3370 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يُسْلِفُونَ فِي الثِّمَارِ السَّنَةَ وَالسَّنَتَيْنِ، أَوِ السَّنَتَيْنِ وَالثَّلَاثَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَلِّفُوا فِي الثِّمَارِ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ، وَوَقْتٍ مَعْلُومٍ " (1)
3371 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ يَعْنِي ابْنَ قُدَامَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (2)
3372 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَقُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ إِلَى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وابن أبي نَجِيح: هو عبد الله، واسم أبي نجيح يسار، وعبد الله بن كثير: هو الداري المكي أحد القراء السبعة المشهورين، وأبو المنهال: هو عبد الرحمن بن مطعم البُناني البصري نزيل مكة..
وأخرجه مسلم (1604) (128) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقرن بعبد الرحمن وكيعاً.
وأخرجه الشافعي 2/161، وعبد الرزاق (14060) ، وعبد بن حميد (676) ، والدارمي (2583) ، والبخاري (2253) ، وابن الجارود (614) و (615) ، والطبراني (11263) ، والدارقطني 3/3، والبيهقي 6/19-20 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وانظر (1868) .
(2) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله رجال الصحيح، إلا أن في رواية سماك عن عكرمة اضطراباً. وهو مكرر (2426) .(5/367)
صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطُرِحَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِسَادَةٌ فَنَامَ فِي طُولِهَا وَنَامَ أَهْلُهُ، ثُمَّ " قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، أَوْ قَبْلَهُ، أَوْ بَعْدَهُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْآيَاتِ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ آلِ عِمْرَانَ حَتَّى خَتَمَ، ثُمَّ قَامَ، فَأَتَى شَنًّا مُعَلَّقًا، فَأَخَذَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي، ثُمَّ أَخَذَ بِأُذُنِي فَجَعَلَ يَفْتِلُهَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ " (1)
3373 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاوِيَةَ خَمْرٍ، فَقَالَ: " إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ " فَدَعَا رَجُلًا فَسَارَّهُ، فَقَالَ: " مَا أَمَرْتَهُ؟ " فقَالَ: أَمَرْتُهُ بِبَيْعِهَا، قَالَ: " فَإِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا " قَالَ: فَصُبَّتْ (2)
3374 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2164) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن وعلة، وهو عبد الرحمن بن وعلة السبئي، فمن رجال مسلم، وقد وثقه ابن معين والعجلي والنسائي، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن يونس: كان شريفاً بمصر في أيامه، وله وفادة على معاوية، وصار إلي إفريقية، وبها مسجده ومواليه، وذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر.
وهو في "موطأ مالك" 2/846، ومن طريقه أخرجه الشافعي 2/140-141، ومسلم (1579) ، والنسائي 7/307، 30، وابن حبان (4942) ، والبيهقي 1/16-12، والبغوي (2042) . وانظر (2041) .(5/368)
مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، قَالَ: نَحْوًا مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللهَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ هَذَا، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ، قَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ - أَوْ أُرِيتُ الْجَنَّةَ، وَلَمْ يَشُكَّ إِسْحَاقُ، قَالَ: رَأَيْتُ الْجَنَّةَ - فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، وَرَأَيْتُ النَّارَ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا أَفْظَعَ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ " قَالُوا: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بِكُفْرِهِنَّ " قَالَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ " (1)
__________
(1) إسناداه صحيحان، الأول: على شرط الشيخين، والثاني: على شرط مسلم، إسحاق: هو ابن عيسى أبو يعقوب ابن الطباع البغدادي من رجال مسلم، وباقي رجاله=(5/369)
3375 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْفَضْلُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ تَسْتَفْتِيهِ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ " وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ (1)
3376 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، قَالَ: لَا أَدْرِي أَسَمِعْتُهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَمْ نُبِّئْتُهُ (2) عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بِعَرَفَةَ وَهُوَ يَأْكُلُ رُمَّانًا، وَقَالَ: " أَفْطَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= ثقات رجال الشيخين. وانظر (2711) .
قوله: "تكعكعتَ"، قال السندي: أي: تأخرت.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ مالك" 1/359.
ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/386، والبخاري (1513) و (1855) ، ومسلم (1334) (407) ، وأبو داود (1809) ، والنسائي 5/118-119 و8/228، وابن خزيمة (3031) (3033) و (3036) ، وابن حبان (3989) و (3996) ، والطبرانيٍ 18/ (722) ، والبيهقي 4/328، والبغوي (1854) . وقد سلف برقم (3238) مختصراً من طريق مالك، وانظر (1890) .
(2) ما أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) ومما سلف برقم (1870) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: لم ينسبه، وهو تحريف.(5/370)
بِعَرَفَةَ وَبَعَثَتْ إِلَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ " (1)
3377 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي (2) إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي - وَقَالَ: مَرَّةً حَدَّثَنَا - سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحَدُ، ابْنَيِ الْعَبَّاسِ، إِمَّا الْفَضْلُ، وَإِمَّا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي، أَوْ أُمِّي - قَالَ: يَحْيَى وَأَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ: أَبِي - كَبِيرٌ، وَلَمْ يَحُجَّ، فَإِنْ أَنَا حَمَلْتُهُ عَلَى بَعِيرٍ لَمْ يَثْبُتْ عَلَيْهِ، وَإِنْ شَدَدْتَهُ عَلَيْهِ لَمْ آمَنْ عَلَيْهِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: " أَكُنْتَ قَاضِيًا دَيْنًا لَوْ كَانَ عَلَيْهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ " فَاحْجُجْ عَنْهُ " (3)
3378 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (4)
3379 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ:
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سلف نحوه برقم (3266) من طريق أيوب، عن سعيد بن جبير لم يشك فيه. وهو مكرر (1870) .
(12 لفظة "أبي" سقطت من (م) و (س) و (ق) و (ص) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقْسَم الأسدي مولاهم المعروف بابن عُلَية، ويحيى بن أبي إسحاق: هو الحضرمي مولاهم البصري. وانظر (1812) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير الواسطي. وهو مكرر (1812) .(5/371)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ضَمَّنِي إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " اللهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ " (1)
3380 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّارٌ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ " (2)
3381 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ، فَقُرِّبَ إِلَيْهِ طَعَامٌ، فَعَرَضُوا عَلَيْهِ الْوَضُوءَ، فَقَالَ: " إِنَّمَا أُمِرْتُ بِالْوُضُوءِ، إِذَا قُمْتُ إِلَى الصَّلَاةِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. خالد الحذاء: هو خالد بن مِهران البصري. وانظر (1840) .
(2) إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عماربن أبي عمار مولى بني هاشم، فمن رجال مسلم. وهو مكرر (1945) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله بن عبدِ الله بن أبي مُليكة التيمي المدني.
وأخرجه أبو داود (3760) ، والترمذي في "السنن" (1847) ، وفي "الشمائل" (186) ، والنسائي 1/8685،. وابن خزيمة (35) ، والطبراني (11241) ، والبيهقي 1/42 و348، والبغوي (2835) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه عبد بن حميد (690) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، به. وانظر (2549) .(5/372)
3382 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ، فَقُرِّبَ إِلَيْهِ طَعَامٌ، فَقَالُوا: أَلَا نَأْتِيكَ بِوَضُوءٍ؟ فَقَالَ: " أُصَلِّي فَأَتَوَضَّأُ؟ " (1)
3383 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَوَّرَ صُورَةً، كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا، وَعُذِّبَ وَلَنْ يَنْفُخَ فِيهَا، وَمَنْ تَحَلَّمَ كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَعْقِدَ شَعِيرَتَيْنِ - أَوْ قَالَ: بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ -، وَعُذِّبَ وَلَنْ يَعْقِدَ بَيْنَهُمَا، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ يَكْرَهُونَهُ (2) ، صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ الْآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ إِسْمَاعِيلُ: " يَعْنِي الرَّصَاصَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سيد بن الحويرث، فمن رجال مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد (690) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، بهذا الإسناد. وانظر (1932) .
(2) في (ظ14) : يفرون منه، وكتب على هامشها: في نسخة أخرى: يكرهونه.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1159) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وانظر (1866) .
قوله: "ولن ينفخ ... ولن يعقد"، هكذا أثبتناه من (م) و (ظ9) و (ظ14) ، ومن "الأدب المفرد"، وفي باقي الأصول الخطية: "وإن ينفخُ ... وإن يعقدُ"، قال السندي: هكذا في النسخ، فإن بكسر الهمزة، نافية والفعل مرفوع، وجَعْلها وَصْلية بعيد، والله=(5/373)
3384 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكَحَ مَيْمُونَةَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ وَبَنَى بِهَا حَلَالًا بِسَرِفَ، وَمَاتَتْ بِسَرِفَ (1) "
3385 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي الْجَدِّ: أَمَّا الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ خَلِيلًا "، لَاتَّخَذْتُهُ فَإِنَّهُ قَضَاهُ أَبًا، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ (2)
__________
= تعالي أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وانظر (2565) ، وسيتكرر برقم (3400) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/12، وعنه ابن أبي عاصم في "السنة" (1228) عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2910) ، وأحمد في "فضائل الصحابة" (566) ، والبخاري (3656) و (3657) ، والبيهقي 6/246 من طريق وهيب بن خالد، والبخاري (3657) من طريق عبد الوهاب الثقفي، وهو أيضاً (6738) من طريق عبد الوارث بن سعيد، ثلاثتهم عن أيوب السختياني، به. والحديث عند البخاري من طريق وهيب وعبد الوهاب وعند الدارمي وأحمد في "الفضائل " دون ذكر ميراث الجد.
وأخرجه الحاكم 4/339 من طريق وهيب، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن أبا بكر رضي الله عنه جعله أباً، يعني الجد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الدارمي (2903) و (2909) من طريقين عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، وعن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري: أن أبا بكر الصديق جعل الجد أباً. وسقط من الإسناد عنده في الموضع الأول: "عن ابن عباس" وسقط في الموضع=(5/374)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الثاني" عن أبي سعيد الخدري"، واستدركا من "إتحاف المهرة" 3/ورقة 140.
وأخرج عبد الرزاق (19054) ، وابن أبي شيبة 11/289-290 من طريق عطاء، وعبد الرزاق (19055) و (19056) ، والدارمي (2926) من طريق طاووس، كلاهما عن ابن عباس: أنه جعل الجد أباً. فوقفاه على ابن عباس.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/289 عن ابن فضيل، عن ليث، عن طاووس، عن أبي بكر وابن عباس وعثمان: أنهم جعلوا الجد أباً.
وأخرج ابن أبي شيبة 11/289، والدارمي (2924) ، والبيهقي 6/246 من طريق عبد الله بن خالد، عن عبد الرحمن بن معقل، قال؟ سئل ابن عباس عن الجد، فقال: أيُ أب لك أكبر؟ فقلت أنا: آدم، قال: الم تسمع إلي قول الله تعالي: (يا بني آدم) .
وأخرج عبد الرزاق (19053) ، والبيهقي 6/246 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس: الجد أب، وقال: لو عَلِمَت الجن أن في الناس جدوداً ما قالوا: (تعالي جَد رَبنا) ، وقرأ سفيان: (يا بني آدم) ، و (واتبعتُ مِلة آبائي) .
وقصة الخُلة سلفت برقم (2432) .
وفي الباب عن عبد الله بن الزبير: أن أبا بكر جعل الجد أباً. أخرجه أحمد 4/4 و5، والبخاري (3658) .
وعن عثمان بن عفان عند الدارمي (2906) و (2907) و (2908) ، والدارقطني 4/92، والبيهقي 6/246.
وعن أبي سعيد الخدري عند ابن أبي شيبة 11/288، والدارمي (2903) و (2909) ، والبيهقي 6/246.
وعن أبي موسى الأشعري عند ابن أبي شيبة 11/288، والدارمي (2904) و (2905) . وصحح الحافظ ابن حجر الأسانيد الثلاثة في "الفتح" 12/19.
وعن عطاء مرسلاً عند ابن أبي شيبة 11/290، والبيهقي 6/225 قال: كان أبو بكر رضي الله عنه يقول: الجدُّ أب ما لم يكن دونه أب، كما أن ابن الابن ابن ما لم يكن دونه ابن.(5/375)
3386 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ " (1)
3387 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: فِي السُّجُودِ فِي ص: لَيْسَتْ مِنْ عَزَائِمِ السُّجُودِ، وَقَدْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِيهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو رجاء العُطاردي: هو عمران بن مِلْحان، ويقال: ابن تَيْم.
وأخرجه مسلم (2737) (94) ، والترمذي (2602) ، والطبراني (12767) من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2737) (94) ، والنسائي في "الكبرى" (9261) ، والطبراني (12768) من طريق عبد الوهاب الثقفي، والطبراني (12769) من طريق داود بن الزبرِقان، كلاهما عن أيوب، به. وانظر (2086) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله رجال الشيخين.
وأخرجه الدارمي (1467) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 1/124، وعبد الرزاق (5865) ، والحميدي (477) ، وعبد بن حميد (595) ، والبخاري (1069) و (3422) ، وأبو داود (1409) ، والترمذي (577) ، وابن خزيمة (550) ، والطبراني (11864) و (11865) ، والبيهقي 2/318، والبغوي (766) من طرق عن أيوب، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11170) عن عتبة بن عبد الله، أخبرنا سفيان، عن=(5/376)
3388 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنِ السَّجْدَةِ الَّتِي فِي ص، فَقَالَ: نَعَمْ، سَأَلْتُ عَنْهَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَتَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ} وَفِي آخِرِهَا: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90] قَالَ: " أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِدَاوُدَ " (1)
__________
= أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسجد في "ص": (أولئك الذين هَدَى الله فبِهُداهُم اقْتَدِه) . وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرج عبد الرزاق (5867) عن إسرائيل، عن رجل، عن أبي معبد مولى ابن عباس، قال: رأيت ابن عباس سجد في "ص".
وأخرج عبد الرزاق أيضاً (5859) عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: أنه لم يكن يقول في "ضق" سجدة. يريد أنها ليست من العزائم والله تعالي أعلم.
وأخرج هو أيضاً (5860) عن ابن جريج، عن عكرمة بن خالد، عن سعيد بن جببر، عن ابن عباس وابن عمر: أنهما كانا يَعُدان سجدة "ص" مع سجدات القرآن. وانظر ما بعده، وما سلف برقم (2521) .
وفي الباب عن علي رضي الله عنه أنه قال: العزائم أربع: (الم تنزيل) ، و"حم السجدة"، و"النجم"، و (اقرأ باسم ربك الذي خلق) . أخرجه عبد الرزاق (5863) ، وابن2 أبي شيبة 2/17، والطحاوي 1/355، وحَسن الحافظ ابن حجر إسناده في "الفتح" 2/552.
قال الحافظ: والمراد بالعزائم: ما وردت العزيمةُ على فعله كصيغة الأمر مثلا بناء على أن بعض المندوبات آكدُ من بعض عند من لا يقول بالوجوب.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عبد الملك بن أبي غَنِية، فمن رجال مسلم وروى له البخاري مقروناً.=(5/377)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري (3421) و (4806) و (4807) ، وابن خزيمة (552) ، والطحاوي 1/361، وابن حبان (2766) ، والبيهقي 2/319 من طرق عن العوام بن حوشب، به.
وأخرجه عبد الرزاق (5862) ، والبخاري (4632) من طريق سليمان الأحول، والنسائي في "الكبرى" (11169) من طريق شريك، عن حصين بن عبد الله، كلاهما عن مجاهد، به. ورواية النسائي بلفظ: عن ابن عباس أنه سجد في "ص" ثم قال: أمِرَ نَبيُّ الله أن يقتدي بالأنبياء، ثم قرأ: (أولئك الذين هَدَى الله فبِهُداهم اقْتَدِه) . وقد تحرف في المطبوع منه: "أًمر نبي الله" إلي: "أمرني الله".
وأخرجه الطحاوي 1/364، والطبراني (11036) ، والبيهقي 2/319 من طريق عمرو بن مرة، عن مجاهد بنحوه. وقد تحرف في المطبوع من الطبراني "عمرو بن مرة" إلي. عمرو بن مرزوق.
وأخرجه الطبراني (11035) من طريق عمرو بن مرة أيضا، عن مجاهد أن ابن عباس قال في سجدة "ضق": توبة نبي، أمر الله نبيه أن يقتدي به.
وأخرجه عبد الرزاق (5868) من طريق عبيد الله بن أبي يزيد، وابن خزيمة (551) من طريق سعيد بن جبير، كلاهما عن ابن عباس، بنحوه.
وأخرج النسائي في "المجتبى" 2/159، وفي "الكبرى" (11438) من طريق حجاج بن محمد، والدارقطني 1/407 من طريق عبد الله بن بَزِيع ومحمد بن الحسين، ثلاثتهم عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سجد في "ص"، وقال: "سجدها داودُ عليه السلام توبةً، ونسجدها شكراً" وهذا إسناد موصول صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (5870) ، وأخرجه البيهقي 2/318-319 من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما (عبد الرزاق وابن عيينة) عن عمر بن ذر، عن أبيه، عنَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ مرسلا، وقد روي من أوجه عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موصولاً، وليس بقوي. قلنا: وإسناد الموصول صحيح كما تقدم.=(5/378)
3389 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، " فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ أُصَلِّي مَعَهُ فَقُمْتُ عَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ لِي هَكَذَا، فَأَخَذَ بِرَأْسِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ " (1)
3390 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، قَالَ: أُنْبِئْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَجَاءَ الْمَلَكُ بِهَا، حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَضَرَبَ بِعَقِبِهِ فَفَارَتْ عَيْنًا، فَعَجِلَتِ الْإِنْسَانَةُ، فَجَعَلَتْ تَقْدَحُ فِي شَنَّتِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَحِمَ اللهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، لَوْلَا أَنَّهَا عَجِلَتْ، لَكَانَتْ
__________
= قال الحافظ في "الفتح" 2/553: استدل الشافعي بقوله: "شكراً" على أنه لا يسجد فيها في الصلاة، لأن سجود الشاكر لا يُشْرَع داخل الصلاة.
وفي الباب عن ابن عمر عند البيهقي 2/320.
وعن أبي سعيد الخدري عند الدارمي (1466) ، وأبي داود (1410) ، وابن خزيمة (1795) ، وابن حبان (2765) ، والدارقطني 1/408، والحاكم 1/284 و2/431، والبيهقي 2/318، ولفظه: قرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو على المنبر "ص"، فلما بلغ السجدة نزل فسجد، وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها، فلما بلغ السجدة نزل الناسُ (أي: تهيؤوا) للسجود، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنما هي توبةُ نبي، ولكني رأيتكم تَشَزنتم للسجود" فنزل فسجد وسجدوا.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (699) ، والنسائي 2/87، والبيهقي 4/53، والبغوي (826) من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإسناد. وانظر (1843) .(5/379)
زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا " (1)
3391 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ بَنِي سَدُوسٍ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ؟ فَقَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصِيبُ مِنَ الرُّءُوسِ وَهُوَ صَائِمٌ " (2)
3392 - حَدَّثَنَاهُ ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَهُ (3)
حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَهُ (4)
__________
(1) حديث صحيح، وقول أيوب فيه هنا: "أنبئت عن سعيد بن جبير"، قد جاء في رواية البخاري (3362) من طريق وهب بن جرير، عن أبيه، عن أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، فتبيَنَت الواسطة، وهو عبد الله بن سعيد بن جبير، وهو ثقة من رجال الشيخين، وهذا لا يستلزم قدحاً في رواية أيوب، فإنه قد سمع من سعيد بن جبير أيضاً، وانظر "فتح الباري " 6/400.
وأخرجه الطبري 13/229 عن يعقوب بن إبراهيم والحسن بن محمد، كلاهما عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (2285) و (3250) .
وسيأتي من زيادات عبد الله على "المسند" 5/121 من طريق وهب بن جرير، عن أبيه، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب.
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الشيخ من بني سَدُوس، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر ما بعده.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. ابن جعفر: هو محمد، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتِياني. وهو مكرر (2241) .
(4) هذا السند ليس في المطبوع ولا في أصولنا الخطية عدا (ظ 14) ، فهو فيها وفي=(5/380)
3393 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: " إِذَا رَأَيْتَ هِلَالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ مِنْ تَاسِعَةٍ، فَأَصْبِحْ صَائِمًا " قَالَ يُونُسُ، فَأُنْبِئْتُ عَنِ الْحَكَمِ أَنَّهُ قَالَ: أَكَذَاكَ صَامَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ (1)
3394 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنِّي رَجُلٌ إِنَّمَا مَعِيشَتِي مِنْ صَنْعَةِ يَدِي، وَإِنِّي أَصْنَعُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ؟ قَالَ: فَإِنِّي لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ صَوَّرَ صُورَةً، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مُعَذِّبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ،
__________
= "أطراف المسند" 1/ورقة 116، وهو سند صحيح على شرط مسلم، عبد الوهَّاب- وهو ابن عطاء الخَفاف- روى له مسلم، وقد سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط، وكذا عبد الله بن شقيق فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطحاوي 2/90 عن علي بن معبد، عن عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحكم بن الأعرج- وهو الحكم بن عبد الله بن إسحاق الأعرج- فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن عبيد العبدي البصري، وقول يونس في آخر الحديث: "فأنبئت عن الحكم" فالذي أنبأه عن الحكم: هو ابن أخي الحكم واسمه حاجب بن عمر، صرح بذلك عبد الرزاق في روايته (7840) عن إسماعيل بن عبد الله ابن بنت محمد بن سيرين، عن يونس بن عبيد، به- وفيه: قال يونس: وأخبرني ابن أخي الحكم عنه أنه قال: ذلك اليوم الذي أَمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصيامه. وانظر (2135) .(5/381)
وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا " قَالَ: فَرَبَا لَهَا الرَّجُلُ رَبْوَةً شَدِيدَةً، فَاصْفَرَّ (1) وَجْهُهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَيْحَكَ، إِنْ أَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تَصْنَعَ، فَعَلَيْكَ بِهَذَا الشَّجَرِ وَكُلِّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ (2)
3395 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحِلَّ، فَحَلَلْنَا، فَلُبِسَتِ الثِّيَابُ، وَسَطَعَتِ الْمَجَامِرُ، وَنُكِحَتِ النِّسَاءُ " (3)
3396 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، قَالَ: قَالَ طَاوُسٌ:
__________
(1) في (ظ 9) و (ظ 14) وعلى حاشية (س) و (ق) و (ص) : واصفَرً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي العبدي البصري، وسعيد بن أبي الحسن: هو أخو الحسن البصري.
وأخرجه البخاري (2225) ، والنسائي في "الكبرى" (9785) ، وأبو يعلى (2577) ، وأبو عوانة في اللباس كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 33، والطحاوي 4/286، وابن حبان (5846) و (5848) ، والطبراني (12772) و (12773) ، والبيهقي 4/270 من طرق عن عوف، به. ولفظه عند النسائي وابن حبان (5846) : "إن الله يعذب المصورين لِما صَوًروا". وهو عند النسائي دون ذكر القصة، وتحرف "عوف" عنده وعند الطحاوي إلي: عون. وانظر (2810) .
قوله: "فربا لها الرجل"، قال الحافظ في "الفتح" 4/416: بالراء والموحدة، أي: انتفخ، قال الخليل: ربا الرجل: أصابه نَفَس في جوفه، وهو الرَّبو والرَّبوة، وقيل: معناه: ذُعِرَ، وامتلأ خوفاً.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإِبهام راويه عن ابن عباس، وله طرق أخرى يصيح بها، انظر (2641) .(5/382)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ فِيهِ، وَلَكِنَّهُ اسْتَقْبَلَ زَوَايَاهُ " (1)
3397 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي السَّفَرِ، وَالْحَضَرِ " (2)
3398 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَفْطَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ، وَبَعَثَتْ إِلَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ " (3)
3399 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أُمِرَ أَنْ يَقْرَأَ فِيهِ، وَسَكَتَ فِيمَا أُمِرَ أَنْ يَسْكُتَ فِيهِ ": {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64] ، وَ {لَقَدْ كَانَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سليم-، وقد سلف من طرق أخرى بأسانيد صحيحة في مسند ابن عباس برقم (2126) و (3093) ، وفي مسند الفضل بن العباس (1795) ، وسيأتي في مسند أسامة بن زيد 5/208.
(2) صحيح، وهذا إسناد لضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. وانظر (1874) و (1918) و (1953) و (3288) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه الترمذي (750) عن أحمد بن منيع، والنسائي في "الكبرى" (2816) عن زياد بن أيوب دَلّويه، كلاهما عن إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وانظر (2516) .
وقد سلف الحديث برقم (1870) عن إسماعيل، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وهو إسناد صحيح على شرطهما.(5/383)
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] (1)
3400 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2)
3401 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى، أَوْ سَابِعَةٍ تَبْقَى " (3)
3402 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا الْجَعْدُ، صَاحِبُ الْحِلَى أَبُو عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ، وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبَهَا اللهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَإِنْ هُوَ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبَهَا اللهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه البخاري (774) عن مسدد، عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وانظر لزاماً (3092) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري. وانظر (2200) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري. وهو مكرر (2052) .
وقوله: "التمسوها"، يعني: ليلة القدر.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمًي، والجعد صاحب=(5/384)
3403 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَسَ مِنْ كَتِفٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1)
3404 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، (2) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ صَاحِبٍ لَهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ بِالْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ " (3)
__________
= الحلي: هو الجعد بن دينار أبو عثمان الصيرفي البصري، وأبو رجاء: هو عمران بن ملحان العطاردي.
وأخرجه البخاري (6491) عن أبي معمر، ومسلم (131) من طريق شيبان بن فروخ، وابن منده في "الإيمان" (380) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (333) من طريق شيبان بن فروخ ومسدد، وابن منده (381) من طريق علي بن عبيد الله، أربعتهم عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وهو في رواية علي بن عبيد الله من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس من كلامه فيما يرويه عن ربه تعالي. وانظر (2001) و (2519) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2524) .
(2) تحرف في (م) والأصول التي بأيدينا عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلي: عروة، والتصويب من (ظ9) و (ظ 14) ومن "أطراف المسند" 1/ورقة 111.
(3) إسناد بهز صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عَزْرة- وهو ابن عبد الرحمن الخزاعي الكوفي الأعور-، وإسناد عبد الصمد فيه إبهام شيخ قتادة، وهو عزرة بن عبد الرحمن كما في رواية بهز، فقد سلف تمامه- وهو القراءة في الفجر يوم الجمعة- برقم (3096) عن عبد الصمد وعفان، عن همام، عن قتادة، عن عزرة، عن=(5/385)
3405 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا أَسْوَدَ يُسَمَّى مُغِيثًا، وَكُنْتُ أَرَاهُ يَتْبَعُهَا فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ، يَعْصِرُ عَيْنَيْهِ عَلَيْهَا، قَالَ: فَقَضَى فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ قَضِيَّاتٍ: قَضَى أَنَّ الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ، وَخَيَّرَهَا، وَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ - قَالَ: هَمَّامٌ مَرَّةً: عِدَّةَ الْحُرَّةِ - قَالَ: وَتُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِصَدَقَةٍ، فَأَهْدَتْ مِنْهَا إِلَى عَائِشَةَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ " (1)
3406 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهِمُ الْأَشَجُّ أَخُو بَنِي عَصَرٍ، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّا حَيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ، وَإِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارَ مُضَرَ، وَإِنَّا لَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ إِذَا عَمِلْنَا بِهِ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ، وَنَدْعُو بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا؟ فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: " أَمَرَهُمْ (2) أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ يَصُومُوا رَمَضَانَ، وَأَنْ
__________
= سعيد بن جبير، به، فأكد هذا أن الرجلَ المبهم هنا في رواية عبد الصمد هو عزرةُ.
وأخرجه الطبراني (12418) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن همام، عن قتادة، عن عزرة، به. وانظر (1993) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (2542) .
(2) لفظة "أمرهم" أثبتناها من (ظ9) و (ظ14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية.(5/386)
يَحُجُّوا الْبَيْتَ، وَأَنْ يُعْطُوا الْخُمُسَ مِنَ الْمَغَانِمِ "، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: " عَنِ الشُّرْبِ فِي الْحَنْتَمِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ "، فَقَالُوا: فَفِيمَ نَشْرَبُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِأَسْقِيَةِ الْأَدَمِ، الَّتِي يُلَاثُ عَلَى أَفْوَاهِهَا " (1)
3407 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَذْكُرُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمُ الْأَشَجُّ أَخُو بَنِي عَصَرٍ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري، وقد تابعه سعيد بن المسيب، وهو من رجال الشيخين.
وأخرجه أبو داود (3694) ، والطبراني (10688) ، وابن منده (156) من طريق مسلم بن إبراهيم، والنسائي في "الكبرى" (6833) من طريق أبي هشام المغيرة بن سلمة المخزومي، كلاهما عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد. وهو عند أبي داود والنسائي مختصر. وقال ابن منده: هذا إسناد صحيح على رسم الجماعة.
وأخرجه النسائي (6834) من طريق داود بن أبي هند، عن سعيد بن المسيب مرسلًا. وانظر ما بعده، وسلف برقم (2020) من طريق شعبة، عن أبي جمرة الضبعي، عن ابن عباس.
وقد روي الحديث من طريق سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمر مختصراً، سيأتي في مسنده 2/14.
قوله: "وأن يحجوا البيت" لم يرد إلا في هذا الطريق، وفي طريق أبي قلابة الرقاشي عن أبي زيد الهروي، عن قرة بن خالد، عن أبي جمرة، عن ابن عباس عند البيهقي في "السنن الكبرى" 4/199. وانظر لزاماً "فتح الباري" 1/134.
ويُلاث: يُشد ويربط.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبان: هو ابن يزيد العطار. وانظر ما قبله.(5/387)
3408 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، وحَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْوَتْرِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " قَالَ: وَسَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (1)
3409 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَخَذَهُ طَعَامًا لِأَهْلِهِ " (2)
3410 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ زَمَنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَكَانَ يَزِيدُ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ، قَالَ: فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي، فَمَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ، فَقَدْ رَآنِي " فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، " رَأَيْتُ رَجُلًا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، جِسْمُهُ وَلَحْمُهُ، أَسْمَرُ إِلَى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو مِجْلَز: هو لاحق بن حميد بن سعيد السدُوسي البصري. وانظر (2836) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. هشام: هو ابن حسان القُردوسي. وانظر (2109) .(5/388)
الْبَيَاضِ، حَسَنُ الْمَضْحَكِ، أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، جَمِيلُ دَوَائِرِ الْوَجْهِ، قَدْ مَلَأَتْ لِحْيَتُهُ، مِنْ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ، حَتَّى كَادَتْ تَمْلَأُ نَحْرَهُ " - قَالَ: عَوْفٌ لَا أَدْرِي مَا كَانَ مَعَ هَذَا مِنَ النَّعْتِ - قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَوْ رَأَيْتَهُ فِي الْيَقَظَةِ مَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تَنْعَتَهُ فَوْقَ هَذَا (1)
3411 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، لَا نَخَافُ إِلَّا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ نُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ " (2)
3412 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
__________
(1) إسناده ضعيف، يزيد الفارسي في عداد المجهولين، تقدم الكلام في بيان حاله عند الحديث (399) .
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (392) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/417، وابن أبي شيبة 11/56 عن هَوْذة بن خليفة، عن عوف، به. وهو عند ابن أبي شيبة دون ذكر صفة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث تقدم منفصلًا مع شواهده برقم (2525) ، وصُحح لشواهده، وبعض هذه الشواهد مخرج في الصحيح.
وانظر صفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مفصلة في كتاب "الشمائل" للحافظ ابن كثير ص5 وما
بعدها.
(2) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقَات رجال الشيخين إلا أن محمداً- وهو ابن سيرين- لم يسمع من ابن عباس. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان البصري.=(5/389)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1)
3413 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2)
3414 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَجَدَ يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ " (3)
3415 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَعْتَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الطَّائِفِ مَنْ خَرَجَ إلَيْهِ (4) مِنْ رَقِيقِ الْمُشْرِكِينَ " (5)
__________
= وانظر (1852) .
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان- وهو ابن خثيم- فمن رحال مسلم، وهو صدوق. وانظر (2560) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1919) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، التميمي- وهو أربِدَة- لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2405) .
(4) لفظة "إليه" أثبتناها من (ظ9) و (ظ14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية.
(5) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد=(5/390)
3416 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ سَلْمٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا مُسَاعَاةَ فِي الْإِسْلَامِ، مَنْ سَاعَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَدْ أَلْحَقْتُهُ بِعَصَبَتِهِ، وَمَنِ ادَّعَى وَلَدَهُ (1) مِنْ غَيْرِ رِشْدَةٍ، فَلَا يَرِثُ وَلَا يُورَثُ " (2)
__________
= عنعنِه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فقد روى له البخاري حديثاً واحداَ، وهو ثقة. والحديث مكرر (1959) .
(1) في (ظ14) : ولداً.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة راويه عن سعيد بن جبير. معتمر: هو ابن سليمان التيمي البصري، وسَلْم: هو ابن أبي الذًيال، وهو ثقة، له في مسلم حديث واحد.
وأخرجه أبو داود (2264) ، ومن طريقه البيهقي 6/259-.26 عن يعقوب بن إبراهيم، عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12438) ، وفي "الأوسط" (1009) ، والحاكم 4/342 من طريق عمرو بن الحصين العقيلي، عن معتمر بن سليمان، عن سلم بن أبي الذيال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، بإسقاط الرجل المبهم بين سلم وبين سعيد بن جبير. وهذا سند ضعيف جداً، عمرو بن الحصين متروك مظلم الحديث، وأخطأ الحاكم خطأً مبيناً فصححه على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي بقوله: لعله موضوع، فابن الحصين تركوه. وقال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 28 بعد أن أورد تصحيح الحاكم: هذه مجازفة قبيحة، فابن الحصين تركوه.
تنبيه: وقع في "المعجم الأوسط" و"المستدرك" تحريفات عدة تستدرك من هنا.
وللحديث شاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عند أحمد 2/181، وأبي داود (2265) ، والترمذي (2113) ، وابن ماجه (2745) و (2746) ، ولفظه عند أحمد: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى أيما مُستَلْحَقٍ استلْحِقَ بعد أبيه الذي يدعى له، ادعاه ورثتُه، قضى إن كان من حرة تزوَّجها، أو من أمة يملكها، فقد لحق بما استَلْحَقَه،=(5/391)
3417 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَهْدَى الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارَ وَحْشٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ فَرَدَّهُ وَقَالَ: " لَوْلَا أَنَّا مُحْرِمُونَ لَقَبِلْنَاهُ مِنْكَ " (1)
__________
= وإن كان من حرة أو أمه عاهَرَ بها، لم يلحق بما استَلْحَقَه، وإن كان أبوه الذي يُدعى له هو ادعاه، فهو ابن زنْيَة، لأهل أمه مَن كانوا، حرةً أو أمةً.
قوله: "لا مساعاة"، قال الخطابي في "معالم السنن" 3/273: المساعاة: الزنى، وكان الأصمعي يجعل المساعاة في الإماء دون الحرائر، وذلك لأنهن يَسْعَيْنَ لمواليهن، فيكتسبن لهم بضرائب كانت عليهن، فأبطل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المساعاة في الإسلام، ولم يُلحق النسب لها، وعفا عما. كان منها في الجاهلية، وألحق النسبَ به.
وقال ابن الأثير في "النهاية" 1/369 نحو ذلك، وزاد: يقال: ساعت الأمةُ: إذا فجرت، وساعاها فلان: إذا فجر بها، وهي مفاعلة من السعي، كأن كل واحد منهما يسعى لصاحبه في حصول غرضه.
وقوله: "من غير رِشْدة": قال الخطابي 3/273، وابن الأثير 1/225: يقال: هذا ولد رَشْدة: إذا كان لنكاح صحيح، كما يقال في ضده: ولد زَنية، بكسر الراء والزاي وفتحهما، لغتان.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، حبيب- وهو ابن أبي ثابت بن دينار الأسدي مولاهم الكوفي- صرح بالسماع فيما تقدم برقم (3132) .أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وهو أحفظ الناس لحديث الأعمش.
وأخرجه مسلم (1194) (53) ، والبيهقي 5/192-193 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 11 عن أبي علي الزعفراني، عن عَبِيدة بن حميد، عن الأعمش، به. وانظر (2530) .(5/392)
3418 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِي الثَّوْبِ الْمَصْبُوغِ، مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ نَفْضٌ، وَلَا رَدْعٌ " (1)
3419 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا مَرِضَ أَبُو طَالِبٍ، دَخَلَ عَلَيْهِ رَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ، مِنْهُمْ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ، ابْنُ أَخِيكَ يَشْتِمُ آلِهَتَنَا، يَقُولُ وَيَقُولُ، وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِ فَانْهَهُ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَبُو طَالِبٍ، وَكَانَ قُرْبَ أَبِي طَالِبٍ مَوْضِعُ رَجُلٍ، فَخَشِيَ إِنْ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَمِّهِ أَنْ يَكُونَ أَرَقَّ لَهُ عَلَيْهِ، فَوَثَبَ، فَجَلَسَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ، فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَجِدْ مَجْلِسًا إِلَّا عِنْدَ الْبَابِ فَجَلَسَ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنَّ قَوْمَكَ يَشْكُونَكَ، يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَشْتُمُ آلِهَتَهُمْ، وَتَقُولُ وَتَقُولُ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ، فَقَالَ: " يَا عَمِّ إِنِّي إِنَّمَا أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ، وَتُؤَدِّي إِلَيْهِمْ بِهَا الْعَجَمُ الْجِزْيَةَ " قَالُوا: وَمَا هِيَ؟ نَعَمْ وَأَبِيكَ، عَشْرًا، قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " قَالَ: فَقَامُوا وَهُمْ
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لتدليس الحجاج بن أرطاة، ولضعف حسين بن عبد الله- وهو ابن عبيد الله بن عباس-.
وأخرجه ابن أبي شيبة (ص104) الجزء الذي نشره العمروي، وأبو يعلى (2579) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وانظر (3314) .(5/393)
يَنْفُضُونَ ثِيَابَهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5] قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ حَتَّى بَلَغَ: {لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} [ص: 8] (1)
3420 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ (2) فَأَقْضِيهِ عَنْهَا قَالَ: " أَرَأَيْتَكِ لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ، كُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: " فَدَيْنُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، عباد بن جعفر- وهو يحيى بن عمارة، جزم بذلك البخاري ويعقوب بن شيبة وابن حبان، ويقال: يحيى بن عباد- لم يرو عنه غير الأعمش، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجاهيل، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/299، والنسائي في "الكبرى" (11437) ، والطبري 23/125 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد. وانظر (2008) .
قوله: "أرق له عليه"، قال السندي: أي خشي أن يكون قربه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أبي طالب سبباً لرقة أبي طالب.
(2) في (م) والأصول التي بأيدينا غير (ظ9) و (ظ14) : "صوم شهر رمضان" وهو خطأ، وما أثبتناه من (ظ9) و (ظ14) وهو موافق لما في "أطراف المسند" 1/ورقة 112، و"إتحاف المهرة" 3/ورقة 14.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه أبو عوانة في الصوم كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 14 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وانظر (1861) و (1970) .=(5/394)
3421 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَيِّمُ أَوْلَى بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَصَمْتُهَا إِقْرَارُهَا " (1)
3422 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَيُّ الْقِرَاءَتَيْنِ تَعُدُّونَ أَوَّلَ؟ قَالُوا: قِرَاءَةَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَا، بَلْ هِيَ الْآخِرَةُ، " كَانَ يُعْرَضُ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، فَشَهِدَهُ عَبْدُ اللهِ، فَعَلِمَ مَا نُسِخَ مِنْهُ وَمَا بُدِّلَ " (2)
__________
= قوله: "تقضينه"، بإثبات النون على الجادة كما في (م) وهامش (س) و (ظ9) ، وفي عامة الأصول بحذف النون، ويمكن تخريج حذفها على أنه لمجرد التخفيف، قال ابن مالك في "شواهد التوضيح" ص171: حذف النون في موضع الرفع لمجرد التخفيف ثابتٌ في الكلام الفصيح، نثره ونظمه. وأورد جملة أحاديث من "صحيح البخاري" وأبياتٍ شواهد على ذلك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1888) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى ومحمدٌ: هما ابنا عبيد بن أبي أمية الكوفي الطًنافسي، وأبو ظبيان: هو حصين بن جندب بن الحارث الجَنْبي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/342، وابن أبي شيبة 10/559، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (382) ، والنسائي في "الكبرى" (7994) و (8258) ، وأبو يعلى (2562) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/356، وفي "شرح مشكل الآثار" 1/115 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (2494) .(5/395)
3423 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُكَاتِبِ يُقْتَلُ، يُودَى لِمَا أَدَّى مِنْ مُكَاتَبَتِهِ دِيَةَ الْحُرِّ، وَمَا بَقِيَ دِيَةَ الْعَبْدِ " (1)
3424 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ بِالْمَدِينَةِ، فَمَرَّ شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ: شُرَحْبِيلُ أَبُو سَعْدٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعْدٍ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ عِنْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ، فَقَالَ: لَأَنْ يَكُونَ هَذَا الْحَدِيثُ حَقًّا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي حُمْرُ النَّعَمِ، قَالَ: حَدِّثْ بِهِ الْقَوْمَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُدْرِكُ لَهُ ابْنَتَانِ، فَيُحْسِنُ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ - أَوْ صَحِبَهُمَا - إِلَّا أَدْخَلَتَاهُ الْجَنَّةَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وحجاج الصواف: هو حجاج بن أبي عثمان أبو الصلت الكندي مولاهم.
وأخرجه أبو داود (4581) ، والنسائي 8/46، والدارقطني 3/199 و4/123 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 3/111 عن محمد بن خزيمة، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن الحجاج الصواف، به. وانظر (1944) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شرحبيل أبي سعد: وهو شرحبيل بن سَعْد الخَطْمي المدني مولى الأنصار.
وأخرجه أبو يعلى (2457) من طريق حسين بن قيس، عن عكرمة، عن ابن عباس=(5/396)
3425 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ " (1)
__________
= بلفظ: "ومن عال ثلاث بنات، فأنفق عليهن وأحسن إليهن، وجبت له الجنة" فقام رجل من الأعراب فقال: أو اثنتين؟ قال: "نعم". حتى لو قال: واحدة، لقال: نعم.
وأخرجه الحاكم 4/178 من طريق يعلى بن عبيد، عن فطر بن خليفة، عن شرحبيل بن سعد، به. وذكر قصة السؤال في مجلس زيد بن علي، ووقع عنده "أمير المدينة" بدل قوله: "أمير المؤمنين". وانظر (2104) .
قوله: "تُدرِك"، من الإدراك: وهو البلوغ.
(1) إسناده صحيح، أبو كامل: هو مظفر بن مُدْرِك الخراساني نزيل بغداد، روى له الترمذي والنسائي وهو ثقة متقن كان لا يحدث إلا عن ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 2/195، وابن أبي شيبة 9/102، والبخاري (1902) و (4997) ، ومسلم (2308) ، والترمذي في "الشمائل" (346) ، وابن خزيمة (1889) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 59، وابن حبان (3440) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص50، والبيهقي 4/305 من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (2042) .
وقوله: "كان أجودُ ما يكون" هو برفع أجود، لأنه اسم "كان" وخبره محذوف وجوباً وهو نحو: "أخطب ما يكون الأمير في يوم الجمعة"، وقوله: "في رمضان" في محل النصب على الحال واقع موقع الخبر الذي هو حاصل أو واقع، أو اسم كان ضمير شأن،=(5/397)
3426 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْمَعْنَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، وَإِنَّ خَيْرَ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ إِنَّهُ يُنْبِتُ الشَّعْرَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ " (1)
3427 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَكَتَبَ إِلَيَّ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ، وَلَوْ أُعْطِيَ النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ، لَادَّعَى أُنَاسٌ أَمْوَالَ النَّاسِ وَدِمَاءَهُمْ " (2)
__________
= و"أجود" مرفوع على أنه مبتدأ مضاف إلي المصدر وهو "ما يكون"، و"ما" مصدرية، وخبره "في رمضان"، والتقدير: كان الشأن أجودُ أكوان رسولِ الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رمضانَ.
وقوله: "ينسلخ"، قال السندي: الظاهر أن مراده: أنه حين يصير رمضان قريباً من المضيِّ، أي: في آخره، ويحتمل أن مراده: أنه حين يصير الليل قريباً من المضيِّ، أي: في آخر الليل، والله تعالي أعلم.
(1) إسناداه قويان، الأول: رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل- وهو مظفرُ بنُ مدرك- فمن رجال الترمذي والنسائي، وهو ثقة، وغير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق، والثاني: رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن خثيم، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وزهير: هو ابن معاوية بن حُديج الجعفي.
وأخرجه أبو داود (3878) و (4061) من طريق أحمد بن يونس، والطبراني (12489) من طريق خالد الحراني، كلاهما عن زهير بن معاوية، بالإسناد الأول. وانظر (2047) و (2219) .
(2) إسناده صحيح، أبو كامل- وهو مظفر بن مدرك- ثقة روى له الترمذي والنسائي.=(5/398)
3428 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ الْعَطَّارُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّجُلِ يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ قَالَ: " يَتَصَدَّقُ بِدِينَارٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَنِصْفِ دِينَارٍ " (1)
3429 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ عَفَّانُ: قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا يُوحَى إِلَيْهِ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً " (2)
3430 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فَلَمَّا صُنِعَ الْمِنْبَرُ فَتَحَوَّلَ إِلَيْهِ، حَنَّ الْجِذْعُ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحْتَضَنَهُ، فَسَكَنَ،
__________
= ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. نافع: هو ابن عمر بن عبد الله بن جميل الجمحي، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة. وانظر (3188) .
(1) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد ضعيف جداً، عطاء العطار- وهو عطاء بن عجلان الحنفي أبو محمد البصري- متروك، وبعضهم رماه بالكذب. وانظر (2201) .
(2) إسناده صحيح، حماد- وهو ابن سلمة- من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غبر أبي كامل- وهو مظفر بن مدرك- فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الطيالسي (2751) ، وابن سعد 2/309، ومسلم (2351) (118) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/385، والطبراني (12944) ، والبيهقي في "السنن" 6/208، وفي "الدلائل" 7/239 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (2017) .(5/399)
وَقَالَ: " لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
3431 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، مِثْلَهُ (2)
3432 - حَدَّثَنَاهُ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3)
3433 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَعَرَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَظْمًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب. وحماد: هو ابن سلمة. وانظر (2236) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهذا الحديث من مسند أنس، وقد سلف برقم (2237) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. الخزاعي: هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز البغدادي. وانظر ما قبله.
(4) حديث صحيح، محمد بن سلمة- وهو ابن عبد الله الباهلي الحراني- ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين إلا أن ابن سيربن- وهو محمد- ثم يسمع من ابن عباس. هشام: هو ابن حسان القُردوسي.
وأخرجه الطبراني (12866) من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (2188) .(5/400)
3434 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} ، قَالَ: " كَانَ بَنُو النَّضِيرِ إِذَا قَتَلُوا قَتِيلًا مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ، أَدَّوْا إِلَيْهِمْ نِصْفَ الدِّيَةِ، وَإِذَا قَتَلَ بَنُو قُرَيْظَةَ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ قَتِيلًا أَدَّوْا إِلَيْهِمُ الدِّيَةَ كَامِلَةً، فَسَوَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنهُمُ الدِّيَةَ " (1)
__________
(1) حديث حسن، ابن إسحاق صدوق حسن الحديث، لكنه مدلس وقد عنعن، والحديث سلف بإسناد حسن برقم (2212) ، وباقي رجال هذا الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وهو في "سيرة ابن هشام" 2/215 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3591) عن عبد الله بن محمد النُّفيلي، عن محمد بن سلمة، به.
وأخرجه النسائي 8/19 من طريق إبراهيم بن سعد، والطبري 6/243، والطبراني (11573) من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، به.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 3/83، وزاد نسبته إلي ابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه.
وأخرجه أبو داود (4494) ، والنسائي 8/18، وابن الجارود (772) ، والطبري 6/243، وابن حبان (5057) ، والدارقطني 3/198، والحاكم 4/366-367، والبيهقي 8/24 من طرق عن عبيد اللُه بن موسى، عن علي بن صالح، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كانت قريظة والنضير، وكانت النضير أشرف من قريظة، قال: وكان إذا قتل رجل من قريظة رجلًا من النضير قُتل به، وإذا قتل رجل من النضير رجلًا من قريظة وُدِي مئة وَسْقٍ من تمر، فلما بعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتل رجل من النضير رجلاً=(5/401)
3435 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ النُّفَسَاءَ، وَالْحَائِضَ تَغْتَسِلُ وَتُحْرِمُ وَتَقْضِي الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا، غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفَ بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرَ " (1)
__________
= من قريظة، فقالوا: ادفعوه إلينا نقتله، فقالوا: بيننا وبينكم النبي، فأتَوْه فنزلت: (وإنْ حَكَمتَ فاحكُمْ بينَهُم بالقِسْطِ) ] المائدة: 42 [، والقِسْط: النفس بالنفس، ثم نزلت: (أفَحُكْمَ الجَاهِليَةِ يَبْغونَ) ] المائدة: 50 [. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي!
وانظر الحديث (2212) ففيه القصة مطولة، وأنها سبب نزول الآية (41) من سورة المائدة.
(1) حسن لغيره، وهذا سند فيه ضعف، خصيف- وهو ابن عبد الرحمن الجزري- فيه ضعف من جهة حفظه، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو داود (1744) عن محمد بن عيسى وإسماعيل بن إبراهيم أبي معمر، والترمذي (945) عن زياد بن أيوب، ثلاثتهم عن مروان بن شجاع، بهذا الإسناد. غير أن أبا داود قال: لم يذكر ابن عيسى عكرمةَ ومجاهداً. وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وله شاهد من حديث جابر في حجة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (1218) (147) ، قال جابر: حتى أتينا ذا الحُليفة، فولدت أسماءُ بنت عُميس محمدَ بن أبي بكر، فأرسلت إلي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كيف أصنع؟ قال: "اغتسلي واستَثْفِري بثوب وأحرمي". والاستثفار: هو أن تضع خرقةً أو ثوباً بين رجليها على محل الدم، وتشده إلى وسطها.
وآخر من حديث عائشة رضي الله عنها، وفيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لها عندما حاضت
بسرفَ قبل أن تدخُلَ مكة: "اقضي ما يقضي الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت". وسيأتي قي "المسند" 6/39.
وروي عن جابر رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن عائشة حاضت فنَسَكَت
المناسك كلها غير أنها لم تطف بالبيت، فلما طهرت طافت". وسيأتي في "المسند"=(5/402)
3436 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِي ص " (1)
3437 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ " قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ (2)
3438 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ:
__________
= 3/305.
قال ابن قدامة في "المغني" 5/108: الاغتسال مشروع للنساء عند الإحرام كما يُشرع للرجال، لأنه نُسُك، وهو في حق الحائض والنُّفَساء آكَدُ لورود الخبر فيهما ...
وساق حديث جابر في قصة أسماء بنت عميس وحديث ابن عباس هذا. وانظر لزاماً "فتح الباري" 3/504-505.
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سُليم-. ابن فضيل: هو محمد بن فضيل بن غزوان الضبي، مولاهم الكوفي.
وأخرجه. ابن أبي شيبة 2/9، ومن طريقه الطبراني (11096) عن ابن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرج الطبراني (11037) من طريق جابر الجعفي، عن عمرو بن مرة، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: دخلت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر وهو يقرأ سورة "ص"، فسجد فيها. وسنده ضعيف لضعف جابر، وانظر ما سلف برقم (2521) و (3387) و (3388) .
(2) حديث صحيح دون قول ابن عباس: "وأنا يومئذ ابن عشر سنين" فقد تفرد بها رشدين بن كريب، وهو ضعيف، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (1912) .(5/403)
دُعِينَا إِلَى طَعَامٍ، وَفِيهَا (1) سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، ومِقْسَمٌ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَلَمَّا وُضِعَ الطَّعَامُ، قَالَ سَعِيدٌ: كُلُّكُمْ بَلَغَهُ مَا قِيلَ فِي الطَّعَامِ؟ قَالَ مِقْسَمٌ: حَدِّثْ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَنْ لَمْ يَكُنْ سَمِعُ (2)
فَقَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وُضِعَ الطَّعَامُ، فَلَا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهِ، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ وَسَطَهُ، وَكُلُوا مِنْ حَافَتَيْهِ أَوْ حَافَتَيْهَا " (3)
3439 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا، يُخْبِرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ شَهِدَ قَضَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
__________
(1) في (ظ14) : وفينا.
(2) المثبت من (ظ9) و (ظ14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: حدثنا أبا عبد الله من لم يكن يسمع.
(3) حديث حسن، عطاء بن السائب كان قد اختلط، لكن تقدم برقم (2439) و (3214) من طريق سفيان الثوري، وبرقم (2730) و (3190) من طريق شعبة، كلاهما عن عطاء بن السائب، وهما قد سمعا من عطاء قبل الاختلاط.
وأخرجه الحميدي (529) ، ومن طريقه الحاكم 4/116 عن سفيان بن عيينة، وابن حبان (5245) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، كلاهما عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي، وسفيان بن عيينة سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط.
(4) كذا في عامة أصولنا الخطية: "شهد"، وفي مصادر التخريج: "نشد" أو ما في معناها، ويغلب على ظننا أن هذا الحرف قد أخطأ فيه محمد بن بكر البرْساني، إذ قد أخرجه من طريقه الدارقطني في "سننه" فذكره هكذا، وسيأتي هذا الحديث في مسند=(5/404)
ذَلِكَ، فَجَاءَ حَمَلُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّابِغَةِ، فَقَالَ: كُنْتُ بَيْنَ امْرَأَتَيْنِ، فَضَرَبَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِمِسْطَحٍ، فَقَتَلَتْهَا وَجَنِينَهَا " فَقَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنِينِهَا بِغُرَّةٍ عَبْدٍ، وَأَنْ تُقْتَلَ " فَقُلْتُ لِعَمْرٍو: أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، كَذَا وَكَذَا (1) ، فَقَالَ: لَقَدْ شَكَّكْتَنِي، قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: " كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ امْرَأَتَيَّ، فَضَرَبَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى (2) "
__________
=حمَل بن مالك 4/79 عن عبد الرزاق وحده، وقال فيه: "نشد" وهو الصواب، فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يشهد قضاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه القصة كما يُفهم من مصادر الحديث المخرج منها.
(1) يعني بذلك ما أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (18342) عن ابن جريج، عن ابن طاووس، عن طاووس قال: ذُكِر لعمر بن الخطاب قضاءُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك، فأرسل إلي زوج المرأتين، فأخبره أنما ضَرَبتْ إحدى امرأتيه الأخرى بعمود البيت، فقتلتها وذا بَطْنِها، فقضى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بديتها وغُرة في جنينها، فكبر عمرُ، وقال: إن كدنا أن نقضيَ في مثل هذا برأينا.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد بن بكر بن عثمان البرساني، لكن قوله: "وأن تُقتل " شاذة لم تَرِدْ في غير هذه الرواية، والمحفوظ أنه قضى بديتها على عاقلة القاتلة.
وأخرجه الدارقطني 3/117 من طريق محمد بن بكر وحده، بهذا الإسناد. وسقط من المطبوع: "عن عمر".
وأخرجه الدارمي (2381) ، وأبو داود (4572) ، وابن ماجه (2641) ، وابن حبان (6021) ، والدارقطني 3/115-117، والبيهقي 8/114 من طريق أبي عاصم، والنسائي 8/21-22 من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريج، به. ولم يذكروا فيه شك عمرو بن دينار غير البيهقي، فقد قال بعد إيراد الحديث: ثم شك فيه عمرو بن دينار، والمحفوظ أنه قضى بديتها على عاقلة القاتلة.
وقال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 6/367: وقوله: "وأن تُقتل" لم يذكر=(5/405)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في غير هذه الرواية، وقد روي عن عمرو بن دينار أنه شك في قتل المرأة بالمرأة. قال الشيخ أحمد شاكر: ويظهر أن هذا التشكيك كان له عند عمرو أثره، فروى الحديثَ مرةً أخرى دون هذا الحرف الذي شك فيه.
قلنا: أخرجه دون ذكر الأمر بقتل المرأة عبدُ الرزاق (18343) ، ومن طريقه الطبراني (3482) ، والدارقطني 3/117، والحاكم 3/575 عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، به. وزاد في آخره عند عبد الرزاق والدارقطني قولَ عمر: الله أكبر، لو لم نسمع بمثل هذا قضينا بغيره، وعند الطبراني والحاكم: الله أكبر، لو لم نسمع بهذا ما قضينا بغيره، ورَجَّح الحافظ ابن حجر في "موافقة الخُبر الخَبر" 1/448-449 أن عمر قال: "لو لم نسمع هذا قضينا بغيره".
وأخرج أبو داود (4574) ، والنسائي 8/51-52، وابن حبان (6019) ، والطبراني (11767) ، والبيهقي 8/115، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص512-513 و513 من طريق أسباط بن نصر الهَمْداني، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قصة حمل بن مالك، قال: فأسقطت غلاماً قد نَبَتَ شعرُه ميتاً، وماتت المرأة، فقضى على العاقلة الديةَ، فقال عمها: إنها قد أسقطت يا نبي اللهِ غلاماً قد نَبَت شعرُه، فقال أبو القاتلة: إنه كاذب، وإنه والله ما استَهَل، ولا شرٍ ب ولا أكل، فمثله يُطَلُّ. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أسَجْعَ الجاهلية وكهانتَها! أّدِّ في الصبي غُرَّةً"، قال ابن عباس: كان اسم إحداهما مُلَيكة، والأخرى أم غُطَيْف. هذا لفظ أبي داود، وأسباط بن نصر الهمداني ضعيف، ورواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب.
وقد روي الحديث مرسلاً من طريق طاووس، فأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/103، وأبو داود (4573) من طريق سفيان بن عيينة، والنسائي 8/47، والبيهقي 8/115 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن عمر مرسلاً لم يذكر فيه ابن عباس، ولم يذكر فيه الأمر بقتل القاتلة. وزاد سفيان في آخر روايته: قال عمر: الله أكبر، لو لم نسمع بهذا لقضينا بغير هذا.
وأخرجه كذلك الشافعي في "مسنده" 2/103-104 وفي "الرسالة" (1174) ، ومن=(5/406)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=طريقه البيهقي 8/114 عن سفيان، عن عمرو بن دينار وابن طاووس، عن طاووس، عن عمر بن الخطاب، بنحوه.
وأخرجه عبد الرزاق (18342) عن ابن جريج، عن ابن طاووس، عن طاووس، قال: ذكر لعمر بن الخطاب قضاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك، فأرسل إلي زوج المرأتين، فأخبره أنما ضَربت إحدى امرأتيه الأخرى بعمود البيت، فقتلتها وذا بطنِها، فقضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بديتها وغرة في جنينها، فكبر عمر، وقال: إن كدنا أن نقضي في مثل هذا برأينا.
وأخرجه عبد الرزاق (18339) ، ومن طريقه الدارقطني 3/117 عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: استشار عمر ... فذكر نحو حديث ابن جريج، عن ابن طاووس. وزاد عليه: فقضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالدية في المرأة، وفي الجنين بغرة: عبدٍ أو أمةٍ أو فرسٍ، وزاد في آخر الحديث عند عبد الرزاق: فقال الرجل: يا رسول الله، كيف أعقل من لا أكل ولا شرب، ولا نطق ولا استهل، ومثل هذا يُطَلُّ.
وأخرج عبد الرزاق (18344) عن سفيان بن عيينة، عن ابن طاووس، عن أبيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى فيه بغرة: عبدٍ أو أمةٍ أو فرسٍ.
قال الحافظ في "الفتح" 12/249: ووقع في حديث أبي هريرة من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عنه: "قضى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجنين بغُرة: عبدٍ أو أمةٍ أو فرس أو بغلٍ"، وكذا وقع عند عبد الرزاق في رواية ابن طاووس، عن أبيه، عن عمر مرسلاً.
فقال حمل بن النابغة: "قضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالدية في المرأة وفي الجنين غرة: عبد أو أمة أو فرس"، وأشار البيهقي إلي أن ذكر الفرس في المرفوع وَهم، وإن ذلك أدْرِجَ من بعض رواته على سبيل التفسير للغرة، وذكر أنه في رواية حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن طاووس بلفظ: "فقضى أن في الجنين غرة، قال طاووس: الفرس غرة".
قلت: وكذا أخرج الأسماعيلي من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: "الفرس غرة"، وكأنهما رأيا أن الفرسَ أحق بإطلاق لفظ الغرة من الآدمي. وانظر تتمة كلامه.
وفي البابِ عن عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، والمغيرة بن شعبة، وعبادة بن=(5/407)
3440 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ خِذَامًا أَبَا وَدِيعَةَ (1) ، أَنْكَحَ ابْنَتَهُ رَجُلًا، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَكَتْ إِلَيْهِ أَنَّهَا أُنْكِحَتْ وَهِيَ كَارِهَةٌ، فَانْتَزَعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زَوْجِهَا، وَقَالَ: " لَا تُكْرِهُوهُنَّ "، قَالَ: فَنَكَحَتْ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَا لُبَابَةَ الْأَنْصَارِيَّ، وَكَانَتْ ثَيِّبًا (2)
__________
= الصامت. وستأتي في "المسند" على التوالي 2/216، 2/535، 4/244.
5/326-327.
المِسْطَح، قال ابن الأثير 2/365: بكسر الميم، عود مِن أعواد الخباء.
والغرة، قال ابن الأثير 3/353: العبدُ نفسه أو الأمة، وأصل الغُرة: البياضُ الذي يكون في وجه الفرس، والغُرة عند الفقهاء: ما بلغ ثمنه نصفَ عُشر الدية من العبيد والإماء، وإنما تجب الغُرة في الجنين إذا سقط ميتاً، فإن سقط حياً ثم مات ففيه الديةُ كاملة، وقد جاء في بعض روايات الحديث "بغرة عبدٍ أو أمةٍ أو فرس أو بغلٍ"، وقيل: إن الفرس والبغل غلط من الراوي.
(1) خِذام بالذال المعجمة كما في الأصول الخطية، وقيده بذلك ابن ماكولا في "الإكمال" 3/130، وهو الثابت في الأصول الصحيحة من "صحيح البخاري" في النسخة اليونينية المطبوعة ببولاق 7/18، وبذلك ضبطها القسطلاني شارح البخاري 8/44، وهو قد ضبط نسخته على أصل اليونينية، وكذلك هي بالذال المعجمة عند الحافظ المِزي في "التهذيب" و"الأطراف"، وأخطأ الحافظ ابن حجر فضبطه في "التقريب" و"الفتح" 9/195 بالدال المهملة، وتبعه الحافظ السيوطي في "تنوير الحوالك". وهو خذام بن خالد، ويكنى أبا وديعة، وقيل: هو خذام بن وديعة، قال الحافظ في "الفتح": الصحيح أن اسم أبيه خالد، ووديعة اسم جده فيما أحسب، واسم ابنته خنساء.
(2) إسناده ضعيف، عطاء- وهو ابن أبي مسلم الخراساني- صاحب أوهام كثيرة،=(5/408)
3441 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، نَحْوَهُ وَزَادَ " ثُمَّ جَاءَتْهُ بَعْدُ، فَأَخْبَرَتْهُ أَنْ قَدْ مَسَّهَا، فَمَنَعَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَى زَوْجِهَا الْأَوَّلِ، وَقَالَ: " اللهُمَّ إِنْ كَانَ إِيمَانُهُ أَنْ تُحِلَّهَا لِرَفَاعَةَ، فَلَا يَتِمَّ لَهُ نِكَاحُهَا مَرَّةً أُخْرَى " ثُمَّ أَتَتْ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي خِلَافَتِهِمَا، فَمَنَعَاهَا كِلَاهُمَا (1)
__________
= ثم هو لم يسمع من ابن عباس، وباقي رجاله ثقات. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (10308) .
وأصل القصة صحيح من حديث خنساء بنت خذام نفسها وهي في "الموطأ" 2/535، والبخاري (5138) ، وستأتي في "المسند" 6/328.
ولها شاهد من حديث مجمع وعبد الرحمن ابنا يزيد بن جارية، وهو في البخاري (5138) و (5139) و (6945) و (6969) ، وسيأتي في "المسند" أيضاً 6/328.
وآخر من حديث أبي هريرة عند الدارقطني 3/232، والبيهقي 7/120.
وقد سلف برقم (2469) بإسناد صحيح عن ابن عباس: أن جاريةً بكراً أتت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكرت إن أباها زوجها وهي كارهة فخيرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال ابن القطان، كما في "نصب الراية" 3/190-191: وليست هذه خنساء بنت خذام التي زوجها أبوها، وهي ثيب، فكرهته، فرد عليه السلام نكاحه، رواه البخاري، فإن تلك ثيب، وهذه بكر، وهما ثنتان، والدليل على أنهما ثنتان ما أخرجه الدارقطني 3/234 عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رد نكاح بكر وثيب أنكحهما أبوهما وهما كارهتان.
(1) إسناده ضعيف كسابقه، قال الشيخ أحمد شاكر: وفي هذا- وفوق ذلك- خطأ وتخليط، فإن التي كانت تريد أن تعود إلي زوجها رفاعة هي تميمةُ بنت وهب، كما في رواية مالك في "الموطأ" 2/531، وقيل: غيرها، وانظر ترجمة رفاعة بن سموأل القرظي في "الإصابة" 2/491، وقد مضت قصة أخرى للغُميضاء أو الرميصاء أنها كَانت تريد أن ترجع إلي زوجها الأول (1837) .
قوله: "فأخبرته أن قَد مَسَّها"، قال السندي: لعلها أولاً أنكرت الدخول لترجع إلي=(5/409)
3442 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ، أَنَّ طَاوُسًا، أخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ بِإِنْسَانٍ يَقُودُ إِنْسَانًا بِخِزَامَةٍ فِي أَنْفِهِ، فَقَطَعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَمَرَهُ (1) أَنْ يَقُودَهُ بِيَدِهِ " (2)
3443 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ
__________
= الزوج الأول، فحين قيل لها: إنه لا رجوع لك إلي الأول إلا بعد الدخول، جاءَت وادعت الدخول لذلك، وكانت تحلف على ما تقول، فلما علم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك منها، قال: "اللهم إن كان أيمانه" جمع يمين، "أن تحلها"، أي: لأن تحلها، أي: لأجل أن تجعلها الأيمان حلالاً لرفاعة.
(1) المثبت من (ظ9) و (ظ14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: فأمره.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان الأحول: هو سليمان بن أبي مسلم الأحول. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15861) .
وأخرجه البخاري (1621) و (6702) و (6703) ، وأبو داود (3302) ، والنسائي 5/221-222 و222 و7/18، وابن خزيمة (2751) و (2752) ، وابن حبان (3831) ، والحاكم 1/460، والبيهقي 5/88 من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. قال المزي في "التحفة" 5/9: الحديث عند أبي داود في رواية الحسن بن العبد، ولم يذكره أبو القاسم. قلنا: وقد أقحم في رواية اللؤلؤي برقم (3302) ، ووقع في المطبوع "عاصم الأحول" مكان: سليمان الأحول، وهو خطأ.
وأخرجه الطبراني (10954) من طريق ليث بن أبي سليم، عن طاووس، به. وانظر ما بعده.
والخِزامة، قال السندي: بكسر خاء معجمة بعدها زاي معجمة: هو ما يجعل في أنف البعير من شعر أو غيره ليُقاد به.(5/410)
الْأَحْوَلُ، أَنَّ طَاوُسًا، أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، بِإِنْسَانٍ قَدْ رَبَطَ يَدَهُ إِلَى إِنْسَانٍ آخَرَ بِسَيْرٍ، أَوْ بِخَيْطٍ، أَوْ بِشَيْءٍ غَيْرِ ذَلِكَ، فَقَطَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: " قُدْهُ بِيَدِهِ " (1)
3444 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسِ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَفَرٍ يَرْمُونَ فَقَالَ: " رَمْيًا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15862) .
وأخرجه البخاري (1620) ، وابن خزيمة (2751) و (2752) ، وابن حبان (3832) ، والحاكم 1/461، والبيهقي 5/88 من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (10954) من طريق ليث بن أبي سليم، عن طاووس، به. وانظر ما قبله.
وفي الباب عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو. وسيأتي في "المسند" 2/183. وحسن الحافظ إسناده في "الفتح" 3/482.
وعن بشر أبي خليفة عند الطبراني (2118) .
السير: هو ما يُقَدُّ من الجلود. وفِعل هذين الرجلين إنما كان من أجل نذرٍ نذراه كما في حديث عبد الله بن عمرو وحديث بشر أبي خليفة، وقال لهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في حديث ابن عمرو: "ليس هذا نذراً، إنما النذر ما يُبتغى به وجه الله".
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن حُصين- وهو الحنظلي اليربوعي- فمن رجال مسلم. أبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.=(5/411)
3445 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: وَلَقَدْ سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَجِيءُ الْمَقْتُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آخِذًا رَأْسَهُ، إِمَّا قَالَ: بِشِمَالِهِ، وَإِمَّا بِيَمِينِهِ، تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ، فِي قُبُلِ عَرْشِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، يَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلْ هَذَا: فِيمَ قَتَلَنِي؟ " (1)
3446 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ
__________
= وأخرجه الحاكم 2/94 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وصححه ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن ماجه (2815) ، والحاكم 2/94، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4430) من طرق عن عبد الرزاق، به.
وفي الباب عن سلمة بن الأكوع، وسيأتي في "المسند" 4/50.
وعن أبي هريرة عند البزار (1702- كشف الأستار) ، وابن حبان (4695) ، والحاكم وعن حمزة بن عمرو الأسلمي عند الطبراني (2988) .
وعن جابر عند البزار (1703) .
قوله: "رمياً"، قال السندي: أي: ارموا رمياً.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عبد الله- وهو ابن الحارث الجابر أو المجبر التيمي البكري- فقد روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه، قال أحمد: ليس به بأس، وقال ابن المديني: معروف، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وضعفه النسائي وأبو حاتم وابن معين، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي. وانظر (1941) .(5/412)
بَلَغَنِي: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَجَدَ رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " (1)
3447 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
3448 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا، وَلَا تُعَسِّرُوا، وَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ، وَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ، وَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ " (3)
3449 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا لِي عَهْدٌ بِأَهْلِي مُنْذُ عَفَارِ النَّخْلِ - أَوْ عِقَارِهِ، قَالَ: وَعَفَارُ النَّخْلِ أَوْ عِقَارُهَا: أَنَّهَا كَانَتْ تُؤَبَّرُ، ثُمَّ تُعْفَرُ، أَوْ تُعْقَرُ، أَرْبَعِينَ يَوْمًا لَا تُسْقَى بَعْدَ الْإِبَارِ - قَالَ: فَوَجَدْتُ
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أنه مرسل، فإن إبراهيم- وهو ابن يزيد النخعي- من أتباع التابعين، وإنما أورده أحمد هنا ليروي حديث ابن عباس مثله بإثره.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2926) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/258 عن وكيع، عن سفيان الثوري، به.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين غير التميمي - وهو أربدة- فقد أخرج له أبو داود، لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ولم يوثقه غير العجلي وابن حباَن. والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (2924) . وانظر (2405) .
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سليم-. وهو مكرر (2556) .(5/413)
رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي، وَكَانَ زَوْجُهَا مُصْفَرًّا، حَمْشًا، سَبْطَ الشَّعْرِ، وَالَّذِي رُمِيَتْ بِهِ رَجُلٌ خَدْلٌ إِلَى السَّوَادِ، جَعْدٌ قَطَطٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ بَيِّنْ، اللهُمَّ بَيِّنْ " ثُمَّ لَاعَنَ بَيْنَهُمَا، فَجَاءَتْ بِوَلَدٍ يُشْبِهُ الَّذِي رُمِيَتْ بِهِ " (1)
3450 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِوُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَدَعَا بِمَاءٍ، فَجَعَلَ يَغْرِفُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى الْيُسْرَى " (2)
3451 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُمَيْعٍ الزَّيَّاتِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ قُمْتُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى شِمَالِهِ، " فَأَدَارَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ "
__________
(3)
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري المدني.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (12451) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (10714) .
وانظر (3106) .
العَفَر: هو أول سقية سقيها الزرع. والإبار: إصلاح النخل. والحَمْش: الدقيق.
وسَبط الشعر: مسترسل الشَّعر من غير جعودة. والخَدْل: الضخم. والجَعْد: ضد السبط، والقَطَط: الجعد القصير من الشعر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (128) . وانظر ما سلف برقم (2416) .
(3) إسناده صحيح، سُميع الزيات الكوفي أبو صالح الحنفي مولى ابن عباس تابعي=(5/414)
3452 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ لِمَيْمُونَةَ مَيْتَةٍ، فَقَالَ: " أَلَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِإِهَابِهَا؟ " قَالُوا: وَكَيْفَ وَهِيَ مَيْتَةٌ؟ فَقَالَ: " إِنَّمَا حُرِّمَ لَحْمُهَا " قَالَ مَعْمَرٌ: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يُنْكِرُ الدِّبَاغَ وَيَقُولُ: " يُسْتَمْتَعُ بِهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ " (1)
3453 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،
__________
= ثقة، قال في "تعجيل المنفعة" ص169: وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3865) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (12590) .
زاد عبد الرزاق في "المصنف": قال سفيان: في تطوع. وانظر (2326) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (184) و (185) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو عوانة 1/210، وابن المنذر في "الأوسط" (832) . ولم يذكر أبو عوانة في حديثه قول معمر عن الزهري.
وأخرج المرفوع منه أبو داود (4121) عن مسدد، عن يزيد بن زريع، عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرج برقم (4122) قول معمر عن الزهري، عن محمد بن يحيى بن فارس، عن عبد الرزاق، به. وانظر الحديث (2369) .
قلنا: ورأي الزهري أن جلود الميتة يستمتع بها على كل حال، أي: قبل دباغها وبعده، هو رأي تفرد به، قال ابن قدامة المقدسي في "المغني" 1/89: لا نعلم أحداً خالف في نجاسة جلد الميتة قبل الدبغ.(5/415)
أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ احْتَزَّ مِنْ كَتِفٍ فَأَكَلَ، ثُمَّ مَضَى إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1)
3454 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ - أَوْ قَالَ: يَوْمَ الْفَتْحِ - وَهُوَ يُصَلِّي، أَنَا وَالْفَضْلُ مُرْتَدِفَانِ عَلَى أَتَانٍ، فَقَطَعْنَا الصَّفَّ، وَنَزَلْنَا عَنْهَا، ثُمَّ دَخَلْنَا الصَّفَّ، وَالْأَتَانُ تَمُرُّ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، لَمْ تَقْطَعْ صَلَاتَهُمْ " وَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: " كُنْتُ رَدِيفَ الْفَضْلِ عَلَى أَتَانٍ فَجِئْنَا وَنَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِمِنًى " (2)
3455 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (635) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني (10758) . وانظر (1988) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى البصري السامي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2359) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (504) (257) ، وأبو عوانة 2/55.
وأخرجه ابن خزيمة (834) من طريق عبد الأعلى السامي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (337) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، به. وقال: حديث حسن صحيح، وانظر (1891) .
قوله: "مرتدفان"، قال السندي: هكذا في النسخ، والأقرب: مرتدفين، وكأن الرفع بتقدير: ونحن مرتدفان، والجملة حال.(5/416)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى الصُّوَرَ فِي الْبَيْتِ - يَعْنِي الْكَعْبَةَ - لَمْ يَدْخُلْ، وَأَمَرَ بِهَا، فَمُحِيَتْ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ، وَإِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بِأَيْدِيهِمَا الْأَزْلَامُ فَقَالَ: " قَاتَلَهُمُ اللهُ وَاللهِ مَا اسْتَقْسَمَا بِالْأَزْلَامِ قَطُّ " (1)
3456 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى، أَوْ سَابِعَةٍ تَبْقَى " (2)
3457 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " حَجَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ لِبَنِي بَيَاضَةَ، وَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُعْطِهِ، قَالَ: وَأَمَرَ مَوَالِيَهُ أَنْ يُخَفِّفُوا عَنْهُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19485) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (5861) ، والطبراني (11845) ، والبغوي (3214) .
وأخرجه البخاري (3352) ، والحاكم 2/550 من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به. وانظر (3093) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري. عبد الوهاب الثقفي: هو عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي، وهو- وإن تغير قبل موته بثلاث سنين- لم يحَدث بحديث في زمن التغير.
وأخرجه ابن حجر في "تغليق التعليق" 3/205-206 من طريق ابن أبي عمر في "مسنده" عن عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد. وانظر (2052) .(5/417)
بَعْضَ خَرَاجِهِ " (1)
3458 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَأَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ " (2)
3459 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، " فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ مَعَهُ عَلَى يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، حَزَرْتُ قَدْرَ قِيَامِهِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قَدْرَ: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم الأحول: هو عاصم بن سليمان البصري.
وأخرجه مسلم ص 1205 (66) ، والبيهقي 9/338 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطبراني (12589) من طريق رباح بن زيد، عن معمر، به. وانظر (2155) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20433) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي (2785) ، والطبراني (11847) و (11848) و (11987) . وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (1982) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله. وهو في=(5/418)
3460 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الْكُدَيْدَ، ثُمَّ أَفْطَرَ " (1)
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى (2) مَرَّ بِغَدِيرٍ فِي الطَّرِيقِ، وَذَلِكَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ. قَالَ: فَعَطِشَ النَّاسُ، وَجَعَلُوا يَمُدُّونَ أَعْنَاقَهُمْ، وَتَتُوقُ أَنْفُسُهُمْ إِلَيْهِ، قَالَ: " فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَأَمْسَكَهُ عَلَى يَدِهِ حَتَّى رَآهُ النَّاسُ، ثُمَّ شَرِبَ فَشَرِبَ النَّاسُ " (3)
__________
= "مصنف عبد الرزاق" (3868) و (4706) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (692) ، وأبو داود (1365) ، والنسائي في "الكبرى" (1425) ، والطبراني (11272) ، والبيهقي 3/8. وانظر (2276) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مختصر (3089) ، وانظر (1892) .
(2) من قوله: "بلغ الكديد" في الحديث السابق إلي هنا سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) ومنهما أثبتناه، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4473) ، وعلقه من طريقه البخاري (4278) بذكر أوله فقط.
وأخرجه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 4/142 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. ولم يسقه بتمامه.=(5/419)
3461 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: ابْنُ بَكْرٍ: ثُمَّ سَمِعْتُهُ بَعْدُ - يَعْنِي عَطَاءً -، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَانَتْ شَاةٌ - أَوْ دَاجِنَةٌ - لِإِحْدَى نِسَاءِ
__________
= وأخرجه بنحوه الطبري في "تهذيب الآثار" ص91، والطحاوي 2/65 من طريق أبي الأسود، والطبري ص92، والطبراني (11704) من طريق أشعث بن سَوْار، والطبري ص93 من طريق الزبير بن خِريت، ثلاثتهم عن عكرمة، به.
وأخرجه البخاري (4277) ، والطبري ص89، والطبراني (11965) من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: خرج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رمضان إلي حنين والناس مختلفون، فصائم ومفطر، فلما استوى على راحلته دعا بإناء من لبن أو ماء فوضعه على راحته- أو على راحلته- ثم نظر إلي الناس، فقال المفطرون للصوام: أفطروا.
قال الحافظ: المراد بقوله: "إلي حنين"، أي: التي وقعت عقب الفتح، لأنها لما وقعت إثرها أطلق الخروج إليها!
وعلقه البخاري (4278) عن حماد بن زيد، عن أيوب، به. قال الحافظ في "تغليق التعليق" 4/142: ذكر الدارقطني أنه مرسل ليس فيه ابن عباس، والروايات عن البخاري فيها اختلاف في وصله وإرساله، وبالإرسال جزم أبو نعيم في مستخرجه، وقال في "الفتح" 5/8: وقع في بعض نسخ أبي ذر: "عن ابن عباس" وللأكثر ليس فيه ابن عباس، وبه جزم الدارقطني وأبو نعيم في "المستخرج"، وقد وصل هذا التعليق البيهقي (في "دلائل النبوة" 5/32-35) من طريق سليمان بن حرب أحد مشايخ البخاري، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة فذكر الحديث بطوله في فتح مكة، ثم قال في آخره: لم يجاوز به أيوب عن عكرمة.
وأخرجه كذلك الطبري مرسلا ومختصراً ص90 عن يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن عكرمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطبري ص92 من طريق أشعث بن سوار، عن عكرمة، به مرسلاً. وانظر ما سلف برقم (1892) .(5/420)
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَاتَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلَّا اسْتَمْتَعْتُمْ بِإِهَابِهَا، أَوْ مَسْكِهَا " (1)
3462 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي خُصَيْفٌ، أَنَّ مِقْسَمًا، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، أخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَنَا عِنْدَ عُمَرَ حِينَ سَأَلَهُ سَعْدٌ، وَابْنُ عُمَرَ، عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ فَقَضَى عُمَرُ لِسَعْدٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُلْتُ: يَا سَعْدُ، قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ "، وَلَكِنْ أَقَبْلَ الْمَائِدَةِ، أَمْ بَعْدَهَا؟ - قَالَ: فَقَالَ رَوْحٌ: أَوْ بَعْدَهَا؟ - قَالَ: لَا يُخْبِرُكَ أَحَدٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَيْهِمَا بَعْدَمَا أُنْزِلَتِ الْمَائِدَةُ، فَسَكَتَ عُمَرُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين ابن بكر: هو محمد بن بكر بن عثمان البرساني، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (187) . وانظر (2003) .
قال الشيخ أحمد شاكر: قوله: "قال ابن بكر: ثم سمعته بعد، يعني عطاءً" ليس على ما يُوهم ظاهرُه أن محمد بن بكر سَمِعَهُ من عطاء، فهو محال، وإنما قوله: "يعني عطاءً" بيان للقائل "ثم سمعته بعد" يعني أن عبد الرزاق روى عن ابن جريج "قال: سمعت عطاءً"، وابن بكر روى عن ابن جريج أنه قال: "ثم سمعته بعد" يريد: سمعت عطاء ولعل ذلك كان من ابن جريج في سياق كلام دعا إلي أن يُعَبِّر بهذا.
الإهاب والمَسْك: هو الجلد.
(2) إسناده ضعيف لضعف خصيف- وهو ابن عبد الرحمن الجزري-.
وأخرجه البيهقي 1/273 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.=(5/421)
3463 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَأْكُلُ عَرْقًا، أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ، فَوَضَعَهُ وَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (1)
__________
=وأخرجه أبو داود كما في "تحفة الأشراف" 5/246 من طريق حجاج،عن ابن جريج، به. قال المزي: هذا الحديث في رواية أبي الطيب ابن الأشناني عن أبي داود.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11140) ، وفي "الأوسط" (2952) من طريق عثمان بن وساج، عن خصيف، عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قال: ذكر المَسْحَ على الخُفيْن عند عمر سَعْد وعبدُ الله بن عمر، فقال عمر: سعد أفقه منك. فقال عبد الله بن عباس: يا سعد، إنا لا ننكر أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد مسح، ولكن هل مسح منذ أنزلت المائدة؟ قال: فلم يتكلم أحَد، فإنها أحكمت كل شيء، وكانت آخر سورة أنزلت من القرآن إلا براءَة.
وأخرج البيهقي 1/273 من طريق أحمد بن منصور الرمادي، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: إنا عند عمر حين اختصم إليه سعد وابن عمر في المسح على الخفين، فقضى لسعد، فقلت: لو قلتم بهذا في السفر البعيد والبرد الشديد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (768) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: سمعت رجلا يحدث ابن عباس بخبر سعد وابن عمر في المسح على الخفين، قال ابن عباس: لو قلتم هذا في السفر البعيد والبرد الشديد.
وروى البزار كما في "نصب الراية" 1/169 من طريق خصيف، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: أشهد أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح على الخفين. وانظر ما سلف برقم (87) ، وراجع لزاما الحديث (2975) والتعليق عليه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن عطاء بن أبي الخُوار، فمن رجال مسلم. ابن بكر: هو محمد بن بكر بن عثمان البُرساني.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (637) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (11267) .=(5/422)
3464 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، أخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَرَأَى أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مِمَّا أَتَوَضَّأُ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ أَثْوَارِ أَقِطٍ أَكَلْتُهَا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا أُبَالِي مِمَّا تَوَضَّأْتَ، أَشْهَدُ لَرَأَيْتُ " رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ كَتِفَ لَحْمٍ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ وَمَا تَوَضَّأَ " قَالَ: " وَسُلَيْمَانُ حَاضِرٌ ذَلِكَ مِنْهُمَا جَمِيعًا " (1)
3465 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، فقَالَ: عِلْمِي، وَالَّذِي يَخْطِرُ عَلَى بَالِي، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ، أَخْبَرَنِي أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ بِفَضْلِ مَيْمُونَةَ " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " وَذَلِكَ أَنِّي سَأَلْتُهُ عَنْ إِخْلَاءِ الْجُنُبَيْنِ جَمِيعًا " (2)
__________
= وانظر (1994) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن يوسف: هو ابن عبد الله الكندي المدني.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (642) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (10757) .
وأخرجه النسائي 1/108 من طريق خالد بن الحارث بن عبيد، وأبو يعلى (2733) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، والبيهقي 1/157-158 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، ثلاثتهم عن ابن جريج، به. ولم يذكر النسائي في حديثه قصة وضوء أبي هريرة.
وانظر ما سلف برقم (1988) .
أثوار أقِط، أي: قصعاته، والأقِط: لبن مجفف مستحجر.
وقوله: "ما أبالي مما توضأتَ"، قال السندي: بالخطاب، أي: ما أبالي مِن أكل ما توضأت أنت منه، ولا أتوضأ منه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الشعثاء: هو جابر بن زيد الأزدي ثم=(5/423)
3466 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَيُّ حِينٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أُصَلِّيَ الْعِشَاءَ، إِمَامًا أَوْ خِلْوًا؟ قَالَ:
__________
= الحوفي البصري.
وأخرجه البيهقي 1/188 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1037) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (108) ، والدارقطني 1/53. ولفظ ابن خزيمة: "كان يتوضأ بفضل ميمونة". وصححه الدارقطني.
وأخرجه مسلم (323) (28) من طريق محمد بن بكر، به.
وأخرجه ابن خزيمة (108) من طريق أبي عاصم، والدارقطني 1/53 من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن ابن جريج، به. ولفظه عند ابن خزيمة "كان يتوضأ بفضل ميمونة".
وأخرجه أبو عوانة 1/284 من طريق حجاج، عن عمرو بن دينار، به.
وأخرجه البخاري (253) عن أبي نعيم، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد. وقال
يزيد بن هارون وبهز والجُدي (هو عبد الملك بن إبراهيم) ، عن شعبة: قدر صاع، وقال البخاري: كان ابن عيينة يقول أخيراً: عن ابن عباس، عن ميمونة، والصحيح ما روى أبو نعيم.
والرواية التي أشار إليها البخاري ستأتي في مسند ميمونة 6/329 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس، عن ميمونة.
وسيأتي الحديث في مسند ميمونة 6/330 من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن ميمونة. وانظر (2100) .
وفي الباب عن ابن عمر، وأنس، وعائشة، وأم سلمة، وأم هانىء، وستأتي في "المسند" على التوالي 2/4 و3/112 و6/30 و291 و342.
قوله: "عن إخلاء الجُنُبين"، قال السندي: أي: انفرادهما في الاغتسال، أي: هل يجب عليهما الانفراد، أو يجوز اجتماعهما.(5/424)
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً بِالْعِشَاءِ، حَتَّى رَقَدَ النَّاسُ وَاسْتَيْقَظُوا، وَرَقَدُوا وَاسْتَيْقَظُوا، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: الصَّلَاةَ، - قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: - فَخَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ الْآنَ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً، وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَى شَقِّ رَأْسِهِ، فَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوهَا كَذَلِكَ " (1)
3467 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ، أخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: " صَلَّيْتُ وَرَاءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2112) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (571) ، ومسلم (642) (225) ، والطبراني (11424) ، والبيهقي 1/449. وزاد في رواية مسلم والبيهقي: قال: فاستَثْبَت عطاء كيف وضع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ على رأسه كما أنبأهُ ابن عباس، فبَددَ لي عطاءٌ بين أصابعه شيئاً من تبديد، ثم وضع أطراف أصابعه على قرنِ الرأس، ثم صبها، يُمرهَا كذلك على الرأس، حتى مَست إبهامه طرفَ الأذن مما يلي الوَجْهَ، ثم على الصُّدغ وناحيةِ اللحية، لا يُقصرُ ولا يَبْطِشُ بشيء إلا كذلك. قلتُ لعطاء: كم ذُكِرَ لك أخَّرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلتئذٍ؟ قال: لا أدري. قال عطاء: أحب إلي أن أصليها إماماً وخِلواً مُؤخرَةً كما صلاها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلتئذ، فإن شَق عليك ذلك خِلوا أو على الناس في الجماعة، وأنت إمامهم، فصلها وسطاً، لا معجلة ولا مؤخرة. وانظر (1926) .
وخِلواً بكسر الخاء: أي منفرداً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4436) .
وقرن فيه مع ابن جريج معمراً.=(5/425)
3468 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ، أَنَّ طَاوُسًا، أخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ، فَذَكَرَ نَحْوَ دُعَاءِ سُفْيَانَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَوََعْدُكَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ الْحَقُّ " وَقَالَ: " وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ " (1)
3469 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجْوَدَ الْبَشَرِ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ يَدْخُلَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسَهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَهُوَ أَجْوَدُ مِنَ الرِّيحِ " (2)
__________
= وأخرجه أبو عوانة 2/354 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر (1918) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان الأحول: هو سليمان بن أبي مسلم المكي الأحول. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2564) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (7499) ، ومسلم (769) (199) ، وأبو عوانة 2/300، والطبراني في "الدعاء" (753) ، والبيهقي في "السنن" 3/5، وفي "الأسماء والصفات" ص188.
وأخرجه عبد بن حميد (621) ، والبخاري (7385) و (7442) ، والنسائي في "الكبرى" (7703) ، وأبو عوانة 0/302، والطبراني في "الدعاء" (754) من طريق سفيان الثوري، عن ابن جريج، به. وانظر (2710) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين: عبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20706) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2308) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 59.=(5/426)
3470 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ " كَشَفَ عَنْ وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَيِّتٌ بُرْدَ حِبَرَةٍ كَانَ مُسَجًّى عَلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ " (1)
3471 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ ذَكَرَ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي " الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " قَالَ طَاوُسٌ: فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: وَيَمَسُّ طِيبًا أَوْ دُهْنًا إِنْ كَانَ عِنْدَ أَهْلِهِ؟ قَالَ: " لَا أَعْلَمُهُ " (2)
__________
= وأخرجه البخاري (6) عن بشر بن محمد، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
وقرن مع معمرٍ يونسَ بن يزيد الأيليّ. وانظر (2042) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة: هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني.
وأخرجه الطبراني (10723) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وهو مختصر (3090) .
"بردُ حِبَرة: ثوب يماني من قطن أو كتان مخطط ملوَّن. ومسجى: مغطى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5303) .
وأخرجه مسلم (848) (8) من طريق عبد الرزاق وابن بكر، كلاهما بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (885) ، ومسلم (848) من طرق عن ابن جريج، به. وانظر (2383) .(5/427)
3472 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي (1) خِدَاشٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَقْبُرَةِ، وَهِيَ عَلَى طَرِيقِهِ الْأُولَى، أَشَارَ بِيَدِهِ وَرَاءَ الضَّفِيرِ - أَوْ قَالَ: وَرَاءَ الضَّفِيرَةِ، شَكَّ عَبْدُ الرَّزَّاقِ - فَقَالَ: " نِعْمَ الْمَقْبُرَةُ هَذِهِ " فَقُلْتُ لِلَّذِي أَخْبَرَنِي: أَخَصَّ الشِّعْبَ؟ قَالَ: هَكَذَا قَالَ، فَلَمْ يُخْبِرْنِي أَنَّهُ خَصَّ شَيْئًا إِلَّا لِذَلِكَ، أَشَارَ بِيَدِهِ وَرَاءَ الضَّفِير، أَوِ الضَّفِيرةِ، وَكُنَّا نَسْمَعُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَصَّ الشِّعْبَ الْمُقَابِلَ لِلْبَيْتِ (2)
__________
(1) تحرفت لفظة "أبي" في (م) إلي: أخي.
(2) إسناده ضعيف، إبراهيم بن أبي خداش- وهو ابن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي- لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه غير ابن جريج وابن عيينة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6734) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (11282) .
وأخرجه بنحوه مختصراً البخاري في "تاريخه الكبير" 1/284، والبزار (1179- كشف الأستار) ، والأزرقي في "أخبار مكة" 2/209 من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وقال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، وابن أبي خداش من أهل مكة لا نعلم حدث عنه إلا ابن جريج!
الضفيرة: قال في "النهاية" 3/92 (ضفر) : الضفيرة: مثل المُسَناة (وهو الحائط كالسد) المستطيلة المعمولة بالخشب والحجارة، ومنه حديث: وأشار بيده وراء الضفيرة.
والمقبرة: هي مقبرة أهل مكة، انظر "أخبار مكة" 2/209-211 للأزرقي. وقال ابن قتيبة في "غريب الحديث" 3/731 سألت الحجازيين عن الضفيرة، فأخبروني أنها جدار يبنى في وجه السيل من حجارة، لئلا يدخل ماءُ السيلِ العينَ فيفسِدَها.(5/428)
3473 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ، وَغَيْرُهُ، عَنْ مِقْسَمٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَعَلَ فِي الْحَائِضِ نِصَابَ دِينَارٍ (1) ، فَإِنْ أَصَابَهَا، وَقَدْ أَدْبَرَ الدَّمُ عَنْهَا وَلَمْ تَغْتَسِلْ، فَنِصْفُ دِينَارٍ " كُلُّ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
(1) في (م) و"مصنف عبد الرزاق": نصاب دينار.
(2) صحيح موقوفا، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الكريم- وهو ابن أبي المخارق البصري أبو أمية-، قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 5/248: أخرجه البيهقي (316،1/318) من ثلاثة أوجه، فيها كلها أنه أبو أمية، ثم قال: قال- أي أبو عبد الله الحافظ-: قال أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه: جملة هذه الأخبار- مرفوعاً وموقوفاً- رجع إلي عطاء العطار (سلفت روايته في "المسند" 3428) وعبد الحميد (سلفت روايته 2032) وعبد الكريم أبي أمية، وفيهم نظر.
وقال ابن دقيق العيد في "الإمام": عبد الكريم بن مالك وعبد الكريم أبو أمية كلاهما يروي عن مقسم، وقد بين روحُ بن عبادة في روايته (عند البيهقي 1/317) لهذا الحديث أنه: عبد الكريم أبو أمية، وهو يضعف قول من قال: إنه الجزري، وجزم ابن عبد الهادي أيضاً بأنه أبو أمية الضعيف. قلنا: وقد أشار الأمام أحمد إلي رواية عبد الكريم بن أبي المخارق عند الحديث (2121) .
وهذا الحديث في "مصنف عبد الرزاق" (1264) و (1266) ، وقرن في الموضع الأول بابن جريج محمدَ بن راشد. واللفظ في الموضع الثاني: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل في الحائض نصف دينار إن أصابها قبل أن تغتسل.
وأخرجه الطبراني (12133) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقرن بابن جريج محمد بن راشد.
وأخرجه الدارقطني 3/287 من طريق ابن لهيعة، والبيهقي 1/316 من طريق نافع بن يزيد، كلاهما عن ابن جريج، به.=(5/429)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (1265) عن محمد بن راشد، عن عبد الكريم، به.
وأخرجه الدارمي (111) ، وأبو يعلى (2432) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3086) ، والطبراني (12135) ، والبيهقي 1/317، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1315) من طريق أبي جعفر الرازي، والترمذي (137) من طريق أبي حمزة السكري، والنسائي في "الكبرى" (9107) من طريق سفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن عبد الكريم، عن مقسم، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رجل جامع امرأته وهي حائض فقال: "إن كان دماً عبيطاً، فليتصدق بدينار، وإن كان فيه صفرة، فنصف دينار".
واللفظ عند الترمذي: "إذا كان دماً أحمرَ، فدينار وإذا كان دماً أصفر، فنصف دينار"، وقد صرح أبو يعلى وأبو القاسم البغوي والطبراني وأبو محمد البغوي: أن عبد الكريم هو ابن أبي المخارق.
وأخرجه الدارقطني 3/287 من طريق سفيان بن عيينة وأبي جعفر الرازي، كلاهما عن عبد الكريم، به، باللفظين السابقين. لكن سمى الدارقطني عبدَ الكريم: ابن مالكٍ، وقرن به خصيفا وعلي بن بذيمة في رواية سفيان بن عيينة.
وأخرجه ابن الجارود (111) ، والبيهقي 1/317 من طريق سعيد بن أبي عروبة، والطبراني (12133) من طريق ليث، كلاهما عن عبد الكريم، عن مقسم، عن ابن عباس، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في رجل غشي امرأته وهي حائض، قال: "يتصدق بدينار، أو بنصف دينار". وقد صرح الطبراني والبيهقي أن عبد الكريم: هو ابن أبي المخارق، وقرن الطبراني به الحكمَ. وذكر البيهقي أن مقسماً فسر ذلك، فقال: إن غشيها في الدم فدينار، وإن غشيها بعد انقطاع الدم قبل أن تغتسل فنصف دينار.
وأخرج النسائي في "الكبرى" (9108) من طريق حجاج، وابن ماجه (650) من طريق أبي الأحوص، كلاهما عن عبد الكريم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: كان الرجل إذا وقع على امرأته وهي حائض، أمره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتصدق بنصف دينار.
وأخرجه أحمد في "العلل" 1/178 من طريق سفيان بن عيينة، والبيهقي 1/317 من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن مقسم، عن=(5/430)
3474 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُنْكِرُ أَنْ يُتَقَدَّمَ فِي صِيَامِ رَمَضَانَ إِذَا لَمْ يُرَ هِلَالُ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَيَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا لَمْ تَرَوْا الْهِلَالَ، فَاسْتَكْمِلُوا ثَلَاثِينَ لَيْلَةً " (1)
3475 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
__________
= ابن عباس، موقوفاً. ولفظه عند البيهقي: "يتصدق بدينار أو بنصف دينار"، وقال: هذا أشبه بالصواب.
وأخرجه البيهقي 1/317 من طريق سعيد بن أبي عروبة من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن عبد الكريم بن أبي أمية، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في الذي يأتي امرأته وهي حائض: "يتصدق بدينار، فإن لم يجد فنصف دينار".
وأخرجه مع التفصيل الدارمي (1108) من طريق سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن عبد الكريم، عن رجل، عن ابن عباس موقوفاً. وانظر (2032) .
(1) إسناده ضعيف، محمد بن جبير كذا جاء في الأصول الخطية، وهو خطأ، صوابه: محمد بن حنين كما في "مصنف عبد الرزاق" (7302) ، وكذا جاء على الصواب في الرواية السالفة برقم (1931) ، وعند النسائي في "المجتبى" 4/135، وفي "الكبرى" (2435) ، وعند ابن الجارود في "المنتقى" (375) ، وهو مجهول لم يرو عنه غير عمرو بن دينار. وقال في "تلخيص المتشابه" للخطيب 1/420: محمد بن حنين مولى العباس بن عبد المطلب سمع عبد الله بن عباس: روى عنه عمرو بن دينار، ثم روى له هذا الحديث، وقال بإثره: هو أخو عبد الله وعبيد الله أولاد حنين ... ، وكذا قال الدارقطني في "المختلف والمؤتلف" 1/371، وابن ماكولا في "الإكمال" 2/27:
محمد بن حنين بحاء مهملة ونونين، يروي عن ابن عباس وعنه عمرو بن دينار. وانظر "أوهام الأطراف" ص124-125 للحافظ العراقي.(5/431)
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " مَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ (1) يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ يَبْتَغِي فَضْلَهُ عَلَى غَيْرِهِ، إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ، لِيَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَوْ رَمَضَانَ " قَالَ رَوْحٌ: " أَوْ شَهْرُ رَمَضَانَ " (2)
3476 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ، دَعَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ يَوْمَ عَرَفَةَ إِلَى طَعَامٍ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَا تَصُمْ، " فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرِّبَ إِلَيْهِ حِلَابٌ فِيهِ لَبَنٌ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَشَرِبَ مِنْهُ، فَلَا تَصُمْ فَإِنَّ النَّاسَ مُسْتَنُّونَ بِكُمْ قَالَ ابْنُ بَكْرٍ، وَرَوْحٌ: " إِنَّ النَّاسَ يَسْتَنُّونَ بِكُمْ " (3)
__________
(1) لفظة "كان" أثبتناها من (ظ9) و (ظ14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله بن أبي الزبير: هو المكي مولى آل قارظ بن شيبة. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7837) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1132) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 61، والطبراني (11252) ، والبيهقي 4/286. وانظر (1938) .
(3) صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع بين ابن جريج وبين عطاء، والواسطة بينهما هو زكريا بن عمر كما سلف في الحديث (2946) ، وكما سيأتي في الحديث (3477) وهو في عداد المجاهيل لم يوثقه غير ابن حبان.
وهو بهذا الإسناد في "مصنف عبد الرزاق" (7817) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني 18/ (693) .(5/432)
3477 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بْنُ عُمَرَ، أَنَّ عَطَاءً، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، دَعَا الْفَضْلَ ... (1)
3478 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ أَبَا مَعْبَدٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ " رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ، كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَأَنَّهُ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " كُنْتُ أَعْلَمُ إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُهُ " (2)
3479 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، " فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، زكريا بن عمر ثم يوثقه كير ابن حبان. وانظر (2946) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معبد: هو نافذ المكي. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (3225) .
وأخرجه البخاري (841) ، ومسلم (583) (122) ، وأبو داود (1003) ، وابن خزيمة (1707) ، وأبو عوانة 2/242 من طريق عبد الرزاق وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (583) (122) ، والطبراني (12212) من طريق محمد بن بكر وحده، به.
وأخرجه أبو عوانة 2/242 من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، به. وانظر (1933) .(5/433)
يُصَلِّي مُتَطَوِّعًا مِنَ اللَّيْلِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْقِرْبَةِ فَتَوَضَّأَ، فَقَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ لَمَّا رَأَيْتُهُ صَنَعَ ذَلِكَ، فَتَوَضَّأْتُ مِنَ الْقِرْبَةِ، ثُمَّ قُمْتُ إِلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ، فَأَخَذَ بِيَدِي مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي يَعْدِلُنِي كَذَلِكَ مِنْ، وَرَاءِ ظَهْرِي إِلَى الشِّقِّ الْأَيْمَنِ " (1)
3480 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَعَنْ كُرَيْبٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ؟ قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: " كَانَ إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ فِي مَنْزِلِهِ، جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ، وَالْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ يَرْكَبَ، وَإِذَا لَمْ تَزِغْ لَهُ فِي مَنْزِلِهِ، سَارَ حَتَّى إِذَا حَانَتِ الْعَصْرُ نَزَلَ، فَجَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَإِذَا حَانَتِ الْمَغْرِبُ فِي مَنْزِلِهِ، جَمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ، وَإِذَا لَمْ تَحِنْ فِي مَنْزِلِهِ رَكِبَ، حَتَّى إِذَا حَانَتِ الْعِشَاءُ، نَزَلَ، فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3861) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 2/319، وزادا في آخره: قلت: أفي التطوع كان ذلك؟ قال: نعم.
وأخرجه مع الزيادة نفسها مسلم (763) (192) من طريق محمد بن بكر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (472) ، وعنه أبو عوانة 31،2/317 و319 عن سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، به. وانظر (2245) .
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4405) .=(5/434)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي كما في "تحفة الأشراف" 5/120، والطبراني (11522) ، والدارقطني 1/388، والبيهقي 3/164. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عباس. قال المزي: هذا الحديث في رواية أبي حامد أحمد بن عبد الله بن داود التاجر المروزي عن الترمذي. وقال الطبراني: قال عبد الرزاق: وقال لي ابن المقدام: ما سمعنا بهذا من ابن جريج، ولا جاء به غيرك.
وأخرجه البيهقي 3/163 من طريق عثمان بن عمر، عن ابن جريج، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً عبد بن حميد (613) ، والطبراني (11523) و (11524) ، والدارقطني 1/389 من طريق محمد بن عجلان، والطبراني (11526) من طريق أبي أويس، والدارقطني 1/389 من طريق يزيد بن الهاد، ثلاثتهم عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة وحده، به.
وأخرجه الشافعي 1/186، ومن طريقه البغوي (1042) عن إبراهيم بن أبي يحيى، والطبراني (11525) من طريق هشام بن عروة، كلاهما عن حسين بن عبد الله، عن كرتب وحده، به. وانظر ما سلف برقم (1874) و (2191) .
قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 2/48 في حديث ابن عباس هذا: حسين ضعيف واختلف عليه فيه، وجمع الدارقطني في "سننه" بين وجوه الاختلاف فيه إلا أن علته ضعف حسين، ويقال: إن الترمذي حسنه وكأنه باعتبار المتابعة، وغفل ابن العربي فصحح إسناده، لكن له طريق أخرى أخرجها يحمى بن عبد الحميد الحماني في "مسنده" عن أبي خالد الأحمر، عن الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، وروى إسماعيل القاضي في "الأحكام" عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن
سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن كريب، عن ابن عباس نحوه.
قلنا: ويشهد لجمع التقديم فيه حديث معاذ بن جبل وعلي وأنس، وقد اختلف أهل العلم في أسانيدها بين مصحح لها وبين مضعف، وقال أبو داود: ليس في جمع التقديم حديث قائم، انظر لزاماً "التلخيص الحبير" 2/48-50، و"فتح الباري" 2/583.=(5/435)
3481 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا، فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ " قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ بِمَنْزِلَةِ الطَّعَامِ " (1)
3482 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَلَقَّى الرُّكْبَانُ، وَأَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ " قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا قَوْلُهُ " حَاضِرٌ لِبَادٍ؟ " قَالَ: لَا يَكُونُ لَهُ سِمْسَارًا (2)
__________
= وجاء في مسألة جمع التأخير أحاديث عدة، فعن علي سلف برقم (1143) ، وعن ابن عمر عند أحمد 2/4، والبخاري (1109) ، ومسلم (703) ، وعن أنس عند أحمد 3/247، والبخاري (1111) و (1112) ، ومسلم (704) . وانظر ما سلف برقم (1953) .
قوله: "كان إذا زاغت الشمس"، قال السندي: أي: زالت، وفيه جَمْع التقديم، إلا أن فيه حسيناً، وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات، وقد جاء جمع التقديم عن معاذ أيضاً رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وللعلماء فيه كلام (وهو في "المسند" 5/241-242) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (14210) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1525) (29) ، والنسائي 7/285-286.
وانظر (1847) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (14870) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1521) (19) ، والنسائي 7/257، وابن ماجه (2177) ، والبيهقي 5/346.=(5/436)
3483 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، لَأَطَأَنَّ عَلَى عُنُقِهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَوْ فَعَلَ، لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عِيَانًا " (1)
3484 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتَانِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ اللَّيْلَةَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ - أَحْسِبُهُ يَعْنِي فِي النَّوْمِ - فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَدْرِي
__________
= وأخرجه البخاري (2158) و (2163) و (2274) ، وأبو د اود (3439) ، والطبراني (10923) ، والبيهقي 5/347 من طرق عن معمر، به. وفي رواية عبد الأعلى، عن معمر عند البخاري (2163) ورد سؤال طاووس لابن عباس وجوابه، دون ذكر تتمة الحديث.
وفي الباب عن أنس عند البخاري (2161) ، ومسلم (1523) .
وعن طلحة بن عبيد الله وابن عمر وأبي هريرة وجابر وسمرة بن جندب، وهي في "المسند" على التوالي (1404) ، 2/42، 2/238، 3/307، 5/11.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/52 و2/374.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/191-192 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (4958) ، والترمذي (3348) ، والنسائي في "الكبرى" (11685) من طريق عبد الرزاق، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وقد سلف الحديث بأطول مما هنا برقم (2225) .(5/437)
فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا " قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ - أَوْ قَالَ: نَحْرِي - فَعَلِمْتُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، يَخْتَصِمُونَ فِي الْكَفَّارَاتِ وَالدَّرَجَاتِ، قَالَ: وَمَا الْكَفَّارَاتُ وَالدَّرَجَاتُ؟ قَالَ: الْمُكْثُ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ، وَالْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ، وَإِبْلَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَقُلْ يَا مُحَمَّدُ إِذَا صَلَّيْتَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً، أَنْ تَقْبِضَنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ، قَالَ: وَالدَّرَجَاتُ: بَذْلُ الطَّعَامِ، وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، أبو قلابة- واسمه عبد الله بن زيد الجرمي- لم يسمع من ابن عباس، ثم إن فيه اضطراباً يأتي تفصيله لاحقاً. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/169 بلفظ: "أتاني آت الليلة في أحسن صورة ... ".
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/34-35 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (682) ، والترمذي (3233) من طريق عبد الرزاق، قال الترمذي: وقد ذكروا بين أبي قلابة وبين ابن عباس في هذا الحديث رجلًا، وقد رواه قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس. وقال أبو زرعة فيما نقله عنه المزي في "التحفة" 4/383 عن أحمد بن حنبل: حديث قتادة هنا ليس بشيء، والقول ما قال ابن جابر، قلنا: يعني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال في "التهذيب": عبد=(5/438)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الرحمن بن عائش الحضرمي، ويقال السكسكي: مختلف في صحبته وفي إسناد حديثه، روي عنه حديث: "رأيت ربي في أحسن صورة" (هو في "السنة" (1468) لابن أبي عاصم) ، وقيل: عنه، عن رجل من الصحابة (هو في "المسند" 4/66 و5/378) ، وقيل: عنه، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل (هو في "المسند" 5/243) ، وقيل غير ذلك، روى عنه خالد بن اللجلاج، وأبو سلام الأسود، وربيعة بن يزيد، قال البخاري: له حديث واحد إلا أنهم يضطربون فيه، وقال أبو حاتم: هو تابعي وأخطأ من قال: له صحبة، وقال أبو زرعة الرازي: ليس بمعروف، وقال الترمذي: لم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه ابن خزيمة في كتاب "التوحيد" (320) من طريق محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، عن معمر، به.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص496 من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس.
وأخرجه بنحوه الترمذي (3234) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (469) ، وأبو يعلى (2608) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (319) ، والآجري في "الشريعة" ص496 من طريق معاذ ببن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/20: سألت أبي عن حديث رواه معاذ بن هشام عن أبيه، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رأيت ربي عز وجل"، وذكر الحديث في إسباغ الوضوء ونحوه، قال أبي: هذا رواه الوليد بن مسلم وصدقة عن ابن جابر، قال: كنا مع مكحول، فمر به خالد بن اللجلاج، فقال مكحول: يا أبا إبراهيم، حدثنا، فقال: حدَثني ابن عائش الحضرمي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال أبي: هذا أشبه، وقتادة يقال: لم يسمع من أبي قلابة إلا أحرفاً، فإنه وقع إليه كتاب من كتب أبي قلابة فلم يميزوا بين عبد الرحمن بن عائش، وبين ابن عباس. قال أبي:=(5/439)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وروى هذا الحديث جهضم بن عبد الله اليمامي وموسى بن خلف العمَي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده ممطور، عن أبي عبد الرحمن السَّكْسَكي، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال أبي: وهذا أشبه من حديث ابن جابر.
وقال محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" فيما نقله الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 4/38: هذا حديث اضطرب الرواةُ في إسناده، وليس يثبت عن أهل المعرفة.
وقال الدارقطني في "العلل" 6/54-57 وقد سئل عنه: رواه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج، قال: سمعت عبد الرحمن بن عائش قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال ذلك الوليد بن مسلم، وحماد بن مالك، وعمارة بن بشير، عن ابن جابر، وكذلك قال الأوزاعي: عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: عن خالد بن اللجلاج، وقال يزيد بن يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال ذلك زهير بن محمد، عنه.
وقال خارجة بن مصعب: عن يزيد بن يزيد، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عياش، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما أراد ابن عائش.
ورواه أبو قلابة عن خالد بن اللجلاج واختلف عنه، فرواه قتادة واختلف عليه فيه أيضاً، فقال يوسف بن عطية الصفار: عن قتادة، عن أنس بن مالك، ووهم فيه.
وقال هشام الدستوائي من رواية المقدمي، عن معاذ بن هشام، عن أبيه: عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووهم في قوله: ابن عباس، وإنما أراد ابن عياش عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال القواريري وأبو قدامة وغيرهم عن معاذ بن هشام، عن أبيه: عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد، عن ابن عباس.
ورواه أيوب عن أبي قلابة، واختلف عن أيوب، فرواه أنيس بن سوار الجرمي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجنن، عن عبد الله بن عائش، ورواه عدي بن الفضل، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس.=(5/440)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ورواه حميد الطويل، عن بكر، عن أبي قلابة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، وروى هذا
الحديث يحيى بن أبي كثير فحفظ إسناده، فرواه جهضم بن عبد الله القيسي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام واسمه ممطور، عن عبد الرحمن الحضرمي، وهو عبد الرحمن بن عائش، قال: حدثنا مالك بن يخامر، قال: حدثنا معاذ بن جبل، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورواه موسى بن خلف العمي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، فقال: عن أبي عبد الرحمن السَّكسَكي، وإنما أراد: عن عبد الرحمن، وهو ابن عائش، وقال: عن مالك بن يخامر، عن معاذ، فعاد الحديث إلي معاذ بن جبل. (ويأتي الكلام عليه في مسند معاذ 5/243) .
وروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل نحو هذا، ورواه الحجاج بن دينار، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي ليلى، ورواه سعيد بن سويد القرشي الكوفي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ.
قال: ليس فيها صحيح، وكلها مضطربة. انتهى كلام الدارقطني.
وقال البيهقي في "الأسماء والصفات" ص300: وقد روي من أوجه أخَر، وكلها ضعيف.
وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/34: أصل هذا الحديث وطرقه مضطربة، قال الدارقطني: كل أسانيده مضطربة، ليس فيها صحيح.
وقال الذهبي في ترجمة عبد الرحمن بن عائش من "الميزان" 2/571 عن هذا الحديث: حديثه عجيب غريب.
وفي الباب عن جابر بن سمرة عند ابن أبي عاصم في "السنة" (465) ، بلفظ: "إن الله تجلى لي في أحسن صورة"، وفيه إبراهيم بن طهمان، وله غرائب، وأكثر ما خرفي له البخاري في الشواهد، وسماك بن حرب ليس بذاك القوي، خاصة في مثل هذا المطلب.
وعن أبي أمامة وهو في "السنة" أيضاً (466) ، وفي سنده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف.
وعن ثوبان عند ابن أبي عاصم (470) ، والبزار (2128- كشف الأستار) ، وفي سند=(5/441)
3485 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ الْمَلَأَ، مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ، فَتَعَاهَدُوا بِاللَّاتِ، وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الْأُخْرَى: لَوْ قَدْ رَأَيْنَا مُحَمَّدًا، قُمْنَا إِلَيْهِ قِيَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَلَمْ نُفَارِقْهُ حَتَّى نَقْتُلَهُ، قَالَ: فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَبْكِي حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِيهَا، فَقَالَتْ: هَؤُلَاءِ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِكَ فِي الْحِجْرِ، قَدْ تَعَاهَدُوا: أَنْ لَوْ قَدْ رَأَوْكَ قَامُوا إِلَيْكَ فَقَتَلُوكَ، فَلَيْسَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا قَدْ عَرَفَ نَصِيبَهُ مِنْ دَمِكَ، قَالَ: " يَا بُنَيَّةُ أَدْنِي وَضُوءًا " فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِمُ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ، قَالُوا: هُوَ هَذَا، هُوَ هَذَا. فَخَفَضُوا أَبْصَارَهُمْ، وَعُقِرُوا فِي مَجَالِسِهِمْ، فَلَمْ يَرْفَعُوا إِلَيْهِ أَبْصَارَهُمْ، وَلَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَامَ عَلَى رُءُوسِهِمْ، فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ، فَحَصَبَهُمْ بِهَا، وَقَالَ: " شَاهَتِ الْوُجُوهُ " قَالَ: فَمَا أَصَابَتْ رَجُلًا مِنْهُمْ حَصَاةٌ إِلَّا قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا (1)
__________
= ابن أبي عاصم عبدُ الله بن صالح، وهو سيئ الحفظ، وفي سنديهما أبو يحيى، ولم نتبينه، وإسناد ابن أبي عاصم فيه انقطاع.
وعن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب عند ابن أبي عاصم (471) ، وإسناده ضعيف جداً، وأشار اليه الحافظ في "تهذيب التهذيب" 10/174 وقال: متنه منكر.
وعن أبي رافع عند الطبراني في "الكبير" (938) ، قال الهيثمي في "المجمع" 1/237: فيه عبد الله بن إبراهيم بن الحسين، عن أبيه، ولم أرَ من ترجمهما.
وعن ابن عمر عند البزار (2129) ، وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن سنان.
قلنا: فهذه الأحاديث كلها تدور على الضعفاء والمجاهيل.
الملأ الأعلى: هم الملائكة، والملأ: الجماعة.
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن خثيم- وهو=(5/442)
3486 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَايَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَرَايَةَ الْأَنْصَارِ مَعَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَكَانَ إِذَا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَكُونَ تَحْتَ رَايَةِ الْأَنْصَارِ " (1)
__________
=عبد الله بن عثمان بن خثيم- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وانظر (2762) .
عقروا، أي: ما قدروا القيام إليه.
(1) إسناده ضعيف، عثمان الجَزَري: هو الذي يقال له: عثمان المشاهد، روى عنه معمر والنعمان بن راشد، سئل الأمام أحمد عنه، فقال: روى أحاديث مناكير، زعموا أنه ذهب كتابُه، وقال أبو حاتم: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان، ووهم الهيثمى في "المجمع" 5/321 فظنه عثمانَ بن زفر الأمي، وأخطأ فوثق الأخير، فهو مجهول، وعثمان الجزري هذا لم يترجم له الحسينى وابن حجر، مع أنه من شرطهما، وشطح قلم ابن حجر في "الفتح" 6/127 فقال بعد أن نسب الحديثَ إلي أحمد: إسناده قوي!
والحديث عند أحمد في "فضائل الصحابة" (1427) بإسناده ومتنه، وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9640) ، وعلقه عنه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/258.
وأخرج الطبراني (12083) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن حفص بن غياث، عن الحجاج، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: كان عدةُ أهل بدر ثلاث مئة وثلاث عشر، وكان المهاجرون نيفاً وستين رجلا، وكان الأنصار مئتين وستة وثلاثين رجلًا، وكان صاحب راية المهاجرين علي بن أبي طالب، وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة رضي الله عنهم. والحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن.
وأخرج الطبراني (12101) من طريق أبي شيبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: أن علي بن أبي طالب كان صاحب راية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدرٍ، وصاحب راية المهاجرين علي، وفي المواطن كلها، وقيس بن سعد بن عبادة صاحب راية علي. وأبو شيبة- واسمه إبراهيم بن عثمان العَبْسي- متروك.=(5/443)
3487 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَسُئِلَ: هَلْ شَهِدْتَ الْعِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَلَوْلَا قَرَابَتِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ مِنَ الصِّغَرِ، " فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى الْعَلَمَ الَّذِي عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، فَوَعَظَ النِّسَاءَ وَذَكَّرَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ "، فَأَهْوَيْنَ إِلَى آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ فَتَصَدَّقْنَ بِهِ، قَالَ: فَدَفَعْنَهُ إِلَى بِلَالٍ (1)
3488 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى أَنْ يَنْزِلَ الْأَبْطَحَ، وَيَقُولُ: " إِنَّمَا أَقَامَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ " (2)
3489 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
= واستحرَّ، قال ابن الأثير 1/364: أي: اشتد وكَثُر، وهو استَفْعَل من الحَر: الشِّدة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وسفيان بن سعيد: هو الثوري.
وأخرجه البخاري (863) و (977) و (5249) و (7325) ، وأبو داود (1146) ، والنسائي 3/192-193، وابن حبان (2823) ، والبيهقي 3/307 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (12716) من طريق أبي حمزة السكري، عن رقبة بن مصقلة، عن عبد الرحمن بن عابس، به. وانظر (2062) .
(2) إسناده ضعيف لعنعنة الحجاج بن أرطاة. وهو مكرر (3289) .(5/444)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُودَى الْمُكَاتَبُ بِحِصَّةِ مَا أَدَّى دِيَةَ الْحُرِّ، وَمَا بَقِيَ دِيَةَ عَبْدٍ " (1)
3490 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، فَبِتُّ عِنْدَهَا، فَوَجَدْتُ لَيْلَتَهَا تِلْكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ "، فَجِئْتُ فَوَضَعْتُ رَأْسِي عَلَى نَاحِيَةٍ مِنْهَا، " فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ فَإِذَا عَلَيْهِ لَيْلٌ، فَعَادَ فَسَبَّحَ وَكَبَّرَ حَتَّى نَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَ شَطْرُ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه الترمذي (1259) ، والنسائي 8/46، والطحاوي 1/110، والبيهقي 10/325 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن.
وأخرجه النسائي 8/46 من طريق حماد بن زيد، والبيهقي 10/326 من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن أيوب، به. ولفظ النسائي: أن مكاتباً قُتِل على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمَر أن يُودَى ما أدً ى دية الحر، وما لا دية المملوك.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5024) ، والطحاوي 1/110 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة مرسلًا. ولفظه كلفظ رواية حماد بن زيد المتقدمة. وانظر (1944) .
وقد سلف الحديث برقم (723) من طريق أيوب، عن عكرمة، عن علي موقوفاً.
ولفظه: يودى المكاتب بقدر ما أدى.(5/445)
اللَّيْلِ - أَوْ قَالَ: ثُلُثَاهُ - فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى قِرْبَةٍ عَلَى شَجْبٍ فِيهَا مَاءٌ (1) ، فَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ مَرَّةً (2) ، ثُمَّ غَسَلَ قَدَمَيْهِ - قَالَ يَزِيدُ: حَسِبْتُهُ قَالَ: ثَلَاثًا ثَلَاثًا - ثُمَّ أَتَى مُصَلَّاهُ، فَقُمْتُ وَصَنَعْتُ كَمَا صَنَعَ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ بِصَلَاتِهِ، فَأَمْهَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا عَرَفَ أَنِّي أُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ بِصَلَاتِهِ، لَفَتَ يَمِينَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِي، فَأَدَارَنِي حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَى أَنَّ عَلَيْهِ لَيْلًا رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الْفَجْرَ قَدْ دَنَا، قَامَ فَصَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ، أَوْتَرَ بِالسَّابِعَةِ، حَتَّى إِذَا أَضَاءَ الْفَجْرُ، قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ وَضَعَ جَنْبَهُ فَنَامَ، حَتَّى سَمِعْتُ فَخِيخَهُ، ثُمَّ جَاءَهُ بِلَالٌ، فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ، فَخَرَجَ فَصَلَّى وَمَا مَسَّ مَاءً " فَقُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: مَا أَحْسَنَ هَذَا فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: أَمَا وَاللهِ لَقَدْ قُلْتُ ذَاكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: " مَهْ إِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ وَلَا لِأَصْحَابِكَ، إِنَّهَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ كَانَ يَحْفَظُ " (3)
__________
(1) وقع في نسختي (ظ 9) و (ظ 14) زيادة بعد لفظة: "ماء"، وهي: "وإذا قِربة ذات سُعْنٍ، فأخذ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها ماءً"!
(2) لفظة: "مرة" ليست في (م) .
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، عباد بن منصور ضعيف لسوء حفظه وتغيُّره وتدليسه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرج أبو داود (133) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد قصة الوضوء فقط.
وأخرجه ابن خزيمة (1094) من طريق النضر بن شميل، والطبراني (12504) من طريق أبي بكر الحنفي، كلاهما عن عباد بن منصور، به. ورواية الطبراني مختصرة.=(5/446)
3491 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الرَّجُلِ، إِذَا رَمَى الْجَمْرَةَ أَيَتَطَيَّبُ، فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ " رَأَيْتُ الْمِسْكَ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، أَفَمِنَ الطِّيبِ هُوَ أَمْ لَا؟ (1)
3492 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قُلْتُ: لِابْنِ عَبَّاسٍ حَدِّثْنِي عَنِ الرُّكُوبِ، بَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ فَإِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّهَا سُنَّةٌ فَقَالَ: صَدَقُوا، وَكَذَبُوا قُلْتُ: صَدَقُوا، وَكَذَبُوا مَاذَا؟ قَالَ: " قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ فَخَرَجُوا حَتَّى خَرَجَتِ الْعَوَاتِقُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُضْرَبُ عِنْدَهُ أَحَدٌ فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَافَ، وَهُوَ رَاكِبٌ، وَلَوْ نَزَلَ (2) لَكَانَ الْمَشْيُ أَحَبَّ إِلَيْهِ " (3)
__________
= وقد سلف مختصراً برقم (2276) من طريق عكرمة بن خالد، عن ابن عباس- دون ذِكْر سعيد بن جبير، وسيأتي بنحوه برقم (3502) ، وانظر (1911) و (1912) و (2567) .
والشَجْب: كالعِلاَقة يوضع عليها الثيابُ وغيرها. والفخيخ: صوت النائم.
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أنه منقطع بين الحسن بن عبد الله العُرني وبين ابن عباس. وانظر (2090) .
(2) في (ظ14) : ترك.
(3) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، ورواية يزيد- وهو ابن هارون- عن الجُريري سعيد بن إياس في "صحيح مسلم". أبو الطُّفيل: هو عامر بن واثلة اللَّيثي.
والحديث قطعة من الحديث الطويل الذي سلف برقم (2707) .
وأخرجه مطولاً مسلم (1264) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 49، والبيهقي 5/82 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
العواتق: جمع عاتق، وهي الشابة أَول ما تُدْرك.(5/447)
3493 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدْ " سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ لَا نَخَافُ إِلَّا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَصَلَّى (1) رَكْعَتَيْنِ " (2)
3494 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ " عَنِ الصَّلَاةِ، بِالْبَطْحَاءِ إِذَا فَاتَتْنِي الصَّلَاةُ فِي الْجَمَاعَةِ فَقَالَ: رَكْعَتَيْنِ تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
3495 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ وَخَلْفَهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَاسْتَسْقَى فَسَقَيْنَاهُ نَبِيذًا فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَ فَضْلَهُ أُسَامَةَ فَقَالَ: " قَدْ أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا "
__________
(1) المثبت من (ظ9) و (ظ14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: نصلي.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. معاذ: هو ابن هشام الدستُوائْي، وابن عون: هو عبد الله، ومحمد: هو ابن سيرين، لم يدرك ابن عباس. وانظر (1995) .
(3) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة- وهو ابن المحبِّق الهذلي- فمن رجال مسلم، وابن أبي عدي- وهو محمد بن إبراهيم- وإن كان سماعه من سعيد بن أبي عروبة بعد الاختلاط، قد تابعه يزيد بن زريع عند مسلم والنسائي، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط.
وأخرجه مسلم (688) (7) ، والنسائي 3/119 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر (1862) .(5/448)
فَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نُغَيِّرَ ذَلِكَ (1)
3496 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ " قَالَ مِسْعَرٌ: وَأَظُنُّهُ قَالَ: " أَوْ عَلَفًا " (2)
3497 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " سَقَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وبكر: هو ابن عبد الله المُزَني.
وأخرجه بأطول مما هنا ابن خزيمة (2947) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وسيأتي مطولاً برقم (3528) ، ويأتي تخريجه هناك.
والنبيذ، قال ابن الأثير 5/7: هو ما يُعمل من الأشربة من التمر والزبيب والعسل والحِنطة والشعير وغير ذلك، يقال: نبذتُ التمرَ والعنبَ، إذا تركتَ عليه الماءَ ليصبر نبيذاً، وسواء كان مسكرا أو غير مسكرٍ، فإنه يقال له: النبيذ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، ومسعر: هو ابن كِدام الهلالي الكوفي، وعبد الملك بن مَيْسرة: هو الهلالي العامري الكوفي.
وانظر (1847) .
قوله: "فلا يبيعُه"، الياءُ هنا إشباع للكسرة، والجادة حذفها.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عَبْدة بن سليمان: هو الكلابي أبو محمد الكوفي، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، والشعبي: هو عامر بن شَرَاحِيل. وانظر (1838) .(5/449)
3498 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (1)
3499 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا " (2)
3500 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قَالَ: " شَيْءٌ أُرِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَقَظَةِ، رَآهُ بِعَيْنِهِ حِينَ ذُهِبَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير قيس بن سعد - وهو المكي- فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن حسان، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه أبو عوانة 2/176 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (2498) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2031) (130) ، والبيهقي 7/278 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (1924) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (1916) .(5/450)
3501 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (1) : " لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ، وَادِيًا مَالًا لَأَحَبَّ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ مِثْلَهُ، وَلَا يَمْلَأُ نَفْسَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَاللهُ يَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ " فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَلَا أَدْرِي أَمِنَ الْقُرْآنِ هُوَ أَمْ لَا؟ " (2)
__________
(1) في (م) و (س) و (ص) : قال نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من طريق روح بن عبادة، وعبد الله بن الحارث متابِعُ روح: هو عبد الله بن الحارث بنِ عبد الملك القرشي المخزومي المكي، وهو ثقة من رجال مسلم.
وأخرجه البخاري (6436) و (6437) ، ومسلم (1049) ، وأبو يعلى (2573) ، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 66-67، وابن حبان (3231) ، والطبراني (11423) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (77) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/192 و283، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/368، وفي "شعب الأيمان" (10274) و (10275) ، وفي "الآداب" (973) ، والبغوي (4090) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وروايتهم جميعاً كما في رواية "المسند": أن هذا الكلام من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقول ابن عباس: فلا أدري أمن القرآن هو أم لا؟ كما جاء عند غير واحد ممن خرجه، قاطع بنفي قرآنية هذا الكلام نفياً باتاً، لأن القرآن لا يمكن أن يثبت على الشك، ولابد في إثباته من القطع بتلقي نصه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلقياً متواتراً.
ويؤيد أن هذا الكلام ليس قرآناً حديثُ أنس عند أحمد 3/122، والبخاري (6439) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لو أن لابن آدمَ وادياً من ذهب، أحبَّ أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوبُ الله على من تاب".
وحديث جابر في "المسند" 3/340 ولفظه: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لو أن لابن آدم=(5/451)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وادياً من مال لتَمَنى واديين، ولو أن له واديين لتمنى ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب".
وحديث عبد الله بن الزبير عند البخاري (6439) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول: "لو أن
ابن آدم أعطِيَ وادياً ملآنَ من ذهبٍ أحبَّ إليه ثانياً، ولو أعطي ثانياً أحبَّ إليه ثالثاً، ولا يَسُد جوفَ ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب".
وحديث أبي هريرة عند ابن ماجه (4235) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لو أن لابن آدم واديين من مال، لأحبَّ أن يكون معهما ثالث، ولا يملأ نفسَه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب". وقال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح.
وحديث كعب بن عياض عند الطبراني (406) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لو سُيِّلَ لابن
آدم واديان من مال لتَمَنَّى إليهما ثالثاً، ولا يُشْبِعُ ابن آدمَ إلا التراب، ويتوبُ الله على من تاب".
وأورد البخاري (6440) عن أبي الوليد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي بن كعب، قال: كنا نُرَى (نظن) هذا من القرآن، حتى نزلت: (ألهاكُم التَكاثُر) . قال الحافظ في "الفتح" 11/257: ووجه ظنهم أن الحديث المذكور من القرآن ما تَضَمَّنه من ذَمِّ الحرص على الاستكثار من جمع المال، والتقريع بالموت الذي يقطع ذلك، ولابدَّ لكل أحدٍ منه، فلما نَزَلَت هذه السورة وتضمنت معنى ذلك مع الزيادة عليه، علموا أن الأول من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال الشيخ أحمد شاكر: وهذا هو التوجيه الصحيح.
وقد وردت أحاديثُ عِدَّة عن غير واحد من الصحابة، وفيها أن هذا كان قرآناً ثم نسِخ، وكلها ضعيفة لا تصح، لا تناهض الروايات الصحيحة السابقة، ونذكرها هنا لبيان ضعفها.
فمنها خبر أبي موسى الأشعري المخرج في "صحيح مسلم" (1050) ، عن سويد بن سعيد، عن علي بن مُسْهر، عن داود، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عنه: أنه كان يقرأ سورةً كان يشبِّهها في الطُّول والشدة ببراءةَ، فأنسِيها، إلا أنه حفظ منها:=(5/452)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= لو كان لابن آدم واديان ... ، وهو حديث ضعيف لا يُناهِض الروايات الصحيحة، في سنده سويد بن سعيد؟ قال ابن المديني: ليس بشيء، وقال يعقوب بن شيبة: صدوق مضطرب الحفظ، ولا سيما بعد ما عَمِيَ، وقال البخاري: كان قد عمي فتلقنَ ما ليس من حديثه، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون، وأما ابن معين فكذبه وسَبه وقال: هو حلال الدم، وعلي بن مسهر؛ قال في "التقريب": ثقة له غرائب بعد أن أضَر، وداود- وهو ابن أبي هند، وإن كان ثقة- قال أبو داود: خولف في غير حديثٍ، وقال الحافظ: كان يهم بأخرة.
وحديث أبي واقد الليثي المخرج في "المسند" 5/218-219 عن أبي عامر العقدي، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي واقد الليثي، قال: كنا نأتي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أنزل عليه فيحدثنا، فقال لنا ذات يوم: "إن الله عز وجل قال: إنا أنزَلْنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو كان لابن آدم وادٍ لأحَب أن يكون إليه ثانٍ، ولو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما ثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوبُ الله على من تاب". وهذا سند ضعيف، هشام بن سعد ضعيف عند المخالفة، قال أحمد: لم يكن بالحافظ، وضعفه يحيى بن معين وابن سعد والنسائي وغيرهم، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقوله: "إن الله عز وجل قال" لا يدل على قرآنية هذا الكلام، وإنما هو من الأحاديث القُدسية التي يرويها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ربه عز وجل.
وحديث بريدة عند البزار (3634) ، رواه من طريق حبان بن هلال، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، حدثنا صَبيح أبو العلاء، عن ابن بُريدة، عن أبيه، قال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ في الصلاة: لو أن لابن آدم وادياً من ذهبٍ لابتغى إليه ثانياً، ولو أعطِي ثانياً لابتغى إليه ثالثاً، ولا يملأ جوفَ ابن آدم إلا التراب، ويتوبُ الله على من تاب. قال البزار: لا نعلم رواه عبد العزيز إلا عن صبيح أبي العلاء. قلنا: عبد العزيز بن مسلم- وهو القَسْمَلي-: قال العقيلي في "الضعفاء" 3/17: في حديثه بعض الوهم، وصبيح أبو العلاء لم يوثقه غير ابن حبان 6/478، وهو في عداد المجهولين، وذكره الذهبي في=(5/453)
3502 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَيْتُ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَوَجَدْتُ لَيْلَتَهَا تِلْكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ يَزِيدَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ الْأَوَّلُ، أَمْسَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُنَيَّةً، حَتَّى إِذَا أَضَاءَ لَهُ الصُّبْحُ، قَامَ فَصَلَّى الْوَتْرَ تِسْعَ رَكَعَاتٍ، يُسَلِّمُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ وَتْرِهِ، أَمْسَكَ يَسِيرًا، حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ فِي نَفْسِهِ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ وَضَعَ جَنْبَهُ، فَنَامَ حَتَّى سَمِعْتُ جَخِيفَهُ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ بِلَالٌ فَنَبَّهَهُ لِلصَّلَاةِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى الصُّبْحَ " (1)
3503 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
= "المقتنى في سرد الكنى" 1/406، فليَّنه، وابن بريدة- واسمه عبد الله- سُئِلَ عنه أحمد: هل سمع من أبيه شيئاً؟ قال: ما أدري، عامَّة ما يُروى عن بريدة عنه، وضعًف حديثه، وقال إبراهيم الحربي: عبد الله أتمُّ من سليمان، ولم يسمعا من أبيهما، وفي ما روى عبد الله، عن أبيه أحاديث منكرة.
(1) إسناده ضعيف لضعف عباد بن منصور، وقد تقدم بسياقة أصح من هذه برقم (3169) ، وانظر (3190) ، وقوله: "نحو حديث يزيد" يعني به يزيدَ بن هارون الذي سلف برقم (3490) .
قوله: "جخيفه"، قال السندي: بجيم ثم خاء معجمة ثم ياء ثم فاء، أصل الجخيف: الصوت من الخوف، وهو أشد من الغطيط، والمراد هاهنا: الغطيط، والله تعالى أعلم.(5/454)
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ: " مَكَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً " (1)
3504 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمَّهُ تُوُفِّيَتْ، أَفَيَنْفَعُهَا إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ فَقَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَإِنَّ لِي مَخْرَفًا، وَأُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا (2)
3505 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَذْكُرُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِلْحَائِضِ أَنْ تَصْدُرَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وسيأتي برقم (3516) عن روح لكن بإسقاط عكرمة من السند، وانظر (2017) . زكريا: هو ابن إسحاق المكي.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه.
وأخرجه البخاري (2770) ، وأبو داود (2882) ، والترمذي (669) ، والنسائي 6/252-253، والطبراني (11631) ، والحاكم 1/420 من طريق روج بن عبادة، بهذا الإسناد. قال الطبراني في روايته "مخرفةً"، وزاد: قال روح: المخرفةُ: النخلُ. وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه عبد الرزاق (16338) عن ابن جريج، والبخاري في "الأدب المفرد" (39) ، وأبو يعلى (2515) ، والطبراني (11630) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، والنسائي 6/252 من طريق سفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن عمرو بن دينار، به. وجميعهم غير عبد الرزاق أورده مختصراً بذِكْر سؤال الرجل وجواب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقط، ووقع عند عبد الرزاق: "فإنها قد تركت مخرافاً"، وسمَّى النسائيُّ الرجلَ السائلَ سعداً، وهو سعد بن عبادة رضي الله عنه كما في الرواية التي سلفت برقم (3080) .(5/455)
قَبْلَ أَنْ تَطُوفَ، إِذَا كَانَتْ قَدْ طَافَتْ فِي الْإِفَاضَةِ " (1)
3506 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: اسْتَفْتَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَذْرٍ عَلَى أُمِّهِ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْضِهِ عَنْهَا " (2)
3507 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ بْنِ رَقَبَةَ، عَنْ طَلْحَةَ الْإِيَامِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني (11206) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1933) ، والبخاري (329) و (1760) ، والنسائي في "الكبرى" (4200) ، والطحاوي 2/235، وابن حبان (3898) ، والبيهقي 5/163 من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الله بن طاووس، عن طاووس، عن ابن عباس. وفي روايتهم زيادة: قال طاووس: وسمعتُ ابن عمر يقول: إنها لا تنفر، ثم سمعته يقول بعد: إن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخصَ لهن.
وقد ورد الحديث بلفظْ "لا ينفر أحد حتى يكون آخرُ عهده بالبيت" إلا أنه خفف عن المرأة الحائض. انظر تخريجه عند الحديث (1936) ، وانظر أيضاً (1990) .
وفي الباب عن ابن عمر عند الترمذي (944) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (4196) و (4197) و (4198) .
وعن عمر بن الخطاب، وسيأتي في مسند الحارث بن عبد الله بن أويس 3/416.
(2) حديث صحيح، محمد بن أبي حفصة روى له البخاري حديثاً واحداً متابعة، واحتج به مسلم، وفيه كلام، يصلح حديثه للمتابعة، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (1893) .(5/456)
قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: " تَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَنَا كَانَ أَكْثَرَنَا نِسَاءً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
3508 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ، وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، فَهَلْ يَنْفَعُهَا إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِي الْمَخْرَفَ صَدَقَةٌ عَنْهَا (2)
3509 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَّاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجِّ، فَقَدِمَ لِأَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَصَلَّى بِنَا الصُّبْحَ بِالْبَطْحَاءِ، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ شَاءَ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً، فَلْيَجْعَلْهَا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وطلحة الإيامي: هو طلحة بن مصرف اليامي نسبة إلي إيَام: قبيلة من هَمْدان، قال الزبيدي في "شرح القاموس": والنسبة إليهم: يامي، وربما زِيدَ في أوله همزة مكسورة.
وأخرجه البخاري (5069) ، والبيهقي 7/77 من طريق علي بن الحكم، والطبراني (12398) من طريق عبد الواحد بن غياث، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (2048) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري. يعلى: هو ابن حكيم الثقفي مولاهم الكوفي.
وأخرجه البيهقي 6/278 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (3080) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو=(5/457)
3510 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِى سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَجُّ كُلَّ عَامٍ؟ فَقَالَ: " لَا، بَلْ حَجَّةٌ، فَمَنْ حَجَّ بَعْدَ ذَلِكَ، فَهُوَ تَطَوُّعٌ، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَسْمَعُوا وَلَمْ تُطِيعُوا " (1)
3511 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:: " لَيَبْعَثَنَّ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
__________
= العالية البَراء- بالتشديد- البصري: اسمه زياد، وقيل: كلثوم، وقيل: أذينة، والبَراء لقبه، نسبة إلي بَرْي الأشياء.
وأخرجه مسلم (1240) (199) و (200) ، والنسائي 5/201-202، وابن حبان (3794) ، والبيهقي 4/5 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (1085) ، ومسلم (1240) (201) ، والنسائي 5/201 من طريق وهيب بن خالد، ومسلم (1240) (202) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، كلاهما عن أيوب، به. وانظر ما سلف برقم (2115) و (2287) .
وقد سلف الحديث بنحوه برقم (2641) و (3395) من طريق أيوب، عن رجل، عن ابن عباس.
(1) حديث صحيح، محمد بن أبي حفصة يصلح للمتابعات، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سنان- واسمه يزيد بن أمية الدولي- فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه الدارقطني 3/278-279، والبيهقي 5/178 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (2304) .(5/458)
الْحَجَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ، يَشْهَدُ عَلَى مَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ " (1)
3512 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ اعْتَمَرُوا مِنْ جِعِرَّانَةَ، فَاضْطَبَعُوا، وَجَعَلُوا أَرْدِيَتَهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، وَوَضَعُوهَا عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، ثُمَّ رَمَلُوا " (2)
3513 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ: " يَا بَنِي أَخِي، يَا بَنِي هَاشِمٍ، تَعَجَّلُوا قَبْلَ زِحَامِ النَّاسِ، وَلَا يَرْمِيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ الْعَقَبَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (3)
3514 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا كَامِلٌ، عَنْ حَبِيبٍ،
__________
(1) إسناده قوي على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة. وانظر (2215) .
(2) إسناده قوي على شرط مسلم. وانظر (2792) .
(3) إسناد صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً، وحديثه في "السنن" الأربعة، وهو ثقة، وأبو بكر- وهو ابن عياش- قد توبع.
وأخرجه الطحاوي 2/217 من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وانظر (2507) .(5/459)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، قَالَ: فَانْتَبَهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ قَالَ فِي رُكُوعِهِ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ " ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَحَمِدَ اللهَ مَا شَاءَ أَنْ يَحْمَدَهُ، قَالَ: ثُمَّ سَجَدَ، قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى " قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ فِيمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: " رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَارْفَعْنِي، وَارْزُقْنِي، وَاهْدِنِي " (1)
__________
(1) حسن، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير كامل- وهو ابن العلاء التميمي- فقد روى له أصحاب السنن غير النسائي، ووثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال في موضع آخر: ليس به بأس، وقال ابن عدي: رأيت في بعض رواياته أشياءَ أنكرتُها، وأرجو أنه لا بأس به، وحبيب- وهو ابن أبي ثابت- مدلس وقد عنعن، على أن على ابن المديني قد ثَبَت سماعه من ابن عباس، وقد سلف الحديث بذِكْر الدعاء بين السجدتين فقط برقم (2895) من طريق كامل بن العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وسيأتي نحوه برقم (3541) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي بن عبد الله بن
عباس، عن أبيه، عن ابن عباس دون الدعاء بين السجدتين.
وأخرجه الطبراني (12679) من طريق العلاء بن المسيب، عن حبيب بن أبي ثابت، بهذا الإسناد مطوَّلاً. ولم يذكر فيه دعاء الجلوس بين السجدتين، وزاد ذِكْر قصة ذهاب ابن عباس إلي بيت ميمونة.
وتقدمت قصة قيام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأسانيد صحيحة، انظر الحديث رقم (1912) .
وفي باب ما يقول في ركوعه وسجوده عن حذيفة بن اليمان عند أحمد 5/382، ومسلم (772) ، وصححه ابن حبان (1897) .
وعن ابن مسعود عند أبي داود (886) ، وابن ماجه (890) ، والترمذي (261) ، والدارقطني 1/343، وفي سنده انقطاع.=(5/460)
3515 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا (1) عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: تَرَاءَيْنَا هِلَالَ شَهْرِ رَمَضَانَ بِذَاتِ عِرْقٍ، فَأَرْسَلْنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ نَسْأَلُهُ، فَقَالَ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ مَدَّهُ لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ، فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ " (2)
3516 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَكَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " (3)
__________
= وعن عقبة بن عامر عند أبي داود (870) ، وانظر "صحيح ابن حبان" (1898) ، وعن جبير بن مطعم عند البزار (537- كشف الأستار) ، والدارقطني 1/342، وعبد الله بن أقرم الخزاعي عند الدارقطني 1/343، وعن أبي بكرة عند البزار (538) ، وزادوا فيه "ثلاثاً" يعني في عدد التسبيحات في الركوع والسجود، قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحون أن لا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات.
(1) في (م) : عن.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو البختري: هو سعيد بن فيروز الكوفي.
وانظر (3021) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 2/308، والبخاري (3903) ، ومسلم (2351) (117) ، والترمذي في "السنن" (3652) ، وفي "الشمائل" (361) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 102، والطبراني (11205) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/238، والبغوي (3480) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب من حديث عمرو بن دينار.
وأخرجه أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 102 من طريق سفيان بن عيينة، =(5/461)
3517 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ، فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
3518 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حَاضِرٍ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ الْجَرِّ، يُنْبَذُ فِيهِ؟ فَقَالَ: " نَهَى اللهُ وَرَسُولُهُ عَنْهُ " فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرَ لَهُ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: صَدَقَ قَالَ الرَّجُلُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَيُّ جَرٍّ نَهَى عَنْهُ؟ قَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ يُصْنَعُ مِنْ مَدَرٍ " (2)
__________
= عن عمرو بن دينار، به.
وسلف برقم (3503) من طريق روح، عن زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس. وانظر (2017) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. هشام: هو ابن حسان الأزدي القُرْدُوسي.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 7/239 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/309، والبخاري (3902) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/239 من طريق روح بن عبادة، به. وانظر (2017) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حاضر- واسمه عثمان بن حاضر الحميري- فقد روى له أبو داود وابن ماجه، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات". وانظر (3257) .(5/462)
3519 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الدَّيْنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَنْ جَحَدَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَالَهَا: ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -، إِنَّ اللهَ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا هُوَ ذَارِئٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَجَعَلَ يَعْرِضُهُمْ عَلَيْهِ، فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلًا يَزْهَرُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَيُّ بَنِيَّ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، كَمْ عُمْرُهُ؟ قَالَ: سِتُّونَ سَنَةً، قَالَ: أَيْ رَبِّ، زِدْ فِي عُمْرِهِ، قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَزِيدَهُ أَنْتَ مِنْ عُمْرِكَ، فَكَانَ عُمْرُ آدَمَ أَلْفَ عَامٍ، فَوَهَبَ لَهُ مِنْ عُمْرِهِ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَكَتَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ كِتَابًا، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةَ، فَلَمَّا حُضِرَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَتَتْهُ الْمَلَائِكَةُ لِتَقْبِضَ رُوحَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَحْضُرْ أَجَلِي، قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً، فَقَالُوا: إِنَّكَ قَدْ وَهَبْتَهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ، قَالَ: مَا فَعَلْتُ، وَلَا (1) وَهَبْتُ لَهُ شَيْئًا، وَأَبْرَزَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَأَقَامَ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةَ " (2)
3520 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ " فَقَالَ: الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ أَبَدًا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " بَلْ
__________
(1) في (ظ9) و (ظ14) : وما.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد ولِين يوسف بن مِهْران.
وانظر (2270) .(5/463)
حَجَّةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ " (1)
3521 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مَاتَتْ شَاةٌ لِمَيْمُونَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلَّا اسْتَمْتَعْتُمْ بِإِهَابِهَا؟ " فَقَالُوا: إِنَّهَا مَيْتَةٌ فَقَالَ: " إِنَّ دِبَاغَ الْأَدِيمِ طُهُورُهُ " (2)
3522 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنِّي رَمَيْتُ بِسِتٍّ، أَوْ سَبْعٍ، قَالَ: " مَا أَدْرِي، أَرَمَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمْرَةَ بِسِتٍّ أَوْ سَبْعٍ؟ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف زمعة بن صالح، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. أبو سنان الدؤلي: هو يزيد بن أمية الدؤلي. وانظر (2304) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يعقوب بن عطاء، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني (11411) عن عبد الله بن أحمد، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 1/469 من طريق روح بن عبادة، به. وانظر (2003) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرح قتادة بالسماع عند أبي داود والنسائي، فانتفت شبهة تدليسه. أبو مجلز: هو لاحق بن حميد.
وأخرجه أبو داود (1977) ، والنسائي 5/275، والطبراني (12906) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، بهذا الإسناد. وعندهم أن السائل هو أبو مجلز نفسه.
قال العلامة بدر الدين العيني في "عمدة القاري" 10/88 في تعليقه على تبويب البخاري بأن رمي الجمار بسبع حصيات: ويُستفاد منه أن رمي الجمرة لابد أن يكون بسبع حصيات وهو قولُ أكثرِ العلماء، وذهب عطاء إلي أنه إن رمى بخمس أجزأه، وقال مجاهد:=(5/464)
3523 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ، مِنْ صُدَاعٍ وَجَدَهُ " (1)
3524 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ،
__________
= إن رمى بست فلا شيء عليه، وبه قال أحمد وإسحاق، واحتج من قال بذلك بما رواه النسائي من حديث سعد بن مالك رضي الله عنه، قال: رجعنا في الحجة مع النبي صلى الله تعالي عليه وآله وسلم وبعضنا يقول: رميت بست حصيات، وبعضنا يقول: رميت بسبع فلم يعب بعضنا على بعض (سلف في "المسند" برقم 1349 وسنده ضعيف) ، وروى أبو داود والنسائي أيضاً من رواية أبي مِجْلز، قال: سالت ابن عباس رضي الله تعالي عنهما عن شيء من أمر الجمار، فقال: ما أدري رماها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بست أو سبع، والصحيح الذي عليه الجمهور أن الواجب سبع، كما صُحح من حديث ابن مسعود وجابر وابن عباس وابن عمر وغيرهم، وأجيب عن حديث سعد بأنه ليس بمسند، وعن حديث ابن عباس أنه ورد على الشك من ابن عباس، وشك الشاك لا يقدح في جزم الجازم، فإنه رماها بأقل من سبع حصيات، فذهب الجمهور فيما حكاه القاضي عِياض إلي أن عليه دماً، وهو قول مالك والأوزاعي، وذهب الشافعي وأبو ثور إلي أن على تارك حصاة
مُدا من طعام، وفي اثنتين مُدين، وفي ثلاث فأكثر دماً، وللشافعي قول آخر: أن في الحصاة ثلث دم، وله قول آخر: أن في الحصاة درهماً، وذهب أبو حنيفة وصاحباه إلي أنه إن ترك أكثر من نصف الجمرات الثلاث فعليه دم، وإن ترك أقل من نصفها، ففي كل حصاة نصف صاع.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. هشام: هو ابن حسان. وانظر (2108) .(5/465)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى رَأْسِهِ " (1)
3525 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِذِي الْحُلَيْفَةِ، ثُمَّ أَشْعَرَ الْهَدْيَ جَانِبَ السَّنَامِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ أَمَاطَ عَنْهُ الدَّمَ، وَقَلَّدَهُ نَعْلَيْنِ، ثُمَّ رَكِبَ نَاقَتَهُ، فَلَمَّا اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ، أَحْرَمَ، قَالَ: فَأَحْرَمَ عِنْدَ الظُّهْرِ " قَالَ أَبُو دَاوُدَ: " بِالْحَجِّ " (2)
3526 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ " يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا " يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ " يَتَوَضَّأُ مَرَّةً مَرَّةً " يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
3527 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (2657) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 40، والحاكم 1/453 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (1922) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان الأعرج- واسمه مسلم بن عبد الله- فمن رجال مسلم، وأبو داود متابِع روح: هو سليمان بن داود الطيالسي صاحب "المسند" من رجال مسلم. والحديث في "مسنده" برقم (2696) . وقد سلف من طريق روح برقم (3244) ، وانظر (2296) .
(3) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات إلا أن رواية المطلب عن ابن عمر وابن عباس مرسلة فيما قاله أبو حاتم، وقد سلف حديث ابن عباس برقم (1889) ، وسيتكرر الحديث في مسند ابن عمر برقم (4818) ويأتي تخريجه من حديثه هناك.(5/466)
حَمَّادٌ، فِي حَدِيثِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى زَمْزَمَ، فَنَزَعْنَا لَهُ دَلْوًا، فَشَرِبَ، ثُمَّ مَجَّ فِيهَا، ثُمَّ أَفْرَغْنَاهَا فِي زَمْزَمَ، ثُمَّ قَالَ: " لَوْلَا أَنْ تُغْلَبُوا عَلَيْهَا، لَنَزَعْتُ بِيَدَيَّ " (1)
3528 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا شَأْنُ آلِ مُعَاوِيَةَ يَسْقُونَ الْمَاءَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كما قال الحافظ ابن كثير في "تاريخه" 5/193، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة-، وقبس- وهو ابن سعد المكي-، فمن- رجال مسلم.
وأخرجه الطبراني (11165) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (1635) ، وابن خزيمة (2946) ، وابن حبان (5392) ، والطبراني (11963) . والحاكم 1/475، والبيهقي 5/147 من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما- فذكر حديث شرب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من زمزم، وقال في آخره: ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها، فقال: "اعملوا فإنكم على عمل صالح"، ثم قال: "لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل على هذه"، وأشار إلي عاتقه.
وقد سلف بنحوه في مسند ابن عباس برقم (2227) وإسناده ضعيف.
وفي الباب عن علي، وقد سلف في "المسند" برقم (562) .
وعن جابر في حديثه الطويل عند الدارمي (1850) ، ومسلم (1218) ، وأبي داود (1905) ، والنسائي في "الكبرى" (4167) ، وابن ماجه (3074) ، وابن خزيمة (2944) ، والبيهقي 5/146-147، وفيه: فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم، فقال: "انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم، لنزعت معكم" فناولوه دلواً فشرب منه.
قوله: "ثم مج فيها"، أي: رمى بما بقي في فيه من الماء.(5/467)
وَالْعَسَلَ، وَآلُ فُلَانٍ يَسْقُونَ اللَّبَنَ، وَأَنْتُمْ تَسْقُونَ النَّبِيذَ؟ أَمِنْ بُخْلٍ بِكُمْ، أَوْ حَاجَةٍ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا بِنَا بُخْلٌ، وَلَا حَاجَةٌ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَنَا، وَرَدِيفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَاسْتَسْقَى فَسَقَيْنَاهُ مِنْ هَذَا - يَعْنِي نَبِيذَ السِّقَايَةِ - فَشَرِبَ مِنْهُ، وَقَالَ: " أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا فَاصْنَعُوا " (1)
3529 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَاءِ زَمْزَمَ فَسَقَيْنَاهُ فَشَرِبَ قَائِمًا " (2)
3530 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، أَوْ عَلَى خَالَتِهَا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. حميد: هو الطويل.
وأخرجه مسلم (1316) ، والبيهقي 5/147 من طريق يزيد بن زريع، وأبو داود (2021) ، وابن خزيمة (2947) من طريق خالد الواسطي، كلاهما عن حميد الطويل، بهذا الإسناد. وسلف مختصراً برقم (3495) ، وانظر (2944) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه الطحاوي 4/273 من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (1838) .
(3) صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو حريز- واسمه عبد الله بن الحسين الأزدي قاضي سجستان- مختلف فيه، استشهد به البخاري في "الصحيح"، وروى له في "الأدب المفرد"، وروى له أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. سعيد: هو ابن أبي عروبة، ورواية روح بن عبادة- وكذا عبد الأعلى السامى عند الترمذي- عنه=(5/468)
3531 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِثَلَاثٍ: بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (1)
3532 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ لَا يَأْتِي عَلَى رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الْبَيْتِ إِلَّا اسْتَلَمَهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّمَا كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ " فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: " لَيْسَ مِنْ أَرْكَانِهِ شَيْءٌ مَهْجُورٌ " قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: " الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَّ وَالْحَجَرَ " (2)
__________
= قبل الاختلاط.
وأخرجه الترمذي (1125) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح.
وأخرجه ابن حبان (4116) ، والطبراني (11931) من طريق المعتمر بن سليمان، قال: قرأت على الفضيل بن ميسرة، عن أبي حريز، به.
وأخرجه الطبراني (11930) من طريق محمد بن بكر، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عكرمة، به. ومحمد بن بكر روى عن سعيد بن أبي عروبة قبل اختلاطه، فهذا الإسناد صحيح على شرط البخاري. وانظر (1878) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/426، والبخاري (5109) و (5110) ، ومسلم (1408) . وعن جابر عند أحمد 3/338، والبخاري (5108) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2726) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من طريق روح بن عبادة، وعبد الوهاب=(5/469)
3533 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَهُمَا يَطُوفَانِ حَوْلَ الْبَيْتِ، فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَيْنِ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا، فَقَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَسْتَلِمُ إِلَّا هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ: الْيَمَانِيَ وَالْأَسْوَدَ " فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: " لَيْسَ مِنْهَا شَيْءٌ مَهْجُورٌ " (1)
3534 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ " اعْتَمَرَ مِنْ جِعْرَانَةَ، فَرَمَلَ بالْبَيْتِ
__________
= -وهو ابن عطاء الخفاف- من رجال مسلم، وقد سمع هو وروح بن عبادة من سعيد- وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط. أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة.
وأخرجه الطبراني (10636) ، والبيهقي 5/76-77 من طريق خالد بن الحارث، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1269) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 50، والطبراني (10635) ، والبيهقى 5/76 من طريق عمرو بن الحارث، عن قتادة، به مختصرا.
وأخرجه الطبراني (10634) من طريق شعبة، عن قتادة، به. وانظر ما سلف برقم (2210) ، وما سيأتي في مسند معاوية 4/94.
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. الثوري: هو سفيان بن سعيد. وانظر ما قبله.(5/470)
ثَلَاثًا، وَمَشَى أَرْبَعَةَ أَشْوَاطٍ " (1)
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْغَنَوِيِّ، عَنْ أَبِي الْطُفَيْلِ (2) ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَمَلَ بِالْبَيْتِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ، قَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا، قُلْتُ: مَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَالَ: صَدَقُوا، قَدْ رَمَلَ بِالْبَيْتِ، وَكَذَبُوا لَيْسَتْ بِسُنَّةٍ، إِنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ: دَعُوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ - زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ - حَتَّى يَمُوتُوا مَوْتَ النَّغَفِ، فَلَمَّا صَالَحُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنْ يَجِيئُوا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَيُقِيمُوا بِمَكَّةَ ثَلَاثًا، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، وَالْمُشْرِكُونَ مِنْ قِبَلِ قُعَيْقِعَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْمُلُوا بِالْبَيْتِ ثَلَاثًا " وَلَيْسَتْ بِسُنَّةٍ (3)
3535 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْغَنَوِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4)
__________
(1) إسناده قوي على شرط مسلم. وانظر (2220) .
(2) من قوله: "عن ابن عباس" في الحديث السابق إلي هنا سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ 14) ، ومنهما أثبتناه، والحديثان أوردهما الحافظ ابن حجر من هذين الطريقين في "أطراف المسند" 1/ورقة 116.
(3) حديث صحيح، أبو عاصم الغنوي لم يحدث عنه غير حماد بن سلمة، وقال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: لا أعرف اسمه ولا أعرفه، ولا حدث عنه سوى حماد بن سلمة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (2707) .
(4) حديث صحيح، وانظر ما قبله.(5/471)
3536 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ: إِنَّ مُحَمَّدًا، وَأَصْحَابَهُ قَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَامِهِ الَّذِي اعْتَمَرَ فِيهِ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " ارْمُلُوا بِالْبَيْتِ لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ قُوَّتَكُمْ " فَلَمَّا رَمَلُوا، قَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا وَهَنَتْهُمْ (1)
3537 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَكَانَ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ، حَتَّى سَوَّدَتْهُ خَطَايَا أَهْلِ الشِّرْكِ " (2)
3538 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمَضْمَضَ مِنْ لَبَنٍ وَقَالَ: " إِنَّ لَهُ دَسَمًا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وانظر (2639) .
(2) صحيح دون قوله: "وكان أشد بياضاً ... الخ "، وإسناده ضعيف لاختلاط عطاء بن السائب. وانظر (2795) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس بن لَقِيط العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهُذَلي.=(5/472)
3539 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِنْ أَجْوَدِ النَّاسِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ يُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، أَجْوَدَ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ " (1)
3540 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ " (2)
3541 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلَيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ،
__________
= وأخرجه مسلم (358) (95) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس الأيلي، بهذا الإسناد. وانظر (1951) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (2552) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 59، والبغوي في "شرح السنة" (3687) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وانظر (2042) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس. وانظر (1955) .(5/473)
فَأَخَذَ سِوَاكَهُ فَاسْتَاكَ بِهِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَهُوَ يَقُولُ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 164] حَتَّى قَرَأَ هَذِهِ الْآيَاتِ، وَانْتَهَى عِنْدَ آخِرِ السُّورَةِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَطَالَ فِيهِمَا الْقِيَامَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، حَتَّى سَمِعْتُ نَفْخَ النَّوْمِ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ، فَاسْتَاكَ وَتَوَضَّأَ، وَهُوَ يَقُولُ، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ، فَأَتَاهُ بِلَالٌ الْمُؤَذِّنُ، فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَهُوَ يَقُولُ: " اللهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا، وَاجْعَلْ أَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ عَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، اللهُمَّ أَعْظِمْ لِي نُورًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. هشام بن عبد الملك: هو الباهلي مولاهم أبو الوليد الطيالسي البصري، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.
وأخرجه ابن خزيمة (449) ، والطحاوي 1/287 من طريق هشام بن عبد الملك، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (672) ، ومسلم (763) (191) ، وأبو داود (58) و (1353) و (1354) ، والنسائي 3/237، وابن خزيمة (448) ، وأبو عوانة 2/320، والطحاوي 1/287، والطبراني (10653) ، والبغوي (906) من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، به. وبعضهم يذكر فيه القصة دون الدعاء.
وأخرجه أبو يعلى (2545) ، والطحاوي 1/286، والطبراني (10648) من طريق المنهال بن عمرو، وأبو عوانة 2/321، والطبراني (10649) من طريق منصور بن المعتمر، كلاهما عن علي بن عبد الله بن عباس، به. وهو عند أبي يعلى والطبراني مطول.
وأخرجه الترمذي (3419) ، وابن خزيمة (1119) ، والطبراني (10668) من طريق=(5/474)
3542 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ خَدِيجَةَ عَلِيٌّ " وَقَالَ مَرَّةً: " أَسْلَمَ " (1)
3543 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً " (2)
__________
= محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، به. وعندهم ذكر الدعاء ضمن دعاء أطول.
وأخرجه النسائي 3/237 من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي بن عبد الله، عن عبد اللُه بن عباس. ومحمد بن علي لم يسمع من جده. وقد سلف الحديث مختصراً برقم (3271) ، وانظر (1912) .
(1) إسناده ضعيف، وهو قطعة من الحديث المطول الذي سلف برقم (3061) .
سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي، والحديث في "مسنده" (2753) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن داود من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين. وهو في "مسند الطيالسي" (2640) بزيادة كلمة "مختون" في آخره.
وأخرجه الحاكم 3/533 من طريق سليمان بن داود الطيالسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (372) و (373) ، والطبراني (10578) ، والحاكم 3/533 من طرق عن شعبة، به. وعند ابن أبي عاصم والطبراني زيادة: "قد خُتِنْتُ".
وأخرجه الحاكم 3/534 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن أبي إسحاق، به.
وانظر ما سلف برقم (2283) و (2379) .(5/475)
3544 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، وَأَبُو بِشْرٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ " (1)
3545 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، وَحَسَنُ (2) بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِلَالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبِيتُ اللَّيَالِيَ - قَالَ: عَبْدُ الصَّمَدِ الْمُتَتَابِعَةَ - طَاوِيًا، وَأَهْلُهُ لَا يَجِدُونَ عَشَاءً، وَكَانَ عَامَّةُ خُبْزِهِمْ خُبْزَ الشَّعِيرِ " (3)
3546 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ حَسَنٌ أَبُو زَيْدٍ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ جَاءَ مِنْ لَيْلَتِهِ، فَحَدَّثَهُمْ بِمَسِيرِهِ، وَبِعَلَامَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَبِعِيرِهِمْ، فَقَالَ
__________
(1) إسناده صحيح عدى شرط مسلم. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
والحكم: هو ابن عتيبة، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية. وهو مكرر (2747) .
(2) تحرف في النسخ المطبوعة من "المسند" إلي: حسين.
(3) إسناده صحيح، هلال- وهو ابن خباب البصري- روى له أصحاب السنن، وأطلق القول بتوثيقه أحمد ويحيى بن معين والفسوي وغيرهم، وقال ابن القطان: تغير بأخرة، ورده يحيى بن معين كما في "سؤالات ابن الجنيد" رقم الترجمة (288) ، ونقله عنه الخطيب في "تاريخه" 14/73-74، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. ثابت: هو ابن يزيد الأحول. وانظر (2303) .(5/476)
نَاسٌ، قَالَ حَسَنٌ: نَحْنُ نُصَدِّقُ مُحَمَّدًا بِمَا يَقُولُ؟ - فَارْتَدُّوا كُفَّارًا، فَضَرَبَ اللهُ أَعْنَاقَهُمْ مَعَ أَبِي جَهْلٍ، وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يُخَوِّفُنَا مُحَمَّدٌ بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ ، هَاتُوا تَمْرًا وَزُبْدًا، فَتَزَقَّمُوا، وَرَأَى الدَّجَّالَ فِي صُورَتِهِ رُؤْيَا عَيْنٍ، لَيْسَ رُؤْيَا مَنَامٍ، وَعِيسَى، وَمُوسَى، وَإِبْرَاهِيمَ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّجَّالِ؟ فَقَالَ: " أَقْمَرُ هِجَانًا - قَالَ حَسَنٌ: قَالَ: رَأَيْتُهُ فَيْلَمَانِيًّا أَقْمَرَ هِجَانًا - إِحْدَى عَيْنَيْهِ قَائِمَةٌ، كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، كَأَنَّ شَعْرَ رَأْسِهِ أَغْصَانُ شَجَرَةٍ، وَرَأَيْتُ عِيسَى شَابًّا أَبْيَضَ، جَعْدَ الرَّأْسِ، حَدِيدَ الْبَصَرِ، مُبَطَّنَ الْخَلْقِ، وَرَأَيْتُ مُوسَى أَسْحَمَ آدَمَ، كَثِيرَ الشَّعْرِ - قَالَ حَسَنٌ: الشَّعَرَةِ - شَدِيدَ الْخَلْقِ، وَنَظَرْتُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَلَا أَنْظُرُ إِلَى إِرْبٍ مِنْ آرَابِهِ، إِلَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ مِنِّي، كَأَنَّهُ صَاحِبُكُمْ، فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: سَلِّمْ عَلَى مَالِكٍ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح كسابقه، وصححه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 5/26. ثابت أبو زيد: هو ثابت بن يزيد الأحول.
وأخرجه أبو يعلى (2720) عن زهير بن حرب، عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وقال في آخره بدل قوله: "سلم على مالك": سلم على أبيك، وهو الصواب، والله تعالي أعلم.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 408 من طريق أبي النعمان، عن ثابت بن يزيد، به. وعنده كذلك: سلم على أبيك.
وأخرجه من أوله إلي قوله: "فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل" النسائي في "الكبرى" (11283) من طريق أبي النعمان، عن ثابت، به.
وأخرج قول أبي جهل في الزقوم النسائي أيضاً (11484) من طريق أبي النعمان، عن ثابت، به.=(5/477)
3547 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا هِلَالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، سُئِلَ - قَالَ حَسَنٌ: سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ - عَنِ الصَّائِمِ،
__________
= وأخرج البيهقي في "كتاب البعث والنشور" (546) من طريق عباد بن حنيف، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: لما ذكر الله الزقوم خوف به هذا الحي من قريش، فقال أبو جهل: هل تدرون ما هذا الزقوم الذي يخوفكم به محمد؟ قالوا: لا، قال: نتزبد بالزبدة، أما والله لئن أمكننا لنتزقمها تزقماً. فأنزل الله عز وجل فيه: (والشجرة الملعونة في القرآن) ، يقول: المذمومة (ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً) ] الإسراء: 60] .
وأورده بهذا اللفظ السيوطي في "الدر المنثور" 5/310، وزاد نسبته إلي ابن إسحاق وابن أبي حاتم.
وأخرج الطبري في "جامع البيان" 15/113 عن محمد بن سعد العوفي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه عطية العوفي، عن ابن عباس قوله: (والشجرة الملعونة في القرآن) ، قال: هي شجرة الزقوم، قال أبو جهل: أيخوفني ابن أبي كبشة بشجرة الزقوم، ثم دعا بتمر وزبد، فجعل يقول: زقمني، فأنزل الله تعالي: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) ] الصافات: 65 [، وأنزل: (ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانًا كبيرا) ] الإسراء: 60 [.
وأورده بهذا اللفظ السيوطي وزاد نسبته إلي ابن المنذر. وانظر ما سلف برقم (1916) و (2197) و (2324) و (2501) و (2819) .
الأقمر: الشديد البياض. والهِجَان: الأبيض. والفَيْلماني: العظيم الجثة. والعين القائمة: هي الباقية في مكانها صحيحة، إنما فقدت الأبصار. والكوكب الدري: المضيء. وجعد الرأس، أي: جعد الشعر، وهو ضد الشعر المسترسل. وحديد البصر: قويه. والمبطن: الضامر البطن. والأسحم: الأسود، وهو الأدم أيضا. والأرب: العضو.
والزقوم، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/306: من الزَّقْم: اللقْم الشديد، والشرب "المفرط، ومنه الحديث: "إن أبا جهل قال: إن محمداً يخوفنا شجرة الزقوم، هاتوا الزبدَ والتمرَ وتَزَقموا" أي: كلوا، وقيل: أكل الزبد والتمر بِلُغة إفريقية: الزقوم.(5/478)
أَيَحْتَجِمُ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا كُرِهَ لِلضَّعْفِ وَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - قَالَ حَسَنٌ: ثُمَّ حَدَّثَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، مِنْ أَكْلَةٍ أَكَلَهَا مِنْ شَاةٍ مَسْمُومَةٍ، سَمَّتْهَا امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ" (1) آخِرُ أَحَادِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا
__________
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرج الطبراني (11699) من طريق سفيان بن عيينة، عن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لا بأس بالحجامة للصائم، إنما كره من أجل الضعف.
وقد سلفت قصة اليهودية التي قدمت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شاة مسمومة برقم (2784) ، وانظر
في باب الحجامة للصائم الحديث رقم (2228) .(5/479)
مسند الإمام أحمد
(164 - 241هـ)
أشرف على تحقيقه
الشيخ شعيب الأرنؤوط
حقَّقَ هذا الجزء وَخَرَّجَ أحَاديثة وَعلق عليهِ
محمد نعيم العرقسوسي - إبراهيم الزبيق
الجزء السادس
مؤسسة الرسالة(6/3)
بسم الله الرحمن الرحيم
اعتمدنا في تحقيق هذا المسند النسخ الخطية التالية:
1- نسختي المكتبة الظاهرية، ورمزهما (ظ 1) و (ظ 14) .
2- نسخة دار الكتب المصرية، ورمزها (س) .
3- نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالموصل، ورمزها (ص) .
4- نسخة المكتبة القادرية ببغداد، ورمزها (ق) .
5- وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية بحاشية هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهم فروقها وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها بـ (م) .
الرموز المستعملة في زيادات عبد الله، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.
• دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله.
° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.
* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.
عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة لذاتها ولغيرها في مسند ابن مسعود: 784 حديثاً.
عدد الأحاديث الضعيفة: 105 حديثأ.
عدد الأحاديث التي لم نجزم بصحتها أو ضعفها: 11 حديثاً.(6/4)
ترجمة عبد الله بن مسعود
بقلم السندي
صاحب الحاشية على مسند أحمد
__________
هو عبد الله بن مسعود الهذَليُّ أبو عبد الرحمن، أحد السابقين الأولين، أسلم قديماً، وهاجَرَ الهِجرتين، وشهد بدراً والمشاهد، ولازَمَ النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان صاحبَ نعليه.
وأخرج البغويُّ عنه أنه قال: لقد رأيتني سادسَ ستةٍ وما على وجه الأرض مسلم غيرنا.
وقال أبو نعيم: كان سادسَ مَنْ أسلم.
وكان يقول: أخذت مِن فِي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبعين سورةً. أخرجه البخاري [5000] .
وهو أول من جهر بالقرآنِ بمكة. ذكره ابن إسحاق.
وقال فيه حذيفة: إن ابنَ أم عبد مِن أقربهم إلى الله زلفى. أخرجه الترمذي [3807] بسند صحيح.
وعن علي مرفوعاً: "لو كنت مؤَمراً أحداً بغيرِ مشورة، لأمرْت ابنَ أم عبد" [أخرجه أحمد (266) ] .
وعن علي أيضاً، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَرِجْل عبد الله اثقَل في الميزانِ من أحد" رواه أحمد [920] بسند حسن.
أسلمت أمُّه وصحبت.(6/5)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
وقال فيه أبو الدرداء يومَ جاءه خَبَر موته: ما تَرَكَ بَعْدَه مثلَه.
مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين. وقيل غير ذلك.
وفي "تهذيب " النووي [1/290] : قال أبو طيبة: مَرِضَ ابن مسعود، فعاده
عثمان، فقال: ما تشتكي؟ فقال: ذنوبي. قال: فما تشتهي؟ قال: رحمةَ ربي. قال:
ألا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني. قال: ألا آمر لك بعطاء؟ قال: لا حاجَةَ
لي فيه. قال: لِبناتك؟ قال: أتخشى على بناتي الفَقْرَ؟! إني أمرتهن أن يقرأنَ كل
ليلة سورةَ الواقعة، إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "مَنْ قَرَأ الواقعة كلْ ليلة لم
تصِبْه فاقة أبداً" انتهى.
قلنا: هو حديث ضعيف، وابن مسعود في "سير أعلام النبلاء"
1/461-500، وذكرت في التعليقات عليه مصادر ترجمته.(6/6)
مُسْنَدُ الْمُكْثِرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ
مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
3548 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ " رَمَى الْجَمْرَةَ، جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي " ثُمَّ قَالَ: " هَذَا - وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ - مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (1)
__________
(1) صحيح، مغيرة -وهو ابن مِقْسَم الضبي، وإن كان مدلسا وقد عنعن، وضعف أحمد روايتَه عن إبراهيم وحدَه- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هشَيم: هو ابن بشير، وإبراهيم: هو ابن يزيد بن قيس النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي خال إبراهيم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4078) ، وفي "المجتبى" 5/274 عن مجاهد بن موسى، وأبو يعلى (4972) عن ابن أبي خيثمة، كلاهما عن هشَيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الجارود (475) ، والنسائي في "الكبرى" (4077) ، وفي "المجتبى" 5/273 من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، عن شعبة، عن منصور -وهو ابن المعتمر- عن إبراهيم، به. قال النسائي في "المجتبى": ما أعلم أحداً قال في هذا الحديث منصور غير ابن أبي عدي، والله تعالى أعلم.
وأخرجه مسلم (1296) (309) ، والنسائي في "الكبرى" (4076) ، وفي=(6/7)
3549 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُدْرِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ لَبَّى حِينَ أَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ، فَقِيلَ: أَعْرَابِيٌّ هَذَا، فَقَالَ: عَبْدُ اللهِ أَنَسِيَ النَّاسُ أَمْ ضَلُّوا؟ سَمِعْتُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، يَقُولُ: فِي هَذَا الْمَكَانِ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ " (1)
__________
= "المجتبى" 5/273 من طريق يحيى بن يعلى أبي المحَياة، عن سلمة بن كهيل، عن عبد الرحمن بن يزيد، به.
وأخرجه الشاشي (903) من طريق مالك بن مغول، عن أبي صخرة، عن إبراهيم، قال: رمى عبد الله جمرة العقبة ... وهذا إسناد منقطع.
وسيأتي الحديث بالأرقام (3874) و (3941) و (3942) و (4002) و (4061) و (4089) و (4117) و (4150) و (4359) و (4370) و (4378) .
وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (1751) و (1752) ، سيرد برقم وعن أم جنْدب عند ابن أبي شيبة 4/1/185، وابن ماجه (3031) .
وعن عمر من فعله عند ابن أبي شيبة 4/1/184
قال السندي: وخص [عبد الله بن مسعود] سورةَ البقرة [بالذكر] لأن معظم المناسك فيها، خصوصاً ما يتعلق بالرمي، كوقتِ المذكور في قوله تعالى: (واذْكروا الله في أيام معدودات) ، فكأنه قال: هذا مقام من أنزلت عليه أمور المناسك وأخذ عنه أحكامها، فعليكم اتباعَه. وقد نقل الحافظ في "الفتح" 3/582 هذا المعنى عن ابن المنير، ثم قال: وقيل: خص البقرة بذلك لطولها، وعِظَم قدرها، وكثرةِ ما فيها من الأحكام، أو أشار بذلك إلى أنه يشرع الوقوف عندها بقدر سورة البقرة، والله أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ كثير بنِ =(6/8)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مدرك الأشجعي، فمن رجال مسلم. هشيم: هو ابن بشير. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه مسلم (1283) (270) ، والبيهقي في "السنن" 5/112 من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضاً (1283) (269) و (271) ، والنسائي في "الكبرى" (4053) ، وفي "المجتبى" 5/265، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/225، من طريقين عن حصين، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/225 من طريق شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم بن يزيد النخعي، عن عبد الرحمن بن يزيد، به.
وأخرجه مطولاً البخاري (1683) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: خرجنا مع عبد الله رضي الله عنه إلى مكة، ثم قدمنا جَمْعاً ... فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة يوم النحر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/1/270 من طريق إبراهيم، عن علقمةَ والأسود، عن ابن مسعود أنه كان لا يقطع التلبية حتى يرمي جمرة العقبة.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضاً 4/1/270 و271، والطبراني في "الكبير" (9205) من طرق عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل، عن ابن مسعو أنه لبى حتى رمى جمرة العقبة، وقطع بأولِ حصاة.
وسيأتي بالأرقام (3739) و (3691) و (3976) .
وفي الباب عن ابن عباس تقدم برقم (1860) و (2564) و (3199) .
وعن الفضل بن عباس عند البخاري (1685) ، ومسلم (1281) (266) و (267) ، سلف برقم (1791) و (1792) و (1793) وغيرها.
وقوله: أعرابى هذا؟! قال السندي: أي يلبي جهلاً ... وهذا يدل على أنهم تركوا السنة بحيث زعموا أن السنة خلافه، وأن فاعله جاهل بالسنة.
وقوله: أنسي الناس: أي السنةَ حتى أنكروا على فاعلها، أم ضلوا، فاتخذوا=(6/9)
3550 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَنْبَأَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ لِيَ اقْرَأْ عَلَيَّ مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ (1) : أَلَيْسَ مِنْكَ تَعَلَّمْتُهُ، وَأَنْتَ تُقْرِئُنَا؟ فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: " اقْرَأْ عَلَيَّ مِنَ الْقُرْآنِ "، قَالَ (2) : فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ عَلَيْكَ أُنْزِلَ، وَمِنْكَ تَعَلَّمْنَاهُ؟ قَالَ: " بَلَى، وَلَكِنِّي (3) أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي " (4)
__________
=البدعةَ سنةً، والسنةَ بدعة عمداً، وأنكروا على فاعل السنة لمخالفته وضعهم، ولعلك تعلم من هذا أنه لا عبرة بعمل الناس في مقابلة السنة، ولا يصلح دليلاً، فإن الناس قد تركوا بعض السنن حتى بلغ الأمر إلى الإنكار على صاحبها، والله تعالى أعلم.
(1) لفظ: "له" زيادة من (ظ1) و (م) ، ومثبت في طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) لفظ: "قال" ليس في (ظ14) .
(3) في (ق) : ولكن.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو حيان الأشجعي -واسمه المنذر، وإن لم يرو عنه غير هلال بنِ يساف، ولم يوثقه غير ابن حبان 5/420- متابع.
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/357، ونقل عن شعبة قوله: هو ختن هلال، وصحفه الحسيني في "الإكمال" ص 500 إلى أبي حسان، فنبه على ذلك الحافظ في "التعجيل" ص 474، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، هشيم: هو ابن بشير، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلَمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/563 و11/14 عن عبد الله بن إدريس، وأبو يعلى (5150) من طريق جرير، كلاهما عن حصين بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/564، والنسائي في "الكبرى" (8077) ، والطبراني في "الكبير" (8459) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن عاصم،=(6/10)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن زِر، عن ابن مسعود بنحوه، وهذا سند حسن.
وأخرجه الترمذي (3024) ، والنسائي في "الكبرى" (8076) ، وابن ماجه (4194) ، والطبراني في "الكبير" (8467) من طريق أبي الأحوص، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. قال الدارقطني في "العلل" 5/181: ولا يصح. ثم قال: وأصحها حديث الأعمش عن إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبد الله، وقال مثلَه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/71، وقال الترمذي: هكذا روى أبو الأحوص عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، وإنما هو إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبد الله.
قلنا: هذا الإسناد سيرد برقم (3606) و (4118) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8465) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/203، من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله، وهذا سند حسن في الشواهد.
وأخرجه مسلم (800) (248) ، وأبو يعلى (5019) من طريق مسعر، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم النخعي، قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد الله بن مسعود ... وهذا -وإن كان ظاهره الإرسال- إسناد متصل، فقد نقل المزي في "تهذيب الكمال" عن إبراهيم النخعي قوله: إذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحد عن عبد الله.
وأخرجه الشاشي (908) و (909) ، والطبراني في "الكبير" (8464) من طريق شعبة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن ابن مسعود، وهذا سند حسن في الشواهد.
وأخرجه الحميدي (102) ، ومسلم (800) (248) ، وأبو يعلى (5020) ، والطبراني في "الكبير" (9781) ، والحاكم 3/319 من طريق جعفر بن عمرو بن خريث، عن أبيه، عن ابن مسعود، بنحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: بل خرجه مسلم.
وأخرجه الحميدي (101) ، والطبري في "تفسيره" [النساء: 41] ، من طريق المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن عبد الله. وهذا=(6/11)
3551 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ، فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الْآيَةَ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] قَالَ: " فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
3552 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، وَمُغِيرَةُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: خَصْلَتَانِ - يَعْنِي إِحْدَاهُمَا - سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْأُخْرَى مِنْ نَفْسِي: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، دَخَلَ النَّارَ " وَأَنَا أَقُولُ: مَنْ مَاتَ، وَهُوَ لَا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، وَلَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ (2)
__________
= مرسل، القاسم لم يسمع من جده عبد الله.
وسيأتي مختصراً برقم (3551) ، ويأتي أيضاً برقم (3606) و (4118) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي رزين -وهو مسعود بن مالك الأسَدي، مولى أبي وائل الأسدي الكوفي- فمن رجال مسلم، وقد روى عنه جمع، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فقول الحافظ فيه في "التقريب": مقبول، غير مقبول.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8466) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3550) ، وسيأتي برقم (3606) و (4118) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وسيار: هو أبو الحكم العَنَزِي، ومغيرة: هو ابن مِقْسَم الضبي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه ابن منده (73) من طريق هشيم، بهذا الإسناد، لكنه خالف الرواية الواردة هنا، فجعل قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قولَ ابن مسعود، وبالعكس، وسيأتي مقلوياً أيضاً=(6/12)
3553 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يُحَدِّثُ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ النُّطْفَةَ تَكُونُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى حَالِهَا لَا تَغَيَّرُ، فَإِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعُونَ (1) ، صَارَتْ عَلَقَةً، ثُمَّ مُضْغَةً كَذَلِكَ، ثُمَّ عِظَامًا كَذَلِكَ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُسَوِّيَ خَلْقَهُ، بَعَثَ إِلَيْهَا مَلَكًا، فَيَقُولُ الْمَلَكُ الَّذِي يَلِيهِ: أَيْ رَبِّ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ أَقَصِيرٌ أَمْ طَوِيلٌ؟ أَنَاقِصٌ أَمْ زَائِدٌ؟ قُوتُهُ وَأَجَلُهُ؟ أَصَحِيحٌ أَمْ سَقِيمٌ؟ قَالَ: فَيَكْتُبُ ذَلِكَ كُلَّهُ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: فَفِيمَ الْعَمَلُ إِذَنْ وَقَدْ فُرِغَ مِنْ هَذَا كُلِّهِ؟ قَالَ: " اعْمَلُوا،
__________
= في الرواية الآتية برقم (3625) و (4038) ، وهو خلاف الروايات الصحيحة كما سنبين هناك.
وأخرجه ابن حبان (251) ، وابن منده (72) من طريق أبي عوانة، عن مغيرة، بهذا الإسناد، من غير خلاف في المتن. قال ابن منده: فحديث هشيم عن سيار ومغيرة خلاف رواية أبي عوانة عن مغيرة.
قلنا: هي خلافها عنده، وجاءت هنا على الجادة، كما ترى، وأشار إليها على الجادة أيضا ابن خزيمة في "التوحيد" ص 360.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/348 من طريق أبي بحر البكراوي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، وقال: غريب من حديث أبي إسحاق وأبي الأحوص، تفرد به عبد الرحمن بن عثمان البكراوي، عن شعبة.
وسيأتي بالأرقام (13625) و (3811) و (3865) و (4038) و (4043) و (4230) و (14231) و (4406) و (4425) .
(1) في (ظ14) : الأربعين.(6/13)
فَكُلٌّ سَيُوَجَّهُ لِمَا خُلِقَ لَهُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف ومنقطع، أبو عبيدة بن عبد الله لم يسمع من أبيه ابن مسعود، وعلي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف، هشيم: هو ابن بشير، صرح بالتحديث.
وأخرجه بنحوه أبو بكر الخلال في "السنة" (892) من طريق أبي حذيفة النهدي -وهو سيئ الحفظ- عن الهيثم بن جهم -لم يوثقه غير ابن حبان- عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن ابن مسعود.
وأخرجه مختصراً مع زيادة: الإسماعيلي في "معجمه" ص 645، والطبراني في "الكبير" (10440) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1146 من طريق سلام بن سلم الطويل -وهو متروك-، عن زيد العمي -وهو ضعيف-، عن حماد بن أبي سليمان، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود، به، بلفظ: "إن النطفة تكون في الرحم أربعين يوماً، ثم تكون مثل ذلك علقة، ثم تكون مثل ذلك مضغة، ثم يبعث الله عز وجل إليه ملكاً، فيكتب رزقه وأجله، وشقياً أو سعيداً".
وأخرجه الطبري في "التفسير" (6569) من طريق مرة الهمْداني، عن ابن مسعود، موقوفاً بنحوه.
وقوله: "إن النطفة تكون في الرحم أربعين يوماً على حالها لا تَغير" مخالف للرواية الصحيحة عند مسلم وغيره، وسترد برقم (3624) ، وقد أورد رواية المسند هذه الحافظ في "الفتح" 11/481، وذكر أن في سندها ضعفاً وانقطاعاً، ثم قال: فإن كان ثابتاً حمل نفي التغير على تمامه، أي: لا تنتقل إلى وصف العلقة إلا بعد تمام الأربعين، ولا ينفي أن المني يستحيل في الأربعين الأولى دماً إلى أن يصير علقة.
وسيرد الكلام على الحديث مع ذكر شواهده برقم (3624) ، وسيأتي أيضاً برقم (3934) و (4091) . وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الآتي برقم (6563) .=(6/14)
3554 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَنْبَأَنَا الْعَوَّامُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا كَانُوا لَهُ حِصْنًا حَصِينًا مِنَ النَّارِ " فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ كَانَا (1) اثْنَيْنِ؟ قَالَ: " وَإِنْ كَانَا (2) اثْنَيْنِ " فَقَالَ: أَبُو ذَرٍّ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أُقَدِّمْ إِلَّا اثْنَيْنِ، قَالَ: " وَإِنْ كَانَا اثْنَيْنِ " (3) قَالَ: فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أَبُو الْمُنْذِرِ سَيِّدُ الْقُرَّاءِ: لَمْ أُقَدِّمْ إِلَّا وَاحِدًا، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: " وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا؟ " فَقَالَ: " إِنَّمَا ذَاكَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى " (4)
__________
=وقوله: "اعملوا فكل سيوجه لما خلق له"، له شاهد صحيح من حديث علي برقم (621) و (1349) بلفظ: "فكل ميسر".
وآخر من حديث جابر سيرد 3/304.
وثالث من حديث ذي اللحية الكلابي سيرد 4/67.
ورابع صحيح من حديث عمران بن حصين سيرد 4/431.
وخامس من حديث ابن عباس عند الطبراني (10899) ، والبزار (2139) .
وسادس من حديث أبي بكر الصديق عند البزار (2136) .
وسابع من حديث عمر عند البزار (2137) ، والآجري في "الشريعة" ص 171.
وثامن من حديث أبي الدرداء عند البزار (2138) .
(1) في (ظ1) و (ظ14) و (س) و (م) : كان.
(2) في (ظ1) : كان.
(3) من قوله: فقال أبو ذر ... إلى هنا سقط من (ق) و (ظ1) .
(4) إسناده بهذه السياقة فيه ضعف وانقطاع. محمد بن أبي محمد مولى عمر بن=(6/15)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=الخطاب، قال الحسيني في "الإكمال" ص 384: لا يعرف، وذكره المزي في "التهذيب" في الكنى، فقال: أبو محمد مولى عمر بن الخطاب، وقيل: محمد بن أبي محمد. قال الحافظ: أخرجه أحمد بالوجهين، وأشار إلى ترجيح الأول، وبه جزم أبو أحمد الحاكم. قلنا: سيرد في الروايات (4077) و (4079) و (4314) عن يزيد بن هارون ومحمد بن يزيد الواسطي أنه أبو محمد، وكذلك ورد عند الترمذي وابن ماجه من رواية إسحاق الأزرق، قال الحافظ في "التعجيل": فرواية ثلاثة أرجح من انفراد واحد. قلنا: الذي انفرد بتسميته محمد بن أبي محمد هو هشيم في هذه الرواية. وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، وباقي رجال الإسناد ثقات. هشيم: هو ابن بشير، والعوام: هو ابن حوشب الشيباني.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/209 من طريق الإمام أحمد، عن هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1061) ، وابن ماجه (1606) ، والبيهقي في "الشعب" (9749) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، عن العوام بن حوشب، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب (أي: ضعيف) ، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
وقد أورد الحافظ في "الفتح" 3/119 الأحاديث التي فيها الولد الواحد، ومنها حديثنا هذا، ثم قال: وليس في شيء من هذه الطرق ما يصلح للاحتجاج.
وسيأتي بالأرقام (4077) و (4079) و (4314) . وانظر (3995) .
وفي الباب عن ابن عباس تقدم برقم (3098) .
وعن أبي هريرة عند البخاري (1251) ، ومسلم (2632) (150) ، سيرد 2/239-240.
وعن أنس عند البخاري (1248) و (1381) ، سيرد 3/152.
وعن جابر سيرد 3/206.
وعن عقبة بن عامر سيرد 4/144.
وعن أبي برزة سيرد 4/212.=(6/16)
3555 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَنْبَأَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْمُشْرِكِينَ شَغَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ، حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ، قَالَ: قَالَ: " فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ،
__________
= وعن عمرو بن عبسة سيرد 4/386.
وعن أبي موسى الأشعري سيرد 4/ (415) .
وعن قرة بن إياس المزني سيرد 5/35.
وعن أبي ذر سيرد 5/151.
وعن معاذ سيرد 5/241.
وعن عبادة بن الصامت سيرد 5/329.
وعن أم سليم بنت ملحان سيرد 6/376 و431.
وعن أبي ثعلبة الأشجعي سيرد 6/396.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي في "الكبرى" (1998) .
وعن عتبة بن عبد السلمي عند ابن ماجه (1604) .
قوله: "ما بين مسلمَين": فيه تغليب الذكر على الأنثى. قاله السندي.
وقوله: "لم يبلغوا الحنث"، أي: لم يبلغوا الحلم فتكتب عليهم الآثام. قال الخليل: بلغ الغلام الحِنْث إذا جرى عليه القلم. والحِنْث: الذنب. نقله الحافظ في "الفتح" 3/120، ثم قال: وخص الصغير بذلك لأن الشفقة عليه أعظم، والحب له أشد، والرحمة له أوفر، وعلى هذا فمن بلغ الحنث لا يحصل لمن فقَدَه
ما ذكر من هذا الثواب، وإن كان في فقد الولد أجر في الجملة، وبهذا صرح كثير من العلماء. ثم نقل الحافظ عن ابن المنير قوله: بل يدخل الكبير في ذلك من طريق الفحوى، لأنه إذا ثبت هذا الفضل في الطفل الذي هو كَلْ على أبويه، فكيف لا يثبت في الكبير الذي بلغ معه السعي، ووصل له منه النفع، وتوجه إليه الخطاب بالحقوق؟(6/17)
ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس، ونافع بن جبير: هو ابن مطعم النوفلي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/70 و14/272، والترمذي (179) ، والنسائي في "المجتبى" 2/17، والبيهقي في "السنن" 1/403، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/236، من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حديث عبد الله ليس بإسناده بأس إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
وأخرجه أبو يعلى (2628) عن بشر بن الوليد الكندي، عن القاضي أبي يوسف، عن يحيى بن أبي أنَيسة، عن زبيد الإيامي، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود. ويحيى بن أبي أنيسة ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1230) من طريق محمد بن كثير الكوفي، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن ابن مسعود، وليث بن أبي سليم ضعيف.
وسيأتي برقم (4013) .
وله شاهد بإسناد صحيح على شرط مسلم من حديث أبي سعيد الخدري عند النسائي في "المجتبى" 2/17. سيرد 3/25.
وآخر من حديث جابر عند البزار (365) ، وفي إسناده مؤَمل بن إسماعيل، وحديثه حسن في الشواهد.
وثالث من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (10717) ، وفي إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيف.
قال الحافظ في "الفتح" 2/69: وفي قوله: "أربع" تجوز، لأن العشاء لم تكن=(6/18)
3556 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ مُؤْثِرِ بْنِ عَفَازَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَقِيتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى، وَعِيسَى "، قَالَ: " فَتَذَاكَرُوا أَمْرَ السَّاعَةِ، فَرَدُّوا أَمْرَهُمْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهَا، فَرَدُّوا الْأَمْرَ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهَا، فَرَدُّوا الْأَمْرَ إِلَى عِيسَى، فَقَالَ (1) : أَمَّا وَجْبَتُهَا، فَلَا يَعْلَمُهَا أَحَدٌ إِلَّا اللهُ، ذَلِكَ وَفِيمَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ الدَّجَّالَ خَارِجٌ، قَالَ: وَمَعِي قَضِيبَينِ (2) ، فَإِذَا رَآنِي،
__________
= فاتت. قال اليعمري: من الناس من رجح ما في "الصحيحين"، وصرح بذلك ابن العربي، فقال: إن الصحيح أن الصلاة التي شغل عنها واحدة، وهي العصر، قلت: ويؤيده حديث علي في مسلم: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر"، قال: ومنهم من جمع بأن الخندق كانت وقعته أياما، فكان ذلك في أوقات مختلفة في تلك الأيام، قال: وهذا أولى. قلت: ويقربه أن روايتي أبي سعيد وابن مسعود ليس فيها تعرض لقصة عمر، بل فيهما أن قضاءه للصلاة وقع بعد خروج وقت المغرب ... وانظر تمام كلامه.
وحديث علي تقدم برقم (994) ، وحديث عمر هو عند البخاري (596) .
وسيأتي أن الصلاة التي فاتت هي صلاة العصر من حديث ابن مسعود أيضاً برقم (3716) و (3829) .
(1) في (ظ14) : فقال عيسى.
(2) كذا في الأصول: قال السندي: ونصبه لكونه عطفا على اسم إن، و"معي" على الخبر، من عطف معمولين على معمولي عامل واحد، أي: إن الدجال خارج، وإن معي قضيبين، ومثله جائز بالاتفاق. قلنا: وقع في (م) ، وطبعة الشيخ أحمد شاكر: قضيبان.(6/19)
ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ، قَالَ: فَيُهْلِكُهُ اللهُ، حَتَّى إِنَّ الْحَجَرَ، وَالشَّجَرَ لَيَقُولُ: يَا مُسْلِمُ، إِنَّ تَحْتِي كَافِرًا، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، قَالَ: فَيُهْلِكُهُمُ اللهُ، ثُمَّ يَرْجِعُ النَّاسُ إِلَى بِلَادِهِمْ وَأَوْطَانِهِمْ، قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُ يَأْجُوجُ، وَمَأْجُوجُ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَطَئُونَ بِلَادَهُمْ، لَا يَأْتُونَ عَلَى شَيْءٍ إِلَّا أَهْلَكُوهُ، وَلَا يَمُرُّونَ عَلَى مَاءٍ إِلَّا شَرِبُوهُ، ثُمَّ يَرْجِعُ النَّاسُ إِلَيَّ فَيَشْكُونَهُمْ، فَأَدْعُو اللهَ عَلَيْهِمْ، فَيُهْلِكُهُمُ اللهُ وَيُمِيتُهُمْ، حَتَّى تَجْوَى الْأَرْضُ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِمْ، قَالَ: فَيُنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَطَرَ، فَتَجْرُفُ أَجْسَادَهُمْ حَتَّى يَقْذِفَهُمْ فِي الْبَحْرِ " قَالَ أَبِي: " ذَهَبَ عَلَيَّ هَاهُنَا شَيْءٌ لَمْ أَفْهَمْهُ، كَأَدِيمٍ "، وَقَالَ يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ: " ثُمَّ تُنْسَفُ الْجِبَالُ، وَتُمَدُّ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ " ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ هُشَيْمٍ، قَالَ: " فَفِيمَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ: أَنَّ ذَلِكَ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ، فَإِنَّ السَّاعَةَ كَالْحَامِلِ الْمُتِمِّ، الَّتِي لَا يَدْرِي أَهْلُهَا مَتَى تَفْجَؤُهُمْ بِوِلَادَتِهَا (1) لَيْلًا أَوْ نَهَارًا " (2)
__________
(1) في (ص) و (م) : بولادها.
(2) إسناده ضعيف، مؤثر بن عَفَازَة لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، فهو في عداد المجاهيل، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، والعوام: هو ابن حوشب.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" [الأنبياء: 96] مختصراً، والشاشي (846) مطولاً من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/157-158، وابن ماجه (4081) ، وأبو يعلى (5294) ، والشاشي (845) و (847) و (848) ، والحاكم 4/488-489،=(6/20)
3557 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا نَامَ الْبَارِحَةَ عَنِ الصَّلَاةِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَاكَ الشَّيْطَانُ
__________
= و545-546، من طرق عن يزيد بن هارون، عن العوام، به، موقوفاً، وعندهم قال العوام: فوجدت تصديق ذلك في كتاب الله تعالى: (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حَدَب ينسلون) ، قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 4/202: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، مؤثر بن عفازة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الطبري 17/91 أيضاً من طريق أصبغ بن زيد، عن العوام، به، مرفوعاً.
ويشهد لبعض هذا الحديث وهو إهلاك يأجوج ومأجوج بعد مقتل الدجال ما أخرجه مسلم (2937) (110) من حديث النواس بن سمعان مطولاً في ذكر أشراط الساعة، لكن يخالف ما عند مسلم في الحديث المذكور أن الله يرسل على يأجوج ومأجوج طيراً كأعناق البخت، فتحملهم، فتطرحهم حيث شاء الله.
وقوله بعد ذلك: "ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم" يخالف ما هو معروف أن ذلك يكون حين قيام الساعة لا قبلها.
قال السندي: قوله: "فردوا أمرهم إلى إبراهيم": لكونه أفضلهم ولأنه أب لهم.
قوله: "أما وجبتها"، أي: وقوعها، بمعنى: أنه متى يكون؟
قضيبين: تثنية قضيب، وهو السيف الدقيق.
فيهلكه الله، أي: ومن معه من الكفرة.
من كل حَدَب: مرتفع من الأرض.
ينسلون: يسرعون.
حتى تجوى الأرض: في "النهاية": يقال: جَوِيَ، يجوى: إذا أنتن.(6/21)
بَالَ فِي أُذُنِهِ "، أَوْ: " فِي أُذُنَيْهِ " (1)
3558 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن عبد الصمد: هو العمي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/204، وأبو يعلى (5106) ، وابن خزيمة (1130) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/271، والبخاري (1144) ، وابن خزيمة (1130) ، والشاشي (603) ، والبيهقي في "السنن" 3/15، وأبو نعيم في "الحلية" 9/320، والبغوي (928) من طرق عن منصور، به.
وأخرجه أبو يعلى (5091) من طريق حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن أبي وائل، به.
وأخرجه أبو عوانة 2/296، وابن حبان (2562) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/224 من طريق علي بن حرب، عن القاسم بن يزيد الجَرمي، عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود. وعند ابن حبان: قال سفيان: هذا عندنا يشبه أن يكون نام عن الفريضة.
وذكر نحوه مطولا الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/262، وقال: قلت: هو في الصحيح باختصار، رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عمرو بن الحصين، وهو ضعيف.
ورواه المروزي في "قيام الليل" ص 44 موقوفاً على ابن مسعود، بلفظ: حسب الرجل من الخيبة أو من الشر أن ينام حتى يصيح وقد بال الشيطان في أذنه فلم يذكر الله ليلة حتى يصبح.
وسيأتي برقم (4059) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة سيرد 2/260 و427.
قوله: "نام البارحة عن الصلاة" قال السندي: الظاهر عن صلاة العشاء،=(6/22)
كُنْتُ مَعَ مَسْرُوقٍ فِي بَيْتٍ فِيهِ تِمْثَالُ مَرْيَمَ، فَقَالَ مَسْرُوقٌ: هَذَا تِمْثَالُ كِسْرَى؟ فَقُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ تِمْثَالُ مَرْيَمَ، فَقَالَ مَسْرُوقٌ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ " (1)
3559 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ،
__________
= ويحتمل عن التهجد، وبه يشعر كلام أصحاب السنن.
قوله: "بال"، قيل: على حقيقته، وقيل: مجاز -وهو الأصح- عن سد الشيطان أذنه عن سماع الأذان أو صياح الديك ونحوه مما يقوم بسماعه أهل التوفيق، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز: هو ابن عبد الصمد العَمي، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه مسلم (2109) ، وأبو يعلى (5107) من طريق عبد العزيز، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (4050) . وانظر (3868) .
وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (5963) ، ومسلم (2110) (100) ، تقدم برقم (2811) .
وعن ابن عمر عند البخاري (4951) ، ومسلم (2108) (97) ، سيأتي برقم (4475) .
وعن عائشة عند البخاري (6109) ، ومسلم (2107) (91) ، سيرد 6/36.
قوله: " المصورون"، أي: صور ذوي الأرواح.
والمراد هنا من يصور ما يعبد من دون الله وهو عارف بذلك قاصد له، وأما من لا يقصد ذلك فإنه يكون عاصياً بتصويره فقط. انظر "الفتح" 10/383.(6/23)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ بِمَثَلِي " (1) (2)
__________
(1) بهامش (س) كتب مقابل كلمة "بمثلي" كلمة "بي" وأشير إلى أنها هكذا في نسخة أخرى.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الأشجعي- فمن رجال مسلم. إسحاق الأزرق: هو ابن يوسف، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الدارمي 2/123، والشاشي (741) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (740) ، والطبراني في "الأوسط" (1256) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/348 و4/246 من طرق عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10510) من طريق عبد الله بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يخيل على من رآه. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/182، وقال: ورجاله ثقات.
وأخرجه الشاشي (739) عن ابن أبي خيثمة، عن ابن الأصبهاني، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو منقطع، وفي شريك -وهو ابن عبد الله- ضعف.
وسيرد برقم (3799) و (4193) و (4304) .
وله شاهد من حديث ابن عباس تقدم برقم (3410) .
وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (110) ، ومسلم (2266) سيرد ضمن مسند ابن مسعود برقم (3798) ، وسيرد 2/342 و410 و463 و5/306.=(6/24)
3560 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَان (1) اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُ " (2)
__________
= وثالث من حديث أنس عند البخاري (6994) ، سيرد3/269.
ورابع من حديث أبي سعيد عند البخاري (6997) ، سيرد 3/55.
وخامس من حديث جابر عند مسلم (2268) ، سيرد 3/350.
وسادس من حديث طارق بن أشْيَم الأشجعي، سيرد 3/472.
وسابع من حديث أبي قتادة عند البخاري (6995) و (6996) ، ومسلم (2267) .
وثامن من حديث أبي جحَيفة عند ابن حبان (6053) .
وهذا الحديث من الأحاديث المتواترة، ذكره الكتاني في "نظم المتناثر" عن ثمانية عشر صحابياً.
والمراد بقوله: "من رآني في المنام فقد رآني": أن رؤياه صحيحة، لا تكون أضغاثا، ولا من تشبيهات الشيطان، ويعضده رواية أبي هريرة: "من رآني في المنام، فقد رأى الحق".
(1) كذا في جميع النسخ الخطية عندنا، وقال السندي: هكذا في النسخ، والصواب: فلا يتناجى اثنان، على لفظ النفي، أو فلا يتناج، على لفظ النهي كما في مسلم، والمشهور في لفظ مسلم: فلا يتناجى، على أنه نفي بمعنى النهي، وأما لفظ الكتاب فإن أخرج على أنه نفي -والفاعل ضمير التثنية لذكر اثنين في الثلاثة ضمناً، واثنان بدل للتوضيح أو الفاعل اثنان على لغة أكلوني البراغيث- لكان
الظاهر: يتناجيان اثنان، بثبوت الياء بعد الجيم، إلا أن يقال: حذفت الياء تخفيفاً.
قلنا: وقد أثبتها الشيخ أحمد شاكر: فلا يتناجى، أخذاً من النسخة الكتانية، ويغلب على ظننا أن الكتاني هو الذي ثبتها على الجادة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق: هو ابن يوسف الأزرق،=(6/25)
3561 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَقَامُوا صَفَّيْنِ، فَقَامَ صَفٌّ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَفٌّ مُسْتَقْبِلَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّفِّ الَّذِينَ (1) يَلُونَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ قَامُوا فَذَهَبُوا، فَقَامُوا مَقَامَ أُولَئِكَ مُسْتَقْبِلِي الْعَدُوِّ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَقَامُوا مَقَامَهُمْ، فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ قَامُوا فَصَلَّوْا لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمُوا، ثُمَّ ذَهَبُوا فَقَامُوا مَقَامَ أُولَئِكَ مُسْتَقْبِلِي (2) الْعَدُوِّ، وَرَجَعَ أُولَئِكَ إِلَى مَقَامِهِمْ، فَصَلَّوْا لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمُوا " (3)
__________
= والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1169) ، ومسلم (2184) (38) ، وأبو داود (4851) ، والدارمي 2/282، وأبو يعلى (5255) ، والشاشي (392) و (411) و (540) و (541) و (542) و (543) ، والطبراني في "الأوسط" (1744) ، وأبو نعيم فى "الحلية" 4/107 من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الشاشي (538) من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، به، مطولاً.
وسيأتي بالأرقام (4039) و (4040) و (4093) و (4106) و (4175) و (4190) و (4191) و (4395) و (4407) و (4424) و (4436) .
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6647) ، وذكرنا هناك بقية شواهده.
(1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : الذي.
(2) في (ص) و (ظ14) : مستقبل.
(3) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن=(6/26)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مسعود- لم يسمع من أبيه، وخصيف -وهو ابن عبد الرحمن الجزري الحضرمي- مختلف فيه، وثقه يحيى بن معين وأبو زرعة والعجلي وابن سعد، وضعفه أحمد والنسائي، وقال أبو حاتم: يخلط، وتكلم في سوء حفظه، وقال ابن عدي: إذا حدث عن خصيف ثقة فلا بأس بحديثه وبرواياته.
وأخرجه أبو داود (1244) ، وأبو يعلى (5353) من طريقين عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1245) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/311، والبيهقي في "السنن" 3/261 من طرق عن خصَيف، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10272) من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن أبى عبيدة، به.
وسيأتي بنحوه برقم (3882) .
وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (942) ، سيرد (6351) . لكن جاء في آخره: فقام كل واحد منهم، فركع لنفسه ركعة وسجد سجدتين. هذا لفظ البخاري، ولفظ أحمد: ثم قضى هؤلاء ركعة وهؤلاء ركعة. قال الحافظ في "الفتح" 2/430، 431: وظاهره أنهم أتموا لأنفسهم في حالة واحدة، ويحتمل أنهم أتموا على التعاقب، وهو الراجح من حيث المعنى، وإلا فيستلزم تضييع الحراسة المطلوبة وإفراد الإمام وحده، ويرجحه ما رواه أبو داود من حديث ابن مسعود ولفظه ... ثم ساق هذه الرواية.
وآخر من حديث أبي هريرة، سيرد 2/522.
وثالث مختصر من حديث زيد بن ثابت، سيرد 5/183.
ورابع من حديث ابن عباس، سيرد 5/183.
ولصلاة الخوف إذا كان العدو في غير جهة القبلة كيفيات أخرى، وردت من حديث جابر عند مسلم (843) ، سيرد 3/298.
ومن حديث عائشة، سيرد 6/275.=(6/27)
3562 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ الْجَزَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) ، قَالَ: عَلَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَ (2) النَّاسَ: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " (3)
3563 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَيَرُدُّ عَلَيْنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ سَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَيْكَ فِي الصَّلَاةِ،
__________
= ومن حديث صالح بن خَوات عمن صلى مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم ذات الرقاع عند
مالك (559) ، والبخاري (4129) و (4131) ، ومسلم (842) .
(1) قوله: "عن عبد الله"، سقط من (ص) .
(2) في (ق) : يعلمه.
(3) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، وخصيف الجزري هو ابن عبد الرحمن، مختلف فيه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/292 عن ابن فضيل -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9936) من طريق عبد الواحد بن زياد وعتاب بن بشير، كلاهما عن خصيف، به.=(6/28)
فَتَرُدُّ عَلَيْنَا؟ فَقَالَ: " إِنَّ فِيَّ - أَوْ فِي الصَّلَاةِ - لَشُغْلًا " (1)
__________
= وسيأتي بإسناد صحيح برقم (3622) .
وحديث التشهد من الأحاديث المتواترة، وقد ذكر الكتاني في "نظم المتناثر" ص 64، 65 أنه روي عن أربع وعشرين صحابياً، وقال الترمذي في حديث ابن مسعود هذا: هو أصح حديث في التشهد، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين. وقال البزار: أصح حديث في التشهد عندي حديث ابن مسعود، روي عنه من نيف وعشرين طريقاً ... ثم سرد أكثرها، وقال: لا أعلم في التشهد
أثبت منه، ولا أصح أسانيد، ولا أشهر رجالاً ... فقال الحافظ في "الفتح" 2/315: ولا خلاف بين أهل الحديث في ذلك.
قال الكتاني: واختار الشافعي تشهد ابن عباس لأنه مع صحته أجمع وأكثر لفظاً من غيره، و [اختار] مالك تشهد عمر لأنه علمه للناس على المنبر، ولم ينازعه أحد، فدل على تفضيله، ولأنه أورده بصيغة الأمر، فدل على مرتبته.
قلنا: حديث ابن عباس تقدم برقم (2665) .
وحديث عمر هو في "الموطأ" (499) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مِهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي خال إبراهيم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/73، والبخاري (1199) و (1216) ، ومسلم (538) (34) ، وأبو داود (923) ، وأبو يعلى (5188) ، وابن خزيمة (855) ، وأبو عوانة 2/139 والطبراني في "الكبير" (10126) ، والبيهقي في "السنن" 2/248 من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1199) أيضا، و (3875) ، ومسلم (538) (34) ، وابن خزيمة (858) ، وأبو عوانة 2/139، والبيهقي في "السنن" 2/356، والبغوي (724) من طريقين عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (538) ، والطبراني في "الكبير" (10127) ، والقضاعي (1158) من طريق شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، به.=(6/29)
3564 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَضْلُ صَلَاةِ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاتِهِ وَحْدَهُ، بِضْعٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً " (1)
__________
= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/18، 19 عن محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا ابن أبي غنِية -واسمه يحيى بن عبد الملك- والقاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان، عن الزبير بن عدي، عن كلثوم، عن ابن مسعود.
وأخرجه ابن ماجه (1019) ، وأبو يعلى (5398) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/455، والطبراني في "الكبير" (10131) ، والدارقطني 1/341 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود.
وأخرجه عبد الرزاق (3593) من طريق ابن سيرين أن ابن مسعود، وهو منقطع. وأخرجه عبد الرزاق أيضا (3591) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (10124) عن معمر، عن حماد، عن أبي وائل -أو عن إبراهيم، شك معمر-، عن ابن مسعود.
وأخرجه عبد الرزاق (3592) عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10125) من طريق ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود.
وسيأتي برقم (3884) ، وبنحوه برقم (3575) و (3885) و (3944) و (4145) و (4417) .
وفي الباب عن جابر عند البخاري (1217) ، ومسلم (540) (36) .
وعن زيد بن أرقم عند البخاري (1200) ، ومسلم (539) (35) .
وعن حميد الحِمْيري عمن يرضى به عند عبد الرزاق (3590) .
(1) صحيح لغيره، عطاء بن السائب -وإن كان قد اختلط، ورواية محمد بن=(6/30)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فضيل عنه بعد الاختلاط-، قد توبع. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/479، والبزار (458) ، وأبو يعلى (4995) و (5076) و (5190) ، والطبراني في "الكبير" (10103) من طريق محمد بن فضيل، شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (699) من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري، و (700) ، والطبراني في "الكبير" (10102) من طريق خليفة بن حصين، وأخرجه الطبراني (10098) من طريق أبي إسحاق السبيعي، و (10104) من طريق أبى حَصِين -وهو عثمان بن عاصم الأسدي- أربعتهم عن أبي الأحوص، به.
وأخرجه عبد الرزاق (2003) عن الثوري، وابن أبي شيبة 2/481 عن أبي الأحوص -وهو سلام بن سليم- كلاهما عن أبي إسحاق -وهو السبيعي- عن أبى الأحوص، به، موقوفاً.
وأخرجه موقوفاً أيضاً ابن أبي شيبة 2/480 عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حَصين، عن أبي الأحوص، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/38، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد ثقات.
وسيأتي من طرق أخرى عن أبي الأحوص بالأرقام (3567) و (4158) و (4159) و (4323) و (4324) و (4433) .
وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (645) ، ومسلم (650) ، سيرد (4670) .
وعن أبي هريرة عند البخاري (477) و (647) ، سيرد 2/233 و328.
وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (646) ، سيرد 3/55.
وعن عائشة، سيرد 6/49.
وعن أبي بن كعب عند عبد الرزاق (2004) ، وابن ماجه (790) ، والطيالسي (75) .=(6/31)
3565 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَتَى لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالَ: " مَنْ يَذْكُرُ مِنْكُمْ لَيْلَةَ الصَّهْبَاوَاتِ؟ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَنَا بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَإِنَّ فِي يَدِي لَتَمَرَاتٍ أَتَسَحَّرُ (1) بِهِنَّ، مُسْتَتِرًا بِمُؤْخِرَةِ رَحْلِي مِنَ الْفَجْرِ، وَذَلِكَ حِينَ طَلَعَ الْقَمَرُ (2) " (3)
__________
= وعن أنس عند البزار (459) ، والطبراني في "الأوسط" (2199) أورده الهيثمي في "المجمع" 2/38، وقال: ورجال البزار ثقات.
وعن زيد بن ثابت عند الطبراني في "الكبير" (4936) ، قال الهيثمي 2/39: وفيه الربيع بن بدر، وهو ضعيف.
وعن صهيب عند الطبراني في "الكبير" (7305) ، قال الهيثمي 2/38: وفيه من لم يسم.
وعن معاذ عند البزار (454) ، وزاد الهيثمي في "المجمع" 2/39 نسبته إلى الطبراني في "الكبير"، وقال: وفيه عبد الحكيم بن منصور، وهو ضعيف.
وعن ابن عباس موقوفاً عند ابن أبي شيبة 2/481.
(1) في (ص) : أستحر، وهو الواقع في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) في (ظ14) : القمير، بالتصغير، وهي كذلك في نسخة السندي.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وباقي رجاله ثقات، المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، اختلط بأخرة، وسماع البصريين منه جيد، ومنهم عمرو بن الهيثم. سعيد بن عمرو: هو ابن جعدة بن هبيرة المخزومي، ذكره ابن حبان في "الثقات" 6/370، وروى عنه جمع، ونقل الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 154 عن البخاري قوله: ويقال له: سعد، يعني بسكون المهملة، وإنما حكى البخاري هذا القول في سعيد بن=(6/32)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عمرو بن سليم الزرقي.
وأخرجه الطيالسي (329) ، وأبو يعلى (5393) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/93، والطبراني في "الكبير" (10289) من طرق عن المسعودي، بهذا الإسناد، وزاد الطبراني: وذلك ليلة سبع وعشرين. وتصحف سعيد بن عمرو في مطبوع "شرح معاني الآثار" إلى: سعد بن عمرو.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/174-175 ونسبه إلى أحمد وأبي يعلى والطبراني في "الكبير".
وسيأتي برقم (3764) ، ويكرر برقم (4326) ، وانظر (3857) و (4374) .
وفي الباب (في أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين) :
عن ابن عمر عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/91، سيرد (5283) .
وعن أبي بن كعب عند مسلم (762) (179) و (180) ، سيرد 5/130.
وعن أبي هريرة عند مسلم (1170) ، ولفظه: قال أبو هريرة: تذاكرنا ليلة القدر، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أيكم يذكر حينَ طلع القمر كأنه شق جَفنة؟ " قال أبو الحسن الفارسي: أي ليلة سبع وعشرين، فإن القمر يطلع فيها بتلك الصفة.
وعن معاوية عند أبي داود (1386) .
وعن جابر بن سمرة عند الطبراني في "الأوسط" فيما نقله الحافظ في "الفتح" قوله: "ليلة الصهباوات": قال السندي: هكذا جاء اللفظ في هذا الحديث في مسند أحمد وأبي يعلى والطبراني، ولم أر أحداً تعرض له، ويحتمل أن يكون الصهباوات اسم موضع نزلوا فيه تلك الليلة، فأضيفت الليلة إليه، أو هي جمع صهباء، وهي ناقة حمراء يعلوها سواد، وكأنهم كانوا غالب تلك الليلة على ظهورها،
فأضيفت الليلة إليها.
قوله: "مستتراً بمؤخرة رحلي من الفجر": قال السندي: أي: احترازاً عن ظهوره علىَّ، فإنه إذا ظهر علىَّ امتنع الأكل في حقي، وفيه أن المحَرَّمَ العلم بطلوع الفجر،=(6/33)
3566 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا "، فَقِيلَ: زِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ قِيلَ: صَلَّيْتَ خَمْسًا، " فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ " (1)
__________
= لا نفس الطلوع، وأنه يجوز للإنسان الاحتراز عن أسباب العلم عند مظنة الطلوع، احترازاً عن الوقوع في التحريم.
قلنا: هذا الاستنباط فيه نظر، وربما يسَلم له فيما لو صَح الحديث، أما وهو ضعيف، فلا يعتد به.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن الهيثم، فمن رجال مسلم. شعبة: هو ابن الحجاج، والحكم: هو ابن عتيبة الكوفي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخَعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه البخاري (1226) و (7249) ، ومسلم (572) (91) ، وأبو داود (1019) ، والترمذي (392) ، والنسائي في "المجتبى" 3/32، وفي "الكبرى" (578) ، والدارمي 1/352، وأبو يعلى (5279) ، وابن خزيمة (1056) و (1057) ، وابن حبان (2658) ، والشاشي (308) و (309) و (310) و (312) ، والطبراني في "الكبير" (9841) ، والبيهقي في "السنن" 2/341-342، والبغوي (756) من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وفيه عند أكثرهم بعد قوله: فقيل زيد في الصلاة، فقال: "وما ذاك؟ " وأخرجه الشاشي (305) من طريق أبي بكر النهشلي، وابن حبان (2681) ، والطبراني في "الكبير" (9844) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والطبراني أيضاً (9842) من طريق الهيثم الصيرفي، و (9843) من طريق ابن أبي ليلى، أربعتهم عن الحكم بن عتيبة، به. قلنا: كذا وقع عند الشاشي: عن أبي بكر النهشلي، عن الحكم بن عتيبة، ووقع بينهما عند الطبراني والبزار: الهيثم الصيرفي -وهو ثقة-،=(6/34)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ونقل محقق الشاشي عن البزار قوله: وحديث الهيثم الصيرفي عن الحكم لا نعلم رواه عنه إلا أبو بكر النهشلي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/32، وفي "الكبرى" (578) ، وابن خزيمة (1057) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، عن الحكم ومغيرة، عن إبراهيم، به. ومغيرة -وهو ابن مِقْسَم الضبي- يدلس عن إبراهيم، فهو ضعيف الحديث فيه إن لم يصرح بالسماع، لكنه متابَع بالحكم.
وأخرجه مطولاً الشاشي (311) ، والطبراني في "الكبير" (9837) من طريق مَندل، عن مغيرة، عن إبراهيم، به. ومندل ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9836) من طريق طلحة بن مصرف، و (9838) من طريق عبيدة -وهو ابن معتب الضبي-، و (9839) و (9840) من طريق حماد -وهو ابن أبي سليمان- ثلاثتهم عن إبراهيم، به. ورواية طلحة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى العصر، ورواية عبيدة أنه صلى الظهر أو العصر.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (206) من طريق أشعث بن عطاف، وفي "الكبير" (9833) من طريق يحيى بن الضريس، كلاهما عن سفيان الثوري، عن أبي حَصِين -وهو عثمان بن عاصم الأسدي- عن إبراهيم، به، ولفظه: "إذا شك أحدكم في المكتوبة فليتحر، ثم يسجد سجدتي السهو". قال الطبراني: لم يروه عن أبي حصين إلا سفيان، ولا عن سفيان إلا أشعث بن عطاف ويحيى بن الضريس الرازيان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9834) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/236 من طريق سفيان الثوري، عن حصين بن عبد الرحمن، عن إبراهيم، به، بلفظ سابقه.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/124 من طريق القاسم الوزان، عن وكيع، عن مسعر، عن أبي حصين، وحصين بن عبد الرحمن، عن إبراهيم، به. قال الدارقطني: وكلاهما وهم. قلنا: لأنه لم يروه عن حصين إلا سفيان فيما ذكره الطبراني كما نقلناه آنفاً.=(6/35)
3567 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْجَمِيعِ (2) تَفْضُلُ عَلَى (3) صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ، خَمْسَةً وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، كُلُّهَا مِثْلُ صَلَاتِهِ " (4)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9835) من طريق حبيب بن حسان، عن علقمة، به، وفيه: صلى بنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فزاد أو نقص.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (95) من طريق الحسن بن عبيد الله، عن منصور بن المعتمر، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، وذكر الدارقطني في "العلل" 5/120 أنه رواه الحارث بن عمير، عن منصور، بالإسناد المذكور، ثم قال: ووهم فيه.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (1227) و (1228) ، ومسلم (573) ، سيرد 2/271 و284.
وعن عبد الله بن بحَينة عند البخاري (1224) و (1225) .
(1) وقع في (م) بين أبي الأحوص وعبد الله بن مسعود زيادة: عن سعيد بن عبد الله، وهو خطأ.
(2) في (ظ14) : الجمع.
(3) لفظ: "على" لم يرد في (س) و (ظ14) .
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، قتادة -وهو ابن دِعامة السدوسي- لم يسمع من أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فيما ذكره ابن أبي حاتم في "المراسيل" (142) ، ومحمد بن أبي عدي -وهو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي-، سَمعَ من سعيد -وهو ابن أبي عَروبة- بعد اختلاطه.
وأخرجه البزار (456) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإِسناد.=(6/36)
3568 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: أَنْتَ (1) سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ، وَقَالَ: مَرَّةً سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ " (2)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10101) من طريق أبي زيد النحْوي سعيد بن أوس، عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه الشاشي (701) من طريق هشام الدستوائي، و (702) من طريق أبان بن يزيد، كلاهما عن قتادة، به.
وسيأتي بإسناد صحيح برقم (4158) و (4159) و (4323) .
وسلف ذكر أطرافه برقم (3564) .
(1) في (ظ1) : آنت.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن، زياد بن أبي مريم وثقه العجلي والدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات"، واضطرب قول الذهبي فيه، فأطلق توثيقه في "الكاشف"، وقال في "الميزان" 2/93: فيه جهالة وقد وثق، وما روى عنه سوى عبد الكريم بن مالك -يعني الجزري- فيما أرى - قلنا: بل روى عنه أيضاً ميمون بن مهران وعاصم الأحول كما في "الجرح والتعديل" 3/546.
وقد اختلف على عبد الكريم الجزري فيه، وحاصل الخلاف أن جماعة رووا الحديث عن عبد الكريم، فقالوا: عن زياد بن أبي مريم -كما في هذه الرواية-، منهم السفيانان وخصيف بن عبد الرحمن.
وخالفهم جماعة رووه عن عبد الكريم، فقالوا: زياد بن الجراح -كما في الرواية الآتية برقم (4012) -، وقد بسط هذه المسالة ابن أبي حاتم في "العلل" 2/101-102، والدارقطني في "العلل" 5/193، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/511-514، والحافظ في "تهذيب التهذيب" 3/384-385، ورجح ابن أبي=(6/37)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حاتم والحافظ أنه زياد بن الجراح، قال الحافظ: ويحرر من كلام أهل حَران أن راوي حديث "الندم توبة" هو زياد بن الجراح، بخلاف ما جاء في رواية السفيانين، والله أعلم. قلنا: وعلى قول أنه زياد بن الجراح فالإسناد صحيح، لأن زياداً هذا ثقة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري.
وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1044) ، والحميدي (105) ، وابن أبي شيبة 9/361، وابن ماجه (4252) ، وأبو يعلى (4969) و (5129) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/199، والحاكم 4/243، والقضاعي في "مسنده" (13) ، والبيهقي في "السنن" 10/154 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه بهذه اللفظة، ووافقه الذهبي. وصححه البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1521) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/362، والشاشي (269) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/135، والقضاعي (14) من طريق سفيان الثوري، وأبو نعيم في "الحلية" 8/312 من طريق عمر بن سعيد أخي سفيان الثوري، كلاهما عن عبد الكريم الجزري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (269) أيضاً من طريق علي بن الجعد، عن شريك بن عبد الله، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم، به. قال المزي في "تهذيب الكمال" 9/512: وكأنه -يعني ابن الجعد- حمل حديث شريك على حديث سفيان، والمحفوظ: عن شريك، عن عبد الكريم، عن زياد بن الجراح.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/154 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم، عن عبد الله أنه قال: الندم توبة، والتائب كمن لا ذنب له. قال البيهقي: كذا رواه عبد الرزاق عن معمر منقطعاً موقوفاً بزيادته.=(6/38)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1048) عن هشيم، والحميدي (106) عن سفيان بن عيينة، وابن عدي في "الكامل" 4/1329 من طريق الحسن بن صالح، ثلاثتهم من طريق أبي سعد سعيد بن المرزبان البقال، عن عبد الله بن مَعقِل، به. قال سفيان بن عيينة: والذي حدثنا به عبد الكريم أحب إلي، لأنه أحفظ من أبي سعد. وصحح الدارقطني أيضاً في "العلل" 5/193 رواية عبد الكريم الجزري، عن زياد، عن ابن معقل، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/199 من طريق ابن وهب، عن مالك، عن عبد الكريم، عن رجل، عن أبيه، عن ابن مسعود، به.
وأخرجه أبو يعلى (5261) من طريق مالك بن مغول، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/405 من طريق حسام بن المصك، كلاهما عن منصور، عن خيثمة، عن رجل، عن عبد الله، به.
وأخرجه ابن حبان (612) و (614) من طريق مالك بن مغول، عن منصور، عن خيثمة، عن عبد الله، وهذا إسناد منقطع، خيثمة -وهو ابن عبد الرحمن- لم يسمع من ابن مسعود.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/193 من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه إسرائيل، عن رجل، عن عبد الله بن مَعقِل، عن أبيه، أنه سمع ابن مسعود يقول: والله ما أعلم التوبة إلا الندم. قال الدارقطني: كذا رواه يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه إسرائيل، عن رجل، عن أبيه، ويروى عن إسرائيل، عن عبد الكريم، عن زياد، عن ابن معقل، عن ابن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الصواب.
وسيأتي برقم (4012) و (4014) و (4016) و (4124) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف (2623) بلفظ: "كفارة الذنب الندامة".
وعن عائشة، سيرد 6/264.
وعن أنس عند ابن حبان (613) .
وعن وائل بن حجر عند الطبراني في "الكبير" 22/ (101) ، قال الهيثمي في "المجمع" 10/199: وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي، وثقه ابن حبان، وضعفه=(6/39)
3569 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَصَدَّقْنَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ " فَقَامَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ، فَقَالَتْ: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ " (1)
__________
= غير واحد، وبقية رجاله وثقوا.
وعن أبي سعد الأنصاري عند الطبراني في "الكبير" 22/ (775) ، وأبي نعيم في "الحلية" 10/398، قال الهيثمي في "المجمع" 10/199: وفيه من لم أعرفه.
وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الصغير" 1/69، وأبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/140، قال الهيثمي في "المجمع" 10/199: ورجاله وثقوا، وفيهم خلاف.
قال السندي: قوله: "الندم"، أي: على المعصية لكونها معصية، وإلا فإذا ندم عليها من جهة أخرى كما إذا ندم على شرب الخمر من جهة صرف المال عليه فليس من التوبة في شيء.
"توبة": أي: معظمها، ومستلزم لبقية أجزائها عادة، فإن النادم ينقلع عن الذنب في الحال عادة، ويَعْزِم على عدم العود إليه في الاستقبال، وبهذا القدر تتم التوبة، إلا في الفرائض التي يجب قضاؤها، فتحتاج التوبة فيها إلى القضاء، وإلا في حقوق العباد، فيحتاج فيها إلى الاستحلال أو الرد، والندم يعين على كل ذلك.
(1) صحيح لغيره وهذا سند محتمل للتحسين، فإن وائل بن مهانة -ولو لم يذكروا في الرواة عنه إلا ذراً -وهو ابن عبد الله المرهبي- ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال الذهبي: لا يعرف - قد قال أحمد فيه كما سيرد برقم (4152) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/176: كان من أصحاب ابن مسعود، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة، وذر الراوي عنه ثقة من رجال الشيخين. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، ومنصور: هو ابن المعتمر.=(6/40)
3570 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَهُمَا بَعْدَ السَّلَامِ (1) ، وَقَالَ
__________
= وأخرجه الحميدي (92) ، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (9257) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/325 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/110، وأبو يعلى (5112) و (5144) ، والحاكم 2/190 من طرق عن منصور، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وووافقه الذهبي، مع أنه قال في وائل بن مهانة في "الميزان": لا يعرف.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9258) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 6/45، من طريق منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن ذر، عن حسان، عن وائل بن مهانة، عن ابن مسعود، موقوفاً، وحسان مجهول وهو غير منسوب، وذكر المزي أن طريق ذر عن وائل بن مهانة مرفوعا دون زيادة حسان بينهما هو المحفوط.
وسيأتي بالأرقام (4019) و (4037) و (4122) و (4151) و (4152) .
وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم (79) (132) ، وسيأتي برقم (5343) .
وعن أبي هريرة عند مسلم (80) ، سيرد 2/373-374.
وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (304) و (1462) و (1951) ، ومسلم (80) .
وعن زينب الثقفية امرأة ابن مسعود، سيرد 2/373-374 و3/502 و6/363.
وعن جابر، سيرد 3/318.
وعن ابن عباس عند البخاري (29) ، ومسلم (907) ، وقد سلف برقم (2711) .
قوله: "تصدقن"، قال السندي: الظاهر أنه أمر ندب بالصدقة، وحمله بعضهم على الوجوب.
قوله: "فإنكن"، المراد: جنسكن، ولم يرد أن الحاضرات أكثر أهل النار، والمقصود أن الخوف عليكن أشد، فينبغي تخليص أنفسكن من المهلكة.
(1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : التسليم.(6/41)
مَرَّةً: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ السَّجْدَتَيْنِ فِي السَّهْوِ بَعْدَ السَّلَامِ " (1) (2)
3571 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ (3) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلِيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي " (4)
__________
(1) في (ظ14) : التسليم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه الحميدي (96) ، وابن أبي شيبة 2/29، وابن ماجه (1218) ، والدارقطني في "السنن" 1/377 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3566) ، وذكرنا هناك أطرافه وشواهده.
(3) تحرف في (م) إلى: ذر.
(4) إسناده حسن. عاصم -وهو ابن أبي النجود-، روى له البخاري ومسلم مقروناً، وهو صدوق حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. زِر: هو ابن حبيش.
وأخرجه الترمذي (2231) ، والطبراني في "الكبير" (10219) ، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/198، وأبو داود (4282) ، وابن حبان (5954) و (6825) ، والطبراني في "الكبير" (10213) و (10214) و (10215) و (10216) و (10217) و (10220) و (10221) و (10222) و (10224) و (10225) و (10226) و (10227) و (10228) و (10229) و (10230) ، وفي "الصغير" (1181) ، وابن عدي 2/517 و4/1544 و5/1796 و7/2555، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/195، والخطيب في "تاريخه" 4/388 من طرق عن عاصم، به. واسم عاصم سقط من إسناد مطبوع ابن أبي شيبة.=(6/42)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأورده الحاكم في "المستدرك" 4/442 دون أن يخرجه بإسناده، إنما ذكر أنه رواه سفيان الثوري وشعبة وزائدة وغيرهم عن أئمة المسلمين عن عاصم، به، وصححه الذهبي في "التلخيص".
وأخرجه بنحوه مطولاً ابن ماجه (4082) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا علي بن صالح، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. قال البوصيري في "الزوائد" (1441) : هذا إسناد فيه يزيد بن أبي زياد الكوفي، مختلف فيه ... لكن لم ينفرد به عن إبراهيم، فقد رواه الحاكم في "المستدرك" [4/464] من طريق عمرو بن قيس، عن الحكم، عن إبراهيم، به. قلنا: هذه متابعة لا يفرح بها، لأنها من طريق حنان -بالنون- بن سدير، عن عمرو بن قيس، وحنان هذا صاحب مناكير، كما ذكر الحافظ في "لسان الميزان"، ولذا سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: موضوع، وقد تصحف حنان في "المستدرك" إلى: حبان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10208) ، وابن عدي 7/2625، وأبو نعيم في "الحلية" 5/75 من طريق يوسف بن حوشب، عن أبي يزيد الأعور (وهو خلف بن حوشب) ، عن عمرو بن مرة، عن زر بن حبيش، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث يوسف بن حوشب وخلف، لم نكتبه إلا من هذا الوجه. قلنا: ويوسف بن حوشب لا يعرف.
وسيأتي برقم (3572) و (3573) و (4098) و (4279) .
وفي الباب عن علي سلف برقم (773) .
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/36، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وعن أبي هريرة عند الترمذي (2231) ، وابن ماجه (2779) ، وابن حبان (5953) .
وعن أم سلمة عند أبي داود (4284) ، وابن ماجه (4086) .
وعن ابن عباس عند ابن أبي شيبة 15/196.
وعن قرة بن إياس عند البزار (3325) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (68) ، قال=(6/43)
قَالَ عَبْدُ اللهِ (1) قاَلَ أَبِي: " حَدَّثَنَا بِهِ فِي بَيْتِهِ، فِي غُرْفَتِهِ، أُرَاهُ سَأَلَهُ بَعْضُ وَلَدِ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، أَوْ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ يَحْيَى "
3572 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَنْقَضِي الْأَيَّامُ، وَلَا يَذْهَبُ الدَّهْرُ حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، اسْمُهُ يُوَاطِئُ اسْمِي " (2)
__________
= الهيثمي في "المجمع" 7/314: رواه البزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه داود بن المحبر بن قحذم، عن أبيه، وكلاهما ضعيف.
وانظر حديث ثوبان الآتي 5/277.
وذكر الكتاني في "نظم المتناثر" ص 144 أحاديث خروج المهدي عن عشرين صحابيا، ثم قال: وقد نقل غير واحد عن الحافظ السخاوي أنها متواترة، والسخاوي ذكر ذلك في "فتح المغيث"، ونقله عن أبي الحسن الآبرِي. ثم رد الكتاني على ابن خلدون الذي أنكر هذه الأحاديث، ولِلشيخ الغماري كتاب "إيضاح المكنون" في الرد على ابن خلدون.
(1) قوله: "قال عبد الله" ورد في (ظ14) فقط.
(2) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عمر بن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه أبو داود (4282) ، والطبراني في "الكبير" (10223) ، من طريق عمر بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.
وسلف قبله (3571) ، وذكرنا هناك شواهده، وانظر ما بعده.(6/44)
3573 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا - أَو قَالَ (1) : " لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا - حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ (2) اسْمُهُ اسْمِي " (3)
3574 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ: وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا فَأَخَذْتُهَا مِنْ فِيهِ، وَإِنَّ فَاهُ لَرَطْبٌ بِهَا، فَلَا أَدْرِي بِأَيِّهَا خَتَمَ {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [المرسلات: 50] [أَوْ] (4) {وَإِذَا قِيلَ
__________
(1) لفظ: "قال" لم يرد في (ظ14) .
(2) في (ص) و (ق) و (م) : "ويواطئ".
(3) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، وزر: هو ابن حبيش.
وأخرجه أبو داود (4282) ، والطبراني في "الكبير" (10218) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2230) ، والطبراني في "الكبير" (10218) ، وابن حبان (6824) من طريقين عن سفيان الثوري، به. قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح.
وسلف برقم (3571) ، وذكرنا هناك أطرافه وشواهده.
(4) لفظ "أو" لم يرد في الأصول الخطية المعتمدة التي بين أيدينا، وأثبتناه نقلاً عن النسخة الكتانية.(6/45)
لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ} [المرسلات: 48] ؟ سَبَقَتْنَا حَيَّةٌ، فَدَخَلَتْ فِي جُحْرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ وُقِيتُمْ شَرَّهَا، وَوُقِيَتْ شَرَّكُمْ " (1)
3575 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ (2) كُنَّا بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ نَأْتِيَ أَرْضَ الْحَبَشَةِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، أَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ، فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ، حَتَّى قَضَوْا (3) الصَّلَاةَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحْدِثُ فِي أَمْرِهِ مَا
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وزر: هو ابن حبيش الأسدي.
وأخرجه عبد الرزاق (8389) ، والحميدي (106) وأبو يعلى (4970) ، والطبراني في "الكبير" (10154) ، وابن حبان (707) ، والحاكم 2/251 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو يعلى (5096) من طريق سلام بن سليمان أبي المنذر، عن عاصم، به.
وسيأتي بإسناد صحيح بالأرقام (3586) و (4004) و (4005) و (4063) و (4068) و (4069) و (4404) ، وبأسانيد أخرى بالأرقام (3649) و (3990) و (4335) و (4357) و (4377) .
(2) في (س) و (ظ14) و (ظ1) و (م) : إذا.
(3) في (س) : قضى.(6/46)
يَشَاءُ، وَإِنَّهُ قَدْ أُحْدِثَ مِنْ أَمْرِهِ (1) : أَنْ لَا نَتَكَلَّمَ (2) فِي الصَّلَاةِ " (3)
3576 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ،
__________
(1) في هامش (ق) : في أمره.
(2) في هامش النسخ الخطية: يتَكَلم.
(3) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/119 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (3594) ، والحميدي (94) ، وابن أبي شيبة 2/73، والنسائي في "المجتبى" 3/19، وأبو يعلى (4971) ، والطبراني في "الكبير" (10122) ، وابن حبان (2243) و (2244) ، والبيهقي في "السنن" 2/356، والبغوي (723) من طريق سفيان بن عيينة -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (924) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/451، 455، والطبراني في "الكبير" (10123) من طرق عن عاصم، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10130) من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن عبد الله.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم عن ابن مسعود في "صحيحه" 13/496.
وسيأتي برقم (3885) و (3944) و (4145) و (4417) ، وسلف بإسناد صحيح برقم (3563) بلفظ: "إن في الصلاة لشغلاً"، وذكرنا هناك شواهده.
قوله: "فأخذني ما قَرب وما بَعد": قال السندي: هما ككَرم، أي: غلب على التفكر في أحوالي القديمة والحديثة أيها كان سبباً لترك رد السلام.(6/47)
يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ " وَقَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ} [آل عمران: 77] (1)
3577 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمْنَعُ عَبْدٌ زَكَاةَ مَالِهِ إِلَّا جُعِلَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وجامع: هو ابن أبي راشد، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الشافعي في "السنن" (542) ، والحميدي (95) ، وابن أبي شيبة 7/3، والبخاري (7445) ، ومسلم (138) (222) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/184 والبيهقي في "السنن" 10/178 من طريق ابن عيينة، شيخ أحمد، بهذا الإسناد، وعندهم جميعا متابعة عبد الملك بن أعيَن جامع بن أبي راشد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/184 من طريق يزيد بن إبراهيم، عن حميد بن هلال، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، به.
وسيأتي برقم (3597) و (3946) و (4049) و (4212) و (4395) .
وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/518.
وعن عدي بن عميرة، سيرد 4/191-192.
وعن وائل بن حجر عند مسلم (139) (223) ، سيرد 4/317.
وعن أشعث بن قيس عند البخاري (6677) ، ومسلم (138) (220) ، سيرد 5/211-212، وسيرد ذكره في الرواية (3597) و (4395) .
وعن أبي أمامة عند مسلم (137) (218) و (219) ، سيرد 5/260.
وعن معقل بن يسار، سيرد 5/25.
وانظر حديث جابر الآتي 3/344.(6/48)
لَهُ شُجَاعٌ أَقْرَعُ يَتْبَعُهُ، يَفِرُّ (1) مِنْهُ وَهُوَ يَتْبَعُهُ (2) ، فَيَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ " ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ مِصْدَاقَهُ فِي كِتَابِ اللهِ: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 180] (3)
__________
(1) في (ظ1) : وهو يفر.
(2) في (ق) : شجاع أقرع، وهو يتبعه، وهو يفر منه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وجامع: هو ابن أبي راشد الصيرفي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/222 (بترتيب السندي) ، والحميدي (93) ، والترمذي (3012) ، والنسائي في "الكبرى" (11084) -وهو في "التفسير" (104) -، وفي "المجتبى" 5/11، وابن ماجه (1784) ، والطبري في "تفسيره" (8289) ، وابن خزيمة (2256) ، والبيهقي في "السنن" 4/81 من طريق سفيان بن عيينة -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد، وقد تابع عندهم جميعاً جامعَ بن أبي راشد عبد
الملك بن أعين. وعندهم عدا النسائي: ثم قرأ علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدل: ثم قرأ
عبد الله. وجاءت عند الترمذي مرتين، مرة مبهمة، ومرة: ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وهو عند الترمذي مطول بذكر الحديث الذي قبل هذا، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرج نحوه موقوفاً ابن أبي شيبة 3/213، والحاكم 2/298 من طريق أبي بكر بن عياش، وعبد الرزاق في "تفسيره" 1/141، والطبري (8285) و (8288) ، والطبراني في "الكبير" (9124) ، والحاكم 2/299 من طريق سفيان الثوري، والطبراني في "الكبير" (9122) من طريق يزيد بن عطاء، و (9123) من طريق شريك، أربعتهم عن أبي إسحاق، عن أبي وائل، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه موقوفاً أيضا الطبري في "تفسيره" (8292) ، والطبراني في "الكبير" (9126) من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، عن حكيم بن جبير، عن=(6/49)
قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: "يُطَوَّقُهُ فِي عُنُقِهِ"
3578 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً، إِلَّا قَدْ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ " (2)
__________
= سالم بن أبي الجعد، عن مسروق، عن ابن مسعود.
وأخرجه موقوفاً أيضاً الطبراني في "الكبير" (9125) من طريق الحسن بن الربيع، عن أبي الأحوص، عن عاصم، عن أبي وائل، به.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (1403) ، سيرد 2/276 و316.
وعن ابن عمر، سيرد (5729) .
وعن جابر عند مسلم (988) ، سيرد 3/321.
وعن ثوبان عند ابن خزيمة (2225) ، وابن حبان (3257) ، وصححه الحاكم 1/388.
قوله: "إلا جعل له"، أي: لتعذيبه.
قوله: "شجاع": الشجاع: الحية الذكر، وقيل: الحية مطلقاً.
قوله: "أقرع": قال ابن الأثير: الأقرع الذي لا شعر على رأسه، يريد حية قد تمعط جلد رأسه لكثرة سمه وطول عمره.
قوله: "يفر منه": قال السندي: كأن هذا في أول الأمر قبل أن يصير طوقاً له.
قوله: "ما بخلوا به": أي: من المال، وهذا لا ينافي قوله تعالى: (والذين يَكنِزون الذهب والفضَّة ... ) الآية، إذ يمكن أن يجعل بعض أنواع المال طوقاً، وبعضها يحمى عليه في نار جهنم، أو يعذب حيناً بهذه الصفة، وحيناً بتلك الصفة.
(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَبِيبٍ. ولم يرد اسمه في النسخ الخطية.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وروي مرفوعاً وموقوفاً، ورفعه صحيح=(6/50)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عطاء: وهو ابن السائب، سمع منه سفيان -وهو ابن عيينة- قبل الاختلاط، وأبو عبد الرحمن -وهو عبد الله بن حبيب السلمي- سماعه من ابن مسعود صحيح، خلافاً لما نقل عن شعبة أنه لم يسمع منه، كما ذكر الحافظ في "تهذيب التهذيب" 5/184، وقد أثبت سماعه منه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/72، 73، وأثبت هو سماعه منه في هذا الإسناد، فقال: سمعت عبد الله بن مسعود.
وأخرجه الحميدي (90) ، والبيهقي في "السنن" 9/343، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/285، من طريق سفيان بن عيينة -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (6062) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والحاكم 4/196-197 من طريق عبيدة بن حميد، كلاهما عن عطاء بن السائب، به، وسكت عنه الحاكم والذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8969) من طريق عبد السلام بن حرب، عن عطاء، به، نحوه موقوفاً.
وأخرجه أبو يعلى (5183) من طريق جرير، عن عطاء، عن أبي وائل، عن أبي عبد الرحمن، عن ابن مسعود، مرفوعاً. وهذا الإسناد فيه زيادة أبي وائل، ولعلها من تخاليط عطاء بن السائب التي رواها حال الاختلاط، فإن الراوي في هذا السند عنه جرير بن عبد الحميد وهو ممن روى عنه بعد الاختلاط.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10331) من طريق يزيد بن هارون، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود، مرفوعاً.
وأخرجه الطيالسي (368) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/285، والبيهقي في "السنن" 9/345 من طريق المسعودي، والنسائي في "الكبرى" (6865) من طريق الربيع بن لوط، و (6863) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/326، وابن حبان (6075) من طريق سفيان الثوري، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/356 من طريق إبراهيم بن مهاجر، والحاكم 4/196 من طريق الركين بن الربيع، خمستهم عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود، مرفوعاً، بلفظ: "ما أنزل=(6/51)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الله داء إلا أنزل له دواء، فعليكم بألبان البقر، فإنها ترم من كل الشجر". قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وقد رواه أبو عبد الرحمن السلمي وطارق بن شهاب، عن عبد الله بن مسعود، ووافقه الذهبي. وقال ابن حجر في "النكت الظراف" 7/65: رواه الفريابي، عن سفيان، فقال: عن قيس بن مسلم، عن طارق، عن ابن مسعود، بدل: عطاء بن السائب، عن أبي عبد
الرحمن. وقول ابن مهدي أولى. ورواه أيوب بن عائذ، عن قيس بن مسلم، عن طارق، فلم يذكر ابن مسعود.
قلنا: وانظر "علل" ابن أبي حاتم 2/254، ورواية ابن مهدي سيرد تخريجها فى الرواية الآتية برقم (3922) .
وأخرجه عبد الرزاق (17144) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9163) عن سفيان الثوري، والطبراني أيضاً (9164) من طريق المسعودي، كلاهما عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود، موقوفاً.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6864) و (7567) من طريق يزيد بن أبي خالد، و (7566) من طريق أيوب الطائي، كلاهما عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب مرسلاً. وسيرد في "المسند" 4/315.
وذكره الدارقطني في "العلل" 5/334، فقال: يرويه عطاء بن السائب، وقد اختلف عنه، فرواه الثوري وابن عيينة وهمام وخالد بن عبد الله الواسطي، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، مرفوعاً.
ورواه وهيب وسعيد بن زيد أخو حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، موقوفاً.
ورواه شعبة فرفعه أبو داود، عنه، ووقفه الباقون من أصحابه، ورفعه صحيح.
قلنا: رواية الثوري سترد برقم (3922) و (4236) ، ورواية همام سترد برقم (4334) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (5678) .
وعن أنس، سيرد 3/156.=(6/52)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعن جابر، سيرد 3/335.
وعن أسامة بن شريك، سيرد 4/278.
وعن طارق بن شهاب مرسلا، سيرد 4/315.
وعن رجل من الأنصار، سيرد 5/371.
وعن زيد بن أسلم عند مالك في "الموطأ" (1983) (طبعة مؤسسة الرسالة) .
وعن أبي الدرداء عند أبي داود (3874) .
وعن أبي سعيد الخدري عند ابن أبي شيبة 8/2، والبزار (3016) ، والطبراني في "الأوسط" (2555) ، و"الصغير" (92) ، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/84: وفيه شبيب بن شيبة، قال زكريا الساجي: صدوق يهم، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن أبي موسى عند البزار (3017) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 5/84، 85، وقال: وفيه محمد بن سيار، وهو صدوق، وقد ضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات. قلنا: كذا قال، وليس في إسناده محمد بن سيار، إنما فيه محمد بن جابر.
وعن أم الدرداء عند الطبراني في "الكبير" 24/ (649) ، قال الهيثمي 5/86: ورجاله ثقات.
وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11337) ، قال الهيثمي 5/85: وفيه طلحة بن عمرو الحضرمي، وهو متروك.
قوله: "ما أنزل الله": قال السندي: أي خلَقَ، ولما كان الخلق من الله تعالى بواسطة بعض الأسباب السماوية عبر عنه بالإنزال، وقيل: عبر عنه بالإنزال، لأن الأمر التكويني ينزل من السماء، قال تعالى: (ينزل الأمر من السماء إلى الأرض) .
قوله: "شفاء": أي: سبب شفاء، وهو الدواء.
قال ابن قيم الجوزية في "زاد المعاد" 4/15: وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي، وأنه لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع داء الجوع والعطش، والحر والبرد بأضدادها، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات=(6/53)
3579 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ، فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا " (1)
__________
= لمسبباتها قدراً وشرعاً، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحكمة، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل، فإن تركها عجزاً ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب، وإلا كان معطلاً للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلا، ولا توكله عجزاً.
(1) إسناده ضعيف، المغيرة بن سعد بن الأخرم لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وأبوه سعد بن الأخرم مختلف في صحبته، وقد ذكره البخاري وأبو حاتم في التابعين، وذكره ابن حبان في "ثقات التابعين" 4/295، ولم يرو عنه سوى ولده المغيرة، فيما ذكر الذهبي في "الميزان" 2/119، ومع ذلك حسن إسناده الترمذي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير شِمْر -وهو ابن عطية- أخرج له الترمذي والنسائي في "اليوم والليلة"، وأبو داود في
"المراسيل" (295) ، وهو ثقة، وثقه ابن معين والنسائي والدارقطني وابن سعد والعجلي وابن نمير، وقصر الحافظ في "التقريب"، فقال فيه: صدوق. سفيان: هو ابن عيينة، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وقد نقل ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 72 عن الإمام أحمد قوله: الأعمش لم يسمع من شمر بن عطية. قلنا: قد صرح بسماعه منه عند الطيالسي (379) ، والشاشي (812) .
وأخرجه الحميدي (122) عن سفيان بن عيينة -شيخ أحمد- بهذا الإسناد=(6/54)
3580 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ،
__________
= وأخرجه الطيالسي (379) ، وعلي بن الجعد (1335) و (1466) ، والشاشي (812) و (813) ، والحاكم 4/322 من طريق شعبة، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/54، والترمذي (2328) ، والشاشي (817) و (818) من طريق سفيان الثوري، وابن أبي شيبة 13/241، وابن أبي عاصم في "الزهد" (202) ، وأبو يعلى (5200) ، وابن حبان (710) ، والخطيب في "تاريخه" 1/18 من طريق أبي معاوية، والخطيب 1/18 أيضاً من طريق أبي بدر -وهو شجاع بن الوليد- أربعتهم
عن الأعمش، به، وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي مع أنه قال في سعد بن الأخرم: تفرد عنه ولده المغيرة. وتحرف اسم شمر في "التاريخ الكبير" إلى: هشيم.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (505) ، والطيالسي (379) ، ويحيى بن آدم في "الخراج" (254) ، والشاشي (811) ، والبغوي (4035) ، من طريق قيس بن الربيع، والشاشي (816) من طريق مغيرة -وهو ابن مِقْسَم الضبي-، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" 2/135 و4/168، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/116 من طريق أبي إسحاق السبيعي، ثلاثتهم عن شمر بن عطية، به.
وسيكرر برقم (4048) و (4234) ، ويرد بمعناه بإسناد آخر برقم (4181) و (4184) و (4185) .
وضيعة الرجل: حِرْفتَه وصناعته ومعاشه وكسبه.
والنهي عن اتخاذ الضيعة -فيما لو صح الحديث- إنما يراد منه التوسع في ذلك، والانصراف إليه بالكلية، وإهمال الواجبات الأخرى المطلوبة منه، أما إذا كان يعمل في حرفته أو صناعته أو زراعته، وينمي ذلك ليستفيد ويفيد الناس، فهذا مما حض عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد وردت أحاديث صحاح في فضل ذلك، والحث عليه. انظر "فتح الباري" 5/4-5.(6/55)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ مِنْ خُلَّتِهِ (1) ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
__________
(1) في (ظ14) : خله. وكتب في هامش بقية النسخ الخطية.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابن عيينة، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الكوفي.
وأخرجه الحميدي (113) ، ومسلم (2383) (7) ، وابن حبان (6855) ، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/473 و12/5، وابن سعد 3/176، ومسلم (2383) (7) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1226) ، والنسائي في "الكبرى" (8105) ، وأبو يعلى (5180) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/442-443، والبغوي في "شرح السنة" (3867) ، من طرق عن الأعمش، به. ووقع عند ابن سعد عمرو بن مرة بدل عبد الله بن مرة.
وأخرجه مسلم (2383) (5) من طريق ابن أبي مليكة، عن ابن مسعود.
وسيأتى بالأرقام (3689) و (3749) و (3750) و (3751) و (3752) و (3753) و (3878) و (3880) و (3892) و (3909) و (4121) و (4136) و (4161) و (4182) و (4413) و (4354) .
وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (467) ، تقدم برقم (2432) .
وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (466) ، ومسلم (2382) (2) ، سيرد 3/18.
وعن عبد الله بن الزبير عند البخاري (3658) ، سيرد 4/4.
وعن أبي المعلى بن لوذان الأنصاري عند الترمذي (3659) ، سيرد 3/478=(6/56)
3581 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سُلَيْمَانُ، سَمِعْتُ شَقِيقًا، يَقُولُ: كُنَّا نَنْتَظِرُ عَبْدَ اللهِ فِي الْمَسْجِدِ يَخْرُجُ عَلَيْنَا، فَجَاءَنَا يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي النَّخَعِيَّ، قَالَ: فَقَالَ: أَلَا أَذْهَبُ فَأَنْظُرَ (1) ؟ فَإِنْ كَانَ فِي الدَّارِ، لَعَلِّي أَنْ أُخْرِجَهُ إِلَيْكُمْ، فَجَاءَنَا، فَقَامَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: إِنَّهُ لَيُذْكَرُ (2) لِي مَكَانُكُمْ فَمَا آتِيكُمْ كَرَاهِيَةَ أَنْ أُمِلَّكُمْ، لَقَدْ " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ، كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا " (3)
__________
= و4/211
وعن جندب بن عبد الله البجلي عند مسلم (532) (23) .
وعن أبي هريرة عند الترمذي (3661) .
والخلة بالضم: الصداقة والمحبة التي تَخَللَتْ قلبَ المحب، وتدعو إلى إطلاع المحبوب على سره، والخليل فعيل منه بمعنى الصديق، وقيل: هو من يعتمد عليه في الحاجة، فإن أصله: الخَلة بالفتح بمعنى الحاجة. ومعناه على الأول: لو جاز لي أن أتخذ صديقاً من الخلق تتخلل محبته في باطن قلبي، ويكون مطلعاً على سري لاتخذت أبا بكر، لكن محبوبي بهذه الصفة هو الله، وعلى الثاني: لو اتخذت من أرجع إليه في الحاجات، وأعتمد عليه في المهمات، لاتخذت أبا بكر، ولكن اعتمادي في جميع أموري على الله، وهو ملجئي وملاذي. قاله السندي.
(1) في (ق) : فأنظره.
(2) شكل في (س) و (ظ1) : ليَذْكر.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وأخرجه الحميدي (107) ، ومسلم (2821) (82) من طريق سفيان بن عيينة -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.=(6/57)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري (68) و (6411) ، ومسلم (2821) (82) ، والترمذي (2855) ، والشاشي (600) ، والطبراني في "الكبير" (10430) ، وابن عدي في "الكامل" 2/554، والبغوى (145) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه مسلم (2821) ، والطبراني في "الكبير" (10431) من طريق منجاب بن الحارث التميمي، عن علي بن مسهر، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي وائل، به، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
قال الدارقطني في "الأفراد" -كما في حاشية "العلل" 5/129-: تفرد به علي بن مسهر، عن الأعمش، عن عمرو، عن أبي وائل، ولم يروه عنه غير منجاب بن الحارث. وقال الدارقطني في "العلل" 5/129: وروي أيضاً عن أبي عوانة وعلي بن مسهر جميعاً عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، وهو الصحيح. فذكر الحافظ في "الفتح" 1/162 أن الأعمش سمعه من أبي وائل بلا
واسطة، وسمعه عنه بواسطة، وأراد [مسلم] بذكر الرواية الثانية -وإن كانت نازلة- تأكيده، أو لينبه على عنايته بالرواية من حيث إنه سمعه نازلاً، فلم يقنع بذلك حتى سمعه عالياً، وكذا صرح الأعمش بالتحديث عند المصنف (يعني البخاري) في الدعوات. قلنا: قد صرح بالتحديث أيضاً في روايتنا هذه.
وأخرجه أبو يعلى (5032) من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي وائل، به.
وسيأتي بالأرقام (3587) و (4041) و (4060) و (4188) و (4228) و (4409) و (4439) .
ويزيد بن معاوية النخعي الوارد اسمه في الحديث، قال الحافظ في "الفتح" 11/228: هو كوفي تابعي ثقة عابد، ذكر العجلي أنه من طبقة الربيع بن خثيم، وذكر البخاري في "تاريخه" أنه قتل غازياً بفارس، كان في خلافة عثمان، وليس له في "الصحيحين" ذكر إلا في هذا الموضع، ولا أحفظ له رواية.
وقوله: "يَتَخولنا": قال الحافظ في "الفتح" 1/162: بالخاء المعجمة وتشديد=(6/58)
3582 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْكَنُودِ: أَصَبْتُ خَاتَمًا يَوْمًا، فَذَكَرَهُ فَرَآهُ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي يَدِهِ فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَلَقَةِ الذَّهَبِ (1) "
__________
= الواو: قال الخطابي: الخائل -بالمعجمة- هو القائم المتعهد للمال، يقال: خالَ المالَ يخوله تخولاً: إذا تعهده وأصلحه، والمعنى: كان يراعي الأوقات في تذكيرنا، ولا يفعل ذلك كل يوم لئلا نمل. والتخون بالنون أيضاً، يقال: تخون الشيء إذا تعهده وحفظه، أي: اجتنب الخيانة فيه، كما قيل في تحنث وتأثم ونظائرهما. وقد قيل: إن أبا عمرو بن العلاء سمع الأعمش يحدث هذا الحديث، فقال: "يتخولنا" باللام، فرده عليه بالنون، فلم يرجع لأجل الرواية، وكلا اللفظين جائز. وحكى أبو عبيد الهروي في "الغريبين" عن أبي عمرو الشيباني أنه كان يقول: الصواب "يتحولنا" بالحاء المهملة، أي: يتطلب أحوالنا التي ننشط فيها للموعظة. قلت: والصواب من حيث الرواية الأولى، فقد رواه منصور عن أبي وائل كرواية الأعمش، وإذا ثبتت الرواية وصح المعنى، بطل الاعتراض.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف منقطع، يزيد -وهو ابن أبي زياد الهاشمي الكوفي- ضعيف، ولم يسمع من أبي الكنود، إنما يرويه عن أبي سعد الأزدي عنه، كما في الرواية الآتية برقم (3715) و (3804) . وأبو الكنود مختلف في اسمه، قيل: اسمه عبد الله بن عامر، وقيل: عبد الله بن عوف، وقيل: عبد الله بن عمران، وقيل غير ذلك، روى عنه جمع، ووثقه ابن سعد في "الطبقات" 6/177، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/44. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10495) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن جبارة بن مغَلس، عن قيس بن الربيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي الكنود عبد الله بن عويمر، عن ابن مسعود. وجبارة بن مغلس متروك، وقيس بن الربيع ضعيف.
وسيرد برقم (3715) و (3804) ، ومطولاً برقم (3605) و (3774) و (4179) .=(6/59)
3583 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ (1) أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِقَّتَيْنِ، حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْهَدُوا " (2)
__________
= وانظر (4025) .
وله شاهد من حديث علي تقدم برقم (722) .
وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (5864) ، ومسلم (2089) ، سيرد 2/468.
وثالث من حديث عبد الله بن عمرو، سيرد (6518) .
ورابع من حديث البراء بن عازب عند البخاري (5863) .
وخامس من حديث عبد الله بن عمر عند البخاري (5865) ، ومسلم (2091) .
وسادس من حديث ابن عباس عند مسلم (2090) ، وآخر عند أبي يعلى (2724) .
قوله: "عن حلقة الذهب"، أي: عن خاتم حلقته من ذهب. قاله السندي.
قلنا: وهذا النهي خاص بالرجال، وأما النساء فيباح لهن التحلي بالذهب المحلق وغير المحلق بإجماع أهل العلم، سلفاً وخلفاً، نقل ذلك الجصاص الرازي في "أحكام القرآن" 4/477، والقرطبي في "تفسيره" 16/71-72، والنووي في "المجموع" 4/442 و6/40، وابن حجر في "فتح الباري" 10/317.
(1) لفظ "عن" سقط من (ص) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وابن أبي نجيح: هو عبد الله المكي الثقفي، ومجاهد: هو ابن جبر، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي الكوفي.
وأخرجه البخاري (3636) و (4865) ، ومسلم (2800) (43) ، والترمذي=(6/60)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (3287) ، والنسائي في "الكبرى" (11553) -وهو في "التفسير" (573) -، وأبو يعلى (4968) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/302 والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/264 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "التفسير" 2/257 مطولاً، ومن طريقه الحاكم 2/471-472، والبيهقي في "الدلائل" 2/265 عن سفيان بن عيينة ومحمد بن مسلم الطائفي، عن ابن أبي نجيح بنحوه، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما اتفقا على حديث أبي معمر، عن عبد الله مختصراً. وقال الذهبي: رواه هكذا عبد الرزاق عن ابن عيينة ومحمد بن
مسلم عنه، وأصله في الكتابين (يعني الصحيحين) .
وعلقه البخاري بإثر الحديث (3869) ، فقال: وقال أبو الضحى، عن مسروق، عن عبد الله: انشق بمكة، ووصله الطيالسي (295) ، والطبري 27/85، والبزار (2408) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (211) و (212) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/266 من طريقين عن مغيرة، عن أبي الضحى، به.
وأخرجه الطبراني (9997) من طريق موسى بن عمير، عن منصور بن المعتمر، عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود.
وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (207) من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن عاصم، عن زِر، عن ابن مسعود.
وسيرد برقم (3924) و (4270) و (4360) .
وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم (2801) ، أخرجه من طريق مجاهد عن ابن عمر، ورواية أحمد هنا هي من طريق مجاهد أيضاً، عن أبي معمر، عن ابن مسعود. قال الحافظ في "الفتح" 7/183: فالله أعلم هل عند مجاهد فيه إسنادان، أو قول من قال: ابن عمر، وهم من أبي معمر.
وعن أنس عند البخاري (3637) و (3868) ، سيرد 3/165.
وعن جبير بن مطعم، سيرد 4/81-82.=(6/61)
3584 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَوْلَ الْكَعْبَةِ سِتُّونَ
__________
= وعن ابن عباس عند البخاري (3638) و (3870) ، ومسلم (2803) .
وعن حذيفة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/303، و"دلائل النبوة" لأبي نعيم 2/115.
وعن علي عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/301.
وأورد الحاكم من الشواهد حديث عبد الله بن عمرو، أخرجه 2/472 من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمرو، وهذا وهم وقع أيضاً عند الذهبي في "التلخيص"، والصواب: عن ابن عمر، كما هو عند الطيالسي في "مسنده" برقم (1891) ، وكذلك هو عند مسلم كما ذكرنا آنفاً.
قال ابن كثير في "السيرة النبوية" 2/114: وقد أجمع المسلمون على وقوع ذلك في زمنه عليه الصلاة والسلام، وجاءت بذلك الأحاديث المتواترة من طرق متعددة تفيد القطع عند من أحاط بها، ونظر فيها، ثم ذكر أحاديث الباب التي أوردناها هنا، وقال في آخرها: فهذه طرق متعددة قوية الأسانيد، تفيد القطع لمن تأملها، وعرف عدالة رجالها.
ونقل الحافظ في "الفتح" 7/185 عن أبي إسحاق الزجاج قوله في "معاني القرآن": أنكر بعض المبتدعة الموافقين لمخالفي الملة انشقاق القمر، ولا إنكار للعقل فيه، لأن القمر مخلوق لله يفعل فيه ما يشاء، كما يكوره يوم البعث ويفنيه، وأما قول بعضهم: لو وقع، لجاء متواتراً، واشترك أهل الأرض في معرفته، ولما اختص بها أهل مكة. فجوابه أن ذلك وقع ليلاً وأكثر الناس نيام، والأبواب مغلقة،
وقل من يراصد السماء إلا النادر، وقد يقع بالمشاهدة في العادة أن ينكسف القمر وتبدو الكواكب العظام وغير ذلك في الليل، ولا يشاهدها إلا الآحاد، فكذلك الانشقاق كان آية وقعت في الليل لقوم سألوا واقترحوا، فلم يتأهب غيرهم لها.(6/62)
وَثَلَاثُ مِائَةِ نُصُبٍ، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ كَانَ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: " {جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: 49] ، {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، ابن أبي نجيح: هو عبد الله، مجاهد: هو ابن جبر، أبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي الكوفي.
وأخرجه الحميدي (86) ، وابن أبي شيبة 14/488، والبخاري (2478) و (4287) و (4720) ، ومسلم (1781) (87) ، والترمذي (3138) ، والنسائي في "الكبرى" (11297) و (11428) -وهو في "التفسير" (317) و (448) - وأبو يعلى (4967) ، وابن حبان (5862) ، والبيهقي في "السنن" 6/101، والبغوي (3813) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ج1، ق2/388، ومن طريقه مسلم (1781) ، والطبري في "التفسير" 15/152، والطبراني في "الكبير" (10535) ، و"الأوسط" (2324) ، و"الصغير" (210) ، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الثوري إلا عبد الرزاق.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10427) ، و"الأوسط" (318) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 7/315 عن أحمد بن رشدين، عن عبد الغفار بن داود أبي صالح الحراني، عن ابن عيينة، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل، عن ابن مسعود.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن جامع بن أبي راشد إلا سفيان بن عيينة، تفرد به أبو صالح الحراني. وقال نحوه أبو نعيم.
وفي الباب عن جابر عند ابن أبي شيبة 14/487.
وعن أبي هريرة في حديث طويل عند مسلم (1780) (84) .
وعن ابن عباس عند البزار (1825) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (10656) ، قال الهيثمي في "المجمع" 6/176: رواه الطبراني ورجاله ثقات،=(6/63)
3585 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: وَلَيْسَ مِنْهَا مَنْ يَقْدُمُهَا (1) وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْجَابِرَ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ الْحَنَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ يَقُولُ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّيْرِ بِالْجِنَازَةِ، فَقَالَ: " مَتْبُوعَةٌ، وَلَيْسَتْ بِتَابِعَةٍ " (2)
__________
= ورواه البزار باختصار.
وعن ابن عمر عند الطبراني في "الكبير" (13643) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/176، وزاد نسبته إلى "الأوسط"، وقال: فيه عاصم بن عمر العمري، وهو متروك (بل ضعيف) ، ووثقه ابن حبان، وقال: يخالف ويخطئ، وبقية رجاله ثقات.
(1) في هامش النسخ الخطية: تقدمها.
(2) إسناده ضعيف لجهالة أبي ماجد الحنفي -وفي بعض الروايات: أبو ماجدة-، قال ابن المديني: لا نعلم أن أحداً روى عنه غير يحيى الجابر، وقال البخاري في "الكنى" ص 73، و"التاريخ الصغير" 1/267: قال الحميدي، عن ابن عيينة: قلت ليحيى [الجابر] : من أبو ماجد؟ قال: طارئ طرأ علينا، فحدثنا وهو منكر الحديث. وقال أحمد والترمذي والدارقطني والساجي: مجهول، وقال النسائي: منكر الحديث.
ويحيى الجابر: هو يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر -ويقال: المجبر-، كان يجبر الأعضاء، ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي، وقال الدارقطني: كوفي يعتبر به، ولا يتابع على أحاديثه، ولا يكاد يروي عن شيوخه غيره، وقال العجلي: يكتب حديثه، وليس بالقوي، وقال أحمد: ليس به بأس، ووثقه الترمذي، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه مطولاً ابن أبي شيبة 3/279، وأبو داود (3184) ، والترمذي (1011) ، وابن ماجه (1484) ، وأبو يعلى (5038) و (5154) و (5404) من طرق عن يحيى الجابر، بهذا الإِسناد، وضعفه أبو داود، وقال الترمذي: لا يعرف من حديث عبد=(6/64)
3586 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى، قَالَ: فَخَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْتُلُوهَا " فَابْتَدَرْنَاهَا، فَسَبَقَتْنَا (1)
__________
= الله بن مسعود إلا من هذا الوجه. سمعت محمد بن إسماعيل يضعف حديث أبي ماجد هذا.
ثم قال الترمذي: وقد ذهب بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم إلى هذا، رأوا أن المشي خلفها أفضل، وبه يقول سفيان الثوري وإسحاق، وسيأتي مطولاً برقم (3734) و (3939) و (3978) و (4110) .
وله شواهد لا يفرح بها ذكرها الزيلعي في "نصب الراية" 2/290-293.
قوله: "وليس منها"، أي: من اتباع الجنازة.
قوله: "من يَقْدمها"، بضم الدال، أي: ليس المتقدم تابعاً لها فلا يثاب. قاله السندي. وقال صاحب "تحفة الأحوذي" 4/91 (ليس منها من تقدمها) ، أي: لا يثبت له الأجر. قلنا: قد وقع في مطبوع الترمذي بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي: "ليس منا" بدل "ليس منها"، وهو خطأ، وقد ورد على الصواب في طبعة "تحفة الأحوذي"، ويؤيده أن لفظ أبي داود: "ليس معها". ورجح الشيخ أحمد شاكر لفظ "منا"، ولا وجه له.
وسيأتي من حديث ابن عمر (4539) أنه رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر
يمشون أمام الجنازة.
ويأتي من حديث المغيرة بن شعبة 4/248، 249 أن الراكب يسير خلف الجنازة، والماشي أمامها، وإليه ذهب الإِمام أحمد فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 2/295.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مِهران،=(6/65)
3587 - حَدَّثَنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَرْوِي عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يَخْرُجُ إِلَيْنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَأُخْبَرُ بِمَكَانِكُمْ، وَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ إِلَّا كَرَاهِيَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه البخاري (1830) و (4934) ، ومسلم (2234) و (2235) ، والنسائي في "المجتبى" 5/208، وفي "الكبرى" (11643) -وهو في "التفسير" (663) -، وابن خزيمة (2668) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/168، وابن حبان (708) ، والطبراني في "الكبير" (10149) ، والبيهقي في "السنن" 5/210، من طريق حفص بن غياث -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4931) ، ومسلم (2234) ، وأبو يعلى (5158) ، من طريق جرير، والطبراني في "الكبير" (10148) ، و"الأوسط" (1184) من طريق زيد بن أبي أنيسة، كلاهما عن الأعمش، به. وعلقه البخاري عقبه، عن أبي معاوية وسليمان بن قرم، عن الأعمش، به. فذكر الحافظ في "الفتح" 8/687 أن حفص بن غياث وأبا معاوية وسليمان بن قرم خالفوا رواية إسرائيل عن الأعمش في شيخ إبراهيم، فإسرائيل يقول: عن الأعمش، عن علقمة، وهؤلاء يقولون: الأسود.
قلنا: رواية إسرائيل سترد برقم (4005) و (4068) ، وسيرد أيضاً برقم (4069) و (4357) ، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3574) من طريق زر، عن ابن مسعود.
(1) في (م) : حدثنا سفيان، عن عبد الله بن إدريس، وهو خطأ، والصواب حذف سفيان. وعبد الله بن إدريس: هو ابن يزيد بنِ عبد الرحمن الأودي الكوفي، الثقة الفقيه العابد، قال فيه أحمد في رواية ابنه عبد الله كما في "الجرح والتعديل" 5/الترجمة (44) : كان نسيح وحده، وقال أبو حاتم: هو حجة يحتج بها، وهو إمام من أئمة المسلمين، ثقة، روى له الجماعة.(6/66)
كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ (1) كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا " (2)
3588 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، وَعَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " إِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْرِشْ (3) ذِرَاعَيْهِ فَخِذَيْهِ، وَلْيَجْنَأْ، ثُمَّ طَبَّقَ بَيْنَ كَفَّيْهِ، فَكَأَنِّي (4) أَنْظُرُ إِلَى اخْتِلَافِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ثُمَّ طَبَّقَ بَيْنَ كَفَّيْهِ، فَأَرَاهُمْ " (5)
__________
(1) "في الأيام" لم يرد في (ق) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران.
وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.
وأخرجه مسلم (2821) ، وأبو يعلى (3226) من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإِسناد. وسلف برقم (3581) ، وذكرنا هناك مكرراته.
(3) هامش النسخ الخطية: فليفرش.
(4) في (ظ14) : فلكأني.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه مسلم (534) (26) ، وأبو داود (868) ، وأبو يعلى (5203) ، وأبو عوانة 2/165، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/83 من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإِسناد. ونقل البيهقي عن أبي معاوية قوله: هذا قد ترك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/245، 246، ومسلم (534) (27) ، والنسائي في "الكبرى" (618) و (798) ، و"المجتبى" 2/49، وابن خزيمة (1636) ، وأبو عوانة 2/164-166، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/229، والشاشي (368) و (427) ، وابن حبان (1875) ، والحازمي في "الاعتبار" 82-83 من طرق عن=(6/67)
3589 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا} [الأنعام: 82] إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ الَّذِي تَعْنُونَ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ
__________
= الأعمش، به.
وأخرجه مسلم (534) (28) ، وأبو عوانة 2/166، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/229، والشاشي (367) من طريق منصور، والنسائي في "الكبرى" (619) ، وفي "المجتبى" 2/184 من طريق الزبير بن عدي، كلاهما عن إبراهيم، به.
وسيأتي من طريق الأعمش برقم (4045) و (4272) ، ومن طرق أخرى برقم (3927) و (3928) و (3974) و (4053) و (4386) .
وسيرد نسخ حكم هذا الحديث برقم (3974) .
قوله: "وليجنأ"، قال ابن الأثير في "النهاية" في حرف الحاء: هكذا جاء في الحديث، فإن كانت بالحاء فهي من حَنَا ظهره: إذا عطفه، وإن كانت بالجيم فهي من جَنَأ الرجل على الشيء: إذا أكب عليه، وهما متقاربان، والذي قرأناه فى كتاب مسلم بالجيم، وفي كتاب الحميدي بالحاء. قال السندي: مقتضى الخط الجيم، فإنه مهموز، فتثبت همزته حالة الجزم، والذي بالحاء ناقص فيحذف منه حرف العلة حالة الجزم لفظاً وخطاً، والموجود في النسخ ما ثبت فيه آخره خطاً، فينبغي أن يجعل مهموزاً. فليتأمل.
قوله: "ثم طبق": التطبيق: أن يجمع بين أصابع يديه، ويجعلها بين ركبتيه في الركوع والتشهد. وهذا قد نسخ كما سيرد برقم (3974) .(6/68)
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ " (1)
3590 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَهْلِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه مسلم (124) (197) ، والطبري في تفسير سورة الأنعام، الآية 82، وأبو عوانة 1/73-74، والشاشي (336) ، وابن منده في "الإيمان" (267) ، والبيهقي في "السنن" 10/185 من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (270) ، والبخاري (32) و (3360) و (3428) ، و (3429) و (4629) و (4776) و (6918) ، ومسلم (124) (198) ، والترمذي (3067) ، والنسائي في "الكبرى" (11165) و (11390) -وهو في التفسير" (186) و (410) -، وأبو يعلى (5159) ، والطبري في تفسير الآية 82 من سورة الأنعام، وأبو عوانة 1/73-74 والشاشي (335) و (337) ، وابن حبان (253) ، وابن منده في "الإيمان" (266) و (267) و (268) ، والبيهقي في "السنن" 10/185 من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (4031) و (4240) .
قوله: "إنه ليس الذي تعنون": قال السندي: أي: ليس المراد الذي تفهمون من إطلاق الظلم، بل المراد الشرك، على أن تنكيره للتعظيم. فإن قلتَ: كيف يتصور خلط الإيمان بالظلم إذا أريد به الشرك؟ قلت: إن حمل على ما يعم الشرك الجلي والخفي، -وهو الرياء في العبادة- فالأمر واضح، لكن ظاهر الحديث خلافه، وإن حمل على الشرك الجلي كما هو المتبادر من الحديث، فالخلط يكون بالنفاق، بأن يؤمن ظاهراً، ويعتقد الشرك -نعوذ بالله- باطناً، وبالارتداد، فإن المرتد كالخالط بينهما، فإنه أتى بالكفر في وقت يتوقع فيه منه الإيمان، والله تعالى أعلم.(6/69)
الْكِتَابِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، أَبَلَغَكَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَحْمِلُ الْخَلَائِقَ عَلَى أُصْبُعٍ، وَالسَّمَاوَاتِ عَلَى أُصْبُعٍ (1) ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى أُصْبُعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى أُصْبُعٍ، وَالثَّرَى عَلَى أُصْبُعٍ؟ " فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ "، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الْآيَةَ
(2) [الأنعام: 91] (3)
__________
(1) قوله: "والسموات على إصبع" لم يرد في (ق) .
(2) في (ظ14) : إلى آخر الآية.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2786) (22) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (543) ، والطبري في "تفسيره" (الزمر: 67) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 76، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (707) و (708) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 333 من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7415) و (7451) ، ومسلم (2786) (21) و (22) ، والنسائي في "الكبرى" (11452) -وهو في "التفسير" (472) -، وابن أبي عاصم في "السنة" (544) ، وأبو يعلى (5160) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 76، وابن حبان (7325) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 334، من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 335 من طريق أسباط بن نصر، عن منصور، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن علقمة، به. قال الدارقطني في "العلل" 5/178: ووهم (يعني أسباط) في ذكر خيثمة.
وفي بعض طرق الحديث زيادة: "تعجباً له وتصديقاً" بعد قوله: فضحك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسيرد الكلام عنها في الرواية (4087) .
وانظر لزاماً "إعلام الحديث" 3/1898 للخطابي و"الأسماء والصفات" ص 335-337، و"فتح الباري" 13/398.(6/70)
3591 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ بِحِمْصَ، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا هَكَذَا أُنْزِلَتْ فَدَنَا مِنْهُ عَبْدُ اللهِ، فَوَجَدَ مِنْهُ رِيحَ الْخَمْرِ، فَقَالَ: أَتُكَذِّبُ بِالْحَقِّ، وَتَشْرَبُ الرِّجْسَ؟ لَا أَدَعُكَ حَتَّى أَجْلِدَكَ حَدًّا، قَالَ: فَضَرَبَهُ الْحَدَّ، وَقَالَ: " وَاللهِ، لَهَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
3592 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه مسلم (801) (249) ، وأبو يعلى (5193) من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (17041) ، والحميدي (112) ، والبخاري (5001) ، ومسلم (801) (249) ، والنسائي في "الكبرى" (8080) ، وأبو يعلى (5068) ، والطبراني في "الكبير" (9712) و (9713) من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (4033) .
قوله: "فضربه الحد": قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 6/88: هذا محمول على أن ابن مسعود كان له ولاية إقامة الحدود لكونْه نائباً للإِمام عموماً، أو قي إقامة الحدود، أو في تلك الناحية، أو استأذن من له إقامة الحد هناك في ذلك ففوضه إليه، ويحمل أيضاً على أن الرجل اعترف بشرب خمر بلا عذر، وإلا فلا يجب الحد بمجرد ريحها لاحتمال النسيان والاشتباه والإكراه وغير ذلك.
قال الحافظ في "الفتح" 9/50 بعد أن نقل قول النووي: والاحتمال الأول جيد، ويحتمل أيضاً أن يكون قوله: "فضربه الحد"، أي: رفعه إلى الأمير، فضربه، فأسند الضرب إلى نفسه مجازاً، لكونه كان سبباً فيه.(6/71)
كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عَبْدِ اللهِ بِمِنًى، فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ، فَقَامَ مَعَهُ يُحَدِّثُهُ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلَا نُزَوِّجُكَ جَارِيَةً شَابَّةً، لَعَلَّهَا أَنْ تُذَكِّرَكَ مَا مَضَى مِنْ زَمَانِكَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَقَدْ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ، فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/126، ومسلم (1400) (1) ، والنسائي في "المجتبى" 6/58، وفي "الكبرى" (5316) ، وأبو يعلى (5192) ، والشاشي (362) ، والبيهقي في "السنن" 7/77، و"شعب الإيمان" (5476) من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الدارمي 2/132، والبخاري (1905) و (5065) ، ومسلم (1400) (2) ، وأبو داود (2046) ، والنسائي في "المجتبى" 4/170 و6/57، وفي "الكبرى" (2549) و (5317) ، وابن ماجه (1845) ، والشاشي (360) و (363) ، وابن حبان (4026) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/156، من طرق عن الأعمش، به. وعند النسائي متابعة الأسود لإِبراهيم، وقال في "المجتبى" 6/57: الأسود في هذا الحديث ليس بمحفوظ.
وورد عند ابن حبان (4026) من رواية زيد بن أبي أنيسة عن الأعمش: أن ابن مسعود لقي عثمان بالمدينة. قال الحافظ في "الفتح" 9/107: وهي شاذة، يعني المحفوظ: بمنى، وقد فاتنا التنبيه عليه في ابن حبان، فيستدرك من هنا.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10027) من طريق المغيرة بن مقسم، عن إبراهيم، به.
وقد أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/171 و6/56، وفي "الكبرى" (2551) =(6/72)
3593 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: صَلَّى عُثْمَانُ بِمِنًى أَرْبَعًا، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُمَرَ رَكْعَتَيْنِ " (1)
__________
= و (5315) ، وأبو يعلى (5110) ، والشاشي (361) من طريق يونس بن عبيد، عن أبي معشر زياد بن كليب، عن إبراهيم، عن علقمة، من حديث عثمان، وقد تقدم في "مسند عثمان" برقم (411) ، وتقدم التنبيه هناك أن يونس بن عبيد أخطأ في جعله من حديث عثمان، والصواب أنه من حديث ابن مسعود، فانظره. ووقع في "السنن الكبرى" للنسائي في إسناد الحديث (2551) سقط فاحش.
وسيرد من طريق الأعمش برقم (4271) ، ومن طريق آخر برقم (4023) و (4035) و (4112) .
وانظر حديث عبد الله بن عمرو الآتي برقم (6612) .
الباءة، بالمد والهاء على الأفصح: يطلق على الجماع والعقد، ويصح في الحديث كل منهما بتقدير المضاف، أي: مؤنه وأسبابه. أو المراد هاهنا بها المؤن مجازاً. قاله السندي.
وِجاء: قال ابن الأثير: الوِجَاء: أن ترَض أنثيا الفحل رضحاً شديداً يذهب شهوة الجماع، ويتنزل في قطعه منزلةَ الخَصْي ... أراد أن الصوم يقطع النكاح كما يقطعه الوجاء.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبد الرحمن: هو ابن يزيد النخعى.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/1/268، ومسلم (695) (19) ، وأبو داود (1960) ، وأبو يعلى (5194) ، وابن خزيمة (2962) ، والشاشي (461) ، والطبراني في "الكبير" (10141) ، والبيهقي في "السنن" 3/143، من طريق أبي معاوية، بهذا=(6/73)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الإِسناد. زاد حفص بن غياث في روايته عند أبي داود: ومع عثمان صدراً من إمامته، ثم أتمها. وزاد أبو معاوية عند ابن أبي شيبة وأبي داود وأبي يعلى: ثم تفرقت بكم الطرق، فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقبلتين. قال الأعمش: فحدثني معاوية بن قرة، عن أشياخه، أن عبد الله صلى أربعاً، قال: فقيل له: عبت على عثمان، ثم صليت أربعاً؟ قال: الخلاف شر.
وأخرجه البخاري (1084) ، ومسلم (695) (19) ، وأبو داود (1960) ، والنسائي في "المجتبى" 3/120، وفي "الكبرى" (1906) و (1907) ، والدارمي 2/55، وابن خزيمة (2962) ، وأبو عوانة 2/340، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/416، والطبراني في "الكبير" (10140) و (10142) و (10143) ، والبيهقي في "السنن" 3/143 من طرق، عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10145) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
وأخرجه أيضاً (10146) من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله. والعَرْزمي متروك.
وأخرجه أيضاً (10147) من طريق سهل بن إبراهيم، عن همام بن الحارث، عن عبد الله.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/144 من طريق خلاد بن يحيى، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، به.
وأخرجه أبو يعلى (5377) ، والشاشي (460) ، من طريق جرير، عن مغيرة، عن أصحابه، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (759) من طريق أبي حمزة السكري، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس، عن عبد الله. وقال: لم يروه عن منصور إلا أبو حمزة السكري.
وسيأتي برقم (3953) و (4003) و (4034) و (4427) .
وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (1082) ، ومسلم (694) (16) ، سيرد=(6/74)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= برقم (4533) و (4652) و (4760) .
وعن أنس، سيرد 3/144 و145 و168.
وعن حارثة بن وهب عند البخاري (1083) ، ومسلم (696) (20) و (21) .
وعن أبي جحيفة عند ابن أبي شيبة 2/448 بنحوه، والطبراني في "الكبير" 22/ (251) .
وعن ابن عباس مطولاً عند ابن أبي شيبة 2/450.
قال الحافظ في "الفتح" 2/571: المنقول أن سبب إتمام عثمان أنه كان يرى القصر مختصاً بمن كان شاخصاً سائراً، وأما من أقام في مكان في أثناء سفره، فله حكم المقيم، فليتم، والحجة فيه ما رواه أحمد بإسناد حسن عن عباد بن عبد الله بن الزبير، قال: لما قدم علينا معاوية حاجاً صلى بنا الظهر ركعتين بمكة، ثم انصرف إلى دار الندوة، فدخل عليه مروان وعمرو بن عثمان، فقالا: لقد عبت أمر ابن عمك لأنه كان قد أتم الصلاة. قال: وكان عثمان حيث أتم الصلاة إذا قدم مكة صلى بها الظهر والعصر والعشاء أربعاً أربعاً، ثم إذا خرج إلى منى وعرفة قصر الصلاة، فإذا فرغ من الحج وأقام بمنى أتم الصلاة. ثم قال الحافظ: وأما ما رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، أن عثمان إنما أتم الصلاة لأنه نوى الإِقامة بعد الحج، فهو مرسل، وفيه نظر، لأن الإِقامة بمكة على المهاجرين حرام ... ومع هذا النظر في رواية معمر عن الزهري؛ فقد روى أيوب عن الزهري ما يخالفه، فروى الطحاوي وغيره من هذا الوجه عن الزهري، قال: إنما صلى عثمان بمنى أربعاً، لأن الأعراب كانوا كثروا في ذلك العام، فأحث أن يعلمهم أن الصلاة أربع. وروى البيهقي من طريق عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن عثمان أنه أتم بمنى، ثم خطب فقال: إن القصر سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصاحبيه، ولكنه حدث طَغَام، فخفت أن يستنوا. وعن ابن جريج أن أعرابياً ناداه في منى: يا أمير المؤمنين، ما زلت أصليها منذ رأيتك عام أول ركعتين. وهذه طرق يقوي بعضها بعضاً، ولا مانع أن يكون هذا أصل سبب الإِتمام، وليس بمعارض للوجه الذي اخترته، بل يقويه من حيث إن حالة الإقامة في أثناء السفر أقرب إلى قياس الإِقامة المطلقة عليها، بخلاف السائر، وهذا ما أدى إليه اجتهاد عثمان.(6/75)
3594 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ (1) ، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَاتُهُمْ (2) أَيْمَانَهُمْ، وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَاتِهِمْ " (3)
__________
(1) "ثم الذين يلونهم" ورديت في (ظ14) مرتين فقط.
(2) في (ظ1) : شهادتهم (في الموضعين) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبِيدة: هو ابن عمرو السلماني.
وأخرجه الترمذي (3859) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1466) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/152، والشاشي (794) ، وابن حبان (7228) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (6429) ، والشاشي (790) من طريقين عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (3963) و (4130) و (4173) و (4217) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2534) ، سيرد 2/228.
وعن عمران بن حصين عند البخاري (2651) و (3650) ، ومسلم (2535) (215) ، سيرد 4/427 و436 و440.
وعن النعمان بن بشير، سيرد 4/267 و276 و277.
وعن بريدة الأسلمي، سيرد 5/350.
وعن عائشة عند مسلم (2536) .
وعن عمر بن الخطاب عند ابن ماجه (2363) ، والطبراني في "الصغير" (352) .
وعن عمرو بن شرحبيل عند ابن أبي شيبة 12/178.=(6/76)
3595 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْرِفُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْهَا زَحْفًا، فَيُقَالُ لَهُ: " انْطَلِقْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيَذْهَبُ يَدْخُلُ، فَيَجِدُ النَّاسَ قَدْ أَخَذُوا
__________
= وعن جعدة بن هبيرة عند ابن أبي شيبة 12/176، وابن أبي عاصم في "السنة" (1476) .
وعن سعيد بن تميم، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/19، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات.
وعن سمرة بن جندب عند الطبراني في "الصغير" (96) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/19، وقال: فيه عبد الله بن محمد بن عيشون، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
قوله: "خير الناس قرني": قال السندي: يعني الصحابة ثم التابعين، وأصل القرن، قيل: أربعون سنة، وقيل: ثمانون، وقيل: مئة، وقيل: هو مطلق الزمان.
ثم خيرية القرن لا تدل على خيرية كل فرد من ذلك القرن على كل فرد من القرن المفضول، وإلا لكان كل تابعي خيراً من كل من كان بعده، وهو منتف، والله تعالى أعلم.
قلنا: وأيضاً، فكثير من الفرق المنحرفة والمبتدعة، إنما ظهر بعضها في القرن الأول، ومعظمها في القرنين الثاني والثالث، ولذا ينبغي أن تكون هذه الخيرية منحصرة في الذين يتبعون مذهب أهل السنة والجماعة، كالصحابة، ومعظم التابعين، والأئمة المجتهدين المتبوعين.
وقوله: "تسبق شهاداتهم أيمانهم": كناية عن فشو الكذب والزور بينهم حتى لا يصدقوا في شهاداتهم، فيأتوا بالأيمان معها ترويجاً لها، وحينئذ إما أن يبدؤوا بالشهادات أو بالأيمان. والله تعالى أعلم.(6/77)
الْمَنَازِلَ، قَالَ: فَيَرْجِعُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ أَخَذَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَتَذْكُرُ الزَّمَانَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَالُ لَهُ: تَمَنَّهْ، فَيَتَمَنَّى، فَيُقَالُ: إِنَّ لَكَ الَّذِي تَمَنَّيْتَ، وَعَشَرَةَ أَضْعَافِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟ " قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، عَبيدة: هو ابن عمرو السلماني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/119-120 وهَناد في "الزهد" (207) ، ومسلم (186) (309) ، والترمذي في "الجامع" (2595) ، وفي "الشمائل" (233) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 317-318، وأبو عوانة 1/165، وابن حبان (7427) و (7431) ، وابن منده في "الإيمان" (843) ، والبغوي في "شرح السنة" (4356) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (844) من طريق وكيع، عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 318، وأبو عوانة 1/165، 166 من طريق عفان، وابن منده في "الإيمان" (844) من طريق عبد الله بن يحيى الثقفي، كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة وعَبِيدة، عن عبد الله. قال الدارقطني في "العلل" 5/184: رواه عبد الواحد بن زياد ... وزاد فيه علقمة: قاله عفان عنه، وأرجو أن يكون محفوظاً. قلنا: وقاله عنه عبد الله بن يحيى الثقفي عند ابن منده. وقد سقط رفع الحديث من مطبوع ابن خزيمة.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 5/120-121 من طريق يعقوب بن كعب، عن أبي معاوية، عن الأعمش ومغيرة، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله (لكن وقع فيه: عن عمر بن إبراهيم بدل: عن إبراهيم) ، قال الدارقطني في "الأفراد" فيما نقله محقق "العلل" 5/184: غريب من حديث مغيرة بن مقسم الضبي، عن إبراهيم،=(6/78)
3596 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ: إِذَا أَحْسَنْتُ فِي الْإِسْلَامِ، أُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ: "
__________
= عنه، تفرد به يعقوب بن كعب، عن أبي معاوية، عن الأعمش ومغيرة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10340) من طريق عمرو بن أبي قيس، عن إبراهيم بن المهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن عبيدة، عن ابن مسعود.
قال البزار -فيما نقله محقق "العلل" للدارقطني 5/184-: وهذا الحديث لا نعلمه يروى من حديث إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، إلا من حديث عمرو بن أبي قيس، عنه.
وسيأتي برقم (3714) و (3899) و (4130) و (4391) . وانظر (4337) .
وفي الباب عن أبي سعيد بنحوه عند مسلم (188) ، وأبي عوانة 1/163.
وعن المغيرة عند مسلم (189) ، وابن منده في "الإيمان" (845) .
وعن أبي هريرة عند عبد الرزاق (20856) ، وابن أبي شيبة 13/110، 111.
وعن عوف بن مالك عند ابن المبارك في "الزهد" (1265) ، وابن أبي شيبة 13/116-117.
قوله: "فيجد الناسَ قد أخذوا المنازل"، أي: فيخَيل إليه أنه ما بقي فيها منزل له.
قوله: "فيرجع": كأنه يزعم أن محل العرض هو المحل الأول، أو يقرر يومئذ كذلك، وإلا فسماعه تعالى لا يختص بمكان دون مكان، فلا وجه للرجوع.
قوله: "تمنه": الهاء للسكت، ويدل عليه رواية مسلم: "تمن" بلا هاء، ويحتمل أنه عبارة عن الزمان، على أنه مفعول به، بتأويل: فتمن ما فيه. قاله السندي.
قوله: "أتسخر بي"، كأنه نظر إلى نفسه بأنه أحقر من أن يكون له مثل ذلك، وإلى العطاء بأنه أعظم من أن يكون لمثله، فرأى أن هذا القول منه تعالى ليس المرادَ به ظاهره، فقال ذلك. قاله السندي.(6/79)
إِذَا أَحْسَنْتَ فِي الْإِسْلَامِ، لَمْ تُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَإِذَا أَسَأْتَ فِي الْإِسْلَامِ، أُخِذْتَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.
وأخرجه الحميدي (108) ، ومسلم (120) (191) ، وأبو يعلى (5071) ، وأبو عوانة 1/71، والشاشي (488) و (490) من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (3604) و (3886) و (4086) و (4103) و (4408) .
قال الحافظ في "الفتح" 12/266: الأولى قول [بعضهم] : إن المرادَ بالإساءة الكفر، لأنه غاية الإِساءة وأشدُّ المعاصي، فإذا ارتد ومات على كفره كان كمن لم يسلم، فيعاقب على جميع ما قدمه، وإلى ذلك أشار البخاري بإيراد هذا الحديث بعد حديث: "أكبر الكبائر الشرك" ... ونقل ابن بطال عن المهلب، قال: معنى حديث الباب: من أحسن في الإسلام بالتمادي على محافظته والقيام بشرائطه لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام: أي: في عقده بترك التوحيد، أخذ بكل ما أسلفه. قال ابن بطال: فعرضته على جماعة من العلماء، فقالوا: لا معنى لهذا الحديث غير هذا، ولا تكون الإِساءة هنا إلا الكفر، للإجماع على أن المسلم لا يؤاخذ بما عمل في الجاهلية. قلت: وبه جزم المحب الطبري ... وعن أبي عبد الملك البوني: معنى: من أحسن في الإسلام، أي: أسلم إسلاماً صحيحاً
لا نفاق فيه ولا شك، ومن أساء في الإسلام، أي: أسلم رياء وسمعة، وبهذا جزم القرطبي.
وقال السندي: قوله: "إذا أحسنت في الإسلام": ليس المراد الإحسان حالة الإسلام بصالح الأعمال، بل المراد الإحسان في نفس فعل الإِسلام بأن أسلم كما ينبغي، وهو أن يكون إسلامه مع مواطأة القلب، وكذا الإِساءة فيه، ليس المراد به الإساءة حالة الإسلام بإتيان السيئات، بل المراد الإساءة فيه بأن لم يكن مع مواطأة القلب. والله تعالى أعلم.(6/80)
3597 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "، فَقَالَ الْأَشْعَثُ: فِيَّ وَاللهِ كَانَ ذَلِكَ، كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ أَرْضٌ، فَجَحَدَنِي، فَقَدَّمْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ " قُلْتُ: لَا، فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ: " احْلِفْ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَنْ يَحْلِفَ فَيَذْهَبَ مَالِي، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي.
وأخرجه البخاري (2416) و (2417) و (2666) و (2667) ، ومسلم (138) (220) ، وأبو داود (3243) ، والترمذي (1269) ، وابن ماجه (2323) ، وأبو يعلى (5197) من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2356) و (2357) و (2673) و (2676) و (2677) و (4549) و (4550) و (6659) و (6676) و (6677) و (7183) ، وأبو عوانة 1/39، والشاشي (561) و (562) و (563) ، والبيهقي في "السنن" 10/178 من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الطيالسي (262) ، والبخاري (2515) ، (2516) و (6659) و (7183) ، ومسلم (138) (221) من طرق عن منصور، عن شقيق، به.
وسلف برقم (3576) ، وذكرنا هناك مكرراته وشواهده.(6/81)
3598 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: " يَا غُلَامُ، هَلْ مِنْ لَبَنٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، وَلَكِنِّي مُؤْتَمَنٌ، قَالَ (1) : " فَهَلْ مِنْ شَاةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ؟ " فَأَتَيْتُهُ (2) بِشَاةٍ، فَمَسَحَ ضَرْعَهَا، فَنَزَلَ لَبَنٌ، فَحَلَبَهُ فِي إِنَاءٍ، فَشَرِبَ، وَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: " اقْلِصْ " فَقَلَصَ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ هَذَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، قَالَ: فَمَسَحَ رَأْسِي، وَقَالَ: " يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِنَّكَ غُلَيِّمٌ مُعَلَّمٌ " (3)
__________
(1) في (ص) : قال: فقال.
(2) في (ق) : قال: فأتيته.
(3) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش فمن رجال البخاري، وأخرج له مسلم في "المقدمة". زر: هو ابن حبيش الأسدي.
وأخرجه ابن حبان (7061) من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو يعلى مطولاً (5096) من طريق أبي المنذر سلام بن سليمان، و (4985) أيضا، وابن حبان (6504) ، والطبراني في "الكبير" (8456) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/84 من طريق أبي عوانة، والطبراني في "الكبير" (8457) مختصراً من طريق أبي أيوب الإِفريقي، ثلاثتهم عن عاصم، به.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (513) من طريق إبراهيم بن الحجاج السَّامي، عن سلام أبي المنذر، عن عاصم، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود.
قال الطبراني: لم يروه عن سلام إلا إبراهيم.=(6/82)
3599 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ (1) ، بِإِسْنَادِهِ قَالَ: فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ، بِصَخْرَةٍ، مَنْقُورَةٍ (2) ، فَاحْتَلَبَ فِيهَا، فَشَرِبَ وَشَرِبَ أَبُو بَكْرٍ وَشَرِبْتُ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، قُلْتُ: عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقُرْآنِ، قَالَ: " إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّمٌ " قَالَ: فَأَخَذْتُ مِنْ فِيهِ سَبْعِينَ سُورَةً (3)
__________
= وسيأتي من طريق عاصم مختصراً برقم (3599) و (4330) و (4372) ، ومطولاً برقم (4412) .
ومن طرق أخرى برقم (3697) و (3845) مطولاً جداً، و (3846) و (3906) و (3929) و (4218) .
قوله: "قلص"، كضرب، أي: انقبض.
قوله: "غلَيَم"، تصغير غلام.
معَلَم: أي موفق من الله تعالى للتعلم، أو ستكون معلماً. والله تعالى أعلم.
قاله السندي.
(1) قوله: "عن عاصم"، سقط من (ص) و (س) و (ظ14) ، وورد في (ق) و (ظ1) ، وكتب في هامش نسخة (س) .
(2) في (ظ14) : منقعرة.
(3) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وقوله: "بإسناده"، أي: بإسناد سابقه، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود. وسيأتي بهذا الإِسناد مطولاً برقم (4412) ، ومختصراً برقم (4330) ، وسيأتي بنحوه برقم (4372) .
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (8442) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، به.=(6/83)
3600 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ (1) قَلْبِ مُحَمَّدٍ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ، فَمَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا، فَهُوَ عِنْدَ اللهِ حَسَنٌ، وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا (2) فَهُوَ عِنْدَ اللهِ سَيِّئٌ " (3)
__________
= وسيأتي مطولاً برقم (4412) ، ويخرج هناك.
وسلف مطولاً برقم (3598) ، وذكرنا هناك مكرراته.
(1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : بعد ذلك فوجد ...
(2) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : رأوه.
(3) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر -وهو ابن عياش-، فمن رجال البخاري، وأخرج له مسلم في "المقدمة".
وأخرجه البزار (130) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (8582) من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. قال البزار: رواه بعضهم عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/177-178، ونسبه إلى أحمد والبزار والطبراني، وقال: رجاله موثقون.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (246) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/375-376، والطبراني في "الكبير" (8583) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/166-167، والبغوي في "شرح السنة" (105) ، من طرق عن المسعودي، عن=(6/84)
3601 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَلَّكُمْ سَتُدْرِكُونَ أَقْوَامًا يُصَلُّونَ صَلَاةً لِغَيْرِ وَقْتِهَا، فَإِذَا أَدْرَكْتُمُوهُمْ، فَصَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ
__________
= عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8593) من طريق عبد السلام بن حرب، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله.
وقوله: "فما رأى المسلمون حسناً ... " أخرجه الخطيب بنحوه في "الفقيه والمتفقه" 1/167، من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله.
وأورد طرقه الدارقطني في "العلل" 5/66-67.
وقد روي نحوه مرفوعاً من حديث أنس عند الخطيب في "تاريخه" 4/165، لكن في إسناده أبو داود سليمان بن عمرو النخعي، قال البخاري: متروك، وقال يحيى بن معين: معروف بوضع الحديث، وقال يزيد بن هارون: لا يحل لأحد أن يروي عنه. وقد ذكره ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (452) ، وقال: هذا الحديث إنما يعرف من كلام ابن مسعود.
قوله: "إن الله نظر في قلوب العباد ... إلخ"، قال السندي: المراد أنه تعالى خلق قلبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خير قلب، بطريق الكناية، وليس المراد أنه علم خيريته بالنظر، ولم يكن عالماً بها بدون النظر، وفيه أن مدار الأمر على طهارة القلب.
فاصطفاه لنفسه، أي: بالقرب والمحبة والخلة.
قوله: "فما رأى المسلمون": ظاهر السوق يقتضي أن المراد بهم الصحابة، على أن التعريف للعهد، فالحديث مخصوص بإجماع الصحابة لا يعم إجماع غيرهم، فضلاً عن أن يعم رأي بعض. ثم الحديث مع ذلك موقوف غير مرفوع.
قاله السندي.(6/85)
فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَعْرِفُونَ، ثُمَّ صَلُّوا مَعَهُمْ، وَاجْعَلُوهَا (1) سُبْحَةً " (2)
__________
(1) في (ق) و (ظ1) : فاجعلوها.
(2) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو بكر: هو ابن عياش، وزر: هو ابن حبيش الأسدي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/75، وابن ماجه (1255) ، وابن الجارود في "المنتقى" (331) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1640) ، والطبراني في "الأوسط" (1387) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/305، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/396، وفي "السنن" 3/127-128، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/57، من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإِسناد. قال أبو نعيم: غريب من حديث عاصم، لم يروه عنه إلا أبو بكر.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/245-246، و2/381، ومسلم (534) (26) ، والنسائي في "الكبرى" (618) ، وأبو عوانة 2/164-165، وابن خزيمة في "صحيحه" (1636) ، وابن حبان (1558) و (1874) ، والبيهقي في "السنن" 2/83، والحازمي في "الاعتبار" ص 82-83 من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود وعلقمة، عن عبد الله.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "المصنف" (3787) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9496) عن معمر، والطبراني في "الكبير" (8567) من طريق شعبة، كلاهما عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، موقوفاً.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1387) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/311 من طريق أبي بكر بن عياش، عن عبد العزيز بن رفيع، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، مرفوعاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9495) من طريق زائدة، عن عاصم، عن شقيق، عن عبد الله، موقوفاً.
وسيرد من حديث عبد الله بن مسعود في "مسند معاذ بن جبل" 5/231-232.=(6/86)
3602 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً، فَلَا أَدْرِي زَادَ أَمْ نَقَصَ؟ فَلَمَّا سَلَّمَ، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ؟ قَالَ: " لَا، وَمَا ذَاكَ؟ " قَالُوا: صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ (1) : فَثَنَى رِجْلَيْهِ (2) ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ (3) أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، وَإِذَا (4) شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ،
__________
= وانظر (4386) .
وله شاهد من حديث أبي ذر عند مسلم (648) ، سيرد 5/149 و159 و168 و169.
وآخر من حديث عامر بن ربيعة، سيرد 3/445 و446.
وثالث من حديث شداد بن أوس، سيرد 4/124
ورابع من حديث عبادة بن الصامت، سيرد 5/314 و315.
وخامس من حديث أبي أبَيّ ابن امرأة عبادة بن الصامت، سيرد 6/7.
وسادس من حديث قبيصة بن وقاص عند أبي داود (434) .
وقول ابن عبد البر في "التمهيد" 8/64: إنه روي من حديث معاذ، وهم منه، إنما هو حديث ابن مسعود ورد أثناء مسند معاذ، كما ذكرنا آنفاً.
قوله: "لِغير وقتها": بالتأخير عن وقتها، والمراد: الوقت المختار.
واجعلوها، أي: الصلاة معهم. سبْحة، أي: نافلة. قاله السندي.
(1) قوله: قال: ليس في (ص) .
(2) في هامش النسخ الخطية: رجله.
(3) في (ق) : بشر مثلكم.
(4) في هامش النسخ الخطية: فإذا.(6/87)
فَلْيَتَحَرَّ الصَّلَاةَ (1) ، فَإِذَا سَلَّمَ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ " (2)
__________
(1) في هامش (س) و (ظ1) : كذا في نسختين من المسند "الصلاة" (بل في جميع نسخ المسند الخطية عندنا) ، وفي غيره (أي في غير المسند) : فليتحر الصواب.
قال السندي: قوله: "فليتحر الصلاة"، أي: ليتحر عدد ركعاتها، أي: لينظر أي قدر أحرى بأن يعتبر أنه أداها. وهكذا اللفظ في نسخ المسند والترتيب، والمشهور: فليتحر الصواب. والله تعالى أعلم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/25، والبخاري (401) ، ومسلم (572) (89) ، وأبو داود (1020) ، وأبو يعلى (5142) ، وابن خزيمة (1028) ، وأبو عوانة 2/200، 202، وابن حبان (2662) ، والدارقطني في "السنن" 1/375، والبيهقي في "السنن" 2/335 من طريق جرير -شيخ أحمد-، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (271) ، والبخاري (6671) ، ومسلم (572) (90) ، والنسائي في "المجتبى" 3/28-29، وفي "الكبرى" (581) ، وابن الجارود في "المنتقى" (244) ، وابن خزيمة (1028) ، وأبو عوانة 2/201، 202، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/434، وابن حبان (2656) ، والطبراني في "الكبير" (9825) و (9826) و (9827) و (9828) و (9829) و (9830) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/233، والبيهقي في "السنن" 2/14-15، من طرق عن منصور، به.
وذكر البيهقي في "السنن" 2/336 أن جماعة ممن رواه عن منصور، وممن رواه عن إبراهيم، لم يذكروا لفظ "التسليم"، وكلمة "التحري"، قال: ورواه إبراهيم بن سويد النخعي، عن علقمة، فلم يذكرهما، ورواه الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود، ولم يذكرهما.
قال الحافظ في "الفتح" 3/96: وأبعد من زعم أن لفظ التحري في الخبر=(6/88)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مدرج من كلام ابن مسعود، أو ممن دونه، لتفرد منصور بذلك عن إبراهيم دون رفقته، لأن الإِدراج لا يثبت بالاحتمال.
وقال ابن خزيمة 2/114: في هذا الخبر إذا بنى على التحري سجد سجدتي السهو بعد السلام، وهكذا أقول، وإذا بنى على الأقل سجد سجدتي السهو قبل السلام على خبر أبي سعيد الخدري، ولا يجوز على أصلي دفع أحد هذين الخبرين بالآخر، بل يجب استعمال كل ضرب موضعَه، والتحري: هو أن يكون قلب المصلي إلى أحد العددين أميل، والبناء على الأقل مسألة غير مسألة التحري،
فيجب استعمال كلا الخبرين فيما روي فيه.
قلنا: خبر أبي سعيد الخدري، سيرد 3/12 و37 و72 و84 و87.
قال الحافظ في "الفتح" 3/95: واختلف في المراد بالتحري، فقال الشافعية: هو على البناء على اليقين لا على الأغلب، لأن الصلاة في الذمة بيقين فلا تسقط إلا بيقين.
وقال ابن حزم: التحري في حديث ابن مسعود يفسره حديث أبي سعيد، يعني الذي أخرجه مسلم بلفظ: "وإذا لم يدر أصلى ثلاثاً أو أربعاً فليطرح الشك، وليبن على ما استيقن". وروى سفيان في "جامعه" عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: "إذا شك أحدكم في صلاته فليتوخ حتى يعلم أنه قد أتم". انتهى.
وفي كلام الشافعي نحوه، ولفظه: قوله: "فليتحر"، أي: في الذي يظن أنه نقصه، فليتمه، فيكون التحري أن يعيد ما شك فيه، ويبني على ما استيقن، وهو كلام عربي مطابق لحديث أبي سعيد، إلا أن الألفاط تختلف.
وقيل: التحري الأخذ بغالب الظن، وهو ظاهر الروايات التي عند مسلم.
وقال ابن حبان في "صحيحه": البناء غير التحري، فالبناء أن يشك في الثلاث أو الأربع مثلاً، فعليه أن يلغي الشك، والتحري أن يشك في صلاته فلا يدري ما صلى، فعليه أن يبني على الأغلب عنده.
وقال غيره: التحري لمن اعتراه الشك مرة بعد أخرى، فيبني على غلبة ظنه،=(6/89)
3603 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قَوْمِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا سَمَرَ بَعْدَ الصَّلَاةِ - يَعْنِي: الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ -، إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: مُصَلٍّ، أَوْ مُسَافِرٍ " (1)
__________
= وبه قال مالك وأحمد.
وعن أحمد في المشهور: التحري يتعلق بالإِمام، فهو الذي يبني على ما غلب على ظنه، وأما المنفرد فيبني على اليقين دائماً.
وعن أحمد رواية أخرى كالشافعية، وأخرى كالحنفية.
وقال أبو حنيفة: إن طرأ الشك أولاً استأنف، وإن كثر بنى على غالب ظنه، وإلا فعلى اليقين.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن ابن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة. قال ابن المديني في "العلل" (177) : وفي إسناده انقطاع من قبل هذا الرجل الذي لم يسمه خيثمة.
وأخرجه أبو يعلى (5378) من طريق جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10519) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/198عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن إبراهيم بن يوسف الصيرفي، عن سفيان بن عيينة، عن منصور، عن حبيب بن أبي ثابت، عن زياد بن حدير، عن عبد الله.
قلنا: رجاله من سفيان بن عيينة ثقات من رجال الشيخين غير زياد بن حدير، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة، فهو حسن في الشواهد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/314، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، فأما أحمد وأبو يعلى فقالا: عن خيثمة، عن رجل، عن ابن مسعود، وقال الطبراني: عن خيثمة (كذا فيه، وتقدم أن الذي عند الطبراني: حبيب بن أبي ثابت) ، عن زياد بن حدير، ورجال الجميع ثقات، وعند أحمد في=(6/90)
3604 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ نَاسٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُؤَاخَذُ بِأَعْمَالِنَا (1) فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ: " مَنْ أَحْسَنَ مِنْكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، فَلَا يُؤَاخَذُ بِهِ، وَمَنْ (2) أَسَاءَ، فَيُؤْخَذُ بِعَمَلِهِ الْأَوَّلِ وَالْآخِرِ " (3)
__________
= رواية: عن خيثمة، عن عبد الله، بإسقاط الرجل. قلنا: هذا الإسناد سيرد برقمي (3917) و (4419) ، وهو منقطع.
وعلقه الترمذي عقب الحديث (169) .
وسيرد برقم (3917) و (4244) و (4419) .
وسيرد من طريق أخرى برقم (3686) و (3894) .
وفي الباب عن عدة من الصحابة سنذكر أحاديثهم عند الرواية (3686) .
وقد سلف في "مسند عمر بن الخطاب" برقم (175) و (178) و (228) بإسناد صحيح عنه أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسمر عند أبي بكر الليلة في الأمر من أمر المسلمين، وكان عمر يَسْمر معه.
قوله: "لا سَمَرَ": قال السندي: بفتحتين: الحديث بالليل، وبسكون الميم مصدر، وأصل السمر: لون ضوء القمر، وكانوا يتحدثون فيه.
مصل: يستعين به على إحياء الليل للصلاة.
أو مسافر: يستعين به على قطع السفر. فالحاصل أنه جائز إذا كان لحاجة مطلوبة، لا لمجرد التفكُّه بالحديث. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1) في هامش النسخ الخطية: بما عملنا.
(2) في (ق) : وأما من. وكتب في هامش النسخ الأخرى.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه مسلم (120) (189) ، وأبو يعلى (5131) ، والطحاوي في "شرح=(6/91)
3605 - حَدَّثَنَا (1) جَرِيرٌ، عَنْ الرُّكَيْنِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ عَشْرَ خِلَالٍ: تَخَتُّمَ الذَّهَبِ، وَجَرَّ الْإِزَارِ، وَالصُّفْرَةَ - يَعْنِي الْخَلُوقَ -، وَتَغْيِيرَ الشَّيْبِ - قَالَ جَرِيرٌ: إِنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ (2) نَتْفَهُ - وَعَزْلَ الْمَاءِ عَنْ مَحِلِّهِ، وَالرُّقَى إِلَّا بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَفَسَادَ الصَّبِيِّ غَيْرَ (3) مُحَرِّمِهِ، وَعَقْدَ التَّمَائِمِ، وَالتَّبَرُّجَ بِالزِّينَةِ لِغَيْرِ مَحِلِّهَا، وَالضَّرْبَ بِالْكِعَابِ " (4)
__________
= مشكل الآثار" 1/211 من طريق جرير، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (19686) ، ومن طريقه البغوي (28) عن معمر، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/211 من طريق زائدة بن قدامة، كلاهما عن منصور، به.
وسلف برقم (3596) ، وذكرنا هناك تأويله.
(1) ورد هذا الإِسناد في (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) على أنه من زيادات عبد الله بن أحمد، والصواب أنه من رواية الإمام أحمد، لا من زيادات ابنه، كما جاء في نسخة (ظ14) ، و"أطراف المسند" 1/الورقة 181، ومن طريق أحمد أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 17/63 (في ترجمة عبد الرحمن بن حرملة الكوفي) .
(2) في (ظ14) : بذاك.
(3) وقع في (ص) و (س) و (م) : عند. وكتب في هامش (س) : غير، وفوقها لفظ: "صح"، وكتب أيضاً: قال في "النهاية": وقوله: غير محَرمِهِ، أي: إنه كرهه ولم يبلغ به حد التحريم، والمراد بإفساد الصبي أن يطأ المرأةَ المرضع، فإذا حملت فسد لبنها.
(4) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن حرملة -وهو الكوفي-، قال ابن المديني في "العلل" (170) : لا أعلم أحداً روى عن عبد الرحمن بن حرملة هذا=(6/92)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= شيئاً إلا من هذا الطريق، ولا يعرفه في أصحاب عبد الله، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/270، وفي "الضعفاء الصغير" ص 70: لم يصح حديثه، فقال ابن عدي في "الكامل" 4/1619: وهذا الذي ذكره البخاري من قوله: "لم يصح" أن عبد الرحمن بن حرملة لم يسمع ابن مسعود، وقال الذهبي في ترجمته في "الميزان" 2/556 بعد أن ذكر حديثه هذا: وهذا منكر.
وقاسم بن حسان، وثقه العجلي وأحمد بن صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري -فيما نقله عنه الذهبي في "الميزان"-: حديثه منكر، ولا يعرف، وقال ابن القطان: لا يعرف حاله، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. يعني عند المتابعة، وإلا فهو لين الحديث.
وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، والركين: هو ابن الربيع بن عميلة الفزاري.
وأخرجه أبو يعلى (5151) ، والبيهقي في "السنن" 7/232 و9/350، من طريق جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (396) ، وأبو داود (4222) ، والنسائي في "المجتبى" 7/141، وفي "الكبرى" (9363) ، وأبو يعلى (5074) ، وابن حبان (5682) و (5683) من طرق عن الركين، به.
قال أبو داود: انفرد بإسناد هذا الحديث أهل البصرة، والله أعلم.
قلنا: هذا سبق قلم منه رحمه الله إن لم يكن من النساخ، يريد أن يقول: أهل الكوفة، فقال: أهل البصرة، فإن رواته كلهم كوفيون، ليس فيهم بصريون.
وسيأتي برقم (3774) و (4179) ، وسيرد في مسند ابن عمر برقم (4672) بإسناد صحيح: أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصفِّر لحيته. والتختم بالذهب تقدم برقم (3582) .
قوله: "عشر خلال": كخصال، وزناً ومعنى.
الصفرة: أي استعمالها في البدن أو الثياب للرجال خاصة.
الخلوق: بفتح الخاء، آخره قاف: طيب مركب معروف.=(6/93)
3606 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، - قَالَ سُلَيْمَانُ: وَبَعْضُ الْحَدِيثِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ - قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأْ عَلَيَّ "، قَالَ: قُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: " إِنَّنِي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي " فَقَرَأْتُ، حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَجِئْنَا
__________
= وتغيير الشيب: أي بالسواد، كما جاء، وهذا هو المتبادر، لكن فسره جرير بالنتف، والله تعالى أعلم. قاله السندي. قلنا: وذكر المزي في "تهذيب الكمال" أن رواية يحيى بن السري، عن جرير بن عبد الحميد: ونقش الشيب، يعني: نتفه.
عن محله: ضميره للماء، ومحله فرج الزوجة.
والرقى بالمعوذات: بكسر الواو المشددة، قيل: هما سورتان، فالجمع على إرادة ما فوق الواحد، أو بتاويل الكلمات أو الآيات، أو لإِرادة سورة الإخلاص معها تغليباً، وقيل: المراد الآيات التي فيها معنى الاستعاذة، فيشمل السورتين ومثل قوله تعالى: (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين) ، وبالجملة: فالمراد المعوذتان وما في معناهما من القرآن وأسماء الله تعالى.
وعقد التمائم: جمع تميمة، والمراد: خرزات تعَلق على الأطفال اتقاء العين، وأما ما يكتب فيه الآيات والأدعية فقد جوزه كثير من أهل العلم لحديث عبد الله بن عمرو [الآتي برقم (6696) ] .
والتبرج بالزينة: أي: إظهار المرأة الزينة لِغير محلها: بفتح الميم وكسر الحاء، وتشديد اللام، من الحِل، أو بفتح الحاء من الحلول، والمراد لغير من ذكره الله تعالى بقوله: (ولا يبدين زينتهن إلا لِبعولتهن) الآية.
والضرب بالكِعاب: بكسر الكاف جمع كعب، وهو الذي يلعب به في النرد.
قاله كله السندي.(6/94)
بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] قَالَ: رَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَذْرِفَانِ دُمُوعًا (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبيدة: هو ابن عمرو السلماني.
وقول الأعَمش: وبعض الحديث عن عمرو بن مرة، يريد أنه سمع الحديثَ من إبراهيم النخعي، وسمع بعضه من عمرو بن مرة عن إبراهيم، ولعله نسي بعض الشيء منه، فثبته فيه عمرو. والقائل: وحدثني أبي، عن أبي الضحى، عن عبد الله: هو سفيان الثوري، يعني أنه روى الحديث أيضاً عن أبيه -وهو سعيد بن مسروق الثوري-، عن أبي الضحى -وهو مسلم بن صبيح-، عن ابن مسعود، وهي رواية منقطعة، أبو الضحى لم يدرك عبد الله بن مسعود. ذكر ذلك الحافظ في
"الفتح" 8/250-251 و9/98-99، وقد وهم الشيخ أحمد شاكر في تعيين قائل: وحدثني أبي، وتردد بين الأعمش وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ثم رجح الثاني.
وأخرجه البخاري (4582) و (5055) ، والنسائي في "الكبرى" (8079) ، والدارقطني في "العلل" 5/182 من طريقين عن يحيى -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (110) ، والبخاري (5050) ، والترمذي في "الجامع" (3025) و (3026) ، وفي "الشمائل" (316) ، والنسائي في "الكبرى" (8078) ، والطبراني في "الكبير" (8460) ، والبيهقي في "السنن" 10/231، وفي "الشعب" (772) ، من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا أصح من حديث أبي الأحوص. قلنا: يعني عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، سلف إيراده في تخريج الحديث (3550) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/563 و13/254 و14/10، والبخاري (5049) و (5056) ، ومسلم (800) (247) ، وأبو داود (3668) ، والنسائي في "الكبرى"=(6/95)
3607 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ، مِنْ بَنِي بَجِيلَةَ، يُقَالُ لَهُ: نَهِيكُ بْنُ سِنَانٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَيْفَ تَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ، أَيَاءً تَجِدُهَا أَوْ أَلِفًا: {مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} (1) [محمد: 15] ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ:
__________
= (8075) و (11105) ، وأبو يعلى (5069) ، وابن حبان (735) ، والطبراني في "الكبير" (8461) ، والبيهقي في "الشعب" (773) ، والبغوي (1220) ، من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8462) من طريق المفضل بن محمد الكوفي، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1610) ، وفي "الصغير" (204) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/135، من طريق القاسم بن معن المسعودي، عن أبان بن تغلب، عن فضيل بن عمرو الفقيمي، عن إبراهيم، به.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/183 من طريق أبي قلابة، عن معاذ بن أسد، عن عبد الله بن المبارك، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، به.
قال الدارقطني: ولا يصح عن منصور ... تفرد به أبو قِلابة.
وقد سلف برقم (3550) .
(1) يعني: أو (من ماء غَيْرِ "يَاسِنٍ") . وكذا جاء في "صحيح مسلم". قلنا: وهذه القراءة لم ينسبها أحد ممن ألف في القراءات إلى أحد القراء العشرة أو غيرهم سواهم، وذكر مكي في "الكشف" 2/277 أنه حكي في بعض المصاحف: "غير يسن" بالياء أبدلت من الهمزة المفتوحة لانكسار ما قبلها. وجاء في "حجة القراءات" ص 667: قرأ ابن كثير: (من ماء غير أسِن) مقصوراً على وزن فعل، قال أبو زيد: تقول: أسِن الماء يأسَن أسناً، فهو أسِن، كقولك: هَرِمَ الرجل فهو هَرِمٌ، وعرج فهو عرج، ومرض يمرض فهو مرض، وكذلك أسِنَ فهو أسِن: إذا تغيرت رائحته، وأعلم الله أن أنهار الجنة لا تتغير رائحة مائها.(6/96)
أَوَكُلَّ الْقُرْآنِ أَحْصَيْتَ (1) غَيْرَ هَذِهِ (2) ؟ قَالَ: إِنِّي لَأَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ؟ إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ الصَّلَاةِ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، وَلَيَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ أَقْوَامٌ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَلَكِنَّهُ إِذَا قَرَأَهُ، فَرَسَخَ فِي الْقَلْبِ نَفَعَ، إِنِّي لَأَعْرِفُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ سُورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ، فَدَخَلَ، فَجَاءَ عَلْقَمَةُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: سَلْهُ لَنَا عَنِ النَّظَائِرِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ سُورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ، قَالَ: فَدَخَلَ فَسَأَلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: " عِشْرُونَ سُورَةً مِنْ أَوَّلِ الْمُفَصَّلِ "، فِي تَأْلِيفِ عَبْدِ اللهِ (3)
__________
= وقرأ الباقون: (من ماء غير آسِن) بالمد على فاعل، والهمزة الأولى فاء الفعل، والألف بعدها مزيدة، فالمد من أجل ذلك، تقول: أسِن الماء يأسن فهو آسن مثل أجِن يأجَن ويأجُن إذا تغير وهو آجن، وذهب فهو ذاهب، وضرب فهو ضارب.
(1) في (ق) : قد أحصيت.
(2) في (ق) و (ظ1) : هذه الآية.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه مسلم (822) (276) ، وأبو يعلى (5222) ، وابن خزيمة (538) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (259) و (273) ، والبخاري (4996) ، ومسلم (822) (275) و (277) ، والنسائي في "المجتبى" 2/174، وفي "الكبرى" (1076) ، وابن خزيمة (538) ، وأبو عوانة 2/161-162، والطبراني في "الكبير" (9864) ، من طرق، عن الأعمش، به.=(6/97)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مختصراً مسلم (822) (279) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن منصور، عن شقيق، عن عبد الله.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (9866) من طريق منصور، عن شقيق، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني (9861) و (9862) من طريق سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن شقيق، به.
وأخرجه مختصرا ًالنسائي في "المجتبى" 2/175-176، وفي "الكبرى" (1078) من طريق إسرائيل، والفريابي في "فضائل القرآن" (125) ، من طريق يحيى بن قيس، والطبراني في "الكبير" (9859) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب، عن مسروق، عن عبد الله.
وسيأتي برقم (3910) و (3958) و (3968) و (3999) و (4062) و (4154) و (4350) و (4410) .
ولم يذكر في هذه الرواية ولا في الروايات الآتية السور التي كان يقرن بينها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ركعة. قال الحافظ في "الفتح" 2/259: سردها أبو إسحاق عن علقمة والأسود عن عبد الله، فيما أخرجه أبو داود [1396] متصلاً بالحديث بعد قوله: كان يقرأ النظائرَ السورتين في ركعة: الرحمن والنجم في ركعة، واقتربت والحاقة في ركعة، والذاريات والطور في ركعة، والواقعة ونون في ركعة، وسأل والنازعات في ركعة، وويل للمطففين وعبس في ركعة، والمدثر والمزمل في ركعة، وهل أتى ولا أقسم في ركعة، وعم يتساءلون والمرسلات في ركعة، وإذا الشمس كورت والدخان في ركعة. ثم قال الحافظ: ويتبين بهذا أن في قوله في حديث الباب: عشرين سورة من المفصل تجوزا، لأن الدخان ليست منه، ولذلك فصلها من المفصل في رواية واصل (يعني الآتية برقم (4410)) ، نعم يصح ذلك على أحد الآراء في حد المفصل.
قوله: "هذّاً" بفتح الهاء وتشديد الذال المعجمة: أي سرداً وإفراطاً في السرعة،=(6/98)
3608 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ قَسْمًا، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا عَدُوَّ اللهِ، أَمَا لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قُلْتَ، قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) فَاحْمَرَّ وَجْهُهُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " رَحْمَةُ اللهِ عَلَى مُوسَى، لَقَدْ (2) أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ " (3)
__________
= وهو منصوب علي المصدر.
وقوله: "كهَذِّ الشعر"، قال الحافظ: قال ذلك لأن تلك الصفة كانت عادتهم في إنشاد الشعر. قال الخطابي في "معالم السنن" 1/283: وإنما عاب عليه ذلك، لأنه إذا أسرع القراءة ولم يرتلها، فاته فهم القرآن، وإدراك معانيه.
وقوله: "النظائر"، أي: السور المتماثلة في المعاني كالموعظة، أو الحكم، أو القصص، لا المتماثلة في عدد الآي. قاله الحافظ، وقال السندي: هي السور المتقاربة في الطول.
قوله: "إن من أحسن الصلاة الركوع والسجود": قال السندي: أي صلاة ذات ركوع كثير، ويحتمل أن المراد من أحسن أجزاء الصلاة الركوع والسجود، فيغي الإِكثار منهما.
قوله: "في تأليف عبد الله": يعني في ترتيبه، لأن ترتيب السور في مصحفه كان يغاير ترتيبها في مصحف عثمان. انظر "الفتح" 2/260 و9/38-43 و90.
(1) في (ص) : عليه الصلاة والسلام.
(2) في (ق) و (ظ14) : قد.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي.
وأخرجه أبو يعلى (5206) ، ومن طريقه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 49، من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد.=(6/99)
3609 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، حَتَّى تَصِفَهَا لِزَوْجِهَا، كَأَنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا " (1)
__________
= وأخرجه الحميدي (110) ، والبخاري (4335) و (6059) و (6100) و (6291) ، ومسلم (1062) (141) ، والشاشي (547) ، وابن حبان (2917) و (6212) ، والبغوي (3671) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه البخاري (3150) و (4336) ، ومسلم (1062) (140) ، وأبو يعلى (5133) ، وابن حبان (4829) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/184 من طريق جرير، عن منصور، عن شقيق، به.
وسيأتي برقم (3902) و (3759) و (4204) و (4331) .
قوله: "ما أريد بها وجه الله عز وجل": قال السندي: يريد أنه ما روعي فيها العدل، ولو أريد بها وجه الله، لروعي فيها العدل، فعدم مراعاته دليل على عدم إرادة وجه الله، وقائل هذا يحتمل أن يكون منافقاً، وسمي أنصارياً للنسب، ويحتمل أن يكون مؤمناً حمله الطمع والغضب على ذلك، فقال ذلك بلا ملاحظة ما يقوله.
والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي (2792) ، والبغوي (2249) من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (5241) ، وأبو داود (2150) ، والنسائي في "الكبرى" (9231) ، وأبو يعلى (5083) و (5170) ، والشاشي (544) ، من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9232) من طريق إسرائيل، عن أبي حَصِين، عن يحيى، عن مسروق، عن عبد الله، بنحوه.=(6/100)
3610 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِابْنِ صَيَّادٍ، فَقَالَ: " إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبْئًا "، قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: دُخٌّ، قَالَ: فَقَالَ
__________
= وسيأتي برقم (3668) و (4407) و (4175) و (4190) و (4191) و (4229) و (4395) و (4424) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2774) .
وعن أبي هريرة، سيرد 2/447.
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/63.
وعن جابر عند ابن أبي شيبة 4/398.
قوله: "لا تباشر": قال السندي: أصل المباشر لمس البشرة، وهي ظاهر جلد الإنسان، ولعل المراد هاهنا المصاحبة (الناشىء عنها النظر إلى ما لا يحل النظر إليه من جسم المرأة) ، وهو نهي، أو نفي بمعناه، وعلى التقدير فمناط النهي قوله: حتى تصِفَها، وحتى تعليلية، ولذلك جاءت الروايات باللام، فالمباشرة بلا نعت جائزة، وكذا بنعت قليل إذا كان لغرض صالح.
قلنا: والمراد أيضاً أنه يحرم عليها إذا رأت ما يحرم النظر إليه وما لا يحرم من محاسنها أن تصفه لزوجها، لأن ذلك يفضي إلى الافتتان بها. وأيضاً لا يجوز للمرأة أن تفضي إلى المرأة في ثوب واحد، أي أن تتعريا، ثم تتغطيا بثوب واحد، وقد جاء مصرحاً بذلك في حديث أبي سعيد الخدري عند مسلم في "صحيحه" (338) ، ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في ثوب واحد"، وسيرد في "المسند" 3/63.
وروإه أبو هريرة مختصراً، وسيأتي في "المسند" 2/447.، ومعنى الإِفضاء إلى الشيء: الوصول إليه بالمباشرة له.(6/101)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ " فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: " لَا، إِنْ يَكُنِ الَّذِي تَخَافُ، فَلَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وأخرجه مسلم (2924) (86) ، وأبو يعلى (5223) ، وابن حبان (6783) من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/160، ومسلم (2924) (85) ، وأبو يعلى (5172) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/99، من طريقين عن الأعمش، به.
وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (3055) و (6173) ، ومسلم (2930) ، سيرد (6360) .
وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (2925) ، سيرد 3/82.
وعن جابر عند مسلم (2926) ، سيرد 3/368.
وعن أبي ذر، سيرد 5/148.
وعن أبي الطفيل، سيرد 5/454.
وعن ابن عباس عند البخاري (6172) مختصراً.
وعن حسين بن علي عند عبد الرزاق (20818) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (2908) و (2909) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/5 وقال: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح.
وعن زيد بن حارثة عند البزار (3399) ، والطبراني في "الكبير" (4666) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/5 وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: وفيه زياد بن الحسن بن فرات، ضعفه أبو حاتم، ووثقه ابن حبان.
وابن الصياد، سيرد من حديث جابر، قال: ولدت امرأة من اليهود غلاماً ممسوحة عينه، والأخرى طالعة ناتئة، فأشفق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يكون هو الدجال، قال القرطبي=(6/102)
3611 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَحْكِي
__________
= فيما نقل عنه الحافظ في "الفتح" 6/173: كان ابن صياد على طريقة الكهنة، يخبر بالخبر، فيصح تارة ويفسد أخرى، فشاع ذلك، ولم ينزل في شأنه وحي، فأراد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلوك طريقة يختبر حاله بها، وقد أسلم بعد.
قوله: "إني قد خبأت لك خَبْأً"، أي: أخفيت لك شيئاً.
قوله: "دخ": سيرد من حديث أبي ذر قوله: "فأراد أن يقول الدخان، فلم يستطع، فقال: "الدخ"، وسيرد من حديث ابن عمر قوله: "وخبأ له: يوم تأتي السماء بدخان مبين"، قال الحافظ في "الفتح" 6/173: وأما جواب ابن صياد بالدخ، فقيل: إنه اندهش، فلم يقع من لفظ الدخان إلا على بعضه، وحكى الخطابي أن الآية حينئذ كانت مكتوبة في يد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يهتد ابن صياد منها إِلا لهذا القدر الناقص على طريقة الكهنة، ولهذا قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لن تعدو قدرك"، أي: قدر مثلك من الكهان الذين يحفظون من إلقاء شياطينهم ما يحفظونه مختلطاً صدقه بكذبه.
وحكى أبو موسى المديني أن السر في امتحان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له بهذه الآية الإشارة إِلى
أن عيسى ابن مريم يقتل الدجال بجبل الدخان، فأراد التعريض لابن صياد بذلك، واستبعد الخطابي ما تقدم، وصوب أنه خبأ له الدخ، وهو نبت يكون في البساتين، وسبب استبعاده له أن الدخان لا يخبأ في اليد ولا الكم. ثم قال: إِلا أن يكون خبأ له اسم الدخان في ضميره، وعلى هذا فيقال: كيف اطلع ابن صياد أو شيطانه على ما في الضمير؟ ويمكن أن يجاب باحتمال أن يكون النبيء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحدث مع نفسه أو أصحابه بذلك قبل أن يختبره، فاسترق الشيطان ذلك أو بعضه.
قوله: "فلن تعدو قدرك"، قال الحافظ: أي: لن تجاوز ما قدر الله فيك، أو مقدار أمثالك من الكهان. قال العلماء: استكشف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمره ليبين لأصحابه تمويهه، لئلا يلتبس حاله على ضعيف لم يتمكن في الإِسلام.
وقد استوفى الحافط الحديث عن ابن صياد في "الفتح" 13/324-329، فانظره.(6/103)
نَبِيًّا ضَرَبَهُ قَوْمُهُ، فَهُوَ يَمْسَحُ عَنْ وَجْهِهِ الدَّمَ، وَيَقُولُ رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي، فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " (1)
3612 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ "، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران الأعمش، وشقيق: هو ابن سلمة.
وأخرجه أبو يعلى (5205) ، وأبو عوانة 4/314 من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3477) و (6929) من طريق حفص بن غياث، ومسلم (1792) (105) ، وأبو عوانة 4/314 من طريق محمد بن بشر، وأبو يعلى (5072) ، وأبو عوانة 4/313 من طريق علي بن مسهر، ثلاثتهم عن الأعمش، به.
وسيرد من طريق وكيع عن الأعمش برقم (4107) ، ومن طرق أخرى بالأرقام (4057) و (4203) و (4366) . وانظر (4331) .
وفي الباب في قوله: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"، عن سهل بن سعد الساعدي عند ابن حبان (973) .
قال الحافظ في "الفتح" 6/521: يحتمل أن ذلك لما وقع للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر لأصحابه أنه وقع لنبي آخر قبله، وذلك فيما وقع له يوم أحد لما شج وجهه وجرى الدم منه، فاستحضر في تلك الحالة قصة ذلك النبي الذي كان قبله، فذكر قصته لأصحابه تطييباً لقلوبهم.
قلنا: سيرد في الرواية (4057) أن ذلك كان حين قسم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غنائم حنين بالجعرانة، قال الحافظ: ولا يلزم من هذا الذي قاله عبد الله أن يكون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مسح أيضاً، بل الظاهر أنه حكى صفة مسح جبهته خاصة كما مسحها ذلك النبي.(6/104)
أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ "، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ " قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَأَنْزَلَ اللهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ ": {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا يَزْنُونَ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: 68] (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11368) -وهو في "التفسير" (388) -، والشاشي (493) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5098) ، ومن طريقه ابن حبان (4414) من طريق أبي شهاب الحناط عبد ربه بن نافع، والشاشي (486) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، و (487) من طريق عبد الواحد بن زياد، ثلاثتهم عن الأعمش، به.
قال الدارقطني في "العلل" 5/220-222: رواه الأعمش واختلف عنه، فرواه الثوري ومعمر وجرير وعبد الله بن نمير عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، وخالفهم أبو شهاب الحناط وأبو معاوية الضرير وشيبان بن عبد الرحمن فرووه عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله. ثم قال: والصحيح حديث عمرو بن شرحبيل.
قال ابن حبان 10/264: ولست أنكر أن يكون أبو وائل سمعه من عبد الله، وسمعه من عمرو بن شرحبيل عن عبد الله، حتى يكون الطريقان جميعا محفوظين.
قلنا: سيرد من طريق أبي معاوية أيضاً برقم (4102) ، وفيه متابعة وكيع له.
وسيرد بزيادة عمرو بن شرحبيل برقم (4131) و (4134) .
وأخرجه بزيادة سؤال: أي الأعمال أفضل؟ الحميدي (103) ، والبيهقي في "السنن" 8/18 من طريق سفيان بن عيينة، والطبري في "تفسيره" 19/41 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي معاوية عمرو بن عبد الله بن وهب النخعي، عن أبي عمرو الشيباني، عن ابن مسعود.=(6/105)
3613 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: إِنِّي تَرَكْتُ فِي الْمَسْجِدِ رَجُلًا يُفَسِّرُ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ، يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ
__________
= وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (9811) من طريق الحجاج، عن أبي إسحاق، عن أبي عمرو الشيباني، عن ابن مسعود.
وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" (9819) من طريق عون بن عبد الله، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2302) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9820) من طريق يزيد بن معاوية، عن عبد الملك بن عمير، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود. وقال: جوده يزيد بن معاوية، ولم يجوده حماد بن سلمة.
ثم أخرجه الطبراني (9821) من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن مسعود. وعبد الملك لم يسمع من ابن مسعود، ولذا قال الطبراني: ولم يجوده حماد بن سلمة.
وأخرجه بنحوه مختصراً البزار (161) "كشف الأستار"، والطبري 19/42 من طريق السري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله. قال الهيثمي: هو في الصحيح بغير هذا السياق. وقال في "المجمع" 1/161: رواه البزار، وفيه السري بن إسماعيل، وهو متروك.
قوله: نِداً، أي: مثلاً شريكاً.
وهو خلقك: أي: والحال أنه انفرد بخلقك، فكيف لك اتخاذ شريك معه وجَعْل عبادتك مقسومة بينهما ... وفي الخطاب إشارة إلى أن الشرك من العالم بحقيقة التوحيد أقبح منه من غيره، وكذا الخطاب فيما بعد إشارة إلى نحوه. قاله السندي.
حليلة جارك: الذي يستحق منك التوقير والتكريم.
فالحاصل أن هذه الذنوب في ذاتها قبائح أيُّ قبائح، وقد قارنها من الأحوال ما=(6/106)
مُبِينٍ} [الدخان: 10] إِلَى آخِرِهَا: يَغْشَاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ دُخَانٌ يَأْخُذُ بِأَنْفَاسِهِمْ، حَتَّى يُصِيبَهُمْ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: مَنْ عَلِمَ عِلْمًا، فَلْيَقُلْ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ، فَلْيَقُلْ: اللهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ (1) مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ، أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ: اللهُ أَعْلَمُ، إِنَّمَا كَانَ هَذَا لِأَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اسْتَعْصَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " دَعَا عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِي (2) يُوسُفَ "، فَأَصَابَهُمْ قَحْطٌ وَجَهْدٌ (3) حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ، فَيَنْظُرُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الْجَهْدِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان: 11] ، فَأَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَسْقِ اللهَ لِمُضَرَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا، قَالَ: فَدَعَا لَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ} [الدخان: 15] فَلَمَّا أَصَابَهُمُ الْمَرَّةَ الثَّانِيَةَ عَادُوا، فَنَزَلَتْ: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: 16] يَوْمَ بَدْرٍ (4)
__________
= جعلها في القبح بحيث لا يحيطها الوصف. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1) في هامش (س) : ومن. نسخة.
(2) في (ظ14) : كسنين.
(3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: وجهدوا.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسلم: هو ابن صبَيح أبو الضحى الهمداني، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه البخاري (4821) ، ومسلم (2798) (40) ، والنسائي في "الكبرى" (11481) -وهو في "التفسير" (501) -، والطبراني في "الكبير" (9047) ، من=(6/107)
3614 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ،
__________
= طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (293) ، والحميدي (116) ، والبخاري (1020) و (4693) و (4774) و (4809) و (4823) ، ومسلم (2798) (40) ، والطبري في "تفسيره" 25/111، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/419-420، وابن حبان (6585) ، والطبراني في "الكبير" (9046) و (9048) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (369) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/324-325، من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (4104) و (4206) .
قوله: "كهيئة الدخان": من ضعف بصره بسبب الجوع.
قال الحافظ في "الفتح" 8/572: وهذا الذي أنكره ابن مسعود قد جاء عن علي، فأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم من طريق الحارث، عن علي، قال: "آية الدخان لم تمض بعد، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، وينفخ الكافر حتى ينفد". ويؤيد كون آية الدخان لم تمض ما أخرجه مسلم من حديث أبي شريحة رفعه: "لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابة. . ." الحديث. وروى الطبري من حديث ربعي، عن حذيفة مرفوعاً في خروج الآيات والدخان، قال حذيفة: يا رسول الله، وما الدخان؟ فتلا هذه الآية، قال: "أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة، وأما الكافر فيخرج من منخريه وأذنيه ودبره" وإسناده ضعيف أيضاً، وروى ابن أبي حاتم من حديث أبي سعيد نحوه، وإسناده ضعيف أيضاً، وأخرجه مرفوعاً بإسناد أصلح منه، وللطبري من حديث أبي مالك الأشعري رفعه: "إن ربكم أنذركم ثلاثاً: الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة" الحديث، ومن حديث ابن عمر نحوه، وإسنادهما ضعيف أيضاً، لكن تضافر هذه الأحاديث يدل على أن لذلك أصلاً، ولو ثبت طريق حديث حذيفة لاحتمل أن يكون هو القاص المراد في حديث ابن مسعود.(6/108)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ مُسْتَتِرًا بِأَسْتَارِ (1) الْكَعْبَةِ، فَجَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ: قُرَشِيٌّ، وَخَتَنَاهُ ثَقَفِيَّانِ، أَوْ ثَقَفِيٌّ وَخَتَنَاهُ قُرَشِيَّانِ، كَثِيرٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ، قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، فَتَكَلَّمُوا بِكَلَامٍ لَمْ أَسْمَعْهُ فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتَرَوْنَ اللهَ يَسْمَعُ كَلَامَنَا هَذَا؟ فَقَالَ الْآخَرُ: أُرَانَا إِذَا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا سَمِعَهُ، وَإِذَا لَمْ نَرْفَعْهَا لَمْ يَسْمَعْهُ (2) ، فَقَالَ الْآخَرُ: إِنْ سَمِعَ مِنْهُ شَيْئًا سَمِعَهُ كُلَّهُ، قَالَ: " فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} [فصلت: 22] ، إِلَى قَوْلِهِ: {ذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 23] (3) "
__________
(1) في (س) و (ظ1) : بستار.
(2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: يسمع.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهرإن، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه الترمذي (3249) ، وأبو يعلى (5204) ، ومن طريقه الواحدي في "أسباب النزول" ص 393-394، من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن حبان (390) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود.
وسيرد من طرق أخرى بالأرقام (3875) و (4221) و (4238) ، ويكرر برقم (4047) و (4222) .
قوله: "كثير شحم بطونهم": قال السندي: أشار إلى أن جهلهم كان بسبب كثرة أكلهم.(6/109)
3615 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ ابْنِ أَخِي زَيْنَبَ، عَنْ زَيْنَبَ، امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ، قَالَتْ: كَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا جَاءَ مِنْ حَاجَةٍ فَانْتَهَى إِلَى الْبَابِ، تَنَحْنَحَ وَبَزَقَ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَهْجُمَ مِنَّا عَلَى شَيْءٍ يَكْرَهُهُ، قَالَتْ: وَإِنَّهُ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَتَنَحْنَحَ، قَالَتْ: وَعِنْدِي عَجُوزٌ تَرْقِينِي (1) مِنَ الْحُمْرَةِ، فَأَدْخَلْتُهَا تَحْتَ السَّرِيرِ، فَدَخَلَ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي، فَرَأَى فِي عُنُقِي خَيْطًا، قَالَ: مَا هَذَا الْخَيْطُ؟ قَالَتْ: قُلْتُ خَيْطٌ أُرْقِيَ لِي فِيهِ، قَالَتْ: فَأَخَذَهُ فَقَطَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ آلَ عَبْدِ اللهِ لَأَغْنِيَاءُ عَنِ الشِّرْكِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ (2) الرُّقَى، وَالتَّمَائِمَ، وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ " قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ تَقُولُ هَذَا وَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ، فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِيهَا، وَكَانَ إِذَا رَقَاهَا سَكَنَتْ؟ قَالَ: إِنَّمَا ذَلِكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِهِ، فَإِذَا رَقَيْتِهَا كَفَّ عَنْهَا، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ أَنْتَ (3) الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا " (4)
__________
(1) في (ظ1) : لرقيتي.
(2) قوله: "إن" لم يرد في (ص) .
(3) في (ص) و (ق) : وأنت.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن أخي زينب، لكنه متابع، كما سيرد، وبقية رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن الجزار - وهو=(6/110)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= العرني -فمن رجال مسلم-، أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمرو بن مرة: هو المرادي الكوفي، وزينب امرأة عبد الله، هي الثقفية، صحابية، لها رواية عن زوجها في الكتب الستة.
وأخرجه بطوله أبو داود (3883) ، وأبو يعلى (5208) ، والبغوي (3240) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3530) من طريق عبد الله بن بشر، عن الأعمش، به.
والقسم الأول منه إلى قوله: "إن الرقى والتمائم والتوَلة شِرك"، أخرجه الحاكم 4/417-418 من طريق أحمد بن أبي شعيب، عن موسى بن أعْيَن، عن محمد بن مسلمة الكوفي، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن زينب امرأة عبد الله، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلنا: ليس الإِسناد على شرط الشيخين ولا أحدهما، فأحمد بن أبي شعيب لم يخرج له مسلم، ويحيى بن الجزار لم يخرج له البخاري، ثم إن محمد بن مسلمة الكوفي هذا لم نجد له ترجمة، ولا ذكر فيمن روى عنه موسى بن أعين، ولا فيمن روى عن الأعمش، بل إن موسى بن أعين يروي عن الأعمش دونَ وساطة، فأغلب الظن أنه مقحم في الإِسناد، ولم ينبه عليه الذهبي. وبمتابعة عبد الله بن عتبة بن مسعود عند الحاكم يرتقي هذا القسم من الحديث إلى درجة الحسن، ويعضده الرواية السالفة برقم (3605) ، وفيها أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كره عشر خلال منها الرقى إلا بالمعوذات، وعقد التمائم.
وأخرجه الحاكم أيضا 2/216-217 من طريق السري بن إسماعيل، عن أبي الضحى، عن أم ناجية، قالت: ... والسري بن إسماعيل متروك، وأم ناجية لم نجد لها ترجمة، وقد سكت عنه الحاكم هو والذهبي.
وأخرجه الحاكم أيضاً مختصرا 2/217 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السكن=(6/111)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الأسدي، عن ابن مسعود، وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
والقسم الثاني من الحديث وهو قوله: "رب الناس أذهب البأس":
له شاهد يصح به من حديث أنس بن مالك عند البخاري (5742) ، سيرد 3/151 و267.
وآخر من حديث عائشة عند البخاري (5743) ، ومسلم (2191) ، سيرد 6/44 و45 و50
وثالث من حديث محمد بن حاطب الجمحي عند ابن حبان (2976) ، سيرد 3/418.
ورابع من حديث أم جميل بنت المجلل عند ابن حبان (2977) ، سيرد 6/437.
وخامس من حديث علي بن أبي طالب عند الترمذي (3565) ، وقال: حديث حسن.
قوله: "من الحمرة": قال السندي: "في القاموس": الحمرة لون معروف، وورم من جنس الطواعين. قلت: لعل المراد هاهنا هو المعنى الثاني.
لأغنياء عن الشرك: يريد أنه لا حاجة لهم إلى أن يستعملوا ما هو شرك.
الرقى: بضم الراء مقصور، جمع رقْيَة بضم فسكون: العَوْذة، والمراد ما كان بأسماء الأصنام والشياطين، لا ما كان بالقرآن ونحوه (من الآثار الصحيحة) ، قلنا: يؤيده ما جاء في الرواية (3605) ، وفيها: والرقى إلا بالمعوذات.
والتمائم: جمع تميمة، أريد بها الخَرَزَات التي يعلقها النساء في أعناق الأولاد، على ظن أنها تؤثر وتدفع العين.
والتوَلَة: بكسر التاء المثناة من فوق، وفتح الواو واللام: نوع من السحر يحبب المرأة إلى زوجها. قلنا: جاء تفسير التولة في رواية الحاكم: فقلت: ما التولة؟ قال: التولة هو الذي يهيج الرجال.=(6/112)
3616 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَمَا بَطَنَ، وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
= قوله: "شرك": أي: من أفعال المشركين، أو لأنه قد يفضي إلى الشرك إذا اعتقد أن له تأثيراً حقيقة، وقيل: المراد الشرك الخفي بترك التوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى.
تقذف: على بناء الفاعل، أي: ترمي بالرمص والماء من الوجع، أو على بناء المفعول، أي: تبلغ من غاية الألم إلى أنها كأنها ترمى.
ينخسها: كينصر، أي: يحركها ويؤذيها.
لا يغادر: لا يترك.
سقماً، بفتحتين، أو بضم فسكون، أي: مرضاً. قال ذلك كله السندي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/419 مختصراً، ومسلم (2760) (33) ، والنسائي في "الكبرى" (11183) -وهو في "التفسير" (203) - من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (19525) ، ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 283، والبغوي (2373) عن معمر، والبخاري (5220) و (7403) من طريق حفص بن غياث، ومسلم (2760) (32) ، وأبو يعلى (5169) ، وابن حبان (294) من طريق جرير بن عبد الحميد، والدارمي 2/149، والشاشي (525) من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، وابن حبان (294) من طريق عبدة بن سليمان، خمستهم عن الأعمش، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/43-44 من طريق الحسين بن واقد، عن=(6/113)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= منصور، عن شقيق، عن عبد الله. قال أبو نعيم: تفرد به الحسين، عن منصور.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (10441) من طريق الحسين بن يزيد الطحان، عن سعيد بن خثيم الهلالي، عن محمد بن خالد الضبي، عن الحكم، عن أبي وائل، به.
وأخرجه بنحوه مسلم (2760) (35) ، وأبو يعلى (5178) من طريق جرير، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود، وفيه زيادة: "وليس أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل".
وأخرجه مختصراً أبو يعلى (5123) من طريق محمد بن دينار، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، وإسناده ضعيف لضعف الهجري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10378) من طريق عبد الله بن حماد بن نمير، عن حصين بن نمير، عن حصين، عن مرة، عن ابن مسعود، به، وفيه زيادة: "ولا أحد أحب إليه العذر من الله، وذلك أنه اعتذر إلى خلقه، ولا أحد أحب إليه الحمد من الله، وذلك أنه حمد نفسه".
قال الهيثمي في "المجمع" 8/118-119: رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن حماد بن نمير، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قال: وفي الصحيح: "لا أغير ولا أحب إليه المدح فقط".
قلنا: فيه أيضاً: "ليس أحد أحب إليه العذر من الله"، وهو عند مسلم (2706) (35) كما سلف، ففي قول الهيثمي تساهل.
وسيأتي برقم (4044) و (4153) .
وفي الباب (في الغيرة) عن أبي هريرة عند البخاري (5223) ، ومسلم (2761) ، سيرد 2/235 و301.
وعن أسماء عند البخاري (5222) ، ومسلم (2762) ، سيرد 6/348 و351 و352.
وعن عائشة عند البخاري (5221) .(6/114)
3617 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَأَنْ أَحْلِفَ بِاللهِ تِسْعًا (1) ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ قَتْلًا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَهُ نَبِيًّا، وَجَعَلَهُ شَهِيدًا " (2)
__________
= وعن طاووس عند عبد الرزاق (19520) .
وعن عروة عند عبد الرزاق (19523) .
وللحديث بفقراته كلها (الغيرة والمدح والعذر) شاهد من حديث المغيرة عند الحاكم 4/357-358، وصححه، ووافقه الذهبي.
قوله: "أغير من الله": قال السندي: فسروا الغيرة في الله تعالى بالمنع والتحريم، أي: لا أحد أكثر منعاً وأشد تحريماً لما لا يليق بالعبد من الله تعالى، وأصل الغيرة: كراهة المشاركة في محبوب.
(1) قوله: "تسعاً": سقط من (ص) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك الجشمي- فمن رجال مسلم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الكوفي.
وأخرجه الحاكم 3/58 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.. وفيه: "أحب إلى من أن أحلف واحدة إنه لم يقتل"، وزيادة: "إنه لم يقتل" سترد في الرواية (3873) و (4139) . قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وروى البخاري (4428) تعليقاً، قال: وقال يونس: عن الزهري، قال عروة: قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في مرضه الذي مات فيه: "يا=(6/115)
3618 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ فَمَسِسْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ قَالَ: " أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ "، قُلْتُ: إِنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ يُصِيبُهُ أَذًى، مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ، إِلَّا حَطَّ اللهُ عَنْهُ بِهِ خَطَايَاهُ كَمَا تَحُطُّ
__________
= عائشة، "ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم".
قال الحافظ: وهذا قد وصله البزار والحاكم والإِسماعيلي من طريق عنبسة بن خالد، عن يونس، بهذا الإسناد. وقال البزار: تفرد به عنبسة عن يونس، أي: بوصله، (قلنا: وقد قال الساجي انفرد بأحاديث عن يونس بن يزيد) وإلا فقد رواه موسى بن عقبة في "المغازي" عن الزهري، لكنه أرسله. وله شاهدان مرسلان أيضاً أخرجهما إبراهيم الحربي في "غرائب الحديث" له، ... وللحاكم موصولاً من حديث أم مبشر، قالت: قلت: يا رسول الله، ما تَتهِم بنفسك؟ فإني لا أتهم بابني إلا الطعام الذي أكل بخيبر -وكان ابنها بشر بن البراء بن معرور مات-، فقال: "وأنا لا أتهم غيرها، وهذا أوان انقطاع أبهري".
قوله: "قتل قتلاً": قال السندي: بسم ما تناول من الذراع بأن ظهرت آثاره عند الوفاة، ولا ينافي ذلك قوله تعالى: (والله يعصمك من الناس) إذ يكفي فيه العصمة عن القتل على الوجه المعتاد فيه، وقد عصم منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلا ريب.
قوله: "وذلك بأن الله..": قال السندي: أي: ذلك لما فيه من إظهار شرفه ومكانته عند الله بأنه نبي وشهيد، ولا شك أن غاية الاجتهاد في إظهار شرفه خير من قلة الاجتهاد.(6/116)
الشَّجَرُ (1) وَرَقَهَا " (2)
3619 - حَدَّثَنَاهُ يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، مِثْلَهُ (3)
3620 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ،
__________
(1) في (ق) : الشجرة. وأشير إليها في هامش النسخ الأخرى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد، والحارث بن سويد: هو التيمي.
وأخرجه الطيالسي (370) ، وابن أبي شيبة 3/229، ومسلم (2571) (45) ، والنسائي في "الكبرى" (7503) ، وابن حبان (2937) ، والبيهقي في "السنن" 3/372، وفي "شعب الإيمان" (9773) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5647) و (5648) و (5660) و (5661) و (5667) ، ومسلم (2571) (45) ، والنسائي في "الكبرى" (7483) ، وأبو يعلى (5164) ، والشاشي (833) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/128، والبغوي (1431) ، من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (3619) و (4205) و (4346) .
قوله: "وهو يوْعَك": قال السندي: على بناء المفعول: وَعْكاً: بفتح فسكون، والاسم منه الوَعَك، بفتحتين. قيل: الوَعَك: الحمى، وقيل: ألمها، وقيل: هو إرعاد الحمى المريض، وتحريكها إياه.
(3) إسناده صحيح كسابقه، يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه الدارمي 2/316، والشاشي (834) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/372 وفي "شعب الإيمان" (9772) ، والبغوي (1432) ، من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3618) .(6/117)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: تَعَاهَدُوا هَذِهِ الْمَصَاحِفَ - وَرُبَّمَا، قَالَ: الْقُرْآنَ - فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (1) : " لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: إِنِّي نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ، وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ " (2)
__________
(1) في (ق) : صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. والقسم الموقوف منه سيرد مرفوعاً في الروايات الآتية.
وأخرجه بتمامه مسلم (790) (229) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
ومن طريق أبي معاوية أيضاً، به، أخرج قسمه الأول ابن أبي شيبة 10/477، وأخرج قسمه الثاني النسائي في "الكبرى" (10561) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (725) -.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/500، ومسلم (790) (229) ، والشاشي (484) و (485) ، وابن حبان (762) و (763) ، والبيهقي في "السنن" 2/395 من طرق عن الأعمش، به. وفي بعض الطرق هو مرفوع بقسميه.
وأخرجه عبد الرزاق (5968) عن معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي الضحى، عن أبي وائل، به، مرفوعاً بقسميه.
وأخرجه الشاشي (640) ، والطبراني في "الكبير" (10231) ، والحاكم 1/553، وأبو نعيم في "الحلية" 4/188، من طريق زهير بن معاوية، عن شعيب بن خالد الرازي، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد الله، به، مرفوعاً، وصححه الحاكم، وسكت عنه الذهبي. وفي إسناد مطبوع "الحلية" تحريف.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (10347) ، وفي "الصغير" (305) ، والخطيب في "تاريخه" 10/424 من طريق عبد الملك بن هوذة، عن عمرو بن خليفة، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة بن عمرو السلماني، عن=(6/118)
3621 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ،
__________
= عبد الله، به. قال الطبراني: لم يروه عن ابن عون إلا عمرو، تفرد به ابن هوذة. وقوله: "لا يقل أحدكم: إني نسيت.." أخرجه ابن حبان (761) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله. قال أبو حاتم في "العلل" (1697) : هذا حديث منكر، يعني بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 104 عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، موقوفاً.
وسيأتي برقم (3960) و (4020) و (4176) و (4416) ، ومختصراً برقم (4085) و (4288) .
وفي باب الأمر بتعاهد القرآن:
عن ابن عمر عند البخاري (5031) ، سيرد برقم (4665) و (4759) و (4845) .
وعن أبي موسى عند البخاري (5033) ، ومسلم (791) ، سيرد 4/397.
وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/146 و150 و153.
وعن أنس بن مالك عند الطبراني في "الأوسط" (2125) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 7/169، وقال: ورجاله ثقات، إلا أن [شيخ] الطبراني أحمد لم ينسبه، فإن كان هو ابن الخليل فهو ضعيف، وإن كان غيره فلم أعرفه.
قوله: "تعاهدوا": أي: أكثروا قراءته.
تفصيا: أي: تخلصاً وخروجاً.
قوله: "نسي": نقل الحافظ في "الفتح" 9/80 عن القرطبي قوله: التثقيل معناه أنه عوقب بوقوع النسيان عليه لتفريطه في معاهدته واستذكاره. قال: ومعنى التخفيف أن الرجل تركه غير ملتفت إليه، وهو كقوله تعالى: (نسوا الله فنسيهم) ، أي: تركهم في العذاب، أو تركهم من الرحمة.(6/119)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الكوفي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/270، ومسلم (1676) (25) ، وأبو داود (4352) ، والترمذي (1402) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (60) و (893) ، وأبو يعلى (5202) ، وابن حبان (4408) ، والبيهقي في "السنن" 8/213، والبغوي (2517) ، من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (18704) ، والحميدي (119) ، وابن أبي شيبة 14/270، والبخاري (6878) ، ومسلم (1676) (25) و (26) ، والنسائي في "المجتبى" 7/90-91، والدارمي 2/218، وابن أبي عاصم في "السنة" (60) و (893) و (894) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/160-161، وفي "شرح مشكل الآثار" 2/321، والشاشي (375) و (376) و (377) و (379) ، وابن حبان (4407) ، والدارقطني في "السنن" 3/82، والبيهقي في "السنن" 194 و202 و213، وفي "شعب الإيمان" (5331) من طرق الأعمش، به.
وسيأتي برقم (4245) و (4429) .
قال الأعمش: فحدثت به إبراهيم، فحدثني عن الأسود، عن عائشة، بمثله.
قلنا: سيرد في مسندها 6/181.
وفي الباب أيضا عن عثمان عند النسائي 7/103 و104، وابن ماجه (2533) .
وعن جابر عند البزار (1539) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 6/252، وقال:=(6/120)
3622 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ، قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ قَبْلَ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ،
__________
= لا نعلمه عن جابر إلا من هذا الوجه، وفيه محمد بن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ.
وعن عمار بن ياسر عند الطبراني فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 6/253، وقال: رواه الطبراني، وفيه أيوب بن سويد، وهو متروك، ووصفه ابن حبان في "ثقاته" بأنه ردئ الحفظ.
وعن أنس عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/139.
قوله: "لا يحل دم امرئ": أي: إهراقه.
قال السندي: قوله: "يشهد ... إلخ"، إشارة إلى أن المدار على الشهادة الظاهرية، لا على تحقق إسلامه في الواقع.
الثيب الزاني: الزاني المحصن، وهذا تفصيل للخصال الثلاث بذكر المتصفين بها، والتقدير: يقتل الثيب الزاني.
والنفس بالنفس، أي: تقتل النفس بمقابلة النفس.
والتارك لدينه، أي: لدين الإسلام، لأن أول الكلام فيه. المفارق للجماعة، أي: جماعة المسلمين لزيادة التوضيح.
ثم المقصود في الحديث بيان أنه لا يجوز قتله إلا بإحدى هذه الخصال الثلاث لا أنه لا يجوز القتال معه، فلا إشكال بالباغي لأن الموجود هناك القتال لا القتل، بقي الإِشكال بالصائل وقاطع الطريق والساب، والأوجه أن يقال: معنى إلا بإحدى ثلاث: إلا بمثل إحدى ثلاث مما ورد الشرع بقتله به، أي: لا يحل قتله إلا بما أحل الشرع به قتله، فرجع حاصله إلى معنى قوله تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) ، والله تعالى أعلم.
(1) في (ظ14) : مع النبي.(6/121)
السَّلَامُ عَلَى مِيكَائِيلَ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، فَسَمِعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ، وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا، وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، فَإِذَا قَالَهَا، أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ بَعْدُ (1) مِنَ الدُّعَاءِ مَا شَاءَ " (2)
__________
(1) في (ق) : بعده.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (402) (58) ، وابن خزيمة (703) ، والبيهقي في "السنن" 2/153 من طريق أبي معاوية شيخ أحمد، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/291، والبخاري (831) و (6230) ، والنسائي في "الكبرى" (1202) ، وابن ماجه (899) ، والدارمي 1/308، وابن الجارود (205) ، وأبو يعلى (5082) ، وأبو عوانة 2/229 و230، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/76، والشاشي (502) و (503) و (507) ، والدارقطني 1/350، وابن خزيمة (703) ، وابن حبان (1955) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/114-115، والطبراني في "الكبير" (9885) و (9886) و (9887) ، والبيهقي في "السنن" 2/138، والبغوي (678) ، من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي من طريق الأعمش برقم (3920) و (3967) و (4017) و (4101) و (4189) . وسيكرر برقم (4064) .
وسيأتي من طرق أخرى برقم (3738) و (3877) و (3919) و (3921) و (3935) و (3967) و (4006) و (4160) و (4177) و (4305) و (4382) و (4422) .=(6/122)
3623 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ سُنَنَ الْهُدَى، وَمَا مِنْكُمْ إِلَّا وَلَهُ مَسْجِدٌ فِي بَيْتِهِ، وَلَوْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومٌ نِفَاقُهُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ الرَّجُلَ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ (1) يَتَوَضَّأُ، فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ،
__________
= وسلف من طريق آخر برقم (3562) .
قوله: "إن الله هو السلام": قال الخطابي -ونقله عنه الحافظ في "الفتح" 2/212-: المراد أن الله هو ذو السلام، فلا تقولوا: السلام على الله، فإن السلام منه بدأ، وإليه يعود، ومرجع الأمر في إضافته إليه: أنه ذو السلام من كل آفة وعيب، ويحتمل أن يكون مرجعها إلى حظ العبد فيما يطلبه من السلامة من الآفات والمهالك.
وقال النووي: معناه أن السلام اسم من أسماء الله تعالى، يعني: السالم من النقائص وسمات الحدوث، ومن الشريك والند.
وقال ابن الأنباري: أمرهم أن يصرفوه إلى الخلق لحاجتهم إلى السلامة، وغناه سبحانه وتعالى عنها.
(1) لفظ "رجل" سقط من (ص) .(6/123)
ثُمَّ يَأْتِي مَسْجِدًا مِنَ الْمَسَاجِدِ، فَيَخْطُو خُطْوَةً، إِلَّا رُفِعَ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، أَوْ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ " حَتَّى إِنْ كُنَّا لَنُقَارِبُ بَيْنَ الْخُطَى، " وَإِنَّ فَضْلَ صَلَاةِ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ عَلَى صَلَاتِهِ وَحْدَهُ، بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً " (1)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف للين إبراهيم بن مسلم الهجري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه دون قوله: "وإن فضل صلاة الرجل...." عبد الرزاق (1979) ، وابن ماجه (777) ، والشاشي (708) ، والطبراني في "الكبير" (8596) و (8597) و (8598) و (8599) و (8600) و (8601) و (8602) و (8605) من طرق عن إبراهيم الهجري، به، وفي بعض هذه الطرق جاء الحديث كله موقوفاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8611) من طريق عمرو بن الوليد الأغضف، قال: سمعت كهمس بن الحسن يحدث عن هارون الأصم، قال: كان ابن مسعود يقول ... ، ثم ذكره.
وسيأتي برقم (3936) موقوفاً بقسميه.
وسيأتي القسم الأول الموقوف منه فقط برقم (4355) .
وقوله: "إن فضل صلاة الرجل في جماعة ... " سلف تخريجه برقم (3564) .
وقوله: "ما من رجل يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يأتي مسجداً من المساجد فيخطو ... ".
له شاهد من حديث ابن عمرو، سيرد برقم (6610) .
وآخر من حديث عتبة بن عبد، سيرد 4/185.
وثالث من حديث أبي هريرة عند مسلم (666) .
ورابع من حديث الطبراني في "الكبير" (13328) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 2/29، وقال: ورجاله موثقون.=(6/124)
3624 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ (1) : " إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ، فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ، وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ (2) ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُهَا " (3)
__________
= قال السندي: قوله: مسلماً، أي: حافظاً لحدود الإسلام، قائماً عليه.
حيث ينادى بهن، أي: في المساجد.
فإنهن من سنن الهدى، أي: في المساجد، فلذلك جعلها سنناً مع كونها فرائض، ويحتمل أن المعنى أنها من طرق الهدى، فينبغي الاهتمام بها ومراعاتها، ومن الاهتمام بها أداؤها في المساجد.
لضللتم: إذ الضلال ترك الهدى، وكل من ترك الهدى فهو ضال بقدره.
يهادى، على بناء المفعول: أي: يؤخذ من جانبيه يتمشى به إلى المسجد من ضعفه وتمايله.
(1) في (ص) و (س) و (م) : المصَدق.
(2) لفظ: "الكتاب" سقط من (ص) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وزيد بن وهب: هو الجهني.=(6/125)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مسلم (2643) ، والترمذي (2137) ، وابن ماجه (76) ، وابن أبي عاصم (176) ، والبيهقي في "السنن" 7/421 و10/266، وفي "الشعب" (187) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 386-387، وفي "الاعتقاد" ص 87، من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (298) ، وعبد الرزاق (20093) ، والحميدي (126) ، والبخاري (3208) و (3332) و (6594) و (7454) ، ومسلم (2643) ، وأبو داود (4708) ، والنسائي في "الكبرى" (11246) ، وابن ماجه (76) ، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص 69-70، وابن أبي عاصم في "السنة" (176) ، وأبو يعلى (5157) ، وأبو بكر الخلال في "السنة" (890) ، وأبو القاسم البغوي في
"الجعديات" (2688) ، والشاشي في "مسنده" (680) و (681) و (682) و (684) و (685) و (686) ، وابن حبان (6174) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1090 والإِسماعيلي في "معجمه" ص 480، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1040) و (1041) و (1042) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/365 و8/115، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 386-387، والخطيب في "تاريخه" 9/60 والبغوي (71) من طرق عن الأعمش، به. قال أبو نعيم: صحيح، ثابت، متفق عليه، رواه الجم الغفير، عن الأعمش.
وقال الحافظ في "الفتح" 11/479: وقد أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" عن بضع وعشرين نفساً من أصحاب الأعمش.
وأخرجه الإِسماعيلي في "معجمه" ص 480، وأبو نعيم في "الحلية" 8/244، من طريق حبيب بن حسان، والطبراني في "الصغير" (200) من طريق عبد الله بن سفيان الغدَاني، عن ابن عون، كلاهما عن زيد بن وهب، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث حبيب. قلنا: حبيب بن حسان منكر الحديث. وعبد الله بن سفيان الغداني، قال يحيى بن معين: كذاب.
قال الحافظ في "الفتح" 11/478: ولم ينفرد به زيد عن ابن مسعود، بل رواه=(6/126)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عنه أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عند أحمد [في الرواية (3553) ] ، وعلقمة عند أبي يعلى [لم نجده في المطبوع منه] ، وأبو وائل في "فوائد تمام"، ومخارق بن سليم وأبو عبد الرحمن السلمي، كلاهما عن الفريابي في كتاب "القدر"، وأخرجه أيضاً من رواية طارق ومن رواية أبي الأحوص الجشمي، كلاهما عن عبد الله مختصراً، وكذا لأبي الطفيل عند مسلم [2645] ، وناجية بن كعب في "فوائد" العيسوي، وخيثمة بن عبد الرحمن عند الخطابي، وابن أبي حاتم، ولم يرفعه بعض هؤلاء عن ابن مسعود.
وفي الباب (في نزول الملك على النطفة) :
عن أنس عند البخاري (3333) و (6595) ، ومسلم (2646) ، سيرد 3/116-117.
وعن حذيفة بن أسيد عند مسلم (2644) ، سيرد 4/6-7.
وعن عبد الله بن عمر عند ابن حبان (6178) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1051) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (183) .
وعن عائشة عند اللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1053) .
وانظر حديث علي السالفِ برقم (621) ، وحديث أبي الدرداء الآتي 5/197.
وفي الباب (في قوله: إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة ... ) :
عن أبي هريرة عند مسلم (2651) ، سيرد 2/484-485.
وعن سهل بن سعد الساعدي عند مسلم (112) ، سيرد 5/332.
وعن عائشة، سيرد 6/107.
وانظر حديث عبد الله بن عمرو الآتي برقم (6563) .
وقوله: "ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك"، رواية مسلم: "ثم يكون علقة في ذلك مثل ذلك، ثم يكون مضغة في ذلك مثل ذلك".
وقد تولى شرح حديث ابن مسعود الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (الحديث الرابع) 1/153-157، وجمع بينه وبين حديث حذيفة بن أسيد عند مسلم، فارجع إليه فإنه نفيس.(6/127)
3625 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً، وَقُلْتُ: أُخْرَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ " قَالَ: وَقُلْتُ أَنَا: مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ النَّارَ (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه قلْباً، فقد جعل أبو معاوية المرفوع موقوفاً، والموقوف مرفوعاً كما يأتي بيانه.
وأخرجه أبو يعلى (5198) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 359-360، وابن منده (69) ، من طرق عن أبي معاوية شيخ أحمد، بهذا الإسناد، ورواية ابن منده على الجادة.
وأخرجه أبو عوانة 1/17 عن علي بن حرب، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، به، مقلوباً كهذا المتن.
قال الحافظ في "الفتح" 3/111: ولم تختلف الروايات في "الصحيحين" في أن المرفوع الوعيد، والموقوف الوعد (يعني أن قول: "من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار" هو المرفوع، وقول: "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة" هو الموقوف) ، ثم نقل الحافظ عن الإسماعيلي قوله: وإنما المحفوظ أن الذي قَلَبه أبو معاوية وحده (أثبت المحقق: أبو عوانة، وهو خطأ) ، وبذلك جزم ابن خزيمة في "صحيحه"، والصواب رواية الجماعة، وكذلك أخرجه أحمد من طريق عاصم، وابن خزيمة من طريق سيار، وابن حبان من طريق المغيرة، كلهم عن شقيق، وهذا هو الذي يقتضيه النظر، لأن جانب الوعيد ثابت بالقرآن، وجاءت السنة على وفقه، فلا يحتاج إلى استنباط، بخلاف جانب الوعد، فإنه في محل البحث، إذ لا يصح حمله على ظاهره كما تقدم.
قلنا: رواية عاصم، سترد برقم (4043) ، وسنذكر هناك من وافقه.
وقد قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 2/96-97: ووجد في بعض الأصول=(6/128)
3626 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟ " قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِ وَارِثِهِ قَالَ: " اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ، مَا لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا قَدَّمْتَ، وَمَالُ وَارِثِكِ مَا أَخَّرْتَ "
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَعُدُّونَ فِيكُمُ الصُّرَعَةَ؟ " قَالَ: قُلْنَا: الَّذِي لَا يَصْرَعُهُ الرِّجَالُ، قَالَ: قَالَ " لَا، وَلَكِنِ الصُّرَعَةُ: الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ "
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَعُدُّونَ فِيكُمُ الرَّقُوبَ؟ " قَالَ: قُلْنَا الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ، قَالَ: " لَا وَلَكِنِ الرَّقُوبُ: الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا " (1)
__________
= المعتمدة من "صحيح مسلم" عكس هذا (يعني مثل رواية أبي معاوية هذه المقلوبة) : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة"، قلت أنا: ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار. وهكذا ذكره الحميدي في "الجمع بين الصحيحين" عن "صحيح مسلم" رحمه الله، وهكذا رواه أبو عوانة في كتابه المخرج على "صحيح مسلم"، وقد صح اللفظان من كلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث جابر المذكور (يعني عند مسلم برقم (93)) .
وسلف برقم (3553) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم=(6/129)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد.
والحديث -كما هو ظاهر- ثلاثة أقسام:
فأخرجه بتمامه أبو نعيم في "الحلية" 4/128-129 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
قال أبو نعيم: صحيح متفق عليه، رواه عن الأعمش حفص بن غياث، وعيسى بن يونس، وجرير، وأبو الأحوص، وأبو عوانة، في آخرين.
قلنا: قوله: "متفق عليه" فيه تساهل، فالقسم الثاني والثالث لم يروه البخاري في "صحيحه"، والقسم الأول لم يروه مسلم.
وأخرجه بتمامه أيضاً البخاري في "الأدب المفرد" (153) من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
والقسم الأول منه وهو قوله: "أيكم مال وارثه ... " أخرجه النسائي في "المجتبى" 6/273 من طريق أبي معاوية، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6442) ، وأبو يعلى (5163) ، والشاشي (836) ، وابن حبان (3330) ، والبيهقي في "السنن" 3/368، والبغوي (4057) من طرق عن الأعمش، به.
وقوله: "ما تعدون فيكم الصرَعة؟ " أخرجه ابن أبي شيبة 8/532، ومسلم (2608) (106) ، وأبو داود (4779) ، والبيهقي في "السنن" 4/68 من طريق أبي معاوية، به.
وأخرجه مسلم (2608) (106) ، وأبو يعلى (5162) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/253، 254، والبيهقي في "السنن" 4/68، وفي "شعب الإيمان" (8273) من طرق عن الأعمش، به.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند عبد الرزاق (20287) ، والبخاري (6114) ، ومسلم (2609) .
وقوله: "ما تعدون فيكم الرقوب؟ " أخرجه مسلم (2608) (106) ، والبيهقي في=(6/130)
3627 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدِيثَيْنِ: أَحَدَهُمَا عَنْ نَفْسِهِ، وَالْآخَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ فِي أَصْلِ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ وَقَعَ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ لَهُ: هَكَذَا فَطَارَ "
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ، مِنْ رَجُلٍ خَرَجَ بِأَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلَكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ، وَشَرَابُهُ وَزَادُهُ وَمَا يُصْلِحُهُ، فَأَضَلَّهَا، فَخَرَجَ فِي طَلَبِهَا، حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَلَمْ
__________
= "الشعب" (9756) من طريق أبي معاوية، به.
وأخرجه مسلم (2608) (106) ، وأبو يعلى (5162) ، والبيهقي في "السنن" 4/68، من طريقين، عن الأعمش، به.
وله شاهد من حديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/367.
وآخر من حديث أنس عند البزار (860) ، وأبي يعلى (3408) ، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/11، وقال: رواه أبو يعلى والبزار باختصار، ورجال البزار رجال الصحيح.
وثالث من حديث أبي هريرة عند أبي يعلى (6032) و (6046) ، وقال الهيثمي في "المجمع" 3/11: ورجاله رجال الصحيح.
الصرَعة: بضم صاد وفتح راء: هو الذي يصرع الناسَ، أي: يطرحهم على الأرض على وجه المبالغة. والصرْعة: بضم فسكون: المصروع. والمراد: أن القوي من يدفع نفسه التي هي أعدى عَدو الإنسان عند قيامها لا مَنْ يدفع غيره، والمراد أنه الممدوح شرعا لا أنه لا يطلق الاسم إلا عليه، وقيل: هو من قبيل نقل الاسم.
الرقوب، بفتح الراء: الذي لا يبقى له ولد.(6/131)
يَجِدْهَا، قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي الَّذِي أَضْلَلْتُهَا فِيهِ، فَأَمُوتُ فِيهِ، قَالَ: فَأَتَى مَكَانَهُ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ، فَاسْتَيْقَظَ، فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَ رَأْسِهِ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، وَزَادُهُ، وَمَا يُصْلِحُهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد.
وعلقه البخاري بقسميه الموقوف والمرفوع عقب الحديث (6308) عن أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وقد نَدتْ هذه الرواية عن الحافظ، فقال في "الفتح" 11/107: ورواية أبي معاوية لم أقف عليها في شيء من السنن والمسانيد على هذين الوجهين.
قلنا: والوجه الثاني سيرد بإثر هذه الرواية.
والقسم المرفوع منه وهو قوله: "للهُ أفرح بتوبة أحدكم ... ".
أخرجه ابن حبان (618) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7741) من طريق علي بن مسهر، وأبو نعيم بنحوه مختصراً في "الحلية" 4/129 من طريق أبي عوانة، كلاهما عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (3628) ، ويستكمل تخريجه هناك.
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2675) ، سيرد 2/316 مختصراً.
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/83.
وعن أنس عند البخاري (6309) ، سيرد 3/213.
وعن النعمان بن بشير عند مسلم (2745) ، سيرد 4/275.
وعن البراء بن عازب عند مسلم (2746) ، سيرد 4/283.
وعن أبي موسى عند أبي يعلى (7285) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 10/196، وقال: ورجاله رجال الصحيح.
قوله: "في أصل جبل": أي: أسفله.=(6/132)
3628 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، مِثْلَهُ (1)
__________
= فقال به هكذا: أي: نحاه بيده أو دفعه، وهو من إطلاق القول على الفعل، قالوا: وهو أبلغ. قاله الحافظ في "الفتح" 11/105.
قوله: "أفرح بتوبة أحدكم"، أي إنه يحب توبة أحدكم ويرضى بها فوق ما يحب أحدكم ضالته ويرضى بها، والمقصود الحث على التوبة لكونها محبوبة مرضية عنده تعالى. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
دَوية: بفتح دال وتشديد واو وياء: هي الصحراء التي لا نبات فيها، وقال أبو عبيدة بتخفيف الواو.
قوله: "مهلكة"، بفتح الميم واللام بينهما هاء ساكنة: يهلك من حصل بها.
قال الحافظ: وفي بعض النسخ بضم الميم وكسر اللام من الرباعي، أي: تهلك هي من يحصل بها.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمارة: هو ابن عمير التيمي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم عقب الحديث (6308) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه أيضاً الترمذي (2497) و (2498) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، لكن عنده أن شيخ عمارة الحارث بن سويد بدل الأسود.
قال الحافظ في "الفتح" 11/107: اختلف فيه على عمارة في شيخه هل هو الحارث بن سويد أو الأسود؟ وتبين مما ذكرته أنه عنهما جميعاً، واختلف على الأعمش في شيخه هل هو عمارة أو إبراهيم التيمي؟ وتبين أيضاً أنه عنده عنهما جميعاً.
وأخرجه بتمامه البخاري (6308) ، وأبو يعلى (5100) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/129، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7104) من طريق أبي شهاب الحناط، وأبو=(6/133)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يعلى (5177) ، والبغوي (1302) من طريق جرير بن عبد الحميد، والشاشي (838) ، والبيهقي في "السنن" 10/188 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والبيهقي في "الشعب" (7104) من طريق شجاع بن الوليد، وأبو نعيم في "الحلية" 4/129 من طريق أبي الأحوص، خمستهم عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله.
قال البخاري عقب الحديث: وتابعه (أي: أبا شهاب الحناط) أبو عوانة وجرير عن الأعمش، وقال أبو أسامة: حدثنا الأعمش، حدثنا عمارة، سمعت الحارث بن سويد، وقال شعبة وأبو مسلم: عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، وقال أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن عمارة، عن الأسود، عن عبد الله.
وعن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله.
قال الحافظ في "الفتح" 11/107: يعني إن أبا معاوية خالف الجميع، فجعل الحديث عند الأعمش عن عمارة بن عمير وإبراهيم التيمي جميعاً، لكنه عند عمارة عن الأسود.... وعند إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد، وأبو شهاب ومن تبعوه جعلوه عن عمارة، عن الحارث بن سويد. ورواية أبي معاوية لم أقف عليها في شيء من السنن والمسانيد على هذين الوجهين. (ذكرنا آنفاً أنها عند أحمد) ... والراجح من الاختلاف كله ما قال أبو شهاب ومن تبعه، ولذلك اقتصر عليه مسلم، وصدر
به البخاري كلامه، فأخرجه موصولاً، وذكر الاختلاف كعادته في الإِشارة إلى أن مثل هذا الخلاف ليس بقادح، والله أعلم.
وأخرج المرفوع منه النسائي في "الكبرى" (7742) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد، لكن عنده زيادة الحارث بن سويد مع الأسود.
وأخرجه أيضاً مسلم (2744) (3) و (4) من طريق جرير بن عبد الحميد وقطبة بن عبد العزيز وأبي أسامة، والنسائي في "الكبرى" (7743) من طريق أبي معاوية، أربعتهم عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله.=(6/134)
3629 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، وَالْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، قَالَا: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ فِي أَصْلِ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ وَقَعَ عَلَى أَنْفِهِ، فَقَالَ: بِهِ هَكَذَا، فَطَارَ "
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ، مِنْ رَجُلٍ خَرَجَ بِأَرْضٍ (1) دَوِّيَّةٍ - ثُمَّ قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدِيثَيْنِ: أَحَدَهُمَا عَنْ نَفْسِهِ، وَالْآخَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) - مَهْلَكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ، عَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ وَمَا يُصْلِحُهُ، فَأَضَلَّهَا، فَخَرَجَ فِي طَلَبِهَا، حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ، قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي الَّذِي أَضْلَلْتُهَا فِيهِ، فَأَمُوتُ فِيهِ، قَالَ: فَرَجَعَ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ، فَاسْتَيْقَظَ، فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَ رَأْسِهِ، عَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، وَمَا يُصْلِحُهُ " (3)
__________
= وسلف برقم (3627) ، وذكرنا هناك شواهد المرفوع منه.
(1) في (ظ14) : في أرض.
(2) جاء في حاشية (س) و (ق) و (ظ1) ما نصه: قوله: ثم قال أبو معاوية ... إلخ، كذا في الأصل المنقول منه، وفي أصل آخر، وكأن المعنى أن أبا معاوية لما حدث بالحديث إلى أن وصل إلى قوله: بأرض دوية، تذكر أنه أسقط من أوله: حدثنا عبد الله حديثين، أحدهما عن نفسه، والآخر عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاستدركه حينئذ، ثم بنى على قوله: بأرض دوية، فقال: مهلكة ... إلخ. والله أعلم. زاد في (ظ1) : وكتبه الشيخ عبد الله بن سالم البصري على هامش نسخته بخطه.
(3) إسناداه صحيحان، وهما مكرر (3627) و (3628) .(6/135)
3630 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا، إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، لِأَنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ " (1)
3631 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، وَيَحْيَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ، حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ الْمَعْنَى، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: " لَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ مِنْ نَفْسِهِ جُزْءًا، لَا يَرَى إِلَّا أَنَّ حَقًا عَلَيْهِ أَنْ لَا يَنْصَرِفَ إِلَّا عَنْ يَمِينِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن مرة: هو الهَمْدَاني الكوفي، مسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/364 و14/126، ومسلم (1677) (27) ، والطبري في "التفسير" (11738) ، وفي "التاريخ" 1/144 من طريق أبي معاوية شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (19718) ، والحميدي (118) ، والبخاري (3335) و (7321) ، ومسلم (1677) (27) ، والترمذي (2673) ، والنسائي في "الكبرى" (11142) -وهو في "التفسير" (162) -، وابن ماجه (2616) ، وأبو يعلى (5179) ، والطبري في "التفسير" (11738) ، وفي "التاريخ" 1/144، وابن حبان (5983) ، والطبراني في "الكبير" (10429) ، والبغوي (111) من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (4092) و (4123) .
كِفْل: أي: نصيب.(6/136)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّ أَكْثَرَ انْصِرَافِهِ لَعَلَى يَسَارِهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن نمير: هو عبد الله، ويحيى: هو ابن سعيد القطان، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/304-305، ومن طريقه مسلم (707) (59) عن أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (421) من طريق ابن نمير -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/81، وفي "الكبرى" (1283) ، وابن ماجه (930) من طريق يحيى -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي (291) (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (3208) ، والحميدي (127) ، وابن أبي شيبة 1/304-305، ومسلم (707) (59) ، وابن ماجه (930) ، وأبو يعلى (5174) ، وابن خزيمة (1714) ، وأبو عوانة 2/250، والشاشي (418) و (420) و (423) و (424) ، والطبراني في "الكبير" (10161) و (10162) و (10163) و (10164) ، والبغوي في "شرح السنة" (702) من طرق عن الأعمش، به. وقد أبهم اسم عمارة عند عبد الرزاق والطبراني (10161) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10165) من طريق الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن المستورد العجلي، عن ابن مسعود.
وسيأتي من طريق الأعمش برقم (4084) و (4426) ، وبنحوه من طريق محمد بن إسحاق برقم (3872) و (4383) و (4384) .
قد جاء من حديث أنس عند مسلم (708) (61) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان ينصرف عن يمينه.
وفي الجمع بين حديثي ابن مسعود وأنس قال النووي: يجمع بينهما بأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعل تارة هذا وتارة هذا، فأخبر كل منهما بما اعتقد أنه الأكثر، وإنما كره ابن مسعود أن يعتقد وجوب الانصراف عن اليمين.=(6/137)
3632 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَقُولُونَ فِي هَؤُلَاءِ الْأَسْرَى؟ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَوْمُكَ وَأَهْلُكَ، اسْتَبْقِهِمْ، وَاسْتَأْنِ بِهِمْ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْرَجُوكَ وَكَذَّبُوكَ، قَرِّبْهُمْ فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ، قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، انْظُرْ وَادِيًا (1) كَثِيرَ الْحَطَبِ، فَأَدْخِلْهُمْ فِيهِ، ثُمَّ أَضْرِمْ عَلَيْهِمْ نَارًا
__________
= وقال الحافظ في "الفتح" 2/338: ويمكن أن يجمع بينهما بوجه آخر، وهو أن يحمل حديث ابن مسعود على حالة الصلاة في المسجد، لأن حجرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت من جهة يساره، ويحمل حديث أنس على ما سوى ذلك كحال السفر ... ثم ظهر لي (أي: للحافظ) أنه يمكن الجمع بينهما بوجه آخر، وهو أن من قال: كان أكثر انصرافه عن يساره نظر إلى هيئته في حال الصلاة، ومن قال: كان أكثر انصرافه عن يمينه نظر إلى هيئته في حالة استقباله القوم بعد سلامه من الصلاة، فعلى هذا لا يختصّ الانصراف بجهة معينة، ومن ثَم قال العلماء: يستحب الانصراف إلى جهة حاجته، لكن قالوا: إذا استوت الجهتان في حقه فاليمين أفضل لعموم الأحاديث المصَرحة بفضل التيامن. ثم نقل الحافظ عن ابن المنير قوله: فيه أن المندوبات قد تنقلب مكروهات إذا رفعت عن رتبتها، لأن التيامن مستحب في كل شيء -أي: من أمور العبادة- لكن لما خشي ابن مسعود أن يعتقدوا وجوبه أشار إلى كراهته.
والله أعلم.
قلنا: سيرد من حديث ابن عمرو برقم (6627) أنه كان ينصرف عن يمينه وعن يساره.
(1) في (س) و (ظ14) و (ظ1) : وادي. قال السندي: هكذا في النسخ=(6/138)
قَالَ: فَقَالَ الْعَبَّاسُ: قَطَعْتَ رَحِمَكَ (1) ، قَالَ: فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ شَيْئًا، قَالَ: فَقَالَ نَاسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ أَبِي بَكْرٍ، وَقَالَ نَاسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ عُمَرَ، وَقَالَ نَاسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ، قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ لَيُلِينُ (2) قُلُوبَ رِجَالٍ فِيهِ، حَتَّى تَكُونَ أَلْيَنَ مِنَ اللَّبَنِ، وَإِنَّ اللهَ لَيَشُدُّ (3) قُلُوبَ رِجَالٍ فِيهِ، حَتَّى تَكُونَ أَشَدَّ مِنَ الْحِجَارَةِ، وَإِنَّ مَثَلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ كَمَثَلِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: {مَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي، وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، وَمَثَلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ كَمَثَلِ عِيسَى قَالَ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] ، وَإِنَّ مَثَلَكَ يَا عُمَرُ كَمَثَلِ
__________
= والظاهر نصب وادي، إلا أنهم كثيراً ما يكتبون المنصوب بلا ألف.
(1) جاء في هامش (س) و (ظ1) ما نصه: في بعض الأصول: قطعتك رحم، يخاطب ابن رواحة حيث أشار على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما يوجب قطع الرحم، فهو دعاء عليه بقطع رحمه، والرواية الآتية (يعني برقم 3633) تؤيده، وإن قرىء ما في الأصل بالبناء للمفعول، ورحمك نائبه، توافقت الروايتان، ويكون الخطاب فيهما لابن رواحة، وإن قرىء بالبناء للفاعل كان خطاباً للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويكون في الكلام حذف تقديره: إن أخذتَ بإشارتي عمر وابن رواحة. والله أعلم. زاد في (ظ1) : انتهى ما كتبه بخطه الشيخ عبد الله بن سالم البصري، نفع الله به.
(2) ضبط في (س) و (ظ1) : ليلَين.
(3) في (ظ14) : ليشدد.(6/139)
نُوحٍ قَالَ: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26] ، وَإِنَّ مِثْلَكَ يَا عُمَرُ كَمَثَلِ مُوسَى، قَالَ: رَبِّ {اشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ (1) فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 88] ، أَنْتُمْ عَالَةٌ، فَلَا يَنْفَلِتَنَّ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا بِفِدَاءٍ، أَوْ ضَرْبَةِ عُنُقٍ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِلَّا سُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ، فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ الْإِسْلَامَ، قَالَ: فَسَكَتَ، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُنِي فِي يَوْمٍ، أَخْوَفَ أَنْ تَقَعَ عَلَيَّ حِجَارَةٌ مِنَ السَّمَاءِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى قَالَ: " إِلَّا سُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ " قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا، وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ، وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 67] ، إِلَى قَوْلِهِ {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 68] (2)
__________
(1) كذا في النسخ، وجاءت في تفسير ابن كثير نقلا عن أحمد: (ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم ... ) وهو الصواب في الآية [يونس: 88] .
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود-، لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمرو بن مرة: هو المرادي الكوفي.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/207-208 من طريق الإمام أحمد، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/417 و14/370-372، والترمذي (1714) و (3084) ، والطبري في "التفسير" [الأنفال: 67] ، و"التاريخ" 2/476، والبيهقي في "السنن" 6/321، والواحدي في "أسباب النزول" ص 236-237، من طريق=(6/140)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبي معاوية، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن! وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث أبي عبيدة لم يروه عنه إلا عمرو بن مرة.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (10260) من طريق حفص بن أبي داود الأسدي، عن عمرو بن مرة، به. وفيه بدل عبد الله بن رواحة عبد الله بن جحش، وهو الصواب، كما ذكر الطبراني برقم (10259) ، وسيرد كذلك برقم (3634) .
وأخرجه الطبراني أيضا في "الكبير" (10257) من طريق موسى بن مطير، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود. وذكره الهيثمي في "المجمع" 6/87، وقال: وفيه موسى بن مطير، وهو ضعيف.
قلنا: موسى بن مطير كذبه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم والساجي وجماعة: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال ابن حبان: صاحب عجائب ومناكير لا يشك سامعها أنها موضوعة، فلا يفرح بهذه الطريق.
والحديث بطوله ذكره الهيثمي في "المجمع" 6/86-87، وقال: روى الترمذي منه طرفا، رواه أحمد.... ورواه أبو يعلى بنحوه، ورواه الطبراني أيضاً، وفيه أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، ولكن رجاله ثقات.
قلنا: سيرد تخريجه عند أبي يعلى وغيره في الرواية الآتية برقم (3634) .
وقوله: "إلا سهيل بن بيضاء"، قال ابن سعد في "الطبقات" 4/213: والذي روى هذه القصة في سهيل بن بيضاء قد أخطأ، سهيل بن بيضاء أسلم قبل عبد الله بن مسعود ولم يستخف بإسلامه، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلماً لا شك فيه، فغلط من روى ذلك الحديث ما بينه وبين أخيه، لأن سهيلاً أشهر من أخيه سهل، والقصة في سهل، وأقام سهل بالمدينة بعد ذلك، وشهد مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعض المشاهد، وبقي بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا: سيرد الاسم على الصحيح في الرواية الآتية برقم (3634) .
ولبعضه شاهد من حديث عمر عند مسلم (1763) (58) ، تقدم برقم (208) =(6/141)
3633 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " إِلَّا سُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ "، وَقَالَ فِي قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، عِتْرَتُكَ وَأَصْلُكَ وَقَوْمُكَ، تَجَاوَزْ عَنْهُمْ، يَسْتَنْقِذْهُمُ اللهُ بِكَ مِنَ النَّارِ، قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْتَ بِوَادٍ كَثِيرِ الْحَطَبِ، فَأَضْرِمْهُ نَارًا، ثُمَّ أَلْقِهِمْ فِيهِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: قَطَعَ اللهُ رَحِمَكَ، (1)
__________
= و (221) .
وآخر من حديث أنس، سيرد 3/243.
وثالث من حديث ابن عمر عند الحاكم 2/329، وصححه ووافقه الذهبي، وقال: على شرط مسلم، ونسبه ابن كثير في "التفسير" إلى ابن مردويه.
فال السندي: قوله: "استأن": بهمزة بعد التاء، أي: انتظر لهم.
قوله: "إن الله ليلين قلوب رجال فيه": أي: في شأنه والتقرب إليه، يريد أن مقصود الكل هو الله تعالى، إلا أن منهم من يتقرب إليه باللطف واللين، ومنهم من يتقرب إليه بالشدة.
قوله: "وإن مَثَلَكَ"، بفتحتين: أي: حالك وصفتك في لين قلبك في الله.
قوله: "أنتم عالة"، أي: محتاجون ليس لكم مال.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله، زائدة: هو ابن قدامة، يعني عن الأعمش بالإسناد السابق. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10258) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/207، من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (306) من طريق محمد بن كثير، عن زائدة، به، وقال: أما أهل المعرفة بالمغازي فإنهم يقولون: إنما هو سهل بن بيضاء أخو سهيل.=(6/142)
3634 - حَدَّثَنَاهُ حُسَيْنٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَحْشٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْدَاءُ اللهِ، كَذَّبُوكَ، وَآذَوْكَ، وَأَخْرَجُوكَ، وَقَاتَلُوكَ، وَأَنْتَ بِوَادٍ كَثِيرِ الْحَطَبِ، فَاجْمَعْ لَهُمْ حَطَبًا كَثِيرًا، ثُمَّ أَضْرِمْهُ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: سَهْلُ (1) ابْنُ بَيْضَاءَ (2)
3635 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ،
__________
= قلنا: سيرد الاسم على الصواب في الرواية الآتية (3634) .
وسلف برقم (3632) وذكرنا هناك شواهده.
(1) في (ص) : سهيل، وهو خطأ.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي.
وأخرجه مطولاً ومختصرا أبو يعلى (5187) عن أبي خيثمة، والطبراني في "الكبير" (10259) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/208، من طريق أبي الوليد الطيالسي، والحاكم 3/21-22، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 3/138 من طريق إسحاق بن إبراهيم، ثلاثتهم عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد.
قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه! ووافقه الذهبي، وقال: صحيح!
سمعه جرير بن عبد الحميد. قلنا: هو منقطع كما ذكرنا آنفاً، وجرير هذا هو ابن حازم.
وقال الطبراني: جعل موضع عبد الله بن رواحة عبد الله بن جحش، والصواب عبد الله بن جحش. قلنا: لم يرد على الصواب عند الحاكم وأبي نعيم والبيهقي.
وسلف برقم (3632) و (3633) .(6/143)
عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ الدِّيَةَ فِي الْخَطَأِ أَخْمَاسًا " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، الحجاج -وهو ابن أرطاة-، مدلس وقد عنعن، وخشف بن مالك: قال الدارقطني والبيهقي والبغوي وابن عبد البر: مجهول، وقال البغوي في "شرح السنة" 10/187-188: عدل الشافعي عن هذا، لأن خشف بن مالك مجهول لا يعرف إلا بهذا الحديث، لكن وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات، رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم
الضرير. والحديث روي مرفوعاً وموقوفا، وموقوفه هو الصحيح.
وأخرجه الدارمي (2367) ، والدارقطني في "السنن" 3/175، 176، والبيهقي في "السنن" 8/75، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/133 عن أبي معاوية، به، وعن أبي خالد الأحمر، عن حجاج بن أرطاة، به، لكن مع تفسير الأخماس. وفي تفسيرها من طريقهما نظر، فقد قال الدارقطني في "العلل" 5/48، و"السنن" 3/175: ورواه أبو معاوية الضرير، وحفص بن غياث، وأبو مالك الجنبي، وأبو خالد الأحمر، كلهم عن الحجاج، عن زيد بن جبير، عن خشف بن مالك، عن عبد الله، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل دية الخطأ أخماساً، لم يزيدوا على هذا، ولم يذكروا فيه تفسير الأخماس.
وقد أخرج الدارقطني الحديث في "السنن" من طريق هؤلاء جميعاً.
ثم قال الدارقطني في "العلل" 5/49: ورواه عبد الرحيم بن سليمان، وعبد الواحد بن زياد، ويحيى ابن أبي زائدة، عن حجاج، فزادوا تفسير ذلك عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرين حقة، وعشرين جذعة ... إلخ.
قلنا: سترد الرواية التي فيها تفسير الأخماس برقم (4303) .
قال الدارقطني: فيشبه أن يكون الصحيح أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل دية الخطأ أخماساً، كما رواه أبو معاوية وحفص وأبو مالك الجنبي وأبو خالد وابن أبي زائدة في رواية أبي هشام (يعني الرفاعي) عنه، ليس فيه تفسير الأخماس لاتفاقهم على=(6/144)
3636 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالطَّوَّافِ، وَلَا بِالَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَلَا التَّمْرَتَانِ (1) ، وَلَا اللُّقْمَةُ وَلَا اللُّقْمَتَانِ، وَلَكِنِ الْمِسْكِينُ: الْمُتَعَفِّفُ الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ " (2)
__________
= ذلك وكثرة عددهم، وكلهم ثقات، ويشبه أن يكون الحجاج ربما كان يفسر الأخماس برأيه بعد فراغه من حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيتوهم السامع أن ذلك في حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس ذلك فيه، وإنما هو من كلام الحجاج. ويأتي تتمة كلامه في الرواية (4303) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/134 عن أبي خالد الأحمر، عن عبَيدة -وهو ابن معْتِب-، عن إبراهيم، عن عمر وعبد الله أنهما قالا: دية الخطأ أخماساً. وعبيدة بن معتب ضعيف.
وأخرجه موقوفاً عبد الرزاق (17238) ، وابن أبي شيبة 9/134، والطبراني في "الكبير" (9730) ، والدارقطني 3/173-174 من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن ابن مسعود، أنه قال: دية الخطأ أخماساً. ثم فسرها.
قال الدارقطني: فهذه الرواية، وإن كان فيها إرسال، فإبراهيم النخعي هو أعلم الناس بعبد الله وبرأيه وبفتياه قد أخذ ذلك عن أخواله علقمة والأسود وعبد الرحمن بن يزيد وغيرهم من كبراء أصحاب عبد الله، وهو القائل: إذا قلت لكم: قال عبد الله بن مسعود، فهو عن جماعة من أصحابه عنه، وإذا سمعته من رجل واحد سميته لكم.
وسيرد برقم (4303) مع تفسير الأخماس، فانظره لاستكمال التخريج.
(1) في (ص) : والتمرتان.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف للين إبراهيم بن مسلم الهجري، وبقية=(6/145)
3637 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلَاةً إِلَّا لِمِيقَاتِهَا، إِلَّا صَلَاتَيْنِ: صَلَاةَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ، وَصَلَاةَ (1) الْفَجْرِ يَوْمَئِذٍ، قَبْلَ مِيقَاتِهَا " (2)
__________
= رجاله رجال الصحيح. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه أبو يعلى (5118) من طريق محمد بن دينار، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/27 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والطحاوي أيضاً، وأبو نعيم في "الحلية" 7/108 من طريق سفيان الثوري، و8/214 من طريق محمد بن صبيح ابن السماك، والشاشي (734) من طريق الأعمش، و (735) من طريق عبد العزيز بن مسلم، ستتهم عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/92 وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح!!
وسيرد برقم (4260) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (4539) ، ومسلم (1039) (102) ، سيرد 2/260.
قال السندي: والمراد: ليس المسكين المعدود في مصارف الزكاة هذا الطواف، بل هو داخل في الفقير، وإنما المسكين المستور الحال الذي لا يعرفه أحد إلا بالتفتيش، وبه يتبين الفرق بين الفقير والمسكين في المصارف. وقيل: المراد: ليس المسكين الكامل الذي هو أحق بالصدقة، وأحوج إليها، المردود على الأبواب لأجل التمرة، ولكن الكامل ما ذكره. والله تعالى أعلم.
(1) في هامش (س) : وصلى. نسخة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم=(6/146)
3638 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ
__________
= الضرير، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/457-458 ومسلم (1289) (292) ، وأبو داود (1934) ، والنسائي في "المجتبى" 5/262، وفي "الكبرى" (4043) من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (4421) ، والحميدي (114) ، والبخاري (1682) ، ومسلم (1289) (292) ، وأبو داود (1934) ، والنسائي في "المجتبى" 1/291 و5/254، 260، وأبو يعلى (5176) ، وابن خزيمة (2854) ، والشاشي (475) و (477) ، والبيهقي في "السنن" 5/124 من طرق عن الأعمش، به. وسقط من إسناد عبد الرزاق المطبوع عمارة بن عمير.
وسيأتي من طريق الأعمش برقم (4137) ، ومن طرق أخرى برقم (3893) و (3969) و (4293) و (4399) . ويكرر برقم (4046) و (4138) .
قال سفيان بن عيينة -كما عند الحميدي-: يعني في غير وقتها الذي كان يصليها فيه قبل ذلك.
وقال الحافظ في "الفتح" 3/525: وأما إطلاقه على صلاة الصبح أنها تحول عن وقتها، فليس معناه أنه أوقع الفجر قبل طلوعها، وإنما أراد أنها وقعت قبل الوقت المعتاد فعلها في الحضر.(6/147)
اللهِ كَذَّابًا " (1)
3639 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلَأُنَازَعَنَّ أَقْوَامًا، ثُمَّ لَأُغْلَبَنَّ عَلَيْهِمْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه هناد في "الزهد" (1365) ، ومسلم (2607) (105) ، والترمذي (1971) ، والبيهقي في "السنن" 10/196، والبغوي (3574) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (386) ، ومسلم (2607) (105) ، وأبو داود (4989) ، والشاشي (512) و (513) ، وابن حبان (272) ، والبيهقي في "السنن" 1/195-196، من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (3727) و (3896) و (4022) و (4095) و (4108) و (4160) و (4187) .
وفي الباب عن أبي بكر تقدم برقم (5) و (17) و (34) و (44) .
قوله: "يهدي": أي: يؤدي إليه.
يتحرى الكذب: أي: يتعمده، ويقصده، والتحري: القصد، والاجتهاد في الطلب، والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول. "النهاية".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 11/439، ومسلم (2297) (32) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (736) و (762) ، وأبو يعلى (5199) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6575) ، ومسلم (2297) ، وأبو يعلى (5168) ، والشاشي=(6/148)
3640 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، وَتَرَوْنَ أَثَرَةً "، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا يَصْنَعُ مَنْ أَدْرَكَ ذَاكَ مِنَّا؟ قَالَ: " أَدُّوا الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَسَلُوا اللهَ الَّذِي لَكُمْ " (1)
__________
= (519) و (521) و (534) ، والآجري في "الشريعة" ص 355، والبيهقي في "البعث والنشور" (162) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الشاشي (521) من طريق حصين، عن أبي وائل، عن عبد الله.
قلنا: قد علقه البخاري عقب الحديث (6576) من طريق حصين، عن أبي وائل، عن حذيفة، ووصله مسلم من طريقه برقم (2297) (32) ، وقال الحافظ في "الفتح" 11/469: خالف -يعني حصين- الأعمش وعاصماً، فقال: عن أبي وائل، عن حذيفة، وهذه المتابعة وصلها مسلم من طريق حصين، وصنيعه يقتضي أنه عند أبي وائل عن ابن مسعود وعن حذيفة معاً، وصنيع البخاري يقتضي ترجيح قول من قال: عن أبي وائل، عن عبد الله، لكونه ساقها موصولة، وعلق الأخرى.
وسيأتي برقم (3812) و (3850) و (3866) و (4180) و (4332) و (4351) ، ويكرر برقم (4042) .
وانظر في بيان المراد من قوله: "أصحابي" "الفتح" 11/385.
وحديث الحوض من الأحاديث المتواترة. انظر "نظم المتناثر" ص 151 حيث ذكر الكتاني أنه روي من حديث (57) صحابياً ذكر أسماءهم.
قوله: "ثم لأغْلَبَن": على بناء المفعول، أي: الملائكة يغلبونني، فيأخذون بهم ذات الشمال.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وزيد بن وهب: هو الجهني.
وأخرجه مسلم (1843) (45) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/60، ومسلم (1843) (45) ، وأبو عوانة 4/460،=(6/149)
3641 - سَمِعْتُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا " قَالَ: قُلْنَا: مَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: " أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللهَ حَقَّكُمْ " (1)
__________
= والشاشي (687) و (691) ، والطبراني في "الصغير" (985) ، والبيهقي في "السنن" 8/157، من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الشاشي (688) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1918 من طريق عقبة، عن الأوزاعي، عن الأعمش، به.
وعقبة هذا -هو ابن علقمة البيروتي- روى له النسائي وابن ماجه، ووثقه أبو مسهر وابن حراش والحاكم والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين: لا بأس به، وقال ابن قانع: صالح، وقال في "التقريب": صدوق.
وسيأتي برقم (3641) و (3663) و (4066) و (4067) و (4127) .
وفي الباب عن أنس عند مسلم (1845) ، سيرد 3/111 بلفظ: "إنكم ستلقون بعدي أثَرة، فاصبروا حتى تلقوني".
وعن أسيد بن حضير عند البخاري (7057) ، سيرد 4/351.
وعن البراء بن عازب، سيرد 4/292.
وعن أبي قتادة، سيرد 5/304.
قوله: "أثرة" بفتحتين: اسم من الاستئثار، أي: ترون تفضيل غيركم عليكم في الأمور.
أدوا: أي: أطيعوا واصبروا على ذلك، وأجركم على الله جل ذكره وثناؤه. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان،=(6/150)
3642 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ لِابْنِ النَّوَّاحَةِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْلَا أَنَّكَ رَسُولٌ لَقَتَلْتُكَ "، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلَسْتَ بِرَسُولٍ، يَا خَرَشَةُ، قُمْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ (1)
__________
= وسليمان: هو ابن مِهران الأعمش، وزيد بن وهب: هو الجهني الكوفي.
وأخرجه البخاري (7052) ، والترمذي (2190) ، وأبو يعلى (5156) ، والبغوي (4262) ، من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3640) ، وذكرنا هناك مكرراته.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حارثة بن مضَرب، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/268، والنسائي في "الكبرى" (8675) ، وأبو يعلى (5221) ، والطبراني في "الكبير" (8958) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقد سقط من مطبوع الطبراني اسم أبي إسحاق.
وأخرجه أبو داود (2762) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/61، وابن حبان (4879) ، والطبراني في "الكبير" (8957) ، والبيهقي في "السنن" 9/211، من طريق سفيان الثوري، والطبراني في "الكبير" (8959) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه عبد الرزاق (18708) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8956) ، عن سفيان بن عيينة، وابن أبي شيبة 12/269 عن وكيع؛ والشاشي (746) من طريق يزيد بن هارون، ثلاثتهم عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: جاء رجل إلى ابن مسعود، فقال: إني مررت بمسجد من مساجد بني حنيفة،=(6/151)
3643 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي
__________
= فسمعتهم يقرؤون شيئاً لم ينزله الله: الطاحنات طحناً، العاجنات عجناً، الخابزات خبزاً، اللاقمات لقماً، فقدم ابن مسعود ابن النواحة إمامهم، فقتله، ... وقال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو كنت قاتلاً رسولاً لقتلته". وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/261، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
وأخرجه مطولاً أيضاً الشاشي (747) من طريق يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن عبد الله. والمسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله- قد اختلط، وسماع يزيدَ بن هارون منه بعد اختلاطه، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود مختلف في سماعه من أبيه. وفيه أن الذي قتل ابن النواحة هو قرظة بن كعب، وكذلك جاء عند أبي داود والطحاوي وابن حبان والطبراني والبيهقي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8960) من طريق المسعودي أيضاً، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن جده عبد الله بن مسعود. وهو منقطع. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/262، وقال: رواه الطبراني، وهو منقطع الإسناد بين القاسم وجده عبد الله. وفي هامشه: بل في آخره ما يدل على أن القاسم سمعه من أبيه، عن جده. قلنا: الذي جاء في آخر الحديث قول عبد الرحمن بن عبد الله: فلقيت شيخا منهم كبيراً بعد ذلك بالشام، فقال لي: رحم الله أباك، والله لو قتلنا يومئذ، لدخلنا النار كلُّنا.
وهذا الحديث يدل على أن بعض أتباع مسيلمة الكذاب كانوا في الكوفة، قال الخطابي في "معالم السنن" 2/319: ومعلوم أن هؤلاء لا يمكنهم إظهار الكفر بالكوفة في مسجدهم وهي دار الإسلام، وإنما كانوا يستبطنون الكفر، ويسرون الإيمان بمسيلمة، فاطلع على ذلك منهم حارثة، فرفعهم إلى عبد الله، وهو وال عليها، فاستتاب قوماً منهم، وحقن بالتوبة دماءهم، ولعلهم قد كانت داخلتهم شبهة
في أمر مسيلمة، ثم تبينوا الحق، فراجعوا الدين، فكانت توبتهم مقبولة عند عبد الله، ورأى أن أمر ابن النواحة بخلاف ذلك، لأنه كان داعيةً إلى مذهب مسيلمة،=(6/152)
قَتَادَةَ (1) ، عَنْ يُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى إِلَّا: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، جَاءَتِ السَّاعَةُ قَالَ: وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فَقَالَ: إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ، وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ، قَالَ: عَدُوًّا يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الْإِسْلَامِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ: أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَ فِي ذَرَارِيِّهِمْ، فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ، فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ، هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهَرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ " أَوْ قَالَ (2) : " هُمْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهَرِ الْأَرْضِ
__________
= فلم يعرض عليه التوبة، ورأى الصلاح في قتله.
قلنا: جاء عند الطبراني (8960) أن ابن النواحة كان في جملة من استتيب أيضا، فأبى أن يتوب.
وابن النواحة هذا كان رسول مسيلمة الكذاب إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلذلك لم يقتله النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما تمكن منه ابن مسعود وأبى أن يتوب قتله.
وواضح أنه غير ابن النواحة الذي أمره علي بإقامة الصلاة، وسلف برقم (861) .
وسيأتي من طرق أخرى برقم (3708) و (3761) و (3837) و (3851) و (3855) .
وفي الباب عن نعيم بن مسعود، سيرد 3/487-488.
(1) في (ص) : عن قتادة، وهو خطأ.
(2) في (ق) : وقال.(6/153)
يَوْمَئِذٍ " (1)
3644 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قَتَادة -وهو تميم بن نذَير، وقيل: ابن زبير، العَدَوي- فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن علَية، أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، يسير بن جابر: ويقال: ابن عمرو، وقيل غير ذلك كما في "التهذيب".
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/138، ومسلم (2899) (37) ، وأبو يعلى (5381) ، والحاكم 4/476-477، من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه عبد الرزاق (20812) ، ومسلم (2899) ، والبغوي (4247) ، من طريقين عن أيوب، به.
وأخرجه الطيالسي (392) ، ومسلم (2899) ، وأبو يعلى (5253) ، وابن حبان (6786) ، من طرق عن حميد بن هلال، به.
وسيأتي مطولاً برقم (4146) .
قوله: "ليس له هجيرى"، قال النووي: بكسر الهاء والجيم المشددة مقصور الألف، أي: شأنه ودأبه ذلك.
عدواً: قال السندي: هكذا بالنصب في نسخ "المسند"، أي: تجدون عدواً، وفي "صحيح مسلم": عدو بالرفع.
فذكر الحديث، أي: بطوله كما في مسلم في الفتن، وسيجيء في "المسند" [برقم (4146) ] .
وقوله: "حتى لا يقسمَ ميراث ولا يفرحَ بغنيمة"، سيأتي بيان سبب ذلك في الرواية المطولة الآتية.(6/154)
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: كُنْتُ لَا أُحْجَبُ عَنِ النَّجْوَى، وَلَا عَنْ كَذَا، وَلَا عَنْ كَذَا، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَنَسِيَ وَاحِدَةً، وَنَسِيتُ أَنَا وَاحِدَةً، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ (1) وَعِنْدَهُ مَالِكُ بْنُ مُرَارَةَ الرَّهَاوِيُّ، فَأَدْرَكْتُ مِنْ آخِرِ حَدِيثِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ قُسِمَ لِي مِنَ الْجِمَالِ مَا تَرَى، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ فَضَلَنِي بِشِرَاكَيْنِ فَمَا فَوْقَهُمَا، أَفَلَيْسَ ذَلِكَ هُوَ الْبَغْيُ؟، قَالَ: " لَا، لَيْسَ ذَلِكَ بِالْبَغْيِ، وَلَكِنَّ الْبَغْيَ مَنْ بَطِرَ - قَالَ: أَوْ قَالَ: سَفِهَ - الْحَقَّ، وَغَمَطَ النَّاسَ " (2)
__________
(1) في (ق) : فأتيته فلقيته.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد صحيح إن ثبت سماع حميد بن عبد الرحمن -وهو الحميري- من عبد الله بن مسعود، فروايته إنما هي عن صغار الصحابة كعبد الله بن عمر، وابن عباس، ولفظ تَحَملِهِ عنه هنا لا ينبىء بسماعه منه، ورجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن علَية، وابن عون: هو عبد الله الهلالي، وعمرو بن سعيد: هو القرشي، ويقال: الثقفي، أبو سعيد البصري.
وأخرجه الحاكم 4/182 من طريق بشر بن المفضل، عن ابن عون، بهذا الإسناد، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وسيأتي برقم (4058) .
وله شاهد من حديث مالك بن مرارة الرهاوي نفسه أورده الحافظ في "الإصابة" 3/354، وعزاه إلى الحسن بن سفيان في مسنده، والبغوي من طريق عتبة بن أبي حكيم، عن عطاء بن أبي ميسرة: حدثني ثقة، عن مالك بن مرارة الرهاوي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ومرفوعه له شاهد صحيح بلفظ: "الكبر بطر الحق وغمط الناس"، يرد آخر=(6/155)
3645 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " إِذَا حُدِّثْتُمْ (1) عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا (2) فَظُنُّوا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْيَاهُ (3) ، وَأَهْدَاهُ، وَأَتْقَاهُ " (4)
__________
= الرواية الآتية برقم (3789) .
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سيرد برقم (6583) فانظره.
قوله: "لا أحْجَب": قال السندي: على بناء المفعول من الحَجْب، أي: لا يمنعني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الدخول عليه عند النجوى.
فَضَلني، بالتخفيف، أي: فاقني.
بَطِرَ، كفرح: أصله الطغيان بالنعمة وكراهة الشيء، والمراد أن يرى الحق باطلاً، أو يدعيه باطلا، أو يتعظم عليه فلا يقبله.
سَفِهَ، كَفَرِح، أي: جهل الحق، أي: بإنكاره، على أن المراد به الجهل المركب.
غَمِطَ، بغين معجمة، ثم ميم، ثم طاء مهملة، كضرَبَ وفَرِحَ، أي: احتقرهم، أو لا يراهم شيئاً، [قلنا: جاء في هامش (س) و (ظ1) : وغمص، بالصاد، وهما بمعنى] ، وحمل مَنْ بَطِرَ على البغي على حذف المضاف، أي: فعل من بطر. والله تعالى أعلم.
(1) في هامش (س) و (ظ1) : حدثتكم.
(2) لفظ: "حديثاً" ليس في (ق) .
(3) أهياه، كذا في النسخ الخطية، قال السندي: من الهيئة، فهو مهموز، إلا أنه يخفف للازدواج، أي: أحْسَنَ ظَن. قلنا: قد وقع في "سنن" ابن ماجه: أهناه، وقال السندي في شرحه: أهنأ في الأصل بالهمزة، اسم تفضيل من هنأ الطعام: إذا ساغ، أو جاء بلا تعب، ولم يعقبه بلاء، لكن قلبت همزته ألفاً للازدواج والمشاكلة.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عون -وهو ابن عبد الله بن عتبة بن=(6/156)
3646 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا، حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرٍ سُوءٍ، قُلْنَا: وَمَا هَمَمْتَ بِهِ؟ قَالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَأَدَعَهُ " (1)
3647 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي زُبَيْدٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ،
__________
= مسعود- لم يسمع من عم أبيه عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات، يحيى بن سعيد: هو القطان، وابن عجلان: هو محمد.
وأخرجه ابن ماجه (19) من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن ابن عجلان، به، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه الدارمي 1/145 من طريق عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عجلان، به.
وله شاهد صحيح من حديث علي تقدم برقم (986) وشرحت ألفاظه هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، وسليمان: هو ابن مِهران الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه مسلم (773) (204) ، وابن ماجه (1418) ، والترمذي في "الشمائل" (272) ، وأبو يعلى (5165) ، وابن خزيمة (1154) ، وابن حبان (2141) ، من طريقين عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (3766) و (3937) و (4199) .(6/157)
وَقِتَالُهُ كُفْرٌ " قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ: أَنْتَ (1) سَمِعْتَ مِنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: نَعَمْ (2)
3648 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي
__________
(1) في (س) و (ظ1) : آنت.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، وزبيد: هو ابن الحارث اليامي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 13/185 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (248) ، والبخاري في "صحيحه" (48) ، وفي "الأدب المفرد" (431) ، والنسائي في "المجتبى" 7/122، وأبو عوانة 1/24، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/365، والشاشي (582) و (583) ، وابن حبان (5939) ، وابن منده (654) و (655) ، والبيهقي في "الآداب" (142) ، وفي "الشعب" (6662) ، والبغوي (3548) ، من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (64) (116) ، وابن منده في "الإيمان" (656) ، من طريق محمد بن طلحة بن مصرف، عن زبيد اليامي، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" 1/229 من طريق حماد بن سلمة، وأبو يعلى (4991) من طريق المعتمر بن سليمان، كلاهما عن سليمان التيمي، عن أبي عمرو الشيباني، عن عبد الله بن مسعود، لكنه عند البخاري موقوف وأخرجه موقوفا أثناء خطبة طويلة ابن أبي شيبة 13/295-297 عن عبد الله بن نمير، عن سفيان، عن عبد الله بن عائش، عن إياس، عن عبد الله.
وسيأتي برقم (3903) و (4126) و (4178) و (4345) ، ومن طريق آخر برقم (3957) و (4262) و (4394) .
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص تقدم برقم (1519) و (1537) .
وعن أبي هريرة عند ابن ماجه (3940) ، وأبي يعلى (6052) .(6/158)
الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ، وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ " قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَإِيَّايَ، وَلَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِحَقٍّ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الجعد والدِ سالم، واسمه رافع، فمن رجال مسلم. يحيى: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الدارمي 2/306، والطبراني في "الكبير" (10523) ، وأبو نعيم في "الدلائل" 1/235، من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2814) (69) ، وأبو يعلى (5143) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/29، والشاشي (824) ، وابن حبان (6417) ، والطبراني في "الكبير" (10522) و (10524) ، من طرق عن منصور، به.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 7/101 من طريق شعبة، عن منصور، به، بلفظ: "ما منكم من أحد إلا له شيطان"، فقالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ فقال: "ولا أنا، ولكن الله أعانني بإسلامه، أو أعانني عليه حتى أسلم".
قال البيهقي: قوله في هذه الرواية: "ولكن الله أعانني بإسلامه" إن كان هو الأصل يؤكد قول من زعم أن قوله: "فأسلم" من الإسلام، دون السلامة، وكأن شعبة أو من دونه شك فيه. وذهب محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله إلى أنه من الإسلام، واستدل بقوله: "فلا يأمرني إلا بخير"، قال: ولو كان على الكفر لم يأمر بخير. وزعم أبو سليمان الخطابي رحمه الله أن الرواة يروون "فأسلمَ" من الإسلام، إلا سفيان بن عيينة، فإنه كان يقول: "فأسْلَم"، أي: أجد السلامة منه، وقال: إن=(6/159)
3649 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّ مُجَاهِدًا، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ لَيْلَةَ عَرَفَةَ قَبْلَ يَوْمِ عَرَفَةَ إِذْ سَمِعْنَا حِسَّ الْحَيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْتُلُوا " قَالَ: فَقُمْنَا، قَالَ: فَدَخَلَتْ شَقَّ جُحْرٍ، فَأُتِيَ بِسَعَفَةٍ فَأُضْرِمَ فِيهَا نَارًا، وَأَخَذْنَا عُودًا، فَقَلَعْنَا عَنْهَا بَعْضَ الْجُحْرِ، فَلَمْ نَجِدْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعُوهَا، وَقَاهَا اللهُ شَرَّكُمْ،
__________
= الشيطان لا يسلم قط.
وسيأتي برقم (3779) و (3802) و (4392) .
قال السندي: قوله: قالوا: وإياك: قيل: هو من استعارة المنصوب المنفصل مقام المرفوع المنفصل، واستعارة أحدهم موضع الآخر شائعة.
وفي الباب عن عائشة عند مسلم (2815) .
وعن ابن عباس تقدم برقم (2323) .
وعن شريك بن طارق عند ابن حبان (6416) ، والطبراني في "الكبير" (7222) و (7223) .
وعن المغيرة بن شعبة عند الطبراني في "الكبير" 20/ (107) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 8/225، وقال: وفيه أبو حماد المفضل بن صدقة، وهو ضعيف.
وعن أبي هريرة عند البزار (2438) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 8/225، وقال: وفيه إبراهيم بن صرمة، وهو ضعيف.
وعن أسامة بن شريك عند الطبراني في "الكبير" (494) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 8/225، وقال: فيه المفضل بن صالح، وهو ضعيف.
وعن جابر عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/30.(6/160)
كَمَا وَقَاكُمْ شَرَّهَا " (1)
3650 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (2) ، قَالَ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ لَنَا نِسَاءٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَسْتَخْصِي؟ " فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن جرَيج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز-، وأبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس- قد صرحا بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسهما. يحيى: هو ابن سعيد القطان، ومجاهد: هو ابن جبر.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/209 من طريق يحيى، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5001) ، والطبراني في "الكبير" (10157) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/207، والبيهقي في "السنن" 5/210 من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وعند أبي يعلى أقحم اسم جابر في الإِسناد، وتقدم برقم (3574) .
قوله: "فأتي بسَعَفَة": على بناء المفعول، والسعَفَة، بفتحتين: أغصان النخيل، وقيل: إذا يبست سميت سَعَفَة، وإذا كانت رطبة فهي شطبة.
فأضرم، أي: أمر بإضرام النار. قاله السندي.
(2) في (ص) : عن أبي مسعود، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وقيس: هو ابن أبي حازم البَجَلي.
وأخرجه البخاري (5071) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصرا: الشافعي 2/13 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (14048) ، والحميدي (100) ، والبخاري (5075) و (4615) ، ومسلم (1404) =(6/161)
3651 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا، وَيُعَلِّمُهَا النَّاسَ " (1)
__________
= (11) ، والنسائي في "الكبرى" (11150) ، وأبو يعلى (5382) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/24، والبيهقي في "السنن" 7/79 و201، من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وسيأتي برقم (3706) و (4302) ، ومطولاً برقم (3986) و (4113) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه البخاري (1409) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1205) ، وحسين المروزي في "زوائده" عليه (994) ، والحميدي (99) ، وهناد في "الزهد" (1389) ، والبخاري (73) و (7141) و (7316) ، ومسلم (816) (268) ، والنسائي في "الكبرى" (5840) ، وابن ماجه (4208) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/696، والفريابي في "فضائل القرآن" (103) و (104) ، وأبو يعلى (5078) و (5186) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/190، والشاشي (749) ، وابن حبان (90) ، والطبراني في "الأوسط" (1733) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/363، والبيهقي في "السنن" 10/88 وفي "شعب الإيمان" (7528) ، والخطيب في "الكفاية" ص 36-37، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 14، والبغوي في "شرح السنة" (138) ، من طزق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه الطيالسي (369) عن المسعودي، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله، مرفوعاً بنحوه.=(6/162)
3652 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ خَطَّ خَطًّا مُرَبَّعًا،
__________
= وسيأتي برقم (4109) .
وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (5025) ، ومسلم (815) (266) و (267) ، سيرد 2/9 و36 و152.
وعن أبي هريرة عند البخاري (5026) ، سيرد 2/479.
وعن أبي سعيد، سيرد ضمن مسند أبي هريرة 2/479.
وعن يزيد بن الأخنس، سيرد 4/104، 105.
وعن عمرو بن العاص عند ابن المبارك في "الزهد" (1204) .
وعن عبد الله بن عمرو عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 3/108، وقال: ورجاله موثقون.
وعن سمرة بن جندب عند الطبراني في "الكبير" (7064) ، ذكره الهيثمي فى "المجمع" 2/256، وقال: وفي إسناده بعض ضعف، ورواه البزار بإسناد ضعيف.
وعن أنس في "تاريخ جرجان" ص 313.
قوله: "لا حسد إلا في اثنين": قال السندي: الحسد: تمني زوال نعمة الغير عنه، وهو مذموم مطلقاً، إلا إذا كان صاحبها يستعين بها على المعصية، فهو غير مراد هاهنا، فالمراد هاهنا الغِبْطَة، وهو أن يتمنى حصول مثل نعمة الغير لنفسه، من غير أن يتمنى زوالها عنه، وهو جائز، والحديث لإفادة أنه لا ينبغي ذلك إلا في معالى الأمور. والله تعالى أعلم.
وقوله: "في اثنين": معظم الروايات: "اثنتين" بتاء التأنيث، أي: لا حسد محمود في شئ إلا في خصلتين.
قوله: "ويعلمها الناس"، جاء في (ظ14) و (س) : "ويعلمها" دون لفظ: "الناس". وكتب في هامش (س) .(6/163)
وَخَطَّ خَطًّا وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، وَخُطُوطًا إِلَى جَنْبِ الْخَطِّ الَّذِي وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، وَخَطٌّ خَارِجٌ مِنَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، قَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " هَذَا الْإِنْسَانُ، الْخَطُّ الْأَوْسَطُ، وَهَذِهِ الْخُطُوطُ الَّتِي (1) إِلَى جَنْبِهِ (2) : الْأَعْرَاضُ تَنْهَشُهُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، إِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا، أَصَابَهُ هَذَا، وَالْخَطُّ الْمُرَبَّعُ: الْأَجَلُ الْمُحِيطُ بِهِ، وَالْخَطُّ الْخَارِجُ: الْأَمَلُ " (3)
__________
(1) في (ق) : الذي.
(2) في هامش (س) : جانبه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وأبوه: هو سعيد بن مسروق الثوري، وأبو يعلى: هو المنذر بن يعلى الثوري.
وأخرجه البخاري (6417) ، والترمذي (2454) ، والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (9200) -، وابن ماجه (4231) ، والدارمي 2/304، وأبو يعلى (5243) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/116-117، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/126، من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: صحيح، وقال أبو نعيم: صحيح متفق على صحته، لم يروه عن الربيع إلا منذر.
وأخرجه الشاشي (799) من طريق سفيان بن عقبة، والبيهقي في "شعب الإِيمان" (10255) من طريق قبيصة بن عقبة، كلاهما عن سفيان، به.
وأخرجه مختصراً بنحوه وكيع في "الزهد" (190) ، من طريق فطر عن أبي يعلى، به.
وفي الباب عن أنس عند البخاري (6418) ، سيرد بنحوه 3/123.
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/18.=(6/164)
3653 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ عَنْ كَفَّارَتِهَا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلِي هَذِهِ؟ قَالَ: " لِمَنْ عَمِلَ كَذَا (1) مِنْ أُمَّتِي " (2)
__________
= قوله: "الأعراض"، أي: الأمور التي تعرض له من البلايا والمصائب.
تنهشه: نهشه، بالمعجمة، كمنعه: لسعه وعضه، أو أخذه بأضراسه، وبالمهملة: أخذه بأطراف الأسنان.
(1) لفظ: "كذا" سقط من (ظ14) ، ومن نسخة السندي شارح المسند.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والتيمي: هو سليمان بن طَرْخان، وأبو عثمان: هو النهدي عبد الرحمن بن مَل.
وأخرجه الترمذي (3114) ، وأبو يعلى (5240) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (13830) ، وفي "التفسير" ج1/ق2/313، والبخاري (526) و (4687) ، ومسلم (2763) (39) و (40) و (41) ، والنسائي في "الكبرى" (7326) و (11247) -وهو في "التفسير" (267) -، وابن ماجه (1398) و (4254) ، والطبري في "التفسير" (18676) ، وابن خزيمة (312) ، وابن حبان (1729) ، والطبراني في "الكبير" (10560) ، والبيهقي في "السنن" 8/241، والواحدي في "أسباب النزول" ص 269، والبغوي (346) من طرق عن سليمان التيمي، به.
وسيأتي برقم (3854) و (4250) و (4290) و (4291) و (4325) .
وفي الباب عن ابن عباس سلف (2206) .=(6/165)
3654 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ عَنْ سَحُورِهِ، فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ - أَوْ قَالَ: يُنَادِي - لِيَرْجِعَ قَائِمُكُمْ، وَيَنْتَبِهَ (1) نَائِمُكُمْ، لَيْسَ أَنْ يَقُولَ هَكَذَا - وَضَمَّ يَدَهُ وَرَفَعَهَا -، وَلَكِنْ حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا " وَفَرَّقَ يَحْيَى بَيْنَ السَّبَّابَتَيْنِ (2)
__________
= وعن معاذ، سيرد 5/244.
وعن أبي اليَسَر عند الترمذي (3115) ، وقال: حسن صحيح، والنسائي في "التفسير" (268) .
وعن يحيى بن جعدة، عن رجل من الصحابة عند عبد الرزاق (13831) ، والطبري (18683) .
وعن فلان بن معتب رجل من الأنصار، ذكره ابن كثير في "التفسير" 4/287، والسيوطي في "الدر المنثور" 3/353.
وعن بريدة عند ابن مردويه، كما في "الدر المنثور" 3/353.
(1) أثبتها الشيخ أحمد شاكر: وينَبه، من النسخة الكتانية، وجميع النسخ الخطية عندنا كما أثبتناه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والتيمي: هو سليمان بن طَرْخان، وأبو عثمان: هو النهدي عبد الرحمن بن مل.
وأخرجه البخاري (7247) ، وأبو داود (2347) ، والنسائي في "المجتبى" 4/184، وفي "الكبرى" (2480) ، وابن ماجه (1696) ، وابن حبان (3472) ، من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (350) ، وابن أبي شيبة 3/9، والبخاري (621) و (5298) ، ومسلم (1093) (39) و (40) ، وأبو داود (2347) ، والنسائي في "المجتبى" 2/11، وابن الجارود في "المنتقى" (154) و (382) ، وابن خزيمة (402) =(6/166)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَحَدٍ "
3655 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَتِيقٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ " أَلَا هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ " ثَلَاثَ مِرَارٍ (1) " قَالَ يَحْيَى: فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ "
__________
= و (1928) ، وأبو عوانة 1/373، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/139، والشاشي (774) ، والطبراني في "الكبير" (10558) ، والبيهقي في "السنن" 1/381 و4/218 من طرق عن سليمان التيمي، به.
وسيأتي برقم (3717) و (4147) .
وفي الباب عن أنس عند ابن أبي شيبة 3/9، سيرد 3/140.
وعن سمرة بن جندب عند مسلم (1094) ، سيرد 5/13.
وعن ابن عمر وعائشة عند البخاري (622) ، (623) و (1918) و (1919) .
وعن سلمان عند الطبراني (6135) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 3/153-154، وقال: فيه سهل بن زياد، وثقه أبو حاتم، وفيه كلام لا يضر.
قوله: "ليرجع قائمكم"، قال السندي: المشهور أنه من الرجع المتعدي، و"قائمكم" بالنصب، أي: يَرد قائمَكم إلى حاجته قبل الفجر، والأظهر أنه من اللازم، و"قائمكم" بالرفع، على نسخة.
قلنا: رواية البخاري في النسخة اليونينية ضبطت بالنصب.
وينتبه: من الانتباه، للتناسب، ومن المتعدي على نسخة: وينبه، من التنبيه.
ليس: أي: ظهور الفجر.
أن يقول هكذا: أي: أن يظهر هكذا.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن عتيق، وطلق بن حبيب، فمن رجال مسلم. ابن جريج -وهو عبد=(6/167)
3656 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ "، قُلْتُ: حَتَّى يَقُومَ؟ قَالَ: " حَتَّى يَقُومَ " (1)
__________
= الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، ويحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه مسلم (2670) (7) ، وأبو داود (4608) ، وأبو يعلى (5004) و (5242) ، والطبراني في "الكبير" (10368) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 12/42، من طريق يحيى، بهذا الإسناد. ولفظه عند المزي: ألا هلك المتكبرون.
وأخرجه مسلم (2670) ، وأبو يعلى (5007) ، والبغوي (3396) ، من طريق حفص بن غياث، عن ابن جريج، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/251، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
قوله: "المتنطعون"، قال البغوي: المتنطع: المتعمق في الكلام الغالي، ويكون الذي يتكلم بأقصى حلقه، مأخوذ من النطع. وقال السندي: المتنطعون: المتكلفون في القول أو الفعل.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه أبو يعلى (5232) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. ولفظه: على الجمر، بدل على الرضف. وهما بمعنى.
وأخرجه الطيالسي (331) ، وأبو داود (995) ، والترمذي (366) ، وأبو يعلى (5232) ، والشاشي (924) و (926) و (927) و (928) ، والحاكم 1/269، من=(6/168)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= طرق عن شعبة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
قلنا: قد ورد عنده التصريح بأن السائل: حتى يقوم؟ إنما هو شعبة، والمراد بذلك مقدار القعود في الركعتين الأوليين، وبذلك ترجم له الترمذي، وسيرد التصريح بذلك في الروإية الآتية برقم (4155) . قال الترمذي عقب الحديث: والعمل على هذا عند أهل العلم، يختارون ألا يطيل الرجل القعود في الركعتين الأوليين، ولا يزيد على التشهد شيئاً، وقالوا: إن زاد على التشهد فعليه سجدتا السهو. هكذا روي عن الشعبي وغيره.
وأخرجه الشافعي 1/96 (بترتيب السندي) ، والنسائي في "المجتبى" 2/243، وفي "الكبرى" (764) ، والشاشي (923) ، والبيهقي في "السنن" 2/134، والبغوي (670) ، من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، به.
وذكره الحافظ في "تلخيص الحبير" 1/263، وأنه رواه الشافعي وأحمد والأربعة والحاكم من رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، وأنه منقطع، لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
قلنا: قوله: والأربعة، فيه تجوز، لأن المزي لم يذكر ابن ماجه في "التحفة"، ولم نجده في مطبوع "سننه".
ثم قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة [1/295] من طريق تميم بن سلمة: كان أبو بكر إذا جلس في الركعتين كأنه على الرضف [يعني: حتى يقوم] ، إسناده صحيح. وعن ابن عمر نحوه.
وسيأتي برقم (3895) و (4074) و (4155) و (4388) و (4389) و (4390) .
قال السندي: قوله: كان في الركعتين: أي: في الجلوس عنهما في غير الثنائية.
على الرضف، بفتح فسكون: هي الحجارة المحماة على النار، واحدها رَضْفَة، وهو كناية عن التخفيف في الجلوس.=(6/169)
3657 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: أَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ لَيْلًا، فَنَزَلْنَا دَهَاسًا مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ: " مَنْ يَكْلَؤُنَا (1) ؟ " فَقَالَ بِلَالٌ: أَنَا، قَالَ: " إِذًا تَنَامَ "، قَالَ: لَا، فَنَامَ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَاسْتَيْقَظَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، فِيهِمْ عُمَرُ، فَقَالَ: أَهْضِبُوا، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " افْعَلُوا مَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ "، فَلَمَّا فَعَلُوا، قَالَ: " هَكَذَا فَافْعَلُوا، لِمَنْ نَامَ مِنْكُمْ أَوْ نَسِيَ " (2)
__________
= حتى يقوم، أي: كأنه على الرضف حتى يقوم منه.
(1) في (ق) : من يطوفنا، وفي (م) : من يطرنا، وكلاهما تصحيف.
(2) إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي علقمة -وهو الثقفي-، ذكره غير واحد في الصحابة، ولا تصح له صحبة. جزم بذلك أبو حاتم وغيره. وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10549) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (377) ، والطبري في "التفسير" 26/69 [الفتح: 1] ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/465-466، والشاشي (839) ، والبيهقي في "السنن" 2/218، من طرق عن شعبة، به. ووقع عند الطحاوي والشاشي: في غزوة تبوك.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10549) من طريق سفيان الثوري، عن جامع بن شداد، به.
وسيرد بإسنادين آخرين برقم (3710) و (4307) ، ومطولاً من طريق شعبة، به، برقم (4421) .=(6/170)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والذي حرس المسلمين في هذه الرواية هو بلال، وسيأتي في الرواية (3710) أنه حرسهم عبد الله بن مسعود، وهي رواية ضعيفة، خالف فيها المسعوديُّ شعبة.
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (680) ، سيرد 2/428، 429.
وعن عمران بن حصين عند البخاري (344) ، ومسلم (682) ، سيرد 4/434 و441.
وعن جبير بن مطعم، سيرد 4/81.
وعن ذي مخبر ابن أخي النجاشي، سيرد 4/90، 91.
وعن أبي قتادة عند البخاري (595) ، سيرد 5/298.
وعن عمرو بن أمية الضمري عند أبي داود (444) .
وعن مالك بن ربيعة السلولي عند النسائي في "المجتبى" 1/297، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/465.
وعن ابن عباس عند النسائي في "المجتبى" 1/299.
وعن أبي جحيفة عند أبي يعلى (895) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (268) .
وعن أنس عند الدولابي في "الكنى" 2/45-46.
وعن بلال عند ابن خزيمة (998) ، وإسناده منقطع.
قال السندي: قوله: "دَهَاساً": الدهَاس، كالسحاب، ما لان من الأرض، ولم تكن رملاً.
من يكلؤنا، أي: من يحفظ وقت الصلاة لنا.
إذن تنام، أي: حين اعتمدت على نفسك، أو اعتمدنا عليك، فلا يتم الأمر.
فنام، أي: بلال كما نام القوم.
فقال، أي: عمر.
اهضبوا: من هضب، كضرب، أو أهضب. في "النهاية": قال عمر ذلك لكي ينتبه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: تكلموا وامضوا، يقال: هضب في الحديث وأهضب: إذا اندفع فيه، كرهوا أن يوقظوه، فأرادوا أن يستيقظ بكلامهم.(6/171)
3658 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي زُبَيْدٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ " (1)
3659 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وزبيد: هو ابن الحارث اليامي، وابراهيم: هو ابن يزيد النخعي، ومسروق: هو ابن الأجدع الهمْداني.
وأخرجه الترمذي (999) ، والنسائي في "المجتبى" 4/20، وفي "الكبرى" (1989) ، وابن ماجه (1584) ، وابن الجارود في "المنتقى" (516) ، من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (1294) و (3519) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/134-135، والشاشي (384) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/39، والبيهقي في "السنن" 4/64، من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/149 من طريق منصور، عن زبيد، به.
وسيأتي من طريق سفيان برقم (4215) ، ومن طريق الأعمش برقم (4111) و (4361) و (4430) .
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري عند مسلم (104) ، سيرد 4/396 و404 و416.
وعن أبي أمامة عند ابن ماجه (1585) ، وابن حبان (3156) .
قوله: "ليس منا": من أهل طريقتنا وسنتنا. والمقصود أن هذا الفعل خارج من طريقتنا. قاله السندي.(6/172)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: " أُوتِيَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَفَاتِيحَ كُلِّ شَيْءٍ غَيْرَ خَمْسٍ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد يحتمل التحسين، وحسنه ابن كثير في "التفسير"، عبد الله بن سَلِمَة: هو المرادي الكوفي، روى له أصحاب السنن، ووثقه العجلي ويعقوب بن شيبة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/12، وقال: يخطئ، وقال شعبة عن عمرو بن مرة: كان عبد الله بن سلمة يحدثنا، فتعرف وتنكر، كان قد كبر، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/99: لا يتابع على حديثه، وبقية رجاله
ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، وعمرو بن مرة: هو المرادي الكوفي.
وأخرجه الطيالسي (385) ، والشاشي (887) ، من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5153) ، والطبري في "التفسير" 21/89 من طريقين عن عمرو بن مرة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/263، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح!
وسيأتي برقم (4167) و (4253) .
وله شاهد مرفوع بإسناد صحيح على شرط الشيخين من حديث ابن عمر سيأتي 2/85-86.
قوله: "مفاتيح كل شيء": قال السندي: يريد علم كل شيء، والظاهر أن المراد به الخصوص، وإن كان مقتضى الاستثناء العموم، وإلا للزم أن يكون علمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير متناه، وأن يكون عالماً بالغيب، وقد قال تعالى: (قل لا يعلم من في=(6/173)
3660 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَسْوَدِ، وَعَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُكَبِّرُ فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ، وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ، وَيُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدَّيْهِ - أَوْ خَدِّهِ - " وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَفْعَلَانِ ذَلِكَ (1)
__________
= السموات والأرض الغيب إلا الله) ، فليتأمل، والظاهر أن للموقوف في مثله حكم الرفع.
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، زهير -وهو ابن معاوية- سمع من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- بعد اختلاطه، لكنه متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو القطان، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه بتمامه النسائي في "المجتبى" 2/205، وفي "الكبرى" (670) ، وأبو يعلى (5128) ، من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (279) ، والنسائي في "المجتبى" 2/205 و203 و3/62، وفي "الكبرى" (670) و (728) و (1242) ، وأبو يعلى (5128) و (5334) ، والطبراني في "الكبير" (10172) ، والدارقطني في "السنن" 1/357، والبيهقي في "السنن" 2/177 من طرق عن زهير، به. قال البيهقي: وكان أبو الحسن الدارقطني رحمه الله يستحسن هذه الرواية، ويقول: هي أحسنها إسناداً. قلنا: كلام الدارقطني هو في "سننه" 1/357.
وقوله: "يكبر في كل خفض ورفع ... ".
أخرجه الدارمي 1/285، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/220، من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن زهير، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/239-240، والترمذي (253) ، والنسائي في=(6/174)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "المجتبى" 2/233، وأبو يعلى (5101) ، من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، عن أبي إسحاق، به. وسقط من إسناد أبي يعلى الأسود وعلقمة.
قال الترمذي: حديث عبد الله بن مسعود حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم، ومن بعدهم من التابعين، وعليه عامة الفقهاء والعلماء.
قال: وفي الباب عن أبي هريرة، وأنس، وابن عمر، وأبي مالك الأشعري، وأبي موسى، وعمران بن حصين، ووائل بن حجر، وابن عباس.
قلنا: حديث ابن عباس سلف (3301) .
وحديث أبي هريرة، سيرد 2/270.
وحديث وائل بن حجر، سيرد 4/316
وحديث أبي مالك الأشعري، سيرد 5/342 و343 و344.
قوله: "ويسلم عن يمينه وعن يساره"....
أخرجه ابن أبي شيبة 1/299، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/268 من طرق عن زهير، به.
وعلقه أبو داود عقب الحديث (996) ، وقال: شعبة كان ينكر هذا الحديث حديث أبي إسحاق أن يكون مرفوعاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10175) من طريق خالد بن ميمون، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني أيضا (10176) من طريق عبد الملك بن الحسين، عن أبي إسحاق، عن الأسود وعلقمة ومسروق وعبيدة، عن ابن مسعود.
وأخرجه أبو يعلى بنحوه (5051) ، والطبراني في "الكبير" (10191) ، من طريق عبد الملك بن الوليد بن معدان، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود. وعبد الملك ضعيف.
قال الترمذي: وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وجابر بن سمرة، والبراء، وأبي سعيد، وعمار، ووائل بن حجر، وعدي بن عميرة، وجابر بن عبد الله.(6/175)
3661 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِينَ، فَقَالَ " أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: " أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَذَاكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَا أَنْتُمْ فِي الشِّرْكِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ، أَوِ السَّوْدَاءِ (1) فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَحْمَرَ " (2)
__________
= والحديث بتمامه سيأتي من طريق زهير برقم (4055) ، ومن طريق إسرائيل برقم (3972) .
وقسم التكبير منه، سيرد برقم (4224) و (4225) .
وقسم التسليم، سيرد برقم (3699) و (3702) و (3736) و (3849) و (3879) و (3887) و (3888) و (3933) و (4172) و (4241) و (4280) و (4432) ، وانظر (4239) .
قوله: "يكبر في كل خفض ورفع": أي: ما عدا الرفع من الركوع.
(1) في (ظ14) : السواد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعمرو بن ميمون: هو الأودي.
وأخرجه الطيالسي (324) ، ومن طريقه الترمذي (2547) ، وأبو عوانة 1/87-88، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/155، وابن منده في "الإيمان" (985) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/152، والبيهقي في "السنن" 3/180.=(6/176)
3662 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُصَلِّي، فَقَالَ: " سَلْ تُعْطَهْ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ " فَابْتَدَرَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا،
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/155 من طريق وهب بن جرير، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (64) من طريق عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه هناد في "الزهد" (195) ، والبخاري (6642) ، ومسلم (221) (376) و (378) ، وأبو يعلى (5386) ، والطبري في "التفسير" 17/112، وأبو عوانة 1/88، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/155-156، والشاشي (674) ، وابن حبان (7245) و (7458) ، وابن منده في "الإيمان" (986) و (987) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (65) ، من طرق عن أبي إسحاق، به.
وسيرد من طريق شعبة برقم (4166) ، ومن طريق إسرائيل برقم (4251) . وانظر (3677) و (4328) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البخاري (3348) و (6530) ، ومسلم (222) ، سيرد 3/32، 33.
وعن عمران بن حصين، سيرد 4/432.
وعن جابر، سيرد 3/346 و383.
وعن أبي هريرة مختصراً عند البخاري (6529) ، سيرد 2/378 و391.
وعن أبي الدرداء مختصراً، سيرد 6/441.
قوله: "أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة": قال السندي: قد جاء ما يدل على أنهم ثلثان، والظاهر أنه قال هذا عن رجاء، ثم ظهر له أن الأمر فوق ما رجا، فأخبر
بذلك. والله تعالى أعلم.
في الشرك، أي: في جنب أهل الشرك الذين كانوا في الأمم السابقة، فبين أن الغالب على السابقين هو الشرك، بخلاف هذه الأمة. والله تعالى أعلم.(6/177)
قَالَ عُمَرُ: مَا بَادَرَنِي أَبُو بَكْرٍ إِلَى شَيْءٍ، إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، فَسَأَلَاهُ عَنْ قَوْلِهِ، فَقَالَ: " مِنْ دُعَائِي الَّذِي لَا أَكَادُ أَدَعُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَبِيدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْفَدُ (1) ، وَمُرَافَقَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ، جَنَّةِ الْخُلْدِ " (2)
3663 - سَمِعْتُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، قَالَ:
__________
(1) في هامش (س) : لا تفنى.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود-، لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الطيالسي (340) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/127، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8413) من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/332، والنسائي في "الكبرى" (1075) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (869) -، والطبراني في "الكبير" (8416) ، من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، به.
وسيأتي من طريق أبي عبيدة برقم (3797) و (4165) ، وبإسناد حسن برقم (4255) و (4340) و (4341) .
وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب عند الحاكم 3/317، وصححه، ووافقه الذهبي
وآخر -عدا الدعاء- صحيح من حديث عمر تقدم برقم (175) و (265) .
وقوله: "اللهم إني أسألك نعيماً لا يبيد، وقرة عين لا تنفد" جاء من حديث عمار بن ياسر عند النسائي في "المجتبى" 3/55 أنه من دعاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(6/178)
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا "، قَالَ: قُلْنَا: وَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: " أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللهَ حَقَّكُمْ " (1)
3664 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ، فَجِئْنَا نَمْشِي مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَلَمَّا رَكَعَ النَّاسُ، رَكَعَ عَبْدُ اللهِ وَرَكَعْنَا مَعَهُ، وَنَحْنُ نَمْشِي، فَمَرَّ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ، وَهُوَ رَاكِعٌ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، سَأَلَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: لِمَ قُلْتَ حِينَ سَلَّمَ عَلَيْكَ الرَّجُلُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، إِذَا كَانَتِ التَّحِيَّةُ عَلَى الْمَعْرِفَةِ " (2)
__________
(1) مكرر (3641) سنداً ومتناً.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، لضعف مجالد: وهو ابن سعيد الهمْداني، وقد أخرج له مسلم مقروناً بغيره، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي، والأسود بن يزيد: هو النخعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9491) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/5 و4/385 من طريق عمر بن عبد الرحمن الأبار، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن مسروق أو غيره -كذا قال عمر-، عن عبد الله، به.=(6/179)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/5 و4/385 من طريق حماد بن سلمة، والطبراني في "الكبير" (9490) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2407، من طريق عمر بن المغيرة، كلاهما عن أبي حمزة الأعور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود. وعمر بن المغيرة نقل الذهبي في "الميزان" عن البخاري قوله فيه: منكر الحديث، مجهول. وأبو حمزة الأعور -وهو ميمون-: ضعيف.
وأخرجه مطولاً أيضاً الطبراني في "الكبير" (9489) ، وابن خزيمة (1326) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (8778) ، من طريق الحسن بن بشر بن سَلْم البجلي، عن الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، قال: لقي ابن مسعود.. فذكر الحديث. وإسناده ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (5137) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9486) عن سفيان الثوري، عن حصين، عن عبد الأعلى، عن ابن مسعود، موقوفاً.
وأخرجه موقوفاً أيضا ًالشاشي (400) من طريق إسرائيل، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن مسروق، عن عبد الله.
وأخرجه مطولاً موقوفاً الحاكم 4/446 من طريق شعبة، عن حصين، عن عبد الأعلى بن الحكم -رجل من بني عامر-، عن خارجة بن الصلت البرجمي، عن عبد الله بن مسعود. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. وقد أسند هذه الكلمات بشير بن سلمان (في المطبوع: سليمان، وهو خطأ) في روايته، ثم صار الحديث برواية شعبة هذه صحيحاً، ولم يخرجاه، فأعله الذهبي بأنه موقوف. قلنا: وعبد الأعلى بن الحكم لا يعرف حاله.
وسيأتي برقم (3848) ، وبإسناد حسن برقم (3870) مطولاً، و (3982) .
وفي الباب عن العداء بن خالد عند الطبراني في "الكبير" 18/ (17) ، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/329، وقال: وفيه من لم أعرفهم.
قوله: "وركعنا معه ونحن نمشي": قال السندي: أي: ركعنا دون الصف، ثم مشينا حتى لحقنا الصف، وفي بعض النسخ: ونحن عشر، فخص الرجل عبد الله=(6/180)
3665 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُعْرَجُ بِهِ مِنَ الْأَرْضِ، فَيُقْبَضُ مِنْهَا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا، فَيُقْبَضُ مِنْهَا، قَالَ: {إِذْ يَغْشَى} [النجم: 16] السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى، قَالَ: فِرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: " فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ (1) ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا الْمُقْحِمَاتُ " (2)
__________
= بالسلام من بين عشر.
(1) في (ظ14) : فأعطي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أعطي: الصلوات الخمس ...
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وطلحة: هو ابن مصرف، ومرة: هو ابن شراحيل الهمداني المعروف بمرة الطيب.
وأخرجه مسلم (173) (279) ، وأبو يعلى (5303) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/460، ومسلم (173) (279) و (3276) ، والنسائي في "المجتبى" 1/223-224، وفي "الكبرى" (315) ، والطبري في "التفسير" 27/52 و55 والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/474، من طرق عن مالك بن مغول، به.
وأخرجه الترمذي (3276) من طريق مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف بإسقاط الزبير بن عدي، وهي صحيحة أيضاً، فإن مالك بن مغول روى عن طلحة مباشرة، فتكون الرواية السالفة من المزيد في متصل الأسانيد. وقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.=(6/181)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه بنحوه مختصراً أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" ص 124 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والفريابي في "فضائل القرآن" (56) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن سفيان الثوري، عن زبيد اليامي، عن مرة بن شرحبيل، عن عبد الله بن مسعود، موقوفاً، بلفظ: "خواتيم سورة البقرة أنزلت من كنز تحت العرش".
وهذا اللفظ له شاهد من حديث عقبة بن عامر، سيرد 4/147 و158.
وآخر من حديث أبي ذر، سيرد 5/151 و180.
وثالث من حديث حذيفة، سيرد 5/383.
قوله: "في السماء السادسة": قال السندي: قد جاء أنها في السابعة، ووفق بينهما بأن أصلها في السادسة، ومعظمها في السابعة.
فَيَيقْبَض: قال الطيبي: لعل القابض غير الصاعد بالأعمال من الملائكة، وكذا النازل.
وأعطي خواتيم سورة البقرة: قال السندي: قلت: لعل المراد قدر له إعطاؤها، وقيل له: إنها ستنزل عليك، فلا ينافي هذا ما جاء من أنه لما اشتد عليهم قوله تعالى: (إن تبدوا ما في أنفسكم ... ) الآية، نزل: (آمن الرسول) إلى آخر السورة، وقد تقدم ذلك في مسند ابن عباس. وقيل: بل معناه أنه وعد له باستجابة ما فيها من الدعاء لمن يدعو به من الأمة. والله تعالى أعلم.
المقْحِمات: بضم ميم، وسكون قاف، وكسر مهملة، والمراد الكبائر التي تدخل الناس النار، ولعل المراد أن الله تعالى لا يؤاخذهم بكلها، بل لا بد أن يغفر لهم بعضها، فإن شاء غفر لهم كلها. قال النووي: أريدَ بالغفران أنه لا يخلد صاحبها في النار، لا أنه لا يعذب أصلاً، وإلا فقد جاء عذاب العصاة، أو المراد أنه يغفر لبعض الأمة الكبائر، وهو مخصوص بهذه الأمة. قلت (يعني السندي) : ولعله إن كان هناك تأويل فما ذكرت أقرب، وإلا فتفويض هذا الأمر إلى علمه تعالى أولى.
والله تعالى أعلم.(6/182)
3666 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةً (1) سَيَّاحِينَ، يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ " (2)
__________
(1) وقع في (م) : إن لله ملائكة في الأرض. وكذلك وردت في طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن السائب -وهو الكندي الكوفي-، وغير زاذان -وهو أبو عمر الكندي-، فهما من رجال مسلم. ابن نمير: هو عبد الله، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1028) ، وعبد الرزاق (3116) ، والنسائي في "المجتبى" 3/43، وفي "عمل اليوم والليلة" (66) ، والدارمي 2/317، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (21) ، والبزار (845) (زوائد) ، والشاشي (825) و (826) ، والطبراني في "الكبير" (10529) و (10530) ، والحاكم في "المستدرك" 2/421، وأبو نعيم في "الحلية" 4/200-201، و"أخبار أصبهان" 2/205، والبغوي في "شرح السنة" (687) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال البزار: لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير (10528) ، والحاكم 2/421، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/205، من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن عبد الله بن السائب، به. قال الحاكم: فأما حديث الأعمش عن عبد الله بن السائب فإنا لم نكتبه إلا بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1582) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/104 من طريقين عن عبد الله بن السائب، به.
وسيأتي برقم (4210) و (4320) .(6/183)
3667 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ " (1)
3668 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، لِتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي.
وأخرجه الشاشي (515) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6488) ، والشاشي (514) ، والخطيب في "تاريخه" 11/388، والبغوي في "شرح السنة" (4174) ، من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (3923) و (4216) .
قوله: "من شراك نعله": يحتمل أن المراد بيان أن استحقاق كل منهما يحصل بأدنى شيء من قول أو فعل لا يبالي به صاحبه، أو بيان قرب الموت الموصل لصاحب الجنة إليها، ولصاحب النار إليها. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
والشَراك: أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. "النهاية".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي.
وأخرجه الشاشي (539) ، والبيهقي في "السنن" 6/23 من طريق ابن نمير شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3609) ، وذكرنا هناك شواهده.(6/184)
3669 - حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ دُونَ الْجَنَّةِ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان الأزدي، وعمرو بن قيس: هو الملائي، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وأخرجه ابن حبان (3693) ، والطبراني في "الكبير" (10406) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/110، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. قال أبو نعيم: غريب من حديث عاصم، تفرد به عنه عمرو بن قيس الملائي.
وأخرجه ابن أبي شيبِة 4/1/74، والترمذي (810) ، والنسائي في "المجتبى" 5/115-116، وفي "الكبرى" (3610) ، وأبو يعلى (4976) و (5236) ، والطبري في "تفسيره" (3956) ، وابن خزيمة (2512) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/124، والشاشي (587) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/110، والبغوي (1843) من طرق عن سليمان أبي خالد الأحمر، به.
قال الترمذي: حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح غريب، من حديث ابن مسعود.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (3957) من طريق الحكم بن بشير، عن عمرو بن قيس، به.
وفي الباب عن عمر تقدم برقم (167) .
وعن عامر بن ربيعة، سيرد 3/446 و447.=(6/185)
3670 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ (1) عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ: " نَحْوًا مِنْ ذَا أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَا " (2)
__________
= وعن ابن عباس عند النسائي في "المجتبى" 5/115، والطبراني (11196) و (11428) . وإسناده صحيح.
وعن جابر عند البزار (1147) (زوائد) ، قال الهيثمي في "المجمع" 3/277: رجاله رجال الصحيح خلا بشر بن المنذر ففي حديثه وهم. قاله العقيلي، ووثقه ابن حبان.
وعن جابر أيضاً عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 3/278، وقال: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وفيه كلام، ومع ذلك فحديثه حسن.
وعن ابن عمر عند الطبراني في "الكبير" (13651) ، قال الهيثمي في "المجمع" 3/278: وفيه حجاج بن نصير، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه النسائي وغيره.
قوله: "فإنهما": أي: يصفة المتابعة.
قوله: "دون الجنة"، قال السندي: أي: ابتداءً، وإلا فالدخول في الجنة في الجملة يكفي فيه الإيمان، وحينئذ فالحديث يدل على مغفرة الكبائر بالحج المبرور المتقدمة بل المتأخرة أيضاً، إذ لا يمكن دخول الجنة ابتداءً بدون مغفرتها، والله تعالى أعلم.
(1) تحرف في (م) إلى: الحضري.
(2) أثر صحيح، إبراهيم بن مهاجر -وهو البجلي الكوفي-، صدوق لا بأس به فيه لين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود الحفري فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، ومسلم البطين: هو ابن عمران، وأبو عبد الرحمن: هو السلَمي عبد الله بن حبيب.=(6/186)
3671 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: " اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْحَيَاءِ "، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَسْتَحِي، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: " لَيْسَ ذَلِكَ، وَلَكِنْ مَنِ اسْتَحْيَى مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا حَوَى، وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ وَمَا وَعَى، وَلْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ، تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْحَيَاءِ " (1)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8618) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وسيأتي بأسانيد صحيحة بنحوه برقم (4015) و (4321) و (4333) .
قوله: "ثم تغير وجهه"، أي: من جهة نسبة الحديث إليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع احتمال ألا يكون ذلك اللفظ له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل معناه له، والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1) إسناده ضعيف لضعف الصباح بن محمد -وهو ابن أبي حازم الأحمسي الكوفي-، قال ابن حبان في "المجروحين" 1/377: كان ممن يروي عن الثقات الموضوعات، وضعفه الحافظ في "التقريب"، وقال: أفرط فيه ابن حبان، وقال العقيلي: في حديثه وهم ويرفع الموقوف، وقال الذهبي في "الميزان" 2/306: رفع حديثين هما من قول عبد الله. قلنا: هما هذا والذي بعده. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان بن إسحاق، روى له الترمذي، وهو ثقة. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، ومرة الهمداني: هو ابن شراحيل المعروف بمرة الطيب.
وأخرجه الترمذي (2458) من طريق محمد بن عبيد -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث غريب (أي: ضعيف) إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمد.=(6/187)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو يعلى (5047) ، والحاكم 4/323، من طريق مروان بن معاوية، والبيهقي في "الشعب" (7730) ، وفي "الآداب" (1015) من طريق يعلى بن عبيد، وفي "الشعب" (10561) ، من طريق إسماعيل بن زكريا، ثلاثتهم عن أبان بن إسحاق، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وقد تحرف الصباح بن محمد في مطبوع "المستدرك" إلى الصباح بن محارب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/223 من طريق محمد بن إسحاق، عن الصباح بن محمد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10290) ، وفي "الصغير" (494) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/209، عن السرِي بن سهل الجنْدَيْسابوري، عن عبد الله بن رشيد، عن مجاعة بن الزبير، عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، مرفوعاً. قال الطبراني في "الصغير": لم يروه عن قتادة إلا مجاعة، تفرد به عبد الله بن رشيد. والسري بن سهل شيخ الطبراني، قال البيهقي: لا يحتج به ولا بشيخه. وقال ابن عدي: كان يسرق الحديث.
قلنا: وإسناده أيضاً منقطع، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه ابن مسعود، وعبد الله بن رشيد: قال البيهقي: لا يحتج به، وقال ابن حبان: مستقيم الحديث. انظر "لسان الميزان" 3/285، و"ثقات" ابن حبان 8/343.
وقد أورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/400 و4/239-240، وقال: وقد قيل: إن الصباح إنما رفع هذا الحديث وهماً منه، وضعف برفعه، وصوابه موقوف، والله أعلم.
وله شاهد لا يفرح به من حديث عائشة عند الطبراني في "الأوسط"، وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وهو متروك، قاله الهيثمي في "المجمع" 10/284.
وآخر مثله من حديث الحكم بن عمير عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 10/284، وقال: فيه عيسى بن إبراهيم القرشي، وهو=(6/188)
3672 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ الصَّبَّاحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ، كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي (1) الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الدِّينَ إِلَّا لِمَنْ (2) أَحَبَّ، فَمَنْ أَعْطَاهُ اللهُ الدِّينَ، فَقَدْ أَحَبَّهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يَسْلَمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ، وَلَا يُؤْمِنُ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ "، قَالُوا: وَمَا بَوَائِقُهُ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " غَشْمُهُ وَظُلْمُهُ، وَلَا يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالًا مِنْ حَرَامٍ، فَيُنْفِقَ مِنْهُ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ، وَلَا يَتَصَدَّقُ بِهِ فَيُقْبَلَ مِنْهُ، وَلَا يَتْرُكُ (3) خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلَّا كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ، وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ، إِنَّ الْخَبِيثَ لَا يَمْحُو الْخَبِيثَ " (4)
__________
= متروك.
وثالث من حديث الحسن مرسلاً، رواه ابن المبارك في "الزهد" (317) .
قوله: "وما حوى"، أي: جمعه من القوى والأعضاء من العين والأذن واللسان، فلا يستعمل هذه الأشياء فيما لا يرضى به الله.
وما وعى، أي: ما حفظه البطن وجمعه، وما يتصل به من الفرج والرجلين واليدين والقلب من استعمالها في المعاصي.
والبِلى، بكسر الباء: أي: صيرورته تراباً بعد الموت. قال ذلك السندي.
(1) في (ق) و (ظ1) : من الدنيا.
(2) في هامش (س) : من.
(3) في (ظ14) : يتركه.
(4) إسناده ضعيف لضعف الصباح بن محمد، وهو ابن أبي حازم البجلي، قال=(6/189)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= العقيلي: في حديثه وهم، ويرفع الموقوف، وضعفه الحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان" 2/306: رَفَعَ حديثين هما من قول عبد الله. قلنا: هما هذا والذي قبله، فالصحيح أنه موقوف، كما ذكر الدارقطني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان بن إسحاق، فقد أخرج له الترمذي، وهو ثقة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/166 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
قال أبو نعيم: هذه الزيادة (يعني: من قوله: فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه ... إلى آخر الحديث) لم يروها عن مرة إلا الصباح، ولا عنه إلا أبان.
وأخرجه البزار (3562) (زوائد) ، من طريق محمد بن عبيد -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. قال البزار: أبان كوفي، والصباح فليس بالمشهور، وإنما ذكرناه مع علته لأنا لم نحفظه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/313، والشاشي (877) ، والحاكم 2/447، والبيهقي في "الشعب" (5524) ، والبغوي (2030) ، من طرق عن أبان بهر إسحاق، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
وأخرجه مختصراً ابن المبارك في "الزهد" (1134) من طريق سفيان الثوري، والطبراني في "الكبير" (8990) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/165 من طريق محمد بن طلحة، كلاهما عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله، موقوفاً.
قال أبو نعيم: ورواه الناس عن محمد بن طلحة مثله موقوفاً، ورفعه عن محمد بن طلحة مثلَه سلام بن سليمان المدائني [قلنا: هو عند ابن عدي في "الكامل" 3/1158] ، ورواه سفيان الثوري عن زبيد موقوفاً ومرفوعاً، ورفعه على الثوري عيسى بن يونس وسفيان بن عيينة والقاسم بن الحكم، ورواه عبد الرحمن بن زبيد عن أبيه مرفوعاً وموقوفاً.
قلنا: وعلقه مختصراً جداً البخاري في "التاريخ" 4/313 عن سفيان الثوري، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله، ولم يرفعه.
قال الدارقطني في "العلل" 5/271: والصحيح موقوف.=(6/190)
3673 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْبَاقِي، يَهْبِطُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ (1) ؟ فَلَا
__________
= وأخرجه الحاكم 1/33-34، وأبو نعيم في "الحلية" 5/35 من طريق أحمد بن جناب المِصيصي، عن عيسى بن يونس، والبيهقي في "الشعب" (607) من طريق سفيان بن عقبة أخو قبيصة، كلاهما عن سفيان الثوري، به، مرفوعا.
وأخرجه الحاكم 1/34، وعنه البيهقي في "الشعب" (607) من طريق حمزة الزيات، عن زبيد، به، مرفوعاً. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، تفرد به أحمد بن جناب المِصيصي، وهو شرط من شرطنا في هذا الكتاب أنا نخرج أفراد الثقات إذا لم نجد لها علة، وقد وجدنا لعيسى بن يونس فيه متابعين، أحدهما من شرط هذا الكتاب وهو سفيان بن عقبة أخو قبيصة.... ثم قال: صح بمتابعين
لعيسى بن يونس، ثم بمتابع الثوري، عن زبيد، وهو حمزة الزيات، ووافقه الذهبي.
قلنا: قد سبق عن الدارقطني أن الموقوف هو الصحيح.
قوله: "من يحب ومن لا يحب": قال السندي: فلا يستدل بها على سعادة صاحبها.
قوله: "لا يسْلِم عبد": من الإسلام، والمراد أنه لا يحصل الإسلام المأجور به عند الله.
ولا يؤمن: أي: لا يكون كامل الإيمان.
بواثقه: أي: غوائله وشروره، جمع بائقة، وهي الداهية.
غَشْمه: الظلم، فعطف الظلم عليه للتفسير.
(1) في (ق) : سؤاله.(6/191)
يَزَالُ كَذَلِكَ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ " (1)
3674 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة- فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، عبد العزيز بن مسلم: هو القسملي. أبو إسحاق الهمْداني: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه أبو يعلى (5319) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/153، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح.
وفي الباب عن علي تقدم برقم (968) .
وعن أبي هريرة عند البخاري (7494) ، ومسلم (758) ، سيرد 2/258.
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/34.
وعن رفاعة بن عرابة، سيرد 4/16.
وعن عثمان بن أبي العاص، سيرد 4/22.
وعن جبير بن مطعم، سيرد 4/81.
وعن أبي الدرداء عند الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" والبزار بنحوه، فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 10/154-155، وقال: فيه زيادة بن محمد الأنصاري، وهو منكر الحديث.
وعن عبادة بن الصامت بنحوه، عند الآجري في "الشريعة" ص 312-313.
وعن عبد الرحمن البيلماني بنحوه، عند الآجري في "الشريعة" ص 313.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي،=(6/192)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي.
وأخرجه القضاعي في "مسنده" (212) من طريق محمد بن عبيد -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6533) و (6864) ، ومسلم (1678) (28) ، وحسين المروَزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (1358) ، والنسائي في "الكبرى" (3455) ، وأبو يعلى (5099) ، والشاشي (564) و (566) و (567) ، وابن حبان (7344) ، والطبراني في "الأوائل" (24) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/87 و127، والبيهقي في "السنن" 8/21، وفي "الشعب" (5325) ، والبغوي (2520) ، من
طرق، عن الأعمش، به.
وأخرجه عبد الرزاق (19717) عن معمر، والنسائي في "المجتبى" 7/83، وفي "الكبرى" (3454) و (3456) من طريق سفيان الثوري، والنسائي أيضا في "المجتبى" 7/84، وفي "الكبرى" (3459) من طريق أبي معاوية، وأبو نعيم في "الحلية" 7/88 من طريق محمد بن عصام، أربعتهم عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، موقوفاً. وعند أبي نعيم: قال سفيان: لا أعلمه إلا رفعه.
قال الدارقطني في "العلل" 5/91: حديث أبي وائل عن عبد الله صحيح، ويشبه أن يكون الأعمش كان يرفعه مرة، ويقفه أخرى، والله أعلم.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/88 من طريق محمد بن عصام، عن أبيه، عن أبي وائل، عن عبد الله، موقوفاً.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/84، وفي "الكبرى" (3458) من طريق أبي معاوية، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/221 من طريق عيسى بن جعفر قاضي الري، كلاهما عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، مرفوعاً. وهذا من المزيد في متصل الأسانيد. قال ابن أبي حاتم: فسمعت علي بن شهاب يقول: وجهت هذا الحديث إلى أبي زرعة، فقال: هذا خطأ، إنما هو عن عمرو بن شرحبيل موقوف، كذا رواه وكيع، حدثنا عمرو الأودي، قال: حدثنا وكيع،=(6/193)
3675 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَا
__________
= عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:.... قال الأعمش: قال أبو وائل: زاد فيه عمرو بن شرحبيل: يجيء الرجل أخذ بيد الرجل.... وذكر بقية المتن، وأما أبو معاوية فرواه مرسلا. ثم أورده ابن أبي حاتم من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن شرحبيل، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة ... " لكن سقط من إسناده شقيق بن سلمة.
وأخرجه أيضاً النسائي في "المجتبى" 7/83-84، وفي "الكبرى" (3457) ، من طريق إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، موقوفاً.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/88 من طريق مهران، عن سفيان، عن منصور، عن شقيق، عن عبد الله، مرفوعاً.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/83، وفي "الكبرى" (3453) ، وابن ماجه (2617) ، وأبو يعلى (5414) ، والطبراني في "الكبير" (10425) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (213) ، من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، عن شريك، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن عبد الله، مرفوعاً، بلفظ: "أول ما يحاسب به العبد الصلاة، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء"، وهذا إسناد
ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي.
وسيأتي برقم (4200) و (4213) و (4214) .
قوله: "في الدماء": قال السندي: أي: أول ما يقضى فيما جرى بين الناس، فلا ينافي هذا ما جاء: "أول ما يحاسب به العبد الصلاة"، فإن ذلك فيما بينه وبين الله.(6/194)
يُغْنِيهِ، جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُدُوشًا، أَوْ كُدُوشًا (1) فِي وَجْهِهِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا غِنَاهُ؟ قَالَ: " خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ حِسَابُهَا مِنَ الذَّهَبِ " (2)
__________
(1) في (ق) و (ظ14) : كدوحاً.
(2) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف حكيم بن جبير، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: ضعيف الحديث مضطرب، وقال الدارقطني: متروك، وقال البخاري: كان شعبة يتكلم فيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، فقد أخرج له أصحاب السنن، وهو ثقة. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/180، وأبو يعلى (5217) ، والشاشي (479) ، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1626) ، والترمذي (651) ، والنسائي في "المجتبى" 5/97، وابن ماجه (1840) ، والدارمي 1/386، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/20 و4/372، وابن عدي في "الكامل" 2/635-636، والدارقطني في "السنن" 2/122، والحاكم 1/407، والبيهقي في "السنن" 7/24، والخطيب في "تاريخه" 3/205 من طرق عن سفيان، به. وسكت عنه الحاكم والذهبي.
وجاء في "سنن" أبي داود: قال يحيى -يعني ابن آدم-: فقال عبد الله بن عثمان لسفيان: حفظي أن شعبة لا يروي عن حكيم بن جبير، فقال سفيان: فقد حدثناه زبيد، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد.
وقال الترمذي: حديث ابن مسعود حديث حسن، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير من أجل هذا الحديث، وقال أيضاً: فقال له (يعني لسفيان) عبد الله بن عثمان صاحب شعبة: لو غير حكيم حدث بهذا الحديث! فقال له سفيان: وما لِحكيم، لا يحَدث عنه شعبة؟ قال: نعم. قال سفيان: سمعت زبيداً يحدث بهذا عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد.=(6/195)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وفي "الكامل" لابن عدي 2/636: قال -أي الثوري-: حدثني زبيد، عن محمد بن عبد الرحمن، ولم يزد عليه. قال أحمد: كأنه أرسله أو كره أن يحدث به.
قال البيهقي في "السنن" 7/24: وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان (في "تاريخه" 3/234-235) ، فذكر معنى هذه الحكاية ... ثم قال يعقوب: هي حكاية بعيدة، ولو كان حديث حكيم بن جبير عن زبيد ما خفي على أهل العلم.
قلنا: يعني أنه لم يعتد بمتابعة زبيد، وانظر "ميزان الاعتدال" 1/584.
قال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أصحابنا، وبه يقول الثوري وعبد الله بن المبارك وأحمد وإسحاق، قالوا: إذا كان عند الرجل خمسون درهما لم تحل له الصدقة.
قال: ولم يذهب بعض أهل العلم إلى حديث حكيم بن جبير، وَسعوا في هذا، وقالوا: إذا كان عنده خمسون درهما أو أكثر وهو محتاج، فله أن يأخذ من الزكاة.
وهو قول الشافعي وغيره من أهل الفقه والعلم.
وأخرجه الطيالسي (322) ، والترمذي (650) ، والدارمي 1/386، والدولابي في "الكنى" 1/135، والشاشي (478) و (480) ، والدارقطني في "السنن" 2/122، والبغوي في "شرح السنة" (1600) من طرق عن حكيم بن جبير، به.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/122 من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، به. وعقب عليه الدارقطني بأنه وهم في قوله عن أبي إسحاق، إنما هو حكيم بن جبير، وهو ضعيف، تركه شعبة وغيره.
وأخرجه الدارقطني أيضا 2/121 من طريق بكر بن خنيس، عن أبي شيبة، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، بلفظ: "لا تحل الصدقة لرجل له خمسون درهماً". قال الدارقطني: أبو شيبة هو عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف، وبكر بن خنيس، ضعيف.
وأخرجه أيضا 2/121 من طريق عبد بن سلمة بن أسلم، عن عبد الرحمن بن=(6/196)
3676 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَشْتَرُوا السَّمَكَ فِي الْمَاءِ، فَإِنَّهُ غَرَرٌ " (1)
__________
= المسور بن مخرمة، عن أبيه، عن ابن مسعود، نحوه، قال الدارقطني: ابن أسلم ضعيف.
وسيأتي من طريق آخر برقم (4440) ، ويكرر برقم (4207) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أبي داود (1628) ، وصححه ابن حبان (3390) ولفظه: "من سأل وله أوقية فهو ملحف"، وسيرد 3/7 و9.
وعن رجل من بني أسد نحوه، وسيرد 4/36، وإسناده صحيح.
وعن سهل بن الحنظلية، بلفظ: "من سأل وعنده ما يغنيه، فإنما يستكثر من نارِ جهنم"، قالوا: يا رسول الله، وما يغنيه؟ قال: "ما يغديه أو يعشيه"، وسيرد 4/180، وإسناده صحيح على شرط البخاري.
وعن سَمرَةَ بنِ جندب، سيرد 5/19 و22 بلفظ: "إنما المسائل كدوح يَكْدَح بها الرجل وَجْهَه، فمن شاء أبقى على وجهه، ومن شاء ترك، إلا أن يسألَ ذا سلطان، أو يسألَ في الأمر لا يجد منه بداً". وإسناده صحيح.
وعن أبي هريرة وسيأتي 2/231، ولفظه: "من سأل الناس من أموالهم فإنما يسأل جمراً، فليستقل منهم، أو ليستكثر"، وهو عند مسلم (1041) .
وعن جابر بن عبد الله عند ابن حبان (3392) "الإحسان".
خدوشاً: قال السندي: بضمتين، أي: آثار القشر، وكذا الكدوح أو الكدوش مثله وزناً ومعنى، وكلمة "أو" للشك. والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف، وقد روي مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أصح، يزيد بن أبي زياد: هو الهاشمي الكوفي، ضعيف، والمسيب بن رافع لم يسمع من ابن مسعود.
ومحمد بن السماك: هو ابن صَبِيح -بفتح الصاد- واعظ مشهور، مختلف فيه، وثقه=(6/197)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن حبان 9/23، وقال: مستقيم الحديث، وقال ابن نمير -كما في "تاريخ بغداد" 5/373-: وكان صدوقاً، ونقل الحافظ في "التعجيل" ص 364، عن محمد بن عبد الله بن نمير، قوله: حديثه ليس بشيء، وقال الحسيني في "الإكمال" ص 374: لا يعرف، فتعقبه الحافظ في "التعجيل"، وقال: بل هو معروف. وقد أورد الخطيب البغدادي ترجمة مطولة له في "تاريخه" 5/368-373، وترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/106-107، فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10491) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/214، والبيهقي في "السنن" 5/340، والخطيب في "تاريخه" 5/369، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. قال الطبراني: قال عبد الله: قال أبي: حدثناه هشيم، فلم يرفعه. وقال أبو نعيم: غريب المتن والإسناد، لم نكتبه من حديث ابن السماك إلا من حديث أحمد بن حنبل.
وقال البيهقي: هكذا روي مرفوعاً، وفيه إرسال بين المسيب وابن مسعود، والصحيح ما رواه هشيم عن يزيد موقوفاً على عبد الله، ورواه أيضاً سفيان الثوري، عن يزيد موقوفاً على عبد الله أنه كره بيع السمك في الماء.
ونقل الخطيب عن القَطيعي قوله: قال أبو عبد الرحمن: قال أبي: وحدثناه به هشيم، عن يزيد، فلم يرفعه. فقال الخطيب: كذلك رواه زائدة بن قدامة، عن يزيد بن أبي زياد موقوفاً على ابن مسعود، وهو الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/575 من طريق ابن فضيل، والطبراني في "الكبير" (9607) من طريق زائدة، كلاهما عن يزيد بن أبي زياد، به، موقوفاً.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/80، وقال: رواه أحمد موقوفاً ومرفوعاً، والطبراني في "الكبير" كذلك، ورجال الموقوف رجال الصحيح، وفي رجال المرفوع شيخ أحمد محمد بن السماك، ولم أجد من ترجمه، وبقيتهم ثقات! قلنا: ولم يذكر أنه منقطع من الطريقين، ورواية أحمد الموقوفة لما نجدها، نعم جاء في هامش (ظ14) ما نصه: قال أبو عبد الرحمن: قال أبي: وحدثنا به هشيم، عن يزيد، لم
يرفعه.=(6/198)
3677 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ابْنُ أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا آدَمُ، إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَبْعَثَ بَعْثًا مِنْ ذُرِّيَّتِكَ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولُ آدَمُ (2) : يَا رَبِّ، وَمِنْ كَمْ؟ قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: مَنْ هَذَا النَّاجِي مِنَّا بَعْدَ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ؟ مَا أَنْتُمْ (3) فِي النَّاسِ (4) إِلَّا كَالشَّامَةِ فِي صَدْرِ الْبَعِيرِ " (5)
__________
= قال السندي: قوله: فإنه غَرَر، بفتحتين، أي: بيع بلا ثقة بحصول المبيع، والحديث صحيح معنى، ضعيف إسناداً.
(1) في هامش (س) : في بعض النسخ: عن الثوري.
(2) لفظ: "آدم" لم يرد في (ق) .
(3) لفظ: "ما أنتم" سقط من (م) .
(4) لفظ: "في الناس" لم يرد في (ص) و (ق) و (م) .
(5) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف للين إبراهيم -وهو ابن مسلم الهجَري-، وعمار بن محمد مختلف فيه، وثقه ابن سعد وابن معين وعلى بن حجر والذهبي، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، يكتب حديثه، وقال البخاري: كان أوثق من سيف (يعني أخاه) ، وقال الجوزجاني: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: كان ممن فحش خطؤه، وكثر وهمه حتى استحق الترك من أجله، وقال الحافظ في "التقريب":
صدوق يخطىء. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه أبو يعلى (5124) مطولاً بنحوه من طريق محمد بن دينار، عن إبراهيم=(6/199)
3678 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ أَبِي إِسْحَاقَ (1)
__________
= الهجري، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/393، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف.
وأورده ابن كثير في "تفسيره" [الحج: 1 و2] ، وقال: انفرد بهذا السندِ وهذا السياق الإمام أحمد.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (6529) ، سيرد 2/378.
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (3348) ، ومسلم (222) ، سيرد 3/32، 33.
وثالث من حديث عمران بن الحصين عند الحميدي (831) ، سيرد 4/432.
ورابع من حديث أبي الدرداء، سيرد 6/441.
وخامس من حديث أنس عند ابن حبان (7354) "الإحسان"، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسادس من حديث ابن عباس عند البزار (2235) و (3497) في تفسير قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 7/69-70 و10/394، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب، وهو ثقة.
وسابع من حديث ابن عباس أيضاً في تفسير قوله تعالى: (يوماً يجعل الولدان شيباً) عند الطبراني في "الكبير" (12034) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 7/70، وقال: رواه الطبراني، وفيه عثمان بن عطاء الخراسانى، وهو متروك، وضعفه الجمهور، واستحسن أبو حاتم حديثه.
وثامن من حديث عبد الله بن عمرو مطولاً، سيرد برقم (6555) .
وانظر أيضاً (3661) .
(1) وقع في (م) : عن أبي إسحاق، وهو خطأ، فأبو إسحاق هي كنية إبراهيم الهجري.(6/200)
الْهَجَرِيِّ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ: " فَيَقُولُ آدَمُ: يَا رَبِّ، كَمْ أَبْعَثُ؟ " (1)
3679 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيَتَّقِ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ النَّارَ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ " (2)
__________
(1) هو مكرر ما قبله، عَبِيدة: هو ابن حميد الحَذاء، وثقه أحمد وابن معين، واختلف قول ابن المديني فيه، فضعفه في قول له، ووثقه في آخر.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف للين إبراهيم -وهو ابن مسلم الهجَري- وعمار بن محمد: هو ابن أخت سفيان الثوري، تقدم الكلام عنه في الرواية (3677) ، وهو متابع، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، ثقة من رجال مسلم.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/214 من طريق محمد بن صبيح، عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/105، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح!
قلنا: كذا قال، وهو وهم منه، تابعه عليه المناوي في "فيض القدير" 5/350.
وسيأتي برقم (4265) .
وله شاهد من حديث عدي بن حاتم عند البخاري (1413) و (1417) ، ومسلم (1016) ، سيرد 4/258 بلفظ: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
وعن عائشة، سيرد 6/137.
وعن أنس عند البزار (934) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 3/106، وقال: رواه البزار والطبراني في "الأوسط"، ورجال البزار رجال الصحيح.
وعن النعمان بن بشير عند البزار (935) ، أورده الهيثمي في "المجمع"=(6/201)
3680 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) : " إِذَا جَاءَ خَادِمُ أَحَدِكُمْ بِطَعَامِهِ، فَلْيَبْدَأْ بِهِ فَلْيُطْعِمْهُ، أَوْ لِيُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَإِنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ " (2)
__________
= 3/106، وقال: رواه البزار والطبراني في "الكبير"، وفيه أيوب بن جابر، وفيه كلام كثير، وقد وثقه ابن عدي.
وعن أبي هريرة عند البزار (937) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 3/106، وقال: رواه البزار وفيه عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وحسن البزار حديثه.
وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (8017) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 3/106، وزاد نسبته إلى "الأوسط"، وقال: وفيه فضال بن جبير، وهو ضعيف.
وعن ابن عباس عند أبي يعلى (2707) ، والطبراني في "الكبير" (12771) ، قال الهيثمي في "المجمع" 3/105، 106: فيه أبو بحر البكراوي، وفيه كلام وقد وثق.
(1) من قوله: "ليتق" في الحديث السابق إلى هنا سقط من (ق) و (ظ1) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف للين الهجَري -وهو إبراهيم بن مسلم-، عمار بن محمد -وهو ابن أخت سفيان الثوري- مختلف فيه، والأكثر على توثيقه، وتقدم الكلام فيه في الرواية (3677) ، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه ابن ماجه (3291) من طريق محمد بن فضيل، وأبو يعلى (5120) من طريق محمد بن دينار، والشاشي (730) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد.=(6/202)
3681 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَلَا أُصَلِّي لَكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " فَصَلَّى، فَلَمْ يَرْفَعْ يَدَيْهِ (1) إِلَّا مَرَّةً " (2)
__________
= وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/238، وقال: رواه أحمد، وفيه إبراهيم الهجري، وهو ضعيف.
وسيأتي برقم (4257) و (4266) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5460) ، ومسلم (1663) ، سيرد 2/283.
وآخر من حديث جابر، سيرد 3/346.
وثالث من حديث ابن عمر عند أبي يعلى (5658) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 4/238، وقال: فيه حسين بن قيس، وهو متروك، وقد وثقه ابن محيصن.
ورابع من حديث عبادة بن الصامت، أورده الهيثمي في "المجمع" 4/238، وقال: وإسناده منقطع.
قال السندي: قوله: فليطعمه، أي: لقمة قبل أن يأكل منه، وهذا تفسير البداية به.
أو ليجلسه: من الإجلاس، أي: ليأكل معه على السوية.
وَليَ حره ودخانه: أي: هو الذي تعب في أسباب تحصيله، فلا ينبغي أن يجعل محروماً، بل ينبغي جعله شريكاً فيه، وإن لم يتيسر ذلك فلا أقل من أن أن يعطى لقمةً قبل أن يؤكَل منه، ليكون البدء به بمنزلة الجابر لما فات من ترك المشاركة، والله تعالى أعلم.
(1) في (ق) : يده.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن كليب، فمن رجال مسلم.=(6/203)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/236، وأبو داود (748) ، والترمذي (257) ، والنسائي 2/195، وأبو يعلى (5040) و (5302) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/224، والبيهقي في "السنن" 2/78، من طريق وكيع -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حديث ابن مسعود حديث حسن.
وأخرجه أبو داود (751) من طريق معاوية بن هشام، وخالد بن عمرو، وأبي حذيفة، ثلاثتهم عن سفيان، بهذا الإسناد.
وقد ورد هذا الحديث في المطبوع من "سنن أبي داود" بعد حديث البراء (750) ، وهو خطأ، وحقه أن يكون بعد حديث ابن مسعود (748) كما في "التحفة" 7/113-114.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/182 من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان، به. وفيه زيادة: "ثم لم يعد".
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/236 عن وكيع، عن مسعر، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن ابن مسعود من فعله.
قال أبو داود عقب الحديث: هذا حديث مختصر من حديث طويل، وليس هو بصحيح على هذا اللفظ.
وذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 1/96 أنه سأل أباه عن هذا الحديث، فقال: هذا خطأ، يقال: وهم فيه الثوري، وروى هذا الحديث عن عاصم جماعة، فقالوا كلهم: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افتتح فرفع يديه، ثم ركع فطبق وجعلها بين ركبتيه، ولم يقل أحد ما رواه الثوري.
وقال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 1/368: وقد حكي عن عبد الله بن المبارك أنه قال: لا يثبت هذا الحديث. ثم قال: وقد يكون خفي هذا على ابن=(6/204)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مسعود كما خفي عليه نسخ التطبيق، ويكون ذلك كان في الابتداء قبل أن يشرع رفع اليدين في الركوع، ثم صار التطبيق منسوخاً، وصار الأمر في السنة إلى رفع اليدين عند الركوع ورفع الرأس منه.
وقال ابن القيم: قال أبو حاتم البستي في كتاب "الصلاة" له: هذا الحديث له علة توهنه، لأن وكيعاً اختصره من حديث طويل، ولفظة: "ثم لم يعد" إنما كان وكيع يقولها في آخر الخبر من قِبَله، وقبلها: "يعني"، فربما أسقطت "يعني"، وحكى البخاري تضعيفه عن يحيى بن آدم وأحمد بن حنبل وتابعهما عليه، وضعفه الدارمي والدارقطني والبيهقي، وهذا الحديث روي بأربعة ألفاط: أحدها قوله: فرفع يديه في أول مرة ثم لم يعد.
والثانية: فلم يرفع يديه إلا مرة. والثالثة: فرفع يديه في أول مرة. لم يذكر سواها.
والرابعة: فرفع يديه مرة واحدة. والإدراج ممكن في قوله: "ثم لم يعد". وأما باقيها فإما أن يكون قد روي بالمعنى، وإما أن يكون صحيحاً.
قلنا: قد ورد في "علل" الدارقطني 5/171 بلفظ: فرفع يديه في أول تكبيرة، ثم لم يعد، قال الدارقطني: وإسناده صحيح، وفيه لفظة ليست بمحفوظة ذكرها أبو حذيفة في حديثه عن الثوري، وهي قوله: ثم لم يعد. وكذلك قال الحماني عن وكيع. وأما أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، فرووه عن وكيع، ولم يقولوا فيه: ثم لم يعد ... وليس قول من قال: ثم لم يعد، محفوظاً.
وقال الحافظ في "الفتح" 2/220: ورده الشافعي بأنه لم يثبت، قال: ولو ثبت لكان المثبت مقدماً على النافي، وقد صححه بعض أهل الحديث، لكنه استدل به على عدم الوجوب، والطحاوي إنما نصب الخلاف مع من يقول بوجوبه كالأوزاعي وبعض أهل الظاهر.
وانظر بسط المسالة أيضاً في "المدونة" 1/68-69، و"نصب الراية" 1/394-396، و"شرح السنة" 3/24، 25.
وللحديث شاهد من حديث البراء بن عازب عند أبي داود (749) و (752) ، سيرد 4/301 و303، وإسناده ضعيف. قال أبو داود: هذا الحديث ليس بصحيح.=(6/205)
3682 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سَجَدَ بِالنَّجْمِ وَسَجَدَ الْمُسْلِمُونَ، إِلَّا رَجُلًا (2) مِنْ قُرَيْشٍ أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ، فَرَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ، فَسَجَدَ عَلَيْهِ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَرَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا " (3)
__________
= وآخر موقوف من حديث علي عند ابن أبي شيبة 1/236.
قال السندي: قوله: إلا مرة: ظاهره أن هذه هي الصلاة المعتادة أو الدائمة، فمقتضاه أن الغالب أو الدائم كان ترك الرفع عند الركوع والرفع منه، لكن قد جاء ما يدل على أن الرفع كان غيرَ قليل، فيحمل على أن هذه كانت صلاة له أيضاً، والمقصود أنه كما جاء الرفع فهو مسنون، كذلك جاء تركه فهو أيضاً مسنون، وهذا القول أقرب إلى الوارد إن شاء الله تعالى، وأما القول بأن ترك الرفع هو المسنون فبعيد بمرة، نعم، لا يبعد أن يكون المسنون هو الرفع، ويكون تركه أحيانا لبيان الجواز. والله تعالى أعلم.
(1) في هامش (ظ14) : إسرائيل. نسخة.
(2) في (س) و (ظ1) و (ظ14) و (م) : إلا رجل، والوجه إثبات الألف، ويخرج ما هنا على لغة ربيعة، قال النووي: كان ينبغي أن يكتب بالألف، ولكن على تقدير حذفها لا بد من قراءتها منصوباً، لأنه مصروف. وانظر "فتح الباري" 3/426.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5218) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4863) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به، وعنده أن الرجل الذي لم يسجد هو أمية بن خلف. قال الحافظ في "الفتح" 8/615: هذا=(6/206)
3683 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ، كَانَ يُكْثِرُ إِذَا قَرَأَهَا وَرَكَعَ أَنْ يَقُولَ " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " ثَلَاثًا (1)
__________
= هو المعتمد.
وسيأتي برقم (3805) و (4164) و (4235) و (4405) .
وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (1071) ، ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سجد في النجم، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس.
وآخر من حديث المطلب بن أبي وداعة عند النسائي في "الكبرى" (1030) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/353، ولفظه عند النسائي: قال المطلب: قرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة سورة النجم، فسجد وسجد من عنده، فرفعت رأسي وأبيت أن أسجد. ولم يكن يومئذ أسلم المطلب.
وثالث من حديث أبي هريرة عند ابن أبي شيبة 2/8، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/353.
ورابع من حديث ابن عمر عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/353.
وخامس من حديث الشعبي مرسلا عند ابن أبي شيبة 2/7-8.
قال السندي: قوله: إلا رجلاً: أي: فتبعهم من في المجلس من المشركين فسجدوا إلا رجلا، فالاستثناء متعلق بمقدر يفهم من المقام. وهو بالنصب إلا أنه ترك الألف خطاً على عادة أهل الحديث. قلنا: الأولى أن يخرج عدم إثبات الألف على لغة ربيعة، كما قدمنا.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله ابن مسعود-، لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن=(6/207)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الجراح، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه أبو يعلى (5230) ، والمروزي في "مختصر قيام الليل" ص 79-80 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد أبي يعلى إسرائيل، وسقط من إسناد المروزي أبو إسحاق.
وأخرجه الشاشي (933) ، والطبراني في "الدعاء" (598) من طريقين، عن إسرائيل، به.
وأخرجه أبو يعلى (5407) ، والطبري في "التفسير" 30/335، والطبراني في "الدعاء" (596) و (597) ، من طرق عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه البزار (544) "زوائد"، والطبراني في "الدعاء" (599) ، من طريق عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود.
وعمرو بن ثابت: ضعيف جداً.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/127، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في "الأوسط"، وفي إسناد الثلاثة: أبو عبيدة عن أبيه، ولم يسمع منه، ورجال الطبراني رجال الصحيح خلا حماد بن سليمان، وهو ثقة، ولكنه اختلط.
قلنا: حماد بن سليمان، قال البيهقي: مجهول، نقله عنه الحافظ في "لسان الميزان".
وسيأتي برقم (3719) و (3745) و (3891) و (4140) و (4352) و (4356) .
وله شاهد مختصر من حديث عائشة عند البخاري (4967) و (4968) ، وسيرد 6/43 و49 و100 و190، ولفظه: قالت: "ما صلى النبي صلاة بعد أن أنزلت عليه: (إذا جاء نصر الله والفتح) ، إلا يقول فيها: سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي".
قوله: "إذا قرأها": قال السندي: الظاهر أن الضمير لهذه السورة، وقد جاء ما يدل على الإطلاق، فلو جعل الضمير للقراءة لكان أقرب إلى الإطلاق، أي إذا فرغ=(6/208)
3684 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَرْفَعَ الْحِجَابَ، وَأَنْ تَسْتَمِعَ سِوَادِي، حَتَّى أَنْهَاكَ " (1)
__________
= من القراءة وركع.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، إبرهيم بن سويد لم يسمع من عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، والحسن بن عبيد الله: هو النخعي.
قال الدارقطني في "العلل" 5/209: خالفهم (يعني من رَوَوْه بإسناد متصل) سفيان الثوري وجرير بن عبد الحميد، فروياه عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الله، ولم يذكرا بينهما أحدا.
قلنا: سيرد بإسناد متصل صحيح برقم (3833) ، ويخرج هناك، وسيرد أيضاً برقم (3732) و (3834) .
قوله: "إذنك علي": قال السندي: أي: في الدخول علي، وهو مبتدأ، خبره: أن ترفع، أي: إذنك الجمع بين رفع الحجاب ومعرفتك أني في الدار ولو كنت مسَاراً لغيري، فهذا شأنك مستمراً إلى أن أنهاك. والسواد، بالكسر: السرار، ولعل ذلك إذا لم يكن في الدار حرمة، وذلك لأنه كان يخدمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحالات كلها، فيهيىء طهوره، ويحمل معه المطهرة إذا قام إلى الوضوء، ويأخذ نعله ويضَعها إذا جلس، وحين ينهض، فيحتاج لذلك إلى كثرة الدخول عليه. وقيل: معناه: أي: أذنت لك
أن تدخل علي، وأن ترفع حجابي بلا استئذان، وأن تسمع سِراري حتى أنهاك عن الدخول والسماع، وهذا المعنى وإن كان هو الموافق للتفسير المروي، لكن في دلالة اللفظ عليه خفاءً، إلا أن يقال: تقدير الكلام: إذنك على حاصلٌ في أن ترفع الحجاب، وأن تسمع سري. والله تعالى أعلم.(6/209)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: " سِوَادِي: سِرِّي، قَالَ: أَذِنَ لَهُ أَنْ يَسْمَعَ سِرَّهُ "
3685 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَهَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ، فَقَالَ لِي (1) : " الْتَمِسْ لِي ثَلَاثَةَ أَحْجَارٍ "، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِحَجَرَيْنِ وَرَوْثَةٍ، قَالَ: فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ، وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ: " إِنَّهَا رِكْسٌ " (2)
__________
(1) لفظ: "لي" لم يرد في (س) و (ص) ، وذكر في هامشيهما.
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود-، لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/223، والترمذي (17) ، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (921) ، والطبراني في "الكبير" (9952) . من طريقين، عن إسرائيل، به.
قال الترمذي: وهكذا روى قيس بن الربيع هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، نحو حديث إسرائيل. وروى معمر وعمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن علقمة، عن عبد الله (هي الرواية الآتية برقم (4299)) ، وروى زهير، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه الأسود بن يزيد، عن عبد الله (هي الرواية الآتية برقم (3966)) ، وروى زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله (هذه الرواية
هي عند الطبراني في "الكبير" (9956)) . ثم قال الترمذي: وهذا حديث فيه=(6/210)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= اضطراب. ثم قال: سألت عبد الله بن عبد الرحمن [الدارمي] : أي الروايات في هذا الحديث عن أبي إسحاق أصح؟ فلم يَقْض فيه بشيء. وسألت محمداً [البخاري] عن هذا؟ فلم يقض فيه بشيء، وكأنه رأىَ حديث زهير عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله أشبه، ووضعه في كتاب "الجامع". وأصح شيء عندي حديث إسرائيل وقيس، عن أبي إسحاق، عن أبي
عبيدة، عن عبد الله، لأن إسرائيل أثبت وأحفظ لحديث أبي إسحاق من هؤلاء، وتابعه على ذلك قيس بن الربيع. وحكى ابن أبي حاتم، عن أبي زرعة ترجيح رواية إسرائيل في "العلل" برقم (90) ، وكأن الترمذي تبعه. وذكر الدارقطني الاختلاف في أسانيده في "العلل" 5/18-39.
وقد رد الحافظ في "مقدمة الفتح" ص 348-349 دعوى الاضطراب وترجيح رواية إسرائيل، فقال: والذي يظهر أن الذي رجحه البخاري هو الأرجح، وبيان ذلك أن مجموع كلام الأئمة مشعر بأن الراجح على الروايات كلها إما طريق إسرائيل، وهي عن أبي عبيدة، عن أبيه، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، فيكون الإسناد منقطعاً، أو رواية زهير، وهي عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن ابن مسعود، فيكون متصلاً، وهو تصرف صحيح، لأن الأسانيد فيه إلى زهير وإلى إسرائيل أثبت من بقية الأسانيد، وإذا تقرر ذلك كانت دعوى الاضطراب في هذا الحديث منتفية، لأن الاختلاف على الحفاظ في الحديث لا يوجب أن يكون مضطرباً إلا بشرطين.... فذكرهما، ثم قال بعد كلام طويل: وإذا تقرر ذلك لم يبق لدعوى التعليل عليه مجال، لأن روايتي إسرائيل وزهير لا تعارض بينهما إلا أن رواية زهير أرجح، لأنها اقتضت الاضطراب عن رواية إسرائيل، ولم تقتض ذلك رواية إسرائيل، فترجحت رواية زهير، وأما متابعة قيس بن الربيع لرواية إسرائيل، فإن شريكا القاضي تابع زهيرا، وشريك أوثق من قيس، على أن الذي حررناه لا يرد شيئاً من الطريقين إلا أنه يوضح قوة طريق زهير، واتصالها، وتمكنها من الصحة، وبعد إعلالها، وبه يظهر نفوذ رأي البخاري، وثقوب ذهنه، والله أعلم.=(6/211)
3686 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْدِبُ لَنَا السَّمَرَ بَعْدَ الْعِشَاءِ " (1)
__________
= قلنا: ورواية زهير سترد برقم (3966) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9957) من طريق سهل بن زنجلة، حدثنا الصباح بن محارب، عن أبي سنان، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن عبد الله، به. وأبو سنان هو سعيد بن سنان الشيباني الأصغر، سمع من أبي إسحاق بأخرة، وهبيرة بن يريم لم يرو عنه سوى أبي إسحاق وأبي فاختة.
وسيأتي بالأرقام (3966) و (4053) و (4056) و (4299) و (4435) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (155) .
وآخر من حديث أبي أمامة بلفظ: "لا تستنجوا بعظم ولا ببعرة"، سيرد 3/487.
وانظر حديث ابن مسعود الآتي برقم (4149) و (4375) .
قوله: "ركس"، قال الحافظ في "الفتح" 1/258: بكسر الراء، وإسكان الكاف، فقيل: هي لغة في رجس، بالجيم، ويدل عليه رواية ابن ماجه وابن خزيمة في هذا الحديث، فإنها عندهما بالجيم، وقيل: الركس: الرجيع، رد من حالة الطهارة إلى حالة النجاسة، قاله الخطابي وغيره، والأولى أن يقال: رد من حالة الطعام إلى حالة الروث ... وفي رواية الترمذي: هذا ركس، يعني نجساً، وهذا يؤيد الأول، وأغرب النسائي، فقال عقب هذا الحديث: الركس طعام الجن، وهذا إن ثبت في اللغة فهو مريح من الإشكال.
وقال السندي: ركس: أي: نجس مردودة لنجاستها، وليس فيه أنه اكتفى بحجرين، فلعله زاد ثالثاً كما سيجيء.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، والد وكيع -وهو الجراح بن مليح الرؤاسي- مختلف فيه، وقد سمع من عطاء -وهو ابن السائب- بعد الاختلاط، لكنه متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.=(6/212)
3687 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطِّيَرَةُ شِرْكٌ (1) "، وَمَا مِنَّا إِلَّا، وَلَكِنَّ اللهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ (2)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/279، وابن ماجه (703) ، وابن خزيمة (1340) ، والبيهقي في "السنن" 1/452 من طريق محمد بن فضيل، وابن خزيمة (1340) أيضاً من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن حبان (2031) من طريق همام بن يحيى العوذي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/330 من طريق وهيب بن خالد البصري وحماد بن سلمة، خمستهم عن عطاء بن السائب، به. وكلهم سمع من عطاء بعد اختلاطه عدا حماد بن سلمة، فالإسناد من طريقه حسن.
وجدب: بالجيم، وآخره باء موحدة، يعني ذم وعاب، وقد تصحف على الإمام الطحاوي إلى: "حدث" بالحاء وآخره ثاء مثلثة، فجعل الحديث في إباحة السمر بعد العشاء، وذكر أنه معارض لحديث كراهة السمر بعدها، ثم أخذ في التوفيق بينهما، وليس بينهما تعارض في الحقيقة.
وسيرد برقم (3894) ، وتقدم من طريق آخر برقم (3603) .
وفي الباب عن أبي برزة عند عبد الرزاق (2131) ، وبن ماجه (701) ، وابن خزيمة (1339) ، سيرد 4/420 و423، 424.
وعن عائشة عند ابن ماجه (702) ، وأبي يعلى (4784) و (4878) و (4879) .
وعن عمر بن الخطاب عند عبد الرزاق (2132) و (2134) .
وعن أنس عند أبي يعلى (4039) .
(1) في (س) و (ظ1) و (ظ14) : الطيرة شرك، الطيرة شرك.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيسى بن عاصم، وهو الأسدي، فقد روى له أصحاب السنن عدا النسائي، وهو ثقة. وكيع: هو ابن الجراح=(6/213)
3688 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَرْثٍ بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى عَسِيبٍ، قَالَ: فَمَرَّ بِقَوْمٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، قَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ،
__________
= الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وسلمة بن كهيل: هو الحضرمي.
وأخرجه ابن ماجه (3538) ، وأبو يعلى (5219) ، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (909) ، وأبو داود (3910) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/358 و2/304، والشاشي (655) ، وابن حبان (6122) ، والبيهقي في "السنن" 8/139 من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه أبو يعلى (5092) من طريق منصور، عن سلمة، به.
وسيأتي برقم (4171) و (4194) .
قال الحافظ في "الفتح" 10/213: وقوله: "وما منا إلا.." من كلام ابن مسعود أدرج في الخبر، وقد بينه سليمان بن حرب شيخ البخاري فيما حكاه الترمذي عن البخاري، عنه.
قال السندي: قوله: الطيَرة، بكسر ففتح وقد تسكن: التشاؤم بالشيء.
شرك: أي: إذا اعتقد تأثيراً لغيره تعالى في الإيجاد، وقيل: أي: إنها من أعمال المشركين، أو مفضية إلى الشرك باعتقاد التأثير، أو المراد: الشرك الخفي.
وما منا إلا: أي: ما منا أحد إلا ويعتريه شيء ما منه في أول الأمر قبل التأمل.
ولكن الله يذْهبه: أي: إذا توكل على الله، ومضى على ذلك الفعل، ولم يعمل بوفق هذا العارض غفر له. وقد ذكر كثير من الحفاظ أن جملة: وما منا.... إلخ، من كلام ابن مسعود مدرج في الحديث، ولو كان مرفوعاً كان المراد: وما منا: أي: من الأمة. والله تعالى أعلم.(6/214)
فَسَأَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ مَا الرُّوحُ؟ فَقَامَ، فَتَوَكَّأَ (1) عَلَى الْعَسِيبِ، قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَقَالَ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] ، قَالَ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ قُلْنَا لَكُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ " (2)
__________
(1) في (ق) و (ظ1) : يتوكأ، وفي (ظ14) : متوكئاً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه البخاري (7456) ، ومسلم (2794) (33) ، وأبو يعلى (5390) ، والطبري في "تفسيره" 15/155 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (125) و (4721) و (7297) و (7462) ، ومسلم (2794) (32) و (33) ، والترمذي (3141) ، والنسائي في "الكبرى" (11299) -وهو في "التفسير" (319) -، والطبري 15/155، والشاشي (369) ، وابن حبان (98) ، والطبراني في "الصغير" (1003) ، والواحدي في "أسباب النزول" ص 299، من طرق عن الأعمش، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبري 15/156 من طريق جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله.
وسيأتي برقم (3898) .
وفي الباب عن ابن عباس عند الترمذي (3140) ، وأبي يعلى (2501) ، وابن حبان (99) .
قوله: "على عَسِيب"، أي: جريد من نخل.
لا تسألوه: أي: لئلا يأتي بجواب يكون عليكم حجة. قاله السندي.(6/215)
3689 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ (1) مِنْ خُلَّتِهِ (2) ، وَلَوِ اتَّخَذْتُ خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (3)
3690 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِالسَّبْيِ، (4)
__________
(1) في (ظ14) : خِل.
(2) كذا في (ص) ، ووقع في باقي النسخ: خِله. قال السندي: هكذا في النسخ، قيل: لعله من خلته. قلت: هو صحيح معنى، نعم المشهور رواية: من خلته، على أن الخِل بكسر خاء أيضاً جاء بهذا المعنى، وقد جاء في كثير من الروايات، فالظاهر هاهنا أن يجعل الخل بكسر الخاء المضاف إلى الضمير، فليتأمل.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي-، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الخارفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/473 و12/5، ومسلم (2383) (7) ، وابن ماجه (93) ، من طريق وكيع -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3580) ، وذكرنا هناك شواهده.
(4) في (ص) و (ق) و (ظ1) و (م) : بالشيء -وهو تحريف-، والمثبت من (س) =(6/216)
فَيُعْطِي أَهْلَ الْبَيْتِ جَمِيعًا، كَرَاهِيَةَ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنهُمْ " (1)
3691 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنِ الْهُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلٍ، قَالَ:
__________
= و (ظ14) ، و"أطراف المسند" 4/168، وهو الصواب، والمراد أنه لا يفرق بين ذوي الأرحام من الرقيق عند تقسيم الغنائم، وقد نهى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن التفريق بينهم في البيع أيضاً. ووقع في نسخة السندي: بالشيء، فشرح عليها، فقال: أي: إذا قسمَه (أي الشيء) ، فتنكسر خواطرهم (يعني أهل البيت) ، وليس هو المراد، كما يتبين أيضاً من رواية الحديث عند ابن ماجه، وقد عنون عليه: باب النهي عن التفريق بين السبي، وذكر في الباب حديث أبي موسى الأشعري، ولفظه: لعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فرق بين الوالدة وولدها، وبين الأخ وبين أخيه. وحديث علي المتقدم برقم (760) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، جابر -وهو ابن يزيد الجعفي-، ضعيف، وعبد الرحمن -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه إلا الشيء اليسير، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/192، وابن ماجه (2248) ، من طريق وكيع -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (15315) ، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطيالسي (398) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/128 عن أبي عوانة وشيبان وقيس، وعبد الرزاق (15315) عن معمر، أربعتهم عن جابر، به.
وأخرجه الطيالسي (288) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/128 عن شيبان، عن جابر، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله.
قال البيهقي: جابر هذا هو ابن يزيد الجعفي، تفرد به بهذين الإسنادين.
وله شاهد من حديث علي سلف برقم (760) ، وذكر هناك بقية أحاديث الباب.(6/217)
جَاءَ (1) رَجُلٌ إِلَى أَبِي مُوسَى وَسَلْمَانَ (2) بْنِ رَبِيعَةَ، فَسَأَلَهُمَا عَنِ ابْنَةٍ، وَابْنَةِ ابْنٍ، وَأُخْتٍ لِأَبٍ، وأُمًّ (3) ، فَقَالَا: لِلْبِنْتِ النِّصْفُ، وَلِلْأُخْتِ النِّصْفُ، وَائْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ، فَإِنَّهُ سَيُتَابِعُنَا، قَالَ: فَأَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ، فَسَأَلَهُ وَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَا، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ سَأَقْضِي بِمَا قَضَى به (4) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلِابْنَةِ النِّصْفُ، وَلِابْنَةِ الِابْنِ السُّدُسُ، تَكْمِلَةَ الثُّلُثَيْنِ، وَمَا بَقِيَ فَلِلْأُخْتِ " (5)
__________
(1) في (ق) : قام.
(2) في (م) : سليمان، وهو تحريف.
(3) كذا في (ص) و (ق) و (ظ1) ، وفي (س) و (م) : وأخت لأب، وفي (ظ14) : وأخت لأم.
(4) لفظ: "به" لم يرد في (س) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(5) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس -وهو عبد الرحمن بن ثروان الأودي- وهزيل بن شرحبيل الأودي، فمن رجال البخاري. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/158 و11/245-246، وابن ماجه (2721) ، والنسائي في "الكبرى" (6328) ، وأبو يعلي (5235) ، والدارقطني في "السنن" 4/80، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (19031) و (19032) ، والبخاري (6742) ، والدارمي 2/348-349، والترمذي (2093) ، وابن الجارود (962) ، وأبو يعلى (5108) و (5295) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/392، والشاشي (911) و (912) ، والطبراني في "الكبير" (9869) ، والدارقطني في "السنن" 4/79-80، والحاكم 4/334-335، والبيهقي في "السنن" 6/230 من طرق عن سفيان=(6/218)
3692 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعِفَّةَ (1) ، وَالْغِنَى " (2)
__________
= الثوري، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قلنا: قد خرجه البخاري -كما مر- فلا وجه لاستدراكه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/246، وأبو داود (2890) ، وابن حبان (6034) ، والطبراني في "الكبير" (9872) و (9873) و (9874) و (9875) و (9876) ، والدارقطني في "السنن" 4/80، من طرق عن أبي قيس، به.
وسيأتي برقم (4073) و (4195) و (4420) .
قال السندي: قوله: فإنه سيتابعنا، أي: يوافقنا، لزعمهما أنه حق، لكن قصدوا التأييد بالموافقة.
لقد ضللت إذن، أي: إن وافقتهما لأنه خطأ، فلا ينبغي موافقته لمن علم بحقيقة الأمر، بخلاف من جهل، فلا يعد في حقه ضلالاً. والله تعالى أعلم.
(1) في (ق) : والعفاف.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشَمي- فمن رجال مسلم. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه، ثم هو متابع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10096) ، وفي "الدعاء" (1408) من طريق الأعمش، وفي "الدعاء" (1408) أيضاً من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم وزكريا بن أبي زائدة ويوسف بن أبي إسحاق، أربعتهم عن أبي إسحاق، بهذا=(6/219)
3693 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنُ سُمَيَّةَ مَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ قَطُّ، إِلَّا اخْتَارَ الْأَرْشَدَ مِنْهُمَا " (1)
__________
= الإسناد.
وسيأتي برقم (3904) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، به، وبرقم (3950) و (4135) و (4162) و (4233) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناده ضعيف لانقطاعه، سالم بن أبي الجعد الأشجعي لم يسمع من عبد الله بن مسعود، كما نقل ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 70 عن علي ابن المديني، واختلف فيه عن عمار الدهني، كما سيرد في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/119، والحاكم 3/388، من طريق وكيع -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين إن كان سالم بن أبي الجعد سمع من عبد الله بن مسعود، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: عمار لم يخرج له البخاري، ثم إن الإسناد منقطع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10072) من طريق معاوية بن هشام، [عن سفيان الثوري] ، به. وما بين حاصرتين سقط من المطبوع، واستدرك من "علل" الدارقطني 5/233، و"تهذيب الكمال".
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/421-422 من طريق عمار بن رزيق، عن عمار الدهني، به.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/234 من طريق القاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان الثوري، عن عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، عن عبد=(6/220)
3694 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ أَرْبَعُونَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَكُنْتُ مِنْ آخِرِ مَنْ أَتَاهُ، فَقَالَ: " إِنَّكُمْ مُصِيبُونَ، وَمَنْصُورُونَ، وَمَفْتُوحٌ لَكُمْ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ، فَلْيَتَّقِ اللهَ، وَلْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ،
__________
= الله، به. ففي هذا الإِسناد زيادة: "عن أبيه" بعد سالم بن أبي الجعد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10071) من طريق ضرار بن صرد، عن علي بن هاشم، [عن عمار بن رزيق] ، عن عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، عن [علي بن] علقمة، عن عبد الله، به نحوه. وما بين حاصرتين مستدرك من "علل" الدارقطني 5/233-234، و"تهذيب الكمال".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/243، وقال: وفيه ضرار بن صرَد، وهو ضعيف. قلنا: وعلي بن علقمة لم يرو عنه غير سالم بن أبي الجعد، كما ذكر المديني فيما نقله عنه المزي في "تهذيب الكمال".
وقد أورد الدارقطني طرق هذا الحديث في "العلل" 5/233-234، ثم قال في الإسناد الذي أورده الإِمام أحمد هنا: وهو أصحها.
وله شاهد من حديث عائشة عند الترمذي (3799) ، سيرد 6/113، قال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد العزيز بن سِيَاه، وهو شيخ كوفي، وقد روى عنه الناس.
وآخر من حديث حذيفة عند الترمذي (3799) أيضا، والحاكم 3/391 نحوه، وصححه، ووافقه الذهبي.
قوله: "اختار الأرشد منهما"، أي: إنه موافق للصواب، مأمون من الشيطان.
قاله السندي.(6/221)
وَلْيَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1)
3695 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي مُوسَى، فَقَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ " قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ " (2)
__________
(1) إسناده حسن عند من يصحح سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أبيه مطلقاً، وضعيف عند من يقول: إنه لم يسمع منه إلا اليسير. وبقية رجاله ثقات غير سماك -وهو ابن حرب- فمختلف فيه، وحديثه يرقى إلى رتبة الحسن، وسماع وكيع من المسعودي -واسمه عبد الرحمن- قديم، وقد تابعه عليه سفيان عند أحمد (3801) .
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/180 من طريق جعفر بن عون، عن عبد الرحمن المسعودي، به. وقال: ورواه أيضاً الثوري ومسعر بن كدام، عن سماك، وفي رواية مسعر: جمعنا نحواً من أربعين.
وقوله: "من كذب علي متعمداً ... ".
أخرجه ابن أبي شيبة 8/759، وابن ماجه (30) ، من طريق شريك بن عبد الله، عن سماك، به.
وهو حديث صحيح متواتر سترد شواهده في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6486) .
وسيرد الحديث مطولاً برقم (3801) و (4156) ، ومختصراً برقم (3726) .
وقوله: "من كذب على ... "، سيرد برقم (3814) و (3847) و (4338) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي،=(6/222)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه مسلم (2672) (10) من طريق وكيع، -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7062) ، ومسلم (2672) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/129، والشاشي (412) و (529) و (530) و (531) و (532) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4050) من طريق ابن نمير، عن الأعمش، به، من حديث ابن مسعود فقط.
وأخرجه ابن ماجه (4050) من طريق وكيع، به، من حديث أبي موسى فقط.
ومن حديث أبي موسى أيضاً أخرجه ابن أبي شيبة 15/13، والبخاري (7064) و (7065) ، ومسلم (2672) ، والترمذي (2200) ، وابن ماجه (4051) من طرق عن الأعمش، به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وأخرجه الطيالسي (263) عن ورقاء، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله.
قال الطيالسي: أحسبه رفعه، وفيه: كان الأشعري إلى جنب ابن مسعود. قال الأشعري: الهرج: القتل.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/129 من طريق عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبيدة، عن أبي وائل، من حديث أبي موسى.
قال الدارقطني في "العلل" 5/144: أصحاب الأعمش يروونه عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى، وهو الصحيح.
وقال الحافظ في "الفتح" 13/8: وقد اتفق أكثر الرواة عن الأعمش، على أنه عن عبد الله وأبي موسى معاً.
وسيأتي برقم (3817) و (3841) و (4183) و (4306) .
وحديث أبي موسى، سيرد 4/392 و405.
وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/257 و261.
وانظر (4286) و (4287) وشواهدهما.
قوله: "ينزل الجهل"، أي: يكثر، ولما كان ذاك بتقدير سماوي، قيل: ينزل.(6/223)
3696 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ (1) ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَزَلَ (2) بِهِ حَاجَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ، كَانَ قَمِنًا مِنْ أَنْ لَا تَسْهُلَ حَاجَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللهِ، أتَاهُ (3) اللهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ، أَوْ بِمَوْتٍ آجِلٍ " (4)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: بشر بن سليمان.
(2) في هامش (س) : نزلت.
(3) قال السندي: أتاه الله، بلا مد، أي: يغنيه الله بما يشاء. قلنا: وقع في (م) ، وطبعة الشيخ أحمد شاكر: "آتاه" بالمد.
(4) إسناده حسن على خطأ في اسم أحد رواته، سيار هذا هو أبو حمزة، وسيذكر الإمام أحمد في الرواية الآتية برقم (4220) أنه الصواب، وإن سياراً أبا الحكم لم يحدث عن طارق بن شهاب بشيء، وقال الدارقطني في "العلل" 5/116: قولهم: سيار أبو الحكم وهم، وإنما هو سيار أبو حمزة الكوفي، كذلك رواه عبد الرزاق، عن الثوري، عن بشير، عن سيار أبي حمزة، وهو الصواب، وسيار أبو الحكم لم يسمع من طارق بن شهاب شيئاً، ولم يرو عنه. وقال المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة سيار أبي حمزة: روى عنه بشير أبو إسماعيل، فكان يقول فيه: سيار أبو الحكم، وهو وهم منه، ونقل عن الدارقطني قوله: قول البخاري -يعني في ترجمة سيار أبي الحكم- سمع طارق بن شهاب وهم منه وممن تابعه على ذلك، والذي يروي عن طارق هو سيار أبو حمزة، قال ذلك أحمد ويحيى وغيرهما.
وأبو حمزة هذا روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/421، ولم يعشر عليه فيه الحافظ ابن حجر كما ذكر في "تهذيب التهذيب"، وبقية رجاله رجال الصحيح، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (132) (في زيادات نعيم بن حماد) ، وأبو داود=(6/224)
3697 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خُمَيْرِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " قَرَأْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ لَهُ ذُؤَابَةٌ فِي الْكُتَّابِ " (1)
__________
= (1645) ، وأبو يعلى (5317) و (5399) ، والشاشي (764) و (769) ، والطبراني في "الكبير" (9785) ، والحاكم 1/408، وأبو نعيم في "الحلية" 8/314، والقضاعي في "مسند الشهاب" (544) ، والبيهقي في "السنن" 4/196، وفي "شعب الإِيمان" (1078) و (1350) ، وفي "الآداب" (982) ، والبغوي في "شرح السنة" (4109) ، من طرق عن بشير بن سلمان، به. وورد عند أبي داود: عن سيار أبي حمزة، على الصواب، وفي بعض الروايات: عن سيار، غير منسوب. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال أبو نعيم: غريب لم يروه عن طارق إلا سيار، ولا عنه إلا بشير.
ورواه هناد في "الزهد" (600) عن يعلى -وهو ابن عبيد الطنافسي-، عن بشير أبي إسماعيل، به، موقوفاً. وفيه سيار غير منسوب.
وسيأتي برقم (3869) و (4220) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، خمير بن مالك -ويقال: خمر-، لم يرو عنه غير أبي إسحاق -وهو السبيعي-، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/391، ونسبه كوفياً، وفرق بينه وبين خمير بن مالك الحمصي الذي يروي عنه عبد الله بن عيسى، وفرق بينهما أيضاً البخاري في "التاريخ الكبير" 3/222 و227، وجعلهما واحدا ابن حبان في "الثقات" 4/214، فقال: خمير بن
مالك، يروي عن ابن مسعود، روى عنه أبو إسحاق السبيعي وعبد الله بن عيسى.
وتابعه الحسيني في "الإكمال" ص 124، والحافظ في "التعجيل" ص 118، وتحرف فيهما اسم عبد الله بن عيسى، إلى: عبد الله بن قيس، واسم خمر، إلى: خمرة.=(6/225)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/500، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8435) عن وكيع، بهذا الإسناد. وتحرف اسم خمير في مطبوع ابن أبي شيبة إلى جبير.
وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" ص 14، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/539، والحاكم في "المستدرك" 2/228، من طريق قبيصة بن عقبة، والطبراني في "الكبير" (8436) من طريق يحيى بن آدم، كلاهما عن سفيان الثوري، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وتحرف اسم خمير عنده وعند الفسوي إلى: حمزة.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (405) ، ومن طريقه ابن أبي داود في "المصاحف" ص 15، وأبو نعيم في "الحلية" 1/125 عن عمرو بن ثابت، وابن أبي داود ص 15 أيضاً من طريق إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق، به. قال أبو نعيم: رواه الثوري وإسرائيل، عن أبي إسحاق، مثله.
وقد علقه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/227 من طريق الطيالسي، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8439) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/125 عن عبدان بن أحمد، عن الحسين بن مدرك، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سليمان بن قيس، عن أبي سعد الأزدي، عن عبد الله بن مسعود. وهذا إسناد منقطع، أبو بشر -وهو جعفر بن أبي وحشية- لم يسمع من سليمان بن قيس اليشكري، كما ذكر البخاري فيما نقله المزي في "التهذيب".
ورواه الحاكم 2/228 من طريق أبي قِلابة، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن إسماعيل بن سالم، عن أبي سعيد الأزدي، عن ابن مسعود. وقد سكت عنه الحاكم والذهبي. قلنا: قد تحرف فيه وفي "تلخيص" الذهبي، إلى: إسماعيل بن سالم بن أبي سعيد الأسدي، والتصويب من "المصاحف" لابن أبي داود ص 17.=(6/226)
3698 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو سَعِيدٍ يَعْنِي الْعَنْقَزِيَّ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا (1) إِسْرَائِيلُ، وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَقَدْ شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ - قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ابْنِ الْأَسْوَدِ - مَشْهَدًا لَأَنْ أَكُونَ أَنَا صَاحِبَهُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ، أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، لَا نَقُولُ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] وَلَكِنْ (2) نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ، وَعَنْ
__________
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8438) بنحوه مطولاً من طريق ابن عون، عن عمرو بن قيس، عن عمرو بن شرحبيل -أو ابن شراحيل- أبي ميسرة الهمْداني، عن ابن مسعود، وصححه الحاكم 2/228، ووافقه الذهبي.
وأخرجه بنحوه أيضاً الطبراني (8441) ، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 16-17 من طريقين عن محمد بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي رزين، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود.
وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" ص 15 و16 من طرق عن أبي شهاب وعبيدة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8443) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود.
وأخرجه أيضاً (8444) من طريق الأعمش، و (8445) من طريق إسرائيل، كلاهما عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن ابن مسعود.
وسيأتي بإسناد صحيح برقم (3906) .
(1) في (ظ14) : قال أخبرنا، وفي (ق) و (ص) و (ظ1) وحدثنا بزيادة الواو، وهو خطأ.
(2) في (س) : ولكنا.(6/227)
يَسَارِكَ، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ (1) ، وَمِنْ خَلْفِكَ " فَرَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشْرِقُ، وَسُرَّ بِذَلِكَ ". قَالَ أَسْوَدُ: " فَرَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشْرِقُ لِذَلِكَ، وَسَرَّهُ ذَلِكَ (2) ". قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: " فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَقَ وَجْهُهُ، وَسَرَّهُ ذَاكَ " (3)
__________
(1) في (ص) و (ق) : وبين يديك.
(2) في (ظ14) : يشرق وجهه وسر بذلك.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العنقزي، فمن رجال مسلم، ومخارق -هو ابن خليفة الأحمسي- من رجال البخاري وحده. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، واسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه البخاري (3952) و (4609) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/45-46، والبغوي في "التفسير" 2/25 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4609) أيضاً من طريق الأشجعي، عن سفيان، عن مخارق، به، مختصراً.
وأخرجه ابن سعد 3/162، والحاكم 3/349، والبيهقي في "الدلائل" 3/45-46، من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: قد أخرجه البخاري كما مر.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11140) من طريق سفيان الثوري، وأبو نعيم في "الحلية" 1/172-173، من طريق إسماعيل بن إبراهيم، كلاهما عن مخارق، به.
وعلقه البخاري عقب الحديث (4609) عن وكيع، عن سفيان، عن مخارق، عن طارق، أن المقداد قال ذلك للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.=(6/228)
3699 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ "، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ (1)
__________
= قال الحافظ في "الفتح" 8/273: يريد بذلك أن صورة سياقه أنه مرسل بخلاف سياق الأشجعي، لكن استظهر المصنف لرواية الأشجعي الموصولة برواية إسرائيل التي ذكرها قبل. وطريق وكيع هذه وصلها أحمد وإسحاق في مسنديهما عنه. قلنا: سترد 4/314.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10502) من طريق حسن بن عطية، عن قيس بن الربيع، عن عمران بن ظَبْيان، عن أبي تِحْيَا، عن عبد الله بن مسعود.
وسيأتي برقم (4376) ، ويكرر برقم (4070) .
وفي الباب عن أنس، سيرد 3/105 و188.
قوله: "مما عدِلَ به": قال السندي: أي: مما يقال فيه: إنه مثله في الخير.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه أبو يعلى (5214) من طريق وكيع -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (3130) ، وأبو داود (996) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/267، وابن حبان (1993) ، والطبراني في "الكبير" (10173) من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه الطيالسي (308) ، وعبد الرزاق (3130) ، وابن أبي شيبة 1/299،=(6/229)
3700 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ (1) ابْنَةُ أَبِي سُفْيَانَ: اللهُمَّ أَمْتِعْنِي (2) بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، قَالَ: فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكِ سَأَلْتِ اللهَ لِآجَالٍ
__________
= وأبو داود (996) ، والنسائي في "المجتبى" 3/63، وفي "الكبرى" (1245) ، وأبو يعلى (5102) ، وابن حبان (1991) ، والطبراني في "الكبير" (10173) من طرق عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/63-64، وفي "الكبرى" (1248) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/268، والدارقطني في "السنن" 1/356-357، والبيهقي في "السنن" 2/177 من طريق حسين بن واقد، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود وأبي الأحوص، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10176) من طريق يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن الحسين، عن أبي إسحاق، عن الأسود وعلقمة ومسروق وعبيدة السلماني، عن عبد الله.
وسلف برقم (3660) ، وذكرنا هناك أطرافه.
(1) في (س) و (ظ1) و (ظ14) : أم حبيب، وضبب فوقها في (س) و (ظ14) ، وفي هامش (س) : كذا في نسخة أخرى، والذي في مسلم: أم حبيبة. وقال السندي: المشهور في كتب الأسماء وعلى الألسنة: أم حبيبة، كما في مسلم في هذا الحديث.
(2) في (ق) : متعني. قال السندي: أمتعني من الإمتاع، كما في رواية لمسلم. وفي رواية لمسلم: متعني، من التمتيع.(6/230)
مَضْرُوبَةٍ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ (1) ، لَنْ يُعَجَّلَ شَيْءٌ قَبْلَ حِلِّهِ، أَوْ يُؤَخَّرَ شَيْءٌ عَنْ حِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللهَ أَنْ (2) يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ، كَانَ أَخْيَرَ (3) ، أَوْ أَفْضَلَ "
قَالَ: وَذُكِرَ عِنْدَهُ الْقِرَدَةُ - قَالَ مِسْعَرٌ: أُرَاهُ قَالَ: وَالْخَنَازِيرُ - إِنَّهُ مِمَّا مُسِخَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَمْ يَمْسَخْ شَيْئًا فَيَدَعَ لَهُ نَسْلًا، أَوْ عَاقِبَةً، وَقَدْ كَانَتِ الْقِرَدَةُ، أَوِ الْخَنَازِيرُ (4) قَبْلَ ذَلِكَ " (5)
3701 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ قَوْمًا أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: صَاحِبٌ لَنَا يَشْتَكِي، أَنَكْوِيهِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالُوا: أَنَكْوِيهِ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ
__________
(1) لفظ: "وأرزاق مقسومة" ليس في (ظ14) .
(2) لفظ: "أن" ليس في (ص) .
(3) في هامش (س) : أحرى: خيرا. نسختان.
(4) في (ظ1) : والخنازير.
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المغيرة بن عبد الله اليشكري، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح، ومسعر: هو ابن كِدام.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/190-191، ومن طريقه مسلم (2663) (32) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (262) ، عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2663) ، وأبو يعلى (5313) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/275، من طرق عن مسعر، به.=(6/231)
قَالَ: " اكْوُوهُ وَارْضِفُوهُ رَضْفًا (1) " (2)
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10059) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (265) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/275 من طريق المسعودي، عن علقمة بن مرثد، عن المستورد بن الأحنف، عن ابن مسعود، نحوه.
وذكر الدارقطني في "العلل" 5/276-277 طريق المسعودي هذا وأنه وهم فيه، وأن الصواب رواية مِسعر ومن تابعه.
وسيأتي برقم (3925) و (4119) و (4120) و (4254) و (4441) .
وانظر (3747) و (3768) و (3997) .
قوله: "قبل حِله": قال السندي: بكسر حاء أو فتحها وتشديد لام، أي: قبل وجوبه وحينه، وظاهره أن الآجال والأرزاق لا تقبل التغيير عما قدَرت عليه، وقد جاء أنَ صلة الرحم تزيد في العمر، فحملوا هذا الحديث وأمثاله على ما عليه الأمر في علم الله، إذ يستحيل خلافه، وإلا لانقلب العلم جهلاً، وحملوا حديث: "إن صلة الرحم تزيد في العمر" ونحوه على التقدير المعلق، كما يشير إليه قوله تعالى: (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ، لكن قد يقال: فليكن الدعاء كصلة الرحم، فكيف المنع من الدعاء مع أنه رغب في الصلة لتلك الفائدة؟ إلا أن يقال: لعله علم أن الدعاء لا يترتب عليه تلك الفائدة، أو رأى أن تلك الفائدة فائدة قليلة، لكن الترغيب في الصلة التي هي عبادة لأجلها يقتضي أن تكون فائدة جليلة. والله تعالى أعلم.
قوله: "كان أخْيَر": إن قلت: هو أيضاً مفروغ منه، فكيف رخص في الدعاء لأجله، مع أنه قد منع من الدعاء لمثله؟ أجيب بأن الدعاء به عبادة واهتمام بأمر الآخرة، وقد أمر الشارع بالعبادات وبالاهتمام لأمر الآخرة، فيؤتى به لذلك، لا لأنه يمكن التغيير في التقدير، وأما الدعاء بطول الأجل فليس كذلك.
(1) في هامش النسخ: بالرضف.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن=(6/232)
3702 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ،
__________
= الجراح الرؤاسي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/320 من طريق أسد بن موسى، والشاشي (733) ، والحاكم في "المستدرك" 4/416، من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأبو الأحوص لم يخرج له البخاري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7601) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/320، وابن حبان (6082) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10275) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، به. وهذا إسناد منقطع، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/99، ونسبه إلى الطبراني، وقال: ورجاله ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
وسيأتي برقم (3852) و (4021) و (4054) .
والحديث من طريق شعبة سيرد عقب الحديث (3718) في نسخة (ظ14) فقط.
قوله: "وارضفوه": قال ابن الأثير: أي: كمدوه بالرضْفِ. والرضْف: الحجارة المحماة على النار واحدتها رَضْفَة. وقال السندي: وارضفوه: من رضفه كضرب، إذا كواه.
قلنا: قد ورد في آخر الحديث من طريق شعبة، قول عبد الله: وكره ذلك، وفي آخر الحديث (4045) قوله: كأنه غضبان، مما يدل أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "اكووه" على سبيل الكراهة الشديدة، لا على سبيل الإباحة المطلقة.(6/233)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَا نَسِيتُ فِيمَا نَسِيتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى يُرَى أَوْ نَرَى بَيَاضَ خَدَّيْهِ " (1)
3666 م - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَادَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناده ضعيف لضعف جابر، وهو ابن يزيد الجعفي، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبَيح، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10178) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، عن جابر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً (10180) من طريق الأعمش، و (10181) من طريق إبراهيم، و (10183) من طريق مغيرة، و (10184) من طريق خالد الحذاء، أربعتهم عن أبي الضحى، به.
وأخرجه أيضاً (10182) من طريق أبي مالك الجَنْبي، عن حجاج، عن الشعبي وأبي الضحى، به.
وأخرجه أيضاً (10185) و (10186) ، وابن حبان (1994) ، والبيهقي في "السنن" 2/177، من طريق الشعبي، عن مسروق، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10187) و (10188) من طريقين عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، مختصراً.
وأخرجه أيضاً (10189) من طريق هشام الدستوائي، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله، به.
وسلف برقم (3699) ، وبرقم (3660) وذكرنا هناك أطرافه.(6/234)
سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ، يُبَلِّغُوني مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ " (1)
3703 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ": " لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " (2)
3704 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ الثَقَفِي، أَوِ
__________
(1) سقط هذا الحديث من الأصول ما عدا نسخة (ظ14) ، وهو في "أطراف المسند" لابن حجر 4/135، وتقدم برقم (3666) ، وسيرد برقم (4210) و (4320) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11167) -وهو في "التفسير" (187) - من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/540، والبخاري (3406) و (3412) ، والدارمي 2/309، وأبو نعيم في "الحلية" 5/57 و7/128 من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه البخاري (4804) ، والشاشى (553) من طريقين، عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (4196) و (4197) . ويكرر برقم (4227) .
وفي الباب عن ابن عباس تقدم برقم (3252) .
وعن أبي هريرة، سيرد 2/405.
وعن عبد الله بن جعفر تقدم برقم (1757) بلفظ: "ما ينبغي لنبي أن يقول: إني خير من يونس بن متى".
قال الحافظ في "الفتح" 6/452: قال العلماء: إنما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك تواضعاً إن كان قاله بعد أن أعْلِمَ أنه أفضل الخلق، وإن كان قاله قبل علمه بذلك فلا إشكال.
وقيل: خص يونس بالذكر لما يخْشى على من سمع قصته أن يقع في نفسه تنقيص له، فبالغ في ذكر فضله لسد هذه الذريعة.(6/235)
الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ - شَكَّ الْمَسْعُودِيُّ - عَنِ عَبْدَةَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَمْ يُحَرِّمْ حُرْمَةً إِلَّا وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَطَّلِعُهَا مِنْكُمْ مُطَّلِعٌ، أَلَا وَإِنِّي آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ أَنْ تَهَافَتُوا فِي النَّارِ كَتَهَافُتِ الْفَرَاشِ، أَوِ الذُّبَابِ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن أختلط- سماع وكيع منه قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عبدة النهدي -وهو عبدة- ويقال: عبيدة -بن حزن النصري، ويقال: النهدي، كما ذكر المزي في "التهذيب"- فمختلف في صحبته، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، ووهم الحافظ فذكره في
"التعجيل" ص 279، وليس هو على شرطه، ووهم أيضاً في ترجمته، فذكر أنه يروي عن عثمان بن عبد الله بن هرمز، وإنما يروي عن ابن مسعود، ثم تعقب الحسيني لأنه لم يفرد له ترجمة، ولا وجه لتعقبه، لأن عبيدة هذا ليس من شرطه. وكيع: هو ابن الجراح. وعثمان الثقفي: هو ابن المغيرة أبو المغيرة، روى له الجماعة غير مسلم، وقد وهم الحسيني، فذكره في "الإكمال" ص 291، وتردد في تعيينه، فقال: لعله ابن المغيرة أو ابن رشيد، فتعقبه الحافظ، لكنه أخطأ في تعيينه أيضاً، فجعله
عثمان بن عبد الله بن هرمز الضعيف، وهو مكي، والذي في الإسناد عندنا ثقفي.
والحسن بن سعد: هو الهاشمي مولاهم، وشك المسعودي لا يضر، لأن عثمان الثقفي والحسن بن سعد، كلاهما ثقة.
وأخرجه الطيالسي (402) ، والطبراني في "الكبير" (10511) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1131) من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن المسعودي، عن الحسن بن سعد، عن عبيدة النهدي، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/210، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وقال: الفراش أو الذباب أو الحنظب -ذكر الخنافس والجراد-، وفيه المسعودي، وقد=(6/236)
3705 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدَةَ النَّهْدِيِّ، فَذَكَرَهُ، وَكَذَا قَالَ يَزِيدُ، وَأَبَو كَامِلٍ: عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ رَوْحٌ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، وَقَالَ: " الْفَرَاشِ، أَوِ الذُّبَابِ " (1) (2)
3706 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ شَبَابٌ،
__________
= اختلط.
قلنا: لكن سمع وكيعٌ منه قبل اختلاطه.
وسيي تخريجه من "مسند أبي يعلى" عند الرواية (4027) ، وسيأتي أيضاً برقم (4028) .
وقوله: "إني آخذ بحجَزِكم ... " له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (6483) ، ومسلم (2284) ، سيرد 2/244.
قوله: "سَيَطلِعها"، بتشديد الطاء، أي: سيرتكبها مرتكب.
بحجَزِكم، بضم حاء، وفتح جيم، جمع حجْزَة، وهي معقد الإِزار، أي: مانع لكم.
أن تهافتوا: تسقطوا. قاله السندي.
(1) في (ظ14) : الذبان.
(2) إسناده حسن، وسماع أبي قَطَن -وهو عمرو بن الهيثم- ورَوْح -وهو ابن عبادة- من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- قبل اختلاطه، وسماع يزيد -وهو ابن هارون -وأبي كامل -وهو مظَفر بن مدرك الخراساني- منه بعد اختلاطه. وبقية رجاله ثقات، وتقدم الكلام فيهم مفصلاً في الرواية السابقة.
ورواية يزيد وأبي كامل سترد برقم (4027) ، ورواية روح سترد برقم (4028) وهي من المزيد في متصل الأسانيد.
وسلف تخريجه في الرواية السابقة (3704) مع ذكر شاهده.(6/237)
وَلَيْسَ لَنَا نِسَاءٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَسْتَخْصِي؟ " فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ " (1)
3707 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تَدُورُ رَحَى الْإِسْلَامِ عَلَى رَأْسِ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، (2) أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ هَلَكُوا، فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإِنْ بَقُوا، يَقُمْ (3) لَهُمْ دِينُهُمْ سَبْعِينَ سَنَةً " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/200 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، مطولاً بزيادة: ورخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل.
وسلف برقم (3650) .
(2) في (ق) و (ظ1) : خمس وثلاثين سنة.
(3) في نسخة السندي: يقوى.
(4) حديث حسن، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم بن عبد الرحمن فمن رجال البخاري، إلا أن عبد الرحمن بن عبد الله لم يسمع من أبيه إلا الشيء اليسير. يزيد: هو ابن هارون، والعوام: هو ابن حوشب، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان فيروز.
وأخرجه أبو يعلى (5009) و (5298) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/235-236، وابن حبان (6664) ، والطبراني في "الكبير" (10356) ، والخطابي في "غريب الحديث" 1/549، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.=(6/238)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وتحرف سليمان بن أبي سليمان في مطبوع الطحاوي إلى: سليمان بن بلال.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/236، والطبراني في "الكبير" (10311) من طريق أبي نعيم، عن شريك، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله، به.
وسيأتي بإسناد آخر برقم (3730) و (3731) و (3758) ، ويكرر برقم (4315) .
وقوله: "تدور رحى الإسلام": قال التوربشتي فيما نقله عنه ملا علي القاري في "شرح المشكاة" 5/152: أراد بذلك أن الإسلام يستتب أمره، ويدوم على ما كان عليه المدة المذكورة في الحديث، ويصح أن يستعار دوران الرحى في الأمر الذي يقوم لصاحبه ويستمر له، فإن الرحى توجد على نعت الكمال ما دامت دائرة مستمرة، ويقال: فلان صاحب دارتهم: إذا كان أمرهم يدور عليه. ورحى الغيث: معظمه، ويؤيد ما ذهبنا إليه ما رواه الحربي في بعض طرقه: "تزول (وهذا اللفظ سيأتي في الرواية رقم 3758) رحى الإسلام"، مكان "تدور"، ثم قال: كأن تزول أقرب، لأنها تزول عن ثبوتها واستقرارها، وأشار بالسنين الثلاث إلى الفتن الثلاث، مقتل عثمان رضي الله عنه، وكان سنة خمس وثلاثين، وحرب الجمل، وكانت سنة ست وثلاثين، وحرب صِفين، وكانت سنة سبع وثلاثين، فإنها كانت متتابعة في تلك الأعوام الثلاثة.
وقوله: "فإن يهلكوا فسبيل من هلك"، أي: إن اختلفوا بعد ذلك، واستهانوا في أمر الدين، واقترفوا المعاصي، فسبيلهم سبيل من قد هلك قبلهم من الأمم الماضية الذين زاغوا عن الحق في اختلافهم، وسمى أسباب الهلاك والاشتغال بما يؤدي إليه هلاكاً.
وقوله: "يقم لهم دينهم"، قال الخطابي: يريد بالدين هاهنا الملك، قال زهير:
لئن حَلَلْتَ بجَو في بني أسد ... في دينِ عمرو وحالتْ بينَنَا فَدَك
يريد: ملك عمرو وولايته.
والمعنى: وإن صَفَتْ تلك المدد، ولم يتفق لهم اختلاف وخَوَر في الدين،=(6/239)
3708 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنِي عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ، حَيْثُ قُتِلَ ابْنُ النَّوَّاحَةِ: إِنَّ هَذَا وَابْنَ أُثَالٍ، كَانَا أَتَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَسُولَيْنِ لِمُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَشْهَدَانِ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قَالَا: نَشْهَدُ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللهِ فَقَالَ: " لَوْ كُنْتُ قَاتِلًا رَسُولًا، لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا " قَالَ: فَجَرَتْ سُنَّةً أَنْ لَا يُقْتَلَ الرَّسُولُ، فَأَمَّا ابْنُ أُثَالٍ، فَكَفَانَاهُ اللهُ عَزَّ
__________
= وضعْف في التقوى، تتمادى بهم قوة الدين واستقامة أمره سبعين سنة.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 13/214: والذي يظهر أن المراد بقوله: "تدور رحى الإسلام" أن تدوم على الاستقامة، وأن ابتداء ذلك من أول البعثة النبوية، فيكون انتهاء المدة بقتل عمر في ذي الحجة سنة أربع وعشرين من الهجرة، فإذا انضم إلى ذلك اثنتا عشرة سنة وستة أشهر من المبعث في رمضان، كانت المدة خمساً وثلاثين سنة وستة أشهر، فيكون ذلك جميعَ المدة النبوية، ومدة الخليفتين بعده خاصة، ويؤيده حديث حذيفة الماضي قريباً (يعني عند البخاري) الذي يشير إلى أن باب الأمن من الفتنة يكسر بقتل عمر، فيفتح باب الفتن، وكان الأمر على ما ذكر.
وأما قوله في بقية الحديث: "فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن لم يقم لهم دينهم يقم سبعين سنة" فيكون المراد بذلك انقضاءَ أعمارهم، وتكون المدة سبعين سنة إذا جعل ابتداؤها من أولِ سنة ثلاثين عند انقضاء ست سنين من خلافة عثمان، فإن ابتداءَ الطعن فيه إلى أن آلَ الأمر إلى قتله كان بعد ست سنين مضت من خلافته، وعند انقضاء السبعين لم يبق من الصحابة أحد، فهذا الذي يظهر لي في
معنى هذا الحديث.(6/240)
وَجَلَّ، وَأَمَّا هَذَا، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ فِيهِ، حَتَّى أَمْكَنَ اللهُ مِنْهُ الْآنَ (1)
3709 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: اضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ، فَأَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ، جَعَلْتُ أَمْسَحُ جَنْبَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا آذَنْتَنَا حَتَّى نَبْسُطَ لَكَ عَلَى الْحَصِيرِ شَيْئًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، يزيد: وهو ابن هارون، سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- بعدما اختلط، والمسعودي أيضاً كان يغلط فيما يرويه عن عاصم -وهو ابن أبي النجود- وهو متابع. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الشاشي (747) و (748) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (251) ، والبيهقي في "السنن" 9/212 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن المسعودي، به. وسماعهما منه بعد الاختلاط.
وأخرجه أبو يعلى (5097) بنحوه مطولاً من طريق سلام أبي المنذر، عن عاصم، به. وإسناده حسن.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/314، وقال: رواه أبو داود مختصراً، رواه أحمد والبزار وأبو يعلي مطولاً، وإسنادهم حسن.
وأخرجه الطبراني مطولاً (8960) من طريق أبي نعيم، عن المسعودي، عن القاسم ... وفيه أن عبد الله بن مسعود لما أتي بهم إليه استتابهم وكانوا قريباً من ثمانين رجلاً وأبى ابن النواحة أن يتوب، فأمر به قرظة بن كعب، فأخرجه إلى السوق، فضرب عنقه، وأمره أن يأخذ رأسه، ويلقيه في حجر أمه.
وسيأتي من طريق المسعودي أيضاً برقم (3761) ، وتقدم من طريق الأعمش برقم (3642) .(6/241)
مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ مَا أَنَا وَالدُّنْيَا؟ إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَرَاكِبٍ ظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا " (1)
__________
(1) حديث صحيح، يزيد -وهو ابن هارون- وإن سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- بعد الاختلاط، متابع وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عمرو بن مرة: هو الجَمَلي المرادي، وإبراهيم النخعي: هو ابن يزيد، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5292) ، والشاشي (340) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 272، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (277) ، ومن طريقه ابن ماجه (4109) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (20) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/102 و4/234، وأخرجه الترمذي (2377) ، والشاشي (341) من طريق زيد بن الحباب، والحاكم 4/310 من طريق جعفر بن عون، وأبو نعيم في "الحلية" 4/234 من طريق آدم بن أبي إياس، أربعتهم عن المسعودي، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال أبو نعيم: لم يروه عن عمرو بن مرة متصلاً مرفوعاً إلا المسعودي.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (10327) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 272، من طريق عبيد الله بن سعيد أبي مسلم الجعفي، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله. قال ابن حبان في "المجروحين" 1/239: وعبيد الله بن سعيد قائد الأعمش، كثير الخطأ، فاحش الوهم، ينفرد عن الأعمش وغيره بما لا يتابع عليه.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/326، وقال: رواه الطبرانى، وفيه عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش، وقد وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة. قْلنا: قد رأيتَ قول ابن حبان فيه.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 1/238، والدارقطني في "العلل" 5/165، وأبو نعيم في "الحلية" 4/234، من طريق حسن بن حسين العرني، عن=(6/242)
3710 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا انْصَرَفْنَا مِنْ غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَحْرُسُنَا اللَّيْلَةَ؟ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَقُلْتُ: أَنَا. فَقَالَ: " إِنَّكَ تَنَامُ "، ثُمَّ أَعَادَ: " مَنْ يَحْرُسُنَا الَّليْلَةَ؟ " فَقُلْتُ:
__________
= جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
وحسن بن حسين العرني: قال ابن حبان في "المجروحين" 1/238-239 في ترجمته: يروي عن جرير بن عبد الحميد والكوفيين المقلوبات.... وهذا خبر ما رواه عن إبراهيم إلا المسعودي، فإنه روى عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم. ثم قال: فأما جرير بن عبد الحميد، فليس هذا من حديثه، والراوي عنه هذا الحديث إما أن يكون متعمداً فيه بالوضع أو بالقلب.
قلنا: وقد أورد الدارقطني الحديث في "العلل" 5/163-164 من طريق المسعودي عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم النخعي، به. ثم قال: ورواه إبراهيم بن عبد الله العبسي، عن عبيد الله بن موسى، عن المسعودي، عن حماد، عن إبراهيم.
وحديث عمرو بن مرة أصح.
وسيأتي بإسناد حسن برقم (4208) .
وله شاهد من حديث ابن عباس بإسناد قوي عند ابن حبان (6352) ، والحاكم 4/309-310، تقدم برقم (2744) .
قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عمر. يريد حديثه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كنْ في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، وسيرد 2/24 و132.
وانظر حديث أنس الآتي 3/139.
قوله: "آذنتنا": من الإذن.(6/243)
أَنَا (1) . حَتَّى عَادَ مِرَارًا، قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَأَنْتَ إِذًا "، قَالَ: فَحَرَسْتُهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ وَجْهُ الصُّبْحِ، أَدْرَكَنِي قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكَ تَنَامُ "، فَنِمْتُ، فَمَا أَيْقَظَنَا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ فِي ظُهُورِنَا، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَنَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ مِنَ الْوُضُوءِ، وَرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا الصُّبْحَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، لَوْ أَرَادَ أَنْ لَا تَنَامُوا عَنْهَا، لَمْ تَنَامُوا، وَلَكِنْ أَرَادَ أَنْ تَكُونُوا (2) لِمَنْ بَعْدَكُمْ، فَهَكَذَا (3) لِمَنْ نَامَ أَوْ نَسِيَ "، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ نَاقَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِبِلَ الْقَوْمِ تَفَرَّقَتْ، فَخَرَجَ النَّاسُ فِي طَلَبِهَا، فَجَاءُوا بِإِبِلِهِمْ، إِلَّا نَاقَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذْ هَاهُنَا " فَأَخَذْتُ حَيْثُ قَالَ لِي، فَوَجَدْتُ زِمَامَهَا قَدِ الْتَوَى عَلَى شَجَرَةٍ، مَا كَانَتْ لِتَحُلَّهَا إِلَّا يَدٌ، قَالَ: فَجِئْتُ بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا (4) ، لَقَدْ وَجَدْتُ زِمَامَهَا مُلْتَوِيًا عَلَى شَجَرَةٍ، مَا كَانَتْ لِتَحُلَّهَا إِلَّا يَدٌ، قَالَ: وَنَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةُ الْفَتْحِ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} (5) [الفتح: 1]
__________
(1) من قوله: "فقال: إنك تنام ... " إلى هنا: ثبت في (ظ14) ، وسقط من باقي النسخ.
(2) في (ظ14) : تكون.
(3) في (ص) : فهذا.
(4) لفظ: "نبياً" لم يرد في (س) و (ص) و (ق) .
(5) إسناده ضعيف، يزيد -وهو ابن هارون- سمع من المسعودي -وهو عبد=(6/244)
3711 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الْجَابِرِ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ ابْنَ مَسْعُودٍ بِابْنِ أَخٍ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا ابْنُ أَخِي، وَقَدْ شَرِبَ (1) ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " لَقَدْ عَلِمْتُ أَوَّلَ حَدٍّ كَانَ فِي
__________
= الرحمن بن عبد الله- بعد الاختلاط، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الشاشي (840) و (841) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (377) ، والنسائي في "الكبرى" (8854) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/218 من طريق عبد الله بن المبارك، وأبو يعلى (5285) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطبراني في "الكبير" (10548) من طريق قرة بن حبيب القَنَوي، أربعتهم عن المسعودي، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/318-319، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، وأبو يعلى باختصار عنهم، وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وقد اختلط في آخر عمره.
قلنا: في هذه الرواية أن الذي حرس المسلمين هو عبد الله بن مسعود، وتقدم في الرواية (3657) أن الذي حرسهم هو بلال، وهو الوارد عند البخاري (595) ، ومسلم (680) و (681) ، وهو الصواب.
وسيأتي برقم (4421) ، وتقدم ذكر شواهده من الصحيح برقم (3657) .
وقصة الناقة أخرجها الطبري مختصرة بإسناد حسن في "جامع البيان" 26/69.
قوله: "فقلت أنا": قال السندي: قد سبق أن القائل بلال، وهو المشهور، فالظاهر أن هذا من تصرف الرواة، وحمله على تعدد الواقعة بعيد، فإن وقوع هذا مرتين في سفر واحد -وهو الحديبية- بعيد، لأنه سفر قصير. والله تعالى أعلم.
قوله: أن تكونوا لمن بعدكم: حيث يقتدون بكم.
(1) في هامش (س) و (ظ1) ما نصه: قوله: وقد شرب، كذا في نسخة أخرى، وفي "زوائد الهيثمي": وقد سرق.(6/245)
الْإِسْلَامِ، امْرَأَةٌ سَرَقَتْ، فَقُطِعَتْ يَدُهَا، فَتَغَيَّرَ لِذَلِكَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغَيُّرًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] " (1)
3712 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ (2) عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ،
__________
(1) إسناده مسلسل بالضعفاء، يزيد -وهو ابن هارون- سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله- بعد الاختلاط، ويحيى بن الحارث الجابر ضعيف، وقد نسب إلى جده، فهو يحيى بن عبد الله بن الحارث، وأبو ماجد -ويقال: أبو ماجدة- هو الحنفي مجهول، وقال البخاري والنسائي: منكر الحديث.
وأخرجه الحميدي (89) عن سفيان بن عيينة، وأبو يعلى (5155) من طريق جرير -وهو ابن عبد الحميد-، والبيهقي في "السنن" 8/326 و331 من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، ثلاثتهم عن يحيى الجابر، به. وزاد فيه بعضهم على بعض.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/275-276 بروايات عدة، وقال: رواه كله أحمد وأبو يعلى باختصار المرأة، وأبو ماجد الحنفي ضعيف.
قلنا: ستأتي رواياته بالأرقام (3977) و (4168) و (4169) ، وفيها أن الذي سرق على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما هو رجل.
قوله: "ثم قال: وليعفوا ... " قال السندي: أي: لا ينبغي للناس إبلاغ الحدود إلى الحكام، بل ينبغي لهم المسامحة. والله تعالى أعلم.
(2) في (ظ1) : وابن، بزيادة الواو.(6/246)
نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا " (1) ، قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: " بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا " (2)
__________
(1) في (س) و (ظ1) : فرجاً.
(2) إسناده ضعيف كما قال الدارقطني في "العلل" 5/201. أبو سلمة الجهني لم يتبين لأئمة الجرح والتعديل من هو، فهو في عداد المجهولين، فقال يحيى بن معين -على سبيل الظن- (كما في "الكنى" للدولابي 1/191) : أرَاه موسى الجهني. يعني موسى بن عبد الله -أو ابن عبد الرحمن- الجهني الثقة من رجال التهذيب، إلا أن كل من جاء بعد يحيى فرق بين هذين، فالبخاري ترجم لموسى
الجهني في "التاريخ الكبير" 7/288 وكناه أبا عبد الله، وترجم لأبي سلمة الجهني في الكنى من كتابه المذكور 9/39، وتابعه ابن حبان فذكر كلا على حدة في "ثقاته" 7/449 و659، ولم يترجم ابن أبي حاتم إلا لموسى الجهني في "الجرح والتعديل" 8/149، ولم يكنه إلا بأبي عبد الله، واقتصر على كنية أبي عبد الله لموسى الجهني ابن سعد في "الطبقات" 6/353، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/91، ولعل في تأكيد هؤلاء المترجمين لموسى أن كنيته أبو عبد الله فحسب ما يبعد اشتباهه بأبي
سلمة الجهني، وقد فرق بينهما أيضاً المِزي في "تهذيب الكمال" -مع أنه ذكر في ترجمة موسى أنه يقال له: أبو سلمة وأبو عبد الله- فذكر في الرواة عن القاسم بن عبد الرحمن: موسى الجهني وأبا سلمة الجهني، وتابعه في التفريق بينهما الذهبي والحسيني والحافظ ابن حجر والهيثمي.=(6/247)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وموسى الجهني وأبو سلمة الجهني من طبقة واحدة، وكلاهما يروي عن القاسم بن عبد الرحمن، غير أن موسى الجهني معروف من رجال التهذيب، روى له الجماعة عدا البخاري وأبي داود، ولا نعرف لفضيل بن مرزوق رواية عنه، أما أبو سلمة الجهني فلا يعرف روى عنه غير فضيل بن مرزوق، ولذا حكم، الأئمة بجهالته، فقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/581: قال بعض مشايخنا: لا ندري من هو، وقال الذهبي في "الميزان" 4/533، والحسيني في "الإكمال" ص 517: لا يدرى من هو، وتابعهما الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 490، وقال: وقرأت بخط الحافظ ابن عبد الهادي: يحتمل أن يكون خالدَ بن سلمة. وعقب عليه الحافظ بقوله: وهذا بعيد لأن خالداً مخزومي، وهذا جهني. وقال الحافظ بعد أن ذكره في "لسان الميزان" 7/56: والحق أنه مجهول الحال. ومقتضى صنيع الدارقطني في "العلل" -كما سيرد- أنه حكم بجهالته، وذكر ابن حبان له في "الثقات" لا يرفع عنه صفة الجهالة، فمن عادته توثيق المجاهيل، ولم يذكره العجلي في "ثقاته" مع أنه متساهل.
وبناء على ما تقدم، فلا وجه لجزم الشيخ ناصر الدين الألباني في "الصحيحة" (198) أن أبا سلمة الجهني هو موسى الجهني، لما رأيت من تفريق الأئمة بينهما على سبيل الجزم، وما اعتمد عليه في الاستدلال على أنه هو لا يصلح دليلاً، لما علمت من أن كلا الرجلين يروي عن القاسم بن عبد الرحمن، وقد كان الشيخ أحمد شاكر أكثر حيطة حين قال: وأقرب منه عندي أن يكون (يعني أبو سلمة) هو موسى الجهني، فإنه من هذه الطبقة.
وفضيل بن مرزوق -وهو الأغرُّ الرقاشي- مختلف فيه، فوثقه أحمد وابن معين والثوري وابن عيينة، وضعفه النسائي والدارمي، وقال الحاكم (كما في سؤالات السجزي له) : فضيل بن مرزوق ليس من شرط الصحيح، وقد عيب على مسلم بإخراجه في الصحيح. وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه إلا اليسير.
قال شعيب كان الله له: وهذا التحقيق النفيس الذي انتهى إليه صاحباي الشيخ=(6/248)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= نعيم والأستاذ إبراهيم في التفريق بين أبي سلمة الجهني وبين موسى الجهني، وقد وافقتهما عليه واقتنعت بصحته، يلغي الخطأ الذي وقع مني في تعليقي على ابن حبان حيث تابعت فيه من تقدمني ممن ينتحل صناعة الحديث، فجزمت بأن أبا سلمة الجهني هو موسى الجهني الثقة، فيستدرك من هنا.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/253، وأبو يعلى (5297) ، والشاشي (282) ، وابن حبان (972) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10352) ، وفي "الدعاء" (1035) ، والحاكم في "المستدرك" 1/509-510 من طريقين عن فضيل بن مرزوق، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم إن سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه، فإنه مختلف في سماعه من أبيه، فتعقبه الذهبي بقوله: أبو سلمة لا يدرى من هو، ولا رواية له في الكتب الستة.
قلنا: ووهم أيضاً في قوله: على شرط مسلم، فإن القاسم بن عبد الرحمن لم يخرج له مسلم، وهو من رجال البخاري وحده.
وأخرجه البزار (3122) "زوائد"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (342) من طريقين عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، به. وهذه متابعة من عبد الرحمن بن إسحاق -وهو أبو شيبة الواسطي- لأبي سلمة الجهني إلا أنه لايفرح بها، لأن عبد الرحمن بن إسحاق متفق على ضعفه، وقال البخاري: فيه وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/136 و186-187، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني والبزار -إلا أنه قال: وذهاب غمي مكان همي-، ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح غير أبي سلمة الجهني، وقد وثقه ابن حبان.
وأورد الدارقطني الحديث في "العلل" 5/200-201، فذكر طريق أبي سلمة الجهني، وطريق عبد الرحمن بن إسحاق، كلاهما عن القاسم، عن أبيه، عن ابن مسعود، وطريق علي بن مسهر، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم، عن ابن=(6/249)
3713 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) : " لَمَّا وَقَعَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي الْمَعَاصِي، نَهَتْهُمْ عُلَمَاؤُهُمْ، فَلَمْ يَنْتَهُوا، فَجَالَسُوهُمْ فِي
__________
= مسعود، مرسلاً، ثم قال: وإسناده ليس بالقوي.
وله شاهد من حديث أبي موسى عند ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (341) إلا أن فيه انقطاعاً بين عبد الله بن زبيد بن الحارث اليامي وبين أبي موسى، وفاتنا أن ننبه على هذا الانقطاع في تعليقنا على ابن حبان. وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/136-137، ونسبه إلى الطبراني، وقال: وفيه من لم أعرفه. وقد ضعف حديث أبي موسى الحافظ في "أمالي الأذكار" فيما نقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" 4/13، إلا أنه حسن حديث ابن مسعود، به.
قال السندي: ناصيتي بيدك: كناية عن كمال قدرته تعالى على التصرف فيه.
ماض فى: أي: نافذ حكمك فى، لا راد لما قضيت.
عدل فى: أي: لأنك المالك من كل الوجوه، فلا يتصور الظلم في قضائك.
هو لك: صفة للاسم للتعميم، مثل: (ولا طائر يطير) لما تقرر أنه إذا أجري على شيء صفة شاملة لجنسه يعم.
في كتابك: أي: من الكتب السماوية، فالمراد بالكتاب الجنس.
أو استأثرت به: أي: اخترته واصطفيته في علمك مخزوناً عندك.
ربيع قلبي: أي: متنزهه ومكان رعيه وانتفاعه بأنواره وأزهاره وأشجاره وثماره، المشبه بها أنواع العلوم والمعارف وأصناف الحكم والأحكام واللطائف.
جِلاء، بكسر جيم ومد، أي: إزالة حزني.
(1) عبارة: "قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لم ترد في (ظ1) .(6/250)
مَجَالِسِهِمْ - قَالَ يَزِيدُ: أَحْسِبُهُ قَالَ: وَأَسْوَاقِهِمْ (1) - وَوَاكَلُوهُمْ وَشَارَبُوهُمْ، فَضَرَبَ اللهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، وَلَعَنَهُمْ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ، وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ "، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا، فَجَلَسَ، فَقَالَ: " لَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى تَأْطُرُوهُمْ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا " (2)
__________
(1) لفظ: "وأسواقهم" سقط من (ق) و (ظ1) .
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وشريك بن عبد الله -وهو النخعي القاضي- سيىء الحفظ، وبقية رجاله ثقات. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الترمذي (3047) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10265) من طريق إسماعيل بن موسى السدي، عن شريك، وبه.
وأخرجه بنحوه الترمذي (3048) ، وابن ماجه (4006) ، والطبري في "التفسير" (12310) من طريق محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، وأبو داود (4336) من طريق يونس بن راشد، والطبري في "التفسير" (12307) من طريق عمرو بن قيس الملائي، والطبراني في "الكبير" (10264) من طريق الأعمش، و (10266) من طريق مسعر، خمستهم عن علي بن بذيمة، به.
وأخرجه بنحوه الترمذي (3048) ، وابن ماجه (4006) ، والطبري في "التفسير" (12309) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطبري أيضا (12311) من طريق وكيع، كلاهما عن سفيان الثوري، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال يزيد بن هارون -فيما نقله الترمذي عنه- وكان سفيان الثوري لا يقول فيه: عن عبد الله. يعني أنه مرسل.=(6/251)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قلنا: قد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/194 من طريق الثوري، بالإسناد السابق، لكن فيه عن عبد الله. ولعل ذكره وهم من الناسخ، فقد ذكر يزيد بن هارون -كما سلف- أن الثوري كان لا يقول فيه: عن عبد الله.
وأخرجه الطبري في "التفسير" (12308) عن علي بن سهل الرملي، عن المؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، أظنه عن مسروق، عن عبد الله، به. ومؤمل بن إسماعيل: سيئ الحفظ.
وأخرجه أبو داود (4337) ، والطبراني في "الكبير" (10268) ، من طريق أبي شهاب الحناط، والطبراني في "الكبير" (10267) من طريق جعفر بن زياد، كلاهما عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن سالم الأفطس، عن أبي عبيدة، عن عبد الله.
وأخرجه بنحوه أبو يعلى (5094) من طريق خالد الطحان، عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، ولم يذكر سالماً الأفطس. وأشار إلى رواية خالد الطحان هذه أبو داود عقب الحديث (4337) .
وخالفهم عبد الرحمن بن محمد المحاربي، فرواه عن العلاء بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو بن مرة، عن سالم الأفطس، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، أخرجه من طريقه أبو يعلى (5035) ، والطبري في "التفسير" (12306) ، وأشار إلى روايته أبو داود عقب الحديث (4337) ، وسائر الرواة الذين تقدم ذكرهم على أنه عن عمرو بن مرة، عن سالم الأفطس، لا عن ولده عبد الله بن عمرو بن مرة. وقد تحرف في مطبوع أبي يعلى إلى: عبد الله، عن عمرو بن مرة.
وله شاهد من حديث أبي موسى عند الطبراني، أورده الهيثمي في "المجمع" 7/269، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
قوله: "واكلوهم": أي: أكلوا معهم.
قوله: "فضرب الله قلوب بعضهم ببعض"، أي: جعل قلوب الذين تركوا النهي والإنكار كقلوب من ارتكبوا المنكر.(6/252)
3714 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ،، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ، فَيَنْكَبُّ مَرَّةً، وَيَمْشِي مَرَّةً، وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً، فَإِذَا جَاوَزَ الصِّرَاطَ، الْتَفَتَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ، لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ " قَالَ: " فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: أَيْ عَبْدِي، فَلَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، وَيُعَاهِدُ اللهَ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَالرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ، لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ - يَعْنِي عَلَيْهِ - فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، وَهِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: أَيْ عَبْدِي، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي (1) ؟ يَعْنِي أَنَّكَ لَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، وَيُعَاهِدُهُ، وَالرَّبُّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا، فَيَقُولُ:
__________
= قوله: "لا والذي ... "، أي: لا تأتون بنهي المنكر على وجهه.
تأطِروهم، بكسر طاء مهملة، أي: تصرفوا الظلَمة عن ظلْمهم إلى الحق. قاله كله السندي.
(1) في (ظ14) : يعني ألم تعاهدني.(6/253)
رَبِّ (1) أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: أَيْ عَبْدِي، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، هَذِهِ الشَّجَرَةُ، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، وَيُعَاهِدُهُ، وَالرَّبُّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا، لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهَا، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، الْجَنَّةَ، الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: أَيْ عَبْدِي (2) أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنَّكَ لَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا يَصْرِينِي مِنْكَ، أَيْ عَبْدِي؟ أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِنَ الْجَنَّةِ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا؟ " قَالَ: " فَيَقُولُ: أَتَهْزَأُ بِي، أَيْ رَبِّي (3) وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ؟ " قَالَ: فَضَحِكَ عَبْدُ اللهِ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي لِمَ ضَحِكْتُ؟ قَالُوا لَهُ: لِمَ ضَحِكْتَ؟ قَالَ: لِضَحِكِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا تَسْأَلُونِي لِمَ ضَحِكْتُ؟ " قَالُوا: لِمَ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لِضَحِكِ الرَّبِّ، حِينَ قَالَ: أَتَهْزَأُ بِي، وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ؟! " (4)
__________
(1) في (ظ14) : أي رب.
(2) في (س) و (ق) و (ظ1) : يا عبدي.
(3) لفظ: "أي ربي" سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه أبو يعلى (5290) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 231 وص 318-319، وأبو عوانة 1/142، والشاشي (268) من طريق يزيد بن هارون=(6/254)
3715 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ (1) ، عَنْ أَبِي الْكَنُودِ،
__________
= -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (4980) ، وأبو عوانة 1/143، وابن حبان (7430) ، والطبراني في "الكبير" (9775) ، وابن منده في "الإيمان" (841) ، والبيهقي في "البعث" (104) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 474، من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي برقم (3899) ، وتقدم مختصراً برقم (3595) ، وذكرنا هناك شواهده.
قال ابن خزيمة في "التوحيد" ص 319: روى هذا الخبرَ حميد، عن أنس، لم يذكر ابن مسعود في الإسناد، واختلف الناس أيضاً عنه في رفعه. ثم ساقه ابن خزيمة بإسناده.
قال السندي: قوله: فينكب، بتشديد الباء، أي: يسقط على وجهه.
وتَسْفَعه، أي: تضرب وجهه وتسوده، أو تؤثر فيه أثراً.
ما لا صبر له يعني عليه، أي: على فراقه، وقال النووي: أي عنه، فجعل على بمعنى عن.
ما يَصْريني: قال النووي: بفتح الياء وإسكان الصاد المهملة، معناه: يقطع مسألتك مني. قيل: والصواب: ما يَصْرِيك مني، كما في رواية، والوجه أنهما صحيحان، فإن السائل متى انقطع من السؤال انقطع المسؤول منه، والمعنى: أي شيء يرضيك ويقطع السؤال بيني وبينك.
لضحك الرب تعالى: قال النووي: الضحك من الله تعالى هو الرضى والرحمة وإرادة الخير لمن يشاء رحمته من عباده. انتهى. قلت: ظاهر الحديث أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضحك موافقةً لربه تعالى، والحمل على ما ذكر يفوت الموافقة، فالوجه في مثله التفويض. والله تعالى ولي التوفيق.
(1) في (ق) و (ظ1) : أبي سعيد.(6/255)
عَنْ عَبْدِ اللهِ،، قَالَ " نَهَانَا (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، أَوْ حَلَقَةِ الذَّهَبِ " (2)
3716 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَبَسُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، مَلَأَ اللهُ بُطُونَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا " (3)
__________
(1) في (ظ14) : نهى.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو الهاشمي الكوفي. أبو سعد -وهو الأزدي الأرحبي قارىء الأزد، ويقال: أبو سعيد-، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/568، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 9/36، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وأبو الكنود مختلف في اسمه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه ابن سعد في "الطبقات" 6/177، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الهيثم بن كليب الشاشي (882) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (386) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/261، والشاشي (883) و (884) و (885) ، والطبراني في "الكبير" (10494) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/200، من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه أبو يعلى (5152) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/260 من طريقين عن يزيد بن أبي زياد، به.
وسيرد من طريق شعبة برقم (3804) ، وتقدم برقم (3582) ، وذكرنا هناك شواهده.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن طلحة -وهو ابن مصَرف اليامي- فأخرج له البخاري متابعة، وقد اختلف فيه، فوثقه أحمد والعجلي،=(6/256)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال ابن معين: صالح، وقال مرةً: ضعيف، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان يخطىء، وقال ابن سعد: له أحاديث منكرة. زبيد: هو ابن الحارث اليامي، ومرة: هو ابن شراحيل الهمْداني المعروف بالطيب.
وأخرجه ابن ماجه (686) ، والطبري في "التفسير" (5421) ، والشاشي (878) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (366) ، ومسلم (628) (206) ، والترمذي (181) و (2985) ، وابن ماجه (686) ، وأبو يعلى (5044) و (5293) ، والطبري (5420) و (5430) ، وأبو عوانة 1/356، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/174، والشاشي (879) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/165 و5/35، والبيهقي في "السنن" 1/460 من طرق عن محمد بن طلحة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيأتي برقم (3829) و (4365) .
وفي الباب عن علي بن أبي طالب تقدم برقم (591) .
وعن ابن عباس تقدم برقم (2745) .
وعن حذيفة عند البزار (388) ، وابن حبان (2891) .
وعن جابر عند البزار (390) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 1/309، وقال: ورجاله رجال الصحيح.
وعن أم سلمة عند الطبرني في "الكبير" 23/ (793) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 1/309-310، وقال: وفيه مسلم بن الملائي الأعور، وهو ضعيف.
وعن سمرة بن جندب مختصراً (بذكر أن الصلاة الوسطى صلاة العصر) ، سيرد 5/12 و13
وعن عائشة مختصراً عند مسلم (629) ، والطبري (5393) و (5394) .
وعن البراء مختصراً عند مسلم (630) .
وعن حفصة عند الطبري (5406) ، وإسناده منقطع.=(6/257)
3717 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ مِنْ (1) سَحُورِهِ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا يُنَادِي - أَوْ قَالَ: يُؤَذِّنُ - لِيَرْجِعَ قَائِمُكُمْ، وَيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ، لَيْسَ أَنْ يَقُولَ هَكَذَا، وَلَكِنْ حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا " وَضَمَّ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ أَبُو عَمْرٍو أَصَابِعَهُ، وَصَوَّبَهَا، وَفَتَحَ مَا بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ (2) ، يَعْنِي الْفَجْرَ (3)
3718 - حَدَّثَنَا مُحَمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،
__________
= وعن أبي هاشم بن عتبة عند البزار (391) ، والطبري (5436) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/309، ونقل قول البزار: لا نعلم روى أبو هاشم بن عتبة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا هذا وآخر. ثم قال الهيثمي: ورجاله موثقون.
وعن أبي مالك الأشعري عند الطبري (5445) ، والطبراني في "الكبير" (3458) ضمن حديث، وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/135، وقال: رواه الطبراني، وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف.
وعن أبي سعيد الخدري موقوفاً عند الطبري (5392) .
(1) في (ق) : عن.
(2) في (ظ14) : السباحتين. وكتبت في هوامش (ص) و (ق) و (س) و (ظ1) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وسليمان: هو ابن طَرخان التيمي، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مَل النهدي.
وأخرجه ابن ماجه (1696) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3654) ، وذكرنا هناك شواهده.(6/258)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ:: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وسليمان بن مِهران: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري (6168) ، ومسلم (2640) ، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2640) ، والشاشي (575) و (576) و (577) ، والقضاعي في "الشهاب" (189) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (6169) ، ومسلم (2640) (165) ، وأبو يعلى (5166) من طريق جرير -وهو ابن عبد الحميد-، عن الأعمش، به.
وأخرجه الطيالسي (253) من طريق عطاء بن السائب، والبزار (3597) ، والدارقطني مطولا في "السنن" 1/132 من طريق سمعان بن مالك والمعلى المالكي، ثلاثتهم عن شقيق، به، وذكر الدارقطني أن سمعان والمعلى كلاهما مجهول.
وأخرجه بنحوه الشاشي (664) من طريق يحيى بن ثعلبة الأنصاري، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن عبد الله، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9780) من طريق هارون بن المغيرة، عن عمرو بن أبي قيس، عن حجاج، عن عطية، عن أبي سعيد، عن عبد الله، به.
وأورد الدارقطني الحديث في "العلل" 5/94، فقال: هو حديث يرويه الأعمش، واختلف عنه، فرواه جرير بن حازم وسليمان بن قَرْم وجرير بن عبد الحميد عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله. ورواه أبو معاوية الضرير عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى، ولعلهما صحيحان.
وقال الحافظ في "الفتح" 10/558 في شرح الحديث (6168) وجاء في إسناده: عن عبد الله غير منسوب، قال: هكذا رواه أصحاب شعبة، فقالوا: عن عبد=(6/259)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الله، ولم ينسبوه، منهم ابن أبي عدي عند مسلم، وأبو داود الطيالسي عند أبي عوانة، وعمرو بن مرزوق عند أبي نعيم، وأبو عامر العقدي ووهب بن جرير عند الإسماعيلي، وحكى الإسماعيلي عن بندار أنه عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري، واستدل برواية سفيان الثوري، عن الأعمش، الآتية عقب هذا (يعني برقم (6170)) ، وسيأتي ما يؤيده، ولكن صنيع البخاري يقتضي أنه كان عند أبي وائل، عن ابن مسعود وعن أبي موسى جميعا، وأن الطريقين صحيحان. قلت: ويؤيد ذلك أن له عند ابن مسعود أصلاً، فقد أخرج أبو نعيم في "كتاب المحبين" من طريق عطية، عن أبي سعيد، قال: أتيت أنا وأخي عبد الله بن مسعود، فقال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر الحديث. وأخرجه أيضاً من طريق مسروق، عن عبد الله، به.
قلنا: حديث أبي موسى سيرد 4/392 و395 و398 و405.
وفي الباب أيضاً عن أنس، سيرد 3/159.
وعن جابر، سيرد 3/336 و394.
وعن صفوان بن عسال، سيرد 4/239.
وعن أبي ذر، سيرد 5/156.
وعن علي عند البزار (3596) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/280، وقال: وفيه مسلم بن كيسان الملائي، وهو ضعيف.
وعن عروة بن مضرس عند الطبراني في "الكبير" 17/ (395) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/281، وقال: رواه الطبراني في الثلاثة، ورجاله رجال الصحيح غير زيد بن الحريش، وهو ثقة.
قال الحافظ في "الفتح" 10/560: وقد جمع أبو نعيم طرق هذا الحديث في جزء سماه "كتاب المحبين مع المحبوبين"، وبلغ الصحابة فيه نحو العشرين.
قال السندي: قوله: "المرء مع من أحب": هذا الحديث من الأحاديث المشتهرة الصحيحة. في "المقاصد" (يعني المقاصد الحسنة برقم (1011)) : قيل: إذا أحبهم فعمل بمثل عملهم. قال الحسن: لا تغتر يا ابن آدم بقول من يقول: أنتَ مع من أحببت، فإن من أحب قوماً تَبع آثارَهم، واعلم أنك لن تلحق بالأخيار حتى تتبعَ=(6/260)
[3701 م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: إِنَّ نَاسًا سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَاحِبٍ لَهُمْ يَكْوِي نَفْسَهُ؟ قَالَ: فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: " اِرْضِفُوهُ، اَحْرِقُوهُ " قَالَ: وَكَرِهَ ذَلِكَ (1)
]
__________
= آثارهم، وحتى تأخذَ بهديهم، وتقتديَ بسنتهم، وتصبحَ وتمسيَ على منهاجهم، حرصاً على أن تكونَ منهم، ومن ثم قال القائل:
تعصي الإله وأنتَ تظهِر حبه ... هذا لَعَمري في القياسِ بديع
لو كان حبكَ صادقاً لأطَعْتَه ... إن المحِب لمن يحب مطِيع
وسأل رجل من أهل بغداد أبا عثمان الواعظ: متى يكون الرجل صادقاً في حب مولاه؟ فقال: إذا خلا من خلافه. قال: فوضع الرجل التراب على رأسه، وصاح، فقال: كيف أدعي حبه ولم أخل طرفة عين من خلافه، قال: فبكى أبو عثمان وأهل المجلس، وصار أبو عثمان يقول في بكائه: صادق في حبه، مقصر في حقه. قال البيهقي: ويشهد لقوله: صادق في حبه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "المرء مع من أحب" لمن قال له: المرء يحب القوم ولما يلحق بهم. ومن ثم قيل للفرزدق: أما آن لك أن تترك القذف؟ قال: والله لله أحب إلى من عيني التي أبصر بها، أفتراه يعذبني؟! ومنه قوله: (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحِباؤه قلْ فَلِمَ يعَذبكمْ بذنوِبكمْ) [المائدة: 18] ، انتهى. قلت: وكيف يشترط ذلك مع أنه إذا أتى بهذا الَشرط فهو منهم لا معهم بسبب المحبة. فليتأمل.
(1) هذا الحديث، انفردت نسخة (ظ14) بإيراده في هذا الموضع، والأظهر أن ذكره هنا هو الصواب، لأن الإمام أحمد يورد هنا -كما هو ظاهر- ما يرويه عن شيخه محمد بن جعفر، ولم يورد هذه الرواية في موضع آخر من المسند، وقد تقدم برقم (3701) عن وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وتقدم هناك تخريجه من طريق شعبة، بهذا الإسناد. ولانفراد نسخة=(6/261)
3719 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ،، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، قَالَ: فَلَمَّا نَزَلَتْ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ، قَالَ: " سُبْحَانَكَ رَبَّنَا (1) وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " (2)
3720 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " عَلَّمَنَا خُطْبَةَ الْحَاجَةِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا (3) ، مَنْ
__________
= (ظ14) به، فقد كررنا له رقم الحديث السابق.
وسيرد بالأرقام (3852) و (4021) و (4054) .
(1) في (ق) و (ظ1) : سبحانك اللهم ربنا.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله ابن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الطيالسي (339) ، والطبراني في "الدعاء" (595) ، والحاكم في "المستدرك" 2/538-539، من طرق عن شعبة، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!.
وسلف برقم (3683) .
(3) في هامش (س) : وسيئات أعمالنا.(6/262)
يَهْدِهِ اللهُ، فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ، فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَقْرَأُ ثَلَاثَ آيَاتٍ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] ، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 71] ثُمَّ تَذْكُرُ حَاجَتَكَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10325) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (491) - وفي "المجتبى" 3/104-105، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (338) ، والدارمي 2/142، وأبو يعلى (5257) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/4، والشاشي (917) ، والطبراني في "الكبير" (10080) وفي "الدعاء" (931) ، وابن السُّني في "عمل اليوم والليلة" (604) ، والحاكم في "المستدرك" 2/182-183، والبيهقي في "السنن" 7/146 من طرق عن شعبة، به، وسكت عنه الحاكم والذهبي.
وأخرجه عبد الرزاق (10449) عن معمر، والنسائي في "الكبرى" (10326) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (492) -، وأبو يعلى (7221) ، والطبراني في "الدعاء" (933) من طريق إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان، كلاهما عن أبي إسحاق، به.=(6/263)
3721 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَأَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: - وَهَذَا حَدِيثُ أَبِي عُبَيْدَةَ - عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَتَيْنِ: خُطْبَةَ الْحَاجَةِ، وَخُطْبَةَ الصَّلَاةِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَوْ: إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
__________
= وأخرجه بنحوه أبو داود (1097) و (2119) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (258) ، والطبراني في "الكبير" (10499) ، والبيهقي في "السنن" 3/215 و7/146، من طريق عمران القطان، عن قتادة، عن عبد ربه، عن أبي عياض، عن عبد الله بن مسعود، به. وأبو عياض: مجهول.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/146 من طريق عبيد الله بن موسى، عن حرَيث، عن واصل الأحدب، عن شقيق، عن عبد الله، به. وحرَيث -وهو ابن أبي مطر- ضعيف.
وسيأتي بإسناد صحيح برقم (3721) و (4116) ، وبإسناد ضعيف برقم (4115) .
وفي الباب عن ابن عباس مختصراً بذكر الخطبة فقط، سلف برقم (2749) و (3275) .
وعن جابر مختصراً عند مسلم (867) (44) و (45) ، سيرد 3/371.
وعن أبي موسى الأشعري عند أبي يعلى (7221) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/288: رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط" و"الكبير" باختصار، ورجاله ثقات.
وعن نبَيط بنِ شَرِيط عند البيهقي في "السنن الكبرى" 3/215.
وعن ابن شهاب مرسلا عند أبي داود (1098) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/215.
(1) إسناده من طريق أبي عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود-، ضعيف=(6/264)
3722 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَاجِدٌ وَحَوْلَهُ نَاسٌ
__________
= لانقطاعه، ومن طريق أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي-، صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وشعبة قديم السماع منه.
وأخرجه الشاشي (918) من طريق عفان، بهذا الإسناد، (بالطريقين) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/381، والترمذي (1105) ، والنسائي في "الكبرى" (10322) و (10323) و (10324) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (488) و (489) و (490) - وفي "المجتبى" 6/89، وابن ماجه (1892) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (255) و (256) ، وابن الجارود في "المنتقى" (679) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/3-4، والطبراني في "الكبير" (10079) وفي الدعاء (932) ،
والآجري في "الشريعة" ص 197، والبيهقي في "السنن" 3/214-215، والبغوي في "شرح السنة" (2268) من طرق عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، به.
قال الترمذي: حديث عبد الله حديث حسن، رواه الأعمش عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورواه شعبة عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكلا الحديثين صحيح لأن إسرائيل جمعهما، فقال: عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص وأبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا: قد تابع إسرائيل في جمعهما شعبة في هذا الحديث، وحديث إسرائيل سيرد برقم (4116) عن وكيع، عنه، وكلاهما صحيح السماع عن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (20206) عن مَعمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، موقوفاً.=(6/265)
مِنْ قُرَيْشٍ، إِذْ جَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ بِسَلَى جَزُورٍ، فَقَذَفَهُ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ، فَأَخَذَتْهُ مِنْ ظَهْرِهِ، وَدَعَتْ عَلَى مَنْ صَنَعَ ذَلِكَ، قَالَ: فَقَالَ: " اللهُمَّ عَلَيْكَ الْمَلَأَ (1) مِنْ قُرَيْشٍ: أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، أَوْ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ " شُعْبَةُ، الشَّاكُّ (2) ، قَالَ: " فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ، فَأُلْقُوا فِي بِئْرٍ، غَيْرَ أَنَّ أُمَيَّةَ أَوْ أُبَيًّا تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ، فَلَمْ يُلْقَ فِي الْبِئْرِ " (3)
__________
= وسلف برقم (3720) ، وذكرنا هناك شواهده.
(1) في (ق) : بالملأ.
(2) في (م) : حدثنا شعبة، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن جعفر، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعمرو بن ميمون: هو الأوْدي.
وأخرجه البخاري (3854) ، ومسلم (1794) (108) ، وابن خزيمة (785) ، وابن حبان (6570) ، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (325) ، والبخاري (240) و (3185) ، والنسائي في "الكبرى" (8668) ، وأبو عوانة 4/222، والبيهقي في "الدلائل" 2/278، من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/298، والبخاري (240) و (2934) ، ومسلم (1794) (107) و (109) ، والنسائي في "الكبرى" (8669) ، وفي "المجتبى" 1/161، وأبو يعلى (5312) ، وأبو عوانة 4/220 و222 و224، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1418) و (1419) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/278-279 من طرق عن أبي إسحاق، به.=(6/266)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البزار (2398) "زوائد"، وأبو نعيم في "الدلائل" 1/349-350، من طريق الأجلح -وهو ابن عبد الله الكِندي-، عن أبي إسحاق، به. وزاد في آخره قصة أبي البَخْتَري مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سؤاله إياه عن القصة، وضرب أبي البَخْترِي أبا جهل وشجه. إياه. والأجلح: ضعيف. قال البزار: هذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم رواه إلا الأجلح.
وأخرجه البزار (2399) "زوائد" من طريق زيد بن أبي أنَيسة، عن أبي إسحاق، به. وزاد فيه: فلما رفع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعد، اللهم عليك الملأ من قريش"، ثم ذكر القصة.
قال البزار: لا نعلم أحدا زاد في هذه القصة؟ "أما بعد" إلا زيد.
وسيأتي بالأرقام (3723) و (3775) و (3962) .
قوله: "بسَلى جَزور": قال السندي: بفتح السين المهملة مقصور، وهي الجلدة التي يكون فيَها ولد البهائم. والجَزور، بفتح جيم وضم زاي، يقع على الذكر والأنثى من الإبل.
من ظهره: قيل: هذا دليل على أن النجاسة لا تمنع الصلاة بقاء وإن منعتها ابتداءً، وقيل: بل هو دليل على طهارة فَرْث ما أكل لحمه، ورد بأنه كان قبل أن تقَرر الأحكام، فلا يحسن بمثله الاستدلال.
فقال: أي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أن رفع رأسه من السجود، كما في "صحيح البخاري".
عليك الملأ: بالنصب، أي: إهلاكهم، وهو اسم فعل، كما في قوله تعالى: (عَلَيكم أنفسَكم) .
قوله: "وأمية بن خلف أو ابن بن خلف": قال الحافظ في "الفتح" 1/351: قد ذكر المصنف (يعنى البخاري) الاختلاف فيه عقيب رواية الثوري في الجهاد، وقال: الصحيح أمية ... ، ثم قال الحافظ: وأطبقَ أصحاب المغازي على أن المقتولَ ببدر أمية، وعلى أن أخاه أبياً قتل بأحد.
قوله: "رأيتهم قتلوا": محمول على الأكثر، ويدل عليه أن عقبة بن أبي معَيط=(6/267)
3723 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " عَمْرَو بْنَ هِشَامٍ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، وَزَادَ: وَعِمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ " (1)
3724 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقْرَأُ آيَةً، وَسَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَهَا، فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ عَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَرَاهِيَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ، إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمِ اخْتَلَفُوا فِيهِ فَأَهْلَكَهُمْ " (2)
__________
= لم يطرح في القَليب، وإنما قتل صبراً بعد أن رحلوا عن بدر مرحلة.
ثم قال الحافظ 1/352: في رواية الطيالسي عن شعبة في هذا الحديث أن ابن مسعود قال: لم أره دعا عليهم إلا يومئذ. وإنما استحقوا الدعاء حينئذ لما أقدموا عليه من الاستخفاف به حال عبادة ربه. وفيه جواز الدعاء على الظالم، لكن قال بعضهم: محله ما إذا كان كافراً، فأما المسلم فيستحب الاستغفار له والدعاء بالتوبة.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف -وهو ابن الوليد العتكي الجوهري- فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة. وقد توبع، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وسماعه من جده في غاية الإتقان للزومه إياه.
وأخرجه البخاري (520) ، والشاشي (675) ، والبيهقي في "السنن" 9/7-8، والبغوي (3745) من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو عوانة 4/226 من طريق عبد المجيد الحنفي، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3722) .
قوله: "عمرو بن هشام": قال السندي: هو أبو جهل اللعين، عدو الله.
وعمارة بن الوليد هو أيضاً لم يقتل في بدر، بل مات في أرض الحبشة.
(2) في (ق) : فأهلكوا.(6/268)
قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي مِسْعَرٌ، عَنْهُ، وَرَفَعَهُ إِلَى عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلَا تَخْتَلِفُوا " (1)
3725 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَا تَصْلُحُ سَفْقَتَانِ فِي سَفْقَةٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النزال بن سبْرة -وهو الهلالي الكوفي- فمن رجال البخاري. شعبة: هو ابن الحجاج، وعبد الملك بن ميسرة: هو الهلالي، ومسعر: هو ابن كِدام.
وأخرجه الطيالسي (387) ، وابن أبي شيبة 10/529، والبخاري (2410) و (3476) و (5062) ، والنسائي في "الكبرى" (8094) ، وأبو يعلى (5262) و (5341) ، والشاشي (770) و (771) ، والبغوي (1229) ، من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق شعبة برقم (3907) و (3908) و (4364) ، ومن طريق عاصم برقم (3803) و (3981) و (3992) و (3993) .
وانظر: (3845) .
قوله: "سمعت رجلاً يقرأ آية": قال الحافظ في "الفتح" 9/102: هذا الرجل يحتمل أن يكون هو ابن بن كعب، فقد أخرج الطبري من حديث أبي بن كعب أنه سمع ابن مسعود يقرأ آية قرأ خلافَها، وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "كلاكما محسن" الحديث.
قوله: "غيرها": قال السندي: أي غير تلك الآية في محلها، أو غيرها وصفاً لا ذاتاً، والحاصل أنه سمع عين تلك الآية على غير ذلك الوجه الذي سمعها عليه من الرجل، وإلا لما كان للإِنكار وجه.
فأهلكهم: أي الاختلاف، أو الله، وأضمر لظهوره.(6/269)
وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَهُ (1) ، وَكَاتِبَهُ " (2)
__________
(1) في هوامش النسخ: وشاهديه.
(2) صحيح لغيره، وهو قسمان: موقوف ومرفوع، والمرفوع منه إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث إلا في روايته عن عكرمة، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود صرح بسماعه لهذا الحديث من أبيه كما ذكر عفان في الرواية الآتية برقم (4327) .
وأما الموقوف منه، فإسناده حسن أيضاً بالاعتماد على تصحيح سماع عبد الرحمن من أبيه. محمد: هو ابن جعفر.
وأخرجه بتمامه ابن ماجه (2277) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (294) ، وابن حبان (5025) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، به.
والموقوف منه وهو قوله: "لا تحل سفقتان في سفقة".
أخرجه بنحوه عبد الرزاق (14636) ، والبزار (1278) "زوائد"، وابن خزيمة (176) ، وابن حبان (1053) ، والطبراني في "الكبير" (9609) من طريق سفيان الثوري، عن سماك، به، واللفظ عندهم عدا البزار: صفقتان في صفقة ربا.
وأخرجه عبد الرزاق (14633) و (14636) من طريق إسرائيل، عن سماك، به.
وهو -وإن كان موقوفاً- له حكم الرفع، وسيأتي مرفوعاً في الرواية (3783) .
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/84 بلفظ رواية (3783) ، وقال: رواه البزار وأحمد، وروى له الطبراني في "الأوسط"، ولفظه: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تحل صفقتان في صفقة"، ورواه في "الكبير"، ولفظه: الصفقة بالصفقتين ربا، وهو موقوف، ورواه البزار كذلك، وزاد: وأمرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسباغ الوضوء ورجال أحمد ثقات.=(6/270)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وسيأتي برقم (3783) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، سيرد برقم (5395) .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، سيرد برقم (6628) .
وعن أبي هريرة، سيرد 2/432 و475 و503.
والمرفوع منه وهو قوله: "لعن الله آكل الربا وموكِله وشاهده وكاتبه".
أخرجه الطيالسي (343) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/275، وأخرجه الشاشي (295) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (343) ، وأبو داود (3333) ، والشاشي (293) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/61، والبيهقي في "السنن" 5/275 من طرق عن سماك، به.
وأخرجه مسلم (1597) (105) ، وأبو يعلى (5146) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة (وهو ابن مقسم) ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، به، ولم يذكر: "وشاهده وكاتبه".
وسيأتي برقم (3737) و (3809) و (4327) ، ومطولاً برقم (3881) و (4090) و (4428) .
وله شاهد من حديث جابر عند مسلم (1598) ، سيرد 3/304.
وآخر من حديث علي تقدم برقم (635) ، وإسناده ضعيف.
وثالث من حديث أبي جحيفة عند البخاري (2086) و (2238) و (5347) ، سيرد 4/309، وليس فيه: "وشاهده وكاتبه".
قوله: "سفقتان": قال السندي: هي الصفقة، وكأنه من قلب الصاد سيناً، وقد جاء في معناه: بيعتان في بيعة، قالوا: هو أن يقول: أبيعك هذا الثوب بنقد بعشرة، وبنسيئة بعشرين، ولا يفارقه على أحدهما، حتى إذا فارقه على أحدهما رجع إلى الصحة.
قال ابن القيم في "تهذيب السنن" 5/106 وهو بصدد تفسير حديث أبي داود: "من باع بيعتين فله أوكسهما أو الربا". وللعلماء في تفسيره قولان، فذكر التفسير.=(6/271)
3726 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَدْ رَفَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " مَثَلُ الَّذِي يُعِينُ عَشِيرَتَهُ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ، مَثَلُ الْبَعِيرِ رُدِّيَ فِي بِئْرٍ، فَهُوَ يَمُدُّ بِذَنَبِهِ " (1)
__________
= الذي قاله السندي، ثم قال: وهذا التفسير ضعيف، فإنه لا يدخل الربا في هذه الصورة، ولا صفقتين هنا، وإنما هي صفقة واحدة بأحد الثمنين، وتفسير الثاني أن يقول: أبيعكها بمئة إلى سنة، على أن أشتريها منك بثمانين حالة، وهذا معنى الحديث الذي لا معنى له غيره. وهو مطابق لقوله: "فله أوكسهما أو الربا"، فإنه إما أن يأخذ الثمن الزائد، فيربي، أو الثمن الأول فيكون هو أوكسهما، وهو مطابق لصفقتين في صفقة، فإنه قد جمع صفقتي النقد والنسيئة في صفقة واحدة ومبيع واحد، وهو قد قصد دراهم عاجلة بدراهم مؤجلة أكثر منها، ولا يستحق إلا رأس ماله، وهو أوكس الصفقتين، فإن أبى إلا الأكثر كان قد أخذ الربا.
قلنا: وقد جانب الصواب من لا فقه عنده من ظاهرية هذا العصر، فاستدل بحديث أبي داود هذا على منع زيادة الثمن في بيع التقسيط، فإنه لا يدل على المنع لا من قريب ولا من بعيد. وجواز البيع بالتقسيط بأزيد من بيع المعجل هو مذهب الآئمة الآربعة وغيرهم، ولا يعلم لهم كبير مخالف، وقد قال علماؤنا من قبل: إن للزمن حصة في الثمن. والذي يبيح السلم يلزمه أن يجوز زيادةَ الثمن في مقابل الأجلَ، إذ لا فرقَ بينهما.
آكل الربا: أي: آخذه أكلَ أو لا، لكن لما كان المقصود الأعظم عادةً هو الأكلَ عبر بذلك. وموكله: أي: معطيه.
وشاهده وكاتبه: لارتكابهم معصية الإعانة على الحرام.
(1) إسناده حسن عند من يصحح سماع عبد الرحمن من أبيه، وضعيف عند من يقول: إنه لم يسمع منه إلا اليسير، فقد مات أبوه وعمره ست سنوات.=(6/272)
3727 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وَلَا يَزَالُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا " (2)
__________
= وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وحديثه يرقى إلى رتبة الحسن.
وسيأتي مطولاً برقم (3801) . ومضى بعضه برقم (3694) .
قوله: "يعين": من الإعانة.
رَدَى: على بناء الفاعل مخففاً، يقال: رَدَى في البئر وتردى: إذا سقط فيها، والمعنى أن من يرفع نفسه بنصرة قومه على الباطل، فهو كبعير سقط في بئر، فأراد أن يرفع نفسه منها بالذنب، فماذا يجدي عنه ذلك. قاله السندي.
وقال ابن الأثير: أراد أنه وقع في الإثم وهلك، كالبعير إذا تردى في البئر، وأريد أن ينْزَع بذنبه، فلا يقْدَر على خلاصه.
(1) كذا في النسخ، وفي (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: عبد الله بن مسعود.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه ابن حبان (272) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وعنده زيادة الأعمش مع منصور.
وأخرجه الطيالسي (247) ، والشاشي (512) ، والطبراني في "الصغير" (683) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/43، من طرق عن شعبة، به، وعند الشاشي والطبراني زيادة الأعمش مع منصور.
وأخرجه هناد في "الزهد" (1364) ، والبخاري (6094) ، ومسلم (2607) =(6/273)
3728 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هُنَيِّ بْنِ نُوَيْرَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " أَعَفُّ النَّاسِ قِتْلَةً أَهْلُ الْإِيمَانِ " (1)
__________
= (103) و (104) ، وأبو يعلى (5138) ، وابن حبان (273) و (274) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/43، من طرق عن منصور، عن أبي وائل، به.
وسيكرر برقم (4187) ، وتقدم مطولاً برقم (3638) .
(1) حديث حسن. المغيرة -وهو ابن مِقسم الضبي- ثقة متقن، من رجال الشيخين، غير أنه يدَلس وبخاصة عن إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- لكن قد عرفت الواسطة بينهما عند غير أحمد -وهو شِباك الضبي- وهو ثقة، وهني بن نويرة: روى عنه إبراهيم النخعي وأبو جبيرة (ويقال: أبو جبر) ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد: هو ابن
جعفر، وشعبة: هو ابن الحجاج، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه الطيالسي (274) ، والثاشي (352) ، والبيهقي في "السنن" 8/61 من طريق أبي عوانة، وابن حبان (5994) من طريق جرير، كلاهما عن المغيرة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/420، وابن ماجه (2682) ، وأبو يعلى (4974) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/183 من طريق شعبة، وأبو داود (2666) ، وأبو يعلى (4973) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/183، والشاشي (353) ، والبيهقي في "السنن" 9/71، والمزي في "تهذيب الكمال" 30/318 من طريق هشيم بن بشير، كلاهما عن المغيرة، عن شباك، عن إبراهيم، به. وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (840) عن زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا المغيرة، لعله قال عن شباك، عن إبراهيم، به.
وذكر الدارقطني في "العلل" 5/142 طريق زياد بن أيوب هذه، وذكر فيها "عن=(6/274)
3729 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ،
__________
= شباك" على الجزم. وهي رواية أبي داود (2666) الآنفة الذكر.
وأخرجه ابن ماجه (2681) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن هشيم، عن مغيرة، عن شباك، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، به، لم يذكر هنياً، وزاد شباكاً. وتابع الدورقى سريج بن يونس فيما ذكره الدارقطني في "العلل" 5/141-142.
وأخرجه عبد الرزاق (18232) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9737) عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود موقوفاً، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/420 من طريق حفص، عن الأعمش، عن إبراهيم أنه مر على ابن مكعبر وقد قطع زياد يديه ورجليه، فقال: سمعت عبد الله يقول: إن أعف الناس قتلةً أهل الإيمان.
وأخرجه عبد الرزاق (18231) عن الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: يقال: ليس أحد أحسنَ قِتْلةً من المسلم.
وسيأتي برقم (3729) .
وفي الباب عن شداد بن أوس عند مسلم (1955) ، وصححه ابن حبان و (5883) و (5884) ، وسيرد في "المسند" 4/123 و124.
قوله: "أعف الناس قِتلةً أهل الإيمان": قال المناوي في "فيض القدير": هم أرحم الناس بخلق الله، وأشدهم تحرياً عن التمثيل والتشويه بالمقتول، وإطالةِ تعذيبه إجلالاً لخالقهم، وامتثالاً لما صدر عن صدر النبوة من قوله: "إذا قتلتم فأحسنوا القِتلة"، بخلاف أهل الكفر وبعض أهل الفسوق ممن لم تذق قلوبهم حلاوةَ الإيمان، واكتفوا من مسَماه بلقلقة اللسان، وأشْرِبوا القسوة، حتى أبعدوا عن الرحمن، وأبعد القلوب من الله القلب القاسي، ومن لا يرحم لا يرحم.(6/275)
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَعَفَّ النَّاسِ قِتْلَةً أَهْلُ الْإِيمَانِ " (1)
3730 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ نَاجِيَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَدُورُ رَحَى الْإِسْلَامِ بِخَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ يَهْلَكُوا، فَسَبِيلُ مَنْ قَدْ هَلَكَ، وَإِنْ يَقُمْ لَهُمْ دِينُهُمْ، يَقُمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا ". قَالَ: قُلْتُ: أَمِمَّا مَضَى أَمْ مِمَّا بَقِيَ؟ قَالَ: " مِمَّا بَقِيَ " (2)
__________
(1) هو مكرر سابقه، إلا أنه لم يذكر في إسناده هنَى بن نويرة، وقد تقدم في تخريج الحديث السابق أن إبراهيم النخعي إنما يرويه عن علقمة بواسطة هني.
(2) حديث حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير البراء بن ناجية، فقد تفرد عنه ربعي بن حِراش، ولا يعرف إلا بهذا الحديث كما ذكر الذهبي في "الميزان"، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/118: لم يذكر سماعاً من ابن مسعود، ووثقه العجلي، وقال: هو من أصحاب ابن مسعود، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التهذيب": قد عرفه العجلي وابن حبان، فيكفيه، وأطلق توثيقه في "التقريب". عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وربعي: هو ابن حِراش.
وأخرجه أبو داود (4254) ، وأبو يعلى (5281) ، والبغوي (4225) ، من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/236 من طريق قَبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، به. وقبيصة غير ثقة في حديث سفيان.
وأخرجه الطيالسي (383) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/355،=(6/276)
3731 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ نَاجِيَةَ الْكَاهِلِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا مَضَى، أَمْ مَا بَقِيَ؟ قَالَ: " مَا بَقِيَ " (1)
3732 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْحَسَنِ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ أَذِنْتُ لَكَ أَنْ تَرْفَعَ الْحِجَابَ، وَتَسْمَعَ سِوَادِي، حَتَّى أَنْهَاكَ " (2)
__________
= والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/235-236، والحاكم 4/521، والبيهقي في "الدلائل" 6/393 من طرق عن منصور، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، مع أن الثاني منهما قال في البراء بن ناجية في "الميزان": فيه جهالة لا يعرف إلا بحديث تدور رحى الإسلام.
وفي بعض الروايات أن السائل هو عمر، وسيرد ذلك في الرواية الآتية. وله طريق آخر سلف برقم (3707) .
قوله: "أمِمَّا مضى ... " الخ: قال السندي: المراد أن هذا العدد -أعني سبعين عاماً- هل يعتبر بعد خمس وثلاثين، أم يعتبر معها؟ فمعنى قوله: مما مضى، أي: معها. والله تعالى أعلم.
(1) هو مكرر سابقه. إسحاق: هو ابن يوسف الأزرق.
وسلف برقم (3707) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن سويد لم يسمع من ابن مسعود. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبيد الله -وهو ابن عروة النخعي أبو عروة الكوفي- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي،=(6/277)
3733 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ أَحَبَّ الْعُرَاقِ (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الذِّرَاعُ، ذِرَاعُ الشَّاةِ، وَكَانَ قَدْ سُمَّ فِي الذِّرَاعِ، وَكَانَ يَرَى أَنَّ الْيَهُودَ هُمْ سَمُّوهُ " (2)
__________
= وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8262) ، وأبو يعلى (5265) من طريق عبد الرحمن -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وسيرد بإسناد متصل صحيح برقم (3833) .
ومعنى "سوادي": سراري، وانظر تتمة الشرح في الحديث (3684) .
(1) في (ق) : العناق.
(2) إسناده ضعيف، سعد بن عياض -وهو الثُّمالي- لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، وقول الحافظ في "التقريب": صدوق، وهم منه. وزهير -وهو ابن معاوية، وإن كان سمع من أبي إسحاق بعد تغيره- متابع، فتبقى العلة منحصرة في سعد الثمالي.
أبو داود الطيالسي: هو سليمان بن داود.
وهو في "مسند الطيالسي" (388) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3780) و (3781) ، والترمذي في "الشمائل" (169) ، والنسائي في "الكبرى" (6654) ، والبيهقي في "الشعب" (5897) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 10/294.
وأخرجه الشاشي (785) من طريق عمرو بن مرزوق، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 202 من طريق مالك بن إسماعيل، كلاهما عن زهير بن معاوية، به.
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/61 عن عمرو بن مرزوق، عن زهير، به.
وسيأتي برقم (3777) و (3778) .
وسيرد برقم (3873) و (4139) أن إبراهيم النخعي، قال: كانوا يرون أن اليهود=(6/278)
3734 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى الْجَابِرُ أَبُو الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، أَنَّ أَبَا مَاجدٍ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، حَدَّثَهُ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: سَأَلْنَا نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) ، عَنِ السَّيْرِ بِالْجِنَازَةِ؟ فَقَالَ: " السَّيْرُ مَا دُونَ الْخَبَبِ، فَإِنْ يَكُ خَيْرًا تُعْجَلْ (2) إِلَيْهِ - أَوْ قَالَ: لِتُعْجَلْ إِلَيْهِ - وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَاكَ، فَبُعْدًا لِأَهْلِ النَّارِ، الْجِنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ، وَلَا تَتْبَعُ، لَيْسَ مِنْهَا (3) مَنْ تَقَدَّمَهَا " (4)
__________
= سموه وأبا بكر. وانظر (3617) .
قال السندي: قوله: أحث العراق: بضم العين، جمع عَرْق، بفتح فسكون: عظم عليه بقية لحم.
(1) قوله: "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لم ترد في (س) و (ظ14) و (ظ1) .
(2) كذا ضبطت في (س) وفي (ظ1) في الكلمة الثانية، وشكلت التاء بالفتح في (ظ14) ، وهو فعل ماض، فاعله محذوف، تقديره لفظ "الخير" المذكور في جملة: "فإن يك خيراً".
(3) في (ظ1) : منا. وهو ما أثبته الشيخ أحمد شاكر، وذكرنا ما فيه برقم (3585) .
(4) إسناده ضعيف لجهالة أبي ماجد، وقد تقدم الكلام فيه وفي يحيى الجابر في الرواية المتقدمة برقم (3585) . وباقي رجاله ثقات. أبو كامل: هو مظفر بن مدْرِك الخراساني، وزهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/2659 من طريق سعيد بن حفص وعبد الرحمن بن عمرو، والبيهقي في "السنن" 4/22 من طريق يحيى بن أبي بكير، ثلاثتهم عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. قال البيهقي: هذا حديث ضعيف، يحيى بن عبد الله الجابر ضعيف، وأبو ماجدة -وقيل: أبو ماجد- مجهول، وقد سلف برقم (3585) .
قوله: "ما دون الخَبَب": قال السندي: أي إسراع دون الخَبَب، وهو -بفتحتين-=(6/279)
3735 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا (1) عَلِيُّ بْنُ الْأَقْمَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ " (2)
__________
= سرعة المشي مع تقارب الخُطا.
ولا تَتْبع: على بناء الفاعل، بالتخفيف، أي: وليست بتابعة.
(1) في (ظ14) : أخبرنا.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشَمي- فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمي، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه الطيالسي (311) ، والشاشي (715) و (716) ، والطبراني في "الكبير" (10097) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (902) ، والخطيب في "تاريخه" 14/442، من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولا الطبراني في "الكبير" (8585) من طريق شعبة، و (8586) من طريق المسعودي، كلاهما عن أبي قيس الأوْدي، عن هزَيل بن شرحبيل، عن عبد الله بن مسعود، موقوفاً.
وأخرجه الحاكم 4/494 من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد، بلفظ: "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله"، قال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، إنما تفرد مسلم رحمه الله بإخراج حديث شعبة عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، مرفوعاً: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس"، ووافقه الذهبي.
قلنا: قول الحاكم: على شرط الشيخين، وهم منه، لأن أبا الأحوص من=(6/280)
3736 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَسْوَدِ، وَعَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رَفْعٍ وَوَضْعٍ، وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ، وَيُسَلِّمُ (1) عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى أَرَى بَيَاضَ
__________
= رجال مسلم فقط.
ثم إن مسلم إنما أخرج الحديث من طريق شعبة عن علي بن الأقمر، كما سيرد برقم (4144) لا عن أبي إسحاق.
وانظر (3844) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص موقوفاً، وعقبة بن عامر مرفوعاً عند مسلم (1924) (176) ، وابن حبان (6836) ، والموقوف هنا له حكم الرفع لأنه مما لا مجال للرأي فيه.
وعن عبد الله بن عمرو أيضاً بلفظ آخر سيرد عند أحمد برقم (6964) .
وعن عِلْباء السلمي، سيرد 3/499.
وعن معاوية عند الطبراني في "الكبير" 19/ (835) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/13-14، وقال: ورجاله رجال الصحيح.
وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" 8/ (7757) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 7/285، وقال: ورجاله وثقوا، وفيهم ضعف، ورواه بإسناد آخر ضعيف.
وعن علي عند البزار (3419) "زوائد"، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/13، وقال: رواه البزار، وفيه الحارث بن عبد الله الأعور، وهو ضعيف جداً، ووثقه ابن معين.
(1) في (س) و (ظ14) : وسلم.(6/281)
خَدِّهِ " وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَفْعَلَانِ ذَاكَ (1)
3737 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ " (2)
3738 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ، كَمَا
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، زهير -وهو ابن معاوية- سمع من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- بعد الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل -وهو مظَفر بن مدرك- فقد روى له ابن داود في "التفرد"، والنسائي، وهو ثقة. عبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وقد سلف برقم (3660) ، وذكرنا هناك شواهده.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقا، وهو صدوق حسن الحديث، عبد الرزاق: هو ابن همام الصَنْعاني، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه الشاشي (292) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3725) ، وذكرنا هناك شواهده.(6/282)
يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ " (1)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه الشاشي (510) من طريق شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (508) ، والطبراني في "الكبير" (9906) من طريق عبيد الله بن موسى، عن حريث بن أبي مطر، عن واصل الأحدب، عن شقيق بن سلمة، به. وحريث ضعيف.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/64-65 و7/233 من طريق مِسعر، عن جامع بن أبي راشد، بنحوه مطولاً. وقال: لم نكتبه من حديث مسعر مرفوعاً إلا من، حديث إسحاق بن إبراهيم الطلقي، عن عفان من رواية ابن حمدون عنه، وقفه أبو نعيم بن عدي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/262، والشاشي (505) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكَين، عن محِلْ بنِ محرِز، عن شقيق بن سلمة، به، مطولاً، ولفظه بعد أن ذكر كلمات التشهد: فكانوا يتعلمونها كما يتعلم أحدهم السورة من القرآن. (وقد وقع في مطبوع الشاشي: محل بن خليفة، وهو خطأ) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9911) من طريق أبي نعيم، عن فِطر بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، وهذا إسناد على شرط البخاري غير أن فطر بن خليفة لم يذكر ممن سمع من أبي إسحاق قديماً.
وأخرجه الطبراني أيضاً (9915) من طريق عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة وأبي الأحوص، عن ابن مسعود. وهذا إسناد على شرط البخاري أيضاً، عبد الله بن رجاء: هو الغدَاني، وأبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- متابع بأبي الأحوص.
وأخرجه البزار (560) من طريق محجوب بن الحسن، والطبراني (9922) من طريق صغْدي بن سنان، كلاهما عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن=(6/283)
3739 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ ثُوَيْرِ (1) بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَبَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (2)
3740 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ
__________
= مسعود. وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/140، ونسبه إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: وفيه صغدي بن سنان، ضعفه ابن معين، ورواه البزار برجال موثقين، وفي بعضهم خلاف لا يضر إن شاء الله.
وأخرجه الطبراني (9936) من طريقين عن خصَيف، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود، وهذا منقطع، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه.
وأخرجه الشاشي (511) ، والطبراني في "الكبير" (9935) من طريق شريك، عن أبي فَزاره راشد بن كَيسان، عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث، عن ابن مسعود.
وأبو زيد مجهول.
وسيرد مطولاً بإسناد صحيح برقم (3935) ، وانظر (3622) .
وله شاهد من حديث ابن عباس عند مسلم (403) (61) .
(1) كذلك ورد في (ظ14) ، وهو المذكور في كتب الرجال، ووقع في (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) و (م) : ثور.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ثوير بن أبي فاختة، وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات. أبو فاختة: هو سعيد بن عِلاقة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/224 من طريق عبيد الله بن موسى، عن شريك، بهذا الإسناد.
وسلف بإسناد صحيح برقم (3549) .(6/284)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، فِي قَوْلِهِ: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] ، قَالَ: " رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فِي حُلَّةٍ مِنْ رَفْرَفٍ، قَدْ مَلَأَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " (1)
3741 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وسماعه من جده في غاية الإتقان للزومه إياه. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 204، والحاكم في "المستدرك" 2/468 من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الترمذي (3283) ، والنسائي في "الكبرى" (11531) -وهو في "التفسير" (551) - وأبو يعلى (5018) ، والطبري 27/49، والطبراني في "الكبير" (9050) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (343) و (344) ، وابن منده في "الإيمان" (751) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 434، من طرق عن إسرائيل، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (323) ، والنسائي في "الكبرى" (11541) -وهو في "التفسير" (561) -، والدارقطني في "العلل" 5/57، وابن منده في "الإيمان" (752) من طرق عن أبي إسحاق، به.
وسيأتي بنحوه برقم (3748) و (3780) و (3862) و (3863) و (3864) و (3915) و (4289) و (4396) . ويكرر برقم (3917) .
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (3234) .
قوله: "من رفرف": نوع من عالي الثياب.(6/285)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق- سماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه. عبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو داود (3993) ، والترمذي (2940) ، والنسائي في "الكبرى" (7707) و (11527) -وهو في "التفسير" (547) -، والدوري في "قراءات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (108) ، والشاشي (464) و (468) ، والحاكم في "المستدرك" 2/234 و249، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 43 و66 و129 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الشاشي (465) من طريق يحيى بن آدم، به، لكن فيه زيادة جابر بن يزيد الجعفي وقيس بن الربيع بين إسرائيل وبين جده أبي إسحاق، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه الطيالسي (317) ، والشاشي (466) من طريق أبي غسان -وهو مالك بن إسماعيل النهدي- عن قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق السبيعي، به.
وأخرجه ابن حبان (6329) عن أبي يعلى، حدثنا روح بن عبد المؤمن المقرىء، عن علي بن نصر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله، به، وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري.
وسيأتي برقم (3771) و (3970) .
وهذه القراءة شاذة وإن صح إسنادها، لمخالفتها القراءة المتواترة: (إِن الله هوَ الرزاق ذو القوة المَتين) [الذاريات: 58] .(6/286)
3742 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا وَضَعَ جَنْبَهُ عَلَى فِرَاشِهِ، قَالَ: " قِنِي (1) عَذَابَكَ يَوْمَ تَجْمَعُ عِبَادَكَ " (2)
__________
(1) في (ق) : ربي قني.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه.
وأخرجه أبو يعلى (5021) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/76 و10/251، والترمذي في "الشمائل" ص 137، والنسائي في "الكبرى" (10592) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (756) -، وأبو يعلى (5005) ، والشاشي (930) ، من طرق، عن إسرائيل، به. وسقط من مطبوع أبي يعلى لفظ: "أبي"، فأصبحت: عن عبيدة.
وأخرجه ابن عدي 5/1835 من طريق علي بن عابس، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 167 من طريق يونس بن أبي إسحاق، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10282) من طريق علي بن عابس، عن أبي إسحاق، عن أبي الكَنود، عن أبي عبيدة، به.
وأورده الدارقطني في "العلل" 5/296، وقال: يرويه أبو إسحاق، واختلف عنه، رفعه إسرائيل وعلي بن عابس عن أبي إسحاق. ووقفه خديج بن معاوية، عن ابن مسعود. وغيره يرويه عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة قوله. وصحيحه عن أبي إسحاق، عن سعد بن عبيدة، عن البراء. ويشبه أن يكون حديث أبي عبيدة، عن عبد الله محفوظاً. والله أعلم.=(6/287)
3743 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا، فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ آمُرَ بِأُنَاسٍ لَا يُصَلُّونَ مَعَنَا، فَتُحَرَّقَ (1) عَلَيْهِمْ بُيُوتُهُمْ " (2)
__________
= قلنا: حديث البراء، سيرد 4/281 و290 و298 و300 و301، ويرد الكلام في طرق حديثه هناك.
وله شاهد من حديث حذيفة بن اليمان، سيرد 5/382، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وآخر من حديث حفصة، سيرد 6/288، وإسناده حسن.
وثالث من حديث أنس عند البزار (3110) ، وأبي نعيم في "الحلية" 2/344، و"أخبار أصبهان" 1/339، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/123، وقال: رواه البزار، وإسناده حسن.
وحديثنا سيأتي برقم (3796) و (3931) و (3932) و (4226) .
قوله: "قِني عذابك": قال السندي: فيه أنه ينبغي للعبد أن ينتقل من أحوال الدنيا إلى أحوال الآخرة، فيذكر الموت عند النوم، فيستعيذ من عذاب البعث بعده.
(1) في (س) و (ظ1) : فَنحرق.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نَضْلة الجشمي- فمن رجال مسلم. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (479) من طريق الرحيل بن معاوية أخي زهير، وأبو نعيم في "الحلية" 7/133 من طريق سفيان الثوري، والخطيب في "تاريخه"=(6/288)
3744 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، وَأَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ،
__________
= 5/433 من طريق عمرو بن شمر، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به.
قال الطبراني: لم يروه عن الرحيل إلا زياد. يعني: ابن عبد الله البَكائي.
وقال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، تفرد به بحر، وعنه الحارث.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (1445) ، وفي "الكبير" (9981) من طريق القاسم بن يحى، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، به.
وسيأتي برقم (3816) و (4007) و (4295) و (4297) و (4398) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (644) و (657) ، ومسلم (651) ، سيرد 2/244.
وعن ابن أم مكتوم، سيرد 3/423.
وعن أسامة بن زيد عند ابن ماجه (795) .
وعن جابر عند الطيالسي (1717) .
وقد اختلفت الأحاديث في تعيين الصلاة التي وقع التهديد بسببها، هل هي الجمعة، أو العشاء، أو العشاء والفجر معاً، أو الجماعة مطلقاً.
ففي الروايات الآتية من حديث ابن مسعود أنها الجمعة.
وفي حديث أبي هريرة أنها العشاء من طريق عنه، وأنها العشاء والفجر من طريق آخر عنه.
وفي حديث أسامة بن زيد أنها الجماعة مطلقاً.
وانظر ما قاله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/126-130.
قال السندي: قوله: لقد هممت أن آمر رجلاً: أي: ليظهر المتخلف بذلك.
فتحرق، على بناء المفعول: ظاهره أن هذه عقوبة التخلف عن الجماعة مطلقاً، ففيه تأكيد لأمر الجماعة، وأنها على العين لا على الكفاية، والله تعالى أعلم.(6/289)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ - قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ -: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْعُوَ ثَلَاثًا، وَيَسْتَغْفِرَ ثَلَاثًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه، وأبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وعمرو بن ميمون: هو الأوْدي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10291) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (457) -، وابن السني (370) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1524) ، وأبو يعلى (5277) ، والشاشي (677) ، وابن حبان (923) ، والطبراني في "الكبير" (10317) وفي "الدعاء" (51) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/347 من طرق عن إسرائيل، به.
وأخرجه الطيالسي (327) ، والشاشي (678) ، والطبراني في "الدعاء" (53) من طريق زهير بن معاوية، والشاشي (676) من طريق سليمان بن قَرْم، وأبو نعيم في "الحلية" 4/347 من طريق زكريا بن أبي زائدة، والطبراني في "الدعاء" (52) ، والدارقطني في "العلل" 5/228 من طريق سفيان الثوري، أربعتهم عن أبي إسحاق، به. وهو مختصر من طريق الثوري.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (599) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله.
وقال: لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة إلا زائدة، تفرد به حسين. ورواه أصحاب أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون (في المطبوع: عمرو بن مرة) عن عبد الله.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/151، وقال: روإه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
وسيأتي برقم (3769) .=(6/290)
3745 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مُنْذُ أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ، إِذَا قَرَأَهَا ثُمَّ رَكَعَ بِهَا، أَنْ يَقُولَ: " سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " ثَلَاثًا (1)
3746 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزيِدَ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَعْيَنِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، قَالَ: بَيْنَا ابْنُ مَسْعُودٍ، يَخْطُبُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَإِذَا هُوَ بِحَيَّةٍ تَمْشِي عَلَى الْجِدَارِ، فَقَطَعَ خُطْبَتَهُ، ثُمَّ ضَرَبَهَا بِقَضِيبِهِ أَوْ بِقَصَبَةٍ - قَالَ يُونُسُ: بِقَضِيبِهِ - حَتَّى قَتَلَهَا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ قَتَلَ حَيَّةً، فَكَأَنَّمَا قَتَلَ رَجُلًا مُشْرِكًا قَدْ حَلَّ دَمُهُ " (2)
__________
= قوله: "أن يدعو"، قال السندي: أي: الداعي، أو هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثلاثاً: أي: ليكون إلحاحاً.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وسلف برقم (3683) ، وذكرنا هناك أطرافه وشواهده.
(2) إسناده ضعيف مرفوعاً، وسييء في التخريج موقوفاً بإسناد صحيح، أبو الأعيَن العبدي: ضعفه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال ابن حبان=(6/291)
3747 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَعْيَنِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ،
__________
= في "المجروحين" 3/150: لا يجوز الاحتجاج به، وله نسخة بهذا الإسناد ما لشيء منها أصل يرجع إليه. وهو من رجال "التعجيل"، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن زيد -وهو ابن علي العبدي قاضي مرو-، قال أبو حاتم: صالح الحديث لا بأس به، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرىء، ويونس: هو ابن محمد بن مسلم البغدادي المؤدب، وداود بن أبي الفرات: هو الكندي المروزي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضْلة الجشمى.
وأخرجه أبو يعلى (5320) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (315) ، وابن أبي شيبة 5/405، وأبو يعلى (5321) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/91، والشاشي (717) و (736) ، وابن حبان في "المجروحين" 3/150، والطبراني في "الكبير" (10109) من طرق عن داود بن أبي الفرات، به.
وأخرجه البزار (1229) "زوائد" من طريق يزيد بن هارون، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله، مرفوعاً. قال البزار: لا نعلم روى أبو إسحاق عن القاسم عن أبيه، عن ابن مسعود إلا هذا.
وأخرجه البزار أيضاً (1230) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبدة -يعني ابن لبابة-، عن زر، عن عبد الله مرفوعاً أيضاً بنحوه. وحبيب بن أبى ثابت مدلس، وقد عنعن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9746) من طريق عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله موقوفاً، وقال: لم يرفعه إسرائيل، ورفعه شريك.
قلنا: رواية شريك هي التي عند البزار -كما ذكرنا آنفاً- (1229) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9745) من طريق أب نعيم، عن المسعودي،=(6/292)
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، أَهِيَ مِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَمْ يَلْعَنْ قَوْمًا قَطُّ، فَمَسَخَهُمْ، فَكَانَ لَهُمْ نَسْلٌ حِينَ يُهْلِكُهُمْ، وَلَكِنْ هَذَا خَلْقٌ كَانَ، فَلَمَّا غَضِبَ اللهُ عَلَى الْيَهُودِ، مَسَخَهُمْ فَجَعَلَهُمْ مِثْلَهُمْ " (1)
__________
= عن القاسم، قال: قال عبد الله: من قتل حية أو عقرباً فقد قتل كافراً. لم يقل المسعودي بعد القاسم: عن أبيه.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/46، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار بنحوه، والطبراني في "الكبير" مرفوعاً وموقوفاً، قال البزار في حديثه -وهو مرفوع- من قتل حية أو عقرباً، وهو في موقوف الطبراني، ورجال البزار رجال الصحيح.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 2/234 من طريق فضالة بن الفضل، عن أبي داود الحَفَري، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله مرفوعاً. وقال الخطيب: هكذا روى فضالة بن الفضل، عن أبي داود الحَفَري، مرفوعاً، ورواه سَلْم بن جنادة، عن أبي داود موقوفاً، لم يذكر فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلنا: فضالة بن الفضل، قال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما أخطأ. أخذاً من قولَي أبي حاتم وابن حبان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/405 عن أبي داود الحَفَري، عن سفيان الثوري، والشاشي (438) عن عباس الدوري، عن عبيد الله بن موسى، عن شيبان، كلاهما عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود، موقوفاً بلفظ: "من قتل حية قتل كافراً"، وهذان الإسنادان صحيحان، إسناد ابن أبي شيبة على شرط مسلم، وإسناد الشاشي رجاله ثقات رجاله رجال الشيخين غير عباس الدوري، فمن رجال أصحاب السنن وهو ثقة.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وتقدم التعريف برجاله فيما قبله رقم=(6/293)
3748 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ، وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ، كُلُّ جَنَاحٍ مِنْهَا قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ يَسْقُطُ مِنْ جَنَاحِهِ مِنَ التَّهَاوِيلِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَا اللهُ بِهِ عَلِيمٌ " (1)
3749 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، فِي قَوْلِهِ: {وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ
__________
= (3746) .
وأخرجه الطيالسي (307) ، وأبو يعلى (5314) و (5315) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/275-276، والشاشي (727) ، والطبراني في "الكبير" (10110) من طرق عن داود بن أبي الفرات، بهذا الإسناد.
وسلف بنحوه برقم (3700) بإسناد صحيح على شرط مسلم.
(1) إسناده ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم -وهو ابن أبي النجود- فقد أخرج له البخاري ومسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث. حجاج: هو ابن محمد الأعور، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/339 من طريق النعمان بن عبد السلام، عن شريك، بهذا الإسناد.
وقوله: "له ست مئة جناح"، سيرد بإسناد صحيح برقم (3780) .
وقوله: "يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ... " سيأتي بإسناد حسن برقم (3915) .
وسلف الحديث بنحوه مختصراً بإسناد صحيح برقم (3740) ، وذكرنا هناك شواهده.
قوله: "التهاويل": قال ابن الأثير: أي الأشياء المختلفة الألوان، ومنه يقال لما=(6/294)
خَلِيلًا} [النساء: 125] ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رِبْعِيٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ اتَّخَذَ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا، يَعْنِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
3750 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ
__________
= يخرج في الرياض من ألوان الزهر: التهاويل، وكذلك لما يعَلق على الهوادج من ألوان العِهْنِ والزينة، وكأن واحدها تَهْوَال، وأجملها مما يَهول الإنسانَ ويحيره.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، خالد بن ربعي، وهو أسدي كوفي، لم يرو عنه غير عبد الملك بن عمير، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 3/148، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/329-330 عن ابن المديني قولَه: لا يروى عنه غير حديث واحد: "إن صاحبكم خليل الله"، ونقله عنه الحسيني في "الإكمال" ص 117، والحافظ في "التعجيل"،
وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/199، وبقية رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين.
معمر: هو ابن راشد. والحديث موقوف لكنه في حكم المرفوع، وسيرد مرفوعاً بعده.
وهو عند عبد الرزاق في "التفسير" 1/174 -وتحرف فيه عبد الملك بن عمير إلى عبد الملك بن عبيد، وخالد بن ربعي إلى خالد بن ربيع-، وورد الإسناد فيه هكذا: عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن عبد الملك بن عبيد، في قوله تعالى: (واتخذ الله إِبراهيمَ خليلاً) ، قال: ذكر عن خالد بن ربيع، عن ابن مسعود أنه قال: إن الله اتخذ صاحبكم خليلاً.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (3580) ، وذكرنا هناك شواهده.
(2) تحرف في طبعة الشيخ أحمد شاكر إلى عبد الله.(6/295)
صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
3751 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَسَدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
3752 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رِبْعِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ " (3)
3753 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رِبْعِيٍّ، قَالَ:
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر ما قبله. أبو الوليد: هو الطيَالسي هشام بن عبد الملك، وأبو عوانة: هو الوَضاح بن عبد الله اليَشْكري، وعبد الملك: هو ابن عمير.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر ما قبله. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وسلف بإسناد صحيح برقم (3580) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر ما قبله. سفيان: هو الثوري.
وسلف بإسناد صحيح برقم (3580) ، وذكرنا هناك شواهده.(6/296)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: " إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
3754 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الرِّبَا وَإِنْ كَثُرَ، فَإِنَّ عَاقِبَتَهُ تَصِيرُ إِلَى قُلٍّ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر ما قبله. وهذا موقوف.
سفيان: هو الثوري. وعبد الملك: هو ابن عمير.
(2) حديث صحيح، شَريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وإن كان سيئ الحفظ - متابع. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، والركين بن الربيع: هو ابن عميلة الفزاري الكوفي.
وأخرجه الحاكم 2/37 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، لكن تحرف فيه شَريك إلى إسرائيل.
وأخرجه أبو يعلى (5042) و (5348) و (5349) ، والشاشي (808) ، والطبراني في "الكبير" (10538) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1333 من طرق عن شريك، به.
وأخرجه ابن ماجه (2279) ، والشاشي (809) ، والطبراني في "الكبير" (10539) ، والحاكم 2/37 و4/317-318 من طريق إسرائيل، عن الركين، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وسيأتي برقم (4026) .
قوله: "تصير إلى قل": قال ابن الأثير: القل، بالضم: القِلة، كالذل والذلة، أي إنه وإن كان زيادةً في المال عاجلاً، فإنه يؤول إلى نقص، كقوله تعالى: (يمحق الله الربا ويرْبي الصدقات) [البقرة: 276] .(6/297)
3755 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17] "، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مُدَّكِرٍ أَوْ مُذَّكِّرٍ؟ قَالَ: " أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُدَّكِرٍ " (1)
3756 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ، فَفَرَسٌ لِلرَّحْمَنِ، وَفَرَسٌ لِلْإِنْسَانِ، وَفَرَسٌ لِلشَّيْطَانِ، فَأَمَّا فَرَسُ الرَّحْمَنِ: فَالَّذِي يُرْبَطُ (2) فِي سَبِيلِ اللهِ، فَعَلَفُهُ وَرَوْثُهُ وَبَوْلُهُ، وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللهُ، وَأَمَّا فَرَسُ الشَّيْطَانِ: فَالَّذِي يُقَامَرُ أَوْ يُرَاهَنُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا فَرَسُ الْإِنْسَانِ: فَالْفَرَسُ يَرْتَبِطُهَا الْإِنْسَانُ يَلْتَمِسُ بَطْنَهَا، فَهِيَ تَسْتُرُ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصيصي الأعور، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه البخاري (3345) ، والشاشي (432) ، من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (3853) و (3918) و (4105) و (4163) و (4401) .
(2) في (ظ14) : يرتبط.
(3) في (ظ14) : ستر.(6/298)
مِنْ فَقْرٍ " (1)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ، والقاسم بن حسان لم يدرك عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. الحجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، والركين بن الربيع: هو ابن عميلة الفَزاري.
وأخرجه الشاشي (832) ، والبيهقي في "السنن" 10/21، من طريق الأسود بن عامر شاذان، عن شَريك، بهذا الإسناد. قال البيهقي: وهذا إن ثبت فإنما أراد به -والله أعلم- أن يخرجا سبقين من عندهما، ولم يدخلا بينهما محللاً، فيكون قماراً، فلا يجوز، والله أعلم.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/260-261، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات، فإن كان القاسم بن حسان سمع من ابن مسعود، فالحديث صحيح.
قلنا: لكن يبقى أن في إسناده شريكاً، وهو سييء الحفظ.
وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 5/218 إسناد حجاج هذا، ثم قال: ورواه زائدة عن الركين، عن أبي عمرو الشيباني، عن رجل من الأنصار، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ويشبه أن يكون القول قولَ زائدة، لأنه من الأثبات.
قلنا: طريق زائدة سيرد في الرواية التي بعد هذه.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2860) و (3646) .
وعنه مختصراً عند البخاري (2853) .
قال السندي: قوله: وذكر ما شاء الله: الظاهر أنه كناية عما عده مع العلف، والخبر مقدر لظهوره، وجاء في حديث أبي هريرة، أي: حسنات، ويحتمل أنه كناية عن الخبر، فإنه نسيه، فكنى عنه بذلك، والله تعالى أعلم، فالذي يقامر أو يَرْهَن عليه، أي: اتخذه لذلك فقط، وإلا فإذا اتخذه لله يجوز عليه المراهنة، ويكون مِن قبيل: (وأعِدُّوا لهم ما استطعتم) [الأنفال: 60] ، والله تعالى أعلم، وانظر تفصيل
المراهنة المشروعة في "المغني" 13/408-414.(6/299)
3757 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الرُّكَيْنُ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
3758 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ نَاجِيَةَ الْكَاهِلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رَحَى الْإِسْلَامِ سَتَزُولُ (2) بِخَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سَبْعٍ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الركين -وهو ابن الربيع بن عميلة الفزاري- فمن رجال مسلم. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس، وجهالة الصحابي لا تضر. وسيروي الإمام أحمد الحديث في مسند رجل من الأنصار 4/69، وسيرويه أيضاً 5/381، بهذا الإسناد. ولفظه: "الخيل ثلاثة: فرس يربطه الرجل في سبيل الله تعالى، فثمنه أجر، وركوبه أجر، وعاريته أجر، وعلفه أجر، وفرس يغالق عليها الرجل ويراهن، فثمنه وزر، وعلفه وزر، وركوبه وزر، وفرس للبطنة، فعسى أن يكون سِدَاداً من الفقر إن شاء الله تعالى".
وأورده الهيثمى في "المجمع" 5/260، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وذكر الدارقطني في "العلل" 5/219 طريق زائدة هذا، ثم قال: ويشبه أن يكون القول قولَ زائدة لأنه من الأثبات
وانظر الحديث الذي قبله.
(2) كذا في جميع النسخ الخطية، وفوقها في (س) : صح، قال في "النهاية": ويروى "تزول رحى الإسلام" عوض "تدور"، أي: تزول عن ثبوتها واستقرارها. وقد=.(6/300)
وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ يَهْلَكْ، فَكَسَبِيلِ مَا (1) هَلَكَ، وَإِنْ يَقُمْ (2) لَهُمْ دِينُهُمْ، يَقُمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا " قَالَ: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبِمَا مَضَى أَمْ بِمَا بَقِيَ؟ قَالَ: " بَلْ بِمَا بَقِيَ " (3)
3759 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْرَائِيلَ بْنَ يُونُسَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي هِشَامٍ (4) ، مَوْلَى لْهَمْدَانَ (5) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ (6) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: "
__________
= أثبتها الشيخ أحمد شاكر: "ستدور" أخذاً من النسخة الكتانية، وهو الوارد في "الرواية" (3730) .
(1) في طبعة الشيخ أحمد شاكر: من.
(2) في هامش (ظ14) : بقي.
(3) حديث حسن، وقد تقدم الكلام في رجاله برقم (3730) . حجاج: هو ابن محمد المِصيصي الأعور.
وسلف برقم (3707) ، وشرحناه هناك.
(4) في (ظ14) و (ظ1) : ابن أبي هاشم. وفي هامش (س) ما نصه: في ثلاثة أصول من المسند: ابن أبي هاشم، والذي في أبي داود: ابن أبي هشام.
قلنا: قد وقع في (م) : الوليد بن هشام. وكل ذلك صحيح، كما في "تهذيب الكمال".
(5) في (ص) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: الهمداني، والمثبت من سائر النسخ، وهو الموافق لترجمته في "تهذيب الكمال".
(6) في هامش (س) : قوله: ابن أبي زائد: كذا في نسخة أخرى، والذي في أبي داود: زيد بن زائدة، أو زيد بن زائد، وهذا الثاني في نسخة من المسند.
قلنا: واقتصر صاحب التهذيب على ما جاء في "سنن" أبي داود.(6/301)
لَا يُبَلِّغْنِي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئًا؛ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ "، قَالَ: وَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالٌ، فَقَسَمَهُ. قَالَ: فَمَرَرْتُ بِرَجُلَيْنِ، وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: وَاللهِ مَا أَرَادَ مُحَمَّدٌ بِقِسْمَتِهِ وَجْهَ اللهِ، وَلَا الدَّارَ الْآخِرَةَ، فَتَثَبَّتُّ، حَتَّى سَمِعْتُ مَا قَالَا، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ قُلْتَ لَنَا: " لَا يُبَلِّغْنِي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئًا "، وَإِنِّي مَرَرْتُ بِفُلَانٍ وَفُلَانٍ، وَهُمَا يَقُولَانِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَاحْمَرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَقَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " دَعْنَا مِنْكَ، فَقَدْ أُوذِيَ مُوسَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ صَبَرَ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف بهذه السياقة، ولبعضه شواهد، الوليد بن أبي هشام: روى عنه السكن بن أبي السكن البرجمي، وإسرائيل بن يونس، وقيل: بينه وبين إسرائيل إسماعيل بن عبد الرحمن السدي -كما سيرد في التخريج، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 3/394- وقال البيهقي في "السنن" 8/167 في هذا الإسناد الذي ليس فيه السدي: سقط منه السدي، كأنه عنده منقطع، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 8/157، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكره ابن حبان في "الثقات" فهو مستور.
وزيد بن أبي زائد -وهو في "التهذيب": زيد بن زائدة أو ابن زائد- تفرد بالرواية عنه الوليد بن أبي هشام، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 3/394، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/564، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/248، ونقل الحافظ في "التهذيب" عن الأزدي قوله: لا يصح حديثه.
وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي=(6/302)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الأعور، وإسرائيل بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه إلى قوله: سليم الصدر: أبو داود (4860) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والبيهقي في "السنن" 8/166-167 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال البيهقي: وسقط من إسناده السدي.
وأخرجه بتمامه الترمذي (3896) من طريق محمد بن يوسف، عن إسرائيل، به. وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقد زيد في هذا الإسناد رجل.
قلنا: يعني هو السدي، وأخرجه بزيادته في الإسناد الترمذي (3897) ، والبيهقي في "السنن" 8/166-167 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي، عن الوليد بن أبي هشام، به. وأخرجه كذلك مختصراً الترمذي من طريق عبيد الله بن موسى والحسين بن محمد، عن إسرائيل، بالإسناد المذكور. والسدي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي، من رجال التهذيب، مختلف فيه.
وأخرجه إلى قوله: "سليم الصدر" أيضاً أبو الشيخ في، أخلاق النبي" ص 49 ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (3571) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي، عن الوليد بن أبي هشام، به. وزيد بن زائد تحرف في مطبوع "أخلاق النبي" إلى: زيد بن ثابت.
وفي الباب عن أبي أمامة عند أبي داود (4889) ، سيرد 6/4 بسند حسن،
بلفظ: "إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم".
ولأبي داود (4888) من حديث معاوية: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إنك إذا اتبعت عورات الناس أفسدتهم".
وأخرج الترمذي (2033) بسند حسن من حديث ابن عمر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يا معشر من آمن بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه: لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورات المسلمين، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فيفضحه ولو في جوف رحله"=(6/303)
3760 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَخَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ، قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْأَدْيَانِ أَحَدٌ يَذْكُرُ اللهَ هَذِهِ السَّاعَةَ غَيْرُكُمْ "، قَالَ: وَأَنْزَلَ (1) هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ: لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، حَتَّى بَلَغَ: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ تُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 113-115] (2)
__________
= وله شاهد من حديث أبي برزة الأسلمي عند أبي داود (4880) .
وآخر من حديث البراء عند أبي يعلى (1675) .
والقسم الأخير من الحديث وهو قوله: "أوذي موسى أكثر من ذلك ثم صبر" تقدم برقم (3608) بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
قال السندي: قوله: لا يبلغني: من الإبلاغ أو التبليغ، وهو نهي، أو نفي وأنا سليم الصدر، أي: وتبليغ أحوال الناس إياي يخل في ذلك، ولعل المراد: ما لا يجب أو ينبغي تبليغه الحاكم.
فتثبت: من التثبت، أي: تحققت، وكانه رأى أن التجسس لمصلحة التأديب جائز.
(1) في هامش النسخ: وأنزلت.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناده حسن لأجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وحسن بن موسى: هو الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن أبو معاوية النحْوي، وزِر: هو ابن حبيش الأسدي.=(6/304)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11073) ، وأبو يعلى (5306) ، والواحدي في "أسباب النزول" ص 114، من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1226) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (375) ، والشاشي (631) ، وابن حبان (1530) من طريق شيبان، به. قال البزار: لا نعلم رواه عن عاصم بهذا الإسناد إلا شيبان.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 4/55، وأبو نعيم في "الحلية" 4/187 من طريق عاصم، به.
وأخرجه الطبري أيضاً 4/55، والطبراني في "الكبير" (10209) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/187، والواحدي في "أسباب النزول" ص 115، من طريق الأعمش، عن زر، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/312، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، والطبراني في "الكبير"، وقال: رجال أحمد ثقات ليس فيهم غير عاصم بن أبي النجود، وهو مختلف في الاحتجاج به، وفي إسناد الطبراني عبيد الله بن زحْر، وهو ضعيف.
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (566) و (569) ، ومسلم (638) (218) و (219) .
وعن عبد الله بن عمر عند البخاري (570) ، ومسلم (639) (220) و (221) ، سيرد 2/88.
وعن أبي موسى الأشعري عند مسلم (641) (224) .
وعن ابن عباس عند البخاري (571) ، ومسلم (642) .
قوله: "وأنزل هؤلاء الآيات": قال السندي: لعل المراد أن الله تعالى أنزلها تصديقا لنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حيث مدح الله تعالى فيها من آمن به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم دون غيرهم. والله تعالى أعلم بمراده.(6/305)
3761 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ ابْنُ النَّوَّاحَةِ وَابْنُ أُثَالٍ رَسُولَا مُسَيْلِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمَا: " أَتَشْهَدَانِ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ "، قَالَا: نَشْهَدُ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آمنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ، لَوْ كُنْتُ قَاتِلًا رَسُولًا لَقَتَلْتُكُمَا " قَالَ عَبْدُ اللهِ: " قَالَ (1) : فَمَضَتِ السُّنَّةُ أَنَّ الرُّسُلَ لَا تُقْتَلُ " (2)
3762 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كُنَّا نَرَى الْآيَاتِ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرَكَاتٍ، وَأَنْتُمْ تَرَوْنَهَا تَخْوِيفًا " (3)
__________
(1) لفظ: "قال" هذا لم يرد في (ظ14) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو النضر -وهو هاشم بن القاسم- سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله- بعدما اختلط، وكان المسعودي يغلط فيما يرويه عن عاصم بن أبي النجود، ولا يضير ذلك، فإنه متابع. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وسلف من طريق المسعودي أيضا برقم (3708) . وتقدم بإسناد صحيح برقم (3642) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، معاوية بن هشام مختلف فيه، فوثقه أبو داود والعجلي، وقال ابن معين: صالح ليس بذاك، وقال أبو حاتِم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ، وقال أحمد: كثير الخطأ! وقال=(6/306)
3763 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ، فَجَاءَ وَقَدْ أَوْقَدَ رَجُلٌ عَلَى قَرْيَةِ نَمْلٍ، إِمَّا فِي الْأَرْضِ، وَإِمَّا فِي شَجَرَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّكُمْ فَعَلَ هَذَا؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " أَطْفِهَا، أَطْفِهَا " (1)
__________
= عثمان بن أبي شيبة: رجل صدق وليس بحجة، وأورده الإمام الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق" ص 177، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وسيرد مطولاً برقم (4393) ، ويرد تخريجه هناك، ويرد مطولاً دون ذكر قول ابن مسعود هذا برقم (3807) .
قال السندي: قوله: بركات: كأنه أراد بيان اختلاف الزمان، وأن الناس كانوا في ذلك الزمان يتعظون بها، فتكون لهم بركات، وأما هذا الزمان فقل من يتعظ بها، فبقي تخويفاً محضاً، وإلا فكون الآياتِ تخويفاً منصوص عليه، قال تعالى: (وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً) [الإسراء: 59] ، والله تعالى أعلم. وقيل: أراد المعجزات أو آيات الكتاب، وكلاهما بركة للمؤمنين وازدياد في إيمانهم، وإنذار وتخويف
للكافرين، لقوله تعالى: (وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً) من نزول العذاب، كالطليعة، والحق أن بعضها تخويف، وبعضها بركة، كشبع الكثير من الطعام القليل.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو النضر -وهو هاشم بن القاسم- سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- بعد الاختلاط، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود قد سمع من أبيه ولكن شيئاً يسيراً، كما قال الحافظ=(6/307)
3764 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّكُمْ يَذْكُرُ لَيْلَةَ الصَّهْبَاوَاتِ؟ " فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَنَا وَاللهِ أَذْكُرُهَا، يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَإِنَّ فِي يَدَيَّ لَتَمَرَاتٍ أَتَسَحَّرُ بِهِنَّ، مُسْتَتِرًا بِمُؤْخِرَةِ رَحْلِي مِنَ الْفَجْرِ، وَذَلِكَ حِينَ طَلَعَ الْقَمَرُ (1) (2)
__________
= في "التقريب"، ولم يجزم بسماعه لهذا الحديث منه. الحسن بن سعد: هو ابن معبد الهاشمي مولاهم.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/41، وقال: رواه أحمد، وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وقد اختلط.
وسيأتي برقم (4018) بلفظ آخر، ونذكر هناك شواهده.
قال السندي: أطفِها: إما لأن التعذيب بالنار لا يجوز، أو لأن قتل النمل لا يجوز، والوجه أنه نهاه للأمرين جميعاً. والله تعالى أعلم.
قلنا: الصواب أن النهي يتجه إلى حرقها بالنار، كما هو مبين في الرواية الآتية، أما قتل النمل بغير النار، فجائز إذا كان يتوقع منها ضرر، كأن تكون في البيوت فتتسلل إلى الطعام، فتكون مصدراً لنقل الجراثيم، وحينئذ تأخذ حكم الهوام المؤذية التي أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتلها في الحل والحرم.
(1) في (ظ14) : القمير، وأشير إليها في هامش النسخ الأخرى.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وأبو النضر -وهو هاشم بن القاسم- سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتْبة- بعدما اختلط، وقد توبع بأبي قطن في الرواية=(6/308)
3765 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتِ الْأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ، وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، قَالَ: فَأَتَاهُمْ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّ النَّاسَ؟ " فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ (1)
3766 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ شَقِيقٍ،
__________
= (3565) ، سعيد بن عمرو بن جعدة: هو ابن هبيرة المخزومي. تقدم الكلام عليه في الرواية (3565) ، ومضى هناك تخريجه، وشرح غريبه.
(1) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة، وزر: هو ابن حبيش.
وأخرجه ابن سعد 3/178-179، وابن أبي شيبة 14/567، والنسائي في "المجتبى" 2/74 وفي "الكبرى" (853) ، والفسوي 1/454، وابن أبي عاصم في "السنة" (1159) ، والحاكم في "المستدرك" 3/67، والبيهقي في "السنن" 8/152، من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/183، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه عاصم بن أبي النجود، وهو ثقة، وفيه ضعف!
قلنا: لم نجده في مطبوع أبي يعلى، ويغلب على الظن أنه في مسند أبي يعلى الكبير الذي لم يطبع.
وسيأتي برقم (3842) . وتقدم ضمن مسند عمر برقم (133) .(6/309)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سُوءٍ " قَالَ: قُلْنَا: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ (1)
3767 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الظُّلْمِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: " ذِرَاعٌ مِنَ الْأَرْضِ يَنْتَقِصُهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ، فَلَيْسَتْ حَصَاةٌ مِنَ الْأَرْضِ أَخَذَهَا إِلَّا طُوِّقَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى قَعْرِ الْأَرْضِ، وَلَا يَعْلَمُ قَعْرَهَا إِلَّا الَّذِي خَلَقَهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة، وسليمان: هو ابن مِهران الأعمش، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. وسلف برقم (3646) .
(2) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لهِيعة ولانقطاعه، فأبو عبد الرحمن الحبلي -وهو عبد الله بن يزيد- لم يذكر أنه روى عن ابن مسعود، وروايته عن صغار الصحابة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي سعيد مولى بني هاشم -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- فأخرج له البخاري متابعة. عبيد الله بن أبي جعفر: هو المصري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10516) من طريق أبي كامل الجحدري، عن ابن لهيعة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/174-175، وقال: رواه أحمد والطبراني، وإسناد أحمد حسن! وحسنه المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/16!
وسيأتي برقم (3773) .=(6/310)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأصله في الصحيح وغيره، من حديث سعيد بن زيد عند البخاري (2452) بلفظ: "من ظلم من الأرض شيئاً طوقه من سبع أرضين"، تقدم برقم (1642) و (1643) .
ومن حديث ابن عمر عند البخاري (2454) ، سيرد برقم (5740) .
ومن حديث أبي هريرة عند مسلم (1611) ، سيرد 2/387 و388.
ومن حديث يعلى بن مرة، سيرد 4/173.
ومن حديث أبي مالك الأشعري، سيرد 5/341 و344.
ومن حديث عائشة عند البخاري (2453) ، سيرد 6/64 و79 و252 و259.
ومن حديث سعد بن أبي وقاص عند أبي يعلى (744) ، والبزار (1374) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 4/175، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: وفيه حمزة بن أبي محمد، ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة، وحسن الترمذي حديثه.
ومن حديث الحكم بن الحارث عند الطبراني في "الكبير" (3172) ، و"الصغير" (1197) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 4/176، وقال: وفيه محمد بن عقبة السدوسي، وثقه ابن حبان، وضعفه أبو حاتم، وتركه أبو زرعة.
ومن حديث أنس بن مالك عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 4/176، وقال: وفيه إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف.
ومن حديث المِسْور بن مخْرمة عند الطبراني في "الكبير" 20/ (31) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 4/176، وقال: وفيه عمران بن أبان الواسطي، وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة.
ومن حديث أبي شريح الخزاعي عند الطبراني في "الكبير" 22/ (493) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 4/176، وقال: وفيه عبد الله بن شبيب، وهو ضعيف.
قوله: "أي الظلم أعظم": قال السندي: كأن السؤال عن الظلم الذي يجري بين العباد في الأموال، وإلا فالشرك أعظم منه، وكذا قتل النفس.(6/311)
3768 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ هُوَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ (1) ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَعْيَنِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، أَمِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَمْ يَلْعَنْ قَوْمًا قَطُّ، فَمَسَخَهُمْ وَكَانَ لَهُمْ نَسْلٌ حَتَّى يُهْلِكَهُمْ، وَلَكِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، غَضِبَ عَلَى الْيَهُودِ، فَمَسَخَهُمْ، وَجَعَلَهُمْ (2) مِثْلَهُمْ " (3)
3769 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْعُوَ ثَلَاثًا، وَيَسْتَغْفِرَ ثَلَاثًا " (4)
__________
(1) "هو مولى بني هاشم" لم يرد في (ظ14) و (س) .
(2) في (ظ14) : فجعلهم. وأشير إليها في هامش النسخ الأخرى.
(3) إسناده ضعيف، أبو الأعين العبدي تقدم الكلام عليه في الحديث (3747) ، وبقية رجاله ثقات غير محمد بن زيد، وهو ابن علي الكندي قاضي مرو، قال أبو حاتم: صالح الحديث لا بأس به، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وداود بن أبي الفرات: هو الكندي المروزي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وسلف برقم (3747) .
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد=(6/312)
3770 -.............. (1)
3771 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: " أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " " (2)
3772 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ
__________
= الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، مولى بني هاشم، فقد أخرج له البخاري متابعة، وهو ثقة، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإِتقان للزومه إياه. عمرو بن ميمون: هو الأوْدي.
وسلف برقم (3744) .
(1) وقع هنا في النسخة الميمنية وطبعة الشيخ أحمد شاكر هذا الحديث: حدثنا أبو سعيد، حدثنا إسرائيل، حدثنا أبو إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعجبه أن يدعو ثلاثاً، ويستغفر ثلاثاً.
ولم يرد هذا الحديث في أي من النسخ الخطية، ولا ورد في ترجمة عبد الرحمن بن يزيد في "أطراف المسند" 1/الورقة 182. ولم يصب محققه حين استدركه في هامش المطبوع منه 4/180، وهو ملفق من تداخل إسناد الحديث الآتي (3771) مع متن الحديث السابق (3769) ، وآثرنا إبقاء رقمه هنا لأننا اعتمدنا ترقيم طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، مولى بني هاشم- فقد أخرج له البخاري متابعة، وهو ثقة، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وسلف برقم (3741) .(6/313)
يَزِيدَ (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَهُ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ - حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ ذَكَرَ عِنْدَهُ الشُّهَدَاءَ، فَقَالَ: " إِنَّ أَكْثَرَ شُهَدَاءِ أُمَّتِي أَصْحَابُ (2) الْفُرُشِ، وَرُبَّ قَتِيلٍ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، اللهُ أَعْلَمُ بِنِيَّتِهِ " (3)
__________
(1) وقع في الأصول الخطية: خالد.
(2) في (ظ14) : لأصحاب.
(3) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وأبو محمد لم يذكر في الرواة عنه سوى إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، وذكره البخاري في "الكنى" (607) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وضمير "حدثه" يعود لابن مسعود، فهو متصل لا مرسل كما ذكر الهيثمي في "المجمع"، وتابعه الشيخ أحمد شاكر. قال الحافظ في "الفتح" 10/194: والضمير في أنه حدثه لابن مسعود، فإن أحمد أخرجه في مسند ابن مسعود، ورجال سنده موثقون. قلنا: لكن ابن لهيعة سيىء الحفظ، وخلط بعد احتراق كتبه، وأبو محمد مستور الحال. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. خالد بن يزيد: هو المصري مولى ابن الصبيغ، مولى عمير بن وهب الجمحي، روى له الجماعة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/302، وقال: رواه أحمد هكذا، ولم أر ذكر ابن مسعود، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، والظاهر أنه مرسل! ورجاله ثقات!
قوله: "أصحاب الفرش": قال السندي: أي الذين ماتوا على فرشهم، إما لموتهم بأمراض تؤدي إلى الشهادة، أو لحسن نيتهم وهو الظاهر من آخر الحديث.
والله تعالى أعلم.(6/314)
3773 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ،، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الظُّلْمِ أَظْلَمُ؟ قَالَ: " ذِرَاعٌ مِنَ الْأَرْضِ يَنْتَقِصُهَا الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ، فَلَيْسَ حَصَاةٌ مِنَ الْأَرْضِ يَأْخُذُهَا أَحَدٌ إِلَّا طُوِّقَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى قَعْرِ الْأَرْضِ، وَلَا يَعْلَمُ قَعْرَهَا إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي خَلَقَهَا " (1)
3774 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الرُّكَيْنُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ عَشْرَ خِلَالٍ: الصُّفْرَةَ، وَتَغْيِيرَ الشَّيْبِ، وَتَخَتُّمَ الذَّهَبِ، وَجَرَّ الْإِزَارِ، وَالتَّبَرُّجَ بِالزِّينَةِ بِغَيْرِ مَحِلِّهَا، وَضَرْبَ الْكِعَابِ (2) وَعَزْلَ الْمَاءِ عَنْ مَحَلِّهِ، وَفَسَادَ الصَّبِيِّ غَيْرَ مُحَرِّمِهِ، وَعَقْدَ التَّمَائِمِ، وَالرُّقَى إِلَّا بِالْمُعَوِّذَاتِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (3767) . حسن: هو ابن موسى.
(2) تحرف في (م) إلى: الكتاب.
(3) إسناده ضعيف، علته القاسم بن حسان وعبد الرحمن بن حرملة، وقد تقدم الكلام فيهما في الحديث (3605) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن الوليد -وهو ابن ميمون المعروف بالعدني- فمختلف فيه، ففي "التهذيب" أن حرب بن إسماعيل سأل أحمد بن حنبل: كيف حديثه؟ قال: سمع من سفيان، وجعل يصحح سماعه، ولكن لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح، وكان ربما أخطأ في الأسماء، وقد كتبت عنه أنا كثيراً. وقال ابن عدي: ما رأيت=(6/315)
3775 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ: فَدَعَا عَلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ سَبْعَةٍ، فِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ " فَأُقْسِمُ بِاللهِ: لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى عَلَى بَدْرٍ، وَقَدْ غَيَّرَتْهُمُ الشَّمْسُ، وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا (1)
3776 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: " مَا صُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= في حديثه شيئاً منكراً فأذكره، ووثقه الدارقطني والعقيلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: مستقيم الحديث، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، ونقل الساجي عن ابن معين تضعيفه، ونقل الدارمي عن ابن معين أيضاً قوله: لا أعرفه، لم أكتب عنه شيئاً. وقال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما أخطأ.
سفيان: هو الثورى، والركين: هو ابن الربيع بن عميلة الفزاري. وتقدم برقم (3605) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، زهير -وهو ابن معاوية- وإن سمع من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- بعد التغير، إلا أن هذا الحديث مما انتقاه البخاري من روايته. عمرو بن ميمون: هو الأودي.
وأخرجه البخاري (3960) ، ومسلم (1794) (110) ، وأبو عوانة 4/223، من طريق زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3722) .(6/316)
تِسْعًا وَعِشْرِينَ أَكْثَرُ مِمَّا صُمْتُ مَعَهُ ثَلَاثِينَ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال دينار والد عيسى، فقد انفرد بالرواية عنه ابنه عيسى، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، غير ابن حبان فإنه ذكره في "الثقات"، ومع ذلك فقد صححه ابن خزيمة (1922) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عيسى بن دينار الخزاعي، فقد روى له أبو داود والترمذي والبخاري في "خلق أفعال العباد"، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10536) من طريق أبي نعيم، عن عيسى بن دينار، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10021) وفي "الصغير" (228) ، والدارقطني في "السنن" 2/198، من طريق صالح بن مالك، عن عبد الأعلى بن أبي المساور، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود. قال الطبراني: لم يروه عن حماد إلا عبد الأعلى، تفرد به صالح.
قلنا: وعبد الأعلى بن أبي المساور متروك.
وسيأتي برقم (3840) و (3871) و (4209) و (4300) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (1658) ، قال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح على شرط مسلم إلا أن الجريري -واسمه سعيد بن إياس أبو مسعود- اختلط بآخر عمره.
وآخر من حديث عائشة عند الدارقطني 2/198، والبيهقي في "السنن" 4/250، قال الدارقطني في إسناده: هذا إسناد صحيح حسن. قلنا: سيرد عند أحمد 6/90، وجود إسناده الحافط في "الفتح" 4/123.
وثالث من حديث جابر عند الدارقطني 2/198، وفي إسناده المسور بن الصلت، وهو ضعيف.
وفي باب أن الشهر يكون تسعاً وعشرين عن عدد من الصحابة، وهو في "صحيح" البخاري عن أم سلمة برقم (1910) ، وعن أنس برقم (1911) .=(6/317)
3777 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ أَوْ سَعِيدِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " كَانَ أَحَبَّ الْعِرَاقِ (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذِرَاعُ الشَّاةِ، وَكَانَ يَرَى أَنَّهُ سُمَّ فِي ذِرَاعِ الشَّاةِ " وَكُنَّا نَرَى أَنَّ الْيَهُودَ الَّذِينَ (2) سَمُّوهُ (3)
3778 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ (4) عِيَاضٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا، قَالَ: وَكُنَّا نَرَى
__________
= وانظر ما سيأتي في تخريج الحديث (4300) .
قال السندي: قوله: ما صمت: يحتمل أن تكون "ما" مصدرية في الموضعين، أي: صومي مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسعاً وعشرين أكثر من صومي معه ثلاثين، أو موصولية، والعائد محذوف، أي: ما صمته، أي: الأشهر التي صمتها تسعاً وعشرين أكثر من الأشهر التي صمتها ثلاثين.
(1) في (ظ1) : العُرُق، وفي (ق) : العناق. وفي حاشيتها: العرق.
(2) في (ظ14) : اليهود النفر الذين.
(3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (3733) ، وتقدم الكلام في رجاله هناك، ولكن هنا: سعد أو سعيد بن عياض، وقد جاء في "التهذيب" 3/479: قال سعيد بن منصور: إنما هو سعد، يعني بسكون العين.
أسود بن عامر: هو شاذان.
(4) جاء كذلك على الصواب في (ظ14) ، وأثبت في هامش نسخة (س) ، ووقع في بقية النسخ: سعيد.(6/318)
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سُمَّ فِي ذِرَاعِ شَاةٍ، سَمَّتْهُ الْيَهُودُ " (1)
3779 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا وَمَعَهُ قَرِينُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَمِنَ الْجِنِّ "، قَالُوا: أَوَأَنْتَ (2) يَا رَسُولَ
__________
(1) إسناده ضعيف، سعد بن عياض -وهو الثمالي- لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، أسود: هو ابن عامر شاذان، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق. وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وسماع إسرائيل منه في غاية الإتقان للزومه إياه.
وأخرجه بطوله الشاشي (783) و (784) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وسلف دون قوله: "إن من البيان سحرا" برقم (3733) .
وقوله: "إن من البيان سحراً" سلف من حديث ابن عباس (3069) .
وقال الشيخ أحمد شاكر: لم أجده عن ابن مسعود في غير هذا الموضع، ولم يذكره الهيثمي في بابه في "مجمع الزوائد" 8/123، فلا أدري لم تركه؟ نعم روى الترمذي 4/31-32 من طريق عاصم، عن زر، عن ابن مسعود مرفوعاً: "إن من الشعر حكمة"، وقد سلف الحديث مراراً عن ابن عباس: "إن من البيان سحراً، وإن من الشعر حكماً"، فلعل الهيثمي ظن أن هذا الحديث عن ابن مسعود بجزأيه في الترمذي، في البيان والشعر، فلم يره من الزوائد.
(2) في (ظ14) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: وأنت.(6/319)
اللهِ؟ قَالَ: " وَأَنَا، إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، وَلَا (1) يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ " (2)
3780 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ - وَعَلَيَّ دَرْبَانِ، فَأُلْقِيَتْ عَلَيَّ مَحَبَّةٌ مِنْهُ، وَعِنْدَهُ شَبَابٌ، فَقَالُوا لِي: سَلْهُ: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9] ؟ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ " (3)
__________
(1) في (س) : فلا.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الجعد -واسمه رافع- والد سالم، فمن رجال مسلم. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 7/100 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3648) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشْيب، وزهير: هو ابن معاوية، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه أبو يعلى (5337) ، والشاشي (663) ، من طريق حسن بن موسى -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 202-203، وأبو عوانة 1/153، والطبراني في "الكبير" (9055) ، وابن منده في "الإيمان" (744) ، من طريق زهير بن معاوية، به.
وأخرجه الطيالسي (358) ، والبخاري (3232) و (4856) و (4857) ، ومسلم (174) (280) و (281) و (282) ، والترمذي (3277) ، والطبري 27/45-46، وابن=(6/320)
3781 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُجَالِدِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَهُوَ يُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، هَلْ سَأَلْتُمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمْ تَمْلِكُ هَذِهِ الْأُمَّةُ مِنْ خَلِيفَةٍ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ مُنْذُ قَدِمْتُ الْعِرَاقَ قَبْلَكَ، ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ، وَلَقَدْ سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " اثْنَا عَشَرَ، كَعِدَّةِ نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ " (1)
__________
= خزيمة في "التوحيد" ص 202 و204، وأبو عوانة 1/153، والطبراني في "الكبير" (9055) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (364) ، وابن منده في "الإيمان" (742) و (743) و (745) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/371 وفي "الأسماء والصفات" ص 433، 434، من طرق عن أبي إسحاق الشيباني، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.
وانظر (3740) .
وقوله: "دربان"، كذا وقع في جميع النسخ الخطية. وجاء عند ابن خزيمة: وعلي درتان، أو في أذني درتان، والظاهر أن هذا هو الصواب، لأنه مفسر بقوله: في أذني. وفي ذلك دلالة على صغر سنه، مما يجعله أجرأ من الشباب على السؤال. وقد وقعت هذه اللفظة في نسخة السندي: دريان، فجعلها مأخوذة من الدراية، فقال: بفتحتين، أو بكسر فسكون، بمعنى الدراية، أي: آثار الفهم ظاهرة علي، فلذلك فوضوا إلي السؤال عن معنى قوله تعالى: (فكان قاب قوسين أو أدنى) والله أعلم.
(1) إسناده ضعيف لضعف مجالد -وهو ابن سعيد الهمْداني- ونص على ضعفه الحافظ في "التقريب"، ومع ذلك فقد حسن إسناده في "الفتح" 13/212، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، والشعبي: هو=(6/321)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عامر بن شراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه البزار (1586) "زوائد"، وأبو يعلى (5031) و (5322) و (5323) ، والحاكم 4/501، من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. قال الحاكم: لا يسعني التسامح في هذا الكتاب عن الرواية عن مجالد وأقرانه، رحمهم الله. وسكت عنه الذهبي.
وأخرجه البزار (1587) "زوائد"، والشاشي (408) ، من طريقين عن مجالد، به. قال البزار: لا نعلم له إسناداً عن عبد الله أحسن من هذا، على أن مجالداً تكلم فيه أهل العلم.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 5/190، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه مجالد بن سعيد، وثقه النسائي، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
وسيأتي برقم (3859) .
وله شاهد من حديث جابر بن سمرة عند البخاري (7222، 7223) ، ولفظه: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يكون اثنا عشر أميرا"، سيرد 5/95 و96 و97 و98.
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو عند ابن أبي عاصم في "السنة" (1152) ولفظه: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سيكون اثنا عشر خليفة، منهم أبو بكر الصديق، لا يلبث بعدي إلا قليلاً"، وأورده مطولاً برقم (1169) . وإسناده ضعيف.
قال السندي -بعد أن ذكر أن في إسناده مجالد بن سعيد وأنه ليس بالقوي-: لكن أصل الحديث قد جاء من حديث غير ابن مسعود بلفظ: "لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة" - (قلنا: هو حديث جابر بن سمرة الآتي 5/98) -، وللناس فيه مقال، والأحسن أن يقال: إن الحديث إشارة إلى مضمون: "خير القرون قرني ... " الحديث، فإن غالب أخيارِ هذه القرون كانوا إلى زمن اثني عشر أميراً. والله تعالى أعلم. وقد بسطت المقال فيه في حاشية أبي داود في كتاب المهدي.
قلنا: وانظر "الفتح" 13/211-215، وانظر الحديث السابق برقم (3707) =(6/322)
3782 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ،، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللهِ، أَمَعَكَ مَاءٌ؟ " قَالَ: مَعِي نَبِيذٌ فِي إِدَاوَةٍ، فَقَالَ " اصْبُبْ عَلَيَّ "، فَتَوَضَّأَ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، شَرَابٌ وَطَهُورٌ " (1)
__________
= وشرحه.
(1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم غير قيس بن الحجاج -وهو الكلاعي المصري- فقد روى له الترمذي وابن ماجه، قال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه ابن ماجه (385) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/94، والطبراني في "الكبير" (9961) ، والدارقطني 1/76، من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، لكنه عند ابن ماجه والطحاوي من مسند ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لابن مسعود ... وعند الطبراني والدارقطني من مسند ابن مسعود. قال الدارقطني تفرد به ابن لهيعة، وهو ضعيف.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/77-78، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (589) من طريق الحسين بن عبيد الله العجلي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود. قال الدارقطني: الحسين بن عبيد الله يضع الحديث على الثقات.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/78، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (590) من طريق الحسن بن قتيبة، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عبيدة وأبي الأحوص، عن ابن مسعود. قال الدارقطني: تفرد به الحسن بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق. والحسن بن قتيبة ضعيف.=(6/323)
3783 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَأَبُو النَّضْرِ، وأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ،، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَفْقَتَيْنِ فِي صَفْقَةٍ وَاحِدَةٍ " (1)
__________
= وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/78 من طريق فلان بن غيلان الثقفي، عن ابن مسعود. وقال: الرجل الثقفي الذي رواه عن ابن مسعود مجهول، قيل: اسمه عمرو، وقيل: عبد الله بن عمرو بن غيلان.
وسيأتي برقم (3810) و (4296) و (4301) و (4353) و (4381) .
وسيأتي برقم (4149) بإسناد صحيح أن ابن مسعود لم يشهد ليلة الجن مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال السندي: قوله: شراب وطهور، أي: النبيذ جامع بين الوصفين، وللناس في هذا الحديث كلام، وفي إسناده ابن لهيعة، وقد صح أن ابن مسعود ما كان معه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الجن، كما سيجيء في الكتاب، ورواه مسلم، فهذا الحديث يعارضه أقوى منه، ومع ذلك إن ثبت فهو منسوخ بالقرآن، إذ ليس هو ماء مطلقاً، فلذلك قيل برجوع أبي حنيفة عن القول بجواز الوضوء به. والله تعالى أعلم.
وقال الشيخ أحمد شاكر: واعلم أن النبيذ المذكور في هذا الحديث وفي غيره من الأحاديث ليس على ما يفهم الناس مِن لفظ النبيذ، إنما هو تمرات تلقى في الماء. قال أبو العالية: ترى نبيذكم هذا الخبيث!! إنما كان ماء يلقى فيه تمرات، فيصير حلوا.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، قال الحافظ في "التقريب": قد سمع من أبيه ولكن شيئاً يسيراً. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو حسن الحديث إلا في روايته عن عكرمة خاصة. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو النضر: هو=(6/324)
قَالَ أَسْوَدُ: قَالَ شَرِيكٌ: قَالَ سِمَاكٌ: " الرَّجُلُ يَبِيعُ الْبَيْعَ، فَيَقُولُ: هُوَ بِنَسَاءٍ بِكَذَا وَكَذَا، وَهُوَ بِنَقْدٍ بِكَذَا وَكَذَا "
* 3784 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ (1) ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ "، قِيلَ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: " النُّزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ " (2)
__________
= هاشم بن القاسم.
وأخرجه الشاشي (291) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1277) من طريق أسود بن عامر، به.
وسلف برقم (3725) .
(1) في (ظ1) : وسيعود غريباً كما بدأ.
(2) إسناد أحمد صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. وإسناد ولده عبد الله صحيح، لأن عبد الله من رجال النسائي، وهو ثقة.
وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 13/236، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (4975) ، والآجري في "الغرباء" (2) .
وأخرجه الترمذي (2629) ، وابن ماجه (3988) ، والدارمي 2/311-312، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/297-298، والطبراني في "الكبير" (10081) ، والشاشي (729) ، والآجري في "الغرباء" (1) ، والبيهقي في "الزهد" (206) من طرق عن حفص بن غياث، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح=(6/325)
3785 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) ، " أَنَّ رَجُلًا لَمْ يَعْمَلْ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ لِأَهْلِهِ: إِذَا أَنَا مِتُّ، فَخُذُونِي
__________
= غريب من حديث ابن مسعود، إنما نعرفه من حديث حفص بنِ غياث، عن الأعمش ... تفرد به حفص.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/298، وابن عدي في "الكامل" 3/1130، والسهمي في "تاريخ جرجان" (339) ، من طريق سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر، عن الأعمش، به. قال ابن عدي: لا يعرف هذا الحديث إلا بحفص بنِ غِياث عن الأعمش، وبه يعرف، وحكم الناس بأنه حديثه عن الأعمش، ولا أعلم يرويه عن أبي خالد غير مخلد بن مالك.
قلنا: رواه عن أبي خالد أيضاً محمد بن عبد العزيز الواسطي عند الطحاوي.
وذكرت أحاديث الباب عند حديث سعد المتقدم برقم (1604) .
ونزيد هنا:
حديث عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6650) .
وحديث أنس بن مالك عند ابن ماجه (3987) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/298.
وحديث جابر عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/298، والبيهقي في "الزهد" (198) ، والطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع الزوائد" 7/278، قال الهيثمي: فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو ضعيف، وقد وثق.
قال السندي: النزاع: ضبط بضم فتشديد، قيل: هو جمع نزيع ونازع، وهو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته، أي: الذين يخرجون عن الأوطان لإقامة سنن الدين. وقد سبق تحقيق ما يتعلق ببقية الحديث.
(1) في (م) : عن عبد الله بن وائل، عن عبد الله، وهو خطأ.(6/326)
وَاحْرُقُونِي، حَتَّى تَدَعُونِي حُمَمَةً، ثُمَّ اطْحَنُونِي، ثُمَّ اذْرُونِي فِي الْبَحْرِ، فِي يَوْمٍ رَاحٍ، قَالَ: فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِكَ، قَالَ: فَإِذَا هُوَ فِي قَبْضَةِ اللهِ، قَالَ: فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ (1) : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ، قَالَ: فَغَفَرَ اللهُ لَهُ " (2)
__________
(1) لفظ: "له" لم يرد في (ظ14) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجلِ عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن إسحاق: هو السيلحِيني، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. والحديث وإن كان موقوفاً له حكم الرفع.
وأخرجه أبو يعلى (5105) بنحوه عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبي الجواب، عن سليمان بن قرم، عن الأعمش، عن شقيق، من عبد الله، موقوفاً.
وأخرجه أبو يعلى أيضاً (1002) و (5056) عن أبي كريب، عن معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، موقوفاً أيضاً، وزاد فيه: وكان الرجل نباشا، فغفر له لِخوفه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10467) بنحوه من طريق يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة بن معن، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، عن شقيق، قال: قال عبد الله بن مسعود ... فذكره، ثم قال في آخره؟ قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فوقع في يد الله، فقال: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: مخافتك. قال: قد غفرت لك".
وقال الهيثمي في "المجمع" 10/194: وإسناد ابن مسعود حسن. وقال أيضاً: رواه أبو يعلى بسندين ورجالهما رجال الصحيح. ورواه الطبراني بنحوه ... وإسناده منقطع، وروى بعضه مرفوعاً أيضاً بإسناد متصل، ورجاله رجال الصحيح غير أبي الزعْراء، وهو ثقة.
قلنا: لم نجد الإسناد الذي فيه أبو الزعراء.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (3481) ، ومسلم (2756) ،=(6/327)
3786 - قَالَ يَحْيَى، وَحَدَّثَنَاهُ حَمَّادٌ (1) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِهِ (2)
3787 - حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ (3) ، حَدَّثَنَا
__________
= سيرد 2/269 و304.
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (3478) و (6481) ، سيرد 3/13 و17 و69-70 و77-78.
وثالث من حديث حذيفة عند البخاري (3479) و (6480) ، سيرد 4/118 و5/383 و407.
ورابع من حديث معاوية بن حيْدة، سيرد 4/447 و5/3 و4 و5.
وخامس من حديث أبي مسعود الأنصاري، سيرد 4/118 و5/383 و407.
وسادس مطول من حديث أبي بكر تقدم برقم (15) ضمن حديث الشفاعة.
وسابع من حديث سلمان الفارسي عند الطبراني في "الكبير" (6123) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/196، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير زكريا بن نافع الأرسوفي والسري بن يحيى، وكلاهما ثقة. ورواه البزار، فأحاله على حديث أبي سعيد الخدري الذي في الصحيح، قال: مثله، ولم يسق متنه.
قوله: حممة، بضم ففتح، أي: فحمة.
اذروني: من ذرا يذرو، كدعا يدعو، أي: فرقوني.
يوم راح: أي: ذي ريح.
(1) في (ظ14) : وحدثنا حماد.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى - وهو ابن إسحاق السيلحيني، وحماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.
وسيرد الحديث في "مسند أبي هريرة" برقم (7635) و (8027) ، ويخرج هناك.
(3) في (م) : حدثنا أبو سعيد، حدثنا ابن زيد. وهو خطأ.(6/328)
عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ ابْنَا مُلَيْكَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَا: إِنَّ أُمَّنَا كَانَتْ تُكْرِمُ الزَّوْجَ، وَتَعْطِفُ عَلَى الْوَلَدِ، - قَالَ: وَذَكَرَ الضَّيْفَ - غَيْرَ أَنَّهَا كَانَتْ وَأَدَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ: " أُمُّكُمَا فِي النَّارِ "، فَأَدْبَرَا (1) ، وَالشَّرُّ (2) يُرَى فِي وُجُوهِهِمَا، فَأَمَرَ بِهِمَا، فَرُدَّا، فَرَجَعَا وَالسُّرُورُ يُرَى فِي وُجُوهِهِمَا، رَجِيَا أَنْ يَكُونَ قَدْ حَدَثَ شَيْءٌ، فَقَالَ: " أُمِّي مَعَ أُمِّكُمَا "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ: وَمَا يُغْنِي هَذَا عَنْ أُمِّهِ شَيْئًا، وَنَحْنُ نَطَأُ عَقِبَيْهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ - وَلَمْ أَرَ رَجُلًا قَطُّ أَكْثَرَ سُؤَالًا مِنْهُ -: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ وَعَدَكَ رَبُّكَ فِيهَا، أَوْ فِيهِمَا؟ قَالَ: فَظَنَّ أَنَّهُ مِنْ شَيْءٍ قَدْ سَمِعَهُ، فَقَالَ: " مَا سَأَلْتُهُ رَبِّي، وَمَا أَطْمَعَنِي فِيهِ، وَإِنِّي لَأَقُومُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ (3) : وَمَا ذَاكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ؟ قَالَ: " ذَاكَ إِذَا جِيءَ بِكُمْ عُرَاةً حُفَاةً غُرْلًا، فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ يَقُولُ: اكْسُوا خَلِيلِي، فَيُؤْتَى بِرَيْطَتَيْنِ بَيْضَاوَيْنِ، فَلَيَلْبِسْهُمَا، ثُمَّ يَقْعُدُ فَيَسْتَقْبِلُ (4) الْعَرْشَ، ثُمَّ أُوتَى بِكِسْوَتِي، فَأَلْبَسُهَا، فَأَقُومُ عَنْ يَمِينِهِ مَقَامًا لَا يَقُومُهُ أَحَدٌ غَيْرِي، يَغْبِطُنِي بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ ". قَالَ: " وَيُفْتَحُ نَهَرٌ مِنَ
__________
(1) في (ظ14) : قال: فادبرا.
(2) في (ق) : والسوء، وأشير إليها في هامش النسخ الأخرى.
(3) في (ظ14) و (س) : فقال الأنصاري: يا رسول الله.
(4) في هامش (س) و (ظ1) : مستقبل.(6/329)
الْكَوْثَرِ إِلَى الْحَوْضِ "، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: فَإِنَّهُ مَا جَرَى مَاءٌ قَطُّ إِلَّا عَلَى حَالٍ، أَوْ رَضْرَاضٍ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَى حَالٍ أَوْ رَضْرَاضٍ؟ قَالَ: " حَالُهُ الْمِسْكُ، وَرَضْرَاضُهُ التُّومُ "، قَالَ الْمُنَافِقُ: لَمْ أَسْمَعْ كَالْيَوْمِ، قَلَّمَا جَرَى مَاءٌ قَطُّ عَلَى حَالٍ أَوْ رَضْرَاضٍ، إِلَّا كَانَ لَهُ نَبْتٌ (1) ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَهُ نَبْتٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ، قُضْبَانُ الذَّهَبِ "، قَالَ الْمُنَافِقُ: لَمْ أَسْمَعْ كَالْيَوْمِ، فَإِنَّهُ قَلَّمَا نَبَتَ قَضِيبٌ إِلَّا أَوْرَقَ، وَإِلَّا كَانَ لَهُ ثَمَرٌ. قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ مِنْ ثَمَرٍ؟ قَالَ: " نَعَمْ، أَلْوَانُ الْجَوْهَرِ، وَمَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، إِنَّ مَنْ شَرِبَ (2) مِنْهُ مَشْرَبًا، لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ، وَإِنْ (3) حُرِمَهُ لَمْ يُرْوَ بَعْدَهُ " (4)
__________
(1) في (س) و (م) : نبته.
(2) في (ظ14) : إنْ شرِب.
(3) في هامش النسخ: ومن.
(4) إسناده ضعيف لضعف عثمان -وهو ابن عمير البجلي أبو اليقظان-، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن زيد -وهو ابن درهم الأزدي أخو حماد بن زيد- فمختلف فيه. عارِم بن الفضل: هو محمد بن الفضل السدوسي، وعارم لقبه، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه البزار (3478) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" (10017) من طريق عارم -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ من حديث علقمة عن عبد الله إلا من هذا الوجه. وقد روى الصعْق بن حزْن عن علي بن الحكم، عن عثمان بن عمير، عن أبي وائل، عن عبد الله، وأحسب أن الصعق غلط=(6/330)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في هذا الإسناد.
قلنا: من طريق الصعْق بالإسناد المذكور أخرجه الطبراني في "الكبير" (10018) ، والحاكم 2/364-365، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وعثمان بن عمير هو أبو اليقظان، فتعقبه الذهبي بقوله: لا والله، فعثمان ضعفه الدارقطني، والباقون ثقات.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/361-362، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وفي أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير، وهو ضعيف.
قال السندي: وأدت، بهمزة، والوأد: دفن البنات حية، ومنه قوله تعالى: (وإذا الموؤودة سئِلت) [التكوير: 8] .
والشر: أي: الحزن والغم.
أمي مع أمكما: أجاب عنه السيوطي بأنه حديث ضعيف، أي لأن عثمان بن عمر ضعفه الدارقطني.
وبأنه ليس فيه أن أمه في النار، فيحتمل المعية في البرزخ، معناه: أن أمي في القبر كأمكما، والحامل على التعبير به والتورية دفع الفتنة عن السائل.
وبأنه قاله قبل أن يخبر فيها أنها في الجنة، وذلك لما في آخر الحديث أنه: ما سألتهما ربي، فهذا يدل على أنه لم يكن وقعت بعد بينه وبين ربه مراجعة في أمرها، ثم وقعت بعد ذلك. انتهى.
ونحن نطأ عقبيه: أي: نتبعه في الدين، أو في المشي خلفه، والثاني خلاف المعلوم في عاداته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فيها: أي في الأم.
أو فيهما: أو في الوالدين.
أنه من شيء: أي سؤاله لأجل شيء.
ما سألته: أي: هذا الأمر، ومثله ما ذكره البيهقي في كتاب "البعث والنشور" في حديث أبي هريرة الطويل في الشفاعة، فقال رجل: أترجو لوالديك شيئاً؟ فقال:=(6/331)
3788 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: قَالَ أَبِي: حَدَّثَنِي أَبُو تَمِيمَةَ، عَنْ عَمْرٍو - لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَدْ قَالَ: الْبِكَالِيَّ يُحَدِّثُهُ عَمْرٌو - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - قَالَ عَمْرٌو إِنَّ عَبْدَ اللهِ -، قَالَ: اسْتَتبْعَنِي (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا، حَتَّى أَتَيْتُ (2) مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَخَطَّ لِي خِطَّةً، فَقَالَ لِي: " كُنْ بَيْنَ ظَهْرَيْ هَذِهِ لَا تَخْرُجْ مِنْهَا، فَإِنَّكَ إِنْ خَرَجْتَ (3) هَلَكْتَ ". قَالَ: فَكُنْتُ فِيهَا، قَالَ: فَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَذَفَةً (4) ، أَوْ أَبْعَدَ شَيْئًا،
__________
= "إني لشافع لهما أعطيت أو منعت، وما أرجو لهما شيئاً". قال البيهقي: هذا الجواب قبل النهي عن استغفار المشركين. انتهى. وهذا المشرب خلاف مشرب السيوطي في هذه المسألة.
بِريْطتين: الريطة: الثوب الرقيق اللين، أو ما لم يتخذ من قطعتين.
فيلبسهما: على بناء الفاعل، من اللباس، وضبطه بعضهم على بناء المفعول، من الإلباس.
يغبطني به الأولون، أي: يتمنون أن يكون لهم مثل ذلك.
حال، بالتخفيف: أي طين.
أو رضْراض، الرضْراض، بالفتح وضادين معجمتين: الحصى أو صغارها.
التوْم: بضم مثناة من فوق وسكون الواو: اللؤلؤ.
قضبان الذهب: ضبط بضم قاف وكسرها فسكون معجمة، قيل: هي الأغصان، واحدها قضيب، وقيل: القضيب: كل شجر طالت وبسطت أغصانها.
ألوان الجوهر: أي أقسامه.
(1) في (ص) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: استبعثني.
(2) في هامش (س) و (ظ1) : أتينا.
(3) في هامش (س) : إن خرجت منها.
(4) ضبطت في (س) : حذْفةً.(6/332)
أَوْ كَمَا قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ ذَكَرَ هَنِينًا (1) كَأَنَّهُمْ الزُّطُّ (قَالَ عَفَّانُ: أَوْ كَمَا قَالَ عَفَّانُ: إِنْ شَاءَ اللهُ) (2) : لَيْسَ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ، وَلَا أَرَى سَوْآتِهِمْ، طِوَالًا، قَلِيلٌ لَحْمُهُمْ (3) ، قَالَ: فَأَتَوْا، فَجَعَلُوا يَرْكَبُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَجَعَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمْ. قَالَ: وَجَعَلُوا يَأْتُونِي فَيُخَيِّلُونَ، أَوْ يَمِيلُونَ (4) حَوْلِي، وَيَعْتَرِضُونَ لِي. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَأُرْعِبْتُ (5) مِنْهُمْ رُعْبًا شَدِيدًا. قَالَ: فَجَلَسْتُ، أَوْ كَمَا قَالَ. قَالَ: فَلَمَّا انْشَقَّ عَمُودُ الصُّبْحِ جَعَلُوا يَذْهَبُونَ، أَوْ كَمَا قَالَ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ثَقِيلًا وَجِعًا، أَوْ يَكَادُ أَنْ يَكُونَ وَجِعًا، مِمَّا رَكِبُوهُ. قَالَ: " إِنِّي لَأَجِدُنِي ثَقِيلًا "، أَوْ كَمَا قَالَ. فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِي. أَوْ كَمَا قَالَ. قَالَ (6) : ثُمَّ إِنَّ هَنِين (7) أَتَوْا، عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ بِيضٌ طِوَالٌ. أَوْ كَمَا قَالَ، وَقَدْ أَغْفَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَأُرْعِبْتُ (8) مِنْهُمْ أَشَدَّ مِمَّا أُرْعِبْتُ (9) الْمَرَّةَ الْأُولَى - قَالَ عَارِمٌ فِي حَدِيثِهِ -: قَالَ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَقَدْ أُعْطِيَ هَذَا الْعَبْدُ خَيْرًا،
__________
(1) في هامش (س) : هنين. نسخة.
(2) لفظ الجلالة ليس في (م) .
(3) في (س) : لحومهم.
(4) في طبعة الشيخ أحمد شاكر: فيخيلون.
(5) في (ق) : فرعبت.
(6) في (س) و (ظ1) : قال: قال.
(7) كذا في النسخ، وفي هامش (س) و (ظ1) : هَنِينًا. نسخة.
(8) في (ق) : فرعبت.
(9) في (ص) : رعبت.(6/333)
أَوْ كَمَا قَالُوا: إِنَّ عَيْنَيْهِ نَائِمَتَانِ، أَوْ قَالَ (1) : عَيْنَهُ، أَوْ كَمَا قَالُوا: وَقَلْبَهُ يَقْظَانُ، ثُمَّ قَالَ: - قَالَ عَارِمٌ (2) وَعَفَّانُ -: قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: هَلُمَّ فَلْنَضْرِبْ لَهُ مَثَلًا، أَوْ كَمَا قَالُوا. قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اضْرِبُوا لَهُ مَثَلًا وَنُؤَوِّلُ نَحْنُ، أَوْ نَضْرِبُ نَحْنُ وَتُؤَوِّلُونَ أَنْتُمْ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَثَلُهُ (3) كَمَثَلِ سَيِّدٍ ابْتَنَى بُنْيَانًا (4) حَصِينًا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى النَّاسِ بِطَعَامٍ، أَوْ كَمَا قَالَ. فَمَنْ لَمْ يَأْتِ طَعَامَهُ، أَوْ قَالَ: لَمْ (5) يَتْبَعْهُ، عَذَّبَهُ عَذَابًا شَدِيدًا، أَوْ كَمَا قَالُوا. قَالَ الْآخَرُونَ: أَمَّا السَّيِّدُ: فَهُوَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَأَمَّا الْبُنْيَانُ: فَهُوَ الْإِسْلَامُ، وَالطَّعَامُ: الْجَنَّةُ وَهُوَ الدَّاعِي، فَمَنِ اتَّبَعَهُ كَانَ فِي الْجَنَّةِ. - قَالَ عَارِمٌ فِي حَدِيثِهِ -: أَوْ كَمَا قَالُوا، وَمَنْ لَمْ يَتَّبِعْهُ عُذِّبَ، أَوْ كَمَا قَالَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: " مَا رَأَيْتَ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ؟ " فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: رَأَيْتُ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا خَفِيَ عَلَيَّ مِمَّا قَالُوا شَيْءٌ "، قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ - أَوْ قَالَ - هُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، أَوْ كَمَا شَاءَ اللهُ " (6)
__________
(1) في (ظ14) : قالوا.
(2) في (ظ14) : ثم قال عارم. وهو الأشبه.
(3) لفظ: "مثله" ليس في (ظ14) و (م) .
(4) في (ظ14) : ابتنى بناء. وفي هامش (س) و (ظ1) : بنى بناءً.
(5) في (ق) : من لم.
(6) إسناده ضعيف، عمرو البكالي -وكنيته أبو عثمان- لم يثبت سماعه لهذا الحديث من ابن مسعود، فقد قال البخاري في "التاريخ الصغير" 1/203: ولا=(6/334)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يعرف لعمرو سماع من ابن مسعود، لكن قال أبو حاتم في "المراسيل" ص 119: روى عن ابن مسعود حديث ليلة الجن. وعمرو هذا مختلف في صحبته، والأكثر على أنه ليست له صحبة، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، له ترجمة في "التاريخ الكبير" 6/313، و"الجرح والتعديل" 6/270، و"تعجيل المنفعة" ص 317، و"إكمال" الحسيني برقم (666) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي تميمة -وهو طريف بن مجالد الهجيْمي- فمن رجال البخاري. معتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي. ولم يصحح أبو زرعة وأبو حاتم في هذا الباب شيئاً، كما سيرد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" 1/203 من طريق عارم، بهذا الإسناد، لكن لم يسق متنه.
وأورده ابن كثير في "تفسيره" (تفسير سورة الأحقاف) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقال: وفيه غرابة شديدة.
وأخرجه بنحوه الترمذي (2861) عن محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عدي، عن جعفر بن ميمون، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي عثمان -وهو النهدي- عن ابن مسعود. قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
قلنا: رجال إسناد الترمذي ثقات رجال الصحيح، غير جعفر بن ميمون ضعفه أحمد وابن معين والنسائي والعقيلي، وقال ابن معين في موضع آخر: صالح الحديث، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، ويكتب حديثه في الضعفاء.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/261، وقال: رواه الترمذي باختصار، ورواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير عمرو البكالي، وذكره العجلي في ثقات التابعين، وابن حبان وغيره في الصحابة.
وأخرجه بنحوه مختصراً البيهقي في "دلائل النبوة" 2/231 من طريق روح بن صلاح، عن موسى بن على بن رباح، عن أبيه، عن ابن مسعود. وروح بن صلاح ضعفه ابن عدي، وقال: وفي بعض حديثه نكرة.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (تفسير سورة الأحقاف) من طريق معمر،=(6/335)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن عمرو بن غيلان الثقفي، عن ابن مسعود، بنحوه. وعبد الله بن عمرو بن غيلان الثقفي، قال الدارقطني: مجهول، وقال أبو زرعة وأبو حاتم في "العلل" 1/45: ابن غيلان مجهول، ولا يصح في هذا الباب شيء. ونقله الحافظ في "لسان الميزان" 3/322.
وأخرجه ابن ماجه في "التفسير" كما ذكر المزي في "تهذيب الكمال" 34/67، والنسائي في "المجتبى" 1/37-38 مختصراً، وابن جرير في "التفسير" 6/32، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/230، وأبو نعيم في "الدلائل" 2/473، والمزي في "التهذيب" 34/67، من طرق عن ابن شهاب، عن أبي عثمان بن سنة الخزاعي، عن ابن مسعود، نحوه. وأبو عثمان بن سنة: قال الذهبي في "الميزان": ما أعرف روى عنه غير الزهري.
وأخرجه ابن جرير أيضاً من طريق معمر، عن قتادة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا مرسل.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/231 من طريق المستمر بن الريان، عن أبي الجوزاء، عن ابن مسعود. نحوه مختصراً. وأبو الجوزاء -وهو أوس بن عبد الله القلعي- لم يسمع من ابن مسعود. كما قال ابن عدي في "الكامل" 1/402.
قلنا: قد صح عند مسلم (450) (150) و (152) من حديث ابن مسعود أنه لم يكن مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الجن، وأنه قال: لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووددت أني كنت معه.
قال الحافظ في "الفتح" 6/173: وقول ابن مسعود في هذا الحديث أصح مما رواه الزهري، أخبرني أبو عثمان بن سنة الخزاعي ... (يعني في أنه كان معه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) .
قال البيهقي: يحتمل أن يكون قوله في الصحيح: ما صحبه منا أحد، أراد به في حال إقرائه القرآن، لكن قوله في الصحيح: إنهم فقدوه، يدل على أنهم لم يعلموا بخروجه، إلا أن يحمل على أن الذي فقده غير الذي خرج معه، فالله أعلم.
وقال ابن كثير في "التفسير" بعد أن أورد الروايات التي تذكر أن ابن مسعود لم=(6/336)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يكن مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الجن والروايات التي تذكر أنه كان معه: أما ابن مسعود فإنه لم يكن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حال مخاطبته للجن ودعائه إياهم، وإنما كان بعيداً منه، ولم يخرج مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحد سواه، ومع هذا لم يشهد حال المخاطبة. هذه طريقة البيهقي، وقد يحتمل أن يكون أول مرة خرج إليهم لم يكن معه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن مسعود رضي الله عنه ولا غيره، كما هو ظاهر سياق الرواية الأولى، ثم بعد ذلك خرج معه ليلة أخرى. والله علم.
وانظر (3782) و (4375) .
قال السندي: قوله: خذفة: بخاء معجمة وذال كذلك، أي: قدر رمية بحصاة أو نواة.
هنِين، بفتح: جمع هن، بفتح فتخفيف أو تشديد، يكنى به عن الرجل، جمع جمْع السلامة، أي: رجالاً، وفي بعض النسخ: هنيناً، بالتنوين. وفي "النهاية": هكذا في "مسند" أحمد مضبوطاً مقيدا، ولم أجده مشروحا في شيء من كتب الغريب. انتهى. قلت: كأنه نزل منزلة المفرد لكونه على أوزانه، ويمكن أن لا ينون، وتجعل الألف للإشباع. والله تعالى أعلم.
كأنهم الزّطُّ: بضم فتشديد: جيل من الهند، معرب جت، والقياس يقتضي فتح معربه أيضاً. كذا في "القاموس".
طوالاً، بكسر الطاء: جمع طويل.
قليل لحمهم: جملة هي صفة أخرى.
يركبون، أي: يزحمونه ويقربون منه.
فيحيلون: ضبط بضم حرف المضارعة، من الإحالة. وفي الحديث: يحيل بعضهم على بعض، أي: يقبل عليه، ويميل إليه، فالمراد هاهنا: أنهم يقبلون علي، ويميلون إلى، ويدورون حولي.
ويعترضون لي، أي: يتجنبون عني.
فأرعبت: على بناء المفعول.=(6/337)
3789 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ". فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَيُعْجِبُنِي أَنْ يَكُونَ ثَوْبِي غَسِيلًا، وَرَأْسِي دَهِينًا، وَشِرَاكُ نَعْلِي جَدِيدًا، وَذَكَرَ أَشْيَاءَ (1) ، حَتَّى ذَكَرَ عِلَاقَةَ سَوْطِهِ، أَفَمِنَ الْكِبْرِ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَا، ذَاكَ الْجَمَالُ، إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، وَلَكِنَّ (2) الْكِبْرَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ، وَازْدَرَى النَّاسَ " (3)
__________
= أن هنين، أي: رجالاً آخرين، يدل عليه إعادته نكرة، لأن النكرة المعادة غير الأولى.
أغفى: من الإغفاء، أي: نام.
مثله كمثل سيد، أي: مجموع القصة المتعلقة به كالقصة المتعلقة بهذا السيد، لا أنه بمنزلته.
وهو الداعي، أي: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) في (ص) : شيئاً.
(2) في (ق) : والكبر.
(3) مرفوعة صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإرساله، يحيى بن جعدة لم يلق ابن مسعود، كما ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 188، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عارم: هو محمد بن الفضل السدوسي.
وأخرجه الشاشي (889) و (890) ، والطبراني في "الكبير" (10533) ، والحاكم في "المستدرك" 1/26 من طرق عن عبد العزيز بن مسلم، بهذا الإسناد. قال=(6/338)
* 3790 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد! ولم يخرجاه، وقد احتجا بجميع رواته.
واكتفى الذهبي بالقول: احتجا برواته.
وقوله: "لا يدخل النار من ... " سيأتي بإسناد صحيح برقم (3913) .
وقوله: "إن الله جميل يحب الجمال، ولكن الكبر من سفِه الحق وازدرى الناس" هو عند مسلم (91) (147) بنحوه من طريق شعبة، عن أبان بن تغلب، عن فضيل الفقيمي، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سيرد برقم (6583) . ونذكر هناك بقية أحاديث الباب.
وقوله: "فقال رجل: هذا الرجل هو مالك بن مرارة الرهاوي"، كما تقدم في الحديث (3644) ، وكما ذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 3/354. قال السندي: قوله: "لا يدخل النار"، أي: لا يخلد فيها.
من كِبْر، بكسر الكاف وسكون الباء، ظاهره يوافق ظاهر قوله تعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض) الآية [القصص: 83] ، ولعل المراد: لا يدخل الجنة أولا، بمعنى أنه يستحق ذلك. وقيل: المراد بالكِبْر: الترفع عن قبول الحق الذي هو الإيمان، فيكون كفراً، فلذلك قوبل بالإيمان. أو المراد أن من يدخل الجنة يخرج من قلبه الكبر حينئذ، لقوله تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل) [الحجر: 47] . ويحتمل أنه مبالغة في التبشير على الإيمان، والتشديد على الكبر. إن الله جميل: قيل: معناه أن أمره تعالى كله حسن جميل، فله الأسماء الحسنى وصفات الجمال والكمال. وقيل: جميل الأفعال، فيثيب بالجزيل على القليل. وقد ورد هذا الاسم في هذا الحديث وحديث آخر، لكنهما من أحاديث الآحاد، فمن يثبت التسمية بها يجوز إطلاقه عليه تعالى، وهو المختار، ومن لا، يمنعه، والله تعالى أعلم.(6/339)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ سَيَلِي أَمْرَكُمْ مِنْ بَعْدِي رِجَالٌ يُطْفِئُونَ السُّنَّةَ، وَيُحْدِثُونَ بِدْعَةً، وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا "، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ بِي إِذَا أَدْرَكْتُهُمْ؟ قَالَ: " لَيْسَ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ طَاعَةٌ لِمَنْ عَصَى اللهَ ". قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1) [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَد] : وسَمِعْتُ أَنَا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ مِثْلَهُ
__________
(1) إسناده حسن عند من يصحح سماع عبد الرحمن من أبيه عبد الله، وهو ضعيف عند من يقول: إنه لم يسمع من أبيه إلا اليسير، فقد توفي أبوه وعمره ست سنوات. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم فمن رجال مسلم، وغير القاسم بن عبد الرحمن فمن رجال البخاري.
محمد بن الصباح: هو الدولابي، وإسماعيل بن زكريا: هو ابن مرة الخلقاني الأسدي.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/396، وفى "السنن" 3/127، من طريق محمد بن الصباح، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2865) ، والطبراني في "الكبير" (10361) ، والبيهقى فى "السنن" 3/124، من طريقين عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (9497) ، والحاكم 4/519 من طريق الأعمش، عن أبي عمار، عن صِلة بن زفر، عن عبد الله بن مسعود، موقوفاً، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وانظر (4298) .
قوله: "لمن عصى الله"، أي: فيما به يعصيه، لا مطلقاً. والله تعالى أعلم.
قاله السندي.(6/340)
3791 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو يَعْنِي (1) ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، وَحَمْزَةَ، ابْنَيْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَأْكُلُ اللَّحْمَ، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَا يَمَسُّ مَاءً " (2)
__________
(1) لفظ: "يعني" لم يرد في (س) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يدرك عم أبيه عبد الله بن مسعود، وأخوه حمزة ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 3/48 أنه سمع أخاه عبيد الله، فالظاهر أنه أصغر منه، وهذا يبعد أيضاً سماعه من ابن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الهاشمي، فقد روى له أصحاب السنن الأربعة، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير المدني وعمرو بن أبي عمرو: هو مولى المطلب المدني أبو عثمان، مختلف فيه، وهو حسن الحديث.
وسيرد تخريجه فيما بعده رقم (3792) .
وله شاهد صحيح من حديث ابن عباس تقدم برقم (1988) و (1994) و (3463) .
وآخر من حديث أبي رافع عند مسلم (357) .
وثالث من حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (493) ، وابن خزيمة (42) ، وابن حبان (1151) .
ورابع من حديث عمرو بن أمية الضمري عند البخاري (208) ، ومسلم (355) (93) .
وخامس من حديث ميمونة عند البخاري (210) .
وسادس من حديث جابر بنحوه عند البخاري (5457) .
وسابع من حديث جابر أيضاً عند عبد الرزاق (639) و (640) ، وابن حبان (1132) و (1135) .=(6/341)
3792 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَأْكُلُ اللَّحْمَ، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَمَا يَمَسُّ قَطْرَةَ مَاءٍ " (1) (2)
3793 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَكَلَ لَحْمًا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (3)
__________
= قوله: "ولا يمس ماء": كناية عن ترك الوضوء أو المراد ترك استعماله مطلقاً، كما هو ظاهر الرواية الآتية، فكأنه كان يترك المضمضة احياناً، لبيان الجواز. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1) كلمة: "ماء" غير موجودة في (ظ14) .
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر سابقه، ولكن هذا عن عبيد الله بن عبد الله فقط. عبد العزيز بن محمد: هو الدراوردي.
وأخرجه أبو يعلى (5274) ، والشاشي (871) ، من طريقين عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/251، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله موثقون.
قلنا: لم يذكر علة انقطاعه، وتقدم قبله برقم (3791) ، وذكرنا هناك شواهده.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر (3791) ، ولكن هذا عن حمزة بن عبد الله فقط. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم.=(6/342)
3794 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: انْطَلَقَ سَعْدٌ (1) مُعْتَمِرًا، فَنَزَلَ عَلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ (2) ، وَكَانَ أُمَيَّةُ إِذَا انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ، فَمَرَّ بِالْمَدِينَةِ، نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ، فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ: انْتَظِرْ، حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ، وَغَفَلَ النَّاسُ، انْطَلَقْتَ فَطُفْتَ، فَبَيْنَمَا سَعْدٌ يَطُوفُ، إِذْ أَتَاهُ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ آمِنًا؟ قَالَ سَعْدٌ: أَنَا سَعْدٌ: فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: تَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ آمِنًا، وَقَدْ آوَيْتُمْ مُحَمَّدًا فَتَلَاحَيَا، فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ: لَا تَرْفَعَنَّ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ، فَإِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: وَاللهِ إِنْ (3) مَنَعْتَنِي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ، لَأَقْطَعَنَّ عَلَيْكَ (4) مَتْجَرَكَ إِلَى الشَّأْمِ، فَجَعَلَ أُمَيَّةُ يَقُولُ: لَا تَرْفَعَنَّ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ، وَجَعَلَ يُمْسِكُهُ، فَغَضِبَ سَعْدٌ، فَقَالَ: دَعْنَا مِنْكَ، " فَإِنِّي سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلُكَ ". قَالَ: إِيَّايَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَاللهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ، فَلَمَّا خَرَجُوا، رَجَعَ
__________
= وسلف برقم (3791) و (3792) .
(1) في هامش (س) و (ظ1) : هو ابن معاذ.
(2) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : المعروف في البخاري وغيره أنه نزل على أمية بن خلف. وذكر نحوه في هامش (ظ14) ، وضبب فيها فوق صفوان بن أمية. وانظر ما يأتي.
(3) في هامش النسخ: لئن، وهو الجادة.
(4) تحرف في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: "إليك".(6/343)
إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ (1) : أَمَا عَلِمْتِ مَا قَالَ لِي الْيَثْرِبِيُّ؟ فَأَخْبَرَهَا بِهِ، فَلَمَّا جَاءَ الصَّرِيخُ، وَخَرَجُوا إِلَى بَدْرٍ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ: أَمَا تَذْكُرُ مَا قَالَ أَخُوكَ الْيَثْرِبِيُّ؟ فَأَرَادَ أَنْ لَا يَخْرُجَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: إِنَّكَ مِنْ أَشْرَافِ الْوَادِي، فَسِرْ مَعَنَا يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ، فَسَارَ مَعَهُمْ، فَقَتَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (2)
__________
(1) في (ظ14) : قال.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم- فمن رجال البخاري. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله- في غاية الإتقان للزومه إياه، وعمرو بن ميمون: هو الأودي.
وأخرجه البخاري (3632) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/25 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3950) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/26 من طريق يوسف بن إسحاق، عن جده أبي إسحاق السبيعي، به.
قال الحافظ في "الفتح" 7/283: وقع في علامات النبوة (يعني في حديث البخاري 3632) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق: "أمية بن خلف بن صفوان" كذا للمروزي، وكذا أخرجه أحمد (في الرواية الآتية برقم 3795) ، والبيهقي (3/25) من طريق إسرائيل، والصواب ما عند الباقين: أمية بن خلف أبي صفوان.
وعند الإسماعيلي: أبي صفوان أمية بن خلف، وهي كنية أمية، كني بابنه صفوان بن أمية، وكذلك اتفق أصحاب أبي إسحاق، ثم أصحاب إسرائيل على أن المنزول عليه أمية بن خلف، وخالفهم أبو علي الحنفي، فقال: نزل على عتبة بن ربيعة، وساق القصة كلها، وقول الجماعة أولى.=(6/344)
3795 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: انْطَلَقَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ مُعْتَمِرًا، فَنَزلَ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ صَفْوَانَ (1) ، وَكَانَ (2) أُمَيَّةُ إِذَا انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ، وَمَرَّ (3) بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى أُمِّ صَفْوَانَ، فَقَالَ: أَمَا تَعْلَمِي (4) مَا قَالَ أَخِي الْيَثْرِبِيُّ؟
__________
= قلنا: وقد وقع في هذه الرواية (3794) : فنزل على صفوان بن أمية بن خلف، فالصواب: على أبي صفوان أمية بن خلف، كما قال الحافظ آنفاً، والظاهر أن هذا الوهم قديم في نسخ المسند، وقد قال السندي تعليقاً على قوله: على صفوان: بل على أمية، كما في البخاري، وكأنه اعتبر النزول على الأب نزولاً على الابن لاتحاد منزلهما.
وقال السندي في قوله: إنه قاتلك: ظاهر السوق أن الضمير لأبي جهل، والمعنى أنه حاملك على القتل، وعليه حمله الكرماني، وقيل للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أوفق بالواقع، لكنه لا يناسب السوق، فليتأمل. قلنا: لكن لفظ الرواية التالية تصرح بأن الضمير للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال ابن كثير في "تاريخه" 3/258-259 بعد إن ساق الحديث: تفرد به البخاري، وقد رواه الإمام أحمد عن خلف وأبي سعيد، كلاهما عن إسرائيل.
قلنا: رواية خلف هي التالية برقم (3795) .
(1) في (ظ14) : صوابه: أبو صفوان. قلنا: انظر التعليق المذكور في تخريج الرواية السالفة.
(2) في (ظ14) : فكان.
(3) في (ظ14) : فمر.
(4) في (ص) و (ق) : تعلمين، وهو الجادة. وانظر التعليق الآتي.(6/345)
قَالَتْ: وَمَا قَالَ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّهُ " سَمِعَ مُحَمَّدًا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلِي ". قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ، فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى بَدْرٍ، وَسَاقَهُ (1)
3796 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّي، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَامَ، وَضَعَ يَمِينَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، وَقَالَ: " اللهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ، يَوْمَ تَجْمَعُ عِبَادَكَ " (2)
3797 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ يَدْعُو، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُو، فَقَالَ: " سَلْ تُعْطَهْ "، وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَعْلَى
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن الوليد -وهو أبو الوليد العتكي الجوهري- فلم يرو له أحد من أصحاب الكتب الستة، وهو ثقة. وهو مكرر سابقه (3794) .
قال السندي: قوله: أما تعلمي: من حذف النون للتخفيف، وفي البخاري: ألم تري. فيحتمل أن يكون وضع "ما" موضع "لم" من تصرفات الرواة، أو أعطي "ما" حكم مرادفه وهو "لم".
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه.
وهو مكرر (3742) .(6/346)
غُرَفِ الْجَنَّةِ، جَنَّةِ الْخُلْدِ (1)
3798 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ عَلَى صُورَتِي " (2)
3799 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله.
وسيأتي بإسناد حسن برقم (4255) و (4340) .
وسلف برقم (3662) ، وذكرنا هناك شواهده.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، سفيان: هو الثوري، وأبو حصين -بفتح الحاء-: هو عثمان بن عاصم بن حصين -بضم الحاء- الأسدي، وأبو صالح: هو ذكوان بن عبد الله السمان.
وسيرد في "مسند أبي هريرة" 2/463، ويرد تخريجه هناك، وليس فيه لفظ: "في اليقظة".
وسيرد من حديث أبي هريرة أيضا 5/306 ضمن مسند أبي قتادة بلفظ: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة، لا يتمثل الشيطان بي".
قوله: "فقد رآني في اليقظة"، أي: فكأنه رآني في اليقظة في صحة الرؤية. قاله السندي.
وانظر تفسير الحديث في "فتح الباري" 12/383-389.(6/347)
الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1)
3800 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلَاةً مِنَ النَّبِيِّينَ (2) وَإِنَّ وَلِيِّي مِنْهُمْ أَبِي وَخَلِيلُ رَبِّي إِبْرَاهِيمُ ". قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ} [آل عمران: 68] إِلَى آخِرِ الْآيَةَ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم: رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه ابن ماجه (3900) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3559) ، وذكرنا هناك شواهده.
(2) قوله: "من النبيين" من (ظ14) ، وهو وارد في مصادر التخريج.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو الضحى -وهو مسلم بن صبيح- لم يدرك ابن مسعود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، ووالده هو سعيد بن مسروق.
وأخرجه الترمذي (2995) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" 2/ (731) ، والواحدي في "أسباب النزول" ص 103-104، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2995) أيضاً، والطبري في "التفسير" (7217) ، من طريقين، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان، به. قال الترمذي: هذا أصح من حديث أبي الضحى، عن مسروق. قلنا: يعني بزيادة مسروق في الإسناد.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/553 من طريق أحمد بن محمد بن عيسى القاضي أبي العباس ابن الأزهر، عن أبي نعيم، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، أظنه عن مسروق، عن عبد الله. هكذا على الشك في زيادة مسروق.
وقد سقط من الإسناد لفظ: عن سفيان.=(6/348)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وبزيادة مسروق من غير شك أخرجه الترمذي (2995) ، والطبري في "التفسير" (7216) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" 2/ (731) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/444، والشاشي (406) ، من طريق أبي أحمد الزبيري، والحاكم 2/553 من طريق محمد بن عمر الواقدي، و2/292 من طريق محمد بن عبيد الطنافِسي، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله. قال الحاكم 2/553: حديث أبي نعيم إذا جمع بينه وبين حديث الواقدي صح، فإنه لا بد من مسروق.
قلنا: قد ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 2/63 أن أباه وأبا زرعة قالا في زيادة مسروق في إسناد هذا الحديث: هذا خطأ، رواه المتقنون من أصحاب الثوري، عن الثوري، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلا مسروق.
وكذا رجح الترمذي الإسناد المنقطع كما مر.
فقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "تفسير" الطبري في تخريج الحديث (7217) : وقد رجح الترمذي الرواية المنقطعة وهي ترجيح بلا مرجح، والوصل زيادة تقبل من الثقة دون شك.
وقال أيضاً بعد أن ذكر من رواه موصولاً، ومنهم سعيد بن منصور، عن أبي الأحوص، عن سعيد بن مسروق والد سفيان، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود، فيما نقله ابن كثير في "التفسير" 2/161-162: فهذا يرجح رواية من رواه عن سفيان موصولاً على رواية من رواه عنه منقطعاً، فإذا اختلفت الرواية على سفيان بين الوصل والانقطاع، فلم تختلف على أبي الأحوص، بل الظاهر عندي أن هذا ليس اختلافاً على سفيان، وأن سفيان هو الذي كان يصله مرة ويقطعه أخرى، ومثل هذا في الأسانيد كثير.
قلنا: الذين رووه عن سفيان منقطعاً هم وكيع، وأبو نعيم، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، كما في الرواية الآتية (4088) ، أما الذي رووه عنه موصولاً، فمنهم أبو أحمد الزبيري، وهو وإن كان ثقة، إلا أنه قد يخطىء في حديث سفيان الثوري، كما ذكر الحافظ في "التقريب"، منهم محمد بن عمر الواقدي، وهو متفق=(6/349)
3801 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَمُؤَمَّلٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ. - قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: مِنْ أَدَمٍ - فِي نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا، فَقَالَ: " إِنَّكُمْ مَفْتُوحٌ عَلَيْكُمْ، مَنْصُورُونَ، وَمُصِيبُونَ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ، فَلْيَتَّقِ اللهَ، وَلْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَلْيَنْهَ (2) عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَثَلُ الَّذِي يُعِينُ قَوْمَهُ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ، كَمَثَلِ بَعِيرٍ رُدِّيَ فِي بِئْرٍ، فَهُوَ يَنْزِعُ مِنْهَا بِذَنَبِهِ " (3)
__________
= على ضعفه، فظهر أن الذين رووه منقطعاً أثبت في سفيان من غيرهم وأكثر، ولذا رجح أبو زرعة وأبو حاتم والترمذي الرواية المنقطعة.
(1) في (ظ14) : عن عبد الرحمن بن عبد الله.
(2) في (ص) : ولينتهي. وفي هامشها كما هاهنا.
(3) إسناده حسن عند من يصحح سماع عبد الرحمن من أبيه عبد الله مطلقاً، وضعيف عند من يقول: لم يسمع منه إلا اليسير، فقد كان عمره عند وفاة أبيه ست سنوات، وبقية رجاله ثقات غير سماك -وهو ابن حرب- فمختلف فيه، وحديثه حسن، إلا في روايته عن عكرمة، ومؤمل -وهو ابن إسماعيل وإن كان سيء الحفظ- متابع، عبد الملك بن عمرو: هو العقدي أبو عامر، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو يعلى (5304) من طريق أبي عامر العقدي، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وسلف بأخصر منه برقم (3694) ، وذكرنا هناك أطرافه وما يشهد لبعضه، ومختصراً أيضاً برقم (3726) .(6/350)
3802 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيِهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ". قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَإِيَّايَ، لَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ " (1)
3803 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقْرَأُ حم الثَّلَاثِينَ - يَعْنِي الْأَحْقَافَ - فَقَرَأَ حَرْفًا، وَقَرَأَ رَجُلٌ آخَرُ حَرْفًا، لَمْ يَقْرَأْهُ صَاحِبُهُ، وَقَرَأْتُ أَحْرُفًا، فَلَمْ يَقْرَأْهَا صَاحِبَيَّ، فَانْطَلَقْنَا (2) إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْنَاهُ، فَقَالَ: " لَا تَخْتَلِفُوا، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِاخْتِلَافِهِمْ ". ثُمَّ قَالَ: " انْظُرُوا أَقْرَأَكُمْ رَجُلًا، فَخُذُوا بِقِرَاءَتِهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الجعد والد سالم -واسمه رافع- فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه مسلم (2814) (69) ، وابن خزيمة (658) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/100، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3648) .
(2) في (ق) : قال: فانطلقنا.
(3) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات=(6/351)
3804 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الْكَنُودِ، قَالَ: أَصَبْتُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فِي بَعْضِ الْمَغَازِي، فَلَبِسْتُهُ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ، فَأَخَذَهُ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ لَحْيَيْهِ، فَمَضَغَهُ، وَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَخَتَّمَ بِخَاتَمِ الذَّهَبِ - أَوْ قَالَ - بِحَلَقَةِ الذَّهَبِ " (1)
3805 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ " سَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّجْمِ "، فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا سَجَدَ، إِلَّا شَيْخٌ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى، فَرَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ، وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ قُتِلَ كَافِرًا (2)
__________
= رجال الشيِخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وهمام: هو ابن يحيي العوْذي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي:
وسلف برقم (3724) .
قال السندي: قوله: فلم يقرأها صاحبي: بالإفراد، على معنى من صحبني، فشمل الاثنين. والله تعالى أعلم.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. وهو مكرر (3715) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد بن قيس النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/7، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/353، من=(6/352)
3806 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَكْثَرْنَا الْحَدِيثَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاتَ لَيْلَةٍ، ثُمَّ غَدَوْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ اللَّيْلَةَ بِأُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ، وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ النَّفَرُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ مُوسَى، مَعَهُ (1) كَبْكَبَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَعْجَبُونِي، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقِيلَ لِي: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى، مَعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ ". قَالَ: " قُلْتُ: فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ فَقِيلَ لِيَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ. فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الظِّرَابُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، ثُمَّ قِيلَ لِيَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ. فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الْأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فَقِيلَ لِي: أَرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ: رَضِيتُ يَا رَبِّ، رَضِيتُ يَا رَبِّ ". قَالَ: فَقِيلَ لِي: إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ "، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِدًا لَكُمْ (2) أَبِي
__________
= طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (283) ، والبخاري (1070) و (3853) و (3972) ، وأبو داود (1406) ، والنسائي في "المجتبى" 2/160 وفي "الكبرى" (1031) ، والدارمي 1/342، وأبو عوانة 2/207، وابن حبان (2764) ، والبيهقي في "السنن" 2/314، من طرق عن شعبة، به.
وسلف برقم (3682) .
(1) في (ق) : ومعه، وفي هامش (س) : مع.
(2) في (ق) : فداكم.(6/353)
وَأُمِّي، إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ الْأَلْفِ، فَافْعَلُوا، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ، فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الظِّرَابِ، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ، فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الْأُفُقِ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ ثَمَّ نَاسًا يَتَهَاوَشُونَ ". فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ لِي، يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ السَّبْعِينَ، فَدَعَا لَهُ، فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ (1) ، يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: " قَدْ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ ". قَالَ: ثُمَّ تَحَدَّثْنَا، فَقُلْنَا: مَنْ تَرَوْنَ هَؤُلَاءِ السَّبْعُونَ (2) الْأَلْفُ؟ قَوْمٌ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ، لَمْ يُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا حَتَّى مَاتُوا؟ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " (3)
__________
(1) في (ق) : ادع الله لي.
(2) في هامش (س) و (ظ1) : السبعين.
(3) حديث صحيح، الحسن -وهو البصري- وإن لم يسمع من عمران بن حصين،
قد تابعه العلاء بن زياد في الرواية الآتية برقم (3989) و (4000) ، وهو ثقة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19519) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (9766) .
وأخرجه أبو يعلى (5339) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحْوي، عن قتادة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/406، وقال: رواه أحمد بأسانيد، والبزار أتم منه، والطبراني وأبو يعلى باختصار كثير، وأحد أسانيد أحمد والبزار، رجاله رجال=(6/354)
3807 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ،
__________
= الصحيح.
وأورده ابن كثير في "تفسيره" 1/392، وقال: وهذا إسناد صحيح من هذا الوجه! تفرد به أحمد، ولم يخرجوه.
وسيرد مطولاً ومختصراً بالأرقام (3819) و (3964) و (3987) و (3988) و (3989) و (4000) و (4339) .
وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (5705) و (6541) ، ومسلم (220) ، سلف برقم (2448) .
وآخر مختصر من حديث أبي هريرة عند مسلم (218) ، سيرد 2/302.
وثالث مختصر أيضاً من حديث عمران بن حصين عند مسلم (218) (372) ، سيرد 4/436.
ورابع من حديث جابر بن عبد الله عند البزار (3541) "زوائد"، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/406، وقال: رواه البزار، وفيه شيخه عمر بن إسماعيل بن مجالد، وهو مجمع على ضعفه.
وخامس من حديث أبي سعيد عند البزار (35) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/407، وقال: رواه البزار، وفيه عطية، وهو ضعيف، وقد وثق، ومحمود بن أبي بكر لم أعرفه.
وسادس مختصر جداً من حديث ثوبان، سيرد 5/281، ولفظه: "ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفاً".
قوله: "معه كبكبة": بضم الكافين وفتحهما: الجماعة المتضامة.
فإذا الظراب: بكسر معجمة آخره موحدة، هي الجبال الصغار المنبسطة على الأرض.
يتهاوشون: في "النهاية": هكذا في "مسند أحمد" بالواو من التهاوش، وهو الاختلاط، ورواه بعضهم يتهارشون بالراء، وفسره بالتقاتل.(6/355)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَلَمْ يَجِدُوا مَاءً، فَأُتِيَ بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ يَدَهُ، وَفَرَّجَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَتَفَجَّرُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [ثُمَّ قَالَ] (1) : " حَيَّ عَلَى الْوُضُوءِ، وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللهِ " (2)
__________
(1) زيادة [ثم قال] لم ترد في النسخ الخطية التي عندنا، وأثبتناها من النسخة الكتانية التي أشار إليها الشيخ أحمد شاكر، وقد قال السندي: قوله: حي على الوضوء: هكذا في نسخ المسند، وفي النسائي: يقول: حى.... قيل: فلعله ساقط من النسخة، أو أنه مقدر قلت، وتقدير القول سائغ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، وسفيان: هو الثوري، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/60 وفي "الكبرى" (80) و (81) ، وابن حبان (6540) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/129-130 من طريق عبد الرزاق -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وفيه حديث الأعمش عن سالم بن أبي الجعد.
وأخرجه الإسماعيلي في "المعجم" (164) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/520، من طريقين عن الأعمش، به.
وسيرد برقم (4393) ، وتقدم مختصراً برقم (3762) .
وفي الباب عن أنس عند البخاري (3573) و (3574) ، سيرد 3/132.
وعن جابر عند البخاري (3576) ، سيرد 3/365.
وعن البراء عند البخاري (3577) و (4150) .
وعن ابن عباس عند أبي نعيم في "الدلائل" فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 6/591، وذكر أنه جاء في آخر حديثه: فجعل ابن مسعود يشرب ويكثر، ثم قال الحافظ: وهذا يشعر بأن ابن عباس حمله عن ابن مسعود، وأن القصة واحدة.
قوله: "من توْر" التوْر: بفتح التاء المثناة وسكون الواو: هو إناء من صفْر أو حجارة كالإجانة. قاله ابن الأثير.=(6/356)
قَالَ الْأَعْمَشُ: فَأَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: كَمْ كَانَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: كُنَّا أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةٍ
3808 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ، وَإِذَا أَسَأْتُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ: قَدْ أَحْسَنْتَ، فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ أَسَأْتَ، فَقَدْ أَسَأْتَ " (1)
__________
= الوضوء، بالفتح: المراد به الماء، ويجوز ضم الواو، والمراد الفعل، أي: توضؤوا.
والبركة من الله: قال الحافظ في "الفتح" 6/592: البركة مبتدأ، والخبر: من الله، وهو إشارة إلى أنَّ الإيجاد من الله، ووقع في حديث عمار بن رزيق، عن إبراهيم في هذا الحديث: فجعلت أبادرهم إلى الماء أدخِله في جوفي لقوله: البركة من الله.
وقال السندي: قال أبو البقاء: [والبركةِ] بالجر عطف على الوضوء، أي: عطف الوصف على الشيء، مثل: أعجبني زيدٌ وعلمه، قال: وصفه بالبركة لما فيه من الزيادة والكثرة من القليل، ولا معنى للرفع هنا. قلت: لا بعد في الإخبار بأن البركة من الله تعالى في مثل هذا المقام دفعاً لإبهام قدرة الغير عليه، واعترافاً بالمنة، وإظهاراً للنعمة لقصد الشكر، فلا وجه لمنع الرفع، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.=(6/357)
3809 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ "
قَالَ: وَقَالَ: " مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الرِّبَا وَالزِّنَا، إِلَّا أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
= وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (19749) ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (4223) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 42، والشاشي (483) ، وابن حبان (525) و (526) ، والطبراني في "الكبير" (10433) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/43، والبيهقي في "السنن" 10/125، والبغوي في "شرح السنة" (3490) .
قال أبو نعيم: غريب من حديث منصور، لم نسمعه إلا من هذا الوجه.
وقد أورده أبو عوانة في "مسنده" 4/50-51 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد، ثم قال: في هذا الحديث نظر في صحته وتوهينه!
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 42 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود. ولم نجده في "مصنف عبد الرزاق" من هذا الطريق.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/271، وليس من شرطه، واقتصر على نسبته إلى الطبراني، وقال: ورجاله رجال الصحيح. ثم لم ينسبه لأحمد.
وفي الباب عن كلثوم الخزاعي مرسلا عند ابن ماجه (4222) ، والبيهقي في "السنن" 10/125.
قال السندي: قوله: كيف لي أن أعلم ... : كأنه سأل عن معرفة الإحسان إلى الخلق أو مع الخالق، والجواب مبني على ما جاء: "أنتم شهداء الله ... ". والله تعالى أعلم.
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك -وهو ابن=(6/358)
3810 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ،
__________
= عبد الله النخعي ضعيف لسوء حفظه، لكن حديثه حسن في الشواهد والمتابعات، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن سماكاً -وهو ابن حرب- لا يرقى حديثه إلى درجة الصحيح، حجاج: هو ابن محمد الأعور المصيصي.
وأخرجه بقسميه أبو يعلى (4981) من طريق بشر بن الوليد الكندي، عن شريك، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/118، واقتصر على نسبته إلى أبي يعلى، وقال: وإسناده جيد! ولم ينسبه إلى أحمد.
واقتصر على نسبته إلى أبي يعلى أيضاً المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/8 و278، وجود إسناده!
والقسم الأول منه، وهو قوله: لعن الله آكل الربا ... صحيح لغيره، وقد تقدم مع ذكر شواهده برقم (3725) .
والقسم الثاني منه، وهو قوله: ما ظهر في قوم الزنى والربا ...
له شاهد من حديث ابن عباس عند الحاكم في "المستدرك" 2/37، وصححه، ووافقه الذهبي، مع أنه من رواية سماك بن حرب، عن عكرمة، وهي مضطربة، لكن أخرجه الطبراني في "الكبير" 1/ (460) من طريق سماك، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/118، وقال: وفيه هاشم بن مرزوق، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات. قلنا: قد ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/104، وقال: سألت أبي عنه، فقال: ثقة.
وآخر بنحوه من حديث ميمونة دون ذكر الربا، سيرد 6/333.
وثالث من حديث عمرو بن العاص دون ذكر الزنى، سيرد 4/205.(6/359)
عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ لَقِيَ الْجِنَّ، فَقَالَ: " أَمَعَكَ مَاءٌ؟ " فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: " مَا هَذَا فِي الْإِدَاوَةِ؟ " قُلْتُ: نَبِيذٌ. قَالَ: " أَرِنِيهَا، تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ " فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، ثُمَّ صَلَّى بِنَا (1)
3811 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ:
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد مولى عمرو بن حريث، قال البخاري: لا يصح حديثه، وقال الترمذي: مجهول عند أهل الحديث لا يعرف له رواية غير هذا الحديث، وقال ابن عبد البر: اتفقوا على أن أبا زيد مجهول وحديثه منكر. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو فزارة: هو راشد بن كيسان العبسي.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/2746، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (587) ، من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (693) ، والشاشي (828) ، والطبراني في "الكبير" (9963) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2746، من طريقين عن إسرائيل، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/25-26، وأبو داود (84) ، والترمذي (88) ، وابن ماجه (384) ، وأبو يعلى (5046) و (5301) ، والشاشي (822) ، وابن حبان في "المجروحين" 3/158، وابن عدي في "الكامل" 4/1330 و7/2747، والطبراني في "الكبير" (9967) ، والبيهقي في "السنن" 1/9، من طرق عن أبي فزارة، به.
قال الترمذي: إنما روي هذا الحديث عن أبي زيد، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث لا يعرف له رواية غير هذا الحديث.
وسلف برقم (3782) ، وذكرنا هناك شرحه.(6/360)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ جَعَلَ لِلَّهِ نِدًّا، جَعَلَهُ اللهُ فِي النَّارِ "، وقَالَ: وَأُخْرَى أَقُولُهَا، لَمْ أَسْمَعْهَا مِنْهُ: مَنْ مَاتَ لَا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ، وَإِنَّ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَ الْمَقْتَلُ (1)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر -وهو ابن عياش- فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في "المقدمة"، وهو ثقة، إلا أنه لما كبِر ساء حفظه، وكتابه صحيح.
أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه أبو يعلى (5090) عن أبي هشام الرفاعي، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10416) من طريق أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، به، دون قول ابن مسعود: من مات لا يجعل لله نداً أدخله الله الجنة، ويرفع: "الصلوات كفارات....".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10410) ، وفي "الأوسط" (2232) ، من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي أيوب الإفريقي، عن عاصم، به. قال الطبراني: لم يروه عن أبي أيوب الإفريقي إلا ابن أبي زائدة.
وقوله: "إن هذه الصلوات كفارات ... ".
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (147) ، والطبراني في "الكبير" (8740) و (8741) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/46، من طريقين، عن الأعمش، عن أبي وائل، به.
وأخرجه الطبراني (10416) عن أبي عمر الضرير، عن أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد مرفوعاً.
وأخرجه مرفوعاً أيضاً البزار (346) من طريق صالح بن موسى، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله. وقال: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ مرفوعاً إلا عن ابن=(6/361)
3812 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنِّي سَأُنَازَعُ رِجَالًا، فَأُغْلَبُ عَلَيْهِمْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (1)
__________
= مسعود، ولا حدث به عن الأعمش إلا صالح بن موسي، وهو لين الحديث، وقد رواه غير واحد عن الأعمش موقوفاً على عبد الله.
قلنا: صالح بن موسى: هو ابن إسحاق بن طلحة التيمي، متروك، قال فيه البخاري: منكر الحديث.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند مسلم (233) بلفظ: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"، وسيرد 2/359.
وله شاهد آخر من حديث عثمان بن عفان عند مسلم (231) (10) و (11) ، وقد سلف برقم (406) .
والحديث سيأتي برقم (4043) . وسلف دون قول ابن مسعود الأخير برقم (3552) .
قوله: "ما اجتنب المقتل"، أي: القتل، يحتمل أنه كناية عن الكبائر، أو بيان أن هذا حكم بعض الكبائر. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر -وهو ابن عياش- فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في المقدمة. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (763) من طريق إسرائيل، والشاشي (658) من طريق أبي بكر بن عياش، والخطيب في "تاريخه" 4/235 من طريق=(6/362)
3813 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ عَبْدِ السَّلَام، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَصُومُ فِي السَّفَرِ، وَيُفْطِرُ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، لَا يَدَعُهُمَا - يَقُولُ: - لَا يَزِيدُ عَلَيْهِمَا " يَعْنِي: الْفَرِيضَةَ (1)
__________
= حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود، به.
وعلقه البخاري في "صحيحه" عقب الحديث (6576) ، فقال: وتابعه (يعني الأعمش) عاصم، عن أبي وائل.
قال الدارقطني في "العلل" 5/96: الصحيح حديث الأعمش والمغيرة.
قلنا: حديث الأعمش سلف برقم (3639) ، وحديث المغيرة سيأتي برقم (4180) .
(1) إسناده ضعيف جداً. عبد السلام هذا قال ابن عدي في "الكامل" 5/1969: يقال: إنه ابن أبي الجنوب، وجزم بذلك الحافظ في "التعجيل" ص 259، وهو ضعيف جدا، قال ابن المديني: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف، وقال أبو حاتم: شيخ متروك، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن أبي سليمان- فمن رجال أصحاب السنن، وروى له مسلم متابعة. روح: هو ابن عبادة القيسي، وسماعه من سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه البزار (992) "زوائد"، وأبو يعلى (5309) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/416 و2/69، من طريق روح بن عبادة، بهذا الإِسناد.
قال البزار: لا نعلمه عن عبد الله إلا بهذا الإِسناد، ولا رواه عن عبد السلام إلا ابن أبي عروبة.=(6/363)
3814 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا، يُحَدِّثُ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1)
3815 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
__________
= وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/159، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح!
وسيكرر برقم (3867) .
وقوله: "كان يصوم في السفر ويفطر": له شاهد من حديث ابن عباس تقدم برقم (2057) بإسناد صحيح.
وآخر من حديث ابن عمرو، سيرد برقم (6679) بإسناد حسن.
قال السندي: قوله: كان يصوم في السفر ويفطر، ويصلي ركعتين لا يدعهما: يريد أن رخصة إفطار الصوم وقصر الصلاة ليستا سِييْن.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وهب بن جرير: هو ابن حازم الأزدي، وزر: هو ابن حبيش.
وأخرجه الطيالسي (362) ، والترمذي (2659) ، وأبو يعلى (5251) و (5307) ، والشاشي (645) و (646) و (647) ، والقضاعي (547) ، والخطيب في "تاريخه" 4/263 من طرق عن عاصم، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (3847) و (4338) .
وسلف مطولاً برقم (3694) .(6/364)
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (1)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد صحيح عند من من يصحح سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أبيه مطلقاً، وضعيف عند من يقول: إنه لم يسمع منه إلا اليسير، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. جرير والد وهب: هو ابن حازم.
وأخرجه أبو يعلى (5326) من طريق وهب بن جرير -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (297) من طريق أبي سلمة التبوذكي، عن جرير، به.
وقد أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/127، والبزار (1519) و (1520) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" (10301) ، من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله، به. زاد النسائي والبزار: "ولا يؤخذ الرجل بجريرة أبيه ولا بجريرة أخيه". قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، وقد روي نحوه من وجه آخر، وروي بألفاظ من وجوه مختلفة.
قلنا: وقد اختلف فيه على الأعمش، فأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/126-127 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن شريك، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن عمر. قال النسائي: هذا خطأ، والصواب مرسل.
ثم أخرجه النسائي 7/127 مرسلا من طريق أبي معاوية ويعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الدارقطني في "العلل" 5/242: وهو الصحيح.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/295، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني، ورجالهم رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (7079) ، سلف برقم (2036) .
وآخر من حديث ابن عمر عند البخاري (7077) ، ومسلم (66) (119) ، سيرد=(6/365)
3816 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ " (1)
__________
= 2/85 و87 و104.
وثالث من حديث جرير بن عبد الله البجلي عند البخاري (7080) ، ومسلم (65) (118) ، سيرد 4/358.
ورابع من حديث أبي بكرة عند البخاري (7078) ، سيرد 5/37 و44 و45 و49.
وخامس من حديث الصنابحي الأحمسي، سيرد 4/76.
وسادس من حديث عم أبي حرة الرقاشي، سيرد 4/351.
قال السندي: قوله: لا ترجعوا: أي: لا تصيروا، قالوا: رجع هاهنا مستعمل استعمال صار معنى وعملاً، قال ابن مالك: وهو مما خفي على أكثر النحويين.
يضرب: بالرفع، على أنه بيان للكفر، أي: لا تكونوا كفاراً معاملة وفعلا، وأما الكفر اعتقادا فما كان يخاف عليهم ذلك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم، وزهير -وهو ابن معاوية- وإن سمع من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- بعد الاختلاط، إلا أن روايته هذه مما انتقاه الإمام مسلم من حديثه، وهو إلى ذلك متابع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/191، ومسلم (652) (254) ، وابن خزيمة (1853) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/168، والحاكم 1/292، والبيهقي في "السنن" 3/56 و172، من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3743) دون ذكر الجمعة، وسيأتي برقم (4007) .(6/366)
قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا أَبُو (1) إِسْحَاقُ، أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي الْأَحْوَصِ
3817 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامًا، يُرْفَعُ فِيهِنَّ الْعِلْمُ، وَيَنْزِلُ فِيهِنَّ الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهِنَّ الْهَرْجُ " قَالَ: وَالْهَرْجُ: الْقَتْلُ (2)
3818 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ " وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا: كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلَاةٍ، فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ، فَيَجِيءُ بِالْعُودِ، وَالرَّجُلُ
__________
(1) لفظ: "أبو" سقط من (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) و (م) ، وورد على الصواب في (ظ14) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، والأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن، وسفيان: "هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه مسلم (2672) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/112 من طريق أبي نعيم، عن سفيان، الثوري، به. وقال: صحيح، ثابت من حديث الأعمش، رواه غير واحد.
وقد سلف برقم (3695) ، وذكرنا هناك شواهده.(6/367)
يَجِيءُ بِالْعُودِ (1) ، حَتَّى جَمَعُوا (2) سَوَادًا، فَأَجَّجُوا نَارًا، وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا (3)
__________
(1) في هامش (س) : بالعويد (نسخة) .
(2) في (ظ14) : وأججوا.
(3) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبد ربه -وهو ابن أبي يزيد، ويقال: ابن يزيد- لم يرو عنه سوى قتادة، ولم يوثقه أحد، وقال ابن المديني: مجهول، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/77: قال علي: عرفه ابن عيينة، قال: كان يبيع الثياب، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمران -وهو ابن داور العمي- فمختلف فيه، وهو حسن الحديث، وقال فيه ابن شاهين: من أخص الناس بقتادة. سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي، وأبو عياض: هو عمرو بن الأسود العنسي الشامي.
وهو عند الطيالسي في "مسنده" (400) ، ومن طريقه أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (319) ، والبيهقي في "الشعب" (285) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10500) وفي "الأوسط" (2550) ، من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران القطان، به.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/311-312، وقال: رواه أحمد والطبراني والبيهقي، كلهم من رواية عمران القطان، وبقية رجال أحمد والطبراني رجال الصحيح. وقال نحوه الهيثمي في "المجمع" 10/189 مع أن في إسناده عبد
ربه، وليس من رجال الصحيح كما مر، بل هو مجهول.
وأخرجه بنحوه الحميدي (98) عن سفيان بن عيينة، وأبو يعلى (5122) من طريق محمد بن دينار، كلاهما عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، به، مرفوعاً أيضاً.
قال الهيثمي في "المجمع" 10/189: رواه أبو يعلى، وفيه إبراهيم بن مسلم=(6/368)
3819 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ،
__________
= الهجري، وهو ضعيف.
قلنا: قد ذكر الحافظ في "التهذيب" 1/165-166 أن سفيان بن عيينة قد أصلح كتاب إبراهيم الهجري، وميز في حديثه ما كان عن عبد الله، وما كان عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما كان عن عمر، وبنى عليه أن حديث ابن عيينة عنه صحيح.
وأخرجه بنحوه موقوفاً عبد الرزاق في "المصنف" (20278) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8796) عن معمر، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، عن ابن مسعود. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وقد أورده الهيثمي في "المجمع" 10/190، وقال: رواه الطبراني موقوفاً بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح.
وله شاهد قوي من حديث سهل بن سعد، سيرد 5/331، وحسن إسناده الحافظ في "الفتح" 11/329.
وآخر مختصر من حديث عائشة، سيرد 6/70، وصححه ابن حبان (5568) .
قال السندي: قوله: ومحقرات الذنوب: بفتح القاف المشددة، أي: صغائرها.
يهلكنه: إما لأن اعتيادها يؤدي إلى ارتكاب الكبائر، من حام حول الحمى يوشِك أن يقع فيه، فيكون الهلاك بالكبائر التي تؤدي إليها الصغائر.
وإما لأن تكفير الصغائرِ عند اجتناب الكبائر جائز لا واجب، كما ذكر كثير من أهل العلم، وإن كان ظاهر القرآن يقتضي خلافه، فبين الحديث أنهن إذا كثرن يخاف عدم المغفرة.
وإما لأن اعتيادها يؤدي إلى قِلةِ المبالاة بها، أو هو يوجب الهلاك.
وإما لأن الإصرار على الصغيرة كبيرة، وهو محمل الحديث.
والأقرب أن الحديث يدل على أن الإصرار على نوع الصغيرة أيضاً كبيرة، وإن لم يصر على صغيرة واحدة بعينها، وهذا هو ظاهر المثل المذكور.
صنيع القوم: فسر في "النهاية" الصنيع بالطعام.(6/369)
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ الْأُمَمَ بِالْمَوْسِمِ، فَرَاثَتْ عَلَيْهِ أُمَّتُهُ، قَالَ: " فَأُرِيتُ أُمَّتِي، فَأَعْجَبَنِي كَثْرَتُهُمْ، قَدْ مَلَئُوا السَّهْلَ وَالْجَبَلَ، فَقِيلَ لِي: إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعونَ (1) أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ". فَقَالَ عُكَّاشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قَامَ - يَعْنِي آخَرُ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مَنَهُمْ (2) . قَالَ: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " (3)
__________
(1) كذا في النسخ و (م) ، قال السندي: الظاهر سبعين، وكأنه على حذف ضمير الشأن، والظاهر أن مثل هذا من تغيير الرواة، فقد سبق قريباً سبعين، كما هو الظاهر. والله تعالى أعلم.
(2) في (ظ14) و (ظ1) : معهم، وهي على هامش (س) نسخة.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وحماد: هو ابن سلمة، وزر: هو ابن حبيش.
وأخرجه الطيالسي (352) ، والبزار (3539) "زوائد"، من طريق الحجاج بن مِنهال، وابن حبان (6084) من طريق هدْبة بن خالد القيسي، ثلاثتهم عن حماد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/304-305، وقال: رواه أحمد مطولاً ومختصراً، ورواه أبو يعلى، ورجالهما في المطول رجال الصحيح.
وأورده ابن كثير في "التفسير" 1/393 من طريق الإمام أحمد، عن أحمد بن منيع، عن عبد الملك بن عبد العزيز، عن حماد، به، وقال: رواه الحافظ الضياء المقدسي، وقال: هذا عندي على شرط مسلم.=(6/370)
3820 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيلَ لَهُ: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَرَكَ (1) مِنْ أُمَّتِكَ؟ (2) فَقَالَ: " إِنَّهُمْ غُرٌّ مُحَجَّلُونَ بُلْقٌ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ " (3)
__________
= قلنا: عاصم بن أبي النجود لم يحتج به مسلم، وإنما روى له متابعة.
وسلف مطولاً برقم (3806) .
(1) في (س) و (ظ14) : من لم تر. وفي (ق) : من لم ترى.
(2) قوله: "من أمتك" لم يرد في (ق) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وحماد: هو ابن سلمة، وزر: هو ابن حبيش.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (361) ، وابن ماجه (284) ، وأبو يعلى (5048) ، وابن حبان (1047) و (7242) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيرد برقم (4317) و (4329) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (136) ، ومسلم (246) و (247) ، سيرد 2/300.
وآخر من حديث حذيفة عند مسلم (248) .
وثالث من حديث عبد الله بن بسر، سيرد 4/189.
ورابع من حديث أبي الدرداء، سيرد 5/199.
وخامس من حديث أبي أمامة، سيرد 5/261-262.
وسادس ضمن حديث الشفاعة المطول من حديث ابن عباس سلف (2692) .
وسابع من حديث جابر عند البزار (254) "زوائد"، وأبي يعلى (2162) ، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/225، وقال: رواه البزار، وإسناده حسن.
قال السندي: قوله: من لم يرك، أي: لم يلقك.=(6/371)
3821 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْبَاقِي يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ؟ وَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَسْطَعَ الْفَجْرُ " (1)
3822 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيُّ، عَنْ كَرِيمِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَى بِنْتِ جَابِرٍ، أَنَّ زَوْجَهَا اسْتُشْهِدَ، فَأَتَتْ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ قَدِ اسْتُشْهِدَ زَوْجِي، وَقَدْ خَطَبَنِي الرِّجَالُ، فَأَبَيْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ حَتَّى أَلْقَاهُ، فَتَرْجُو لِي إِنِ اجْتَمَعْتُ أَنَا وَهُوَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَزْوَاجِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ (4) : مَا رَأَيْنَاكَ فعَلْتَ هَذَا مُذْ قَاعَدْنَاكَ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَسْرَعَ أُمَّتِي بِي لُحُوقًا فِي الْجَنَّةِ، امْرَأَةٌ مِنْ أَحْمَسَ " (3)
__________
= بلق: ليس في نسخة -كما هو المشهور في هذا الحديث- وعلى تقدير وجوده، فالمراد أنهم بسبب الغرة والتحجيل صاروا كالبلْق في اختلاف اللون. والله تعالى أعلم. وقال ابن الأثير: الغر المحجلون، أي: بيض مواضع الوضوء من الأيدي والوجه والأقدام، استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه.
(1) هو مكرر (3673) سنداً ومتناً.
(2) في (ق) و (ظ14) : فقال له رجل عنده.
(3) إسناده ضعيف، كريم بن أبي حازم لم يرو عنه غير أبان بن عبد الله=(6/372)
3823 - حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ أَبُو الْمُوَرِّعِ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ عَوْسَجَةَ بْنِ الرَّمَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي، فَأَحْسِنْ خُلُقِي " (1)
__________
= البجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/343، ولم يوثقه غيره، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 7/244، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/175، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وترجمه الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 353، ونقل فيه قول البخاري: ولا يصح حديثه، وهو وهم، فإن قول البخاري هذا هو إنما في راو آخر اسمه كريم غير منسوب وهو مذكور عنده قبل الثاني في الموضع المحال عليه، وسلمى بنت جابر، قال الحافظ في "التعجيل" ص 557: ذكرها بعضهم
في الصحابة، ولها ذكر في ترجمة أختها زينب في "الإصابة" 4/322، والظاهر أنها تابعية. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري.
وأخرجه أبو يعلى (5328) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإِسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/296، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وسلمى لم أجد من وثقها، وبقية رجال أحمد ثقات.
قال السندي: قوله: إن اجتمعت أنا وهو: بكسر الهمزة على أنها شرطية، أي: حصل الاجتماع بيننا بموتنا جميعاً على الإيمان. اللهم ارزقنا ذلك.
ما رأيناك فعلت هذا: كأنه راعاها مراعاة استعظمها بعض الحاضرين.
قوله: "من أحمس"، أي: من قريش ومن معهم في التشدد في الدين، قلت: والظاهر أنها فاطمة أو أمها خديجة. والله تعالى أعلم.
قلنا: لا وجه لما ذكره السندي، وإنما ذكر ابن مسعود هذا الحديث لسلْمى بنتِ جابر بشارةً لها، لأنها أحمسية -كما ورد في "الإصابة" في ترجمة أختها زينب- رجاء أن تكون هي المرادة بحديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) إسناده حسن، محاضر بن المورع: قال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو زرعة: صدوق، ووثقه ابن سعد وابن قانع ومسلمة بن القاسم، وذكره ابن حبان=(6/373)
3824 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا جَهْلٍ وَقَدْ جُرِحَ، وَقُطِعَتْ رِجْلُهُ. قَالَ: فَجَعَلْتُ أَضْرِبُهُ بِسَيْفِي، فَلَا يَعْمَلُ فِيهِ شَيْئًا (1) - قِيلَ لِشَرِيكٍ: فِي الْحَدِيثِ: وَكَانَ يَذُبُّ بِسَيْفِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ -، قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ حَتَّى أَخَذْتُ سَيْفَهُ، فَضَرَبْتُهُ بِهِ، حَتَّى قَتَلْتُهُ. قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: قَدْ قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ - وَرُبَّمَا قَالَ شَرِيكٌ: قَدْ قَتَلْتُ أَبَا جَهْلٍ -،
__________
= في "الثقات"، وقال أحمد بن حنبل: كان مغفلا جداً لم يكن من أصحاب الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عوسجة بن الرماح، فقد روى له النسائي في "عمل اليوم والليلة"، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: شبه مجهول لا يروي عنه غير عاصم، لا يحتج به، لكن يعتبر به. عاصم: هو ابن سليمان الأحول.
وأخرجه الطيالسي (374) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 3، من طريق محاضر بن المورع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (374) ، وابن سعد في "الطبقات" 1/377، وأبو يعلى (5075) ، وابن حبان (959) ، والبيهقي في "الشعب" (8542) من طرق عن عاصم، به. قال البيهقي: لم يرفعه عثمان بن أبي شيبة (يعني في روايته عن جرير، عن عاصم) .
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/173، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وقال: فحسن خلقي. ورجالهما رجال الصحيح غير عوسجة بن الرماح، وهو ثقة.
وله شاهد صحيح من حديث عائشة، سيرد 6/86 و155.
وآخر ضعيف من حديث علي عند ابن السني (162) مقيد بالنظر في المرآة.
(1) لفظ: "فيه شيئا" ليس في (س) و (ظ14) .(6/374)
قَالَ: " أَنْتَ رَأَيْتَهُ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " آللَّهِ " مَرَّتَيْنِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ (1) . قَالَ: " فَاذْهَبْ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ ". فَذَهَبَ، فَأَتَاهُ، وَقَدْ غَيَّرَتِ الشَّمْسُ مِنْهُ شَيْئًا، فَأَمَرَ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ، فَسُحِبُوا حَتَّى أُلْقُوا فِي الْقَلِيبِ، قَالَ: وَأُتْبِعَ أَهْلُ الْقَلِيبِ لَعْنَةً. وَقَالَ: " كَانَ هَذَا فِرْعَوْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ " (2)
__________
(1) قوله: "قال: الله مرتين؟ قلت: نعم" لم يرد في (ق) و (ظ1) .
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، ولضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8468) و (8469) ، والبيهقي في "السنن" 9/62 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2709) ، وأبو يعلى (5263) ، والطبراني في "الكبير" (8470) و (8471) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/87، 88 من طرق عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الطيالسي (328) ، والطبراني في "الكبير" (8475) ، والبيهقي في "السنن" 9/92 من طريق الجراح بن مليح والد وكيع، والطبراني (8474) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والبزار (1775) "زوائد" من طريق أبي الأحوص، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن ابن مسعود. قال البيهقي: كذا قال: عن عمرو بن ميمون، والمحفوظ: عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه. وقال الدارقطني قطني في "العلل" 5/295: وأبو عبيدة أصح.
وأخرجه البزار (1774) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" (8476) من طريق أبي بكر الهذلي، عن أبي المليح، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن ابن مسعود. قال البزار: لا نعلم روى أبو المليح عن عبد الرحمن، عن أبيه إلا هذا.=(6/375)
3825 - حَدَّثَنَا أَسْودُ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " هَذَا فِرْعَوْنُ أُمَّتِي " (1)
3826 - حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامِ بْنِ طَلْقٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ، مِنْ بَنِي أَسَدٍ، إِمَّا قَالَ: شَقِيقٌ، وَإِمَّا قَالَ: زِرٌّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَدْعُو لِهَذَا الْحَيِّ
__________
= وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/78-79، وقال: رواه كله أحمد، والبزار باختصار، وهو من رواية أبي عبيدة، عن أبيه، ولم يسمع منه، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
وقال أيضاً: رواه الطبراني والبزار، وفيه أبو بكر الهذلي، وهو ضعيف. وقد أخرج البخاري (3961) من حديث ابن مسعود أنه أتى أبا جهل وبه رمق يوم بدر، فقال أبو جهل: هلْ أعْمد مِن رجل قتلتموه.
وأخرج أيضاً (3962) و (3963) من حديث أنس أنه انطلق ابن مسعود فوجد أبا جهل قد ضربه ابنا عفراء حتى برد. قال: أأنت أبو جهل؟ قال: وهل فوق رجل قتله قومه. أو قال: قتلتموه.
وقد تقدمت قصة مقتل أبي جهل من حديث عبد الرحمن بن عوف برقم (1673) .
وانظر الأحاديث الآتية بالأرقام (3825) و (3856) و (4008) و (4246) و (4247) .
قوله: وكان يذب بسيفه: قال السندي: كأنه من ذباب السيف، بضم، أي: حده، بمعنى: يضربه بذبابه.
آلله: بمد همزة وجر، على أنه قسم.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه مختصراً.(6/376)
مِنَ النَّخَعِ - أَوْ قَالَ - يُثْنِي عَلَيْهِمْ "، حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي رَجُلٌ مِنْهُمْ (1)
3827 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَأْكُلُ اللَّحْمَ، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَمَا يَمَسُّ قَطْرَةً مِنْ مَاءٍ " (2)
__________
(1) إسناده حسن، زكريا بن عبد الله بن يزيد -وهو الصهباني- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/424، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/598، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وترجمه الحافظ في "التعجيل" ص 138، وذكر أن الأزدي ذكره في "الضعفاء"، وقال: منكر الحديث، والأزدي يضعف بلا حجة أحياناً، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن يزيد والد زكريا، فليس له رواية في الكتب الستة، وهو ثقة، وشكه في أن الذي حدثه شقيق بن سلمة أو زر بن حبيش لا يؤثر في صحة الحديث، لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة.
وأخرجه البزار (2830) "زوائد" من طريق يحيى بن أبي زكريا، عن زكريا بن عبد الله، عن أبيه، عن زر، عن عبد الله، به. وقال: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإِسناد عن عبد الله.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/51، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد ثقات.
وقال الحافظ في "الفتح" 8/100: أخرجه أحمد والبزار بإسناد حسن.
قلنا: ولم نجده عند الطبراني، ولم يعزه إليه الحافظ ابن حجر.
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر (3791) ، عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود، لم يدرك عم أبيه عبد الله بن مسعود، وأبو سلمة شيخ أحمد: هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز الخزاعي، ثقة، ثبت، وعبد=(6/377)
3828 - حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الشَّيْطَانِ مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْثِهِ، وَنَفْخِهِ " قَالَ: " وَهَمْزُهُ: الْمُوتَةُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرِيَاءُ " (1)
3829 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ،
__________
= العزيز بن محمد: هو الدراوردي، وعمرو بن أبي عمرو: هو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، وكلاهما حسن الحديث.
وسلف ذكر شواهده برقم (3791) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، عمار بن رزيق لم يذكر أحد متى سمع من عطاء قبل الاختلاط أو بعده، وهو توفي قبل سفيان الثوري، فلعله سمع منه قديماً كسفيان. أبو عبد الرحمن: هو السلمي عبد الله بن حبيب، ثبت سماعه من ابن مسعود، كما تقدم في الحديث (3578) ، وأبو الجواب: هو الأحوص بن جواب الضبي.
وأخرجه أبو يعلى (5380) من طريق أبي الجواب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/36 من طريق ورقاء بن عمر اليشكري، عن عطاء بن السائب، به. وورقاء لم يصرح أحد متى سمع من عطاء قبل الاختلاط أو بعده، فهو متوقف عليه أيضاً.
وأخرجه موقوفاً الطيالسي (371) ، والطبراني في "الكبير" (9302) ، والبيهقي في "السنن" 2/36 من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، به. وهذا إسناد حسن، حماد بن سلمة، صححوا سماعه من عطاء قبل الاختلاط.=(6/378)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَبَسَ الْمُشْرِكُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى اصْفَرَّتْ أَوِ احْمَرَّتِ (1) الشَّمْسُ، فَقَالَ: "
__________
= وقد أخرج شرح ألفاظه عبد الرزاق (2581) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9303) ، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، قال: همزه -يعني الشيطان- الموتة، يعني الجنون، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشعر.
وفي "سنن" البيهقي 2/36: قال عطاء: فهمزه: الموتة، ونفثه: الشعر، ونفخه: الكبر.
وهو تفسير ابن مسعود كما مر.
وله شاهد حسن من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد 3/50.
وآخر من حديث جبير بن مطعم، سيرد 4/85، وصححه ابن حبان (1779) .
وثالث من حديث أبي أمامة، سيرد 5/253.
ورابع من حديث عائشة، سيرد 6/156.
وخامس من حديث ابن عباس عند البزار (3210) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/188، وقال: رواه البزار، وفيه رشدين بن كريب، وهو ضعيف.
وسادس من حديث الحسن مرسلا عند عبد الرزاق (2572) و (2580) .
الموتة: قال السندي: بضم ميم وهمزة أو بلا همز: نوع من الجنون والصرْع يعتري الإنسان، فإذا أفاق عاد إليه كمال العقل، كالسكران. وقيل: خنق الشيطان، وقيل: هو الجنون.
قلنا: وأصل الهمز: النخس والغمز، وكل شيء دفعته فقد همزته. قاله ابن الأثير.
والشعر: المراد به الشعر المذموم، وإلا فقد جاء أن من الشعر حكمة. قاله السندي.
(1) في (ظ14) : حتى اصفارت أو احمارت.(6/379)
شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى، مَلَأَ اللهُ أَجْوَافَهُمْ (1) - أَوْ حَشَا اللهُ أَجْوَافَهُمْ - وَقُبُورَهُمْ نَارًا " (2)
* 3830 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْثِهِ، وَنَفْخِهِ " " فَهَمْزُهُ: الْمُوتَةُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرُ " (3)
3831 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ
__________
(1) في هامش (س) و (ص) و (ق) : أجوافهم وقبورهم.
(2) إسناده قوي، وهو مكرر (3716) . ورجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن الوليد -وهو أبو الوليد العتكي- فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن فضيل سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة. أبو عبد الرحمن: هو السلمي.
وهو عند ابن أبي شيبة 10/185-186، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (4994) ، والحاكم 1/207، والبيهقي في "السنن" 2/36.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وقد استشهد البخاري بعطاء بن السائب، ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابن ماجه (808) ، وأبو يعلى (5077) ، وابن خزيمة (472) من طرق عن محمد بن فضيل، به.
وسلف برقم (3828) .(6/380)
عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، أَحْدَاثٌ - أَوْ قَالَ: حُدَثَاءُ - الْأَسْنَانِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ النَّاسِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ بِأَلْسِنَتِهِمْ لَا يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَمَنْ أَدْرَكَهُمْ، فَلْيَقْتُلْهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا عِنْدَ اللهِ، لِمَنْ قَتَلَهُمْ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش، فمن رجال البخاري، وأخرج له مسلم في "المقدمة"، وكتابه صحيح. زر: هو ابن حبيش.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/536 و15/304، والترمذي (2188) ، وابن ماجه (168) ، وأبو يعلى (5402) ، والآجري في "الشريعة" ص 35، من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وله شاهد من حديث علي عند البخاري (6930) ، ومسلم (1066) ، تقدم برقم (616) .
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (5058) ، ومسلم (1064) ، سيرد 3/60.
وثالث من حديث أبي ذر عند مسلم (1067) ، سيرد 5/176.
ورابع من حديث سهل بن حنيف عند البخاري (6934) ، ومسلم (1068) ، سيرد 3/486.
وخامس من حديث عقبة بن عامر، سيرد 4/145.
وسادس من حديث أبي برزة، سيرد 4/421-422.
وسابع من حديث أنس، سيرد 3/189 و224.
وثامن من حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7553) .=(6/381)
3832 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " أَوَّلُ (1) مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنَعَهُ اللهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ، فَمَنَعَهُ اللهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ، فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ، وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُمْ إِنْسَانٌ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا، إِلَّا بِلَالٌ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ، وَأَخَذُوا يَطُوفُونَ بِهِ شِعَابَ مَكَّةَ، وَهُوَ يَقُولُ أَحَدٌ، أَحَدٌ " (2)
__________
= وتاسع مختصر من حديث ابن عباس تقدم برقم (2312) .
وعاشر بنحوه من حديث عبد الله بن عمرو عند البزار برقم (1850) .
وحادي عشر مختصر من حديث ابن عمر عند البخاري (6932) ، والطبراني في "الكبير" (13349) .
(1) في (ق) و (ظ14) و (ظ1) : كان أول.
(2) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة، وزر: هو ابن حبيش.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/149 و14/313، وابن ماجه (150) ، والشاشي (641) ، وابن حبان (7083) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/149 و172، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/141، من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد. قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات.
وأخرجه الحاكم 3/284، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 2/281-282، من طريق الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة، به.=(6/382)
3833 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ، حَدَّثَهُمْ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَرْفَعَ الْحِجَابَ، وَأَنْ تَسْمَعَ (1) سِوَادِي، حَتَّى أَنْهَاكَ " (2)
__________
= وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قال البزار -كما نقل محقق الشاشي 2/116-: هذا الحديث لا نعلم رواه عن زائدة موصولاً إلا يحيى بن أبي بكير.
وقال الدارقطني في "العلل" 5/63: تفرد به يحيى بن أبي بكير، وقال: إنه وهم، وإنما رواه زائدة، عن منصور، عن مجاهد قوله.
قلنا: لم يتفرد بوصله يحيى، بل تابعه الحسين بن علي الجعفي عند الحاكم 3/284 كما مر آنفاً.
وأخرجه من قول مجاهد ابن أبي شيبة 12/149، وابن سعد 3/233 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن مجاهد. وفيه ذكر خباب بدل المقداد.
قوله: "أول من أظهر إسلامه": قال السندي: أي من الرجال والنساء، وظاهره أن خديجة ما أظهرت إسلامها إلا بعد هؤلاء. والله تعالى أعلم.
إلا وقد واتاهم: في "الصحاح": تقول: آتيته على الأمر مؤاتاة، إذا وافقته، والعامة تقول: واتيته. وفي "المصباح": آتيته على الأمر: إذا وافقته، وفي لغة لأهل اليمن تبدل الهمزة واواً، فيقال: واتيته على الأمر مواتاة، وهي المشهورة على ألسنة الناس. انتهى، والمعنى: إلا وقد وافقهم على ما أرادوا من ترك إظهار الإسلام.
إلا بلال: هكذا في نسخ المسند، وفي ابن ماجه: إلا بلالاً، وهو الوجه، لكونه استثناء من الإثبات، أي: كلهم وافقوهم إلا بلالاً، فينبغي أن يقرأ بالنصب، ويجعل من كتابة المنصوب بلا ألف، والله تعالى أعلم. قلنا: وهي لغة ربيعة. وانظر ما علقناه على "مسند أبي بكر" للمروزي ص 31.
(1) في (س) و (ظ14) و (ظ1) و (م) : تستمع.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير=(6/383)
3834 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ: سَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَكْشِفَ السِّتْرَ " (1)
__________
= الحسن بن عبيد الله وإبراهيم بن سويد فهما من رجال مسلم. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5356) ، والطبراني في "الكبير" (8449) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/126، من طريق معاوية بن عمرو -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/112، وابن سعد 3/153-154، ومسلم (2169) (16) ، والنسائي في "الكبرى" (8261) ، وابن ماجه (139) ، والبخاري في "تاريخه" 1/290، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/536، وأبو يعلى (4989) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/503-504، والبغوي في "شرح السنة" (3322) من طرق عن الحسن بن عبيد الله، به. وقد تحرف في مطبوع ابن سعد: عبد الرحمن بن يزيد إلى: إبراهيم بن يزيد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/503 من طريق أبي عاصم، عن سفيان، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن يزيد، عن رجل من النخع، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد الله بن مسعود ... وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل من النخع.
وسلف برقم (3684) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام من سمع منه سليمان -وهو ابن مِهران الأعمش-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن سويد فمن رجال مسلم. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وعلقمة:=(6/384)
3835 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا، فَانْطَلَقَ إِنْسَانٌ إِلَى غَيْضَةٍ، فَأَخْرَجَ مِنْهَا بَيْضَ حُمَّرَةٍ، فَجَاءَتِ اَلْحُمَّرَةُ تَرِفُّ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرُءُوسِ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: " أَيُّكُمْ فَجَعَ هَذِهِ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا أَصَبْتُ لَهَا بَيْضًا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْدُدْهُ " (1)
__________
= هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8450) ، وأبو يعلى (5357) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
قال الإمام الدارقطني في كتاب "العلل" 5/210: والصواب قول من قال: عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله. قلنا: وهو إسناد الحديث السابق (3833) .
وسلف برقم (3684) ، وذكرنا هناك أطرافه.
(1) إسناده ضعيف لإرساله، عبد الرحمن بن عبد الله -وهو ابن مسعود- تابعي، ورجاله ثقات رجال الصحيح غير المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود- فروى له أصحاب السنن والبخاري تعليقاً، وسماع أبي قطن -وهو عمرو بن الهيثم- منه قبل اختلاطه. الحسن بن سعد: هو ابن معبد الهاشمي.
وأخرجه موصولاً البخاري في "الأدب المفرد" (382) من طريق طلْق بن غنام، والبيهقي في "الدلائل" 6/32 من طريق أبي داود، كلاهما عن المسعودي، عن الحسن بن سعد، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن ابن مسعود، وهذا إسناد صحيح إن صح سماع عبدِ الرحمن لهذا الحديث من أبيه، فقد سمع من أبيه لكن شيئاً يسيرا، وأبو داود الطيالسي -وإن سمع من المسعودي بعد الاختلاط- متابع بطلقِ بن غنام، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط.=(6/385)
3836 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، والْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَقَالَ: " رُدَّهُ رَحْمَةً لَهَا " (1)
3837 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ،
__________
= وأخرجه موصولاً أيضا أبو داود (2675) و (5268) ، والطبراني في "الكبير" (10376) ، والحاكم 4/239، والبيهقي في "الدلائل" 6/32-33 من طريق أبي إسحاق الشيباني، والطبراني أيضاً (10375) من طريق أبي خالد الدالاني، كلاهما عن الحسن بن سعد، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن مسعود، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: صحته متوقفة على ثبوت سماع عبد الرحمن لهذا الحديث من أبيه، كما ذكرنا آنفاً.
قوله: "بيض حمَّرة": قال السندي: بضم ففتح ميم تخفف وتشدد: طائر صغير كالعصفور.
ترف: في "الصحاح": رفرف الطائر: إذا حرك جناحه حول الشيء يريد أن يقع عليه. وفي "القاموس": رف الطائر يرف -أي: بضم الراء- ويرِف -أي بكسرها- أي بسط جناحيه، كرفرف، والثلاثي غير مستعمل. انتهى، قلت: كأنه أراد به أنه قليل الاستعمال، وإلا ففي هذا الحديث: النسخ كلها متفقة على الثلاثي، وكذا في الترتيب أيضاً.
فجع: من التفجيع.
(1) إسناده ضعيف أيضاً لإرساله، يزيد -وهو ابن هارون- وإن كان سماعه من المسعودي بعد الاختلاط - متابع، وبقية رجاله ثقات، القاسم: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود.
وهو مكرر سابقه (3835) .(6/386)
حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ ابْنِ مُعَيْزٍ (1) السَّعْدِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ أَسْقِي فَرَسًا لِي فِي السَّحَرِ، فَمَرَرْتُ بِمَسْجِدِ بَنِي حَنِيفَةَ، وَهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللهِ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَبَعَثَ الشُّرْطَةَ (2) ، فَجَاءُوا بِهِمْ، فَاسْتَتَابَهُمْ، فَتَابُوا فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ، وَضَرَبَ عُنُقَ عَبْدِ اللهِ بْنِ النَّوَّاحَةِ، فَقَالُوا: آخَذْتَ قَوْمًا فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ، فَقَتَلْتَ بَعْضَهُمْ، وَتَرَكْتَ بَعْضَهُمْ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ هَذَا وَابْنُ أُثَالِ بْنِ حَجَرٍ (3) ، فَقَالَ: " أَتَشْهَدَانِ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " فَقَالَا: نَشْهَدُ (4) أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ، لَوْ كُنْتُ قَاتِلًا وَفْدًا،
__________
(1) في (س) و (ق) : معير. وسيرد ضبطه فيما يأتي. ووقع في (م) : عن معير، وهو خطأ.
(2) في (ظ14) : الشرط. قال السندي: وفي بعض النسخ: الشرط، بضم شين وفتح راء، وهو الأظهر، ثم قال: الشرط: جمع شرطة وشرطي، وهم أعوان السلطان لتتبع أحوال الناس وحفظهم ولإقامة الحدود، وقيل: هم أول الجيش ممن يتقدم بين يدي الأمير لتنفيذ أوامره، وقيل: هم نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنده.
(3) في (ظ14) : وابن أثال حجْر، وهو الوارد في "توضيح المشتبه" 3/129، وحجر قيده ابن ناصر الدين بفتح الحاء وسكون الجيم.
(4) في (ظ14) : أتشهد أنت أن مسيلمة ... وكتب في هامش (س) و (ظ1) ، وهو الوارد في "توضيح المشتبه" 3/129 (نسخة الظاهرية) .(6/387)
لَقَتَلْتُكُمَا "، فَلِذَلِكَ قَتَلْتُهُ (1)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن معيز هذا - قد قيده الذهبي في "المشتبه" بضم الميم وفتح العين وسكون الياء وآخره زاي، تصغير معْز، متابعا الدارقطني في "المؤتلف" 4/2016، والأمير في "الإكمال" 7/267، ووقع في بعض نسخ المسند: مِعْير، وهو الواقع في "التجريد" للذهبي، كما ذكر ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 8/197، وذكر أنه بكسر الميم، وسكون العين المهملة، وفتح المثناة، تليها الراء، وبذلك قيده السندي في حاشيته على "المسند"، قال ابن ناصر الدين بعد أن أورد هذين القولين في ضبط اسمه: والمعروف غير هذين القولين، وهو ابن معيْن، بضم الميم، وفتح العين، وسكون المثناة تحت، تليها نون. قال: وكذا ذكره ابن منده في "المعرفة"، فقال: ابن معين، أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يره، روى عنه أبو وائل، يروي عن عبد الله. وكذا ذكره أبو الغنائم النرسي في كتابه "حديث مختلفي الأسماء" ... نقلته مجودا من خط الحافظ عبد الغني المقدسي من كتاب النرسي.
وذكره ابن سعد 6/196 في الطبقة الأولى من الكوفيين الذين رووا عن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأورده ابن أبي حاتم 9/328، فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/346: أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يره، وسماه الدارقطني والذهبي والحافظ: عبد الله، وقال الأول منهم: لا يعرف إلا في هذا الحديث. وأبو بكر بن عياش وإن كان ثقة إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وقد خالف سفيان والمسعودي وغيرهما كما في "العلل" 5/88، فرواه عن عاصم -وهو ابن أبي النجود-، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن معيز السعدي، عن ابن مسعود، زاد عليهم في إسناده رجلاً هو ابن معيز.
وأخرجه الدارمي 2/235، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 186 من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/314، وقال: رواه أحمد، وابن معيز لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.=(6/388)
3838 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَلَا تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ، وَلَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ " (1)
__________
= قلنا: سلف الحديث من غيرِ ذكر ابن معيز في إسناده برقم (3708) و (3761) .
وسلف أيضاً برقم (3642) بإسناد آخر، وذكرنا هناك شرحه.
(1) إسناده جيد، محمد بن سابق، اختلف فيه، فقواه أحمد بن حنبل، ووثقه العجلي، وقال يعقوب بن شيبة: كان شيخاً صدوقاً ثقة، وليس ممن يوصف بالضبط للحديث، وقال النسائي: لا بأس به. وضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الذهبي في "الميزان" 3/555: هو ثقة عندي، وروى له البخاري ومسلم متابعة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن
يونس بن أبي إسحاق السبيعي، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (157) عن محمد بن سابق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1243) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/148، والشاشي (590) و (591) ، والطبراني في "الكبير" (10444) ، من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، عن إسرائيل، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/555، والبزار (1243) "زوائد"، وأبو يعلى (5412) ، والشاشي (579) ، وابن حبان (5603) ، من طريق عمر بن عبيد الطنافِسِي، عن الأعمش، به.
قال البزار: لا نعلم رواه عن الأعمش هكذا إلا عمر بن عبيد وإسرائيل.
قلنا: ذكر الدارقطني معهما في "العلل" 5/104 قيس بن الربيع.
وأخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء" ص 242، وأبو نعيم في "الحلية"=(6/389)
3839 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِطَعَّانٍ، وَلَا بِلَعَّانٍ، وَلَا الْفَاحِشِ الْبَذِيءِ " (1) وَقَالَ ابْنُ
__________
= 7/128 من طريق يحيى بن الضريس، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به.
قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، تفرد به يحيى بن الضريْس. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" 2/316: قال أبي: فنظروا في كتب يحيى، فلم يصيبوه عن الثوري.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/105 من طريق علي بن قادم، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به. قال الدارقطني: وهو وهم، والصواب: عن علي بن قادم، عن إسرائيل.
قال الدارقطني في "العلل" 5/104: ورواه بقية بن الوليد، عن عيسى بن يونس، عن أخيه إسرائيل، عن الأعمش، وزاد فيه كلمة لم يأت بها غيره، وهي قوله: "وعودوا المريض" فإن كان حفظها فقد أغرب بها.
وأخرجه مختصراً البزار (1242) "زوائد" من طريق يحيى بن كثير، عن شعبة، عن أبي جعفر الفراء، عن عبد الله بن شداد، عن ابن مسعود، به. قال البزار: وهذا لا نعلمه عن عبد الله مرفوعاً إلا بهذا الإسناد، وقد رواه بعضهم عن عبد الله بن شداد مرسلاً، ووصله يحيى بن كثير.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/146، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجال أحمد رجال الصحيح.
قوله: "أجيبوا الداعي": قال السندي: هذه الإطلاقات كلها مقيدة بقيود معلومة في الشرع.
(1) في (ظ1) و (ظ14) : ولا البذيء.(6/390)
سَابِقٍ مَرَّةً: بِالطَّعَّانِ، وَلَا بِاللَّعَّانِ (1)
__________
(1) حديث صحيح، ولكن هذا الإسناد منكر، ذكر الخطيب في "تاريخ بغداد" 5/339 أن أبا بكر بن أبي شيبة ذكر حديث محمد بن سابق عن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، مرفوعا: "ليس المؤمن بالطعان"، فقال: إن كان حفظه فهو حديث غريب، ثم نقل عن علي ابن المديني أنه قال في هذا الإسناد: هذا منكر من حديث إبراهيم عن علقمة، وإنما هذا من حديث أبي
وائل، عن غير الأعمش، ونقل ذلك الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 9/175، وقال الذهبي في "الميزان" 3/555: ومما ينكر لمحمد بن سابق حديثه عن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم ... فذكره.
قال الخطيب: رواه ليث بن أبي سليم، عن زبيد اليامي، عن أبي وائل، عن عبد الله، إلا أنه وقفه ولم يرفعه. وقال الدارقطني في "العلل" 5/92-93: يرويه زبيد، عن أبي وائل، واختلف عنه، فرفعه خالد بن عبد الله من رواية إبراهيم بن زكريا عنه، عن ليث، عن زبيد، ووقفه زهير ومعتمر عن ليث، وروي عن فضيل بن عياض، عن ليث، مرفوعا وموقوفاً، والموقوف أصح.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 11/18، وفي "الإيمان" (79) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (332) ، والترمذي (1977) ، وأبو يعلى (5369) ، والحاكم 1/12، وأبو نعيم في "الحلية" 4/235 و5/58، والبيهقي في "السنن" 10/243، والخطيب في "تاريخه" 5/339، والبغوي في "شرح السنة" (3555) ، من طريق محمد بن سابق، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روي عن عبد الله من غير هذا الوجه، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وسكت عنه الذهبي، وقال أبو نعيم: حديث الأعمش تفرد به إسرائيل.
وأخرجه الحاكم 1/13 من طريق ابن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله مرفوعاً، وقال: محمد بن عبد الرحمن بن أبي=(6/391)
3840 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: " مَا صُمْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ أَكْثَرُ مِمَّا صُمْتُ مَعَهُ ثَلَاثِينَ " (1)
3841 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي مُوسَى، وَهُمَا يَتَحَدَّثَانِ، فَقَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامٌ يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَنْزِلُ فِيهِنَّ الْجَهْلُ، وَيَظْهَرُ فِيهِنَّ الْهَرْجُ " وَالْهَرْجُ: الْقَتْلُ (2)
__________
= ليلى وإن كان ينسب إلى سوء الحفظ، فإنه أحد فقهاء الإسلام وقضاتهم، ومن أكابر أولاد الصحابة والتابعين من الأنصار رحمة الله عليهم.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 5/339 من طريق يعقوب بن شيبة، عن إسحاق بن زياد العطار، عن إسرائيل، عن محمد بن عبد الرحمن، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، مرفوعاً، وقال: لم يزد يعقوب بن شيبة في ذكر محمد بن عبد الرحمن على هذا ولم يعرفه، ولا قال: إنه ابن أبي ليلى. فالله أعلم.
قلنا: سيرد الحديث بإسناد آخر صحيح برقم (3948) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة دينار والد عيسى، وقد تقدم الكلام فيه في الرواية (3776) .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/111 عن محمد بن سابق، بهذا الإسناد.
وهو مكرر (3776) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب=(6/392)
3842 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتِ الْأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ، وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَأَتَاهُمْ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَ (1) أَبَا بَكْرٍ أَنْ (2) يَؤُمَّ النَّاسَ "؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَتِ الْأَنْصَارُ: نَعُوذُ بِاللهِ أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ (3)
3843 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ أَسْوَدُ فَمَاتَ، فَأُوذِنَ (4) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " انْظُرُوا هَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟ " فَقَالُوا (5) : تَرَكَ
__________
= الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وشقيق: هو ابن سلمة.
وسلف برقم (3695) ، وذكرنا هناك شواهده، وسيأتي من طريق زائدة أيضاً برقم (4306) .
(1) في (ق) و (ظ1) و (ظ14) : قد أمر.
(2) لفظ "أن" ليس في (ق) .
(3) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وزِر: هو ابن حبيش الأسدي.
وسلف تخريجه برقم (3765) .
(4) في (ظ14) : فأوذن به.
(5) في (ظ14) : قالوا.(6/393)
دِينَارَيْنِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّتَانِ " (1)
3844 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَمَنْ يَتَّخِذُ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ " (2)
__________
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وزر: هو ابن حبيش.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/372، وأبو يعلى (4997) ، من طريق أبي أسامة، عن زائدة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/240، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وقد وثق.
وسيأتي برقم (3943) ، وبنحوه برقم (3914) و (3994) و (4367) .
وفي الباب عن علي تقدم برقم (788) و (1155) .
وعن أبي هريرة، سيرد 2/356.
وعن جابر، سيرد 3/342.
وعن أبي أمامة، سيرد 5/253.
(2) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10413) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.=(6/394)
3845 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ، مِنْ هَمْدَانَ - مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ، وَمَا سَمَّاهُ لَنَا -، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عَبْدُ اللهِ، أَنْ يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ، جَمَعَ أَصْحَابَهُ، فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصْبَحَ الْيَوْمَ فِيكُمْ مِنْ أَفْضَلِ مَا أَصْبَحَ فِي أَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الدِّينِ وَالْفِقْهِ وَالْعِلْمِ بِالْقُرْآنِ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى حُرُوفٍ، وَاللهِ إِنْ كَانَ الرَّجُلَانِ لَيَخْتَصِمَانِ أَشَدَّ مَا اخْتَصَمَا فِي شَيْءٍ قَطُّ، فَإِذَا قَالَ الْقَارِئُ: هَذَا أَقْرَأَنِي، قَالَ:
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 3/345، والبزار (3420) "زوائد"، وأبو يعلى (5316) ، وابن خزيمة (789) ، والشاشي (528) ، وابن حبان (6847) ، والإسماعيلي في "معجمه" 3/799، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/142، من طرق عن زائدة، به.
وعلقه البخاري في "صحيحه" (7067) بصيغة الجزم عن أبي عوانة، عن عاصم، به، دون قوله: ومن يتخذ القبور مساجد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/27، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن.
وأورده أيضا 8/13، وقال: رواه البزار بإسنادين، في أحدهما عاصم بن بهدلة، وهو ثقة، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلنا: وفاته أن ينسبه إلى أحمد في الموضعين.
وسلف الحديث بنحوه برقم (3735) دون ذكر اتخاذ القبور مساجد، وذكرنا هناك شواهده، وسيأتي برقم (4143) وبرقم (4342) وفيه زيادة.
والنهي عن اتخاذ القبور مساجد، سيرد من حديث أبي هريرة 2/284 بلفظ: "قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، ونذكر هناك شواهده.(6/395)
أَحْسَنْتَ (1) . وَإِذَا قَالَ الْآخَرُ، قَالَ: كِلَاكُمَا (2) مُحْسِنٌ، فَأَقْرَأَنَا: إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَالْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَالْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَالْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَاعْتَبِرُوا ذَاكَ بِقَوْلِ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ: كَذَبَ وَفَجَرَ، وَبِقَوْلِهِ إِذَا صَدَّقَهُ: صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ، إِنَّ (3) هَذَا الْقُرْآنَ، لَا يَخْتَلِفُ وَلَا يُسْتَشَنُّ، وَلَا يَتْفَهُ لِكَثْرَةِ الرَّدِّ، فَمَنْ قَرَأَهُ عَلَى حَرْفٍ، فَلَا يَدَعْهُ رَغْبَةً عَنْهُ، وَمَنْ قَرَأَهُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْحُرُوفِ، الَّتِي عَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا يَدَعْهُ رَغْبَةً عَنْهُ، فَإِنَّهُ (4) مَنْ يَجْحَدْ بِآيَةٍ مِنْهُ، يَجْحَدْ بِهِ كُلِّهِ، فَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ: اعْجَلْ، وَحَيَّ هَلًا، وَاللهِ لَوْ أَعْلَمُ رَجُلًا أَعْلَمَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي لَطَلَبْتُهُ، حَتَّى أَزْدَادَ عِلْمَهُ إِلَى عِلْمِي، إِنَّهُ سَيَكُونُ قَوْمٌ يُمِيتُونَ الصَّلَاةَ، فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَاجْعَلُوا صَلَاتَكُمْ مَعَهُمْ تَطَوُّعًا، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يُعَارَضُ بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ رَمَضَانَ، وَإِنِّي عَرَضْتُ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ مَرَّتَيْنِ، فَأَنْبَأَنِي أَنِّي مُحْسِنٌ، وَقَدْ قَرَأْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً " (5)
__________
(1) في (ص) : أحسن.
(2) في (ظ1) : كلاهما.
(3) لفظ: "إن" لم يرد في (ص) .
(4) في هوامش النسخ الخطية: فإن.
(5) إسناده ضعيف لجهالة الرجل من همْدان، وبقية رجاله ثقات رجال=(6/396)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وعبد الرحمن بن عابِس: هو النخعي الكوفي.
وقوله: "إن الصدق يهدي إلى البر.... والفجور يهدي إلى النار": تقدم تخريجه مرفوعاً برقم (3638) .
وقوله: "سيكون قوم يميتون الصلاة...." سلف بنحوه برقم (3601) .
وقوله: قرأت من كل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبعين سورة، سلف برقم (3599) ، وسيأتي برقم (3846) و (3906) .
والخطبة من أولها حتى قوله: "فإنما هو كقول أحدكم لصاحبه: اعجل وحي هلا"، أوردها الهيثمي في "المجمع" 7/153، وقال: رواه الإمام أحمد في حديث طويل، والطبراني، وفيه من لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلنا: قوله: وإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يعارض بالقرآن في كل رمضان: هو عند
البخاري (4998) من حديث أبي هريرة.
قال السندي: قوله: فإذا قال القارىء: هذا أقرأني، قال: أي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أحسن: أي الذي أقرأك. وفي نسخة: أحسنت، أي أنت حيث قرأت منه.
وإذا قال الأخر: أي مثل ما قال الأول.
كلاكما محسن: أي آخذ ببعض حروفه.
إن هذا القرآن لا يختلف: أي: لا يناقض بعضه بعضاً، بل الكل حق وصدق، أو لا يختلف بأن يكون بعضه بليغاً معجزا دون بعض، كما يحصل الاختلاف في كلام غيره تعالى.
ولا يستشن: بتشديد النون: أي لا يخلق على كثرة الرد، مأخوذ من الشنة: القربة الخلقة.
ولا يتفه، بفتح أوله وثالثه: وهو من الشيء التافه الحقير، يقال: تفِه، كعلم، فهو تافه.
فإنما هو: أي القرآن في التوافق وعدم الاختلاف، أو ذلك الذي علمه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الحروف.
حى هلا: حى: بتشديد الياء بمعنى هلم، وهلا بمعنى عجل، يجوز تنوينه=(6/397)
3846 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خُمَيْرِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " قَرَأْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً "، وَإِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ لَهُ ذُؤَابَةٌ فِي الْكُتَّابِ (1)
3847 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، وحَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ " (2) ، قَالَ أَحَدُهُمْ (3) : مِنَ النَّارِ
3848 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ، لَا يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ " (4)
__________
= وعدمه، وجاز سكون اللام، وهما كلمتان جعلتا كلمة واحدة، ويستعمل للحث على الشيء والاستعجال.
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (3697) سنداً ومتناً.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحْوي، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وزر: هو ابن حبيش الأسدي.
وسلف برقم (3814) .
(3) في هامش (س) : وقال آخر. نسخة.
(4) حديثه حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله=(6/398)
3849 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، وَحُسَيْنٌ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، وأَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَي إِسْرَائِيلُ (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، وَالْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ، وَعَنْ يَسَارِهِ بِمِثْلِ ذَلِكَ " (2)
__________
= النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وعياش العامري: هو ابن عمرو.
وسلف برقم (3664) ، وسيأتي مطولاً برقم (3870) .
قوله: "إلا للمعرفة"، أي: لا لإخوة الإسلام الذي لأحكامها وضع السلام. قاله السندي.
(1) قوله: "وأبو أحمد"، حدثني إسرائيل. لم يرد في (س) و (ظ1) ، وثبت في (ق) و (ظ14) و (ص) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- من رجال مسلم وحده، لكنه متابع بالأسود بن يزيد. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وحسين: هو ابن محمد المرُّوذي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود بن يزيد: هو النخعي.
وأخرجه أبو داود (996) من طريق حسين بن محمد، بهذا الإسناد وأخرجه الشاشي (695) و (696) ، والطبراني في "الكبير" (10173) ، من طريقين، عن إسرائيل، به.
فإنما هو: أي القرآن في التوافق وعدم الاختلاف، أو ذلك الذي علمه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الحروف.(6/399)
3850 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلَأُنَازَعَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِي، وَلَأُغْلَبَنَّ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ لَيُقَالَنَّ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (1)
3851 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ مُسَيْلِمَةَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: " أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " فَقَالَ لَهُ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنِّي لَا أَقْتُلُ الرُّسُلَ - أَوْ لَوْ قَتَلْتُ أَحَدًا مِنَ الرُّسُلِ - لَقَتَلْتُكَ " (2)
__________
= وسلف برقم (3699) ، ومطولاً برقم (3660) .
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وحسن بن موسى: هو الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحْوي أبو معاوية، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه الهيثم بن كليب الشاشي (517) من طريق أبي النضر هاشم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً (516) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، به.
وسلف من طريق عاصم برقم (3812) ، ومن طريق الأعمش برقم (3639) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله=(6/400)
3852 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَدْ نُعِتَ لَهُ الْكَيُّ، فَقَالَ: " اكْوُوهُ أَوْ ارْضِفُوهُ " (1)
3853 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " كَانَ يَقْرَأُ: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (2) [القمر: 15] "
__________
= السبيعي، وصِلة: هو ابن زفر العبسي.
وقد سلف برقم (3642) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/6 برقم (3669) من طريق أبي أحمد الزبيري -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/214، والبيهقي في "السنن" 9/342، من طريقين عن سفيان، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! مع أن أبا الأحوص لم يخرج له البخاري.
وسلف برقم (3701) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.=(6/401)
3854 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، مِنْ أَهْلِ مَرْوٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ مِنَ امْرَأَةٍ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا؟ قَالَ: " فَأَنْزَلَ اللهُ: {أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] " (1)
__________
= وأخرجه البخاري (3341) و (3376) ، والترمذي (2937) ، وأبو يعلى (5327) ، والدارقطني في "العلل" 5/41 من طريق أبي أحمد، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسلف برقم (3755) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، الحسن بن يحيى المروزي لم نجد له ترجمة فيما بين أيدينا من كتب الرجال سوى ما ذكره الحافظ في "التعجيل" ص 96 أن ابن النجار ذكره في "ذيل تاريخ بغداد" ولم يذكر فيه جرحاً. ولذا قال الحسيني في "الإكمال": فيه نظر. قلنا: لكنه متابع. قال الحافظ: ووقع في الطبقة الثالثة من "الثقات" لابن حبان: الحسن بن يحيى المروزي، عن كثير بن زياد، وعنه ابن المبارك، فما أدري هو هو انقلب، أو هو آخر غيره. قلنا: هو غيره يقيناً، فشيخ أحمد هذا نص الإمام أحمد هنا على أنه من أهل مرو، ولعله نص عليه -وليس من عادته ذلك- للتفريق بينه وبين الآخر الذي ذكره البخاري وابن حبان والمزي وغيرهم، فذاك بصري سكن خراسان، والذي أوقع في الاشتباه بينهما أنهم نسبوا البصري الخراساني مروزياً. ثم إنهما من طبقتين مختلفتين، قال الشيخ أحمد شاكر: شيخ أحمد يروي عن ابن المبارك، وذاك من شيوخ ابن المبارك، ويروي عن عكرمة وعن كثير بن زياد، وله ترجمة في "التاريخ الكبير" للبخاري 2/309،=(6/402)
3855 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: " لَوْلَا أَنَّكَ رَسُولٌ لَقَتَلْتُكَ " (1)
__________
= و"التهذيب" 2/325-326، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب-، فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث في روايته عن غير عكرمة، وهو متابع أيضاً، إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبد الرحمن بن يزيدة هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه الترمذي (3112) ، والنسائي (7318) عن محمود بن غيلان، والواحدي في "أسباب النزول" ص 272 من طريق الأستاذ أبي عبد الرحيم بن منيب، كلاهما عن الفضل بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي أيضاً (3112) ، والنسائي في "الكبرى" (7318) ، والطبراني في "الكبير" (10482) ، من طريق محمد بن يوسف الفِريابي، عن سفيان الثوري، به، بزيادة الأعمش مع سماك بن حرب.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7324) من طريق أبي الأحوص، عن سماك، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال ابن مسعود: جاء رجل فقال: إني عالجت امرأة في أقصى المدينة ... الخ. قال النسائي: المرسل أولى بالصواب.
وسلف برقم (3653) ، وذكرنا هناك شواهده.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8676) ، والبزار (1681) "زوائد"، وابن الجارود في "المنتقى" (1046) ، وأبو يعلى (5247) و (5260) ، وابن حبان (4878) ، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.=(6/403)
3856 - حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ قَدْ قَتَلَ أَبَا جَهْلٍ، فَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَصَرَ عَبْدَهُ، وَأَعَزَّ دِينَهُ " وَقَالَ مَرَّةً - يَعْنِي أُمَيَّةَ -: " صَدَقَ عَبْدَهُ (2) ، وَأَعَزَّ دِينَهُ " (3)
3857 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي الْيَعْفُورِ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ، قَالَ:
__________
= وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/89، والبيهقي في "السنن" 9/211، من طريق أبي عاصم، عن سفيان، به.
وقد سلف برقم (3642) .
(1) لفظ: "أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لم يرد في (ظ14) .
(2) في (ظ14) : وعده.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أمية بن خالد -وهو القيسي- فمن رجال مسلم. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8472) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى" (8670) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (567) ، والطبراني في "الكبير" (8472) ، والخطيب في "تاريخه" 8/265، من طرق عن أمية بن خالد، به.
قال الخطيب: قال البرقاني: قال لنا الدارقطني: هذا حديث غريب معروف من رواية أمية بن خالد، وتابعه عمرو بن حكام، عن شعبة.
وسيأتي بنحوه برقم (4247) ، وانظر (3824) .(6/404)
غَدَوْتُ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، ذَاتَ غَدَاةٍ فِي رَمَضَانَ، فَوَجَدْتُهُ فَوْقَ بَيْتِهِ جَالِسًا، فَسَمِعْنَا صَوْتَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: صَدَقَ اللهُ، وَبَلَّغَ رَسُولُهُ، فَقُلْنَا: سَمِعْنَاكَ تَقُولُ: صَدَقَ اللهُ، وَبَلَّغَ رَسُولُهُ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي النِّصْفِ مِنَ السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، تَطْلُعُ الشَّمْسُ غَدَاتَئِذٍ صَافِيَةً، لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ "، فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا فَوَجَدْتُهَا كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الصلت، ذكره البخاري في كنى "التاريخ الكبير" 9/44، والحافظ في "التعجيل" ص 496، وقال: مجهول، ولجهالة أبي عقرب أيضاً -وهو الأسدي- ترجمه الحافظ في "التعجيل" ص 506-507، ونقل فيه قول الحسيني: مجهول، قال: وذكره أبو نعيم في تسمية أصحاب علي وابن مسعود ... ووقع في "الثقات" لابن خلفون أن أبا عوانة روى عنه، وفيه نظر، فإنه في "المسند" من طريق أبي عوانة، عن أبي يعفور، عن أبي الصلت. قلنا: هذا الطريق هو إسناد الرواية التالية، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو معاوية شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وأبو يعفور: هو وقْدان العبدي.
وأخرجه الطيالسي (394) ، وابن أبي شيبة 2/512 و3/7، من طرق عن أبي يعفور، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/174، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وأبو عقرب لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات.
وسيأتي برقم (3858) و (4374) . وانظر (3565) .
وله شاهد من حديث أبي بن كعب عند مسلم (762) ، وفيه قال كعب: ووالله إني لأعلم أي ليلة هي، هي ليلة القدر التي أمرنا بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقيامها، هي ليلة صبحة سبع وعشرين، وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا=(6/405)
3858 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: غَدَوْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
3859 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَبْدِ اللهِ، جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ يُقْرِئُنَا، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، هَلْ حَدَّثَكُمْ نَبِيُّكُمْ، كَمْ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ خَلِيفَةً؟ قَالَ: " نَعَمْ، كَعِدَّةِ نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ " (2)
3860 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ،
__________
= شعاع لها.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو وضاح اليشْكري.
وأخرجه الطيالسي (394) عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/62 عن محمد بن محبوب، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وقد سلف قبله برقم (3857) ، وسيرد برقم (4374) .
(2) إسناده ضعيف لضعف مجالد، وهو ابن سعيد، وضعفِ أبي عقيل، وهو يحيى بن المتوكل المدني صاحب بهية، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وقد سلف برقم (3781) .(6/406)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ غُرَّةِ كُلِّ هِلَالٍ، وَقَلَّمَا كَانَ يُفْطِرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " (1)
__________
(1) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وحسن: هو ابن موسى الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحْوي، وزر: هو ابن حبيش.
وأخرجه أبو يعلى (5305) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصرا الطيالسي (359) و (360) ، ومن طريقه أبو داود (2450) ، وابن ماجه (1725) ، والنسائي في "الكبرى" (2758) ، وابن خزيمة (2129) ، وابن حبان (3641) ، والبيهقي في "السنن" 4/294، وأخرجه ابن أبي شيبة 3/46، والترمذي (742) ، وفي "الشمائل" (296) ، والشاشي (637) ، والبغوي في "شرح السنة" (1803) ، من طريق عبيد الله بن موسى، والترمذي (742) ، وفي "الشمائل" (296) ، والبغوي (1803) من طريق طلق بن غنام، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/204، وابن حبان (3645) ، والبيهقي في "السنن" 4/294 من طريق أبي حمزة السكري، أربعتهم عن شيبان، به.
قال الترمذي: حديث عبد الله حديث حسن غريب، وقد استحب قوم من أهل العلم صيام يوم الجمعة، وإنما يكره أن يصوم يوم الجمعة، لا يصوم قبله ولا بعده.
وقال: وروى شعبة عن عاصم هذا الحديث، ولم يرفعه.
قال الدارقطني في "العلل" 5/60: ورفعه صحيح.
وقال ابن خزيمة: هذا الخبر يحتمل أن يكون كخبر أبي عثمان عن أبي هريرة: أوصاني خليلي بثلاث: صوم ثلاثة أيام من أول الشهر، فأوصى بذلك أبا هريرة، ويصوم أيضاً أيام البيض، فيجمع صوم ثلاثة أيام من الشهر مع صوم أيام البيض، ويحتمل أن يكون معنى فعله وما أوصى به أبا هريرة من صوم الثلاثة أيام من أول=(6/407)
3861 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى الْفِطْرَةِ "، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَرَجَ مِنَ النَّارِ "، قَالَ: فَابْتَدَرْنَاهُ، فَإِذَا هُوَ صَاحِبُ مَاشِيَةٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ، فَنَادَى بِهَا (1)
__________
= الشهر مبادرة بهذا الفعل بدل صوم الثلاثة أيام البيض، إما لعلة من مرض أو سفر، أو خوف نزول المنية.
قوله: "غرة كل هلال": أي: أول الشهر، وغرة كل شيء: أوله.
قال السندي: قوله: وقلما كان يفطر يوم الجمعة: أي: يضمه إلى يوم الخميس، فقد جاء أنه كان يصوم الخميس أيضاً، وإلا فقد جاء النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصوم، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخفاف-، وأبي الأحوص -وهو عوف بن مالك الجشمي- فمن رجال مسلم. وعبد الوهاب مختلف فيه، لكنه متابع، وقد عرف بصحبته لسعيد بن أبي عروبة وملازمته له، وسماعه وسماع محمد بن بشر منه قبل الاختلاط.
قتادة: هو ابن دِعامة السدوسي.
وأخرجه أبو يعلى (5400) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/405 من طريق عبد الوهاب، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10665) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (829) - من طريق يزيد بن زريع، وأبو يعلى (5400) من طريق العباس بن=(6/408)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الفضل، والطبراني في "الكبير" (10063) من طريق أبي يزيد النحوي، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/146، والطبراني في "الكبير" (10064) من طريق معاذ بن معاذ، عن سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة، عن أبي الأحوص، عن علقمة، عن عبد الله. بزيادة علقمة في الإسناد.
قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/174: وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث، وعن ما يرويه يزيد بن زريع، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بلا علقمة، فقال أبو زرعة: يزيد بن زريع أحفظ.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/334، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث أنس عند مسلم (382) ، سيرد 3/132.
وآخر من حديث معاذ، سيرد 5/248 بإسناد ضعيف.
وثالث من حديث ابن عمر عند أبي يعلى (5660) ، وإسناده ضعيف.
ورابع من حديث أبي جحيفة عند البزار (358) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/335، وقال: رواه البزار، ورجاله ثقات.
وخامس من حديث أبي سعيد الخدري عند البزار (359) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/335، وقال: ورجاله ثقات.
وسادس لا يفرح به من حديث صفوان بن عسال عند الطبراني في "الكبير" (7392) ، فيه عطاء بن عجلان، وهو متروك الحديث.
وسابع من حديث الحسن مرسلاً عند عبد الرزاق في "المصنف" (1866) .
قوله: "على الفطرة": قال السندي: أي هو، أي: المقابل، والمراد بالفطرة السنة أو الإِسلام، فإن قوله ذلك دليل على كونه على الإسلام أو السنة.
خرج من النار: أي من الخلود فيها إن مات على ذلك، ويحتمل أنه بشارة مخصوصة، فلا حاجة إلى التقييد، ولا يخفى ما في الحديث من الدلالة على أن التكبير في أول الأذان يكون مرتين لا أربعاً، فليتأمل.(6/409)
3862 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عَلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ " قَالَ (1) : سَأَلْتُ عَاصِمًا، عَنِ الْأَجْنِحَةِ؟ فَأَبَى أَنْ يُخْبِرَنِي، قَالَ: فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِهِ: " أَنَّ الْجَنَاحَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " (2) (3)
3863 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي حُصَيْنٌ، حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ فِي خُضْرٍ مُعَلَّقٌ بِهِ الدُّرُّ " (4)
__________
(1) لفظ: "قال" غير موجود في (ظ14) .
(2) في (ظ14) : إلى المغرب.
(3) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
حسين: هو ابن واقد المروزي.
وأخرجه الطبري 27/49، والطبراني في "الكبير" (10423) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (356) ، من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وانظر (3740) و (3780) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن الحباب، وحسين -وهو ابن واقد المروزي- فمن رجال مسلم. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وشقيق: هو ابن سلمة.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (351) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.=(6/410)
3864 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْكَهْتَلَةِ، قَالَ مُحَمَّدٌ: أَظُنُّهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يَرَ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ إِلَّا مَرَّتَيْنِ، أَمَّا مَرَّةٌ، فَإِنَّهُ سَأَلَهُ أَنْ يُرِيَهُ نَفْسَهُ فِي صُورَتِهِ، فَأَرَاهُ صُورَتَهُ فَسَدَّ الْأُفُقَ، وَأَمَّا الْأُخْرَى، فَإِنَّهُ صَعِدَ مَعَهُ حِينَ صَعِدَ بِهِ ". وَقَوْلُهُ: {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} [النجم: 7-10] قَالَ: فَلَمَّا أَحَسَّ جِبْرِيلُ رَبَّهُ، عَادَ فِي صُورَتِهِ، وَسَجَدَ، فَقَوْلُهُ: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 13-18] ، قَالَ: خَلْقَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ (1)
__________
= وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: في حضْر: ضبط بضم حاء مهملة، وسكون ضاد معجمة، والذي ذكروا في معناه أنه العدْو، ولا يخفى أنه غير مناسب، ويحتمل أنه بخاء معجمة جمع أخضر، كما كان كذلك في نسخة، أي: في ثياب خضر. والله تعالى أعلم.
قلنا: هو في النسخ عندنا: خضر، بالخاء المعجمة. وانظر (3740) .
(1) إسناده ضعيف، لجهالة حال إسحاق بن أبي الكهتلة، روى عنه اثنان، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 1/400-401، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/232، والحافظ في "التعجيل" ص 29، ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/25، وللشك في وصله عن ابن مسعود،=(6/411)
3865 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ جَعَلَ لِلَّهِ نِدًّا، جَعَلَهُ اللهُ فِي النَّارِ " قَالَ: وَأُخْرَى أَقُولُهَا، لَمْ أَسْمَعْهَا مِنْهُ: " وَمَنْ مَاتَ لَا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ، وَإِنَّ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَ الْمَقْتَلُ " (1)
3866 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَإِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنِّي سَأُنَازَعُ رِجَالًا فَأُغْلَبُ عَلَيْهِمْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ
__________
= وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير الوليد بن قيس -وهو السكوني- فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، ومحمد بن طلحة: هو ابن مصرف اليامي.
وأخرجه ابن أبي حاتم - فيما ذكره ابن كثير في "التفسير" (سورة النجم) ، والطبراني في "الكبير" (10547) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (366) من طرق عن محمد بن طلحة، بهذا الإسناد.
وانظر الحديث السالف برقم (3740) .
قوله: "فلما أحس جبريل ربه": قال السندي: أي: ظهر له آثار تجليه.
عاد: أي صار في صورته الأصلية، فلذلك رآه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تلك الصورة. والله
تعالى أعلم.
(1) هو مكرر (3811) سنداً ومتناً. وكتب فوقه في (ظ14) : معاد.(6/412)
أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (1)
3867 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ عَبْدِ السَّلَام، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يَصُومُ فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ، وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ لَا يَدَعُهُمَا "، يَقُولُ: لَا يَزِيدُ عَلَيْهِمَا، يَعْنِي: الْفَرِيضَةَ (2)
3868 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيٌّ، أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا، وَإِمَامُ ضَلَالَةٍ، وَمُمَثِّلٌ مِنَ الْمُمَثِّلِينَ " (3)
__________
(1) هو مكرر (3812) سنداً ومتناً. وكتب فوقه في (ظ14) لفظ: معاد.
(2) هو مكرر (3813) سنداً ومتناً. وكتب فوقه في (ظ14) لفظ: معاد.
(3) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، أبان: هو ابن يزيد العطار، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وصحح الدارقطني وقفه من أسانيد أخرى كما سيرد.
وأخرجه البزار (1603) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد، وقال: لا نعلم أسنده عن أبي وائل إلا إبان.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/236، وقال: ورواه البزار، ورجاله ثقات، وكذلك رواه أحمد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10497) من طريق عبد الله بن بشر، عن أبي=(6/413)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إسحاق، عن الحارث (يعني ابن عبد الله الأعور) ، عن ابن مسعود، مرفوعاً، ولفظه.... أو رجل يضل الناس بغير علم، أو مصور يصور التماثيل.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/181، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، -وفي الصحيح منه قصة المصور- وفيه الحارث الأعور، وهو ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10515) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/122 من طريق أبي نباتة يونس بن يحيى، عن عباد بن كثير، عن ليث بن أبي سليم، عن طلحة بن مصرف، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود، مرفوعاً.
قال أبو نعيم: غريب من حديث طلحة وخيثمة، ويقال: من مفاريد أبي نباتة.
قلنا: ليث بن أبي سليم ضعيف، وعباد بن كثير متروك.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/236، وقال: في الصحيح بعضه، ورواه الطبراني، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس.
والفقرة الأخيرة في الحديث سلفت بإسناد صحيح برقم (3558) بلفظ: "إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون".
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/305 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود، به مرفوعاً.
وأخرجه أيضاً 5/304 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان الثوري، بالإسناد السابق، موقوفاً على ابن مسعود.
قلنا: وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله، فالإسناد منقطع في الطريقين.
قال الدارقطني: ووقفه ابن مهدي ويحيى القطان وأبو أحمد الزبيري، عن الثوري. وكذلك رواه العلاء بن المسيب، وإبراهيم بن طهْمان، عن أبي إسحاق، مرفوعاً. قال: والموقوف أصح.
ثم قال: ورواه حسين بن واقد، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل، عن عبد الله موقوفاً. ولا يصح عن أبي وائل.=(6/414)
3869 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ - كَانَ يَنْزِلُ فِي مَسْجِدِ الْمَطْمُورَةِ - عَنْ سَيَّارٍ (1) أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ، فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ، لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى، إِمَّا أَجَلٌ عَاجِلٌ، أَوْ غِنًى عَاجِلٌ " (2)
3870 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ، جُلُوسًا، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: قَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ. فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ، رَأَيْنَا النَّاسَ رُكُوعًا،
__________
= قلنا: لم يذكر الدارقطني إسناد أحمد هذا، وهو حسن مرفوع.
قال السندي: قوله: وممثل من الممثلين: في "النهاية": أي مصور، يقال: مثلث، بالتشديد والتخفيف، إذا صورت مثالا. قلت: ولعل فائدة ذكر "من الممثلين" أن المراد من يتخذ ذلك عادة له، أي: هو واحد من جملة المتعارفين بذلك. والله تعالى أعلم.
(1) في (م) : يسار، وهو خطأ.
(2) إسناده حسن على خطأ فيه، سيار: هو أبو حمزة، كما سيرد في الرواية (4220) . وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير.
وقد سلف تخريجه برقم (3696) .
قوله: "إما أجل عاجل": قال السندي: بدل من الغنى، على أن المراد به دفع الحاجة عنه، إما بالموت أو بالمال. والله تعالى أعلم.(6/415)
فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، فَكَبَّرَ وَرَكَعَ، وَرَكَعْنَا ثُمَّ مَشَيْنَا، وَصَنَعْنَا مِثْلَ الَّذِي صَنَعَ، فَمَرَّ رَجُلٌ يُسْرِعُ، فَقَالَ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ (1) ، فَلَمَّا صَلَّيْنَا وَرَجَعْنَا، دَخَلَ إِلَى أَهْلِهِ، جَلَسْنَا، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: أَمَا سَمِعْتُمْ رَدَّهُ عَلَى الرَّجُلِ: صَدَقَ اللهُ، وَبَلَّغَتْ رُسُلُهُ، أَيُّكُمْ يَسْأَلُهُ؟ فَقَالَ طَارِقٌ: أَنَا أَسْأَلُهُ، فَسَأَلَهُ حِينَ خَرَجَ، فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تَسْلِيمَ الْخَاصَّةِ، وَفُشُوَّ التِّجَارَةِ، حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ، وَقَطْعَ الْأَرْحَامِ، وَشَهَادَةَ الزُّورِ، وَكِتْمَانَ شَهَادَةِ الْحَقِّ، وَظُهُورَ الْقَلَمِ " (2)
__________
(1) في هامش (س) و (ص) : صدق الله وبلغت رسله.
(2) إسناده حسن، سيار -وهو أبو حمزة الكوفي-، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/421، وهو مذكور في بعض نسخ الكتاب دون بعض -كما ذكر محقق الكتاب-، ولم يرد ذكره في النسخة التي وقعت للحافظ ابن حجر، فقال في "تهذيب التهذيب" 4/292: ولم أجد لأبي حمزة ذكراً في "ثقات" ابن حبان، فينظر. وقد نقل المزي في "تهذيب الكمال" عن أحمد وأبي داود ويحيى والدارقطني وغيرهم أنهم قالوا: قد أخطأ من قال: هو سيار أبو الحكم. وقد روى له أصحاب السنن عدا النسائي، والبخاري في "الأدب المفرد"، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير.
وأخرجه مختصراً البزار (3407) من طريق أبي أحمد -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد، وقال: لا نعلمه يروى من حديث طارق عن عبد الله إلا من هذا الوجه.
وأخرجه البخاري بتمامه في "الأدب المفرد" (1049) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/4-5 و4/385، والحاكم 4/445-446، من طريق أبي نعيم، عن=(6/416)
3871 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: " مَا صُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ أَكْثَرُ مِمَّا صُمْتُ مَعَهُ ثَلَاثِينَ " (1)
3872 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ
__________
= بشير بن سلمان، عن سيار أبي الحكم، عن طارق، به. وسيار هذا تقدم أنه أبو حمزة لا أبو الحكم. وسكت عنه الحاكم والذهبي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/329، وقال: رواه كله أحمد، والبزار ببعضه، وزاد: "وأن يجتاز الرجل بالمسجد فلا يصلي فيه"، ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح! وهذا وهم من الهيثمي أيضاً ظن أن سياراً هو أبو الحكم، وإنما هو أبو حمزة الكوفي كما ذكرنا آنفاً، وليس هو من رجال الصحيح.
وقد سلف مختصراً برقم (3664) .
ولبعضه شاهد من حديث عمرو بن تغلب عند الطيالسي في "مسنده" (1171) ، رواه عن ابن فضالة -وهو مبارك-، عن الحسن -وهو البصري-، قال: قال عمرو بن تغلب: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر، وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوماً كأن وجوههم المجانّ المطْرقة، وإن من أشراط الساعة أن يكثر التجار، ويظهر القلم"، وأخرج قسميه الأولين أحمد كما سيرد 5/70، وصرح الحسن عنده بالتحديث، وعنده جرير بن حازم بدل مبارك بن فضالة.
قال السندي: قوله: تسليم الخاصة: أي: تسليم المعارف فقط.
قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/7: اختصاصه ذلك الواحد بذلك السلام دون بقيتهم ظلم منه لبقيتهم.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (3776) و (3840) .(6/417)
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ (1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ عَامَّةً مَا يَنْصَرِفُ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى يَسَارِهِ إِلَى الْحُجُرَاتِ " (2)
3873 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبدِ اللهِ، قَالَ: " لَأَنْ أَحْلِفَ تِسْعًا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ قَتْلًا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ جَعَلَهُ نَبِيًّا، وَاتَّخَذَهُ شَهِيدًا " قَالَ الْأَعْمَشُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: " كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْيَهُودَ سَمُّوهُ وَأَبَا بَكْرٍ " (3)
__________
(1) في (ظ14) : أن.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق -وإن عنعن- صرح بالتحديث في الروايتين (4383) و (4384) ، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب، وليث: هو ابن سعد، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه ابن حبان (1999) من طريق حماد، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وقد سلف بأطول منه برقم (3631) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (3617) . سفيان: هو الثوري.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/34، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وسيأتي برقم (4139) .(6/418)
3874 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ، " يَرْمِي الْجَمْرَةَ مِنَ الْمَسِيلِ "، فَقُلْتُ: أَمِنْ هَاهُنَا تَرْمِيهَا؟ فَقَالَ: مِنْ هَاهُنَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، " رَمَاهَا الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (1)
3875 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبد الرحمن: هو ابن يزيد بن قيس النخعي خال إبراهيم.
وأخرجه البخاري (1747) ، وابن حبان (3870) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (111) ، وابن أبي شيبة 4/1/184، والبخاري (1750) ، ومسلم (1296) (305) و (306) ، والنسائي في "الكبرى" (4079) ، وفي "المجتبى" 5/374، وأبو يعلى (5067) ، وابن خزيمة (2879) ، والشاشي (457) ، وابن حبان (3873) ، والبيهقي في "السنن" 5/129، والبغوي (1949) ، من طرق، عن الأعمش، به.
وعلقه البخاري (1747) بصيغة الجزم عن عبد الله بن الوليد -وهو العدني-، قال: حدثنا سفيان، حدثنا الأعمش، بهذا.
قال الحافظ في "الفتح" 3/580: فائدة هذا التعليق بيان سماع سفيان -وهو الثوري- له من الأعمش.
والمراد بالجمرة: جمرة العقبة، وبالمسيل: بطن الوادي، كما سلف برقم (3548) ، وذكرنا هناك طرقه وشرحه.(6/419)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِنِّي لَمُسْتَتِرٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، إِذْ جَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ: ثَقَفِيٌّ وَخَتْنَاهُ قُرَشِيَّانِ، كَثِيرٌ شَحْمُ (1) بُطُونِهِمْ، قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، فَتَحَدَّثُوا بَيْنَهُمْ بِحَدِيثٍ، قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمْ: تُرَى أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْمَعُ مَا قُلْنَا؟ قَالَ الْآخَرُ: أُرَاهُ يَسْمَعُ إِذَا رَفَعْنَا، وَلَا يَسْمَعُ إِذَا خَفَضْنَا، قَالَ الْآخَرُ: إِنْ كَانَ يَسْمَعُ شَيْئًا مِنْهُ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُهُ كُلَّهُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ} [فصلت: 22] ، حَتَّى {الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 23] " (2)
3876 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ الْعَيْزَارِ بْنِ جَرْوَلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ، أَنَّهُ كَانَ صَدِيقًا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَإِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ،
__________
(1) في هامش (س) : شحوم. نسخة.
(2) حديث صحيح، وهب بن ربيعة، وهو الكوفي -وإن قال فيه الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، تفرد عنه عمارة بن عمير، لكن أخرج له مسلم- متابع، وقد أخرج له مسلم متابعة لا احتجاجاً، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمارة: هو ابن عمير التيمي.
وأخرجه مسلم (2775) من طريق يحيى القطان، وابن حبان (391) من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد.
وسلف بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (3614) . وسيأتي برقم (4221) و (4238) .(6/420)
زَارَهُ فِي أَهْلِهِ، فَلَمْ يَجِدْهُ، قَالَ: فَاسْتَأْذَنَ عَلَى أَهْلِهِ، وَسَلَّمَ، فَاسْتَسْقَى، قَالَ: فَبَعَثَتِ الْجَارِيَةَ تَجِيئُهُ بِشَرَابٍ مِنَ الْجِيرَانِ، فَأَبْطَأَتْ، فَلَعَنَتْهَا، فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ، فَجَاءَ أَبُو عُمَيْرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَيْسَ مِثْلُكَ يُغَارُ عَلَيْهِ، هَلَّا سَلَّمْتَ عَلَى أَهْلِ أَخِيكَ، وَجَلَسْتَ وَأَصَبْتَ مِنَ الشَّرَابِ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، فَأَرْسَلَتِ الْخَادِمَ، فَأَبْطَأَتْ، إِمَّا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ، وَإِمَّا رَغِبُوا فِيمَا (1) عِنْدَهُمْ، فَأَبْطَأَتِ الْخَادِمُ (2) ، فَلَعَنَتْهَا، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ اللَّعْنَةَ إِذَا وُجِّهَتْ (3) إِلَى مَنْ وُجِّهَتْ إِلَيْهِ، فَإِنْ أَصَابَتْ عَلَيْهِ سَبِيلًا، أَوْ وَجَدَتْ فِيهِ مَسْلَكًا (4) ، وَإِلَّا قَالَتْ: يَا رَبِّ، وُجِّهْتُ إِلَى فُلَانٍ، فَلَمْ أَجِدْ عَلَيْهِ سَبِيلًا، وَلَمْ أَجِدْ فِيهِ مَسْلَكًا، فَيُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ "، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ الْخَادِمُ مَعْذُورَةً، فَتَرْجِعَ اللَّعْنَةُ، فَأَكُونَ سَبَبَهَا (5)
__________
(1) في (ظ14) : عما، وهو مغاير للمعنى.
(2) لفظ: "الخادم" ليس في (ظ1) .
(3) "إذا وجهت" ليس في (ص) و (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(4) من قوله: "وإلا قالت يا رب ... " إلى هنا، سقط من (ق) و (ظ1) .
(5) إسناده محتمل للتحسين، فإن أبا عمير الحضرمي -وإن قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" مجهول- يمكن أن يخرجه من حيز الجهالة كونه صديقاً لابن مسعود، وأن ابن مسعود كان يزوره كما ذكر في الحديث، وبقيه رجاله ثقات رجال الصحيح غير العيْزار بن جرول الحضرمي، فليس من رجال الكتب الستة، وهو ثقة، وثقه ابن معين كما ذكر الحافظ في "التعجيل" ص 327، وذكره ابن حبان في=(6/421)
3877 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُلِّمَ فَوَاتِحَ الْخَيْرِ وَجَوَامِعَهُ - أَوْ جَوَامِعَ الْخَيْرِ وَفَوَاتِحَهُ - وَإِنَّا كُنَّا لَا نَدْرِي مَا نَقُولُ فِي صَلَاتِنَا، حَتَّى عُلِّمْنَا، فَقَالَ: قُولُوا: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ
__________
= "الثقات"، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعمر بن ذر: هو الهمْداني المرْهِبي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/74، وقال: رواه أحمد، وأبو عمير لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، ولكن الظاهر أن صديق ابن مسعود الذي يزوره هو ثقة. والله أعلم.
وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/473، وقال: رواه أحمد، وفيه قصة، وإسناده جيد إن شاء الله تعالى.
قوله: "ليس مثلك يغار عليه": قال السندي: أي لأجله، أو منه على الأهل، زعم أنه خرج خوفاً من غيرتي على أهلي منه.
هلا: للتخصيص في المستقبل، والتنديم في الماضي، فهاهنا للتنديم، وقد كتبها الناس في النسخ بصورة: هل لا، وهي كتابة على خلاف المتعارف، فلذلك كتبتها على الوجه المتعارف لئلا يخل في الفهم.
أو وجدت فيه مسلكاً: الظاهر أن كلمة "أو" للشك، لكن ما بعدها يدل على أنها للتنويع، بأن يحمل الأول على الاستحقاق القوي، والثاني على ما دون ذلك، والجزاء مقدر، أي: لحقته.
(1) في (ظ14) : تعلمنا.(6/422)
أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " (1)
3878 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ (2) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا أَحَدًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلًا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضْلة الجشمي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3063) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (9910) .
وأخرجه الترمذي (1105) ، والنسائي في "المجتبى" 2/238 من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9910) و (9911) و (9913) من طرق كثيرة، عن أبي إسحاق، به.
وسيرد برقم (3921) و (3967) و (4017) من طريق الثوري، و (4160) من طريق شعبة، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
وسلف برقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، به. وذكرنا هناك شواهده.
قال السندي: قوله: فواتح الخبر وجوامعه -وفي بعض الروايات: فواتح الخير وخواتمه، وهو كناية عن الخبر كله- وأما جوامع الخير فهي الكلمات الجامعة للخيرات.
(2) "عن أبي الأحوص" سقط من (م) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. عبد الرزاق:=(6/423)
3879 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ " (1)
3880 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ مِنْ خِلِّهِ (2) ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا (3) ، لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ
__________
= هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20398) .
وأخرجه الشاشي (721) و (722) من طريق إسرائيل، والطبراني في "الأوسط" (1415) من طريق أشعث بن سوار، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
وسلف برقم (3580) .
(1) حديث صحيح، إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن -وهو ابن صالح بن صالح بن حي الهمداني- وأبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة- فمن رجال مسلم. وأبو إسحاق -واسمه عمرو بن عبد الله السبيعي- متابع.
وتقدم برقم (3699) ، ومطولاً برقم (3660) .
(2) كذا في جميع النسخ عندنا، وفي طبعة الشيخ أحمد شاكر: أثبتها من النسخة الكتانية. قال السندي: قوله: من خِلَّتِهِ بكسر خاء: هى الصداقة، كالخلةِ بالضم.
(3) في (ق) و (ظ1) و (ظ14) : متخذاً أحدا خليلاً.(6/424)
خَلِيلًا، وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
3881 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَعْوَرِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " آكِلُ الرِّبَا وَمُوكِلُهُ وَكَاتِبُهُ وَشَاهِدَاهُ، إِذَا عَلِمُوا بِهِ، وَالْوَاشِمَةُ وَالْمُسْتَوْشِمَةُ لِلْحُسْنِ، وَلَاوِي الصَّدَقَةِ، وَالْمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَتِهِ: مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الترمذي (3655) من طريق عبد الرزاق -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/443 من طريق عبيد الله بن موسى، عن سفيان الثوري، به.
وهو مكرر (3580) .
(2) حديث حسن، الحارث بن عبد الله الأعور -وإن كان ضعيفاً- قد توبع كما سيرد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعبد الله بن مرة: هو الهمْداني الخارفي.
وأخرجه ابن حبان (3252) ، والبيهقي في "الشعب" (5507) ، من طريق محمد بن كثير العبدي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (10793) و (15350) عن معمر، والنسائي في "المجتبى" 8/147 وفي "الكبرى" (8719) من طريق شعبة، كلاهما عن الأعمش، به.
وله طريق يحسن به، فقد أخرجه ابن خزيمة (2250) ، والحاكم 1/387،=(6/425)
فَذَكَرْتُ ذَلِكَ (1) لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " آكِلُ الرِّبَا، وَمُوكِلُهُ سَوَاءٌ " (2)
3882 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَصَفَّ صَفَّا (3) خَلْفَهُ، وَصَفٌّ مُوَازِي الْعَدُوِّ "، قَالَ: وَهُمْ فِي صَلَاةٍ كُلُّهُمْ، قَالَ: "
__________
= والبيهقي في "السنن" 9/19 من طريق يحيى بن عيسى الرمْلي، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله، به. قال البيهقي: تفرد به يحيى هكذا.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتح بيحيى بن عيسى الرملي، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلنا: يحيى بن عيسى مختلف فيه، فقد أثنى عليه أحمد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي، وضعفه ابن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطىء.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/118، وقال: في الصحيح وغيره بعضه، رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الكبير"، وفيه الحارث الأعور، وهو ضعيف، وقد وثق.
وانظر (3725) ففيه شواهد بعضه في الصحيح.
قوله: "ولاوي الصدقة": قال السندي: أي: مؤخرها إلى أن تفوت.
(1) لفظ: "ذلك" لم يرد في (س) و (ص) ، وأثبت في هامشيهما. وفي طبعة الشيخ أحمد شاكر: فذكرته لإِبراهيم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. والقائل: فذكرت ذلك لإبراهيم، هو الأعمش.
(3) في (س) و (ظ14) و (ظ1) و (م) : فصف صف.(6/426)
وَكَبَّرَ (1) وَكَبَّرُوا جَمِيعًا، فَصَلَّى بِالصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ رَكْعَةً، وَصَفٌّ مُوَازِي الْعَدُوِّ "، قَالَ: " ثُمَّ ذَهَبَ هَؤُلَاءِ، وَجَاءَ هَؤُلَاءِ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ قَامَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ صَلَّى بِهِمُ الرَّكْعَةَ الثَّانِيَةَ، فَقَضَوْا مَكَانَهُمْ، ثُمَّ ذَهَبَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَقَضَوْا رَكْعَةً " (2)
3883 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ، أَوِ الْعَصْرَ خَمْسًا، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَاتَانِ السَّجْدَتَانِ لِمَنْ ظَنَّ مِنْكُمْ أَنَّهُ زَادَ، أَوْ نَقَصَ " (3)
__________
(1) في (ظ14) : فكبر.
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير خصيف -وهو ابن عبد الرحمن الجزري- فقد روى له أصحاب السنن، وهو مختلف فيه. سفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4245) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/311 من طريق مؤمل، عن سفيان الثوري، به.
وأشار أبو داود عقب الرواية (1245) إلى هذا الإسناد، فقال: رواه الثوري بهذا المعنى عن خصيف.
وقد سلف بنحوه برقم (3561) .
(3) إسناده ضعيف لضعف جابر، وهو ابن يزيد الجعفي، وبقية رجاله ثقات=(6/427)
3884 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ، حَتَّى رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا، وَقَالَ: " إِنَّ فِي الصَّلَاةِ شُغْلًا " (1)
__________
= رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد بن قيس النخعي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3456) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (9848) .
وأخرجه الشاشي (416) ، والطبراني في "الكبير" (9849) و (9850) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (417) ، والطبراني في "الكبير" (9853) من طريق يزيد أبي خالد الدالاني، عن عبد الرحمن بن الأسود، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9854) من طريق محمد بن أبان، عن أبى إسحاق، عن الأسود، به، نحوه. ومحمد بن أبان -وهو الجعفي- ضعيف.
وقد سلف بنحوه بأسانيد صحيحة بالأرقام (3566) -وذكرنا هناك أطرافه- و (3570) و (3602) . وسيأتي من طريق جابر برقم (4072) و (4418) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ظاهره الانقطاع، إبراهيم -وهو النخعي- لم يسمع من ابن مسعود، لكن روى المزي بإسناده إلى إبراهيم النخعي، قال: إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحد عن عبد الله. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همّام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران.=(6/428)
3885 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ أَبِي الرَّضْرَاضِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنْتُ أُسَلِّمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ، فَيَرُدُّ عَلَيَّ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ، سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَوَجَدْتُ فِي نَفْسِي، فَلَمَّا فَرَغَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي إِذَا كُنْتُ سَلَّمْتُ (1) عَلَيْكَ فِي الصَّلَاةِ رَدَدْتَ عَلَيَّ؟ قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحْدِثُ فِي أَمْرِهِ (2) مَا يَشَاءُ " (3)
__________
= وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3592) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (540) من طريق شعبة، عن الأعمش، به.
وسلف بإسناد صحيح برقم (3563) ، وبنحوه سلف برقم (3575) ، وسيأتي برقم (3885) و (3944) و (4145) و (4417) .
(1) في (ظ14) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: إني كنت إذا سلمت.
(2) في (ق) و (ظ1) : من أمره.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، أبو الرضراض -وإن لم يرو عنه غير أبي الجهم- متابع، وقد اختلف فيه على مطرف، فقال ابن فضيل في هذه الرواية وأسباط في الرواية (3944) : أبو الرضراض، وكذلك ذكره ابن سعد في "طبقاته" 6/203. وقال أبو كدينة -وهو يحيى بن المهلب- كما في "التاريخ الكبير" 3/340: رضراض، وسماه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/521: رضراض بن أسعد، وذكره الحافظ في "التعجيل" ص 130 باسم رضراض، وقال:
هو أبو رضراض، يأتي في "الكنى"، ثم لم يذكره في الكنى، وقد وهم فيه أبو كدينة، فقال: -كما في "التاريخ الكبير" 3/340، و"ثقات" ابن حبان 6/321-: رضراض، سمع قيس بن ثعلبة، والصواب أن رضراضاً هذا هو أحد بني قيس بن=(6/429)
3886 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُؤَاخَذُ أَحَدُنَا بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: " مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ
__________
= ثعلبة، كما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/236، ونقله عنه الحافظ في "لسان الميزان" 4/477، وقد ذكره الذهبي في "الميزان" فقال: رضراض، عن ابن عباس، قال الأزدي: ليس بقوي. وقد قال المعلمي في حاشيته على "التاريخ الكبير": يترجح أن اسمه رضراض، أو يجمع بين الروايتين بأنه رضراض أبو رضراض، فيكون مكنى بمثل اسمه، ومثله موجود.
وأبو الجهم -وهو سليمان بن الجهم- قال المِزي: روى عنه روح بن جناح الدمشقي، وأخوه مروان بن جناح -إن كان محفوظاً-، ومطرف بن طريف، وأثنى عليه خيراً، وقال على ابن المديني: لا أعلم أحداً روى عنه غير مطرف. وأثبت سماع مطرف منه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/5، وأحمد كما في "العلل" (777) ، ونقله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/104. وذكره في "الثقات"
ابن حبان، والعجلي، وابن خلفون.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. مطرف: هو ابن طريف الحارثي.
وأخرجه أبو يعلى (5189) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/455، من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10129) و (10545) من طريقين، عن مطرف، به.
وسيأتي برقم (3944) و (4145) و (4417) .
وأصل الحديث في "الصحيحين" بلفظ: "إن في الصلاة لشغلاً"، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (3563) ، وتقدمت هذه الرواية بأطول مما هنا برقم (3575) بإسناد حسن.(6/430)
بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الْإِسْلَامِ، أُخِذَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ " (1)
3887 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَا نَسِيتُ فِيمَا نَسِيتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ " كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ " أَيْضًا (2)
3888 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي (3) إِسْحَاقَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري (6921) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/211، وابن حبان (396) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/125، والبيهقي في "السنن" 9/123 وفي "الشعب" (23) ، من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3596) وذكرنا هناك توجيهه.
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر، وهو ابن يزيد الجعفي، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه عبد الرزاق (3127) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (10177) عن معْمر والثوري، عن حماد، عن أبي الضحى، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3699) ، ومطولاً برقم (3660) ، وذكرنا هناك مكرراته.
(3) قوله: "أبي" سقط من (م) .(6/431)
عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي الضُّحَى (1)
3889 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَيْفَ بِكَ يَا عَبْدَ اللهِ، إِذَا كَانَ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يُضَيِّعُونَ (2) السُّنَّةَ، وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مِيقَاتِهَا؟ " قَالَ: كَيْفَ تَأْمُرُنِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " تَسْأَلُنِي ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ، كَيْفَ تَفْعَلُ؟ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي-، فمن رجال مسلم. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3130) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (10173) .
وسلف برقم (3699) ، ومطولاً برقم (3660) ، وذكرنا هناك أطرافه.
(2) في (ظ14) : يضعون.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، القاسم بن عبد الرحمن -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من جده، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. معمر: هو ابن راشد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (3790) .
وأخرجه عبد الرزاق أيضاً (3786) بنحوه عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن ابن مسعود، موقوفاً.
وقد سلفت الرواية بإسناد متصل -إن صح- برقم (3790) .
وانظر (3601) .(6/432)
مسند الإمام احمد بن حنبل 164 - 241 هـ
أشرف على تحقيقه
الشيخ شعيب الأرنؤوط
حقق هذا الجزء وحقق أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط
محمد نعيم العرقسوسي - إبراهيم الزيبق
الجزء السابع
مؤسسة الرسالة(7/3)
3890 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ وَأَشَارَ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللهِ، وَلَمْ يُسَمِّهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، قَالَ: فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس.
وأخرجه الطيالسي (372) ، والبخاري في "صحيحه " (527) و (5970) و (7534) ، وفي "الأدب المفرد" (1) ، ومسلم (85) (139) والدارمي 1/278 والنسائي في "المجتبى" 1/292، وأبو يعلى (5286) ، وأبو عوانة 1/63-64، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"3/27، وابن حبان (1477) ، والطبراني في "الكبير" (9805) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/266، والبيهقي في " السنن "
2/2152، وفي "الشعب " (7824) ، والبغوي في "شرح السنة" (344) ، من طرق عن شعبة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/311، والبخاري (2782) و (7534) ، ومسلم (85) (137) و (138) ، والترمذي (173) ، وأبو عوانة 1/64، وابن حبان (1478) ، والطبراني في "الكبير" (9806) و (9807) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/266(7/5)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= و10/401، والبيهقي في "الشعب " (4219) ، من طرق عن الوليد بن العيزار، به.
وأخرجه مختصراً مسلم (85) (140) ، وأبو عوانة 1/64، وابن حبان (1474) ، والطبراني في "الكبير" (9809) و (9810) و (9811) و (9812) و (9813) و (9814) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 2/301، من طرق عن أبي عمرو الشيباني، به.
وأخرجه الدارقطني في "السنن " 1/246، والحاكم 1/188-189، من طريق حجاج بن الشاعر، عن علي بن حفص المَديني، عن شعبة، به، بلفظ: "الصلاة في أول ميقاتها". قال الحاكم: قد روى هذا الحديث جماعة عن شعبة، ولم يذكر هذه اللفظة غير حجاج بن الشاعر، عن علي بن حفص، وحجاج حافظ ثقة، وقد احتج مسلم بعلي بن حفص المديني، ووافقه الذهبي.
وبهذه اللفظة أخرجه ابن خزيمة (327) ، وابن حبان (1475) و (1479) ، والطبراني في "الكبير" (9808) ، والحاكم 1/188 من طريق بندار محمد بن بشار، والحاكم 1/188 أيضاً، والبيهقي في "السنن " 1/434، والبغوي في "شرح السنة" 2/177 من طريق الحسن بن مكرم البزار، كلاهما عن عثمان بن عمر، عن مالك بن مِغْوَل، عن الوليد بن العيزار، به.
قال ابن حبان: "الصلاة في أول وقتها" تفرد به عثمان بن عمر، وقال الحاكم: فقد صحت هذه اللفظة باتفاق الثقتين بندار والحسن بن مكرم على روايتهما عن عثمان بن عمر، وهو صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه مختصراً الدارقطني 1/247 من طريق الحجاج، عن سليمان، عن أبي عمرو الشيباني، به.
وأخرجه الدارقطني 1/246-247، والحاكم 1/189 من طريق محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عبيد المكتب، عن أبي عمرو الشيباني، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الحاكم: الرجل هو عبد الله بن مسعود لإجماع الرواة فيه على أبي عمرو الشيباني. قلنا: سيرد في "المسند" =(7/6)
3891 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي "، فَلَمَّا نَزَلَتْ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ
__________
= 5/368 من حديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه مطولاً سعيد بن منصور (2302) ، والطبراني في "الكبير" (9820) من طريق يزيد بن معاوية، عن عبد الملك بن عمير، عن زر بن حُبيش، عن إبن مسعود، به.
وأخرجه الشاشي (897) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل، عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: سأل رجل عبد الله بن مسعود. وعون لم يدرك ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9815) من طريق عمرو بن جرير البَجَلي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن ابن مسعود، موقوفاً.
وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" (9819) من طريق أبي نعيم، عن أبي جَنَاب يحيى بن أبي حية الكلبي، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود، به.
وأخرجه مطولا أيضاً الطبراني في "الكبير" (9821) من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن مسعود، به.
وأخرجه مختصراً الطبراني (9822) من طريق حسين بن علي الجُعفي، عن زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود، به.
وسيأتي برقم (3973) و (3998) و (4186) و (4223) و (4243) و (4285) و (4313) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6602) .
وعن أم فروة عند الترمذي (170) مختصراً. =(7/7)
وَالْفَتْحُ، قَالَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ (1) اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ " (2)
3892 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَسَدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (3)
3893 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ، قَالَ: فَلَمَّا وَقَفْنَا بِعَرَفَةَ، قَالَ: فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَوْ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَفَاضَ الْآنَ، كَانَ قَدْ أَصَابَ، قَالَ: فَلَا أَدْرِي كَلِمَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ كَانَتْ أَسْرَعَ، أَوْ إِفَاضَةُ عُثْمَانَ، قَالَ: فَأَوْضَعَ النَّاسُ، وَلَمْ
__________
= قال السندي: قوله: "الصلاة على وقتها"، أي: أداؤها في وقتها المستحب، وأحاديث أفضل الأعمال وردت مختلفة، وقد ذكر العلماء في توفيقها وجوهاً، من جملتها أن الاختلاف بالنظر إلى اختلاف أحوال المخاطبين، فمنهم من يكون الأقضل له الاشتغال بعمل، ومنهم من يكون الأفضل له الاشتغال بآخر.
(1) لفظ: "اللهم " ليس في (ظ 14) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. وهو مكرر (3719) . عفان: هو ابن مسلم.
وسلف أيضاً برقم (3683) ، وذكرنا هناك أطرافه وشواهده.
(3) هو مكرر (3751) سنداً ومتناً. وكتب فوقه في (ظ 14) : معاد.(7/8)
يَزِدِ ابْنُ مَسْعُودٍ عَلَى الْعَنَقِ، حَتَّى أَتَيْنَا جَمْعًا، فَصَلَّى بِنَا ابْنُ مَسْعُودٍ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ دَعَا بِعَشَائِهِ، ثُمَّ تَعَشَّى، ثُمَّ " قَامَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ رَقَدَ، حَتَّى إِذَا طَلَعَ أَوَّلُ الْفَجْرِ، قَامَ فَصَلَّى الْغَدَاةَ "، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: مَا كُنْتَ تُصَلِّي الصَّلَاةَ هَذِهِ السَّاعَةَ - قَالَ: وَكَانَ يُسْفِرُ بِالصَّلَاةِ -، قَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْيَوْمِ، وَهَذَا الْمَكَانِ، يُصَلِّي هَذِهِ السَّاعَةَ " (1)
3894 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " جَدَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّمَرَ
__________
(1) حديث صحيح، رجالُه ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، عبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5367) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ خزيمة (2852) من طريق زكريا بن أبي زائدة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/211 من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن أبي إسحاق، به. قال ابن خزيمة في ترجمة الحديث: إن ثبت الخبر، فإني لا أقِفُ على سماع أبي إسحاق هذا الخبرَ من عبد الرحمن بن يزيد. وقال عَقِبَ الحديث: لم يرفع ابنُ مسعود قصةَ عشائهما بينهما، وإنما هذا من فعله، لا عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد سلف مختصراً برقم (3637) ، ورواه البخاري (1683) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق بنحوه، كما سيأتي برقم (3969) و (4293) .
قوله: "فأوضَعَ الناس "، أي: أسرعوا.
على العَنَق: بفتحتين، أي: المقارب إلى الوسط من السيْرِ. قاله السندي.(7/9)
بَعْدَ الْعِشَاءِ " (1) قَالَ خَالِدٌ: " مَعْنَى جَدَبَ إِلَيْنَا، يَقُولُ: عَابَهُ، ذَمَّهُ "
3895 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُوَلَتَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ "، قُلْتُ: حَتَّى يَقُومَ؟ قَالَ: حَتَّى يَقُومَ (2)
3896 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ، يَقُولُ: إِنَّ الْكَذِبَ لَا يَصْلُحُ مِنْهُ جِدٌّ وَلَا هَزْلٌ
__________
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسنادَ ضعيف، خالد - وهو ابنُ عبد الله الواسطي الطحان - سَمعَ من عطاء بن السائب بعدَ الاختلاط، وبقية رجاله ثقات. خلف بن الوليد: هو أبو الوليد العتكي الجوهري.
وسلف برقم (3603) .
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابنُ عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وبهز: هو ابنُ أسد العمي، وشُعبة: هو ابن الحجاج، وسعدُ بن إبراهيم: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.
وقد سلف برقم (3656) .
وقوله: "الأولتين "، قال السندي: هكذا بالتاء المثناة من فوق في النسخ هاهنا، والذي في "الصحاح " و"القاموس " في تأنيث الأول لفظة الُأولى لا الأدلة بالتاء. والله تعالى أعلم. قلنا: وقد أثبتها الشيخ أحمد شاكر: "الأوليين " على الجادة.
والرضْفُ: الحجارة المحماة على النار.(7/10)
وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: جِدٌّ - وَلَا يَعِدُ الرَّجُلُ صَبِيًّا، ثُمَّ لَا يُنْجِزُ لَهُ. قَالَ: وَإِنَّ مُحَمَّدًا قَالَ لَنَا: " لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الأحوص - وهو عوفُ بن مالك بن نضلة الجشمي - من رجال مسلم، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه بقسميه الموقوفِ والمرفوع مطولًا أبو يعلى (5363) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن عفان بن مسلم، بهَذا الإسناد.
وأخرجه عبدُ الرزاق (20076) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8518) عن معمر، عن أبي إسحاق، به.
والمرفوع منه أخرجه مسلم (2606) ، والبيهقَي في "السنن " 10/426 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به.
والموقوفُ منه أخرجه وكيع في "الزهد" (396) عن أبيه، وعبد الرزاق (20076) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8518) عن معمر، وكيع أيضاً (396) ، والبغوي في "شرح السنة" (3575) من طريق إسرائيل، والطبراني أيضاً (8526) من طريق أبي عوانة، أربعتُهم عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه وكيع أيضاً (395) ، ومن طريقه ابن أبي شيبة 8/591، وهنَّاد في "الزهد" (1369) ، والطبري في "التفسير" (17459) و (17460) عن الأعمش، عن إبراهيم - وهو النخعي -، عن عبدِ الله، وعن الأعمش، عن مجاهد، عن أبي معمر عبد الله بنِ سَخْبَرة، عن عبد الله، قال: لا يَصْلُحُ الكذِبُ في هزلٍ ولا جد.
وأخرجه الطبرانى في "الكبير" (8525) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن أبي معمر عبد الله بن سَخْبَرَة، عن عبد الله.
وأخرجه أيضاً وكيع في "الزهد" (401) ، ومن طريقه هنَّاد في "الزهد" (1369) ،=(7/11)
3897 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ " (1)
__________
= والطبري في "التفسير" (17461) من طريق الأعمش، وابن المبارك في "الزهد" (1400) ، والطبري في "التفسير" (17456) و (17457) و (17458) من طريق شعبة، كِلاهما عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، وهذا إسناد منقطع، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
وأخرجه بقسميه مرفوعاً ابنُ ماجه (46) من طريق موسى بن عقبة، والدارمي 2/299-300، والحاكم 1/127 من طريق إدريس الأودي، كلاهما عن أبي إسحاق، به، جعلوه كله مرفوعاً. وموسى بن عقبة وإدريس الأودي لم يذكرا فيمن سمع من أبي إسحاق قبل التغير. قال الحاكم: هذا الحديثُ صحيح الإسناد على شرط الشيخين، وإنما تواترت الروايات بتوقيف أكثرِ هذه الكلمات، فإن صَح سنده، فانه صحيح على شرطهما، ووافقه الذهبي.
قلنا: قد أخرجه موقوفاً بقسميه مطولاً عبدُ الرزاق (20198) عن معمر، عن جعفر بن برقان، عن ابن مسعود. وهذا إسناد منقطع، جعفر بن برقان لم يدرك ابن مسعود.
والمرفوع منه سلف مطولاً برقم (3638) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لأن أبانَ بن تغلبَ - وإن كان ثقة من رجال مسلم - لا تُعلم روايته عن أبي إسحاق - وهو السبيعي - هل كانت قبل التغير أو بعده، وقد خالفه شعبة فرواه عن أبي إسحاق موقوفاً، وهذا أصح، فإن شعبة سمع من أبي إسحاق قديماً، وانظر "العلل " 1/293 لابن أبي حاتم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
علي بن عبد الله: هو المديني. وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي. =(7/12)
3898 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قال عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَرْثٍ، مُتَوَكِّئًا عَلَى عَسِيبٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَسَأَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ؟ " فَسَكَتَ،
__________
= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/161، وفي "الكبرى" (3732) من طريق أحمد بن عبدة البصري، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/124 من طريق المقدمي، والشاشي (482) من طريق محمد بن الفضل عَارِم، ثلاثتهم عن حماد بن زيد، به. ونقل محققُ الشاشي عن البزار قوله: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عَن أبي إسحاق إلا من حديث أبان بن تغلب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/4/193 عن أبي خالد، عن الأعمش، عن عُمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، موقوفاً.
وانظر (3549) .
وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (1549) ، ومسلم (1184) ، سيرد (4457) .
وآخر من حديث عائشة عند البخاري (1550) ، سيرد 6/32 و100 و181 و230 و234.
وثالث من حديث ابن عباس سلف برقم (2404) .
ورابع من حديث جابر عند مسلم (1218) ، سيرد 3/320.
وخامس من حديث عمرو بن معدي كرب عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/124-125.
وسادس من حديث المسور بن مخرمة موقوفاً على عمر عند ابن أبي شيبة 1/4/193.
وسابع من حديث أبي هريرة عند ابن خزيمة (2624) . =(7/13)
ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ عَلَيْهِمْ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] " (1)
3899 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ، فَهُوَ يَمْشِي مَرَّةً، وَيَكْبُو مَرَّةً، وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً، فَإِذَا جَاوَزَهَا، الْتَفَتَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي أَنْجَانِي مِنْكِ، لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَلْأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، فَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ اللهُ (2) : يَا ابْنَ آدَمَ، فَلَعَلِّي إِذَا أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ
__________
= وثامن من حديث أنس عند أبي يعلى (2768) و (3563) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدُ الله بنُ مُرة: هو الهمداني الكوفي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه مسلم (2794) (34) ، والشاشي (370) ، وابن حبان (97) من طرق عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
قال الدارقطني في "العلل " 5/251-252: يرويه عبدُ الله بنُ إدريس، عن الأعمش، عن عبد الله بنِ مُرة، عن مسروق، عن عبدِ الله. وخالفه وكيع، وعيسى بن يونس، وعلي بنُ مسهر، فرووه عن الأعمش، عن إبراهيمَ، عن علقمة، عن عبدِ الله، وهو المشهور، ولعلهما صحيحان، وابن إدريس من الأثبات، ولم يُتابع على هذا القولَ.
وقد سلف برقم (3688) .
(2) في (ق) : فيقول الله له.(7/14)
غَيْرَهَا "، قَالَ: " وَرَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَعْذُرُهُ، لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ (1) لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَى، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، هَذِهِ فَلْأَشْرَبْ مِنْ مَائِهَا، وَأَسْتَظِلَّ (2) بِظِلِّهَا، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي (3) غَيْرَهَا؟ فَيُعَاهِدُهُ أَنْ (4) لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَعْذُرُهُ، لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَيَيْنِ (5) ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَأَسْتَظِلَّ (6) بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا. فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ قَالَ: بَلَى، أَيْ رَبِّ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا، فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْذُرُهُ، لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْهَا، سَمِعَ (7) أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ،
__________
(1) في (س) و (ق) و (ظ 1) : فترفع.
(2) في (س) و (ظ 14) : أو أستظل.
(3) في (ظ 14) : أن تسألني.
(4) في (ق) : أنه.
(5) في (ظ 14) : الأولتين.
(6) في هامش (س) : لأستظل.
(7) في (ظ 14) : يسمع.(7/15)
فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِيهَا، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَا يَصْرِينِي مِنْكَ؟ أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا، وَمِثْلَهَا مَعَهَا؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَتَسْتَهْزِئُ بِي، (1) وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ " فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّا (2) أَضْحَكُ؟ فَقَالُوا: مِمَّ (3) تَضْحَكُ؟ فَقَالَ: هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ؟ " فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مِنْ ضَحِكِ رَبِّي حِينَ قَالَ: أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ فَيَقُولُ: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ، وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَدِيرٌ (4) " (5)
3900 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (6)
__________
(1) في (س) و (ص) و (ظ 14) : مني.
(2) في (س) و (ظ 1) و (ظ 14) : مما.
(3) في (ظ 14) : رب العالمين.
(4) في (س) و (ظ 14) : قادر.
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقات رجالُ الشيخين غيرَ حماد - وهو ابنُ سلمة - فمن رجال مسلم. عفان: هو ابنُ مسلم الصفار.
وأخرجه مسلم (187) (310) ، والبيهقي في "البعث، (105) ، والبغوي في "شرح السنة" (4355) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3714) ، وشرحنا فيه قوله: "ما يضيرني "، وانظر (3595) .
(6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. =(7/16)
3901 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ كُلُّ ثَلَاثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ، كَانَ أَبُو لُبَابَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، زَمِيلَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَكَانَتْ عُقْبَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَا نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ، فَقَالَ: " مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَلَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 12/460، وأبو عوانة 4/73، من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3186) ، ومسلم (1736) (12) ، والنسائي في "الكبرى" (8738) ، وابن ماجه (2872) ، والدارمي 2/248، وأبو يعلى (5342) ، وأبو عوانة 4/73، والشاشي (569) و (570) و (571) و (573) و (574) و (586) ، وابن حبان (7341) ، والقضاعي في "مسند الشهاب " (210) ، والبيهقي في "السنن " 8/160، وفي "الشعب " (4353) و (5270) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/460، ومسلم (1736) (13) ، وأبو عَوانة 4/73 و74 من طريقين عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (3959) و (4201) و (4202) .
وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (3188) ، ومسلم (1735) ، سيرد 2/16.
وعن أنس عند البخاري (3187) ، ومسلم (1737) ، سيرد 3/142.
وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1738) ، سيرد 3/7.
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه أبو يعلى (5359) ، والبغوي في "شرح السنة" (2686) ، من طريق =(7/17)
3902 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ، يَقُولُ: قَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِسْمَةً، (1) فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا يُرَادُ بِهَا وَجْهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَدَّثْتُهُ، قَالَ: فَغَضِبَ، حَتَّى رَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ (2) ، فَصَبَرَ " (3)
__________
= عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (354) ، والنسائي في "الكبرى" (8807) ، والبزار (1759) "زوائد"، والشاشي (639) ، وابن حبان (4733) ، والحاكم 2/91 و3/20 والبيهقي في "السنن " 5/258 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
قال البزار: لا نعلم رواه عن عاصم، عن زر، عن عبد الله إلا حماد. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: حماد بن سلمة احتج به مسلم في روايته عن ثابت، وعاصم روى له الشيخان متابعة، ولم يحتجا به.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 6/68، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه عاصم بن بهدلة، وحديثه حسن، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
قلنا: فاته أن ينسبه لأبي يعلى، وليس هو على شرطه.
وسيأتي برقم (3965) و (4009) و (4029) ، ويكرر برقم (4010) .
قوله: "وكانت عُقْبَةُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، أي: نوبة نزوله أو مشيه.
(1) في هامش (س) : قَسْماً.
(2) في هامش (س) : هذا. نسخة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.(7/18)
3903 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: زُبَيْدٌ، وَمَنْصُورٌ، وَسُلَيْمَانُ، أَخْبَرُونِي، أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ " قَالَ زُبَيْدٌ: فَقُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ، مَرَّتَيْنِ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1)
__________
= وأخرجه البخاري (3405) و (6336) ، والشاشي (548) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3608) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وشعبة: هو ابن الحجاج، وزبيد: هو ابن الحارث اليامي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان " (654) ، والبيهقي في "السنن " 8/20، من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (64) (117) ، وابن ماجه (69) ، من طريق عفان، عن شعبة، عن الأعمش، به.
وأخرجه الطيالسي (258) ، والبخاري (6044) ، والنسائي في "المجتبى" 7/122، وأبو عوانة 1/24، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/365،
والشاشي (582) و (584) ، وابن حبان (5939) ، وابن منده في "الإيمان " (654) ، والبيهقي في "السنن " 8/20 و10/209 من طرق عن شعبة، عن منصور، به.
وأخرجه الطيالسي (258) ، والنسائي في "المجتبى" 7/122 وأبو عوانة 1/24، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/365، والشاشي (582) و (585) ، وابن حبان (5939) ، وابن منده في "الإيمان " (654) من طرق عن شعبة، عن الأعمش، به.
وأخرجه البخاري (7076) ، والنسائي في "المجتبى" 7/112، وابن ماجه =(7/19)
3904 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ التُّقَى، وَالْهُدَى، وَالْعَفَافَ، وَالْغِنَى " (1)
3905 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ (2) ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدَقَةِ الْبَقَرِ: " إِذَا
__________
= (69) و (3939) ، وأبو يعلى (4988) ، وأبو نعيم في "الحلية" 10/215 من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الحميدي (104) ، والنسائي في "المجتبى" 7/122، وأبو يعلى (4988) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/123 من طرق عن منصور، به.
وسلف برقم (3647) من طريق شعبة، عن زبيد، به. وتخريجه هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الطيالسي (303) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (674) ، والترمذي (3489) ، وابن حبان (900) ، والطبراني في "الدعاء" (1408) ، من طرق عن شعبة، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسلف برقم (3692) .
(2) تحرف في (م) إلى: حدثنا ابن مسعود وابن سعد.(7/20)
بَلَغَ الْبَقَرُ ثَلَاثِينَ، فِيهَا (1) تَبِيعٌ مِنَ الْبَقَرِ، جَذَعٌ أَوْ جَذَعَةٌ، حَتَّى تَبْلُغَ أَرْبَعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ، فَفِيهَا بَقَرَةٌ مُسِنَّةٌ، فَإِذَا كَثُرَتِ الْبَقَرُ، فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ مِنَ الْبَقَرِ، بَقَرَةٌ مُسِنَّةٌ " (2)
__________
(1) في هامش (س) : ففيها. نسخة.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، وخصيف - وهو ابن عبد الرحمن - سيئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات. عفان: هو ابن مسلم الصفْار.
وأخرجه مختصراً الترمذي (622) ، وابن ماجه (1804) ، وابن الجارود في "المنتقى" (344) ، والبيهقي في "السنن " 4/99، من طريق عبد السلام بن حرب، عن خصيف، بهذا الإسناد. ولفظه: "في ثلاثيين من البقر تبيع أو تبيعة، وفي كل أربعين مسنة"، قال الترمذي: هكذا رواه عبد السلام بن حرب، عن خصيف، وعبد السلام ثقة حافظ، وروى شريد هذا الحديث عن خصَيف، عن أبي عبيدة، عن أمه، عن عبد الله، وأبو عبيدة لم يسمع من عبد الله. قلنا: قد وقع في مطبوع الترمذي و"تحفة الأحوذي " 3/257: "عن أبيه "، بدل: "عن أمه "، ولم يفطن لهذا التحريف المباركفوري، فعلق عليها أنها من سوء حفظ شريك، وأنها زيادة منكرة، أو أن قوله: "عن عبد الله "، بدل من: "عن أبيه "، وقد جاءت على الصواب في "سنن البيهقي " 4/99، و"نصب الراية" 2/352، وتبقى زيادة: "عن أمه " من سوء حفظ شريك.
وله شاهد من حديث معاذ بن جبل من طريق مسروق، عنه عند عبد الرزاق (6841) ، والطيالسي (567) ، وأبي داود (1578) ، والترمذي (623) ، وصححه ابن حبان (4886) ، والحاكم 1/398، قال الحافظ في "الفتح "3/324: وفي الحكم بصحته نظر، لأن مسروقاً لم يلق معاذاً، وإنما حسنه الترمذي لشواهده. قلنا: وفي قول الحافظ: إنه لم يلق معاذاً نظر، فقد قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/275: وقد روي هذا الخبر عن معاذ بإسناد متصل صحيح ثابت، ذكره عبد =(7/21)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الرزاق، حدثنا معمر والثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ.
وقال ابن حزم في "المحلى" 6/16: وجدنا حديث مسروق إنما ذكر فيه فعل معاذ باليمن في زكاة البقر، وهو بلا شك قد أدرك معاذاً، وشهد حكمه، وعمله المشهور المنتشر، فصار نقله لذلك - ولأنه عن عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ- نقلا عن الكافة، عن معاذ بلا شك.
وله طرق أخرى عن معاذ، وستأتي في "المسند" 5/230 و233 و240 و247.
وآخر من حديث علي عند أبي داود (1572) ، وإسناده ضعيف، لأنه من رواية زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق السبيعي، وروايته عنه إنما هي بعد تغيره، ثم إنه - أي زهير- قد شك في رفعه، وصححه ابن القطان- فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 2/353.
ورواه عبد الرزاق (6842) عن معمر، والثوري عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي موقوفاً. وهذا إسناد حسن، معمر والثوري سمعا من أبي إسحاق - وهو السبيعي - قديماً، وعاصم بن ضمرة مختلف فيه، وقال الحافظ في "التقريب ": صدوق، أي: حسن الحديث.
وثالث من حديث ابن عباس عند البزار (892) ، والدارقطني 2/99، والبيهقي في " السنن " 4/99، قال ابن عباس: لما بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معاذاً إلى اليمن أمره أن يأخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعاً أو تبيعة، جذعاً أو جذعة، ومن كل أربعين بقرة بقرةً مسنة. وهو ضعيف، لأنه من طريق بقية عن المسعودي. قال البزار: إنما يرويه الحفاظ عن الحكم، عن طاووس مرسلاً، ولم يُتابع بقيةَ على هذا أحد.
ورواه الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن طاووس، عن ابن عباس، والحسن لا يحتج بحديثه إذا تفرد به. وأورده الهيثمي في "المجمع " 3/73، ونقل قول البزار قال ابن عبد البَر في "الاستذكار" 9/157، ونقله عنه الحافظ في "التلخيص " =(7/22)
3906 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: " لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً " وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ غُلَامٌ لَهُ ذُؤَابَتَانِ، يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ (1)
3907 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً عَلَى غَيْرِ مَا
__________
= 2/153: ولا خلاف بين العلماء أن السُّنة في زكاة إلبقر على ما في حديث معاذٍ هذا، وأنه النصاب المُجْتَمَعُ عليه فيها.
قوله: "تَبِيع ": ما دخل في الثانية، سُمي تَبِيعاً لأنه يتبع امَّه.
والجَذَع من البقر: ما دخل في السنة الثانية، وقيل في الثالثة، قاله ابن الأثير. مسنة: ما دخل في الثالثة. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وعبد الواحد: هو ابن زياد العبدي.
وأخرجه البخاري (5000) ، ومسلم (2462) (114) ، والنسائي في "المجتبى" 8/134، والفسوي في "المعرفة والتاريخ " 2/537، وابن أبي داود في "المصاحف " ص 15 و16، والطبراني في "الكبير" (8448) من طرق عن الأعمش، بهذا الِإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/134 من طريق الحسن بن إسماعيل، وابن حبان (7064) ، والطبراني في "الكبير" (8437) من طريق إسحاق بن راهويه، كلاهما عن عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن هُبيرة بن يريم، عن عبد الله. وهذا إسناد حسن من أجل هبيرة.
وانظر (3599) و (3846) و (3929) .(7/23)
أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، حَتَّى ذَهَبْتُ (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كِلَاكُمَا (2) مُحْسِنٌ، لَا تَخْتَلِفُوا - أَكْبَرُ عِلْمِي وَإِلَّا فَمِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي بِهَا - فَإِنَّ مَنْ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَلَكُوا " (3)
3908 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقْرَأُ (4) آيَةً عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " كِلَاكُمَا قَدْ أَحْسَنَ " (5) ، قَالَ: وَغَضِبَ حَتَّى عُرِفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ. قَالَ شُعْبَةُ: أَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَخْتَلِفُوا فَإِنَّ مَنْ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَلَكُوا " (6)
3909 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ
__________
(1) في (ص) : ذهبت به.
(2) في (س) و (ص) و (ظ 1) و (م) : كلاهما.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر (3724) . وقول شعبة: "وأكبر علمي وإلا فمسعر حدثني بها"، يريد أن قوله في آخر الحديث: "فإن من قبلكم اختلفوا فهلكوا". يغلب على ظنه أنه سمعه من عبد الملك بن ميسرة، وإلا فقد سمعه من مسعربن كدام، عن عبد الملك، وقد صرح بسماعه من مسعر، عن عبد الملك في الرواية المتقدمة برقم (3724) .
(4) في هامش (س) : قرأ. نسخة.
(5) في هامش (س) : محسن.
(6) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر ما قبله و (3724) . بهز: هو ابن أسد العَمي.(7/24)
أَبَا الْأَحْوَصِ، يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللهِ، يَقُولُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ " (1)
3910 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: كَيْفَ تَعْرِفُ هَذَا الْحَرْفَ: مَاءٌ غَيْرُ يَاسِنٍ أَمْ آسِنٍ؟ فَقَالَ: كُلَّ الْقُرْآنِ قَدْ قَرَأْتَ؟ قَالَ: إِنِّي لَأَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ أَجْمَعَ فِي رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ: أَهَذَّ الشِّعْرِ لَا أَبَا لَكَ؟ " قَدْ عَلِمْتُ قَرَائِنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي كَانَ يَقْرُنُ قَرِينَتَيْنِ، قَرِينَتَيْنِ، (2) مِنْ أَوَّلِ الْمُفَصَّلِ "، وَكَانَ أَوَّلُ مُفَصَّلِ ابْنِ مَسْعُودٍ: (الرَّحْمَنُ) . (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه ابن سعد 3/176 من طريق عفان، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الطيالسي (300) ، وأبو يعلى (5308) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/441، وانشاشي (725) و (726) ، والبغوي (3866) من طرق عن شعبة، وقد سلف برقم (3580) .
(2) "قرينتين "، الثانية ليست في (ص) .
(3) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة - فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وزِرّ: هو ابنُ حُبَيش. =(7/25)
3911 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ أُذْنَانَ، قَالَ: أَسْلَفْتُ عَلْقَمَةَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا خَرَجَ عَطَاؤُهُ، قُلْتُ لَهُ: اقْضِنِي، قَالَ: أَخِّرْنِي إِلَى قَابِلٍ، فَأَبَيْتُ (1) عَلَيْهِ، فَأَخَذْتُهَا، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بَعْدُ، قَالَ: بَرَّحْتَ بِي وقَدْ مَنَعْتَنِي، فَقُلْتُ: نَعَمْ، هُوَ عَمَلُكَ، قَالَ: وَمَا شَأْنِي؟ قُلْتُ: إِنَّكَ حَدَّثْتَنِي عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ السَّلَفَ يَجْرِي مَجْرَى شَطْرِ الصَّدَقَةِ ". قَالَ: نَعَمْ، فَهُوَ كَذَاكَ، قَالَ: فَخُذِ الْآنَ (2)
__________
= وسلف بإسناد صحيح برقم (3607) ، وسردنا هناك السور التي كان يقرن بينها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مع شرح الحديث.
(1) في (س) و (ظ 1) و (ظ 14) : فأتيت.
(2) إسناده حسن، ابن أُذُنان - وهو بالذال المعجمة والنون، كما قيده صاحب "القاموس " وشارحه - روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، قال الحافظ في "التعجيل " ص 530-531: اسمه سليم بن أذتان (تصحف فيه إلى أدبان بالدال المهملة والموحدة) ، ويقال: عبد الرحمن، وذكر الحافظ الروايات التي وقع اسمه فيها سليمان، وقال: فالراجح من هذا أن اسمه سليم، ومن سماه سليمان، فقد
صحف، ثم سرد الروايات التي وقع اسمه فيها عبد الرحمن، ومنها رواية البزار، ثم قال: قد أخرجه أحمد عن عفان، لكن أبهمه، فقال: عن ابن أذنان، وحماد بن سلمة سمع من عطاء بن السائب قبل اختلاطه، فروايته قوية، لكن يحتمل أن يكون له اسمان أو اسم ولقب، ولم يضبط عطاء بن السائب اسمه، ومن ثم أبهمه من أبهمه، ولا يبعد أن يقال: سليم بن أذتان غير عبد الرحمن بن أذتان، أو هما واحد، =(7/26)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والاختلاف في اسمه من عطاء بن السائب [أ] ومن أبي إسحاق، فأما سليم فليس من شرط هذا الكتاب، لأن ابن ماجه أخرجه، واللُه أعلم. قلنا: بل هو من شرط كتابه "التعجيل "، لأن ابن ماجه لم يخرج الحديث من طريقه، بل من طريق قيس بن رومي، قال: كان سليمان بن أذنان يقرض علقمة ألف درهم، فليس هو من رواة ابن ماجه، ولذلك لم يترجم له في "التهذيب " وفروعه.
وبقية رجال الإسناد ثقات غير عطاء بن السائب فصدوق اختلط، وسمع حماد - وهو ابن سلمة - منه قبل اختلاطه، كما ذكر الحافظ، عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (5366) من طريق عفان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق " ص 19، من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، والبيهقي في "السنن " 5/353، وفي "الشعب " (3560) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن سليمان بن يُسير، عن قيس بن رومي، عن سليم بن أذنان، به.
قلنا: سليمان بن يُسَير ضعيف، وقيس بن رومي مجهول.
وقال البيهقي في "الشعب ": كذا رُوي بهذا الإسناد مرفوعاً، ورواه الحكم وأبو إسحاق أنَّ سليم بن أذنان النخعي كان له على علقمة ألف درهم، فقال علقمة: قال عبد الله: لأن أقرض مرتين أحبُّ إلي من أن أتصدق به مرة. وقيل غير ذلك، والموقوف أصح.
وأخرجه ابن ماجه (2430) من طريق يعلى بن عبيد، وأبو يعلى (5030) ، والبيهقي في "الشعب " (3561) ، والمزي في "تهذيب الكمال "12/108 (ترجمة سليمان بن يسير) من طريق عمربن علي المُقَدَّمي، كلاهما عن سليمان بن يسير، عن قيس بن رومي، عن علقمة، عن عبد الله مرفوعاً، (دون ذكر ابن أذنان) ، ولم يرد ذكر القصة إلا عند ابن ماجه، وورد ذكر سليمان بن أذنان عنده ضمن سياق القصة.
قال البوصيري في "الزوائد" (853) : هذا إسناد ضعيف، لأن قيس بن رومي مجهول، وسليمان بن يسير ... متفق على تضعيفه.(7/27)
3912 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ،
__________
= قال البيهقي في "السنن ": وروي من وجه آخر عن ابن مسعود، مرفوعاً، ورفعه ضعيفا.
قلنا: هو ما أخرجه الشاشي (439) ، وابن حبان (5040) ، والطبراني في "الكبير" (10200) ، وابن عدي 4/1476 وأبو نعيم في "الحلية" 4/237، والبيهقي في "السنن " 5/353، وفي "الشعب " (3562) ، من طريق معتمر بن سليمان، والخرائطي ص 19-20، وابن عدي 4/1478 من طريق أبي معشر البراء، كلاهما عن الفضيل أبي معاذ، عن أبي حَرِيز، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود، مرفوعاً، ولفظه عند ابن حبان: "من أقرض اللهَ مرتين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به ".
قال البيهقي: تفرد به عبد الله بن الحسين أبو حريز قاضي سجستان، وليس بالقوي. وقال أبو نعيم: غريب من حديث إبراهيم، لم يروه عنه إلا أبو حريز، ولا عنه إلا فضيل.
قلنا: أبو حريز: قال أحمد: منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو داود: ليس حديثه بشيء، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد. ووثقه ابن معين مرة، وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: حسن الحديث ليس بمنكر الحديث، يكتب حديثه، وقال الدارقطني: يعتبر به. قلنا: يعني حديثه حسن في المتابعات.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/121: عن سليمان بن حرب، عن شعبة، عن الحكم وأبي إسحاق، أن سليم بن أذنان كان له على علقمة ألف درهم، فقال علقمة: قال عبد الله: لأن أقرض مرتين أحمث إلى من أن أتصدق مرة.
وأخرجه أيضاً مُعَلَّقاً عن وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سليم بن أذنان، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قرض مرتين كإعطاء مرة. =(7/28)
وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ، وَالْفَرْجُ (1) يَزْنِي " (2)
__________
= قال الدارقطني في "العلل " 5/157-158 في هذا الحديث: يرويه قيس بن رومي - كوفي -، عن علقمة، عن عبد الله رفعه، ورواه سليم بن أذنان، عن علقمة، واختلف عنه، فرفعه عطاء بن السائب عنه، ووقفه غيره، والموقوف أصح، لا يعرف قيس بن رومي إلا في هذا.
(1) عبارة: "والفرج يزني " لم ترد في (ظ1) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات، رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابنُ يحيى العوذي، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبَيح الهمداني، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه أبو يعلى (5364) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/298، والشاشي (372) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/98 من طريق عفان، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البزار (1550) "زوائد"، والشاشي (371) و (373) ، والطبراني في "الكبير" (10303) من طريقين عن همام، به. قال البزار: لا نعلم رواه بهذا الِإسناد إلا همام.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 6/256، ونسبه لأحمد وأبي يعلى والبزار والطبراني، وجود إسناد الأخيرين.
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب " 3/36: رواه أحمد بإسناد صحيح، والبزار وأبو يعلى.
قال الدارقطني في "العلل " 5/246: يرويه عاصم بن أبي النجود، عن أبي الضحى، واختلف عنه، فرواه همام عن عاصم مرفوعاً، ورواه أبو عوانة عن عاصم موقوفاً، وكذلك روي عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي الضحى، موقوفاً، والموقوف أصح.
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2657) وغيره، وسيرد في "المسند" 2/276.
قوله: "تزنيان ": يعني بالاشتغال بمقدمات الزنى.(7/29)
3913 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ (1) فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ " (2)
3914 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ،
__________
(1) في (س) و (ص) و (ق) : " أحد " بدل "مَنْ ".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن مُسْلِم: هو القَسْمَلِي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخَعِى، وعلقمةُ: هو ابنُ قيس النخعى.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 9/89، وابن منده في "الإيمان " (542) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5066) ، والطبراني في "الكبير" (10000) ، وابن منده في "الِإيمان " (542) ، من طرق عن عبد العزيزبن مسلم، به.
وأخرجه مسلم (91) (148) ، وابن ماجه (59) و (4173) ، وأبو يعلى (5065) ، وابن حيان (244) ، وابن منده في "الإيمان " (542) من طريقين عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10066) من طريق قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود.
وسيأتي برقم (3947) و (4310) . وانظر (3644) .
والفقرة الأولى منه ستأتي من حديث عبد الله بن عمرو برقم (6526) .
والمراد بقوله: "لا يدخل النارَ مَنْ في قلبه حَبةُ خردل من إيمانٍ "، أي: دخول تخليد وتأبيد.(7/30)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ مَاتَ، فَوُجِدَ فِي بُرْدَتِهِ دِينَارَانِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّتَانِ " (1)
3915 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، عَلَيْهِ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ، يُنْتَثَرُ مِنْ رِيشِهِ التَّهَاوِيلُ: الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ " (2)
__________
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات: رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وسلف بنحوه برقم (3843) ، وسيأتي برقم (3994) و (4367) . وسيرد تخريجه في الثاني منهما.
(2) إسناده حسن، عاصم بن بهدلة صدوق حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وزر: هو ابن حبيش الأسدي.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل " 2/372 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11542) - وهو في "التفسير" (562) -، وأبو يعلى (4993) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 203 و204، والطبري 27/49 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً بن طهمان في "مشيخته " (126) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 203، والطبراني في "الكبير" (9054) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (347) و (357) من طرق عن عاصم، به.
وانظر (3740) .(7/31)
3916 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ قَالَ: اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، إِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، فَإِنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي، تُقَرِّبْنِي مِنَ الشَّرِّ، وَتُبَاعِدْنِي مِنَ الْخَيْرِ، وَإِنِّي لَا أَثِقُ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ، فَاجْعَلْ لِي عِنْدَكَ عَهْدًا، تُوَفِّينِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، إِلَّا قَالَ اللهُ لِمَلَائِكَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِنَّ عَبْدِي قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا، فَأَوْفُوهُ إِيَّاهُ، فَيُدْخِلُهُ اللهُ الْجَنَّةَ " (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود لم يسمع من عبد الله بن مسعود.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/174، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن عون بن عبد الله لم يسمع من ابن مسعود.
قال السندي: قوله: "إني أعهد"، في "القاموس ": العهد، توحيد الله تعالى، ومنه قوله: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً} ، فيمكن أن يقال: المعنى هاهنا: إني أوحدك بالشهادتين، ملتجئاً إليك في حفظ ذلك لي وبقائه والإيفاء بجزائه عند الحاجة إليه. فإن قلت: ما وجه التوحيد بالشهادتين مع أن الشهادة بالرسالة لا دخل لها في التوحيد؟ قلت: المراد التوحيد على الوجه المأمور به، ولا يحصل ذلك إلا
بالشهادتين.
فإنك إنْ تَكِلْني: تعليل للالتجاء إليه تعالى، أي: إن تكلني بقطع عونك عني، والتخلية بيني وبين نفسي. =(7/32)
قَالَ سُهَيْلٌ: فَأَخْبَرْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَوْنًا، أَخْبَرَ بِكَذَا وَكَذَا، فقَالَ: " مَا فِي أَهْلِنَا جَارِيَةٌ إِلَّا وَهِيَ تَقُولُ هَذَا فِي خِدْرِهَا "
3917 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ، قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا سَمَرَ إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: لِمُصَلٍّ، أَوْ مُسَافِرٍ " (1)
__________
= فاجعل لي عندك عهداً، أي: فاكتب لي عندك توحيداً، واحفظه لي في خزائنك.
توفينيه، أي: جزاءه، والمقصود أن يكون توحيده مقبولاً عنده.
إلا قال الله: ليس الموضع موضع كلمة "إلا"، إلا بأن تجعل كلمة "من " في قوله: "من قال " استفهامية للإِنكار، أي: ما يقول أحد، فصح الاستثناء، كما في قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} [إلبقرة: 255] ، والله تعالى أعلم.
خِدْرها، أي: سترها.
(1) حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا إن خيثمة - وهو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة - لم يسمع من ابن مسعود.
وأخرجه الطيالسي (365) ، والشاشي (820) ، و (821) من طرق عن شعبة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه " 14/286 من طريق عمرو بن أبي قيس، عن منصور، به.
وقد سلف برقم (3603) ، وسيأتي (4244) و (4419) .
وسلف بنحوه برقم (3686) و (3894) .(7/33)
3918 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " كَانَ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 15] بِالدَّالِ " (1)
3919 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ الرَّجُلُ مِنَّا فِي صَلَاتِهِ: السَّلَامُ عَلَى اللهِ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، يَخُصُّ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - فَإِذَا قُلْتُمْ ذَلِكَ، فَقَدْ سَلَّمْتُمْ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه الطيالسي (282) ، والبخاري (4869) و (4870) و (4872) ، وأبو داود (3994) ، والنسائي في "الكبرى" (11555) - وهو في "التفسير (575) -، والشاشي (433) ، وابن حبان (6327) ، من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (4163) ، وانظر (3755) .
قال الحافظ في "الفتح " 8/618: قوله: أنه كان يقرأ: {فهل من مدكر} أي: بالدال المهملة، وسببُ ذكرِ ذلك أن بعضَ السلف قرأها بالمعجمة.(7/34)
إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ (1) مِنَ الدُّعَاءِ مَا شَاءَ - أَوْ مَا أَحَبَّ - " (2)
3920 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا قَعَدْنَا فِي الصَّلَاةِ، قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا قَعَدْتُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَقُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ ذَلِكَ، أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،
__________
(1) في (س) : ثم يتخير بعد من.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد- وهو مولى بني هاشم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري-، فمن رجال البخاري. زائدة: هو ابن قدامة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي.
وأخرجه مسلم (402) (57) ، وأبو عوانه 2/230 من طريقين عن زائدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6328) ، ومسلم (402) (55) و (56) ، وأبو يعلى (5135) ، وابن خزيمة (704) ، وأبو عوانة 2/230، والدارقطني 1/350، والبيهقي في "السنن " 2/138، من طرق، عن منصور، به.
وسلف برقم (3622) من طريق الأعمش، عن أبي وائل، به.(7/35)
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الْكَلَامِ مَا شَاءَ " (1) قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنِيهِ أَيْضًا إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، بِمِثْلِهِ (2)
3921 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، وَأَبِي الْأَحْوَصِ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ فِي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر ما قبله. الأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه أبو عوانة 2/230، والطبراني في "الكبير" (9886) من طريقين عن زائدة، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3622) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو موصول بالإسناد الذي قبله.
إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي خال إبراهيم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/291، والبزار في "مسنده " 1/168/أ، والطبراني في "الكبير" (9930) ، والدارقطني في "العلل " 5/127، من طريق حسين بن علي الجعفي، والطبراني أيضاً (9931) من طريق معاوية بن عمرو، كلاهما عن زائدة، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
قال البزار: لا نعلم رواه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله إلا زائدة، ولا عن زائدة إلا حسين بن علي الجعفي.
قلنا: قد رواه عن زائدة معاوية بن عمرو أيضاً عند الطبراني كما تقدم.
قال الدارقطني في "العلل " 5/127: والأشبه بالصواب من ذلك حديث أبي وائل.
وقد سلف برقم (3622) .(7/36)
الصَّلَاةِ: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، مؤمل: - وهو ابن إسماعيل البصري -، ثقة في سفيان - وهو الثوري -، وروى له البخاري تعليقاً، والترمذي والنسائي وابن ماجه، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والآسي: هو ابن يزيد النخعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، وأبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود، وإن لم يسمع من أبيه - متابع.
وأخرجه ابن ماجه (899) من طريق قبيصة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (289) ، والنسائي 2/237، والدارقطني في "العلل " 5/313، من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، عن سفيان، به، وليس عندهم ذكر أبي الأحوص وأبي عبيدة.
قال الترمذي: حديث ابن مسعود قد روي عنه من غير وجه، وهو أصح حديث روي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التشهد، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن بعدهم من التابعين.
وأخرجه ابن ماجه (899) أيضاً، وابن حبان (1950) و (1956) ، والطبراني في "الكبير" (9888) و (9909) من طريقين عن سفيان الثوري، به، وليس عندهم ذكر أبي عبيدة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9915) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به، وليس عنده ذكر الأسود.
وأخرجه الطبراني أيضاً (9913) ، والبيهقي في "السنن 2/148، من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، به.
وسلف برقم (3622) ، وسيأتي برقم (4017) .(7/37)
3922 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءٍ يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ دَاءً، إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ " (1)
3923 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ (2) ذَلِكَ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، مؤمل - وهو ابن إسماعيل، وإن كان كثير
الخطأ - ثقة في حديثه عن سفيان - وهو الثوري - وهو متابع بيحيى القطان في الرواية (4236) ، وعطاء بن السائب - وإن كان قد اختلط - سمع منه سفيان الثوري قبلَ اختلاطه. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب بن رُبَيعةَ، وهو صحيح السماع من ابن مسعود، كما فصلنا القول في الرواية رقم (3578) .
وأخرجه ابن ماجه (3438) خلا قوله: "علمه من علمه وجهله من جهله " من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والشاشي (752) ، والحاكم 4/399 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/8 عن وكيع، عن سفيان الثوري، به موقوفاً.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 5/84، وقال: رواه ابن ماجه خلا قوله: "علمه من علمه وجهله من جهله "، ورواه أحمد والطبراني، ورجال الطبراني ثقات.
وتقدم برقم (3578) ، وذكرنا هناك شواهده.
(2) في (س) و (ظ 1) و (ظ 14) : والنار كذلك.
(3) حديث صحيح، مؤمل بن إسماعيل - وإن كان سيئ الحفظ - ثقة في(7/38)
3924 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى رَأَيْتُ الْجَبَلَ مِنْ بَيْنِ فُرْجَتَيِ الْقَمَرِ " (1)
3925 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ،
__________
= سفيان - يعني الثوري -، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه البخاري (6488) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/125 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3667) ، وسيأتي برقم (4216) .
(1) حديث صحيح، مؤمل - وهو ابنُ إسماعيل، وإن كان سيئ الحفظ - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك - وهو ابن حرب - فمن رجال مسلم، وهو صدوق في روايته عن غير عكرمة، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره " 2/257، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/302 من طريق مُخَؤل بن إبراهيم النهدي والفريابي، والحاكم 2/471 من طريق سعيد بن سابق، أربعتهم عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة، بهذا اللفظ، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطيالسي (280) عن يزيد بن عطاء، والطبري في "التفسير" 27/85 من طريق أسباط، كلاهما عن سماك، به. وعند الطيالسي: عن علقمة أو الأسود.
هكذا على الشك، ولا يضر لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة.
وسلف بإسناد صحيح برقم (3583) .(7/39)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللهُمَّ مَتِّعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكِ سَأَلْتِ اللهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، وَآثَارٍ مَبْلُوغَةٍ، لَا يُعَجَّلُ مِنْهَا شَيْءٌ قَبْلَ حِلِّهِ، وَلَا يُؤَخَّرُ مِنْهَا شَيْءٌ بَعْدَ حِلِّهِ، وَلَوْ سَأَلْتِ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ، كَانَ خَيْرًا لَكِ "
قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ، هِيَ مِمَّا مُسِخَ (1) ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ يَمْسَخِ اللهُ قَوْمًا أَوْ يُهْلِكْ قَوْمًا، فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا، وَلَا عَاقِبَةً (2) ، وَإِنَّ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ قَدْ كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ " (3)
3926 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَ: ذَكَرَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ،
__________
(1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : مما مسخ الله؟
(2) في (ص) : نسلاً وعاقبة.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، المغيرة بن عبد الله اليشكري، من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات، رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (2263) (33) ، والبغوي في "شرح السنة" (1362) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2663) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/275 من طريق سفيان الثوري، به.
وقد سلف برقم (3700) .(7/40)
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَرَّ عَلَيَّ الشَّيْطَانُ، فَأَخَذْتُهُ، فَخَنَقْتُهُ، حَتَّى إِنِّي لَأَجِدُ بَرْدَ لِسَانِهِ فِي يَدَيَّ، فَقَالَ: أَوْجَعْتَنِي، أَوْجَعْتَنِي " (1)
3927 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْأَسْوَدِ، (2) عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ: أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ، " فَحَضَرَتِ
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الشاشي (935) ، والبيهقي في "السنن " 2/219، وفي "الدلائل " 7/99 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد، وعندهما زيادة: "ولولا ما دعا سليمان لأصبح مناطاً إلى أسطوانة من أساطين المسجد، ينظر إليه ولدان أهل المدينة" وهذا لفظ البيهقي.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 1/288، وقال: رواه أحمد، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (461) و (4808) ، ومسلم (541) ، سيرد 2/298.
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 2/82-83 وعن عائشة عند النسائي في "التفسير" (459) .
وعن أبي الدرداء عند مسلم (542) .
وعن جابر بن سمرة عند الطبراني في "الكبير" (1925) ، وسيرد 5/104 (2) تحرف في (ق) و (ظ 1) إلى: أبي الأسود.(7/41)
الصَّلَاةُ، فَتَأَخَّرَ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ، فَأَخَذَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِأَيْدِيهِمَا، فَأَقَامَ أَحَدَهُمَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ رَكَعَا، فَوَضَعَا أَيْدِيَهُمَا عَلَى رُكَبِهِمَا، وَضَرَبَ أَيْدِيَهُمَا، ثُمَّ طَبَّقَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَشَبَّكَ، وَجَعَلَهُمَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ "، وَقَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أسود: هو ابن عامر، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وابن الأسود: هو عبد الرحمن، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه مسلم (534) (26) و (27) ، والنسائي في "المجتبى" 2/49 و184، وفي "الكبرى" (618) ، وأبو عوانة 2/164-165، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/229، وابن حبان (1875) ، والبيهقي في "السنن " 2/83 من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، به.
وسلف الكلام عن التطبيق ونسخه برقم (3588) ، وسيرد برقم (3974) ، وفيه التصريح بنسخه.
وموقف الاثنين عن يمين الإمام وعن يساره منسوخ أيضاً، وإنما يقفان خلفه، وانظر "نصب الراية" 1/399.
وقد نقل المنذري في "مختصر سنن أبي داود" (584) عن أبي عمر بن عبد البر قوله: هذا الحديث لا يصح رفعه، والصحيح فيه عندهم التوقيف على ابن مسعود أنه كذلك صلى بعلقمة والأسود. قال المنذري: وهذا الذي أشار إليه أبو عمر قد أخرجه مسلم في "صحيحه " أن ابن مسعود صلى بعلقمة والأسود، وهو موقوف. قلنا: هذا وهم من ابن عبد البر تابعه عليه المنذري، فإن الحديث الذي أشار إليه المنذري في صحيح مسلم، جاء في آخره: هكذا فعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا صريح في رفعه.
وقال المنذري أيضاً: وقال بعضهم: حديث ابن مسعود منسوخ، لأنه إنما تعلم هذه الصلاة من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بمكة، وفيها التطبيق وأحكام أخر هي الآن متروكة،(7/42)
3928 - حَدَّثَنَاهُ حُسَيْنٌ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، فَذَكَرَهُ (1)
3929 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خُمَيْرِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أُمِرَ بِالْمَصَاحِفِ أَنْ تُغَيَّرَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَغُلَّ مُصْحَفَهُ فَلْيَغُلَّهُ، فَإِنَّ مَنْ غَلَّ شَيْئًا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " قَرَأْتُ مِنْ فَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً "، أَفَأَتْرُكُ مَا أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ (2)
__________
= وهذا الحكم من جملتها، فلما قدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [المدينة] تركه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو - وإن كان منقطعاً من طريق أبي إسحاق - وهو السبيعي -، عن علقمة، فيما ذكر ابنُ أبي حاتم في "المراسيل " ص121 - متصل من طريقه عن الأسود بن يزيد النخعي، فهو صحيح السماع منه.
وتقدم في الإسناد الذي قبله من طريق أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه الأسود وعلقمة. حسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق.
وسلف برقم (3927) .
(2) إسناده ضعيف، خمير بن مالك، انفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي، ولم يوثقه غير ابن حبان، وتقدم الكلام عنه في الرواية (3697) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يؤنس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف " ص 15، والطبراني في "الكبير" (8434) من طريقين عن عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، به. وابن رجاء تحرف في مطبوع "المصاحف " إلى ابن أبي رجاء. =(7/43)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابنُ أبي داود أيضاً ص 15 و16 من طرق عن أبي شهاب، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، قال: قرأ: {ومن يَغْلُلْ يأت بما غلً يوم القيامة} [آل عمران: 161] غلوا مصاحفكم، فكيف تأمروني أن أقرأ قراءة زيد، ولقد قرأت من في رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بضعاً وسبعين ولزيد ذؤابتان يلعب بين الصبيان.
وأخرجه مسلم (2462) (114) ، وابن أبي داود في "المصاحف " ص 16، من طريقين عن عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله أنه قال: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} ، ثم قال: على قراءة من تأمروني أن أقرأ؟ فلقد قرأت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بضعاً وسبعين سورة، ولقد علم أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أني أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلم أن أحداً أعلم مني لرحلت إليه.
وأخرجه مطولا ًالحاكم 2/228 من طريق عمر بن قيس، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، عن ابن مسعود، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه مختصرا ًابنُ أبي داود في "المصاحف "، ص 15 عن هارون بن إسحاق، عن وكيع، عن شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن ابن مسعود.
وتقدم مختصراً برقم (3697) ، وبإسناد صحيح (3906) .
قال الحافظ في "الفتح " 9/49: وكأن مرادَ ابنِ مسعود بغَل المصاحف كَتْمُها وإخفاؤُها لئلا تُخرج فَتُعدم، وكأن ابنَ مسعود رأى خلافَ ما رأى عثمانُ ومن وافقه.
في الاقتصار على قراءةٍ واحدةٍ وإلغاءِ ما عدا ذلك، أو كان لا يُنْكِرُ الاقتصار لما في عدمه من الاختلاف، بل كان يُريد أن تكون قراءتُه هي التي يُعَوَّلُ عليها دون غيرها لما له من المَزيةِ في ذلك مما ليس لغيره، كما يؤخذ ذلك من ظاهر كلامه، فلما فاته ذلك ورأىَ أن الاقتصار على قراءة زيد ترجيح بغير مرجح عنده، اختار استمرار القراءة على ما كانت عليه، على أن ابن أبي داود ترجم: باب رضي ابن مسعود =(7/44)
3930 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، قَالَ (1) : وَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ صَاحِبَا نَجْرَانَ، قَالَ: وَأَرَادَا أَنْ يُلَاعِنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَا تُلَاعِنْهُ، فَوَاللهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَعَنَّا، - قَالَ خَلَفٌ: فَلَاعَنَّا - لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا أَبَدًا، قَالَ: فَأَتَيَاهُ، فَقَالَا: لَا نُلَاعِنُكَ، وَلَكِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَ، فَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا (2) ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا أَمِينًا (3) حَقَّ أَمِينٍ، حَقَّ أَمِينٍ "، قَالَ: فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَقَالَ: " قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ "، قَالَ: فَلَمَّا قَفَّا،
__________
= بعد ذلك بما صنع عثمان، لكن لم يورد ما يصرح بمطابقة ما ترجم به.
وقوله: "أمر بالمصاحف أن تُغَيرَ". قلنا: يعني بها المصاحف عن غير المصحف الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه، ووقع فيها ما يخشى منه الاختلاف مما حدا بأمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه أن يأمر بنسخ جملة من المصاحف عن النسخة الأم، وإرسالها إلى الأمصار لتعتمد، وإحراق ما عداها حسماً للخلاف المتوقع.
وقال الشيخ أحمد شاكر: وكان هذا من ابن مسعود حين أمر عثمان رضي الله عنه بجمع الناس على المصحف الإمام خشية اختلافهم، فغضب ابن مسعود، وهذا رأيُه، ولكنه رحمه الله أخطأ خطأ شديداً في تأويل الآية على ما أؤل، فإن الغلول هو الخيانة، والآية واضحة المعنى في الوعيد لمن خان أو اختلس من المغانم.
(1) القائل هنا هو الإمام أحمد، وأراد أن يذكر أن له في رواية هذا الحديث شيخين.
(2) في (ظ 14) : رجل أمين. وكتب فوقها: صح.
(3) في (ظ 14) و (س) : رجل أمين.(7/45)
قَالَ: " هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ " (1)
__________
(1) إسناده من طريق أسود صحيح على شرط الشيخين، وخلف بن الوليد - وهو أبو الوليد العتكي -: ثقة أيضاً، وحديثه في مسند الإمام أحمد، أسود: هو ابن عامر، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وصلة: هو ابن زُفَر العبسي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8196) ، وابن ماجه (136) ، والحاكم 3/267 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال الحاكم: قد اتفق الشيخان على إخراج هذا الحديث مختصراً في "الصحيحين " من حديث الثوري وشعبة عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، وقد خالفهما إسرائيل، فقال: عن صلة بن زفر، عن عبد الله، وساق الحديث أتم مما عند الثوري وشعبة،
فأخرجتة، لأنه على شرطهما صحيح، ووافقه الذهبي.
قلنا: بل رواه إسرائيل بهذا الإسناد أيضاً، عن حذيفة بدل ابن مسعود، كما هو عند البخاري (4380) ، ولفظه مثل لفظ حديث ابن مسعود، فيكون إسرائيل قد رواه بإسناد واحد من حديث ابن مسعود، ومن حديث حذيفة.
قال الدارقطني في "العلل " 5/114: ويشبه أن يكون الصحيحُ حديث ابن مسعود. فتعقبه الحافظ في "الفتح " 8/92 بقوله: وفيه نظر، فإن شعبة قد روى أصل الحديث عن أبي إسحاق، فقال: عن حذيفة، كما في الباب أيضاً (يعني عند البخاري برقم 4381) ، وكأن البخاري فهم ذلك، فاستظهر برواية شعبة، والذي يظهر أن الطريقين صحيحان، فقد رواه ابن أبي شيبة أيضاً، والإسماعيلي من رواية زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن صلة، عن حذيفة.
قلنا: سيرد من حديث حذيفة مختصراً في "المسند" 5/385.
ولقوله: "هذا أمين هذه الأمة" شاهد من حديث أنس عند البخاري (3744) و (4382) ، ومسلم (2419) ، سيرد 3/133 و189 و245.
وآخر بنحوه من حديث عمر، سلف برقم (108) مطولًا.
وثالث من حديث خالد بن الوليد، سيرد 4/90 =(7/46)
3931 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ - قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ - وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ - قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: الْأَيْمَنِ - ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَجْمَعُ عِبَادَكَ " (1)
__________
= ورابع من حديث أبي بكر الصديق عند الحاكم 3/267، 268، وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بأنه منقطع.
قال الحافظ في "الفتح " 4/948: أما السيد، فكان اسمه الأيهم، ويقال: شرحبيل، وكان صاحبَ رحالهم ومجتمعهم ورئيسهم في ذلك، وأما العاقب، فاسمه عبد المسيح، وكان صاحبَ مشورتهم، قال ابن سعد: دعاهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فامتنعوا، فقال: إن أنكرتم ماْ أقول فهلم أبَاهِلْكم، فانصرفوا على ذلك.
وأرادا أن يُلاعنا: هذه الملاعنة: هي المباهلة المذكورة في قوله تعالى: {فمن
حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءَنا وأبناءَكم، ونساءَنا
ونساءَكم ... } [آل عمران: 61] .
ما سألت: أي: من الجزية. قاله السندي. قال الحافظ في "الفتح ": وذكر ابن سعد أن السيد والعاقب رجعا بعد ذلك فأسلما.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وسلف برقم (3742) .(7/47)
3932 - حَدَّثَنَاهُ وَكِيعٌ. . . بِمَعْنَاهُ (1)
3933 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يُسَلِّمُ فِي صَلَاتِهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدَّيْهِ " (2)
3934 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ (3) : " يُجْمَعُ خَلْقُ أَحَدِكُمْ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَيَقُولُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ وَأَجَلَهُ وَرِزْقَهُ، وَاكْتُبْهُ شَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا "، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللهِ بِيَدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ
__________
(1) هو مكرر سابقه. وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه ابن ماجه (3877) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3742) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله، ومحمد بن عبد الله بن مالك - وهو الداري المدني - روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/3615، وهو من رجال "تعجيل المنفعة".
وسلف مطولًا برقم (3660) .
(3) في هوامش النسخ: المصدق.(7/48)
بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ غَيْرُ ذِرَاعٍ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ الشَّقَاءُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَمُوتُ، فَيَدْخُلُ النَّارَ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللهِ بِيَدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ (1) النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ غَيْرُ ذِرَاعٍ، ثُمَّ تُدْرِكُهُ السَّعَادَةُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَمُوتُ، فَيَدْخُلُ (2) الْجَنَّةَ (3)
3935 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سَيْفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَخْبَرَةَ أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ - كَفِّي
__________
(1) لفظ: "أهل " لم يرد في (ظ14) .
(2) في (ظ 14) : فيدخله.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر- وهو ابن خليفة - فقد روى له أصحاب السنن وحديثه عند البخاري متابعة، ووثقه أحمد وابن القطان والدارقطني وابن معين وابن سعد، والعجلي والنسائي وآخرون.
وأخرجه مختصراً النسائي في "التفسير" (266) من طريق يزيد بن هارون، عن فطر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3624) من طريق الأعمش، عن زيد بن وهب، به.
وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقد تولى شرح هذا الحديث الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم "، وجمع بينه وبين حديث حذيفة بن أسيد المخرْج في "صحيح مسلم " بما ينبغي الرجوع إليه، والنظر فيه.(7/49)
بَيْنَ كَفَّيْهِ - كَمَا يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " وَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا، فَلَمَّا قُبِضَ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ (1)
3936 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْأَقْمَرِ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ، حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ أَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسيف: هو ابن سليمان، ويقال: ابن أبي سليمان المخزومي المكي، ومجاهد: هو ابن جبر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/2921، والبخاري في "صحيحه " (6265) ، وفي "تاريخه " 5/98، ومسلم (402) (59) ، والنسائي في "المجتبى" 2/241، وأبو يعلى (5347) ، وأبو عوانة 2/228-229، والبيهقي في "السنن " 2/138 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3622) .
قوله: قلنا: السلام على النبي: قال السندي: ظاهرُه أن الخطاب كان مخصوصاً بحياته، وأن الناس تركوه بعد وفاته، لكن العمل اليوم على خلافه، فكأنه تركه بعض الناس، واشتهر العملُ بخلاف قولهم. والله تعالى أعلم.(7/50)
سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ. وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ، فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا (1) سَيِّئَةً، وَلَوْ رَأَيْتُنَا، وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ " (2)
__________
(1) لفظ: "بها" لم يرد في (ص) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات، رجال الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو عميس: هو عتبة بن عبد الله بن عتبة المسعودي.
وأخرجه مسلم (654) (257) ، وأبو عوانة 2/7، والطبراني في "الكبير" (8603) ، والبيهقي في "السنن " 3/58-59 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً مسلم (654) (256) ، وأبو يعلى (5003) و (5023) ، وأبو عوانة 2/7، وابن حبان (2100) ، والطبراني في "الكبير" (8608) و (8609) من طريقين عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص، به وأخرجه مختصرا ًالطبراني في "الكبير" (8610) من طريق عمارة بن عمير، ومطولاً (8607) من طريق أبي إسحاق السبيعي، كلاهما عن أبي الأحوص، به.
وتقدم مطولاً برقم (3623) ، وورد فيه قوله: ما من رجل يتطهر ... إلى قوله: ويحط عنه بها خطيئة، مرفوعاً إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله: "ولو رأيتنا"، قال السندي: كلمة "لو" شرطية، والجواب مقدر، أي: لرأيت أمراً عجيباً، أو للتمني، فلا تحتاج إلى جواب، وجملة: "وما يتخلف عنها إلا منافق ": حال، أي: والحال أنه ما يتخلف منا عن الجماعة إلا منافق.
يُهادى: على بناء المفعول، أي: يُساق بين الرجلين معتمداً عليهما من الضعف.(7/51)
3937 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " صَلَّيْتُ لَيْلَةً مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا "، حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سُوءٍ، قُلْنَا: وَمَا هَمَمْتَ بِهِ؟ قَالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ، وَأَدَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، مِثْلَهُ (2)
3938 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيَّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ الْأَوْدِيِّ، (3) عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حُرِّمَ عَلَى النَّارِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه البخاري (1135) ، والترمذي في "الشمائل " (272) ، والشاشي (581) ، من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
قال الحافظ في "الفتح " 3/19: ذكر الدارقطني أن سليمان بن حرب تفرد برواية هذا الحديث عن شعبة، حكاه عنه البرقاني، وهو من الأفراد المقيدة، فإن مسلماً أخرج هذا الحديث من طريق أخرى عن الأعمش.
وسلف برقم (3646) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه. محمد بن طلحة - وهو ابن مصرف اليامي -، قال الذهبي في "الميزان ": صدوق مشهور، محتج به في "الصحيحين ".
(3) في هامش (س) و (ظ 1) : الأودي: هو عبد الله بن عمرو.(7/52)
كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنَ النَّاسِ " (1)
__________
(1) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، الأودي - وهو عبد الله بن عمرو - لم يرو عنه غير موسى بن - عقبة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات.
سعيد بن عبد الرحمن الجمحي: ثقة، وثقه أحمد وابن معين والنسائي وابن نمير والعجلي والحاكم وموسى بن هارون، وقال أبو حاتم: صالح، وانفرد يعقوب بن سفيان بتضعيفه، وقال ابن عدي: له أحاديث غرائب حسان، وأرجو أنها مستقيمة.
موسى بن عقبة: هو صاحب المغازي.
وأخرجه الترمذي (2488) ، وأبو يعلى (5053) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق " ص 11 و23، وابن حبان (469) و (470) ، والطبراني في "الكبير" (10562) ، والبغوي في "شرح السنة" (3505) ، من طريق هشام بن عروة، عن موسى بن عقبة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه أبو يعلى (5060) من طريق إسماعيل بن جعفر، قال: وأخبرني عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن رجل من بني عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل من بني مسعود.
وللحديث شواهد يتقوى بها: منها: عن معيقيب عند الخراثطي في "مكارم الأخلاق " ص 23، والطبراني في "الكبير" 20/ (832) ، و"الأوسط " (166) مجمع البحرين، ذكره الهيثمي في "مجمع
الزوائد" 4/75، وقال: وفيه أبو أمية بن يعلى، وهو ضعيف.
وعن أبي هريرة عند الخرائطي ص 23، والطبراني في "الأوسط " فيما ذكره الهيثمي في "المجمع " 4/75، وقال: وفيه من لا يعرف.
وعن أنس عند الطبراني في "الأوسط " فيما ذكره الهيثمي 4/75، وقال: وفيه الحارث بن عبيدة، وهو ضعيف.
وسيرد في "المسند" 4/126 من حديث العرباض بن سارية خبر مطول، وفيه: ".... فإنما المؤمن كالجمل الأنِفِ حيثما انقيد انقاد".
قوله: كل هيًن: يريد حسن الأخلاق، حميد الخصال، مقبولاً عند الناس(7/53)
3939 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الْحَارِثِ يَحْيَى التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْنَا نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّيْرِ بِالْجِنَازَةِ؟ فَقَالَ: " السَّيْرُ مَا دُونَ الْخَبَبِ، فَإِنْ يَكُ خَيْرًا (1) ، يُعَجَّلْ، أَوْ تُعَجَّلْ (2) إِلَيْهِ، وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ، فَبُعْدًا لِأَهْلِ النَّارِ، الْجِنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ وَلَا تَتْبَعُ، لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَقَدَّمَهَا " (3)
3940 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، فَظُنُّوا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي هُوَ أَهْيَاهُ وَأَهْدَاهُ وَأَتْقَاهُ " (4)
3941 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ رَوْحٌ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ حَجَّ مَعَ عَبْدِ اللهِ، فَرَمَى الْجَمْرَةَ الْكُبْرَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ،
__________
= محبوباً لديهم كذلك. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1) في (ص) و (ق) : خيراً.
(2) يعني أن الفاعل يعود على الخير أو على الجنازة، وقد جُود ضبطهما في الرواية (3734) ، ولم يُمَيز ضبطهما في هذا الموضع.
(3) إسناده ضعيف لجهالة أبي ماجد الحنفي، وتقدم الكلام فيه وفي يحيى التيمي - وهو ابن عبد الله بن الحارث الجابر- برقم (3585) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. موسى بن داود: هو الضبي، وزهير: هو ابن معاوية.
وسلف من طريق زهير أيضاً برقم (7434) . وانظر (3585) .
(4) هو مكرر (3645) سنداً ومتنا.(7/54)
وَجَعَلَ الْبَيْتَ عَنْ يَسَارِهِ، وَمِنًى عَنْ يَمِينِهِ، وَقَالَ: " هَذَا مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (1)
3942 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، (2) اسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ، وَاعْتَرَضَ الْجِمَارَ اعْتِرَاضًا، وَجَعَلَ الْجَبَلَ فَوْقَ ظَهْرِهِ، ثُمَّ رَمَى، وَقَالَ: " هَذَا مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، والحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي خال إبراهيم.
وأخرجه الطيالسي (319) ، والبخاري (1748) و (1749) ، ومسلم (1296) (308) ، وأبو داود (1974) ، والنسائي في "الكبرى" (4077) ، وفي "المجتبى" 5/273، وابن الجارود في "المنتقى" (475) ، وابن خزيمة (2880) ، والشاشي (456) ، والبيهقي في "السنن " 5/129 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (1609) من طريق أحمد بن محمد بن الأصفر البغدادي، عن أحمد بن حميد الكوفي، عن القاسم بن من بن ثعلبة، عن الحكم بن عتيبة، به، نحوه، قال الطبراني: تفرد به ابن الأصفر.
وسيكرر برقم (4150) ، وسلف برقم (3548) .
(2) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن يزيد.
(3) حديث صحيحٍ، حماد الراوي عن إبراهيم: هو ابن أبي سليمان الأشعري، روى له مسلم مقرونا، ووثقه ابن معين، والنسائي، والعجلي، وقال: كان أفقه أصحاب إبراهيم، وقال شعبة: كان صدوق اللسان، وقال أبو حاتم: صدوق لا يحتج بحديثه، وهو مستقيم في الفقه، فإذا جاء الآثار شوش، وقال أحمد: مقارب ما روى عنه القدماء سفيان وشعبة، ولكن حماد - يعني ابن سلمة - عنده عنه تخليط كثير، =(7/55)
3943 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ أَسْوَدُ، فَمَاتَ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " انْظُرُوا هَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟ " قَالُوا: تَرَكَ دِينَارَيْنِ، قَالَ: " كَيَّتَانِ " (1)
3944 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ أَبِي الرَّضْرَاضِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنْتُ أُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَيَرُدُّ عَلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا، فَوَجَدْتُ فِي نَفْسِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنْتُ أُسَلِّمُ عَلَيْكَ،
__________
= وقال ابن عدي: كثير الرواية خاصة عن إبراهيم، ويقع في حديثه أفراد وغرائب، وهو متماسك في الحديث، لا بأس به.
وقال الذهبي في "الكاشف ": ثقة إمام مجتهد. وقد توبع على حديثه هذا، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. روح: هو ابن عبادة، وحماد شيخه فيه: هو ابن سلمة، وإبراهيم: هو النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وتقدم برقم (3548) .
(1) إسناده حسن من أجل عاصم - وهو ابن بهدلة -، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، روى له البخاري متابعة. زائدة: هو ابن قدامة، وزر: هو ابن حبيش الأسدي.
وتقدم برقم (3843) .
قوله: فأتي به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: جئ بجنازته عنده بعد موته ليصلي عليه. قاله السندي.(7/56)
وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ، فَتَرُدُّ عَلَيَّ، وَإِنِّي سَلَّمْتُ عَلَيْكَ، فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يُحْدِثُ فِي أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ (1) " (2)
3945 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الجَزَّارِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَتْ: أُنْبِئْتُ أَنَّكَ تَنْهَى عَنِ الْوَاصِلَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَتْ: أَشَيْءٌ تَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ، أَمْ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ، وَعَنْ رَسُولِ اللهِ، فَقَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ تَصَفَّحْتُ مَا بَيْنَ دَفَّتَيِ الْمُصْحَفِ، فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ الَّذِي تَقُولُ قَالَ: فَهَلْ وَجَدْتِ فِيهِ: {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] ، قَالَتْ: نَعَمْ،
__________
(1) في (س) و (ظ 1) و (ظ 14) : ما شاء.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، أبو الرضراض وإن لم يوثقه غير ابن حبان متابع، وقد فصلنا القول فيه في الرواية (3885) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الجهم - واسمه سليمان بن الجهم الأنصاري - فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه وهو ثقة، أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن القرشي، وابن فضل: هو محمد، وقد سلف برقم (3575) من طريق عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله.
وأصل الحديث في "الصحيحين " بلفظ: "إن في الصلاة لشغلًا". وقد تقدم في "المسند" برقم (3563) .
قوله: يحدث في أمره: أي: في دينه المأمور به ما شاء، أي: فقد أحدث فيه ألا يتكلم في الصلاة، ونسخ ما كان جائزاً. قاله السندي.(7/57)
قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ النَّامِصَةِ وَالْوَاشِرَةِ وَالْوَاصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ إِلَّا مِنْ دَاءٍ "، قَالَتِ الْمَرْأَةُ: فَلَعَلَّهُ فِي بَعْضِ نِسَائِكَ؟ قَالَ لَهَا: ادْخُلِي، فَدَخَلَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ، فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ بَأْسًا، قَالَ: مَا حَفِظْتُ إِذًا وَصِيَّةَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هود: 88] " (1)
__________
(1) إسناده قوي، عبد الوهاب بن عطاء - وهو الخفاف - فيه كلام خفيفٌ، وقد عرف بصحبته لسعيد بن أبي عروبة، وسمع منه قبل الاختلاط، وكتب كتبه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وعزرة: هو ابن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي، والحسن العرني: هو ابن عبد الله، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه النسائي في "المجتيى" 8/146 والطبراني في "الكبير" (9468) من طريق موسى بن خلف العمي، عن قتادة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9470) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عاصم الأحول، قال: سمعت عزرة يقول: إن أبا العالية قال: قال عبد الله بن مسعود: لعنت الواصلة والواشمة والفالجة والمنمصة، قاله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (9469) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي عبيدة، عن أبيه ابن مسعود، وهذا إسناد منقطع، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
وسيأتي بنحوه برقم (3955) و (3956) و (4129) و (4230) و (4283) و (4284) و (4308) و (4343) و (4344) و (4403) و (4434) .
وانظر (3881) .
وفي باب النهي عن الواصلة والواشمة وغيرهما عن عدد من الصحابة: منها عن علي تقدم برقم (635) . =(7/58)
3946 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اقْتَطَعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ " (1)
__________
= وعن ابن عمر، سيرد (4724) .
وعن أبي هريرة، سيرد 2/339.
وعن أبي جحيفة، سيرد 4/309.
وعن معقل بن يسار، سيرد 5/25.
وعن عائشة، سيرد 6/111.
وعن أسماء، سيرد 6/345.
قوله: إنك تنهى عن الواصلة، أي: عن فعلها، وكذا قوله: نهى عن النامصة وغيرها، أي: عن فعلهن، والواشرة: التي ترقق أسنانها للفلجة.
ما حفظتُ: على صيغة المتكلم، أي: لو فعل أهلي وتركتهم عليه لكنتُ غيرَ مراع لهذه الوصية وغيرَ عامل بها، وضبطه بعضُهم على خطاب المرأة، وهو غير ظاهر، إلا أن يقال: معناه: ما راعيتِ حتى اتهمتِ أهلنا بذلك. قاله السندي.
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي بكر - وهو ابن عياش - فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في المقدمة، وهو ثقة، إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح، أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10420) من طريق المسعودي، عن عاصم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً الطبراني في "الكبير" (10248) من طريق روح بن القاسم، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود.
قال الدارقطني في "العلل " 5/70: والحديث عن أبي وائل أشبه بالصواب، لأن =(7/59)
3947 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ " (1)
3948 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيْسَ بِاللَّعَّانِ، وَلَا الطَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِيءِ (2) " (3)
__________
= منصورا والأعمش روياه عن أبي وائل، عن عبد الله.
قلنا: سلف تخريج الحديث من طريقهما برقم (3597) .
وسيأتي من طريق آخر عن عاصم برقم (4395) .
وتقدم برقم (3576) بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر - وهو ابن عياش - فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في المقدمة، إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو داود (4091) ، والترمذي (1998) ، والطبراني (10001) من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس وسلمة بن الأكوع وأبي سعيد.
وتقدم برقم (3913) ، وتقدم ذكر المراد من دخول النار هناك.
(2) في (ظ14) : ولا الفاحش البذئ.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن عبد =(7/60)
3949 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَجِبَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ، مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ وَحَيِّهِ (1) إِلَى صَلَاتِهِ، فَيَقُولُ رَبُّنَا: أَيَا مَلَائِكَتِي، انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ
__________
= الرحمن بن يزيد، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن الأربعة، وهو ثقة. أسود: هو ابن عامر الملقب شاذان، وأبو بكر: هو ابن عياش، والحسن بن عمرو: هو الفقيمي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (312) ، وأبو يعلى (5379) ، والطبراني في " الكبير" (10483) ، والحاكم 1/12، والبيهقي في " السنن " 10/193 والمزي في "تهذيب الكمال " 25/650 من طريق أحمد بن يونس، وأبو يعلى (5088) ، وابن حبان (192) من طريق محمد بن يزيد الرفاعي، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرطهما، وسكت عنه الذهبي. قلناْ أبو بكر بن عياش لم يخرج له مسلم، ومحمد بن عبد الرحمن بن يزيد لم يخرج له
البخاري ولا مسلم.
وأخرجه البزار (101) "زوائد" من طريق عبد الرحمن بن مغراء، عن الحسن بن عمرو، بهذا الإسناد. وقال: رواه عن الحسن أبو بكر بن عياش وعبد الرحمن بن مغراء.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 8/72، وقال: رواه البزار، وفيه عبد الرحمن بن مغراء، وثقه أبو زرعة وجماعة، وفيه ضعف.
قلنا: فاتَه أن ينسبه إلى أحمد وأبي يعلى والطبراني.
وسلف برقم (3839) .
(1) في (ظ 14) : من بين حيه وأهله.(7/61)
وَوِطَائِهِ، وَمِنْ بَيْنِ حَيِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ، رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَانْهَزَمُوا، فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْفِرَارِ، وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ، فَرَجَعَ حَتَّى أُهْرِيقَ دَمُهُ، رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَرَهْبَةً مِمَّا عِنْدِي، حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ " (1)
__________
(1) إسناده حسن إلا أن الدارقطني صحح وقفه كما يأتي، حماد بن سلمة صححوا سماعه من عطاء قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، عفان: هو ابن مسلم، مُرة الهمداني: هو ابن شراحيل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/313، وابن أبي عاصم في "السنة" (569) ، وأبو يعلى (5361) ، من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5272) و (5362) ، والشاشي (876) ، وابن حبان (2557) و (2558) ، والطبراني في "الكبير" (10383) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/167، والبيهقي في "السنن " 9/164، وفي "الأسماء والصفات" ص 472، والبغوي (930) من طرق عن حماد بن سلمة، به. قال أبو نعيم: هذا حديث غريب تفرد به عطاء عن مرة، وعنه حماد بن سلمة. وقال البيهقي في "الأسماء والصفات ": رواه أبو عبيدة عن ابن مسعود من قوله موقوفاً عليه.
وقوله: "ورجل غزا في سبيل الله عز وجل " أخرجه أبو داود (2536) ، والحاكم 2/112، والبيهقي في "السنن " 9/46 من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "المجمع " 2/255 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني =(7/62)
3950 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى " (1)
3951 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ عَفَّانُ:
__________
= في "الكبير"، وإسناده حسن. وله عند الطبراني في "الكبير" نحوه موقوفاً إلا أنه قال: ورجل لا يعلم به أحد، فأسبغ الوضوء، وصلى على محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحمد الله، واستفتح القراءة، فيضحك الله منه يقول: انظروا إلى عبدي لا يراه أحد غيري. وفيه أبو عبيدة، وثم يسمع من أبيه.
وأورده المنذري في "الترغيب " 1/436، وقال: رواه الطبراني موقوفاً بإسناد حسن.
قال الدارقطني في "العلل " 5/267: يرويه عطاء بن السائب عن مرة، وأختلف عنه، فرفعه حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، ووقفه خالد بن عبد الله، عن عطاء. وروى هذا الحديث قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن عبد الله مرفوعاً، تفرد به يحيى الحماتي، عن قيس. ورواه إسرائيل، واختلف عنه، فقال: أحمد بن يونس، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص. وأبي الكنود، عن عبد الله، موقوفاً.
وقال يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة وأبي الكنود، موقوفاً، والصحيح هو الموقوف.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (3904) . روح: هو ابن عبادة.(7/63)
عَنْ أَبِيهِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ابْتَعَثَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِإِدْخَالِ رَجُلٍ إِلَى الْجَنَّةِ، فَدَخَلَ الْكَنِيسَةَ، فَإِذَا هُوَ بِيَهُودَ، وَإِذَا يَهُودِيٌّ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ التَّوْرَاةَ، فَلَمَّا أَتَوْا عَلَى صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْسَكُوا، وَفِي نَاحِيَتِهَا رَجُلٌ مَرِيضٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لَكُمْ أَمْسَكْتُمْ؟ " قَالَ الْمَرِيضُ: إِنَّهُمْ أَتَوْا عَلَى صِفَةِ نَبِيٍّ، فَأَمْسَكُوا، ثُمَّ جَاءَ الْمَرِيضُ يَحْبُو، حَتَّى أَخَذَ التَّوْرَاةَ، فَقَرَأَ حَتَّى أَتَى عَلَى صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُمَّتِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ صِفَتُكَ وَصِفَةُ أُمَّتِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، ثُمَّ مَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " لُوا أَخَاكُمْ " (1)
3952 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِيَّاكُمْ أَنْ تَقُولُوا: مَاتَ فُلَانٌ
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عطاء بن السائب، فقد روى له البخاري متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق قبل اختلاطه، وصححوا سماع حماد بن سلمة منه قبل اختلاطه. روح: هو ابن عبادة، وعفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل " 7/273272 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10295) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 8/231، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط! قلنا: فاته أن يعله بالانقطاع.(7/64)
شَهِيدًا، أَوْ قُتِلَ فُلَانٌ شَهِيدًا، فَإِنَّ الرَّجُلَ يُقَاتِلُ لِيَغْنَمَ، وَيُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، وَيُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَإِنْ كُنْتُمْ شَاهِدِينَ لَا مَحَالَةَ " فَاشْهَدُوا لِلرَّهْطِ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ، فَقُتِلُوا، فَقَالُوا: اللهُمَّ بَلِّغْ نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنَّا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ، فَرَضِينَا عَنْكَ، وَرَضِيتَ عَنَّا " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عطاء بن السائب، فروى له أصحاب السنن والبخاري متابعة، وهو صدوق قبل اختلاطه، وسمع منه حماد بن سلمة قبل اختلاطه.
وأخرجه أبو يعلى بتمامه (5376) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وجرير ممن سمع من عطاء بعد اختلاطه، لكنه متابع بحماد بن سلمة.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 6/130، وقال: رواه الطبراني، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط.
وأخرجه الحميدي (121) ، وعبد الرزاق في "المصنف " (9555) ، وفي "التفسير" 1/139 ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9025) ، من طريق سفيان بن عيينة، عن عطاء، به، مختصراً، بلفظ: عن عبد الله بن مسعود، أنهم قالوا في الثالثة حين قال (يعني الله عز وجل) : هل تشتهون شيئاً فأزيدكموه؟ قالوا: تُقرئ نبينا عنا السلام، وتخبره أنا قد رضينا به، ورضي عنا. قلنا: وسماعُ سفيان من عطاء قبل اختلاطه.
وقوله: "اللهم بلغ نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنا أنا قد لقيناك فرضينا عنك " له شاهد من حديث
عائشة مطولاً عند البخاري (4093) ، وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن أصحابكم قد
أصيبوا، وإنهم قد سألوا ربهم فقالوا: ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا، فأخبرهم عنهم ".(7/65)
3953 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ، يُحَدِّثُ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: أَوْ إِبْرَاهِيمَ، شُعْبَةُ شَكَّ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ "، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَكْعَتَيْنِ، فَلَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعٍ رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ (1)
3954 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بِتُّ اللَّيْلَةَ أَقْرَأُ عَلَى الْجِنِّ، رُفَقَاءَ (2) بِالْحَجُونِ " (3)
__________
= وآخر من حديث أنس عند البخاري (4090) و (4095) .
والسرية: هي سرية بثر معونة، وكان فيها سبعون من الأنصار يسمون القراء في زمانهم، حتى إذا كانوا ببئر معونة، غدرت بهم رِعل وذكوان وعُصَية، وقتلوهم، فبلغ النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبرُهم فقنت شهرا يدعو في الصبح على من قتلهمِ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والشكُّ في أن الأعمش سمعه من عمارة بن عمير أو من إبراهيم - وهو النخعي - لا يضر، فكلاهما ثقة. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه الطيالسي (318) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/416، والشاشي (459) و (462) ، والطبراني في "الكبير" (10144) من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3593) .
(2) في (س) و (ظ 14) : رُفَقاً.
(3) إسناده ضعيف لانقطاعه، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود لم يسمع =(7/66)
3955 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ عَجُوزٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَلْعَنُ الْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ، وَالْمُوشِمَاتِ (1) اللَّاتِي يُغَيِّرْنَ خَلْقَ اللهِ " (2) قَالَ يَحْيَى: وَالْمُوسِمَاتِ اللَّاتِي
__________
= من عم أبيه عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه أبو يعلى (5062) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 26/33 من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، به
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (1121) من طريق سلامة بن روح، عن عقيل، عن الزهري، به.
وانظر (4149) .
قوله: رُفَقاء، بضم ففتح: جمع الرفْقة مثلثة الراء وسكون الفاء، وهو حال من الجن.
والحجون: بتقديم الحاء على الجيم: جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها.
(1) في (ق) : والمتوشمات.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، العريان بن الهيثم: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير قَبيصة بن جابر الأسدي فمن رجال النسائي، وهو ثقة، هشام بن عبد الملك: هو الطَيالسي، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، ويحيى بن حماد: هو ابن أبي زياد خَتَن أبي =(7/67)
3956 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ عَجُوزٍ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَذَكَرَ قِصَّةً، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَلْعَنُ الْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ وَالْمُوشِمَاتِ اللَّاتِي يُغَيِّرْنَ خَلْقَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
3957 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ،
__________
= عوانة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/148 من طريق يحيى بن حماد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (390) ، ومن طريقه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان " 2/357 و358 عن أبي عوانة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتيى" 8/148-149 من طريقين عن عبد الملك بن عمير به، وسلف بنحو5 برقم (3945) .
والمتنمصات: قال ابن الأثير: النامصة: التي تنتف الشعر من وجهها، والمتنمصة: التي تأمر من يفعل بها ذلك.
والمُتَفَلجات: من الفَلَج بفتحتين، وهو فرجة ما بين الثنايا والرباعيات، والمتفلجات: اللاتي يفعلن ذلك بأسنانهن رغبة في التحسين.
الموشمات: بالشين المعجمة، من الوشم، معروف، والموسمات بالمهملة من الوسم، وهو العلامة، ومعناه قريب من ذاك.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل العريان بن الهيثم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، حسن: هو ابن موسى الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وعبد الملك: هو ابن عمير الفَرَسي اللخمي، وهو مكرر ما قبله.(7/68)
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قِتَالُ المُسْلِمِ أَخَاهُ كُفْرٌ، وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ " (1)
3958 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنْ نَهِيكِ بْنِ سِنَانٍ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ أَتَى عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ اللَّيْلَةَ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ: هَذًّا مِثْلَ هَذِّ الشِّعْرِ، أَوْ نَثْرًا مِثْلَ نَثْرِ الدَّقَلِ؟ إِنَّمَا فُصِّلَ لِتُفَصِّلُوا، لَقَدْ عَلِمْتُ " النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرُنُ، عِشْرِينَ سُورَةً: الرَّحْمَنُ وَالنَّجْمُ "، عَلَى تَأْلِيفِ ابْنِ مَسْعُودٍ، كُلُّ سُورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ، وَذَكَرَ الدُّخَانَ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ فِي رَكْعَةٍ (2)
__________
(1) حديث صحيح، عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود سمع من أبيه لكن شيئاً يسيراً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، هشام بن عبد الملك: هو أبو الوليد الطيالسي، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، عبد الملك: هو ابن عمير اللخمي الفَرَسي.
وأخرجه الترمذي (2634) ، والنسائي في "المجتبى" 7/122، وأبو يعلى (5332) من طرق عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقد روي عن عبد الله بن مسعود من غير وجه.
قلنا: قد تقدم بإسناد صحيح برقم (3647) . وسيأتي برقم (4394) .
(2) صحيح لغيره، نَهِيْك بن سنان السلَمي لم يرو عنه إلا إبراهيم النخعي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وذكره ابن حبان في "الثقات " 5/480، ووقعت نسبته في " الإكمال " ص 439، و" التعجيل "ص 425 و" الفتح " 2/258: البَجْلي، وهو صحيح أيضاً، فبنو بَجِيلة رهط من سُلَيم، كما في "توضيح المشتبه " 1/374، ووقع في "الإكمال " و"التعجيل " أنه يروي عنه إبراهيم التيمي، وهو خطأ مشى عليه الشيخ =(7/69)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أحمد شاكر في تخريج هذا الحديث في "المسند"، والصواب أنه النخعي، كما في ترجمة حصين بن عبد الرحمن وإبراهيم بن يزيد النخعي من "تهذيب الكمال "، وقد جاء في "التعجيل ": ووقع في "المسند" عن إبراهيم التيمي، عن نهيك. قلنا: الذي عندنا في نسخ المسند: "إبراهيم "، دون نسبة، وكذلك هو في "إتحاف المهرة" لابن حجر، ورقة 59، و"أطراف المسند" 4/218، ونرجح أن لفظ: "التيمي " مقحم في قول الحافظ ابن حجر، لأن الحافظ يريد - والله أعلم - أن يذكر أنه وقع اسمه في المسند دونما ذكر نسبته.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام بن عبد الملك: هو الطيالسي، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/345-346 من طريق هشام بن عبد الملك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9868) من طريق أبي عوانة، به، وفيه متابعة شعبة لأبي عوانة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9867) من طريق المغيرة، عن إبراهيم، به.
وتقدم بنحوه بإسناد صحيح برقم (3607) .
الدقَل: هو ردئ التمر ويابسه، وما ليس له اسم خاص، فتراه لِيبسِه ورداءته لا يجتمع ويكون منثوراً. "النهاية"، وقال السندي: قوله: ونثراً مثل نثر الدقَل: هو بفتحتين: رديء التمر، أي: رميت بكلماته من غير روية وتأمل رَمْياكم في ذلك التمر الرديء الذي لا يؤبه به فيرمى.
إنما فًصل: من التفصيل، بالصاد المهملة، كما في نسخة، والمعجمة، كما في أخرى، أي: إنما فصل بالسور لتفصلوا بها عند القراءة في الصلاة، فتركعوا بعد كل سورة لتحصيل الفصل، أو: إنما فصل بالآيات لتقرؤوا بالترتيل. أو: إنما فضل على سائر أنواع الكلام لتراعوا ذلك التفضيل في القراءة. والله أعلم.
وتقدم ذكر السور النظائر، وشرح بقية الحديث برقم (3607) .(7/70)
3959 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، وَيُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ " (1)
3960 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بِئْسَمَا لِأَحَدِكُمْ - أَوْ بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ - أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ، اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ، مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود - وهو أبو داود الطيالسي - فمن رجال مسلم. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وهو عند الطيالسي (254) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 4/73، والبيهقي في " السنن " 9/142، وفي " الشعب " (4353) .
وسلف برقم (3900) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود فمن رجال مسلم. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وهو عند الطيالسي (261) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2942) ، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (5032) ، والنسائي في "الكبرى" (10562) - وهو في "عمل =(7/71)
3961 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ سَخْبَرَةَ، قَالَ: غَدَوْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَاتٍ، فَكَانَ يُلَبِّي، قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ رَجُلًا آدَمَ (1) ، لَهُ ضَفْرَانِ (2) ، عَلَيْهِ مَسْحَةُ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ غَوْغَاءُ مِنْ غَوْغَاءِ النَّاسِ، قَالُوا: يَا أَعْرَابِيُّ، إِنَّ هَذَا لَيْسَ يَوْمَ تَلْبِيَةٍ، إِنَّمَا هُوَ يَوْمُ تَكْبِيرٍ قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: أَجَهِلَ النَّاسُ أَمْ نَسُوا وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ، لَقَدْ خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَمَا تَرَكَ التَّلْبِيَةَ حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، إِلَّا أَنْ يَخْلِطَهَا بِتَكْبِيرٍ أَوْ تَهْلِيلٍ " (3)
__________
= اليوم والليلة" (726) -، وفي " المجتبى " 2/154، والدارمي 2/308-309 و439، والفريابي في "فضائل القرآن " (161) ، والبغوي (1222) ، والخطيب في "تاريخه " 5/453، من طرق عن شعبة، به.
وعلقه البخاري من طريق ابن المبارك عن شعبة عقب الحديث (5032) . وأخرجه مسلم (790) (228) ، والحميدي (91) ، وابن أبي شيبة 10/478 وأبو عبيد في "فضائل القرآن " ص 104، والفريابي في "فضائل القرآن " (160) ، وأبو يعلى (5136) ، والبيهقي في "السنن " 2/395 من طرق عن منصور، به.
وسيأتي من طريق شعبة مختصراً برقم (4085) ، ومطولاً برقم (4176) ، وتقدم من طريق الأعمش برقم (3620) .
(1) في (ظ14) : آدماً، وقي هامش (س) ما نصه: في أصلين: آدماً. هكذا.
(2) في (ظ14) : ضفرتان، وفي هامش (س) : ضفيرتان خ.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صفوان بن عيسى - وهو الزهري -، والحارث بن عبد الرحمن - وهو ابن عبد الله بن أبي ذباب الدوسي - فمن رجال مسلم. مجاهد: هو ابن جبر، وابن سخبرة: هو عبد =(7/72)
3962 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا عَلَى قُرَيْشٍ غَيْرَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي، وَرَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ جُلُوسٌ، وَسَلَى جَزُورٍ قَرِيبٌ (1) مِنْهُ، فَقَالُوا: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّلَى، فَيُلْقِيَهُ عَلَى ظَهْرِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ: أَنَا، فَأَخَذَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَلَمْ يَزَلْ سَاجِدًا، حَتَّى جَاءَتْ فَاطِمَةُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهَا (2) ، فَأَخَذَتْهُ عَنْ ظَهْرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ عَلَيْكَ الْمَلَأَ مِنْ
__________
= الله الأزدي أبو معمر الكوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/4/269، وابن خزيمة (2806) ، والحاكم 1/461-462، من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/225 من طريق عبد الله بن المبارك والدرَاوردي، كلاهما عن الحارث بن أبي ذباب، به. وابن أبي ذباب تصحف في مطبوع الطحاوي إلى: ابن أبي ذهاب.
وسلف مختصراً برقم (3549) ، وسيأتي برقم (3976) .
قوله: مِسْحة: بكسر ميم وسكون السين: نوع من لباس الأعراب. قاله السندي. قلنا: لعل المراد بالمَسْحة - بفتح الميم - هنا أثرُ أهل البادية وهيئتهم، يقال: عليه مَسْحَةُ جمال، أي: شيء منه، قال ذو الرمة:
على وَجْهِ مَى مَسْحَة مِن مَلاحَةٍ.... وتحتَ الثياب العُرُّ لو كَانَ بادِيا
(1) في (ظ14) وهامش (س) : قريباً. قال السندي: أي: وكان سلا جزور
قريباً منه.
(2) في (ظ14) : عليها السلام.(7/73)
قُرَيْشٍ، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، اللهُمَّ عَلَيْكَ بعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ، أَوْ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ " قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ جَمِيعًا، ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ غَيْرَ أُبَيٍّ أَوْ أُمَيَّةَ، فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلًا ضَخْمًا، فَتَقَطَّعَ (1)
3963 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ (2) بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ النَّاسِ أَقْرَانِي الَّذِينَ يَلُونِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قَالَ: وَلَا أَدْرِي أَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ، أَوْ فِي الرَّابِعَةِ - ثُمَّ يَخْلُفُ بَعْدَهُمْ خَلْفٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعمرو بن ميمون: هو الأوي.
وأخرجه أبو عوانة 4/222 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3722) .
(2) تحرف في (م) إلى: زهير.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أزهر بن سعد: هو أبو بكر السمان، أروى الناس عن ابن عون وأعرفُهم به، وابن عون: هو عبد الله، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبيدة: هو ابن عمرو السلماني.
وأخرجه مسلم (2533) (212) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1467) ، والشاشي (793) ، والبيهقي في "السنن " 10/160، والخطيب في "تاريخه " 12/53 من طريق أزهربن سعد السمان، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3594) . =(7/74)
3964 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ الْأُمَمَ عُرِضَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَعُرِضَتْ (1) عَلَيْهِ أُمَّتُهُ، فَأَعْجَبَتْهُ كَثْرَتُهُمْ، فَقِيلَ: " إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ " (2)
3965 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانُوا يَوْمَ بَدْرٍ بَيْنَ كُلِّ ثَلَاثَةِ نَفَرٍ بَعِيرٌ، وَكَانَ زَمِيلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيٌّ وَأَبُو لُبَابَةَ، قَالَ: (3) وَكَانَ إِذَا كَانَتْ عُقْبَةُ
__________
= قال الدارقطني في "العلل " 5/186-187: رواه ابن عون، عن إبراهيم، فأسنده أزهر بن سعد، عن ابن عون متصلا، وأرسله حماد بن زيد، عن ابن عون. وقال يحيى القطان: أملاه أزهر على ابني محمد من كتابه، ليس فيه عبد الله. والمرسل عن ابن عون أصح. وهو صحيح عن منصور والأعمش، عن إبراهيم متصلا مسنداً.
قلنا: تقدمت رواية الأعمش برقم (3594) ، ورواية منصور سترد برقم (4130) ، وروايتهما معاً سترد برقم (4173) .
(1) في (ظ 14) : فأعرضت.
(2) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وزر: هو ابن حبيش الأسدي:
وأخرجه أبو يعلى (5318) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (660) من طريق عبد الله بن رجاء، عن همام، به.
وتقدم برقم (3819) ، وانظر (3806) .
(3) لفظ: "قال " غير موجود في (ظ14) .(7/75)
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَا لَهُ: ارْكَبْ حَتَّى نَمْشِيَ عَنْكَ، فَيَقُولُ: " مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَمَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا " (1)
3966 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: - لَيْسَ أَبُوعُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ، وَلَكِنْ - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَائِطَ، وَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ، وَلَمْ أَجِدِ الثَّالِثَ، فَأَخَذْتُ رَوْثَةً، فَأَتَيْتُ بِهِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ، وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ: " هَذِهِ رِكْسٌ " (2)
__________
(1) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وحماد: هو ابن سلمة، وزر: هو ابن حبيش الأسدي.
وتقدم برقم (3901) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، زهير - وهو ابن معاوية - وإن سمع من أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - بعد الاختلاط، روايته هذه مما انتقاه البخاري من مروياته. عبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي.
قال الحافظ في "الفتح " 1/257: إنما عدل أبو إسحاق عن الرواية عن أبي عبيدة إلى الرواية عن عبد الرحمن - مع أن روايته عن أبي عبيدة أعلى له - لكون أبي عبيدة لم يسمع من أبيه على الصحيح، فتكون منقطعة، بخلاف رواية عبد الرحمن فإنها موصولة ... فمراد أبي إسحاق هنا بقوله: ليس أبو عبيدة ذكره، أي: لست أرويه الآن عن أبي عبيدة، وإنما أرويه عن عبد الرحمن. قلنا: وقد تقدمت رواية أبي إسحاق عن أبي عبيدة برقم (3685) .
وأخرجه البخاري (156) ، والنسائي في "المجتبى" 1/39، وفي "الكبرى" =(7/76)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (43) ، وابن ماجه (314) ، وأبو يعلى (5127) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/122، والطبراني في "الكببر" (9953) ، والبيهقي في "السنن " 1/108، من طريق زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (287) ، وأبو يعلى (5336) من طريق زهير، عن أبي إسحاق، قال: ليس أبو عبيدة حدثني ولكنه عبد الرحمن بن الأسود، عن عبد الله.
فذكر الحديث، وجاء عقيبه عند الطيالسي: قال أبو بشر: أظن غير أبي داود يقول: عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9954) من طريق شريك، و (9955) من طريق زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الدارقطني في "العلل " 5/20-21 من طريق محمد بن خالد الضبي وجابر الجعفي، كلاهما عن عبد الرحمن بن الأسود، به.
وعلقه البخاري عقيب حديث (156) بصيغة الجزم عن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، حدثني عبد الرحمن. قال الحافظ في "الفتح " 1/158: أراد البخاري بهذا التعليق الرد على من زعم أن أبا إسحاق دلس هذا الخبر، كما حكي ذلك عن سليمان الشاذكوني حيث قال: لم يسمع في التدليس بأخفى من هذا. وذكر الحافظ مثل ذلك في مقدمة "الفتح " 349، قال: فالجواب أن هذا هو السبب الحامل لسياق البخاري للطريق الثانية عن إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق التي قال فيها أبو إسحاق: حدثني عبد الرحمن، فانتفت ريبة التدليس عن أبي إسحاق في هذا الحديث، وببن حفيده عنه أنه صرح عن عبد الرحمن بالتحديث.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/122 من طريق زهير بن عباد الرؤاسي، عن يزيد بن عطاء، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود، قالا: قال ابن مسعود، فذكر نحوه. قلنا: علقمة وإن لم يسمع منه أبو إسحاق - وهو السبيعي - شيئاً، متابع بالأسود، وهو ابن يزيد النخعي. =(7/77)
3967 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ - وَذَكَرَ التَّشَهُّدَ، تَشَهُّدَ عَبْدِ اللهِ - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْصُورٌ، وَالْأَعْمَشُ، وَحَمَّادٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1)
3968 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، وَعَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ، فَقَالَ: قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ: بَلْ هَذَذْتَ كَهَذِّ الشِّعْرِ، أَوْ كَنَثْرِ الدَّقَلِ، لَكِنَّ رَسُولَ اللهِ
__________
= وقد تقدم برقم (3685) ، وسيأتي برقم (4299) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن أبي سليمان - فقد روى له مسلم مقرونا، والبخاري في "الأدب المفرد"، قال أحمد: مقارب الحديث، روى عنه سفيان وشعبة. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الطيالسي (249) ، والنسائي في "المجتبى" 2/240، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/262، والشاشي (501) ، وأبو نعيم في " تاريخ أصبهان" 1/299 من طريق حماد، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3921) من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص.
ومن طريق منصور برقم (3919) ، ومن طريق الأعمش برقم (3622) و (3920) ، وسيرد برقم (4017) .
وذكر الدارقطني في "العلل " 5/105 أنه رواه عباس بن الحسين القنطري، عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد، لكنه جعل مكان منصور مغيرة، ثم ذكر أن الصواب رواية أحمد، يعني بذكر منصور لا مغيرة.(7/78)
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَفْعَلْ كَمَا فَعَلْتَ، كَانَ يَقْرَأُ النَّظَائِرَ: الرَّحْمَنَ، وَالنَّجْمَ، فِي رَكْعَةٍ " قَالَ: فَذَكَرَ (1) أَبُو إِسْحَاقَ " عَشْرَ رَكَعَاتٍ، بِعِشْرِينَ سُورَةً عَلَى تَأْلِيفِ عَبْدِ اللهِ، آخِرُهُنَّ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَالدُّخَانُ " (2)
3969 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، بِجَمْعٍ، فَصَلَّى الصَّلَاتَيْنِ، كُلَّ صَلَاةٍ وَحْدَهَا بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، وَالْعَشَاءُ بَيْنَهُمَا، وَصَلَّى الْفَجْرَ حِينَ سَطَعَ الْفَجْرُ، أَوْ قَالَ: حِينَ قَالَ قَائِلٌ: طَلَعَ الْفَجْرُ، وَقَالَ قَائِلٌ: لَمْ يَطْلُعْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ
__________
(1) في (ظ1) و (ظ 14) : فذكر ذلك، وفي هامش (س) كتب ذلك.
(2) حديث صحيح، زهير - وهو ابن معاوية - وإن سمع من أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - بعد الاختلاط، متابع، وأبو إسحاق لم يسمع من علقمة، لكنه متابع بالأسود بن يزيد، وقد سمع منه. علقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه الفريابي في "فضائل القرآن " (122) و (123) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/346، والطبراني في "الكبير" (9855) من طريق زهير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1396) ، والفريابي أيضاً (124) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مختصرا ًالشاشي (313) ، والطبراني في "الكبير" (9857) ، من طريقين عن عبيد الله بن موسى، عن عيسى بن قرطاس، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. قال البزار: ولا نعلم روى عيسى بن قرطاس، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله إلا هذا الحديث.
وتقدم برقم (3607) ، ومرَّ هناك شرحه.(7/79)
تُحَوَّلَانِ عَنْ وَقْتِهِمَا فِي هَذَا الْمَكَانِ، لَا يَقْدَمُ النَّاسُ جَمْعًا حَتَّى يُعْتِمُوا، وَصَلَاةُ الْفَجْرِ هَذِهِ السَّاعَةُ " (1)
3970 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جذه أبي إسحاقْ في غاية الإتقان للزومه إياه، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه البخاري (1683) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/178 و2/211، والبيهقي في "السنن " 5/121، والبغوي (1939) ، من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وتقدم مختصراً برقم (3637) ، وسيأتي برقم (4293) .
قال البيهقي: رواه البخاري في "الصحيح " عن عمرو بن خالد، عن زهير، وجعل زهير لفظ التحويل من قول عبد الله.
قلنا: رواية زهير هذه سترد برقم (4399) .
قوله: "والعَشَاء بينهما" بالفتح، أي: طعام العشاء، أكل بين الصلاتين.
وقوله: "إن هاتين الصلاتين "، أي: المغرب والفجر.
تُحَوَّلان: على بناء المفعول، من التحويل، أي: ينبغي تأخير المغرب إلى العشاء هاهنا، وتقديم الفجر عن الوقت المعتاد إلى أول طلوع الفجر.
لا يَقْدَمُ: من قَدِمَ كعلم، علة لتأخير المغرب، فكأنه بمنزلة ذكر صلاة المغرب، ولذلك عطف عليها صلاة الفجر، في قوله: وصلاة الفجر، وهو بالنصب لكونها مع المقدر بدلًا من "هاتين الصلاتين "، أو بالرفع على أنها مع المقدر بدل من ضمير "تحولان ".
حتى يُعتموا: من أعتم: إذا دخل في العتمة. والله أعلم. قاله السندي.(7/80)
أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " (1)
3971 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] ، قَالَ: " رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فِي حُلَّةٍ مِنْ رَفْرَفٍ، قَدْ مَلَأَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " (2)
3972 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ " يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رُكُوعٍ، وَسُجُودٍ، وَرَفْعٍ وَوَضْعٍ " وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمَا، (3) وَيُسَلِّمُونَ عَنْ (4) أَيْمَانِهِمْ وَشَمَائِلِهِمْ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ (5)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5333) من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3741) .
وذكرنا أن هذه القراءة شاذة وإن صح سندها لمخالفتها القرإءة المتواترة: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} [الذاريات: 58] .
(2) هو مكرر (3740) سنداً ومتناً.
(3) جملة: "رضوان الله عليهما" لم ترد في (ظ1) و (ظ14) .
(4) في (ص) و (ق) و (ظ 1) : على.
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن =(7/81)
3973 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: " الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ " وَلَوِ اسْتَزَدْتُ لَزَادَنِي قَالَ حُسَيْنٌ: ولَوِ (1) اسْتَزَدْتُهُ (2)
3974 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ - أَمْلَاهُ عَلَيَّ
__________
= الزبير الزبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/268 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد، دون ذكر علقمة، وبذكر التسليم وحده دون التكبير.
وسلف برقم (3660) ، ومن طريق أبي الأحوص برقم (3849) .
(1) لفظ: "ولو"من (ظ14) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. حسين بن
محمد: هو ابن بهرام المَزوذِي، أبو عبيدة- وإن لم يسمع من أبيه ابن مسعود-
متابع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9817) من طريق عبد الله بن رجاء، عن
إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (9816) من طرق عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، به.
وتقدم برقم (3890) .(7/82)
مِنْ كِتَابِهِ -، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا (1) عَلْقَمَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ، فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ رَكَعَ وَطَبَّقَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَجَعَلَهُمَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ " فَبَلَغَ سَعْدًا، فَقَالَ: " صَدَقَ أَخِي، قَدْ كُنَّا نَفْعَلُ ذَلِكَ، ثُمَّ أُمِرْنَا بِهَذَا، وَأَخَذَ بِرُكْبَتَيْهِ "، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، هَكَذَا (2)
3975 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً، لَا أَدْرِي زَادَ، أَوْ نَقَصَ، ثُمَّ سَلَّمَ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ " (3)
__________
(1) في (ظ 14) : قال: حدثنا.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن كليب فمن رجال مسلم. علقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/246، وأبو داود (747) ، والنسائي في "المجتبى" 2/184، وفي "الكبرى" (620) ، وابن الجارود (196) ، وابن خزيمة (595) ، والدارقطني في "السنن " 1/339 من طرق عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3588) ومر هناك شرحه.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه مسلم (572) (90) ، وأبو عوانة 2/201-202، وابن حهان (2659) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. =(7/83)
3976 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ لَبَّى لَيْلَةَ جَمْعٍ، ثُمَّ قَالَ: " هَاهُنَا رَأَيْتُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ يُلَبِّي " (1)
3977 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجَابِرِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي الْمَاجِدِ، (2) قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، وَأَنْشَأَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ (3) : إِنَّ أَوَّلَ رَجُلٍ قُطِعَ فِي الْإِسْلَامِ - أَوْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ - رَجُلٌ أُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا سَرَقَ، فَكَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَادًا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْ يَقُولُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: " وَمَا يَمْنَعُنِي؟ وَأَنْتُمْ أَعْوَانُ الشَّيْطَانِ عَلَى صَاحِبِكُمْ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ، وَلَا يَنْبَغِي
__________
= وتقدم برقم (3566) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير كثير بن مدرك - وهو الأشجعي - فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه مسلم (1283) (270) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/225، والطبراني في "الكبير" (10481) من طريق يحمى بن آدم، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3549) .
(2) في (ق) وهامش (س) و (ص) : أبي الماجد التيمي.
(3) في (ظ14) : فقال.(7/84)
لِوَالِي أَمْرٍ أَنْ يُؤْتَى بِحَدٍّ إِلَّا أَقَامَهُ "، ثُمَّ قَرَأَ: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] (1) قَالَ يَحْيَى: أَمْلَاهُ عَلَيْنَا سُفْيَانُ، إِمْلَاءً
__________
(1) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن عبد الله الجابر، ولجهالة أبي الماجد، ويقال: أبو ماجدة الحنفي الكوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، سفيان: هو الثوري.
وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" (8572) ، والبيهقي في "السنن " 8/331 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، بهذا الِإسناد.
وسلف برقم (3711) .
قوله: "وأنتم أعوان الشيطان على صاحبكم! " له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (6781) بلفظ: "لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم ".
وقوله: "والله عز وجل عفو يحب العفو" له شاهد من حديث عائشة، تسيرد 6/183 بإسناد صحيح.
وقوله: "إنه لا ينبغي لوالي أمر أن يؤتى بحد إلا أقامه " له شاهد من حديث ابن عمر، سيرد (5385) بلفظ: "من حالت شفاعته دون حد من حدود الله، فقد ضاد الله في أمره "، وصححه الحاكم. قال الحافظ في "الفتح " 12/87: وأخرجه ابن أبي شيبة من وجه آخر أصح منه عن ابن عمر موقوفًا.
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود (4376) ، والنسائي في "المجتبى" 8/70 بلفظ: "تعافوا الحدود فيما بينكم، فما بلغني من حد فقد وَجَب،، وإسناده حسن.
وثالث من حديث صفوان بن أمية، سيرد 3/401.
وذكر الحافظ شواهد أخرى في "الفتح " 12/87- 88 قوله: "إن أول رجل قُطِعَ ": على بناء المفعول، أي: قطع يده. =(7/85)
3978 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى الْجَابِرِ، عَنْ أَبِي الْمَاجِدِ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْنَا نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّيْرِ بِالْجِنَازَةِ، فَقَالَ: " السَّيْرُ دُونَ الْخَبَبِ، فَإِنْ يَكُ خَيْرًا تُعْجَلْ إِلَيْهِ، وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ، فَبُعْدًا لِأَهْلِ النَّارِ، الْجِنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ تَقَدَّمَهَا " (1)
3979 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُنَا، وَمَا تُقَامُ الصَّلَاةُ حَتَّى تَكَامَلَ بِنَا الصُّفُوفُ، فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ
__________
= فكأنما أسِفَّ: بتشديد الفاء على بناء المفعول: قال ابن الأثير: أي: تغير واكْمدَّ، كأنما ذرَّ عليه شيءٌ غيَّره.
أنتم أعوان الشيطان، أي: إنه يفرح بفضيحة المؤمن وحزنه، وأنتم تعينونه في ذلك.
ولا ينبغي لوالي أمر: اعتذار من جهته بأنه ليس له العفو، وإلا لعفا. قاله السندي.
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي ماجد الحنفي وضعف يحيى الجابر، سلف الكلام عنهما في الرواية (3585) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وسلف برقم (3585) و (3734) ، وتقدم شرحه هناك.(7/86)
الْهُدَى، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَى " (1)
3980 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: أَتَيْنَا عَبْدَ اللهِ، فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْنَا: طسم الْمِائَتَيْنِ، فَقَالَ: مَا هِيَ مَعِي، وَلَكِنْ " عَلَيْكُمْ مَنْ (2) أَخَذَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ "، قَالَ: فَأَتَيْنَا خَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ، فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا (3)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه مطولاً الشاشي (706) و (707) ، والطبراني في "الكبير" (8605) من طريقين عن شريك، بهذا الإسناد.
وتقدم مطولاً بإسناد صحيح برقم (3936) ، وسيأتي برقم (4355) .
(2) في هامش (س) : بمن (نسخة) .
(3) إسناده ضعيف، معديكرب - وهو الهمداني العبدي - لم يرو عنه إلا أبو إسحاق، وذكره ابن حبان في "الثقات " 5/458، ولم يوثر توثيقه عن غيره، ولم يذكره الحافظ في "التعجيل " وهو على شرطه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير الجراح بن مليح والد وكيع فمختلف فيه، أخرج له البخاري في "الأدب المفرد لما والباقون عدا النسائي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3614) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/143 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 7/84، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات! ورواه الطبراني. =(7/87)
3981 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةً مِنَ الثَّلَاثِينَ، مِنْ آلِ حم قَالَ: يَعْنِي الْأَحْقَافَ قَالَ: وَكَانَتِ السُّورَةُ إِذَا كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ آيَةً سُمِّيَتِ الثَّلَاثِينَ، قَالَ: فَرُحْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا رَجُلٌ يَقْرَؤُهَا عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأَنِي، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ؟ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقُلْتُ لِآخَرَ: اقْرَأْهَا، فَقَرَأَهَا عَلَى غَيْرِ قِرَاءَتِي وَقِرَاءَةِ صَاحِبِي، فَانْطَلَقْتُ بِهِمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَيْنِ يُخَالِفَانِي فِي الْقِرَاءَةِ؟ قَالَ: فَغَضِبَ، وَتَمَعَّرَ وَجْهُهُ، وَقَالَ: " إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ (1) الِاخْتِلَافُ " - قَالَ: قَالَ زِرٌّ: وَعِنْدَهُ رَجُلٌ - قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ كَمَا أُقْرِئَ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الِاخْتِلَافُ قَالَ قال: عَبْدُ اللهِ: " فَلَا أَدْرِي أَشَيْئًا أَسَرَّهُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ عَلِمَ مَا فِي نَفْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " قَالَ: " وَالرَّجُلُ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، صَلَوَاتُ (2) اللهِ عَلَيْهِ " (3)
__________
= قوله: ما هي معي: قال السندي: يحتمل أنه ما حفظها، أو حفظها لكن لا بالسماع من النبي مجنَ. قلنا: وطتتتم المئتين: هي سورة الشعراء، آياتها 227.
(1) في (ظ14) : من قبلكم.
(2) في (ظ14) : عليه السلام.
(3) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر- وهو ابن عياش - فمن رجال البخاري، وأخرج له مسلم في(7/88)
3982 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا بَشِيرٌ (1) أَبُو إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ لَهُ (2) : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، تَسْلِيمُ الرَّجُلِ (3) عَلَيْكَ، فَقُلْتَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ؟ قَالَ: فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تَسْلِيمُ الْخَاصَّةِ، وَتَفْشُو التِّجَارَةُ، حَتَّى
__________
= المقدمة، وهو ثقة، وكتابه صحيح.
وأخرجه أبو يعلى (5057) ، والطبري في "التفسير" 1/12 من طريق أبي كريب، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولا ومختصراً الطبري في "التفسير" 1/13، وابن حبان (746) و (747) ، والحاكم 2/223-224 من طريقين عن عاصم، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة، ووافقه الذهبي.
وقد تقدم بأخصر منه برقم (3724) بإسناد صحيح.
قوله: من آل حم: أي: مما في أوله: حم، قال الفراء: نسب السورة كلها إلى حم التي في أولها، وقد يقع آل الشيء على ذاته، كما في "مزامير آل داود"، فيمكن حمل آل حم على ذلك.
إذا كانت أكثر، أي: تسمى بهذا الاسم وإن كانت أكثر، وأما إذا كانت ثلاثين فبالأولى، وكأن المراد كثرة لا يعتد بها مثل الكسر، والله تعالى أعلم.
فقلت لآخر: بفتح الخاء، أي: لرجل ثالث.
وتمعًر بالتشديد، أي: تغير. قاله السندي.
(1) في (م) : أبو بشير، وهو خطأ.
(2) في (ق) و (ظ 1) : قال له طارق.
(3) في (ق) : تسليم ذا الرجل.(7/89)
تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ، وَتُقْطَعُ الْأَرْحَامُ " (1)
3983 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّهْشَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسًا، الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: " لَا "، قَالُوا: فَإِنَّكَ صَلَّيْتَ خَمْسًا؟ قَالَ: فَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَذْكُرُ كَمَا تَذْكُرُونَ، وَأَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ " (2)
__________
(1) إسناده حسن، وقوله: سيار أبو الحكم خطأ، صوابه: سيار أبو حمزة، وقد سلف الكلام فيه برقم (3870) ، والإمام أحمد نفسه نبه على هذا الخطأ في "العلل " برقم (588) ، ونقل ذلك عنه وعن غيره المزي في "تهذيب الكمال " في ترجمة سيار أبي حمزة الكوفي. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، طارق: هو ابن شهاب الأحمسي.
وسلف تخريجه برقم (3870) .
قوله: "تسليم الرجل عليك ": قال السندي: أي تحقق أو حصل، فقلت أنت عند ذلك: صدق الله ورسوله، فما وجهه؟
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عبد الله النهشلي، فمن رجال مسلم. الأسود والد عبد الرحمن: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه مسلم (572) (93) ، والنسائي في "المجتبى" 3/33، وفي "الكبرى" (580) ، وأبو عوانة 2/205، والشاشي (415) ، والطبراني في "الكبير" (9852) ، والبيهقي في "السنن " 2/342، من طرق عن أبي بكر النهشلي، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3566) .(7/90)
3984 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَ حَيَّةً، فَلَهُ سَبْعُ حَسَنَاتٍ، وَمَنْ قَتَلَ وَزَغًا، فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَمَنْ تَرَكَ حَيَّةً مَخَافَةَ عَاقِبَتِهَا فَلَيْسَ مِنَّا " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، المسيب بن رافع لم يلق ابن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن القرشي، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه مختصراً ابن حبان (5630) من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد، دون قوله: "ومن ترك حية مخافة عاقبتها فليس منا".
وأخرجه بتمامه الطبراني في "الكبير" (10492) من طريق أبي كدينة، عن أبي إسحاق الشيباني، به.
قال ابن أبي حاتم في "العلل " 2/322: سألت أبي عن حديث رواه العوام بن حوشب، عن سليمان الشيباني، عن المسيب بن رافع، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "من قتل حية فله سبع حسنات، ومن قتل وزغة كانت له حسنة، ومن ترك حية مخافة طلبه فليس منا"، ورواه عبد الواحد بن زياد، عن الشيباني، عن المسيب، عن عبد الله، موقوف؟ قال أبي: عبد الواحد أوثق من العوام.
قلنا: لكن العوام بن حوشب قد تابعه أسباط بن محمد في هذه الرواية.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 4/45، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح، إلا أن المسيب بن رافع لم يسمع من ابن مسعود، والله أعلم.
وقوله: "من قتل وزغة فله حسنة" له شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2240) (146) و (147) بلفظ: "من قتل وزغاً في أول ضربة كتبت له مئة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك ". =(7/91)