بعيدا منه على رأس جبل، أو مكان لا يمكن الوصول إليه، أو لعل الراعي لم يكن مكلفاً فلم يتعين الإنكار عليه. انتهى كالأم السيوطي من مرقاة الصعود.
وأخرجه أبوداود (4929) عن محمود بن خالد عن أبيه خالد بن يزيد، عن مطعم بن المقدام، عن نافع قال: كنت ردف ابن عمر، إذ مر براع يزمر، فذكر=(8/133)
4536 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، (1) أَنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا قِلَابَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "
__________
=نحوه. وهذا إسناد رجاله ثقات غير خالد والد محمود، فمختلف فيه، وقد روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان. قال أبو داود عقب الحديث: أدخل بين مطعم ونافع سليمان بن موسى.
قلنا: يعني في غير الكتب الستة، فلم يذكر صاحب "تهذيب الكمال " رواية المطعم عن سليمان في الكتب الستة.
وأخرجه أبو داود (4926) عن أحمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن جعفر الرقي، عن أبي المليح - وهو الحسن بن عمر أو عمرو الفزاري -، عن ميمون - وهو ابن مهران الجزري -، عن نافع، قال: كنا مع ابن عمر، فسمع صوت زامر، فذكر نحوه. قال أبو داود: وهذا أنكرها.
قال صاحب "عون المعبود": لا يعلم وجه النكارة، بل إسناده قوي، وليس بمخالف لرواية الثقات، وقال: واستشكل إذن ابن عمر لنافع بالسماع، ويمكن أنه إذ ذاك لم يبلغ الحلم. قاله الشواني. قال الخطابي في "المعالم ": المزمار الذي سمعه ابن عمر هو صفارة الرعاء، وقد جاء ذلك مذكوراً في هذا الحديث من غير هذه الرواية، وهذا وإن كان مكروهاً، فقد دل هذا الصنع على أنه ليس في غلظ الحرمة كسائر الزمور والمزاهر والملاهي التي يستعملها أهل الخلاعة والمجون، ولو كان كذلك لأشبه أن لا يقتصر في ذلك على سد المسامع فقط دون أن يبلغ فيه من النكر مبلغ الردع والتنكيل. انتهى.
(1) في (ظ 14) : قال: حدثنا الأوزاعي.(8/134)
تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ أَوْ بِحَضْرَمَوْتَ (1) فَتَسُوقُ النَّاسَ ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا تَأْمُرُنَا؟، قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ " (2)
4537 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ،
__________
(1) في (ظ 14) : أو بحر حضرموت، وهي نسخة على هامش (ظ 1) و (ص) و (س) و (ق) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الوليد - وهو ابن مسلم الدمشقي -، ويحيى بن أبي كثير صرحا بالتحديث، فانتفت شبهةُ تدليسهما.
الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 2/303، وأبو يعلى (5551) ، وابن حبان (7305) من طريق الوليد بن مسلم، به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/302-303 من طريق يحيى بن حمزه، والبغوي في "شرح السنة" (4007) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما، عن الأوزاعي، به.
وأخرجه ابن طهمان فى "مشيخته" (201) عن الحجاج بن الحجاج الباهلي عن يحيي بن أبي كثير به.
وأورده الهيثمي فى "المجمع" 10/61 وقال: رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح.
قلنا: فاته أن ينسبه لأحمد وقد رواه الترمذي أيضا كما سنذكر فى تخريج الرواية (5376) ومن ثم فليس من شرطه.
وسيأتي بالأرقام (5146) و (5376) و (5738) و (6002) .
وفى الباب عن حذيفة ابن أسيد عند مسلم (2901) (40) ، سيرد 4/6، 7.(8/135)
عَنْ جَدِّهِ، (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ " (2)
4538 - حَدَّثَنَا (3) سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،
__________
(1) في (ظ14) : عن جده ابن عمر.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي بكر بن عبيد الله بن عمر، فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه أبو داود (3776) من طريق الإمام أحمد، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (635) ، وابن أبي شيبة 8/291، ومسلم (2020) (105) ، والدارمي 2/97، وأبو عوانة 5/336-337، والبيهقي في "السنن" 7/277، وفي "الشعب" (5838) ، والبغوي في "شرح السنة" (3836) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وسيأتي بالأرقام (4886) و (5514) و (5847) و (6117) و (6184) و (6332) و (6333) و (6334) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/325.
وعن جابر عند مسلم (2019) ، سيرد 3/334.
وعن عبد الله بن أبي طلحة، سيرد 4/383 و5/311.
وعن سلمة بن الأكوع عند مسلم (2021) ، سيرد 4/45، 46، 50.
وعن عمر بن أبي سلمة عند مسلم (2022) ، سيرد 4/26.
وعن أنس عند ابن أبي شيبة 8/292.
وعن ابن عباس عند ابن أبي شيبة 8/292.
(3) فى (ظ 14) : أخبرنا.(8/136)
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: (1) سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: مَا يَتْرُكُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ فَقَالَ: " لَا يَلْبَسُ الْقَمِيصَ، (2) وَلَا الْبُرْنُسَ، وَلَا السَّرَاوِيلَ، وَلَا الْعِمَامَةَ، وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ الْوَرْسُ، وَلَا الزَّعْفَرَانُ، وَلَا الْخُفَّيْنِ، إِلَّا لِمَنْ لَا يَجِدُ نَعْلَيْنِ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ (3) فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا حَتَّى يَكُونَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ " (4)
4539 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ: " رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ (5) يَمْشُونَ أَمَامَ
__________
(1) لفظ: "قال " ليس في (ظ 14) .
(2) في (ق) : القمص.
(3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: النعلين.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه أبو داود (1823) عن الإمام أحمد، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "مسنده " (1/301) بترتيب السندي، والحميدي (626) ، والبخاري (5806) ، ومسلم (1177) (2) ، والنسائي في "المجتبي" 5/129، وفي "الكبرى" (3647) ، وأبو يعلى (5425) و (5488) و (5533) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/135، والدارقطني في "السنن" 2/230، والبيهقي في "السنن" 5/49 من طرق، عن سفيان، به.
وأخرجه البخاري (366) و (1842) من طريقين، عن الزهري، به.
وقد سلف برقم (4482) ، وانظر (4454) .
(5) لفظ: "وعمر" لم يرد في (ق) .(8/137)
الْجِنَازَةِ " (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (1817) ، والحميدي (607) ، وابن أبي شيبة 3/277، وأبو داود (3179) ، والترمذي (1007) ، والنسائي في "المجتبى" 4/56، وفي "الكبرى" (2071) ، وابن ماجه (1482) ، وأبو يعلى (5421) و (5532) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/479، وابن حبان (3045) ، و (3046) و (3047) ، والدارقطني في "السنن" 2/70، والبيهقي في "السنن" 4/23،
والبغوي في "شرح السنة" (1488) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه الترمذي (1008) ، والنسائي في "المجتبى" 4/56، وفي "الكبرى" (2072) ، والبيهقي في "السنن" 4/24، من طريق همام بن يحيى، عن منصور وبكر الكوفي، وزياد بن سعد وسفيان، عن الزهري، به، بلفظ: رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر وعثمان يمشون بين يدي الجنازة. قال النسائي: بكر وحده لم يذكر عثمان.
قلنا: كلهم لم يذكروا عثمان عند الترمذي.
قال النسائي في "الكبرى": هذا الحديث خطأ، وهم فنه ابنُ عيينة، خالفه مالك، رواه عن الزهري، مرسلاً. وقال في "المجتبى": هذا خطأ، والصواب مرسل.
وقال الترمذي: هكذا رواه ابن جريج وزياد بن سعد وغير واحد عن الزهري، عن سالم، عن أبيه نحو حديث ابن عيينة، وروى معمر ويونس بن يزيد ومالك وغير واحد من الحفاظ، عن الزهري، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يمشي أمام الجنازة، وأهل الحديث كلهم يرون أن الحديث المرسل في ذلك أصح.
وذكر البيهقي في "السنن" 4/23-24 أن عليّاً المديني قال لسفيان: يا أبا محمد، إن معمراً وابن جُريج يُخالفانك في هذا - يعني أنهما يرسلان الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: أستيقن الزهري حدثنيه سمعتُه من فيه يعيده ويبديه عن=(8/138)
4540 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،
__________
=سالم، عن أبيه، فقلت: يا أبا محمد إن معمرا وابن جريح يقولان فيه: وعثمان.
قال: فصدقهما. فقال: لعله قد قاله هو ولم أكتبه لذلك، إني كنت أميل إذ ذاك إلى الشيعة.
قال البيهقي: وقد اختلف على ابن خريح ومعمر في وصل الحديث، فرُوي عن كل واحد منهما الحديثُ موصولاً، ورُوي مرسلاً، وقد قيل: عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن الزهري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/479، والطبراني في "الكبير" (13135) من طريق يونس بن يزيد، وابنُ حبان (3048) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والطبراني في "الكبير" (13136) من طريق موسى بن عقبة، و (13134) من طريق العباس بن الحسن، أربعتهم عن الزهري، به، بزيادة عثمان بن عفان، عدا طريق العباس بن الحسن، وأما طريق يونس بن يزيد ففي الزيادة عنه خُلف.
وقال البيهقي 4/24: واختُلف فيه على عقيل ويونس بن يزيد، فقيل عن كل واحد منهما، عن الزهري موصولاً، وقيل: مرسلاً، ومن وصله واستقر على وصله، ولم يُختلف عليه فيه: هو سفيان بن عُيينة، حجة ثقه، والله أعلم.
قلنا: سترد رواياتُ ابن جريج وزياد بن سعد وعقيل موصولة كلها بالأرقام (4939) و (4940) و (5625) و (6254) .
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/225، وعبد الرزاق في "المصنف " (6259) ، ومن طريقه الترمذي (1009) عن معمر، كلاهما عن الزهري أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة، والخلفاء هلم جراً وعبد الله بن عمر. وهذا لفظ مالك.
قال السيوطي في "شرح الموطأ" 1/224: قال ابنُ عبد البر: هكذا هذا الحديث في "الموطأ" مرسل عند رواته، وقد وصله عن مالك، عن ابن شهاب،=(8/139)
عَنْ أَبِيهِ، " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، وَبَعْدَمَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ - وَقَالَ سُفْيَانُ: مَرَّةً، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ -، وَأَكْثَرُ مَا كَانَ يَقُولُ: وَبَعْدَمَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، (1) وَلَا يَرْفَعُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ " (2)
__________
عن سالم، عن أبيه، جماعة منهم: يحيى بن صالح الوحاظي، وعبد الله بن عون، وحاتم بن سالم القزاز، ووصله أيضاً كذلك جماعة ثقات من أصحاب ابن شهاب، منهم ابن عيينة، ومعمر، ويحيي بن سعيد، وموسى بن عقبة، وابن أخي ابن شهاب، وزياد بن سعد، وعباس بن الحسن الحراني، على اختلافٍ عن بعضهم، ثم أسند رواياتهم.
وسيأتي برقم (4939) و (4940) و (6042) و (6253) و (6254) .
وفي الباب عن أنس عند الترمذي (1010) أخرجه من طريق محمد بن بكر، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أنس، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يمشون أمام الجنازة. قال البخاري - فيما نقله عنه الترمذي -: هذا حديث خطأ، أخطأ فيه محمد بن بكر، وإنما يروى هذا الحديث عن يونس، عن الزهري، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يمشون أمام الجنازة. قال الزهري: وأخبرني سالم أن أباه كان يمشي أمام الجنازة. قال البخاري: هذا أصح.
(1) من قوله: وقال سفيان مرة ... الى هنا سقط من (ظ 1) و (ق) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (721) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1 (/72) بترتيب السندي، وابنُ أبي شيبة 1/233، 234، ومسلم (390) (21) ، والترمذي (255) و (256) ، والنسائي في=(8/140)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
="المجتبي" 2/182، وابن ماجه (858) ، وابن الجارود في "المنتقى" (177) ، وأبو يعلى (5420) و (5481) و (5534) ، وأبو عوانة 2/90، 91، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/222، وابنُ حبان (1864) ، والبيهقي في "السنن" 2/69 من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (2518) و (2519) ، وابن أبي شيبة 1/234- 235، والبخاري (736) و (738) ، ومسلم (390) (22) (23) ، وأبو داود (722) ، والنسائي في "المجتبي" 2/121-122، وابنُ خزيمة (456) و (693) ، وابنُ حبان (1868) ، والطبراني في "الكبير" (13111) و (13112) ، والدارقطني في "السنن" 1/287، 288، 289، والبيهقي في "السنن" 2/69، 70، 83، من طرق، عن الزهري، به.
وسيأتي بالأرقام (4674) و (5033) و (5034) و (5054) و (5081 (م) 5098) و (5279) و (5762) و (5843) و (16163) و (6164) و (6175) و (6328) و (6345) .
قال الترمذي: وفي الباب عن عمر، وعلي، ووائل بن حجر، ومالك بن الحويرث، وأنس، وأبي هريرة، وأبي حميد، وأبي أسيد، وسهل بن سعد، ومحمد بن مسلمة، وأبي قتادة، وأبي موسى الأشعري، وجابر، وعمير الليثي.
قال: وبهذا يقول بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، منهم ابنُ عمر، وجابر بن عبد الله، وأبو هريرة، وأنس، وابن عباس، وعبد الله بن الزبير، وغيرهم.
ومن التابعين: الحسن البصري، وعطاء، وطاووس، ومجاهد، ونافع، وسالم بن عبد الله، وسعيد بن جبير، وغيرهم 0 وبه يقولُ مالك، ومعمر، والأوزاعي، وابنُ عيينة، وعبد الله بن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق.
وقد روى البخاري رفع اليدين من حديث سبعة عشر صحابياً في جزء "رفع اليدين ".
وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3681) .(8/141)
4541 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ،: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ " قَالَ سُفْيَانُ: " كَذَا حَفِظْنَا الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ "
وَأَخْبَرَهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِي الْعَرَايَا " (1)
4542 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه بتمامه الشافعي في "مسنده " 2/150 (بترتيب السندي) ، والحميدي (622) ، وابن أبي شيبة 7/130 و14/215، ومسلم (1534) (57) ، والنسائي في "المجتبى" 7/266، وأبو يعلى (5415) و (5416) و (5476) و (5477) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/28، والبيهقي في "السنن" 5/308، من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وقوله: رخص في العرايا:
أخرجه الطبراني في "الكبير" (4757) من طريق الإمام أحمد، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "الرسالة" (909) ، والنسائي في "المجتبى" 7/267، وابن ماجه (2268) ، والطبراني في "الكبير" (4757) من طريق سفيان بن عيينة، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/267 -268، والدارمي 2/252، وابنُ حبان (5009) ، والطبراني في "الكبير" (4758) و (4759) و (4760) و (4761) و (4762) ، والبيهقي في "السنن" 5/309، 311 من طرق، عن الزهري، به.
وقد سلف برقم (4490) .(8/142)
عَنْ أَبِيهِ، " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ " (1)
4543 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَمَّا يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ مِنَ الدَّوَابِّ؟، قَالَ: " خَمْسٌ لَا جُنَاحَ فِي قَتْلِهِنَّ عَلَى مَنْ قَتَلَهُنَّ فِي الْحَرَمِ: (2) الْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْغُرَابُ، (3) وَالْحِدَأَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شر الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1/187 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق في "المصنف " (4393) ، والحميدي (616) ، وابن أبي شيبة 2/456 و14/165، والبخاري (1106) ، ومسلم (703) (44) ، والنسائي في "المجتبي" 1/289-290، والدارمي 1/356-357، وأبو يعلى (5422) ، وابن خزيمة (964) (965) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/161، والبيهقي في "السنن" 3/159 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (703) (45) ، وأبو عوانة 2/350 من طريقين، عن الزهري به.
وقد سلف برقم (4472) .
قوله: جَدَّ به السيرُ، أي: اشتد، قاله صاحب المحكم. وقال عياض:
أسرع، قال الحافظ في "الفتح " 2/580: كذا قال، وكأنه نسب الإسراع إلى السير توسعاً.
(2) في (ظ 14) : في الحرم والمحرم.
(3) لفظ: والغراب، ليس في (ظ 1) و (ق) .
(4) إسناده صحيح على شر الشيخين.=(8/143)
4544 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الشُّؤْمُ (1) فِي ثَلَاثٍ الْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ " قَالَ سُفْيَانُ إِنَّمَا نَحْفَظُهُ، عَنْ سَالِمٍ - يَعْنِي الشُّؤْمَ - (2)
__________
=وأخرجه أبو داود (1846) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (619) ، ومسلم (1199) (72) ، والنسائي في "المجتبي" 5/190، والفاكهي في "أخبار مكة" (2283) و (2284) ، وابن الجارود في "المنتقى" (440) ، وأبو يعلى (5428) و (5497) و (5544) ، والبيهقي في "السنن" 5/209-210 و9/216، من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه البخاري (1828) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/165، من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، به.
وقد سلف برقم (4461) .
(1) في (س) و (ق) : الشؤم، بإثبات الهمزة فوق الواو. وفي (م) : الشؤام، وهو خطأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (621) ، ومسلم (2225) (116) ، والنسائي في "المجتبى" 6/220، وفي "الكبرى" (4409) و (9283) ، وأبو يعلى (5433) و (5490) و (5535) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه الطيالسي (1821) ، والبخاري (2858) ، ومسلم (2225) (116) ، والنسائي في "الكبرى" (9277) (9278) (9281) (9282) (9284) (9285) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/313 من طرق، عن الزهري، به.
وقوله في آخر الحديث: قال سفيان: إنما نحفظه عن سالم. قال الحافظ=(8/144)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=في "الفتح" 6/60: نقل الترمذي عن ابن المديني والحميدي أن سفيان كان يقول: لم يرو الزهرىُّ هذا الحديث إلا عن سالم. وكذا قال أحمدُ عن سفيان: إنما نحفظه عن سالم، لكن هذا الحصر مردود، فقد حدث به مالك، عن الزهري، عن سالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر، عن أبيهما، ومالك من كبار الحفاظ، ولا سيما في حديث الزهري، وكذا رواه ابنُ أبي عمر عن سفيان نفسه، أخرجه مسلم والترمذي عنه، وهو يقتضي رجوع سفيان عما سبق من الحصر.
قلنا: روايةُ سالم وحمزة سترد بالآرقام (5963) و (6095) و (6196) ، وسترد روايةُ حمزة وحده برقم (4927) ، ورواية سالم برقم (6405) ، وسيرد الحديث من طريق آخر برقم (5575) .
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1502) .
وعن سهل بن سعد الساعدي عند البخاري (2859) ، ومسلم (2226) ،
سيرد 5/335.
وعن جابر عند مسلم (2227) ، سيرد 3/333.
وعن عائشة، سيرد 6/246 و350 لكن حديثها رد على من فهم ذلك.
وعن أبي هريرة عند البزار (3050) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/104، وقال: رواه البزار والطبراني في "الآوسط "، وفيه داود بن بلال الآودي، وهو ضعيف.
قلنا: وسيرد من طريق آخر ضمن "مسند عائشة" 6/245.
وعن أم سلمة عند ابن ماجه (1995) ، وفيه زيادة: السيف. قال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح على شرط مسلم، فقد احتج مسلم بجميع رواته، وأصلُ الحديث في "الصحيحين "، وانفرد ابنُ ماجه بذكر السيف، فلذلك أوردته، أي: في الزوائد.
وعن أنس عند ابن حبان (6123) بإسناد حسن.=(8/145)
4545 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (1) " الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ، وَمَالَهُ " (2)
__________
=وعن عمر عند أبي يعلى (229) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 5/104، وقال: ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن بديل بن ورقاء، وهو ثقة، ولكن أبا هشام الرفاعي قال: إنه خطاء، وهو شيخُ أبي يعلى فيه.
وعن أبي سعيد الخدري في "تهذيب الآثار" (59) و (60) ، وفي إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف.
وعن أسماء بنت عميس عند الطبراني في "الكبير" 24/ (395) ، قال الهيثمي في "المجمع" 5/105: وفيه من لم أعرفهم.
قال السندي: قوله: "الشؤم في ثلاث ": ظاهر الحديث أن التشاؤم بهذه الأشياء جائز، بمعنى أنها أسبات عادية لما يقع في قلب المتشائم بها، بخلاف غيرها، فالتشاؤم بها باطل، إذ ليست هي من الأسباب العادية لما يظنه فيها التشاؤم بها. وأما اعتقاد التأثير في غيره تعالى، ففاسد قطعاً، وعلى هذا فالحديث كالاستثناء من حديث: "لا طيرة".
وقيل: بل هذا الحديث على الفرض، بتقدير شرط في الكلام، والمعنى: لو كان الشؤم في شيء، لكان في هذه الثلاثة، لكنه غيرُ ثابت في هذه الثلاثة، فلا ثبوت له أصلاً، والله تعالى أعلم.
وقد سلف شرحه برقم (1502) .
وانظر "فتح الباري " 6/61-62.
(1) كلمة: "قال " ليست في (ظ 14) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(8/146)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/342، ومسلم (626) (200) ، والنسائي في "المجتبي" 1/254-255، وابن ماجه (685) ، والدارمي 1/280، وأبو يعلى (5495) و (5496) ، وابن خزيمة (335) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3188) ، والبيهقي في "السنن" 1/445 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1803) و (1808) ، ومسلم (626) (201) ، وأبو يعلى (5447) و (5453) و (5505) ، والطبراني في "الكبير" (1318) من طرق، عن الزهري به.
وسيأتي بالأرقام (4621) و (4805) و (5084) و (5161) و (5313) و (5455) و (5467) و (5780) و (6065) و (6177) و (6320) و (6324) و (6358) .
وفي الباب عن نوفل بن معاوية عند البخاري (3602) ، ومسلم (2886) (11) ، سيرد 5/429.
وعن بريدة عند البخاري (553) و (594) ، سيرد 5/350.
قوله: وُتر، قال ابن الأثير: أي نُقص، يقال: وترتُه، إذا نقصته، فكأنك جعلته وتراً بعد أن كان كثيراً. وقيل: هو من الوتر: الجناية التي يجنيها الرجلُ على غيره من قتل أو نهب أو سبي، فشبه ما يلحق من فاتته صلاةُ العصر بمن قُتل حميمه أو سُلب أهله وماله. وُيروى بنصب الأهل ورفعه، فمن نصب جعله مفعولاً ثانياً ل"وُتر"، وأضمر فيها مفعولاً لم يُسمَّ فاعلُه عائداً إلى الذي فاتته الصلاة، ومن رفع لم يُضمر، وأقام الأهل مقام ما لم يُسم فاعله، لأنهم المصابون المأخوذون، فمن رد النقص إلى الرجل، نصبهما، ومن ردًه إلى الأهل والمال، رفعهما.
قال السندي: والمقصود أنه ليحذر من تفويتها كحذره من ذهاب أهله وماله، وقال الداوودي: أي: يجب عليه من الأسف والاسترجاع مثل الذي يجب على من وتر أهله وماله. انتهى.=(8/147)
4546 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رِوَايَةً، وَقَالَ مَرَّةً: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ " (1)
4547 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَأَى رَجُلٌ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ أَوْ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (2) " أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ (3) فَالْتَمِسُوهَا
__________
قلت: من وتر أهله وماله لا يجب عليه شيء من الأسف أصلاً، فتأمل، والوجه أن المراد أنه حصل له من النقصان في الأجر في الآخرة ما لو وزن بنقص الدنيا لما وازنه إلا نقصان من نقص أهله وماله. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (5246) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (618) ، وابنُ أبي شيبة 8/668، والبخاري في "صحيحه " (6293) ، وفي "الأدب المفرد" (1224) ، ومسلم (2015) ، والترمذي (1813) ، وابنُ ماجه (3769) ، وأبو يعلى (5434) و (5486) و (5531) ، وأبو عوانة 5/335، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 2/177، والبيهقي في "الشعب " (6064) ، وفي "الآداب " (448) ، من طريق سفيان بن عيينة، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (4515) .
(2) في (ظ 14) : فقال النبي.
(3) في هامش (س) : "قد تواطأت على العشر الأواخر، فاطلبوها في الوتر=(8/148)
فِي الْعَشْرِ الْبَوَاقِي فِي الْوِتْرِ مِنْهَا " (1)
4548 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ سَالِمًا، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (2) : وَهُوَ
__________
=منها". نسخة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (323) ، والحميدي (634) ، ومسلم (1165) (207) ، وأبو يعلى (5419) و (5484) و (5542) ، وابن الجارود (405) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/87، والبيهقي في "السنن" 4/308، وفي "المعرفة" (9073) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وعند الشافعي والحميدي والبيهقي في "المعرفة": "فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر منها، أو في السبع البواقي "، قال سفيان: الشك مني، لا من الزهري، وعند أبي يعلى (5484) : "فاطلبوها في السبع البواقي ".
وأخرجه البخاري (6991) ، ومسلم (1165) (208) ، والنسائي في "الكبرى" (3397) ، من طرق، عن الزهري، به.
ولفظه عند البخاري والنسائي: "فالتمسوها في السبع الأواخر".
وأخرجه ابنُ خزيمة (2222) من طريق حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم، به، ولفظه: "من كان منكم متحرياً، فليتحرها في السبع الأواخر".
وأخرجه الطيالسي (1935) من طريق محارب بن دثار، وابن أبي شيبة 2/511، ومسلم (1165) (210) من طريق محارب وجبلة بن سحيم، كلاهما عن ابن عمر، قال: قال لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ".
وقد سلف برقم (4499) .
(2) عبارة: "رضي الله عنه " لم ترد في (ظ 1) و (ظ 14) .(8/149)
يَقُولُ: وَأَبِي، وَأَبِي فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ " قَالَ عُمَرُ: " فَوَاللهِ، فَوَاللهِ مَا حَلَفْتُ بِهَا ذَاكِرًا، وَلَا آثِرًا " (1)
4549 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ، أَوْ مَاشِيَةٍ نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (624) ، ومسلم (1646) (2) ، والترمذي (1533) ، والنسائي في "المجتبى" 4/7، وابنُ ماجه (2094) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (922) ، وأبو يعلى (5430) و (5483) و (5537) ، والبيهقي في "السنن" 10/28 من طريق سفيان بن عيينة، به.
وقال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح.
وأخرج الترمذي (1535) من طريق أبي خالد الأحمر، عن الحسن بن عبيد الله، عن سعد بن عبيدة، أن ابن عمر سمع رجلاً يقول: لا والكعبة، فقال ابنُ عمر: لا يُحلفُ بغير الله، فإني سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من حلف بغير الله، فقد كفر أو أشرك ".
قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن، وفسر هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن قوله: "فقد كفر، أو أشرك " على التغليظ. والحُجَّةُ في ذلك حديث ابن عمر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع عمر يقول: وأبي وأبي، فقال: "ألا إن الله ينهاكم.... ".
وقد سلف برقم (4523) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 14/208، ومسلم (1574) (51) ، والنسائي في=(8/150)
4550 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُهُ فِي الْحَقِّ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ " (1)
__________
="الكبرى" (4798) ، وفي "المجتبي" 7/188، وأبو يعلى (5418) (5538) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/55، والبيهقي في "السنن" 6/9 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1574) (55) عن داود بن رشيد، والبيهقي في "السنن" 6/9، والخطيب في "تاريخه" 13/149 من طريق الحسن بن عرفة، كلاهما عن مروان بن معاوية، عن عمر بن حمزة، عن سالم، به، إلا أنه من رواية الحسن بن عرفة، بلفظ: "نقص من عمله كل يوم قيراط ".
وأخرجه مسلم (1574) (53) ، والنسائي في "المجتبي" 7/189، وفى "الكبرى" (4802) ، وأبو يعلى (5552) ، والطبراني في "الكبير" (13193) من طريق ابن أبي حرملة، عن سالم، به، ولفظه عند مسلم: "نقص من عمله كل يوم قيراط ".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13204) من طريق عبد الله بن أبي زياد، و (13206) من طريق أبي الرجال، كلاهما عن سالم، به. ولفظه في رواية أبي الرجال: نقص من عمله قيراط، وقيراط: مثل أحُد.
وسيأتي بلفظ: "قيراط " برقم (14813) (5505) .
وقد سلف برقم (4479) ، وسلف ذكر شواهده وشرحه هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (617) ، وابنُ أبي شيبة 10/557، والبخاري في=(8/151)
4551 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " (1)
__________
="صحيحه " (7529) ، وفي "خلق أفعال العباد" ص 124، ومسلم (815) (266) ، والترمذي (1936) ، والنسائي في "الكبرى" (8072) ، وابن ماجه (4209) ، وأبو يعلى (5417) و (5478) و (5543) ، وابن حبان (125) ، والبيهقي في "السنن" 4/188، والخطيب في "تاريخه " 7/85، والبغوي في "شرح السنة" (3537) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/119، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5025) من طريق شعيب، عن الزهري، به.
وسيأتي بالأرقام (4924) و (5618) و (6167) و (6403) .
وقد ذكرتا أحاديث الباب عقب حديث ابن مسعود السالف برقم (3651) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1/275 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (1885) ، والحميدي (611) ، وابنُ أبي شيبة 3/9، والدارمي 1/269-270، وابنُ خزيمة (401) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (1885) ، وعبد بن حميد في "المنتخب " (734) ، والبخاري (617) ، ومسلم (1092) (36) (37) ، والترمذي (203) ، والنسائي في "المجتبي" 2/10، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/137، 138، وابنُ حبان (3469) و (3470) ، والبيهقي في "السنن" 1/380 و426-427، والبغوي في "شرح السنة" (433) من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/74، ومن طريقه الشافعي في "مسنده " 1/276 (بترتيب السندي) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/137 عن=(8/152)
4552 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ، فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ، وَمَنْ بَاعَ نَخْلًا مُؤَبَّرًا، فَالثَّمَرَةُ لِلْبَائِعِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " (1)
__________
الزهري، عن سالم، مرسلاً.
قال ابنُ حبان في "صحيحه " عقب حديث (3469) : لم يرو هذا الحديث مسنداً عن مالك إلا القعنبي وجويرية بنت أسماء، وقال أصحابُ مالك كلهم: عن الزهري، عن سالم أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الحافظُ في "الفتح" 2/99: قال الدارقطني: تفرد القعنبي بروايته إياه في "الموطأ" موصولاً عن مالك، ولم يذكر غيرُه من رواة الموطأ فيه ابن عمر، ووافقه على وصله عن مالك - خارج الموطأ - عبد الرحمن بنُ مهدي، وعبد الرزاق، وروح بن عبادة، وأبو قُرة، وكاملُ بنُ طلحة، وآخرون، ووصله عن الزهري جماعة من حفاظ أصحابه.
وسيأتي بالأرقام (5195) و (5285) و (5316) و (5424) و (5498) و (5852) و (6050) و (6051) ، وانظر (5686) .
وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3654) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه أبو داود (3433) عن ألإمام أحمد، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه الحميدي (613) ، وابنُ أبي شيبة 7/112، ومسلم (1543) (80) ، والنسائي في "المجتبي" 7/297، وفي "الكبرى" (4991) ، وابن ماجه (2211) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (628) (629) ، وأبو يعلى (5427) =(8/153)
4553 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،
__________
=و (5479) ، وابنُ حبان (4923) ، والبيهقي في "السنن" 5/324، والبغوي في "شرح السنة" (2085) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1805) ، وعبد بنُ حميد في "المنتخب " (722) ، والبخاري (2379) ، ومسلم (1543) (80) ، والترمذي (1244) ، وابنُ ماجه (2211) ، والطحاوي في "شرح معانى الآثار" 4/26، وابن حبان (4922) ، والبيهقي في "السنن" 5/324، وفي "المعوفة" (11370) ، من طرق، عن الزهري، به.
وحديث العبد أخرجه ابن أبي شيبة 14/226، والبيهقي في "السنن " 6/219، وفي "المعرفة" (11369) و (12491) و (13738) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وحديث النخل أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/148 (بترتيب السندي) ، ومن طريقه، البيهقي في "السنن" 5/297، "والمعرفة" (11147) عن سفيان بن عيينة، به.
قال البيهقي في السنن 5/298: نافع يروي حديث النخل عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحديث العبد عن عمرو بن الخطاب رضي الله عنه قلنا: يعني موقوفاً.
قال الحافظ فى "الفتح" 4/402: واختلف على نافع وسالم فى رفع ما عدا النخل، فرواه الزهري عن سالم عن أبيه مرفوعا فى قصة النخل والعبد معاً. هكذا أخرجه الحفاظ عن الزهري ... وروي مالك والليث وأيوب وعبيد الله بن عمر وغيرهم عن نافع، عن ابن عمر قصة النخل [هي الرواية السالفة برقم (4502) ] وعن ابن عمر عن عمر قصة =(8/154)
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (1)
__________
=العبد موقوفة. كذلك أخرجه أبو داود من طريق مالك بالإسنادين معاً.
قلنا: هذه الرواية هي في "الموطأ" (793) (برواية الإمام محمد بن الحسن) ، ومن طريق مالك أخرجها أبو داود (3434) ، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 8/70، والبيهقي في "السنن" 5/324.
ثم قال الحافظ: وجزم مسلم، والنسائي، والدارقطني بترجيح رواية نافع المفصلة على رواية سالم، ومال علي ابن المديني، والبخاري، وابنُ عبد البر إلى ترجيح رواية سالم، وروي عن نافع رفعُ القصتين أخرجه النسائي من طريق عبد ربه بن سعيد، عنه، وهو وهم.
قلنا: ستأتي برقم (5491) .
وقال ابنُ القيم في "تهذيب السنن " 5/79-80: اختلف سالم ونافع على ابن عمر فى هذا الحديث، فسالم رواه عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرفوعاً في القصتين جميعاً: قصة العبد وقصة النخل، ورواه نافع عنه، ففرق بين القصتين، فجعل قصة النخل عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقصة العبد عن ابن عمر، عن عمر. فكان مسلم والنسائي وجماعةً من الحفاظ يحكمون لنافع، ويقولون: ميز وفَّرق بينهما، وإن كان سالم أحفظ منه. وكان البخاري والإمام أحمد وجماعة من الحفاظ يحكمون لسالم، ويقولون: هما جميعا صحيحان عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وانظر "سنن الترمذي " عقب حديث (1244) ، و"العلل الكبير" له 1/498-500.
وقد سلف بقصة النخل برقم (4502) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1/133 (بترتيب السندي) ، والحميدي=(8/155)
4554 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ: (1) سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجُلًا يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ: " الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ " (2)
__________
= (608) ، والترمذي (492) ، والنسائي في "الكبرى" (1672) ، وأبو يعلى (5480) (5529) ، وابن الجارود في "المنتقي " (2) ، وابن خزيمة (1749) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/115، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 1/348، والبيهقي في "المعرفة" (2090) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (1818) ، والبخاري (894) و (919) ، ومسلم (844) (2) ، والنسائي في "الكبرى" (1671) ، وفي "المجتبى"/105، والطبراني في "الأوسط " (551) ، والبيهقي في "السنن" 3/188 من طرق، عن الزهري، به.
وقد سلف برقم (4466) .
(1) لفظ: "أنه " ليس في (ظ 14) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (625) وابن أبي شيبة 8/522، ومسلم (59) (36) ، والترمذي (2615) ، وابن ماجه (58) وأبو يعلي (5424) و (5487) وابن منده فى "الإيمان" (174) من طريق سفيان بن عيينة بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري فى "صحيحه" (6118) وفى "الأدب المفرد" (602) وابنُ أبي الدنيا في "محارم الأخلاق " (73) ، وابنُ منده في "الإيمان " (61) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان " 1/30، والبغوي في "شرح السنة" (3594) ، من طرق، عن الزهري، به.(8/156)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وسيأتي برقم (5183) (6341) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (9) ، والترمذي (2009) ، وابن حبان (608) ، سيرد 2/414 و442 و501.
وعن أبي أمامة، سيرد 5/269.
وعن عمران بن حصين عند البخاري (6117) ، سيرد 4/426 و427.
وعن أبي بكرة عند ابن ماجه (4184) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1314) ، وصححه الحكم 1/52، ووافقه الذهبي.
وعن عبد الله بن سلام عند أبي يعلى (7501) أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/91، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه هشام بن زياد أبو المقدام، لا يحل الاحتجاج به، ضعفه جماعة، ولم يوثقه أحد.
وعن عبد الله بن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10506) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/92، وقال: ورجاله وثقهم ابنُ حبان.
قوله: "يعظ أخاه في الحياء": قال الحافظ في "الفتح" 10/522: المراد بوعظه أنه يذكر له ما يترتًب على ملازمته من المفسدة.
ثم نقل الحافظ عن القاضي عياض قوله: إنما جُعل الحياء من الإيمان وإن كان غريزةً، لأنَّ استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى قصد واكتساب وعلم، وألما كونه خيراً كله، ولا يأتي إلا بخير، فأشكل حمله على العموم لأنه قد يصدُّ صاحبه عن مواجهة من يرتكب المنكرات، ويحمله على الإخلال ببعض الحقوق؟
والجوابُ أن المراد بالحياء في هذه الأحاديثّ، ما يكون شرعيا والحياء الذي ينشأ عنه الإخلال بالحقوق ليس حياءً شرعياً، بل هو عجز ومهانة، وإنما يطلق عليه حياء، لمشابهته للحياء الشرعي، وهو خُلُق يبعث على ترك القبيح.
قلت (القائل ابن حجر) : ويحتمل أن يكون أشير إلى من كان الحياء من خلقه أن الخير يكون فيه أغلب، فيضمحل ما لعله يقع منه مما ذكر في جنب=(8/157)
4555 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَقَّتَ، - وَقَالَ مَرَّةً: مُهَلُّ - أَهْلِ الْمَدِينَةِ، مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَأَهْلِ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَأَهْلِ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ (1) قَالَ: وَذُكِرَ لِي وَلَمْ أَسْمَعْهُ: " وَيُهِلُّ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ " (2)
__________
=ما يحصل له بالحياء من الخير، أو لكونه إذا صار عادة، وتخلق به صاحبه، يكون سبباً لجلب الخير إليه، فيكون منه الخير بالذات، والسبب. وقال أبو العباس القرطبي: الحياء المكتسب هو الذي جعله الشارع من الإيمان، وهو المكلف به، دون الغريزي، غير أن من كان فيه غريزة منه، فإنها تعينه على المكتسب، وقد ينطبع بالمكتسب حتى يصير غريزياً. قال: وكان النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جُمع له النوعان، فكان في الغريزي أشد حياءً من العذراء في خدرها، وكان في الحياء المكتسب في الذروة العليا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انتهى.
(1) في (س) و (ص) و (ظ 1) : القرن. وفي هامش (س) : قرن نسخة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1/288 (بترتيب السندي) ، والحميدي (623) ، والبخاري (1527) ، ومسلم (1182) (17) ، والنسائي في "الكبرى" (635) ، وفي "المجتبي" 5/125، وابنُ الجارود في "المنتقى" (412) ، وأبو يعلى (5423) ، وابنُ خزيمة (2589) ، والبيهقي في "السنن" 5/26، و"المعرفة" (9394) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1528) ، ومسلم (1182) (14) من طريق يونس، عن الزهري، به.
وسلف برقم (4455) .(8/158)
4556 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (1) " إِذَا اسْتَأْذَنَتْ أَحَدَكُمُ امْرَأَتُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَا يَمْنَعْهَا " (2)
4557 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ، وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالْأَبْتَرَ، فَإِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ، وَيَسْتَسْقِطَانِ الْحَبَلَ "
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ: يَقْتُلُ كُلَّ حَيَّةٍ، وَجَدَهَا فَرَآهُ أَبُو لُبَابَةَ أَوْ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهُوَ يُطَارِدُ حَيَّةً فَقَالَ: " إِنَّهُ قَدْ نُهِيَ عَنْ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ " (3)
__________
(1) في (ق) : قال. وأثبتت في هامش (س) و (ص) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1/102، وعبد الرزاق في "المصنف " (5122) ، والحميدي (612) ، والبخاري (5238) ، ومسلم (442) ، والنسائي في "المجتبى" 2/42، وأبو يعلى (5426) و (5491) و (5539) ، وابن خزيمة (1677) ، وأبو عوانة 2/56، والبيهقى في "السنن" 3/132، وفي "المعرفة" (5979) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4522) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين سفيان: هو ابن عيينه، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه الحميدي (620) ، ومسلم (2233) و (128) ،، وأبو داود (5252) ، وأبو يعلي (9429) 5493) ، والطحاوي فى "شرح مشكل الآثار" (2930) ، وابن حبان (5645) ، والبغوي في "شرح السنة" (3262) من طريق سفيان بن=(8/159)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (19616) ، ومن طريقه مسلم (2233) (130) ، والبغوي في "شرح السنة" (3263) ، وأخرجه البخاري (3297) و (3298) ، من طريق هشام بن يوسف، وأبو يعلى (5498) من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن معمر، ومسلم (2233) (129) من طريق الزبيدي، والترمذي (1483) ، وابنُ حبان (5642) من طريق الليث بن سعد، ومسلم (2233) (130) ، وابن ماجه (3535) ، وابن حبان (5638) ، من طريق يونس بن يزيد، والطحاوى في "شرح مشكل الآثار" (2928) من طريق عقيل بن خالد، و (2931) من طريق محمد بن عبد الله بن مسلم، ومسلم (2233) (130) ، وابنُ حبان (5643) من طريق صالح بن كيسان، خمستهم عن الزهري، به. وعند مسلم زيادة: اقتلوا الحيات والكلاب.
وعند البخاري من طريق هشام بن يوصف، عن معمر: أبو لبابة وحده، وعند مسلم وابن حبان من طريق صالح: أبو لبابة وزيد بن الخطاب.
وعلقه البخاري (3299) بصيغة الجزم عن عبد الرزاق، عن معمر: فرآني أبو لبابة أو زيد بن الخطاب. وتابعه يونس وابن عيينة وإسحاق الكلبي والزبيدي، وقال صالح وابن أبي حفصة وابن مجمع عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر: فرآني أبو لبابة وزيد بن الخطاب.
قال الحافظ: أي ان هؤلاء الأربعة (يعني يونس ومن بعده) تابعوا معمراً على روايته بالشك المذكور، ثم قال: هؤلاء الثلاثة (يعني صالح بن كيسان ومن بعده) رووا الحديث عن الزهري، فجمعوا فيه بين أبي لبابة وزيد بن الخطاب.
وأخرجه البخاري (3310) و (3311) عن ابن أبي مليكة، عن ابن عمر.
وفيه: أبو لبابة، من غير شك.
وأخرجه البخاري (4016) و (4017) ، ومسلم (2233) (131) حتى (136) =(8/160)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=من طرق، عن نافع، عن ابن عمر، عن أبي لبابة.
قلنا: وسيأتي تخريج هذه الطرق في "مسنده " 3/452-453.
قال الحافظ في "الفتح" 6/349: وهو يرجح ما جنح إليه البُخاري من تقديمه لرواية هشام بن يوسف عن معمر المقتصرة على ذكر أبي لبابة، والله أعلم.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (13161) من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن، و (13250) من طريق بكير بن عبد الله الأشج، كلاهما عن سالم، وسيأتي برقم (6025) . وانظر (6336) .
قوله: "اقتلوا ذا الطفيتين "، قال الحافظ في "الفتح" 6/348: تثنية طُفية، بضم الطاء، وسكون الفاء، وهي خوصة المُقل، والطُّفْيُ: خوص المُقل، شبه به الخط الذي على ظهر الحية. وقال ابنُ عبد البر: يقال: إن ذا الطفيتين جنس من الحيات، يكون على ظهره خطان أبيضان.
وقوله: "والأبتر": هو مقطوع الذنب. زاد النضر بن شميل أنه أزرق اللون، لا تنظر إليه حامل إلا ألقت. وقيل: الأبتر: الحية القصيرة الذنب، قال الداوودي: هو الأفعى التي تكون قدر شبر، أو أكثر قليلاً. وقوله: "والأبتر" يقتضي التغاير بين ذي الطفيتين والأبتر، ووقع في الطريق الاتية: "لا تقتلوا الحيات إلا كل أبتر ذي طفيتين " وظاهره اتحادهما، لكن لا ينفي المغايرة ...
قوله: "يلتمسان البصر": قال السندي: أي: يخطفانه ويطلبانه لخاصية في طباعهما إذا وقع بصرهما على بصر الإنسان، وقيل: يقصدان البصر باللسع.
وقوله: إنه نُهي عن ذوات البيوت، قال الحافظ 6/349: أي: اللاتي يوجدن في البيوت. وظاهره التعميم في جميع البيوت. وعن مالك تخصيصه بيوت أهل المدينة، وقيل: يختص ببيوت المدن دون غيرها. وعلى كل قول فتقتل في البراري والصحاري من غير إنذار. وروى الترمذي عن ابن المبارك أنها الحية التي=(8/161)
4558 - قَرِئَ عَلَى (1) سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: الزُّهْرِيُّ، (2) عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَأْكُلْ مِنْ لَحْمِ أُضْحِيَّتِهِ فَوْقَ ثَلَاثٍ " (3)
__________
=تكون كأنها فضة، ولا تلتوي في مشيتها.
ثم قال الحافظ: وفي الحديث النهيُ عن قتل الحيات التي في البيوت إلا بعد الإنذار، إلا أن يكون أبتر أو ذا طفيتين، فيجوز لتلُه بغير إنذار، ووقع في حديث أبي سعيد عند مسلم الإذنُ في قتل غيرهما بعد الإنذار، وفيه: فإن ذهب، وإلا فاقتلوه، فإنه كافر. قال القرطبي: والأمر في ذلك للإرشاد، نعم ما كان منها محقق الضرر، وجب دفعه.
(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: قَرَأَ على.
(2) في) ظ 14) : عن الزهري.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سالم: هو ابنُ عبد الله بن عمر.
وأخرجه بنحوه البخاري (5574) ، وأبو عوانة 5/232 من طريق محمد بن عبد الله أخي ابن شهاب، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/184 من طريق إسحاق بن يحيي الكلبي، كلاهما عن الزهرى، ولفظه عند البخاري: كلوا من الأضاحي ثلاثاً.
وسيأتي بالأرقام (4643) و (4900) و (4936) و (5526) و (5527) و (6188) .
قال السندي: قوله: "لا يأكل " على بناء الفاعل، أي: المضحي، وهو مفهوم من آخر الكلام، وإرجاع الضمير إلى مثله جائز، كما يقال: قال في الكتاب الفلاني، ومثله قال تعالى، أو قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله تعالى أعلم.
وفي الباب عن الزبير بن العوام سلف برقم (1422) .=(8/162)
4559 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،
__________
=وعن علي عند البخاري (5573) ، ومسلم (1969) .
وعن عبد الله بن واقد عند مسلم (1971) .
انما نهى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ادِّخار لحوم الأضاحي لمصلحةٍ اقتضته، ثم رخص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك بزوال ما يقتضيه. روى مسلم (1971) من حديث السيدة عائشة عن النبي يكن، قال: "إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت، فكلوا واذخروا وتصدقوا".
والداَّفة - فيما قال ابنُ الأثير -: قوم من الأعراب يردون المصر. يريد أنهم قوم قدموا المدينة عند الأضحى، فنهاهم عن ادخار لحوم الأضاحي، ليفرقوها ويتصدقوا بها، فينتفع أولئك القادمون بها".
وروى مسلم أيضاً (1974) من حديث سلمة بن الأكوع أنه قال: قالوا: يا رسول الله، نفعل كما فعلنا عام أول؟ (يعني في ترك الاذخار) فقال: "لا، إن ذاك عام كان الناس فيه بجهد، فأردت أن يفشو فيهم ".
وقد ورد النسخُ في أحاديث عدد من الصحابة:
منها: حديث علي سلف برقم (1236) .
وحديث ابن مسعود سلف برقم (4319) .
وحديث أبي سعيد الخدري عند مسلم (1973) ، سيرد 3/23.
وحديث جابر عند مسلم (1972) ، سيرد 3/388.
وحديث أنس، سيرد 3/237 و250.
وحديث نبيشة عند أبي داود (2813) ، وابن ماجه (3160) ، سيرد 5/75 و76.
وحديث بريدة عند مسلم (977) و (1977) ، سيرد 5/350.
وحديث عائشة عند مسلم (1971) ، سيرد 6/209.=(8/163)
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: كَيْفَ يُصَلَّى بِاللَّيْلِ؟، قَالَ: " لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ، فَلْيُوتِرْ بِوَاحِدَةٍ " (1)
__________
=وحديث سلمة بن الأكوع عند مسلم (1974) .
وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند الطبراني في "الصغير" (879) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 4/27، وقال: رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط "، وفيه يزيد بن جابر الأزدي والد عبد الرحمن الحافظ، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات.
قال الشافعي في "الرسالة" ص 239: إذا دفت الدافة، ثبت النهى عن إمساك لحوم الضحايا بعد ثلاث، وإذا لم تدفَّ داَّفه، فالرخصة ثابتة بالأكل والتزود والادخار والصدقة.
وقال في "اختلاف الحديث ": وأحبُّ إن كانت في الناس مخمصة أن لا يدخر أحد من أضحيته ولا من هدبه أكثر من ثلاث، لأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الدافة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1/192 (بترتيب السندي) ، والحميدي (628) ، وابن أبي شيبة 2/291 و14/245، 247، ومسلم (749) (146) ، والنسائي في "الكبرى" (439) و (1380) ، وابن ماجه (1320) ، والمروزي في "قيام الليل " ص 54 وابن الجارود في "المنتقى" (267) ، وأبو يعلى (5431) و (5494) ، وابنُ خزيمة (1072) ، وأبو عوانة 2/330، وابن حبان (2620) ، والبيهقي في "السنن" 3/22، والبغوي في "شرح السنة" (955) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وعند ابن الجارود زيادة: توتر لك ما مضى.=(8/164)
4560 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ، وَعَنْ هِبَتِهِ " (1)
__________
=وأخرجه البخاري (1137) ، ومسلم (749) (147) ، والنسائي في "المجتبي" 3/227 و228، وفي "الكبرى" (473) ، وأبو عوانة 2/331، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/278، والبيهقي في "السنن" 3/22، والخطيب في "تاريخه " 9/105 من طرق، عن الزهري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/245، والطبراني في "الكبير" (13184) ، وفي "الأوسط "، (762) من طرق، عن سالم، به.
وقد سلف برقم (4492) من طريق نافع، عن ابن عمر، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه الشافعي، في "مسنده " 2/72، 73 (بترتيب السندي) ، والحميدي (639) ، وسعيد بن منصور (276) ، وابن أبي شيبة 6/121، ومسلم (1506) (16) ، وابن الجارود في "المنتقى" (978) ، والبيهقي في "السنن" 10/292، وفي "المعرفة" (20493) ، والبغوي في "شرح السنة" (2225) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/782 والشافعي في "مسنده " 2/72، 73، وعبد الرزاق (16138) ، والبخاري (6756) ، ومسلم (1506) ، والترمذي (1236) ، والنسائي في "الكبرى" (6415) و (6416) ، وفي "المجتبى" 7/306، وابن ماجه (2747) ، والدارمي 2/256، وابن حبان في "صحيحه " (4949) ،=(8/165)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وفي "الثقات" 4/8، وابن عدي في "كامله" 4/1573، 1607، وأبو نعيم في " الحلية" 7/331، وفي "أخبار أصبهان" 1/171 و247 و2/95 و124، والبيهقي في "السنن" 10/292، وفي "المعرفة" (20493) (20494) ، والخطيب في "تاريخه " 4/93 و5/116، والبغوي في "شرح السنة" (2226) من طرق عن عبد الله بن دينار، به.
قال مسلم: الناس كلهم عيال على عبد الله بن دينار في هذا الحديث.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، والعملُ على هذا عند أهل العلم.
وقال الحافظ في "الفتح" 12/44: وقد اعتنى أبو نعيم الأصبهاني بجمع طُرقه عن عبد الله بن دينار، فأورده عن خمسة وثلاثين نفساً ممن حدث به عن عبد الله بن دينار.
وأخرجه ابنُ ماجه (2748) من طريق يحيى بن سُليم الطائفي، والخطيب في "تاريخه " 4/292 من طريق عبد الرحمن بن مغراء، و5/116 من طريق يحيى بن سعيد الأموي، ثلاثتهم عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر.
قال الترمذي عقب حديث (1236) : وقد روى يحيى بن سُليم هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه نهى عن بيع الولاء وهبته. وهو وهْمٌ، وَهِمَ فيه يحيى بن سُليم. وروى عبد الوهَّاب الثقفي، وعبد الله بن نُمير، وغير واحد، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا أصح من حديث يحيى بن سُليم.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (1341) من طريق يحيى بن سُليم الطائفي، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر.
وأخرجه ابنُ حبان في "الثقات " 4/8 من طريق شعبة، والطبراني في "الكبير" (13625) ، وفي "الأوسط " (50) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن عمرو بن=(8/166)
4561 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ عُذِّبُوا إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَلَا
__________
=دينار، عن ابن عمر.
قال ابنُ حبان: عمرو بن دينار غريب في هذا الحديث.
وقال ابنُ العربي في "شرح الترمذي ": تفرد بهذا الحديث عبد الله بن دينار، وهو من الدرجة الثانية من الخبر، لأنه لم يذكر لفظ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكأنه نقل معنى قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنما الولاء لمن أعتق".
وسيأتي برقم (5496) (5850) .
قال الحافظ في "الفتح" 12/44: واتفق جميعُ من ذكرنا على هذا اللفظ، وخالفهم أبو يوسف القاضي، فرواه عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر بلفظ: "الولاء لحمة كلحمة النسب " أخرجه الشافعي [2/72-73] ، ومن طريقه الحاكم [4/341] ، ثم البيهقي [10/292] ، وأدخل بشرُ بنُ الوليد بين أبي يوسف وبين ابن دينار عبيد الله بن عُمر، أخرجه أبو يعلى في "مسنده " عنه، وأخرجه ابنُ حبان
في "صحيحه " [ (4950) ] عن أبي يعلى وأخرجه أبو نعيم من طريق عبد الله بن جعفر بن أعين، عن بشر، فزاد في، المتن: "لا يُباع، ولا يُوهب "، ومن طريق عبد الله بن نافع، عن عبد اللة بن دينار: "إنما الولاء نسب، لا يصح بيعه ولا هبته ". والمحفوظ في هذا ما أيخرجه عبد الرزاق [16149] عن الثوري، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن المسيب موقوفاً عليه: الولاء لحمة كلحمة النسب.
ثم نقل الحافظ عن ابن بطال قوله: أجمع العلماءُ على أنه لا يجوز تحويلُ النسب، فإذا كان حكم الولاء حكم النسب، فكما لا ينتقل النسبُ لا ينتقل الولاء، وكانوا في الجاهلية يتقلون الولاء بالبيع وغيره، فنهى الشرعُ عن ذلك.(8/167)
تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي (653) ، والبيهقي في "السنن" 2/451، وفي "الدلائل " 5/233، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2980) (38) ، والنسائي في "الكبرى" (11274) - وهو في "التفسير" (294) -، وابنُ حبان (6200) و (6201) ، والبغوي في "شرح السنة" (4166) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13654) مختصراً من طريق ورقاء بن عمر، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، به.
وسيأتي بالأرقام (5225) و (5342) و (5404) و (5441) و (5645) و (5705) و (5931) و (6211) ، وانظر (5984) .
قال الحافظ في "الفتح" 1/531: كان هذا النهيُ لما مروا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحجر ديار ثمود في حال توجُّههم إلى تبوك.
قوله: "فإني أخافُ أن يُصيبكم "، قال الحافظُ: ووجهُ هذه الخشية أن البكاء يبعثه على التفكر والاعتبار، فكأنه أمرهم بالتفكر في أحوال تُوجبُ البكاء من تقدير الله تعالى على أولئك بالكفر مع تمكينه لهم في الأرض، وإمهالهم مدةً طويلة، ثم إيقاع نقمته بهم وشدة عذابه، وهو سبحانه مُقلب القلوب، فلا يأمن المؤمن أن تكون عاقبته إلى مثل ذلك. والتفكر أيضا في مقابلة أولئك نعمة الله
بالكفر، وإهمالهم إعمال عقولهم فيما يُوجب الإيمان به والطاعة له، فمن مر عليهم، ولم يتفكًر فيما يوجب البكاء اعتباراً بأحوالهم، فقد شابههم في الإهمال، ودلَّ على قساوة قلبه وعدم خُشوعه، فلا يأمن أن يجُره ذلك العملُ بمثل أعمالهم، فيصيبه ما أصابهم، وبهذا يندفعُ اعتراضُ من قال: كيف يصيب عذاب الظالمين من ليس بظالم؟ لأنه بهذا التقرير لا يأمن أن يصير ظالماً فيعذَّب بظلمه. وفي=(8/168)
4562 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الضَّبِّ فَقَالَ: " لَا آكُلُهُ، وَلَا أُحَرِّمُهُ " (1)
4563 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، سَمِعْتُهُ (2) مِنَ ابْنِ دِينَارٍ،
__________
الحديث الحثُّ على المراقبة، والزجر عن السكنى في ديار المعذبين، والإسراع عند المرور بها، وقد أشير إلى ذلك في قوله تعالى: (وسكنتُم في مساكن الذين ظلمُوا أنفُسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم) [إبراهيم: 45] .
وقال السندي: فيه أن جوار الأشرار مع الأمن والاغترار وعدم التفكر والاعتبار قد يؤدي إلى المشاركة معهم في عقوبتهم الدنيوية، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده " 2/174 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (8674) ، والحميدي (641) ، وابن ماجه (3242) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/200، والبيهقي في "السنن" 9/322-323 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطا" 2/968، والحميدي (641) ، ومسلم (1943) (39) ، والترمذي (1790) ، والنسائي في "المجتبى" 7/197، وفي "الكبرى" (4826) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/200، وابن حبان (5265) ، والبيهقي في "السنن" 2/322 -323، والبغوي في "شرح السنة" (2797) (2798) من طرق عن عبد الله بن دينار، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (4497) .
(2) في (ظ 14) : قال: سمعته.(8/169)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكَ الْيَهُودِيُّ، فَإِنَّمَا يَقُولُ: السَّامُ عَلَيْكَ، فَقُلْ: وَعَلَيْكَ "، وَقَالَ مَرَّةً: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمُ (1) الْيَهُودُ (2) فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ، فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ " (3)
__________
(1) في (م) : عليك.
(2) في (ظ14) : اليهودي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابنُ عيينة، ابن دينار: هو عبد الله.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10211) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (379) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2164) (8) ، والترمذي (1603) ، والنسائي في "الكبرى" (10210) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (378) ، وابنُ حبان (502) من طريق إسماعيل بن جعفر، وأبو داود (5206) من طريق عبد العزيز بن مسلم، كلاهما عن عبد الله بن دينار، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيأتي برقم (4698) و (4699) و (5221) و (5938) .
وفي الباب عن أنس عند البخاري (6258) ، ومسلم (2163) سياتي 3/99.
وعن عائشة عند البخاري (6024) ، ومسلم (2165) سيأتي 6/229.
وعن جابر عند مسلم (2166) سيأتي 3/383.
وعن أبي عبد الرحمن الجهني سيأتي 4/233.
وعن أبي بصرة الغفاري سيرد 6/398.
قوله: "وعليك "، جاء في رواية أخرى: "عليك " بلا واو سترد برقم (4698) .
قال السندي: السام: هو بألف لينة: هو الموت، وقيل: الموت العاجل،=(8/170)
4564 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَ (1) اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ "، وَقَالَ مَرَّةً: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ يَتَنَاجَى الرَّجُلَانِ دُونَ الثَّالِثِ، إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً " (2)
__________
=وجاءت الرواية في الجواب بالواو وحذفها، فالحذف لرد قولهم عليهم، لأن مرادهم الدعاء على المؤمنين، فينبغي للمؤمنين رد ذلك الدعاء عليهم، وأما الواو فإما استئنافية ذكرت تشبيهاً بالجواب، والمقصود هو الرد، وإما للعطف، والمراد الإخبار بأن الموت مشترك بين الكل غير مخصوص بأحد، فهو رد بوجه آخر، وهو أنهم أرادوا بهذا الدعاء إلحاق الضرر مع أنهم مخطئون في هذا الاعتقاد، لعموم الموت للكل، ولا ضرر بمثله، والله تعالى أعلم.
وقال الخطابي: رواية سفيان بن عيينة بحذف الواو، قال: وهو الصواب. لكن قد عرفت توجيه الواو أيضاً، فلا وجه لرده بعد ثبوتها من حيث الرواية.
وانظر فتح الباري 11/43- 45.
(1) في (ظ 14) : فلا يتناجى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. عبد الله بن دينار: هو العدوي.
وأخرجه الحميدي (645) ، وابنُ ماجه (3776) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك 2/988، ومن طريقه ابن حبان (582) ، والبغوي في "شرح السنة" (3509) عن عبد الله بن دينار، به.
وأخرجه الحميدي (645) أيضاً عن صالح بن قدامة، وابنُ حبان (580) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، وابنُ عدي 4/1596 من طريق عبد الرحمن بن أبي=(8/171)
4565 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُبَايِعُ عَلَى السَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: " فِيمَا اسْتَطَعْتَ " وَقَالَ مَرَّةً: فَيُلَقِّنُ أَحَدَنَا: " فِيمَا اسْتَطَعْتَ " (1)
__________
=الرجال، ثلاثتهم عن عبد الله بن دينار، به. وقال ابن عدي: وهذا مشهور عن عبد الله بن دينار.
وقد سلف برقم (4450) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي (640) ، والنسائي في "المجتبى" 7/152، وابنُ الجارود في "المنتقى" (1096) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/982، والبخاري (7202) ، ومسلم (1867) (90) ، والترمذي (1593) ، والنسائي في "المجتبى" 7/152، وفي "الكبرى" (8724) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (555) ، وابن حبان (4548) و (4549) و (4557) و (4561) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 1/323، والبيهقي في "السنن" 8/145، والبغوي في "شرح السنة" (2454) من طريقين، عن عبد الله بن دينار، به.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/121-122 بنحوه من طريق عمير بن هانىء، عن ابن عُمر، به.
وسيأتي بالأرقام (5282) و (5531) و (5771) و (6243) .
وفي الباب عن جرير عند البخاري (7204) ، ومسلم (56) (99) ، سيرد 4/365.
وعن أنس، سيرد 3/120.=(8/172)
4566 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، أَوْ يَكُونَ بَيْعَ خِيَارٍ " (1)
4567 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ ابْنَ ابْنِهِ عَبْدَ اللهِ بْنَ وَاقِدٍ، يَا بُنَيَّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ خُيَلَاءَ " (2)
__________
=قال السندي: قوله: يبايع: الظاهر أنه على بناء المفعول.
فيلقن: من التلقين.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (655) ، والنسائي في "الكبرى" (6072) ، و"المجتبي" 7/251، وابنُ الجارود في "المنتقى" (617) ، والبيهقي في "المعرفة" (10962) (10963) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1531) (46) ، والنساني في "الكبرى" (6067) (6068) (6071) ، وفي "المجتبى" 7/250، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/12، وابنُ حبان (4913) ، والبيهقي في "السنن" 5/269، والبغوي في "شرح السنة" (2050) ، من طريقين عن عبد الله بن دينار، به.
وقد سلف برقم (4484) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان. هو ابن عيينة.
وعبد الله بن واقد: هو ابن عبد الله بن عمر، وليس من الإسناد، انما ذكره زيد بن أسلم لبيان الشخص الذي كلمه ابنُ عمر. وجاء مفسراً في رواية=(8/173)
4568 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَسْجِدَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مَسْجِدَ قُبَاءَ يُصَلِّي فِيهِ فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ رِجَالُ الْأَنْصَارِ (1) يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، وَدَخَلَ مَعَهُ صُهَيْبٌ فَسَأَلْتُ صُهَيْبًا: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَصْنَعُ إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ؟، قَالَ: " يُشِيرُ بِيَدِهِ " قَالَ سُفْيَانُ: "
__________
=الحميدي.
وأخرجه الحميدي (636) ، وأبو يعلى (5644) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، ولفظه عند الحميدي: زيد بن أسلم، قال: بعثني أبي إلى عبد الله بن عمر، فدخلت عليه بغير إذن، فعلَّمني، فقال: إذا جئت فاستأذن، فإذا أذن لك فسلم إذا دخلت، ومر ابنُ ابنه عبد الله بنُ واقد بن عبد الله بن عمر، وعليه ثوب جديد يجُره، فقال له: أي بُني، ارفع إزارك، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا ينظُرُ الله إلى من جر ثوبه خُيلاء ".
وأخرجه مالك في "الموطأ" 4/914، ومن طريقه البخاري (5783) ، ومسلم (2085) (42) ، والترمذي (1730) ، وأبو يعلى (5794) ، وأبو عوانة 5/476، عن زيد بن أسلم، به. وفيه زيادة: يوم القيامة. وهذه الزيادة وردت في الرواية رقم (4489) .
وقد سلف برقم (4489) . وسيأتي برقم (4884) .
قال السندي: قوله: سمع ابن عمر: بالنصب على المفعولية.
ابنُ ابنه: بالرفع على أنه فاعل "سمع ".
عبد الله: بدل من "ابنُ ابنه".
(1) في (ظ 14) : من الأنصار.(8/174)
قُلْتُ لِرَجُلٍ سَلْ زَيْدًا أَسَمِعْتَهُ (1) مِنْ عَبْدِ اللهِ، وَهِبْتُ أَنَا أَنْ أَسْأَلَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا أُسَامَةَ سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: (2) أَمَّا أَنَا فَقَدْ رَأَيْتُهُ فَكَلَّمْتُهُ (3) " (4)
__________
(1) في (ظ 14) : هل سمعته.
(2) في (ظ 14) : فقال.
(3) في (ظ 14) : وكلمته.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وزيد بن أسلم: هو مولي عمر بن الخطاب.
وأخرجه الشافعي 1/119 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (3597) ، والحميدى (148) ، وابنُ أبي شيبة 14/281، والدارمى 1/316، والنسائي في "المجتبى" 3/5، وابنُ ماجه (1017) ، وابنُ خزيمة (888) ، وابن حبان (2258) ، والطبراني في "الكبير" (7291) ، والحاكم 3/12، والبيهقي في "السنن" 2/259 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبرأني في "الكبير" (7292) من طريق روج بن القاسم، عن زيد بن أسلم، به.
وأخرجه أبو داود (927) ، والترمذي (368) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (215) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/454، والبيهقي في "السنن" 2/259 من طرق، عن هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، بنحوه، وفيه أنه سأل بلالاً ... وهذا إسناد حسن.
قال الترمذي: وكلا الحديثين عندي صحيح، لأن قصة صُهيب غيرُ قصة=(8/175)
4569 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا قَفَلَ مِنْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ أَوْ غَزْوٍ فَأَوْفَى عَلَى فَدْ فَدٍ مِنَ الْأَرْضِ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، آيِبُونَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ " (1)
__________
=حديث بلال، وإن كان ابنُ عمر روى عنهما، فاحتمل أن يكون سمع منهما جميعاً.
وفي الباب عن صُهيب، سيرد 4/332.
وعن جابر نحوه عند النسائي 3/6.
وعن عمار نحوه عند النسائي أيضا 3/6.
وعن أبي سعيد الخدري عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/454.
قال السندي: قوله: يشير بيده: فيه أن رد السلام بالإشارة باليد لا يفسد الصلاة، بل ولا يكره. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه الحميدي (643) ، والنسائي في "الكبرى" (4244) و (10374) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (540) -، والبيهقي في "السنن" 5/259 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وعند الحميدي زيادة: يحيي ويميت، وقد سقط في مطبوعه من الإسناد: سفيان بن عيينة.
وأخرجه البخاري (2995) ، وأبو يعلى (5513) ، والطبراني في "الكبير"=(8/176)
4570 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: هَذِهِ الْبَيْدَاءُ الَّتِي يَكْذِبُونَ (1) فِيهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " وَاللهِ مَا أَحْرَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا مِنْ (2) عِنْدِ الْمَسْجِدِ " (3)
__________
= (13196) من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة، عن صالح، به.
وعند أبي يعلى زيادة: يحيي ويميت.
وقد سلف برقم (4496) .
قال السندي: قولُه: آيبون إن شاء الله: كأنَّ التقييد بالمشيئة لأنَّ تمام الأوب - أي الرجوع - يكون بالدخول في المدينة، وهو أمر غير محقق، منُوط بالمشيئة، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ 1) و (ظ 14) و (ق) : تكذبون.
(2) لفظ: "من "ليس في (ظ 14) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، سالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه الحميدي (659) ، والبخاري (1541) ، وابنُ خزيمة (2611) ، والطبراني في "الكبير" (13167) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1186) (24) ، والترمذي (818) ، والبيهقي في "السنن" 5/38 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن موسى بن عقبة، به، بلفظ: ما أهل رسولُ اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا من عند الشجرة حين قام به بعيرُه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (1514) ، ومسلم (1187) (29) ، والنسائي في "الكبرى" (3739) ، وفي "المجتبي" 5/163، والبيهقي في "السنن" 5/38 من طريق=(8/177)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
الزهري، عن سالم، به، ولفظه عند البخاري: رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يركب راحلته
بذي الحُليفة، ثم يُهلُّ حتى تستوي به قائمةً.
قلنا: سيأتي بنحو هذا اللفظ برقم (4842) .
وسيأتي بالأرقام (4672) و (4819) و (4820) و (4842) و (4935) و (4947) و (5337) و (5574) و (5594) و (5907) و (5922) و (5950) و (6004) و (6428) .
وفي الباب عن أنس عند البخاري (1546) ، وأبي داود (1773) و (1774) ، والنسائي 5/162.
وعن جابر عند البخاري (1515) ، ومسلم (1218) مطولاً، والترمذي (817) .
وعن ابن عباس سلف (2296) .
قال الحافظ في "الفتح" 3/400: كان ابنُ عمر ينكر على رواية ابن عباس الآتية بعد بابين بلفظ: ركب راحلته حتى استوى على البيداء أهلَّ. وقد أزال الإشكال ما رواه أبو داود والحاكمُ من طريق سعيد بن جبير: قلتُ لابن عباس: عجبتُ لاختلاف أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إهلاله، فذكر الحديث، وفيه: فلما صلى في مسجد ذي الحُليفة ركعتين، أوجب في مجلسه، فأهل بالحج حين فرغ منها، فسمع منه قوم، فحفظوه، ثم ركب، فلما استقلَّت به راحلتُه، أهلَّ، وأدرك ذلك منه قوم لم يشهدوه في المرة الأولى، فسمعوه حين ذاك، فقالُوا: إنما أهل حين استقلَّت به راحلتُه، ثم مضى، فلما علا شرف البيداء، أهل، وأدرك ذلك قوم لم يشهدوه، فنقل كُل أحدٍ ما سمع، وإنما كان إهلالُه في مصلاه وايمُ الله، ثم أهلَّ ثانياً وثالثاً، وأخرجه الحاكمُ من وجه آخر من طريق عطاء، عن
ابن عباس نحوه دون القصة، فعلى هذا فكان إنكارُ ابن عمر على من يخُص الإهلال بالقيام على شرف البيداء، وقد اتفق فقهاءُ الآمصار على جواز جميع ذلك، وإنما الخلافُ في الأفضل.(8/178)
4571 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سُئِلَ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: " مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ " (1)
4572 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَغْلِبَنَّكُمْ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ، أَلَا وَإِنَّهَا الْعِشَاءُ، وَإِنَّهُمْ يُعْتِمُونَ بِالْإِبِلِ، - أَوْ عَنِ الْإِبِلِ - " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي لبيد، وهو عبد الله أبو المغيرة المدني، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري متابعة. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الحميدي (630) ، والنسائي في "المجتبى" 3/227، وابنُ ماجه (1320) ، وابنُ خزيمة (1072) ، وابنُ حبّان (2620) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/273 من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن أبي سلمة، قال: كان رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسلم في كل ركعتين من صلاة الليل، وهذا إسناد مرسل.
وقد سلف برقم (4492) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي لبيد - وهو عبد الله - فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري متابعة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1/54 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (2152) ، والحميدي (638) ، ومسلم (644) (228) ، وأبو داود (4984) ، وابنُ=(8/179)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=ماجه (704) ، والنسائي في "المجتبي" 1/270، وأبو يعلى (5623) ، وابن خزيمة (349) ، وأبو عوانة 1/369، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/372، والبغوي في "شرح السنة" (377) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (4688) و (5100) و (6314) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن ماجه (705) ، وسيرد 2/433 و438 بلفظ: "لا تغلبنكم أهل البادية على اسم صلاتكم ".
وعن عبد الرحمن بن عوف عند عبد الرزاق (2153) ، والبيهقي في "السنن" 1/372.
وفي "النهاية": قال الأزهري: أربابُ النعم في البادية يُريحون الإبل، ثم يُنيخونها في مُراحها حتى يُعتموا، أي: يدخلوا في عتمة الليل، وهي ظلمته.
وكانت الأعراب يسمون صلاة العشاء صلاة العتمة تسميةً بالوقت، فنهاهم عن الاقتداء بهم، واستحب لهم التمسُك بالاسم الناطق به لسان الشريعة.
ونقل ابنُ حجر في "الفتح" عن القرطبي قوله: إنما نُهي عن ذلك تنزيهاً لهذه العبادة الشرعية الدينية عن أن يُطلق عليها ما هو اسم لفعلةٍ دنيوية، وهي الحلبة التي كانوا يحلُبونها في ذلك الوقت، وُيسمونها العتمة.
وقال السندي: قوله: لا يغلبنكم الأعراب ... الخ: أي الاسمُ الذي ذكره الله تعالى في كتابه لهذه الصلاة إسمُ العشاء، والأعراب يسمونها العتمة، فلا تُكثروا استعمال ذلك الاسم لما فيه من غلبة الأعراب عليكم بالأكثر، واستعمالُ اسم العشاء موافقة للقرآن، فالمرادُ النهيُ عن إكثار اسم العتمة لا عن استعماله، وإلا فقد جاء في الأحاديث إطلاقُ هذا الاسم أيضاً، ثم ذكر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبب إطلاق الأعراب اسم العتمة بقوله: وإنهم - أي الأعراب - يُعتمون - من أعتم: إذا دخل في العَّتمة، وهي الظلمة -، أي: يؤخرون الصلاة، ويدخُلُون في ظلمة الليل بسبب الإبل وحلبها، والله تعالى أعلم.(8/180)
4573 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَهِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سُئِلَ عَنِ الضَّبِّ فَقَالَ: " لَا آكُلُهُ، وَلَا أُحَرِّمُهُ " (1)
4574 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى الْمِنْبَرِ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ أَسْرَعْتُ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَجَلَسْتُ فَلَمْ أَسْمَعْ حَتَّى نَزَلَ فَسَأَلْتُ النَّاسَ أَيَّ شَيْءٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: " نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ أَنْ (2) يُنْتَبَذَ فِيهِ " (3)
__________
(1) هذا الحديث له إسنادان:
الأول: سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وهو إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والثاني: سفيان، عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير. وهذا إسناد ضعيف لإرساله، عروة بن الزبير لم يدرك النبيً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد سلف تخريجه بالإسناد الأول برقم (4562) .
أما بالإسناد الثاني:
فأخرجه الحميدي (642) عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (8673) عن معمر، وابن أبي شيبة 8/271 عن أبي أسامة، كلاهما عن هشام، به.
وانظر (4497) .
(2) لفظ: "أن " ليس في (ق) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، يحيى بن=(8/181)
4575 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَاوِيِّ، قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ، فَقَلَّبْتُ الْحَصَى، فَقَالَ: " لَا تُقَلِّبِ الْحَصَى، فَإِنَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَلَكِنْ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ، كَانَ يُحَرِّكُهُ هَكَذَا "، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: " يَعْنِي مَسْحَةً " (1)
__________
=سعيد: هو الأنصاري المدني، نافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (16960) ، وأبو عوانة 5/303 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1997) (49) من طريقين عن يحيى، به.
وقد سلف برقم (4465) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقات رجالُ الشيخين غير علي بن عبد الرحمن المُعاوي، فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه بنحوه الحميدي (648) ، ومسلم (580) (116) ، والنسائي في "المجتبى" 3/36، وأبو يعلى (5767) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الحميدي (648) ، وأبو عوانة 2/224 من طريقين، عن مسلم بن أبي مريم، به.
وسيأتي برقم (5043) و (5331) و (5421) .
وفي الباب عن معيقيب عند مسلم (546) ، وأبي داود (946) ، والترمذي (380) ، والبيهقي في "السنن" 2/284- 285.
وعن أبي ذر عند أبي داود (945) ، والترمذي (379) ، والبيهقي في "السنن" 2/284.
قال السندي: قوله: فقلبتُ الحصى، أي: لأسويه للسجود.=(8/182)
4576 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُسَافِرُوا بِالْقُرْآنِ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ " (1)
4577 - سَمِعْتُ سُفْيَانَ، قَالَ إِنَّهُ: " نَذَرَ - يَعْنِي - أَنْ يَعْتَكِفَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " فَأَمَرَهُ " قِيلَ لِسُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ نَذَرَ (2) قَالَ: نَعَمْ (3)
__________
=ولكن كما رأيت، أي: أفعل كما رأيت.
يعني مسحة، أي: يمسح الحصى مسحةً واحدةً للتسوية.
(1) إسناده صحح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (667) ، والحميدي (699) ، ومسلم (1869) (94) ، وابنُ أبي داود في "المصاحف ص 181 و182، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/369، والبيهقي في "المعرفة" (18174) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4507) .
(2) لفظ: "نذر" لم يرد في (ظ 14) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه بنحوه الحميدي (691) ، والنسائي في "المجتبى" 7/21، وفي=(8/183)
4578 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ (1) : " حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَبِيتَ لَيْلَتَيْنِ، وَلَهُ مَا يُوصِي فِيهِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ " (2)
__________
="الكبرى" (3353) (3354) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي بنحوه في "الكبرى" (3355) من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عمر، به.
وسيأتي مطولاً برقم (4705) و (4922) و (5539) و (6418) .
وانظر (5374) .
وفي الباب عن كردم بن سفيان سيأتي 3/419 و6/366.
قال السندي: إنه نذر، أي: إن عمر نذر في الجاهلية.
فأمره: أي بالاعتكاف وأداء النذر، وظاهره أن من أسلم يأتي بنذوره في الخير، وهو مبني على أن نذر الكافر ينعقد موقوفاً، ولا بُعد في التزامه، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أنه قال: حق.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد وقفه سفيان هنا، ورفعه عند الحميدي والترمذي، كما سيرد.
وأخرجه الحميدي (697) ، والترمذى (2118) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، مرفوعاً. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1841) ، ومسلم (1627) (3) ، والدارقطني في "السنن" 4/150-151، والبيهقي في "السنن" 6/272 من طرق عن أيوب، به، مرفوعاً.
وأخرجه الطيالسي (1841) ، ومسلم (1627) (3) ، وابنُ عدي في "الكامل "=(8/184)
4579 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً إِلَى نَجْدٍ، فَبَلَغَتْ سِهَامُهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا، وَنَفَّلَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا بَعِيرًا " (1)
__________
3=/1117، وأبو نعيم في "الحلية" 8/322-323، والبيهقي في "السنن" 6/271-272 من طرق، عن نافع، به، مرفوعاً.
قال أبو نعيم: صحيح ثابت، رواه الناس عن نافع.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/239 من طريق ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، موقوفاً.
وقد سلف بنحوه مرفوعا برقم (4469) .
قال السندي: قوله: أنه حق، أي: لائق به.
أن يبيت: هكذا في نسخ "المسند"، والظاهر أنه من حذف "لا"، ثم هو مبتدأ، خبره "حق ".
وله ما يوصي فيه: ما ينبغي له أن يوصي فيه من المال وغيره، كالدين والأمانة، ونحوهما. والجملة حال.
إلا ووصيتُهُ مكتوبة: هذه الجملةُ حال مستثنى من أعم الأحوال، ولذلك صدرت بالواو.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (694) عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4338) ، ومسلم (1749) (37) ، وأبو عوانة 4/104-106، والبيهقي في "السنن" 6/312، وابنُ عبد البر 14/42 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به.
وأخرجه عبد الرزاق (9336) ، ومسلم (1749) (36) (37) ، وأبو داود=(8/185)
4580 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ بِضَجْنَانَ، فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ نَادَى: أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ مُنَادِيًا فِي اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ أَوِ الْبَارِدَةِ: " أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ " (1)
__________
= (2741) و (274) و (2743) و (442) " ابن الجارود (1074) ، وأبو يعلى (5826) ، وأبو عوانة 4/106 و107 والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/241، وابن حبان (4832) و (4834) ، والطبراني في "الكبير" (13426) ، والبيهقي في "السنن" 6/312، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/37، 39 من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/455 من طريق محمد بن إسحاق، وأبو عوانة 4/108 من طريق سالم، كلاهما عن ابن عمر، به.
قلنا: محمد بن إسحاق لم يدرك ابن عمر.
وسيأتي برقم (5180) و (5288) و (5519) و (5919) و (6386) و (6454)
قال السندي: قوله: ونفلنا بالتشديد، أي: أعطانا زائداً على السهام.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ةأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/110 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (1902) ، والحميدي (700) ، وابنُ ماجه (937) ، وابن خزيمة (1655) ، والبغوي في "شرح السنة" (799) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4478) .
قال السندي: قوله: في الليلة المطيرة أو الباردة، أي: فالمطر والبرد من الأعذار المسقطة للجماعة. والله تعالى أعلم.(8/186)
4581 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ، فَقَدِ اسْتَثْنَى " (1)
4582 - قَالَ: قُرِئَ عَلَى (2) سُفْيَانَ، سَمِعْتُ أَيُّوبَ، (3) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (3261) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/46 عن الإمام أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (105) ، والحميدي (690) ، والنسائي في "المجتبي" 7/25، وابنُ ماجه (2106) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (928) ، وابنُ حبان (4339) ، والبيهقي في "السنن" 7/361، من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه ابن حبان (4340) ، والبيهقي في "السنن" 10/46 من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً.
قال البيهقي: وكذلك رُوي عن ابن وهب، عن سفيان، عن أيوب بن موسى، وإنما يُعرف هذا الحديث مرفوعاً من حديث أيوب السختياني.
وقد سلف برقم (4510) .
قال السندي: قوله: على يمين، أي: على محلوف عليه، أو بيمين.
فقد استثنى، أي: ومن استثنى، فلا يحنث فعل أو ترك.
(2) في (ظ 1) و (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: قرأ على. وكتبت في هامش (ص) و (س) .
(3) في (ص) : عن أيوب.(8/187)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ " (1)
4583 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَهُوَ عَلَى دَرَجِ الْكَعْبَةِ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، أَلَا إِنَّ قَتِيلَ الْعَمْدِ الْخَطَإِ بِالسَّوْطِ أَوِ الْعَصَا (2) فِيهِ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ - وَقَالَ مَرَّةً: الْمُغَلَّظَةُ - فِيهَا أَرْبَعُونَ خَلِفَةً، فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا أَلَا (3) إِنَّ كُلَّ مَأْثُرَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَدَمٍ وَدَعْوَى - وَقَالَ مَرَّةً: وَدَمٍ وَمَالٍ - تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سِقَايَةِ الْحَاجِّ وَسِدَانَةِ الْبَيْتِ، فَإِنِّي أُمْضِيهِمَا لِأَهْلِهِمَا عَلَى مَا كَانَتْ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح علي شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (689) ، والنسائي في "الكبري" (6217) ، وفي "المجتبي" 7/293، وابنُ ماجه (2197) ، والبيهقي في "معرفة الآثار والسنن " (11461) من طريق، سفيان بن عيينة، لها الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5653) من طريق حماد بن سلمة عن أيوب، به.
وقد سلف برقم (4491) .
(2) في (ظ14) : أم العصا.
(3) ! لفظ: "ألا" سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
4583
(4) إسناده ضعيف لضعف ابن جُدعان، وهو عليُّ بنُ زيد، وبقية رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة. والقاسم بن ربيعة. هو ابن جوشن الغطفاني.=(8/188)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=قلنا: والحديث هو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص كما سيرد بالإسناد الصحيح برقم (6533) . وانظر تعليقنا هناك.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي في "مسنده " 2/108 (بترتيب السندي) ، والحميدي (702) ، وابنُ أبي شيبة 9/129-130، والنسائي في "الكبرى" (7002) ، وفي "المجتبى" 8/42، وابنُ ماجه (2628) ، وأبو يعلى (5675) ، والدارقطني في "السنن" 3/105، والبيهقي في "السنن" 8/44، وفي "معرفة الآثار والسنن " (15819) (15820) ، والبغوي في "شرح السنة" (2536) من
طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وعلقه أبو داود بإثر الحديث (4549) ، عن ابن عيينة، به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل " 5/85 من طريق سفيان بن عيينة، عن على بن زيد بن جُدعان، عمن حدثه، عن ابن عمر، به.
وأخرجه أبو داود (4549) ، والبيهقي في "السنن" 8/68 من طريق عبد الوارث بن سعيد العنبري، عن ابن جُدعان، به.
قال البيهقي في "السنن" 8/68: عليُ بن زيد كان يُخلِّط فيه، فالحديثُ حديثُ خالد الحذَّاء، والله أعلم.
قلنا: سنذكر طريق خالد الحذاء في تخريج الحديث رقم (6533) من حديث عبد الله بن عمرو.
وقال البيهقي في "السنن" 8/69: سُئل، يحيي عن حديث عبد الله بن عمرو هذا، فقال له الرجل: إنَّ سفيان يقول عن عبد الله بن عمر، فقال يحمى بن معين؟
على بن زيد ليس بشيء، والحديثُ حديثُ خالد، وإنما هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
وأخرجه النسائي في "الكبري" (7003) ، وفي "المجتبي" 8/42 من طريق حميد الطويل، عن القاسم بن ربيعة، مرسلاً.=(8/189)
4584 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، سَمِعَ صَدَقَةَ ابْنُ عُمَرَ (1) يَقُولُ: - يَعْنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " يُهِلُّ أَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ، وَأَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَأَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ - وَلَمْ يَسْمَعْهُ ابْنُ عُمَرَ، وَسَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مُهَلُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي
__________
=قلنا: سيأتي في "المسند" 3/410، وسيأتي برقم (4926) و (5805) .
قال السندي: قوله: ألا إن قتيل العمد الخطأ: المراد به شبه العمد، فإنه جامع بين كونه عمداً وخطأ. وفي حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود بلفظ: الخطأ شبه العمد.
بالسوط أو العصا: أي: الحاصل بالسوط أو العصا بيان للعمد الخطأ.
المغلظة: أي: فيه الدية المغلظة.
خلفة، بفتح فكسر: هي الناقة الحاملة إلى نصف أجلها.
مأثرة: بفتح ميم، وضم مثلثة أو فتحها: كل ما يذكر ويؤثر من مكارم أهل الجاهلية ومفاخرهم.
تحت قدمي: أراد إبطالها وإسقاطها.
وسِدَانة البيت: بكسر السين وبالدال المهملة، وهي خدمته والقيام بأمره. قال الخطابي: كانت الحجابةُ في الجاهلية في بني عبد الدار، والسقاية في بني هاشم، فأقرهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فصار بنو شيبة يحجبون البيت، وبنو العباس يسقون الحجيج.
على ما كان عليه: أي: على ما كان الأمر عليه في الجاهلية، وفي بعض النسخ: على ما كانت، أي: كل واحدة من السقاية والسِّدانَة.
(1) في (ق) و (ظ 1) : سمع عبد الله بن عمر.(8/190)
الْحُلَيْفَةِ (1) " قَالُوا لَهُ: فَأَيْنَ أَهْلُ الْعِرَاقِ؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ " (2)
4585 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ يَحُطَّانِ الذُّنُوبَ " (3)
4586 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعَ عَمْرٌو، ابْنَ عُمَرَ،
__________
(1) كذا في عامة الأصول: "ذا الحليفة" غير (ق) و (ظ 1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر وما على هامش (س) ، ففيها: من ذي الحليفة. وهو الوجه، وما في عامة الأصول يمكن تخريجه على قول من يُعرب الأسماء الخمسة إعراب الاسم المقصور بحركاتٍ مقدرة على الألف.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صدقة - وهو ابن يسار الجزري المكي -، فمن رجال مسلم.
وقد سلف برقم (4455) ، وسياتي برقم (5492) .
قال السندي: قوله: ولم يسمعه، أي قوله: وأهل اليمن من يلملم، وسمع قوله: مهلّ أهل المدينة، الخ.
(3) إسناده حسن. سفيان - وهو ابن عيينة - سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط، وعبد الله بن عبيد بن عمير: هو الليثي.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (122) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (4462) .(8/191)
كُنَّا نُخَابِرُ، وَلَا نَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا حَتَّى زَعَمَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: (1) " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ فَتَرَكْنَاهُ " (2)
4587 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعَ عَمْرٌو سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِلْمُتَلَاعِنَيْنِ: "
__________
(1) لفظ: "بن خديج " لم يرد في (س) و (ص) و (ط 14) . وأثبت في هامش (س) نسخة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، عمرو: هو ابن دينار المكي.
وأخرجه الشافعي في "مسنده " 2/136 (بترتيب السندي) ، والحميدي (405) ، ومسلم (1547) (107) ، والنسائي في "المجتبى" 7/48، وابنً ماجه (2450) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/105، 111، والطبراني في "الكبير" (4248) (4249) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وفي مطبوع "مسند الشافعي ": كنا نخامر، وهو تصحيف.
وأخرجه مسلم (1547) (106) (107) ، والنسائي في "المجتبي" 7/48، والطبراني في "الكبير" و (4250) و (4251) و (4252) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 3/42 من طرق، عن عمرو، به.
وأخرجه مسلم (1547) (108) ، والطبراني في "الكبير" (4253) من طريقين عن أيوب، عن أبي الخليل، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: منعنا رافعٌ نفع أرضنا.
وقد سلف برقم (4504) .
قال ابنُ عبد البر فى "التمهيد" 3/42-43: المخابرة، هي كراء الأرض ببعض ماتخرجه، على سُنَّة خيبر.(8/192)
حِسَابُكُمَا عَلَى اللهِ، أَحَدُكُمَا كَاذِبٌ، لَا سَبِيلَ لَكَ عَلَيْهَا "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَالِي؟ قَالَ: " لَا مَالَ لَكَ، إِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ عَلَيْهَا فَهُوَ (1) بِمَا اسْتَحْلَلْتَ مِنْ فَرْجِهَا، وَإِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ عَلَيْهَا، فَذَاكَ (2) أَبْعَدُ لَكَ " (3)
__________
(1) لفظ: "فهو" مستدرك من مصادر التخريج.
(2) في (ظ 1) : فذلك.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، عمرو: هو ابن دينار.
وأخرجه أبو داود (2257) عن الإمام أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "مسنده " 2/49 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (12455) ، وسعيد بن منصور (1556) ، والبخاري (5312) ، ومسلم (1493) (5) ، والنسائي في "المجتبى" 6/177، وابن الجارود في "المنتقى" (753) ، وأبو يعلى (5651) ، والبيهقي في "السنن" 7/401 من طريق سفيان بن عيينة، وأخرجه سعيد بن منصور (1557) من طريق حماد بن زيد، عن عمرو، عن
سعيد، مرسلاً.
وقد سلف نحوه برقم (4477) .
وعند البخاري: قال سفيان: حفظته من عمرو وأيوب كما أخبرتك.
قلنا: رواية سفيان عن أيوب سترد برقم (4945) .
قال السندي: قوله: مالي، أي: أين مالي الذي صرفت عليها.
فهو بما استحللت، أي: فهو لها بمقابلة ما استحللت.
فذاك، أي: فرجوع المال إليك أبعد.(8/193)
4588 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، - قِيلَ لِسُفْيَانَ: ابْنُ عَمْرٍو؟ قَالَ: لَا ابْنُ عُمَرَ - أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا حَاصَرَ أَهْلَ الطَّائِفِ، وَلَمْ يَقْدِرْ مِنْهُمْ عَلَى شَيْءٍ، قَالَ: " إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ "، فَكَأَنَّ الْمُسْلِمِينَ (1) كَرِهُوا ذَلِكَ، (2) فَقَالَ: " اغْدُوا "، فَغَدَوْا عَلَى الْقِتَالِ، فَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ " فَسُرَّ الْمُسْلِمُونَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
__________
(1) في النسخ: "المسلمون "، والتصحيح من النسخة الكتانية فيما ذكر الشيخ أحمد شاكر.
(2) في (ظ 14) : ذاك.
(3) إسناده صحيح على تشرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي، وأبو العباس: هو السائب بن فرُّوخ.
وأخرجه الحميدي (706) ، وسعيد بن منصور (2863) ، والبخاري (4325) ، والبيهقي في "الدلائل " 5/167 من طريق ابن المديني، والبخاري (6086) من طريق قتيبه بن سعيد، و (7480) من طريق عبد الله بن محمد، وأبو يعلى (5773) من طريق زهير بن حرب، والبيهقي في "السنن" 9/43، وفي "الدلائل " 5/165 من طريق الحسن بن محمد الزعفراني وفى "الدلائل" أيضاً 5/165 من طريق زكريا بن يحيي، ثمانيتهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 14/507، ومن طريقه مسلم (1878) (82) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/168، وأخرجه مسلم (1778) (82) من طريق زهير بن حرب وابن نمير، والنسائي في "الكبرى" (8599) و (8872) من طريق عبد الجبار بن العلاء، أربعتهم عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن أبي العباس،=(8/194)
4589 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ عَمْرٍو، عَنْ سَالِمٍ،
__________
=عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
قلنا: وهذا خطأ، إنما هو حديثُ عبد الله بن عمر بن الخطاب كما هو مبين صريحاً في روايتنا هذه، وقد ذكر الحافظُ في "الفتح" 8/44 الاختلاف في ذلك، فانظره إن شئت.
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: ومن البيِّن الواضح أنهم كُلهم لم يتنبهوا إلى رواية الإمام أحمد هنا، وهو من أحفظ أصحاب ابن عُيينة، إن لم يكن أحفظهم، وإثباته بالقول الصريح الواضح أن ابن عيينة سئل: "ابن عمرو؟ " - يعني ابن العاص -، فقال: "لا، ابن عُمر" - يعني ابن الخطاب -، فهذا يرفعُ كُل خلاف، ويقطع بأن من روى بفتح العين، أخطأ جداً، سواء أكان ممن روى عن
سفيان بن عيينة، أم كان ممن بعدهم، أم كان من أصحاب نسخ "الصحيحين ".
قال السندي: قوله: قيل لسفيان: "ابن عمرو؟ " أي الحديث عن ابن عمرو بن العاص؟ قال: ابن عُمر، أي: ابن الخطاب، وهو الذي صوبه الدارقطني وغيره، والله تعالى أعلم.
ولم يقدر منهم: من قدر كضرب أو نصر أو فرح، أي: لم يقدر عليهم، وكلمة: "من " بمعنى "على" أو لتضمين معنى لم ينل منهم، كما في رواية البخاري في غزوة الطائف.
قافلون: أي: راجعون عنهم، قيل: وذلك لأن ثقيفاً أدخلوا في حصنهم ما يصلحهم لسنة، فلما انهزموا من أوطاس، دخلوا حصنهم، وأغلقوه عليهم، فاستشار صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نوفل بن معاوية الديلي، فقال: هم ثعلب في جُحر، إن أقمت عليه، أخذته، وإن تركته، لم يضرك.
كرهوا ذلك، أي: الرجوع بلا فتح.
اغدوا، أي: سيروا أول النهار لأجل القتال.=(8/195)
عَنْ أَبِيهِ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ الْعَبْدُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَأَعْتَقَ أَحَدُهُمَا نَصِيبَهُ، فَإِنْ كَانَ مُوسِرًا، قُوِّمَ عَلَيْهِ قِيمَةً لَا وَكْسَ، وَلَا شَطَطَ، ثُمَّ يُعْتَقُ " (1)
4590 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الشَّيْبَانِيِّ، بِعْتُ مَا فِي رُءُوسِ نَخْلِي بِمِائَةِ وَسْقٍ، إِنْ زَادَ فَلَهُمْ، وَإِنْ نَقَصَ فَلَهُمْ، فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: فَقَالَ: " نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
=جراح: بكسر جيم، جمع جراحة لأنهم كانوا يرمون من أعلى السور.
فكانوا ينالون من المسلمين، ولا ينال المسلمون منهم.
فسُرَّ: على بناء المفعول، إي: حين جربوا الأمر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه أبو داود (739) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 2/66 (بترتيب السندي) ، والحميدي (670) ، والبخاري (2521) ، ومسلم 871، والنسائي في "الكبرى" (4941) و (4942) ، والبيهقي في "السنن " 10/275 من طريق سفيان بن عيينة، به.
قال السندي: قوله: فإن كان، أي: الذي أعتق نصيبه.
لا وكس: بفتح سكون، أي: لا نقصان فيها.
ولا شطط بفتحتين، أي: لا زيادة فيها.
ثم يعتق: من العتق، أي: ثم يُعتق العبد على الذي أعتق منه نصيبه.
وقد سلف برقم (4451) .(8/196)
وَرَخَّصَ فِي الْعَرَايَا " (1)
4591 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، بَيْنَهُمَا سَالِمٌ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ " (2)
__________
(1) إسناده حسن. إسماعيل الشيباني: هو ابن إبراهيم، وثقه أبو زرعة، فيما ذكر ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/155، وسماه المزي: إبراهيم بن إسماعيل، وقال: ويقال: إسماعيل بن إبراهيم السلمي، ويقال: الشيباني، حجازي، روى عن ابن عباس وأبي هريرة ... قال محمد بن إسحاق: حدثنا عباس بن عبد الله بن معبد، عن إسماعيل بن إبراهيم، وكان خياراً. وقال أبو حاتم: مجهول. قال الحافظ ابن حجر: لا يبعد أن إسماعيل بن إبراهيم الشيباني الذي روى عنه عباس غير إسماعيل السلمي الذي روى عن أبي هريرة، فقد فرق بينهما أبو حاتم الرازي، وأبو حاتم ابنُ حبان في "الثقات"، وإنما جمع بينهما البخاري في "تاريخه"، فتبعه المزي.
قلنا: ثم ترجمه الحافظ في "التعجل" ص 34، وفاته أنه من رجال التهذيب، وأخرجه الشافعي فى "مسنده" 2/150 (بترتيب السندي) ومن طريقه الطحاوي فى "شرح معاني الآثار" 4/29 عن سفيان بن عيينة بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/131 عن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن عليه عن عمرو به.
وقد سلف بنحوه برقم (4490) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي.(8/197)
4592 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَضَاءَ الْفَجْرُ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ " (1)
4593 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَدْرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ، وَهُوَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَهُوَ يَقُولُ: وَأَبِي، وَأَبِي فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/132، ومسلم (882) (72) ، والترمذي (521) ، والنسائي في "الكبرى" (1744) ، وابن ماجه (1131) ، والدارمي 1/337، 369، وأبو يعلى (5435) ، وابن خزيمة (1198) و (1871) ، والبيهقي في "السنن" 3/239 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (5527) ، ومن طريقه الترمذي (434) ، والنسائي في "المجتبى" 3/113، وابنُ خُزيمة (1869) ، وابن حبان مطولاً برقم (2473) عن معمر، عن الزهري، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف مطولاً برقم (4506) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (674) مطولاً عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1143) من طريق سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبن عمر، به.
وقد سلف برقم (4506) .(8/198)
بِآبَائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ، وَإِلَّا فَلْيَصْمُتْ " (1)
4594 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " سَبَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَيْلَ، فَأَرْسَلَ مَا ضُمِّرَ مِنْهَا مِنَ الْحَفْيَاءِ، وَأَرْسَلَ مَا لَمْ يُضَمَّرْ مِنْهَا مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وإسماعيل بن أمية: هو ابن عمرو الأموي، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه الحميدي (686) ، ومسلم (1646) (4) ، والبيهقي 10/28 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/480، والطيالسي (19) ، والبخاري (2679) و (6108) و (6646) ، ومسلم (1646) (3) و (4) ، والدارمي 2/185، وأبو يعلى (5832) ، وابن حبان (4359) و (4360) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/160، والبيهقي 10/28، والبغوي (2431) من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه ابن ماجه (2101) من طريق محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر قال: سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلا يحلف بأبيه فقال: "لا تحلفوا بآبائكم من حلف بالله فليصدق ومن حلف له بالله فليرض ومن لم يرض بالله فليس من الله".
قد سلف برقم (4523) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وإسماعيل بن أمية: هو ابن عمرو الأموي، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه مسلم (1870) (95) ، والبيهقي في "المعرفة" (19446) من طريق=(8/199)
4595 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ يُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ بِمَكَّةَ أَمْرًا، فَقَالَ: " أُهِلُّ بِالْعُمْرَةِ، فَإِنْ حُبِسْتُ، صَنَعْتُ كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ "، فَلَمَّا سَارَ قَلِيلًا، وَهُوَ بِالْبَيْدَاءِ، قَالَ: مَا سَبِيلُ الْعُمْرَةِ إِلَّا سَبِيلُ الْحَجِّ، أُوجِبُ حَجًّا، وَقَالَ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ حَجًّا، فَإِنَّ سَبِيلَ الْحَجِّ سَبِيلُ الْعُمْرَةِ، " فَقَدِمَ مَكَّةَ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعًا، وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ، أَتَى قُدَيْدًا، فَاشْتَرَى هَدْيًا، فَسَاقَهُ مَعَهُ " (1)
__________
= سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4487) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأيوب بن موسى: هو ابن عمرو المكي الأموي، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه الحميدي (678) ، والنسائي 5/226 عن علي بن ميمون الرقي، كلاهما عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
قال الحميدي زاد أيوب بن موسى في الحديث: فلما بلغ قُديداً اشترى به هدياً فساقه.
قلنا: وهذه الزيادة هي من فعل ابن عمر، لا من فعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما جاء مصرحاً به في رواية البخاري برقم (1693) ، ورواية المسند (5165) و (6391) .
وقد سلف نحوه برقم (4480) .(8/200)
4596 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ " أَتَى قُدَيْدًا، وَاشْتَرَى هَدْيَهُ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ "، وَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ هَكَذَا " (1)
4597 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ (2) يَعْنِي ابْنَ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، يُحَدِّثُ ابْنَ عُمَرَ: " أَنَّ جَارِيَةً، لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا لَهُ بِسَلْعٍ، بَلَغَ الْمَوْتُ شَاةً مِنْهَا، فَأَخَذَتْ ظُرَرَةً، فَذَكَّتْهَا بِهِ (3) ، فَأَمَرَهُ (4) بِأَكْلِهَا " (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وهو مختصر ما قبله (4595) .
(2) في (ظ 14) وهامش (س) و (ص) : عن أيوب.
(3) لفظ: "به" لم يرد في (ظ 14) .
(4) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : فأمرها. نسخة.
(5) حديث صحيح، وقد اختلف فيه على نافع، فروي عنه هكذا، وروي عنه عن ابن عمر، وروي عنه عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، وروي عنه عن رجل من الأنصار عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ، وسيأتي بيان مواضع هذه الطرق فيما بعد.
وأما إسنادُ الحديث هنا، فصورته الإرسال، والرجل من بني سلمة الذي حدث عن ابن عمر، به، إما أن يكون عبد الله بن كعب بن مالك السلمي فيما رجحه المزي في "التحفة" 8/314، أو عبد الرحمن بن كعب بن مالك السلمي فيما رجحه ابنُ حجر في "الفتح" 4/482 و9/631، وهما تابعيان ثقتان، والحديث=(8/201)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سيأتي من طريق نافع، عن ابن كعب بن مالك دون تعيين، عن أبيه كعب بن مالك في مسنده 3/454 و6/386. وأما الإرسال فقد بين ابنُ كعب أنه رواه عن أبيه، فاتصل الإسناد، فهو إسناد صحيح.
سفيان: هو ابن عيينة، وأيوب بن موسى: هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص المكي الأموي، ثقة من رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري (5502) من طريق جويرية بن أسماء، عن نافع، عن رجل من بني سلمة أخبر عبد الله: أن جارية ... ووقع في الطبعة السلفية من "فتح الباري": أخبرنا عبد الله، وهو خطأ مبين يستدرك من الطبعة اليونينية للبخاري 7/119، ومن "تحفة الأشراف" 8/314.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (5504) عن الليث، قال: حدثنا نافع أنه سمع رجلاً من الأنصار يخبر عبد الله عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن جارية لكعب ... بهذا. ووصله الإسماعيلي في "مستخرجه" من طريق أحمد بن يونس، عن الليث بن سعد، وأخرجه من طريقه الحافظ في "تغليق التعليق" 4/513.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/489، ومن طريقه البخاري (5505) ، والبيهقي 9/282-283 عن نافع، عن رجل من الأنصار، عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ، أخبره: أن جارية لكعب بن مالك ...
وأورد هذا الحديث الدارقطني في "التتبع" ص 358-359، وسرد فيه أسانيد البخاري، وهي (5504) حديث عبيد الله، عن نافع، عن ابن لكعب بن مالك، عن أبيه، أن امرأة ذبحت شاة ...
و (5505) عن مالك، عن نافع، عن رجل من الأنصار، عن معاذ بن سعد، أو سعد بن معاذ، أخبره: أن جارية لكعب ...
و (5502) عن موسى، عن جويرية، عن نافع، عن رجل من بني سلمة، أخبر عبد الله: أن جارية لكعب ... =(8/202)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وما علقه بإثر الحديث (5504) فقال: وقال الليث: حدثنا نافع أنه سمع رجلاً من الأنصار يخبر عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن جارية لكعب ... بهذا.
ثم قال الدارقطني: وهذا اختلاف بين، وقد أخرجه، وهذا قد اختلف فيه على نافع وعلى أصحابه عنه، اختلف فيه على عبيد الله، وعلى يحيى بن سعيد، وعلى أيوب، وعلى قتادة، وعلى موسى بن عقبة، وعلى إسماعيل بن أمية، وعلى غيرهم، فقيل: عن نافع، عن ابن عمر، ولا يصح، والاختلاف فيه كثير.
وأقره الحافظ ابن حجر في "مقدمة الفتح" ص 376، فقال: هو كما قال، وعلته ظاهرة، والجواب عنه فيه تكلف وتعسف.
وقال ابن حبان في "صحيحه" 13/213: الخبر عن نافع، عن ابن عمر، وعن نافع، عن أبن كعب بن مالك، عن أبيه، جميعاً محفوظان.
قلنا: وسيأتي الحديث برقم (5464) من طريق محمد بن إسحاق، عن نافع، عن رجل من الأنصار من بني سلمة أن جارية لكعب، وبرقم (5463) و (5512) من طريق يحيي بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر أن امرأة كانت ترعى ...
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيرد 3/325.
وعن محمد بن صفوان، سيرد 3/471.
وعن عدي بن حاتم، سيرد 4/255.
وعن زيد بن ثابت، سيرد 5/185-184.
وعن رجل من بني حارثة، سيرد 5/430.
وعن أبي سعيد الخدري عند النسائي 7/225-226.
وسلع: بفتح السين وسكون اللام: جبل بسوق المدينة.
وقوله: "ظررة"، قال السندي: ضبط بضم ظاء معجمة وفتح راء مكررة، وفي آخره تاء، والذي في "النهاية" ظرر كصرد بظاء معجمة بلا تاء، قال: وهو حجر=(8/203)
4598 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ذُؤَيْبٍ، مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ ابْنِ عُمَرَ إِلَى الْحِمَى، فَلَمَّا غَرُبَتِ الشَّمْسُ، هِبْنَا أَنْ نَقُولَ لَهُ: الصَّلَاةَ، حَتَّى ذَهَبَ بَيَاضُ الْأُفُقِ، وَذَهَبَتْ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، " نَزَلَ، فَصَلَّى بِنَا ثَلَاثًا وَاثْنَتَيْنِ "، وَالْتَفَتَ إِلَيْنَا، وَقَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ " (1)
4599 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
= صلب مُحدد، وفي "الصحاح": هو كرطب: حجر له حد كحدِّ السكين، ثم رأيت في "القاموس"، قال: الظِّر بالكسر، والظرر، والظررة: الحجر أو المدور المحدد منه.
وقوله: فذكتها به: كأن تذكير الضمير باعتبار أنه الظّرر.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عبد الرحمن، فقد روى له النسائي، وهو ثقة. سفيان: هو ابن عيينة، وابن أبي نجيح: هو عبد الله المكي.
وأخرجه الشافعي في "الأم" 1/77، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/161، والبيهقي 3/161 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4472) .
وقوله: حتى ذهب بياضُ الأفق، قال السندي: هذا صريح في الجمع وقتاً، وسنده جيد، فهو حجة للجمهور.
وفحمة العشاء، بفتح فاء وسكون حاء، أي: ظلمته وشدةُ سواده.(8/204)
إِلَّا حَدِيثًا كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُتِيَ بِجُمَّارَةٍ، فَقَالَ: " إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً مَثَلُهَا كَمَثَلِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ " فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ، فَسَكَتُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ النَّخْلَةُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينه، وابن أبي نجيح: هو عبد الله المكي، ومجاهد: هو ابن جبر.
وأخرجه الحميدي (676) ، والبخاري (72) ، ومسلم (2811) (64) ، والطبري في "تفسيره" 13/206، والطبراني في "الكبير" (13508) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 13/205 من طرق عن ابن أبي نجيح، به وأخرجه البخاري (2209) و (5448) ، ومسلم (2811) (64) ، وابن حبان (245) ، والطبراني في "الكبير" (13513) و (13515) و (13517) و (13521) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (33) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (355) ، وابن منده في "الإيمان" (189) من طرق، عن مجاهد، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (4698) (6144) ، ومسلم (2811) (64) ، والطبري 13/205 و207، والرامهرمزي في "الأمثال" (31) و (32) ، وابن منده (187) من طريق نافع، عن ابن عمر. قال البزار في "مسنده" فيما نقله الحافظ عنه في "الفتح" 1/147 ولم يرو هذا الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا السياق إلا ابن عمر وحده.
وأخرجه الرامهرمزي (30) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/129 من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مثلُ المؤمن مثل النخلة أو النحلة، إن شاورته نفعك، وإن ماشيته نفعك، وإن شاركته نفعك".
قلنا: ليث بن أبي سليم: ضعيف، وربما وقع سقط في أول متن الحديث=(8/205)
4600 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:
__________
= في مطبوع "الحلية".
وأخرجه البزار (43) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (13514) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (354) من طريق سفيان بن حسين، عن أبي بشر، عن مجاهد، عن ابن عمر، ولفظه عند البزار: قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مثل المؤمن مثل النخلة، ما أتاك منها نفعك".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/83، وقال: هو في الصحيح خلا قوله: "وما أتاك منها نفعك"، وقال الحافظ في "الفتح" 1/147: هكذا أورده مختصراً، وإسناده صحيح.
وسيأتي برقم (4859) و (5000) و (5274) و (5647) و (5955) و (6052) و (6468) .
وفي الباب: عن أنس عند الترمذي (3119) ، والنسائي في "الكبرى" (11262) ، والطبري في "تفسيره" 13/205، وابن حبان (475) ، ولكن تفرد حماد بن سلمة برفعه كما ذكر الحافظ في "الفتح" 1/147.
وعن أبي رزين عند ابن حبان (247) .
وعن أبي هريرة عند عبد بن حميد فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 1/147.
الجُمارة: قلب النخلة وشحمتها. "النهاية" 1/294.
وقال الحافظ في "الفتح" 1/145-146: بركة النخلة موجودة في جميع أجزائها، مستمرة في جميع أحوالها، فمن حين تطلُعُ إلى أن تيبس تؤكل أنواعاً، ثم بعد ذلك ينتفعُ بجميع أجزائها، حتى النوى في علف الدواب، والليف في الحبال، وغير ذلك مما لا يخفى. وكذلك بركةُ المسلم عامة في جميع الأحوال، ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد موته.(8/206)
شَهِدَ ابْنُ عُمَرَ الْفَتْحَ، وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، (1) وَمَعَهُ فَرَسٌ حَرُونٌ (2) وَرُمْحٌ ثَقِيلٌ فَذَهَبَ ابْنُ عُمَرَ يَخْتَلِي لِفَرَسِهِ، (3) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ عَبْدَ اللهِ، إِنَّ عَبْدَ اللهِ " (4)
__________
(1) لفظ: "سنة" لم يرد في (ظ 14) .
(2) في (ظ 14) : جرور، وهما بمعنى.
(3) كتب فوق هذا السطر في (ظ 14) : يعني يحتش.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقول مجاهد: شهد ابن عمر الفتح ... محمول على أنه سمع ذلك منه، لطول ملازمته له، وقد سمع منه شيئاً كثيراً، وحديثه عنه في "الصحيحين". وكانت سنه حين توفي ابن عمر قد أربت على الخمسين. وإعلال الهيثمي له بالإرسال، ومتابعة الشيخ أحمد شاكر له وهم منهما رحمهما الله.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/346، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح إلا أن مجاهداً أرسله ولم ينسبه لأحمد.
وقد أخطأ ناشر "مجمع الزوائد"، فأضاف لفظ: "رجل صالح" ظناً منه أن المعنى لا يتم بدونها مع أن حذف الخبر سائغ عندهم لإفادة التعميم.
فقوله: إن عبد الله ... إن عبد الله ... يريد به مدحه وتعظيمه في أكثر من وصف، ولا يتحقق ذلك لو ذكر الخبر، فإنه يتقيد به ولا يتعداه إلى سواه.
وهذه الزيادة التي ذكرها ناشر "مجمع الزوائد" هي في حديث آخر غير هذا سلف برقم (4494) .
وقدر السندي الخبر، فقال: إن عبد الله، أي: مما يخاف عليه ونحو ذلك، قاله شفقة عليه.=(8/207)
4601 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ يَعْنِي ابْنَ حُدَيْرٍ، وَوَكِيعٌ الْمَعْنَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُطَارِدٍ، قَالَ: وَكِيعٌ السَّدُوسِيِّ أَبِي الْبَزَرِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا؟ فَقَالَ: قَدْ " كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَشْرَبُ قِيَامًا، وَنَأْكُلُ وَنَحْنُ نَسْعَى " (1)
__________
= وفرس حرون: هو الذي لا ينقاد، وإذا اشتد به الجري وقف.
(1) إسناده ضعيف، أبو البزرى -بالقصر، وضبطه ابن ناصر الدين في "التوضيح" 1/437 براء ممالة- لم يرو عنه إلا عمران بن حدير، وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 9/282: لا يحتج به، فهو مجهول لم يوثقه غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن إدريس: هو عبد الله. ووكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 33/74 من طريق أحمد ابن حنبل، عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1904) ، والدارمي 2/120، وابن الجارود في "المنتقى" (867) ، والدولابي في "الكنى" 1/127، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/273 و274، وابن حبان (5243) ، والبيهقي في "السنن" 7/283، وفي "الشعب" (5988) و (5989) من طرق، عن عمران بن حُدير، به.
وسيأتي برقم (4765) و (4833) و (5874) .
ومسألة الشرب قائماً لها شواهد صحيحة، سنذكرها في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، الآتي برقم (6627) .
وقوله: نشرب قياماً، قال السندي: قد صح النهي عنه، فهذا يدل على أن النهي للتنزيه، وأنهم كانوا يفعلون ذلك وقت الحاجة.(8/208)
4602 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، كَانُوا يَبْدَءُونَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ فِي الْعِيدِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/169، ومسلم (888) (8) ، والنسائي في "المجتبى" 3/183، وفي "الكبرى" (1767) ، والبيهقي 3/296 من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وقد تحرف عبدة في مطبوع "سنن البيهقي" إلى: عبيدة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/169، والبخاري (963) ، ومسلم (888) (8) ، والترمذي (531) ، وابن ماجه (1276) ، والبيهقي 3/296، والبغوي (1101) من طريق أبي أسامة، عن عبيد الله، به. وقال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم: أن صلاة العيدين قبل الخطبة. ويقال: إن أول من خطب قبل الصلاة مروان بن الحكم.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/155-156 من طريق نافع وسالم، كلاهما عن ابن عمر.
وسيأتي برقم (4963) و (5394) و (5663) .
وفي الباب: عن ابن عباس سلف برقم (2062) .
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/36 و56-57.
وعن جابر بن عبد الله، سيرد 3/296.
وعن جندب بن عبد الله، سيرد 4/312.
وعن عبد الله بن يزيد الخطمي نحوه مطولاً عند الشافعي 1/156.=(8/209)
4603 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَاعَنَ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا " (1)
4604 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2)
__________
= وعن البراء بن عازب عند أبي شيبة 2/170، والنسائي في "المجتبى" 3/184-185، وفي "الكبرى" (1777) .
وعن عمار بن ياسر عند الدارمي 1/376.
وعن أنس عند البخاري (984) .
وعن عبد الله بن السائب عند النسائي في "الكبرى" (1779) .
وعن عمر موقوفاً سلف برقم (163) .
وعن المغيرة بن شعبة، وأبي بكر موقوفاً عند عبد الرزاق (5637) و (5638) و (5639) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان ميسرة العرزمي- فمن رجال مسلم.
عبدة: هو ابن سليمان الكلابي.
وأخرجه مطولاً الترمذي (1202) و (3178) ، وأبو يعلى (5772) ، من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم.
وقد سلف مختصراً برقم (4477) ، ومطولاً برقم (4693) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي،=(8/210)
4605 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُسْأَلُ عَنِ الْمَاءِ يَكُونُ بِأَرْضِ الْفَلَاةِ، وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ الدَّوَابِّ، وَالسِّبَاعِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ الْمَاءُ قَدْرَ قُلَّتَيْنِ (1) لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ " (2)
__________
= وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه البخاري (5313) ، ومسلم (1494) (9) من طرق، عن عبيد الله، به.
وقد سلف نحوه برقم (4527) ، وانظر (4477) .
(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: القلتين.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. محمد بن إسحاق صرح بالتحديث عند الدارقطني، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي.
وأخرجه الترمذي (67) ، والدارقطني 1/19 من طريق عبدة، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: قال محمد بن إسحاق: القُلة هي الجرار، والقُلة التي يُستقى فيها. وقال: وهو قولُ الشافعي وأحمد وإسحاق، قالوا: إذا كان الماء قُلتين لم ينجسه شيء ما لم يتغير ريحُه أو طعمُه، وقالوا: يكون نحواً من خمس قرب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/144، وأبو داود (64) ، وابن ماجه (517) ، وأبو يعلى (5590) ، والطحاوي 1/15 و16، والدارقطني 1/19، 21، والبيهقي 1/261، والبغوي (282) من طرق، عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه الدارمي 1/187، والنسائي 1/175، وابن خزيمة (92) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/15، وفي "المشكل" (2644) من طريق أبي أسامة،=(8/211)
4606 - حَدَّثَنَا عَبْدةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ، وَاسِعٍ،
__________
= عن الوليد بن كثير المخزومي، عن محمد بن جعفر، به.
وأخرجه عبد بن حميد (817) ، وابن أبي شيبة 1/144، وأبو داود (63) ، والنسائي في "الكبرى" (50) ، وابن الجارود (45) ، وابن حبان (1249) ، والدارقطني 1/13-14 و18-19، والحاكم 1/132، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (1854) من طريق أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا جميعاً بجميع رواته، ولم يخرجاه، وأظنهما -والله أعلم- لم يخرجاه لخلاف فيه على أبي أسامة، عن الوليد بن كثير. ووافقه الذهبي.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" (بترتيب السندي) 1/21 عن الثقة، وابن الجارود (44) ، والطحاوي في "المشكل" (2645) ، وابن حبان (1253) ، والدارقطني 1/15 و16-17، والحاكم 1/133، والبيهقي في "السنن" 1/260، وفي "المعرفة" (1850) من طريق أبي أسامة، كلاهما عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به.
قال الحاكم: هكذا رواه الشافعي عن الثقة، وهو أبو أسامة بلا شك فيه، ثم أخرجه الحاكم من طريق الشافعي.
وأخرجه الحاكم 1/133، والدارقطني 1/18، والبيهقي 1/261 من طريق أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير، ومحمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به.
قال الحاكم: وإنما قرنه أبو أسامة (يعني محمد بن عباد) إلى محمد بن جعفر، ثم حدث به مرة عن هذا، ومرة عن ذاك.=(8/212)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (266) ، والدارقطني 1/23، والبيهقي في "المعرفة" (1885) من طريق أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله، عن أبيه، به.
وأخرجه الدارقطني 1/23، ومن طريقه أخرجه البيهقي 2/262 من طريق محمد بن كثير المصيصي، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعا. قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 49: والموقوف أصح.
وأخرجه الدارقطني 1/24، ومن طريقه أخرجه البيهقي 2/262 من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر موقوفاً، وهو الصواب.
وسيأتي برقم (4753) و (5855) من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم بن المنذر، عن ابن عمر. وهذا إسناد جيد.
قال الحافظ في "التلخيص" 1/17 بعد أن نقل تصحيحه عن الحاكم وابن منده: ومداره على الوليد بن كثير، فقيل: عنه، عن محمد بن جعفر بن الزبير، وقيل: عنه، عن محمد بن عباد بن جعفر، وتارة عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، وتارة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر.
والجواب أن هذا ليس اضطراباً قادحا، فإنه على تقدير أن يكون الجميع محفوظاً انتقال من ثقة إلى ثقة. وعند التحقيق: الصواب أنه عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر -المكبر-، وعن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر -المصغر-، ومن رواه على غير هذا الوجه فقد وهم، وقد رواه جماعة عن أبي أسامة، عن الوليد بن
كثير على الوجهين. أ. هـ.
قلنا: لم ينفرد به الوليد بن كثير، بل تابعه محمد بن إسحاق كما في هذه الرواية، وزاده تأييداً رواية حماد بن سلمة التي سترد برقم (4753) .
وقال الدارقطني في "السنن" 1/17: "وصح أن الوليد بن كثير رواه عن=(8/213)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَقِيتُ يَوْمًا فَوْقَ بَيْتِ حَفْصَةَ: " فَرَأَيْتُ
__________
= محمد بن جعفر بن الزبير، وعن محمد بن عباد بن جعفر، جميعاً عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فكان أبو أسامة مرة يحدث به عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير، ومرة يحدث به عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عباد بن جعفر، والله أعلم.
وسيتكرر برقم (4803) و (4961) .
وانظر "السنن الكبرى" للبيهقي 1/260-262، و"تلخيص الحبير" 1/16-20، و"نصب الراية" 1/104-111، و"معالم السنن" للخطابي 1/35، و"مختصر سنن أبي داود" 1/56-72، وتعليق الشيخ أحمد شاكر على "سنن الترمذي" 1/97-99.
وقوله: "بأرض الفلاة"، قال السندي بالإضافة البيانية.
وما ينويه، أي. يأتيه وينزل به، والمراد حكم الماء إذا نابه السباع.
والقُلَّة: قال عبدة: قال محمد بن إسحاق: القلة هي الجرار، والقلة التي يستقى فيها. وفي "النهاية": القُلة: الحُب العظيم، والجمع قلال، وهي معروفة بالحجاز، ثم فسر قلال هجر بأن هجر: قرية قريبة من المدينة، وليست هجر البحرين، وكانت تُعمل بها القلال، تأخذ الواحدة منها مزادة من الماء، سُميت قُلة، لأنها تُقل؟ أي: تُرفع وتُحمل.
وقوله: لم يحمل الخبث. قال السندي: بفتحتين، أي: يدفعه عن نفسه، لا أنه يضعف عن حمله فينجس، إذ لا فرق إذاً بين ما بلغ من الماء قلتين، وبين ما دونه، وإنما ورد هذا مورد الفصل والتحديد بين المقدار الذي يتنجس وبين الذي لم يتنجس، ويؤكد المطلوب رواية: "لم ينجس" بضم جيم وفتحها، فإنها صريحة في بطلان التأويل.(8/214)
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَاجَتِهِ مُسْتَقْبِلَ الشَّامِ مُسْتَدْبِرَ الْقِبْلَةِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي.
وواسع: هو ابن حبان الأنصاري.
وأخرجه الترمذي (11) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (148) و (3102) ، ومسلم (266) (62) ، وابن الجارود (30) ، وابن خزيمة (59) ، وأبو عوانة 1/200، والطحاوي 4/234، والبغوي (175) من طرق عن عبيد الله، به.
وأخرجه ابن خزيمة (59) ، والطحاوي 4/34 من طرق عن محمد بن يحيى به.
وأخرجه ابن خزيمة (59) ، وابن حبان (1418) من طريق وهيب بن خالد، عن إسماعيل بن أمية، وعبيد الله بن عمر، ويحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن يحيي بن حبان، به. وفيه: مستقبل القبلة، مستدبر الشام.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/151 من طريق حفص بن غياث، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، به. ولفظه: متوجهاً نحو القبلة. وهذه الرواية قد انقلبت على بعض الرواة.
وسيأتي بالأرقام (4617) و (4991) . وانظر (5715) و (5741) و (5747) و (5941) .
وفي الرواية رقم (4991) مستقبلاً بيت المقدس.
قال الحافظ في "الفتح" 1/250: التعبير تارة بالشام وتارة ببيت المقدس بالمعنى، لأنها من جهة واحدة. أ. هـ.
وقد اختلف أهل العلم في هذا الحديث، فذهب جماعة إلى تعميم النهي، والتسوية بين الصحراء والبنيان، وذهب جماعة إلى النهي عن الاستقبال والاستدبار=(8/215)
4607 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا (1) عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كُنَّا فِي زَمَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَنَامُ فِي
__________
= في الصحراء، فأما في الأبنية، فلا بأس فيها باستقبالها واستدبارها، وهو قولُ عبد الله بن عمر، وبه قال الشعبي ومالك والشافعي وإسحاق بن راهويه، وقيل في الفرق بين الصحراء والبنيان: إن الصحراء لا تخلو من مُصل من ملك، أو إنسي، أو جني، فإذا قعد مستقبل القبلة أو مستدبرها ربما يقع بصرُ مصل على عورته، فنهوا عن ذلك، وهذا المعنى مأمون في الأبنية، فإن الحشوش يحضرُها الشياطين.
انظر "شرح السنة" للبغوي 1/358-359 و362، و"فتح الباري" 1/245-246، و"الاعتبار" للحازمي ص 35-39.
وقال الحافظ في "الفتح" 1/247: لم يقصد ابن عمر الإشراف على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تلك الحالة، وإنما صعد السطح لضرورة له -كما في الرواية الآتية- فحانت منه التفاتة كما في رواية البيهقي من طريق نافع، عن ابن عمر. نعم لما اتفقت له رؤيته في تلك الحالة عن غير قصد أحب أن لا يُخلى ذلك من فائدة، فحفظ هذا الحكم الشرعي، وكأنه إنما رآه من جهة ظهره حتى ساغ له تأمل الكيفية المذكورة من غير محذور، ودل ذلك على شدة حرص الصحابي على تتبع أحوال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليتبعها، وكذا كان رضي الله عنه.
وفي باب النهي عن استقبال القبلة واستدبارها: عن أبي هريرة، سيرد 2/247.
وعن عبد الله بن الحارث بن جزء، سيرد 4/190 و191.
وعن معقل بن أبي معقل الأسدي، سيرد 4/210.
وعن أبي أيوب الأنصاري سيرد، 5/416.
وعن سلمان الفارسي، سيرد 5/437.
(1) في (ظ14) : حدثنا.(8/216)
الْمَسْجِدِ نَقِيلُ فِيهِ، وَنَحْنُ شَبَابٌ " (1)
4608 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَصَابَ عُمَرُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَأْمَرَهُ فِيهَا، فَقَالَ: أَصَبْتُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ، لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ أَنْفَسَ عِنْدِي مِنْهُ، فَمَا تَأْمُرُ بِهِ؟ قَالَ: " إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا " قَالَ: فَتَصَدَّقَ بِهَا عُمَرُ: " أَنْ لَا تُبَاعَ، وَلَا تُوهَبَ، وَلَا تُوَرَّثَ "، قَالَ: فَتَصَدَّقَ بِهَا عُمَرُ: " فِي الْفُقَرَاءِ، وَالْقُرْبَى، وَالرِّقَابِ، (2) وَفِي سَبِيلِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأودي.
وأخرجه البخاري (440) ، ومسلم (2479) ، والنسائي 2/50 من طريقين عن عبيد الله، به.
وأخرجه مطولاً البخاري (7028) من طريق صخر بن جويرية، عن نافع، به.
وسيأتي برقم (5389) و (5839) .
وفي باب النوم والاضطجاع في المسجد: عن عباد بن تميم، عن عمه عبد الله بن زيد،
سيرد 4/38.
وعن رجل من أهل الصفة عند عبد الرزاق (1656) .
وعن سعيد بن المسيب في "الموطأ" 1/173 عن عمر وعثمان موقوفاً.
وعن سعيد بن المسيب وعلقمة المزني عند عبد الرزاق (1648) و (1649) عن أهل الصفة.
قال السندي: الحديث يدل على جواز النوم في المسجد، إذ الظاهر إن مثله ما كان يخفى عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد جاءت أحاديث توافقه.
(2) في (ظ 14) : وفي الرقاب.(8/217)
اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَابْنِ السَّبِيلِ وَالضَّيْفِ، لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقًا، غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ فِيهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم، المعروف بابن عُلية، وابن عون: هو عبد الله البصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة مختصرا 6/252، والترمذي بتمامه (1375) من طريق إسماعيل ابن عليه، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا الحديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، لا نعلم بين المتقدمين منهم في ذلك اختلافاً في إجازة وقف الأرضين وغير ذلك.
وأخرجه البخاري (2737) و (2772) و (2773) ، ومسلم (1632) (15) ، وأبو داود (2878) ، والنسائي فى "المجتبى" 6/231، وفى "الكبرى" (6427) و (6428) ، وابن ماجه (2396) ، وابن الجارود (368) ، وابن خزيمة (2483) و (2484) و (2485) ، والطحاوي 4/95، وابن حبان (4901) ، والدارقطني 4/187-190، والبيهقي في "السنن" 6/158-159، وفي "الشعب" (3446) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/214، والبغوي (2195) من طرق، عن ابن عون، به
وأخرجه البخاري (2764) ، والبيهقي 6/159 من طريى صخر بن جويرية، والطحاوي 4/95، والدارقطني 4/186 و187 من طريق يحيي بن سعد الأنصاري، كلاهما عن نافع، به. وظاهره إن الشرط من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال الحافظ في "الفتح" 5/401: ولو كان الشرطُ من قول عمر، فما فعله إلا لما فهمه من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حيث قال له: احبس أصلها، وسبل ثمرتها.
وأخرجه ابن خزيمة (2486) ، والدارقطني 4/187 من طريق عبد العزيز بن=(8/218)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= محمد الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، به مختصراً.
وأخرجه مسلم (1633) ، والنسائي في "المجتبى" 6/230، وفي "الكبرى" (6424) ، والدارقطني 4/190، والبيهقي 6/159 من طريق سفيان الثوري، والنسائي في "المجتبى" 6/230، وفي "الكبرى" (6425) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/263 من طريق أبي إسحاق الفزاري، والنسائي في "المجتبى"
6/230، وفي "الكبرى" (6426) من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن عبد الله بن عون، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر. وقع في مطبوع النسائي: عن أبي إسحاق الفزاري، عن أيوب بن عون، وهو تحريف.
وأخرجه الدارقطني 4/187 من طريق بقية، عن سعد بن سالم المكي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر.
قلنا: يعني جعلوه من "مسند عمر بن الخطاب" رضي الله عنه، وقال الحافظ في "الفتح" 5/400: والمشهور الأول. يعني من مسند ابن عمر.
وأخرجه الدارقطني 4/187 من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أن عمر رضي الله عنه، قال: يا رسول الله إني نذرتُ أن أتصدق بمالي. قال: "احبس أصلها وسبل ثمرتها".
قال الحافظ في "الفتح" 5/400: إسنادها ضعيف ... ولم يثبت هذا، وإنما كان صدقة تطوع.
وأخرجه ابن ماجه (2397) عن محمد بن أبي عمر العدني، عن سفيان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، إن المئة سهم التي بخيبر لم أصب مالاً قط هو أحب إلي منها، وقد أردت أن أتصدق بها، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "احبس أصلها، وسبل ثمرتها".
قال ابن أبي عمر: فوجدت هذا الحديث في موضع آخر في كتابي عن=(8/219)
4609 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سَلَمَةَ الثَّقَفِيَّ: أَسْلَمَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ،
__________
= سفيان، عن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال عمر. فذكر نحوه.
وعلقه البخاري في "المزارعة" (14) باب أوقاف أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بلفظ: وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر: "تصدق بأصله لا يباع، ولكن يُنفق ثمره" فتصدق به.
وسيأتي برقم (5179) و (5947) و (6078) و (6460) .
قوله: أرضاً بخيبر، سيأتي في الرواية رقم (6078) أن عمر بن الخطاب أصاب أرضا من يهود بني حارثة، يقال لها ثمغ.
وقوله: غير متأثل فيه: المتأثلُ هو المتخذ، والتأثل: اتخاذُ أصل المال حتى كأنه عنده قديم، وأثله كل شيء: أصله ... واشتراطُ نفي التأثل يقوي ما ذهب إليه من قال: المراد من قوله: "يأكل بالمعروف" حقيقة الأكل لا الأخذ من مال الوقف بقدر العمالة. قاله القرطبي فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 5/401-402.
وسيأتي في الرواية رقم (5179) : غير متمول فيه: يعني غير متخذ منها مالا، أي: ملكا والمراد أنه لا يتملك شيئا من رقابها "الفتح" 5/401.
وقال الحافظ فى "الفتح" 5/402: قال الترمذي: لا نعلم بين الصحابة والمتقدمين من أهل العلم خلافا فى جواز وقف الأرضين وجاء عن شريح: أنه أنكر الحبس ومنهم من تأوله.
وقال أبو حنيفة: لا يلزم وخالفه جميع أصحابه إلا زفر بن الهذيل فحكي الطحاوي عن عيسي بن أبان قال: كان أبو يوسف يجيز بيع الوقف فبلغه حديث عمر هذا فقال: من سمع هذا من ابن عون؟ فحدثه به ابن عليه، فقال هذا لا يسع أحدا فى خلافه ولو بلغ أبا حنيفة لقال به، فرجع عن بيع الوقف حتي صار كأنه لا خلاف فيه بين أحد وانظر "عمدة القاري" 14/24-25.(8/220)
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا " (1)
__________
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وبعمل الأئمة المتبوعين به. وهذا الإسناد، وإن كان رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن معمراً رواه بالعراق، وحدث به من حفظه، فوصل إسناده وأخطأ فيه. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" عن معمر، عن الزهري، مرسلاً، وكذلك رواه مالك في "الموطأ" عن الزهري، مرسلاً. وهذا الصحيح؛ فإن معمرا كان يحدث في اليمن من كتبه، فلا يقع له الوهمُ، وأما ما حدث به خارج اليمن، فكان يُحدث به من حفظه فيقع له بعضُ الوهم. وقد جاء مرفوعاً بإسناد آخر رجاله ثقات سنذكره في التخريج وهو يقوي الرواية المرسلة عن الزهري.
قال الترمذي في "العلل الكبير" 1/445: وسألت محمدا (يعني البخاري) عن حديث معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: أن غيلان ... الخ، فقال: هو حديث غير محفوظ، إنما روى هذا معمر بالعراق. وقد روي عن معمر، عن الزهري هذا الحديث مرسلاً.
وروى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري حدثت عن محمد بن سُويد الثقفي: أن غيلان بن سلمة أسلم ... قال محمد: وهذا أصح، وإنما روى الزهري، عن سالم، عن أبيه أن عمر قال لرجل من ثقيف طلق نساءه، فقال: لتراجعن نساءك أو لأرجمنك كما رجم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبر أبي رغال.
وقال الحافظ في "التلخيص" 3/168: وحكم مسلم فى "التمييز" على معمر بالوهم فيه، وقال ابن أبي حاتم وأبو زرعة: المرسل أصح وحكي الحاكم عن مسلم أن هذا الحديث مما وهم فيه معمر بالبصرة قال: فإن رواه عنه ثقة خارج البصرة حكمنا له بالصحة. وقد أخذ ابنُ حبان والحاكم والبيهقي بظاهر هذا الحكم، فأخرجوه من طريق عن معمر من حديث أهل الكوفة وأهل خراسان وأهل اليمامة عنه. قلت (يعني الحافظ) : ولا يفيد ذلك شيئاً، فإن هؤلاء كلهم إنما=(8/221)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سمعوا منه بالبصرة، وإن كانوا من غير أهلها، وعلى تقدير تسليم أنهم سمعوا منه بغيرها، فحديثه الذي حدث به في غير بلده مضطرب، لأنه كان يحدث في بلده من كتبه على الصحة، وأما إذا رحل فحدث من حفظه بأشياء، وهم فيها، اتفق على ذلك أهل العلم به كابن المديني والبخاري وأبي حاتم ويعقوب بن شيبة وغيرهم.
وقال الأثرم عن أحمد: هذا الحديثُ ليس بصحيح، والعملُ عليه، وأعله بتفرد معمر بوصله وتحديثه به في غير بلده هكذا.
وقال ابن عبد البر: طُرُقُهُ كلها معلولة، وقد أطال الدارقطني في "العلل" تخريج طرقه، ورواه ابن عيينة ومالك عن الزهري مرسلا. وكذا رواه عبد الرزاق عن معمر، وقد وافق معمراً على وصله بحر بن كنيز السقاء، عن الزهري، لكن بحر ضعيف، وكذا وصله يحيى بن سلام، عن مالك، ويحيى: ضعيف.
وأخرجه الشافعي 2/16، وابن أبي شيبة 4/317، والبيهقي 7/181، والبغوي (2288) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/317، والدارقطني 3/269 من طريق مروان بن معاوية، وابن حبان (4157) ، والحاكم 2/193 من طريق الفضل بن موسى، وابن حبان (4158) من طريق عيسى بن يونس، والحاكم 2/192 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والبيهقي 7/182 من طريق سفيان الثوري، خمستهم عن معمر، به. وسقط معمر من إسناد مطبوع الدارقطني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/216 عن سفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية، وابن عدي في "الكامل" 1/182 من طريق يحيى بن أبي كثير، ثلاثتهم عن معمر، به. وعندهم: وله ثمان نسوة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (658) من طريق بحر السقاء (وهو ضعيف(8/222)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كما تقدم) ، عن الزهري، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13221) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، حدثني أبي، عن أبيه، عن النعمان بن المنذر، عن سالم، به.
وهذا إسناد ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1701) ، والبيهقي 7/183 من طريق عمرو بن يزيد الجرمي، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/245، والدارقطني 3/271 من طريق عبد القدوس بن محمد، وأبي بكر، ثلاثتهم عن سيف بن عبيد الله، عن سرار بن مجشر، عن أيوب، عن نافع وسالم، عن ابن عمر أن غيلان ...
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا سرار، تفرد به سيف.
قال الحافظ في "التلخيص" 3/169: "ورجال إسناده ثقات. ثم قال: ومن هذا الوجه أخرجه الدارقطني، واستدل به ابنُ القطان على صحة حديث معمر.
قال ابن القطان: وإنما اتجهت تخطئتهم حديث معمر، لأن أصحاب الزهرى اختلفوا عليه، فقال مالك وجماعة عنه، بلغني ... فذكره. وقال يونس عنه، عن عثمان بن محمد بن أبي سويد. وقيل: عن يونس، عنه، بلغني عن عثمان بن أبي سويد. وقال شعيب عنه، عن محمد بن أبي سويد. ومنهم من رواه عن الزهري، قال: أسلم غيلان ... فلم يذكر واسطة. قال: فاستبعدوا أن يكون عند الزهري
عن سالم، عن ابن عمر مرفوعاً. ثم يحدث به على تلك الوجوه الواهية، وهذا عندي غير مستبعد، والله أعلم.
وأخرجه أبو داود في "مراسيله" (234) ، والطحاوي 3/252، والدارقطني 3/270، والبيهقي 7/182 من طريق عبد الرزاق، والطحاوي 3/253 من طريق=(8/223)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سفيان بن عيينة كلاهما عن معمر، عن الزهري مرسلا ...
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (12621) برواية الدبري، عن معمر متصلا بذكر سالم، عن أبيه.
قلنا: قد استنكر ذلك أبو نعيم -كما ذكر الحافظ في "الإصابة" في ترجمة غيلان-، وقال: إن الأثبات رووه عن عبد الرزاق مرسلا.
وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" 18/ (27254) : ذكر يعقوب بن شيبة، قال: حدثني أحمد بن شبويه، قال: قال لنا عبد الرزاق، قال: لم يسند لنا معمر حديث غيلان بن سلمة أنه أسلم، وعنده عشرة نسوة.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/586 عن الزهري، أنه قال: بلغني ...
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/253 من طريق الليث، عن عقيل، عن الزهري، قال: بلغني عن عثمان بن محمد بن أبي سويد، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال لغيلان ...
وسيأتي بالأرقام (4631) و (5027) و (5558) .
وفي الباب ما يشده من حديث عروة بن مسعود الثقفي عند البيهقي 7/184، ورجاله ثقات، لكن راويه عن عروة -وهو محمد بن عبيد الله الثقفي- لم يدركه.
وآخر من حديث قيس بن الحارث أو الحارث بن قيس، عند أبي داود (2241) ، وابن ماجه (1952) ، والبيهقي 7/183، وهو حسن بطرقه.
وثالث من حديث نوفل بن معاوية عند الشافعي 2/16، والبيهقي 7/184 ورجاله ثقات غير شيخ الشافعي، فإنه مجهول.
وغيلان بن سلمة هذا يُعد من أشراف ثقيف، أسلم بعد فتح الطائف هو وأولاده، وكان شاعراً، أحد حُكام قيس في الجاهلية، له ترجمة في "طبقات ابن سعد" 5/371، وفي "الإصابة" برقم (6929) .
وقوله: "اختر منهن أربعاً"، قال السندي: يدل على حرمة ما زاد على أربع=(8/224)
4610 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ قَالَ: " رُبَّمَا أَمَّنَا ابْنُ عُمَرَ بِالسُّورَتَيْنِ وَالثَّلَاثِ فِي الْفَرِيضَةِ " (1)
4611 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ هَكَذَا، وَهَكَذَا وَهَكَذَا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ "، قَالَ (2) وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ: " إِذَا كَانَ لَيْلَةُ تِسْعٍ، وَعِشْرِينَ، وَكَانَ فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ أَوْ قَتَرٌ أَصْبَحَ صَائِمًا " (1)
__________
= كما عليه الجمهور، وعلى أنه إذا جُمع ما فوق الأربع في العقد لا يفسد العقد، بل له الخيار في أربع.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطحاوي 1/348 من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله بن عمر، وموسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقرأ بالسورتين والثلاث في ركعة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/114، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً، سلف برقم (3607) .
وقوله: بالسورتين. قال السندي: أي سورة الفاتحة في ركعة، وهذا يدل على أن مثله غير مكروه ... وقد جاء أن رجلاً من الصحابة كان يؤمهم، فكان يقرأ: (قل هو الله أحد) ، في كل ركعة بعد الفراغ من سورة أخرى، وبلغ ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرره، والله تعالى أعلم.
(2) لفظ: "قال" لم يرد في (ظ 14) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.(8/225)
4612 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَخْبَرَنِي ابْنُ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَحَرَّوْا بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ، وَلَا غُرُوبَهَا فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ فَإِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَلَا تُصَلُّوا حَتَّى تَبْرُزَ، وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَلَا تُصَلُّوا (2) حَتَّى تَغِيبَ " (3)
__________
= وأخرجه مسلم (1080) (5) ، والنسائي 4/134 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة مختصراً 3/85، ومسلم (1080) (5) ، وابن حبان (3451) من طريق عبد الله بن نمير، ومسلم (1080) (4) من طريق أبي أسامة، وابن خزيمة (1913) من طريق عبد الوهاب، ثلاثتهم، عن عبيد الله، به.
وعند مسلم وابن حبان: "فاقدروا له ثلاثين"، وانظر (5294) .
وقد سلف برقم (4488) .
وقوله: "ليلة تسع وعشرين"، قال السندي: كأن المراد بها ليلة يتم بها تسع وعشرون وهي ليلة ثلاثين وفي رواية: "وإذا كان شعبان تسعاً وعشرين، نظر له، فإن رئي، فذاك، وإن لم يُر ولم يحُل دون منظره سحاب ولا قترة أصبح مفطراً، وإن حال، أصبح صائماً". وواه أبو داود (2320) وهي أظهر
(2) في (ص) : فلا تصلوها.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام بن عروة: هو ابن الزبير.
وأخرجه البخاري (582) و (583) ، والنسائي في "الكبرى" (1550) و (1551) ، وفي "المجتبى" 1/279، وابن خزيمة (1273) ، وابن حبان (1567) =(8/226)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= و (1569) ، والبيهقي 2/453 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3272) و (3273) ، ومسلم (828) (290) و (829) (291) ، وابن خزيمة (1273) ، وأبو عوانة 1/382 و383، والطحاوي 1/152، وابن حبان (1545) ، والطبراني في "الكبير" (13258) و (13259) ، والبيهقي 2/453 من طرق، عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه الطحاوي 1/151-152 من طريق الدراوردي، عن هشام بن عروة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، مرفوعاً. قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 72: ولم يتابع (يعني الدراوردي) على هذا القول (يعني بذكر سالم في الإسناد) ، والصحيح قول يحيى القطان ومن تابعه.
وأخرجه مالك مختصراً في "الموطأ" 1/220 عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلا.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (4694) و (4695) و (4772) و (4840) و (4885) و (4931) و (5010) و (5301) و (5586) و (5834) و (5835) و (5837) .
وفي الباب: عن عمر سلف برقم (110) .
وعن سعد سلف (1469) .
وعن عبد الله بن عمرو سيرد 2/179.
وعن أبي هريرة سيرد 2/462 و510.
وعن أبي سعيد الخدري سيرد 3/45-46 و95.
وعن معاوية بن أبي سفيان سيرد 4/99.
وعن عقبة بن عامر سيرد 4/152.
وعن معاذ بن عفراء سيرد 4/219 و220.=(8/227)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعن كعب بن مرة أو مرة بن كعب سيرد 4/235.
وعن عمرو بن عبسة سيرد 4/385.
وعن الصنابحي سيرد 4/348.
وعن سمرة بن جندب سيرد 5/15.
وعن أبي ذر سيرد 5/165.
وعن زيد بن ثابت سيرد 5/190.
وعن أبي بشير الأنصاري سيرد 5/216.
وعن أبي أمامة سيرد 5/260.
وعن صفوان بن المعطل سيرد 5/312.
وعن بلال سيرد 6/12.
وعن عائشة سيرد 6/124.
قوله: "لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها"، يعنى أن نهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مختص بمن قصد الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، لا أن نهيه مطلق، وهذا مذهب ابن عمر وعائشة، ويؤيد ذلك الرواية الآتية برقم (4840) ، وفيه: "لا يتحينن أحدكم طلوع الشمس ... "، وقد نقل الحافظ في "الفتح" 2/59 اختلاف أهل العلم في المراد بذلك، فبعضم فهم منه النهي مطلقاً، وعد هذا الحديث مفسراً لحديث عمر رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري (581) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس، وبعد العصر حتى تغرب، وما روي عن عائشة عند البخاري (591) من ان النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما ترك السجدتين بعد العصر، فحملوه على جواز استدراك ما فات من الرواتب من غير كراهة ... وأما مواظبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ذلك فهو من خصائصه. انظر "الفتح" 2/64.
وبعضهم فهم منه أن الصلاة لا تكره بعد الصبح ولا بعد العصر إلا لمن قصد بصلاته طلوع الشمس وغروبها. ما ذكر الحافظ في "الفتح" 2/59.(8/228)
4613 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، (1) حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] ، " يَقُومُ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ " (2)
__________
= ثم نقل الحافظ اختلاف الأئمة في ذلك، ثم قال: يحمل النهي على ما لا سبب له، ويخص منه ما له سبب، جمعاً بين الأدلة، والله أعلم.
قوله: "حاجب الشمس"، قال الحافظ في "الفتح" 6/340: هو طرف قرصها الذي يبدو عند طلوع الشمس، ويبقى عند الغروب.
وقرنا الشيطان: جانبا رأسه، يقال: إنه ينتصب في محاذاة مطلع الشمس حتى إذا طلعت كانت بين جانبي رأسه لتقع السجدة له إذا سجد عبدة الشمس لها، وكذا عند غروبها ... ، وعلى هذا فقوله: "تطلع بين قرني الشيطان"، أي: بالنسبة إلى من يشاهد الشمس عند طلوعها، فلو شاهد الشيطان لرآه منتصباً عندها.
(1) تحرف في (م) إلى: "عبد الله".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه مسام (2862) (60) ، النسائي في "الكبرى" (11656) ، والطبري في "تفسيره" 30/93، وابن حبان (7332) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري فى "تفسيره" 30/94 عن مهران، عن العمري، به.
وأخرجه عبد بن حميد (763) ، والبخاري (4938) ، ومسلم (2862) (60) ، والنسائي في "الكبرى" (11656) ، والطبري في "تفسيره" 30/92، 94، وابن عدي 1/180، والبيهقي في "الشعب" (257) ، والبغوي في "تفسيره" 7/219 من طرق، عن نافع، به.
وعند بعضهم فيه زيادة: يوم القيامة. وسترد في الرواية رقم (5318) .
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/355 من طريق الزهري، عن سالم، عن=(8/229)
4614 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ (1) عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكُزُ الْحَرْبَةَ يُصَلِّي إِلَيْهَا " (2)
__________
= ابن عمر موقوفاٌ.
وسيأتي برقم (4697) و (4862) و (5318) و (5388) و (5823) و (5912) و (6075) و (6086) .
وفي الباب: عن أبي بكر الصديق سلف برقم (15) .
وعن أبي هريرة سيرد 2/418-419.
وعن أنس سيرد 3/178.
وعن عقبة بن عامر سيرد 4/157.
وعن أبي أمامه سيرد 5/254.
وعن المقداد بن الأسود سيرد 6/3-4.
وعن ابن مسعود عند ابن حبان (7335) .
قال الحافظ في "الفتح" 11/393:
الرشح: العرق، شبه برشح الإناء، لكونه يخرج من البدن شيئاً فشيئاً.
(1) في (ظ 14) : حدثنا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه البخاري (498) ، والنسائي في "المجتبي" 2/62، وفي "الكبرى" (822) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (972) ، ومسلم (501) (246) ، وابن ماجه (1305) ، وأبو عوانة 2/51، وحمزة السهمي في "تاريخ جرجان" ص 448 من طرق، عن عبيد الله، به.=(8/230)
4615 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ ثَلَاثًا إِلَّا، وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ " (1)
__________
= وعند البخاري وأبي عوانة زيادة: في العيدين، وستأتي برقم (5734) و (6286) .
وأخرجه بنحوه البخاري (973) ، وابن ماجه (1304) من طريقين عن نافع، به.
وسيأتي بالأرقام (5734) و (5840) و (6286) و (6319) و (6388) .
وفي الباب: عن ابن عباس سلف برقم (2175) .
وعن أنس عند البخاري (500) وسيرد 3/171.
وعن أبي جُحيفة وهب بن عبد الله السوائي عند البخاري (187) ، سيرد 4/307.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (1727) ، ومن طريقه البيهقي 3/138 عن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1087) ، ومسلم (1338) (413) ، وابن خزيمة (2521) ، والطحاوي 2/113، والبيهقي 5/227 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/5، والبخاري (1086) ، ومسلم (1338) (413) من طريق أبي أسامة، وابن حبان (2730) من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، به. ولفظ ابن أبي شيبة: فوق ثلاث.
وقال البخاري بإثر حديث رقم (1087) : تابعه أحمد (يعنى ابن محمد=(8/231)
4616 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ،
__________
= المروزي) عن ابن المبارك، عن عبيد الله، به.
قلنا: وهذه المتابعة لم يجدها الحافظ موصولة.
وأخرجه مسلم (1338) (414) ، وابن حبان (2722) من طريق الضحاك بن عثمان، وابن حبان (2720) من طريق إبراهيم الصائغ، كلاهما عن نافع، به.
ورواية الضحاك: مسيرة ثلاث ليال.
قال الحافظ في "الفتح" 2/568: والجمع بينهما أن المراد ثلاثة أيام بلياليها، أو ثلاث ليال بأيامها.
وسيأتي برقم (6289) من طريق ابن نمير، عن عبيد الله، به. وسيتكرر برقم (4696) .
أعل يحيى القطانُ هذه الرواية كما سيأتي برقم (6290) ، فقال: ما أنكرت على عبيد الله بن عمر إلا حديثاً واحداً، حديث نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تسافر امرأة سفراً ثلاثاً إلا مع ذي محرم"، قال أبي (يعني الإمام أحمد) : وحدثناه عبد الرزاق، عن العمري، عن نافع، عن ابن عمر، ولم يرفعه.
قلنا: عبد الله بن عمر ضعيف، فلا تعل رواية عبيد الله به. وهو أوثق منه وأحفظ. والشيخان لم يلتفتا إلى هذه العلة، فأخرجا حديث عبيد الله في "صحيحيهما"، ثم إن عبيد الله قد توبع كما في التخريج.
وقد أشار الحافظ في "الفتح" 2/568 إلى أن الدارقطني نقل هذا التعليل عن القطان، وأجاب بقوله: وعبد الله ضعيف، وقد تابع عبيد الله الضحاك ... فاعتمده لذلك.
وسترد شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو برقم (6712) .
المحرم: المراد به من لا يحل له نكاحُها، قاله الحافظ في "الفتح" 2/568، وقال السندي: والزوج مثل المحرم، فإنه يغني غناءه.(8/232)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخَيْلُ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (3644) ، ومسلم (1871) (96) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1844) ، وابن أبي شيبة 12/480، ومسلم (1871) (96) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/273، وفي "شرح مشكل الآثار" (219) من طرق، عن عبيد الله، به.
وأخرجه مسلم (1871) (96) ، والنسائي 6/221-222، وابن ماجه (2787) ، وابن حبان (4668) من طريقين، عن نافع، به.
وسيأتي بالأرقام (4816) و (5102) و (5768) و (5769) و (5783) و (5918) وسيتكرر برقم (5200) .
وفي الباب: عن أبي هريرة، سيرد 2/383.
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/39.
وعن جابر بن عبد الله، سيرد 3/352.
وعن سلمة بن نفيل، سيرد 4/104.
وعن عتبة بن عبد السلمي، سيرد 4/183.
وعن جرير بن عبد الله، سيرد 4/361.
وعن عروة بن أبي الجعد، سيرد 4/375.
وعن أبي ذر، سيرد 5/181.
وعن أسماء بنت يزيد، سيرد 6/455.
وقوله: "بنواصيها الخير" قال السندي: أي: يلازمها الخير، فكأنه معقود بنواصيها، وقد جاء تفسير الخير بالأجر والغنيمة، ولذا استدل بالحديث على بقاء=(8/233)
4617 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَمِّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَقِيتُ يَوْمًا عَلَى بَيْتِ حَفْصَةَ: " فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى حَاجَتِهِ مُسْتَدْبِرَ الْبَيْتِ (1) مُسْتَقْبِلَ الشَّامِ " (2)
4618 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّهُ كَانَ يَرْمُلُ ثَلَاثًا، وَيَمْشِي أَرْبَعًا، وَيَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَفْعَلُهُ "، وَكَانَ يَمْشِي مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، قَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَمْشِي مَا بَيْنَهُمَا لِيَكُونَ (3) أَيْسَرَ لِاسْتِلَامِهِ (4)
__________
= الجهاد إلى يوم القيامة.
(1) في (ظ 1) وهامش (س) و (ص) : القبلة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان.
وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ومحمد بن يحيي: هو ابن حبان بن منقذ الأنصاري. وعمه: هو واسع بن حبان الأنصاري.
وأخرجه ابن خزيمة (59) ، والبغوي (177) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4606) .
(3) في (ظ 14) : يكون.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
أما قوله: "كان يرمل ثلاثاً، ويمشي أربعاً ... ".
فأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/229، وفي "الكبرى" (3938) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الشافعي 1/342، والبخاري (1617) ، ومسلم (1261) =(8/234)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (230) و (1262) (233) ، وابن ماجه (2950) ، والدارمي 2/42 و43، والبيهقي في "المعرفة" (9874) من طرق، عن عبيد الله، به.
وأخرجه بنحوه الشافعي 1/347، والبخاري (1616) ، ومسلم (1261) (231) ، والنسائي في "المجتبي" 5/229، وفي "الكبرى" (3935) ، والطحاوي 2/181، والبيهقي 5/83 من طريق موسى بن عقبة، والطحاوي 2/181 من طريق عبد الله بن نافع، كلاهما عن نافع، به.
وأخرجه مالك 1/365 عن نافع، عن ابن عمر، موقوفاً.
وأخرجه بنحوه البخاري (1603) ، ومسلم (1261) (232) ، والنسائي في "المجتبي" 5/229-230، وفي "الكبرى" (3939) من طريق الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، مرفوعاً.
وسيأتي بالأرقام (4844) و (4983) و (5238) و (5401) و (5444) و (5737) و (5760) و (5943) و (6047) و (6081) و (6433) و (6463) .
وفي الباب: عن جابر عند مسلم (1218) (147) ، سيرد 3/320.
وعن ابن مسعود عند البيهقي 5/83.
أما قوله: "وكان يمشي ما بين الركنين": فأخرجه بنحوه مطولاً البخاري (1606) ، والدارمي 2/41-42 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الدارمي 2/42 من طريق عقبة بن خالد، عن عبيد الله، به.
وسيأتي برقم (5760) .
وفي الباب: عن ابن عباس عند البخاري (1602) ، وقد سلف برقم (2686) .
وقوله: "وكان يمشي ما بين الركنين"، قال السندي: أي: لا يرمل بينهما في الثلاثة الأول أيضاً، أو يرمل بينهما رملاً ضعيفاً، وهذا أقرب، إذ يستبعد من مثله=(8/235)
4619 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الضَّبِّ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ؟ فَقَالَ: " لَا آكُلُهُ وَلَا أَنَهَى عَنْهُ "
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَلَا يَأْتِيَنَّ الْمَسْجِدَ (1) " (2)
__________
= ترك السنة للمصلحة المذكورة.
وقوله: "إنما كان يمشي ما بينهما ليكون أيسر لاستلامه"، هو من قول نافع كما سيرد مصرحا به في الرواية رقم (5760) .
وذكر الحافظ في "الفتح" 3/472: أن المسلمين اقتصروا عند مراآة المشركين على الإسراع إذا مروا من جهة الركنين الشاميين، لأن المشركين كانوا بإزاء تلك الناحية، فإذا مروا بين الركنين اليمانيين، مشوا على هينتهم كما هو بين في حديث ابن عباس، ولما رملوا في حجة الوداع، أسرعوا في جميع كُل طوفةٍ، فكانت سنة مستقلةً، ولهذه النكتة سأل عُبيدُ الله بنُ عمر نافعا ... عن مشي عبد الله بن
عمر بين الركنين اليمانيين، فأعلمه أنه كان يفعلُه ليكون أسهل عليه في استلام الركن، أي: كان يرفق بنفسه ليتمكن من استلام الركن عند الازدحام، وهذا الذي قاله نافع إن كان استند فيه إلى فهمه، فلا يدفع إحتمال أن يكون ابن عمر فعل ذلك اتباعاً للصفة الأولى من الرمل لما عرف من مذهبه في الاتباع.
(1) في (ق) : مسجدنا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وقوله: "لا آكله ولا أنهى عنه": أخرجه مسلم (1943) (41) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/266 من طريق أبي أسامة، ومسلم (1943) (41) من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عن عبيد الله، به.=(8/236)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد سلف برقم (4497) .
وقوله: "من أكل من هذه الشجرة ... " قال السندي: يعني الثوم والبصل، وهذه القطعة أخرجها أبو داود (3825) ، ومن طريقه البيهقي 3/75 عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجها الدارمي 2/102، والبخاري (853) ، ومسلم (561) ، وابن خزيمة (1661) ، وابن حبان (2088) ، والبيهقي 3/75 من طريق يحيى بن سعيد، به.
وعند بعضهم أن ذلك كان في غزوة خيبر.
وأخرجها ابن أبي شيبة 2/510 و8/302، والبخاري (4215) ، ومسلم (561) (69) ، وابن ماجه (1016) ، وأبو عوانة 1/410، والطحاوي 4/237 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. ولفظ البخاري: نهى يوم خيبر عن أكل الثوم.
وأخرجها الطحاوي 4/237 من طريق يزيد بن عبد الله ابن الهاد، والطبراني في "الأوسط" (328) من طريق أبي النضر المدني، كلاهما عن نافع، به.
وستأتي (4715) .
وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (89) و (186) و (341) .
وعن جابر بن عبد الله عند البخاري (854) و (855) و (5452) و (7359) ، ومسلم (564) ، وابن حبان (1644) ، وسيأتي 3/380 و400.
وعن أنس عند البخاري (856) ، ومسلم (562) ، وسيأتي 3/186.
وعن أبي هريرة عند مسلم (563) ، وابن حبان (1645) ، وسيأتي 2/264 و266 و400.
وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (565) ، وابن حبان (2085) ، وسيأتي 3/12 و60 و70.. وعن المغيرة بن شعبة عند ابن حبان (2095) ، وسيأتي 4/252.=(8/237)
4620 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَيُوتِرُ عَلَيْهَا، وَيَذْكُرُ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
4621 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ مُتَعَمِّدًا حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (2)
__________
= وعن قرة بن إياس، ومعقل بن يسار، سيأتيان 4/19 و5/26.
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -واسمه محمد- فمن رجال مسلم.
وأخرجه الدارقطني 2/21 من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرج النسائي 3/232، والدارقطني 2/21، والبيهقي 2/6 من طرق عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يوتر على الراحلة.
وانظر ما سيأتي برقم (4770) و (4776) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس، وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/342 عن هشيم، وعبد بن حميد (749) عن يزيد بن هارون، كلاهما عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (175) ، والنسائي في "الكبرى" (364) ، وأبو يعلى (5506) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3193) ، والبغوي في "شرح السنة" (371) من طريق الليث بن سعد، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3124) ، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/44 من طريق صخر بن=(8/238)
4622 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ: مَرَّ عَلَى قَوْمٍ، وَقَدْ نَصَبُوا دَجَاجَةً حَيَّةً يَرْمُونَهَا، فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ مَنْ مَثَّلَ بِالْبَهَائِمِ " (1)
__________
= جويرية، كلاهما عن نافع، به.
وانظر (4545) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. المنهال -وهو ابن عمرو الأسدي- احتج به البخاري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/397-398 عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (8428) عن سفيان الثوري، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/182 من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش، به، لكن قال الطحاوي: عن سعيد بن جبير أو مجاهد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 1/206 من طريق الفضيل بن عمرو، والطبراني في "الصغير" (413) من طريق داود بن أبي القصاف، كلاهما عن سعيد بن جبير، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13485) من طريق مجاهد بن جبر، عن ابن عمر.
وسيأتي بالأرقام (5018) و (5247) و (5587) و (5661) و (5682) و (5801) و (5956) و (6259) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1863) و (2480) .
وعن أنس بن مالك عند البخاري (5513) ، ومسلم (1956) ، سيرد 3/117 و171 و180.
وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (1959) ، سيرد 3/318 و321 و339.(8/239)
4623 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَيَنْظُرُ فِي مُلْكِ أَلْفَيْ سَنَةٍ، يَرَى أَقْصَاهُ كَمَا يَرَى أَدْنَاهُ، يَنْظُرُ فِي أَزْوَاجِهِ وَخَدَمِهِ، (1) وَإِنَّ أَفْضَلَهُمْ مَنْزِلَةً لَيَنْظُرُ فِي وَجْهِ اللهِ تَعَالَى كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ " (2)
__________
= وعن عبد الله بن جعفر عند النسائي 7/237.
وعن أبي أيوب الأنصاري عند أحمد 5/422.
وعن العرباض بن سارية عند أحمد 4/127، والترمذي (1474) ، وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حرم المُجثمة.
وعن أبي ثعلبة الخشني بلفظ: "لا تحل المُجثمة"، وسيأتي 4/194.
وعن أبي الدرداء عند الترمذي (1473) بلفظ: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أكل المجثمة، وقال الترمذي: حديث غريب.
والمُخثمة: كل حيوان يُنصبُ وُيرمى ليُقتل. "النهاية".
(1) في (ظ 14) : ينظر أزواجه وخدمه.
(2) إسناده ضعيف. ثوير بن أبي فاختة ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن عدي وغيرهم، وقال الدارقطني وعلي بن الجنيد: متروك، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الملك بن أبجر: هو عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر الكوفي.
وأخرجه أبو يعلى (5729) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (604) ، والحاكم 2/509، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (841) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/87، والبيهقي في "البعث والنشور" (433) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وقرن=(8/240)
4624 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ
__________
= اللالكائي بأبي معاوية حسيناً الجعفي. وقال الحاكم: ثوير بن أبي فاختة وإن لم يخرجاه فلم ينقم عليه غير التشيع. وتعقبه الذهبي بقوله: بل هو واهي الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/111، واللالكائي (866) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن عبد الملك بن أبجر، به، موقوفاً. وتحرف "ابن أبجر" في مطبوعة "مصنف ابن أبي شيبة"، إلى: "أبي الحر".
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (2553) ، وبإثر الحديث (3330) ، والطبري في "التفسير" 29/193، كلاهما عن أبي كريب محمد بن العلاء، عن عبيد الله الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن ثوير، عن مجاهد، عن ابن عمر. فأوقفه، وزاد في إسناده مجاهداً بين ثوير وابن عمر. وقال الترمذي في الموضع الثاني: ما نعلم أحداً ذكر فيه عن مجاهد غير الثوري.
وسيأتي الحديث برقم (3330) .
وقوله: "لينظر"، قال السندى: بفتح اللام على بناء الفاعل. "في ملك" المراد في ملكه، وكأنه نكر للتعظيم، قال تعالى: (وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً ومُلكاً كبيراً) ..
وقوله: "ألفي سنة": كأن المراد: لو نظر في ملكه ماشياً فيه مشي الدنيا، لنظر ألفي سنة، ويحتمل أن يقرأ بإضافة الملك إلى ألفي سنة، بل هي في إفادة هذا المعنى أقرب.
وقوله: "يرى أقصاه"، أي: أقصى ذلك الملك وأبعده منه. ولفظ الترمذي (3330) : "إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسريره مسيرة ألف سنة".(8/241)
اللهِ، إِنِّي (1) أَذْنَبْتُ ذَنْبًا كَبِيرًا، فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَكَ وَالِدَانِ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَلَكَ خَالَةٌ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَبِرَّهَا إِذًا " (2)
4625 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ دَخَلَ مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا، وَإِذَا خَرَجَ خَرَجَ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى " (3)
__________
(1) لفظ: "إني" لم يرد في (م) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري، المدني.
وأخرجه الترمذي (6/30 - 31 تحفة الأحوذي) ، وابن حبان (435) ، والحاكم 5/154، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 334، والبيهقي في "الشعب" (7864) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1904) عن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة، عن أبي بكر بن حفص، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، وقال: هذا أصح من حديث أبي معاوية.
وقوله: "فبرها إذاً"، قال السندي: أي: مع التوبة ليكون كالتمام للتوبة، فإن الحسنات يُذهبن السيئات. وفي الحديث: "فأتبع السيئة الحسنة تمحُها"، وبالجملة فالحديث تعليم لكيفية التوبة بأنه ينبغي أن يزيد عليها حسنة، لتكون ماحية للسيئة. والله تعالى أعلم. وفي الحديث دلالة على أن الخالة كالأم عند
عدمها.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (2940) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.=(8/242)
4626 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كُنَّا نَعُدُّ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ وَأَصْحَابُهُ مُتَوَافِرُونَ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ ثُمَّ نَسْكُتُ " (1)
__________
= وأخرجه الدارمي 2/71 من طريق عقبة بن خالد، والفاكهي في "أخبار مكة" (2462) و (2501) من طريق يحيى بن سليم، كلاهما عن عبيد الله، به.
وأخرجه البخاري (1575) ، وأبو داود (1866) ، والبيهقي في "السنن" 5/72 من طريق مالك، وابن خزيمة (2693) من طريق إسماعيل بن أمية، كلاهما عن نافع، به.
وسيأتي برقم (4725) و (4843) و (5231) و (6284) و (6462) .
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (1577) ، ومسلم (1258) ، وسيرد 6/40.
وقوله: "من الثنية العليا": قال الحافظ في "الفتح" 3/437: هي التي ينزل منها إلى المعلى مقبرة أهل مكة، وهي التي يقال لها الحجون، بفتح المهملة، وضم الجيم.
والثنية: كل عقبة في جبل أو طريق عال فيه.
والثنية السفلى: قال الحافظ: هي عند باب شبيكة بقرب شعب الشاميين من ناحية قعيقعان.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أبي صالح من رجاله، وباقي رجاله على شرطهما، أبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/12، وابن أبي عاصم في "السنة" (1195) ، وأبو يعلى (5784) ، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/352، والخلال في "السنة" (541) ، وابن حبان (7251) ، والطبراني (13301) من طريق أبي معاوية، بهذا=(8/243)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1196) عن عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن سهيل بن أبي صالح، به، بلفظ: كنا نتحدث على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان، فيبلغ ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا ينكره علينا. وعبد الوهاب بن الضحاك متروك.
وأخرجه ابن أبي عاصم (1193) ، والخلال (577) من طريقين، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كنا نتحدث على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، فيبلغ ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا ينكره، وإسناده صحيح.
وأخرجه دون قوله: "فيبلغ ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا ينكره" أحمد في "فضائل الصحابة" (53) و (57) ، والبخاري (3655) ، وابن أبي عاصم (1192) ، وأبو يعلى (5603) ، والخلال (580) من طريق يحيي بن سعيد الأنصاري، وأحمد (54) و (55) ، والبخاري (3697) ، وأبو داود (4627) ، والترمذي (3707) ، والخلال (577) و (578) و (579) من طريق عبيد الله بن عمر، وأحمد (62) ، وابن أبي عاصم (1194) ، والخلال (582) من طريق جسر بن الحسن، وأبو يعلى (5602) من طريق يوسف الماجشون، وابن أبي عاصم (1193) من طريق يزيد بن أبي حبيب، كلهم عن نافع، عن ابن عمر بنحوه. وقال الترمذي: حديث حسن، صحيح، غريب من هذا الوجه، يستغرب من حديث عبيد الله بن عمر.
وأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (56) و (64) ، وأبو داود (4628) ، وابن أبي عاصم (1190) و (1191) ، والطبراني في "الكبير" (13131) و (13132) ، وفي "الأوسط" (1713) من طريق الزهري، عن سالم، عن ابن عمر بنحوه.
ورواية أحمد (64) ، والطبراني في "الكبير" (13132) مطولة، وعند الطبراني زيادة: ويسمع ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا ينكره.=(8/244)
4627 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ فِي الْقَوْمِ: (1) اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ (2) اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ الْقَائِلُ كَذَا وَكَذَا؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " عَجِبْتُ لَهَا، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ " قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ " (3)
__________
= وأخرجه أبو يعلى (5604) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن ابن عمر.
وهذا إسناد منقطع، فقد ذكر الدارقطني في "العلل" 4/الورقة 98 أن يزيد لم يسمع من ابن عمر ولا من أحد من الصحابة.
وأخرجه أحمد في "الفضائل" (63) من طريق عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر، قال: ما كنا نختلف في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الخليفة بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو بكر، وأن الخليفة بعد أبي بكر عمر، وأن الخليفة بعد عمر عثمان، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري.
وسيأتي برقم (4797) مطولاً.
(1) في (ظ 14) وهامش (س) و (ص) من القوم.
(2) في (ظ 14) : سبحان، من غير واو.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- وعون بن عبد الله بن عتبة، كلاهما من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. الحجاج بن أبي عثمان -واسم أبي عثمان: ميسرة أو سالم-: هو الصواف أبو الصلت الكندي، مولاهم.=(8/245)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/264-265 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (601) ، والترمذي (3592) ، والنسائي 2/125، والطبراني في "الدعاء" (516) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وحجاج بن ميسرة ثقة عند أهل الحديث.
وأخرجه أبو يعلى (5728) ، وأبو عوانة 2/100 من طريق يزيد بن زريع، عن حجاج، به.
وأخرجه عبد الرزاق (2559) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل، عن ابن عمر.
وأخرج عبد الرزاق (2560) ، وابن أبي شيبة 2/233 من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن الهيثم بن حنش أنه رأى ابن عمر وصلى معه إلى جنبه، فقال: الله أكبر، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، اللهم أجعلك (أي: أجعل حبك) أحب شيء إلى وأحسن شيء عندي.
وسيأتي الحديث برقم (5722) .
وفي الباب عن أنس بن مالك عند مسلم (600) ، وسيأتي 3/167-168.
وعن جبير بن مطعم عند أحمد 4/83 و85، وصححه ابن حبان (1780) .
وعن عبد الله بن أبي أوفى، سيأتي 4/355.
وعن أبي سعيد الخدري عند أبي داود (775) ، والترمذي (242) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/197-198.
وقوله: "الله أكبر كبيراً"، قال السندي: منصوب بتقدير: كبرت تكبيراً. ويمكن أن يكون صفة لمصدر أكبر.
كثيراً، أي: حمدا كثيراً، وهو مصدر لما يفهم من الحمد لله من حمد المتكلم، أي: حمدته حمدا كثيراً.(8/246)
4628 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ، " إِذَا دَخَلَ أَدْنَى الْحَرَمِ، أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ، فَإِذَا انْتَهَى إِلَى ذِي طُوًى بَاتَ بهِ (1) حَتَّى يُصْبِحَ، ثُمَّ يُصَلِّيَ الْغَدَاةَ، وَيَغْتَسِلَ، وَيُحَدِّثَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُهُ "، ثُمَّ " يَدْخُلُ مَكَّةَ ضُحًى، فَيَأْتِي الْبَيْتَ فَيَسْتَلِمُ الْحَجَرَ، وَيَقُولُ: بِسْمِ اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ يَرْمُلُ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ، يَمْشِي مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، فَإِذَا أَتَى عَلَى الْحَجَرِ اسْتَلَمَهُ، وَكَبَّرَ أَرْبَعَةَ أَطْوَافٍ مَشْيًا، ثُمَّ يَأْتِي الْمَقَامَ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الْحَجَرِ، فَيَسْتَلِمُهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّفَا مِنَ الْبَابِ الْأَعْظَمِ، فَيَقُومُ عَلَيْهِ، فَيُكَبِّرُ سَبْعَ مِرَارٍ، ثَلَاثًا يُكَبِّرُ، ثُمَّ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (2)
__________
(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: فيه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرج قصة المبيت بذي طوى أبو داود كما في "تحفة الأشراف" 6/62 عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد. ولم نجده في رواية اللؤلؤي من "سنن أبي داود"، قال المزي: حديث أحمد بن حنبل في رواية أبي الحسن بن العبد، وأبي بكر بن داسة.
وأخرجها البخاري (1573) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (4240) ، والبيهقي 5/71، والبغوي (1894) من طريق إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجها مسلم (1259) (227) ، وأبو داود (1865) ، والبيهقي 5/71 من=(8/247)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= طريق حماد بن زيد، وابن خزيمة (2614) و (2695) ، ومن طريقه البيهقي 5/39 من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن أيوب، به.
وعلقها البخاري (1553) و (1769) من طريقين عن أيوب، به. وزاد في الحديث (1769) : وإذا نفر مر بذي طُوى، وبات بها حتى يصبح.
وأخرجها مالك في "الموطأ" 1/324، ومن طريقه البيهقي 5/71 عن نافع، به، ولم يذكر قوله: ويُحدث أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعله.
وأخرج ابن أبي شيبة 4/75 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، قال: كان ابن عمر لا يدخل مكة في حج ولا عمرة حتى يغتسل بذي طوى.
وأخرج الشافعي في "مسنده" 1/338 عن مالك، وابن أبي شيبة 4/75 من طريق عبيد الله بن عمر، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يغتسل إذا دخل مكة.
وقصة الطواف والسعي أخرجها البخاري (1767) موقوفة من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يبيت بذي طوى بين الثنيتين، ثم يدخل من الثنية التي بأعلى مكة، وكان إذا قدم مكة حاجا أو معتمراً لم ينخ ناقته إلا عند باب المسجد، ثم يدخل، فيأتي الركن الأسود، فيبدأ به، ثم يطوف سبعاً، ثلاثاً سعياً، وأربعاً مشياً، ثم ينصرف فيصلي سجدتين، ثم ينطلق قبل أن
يرجع إلى منزله، فيطوف بين الصفا والمروة، وكان إذا صدر عن الحج أو العمرة أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة التي كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينيخ بها.
وأخرج ابن أبي شيبة 4/86 من طريق عبيد الله بن عمر، والبيهقي 5/94 من طريق مالك، كلاهما عن نافع، عن عبد الله بن عمر إنه كان إذا طاف بين الصفا والمروة بدأ بالصفا فرقى عليه حتى
يبدو له البيت، قال: وكان يكبر ثلاث تكبيرات، ويقول لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ... =(8/248)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرج البيهقي 5/94 من طريق ابن جريج، قال: قلت لنافع: هل من قولٍ كان عبد الله بن عمر يلزمه، قال: لا تسأل عن ذلك، فإن ذلك ليس بواجب، فأبيت أن أدعه حتى يخبرني، قال: كان يُطيل القيام حتى لولا الحياء منه لجلسنا، فيكبر ثلاثاً، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثم يدعو طويلا، ثم يرفع صوته ويخفضه، حتى إنه ليسأله أن يقضي عنه مغرمه فيما سأل، ثم يكبر ثلاثاً، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثم يسأل طويلاً كذلك حتى يفعل ذلك سبع مرات يقول ذلك على الصفا والمروة في كل ما حج واعتمر.
وأخرج البيهقي 5/94-95 من طريق موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل رواية ابن جريج.
وستأتي قصة المبيت بذي طوى بالأرقام (4656) و (5082) و (5600) و (6462) .
وستأتي قصة الطواف والسعي برقم (6247) من طريق سالم عن ابن عمر.
وانظر الأحاديث (4480) و (4641) و (5230) و (5238) .
وفي الباب عن جابر مرفوعا سيأتي 3/320.
وعن أبي هريرة مرفوعا عند البيهقي 5/93.
وقوله: "أدنى الحرم"، أي: أقرب مكان من الحرم.
وقوله: "أمسك عن التلبية": قال السندي: الظاهر أن ذلك إذا دخل معتمراً، فالحديث يدل على أن المعتمر يقطع التلبية بالدخول في الحرم.
وقوله: "أربعة أطواف مشياً"، هكذا في النسخ، والظاهر أنه بتقدير فعل، أي: يمشي أربعة أطواف مشياً.
قوله: "فيقوم عليه فيكبر سبع مرار": يعني أنه يقوم على الصفا سبع مرار، يكبر في كل مرة ثلاثا.(8/249)
4629 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ النَّبِيذِ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ مَعَ الْأَشَجِّ، فَسَأَلُوا نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشَّرَابِ، فَقَالَ: " لَا تَشْرَبُوا فِي حَنْتَمَةٍ، وَلَا فِي دُبَّاءٍ، وَلَا نَقِيرٍ " فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، وَالْمُزَفَّتُ؟ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ نَسِيَ، فَقَالَ: " لَمْ أَسْمَعْهُ يَوْمَئِذٍ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَقَدْ كَانَ يَكْرَهُهُ " (1)
4630 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ثَمَنِ عَسْبِ الْفَحْلِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الخالق -وهو ابن سلمة الشيباني- فمن رجال مسلم، إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلية.
وأخرجه أبو عوانة 5/297 من طريق شعبة، عن عبد الخالق، به.
وقد سلف برقم (4465) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري. علي بن الحكم من رجال البخاري، وباقي السند على شرطهما. وأخرجه البخارى (2284) ، وأبو داود (3429) ، والترمذي (1273) ،
والنسائي في "الكبرى" (6267) ، وفي "المجتبى" 7/310، وابن الجارود (582) ، وابن حبان (5156) ، والحاكم 2/42، والبيهقي في "السنن" 5/339، وفي "المعرفة" (11438) ، والبغوي (2109) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الحاكم على شرط البخاري،=(8/250)
4631 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: ابْنُ جَعْفَرٍ، فِي حَدِيثِهِ أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سَلَمَةَ الثَّقَفِيَّ: أَسْلَمَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا " فَلَمَّا كَانَ فِي عَهْدِ عُمَرَ طَلَّقَ نِسَاءَهُ، وَقَسَمَ (1) مَالَهُ بَيْنَ بَنِيهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، فَقَالَ: " إِنِّي لَأَظُنُّ الشَّيْطَانَ فِيمَا يَسْتَرِقُ مِنَ السَّمْعِ سَمِعَ بِمَوْتِكَ، فَقَذَفَهُ فِي نَفْسِكَ، وَلَعَلَّكَ أَنْ لَا تَمْكُثَ إِلَّا قَلِيلًا، وَايْمُ اللهِ، لَتُرَاجِعَنَّ نِسَاءَكَ، وَلَتَرْجِعَنَّ فِي مَالِكَ، أَوْ لَأُوَرِّثُهُنَّ مِنْكَ، وَلَآمُرَنَّ بِقَبْرِكَ فَيُرْجَمُ كَمَا
__________
= وقال: لم يخرجاه، وأقره الذهبي فوهما.
وأخرجه البخاري (2284) ، والنسائي في "الكبرى" (6267) ، وفي "المجتبي" 7/310، والبغوي (2109) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن علي بن الحكم، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/299.
وعن أنس، سيرد 3/145.
وعن جابر عند مسلم (1565) (35) .
وعن أبي سعيد الخدري عند النسائي 7/311، وأبي يعلى (1024) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (711) ، والدارقطني 3/47، والبيهقي 5/339.
قوله: "عسب الفحل" بفتح العين وسكون السين: ماؤه، فرساً كان أو بعيرا أو غيرهما، فأخذ الأجر على ذلك حرام.
(1) في هوامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : فرق.(8/251)
رُجِمَ قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن المرفوع منه أخطأ فيه معمر، كما سلف بيانه برقم (4609) .
وأما الموقوف، فصححه البخاري كما في "علل الترمذي الكبير" 1/445، وقد قال أبو جعفر الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/253: أخطأ معمر، فجعل إسناد هذا الحديث فيه كلام عمر للحديث الذي فيه كلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد كشف مسلم في كتاب "التمييز فيما نقله الحافظ عنه في "الإصابة" (6929) في ترجمة غيلان عن علته، وبينها بيانا شافياً، فقال: إنه كان عند الزهري في قصة غيلان حديثان. أحدهما مرفوع والآخر موقوف، قال: فأدرج معمر المرفوع على إسناد الموقوف، فأما المرفوع فرواه عقيل، عن الزهري، قال: بلغنا عن عثمان بن محمد بن أبي سويد، أن غيلان أسلم وتحته عشر نسوة ... الحديث. وأما الموقوف: فرواه الزهري، عن سالم، عن أبيه أن غيلان طلق نساءه في عهد عمر، وقسم ميراثه بين بنيه ... الحديث.
وأخرج الموفوع منه ابن ماجه (1953) ، والبيهقي 7/181 من طريق محمد بن جعفر، وإسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه أبو يعلي (5437) ، ابن حبان (4156) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4609) .
وهذا الذي صنع غيلان كان رجوعا منه إلى عادات أهل الجاهلية بحرمان النساء من الميراث، فلذلك أنكر عليه
وقوله: "فقذفه"، قال السندي: أي: فطلقتهن فراراً من إرثهن، والحديث يدل على كراهة طلاق الفار، وأنه ينبغي له المراجعة، كما إذا طلقها في الحيض، وأنه لا يمنع الإرث إذا مات بعد ذلك بقليل، وحده علماؤنا بالموت في العدة،=(8/252)
4632 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَتَبَ كِتَابَ الصَّدَقَةِ، فَلَمْ يُخْرِجْهُ إِلَى عُمَّالِهِ حَتَّى قُبِضَ، فَقَرَنَهُ بِسَيْفِهِ، فَلَمَّا قُبِضَ عَمِلَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ، ثُمَّ عُمَرُ حَتَّى قُبِضَ، فَكَانَ فِيهِ: " فِي خَمْسٍ (1) مِنَ الْإِبِلِ شَاةٌ، وَفِي عَشْرٍ شَاتَانِ، وَفِي خَمْسَ عَشْرَةَ ثَلَاثُ شِيَاهٍ، وَفِي عِشْرِينَ أَرْبَعُ شِيَاهٍ، وَفِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ ابْنَةُ مَخَاضٍ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: " ثُمَّ أَصَابَتْنِي عِلَّةٌ فِي مَجْلِسِ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، فَكَتَبْتُ تَمَامَ الْحَدِيثِ، فَأَحْسَبُنِي لَمْ أَفْهَمْ بَعْضَهُ، فَشَكَكْتُ (2) فِي بَقِيَّةِ (3) الْحَدِيثِ، فَتَرَكْتُهُ " (4)
__________
= وظاهره أن من ظهر له قرب أجله فطلقها، فهو فار وإن لم يكن مريضاً.
وأبو رغال: (زنة كتاب) : كان من ثمود، وكان بالحرم حين أصاب قومه الصيحة، فلما خرج من الحرم أصابه من الهلاك ما أصاب قومه، فدفن هناك، وقيل: كان رجلاً عشاراً في الزمن الأول، فقبره يرجم، وهو بين مكة والطائف، أخرج حديثه أبو داود (3088) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/297. وانظر "سيرة ابن هشام" 1/49، و"الروض الأنف" 1/66-67.
(1) في (ظ 14) : في كل خمس.
(2) في (ظ 1) : فكشطت.
(3) في (ظ 1) و (ظ 14) و (ق) وهامش (س) و (ص) : باقي.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، سفيان بن حسين ضعيف في روايته عن الزهري، ثقة في غيره، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.=(8/253)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه بتمامه ابن أبي شيبة 3/121، والدارمي 1/382-383، وأبو داود (1568) ، والترمذي (621) ، وأبو يعلى (5470) و (5471) ، والحاكم 1/392-393، والبيهقي 4/88 و105-106، وابن حجر في "تغليق التعليق" 3/14-16 من طريق عباد بن العوام، بهذا الإسناد. وذكروا متنه بتمامه، وهو موافق لمتن الحديث الآتي بعده، وزاد عندهم غير ابن أبي شيبة والدارمي في آخره: قال الزهري: إذا جاء المصدق قسمت الشاء أثلاثا: ثلثا خيارا، وثلثا وسطا، وثلثا شرارا، فأخذ المصدق من الوسط. ولم يذكر الزهري البقر.
وأخرجه الدارمي 1/382-383، وابن خزيمة (2267) من طريق إبراهيم بن صدقة، والدارمي 1/283، وابن حجر في "التغليق" 3/16 من طريق أبي إسحاق الفزاري، كلاهما عن سفيان بن حسين، به.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/235 عن الثقة من أهل العلم، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا أدري أدخل ابنُ عمر بينه وبين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمر في حديث سفيان بن حسين أم لا ...
قال الترمذي بإثر الحديث (621) : حديث حسن، والعمل على هذا الحديث عند عامة الفقهاء، وقد روى يونس بن يزيد وغيرُ واحد عن الزهري، عن سالم هذا الحديث، ولم يرفعوه، وتعقبه الحافظ في "التغليق" بقوله: قول الترمذي: لم يرفعوه. إنما مراده لم يرفعوا إسناده إلى منتهاه، وكان ينبغي أن يعبر باصطلاح القوم بأن يقول: فأرسلوه، أو: لم يسندوه، وقال الحاكم: هذا حديث كبير في هذا الباب يشهد بكثرة الأحكام التي في حديث ثمامة عن أنس، إلا أن الشيخين لم يخرجا لسفيان بن حسين الواسطي في الكتابين، وسفيان بن حسين أحد أئمة الحديث، وثقه يحيى بن معين، ويصححه على شرط الشيخين حديث عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد، عن الزهري، وإن كان فيه أدنى إرسال، فإنه شاهد صحيح لحديث سفيان بن حسين.=(8/254)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قلنا: قد رد الحافظ تصحيح الحاكم لرواية سفيان بن حسين في "التغليق" 3/17، فانظره.
وحديث يونس بن يزيد أخرجه أبو داود (1570) ، والدارقطني 2/116-117، والحاكم 1/393-394، والبيهقي 4/90-91، وابن حجر في "التغليق" 3/17 من طريق عبد الله بن المبارك، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5820) من طريق عبد الله بن وهب، وأبو عبيد في "الأموال" (935) من طريق ابن لهيعة، و (936) من طريق الليث بن سعد، أربعتهم عن يونس بن يزيد، عن الزهري، قال: هذه نسخة كتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي كتب في الصدقة، وهي عند آل عمر رضي الله عنه، أقرأنيها سالم بن عبد الله بن عمر، فوعيتها على وجهها، وهي التي نسخ عمر بن عبد العزيز من سالم وعبد الله ابني عبد الله بن عمر حين مر على المدينة، وأمر عماله العمل بها، ورواية الطحاوي مختصرة.
ورواه سليمان بن كثير، عن الزهري، فلم يذكر فيه أحداً بين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن عمر، أخرجه أبو عبيد (937) ، وابن ماجه (1798) و (1805) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1136، والبيهقي 4/88 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سليمان بن كثير، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال (أي الزهري) : أقرأني سالم كتاباً كتبه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يتوفاه الله عز وجل في الصدقة ... وقال أبو عبيد في روايته: عن سالم، أحسبه عن أبيه. وكلهم غير البيهقي ذكروه مختصراً. قلنا: وسليمان بن كثير قال في "التقريب": لا بأس به في غير الزهري.
وأخرجه الدارقطني 2/112 من طريق سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر، قال: وجدنا في كتاب عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في صدقة الإبل.. وقال بإثره: كذا رواه سليمان بن أرقم، وهو ضعيف الحديث، متروك.
وأخرجه ابن ماجه (1807) ، وابن عدي 7/2731 من طريق يزيد بن=(8/255)
4633 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدّثَنِي أَبِي بِهَذَا الْحَدِيثِ فِي الْمُسْنَدِ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ؛ لِأَنَّهُ: كَانَ قَدْ جَمَعَ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، فَحَدَّثَنَا بِهِ فِي حَدِيثِ سَالِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بِتَمَامِهِ، وَفِي حَدِيثِ عَبَّادٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ
4634 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ يَعْنِي الْوَاسِطِيَّ، عَنْ سُفْيَانَ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،
__________
= عبد الرحمن، عن أبي هند، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورواية ابن
ماجه، مختصرة، ولم يسق ابن عدي لفظه.
ورواه الشافعي 1/233-234، ومن طريقه البيهقي 4/87 من طريق موسى بن عقبة. عن نافع، عن عبد الله بن عمر ... فذكره، وقال في آخره: هذه نسخة كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه التي كان يأخذ عليها، ولم يذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفي الباب عن ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك، عن أبي بكر الصديق عند أحمد سلف برقم (72) ، والبخاري (1448) و (1450) و (1451) و (1453) و (1454) و (1455) و (2487) و (6955) ، وابن حبان (3266) .
وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، وصححه ابن حبان (6559) .
تنبيه: نقل البيهقي في "السنن الكبرى" 4/88 عن الترمذي في "العلل" قوله: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث، فقال: أرجو أن يكون محفوظاً، وسفيان بن حسين صدوق. ولم نجد هذا القول في المطبوع من "العلل الكبير".(8/256)
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَتَبَ الصَّدَقَةَ وَلَمْ يُخْرِجْهَا إِلَى عُمَّالِهِ حَتَّى تُوُفِّيَ، قَالَ: فَأَخْرَجَهَا أَبُو بَكْرٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَعَمِلَ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ، ثُمَّ أَخْرَجَهَا عُمَرُ مِنْ بَعْدِهِ، فَعَمِلَ بِهَا، قَالَ: فَلَقَدْ هَلَكَ عُمَرُ يَوْمَ هَلَكَ وَإِنَّ ذَلِكَ لَمَقْرُونٌ بِوَصِيَّتِهِ، فَقَالَ: كَانَ فِيهَا: " فِي الْإِبِلِ فِي كُلِّ خَمْسٍ شَاةٌ، حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ إِلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، فَفِيهَا بِنْتُ مَخَاضٍ، إِلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُنِ ابْنَةُ مَخَاضٍ، فَابْنُ لَبُونٍ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، فَفِيهَا ابْنَةُ لَبُونٍ، إِلَى خَمْسٍ (1) وَأَرْبَعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةٌ، فَفِيهَا حِقَّةٌ، إِلَى سِتِّينَ، فَإِذَا (2) زَادَتْ فَفِيهَا جَذَعَةٌ، إِلَى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ، فَفِيهَا ابْنَتَا لَبُونٍ، إِلَى تِسْعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ، فَفِيهَا حِقَّتَانِ، إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِذَا كَثُرَتِ الْإِبِلُ، فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ، وَفِي الْغَنَمِ مِنْ أَرْبَعِينَ شَاةٌ (3) إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ (4) فَفِيهَا شَاتَانِ، إِلَى مِائَتَيْنِ، فَإِذَا زَادَتْ، فَفِيهَا ثَلَاثٌ إِلَى ثَلَاثِ مِائَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ بَعْدُ فَلَيْسَ
__________
(1) في (ظ 14) : خمسة.
(2) في (ظ 14) : فإن.
(3) في هامش (س) زيادة كلمة شاة. نسخة، أي: فتصيح العبارة: من أربعين شاة شاة.
(4) في (ظ 14) : فإذا زادت شاة.(8/257)
فِيهَا شَيْءٌ حَتَّى تَبْلُغَ أَرْبَعَ مِائَةٍ، فَإِذَا كَثُرَتِ الْغَنَمُ، فَفِي كُلِّ مِائَةٍ شَاةٌ، وَكَذَلِكَ لَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ (1) ، مَخَافَةَ الصَّدَقَةِ، وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ، فَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بِالسَّوِيَّةِ، لَا تُؤْخَذُ هَرِمَةٌ، وَلَا ذَاتُ عَيْبٍ مِنَ الْغَنَمِ " (2)
4635 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا - أَوْ قَالَ: شَقِيصًا لَهُ، أَوْ قَالَ: شِرْكًا لَهُ - فِي عَبْدٍ، فَكَانَ لَهُ مِنَ الْمَالِ مَا بَلَغَ (3) ثَمَنَهُ بِقِيمَةِ الْعَدْلِ، فَهُوَ عَتِيقٌ، وَإِلَّا فَقَدْ عَتَقَ مِنْهُ "، قَالَ أَيُّوبُ: " كَانَ نَافِعٌ رُبَّمَا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَرُبَّمَا لَمْ يَقُلْهُ، فَلَا أَدْرِي أَهُوَ فِي الْحَدِيثِ، أَوْ قَالَهُ نَافِعٌ مِنْ قِبَلِهِ؟ - يَعْنِي قَوْلَهُ: فَقَدْ عَتَقَ مِنْهُ مَا عَتَقَ - " (4)
__________
(1) في (ظ 14) : مفترق.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف سفيان بن حسين في روايته الزهري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن يزيد الواسطي، رجال أصحاب السنن الأربعة سوى ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه أبو داود (1569) ، ومن طريقه البيهقي 4/88 عن عثمان بن أبي شيبة، عن محمد بن يزيد الواسطي، بهذا الإسناد.
وسلف ذكر شواهده عقب الرواية (4632) .
(3) في (ظ 14) : ما يبلغ.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو السختياني.=(8/258)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مسلم (1501) 3/1286، وأبو داود (3941) ، والترمذي (1346) ، والنسائي في "الكبرى" (4956) من طريق إسماعيل، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (16715) ، والبخاري (2524) ، ومسلم (1501) ، وأبو داود (3942) ، والنسائي في "المجتبى" 7/319، وفي "الكبرى" (4953) و (4954) و (4955) ، والبيهقي في "السنن" 10/276-277 و278 من طرق، عن أيوب، به.
وقولُ أيوب: كان نافع ربما قال في هذا الحديث وربما لم يقله، فلا أدري أهو في الحديث أو قاله نافع من قبله؟ يعني قوله: "فقد عتق منه ما عتق": قال الحافظ في "الفتح" 5/154: "هذا شك من أيوب في هذه الزيادة المتعلقة بحكم المُعسر، هل هي موصولة مرفوعة، أو منقطعة مقطوعة؟ وقد رواه عبد الوهاب عن أيوب، فقال في آخره: "وربما قال: وإن لم يكن له مال فقد عتق منه ما عتق" وربما لم يقله، وأكثر ظني أنه شيء يقوله نافع من قبله" أخرجه النسائي، وقد وافق أيوب على الشك في رفع هذه الزيادة يحيى بن سعيد، عن نافع، أخرجه مسلم والنسائي، ولفظ النسائي: "وكان نافع يقول.... قال يحيى: لا أدري أشيء كان من قبله يقوله أم شيء في الحديث، فإن لم يكن عنده، فقد
جاز ما صنع". ورواها من وجه آخر عن يحيى، فجزم بأنها عن نافع، وأدرجها في المرفوع من وجه آخر. وجزم مسلم بأن أيوب ويحيى، قالا: لا ندري أهو في الحديث أو شيء قاله نافع من قبله؟ ولم يُختلف عن مالك في وصلها، ولا عن عبيد الله بن عمر، لكن اختُلف عليه في إثباتها وحذفها كما تقدم، والذين أثبتوها حفاظ، فإثباتها عن عبيد الله مقدم. وأثبتها أيضاً جرير بن حازم -كما سيأتي
بعد اثني عشر باباً- وإسماعيل بن أمية عند الدارقطني، وقد رجح الأئمة رواية من أثبت هذه الزيادة مرفوعةً، قال الشافعي: لا أحسب عالماً بالحديث يشك في=(8/259)
4636 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ فَعَلَا فَدْفَدًا مِنَ الْأَرْضِ أَوْ شَرَفًا، قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ (1) وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ، سَاجِدُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا (2) حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ " (3)
4637 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَسْتَرْعِي اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدًا رَعِيَّةً، قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ، إِلَّا سَأَلَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَقَامَ فِيهِمْ أَمْرَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمْ أَضَاعَهُ؟ حَتَّى يَسْأَلَهُ
__________
= أن مالكا أحفظ لحديث نافع من أيوب، لأنه كان ألزم له منه، حتى ولو استويا فشك أحدُهما في شيء لم يشُك فيه صاحبُه، كانت الحجةُ مع من لم يشُك.
ويؤيد ذلك قولُ عثمان الدارمي قلتُ لابن معين: مالك في نافع أحب إليك أو أيوب؟ قال: مالك. وسأذكر ثمرة الخلاف في رفع هذه الزيادة أو وقفها في الكلام على حديث أبي هريرة في الباب الذي يليه إن شاء الله تعالى".
وقد سلف برقم (4451) .
(1) في (ظ 14) : لا إله إلا الله، لا إله إلا الله.
(2) لفظ: "لربنا" لم يرد في (ظ 14) .
(3) هو مكرر (4496) سندا ومتناً.(8/260)
عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ خَاصَّةً " (1)
4638 - حَدَّثَنَا (2) إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، أَخِي
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن -وهو البصري- لم يسمع هذا الحديث من ابن عمر.
وأخرجه ابن خزيمة في السياسة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 152 عن مؤمل بن هشام، عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 152، وأبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان" 1/360 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن يونس بن عبيد، به.
قال ابن خزيمة كما في "إتحاف المهرة": لم يسمع الحسن هذا الخبر من ابن عمر، ثم أخرجه عن محمد بن عبد الأعلي، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا يونس، عن الحسن، قال: نبئت أن ابن عمر قال ... فذكره.
وأخرجه عبد الرزاق (20650) عن معمر، عن قتادة، عن ابن عمر موقوفاً.
وأورده ابن حجر في "المطالب العالية" (2108) ، وعزاه لأبي يعلى.
وله شاهد من حديث معقل بن يسار بلفظ: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يمت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم اللهُ عليه الجنة"، أخرجه أحمد 5/25، والبخاري (7151) ، ومسلم (142) .
وآخر من حديث عبد الله بن مسعود أخرجه الطبراني في "الكبير" (8855) من طريق قتادة عن ابن مسعود، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/208 وقال: قتادة لم يسمع من ابن مسعود ورجاله رجال الصحيح.
(2) كذا في (ظ 14) ، وفي بقية النسخ: أخبرنا.
(3) كلمتا: "إسماعيل حدثنا" من (ظ 14) ، وسقطتا من (م) وبقية النسخ.(8/261)
الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " لَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ " " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن مسلم أخي الزهري، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (1040) (103) ، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 153، من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/208 -وعنه مسلم (1040) (103) - عن عبد الأعلي بن عبد الأعلي، وأبو عوانة من طريق رباح بن يزيد، كلاهما عن معمر، به.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (1475) فقال: وقال معلى (يعني ابن أسد) : حدثنا وهيب (يعني ابن خالد) ، عن النعمان بن راشد، عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري، به. ووصله من هذه الطريق يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/370، وابن الأعرابي في "المعجم" (583) ، والخطابي في "غريب الحديث" 1/141، والقضاعي في "مسند الشهاب" (826) ، والبيهقي 4/196، وابن
عساكر في "تاريخه" 5/لوحة 305، وابن حجر في "تغليق التعليق" 3/29-30، وذكروا فيه قصة.
وأخرجه البخاري (1474) ، ومسلم (1040) (104) ، والنسائي في "المجتبى" 5/94، وفي "الكبرى" (2366) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (348) و (349) و (463) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1022) ، والبيهقي في "الشعب" (3509) ، والبغوي (1622) ، وابن عساكر 5/لوحة 305 من طريق الليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، به.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/164 من طريق عبد الله بن لهيعة، عن=(8/262)
4639 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانُوا يَتَبَايَعُونَ الطَّعَامَ جُزَافًا عَلَى السُّوقِ " فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَبِيعُوهُ حَتَّى يَنْقُلُوهُ " (1)
__________
= عبيد الله بن أبي جعفر، عن صفوان بن سُليم، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه. وقال بإثره: تابت من حديث حمزة، غريب من حديث صفوان، تفرد به عنه عبيد الله بن أبي جعفر وإبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي.
وسيأتي (5616) . وانظر (5680) .
وفي الباب عن سمرة بن جندب عند أحمد 5/10، والترمذي (681) ، وصححه الترمذي.
وعن ابن مسعود، سلف برقم (3675) .
وعن ثوبان، سيأتي 5/281.
وعن حبشي بن جنادة عند ابن أبي شيبة 3/209، والترمذي (653) و (654) .
قوله: "لا تزال المسألة بأحدكم"، قال السندي: أي: متصفة بأحدكم ولا تفارقه، أي: لا يزال أحدكم يسأل الناس، ولا يترك السؤال.
قوله: "مزعة لحم" بضم ميم وحكي كسرها وفتحها، وسكون زاي معجمة، وعين مهملة: القطعة اليسيرة من اللحم، والمراد أنه يجيء ذليلاً لا جاه له ولا قدر، كما يقال: له وجه عند الناس، أو ليس له وجه، أو أنه يعذب في وجهه حتى يسقط لحمه، أو أنه يجعل له ذلك علامة يعرف به، والظاهر ما قيل: إنه جازاه الله من جنس ذنبه، فإنه صرف بالسؤال ماء وجهه عند الناس.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (3494) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.=(8/263)
4640 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَبِيعُونَ (1) لَحْمَ الْجَزُورِ بِحَبَلِ حَبَلَةٍ، وَحَبَلُ حَبَلَةٍ: تُنْتَجُ النَّاقَةُ مَا فِي بَطْنِهَا، ثُمَّ تَحْمِلُ الَّتِي تُنْتَجُهُ، " فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ " (2)
__________
= وأخرجه البخاري (2167) ، والنسائي في "المجتبى" 7/287 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/394، -ومن طريقه الطحاوي في "المشكل" (3158) - عن علي بن مسهر، عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه ابن طهمان (185) ، وابن أبي شيبة 6/366، ومسلم (1526) (34) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/37-38، وفي "شرح مشكل الآثار" (3164) ، وابن حبان (4986) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من اشترى طعاماً فلا يبعه حتى يستوفيه".
وأخرجه ابن طهمان (178) ، والبخاري (2123) و (2166) ، ومسلم (1526) (35) ، والنسائي 7/287، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/37، وفي "شرح المشكل" (3159) و (3160) و (3164) من طرق، عن نافع، به. ولفظ بعضهم: "من اشترى طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه ويقبضه". وانظر (4517) .
(1) في (س) و (ص) وهامش (س) و (ظ 1) و (ق) : يبتاعون.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (3381) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3843) ، ومسلم (1514) (6) ، والبيهقي في "السنن" 5/341 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.=(8/264)
4641 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، ذَكَرُوا الرَّجُلَ يُهِلُّ بِعُمْرَةٍ فَيَحِلُّ، هَلْ لَهُ أَنْ يَأْتِيَ - يَعْنِي امْرَأَتَهُ - قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ؟ فَسَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ؟ فَقَالَ: " لَا، حَتَّى يَطُوفَ بِالصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ " وَسَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: " قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، فَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ "، ثُمَّ قَالَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] (1)
__________
= وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 14/132 من طريق الإمام أحمد، عن يحيى بن سعيد الأموي، عن عبيد الله، به. بلفظ: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بيع حبل الحبلة.
وقد سلف برقم (4491) ، وانظر (5307) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي (668) ، والبخاري (395) و (396) و (1623) و (1624) و (1645) و (1646) و (1973) و (1974) ، وأبو يعلى (5634) ، والبيهقي في "السنن" 5/97، وفي "المعرفة" (9965) و (9966) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرج الشطر الثاني منه مسلم (1234) (189) ، والنسائي في "المجتبي" 5/225 و235، وفي "الكبرى" (3911) و (3952) ، وأبو يعلى (5627) ، وابن خزيمة (2760) ، والطبراني (13632) و (13633) ، والبيهقي 5/97 من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه من حديث جابر وحده البيهقي في "المعرفة" (9964) من طريق الشافعي، عن ابن عيينة، به.=(8/265)
4642 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: بَيْنَمَا النَّاسُ يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ الْغَدَاةَ، إِذْ جَاءَ جَاءٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، " وَأُمِرَ أَنْ تُسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةُ، فَاسْتَقْبَلُوهَا، وَاسْتَدَارُوا، فَتَوَجَّهُوا نَحْوَ الْكَعْبَةِ " (1)
__________
= وأخرجه ابن ماجه (2959) ، وأبو يعلى (5629) ، والطبراني (13630) و (13631) و (13636) من طرق، عن عمرو بن دينار، به.
وسيأتي بالأرقام (5573) و (6398) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخاري (4488) عن مُسدد، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 1/281، والبخاري (4490) و (4493) ، ومسلم (526) (13) ، وأبو عوانة 1/394، والدارقطني 1/273 من طرق، عن عبد الله بن دينار، به.
وأخرجه مسلم (526) (14) من طريق نافع، عن ابن عمر.
وسيأتي برقم (4794) و (5827) و (5934) .
وفي الباب عن أنس، سيرد 3/284.
وعن البراء، سيرد 4/283.
وعن سهل بن سعد عند الدارقطني 1/274.=(8/266)
4643 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا يَأْكُلْ أَحَدُكُمْ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ " " وَكَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْيَوْمِ الثَّالِثِ لَا يَأْكُلُ مِنْ لَحْمِ هَدْيِهِ " (1)
__________
= وعن عمارة بن أوس عند ابن أبي شيبة 1/335.
وعن تويلة بنت أسلم عند الطبراني في "الكبير" 24/ (530) .
قوله: "أمر أن يستقبل". قال السندي: على بناء الفاعل من الاستقبال، واقتصر على أنه أمر بالاستقبال لظهور أن ما أمر به هو، فقد أمر به الكل، وضبطه بعضهم على بناء المفعول ورفع الكعبة احترازاً عن توهم الخصوص ظاهراً.
قوله: "فاستقبلوها" بصيغة الأمر، أي: أنتم، أو بصيغة الماضي، أي: استقبلها هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن معه في الصلاة.
قوله. "فاستداروا" هكذا بالفاء في أصلنا كما هو الظاهر، وفي بعض الأصول بالواو، أي: فاستدار أهل قباء في بقية صلاتهم.
والحديث يدل على أن العمل بالناسخ إنما هو واجب من حين البلوغ، وما عمل قبله على وفق المنسوخ فهو صحيح. وبهذا وأمثاله يضعف قول من قال: لا يعمل بالحديث في هذا الزمان لعدم معرفة الناسخ فليتأمل.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهةُ تدليسه، ويحيى: هو ابن سعيد القطان، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه مسلم (1970) (26) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطرسوسي (83) ، والدارمي 2/78، وأبو عوانة 5/231، من طرق، عن ابن خريج، به.=(8/267)
4644 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (1)
__________
= وأخرجه مسلم (1970) (26) ، والترمذي (1509) ، وأبو عوانة 5/231-232، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/184، وابنُ حبان (5923) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 154 من طريق الليث بن سعد، وأخرجه مسلم (1970) (26) من طريق الضحاك بن عثمان، كلاهما عن نافع، به.
وقال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، وإنما كان النهي من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متقدما، ثم رخص بعد ذلك.
وقوله: "لا يأكلُ من لحم هديه"، قال الحافظ في "الفتح" 10/29: ويحتمل أن يكون ابن عمر كان يُسوي بين لحم الهدي ولحم الأضحية في الحكم، ويحتمل أن يكون أطلق على لحم الأضحية لحم الهدي لمناسبة أنه كان بمنى.
وكأن ابن عمر لم يبلغه الإذنُ بعد المنع.
وقد سلف ذكر النسخ في الحديث (4558) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني- روى له البخاري مقرونا، ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5097) ، وفي "المجتبي" 8/297 عن محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1864) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/215 من طريق عبد الله بن إدريس، عن محمد بن عمرو، به. زاد الطحاوي: "كل مسكر خمر"، وهو مع هذه الزيادة سيأتي برقم (4831) عن معاذ بن معاذ، عن محمد بن عمرو.=(8/268)
4645 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، (1) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) قَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (3)
__________
= وانظر ما بعده.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2476) .
وعن عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وأنس، وجابر، وعبد الله بن مغفل، وديلم الحميري، والنعمان بن بشير، وأبي موسى الأشعري، وعائشة، وأم سلمة،
وميمونة، وأحاديثهم سترد في "المسند" على التوالي: 2/158، 2/429، 3/122، 3/360، 4/87، 4/231، 4/267، 4/402، 6/36، 6/309، 6/333
(1) في (ظ 14) : أخبرني نافع.
(2) في (ظ 14) : قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بدل قوله: لا أعلمه إلا عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه المصنف في "الأشربة" (195) ، ومسلم (2003) (75) ، وابن الجارود (857) ، وأبو عوانة 5/270-271، والدارقطني 4/249، والبيهقي 8/293 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وفي بعض هذه المصادر: "وكل خمر حرام".
وأخرجه بنحوه الطرسوسي في "مسند ابن عمر" (42) ، وأبو عوانة 5/271، وابن حبان (5354) ، والطبراني في "الصغير" (143) ، والدارقطني 4/249، والبيهقي في "الشعب" (5578) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه كذلك الطبراني في "الصغير" (546) و (922) ، وأبو نعيم في "أخبار=(8/269)
4646 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (1)
__________
= أصبهان" 1/172، والدارقطني 4/249 من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/92، وعبد الرزاق (17004) ، والمصنف في "الأشربة" (174) ، والنسائي في "الكبرى" (5208) ، وفي "المجتبى" 8/324، والبيهقي في "السنن" 8/293، وفي "المعرفة" (17322) من طريق مالك، عن نافع، عن ابن عمر موقوفاً.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/293، وفي "المعرفة" (17324) من طريق روح، عن مالك، به، مرفوعاً، وقال: لم يرفعه من أصحاب مالك إلا روح.
وأخرجه عبد الرزاق (17004) عن العمري، عن نافع، به موقوفا.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/101 من طريق ليث بن أبي سليم، وأبو يعلى (5816) من طريق أبي معشر، والدارقطني 4/250 من طريق عكرمة بن عمار، وأبو نعيم في "الحلية" 7/265 من طريق مسعر، أربعتهم عن نافع، به. ليث وأبو معشر رويا الشطر الأول من الحديث، وعكرمة ومسعر رويا الشطر الثاني منه.
وسيأتي برقم (4830) و (4831) و (4863) و (5648) و (5731) و (5820) و (6179) و (6218) و (6219) . وانظر ما قبله.
وفي الباب عن قيس بن سعد، سيرد 3/422.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه مسلم (1395) (509) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 1/330، ومسلم (1395) (509) ، وابن ماجه (1405) ، والخطيب في "تاريخه" 4/162 من طرق عن عبيد الله بن عمر، به.=(8/270)
4647 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُزَابَنَةِ، وَالْمُزَابَنَةُ: الثَّمَرُ بِالتَّمْرِ كَيْلًا، وَالْعِنَبُ بِالزَّبِيبِ كَيْلًا، وَالْحِنْطَةُ بِالزَّرْعِ كَيْلًا " (1)
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (9137) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1209) من طريق أيوب السختياني، والبيهقي في "الشعب" (4148) من طريق كثير بن عبد الله المزني، كلاهما عن نافع، به. سقط من مطبوعة "مصنف عبد الرزاق" ابنُ عمر!
وزاد البيهقي في روايته: "وشهر رمضان بالمدينة كصيام ألف شهر فيما سواه، وصلاة الجمعة بالمدينة كألف فيما سواه" وقال البيهقي عقبه: هذا إسناد ضعيف بمرة.
وسيأتي الحديث من طريق نافع، عن ابن عمر بالأرقام (5153) و (5155) و (5358) و (5778) ، ومن طريق عطاء، عن ابن عمر برقم (4838) و (6436) .
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1605) ، وله شواهد أخرى ذكرت عنده.
قوله: "إلا المسجد الحرام"، قال السندي: فإن الصلاة فيه أفضل من الصلاة في مسجد المدينة المنورة، وبهذا جاءت الأحاديث صريحاً، وبه قال الجمهور، وأما عند مالك، فالصلاة في مسجده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفضل من الصلاة في المسجد الحرام بدون ألف، ولا يخفى احتمال هذا اللفظ للوجهين، لكن قد جاء ما يقتضي أن الوجه هو الأول.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه مسلم (1542) (73) ، وأبو داود (3361) ، وابنُ حبان (4999) من طرق، عن عبيد الله، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4490) .(8/271)
4648 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْغَادِرُ يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6177) ، ومسلم (1735) (9) من طريق يحيى بن سعيد، بهذ الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/459-460، ومسلم (1735) (9) ، والنسائي في "الكبرى" (8737) ، والبغوي (2482) من طرق، عن عبيد الله، به.
وأخرجه أبو عوانة 4/72، وابن حبان (7343) من طريق جويرية بن أسماء، عن نافع، به.
وأخرجه مسلم (1735) (11) ، وأبو عوانة 4/73 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5546) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن ابن عون، عن أنس بن سيرين، قال: قلت لعبد الله بن عمر: الرجل الذي يشتري بالدين، وهو لا يريد الأداء، فيموت وليس عنده وفاء، فقال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 11/384 من طريق مطرف بن طريف، عن عطية العوفي، عن عبد الله بن عمر، وأبي سعيد الخدري.
وستأتي برقم (4839) و (5192) و (5378) و (5457) و (5804) و (5915) و (5968) و (6053) و (6093) و (6281) و (6447) ، وسيأتي مطولاً برقم (5088) و (5709) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3900) .=(8/272)
4649 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا " (1)
4650 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ، (2)
__________
= وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1738) ، سيرد 3/35.
وعن أنس بن مالك عند البخاري (3187) ، ومسلم (1737) ، سيرد 3/142.
قوله: "الغادر يرفع له لواء"، قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 12/43-44: معنى لكل غادر لواء، أي: علامة يشهر بها في الناس، وكانت العرب تنصب الألوية في الأسواق الحفلة لغدرة الغادر لتشهيره بذلك، وأما الغادر، فهو الذي يُواعد على أمر ولا يفي به.
وذكر القاضي عياض احتمالين، أحدهما: نهي الإمام أن يغدر في عهوده لرعيته وللكفار وغيرهم، أو غدره للأمانة التي قلدها لرعيته، والتزم القيام بها والمحافظة عليها، ومتى خانهم أو ترك الشفقة عليهم أو الرفق بهم، فقد غدر بعهده.
والاحتمال الثاني أن يكون المراد نهي الرعية عن الغدر بالإمام، فلا يشقوا عليه العصا، ولا يتعرضوا لما يخاف حصول فتنة بسببه. والصحيح الأول. والله أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (98) ، وأبو عوانه 1/58، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1324) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد، وقد سلف برقم (4467) .
(2) وقع في النسخ الخطية عدا (ظ 14) : سالم بن عبد الله، وهو خطأ، والتصويب من (ظ 14) ، ومن الإسناد الآتي برقم (4867) ، ومن "أطراف المسند" 3/396، ومن "التاريخ الكبير" 4/108-109، وصرح به البزار في "زوائده" 1/390.(8/273)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَإِنَّ لَهُ قِيرَاطًا "، فَسُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقِيرَاطِ؟ فَقَالَ: " مِثْلُ أُحُدٍ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير سالم أبي عبد الله البراد، فقد روي له أبو داود والنسائي، وهو ثقة، إلا أن فيه علة تفطن لها البخاري إمام هذه الصنعة، فقال في "تاريخه" 2/274: قال لنا موسى: حدثنا أبو عوانة، سمع عبد الملك بن عمير، عن سالم البراد، عن أبي هريرة قوله. وقال ابن أبي خالد: سمع سالما أبا عبد الله البراد، سمع ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مثله، وهذا لا يصح، لأن الزهري قال عن سالم: إن ابن عمر أنكر على أبي
هريرة حتى سأل عائشة. وقال الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 3/397 وفي "إتحاف المهرة" 3/ورقة 175 بعد أن أورد كلام البخاري: وقد راج هذا السند على الحافظ الضياء، فأخرج هذا الحديث في "المختارة"، وهو معلول كما ترى. وانظر "علل" الدارقطني 4/الورقة 63.
قلنا: قد سلف إنكار ابن عمر هذا الحديث على أبي هريرة برقم (4453) ، وسيأتي حديث سالم البراد عن أبي هريرة في "المسند" 2/458 مرفوعاً، ويحتمل أن ابن عمر حين راجع أبا هريرة في هذا، وأقرت عائشة أبا هريرة، روى الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مباشرة دون ذكر اسم أبي هريرة.
قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على هذا الحديث: هذا الحديث من مراسيل الصحابة يقيناً، فإن عبد الله بن عمر إنما سمعه من أبي هريرة ومن عائشة حين صدقت أبا هريرة كما مضى (4453) ، وكانوا يصدق بعضهم بعضاً، فيروي أحدهم ما سمع من أخيه ثقة به وتصديقاً.
قلنا: مرسل الصحابى صحيح الإسناد محتج به عند أهل العلم. قال=(8/274)
4651 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَطَبَا، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ بَيَانِهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا " (1) أَوْ: " إِنَّ (2) بَعْضَ الْبَيَانِ سِحْرٌ " (3)
__________
= السرخسي في "أصوله" 1/359: لا خلاف بين العلماء في مراسيل الصحابة رضي الله عنهم أنها حجة، لأنهم صحبوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما يروونه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مطلقاً يحمل على أنهم سمعوه منه أو من أمثالهم، وهم كانوا أهل الصدق والعدالة، وإلى هذا أشار البراء بن عازب رضي الله عنه بقوله: ما كل ما نحدثكم به سمعناه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما كان يحدث بعضنا بعضاً، ولكنا كنا لا نكذب.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة 3/320 عن وكيع، و321 عن محمد بن بشر العبدي، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/56 من طريق عبد الله بن المبارك، ثلاثتهم عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد، ورواية وكيع موقوفة.
وأخرجه البزار (826) من طريق أبي صالح، و (827) من طريق نافع، و (828) من طريق سالم بن عبد الله كلهم عن ابن عمر، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "من صلى على جنازة فله قيراط، ومن انتظرها حتى يدفن فله قيراطان".
وفي الباب أحاديث صحيحة ذكرناها عند الحديث (4453) ، فانظره.
(1) في (ق) : لسحراً.
(2) في (م) : وإن، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "الموطأ" (2074) برواية أبي مصعب الزهري. أما رواية يحيى الليثي فهو فيها مرسل لم يذكر فيه عبد الله بن عمر، كما نص على ذلك ابن عبد البر=(8/275)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "التمهيد" 5/169، وفي "التجريد" ص 51، وابن حجر في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 156، والزرقاني في "شرح الموطأ" 4/403، إلا أنه قد وقع فى المطبوع من رواية يحيى الليثي 2/986 موصولاً بزيادة عبد الله بن عمر، وهي زيادة مقحمة في المطبوع.
قال ابن عبد البر: قد وصله جماعة عن مالك، منهم: القعنبي، وابن وهب، وابن القاسم، وابن بكير، وابن نافع، ومطرف، والتنيسي، رووه كلهم عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الصواب. وسماع زيد بن أسلم من ابن عمر صحيح.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 5/170 من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5767) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/170، والقضاعي في "مسند الشهاب" (963) من طريق عبد الله بن يوسف، وأبو داود (5007) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/224 من طريق القعنبي، وابن حبان (5795) ، والبغوي (3393) من طريق أبي مصعب الزهري، ثلاثتهم عن مالك، به.
وأخرجه الترمذي (2028) ، وأبو يعلى (5640) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن زيد بن أسلم، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وسيأتي مطولاً ومختصراً برقم (5232) و (5291) و (5687) .
وقد ذكرنا أحاديث الباب عند حديث ابن مسعود السالف برقم (4342) .
ونزيد هنا حديث بريدة الأسلمي عند أبي داود (5012) .
قوله: "إن من البيان لسحراً" قال السندي: قاله تصويباً لتعجبهم بأنه في محله، أو تخطئة لهم بأن البيان قد يزيد في البلاغة على خطبة هذين حتى يصير=(8/276)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سحرا، أو بأن كونه سحرا لا اختصاص له بخطبة هذين، بل هو أمر يوجد في نوع البيان، معلوم وجوده فيه، فلا ينبغي التعجب من مثله.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/174: وفي هذا دليل على مدح البيان وفضل البلاغة، والتعجب بما يسمع من فصاحة أهلها، وفيه المجاز والاستعارة الحسنة، لأن البيان ليس بسحر على الحقيقة.
وفيه الإفراط في المدح، لأنه لا شيء في الإعجاب والأخذ بالقلوب، يبلغ مبلغ السحر. وأصل لفظة السحر عند العرب الاستمالة، وكُل من استمالك فقد سحرك، وقد ذهب هذا القول منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثلاً سائراً في الناس، إذا سمعوا كلاما يعجبهم قالوا: إن من البيان لسحرا. ويقولون فى مثل هذا أيضاً: هذا السحر الحلال ونحو ذلك، قد صار هذا مثلاً أيضاً. وروي أن سائلاً سأل عمر بن
عبد العزيز حاجة بكلام أعجبه، فقال عمر: هذا والله السحر الحلال. وقال ابن الرومي -عفا الله عنه- في هذا المعنى فأحسن:
وحديثُها السحرُ الحلال لو أنها ... لم تجن قتل المُسلم المُتحرز
إن طال لم يُملل وإن هي أوجزت ... ود المُحدثُ أنها لم تُوجز
شركُ العُقُول ونزهة ما مثلُها ... للسامعين وعُقلةُ المستوفز
وفي هذا الحديث ما يدل على أن التعجب من الاستحسان والبيان موجود في طباع ذوي العقول والبلاغة، وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أوتى جوامع الكلم، إلا أنه بإنصافه كان يعرفُ لكل ذي فضل فضله.
وفي هذا ما يدل على أن أبصر الناس بالشيء، أشدهم فرحاً بالجيد منه، ما لم يكن حسوداً، وإنما يحمدُ العلماءُ البلاغة واللسانة، ما لم يخرج إلى حد الإسهاب والإطناب والتفيهق. فقد روي في الثرثارين المتفيهقين، أنهم أبغضُ الناس إلى الله ورسوله.=(8/277)
4652 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَمَعَ عُمَرَ، وَمَعَ عُثْمَانَ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ، ثُمَّ أَتَمَّ " (1)
4653 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْعَلُوا مِنْ صَلَاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا " (2)
__________
= وهذا -والله أعلم- ممن يحاول تزيين الباطل وتحسينه بلفظه، ويريد إقامته في صورة الحق، فهذا هو المكروه الذي ورد فيه التغليظ، وأما قولُ الحق، فحسن جميل على كُل حال، كان فيه إطناب أو لم يكن، إذا لم يتجاوز الحق، وإن كنت أحبّ أوساط الأمور، فإن ذلك أعدلُها، والذي اتفق العلماء باللغة في مدحه من البلاغة والإيجاز والاختصار، وإدراك المعاني الجسيمة بالألفاظ اليسيرة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى بن سعيد: هو القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه البخاري (1082) ، ومسلم (694) (17) ، والنسائي في "المجتبي" 3/121، وابنُ الجارود في "المنتقى" (491) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (694) (17) ، والنسائي في "المجتبى" 3/121، وابنُ خزيمة (2963) ، وأبو عوانة 2/339، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/417، وابنُ حبان (3893) من طرق، عن عبيد الله، به
وقد سلف مختصراً برقم (4533) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(8/278)
4654 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحْفُوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى " (1)
__________
= وأخرجه أبو داود (1043) عند الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (432) ، ومسلم (777) (208) ، وأبو داود (1448) ، وابن ماجه (1377) ، وابن خزيمة (1205) ، والبيهقي 2/189 من طريق يحيى، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/255، والبخاري (1187) ، والترمذي (451) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/51 و9/397، من طرق عن عبيد الله، به، وقال الترمذي: حسن صحيح.
وقد سلف برقم (4511) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه مسلم (259) (52) ، والنسائي في "المجتبى" 1/16 و8/181-182، وفي "الكبرى" (9294) ، والبيهقي في "السنن" 1/149-150، وفي "الشعب" (6431) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/564، والبخاري (5893) ، والبيهقي في "الشعب" (6432) من طريق عبدة بن سليمان ومسلم (259) (52) ، والترمذي (2763) ، وأبو عوانة 1/189، والطحاوي 4/230 من طريق عبد الله بن نمير، وأبو عوانة 1/189، من طريق محمد بن بشر العبدي، ثلاثتهم عن عبد الله بن عمر، به.
وأخرجه البخاري (5892) ، ومسلم (259) (54) ، وأبو عوانة 1/189، والبيهقي في "السنن" 1/150، وفي "الشعب" (6433) ، والبغوي (3194) من طريق عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن نافع، به.
وفي أوله زيادة: خالفوا المشركين، ولفظها عند أبي عوانة: خالفوا المجوس،=(8/279)
4655 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ،
__________
= قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وزاد البخاري فيه: وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته، فما فضل أخذه.
وسيأتي الحديث من طريق نافع، عن ابن عمر، برقم (6456) ، ومن طريق عبد الرحمن بن علقمة برقم (5135) و (5138) و (5139) . وانظر (5326) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/229.
وعن أبي أمامة، سيرد 5/264.
وعن جابر عند ابن أبي شيبة 8/567.
وقوله: "أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى"، قال السندي: المشهور قطع الهمزة فيهما، وقيل: وجاء: حفا الرجل شاربه يحفوه كأحفى: إذا استأصل أخذ شعره، وكذلك جاء: عفوت الشعر، وأعفيته لغتان، فعلى هذا يجوز أن تكون همزة وصل، واللحى بكسر لام أفصح من ضمها، جمع لحية. قال الحافظ ابن حجر: الإحفاء بالحاء المهملة والفاء: الاستقصاء، وقد جاءت روايات تدل على هذا المعنى،
ومقتضاها أن المطلوب المبالغة في الإزالة، وهو مذهبُ الجمهور، ومذهب مالك قص الشارب حتى يبدو طرف الشفة كما يدل عليه حديث: "خمس أو عشر من الفطرة" وهو مختار النووي. قال النووي: وأما رواية: "أحفوا" فمعناه: أزيلوا ما طال على الشفتين. قلت: وعليه عمل غالب الناس اليوم، ولعل مالكا حمل الحديث على ذلك بناء على أنه وجد عمل أهل المدينة عليه، فإنه رحمه الله كان يأخذ في مثله بعمل أهل المدينة، فالمرجو أنه المختار، والله أعلم.
وإعفاء اللحية: توفيرها، وأن لا تقص كالشوارب، قيل: والمنهي قصها كصنيع الأعاجم وشعار كثير من الكفرة، فلا ينافيه من أخذها طولا وعرضا للإصلاح.(8/280)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ " (1)
4656 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَخْبَرَنِي ابْنُ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَاتَ بِذِي طُوًى حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ دَخَلَ مَكَّةَ " " وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذَلِكَ " (2)
4657 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه ابنُ حبان (2209) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/127 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/383، والبخاري (900) ، ومسلم (442) (136) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/137، والبيهقي في "السنن" 3/132، والخطيب في "تاريخه" 2/359-360 من طرق، عن عبيد الله، به. وعند ابن أبي شيبة والبخاري والبيهقي قصة امرأة عمر.
وقد سلفت برقم (4522) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي 2/70، والبخاري (1574) ، ومسلم (1259) (226) ، وابن خزيمة (2692) ، وابن حبان (3908) ، والبيهقي 5/72 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وزاد ابن حبان: وإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل مكة من كداء الثنية العُليا التي بالبطحاء،، وخرج من ثنية السُفلى. وكداء بفتح الكاف والمد، وكل عقبةٍ في جبل أو طريق عالٍ فيه تسمى ثنية. وقد سلفت هذه الزيادة في "المسند" برقم (4625) . وسلفت قصة المبيت بذي طوى برقم (4628) .(8/281)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟، قَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ "، قَالَ فِي الرَّابِعَةِ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4115) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة (ص216- الجزء الذي نشره العمروي) ، ومسلم (1301) (319) ، وابن خزيمة (2929) بنحوه من طريق عبد الوهاب الثقفي، والدارمي 2/64، والبيهقي 5/134 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن عبيد الله، به. وتحرف "عبيد الله" في المطبوع من الدارمي إلى: "عبد الله"، وصوب من "إتحاف المهرة" 3/ورقة 240.
وذكره البخاري تعليقاً مجزوما به، بإثر الحديث (1727) من طريق عبيد الله، به. وأخرجه الطيالسي (1835) بنحوه من طريق جويرية بن أسماء، والبيهقي 5/134 من طريق شعيب. بن أبي حمزة، كلاهما عن نافع، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/452 من طريق أبي مرة مولى أم هانىء، عن ابن عمر، بنحوه مطولاً ضمن قصة الحديبية.
وسيأتي الحديث من طريق نافع، عن ابن عمر بالأرقام (4897) و (5507) و (6005) و (6234) و (6269) و (6384) . وأنظر ما سيأتي. برقم (4889) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (3311) ، وذكرنا عنده أحاديث أخرى في الباب، ونزيد عليها هنا:
عن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/20.=(8/282)
4658 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا يُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ، وَالْعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَمِنْ
__________
= وعن جابر عند الطحاوي فى "شرح مشكل الآثار" (1367) .
وعن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم في قصة الحديبية عند البيهقي في "الدلائل" 4/150.
قلنا: اختلف المتكلمون على هذا الحديث في الوقت الذي قال فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك، فقال ابن عبد البر: لم يذكر أحد من رواة نافع عن ابن عمر أن ذلك كان يوم الحديبية وهو تقصير وحذف، وإنما جرى ذلك يوم الحديبية، حين صُد عن البيت، وهذا محفوظ مشهور من حديث ابن عمر وابن عباس وأبي سعيد وأبي هريرة وحُبشى بن جنادة وغيرهم.
وتُعقب بأنه ورد تعيين حجة الوداع من حديث أبي مريم السلولي عند أحمد 4/177، وابن أبي شيبة (ص217- الجزء الذي نشره العمروي) ، ومن حديث أم الحصين عند مسلم (1303) ، ومن حديث قارب بن الأسود الثقفي عند أحمد 6/393 وابن أبي شيبة (ص 215- الجزء الذي نشره العمروي) ، ومن حديث أم عمارة عند الحارث.
قال الحافظ في "الفتح" 3/563: فالأحاديث التي فيها تعيين حجة الوداع أكثر عدداً وأصح إسناداً، ولهذا قال النووي عقب أحاديث ابن عمر وأبي هريرة وأم الحصين: هذه الأحاديث تدل على أن هذه الواقعة كانت في حجة الوداع، قال: وهو الصحيح المشهور. وقيل: كان في الحديبية، وجزم بأن ذلك كان في الحُديبية إمامُ الحرمين في "النهاية". ثم قال النووي: لا يبعد أن. يكون وقع في الموضعين، وقال عياض: كان في الموضعين، ولذا قال ابن دقيق العيد: إنه الأقرب. قلت (القائل هو ابن حجر) : بل هو المتعين لتظاهر الروايات بذلك في الموضعين كما قدمناه إلا أن السبب في الموضعين مختلف ...(8/283)
أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، يُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى تُبْعَثَ إِلَيْهِ " (1)
4659 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ فَيَجْلِسَ فِيهِ، وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا وَتَوَسَّعُوا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/237، وهناد في "الزهد" (364) ، وابن ماجه (4270) ، والترمذي (1072) ، والنسائي في "الكبرى" (2198) ، وفي "المجتبى" 4/107، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/104 من طرق، عن عبيد الله، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه هناد في "الزهد" (365) ، والطيالسي (1832) ، وأبو يعلى (5830) ، الطبراني "الصغير" (930) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/48-49 من طرق عن نافع، به.
أخرجي عبد الرزاق (6745) ، ومن طريقه عبد بن حميد (730) ، ومسلم (2866) (66) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (49) عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر.
وسيأتي (5119) و (5234) و (5926) و (6059) .
وفي الباب عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، والبراء بن عازب، وعائشة أم المؤمنين، وسترد أحاديثهم على التوالي 2/364 و3/3-4 و3/126 و3/346 و4/287و6/139-140.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.=(8/284)
4660 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، (1) أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ الظُّهْرِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْعِشَاءِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْجُمُعَةِ سَجْدَتَيْنِ، فَأَمَّا الْجُمُعَةُ وَالْمَغْرِبُ
__________
= وأخرجه مسلم (2177) (28) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 2/186 (بترتيب السندي) ، والحميدي (664) ، وابن أبي شيبة 8/584، والدارمي 2/281، والبخاري في "صحيحه" (6270) ، وفي "الأدب المفرد" (1140) و (1153) ، وابن خزيمة (1822) ، وابن حبان (586) ، والبيهقي في "السنن" 3/232، وفي "معرفة السنن" (6618) ، وفي "الآداب" (303) ، والبغوي في "شرح السنة" (3332) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه عبد الرزاق (5592) و (5594) ، وعبد بن حميد (764) ، والبخاري (911) و (6269) ، ومسلم (2177) (27) و (28) ، وابن حبان (587) ، والطبراني في "الأوسط" (1538) ، وابن عدي 6/2197، والبيهقي في "السنن" 3/232 و6/150، والبغوي في "شرح السنة" (3331) ، من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13637) من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عمر، به.
وسيرد بالأرقام (4735) و (4874) و (5046) و (5567) و (5625) و (5785) و (6024) و (6062) و (6083) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/89 و126 و338.
وعن جابر عند مسلم (2178) .
وعن أبي بكرة عند أبن أبي شيبة 8/584، والحاكم 4/272.
(1) في (ظ 14) : حدثنا عبيد الله.(8/285)
فِي بَيْتِهِ "، قَالَ: (1) وَأَخْبَرَتْنِي أُخْتِي حَفْصَةُ " أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ "، قَالَ: وَكَانَتْ سَاعَةً لَا أَدْخُلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا (2)
__________
(1) لفظ: "قال" لم يرد في (ظ 14) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه البخاري (1172) ، ومسلم (729) (104) ، والبيهقي في "السنن" 2/471، وفي "المعرفة" (5283) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
ورواية البخاري: فأما المغرب والعشاء ففي بيته، ورواية مسلم والبيهقي: فأما المغرب والعشاء والجمعة ...
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (378) ، وأبو عوانة 2/263، من طرقٍ عن عبيد الله، به.
وقد سلف برقم (4506) .
قال الحافظ في "الفتح" 3/50: قوله: فأما المغرب والعشاء ففي بيته، استُدل به على أن فعل النوافل الليلية في البيوت أفضل من المسجد بخلاف رواتب النهار، وحُكي ذلك عن مالك والثوري، وفي الاستدلال به لذلك نظر، والظاهر أن ذلك لم يقع عن عمد، وإنما كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتشاغل بالناس في النهار غالباً، وبالليل يكون في بيته غالباً.
ثم قال الحافظ: وفيه حجة لمن ذهب إلى أن للفرائض رواتب تستحب المواظبة عليها، وهو قول الجمهور، وذهب مالك في المشهور عنه إلى أنه لا توقيت في ذلك، حماية للفرائض، لكن لا يمنع من تطوع بما شاء إذا أمن ذلك، وذهب العراقيون من أصحابه إلى موافقة الجمهور.
قال السندي: قوله: فأما الجمعة والمغرب في بيته: هكذا في النسخ،=(8/286)
4661 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَرَضَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَلَمْ يُجِزْهُ، ثُمَّ عَرَضَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ، فَأَجَازَهُ " (1)
__________
= والظاهر: ففي بيته، وأما حذف الفاء بعد "أما" فقليل. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، عبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه أبو داود (2957) و (4406) ، من طريق أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4097) ، والنسائي 6/155، والبيهقي 8/264 من طريق يحيى القطان، به.
وأخرجه عبد الرزاق (9717) ، وابن سعد 4/143، وابن أبي شيبة 12/539 و13/47 و14/194 و396، والبخاري (2664) ، ومسلم (1868) (91) ، وأبو داود (4407) ، وابن ماجه (2543) ، والترمذي (1361) و (1711) ، ويعقوب الفسوي في "تاريخه" 3/371، وأبو عوانة 5/2-3 و3-4، والطحاوي 3/217-218، وابن حبان (4728) ، والدارقطني 4/115-116، والطبراني في "الكبير" (13042) ، والبيهقي في "السنن" 3/83 و6/54-55 و55 و9/21-22 و22، وفي "الدلائل" 3/395، والخطيب في "تاريخه" 1/172 من طرق، عن عبيد الله، به.
وأخرجه الطيالسي (1859) ، وعبد الرزاق (9716) ، وابن سعد 4/143، وأبو عوانة 5/4، وابن حبان (4727) ، والطبراني في "الكبير" (13041) من طرق، عن نافع، به.
وزاد بعضهم: قال نافع: حدثت بهذا الحديث عمر بن عبد العزيز، فقال:=(8/287)
4662 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِذَا تَوَضَّأَ " (1)
__________
= هذا حد ما بين الصغير والكبير، ثم كتب أن يفرض لمن بلغ الخمسة عشرة.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، وبه يقول سفيان الثوري، وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق، يرون أن الغلام إذا استكمل خمس عشرة سنة، فحكمه حكم الرجال، وإن احتلم قبل خمس عشرة، فحكمه حكم الرجال.
وفي الباب: عن البراء سيأتي 4/298، وهو عند البخاري (3956) .
وعن زيد بن جارية عند البيهقي 9/22.
قوله: "عرضه"، قال السندي: بالتخفيف، أي: أمر بعرضه عليه، وإظهاره لديه، ليعرف هل يصلحُ للحضور في الحرب أم لا. فلم يجزه من الإجازة، أي: فما أذن بحضوره، وألحقه بالصغار لا بالرجال، ومن هذا الحديث أخذ أن خمس عشرة سن البلوغ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (306) (23) ، والترمذي (120) ، والنسائي 1/139 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/61-62، ومسلم (306) (23) ، والنسائي في "الكبرى" (9060) و (9061) ، وابن ماجه (585) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه عبد الرزاق (1077) ، والبخاري (287) و (289) ، ومسلم (306) =(8/288)
4663 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَلَ أَهْلَ خَيْبَرَ بِشَطْرِ مَا
__________
= (24) ، والنسائي في "الكبرى" (9062) و (9063) و (9064) و (9065) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/69، وأبو عوانة 1/277، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/127، وابن حبان (1215) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/44، والبيهقي 1/201، والبغوي في "شرح السنة" (264) من طرق، عن نافع، به.
وأخرجه عبد الرزاق (1088) ، والطحاوي 1/127 من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه.
وقد سلف هذا الحديث في "مسند عمر بن الخطاب" بالأرقام (94) و (105) و (230) و (306) من طرق، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب.
وسيأتي (4929) و (4930) و (5056) و (5190) و (5314) و (5442) و (5782) و (5967) و (6157) .
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (286) و (288) ، ومسلم (305) و (307) ، وابن حبان (1217) و (1218) ، سيأتي 6/36.
وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (308) ، وابن حبان (1210) و (1211) ، سيأتي 3/55.
وعن عمار بن ياسر، سيأتي 4/320.
وعن أبي هريرة، سيأتي 2/392، وعند الطحاوي 1/126.
وعن جابر بن عبد الله عند ابن ماجه (592) ، وصححه ابن خزيمة (217) .
وعن أم سلمة عند الطبراني في "الكبير" 23/ (980) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/274، وقال: رجاله ثقات.(8/289)
يَخْرُجُ مِنْ تَمْرٍ (1) أَوْ زَرْعٍ " (2)
4664 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَتَسَارَّ اثْنَانِ دُونَ
__________
(1) في (ظ 1) و (ظ 14) و (م) : ثمر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه مسلم (1551) (1) ، وأبو داود (3408) كلاهما عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2329) ، ومسلم (1551) (1) ، والترمذي (1383) ، وابن ماجه (2467) ، والدارمي 2/270، والدارقطني في "السنن" 3/37 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2331) من طريق عبد الله بن المبارك، عن عبيد الله، به.
وأخرجه مسلم (1551) (4) (5) (6) ، وأبو داود (3409) من طرق، عن نافع، به.
وسيأتي برقم (4732) و (4768) و (4854) و (4946) و (6469) .
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، لم يروا بالمزارعة بأساً على النصف والثلث والربع، واختار بعضهم أن يكون البذر من رب الأرض، وهو قول أحمد وإسحاق، وكره بعض أم العلم المزارعة بالثلث والربع، ولم يروا بمساقاة النخيل بالثلث والربع بأساً، وهو قول مالك بن أنس والشافعي، ولما ير بعضهم أن يصح شيء من المزارعة، إلا أن يستأجر الأرض بالذهب والفضة.
وقال السندي: قوله: عامل أهل خيبر: كانت المعاملة مساقاة متضمنة للمزارعة، لا مزارعة خالصة.(8/290)
الثَّالِثِ " (1)
4665 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ مَثَلُ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ، إِنْ عَقَلَهَا صَاحِبُهَا، حَبَسَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا، ذَهَبَتْ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه مسلم (2183) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك 2/989، ومن طريقه البخاري في "صحيحه" (6288) ، وفي "الأدب المفرد" (1168) ، ومسلم (2183) ، والبغوي في "شرح السنة" (3508) عن نافع، به، بنحوه.
وأخرجه الحميدي (646) ، وعبد الرزاق (19807) ، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، به.
وأخرجه البزار (1673) "زوائد" من طريق ابن عجلان، عن نافع، به، نحوه، وزاد: "وإذا كانوا ثلاثة في سفر، فليؤمروا أحدهم".
وأخرجه البزار أيضاً (2056) "زوائد" من طريق عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، فذكر نحوه. قال البزار: إنما يرويه الثقات الحفاظ عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا نعلم أحداً قال: عن عمر إلا العمري، ولم يتابع عليه.
وقد سلف برقم (4450) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (789) (227) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.=(8/291)
4666 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ يَهُودِيَّيْنِ زَنَيَا، فَأُتِيَ بِهِمَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، "
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/500 و10/476، ومسلم (789) (227) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (159) من طرق، عن عبيد الله، به.
وأخرجه مسلم (789) (227) ، والنسائي في "الكبرى" (8043) ، والفريابي (157) و (158) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (50) من طريق موسى بن عقبة، وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 105 من طريق صخر بن جويرية، والطبراني في "الأوسط" (1896) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/320 من طريق الزهري، وفي "أخبار أصبهان" 2/209 من طريق هشام بن سعد، أربعتهم، عن
نافع، به. وفي روايتي موسى بن عقبة وهشام بن سعد زيادة: "وإذا قام صاحب القرآن، فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإذا لم يقم به نسيه".
وأخرجه عبد الرزاق (5972) عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر.
وسيأتي برقم (4759) و (4845) و (4923) و (5315) و (5923) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3620) ، وذكرنا عنده ما ورد في الباب من أحاديث.
قوله: "المعقلة"، قال الحافظ فى "الفتح" 9/79: بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد القاف، أي: المشدود بالعقال، وهو الحبل الذي يشد في ركبة البعير، شبه درس القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه الشراد، فما زال التعاهد موجوداً فالحفظ موجود، كما أن البعير ما دام مشدودا بالعقال فهو محفوظ وخص الإبل بالذكر، لأنها أشد الحيوان الإنسي نفوراً، وفي تحصيلها بعد
استمكان نفورها صعوبة.(8/292)
فَأَمَرَ بِرَجْمِهِمَا "، قَالَ: فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَقِيهَا بِنَفْسِهِ (1)
4667 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَدْرَكَ عُمَرَ وَهُوَ فِي رَكْبٍ، وَهُوَ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَقَالَ: " لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، لِيَحْلِفْ حَالِفٌ بِاللهِ أَوْ لِيَسْكُتْ " (2)
4668 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " السَّمْعُ، وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/501 و10/149 و14/149، ومسلم (1699) (26) ، وابن ماجه (2556) ، وابن حبان (4431) و (4432) من طرق، عن عبيد الله، بهذا الإسناد، ورواية مسلم مطولة.
وقد سلف مطولاً برقم (4498) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه مسلم (1646) (4) ، والنسائي في "الكبرى" (7663) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1534) من طريق عبدة بن سليمان الكلابي، عن عبيد الله بن عمر، به. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (4523) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(8/293)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري (2955) و (7144) ، ومسلم (1839) ، وأبو داود (2626) ، والطبري في "التفسير" (9877) ، وابن خزيمة في السياسة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 242، وأبو عوانة 4/450، والبيهقي في "السنن" 3/127 و8/156، والبغوي في "شرح السنة" (2453) ، وفي "التفسير" 1/445 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/542، وعبد بن حميد (752) ، وابن زنجويه في "الأموال" (21) ، والبخاري (2955) ، ومسلم (1839) ، وابن ماجه (2864) ، والترمذي (1707) ، والنسائي في "الكبرى" (8720) ، وفي "المجتبي" 7/160، والطرسوسي (45) ، والطبري في "التفسير" (9878) ، وأبو عوانة 4/450-451 من طرق، عن عبيد الله، به.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه ابن زنجويه (22) من طريق عبد الله بن عمر العمري، عن نافع مختصراً.
وأخرجه أبو عوانة 4/451 من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، به.
وانظر (4565) .
وفي الباب عن علي بن أبي طالب سلف برقم (622) .
وعن عبد الله بن مسعود سلف برقم (3790) .
وعن أبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وعمران بن حصين، والحكم بن عمرو الغفاري، ورجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ستأتي على التوالي 3/67 و3/213 و4/426 و4/432 و5/70.
وعن النواس بن سمعان عند البغوي في "شرح السنة" (2455) .
قوله: "السمع والطاعة" قال السندي: أي: لأولي الأمر والولاة. "على المرء"، أي: على كل أمر مقتضاه أن المباح والمندوب يصيران واجبين بأمر الأمراء بهما.(8/294)
4669 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ فَيَقْرَأُ السَّجْدَةَ فَيَسْجُدُ، وَنَسْجُدُ مَعَهُ حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُنَا مَكَانًا لِمَوْضِعِ جَبْهَتِهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه أبو داود (1412) ، وأبو عوانة 2/207 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1075) و (1079) ، ومسلم (575) (103) ، وابن خزيمة (557) ، وأبو عوانة 2/207، والبيهقي 2/312 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.
وأخرجه البخاري (1076) ، ومسلم (575) (104) ، وابن خزيمة (558) ، وأبو عوانة 2/206-207، وابن حبان (2760) ، والحاكم 1/222، والبيهقي 2/323 و323-324، والبغوي (867) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وسجود الصحابة بسجود رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خارج الصلاة سنة عزيزة، ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (6285) و (6461) .
قلنا: سجود الصحابة رضي الله عنهم في هذا الحديث كان في غير الصلاة كما جاء مصرحاً به في الرواية الآتية برقم (6285) .
وقوله: "حتى ما يجد أحدنا". قال السندي: من الزحام، أي: فيسجد على ظهر صاحبه كما جاء في بعض الروايات.(8/295)
4670 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَّلَاةٌ فِي الْجَمِيعِ تَزِيدُ عَلَى صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ سَبْعًا وَعِشْرِينَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي 1/292-293، ومسلم (650) (250) ، وابن ماجه (789) ، وابن خزيمة (1471) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (2005) ، وابن أبي شيبة 2/480، ومسلم (650) (250) ، والترمذي (215) ، وابن خزيمة (1471) ، وأبو عوانة 2/3 من طرق، عن عبيد الله، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. ووقع عند مسلم في رواية رواها عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، عن عبيد الله: "بضعاً وعشرين". ووقع في رواية لأبي عوانة من طريق حماد بن أسامة عن عبيد الله: "خمساً وعشرين"، وهو كذلك في رواية عبد الرزاق. قال الحافظ في "الفتح" 2/132: لم يختلف على ابن عمر في ذلك إلا ما وقع عند عبد الرزاق عن عبد الله العمري، عن نافع، فقال فيه: "خمس وعشرون"، لكن العمري ضعيف، ووقع عند أبي عوانة في "مستخرجه" من طريق أبي أسامة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فإنه قال فيه: "بخمس وعشرين"، وهي شاذة مخالفة لرواية الحفاظ من أصحاب عبيد الله وأصحاب نافع، وإن كان راويها ثقة. قلنا: ذكر الحافظ أن رواية عبد الرزاق من
طريق عبد الله المكبر، لكن الذي رأيناه في المطبوع من "مصنف عبد الرزاق": عبيد الله، وكتب محققه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي لهامشه: كذا في الأصل.
وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته" (128) ، والبيهقي في "السنن" 3/59 من طريق أيوب، والبخاري (649) من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (650) (250) من طريق الضحاك بن عثمان، ثلاثتهم عن نافع، به. ورواية مسلم: "بضعاً وعشرين". وقال الحافظ عن هذه الرواية: ليست مغايرة لرواية الحفاظ=(8/296)
4671 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْمَنَامِ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرَاكُمْ قَدْ تَتَابَعْتُمْ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ فَالْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ " (1)
4672 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ جُرَيْجٍ أَوِ ابْنِ جُرَيْجٍ، (2) قَالَ:
__________
= لصدق السبع على البضع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/480-481 من طريق أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قوله.
وأخرجه أبو يعلى (5752) ، والطبراني في "الصغير" (834) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/302 من طريق نعيم المجمر، عن ابن عمر.
وسيأتي برقم (5332) و (5779) و (5921) و (6455) .
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3564) و (3567) . وذكرنا عنده الأحاديث الأخرى التي في الباب. ومعظم أحاديث الباب جاءت بلفظ: "خمس وعشرين". وانظر "الفتح" 2/131-134.
وقوله: "صلاة الرجل في الجميع"، أي: مع الجميع.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4499) .
قوله: "أراكم قد تتابعتم". قال السندي: أي: توافقتم.
(2) في هامش كل من (س) و (ص) : الصحيح أنه ابن جريج، وهو عبيد بن جريج. وفي هامش (ظ 14) : صوابه عبيد بن جريج.(8/297)
قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَرْبَعُ خِلَالٍ رَأَيْتُكَ تَصْنَعُهُنَّ، لَمْ أَرَ أَحَدًا يَصْنَعُهُنَّ؟ قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ تَلْبَسُ هَذِهِ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، وَرَأَيْتُكَ تَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ لَا تَسْتَلِمُ غَيْرَهُمَا، وَرَأَيْتُكَ لَا تُهِلُّ حَتَّى تَضَعَ رِجْلَكَ فِي الْغَرْزِ، وَرَأَيْتُكَ تُصَفِّرُ لِحْيَتَكَ؟ قَالَ: " أَمَّا لُبْسِي هَذِهِ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَلْبَسُهَا، يَتَوَضَّأُ فِيهَا، وَيَسْتَحِبُّهَا، وَأَمَّا اسْتِلَامُ (1) هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ: فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُمَا لَا يَسْتَلِمُ غَيْرَهُمَا، وَأَمَّا تَصْفِيرِي لِحْيَتِي: فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، وَأَمَّا إِهْلَالِي إِذَا اسْتَوَتْ بِي رَاحِلَتِي: فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، وَاسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ أَهَلَّ " (2)
__________
(1) في هامش (س) و (ص) : استلامي. نسخة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقوله: "عن جريح أو ابن جريج" شك من عبيد الله أو من يحيي، وقد أقامه مالك وغيره على الصواب، فرووه عن سعيد بن أبي سعيد، عن عبيد بن جُريج وهو التيمي، وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، وسعيد بن أبي سعيد: هو المقبري.
وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 1/80، و5/163 و232 من طريق عبد الله بن إدريس، عن عبيد الله، به.
وأخرجه بتمامه ومختصراً مالك في "الموطأ" 1/333، ومن طريقه البخاري=(8/298)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (166) و (5851) ، ومسلم (1187) (25) ، وأبو داود (1772) ، والترمذي في "الشمائل" (74) ، والنسائي في "المجتبى" 1/80 و5/163 و232، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/184، وابنُ حبان (3763) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 136، والبيهقي في "السنن" 5/31، 76، والبغوي (1870) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/194 عن سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (651) ، وابنُ أبي شيبة 8/443، والنسائي في "المجتبي" 1/80-81، و5/163-164 و232، وابن ماجه (3626) مقطعاً من طرق، عن سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج، به.
وأخرجه مسلم (1187) (26) من طريق ابن قُسيط، عن عبيد بن جُريج، به.
وانظر (4454) و (4462) و (4570) و (4686) .
قال السندي: قوله: عن جريج أو ابن جريج: الصواب هو الأخير.
أربع خلال، بكسر الخاء المعجمة، أي: خصال.
أحدا: أي من الصحابة، أي: فما بالك خالفتهم، السنة جاءت بها أم لأمر آخر.
السبتية: نسبة إلى السبت، بكسر سين، وسكون موحدة، بعدها مثناة من فوق، وهو ما أزيل منه الشعر من الجلود، أو ما دُبغ بورق السلم.
اليمانيين: بالتخفيف أفصح، وجوز التشديد، وفيه تغليب، والمراد اليماني، والذي فيه الحجر الأسود.
في الغرز: هو ركاب من جلد يضع فيه المرء رجله إذا ركب.
تُصفر: من التصفير، أي: تصبغها بالصفرة.
وتتوضأ فيها: أي: في حال لبسها، والمراد أنه إذا لبسها لم يمسح عليها بل كان يتوضأ الوضوء المعتاد.=(8/299)
4673 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَبْدُ إِذَا أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَنَصَحَ لِسَيِّدِهِ كَانَ لَهُ أَجْرُهُ (1) مَرَّتَيْنِ " (2)
__________
= يصفر لحيته: قد جاء أن شيبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما بلغ إلى حد يحتاج إلى الخضاب، فكأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يستعمل الصفرة أحياناً للتنظيف أو لغيره. والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ 14) : الأجر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، ومحمد بن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه البخاري (2550) ، ومسلم (1664) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1401) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1664) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/113، والقضاعي (1400) و (1402) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/365 من طرق، عن عبيد الله، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/981، ومن طريقه البخاري في "الصحيح" (2546) ، وفي "الأدب المفرد" (202) ، ومسلم (1664) ، وأبو داود (5169) ، والقضاعي (1403) ، والبيهقي 8/12، والبغوي (2407) ، وأخرجه مسلم (1664) من طريق أسامة بن زيد الليثي، وأبو نعيم في "الحلية" 3/165 من طريق صفوان بن عيسى، ثلاثتهم عن نافع، به.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/113 من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر. وذكر الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 65 أن الصواب رواية عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر. ونقل أبو نعيم في "أخبار أصبهان" عن أبي بكر البرديجي قوله: هشام غريب، وعبيد الله مشهور.
وسيأتي برقم (4706) و (5784) و (6273) . وانظر (4799) .=(8/300)
4674 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ (1) مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، قَالَ: " رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ " وَلَا يَصْنَعُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ (2)
__________
= وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2548) و (2549) ، ومسلم (1665) و (1666) و (1667) ، وسيرد 2/252.
وعن أبي موسى الأشعري عند البخاري (97) ، ومسلم (154) ، وسيرد 4/395.
(1) في (ظ 1) وهامش (ص) : بحذو.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/194-195، وفي "الكبرى" (644) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه الرفع عند الانحطاط إلى الركوع.
وهو كذلك عند مالك في "الموطأ" 1/75 برواية يحيى الليثي، و (204) برواية أبي مصعب الزهري.
وأخرجه أيضاً الشافعي في "المسند" 1/72 (ترتيب السندي) ، ومن طريقه أبو عوانة 2/91، والبيهقي في "السنن" 2/69، عن مالك، به.
وتابعه عبد الله بن المبارك عن مالك، عند البيهقي 2/69.
وهو في "الموطأ" (99) برواية محمد بن الحسن الشيباني، بذكر الرفع عند الانحطاط إلى الركوع.
وأخرجه كذلك الدارمي (1250) و (1309) عن عثمان بن عمر، و (1308) =(8/301)
4675 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ سُرَاقَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصَلِّي فِي السَّفَرِ قَبْلَهَا، وَلَا بَعْدَهَا " (1)
__________
= عن خالد بن مخلد، والبخاري في "صحيحه" (735) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، وفي "رفع اليدين" (12) عن عبد الله بن يوسف، والنسائي في "المجتبى" 2/195، وفي "الكبرى" (646) ، وابن حبان (1861) من طريق عبد الله بن المبارك، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/223 من طريق عبد الله بن وهب وبشر بن عمر، والبيهقي 2/69 من طريق ابن وهب، والبغوي (559) من طريق أبي مصعب الزهري، ثمانيتهم عن مالك، به.
وصوب ابن عبد البر في "التمهيد" 9/211، والزيلعي في "نصب الراية" 1/408 رواية من روى الحديث عن مالك بذكر الرفع فيه عند الركوع.
وقال في "التمهيد" 9/211-212: وقال جماعة من أهل العلم: إن إسقاط ذكر الرفع عند الانحطاط في هذا الحديث، إنما أتى من مالك، وهو الذي كان ربما وهم فيه، لأن جماعة حفاظاً رووا عنه الوجهين جميعاً.
وسيأتي برقم (5279) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، به ... وذكر فيه الرفع عند الركوع.
وقد سلف برقم (4540) عن سفيان بن عيينة، عن الزهري.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن سراقة -وهو عثمان بن عبد الله بن عبد الله بن سراقة- فمن رجال البخاري. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث.
وأخرجه ابن خزيمة (1255) ، وابن حبان (2753) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" 6/122 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.=(8/302)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه عبد بن حميد (844) عن أبي علي الحنفي، وابن خزيمة (1256) من طريق عثمان بن عمر، كلاهما عن ابن أبي ذئب، به -وزادا فيه أن عثمان بن عبد الله بن سراقة سأل ابن عمر: أصلي بالليل؟ قال: نعم، صل بالليل ما شئت على راحلتك حيث توجهت بك.
وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (1915) ، وفي "المجتبي" 3/122 من طريق وبرة بن عبد الرحمن، والطبراني في "الكبير" (13256) من طريق موسي بن طلحة، و (13257) من طريق عيسى بن طلحة، ثلاثتهم عن ابن عمر. وحديث موسى بن طلحة موقوف على ابن عمر، وقال فيه: أصلي كما رأيت أصحابي يصلون.
وسيأتي برقم (4962) و (5012) من طريق عثمان بن عبد الله بن سراقة، ونظر (4761) و (5185) و (5590) و (5634) .
وفي الباب عن علي موقوفا عند عبد الرزاق (4444) .
وعن إبراهيم النخعي ومجاهد وأيوب عند عبد الرزاق (4429) و (4450) و (4451) .
وعن علي بن حسين عند ابن أبي شيبة 1/380-381.
قال أبو عمر في "الاستذكار" 6/123: وهذا المعنى محفوظ عن ابن عمر من وجوه، وقد رويت آثار عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان ربما تنفل في السفر، وأنه كان لا يرتحل من منزل ينزله حتى يصلي ركعتين، وأهل العلم لا يرون بالنافلة في السفر بأساً كما قال مالك رحمه الله.
وقال الحافظ في "الفتح" 2/578: نقل النووي تبعاً لغيره أن العلماء اختلفوا في التنفل في السفر على ثلاثة أقوال: المنع مطلقاً، والجواز مطلقاً، والفرق بين الرواتب والمطلقة، وهو مذهب ابن عمر كما أخرجه ابن أبي شيبة 1/381-382 بإسناد صحيح عن مجاهد، قال: صحبت ابن عمر من المدينة إلى مكة، وكان=(8/303)
4676 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ صَلَّى الْمَغْرِبَ، وَالْعِشَاءَ بِجَمْعٍ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَالِكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟، فَقَالَ: " صَلَّيْتُهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي هَذَا الْمَكَانِ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ " (1)
__________
= يصلي تطوعاً على دابته حيثما توجهت به، فإذا كانت الفريضة نزل فصلى.
وقال السندي في قوله: "لا يصلي في السفر قبلها"، أي: لا قبل المكتوبة ولا بعدها، وهو لا يُنافي صلاة الليل وغيرها، وقد جاء في ركعتي الفجر ما يدل على أنه كان يُصليهما في السفر، فالظاهر أن ابن عمر ما علم بذلك، وقال هذا الكلام بحسب علمه.
وانظر في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/380-382 من كان يتطوع في السفر، ومن كان لا يتطوع فيه.
(1) حديث صحيح. عبد الله بن مالك -وهو ابن الحارث الهمداني- ولو لم يذكر في الرواة عنه غيرُ أبي إسحاق السبيعي وأبي روق الهمداني، ولم يُؤثر توثيقه عن غير ابن حبان -متابع-، وبقيةُ رجاله ثقات رجالُ الشيخين، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق السبيعي: هو عمرو بن عبد الله.
وأخرجه الترمذي (887) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد، وقال: وحديث سفيان، حديث حسن صحيح.
وأخرجه أبو يعلى (5792) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/212 من طريق يزيد بن هارون، عن سفيان، به.
وأخرجه أبو داود (1930) ، ومن طريقه البيهقي 1/401، من طريق شريك، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/401 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق،=(8/304)
4677 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ وَكَانَ يَجْعَلُ فَصَّهُ، مِمَّا يَلِي كَفَّهُ فَاتَّخَذَهُ النَّاسُ فَرَمَى بِهِ، وَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ " (1)
__________
= عن عبد الله بن مالك، قال: صليتُ خلف ابن عمر صلاتين بجمع بأذانٍ وإقامةٍ جميعاً، وقال: صليتهما مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا المكان. قال البيهقي: ورواية الثوري وشريك أصح لموافقتهما رواية سعيد بن جبير، ورواية سعيد يحتمل أن تكون موافقة لرواية سالم من حيث إنه أراد إقامة واحدة لكل صلاة، والله أعلم.
قلنا: رواية سالم سترد برقم (5186) ، ويرد في تخريجها أنه عليه الصلاة والسلام صلى كل صلاةٍ منهما بإقامة. وسيأتي بإسناد صحيح برقم (4894) .
وقد سلف برقم (4452) .
قال السندي: قوله: "بإقامة واحدة": قد جاء بإقامتين، فيمكن أن يكون المراد بالإقامة هاهنا النداء، أي: الأذان، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5865) ، ومسلم (2091) (53) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/262، وفي "شرح مشكل الآثار" (1409) ، والبيهقي 4/42 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. ولم يذكر مسلم في روايته: "واتخذ خاتماً من ورق".
وأخرجه البخاري (5866) ، ومسلم (2091) (53) ، وأبو داود (4218) ، والنسائي 8/178 و195-196، وابن حبان (5494) و (5499) ، والبيهقي 4/142 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. ورواية البخاري وأبي داود والنسائي في الموضع الثاني مطولة. ورواية مسلم والنسائي في الموضع الأول لم يذكرا فيها:=(8/305)
4678 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرُّؤْيَا جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1)
__________
= "واتخذ خاتماً من ورق".
وسيأتي الحديث من طريق نافع، عن ابن عمر مطولا ومختصرا (4734) و (4907) و (4976) و (5250) و (5366) و (5583) و (5685) و (5706) و (6007) و (6107) و (6118) و (6271) و (5631) و (6412) .
وسيأتي من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر (5249) .
وفيي الباب عن أنس عند البخاري (5868) و (5872) ، ومسلم (2092)
و (2093) ، وأبو داود (4214) و (4221) .
وفي باب النهي عن التختم بالذهب عن ابن مسعود سلف برقم (3582) .
وانظر شواهد الباب هناك.
ونزيد عليه هنا: عن البراء بن عازب، سيأتي 4/287.
وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/443.
وقوله: "فصه" بفتح الفاء أفصح، وجوز الكسر، فرمى به: حين حرم استعماله ولو قليلاً. من ورق: بفتح فكسر، أي: فضة. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2265) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، بلفظ: "الرؤيا الصالحة".
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/52، ومسلم (2265) ، وابن ماجه (3897) ، والنسائي في "الكبرى" (7626) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2170) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/9، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/282 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.=(8/306)
4679 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا عِنْدَ بَابِ عَائِشَةَ: فَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، فَقَالَ: " الْفِتْنَةُ هَاهُنَا، حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ (1) " (2)
__________
= وأخرجه مسلم (2265) من طريق الضحاك بن عثمان، وابن عدي في "الكامل" 4/1472 من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي، كلاهما عن نافع، به.
وسيأتي الحديث برقم (5104) و (6009) و (6035) و (6215) .
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2894) .
وعن ابن عمرو بلفظ: "تسعة وأربعين جزءاً"، سيرد برقم (7044) ، وذكرنا باقي شواهده هناك.
قوله: "الرؤيا جزء"، قال السندي: أي: لها مناسبة بالنبوة حيث يظهر بها المغيبات، وأما معرفة أجزاء النبوة بالتفصيل، فلا سبيل إليها إلا بإعلام الله تعالى، فلا ينبغي الاشتغال به.
(1) في (ق) : قرن الشمس.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2905) (46) من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وفي بعض طرقه عن يحيى: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام عند باب حفصة.
وأخرجه البخاري (3104) من طريق جويرية بن أسماء، عن نافع، به.
وسيأتي الحديث من طريق نافع، عن ابن عمر برقم (5659) ، وبنحوه ضمن حديث: "اللهم بارك لنا في شامنا ... " برقم (5642) و (5987) .
وله طرق أخرى عن ابن عمر ستأتي برقم (4751) و (4754) و (6091) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سيأتي 2/418.=(8/307)
4680 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، جَاءَ ابْنُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَعْطِنِي قَمِيصَكَ حَتَّى أُكَفِّنَهُ فِيهِ وَصَلِّ عَلَيْهِ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُ فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ، وَقَالَ: " آذِنِّي بِهِ "، فَلَمَّا ذَهَبَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، قَالَ: - يَعْنِي عُمَرَ - قَدْ نَهَاكَ اللهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ: " أَنَا بَيْنَ خِيرَتَيْنِ ": {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80] فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} [التوبة: 84] ، قَالَ: فَتُرِكَتِ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمْ (1)
__________
= وعن أبي مسعود الأنصاري، سيأتي 4/118.
وعن ابن عباس ضمن حديث: "اللهم بارك" عند الطبراني في "الكبير" (12553) .
وقوله: "حيث يطلع قرن الشيطان". قال السندي: أي: إذا طلعت الشمس فإنها تطلع بين قرني الشيطان كما جاء به الحديث.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه البخاري (1269) و (5796) ، ومسلم (2400) و (2774) (4) ، وابن ماجه (1523) ، والترمذي (3098) ، والنسائي في "الكبرى" (2027) ، وفي "المجتبى" 4/36، والطبري في "التفسير" (17050) ، وابن حبان (3175) ، والبيهقي في "السنن" 8/199 من طريق يحيي القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4670) ، ومسلم (2400) و (2774) (3) ، والطبري=(8/308)
4681 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكَزَ الْحَرْبَةَ يُصَلِّي إِلَيْهَا " (1)
__________
= (17051) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/287 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والبخاري (4672) من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، به.
وفي الباب عن عمر بن الخطاب نفسه، سلف برقم (95) .
وعن جابر بنحوه مختصراً عند ابن ماجه (1524) ، وفيه مجالد بن سعيد، وهو ضعيف.
قال السندي: قوله: "لما مات عبد الله بن أبي": رئيس المنافقين، وكان ابنه مخلصاً، فأراد أن يفعل ذلك لعل الله تعالى يدفع عنه العذاب به.
آذني: أمر من الإيذان، أي: أعلمني به، أي: بالفراغ من تجهيزه وتكفينه.
وقوله: "وقد نهاك الله" كأنه زعم أن قوله تعالى: (استغفر لهم ... الخ) نهي وأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُسيهُ، فأراد أن يذكره ذلك، فبين له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه تخيير لا نهي، ثم جاء النهيُ بعد ذلك، فما صلى بعد النهي، وعلى هذا لا يلزم أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارتكب المنهي، ولا أن عمر زعم أنه فاعل ذلك عمداً. والله تعالى أعلم.
وقال الخطابي في "أعلام الحديث" 3/1848-1849: وقصده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشفقة على من تعلق بطرف من الدين، والتألفُ لابنه عبد الله ولقومه وعشيرته من الخزرج، وكان رئيساً عليهم، ومعظماً فيهم، فلو ترك الصلاة عليه قبل ورود النهي عنها، لكان سُبة على ابنه، وعاراً على قومه، فاستعمل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحسن الأمرين وأفضلهما في مبلغ الرأي وحق السياسة في الدعاء إلى الدِّين والتألف عليه إلى أن نهي عنه، فانتهي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4614) .(8/309)
4682 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غَيَّرَ اسْمَ عَاصِيَةَ قَالَ: " أَنْتِ جَمِيلَةُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2139) (14) ، وأبو داود (4952) ، وابن حبان (5819) ، والبيهقي في "السنن" 9/307، وفي "الآداب" (473) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (820) ، ومسلم (2139) (14) ، وأبو داود (4952) ، والترمذي (2838) من طرق، عن يحيى بن سعيد القطان، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/663، والدارمي (2697) ، ومسلم (2139) (15) ، وابن ماجه (3733) ، وابن حبان (5820) من طريق حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه ابن وهب في "الجامع" 1/11 عن يحيي بن عبد الله بن سالم، وابن سعد في "الطبقات" 3/266 و5/15 من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، عن نافع مرسلاً، لم يذكر فيه عبد الله بن عمر.
وفي باب تغيير الاسم عن علي، سلف برقم (1370) .
وعن ابن عباس، سلف برقم (2334) .
وعن أبي هريرة، سيرد 2/459.
وعن المسيب بن حزن، سيرد 5/433.
وعن عبد الله بن سلام، سيرد 5/451.
وعن عائشة، سيرد 6/75.
وعن زينب بن أبي سلمة عند مسلم (2142) ، وأبي داود (4953) .
وعن أبي شريح هانىء بن يزيد عند أبي داود (4955) ، والنسائي=(8/310)
4683 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الذَّيْلِ شِبْرًا، فَاسْتَزَدْنَهُ، فَزَادَهُنَّ شِبْرًا آخَرَ، فَجَعَلْنَهُ ذِرَاعًا، فَكُنَّ يُرْسِلْنَ إِلَيْنَا (1) نَذْرَعُ لَهُنَّ ذِرَاعًا " (2)
__________
= 8/226-227.
وعن أسامة بن أخدري عند أبي داود (4954) .
وقوله: "غير اسم عاصية"، قال السندي: كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكره المكروهة من الأسماء ويغيرها، وكثيرا ما كان يغيرها بأضدادها، ولكن هاهنا ضد هذا الاسم وهو المطيعة لما كان مشعراً بالتزكية، تركه، وسماها جميلة.
(1) في هامش (س) : الثياب، نسخة.
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف زيد العمِّي -وهو زيد بن الحواري-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو الصديق: هو بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس الناجي.
وأخرجه أبو داود (4119) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1058 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/408، عنه ابن ماجه (3581) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به.
وسيأتي برقم (5637) من طريق مطرف، عن زيد العمي.
وسيأتي بنحوه برقم (4773) من طريق العمري، عن نافع، عن ابن عمر، وبرقم (5173) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة، وانظر ما سلف برقم (4489) .=(8/311)
4684 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَحَكَّهَا، وَخَلَّقَ مَكَانَهَا " (1)
4685 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كُنْتُمْ (2) ثَلَاثَةً، فَلَا
__________
= وله شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد 2/263.
ومن حديث عائشة، سيرد 6/75.
ومن حديث أم سلمة، سيرد 6/293، وانظر ما سيأتي برقم (5173) .
ومن حديث عمر عند النسائي في "الكبرى" (9733) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1058، وفيه زيد العمي، وهو ضعيف.
وقوله: "في الذيل". قال السندي: أي في زيادة الذيل على ذيل الرجال.
وقوله: "إلينا" كأنهم كانوا أعلم بالذراع.
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي رواد -وهو عبد العزيز- فمن رجال أصحاب السنن الأربعة، وروى له البخاري في "الأدب" واستشهد به في "الصحيح"، وهو صدوق، لا بأس به.
وأخرجه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 2/309 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. ولم يسق لفظه.
وأشار البخاري إلى رواية عبد العزيز بن أبي رواد هذه بإثر الحديث (753) .
وقد سلف بأطول مما هنا برقم (4509) .
وقوله: "خلق" بالتشديد، أي: طيَّب مكانها بطيبٍ يُسمى خلوقاً.
(2) في هامش كل من (س) و (ص) كانوا. نسخة.(8/312)
يَنْتَجِي اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا "، قَالَ: قُلْنَا: فَإِنْ كَانُوا أَرْبَعًا؟ قَالَ: " فَلَا يَضُرُّ " (1)
4686 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَدَعُ أَنْ يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ، وَالرُّكْنَ الْيَمَانِي فِي كُلِّ طَوَافٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي هو ابن سعيد القطان، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (1783) من طريق يحيي بن سعيد، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1170) ، وأبو داود (4852) ، وأبو يعلى (5625) ، وابنُ حبان (584) من طرق، عن الأعمش، به.
وروايةُ أبي داود تُوضح أن الذي سأل: فإن كانوا أربعاً؟ هو أبو صالح.
وأخرج كلام ابن عمر منه ابنُ أبي شيبة 8/581، والبخاري في "الأدب المفرد" (1172) من طريقين، عن الأعمش، به.
وقد سلف برقم (4450) .
(2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي رواد -واسمه عبد العزيز- فقد علق له البخاري، وروى له أصحاب السنن، وقد وثقه غير واحد من الأئمة، وتكلم فيه بعضهم بسبب الإرجاء، وليس ذا بعلة قادحة.
وأخرجه أبو داود (1876) ، والنسائي 5/231، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 233 من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (2723) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/183، والحاكم 1/456، والبيهقي 5/76 و80 من طرق عن عبد العزيز بن أبي رواد،=(8/313)
4687 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَحَدُكُمْ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا " (1)
__________
= به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وسيأتي الحديث برقم (5965) و (6395) ، وانظر (4463) و (6396) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وابن دينار: هو عبد الله بن دينار العدوي، مولاهم أبو عبد الرحمن المدني.
وأخرجه ابن منده فى "الإيمان" (595) من طريق محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (5035) و (5077) و (5259) و (5914) و (5933) من طرق، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.
وسيأتي أيضاً برقم (4745) و (5260) و (5824) و (6280) من طريق نافع، عن ابن عمر.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (6103) .
وعن أبي ذر عند البخاري (6045) ، ومسلم (61) ، وسيرد 5/181.
وعن أبي سعيد الخدري عند ابن حبان (248) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (864) .
قوله: "فقد باء بها أحدهما"، قال ابن الأثير: أي: التزمه ورجع به، وأصل البواء: اللزوم.
وقال السندي: باء بها، أي: بهذه الكلمة، وصار متصفا بمضمونها، هذا إذا قالها مستحلاً، والله تعالى أعلم.(8/314)
4688 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَغْلِبَنَّكُمْ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ، فَإِنَّهَا الْعِشَاءُ، إِنَّمَا يَدْعُونَهَا الْعَتَمَةَ، لِإِعْتَامِهِمْ بِالْإِبِلِ لِحِلَابِهَا " (1)
4689 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، (2) عَنْ حُسَيْنٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، (3) مَوْلَى مَيْمُونَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ وَهُوَ بِالْبَلَاطِ، وَالْقَوْمُ يُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ، قُلْتُ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ النَّاسِ، أَوِ الْقَوْمِ؟ قَالَ: إِنِّي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي لبيد، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري متابعة. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابنُ حبان (1541) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (644) (229) من طريق وكيع، والنسائي في "المجتبى" 1/270 من طريق أبي داود الحفري، وأبو عوانة 1/369 من طريق قبيصة بن عقبة، وأبي عامر العقدي، أربعتهم عن سفيان الثوري، به.
وقد تحرف في مطبوع النسائي: الحفري، إلى: الخُضري.
وقد سلف برقم (4572) .
(2) في (ظ 1) زيادة: هو ابن سعيد، وأثبتت في هامش (س) و (ص) .
(3) في (ظ 14) : أخبرني سليمان.(8/315)
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُصَلُّوا صَلَاةً فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن شعيب، فقد روى له البخاري في "رفع اليدين" وأصحاب السنن الأربعة، وهو حسن الحديث إلا إذا جاء فيه شذوذ أو نكارة، فيتحاشى عندئذٍ. حسين: هو ابن ذكوان المعلم، وسليمان مولى ميمونة: هو سليمان بن يسار، ويقال: هو مولى أم سلمة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/231 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل،، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 2/114، وأبو نعيم 8/385 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/278-279، وأبو داود (579) ، وابن خزيمة (1641) ، وابن حبان (2396) ، والطبراني في "الكبير" (13270) ، والدارقطني 1/415 و416، وأبو نعيم 8/385، والبيهقي في "السنن" 2/303، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/244 و244-245 من طرق، عن حسين بن ذكوان المعلم، به، وبعضهم يروي المرفوع منه فقط دون القصة في أوله.
وسيأتي برقم (4994) مختصراً دون القصة.
قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 5/357-358: اتفق أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه علم أن معنى قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تصلوا صلاة في يوم مرتين" أن ذلك أن يصلي الرجل صلاة مكتوبة عليه، ثم يقوم بعد الفراغ منها، فيعيدها على جهة الفرض أيضاً. وأما من صلى الثانية مع الجماعة على أنها له نافلة اقتداءً برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أمره بذلك، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للذي أمرهم بإعادة الصلاة في جماعة: "إنها لكم نافلة" فليس ذلك ممن أعاد الصلاة في يوم مرتين لأن الأولى فريضة والثانية نافلة.
والبلاط، بفتح الباء: موضع بالمدينة مبلط بالحجارة بين مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين سوق المدينة.(8/316)