مَعَهُمْ، مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَأَمَرَنَا أَنْ لَا نَرْمِيَهَا حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ " (1)
2460 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ ثَقَلَةِ وَضَعَفَةِ أَهْلِهِ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ، فَصَلَّيْنَا الصُّبْحَ بِمِنًى، وَرَمَيْنَا الْجَمْرَةَ " (2)
2461 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْقُرَشِيِّ، قَالَ:
__________
(1) لفظة "لا" لم ترد في النسخ المطبوعة.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك ضعيف، وكذا ليث -وهو ابن أبي سليم-.
وتقدم بنحوه برقم (2082) عن وكيع، عن سفيان ومسعر، عن سلمة بن كهيل، عن الحسن العرني، عن ابن عباس. وانظر أيضاً ما سيأتي برقم (3005) .
وله طريق آخر عندَ أبي داود (1941) ، والنسائي 5/272 من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن ابنِ عباس. وهذا سند رجاله ثقات، إلا أن حبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعن، وانظر الحديث الآتي.
فهذه طرق يُقوي بعضُها بعضاً كما قال الحافظ في "الفتح" 3/528، فيَقْوى الحديثُ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد المروذي، وداود: هو ابن عبد الرحمن العطار، وعمرو: هو ابنُ دينار، وعطاء: هو ابنُ أبي رباح.
وأخرجه النسائي 5/266 عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أشهب، عن داود العطار، بهذا الإسنادِ. وانظر (1920) .(4/270)
دَخَلْنَا بَيْتَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْنَا فِيهِ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَذَكَرْنَا الْوُضُوءَ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " قَدْ (1) رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَأْكُلُ مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ، ثُمَّ يُصَلِّي وَلا يَتَوَضَّأُ " فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا: أَنْتَ رَأَيْتَهُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: بَصُرَ عَيْنَيَّ (2)
2462 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَسُوقُ غَنَمًا لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: مَا سَلَّمَ عَلَيْكُمِ إِلَّا لِيَتَعَوَّذَ مِنْكُمْ، فَعَمَدُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، وَأَخَذُوا غَنَمَهُ، فَأَتَوْا بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94] إِلَى آخِرِ الْآيَةَ (3)
__________
(1) لفظة "قد" ليست في النسخ المطبوعة.
(2) إسناده حسن، ابنُ أبي الزناد -وهو عبدُ الرحمن- حسنُ الحديث، روى له أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
وأخرجه الطبراني (10792) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وانظر (2002) .
قوله: "بصر عيني"، قال السندي: يُحتمل أن يكونَ بفتح موحدة وسكون مهملة: على أنه مصدر منصوب على أنه مفعول مطلق لِرأيتُه مقدراً، أو بضم مهملة موحدة: على أنه صيغة ماض، والعين مفرد للجنس، إذ لو كان تنبيه لكان عيناي، والله تعالى أعلم.
(3) حسن لغيره، وقد تقدم برقم (2023) . خلف بن الوليد: هو أبو الوليد البغدادي =(4/271)
2463 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران: 110] قَالَ: " هُمِ الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى الْمَدِينَةِ - قَالَ: أَبُو نُعَيْمٍ: مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " (1)
__________
= الجوهري سكن مكة، وثقه ابنُ معين وأبو زرعة وأبو حاتِم.
وأخرجه الطبراني (11731) عن بشر بن موسى، عن خلف بن الوليد، بهذا الإسناد.
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث، وجَود الحافظ في "الفتح" 8/225 إسناد هذا الحديث. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/130، وابن أبي شيبة 12/155-156 و14/334، والنسائي في "الكبرى" (11072) ، وابن جرير الطبري 4/43، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1157-آل عمران) ، والطبراني (12303) ، والحاكم 2/294 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبري 4/43 من طريق أسباط، عن سماكٍ، به.
وأخرجه أيضاً 4/43 من طريق قيس بن الربيع، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2926) و (2987) و (3321) .
قوله: "هم الذين هاجروا"، قال السندي: يُرِيدُ أن الخِطاب لا يَعُم تمامَ الصحابة، فضلاً عن أن يعم تمام الأمة، بل هو مخصوص بالمهاجرين منهم، وذلك لأن الخطاب يقتضي الوجودَ، فلا يشمل الأمةَ، وقد وصفوا بأنهم أخرجوا: أي من بلادهم، للناس: أي لانتفاعهم بهم، وهذا الوصفُ لا يوجد من بين الموجودين في ذلك الوقت إلا في =(4/272)
2464 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " لَمْ يَنْزِلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ عَرَفَاتٍ وَجَمْعٍ، إِلا لِيُهَرِيقَ الْمَاءَ " (1)
2465 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا " (2)
2466 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَهْدَى فِي بُدْنِهِ بَعِيرًا كَانَ لِأَبِي
__________
= المهاجرين، وأيضا السوْق يدل على أن المخاطبين غير من أريدَ بالناسِ، فالظاهرُ أنهم المهاجرون، لأنهم أحق بذلك مِن غيرهم، والله تعالى أعلم.
ونقل الحافظُ في "الفتح" 8/225 عن الفَراء أنه جزم بحملِ الآية على عموم الأمة، ورجحه ابنُ جرير الطبري.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن ابن عباس، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وسيأتي الحديث برقم (2563) ، وانظر ما تقدم برقم (2265) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (562) ، وأبو عوانة 2/354، والطحاوي 1/160 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1918) .(4/273)
جَهْلٍ، فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ " (1)
2467 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انْتَهَسَ عَرْقًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2)
2468 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا قَذَفَ هِلالُ بْنُ أُمَيَّةَ امْرَأَتَهُ، قِيلَ لَهُ: وَاللهِ لَيَجْلِدَنَّكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِينَ جَلْدَةً، قَالَ: اللهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَضْرِبَنِي ثَمَانِينَ ضَرْبَةً، وَقَدْ عَلِمَ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ حَتَّى اسْتَيْقَنْتُ، وَسَمِعْتُ حَتَّى اسْتَيْقَنْتُ، لَا وَاللهِ لَا يَضْرِبُنِي أَبَدًا، قَالَ: فَنَزَلَتْ آيَةُ الْمُلاعَنَةِ " (3)
__________
(1) حسن لغيره، قال البيهقي: وهذا إسناد صحيح إلا أنهم يرون أن جرير بن حازم أخذه من محمد بن إسحاق ثم دَلسه، فإن بُين فيه سماع جرير من ابن أبي نجيح صار الحديث صحيحاً، والله أعلم.
وأخرجه البيهقي 5/230 من طريق حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (2362) من طريق ابن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2289) .
قوله: "انتهس عَرْقا"، بفتح فسكون: عظم عليه لحمٌ، والنهْس -بالمهلمة-: أخذ اللحم بأطراف الأسنان.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه بأطول مما هنا الطبري 18/83-84، والحاكم 2/202، وعنه البيهقي 7/395 من طريق الحسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري ووافقه الذهبي. وانظر (2131) .
قوله: "أن يضربني"، قال السندي: بدل من اسم الإشارة.(4/274)
2469 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ جَارِيَةً بِكْرًا أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ فَخَيَّرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه أبو داود (2096) ، وابن ماجه (1875) ، والنسائي في "الكبرى" (5387) ، وأبو يعلى (2526) ، والطحاوي 4/365، والدارقطني 3/234-235، والبيهقي 7/117 من طريق حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1875) ، والنسائي (5389) ، والدارقطني 3/235 من طريق مُعمر بن سليمان، عن زيد بن حبان، والدارقطني 3/235 من طريق أيوب بن سويد، عن سفيان الثوري، كلاهما عن أيوب السختياني، به.
وقد أعِل هذا الحديث بالإرسال، وبتفرد جرير بن حازم عن أيوب، وبتفرد حسين بن محمد المروذي عن جرير.
قلنا: أما تفرد جرير بن حازم، فقد تابعه في روايته عن أيوب زيدُ بن حبان وسفيان الثوري، وأما تفرد حسين بن محمد عن جرير، ففي "نصب الراية" 3/190 عن "التنقيح": قال الخطيب البغدادي: قد رواه سليمان بن حرب عن جرير بن حازم أيضاً كما رواه حسين، فبرئت عهدته، وزالت تبعتُه؛ ثم رواه بإسناده.
وأما الإِرسال، فقد أخرجه مرسلاً أبو داود (2097) ، ومن طريقه البيهقي 7/117 عن محمد بن عبيد، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بهذا الحديث ولم يذكر ابن عباس. ورجح إرساله أبو داود وأبو حاتم والدارقطني والبيهقي، قال ابن التركماني في "الجوهر النقي" 7/117: جرير بن حازم ثقة جليل، وقد زاد الرفع فلا يضره إرسال من أرسله، كيف وقد تابعه الثوري وزيد بن حبان فروياه عن أيوب كذلك مرفوعاً.
وقال الحافظ في "الفتح" 9/196: الطعن في الحديث لا معنى له، فإن طرقه يَقْوى بعضها ببعض. وصحح حديثَ ابنِ عباس هذا ابنُ القطان فيما نقله الحافظ الزيلعي في =(4/275)
2470 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَحْمَدُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُونَ بِهَذَا السَّوَادِ - قَالَ حُسَيْنٌ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ - لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ " (1)
__________
= "نصب الراية" 3/190.
وأخرج الدارقطني 3/234، والبيهقي 7/117 من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، عن سفيان الثوري، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَد نكاح بكر وثيب أنكحهما أبوهما وهما كارهتا له، فرد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نكاحهما. قال الدارقطني: هذا وهم من الذماري، وتفرد بهذا الإسناد، والصواب: عن يحيى بن أبي كثير عن المهاجر بن عكرمة مرسل، وهم فيه الذماري على الثوري وليس بقوي. قال البيهقي: هو في "جامع الثوري" عن الثوري كما ذكره أبو الحسن الدارقطني رحمه الله مرسلا، وكذلك رواه عامة أصحابه عنه، وكذلك رواه غير الثوري عن هشام. وقال ابن التركماني: هذه كما تقدم زيادة من الذماري، وهو أخرج له الحاكم في "المستدرك"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكر صاحب "الكمال" عن عمرو بن علي الصيرفي أنه ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق كان يُصحف.
قوله: "أن جارية بكراً"، قال السندي: ظاهره أنها كانت غير بالغة، لكن يمكن حملها على البالغة فيوافق المذاهب.
وفي "بذل المجهود في حل أبي داود" 10/102 للشيخ خليل السهارنفوري: وفي الحديث دليل على أن الولي لا إجبارَ له على البالغة ولو كانت بكراً، وبه قال أبو حنيفة رحمه الله، وخالفه الشافعي وأحمد، ولأصحابنا هذا الحديث.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأحمد بن عبد الملك ثقة من رجال البخاري وحده. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري أبو سعيد مولى بني أمية الثقة، وأخطأ ابن الجوزي فظنه عبدَ الكريم بن أبي المخارق البصري الضعيف، قال الحافظ =(4/276)
2471 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: حَضَرَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْيَهُودِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، حَدِّثْنَا عَنْ خِلِالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهَا، لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ، فَكَانَ فِيمَا سَأَلُوهُ أَيُّ الطَّعَامِ حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ؟ قَالَ: " فَأَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا فَطَالَ سَقَمُهُ، فَنَذَرَ لِلَّهِ نَذْرًا لَئِنْ شَفَاهُ اللهُ مِنْ سَقَمِهِ، لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ، وَأَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ، فَكَانَ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ، لُحْمَانُ الْإِبِلِ، وَأَحَبَّ الشَّرَابِ
__________
= في "القول المسدد" ص 49: أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" 3/55 من طريق أبي القاسم البغوي عن هاشم بن الحارث، عن عبيد الله بن عمرو، به، وقال: هذا حديث لا يصحُّ عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمتهم به عبدُ الكريم بن أبي المخارق أبو أمية البصري.
ثم نقل تجريحه عن جماعة. قلت (القائل الحافظ ابن حجر) : وأخطأ في ذلك، فإن الحديث من رواية عبد الكريم الجزري الثقة المخرج له في الصحيح. عبيد الله بن عمرو: هو الرقي.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "النكت الظراف" 4/424، وأبو داود (4212) ، والنسائي 8/138، وأبو يعلى (2603) ، والطبراني (12254) ، والبيهقي 7/311، والبغوي (3180) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. ولفظه عند إسحاق: "يخضبون لحاهم بالسواد".
قوله: "لا يريحون"، قال السنديْ مِن راحَ أو أراحَ، يقال: راح يَريحُ ويَراحُ، وأراح يُريحُ، ثم قيل: أريدَ أنهم وإن دخلوا الجنة لا يجدون ريحَها، ولا يتلذذون به، وقيل: هو تغليظ وتشديد، وقيل: إنهم لا يجدون ريحها مع السابقين.(4/277)
إِلَيْهِ أَلْبَانُهَا؟ " فَقَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ (1)
2472 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى عَلَى بِسَاطٍ " (2)
2473 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، (3) عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا، وَإِنَّ مِنَ القَوْلِ سِحْرًا " (4)
2474 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، عبد الحميد بن بهرام تكلم بعضهم في روايته عن شهر، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وشهر بن حوشب مختلف فيه، والأكثر على تضعيفه، وللحديث طريق آخر يتقوى به سيأتي برقم (2483) .
وأخرجه ابن جرير الطبري 4/5 من طريق يونس بن بكير، عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد. وسيأتي مطولاً برقم (2514) و (2515) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف زمعة -وهو ابن صالح الجندي-، وقد سلف هذا الحديث برقم (2061) .
وأخرجه الطبراني (11624) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
(3) في (ظ9) وعلى حاشية (س) : سفيان!
(4) صحيح لغيَره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وسماك روايته عن عكرمة فيها اضطراب، وقد تقدم برقم (2424) .
وأخرجه الطحاوي 4/299 من طريق الهيثم بن جميل (تحرف فيه إلى: حميد) ، والطبراني (11761) من طريق يوسف بن الصباح العطار، كلاهما عن شريك، بهذا الإسناد. والحديثُ عندَ الطحاوي مختصر بقصة الشعر فقط.(4/278)
قَالَ: مَرَّ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى أُنَاسٍ قَدْ وَضَعُوا حَمَامَةً يَرْمُونَهَا، فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يُتَّخَذَ الرُّوحُ غَرَضًا " (1)
2475 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنْتًا لَهُ تَقْضِي فَاحْتَضَنَهَا، فَوَضَعَهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ فَمَاتَتْ وَهِيَ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، فَصَاحَتْ أُمُّ أَيْمَنَ، فَقِيلَ: أَتَبْكِي عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: أَلَسْتُ أَرَاكَ تَبْكِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَسْتُ أَبْكِي، إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ بِكُلِّ خَيْرٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ، إِنَّ نَفْسَهُ تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ وَهُوَ يَحْمَدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
2476 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ حَبْتَرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْجَرِّ الْأَبْيَضِ، وَالْجَرِّ الْأَخْضَرِ، وَالْجَرِّ الْأَحْمَرِ؟ فَقَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ، فَقَالُوا: إِنَّا نُصِيبُ مِنَ الثُّفْلِ، فَأَيُّ الْأَسْقِيَةِ؟ فَقَالَ: " لَا تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْحَنْتَمِ، وَاشْرَبُوا فِي الْأَسْقِيَةِ "
ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيَّ، أَوْ
__________
(1) حديث صحيح، وقد سلف برقم (1863) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/398، والطبراني (11717) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، بهذا الإسناد.
(2) إسناده حسن، سفيان -وهو الثوري- روى عن عطاء بن السائب قبل اختلاطه.
أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (318) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وانظر (2412) .(4/279)
حَرَّمَ الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ وَالْكُوبَةَ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ "، (1)
__________
(1) إسناده صحيح، علي بن بذيمة ثقة روى له أصحاب السنن، وقيس بن حبتر روى له أبو داود، وهو ثقة، وباقي رجال السند ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أحمد في "الأشربة" (192) و (193) و (194) ، وأبو داود (3696) ، وأبو يعلى (2729) ، والطحاوي 4/223، وابن حبان (5365) ، والبيهقي 10/221 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه الطبراني (12598) و (12599) ، والبيهقي 8/303 من طريق إسرائيل، عن علي بن بذيمة، به. وانظر ما تقدم برقم (2020) .
وأخرج قوله: "كل مسكر حرام" الطبراني (12600) من طريق موسى بن أعين، عن علي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير، عن قيس بن حبتر، به.
وسيأتي دون قصة الأسقَية برقم (2625) و (3274) من طريق عبد الكريم الجزري، عن قيس بن حبتر، عن ابن عباس.
وفي الباب دون قصة الأسقية أيضاً عن عبد الله بن عمرو بن العاص سيأتي في "المسند" 2/158.
وعن قيس بن سعد بن عبادة سيأتي أيضاً 3/422.
قلنا: والمنع من الشرب في هذه الأوعية المذكورة في الحديث منسوخ بحديث بريدة الأسلمي الذي أخرجه أحمد 5/355، ومسلم (977) ، وصححه ابن حبان (5390) ، وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية، فاشربوا في أي وعاءٍ شئتم، ولا تشربوا مسكراً".
الدباء: هو القَرْع اليابس، والمراد هنا الوعاء منه. والمزفت: المطلي بالزفت.
والنقير: جذع يُنقَر وسطُه. والحنتم: الجِرار الخُضْر. قلنا: والنهي عن الشرب في هذه الأوعية إنما هو عن شرب ما انتُبذ فيها.
والثفْل، قال السندي: فيَ "القاموس": الثفْل -بضم مثلثة-: ما استقر تحت الشيء من كُدْرة، فكان المراد أنهم كانوا يشربون النبيذ أياماً إلى أن يشربوا ما بقي في آخر السقاء، ثم ينبذون ثانياً.(4/280)
قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ: مَا الْكُوبَةُ؟ قَالَ: " الطَّبْلُ " (1)
2477 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَيْنُ حَقٌّ، تَسْتَنْزِلُ الْحَالِقَ "، (2)
2478 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دُوَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ (3)
__________
(1) كذا فسرها علي بن بَذيمة -وأصله فارسي، أبوه بَذِيمة من سبي المدائن-، وفي "غريب الحديث" لأبي عبيد 4/278: وأما الكوبة، فإن محمد بن كثير العبدي أخبرني أن الكوبة: النرْد في كلام أهك اليمن، وقال غيره: الطبل، وفي "المعرب" للجواليقي ص 295: والكوبة: الطبل الصغير المخضر، وهو أعجمي، وقال محمد بن كثير: الكوبة: النرد بلغة أهل اليمن.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن جابر بن زيد. وانظر ما بعده. سفيان: هو الثوري.
الحالق: هو الجبل العالي المنيف المشرف.
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، دُويد البصري قال أبو حاتم: شيخ لَين، وإسماعيل بن ثوبان لم يوثقه غير ابن حبان 6/41، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني (12833) من طريق أبي حذيفة، والحاكم 4/215 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي! وسيتكرر برقم (2681) .
وله شاهد من حديث أبي ذر رفعه: "إن العين لتولَعُ الرجل بإذن الله حتى يصعد حالقاً، ثم يتردى منه"، سيأتي في "المسند" 5/146. ومعنى "تُولَع": تَعْلَق.
وأخرج مسلم (2188) ، والطبراني (10905) من طريق ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "العينُ حق، ولو كان شيء سابَق القدرَ سبقته العينُ،=(4/281)
2479 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ عِنْدَ النَّوْمِ، يُنْبِتُ الشَّعْرَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ، وَخَيْرُ ثِيَابِكُمِ الْبَيَاضُ، فَالْبَسُوهَا، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ " (1)
2480 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يُتَّخَذَ شَيْءٌ فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا " (2)
__________
= وإذا استُغسِلتُم فاغسِلُوا"، وهو عند الترمذي (2061) من هذا الطريق دون قوله "العين حق".
قال النووي في "شرح مسلم" 14/174: فيه إثبات القدر، وهو حق بالنصوص وإجماع أهل السنة، ومعناه أن الأشياء كلها بقدر الله تعالى، ولا تقع إلا على حسب ما قَدرها الله تعالى وسبق بها علمه، فلا يقع ضررُ العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى، وفيه صحةُ أمر العين وأنها قوية الضرر، والله أعلم.
وقوله: "العين الحق" له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو سيأتي برقم (7070) .
وآخر من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/319، والبخاري (5740) ، ومسلم (2187) .
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خيثم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق.
وأخرجه أبو يعلى (2727) ، وعنه ابن حبان (6072) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري، بهذا الإسناد. وانظر (2219) .
(2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء بن صالح -وهو التيمي،=(4/282)
2481 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " الْأَيِّمُ أَمْلَكُ بِأَمْرِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَصُمَاتُهَا إِقْرَارُهَا " (1)
2482 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
__________
= ويقال: الأسدي- فمن رجال أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو صدوق.
وأخرجه النسائي 7/239 من طريق علي بن هاشم، عن العلاء بن صالح، بهذا الإسناد. بلفظ: "لا تتخذوا شيئاً ... ".
وأخرجه بهذا اللفظ الطبراني (12263) من طريق أبي مريم، عن عدي بن ثابت، به. وسيأتي برقم (2532) و (2586) و (3155) و (3156) و (3215) ، وانظر (1863) و (3133) .
(1) في (م) : عبد الله بن عُبيد الله، وهو خطأ.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبيد الله بن عبد الله بن موهب -وهو عُبيدُ الله بنُ عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب التيمي القرشي المدني- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن غير الترمذي، وثقه ابن معين في رواية إسحاق بن منصور، وضعفه في رواية الدوري، وقال أبو حاتم: صالح، وقال العجلي: ثقة، وقال ابن عدي: حسن الحديث يُكتب حديثه، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال البخاري في "التاريخ الأوسط": (2/6، وهو المطبوع خطأً باسم الصغير) كان ابنُ عيينة يضعفه، وقال النسائي: ليس بذلك القوي،
وقد تابعه عبد الله بن الفضل في الرواية السالفة برقم (1888) .
وأخرجه الدارمي (2190) ، والطحاوي 3/11 و4/366، والطبراني (10747) ، والدارقطني 3/242 من طرق عن عُبيد الله بنِ عبد الله بن موهب، بهذا الإسناد. وانظر (1888) .(4/283)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ الْجِنُّ يَسْمَعُونَ الْوَحْيَ فَيَسْتَمِعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَزِيدُونَ فِيهَا عَشْرًا، فَيَكُونُ مَا سَمِعُوا حَقًّا، وَمَا زَادُوهُ بَاطِلًا، وَكَانَتِ النُّجُومُ لَا يُرْمَى بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحَدُهُمْ لَا يَأْتِي مَقْعَدَهُ إِلا رُمِيَ بِشِهَابٍ يُحْرِقُ مَا أَصَابَ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى إِبْلِيسَ، فَقَالَ: مَا هَذَا إِلا مِنْ أَمْرٍ قَدْ حَدَثَ فَبَثَّ جُنُودَهُ، فَإِذَا هُمْ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصَلِّي بَيْنَ جَبَلَيْ نَخْلَةَ، فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي حَدَثَ فِي الْأَرْضِ " (1)
2483 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعِجْلِيُّ، وَكَانَتْ لَهُ هَيْئَةٌ رَأَيْنَاهُ عِنْدَ حَسَنٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ، فَإِنْ أَنْبَأْتَنَا بِهِنَّ، عَرَفْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- سماعه من جده أبى إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه وكان خِصيصا به، واسم أبى إسحاق: عمرو بن عبد الله.
وأخرجه الترمذي (3324) ، والطبراني (12431) من طريق محمد بن يوسف الفريابى، والنسائى في "الكبرى" (11626) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه أبو يعلى (2502) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وبنحوه البيهقي في "الدلائل" 2/239-240 من طريق يونس بن أبى إسحاق، كلاهما عن أبى إسحاق، به.
وأخرجه مطولاً بنحوه أبو نعيم في "الدلائل" (177) من طريق محمد بن فضيل، والبيهقي كذلك 2/240-241 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2977) ، وانظر (2271) .(4/284)
وَاتَّبَعْنَاكَ، فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ عَلَى بَنِيهِ، إِذْ قَالُوا: اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ، قَالَ: " هَاتُوا " قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ عَلامَةِ النَّبِيِّ، قَالَ: " تَنَامُ عَيْنَاهُ، وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ " قَالُوا: أَخْبِرْنَا كَيْفَ تُؤَنِّثُ الْمَرْأَةُ، وَكَيْفَ تُذْكِرُ؟ قَالَ: " يَلْتَقِي الْمَاءَانِ، فَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَتْ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ آنَثَتْ " قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: " كَانَ يَشْتَكِي عِرْقَ النَّسَا، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلائِمُهُ إِلا أَلْبَانَ كَذَا وَكَذَا - قَالَ أَبِي: " قَالَ بَعْضُهُمْ: يَعْنِي الْإِبِلَ " - فَحَرَّمَ لُحُومَهَا "، قَالُوا: صَدَقْتَ، قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا هَذَا الرَّعْدُ؟ قَالَ: " مَلَكٌ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ بِيَدِهِ - أَوْ فِي يَدِهِ - مِخْرَاقٌ مِنْ نَارٍ، يَزْجُرُ بِهِ السَّحَابَ، يَسُوقُهُ حَيْثُ أَمَرَ اللهُ " قَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ؟ قَالَ: " صَوْتُهُ " قَالُوا: صَدَقْتَ، إِنَّمَا بَقِيَتْ وَاحِدَةٌ وَهِيَ الَّتِي نُبَايِعُكَ إِنْ أَخْبَرْتَنَا بِهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلا لَهُ مَلَكٌ يَأْتِيهِ بِالْخَبَرِ، فَأَخْبِرْنَا مَنْ صَاحِبكَ؟ قَالَ: " جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ "، قَالُوا: جِبْرِيلُ ذَاكَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالْحَرْبِ وَالْقِتَالِ وَالْعَذَابِ عَدُوُّنَا، لَوْ قُلْتَ: مِيكَائِيلَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالرَّحْمَةِ وَالنَّبَاتِ وَالْقَطْرِ، لَكَانَ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} [البقرة: 97] إِلَى آخِرِ الْآيَةَ (1)
__________
(1) حديث حسن دونَ قصة الرعد، فقد تفرد بها بُكيرُ بنُ شهاب، وهو لم يرو عنه سوى اثنينِ، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الذهبي في "الميزان": عراقي صدوق، وقد تُوبع على حديثه هذا -فيما سيأتي برقم (2514) - سوى قصة الرعد، فهي منكرة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الله بن الوليد العجلي، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة.(4/285)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير آل عمران (952) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وهو عنده مختصر بقصة ما حرم إسرائيلُ على نفسه فقط، وقال فيه: "ألبان الأتن"، وذكر محقق الكتاب أنه كتب فوقَ هذا اللفظ في أصله: كذا وجاء في رواية الطبري بلفظ "ألبان الإبل" وهو الأصح.
وأخرجه الترمذي (3117) ، والنسائي في "الكبرى" (9072) ، والطبراني (12429) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/304-305 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الله بن الوليد العجلي، به. وهو عند الترمذي مختصر بقصة الرعد وما حرم إسرائيل على نفسه، ولفظه في قصة إسرائيل عند هؤلاء: "فلم يجد شيئاً يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرمها"، وقال الترمذي: حسن غريب، وقال أبو نعيم: غريب من حديث سعيد، تفرد به بكير.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 2/114 فقال: قال لي أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن الوليد ... فذكر قصة ما حرم إسرائيل على نفسه. ثم قال: وقال الثوري: عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله: قال أبو عبد الله (يعني البخاري) : حدثناه محمد بن يوسف، وغير واحد عن سفيان.
ومن هذا الوجه أخرجه عبد الرزاق في "التفسير" 1/126، ومن طريقه الطبري 4/4 عن سفيان الثوري، وابن أبي حاتم (953) من طريق الأعمش وسفيان، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان إسرائيل أخذه عرقُ النسَا، فكان يَبيتُ له زُقَاء فجعل لله عليه إنْ شفاه أن لا يأكل العروقَ، فأنزل الله تعالى: (كُل الطعَام كان حِلاًّ لِبَني إِسرائيلَ إلا ما حَرمَ إسرائيلُ على نَفسِهِ) ، قال سفيان: له زُقاء، قال: صِياح. هذا لفظ عبد الرزاق.
وأخرجه بنحوه الطبري 4/5 من طريق سفيان والأعمش، به، وفيه أنه حرم العروق ولحوم الإبل.
قال الطبري بعدما ذكر في ذلك عدة أقوال: وأوْلى هذه الأقوال بالصواب قولُ ابن عباس الذي رواه الأعمش عن حبيب عن سعيد عنه: أن ذلك العروق ولحوم الإِبل، لأن اليهود مجمعة إلى اليوم على ذلك من تحريمهما، كما كان عليه من ذلك أوائلها. =(4/286)
2484 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَحَضَرَ النَّحْرُ، فَذَبَحْنَا الْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَعِيرَ عَنْ عَشْرَةٍ " (1)
__________
= قلنا: ويشهد لقوله: "تنام عيناه ولا ينام قلبه" ما تقدم برقم (1911) .
ولقصة كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر حديثُ ثوبان عند مسلم (315) .
ولقصة جبريل حديثُ أنس عند أحمد 3/108، والبخاري (4480) ، وانظر "تفسير الطبري" 1/433-435.
قوله: "كيف تؤنث"، قال السندي: من آنَثَت المرأة بالمد إيناثاً: إذا وَلَدت أنثى، وتذكِر: من أذكرت: إذا وَلَدت ذكراً.
وعرق النسا: النسا، بوزن العصا: عرق يخرج من الوَرِك فيستبطن الفخذ، ثم يمر بالعرقوب حتى يبلغ الكعب.
والمِخراق، قال السندي: بكسر ميم وإعجام خاء: المنديل يلف ليضرب به.
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحسن بن يحيى، فقد ترجم له الحسيني في "الإكمال" (165) فقال: الحسن بن يحيى المروزي، عن ابن المبارك والفضل بن موسى والنضر بن شميل، وعنه أحمد وغيره، فيه نظر، قلنا: هو متابَع، والحسين بن واقد -وإن احتج به مسلم وعلق له البخاري- عنده بعض ما ينكر، وقد تفرد برواية حديث ابن عباس هذا، قال البيهقي: حديث عكرمة يتفرد به الحسين بن واقد عن علباء بن أحمر، وحديث جابر أصح منه. قلنا: وحديث جابر هذا أخرجه أحمد 3/293-294، ومسلم (1318) وغيرهما، قال: نحرنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عامَ الحديبية البَدَنةَ عن سبعة، والبقرةَ عن سبعة.
وأخرجه ابن ماجه (3131) عن هدية بن عبد الوهاب، والترمذي (905) و (1501) ، وابن خزيمة (2908) ، وابن حبان (4007) ، والطبراني (11929) من طريق حسين بن حريث، والنسائي 7/222 عن محمد بن عبد العزيز بن غزوان، =(4/287)
2485 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، وَالطَّالَقَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي يَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالًا، لَا يَلْوِي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ "، (1)
__________
= والبيهقي 5/235-236، والبغوي (1132) من طريق عبد الرحيم بن منيب، أربعتهم عن الفضل بن موسى، بهذا الإسناد. وعند ابن حبان وحده "وفي البعير سبعة أو عشرة" على الشك.
وأخرجه الحاكم 4/230 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد، عن عكرمة، به. بإسقاط علباء بن أحمر، وصححه على شرط البخاري ووافقه الذهبي!
قال الترمذي بعدما خَرج حديث جابر الذي ذكرناه آنفا: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق، وقال إسحاق: يجزىء أيضاً البعيرُ عن عشرة، واحتج بحديث ابن عباس.
(1) إسناده صحيح. الطالقاني: هو إبراهيم بن إسحاق.
وأخرجه أبو يعلى (2592) عن زهير بن حرب، عن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود في رواية أبي الطيب ابن الأُشْناني كما في "التحفة" 5/117، والترمذي (587) ، والنسائي في "المجتبى" 3/9، وفي "الكبرى" (529) ، وابن خزيمة (485) و (871) ، وابن حبان (2288) ، والدارقطني 2/83، والحاكم 1/236-237 و256، والبيهقي 2/13، والبغوي (737) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 64 من طرق عن الفضل بن موسى، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب! وصححه الحاكم على شرط البخاري ووافقه الذهبي.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (3269) عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن شيخ من أهل =(4/288)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المدينة يقال له: أبو علي، عن عكرمة، به. وسيأتي الحديث برقم (2791) ، وانظر الحديث الآتي برقم (2486) .
قال ابن القطان في "كتابه" فيما ذكره الزيلعي في "نصب الراية" 2/90: هذا حديث صحيح، وإن كان غريباً لا يُعْرَفُ إلا من هذه الطريق، فإن عبدَ الله بن سعيد وثور بن زيد ثقتان، وعكرمة احتج به البخاري، فالحديثُ صحيح، والله أعلم.
قال الحازمي: وقد ذهب بعضُ أهل العلم إلى هذا، وقال: لا بأس بالالتفات في الصلاة ما لم يَلْوِ عنقه، وإليه ذهب عطاء ومالك وأبو حنيفة وأصحابُه والأوزاعي وأهل الكوفة.
ثم ساق حديثَ سهل بن الحنظلية قال: ثُؤب بالصلاة، فجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي
وهو يلتفت إلى الشعب. قال أبو داود: وكان أرسل فارساً إلى الشعب من الليل يحرس.
ثم قال الحازمي: هذا حديث حسن، أخرجه أبو داود في "كتابه" (916) ، وقال مَن ذهب إلى حديث ابن عباس: هذا الحديثُ لا يناقض الحديثَ الأول، لاحتمال أن الشعب كان في جهة القبلة، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلتفت إليه ولا يلوي عنقه.
وذهب الحكمُ بنُ عتيبة إلى أنه من تأمل عن يمينه في الصلاة، أو عن شماله حتى يعرفه، فليست له صلاة.
وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى كراهة ذلك، وهو الأوْلى، لأن المقصودَ الأعظم في الصلاة الخشوعُ، ومع الالتفات لا يحصل هذا الغرضُ، وقال من ذهب إلى هذا القول: كان الالتفات جائزاً ثم نُسِخَ، فصار مكروها. ثم ذكر عمدتهم في ذلك، وهو ما رواه محمد بن سيرين عن أبي هريرة: أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا صَلى رفع بصره إلى السماء، فنزل: (الذين هم في صلاتهم خاشعون) .
وقال الشوكاني في "نيل الأوطار" 2/379 بعدما ذكر أحاديث في التنفير عن الالتفات: وأحاديث الباب تدلى على كراهة الالتفات في الصلاة، وهو قولُ الأكثر، والجمهور على أنها كراهة تنزيه ما لم يَبْلُغْ إلى حد استدبار القبلة، والحكمة في التنفيرِ عنه ما فيه من نقص الخشوع، والإعراضِ عن الله تعالى، وعدمِ التصميم على مخالفة وسوسة الشيطان.(4/289)
قَالَ الطَّالَقَانِيُّ: حَدَّثَنِي ثَوْرٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، (1) قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . . مِثْلَهُ
2486 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ (2) سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ عِكْرِمَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَلْحَظُ فِي صَلاتِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَلْوِيَ عُنُقَهُ " (3)
2487 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَالَفَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، فَمِيتَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ " (4)
__________
(1) في النسخ المطبوعة: "عن عكرمة، عن ابن عباس"، والصواب حذف عبارة "عن ابن عباس"، كما في عامة أصولنا الخطية، وكما أشار الحافظ في "أطراف المسند" 1/120
(2) تحرف في (م) إلى: عن.
(3) هذا مرسل، وانظر ما قبله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/42، وأبو داود في رواية ابن الأشناني كما في "التحفة" 5/117، والترمذي (588) ، والدارقطني 2/83، والبيهقي 2/13 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال أبو داود: وهذا أصح - يعني من حديث عكرمة عن ابن عباس!
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الجعد أبو عثمان: هو الجعد بن دينار اليشكري، وأبو رجاء: هو عمران بن ملحان العُطارِدي.
وأخرجه مسلم (1849) (55) ، وأبو عوانة 4/481 من طريق الحسن بن الربيع، بهذا الإسناد. =(4/290)
2488 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، حَدَّثَ أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، " فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ، فَخَرَجَ فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي آلِ عِمْرَانَ {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} [البقرة: 164] حَتَّى بَلَغَ، {سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 191] ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ، ثُمَّ رَجَعَ أَيْضًا فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ، ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ، ثُمَّ رَجَعَ أَيْضًا فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى " (1)
__________
= وأخرجه الدارمي (2519) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (1101) ، والبخاري (7054) و (7143) ، وأبو يعلى (2347) ، وأبو عَوانة 4/481، والطبراني (12759) ، والبيهقي في "السنن" 8/157، وفي "شعب الإيمان" (7497) ، والبغوي (2458) من طرق عن حماد بن زيد، به. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة. وسيأتي الحديث برقم (2702) و (2825) و (2826) .
قوله: "فمِيتته جاهلية"، قال الحافظ فى "الفتح" 13/7: المراد بالمِيتَة الجاهلية -وهي بكسر الميم-: حالةُ الموت كموت أهل الجاهلية على ضلال وليس له إمام مطاع، لأنهم كانوا لا يعرفون ذلك، وليس المرادُ أنه يموت كافراً، بل يموتُ عاصياً، ويحتمل أن يكونَ التشبيه على ظاهره، ومعناه أنه يموتُ مثلَ موتِ الجاهلي وإن لم يكن هو جاهلياً، أو أن ذلك وَرَدَ موردَ الزجرِ والتنفيرِ وظاهره غيرُ مراد.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن مسلم العبدي، فمن رجال مسلم. أبو المتوكل: هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد =(4/291)
2489 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، أَوْ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، - شَكَّ مَنْصُورٌ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (1) قَالَ: وَقَالَ مَنْصُورٌ، وَحَدَّثَنِي عَوْنٌ، عَنْ أَخِيهِ عُبَيْدِ اللهِ، بِهَذَا (2)
__________
= الناجي البصري.
وأخرجه مسلم (256) عن عبد بن حميد، عن أبي نعيم، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (3276) ، وانظر (2164) و (3541) .
(1) تحرفت في (م) إلى: ابن.
(2) صحيح، وقد تقدم برقم (2440) .
حجاج: كذا جاء غير منسوب عن أحمد، ولم نتبينه، ونسبه الحافظ في "الأطراف" 1/ورقة 109 فقال: حجاج بن أرطاة، وقال الشيخ أحمد شاكر: وحجاج لم أعرف من هو في هذا الإسناد، ومن المحتمل أن يكون حجاجَ بنَ أرطاة أو حجاجَ بن دينار، وكلاهما -فيما أرى- متأخر عن أن يُدرك سعيد بن جبير، بل هما متأخران عن منصور، يرويان عنه، وقد ورد كثيراً روايةُ الأكابر عن الأصاغر، ولكن روايتهما عن سعيد بن جبير تكون منقطعة. قلنا: وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عباد -وهو ابن شيبان الأنصاري- فمن رجال مسلم. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو هاشم: هو يحيى بن دينار الرماني.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو موصول بالإسناد الأول. عون: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، وأخوه عبيد الله تابعي معروف سمع من ابن عباس وغيره من الصحابة.(4/292)
2490 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُرِيدَ عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا فَقَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ " (1)
2491 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن بكر: هو ابن حبيب السهمي، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وهو أثبتُ الناسِ في قتادة. وسيتكرر برقم (3144) ، وتقدم مختصراً برقم (1952) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/287، وعنه مسلم (1447) (13) عن علي بن مسهر، وابن ماجه (1938) من طريق خالد بن الحارث، والنسائي 6/100 من طريق محمد بن سواء، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (298) ، والطبراني (12822) من طريق يزيد بن زريع، أربعتهم عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
وقوله: "يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب" أخرجه الطبراني (11968) من طريق خالد الحذاء، والنسائي في "الكبرى" (5441) من طريق سماك، كلاهما عن عكرمة، عن ابن عباس.
وأخرجه بنحوه النسائي (5442) من طريق عبد الأعلى الثعلبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وأخرجه النسائي أيضاً (5443) من طريق أبي العلاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، موقوفاً عليه.
وفي الباب عن علي تقدم في مسنده برقم (1096) .
وعن عائشة وسيأتي في مسندها 6/44.(4/293)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ابْنَةِ حَمْزَةَ: وَذَكَرَ مِنْ جَمَالِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ "، ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا حَرَّمَ مِنَ النَّسَبِ " (1)
2492 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَيَقُولُ: " إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بِمَاءٍ، يُقَالُ لَهُ: سَرِفُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمَّا قَضَى نَبِيُّ اللهِ حَجَّتَهُ، أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِذَلِكَ الْمَاءِ أَعْرَسَ بِهَا " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5439) من طريق عبد الله بن بكر، والطبراني (10697) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
قال النسائي: لم يسمعه سعيد عن علي بن زيد.
ثم ساقه (5440) عن قتيبة بن سعيد، عن غندر، عن سعيد، عن رجل، عن علي بن زيد، به. وانظر ما قبله.
قلنا: وقد تقدم هذا الحديث في مسند علي برقم (1096) عن وكيع، عن سفيان، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: قال علي ... فذكره. وانظر تخريجه هناك.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري، وعبد الله بن بكر -وهو ابن حبيب السهمي- سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط صرح بذلك أحمد نقله عنه ابن رجب في "شرح علل الترمذي" 2/566. =(4/294)
2493 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى رَجُلٍ وَفَخِذُهُ خَارِجَةٌ، فَقَالَ: " غَطِّ فَخِذَكَ، فَإِنَّ فَخِذَ الرَّجُلِ مِنْ عَوْرَتِهِ " (1)
2494 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ: " أَيُّ الْقِرَاءَتَيْنِ كَانَتْ أَخِيرًا: قِرَاءَةُ عَبْدِ
__________
= وأخرجه مختصراً النسائي 6/87 من طريق محمد بن سواء، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. ولفظه: تزوج رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ميمونة بنت الحارث وهو محرم بسرفَ.
وانظر (2200) .
(1) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، أبو يحيى القتات قال أحمد: روى عنه إسرائيل أحاديثَ كثيرة مناكيرَ جداً، وقال الحافظ في "التقريب": لينُ الحديث.
وأخرجه البيهقي 2/228 من طريق محمد بن سابق، بهذا الإسناد. مختصراً بلفظ: "الفخذ عورة".
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/119، وعبد بن حميد (640) ، والترمذي (2796) ، وأبو يعلى (2547) ، والطحاوي 1/474، والحاكم 4/181 من طرق عن إسرائيل، به.
وليس فيه عند الطحاوي قوله: "غط فخذك"، وهو عند ابن أبي شيبة والترمذي مختصر كالبيهقي، وقال الترمذي (فيما نقله المزي في "التحفة" 5/228، وليس هو في المطبوع من السنن) : حسن غريب.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وجرهد الأسلمي ومحمد بن عبد الله بن جحش، وهي عند أحمد في "المسند" على التوالي 2/187 و3/478
و5/290، وهذه الأحاديث -وإن كان في أسانيدها مقال- يشد بعضها بعضاً، فتقوى.
وفي الباب أيضاً عن علي سلف برقم (1249) .(4/295)
اللهِ، أَوْ قِرَاءَةُ زَيْدٍ؟ " قَالَ: قُلْنَا: قِرَاءَةُ زَيْدٍ، قَالَ: " لَا إِنَّ (1) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَعْرِضُ الْقُرْآنَ عَلَى جَبْرَيلَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عَرَضَهُ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَتْ آخِرَ الْقِرَاءَةِ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللهِ " (2)
2495 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم: 2] ، قَالَ: غُلِبَتْ وَغَلَبَتْ، قَالَ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ فَارِسُ عَلَى الرُّومِ، لِأَنَّهُمْ أَهْلُ أَوْثَانٍ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ، لِأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ، فَذَكَرُوهُ لِأَبِي بَكْرٍ، فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّهُمْ سَيَغْلِبُونَ " قَالَ: فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ لَهُمْ، فَقَالُوا: اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ أَجَلًا، فَإِنْ ظَهَرْنَا، كَانَ لَنَا كَذَا وَكَذَا، وَإِنْ ظَهَرْتُمْ، كَانَ لَكُمْ كَذَا وَكَذَا، فَجَعَلَ أَجَلًا خَمْسَ سِنِينَ، فَلَمْ يَظْهَرُوا، فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ
__________
(1) في (م) و (ق) و (ص) : لا، إلا أن.
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن مهاجر لين الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البزار (2683 - كشف الأستار) ، والحاكم 2/230 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي!! وسيأتي برقم (2999) .
وسيأتي الحديث بإسناد صحيح برقم (3422) عن أبي ظبيان، عن ابن عباس.
وقصة عرض القرآن على جبريل تقدمت برقم (2042) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس.
عبد الله: هو ابن مسعود الهُذَلي، وزيد: هو ابن ثابت الأنصاري.(4/296)
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَلا جَعَلْتَهَا إِلَى دُونَ، قَالَ: أُرَاهُ قَالَ: الْعَشْرِ؟ " - قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: الْبِضْعُ: مَا دُونَ الْعَشْرِ - ثُمَّ ظَهَرَتِ الرُّومُ بَعْدُ، قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم: 1] إِلَى قَوْلِهِ: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} [الروم: 4] قَالَ: يَفْرَحُونَ {بِنَصْرِ اللهِ} (1) [الروم: 5]
2496 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُثَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ ذَكْوَانُ، حَاجِبُ عَائِشَةَ،
__________
(1) إِسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إِسحاق: هو إِبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (115) ، والترمذي (3193) ، والنسائي في "الكبرى" (11389) ، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 6/304، والطبراني (12377/2) ، والحاكم 2/410، والبيهقي في "الدلائل" 2/330-331 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن غريب، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري في "أفعال العباد" (116) ، والطبري 21/16-17 من طريق أبي سعيد محمد بن أسعد التغلبي، والبيهقي في "الدلائل" 2/331 من طريق أبي صالح محبوب بن موسى، كلاهما عن أبي إِسحاق الفزاري، به. ومحمد بن أسعد التغلبي لين، لكنه متابَع.
وأخرجه مختصراً الترمذي (3191) ، والطبري 21/17 من طريق ابن شهاب الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن ابنِ عباس. قال الترمذي: غريب من حديث الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس. وسيتكرر الحديث برقم (2769) .
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود عند الطبري 21/20.
وعن البراء بن عازب عند ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 6/305.
وعن نيار بن مُكرم الأسلمي عند الترمذي (3194) ، وقال: صحيح حسن غريب.(4/297)
أَنَّهُ جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَائِشَةَ، فَجِئْتُ وَعِنْدَ رَأْسِهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللهِ بِنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ: هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ، فَأَكَبَّ عَلَيْهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللهِ، فَقَالَ: هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ، وَهِيَ تَمُوتُ، فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: يَا أُمَّتَاهُ، إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ صَالِحِي بَنِيكِ، لِيُسَلِّمْ عَلَيْكِ، وَيُوَدِّعْكِ، فَقَالَتْ: ائْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ، قَالَ: فَأَدْخَلْتُهُ، فَلَمَّا جَلَسَ، قَالَ: أَبْشِرِي، فَقَالَتْ: أَيْضًا فَقَالَ: " مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيْ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَحِبَّةَ، إِلا أَنْ تَخْرُجَ الرُّوحُ مِنَ الجَسَدِ، كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى رَسُولِ اللهِ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ يُحِبُّ إِلا طَيِّبًا "، وَسَقَطَتْ قِلادَتُكِ لَيْلَةَ الْأَبْوَاءِ، " فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى يُصْبِحَ فِي الْمَنْزِلِ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ لَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] ، فَكَانَ ذَلِكَ فِي سَبَبِكِ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الرُّخْصَةِ، وَأَنْزَلَ اللهُ بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ، جَاءَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، فَأَصْبَحَ لَيْسَ لِلَّهِ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ اللهِ يُذْكَرُ فِيهِ اللهُ، إِلا يُتْلَى فِيهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنْكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (1)
__________
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن خُثيم -وهو عبد الله بن عثمان بن خثيم- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. زائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه الطبراني (10783) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/75، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 27-28 من =(4/298)
2497 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: قَالَ لَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّمَا سُمِّيتِ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ لِتَسْعَدِي، وَإِنَّهُ لاسْمُكِ قَبْلَ أَنْ تُولَدِي " (1)
2498 - حَدَّثَنَا (2) مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ،
__________
= طريق زهير بن معاوية، وأبو يعلى (2648) من طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. ورواية الدارمي مختصرة.
والحديث سيأتي برقم (3262) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم، به.
وتقدم برقم (1905) عن سفيان، عن معمر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به لم يذكر فيه ذكوان حاجب عائشة.
الأبواء: قرية من أعمال الفُرْع من المدينة، بينها وبين الجُحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً.
قال الحافظ في "الفتح" 8/484: وفي هذه القصة دلالة على سَعَةِ علمِ ابن عباس، وعظيمِ منزلته بَيْنَ الصحابة والتابعين، وتواضع عائشة وفضلها وتشديدها في أمرِ دينها، وأن الصحابة كانوا لا يدخلون على أمهاتِ المؤمنين إلا بإذن، ومَشُورة الصغير على الكبير إذا رآه عَدَل إلى ما الأوْلى خلافُه، والتنبيه على رعاية جانب الأكابر من أهل العلم والدين، وأن لا يترك ما يَستحقونَه من ذلك لمعارض دون ذلك في المصلحة.
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (1906) .
(2) وقع في أول هذا الإسناد في النسخ المطبوعة: "حدثنا سفيان، عن ليث، حدثنا معاوية ... " وهو خطأ، والصواب حذف "حدثنا سفيان، عن ليث" كما في أصولنا الخطية.(4/299)
وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (1)
2499 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، (2) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ، وَأَنْ يُخْلَطَ الْبَلَحُ وَالزَّهْوُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ قيس بن سعد فمن رجال مسلم. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي، وهشام: هو ابن حسان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/246-247، وعبد بن حميد (635) ، ومسلم (478) ، وأبو عوانة 2/177، وابن حبان (1906) ، والبيهقي 2/94 من طريق هشيم، وعبد بن حميد (628) ، والنسائي 2/198، وأبو عوانة 2/176، والبيهقي 2/94 من طريق سعيد بن عامر، ومسلم (478) من طريق حفص بن غياث، وأبو يعلى (2538) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأبو عوانة 2/177، والطحاوى 1/239 من طريق عثمان بن عمر، والطبراني (11347) من طريق زائدة بن قدامة، سِتتهم عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. زاد هشيم في حديثه: "أهل الثناء والمجد، لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا معطيَ لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجَد منك الجد". وسيأتي الحديث برقم (3498) ، وانظر (2440) .
(2) تحرف في (م) إلى: عمر.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/122، ومسلم (1995) (41) ، والنسائي 8/289 و290-291 من طريق محمد بن فضيل، والنسائي 8/289 من طريق جرير بن عبد الحميد، و8/291 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، ثلاثتهم عن حبيب بن أبي عمرة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2650) و (2771) و (3110) ، وانظر (1961) و (2020) و (2607) و (3300) .
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر "المسند" 2/46 و445 و3/3 و134 و294 و5/295.(4/300)
2500 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، (1) حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ الْفَتْحُ فِي ثَلاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ " (2)
2501 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرُوا الدَّجَّالَ، فَقَالُوا: إِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: ك ف ر قَالَ: مَا تَقُولُونَ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: ك ف ر قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَمْ أَسْمَعْهُ " قَالَ: ذَلِكَ وَلَكِنْ قَالَ: " أَمَّا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ، وَأَمَّا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، فَرَجُلٌ آدَمُ جَعْدٌ، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ إِذَا انْحَدَرَ فِي الْوَادِي يُلَبِّي " (3)
__________
(1) في (ظ9) و (ظ14) : أبو معاوية، وكتب على لفظة "أبو" في (ظ14) : صح.
قلنا: والصواب هنا "معاوية" دون لفظة "أبو"، كما في سائر أصولنا الخطية، وكما في "أطراف المسند" 1/ورقة 117 و"إتحاف المهرة" 3/ورقة 57، وهو معاوية بن عمرو الأزدي.
(2) إسناده حسن، محمد بن أبي حفصة -وإن خرج له الشيخان- ينحط عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري.
وأخرجه الحاكم 3/43 عن أبي بكر محمد بن أحمد بن النضر الأزدي، عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري، نُسِب إلى جده، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن =(4/301)
2502 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: ذَكَرُوهُ - يَعْنِي الدَّجَّالَ - قَالَ: مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: ك ف ر فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ: ذَاكَ، وَلَكِنْ قَالَ: " أَمَّا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ، فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ - قَالَ يَزِيدُ يَعْنِي نَفْسَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَمَّا مُوسَى فَرَجُلٌ آدَمُ جَعْدٌ طُوَالٌ، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَقَدِ انْحَدَرَ مِنَ الْوَادِي يُلَبِّي (1) قَالَ أَبِي: " قَالَ هُشَيْمٌ: الْخُلْبَةُ: اللِّيفُ "
2503 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، - قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: أَظُنُّهُ قَدْ رَفَعَهُ - قَالَ: " أَمَرَ مُنَادِيًا، فَنَادَى فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ " (2)
__________
= أرطبان البصري، ومجاهد: هو ابن جبر.
وأخرجه البخاري (1555) و (5913) ، ومسلم (166) (270) ، والبيهقي 5/176 من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. والحديث عند البخاري في الموضع الأول مختصر لم يذكر فيه إبراهيم عليه السلام.
وأخرجه البخاري (3355) من طريق النضر بن شميل، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 110 من طريق أزهر بن سعد، والبيهقي 5/176 من طريق معاذ، ثلاثتهم عن عبد الله بن عون، به. وسيأتي برقم (2502) ، وانظر ما تقدم برقم (1854) ، وما سيأتي برقم (2697) .
قوله: "صاحبكم"، المراد به نفسه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والخُلْبة: واحدة الخُلْب، وهو اللِّيف، وقد
يُسمى الحبلُ نفسُه خلبة. والجعد: تقدم تفسيره عند الحديث رقم (2197) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. =(4/302)
2504 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ نَافِعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ مَاتَتْ شَاةٌ فِي بَعْضِ بُيُوتِ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: " أَلَا انْتَفَعْتُمْ بِمَسْكِهَا؟ " (1)
2505 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ نَافِعٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ
__________
= وأخرجه الطبراني (12872) من طريق النضر بن شميل، عن ابن عون، بهذا الإسناد، ورفعه من غير شك.
وأخرج البخاري (616) و (668) و (901) ، ومسلم (699) ، وأبو داود (1066) ، وابن ماجه (939) من طريق عبد الله بن الحارث أن ابن عباس قال لمؤذنه في يوم مَطير: إذا قلتَ: أشهد أن محمداً رسولُ الله، فلا تقل: حى على الصلاة، قل: صَلوا في بيوتكم. فكأن الناس استنكروا، قال: فَعَلَه من هو خير مني، إن الجمعة عَزْمة وإني كرهتُ أن أحرجكم فتمشون في الطين والدحْض. والدحض: هو الزلق.
وأخرج ابن ماجه (938) من طريق عباد بن منصور، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال في يوم جمعة، يوم مطر: "صلوا في رحالكم".
وفي الباب عن ابن عمر عند أحمد 2/10، والبخاري (632) ، ومسلم (697) .
وعن والد أبي المليح الهذلي عندَ أبي داود (1057) و (1059) ، وابن ماجه (936) ، والنسائي 2/111.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابنُ أبي رباح.
وأخرجه بنحوه الحميدي (491) ، ومسلم (363) (102) ، والنسائي 7/172-173، والطحاوي 1/469، وأبو عوانة 1/211، والطبراني (11383) ، والبيهقي 1/16 من طريق سفيان، وأبو عوانة 1/211 من طريق ابن جريج، والطبراني (11384) من طريق محمد بن مسلم، ثلاثتهم عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وسقط "عمرو بن دينار" من المطبوع من مسند الحميدي، فقد أخرجه البيهقي من طريقه، فذكره فيه. وانظر (2003) .(4/303)
مِينَاسٍ الْعَدَنِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا أَرَادَ السُّجُودَ بَعْدَ الرَّكْعَةِ، يَقُولُ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (1)
2506 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَاسْتُنْبِئَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَخَرَجَ مُهَاجِرًا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَتُوُفِّيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَرَفَعَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير وهب بن ميناس، فقد روى له أبو داود والنسائي، وروى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي، وقال ابن القطان: مجهول الحال، وقال الحافظ في "التقريب": مستور، وقد توبع.
وأخرجه المزي في "التهذيب" 31/140 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 2/198، وأبو يعلى (2546) من طريق يحيى بن أبي بكير، به.
وانظر (2440) .
(2) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة.
وأخرجه الطبراني (12984) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/233 و234 من طريق عبد الله بن لهيعة، بهذا الإِسناد.
وفي الباب عن أبي قتادة عند مسلم (1162) (197) وفيه: وسئل عن صوم يوم الاثنين، قال: "ذاك يوم وُلِدْتُ فيه، ويوم بُعِثْتُ أو أنزِلَ على فيه".
وعن عائشة عند البخاري (1387) وفيه أن أبا بكر قال لها: في أي يوم توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالت: يوم الاثنين.(4/304)
2507 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِعَرَفَاتٍ وَاقِفًا، وَقَدْ أَرْدَفَ الْفَضْلَ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَوَقَفَ قَرِيبًا وَأَمَةٌ خَلْفَهُ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَفَطِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَصْرِفُ وَجْهَهُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَيْسَ الْبِرُّ بِإِيجَافِ الْخَيْلِ وَلا الْإِبِلِ، فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ " قَالَ: ثُمَّ أَفَاضَ، قَالَ: " فَمَا رَأَيْتُهَا رَافِعَةً يَدَهَا عَادِيَةً حَتَّى أَتَى جَمْعًا، قَالَ: فَلَمَّا وَقَفَ بِجَمْعٍ أَرْدَفَ أُسَامَةَ، ثُمَّ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِإِيجَافِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ، فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ " قَالَ: ثُمَّ أَفَاضَ، فَمَا رَأَيْتُهَا رَافِعَةً يَدَهَا عَادِيَةً، حَتَّى أَتَتْ مِنًى، فَأَتَانَا بِسَوَادِ (1) ضَعْفَى بَنِي هَاشِمٍ عَلَى حُمُرَاتٍ لَهُمْ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ أَفْخَاذَنَا وَيَقُولُ: " يَا بَنِيَّ، أَفِيضُوا، وَلا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (2)
__________
(1) في (ظ9) و (ظ14) وعلى هامش (س) : وابنة له.
(2) كذا في (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) ، أي: بليل، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: سواد، وفسرها السندي بقوله: الجماعة!
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ مِقْسَم، فقد روى له البخاري حديثا واحداً، وحديثُه في السنن، وهو ثقة. عثمان بن محمد: هو ابن أبي شيبة وهو من أقران أحمد، وجرير: هو ابن عبد الحميد. وتقدم مختصراً برقم (2099) ، وقصة رمي الجمار سترد برقم (3003) و (3006) و (3513) .
وانظر الحديث رقم (562) من مسند علي، و (1805) من مسند الفضل بن عباس، و (2082) من مسند ابن عباس.
قوله: "بعرفات واقفاً، وقد أردف الفضل"، قال السندي: المشهور أنه أردف أسامة=(4/305)
2508 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ بُكَيْرًا، حَدَّثَهُ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ الْبَيْتَ، وَجَدَ فِيهِ صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ، وَصُورَةَ مَرْيَمَ، فَقَالَ: " أَمَّا هُمْ فَقَدْ سَمِعُوا أَنَّ الْمَلائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ، هَذَا إِبْرَاهِيمُ مُصَوَّرًا، فَمَا بَالُهُ يَسْتَقْسِمُ؟ " (1)
__________
= أولا، ثم الفضل، ففي هذه الرواية تصحيف.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن وهب: هو عبد الله، وبكير: هو ابن عبد الله الأشج.
وأخرجه أبو يعلى (2429) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3351) ، والنسائي في "الكبرى" (9772) ، والطحاوي 4/282، وابن حبان (5858) ، والطبراني (12171) ، والبيهقي 5/158 من طرق عن عبد الله بن وهب، به.
وأخرجه الطبراني (12198) من طريق ابن لهيعة، عن بكير بن عبد الله، به. وانظر ما سيأتي برقم (3093) و (3455) .
قوله: "أما هم"، قال السندي: أي: الأنبياء، أي: فكيف يرضون بصورهم موضوعة في البيت، أو قريش، أي: فكيف اجترؤوا على وضع هذه الصور في البيت.
وقوله: "يستقسم"، قال: كأنهم جعلوا صورته على وجه كان يستقسم، ومعلوم أن إبراهيم كان منه بريئا، والاستقسامُ من جملة جاهليتهم، وهو المذكورُ في قوله تعالى: (وأن تستقْسموا بالأزلام) .
والاستقسام، قال ابن الأثير في "النهاية" 4/63: طلب القسْم الذي قُسم له وقُدر، مما لم يُقسم ولم يُقدر، وكانوا إذا أراد أحدُهم سفراً أو تزويجاً، أو نحو ذلك من المَهام ضرب بالأزلام، وهي القداح، وكان على بعضها مكتوب: أمرني ربي، وعلى الآخَر: نهاني ربي، وعلى الآخر غُفْل، فإن خرج "أمرني" مضى لشأنه، وإن خرج "نهاني" أمسك، وإن خرج الغُفْل، عاد فأجالَها، وضرب بها أخرى، إلى أن يخرج الأمرُ أو النهي.(4/306)
* 2509 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ مَاتَ ابْنٌ لَهُ بِقُدَيْدٍ، أَوْ بِعُسْفَانَ، فَقَالَ: يَا كُرَيْبُ، انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَإِذَا نَاسٌ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: يَقُولُ: هُمْ أَرْبَعُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَخْرِجُوهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ عَلَى جِنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لَا يُشْرِكُونَ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيهِ " (1)
__________
(1) إسناده جيد، أبو صخر -واسمه حميد بن زياد الخراط- من رجال مسلم، وهو صدوق، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر -وإن روى له الشيخان- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح.
وأخرجه مسلم (948) ، والبيهقي في "الشعب" (9249) من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (948) ، وأبو داود (3170) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (271) ، وابن حبان (3082) ، والبيهقي في "السنن" 4/30، والبغوي (1505) من طرق عن ابن وهب، به.
وأخرجه ابن ماجه (1489) ، والطبراني (12158) من طريق بكر بن سليم، عن حميد بن زياد الخراط، عن كريب، به. فأسقط من الإسناد شريكَ بن أبي نمر.
وفي الباب عن ميمونة عند أحمد 6/331 و334 بإسناد محتمل للتحسين، ولفظه مرفوعاً؟ "ما من مسلم يُصلي عليه أمة إلا شُفعوا فيه" قال أبو المليح -أحد رواته-: الأمة: أربعون إلى مئة فصاعداً.
وعن عائشة وأنس نحوه عند أحمد 3/266، ومسلم (947) .
وعن أبي هريرة مرفوعاً "من صَلى عليه مئة من المسلمين غُفر له" أخرجه ابن ماجه =(4/307)
2510 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الْخَطَّابِيَّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا خَرَجَ فَتَبِعَهُ رَجُلانِ، وَرَجُلٌ يَتْلُوهُمَا، يَقُولُ: ارْجِعَا، قَالَ: فَرَجَعَا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَذَيْنِ شَيْطَانَانِ، وَإِنِّي لَمْ أَزَلْ بِهِمَا حَتَّى رَدَدْتُهُمَا، فَإِذَا أَتَيْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْرِئْهُ السَّلامَ، وَأَعْلِمْهُ أَنَّا فِي جَمْعِ صَدَقَاتِنَا، وَلَوْ كَانَتْ تَصْلُحُ لَهُ، لَأَرْسَلْنَا بِهَا إِلَيْهِ، قَالَ: " فَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عِنْدَ ذَلِكَ عَنِ الْخَلْوَةِ " (1)
__________
= (1488) ، قال في "الزوائد": إسناده صحيح.
قُديد: موضع شمال مكة يبعد عنها مئة ميل تقريباً، وعُسْفان: على ستة وثلايين ميلاً شمال مكة.
(1) إسناده حسن، عبد الجبار بن محمد الخطابي روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، قال الحافظ في "التعجيل" ص 244: وإنما عُرف بالخطابي، لأن عبد الحميد جده هو أبو عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وقد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عبيد الله بن عمرو: هو ابن أبي الوليد الجزري الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري.
وأخرجه أبو يعلى (2589) عن هاشم بن الحارث، والحاكم 2/102 من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (2719) عن زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو، به.
قوله: "فقال له"، قال السندي: أي: فقال الذي تلاهما للخارج.
وقال الشيخ أحمد شاكر: من الواضح أن الذي أمر الشيطانين بالرجوع كان من مؤمني =(4/308)
2511 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، قَالَ: " مَا أَدْرَكْنَا أَحَدًا أَقْوَمَ بِقَوْلِ الشِّيعَةِ مِنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ " (1)
2512 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الْخَطَّابِيَّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَمَنُ الْكَلْبِ خَبِيثٌ "، قَالَ: " فَإِذَا جَاءَكَ يَطْلُبُ ثَمَنَ الْكَلْبِ، فَامْلَأ كَفَّيْهِ تُرَابًا " (2)
__________
= الجن، ولذلك كانت صدقاتهم لا تصلح للناس، إذ لم تكن من مادتهم التي يرون والتي يعرفون.
(1) هذا أثر عن المسعودي: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وعدي بن ثابت: هو الأنصاري الكوفي، وثقه أحمد والعجلي والنسائي، وقال أبو حاتم: صدوق، وكان إمامَ مسجد الشيعة وقاصهم، وقال ابن معين: شيعي مفرط، وقال الدارقطني: ثقة إلا أنه كان غالياً في التشيع، وقال أحمد: ثقة إلا أنه كان يتشيع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مات في ولاية خالد (يعني القَسْري) على العراق، وقال ابن قانع: مات سنة ست عشرة ومئة أبو قَطَن: هو نُسير بن ذُعْلوق.
(2) إسناده صحيح، مَن فوق عبد الجبار بن محمد ثقات من رجال الشيخين غير قيس بن حبتر، فقد روى له أبو داود وهو ثقة. عبد الكريم: هو ابن مالك الجَزَري.
وأخرجه أبو يعلى (2600) عن زهير بن حرب، عن عبد الجبار الخطابي، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أبو داود (3482) عن أبي توبة الربيع بن نافع، عن عبيد الله بن عمرو، به.
وأخرجه بنحوه أيضاً الطحاوي 4/52 من طريق زهير بن معاوية، والطبراني (12601) من طريق عبيد الله بن معقل، كلاهما عن عبد الكريم الجزري، به. ورواية =(4/309)
2513 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَلْهُجَيْمٍ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، مَا هَذِهِ الْفُتْيَا الَّتِي قد (1) تَفَشَّغَتْ بِالنَّاسِ: أَنَّ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ؟ فَقَالَ: " سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ رَغِمْتُمْ " (2)
2514 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَضَرَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْيَهُودِ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا،
__________
= الطحاوي مختصرة بلفظ: "ثمن الكلب حرام". وسيأتي برقم (2626) و (3273) ، وانظر (2094) .
قال الخطابي في "معالم السنن" 3/131: ومعنى التراب هاهنا: الحِرْمان والخَيْبة، كما يقال: ليس في كفه إلا التراب، وكقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وللعاهر الحَجَر" يريد الخَيْبة، إذ لا حَظ له في الولد.
(1) لفظة "قد" ليست في (م) و (ظ9) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان -وهو الأعرج واسمه مسلم بن عبد الله- فمن رجال مسلم، وهو ثقة إلا أنه كان يرى رأي الخوارج، قال البخاري وابن حبان: قتل يوم الحرورية سنة ثلاثين ومئة. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الطيالسي (2695) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 130، والطحاوي 2/189-190 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2539) و (3181) و (3182) و (3183) .
قوله: "من بَلْهجيم"، أي: من بني الهُجيم، وهم بطنان في العرب، أحدهما: الهجيم بن عمرو بن تميم، والثاني: الهجيم بن علي من الأزد.
وقوله: "تفشغت"، قال السندي: بفاء ثم شين معجمة ثم غين معجمة، أي: فشت وانتشرث. وقوله: "وإن رغمتم"، قال: أي ما رَضِيتم بها.(4/310)
فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، حَدِّثْنَا عَنْ خِلالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلا نَبِيٌّ، قَالَ: " سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ، وَلَكِنِ اجْعَلُوا لِي ذِمَّةَ اللهِ، وَمَا أَخَذَ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلامُ، عَلَى بَنِيهِ: لَئِنْ أَنَا (1) حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا فَعَرَفْتُمُوهُ، لَتُتَابِعُنِّي عَلَى الْإِسْلَامِ " قَالُوا: فَذَلِكَ لَكَ، قَالَ: " فَسَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ " قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ أَرْبَعِ خِلَالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ: أَخْبِرْنَا أَيُّ الطَّعَامِ حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ؟ وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ مَاءُ الْمَرْأَةِ، وَمَاءُ الرَّجُلِ؟ كَيْفَ يَكُونُ الذَّكَرُ مِنْهُ؟ وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ هَذَا النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ فِي النَّوْمِ؟ وَمَنْ وَلِيُّهُ مِنَ المَلائِكَةِ؟ قَالَ: " فَعَلَيْكُمْ عَهْدُ اللهِ وَمِيثَاقُهُ لَئِنْ أَنَا أَخْبَرْتُكُمْ لَتُتَابِعُنِّي؟ " قَالَ: فَأَعْطَوْهُ مَا شَاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ، قَالَ: " فَأَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا، وَطَالَ سَقَمُهُ، فَنَذَرَ لِلَّهِ نَذْرًا لَئِنْ شَفَاهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ سَقَمِهِ، لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ، وَأَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ لُحْمَانُ الْإِبِلِ، وَأَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ أَلْبَانُهَا؟ " قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ، فَأَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ، الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَأَنَّ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّهُمَا عَلا كَانَ لَهُ الْوَلَدُ وَالشَّبَهُ بِإِذْنِ اللهِ؟ إِنْ عَلا مَاءُ الرَّجُلِ عَلَى مَاءِ الْمَرْأَةِ كَانَ ذَكَرًا بِإِذْنِ اللهِ، وَإِنْ عَلا مَاءُ الْمَرْأَةِ عَلَى مَاءِ الرَّجُلِ كَانَ أُنْثَى بِإِذْنِ اللهِ؟ ". قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ، فَأَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي أَنْزَلَ
__________
(1) لفظة: "أنا" ليست في (م) .(4/311)
التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ؟ " قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ " قَالُوا: وَأَنْتَ الْآنَ فَحَدِّثْنَا: مَنْ وَلِيُّكَ مِنَ المَلائِكَةِ؟ فَعِنْدَهَا نُجَامِعُكَ أَوْ نُفَارِقُكَ؟ قَالَ: " فَإِنَّ وَلِيِّيَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلَمْ يَبْعَثِ اللهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلا وَهُوَ وَلِيُّهُ " قَالُوا: فَعِنْدَهَا نُفَارِقُكَ، لَوْ كَانَ وَلِيُّكَ سِوَاهُ مِنَ المَلائِكَةِ لَتَابَعْنَاكَ وَصَدَّقْنَاكَ، قَالَ: " فَمَا يَمْنَعُكُمْ مِنْ أَنْ تُصَدِّقُوهُ؟ " قَالُوا: إِنَّهُ عَدُوُّنَا، قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ} [البقرة: 97] إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {كِتَابَ اللهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 101] فَعِنْدَ ذَلِكَ: {بَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} [البقرة: 90] الْآيَةَ (1)
• 2515 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (2) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ
__________
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (2471) ، لكن له طريق آخر يتقوى به، تَقدم برقم (2483) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/174-176 عن هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2731) ، وعبد بن حميد في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 1/186، والطبري 1/431-432، وابن أبي حاتم في تفسير سورة آل عمران (951) ، والطبراني (13012) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/266-267 من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، به.
وأخرجه ابنُ إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 2/191-192، ومن طريقه الطبري 1/432-433 قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين، عن شهر بن حوشب: أن نفراً من أحبار يهود ... الحديث، ولم يذكر فيه ابنَ عباس.
(2) هذا الحديث جاء في (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) على أنه من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ، والصواب أنه من رواية ابنه عبد الله كما في (ظ9) و (ظ14) =(4/312)
بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِنَحْوِهِ (1)
2516 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ يَأْكُلُ رُمَّانًا بِعَرَفَةَ، وَحَدَّثَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ، بَعَثَت إِلَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ بِلَبَنٍ، فَشَرِبَ " (2)
2517 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ " قَالَ: بَعَثَتْ إلَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ (3)
__________
= و"أطراف المسند" 1/ورقة 113، و"إتحاف المهرة" 3/ورقة 37، ومحمد بن بكار -وهو ابن الريان الهاشمي مولاهم- ليس لأحمد عنه رواية، والمعروف بالرواية عنه إنما هو ابنه عبد الله.
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، وانظر ما قبله.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الواسطة بين أيوب وبين سعيد بن جبير، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، ووهيب: هو ابن خالد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه البيهقي 4/283-284 من طريق سهل بن بكار، عن وهيب بن خالد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، به. لم يذكر فيه الواسطة بين أيوب وبين سعيد، وليس فيه قصة أم الفضل. وانظر (1870) ، وانظر الحديث الآتي بعد هذا.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه عبد الرزاق (7814) عن معمر، عن أيوب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم =(4/313)
2518 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: حَجَجْتُ أَنَا وَسِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ، وَمَعَ سِنَانٍ بَدَنَةٌ، فَأَزْحَفَتْ عَلَيْهِ، فَعَيِيَ بِشَأْنِهَا، فَقُلْتُ: لَئِنْ قَدِمْتُ مَكَّةَ لأسْتَبْحِثَنَّ عَنْ هَذَا، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، قُلْتُ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَعِنْدَهُ جَارِيَةٌ، وَكَانَ لِي حَاجَتَانِ، وَلِصَاحِبِي حَاجَةٌ، فَقَالَ: أَلا أُخْلِيكَ؟ قُلْتُ: لَا، فَقُلْتُ: كَانَتْ مَعِي بَدَنَةٌ فَأَزْحَفَتْ عَلَيْنَا، فَقُلْتُ: لَئِنْ قَدِمْتُ مَكَّةَ، لَأَسْتَبْحِثَنَّ عَنْ هَذَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالْبُدْنِ مَعَ فُلَانٍ، وَأَمَرَهُ فِيهَا بِأَمْرِهِ، فَلَمَّا قَفَّا رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَصْنَعُ بِمَا أَزْحَفَ عَلَيَّ مِنْهَا؟ قَالَ: " انْحَرْهَا وَاصْبُغْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، وَاضْرِبْهُ عَلَى صَفْحَتِهَا، وَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا أَنْتَ، وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ (1) رُفْقَتِكَ " قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَكُونُ فِي هَذِهِ الْمَغَازِي، فَأُغْنَمُ فَأُعْتِقُ عَنِ أُمِّي، أَفَيُجْزِئُ عَنْهَا أَنْ أُعْتِقَ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَرَتِ امْرَأَةٌ سِنَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْجُهَنِيَّ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أُمِّهَا تُوُفِّيَتْ وَلَمْ تَحْجُجْ، أَيُجْزِئُ عَنْهَا أَنْ تَحُجَّ عَنْهَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّهَا دَيْنٌ، فَقَضَتْهُ عَنْهَا، أَكَانَ يُجْزِئُ عَنْ أُمِّهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَلْتَحْجُجْ عَنْ أُمِّهَا "
__________
= (3398) .
وسيأتي بأطول مما هنا في مسند أم الفضل 6/338 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أم الفضل.
(1) لفظة "أهل" من (ظ9) و (ظ14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية.(4/314)
وَسَأَلَهُ عَنْ مَاءِ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ: " مَاءُ الْبَحْرِ طَهُورٌ " (1)
2519 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا رَوَى عَنْ رَبِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَحِيمٌ، مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا، إِلَى سَبْعِ مِائَةٍ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.
وأخرجه الطبراني (12898) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرج القسم الثاني منه النسائي 5/116، وابن خزيمة (3034) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أبي التياح، به. ووقع عند النسائي "امرأة سنان بن سلمة الجهني"، ولعله خطأ من أحد الرواة، ولم يذكر في أوله سؤال موسى بن سلمه عن العتق عن أمه.
وأخرج القسم الثالث منه وهو السؤال عن ماء البحر: الدارقطني 1/35، والحاكم 1/140 من طريق سريج بن النعمان، عن حماد بن سلمة، به. وصححه الحكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وصَوب الدارقطني وقفه على ابن عباس. وانظر (1869) و (2189) .
قوله: "فأزحفت عليه" أي: وقفت من الكلال والإعياء.
وقوله: "فعيي بشأنها"، قال السندي: قيل: بياءَين أو بواحدة مشددة، أي: عجز، أو بنون ثم ياء على بناء المفعول: من العناية بالشيء والاهتمام به.
وقوله: "فلما قفا"، أي: أدبر.(4/315)
كُتِبَتْ لَهُ وَاحِدَةً، أَوْ يَمْحُوهَا اللهُ، وَلَا يَهْلِكُ عَلَى اللهِ تَعَالَى إِلَّا هَالِكٌ " (1)
2520 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ سَابِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر بن سليمان، فمن رجال مسلم. الجعد أبو عثمان: هو الجعد بن دينار اليشكري، وأبو رجاء العطاردي: هو عمران بن ملحان.
وأخرجه الدارمي (2786) ، وأبو عوانة 1/84-85، وابن منده في "الإيمان" (381) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (716) ، ومسلم (131) (208) ، والطبراني (12760) ، وابن منده (381) ، والبيهقي في "الشعب" (334) و (335) من طرق عن جعفر بن سليمان، به. وسيأتي برقم (2827) و (3402) ، وانظر (2001) .
قوله: "ولا يهلك على الله إلا هالك"، قال السندي: أي: لا يكون أحد هالكاً عنده تعالى مستوجباً للعذاب، محروماً من الرحمة مع سَعَتِها، إلا من كان هالكاً في المعاصي بالانهماك فيها، وعدم الارتداع عنها بالكلية، حتى ما استحق من الرحمة -مع سعتها- شيئاً، وإلا فمن جمع بينها وبين الحسنات، فالمرجو له النجاة لما سَبَقَ من سَعَة الرحمة، كيف وقد قال تعالى: "سبقت رحمتي غضبي"، والظاهر أن معناه: أن من استحق من الرحمة شيئاً ولو مع استحقاقه الغضب، فالغالب المعاملة معه بالرحمة دون الغضب، فلا تكون المعاملة بالغضب غالباً إلا مع من لا يستحق إلا الغضب، وهو الهالك، والله تعالى أعلم.
وقيل: معناه: من يُحرَم هذه الرحمةَ الواسعة وغَلَبَت سيئاتُه، مع سعة المغفرة وكثرة أفراد الحسنة، فهو الهالك، أي: حتم هلاكه، وسُدت عليه أبواب الهدى.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة،=(4/316)
2521 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَجَدَ فِي ص " (1)
2522 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّا نَغْزُو أَهْلَ الْمَغْرِبِ، وَأَكْثَرُ أَسْقِيَتِهِمْ - وَرُبَّمَا قَالَ حَمَّادٌ: وَعَامَّةُ أَسْقِيَتِهِمْ - الْمَيْتَةُ فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " دِبَاغُهَا طُهُورُهَا " (2)
2523 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، سَبْعَ سِنِينَ يَرَى الضَّوْءَ وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَثَمَانِي سِنِينَ يُوحَى إِلَيْهِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ " (3)
__________
= فمن رجال البخاري.
وأخرجه البخاري (2021) ، وأبو داود (1381) ، والبيهقي في "السنن" 4/308-309، وفي "الشعب" (3680) من طريق موسى بن إسماعيل، والطبراني (11858) ، والبيهقي في "الشعب" (3680) من طريق معلى بن أسد، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر (2052) .
(4) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيأتي تخريجه عند الحديث رقم (3387) ، وانظر (3436) .
(5) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطيالسي (2761) عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر (1895) .
(6) رجاله رجال الصحيح، وانظر (2399) .(4/317)
2524 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَسَ مِنْ كَتِفٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1)
2525 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ، - لَمْ يَنْسُبْهُ عَفَّانُ أَكْثَرَ مِنْ عَبْدِ اللهِ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَإِيَّايَ رَأَى، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي "، وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: " لَا يَتَخَيَّلُنِي " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (190) ، والطحاوي 1/64 من طريق حفص بن عمر أبي عمر الحوضي، عن همام بن يحيي، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3403) ، وانظر ما تقدم برقم (1988) .
قوله: "انتهس من كتف"، أي: أخذ منه بفيه.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار -وهو ابن معاوية الدهني- فمن رجال مسلم.
أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه ابن ماجه (3905) عن محمد بن يحيي، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 29 عن أبي زرعة الرازي، كلاهما عن أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وله شواهد عن عبد الله بن مسعود، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأنس، وجابر، وطارق بن أشيم، وأبي قتادة الأنصاري، وستأتي في "المسند" على التوالي 1/375، 2/232 و261، 3/55، 3/269، 3/350، 3/472، 5/306،=(4/318)
2526 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ، يُخْبِرُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ بِعَرَفَاتٍ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا، فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ " (1)
__________
= وبعضها مخرج في الصحيح.
قوله: "لا يتخيلني"، قال السندي: أي: لا يتشبهني.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمَي، وجابر بن زيد: هو أبو الشعثاء الأزدي.
وأخرجه مسلم (1178) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2610) ، والبخاري (1841) و (1843) ، والطحاوي 2/133، وابن حبان (3786) ، والطبراني (12814) ، والدارقطني 2/228، والبيهقي 5/50 من طرق عن شعبة، به. وانظر (1848) .
قال القرطبي فيما نقله عنه الحافظ فى "الفتح" 4/57: أخذ بظاهر هذا الحديث أحمد، فأجاز لبس الخف والسراويل للمحرم الذي لا يجد النعلين والإزار على حالهما، واشترط الجمهور قطع الخف وفتق السراويل، فلو لبس شيئاً منهما على حاله، لزمته الفدية، والدليل لهم قوله في حديث ابن عمر: "وليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين"، فيحمل المطلق على المقيد، ويلحق النظير بالنظير لاستوائهما في الحكم.
وقال ابن قدامة: الأولى قطعهما عملاً بالحديث الصحيح، وخروجاً من الخلاف.
قال الحافظ: والأصح عند الشافعية والأكثر جوازُ لبس السراويل بغير فَتْق كقول أحمد، واشترط الفتق محمد بن الحسن وإمام الحرمين وطائفة، وعن أبي حنيفة منع السراويل للمحرم مطلقاً، ومثله عن مالك، وكان حديث ابن عباس لم يبلغه، ففي "الموطأ" 1/325 أنه سئل عنه فقال: لم أسمع بهذا الحديث، وقال الرازي من الحنفية: يجوز لبسه وعليه الفدية، كما قاله أصحابهم في الخفين، ومن أجاز لبس السراويل على =(4/319)
2527 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، وَلا أَكُفَّ شَعَرًا وَلا ثَوْبًا "
وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: " أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، وَلا يَكُفَّ شَعَرًا وَلا ثَوْبًا " (1)
2528 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قَتَادَةُ، أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، ثُمَّ أُتِيَ بِبَدَنَتِهِ، فَأَشْعَرَ صَفْحَةَ سَنَامِهَا الْأَيْمَنِ، ثُمَّ سَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا، ثُمَّ قَلَّدَهَا نَعْلَيْنِ، ثُمَّ أُتِيَ بِرَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا قَعَدَ عَلَيْهَا وَاسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ، أَهَلَّ بِالْحَجِّ " (2)
2529 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (3)
__________
= حاله، قَيده بأن لا يكون في حالة لو فتقه لكان إزاراً، لأنه في تلك الحالة يكون واجدا لإزار.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1927) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان -وهو مسلم بن عبد الله الأعرج- فمن رجال مسلم. وانظر (1855) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.(4/320)
2530 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَجُزُ حِمَارٍ - أَوْ قَالَ: رِجْلُ حِمَارٍ - وَهُوَ مُحْرِمٌ فَرَدَّهُ " (1)
2531 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،
__________
= وأخرجه الطيالسي (2649) ، والبخاري (2621) ، ومسلم (1622) (7) ، وأبو داود (3538) ، وابن ماجه (2385) ، والنسائي 6/266، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (977) ، والطحاوي 4/77، وابن حبان (5121) ، والطبراني (10692) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/281، والبيهقي 6/180، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2200) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3538) ، والطبراني (10692) ، وأبو نعيم 6/281، والبيهقي 6/180 من طريق أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، به. وسيأتي برقم (2622) و (2646) و (3146) و (3178) و (3221) و (3269) ، وانظر ما تقدم برقم (1872) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وحبيب بن أبي ثابت صرح بالسماع فيما سيأتي برقم (3132) .
وأخرجه مسلم (1194) (54) ، والنسائي 5/185، والطحاوي 2/170 و171، والطبراني (12342) ، والبيهقي 5/193 من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطبراني (12343) من طريق ابن أبي ليلى، عن حبيب بن أبي ثابت، به.
وأخرجه الطحاوي 2/170 من طريق أبي الهذيل غالب بن الهذيل، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (2535) و (2630) و (2631) و (3132) و (3168) و (3218) و (3417) ، وتقدم برقم (1856) من طريق مقسم عن ابن عباس، وانظر ما سيأتي في مسند زيد بن أرقم 4/369-370.(4/321)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، (1) لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (2)
2532 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا "، (3) قَالَ شُعْبَةُ: " قُلْتُ لَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
__________
(1) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) : "لا إله إلا الله رب العرش العظيم الكريم، لا إله إلا الله العظيم الحليم"، والصواب حذف قوله: "لا إِله إلا الله رب العرش العظيم الكريم" كما في (ظ9) و (ظ14) ، وكما في رقم (2411) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة، وأبو العالية: هو رفيع بن مِهران الرياحي.
وأخرجه مسلم (2730) عن محمد بن حاتم السمين، عن بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر (2012) .
(3) إسناده صحح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2616) ، ومسلم (1957) ، والنسائي 7/238، وأبو عوانة 5/194-195 و195، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (495) ، وابن حبان (5608) ، والطبراني (12262) ، والبيهقي 9/70، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2784) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (2480) .(4/322)
2533 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي فِطْرٍ، فَلَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلا بَعْدَهَا، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ، وَمَعَهُ بِلالٌ، فَجَعَلَ يَقُولُ: " تَصَدَّقْنَ " فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي خُرْصَهَا، وَسِخَابَهَا (1)
2534 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ، قَالَ: " صَلَّى بِنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِجَمْعٍ (2) الْمَغْرِبَ ثَلاثًا بِإِقَامَةٍ، قَالَ: ثُمَّ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2637) ، وعبد الرزاق (5617) ، وابن أبي شيبة 2/177 و188، والدارمي (1605) و (1611) ، والبخاري (964) و (989) و (1431) و (5881) و (5883) ، ومسلم ص 606 (13) ، وأبو داود (1159) ، وابن ماجة (1291) ، والترمذي (537) ، والنسائي 3/193، وابن الجارود (261) ، والبيهقي 3/295 و302، والبغوي (1109) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وبعضهم لا يذكر فيه قصة النساء. وسيأتي برقم (3153) و (3333) ، وانظر ما تقدم برقم (1902) و (3065) .
قوله: "خُرصها"، قال الحافظ في "الفتح" 2/454: بضم المعجمة، وحكي كسرها، وسكون الراء بعدها صاد مهملة: هو الحلقة من الذهب أو الفضة، وقيل: هو القرط إذا كان بحبة واحدة.
وقوله: "وسخابها" بكسر المهملة ثم معجمة ثم موحدة: هو قِلادة من عنبر أو قرنفل أو غيره، ولا يكون فيه خرز، وقيل: هو خيط فيه خرز، وسمي سخاباً لصوت خرزه عند الحركة، مأخوذ من السخب: وهو اختلاط الأصوات، يقال بالصاد والسين.
(2) تحرفت في النسخ المطبوعة والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) إلى: فجمع، والتصويب من (ظ9) و (ظ14) ، ومن "سنن النسائي"، وسيأتي على الصواب في عدة مواضع من مسند ابن عمر. وجمع: هي المزدلفة.(4/323)
سَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ " ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ فَعَلَ ذَلِكَ، وَذَكَرَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلَ ذَلِكَ " (1)
2535 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَهْدَى صَعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رِجْلَ حِمَارٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَرَدَّهُ وَهُوَ يَقْطُرُ دَمًا " (2)
2536 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ صَائِمٌ " (3)
2537 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، عَنِ ابْنِ عَمِّ نَبِيِّكُمْ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة.
وأخرجه النسائي 1/239-240 عن عمرو بن يزيد، عن بهز بن أسد، بهذا الإسناد.
وهذا الحديث من مسند عبد الله بن عمر، وسيأتي فيه برقم (5241) و (5290) .
وانظر ما سيأتي برقم (3288) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2530) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فقد روى له أصحاب السنن، وله في البخاري حديث واحد، وهو ثقة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3224) عن عمرو بن يزيد، عن بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر (2186) .(4/324)
اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (1)
2538 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قُلْتُ: إِنَّا نَغْزُو هَذَا الْمَغْرِبَ، وَأَكْثَرُ أَسْقِيَتِهِمْ جُلُودُ الْمَيْتَةِ؟ قَالَ: فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " دِبَاغُهَا طُهُورُهَا (2)
2539 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ هَذَا الَّذِي تَقُولُ، قَدْ تَفَشَّغَ فِي النَّاسِ - قَالَ هَمَّامٌ: يَعْنِي - " كُلُّ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ " فَقَالَ: " سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ رَغِمْتُمْ " قَالَ هَمَّامٌ: " يَعْنِي مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ " (3)
2540 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ أَبُو خُشَيْنَةَ، أَخُو عِيسَى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2012) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (1895) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان -وهو مسلم بن عبد الله الأعرج- فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (1244) (207) من طريق أحمد بن إسحاق، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 130 من طريق عمرو بن عاصم، كلاهما عن همام، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (3183) ، وانظر (2513) .
قوله: "قد تفشغ"، قال السندي: بفاء ثم شين معجمة ثم غين معجمة، أي: انتَشَر واشتَهر.(4/325)
النَّحْوِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْأَعْرَجِ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، وَكَانَ نِعْمَ الْجَلِيسُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ عَاشُورَاءَ؟ فَقَالَ: " عَنْ أَيِّ بَالِهِ تَسْأَلُ؟ " قُلْتُ: عَنْ صِيَامِهِ، قَالَ: " إِذَا رَأَيْتَ هِلالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ مِنْ تَاسِعِهِ، فَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ " قُلْتُ: أَهَكَذَا كَانَ يَصُومُهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1)
2541 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ طَاوُسًا، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُمْ - يَعْنِي - عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَأَنْ يَمْنَحَ الرَّجُلُ أَخَاهُ أَرْضَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ عَلَيْهَا خَرْجًا مَعْلُومًا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. الحكم ابن الأعرج: هو الحكم بن عبد الله بن إسحاق بن الأعرج البصري. وانظر (2135) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1550) (120) ، والنسائي 7/36، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/110، وفي "مشكل الآثار" 3/289، والطبراني (10882) ، والبيهقي 6/133 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وفي رواية مسلم وغيره: أن مجاهداً قال لطاووس: انطلق بنا إلى رافع بن خديج، فاسمع منه الحديث عن أبيه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يعني في النهي عن المخابرة) قال: فانتهره، وقال: إني والله لو أعلم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عنه ما فعلته، ولكن حدثني من هو أعلم به منهم ... فذكره. وانظر (2087) .
الخَرْج: الأجرة.
وقوله: "لأن يمنح"، قال السندي: بفتح اللام، أي: يعطي بلا أجرة، أي: وهذا =(4/326)
2542 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا أَسْوَدَ يُسَمَّى مُغِيثًا، قَالَ: فَكُنْتُ أَرَاهُ يَتْبَعُهَا فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ، يَعْصِرُ عَيْنَيْهِ عَلَيْهَا، قَالَ: وَقَضَى فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ قَضِيَّاتٍ: إِنَّ مَوَالِيَهَا اشْتَرَطُوا الْوَلاءَ، فَقَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَلاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ " وَخَيَّرَهَا، فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ، قَالَ: وَتُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِصَدَقَةٍ، فَأَهْدَتْ مِنْهَا إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَإِلَيْنَا هَدِيَّةٌ " (1)
__________
= ليس بنهي وإنما ترغيب في الإحسان، فظن بعضهم أنه نهي فذكره كذلك، وعبد الله أعلم من أولئك الذين ظنوه نهياً، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/182، والطحاوي 3/82 من طريق عفان بن مسلم، به.
وأخرجه الطبراني (11826) من طريق هدبة بن خالد، والبيهقي 7/221-222 من طريق محمد بن سنان، كلاهما عن همام، به.
وأخرجه مختصراً أبو داود (2232) عن عثمان بن أبي شيبة، والطحاوي 3/82 عن علي بن عبد الرحمن، كلاهما عن عفان، به. ولفظه عن ابن عباس: أن زوج بريرة كان عبداً أسود يُسمى مُغيثاً، فخيرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمرها أن تعتد.
وأخرجه مختصراً بنحوه البخاري (5280) ، والطبراني (11825) ، والبيهقي 7/221 من طريق شعبة -زاد البخاري: وهمام-، والترمذي (1156) من طريق سعيد بن أبي عروبة، ثلاثتهم عن قتادة، به. وسيأتي برقم (3405) ، وانظر (1844) .
وفي الباب عن عائشة عند أحمد 6/45-46، ومسلم (1075) (172) .
قوله: "يعصر عينيه عليها"، قال السندي: أي: يبكي على فراقها.
وقوله: "الولاء لمن أعتق"، قال: أي: لا ينتقل عنهم باشتراط غيرهم.(4/327)
2543 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ لاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَعِكْرِمَةَ، قَالا: قَالَ عُمَرُ: مَنْ يَعْلَمُ مَتَى لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالا: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ فِي الْعَشْرِ، فِي سَبْعٍ يَمْضِينَ، أَوْ سَبْعٍ يَبْقَيْنَ " (1)
__________
(1) إسناد لاحق بن حميد صحيح على شرطهما، وعكرمة من رجال البخاري.
وأخرجه البخاري (2022) عن عبد الله بن أبي الأسود، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. ولفظه عنده: "في تسع يمضين". وانظر ما تقدم برقم (2052) .
وأخرجه البيهقي 4/309 عن أبي عمرو محمد بن عبد الله الأديب، أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن عقبة السدوسي، حدثنا عبد الواحد بن زياد، به. فذكره كرواية البخاري "في تسع يمضين"، لكن قال الحافظ في "الفتح" 4/261: في رواية الإسماعيلي بتقديم السين في الموضعين؛ يعني سبعاً!
قلنا: وقد روي المرفوع من هذا الحديث موقوفاً، فقد أخرج عبد الرزاق في "مصنفه" (7679) عن معمر، عن قتادة وعاصم، أنهما سمعا عكرمة يقول: قال ابن عباس: دعا عمر بن الخطاب أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألهم عن ليلة القدر، فأجمعوا أنها في العشر الأواخر، قال ابن عباس: فقلت لعمر: إني لأعلم -أو إني لأظن- أي ليلة هي، قال: عمر: وأي ليلةٍ هي؟ فقلت: سابعة تمضي، أو سابعة تبقى من العشر الأواخر، فقال عمر: ومن أين علمت ذلك؟ فقال: خلق الله سبع سموات وسبع أرَضين، وسبعة أيام، وإن الدهر يدور في سبع، وخلق الله الإنسان من سبع، ويأكل من سبع، ويسجد على سبع، والطواف بالبيت سبع، ورَمْي الجمار سبع، لأشياء ذكرها، فقال عمر: لقد فطنت
لأمر ما فطنا له.
وللموقوف طريق أخرى أخرجها الحاكم في "المستدرك" 1/437-438 من طريق عاصم بن كليب الجرمي، عن أبيه، عن ابن عباس. وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وزاد الحافظ نسبته من هذا الطريق إلى إسحاق بن راهويه في "مسنده" ومحمد بن نصر في "قيام الليل".(4/328)
2544 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا الصَّفَا فَقَالَ: " يَا صَبَاحَاهْ، يَا صَبَاحَاهْ " قَالَ: فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: " أَرَأَيْتُمْ لَوْ أخْبَرْتُكُمْ أنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّيكُمْ، أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي؟ " فَقَالُوا: بَلَى قَالَ: فَقَالَ: " إِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ تَبًّا لَكَ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ (1)
2545 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وَهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم.
وأخرجه البخاري (4801) و (4972) ، ومسلم (208) (356) ، والترمذي (3363) ، والنسائي في "الكبرى" (11714) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (983) ، والطبري 19/120-121، وابن منده في "الإيمان" (951) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/182 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وسيأتي تمام تخريجه عند الحديث رقم (2801) .
قولهْ "يا صباحاه"، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/6-7: هذه كلمة يقولُها المستغيث، وأصلُها إذا صاحوا للغارة، لأنهم أكثر ما كانوا يغيرون عند الصباح، ويُسَمُون يوم الغارة: يومَ الصباح، فكأن القائل: يا صباحاه، يقول: قد غَشِيَنا العدو، وقيل: إن المتقاتلين كانوا إذا جاء الليلُ يرجِعون عن القتال، فإذا عاد النهار عاودوه، فكأنه يريد بقوله "يا صباحاه": قد جاء وقتُ الصباح، فتأهبوا للقتال.
وقوله: "مصبحكم"، قال السندي: اسم فاعل من "صَبح" بالتشديد، ومثله "ممسِّيكم"، والعدو مفرد لفظاً، فلذلك أفرد لفظ "مصبحكم" وإن أُطلِق على الجمع.(4/329)
كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَأْكُلُ عَرْقًا مِنْ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يُمَضْمِضْ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (1)
2546 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلا لَهُ دَعْوَةٌ قَدْ تَنَجَّزَهَا فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي قَدْ اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَلا فَخْرَ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ، وَلا فَخْرَ، آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِي، وَلا فَخْرَ، وَيَطُولُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ، فَيَشْفَعْ إِلَى رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي قَدْ أُخْرِجْتُ مِنَ الجَنَّةِ بِخَطِيئَتِي، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا رَأْسَ النَّبِيِّينَ، فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي دَعَوْتُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني (10789) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وقد تحرف في المطبوع منه "عفان" إلى: "عثمان". وانظر (2002) .(4/330)
بِدَعْوَةٍ أَغْرَقَتْ أَهْلَ الْأَرْضِ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللهِ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي كَذَبْتُ فِي الْإِسْلامِ ثَلاثَ كِذْبَاتٍ - وَاللهِ إِنْ حَاوَلَ بِهِنَّ إِلا عَنْ دِينِ اللهِ: قَوْلُهُ: {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89] وَقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} [الأنبياء: 63] ، وَقَوْلُهُ لِامْرَأَتِهِ حِينَ أَتَى عَلَى الْمَلِكِ: أُخْتِي - وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاهُ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلامِهِ، فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلَّمَكَ، (1) فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي اتُّخِذْتُ إِلَهًا مِنْ دُونِ اللهِ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنْ أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ مَخْتُومٍ عَلَيْهِ، أَكَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِي جَوْفِهِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَا، قَالَ: فَيَقُولُ إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَقَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ " قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا، حَتَّى يَأْذَنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، لِمَنْ شَاءَ وَيَرْضَى، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ
__________
(1) في (س) و (ق) و (ص) : وبكلامه، وفي (غ) : وكلمك بكلامه.(4/331)
أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ؟ فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ، نَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ، فَتُفْرَجُ لَنَا الْأُمَمُ عَنْ طَرِيقِنَا، فَنَمْضِي غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ، فَتَقُولُ الْأُمَمُ: كَادَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِيَاءَ كُلُّهَا، فَآتِي (1) بَابَ الْجَنَّةِ، فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ، فَأَقْرَعُ الْبَابَ، فَيُقَالُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: أَنَا مُحَمَّدٌ، فَيُفْتَحُ لِي، فَآتِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُرْسِيِّهِ - أَوْ سَرِيرِهِ شَكَّ حَمَّادٌ - فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلَيْسَ يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي، (2) فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا - لَمْ يَحْفَظْ حَمَّادٌ -، ثُمَّ أَعُودُ فَأَسْجُدُ فَأَقُولُ: مَا قُلْتُ، فَيُقَالُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أُمَّتِي، أُمَّتِي، فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا، دُونَ الْأَوَّلِ، ثُمَّ أَعُودُ، فَأَسْجُدُ، فَأَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَيُقَالُ لِيَ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أُمَّتِي، أُمَّتِي؟ فَقَالَ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا، دُونَ ذَلِكَ " (3)
__________
(1) المثبت من (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: فنأتي.
(2) في (ظ9) و (ظ14) : كان بعدي.
(3) حسن لغيره، دون قول عيسى عليه السلام: "إني اتخذت إِلهاً من دون الله"، فإنه مخالف لما في الصحيح من أن عيسى لم يذكر ذنباً، ثم إن هذا لا يُعد ذنباً له، وإسنادُ هذا الحديث ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطعة.(4/332)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطيالسي (2711) ، وابن أبي شيبة 14/135، وعبد بن حميد (695) ، وأبو يعلى (2328) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/481-483 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو عند ابن أبي شيبة وعبد بن حميد مختصر جداً بلفظ: "أنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر". وسيأتي برقم (2692) .
وروى نحو هذا الحديث الترمذي (3148) من طريق سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبى نضرة، عن أبى سعيد الخدري. وقال: حسن صحيح.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/435-436، والبخاري (4712) ، ومسلم (194) .
وثان من حديث أنس عند أحمد في مسند ابن عباس برقم (2693) وفي مسند أنس 3/116، والبخاري (4476) ، ومسلم (193) .
وثالث عن أبي بكر الصديق سلف في "المسند" برقم (15) .
قوله: "إلا له دعوة"، قال السندي: قيل: أي: دعوة لأمته وُعِد أن يجابَ له فيهم، وقيل: دعوة متيقنة الإجابة وهو على يقين من إجابتها، وأما باقي دعواتهم فهم على طمع من إجابتها، والغالب الإجابة، وفي الحديث كمال شفقة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أمته، ورأفته بهم، واعتنائه بالنظر في مصالحهم المهمة، فأخر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعوته لأمته إلى أهم أوقات حاجتهم.
"لواء الحمد"، أي: لواء يدل على أنه رئيس الحامدين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولذلك سُمي محمداً وأحمد.
"إني لست هُناكم"، قال النووي: معناه: لست أهلاً لذلك.
"رأس النبيين"، أي: أول النبيين الذين أرسلوا لرفع الكفر من الأرض.
"في الإسلام"، أي: في حالة الإسلام، أي: بعد أن أسلمْتُ، أو في شان الإسلام، وهو الأوفقُ بقوله: "والله إن حاول ... " وهذا من قول نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما يدل عليه الرواية الآتية بعدُ (2692) ، وكلمة "إن" فيه نافية، وحاوَل: بحاء مهملة وواو، أي: قصَد. =(4/333)
2547 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، فَقَالَ: أَخْبَرَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أُتِيتُ وَأَنَا نَائِمٌ فِي رَمَضَانَ، فَقِيلَ لِي: إِنَّ اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، قَالَ: " فَقُمْتُ، وَأَنَا نَاعِسٌ، فَتَعَلَّقْتُ بِبَعْضِ أَطْنَابِ فُسْطَاطِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي قَالَ: فَنَظَرْتُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ " قَالَ: فَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ (1)
2548 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمْ يُسْلِفُونَ، فَقَالَ: " مَنْ أَسْلَفَ فَلا يُسْلِفْ إِلا فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ " (2)
__________
= "حتى يفض الخاتم"، أي: يُكسر ويُفك.
"خاتم النبيين"، أي: فلذلك أعطي وظيفة فض الخاتم من باب الشفاعة، فإذا فَضه فتح بابها.
"أن يصدع"، أي: يحكم بالحق بينهم.
"الآخِرون": وجوداً في الدنيا، "الأولون": شرفاً وحسباً ودخولاً في الجنة يوم القيامة.
(1) حسن لغيره، وهو مكرر (2302) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المنهال -واسمه عبد الرحمن بن مطعم البناني المكي- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة: عبد الله بن كثير: هو المكي القارىء، وعبد الوارث: هو ابن سعيد.
وأخرجه مسلم (1604) (128) ، وابن حبان (4925) من طريق شيبان بن فروخ، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1868) .(4/334)
2549 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ مِنَ الخَلاءِ، فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فَقِيلَ لَهُ: أَلا تَتَوَضَّأُ؟ (1) فَقَالَ: " إِنَّمَا أُمِرْتُ بِالْوُضُوءِ إِذَا قُمْتُ إِلَى الصَّلاةِ " (2)
2550 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِعِكْرِمَةَ: إِنِّي أَقْرَأُ فِي صَلاةِ (3) الْمَغْرِبِ قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَإِنَّ نَاسًا يَعِيبُونَ ذَلِكَ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: " وَمَا بَأْسٌ بِذَلِكَ؟ اقْرَأْهُمَا فَإِنَّهُمَا مِنَ القُرْآنِ "
ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يَقْرَأْ فِيهِمَا إِلا بِأُمِّ الْكِتَابِ " (4)
2551 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
(1) في (ظ9) و (ظ14) : ألا توضأ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد الباهلي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. وسيأتي تخريجه عند الحديث رقم (3381) ، وانظر (1932) .
(3) لفظة "صلاة" ليست في (ظ9) و (ظ14) .
(4) إسناده ضعيف لضعف حنظلة السدوسي.
وأخرجه البيهقي 2/61 من طريق عفان، بهذا الإسناد مختصراً بالمرفوع فقط.
وأخرجه كذلك هو 2/61-62 من طريق عبد الملك بن خطاب، عن حنظلة السدوسي، به.
وأخرجه بطوله ابن خزيمة (513) من طريق محمد بن زياد بن عبيد الله وأبي معمر، عن عبد الوارث بن سعيد، به. وانظر ما تقدم برقم (2174) .(4/335)
أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أُتِيَ بِقَوْمٍ مِنْ هَؤُلاءِ الزَّنَادِقَةِ وَمَعَهُمْ كُتُبٌ، فَأَمَرَ بِنَارٍ فَأُجِّجَتْ، ثُمَّ أَحْرَقَهُمْ وَكُتُبَهُمْ، - قَالَ عِكْرِمَةُ: - فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ لِنَهْيِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ " وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
2552 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ عَلِيًّا، أَخَذَ نَاسًا ارْتَدُّوا عَنِ الْإِسْلامِ، فَحَرَّقَهُمْ بِالنَّارِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ، أُحَرِّقْهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَدًا " وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَدَّلَ دَيْنَهُ فَاقْتُلُوهُ " فَبَلَغَ عَلِيًّا مَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: " وَيْحَ ابْنِ أُمِّ ابْنِ عَبَّاسٍ " (2)
2553 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمَّارٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا يَرَى النَّائِمُ بِنِصْفِ النَّهَارِ وَهُوَ قَائِمٌ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، بِيَدِهِ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه البخاري (6922) ، والطحاوي 4/63، وأبو يعلى (2532) ، وابن حبان (5606) ، والبيهقي 8/202 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وانظر (1871) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه. وهيب: هو ابن خالد.
وأخرجه النسائي 7/104 من طريق أبي هشام المخزومي، عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد - دون قول علي بن أبي طالب. وانظر ما قبله.(4/336)
وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ، لَمْ أَزَلْ أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ الْيَوْمِ فَأَحْصَيْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ فَوَجَدُوهُ قُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ " (1)
2554 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ بَعْدَ مَا دُفِنَتْ " وَوَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، مِثْلَهُ (2)
2555 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِسْمِ اللهِ اللهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي فَيُولَدُ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فَيَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ أَبَدًا " (3)
__________
(1) إسناده قوي على شرط مسلم. وانظر (2165) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (6540) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (12580) .
وأخرجه مسلم (954) (68) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (3085) ، والدارقطني 2/78، والبيهقي 4/46 من طريق أبي عاصم النبيل، عن سفيان الثوري، به. وانظر (1962) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (10465) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (689) ، ومسلم (1434) ، والطبراني =(4/337)
2556 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلِّمُوا، وَيَسِّرُوا، وَلا تُعَسِّرُوا، وَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ، وَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ، وَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ " (1)
2557 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِالْمَدِينَةِ، فِي غَيْرِ سَفَرٍ وَلا خَوْفٍ "، قَالَ: قُلْتُ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ: وَلِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: " أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِهِ " (2)
__________
= في "الدعاء" (941) . وقَرَنَ مسلم بعبد الرزاق عبدَ الله بنَ نُمير.
وأخرجه بنحوه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (267) من طريق الفضل بن موسى، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن كريب، به، لم يذكر فيه سالماً. وانظر ما تقدم برقم (1867) .
قوله: "فيضره الشيطان"، قال السندي: الظاهر: لم يضره الشيطان، على أنه جواب "لو"، وهو الموافق لسائر الروايات، وأما توجيه هذه الرواية، فأن يقال: نزل قوله: لو أن أحدهم ... الخ منزلة النفي، لأن كلمة "لو" للامتناع فناسبت النفي، فأريد النفي، كأنه قيل: لا يقول أحدُهم ذلك، وعلى هذا فقولُه "فيولد" بالرفع، وكذا قوله "فيضره" بالرفع على العطف على "يقول"، ومن جعل مثله جواباً يجوز له أن ينصِبَه على أنه جوابُ النفي، لكن المعنى لا يُساعد ذلك لِفقد السببية كما لا يخفى، إلا أن المشهورَعندَ أهلِ الحديث في مثله النصب كما في قوله عليه الصلاة والسلام: "لا يموتُ لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار" وله أمثال، والله تعالى أعلم.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (2136) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير =(4/338)
2558 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلبَرَازِ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ قُرِّبَ لَهُ طَعَامٌ، فَقَالُوا: أَنَأْتِيكَ بِوَضُوءٍ؟ فَقَالَ: " مِنْ أَيِّ شَيْءٍ أَتَوَضَّأُ؟ أُصَلِّي، فَأَتَوَضَّأُ - أَوْ صَلَّيْتُ فَأَتَوَضَّأُ - " (1)
2559 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ،
__________
= -واسمه محمد بن مسلم بن تَدْرُس- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4435) .
وأخرجه أبو عوانة 2/353 من طريق الفريابي وأبي نعيم، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/144 عن أبي الزبير، به. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/188، ومسلم (705) (49) ، وأبو داود (1210) ، والنسائي 1/290، وابن خزيمة (972) ، وأبو عوانة 2/353، والطحاوي 1/160، وابن حبان (1596) ، والبيهقي 3/166، والبغوي في "شرح السنة" (1043) .
وأخرجه مسلم (705) (50) و (51) ، والطحاوي 1/160، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2726) ، والبيهقي 3/166، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1044) من طرق عن أبي الزبير، به. وانظر (1953) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن الحويرث، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الدارمي (2076) عن قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وانظر (1932) .
قوله: "للبَراز"، بفتح الباء: أي لقضاء الحاجة.(4/339)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نِمْتُ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ " فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنَ اللَّيْلِ فَأَتَى الْحَاجَةَ، ثُمَّ جَاءَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا، فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ لَمْ يُكْثِرْ، وَقَدْ أبْلَغَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، وَتَمَطَّيْتُ كَرَاهيَةَ أَنْ يَرَانِي كُنْتُ أَبْقِيهِ - يَعْنِي أَرْقُبُهُ - ثُمَّ قُمْتُ فَفَعَلْتُ كَمَا فَعَلَ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِمَا يَلِي أُذُنِي حَتَّى أَدَارَنِي، فَكُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَتَتَامَّتْ صَلاتُهُ إِلَى ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، فِيهَا رَكْعَتَا الْفَجْرِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ جَاءَ بِلالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ، فَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1)
2560 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ وَاحْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3862) و (4707) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني (12189) . وانظر ما تقدم برقم (1911) .
الشناق: هو الخيط أو الحبل الذي تُعلق به القربة، والخيط الذي يشد به فمها.
وقوله: "وقد أبلغ"، قال السندي: في العمل بمراعاة الآداب والدلك وغير ذلك.
وتمطيتُ: أي تمددت كالقائم من النوم. فآذنه، بمد الهمزة: أي أعلمه.
(2) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان -وهو ابن خثيم- فمن رجال مسلم، وهو صدوق.
وأخرجه الدارمي (1819) عن محمد بن يوسف، وأبو يعلى (2726) من طريق محمد بن عبد الله الأسدي، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. رواية الدارمي =(4/340)
2561 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ؟، فَقَالَ: " جَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلًا، بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ " (1)
2562 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ مِقْسَمًا، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْبَيْتَ فَدَعَا فِي نَوَاحِيهِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ " (2)
__________
= بقصة الاحتجام فقط.
وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" بشرح علي القاري ص 274 عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، به. بقصة تزويج ميمونة فقط. وسيأتي برقم (3030) و (3075) و (3412) ، وانظر قصة تزويج ميمونة برقم (1919) و (2200) ، وقصة الاحتجام برقم (1849) و (1922) و (2108) .
(1) حسن لِغيره، وسلف الكلام عليه عند الحديث رقم (1839) .
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (783) ، والطبراني (13005) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/99، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 8/105 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، وابن السني في "اليوم والليلة" (667) ، وابن عدي في "الكامل" 1/419 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد.
(2) صحيح لغيره، عثمان الجزري أورده البخاري في "التاريخ الكبير" 6/258، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/174 وقال: عثمان الجزري، ويقال له: عثمان المشاهد، روى عن مقسم، روى عنه معمر، والنعمان بن راشد، سمعت أبي يقول ذلك، ثم قال: أخبرنا علي بن أبي طاهر القزويني فيما كتب إلي، قال: أخبرنا أبو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل سُئل عن عثمان الجزري، فقال: روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابه، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عثمان=(4/341)
2563 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَ: عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ رُفَيْعٍ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " لَمْ يَنْزِلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عَرَفَاتٍ، وَجَمْعٍ إِلا لِيُهَرِيقَ الْمَاءَ " (1)
2564 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (2)
2565 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَيْمُونَةَ بِسَرِفَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (3)
__________
= الجزري، فقال: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان، قلنا: وقد فات الحافظين
الحسيني في "إكماله"، وابن حجر في "تعجيله" أن يترجما له، مع أنه من شرطهما، ووقع
للمحدثين الشيخ أحمد محمد شاكر والشيخ حبيب الرحمن الأعظمي وَهَم في تعيينه،
فظناه عثمانَ بن عمرو بن ساج القرشي الجزري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9058) ، وقد تحرف في المطبوع منه "معمر" إلى:
محمد! وانظر ما تقدم برقم (1795) و (1801) و (1819) و (2126) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالةِ الراوي عن ابن عباس، وباقي رجاله
ثقات رجال الشيخين. وانظر (2464) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة -وهو مولى ابن عباس- من رجاله،
وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وانظر ما تقدم
برقم (1860) ، وما سيأتي برقم (3199) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه البخاري (4258) من طريق وهيب بن خالد، وابن سعد 8/136، وأبو داود =(4/342)
2566 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتَحَمَّتْ مِنْ جَنَابَةٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَوَضَّأُ مِنْ فَضْلِهَا، فَقَالَتْ: إِنِّي اغْتَسَلْتُ مِنْهُ فَقَالَ: " إِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ " (1)
2567 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَرَقَبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُصَلِّي، فَقَامَ فَبَالَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ، فَعَمَدَ إِلَى الْقِرْبَةِ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا، ثُمَّ صَبَّ فِي الْجَفْنَةِ، أَوِ الْقَصْعَةِ، وَأَكَبَّ يَدَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا حَسَنًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَجِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَتَكَامَلَتْ صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، قَالَ:، ثُمَّ نَامَ حَتَّى نَفَخَ، وَكُنَّا نَعْرِفُهُ إِذَا نَامَ بِنَفْخِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ فَصَلَّى، وَجَعَلَ يَقُولُ فِي صَلاتِهِ أَوْ فِي سُجُودِهِ: " اللهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا
__________
= (1844) ، والترمذي (843) ، والطبراني (11863) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب، بهذا الإسناد. زاد البخاري والطبراني: وبنى بها وهو حلال. وانظر (2200) .
(1) صحيح لغيره، وفي رواية سماك عن عكرمة اضطراب. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (396) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن الجارود (49) ، والطبراني (11714) ، والبيهقي 1/267. وانظر (2102) .(4/343)
وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا، وَاجْعَلْنِي نُورًا " قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: " اجْعَلْ لِي نَوَرًا " قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ نَامَ مُضْطَجِعًا (1)
2568 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَهِشَامُ بْنُ أَبِي (2) عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ ورَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (3)
2569 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ حَرْمَلَةَ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (763) (187) ، وابن خزيمة (1534) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. رواية ابن خزيمة مختصرة.
وأخرجه الطيالسي (2706) ، ومسلم (763) (187) ، وابن ماجه (508) ، وابن خزيمة (127) ، وأبو عوانة 1/279 و2/312، والطحاوي 1/286، وابن حبان (1445) من طرق عن شعبة، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (1912) .
الشناق: هو الخيط الذي يُشد به فم القِربة. وانظر "فتح الباري" 11/117-118.
(2) لفظة "أبي" سقطت من (م) والنسخ الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) ، ومنهما ومن حاشية (س) أثبتناها.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد هو ابن أبي عروبة، وهشام بن عبد الله هو الدستوائي، واسم أبيه: سنبر. وانظر (2012) .(4/344)
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: أَهْدَتْ خَالَتِي أُمُّ حُفَيْدٍ (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمْنًا وَلَبَنًا وَأَضُبًّا فَأَمَّا الْأَضُبُّ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَفَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: قَذِرْتَهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ - أَوِ أجَلْ " وَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّبَنَ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ عَنْ يَمِينِهِ: " أَمَا إِنَّ الشَّرْبَةَ لَكَ، وَلَكِنْ أَتَأْذَنُ أَنْ أَسْقِيَ عَمَّكَ؟ " فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قُلْتُ: لَا، وَاللهِ مَا أَنَا بِمُؤْثِرٍ عَلَى سُؤْرِكَ أَحَدًا قَالَ: فَأَخَذْتُهُ، فَشَرِبْتُ، ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَعْلَمُ شَرَابًا يُجْزِئُ عَنِ الطَّعَامِ غَيْرَ اللَّبَنِ، فَمَنْ شَرِبَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ، وَمَنْ طَعِمَ طَعَامًا فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ " (2)
2570 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَبَرَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِحَاجَتِهِ ثُمَّ رَجَعَ فَأُتِيَ بِعَرْقٍ فَلَمْ يَتَوَضَّأْ فَأَكَلَ مِنْهُ "،
__________
(1) في النسخ الخطية: أم حفيق، وعلى حواشيها: صوابه أم حفيد، قلنا: وهو الصحيح، وكذلك هو على الصواب في (م) .
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان، ولجهالة عمر بن حرملة.
وأخرجه مختصراً بقصة الدعاء النسائي في "عمل اليوم والليلة" (287) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه بطوله الطيالسي (2723) عن شعبة وغيره، به. وانظر (1978) .
قوله: "تفل عليها"، قال السندي: أي: تفل لأجلها تقذرا طبعاً لا دينا.(4/345)
وَزَادَ عَمْرٌو عَلَيَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ لَمْ تَتَوَضَّأْ قَالَ: " مَا أَرَدْتُ الصَّلاةَ فَأَتَوَضَّأَ " (1)
° 2571 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَجَدْتُ هَذِهِ الْأحَادِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا شَرِبَ تَنَفَّسَ مَرَّتَيْنِ فِي الشَّرَابِ " (2) وَكَتَبَ أَبِي فِي إِثْرِ هَذَا الْحَدِيثِ: " لَا أُرَى عَبْدَ اللهِ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن الحويرث، فمن رجال مسلم. والذي يقول في آخر الحديث: "وزاد عمرو على ... " هو ابن جريج، فإنه سمع الحديث من سعيد بن الحويرث، وسمع الزيادةَ من عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث، ويوضحه روايةُ الدارمي برقم (2077) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن الحويرث، عن ابن عباس، ورواية عمرو بن دينار تقدمت برقم (2558) .
(2) إسناده ضعيف لضعف سعيد بن محمد الوراق ورشدين بن كريب، وعندهما مناكير.
وأخرجه ابن ماجه (3417) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن رشدين بن كريب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2578) .
وفي الباب عن أنس: أنه كان يتنفس في الإناء مرتين أو ثلاثاً، وزعم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتنفس في الإناء ثلاثاً. متفق عليه، وسيأتي في "المسند" 3/185.
ومعناه أنه كان إذا أراد أن يشرب لا يقتصر على نَفَسٍ واحدٍ، بل يفصل بين الشرب بنَفَسين أو ثلاثة خارج الإناء. وانظر لزاماً "فتح الباري" 10/93-94.
(3) هوعبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل.(4/346)
° 2572 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، (1) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ الْعَصَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَضَيَّفْتُ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ خَالَتِي وَهِيَ لَيْلَةَ إِذْ لَا تُصَلِّي، فَأَخَذَتْ كِسَاءً فَثَنَتْهُ، وَأَلْقَتْ عَلَيْهِ نُمْرُقَةً، ثُمَّ رَمَتْ عَلَيْهِ بِكِسَاءٍ آخَرَ، ثُمَّ دَخَلَتْ فِيهِ، وَبَسَطَتْ لِي بِسَاطًا إِلَى جَنْبِهَا، وَتَوَسَّدْتُ مَعَهَا عَلَى وِسَادِهَا، " فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، فَأَخَذَ خِرْقَةً فَتَوَزَّرَ بِهَا، وَأَلْقَى ثَوْبَهُ، وَدَخَلَ مَعَهَا لِحَافَهَا، وَبَاتَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، قَامَ إِلَى سِقَاءٍ مُعَلَّقٍ فَحَرَّكَهُ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُومَ فَأَصُبَّ عَلَيْهِ، فَكَرِهْتُ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ مُسْتَيْقِظًا، قَالَ: فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ أَتَى الْفِرَاشَ، فَأَخَذَ ثَوْبَيْهِ، وَأَلْقَى الْخِرْقَةَ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ، فَقَامَ فِيهِ يُصَلِّي، وَقُمْتُ إِلَى السِّقَاءِ، فَتَوَضَّأْتُ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَتَنَاوَلَنِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى وَصَلَّيْتُ مَعَهُ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ
__________
(1) وقع اسمه في (م) والنسخ الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) : "عَبْد الله بن محمد"، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 106، وزِيدَ في هذه النسخ الثلاثة في اسمه "بن عبيد"، ولم نقف فيما بين أيدينا من مصادرعلى شيخ لأحمد يُسمى عُبَيدَ الله بن محمد بن عبيد، بل لا يكاد يوجد في الرواة من هذه الطبقة مَن اسمه هكذا، فيغلب على ظننا أن شيخه هذا هو: عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التَيْمي، الذي يقال له: ابن عائشة، والعائشي، والعَيْشي، نسبةً إلى عائشة بنت طلحة، لأنه من ذريتها، وقد عُدَ في جملة شيوخ الإمام أحمد، وذكر له المزي في "تهذيب الكمال" روايةً عن محمد بن ثابت العبدي، والله تعالى أعلم.(4/347)
قَعَدَ، وَقَعَدْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ مِرْفَقَهُ إِلَى جَنْبِي، وَأَصْغَى بِخَدِّهِ إِلَى خَدِّي، حَتَّى سَمِعْتُ نَفَسَ النَّائِمِ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ بِلالٌ، فَقَالَ: الصَّلاةَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَسَارَ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَاتَّبَعْتُهُ، فَقَامَ يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَأَخَذَ بِلالٌ فِي الْإِقَامَةِ " (1)
2573 - حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَ شَيْئًا قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُكْثِرُ السِّوَاكَ " قَالَ: حَتَّى ظَنَنَّا - أَوْ رَأَيْنَا - أَنَّهُ سَيُنْزَلُ عَلَيْهِ (2)
2574 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ خَطَبَ وَأَبُو بَكْرٍ،
__________
(1) إسناده ضعيف، محمد بن ثابت العبدي، قال أبو حاتم: ليس بالمتين يكتب حديثه، وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال ابن معين في رواية الدوري: ضعيف، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه، وإسحاق بن عبد الله -وهو ابن الحارث بن كنانة العامري- روايته عن ابن عباس مرسلة فيما قاله أبو حاتم. وروي نحو هذا الحديث في "المسند" مختصراً من طرق عن ابن عباس، انظر (1843) و (1912) و (2245) و (2276) و (2567) .
النمرقة: الوسادة الصغيرة.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة التميمي -واسمه أربدة البصري-.
وأخرجه أبو يعلى (2702) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (2125) .
وقوله: "أنه سينزل عليه"، أي: قرآن بافتراضه كما تقدم.(4/348)
وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، فِي الْعِيدِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ " (1) قَالَ أَبِي: " قَدْ سَمِعَهُ عَبْدُ اللهِ "
° 2575 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُمْ جَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ عَنِ الصَّلاةِ فِي السَّفَرِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِهِ لَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يَرْجِعَ " (2)
° 2576 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فشي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصْلُحُ قِبْلَتَانِ فِي مِصْرٍ وَاحِدٍ، وَلا عَلَى الْمُسْلِمِينَ جِزْيَةٌ " (3)
2577 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، رَفَعَهُ أَيْضًا قَالَ: " لَا تَصْلُحُ قِبْلَتَانِ فِي أَرْضٍ، وَلَيْسَ عَلَى مُسْلِمٍ
__________
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الوليد -وهو ابن ميمون أبو محمد المكي المعروف بالعَدَني- فمن رجال أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو صدوق، وابن جريج قد صرح بالسماع فيما تقدم برقم (2004) ، وسيتكرر برقم (3227) . سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 10/252 من طريق مؤمل، عن سفيان، بهذا الإِسناد. وانظر (2171) .
(2) إسناده صحيح، وقد تقدم برقم (2159) . حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
(3) إسناده ضعيف لضعف قابوس. وانظر (1949) .(4/349)
جِزْيَةٌ " (1)
2578 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ رِشْدِينٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ مَرَّتَيْنِ " (2)
2579 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَبَّى فِي (3) دُبُرِ الصَّلاةِ " (4)
2580 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه. وهو مكرر (1949) .
(2) إسناده ضعيف لضعف رشدين -وهو ابن كريب بن أبي مسلم-.
وأخرجه الترمذي (1886) عن علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد.
وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن كريب. وانظر (2571) .
(3) لفظة "في" من (ظ9) و (ظ14) .
(4) حسن لغيره، وهذا سند محتمل للتحسين، تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (2358) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ص 89 (الجزء الذي حققه العمروي) ، والدارمي (1806) ، وأبو يعلى (2512) ، والترمذي (819) ، والنسائي في "المجتبى" 5/162، وفي "الكبرى" (3735) ، والطبراني (12230) ، والبيهقي 5/37 من طرق عن عبد السلام بن حرب، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرف أحدا رواه غير عبد السلام بن حرب. وتقدم مطولاً برقم (2358) .(4/350)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى " (1)
__________
(1) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد رجاله رجال الصحيح، وحماد بن سلمة -وهو من رجال مسلم- قال ابن سعد في "الطبقات" 7/282: ثقة كثير الحديث، وربما حدث بالحديث المنكر، وقال البيهقي في "الخلافيات" فيما نقله الحافظ الذهبي في "السير" 7/452: لما طعن في السن ساء حفظه ... فالاحتياط أن لا يُحتج به فيما يخالف الثقات، وقال الذهبي: كان بحراً من بحور العلم، وله أوهام في سعة ما روى، وهو صدوق حجة إن شاء الله، وليس هو في الإتقان كحماد بن زيد. قلنا: وفي هذا الحديث
عند ابن عدي ومن طريقه البيهقي زيادةُ ألفاط منكرة في صفة الرب تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً، تمنع القول بصحته من هذا الطريق، وإنما صححنا وقف هذا الحرف الذي أورده المؤلف لاختلافهم في رفعه ووقفه، ولأنه ثبت عن ابن عباس من قوله من غير طريق: أن محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى ربه عز وجل.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (440) عن أحمد بن محمد المروزي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في "السنة" (563) عن محمد بن منصور، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (817) من طريق الفضل بن يعقوب، وابن عدي في "الكامل" 2/677، ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 444-445 و445 من طريق محمد بن رافع ومحمد بن رزق الله والنضر بن سلمة، ستتهم عن أسود بن عامر، بهذا الإسناد. ووقفه محمد بن منصور والنضر بن سلمة على ابن عباس.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 494، وابن عدي في "الكامل" 2/677 والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 444 من طريقين عن حماد بن سلمة، به.
وأخرج ابن أبي عاصم (442) ، والنسائي في "الكبرى" (11539) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (272) ، وابن منده في "الإيمان" (762) ، والحاكم 1/65، واللالكائي (905) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أتعجبون أن تكونَ الخلة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصححه =(4/351)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي.
وأخرج الترمذي (3279) ، وابن أبي عاصم (437) ، والنسائي (11537) ، وابن خزيمة (273) و (274) ، والطبراني (11619) من طرق عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: رأى محمد ربه، قلت: أليس الله يقول: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) ؟ قال: ويحك، ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره. قال: وقال: رأى محمد ربه تبارك وتعالى مرتين. وفيه الحكم بن أبان، قال الحافظ في "التقريب": صدوق، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وأخرجه ابن أبي عاصم (435) ، وابن خزيمة (278) ، وابن منده (760) من طريق عاصم الأحول، عن الشعبي وعكرمة، عن ابن عباس قال: رأى محمد ربه. وهذا إسناد صحيح. ووقع في "السنة" لابن أبي عاصم وبعض نسخ "التوحيد": عن الشعبي، عن عكرمة، وهذا صحيح أيضاً، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه ابن أبي عاصم (434) ، والطبري 27/52 من طريق أسباط بن نصر، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: (ولقد رآه نزلة أخرى) قال: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى ربه عز وجل. فقال له رجل: أليس قد قال: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) ؟ فقال له عكرمة: أليس ترى السماء؟ قال: بلى. قال: فكلها ترى؟ وهذا إسناد ضعيف، أسباط بن نصر كثير الخطأ، ورواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب.
وأخرجه الترمذي (3280) ، وابن أبي عاصم (439) ، وابن خزيمة (284) ، وابن حبان (57) ، والطبراني (10727) ، والآجري ص 491، والبيهقي ص 442 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن ابن عباس (ولقد رآه نزلة أخرى) قال: رأى ربه تبارك وتعالى. وقال الترمذي: حديث حسن. وسيأتي الحديث برقم (2634) ، وانظر ما تقدم برقم (1956) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" 6/509-510: وأما الرؤية فالذي ثبت في الصحيح عن ابن عباس أنه قال: "رأى محمد ربه بفؤاده مرتين" وعائشة =(4/352)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أنكرت الرؤية، فمن الناس من جمع بينهما فقال: عائشة أنكرت رؤية العين، وابن عباس أثبت رؤية الفؤاد.
والألفاظ الثابتة عن ابن عباس هي مطلقة، أو مقيدة بالفؤاد، تارة يقول: رأى محمد ربه، وتارة يقول: رآه محمد؛ ولم يثبت عن ابن عباس لفظ صريح بأنه رآه بعينه.
وكذلك الإمام أحمد، تارة يطلق الرؤية، وتارة يقول: رآه بفؤاده؛ ولم يقل أحد أنه سمع أحمد يقول رآه بعينه؛ لكن طائفة من أصحابه سمعوا بعض كلامه المطلق، ففهموا منه رؤية العين؛ كما سمع بعض الناس مطلق كلام ابن عباس، ففهم منه رؤية العين.
وليس في الأدلة ما يقتضي أنه رآه بعينه، ولا ثبت ذلك عن أحد من الصحابة، ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك؛ بل النصوص الصحيحة على نفيه أدل، كما في "صحيح مسلم" (178) عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل رأيت ربك؟ فقال: "نور، أنى أراه".
وقد قال تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريَه من آياتنا) ، ولو كان قد أراه نفسه بعينه لكان ذكر ذلك أولى.
وكذلك قوله: (أفتمارونه على ما يرى) ، (لقد رأَى من آيات ربه الكبرى) ، ولو كان رآه بعينه لكان ذكر ذلك أولى.
وفي "الصحيحين" عن ابن عباس في قوله: (وما جعلنا الرؤية التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن) ، قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة أسري
به، وهذه رؤيا الآيات، لأنه أخبر الناس بما رآه بعينه ليلة المعراج، فكان ذلك فتنة لهم، حيث صدقه قوم وكذبه قوم، ولم يخبرهم بأنه رأى ربه بعينه وليس في شيء من أحاديث المعراج الثابتة ذكر ذلك، ولو كان قد وقح ذلك لذكره كما ذكر ما دونه.
وقد ثبت بالنصوص الصحيحة واتفاق سلف الأمة أنه لا يرى الله أحد في الدنيا بعينه، إلا ما نازع فيه بعضهم من رؤية نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاصة واتفقوا على أن المؤمنين يرون الله
يوم القيامة عياناً، كما يرون الشمس والقمر. وانظر "زاد المعاد" 3/37.=(4/353)
وَقَدْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي، أَمْلَى عَلَيَّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ " (1)
2581 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَزَوَّجَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2)
2582 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ صَلَّى سَبْعًا جَمِيعًا، وَثَمَانِيًا جَمِيعًا " (3)
2583 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، يُحَدِّثُ
__________
= وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 10/114 في قوله: "رأيت ربي": ما قَيد الرؤية بالنوم، وبعض من يقول: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى ربه ليلة المعراج يحتج بظاهر الحديث، والذي دلَ عليه الدليلُ عدمُ الرؤية مع إمكانها، فنقفُ عن هذه المسألة، فإن من حُسْن إسلام المرء تركَه ما لا يعنيه، فإثباتُ ذلك أو نفيه صعب، والوقوف سبيلُ السلامة، والله أعلم، وإذا ثبت شيء قلنا به، ولا نُعنفُ من أثبت الرؤيةَ لنَبِينا في الدنيا، ولا من نفاها، بل نقول: الله ورسوله أعلمُ، بلى نُعَنفُ ونُبَدعُ مَن أنكر الرؤيةَ في الآخرةِ، إذ رؤيةُ الله في الآخرة ثبَتَت بنصوص متوافرة.
(1) القائل: "وقد سمعت ... " هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2611) ، ومن طريقه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 3 عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1919) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1918) .(4/354)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَخْطُبُ بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا، فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ " (1)
2584 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ، وَلا أَكُفَّ شَعَرًا وَلا ثَوْبًا " (2)
2585 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ بَيْعِ الطَّعَامِ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ، أَوْ يُسْتَوْفَى " وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَحْسِبُ الْبُيُوعَ كُلَّهَا بِمَنْزِلَتِهِ " (3)
2586 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1178) (4) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1848) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (490) (228) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1927) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2602) عن شعبة، بهذا الإسناد. وقرن بشعبة هشاما الدستوائي. وانظر (1847) .(4/355)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا " (1)
2587 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، وَابْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عَطَاءً، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2)
2588 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ، وَلا أَكُفَّ شَعَرًا، وَلا ثَوْبًا " (3)
2589 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ ابْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1957) (58م) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقرن بمحمد بن جعفر عبد الرحمن بن مهدي. وانظر (2480) .
(2) إسناده حسن، الحجاج بن أرطاة وابن عطاء -وهو يعقوب بن عطاء بن أبي رباح- وإن كان في كل منهما مقال، يتقوى أحدهما بالآخر، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2656) ، ومن طريقه الطبراني (11297) عن شعبة، عن الحجاج بن أرطاة وحده، بهذا الإِسناد. وانظر (2393) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2584) ، وسيتكرر برقم (2590) . وهذا الحديث لم يرد في (ظ9) و (ظ14) .(4/356)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُحْرِمًا صَائِمًا " (1)
2590 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ وَلا أَكُفَّ شَعَرًا، وَلا ثَوْبًا " (2)
2591 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، وَأَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا، صُرِعَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَمَاتَ، " فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَأَنْ يُكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ وَأَنْ لَا يُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا " وَقَالَ أَيُّوبُ: " مُلَبِّدًا " (3)
2592 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وتقدم الكلام على هذا الحديث مفصلاً برقم (1849) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3226) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو داود (2373) عن حفص بن عمر، عن شعبة، به.
وأخرجه الطيالسى (2700) عن شعبة، والطحاوي 2/101 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به. ولم يرد عندهما ذكر الإحرام.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2584) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه الدارمي (1852) ، والبخاري (1265) و (1266) و (1268) و (1850) ، =(4/357)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَيَقُولُ: " إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ: سَرِفُ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمَّا قَضَى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّهُ، أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِذَلِكَ الْمَاءِ، أَعْرَسَ بِهَا " (1)
2593 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ شَهِدَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ صَلَّى فِي يَوْمِ عِيدٍ، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ، فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ " (2)
2594 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ،
__________
= ومسلم (1206) (94) ، وأبو داود (3239) و (3240) ، والنسائي 5/196، والبيهقي 3/391 و5/53 من طرق عن حماد بن زيد، وابن خزيمة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 15 من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما عن أيوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1206) (95) من طريق إسماعيل ابن علية عن أيوب قال: نبئت عن سعيد بن جبير، به. وانظر (1850) .
قوله: "ملبدا"، قال ابن الأثير 4/224: تلبيد الشعر: أن يُجعَلَ فيه شيء من صمغ عند الإحرام، لئلا يَشْعَثَ ويقمل إبقاءً على الشعر، وإنما يُلَحد من يطول مُكثُه في الإحرام.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. وهو مكرر (2492) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2655) ، والبخاري (98) ، وأبو داود (1142) ، وابن حبان (2884) ، والطبراني (11340) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1902) .
وقوله: "فجعلن يلقين"، أي: جعلن يلقين الخرص والخاتم والشيء، كما تقدم.(4/358)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، احْتَجَمَ صَائِمًا " (1)
2595 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " فِي الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ يَتَصَدَّقُ بِدِينَارٍ، أَوْ نِصْفِ دِينَارٍ " (2)
2596 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، وَلا أَكُفَّ شَعْرًا، وَلا ثَوْبًا " (3)
2597 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ - أَوْ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ - إِذَا أَتَى امْرَأَتَهُ، قَالَ: اللهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي، ثُمَّ كَانَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ إِلا لَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ - أَوْ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مِقْسَم -وهو مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري. الحكم: هو ابن عتيبة الكندي الكوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/51، والنسائي في "الكبرى" (3227) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1849) و (2186) .
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فله في البخاري حديث واحد وهو ثقة إلا أن الصحيح وقفه كما هو مبين في (2032) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1927) و (2590) .(4/359)
لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ " (1)
2598 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، وَعَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَهَانَا عَنْ أَمْرٍ كَانَ لَنَا نَافِعًا، وَأَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرٌ لَنَا مِمَّا نَهَانَا عَنْهُ، قَالَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، أَوْ لِيَذَرْهَا، أَوْ لِيَمْنَحْهَا " قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِطَاوُسٍ، - وَكَانَ يَرَى أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ أَعْلَمِهِمْ - قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ، أَنْ يَمْنَحَهَا أَخَاهُ، خَيْرٌ لَهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1434) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2705) ، وأخرجه البخاري (3283) عن آدم بن أبي إياس، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (269) من طريق بهز بن أسد، ثلاثتهم (الطيالسي وآدم وبهز) عن شعبة، به. وانظر (1867) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن ميسرة: هو الهلالي أبو زيد العامري الكوفي الزراد.
وأخرجه النسائي 7/36 من طريق حجاج، عن شعبة، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه حديث ابن عباس.
وأخرجه الطحاوي 4/110 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن مجاهد وحده، عن رافع. وذكر فيه حديث ابن عباس.
وأخرج حديث ابن عباس فقط الطيالسي (2604) عن شعبة، عن عبد الملك بن =(4/360)
قَالَ شُعْبَةُ: " وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَجْمَعُ هَؤُلاءِ: طَاوُسًا، وَعَطَاءً، وَمُجَاهِدًا، وَكَانَ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْهُ مُجَاهِدٌ، قَالَ شُعْبَةُ: كَأَنَّهُ صَاحِبُ الْحَدِيثِ "
2599 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ؟ {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] ، قَالَ: فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قُرْبَى آلِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " عَجِلْتَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَكُنْ مِنْ بُطُونِ قُرَيْشٍ، إِلا كَانَ لَهُ فِيهِمْ قَرَابَةٌ، فَقَالَ: إِلا أَنْ تَصِلُوا مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ القَرَابَةِ " (1)
__________
= ميسرة، عن طاووس، به.
وأخرجه كذلك مسلم (1550) (123) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الملك بن زيد، عن طاووس، به. وحديث ابن عباس هذا تقدم برقم (2087) ، وحديث رافع بن خديج سيأتي بنحوه في مسنده 3/463.
قوله: "أو ليذرها"، قال السندي: أي يتركها بلا زرع، يريد أنه لا يُكريها، وله أن يتركها بلا زرع. "أو ليمنحها" أي: ليعطها من ينتفع بها بلا كراء على وجه العارية، ثم له استردادها متى شاء. "أن يمنحها" بفتح الهمزة، مبتدأ خبره "خير"، أي: أن رافعاً ما أتى بلفظ الحديث، بل أتى بمعناه على ما فهمه، وهو أنه نهى عن كراء الأرض، وكان المقصود الترغيب في الإعطاء بلا كراء، لا النهي عن الكراء، والله تعالى أعلم.
وقوله: "طاووساً ... الخ"، قال: بدل من "هؤلاء".
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4818) ، والترمذي (3251) ، والنسائي في "الكبرى" =(4/361)
2600 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بِشْرٍ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ فَوَقَعَ مِنْ نَاقَتِهِ فَأَقْصَعَتْهُ، (1) فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يُغْسَلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَأَنْ يُكَفَّنَ فِي ثَوْبَيْنِ وَقَالَ: " لَا تَمَسُّوهُ بِطِيبٍ خَارِجَ رَأْسِهِ، - قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ إِنَّهُ حَدَّثَنِي بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: خَارِجَ رَأْسِهِ، أَوْ وَجْهِهِ - فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّدًا " (2)
__________
= (11474) ، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/124-125 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (2024) .
(1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : فأوقصته، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) ومصادر التخريج.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس ابن أبي وحشية.
وأخرجه مسلم (1206) (101) ، والبيهقي 3/392 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2623) ، ومن طريقه البيهقي 3/292، وأخرجه النسائي 5/196 من طريق خالد بن الحارث، وأخرجه الطبراني (12542) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، ثلاثتهم (الطيالسي وخالد وأبو نعيم) عن شعبة، به. وقد وقع عند الطيالسي والطبراني والنسائي "ملبيا" بدل "ملبداً"، وقال البيهقي: ورأيت في نسخة أخرى، بهذا الإسناد "في ثوبيه". وانظر (1850) .
قوله: "فأقعصته" أي: قتلته في الحال.
وقوله: "خارج رأسُه"، قال السندي: هما بالرفع على أن رأسه مبتدأ، وخبره خارج مقدم عليه، والجملة حال بلا واو عند من جوز ذلك، وهو الأصح، والمراد: خارجَ رأسه من الكفن كشأن المحرم. والتلبيد سلف تفسيره عند الحديث (2591) .(4/362)
2601 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَأَنَا مَخْتُونٌ وَقَدْ قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ مِنَ القُرْآنِ " (1) قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي بِشْرٍ: مَا الْمُحْكَمُ؟ " قَالَ: " الْمُفَصَّلُ "
2602 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ " (2)
2603 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَاتِ الْقُبُورِ، وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2639) ، وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/241 عن الربيع بن يحيى، والطبراني (10577) من طريق عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم (الطيالسي والربيع ومرزوق) عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (2283) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2620) عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1843) .
(3) حسن لغيره دون ذكر السرج، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي صالح: واسمه باذام، مولى أم هانىء. =(4/363)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الحاكم 1/374 من طريق محمد بن جعفر، به. وانظر (2030) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/337 و356، وصححه ابن حبان (3178) ، ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن زوارات القبور.
ومن حديث حسان بن ثابت عند أحمد 3/442-443، ولفظه كحديث أبي هريرة.
ومن حديث ابن عباس وعائشة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" تقول عائشة: يحذرهم مثل الذي صنعوا. وقد تقدم في
"المسند" برقم (1884) .
قال العلامة ابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" 4/348: وقد اختلف في زيارة النساء للمقابر على ثلاثة أقوال:
أحدها: التحريم، لهذه الأحاديث.
والثاني: يكره من غير تحريم، وهذا منصوص أحمد في إحدى الروايات عنه، وحجة هذا القول حديث أم عطية المتفق عليه: "نهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا"، وهذا يدل على أن النهي عنه للكراهة لا للتحريم.
والثالث: أنه مباح لهن غير مكروه، وهو الرواية الأخرى عن أحمد، واحتج لهذا القول بوجوه:
أحدها: ما روى مسلم في "صحيحه" (977) من حديث بريدة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
"كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها" وفيه أيضاً (976) عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "زوروا القبور فإنها تذكر الموت".
قالوا: وهذا الخطاب يتناول النساء بعمومه، بل هن المراد به، فإنه إنما علم نهيه عن زيارتها للنساء، دون الرجال، وهذا صريح في النسْخ، لأنه قد صرح فيه بتقدم النهي، ولا ريب في أن المنهي عن زيارة القبور هو المأذون له فيها، والنساء قد نهين عنها فيتناولهن الإذن.
قالوا: وأيضاً فقد قال عبد الله بن أبي مليكة لعائشة: "يا أم المؤمنين، من أين أقبلت؟ قالت: من قبر أخى عبد الرحمن. فقلت لها: أليس قد نهى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن زيارة =(4/364)
2604 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الصَّلاةِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَلِّلْ أَصَابِعَ يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ - يَعْنِي إِسْبَاغَ الْوُضُوءِ - ". وَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُ: " إِذَا رَكَعْتَ، فَضَعْ كَفَّيْكَ عَلَى
__________
= القبور؟ قالت: نعم، قد نهى، ثم أمر بزيارتها" رواه البيهقي 4/78 من حديث يزيد بن زريع، عن بسطام بن مسلم، عن أبي التياح، عن ابن أبي مليكة.
[وروى الترمذي (1055) عن ابن أبي مليكة] قال: "توفي عبد الرحمن بن أبي بكر بحُبْشِي، فحمل إلى مكة، فدفن، فلما قدمت عائشة أتت قبر عبد الرحمن، فقالت:
وكنا كندماني حذيمة حِقبةً ... مِن الدهر، حتى قِيلَ: لن يتصدعَا
فلما تفرقنا، كأني ومالكاً ... لِطول اجتماع لم نبتْ ليلةً معا
ثم قالت: والله لو حضرتُك، ما دُفِنْتَ إلا حيثُ مت، ولو شهدتك ماَ زرتُك".
قالوا: وأيضاً فقد ثبت في "الصحيحين" [البخاري (1283) ، ومسلم (626) ] من حديث أنس قال: مَر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بامرأة عند قبر تبكي على صبي لها، فقال لها: "اتقي الله واصْبِري" فقالت: وما تُبالي بمصيبتي، فلما ذهب قيلَ لها: إنَهُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخذها مثلُ الموت، فأتت بابَه، فلم تجد على بابه بوابين، فقالت: يا رسولَ الله، لم أعرفك، فقال: "إنما الصبرُ عند الصدمةِ الأولى" وترجم عليه البخاري: باب زيارة القبور.
قالوا: ولأن تعليلَه زيارتها بتذكير الآخرة أمر يشترك فيه الرجالُ والنساء، وليس الرجال بأحوجَ إليه منهن.
وقال الإمام البغوي في "شرح السنة" 2/417: ذهب بعض أهل العلم إلى أن هذا (يعني ما في حديث ابن عباس من لعن زائرات القبور) كان قبل ترخيص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في زيارة القبور، فلما رخص، دخل في الرخصة الرجال والنساء، وذهب بعضهم إلى أنه كره للنساء زيارة القبور، لقلة صبرهن، وكثرة جزعهن. وانظر "فتح الباري" 3/148-149.(4/365)
رُكْبَتَيْكَ حَتَّى تَطْمَئِنَّ - وَقَالَ الْهَاشِمِيُّ مَرَّةً: حَتَّى تَطْمَئِنَّا - وَإِذَا سَجَدْتَ فَأَمْكِنْ جَبْهَتَكَ مِنَ الأَرْضِ، حَتَّى تَجِدَ حَجْمَ الأَرْضِ (1)
2605 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْدِلُ شَعْرَهُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ شُعُورَهُمْ، وَكَانَ
__________
(1) إسناده حسن، موسى بن عقبة ممن روى عن صالح مولى التوأمة قبل الاختلاط، وعبد الرحمن بن أبي الزناد صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 1/94 عن البخاري تحسين هذا الحديث.
وأخرجه ابن ماجه (447) ، والترمذي (39) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، والحاكم 1/182-183 من طريق جعفر بن محمد بن شاكر، كلاهما عن سعد بن عبد الحميد بن جعفر، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب. والحديث في هذه المصادر مختصر ليس فيه ذكر الاطمئنان في الركوع والسجود.
ولتخليل الأصابع شاهد عن لقيط بن صَبِرَةَ سيأتي في "المسند" 4/33 و211، وصححه ابن حبان (1054) .
وآخر عن المستورد بن شداد وسيأتي في "المسند" أيضاً 4/229.
ولتتمته شاهد عن سعد بن أبي وقاص عند البخاري (790) ، ومسلم (535) ، وانظر ما تقدم برقم (1570) .
وآخر من حديث المسيء صلاته عن أبي هريرة وعن رفاعة بن رافع الزرقي، سيأتي 2/437 و4/340.
وثالث من حديث أبي حميد الساعدي عند أبي داود (734) ، والترمذي (270) .
قوله: "حتى تطمئنا"، قال السندي: أي الكفان، و"حجم الأرض"، قال: بفتح حاء مهملة وسكون جيم، في "القاموس": الحجم من الشيء: ملمسه الناتىء تحت يدك.(4/366)
يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ فَرَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ (1)
2606 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنْ نَبِيذِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " كَانَ يَشْرَبُ بِالنَّهَارِ مَا صُنِعَ بِاللَّيْلِ، وَيَشْرَبُ بِاللَّيْلِ مَا صُنِعَ بِالنَّهَارِ " (2)
2607 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح، علي بن إسحاق: هو السلمي مولاهم أبو الحسن المروزي، وثقه ابن معين والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وحديثه عند الترمذي، ومتابعه عتاب -وهو ابن زياد الخراساني- وثقه أبو حاتم وابن سعد، وقال أحمد: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" وروى له ابن ماجه، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين.
عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه البخاري (3944) عن عبدان، والترمذي في "الشمائل" (29) عن سويد بن نصر، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3558) ، ومسلم (2336) ، والنسائي 8/184، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/الورقة 60، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/489، وفي "مشكل الآثار" 4/320، والحازمي في "الاعتبار" ص 240 من طرق عن يونس بن يزيد، به. وانظر (2209) .
(2) إسناده ضعيف لضعف حسين بن عبد الله -وهو ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي-. وانظر ما تقدم برقم (1963) .(4/367)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّقِيرِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَقَالَ: " لَا تَشْرَبُوا إِلا فِي ذِي إِكَاءٍ " فَصَنَعُوا جُلُودَ الْإِبِلِ، ثُمَّ جَعَلُوا لَهَا أَعْنَاقًا مِنْ جُلُودِ الْغَنَمِ، فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: " لَا تَشْرَبُوا إِلا فِيمَا أَعْلاهُ مِنْهُ " (1)
2608 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، حَدَّثَهُ قَالَ: " سَقَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ " (2)
2609 - حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: مَا نَصَرَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي مَوْطِنٍ، كَمَا نَصَرَ يَوْمَ أُحُدٍ. قَالَ: فَأَنْكَرْنَا ذَلِكَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَيْنِي وَبَيْنَ مَنِ انْكَرَ ذَلِكَ كِتَابُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي يَوْمِ أُحُدٍ:
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف حسين بن عبد الله.
وأخرجه أبو يعلى (2730) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (2768) .
الإكاء: بكسر الهمزة وأصله "وِكاء": وهو الخيط الذي تُشد به القِربة.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق وعتاب -وهو ابن زياد الخراساني-، فالأول من رجال الترمذي، والثاني من رجال ابن ماجه. عبد الله: هو ابن المبارك، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (209) ، والنسائي 5/237، وابن حبان (3838) من طريق علي بن حُجر، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وانظر (1838) .(4/368)
{وَلَقَدْ صَدَقَكُمِ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران: 152]- يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَالْحَسُّ: الْقَتْلُ - {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} [آل عمران: 152]- إِلَى قَوْلِهِ - {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 152] ، وَإِنَّمَا عَنَى بِهَذَا الرُّمَاةَ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَهُمْ فِي مَوْضِعٍ، ثُمَّ قَالَ: " احْمُوا ظُهُورَنَا، فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ، فَلا تَنْصُرُونَا، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا فَلا تُشْرِكُونَا " فَلَمَّا غَنِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَاحُوا عَسْكَرَ الْمُشْرِكِينَ، أَكَبَّ (1) الرُّمَاةُ جَمِيعًا، فَدَخَلُوا فِي الْعَسْكَرِ يَنْهَبُونَ، وَقَدِ الْتَقَتْ صُفُوفُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهُمْ هَكَذَا (2) - وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْهِ - وَالْتَبَسُوا، فَلَمَّا أَخَلَّ الرُّمَاةُ تِلْكَ الْخَلَّةَ الَّتِي كَانُوا فِيهَا، دَخَلَتِ الْخَيْلُ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَالْتَبَسُوا، وَقُتِلَ مِنَ المُسْلِمِينَ نَاسٌ كَثِيرٌ، وَقَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ أَوَّلُ النَّهَارِ، حَتَّى قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ لِوَاءِ الْمُشْرِكِينَ سَبْعَةٌ، أَوْ تِسْعَةٌ، وَجَالَ الْمُسْلِمُونَ جَوْلَةً نَحْوَ الْجَبَلِ، وَلَمْ يَبْلُغُوا حَيْثُ يَقُولُ النَّاسُ الْغَارَ، إِنَّمَا كَانُوا تَحْتَ الْمِهْرَاسِ، وَصَاحَ الشَّيْطَانُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ، فَلَمْ يُشَكَّ فِيهِ أَنَّهُ حَقٌّ، فَمَا زِلْنَا كَذَلِكَ مَا نَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ قُتِلَ، حَتَّى طَلَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ السَّعْدَيْنِ نَعْرِفُهُ بِتَكَفُّئِهِ إِذَا مَشَى، قَالَ: فَفَرِحْنَا حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يُصِبْنَا مَا أَصَابَنَا، قَالَ: فَرَقِيَ نَحْوَنَا، وَهُوَ يَقُولُ: " اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ رَسُولِهِ " قَالَ: وَيَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى: " اللهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُمِ أنْ يَعْلُونَا " حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا.
__________
(1) في (ظ9) و (ظ14) : انكب.
(2) المثبت من (ظ9) و (ظ14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: كذا.(4/369)
فَمَكَثَ سَاعَةً، فَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يَصِيحُ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ: اعْلُ هُبَلُ - مَرَّتَيْنِ، يَعْنِي آلِهَتَهُ - أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلا أُجِيبُهُ؟ قَالَ: " بَلَى " فَلَمَّا قَالَ: اعْلُ هُبَلُ، قَالَ عُمَرُ: اللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّهُ قَدِ انْعَمَتْ عَيْنُهَا، فَعَادِ عَنْهَا، أَوْ فَعَالِ عَنْهَا، فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا أَبُو بَكْرٍ، وَهَا أَنَا ذَا عُمَرُ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، الْأَيَّامُ دُوَلٌ، وَإِنَّ الْحَرْبَ سِجَالٌ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: لَا سَوَاءً، قَتْلانَا فِي الْجَنَّةِ، وَقَتْلاكُمْ فِي النَّارِ. قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَزْعُمُونَ ذَلِكَ، لَقَدْ خِبْنَا إِذَنْ وَخَسِرْنَا. ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَمَا إِنَّكُمْ سَوْفَ تَجِدُونَ فِي قَتْلاكُمْ مَثْلَى (1) ، وَلَمْ يَكُنْ ذَاكَ عَنْ رَأْيِ سَرَاتِنَا. قَالَ: ثُمَّ أَدْرَكَتْهُ حَمِيَّةُ الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ ذَاكَ، وَلَمْ نَكْرَهْهُ (2)
__________
(1) "مَثْلى" بالألف المقصورة كما في عامة أصولنا الخطية، قال السندي: هو جمع مُثلة. قلنا: ولم نجد هذا الجمع في كتب اللغة المتيسرة لنا، وقال الشيخ أحمد شاكر: "مثلى" خطأ لا وجه له، ورجح أن الصواب "مثلاً" بفتح الميم وسكون الثاء كما في النسخة الكتانية و"مجمع الزوائد" وغيره: مصدر "مَثَل بالقتيل" من بابَى ضرب ونصر: إذا نكل به بجدع أنفه أو قطع أذنه أو نحو ذلك، كمثل به تمثيلاً.
(2) إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود شيخ أحمد -وهو الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة جليل. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، وعبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير سورة آل عمران (1644) ، والطبراني (10731) ،=(4/370)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والحاكم 2/296-297، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/269-271 من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.
قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 2/114: هذا حديث غريب، وسياق عجيب، وهو من مرسلات ابن عباس، فإنه لم يشهد أحداً ولا أبوه.. ولبعضه شواهد في الصحاح وغيرها.
وقال الشيخ أحمد شاكر معلقاً على قول ابن كثير هذا: وهو حديث غريب حقاً، في لفظه ما يوهم أن ابن عباس شهد الوقعة، وما كان ذلك قط، فإنه كان إذ ذاك طفلاً مع أبيه بمكة، والظاهر عندي أنه حكاه عن واحد من الصحابة ممن شهد أحدا، ونسي بعض الرواة أن يذكر من حدث ابن عباس به، حتى يقول في حديثه: "فما زلنا كذلك ما نشك أنه قد قتل" إلخ، وأما سياق القصة في ذاتها فصحيح، له شواهد كثيرة في الصحاح، أشار ابن كثير إلى بعضها في "التفسير" وفي "التاريخ".
قلنا: فمن شواهده مقطعاً حديث عبد الله بن مسعود عند أحمد 1/462-463.
وحديث البراء بن عازب عند أحمد 4/293، والبخاري (3039) و (4043) .
وحديث الزبير بن العوام عند ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 3/82.
وحديث أبي هريرة عند أحمد 2/317، والبخاري (4073) ، ومسلم (1793) .
قوله: "ما نصر الله تبارك وتعالى في مواطن كما نصرَ يوم أحد"، قال السندي: أي: ما نصر المؤمنين في موطن مثل ما نصرهم يوم أحد أولاً، كما يدل عليه آخر كلامه، ولكن حيث أطلق أنكروا عليه ذلك حتى كشف لهم عن حقيقة الأمر، فعرفوا مراده.
وقوله: "أكب الرماة"، قال: أي: وقعوا.
وقوله: "جميعاً"، قال: كان المراد: الغالب، وإلا ففي "صحيح البخاري" [في حديث البراء رقم 4043] : فأخذوا يقولون: الغنيمةَ الغنيمة، فقال عبد الله (أي: ابن جبير رئيس الرماة) : عَهِد إلي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن لا تبرحوا، فأبَوا. وفي شرحه: قالوا: لم يُرِد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا، قد انهزم المشركون، فما مقامُنا هاهنا؟ ووقعوا ينتهبون العسكر، وثبت أميرهم عبد الله في نفر يسير دون العشرة مكانَه، وقال: لا أجاوز أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونظر خالد بن الوليد إلى خَلاءِ الجبلِ وقلة أهله، فكر بالخيل، وتبعه عكرمة بن أبي جهل =(4/371)
2610 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي الْعُمَرِيَّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةً أَخْرَجَتْ صَبِيًّا لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِهَذَا حَجٌّ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ " (1)
__________
= وحملوا على مَن بقي مِن الرماة فقتلوهم وأميرَهم عبدَ الله بن جبير، وانتقضت صفوف المسلمين، فاستدارت رجالهم، وحالت الريح فصارت دَبُوراً بعد أن كانت صَبا.
وقوله: "تلك الخَلة"، قال: بفتح فتشديد، أي: تلك الحاجة التي هي دفع العساكر من وراء الظهر، أي: قصروا فيها، من أخل بالشيء، أو المراد بالخلة تلك البُقعة، سُميت خَلة، لأنها محل الخلة، بمعنى الحاجة، لأنها كانت محتاجة إلى وجود العسكر فيها، أي: ترك تلك البقعة، من أخل الرجلُ بمركزه، أي: تركه.
وقوله: "وجال المسلمون"، قال: أي: انكشفوا.
وقوله: "تحت المِهراس"، قال: بكسر الميم، صخرة منقورة تسع كثيراً من الماء، وقيل: اسم ماء بأحد.
وقوله: "قد أنعمت"، قال: على بناء الفاعل من: أنْعَم، إذا أجاب بنَعم، أي: أنها أجابت بنعم، يريد أنه حين أراد الخروج إلى أحد، كتب على سهم "نعم"، وعلى آخر "لا"، وأجالهما عند هُبل، فخرج سهم "نعم"، فخرج إلى أحد، وكان عادتهم ذلك إذا أرادوا ابتداء فعل.
والتكفُّؤ: التمايل إلى قدام. ودَموا: أسالوا دمه. وابن أبي كبشة: يريد به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعادِ عنها أو عالِ عنها: كلاهما بمعنى، وهو: تجاف عن ذكرها وتجاوز. وسِجال: جمع سَجْل، أي: مرة لنا ومرة علينا، وأصله أن المستقينَ بالسجْل يكون لكل واحدٍ منهم سَجْل، وهو الدلْو. والسَراة: هم الأشراف والكبراء.
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله العمري -وهو عبد الله بن عمر بن حفص- ضعيف، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير نوح بن ميمون، وهو ثقة. وانظر (1898) .(4/372)
2611 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، قَالا: " أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِنًى لَيْلًا " (1)
2612 - حَدَّثَنَاه عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَّرَ طَوَافَ يَوْمِ النَّحْرِ إِلَى اللَّيْلِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، أبو الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- موصوف بالتدليس وقد عنعن، وفي سماعه من ابن عباس وعائشة نظر، ثم إن هذا الحديثَ والذي بعده مخالف لما ثبت في الصحيح عن ابن عمر وجابر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طاف يوم النحر نهاراً، وذهب بعضُهم إلى الجمع بينهما، فحمل حديثَ ابن عمر وجابر على اليومِ الأولِ من أيام مِنى، وحملَ حديثَ ابنِ عباس على باقي الأيام، والله أعلم. وانظر ما بعده.
(2) إسناده ضعيف كسابقه. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو داود (2000) ، والترمذي (920) ، وأبو يعلى (2700) ، والبيهقي 5/144 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري 3/567 بصيغة الجزم عن أبي الزبير، عن ابن عباس وعائشة. قال الترمذي: حسن صحيح!
وأخرجه ابن ماجه (3059) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/219-220 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري، عن محمد بن طارق، عن أبي الزبير، به.
وأخرجاه أيضاً من هذا الطريق عن محمد بن طارق، عن طاووس، مرسلاً. وسيتكرر هذا الحديث في مسند ابن عباس برقم (2815) ، وفي مسند عائشة 6/215، وانظر "شرح مشكل الآثار" حديث رقم (1567) .
قال الترمذي: وقد رَخص بعضُ أهل العلم في أن يؤخر طوافُ الزيارة إلى الليل، واستحث بعضهم أن يزور يومَ النحر، ووَسع بعضهم أن يؤخر ولو إلى آخر أيام مِنى. وانظر "فتح الباري" 3/567-568.(4/373)
2613 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُدَّعِيَ الْبَيِّنَةَ؟ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ، فَاسْتَحْلَفَ الْمَطْلُوبَ، فَحَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكَ قَدْ حَلَفْتَ، وَلَكِنْ قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ بِإِخْلاصِكَ قَوْلَكَ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ " (1)
2614 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ فَيُهَرِيقُ الْمَاءَ، فَيَتَمَسَّحُ بِالتُّرَابِ، فَأَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْمَاءَ مِنْكَ قَرِيبٌ. فَيَقُولُ: " وَمَا يُدْرِينِي، لَعَلِّي لَا أَبْلُغُهُ " (2)
2615 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، وقد تقدم برقم (2280) .
(2) إسناده حسن، فإن رواية عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة صالحة، والحديث تفرد به ابن لهيعة! حنش: هو ابن عبد الله السبائي الصنعاني، من صنعاء دمشق. وهو في "الزهد" لابن المبارك (292) . وسيأتي برقم (2764) .
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله بن عبيد الله. وهذا الحديث تفرد به الإمامُ أحمد. =(4/374)
2616 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَى جِبْرِيلَ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ "، قَالَ: " فَلَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ " (1)
2617 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ الْأَسْلَمِيَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاعْتَرَفَ بِالزِّنَا،
__________
= وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/394، والبخاري (1985) ، ومسلم (1144) .
وآخر من حديث جابر عند البخاري (1984) ، ومسلم (1143) .
وثالث من حديث جويرية بنت الحارث عند أحمد 6/324، والبخاري (1986) .
قال الإِمام البغوي في "شرح السنة" 6/360: والعملُ على هذا عند أهلِ العلم، كرهوا تخصيص يوم الجمعة بالصوم إلا أن يصومَ قبلَه أو بعدَه معه، ولم يكرهه مالك، وقال: رأيتُ بعضَ أهلِ العلم يصومُه ويتحراه.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب -وهو ابن زياد الخراساني- فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي.
وأخرجه البخاري (6) و (3220) و (3554) ، ومسلم (2308) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/326 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/125، وفي "الكبرى" (7993) ، وابن حبان (6370) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، به. وانظر (2042) .(4/375)
فَقَالَ: " لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ، أَوْ غَمَزْتَ، أَوْ نَظَرْتَ " (1)
2618 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَأْكُلِ الشَّرِيطَةَ، فَإِنَّهَا ذَبِيحَةُ الشَّيْطَانِ " (2)
2619 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ،
__________
(1) إسناده صحيح، مَن فوقَ عتاب ثقات من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (2129) .
(2) إسناده ضعيف، عمرو بن عبد الله: هو ابن الأسوار اليماني، ويقال: عمرو بن برق، قال ابن معين: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: أحاديثه لا يتابعه الثقات عليها، وحكى العقيلي في "الضعفاء" 3/259 عن أحمد أنه قال: له أشياء مناكير ومعمر قد روى عنه وكان عنده لا بأس به، وقال المنذري في "مختصر السنن" 4/118: قد تكلم فيه غير واحد.
وأخرجه أبو داود (2826) ، وابن حبان (5888) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1794، والحاكم 4/113، والبيهقي 9/278 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي! وهو عند ابن عدي وفي أحد إسنادي أبي داود عن ابن عباس وحده، وعند ابنِ حبان عن أبي هريرة وحده، ولفظه في بعض هذه المصادر: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن شريطة الشيطان.
والشريطة، قال الخطابي في "معالم السنن" 4/281: أخذت من الشرْط: وهو شق الجلد بالمبْضَع ونحوه، كأنه اقتصر على شرطه بالحديد دون ذبحه والإتيان بالقطع على حلقه، وإنما سمي هذا شريطة الشيطان من أجل أن الشيطان هو الذي يحملهم على ذلك، ويُحَسن هذا الفعل عندهم.(4/376)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ " (1) قَالَ: رَفَعَهُ الْحَكَمُ، قَالَ شُعْبَةُ: " وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُحَدِّثَ بِرَفْعِهِ " قَالَ: وَحَدَّثَنِي غَيْلانُ وَالْحَجَّاجُ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، لَمْ يَرْفَعْهُ (2)
2620 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ وَهُوَ عِنْدَ رَجُلٍ قَدْ قَتَلَهُ فَقَالَ: " دَعُوهُ وَسَلَبَهُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، من فوق عتاب من رجال الشيخين غير ميمون بن مهران، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (1934) ، وأبو عوانة 5/141-142 و142، والبغوي (2795) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد مرفوعاً. وانظر (2192) .
(2) قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: وترددُ شعبة في رفعه، بعد أن جزم بأن شيخه رفعه، لا يصلح علة للحديث، وكذلك روايته إياه موقوفاً عن غيلان والحجاج.
قلنا: وغيلانُ: هو ابنُ جامع بن أشعث المحاربي، وهو ثقة من رجال مسلم، وحجاج: هو ابن أرطاة، فقد أورده المزي في "تحفة الأشراف" 5/253 عن سفيان الثوري، عن حجاج بن أرطاة وجعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس - قال أحدهما: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال الآخر: نهى.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد صحيح إن كان سفيان -وهو الثوري- سمعه من الحكم بن عتيبة، فقد رواه غير المصنف فأدخل بينهما محمدَ بنَ عبد الرحمن بن أبي ليلى: وهو سيئ الحفظ. =(4/377)
2621 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سَوَّى بَيْنَ الْأَسْنَانِ وَالْأَصَابِعِ فِي الدِّيَةِ " (1)
2622 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّمَا مَثَلُ الَّذِي يَتَصَدَّقُ، ثُمَّ يَعُودُ فِي صَدَقَتِهِ، كَالَّذِي يَقِيءُ، ثُمَّ يَأْكُلُ قَيْئَهُ " (2)
__________
= وأخرجه أبو يعلى (2682) ، والطبراني (12058) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، بهذا الإسناد. وقد سقط من المطبوع من الطبراني "عن الحكم".
ويشهد له حديث أبي قتادة نفسه في قصة عند أحمد 5/306، والبخاري (3142) ، ومسلم (1751) .
قوله: "دعوه وسلَبَه"، السلَب: هو ما يأخذه القاتلُ عمن قتله مما يكونُ عليه ومعه من سلاح وثياب ودابة وغيرها، قال السندي: أي: خَلوا له سلبَ قتيله ولا تتعرضوا له فيه، والنصبُ على المعية أظهر من العطف، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح. أبو حمزة: هو محمد بن ميمون السكري، ويزيد النحوي: هو يزيد بن أبي سعيد النحْوي، نسبة إلى بطن من الأزد. وسيأتي تخريجه برقم (2624) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك -وهو ابن واقد الحراني- فمن رجال البخاري. عمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب المصري، وبكير بن عبد الله: هو ابن الأشج.
وأخرجه مسلم (1622) (6) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد. =(4/378)
2623 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَفَّارَةُ الذَّنْبِ النَّدَامَةُ " (1)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (394) من طريق أيوب بن موسى، عن بكير بن عبد الله، به. وانظر (2529) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن عمرو بن مالك النكري ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو داود والنسائي وغيرهم، وقال أحمد: ليس بشيء، ويقال: إن حماد بن زيد كذبه، وأبوه عمرو بن مالك ذكره ابن حبان في "الثقات" 8/487 وقال: يغرب ويخطىء، ووثقه الذهبي في "الميزان" 3/286 أبو الجوزاء: هو أوس بن عبد الله الربعي البصري، ثقة روى له الجماعة.
وأخرجه الطبراني (12795) من طريق أحمد بن عبد الملك الحراني، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7038) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن يحيى بن عمرو النكري، به.
وأخرجه البيهقي أيضاً (7039) من طريق محمد بن الفضل، عن حماد بن زيد، عن عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء، من قوله.
وله شاهد من حديث ابن مسعود عند أحمد 1/376 و433، وابن ماجه (4252) ، وصححه ابن حبان (612) .
وآخر من حديث عائشة عند أحمد 6/264.
وثالث من حديث أنس عند ابن حبان في "صحيحه" (613) .
وفي الباب أيضاً عن وائل بن حُجر عند الطبراني في "الكبير" 22/ (101) ، وعن أبي سعد الأنصاري عنده أيضا 22/ (775) ، وأبي نعيم 10/398، وعن أبي هريرة عندَ الطبراني في "الصغير" (186) . =(4/379)
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَجَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، لِيَغْفِرَ لَهُمْ " (1)
__________
= قال السندي: المراد بالكفارة التوبة، فقد روى ابن ماجه (4252) بإسناد صحيح، كما ذكره صاحب "زوائده": "الندم توبة"، والمراد: الندامة على المعصية لكونها معصية، وإلا فإذا نَدِمَ عليها من جهة أخرى، كما إذا نَدِمَ على شرب الخمر من جهة صرف المال عليه، فليس من التوبة في شيء، ومعنى كونها توبةً أنها معظمُها ومستلزم لبقية أجزائها عادةً، فإن النادم ينقلعُ عن الذنب في الحال عادةً، ويَعْزِمُ على عدم العَوْدِ إليه في الاستقبال، وبهذا القدر تتم التوبةُ إلا في الفرائضِ التي يجب قضاؤُها، فتحتاج التوبة فيها إلى القضاءِ، وإلا في حقوق العباد، فتحتاجُ فيها إلى الاستحلال أو الرد،
والندمُ يُعين على ذلك.
(1) صحيح لغيره، وهو بالإسناد السابق نفسه.
وأخرجه الطبراني (12794) من طريق أحمد بن عبد الملك الحراني، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (3250 - كشف الأستار) عن أبي محذورة الوراق، عن يحيى بن عمرو النكري، به. وقال فيه: "ثم يستغفرون فيغفر لهم".
وأخرجه بقسميه ابن عدي في "الكامل" 7/2662 من طريق بشر بن الوليد، عن يحيى بن عمرو النكري، به.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/305 و309، ومسلم (2749) .
وآخر من حديث أبي أيوب الأنصاري عند أحمد 5/414، ومسلم (2748) .
وثالث عن أبي سعيد الخدري عند البزار (3251) .
قوله: "لجاء الله"، قال السندي: أي: لذهب بكم، ولجاء بغيركم، كما في حديث أبي هريرة عند مسلم.
وقوله: "ليغفر لهم"، قال: أي: باستغفارهم كما في حديث أبي هُريرة، فالمقصود الحث على الاستغفار بعدَ وقوع الذنوب، وأنه لا ينبغي أن يقطع الرجاءَ بالذنوب، لا الترغيب في الذنوب، وفيه أنه تعالى كما يُحب العبادةَ بوجوه أخر، يُحِب أن يُعبَدَ =(4/380)
2624 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ يَعْنِي ابْنَ شَقِيقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ النَّحْوِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَسْنَانُ سَوَاءٌ، وَالْأَصَابِعُ سَوَاءٌ " (1)
2625 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمِ الْخَمْرَ، وَالْمَيْسِرَ، وَالْكُوبَةَ "، وَقَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (2)
__________
= بالاستغفار أيضاً، وأنه كما خلق الخلائق لإِظهار القدرة الباهرة، كذلك خلقهم لإظهار المغفرة والنعمة، وبإظهار القهر والغلبة، فلذلك قسمهم أقساماً، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح، يزيد النحوي -وهو يزيد بن أبي سعيد النحوي- ثقة روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه أبو داود (4560) ، والبيهقي 8/90 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أبو داود (4561) ، والترمذي (1391) ، والدارقطني 3/212، والبيهقي 8/92 من طرق عن يزيد النحوي، به. وانظر (1999) و (2621) .
(2) إسناده صحيح، أحمد بن عبد الملك ثقة من رجال البخاري، وعبد الجبار بن محمد: هو ابن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/418، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير قيس بن حبتر، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة. عبيد الله بن عمرو: هو الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري.
وأخرجه الطحاوي 4/216 من طريق علي بن معبد، والبيهقي 10/221 من طريق =(4/381)
2626 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَمَنِ الْخَمْرِ، وَمَهْرِ الْبَغِيِّ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَقَالَ: " إِذَا جَاءَ صَاحِبُهُ يَطْلُبُ ثَمَنَهُ، فَامْلَأْ كَفَّيْهِ تُرَابًا " (1)
2627 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، أَنَّ مَيْمُونًا الْمَكِّيَّ، أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ صَلَّى بِهِمْ، يُشِيرُ بِكَفَّيْهِ حِينَ يَقُومُ، وَحِينَ يَرْكَعُ، وَحِينَ يَسْجُدُ، وَحِينَ يَنْهَضُ لِلقِيَامِ، فَيَقُومُ، فَيُشِيرُ بِيَدَيْهِ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي صَلاةً لَمْ أَرَ أَحَدًا يُصَلِّيهَا، فَوَصَفْتُ لَهُ هَذِهِ الْإِشَارَةَ، فَقَالَ: " إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاقْتَدِ بِصَلَاةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ " (2)
2628 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ،
__________
= يحيي بن يوسف الزمي، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. وانظر (2476) .
(1) إسناده صحيح كسابقه. وانظر (2512) .
(2) إسناده ضعيف. وقد تقدم الكلام عليه برقم (2308) .
وأخرجه الطبراني (11273) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد.
قوله: "يشير بيديه"، قال السندي: أي: يرفع يديه، وفيه الرفع عند السجود، وهو غير موجود في المشاهير، وفي إسناده ابن لهيعة وفيه كلام، وميمون المكي وهو مجهول.(4/382)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: كَمْ يَكْفِينِي مِنَ الوُضُوءِ؟ قَالَ: مُدٌّ. قَالَ: كَمْ يَكْفِينِي لِلغُسْلِ؟ قَالَ: صَاعٌ، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: لَا يَكْفِينِي. قَالَ: لَا أُمَّ لَكَ " قَدْ كَفَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، داود بن مِهران: هو الدباغ، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم ويعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومَنْ فوقه ثقات من رجال الشيخين إلا أن ابنَ جريج مدلس، وقد عنعن. داود العطار: هو داود بن عبد الرحمن العطار أبو سليمان المكي.
وأخرجه البزار (255 - كشف الأستار) عن عمر بن الخطاب السجستاني، والطبراني (11258) عن محمد بن العباس المؤدب، كلاهما عن داود بن مهران، بهذا الإسناد.
ولفظ حديث محمد بن العباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع.
وأخرجه الطبراني (11646) من طريق أبي كريب، عن أحمد بن حماد بن خوار، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، قال: سأل رجل ابنَ عباس ... فذكر مثله. وأحمد بن حماد بن خوار هذا لم نتبينه.
وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند البخاري (252) .
وآخر من حديث سَفينة مولى أم سلمة صاحب رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (326) .
وثالث من حديث عائشة عند البخاري (251) ، وآخر عند أبي داود (92) وغيره.
ورابع من حديث أنس عند البخاري (201) ، ومسلم (325) .
قوله: "مِن الوضوء"، قال السندي: بفتح الواو، بمعنى الماء، أو ضمها على أن "مِن" تعليلية وهو الأوفق بما بعده، أو بمعنى "في".
وقوله: "لا أم لك"، قال: دعاء عليه بموت أمه ظاهراً، والمقصود الزجر.
قال الحافظ في "الفتح" 1/366: وفي الحديث بيان ما كان عليه السلفُ من الاحتجاج بأفعال النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والانقياد إلى ذلك، وفيه جواز الرد بعنف على من يُماري بغير علم إذا قصد الراد إيضاحَ الحق وتحذيرَ السامعين من مثل ذلك، وفيه كراهية التنطُع والإسراف في الماء.(4/383)
2629 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَقَنِّعًا بِثَوْبِهِ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ يَقِلُّونَ، فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمِ أَمْرًا يَنْفَعُ فِيهِ أَحَدًا، فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ " (1)
2630 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَكَمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيَّ " أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) إسناده جيد، رجاله رجال الصحيح، عبد الرحمن ابن الغسيل: هو عبدُ الرحمن ابنُ سليمان بن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاري، المعروف بابن الغسيل، والغسيل: هو حنظلة قُتِل يوم أحد شهيداً وهو جنب، فغسلته الملائكةُ، وعبد الرحمن من صغار التابعين، وثقه ابن معين والنسائي وأبو زرعة والدارقطني، وقال النسائي مرةً: ليس به بأس، ومرةً: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: كان يخطىء ويهم كثيراً، مرض القول فيه أحمد ويحيى، وقالا: صالح، وقال الأزدي: ليس بالقوي عندهم، وقال ابن عدي: هو ممن يعتبر حديثه ويكتب، قال الحافظ في "مقدمة الفتح" ص 417: تضعيفهم له بالنسبة إلى غيره ممن هو أثبت منه من أقرانه، وقد احتج به الجماعة سوى النسائي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/165-166، والبخاري (927) و (3628) و (3800) ، والطبراني (11684) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/177 من طرق عن عبد الرحمن ابن الغسيل، بهذا الإسناد. وفيه عندهم أن هذا المجلسَ كان آخرَ مجلس جلسه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى قُبضَ.
وفَي الباب عن أنس عند أحمد 3/176 و272، والبخاري (3801) ، ومسلم (2510) .
قوله: "متقنعاً"، قال السندي: التقنع: سترُ الرأس بالرداء وإلقاء طرفه على الكتف.
وقوله: "ويتجاوز عن مسيئهم"، قال: مخصوص بغيرِ الحدود.(4/384)
وَهُوَ مُحْرِمٌ بِقُدَيْدٍ عَجُزَ حِمَارٍ، فَرَدَّهُ وَهُوَ يَقْطُرُ دَمًا " (1)
2631 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ شُعْبَةُ: عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّهُ (2)
2632 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قَتَادَةُ أَنْبَأَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَكُونُ بِمَكَّةَ، فَكَيْفَ أُصَلِّي؟ قَالَ: " رَكْعَتَيْنِ، سُنَّةَ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
2633 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ عَفَّانُ: قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدَ عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ، فَقَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَيَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الرَّحِمِ - قَالَ عَفَّانُ - وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حكم: هو ابن عتيبة. وانظر (2530) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2530) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة -وهو ابن المُحَبق الهذلي- فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (688) ، والنسائي 3/119، وابن خزيمة (951) ، وابن حبان (2755) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1862) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابنُ أسد العَمي، وهمام: هو ابن يحيى العوذي. =(4/385)
2634 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى " (1)
2635 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَمَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجِمَارَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ " (2)
__________
= وأخرجه البخاري (2645) ، ومسلم (1447) (12) ، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (299) ، والطبراني (12821) ، والبيهقي 7/452 من طرق عن همام، بهذا الإسناد. وانظر (1952) .
(1) صحيح موقوفاً، وقد تقدم الكلامُ عليه مفصلاً برقم (2580) ، عبد الصمد بن كيسان، قال الحسيني: غيرُ معروف، وقال أبو زرعة العراقي: لا أعرفه، وباقي رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في "السنة" (1117) عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (433) ، وابن عدي في "الكامل" 2/677، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (898) من طريق عفان بن مسلم، به. ووقع عند اللالكائي "عبد الله بن كيسان" بدل: عبد الصمد بن كيسان! وتحرف في المطبوع من "الكامل" كيسان إلى: كيان.
وأخرج اللالكائي برقم (899) من طريق عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: سمعت هذا الحديث من قتادة وليس في البيت رجل غيري وغيره. فإذا ثبت هذا فيكون عفان سمعه مرة من عبد الصمد هذا عن حماد بن سلمة، ومرة من حماد نفسه.
(2) إسناده حسن، الحجاج -وهو ابن أرطاة- قد صرح بالتحديث، وباقي رجاله =(4/386)
2636 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ، وَهُوَ مُنْتَعِلٌ نَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ " (1)
2637 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ (2) : أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّلاةِ بِالْبَطْحَاءِ، إِذَا لَمْ يُدْرِكِ الصَّلاةَ مَعَ
__________
= ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي. وسيتكرر برقم (3038) ، وانظر (2231) .
(1) إِسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/157-158، ومن طريقه مسلم (212) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/348، وأخرجه أبو عوانة 1/98 عن محمد بن إِسماعيل الصائغ، كلاهما (ابن أبي شيبة والصائغ) عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 1/98، والحاكم 4/581، والبيهقي 2/348 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وقولُ الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، خطأ بيِّن، فقد أخرجه مسلم كما تقدم آنفاً.
وفي الباب دون ذِكر أبي طالب في الحديث عن النعمان بن بشير عند أحمد 4/271، والبخاري (6561) ، ومسلم (213) .
وعن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/13، ومسلم (211) .
وعن أبي هريرة عند أحمد 2/432.
(2) تحرف في (م) إلى: مسلمة.(4/387)
الْإِمَامِ؟ قَالَ: " رَكْعَتَانِ، سُنَّةَ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
2638 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَبَحَ ثُمَّ حَلَقَ " (2)
2639 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ وَقَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، قَالَ: فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ قَدْ وَهَنَتْهُمْ الْحُمَّى. قَالَ: " فَأَطْلَعَ اللهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَرْمُلُوا، وَقَعَدَ الْمُشْرِكُونَ نَاحِيَةَ الْحِجْرِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ، فَرَمَلُوا وَمَشَوْا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، قَالَ: فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ تَزْعُمُونَ أَنَّ الْحُمَّى وَهَنَتْهُمْ؟ هَؤُلاءِ أَقْوَى مِنْ كَذَا وَكَذَا. ذَكَرُوا قَوْلَهُمْ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ كُلَّهَا إِلا إِبْقَاءٌ عَلَيْهِمْ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة -وهو ابن المحبق الهذلي- فمن رجال مسلم. وانظر (1862) .
(2) حسن لغيره، حجاج -وهو ابن ارطاة- مدلس، وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فمن رجال البخاري.
وأخرجه أبو يعلى (2568) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (2253) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه البخاري (1602) و (4256) ، ومسلم (1266) (240) ، وأبو داود (1886) ، والنسائي 5/230-231، والطحاوي 2/179-180، والبيهقي 5/82 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض. =(4/388)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه بنحوه ابن خزيمة (2720) من طريق أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن أيوب، به. وعلقه البخاري من طريق حماد بنِ سلمة بإثر الحديث رقم (4256) من "صحيحه". وسيأتي الحديث برقم (2686) و (2793) و (3536) ، وانظر (1921) .
قوله: "إلا إبقاء عليهم"، وفي البخاري ومسلم: "إلا الإبقاءُ عليهم" وهو بكسر الهمزة مصدر أبقى عليه: إذا رفق به، وهو مرفوع فاعل "لم يمنعه"، أي: لم يمنعه من الأمر بالرمل (سرعة المشي في الطواف) في الأربعة إلا إرادته عليه الصلاة والسلام الإبقاء عليهم، فلم يأمرهم به، وهم لا يفعلون شيئاً إلا بأمره. "إرشاد الساري" 3/165.
قال العلامة ابن قدامة في "المغني" 5/217-220: الرمَل سُنة في الأشواط الثلاثة الأوَل من طواف القدوم، ولا نعلم فيه بين أهل العلم خلافاً، وقد ثبت أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَل ثلاثاً، ومشى أربعاً. رواه جابر، وابنُ عباس، وابن عمر، وأحاديثهم متفق عليها.
فإن قيل: إنما رَمَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابُه لإظهارِ الجَلَدِ للمشركين، ولم يَبْقَ ذلك
المعنى، إذ قد نَفى الله المشركين، فلِمَ قلتم: إن الحكم يبقى بعدَ زوال عِلتِه؟
قلنا: قد رَمَلَ النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابُه، واضطبع في حَجة الوداع بعدَ الفتح، فثبت أنها
سُنة ثابتة، وقال ابنُ عباس: رَمَل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عُمَرِه كلها، وفي حَجه، وأبو بكر وعمر وعثمان والخلفاءُ من بعده. رواه أحمد في "المسند" (1972) ، وروى أسلم عن عمر بن
الخطاب: أنه اضطبع ورَمَل، وقال: ففيمَ الرمَلُ، ولِمَ نُبدي مناكبنا وقد نَفَى الله المشركين؟ بلى، لن ندَع شيئاً فعلناه على عهد رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه أبو داود (1887) .
إذا ثَبَتَ هذا، فإن الرمل سنة في الأشواط الثلاثة بكمالها، يَرْمُل من الحجر إلى أن يعودَ إليه، لا يمشي في شيءٍ منها، رُوي ذلك عن عمر وابن عمر وابن مسعود وابن الزبير رضي الله عنهم، وبه قال عروةُ والنخَعي ومالك والثوري والشافعي وأَصحاب الرأَي.
وقال طاووس وعطاء والحسن وسعيد بن جبير والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله: يمشي ما بين الركنين، لما روى ابنُ عباس قال: قدم رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه ... فذكر
الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد.
قال: ولنا ما روى ابنُ عمر: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَل من الحجر إلى الحجر (رواه مسلم =(4/389)
وَقَدْ سَمِعْتُ حَمَّادًا، يُحَدِّثُهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَوْ عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَدْ سَمِعْتُ حَمَّادًا يَذْكُرُهُ عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ (1) لَا شَكَّ فِيهِ عَنْهُ
2640 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ عَمَّارٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، كَمْ أَتَى لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ؟ قَالَ: مَا كُنْتُ أُرَى مِثْلَكَ فِي قَوْمِهِ، يَخْفَى عَلَيْكَ ذَلِكَ قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي قَدْ سَأَلْتُ
__________
= 1262) ، وفي مسلم (1263) عن جابر قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَل من الحجر حتى انتهى إليه. وهذا يُقَدم على حديث ابن عباس لوجوه:
منها: أن هذا إثبات.
ومنها: أن رواية ابن عباس إخبار عن عُمرة القضية، وهذا إخبار عن فعل في حجة الوداع، فيكون متأخراً فيجب العمل به وتقديمه.
الثالث: أن ابن عباس كان في تلك الحال صغيراً، لا يَضْبط مثل جابر وابن عمر، فإنهما كانا رجلين يَتتبَعان أفعالَ النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويحرصان على حفظَها، فهما أعلمُ.
ولأن جِلة الصحابة عملوا بما ذكرنا، ولو علموا من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما قال ابنُ عباس، ما عَدَلُوا عنه إلى غيره. ويحتملُ أن يكون ما رواه ابن عباس اختصَ بالذين كانوا في عمرة القضية لضعفهم، والإبقاءِ عليهم، وما رويناه سُنَة في سائر الناس.
(1) قوله: "عن ابن عباس وقد سمعت حماداً يذكره عن ابن جبير" سقط من النسخ المطبوعة. قال الشيخ أحمد شاكر: وقول عفان في آخره: "وقد سمعت حماداً" إلخ، هو شك منه فيما سمع من حماد: أهو عن أيوب عن سعيد بن جبير مباشرة، أم عن أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه؟ وهذا الشك لا يضر، لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة، ولذلك قال بعد ذلك: "لا شك فيه عنه" يعني أنه حديث سعيد لا شك فيه، سواء أكان أيوب سمعه منه أم من ابنه عبد الله، وهذا الشك من عفان وحده ... وعبد الله بن=(4/390)
فَاخْتُلِفَ عَلَيَّ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ قَوْلَكَ فِيهِ. قَالَ: أَتَحْسِبُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " أَمْسِكْ: أَرْبَعِينَ بُعِثَ لَهَا، وَخَمْسَ عَشْرَةَ أَقَامَ بِمَكَّةَ يَأْمَنُ وَيَخَافُ، وَعَشْرًا مُهَاجِرًا بِالْمَدِينَةِ " (1)
2641 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُهُ لِصُبْحِ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ " فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، إِلا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ " قَالَ: " فَلُبِسَتِ الْقُمُصُ، وَسَطَعَتْ (2) الْمَجَامِرُ، وَنُكِحَتِ النِّسَاءُ " (3)
__________
= سعيد بن جبير ثقة مأمون، قاله النسائي، وقال أيوب: كانوا يَعُدونه أفضل من أبيه.
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار بن أبي عمار، فمن رجال مسلم، وقد تقدم الكلام على علته برقم (1945) . يونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي.
وأخرجه مسلم (2353) (121) عن حجاج بن منهال، والطبراني (12842) من طريق إبراهيم بن الحجاج، كلاهما عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وانظر (2399) .
قوله: "أتحسب"، قال السندي: بضم السين، أي: أتعرف الحساب. و"مهاجرة"، أي: هي أيام مهاجرة بالمدينة.
(2) ضُبطت في (س) و (ظ14) بضم السين وكسر الطاء، ولم تضبط في باقي أصولنا، قال السندي: ضُبطَ على بناء المفعول كما هو الموافقُ بما قبله وما بعده، لكن المشهور أنه لازم بمعنى ارَتفع، إلا ما في "القاموس": سَطَعتني رائحةُ المسك، كمَنَع: إذا طارت إلى أنفك، وهو غيرُ مناسب، إذ اللائق به أن يكون نائب الفاعل من يستعمل الطيب، والله تعالى أعلم، والمراد: أنهم استعملوا الطيبَ.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي روى عنه أيوب، لكن قال الحافظ ابن حجر في "التعجيل" ص 537: لعله عكرمة! قلنا: وباقي رجاله ثقات=(4/391)
2642 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، كُتِبَ عَلَيْكُمِ الْحَجُّ ". قَالَ: فَقَامَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، فَقَالَ: أَفِي كُلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا، وَلَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا، الْحَجُّ مَرَّةٌ، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ " (2)
2643 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَبْعَثَنَّ اللهُ الْحَجَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ بِهِ عَلَى مَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ " (3)
__________
= رجال الشيخين، وللحديث طرق أخرى عن ابن عباس يصح بها، انظر (2141) و (2152) و (2274) و (2360) . وهيب: هو ابن خالد بن عجلان، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
(1) تحرف في (م) والأصول التي بين أيدينا عدا (ظ14) إلى: الطيالسي، والتصويب من (ظ14) ومما سلف برقم (2304) .
(2) صحيح، وهو مكرر (2304) . أبو سنان: هو يزيد بن أمية الدؤلي.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه البيهقي 5/75 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1839) ، والطبراني (12479) من طريقين عن حماد بن سلمة، به. وانظر (2215) .
وأخرج ابن خزيمة (2734) من طريق أبي الجنيد حسين بن خالد الضرير، عن =(4/392)
2644 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: " مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَ؟ " قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ. قَالَ: فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ " قَالَ: فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِصَوْمِهِ (1)
__________
= حماد بن سلمة، به يرفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وإنما سَودته خطايا المشركين، يُبعَث يوم القيامة مثل أحد، يشهدُ لمن استلمه وقمله من أهل الدنيا". وأبو الجنيد ضعيف ولم يضبط متن الحديث عن حماد بن سلمة، وانظر ما سيأتي برقم (2795) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري.
وأخرجه البخاري (2004) عن أبي معمر، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (7843) ، والحميدي (515) ، والبخاري (3397) ، ومسلم (1130) (128) ، وابن ماجه (1734) ، والبيهقي 4/286 من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب، به. ولم يذكر ابن ماجه في حديثه عبدَ الله بن سعيد بن جبير!
وأخرجه الطبراني (12362) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (2831) و (3112) و (3164) .
قوله: "أنا أحق بموسى"، قال السندي: أي: بموافقة موسى لقوله تعالى: (فبِهُداهم اقتَدِه) وعُلِمَ من هذا أن المطلوبَ منه الموافقةُ لموسى، لا الموافقةُ لِيهودَ، فلا يُشكل بأنه يحب مخالفتهم لا موافقتهم، على أنه كان في أول الأمر يحب موافقتهم لتألُّفهم، ثم لما علم منهم إصرارهم على الكفر وعدم تأثير التأليف فيهم، ترك موافقتهم ومال إلى مخالفتهم، ولهذا عَزَمَ على المخالفة في آخر الأمر بضم صوم التاسع إلى صوم=(4/393)
2645 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حِفْظِي عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ حَبَلِ الْحَبَلَةِ " (1)
2646 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ، كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " قَالَ قَتَادَةُ: " وَلا أَعْلَمُ الْقَيْءَ إِلا حَرَامًا " (2)
__________
= عاشوراءَ، وأما الأخذ بقولهم، فأما لأنه تواتَرَ ذلك عنده، أو لأنه علم بالوحي صِدْقَهم فيه، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البزار (1268 - كشف الأستار) ، والطبراني (11581) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن بيع المضامين والملاقيح وحبل الحبلة. قال الهيثمي في "المجمع" 4/104: فيه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة وثقه أحمد وضعفه جمهور الأئمة. وانظر ما تقدم برقم (2145) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن بيع حَبَل الحَبَلة. تقدم
تخريجه في مسند أبيه عمر بن الخطاب برقم (394) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (3538) ، وابن حبان (5121) ، والطبراني (10692) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن همام، بهذا الإسناد. ولم يذكر ابن حبان قول قتادة. وانظر (2529) .(4/394)
2647 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا نَقُولُ وَنَحْنُ صِبْيَانٌ: الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ، يَقِيءُ، ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ، وَلَمْ نَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ فِي ذَلِكَ مَثَلًا، حَتَّى حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ، ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ " (1)
2648 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. قَالَ: فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: " لَا حَرَجَ " وَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. قَالَ: فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: " لَا حَرَجَ " قَالَ: فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ مِنَ التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ، إِلا أَوْمَأَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: " لَا حَرَجَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان.
وسيأتي الحديث مختصراً بالمرفوع فقط برقم (3015) ، ويأتي تخريجه هناك، وانظر ما تقدم برقم (1872) و (2119) .
وقوله: "ثم يعود في قيئه"، في (ظ9) و (ظ14) : ثم يعود فيه.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه البخاري (84) ، والطبراني (11870) ، والبيهقي 5/142 من طريق موسى بن إسماعيل، عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه (3049) ، والدارقطني 2/253 من طريق سفيان بن عيينة،=(4/395)
2649 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَمْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَدْفَعُ النَّاسَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَاحْتَبَسْتُ أَيَّامًا، فَقَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ: الْحُمَّى. قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا بِمَاءِ زَمْزَمَ " (1)
__________
= والطبري في "تهذيب الآثار" ص 219 من طريق عمرو بن دينار، كلاهما عن أيوب، به.
وأخرجه الطبري ص 217 و218 و219 من طريق سفيان وابن علية وعبد الوهاب الثقفي، ثلاثتهم عن أيوب، عن عكرمة مرسلا. وسيأتي الحديث برقم (2832) ، وانظر (1858) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو جمرة: هو نصر بن عمران الضبعي.
وأخرجه ابن أبي شييبة 8/81، والنسائي في "الكبرى" (7614) ، وأبو يعلى (2732) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/346، وابن حبان (6068) ، والطبراني (12967) ، والحاكم 4/403 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي! وقد وهم الحاكم باستدراكه الحديث، فقد أخرجه البخاري كما سيأتي لاحقاً.
وأخرجه البخاري (3261) من طريق أبي عامر العقدي، والحاكم 4/200 من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن همام، به. وفيه عند البخاري "فابردوها بالماء، أو قال: بماء زمزم" شك همام.
وفي الباب عن ابن عمر ورافع بن خديج وأبي بشير وأبي أمامة وعائشة وأسماء بنتي أبي بكر، وهي في "المسند" على التوالي 2/21، 3/463، 5/216، 5/252، 6/50، 6/346.
قوله: "من فيح جهنم"، قال السندي: أي: من شدة غليانها، والمراد أنها قطعة من النار الشديدة في شدة الغليان على بدن الإنسان.
وقوله: "بماء زمزم"، قال: الظاهر أنه على ظاهره، ولا إشكال فيه، فإنه ماء مبارك،=(4/396)
2650 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ " (1)
2651 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: كُنْتُ غُلامًا أَسْعَى مَعَ الصِّبْيَانِ، قَالَ: فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفِي مُقْبِلًا، فَقُلْتُ: مَا جَاءَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا إِلَيَّ، قَالَ: فَسَعَيْتُ حَتَّى أَخْتَبِئَ وَرَاءَ بَابِ دَارٍ، قَالَ: فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى تَنَاوَلَنِي، قَالَ: فَأَخَذَ بِقَفَايَ، فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، قَالَ: " اذْهَبْ فَادْعُ لِي
__________
= فيمكن أن يكون الاغتسالُ به نافعاً وإن كان الاغتسال بماء آخر مضراً، ويمكن أن يكون المراد شربه بنية الشفاء كما في حديث "ماءُ زمزم لما شُرب له"، والله تعالى أعلم. وانظر لزاماً "فتح الباري" 10/175-177.
وقوله: "فابرُدوها"، قال الحافظ في "الفتح" 10/175: المشهور في ضبطها بهمزة وصل والراء مضمومة، وحُكي كسرها، يقال: بَرَدْتُ الحمى أبرُدُها بَرْداً، بوزن: قتلتُها أقتلها قتلاً، أي: أسكنت حرارتَها، قال شاعر الحماسة:
إذا وجدتُ لهيبَ الحُب في كَبِدِي ... أقبلتُ نحو سقاءِ القوم أبتَرِدُ
هَبْني بَرَدْتُ ببردِ الماءِ ظاهرَه ... فمن لنارٍ على الأحشاءِ تتقدُ
وحكى عياض روايةً بهمزة قطع مفتوحة وكسر الراء، من: أبرد الشيءَ، إذا عالجه فصيره باردا، مثل: أسخنه، إذا صيره سخناً، وقد أشار إليها الخطابي، وقال الجوهري: إنها لغة رديئة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس.
وأخرجه الطيالسي (2615) ، والطبراني (12447) من طريق أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (2499) .(4/397)
مُعَاوِيَةَ " وَكَانَ كَاتِبَهُ، قَالَ: فَسَعَيْتُ، فَقُلْتُ: أَجِبْ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ عَلَى حَاجَةٍ (1)
2652 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ عُسْفَانَ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَرَفَعَهُ إِلَى يَدِهِ (2) لِيُرِيَهُ النَّاسَ، فَأَفْطَرَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ "
وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " قَدْ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَفْطَرَ، فَمَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ " (3)
__________
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حمزة -واسمه عمران بن أبي عطاء القصاب- وقد سلف الكلام عليه برقم (2150) .
وأخرجه العقيلي في ترجمة عمران بن أبي عطاء من "الضعفاء" 3/299 من طريق فهد بن عوف، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وقال: لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به. وانظر (2150) .
قوله: "إلا إلى"، قال السندي: كأنه ظن أنه جاء إليه حين رآه يلعب مع الصبيان، فاستحيى منه.
(2) في (ظ9) و (ظ14) و (ق) وحاشية (س) : على يده.
وقوله: "فرفعه إلى يده"، قال الحافظ في "الفتح" 4/187: كذا في الأصول التي وقفت عليها من البخاري، وهو مشكل، لأن الرفع إنما يكون باليد، وأجاب الكرماني بأن المعنى يحتمل أن يكون رفعه إلى أقصى طول يده، أي: انتهى الرفع إلى أقصى غايتها.
قلت (القائل هو ابنُ حجر) : وقد وقع عند أبي داود عن مُسددٍ، عن أبي عوانة بالإسناد المذكور في البخاري "فرفعه إلى فيه" وهذا أوضح، ولعل الكلمة تصحفت.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه البخاري (1948) ، وأبو داود (2404) ، وابن حبان (3566) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (2350) .(4/398)
2653 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ جَدْيًا أَرَادَ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَجَعَلَ يَتَّقِيهِ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن الجزار، فمن رجال مسلم، وقد صرح في هذا الحديث بأنه لم يسمعه من ابن عباس فهو منقطع، إلا أن البيهقي قد وصله في روايته فذكر بينهما صهيبا البصري أبا الصهباء، فإن ثبت هذا فالإسناد حسن. عمرو: هو ابن مرة بن عبد الله الجَمَلي الكوفي.
وأخرجه الطيالسي (2754) ، وأخرجه أبو داود (709) عن سليمان بن حرب وحفص بن عمر، وأبو يعلى (2422) ، والبغوي في "الجعديات" (93) عن علي بن الجعد، أربعتهم (الطيالسي وسليمان وحفص وعلي) عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد تحرف في "مسند أبي يعلى" لفظة "جَدْي" إلى "أحدنا" وهو من تحريف النساخ، فإن الأصل الذي نقل منه أبو يعلى "جَدْي" على الصواب.
وأخرجه موصولاً البيهقي 2/268 من طريق يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، عن صهيب البصري، عن ابن عباس. وهذا إسناد حسن.
وأخرجه بنحوه ابن خزيمة (827) ، وابن حبان (2371) ، والحاكم 1/254 من طريق جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم والزبير بن خِريت، عن عكرمة، عن ابن عباس. وقال فيه: فساعاها إلى القبلة حتى ألصق بطنه بالقِبلة. وإسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه كذلك الطبراني (11937) بإسناد ضعيف إلى جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم وحده، عن عكرمة، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (3174) ، وانظر (2222) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سيأتي في "مسنده" 2/196، وإسناده حسن.=(4/399)
2654 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ وَلَدِ آدَمَ، إِلا قَدْ أَخْطَأَ، أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ، لَيْسَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، وَمَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " (1)
2655 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَدِيفُهُ أُسَامَةُ فسَقَيْنَاهُ مِنْ هَذَا النَّبِيذِ - يَعْنِي نَبِيذَ السِّقَايَةِ - فَشَرِبَ مِنْهُ، وَقَالَ: " أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا فَاصْنَعُوا " (2)
2656 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ بِمَكَّةَ، فَكَبَّرَ فِي صَلاةِ الظُّهْرِ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً، فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: إِنِّي صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ أَحْمَقَ، فَكَبَّرَ
__________
= قوله: "يتقيه"، قال السندي: أي: يحترز عن مروره بين يديه.
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، ويوسف بن مهران لَيَن الحديث.
وهذا الحديث مكرر ما سلف برقم (2294) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، ولِين يوسف بن مهران.
وأخرجه ابن سعد 4/64، وأبو يعلى (2543) ، والطبراني (12934) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (2207) .(4/400)
فِي صَلاةِ الظُّهْرِ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً. قَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
2657 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا، فَمَا بَقِيَ فَهُوَ لِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه البيهقي 2/68 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (788) ، والبيهقي 2/68 من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن همام، به. وانظر (1886) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (955) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2609) ، والدارمي (2987) ، والبخاري (6732) و (6735) و (6737) ، ومسلم (1615) (2) ، والترمذي (2098) ، والنسائي في "الكبرى" (6331) ، وأبو يعلى (2371) ، والطحاوي 4/390، والطبراني (10904) ، والدارقطني 4/71، والبيهقي 6/234 و238 و10/306، والبغوي (2216) من طرق عن وهيب بن خالد، به. وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه البخاري (6746) ، ومسلم (1615) (3) ، والطحاوي 4/390، وابن حبان (6028) ، والطبراني (10903) ، والدارقطني 4/71، والبيهقي 6/239 من طريق روح بن القاسم، ومسلم (1615) (4) من طريق يحيى بن أيوب، وابن الجارود (955) من طريق المغيرة بن سلمة، والطبراني (10901) ، والدارقطني 4/72 من طريق زياد بن سعد، والدارقطني 4/70 من طريق زمعة بن صالح، والحاكم 4/338 من طريق=(4/401)
2658 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، كَذَا قَالَ أَبِي (1) : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ:
__________
= علي بن عاصم، ستتهم عن عبد الله بن طاووس، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح، فإن علي بن عاصم صدوق، وتعقبه الذهبي بقوله: بل أجمعوا على ضعفه.
وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" بشرح علي القاري ص 180، وأخرجه الدارقطني 4/72 من طريق هشام بن حجير، كلاهما (أبو حنيفة وهشام) عن طاووس، به.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (289) من طريق هشام بن حجير، به فوقفه على ابن عباس.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6332) ، والطحاوي 4/390، والحاكم 4/338 من طريق سفيان الثوري، وسعيد بن منصور (288) ، والحاكم 4/338 من طريق سفيان بن عيينة، والحاكم 4/338 من طريق ابن جريج، ثلاثتهم عن عبد الله بن طاووس، عن طاووس مرسلاً لم يذكر ابن عباس. ورجح النسائي إرساله فقال: كأن حديث الثوري (يعني المرسَل) أشبه بالصواب! وسيأتي الحديث برقم (2861) و (2994) .
قوله: "ألحقوا الفرائضَ بأهلها"، قال الحافظ في "الفتح" 12/11: المراد بالفرائض هنا: الأنصباء المقدرة في كتاب الله تعالى، وهي: النصف، ونصفه، ونصف نصفه، والثلثان، ونصفهما، ونصف نصفهما، والمراد بأهلها: من يستحقها بنص القرآن، ووقع في رواية روح بن القاسم عن ابن طاووس "اقسموا المال بين أهل الفرائض على كتاب الله" أي: على وَفْق ما أنزل في كتابه.
وقوله: "فهو لأولى رجل"، قال السندي: أي: أقرب إلى الميت من رجل، فالإضافة للبيان، وأوْلى بمعنى: أقرب نسباً، لا أحق إرثا، وإلا لم يُفهم بيانُ الحكم، إذ لا يُدرى مَن الأحق بالإرث، و"ذَكَرٍ" تأكيد لرجل، وقال السهيلي: "ذَكَرٍ" صفة لأولى، لا لرجل، ذكره السيوطي. وانظر "الفتح" 12/11-14.
(1) يعني الإمام أحمد بن حنبل.(4/402)
الْجَبْهَةِ - ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى (1) أَنْفِهِ - وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ، وَلا نَكُفَّ الثِّيَابَ، وَلا الشَّعَرَ " (2)
2659 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: كَذَا قَالَ أَبِي: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَاسْتَعَطَ " (3)
2660 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُكَاتَبُ يُودَى مَا أَعْتَقَ مِنْهُ بِحِسَابِ الْحُرِّ، وَمَا رَقَّ مِنْهُ بِحِسَابِ الْعَبْدِ " (4)
__________
(1) في (ظ9) و (ظ14) : على. وهي كذلك في "الصحيحين": على.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (1319) ، والبخاري (812) ، ومسلم (490) (230) ، والنسائي 2/109، وأبو يعلى (2464) ، وأبو عوانة 2/183، وابن حبان (1925) ، والبيهقي 2/103، والبغوي (644) من طرق عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر (1927) .
قوله: "ثم أشار بيده إلى أنفه"، قال السندي: تنبيها على أنها مع الأنف عَظْم واحد، فلذلك جاء عَد سبعة أعظُم.
وقوله: "ولا يكف"، قال: على بناء المفعول أو الفاعل، أي: المصلي.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم ص 1205 (65) ، والطحاوي 4/129، والحاكم 4/405، والبيهقي 9/337-338 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (2249) .
(4) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. أبان العطار: هو أبان بن يزيد العطار البصري. =(4/403)
2661 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلانِ يَحْفِرَانِ الْقُبُورَ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ يَحْفِرُ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَأَبُو طَلْحَةَ يَحْفِرُ لِلأنْصَارِ وَيَلْحَدُ لَهُمْ، قَالَ: " فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَ الْعَبَّاسُ رَجُلَيْنِ إِلَيْهِمَا، فَقَالَ: اللهُمَّ خِرْ لِنَبِيِّكَ. فَوَجَدُوا أَبَا طَلْحَةَ، وَلَمْ يَجِدُوا أَبَا عُبَيْدَةَ، فَحَفَرَ لَهُ وَلَحَدَ " (1)
__________
= وأخرجه الطبراني (11994) من طريق سعيد بن سليمان النشيطي، والحاكم 2/218 من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن أبان العطار، بهذا الإسناد. وانظر (1944) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين -وهو ابن عبد الله بن عبيد الله بن العباس-، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث عند غير المصنف وعنده فيما تقدم برقم (39) .
وهو في "سيرة ابن هشام" 4/313-314 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. ومن طريق ابن إسحاق أخرجه أبو يعلى (22) ، والطبري في "تاريخه" 3/213، والبيهقي في "السنن" 3/407-408، وفي "الدلائل" 7/252. والحديث عند أبي يعلى مطول.
وأخرجه مطولاً ابن ماجه (1628) من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه جرير بن حازم، به.
وأخرجه ابن سعد 2/298 عن محمد بن عمر الواقدي، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، به. وهذا سند ضعيف.
وأخرج البزار (855 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2518) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/47، وابن حبان (6633) من طريق زياد بن خيثمة، عن إسماعيل السدي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: دخل قبرَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العباس وعلي والفضل، وسوى لحدَه رجل من الأنصار.... وانظر (2357) . =(4/404)
2662 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: اسْتَدْبَرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ " (1)
__________
= وله شاهد من حديث أبي طلحة نفسه عند ابن سعد 2/298، ورجاله رجال الصحيح غير الواقدي شيخ ابن سعد فيه، وفيه كلام.
وثانٍ من حديث أنس بن مالك سيأتي في "المسند" 3/139، وحسن إسناده الحافظ في "التلخيص" 2/128.
وثالث من حديث عائشة ينجبر بالشواهد عند ابن سعد 2/295، وابن ماجه (1558) .
ورابع من حديث عروة بن الزبير مرسلاً عند مالك في "الموطأ" 1/231، ورجاله ثقات. ووصله ابن سعد 2/295 عن عروة بن الزبير، عن عائشة. وله شواهد أخرى مرسلة عند ابن سعد 2/295-298.
أبو عبيدة بن الجراح: هو عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفِهْري المكي، أحد السابقين الأولين، ومَنْ عَزَمَ الصديقُ على توليته الخلافة، وأشار به يومَ السقيفة لكمال أهليته عند أبي بكر، شهد له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، وسماه أمين الأمة، ومناقبه شهيرة جمَة، توفي في طاعون عَمَواس سنة ثمان عشرة. "السير" 1/5-23.
وأبو طلحة: هو زيد بن سهل الخزرجي النجاري الأنصاري، صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن بني أخواله، وأحد أعيان البدريين، وأحد النقباءِ الاثني عشر ليلة العقبة، وهو الذي
قال فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة"، ومناقبه كثيرة، توفي سنة أربع وثلاثين على الأرجح. "السير" 2/27-34.
(1) صحح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو وكيع: هو الجراح بن مليح بن عدي الرؤاسي، قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقد توبع، والتميمي -واسمه أربِدة البصري- لم يرو عنه غير أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي-، ولم يوثقه غير العجلي وابن حبان. وقد تقدم الحديث برقم (2405) .(4/405)
2663 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حَجَّةٌ، وَلَوْ قُلْتُ كُلَّ عَامٍ، لَكَانَ " (1)
2664 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَمَتَّعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَ " وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى مَاتَ، وَعُمَرُ حَتَّى مَاتَ، وَعُثْمَانُ حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ نَهَى عَنْهَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَعَجِبْتُ مِنْهُ وَقَدْ حَدَّثَنِي أَنَّهُ " قَصَّرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِشْقَصٍ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيئ الحفظ - قد توبع، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب، وقد روي نحو هذا الحديث من غير هذا الطريق تقدم برقم (2304) . أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير.
وأخرجه الدارمي (1789) عن عبيد الله بن موسى، عن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (2669) ، وابن الجارود (410) من طريق سلام أبي الأحوص، والدارقطني 2/281 من طريق الوليد بن أبي ثور، كلاهما عن سماك، به.
الوليد بن أبي ثور ضعيف، لكنه متابع. وسيأتي الحديث برقم (2741) و (2969) و (2996) .
(2) إسناده ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم-.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/97، والترمذي (822) ، والطحاوي 2/141، والطبراني (10965) من طرق عن ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد. وليس في رواية الطحاوي والطبراني نهي معاوية عن التمتع. وسيأتي برقم (2863) و (2877) . =(4/406)
2665 - حَدَّثَنِي يُونُسُ، وَحُجَيْنٌ، قَالا: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَطَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا الْقُرْآنَ، فَكَانَ يَقُولُ: " التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ - قَالَ حُجَيْنٌ: سَلامٌ عَلَيْكَ - أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، سَلَامٌ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ " (1)
__________
= وأخرج النسائي 5/153-154 من طريق سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاووس قال: قال معاوية لابن عباس: أعلمت أني قَصرت من رأس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند المروة؟
قال: لا، يقول ابن عباس: هذا معاوية ينهى الناسَ عن المتعة وقد تمتع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال السندي: هذا يقتضي أنه يعتقد أنه تَمتع صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نعم في حديث معاوية نظر، لأنه
ثبت أنه ما حَل عن إحرامه في حجة الوداع حتى نَحَر وحَل بمنى، فقيل في تأويله: إنه قصر عنه يوم العيد بالمروة، أي: أصلح له شيئا من شعره، وقيل: بل المراد أنه قَصَر عنه في عمرة الجِعْرانة، والله تعالى أعلم.
والمِشقص: نصل السهم إذا كان طويلاً غير عريض.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم. حجين: هو ابن المثنى.
وأخرجه أبو عوانة 2/227-228 من طريق يونس بن محمد وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 1/97، ومسلم (403) (60) ، وأبو داود (974) ، وابن ماجه (900) ، والترمذي (290) ، والنسائي في "المجتبى" 2/242، وفي "الكبرى" (762) ، وابن خزيمة (705) ، وأبو عوانة 2/228، والطحاوي 1/263، وابن حبان (1952) و (1953) و (1954) ، والطبراني (10996) ، والبيهقي 2/140 و377، والبغوي (679) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. =(4/407)
2666 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1)
2667 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ الْغَنَوِيَّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَلَى مِنْبَرِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ فِي دُبُرِ صَلاتِهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: " أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَأَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الْأَعْوَرِ الْكَذَّابِ " (2)
__________
= وأخرجه الطبراني (10997) و (11406) ، والدارقطني 1/350 من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي الزبير، عن عطاء وطاووس وابن جبير، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2892) .
قوله: "التحيات المباركات الصلوات الطيبات"، قال النووي في "شرح مسلم" 4/116: تقديره: والمباركات والصلوات والطيبات، لكن حُذفت الواو اختصاراً، وهو جائز معروف في اللغة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- من رجاله، وباقي رجال الإسناد على شرطهما. ليث: هو ابن سعد.
وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 66 عن الصغاني، عن يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/193 عن قتيبة بن سعيد، وفي "الكبرى" (3206) عن عيسى بن حماد، وأبو عوانة عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، كلاهما عن الليث بن سعد، به. وسيأتي برقم (2716) ، وانظر ما تقدم برقم (1923) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، البراء بن عبد الله: هو ابن يزيد الغنوي، =(4/408)
2668 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ عِلْبَاءَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، قَالَ: " تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " فَقَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ " (1)
2669 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ رَكِبَ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا غُلامُ، إِنِّي مُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللهَ
__________
= وربما نُسب إلى جده، وهو ضعيف ضعفه أحمد ويحيى بن معين والنسائي وغيرهم، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد تقدم نحوه من طريق آخر صحيح برقم (2168) .
أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطعة العبدي.
وأخرجه الطيالسي (2710) ، وعبد بن حميد (707) ، والطبراني (12779) من طرق عن البراء الغنوي، بهذا الإسناد.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 2/119 و120 معلقاً من طرق عن البراء، به.
وسيأتي برقم (2778) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. علباء: هو ابن أحمر اليشكري.
وأخرجه أبو يعلى (2722) ، والحاكم 3/185 من طريق يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة.
وأخرجه عبد بن حميد (597) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (148) ، وابن حبان (7010) ، والطبراني (11928) من طرق عن داود بن أبي الفرات، به. وسيأتي برقم (2901) و (2957) .(4/409)
يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، وَإِذَا سَأَلْتَ فاَسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ " (1)
__________
(1) إسناده قوي، قيس بن الحجاج -وهو الكلاعي السُّلفي المصري- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح، وقال في "التقريب": صدوق، وحديثه عند الترمذي وابن ماجه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حنش الصنعاني -وهو ابن عبد الله- فمن رجال مسلم. ليث: هو ابن سعد.
وأخرجه أبو يعلى (2556) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" معلقاً (316) ، والترمذي (2516) ، والطبراني (12988) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (425) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (195) من طرق عن الليث بن سعد، به. قال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 198 من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن حنش، به.
وأخرجه عبد بن حميد (236) ، والعقيلي في "الضعفاء" 3/53، والطبراني (11243) و (11416) و (11560) ، والآجري ص 198، وابن السني (317) و (318) ، والحاكم 3/541-542، وأبو نعيم في "الحلية" 1/314، والبيهقي في "الشعب" (10000) و (10001) ، وفي "الآداب" (1073) من طرق عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2763) و (2803) .
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "جامع العلوم والحكم" 1/460-461، طبع مؤسسة الرسالة: وقد روي هذا الحديثُ عن ابن عباس من طرق كثيرة من رواية ابنه علي، ومولاه عكرمة، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وعبيد الله بن عبد الله، وعمر مولى غُفْرة، وابن أبي مليكة، وغيرهم، وأصح الطرق كلها طريق حنش الصنعاني التي خَرجها=(4/410)
2670 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ (1) طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَاسْتَعَطَ " (2)
__________
= الترمذي، كذا قاله ابنُ منده وغيرُه.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أبي يعلى (1099) ، والآجري في "الشريعة" ص 199، والخطيب في "تاريخه" 14/125، وفيه يحيى بن ميمون التمار، وهو متروك، وعلي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، وذكره ابن عدي في "الكامل" 7/2683 وعَده من منكرات يحيى بن ميمون.
وعن سهل بن سعد ذكره السيوطي في "الدر المنثور" 1/159 ونسبه للدارقطني في "الأفراد"، وابن مردويه، والبيهقي، والأصبهاني في "الترغيب".
وعن عبد الله بن جعفر عند ابن أبي عاصم (315) ، وفيه علي بن أبي علي الهاشمي، وهو متروك.
قال السندي: قوله: "احفظ الله"، أي: أمره بامتثال الأوامر واجتناب الزواجر، "يحفظك": بالجَزْم على أنه جواب الأمر، أي: يحرسك من مكاره الدنيا ومشاق العُقبى.
"تُجاهك"، قال: بضم التاء، أي: عندك بالنصر والعون، قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنُحيينه حياةً طيبةً) ، وإنما يحصل البلاءُ والمصائب للعبد بسبب تضييع أوامر الله تعالى، قال الله تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) ، كذا ذكره النووي في "شرح الأربعين" له (ص 51) ، ويمكن أن يُحمل الحديثُ على معنى (فاذكروني أذكركم) .
"على أن ينفعوك"، قال: أي: ظاهراً ونسبياً، لا حقيقة وإيجاداً، فإنه لا يمكن منهم لا بالمكتوب ولا بغيره، "قد كتبه الله لك": أي: على أيديهم أو بواسطتهم، "جَفت": بتشديد الفاء على بناء الفاعل، والمراد الفراغ من أمر التقدير، وأن الأمر لا يزيد ولا ينقص، نعم يمحو الله ما يشاء ويثبت، فالالتجاءُ إليه لا إلى غيره.
(1) لفظة "ابن" سقطت من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد =(4/411)
2671 - حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ، وَعَنِ الْمُجَثَّمَةِ، وَعَنْ لَبَنِ الْجَلالَةِ " (1)
2672 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ، فَلا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا " (2) قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: ذَلِكَ سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَلا يَرْفَعِ الصَّحْفَةَ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا، فَإِنَّ آخِرَ الطَّعَامِ فِيهِ الْبَرَكَةُ " (3)
__________
= -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- فمن رجال البخاري. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان، وابن طاووس: هو عبد الله. وانظر (2249) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدسْتوائي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11821) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به.
وأخرجه الترمذي (1825) عن محمد بن بشار، عن معاذ بن هشام، به. وانظر (1989) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن الحارث -وهو ابن عبد الملك القرشي- من رجاله، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه عبد بن حميد (629) ، ومسلم (2031) (13) ، والبيهقي 7/278 من طريقين عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر (1924) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو موصول بالإسناد الأول، والقائل "قال أبو الزبير": هو ابن جريج. =(4/412)
2673 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكُسُوفَ، فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ فِيهَا حَرْفًا مِنَ القُرْآنِ " (1)
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6767) من طريق حجاج بن محمد، وأبو عوانة بنحوه 5/366، وابن حبان (5253) من طريق أبي عاصم النبيل، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وسيأتي حديث جابر في مسنده 3/301 من طريق سفيان عن أبي الزبير، ويخرج هناك.
(1) حسن، عبد الله بن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد رواه عنه ابن المبارك في الطريق الآتي بعد هذا، وحديثُه عنه صالح، فقد حدث عنه قبلَ احتراق كتبه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه أبو يعلى (2745) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 1/332 من طريق عمرو بن خالد، والبيهقي 3/335 من طريق زيد بن الحباب، كلاهما عن ابن لهيعة، به. وسيأتي برقم (2674) و (3278) .
ويأتي برقم (2711) من طريق مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس قال: خَسَفت الشمسُ، فصلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والناس معه، فقام قياماً طويلا نحواً من سورة البقرة ... قال الشافعي فيما نقله عنه البيهقي 3/335: هذا دليل على أنه لم يسمع ما قرأ، لأنه لو سمعه لم يقدره بغيره.
وفي الباب عن سمرة بن جندب عند أحمد 5/16 وأصحاب السنن، وسنده حسن في الشواهد.
قال أبو جعفر الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/333: فذهب قوم إلى هذه الآثار فقالوا: هكذا صلاةُ الكسوف لا يُجهر فيها بالقراءة، لأنها من صلاة النهار، وممن ذهب إلى ذلك أبو حنيفة رحمه الله. =(4/413)
2674 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْخُسُوفِ، فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ فِيهَا حَرْفًا وَاحِدًا " (1)
2675 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، (2) حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ الْوَضَّاحُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
__________
= وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا: يُجهر فيها بالقراءة، وكان من الحجة لهم في ذلك أنه قد يجوز أن يكون ابنُ عباس وسمرة رضي الله عنهما لم يسمعا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صلاته تلك حرفاً، وقد جَهَر فيها لبعدهما منه، فهذا لا ينفي الجهرَ، إذ كان قد رُوي عنه أنه قد جهر فيها ... ثم ذكر حديثَ عائشة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَهَر بالقراءة فى كسوف الشمس (انظر صحيح البخاري 1065) .
ثم قال: فهذه عائشة تخبر أنه قد جهر فيها بالقراءة، فهي أولى لما ذكرنا ... ثم ذكر كلاماً في ترجيح الجهر فيها وذكر أنه قول أبي يوسف ومحمد بن الحسن صاحبي الإمام أبي حنيفة.
وقال البغوي في "شرح السنة" 4/382-383: اختلف أهل العلم في القراءة في صلاة كسوف الشمس، فذهب قوم إلى أنه يجهر بالقراءة كما في صلاة الجمعة والعيدين، وهو قول مالكٍ وأحمد وإسحاق (قلنا: وهو أيضاً قول أبي يوسف ومحمد بن الحسن صاحبي أبي حنيفة، وابن خزيمة وابن المنذر وغيرهما من محدثي الشافعية) .
وذهب قوم إلى أنه يُسِر فيها بالقراءة، وهو قول الشافعي وأصحاب الرأي.. والأول أوْلى ... ثم ذكر عن أبي سليمان الخطابي أنه قال: ويحتمل أن يكونَ الجهرُ إنما جاء في صلاةِ الليلِ، ويُحتمل أن يكونَ قد جَهَر مرةً وخَفَت أخرى، والله أعلم.
(1) إسناده حسن، وانظر ما قبلَه. عبد الله: هو ابن المبارك.
(2) قوله: "حدثنا حسن" سقط من (م) . وحسن: هو ابن موسى الأشيب.(4/414)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا الْحَدِيثَ عَنِّي إِلا مَا عَلِمْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1)
2676 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " ائْتُونِي بِكَتِفٍ أَكْتُبْ لَكُمْ فِيهِ كِتَابًا، لَا يَخْتَلِفُ مِنْكُمْ رَجُلانِ بَعْدِي " قَالَ: " فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ فِي لَغَطِهِمْ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: وَيْحَكُمْ، عَهْدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
2677 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
__________
(1) صحيح لغيره دون قوله: "اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم"، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/763، والدارمي (232) ، والطبراني (12393) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (2974) و (3024) .
وله شواهد يأتي ذكرها في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6478) ، وانظر ما تقدم في مسند علي برقم (584) .
قوله: "اتقوا الحديث"، قال السندي: أي: روايته عني، "إلا ما علمتم": أي أنه مني.
(2) حسن دون قصة المرأة، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وشيبان: هو ابنُ عبد الرحمن النحْوي.
وأخرجه الطبراني (10961) من طريق أبي حمزة، و (10962) من طريق هلال بنِ مقلاص، كلاهما عن ليث، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1935) .
اللغَط -بفتحتين-: الأصوات المختلفة.(4/415)
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي أَبْوَالِ الْإِبِلِ وَأَلْبَانِهَا شِفَاءً لِلذَّرِبَةِ بُطُونُهُمْ " (1)
2678 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ بَرَكَةَ بْنِ الْعُرْيَانِ الْمُجَاشِعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمِ الشُّحُومُ، فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا حَرَّمَ أَكْلَ شَيْءٍ، حَرَّمَ ثَمَنَهُ " (2)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وحنش بن عبد الله: هو السبائي الصنعاني الثقة الذي احتج به مسلم، ووهم الألباني في "ضعيفته" (1406) وهماً بيناً، فظنه الحسين بن قيس المتروك، وهذا الحديث يشده حديثُ العرنيين في "الصحيحين" عن أنس، وسيأتي في مسنده 3/107.
وأخرجه الطبراني (12976) عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، والطحاوي 1/108 عن الربيع بن سليمان المؤذن، عن أسد بن موسى، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
قوله: "للذرِبة بطونهم"، أي: لمن فسدت بطونهم، والذرَب: هو الداء الذي يَعْرِض للمعدة فلا تَهْضِمُ الطعامَ، ويَفْسُدُ فيها فلا تُمْسِكُهُ.
(2) إسناده صحيح، بركة المجاشعي كنيته أبو الوليد، وقيل: أبو العريان، روى له أبو داود وابن ماجه، ووثقه أبو زرعة وابن خلفون والذهبي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأما الاسم الذي سماه به أحمد هنا وهو "بركة بن العريان" فلم يذكره به أحد ممن وقفنا على ترجمته عنده، إلا أن الحافظ ابن حجر قال في ترجمته في "التهذيب": وقرأت بخط مغلطاي أن ابن خلفون سَمى أباه العريانَ، والذي رأيت في ابن خلفون: بركة أبو الوليد، ويقال: أبو العريان. سريج: إما أن يكون ابن يونس، وهو ثقة من رجال الشيخين، أو يكون ابنَ النعمان، وهو أيضاً ثقة من رجال البخاري، والله أعلم. =(4/416)
2679 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ، فَكَانَ كَالْمُعْرِضِ عَنْ أَبِي، فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، فَقَالَ لِي أَبِي: أَيْ بُنَيَّ، أَلَمْ تَرَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ كَالْمُعْرِضِ عَنِّي؟ فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ، إِنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ. قَالَ: فَرَجَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبِي: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ: كَذَا وَكَذَا، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ رَجُلٌ يُنَاجِيكَ، فَهَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَهَلْ رَأَيْتَهُ يَا عَبْدَ اللهِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَإِنَّ ذَاكَ جِبْرِيلُ، وَهُوَ الَّذِي شَغَلَنِي عَنْكَ " (1)
__________
= وأخرجه الطبراني (12887) عن علي بن عبد العزيز، عن عمرو بن عوف الواسطي، عن هشيم، بهذا الإسناد. وانظر (2221) .
(1) إسناده على شرط مسلم، عمار بن أبي عمار -وإن خرج له مسلم- قال البخاري في "التاريخ الأوسط " (وهو المطبوع خطأً باسم الصغير) 1/55: كان شعبة يتكلمُ في عمار، وقال ابنُ حبان في "الثقات" 5/268: كان يُخطىء.
وأخرجه الطيالسي (2708) ، وأخرجه عبدُ بن حميد (712) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/75 من طريق سليمان بن حرب، وأخرجه يعقوب بنُ سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/521، والطبراني (10584) و (12836) من طريق حجاج بن المنهال، وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة" (1817) من طريق النضر بن شميل، أربعتهم (الطيالسي وسليمان وحجاج والنضر) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2847) و (2848) .
وأخرج أحمد في "الفضائل" (1854) عن يحيى بن سعيد، عن زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، عن ابنِ عباس قال: قد رأيتُ عنده رجلاً، فقال العباس: يزعم ابنُ عمك أنه رأى عندك رجلاً، قال: كذا وكذا؟ قال: نعم، قال: ذاك جبريل. وهذا إسناد صحيح، ولم يذكر فيه أن العباس كان في المجلس الذي رأى فيه ابنُ عباس جبريل.(4/417)
2680 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ سَبْعًا يَرَى الضَّوْءَ وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَثَمَانِيًا أَوْ سَبْعًا يُوحَى إِلَيْهِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا " (1)
2681 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَيْنُ حَقٌّ، الْعَيْنُ حَقٌّ، تَسْتَنْزِلُ الْحَالِقَ " (2)
2682 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ، يُحَدِّثُ، عَنِ
__________
= ومما يؤيد ذلك ما أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "الفضائل" (1917) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن ثور بن زيد، عن موسى بن ميسرة، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه قال: بعث العباسُ بنُ عبد المطلب عبدَ الله إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حاجة، فوجد معه رجلاً ولم يَعْلَمْهُ فقال: رأيتَه؟ قال: نعم، قال: ذاك جبريلُ، قال: أما إن ابنَك لن يموت حتى يذهبَ بصره ويُؤتى علماً. فإن صَح وصله، فالإسناد حسن.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 2/370، وأحمد في "الفضائل" (1561) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/519، والترمذي (3822) من طريق سفيان الثوري، عن ليث، عن أبي الجهضم موسى بن سالم: أن ابن عباس رأى جبريل مرتين، ودعا له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحكمة مرتين. وقال الترمذي: هذا حديث مرسل، ولا نعرف لأبي جهضم سماعاً من ابن عباس، وقد روي عن عُبيد الله بن عبد الله بنِ عباس عن ابن عباس. قلنا: فيه أيضاً ليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف.
(1) إسناده على شرط مسلم. وهو مكرر (2399) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (2478) .(4/418)
الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُمِائَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلافٍ، وَلا يُغْلَبُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ " (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختلف في وصله وإرساله، قال أبو داود: الصحيح أنه مرسل، وقال الترمذي: لا يسنده كبيرُ أحد غير جرير بن حازم، وإنما روي هذا الحديث عن الزهري عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، وقال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" لابنه 1/347: مرسل أشبه، لا يحتمل هذا الكلامُ أن يكون كلامَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه عبد بن حميد (652) ، وأبو داود (2611) ، والترمذي (1555) ، وأبو يعلى (2587) ، وابن خزيمة (2538) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/238، وابن حبان (4717) ، والحاكم 1/443 و2/101، والبيهقي 9/156 من طرق عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا يسنده كبير أحد غير جرير بن حازم، وإنما رُوي هذا الحديث عن الزهري عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لخلاف بين الناقلين فيه عن الزهري، ووافقه الذهبي، وقال البيهقي: تفرد به جرير بن حازم موصولاً، وتعقبه ابن التركماني بقوله: هذا ممنوع، لأن جريراً ثقة، وقد زاد الإِسناد فيقبل قولُه، كيف وقد تابعه عليه غيره، وقال المناوي في "فيض القدير" 3/474: ولم يصححه الترمذي، لأنه يروى
مسنداً ومرسلا ومعضلاً، قال ابن القطان: لكن هذا ليس بعلة، فالأقرب صحته، ونقل تصحيحَ ابن القطان الحافظُ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 3/60 قال: وصححه ابن القطان لأنه لا يرى الاختلاف في الإرسال والوصل علة كما هو رأي أبي محمد بن حزم، قلنا: وصححه أيضاً الضياء المقدسي في "المختارة" 62/292/2.
وأخرجه الدارمي (2438) من طريق حبان بن علي، عن يونس، عن الزهري، به.
وقرن بيونس عُقيلَ بن خالد، وهذا إسناد ضعيف لضعف حبان بن علي.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 1/239، والقضاعي في "مسند الشهاب" =(4/419)
2683 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَتَلَ مُؤْمِنًا؟ قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، قَالَ: فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَرَأَيْتَ إِنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا؟ قَالَ: ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ، وَأَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ
__________
= (1237) من طريق مندل وحبان ابني علي، عن يونس بن يزيد، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، به. وهذا إسناد ضعيف لضعف مندل وحبان.
وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (314) من طريق عثمان بن عمر، عن يونس بن يزيد، عن عقيل، عن الزهري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... بمعناه مرسلاً. وقال: قد أسند هذا ولا يصح.
وأخرجه عبد الرزاق (9699) عن معمر، عن الزهري مرسلاً.
وأخرجه كذلك سعيد بن منصور في "سننه" (2387) ، وعنه أبو داود في "المراسيل" (313) عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، عن عقيل بن خالد، عن الزهري مرسلاً، دون قوله: "لن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة". ورجال المرسَلَيْنِ ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه أيضاً الطحاوي في "مشكل الآثار" 1/239 من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، مرسلاً. وعبد الله بن صالح حسن الحديث في المتابعات، ومن فوقه ثقات رجال الشيخين. وسيأتي الحديث برقم (2718) .
وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند ابن ماجه (2827) ، والقضاعي (1236) و (1238) ، وإسناده ضعيف جداً، وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/580.
وآخر من حديث أكثم بن الجون عند البيهقي 9/157، وإسناده ضعيف جداً.(4/420)
الْمَقْتُولَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقًا رَأْسَهُ بِيَمِينِهِ - أَوْ قَالَ: بِشِمَالِهِ - آخِذًا صَاحِبَهُ بِيَدِهِ الْأُخْرَى، تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا، فِي قُبُلِ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، فَيَقُولُ: رَبِّ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟ " (1)
2684 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ، قَالَ: دَعَانَا رَجُلٌ، فَأَتَى بِخِوَانٍ عَلَيْهِ ثَلاثَةَ عَشَرَ ضَبًّا، قَالَ: وَذَاكَ عِشَاءً، فَآكِلٌ وَتَارِكٌ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُهُ، فَأَكْثَرَ فِي ذَلِكَ جُلَسَاؤُهُ، حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا آكُلُهُ وَلا أُحَرِّمُهُ ". قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بِئْسَ مَا قُلْتُمْ، إِنَّمَا بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحِلًّا وَمُحَرِّمًا، ثُمَّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ، وَعِنْدَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَامْرَأَةٌ، فَأُتِيَ بِخِوَانٍ عَلَيْهِ خُبْزٌ، وَلَحْمُ ضَبٍّ، قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَنَاوَلُ، قَالَتْ لَهُ مَيْمُونَةُ: إِنَّهُ يَا رَسُولَ اللهِ لَحْمُ ضَبٍّ. فَكَفَّ يَدَهُ، وَقَالَ: " إِنَّهُ لَحْمٌ لَمْ آكُلْهُ، وَلَكِنْ كُلُوا " قَالَ: فَأَكَلَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْمَرْأَةُ، قَالَ: وَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: لَا آكُلُ مِنْ طَعَامٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عبد الله -وهو ابن الحارث الجابر ويقال: المجبر التيمي- وقد تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (2142) . يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعبد الواحد: هو ابن زياد العبدي مولاهم البصري. وانظر (1941) .
قوله: "آخذاً صاحبه"، أي: قاتله، وتشخب: تسيل.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن =(4/421)
2685 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ،
__________
= الأصم، فمن رجال مسلم. سليمان الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني الكوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/269، وابن سعد 1/396، ومسلم (1948) (47) ، وأبو عوانة 5/177-178 و178، والطبراني (13008) من طرق عن سليمان الشيباني، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (487) ، ومن طريقه أبو عوانة 5/178-179، وأخرجه أبو عوانة أيضاً 5/179 من طريق إبراهيم بن بشار، كلاهما (الحميدي وإبراهيم) عن سفيان بن عيينة قال: حدثنا الشيباني قال: دخلت مع الشعبي المسجد فقال: هل ترى أحداً من أصحابنا نجلسُ إليه؟ هل ترى أبا حَصين؟ قلت: لا، ثم نَظَر فرأى يزيد بن الأصم فقال: هل لك أن تجلس إليه فإن خالته ميمونة، فجلسنا إليه، فقال يزيدُ بن الأصم: ذُكر عند ابن عباس قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الضب "لا آكله ولا أحرمه" فغضب فقال: ما بُعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا محللاً أو محرماً، وقد أكل عنده. ولم يذكر إبراهيم بن بشار في حديثه قوله "وقد أكل عنده".
وسيأتي هذا الحديث برقم (3007) و (3219) ، وانظر طرقاً أخرى له عن ابن عباس برقم (1978) و (2299) و (3067) .
والحديث بنحوه في مسند خالد بن الوليد 4/88، ومسند ميمونة 6/331 من طريق يزيد بن الأصم عن ميمونة.
وفي الباب عن ابن عمر وعائشة سيأتيان في "المسند" 2/5 و6/105، وفي الباب أيضاً عن غيرهما من الصحابة.
قوله: "فآكل وتارك"، أي: منا من أكل، ومنا من ترك فلم يأكل.
وقوله: "محللا ومحرماً"، قال السندي: أي: فكيف له أن يقول: لا آكله ولا أحَرمه من غير بيان أنه حلال، لما فيه من الإبهام، بل لا بد أن يبين حِل الشيء أو حرمته، ثم إن ترك بعد ذلك فممكن.(4/422)
أَنَّ نَجْدَةَ كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى لِمَنْ هُوَ؟ وَعَنِ الْيَتِيمِ مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُهُ؟ وَعَنِ الْمَرْأَةِ وَالْعَبْدِ يَشْهَدَانِ الْغَنِيمَةَ؟ وَعَنْ قَتْلِ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْلا أَنْ أَرُدَّهُ عَنْ شَيْءٍ يَقَعُ فِيهِ، مَا أَجَبْتُهُ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُ (1) عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى لِمَنْ هُوَ؟ وَإِنَّا كُنَّا نَرَاهَا لِقَرَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا قَوْمُنَا، وَعَنِ الْيَتِيمِ مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُهُ؟ قَالَ: إِذَا احْتَلَمَ وَأُونِسَ مِنْهُ خَيْرٌ، وَعَنِ الْمَرْأَةِ وَالْعَبْدِ يَشْهَدَانِ الْغَنِيمَةَ؟ فَلا شَيْءَ لَهُمَا، وَلَكِنَّهُمَا يُحْذَيَانِ وَيُعْطَيَانِ، وَعَنْ قَتْلِ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ؟ " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْتُلْهُمْ "، وَأَنْتَ فَلا تَقْتُلْهُمْ، إِلا أَنْ تَعْلَمَ مِنْهُمْ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنَ الغُلامِ حِينَ قَتَلَهُ (2)
2686 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ مَكَّةَ، وَقَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ لَقَدْ قَدِمَ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ قَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، وَلَقُوا مِنْهَا شَرًّا. فَجَلَسَ الْمُشْرِكُونَ مِنَ النَّاحِيَةِ الَّتِي تَلِي الْحِجْرَ،
__________
(1) في (ظ9) و (ظ12) : تسألني.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو عوانة في السير كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 135 عن الحارث بن أبي أسامة، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/53 من طريق يحيى بن أبي طالب، كلاهما عن عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد. وانظر (2235) .
وقوله: يُحذَيان: يُعطيان، والحَذِيةُ والحُذْيا والحُذَيا: هي القسمة من الغنيمة.
وقوله: "فلا شيء لهما"، قال السندي: أي ليس لهما سهم تام.(4/423)
فَأَطْلَعَ اللهُ نَبِيَّهُ عَلَى مَا قَالُوا، " فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ الثَّلاثَةَ، لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ جَلَدَهُمْ "، قَالَ: فَرَمَلُوا ثَلاثَةَ أَشْوَاطٍ " وَأَمَرَهُمِ أَنْ يَمْشُوا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، حَيْثُ لَا يَرَاهُمِ الْمُشْرِكُونَ "، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَلَمْ يَمْنَعِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَأْمُرَهُمِ أنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ كُلَّهَا، إِلا الْإِبْقَاءُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّ الْحُمَّى قَدْ وَهَنَتْهُمْ؟ هَؤُلاءِ أَجْلَدُ مِنْ كَذَا وَكَذَا (1)
2687 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا وَهَبَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِبَةً، فَأَثَابَهُ عَلَيْهَا، قَالَ: " رَضِيتَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: فَزَادَهُ، قَالَ: " رَضِيتَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: فَزَادَهُ، قَالَ: " رَضِيتَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَتَّهِبَ هِبَةً إِلا مِنْ قُرَشِيٍّ، أَوْ أَنْصَارِيٍّ، أَوْ ثَقَفِيٍّ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2639) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البزار (1938 - كشف الأستار) ، وابن حبان (6384) ، والطبراني (10897) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
ثم أخرجه البزار (1939 - كشف الأستار) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وأخرجه الحميدي (1052) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو وابن طاووس، عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
وأخرجه عبد الرزاق (16521) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا.=(4/424)
2688 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ " اعْتَمَرُوا مِنْ جِعْرَانَةَ، فَرَمَلُوا بِالْبَيْتِ ثَلاثًا، وَمَشَوْا أَرْبَعًا " (1)
2689 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ إِلا قَدْ أَخْطَأََ، أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ، لَيْسَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا " (2)
2690 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَعَفَّانٌ الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
__________
= وله شاهد قوي من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/247 و292، وصححه ابن حبان (6383) .
قوله: "لا أتهِبُ"، قال السندي: بتشديد التاء، افتعال من الهبة، أي: أن لا أقبل الهبة إلا من هؤلاء لقلة طمعهم، وفي "النهاية": لأنهم أصحاب مدنٍ وقرى وهم أعرف بمكارم الأخلاق، ولأن في أخلاق البادية جفاء وذهاباً عن المروءة، وطلباً للزيادة.
(1) إسناده قوي على شرط مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (2574) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1890) ، والطحاوي 2/180، والبيهقي 5/79 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه البيهقي 5/79 من طريق يحيى بن سُليم، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وانظر (2220) .
(2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابنُ جدعان-، ولِين يوسف بن مهران. وانظر (2294) .(4/425)
ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ: فِي رِجْلَيْهِ نَعْلانِ مِنْ نَارٍ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ " (1)
2691 - حَدَّثَنَا شَاذَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، قَالَ أُنَاسٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصْحَابُنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَهَا؟ فَأُنْزِلَتْ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] (2) قَالَ: وَلَمَّا حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ، قَالَ أُنَاسٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصْحَابُنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يُصَلُّونَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَأُنْزِلَتْ: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد (711) ، وأبو عوانة 1/98 من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وانظر (2636) .
(2) صحيح لغيره، وهو مكرر (2452) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن في رواية سماك بن حرب عن عكرمة اضطراباً، وصححه الحافظ في "الفتح" 1/98. شاذان: هو الأسود بن عامر.
وأخرجه الدارمي (1235) ، والطبري في "التفسير" 2/17، والطبراني (11729) ، والحاكم 1/269 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطيالسي (2673) ، وأبو داود (4680) من طريقين عن سماك، به.=(4/426)
2692 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلا لَهُ دَعْوَةٌ تَنَجَّزَهَا فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَلا فَخْرَ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ، وَلا فَخْرَ، آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِي " قَالَ: " وَيَطُولُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ، حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ، فَيَشْفَعَ لَنَا إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي قَدِ أُخْرِجْتُ مِنَ الجَنَّةِ بِخَطِيئَتِي، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا رَأْسَ النَّبِيِّينَ. فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي قَدْ دَعَوْتُ دَعْوَةً غَرَّقَتْ أَهْلَ الْأَرْضِ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ. قَالَ: فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي قَدْ كَذَبْتُ فِي الْإِسْلامِ ثَلاثَ كِذْبَاتٍ،
__________
= وسيأتي برقم (2775) و (2964) و (3249) .
وله شاهد من حديث البراء بن عازب عند البخاري (40) .(4/427)
وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ حَاوَلَ بِهِنَّ إِلا عَنْ دِينِ اللهِ، قَوْلُهُ: {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89] ، وَقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63] ، وَقَوْلُهُ لِامْرَأَتِهِ: إِنَّهَا أُخْتِي - وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، الَّذِي اصْطَفَاهُ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلامِهِ. فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلَّمَكَ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى، رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، أَنْتَ رُوحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، قَدِ اتُّخِذْتُ إِلَهًا مِنْ دُونِ اللهِ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي. ثُمَّ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ قَدْ خُتِمَ عَلَيْهِ، أَكَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِي الْوِعَاءِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ؟ فَيَقُولُونَ: لَا 0 فَيَقُولُ: إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَاتَمَ النَّبِيِّينَ، قَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ، وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ". قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَيَأْتُونِي، فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَأَقُولُ: نَعَمْ أَنَا لَهَا، حَتَّى يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ؟ فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ، فَنَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ، فَتُفْرَجُ لَنَا الْأُمَمُ عَنْ طَرِيقِنَا، فَنَمْضِي غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ، وَتَقُولُ الْأُمَمُ: كَادَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِيَاءَ كُلُّهَا ". قَالَ: " ثُمَّ آتِي بَابَ الْجَنَّةِ، فَآخُذُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ، (1) فَأَقْرَعُ الْبَابَ، فَيُقَالُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ:
__________
(1) في (ظ9) و (ظ14) : بحلقة الباب.(4/428)
مُحَمَّدٌ، فَيُفْتَحُ لِي، فَأَرَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ عَلَى كُرْسِيِّهِ أَوْ سَرِيرِهِ فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، وَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي، فَيُقَالُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ". قَالَ: " فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي، أُمَّتِي. فَيُقَالُ لِي: أَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا. فَأُخْرِجُهُمْ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَخِرُّ سَاجِدًا، وَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي، فَيُقَالُ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي، أُمَّتِي. فَيُقَالُ: أَخْرِجْ مَنِ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا، فَأُخْرِجُهُمْ " قَالَ: وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ مِثْلَ هَذَا أَيْضًا (1)
2693 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ، أَنَّهُ قَالَ فِي الْأَوَّلِ: " مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ " وَالثَّانِيَةِ: " بُرَّةٍ " وَالثَّالِثَةِ: " ذَرَّةٍ " (2)
__________
(1) حسن لغيره دون قول عيسى عليه السلام: "إني قد اتخذت إلهاً من دون الله" فانه مخالف لما في الصحيح من أن عيسى لم يذكر ذنباً، وإسناد هذا الحديث ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعة. وقد تقدم الحديث بطوله برقم (2546) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله.
وهذا الحديث من مسند أنس بن مالك، وإنما أورده الإمامُ أحمد هنا تبعاً للذي قبله بياناً للمثاقيل المبهمة في رواية أبي نضرة عن ابن عباس، وسيأتي بنحوه في مسند أنس 3/247-248 عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس.(4/429)
2694 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَالَ لِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: إِنَّهُ قَدْ حُبِّبَتْ إِلَيْكَ الصَّلَاةُ، فَخُذْ مِنْهَا مَا شِئْتَ " (1)
2695 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: اخْتَصَمَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلانِ، فَوَقَعَتِ الْيَمِينُ عَلَى أَحَدِهِمَا، فَحَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا لَهُ عِنْدَهُ شَيْءٌ، قَالَ: " فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّهُ كَاذِبٌ، إِنَّ لَهُ عِنْدَهُ حَقَّهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ حَقَّهُ، وَكَفَّارَةُ يَمِينِهِ مَعْرِفَتُهُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، أَوْ شَهَادَتُهُ " (2)
2696 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا (3)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولين يوسف بن مهران.
وأخرجه عبد بن حميد (666) عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وانظر (2205) .
(2) إسناده ضعيف، لاختلاط عطاء بن السائب. شريك: هو ابن عبد الله النخعي، وهو -وإن كان سيئ الحفظ- قد تُوبع، وأبو يحيى الأعرج هذا: هو زياد المكي، وهو ثقة روى له أبو داود، وليس هو مِصْدعا المشهور بأبي يحيى الأعرج المعرقب. وانظر (2280) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وشيبان: =(4/430)
2697 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، وَمُوسَى، وَإِبْرَاهِيمَ، فَأَمَّا عِيسَى، فَأَحْمَرُ جَعْدٌ عَرِيضُ الصَّدْرِ، وَأَمَّا مُوسَى فَآدَمُ جَسِيمٌ " قَالُوا لَهُ: فَإِبْرَاهِيمُ؟ قَالَ: " انْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ " يَعْنِي نَفْسَهُ (1)
2698 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ زُهَيْرٌ: لَا شَكَّ فِيهِ - قَالَ: " إِنَّ
__________
= هو ابن عبد الرحمن النحْوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/290، وعبد بن حميد (1521) ، والبخاري (4464) و (4978) ، والنسائي في "الكبرى" (7977) ، والطبراني (10726) من طرق عن شيبان، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2017) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عثمان بن المغيرة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه البخاري (3438) ، والطبراني (11057) ، وابن منده في "الإيمان" (726) من طريق محمد بن كثير، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. ولم يذكر البخاري فيه إبراهيمَ عليه السلام.
وأخرجه الطبراني (11086) من طريق سلمة بن كهيل، عن مجاهد، به. وانظر ما تقدم برقم (2197) و (2501) وما سيأتي برقم (3546) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/282، والبخاري (3394) ، ومسلم (168) .(4/431)
الْهَدْيَ الصَّالِحَ، وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ، وَالاقْتِصَادَ، جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، قابوس بن أبي ظبيان لين، وباقي رجاله ثقات. زهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (468) ، والطبراني (12608) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6555) من طريق أحمد بن يونس، وأبو داود (4776) ، ومن طريقه البيهقي في "الآداب" (193) عن عبد الله بن محمد النفيلي، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وقال أحمد بن يونس في حديثه: "جزء من سبعين جزءاً من النبوة".
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (791) ، والطبراني (12609) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/263 من طرق عن قابوس بن أبي ظبيان، به. ولفظه عند الطبراني: "جزء من خمسة وأربعين جزءاً من النبوة".
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (306) من طريق بحر بن كنيز السقاء، عن الثوري، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس رفعه بلفظ: "التؤدة والاقتصاد والتثبت والصمت جزء من ستة وعشرين جزءاً من النبوة".
وأورده مالك في "الموطأ" 2/954-955 بلاغاً عن ابن عباس أنه كان يقول: القصد والتؤدة وحسن السمت، جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة. فجعله موقوفاً على ابن عباس. وانظر ما بعده.
وله شاهد من حديث عبد الله بن سَرْجس عند الترمذي (2010) بلفظ: "السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد، جزء من أربعة وعشرين جزءاً من النبوة". قال الترمذي: حسن غريب.
قوله: "إن الهدي الصالح"، قال السندي: بفتح فسكون: الطريقة، قال الخطابي: هدي الرجل: حاله ومذهبه، وكذا السمت -بفتح فسكون- فالعطف كعطف التفسير، والاقتصاد: التوسط بين الإفراط والتفريط، وهو محمود في كل شيء، ومعنى كونها جزءاً من النبوة: أنها جزء من فضائل الأنبياء، أو جزء مما جاء به الأنبياء ودعوا الناسَ إليه، أو =(4/432)
2699 - حَدَّثَنَاه أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، وَجَعْفَرٌ يَعْنِي الْأَحْمَرَ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّمْتُ الصَّالِحُ. . . " فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
2700 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى خَمْسَ صَلَوَاتٍ " (2)
2701 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُحَيَّاةِ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى التَّيْمِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَّى الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ بِمِنًى، وَصَلَّى الْغَدَاةَ يَوْمَ عَرَفَةَ بِهَا " (3)
__________
= أن صاحبها يستحق أن يُوقر ويعظم، ويلبسه الله تعالى لباس التقوى على قدر هذا الجزء من النبوة لو كانت النبوة أجزاءَ، وإلا فالنبوة لا تتجزأ، وجعلها جزءا من هذا العدد موكول إلى عالمه لا دخل للرأي فيه، والله تعالى أعلم.
(1) حسن لغيره، وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري. الأعمش: هو سليمان بن مهران، والحكم: هو ابن عتيبة.
وأخرجه الدارمي (1871) ، وابن خزيمة (2799) ، والطبراني (12126) ، والحاكم 1/461 من طريق الأسود بن عامر، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (2765) ، وانظر ما بعده.
وفي الباب عن جابر في حديثه الطويل في حجة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (1218) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.(4/433)
2702 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ، يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَا أَحَدٌ يُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَيَمُوتُ، إِلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " (1)
2703 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي الْقُمِّيَّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكْتُ. قَالَ: " وَمَا الَّذِي أَهْلَكَكَ؟ " قَالَ: حَوَّلْتُ رَحْلِيَ الْبَارِحَةَ. قَالَ: فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ إِلَى رَسُولِهِ هَذِهِ الْآيَةَ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] "
__________
= وأخرجه بنحوه أبو داود (1911) ، والترمذي (880) ، وأبو يعلى (2426) ، والطبراني (12125) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. ولفظه عند الطبراني: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي الظهر والعصر بمنى يوم التروية.
وأخرجه كذلك ابن ماجه (3004) ، والترمذي (879) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، عن عطاء، عن ابن عباس. وإسماعيل بن مسلم ضعيف الحديث، لكنه ينجبر بالمتابعات. وتقدم الحديث برقم (2306) ، وانظر ما قبله.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن عند إطلاقه عند الإمام أحمد: هو حسن بن موسى الأشيب، لكن تقدم هذا الحديث برقم (2487) عن حسن بن الربيع مصرحاً به، والله أعلم.
وأخرجه أبو عوانة 4/481 من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.(4/434)
أَقْبِلْ، وَأَدْبِرْ، وَاتَّقُوا الدُّبُرَ وَالْحَيْضَةَ " (1)
2704 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ بَنَاتِهِ، وَهِيَ تَجُودُ
__________
(1) إسناده حسن، يعقوب القمي -وهو يعقوب بن عبد الله بن سعد القمي- روى عنه جمع، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الطبراني: كان ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وجعفر -وهو ابن أبي المغيرة الخزاعي القمي- روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه أبو حفص بن شاهين، وذكره الذهبي في "تاريخ الإِسلام" في الطبقة الثالثة عشرة -وهي التي توفي أصحابها بين 121 و130-، وقال: وكان صدوقاً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه الترمذي (2980) ، والطبري 2/397 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن غريب.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8977) و (11040) ، وأبو يعلى (2736) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (465) ، وابن حبان (4202) ، والطبراني (12317) ، والبيهقي 7/198، والواحدي في "أسباب النزول" ص 48، والبغوي في "معالم التنزيل" 1/198 من طريق يونس بن محمد، عن يعقوب القمي، به.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 1/629 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والضياء في "المختارة".
قوله: "حولت رحلي البارحة"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/209: كنى برَحْله عن زوجته، أراد به غِشْيانها في قبلها من جهة ظهرها، لأن المجامع يعلو المرأة ويركبها مما يلي وجهها، فحيث ركبها من جهة ظهرها كنى عنه بتحويل رحله، إما أن يريد به المنزل والمأوى، وإما أن يريد به الرحْل الذي تُركبُ عليه الإبلُ.(4/435)
بِنَفْسِهَا، فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّى قُبِضَتْ، (1) قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْمُؤْمِنُ بِخَيْرٍ، تُنْزَعُ نَفْسُهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ وَهُوَ يَحْمَدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
2705 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَهْطٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَقَدْ نَصَبُوا حَمَامَةً يَرْمُونَهَا، فَقَالَ: " لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا " (3)
2706 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ، وَقُثَمُ أَمَامَهُ " (4)
2707 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، وَيُونُسُ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْغَنَوِيِّ،
__________
(1) في (ظ9) و (ظ14) : قضت.
(2) حديث حسن، إسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- روى عن عطاء بن السائب بعد اختلاطه، لكن تابعه سفيان الثوري في الرواية السالفة برقم (2475) وهو ممن سمع من عطاء قبل اختلاطه. وانظر (2412) .
(3) حديث صحيح، وقد تقدم برقم (1863) .
وأخرجه الطبراني (11719) من طريق عبد الرزاق، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
(4) إسناده ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي-. وهو في "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (1884) بإسناده ومتنه. وسيأتي برقم (3217) ، وانظر ما تقدم برقم (2259) .
وفي الباب عن عبد الله بن جعفر تقدم في مسنده برقم (1760) وفيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمل عبد الله بن جعفر أمامه، وقثم بن عباس خلفه. وإسناده حسن.(4/436)
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَمَلَ بِالْبَيْتِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ. فَقَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا. قُلْتُ: وَمَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَالَ: صَدَقُوا، رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَيْتِ، وَكَذَبُوا، لَيْسَ بِسُنَّةٍ، إِنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ: زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ: دَعُوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ حَتَّى يَمُوتُوا مَوْتَ النَّغَفِ، فَلَمَّا صَالَحُوهُ عَلَى أَنْ يَقْدَمُوا مِنَ العَامِ الْمُقْبِلِ، يُقِيمُوا (1) بِمَكَّةَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُشْرِكُونَ مِنْ قِبَلِ قُعَيْقِعَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " ارْمُلُوا بِالْبَيْتِ ثَلاثًا "، وَلَيْسَ بِسُنَّةٍ. قُلْتُ: وَيَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّهُ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى بَعِيرٍ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ. فَقَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا. فَقُلْتُ: وَمَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ فَقَالَ: صَدَقُوا، قَدْ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى بَعِيرٍ، وَكَذَبُوا، لَيْسَ بِسُنَّةٍ، كَانَ النَّاسُ لَا يُدْفَعُونَ عَنْ رَسُولِ اللهِ، وَلا يُصْرَفُونَ عَنْهُ، فَطَافَ عَلَى بَعِيرٍ لِيَسْمَعُوا كَلامَهُ، وَلا تَنَالُهُ أَيْدِيهِمْ، قُلْتُ: وَيَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ؟ قَالَ: صَدَقُوا، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ بِالْمَنَاسِكِ، عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَسْعَى فَسَابَقَهُ، فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَعَرَضَ لَهُ شَيْطَانٌ - قَالَ يُونُسُ: الشَّيْطَانُ - فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، حَتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، قَالَ: قَدْ تَلَّهُ لِلجَبِينِ - قَالَ يُونُسُ: وَثَمَّ تَلَّهُ لِلجَبِينِ - وَعَلَى إِسْمَاعِيلَ قَمِيصٌ أَبْيَضُ، وَقَالَ: يَا أَبَتِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي ثَوْبٌ تُكَفِّنُنِي فِيهِ
__________
(1) كذا الأصول، وفي سنن أبي داود، ومسند الطيالسي والطبراني: فيقيموا.(4/437)
غَيْرُهُ، فَاخْلَعْهُ حَتَّى تُكَفِّنَنِي فِيهِ، فَعَالَجَهُ لِيَخْلَعَهُ، فَنُودِيَ مِنْ خَلْفِهِ: {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} [الصافات: 105] فَالْتَفَتَ إِبْرَاهِيمُ، فَإِذَا هُوَ بِكَبْشٍ أَبْيَضَ أَقْرَنَ أَعْيَنَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا نَتْبَعُ ذَلِكَ الضَّرْبَ مِنَ الكِبَاشِ، قَالَ: ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى الْجَمْرَةِ الْقُصْوَى، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى مِنًى قَالَ: هَذَا مِنًى - قَالَ يُونُسُ: هَذَا مُنَاخُ النَّاسِ - ثُمَّ أَتَى بِهِ جَمْعًا، فَقَالَ: هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى عَرَفَةَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَلْ تَدْرِي لِمَ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ؟ قُلْتُ: " لَا ". قَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ: عَرَفْتَ - قَالَ يُونُسُ: هَلْ عَرَفْتَ؟ - قَالَ: نَعَمْ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمِنْ ثَمَّ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرِي كَيْفَ كَانَتِ التَّلْبِيَةُ؟ قُلْتُ: وَكَيْفَ كَانَتْ؟ قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ، خَفَضَتْ لَهُ الْجِبَالُ رُءُوسَهَا، وَرُفِعَتْ لَهُ الْقُرَى، فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ (1)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عاصم الغنوي، فقد روى له أبو داود، وقال أبو حاتم: لا أعرف اسمه ولا أعرفه، ولا حدث عنه سوى حماد بن سلمة، وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين: ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. قلنا: ولمعظم هذا الحديث طرق وشواهد يتقوى بها. سريج: هو ابن النعمان، ويونس: هو ابن محمد المؤدب.
وأخرجه بطوله الطيالسي (2697) ، والطبراني (10628) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4077) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وذكر الطيالسي في حديثه أن الركوب على البعير كان في الطواف بالبيت وليس بين الصفا والمروة.
وأخرج القطعتين الأولى والثانية منه أبو داود (1885) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجهما مسلم (1264) (237) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة=(4/438)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 49، وابن حبان (3845) ، والبيهقي 5/81-82 و100 من طريق الجريري، عن أبي الطفيل، به.
وقد سلفت القطعة الأولى منه برقم (2220) ، وستأتي القطعة الثانية برقم (3492) ، كلتاهما من طريق الجريري، وقرن به في الموضع الأول ابنَ خثيم.
وأخرج القطعة الأولى منه الطحاوي 2/179 عن ربيع المؤذن، عن أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، به. وسلفت برقم (2029) من طريق فطر بن خليفة عن أبي الطفيل، وستأتي برقم (3534م) و (3535) من طريق حماد بن سلمة، به.
وقد روي عن أبي الطفيل من حديثه قال: رَمَل رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الحجر إلى الحجر.
وسيأتي في تخريجه في مسنده 5/455.
أما القطعة الثانية فأخرجها الطبري في "تهذيب الآثار" ص 60، والبيهقي 5/100 من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجها مسلم (1265) (239) من طريق عبد الملك بن سعيد بن أبجر، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس بنحوه. وستأتي برقم (2842) من طريق أبي عاصم الغنوي، و (3492) من طريق الجريري، كلاهما عن أبي الطفيل.
وأما القطعة الثالثة فأخرجها الطبري في "تفسيره" 23/80 من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، به - مختصرة إلى قوله: "ذلك الضرب من الكباش".
وسيأتي نحوها برقم (2794) من طريق عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وأخرج من قول ابن عباس في آخرها: "هل تدري كيف كانت التلبية ... " الطبري 17/145 من طريق حجاج بن منهال، عن حماد، به.
قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 1/149 في معرض قصة إسماعيل: غالب ما هاهنا من الآثار مأخوذ من الإسرائيليات، وفي القرآن كفاية عما جرى من الأمر العظيم، والاختبار الباهر، وأنه فُدِي بذبح عظيم، وقد ورد في الحديث أنه كان كبشا.
قوله: "موت النغَف"، قال السندي: بفتح ونون وغين معجمة بعدها فاء، دود تكون في أنوف الإبل والغنم. "قُعَيقِعان"، قال: بضم القاف الأولى وكسر الثانية وفتح مهملتين =(4/439)
2708 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الْغَنَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، فَذَكَرَهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: لَا تَنَالُهُ أَيْدِيهِمْ، وَقَالَ: وَثَمَّ تَلَّ إِبْرَاهِيمُ إِسْمَاعِيلَ لِلجَبِينِ (1)
2709 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُهُمِ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ يَقُولَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ " (2)
2710 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ يَقُولُ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ
__________
= وسكون تحتانية، جبل بمكة مقابل قبيس. "لا يُدفَعون"، قال: على بناء المفعول، أي: لم يكن من عادته أنهم إذا ازدحموا عليه دُفِعوا عنه كما هو عادة الأمراء.
(1) هو مكرر ما قبله. مؤمل: هو ابن إسماعيل، سيئ الحفظ.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقاتُ رجال الشيخين غيرَ إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- وأبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس-، فمن رجال مسلم. وانظر (2168) .(4/440)
الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "الموطأ" 1/215-216.
ومن طريق مالك أخرجه ابن أبي شيبة 10/259، والبخاري في "الأدب المفرد" (697) ، ومسلم (769) (199) ، وأبو داود (771) ، والترمذي (3418) ، والنسائي في "الكبرى" (7704) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (868) ، وأبو عوانة 2/300، وابن حبان (2598) ، والطبراني في "الدعاء" (756) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (760) ، والبغوي (950) . وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه بنحوه الطبرانيُّ في "الكبير" (10993) ، وفي "الدعاء" (755) من طريق عبيد الله بن عمر، عن أبي الزبير، به. وفيه أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقولُ هذا الدعاءَ بعد
التكبير، وبعدَ أن يقولَ: وجهتُ وجهي للذي فطر السماواتِ والأرضَ حنيفا مسلماً.
وأخرجه مسلم (769) (199) ، وأبو داود (772) ، ومحمد بن نصر في "قيام الليلة" ص 48، وابن خزيمة (1152) ، وأبو عوانة 3/201، وابن حبان (2599) ، والطبراني في "الكبير" (11012) ، وفي "الدعاء" (757) من طريق عمران بن مسلم، عن قيس بن سعد، عن طاووس، به. وفيه أيضاً أنه كان يقولُه بعد ما يكبر.
وأشار إلى روايتي أبي الزبير وقيس بن سعد عن طاووس البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث رقم (7442) .
وسيأتي الحديث برقم (2812) و (3368) و (3468) .
قوله: "أنت نورُ السماوات والأرض"، قال النووي في "شرح مسلم" 6/54: قال العلماء: معناه: مُنَورهما وخالقُ نورهما، وقال أبو عبيد: معناه: بنورك يهتدي أهلُ السماوات والأرض. قال الخطابي في تفسير اسمه -سبحانه وتعالى- "النور": ومعناه: الذي بنوره يُبصر ذو العَماية، وبهدايته يَرْشُدُ ذو الغِواية، قال: ومنه: (الله نورُ=(4/441)
2711 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، قَالَ: نَحْوًا (1) مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ، فَقَامَ قِيَامًا
__________
= السماوات) ، أي: منه نورهما، قال: ويحتمل أن يكونَ معناه: ذو النور، ولا يصح أن يكونَ النوُر صفةَ ذات الله تعالى، وإنما هو صفةُ فعل، أي: هو خالقُه، وقال غيره: معنى نور السماوات والأرض: مدبر شمسها وقمرها ونجومها.
قوله: "أنت قَيام السماوات"، قال السندي: القيام -بتشديد الياء- والقيوم: القائم بأمورِ العباد، ومدبرُ الخلائق في جميع الأحوال، والمعنى: القائم بأتم وجه وأكمله بتدبيرِ السماوات والأرض وأهلهما.
وقوله: "أنت الحق"، قال: أي: الثابت ألوهيته دون ما يدعيه المبطلون.
وقوله: "وبك خاصمت"، قال: أي: بحجتك، أو بعونك، أو بأمرك خاصمت أعداءَك.
وقوله: "وإليك حاكمت"، قال: أي: إليك فوضتُ المحاكمةَ بيني وبين أعدائي، ورضيتُ بحُكمك بيني وبينهم، والله تعالى أعلم.
قال النووي في "شرح مسلم" 6/56: ومعنى سؤاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المغفرة مع أنه مغفور له:
أنه يسأل ذلك تواضعاً وخضوعا وإشفاقا وإجلالاً، وليُقتدى به في أصلِ الدعاء والخضوعِ وحسنِ التضرع في هذا الدعاء المعين، وفي هذا الحديث وغيره مواظبتُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الليل
على الذكر والدعاء والاعتراف لله تعالى بحقوقه والإقرارِ بصدقه ووعده ووعيده والبعث والجنةِ والنار وغيرِ ذلك.
(1) في (ظ14) و (س) : نحو، وعلى هامش (س) : في نسخة نحواً.(4/442)
طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، (1) وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، قَالَ أَبِي (2) : وَفِيمَا قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ (3) ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ إِسْحَاقَ - ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللهَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ؟ فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا، وَلَوِ اخَذْتُهُ لاكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، وَرَأَيْتُ النَّارَ، فَلَمِ ارَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ " قَالُوا: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بِكُفْرِهِنَّ " قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللهِ؟ قَالَ: " يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ، لَوِ احْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ " (4)
__________
(1) قوله: "وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً" من (ظ9) و (ظ14) ، وسقط من (م) وباقي الأصول الخطية، وهو ثابت في "موطأ مالك" و"صحيح مسلم".
(2) القائل هو عبد الله بن أحمد، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، يعني: عن مالك.
(3) زاد الشيخ أحمد شاكر في طبعته بعد هذا نقلاً عن النسخة الكتانية ما نصه: "ثم قام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول"، ولم ترد هذه الزيادة في (م) ولا في أصولنا الخطية المعتمدة، ولا في "الموطأ" و"صحيح مسلم" وغيره.
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى من رجاله، ومن فوقه من=(4/443)
2712 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ مَرْوَانَ قَالَ: اذْهَبْ يَا رَافِعُ، لِبَوَّابِهِ، إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْ: لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ مِنَّا فَرِحَ بِمَا أُوتِيَ، وَأَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ مُعَذَّبًا، (1) لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَمَا لَكُمْ وَهَذِهِ؟ إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ، ثُمَّ تَلا ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ
__________
= رجال الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/186-187.
وأخرجه مسلم (907) عن محمد بن رافع، عن إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد.
ومن طريق مالك أخرجه مطولا ومقطعاً: الشافعي 1/163 و164، وعبد الرزاق (4925) ، والدارمي (1528) ، والبخاري (29) و (431) و (748) و (1052) و (3202) و (5197) ، وأبو داود (1189) ، والنسائي 3/146-148، وابن خزيمة (1377) ، وأبو عَوانة 2/379-380، والطحاوي 1/327، وابنُ حبان (2832) و (2853) ، والبيهقي 3/321 و335، والبغوي (1140) .
وأخرجه مسلم (907) (17) عن سُويد بنِ سعيد، عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، به. وسيأتي برقم (3374) ، وانظر ما تقدم برقم (1864) و (1975) و (2673) .
وسيأتي نحوه من طريق كثير بنِ عباس، عن ابن عباس في مسند عائشة 6/87.
قوله: "آيتان"، قال السندي: أي: علامتان دالتان على عظيم سلطانه، وباهر برهانه.
وقوله: "لموت أحد"، قال: قال ذلك لأنها انكسفت يومَ مات إبراهيم ابن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فزعم الناسُ أنها انكسفت لموته، فدفع صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهْمَهُمْ بهذا الكلام، وذكر الحياة استطرادي.
تكعكعت، أي: تأخرت إلى الوراء.
ويكفرن العشير، أي: يُنكِرْن إحسانَ الزوج.
(1) لفظة "معذباً" ليست في (م) .(4/444)
أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 187] هَذِهِ الْآيَةَ، وَتَلا ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 188] ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " سَأَلَهُمِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ إِيَّاهُ وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ، فَخَرَجُوا قَدْ أَرَوْهُ أَنْ قَدِ أخْبَرُوهُ بِمَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ، وَاسْتَحْمَدُوا بِذَلِكَ إِلَيْهِ، وَفَرِحُوا بِمَا أَتَوْا مِنْ كِتْمَانِهِمْ إِيَّاهُ مَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله.
وأخرجه البخاري (4568) ، ومسلم (2778) ، والترمذي (3014) ، والنسائي في "الكبرى" (11086) ، والطبري 4/207، وأبو عَوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 7، والطبراني (10730) ، والحاكم 2/299، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7019) من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/141-142، ومن طريقه الطبري 4/207، والواحدي في "أسباب النزول" ص 91، وأخرجه البخاري (4568) ، ومن طريقه البغوي في "معالم التنزيل" 1/384 عن إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف الصنعاني، كلاهما (عبد الرزاق وهشام) عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن علقمة بن وقاص أن مروان قال لبوابه: اذهب يا رافع إلى ابن عباس ... فذكره. وأشار البخاري في "صحيحه" إلى رواية عبد الرزاق عن ابن جريج.
قلنا: قد اختلف على ابن جريج في شيخ شيخه، فقال عبد الرزاق وهشام بن يوسف الصنعاني عنه: عن ابن أبي مليكة، عن علقمة، وقال حجاج بن محمد عنه: عن ابن أبي مليكة، عن حميد بن عبد الرحمن، قال الحافظ في "الفتح" 8/234: والذي يتحصلُ لي من الجواب عن هذا الاحتمالِ أن يكونَ علقمةُ بن وقاص كان حاضراً عند ابن عباس لما أجاب، فالحديث من رواية علقمة عن ابن عباس، وإنما قَص علقمة سببَ =(4/445)
2713 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَنْ جَحَدَ آدَمُ - قَالَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ - إِنَّ اللهَ لَمَّا خَلَقَهُ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّتَهُ، فَعَرَضَهُمْ عَلَيْهِ فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلًا يَزْهَرُ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، مَنْ هَذَا؟ قَالَ:
__________
= تحديث ابنِ عباس بذلك فقط، وكذا أقول في حميد بن عبد الرحمن، فكأن ابنَ أبي مُليكة حمله عن كل منهما، وحدث به ابنَ جريج عن كل منهما، فحدث به ابن جريج تارةً عن هذا، وتارة عن هذا.
وأخرج البخاري (4567) ، ومسلم (2777) عن أبي سعيد الخدري أن هذه الآية نزلت في المنافقين الذين تخلفوا عن رسول الله، ثم اعتذروا إليه، وأحبوا أن يُحمدوا بما لم يفعلوا. قال الحافظ ابنُ كثير في "تفسيره" 2/158: ولا منافاةَ بين ما ذكره ابنُ عباس، وما قاله هؤلاء، لأن الآيةَ عامة في جميع ما ذكر.
قوله: "بما أوتي"، قال السندي: بضم الهمزة وكسر الفوقانية، أي: أعطي، هكذا في نسخ "المسند"، وكذا في "صحيح البخاري"، وظاهره أن قراءة مروان "لا تحسبن الذين يفرحون بما أوتُوا" كما قرأه سعيد بن جبير وغيره، والقراءة المشهورة (بما أتَوْا) أي: فعلوا، لكن لفظ مسلم "فرح بما أتى"، وهو موافق للقراءة المشهورة، وهكذا جاء الاختلاف في لفظ ابن عباس، والظاهر أن الاختلاف جاء من الرواة، والصحيح ما هو موافق للقراءة المشهورة.
تنبيه: قال الحافظ ابن حجر 8/235: الشيء الذي سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه اليهودَ لم
أره مفسراً، وقد قيل: إنه سألهم عن صفته عندهم بأمر واضح، فأخبروه عنه بأمر مجمل، وروى عبد الرزاق (في تفسيره 1/141) من طريق سعيد بن جبير قوله: (لَتُبيننه للناس ولا تكتمونه) قال: محمد، وقي قوله: (يفرحون بما أتوا) ، قال: بكتمانهم محمداً، وفي قوله: (أن يحمدوا بما لم يفعلوا) ، قال: قولهم: نحن على دين إبراهيم.(4/446)
ابْنُكَ دَاوُدُ. قَالَ: كَمْ عُمُرُهُ؟ قَالَ: سِتُّونَ. قَالَ: أَيْ رَبِّ، زِدْ فِي عُمُرِهِ. قَالَ: لَا، إِلا أَنْ تَزِيدَهُ أَنْتَ مِنْ عُمُرِكَ. فَزَادَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنْ عُمُرِهِ، فَكَتَبَ اللهُ عَلَيْهِ كِتَابًا، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْبِضَ رُوحَهُ، قَالَ: بَقِيَ مِنْ أَجَلِي أَرْبَعُونَ. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ جَعَلْتَهُ لِابْنِكَ دَاوُدَ. قَالَ: فَجَحَدَ، قَالَ: فَأَخْرَجَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكِتَابَ، وَأَقَامَ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةَ، فَأَتَمَّهَا لِدَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ مِائَةَ سَنَةٍ، وَأَتَمَّهَا لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ عُمْرَهُ أَلْفَ سَنَةٍ " (1)
2714 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي النَّهْشَلِيَّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَمَانِيَ (2) رَكَعَاتٍ، وَيُوتِرُ بِثَلاثٍ، وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا كَبِرَ، صَارَ إِلَى تِسْعٍ: وَسِتٍّ (3) وَثَلاثٍ " (4)
__________
(1) حسن لغيره دون قوله: "فأتمها لداود مئة سنة، وأتمها لآدم عمره ألف سنة"، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولين يوسف بن مهران. وانظر (2270) .
(2) في (ظ9) و (ظ14) : ثمان، بحذف الياء، وكلاهما سائغ.
(3) في النسخ المطبوعة والأصول الخطية عدا (ظ14) : وست، بواو، والمثبت من (ظ14) وهو الصواب.
(4) صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم، وقد اضطرب فيه على يحيى بن الجزار، فروي عنه عن ابن عباس كما هو هنا، وروي عنه عن أم سلمة أخرجه كذلك الترمذي (457) ، والنسائي 3/237، وروي عنه عن عائشة أخرجه النسائي 3/238 مع اختلاف في بعض ألفاظه. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وأبو بكر النهشلي، قيل: اسمه عبد الله بن قِطَاف أو ابن أبي قطاف، وقيل: وهب، وقيل:=(4/447)
2715 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ هُبَيْرَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "
__________
= معاوية.
وأخرجه الطبراني (12730) من طريق عون بن سلام، عن أبي بكر النهشلي، عن حبيب بنِ أبي ثابت، عن يحيى ابنِ الجزار، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يوتر بثلاث.
وأخرجه الطبراني أيضا (12690) من طريق أبي بلال الأشعري، حدثنا أبو بكر النهشلي، عن حبيب بنِ أبي ثابت، عن يحيى بن وثاب (!) ، عن ابنِ عباس: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصلي من الليل ثمان ركعات، ويوتر بثلاث.
وأخرج البيهقي 3/41 من طريق عطاء بن مسلم، عن العلاء بن المسيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس، قال: أوتر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثلاث قَنَتَ فيها قبل الركوع.
وقال البيهقي: هذا ينفرد به عطاء بن مسلم وهو ضعيف.
وأخرجه ابن ماجه (1361) ، والطبراني (12568) من طريق موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، قال: سألتُ عبدَ الله بنَ عباس وعبد الله بن عمر عن صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالليل، فقالا: ثلاث عشرة ركعة، منها ثمان ويوتر بثلاث، وركعتين بعد الفجر.
وسيأتي الحديث برقم (2740) و (3004) ، وانظر صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الليل عن ابن عباس برقم (2019) و (2164) و (2276) و (2559) و (2572) ، وكلام الحافظ ابن
حجر على بعض هذه الروايات في "الفتح" 2/483-486.
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (1159) ، ومسلم (738) ، وانظر الروايات عنها في "سنن البيهقي" 3/6-7.
وعن عائشة أيضا عند أبي داود (1362) قالت: كان (يعني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يوتر بأربع وثلاث، وست وثلاث، وثمان وثلاث، وعشر وثلاث ...(4/448)
اتَّقُوا الْمَلاعِنَ الثَّلاثَ " قِيلَ: مَا الْمَلاعِنُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَنْ يَقْعُدَ أَحَدُكُمْ فِي ظِلٍّ يُسْتَظَلُّ فِيهِ، أَوْ فِي طَرِيقٍ، أَوْ فِي نَقْعِ مَاءٍ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن ابن عباس. عبد الله: هو ابن المبارك، وروايته عن ابن لهيعة صالحة.
وله شاهد من حديث معاذ بن جبل عند أبي داود (26) ، وابن ماجه (328) ، والحاكم 1/167، والبيهقي 1/97 من طرق عن أبي سعيد الحميري، عن معاذ رفعه: "اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل" وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، مع أن أبا سعيد الحميري لم يسمع من معاذ.
وآخر من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/372، ومسلم (269) ، وأبي داود (25) ولفظه: "اتقوا اللعانَيْن" قالوا: وما اللعانانِ يا رسول الله؟ قال: "الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم".
وثالث من حديث جابر عند أحمد 3/305 و381-382 وغيره من طريق الحسن، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا سرتم في الخصب فأمكنوا الركاب أسنانها، ولا تُجاوزوا المنازل، وإذا سرتم في الجدب فاستجدوا، وعليكم بالدلَجِ، فإن الأرضَ تُطوى بالليل، وإذا تغولت لكم الغيلانُ فنادوا بالأذان، وإياكم والصلاةَ على جواد الطريق والنزول عليها، فإنها مأوى الحيات والسباع، وقضاءَ الحاجة فإنها الملاعن".
ورجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من جابر بن عبد الله. ورواه ابن ماجه (329) مختصراً من طريق سالم بن عبد الله الخياط قال: سمعت الحسن يقول: حدثنا (!) جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إياكم والتعريس على جواد الطريق، والصلاة عليها، فإنها مأوى الحيات والسباع، وقضاء الحاجة عليها، فإنها من الملاعن". وحسنه الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/105!
ورابع من حديث ابن عمر بسند ضعيف عند ابن ماجه (330) ، والطبراني (13120) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1010.
قوله: "الملاعن"، قال السندي: أي: مواضع اللعن، جمع ملعنة، وهي المواضع=(4/449)
2716 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1)
2717 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ، فَرَاجَعْتُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ، وَيَزِيدُنِي، حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " (2)
__________
= التي ينتفع الناس بها، فيلعنون من يضيعها، والمراد: اتقوا القعود فيها، أي: التخلي والتغوط فيها.
وقوله: "أو في نقع ماء"، قال: أي: مجمع الماء، وفي بعض الأحاديث: وموارد الماء.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبى الزبير محمد بن مسلم بن تدرس، فمن رجال مسلم.
وقوله في آخره: "وهو محرم" كذا هو في (ظ14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 119، و"إتحاف المهرة" 3/ورقة 66، وتقدم كذلك برقم (2666) عن يونس بن محمد المؤدب، عن ليث بن سعد، وفي النسخ المطبوعة وعامة الأصول الخطية، وكذا على هامش (ظ14) : "وهو صائم"، ويغلب على ظننا أن الصواب ما أثبتنا، فإن عامة من رواه عن عطاء قال فيه: "وهو محرم"، والله أعلم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله. وهو مكرر (2375) .(4/450)
2718 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ الْأَصْحَابِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُ مِائَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلافٍ "
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَنْ يُغْلَبَ قَوْمٌ عَنْ قِلَّةٍ يَبْلُغُونَ (1) أَنْ يَكُونُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا " (2)
2719 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ خَيْبَرَ، فَاتَّبَعَهُ رَجُلانِ وَآخَرُ
__________
(1) في (ظ9) و (ظ14) : يبلغوا، وما أثبتنا هو الجادة.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حبان بن علي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (2714) عن حجاج بن يوسف، عن حجين بن المثنى ويونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2438) عن محمد بن الصلت، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/238، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1239) من طريق محمد بن سليمان لُوَيْن، وابن عدي في "الكامل" 2/833 من طريق داود بن عمرو، ثلاثتهم عن عقيل بن خالد، به. وقرن الدارمي بعقيل يونسَ بن يزيد.
وأخرجه الطحاوي 1/239، ومن طريقه القضاعي (1237) عن فهد بن سليمان، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن حبان وأخيه مندل، عن يونس بن يزيد، عن عقيل، به.
وقد روي من طريق عقيل عن الزهري مرسلا. انظر تخريجه في الحديث المتقدم برقم (2682) .(4/451)
يَتْلُوهُمَا، يَقُولُ: ارْجِعَا ارْجِعَا، حَتَّى رَدَّهُمَا، ثُمَّ لَحِقَ الْأَوَّلَ فَقَالَ: إِنَّ هَذَيْنِ شَيْطَانَانِ، وَإِنِّي لَمْ أَزَلْ بِهِمَا حَتَّى رَدَدْتُهُمَا، فَإِذَا أَتَيْتَ رَسُولَ اللهِ فَأَقْرِئْهُ السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّا هَاهُنَا فِي جَمْعِ صَدَقَاتِنَا، وَلَوْ كَانَتْ تَصْلُحُ لَهُ، لَبَعَثْنَا بِهَا إِلَيْهِ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ الرَّجُلُ الْمَدِينَةَ، أَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَلْوَةِ " (1)
2720 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ: بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، زكريا بن عدي: ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عُبيد الله: هو ابن عمرو الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري.
وأخرجه البزار (2022 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2588) من طريق زكريا بن عدي، بهذا الإسناد. وانظر (2510) .
(2) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الترمذي (462) ، والنسائي في "الكبرى" (1426) عن علي بن حجر، والطحاوي 1/287 من طريق محمد بن سليمان لوين، كلاهما عن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/299 و14/263، وابن ماجه (1172) ، والنسائي في "الكبرى" (1340) ، وأبو يعلى (2555) ، والبيهقي 3/38 من طريق يونس بن أبي إسحاق، والدارمي (1589) ، والنسائي في "المجتبى" 3/236، وفي "الكبرى"=(4/452)
2721 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُحَمَّدٍ، مِنْ آلِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَينٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُدِيمَ النَّظَرَ إِلَى الْمُجَذَّمِينَ " (1)
__________
= (1427) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وابن أبي شيبة 2/299 من طريق أبي الأحوص،
والطبراني (12434) من طريق زهير بن معاوية، أربعتهم عن أبي إسحاق، به. ولفظ حديث أبي الأحوص عند ابن أبي شيبة: كان يقرأ في الوتر بثلاث، دون تعيين السور.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/236، وفي "الكبرى" (1428) من طريق أبي نعيم، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، موقوفاً عليه.
وأخرجه البيهقي 3/38 من طريق إسماعيل القاضي، عن عمرو بن مرزوق، عن زهير، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن أبي هريرة: أنه كان يوتر بثلاث سور: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد.
وأخرج الطبراني (12679) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ هذه السور الثلاث في الوتر، ضمن الحديث الطويل في قيامِ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسيأتي الحديث برقم (2725) و (2726) و (2776) و (2906) و (3531) .
وله شواهد عن عبد الرحمن بن أبزى، وعنه عن أبي بن كعب، وعن عائشة، وستأتي في "المسند" على التوالي 3/406 و5/123 و6/227، وحديثا أبي بن كعب وعائشة صححهما ابن حبان برقم (2436) و (2448) ، وفي حديث عائشة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ في الركعة الأخيرة بالمعوذتين مع سورة الإخلاص، ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 2/19 عن العقيلي أنه قال: حديث ابن عباس وأبي بن كعب بإسقاط المعوذتين أصح.
(1) إسناده ضعيف، وقد تقدم الكلام عليه في مسند علي برقم (581) . محمد=(4/453)
2722 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ بَعْضِ نِسَائِهِ، إِذْ وَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ، فَضَحِكَ فِي مَنَامِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ: لَقَدْ ضَحِكْتَ فِي مَنَامِكَ، فَمَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ " أَعْجَبُ مِنْ نَاسٍ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ هَوْلَ الْعَدُوِّ، يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ " فَذَكَرَ لَهُمْ خَيْرًا كَثِيرًا (1)
__________
= الذي من آل عمرو بن عثمان: هو محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وفاطمة بنت الحسين بن علي أمه.
وأخرجه الطيالسي (2601) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/138، وابن ماجه (3543) ، وابن خزيمة في التوكل كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 134، والبيهقي 7/218 و218-219 من طرق عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وانظر (2075) .
(1) إسناده ضعيف، محمد بن ثابت العبدي ليس بالقوي عندهم، وباقي رجاله ثقات. إسحاق بن عبد الله: هو إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي.
وأخرجه أبو يعلى (2461) عن إبراهيم بن الحجاج السامي، عن محمد بن ثابت العبدي، بهذا الإسناد.
وفي الباب من حديث أنس عند أحمد 3/240، والبخاري (2788) ، ومسلم (1912) (160) ولفظه عند البخاري: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأطعمته وجعلت تَفْلِي رأسه، فنام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: "ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرّة -أو مثل الملوك على الأسرة، شك إسحاق-" قالت:=(4/454)
2723 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ فِي سَفَرٍ قَالَ: " اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضُّبْنَةِ فِي السَّفَرِ، وَالْكَآبَةِ فِي الْمُنْقَلَبِ، اللهُمَّ اقْبِضْ لَنَا الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ " (1)
__________
= فقلتُ: يا رسولَ الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فدعا لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: "ناس من أمتي عرضوا
علي غزاة في سبيل الله ... " كما قال في الأول، قالت: فقلت: يا رسولَ الله، ادع الله أن يجعلني منهم. قال: "أنت من الأولين". فركبَت البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت.
وقد روي كذلك عن أنس عن أم حرام، وهو عند أحمد 6/361، والبخاري (2799) ، ومسلم (1912) (161) .
وأخرج عبد الرزاق في "المصنف" (9629) عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، أن امرأة حذيفة حدثته قالت: نام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت: تضحك مني يا رسول الله؟ قال: "لا، ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاةً في البحر، مثلهم كمثل الملوك على الأسرة" ثم نام، ثم استيقظ أيضاً، فضحك، فقلت: تضحك مني يا رسول الله؟ فقال: "لا، ولكن من قوم يخرجون من أمتي غزاة في البحر، فيرجعون قليلةً غنائمهم، مغفوراً لهم" قالت: ادع الله لي أن يجعلني منهم. قال: فدعا لها، قال: فأخبرنا عطاء بن يسار قال: فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض الروم وهي معنا، فماتت بأرض الروم.
قوله: "هول العدو"، قال السندي: أي: خوفاً منه.
(1) حديث حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن في رواية سماك بن حرب عن =(4/455)
2724 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَفَتَ إِلَى أُحُدٍ، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أُحُدًا يُحَوَّلُ لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ أَدَعُ مِنْهُ دِينَارَيْنِ، إِلا دِينَارَيْنِ أُعِدُّهُمَا لِدَيْنٍ إِنْ كَانَ " فَمَاتَ، وَمَا تَرَكَ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَلا عَبْدًا وَلا وَلِيدَةً، وَتَرَكَ دِرْعَهُ مَرْهُونَةً عِنْدَ يَهُودِيٍّ عَلَى ثَلاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ (1)
__________
= عكرمة اضطراباً. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي. وانظر (2311) .
الضبنة: ما تحت يدك من مال وعيال ومن تلزمك نفقته، والكآبة: تغير النفْس بالانكسار من شدة الهم والحزن، والمنقلب: الرجوع.
(1) إسناده قوي، هلال بن خباب روى له أصحاب السنن، وأطلق القول بتوثيقه يحيى بن معين وأحمد ويعقوب بن سفيان وغيرهم، وقال ابن القطان: تغير بأخرة، ورده يحيى بن معين كما في "تاريخ بغداد" 14/73-74، وباقي رجاله ثقات. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وأبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، وثابت: هو ابن يزيد الأحول.
وأخرجه عبد بن حميد (598) ، والطبراني (11899) و (11901) من طريق عارم أبي النعمان محمد بن الفضل، عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (3682 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2684) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 238، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 263-264، وأبو نعيم في "الحلية" 3/342 من طريق عباد بن العوام، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 239 من طريق أبي محمد، كلاهما عن هلال بن خباب، به. ورواية أبي يعلى وأبي الشيخ مختصرة، وزاد الطبري في أوله من حديث أبي محمد: قال: خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أصحابه ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب، فقال: "يا عبد الله بن عمرو ما كان محمد قائلاً لربه لو مات =(4/456)
2725 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، وَحَجَّاحٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ: بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (1)
2726 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِثَلَاثٍ. . . فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2)
__________
= وهذه عنده؟! " ثم قسمها قبل أن يقوم. وزاد أبو الشيخ وأبو نعيم والطبري في آخره: والله إن كان ليأتي على آل محمد الليالي ما يجدون فيها عشاءً. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/239: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة. وقال في 10/326: رواه البزار وإسناده حسن.
وأخرجه الطبراني (11697) بنحوه عن جبرون بن عيسى، عن يحيى بن سليمان، عن فضيل بن عياض، عن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهذا سند ضعيف.
وسيأتي الحديث برقم (2743) .
وقصة رهن درع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلفت برقم (2109) بإسناد صحيح.
(1) حديث صحيح. حسين بن محمد: هو المروذي، وأبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله، وحجاج: هو ابن محمد الأعور المصيصي. وانظر (2720) .
(2) إسناده صحيح، خلف بن الوليد روى عنه جمع، ووثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 3/371، ويعقوب بن شيبة كما في "تاريخ بغداد" 8/321، وكره ابن حبان في "الثقات" 8/227، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وإسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- سماعه من جده أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه. =(4/457)
2727 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ، فِي عَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ، وَالْبَهِيمَةَ وَالْوَاقِعَ عَلَى الْبَهِيمَةِ، وَمَنْ وَقَعَ عَلَى ذَاتِ مَحْرَمٍ، فَاقْتُلُوهُ " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/299 عن وكيع، والدارمي (1586) من طريق مالك بن إسماعيل، والطحاوي 1/288 من طريق عبد الله بن رجاء، والبيهقي 3/38 من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، أربعتهم عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(1) إسناده ضعيف لضعف ابن أبي حبيبة -واسمه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري الأشهلي-، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: يكتب حديثه ولا يحتح به، وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالقوي يكتب حديثه منكر الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس حديثه بالقائم، وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، وقال العقيلي: له غير حديث لا يتابع على شيء منها، وقال الترمذي: يُضعف
في الحديث، وداود بن الحصين ثقة إلا في روايته عن عكرمة. أبو القاسم بن أبي الزناد: هو المدني روى له ابن ماجه، وأثنى عليه أحمد ووثقه، وقال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه عبد الرزاق (13492) ، وأخرجه الطبراني (11569) من طريق ابن جريج، كلاهما (عبد الرزاق وابن جريج) عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى -وهو متروك- عن داود بن الحصين، بهذا الإسناد. زاد عبدُ الرزاق قولَ ابن عباس عند ذِكْر قتل البهيمة: لئلا يُعيَّر أهلُها بها، ووقع في إسناد الطبراني تحريف يُصحح من هنا.
وأخرجه الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (436) و (572) من طريق عبد الله بن صالح، عن يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن عكرمة، به. وابن جريج مدلس وقد =(4/458)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عنعن، والواسطة بينهما إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، عن داود بن الحصين كما في الطبراني (11569) ، وكما في مصادر التخريج الآتية.
وأخرجه دون ذكر نكاح المحارم الطبراني (11568) ، وابن حزم في "المحلى" 11/387 من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن ابن أبي حبيبة، به.
وأخرجه كذلك البيهقي 8/232 من طريق ابن جريج، عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، عن داود بن الحصين، به.
وأخرجه دون ذكر حد اللواط ابن ماجه (4564) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 554 و554-555، والدارقطني 3/126، والبيهقي 8/234 من طريق ابن أبي فديك، عن ابن أبي حبيبة، به. وزاد عند الدارقطني في أوله قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا قال الرجل للرجل: يا مخنث، فاجلدوه عشرين سوطاً، وإذا قال الرجل للرجل: يا يهودي، فاجلدوه عشرين". وقال عنه أبو حاتم في "العلل" 1/455 حين أورده بهذا اللفظ: هذا حديث منكر لم يروِه غير ابن أبي حبيبة.
وأخرجه الطبري ص 555-556 من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري، عن داود بن الحصين، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه حد إتيان البهيمة.
وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ضعيف، قال الأستاذ محمود شاكر في تعليقه على "تهذيب الآثار": وأنا في شك من ذكره في هذا الإسناد (يعني إبراهيم بن إسماعيل) ، أخشى أن يكون وهماً وقع فيه أبو جعفر نفسه، لاشتباه الاسمين، وتماثلهما في الضعف، وفي نسبة "الأنصاري" و"المدني" والله أعلم.
وأخرجه الطبري ص 556، والبيهقي 8/232 من طريق إسحاق بن محمد الفَرْوي، عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال: "من وقع على الرجل فاقتلوه" يعني عمل قوم لوط. وانظر (2732) .
وأخرج ابن أبي شيبة 10/8 عن عُبيد الله بن موسى، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "اقتلوا الفاعل بالبهيمةِ والبهيمةَ". وانظر (2420) و (2733) . =(4/459)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الترمذي (1462) من طريق ابن أبي فديك، والطبراني (11565) ، والحاكم 4/356 من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من وقع على ذات محرم، فاقتلوه". زاد الترمذي في أوله قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا قال الرجل للرجل: يا يهودي، فاضربوه عشرين، وإذا قال: يا مخنث، فاضربوه عشرين"، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم بن إسماعيل يضعف في الحديث، والعمل على هذا عند أصحابنا، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: لا، أي: ليس بصحيح.
وأخرجه موقوفا ابن أبي شيبة 10/104 عن يزيد بن هارون، عن عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: اقتلوا كل من أتى ذات محرم.
والأصح من هذا الحديث الذي أورده المؤلف هنا، ما تقدم عنده برقم (1875) وفيه لعن فاعل هذه الأشياء وغيرها، ولم يذكر فيه القتل.
وفي باب حد اللوطي حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (2562) ، وابن حزم في "المحلى" 11/384 من طريق عاصم بن عمر، وعند الحاكم 4/355، والخرائطي (434) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. ولفظه عند الحاكم: "من عمِل عملَ قوم لوط فارجموا الفاعلَ والمفعولَ به". وعند ابن ماجه والخرائطي وابن حزم: "من وجدتموه يعمل عملَ قوم لوط فارجموا الأعلى والأسفل جميعاً". قال الترمذي في إثر الحديث (1456) من "سننه" بعد أن أشار إلى حديث أبي هريرة: هذا حديث في إسناده مقال، ولا نعرف أحداً رواه عن سهيل بن أبي صالح غير عاصم بن عمر العمري، وعاصم بن عمر يضعف في الحديث من قبل حفظه، وقال الذهبي في تعقبه الحديث عند الحاكم: عبد الرحمن ساقط، وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 4/54-55: حديث أبي هريرة لا يصح، وقد أخرجه البزار من طريق عاصم بن عمر العمري، عن سهيل، عن أبيه، عنه، وعاصم متروك.
وحديث جابر بن عبد الله عند الخرائطي (433) ، وابن حزم 11/383 وضعفه من=(4/460)
2728 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ جُيُوشَهُ قَالَ: " اخْرُجُوا بِسْمِ اللهِ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، لَا تَغْدِرُوا، وَلا تَغُلُّوا، وَلا تُمَثِّلُوا، وَلا تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ، وَلا أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ " (1)
__________
= طريق يحيى بن أيوب، عن عباد بن كثير، أن عبد الله بن محمد بن عقيل حدثه عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من عمل بعمل قوم لوط فاقتلوه". وهذا إسناد ضعيف جدا، يحيى بن أيوب -وهو الغافقي المصري- وعبد الله بن محمد بن عقيل ليسا بذاك، وعباد بن كثير -وهو الثقفي البصري- متروك الحديث، وقال الإمام أحمد: روى أحاديث كذب.
وقوله: "من وقع على ذات محرم فاقتلوه"، فقد جاء من حديث البراء بن عازب بإسناد حسن عند أحمد 4/295، وأبي داود (4457) قال: لقيت عمي ومعه راية، فقلت له: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى رجل نكح امرأة أبيه، فأمرني أن أضرب عنقه وآخذ ماله.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه البزار (1677 - كشف الأستار) من طريق أبي عامر العقدي، وأبو يعلى (2549) ، والطبراني (11562) ، والبيهقي 9/90 من طريق إسماعيل بن أبي أوس، والبيهقي 9/90 من طريق سعيد بن الحكم، ثلاثتهم عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1680) من طريق جابر بن زيد، عن ابن عباس، أثناء حديث طويل.
وأخرجه الطحاوي 3/220 عن ابن مرزوق، عن بشر بن عمر، عن ابن أبي حبيبة، به - بقصة النهي عن قتل الولدان. =(4/461)
2729 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا مِنَ الحُمَّى وَالْأَوْجَاعِ: " بِسْمِ اللهِ الْكَبِيرِ، أَعُوذُ بِاللهِ الْعَظِيمِ، مِنْ شَرِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ، وَمِنْ شَرِّ حَرِّ النَّارِ " (1)
__________
= وأخرجه أبو يعلى (2650) من طريق حميد بن عبد الرحمن، والطحاوي 3/225 من طريق بشر بن عمر، كلاهما عن ابن أبي حبيبة، به - بقصة النهي عن قتل أصحاب الصوامع. وانظر ما تقدم برقم (1967) و (2316) .
وله شاهد من حديث بريدة عند أحمد 5/352 و358، ومسلم (1731) ، وفيه: أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أمر أميراً على جيش أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى الله ومَن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: "اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً ... " الحديث.
وثانٍ من حديث صفوان بن عَسال، سيأتي في "المسند" 4/240.
وثالث عن أنس عند أبي داود (2614) ، والبيهقي 9/90.
ورابع عن علي عند البيهقي 9/90-91، قال البيهقي: فى إسناده إرسال وضعف وهو بشواهده مع ما فيه من الآثار يقوى.
وخامس عن جرير بن عبد الله البجلي عند أبي يعلى (7505) ، والطبراني (2304) و (2305) .
وسادس عن أبي موسى الأشعري عند البزار (1674) .
وسابع عن أبي بكر الصديق عند البيهقي 9/89 و90.
وثامن عن خالد بن زيد عند البيهقي أيضاً 9/91.
قوله: "تقاتلون"، قال السندي: يحتمل أنه استئناف مُبَين لعلة الخروج، أو حال بتأويل النية، أي: ناوين القتال.
(1) إسناده ضعيف كالذي قبله. =(4/462)
2730 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ، فَقَالَ: " كُلُوا مِنْ حَوْلِهَا، وَلا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهَا " (1)
__________
= وأخرجه عبد الرزاق (19771) ، وابن أبي شيبة 8/89 و10/316، وعبد بن حميد (594) ، وابن ماجه (3526) ، والترمذي (2075) ، والعقيلي 1/44، والطبراني في "الكبير" (11563) ، وفي "الدعاء" (1097) و (1098) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (566) ، وابن عدي 1/235، والحاكم 4/414 من طرق عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وإبراهيم هذا يُضَعف في الحديث، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي! وقال: إبراهيم قد وثقه أحمد! قلنا: انفرد أحمد رحمه الله بتوثيقه، وقد تقدم نقل تضعيفه عند الجمهور.
قوله: "من شر عرق نعار"، قال السندي: بالنون وتشديد العين؛ هو الذي يرتفع دقه ويزيد، فيحدث فيه الحر، ويروى: "عرق يعار"، أي: بياء وتشديد عين، وهو المضطرب، وذلك بزيادة الخلط فيه، كذا قال شارح الترمذي.
(1) إسناده حسن، شعبة سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الدارمي (2046) ، وأبو داود (3772) ، والنسائي في "الكبرى" (6762) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (860) ، والبيهقي في "السنن" 7/278، وفي "الآداب" (496) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2872) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
ولفظ أبي داود: "إذا أكل أحدكم طعاماً فلا يأكل من أعلى الصحْفَةِ، ولكن ليأكل من أسفلها، فإن البركة تنزل من أعلاها". وانظر (2439) .(4/463)
2731 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عَطَاءٍ، (1) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ يَوْمَ النَّحْرِ عَنْ رَجُلٍ حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ، أَوْ نَحَرَ، أَوْ ذَبَحَ، وَأَشْبَاهِ هَذَا فِي التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا حَرَجَ، لَا حَرَجَ " (2)
2732 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ " (3)
__________
(1) وقع في النسخ المطبوعة من "المسند" وأصولنا الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) : "عطاء بن السائب" وهو خطأ، فإنه لا يُعرف لعطاء بن السائب رواية عن ابن عباس، والصواب: "عطاء" دون تقييد كما جاء في (ظ9) و (ظ14) ، وهو عطاء بن أبي رباح كما في "أطراف المسند" 1/ورقة 119، ومصادر التخريج.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، هشام بن سعد من رجال مسلم، وحديثه من قبيل الحسن، وقد تابعه منصور بن زاذان عند أحمد برقم (1857) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه الدارقطني 2/252 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (1857) .
(3) ضعيف، عمرو بن أبي عمرو -وهو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب- وإن كان صدوقاً قد استنكر عليه هذا الحديثُ، فقد قال الترمذي في "العلل الكبير" 2/622 بعد أن خرج حديثَ عمرو هذا: سألتُ محمداً (يعني البخاري) عن حديث عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، فقال: عمرو بن أبي عمرو صدوق، ولكن روى عن عكرمة مناكير، ولم يذكر في شيء من ذلك أنه سمع عن عكرمة، ونقل الحافظ في=(4/464)
2733 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي الَّذِي يَأْتِي الْبَهِيمَةَ: " اقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ " (1)
__________
= "التلخيص" 4/54 عن النسائي أنه استنكر هذا الحديث، وروى أحمد بن أبي مريم عن ابن معين قال: عمرو بن أبي عمرو ثقة يُنكر عليه حديث عكرمة عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "اقتلوا الفاعل والمفعول به".
وأخرجه أبو داود (4462) ، وابن ماجه (2561) ، والترمذي في "السنن" (1456) ، وفي "العلل الكبير" (251) ، وأبو يعلى (2463) ، وابن عدي 5/1768، والدارقطني 3/124، والبيهقي 8/231-232، والبغوي (2593) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: وإنما يعرف هذا الحديث عن ابن عباس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هذا الوجه، وروى محمد بن إسحاق هذا الحديثَ عن عمرو بن أبي عمرو فقال: ملعون من عمل عمل قوم لوط، ولم يذكر فيه القتل، وذكر فيه: ملعون من أتى بهيمة. قلنا: حديث ابن إسحاق هذا تقدم برقم (1875) .
وأخرجه عبد بن حميد (575) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 554، والحاكم 4/355 من طريق عبد الله بن جعفر المخرمي، وابن الجارود (820) ، والحاكم 4/355، وعنه البيهقي في "السنن" 8/231-232، وفي "معرفة السنن والآثار" (5086) من طريق سليمان بن بلال، وأبو يعلى (2743) من طريق زهير بن محمد، ثلاثتهم عن عمرو بن أبي عمرو، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! وانظر (2727) .
(1) إسناده ضعيف، عباد بن منصور ضعيف لسوء حفظه وتدليسه وتغيره، قال أبو حاتم: ونرى أنه أخذ هذه الأحاديث عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، يعني كان يُدلسها بإسقاط رجلين، وإبراهيم بن أبي يحيى متروك، وداود بن الحصين ثقة إلا في روايته عن عكرمة. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف.(4/465)
2734 - حَدَّثَنِي حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَقَعَ فِي أَبِي الْعَبَّاسِ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَطَمَهُ الْعَبَّاسُ، فَجَاءَ قَوْمَهُ، فَقَالُوا: وَاللهِ لَنَلْطِمَنَّهُ كَمَا لَطَمَهُ. فَلَبِسُوا السِّلاحَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ أَهْلِ الْأَرْضِ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ؟ " قَالُوا: أَنْتَ. قَالَ: " فَإِنَّ الْعَبَّاسَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ، فَلا تَسُبُّوا أَمْوَاتَنَا (1) ، فَتُؤْذُوا أَحْيَاءَنَا " فَجَاءَ الْقَوْمُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِكَ (2)
__________
= وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 551 من طريق يزيد بن هارون، عن عباد بن منصور، عن الحكم، عن ابن عباس موقوفاً، وزاد: واقتلوا الفاعل والمفعول به في اللوطية، واقتلوا كل من أتى ذات محرم.
وأخرجه الحاكم 4/355، والبيهقي 8/233 من طريق يحيى بن أبي طالب، وابن حزم في "المحلى" 1/387 من طريق الحارث بن أبي أسامة، كلاهما عن عبد الوهاب بن عطاء، به مرفوعاً.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 550 من طريق عون بن عمارة، والبيهقي 8/232 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، كلاهما عن عباد بن منصور، به، مرفوعاً بألفاط مختلفة، وفيه زيادة أن من عمل عمل قوم لوط، وأتى ذات محرم، يقتل. وانظر (2420) و (2727) .
(1) المثبت من (ظ9) و (ظ14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: موتانا.
(2) إسناده ضعيف، عبد الأعلى -وهو ابن عامر الثعلبي- ضعفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن معين وغيرهم.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/23-24 و24، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/499-500، والترمذي (3759) ، والنسائي في "المجتبى" 8/33، وفي=(4/466)
2735 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، جَالِسٌ مَعَهُ مِحْجَنٌ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] ، وَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ، لَأَمَرَّتْ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ عَيْشَهُمْ، فَكَيْفَ مَنْ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا الزَّقُّومُ " (1)
__________
= "الكبرى" (8173) ، والحاكم 3/325 و329 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقد ورد عند ابن سعد في أحد طرقه، والترمذي، والنسائي في "الكبرى"، والحاكم في أحد طريقيه مختصراً بلفظ: "العباس مني، وأنا منه". وصحح الحديث الحاكم، ووافقه الذهبي! ولكن قال في "سير أعلام النبلاء" 2/99: إسناده ليس بقوي. وفي 2/102: عبد الأعلى الثعلبي لين. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل.
وفي الباب عن المغيرة بن شعبة رفعه: "لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء"، وسيرد عند أحمد 4/252، وصححه ابن حبان (3022) .
وعن عائشة عند البخاري (1393) ، وسيرد في "المسند" 6/180، ولفظه: "لا تسبوا الأموات، فإنهم أفضوا إلى ما قدموا".
وعن ابن عمر عند أبي داود (4900) ، والترمذي (1019) ، والطبراني (13599) ، والحاكم 1/385، والبيهقي 4/75، وصححه ابن حبان (3020) وهو حديث حسن في الشواهد، ولفظه: "اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساويهم".
وتقدم في "مسند علي" برقم (725) ، ويأتي في "مسند أبي هريرة" 2/322 أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في العباس: "عم الرجل صِنْو أبيه"، والصنْو: المِثْل.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش. =(4/467)
2736 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ إِلَّا وَقَدْ أَخْطَأَ، أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ لَيْسَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا " (1)
2737 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " وَاللهِ مَا صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا كَامِلًا قَطُّ، غَيْرَ رَمَضَانَ، وَكَانَ إِذَا صَامَ، صَامَ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: وَاللهِ لَا يُفْطِرُ،
__________
= وأخرجه الطيالسي (2643) ، وابن ماجه (4325) ، والترمذي (5285) ، وابن أبي حاتم في تفسير سورة آل عمران (1098) ، وابن حبان (7470) ، والطبراني (11068) ، والحاكم 2/294 و451-452، والبيهقي في "البعث والنشور" (543) ، والبغوي في "شرح السنة" (4408) ، وفي "معالم التنزيل" 1/333 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأقره الذهبي. وسيأتي برقم (3136) ، وموقوفاً برقم (3137) ، وانظر ما تقدم عن ابن عباس في استلام الحَجَر بالمحجن برقم (1841) و (2118) و (2227) .
قوله: "لأمَرت" أي: جعلته مُرا فأفسدته.
والزقوم، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/306: الزقوم: ما وصف الله في كتابه العزيز. فقال: (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ. طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ) وهي فَعول من الزقْم؟ اللقْم الشديد، والشرب المفرط.
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولين يوسف بن مهران.
وسيتكرر برقم (2943) ، وانظر (2294) .(4/468)
وَيُفْطِرُ إِذَا أَفْطَرَ حَتَّى يَقُولُ الْقَائِلُ: وَاللهِ لَا يَصُومُ " (1)
2738 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُصُّ شَارِبَهُ " وَكَانَ أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ مِنْ قَبْلِهِ يَقُصُّ شَارِبَهُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس.
وأخرجه الدارمي (1743) ، والبخاري (1971) ، ومسلم (1157) (178) ، والطبراني (12446) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (2947) ، وانظر (1998) .
(2) إسناده ضعيف، سماك -وهو ابن حرب- حسن الحديث إلا في روايته عن عكرمة، فإن فيها اضطراباً، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو يعلى (2715) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/230، والطبراني (11725) من طرق عن يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/567 من طريق زائدة، والترمذي (2760) من طريق إسرائيل، كلاهما عن سماك، به. وقال الترمذي: حسن غريب.
وأخرجه الطبراني (11724) من طريق إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "أوفوا اللحى، وقصوا الشوارب" قال: وكان إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن يوفي لحيته، ويقص شواربه.
وفي الباب في قص الشارب عن زيد بن أرقم عند أحمد 4/366 و368، وصححه ابن حبان (5477) ، بلفظ: "من لم يأخذ من شاربه فليس منا".
وثان عن أبي هريرة عند البخاري (5889) و (5891) و (6297) ، ومسلم (257) (49) بلفظ: "الفطرة خمس -أو خمس من الفطرة-: الختان، والاستحداد، ونتف =(4/469)
2739 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَفْتَخِرُوا بِآبَائِكُمِ الَّذِينَ مَاتُوا (1) فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَمَا يُدَهْدِهُ الْجُعَلُ بِمَنْخَرَيْهِ، خَيْرٌ مِنْ آبَائِكُمِ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ " (2)
__________
= الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب". وسيأتي في "المسند" 2/229.
وثالث عن ابن عمر عند أحمد 2/118، والبخاري (5888) و (5890) بلفظ: "من الفطرة حلق العانة، وتقليم الأظفار، وقص الشارب".
وفي "الموطأ" 2/922 عن سعيد بن المسيب أنه قال: كان إبراهيم أول الناس ضيف الضيف، وأول الناس اختتن، وأول الناس قص الشارب، وأول الناس رأى الشيب، فقال: يارب، ما هذا؟ فقال الله تبارك وتعالى: وقار يا إبراهيم. فقال: رب، زِدني وقاراً.
(1) في النسخ المطبوعة في الموضعين: ماتوا، وأشار في حاشية (س) إلى أنها توجد في نسخة هكذا "ماتوا".
(2) إسناده صحيح، سليمان بن داود: هو الطيالسي، ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري، أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وهو في "مسند الطيالسي" (2682) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5775) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11862) ، وفى "الأوسط" (2599) من طريق حجاج بن نصير، عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً في "الكبير" (11861) من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن أيوب، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/85 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" و"الكبير" بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح. =(4/470)
2740 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ " (1)
2741 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْحَجُّ كُلَّ عَامٍ؟ فَقَالَ: " بَلْ حَجَّةٌ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، كُلَّ عَامٍ، لَكَانَ كُلَّ عَامٍ " (2)
2742 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مِقْسَمٍ،
__________
= قوله: "مُوتوا"، قال السندي: بتشديد الواو على بناء المفعول، يقال: أماته الله وموته، وضبطه بعضهم على بناء الفاعل (ضبطت هكذا عندنا في س) ولا يظهر وجهه.
وقوله: "لَما يدهده الجعلُ"، قال: بفتح اللام، و"ما" موصولة، ويُدَهدِه: أي: يُدير ويدحرج، وهو بضم ياء من دَهْدَه كدحرج، لفظاً ومعنى، والجُعَلُ: بضم جيم وفتح عين، دُوَيبَة سوداء معروفة (كالخنفساء) تدير الخراء بأنفها.
(1) صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/287 من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد. وانظر (2714) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابنُ عبد الله، وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب، وانظر (2663) .
والحديث في "مسند الطيالسي" (2669) وقرن بشريك سلاماً أبا الأحوص، ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 13.(4/471)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي، وَلا أَقُولُهُنَّ فَخْرًا: بُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، فَأَخَّرْتُهَا لِأُمَّتِي، فَهِيَ لِمَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا " (1)
__________
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد -وهو ابن أبي زياد الهاشمي مولاهم- لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/402 و432-433، وابن أبي عاصم في "السنة" (803) ، والبزار (3460 - كشف الأستار) من طريق محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد. وقرن البزار بمحمد بن فضيل جريراً، وقرنوا جميعاً بمقسم مجاهداً إلا البزار فرواه عن مجاهد وحده، ورواية ابن أبي عاصم وإحدى روايتي ابن أبي شيبة مختصرة.
وأخرجه البزار (3460) ، والطبراني (11047) من طريق حصين بن نمير، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس. وابن أبي ليلى سيئ الحفظ، لكن حديثه يصلح للمتابعات. وانظر (2256) .
وله شاهد من حديث جابر عند أحمد 3/304، والبخاري (335) ، ومسلم وثان من حديث أبي ذر سيأتي في "المسند" 5/145 و148 و161، وإسناده صحيح.
وثالث من حديث عبد الله بن عمرو سيأتي 2/222.
وأخرج البزار (2366) و (2441) ، والبيهقي في "السنن" 2/433، وفي "دلائل النبوة" 5/473-474 من طريق عبيد الله بن موسى، عن سالم أبي حماد، عن السدي، عن عكرمة، عن ابن عباس. وفيه: "وكانت الأنبياء يعزلون الخمس، فتجيء النار فتأكله، وأمرت أن أقسمه في فقراء أمتي"، أخرجه الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/111 بإسناده =(4/472)
2743 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا هِلالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى أُحُدٍ، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أُحُدًا لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارَانِ، إِلا أَنْ أُعِدَّهُمَا لِدَيْنٍ " قَالَ: فَمَاتَ وَمَا تَرَكَ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَلا عَبْدًا وَلا وَلِيدَةً، وَتَرَكَ دِرْعَهُ رَهْنًا عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ (1)
2744 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَأَبُو سَعِيدٍ، وَعَفَّانُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا هِلالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ، وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ فِرَاشًا أَوْثَرَ مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: " مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا، إِلا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ،
__________
= إلى عبيد الله بن موسى، في ترجمة سالم بن أبي حماد، وقال: حديث منكر.
وأكل النار للغنائم كلها في الأمم السابقة وليس للخمس فقط، ثابت من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/318، والبخاري (3124) ، ومسلم (1747) .
قوله: "ولا أقولهن"، قال السندي: أي: لا أذكرهن، فالقول بمعنى الذكر، فلذلك تعدى إلى مفرد، وإلا فالمقول يكون جملة.
(1) إسناده صحيح، عكرمة من رجال البخاري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال -وهو ابن خباب- فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه يحيي بن معين وأحمد ويعقوب بن سفيان وغيرهم، ولم يصفه بالتغير سوى ابن القطان، ورده عليه يحيى بن معين كما في "تاريخ بغداد" 14/73-74. ثابت: هو ابن يزيد الأحول البصري. وانظر (2724) .(4/473)
فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا " (1)
2745 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا هِلالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَاتَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَدُوًّا، فَلَمْ يَفْرُغْ مِنْهُمْ حَتَّى أَخَّرَ الْعَصْرَ عَنْ وَقْتِهَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: " اللهُمَّ مَنْ حَبَسَنَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى، فَامْلَأْ بُيُوتَهُمْ نَارًا، وَامْلَأْ قُبُورَهُمْ نَارًا " أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ (2)
__________
(1) إسناده صحيح كسابقه. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم. وهو في "الزهد" ص 13 للمصنف عن عبد الصمد وأبي سعيد.
وأخرجه عبد بن حميد (599) ، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (135) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (182) ، وابن حبان (6352) ، والطبراني (11898) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (298) ، والحاكم 4/309-310، وأبو نعيم في "الحلية" 3/342، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1450) و (10417) ، والخطيب في "الموضح" 2/266 من طرق عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي!
وهذا ذهول منهما رحمهما الله، فإن هلال بنَ خباب لم يخرج له البخاري ولا مسلم، وإنما أخرج له أصحابُ السنن.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود عند أحمد 1/391، وابن ماجه (4109) ، والترمذي (2377) ، والحاكم 4/310، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(2) إسناده صحيح.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (11905) ، وفي "الأوسط" (2016) ، والطحاوي 1/174 من طريق أبي عوانة، والطحاوي أيضاً 1/174 من طريق عباد بن العوام، كلاهما عن هلال بن خباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مختصراً الطبراني في "الكبير" (12069) ، والطحاوي 1/174 من طريقين عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس. وقَرَن الطحاويُّ=(4/474)
2746 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا (1) هِلالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ، وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ، وَالصُّبْحِ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ، إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، مِنَ الرَّكْعَةِ الْأَخِيرَةِ، يَدْعُو عَلَيْهِمْ، عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ، أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلامِ، فَقَتَلُوهُمْ " (2) قَالَ عَفَّانُ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: وَقَالَ عِكْرِمَةُ: " هَذَا كَانَ مِفْتَاحَ الْقُنُوتِ "
__________
= بمقسم سعيدَ بن جبير.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب عند أحمد تقدم برقم (591) .
وعن عبد الله بن مسعود عند أحمد 1/392 و403-404 و456، ومسلم (628) (206) .
(1) كذا في (ظ9) و (ظ14) : حدثنا، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: عن. (2) إسناده صحيح.
وأخرجه أبو داود (1443) ، ومحمد بن نصر في "قيام الليل" ص 141، وابن الجارود (198) ، وابن خزيمة (618) ، والطبراني (11910) ، والحاكم 1/225-226، والبيهقي 2/200، والحازمي في "الاعتبار" ص 62 من طرق عن ثابت بن يزيد الأحول، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني والحازمي مختصرة، وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي.
وفي الباب عن أنس عند أحمد 3/116، والبخاري (1001) و (1002) و (2801) و (3064) و (4088) و (6394) و (7341) ومواضع أخرى، ومسلم (677) (298) .
قوله: "على حي"، قال السندي: هو بدل من "عليهم" بإعادة الجار، والضمير مبهم أبدل منه ما بعده للبيان، و"قتلوهم" قال: أي: قتلوا من أرسل إليهم للدعوة.(4/475)
2747 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، وَأَبُو بِشْرٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَكُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ " (1)
2748 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا تَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. الحكم: هو ابن عتيبة، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس.
وهو في "مسند الطيالسي" (2745) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 5/142-143، والبيهقي 9/315.
وأخرجه مسلم (1934) ، والخطيب في "تاريخه" 7/278 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وانظر (2192) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وحسين: هو ابن ذكوان المُعَلم، وابن بريدة: هو عبد الله.
وأخرجه ابن حبان (898) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7383) ، ومسلم (2717) (67) ، والنسائي في "الكبرى" (7684) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" المجلد 3/ورقة 127 من طرق عن عبد الله بن عمرو أبي معمر، عن عبد الوارث بن سعيد، به. ورواية البخاري=(4/476)
2749 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ ضِمَادٌ الْأَزْدِيُّ مَكَّةَ، فَرَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغِلْمَانٌ يَتْبَعُونَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي أُعَالِجُ مِنَ الجُنُونِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ، فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِل، فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " قَالَ: فَقَالَ: رُدَّ عَلَيَّ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ الشِّعْرَ، وَالْعِيَافَةَ، وَالْكَهَانَةَ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، لَقَدْ بَلَغْنَ قَامُوسَ الْبَحْرِ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَأَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَسْلَمَ: " عَلَيْكَ وَعَلَى قَوْمِكَ؟ "، قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، عَلَيَّ وَعَلَى قَوْمِي. قَالَ: فَمَرَّتْ سَرِيَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِقَوْمِهِ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا، إِدَاوَةً أَوْغَيْرَهَا، فَقَالُوا: هَذِهِ مِنْ قَوْمِ ضِمَادٍ، رُدُّوهَا. قَالَ: فَرَدُّوهَا (1)
__________
= مختصرة بلفظ: "أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون".
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عمرو بن سعيد: هو القرشي -ويقال: الثقفي- مولاهم أبو سعيد البصري.
وأخرجه مسلم (868) (46) ، وابن ماجه (1893) ، وأبو عوانة في الجمعة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 28، وابن حبان (6568) ، وابن منده في "الإيمان" (131) =(4/477)
2750 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ الْفَضْلِ ابْنَةُ الْحَارِثِ بِأُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ عَبَّاسٍ، فَوَضَعَتْهَا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَالَتْ، فَاخْتَلَجَتْهَا أُمُّ الْفَضْلِ، ثُمَّ لَكَمَتْ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ اخْتَلَجَتْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْطِينِي قَدَحًا مِنْ مَاءٍ " فَصَبَّهُ عَلَى مَبَالِهَا، ثُمَّ قَالَ: " اسْلُكُوا الْمَاءَ فِي سَبِيلِ الْبَوْلِ " (1)
__________
= و (132) ، والبيهقي 3/214 من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه مختصرة بذكر خطبة الحاجة فقط مع اختلاف في ألفاظها، ووقع عند ابن منده من حديث مسلمة بن محمد الثقفي عن داود بن أبي هند أن السرية التي أغارت على قوم ضماد كانت في عهد عمر رضي الله عنه، وهو خطأ ومسلمة هذا لينُ الحديث، والصواب أنها كانت في عهدِ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما جاء صريحاً عند مسلم وغيره. وسيأتي الحديث مختصراً برقم (3275) .
ضِماد -بكسر الضاد وتخفيف الميم وآخره دال-: هو ابن ثعلبة الأزدي من أزد شنوءة.
قوله: "غلمان"، قال السندي: أي: الأحداث وصغار الأسنان، وكأنه زعم من ذلك أنه مجنون، واستدل عليه باجتماع الأحداث.
وقوله: "قاموس البحر"، قال: قيل: هو وسطه، وقيل: قعره الأقصى، والمراد أنها في الفصاحة والهداية في المرتبة العالية، ولا يُعطى مثله أهل الضلال.
(1) إسناده ضعيف، أبو جعفر المدائني: هو محمد بن جعفر الرازي البزاز روى له مسلم، وقال أحمد وأبو داود: لا بأس به، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يحتج به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسين بن عبد الله -وهو ابن عبيد الله بن عباس الهاشمي المدني- قال ابن معين: ضعيف، وقال مرة: ليس به بأس، يكتب حديثه (يعني=(4/478)
2751 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ قَزَعَةَ، مَوْلًى لِعَبْدِ الْقَيْسِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَائِشَةُ خَلْفَنَا تُصَلِّي مَعَنَا، وَأَنَا إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُصَلِّي مَعَهُ " (1)
__________
= للمتابعة) ، وقال أحمد: له أشياء منكرة، وقال البخاري: قال علي: تركت حديثه، وقال أبو زرعة وغيره: ليس بقوي، وقال النسائي: متروك.
وأخرجه الطبراني 25/ (16) من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أم الفضل قالت: أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأم حبيب بنت العباس.... وانظر ما سيأتي في "مسند أم الفضل" 6/339 و340.
وتقدم في "مسند علي" برقم (563) عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "بول الغلام يُنضح، وبول
الجارية يُغسل".
أم الفضل: هي لبابة بنت الحارث الهلالية، وهي زوجُ العباس، وهي شقيقة ميمونة أم المؤمنين، وأم حبيبة بنت العباس كانت طفلة عند وفاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر الحافظ في "الإصابة" 8/186 أن الأشهر في اسمها "أم حبيب" دون "هاء".
اختلجتها: اجتذبتها وانتزعتها.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير قزعة المكي، فحديثه عند النسائي، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات". حجاج: هو ابن محمد المِصيصي الأعور، وزياد: هو ابن سعد بن عبد الرحمن الخراساني نزيل مكة، ثم اليمن.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/86 و104، وفي "الكبرى" (915) ، وابن خزيمة (1537) ، وابن حبان (2204) ، والطبراني في "الصغير" (503) ، والبيهقي 3/107 من طريق حجاج بن محمد الأعور، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (3875) عن ابن جريج، قال: حُدثت عن عكرمة، قال: قال ابن عباس: صليت إلى جنب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. =(4/479)
2752 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ " (1) قَالَ أَيُّوبُ: وَفَسَّرَ يَحْيَى، بَيْعَ الْغَرَرِ، قَالَ: " إِنَّ مِنَ الغَرَرِ ضَرْبَةَ الْغَائِصِ، وَبَيْعُ الْغَرَرِ الْعَبْدُ الْآبِقُ، وَبَيْعُ الْبَعِيرِ الشَّارِدِ، وَبَيْعُ الْغَرَرِ مَا
__________
= وفي الباب عن أنس عند أحمد 3/110 و131، والبخاري (380) و (727) و (860) و (871) و (874) ، ومسلم (658) (266) ، ولفظ أحمد: صليت أنا ويتيم كان عندنا في البيت خلف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأتاهم رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دارهم، وصلت أم سليم خلفنا.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أيوب بن عتبة ضعفه أحمد وابن معين وابن المديني والنسائي وعمرو بن علي ومسلم، وقال البخاري: هو عندهم لين، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أسود: هو ابن عامر شاذان، عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه ابن ماجه (2195) ، والطبراني (11341) ، والدارقطني 3/15 من طريق أسود بن عامر شاذان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11655) من طريق عقبة بن مكرم، عن يونس بن بكير، عن النضر أبي عمر، عن عكرمة، عن ابن عباس. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/80: وفيه النضر أبو عمر، وهو متروك.
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (1513) (4) ، ويأتي في "المسند" 2/250، وعن ابن عمر في "المسند" 2/144، وعن علي فيه أيضاً تقدم برقم (937) .
قوله: "عن بيع الغرر"، قال السندي: هو ما كان له ظاهر يغر المشتري، وباطن مجهول.
وقوله: "ضربة الغائص"، قال: هو أن يقول الغائص للتاجر: أغوص غوصةً، فما أخرجته، فهو لك.(4/480)
فِي بُطُونِ الْأَنْعَامِ، وَبَيْعُ الْغَرَرِ تُرَابُ الْمَعَادِنِ، وَبَيْعُ الْغَرَرِ مَا فِي ضُرُوعِ الْأَنْعَامِ، إِلا بِكَيْلٍ "
2753 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا مُخَوِّيًا، حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ " (1)
2754 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتْ تَلْبِيَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، (2) إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " (3)
2755 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
(1) صحيح لغيره، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. والتميمي: اسمه أرْبِدَةَ، ويقال: أرْبِد، لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، ولم يوثقه غير العجلي وابن حبان. وانظر (2405) .
قوله: "مَخوَياً"، قال السندي: مِن خَوى كصَلى، إذا جافى بطنَه عن الأرضِ ورفعها، وجافي عَضُدَيْهِ عن جنبيه.
(2) في (ظ9) و (ظ14) ونسخة على حاشية (س) : لبيك لبيك لبيك، إن الحمد ...
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك بن عبد الله النخعي سيئ الحفظ، والضحاك -وهو ابن مزاحم الهلالي، وإن كان ثقة- لم يسمع من ابن عباس. وانظر (2404) .(4/481)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجُبْنَةٍ فِي غَزَاةٍ، فَقَالَ: " أَيْنَ صُنِعَتْ هَذِهِ؟ " فَقَالُوا: بِفَارِسَ، وَنَحْنُ نُرَى أَنَّهُ يُجْعَلُ فِيهَا مَيْتَةً. فَقَالَ: " اطْعَنُوا فِيهَا بِالسِّكِّينِ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ وَكُلُوا " (1) ذَكَرَهُ شَرِيكٌ، مَرَّةً أُخْرَى، فَزَادَ فِيهِ: " فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهَا بِالْعِصِيِّ "
2756 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَاءَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ، أَيَدْخُلُ عُمَرُ؟ " (2)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيئ الحفظ، وجابر -وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف.
وأخرجه الطبراني (11807) ، وابن عدي 2/543، والبيهقىٍ 10/6 من طرق عن شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد. وقرن الطبراني بشريك قيسَ بن الربيع. وانظر (2080) .
قوله: "ونحن نرى"، قال السندي: يدل على أنه لا عبرة بظن لا يستند إلى دليل، وأنه لا يترك به ما هو الأصل في الأشياء من الطهارة والحِل.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن صالح، فمن رجال مسلم.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1085) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (322) من طريق يحيى بن آدم، عن الحسن بن صالح، بهذا الإسناد. وفي رواية البخاري "الحسن بن صالح عن سلمة بن كهيل" بإسقاط صالح بن حي، والد الحسن.
وأخرجه ابن أبي شيبة بإسقاط صالح كذلك في "المصنف" 8/615 عن يحيى بن آدم، به. ولفظه: جاء رجل إلى باب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: السلام على رسول الله، السلام=(4/482)
2757 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي الطَّرِيقِ، فَدَعُوا سَبْعَ أَذْرُعٍ، ثُمَّ ابْنُوا، وَمَنْ سَأَلَهُ جَارُهُ أَنْ يَدْعَمَ عَلَى حَائِطِهِ، فَلْيَدَعْهُ " (1)
2758 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا (2) فَتَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، أَقَامَ فِيهَا سَبْعَ عَشْرَةَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ " (3)
__________
= عليكم.
وأخرجه أبو داود (5201) عن عباس العنبري، والنسائي في "اليوم والليلة" (321) عن الفضل بن سهل، كلاهما عن الأسود بن عامر، به. إلا أنه جعله عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب.
وأخرج الترمذي (2961) من طريق عكرمة بن عمار، عن سماك أبي زميل، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب، قال: استأذنت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثاً، فأذن لي.
وسيأتي برقم (2992) ، وانظر ما تقدم في "مسند عمر" برقم (222) ضمن الحديث الطويل في قصة الطلاق.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيئ الحفظ، لكنه متابع، ورواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب.
وأخرجه بنحوه البيهقي 6/69 من طريق يحيى، عن شريك، بهذا الإسناد - بقصة الحائط فقط. وانظر (2098) .
(2) لفظة "لما" من (ظ9) و (ظ14) ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، إلا أنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. ابن الأصبهاني: هو عبد الرحمن بن عبد الله ابن الأصبهاني. =(4/483)
2759 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ، (1) قَالَ: " مَنْ وَلَدَتْ مِنْهُ أَمَتُهُ، فَهِيَ مُعْتَقَةٌ عَنْ دُبُرٍ مِنْهُ، أَوْ قَالَ: بَعْدَهُ " (2)
__________
= وأخرجه عبد بن حميد (585) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2251) ، والطبراني (11672) من طريق أبي نعيم، وأبو داود (1232) ، ومن طريقه البيهقي 3/151 من طريق علي بن نصر الجهضمي، كلاهما عن شريك، بهذا الإسناد. إلا أن ابن المنذر قال في حديثه: "تسع عشرة". وانظر ما تقدم برقم (1958) .
(1) لفظة "رفعه" من (ظ9) و (ظ14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية، وكذلك أشار السندي في حاشيته إلى وقفه، والصواب رفعه، فهو الموافق لما في مصادر التخريج، ولما سيأتي برقم (2910) و (2937) .
(2) حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وحسين بن عبد الله -وهو ابن عبيد الله بن عباس الهاشمي المدني- ضعيف.
وأخرجه عبد الرزاق (13219) ، وابن أبي شيبة 6/436، والدارمي (2574) ، وابن ماجه (2515) ، والدارقطني 4/130 و130-131، والحاكم 2/19، والبيهقي 10/346 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني 4/131 من طريق سفيان الثوري، عن حسين بن عبد الله، به.
وسيأتي الحديث برقم (2910) و (2937) .
وأخرح ابن ماجه (2516) ، والدارقطني 4/131، والحاكم 2/19، والبيهقي 10/346 من طرق عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ذُكرت أم إبراهيم (يعني مارية القبطية) عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "أعتقها ولدُها".
وأخرجه كذلك ابن حزم في "المحلى" 9/18 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، به. وقال: هذا خبر صحيح السند، وجَودَ إسناده الحافظُ ابن حجر في "الدراية" 2/87، وابنُ القطان في كتابه كما في "نصب الراية" 3/287.(4/484)
2760 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ، يَتَّقِي بِفُضُولِهِ بَرْدَ الْأَرْضِ وَحَرَّهَا " (1)
__________
= وأخرجه أيضاً الدارقطني 4/131-132، ومن طريقه البيهقي 10/346 من طريق سعيد بن زكريا المدائني، عن ابن أبي سارة، عن ابن أبي حسين، عن عكرمة، به.
سعيد بن زكريا فيه لين، وابن أبي سارة مجهول. وانظر "سنن البيهقي" 10/346-347.
وأخرج مالك في "الموطأ" 2/776 برواية يحيى الليثي، و (2728) برواية أبي مصعب الزهري، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، أن عمر بن الخطاب قال: أيما وليدة ولَدت من سيدها، فإنه لا يبيعها ولا يَهَبُها ولا يورثها، وهو يستمتع بها، فإذا مات فهي حُرة.
قال البغوي في "شرح السنة" 9/370: ذهب عامة أهل العلم إلى أن بيع أم الولد لا يجوز، وإذا مات المولى تعتق بموته من رأس المال مقدماً على الديون والوصايا، وقد رُوي عن عطاء، عن جابر، قال: بعنا أمهات الأولاد على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر، فلما كان عمر نهانا، فانتهينا، فقال بعض أهل العلم: يحتمل أن يكون ذلك مباحاً في ابتداء الإسلام، ثم نهي عنه، ولم يظهر النهي لمن باعها، ولم يعلم أبو بكر ببيع من باعها منهم في زمانه لقصر مدة أيامه واشتغاله بأمور الدين، ومحاربة أهل الردة، وظهر ذلك في زمن عمر، فنهى عن ذلك، ومنع منه، وروي فيه عن علي خلاف، وعن ابن الزبير: أنه كان يبيعها، وعن ابن عباس: أنها تعتق في نصيب ولدها، وروي عن محمد بن سيرين، قال: قال لي عَبِيدة: بعث إلى على وإلى شريح يقول: إني أبغض الاختلافَ، فاقضوا كما كنتم تقضون -يعني في أم الولد- حتى يكون الناس جماعة، أو أموت كما مات صاحباي. فهذا يدل على أنه وافق الجماعة على أنها لا تباع، واختلاف الصحابة إذا خُتِم بالاتفاق، وانقرض العصر عليه، كان إجماعاً.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وتقدم برقم (2320) .(4/485)
2761 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَكَلَّمَ بِكَلامٍ بَيِّنٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا " (1)
2762 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ الْمَلَأَ مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ، فَتَعَاقَدُوا بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الْأُخْرَى، وَنَائِلَةَ وَإِسَافٍ: لَوْ قَدْ رَأَيْنَا مُحَمَّدًا، لَقَدْ قُمْنَا إِلَيْهِ قِيَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَلَمْ نُفَارِقْهُ حَتَّى نَقْتُلَهُ، فَأَقْبَلَتِ ابْنَتُهُ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَبْكِي، حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: هَؤُلَاءِ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ، قَدْ تَعَاقَدُوا عَلَيْكَ، لَوْ قَدْ رَأَوْكَ، لَقَدْ قَامُوا إِلَيْكَ فَقَتَلُوكَ، فَلَيْسَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا قَدْ عَرَفَ نَصِيبَهُ مِنْ دَمِكَ. فَقَالَ: " يَا بُنَيَّةُ، أَرِينِي وَضُوءًا " فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِمِ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ، قَالُوا: هَا هُوَ ذَا، وَخَفَضُوا أَبْصَارَهُمْ، وَسَقَطَتْ أَذْقَانُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ، وَعَقِرُوا فِي مَجَالِسِهِمْ، فَلَمْ يَرْفَعُوا إِلَيْهِ بَصَرًا، وَلَمْ يَقُمِ إلَيْهِ
__________
(1) صحيح لغيره، سماك بن حرب حسن الحديث، إلا أن في روايته عن عكرمة اضطراباً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه الطيالسي (2670) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (872) ، وأبو داود (5011) ، والترمذي (2845) وقال: حسن صحيح، وأبو يعلى (2332) و (2581) ، وابن حبان (5780) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (6) ، والطبراني (11758) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. والحديث عند بعضهم مختصر، وانظر (2424) .(4/486)
مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَامَ عَلَى رُءُوسِهِمْ، فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ، فَقَالَ: " شَاهَتِ الْوُجُوهُ " ثُمَّ حَصَبَهُمْ بِهَا، فَمَا أَصَابَ رَجُلًا مِنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْحَصَى حَصَاةٌ إِلَّا قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا (1)
2763 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَهُ، أَنَّ حَنَشًا حَدَّثَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، حَدَّثَهُ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: " يَا غُلامُ، إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا، احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ
__________
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن في يحيى بن سُليم -وهو الطائفي- كلاماً يحطه عن رتبة الصحيح. عبد الله بن عثمان: هو ابن خثيم، ويأتي في الحديث برقم (3485) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم.
وأخرجه الحاكم 1/163 من طريق محمد بن سعيد ابن الأصبهاني، عن يحيى بن سُليم، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح.
وأخرجه ابن حبان (6502) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (139) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، والبيهقي في "الدلائل" 6/240 من طريق أبي بكر بن عياش، كلاهما عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به.
وأخرجه الحاكم مختصراً 3/157 من طريق أبي بكر بن عياش، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به - إلا أنه جعله من حديث ابن عباس عن فاطمة.
قوله: "عَقِروا" بفتح العين، كذا ضُبط في "النهاية" 3/273 لابن الأثير، وقال: العَقَر بفتحتين: أن تُسلِمَ الرجُلَ قوائِمُه من الخوف، وقيل: هو أن يفجأه الرَّوْعُ فَيَدْهَشَ ولا يستطيعَ أن يتقدم أو يتأخر.
وضُبط في (ظ9) و (س) و"حاشية السِندي" بضم العين، قال السندي: على بناء المفعول، أي: ما قدروا القيام إليه حتى كأنهم عُقِرُوا في ذلك المكان، وإسناد الحديث حسن إن شاء الله تعالى.(4/487)
تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ، فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ، فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، فَقَدْ رُفِعَتِ الْأَقْلامُ، وَجَفَّتِ الْكُتُبُ، فَلَوْ جَاءَتِ الْأُمَّةُ يَنْفَعُونَكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ، لَمَا اسْتَطَاعَتْ، وَلَو أَرَادَتْ أَنْ تَضُرَّكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ لَكَ، مَا اسْتَطَاعَتْ " (1)
2764 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، قَالَ يَحْيَى: عَنِ الْأَعْرَجِ، وَلَمْ يَقُلْ مُوسَى: عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَخْرُجُ فَيُهَرِيقُ الْمَاءَ فَيَتَمَسَّحُ بِالتُّرَابِ، فَأَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْمَاءَ مِنْكَ قَرِيبٌ. قَالَ: " مَا أَدْرِي، لَعَلِّي لَا أَبْلُغُهُ " قَالَ: قَالَ يَحْيَى، مَرَّةً أُخْرَى: " كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ، فَأُهْرَاقَ الْمَاءَ، فَتَيَمَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الْمَاءَ مِنَّا قَرِيبٌ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، ابن لهيعة -واسمه عبد الله، وإن كان في حفظه شيء- رواه عنه عبد الله بن يزيد المقرىء كما سيأتي برقم (2803) وهو ممن روى عنه قبل احتراق كتبه، وهو متابع أيضاً فيما تقدم برقم (2669) ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير قيس بن الحجاج، فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وهو صدوق. يحيى بن إسحاق: هو السيلَحيني.
(2) حسن، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- رواه عنه عبد الله بن المبارك في الرواية السالفة برقم (2614) ، وروايته عنه صالحة، وباقي رجاله ثقات، وقال الشيخ أحمد شاكر: زيادة يحيى بن إسحاق في الإسناد "عن الأعرج" بين عبد الله بن هبيرة وبين حنش الصنعاني أكبر الظن أنه خطأ، فإن الحديث رواه ابن المبارك عن ابن لهيعة كرواية =(4/488)
2765 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَّى خَمْسَ صَلَوَاتٍ بِمِنًى " (1)
2766 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا هُرَيْمٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَفَاءَلُ وَلا يَتَطَيَّرُ، وَيُعْجِبُهُ الاسْمُ الْحَسَنُ " (2)
2767 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ يُصَلِّي وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ
__________
= موسى بن داود ليس فيه "عن الأعرج". قلنا: والأعرج هذا ذكره المزي في "تهذيب الكمال" 7/430 فيمن روى عن حنش بن عبد الله الصنعاني وسماه "يحيى"، ولم نتبينه.
وأخرجه الطبراني (12987) من طريق يحيى بن إسحاق وحده، بهذا الإسناد.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو كدينة: هو يحيى بن المهلب الكوفي.
وهو مكرر (2700) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم-، وتقدم الحديث برقم (2328) بزيادة عبد الملك بن سعيد بن جبير في إسناده بين ليث وبين عكرمة. هريم: هو ابن سفيان البجلي الكوفي.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3116) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1894، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 248، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3254) من طريق علي بن الجعد، عن أبي جعفر الرازي، عن ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد. ورواية أبي القاسم البغوي مختصرة.(4/489)
مِنْ وَرَائِهِ، فَقَامَ وَرَاءَهُ وَجَعَلَ يَحُلُّهُ، وَأَقَرَّ لَهُ الْآخَرُ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: مَا لَكَ وَرَأْسِي؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّمَا مَثَلُ هَذَا، كَمَثَلِ الَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مَكْتُوفٌ " (1)
2768 - حَدَّثَنِي مُعَاوِيةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اجْتَنِبُوا أَنْ تَشْرَبُوا فِي الْحَنْتَمِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَاشْرَبُوا فِي السِّقَاءِ " (2)
2769 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
__________
(1) حديث صحيح، رشدين -وهو ابن سعد، وإن كان فيه ضعيف- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه مسلم (492) ، وأبو داود (647) ، والنسائي 2/215-216، وابن خزيمة (910) ، وأبو عوانة 2/74، وابن حبان (2280) ، والبيهقي 2/108-109 من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1381) ، والطبراني (12174) و (12197) من طرق عن عمرو بن الحارث، به. وسيأتي برقم (2902) و (2903) .
قوله: "وهو مكتوف"، قال السندي: أي: فلا تسجد يداه، فكذا هذا لا يسجد شعره.
(2) حديث صحيح، وفي رواية سماك بن حرب عن عكرمة اضطراب. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو بن شبيب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه أبو يعلى (2569) عن زهير بن خيثمة، عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وانظر (2607) ، وله طرق أخرى صحيحة، انظر (2476) و (3406) .(4/490)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ، لِأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ فَارِسُ عَلَى الرُّومِ، لِأَنَّهُمْ أَهْلُ أَوْثَانٍ، فَذَكَرَ ذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ لِأَبِي بَكْرٍ، فَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّهُمْ سَيَهْزِمُونَ " فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لَهُمْ، فَقَالُوا: اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ أَجَلًا، فَإِنْ ظَهَرُوا، كَانَ لَكَ كَذَا وَكَذَا، وَإِنْ ظَهَرْنَا، كَانَ لَنَا كَذَا وَكَذَا. فَجَعَلَ بَيْنَهُمْ أَجَلًا خَمْسَ سِنِينَ، فَلَمْ يَظْهَرُوا، فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَلا جَعَلْتَهُ - أُرَاهُ قَالَ: - دُونَ الْعَشْرِ " - قَالَ: وَقَالَ سَعِيدٌ: الْبِضْعُ مَا دُونَ الْعَشْرِ - قَالَ: فَظَهَرَتِ الرُّومُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ} [الروم: 2] قَالَ: فَغُلِبَتِ الرُّومُ ثُمَّ غَلَبَتْ بَعْدُ، قَالَ: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ} [الروم: 4] قَالَ: يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ (1)
2770 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ (2) ، حَدَّثَنَا دُوَيْدٌ، عَنْ سَلْمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْتَقَى مُؤْمِنَانِ عَلَى بَابِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري، وسفيان: هو الثوري. وهو مكرر (2495) . وقوله: "قال يفرح المؤمنون بنصر الله" كذا في جميع الأصول، ولفظ البخاري في "خلق أفعال العباد" (491) : قال: "ففرح المؤمنون بنصر الله".
(2) المثبت من (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) و"أطراف المسند" 1/ورقة 121، وتحرف في (م) وباقي الأصول الخطية إلى: حَسَن. وحسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي.(4/491)
الْجَنَّةِ، مُؤْمِنٌ غَنِيٌّ، وَمُؤْمِنٌ فَقِيرٌ، كَانَا فِي الدُّنْيَا، فَأُدْخِلَ الْفَقِيرُ الْجَنَّةَ، وَحُبِسَ الْغَنِيُّ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يُحْبَسَ، ثُمَّ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، فَلَقِيَهُ الْفَقِيرُ، فَيَقُولُ: أَيْ أَخِي، مَاذَا حَبَسَكَ؟ وَاللهِ لَقَدِ احْتُبِسْتَ حَتَّى خِفْتُ عَلَيْكَ. فَيَقُولُ: أَيْ أخِي، إِنِّي حُبِسْتُ بَعْدَكَ مَحْبِسًا فَظِيعًا كَرِيهًا، وَمَا وَصَلْتُ إِلَيْكَ حَتَّى سَالَ مِنِّي مِنَ الْعَرَقِ مَا لَوْ وَرَدَهُ أَلْفُ بَعِيرٍ، كُلُّهَا آكِلَةُ حَمْضٍ، لَصَدَرَتْ عَنْهُ رِوَاءً " (1)
2771 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ حَبِيبٍ يَعْنِي
__________
(1) إسناده ضعيف، دويد: هكذا جاء غير منسوب، ونسبه الحسيني في "الإكمال" فقال: دويد الخراساني عن عمرو بن شعيب وأبي سهل وسلم بن بشير، وعنه علي بن عاصم وغيره: مجهول، وسلم -ويقال له أيضاً: سالم- بن بشير، روى عنه جمع، وقال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/420، وقال الحسيني: مجهول، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/263-264، وقال: رواه أحمد، وفيه دويد غير منسوب، فإن كان هو الذي روى عنه سفيان! فقد ذكره العجلي في كتاب "الثقات" وإن كان غيره لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير سلم بن بشير وهو ثقة.
وأخرج نحوه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (556) عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني، قال: حدثنا ضمرة والمهاصر بن حبيب وحكيم بن عمير، رفعوه. وهذا إسناد ضعيف، أبو بكر بن أبي مريم، قال الحافظ في "التقريب": ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط، والثلاثة الذين روى عنهم في طبقة التابعين، فهو مرسل.
قوله: "آكلة حَمض"، قال السندبَ: الآكلة: جمع آكل، والحَمْض -بفتح حاءٍ مهملة وسكون ميم آخره ضاد معجمة-: ما مَلُحَ وأمَر من النبات، وهي كفاكهة الإبل، وفي "النهاية": الحَمْض: كل نبات في طعمه حموضة، وبالجملة إذا أكل منه عطش، فلذلك ذُكر هاهنا، والله تعالى أعلم.(4/492)
ابْنَ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَأَنْ يُخْلَطَ الْبَلَحُ بِالزَّهْوِ " (1) قَالَ: قُلْتُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَجْعَلُ نَبِيذَهُ فِي جَرَّةٍ خَضْرَاءَ كَأَنَّهَا قَارُورَةٌ، غُدْوَةً (2) ً، وَيَشْرَبُهُ مِنَ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: " أَلَا تَنْتَهُوا (3) عَمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
2772 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قَدِ اشْتَكَى، فَطَافَ بِالْبَيْتِ عَلَى بَعِيرٍ، وَمَعَهُ مِحْجَنٌ، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ اسْتَلَمَهُ بِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ، أَنَاخَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ " (4)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن عطاء -وهو ابن يزيد بن عبد الرحمن اليشكري- وقد توبع فيما تقدم برقم (2499) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
(2) لفظة "غدوة" سقطت من (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) ، ومنهما أثبتناها.
(3) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : ألا تنتهوا، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) .
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن عطاء ويزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم الكوفي-.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (الجزء الذي نشره العمروي) ص 144-145، وعنه عبد بن حميد (612) ، عن محمد بن فضيل، وأبو داود (1881) ، والبيهقى=(4/493)
2773 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُبَاشِرِ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، وَلا الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ " (1)
2774 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ،
__________
= 5/100 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد. وانظر (1841) .
(1) حديث صحيح، سماك -وإن كان في حديثه عن عكرمة اضطراب- قد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11728) من طريق خلف بن الوليد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/398، والبزار (2074 - كشف الأستار) ، وابن حبان (5582) من طرق عن إسرائيل، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11794) ، وفي "الصغير" (1094) ، والحاكم 4/288 من طريق أبي معاوية، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عكرمة، به. وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وسيأتي الحديث برقم (2871) ، ومرسلاً برقم (2872) .
وفي الباب عن أبي سعيد عند أحمد 3/63، ومسلم (338) ، وصححه ابن حبان (5574) .
وعن أبي هريرة عند أحمد 2/447، وصححه ابن حبان (5583) إلا أن فيه عنده زيادة ضعيفة.
قوله: "لا يباشر الرجلُ الرجلَ"، قال السندي: المباشرة: لمس البشرة، وهي ظاهر جلد الإنسان، ولم ينه عن مباشرة الرجل المرأة إما لجوازها أحياناً كما في الزوجة والمملوكة، أو لدلالة المذكور عليه بالأولى.(4/494)
الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ؟ " فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ " (1)
2775 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يُصَلُّونَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ " فَأَنْزَلَ اللهُ: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] " (2)
2776 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُخَوَّلٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (3)
2777 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
(1) صحيح لغيره، وقد سلف برقم (2088) .
(2) صحيح لغيره، وقد سلف برقم (2691) .
(3) حديث صحيح، شريك قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن أبي العباس، فقد روى له النسائي، وهو ثقة. مخول: هو ابن راشد النهدي مولاهم الكوفي، ومسلم البطين: هو ابن عمران.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/299، والطحاوي 1/287-288، والطبراني (12372) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. وتحرف مخول في المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" إلى: مكحول. وانظر (2720) .(4/495)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: الْجَبْهَةِ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى أَنْفِهِ -، وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْأَصَابِعِ، وَلا أَكُفَّ الثِّيَابَ وَلا الشَّعَرَ " (1)
2778 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْغَنَوِيُّ، مِنْ أَنْفُسِهِمْ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، يُحَدِّثُ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْأَعْوَرِ الْكَذَّابِ " (2)
2779 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَوُادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ (3) فَهُوَ شَهِيدٌ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن إسحاق السيلحيني، فمن رجال مسلم. وانظر (1921) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف البراء بن عبد الله الغنوي، وباقي رجاله ثقات. وانظر (2667) .
(3) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : مظلمة.
(4) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه منقطع، والد إبراهيم -وهو سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف- لم يسمع من ابن عباس. وقد تفرد به الإمام أحمد.
وله شاهد عن سويد بن المقرن عند النسائي 7/117، والطبراني (6454) .=(4/496)
2780 - حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى مَعَ رَجُلٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ "، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ، خَرَقَهُ - قَالَ: فَحَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: - " فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ " (1)
2781 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ،
__________
= وثان عن الحسين بن علي تقدم برقم (590) .
وثالث عن سعيد بن زيد تقدم أيضاً برقم (1628) و (1652) .
ورابع عن عبد الله بن عمرو عند البخاري (2480) ، ومسلم (141) ، ويأتي في "المسند" 2/163.
المظلمة، قال السندي: مصدر "ظلم" واسم ما أخذ منك بغير حق، وهو بكسر لام وفتحها، وقد ينكر الفتح، وقيل: بضم لام أيضاً، كذا في "المجمع".
قلنا: وقيده صاحب "القاموس" بكسر اللام، وتعقبه المرتضى الزبيدي في شرحه، فنقل عن شيخه قوله: فيه قصور ظاهر، فقد نقل التثليث فيه صاحب "التوشيح" في كتاب المظالم، والفتح حكاه ابن مالك، وصرح به ابن سيده، وابن القطاع، والضم أنكره جماعة، ولكن نقله الحافظ مغلطاي عن الفراء. قلت (القائل هو المرتضى) : وهكذا ضبط بالتثليث في نسخ "الصحاح".
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن داود، فمن رجال مسلم. وانظر (2184) .
خرقه: شقه.(4/497)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَدَبَّرْتُ صَلاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَيْتُهُ مُخَوِّيًا، فَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ " (1)
2782 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ فِي عُمْرَتِهِ، بَلَغَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ قُرَيْشًا تَقُولُ: مَا يَتَبَاعَثُونَ مِنَ العَجَفِ. فَقَالَ أَصْحَابُهُ: لَوِ انْتَحَرْنَا مِنْ ظَهْرِنَا، فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ، وَحَسَوْنَا مِنْ مَرَقِهِ، أَصْبَحْنَا غَدًا حِينَ نَدْخُلُ عَلَى الْقَوْمِ وَبِنَا جَمَامَةٌ؟ قَالَ: " لَا تَفْعَلُوا، وَلَكِنِ اجْمَعُوا لِي مِنْ أَزْوَادِكُمْ " فَجَمَعُوا لَهُ، وَبَسَطُوا الْأَنْطَاعَ، فَأَكَلُوا حَتَّى تَوَلَّوْا، وَحَثَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي جِرَابِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَقَعَدَتْ قُرَيْشٌ نَحْوَ الْحِجْرِ، فَاضْطَبَعَ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: " لَا يَرَى الْقَوْمُ فِيكُمْ غَمِيزَةً " فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثُمَّ دَخَلَ حَتَّى إِذَا تَغَيَّبَ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِي، مَشَى إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا يَرْضَوْنَ بِالْمَشْيِ، أَنَّهُمْ لَيَنْقُزُونَ نَقْزَ الظِّبَاءِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ، فَكَانَتْ سُنَّةً قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَعَلَ ذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وانظر (2753) . التميمي: اسمه أرْبِدة.
(2) إسناده قوي، رجاله رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم.
وأخرجه بنحوه ابن حبان (3812) من طريق يحيى بن سليم الطائفي، عن عبد=(4/498)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الله بن عثمان بن خثيم، بهذا الإسناد، وسلف مختصراً برقم (2220) .
قوله: "ما يتباعثون"، قال السندي: أي: يقومون، أي: الصحابة. من العجف: بفتحتين، أي: الضعف الحاصل بالجوع والمرض. من ظهرنا: أي: من جِمالنا. وبنا جمامة: بالجيم، أي: راحة وشبع وري. غميزة: أي: نقيصة يغمز بها بعضهم بعضاً، يقال: فيه غميزة، أي: مطعن أو مطمع، ويمكن الحمل على المعنى الثاني، أي: لا يرون فيكم ضعفاً يطمعون به في محاربتكم. لينقزون بالقاف، من نَقَزَ كنَصَر: إذا وثب، أو بالفاء كضَرَبَ بمعناه.
وقوله: "فكانت سنة"، قال السندي أيضاً: قد جاء عنه أنه أنكر كونه سنة، فلعله رَجَعَ إلى القول بأنه سُنة بعد أن حقق الأمر كما سبق، لكنه يُشكل أن أبا الطفيل الراوي لهذا الحديث هو الذي روى الإنكار أيضاً، إلا أن يقال: لعله سمع منه هذا القولَ مرة ثانية بعد أن رجع، والله تعالى أعلم. وانظر الحديث المتقدم برقم (2639) ، والتعليق عليه.(4/499)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164-241هـ)
أشرف علي تحقيقه
الشيخ شعيب الأرنؤوط
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد
الجزء الخامس
مؤسسة الرسالة(5/1)
بسم الله الرحمن الرحيم(5/2)
بسم الله الرحمن الرحيم
الرموز المستعملة في زيادات عبد الله، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره:
• دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله.
° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.
* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.
عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة، لذاتها ولغيرها في هذا الجزء: 679 حديثاً.
عدد الأحاديث الضعيفة في هذا الجزء: 78 حديثاً.
عدد الأحاديث التي لم نجزم بصحتها أو ضعفها: 12 حديثاً.
تنبيه: في هذا الجزء جملة أحاديث مما ألحقه القطيعي في "المسند"،
وعامتها من زياداته، وقد وقعت لنا في النسخة (ظ 9) ، وأثبتناها في الحاشية وقمنا بتخريجها، ومحلها من الصفحة 130 إلى الصفحة 134.(5/3)
2783 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَتِ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ تُصَلِّي خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَكَانَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَسْتَقْدِمُ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ لِئَلا يَرَاهَا، وَيَسْتَأْخِرُ بَعْضُهُمْ حَتَّى يَكُونَ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ، فَإِذَا رَكَعَ نَظَرَ مِنْ تَحْتِ إِبْطَيْهِ (1) ، فَأَنْزَلَ اللهُ فِي شَأْنِهَا: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ، وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} [الحجر: 24] " (2)
__________
(1) في (ظ 9) و (ظ 14) وعلى حاشية (س) : إبطه.
(2) إسناده ضعيف ومتنه منكر، عمرو بن مالك النُّكري لا يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان فقد ذكره فىِ "الثقات" وقال: يخطىء ويغرب، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام، وأخطأ الذهبي في "الميزان" و"الضعفاء" فوثق عمرو بن مالك النكري مع إنه ذكره في "الكاشف" ولم يوثقه، وإنما اقتصر على قوله: وُثِّق، وهو يُطلِق هذه اللفظة على من انفرد ابن حبان بتوثيقه. سريج: هو ابن يونس البغدادي، وأبو الجوزاء: هو أَوس بن عبد الله الرَّيَعي.
وأخرجه الطيالسي (2712) ، وابن ماجه (1046) ، والترمذي (3122) ، والنسائي قي "المجتبى" 2/118، وفي "الكبرى" (11273) ، والطبري 14/26، وابن حبان (401) ، والطبراني (12791) ، والحاكم 2/353، والبيهقي 3/98 من طرق عن=(5/5)
2784 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ هِلالٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْيَهُودِ أَهْدَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً مَسْمُومَةً، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: " مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟ " قَالَتْ: أَحْبَبْتُ - أَوْ أرَدْتُ - إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا فَإِنَّ اللهَ سَيُطْلِعُكَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ نَبِيًّا أُرِيحُ النَّاسَ مِنْكَ
قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا احْتَجَمَ "، قَالَ: " فَسَافَرَ مَرَّةً، فَلَمَّا أَحْرَمَ، وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَاحْتَجَمَ " (1)
__________
نوح بن قيس، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء نحوه، ولم يذكر فيه ابنَ عباس، وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح.
وذكره ابن كثير في "تفسيره" 4/450 من تفسير الطبري بإسناده، ثم نسبه لأحمد وابن أبي حاتم والترمذي والنسائي في التفسير من سننيهما وابن ماجه، وقال. حديث غريب جداً، وفيه نكارة شديدة، ثم رجح أن يكون من كلام أبي الجوزاء.
والحديث في "الدر المنثور" 5/73 وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن خزيمة وابن مردويه.
تنبيه: قد سبق لنا أن حسَّنا إسناد هذا الحديث في تعليقنا على "صحيح ابن حبان"، وقد تبين لنا هنا أنه ضعيف لا يستحق التحسين، فاقتضى التنبيه، والله وليّ التوفيق.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير هلال- وهو ابن خباب- فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه يحيى بن معين وأحمد والفسوي وغيرهم، وجاء في "سؤالات ابن الجنيد" ص 342 ونقله عنه البغدادي في "تاريخ بغداد" 14/73-74: سألت يحيى بن معين عن هلال بن نجاب، وقلت: إن يحيى القطان زعم أنه تغير قبل أن يموت واختلط؟ فقال يحيى: لا ما اختلط ولا تغير، قلت ليحيى: ثقة هو؟ قال: ثقة مأمون.
ونقله ابن كثير في "البداية والنهاية" 4/209-210 عن هذا الموضع من "المسند"=(5/6)
2785 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَ بِلالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ مَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةِ: جَلْسِيَّهَا وَغَوْرِيَّهَا، وَحَيْثُ يَصْلُحُ للزَّرْعِ مِنْ قُدْسٍ , وَلَمْ يُعْطِهِ حَقَّ مُسْلِمٍ، وَكَتَبَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا أَعْطَى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ، أَعْطَاهُ مَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةِ: جَلْسِيَّهَا وَغَوْرِيَّهَا، وَحَيْثُ يَصْلُحُ لِلزَّرْعِ مِنْ قُدْسٍ، وَلَمْ يُعْطِهِ حَقَّ مُسْلِمٍ " (1)
__________
= وقال: تفرد به أحمد، وإسناده حسن.
وسيأتي برقم (3547) ، وانظر ما تقدم برقم (2108) .
وفي الباب دون قصة الحجامة عن أبي هريرة عند البخاري (3169) ، وسيأتي في "المسند" 2/451. وانظر "سنن البيهقي" 8/46-47، و"فتح الباري" 7/497 ط 49.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو أويس- واسمه عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي- فيه كلام من جهة حفظه، وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني وابن سعد وغيرهم، وأفرط من نسبه إلى الكذب، وقال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل عن كثير بن عبد الله بن عمروبن عوف، فقال: منكر الحديث ليس بشيء، وقال عبد الله بن أحمد. ضرب أبي على حديث كثير بن عبد الله في "المسند" ولم يحدثنا عنه بشيء. قال الشيخ أحمد شاكر: وهذا حق، فإن أحمد لم يخرج شيئاً من مسند عمرو بن عوف جَدَّ كثير، وإنما أخرج هذا الإسناد هنا ليذكر الإِسناد الذي بعده من حديث ابن عباس مثله، فإنه لم يسمع من شيخه حسين بن محمد المروذي لفظ حديث ابن عباس، بل سمع منه حديث كثير، ثم حديث ابن عباس مثله، فحَرِصَ على أن يثبت لفظ شيخه ... وأما البخاري حجة أهل الجرح والتعديل، فقد أبى أن يضعف كثير بن عبد الله، ففي "التهذيب" 3/377=(5/7)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=عن الترمذي قال: قلت لمحمد بن إسماعيل في حديث كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة كيف هو؟ قال: هو حديث حسن إلا أن أحمد كان يحمل على كثير يضعفه، وقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري عنه، والحديث الذي أشار إليه الترمذي هو في "سننه" (490) وقال فيه: حديث عمرو بن عوف حديث حسن غريب، وقد روى الترمذي أيضاً (1352) : "الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرم حلالاً أو أحل حراماً" من طريق كثير، عن أبيه، عن جده، وقال: حديث حسن صحيح، فأنكر عليه العلماءُ تصحيحه حتى قال الذهبي في "الميزان" 2/407: فلهذا لا يعتمد العلماءُ على تصحيح الترمذي، وقد حاول بعضهم أن يعتذرعن الترمذي بأنه إنما صححه لما أيَّده من الشواهد، والذي أراه أن الترمذي حسنه تبعاً لأستاذه البخاري في تحسين
كثير بن عبد الله، وصححه للشواهد التى عضدته.
وأخرجه أبو داود (3062) و (3063) ، والبيهقي 6/145من طريق الحسين بن محمد، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن بلال بن الحارث نفسه عند الظبراني (1141) ، والحاكم 1/404 و3/517.
وعن ربيعة بن عبد الرحمن عن غير واحد: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقطع بلال بن الحارث المزني معادن القبلية، وهي من ناحية الفُرْع، فتلك معادن لا يؤخذ منها إلا الزكاة إلى اليوم. أخرجه مالك في "الموطأ" 1/248-249، ومن طريقه أبو داود (3061) ، والبغوي (1588) .
وعن بلال بن الحارث: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ في المعادن القَبلية الصدقة، وأنه قطع لبلال بن الحارث العقيق أجمع، فلما كان عمر رضي الله عنه قال لبلال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقطعك لتحتجزه عن الناس، ثم يقطعك إلا لتعمل، قال: فأقطع عمر بن الخطاب للناس العقيقَ. أخرجه الحاكم 1/404، وصححه ووافقه الذهبي، مع أن فيه الحارث بن بلال بن الحارث وهو في عداد المجهولين.
وأخرج نحوه يحيى بن آدم في "الخراج" (294) من طريق ابن إسحاق، عن عبد=(5/8)
2786 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ، مَوْلَى بَنِي الدِّيلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ كِنَانَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (1)
2787 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، وَيُونُسُ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ " اعْتَمَرُوا مِنْ جِعِرَّانَةَ، فَرَمَلُوا بِالْبَيْتِ ثَلاثًا، وَمَشَوْا أَرْبَعًا " (2)
2788 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ (3) ، عَنْ عَطَاءٍ الْعَطَّارِ،
__________
= الله بنِ أبي بكر قال: جاء بلال بن الحارث المزني إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الحديث مرسلا.
قوله: "أقطع"، قال السندى: من أقطعه الإِمامُ أرضاً، إذا أعطاه أرضاً، وهو يكون تمليكاً وغيره. معادن القَبَلية: بفتح قاف وباء، نسبة إلى قَبَل: وهي من ناحية الفُرْع - بضم فاء وسكون راءٍ - موضع بين الحرمين. جَلْسيها: بفتح جيم وسكون لام، نسبة إلى جَلْس بمعنى المرتفع. وغَوْريها: بفتح غين معجمة وسكون واو، نسبة إلى غَوْر بمعنى المنخفض، والمراد: أعطاه ما ارتفع منها وما انخفض، والأقرب ترك النسبة. من قُدْس: بضم قاف وسكون دال، جبل معروف، وقيل: هو الموضع المرتفع الذي يصلح للزراعة.
ولم يُعطِه حقَّ مسلم: استثناء لما سبقه يدُ مسلم عما أعطي، أوهو بيان لعلة صحة إعطائه بأنه سبقه يد مسلم.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو أويس- واسمه عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي- ضعيف من جهة حفظه، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو داود (3062) و (3063) ، والبيهقي 6/145من طريق الحسين بن محمد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(2) إسناده قوي على شرط مسلم. وانظر (2220) .
(3) وقع في (ظ) 9 و (ظ14) : حماد الخياط، وليس فيهما "يعني ابن سلمة"، وفي=(5/9)
عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَتَصَدَّقُ بِدِينَارٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ دِينَارًا، فَنِصْفُ دِينَارٍ " (1)
2789 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ: أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ الْحَارِثِ بَعَثَتْهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ، قَالَ: فَقَدِمْتُ الشَّامَ، فَقَضَيْتُ حَاجَتَهَا، وَاسْتَهَلَّ عَلَيَّ رَمَضَانُ وَأَنَا بِالشَّامِ، فَرَأَيْنَا الْهِلالَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ، فَسَأَلَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، ثُمَّ ذَكَرَ الْهِلَالَ، فَقَالَ: مَتَى رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ (2) ؟ فَقُلْتُ: رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ. فَقَالَ: أَنْتَ رَأَيْتَهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَرَآهُ النَّاسُ وَصَامُوا، وَصَامَ مُعَاوِيَةُ. فَقَالَ: لَكِنَّا رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ السَّبْتِ، فَلَا نَزَالُ نَصُومُ حَتَّى نُكَمِّلَ ثَلَاثِينَ أَوْ نَرَاهُ. فَقُلْتُ: أَوَلَا تَكْتَفِي بِرُؤْيَةِ مُعَاوِيَةَ وَصِيَامِهِ؟ فَقَالَ: " لَا، هَكَذَا أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
__________
= (م) وباقي الأصول الخطية: "يعني أبا أسامة" مكان قوله: "يعني ابن سلمة"، وكل ذلك تحريف، والصواب ما أثبتنا كما في (غ) والنسخة الكتانية، وكما تقدم برقم (2201) .
(1) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد ضعيف جداً، وانظر (2201) .
(2) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : متى رأيتموه.
(3) إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي ثقة جليل روى له أصحاب السنن، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (1087) (28) ، وأبو داود (2332) ، والترمذي (693) ، والنسائي=(5/10)
2790 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُّ فِي الدِّينِ " (1)
2791 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَفِتُ فِي صَلاتِهِ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَلا يَلْوِي عُنُقَهُ " (2)
__________
= 4/131، وابن خزيمة (1916) ، والدارقطني 2/171، والبيهقي 4/251 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
قوله: "واستَهل علي رمضان"، قال السندي: على بناء الفاعل، أي: تَبيَّن هلالُه، أو المفعول، أي: رُئي هلاله، كذا في الصحاح.
وقوله: "هكذا أمرنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، قال: يحتمل أن المرادَ به أنه أمرنا أن لا نقبل شهادةَ الواحد في حق الإفطار، أو أمرنا بان نعتمد على رؤية أهل بلدنا ولا نعتمد على رؤية غيرهم، وكلام العلماء يميل إلى المعنى الثاني، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح، مَن فوقَ سليمان بن داود ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه الدارمي (225) ، والترمذي (2645) ، والطبراني (10787) ، والبغوي (132) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح.
وفي الباب عن أبي هريرة سيأتي في "المسند" 2/234، وعن معاوية وسيأتي 4/99 و101.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. ثور: هو ابن زيد الدِّيلي. وهو مكرر (2485) .(5/11)
2792 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، وَيُونُسُ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ " اعْتَمَرُوا مِنْ جِعِرَّانَةَ، فَاضْطَبَعُوا أَرْدِيَتَهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ " حَدَّثَنَا يُونُسُ: " جَعَلُوا أَرْدِيَتَهُمْ " قَالَ يُونُسُ: " وَقَذَفُوهَا عَلَى عَوَاتِقِهِمُ الْيُسْرَى " (1)
2793 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، وَيُونُسُ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ: إِنَّ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ قَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِعَامِهِ الَّذِي اعْتَمَرَ فِيهِ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " ارْمُلُوا بِالْبَيْتِ ثَلاثًا لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ قُوَّتَكُمْ " فَلَمَّا رَمَلُوا، قَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا وَهَنَتْهُمْ (2)
__________
(1) إسناده قوي على شرط مسلم. سريج: هو ابن النعمان، ويونس: هو ابن محمد المؤدب.
وأخرجه أبو داود (1884) من طريق أبي سلمة موسى، والطبراني (12478) من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3512) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، وغير سريج- وهو ابن النعمان بن مروان الجوهري- فمن رجال البخاري. يونس: هو ابن محمد بن مسلم البغدادي المؤدب، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وانظر (2639) .(5/12)
2794 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ ذَهَبَ بِإِبْرَاهِيمَ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، فَسَاخَ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الْجَمْرَةَ الْوُسْطَى، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، فَسَاخَ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الْجَمْرَةَ الْقُصْوَى، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، فَسَاخَ، فَلَمَّا أَرَادَ إِبْرَاهِيمُ أَنْ يَذْبَحَ ابْنَهُ إِسْحَاقَ، قَالَ لِأَبِيهِ: يَا أَبَتِ، أَوْثِقْنِي لَا أَضْطَرِبُ، فَيَنْتَضِحَ عَلَيْكَ مِنْ دَمِي إِذَا ذَبَحْتَنِي. فَشَدَّهُ، فَلَمَّا أَخَذَ الشَّفْرَةَ فَأَرَادَ أَنْ يَذْبَحَهُ، نُودِيَ مِنْ خَلْفِهِ: {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} [الصافات: 105] " (1)
2795 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ
__________
(1) إسناده ضعيف، عطاء بن السائب اختلط، وحماد- وهو ابن سلمة- روى عنه قبل الاختلاط وبعده عند غير واحد من أهل العلم، والمرجح هنا أن هذا الحديث مما رواه عنه بعد الاختلاط، فذِكْر إسحاق عليه السلام فيه من أخطاء عطاء بن السائب، فالصحيح الذي عليه أهل العلم أن الذبيح هو إسماعيل لا إسحاق، وانظر ما تقدم برقم (2707) .
قوله: "فساخ"، قال السندي: أي: تَسَفَّل إلى الأرض. الشفرة: بفتح الشين، السكين العظيم.(5/13)
الجَنَّةِ، وَكَانَ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ، حَتَّى سَوَّدَتْهُ خَطَايَا أَهْلِ الشِّرْكِ " (1)
__________
(1) قوله: "الحجر الأسود من الجنة" صحيح بشواهده، وأما بقيهَ الحديث شاهد يُقوِّيه، وإسناد الحديث ضعيف لاختلاط عطاء السائب، وقال الإمام أحمد.
كان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها، وقال أبوحاتم: رفع أشياء عن الصحابة كان يرويها عن التابعين.
فأخرجه النسائي 5/226 من طريق موسى بن داود، وابن عدي2/679، ولمن طريقه البيهقي فىِ "شعب الإيمان" (4034) من طريق عبد الله العيشي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ورواية النسائىِ مختصرة بقوله: "الحجر الأسود من الجنة" فقط.
وأخرجه بنحوه الترمذي (877) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن خزيمة (2733) من طريق جرير ومحمد بن موسى الحرشي وزياد عبد الله، ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، به. وقالوا في آخره: فودته خطايا بني ادم. وهؤلاء ممن روى عن عطاء بعد الاختلاط، وقال الترمذي: حسن صحيح! وسيأتي برقم (3046) و (3537) ، وانظر (2643) .
وأخرج الطبراني في "الكبير" (11314) من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى، عن أبيه، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبىِ ليلى، عن عطاء- وهو ابن أبي رباح-، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيض كالمها، ولولا ما مسه من رجس الجاهلية، ما مسه ذو عاهة إلا بَرَأ" وهذا إسناد ضعيف.
ولقوله: "الحجر الأسود من الجنة" شاهد بهذا اللفظ عن أنس يأتىِ في "مسنده " 3/277 بإسناد صحيح.
وفي الباب عن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت
الجنة طمس الله نورهما، ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب"، سيأتي في "المسند" 2/213-214، وصححه ابن حبان (3710) .(5/14)
2796 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَيُبْعَثَنَّ الْحَجَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، وَيَشْهَدُ عَلَى مَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ " (1)
2797 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، فَذَكَرَهُ إِلا أَنَّهُ قَالَ: " يُبْعَثُ الرُّكْنُ " (2)
2798 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَنَّهُ سَيَنْزِلُ عَلَيَّ بِهِ قُرْآنٌ، أَوْ وَحْيٌ " النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِلُ هَذَا (3)
2799 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ
__________
= وعن أنس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة" أخرجه الحاكم 1/456.
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح. حماد: هو ابن سلمة. وانظر (2215) .
(2) حديث صحيح، مؤمل- وهو ابن إسماعيل القرشي العدوي البصري- متابع، وباقي رجاله رجال الصحيح. وانظر ما قبله.
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. التميمي: اسمه أربِدة. وانظر (2125) .(5/15)
الْجُمُعَةِ ألم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ " (1)
2800 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ أَفْرَغَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، فَغَسَلَهَا سَبْعًا، قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا فِي الْإِنَاءِ، فَنَسِيَ مَرَّةً كَمْ أَفْرَغَ عَلَى يَدِهِ، فَسَأَلَنِي: كَمْ أَفْرَغْتُ؟ فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي فَقَالَ: لَا أُمَّ لَكَ، وَلِمَ لَا تَدْرِي؟ ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ يُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِهِ وَجَسَدِهِ، قَالَ: " هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَطَهَّرُ، يَعْنِي يَغْتَسِلُ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، شريك- وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع. وانظر (2457) .
(2) صحيح لغيره دون غسل اليد سبعاً، فهي لا تصح، وهذا إسناد ضعيف، شعبة مولى ابن عباس- وهو شعبة بن دينار- سيىء الحفظ، وبافي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2728) عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وفيه عنده بعد الشك: فأفرغ على يساره سبعاً وتوضأ وضوءَه للصلاة ... الحديث.
وأخرجه أبو داود (246) من طريق ابن أبي فديك، والطبراني (12221) من طريق سلمة بن رجاء، كلاهما عن ابن أبي ذئب، به.
وله شاهد من حديث عائشة عند أحمد 6/101، والبخاري (248) ، ومسلم (316) .
وآخر من حديث ميمونة عند أحمد 6/329-330، والبخاري (249) ، ومسلم (317) .
قوله: "قال: هكذا"، قال السندي: يحتمل أن المراد أنه أحياناً كان يغسل اليد سبع مرات، أو المراد إنه هكذا كان يفيض الماء على رأسه وجسده، وإلا فغسل اليد سبع مرات غير مشهور في اغتساله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(5/16)
2801 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ، قَالَ: أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّفَا، فَصَعِدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ نَادَى: " يَا صَبَاحَاهْ " فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، بَيْنَ رَجُلٍ يَجِيءُ إِلَيْهِ، وَبَيْنَ رَجُلٍ يَبْعَثُ رَسُولَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا يَا بَنِي يَا بَنِي (1) . . . أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ، تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، صَدَّقْتُمُونِي؟ " قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: " فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ " فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَمَا دَعَوْتَنَا إِلا لِهَذَا؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (2) [المسد: 1]
__________
(1) قوله: "يَا بَنِي يَا بَنِي" أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) ، وهو كذلك عند الطبري وابن منده، وفي (م) وباقي الأصول الخطية مكانه: يَا بَنِي لُؤَيٍّ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبري 19/120، وابن منده في "الإِيمان" (950) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/181-182 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإِسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (4971) ، ومسلم (208) (355) ، والطبري 19/121، وابن حبان (6550) ، وابن منده (949) و (950) ، والبيهقي في "الدلائل " 2/181-182، والبغوي في "شرح السنَّة" (3742) ، وفي "معالم التنزيل" 3/400-401 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والبخاري (4770) ، والنسائي في "الكبرى" (11426) ، والبغوي في "معالم التنزيل" 3/401 من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش، به.
وأخرجه مختصراً البخاري (3194) و (3525) و (4973) من طريق حفص بن=(5/17)
2802 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، زَعَمَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ غَنَمًا يَوْمَ النَّحْرِ فِي أَصْحَابِهِ، وَقَالَ: " اذْبَحُوهَا لِعُمْرَتِكُمْ، فَإِنَّهَا تُجْزِئُ عَنْكُمْ " فَأَصَابَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ تَيْسٌ (1)
2803 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْفُرَافِصَةِ - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَأَنَا قَدْ رَأْيَتُهُ فِي طَرِيقٍ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ، وَأَنَا صَبِيٌّ " - رَفَعَهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ أَسْنَدَهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى أَبُو عَبْدِ اللهِ، صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ، أَسْنَدَهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَحَدَّثَنِي (2) عَبْدُ اللهِ بْنُ
__________
=غياث، عن الأعمش، به- الموضع الأول والثالث بقصة أبي لهب، والموضع الثاني بقصة نزول (وأنذر عشيرتك الأقربين) ومناداته لبطون قريش.
وأخرجه أيضاً مختصرا بقصة نزول (وأنذر عشيرتك الأقربين) : البخاريُّ (3526) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (982) ، والطبري 19/121، والطبراني (12352) ، وابن منده (952) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، به. وانظر (2544) .
قوله: "يا صباحاه"، قال في "اللسان": هذه كلمة تقولها العرب إذا صاحوا للغارة، لأنهم أكثر ما يغيرون عند الصباح، ويسمون يوم الغارة يوم الصباح، فكأن القائل: يا صباحاه، يقول: قد غشينا العدو.
وقوله: "بسَفْح هذا الجبل"، قال السندي: بفتح سين وسكون فاء، قيل: هو بسين وصاد: أَسفله ووجهه، وقيل: بالسين: عرضه، وبالصاد: جانبه.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه بنحوه الطبراني (11561) من طريق داود بن الحصين، عن عكرمة، به.
قوله: "لعمرتكم"، أي: لمتعتكم كما هو مبين عند الطبراني.
(2) الذي يحدث عن همام وعبد الله بن لهيعة: هو عبد الله بن يزيد، وقد وقع=(5/18)
لَهِيعَةَ، وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، الْمِصْرِيَّانِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - وَلَا أَحْفَظُ حَدِيثَ بَعْضِهِمْ مِنْ (1) بَعْضٍ - أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا غُلامُ، أَوْ يَا غُلَيِّمُ، أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهِنَّ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ: " احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَإِذَا سَأَلْتَ، فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ، فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ، (2) لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَاعْلَمْ أنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " (3)
__________
= تحريف في (م) والأصول التي بأيدينا عدا (ظ 9) و (ظ 14) في الموضع الثاني حيث زِيدَ في الإسناد: "حدثني عبد الله، قال: حدثني أبي" مما بوهم بأن الِإمام أحمد هو الذي يحدث عن ابن لهيعة، وهو خطأ بَين، وقد أثبتنا الإسناد على الصواب من (ظ 9) و (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 107.
(1) المثبت من (ظ 9) و (ظ 14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: عن.
(2) في (ظ 9) و (ظ 14) وحاشية (س) : لم يقضه الله.
(3) حديث صحيح، وهذا الحديث رواه أحمد عن شيخه أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء بثلاثة أسانيد الأخير منها متصل، والأول والثاني فيهما انقطاع، وثم يميز لفظ بعضها من بعض.
أما الإِسناد الأول، فهو: عبد الله بن يزيد، عن كهمس بن الحسن، عن الحجاج بن فُرافِصَة رفعه إلى ابن عباس، والحجاج بن فُرافصة متأخر من الطبقة السادسة، يروي عن التابعين كابن سيرين وأيوب السختياني وعمن بعدهم كيحيى بن أبي كثير، ولم يدرك ابن=(5/19)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عباس، وقد ذكر أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء شيخُ. أحمد أنه رآه وهو صبي فسلم عليه، وعبد الله بن يزيد مات سنة 212 أو 213 وقد نَيَّفَ عن المئة.
والإسناد الثاني: عبد الله بن يزيد، عن همام بن يحيى أسنده إلى ابن عباس، وهذا منقطع أيضاً، همام بن يحيى بن دينار البصري من الطبقة السابعة مات سنة 164 أو 165 ولم يدرك ابن عباس، لكن جاء عند البيهقي أن هماما روى هذا الحديثَ عن قيس بن الحجاج، عن حنش، عن ابن عباس، فهو على هذا متصل.
والإسناد الثالث: عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن لهيعة ونافع بن يزيد، عن قيس بن الحجاج، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس، وهذا إسناد قوي متصل، فإن رواية عبد الله بن يزيد، عن ابن لهيعة صالحة، ثم هو متابع بنافع بن يزيد، وهو ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير قيس بن الحجاج، فمن رجال الترمذي وابن ماجه، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1074) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 75-76 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن تافع بن يزيد وابن لهيعة وكهمس بن الحسن وهمام بن يحيى، عن قيس بن الحجاج، عن حنش، عن ابن عباس.
وأخرجه الترمذي (2516) من طريق عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني (12989) من طريق أبي صدقة القراطيسي، عن نافع بن يزيد، به. وانظر (2669) .
قوله: "تعرف إليه"، قال السندي: هو بتشديد الراء، أي: تحبَّب إليه بلزوم طاعته واجتناب معصيته، لأن المعرفة سبب المحبة، والرخاء: مقابل الشدة، ويعرِفْك - بالجزم- على أنه جواب الأمر، أي: يُعنك في الشدة.
قال النووي في "شرح الأربعين" له (ص51) : قد نص الله تعالى في كتابه أن العمل=(5/20)
2804 - حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جِئْتُ أَنَا وَغُلامٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى حِمَارٍ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلاةِ، قَالَ: فَأَرْخَيْنَاهُ بَيْنَ أَيْدِينَا يَرْعَى " فَلَمْ يَقْطَعْ ". قَالَ: وَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَسْتَبِقَانِ " فَفَرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمَا، فَلَمْ يَقْطَعْ، وَسَقَطَ جَدْيٌ، فَلَمْ يَقْطَعْ " (1)
2805 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَحَمَّتْ مِنْ جَنَابَةٍ،
__________
=الصالح ينفع عند الشدة وينجي فاعله،وأن عمل المعصية يؤدي بصاحبه إلي الشدة،قال تعالي حكاية عن يونس عليه السلام (فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلي يوم يُبْعَثُونَ) ] لصافات: 143-144 [، ولما قال فرعون: (آمَنتُ أنه لا إلَه إِلا الذي آمَنَت بِهِ بَنو إسرائِيلَ) ، قال له الملَك: (آلآن وقد عصي قبلُ وكنتَ من المفسدين) ] يونس:90-91 [.
(1) حديث حسن، الأشجعي: هو أبو عبيدة بن عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقاتّ"، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين إلا أن الحسن بن عبد الله العرني قال فيه أحمد: لم يسمع من ابن عباس شيئاً، وقال أبو حاتم: لم يدركه، وحديثه عند البخاري مقرون بغيره. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الطبراني (12703) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، بهذا الإسناد- دون قوله: "وسقط جَدْي فلم يقطع". وانظر (2222) .
قوله: "فلم يقطع"، قال السندي: أي: الصلاة، أي: فلا يصحُ قول من يقول: الحمار يقطع الصلاةَ.(5/21)
فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَحِمُّ مِنْ فَضْلِهَا، فَقَالَتْ: إِنِّي اغْتَسَلْتُ مِنْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ " (1)
2806 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَاءُ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ " " (2)
2807 - قَالَ أَبِي فِي حَدِيثِه حَدَّثَنَا بِهِ وَكِيعٌ فِي الْمُصَنَّفِ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، ثُمَّ جَعَلَهُ بَعْدُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " (3)
2808 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً " (4)
__________
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن في رواية سماك عن عكرمة اضطراباً. عبد الله بن الوليد: هو ابن ميمون العَدَني، وسفيان: هو الثوري. وانظر ما بعده.
(2) صحيح لغيره، وهو مكرر (2100) .
(3) قال الشيخ أحمد شاكر: هذا بيان للإسناد السابق، يريد الإمامُ أن بوضحَ أن شيخه وكيع بن الجراح حدثه بالحديث على وجهين، حدثه به في كتابه "المصنف" عن عكرمة مرسلاً، ثم حدثه به بعد ذلك متصلا عن عكرمة، عن ابن عباس.
(4) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى- وهومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي- وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه بأطول مما هنا الطبراني (11322) من طريقين عن ابن أبي ليلى، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (2025) من طريق ابن جريج، عن عطاء.(5/22)
2809 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1)
2810 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ، وَأَصْنَعُ هَذِهِ الصُّوَرَ، فَأَفْتِنِي فِيهَا؟ قَالَ: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا مِنْهُ (2) ، فقَالَ: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا مِنْهُ حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ: أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ، يُجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسٌ (3) تُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ " فَإِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا، فَاجْعَلِ الشَّجَرَ وَمَا لَا نَفْسَ لَهُ (4) .
__________
(1) حديث صحيح، حجاج- وهو ابن أرطاة، وإن روأه بالعنعنة- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (الجزء الذي نشره العمروي) ص128 عن ابن نمير وأبي معاوية، عن حجاج بن أرطاة، بهذا الِإسناد. ووقع فيه: ثنا ابن نمر قال. ثنا أبو معاوية عن حجاج، وهو تحريف، والصواب ما أثبتنا.
وأخرجه ابن ماجه (2994) من طريق أبي معاوية، والطبراني (11299) من طريق أبي معاوية وعلي بن مسهر، كلاهما عن حجاج، به. وانظر ما قبله.
(2) قوله في المرة الثانية: "فقال: ادن مني، فدنا منه" سقط من النسخ المطبوعة، وأثبتناه من الأصول الخطية، ولفظة "منه" في الموضعين ليست قي (ظ9) و (ظ14) .
(3) في (ظ9) و (ظ14) : نفساً، وهو صواب على أن تضبط ياء "يجعل" بالفتح.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2110) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (3394) ، وانظر ما سلف برقم (1866) و (2162) .(5/23)
2811 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ خَمْسِ خِلالٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يُكَاتِبُ الْحَرُورِيَّةَ،، وَلَوْلا أَنِّي أَخَافُ أَنْ أَكْتُمَ عِلْمِي لَمْ أَكْتُبْ إِلَيْهِ. كَتَبَ إِلَيْهِ نَجْدَةُ: أَمَّا بَعْدُ، فَأَخْبِرْنِي: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْزُو بِالنِّسَاءِ مَعَهُ؟ وَهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ وَهَلْ كَانَ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ؟ وَمَتَى يَنْقَضِي يُتْمُ الْيَتِيمِ؟ وَأَخْبِرْنِي عَنِ الْخُمُسِ لِمَنْ هُوَ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ " يَغْزُو بِالنِّسَاءِ مَعَهُ، فَيُدَاوِينَ الْمَرْضَى، وَلَمْ يَكُنْ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يُحْذِيهِنَّ مِنَ الغَنِيمَةِ "، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ، وَلا تَقْتُلِ الصِّبْيَانَ، إِلا أَنْ تَكُونَ تَعْلَمُ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنَ الصَّبِيِّ الَّذِي قَتَلَهُ، فَتَقْتُلَ الْكَافِرَ، وَتَدَعَ الْمُؤْمِنَ "، وَكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ يُتْمِ الْيَتِيمِ مَتَى يَنْقَضِي؟ وَلَعَمْرِي إِنَّ الرَّجُلَ تَنْبُتُ لِحْيَتُهُ وَهُوَ ضَعِيفُ الْأَخْذِ لِنَفْسِهِ، فَإِذَا كَانَ يَأْخُذُ لِنَفْسِهِ مِنْ صَالِحِ مَا يَأْخُذُ النَّاسُ، فَقَدْ ذَهَبَ الْيُتْمُ، وَأَمَّا الْخُمُسُ فَإِنَّا كُنَّا نُرَى أَنَّهُ لَنَا، فَأَبَى ذَلِكَ (1) عَلَيْنَا قَوْمُنَا (2) .
__________
(11 لفظة "ذلك" لم ترد في (ظ9) و (ظ14) .
(2) حديث صحيح، محمد بن ميمون الزعفراني مختلف فيه، وثقه ابن معين وأبو داود، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وضعفه النسائي والدارقطني وابن حبان والحاكم، ولينه أبو زرعة، وهو متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. جعفر: هو ابن محمد بن=(5/24)
2812 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَدِمَ إِلَى الصَّلاةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، يَقُولُ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَأَخَّرْتُ، وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهِي، لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ " (1)
2813 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَائِدَةَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (2)
2814 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
= علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي الملقب بالصادق.
وأخرجه الشافعي 2/122-123 و123، ومسلم (1812) (137) و (138) ، والترمذي (1556) ، وبن الجارود (1085) ، والطبراني (10833) ، والبيهقي 6/332، والبغوي (2723) من طرق عن جعفر الصادق، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض. وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (2235) و (2941) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأبو الزبير المكي: هو محمد بن مسلم بن تدرس. وانظر (2710) .
(2) صحيح لغيره. وهو مكرر (2426) .(5/25)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا، وَإِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا " (1)
2815 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَخَّرَ الطَّوَافَ يَوْمَ النَّحْرِ إِلَى اللَّيْلِ " (2)
2816 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ كَمَهَ الْأَعْمَى عَنِ السَّبِيلِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ سَبَّ وَالِدَهُ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ " (3)
2817 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
(5) صحيح لغيره. وانظر (2424) .
(2) إسناده ضعيف. وهو مكرر (2612) .
(3) إسناده جيد، رجاله رجال الصحيح، ورواية البصريين عن زهير- وهو ابن محمد التميمي- صحيحة فيما قاله البخاري، وهذا منها، فإن عبد الرحمن بن مهدي بصري.
وأخرجه أبو يعلى (2539) ، وابن حبان (4417) من طريق عبد الملك بن عمرو، والحاكم 4/356 من طريق عبد الله بن مسلمة، كلاهما عن زهير بن محمد، بهذا الإسناد. وا نظر (1875) .(5/26)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ " (1)
2818 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ. أَوْ: إِلا أَبْغَضَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين. عبد الكريم: هو ابن مالك الجَزَري. وانظر (1907) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وحبيب: هو ابن أبي وأخرجه أبو يعلى (2698) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3906) عن بشر بن السري ومؤمل بن إسماعيل، به. وقال: حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني (12339) من طريق الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/163، والنسائي في "الكبرى" (8333) ، والطبراني (12339) من طريق عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، به.
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/419، ومسلم (76) .
وعن أبي سعيد الخدري عند 3/43، ومسلم (77) ، وأبي يعلى (1007) ، وابن حبان (7274) .
وعن البراء عند أحمد 4/283، والبخاري (3783) ، ومسلم (75) .
قوله: "لا يبغض الأنصار"، قال السندي: ذكر صفة الإيمان للدلالة على أن الإيمان يمنعه من إن يبغض الأنصار، وأن بغضهم لا يجتمع مع الإيمان، وأنه إذا أبغضهم خرج من الإيمان، ولا شك أنه إذا أبغضهم لكونهم الأنصار، فقد خرج عنِ الإيمان قطعاً.
وقوله: "أو إلا رجل"، قال: بكلمة "أو" هكذا في النسخ، وقد ضرَب عليها بعضهم=(5/27)
2819 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي، وَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ، فَظِعْتُ بِأَمْرِي، وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ " فَقَعَدَ مُعْتَزِلًا حَزِينًا، قَالَ: فَمَرَّ بِهِ عَدُوُّ اللهِ أَبُو جَهْلٍ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ: هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ " قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: " إِنَّهُ أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ " قَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: " إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ " قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَلَمْ يُرِه (1) أَنَّهُ يُكَذِّبُهُ، مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَهُ الْحَدِيثَ إِنْ دَعَا قَوْمَهُ إِلَيْهِ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ قَوْمَكَ تُحَدِّثُهُمْ مَا حَدَّثْتَنِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ ". فَقَالَ: هَيَّا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ حَتَّى قَالَ: فَانْتَفَضَتْ إِلَيْهِ الْمَجَالِسُ، وَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا، قَالَ: حَدِّثْ قَوْمَكَ بِمَا حَدَّثْتَنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ، قَالُوا: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالُوا: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا؟ " قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَمِنْ بَيْنِ مُصَفِّقٍ، وَمِنْ بَيْنِ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، مُتَعَجِّبًا لِلكَذِبِ زَعَمَ قَالُوا: وَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ؟ وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ، وَرَأَى الْمَسْجِدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ،
__________
= لعدم ظهور وجهها له، ولا وجه لذلك، بل هي للشك، أي: هل قال: يؤمن بالله ورسوله، أو قال موضعه: إلا أبغضه الله ورسوله، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) ومعظم الأصول الخطية: "يُرِ"، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) .(5/28)
فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ "، قَالَ: " فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ وَأَنَا أَنْظُرُ حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عِقَالٍ أَوْ عُقَيْلٍ فَنَعَتُّهُ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ "، قَالَ: " وَكَانَ مَعَ هَذَا نَعْتٌ لَمْ أَحْفَظْهُ " قَالَ: " فَقَالَ الْقَوْمُ: أَمَّا النَّعْتُ فَوَاللهِ لَقَدْ أَصَابَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عُبادة، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي العبدي البصري.
وأخرجه البزار (56- كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/461-462، والنسائي في "الكبرى" (11285) ، والطبراني (12782) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/363-364 و364 من طرق عن عوف ابن أبي جميلة، به. وانظر ما سيأتي برقم (3546) .
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 5/222 وزاد نسبته إلى ابن مردويه وأبي نعيم في "الدلائل"، والضياء في. "المختارة"، وابن عساكر، وصحح إسناده.
وأخرح أحمد 3/377، والبخاري (3886) ، ومسلم (170) (276) من حديث جابر بن عبد الله أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لما كذبتني قريش، قمت في الحجر، فجلا الله لي بيتَ المقدسِ، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه". ونحوه عن أبي هريرة عند مسلم (172) .
قوله: "فَظِعتُ به" كذا في أصولنا بالفاء والظاء، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/459: أي: اشتد علي وهِبْته. وفي حاشية "السندي": قطعت بأمري، قال السندي: بالقاف من القطع على بناء الفاعل، أي: قطعت بما يرجع إليه أمري من تكذيب الناس إياي، وعلى هذا فقوله: "وعرفت" إلخ، تفسير له، أو بالفاء والظاء المعجمتين من فَظِع بالأمر كفرح، أي؟ ضاق به ذَرْعاً، وضبطه بعضهم على بناء المفعول، والله تعالى أعلم ما وجهه.
وقوله: "هَيَا"، قال السندي: بالتخفيف، من حروف النداء. فانتفضت: أي: فرغت وخلصت من نفضه. للكذب زَعَم: جملة "زعم" صفة للكذب على أنه في معنى النكرة،=(5/29)
2820 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا قَالَ فِرْعَوْنُ: {آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ} [يونس: 90] "، قَالَ: " قَالَ لِي جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ، لَوْ رَأَيْتَنِي وَقَدْ أَخَذْتُ حَالًا مِنْ حَالِ الْبَحْرِ، فَدَسَّيْتُهُ (1) فِي فِيهِ، مَخَافَةَ أَنْ تَنَالَهُ الرَّحْمَةُ " (2)
2821 - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُسْرِيَ بِي فِيهَا، أَتَتْ عَلَيَّ (3) رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ؟ فَقَالَ: هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلادِهَا ". قَالَ: " قُلْتُ: وَمَا شَأْنُهَا؟ قَالَ: بَيْنَا هِيَ تُمَشِّطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ سَقَطَتِ الْمِدْرَى مِنْ يَدَيْهَا، فَقَالَتْ: بِسْمِ اللهِ. فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: أَبِي؟
__________
=أي: لكذبٍ زَعَم.
(1) في (ظ9) و (ظ14) : فدسته، وعلى حاشية (س) و (ق) و (ص) : فدسسته.
(2) إسناده ضعيف، علي بن زيد- وهو ابن جدعان- ضعيف، ويوسف بن مهران لم يرو عنه غير علي بن زيد، وهو لَيِّنُ الحديث، والأصح وقفه.
وأخرجه عبد بن حميد (664) ، والترمذي (3107) ، والطبري11/163، والطبراني (12932) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد، بهذا الِإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن. وانظر (2203) .
(3) في (ظ9) و (ظ14) وعلى هامش (س) و (ص) : أتيت على رائحة.(5/30)
قَالَتْ: لَا، وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّ أَبِيكِ اللهُ. قَالَتْ: أُخْبِرُهُ بِذَلِكَ قَالَتْ: نَعَمْ. فَأَخْبَرَتْهُ فَدَعَاهَا، فَقَالَ: يَا فُلانَةُ، وَإِنَّ لَكِ رَبًّا غَيْرِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ. فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا أَنْ تُلْقَى هِيَ وَأَوْلادُهَا فِيهَا، قَالَتْ لَهُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ: وَمَا حَاجَتُكِ؟ قَالَتْ: أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَتَدْفِنَنَا. قَالَ: ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الحَقِّ ". قَالَ: " فَأَمَرَ بِأَوْلادِهَا فَأُلْقُوا بَيْنَ يَدَيْهَا، وَاحِدًا وَاحِدًا، إِلَى أَنِ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِيٍّ لَهَا مُرْضَعٍ، كَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ، قَالَ: يَا أُمَّهْ، اقْتَحِمِي، فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ، فَاقْتَحَمَتْ " قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ صِغَارٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَابْنُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، فقد سمع حماد بن سلمة من عطاء بن السائب قبل الاختلاط عند جمع من الأئمة، وأبو عمر الضرير: اسمه حفص بن عمر البصري روى له أبو داود، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني (12280) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن حبان (2903) من طريق يزيد بن هارون، والطبراني (12279) من طريق أبي نصر التمار، كلاهما عن حماد بن سلمة، به، ولم يذكر يزيد بن هارون في حديثه قول ابن عباس فيمن تكلم صغيراً، وسيأتي الحديث برقم (2822) و (2823) و (2824) .
وله شاهد من حديث أبيّ بن كعب عند ابن ماجه (4030) وإسناده ضعيف.=(5/31)
2822 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ مَرَّتْ بِهِ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. (1)
2823 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ، مَرَّتْ بِهِ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ رَبُّكِ؟ قَالَتْ: رَبِّي وَرَبُّكَ مَنْ فِي السَّمَاءِ. وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ: تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ. (2)
__________
= المِدْرَى، قال السندي: بكسر ميم وسكون دال آخره ألف مقصورة، ما يُسَوى به شعر الرأس. تقاعست: تأخرت. أربعة صغار: قد جاء غيرهم كالذي قال لأمه حين قالت: اللهم اجعل ولدي مثلَ هذا، فقال: لا تجعلني مثله، والله تعالى أعلم.
وقوله: "فأمر ببقرة من نحاس"، في "النهاية" لابن الأثير 1/145: قال الحافظ أبو موسى: الذي يقع لي في معناه: أنه لا يريد شيئاً مَصُوغاً على صورة البقرة، ولكنه ربما كانت قِدْراً كبيرة واسعة، فسماها بقرة، مأخوذاً من التبقُّر: التوسع، أو كان شيئاً يَسَعُ بقرةً تامة بتوابلها، فسُميت بذلك.
(1) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه البزار (54- كشف الأستار) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/389 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأورده ابن كثير في "تفسيره" 5/27 من رواية البيهقي من طريق عفان، عن حماد بن سلمة، وقال: إسناده لا بأس به. وسيأتي رقم (2823) و (2824) ، وانظر ما قبله.
(2) إسناده حسن. وانظر ما قبله وما بعده.(5/32)
2824 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ (1)
2825 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، يَرْوِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ أَمْرًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَخْرُجُ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا، فَمَاتَ، إِلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " (2)
2826 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ رَأَى مِنْ
__________
(1) إسناده حسن.
وأخرجه أبو يعلى (2517) ، وابن حبان (2904) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/389 من طريق هدبة بن خالد، بهذا الإسناد. وفي حديث ابن حبان لم يسم ابن عباس الرابع، وهو شاهد يوسف، وقال: والرابع لا أحفظه.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سعيد بن زيد- وهو أخو حماد بن زيد بن درهم- من رجال مسلم، لكن حديثه لا يرقى إلى رتبة الصحيح، بل هومن قيل الحسن، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل- وهو مظفَّر بن مدرِك- فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. الجعد أبو عثمان: هو الجعد بن دينار اليشكري، وأبو رجاء العطاردي: هو عمران بن ملحان.
وأخرجه البخاري (7053) ، ومسلم (1849) (56) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7498) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن الجعد أبي عثمان، بهذا الإسناد. وانظر (2487) .(5/33)
أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ. . . " فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1)
2827 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبَ اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ عَمِلَهَا، كَتَبَهَا اللهُ عَشْرًا، إِلَى سَبْعِمِائَةٍ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، أَوْ: إِلَى مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يُضَاعِفَ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبَهَا اللهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا، كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً " (2)
2828 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُخْتِي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ مَاشِيَةً؟ قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَصْنَعُ بِشَقَاءِ أُخْتِكِ شَيْئًا، لِتَخْرُجْ رَاكِبَةً، وَلْتُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهَا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب. وانظر ما قبله.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبوكامل من رجال الترمذي والنسائي وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الشيخين غير سعيد بن زيد فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث، وقد توبع. وانظر (2001) و (2519) .
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات.(5/34)
2829 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَسَعَى سَعياً (1) ، وَإِنَّمَا سَعَى أَحَبَّ أَنْ يُرِيَ النَّاسَ قُوَّتَهُ " (2)
__________
= وأخرجه أبو داود (3295) ، وأبو يعلى (2443) ، وابن خزيمة (3047) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/130، وفي "مشكل الآثار" 3/38، وابن حبان (4384) ، والحاكم 4/203، والبيهقي 10/80 من طرق عن شريك، بهذا الِإسناد. وصححه الحاكم، وسكت عنه الذهبي! وذكروا فيه أن السائل كان رجلاً، وسيأتي برقم (2885) .
وقد تقدم بنحوه عن ابن عباس بإسناد صحيح برقم (2134) ، وفيه أن السائل هو عقبة بن عامر.
وأخرج أحمد 4/146، ومسلم (1645) من حديث عقبة بن عامر، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "كفارةُ النذر كفارة اليمين".
قال النووي في "شرح مسلم" 11/104: اختلف العلماء في المراد به فحمله جمهور أصحابنا على نذر اللجاج، وهو أن يقول إنسان يريد الامتناع من كلام زيد مثلاً: إن كلمتُ زيداً- مثلاً- فلله على حجة أو غيرها، فيكلمه، فهو بالخيار بين كفارة يمين وبين ما التزمه، هذا هو الصحيح في مذهبنا، وحمله مالك وكثيرون أو الأكثرون على النذر المطلق، كقوله: علي نذز، وحمله أحمد وبعض أصحابنا على نذر المعصية، كمن نَذَرأن يشرب الخمر، وحمله جماعة من فقهاء أصحاب الحديث على جميع أنواع النذر، وقالوا: هو مخير في جميع النذورات بين الوفاء بما التزم، وبين كفارة يمين، والله أعلم.
وانظر "مختصر سنن أبي داود" 4/373-378، و"فتح الباري " 11/587-589
(1) تحرفت في (م) والأصول الخطية عدا (ظ14) إلى "سبعاً"، وما أثبتناه من (ظ14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 123، وهو الصواب.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. بهز: هو ابن أسد العمي البصري، وهمام: هو ابن يحيى بن دينار العَوْذي. وانظر (2305) .(5/35)
2830 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، كَانَ يَكْرَهُ الْبُسْرَ وَحْدَهُ، وَيَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ عَنِ الْمُزَّاءِ، فَأَرْهَبُ أَنْ تَكُونَ الْبُسْرَ " (1)
2831 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ: " مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟ " قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ فِيهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ " فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِصَوْمِهِ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه أبو داود (3709) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، بهذا الإسناد.
وقرن بعكرمة جابرَ بن زيد أبا الشعثاء. وسيأتي برقم (3095) ، وانظر ما تقدم برقم قوله: "يكره البُسْر"، قال السندي: أي: نبيذ البُسْر وحده. عن المُزاء: بضم فتشديد زاي ممدود، الخمر التي فيها حموضة، وقيل: هي من خلط البُسْر والتمر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد التميمي العنبري مولاهم التنوري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه أبو يعلى (2567) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وانظر (2644) .(5/36)
2832 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي (1) ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَجُلٌ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ، أَوْ حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَ. فَقَالَ: " لَا حَرَجَ " قَالَ: فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ إِلا قَبَضَ بِكَفَّيْهِ كَأَنَّهُ يَرْمِي بِهِمَا، وَيَقُولُ: " لَا حَرَجَ، لَا حَرَجَ " (2)
2833 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " دَخَلَ الْكَعْبَةَ، وَفِيهَا سِتُّ سَوَارٍ، فَقَامَ إِلَى كُلِّ سَارِيَةٍ، فَدَعَا، وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ " (3)
2834 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أُخْتَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ مَاشِيَةً، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ غَنِيٌّ عَنْ نَذْرِ أُخْتِكَ، لِتَرْكَبْ، وَلْتُهْدِ بَدَنَةً " (4)
__________
(1) قوله: "حدثني أبي" سقط من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (2648) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وانظر (2126) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.(5/37)
2835 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " طَافَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْيًا، وَطَافَ (1) سَعْيًا وَإِنَّمَا طَافَ لِيُرِيَ الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُ " وَقَالَ عَفَّانُ: " وَلِذَا (2) أَحَبَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَ النَّاسَ قُوَّتَهُ " (3)
2836 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ الْوَتْرِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ". وَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (4)
__________
=وأخرجه أبو يعلى (2737) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسفاد.
وانظر (2134) .
(1) قوله: "سبعاً وطاف" أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) ، وسقط من النسخ المطبوعة، وقوله: "وطاف سعياً" سقط من باقي الأصول الخطية.
(2) في (ظ 9) و (ظ 14) : وإنما.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري. وانظر (2305) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو مِجْلَز: هو لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري.
وأخرجه مسلم (753) (155) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 2/334، والطحاوي 1/277، والبيهقي 3/22 من طرق عن همام، به.=(5/38)
2837 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ شِهَابٍ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي، فَلَقِينَا أَبَا هُرَيْرَةَ عِنْدَ بَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمَا؟ فَأَخْبَرْنَاهُ، فَقَالَ: انْطَلِقَا إِلَى نَاسٍ عَلَى تَمْرٍ وَمَاءٍ، إِنَّمَا يَسِيلُ كُلُّ وَادٍ بِقَدَرِهِ. قَالَ: قُلْنَا: كَثُرَ خَيْرُكَ، اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: فَاسْتَأْذَنَ لَنَا، فَسَمِعْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ تَبُوكَ، فَقَالَ: " مَا فِي النَّاسِ مِثْلُ رَجُلٍ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ، فَيُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَيَجْتَنِبُ شُرُورَ النَّاسِ،
__________
=ومن حديث ابن عباس أخرجه أبو يعلى (5756) من طريق عبد الصمد، به.
وأخرجه الطيالسي (2764) عن همام، به.
وأخرجه الطبراني (12905) من طريق شعبةَ، عن قتادة، به.
وأخرج ابن حبان (2424) من طريق كريب، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوترَ
بركعة. وانظر (2164) .
وأما حديث ابن عمر: فأخرجه أبو يعلى (5757) من طريق عبد الصمد، به.
وأخرجه مسلم (752) (154) ، والنسائي 3/232، وأبو عوانة 2/334، والطحاوي 1/277 من طريق شعبة، عن قتادة، به.
والحديث بقسميه سيأتي برقم (3408) ، وانظر (2164) .
وسيأتي حديث ابن عمر في "مسنده" 2/34 من طريق أبي التياح عن أبي مجلز، ويخرج هناك إن شاء الله.
وفي الباب عن عائشة عند أحمد 6/35و182، ومسلم (736) (121) ، وصححه ابن حبان (2427) .
قوله: "ركعة"، قال السندي: بيان أقل ما يجزىء فيه. من آخر الليل: بيان ما هو الأولى في وقته.(5/39)
وَمِثْلُ رَجُلٍ بَادٍ فِي غَنَمِهِ، يَقْرِي ضَيْفَهُ، وَيُؤَدِّي حَقَّهُ "، قَالَ: قُلْتُ: أَقَالَهَا؟ قَالَ: قَالَهَا. قَالَ: قُلْتُ: أَقَالَهَا؟ قَالَ: قَالَهَا. قَالَ: قُلْتُ: أَقَالَهَا؟ قَالَ: قَالَهَا. فَكَبَّرْتُ اللهَ، وَحَمِدْتُ اللهَ، وَشَكَرْتُ (1)
2838 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ، كَمَا يُعَلِّمُهُمِ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: " قُولُوا: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ " (2)
2839 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ عَلَيَّ بَدَنَةً، وَأَنَا مُوسِرٌ لَهَا، وَلا أَجِدُهَا فَأَشْتَرِيَهَا؟ " فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْتَاعَ سَبْعَ شِيَاهٍ، فَيَذْبَحَهُنَّ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه الحاكم 2/67من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وصحح إسناده ووافقه الذهبي.
وأخرجه الحاكم أيضاً 2/67 من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن روح، به. وانظر (1987) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزبير من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين. وانظر (2168) .
(3) إسناده ضعيف، عطاء الخراساني- وهو عطاء بن أبي مسلم الخراساني- صاحب أوهام كثيرة، ثم هو لم يسمع من ابن عباس شيئاً، وابن جريج مدلس ولم يصرح=(5/40)
2840 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنَ النُّجُومِ، اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ سِحْرٍ، مَا زَادَ زَادَ، وَمَا زَادَ زَادَ " (1)
2841 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمْنَا (2) عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ، أُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَلَى حُمُرَاتِنَا، فَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: " أَيْ بَنِيَّ، لَا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا إِخَالُ أَحَدًا يَرْمِي الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ (3)
2842 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ الْغَنَوِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ " كَذَا
__________
=بسماعه.
وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (154) من طريق سليمان بن حيان، و (155) من طريق أبي ضمرة، وأبو يعلى (2613) من طريق غياث النخعي، ثلاثتهم عن ابن جريج، بفذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 5/169 من طريق إسماعيل بن عياش، عن عطاء الخراساني، به.
وسيأتي برقم (2851) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث، فقد روى له أبو داود وابن ماجه، وهو ثقة. وانظر (2000) .
(2) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) : قدمنا على.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن العرني- وهو الحسن بن عبد الله- لم يسمع من ابنِ عباس. وانظر (2082) .(5/41)
قَالَ رَوْحٌ: عَاصِمٌ، وَالنَّاسُ يَقُولُونَ: أَبُو عَاصِمٍ " قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى بَعِيرٍ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ؟ فَقَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا. قُلْتُ: وَمَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَالَ: " قَدْ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ عَلَى بَعِيرٍ "، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِسُنَّةٍ، كَانَ النَّاسُ لَا يُصْرَفُونَ (1) عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا يُدْفَعُونَ، فَطَافَ عَلَى بَعِيرٍ لِيَسْتَمِعُوا، وَلِيَرَوْا مَكَانَهُ، وَلا تَنَالُهُ أَيْدِيهِمْ (2)
2843 - حَدَّثَنِي يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِينَارٍ، أَوْ بِنِصْفِ دِينَارٍ " (3)
2844 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
(1) في (م) وبعض أصولنا الخطية "يصدفون" بالدال، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14) وهامش (س) .
(2) حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عاصم الغنوي، فقد قال أبو حاتم: لا أعرف اسمه ولا أعرفه ولا حدث عنه سوى حماد بن سلمة، وقال إسحاق بن منصورعن ابن معين: ثقة، وقد تابعه الجريري عند المصنف برقم (3492) ، ومسلم (1264) (237) ، وعبد الملك بن سعيد بن الأبجر عند مسلم (1265) . وانظر (2707) .
(3) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فمن رجال البخاري. يزيد: هو ابن هارون، وسعيد: هو ابن أبي عروبة. وهو مكرر (2121) .(5/42)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " لَا صَرُورَةَ فِي الْإِسْلامِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، عمر بن عطاء: هو ابن وَرّاز، ويقال: ورازة، قال أبو طالب عن أحمد: كل شيء روى ابن جريج عن عمر بن عطاء عن عكرمة، فهو ابن وراز، وكل شيء روى ابن جريج عن عمر بن عطاء، عن ابن عباس، فهو ابن أبي الخُوار كان كبيراً، قيل له: أيروي ابن أبي الخوار، عن عكرمة؟ قال: لا. وكذا جاء نحو هذا عن يحيى بن معين، قال: عمر بن عطاء الذي يروي عنه ابن جريج يحدث عن عكرمة ليس هو بشيء، وهو ابن وَواز، وهم يضعفونه، كل شيء عن عكرمة، فهو ابن وراز.
وأخرجه الحاكم 2/159-160من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1729) ، والحاكم 1/448 من طريق سليمان بن حيان الأحمر، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/111، والطبراني (11595) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن ابن جريح، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! فأخطا، ووقع عند الطبراني أن عمر بن عطاء هو ابن أبي الخوار، وهو خطأ كما بينا سابقاً.
وأخرجه الطحاوي 2/112و113موقوفاً ومرسلًا من طريق عمروبن دينار، عن عكرمة.
قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/97: الضرورة في هذا الحديث هو التبتل وترك النكاح، يقول: ليس ينبغي لأحد أن يقول: لا أتزوج، هذا ليس من أخلاق المسلمين، وهو مشهور في كلام العرب، قال النابغة الذِّبياني:
لو أنها عَرَضَتْ لأشْمطَ راهبٍ ... عَبَدَ الإِله صَرورة مُتعبِّدِ
لَرَنا لبهجتِها وحُسنِ حديثِها ... ولَخالَه رَشَداً وِإن لمِ يَرشدِ
يعني الراهبَ التارك للنكاح، يقول: لو نَظَر إلى هذه المرأة افتتن بها، والذي تعرفه العامة من الصرورة أنه إذا لم يحجَّ قطّ، وقد علمنا أن ذلك إنما يُسمى بهذا الاسم، إلا أنه ليس واحد منهما يدافع الآخر، والأول أحسنهما وأعرفهما وأعربهما. وانظر "شرح مشكل الآثار" للطحاوي 2/112- 114.(5/43)
2845 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ حَسَنٌ: عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ حَمَّادٌ: وَأَظُنُّهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ حَسَنٌ - قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وحَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ - مُرْسَلٌ لَيْسَ فِيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ -، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِخَدِيجَةَ: - فَذَكَرَ عَفَّانُ الْحَدِيثَ - وَقَالَ أَبُو كَامِلٍ، وَحَسَنٌ: فِي حَدِيثِهِمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِخَدِيجَةَ: " إِنِّي أَرَى ضَوْءًا، وَأَسْمَعُ صَوْتًا، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِي جَنَنٌ " قَالَتْ: لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَفْعَلَ ذَلِكَ بِكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللهِ. ثُمَّ أَتَتْ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنْ يَكُ صَادِقًا، فَإِنَّ هَذَا نَامُوسٌ مِثْلُ نَامُوسِ مُوسَى، فَإِنْ بُعِثَ وَأَنَا حَيُّ، فَسَأُعَزِّرُهُ، (1) وَأَنْصُرُهُ، وَأُومِنُ بِهِ (2) .
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : فسأعزِّزه، بزاءَين.
(2) إسناده على شرط مسلم إلا أنه اختلف في وصله وإرساله.
وأخرجه ابن سعد 1/195 من طريق عفان بن مسلم ويحيى بن حماد، والطبراني (12839) من طريق الحجاج بن المنهال، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
حديث عفان مرسل، وقال يحيى بن عباد في حديثه: قال حماد بن سلمة: أحسبه عن ابن عباس، وكذا حجاج بن منهال قال في حديثه: عن ابن عباس فيما يحسب حماد.
وانظر ما تقدم برقم (2399) .
وأخرجه بنحوه ابن سعد 1/195 عن عروة مرسلا.
وفي الهاب من حديث عائشة عند أحمد 6/232-233، والبخاري (3) ، ومسلم (160) (252)
وقوله "إني أخشى أن يكون بي جنن"، الجُنُن: بضم الجيم والنون، هو الجنون محذوف منه الواو، كذا وقع هنا، وفي البخاري ومسلم: إني خشيت على نفسي،=(5/44)
2846 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، سَبْعَ سِنِينَ يَرَى الضَّوْءَ وَالنُّورَ وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَثَمَانِيَ (1) سِنِينَ يُوحَى إِلَيْهِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا " (2)
2847 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَعَفَّانٌ، الْمَعْنَى قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ - قَالَ عَفَّانُ: وَهُوَ كَالْمُعْرِضِ عَنِ الْعَبَّاسِ - فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ كَالْمُعْرِضِ عَنِّي؟ فَقُلْتُ: إِنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ - قَالَ عَفَّانُ: فَقَالَ: أَوَ كَانَ عِنْدَهُ أَحَدٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ - قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ؟ فَإِنَّ عَبْدَ اللهِ أَخْبَرَنِي أَنَّ
__________
= واختلف في المراد من الخشية المذكورة بها على اثني عشر قولاً، قال الحافظ: أولها: الجنون، وأن يكون ما رآه من جنس الكهانة، جاء مصرحاً به في عدة طرق، وأبطله أبو بكرابن العربي وحق له أن يبطله، لكن حمله الإسماعيلي على أن ذلك حصل له قبل حُصول العلم الضروري له أن الذي جاء ملك وأنه من عند الله، ثم ذكر الحافظ بقية الأقوال وقال: وأولاها بالصواب وأسلمها من الارتياب: الثالث- وهو الموت من شدة الرعب- واللذان بعده- وهما المرض ودوام المرض- وما عداهما فهو معتَرض.
(1) في (ظ 9) و (ظ 14) : ثمان.
(2) إسناده على شرط مسلم، أبو كامل- واسمه مظفر بن مدرك الخراساني نزيل بغداد- روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. حماد: هو ابن سلمة. وانظر (2399) .(5/45)
عِنْدَكَ رَجُلًا تُنَاجِيهِ. قَالَ: " هَلْ رَأَيْتَهُ يَا عَبْدَ اللهِ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " ذَاكَ جِبْرِيلُ، وَهُوَ الَّذِي شَغَلَنِي عَنْكَ " حَدَّثَنَا عَفَّانُ: أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ رَجُلٌ يُنَاجِيكَ. (1)
• 2848 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (2) حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ (3)
2849 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِى عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِيمَا يَحْسَبُ حَمَّادٌ -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ذَكَرَ خَدِيجَةَ، وَكَانَ أَبُوهَا يَرْغَبُ أَنْ يُزَوِّجَهُ "، فَصَنَعَتْ طَعَامًا وَشَرَابًا، فَدَعَتْ أَبَاهَا وَنَفَرًا (4) مِنْ قُرَيْشٍ، فَطَعِمُوا وَشَرِبُوا حَتَّى ثَمِلُوا، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ لِأَبِيهَا: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَخْطُبُنِي، فَزَوِّجْنِي إِيَّاهُ. فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ فخلَّقَتْهُ (5) وَأَلْبَسَتْهُ حُلَّةً، وَكَذَلِكَ كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالْآبَاءِ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ سُكْرُهُ، نَظَرَ فَإِذَا هُوَ مُخَلَّقٌ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، فَقَالَ: مَا شَأْنِي، مَا هَذَا؟ قَالَتْ:
__________
(1) إسناده على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم الباهلي. وانظر (2679) .
(2) جاء هذا الحديث في النسخ المطبوعة، والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من رواية ابنه عبد الله كما قي (ظ 9) و (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 124.
(3) إسناده على شرط مسلم. وانظر ما قبله.
(4) في (س) و (ق) و (ص) : وزمراً، وعلى حواشيها: ونفراً، كما أثبتنا من (ظ 9) و (ظ 14) ، وهو في (م) وزمراً.
(5) في النسخ المطبوعة و (ق) : فَخَلَعَتْهُ. وقوله: "فخلَّقَتْهُ"، أي: وضعت عليه الخَلُوق، وهو نوع من الطيب.(5/46)
زَوَّجْتَنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ. قَالَ: أَنَا أُزَوِّجُ يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ لَا، لَعَمْرِي. فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: أَمَا تَسْتَحِي تُرِيدُ أَنْ تُسَفِّهَ نَفْسَكَ عِنْدَ قُرَيْشٍ؟ تُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّكَ كُنْتَ سَكْرَانَ؟ فَلَمْ تَزَلْ بِهِ حَتَّى رَضِيَ (1)
2850 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ،
__________
(1) إسناده ضعيف، فقد شك حماد بن سلمة في وصله إذ قال الرواة عنه: "فيما يحسب حماد" ولم يجزم، ثم إن حماد بن سلمة قد دلسه، فقد أخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/73 من طريق مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس: أن أبا خديجة زَوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو- أظنه قال:- سكران، فعاد الحديث إلى علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
وأخرجه الطبراني (12838) من طريق سليمان بن جرير، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
قلنا: وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 1/132 عن محمد بن عمر الواقدي، عن محمد بن عبد الله بن مسلم، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم. وعن ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. وعن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قالوا: إن عمها عمرو بن أسد زوَّجها رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن أباها مات قبل الفِجَار.
ثم أورد ابن سعد عن محمد بن عمر الواقدي نحو القصة التي رواها عماربن أبي عمار، ثم قال: وقال محمد بن عمر: فهذا كله عندنا غلط ووَهَل، والثبت عندنا المحفوط عن أهل العلم أن أباها خويلد بن أسد مات قبل الفجار، وأن عمها عمرو بن أسد زوجها رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وبه قال الزبير بن بكار وغيره، ذكره ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/81، وبه قال أيضاً المبرد وطائفة معه، ذكره السهيلي في "الروض الأنف" 1/213.
قوله: "يرغب أن يزوجه "، قال السندي: أي: عن أن يزوجه، لا في أن يزوجه، كما يفيده النظر فيما بعد. شري عنه: على بناء المفعول، مخفف أو مشدد، أي: أزيل وكشِف عنه.(5/47)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِيمَا يَحْسَبُ -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
2851 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ عَلَيَّ بَدَنَةً، وَأَنَا مُوسِرٌ بِهَا (2) ، وَلا أَجِدُهَا فَأَشْتَرِيَهَا؟ " فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْتَاعَ سَبْعَ شِيَاهٍ، فَيَذْبَحَهُنَّ " (3)
2852 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، قَالَ: " هُوَ أَعْوَرُ هِجَانٌ، كَأَنَّ رَأْسَهُ أَصَلَةٌ، أَشْبَهُ رِجَالِكُمْ بِهِ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ قَطَنٍ، فَإِمَّا هَلَكَ الْهُلَّكُ، فَإِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " (4)
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
(2) في (ظ9) و (ظ14) : لها.
(3) إسناده ضعيف، عطاء الخراساني- وهو عطاء بن أبي مسلم الخراساني- صاحب أوهام كثيرة، ثم هو لم يسمع من ابن عباس شيئاً، وابن جريج مدلس ولم يصرح بسماعه.
وأخرجه ابن ماجه (3136) من طريق محمد بن بكر البرساني، بهذا الإسناد. وانظر (2839) .
(4) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن سماك بن حرب في روايته عن عكرمة اضطراب. وانظر (2148) .(5/48)
2853 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا، يَقُولُ: قُلْنَا لِابْنِ عَبَّاسٍ، فِي الْإِقْعَاءِ عَلَى الْقَدَمَيْنِ؟ فَقَالَ: " هِيَ السُّنَّةُ ". قَالَ: فَقُلْنَا: إِنَّا لَنَرَاهُ جَفَاءً بِالرِّجْلِ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " هِيَ سُنَّةُ نَبِيِّكَ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير - واسمه محمد بن مسلم بن تَدْرُس- فمن رجال مسلم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3035) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (536) ، والترمذي (283) ، وابن خزيمة (680) .
وأخرجه مسلم (536) ، والبيهقي 2/119 من طريق محمد بن بكر البُرْساني وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (3030) و (3033) ، وابن أبي شيبة 1/285، والطبراني (10950) و (11010) و (11015) ، والبيهقي 2/119 من طرق عن طاووس، عن ابن عباس قال: من السنة أن تضع أليتك على عقبيك في الصلاة، زاد بعضهم: بين السجدتين.
وأخرجه البيهقي 2/119 من طريق ابن إسحاق قال: حدثني عن انتصاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على عقبيه وصدور قدميه بين السجدتين إذا صَلى: عبدُ الله بن أبي نجيح المكي، عن مجاهد بن جَبْر أبي الحجاج، قال: سمعت عبدَ الله بن عباس يذكره، قال: فقلت له: يا أبا العباس، والله إن كنا لنعد هذا جفاءً ممن صنعه، قال: فقال: إنها لَسُنَّة.
وأخرجه عبد الرزاق (3032) عن عمر بن حوشب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: الإِقعاء في الصلاة هي السنة. وانظر "سنن البيهقي" 2/119و123. وسيأتي الحديث برقم (2855) .
قال النووى في "شرح مسلم" 5/19: اعلم أن الِإقعاء ورد فيه حديثان: ففي هذا الحديث أنه سنة، وفي حديث آخر النهي عنه، رواه الترمذي وغيرُه من رواية علي (وتقدم في مسنده برقم 1244) ، وابن ماجه من رواية أنس، وأحمد بن حنبل- رحمه الله تعالى-=(5/49)
2854 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " مَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَحَرَّى
__________
= من رواية سمرة وأبي هريرة، والبيهقي من رواية سمرة وأنس، وأسانيدُها كُلُها ضعيفة، وقد اختلف العلماءُ في حكم الإقعاء وفي تفسيره اختلافاً كثيراً لهذه الأحاديث، والصوابُ الذي لا معدلَ عنه: أن الإقعاءَ نوعان: أحدهما: أن يُلْصِقَ أليته بالأرض، وينصب ساقيه، ويضع يديه على الأرضِ كإقعاءِ الكلب، هكذا فسره أبو عبيدة معمرُ بنُ المثنى وصاحبه أبو عُبيدٍ القاسمُ بنُ سلام وآخرون
من أهل اللغة، وهذا النوع هو المكروه الذي ورد فيه النهي.
والنوعُ الثاني: أن يجعل أليته على عقبيه بينَ السجدتين، وهذا هو مرادُ ابنِ عباس بقوله: سنة نبيكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد نمق الشافعي رضي الله عنه في البويطي و"الإملاء" على استحبابه في الجلوس بينَ السجدتين، وحَمَلَ حديثَ ابنِ عباس رضي الله عنهما عليه جماعاتٌ من المحققين، منهم البيهقي، والقاضي عياض وآخرون رحمهم الله تعالى، قال القاضي: وقد رُوِيَ عن جماعةٍ من الصحابة والسلف أنهم كانوا يفعلونه، قال: وكذا جاء مفسراً عن ابنِ عباس رضي الله عنهما: من السنة أن تصمقَ عقبيك أليتُك، هذا هو الصوابُ في تفسير حديثِ ابنِ عباس، وقد ذكرنا أن الشافعيّ رضي الله عنه على استحبابه في الجلوس بَيْنَ السجدتين، وله نص آخر وهو الأشهرُ: أن السنة فيه الافتراشُ، وحاصله أنهما سنتان، وأيهما أفضلُ، ففيه قولان.
وقوله: "إنا لَنَراه جفاءً بالرجُل" ضبطناه بفتح الراء وضم الجيم أي: بالإنسان، وكذا نقله القاضي عن جميع رواة مسلم، قال: وضبطه أبوعمر بن عبد البر بكسر الراء وإسكان الجيم، قال أبو عمر: ومن ضَم الجيم، فقد غلط، ورَدًا لجمهور على ابن عبد البر، وقالوا: الصوابُ الضم، وهو الذي يلَيق به إضافة الجفاء إليه، والله أعلم.(5/50)
يَوْمًا يَبْتَغِي فَضْلَهُ عَلَى غَيْرِهِ، إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، أَوْ شَهْرَ (1) رَمَضَانَ " (2)
2855 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَجْثُو عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ، فَقُلْتُ: هَذَا يَزْعُمُ النَّاسُ أَنَّهُ مِنَ الجَفَاءِ. قَالَ: " هُوَ سُنَّةُ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
2856 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الثَّوْبِ الْمُصْمَتِ حَرِيرًا " (4)
2857 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
__________
(1) في (ظ 9) و (ظ 14) : وشهر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطحاوي 2/75 من طريق روح، عن إبن جريح، بهذا الإِسناد. وانظر (1938) .
(3) حديث صحيح، ابن لهيعة- وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن إسحاق: هو السَيلَحيني، وأبو الزبير: اسمه محمد بن مسلم بن تَدْرس. وانظر (2853) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عكرمة بن خالد: هو عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي.
وأخرجه الحاكم 4/192من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وانظر ما بعده وما سلف برقم (1879) .(5/51)
جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الثَّوْبِ الْمُصْمَتِ " (1)
2858 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ، فَرَاجَعْتُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ، وَيَزِيدُنِي، فَانْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " (2) .
قَالَ الزُّهْرِيُّ: " وَإِنَّمَا هَذِهِ الْأَحْرُفُ فِي الْأَمْرِ الْوَاحِدِ، وَلَيْسَ يَخْتَلِفُ فِي حَلالٍ وَلا حَرَامٍ "
2859 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكَمًا، وَإِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا " (3)
__________
(1) حديث صحيح، خصيف- وهو ابن عبد الرحمن الجزري، وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وسيتكرر برقم (2951) ويأتي تخريجه هناك. وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20370) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (819) ، والبيهقي 2/384، والبغوي (1225) . وانظر (2375) .
(3) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ئقات رجال الصحيح، لكن في رواية سماك=(5/52)
2860 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْسِمُوا الْمَالَ بَيْنَ أَهْلِ الْفَرَائِضِ عَلَى كِتَابِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَمَا تَرَكَتِ الْفَرَائِضُ فَلِأَوْلَى ذَكَرٍ " (1)
2861 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كُفِّنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بُرْدَيْنِ أَبْيَضَيْنِ، وَبُرْدٍ أَحْمَرَ " (2)
2862 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
= عن عكرمة اضطراب. وسيتكرر برقم (3068) ، وانظر (2424) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19004) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1615) (4) ، وأبو داود (2898) ، وابن ماجة (2740) ، والترمذي بإثر الحديث (2098) ، وابن حبان (6029) ، والطبراني (10902) ، والدارقطني 4/70- 71.
وأخرجه ابن حبان (6030) من طريق محمد بن حميد المَعْمَري، عن معمر، بهذا الإسناد. وانظر (2657) .
(2) حسن، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى- وهومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن فيه مخالفة لما في الصحيح كما سلف بيانه برقم (2284) . سفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6166) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (12056) .
وأخرجه البيهقي 3/400 من طريق قبيصة، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 2/285 من طريقين عن ابن أبي ليلى، به.(5/53)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَأَنْ يَمْنَحَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ أَرْضَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ عَلَيْهَا كَذَا وَكَذَا " - لِشَيْءٍ مَعْلُومٍ - قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَهُوَ الْحَقْلُ، وَهُوَ بِلِسَانِ الْأَنْصَارِ: الْمُحَاقَلَةُ " (1)
2863 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَمَتَّعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى مَاتَ (2) وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ كَذَلِكَ " وَأَوَّلُ مَنْ نَهَى عَنْهَا مُعَاوِيَةُ (3)
2864 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، مَعْنَاهُ بِإِسْنَادِهِ (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو هنا موقوف، بينما هو في "مصنف عبد الرزاق" (14467) وعند من أخرجه عنه، مرفوع إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1550) (122) ، وابن ماجه (2457) .
وأخرجه بنحوه مسلم (1550) (121) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن طاووس، به، مرفوعاً، وفي آخره: "أن يأخذ عليها خَرْجاً معلوماً"، وليس فيه قول ابن عباس آخر الحديث. وانظر (2087) فقد روي من طريق عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، مرفوعاً.
المحاقلة تقدم تفسيرها عند الحديث رقم (1960) .
(2) المثبت من (ظ 14) ، وهو أقرب للحديث المتقدم برقم (2664) ، وفي (ظ 9) : تمتع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو بكر حتى مات، وفي نسخة على هامش (س) جاء قوله "حتى مات" بعد "رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" فقط، وعبارة "حتى مات" لم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية في أي من الموضعين.
(3) إسناده ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سليم-.
وأخرجه الطحاوي 2/141 من طريق خالد بن عبد الرحمن، عن سفيان، بهذا الإسناد. وانظر (2664) .
(4) إسناده ضعيف كسابقه.(5/54)
2865 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ، (1) وَلِلرَّجُلِ أَنْ يَجْعَلَ خَشَبَةً فِي حَائِطِ جَارِهِ، وَالطَّرِيقُ الْمِيتَاءُ سَبْعَةُ (2) أَذْرُعٍ " (3)
__________
(1) على حاشية (س) و (ق) و (ص) : ولا ضرار. وانظر "جامع العلوم والحكم" 2/211-212 طبع مؤسسة الرسالة.
(2) في (ظ9) و (ظ14) : سبع، وكلاهما جائز، فالذراع يؤنث ويذكر.
(3) حسن، جابر- وهو ابن يزيد الجعفي، وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه بنحوه البيهقي 6/69من طريق أحمد بن منصور، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد- دون قوله: "لا ضرر ولا إضرار".
وأخرج قوله: "لا ضرر ولا ضرار" فقط ابن ماجه (2341) عن محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق، به.
وأخرجه أيضاً ابن أبي شيبة كما في "نصب الراية" 4/384-385عن معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن سماك، عن عكرمة، به.
وأخرجه بطوله الطبراني (11806) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به.
وأخرجه الدارقطني 4/228من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، به. وإبراهيم بن إسماعيل- مع ضعفه- يصلح حديثه للمتابعات والشواهد.
والحديث دون قوله: "لا ضرر ولا إضرار" له طرق أخرى، انظر ما تقدم برقم (2098) و (2307) .
وقوله: "لا ضرر ولا إضرار" له شواهد: منها حديثُ أبي سعيد الخدري عند الدارقطني 3/77 و4/228، والبيهقي 6/69، وابن عبد البر في "التمهيد" كما في "نصب الراية" 4/385، وصححه الحاكم=(5/55)
2866 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " إِنِ اسْتَطَعْتُمِ أَنْ لَا يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ
__________
=2/57، ووافقه الذهبي.
ومنها حديثُ أبي هريرة عند الدارقطني 4/228 بإسناد ضعيف.
ومنها حديث عبادة بن الصامت عند أحمد 5/327، وابن ماجه (2340) ، ورجاله ثقات إلا أنه منقطع.
ومنها حديث ثعلبة بن أبي مالك عند الطبراني في "الكبير" (1387) بإسناد ضعيف.
ومنها حديث عائشة عند الطبراني في "الأوسط" (270) و (1037) ، والدارقطني 4/227.
ومنها حديثُ عمرو بن يحيى المازني عن أبيه مرسلا عند مالك في "الموطأ" 2/745.
ومنها حديثُ واسع بنِ حبان مرسلا عند أبي داود في "المراسيل" (407) ،. وفيه عنعنة محمد بن إسحاق.
وقال النووي عن هذا الحديث: حديث حسن ... وله طرق يَقْوَى بعضها ببعض، قال ابنُ رجب في "جامع العلوم والحكم" 2/210: وهو كما قال، وقد قال البيهقي في بعض أحاديث كثيربن عبد الله المزني: إذا انضمت إلى غيرها من الأسانيد التي فيها ضعف قويت، وقال الشافعي في المرسَل: إنه إذا أُسنِدَ من وجهٍ آخر، أوأَرسله من يأخذُ العلمَ عن غير من يأخذ عنه المرسِلُ الأول، فإنه يُقبَل، وقال الجُوزْجاني: إذا كان الحديث المسند من رجل غير مُقْنع- يعني لا يقنع برواياته- وشد أركانه المراسيل بالطرق المقبولة عند ذوي الاختيار، استعمل واكتفي به، وهذا إذا لم يعارض بالمسند الذي هو أقوى منه، وقد استدل الإمام أحمد بهذا الحديث، وقال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا ضرر ولا ضرار"، وقال أبو عمرو بن الصلاح: هذا الحديث أسنده الدارقطني من وجوه ومجموعها ويقوي الحديث ويحسنه، وقد تقبله جماهير أهل العلم واحتجوا به، وقول أبي داود: إنه من الأحاديث التي يدور الفقه عليها يشعر بكونه غير ضعيف، والله أعلم.(5/56)
الْفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ، فَلْيَفْعَلْ " قَالَ: " فَلَمْ أَدَعَ أَنْ آكُلَ قَبْلَ أَنْ أَغْدُوَ مُنْذُ سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَآكُلَ مِنْ طَرَفِ الصَّرِيقَةِ الْأَكْلَةَ، أَوْ أَشْرَبَ اللَّبَنَ، أَوِ الْمَاءَ، قُلْتُ: فَعَلامَ يُؤَوَّلُ هَذَا؟ قَالَ: سَمِعَهُ أَظُنُّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ: " كَانُوا لَا يَخْرُجُونَ حَتَّى يَمْتَدَّ الضَّحَاءُ، فَيَقُولُونَ: نَطْعَمُ لِئَلا نَعْجَلَ عَنْ صَلاتِنَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5734) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (11427) . وزاد في آخره ما نصه: "قال: وربما غَدوتُ ولم أذق إلا الماءَ، ابن عباس القابْل".
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الأوسط" (454) من طريق إسماعيل ابن عُلية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: من السنة أن لا تخرج يوم الفطر حتى تَطْعَم، ولا] تَطْعم [يوم النحر حتى ترجع.
وأخرجه بنحوه ابن أبى شيبة 2/160، والطبراني في "الكبير" (11296) ، والدارقطني 2/44 من طريق الحجاج بن أرطاة، عن عطاء، عن ابن عباس قال: من السنة إن لا يخرج حتى يطعم، ويخرج صدقة الفطر.
وإخرجه البزار (651- كشف الأستار) عن إبراهيم بن هانىء، عن محمد بن عبد الوهاب، عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن ابن عباس قال: من السنة أن يطعم قبل أن يخرج ولو بتمرة. قال الهيثمي في "المجمع" 2/199: في إسناد البزار من لم أعرفه.
وفي الباب عن أنس عند أحمد 3/126، والبخاري (953) قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات.
وعن بريدة الأسلمي عند أحمد 5/352، وصححه ابن حبان (2812) قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الفطر لا يخرج حتى يَطْعَم، ويوم النحر لا يطعم حتى يرجع.=(5/57)
2867 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ هُوَ أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ، عَنْ فُضَيْلٍ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ - يَعْنِي: الْفَرِيضَةَ - فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ " (1)
2868 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ حِينَ أَرَادُوا دُخُولَ مَكَّةَ فِي عُمْرَتِهِ، بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ: " إِنَّ قَوْمَكُمْ غَدًا سَيَرَوْنَكُمْ، فَلْيَرَوْكُمْ (2) جُلْدًا " فَلَمَّا دَخَلُوا الْمَسْجِدَ اسْتَلَمُوا الرُّكْنَ، ثُمَّ رَمَلُوا، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُمْ، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا إِلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِي، مَشَوْا إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ
__________
=الصَّريقة، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/25: الرَقاقة، وجمعها: صُرُق وصرائق، وروى الخطابي في "غريبه" 3/132 عن عطاء أنه كان يقول: لا أغدو حتى آكل من طرف الصَّريفة، وقال: هكذا رُوي بالفاء، وإنما هو بالقاف.
والضَّحاء- بالفتح والمد-: هو إذا ارتفع النهار واشتد وقع الشمس، وقيل: إذا عَلَت الشمس إلى ربع السماء فما بعده. "اللسان".
والأكلة، قال السندي: بالضم، اللُّقمة.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل- وهو ابن خليفة العبسي أنجو إسرائيل الملائي- سيىء الحفظ، وقد توبع، وانظر ما تقدم برقم (1833) . الثوري: هو سفيان.
وأخرجه بنحوه الخطيب في "الموضح" 1/406-407من طريق أبي حذيفة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
(2) في (ظ9) و (ظ14) وعلى حاشية (س) : فليرونكم.(5/58)
مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَشَى الْأَرْبَعَ (1)
2869 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرِّكَازِ الْخُمُسَ " (2)
2870 - حَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، (3) قَالَ: "
__________
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن خثيم - واسمه عبد الله بن عثمان- فمن رجال مسلم. أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة.
وأخرجه ابن ماجه (2953) ، وابن حبان (3814) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وانظر (2220) و (2782) .
الجُلْد: جمع جَلْدٍ، من الجَلَد: القوة والصبر. والرمَل: سرعة المشي.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله رجال الصحيح إلا أن في رواية سماك عن عكرمة اضطراباً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/225و10178و12/256، والطبراني (11726) من طريق الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2870) و (3276 م (. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/228و239، والبخاري (1499) ، ومسلم (1710) .
قال ابنُ الأثير في "النهاية" 2/258: الركاز عند أهل الحجاز؟ كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض، وعند أهلِ العراق: المعادن، والقولان تحتملهما اللغة، لأن كلاًً منهما مركوز في الأرض، أي: ثابت، يقال: رَكَزَه يَرْكُزه ركزاً: إذا دفنه، وأركز الرجل: إذا وجد الرَكاز، والحديث إنما جاء في التفسير الأول وهو الكنز الجاهلي، وإنما كان فيه الخمس لكثرة نفعه، وسهولة أخذه. وانظر تفصيل المسالة في "المغني" لابن قدامة 4/231 -238.
(3) يعني: عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس.(5/59)
وَقَضَى - وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي حَدِيثِهِ: قَضَى - رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرِّكَازِ الْخُمُسَ " (1)
2871 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُبَاشِرُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، وَلا الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ " (2)
2872 - " قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَرْفَعْهُ أَسْوَدُ، وحَدَّثَنَاهُ عَنْ حَسَنٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مُرْسَلًا " (3)
2873 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ: عَلَيْكَ الْعِيرَ، لَيْسَ دُونَهَا شَيْءٌ. قَالَ: فَنَادَاهُ الْعَبَّاسُ وَهُوَ أَسِيرٌ فِي وَثَاقِهِ: لَا يَصْلُحُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِمَ؟ " قَالَ: لِأَنَّ اللهَ قَدْ (4) وَعَدَكَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَقَدْ أَعْطَاكَ مَا وَعَدَكَ (5)
__________
(1) صحيح لغيره، وانظر ما قبله. أسود: هو ابن عامر الملقب بشاذان.
(2) حديث صحيح. وهو مكرر (2773) .
(3) حديث صحيح، قد صح موصولاً كما في الحديث السالف. أسود: هو ابن عامر الملقب بشاذان، وحسن الذي حدث عنه أسود بن عامر: هو ابن صالح بن صالح بن حي. ولفظة "مرسلا" في آخره جاءت في (ظ9) و (ط14) على الرفع: مرسل.
(14 لفظة "قد" أثبتناها من (ظ9) و (ظ14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية.
(5) رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حسن صحيح، وصحح إسناده الحاكم 2/327، ووافقه الذهبي، وجود إسناده ابن كثير في=(5/60)
2874 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمَاعِزٍ، فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ: " اذْهَبُوا بِهِ " ثُمَّ قَالَ: " رُدُّوهُ " فَاعْتَرَفَ مَرَّتَيْنِ، حَتَّى اعْتَرَفَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ " (1)
2875 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ الطَّلاقُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ وَسَنَتَيْنِ مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، طَلاقُ الثَّلاثِ: وَاحِدَةً " فَقَالَ عُمَرُ: " إِنَّ النَّاسَ قَدِ اسْتَعْجَلُوا فِي أَمْرٍ كَانَتْ (2) لَهُمْ فِيهِ أَنَاةٌ، فَلَوْ أَمْضَيْنَاهُ عَلَيْهِمْ. فَأَمْضَاهُ عَلَيْهِمْ " (3)
__________
= "تفسيره" 3/556!
وأخرجه الترمذي (3080) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح! وانظر (2022) .
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (13344) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (12304) .
وأخرجه أبو داود (4426) ، والنسائي في "الكبرى" (7173) ، والطحاوي 13/43، والطبراني (12304) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإِسناد. وانظر (2202) .
قوله في المرة الأولى: "اذهبوا به"، قال السندي: لعله قال ذلك رجاء أن يرجع قبل أن يثبت عليه الحد بتمام الأربع، والله تعالى أعلم.
(2) في (م) و (ق) و (ص) : كان.
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (11336) .(5/61)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1472) (15) ، والطبراني (10916) ، والدارقطني 4/64، والحاكم 2/196، والبيهقي 7/336.
وأخرجه عبد الرزاق (11337) ، ومسلم (1472) (16) ، وأبو داود (2200) ، والنسائي 6/145، وا لطبراني (10917) ، والدارقطني 4/46-47 و48-49 و50- 51، والبيهقي 7/336عن ابن جريج، عن ابن طاووس، عن أبيه: أن أبا الصهباء قال لابن عباس: أتعلم أنما كانت الثلاث تُجعل واحدة على عهد النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبى بكر، وثلاثاً من إمارة عمر؟ فقال ابن عباس: نعم.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (11338) ، وابن أبي شيبة 5/26، ومسلم (1472) (17) ، وأبو داود (2199) ، والطبراني (10847) و (10975) ، والبيهقي 7/336 من طرق عن طاووس، به.
قال ابن رجب في "مشكل الأحاديث الواردة في أن الطلاق الثلاث واحدة"- نقله عنه يوسف بن عبد الهادي في كتابه "سير الحاث إلى علم الطلاق الثلاث "-: فهذا الحديث لأئمة الإسلام فيه طريقان: أحدهما: مسلك الِإمام أحمد ومن وافقه، وهو يرجع إلى الكلام في إسناد الحديث لشذوذه، وانفراد طاووس به، فإنه لم يُتابَعْ عليه، وانفراد الراوي بالحديث مخالفاً للأكثرين هو عِلة في الحديث يوجب التوقف فيه، وأنه يكون شاذاً أو منكراً إذا لم يُرْوَ معناه من وجه يصح، وهذه طريقة المتقدمين كالإمام أحمد، ويحيى القطان، ويحيى بن معين، ومتى أجمع علماء الأمة على اطِّراح العمل بحديث، وَجَبَ اطِّراحُه وتركُ العمل به.
ثم قال ابن رجب: وقد صح عن ابن عباس- وهو راوي الحديث- أنه أفتى بخلاف هذا الحديث، ولزوم الثلاثة المجموعة، وقد عَللَ بهذا أحمد والشافعي كما ذكره الموفق ابن قدامة في "المغني"، وهذه أيضاً علة في الحديث بانفرادها، فكيف وقد انضم إليها علة الشذوذ والإنكار.
وقال العلامة ابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" 3/124-127: قال البيهقي (في سننه 7/337) : هذا الحديث أحد ما اختلف فيه البخاري ومسلم، فأخرجه مسلم وتركه=(5/62)
2876 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي هَرِمٍ، عَنْ صَدَقَةَ الدِّمَشْقِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يَسْأَلُهُ عَنِ الصِّيَامِ؟ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ الصِّيَامِ صِيَامَ أَخِي دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا،
__________
= البخاري، وأظنه إنما تركه لمخالفته سائر الروايات عن ابن عباس- وساق الروايات عنه- ثم قال: فهذه رواية سعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح ومجاهد وعكرمة وعمرو بن دينار ومالك بن الحارث ومحمد بن إياس بن البكير، ورويناه عن معاوية بن أبي عياش الأنصاري، كلهم عن ابن عباس، إنه أجاز الثلاث وأمضاهن، قال ابن المنذر: فغير جائز إن نظن بابن عباس أنه يحفظ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً، ثم يفتى بخلافه. وقال الشافعي: فإن كان، يعني قول ابن عباس: "إن الثلاث كانت تحتسب على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واحدة"، يعني أنه بأمر رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالذي يشبه- والله أعلم- أن يكون ابن عباس قد علم أن كان شيء فنسخ.
قال البيهقي: ورواية عكرمة عن ابن عباس فيها تأكيد لصحة هذا التأويل. يريد البيهقي الحديث الذي ذكره أبو داود في باب نسخ المراجعة.
وقال أبو العباس بن سريج: يمكن أن يكون ذلك إنما جاء في نوع خاص من الطلاق الثلاث.، وهو أن يفرق بين اللفظين، كأن يقول: أنت طالق، أنت طالق، وكان في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعهد أبي بكر والناس على صدقهم وسلامتهم، لم يكن ظهر فيهم الخب والخداع، فكانوا يصدقون أنهم أرادوا به التوكيد، ولا يريدون الثلاث، ولما رأى عمر رضي الله عنه في زمانه أموراً ظهرت وأحوالًا تغيرت منع من حمل اللفظ على التكرار فألزمهم الثلاث.
وقال بعضهم: إن ذلك إنما جاء في غير المدخول بها، وذهب إلى هذا جماعة من أصحاب ابن عباس، ورووا أن الثلاث لا تقع على غير المدخول بها، لأنها بالواحدة تَبِين، فإذا قال: أنت طالق، بانت، وقوله: "ثلاثاً" وقع بعد البينونة، ولا يُعتد به، وهذا مذهب إسحاق بن راهويه. وانظر (2387) .(5/63)
وَيُفْطِرُ يَوْمًا " (1)
2877 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَمَتَّعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ "، وَأَوَّلُ مَنْ نَهَى عَنْهَا مُعَاوِيَةُ (2) .
2878 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَخِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَوَضَّأَ مِنْ سِقَاءٍ، فَقِيلَ لَهُ:
__________
(1) إسناده ضعيف جداً، الفرج بن فضالة ضعيف، وأبو هرم: كذا في الأصول، قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص187 في ترجمة صدقة الدمشقي: ساق أحمد الحديث من رواية فرج بن فضالة عن أبي هُرْمُز؛ كذا هو الأصل بضم الهاء وسكون الراء بعدها ميم ثم زاي منقوطة، وكتبها الحسيني بخطه ومن تبعه بغير زاي، وهو الذي في "تاريخ ابن عساكر" بخط ولد المصنف، وجزم ابن عساكر بأنه أبو هريرة الحمصي، وستأتي ترجمته في الكنى. وقال في "الكنى" ص524: أبو هرم عن صدقة الدمشقي، وعنه الفرج بن فضالة، مجهول، قاله الحسيني. قلت (القائل ابن حجر) : نَبه ابن عساكر في ترجمة صدقة على أن الصواب أبو هريرة، وأن من قال: أبو هرم، فقد وهم، وأنه
مجهول، وصدقة الدمشقي لا يُعرف، وليس هو صدقة بن عبد الله السمين المعروف بالضعف المترجم له في "التهذيب".
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/لوحة 288 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
قلنا: ويغني عنه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد 2/164، والبخاري (1979) ، ومسلم (1159) (187) .
وحديث أبي قتادة الأنصاري عند أحمد 5/297، ومسلم (1162) (197) .
(2) إسناد هـ ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سليم-. وانظر (2664) .(5/64)
إِنَّهُ مَيْتَةٌ، قَالَ: " دِبَاغُهُ يُذْهِبُ خَبَثَهُ، أَوْ رِجْسَهُ، أَوْ نَجَسَهُ " (1)
2879 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ - أَوْ قَالَ: عَلَى مَنْكِبَيَّ - فَقَالَ: " اللهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ " (2)
2880 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَحَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَجِّ مِائَةَ بَدَنَةٍ، نَحَرَ بِيَدِهِ مِنْهَا سِتِّينَ، وَأَمَرَ بِبَقِيَّتِهَا، فَنُحِرَتْ، وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بَضْعَةً فَجُمِعَتْ فِي قِدْرٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا، وَحَسَا مِنْ مَرَقِهَا، وَنَحَرَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ
__________
(1) حسن، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير أخي سالم بن أبي الجعد - واسمه عبد الله بن أبي الجعد فيما ذكره البيهقي عن أحمد بن علي الأصبهاني-، فقد روى له النسائي وابنُ ماجه، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان: مجهول الحال، وقال الذهبي: فيه جهالة. ومع ذلك فقد صحح حديثه هذا ابن خزيمة والبيهفي والحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن خزيمة (114) ، والحاكم 1/161 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وانظر (2117) .
قوله: "إنه ميتة"، قال السندي: أي: جلد ميتة.
(2) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. زهير: هو ابن معاوية أبو خيثمة الجعفي الكوفي. وانظر (2397) .(5/65)
سَبْعِينَ، فِيهَا جَمَلُ أَبِي جَهْلٍ، فَلَمَّا صُدَّتْ عَنِ الْبَيْتِ، حَنَّتْ كَمَا تَحِنُّ إِلَى أَوْلادِهَا " (1)
2881 - حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارٌ يَعْنِي ابْنَ رُزَيْقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " سَاقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةَ بَدَنَةٍ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2)
2882 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، فَلَمَّا نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ. . (3) "
2883 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو النَّضْرِ قَالا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فإنه سيىء الحفظ.
وأخرجه الطبراني (12071) ، والبيهقي 5/230 و240 من طرق عن ابن أبي ليلى، بهذا الِإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2079) و (2359) و (2428) .
بَضْعة: قطعة من اللحم.
(2) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه البزار (617) من طريق عبد الكريم، عن مجاهد، بهذا الإسناد. ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهدى في حجته مئة بَدَنة فيها جمل لأبي جهل في أنفه برَة من ذهب.
وانظر ما تقدم في مسند علي برقم (593) .
(3) في النسخ المطبوعة "فلما نزلَ مَر الظهران، أفطر"، ولفظة "أفطر" لم ترد في=(5/66)
الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ بِمَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ سَبْعَ عَشْرَةَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ " قَالَ أَبُو النَّضْرِ: " يَقْصُرُ، يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ " (1)
• 2884 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، مِنَ الثِّقَاتِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، وَحَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ (2)
__________
= (ظ9) و (ظ14) و (غ) ، وكان مكانها في (ق) بياض وكتب مقابلها على الهامش: بياض في الأصل، ثم أضيفت فيها بخط مغاير، وأما في (س) و (ص) فقد جاءَت هذه اللفظة على هامشيهما وكتب عليها علامة "صح"، ولم ترد هذه اللفظة أيضاً في "حاشية السندي" وعلق عليها قائلاً: هكذا في نسخ "المسند" جاء باختصار من غير ذكر جواب "لما". قلنا: وقد جاء الحديث عند ابن سعد والطبري بإثبات لفظة "أفطر"، وهو الصواب.
والحديث دون قوله "مَر الظهران" صحيح، وقد اختلف على ابن إسحاق فيه، فرواه عنه عبد الله بن إدريس هكذا، ورواه عنه محمد بن عبيد الطنافسي عند ابن سعد في "الطبقات" 2/137، وعبدة بن سليمان عند الطبري في "تهذيب الأثار" ص 101، وإبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري فيما تقدم عند المصنف برقم (2392) ، فقالوا فيه: حتى إذا كان بالكَديد أفطر، وهو الصواب الموافق لرواية سفيان بن عيينة وغيره عن الزهري كما تقدم تخريجه عند المصنف برقم (1892) .
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 14/503 عن يعلى بن عبيد، عن محمد بن إسحاق، به. ولفظه: خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفتح لعشر مضت من رمضان.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- سيىء الحفظ، إلا أنه قد توبع، انظر ما تقدم برقم (1958) و (2758) . ابن الأصبهاني: هو عبد الرحمن بن عبد الله ابن الأصبهاني.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. نصر بن علي: هو نصر بن=(5/67)
2885 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَرْفَعُهُ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: " لِتَرْكَبْ، وَلْتُكَفِّرْ يَمِينَهَا " (1)
2886 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَضَى بِالشَّاهِدِ وَالْيَمِينِ " (2)
2887 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ قَارِظِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَوَجَدْتُهُ يَتَوَضَّأُ، فَمَضْمَضَ، ثُمَّ اسْتَنْشَقَ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اثْنَتَيْنِ (3) ، أَوْ ثِنْتَيْنِ بَالِغَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا " (4)
2888 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، حَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ،
__________
= علي بن نصر بن علي الجهضمي.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعف لضعف شريك. وأخرجه ابن خزيمة (3046) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وانظر (2828) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (2224) .
(3) في (م) و (ق) : اثنتين اثنتين. وقوله: "اثنتين"، قال السندي: أي: ليستنثر اثنتين، هذا هو الموافق لبعض الروايات.
(4) إسناده قوي. وانظر (2011) .(5/68)
أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1)
2889 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي عُلْوَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " فُرِضَ عَلَى نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسُونَ صَلاةً، فَسَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَجَعَلَهَا خَمْسًا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ميمون بن مهران، فمن رجال مسلم. محمد بن عبد الله الأنصاري: هو محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري القاضي.
وأخرجه الترمذي (776) ، والنسائي في "الكبرى" (3231) ، والطحاوي 2/101 من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإسناد. ولفظ الترمذي "وهو صائم"، ولفظ النسائي "وهو محرماً صائم". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقال النسائي: هذا منكر ولا أعلم أحداً رواه عن حبيب غير الأنصاري، ولعله أراد أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج ميمونة! قلنا: وقد بينا فيما سبق برقم (1849) أن الرواية: "احتجم وهو محرماً صائم" خطأ، وأن الصواب: احتجم وهو محرما، واحتجم وهو صائم.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- سيىء الحفظ، وأبو علوان: هو عبد الله بن عُصْم، ويقال: ابن عِصْمة، ورجح أحمد قول شريك: أنه عبد الله بن عُصْم، دون هاء، وثقه ابن معين، وقال أبو زرعة: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: شيخ.
وأخرجه ابن ماجه (1400) ، والمزي في "تهذيب الكمال "15/307-308من طريق أبي الوليد (سقطت لفظة "أبي" من مطبوعة سنن ابن ماجه، وأبو الوليد: هو الطيالسي) ، عن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرج نحوه أبو داود (247) عن قتيبة بن سعيد، عن أيوب بن جابر، عن عبد الله بن عُصْم، عن ابن عمر رفعه. وأيوب بن جابر ضعيف، ورجح الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 5/47 رواية شريك على رواية أيوب هذا، وقال: شريك أقوى منه.=(5/69)
2890 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُصْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِينَ صَلاةً، فَسَأَلَ رَبَّهُ فَجَعَلَهَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ " (1)
2891 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُصْمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةَ خَمْسِينَ صَلاةً، فَسَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَجَعَلَهَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ " (2)
2892 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ " (3)
__________
=وله شاهد من حديث مالك بن صعصعة عند أحمد 4/208-209، والبخاري (3207) ، ومسلم (164) ضمن حديث الإسراء الطويل.
وثان من حديث أنس بن مالك عند الترمذي (213) ، وقال: حسن صحيح، وفي الباب عن عبادة بن الصامت وطلحة بن عبيد الله وأبي ذر وأبي قتادة ومالك بن صعصعة وأبي سعيد الخدري.
(1) صحيح لغيره كسابقه.
(2) صحيح لغيره كسابقه.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/294، ومسلم (403) (61) ، والنسائي 3/41، وأبو عوانة=(5/70)
2893 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُوحَى إِلَيَّ فِيهِ " (1)
2894 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (2)
__________
=2/228، والبيهقي 2/337 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وانظر (2665) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، التميمي- واسمه أربدة البصري- في عداد المجهولين، وشريك سيىء الحفظ. وانظر (2125) .
قوله: "أمِرت بالسواك "، قال السندي: أي: ندباً مؤكداً، حتى خشيت أن يوحى إلي فيه بالافتراض.
(2) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات إلا أن في رواية سماك بن حرب عن عكرمة اضطراباً.
وأخرجه الطبراني (11727) من طريق خلف بن الوليد وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2123- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2598) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/45 من طرق عن إسرائيل، به.
وأخرجه أبو يعلى (2361) من طريق عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة". وسيأتي برقم (3071) .
ويشهد للفظ "سبعين جزءاً" حديث ابن عمر عند أحمد 2/18، ومسلم (2265) .=(5/71)
2895 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
__________
= وحديث ابن مسعود عند البزار (2122) و (3490) ، والطبراني في "الصغير" (928) .
ويشهد للفظ "ستة وأربعين جزءاً" حديث أنس بن مالك عند أحمد 3/106، والبخاري (6983) ، ومسلم (2264) .
وحديث عبادة بن الصامت عند أحمد 5/319، والبخاري (6987) ، ومسلم وحديث أبي رَزين عند أحمد 4/10 و12 و13.
وحديث عوف بن مالك عند ابن ماجه (3907) ، وصححه ابن حبان (6042) .
وحديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (6989) . وروي عن أبي سعيد أيضاً بإسناد ضعيف بلفظ: "سبعين جزءاً" انظر ابن ماجه (3895) ، وأبا يعلى (1335) .
وروي اللفظان جميعاً عن أبي هريرة، انظر تخريج حديثه مفصلاً في "صحيح ابن حبان" (6040) و (6044) .
قال البغوي في "شرح السنة" 12/203-204: قوله: "جزء من النبوة"، أراد تحقيق أمر الرؤيا وتأكيده، وإنما كانت جزءاً من النبوة في حق الأنبياء دون غيرهم، قال عبيد بن عمير: رؤيا الأنبياء وحي، وقرأ: (إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر) ] الصافات: 102 [، وقيل: معناه أنها جزء من أجزاء علم النبوة، وعلم النبوة باق، والنبوة غير باقية، أو أراد أنه كالنبوة في الحكم بالصحة، كما قال عليه الصلاة والسلام: "والهدي الصالح، والسمت الصالح، والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة"، أي: هذه الخصال في الحسن والاستحباب كجزء من أجزاء فضائلهم، فاقتدوا فيها بهم، لا أنها حقيقة نبوةٍ؛ لأن النبوة لا تتجزأ ولا نبوة بعد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو معنى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ذهبت النبوة، وبقيت المبشرات، الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو ترى له ".(5/72)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ فِي صَلاةِ اللَّيْلِ: " رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَارْفَعْنِي، وَارْزُقْنِي، وَاهْدِنِي " ثُمَّ سَجَدَ (1) .
2896 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " إِنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَامٌ، حَرَّمَهُ اللهُ، لَمْ يَحِلَّ فِيهِ الْقَتْلُ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُحِلَّ لِي سَاعَةً، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلا يُعْضَدُ شَوْكُهُ،
__________
(1) إسناده حسن، كامل بن العلاء: هو التميمي السعدي وثقه ابن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال في موضع آخر: ليس به بأس، وقال يعقوب بن سفيان: ثقة، وقال ابن عدي: رأيت في بعض رواياته أشياء أنكرتها، وأرجو أن لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، والشك في رواية حبيب بن أبي ثابت هل هي عن ابن عباس أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، لا يضر، فقد ثبت على ابنُ المديني سماعَه من ابن عباس، وخرج له الشيخان من روايته عن سعيد بن جبير.
وأخرجه أبو داود (850) ، وابن ماجه (898) ، والترمذي (284) و (285) ، والحاكم 1/262و271، والبيهقي 2/122، والبغوي (667) من طرق عن كامل بن العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس- وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وهكذا روي عن علي، وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق: يرون هذا جائزاً في المكتوبة والتطوع.
وسيأتي مطولاً برقم (3514) .
وفي الباب عن حذيفة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول بين السجدتين: "رب اغفر لي، رب
اغفر لي"، أخرجه أحمد 5/398، وأبو داود (874) ، وابن ماجه (897) ، والنسائي 2/231، وصححه الحاكم 1/271، ووافقه الذهبي.(5/73)
وَلا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهُ إِلا مَنْ عَرَّفَهَا، وَلا يُخْتَلَى خَلاهُ ". فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِلا الْإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ لِبُيُوتِهِمْ وَلِقَيْنِهِمْ. فَقَالَ: " إِلا الْإِذْخِرَ، وَلا هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا " (1)
2897 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ خَيْرٍ الزِّيَادِيُّ، (2) أَنَّ مَالِكَ بْنَ سَعْدٍ التُّجِيبِيَّ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَعَنَ الْخَمْرَ، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَشَارِبَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَمُسْتَقِيَهَا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيز المفضل - وهو ابن مُهَلْهَل- فمن رجال مسلم. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه مسلم (1353) ، وص 1488 (85) ، والنسائي 5/204-205، وابن حبان (3720) ، والطبراني (10943) ، والبيهقي 6/199 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد- وبعضهم يختصره. وانظر ما تقدم برقم (2353) ، ومختصراً برقم (1991) .
(2) تصحف في النسخ المطبوعة والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلى: "الزيادي" بالمثناة من تحت، وصوابه ما أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) بالباء الموحدة، نسبة إلى زَبَاد موضع بالمغرب. انظر "الأنساب" 6/232.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، مالك بن خير الزبادي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/460، وقال الذهبي في "الميزان" 3/426: محله الصدق، وشيخه مالك بن سعد، لم يرو عنه غير مالك بن خير الزبادي، قال أبو زرعة: مصري لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/385 وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وحيوة: هو ابن شريح بن صفوان بن مالك المصري.=(5/74)
2898 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ بْنِ عُقْبَةَ الْحَضْرَمِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ السَّبَائِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَبَأٍ، مَا هُوَ: أَرَجُلٌ أَمِ امْرَأَةٌ أَمْ أَرْضٌ؟ فَقَالَ: " بَلْ هُوَ رَجُلٌ وَلَدَ عَشْرَةً، فَسَكَنَ الْيَمَنَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ، وَبِالشَّامِ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ، فَأَمَّا الْيَمَانِيُّونَ: فَمَذْحِجٌ وَكِنْدَةُ وَالْأَزْدُ وَالْأَشْعَرِيُّونَ وَأَنْمَارٌ وَحِمْيَرُ، عَرَبًا كُلَّهَا، وَأَمَّا الشَّامِيَّةُ: فَلَخْمٌ وَجُذَامُ وَعَامِلَةُ وَغَسَّانُ " (1)
__________
= وأخرجه عبد بن حميد (686) ، والطبراني (12976) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (5356) من طريق ابن وهب، عن حيوة بن شريح، به.
وأخرجه الحاكم 4/145من طريق ابن وهب، عن مالك بن خير (تحرف في المطبوع منه إلى: حسين) الزبادي، به، وصححه ووافقه الذهبي.
وصحح إسناده الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/250.
وله شاهد صحيح بطرقه من حديث ابن عمر عند أحمد 2/25 و71، والطيالسي (1957) ، وأبي داود (3674) ، وابن ماجه (3380) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/305-306، والحاكم 4/144-145، والبيهقي 8/287، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وآخر من حديث أنس بن مالك عند الترمذي (1295) ، وابن ماجه (3381) ، وإسناده حسن.
قوله: "ومعتصرها"، قال السندي: هو من يعصر الخمر لنفسه، والعاصر: من عصرها مطلقاً.
(1) إسناده حسن، عبد الله بن لهيعة، وإن كان فيه كلام فإن رواية أبي عبد الرحمن - وهو عبد الله بن يزيد المقرئ- عنه صالحة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.=(5/75)
2899 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، فَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ حَتَّى قَامَتَا بَيْنَ يَدَيْهِ، عِنْدَ رَأْسِهِ، فَنَحَّاهُمَا، وَأَوْمَأَ بِيَدَيْهِ (1) عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ " (2)
__________
= وأخرجه الحاكم 2/423 من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد.
وصححه ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1470 من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، به.
وذكره ابن كثير في "تفسيره" 6/491 من طريق الإمام أحمد، ثم قال: ورواه عبد بن حميد، عن الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة، به، وهذا إسناد حسن ولم يخرجوه، وقد رواه الحافظ أبو عمر بن عبد البر في كتاب "القصد والأمَم بمعرفة أصول أنساب العرب والعَجَم" من حديث ابن لهيعة، عن علقمة بن وعلة، عن ابن عباس فذكر نحوه. وقد روى نحوه من وجه آخر. قلنا: وعلقمة بن وعلة هذا لم نجد له ترجمة فيما بين أيدينا من مصادر، إلا أن يكون أخطأ ابن لهيعة في تسميته، والصواب أنه عبد الرحمن بن وعلة.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 6/687، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
وأخرجه الطبراني (12992) من طريق عمرو بن خالد الحراني، عن ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن علقمة بن وعلة (كذا سماه هنا) ، عن ابن عباس. وقد سقط "ابن عباس" من المطبوع منه.
وله شاهد من حديث فروة بن مسيك المرادي عند الإمام أحمد في "مسنده"، وقد سقط من المطبوع، لكن نسبه إليه ابن كثير في "تفسيره" 6/492 وجَوَّد إسناده، وهو في "أطراف المسند" لابن حجر 1/ورقة 227.
وعرباء كلها: وقع في بعض النسخ: غير ما كلها! وهو تحريف، والعرب العرباء: الصُّرَحاء.
(1) في (ظ 9) و (ظ 14) : بيده.
(2) إسناده حسن، أبو عبد الرحمن المقرئ نخالُه سمع من المسعودي- واسمه=(5/76)
2900 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " كَانَ اسْمُ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرَّةَ، فَحَوَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَهَا، فَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ " (1)
2901 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عِلْبَاءَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ " (2)
2902 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شُعْبَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ كُرَيْبٍ (3) مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، مَرَّ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَهُوَ
__________
= عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله- قبل الاختلاط. وانظر (2095) و (2804) .
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، عامَّة رواته غير المسعودي ثقات من رجال الصحيح، وأبو عبد الرحمن بروايته عن المسعودي قديمة، ثم إنه قد توبع فيما تقدم برقم (2334) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/664 عن الفضل بن دكين، عن المسعودي، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (3005) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. داود: هو ابن أبي الفرات المروزي، وعلباء: هو ابن أحمر اليشكري. وانظر (2668) .
(3) في (م) و (ق) : وكريب، بالواو وهو خطأ.(5/77)
يُصَلِّي مَضْفُورَ الرَّأْسِ، مَعْقُودًا مِنْ وَرَائِهِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَبْرَحْ يَحُلُّ عُقَدَ رَأْسِهِ، فَأَقَرَّ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ حَلِّهِ، ثُمَّ جَلَسَ، فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الْحَارِثِ مِنَ الصَّلَاةِ، أَتَاهُ، فَقَالَ: عَلَامَ صَنَعْتَ بِرَأْسِي، مَا صَنَعْتَ (1) آنِفًا؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَثَلُ الَّذِي يُصَلِّي وَرَأْسُهُ مَعْقُودٌ مِنْ وَرَائِهِ، كَمَثَلِ الَّذِي يُصَلِّي مَكْتُوفًا " (2)
2903 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَثَلُ الَّذِي يُصَلِّي وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ، كَمَثَلِ الَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مَكْتُوفٌ " (3)
2904 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " احْتَجَمَ ثَلاثًا فِي الْأَخْدَعَيْنِ، وَبَيْنَ الْكَتِفَيْنِ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ (4) ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ " (5)
__________
(1) في (م) و (ق) و (ص) : صنعت برأسي، بزيادة لفظة "برأسي".
(2) حديث صحيح، وأحد إسناديه ضعيف وهو طريق شعبة مولى ابن عباس، فإنه سيىء الحفظ، والآخر صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد، وعمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري. وانظر (2767) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وقد توبع، وانظر ما قبله.
(4) المثبت من (ظ 9) و (ظ 14) وهامش (س) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: أجرته.
(5) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي-،=(5/78)
2905 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ: بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (1)
2906 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ: ألم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ " (2)
2907 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا قَدْ خَوَّى، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " (3)
2908 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ،
__________
= وشريك بن عبد الله النخعي سيىء الحفظ، وكلاهما متابع فيما تقدم برقم (2155) ، وفيما يأتي برقم (3457) . عامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
(1) حديث صحيح، شريك بن عبد الله النخعي قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2720) .
(2) حديث صحيح، وهو مكرر (2799) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، التميمي- وإسمه أربِدَة- في عداد المجهولين. وانظر (2405) .
خَوَّى، قال السندي: بتشديد الواو، يقال: خَوَّى في سجوده تخوية: تجافى وفَرَّج ما بين عَضُديه وجنبيه.(5/79)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَدَبَّرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُهُ سَاجِدًا مُخَوِّيًا، وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ " (1)
2909 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُلُّ حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلامُ إِلا شِدَّةً، أَوْ حِدَّةً " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وانظر ما قبله. أسود: هو ابن عامر الملقب بشاذان.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيىء الحفظ، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب.
وأخرجه بنحوه الدارمي (2526) ، وأبو يعلى (2336) ، والطبري في "التفسير" 5/55، وابن حبان (4370) ، والطبراني (11740) من طرق عن شريك النخعي، بهذا الإسناد. وزادوا في أوله: "لا حلف في الإسلام".
وأخرجه الطبري 5/55 عن أبي كريب، حدثنا مصعب بن المقدام، عن إسرائيل بن يونس، عن محمدبن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن عكرمة، عن ابن عباس، رفعه بلفظ: "لا حلف في الإسلام، وكل حِلف كان في الجاهلية، فلم يزده الإسلام إلا شدة، وما يسرني أن لي حُمْرَ النعَمِ، وإني نقضتُ الحلفَ الذي كان في دار الندْوة" وهذا سند قوي، رجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن جبير بن مطعم عند أحمد 4/83، ومسلم (2530) .
وعن عبد الله بن عمرو عند أحمد 2/207.
وعن قيس بن عاصم عنده أيضاً 5/61، وصححه ابن حبان (4369) .
قال ابن الأثير في "النهاية" 1/424: أصل الحلف: المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القهائل والغارات، فذلك الذي ورد النهيُ عنه في الإسلام بقوله: "لا حِلْفَ في الإسلام"، وما كان منه في الجاهلية على نصرِ المظلوم وصلةِ الأرحَام كحلف المطيبين وما جرى مَجراه،=(5/80)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=فذلك الذي قال فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلامُ إلا شدة" يريد: من المعاقدة على الخير ونصرة الحق، وبذلك يجتمع الحديثان، وهذا هو الحلف الذي يقتضيه الإسلام، والممنوع منه ما خالف حكم الإسلام.
وقال الخطابي: قوله: "لا حلف في الإسلام" يريد على ما كانوا في الجاهلية، كانوا يتواضعون فيما بينهم بآرائهم، قال البغوي في "شرح السنة" 10/203: كان ذلك في الجاهلية بمعنى الأخوة، يبنون عليها أشياء جاء الشرع بإبطالها، والأخوة في الإسلام ثابتة على حكم الشرع، وقد روي عن أنس قال: حالف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين قريش والأنصار في داري، قال سفيان بن عيية: معنى "حالف ": آخى، وإلا فلا حلف في الإسلام كما جاء في الحديث. قال البغوي: يعني على ما كان من حكم الجاهلية.
قلنا: حديث أنس أخرجه البخاري (2294) من طريق عاصم الأحول، قال: قلت لأنس بن مالك: أبلغك أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا حلف في الإسلام "؟ فقال: قد حالف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين قريش والأنصار في داري. وأخرجه مسلم (2529) ، وأبو داود (2926) ، وزاد الأخير: مرتين أو ثلاثاً.
قال الطبري فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 4/473: ما استدل به أنس على إثبات الحِلْفِ، لا ينافي حديثَ جبير بن مطعم (يعني: لا حلف في الإسلام) في نفيه، فإن الإخاء المذكور كان في أول الهجرة، وكانوا يتوارثون به، ثم نسخ من ذلك الميراثُ، وبقي ما لم يُبْطِله القرآنُ، وهو التعاون على إلحق والمنصر، والأخذ على يد الظالم، كما قال ابن عباس: إلا النصر والنصيحة والرِّفادة، ويوصي له، وقد ذهب الميراث. قلنا: حديث ابن عباس هذا أخرجه البخاري في "صحيحه" (4580) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: (ولكل جعلنا موالي) قال: ورثة، (والذين
عقدت أيمانكم) ، قال: كان المهاجرون لما قدموا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة وَرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه، للأخوة التي آخى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينهم، فلما نزلت: (ولكل جعلنا موالي) نسخت، ثم قال: (والذين عقدت أيمانكم) ، إلا النصر والرِّفادة والنصيحة، وقد ذهب الميراثُ، ويوصي له.=(5/81)
2910 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا أَمَةٍ وَلَدَتْ مِنْ سَيِّدِهَا، فَهِيَ مُعْتَقَةٌ عَنْ دُبُرٍ مِنْهُ " أَوْ قَالَ: " مِنْ بَعْدِهِ " وَرُبَّمَا قَالَهُمَا جَمِيعًا (1)
2911 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ (2) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ أَمَرَ عَلِيًّا فَوَضَعَ لَهُ غُسْلًا، ثُمَّ أَعْطَاهُ ثَوْبًا، فَقَالَ: " اسْتُرْنِي وَوَلِّنِي ظَهْرَكَ " (3)
2912 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي الطَّرِيقِ
__________
=وقال الإمام النووي: المنفي حِلف التوارث، وما يمنع منه الشرع، وأما التحالف على طاعة الله، ونصر المظلوم، والمؤاخاة في الله تعالى، فهو أمر مرغوب فيه. وانظر "الفتح"10/502.
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (2759) .
(2) وقع في هذا الإسناد بين شريك وسماك في (م) و (ق) و (ص) : "عن حسين بن عبد الله"، وأخطأ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله فحذف في مطبوعته من الإسناد "عن سماك" ظناً منه أنها خطأ واضح، معتمداً بذلك على النسخة الكتانية، والصواب ما أثبتناه بحذف "عن حسين بن عبد الله " وليس "عن سماك"، وهو الموافق لما في "غاية المُقصَد في زوائد المسند" الورقة 36، و"أطراف المسند" 1/ورقة 122، وقد أخرج الطبرانى هذا الحديث في "الكبير" برقم (11773) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن حجاج بن محمد، عن شريك، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، به، ليس فيه "حسين بن عبد الله".
(3) إسناده ضعيف، شريك سيئ الحفظ، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب.(5/82)
فَاجْعَلُوهُ سَبْعَ (1) أَذْرُعٍ، وَمَنْ سَأَلَهُ جَارُهُ أَنْ يَدْعَمَ عَلَى حَائِطِهِ، فَلْيَفْعَلْ " (2)
2913 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ كَمَّهَ أَعْمَى عَنِ السَّبِيلِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، لَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، لَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ " ثَلاثًا (3)
2914 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، مَلْعُونٌ مَنْ كَمَّهَ أَعْمَى عَنِ الطَّرِيقِ، مَلْعُونٌ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ،
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : سَبْعَة.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيىء الحفظ، إلا أنه قد توبع، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب. وانظر (2098) .
(3) إسناده حسن، رجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي الزناد، فقد روى له أصحاب السنن وعلق له البخاري، وروى له مسلم في المقدمة، وهو حسن الحديث.
وانظر (1875) .(5/83)
مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ " قَالَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِرَارًا ثَلاثًا فِي اللُّوطِيَّةِ (1) .
2915 - َحدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ كَمَّهَ أَعْمَى عَنِ الطَّرِيقِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ،
لَعَنَ اللهُ مَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ " قَالَهَا ثَلاثًا (2)
2916 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
(1) إسناده حسن. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري. وانظر ما وقوله: "ملعون من غير تخوم الأرض"، أي: حدودها ومعالمها، قال الزمخشري في "الفائق" 1/149: التخوم بوزن هُبوط وعَروض: حد الأرض، وهيء مؤنثة قال:
يا بَنِىَّ التُّخُومَ لاتَظلِمُوها ... إنَّ ظُلمَ التُّخومِ ذو عُقَّالِ
والتخوم جمع لا واحد له كالقَتود، وقيل: واحدها: تخْمَ، والمعنى: تغيير حدو الحرم اقي حدها إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وقيل: هو عام في كل حد ليس لأحد أن يزوي من حد غيره شيئاً.
وقوله: "ملعون من كمه أعمى" أي: أضله.
(2) إسناده جيد. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم.
وأخرجه عبد بن حميد (589) عن خالد بن مخلد البجلي، عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.(5/84)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَلَمْ تُؤْمَرُوا بِهَا، وَأُمِرْتُ بِالْأَضْحَى، وَلَمْ تُكْتَبْ " (1)
2917 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُتِبَ عَلَيَّ النَّحْرُ، وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكُمْ، وَأُمِرْتُ بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَلَمْ تُؤْمَرُوا بِهَا " (2)
2918 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، مَوْلَى ابْنِ عُقَيْلٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ: لَقَدْ عُلِّمْتُ آيَةً مِنَ القُرْآنِ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا رَجُلٌ قَطُّ، فَمَا أَدْرِي أَعَلِمَهَا النَّاسُ، فَلَمْ يَسْأَلُوا عَنْهَا، أَمْ لَمْ يَفْطِنُوا لَهَا، فَيَسْأَلُوا عَنْهَا؟ ثُمَّ طَفِقَ يُحَدِّثُنَا، فَلَمَّا قَامَ، تَلاوَمْنَا أَنْ لَا نَكُونَ سَأَلْنَاهُ عَنْهَا، فَقُلْتُ: أَنَا لَهَا إِذَا رَاحَ غَدًا، فَلَمَّا رَاحَ الْغَدَ، قُلْتُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، ذَكَرْتَ أَمْسِ أَنَّ آيَةً مِنَ القُرْآنِ، لَمْ يَسْأَلْكَ عَنْهَا رَجُلٌ قَطُّ، فَلا تَدْرِي أَعَلِمَهَا النَّاسُ، فَلَمْ يَسْأَلُوا عَنْهَا، أَمْ لَمْ يَفْطِنُوا لَهَا؟ فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْهَا، وَعَنِ اللاتِي قَرَأْتَ قَبْلَهَا. قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِقُرَيْشٍ: " يَا مَعْشَرَ
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف جابر بن يزيد الجعفي. وأخرجه البزار (2434) من طريق وكيع بن الجراح، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر (2065) .
تنبيه: وقع في بعض النسخ بعد هذا الحديث حديث آخر جُمع فيه بين هذا المتن وبين إسناد الحديث الآتي بعده، ولعله من اضطراب النساخ.
(2) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه الطبراني (11803) من طريق زكريا بن يحيى، عن شريك النخعي، بهذا الإسناد.(5/85)
قُرَيْشٍ، إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ فِيهِ خَيْرٌ " وَقَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ النَّصَارَى تَعْبُدُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، وَمَا تَقُولُ فِي مُحَمَّدٍ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عِيسَى كَانَ نَبِيًّا وَعَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللهِ صَالِحًا، فَلَئِنْ كُنْتَ صَادِقًا، فَإِنَّ آلِهَتَهُمْ لَكَمَا تَقُولُونَ. قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57] قَالَ: قُلْتُ: مَا يَصِدُّونَ؟ قَالَ: يَضِجُّونَ، {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} [الزخرف: 61] ، قَالَ: هُوَ خُرُوجُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَبْلَ يَوْمِ (1) الْقِيَامَةِ (2) .
__________
(1) لفظة "يوم" ليست في (ظ9) و (ظ14) .
(2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عاصم- وهو ابن أبي النجود- فقد روى له أصحاب السنن، وحديثه في الصحيحين مقرون، وهو صدوق حسن الحديث. أبو رَزِين: اسمه مسعود بن مالك الأسدي، وأبو يحيى: هو المعرقَب، واسمه مِصْدَع، وفي "التهذيب": أنه مولى عبد الله بن عمرو، ويقال: مولى معاذ بن عفراء الأنصاري، والذي هنا أنه مولى ابن عَقِيل الأنصاري، قلنا: فلعل أحد الرواة حَرَّف كلمة "عفراء" إلى: عقيل، والله تعالى أعلم. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النَحْوي.
وأخرجه دون قصة ابن عباس في أوله الطبراني (12740) من طريق الوليد بن مسلم، عن سفيان الثوري وشيبان، بهذا الإسناد. ولم يزد على قوله: "أبي يحيى" في إسناده.
وأخرجه مختصراً ابن حبان (6817) من طريق الوليد بن مسلم، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن عاصم، عن أبي رَزين، عن أبي يحيى مولى ابن عفراء، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله: (وإنه لعلم للساعة) ، قال: "نزول عيسى ابن مريم من قبل يوم القيامة". هكذا جعله مرفوعاً.
وأخرجه بضحوه موقوفاً على ابن عباس الطبري 25/90 من طريق سفيان الثوري وشعبة وقيس، ثلاثتهم عن عاصم بن أبي النجود، به. إلا أن شعبة وقيساً لم يذكرا في=(5/86)
2919 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ،
__________
= إسناده أبا يحيى.
وأخرجه كذلك الحاكم 2/448 من طريق إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، به. وصحح إسناده، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الطبري 25/90 من طريق عطية العَوْفي، عن ابن عباس، موقوفاً.
وأخرجه الطبري أيضاً 25/90 من طريق فضيل بن مرزوق، عن جابر قال: كان ابن عباس يقول: ما أدري عَلِمَ الناس بتفسير هذه الآية، أم لم يفطنوا لها؟ (وإنه لعلم للساعة) قال: نزول عيسى ابن مريم.
قلنا: قوله تعالى: (وإنه لعلم للساعة) ، هكذا قرأ ابن عباس وغيره "عَلَم" بفتح العين واللام، وقال الطبري: اجتمعت قراء الأمصارفي قراءة قوله: (وإنه لَعِلْم للساعة) على كسر العين من العلم، وروي عن ابن عباس ما ذكرت عنه في فتحها، وعن قتادة والضحاك، والصواب من القراءة في ذلك الكسر في العين، لِإجماع الحجة من القراء عليه.
وقال ابن الجوزي في "زاد المسير" 7/325: قرأ الجمهور "لَعِلْم" بكسر العين وتسكين اللام، وقرأ ابن عباس وأبو رزين وأبو عبد الرحمن وقتادة وحميد وابن محيصن بفتحهما. قال ابن قتيبة: من قرأ بكسر العين، فالمعنى أنه يعلم به قرب الساعة، ومن فتح العين واللام، فإنه بمعنى العلامه والدليل. وانظر "تفسير ابن كثير" 7/222-223.
قلنا: وقد تواترت الأخبار في نزول عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة، وللمحدث محمد أنور شاه الكَشْمِيري رحمه الله كتاب جمع فيه هذه إلأخبار، وسماه "التصريح بما تواتر في نزول المسيح"، مطبوع بتحقيق الشيخ العلامة عبد الفتاح أبو غدة.
يضِجُّون، قال السندي: بكسر الضاد المعجمة، من أضَح أو ضَجَّ: إذا صاح، والأول أنسب، فإن الثاني يستعمل في صياح المغلوب الذي أصابه مشقة وجَزَع، والأول بخلافه.(5/87)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفِنَاءِ بَيْتِهِ بِمَكَّةَ جَالِسٌ، إِذْ مَرَّ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَكَشَرَ (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا تَجْلِسُ؟ " قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَقْبِلَهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُهُ إِذْ شَخَصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، فَنَظَرَ سَاعَةً إِلَى السَّمَاءِ، فَأَخَذَ يَضَعُ بَصَرَهُ حَتَّى وَضَعَهُ عَلَى يَمِينِهِ فِي الْأَرْضِ، فَتَحَرَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جَلِيسِهِ عُثْمَانَ إِلَى حَيْثُ وَضَعَ بَصَرَهُ، وَأَخَذَ يُنْغِضُ رَأْسَهُ كَأَنَّهُ يَسْتَفْقِهُ مَا يُقَالُ لَهُ، وَابْنُ مَظْعُونٍ يَنْظُرُ، فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ، وَاسْتَفْقَهَ مَا يُقَالُ لَهُ، شَخَصَ بَصَرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ كَمَا شَخَصَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَأَتْبَعَهُ بَصَرَهُ حَتَّى تَوَارَى فِي السَّمَاءِ، فَأَقْبَلَ إِلَى عُثْمَانَ بِجِلْسَتِهِ الْأُولَى، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فِيمَ كُنْتُ أُجَالِسُكَ وَآتِيكَ، مَا رَأَيْتُكَ تَفْعَلُ كَفِعْلِكَ الْغَدَاةَ قَالَ: " وَمَا رَأَيْتَنِي فَعَلْتُ؟ " قَالَ: رَأَيْتُكَ تَشْخَصُ بِبَصَرِكَ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ وَضَعْتَهُ حَيْثُ وَضَعْتَهُ عَلَى يَمِينِكَ، فَتَحَرَّفْتَ إِلَيْهِ وَتَرَكْتَنِي، فَأَخَذْتَ تُنْغِضُ رَأْسَكَ كَأَنَّكَ تَسْتَفْقِهُ شَيْئًا يُقَالُ لَكَ. قَالَ: " وَفَطِنْتَ لِذَاكَ؟ " قَالَ عُثْمَانُ: نَعَمْ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَانِي رَسُولُ اللهِ آنِفًا، وَأَنْتَ جَالِسٌ " قَالَ: رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَمَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ
__________
(1) في (م) و (س) و"حاشية السندي": فتكشر. قال السندي: من الكَشْر: وهو ظهور الأسنان للضحك، وقد كاشره: إذا ضحك في وجهه وباسطه، تال أبو الدرداء: إنا لنُكْشِرُ في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم، علقه البخاري في "صحيحه" في الأدب: باب المداراة مع الناس.(5/88)
الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] قَالَ عُثْمَانُ: فَذَلِكَ حِينَ اسْتَقَرَّ الْإِيمَانُ فِي قَلْبِي، وَأَحْبَبْتُ مُحَمَّدًا (1) .
__________
(1) إسناده ضعيف، شهر- وهو ابن حوشب- مختلف فيه، قَوى أمره جماعة وضعفه آخرون، وقال صالح بن محمد البغدادي الحافظ: روى عنه عبد الحميد بن بَهْرام أحاديث طوالاً عجائب، وعبد الحميد بن بهرام مختلف فيه أيضاً، وقال صالح بن محمد الحافظ: ليس بشيء، يروي عن شهر، عنده صحيفة منكرة، قال الحافظ أبو بكر الخطيب: الحمل في الصحيفة التي ذكر صالح أنها منكرة على شهر، لا على عبد الحميد، وقال ابن عدي: هو في نفسه لا بأس به، وإنما عابوا عليه كثرة رواياته عن شهر، وشهر ضعيف. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (893) عن إسماعيل بن أبان، والطبراني (8322) و (10646) من طريق محمد بن بكار، كلاهما عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد. وهو عند البخاري مختصر.
وأورده ابن كثير في "تفسيره" 4/516 وقال: إسناده جيد متصل حسن، قد بُين فيه السماع المتصل! ورواه ابن أبي حاتم من حديث عبد الحميد بن بهرام مختصرأ. وحَسن الهيثمي إسناده في "المجمع" 7/48-49!
وأخرج أحمد 4/218 عن أسود بن عامر، عن هريم بن سفيان، عن ليث بن أبي شليم، عن شهر بن حوشب، عن عثمان بن أبي العاص قال: كنت عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالساً، إذ شخصَ ببصره ثم صوَّيه حتى كاد أن يلزقه بالأرض، قال: ثم شخص ببصره فقال: أتاني جبريل عليه السلام، فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من هذه السورة: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيناء ذي الفربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعِظكم لعلكم تذكرُون) . وهذا إسناد ضعيف فيه شهر وقد سبق بيان حاله، وليث بن أبي سُليم سيئ الحفظ، ومع ذلك فقد قال ابن كثير في "تفسيره" 4/516: هذا إسناد لا بأس به، ولعله عند شهر بن حوشب من الوجهين، والله أعلم! شخصَ: رَفَع. ينغض: يحرِّك. يستفقه: يستعلم.(5/89)
2920 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ حَرَمٌ، وَحَرَمِي الْمَدِينَةُ، اللهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُهَا بِحُرَمِكَ، أَنْ لَا يُؤْوَى فِيهَا مُحْدِثٌ، وَلا يُخْتَلَى خَلاهَا، وَلا يُعْضَدُ شَوْكُهَا، وَلا تُؤْخَذُ لُقَطَتُهَا إِلا لِمُنْشِدٍ " (1)
2921 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ وَالِدِهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ الَّذِينَ أَعْتَقُوهُ، فَإِنَّ عَلَيْهِ لَعْنَةَ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ (2) أَجْمَعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ " (3)
__________
(1) حسن لغيره دون قوله: "لكل نبي حَرَم"، وهذا إسناد ضعيف، وحَسن الهيثمي إسناده في "المجمع" 3/301!
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1357 من طريق إسحاق بن المنذر، عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.
وفي تحريم المدينة أحاديث، فعن علي سلف برقم (959) ، وعن سعد سلف أيضاً برقم (1573) ، وعن أبي هريرة سيأتي 2/376، وعن أنس سيأتي 3/199.
قوله: "بحَرَمك"، قال السندي: بفتحتين، أي: بتحريمك.
وقوله: "ولا يختلى خَلاها" الخلا: النبات الرقيق ما دام رطباً، يقال: خلى الخلا يَخْليه واختلاه: إذا جزَّه.
وقوله: "إلا لمنشدٍ"، قال: أي: لا يجوز الأخذ إلا لمنشد، أي: مُعرف يريد التعريف.
(12 لفظة "والناس" ليست في (ظ9) و (ظ14) ، وهي ثابتة في باقي أصولنا الخطية، وفي (م) : والناس أجمعين.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف.(5/90)
2922 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنِي شَهْرٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نُهِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَصْنَافِ النِّسَاءِ إِلَّا مَا كَانَتْ مِنَ المُؤْمِنَاتِ الْمُهَاجِرَاتِ، قَالَ: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} [الأحزاب: 52] ، فَأَحَلَّ (1) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فَتَيَاتِكُمِ الْمُؤْمِنَاتِ {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} [الأحزاب: 50] ، وَحَرَّمَ كُلَّ ذَاتِ دِينٍ غَيْرَ دِينِ الْإِسْلامِ، قَالَ: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ} [المائدة: 5] ، وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} [الأحزاب: 50]- إِلَى قَوْلِهِ - {خَالِصَةً لَكَ مِنْ
__________
= وأخرجه الدارمي (2864) ، والطبراني (13011) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1357من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3037) من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس، وإسناده قوي.
وله شاهد عن علي سلف برقم (615) ، وعن سعد بن أبي وقاص وأبي بكرة سلف أيضاً برقم (1454) .
وعن عبد الله بن عمرو وجابر وعمرو بن خارجة وأبي ذر وأبي أمامة ستأتي في "المسند" على التوالي 2/171، 3/332، 4/186، 5/166،5/267، وبعضها مخرج في "الصحيحين".
وعن أنس بن مالك عند أبي داود (5115) وسنده قوي.
والصرف: التوبة، لأنه صرف للنفس إلى البِرِّ عن الفجور، والعدل: الفدية من المعادلة. "الفائق" 2/94.
(1) المثبت من (ظ 9) و (ظ 14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: وأحل.(5/91)
دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50] ، وَحَرَّمَ سِوَى ذَلِكَ مِنْ أَصْنَافِ النِّسَاءِ " (1)
2923 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهَا: سَوْدَةُ، وَكَانَتْ مُصْبِيَةً، كَانَ لَهَا خَمْسَةُ صِبْيَةٍ أَوْ سِتَّةٌ، مِنْ بَعْلٍ لَهَا مَاتَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَمْنَعُكِ مِنِّي؟ " قَالَتْ: وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا يَمْنَعُنِي مِنْكَ أَنْ لَا تَكُونَ أَحَبَّ الْبَرِيَّةِ إِلَيَّ، وَلَكِنِّي أُكْرِمُكَ أَنْ يَضْغُوَ هَؤُلاءِ الصِّبْيَةَ عِنْدَ رَأْسِكَ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً. قَالَ: " فَهَلْ مَنَعَكِ مِنِّي شَيْءٌ غَيْرُ ذَلِكَ؟ " قَالَتْ: لَا وَاللهِ. قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُكِ اللهُ، إِنَّ خَيْرَ نِسَاءٍ رَكِبْنَ أَعْجَازَ الْإِبِلِ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرٍ، وَأَرْعَاهُ عَلَى بَعْلٍ بِذَاتِ يَدٍ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف.
وأخرجه الترمذي (3215) من طريق روح بن عبادة، والطبراني (13013) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن! وفي رواية الطبراني زيادة في آخره.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 6/636 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه.
(2) حسن لغيره دون ذِكْر اسم المرأة التي خطبها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهر بن حوشب- على ضعف فيه- حديثه حسن في الشواهد، وحَسن إسنادَه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/512، وقال في "تغليق التعليق" 4/483: حديث حسن.
وأخرجه أبو يعلى (2686) عن منصور بن أبي حاتم، والطبراني (13014) من=(5/92)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.
وأخرجه باختصار القصة قاسم بن ثابت في "الدلائل" كما في "التغليق" 4/483من طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خير من ركب الإبل ... " الحديث.
وله شاهد من حديث أبي هريرة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطب أم هانىء بنت أبي طالب،
فقالت: يا رسولَ الله، إني قد كَبِرْتُ ولي عيال، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خيرُ نساءٍ رَكِبْنَ نساءُ قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يد". أخرجه أحمد 2/262، ومسلم (2527) (201) ، وصححه ابن حبان (6268) ، وهو عند البخاري (5082) و (5365) بالمرفوع منه فقط، وهذا هو الصواب: أن المرأة صاحبة القصة هي أم هانئ بنت أبي طالب.
وروي نحو حديث أبي هريرة عن أم هانئ نفسها في "المعجم الكبير" للطبراني 24/ (1067) من طريق الشعبي عن أم هانئ، وسنده حسن.
ولقوله: "خير نساء ركبن الإبل ... الخ " فقط شاهد ثالث من حديث معاوية بن أبي سفيان عند أحمد 4/101، والطبراني 19/ (792) ، وصحيح الحافظ إسناده في "التغليق" 4/482.
وسودة هذه: غير سودة بنت زمعة أم المؤمنين، لم يُعرف نسبها، وقد ترجمها الحافظ في "الإصابة" 7/722 باسم: سودة القرشية، وأشار إلى هذا الحديث.
قوله: "وكانت مُصبية"، قال السندي: بضم الميم، أي: ذات صبيان، من أصْبَت المرأة، و"صِبْية" بكسر الصاد، كغِلمة وقد تُضم: جمع صبي. وقولها: "أن يَضْغُوَ"، من ضَغا- بضاد وعين معجمتين-: إذا صاح.
وقوله: "صالح نساءِ قريش "، قال: إفراد الصالح وتذكيره، إما لمراعاة لفظ المبتدأ، أعني: "خير نساءٍ"، أولتأويله بمن صَلُح من نساءِ قريش، وفيه احتراز عن غير المؤمنة.
وقوله: "أحناه على ولد في صغر" أي: أعطفه، قال النووي في "شرح مسلم" 16/80: والحانية على ولدها: التي تقوم عليهم بعد يُتمهم، فلا تتزوج، فإن تزوجت فليست بحانية.=(5/93)
2924 - وقَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا لَهُ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَدِّثْنِي مَا الْإِسْلامُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِسْلامُ أَنْ تُسْلِمَ وَجْهَكَ لِلَّهِ، وَتَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ؟ قَالَ: " إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ، فَقَدْ أَسْلَمْتَ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَحَدِّثْنِي مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَالْمَلائِكَةِ، وَالْكِتَابِ، وَالنَّبِيِّينَ، وَتُؤْمِنَ بِالْمَوْتِ، وَبِالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَتُؤْمِنَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْحِسَابِ، وَالْمِيزَانِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ "، قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ؟ قَالَ: " إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَدِّثْنِي مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَرَهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَحَدِّثْنِي مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُبْحَانَ اللهِ فِي خَمْسٍ مِنَ الغَيْبِ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا هُوَ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِمَعَالِمَ لَهَا دُونَ ذَلِكَ "، قَالَ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَحَدِّثْنِي. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتَ الْأَمَةَ وَلَدَتْ رَبَّتَهَا أَوْ رَبَّهَا، وَرَأَيْتَ أَصْحَابَ الشَّاءِ تَطَاوَلُوا بِالْبُنْيَانِ، وَرَأَيْتَ الْحُفَاةَ الْجِيَاعَ الْعَالَةَ كَانُوا رُؤوسَ النَّاسِ، فَذَلِكَ مِنْ مَعَالِمِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ أَصْحَابُ الشَّاءِ وَالْحُفَاةُ الْجِيَاعُ الْعَالَةُ؟ قَالَ: " الْعَرَبُ "
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَحَدِّثْنِي مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَالْمَلائِكَةِ، وَالْكِتَابِ، وَالنَّبِيِّينَ، وَتُؤْمِنَ بِالْمَوْتِ، وَبِالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَتُؤْمِنَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْحِسَابِ، وَالْمِيزَانِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ "، قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ؟ قَالَ: " إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتَ "
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَدِّثْنِي مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَرَهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ "
__________
=وقال ابن الأثير: إنما وُخِّد الضمير ذهاباً إلى المعنى، تقديره: أحنى مَن وُجد أو خُلق أو مَنْ هناك، ومثله قوله: أحسن الناس وجها، وأحسنه خُلقاً، يريد أحسنهم خَلقا، وهو كثير في العربية ومن أفصح الكلام.
وقوله: "بذات يد"، قال السندي: أريدَ به المالُ المصاحب لليد.
وقال النووي: فيه فضلُ الحُنُوً على الأولاد، والشفقةِ عليهم، وحسنِ تربيتهم، والقيامِ عليهم إذا كانوا يتامى ونحو ذلك، ومراعاةِ حق الزوج في ماله بحفظه، والأمانةِ فيه، وحسن تدبيره في النفقة وغيرها.(5/94)
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَحَدِّثْنِي مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُبْحَانَ اللهِ فِي خَمْسٍ مِنَ الغَيْبِ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلا هُوَ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} [لقمان: 34] وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ وَلَكِنِ إنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِمَعَالِمَ لَهَا دُونَ ذَلِكَ "، قَالَ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَحَدِّثْنِي. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتَ الْأَمَةَ وَلَدَتْ رَبَّتَهَا أَوْ رَبَّهَا، وَرَأَيْتَ أَصْحَابَ الشَّاءِ تَطَاوَلُوا بِالْبُنْيَانِ، وَرَأَيْتَ الْحُفَاةَ الْجِيَاعَ الْعَالَةَ كَانُوا رُؤوسَ النَّاسِ، فَذَلِكَ مِنْ مَعَالِمِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ أصْحَابُ الشَّاءِ وَالْحُفَاةُ الْجِيَاعُ الْعَالَةُ؟ قَالَ: " الْعَرَبُ " (1)
__________
(1) حديث حسن، وإسناده كسابقه.
وقد أورد هـ ابن كثير في "تفسيره" 6/357 وقال: حديث غريب، ولم يخرجوه، يعني أصحاب الكتب الستة.
وأخرجه البزار (24- كشف الأستار) عن أحمد بن المعلى الأدمي، حدثنا جابر بن إسحاق، حدثنا سلام أبو المنذر، عن عاصم- وهو ابن أبي النجود-، عن أبي ظبيان - وهو حصين بن جندب-، عن ابن عباس. وهذا سند حسن، وزاد في جوابه عن الإِسلام: "وإقامِ الصلاةِ، وإيتاء الزكاة، وصومِ رمضان، وحج البيت".
وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب عند مسلم (8) ، وتقدم في مسنده برقم (184) .
وعن أبي هريرة عند البخاري (50) ، ومسلم (9) ، وابن حبان (159) .
وعن أنس بن مالك عند البزار (22) ، وإسناده ضعيف.
قوله: "أن تُسلِم"، قال السندي: من أسلم، أي: تجعل نفسك منقادة لأمره، فأريد=(5/95)
2925 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَتَفَاءَلُ وَلا يَتَطَيَّرُ، وَيُعْجِبُهُ كُلُّ اسْمٍ حَسَنٍ " (1)
2926 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] قَالَ: " الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ " (2)
2927 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ - أَوْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ - وَهُمْ جُلُوسٌ، فَقَالَ: " أَلا أُحَدِّثُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلًا؟ " قَالَ: قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِرَأْسِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَمُوتَ
__________
=بالإسلام: الانقيادُ، وبالوجه: النَّفْس. "في خمس"، أي: هي في جملة خمس.
"بمعالمَ"، أي: بعلامات. "لها"، أي: للساعة. "دون ذلك"، أي: قُدَام وجودها، والله تعالى أعلم.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سليم-. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وأبو معاوية شيبان: هو ابن عبد الرحمن، وعبد الملك: هو ابن سعيد بن جبير. وانظر (2328) .
(2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سماك- وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث وانظر (2463) .(5/96)
أَوْ يُقْتَلَ " ثُمَّ قَالَ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟ " قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " امْرُؤٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ يُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَعْتَزِلُ شُرُورَ النَّاسِ " ثُمَّ قَالَ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ مَنْزِلًا؟ " قَالَ: قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " الَّذِي يُسْأَلُ بِاللهِ، وَلا يُعْطِي بِهِ " (1)
2928 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ جُلُوسٌ، فَقَالَ: " أَلا أُحَدِّثُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً " فَذَكَرَهُ (3)
2929 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي الْمَرْأَةَ وَالْمَمْلُوكَ مِنَ الغَنَائِمِ مَا يُصِيبُ الْجَيْشَ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب، وسعيد بن خالد: هو ابن عبد الله بن قارظ. وانظر (2116) .
(2) قوله: "عن عطاء بن يسار" لم يرد في (ظ 9) و (ظ 14) ، وهوثابت في (م) وباقي الأصول الخطية و"أطراف المسند" 1/ورقة 119.
(3) إسناده صحيح. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المروذي. وانظر ما قبله.
(4) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، القاسم بن عباس لم يدرك ابن عباس وهو يروي عن أصحابه، وسلف برقم (2235) بإسناد صحيح عن يزيد بن هرمز، قال: كتب نجدة بن عامر إلى ابن عباس يسأله عن أشياء ... وفمه أنه سأله عن المرأة والعبد، هل كان لهما سهم معلوم إذا حضروا البأس؟ فأجابه ابن عباس: أنه لم يكن لهم=(5/97)
2930 - حَدَّثَنَاهُ حُسَيْنٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يُعْطِي الْعَبْدَ وَالْمَرْأَةَ مِنَ الغَنَائِمِ " (1)
2931 - حَدَّثَنَاهُ يَزِيدُ (2) ، قَالَ: عَمَّنْ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَقَالَ: " دُونَ مَا يُصِيبُ الْجَيْشَ " (3)
2932 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ دَخَلَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يَعُودُهُ مِنْ وَجَعٍ، وَعَلَيْهِ بُرْدٌ إِسْتَبْرَقٌ، فَقال (4) : يَا أَبَا عَبَّاسٍ، مَا هَذَا الثَّوْبُ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ:
__________
= سهم معلوم، إلا أن يحذيا (أي: يعطيا) من غنائم المسلمين.
وقوله: "ما يصيب الجيش" خطأ، والصواب: "دون ما يصيب الجيش" كما سيأتي قريباً برقم (2931) ، وهو الموافق لحديث يزيد بن هرمز عن ابن عباس السالف برقم (2235) .
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الراوي عن ابن عباس، وقد سُمي في الإسناد السابق بالقاسم بن عباس، والقاسم هذا لم يدرك عبد الله بن عباس.
حسين: هو ابن محمد بن بَهرام المروذي.
(2) يعني: عن ابن أبي ذئب، ويزيد: هو ابن هارون.
(3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف كسابقه 0
قوله: "دون ما يصيب الجيش"، قال السندي: هذا هو الموافق للثابت، فعليه الاعتماد.
(4) المثبت من (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: فقلت. والقائل: هو المسور بن مخرَمة.(5/98)
هَذَا الْإِسْتَبْرَقُ قَالَ: وَاللهِ مَا عَلِمْتُ بِهِ " وَمَا أَظُنُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ هَذَا حِينَ نَهَى عَنْهُ، إِلا لِلتَّجَبُّرِ وَالتَّكَبُّرِ "، وَلَسْنَا بِحَمْدِ اللهِ كَذَلِكَ. قَالَ: فَمَا هَذِهِ التَّصَاوِيرُ فِي الْكَانُونِ؟ قَالَ: " أَلا تَرَى قَدْ أَحْرَقْنَاهَا بِالنَّارِ؟ فَلَمَّا خَرَجَ الْمِسْوَرُ، قَالَ: انْزَعُوا هَذَا الثَّوْبَ عَنِّي، وَاقْطَعُوا رُءُوسَ هَذِهِ التَّمَاثِيلِ. قَالُوا: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، لَوْ ذَهَبْتَ بِهَا إِلَى السُّوقِ، كَانَ أَنْفَقَ لَهَا مَعَ الرَّأْسِ؟ قَالَ: لَا. فَأَمَرَ بِقَطْعِ رُءُوسِهَا (1)
2933 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنَّ مَوْلاكَ إِذَا سَجَدَ، وَضَعَ جَبْهَتَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَصَدْرَهُ بِالْأَرْضِ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: التَّوَاضُعُ. قَالَ: هَكَذَا رِبْضَةُ الْكَلْبِ، رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا سَجَدَ، رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، شعبة- وهو ابن دينار مولى ابن عباس- سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2730) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2900) ، والطبراني (12218) من طريق علي بن الجعد، عن ابن أبي ذئب، به. وسيأتي برقم (3307) .
قوله: "بُرد إستبرق"، قال السندي: يحتمل الإضافة والتوصيف.
وقوله: "ولسنا بحمد الله كذلك"، قال: الظاهر أنه أراد أنه لا يشملنا النهي لانتفاء معناه، أي: علته فينا، لكن العبرة في النصوص للمنطوق لا لمعناه عند أهل العلم، فكأنه زعم أولاً أن العبرة لمعنى النص، فقال ما قال، ثم غلب عنده أن العبرة للمنطوق، فرجع إلى موافقة النص، والله تعالى أعلم.
(2) إسناده ضعيف كسابقه، والمرفوع منه صحيح لغيره، قد سلف برقم (2073) .(5/99)
2934 - وَحَدَّثَنَاهُ حُسَيْنٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
2935 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَبْعَثُهُ مَعَ أَهْلِهِ إِلَى مِنًى يَوْمَ النَّحْرِ، لِيَرْمُوا الْجَمْرَةَ مَعَ الْفَجْرِ " (2)
2936 - حَدَّثَنَاهُ حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بَعَثَ بِهِ مَعَ أَهْلِهِ إِلَى مِنًى يَوْمَ النَّحْرِ، فَرَمَوْا الْجَمْرَةَ مَعَ الْفَجْرِ " (3)
2937 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَطِئَ أَمَتَهُ، فَوَلَدَتْ لَهُ، فَهِيَ مُعْتَقَةٌ عَنْ دُبُرٍ " (4)
__________
=قوله: "هكذا ربضة الكلب"، قال السندي: بفتح فسكون أي: لصوقه بالأرض، يقال: ربض في المكان: إذا لصق به وأقام مُلازماً له.
(1) هو مكرر ما قبله. حسين: هو ابن محمد المروذي.
(2) إسناده ضعيف لضعف شعبة مولى ابن عباس، وهو مخالف لما صح من طرق عن ابن عباس سلفت برقم (2082) و (2459) و (2507) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرهم أن لا يرموا الجمرةَ حتى تطلع الشمس.
وهذا الحديث أخرجه الطيالسي (2729) ، والطحاوي 2/215، والطبراني (12220) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1340 من طرق عن ابن ابي ذئب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2936) و (3304) .
(3) إسناده ضعيف كسابقه.
(4) حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك- هو ابن عبد الله النخعي-، وحسين- وهو=(5/100)
2938 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ، يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا " (1)
2939 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَأْتِيهِ الْجَارِيَةُ بِالْكَتِفِ مِنَ القِدْرِ، فَيَأْكُلُ مِنْهَا، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلاةِ فَيُصَلِّي، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (2)
2940 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (3)
2941 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ: أَنَّ نَجْدَةَ الْحَرُورِيَّ حِينَ خَرَجَ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يَسْأَلُهُ عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى: لِمَنْ تَرَاهُ؟ قَالَ: " هُوَ لَنَا، لِقُرْبَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَسَمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمْ "، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ عَرَضَ عَلَيْنَا مِنْهُ شَيْئًا،
__________
= ابن عبد الله بن عبيد الله بن عباس- كلاهما ضعيف. وانظر (2759) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (2320) .
(2) حديث صحيح. حسين بن علي: هو ابن الوليد الجعفي، وزائدة: هو ابن دامة الثقفي. وانظر (2406) .
(3) صحيح لغيره. وانظر (2426) .(5/101)
رَأَيْنَاهُ دُونَ حَقِّنَا، فَرَدَدْنَاهُ عَلَيْهِ، وَأَبَيْنَا أَنْ نَقْبَلَهُ، وَكَانَ الَّذِي عَرَضَ عَلَيْهِمْ: أَنْ يُعِينَ نَاكِحَهُمْ، وَأَنْ يَقْضِيَ عَنْ غَارِمِهِمْ، وَأَنْ يُعْطِيَ فَقِيرَهُمْ، وَأَبَى أَنْ يَزِيدَهُمْ عَلَى ذَلِكَ (1)
2942 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَسْدِلُ شَعْرَهُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يُسْدِلُونَ رُءُوسَهُمْ، (2) وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن هرمز، فمن رجال مسلم. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه النسائي 7/128-129، وأبو يعلى (2739) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2982) ، والطبراني (10829) ، والبيهقي 6/344-345 من طرق عن يونس بن يزيد، به.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (853) من طريق عقيل بن خالد، والطحاوي 3/235 من طريق مالك، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه النسائي 7/129، والبيهقي 6/345من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري ومحمد بن علي، عن يزيد بن هرمز، به. وانظر (2235) و (3299) .
(2) قوله: "وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم" أثبتناه من (ظ9) و (ظ14) وقد سقط من (م) وباقي الأصول الخطية.(5/102)
يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهِ، فَفَرَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ " (1)
2943 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا وَقَدْ أَخْطَأَ، أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ، لَيْسَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا " (2)
2944 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَدَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ: أَنَّ رَجُلًا نَادَى ابْنَ عَبَّاسٍ، وَالنَّاسُ حَوْلَهُ، فَقَالَ: أَسُنَّةً تَبْتَغُونَ بِهَذَا النَّبِيذِ؟ أَمْ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّبَنِ وَالْعَسَلِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبَّاسًا، فَقَالَ: " اسْقُونَا " فَقَالَ: إِنَّ هَذَا النَّبِيذَ شَرَابٌ قَدْ مُغِثَ وَمُرِثَ، أَفَلا نَسْقِيكَ لَبَنًا أَوْ عَسَلًا؟ قَالَ: " اسْقُونَا مِمَّا تَسْقُونَ مِنْهُ النَّاسَ " فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ (3) مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، بِسِقَاءَيْنِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود.
وأخرجه أبو يعلى (2554) ، وابن حبان (5485) ، وأبو عوانة في الماقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 60، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/321 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وانظر (2209) .
(2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان، ولين يوسف بن مهران.
روح: هو ابن عبادة القيسي. وانظر (2294) .
(3) في (م) و (س) و (ص) : أصحاب، ولفظة "والأنصار" بعده لم ترد في (ظ 9) =(5/103)
فِيهِمَا النَّبِيذُ، فَلَمَّا شَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَجِلَ قَبْلَ أَنْ يَرْوَى، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا فَاصْنَعُوا ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَرِضَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَسِيلَ شِعَابُهَا لَبَنًا وَعَسَلًا (1) .
2945 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسْمَعُونَ، وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ " (2) .
__________
=و (ظ 14) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، حسين بن عبد الله بن عبيد الله ضعيف، ومتابعُه داود بن علي بن عبد الله بن عباس صدوق، وكلاهما لم يدرك ابن عباس، فهو منقطع. وسيأتي برقم (3114) .
وللحديث طرق أخرى يصح بها، انظر ما سلف برقم (2207) ، وما سيأتي برقم (3528) .
وقوله: "أسُنَّةً"، قال السندي: بالنصب. "تبتغون "، أي: تطلبون العمل بها. "بهذا النبيذ"، أي: نبيذ السقاية، يريد أن بني عمكم يسقون الناسَ اللبن والعسل، وأنتم تسقون النبيذ، فهل هو لسنة، أم لأجل أن هذا أسهل وأقل مُؤنةً من ذلك؟ وأنتم لبخل أو فقر ما تتحملون ما هو أكثرُ مؤنة، فاخترتم النبيذَ.
وقوله: "قد مُغِثَ ومُرِثَ "، قال: هما على بناء المفعول، والأول: بميم وغين معجمة ومثلثة، والثاني: بميمِ وراء ومثلثة، ومعناهما: الدلْك بالأصابع، والمراد: أنه تناولته الأيدي وخالطته، فتوسخ بأيديهم وفَسَد.
(2) إسناده صحيح، عبد الله بن عبد الله: هو أبو جعفر الرازي قاضي الري، وثقه أحمد والعجلي ويعقوب بن سفيان وغيرهم، وقال النسائي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش، فمن رجال=(5/104)
2946 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بْنُ عُمَرَ، أَنَّ عَطَاءً، أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، دَعَا الْفَضْلَ يَوْمَ عَرَفَةَ إِلَى طَعَامٍ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " لَا تَصُمْ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُرِّبَ إِلَيْهِ حِلابٌ، فَشَرِبَ مِنْهُ هَذَا الْيَوْمَ، وَإِنَّ النَّاسَ يَسْتَنُّونَ بِكُمْ " (1)
__________
=البخاري، وقد توبع.
وأخرجه أبو داود (3659) ، وابن حبان (62) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (92) ، والحاكم 1/95، وإلبيهقي في "الدلائل" 6/539، وفي "السنن" 10/250، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (-70) من طرق عن الأعمش، بهذا الإِسناد.
وفي الباب عن ثابت بن قيس أخرجه البزار (146) ، والرامهرمزي (91) ، والطبراني (1321) ، والخطيب (69) واللفظ له: "تسمعون لسمع منكم ويُسمع من الذين يسمعون منكم، ثم يأتي من بعد ذلك قوم سِمانٌ يحبون السِّمَن، يشهدون قبل أن يُسألوا".
وقوله: "تسمعون ويُسمع منكم ": هو خبر يعني به الأمر، أي: لتسمعوا مني الحديثَ وتُبلغوه عني، ولْيَسْمَعْهُ مَن بعدي منكم، وهكذا أداءً للأمانة، وإبلاغاً للرسالة، وقال السندي: كأن المرادَ الإخبارُ بشُيُوع العلم في القرون الثلاثة.
(1) حديث صحيح، زكريا بن عمر روى عنه غير واحد، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وانظر "تعجيل المنفعة" ص138، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن عطاء- وهو ابن أبي رباح- لم يحضر القصة يقيناً، فإنه لم يدرك الفضل بن عباس، فإن يكن سمعه من عبد الله بن عباس فهو متصل، وإلا فهو منقطع.
وسيأتي برقم (3239) من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: دعا أخاه عبيد الله يوم عرفة ... ففي هذا السند إسقاط زكريا بن عمر، وأن المدعو هو عبيدُ الله بن عباس، وعطاء أدرك عبيدَ الله.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 3/420، وأبو يعلى (2744) من طريق روح، بهذا=(5/105)
2947 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " وَاللهِ مَا صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا كَامِلًا قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ، وَكَانَ إِذَا صَامَ، صَامَ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: لَا وَاللهِ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ إِذَا أَفْطَرَ، حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: وَاللهِ لَا يَصُومُ " (1)
2948 - عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ يَعْنِي ابْنَ ذَكْوَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " نَهَى أَنْ يُمْشَى فِي خُفٍّ وَاحِدٍ،
__________
=الإسناد. ورواية البخاري مختصرة بلفظ: أن عبد الله بن عباس قال للفضل: شرب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعرفة. وسيأتي برقم (3476) و (3477) ، وانظر ما سلف برقم (1870) .
وفي الباب عن أم الفضل عند البخاري (1658) ، ومسلم (1123) (11) ، واللفظ للبخاري: شك الناسُ يوم عرفة في صوم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعثتُ إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشراب فشربه.
وسيأتي بنحوه في مسندها 6/340.
وعن ميمونة عند البخاري (1989) : إن الناس شَكُوا في صيام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومَ عرفة، فأرسلتُ إليه بحِلاب وهو واقف في الموقف، فشرب منه، والناس ينظرون.
وعن حفص بن غياث، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس عند الطبراني 18/ (694) قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشرب من شنِّ يوم عرفة. قال
الهيثمي في "المجمع" 3/189: رجاله رجال الصحيح.
والحِلاب- بكسر الحاء-: الِإناء الذي يحلب فيه اللبن.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن حماد: هو ابن أبي زياد الشيباني مولاهم البصري خَتَن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية. وانظر (1998) .(5/106)
أَوْ نَعْلٍ وَاحِدَةٍ " (1) " وَفِي الْحَدِيثِ كَلامٌ كَثِيرٌ غَيْرُ هَذَا، فَلَمْ يُحَدِّثْنَا بِهِ، ضَرَبَ عَلَيْهِ فِي
__________
(1) إسناده ضعيف جداً، الحسن بن ذكوان (وجاء في عامة النسخ عدا (ظ9) : الحسين، وهو خطأ) ضعفه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، وابن المديني، وقال ابن عدي في ترجمة عمرو بن خالد: وهذه الأحاديث التي يرويها الحسنُ بنُ ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت نفسه بينهما عمرو بن خالد، فلا يُسميه لضعفه.
وقال أبو بكر بن الأثرم فيما نقله عنه العقيلي في "الضعفاء" 1/223؟ قلتُ لأبي عبد الله في الحسن بن ذكوان: ما تقولُ فيه؟ فقال: أحاديثُه أباطيل يروي عن حبيب بنِ أبي ثابت ولم يسمع من حبيب، إنما هذه أحاديث عمرو بن خالد الواسطي. قلنا: وعمرو بن خالد الواسطي كذبه وكيع، وأحمد، وابن معين، وأبو زرعة، وأبو د اود، وغير واحد، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهب الحديث، لا يُشتغل به.
وقولُ عبد الله: في الحديث كلام كثير غير هذا فلم يحدثنا به، ضرب عليه في كتابه؟ قلنا: قد أخرجه بتمامه الطبراني في "الكبير" (12359) من طريق الحسن بن علي الحلواني، وابن عدي في "الكامل" 5/1777 من طريق عمر بن شبة، كلاهما عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد- ولفظه بتمامه: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يُمشى في نعل واحد، أو خف واحد، وأن ينام على طريق (ولفظ الطبراني: ويبيت في دارٍ وحده) وأن ينتفض في براز وحده حتى يتنحنح، أو يلقى عدواً له وحده إلا أن يضطر فيدفع عن نفسه.
ويغني عنه حديث أبي هريرة الذي سيأتي في "المسند" 2/245، ولفظه: "لا يمشي أحدكم في نعل واحدة، ليُحْفِهما أو ليُنْعِلْهما جميعا" وهو عند البخاري برقم (5855) ، ومسلم برقم (2097) (68) .
وحديث جابر، وسيأتي في "المسند" 3/293، مرفوعاً: "إذا انقطع شِسع أحدكم - أو من انقطع شِسع نعله- فلا يمشِ في نعل واحدة حتى يُصلح شِسعه، ولا يمشِ في خف واحدٍ، ولا يأكل بشماله، ولا يحتبِ بالثوب الواحد، ولا يلتحف الصَّمَّاءَ" وهو عند مسلم برقم (2099) (71) .(5/107)
كِتَابِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ تَرَكَ حَدِيثَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ لَا يُسَاوِي شَيْئًا " (1)
2949 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الْمُجَثَّمَةِ، وَعَنْ لَبَنِ الْجَلالَةِ، وَعَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ " (2)
2950 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَأَمَرَنِي أَنْ أُعْلِنَ التَّلْبِيَةَ " (3)
__________
(1) وقع في (م) بإثر هذا الحديث: "حدثنا عبدُ الصمد، حدثنا هشام، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يُمشى في خف واحد، ونعل واحدة. وفي الحديث كلامٌ كثير غيرُ هذا فلم يحدثنا به، ضرب عليه في كتابه، فظننتُه أنه ترك حديثه من أجل أنه روى عن عمرو بن خالد الذي يحدث عن زيد بن علي، وعمرو بن خالد لا يساوي شيئاً". وهذا سهو من النساخ، حيث إن الإسناد هو إسنادُ الحديث التالي برقم (2949) ، والمتن هو متن الحديث (2948) ، ولم يرد هذا السهو في أصولنا الخطية.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (1989) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار مختلف فيه، وأقل أحواله أن يكون حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. أبو حازم: هو سلمة بن دينار، وجعفر بن عباس: هو جعفر بن تمام بن عباس كما جاء مصرحا به عند البخاري=(5/108)
2951 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّمَا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الثَّوْبِ الْحَرِيرِ الْمُصْمَتِ "، فَأَمَّا الثَّوْبُ الَّذِي سَدَاهُ حَرِيرٌ لَيْسَ بِحَرِيرٍ مُصْمَتٍ، فَلا نَرَى بِهِ بَأْسًا " وَإِنَّمَا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُشْرَبَ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ " (1)
__________
=في "تاريخه"، ونُسب هنا إلى جده، روى عنه جمع، وقال أبو زرعة الرازي: مديني ثقة، وأورده ابن سعد في الطبقة الثالثة من تابعي أهل المدينة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/132، وأخطأ الحسيني فظنه غير جعفر بن تمام فقال فيه: مجهول، وتابعه على ذلك ابن حجر وابن العراقي، فقالا: لا يعرف.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/187من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث السائب بن خلاد عند أحمد 4/55 و56، وأبي داود (1814) ، والترمذي (829) ، والنسائي 5/162، وصححه ابن حبان (3802) مرفوعاً بلفظ: "أتاني جبريل، فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال" أو قال: "بالتلبية" يريد أحدهما، وهذا لفظ أبي داود، ولفظ الترمذي: "أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية"، ولفظ النسائي: "أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية".
قوله: "أن أعلن"، قال السندي: من الإعلان، أي: أجهر.
(1) حديث صحيح، خصيف- وهو ابن عبد الرحمن الجزري، وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (2857) ، وهو هناك مختصر.
وأخرجه الطبراني (12232) ، والبيهقي 3/270 من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه البيهقي النهيَ عن إناء الفضة، وتحرف فيه "ابن جريج " إلى: ابن جرير. وانظر (1879) .(5/109)
2952 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ حُصَيْنًا، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ " فَقُلْتُ: مَنْ هُمْ؟ فَقَالَ: " هُمِ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَلا يَعْتَافُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " (1)
2953 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ صَالِحًا، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ آخِذَةٌ بِحُجْزَةِ الرَّحْمَنِ، يَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا، وَيَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.
وأخرجه البخاري (6472) ، وابن منده في "الإيمان" (981) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (2448) .
وقوله: "لا يعتافون"، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/330: من العيافة بكسر العين، وهي زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها ومَمَرِّها، وهو من عادة العرب كثيرا، وهو كثير في أشعارهم، يقال: عافَ يَعِيف عيفاً: إذا زجر وحَدَس وظن.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح مولى التوأمة- وهو ابن نبهان- صدوق لا بأس به، وهو- وإن كان قد اختلط- قد رواه عنه زياد بن سعد، وهو ممن سمع منه قديماً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (538) ، والبزار (1883- كشف الأستار) ، والطبراني (10807) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وليس في رواية البزار جملة: "آخذة بحُجْزة الرحمن".
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/295و383 و406، والبخاري (5988) ،=(5/110)
2954 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، عَنْ عَمْروٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عُمَرٍ: عُمْرَةَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَعُمْرَةَ الْقَضَاءِ، وَالثَّالِثَةَ مِنَ الْجِعِرَّانَةِ، وَالرَّابِعَةَ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ " (1)
__________
=بلفظ: "إن الرحم شُجْنَةٌ من الرحمن، فقال الله: من وصلكِ وصلته، ومن قطعكِ قطعتُه".
وعن عبد الله بن عمرو عند أحمد 2/160 و189، والبخاري في "الأدب المفرد" (54) ، ولفظه: "الرحم شجنة من الرحمن من يصلها يصله، ومن يقطعها يقطعه، لها لسان طلق ذلق يوم القيامة".
وعن عائشة عند البخاري (5989) .
وعن سعيد بن زيد سلف في "المسند" برقم (1651) .
وعن عبد الرحمن بن عوف سلف أيضاً برقم (1680) .
قوله: "شجنة من الرحمن"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/447: أي: قَرابة مشتبكة كاشتباك العروق، شبهه بذلك مجازاً واتِّساعاً، وأصل الشجنة بكسر الشين وضمها: شُعبةٌ في غُصْن من غصون الشجرة.
وقوله: "آخذة بحجزة الرحمن"، قال ابن الأثير 1/44"3: أي: اعتصصت به والتجأت إليه مستجيرةً، ويدل عليه قولُه في الحديث: "هذا مقامُ العائذ بكَ من القطيعة"، وقيل: معناه أن اسم "الرحم" مشتق من اسم "الرحمن"، فكأنه متعلَق بالاسم آخذ بوسطه، كما جاء في الحديث الآخر: "الرحم شجنة من الرحمن"، وأصل الحُجْزة: موضع شد الإزار، ثم قيل للاِزار: حُجْزة للمجاورة، واحتَجَز الرجل بالإزار: إذا شذه على وسطه، فاستعاره للاعتصام والالتجاء، والتمسك بالشيء والتعلق به.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. داود: هو ابن عبد الرحمن العطار، وعمرو: هو ابن دينار. وانظر (2211) .(5/111)
2955 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَحُسَيْنٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ أَشْعَثَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى مُسْبِلٍ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بَهرام التميمي المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النَحْوي، وأشعث: هو ابن أبي الشعثاء المحاربي الكوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/388، والنسائي في "الكبرى" (9697) ، والطبراني (12413) من طرق عن شيبان بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/207-208، وفي "الكبرى" (9700) ، والطبراني (12414) من طرق عن أشعث بن أبي الشعثاء، به.
وفي الباب عن المغيرة بن شعبة عند أحمد 4/246، وصححه ابن حبان (5442) .
وعن أبي ذر عند أحمد 5/148، ومسلم (106) .
وعن أبي هريرة عند أحمد 2/318 بلفظ: "إن الله لا ينظر إلى المُسْبِلِ يوم القيامة" وسنده صحيح على شرط الشيخين.
وعنه أيضاً بلفظ: "لا ينظر الله إلى من يجر إزاره بطراً" عند أحمد 2/386، والبخاري (5788) ، ومسلم (2087) .
وبنحوه عن ابن عمر عند أحمد 2/9-10، والبخاري (5783) ، ومسلم (2085) .
وعن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/6، وصححه ابن حبان (5446) .
والمسبل الذي يُطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى، وإنما يفعل ذلك كبراً واختيالاً، قاله ابن الأثير.
وقوله: "إن الله لا ينظر"، قال السندي: أي: نظر رحمة، كناية عن الحقارة والهوان عنده تعالى.(5/112)
2956 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " اخْتَصَمَ رَجُلانِ، فَدَارَتِ الْيَمِينُ عَلَى أَحَدِهِمَا، فَحَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ، مَا لَهُ عَلَيْهِ حَقٌّ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: مُرْهُ فَلْيُعْطِهِ حَقَّهُ، فَإِنَّ الْحَقَّ قِبَلَهُ، وَهُوَ كَاذِبٌ، وَكَفَّارَةُ يَمِينِهِ: مَعْرِفَتُهُ بِاللهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ، أَوْ: شَهَادَتُهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ " (1)
2957 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَّ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، ثُمَّ قَالَ: " أَتَدْرُونَ لِمَ خَطَطْتُ هَذِهِ الْخُطُوطَ؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " أَفْضَلُ نِسَاءِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ ابْنَةُ مُزَاحِمٍ " (2)
2958 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ جُلُوسٌ فِي مَجْلِسٍ لَهُمْ، فَقَالَ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ
__________
(1) إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله- سيىء الحفظ، وعطاء بن السائب قد اختلط. وانظر ما تقدم برقم (2280) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث" بن سعيد، وداود: هو ابن أبي الفرات الكندي المروزي. وانظر (2668) .(5/113)
اللهِ. قَالَ: " رَجُلٌ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَمُوتَ، أَوْ يُقْتَلَ، أَفَأُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: " رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ يُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَعْتَزِلُ شُرُورَ النَّاسِ، أَفَأُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ مَنْزِلًا؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " الَّذِي يُسْأَلُ بِاللهِ، وَلا يُعْطِي بِهِ " (1)
2959 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَهْدَتْ أُمُّ حُفَيْدٍ خَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا " فَأَكَلَ مِنَ السَّمْنِ وَمِنَ الأَقِطِ، وَتَرَكَ الْأَضُبَّ تَقَذُّرًا " قَالَ: وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُؤْكَلْ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
2960 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
__________
(1) إسناده صحيح، سعيد بن خالد: هو ابن عبد الله بن قارظ الكناني المدني، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وثقه النسائي في "الجرح والتعديل"، وقال الدارقطني: مدني يُحتج به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ونقل بعضهم عن النسائي أنه ضعفه، واستنكر ذلك العلامة مغلطاي، وقال: إنه بحث في تصانيف النسائي، فلم يجد فيها القول بتضعيفه، وإسماعيل بن عبد الرحمن: هو ابن ذؤيب الأسدي، حديثه عند النسائي، وهو ثقة، وثقه أبو زرعة وابن سعد والدارقطني، وعثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي.
وأخرجه عبد بن حميد (668) عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وانظر (2116) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. وانظر (2299) .(5/114)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ خَاتَمًا، فَلَبِسَهُ، ثُمَّ قَالَ: " شَغَلَنِي هَذَا عَنْكُمْ مُنْذُ الْيَوْمِ، إِلَيْهِ نَظْرَةٌ، وَإِلَيْكُمْ نَظْرَةٌ " ثُمَّ رَمَى بِهِ (1)
2961 - حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ بَرَكَةَ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَ عَلَيْهِمِ الشُّحُومُ، فَبَاعُوهَا، فَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا، وَإِنَّ اللهَ إِذَا حَرَّمَ عَلَى قَوْمٍ شَيْئًا، حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ " (2)
2962 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُعْضَدْ عُضَاهَا، وَلا يُنَفَّرْ صَيْدُهَا، وَلا تَحِلُّ لُقْطَتُهَا إِلا لِمُنْشِدٍ، وَلا يُخْتَلَى خَلاهَا " فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِلا الْإِذْخَرِ. قَالَ: " إِلا الْإِذْخَرِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، وسليمان الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني.
وأخرجه النسائي 8/194-195، وابن حبان (5493) ، والطبراني (12408) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص131 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
قال السندي: لعل هذا الخاتم هو الخاتم الذي اتخذه من ذهبٍ، ولعله وَقَع نَظَرُه عليه اتفاقاً، فكرهه وقال ما قال، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.
(2) حديث صحيح، محبوب بن الحسن: هو محمد بن الحسن بن هلال بن أبي زينب ومحبوب لقبه، قال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له البخاري حديثا واحداً مقروناً بغيره، وضعفه النسائي، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقد توبع، ومن فوقه ثقات. خالد: هو ابن مهران الحذاء. وانظر (2221) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة،=(5/115)
2963 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَقِتْ فِي الْخَمْرِ حَدًّا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: شَرِبَ رَجُلٌ فَسَكِرَ، فَلُقِيَ يَمِيلُ فِي فَجٍّ، فَانْطُلِقَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَلَمَّا حَاذَى بِدَارِ عَبَّاسٍ، انْفَلَتَ، فَدَخَلَ عَلَى عَبَّاسٍ، فَالْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَحِكَ، وَقَالَ: " قَدْ فَعَلَهَا؟ " ثُمَّ لَمْ يَأْمُرْهُمْ فِيهِ بِشَيْءٍ (2)
__________
=فمن رجال البخاري. زكريا: هو ابن إسحاق المكي.
وأخرجه الطبراني (11633) ، والبيهقي 6/199من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 5/211، والطبراني (11634) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وانظر (2279) .
العِضاه: كل شجر عظيم له شوك.
(1) من قوله في الحديث السابق: "قال: لا يعضد" إلى هنا، سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) ، ومن هاتين النسختين أثبتناه، وهو الصواب الموافق لما في "أطراف المسند" 1/ورقة 122 و123.
(2) إسناده ضعيف، محمد بن علي بن يزيد بن ركانة لم يرو عنه غير اثنين، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عِداد المجهولين، وفي متن حديثه مخالفة للأحاديث الصحيحة التي فيها أن حد شارب الخمر كان على زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين، وكذلك كان في عهد أبي بكر، فلما كانت خلافة عمر جلد ثمانين.
فقد أخرج أحمد (624) ، ومسلم (1707) وغيرهما، عن حضين أبي ساسان الرقاشي: أنه قَدِم ناس من أهلِ الكوفة على عثمان، فأخبروه بما كان من أمر الوليد - أي: بشربه الخمر- فكلمه عليّ في ذلك، فقال: دونَكَ ابن عمك، فأقِم عليه الحد.=(5/116)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فقال: يا حسنُ، قم فاجلِدْهُ. قال: ما أنتَ مِنْ هذا في شيء، وَلِّ هذا غيرَك. قال: بل ضعفت ووهنت وعجزت، قم يا عبدَ الله بنَ جعفر، فجعل عبدُ الله يَضْرِبُه، ويعُد علي، حتى بلغ أربعين، ثم قال: أمسِكْ- أو قال: كُفّ- جَلَد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين وأبو بكرٍ أربعينَ، وكملها عمرُ ثمانين، وكل سُنة.
قال البغوي في "شرح السنة" 10/334: وفي قول علي عند الأربعين: حسبك- أو أمسك-، دليل على أن أصل الحد في الخمر إنما هو أربعون، وما وراءَها تعزير، ولو كان حداً، ما كان لأحد فيه الخيار.
وأخرج مسلم (1706) (35) ، والنسائي في "الكبرى" (5276) ، وأبو يعلى (3053) وغيرهم، وصححه ابن حبان (4450) عن أنس بن مالك قال: أتى رجل رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد شرب الخمرَ، فأمر به فضُرب بنعلين أربعين، ثم أتي أبو بكر برجل قد شرب الخَمْر فصنع به مثل ذلك، ثم أتى عمر برجل قد شرب الخمر، فاستشار الناسَ في ذلك، فقال عبد الرحمن بن عوف: أقل الحدود ثمانين، فضربه عمرُ ثمانين. وهذا لفظ أبي يعلى.
قال البغوي 10/333: ذهب قوم إلى أن حد الخمر أربعون جلدة، وبه قال الشافعي، وما زاد عمر على الأربعين كان تعزيراً، وللإمام أن يزيد في العقوبة إذا أدى إليه اجتهاده، وذهب جماعة إلى أن حد الخمر ثمانون، وهو قول مالك وأصحاب الرأي.
وحديث ابن عباس أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 26/159 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4476) ، والطبراني (11597) ، والمزي 26/159 من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به. قال أبو داود: هذا مما تفرد به أهل المدينة.
يقت: أثبتناها بالقاف من (ظ14) ونسخة أحمد شاكر، وأهمل تنقيطها في (م) ، وفي أصولنا الخطية غير (ظ14) : "يفت" بالفاء، قال السندي: بالفاء من الإفتاء، هكذا ضبطوه في نسخ "المسند"، ونصب "حداً" على هذا بنزع الخافض، والأقرب أنه بالقاف: من الوقت، كما في نسخ أبي داود، من وَقَتَ بالتخفيف يَقِتُ، فهو موقوت، أي:=(5/117)
2964 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ: فَأَمَّا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يُصَلُّونَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] " (1)
2965 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِيهِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " سَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ أَنْ يَرَاهُ فِي صُورَتِهِ، فَقَالَ: ادْعُ رَبَّكَ ". قَالَ: " فَدَعَا رَبَّهُ "، قَالَ: فَطَلَعَ عَلَيْهِ سَوَادٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، قَالَ: فَجَعَلَ يَرْتَفِعُ وَيَنْتَشِرُ، قَالَ: " فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَعِقَ، فَأَتَاهُ فَنَعَشَهُ، وَمَسَحَ الْبُزَاقَ عَنْ شِدْقِهِ " (2)
__________
=لم يقرر ولم يوجب فيه قدراً لم يقبل الزيادة، نعم كان يضرب فيه أربعين غالباً كما جاءَ.
(1) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن في رواية سماك بن حرب عن عكرمة اضطراباً. وانظر (2691) .
قوله: "فأما الذين ماتوا"، قال السندي: كأن هذا الكلام عديل لمقدَّر، مثل: أما نحن، فقد انصرفنا معك إلى الكعبة، فلذلك جاء بأما، والله تعالى أعلم.
(2) إسناده ضيف، إدريس ابن منبه- وذكر الحافظ ابن حجر في "التهذيب": أنه في نسخة من "المسند": عن إدريس ابن بنت منبه-: هو إدريس بن سنان اليماني ابن بنت وهب بن منبه، فقوله هنا: عن إدريس ابن منبه، عن أبتِه، فيه تجوز، وإنما هو جده لأمه، قال ابن معين: يكتب من حديثه الرقاقُ، وقال ابن عدي: هو من الضعفاء الذين يُكتب حديثهم، وقال الدارقطني: متروك.
وأخرجه الطبراني (11033) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها عند البخاري (3234) قالت: من زعم أن=(5/118)
2966 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ عَلِيًّا، أُتِيَ بِأُنَاسٍ مِنَ الزُّطِّ يَعْبُدُونَ وَثَنًا، فَأَحْرَقَهُمْ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ " (1)
2967 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَكِّيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ،
__________
=محمداً رأى ربه فقد أعظم، ولكن قد رأى جبريل في صورته وخلقه ساداً ما بين الأفق.
قوله: "شدقه"، المثبت من (ظ 9) و (ظ 14) ، وفي) م (وباقي الأصول الخطية: شدقيه، بالتثنية، وهو كذلك في "حاشية السندي"، قال: بكسر الشين معجمة وتفتح والدال مهملة: جانب الفم من باطن الخدين.
وسواد، قال: بفتح فسكون، أي: شخص. صَعِق: بكسر العين، أي: غُشِي عليه.
فنَعَشَه: بفتح العين، أي: رفعه من الأرض.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام بن أبي عبد الله: هو الدستُوائي.
وأخرجه النسائي 7/105، وأبو يعلى (2533) ، وابن حبان (4475) ، والطبراني (10638) ، والبيهقي 8/202 و204-205 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1871) .
الزُّط، قال السندي: بضم فتشديد: جنس من السودان والهنود.
وقوله: "من بدل دينه"، عام عند الجمهور يشمل الذكر والأنثى، وخضه الحنفية بالذكَر، وقد جاء في حديث معاذ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أرسله إلى اليمن قال له: "أيما رجل ارتدَّ عن الإسلام، فادعُه، فإن عاد، وإلا فاضرب عنقه، وأيما امرأةٍ ارتدت عن الإسلام، فادعها، فإن عادت، وإلا فاضرب عنقها". وسنده حسن، قاله الحافظ في "الفتح " 12/284، وهو نص في موضع النزاع، فيجب المصير إليه.(5/119)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَضَى بِيَمِينٍ وَشَاهِدٍ " (1)
قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّاهِدِ: هَلْ يَجُوزُ فِي الطَّلاقِ وَالْعَتَاقِ؟ فَقَالَ: " لَا، إِنَّمَا هَذَا فِي الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ، وَأَشْبَاهِهِ " (2)
2968 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَيْفِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ " قَالَ عَمْرٌو: " إِنَّمَا ذَاكَ فِي الْأَمْوَالِ " (3)
2969 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حَجَّةٌ، وَلَوْ قُلْتُ: كُلَّ عَامٍ، لَكَانَ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (2224) .
(2) انظر "موطأ مالك" 2/722-723.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وجَوًد إسناده النسائي في "الكبرى". عبد الله بن الحارث: هو ابن عبد الملك المخزومي المكي.
وأخرجه الشافعي 2/178، وابن ماجه (2370) ، والنسائي في "الكبرى" (6011) ، وابن عدي 3/1274، والبيهقي 10/167، والبغوي (2502) من طريق عبد الله بن الحارث المخزومي، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(4) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف. وهو مكرر (2663) .(5/120)
2970 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ، وَأَسْوَدُ الْمَعْنَى قَالا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ابْتَاعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِيرٍ أَقْبَلَتْ، فَرَبِحَ أَوَاقِيَّ، فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرَامِلِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، ثُمَّ قَالَ: " لَا أَبْتَاعُ بَيْعًا لَيْسَ عِنْدِي ثَمَنُهُ " (1)
2971 - وحَدَّثَنَاهُ وَكِيعٌ أَيْضًا فَأَسْنَدَهُ (2)
2972 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ، وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَسْلَمَتِ امْرَأَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَزَوَّجَتْ، فَجَاءَ زَوْجُهَا الْأَوَّلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَعَلِمَتَ إِسْلَامِي. " فَنَزَعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زَوْجِهَا الْآخِرِ، وَرَدَّهَا عَلَى زَوْجِهَا الْأَوَّلِ " (3)
__________
(1) إسناده ضعيف. أسود: هو ابن عامر الملقب بشاذان. وانظر (2093) .
قوله: "ابتاع"، قال السندي: أي: اشترى. "من عير"، أي: قافلة.
(2) إسناده ضعيف كسابقه.
(3) إسناده ضعيف، سماك- وهو ابن حرب- في روايته عن عكرمة اضطراب، وقد اضطرب في هذا الحديث كما هو بَيِّن من المقارنة بين هذه الرواية وبين الرواية التي سلفت برقم (2059) .
وأخرجه أبو داود (2239) ، والبغوي (2290) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (12645) ، وابن الجارود (757) ، والحاكم 2/200،=(5/121)
2973 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا عَنْ صَاحِبِهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ، فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَدْ تَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَيَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَكُونُ الْحَاجَةُ " (1)
2974 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا الْحَدِيثَ عَنِّي إِلا مَا عَلِمْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ كَذَبَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارَ " (2)
__________
=والبيهقي 7/188 و189 من طرق عن إسرائيل، به. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابن ماجه (2008) من طريق حفص بن جُميع، عن سماك، به.
وأخرجه الطيالسي (2674) ، ومن طريقه البيهقي 7/189عن سليمان بن معاذ، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن عمة عبد الله بن الحارث أسلمت وهاجرت وتزوجت، وقد كان زوجها أسلم قبلها، فردَّها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى زوجها الأول.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي إسرائيل- واسمه إسماعيل بن خليفة العبسي الملائي الكوفي-. وهو مكرر (1833) .
(2) إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى: وهو ابن عامر الثعلبي الكوفي. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه الترمذي (2951) ، وأبو يعلى (2338) و (2721) ، والبغوي (117) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.(5/122)
2975 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدْ مَسَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَاسْأَلُوا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ: قَبْلَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ، أَوْ بَعْدَ الْمَائِدَةِ؟ وَاللهِ مَا مَسَحَ بَعْدَ الْمَائِدَةِ، وَلَأَنْ أَمْسَحَ عَلَى ظَهْرِ عَابِرٍ بِالْفَلَاةِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمْسَحَ عَلَيْهِمَا " (1)
__________
= وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (554) من طريق موسى بن هارون، عن عبد الأعلى، به. وسيأتي برقم (3025) ، وانظر ما تقدم برقم (2069) .
ولقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنه مَن كذب على متعمداً، فليتبوأ مقَعده من النار" شواهد يصح بها،
انظر ما تقدم برقم (2675) .
(1) إسناده ضعيف، عطاء- وهو ابن السائب- كان قد اختلط، قال يحيى بن معين: قد سمع أبو عوانة من عطاء في الصحة وفي الاختلاط جميعاً، ولا يحتج بحديثه، وقال أبو طالب عن أحمد بن حنبل: كان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها، وقال أبو حاتم: رفع أشياء كان يرويها عن التابعين فرفعها إلى الصحابة.
وأخرجه الطبراني (12287) من طريق محمد الرقاشي، عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (12237) من طريق خصيف بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، به- ولفظه عن ابن عباس قال: قد عَلِمْنا أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد مسح على الخفين،
ومسح أصحابه، فهل مسح منذ نزلت سورة المائدة؟ وخصيف بن عبد الرحمن الجزري سيئ الحفظ، وسيأتي نحوه برقم (3462) من طريق خصيف بن عبد الرحمن، عن مقسم، عن ابن عباس.
قلنا: وقد صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه مسح على الخفين بعدَ نزول آية الوضوء من سورة المائدة كما في حديث إبراهيم النخعي، عن همام بن الحارث، قال: بال جرير، ثم توضأ ومسح على خفيه، فقيل: تفعل هذا؟ فقال: نعم، رأيتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بال، ثم=(5/123)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= توضأ ومسح على خُفيه. قال الأعمش: قال إبراهيم: كان يعجبهم هذا الحديث، لأن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة. أخرجه أحمد 4/358، والبخاري (387) ، ومسلم (272) واللفظ له.
وأخرج أحمد 5/351، ومسلم (277) عن بُريدة الأسلمي: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَى
الصَلَوات يوم الفتح بوضوء واحد، ومسح على خفيه. قلنا: ونزول آية الوضوء كان قبل الفتح.
وأخرج أحمد 4/249، والبخاري (4421) ، ومسلم ص 317 (105) عن المغيرة بن شعبة: أنه غزا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبوكَ ... وفيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ ومسح على خفيه.
قلنا: وقد صح عن ابن عباس أنه مسح عليهما، فقد أخرج ابن أبي شيبة 1/181 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن الزبير بن عدي، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس: أنه مسح، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأخرج ابن أبي شيبة أيضاً 1/186 عن عبد الله بن إدريس، عن فطر قال: قلت لعطاء (يعني ابن أبي رباح) : إن عكرمة يقول: قال ابن عباس: سبق الكتاب الخفين، فقال عطاء: كذب عكرمة، أنا رأيت ابن عباس يمسح عليهما. وهذا إسناد صحيح.
وأخرج ابن أبي شيبة 1/182عن ابن عُلية، عن ابن إبي عَروبة، والبيهقي 1/273 من طريق سليمان بن حرب، عن شعبة، كلاهما عن قتادة، قال: سمعت موسى بن سلمة، قال سألتُ ابن عباس عن المسح على الخفين، فقال: للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوم وليلة. واللفظ للبيهقي، وقال: هذا إسناد صحيح. وانظر "نصب الراية" 1/174.
وقوله: "ولأن أمسحَ على ظهر عابرٍ بالفلاة"، قال السندي: الذي يظهر إن الظهر بالظاء المعجمة المفتوحة، والمراد بعابر بالفلاة: القدم بطريق الكناية، والمعنى: لأن أمسح على الرجلين خير من أن أمسح على الخفين، يريد أنهم يمنعون المسح على الرجلين، ويجوزون المسح على الخفين، والأمر عندي بالعكس.(5/124)
2976 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَرْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: " يَا عُرَيَّةُ، سَلْ أُمَّكَ: أَلَيْسَ قَدْ جَاءَ أَبُوكَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَحَلَّ " (1)
2977 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتْ لِلشَّيَاطِينِ مَقَاعِدُ فِي السَّمَاءِ، فَكَانُوا يَسْتَمِعُونَ الْوَحْيَ، وَكَانَتِ النُّجُومُ لَا تَجْرِي، وَكَانَتِ الشَّيَاطِينُ لَا تُرْمَى، قَالَ: فَإِذَا سَمِعُوا الْوَحْيَ، نَزَلُوا إِلَى الْأَرْضِ، فَزَادُوا فِي الْكَلِمَةِ تِسْعًا، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَعَلَ الشَّيْطَانُ إِذَا قَعَدَ مَقْعَدَهُ، جَاءَهُ شِهَابٌ فَلَمْ يَخْطُهُ حَتَّى يُحْرِقَهُ، قَالَ: فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى إِبْلِيسَ، فَقَالَ: مَا هَذَا إِلا مِنْ حَدَثٍ حَدَثَ. قَالَ: فَبَثَّ جُنُودَهُ، قَالَ: " فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي بَيْنَ جَبَلَيْ نَخْلَةَ "، قَالَ: فَرَجَعُوا إِلَى إِبْلِيسَ، فَأَخْبَرُوهُ، قَالَ: فَقَالَ: هُوَ الَّذِي حَدَثَ (2)
__________
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الجبار بن ورد، فقد روى له أبو داود والنسائي، ووثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو داود ويعقوب بن سفيان والعجلي، وقال ابن المديني: لم يكن به بأس، وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه، وقال ابن عدي: هو عندي لا بأس به يُكتب حديثه، ولينه الدارقطني في رواية السلمي. ابن أبي مُليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مُليكة. وسيتكرر برقم (3351) ، وانظر ما سلف برقم (2277) .
(2) إسناده حسن، سماك بن حرب صدوق من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وقوله: "لا تجري" أخطأ سماك فيه، والصواب: "لا يُرمى بها"، ففي=(5/125)
2978 - حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا خَرَجَ وَالْخَمْرُ حَلالٌ، فَأَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاوِيَةَ خَمْرٍ، فَأَقْبَلَ بِهَا يَقْتَادُهَا عَلَى بَعِيرٍ، حَتَّى وَجَدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا، فَقَالَ: " مَا هَذَا مَعَكَ؟ " قَالَ: رَاوِيَةُ خَمْرٍ أَهْدَيْتُهَا لَكَ. قَالَ: " هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَرَّمَهَا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَإِنَّ اللهَ حَرَّمَهَا " فَالْتَفَتَ الرَّجُلُ إِلَى قَائِدِ الْبَعِيرِ، وَكَلَّمَهُ بِشَيْءٍ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَقَالَ: " مَاذَا قُلْتَ لَهُ؟ " قَالَ: أَمَرْتُهُ بِبَيْعِهَا. قَالَ: " إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا " قَالَ: فَأَمَرَ بِعَزَالِي الْمَزَادَةِ فَفُتِحَتْ، فَخَرَجَتْ فِي التُّرَابِ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا فِي الْبَطْحَاءِ مَا فِيهَا شَيْءٌ (1)
2979 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُعْطِهِ، وَكَانَ يَحْتَجِمُ فِي الْأَخْدَعَيْنِ، وَبَيْنَ الْكَتِفَيْنِ، وَكَانَ يَحْجُمُهُ عَبْدٌ لِبَنِي بَيَاضَةَ، وَكَانَ يُؤْخَذُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ مُدٌّ وَنِصْفٌ،
__________
=حديث أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير المتقدم برقم (2482) : "لا يرمى بها".
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إسحاق- وهو ابن عبد الله بن الحارث المدني- حسن الحديث، روى له أصحاب السنن ومسلم متابعة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير ربعي بن إبراهيم، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة. ابن وَعْلة: هو عبد الرحمن. وانظر (2041) .
العَزالي، قال ابن الأثير 3/231: جمع العَزْلاء، وهو فم المزادة الأسفل.(5/126)
فَشَفَعَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِهِ، فَجُعِلَ مُدًّا " (1)
2980 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2)
2981 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ (3)
2982 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ " (4)
2983 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُمِرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ " قَالَ شُعْبَةُ:
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي-.
هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. وتقدم برقم (2155) من طريق شعبة، عن جابر، به - وفيه: وكلَّم مواليه، فحطوا عنه نصفَ مد، وكان عليه مُدان.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (1822) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 3 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وانظر (1919) .
(3) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن عطاء: واسمه يعقوب. وانظر (2587) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2013) .(5/127)
وَحَدَّثَنِيهِ مَرَّةً أُخْرَى، قَالَ: " أُمِرْتُ بِالسُّجُودِ، وَأَنْ لَا أَكُفَّ شَعَرًا وَلا ثَوْبًا " (1)
2984 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَاتِ الْقُبُورِ، وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ " (2)
2985 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ اللَّيْلِ " (3)
2986 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، مَعَهُ غَنَمٌ لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: مَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنْكُمْ، فَعَمَدُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، وَأَخَذُوا غَنَمَهُ، فَأَتَوْا بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النساء: 94] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1927) .
(2) حسن لغيره دون ذِكْر السُّرُج، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي صالح- واسمه باذام مولى أم هانئ-. وانظر (2030) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو جمرة: هو نصر بن عمران الضبَعي.
وانظر (2019) .
(4) حسن لغيره، سِماك- وإن كان في روايته عن عكرمة اضطراب- قد توبع عليه.=(5/128)
2987 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] ، قَالَ: " أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ " (1)
2988 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْأَشْقَرُ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ، فَقَالَ: كَيْفَ تَقُولُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ يَوْمَ يَجْعَلُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى السَّمَاءَ عَلَى ذِهْ - وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ -، وَالْأَرْضَ عَلَى ذِهْ، وَالْمَاءَ عَلَى ذِهْ، وَالْجِبَالَ عَلَى ذِهْ، وَسَائِرَ الْخَلائِقِ عَلَى ذِهْ، كُلُّ ذَلِكَ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ، قَالَ: " فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر:67] (2) الْآيَةَ "
2989 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، وَلَيْسَ فِي الْعَسْكَرِ مَاءٌ،
__________
= وانظر (2023) .
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث. وانظر (2463) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (2267) 0 أبو كدينة: هو يحيى بن المهلَّب البَجَلي، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح.(5/129)
فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ فِي الْعَسْكَرِ مَاءٌ. قَالَ: " هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَأْتِنِي بِهِ " فَأَتَاهُ بِإِنَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ قَلِيلٍ، قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابِعَهُ عَلَى فَمِ الْإِنَاءِ، وَفَتَحَ أَصَابِعَهُ، قَالَ: فَانْفَجَرَتْ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ عُيُونٌ، وَأَمَرَ بِلالًا، فَقَالَ: " نَادِ فِي النَّاسِ: الْوَضُوءَ الْمُبَارَكَ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وهو مكرر (2268) .
قوله: "الوَضوءَ المبارك"، قال السندي: هو بفتح الواو والنصب، بتقدير: ائتوا واحضروا.
تنبيه: جاء هنا بعد هذا الحديث في نسخة (ظ9) بين الجزء الثامن وبين الجزء السابع بتقسيمها، ورقة لعلها طيارة فيها ما نصه: ومن فوائد أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان] وهو القطيعي [أحاديثُ كانت في آخر الجزء الثامن:
1- حدثنا بشرُ بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي، قال: حدثنا الفضلُ بن دكين، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، عن مسروقٍ عن عائشة قالت: فَتَلْتُ لِهَدْي رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القلائدَ قبل أن يحرم.
2- حدثنا محمد بن يونس، حدثنا عبدُ الله بن أبى بكر العَتَكى، قال: حدثنا هارون النَّحْوي، عن ابن ميسرة، عن عبدِ الله بن شقيق عن عاثشة قالت: سمعتُه- يعني النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقرؤها: (فَروح ورَيْحان) [الواقعة: 89] .
3- حدثنا محمد بن يونس، حدثنا إسماعيل بن سنان أبو عبيدة العصْفُري، حدثنا مالك بنُ مِغْوَل، عن طلحة بن مُصَرف، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أبو بكرٍ صاحِبِي ومؤنسي في الغار، سُدُّوا كل خَوْخَةٍ في المسجدِ غيرَ خَوْخَةِ أبي بكرٍ".
4- حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا مالك بن مغول، عن عطية العَوْفىِ=(5/130)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن أبي سعيد الخدري، أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "إِنَّ الرجل من أمتي ليشفع لِلْفِئامٍ من الناس، فيدخلون الجنة بشفاعته، وإنَّ الرجل ليَشفع للرجلِ ولأهلِ بيته، فيدخلُون الجنة بشفاعته".
5- حدثنا أبو شعيب عبدُ الله بن أحمد بن الحسن الحَراني، حدثنا أبو جعفر النُفَيْلي، حدثنا كثيرُ بنُ مروان، عن إبراهيم بن أبي عَبْلَة عن أنس بن مالك، قال: دَخَل علينا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يَكُنْ فينا أشمطُ غيرَ أبي بكر، فكان يَغْلِفها بالحِنَّاء والكَتَم.
6- حدثنا على بنُ طيفور بن غالب النسَوي، حدثنا قُتيبة، حدثنا حُميدُ بن عبد الرحمن، عن الحسن القصاب، عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسح على الخفين: "يَوْم وليلة، وللمسافِرِ ثلاثةُ أيام وليالِيهن".
7- حدثنا عبًدُ الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا حسينُ بن محمد المَروذِي، حدثنا سليمانُ بن قَرْم، عن سماك بن حرب
عن جابر بن سَمُرة، قال: رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب قائماً، فمن حَدَثك أنه رآه قط خطب إلا قائماً، فقد كَذَبَ، ولكنه ربما خرج ورأى في الناس قِلة فجلس، ثم يَثُوبون، ثم يقومُ فيخطب قائماً.
8- حدثنا محمد بن يونس، حدثنا محمد بن خالد بن عَثْمَة، حدثنا إبراهيمُ بن سعد، عن عبدِ الله بن عامر، عن محمدٍ رجل من أهل البصرة عن أبي بَرْزَةَ الأسلمي، قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْسَ من البِر الصَيامُ في السفَر".
9- حدثنا عبد الله، حدثنى أبى، حدثنا عبد الواحد الحَدَّاد، حدثنا يونس، عنَ أبي بُرْدة
عن أبي موسى أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لا نِكاحَ إلا بِوَلي".
10- حدثنا عبدُ الله، حدثني أبي، حدثنا روحُ بنُ عبادة، حدثنا هشامُ بن حسان، عن هشام بنِ عُروة، عن أبيه=(5/131)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=عن عائشة أنها قالت: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما يَضُر امرأةً نَزلت بَيْنَ بيتين مِن الأنصار، أو نزلت بين أبَوَيها".
آخر الأحاديث
قلنا: تخريج الحديث الأول:
إسناده صحيح، بشر بن موسى وثقه الدارقطني، وقال الخطيب في "تاريخه" 7/86: كان من أهل البيوتات والفضل والرياسات والنبل، أما هو في نفسه، فكان ثقة أميناً عاقلًا، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وسيأتي في مسند عائشة 6/191 عن يحيى بن سعيد، عن زكريا بن أبي زائدة، بهذا الإسناد، ويخرج هناك إن شاء الله تعالى.
الحديث الثاني:
صحيح، محمد بن يونس: هو الكديمي- وإن كان مُتكلِّماً فيه وبعضهم اتهمه- قد توبع، وشيخه عبد الله بن أبي بكر صدوق، وقد توبع أيضاً، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. هارون النحوي: هو هارون بن موسى الأزدي العتكي، وابن ميسرة: هو بُديل.
وسيأتي في مسند عائشة 6/64 من رواية أحمد، عن يونس بن محمد، عن هارون النحوي، بهذا الإسناد، ويخرج هناك.
الحديث الثالث:
إسناده ضعيف لضعف محمد بن يونس الكُدَيْمي.
وأخرجه القَطِيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" (603) عن محمد بن يونس، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/303 و5/25 عن أبي بكر القطيعي وأبي بكر بن خلاد، كلاهما عن محمد بن يونس، به. وتقدم مطولاً بإسناد صحيح عن ابن عباس برقم (2432) ، دون قوله: "أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار".
الحديث الرابع:=(5/132)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إسناده ضعيف لضعف عطية العوفي. وسيأتي مكرراً في "المسند" 3/63.
الفِئام: الجماعة من الناس.
الحديث الخامس:
صحيح، وهذا إسناد ضعيف، كثيرُ بن مروان- وهو السلمي أو الفِهْري- ضعفه يحيى القطان وابن المديني والدارقطني، وقال النسائي: ليس حديثه بشيء، وقال محمود بن غيلان: أسقطه أحمد وابن معين وأبو خيثمة، وعن يحيى بن معين: هو كذاب! وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يُحتج به، وباقي رجاله ثقات. أبو جعفر: هو عبد الله بن محمد بن علي بن نُفيل.
وأخرجه البخاري (3919) ، والبيهقي 2/503 من طريق محمد بن حِمْيَر، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن عقبة بن وساج، عن أنس، قال: قدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وليس في أصحابه أشْمَطُ غير أبي بكر، فغلفها بالحناء والكَتَم.
وأخرجه البخاري (3920) من طريق أبي عُبيد، عن عقبة، عن أنس، قال: قَدِم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينةَ، فكان أسن أصحابه أبو بكر، فغلفها بالحِناءِ والكَتَم حتى قَنَأ لونُها.
وقوله: "فغَلَفَها"، أي: خضبها، قال الحافظ: والمراد اللحية دهان ثم يقع لها ذِكْر، و"الكَتَم"، قال: ورق يُخضَب به كالآس من نباتٍ ينبت في أصغر الصخور، فيتدلى خيطاناً لطافاً، ومُجتنا هـ صعب، ولذلك هو قليل، وقيل: إنه يخلط بالوشمة، وقيل: إنه الوشمة، وقيل: هو النيل، وقيل: هوحناء قريش، وصِبغُه أصفر. وقنأَ: اشتد احمرارُها.
الحديث السادس:
صحيح، وهذا إسنادٌ ضعيف، الحسن القصاب- وهو إلحسنُ بن عبد الله القصاب- في عداد المجهولين، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/161 وأشار إلى حديثه هذا.
وأخرجه الطحاوي بنحوه موقوفاً 1/84 من طريق غيلان بن عبد الله، عن ابن عمر.
وفي الباب عن علي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيمِ يوم وليلة" وقد تقدم في مسنده برقم (748) .=(5/133)
2990 - حَدَّثَنى وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ، يُحَدِّثُ، عَنِ
__________
=الحديث السابع:
إسناده ضعيف، سليمان بن قَرْم وثقه أحمد، وضعفه ابن معين والنسائي، وقال أبو زرعة: ليس بذاك، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، وذكره الحاكم في باب مَن عِيبَ على مسلم إخراج حديثهم، وقال: غمزوه بالغلو في التشيع وسوء الحفظ، وقال ابن حجر في "التقريب": سيىء الحفظ يتشيع. وسيأتي في مسند جابر بن سمرة 5/89 بسنده ومتنه، ويأتي تخريجه، ويُفصِّل القول فيه هناك.
الحديث الثامن:
إسناده ضعيف، محمد بن يونس: هو الكديمي، ضعيف، وبعضهم اتهمه، وعبد الله بن عامر- وهو الأسلمي- ضعفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن معين، وقال البخاري: يتكلمون في حفظه، ومحمد رجل من أهل البصرة مجهول، كذا وقع في "المسند"، وفي البزار: عن محمد، عن رجل من آل برزة.
وأخرجه البزار (987- كشف الأستار) عن محمد بن معمر، عن محمد بن خالد بن عَثْمة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/161، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط" وقال: وفيه رجل لم يُسم.
ويغني عنه ما في البخاري (1946) ، ومسلم (1115) (92) من حديث جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر، فرأى زحاماً ورجلاً قد ظُلَّلَ عليه، فقال: "ما هذا؟ " فقالوا: صائم، فقال: "ليس من البِر الصوم في السفر". واللفظ للبخاري، وسيأتي في مسند جابر 3/299.
الحديث التاسع:
إسناده حسن. يونس: هو ابن أبي إسحاق، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى. وسيأتي في " المسند" 4/418 بإسناده ومتنه.
الحديث العاشر:
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي في "المسند" 6/257 بإسناده ومتنه.(5/134)
الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَفَاةُ قَالَ: " هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ " وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُمِ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللهِ. قَالَ: فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ، فَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: يَكْتُبُ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالاخْتِلافَ، وَغُمَّ (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قُومُوا عَنِّي ". فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ، مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ، مِنَ اخْتِلافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ (2)
__________
(1) في (ظ9) : وغُمر، وفي (ظ14) : وعُمق، وأشير في هامشها إلى أنه في نسخة أخرى: وغُمِرَ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه البخاري (114) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (3111) ، وانظر (1935) .
قوله: "قد غلبه الوجع"، قال السندي: أي: فإحضار الكتاب فيه يؤدي إلى تعبه، فلا يناسب.
واللغط: الصوت والجَلَبة.
وغُمَّ: من الاغتمام، وهو احتباس النفَس عن الخُروج، من الغَم: التغطية والستْر.
والرزية: هي المصيبة.
وقوله: "هلمَّ أكتب لكم كتاباً ... "، قال القرطبي وغيره: هو أمر وكان حق المأمور أن يبادر للامتثال، لكن ظَهَر لعمر رضي الله عنه مع طائفة أنه ليس على الوجوب، وأنه=(5/135)
2991 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَهُوَ بِمَكَّةَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَالْكَعْبَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَبَعْدَ مَا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفَ إِلَى الْكَعْبَةِ " (1)
__________
= من باب الإرشاد إلى الأصلح، فكرهوا أن يُكَلفوه من ذلك ما يشق عليه في تلك الحالة مع استحضارهم قوله تعالى: (ما فَرَّطْنا في الكتاب من شيء) وقوله تعالى: (تِبْياناً لكل شيء) ، ولهذا قال عمر: حَسبُنا كتاب الله، وظهر لطائفة أخرى أن الأولى أن يكتب لما فيه من امتثال أمره، وما يتضمنه من زيادة الإيضاح، ودَل أمره لهم بالقيام على أن أمره الأول كان على الاختيار، ولهذا عاش صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك أياماً ولم يُعاوِدْ أمرهم بذلك، ولو كان واجباً لم يتركه لاختلافهم، لأنه لم يترك التبليغ لمخالفة من خالف، وقد كان الصحابة يراجعونه في بعض الأمور ما لم يَجْزِم بالأمر، فإذا عَزَمَ، امتَثَلُوا.
واختلف في المراد بالكتاب، فقيل: كان أراد أن يكتب كتاباً يَنُمص فيه على الأحكام ليرتفع الاختلاف، وقيل: بل أراد أن ينص على أسامي الخلفاء بعده حتى لا يقع بينهم الاختلاف، قاله سفيان بن عيينة، ويؤيده أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في أوائل مرضه وهو عند عائشة: "ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتبَ كتاباً، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر"، أخرجه مسلم وللبخاري معناه، ومع ذلك فلم يكتب، والأول أظهر لقول عمر: حسبنا كتاب الله، أي: كافينا، مع أنه يشمل الوجه الثاني، لأنه بعض أفراده، والله أعلم. وانظر "شرح مسلم" للنووي 11/89-92، و"فتح الباري" لابن حجر 7/133-134.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه البزار (418- كشف الأستار) عن محمد بن المثنى، والطبراني (11066) من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عن يحيى بن حماد، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2252) .(5/136)
2992 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَسَنٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ عُمَرُ، فَقَالَ: " السَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ، أَيَدْخُلُ عُمَرُ؟ " (1)
2993 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا، فَمَا بَقِيَ، فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ " (2)
2994 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " سَافَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ عُسْفَانَ، ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ، فَشَرِبَ نَهَارًا لِيَرَاهُ النَّاسُ، ثُمَّ أَفْطَرَ، حَتَّى دَخَلَ مَكَّةَ، وَافْتَتَحَ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ "، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَصَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ وَأَفْطَرَ، فَمَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن- وهو ابن صالح بن صالح بن حيّ- فمن رجال مسلم. وانظر (2756) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: اسمه عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/265-266 عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وانظر (2657) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مفضل- وهو=(5/137)
2995 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مِقْسَمٍ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّجُلِ يُجَامِعُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، قَالَ: " عَلَيْهِ نِصْفُ دِينَارٍ " قَالَ: وَقَالَ شَرِيكٌ (2) : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (3) .
2996 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَجِّ كُلَّ عَامٍ؟
__________
= ابن مُهلهَل السَّعدي- فمن رجال مسلم. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص94، والطبراني (10945) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2350) .
(1) في (ظ9) بعد هذا: هكذا في كتاب الشيخ: عن مقسم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) يعني: عن خُصيف، عن مقسم. والراوي عن شريك: هو يحيى بن آدم.
(3) في (ظ14) بعد هذا: "هكذا كان في كتابي: عن مقسم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
والحديث صحيح موقوفاً كما تقدم بيانه برقم (2032) ، وإسنادا هـ ضعيفان، الأول: لسوء حفظ خُصيف ولإرساله، والثاني: لسوء حفظ شريك وخُصيف.
وأخرجه مرسلاً البيهقي 1/316 من طريق يحيى بن آدم، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقَرَن بخُصَيف على بن بَذِيمة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9111) من طريق محمد بن يوسف الفريابى، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه عبد الرزاق (1263) عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه عبد الرزاق (1262) عن ابن جريج، والنسائي (9110) من طريق أبي خيثمة، كلاهما عن خصيف، به.
وأما الموصول الذي فيه ابن عباس فقد تقدم برقم (2458) عن حسين بن محمد المروذي، عن شريك، به.(5/138)
فَقَالَ: " عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حَجَّةٌ، وَلَوْ قُلْتُ: كُلَّ عَامٍ، لَكَانَ " (1)
2997 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ، مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ، فَقَالُوا: كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا حَسَنٍ؟ فَقَالَ: " أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللهِ بَارِئًا ". فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَلا تَرَى؟ " إِنِّي لَأَرَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيُتَوَفَّى مِنْ وَجَعِهِ "، وَإِنِّي لَأَعْرِفُ فِي وُجُوهِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْمَوْتَ، فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ، فَلْنُكَلِّمْهُ، فَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ فِينَا بَيَّنَهُ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كَلَّمْنَاهُ، وَأَوْصَى بِنَا. فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنْ قَالَ: الْأَمْرُ فِي غَيْرِنَا، فَلَمْ يُعْطِنَاهُ النَّاسُ أَبَدًا، وَإِنِّي وَاللهِ لَا أُكَلِّمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا أَبَدًا (2)
2998 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمَاعِزٍ حِينَ قَالَ: زَنَيْتُ: " لَعَلَّكَ غَمَزْتَ، أَوْ قَبَّلْتَ، أَوْ نَظَرْتَ إِلَيْهَا؟ " قَالَ: " كَأَنَّهُ يَخَافُ أَنْ لَا يَدْرِيَ مَا الزِّنَا " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك بن عبد الله النخعي سيىء الحفظ، ورواية سماك بن حرب عن عكرمة فيها اضطراب. وانظر (2663) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن المبارك: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وانظر (2374) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة،=(5/139)
2999 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ الْقُرْآنَ عَلَى جِبْرِيلَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَتِ السَّنَةُ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا، عَرَضَهُ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ "، فَكَانَتْ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللهِ آخِرَ الْقِرَاءَةِ (1)
3000 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام: 152] ، عَزَلُوا أَمْوَالَ الْيَتَامَى، حَتَّى جَعَلَ الطَّعَامُ يَفْسُدُ، وَاللَّحْمُ يُنْتِنُ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ: {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ} [البقرة: 220] " قَالَ: فَخَالَطُوهُمْ (2)
__________
= فمن رجال البخاري. وانظر (2129) .
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن مهاجر لَيِّن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. وانظر (2494) .
وعبد الله المذكور في الحديث: هو ابن مسعود الهذلي رضي الله عنه.
(2) إسناده ضعيف، عطاء بن السائب كان قد اختلط، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" 2/369، والحاكم 2/278-279، والبيهقي 5/258-259 و5/6 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده،=(5/140)
3001 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ: عَلَيْكَ الْعِيرَ لَيْسَ دُونَهَا شَيْءٌ ". قَالَ: " فَنَادَاهُ الْعَبَّاسُ: إِنَّهُ لَا يَصْلُحُ لَكَ، إِنَّ اللهَ
__________
=ووافقه الذهبي!
وأخرجه بنحوه ابن جرير 2/369-370 و370 و370-371 و371، وأبو داود (2871) ، والنسائي في "الكبرى" (6496) و (6497) ، والواحدي في "أسباب النزول" ص44 من طرق عن عطاء بن السائب، به.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 1/610 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وابن المنذر، وأبي الشيخ.
وأخرج الطبري في "تفسيره" 2/371 عن علي بن داود القنطري، عن أبي صالح كاتب الليث، عن معاوية بن صالح الحضرمي، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: قوله: (ويَسألونَكَ عن اليَتَامى قُلْ إصلاح لَهُمْ خَيْر) ، وذلك أن الله لما أنزل: (إِن الذِينَ يَأكُلُونَ أمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْما إنَما يَأكُلُونَ في بُطُونهِم ناراً وسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) ، كَرِه المسلمون أن يضموا اليتامى، وتحرَّجوا أن يُخالطوهم في شيءٍ، فسألوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنزل الله: (قُلْ إصلاح لَهُمْ خَيْر وإنْ تُخالِطُوهم فإخْوانُكُ) . وإسناده ضعيف، أبو صالح- وهو عبد الله بن صالح- سيىء الحفظ، وعلي بن أبي طلحة لم يدرك ابن عباس.
وفي الباب عن قتادة، قال: لما نزلت: (ولا تَقرَبوا مالَ اليتيمِ إلا بالتي هي أحْسَنُ) اعتزل الناسُ اليتامى، فلم يُخالطوهم في مأكل ولا مشرب ولا مال، قال: فشَق ذلك على الناس، فسألوا رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنزل الله عز وجل: (ويسألونكَ عن اليَتَامى قُلْ إِصلاح لَهُمْ خَيْر وإنْ تُخالطُوهم فإِخْوانُكُمْ) . أخرجه الطبري 2/370.
قال ابن كثير في "تفسيره" 1/375: وهكذا ذكر غيرُ واحدٍ في سبب نزول هذه الآية كمجاهد وعطاء والشعبي وابن أبي ليلى وقتادة، وغير واحدٍ من السلف والخلف.
وقوله: "جعل الطعامُ"، قال السندي: أي: طعام اليتيم، لأنهم إذا طبخوا طعامَه على حِدَة، فقد لا يَقْدِرُ أن يأكله كله، فإذا تركوا له إلى وقت آخر يَفْسُدُ، وكذا اللحم.(5/141)
وَعَدَكَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَقَدْ أَعْطَاكَ مَا وَعَدَكَ " (1)
3002 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ " (2)
3003 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنِ الْأَعْمَشِ (3) ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ النَّحْرِ، وَعَلَيْنَا سَوَادٌ مِنَ اللَّيْلِ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ أَفْخَاذَنَا، وَيَقُولُ: " أَبَنِيَّ، أَفِيضُوا، وَلا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (4)
3004 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ،
__________
(1) سماك في روايته عن عكرمة اضطراب، وقد سلف برقم (2022) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف بإسناد صحيح عن ابن عباس، انظر (2192) .
(3) وقع في (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) : أبو الأحوص والأعمش، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه من (ظ9) و (ظ14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 127.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فله في البخاري حديث واحد، وقد وثقه كير واحد من الأئمة، وقد سلف برقم (2507) ، وانظر (3006) ، وللحديث طرق أخرى عن ابن عباس في "المسند"، انظر (2082) و (2239) و (2459) .(5/142)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، وَيُوتِرُ بِثَلاثٍ، وَيُصَلِّ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ " (1)
3005 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الَّرحْمَنِ، مَوْلَى أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ اسْمُ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ بَرَّةَ، فَحَوَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَهَا، فَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ " (2)
3006 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَدَّمَ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ بِلَيْلٍ، فَجَعَلَ يُوصِيهِمْ أَنْ لَا يَرْمُوا جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (3)
__________
(1) صحيح، وهذا إسنادٌ على شرط مسلم. وقد سلف برقم (2714) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (402) ، وفي "المجتبى" 3/237من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
(2) صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير المسعودي - واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- فقد روى له أصحاب السنن، ورواية المتقدمين عنه صالحة، ونخال عبدَ الله بن يزيد- وهو المقرئ- منهم، ثم هو قد توبع، انظر (2334) ، والحديث بهذا الإسناد مكرر (2900) .
(3) صحيح، وهذا إسناد حسن، المسعودي متابع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطيالسي (2703) ، والطحاوي 2/217 من طريق المسعودي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 2/217، والطبراني (12078) من طريق حجاج بن أرطاة، والطبراني (12073) من طريق ابن أبي ليلى، والبيهقي 5/132 من طريق شعبة، ثلاثتهم عن الحكم، به. وانظر (3003) .(5/143)
3007 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الشَّيْبَانِيَّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: تَزَوَّجَ فُلانٌ، فَقَرَّبَ إِلَيْنَا طَعَامًا، فَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَرَّبَ إِلَيْنَا ثَلاثَةَ عَشَرَ ضَبًّا، فَبَيْنَ آكِلٍ وَتَارِكٍ، فَقَالَ بَعْضُ مَنْ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا آكُلُهُ، وَلا أُحَرِّمُهُ، وَلا آمُرُ بِهِ، وَلا أَنْهَى عَنْهُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بِئْسَ مَا تَقُولُونَ، مَا بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) إِلا مُحِلًّا وَمُحَرِّمًا، قُرِّبَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَدَّ يَدَهُ، لِيَأْكُلَ مِنْهُ، فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَحْمُ ضَبٍّ. فَكَفَّ يَدَهُ وَقَالَ: " هَذَا لَحْمٌ لَمْ آكُلْهُ قَطُّ، فَكُلُوا " فَأَكَلَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَامْرَأَةٌ كَانَتْ مَعَهُمْ، وَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: لَا آكُلُ مِمَّا لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
3008 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ عَطِيَّةَ،
__________
(1) في (م) و (س) و (ص) : ما بعث رسول.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن الأصم، فمن رجال مسلم. أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن بن خالد القرشي مولاهم، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه الطحاوي 4/202، والبيهقى 9/323-324 من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد.
قوله: "لا آكله ولا أحرمه، ولا آمر به، ولا أنهى عنه" هو في رواية الطحاوي والبيهقي مرفوع من قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رفعه إليه بعض من عند ابن عباس، وهو كذلك فيما سلف برقم (2684) ، وسيأتي برقم (3219) بلفظ: "أتي به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يُحله ولم
يُحرمه".(5/144)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المدثر: 8] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ يَسَّمَّعُ مَتَى يُؤْمَرُ، فَيَنْفُخُ؟ " فَقَالَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ: كَيْفَ نَقُولُ؟ قَالَ: " قُولُوا: حَسْبُنَا اللهُ، وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية- وهو ابن سعد بن جُنادة العَوْفي-.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/352، والطبري 29/150-151، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 8/290 من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد. وقرن الطبري بأسباطٍ محمدَ بنَ فضيل.
وأخرجه الطبراني (12670) من طريق أبي عوانة، والحاكم 4/559 من طريق علي بن محمد، كلاهما عن مطرف، به، لكن الآية عند الحاكم: (فإذا نُفخَ في الصورِ) .
وأخرجه الطبري 29/151 عن محمد بن سعد، عن أبيه سعد بن محمد العَوْفي، عن عمه الحسين بن الحسن بن عطية العوفي، عن أبيه الحسن بن عطية العوفي، عن أبيه عطية بن سعد العوفي، به. وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء.
وسيأتي في "المسند" 3/7 من طريق مطرف، و73 مختصراً من طريق الأعمش، كلاهما عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري.
وأخرجه ابن حبان (823) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وإسناده صحيح.
وسيأتي في "المسند" أيضاً4/374 من طريق خالد أبي العلاء الخفاف، عن عطية العَوفي، عن زيد بن أرقم.
وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند أبي نعيم في "الحلية" 3/189، وإسناده حسن.=(5/145)
3009 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنْ صَوْمِ رَجَبٍ: كَيْفَ تَرَى فِيهِ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ " (1)
3010 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْرِضُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ عَلَى جِبْرِيلَ، فَيُصْبِحُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ لَيْلَتِهِ الَّتِي يَعْرِضُ فِيهَا مَا يَعْرِضُ، وَهُوَ أَجْوَدُ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ، لَا يُسْأَلُ شَيْئًا (2) إِلَّا أَعْطَاهُ، حَتَّى
__________
=ومن حديث أنس عند الخطيب في "تاريخه" 5/153، والضياء المقدسي في "المختارة" ورقة 207.
الناقور: هو الصور، وهو قرن يُنفخ فيه، روى عبد الله بن عمرو بن العاص أن أعرابياً قال: يا رسول الله، ما الصور؟ قال: "قرن ينفخ فيه" أخرجه أحمد 2/162، وصححه ابن حبان (7312) .
وقوله: "كيف أنْعَم"، قال السندي: من النعْمة بالفتح، وهي: المسرة والفرح والترفه، ومعناه: كيف يطيب عيشي وقد قَربَ أن ينفخ في الصور، فكنى عن ذلك بأن صاحبَ الصور وضع رأسَ الصور في فمه، وهو مترصد مترقب لأن يؤمَرَ فَيَنْفُخَ فيه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم- وهو ابن عباد بن حنيف الأنصاري الأوسي- فمن رجال مسلم. محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي الكوفي. وهو مكرر (2046) .
(2) المثبت من (ظ9) و (ظ14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: عن شيء.(5/146)
إِذَا (1) كَانَ الشَّهْرُ الَّذِي هَلَكَ بَعْدَهُ، عَرَضَ فِيهِ عَرْضَتَيْنِ " (2)
3011 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، وَمُؤَمَّلٌ، الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ الْمُسْلِمِينَ أَصَابُوا رَجُلًا مِنْ عُظَمَاءِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَتَلُوهُ، فَسَأَلُوا أَنْ يَشْتَرُوا جِيفَتَهُ فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ مُؤَمِّلٌ: فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيعُوا جِيفَتَهُ " (3)
3012 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
(1) لفظة "إذا" أثبتناها من (ظ9) و (ظ14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية.
(2) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، وهو صدوق حسن الحديث، وهو- وإن كان مدلساً وقد عنعن- قد توبع. وانظر (2042) .
من قوله: "فنهاهم" الأولى إلى هنا أثبتناه من (ظ9) و (ظ14) ، وقد سقط من (م) وباقي الأصول الخطية.
والحديث إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى- واسمه محمد بن عبد الرحمن- سيىء الحفظ، ومؤمَّل- وهو ابن إسماعيل- سيىء الحفظ أيضاً، لكنه متابع هنا بعبد الله بن الوليد العَدَني، وهو صدوق. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الترمذي (1715) من طريق أبي أحمد الزبيري، والطبراني (12058) ، والبيهقي 9/133 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحكم، ورواه الحجاج بن أرطاة أيضاً عن الحكم، وقال أحمد بن حنبل: ابن أبي ليلى، لا يحتج بحديثه ... وانظر (2230) .(5/147)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ "، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ نِسَائِهِ: اجْلِسْ، فَإِنَّ الْقِدْرَ قَدْ نَضِجَتْ. " فَنَاوَلَتْهُ كَتِفًا، فَأَكَلَ، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1)
3013 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ، ثُمَّ يَعُودُ فِيهِ " (2)
3014 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ يَعْنِي ابْنَ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَامَ، فَصَلَّى، فَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ، كَبَّرَ، وَإِذَا وَضَعَ رَأْسَهُ، كَبَّرَ، وَإِذَا مَا نَهَضَ (3) مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ، كَبَّرَ، فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ،
__________
(1) حديث صحيح. وانظر (2406) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله.
وأخرجه النسائي 6/265 من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2589) ، ومسلم (1622) (8) ، والنسائي 6/267، والطحاوي 4/78، والطبراني (10910) ، والبيهقي 6/180 من طرق عن وهيب بن خالد، به.
وأخرجه عبد الرزاق (16538) عن معمر، عن ابن طاووس، عن طاووس، مرسلا.
وا نظر (2647) .
(3) في (ظ9) و (ظ14) و (ق) وحاشية (س) و (ص) : وإذا ما هو نهض.(5/148)
فَقَالَ: " لَا أُمَّ لَكَ، أَوَلَيْسَ تِلْكَ صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " (1)
3015 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ السُّلَمِيُّ خُرَاسَانِيٌّ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَهُوَ يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا - فَأَوْمَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِيَدِهِ إِلَى الْأَرْضِ -: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ لَهُ، وَقَاهُ اللهُ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، أَلَا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ - ثَلَاثًا -، أَلَا إِنَّ عَمَلَ النَّارِ سَهْلٌ بِسَهْوَةٍ (2) ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُقِيَ الْفِتَنَ، وَمَا مِنْ جَرْعَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ يَكْظِمُهَا عَبْدٌ، مَا كَظَمَهَا عَبْدٌ لِلَّهِ إِلَّا مَلَأَ اللهُ جَوْفَهُ إِيمَانًا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، عمر بن فروخ: وثقه ابن معين وأبو حاتم، ورضيه أبو داود، وقال عنه: مشهور، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحبيب بن الزبير: وثقه النسائي وأبو داود، وصحح الترمذي حديثه، وقال أحمد: ما أعلم إلا خيراً، وقال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث ما أعلم أحداً حدث عنه إلا شعبة، وحديثه مستقيم، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني (11933) من طريق حفص بن عمر الحوضي، عن عمر بن فروخ، بهذا الإسناد. وانظر (1886) .
(2) في الأصول التي بين أيدينا عدا (ظ9) و (ظ14) : بشهوة، وهو تصحيف، وقد أورد ابن كثير في "تفسيره" 1/493 سورة البقرة آية 280 هذا الحديث عن الإمام أحمد فقال: "بسهوة" بالسين المهملة، وأوردها كذلك ابن الأثير في "النهاية" 2/430 بالسين المهملة، وقال: السهْوةُ: الأرض اللينة التربة، شَّبه المعصية في سهولتها على مرتكبها بالأرض السهلة التي لا حُزونة فيها. والحَزْن: ما غَلُظ من الأرض.
(3) إسناده ضعيف جداً، نوح بن جَعْوَنة لا يعرف بجرح ولا تعديل، ولم يَرْوِعنه غير=(5/149)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
= عبد الله بن يزيد المقرئ، فهو في عداد المجاهيل، وقال الذهبي في "الميزان" 4/275: أجوز أن يكون نوحَ بن أبي مريم، أتى بخبر منكرٍ، ثم أشار إلى هذا الحديث من "مسند الشهاب" (745) من طريق ابن أبي ميسرة، عن عبد الله بن يزيد المقرئ، ثم قال: فالآفة نوح. وأقره ابن حجر في "لسان الميزان" 6/173في تسمية نوح، وقال: هو نوح بن أبي مريم بعينه، فإن اسم أبي مريم يزيد بن جَعْونَة، جزم بذلك ابن حبان، وترجمته (يعني: نوح بن أبي مريم) مستوفاة في "التهذيب" وقد أجمعوا على تكذيبه.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 7/423، والقضاعي في "مند الشهاب" (1423) ، والبيهقي في "الشعب" (1461) عن ابن البجير- وهو صحابي- قال: أصاب يوماً النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجوع، فوضع على بطنه حجراً، ثم قال: "ألا يا رُبَّ نفسٍ طاعمةٍ ناعمةٍ في الدنيا، جائعة عارية يوم القيامة، ألا يا رُبَّ نفس جائعةٍ عاريةٍ في الدنيا، طاعمة ناعمة يوم القيامة، ألا يا رُبَّ مُكرم لنفسه وهو لها مهين، ألا يا رب مهينِ لنفسه وهو لها مُكرمَ، ألا يا رُب مُتخوض ومتنعم فيما أفاء الله على رسوله، ما له عند الله من خَلاق، ألا وإنَّ عمل الجنة حَزْن برَبوة، ألا وإن عمل النار سهل بسَهْوة، ألا يا رُب شهوة ساعة أورثت حزناً طويلا". وفي إسناده سعيد بن سنان، وهو متروك. وتحرفت لفظة "النار" عند ابن سعد إلى: "الآخرة"، ولفظة "بسهوة" عنده: "بشقوة"، وعند القضاعي: "بشهوة".
وأخرج أحمد 2/359 بإسناد صحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مَنْ أنظر فعْسِرا، أو وضع له، أظله الله في ظل عرشه يومَ القيامة".
وأخرج أحمد 3/427، ومسلم (3006) عن أبي اليَسَرِ مرفوعاً، قال: "من أنظر معسراً، أو وَضَع عنه، أظلَّه الله في ظِلَه".
وأخرج أحمد 3/153، ومسلم (2822) عن أنسٍ أنً النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "حفت الجنةُ
بالمكاره، وحُفتِ النارُ بالشهواتِ".
وأخرج أحمد 2/260، والبخاري (6487) ، ومسلم (2823) عن أبي هريرة، مثل حديث أنس.
وأخرج أحمد 2/128، وابن ماجه (4189) عن ابن عمر قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:=(5/150)
3016 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِشَاةٍ مَيْتَةٍ، فَقَالَ: " لِمَنْ كَانَتْ هَذِهِ الشَّاةُ؟ " فَقَالُوا: لِمَيْمُونَةَ. قَالَ: " أَفَلا انْتَفَعْتُمْ بِإِهَابِهَا " (1)
3017 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَرْتُ أَنَا وَالْفَضْلُ عَلَى أَتَانٍ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي فَضَاءٍ مِنَ الأَرْضِ، فَنَزَلْنَا وَدَخَلْنَا مَعَهُ، فَمَا قَالَ لَنَا فِي ذَلِكَ شَيْئًا " (2)
__________
= "ما تجرع عبد جُرْعةً أفْضَلَ عند الله عز وجل من جُرعةِ غَيْظٍ يَكظِمُها ابتغاءَ وجهِ الله تعالى"، قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" ورقة 265: إسناده صحيح، رجاله ثقات.
قوله: "من أنظر معسراً"، قال السندي: أي: أخر الطلبَ عنه إلى أجل بعد أن جاء وقتُه، أو وضع له، إي: كُل الدينِ أو بعضه. فيح جهنم، الفيح: سطوعُ الحر وفورانُه.
حَزْن، بفتح فسكون: ما غَلُظَ من الأرض وخشن، والمراد: إنه يصعب على النفوس.
بربوة، أي: بمكان مرتفع يصعبُ الوصولُ إليه، أولا لارتفاعِ مكانه، ثم المشي فيه ثانياً لصعوبته. وما من جُرعة، بضم الجيم: اسم من جَرِعَ الماء، كسَمعَ: بَلَعه، وفي "القاموس": الجُرعة من الماء: حَسوة منه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن خالد ثقة من رجال مسلم، ومَن فوقه من رجال الشيخين. وهو في "الموطأ" 2/498.
ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/27، والنسائي 7/172، وأبو عوانة 1/210.
وانظر (2369) .
(2) حديث صحيح، شعبة- وهو مولى ابن عباس، وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع فيما سلف برقم (1891) ، وباقي رجال السند ثقات. ابن أبي ذئب: هو محمد بن=(5/151)
3018 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " احْتَجَمَ، وَأَعْطَاهُ أَجْرَهُ " (1)
3019 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى أَبِي طَيْبَةَ عِشَاءً فَحَجَمَهُ، وَأَعْطَاهُ أَجْرَهُ " (2)
3020 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ زَمْعَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
= عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري.
وأخرجه الطيالسي (2726) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد- بلفظ: ... فنزلنا ومررنا بين يديه، فما ردنا ولا نهانا.
وأخرجه الطبراني (12217) من طريق خالد بن يزيد العمري، عن ابن أبي ذئب، به- بلفظ: مررتُ أنا والفضلُ بنُ العباس على حمار بَيْنَ يدي النبيً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يصلي، فما
نهانا ولا ردنا. وسيأتي برقم (3306) .
(1) على حاشية (س) و (ص) : وأعطى الحجام.
والحديث صحيح، وهو مكرر (2249) . أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، وزمعة: هو ابن صالح الجَنَدي اليماني، ضعيف، وحديثه في صحيح مسلم مقرون.
(2) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف عباد بن منصور، ثم هو منقطع، فإن كل ما رواه عباد بن منصور عن عكرمة بالعنعنة فإنما سمعه من إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن داود بن الحصين، فدلسها عن عكرمة، وإبراهيم بن أبي يحيى متروك، وداود بن الحصين ثقة إلا في عكرمة. والحديث في "مسند الطيالسي" برقم (2665) .
وسيأتي بإسناد صحيح برقم (3284) بلفظ: احتجم رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأعطاه أجره، ولو كان حراماً ما أعطاه. وانظر ما تقدم برقم (2155) .(5/152)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) وَقَفَ بِجَمْعٍ، فَلَمَّا أَضَاءَ كُلُّ شَيْءٍ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَفَاضَ " (2)
3021 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَهَاشِمٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: أَهْلَلْنَا هِلالَ رَمَضَانَ، وَنَحْنُ بِذَاتِ عِرْقٍ، قَالَ: فَأَرْسَلْنَا رَجُلًا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ - قَالَ هَاشِمٌ: فَسَأَلَهُ - فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ مَدَّ رُؤْيَتَهُ - قَالَ هَاشِمٌ: لِرُؤْيَتِهِ - فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ، فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ " (3)
__________
(1) من قوله: "بعث إلى أبي طيبة" في الحديث السابق إلي هنا، سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) ، وأثبتناه من هاتين النسختين، وهو الصواب، فقد أورد الحافظ ابن حجر الحديثَ الأول في "أطراف المسند" 1/ورقة 122 في ترجمة عباد بن منصور، عن عكرمة، والحديث الثاني فيه 1/ورقة 121 في ترجمة سلمة بن وهرام، عنه.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لِضعف زمعة بن صالح، وقد سلف نحوه بإسناد آخر صحيح عن ابن عباس برقم (2051) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. وأبو البَخْتَري: هو سعيد بن فيروز الكوفي.
وأخرجه مسلم (1088) (30) ، وابن خزيمة (1915) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2721) ، ومن طريقه البيهقي 4/206، وأخرجه ابن أبي شيبة 3/22 عن محمد بن جعفر غُندر، كلاهما (الطيالسي وغندر) عن شعبة، به.
وأخرج ابن أبي شيبة 3/21-22، ومسلم (1088) (29) ، وابن خزيمة (1919) ،=(5/153)
3022 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ أَبِي يَزَيْدٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَلَاءَ، فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا، فَلَمَّا خَرَجَ، قَالَ " مَنْ وَضَعَ ذَا؟ " قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ. قَالَ: " اللهُمَّ فَقِّهْهُ " (2)
__________
=والطبراني (12687) من طريق حصين، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، قال: خرجنا للعمرة، فلما نزلنا ببطن نخلة قال: تراءَينا الهلال، فقال بعضُ القوم: هو ابن ثلاث، وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين، قال فلقِينا ابن عباس، فقلنا: إنا رأينا الهلال، فقال بعضُ القوم: هو ابن ثلاث، وقال بعضُ القوم: هو ابن ليلتين، فقال: أيُ ليلة رأيتموه؟ قال: فقلنا: ليلة كذا وكذا، فقال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن الله مَده للرؤية" فهو لليلة رأيتموه. ووقع عند الطبراني: خرجنا حجاجاً. وسيأتي الحديث برقم (3208) و (3515) ، وانظر (3474) .
قوله: "فأرسلنا رجلاً"، قال السندي: أي: حين رأيناه كبيراً خارجاً عن المعتاد فاختلفنا، ففي "مسلم": قال بعض القوم: ابن ثلاث، وقال بعض القوم: ابن ليلتين.
وقوله: "قد مد رؤيته"، أي: أطال فيها بحيث يبلغ الشهر ثلاثين يوماً، فإذا لم تتبين رؤية الهلال في ليلة التاسع والعشرين، فتكمل عدة الشهر ثلاثين.
وذات عِرْق، قال الحافظ في "الفتح" 3/389: هي بكسر العين وسكون الراء بعدها قاف، سمي بذلك لأن فيه عِرْقاً، وهو الجبل الصغير، وهي أرض سَبَخَة تُنبت الطرفاء (هو شجر) ، بينها وبين مكة مرحلتان، والمسافة: اثنان وأربعون ميلًا، وهو الحد الفاصل بين نجدٍ وتهامة.
(1) تحرف في (م) والأصول التي بين أيدينا عدا (ظ9) و (ظ14) إلي: عبد الله بن زيد، وما أثبتناه من (ظ9) و (ظ14) ، وهو الصواب الموافق لما في "أطراف المسند" 1/ورقة 118.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (143) ، ومسلم (2477) (138) ، وأبو يعلى (2553) من طريق=(5/154)
3023 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ أَبُو بِشْرٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ " (1)
3024 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اتَّقُوا الْحَدِيثَ عَنِّي (2) ، إِلا مَا عَلِمْتُمْ "، قَالَ: " وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ (3) ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَى الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (4)
3025 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
= هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. ولفظ البخاري: "اللهم فقهه في الدين". وانظر ما سلف برقم (2397) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ميمون بن مهران، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه ابن الجارود (892) عن محمد بن يحيى، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (2192) .
(2) في بعض أصولنا الخطية: عليّ.
(3) من قوله: "ومن كذب" إلي هنا سقط من النسخ المطبوعة.
(4) إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي، وقوله: "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" صحيح متواتر، وانظر (2974) .(5/155)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِكَلامٍ بَيِّنٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا " (1)
3026 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَاتَتْ شَاةٌ لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَاتَتْ فُلانَةُ - يَعْنِي الشَّاةَ - فَقَالَ: " فَلَوْلا أَخَذْتُمْ مَسْكَهَا " فَقَالَتْ: نَأْخُذُ مَسْكَ شَاةٍ قَدْ مَاتَتْ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ} ، فَإِنَّكُمْ لَا تَطْعَمُونَهُ إِنْ تَدْبُغُوهُ فَتَنْتَفِعُوا بِهِ " فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهَا، فَسَلَخَتْ مَسْكَهَا، فَدَبَغَتْهُ، فَأَخَذَتْ مِنْهُ قِرْبَةً حَتَّى تَخَرَّقَتْ عِنْدَهَا (2)
__________
(1) صحيح لغيره، سماك بن حرب صدوق حسن الحديث، إلا أن في روايته عن عكرمة اضطرابا، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (2424) .
(2) حديث صحيح، سماك متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري، وصححه النووي في "تهذيب الأسماء" 4/75 على شرط مسلم، فأخطأ، فإن مسلماً لم يخرج لسماك في صحيحه من روايته عن عكرمة، وعكرمة لم يخرج له مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (2334) و (2364) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/471، وفي "شرح مشكل الآثار" 4/261، وابن حبان (1281) ، والطبراني (11765) ، والبيهقي 1/18، والحازمي في "الاعتبار" ص55 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.=(5/156)
3027 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، فَذَكَرَهُ (1)
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/471، وفي "شرح مشكل الآثار" 4/261، وابن حبان (1280) ، والطبرإني (11766) من طريق أبي الأحوص، عن سماك، به. ولم يذكر ابن حبان في روايته اسم زوجة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسماها أبو الأحوص عند الطبراني "أمً الأسود"، قال الطبراني: وإنما الصواب "سودة". وانظر ما بعده.
وللانتفاع من إهاب المَيْتَة إذا دُبِغَ طُرُق أخرى عن ابن عباس، انظر (1895) و (2003) و (2369) .
وفي الباب عن ميمونة سيأتي في "المسند" 6/329.
وقول سودة: "ماتت فلانةُ ... "، قال السندي: ذكر الجوهري (في "الصحاح" 6/2178) نقلاً عن ابن السراج: أن فلاتاً وفلانة يُستعملان في الناس، وفي غيرهم الفلان والفلانة بالالف واللام، وتبعه ابن مالك في "شرح التسهيل" وعلله بالفرق بين الكنايتين، ووافقه صاحب " القاموس" على ذلك، لكن رده النووي في "تهذيب الأسماء" 4/75 بهذا الحديث، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي بإسناد صحيح على شرط مسلم! بلفظ: ماتت فلانة- يعني: الشاة-، هكذا في كل النسخ المعتمدة: فلانة بغير ألف
ولام، وهذا تصريح بجواز اللغتين.
قلت (القائل السندي) : وإسناد أبي يعلى إسناد المصنف (يعني أحمد) بعينه، إلا شيخه، فإنه إبراهيم بن الحجاج، ذكره الحازمي في "ناسخه" (ص55) وقال: وأخرج البخاري (6686) طرفاً منه من حديث عكرمة، وهو أن سودة قالت: ماتت لنا شاة، فدبغنا مَسْكَها، ثم ما زلنا ننبذ فيه حتى صار شناً.
وقوله: "إنما قال الله ... الخ "، قال: أي: إنما حرم أكلها.
والمَسْك: الجِلْد.
(1) حديث صحيح كسابقه، وهو مرسل، عكرمة لم يسمع من سودة، بينهما ابن عباس. أسود: هو ابن عامر، ولقبه: شاذان.=(5/157)
3028 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ: " أَحَقٌّ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ (1) ، أَنَّكَ وَقَعْتَ عَلَى جَارِيَةِ بَنِي فُلانٍ؟ " قَالَ: فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ، قَالَ: فَرَجَمَهُ (2) .
3029 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " نَكَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ الْهِلالِيَّةَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ " (3)
3030 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمِينَ، وَأَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَقَصَهُ بَعِيرُهُ، فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ
__________
=وأخرجه الطبراني 24/ (99) من طريق أسباط بن نصر، عن سماك، بهذا الإسناد.
وسيأتي في مسند سودة 6/429 موصولاً من طريق إسماعيل، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن سودة، مختصراً.
(1) زاد بعد لفظة "عنك" في (ظ14) : "قال: وما بلغك عني؟ قال: بلغني".
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وانظر (2202) .
(3) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وانظر (2560) .(5/158)
فِي ثَوْبَيْنِ (1) ، وَلا تُمِسُّوهُ طِيبًا، وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّدًا " (2) .
3031 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا طِيَرَةَ وَلا عَدْوَى، وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ "، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَنَأْخُذُ الشَّاةَ الْجَرْبَاءَ، فَنَطْرَحُهَا فِي الْغَنَمِ، فَتَجْرَبُ قَالَ: " فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ " (3)
3032 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَضَعَ لَكَ هَذَا عَبْدُ
__________
(1) في (ظ14) : في ثوبيه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس.
وأخرجه البخاري (1267) ، ومسلم (1206) (100) ، وأبو يعلى (2337) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (1850) .
وملبِّداً: سلف تفسيرها عند الحديث (2591) .
(3) صحيح لغيره، سماك بن حرب قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه أبو يعلى (2333) و (2582) ، والطحاوي 4/308، وابن حبان (6117) ، والطبراني (11764) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد، ورواية الطحاوي ليس فيها "ولا صفر". وانظر (2425) .(5/159)
اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ. فَقَالَ: " اللهُمَّ فَقِّهُّ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ " (1)
3033 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي فُلانٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ إِذَا مَشَى، مَشَى مُجْتَمِعًا، لَيْسَ فِيهِ كَسَلٌ " (2)
__________
(1) إسناده قوي على شرط مسلم.
وأخرجه ابن سعد 2/365 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 2/365، وابن أبي شيبة 12/111-112، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/493-494، وابن حبان (7055) ، والطبراني (10587) ، والحاكم 3/543 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني (10614) من طريق داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، به.
وانظر (2397) .
(2) صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، والراوي المبهم هو عكرمة، سماه البزار في روايته.
وأخرجه ابن سعد1/417 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص94 عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه البزار (2391- كشف الأستار) عن الحسن بن علي الواسطي، عن محمد بن راشد، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا مشى لم يلتفت، يعرف في مشيته أنه غير كَسِل ولا وَهِن.
وانظر في صفة مَشْي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضاً حديث علي بن أبي طالب السالف برقم
(684) و (746) .
قوله: "مجتمعاً"، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/297: أي: شديد الحركة، قوي الأعضاء، غير مسترخ في المشي.(5/160)
3034 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ إِذْ خَلَقَهُمْ " (1) .
3035 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمِ الْبِيضَ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، وَإِنَّ مِنْ خَيْرِ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدَ، إِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ " (2) .
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس.
وأخرجه مسلم (2660) (28) ، وأبو داود (4711) ، والطبراني (12448) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (1845) .
وأخرج أحمد في "المسند" 5/73 عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس قال: أتى عليَّ زمانٌ وأنا أقول: أولاد المسلمين مع المسلمين، وأولاد المشركين مع المشركين، حتى حدثني فلان عن فلان: أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنهم فقال: "الله أعلمُ بما كانوا عاملين"، قال: فلقيت الرجل، فأخبرني، فأمسكتُ عن قولي.
وأخرج أحمد أيضاً في "مسنده" 5/410 عن إسماعيل بن إبراهيم، عن خالد الحذاء، عن عمار بن أبي عمار، قال: كنت أقول في أولاد المشركين: هم منهم، فحدثني رجل عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلقيته، فحدثني عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنه قال: "ربُّهم أعلمُ بهم، هو خلقهم، وهو أعلمُ بهم وبما كانوا عاملين".
(2) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن=(5/161)
3036 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَلَقْتُ وَلَمْ أَنْحَرْ؟ قَالَ: " لَا حَرَجَ وَانْحَرْ (1) " وَجَاءَهُ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قَالَ: " فَارْمِ، وَلَا حَرَجَ " (2) .
__________
= عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم.
وأخرجه ابن حبان (5423) و (6073) من طريق العباس بن الوليد، عن وهيب، بهذا الإسناد. والرواية الثانية منهما بقصة الكحل فقط. وانظر (2219) .
قوله: "فإنها من خير ثيابكم"، قال السندي: فإنها يظهر فيها أدنى وسخ فيزال، فتكون أطهر، وأيضا سائر الألوان تحتاج عادة إلي تكلف الصبغ بخلاف البياض، فإنه اللون الأصلي الخالي عن التكلف، والله تعالي أعلم.
(1) لفظة "وانحر" أثبتناها من (ظ14) ، وفي "تغليق التعليق" للحافظ ابن حجر 3/95: فانحر، ولم ترد هذه اللفظة في (م) وباقي الأصول الخطية.
(2) إسناده قوي على شرط مسلم.
وأورده البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث رقم (1722) معلقاً من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (12482) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: وجدت في كتاب أبي: أعطانا أبو الأشج كتاب أبيه، فكتبنا منه عن سفيان، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. ولم يذكر فيه قصة الحلق.
وللحديث طرق أخرى في "المسند" عن ابن عباس، انظر (1857) و (1858) و (2648) و (2731) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سيأتي في "المسند" 2/159. =(5/162)
3037 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " (1)
3038 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَمَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجِمَارَ بَعْدَ مَا زَالَتِ الشَّمْسُ " (2)
__________
=وعن جابر بن عبد الله، سيأتي في "المسند" 3/326.
(1) إسناده قوي على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/727، وأبو يعلى (2540) ، وابن حبان (417) ، والطبراني (12475) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وتحرف "عفان" في المطبوع من الطبراني إلي: عثمان.
وأخرجه ابن ماجه (2609) من طريق ابن أبي الضيف، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وانظر ما سلف برقم (2816) و (2921) .
وفي الباب عن علي سلف برقم (615) .
وعن عمرو بن خارجة سيأتي4/187.
وعن أبي أمامة سيأتي 5/267.
(2) إسناده حسن، الحجاج- وهو ابن أرطاة- قد صرح بالتحديث فيما سلف برقم (2635) .
قوله: "بعدما زالت الشمس"، قال السندي: أي: في غير يوم النحر.(5/163)
3039 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ " (1)
3040 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أُمَّ حُفَيْدٍ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ، خَالَةَ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَهْدَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا، قَالَ: " فَدَعَا بِهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُكِلْنَ عَلَى مَائِدَتِهِ، وَتَرَكَهُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَالْمُتَقَذِّرِ " " فَلَوْ كُنَّ حَرَامًا، مَا أُكِلْنَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا أَمَرَ بِأَكْلِهِنَّ " (2)
3041 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنِي سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ فُلانٌ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ، قَالَ: فَجَعَلَ الْفَتَى يُلاحِظُ النِّسَاءَ، وَيَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ، قَالَ: وَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه أبو داود (1074) ، والنسائي 2/159، والطحاوي 1/414، وابن حبان (1821) ، والطبراني (12376) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (1993) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس.
وأخرجه البخاري (5389) و (7358) ، وأبو يعلى (2335) ، والطبراني (12441) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (2299) .(5/164)
يَصْرِفُ وَجْهَهُ بِيَدِهِ مِنْ خَلْفِهِ مِرَارًا، قَالَ: وَجَعَلَ الْفَتَى يُلاحِظُ إِلَيْهِنَّ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنَ أَخِي، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ، وَبَصَرَهُ، وَلِسَانَهُ، غُفِرَ لَهُ " (1)
3042 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ: " اللهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ " فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ. وَهُوَ يَثِبُ فِي الدِّرْعِ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] (2) .
__________
(1) إسناده ضعيف، سُكين بن عبد العزيز، وثقه وكيع وابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم وابن عدي: لا بأس به، وضعفه أبو داود، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره الدارقطني في "الضعفاء"، روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام"، وفي "الأدب المفرد"، وأبوه عبد العزيز بن قيس العبدي، وثقه العجلي،. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: مجهول.
وأخرجه الطيالسي (2734) ، وأبو يعلى (2441) ، وابن خزيمة (2834) ، والطبراني (12974) من طرق عن سكين بن عبد العزيز، بهذا الإسناد- وبعضهم يزيد فيه على بعض، وسموا فيه رديفَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الفضل بن عباس. وقال ابن خزيمة في سكين هذا: أنا بريء من عهدته وعهدة أبيه.
وأخرجه ابن خزيمة (2833) من طريق أسد، عن سكين بن عبد العزيز، عن أبيه، عن عبد الله بن عباس، عن الفضل بن عباس. وسيأتي برقم (3350) ، وانظر ما سلف في مسند الفضل بن عباس برقم (1823) و (1828) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة،=(5/165)
3043 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدَ عَلَى بِنْتِ حَمْزَةَ، فَقَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي، وَيَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ
__________
=فمن رجال البخاري. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان البصري، وخالد هو ابن مِهران البصري الحذًاء.
قال الحافظ في "الفتح" 8/619: هذا من مرسلات ابن عباس، لأنه لم يحضر القصة، وروى عبد الرزاق (في تفسيره 2/259، قلنا: والطبري أيضا 27/108) عن معمر، عن أيوب، عن عكرمة، أن عمر قال: لما نزلت: (سيُهْزَمُ الجمعُ ويُوَلونَ الدبُرَ) جعلتُ أقولُ: أي جمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر رأيتُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَثبُ في الدرع وهو يقول: (سيهزم الجمع) الاَية، فكأنَّ ابن عباس حمل ذلك عن عمر، وكأن عكرمة حمله عن ابن عباس، عن عمر.
قلنا: وأخرجه البخاري (4875) عن محمد بن يحيى الذهلي، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2915) و (3953) و (4875) ، والنسائي في "الكبرى" (11557) ، والطبرائي (11976) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/50، وقي "الأسماء والصفات" ص149، والبغوي في "تفسيره" 4/264، وفي "شرح السنة" (3775) من طريق عبد الوهًاب الثقفي، والبخاري (4877) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن خالد الحذاء، به.
وأخرج ابن أبي شيبة 14/357، والطبري 27/109 من طريق إسماعيل ابن عُلية، عن أيوب، عن عكرمة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَثِبُ في الدَرع ويقول: هُزم الجمعُ، ووَلوا الدبرَ. وهذا مرسل.
وبنحو حديث الباب دون قوله: "وهو يثب ... إلخ " رواه سماك الحنفي أبو زميل، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب، وقد سلف في مسند عمر برقم (208) .(5/166)
مِنَ الرَّحِمِ " (1)
3044 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَاءَ أَبُو جَهْلٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَنَهَاهُ، فَتَهَدَّدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَتُهَدِّدُنِي؟ أَمَا وَاللهِ، إِنِّي لَأَكْثَرُ أَهْلِ الْوَادِي نَادِيًا "، فَأَنْزَلَ اللهُ: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [العلق: 10] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ دَعَا نَادِيَهُ، لَأَخَذَتْهُ الزَّبَانِيَةُ " (2)
3045 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَرَفَعَهُ، قَالَ: " مَا كَانَ مِنْ حِلْفٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلامُ إِلا حِدَّةً وَشِدَّةً " (3)
3046 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2633) .
(2) إسناده صحيح، داود- وهو ابن أبي هند- من رجال مسلم، وعكرمة من رجال البخاري، وباقي السند من رجال الشيخين. وانظر (2321) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك سييء الحفظ، ورواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب. وانظر (2909) .(5/167)
الجَنَّةِ، وَكَانَ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ، حَتَّى سَوَّدَتْهُ خَطَايَا أَهْلِ الشِّرْكِ " (1)
3047 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَيْتَةٍ قَدْ أَلْقَاهَا أَهْلُهَا، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا " (2)
3048 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
__________
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلامُ عليه برقم (2795) .
(2) صحيح لغيره، محمد بن مصعب- وهو ابن صَدَقة القَرْقَساني- مختلف فيه، قال أحمد: لا بأس به، حديثُه عن الأوزاعي مقارِب، وقال أبو زرعة: صدوق، ولكنه حدث بأحاديثَ منكرة، ووثقه ابن قانع، وضعفه ابن معين والنسائي وأبو حاتم، وقال الخطيبُ: كان كثيرَ الغلط لتحديثه من حفظه، ويذكر عنه الخير والصلاح، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. عبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (3) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (60) ، والبزار (3691- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2593) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/189 من طريق محمد بن مصعب، بهذا الإسناد.
وله شواهد عن أبي هريرة وجابر والمستورد بن شداد وعبد الله بن ربيعة السلمي، وستأتي في "المسند" على التوالي 2/338 و3/365 و4/229 و336.
وعن سهل بن سعد عند ابن ماجه (4110) .
وعن أبي الدرداء عند البزار (3690) .
وعن أنس عنده أيضاً (3692) .
قوله: "للدنيا أهون"، قال السندي: هي كل ما يَشْغَل عن الله من اللذات والنعيم والسرور، وأما ما يعِينُ المرءَ على طاعته، فليس منها، والله تعالي أعلم.(5/168)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ اسْتَفْتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ، تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْضِ عَنْهَا " (1)
3049 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ فِي الْحَجِّ عَلَى عِبَادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَمْسِكَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ، حُجِّي عَنْ أَبِيكِ " (2)
3050 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " شَرِبَ لَبَنًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ
__________
(1) حديث صحيح، محمد بن مصعب متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه النسائي 6/253-254 من طريق الوليد بن مَزْبَد، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وانظر (1893) .
(2) حديث صحيح، محمد بن مصعب متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه الدارمي (1833) ، والبخاري (4399) من طريق محمد بن يوسف، والنسائي 8/228 من طريق الوليد بن مسلم وعمرُ بن عبد الواحد، والطبراني 18/ (723) من طريق الهِقْل بن زياد، أربعتهم عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وانظر (1890) .(5/169)
فَمَضْمَضَ "، وَقَالَ: " إِنَّ لَهُ دَسَمًا " (1)
3051 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَيْتَةٍ، فَقَالَ: " أَلا اسْتَمْتَعْتُمْ بِجِلْدِهَا؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا مَيْتَةٌ. قَالَ: " إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا " (2)
3052 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (3)
3053 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ، قَالَ:
__________
(1) حديث صحيح، محمد بن مصعب متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/57 عن محمد بن مصعب، بهذا الإسناد. وانظر (1951) .
(2) حديث صحيح، محمد بن مصعب متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (2419) من طريق هقل بن زياد، وابن حبان (1282) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وانظر (2369) .
و"حرم"، قال النووي في "شرح مسلم": رويناه على وجهين: حَرُمَ، وحُرم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخَوْلاني الحمصي.
وأخرجه البخاري (1837) ، والنسائي في "المجتبى" 5/191-192، وفي "الكبرى" (3201) ، والبيهقي7/212 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3200) من طريق الوليد بن مسلم، قال أبو عمرو الأوزاعي: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن عطاءٍ مرسلا. وانظر ما تقدم برقم (2393) .(5/170)
حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَ ضُبَاعَةَ أَنْ تَشْتَرِطَ فِي إِحْرَامِهَا " (1)
3054 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ بَعْضِ إِخْوَانِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ (2) : قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ رَجُلًا قَدِمَ عَلَيْنَا يُكَذِّبُ بِالْقَدَرِ. فَقَالَ: دُلُّونِي عَلَيْهِ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَدْ عَمِيَ، قَالُوا: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ يَا أَبَا عَبَّاسٍ؟ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنِ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ لَأَعَضَّنَّ أَنْفَهُ حَتَّى أَقْطَعَهُ، وَلَئِنْ وَقَعَتْ رَقَبَتُهُ فِي يَدَيَّ، لَأَدُقَّنَّهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَأَنِّي بِنِسَاءِ بَنِي فِهْرٍ (3) يَطُفْنَ بِالْخَزْرَجِ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن ابن عباس، إلا أن يكون طاووساً أو عكرمة، فقد أخرجه الطبراني (12023) بإسناد ضعيف عن عبد الكريم الجزري، عن طاووس وعكرمة، عن ابن عباس بنحوه.
وسيأتي مطولاً برقم (3117) عن محمد بن بكر، عن ابن جريج، أخبرنا أبو الزبير، أنه سمع طاووساً وعكرمة يخبران عن ابن عباس، وهذا إسناد صحيح.
ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ابنة عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكانت زوجَ المقداد بن
الأسود، وسيأتي الحديث في مسندها 6/420 عن محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، عن عبد الكريم الجزري، قال: حدثني من سمع ابن عباس يقول: حدثتني ضباعة، أنها قالت: يا رسول الله إني أريد الحج، فقال لها: "حُجي واشترطي".
قوله: "أن تشترط"، قال السندي: بأن تقول: محلي حيث حبستني، ومن لا يقول بالاشتراط، يحمل الحديث على الخصوص.
(2) يعني محمد بن عبيد المكي.
(3) كذا في (م) والأصول الخطية، وفي (ظ 14) : فهم، وعلى هامشها: فهر. وفي=(5/171)
تَصْطَكُّ أَلْيَاتُهُنَّ مُشْرِكَاتٍ " هَذَا أَوَّلُ شِرْكِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَنْتَهِيَنَّ بِهِمْ سُوءُ رَأْيِهِمْ حَتَّى يُخْرِجُوا اللهَ مِنْ أَنْ يَكُونَ قَدَّرَ خَيْرًا، كَمَا أَخْرَجُوهُ مِنْ أَنْ يَكُونَ قَدَّرَ شَرًّا (1) .
__________
="السنة" و"الأوائل" لابن أبي عاصم، و"شرح أصول الاعتقاد" لِلاّلكائي: بني فهم.
(1) في (م) و (ق) و (ص) : تصطفق.
(2) إسناده ضعيف لضعف محمد بن عبيد المكي، ثم هو لم يروعن ابن عباس، وإنما روى هذا الحديث عنه بواسطة مجاهد، والمعني بقول الأوزاعي: "عن بعض إخوانه": هو العلاء بن الحجاج، كما سيأتي في الحديث الذي يليه وكما في مصادر التخريج، وهو مجهول، وضعفه الأزدي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (79) ، وفي "الأوائل" (59) ، والآجري في "الشريعة" ص 238، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1116) من طريق بقية بن الوليد، عن الأوزاعي، عن العلاء بن الحجاج، عن محمد بن عبيد، عن ابن عباس.
ورواية ابن أبي عاصم مختصرة بالمرفوع منه فقط، ورواية الآجري مختصرة بقصة المكذب بالقدر دون المرفوع.
وأخرجه مختصراً أيضاً ابن أبي عاصم في "السنة" (79) ، وفي "الأوائل" (59) من طريق بقية قال: ثم لقيت العلاء بن الحجاج، فحدثني عن محمد بن عبيد المكي، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأورده ابن حجر في "المطالب العالية" (2936) ، ونسبه إلي إسحاق بن راهويه.
قوله: "يكذب"، قال السندي: من التكذيب، أي: ينكر بأن الله قَدر الشر، ويقول: هو مما أراده الشيطان بالإنسان لا الرحمن، فإنه أجل من أن يريد ذلك، تعالي الله أن يَجريَ في ملكه إلا ما يشاء.
وقوله: "كأني بنساء بني فِهْر"، قال: المشهور في هذا المعنى ما أخرجه مسلم (رقم 2906، وسيأتي في "المسند" 2/271) وغيرُه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب ألياتُ نساءِ دوس حول ذي الخَلَصة" وكانت صنماً=(5/172)
3055 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِيَ الْعَلاءُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِهَذَا الْحَدِيثِ قُلْتُ: أَدْرَكَ مُحَمَّدٌ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: " نَعَمْ " (1)
3056 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُخْبِرُ: أَنَّ رَجُلًا أَصَابَهُ جُرْحٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَصَابَهُ احْتِلامٌ، فَأُمِرَ بِالاغْتِسَالِ، فَمَاتَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " قَتَلُوهُ قَتَلَهُمِ اللهُ، أَلَمْ يَكُنْ شِفَاءَ الْعِيِّ السُّؤَالُ " (2)
__________
= تعبدها دوس في الجاهلية بتَبالةَ، والله تعالي أعلم.
وقوله: "بالخزرج"، قال: يحتمل أنه اسم لذلك الصنم، أو صنم آخر، وقد نَبَّهت على أن هذا الحديث مخالف لما هو المشهور في هذا المعنى، فلا يؤمَنُ مِن وقوع غلط فيه من بعض الرواة.
وقوله: "تصطك "، قال: تزدحم.
وقوله: "حتى يخرجوا الله"، قال: من الإخراج، أي: إلي أن ينفوا تقدير الخير، كما نَفَوا تقدير الشر.
(1) إسناده ضعيف كسابقه. قلنا: وأما إدراك محمد بن عبيد المكي لابن عباس، ففيه وقفة، إلا أن يكونَ أدركه صغيراً جدا لا يُميز، وهو على ضعفه لا يصح سماعه من ابن عباس، وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" 26/62.
(2) حسن، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه انقطاعاً بين الأوزاعي وبين عطاء بن أبي رباح، وقال أبو حاتم وأبو زرعة فيما نقله عنهما ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 1/37: روى هذا الحديثَ ابن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن إسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن ابن عباس، وأفسد الحديثَ. قلنا: وقد رواه ابن ماجه من طريق ابن أبي العشرين هذا، فلم يذكر فيه إسماعيل بن مسلم- وهو أبو إسحاق=(5/173)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المكي-، فإن صحَّ ذِكْرُه فيه، فالإسناد ضعيف، والله تعالى أعلم.
وأخرجه الدارمي (752) ، والدارقظني 1/192 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وفي آخره عندهما: قال عطاء: بلغني أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لو غسل جسدَه وترك رأسَه حيث أصابه الجرحُ"، وهذا مرسل.
وأخرجه أبو داود (337) ، والدارقطني 1/191 و192، والبيهقي 1/227 من طرق عن الأوزاعي، به.
وأخرجه عبد الرزاق (867) ، ومن طريقه الدارقطني 1/191 عن الأوزاعي، عن رجل، عن عطاء، به.
وأخرجه ابن ماجه (572) من طريق عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، والدارقطني 1/191 من طريق أيوب بن سويد، وأبو نعيم في "الحلية" 3/317، 318 من طريق محمد بن كثير، ثلاثتهم عن الأوزاعي، عن عطاء بن أبي رباح، به. قال أبونعيم: هذا حديث غريب، لا نحفظ هذه اللفظة من أحد من الصحابة إلا من حديث ابن عباس، ولا عنه إلا من رواية عطاء.
وأخرجه أبو يعلى (2420) ، والدارقطني 1/190، والحاكم 1/178 من طريقين عن الهِقْل بن زياد، قال: سمعتُ الاوزاعي قال: قال عطاء: قال ابن عباس ... الحديث.
وأخرجه الحاكم 1/178 من طريق بشر بن بكر، حدثني الأوزاعي، حدثنا عطاء بن أبي رباح أنه سمع عبد الله بن عباس. وبشر بن بكر- مع أنه ثقة- يغرب، وقد أعل الحاكمُ هذا إلاسناد بقوله: قد رواه الهِقلُ بن زياد، وهو من أثبت أصحاب الاوزاعي، ولم يذكر سماع الأوزاعي من عطاء. ثم ساق الحديث السالف.
وأخرجه الطبراني (11472) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، عن عبد الرزاق، عن الأوزاعي سمعتُه منه أو أُخبِرته عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس. وقال في آخره: "إلا يَممُوه؟ ".
ويعض من أخرجه من هؤلاء زاد فيه قول عطاء عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلًا، والذي أشرنا=(5/174)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إليه في أول التخريج.
وأخرج ابن الجارود في "المنتقى" (128) ، وابن خزيمة (273) ، وابن حبان (1314) ، والحاكم 1/165، والبيهقي1/226 من طريق الوليد بن عبيد الله بن أبي رباح، عن عطاء، عن ابن عباس: أن رجلاً أجنب في شتاء، فسأل، فأمر بالغُسل، فمات، فذكر ذلك للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "ما لهم قتلوه؟ قتلهم الله- ثلاثا-، قد جعل الله الصعيد- أو التيمم- طهوراً". والوليد بن عبيد الله: هو ابن أخي عطاء بن أبي رباح، ترجمة ابن أبي حاتم 9/9، ونقل توثيقه عن يحمى بن معين، ونقل الذهبي في "الميزان" 4/341 تضعيفه عن الدارقطني، وقد صحح له هذا الحديثَ ابن حبان وابن خزيمة والحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرج ابن الجارود في "المنتقى" (129) ، وابن خزيمة (272) ، والحاكم 1/165 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رفعه في قوله عز وجل: (وإن كنتم مرضى أو على سفرٍ) الآية، قال: "إذا كانت بالرجل الجراحةُ في سبيل الله، أو القروح، أو الجُدَري، فيُجنب، فيخاف إن اغتسل أن يموت، فليَتيمم". قال ابن خزيمة: هذا خبر لم يرفعه غير عطاء، قلنا: وقد كان اختلط، وجرير بن عبد الحميد روى عنه بعد الاختلاط، وخَطأ أبو حاتم وأبو زرعة رفعه، وقالا - فيما نقله ابن أبي حاتم في "العلل" 1/26-: رواه أبو عوانة وورقاء وغيرهما عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، موقوفاً، وهو الصحيح.
وأخرج نحوه ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/101 عن أبي الاحوص سلام بن سليم، عن عطاء بن السائب، به، فوقفه على ابن عباس.
وفي الباب عن الزبير بن خُريق، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر نحو حديث ابن عباس عند أبي داود (336) ، والدارقطني 1/190، والبيهقي1/227-228، والبغوي (313) ، والزُبير بن خُرَيقٍ ليِّن الحديث، وقد وقع فيه من الزيادة ما ليس في حديث ابن عباس، وهو المسح على الجبيرة.
وعن علي مرفوعاً: "إنما شفاء العي السؤال" عند القضاعي في "مسند الشهاب"=(5/175)
3057 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْدَفَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَيْهَا، كَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثًا، وَحَمِدَ اللهَ ثَلاثًا، وَسَبَّحَ اللهَ ثَلاثًا، وَهَلَّلَ اللهَ وَاحِدَةً، ثُمَّ اسْتَلْقَى عَلَيْهِ، فَضَحِكَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: " مَا مِنَ امْرِئٍ يَرْكَبُ دَابَّتَهُ، فَيَصْنَعُ كَمَا صَنَعْتُ، إِلا أَقْبَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَضَحِكَ إِلَيْهِ، كَمَا ضَحِكْتُ إِلَيْكَ " (1)
__________
= (1162) ، وإسناده ضعيف.
وفي الباب عند أحمد 4/264-265، والبخاري (338) ، ومسلم (110) (368) عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: جاء رجل إلي عمر بن الخطاب فقال: إني أجنبت، فلم أصب الماءَ، فقال عمار بن ياسر لعمر بن الخطاب: أما تذكر أنا كنا في سفر أنا وأنت، فاما أنت فلم تُصَل، وأما أنا فتَمعكْتُ فصليت، فذكرتُ للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كان يكفيك هكذا" فضرب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكفيه الارض، ونفخ فيهما، ثم مسح بهما وجهه وكفيه.
وعن عمران بن حصين عند أحمد 4/434-435، والبخاري (344) في حديث طويل، وفيه: ونودي بالصلاة فصلى بالناس، فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يُصَل مع القوم، قال: "ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم؟ " قال: أصابتني جنابة ولا ماءَ، قال: "عليك بالصعيد، فإنه يكفيك".
قوله: "قتلوه قتلهم الله"، قال السندي: دعاء عليهم، وفيه أن صاحب الخطأ الواضح غير معذور. والعِى- بكسر العين-: الجهل.
(1) إسناد هـ ضعيف، أبو بكر بن عبد الله- وهو ابن أبي مريم الغساني الشامي- ضعيف، وعلي بن أبي طلحة لم يدرك ابن عباس. وقد سلف ما يغني عنه في دعاء الركوب، عن علي بن أبي طالب برقم (753) ، وهو حديث حسن.
قوله: "استلقى عليه"، قال السندي: أي: مال بظهره إليه. وقوله: "فضحك له"،=(5/176)
3058 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: سُئِلَ الزُّهْرِيُّ هَلْ فِي الْجُمُعَةِ غُسْلٌ وَاجِبٌ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ جَاءَ مِنْكُمِ الْجُمُعَةَ، فَلْيَغْتَسِلْ " وقَالَ طَاوُسٌ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: ذَكَرُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ، وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا، وَأَصِيبُوا مِنَ الطِّيبِ " فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا الْغُسْلُ، فَنَعَمْ، وَأَمَّا الطِّيبُ، فَلا أَدْرِي (1)
° 3059 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَعَنَ الْوَاصِلَةَ وَالْمَوْصُولَةَ، وَالْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ " (2)
__________
= قال: أي: يظهر آثار الرضا عنه، والوجه تفويض مثل ذلك إلي الله، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والقائل: "وقال طاووس": هو الزهري.
أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة الحمصي.
وأخرجه البخاري (884) ، والنسائي في "الكبرى" (1681) ، والبيهقي 1/297 من طريق أبي اليمان، بهذا إلاسناد. ولم يذكروا فيه حديثَ ابن عمر، وحديثه سيأتي في مسنده 2/9، وانظر (2383) .
قوله: "ذكروا" قال الحافظ في "الفتح" 2/273: لم يسم طاووس من حدثه بذلك، والذي يظهر أنه أبو هريرة، فقد رواه ابن خزيمة (1761) ، وابن حبان (1234) ، والطحاوي 1/119 من طريق عمرو بن دينار، عن طاووس، عن أبي هريرة نحوه، وثبت ذكر الطيب أيضاً في حديث أبي سعيد وسلمان وأبي ذر وغيرهم.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات=(5/177)
3060 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ أَبُو يُونُسَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ كُرَيْبًا، أخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَجَرَّنِي، فَجَعَلَنِي حِذَاءَهُ، فَلَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَلاتِهِ، خَنَسْتُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لِي: " مَا شَأْنِي أَجْعَلُكَ حِذَائِي فَتَخْنِسُ؟ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَيَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُصَلِّيَ حِذَاءَكَ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ الَّذِي أَعْطَاكَ اللهُ؟ قَالَ: فَأَعْجَبْتُهُ، فَدَعَا اللهَ لِي أَنْ يَزِيدَنِي عِلْمًا وَفَهْمًا
قَالَ: ثُمَّ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُهُ يَنْفُخُ، ثُمَّ أَتَاهُ بِلالٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الصَّلاةَ. فَقَامَ فَصَلَّى، مَا أَعَادَ وُضُوءًا " (1)
3061 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، إِذْ أتَاهُ تِسْعَةُ رَهْطٍ، فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، إِمَّا أَنْ تَقُومَ مَعَنَا، وَإِمَّا أَنْ يُخْلُونَا هَؤُلَاءِ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ
__________
=رجال الصحيح. يحيى بن إسحاق: هو السَّيلَحِيني، وأبو الاسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي. وهو مكرر (2263) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن بكر: هو ابن حبيب السهمي الباهلي. وانظر (1912) و (2567) .
وقصة دعاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابن عباس سلفت برقم (2397) .
قوله: "خَنَست"، قال السندي: أي: تأخرت.
وقوله: "فأعجبته"، قال: بصيغة التأنيث، أي: مقالتي، وضبط بصيغة المتكلم.(5/178)
عَبَّاسٍ: بَلْ أقُومُ مَعَكُمْ، قَالَ: وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَحِيحٌ قَبْلَ أَنْ يَعْمَى، قَالَ: فَابْتَدَءُوا فَتَحَدَّثُوا، فَلَا نَدْرِي مَا قَالُوا، قَالَ: فَجَاءَ يَنْفُضُ ثَوْبَهُ، وَيَقُولُ: أُفْ وَتُفْ، وَقَعُوا فِي رَجُلٍ لَهُ عَشْرٌ، وَقَعُوا فِي رَجُلٍ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا لَا يُخْزِيهِ اللهُ أَبَدًا، يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ "، قَالَ: فَاسْتَشْرَفَ لَهَا مَنِ اسْتَشْرَفَ، قَالَ: " أَيْنَ عَلِيٌّ؟ " قَالُوا: هُوَ فِي الرَّحَى (1) يَطْحَنُ، قَالَ: " وَمَا كَانَ أَحَدُكُمْ لِيَطْحَنَ؟ " قَالَ: فَجَاءَ وَهُوَ أَرْمَدُ لَا يَكَادُ يُبْصِرُ، قَالَ: فَنَفَثَ فِي عَيْنَيْهِ، ثُمَّ هَزَّ الرَّايَةَ ثَلَاثًا، فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ، فَجَاءَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ. قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ فُلَانًا (2) بِسُورَةِ التَّوْبَةِ، فَبَعَثَ عَلِيًّا خَلْفَهُ، فَأَخَذَهَا مِنْهُ، قَالَ: " لَا يَذْهَبُ بِهَا إِلَّا رَجُلٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ "، قَالَ: وَقَالَ لِبَنِي عَمِّهِ: " أَيُّكُمْ يُوَالِينِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ "، قَالَ: وَعَلِيٌّ مَعَهُ جَالِسٌ، فَأَبَوْا، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أُوَالِيكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، قَالَ: " أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ "، قَالَ: فَتَرَكَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَقَالَ: " أَيُّكُمْ يُوَالِينِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ " فَأَبَوْا، قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أُوَالِيكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. فَقَالَ: " أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ". قَالَ: وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ خَدِيجَةَ.
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) : الرحْل.
(2) أي: أبا بكر الصديق رضي الله عنه.(5/179)
قَالَ: وَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ فَوَضَعَهُ عَلَى عَلِيٍّ، وَفَاطِمَةَ، وَحَسَنٍ، وَحُسَيْنٍ، فَقَالَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] قَالَ: وَشَرَى عَلِيٌّ نَفْسَهُ، لَبِسَ ثَوْبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ نَامَ مَكَانَهُ، قَالَ: وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَرْمُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، وَعَلِيٌّ نَائِمٌ، قَالَ: وَأَبُو بَكْرٍ يَحْسَبُ أَنَّهُ نَبِيُّ اللهِ، قَالَ: فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ انْطَلَقَ نَحْوَ بِئْرِ مَيْمُونٍ، فَأَدْرِكْهُ. قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ، فَدَخَلَ مَعَهُ الْغَارَ، قَالَ: وَجَعَلَ عَلِيٌّ يُرْمَى بِالْحِجَارَةِ كَمَا كَانَ يُرْمَى نَبِيُّ اللهِ، وَهُوَ يَتَضَوَّرُ، قَدْ لَفَّ رَأْسَهُ فِي الثَّوْبِ، لَا يُخْرِجُهُ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ كَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ، فَقَالُوا: إِنَّكَ لَلَئِيمٌ، كَانَ صَاحِبُكَ نَرْمِيهِ فَلا يَتَضَوَّرُ، وَأَنْتَ تَتَضَوَّرُ، وَقَدِ اسْتَنْكَرْنَا ذَلِكَ. قَالَ: وَخَرَجَ بِالنَّاسِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَخْرُجُ مَعَكَ؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ نَبِيُّ اللهِ: " لَا " فَبَكَى عَلِيٌّ، فَقَالَ لَهُ: " أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَّا وَأَنْتَ خَلِيفَتِي "، قَالَ: وَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ وَلِيِّي فِي كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي ". وَقَالَ: وسَدَّ أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ غَيْرَ بَابِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: فَيَدْخُلُ الْمَسْجِدَ جُنُبًا، وَهُوَ طَرِيقُهُ لَيْسَ لَهُ طَرِيقٌ غَيْرُهُ، قَالَ: وَقَالَ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَإِنَّ مَوْلَاهُ عَلِيٌّ ".
__________(5/180)
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُ قَدْ رَضِيَ عَنْهُمْ، عَنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ، هَلْ حَدَّثَنَا أَنَّهُ سَخِطَ عَلَيْهِمْ بَعْدُ؟
قَالَ: وَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ حِينَ قَالَ: ائْذَنْ لِي فَلْأَضْرِبْ عُنُقَهُ (1) . قَالَ: " وَكُنْتَ (2) فَاعِلًا؟ وَمَا يُدْرِيكَ، لَعَلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ " (3)
__________
(1) يريد حاطب بن أبي بلتعة حين بَعث بالصحيفة إلي المشركين عند فح مكة.
(2) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : أوكنت.
(3) إسناده ضعيف بهذه السياقة، أبو بلج- واسمه يحيى بن سليم، أو ابن أبي سليم-، وإن وثقه غير واحد، قد قال فيه البخاري: فيه نظر، وأعدل الأقوال فيه أنه يقبل حديثه فيما لا ينفرد به كما قال ابن حبان في "المجروحين"، وفي متن حديثه هذا ألفاظ منكرة، بل باطلة لمنافرتها ما في الصحيح، ولبعضه الآخر شواهد.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" 5/34-36 بعد أن ساق الحديث: وفيه ألفاظ هي كذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كقوله: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنك لست بنبي، لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي" فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذهب غيرَ مرة وخليفته على المدينة غير علي، كما اعتمر عمرةَ الحُديبية، وعلى معه وخليفتُه غيره، وغزا بعد ذلك خيبر ومعه علي وخليفته بالمدينة غيره، وغزا غزوة الفتح وعلي معه وخليفته في المدينة غيره، وغزا حُنيناً والطائفَ وعلي معه وخليفته في المدينة غيره، وحج حجة الوداع وعلي معه وخليفته بالمدينة غيره، وغزا غزوة بدر ومعه علي وخليفته بالمدينة غيره.
وكل هذا معلوم بالأسانيد الصحيحة وباتفاق أهل العلم بالحديث، وكان علي معه في غالب الغزوات وإن لم يكن فيها قتال.
فإن قيل: استخلافه يَدُل على أنه لا يستخلِفُ إلا الأفضل، لزم أن يكون علي=(5/181)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مفضولاً في عامة الغزوات، وفي عُمرته وحجته، لا سيما وكل مرة كان يكون الاستخلاف على رجال مؤمنين، وعام تبوك ما كان الاستخلاف إلا على النساء والصبيان ومَن عَذَرَ الله، وعلى الثلاثة الذين خلفوا، أو متهم بالنفاق، وكانت المدينة آمنة لا يُخاف على أهلها، ولا يحتاج المستخلفُ إلى جهاد، كما يحتاج في أكثر الاستخلافات.
وكذلك قوله: "وسد الأبواب كلها إلا باب علي" فإن هذا مما وضعته الشيعةُ على طريق المقابلة، فإنَّ الذي في الصحيح عن أبي سعيد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال في مرضه الذي مات فيه: "إن أمنَّ الناسِ علي في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلا غير ربي لاتخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الاسلام ومودَّتُه، لا يَبْقَيَنَّ في المسجد خوخة إلا سُدت إلا خوخة أبي بكر" ورواه ابن عباس أيضاً في "الصحيحين".
ومثل قوله: "أنت وليي في كل مؤمن بعدي" فإن هذا موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث، والذي فيه من الصحيح ليس هو مِن خصائص الأئمة، بل ولا من خصائص علي، بل قد شاركه فيه غيره، مثل كونه يحب اللهَ ورسولَه ويحبه الله ورسولُه، ومثل استخلافه وكونه منه بمنزلة هارون من موسى، ومثل كون علي مَوْلَى مَن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مولاه، فإن كُل مؤمنٍ موال لله ورسوله، ومثل كون "براءة" لا يبلغها إلا رجل من بني هاشم، فإن هذا يشترك فيه جميعُ الهاشميين، لما رُوي أن العادة كانت جارية بأن لا ينقضَ العهود ويحلها إلارجل من قبيلة المطاع.
قلنا: والحديث أخرجه بطوله الحاكم في "المستدرك " 3/132 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وصحح إسناده، ووافقه الذهبي!!
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1351) ، والنسائي في "خصائص علي" (24) من طريق يحيى بن حماد، به. وفي كلا الروايتين أن الرجل الذي بعثه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو أبو بكر، ولم ترد في رواية ابن أبي عاصم قصة سؤال الرهط لابن عباس، وفي رواية النسائي لم ترد قصة سؤال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبني عمه: "أيكم يُواليني في الدنيا والآخرة".
وأخرج القطعة الأولى منه النسائي في "الكبرى" (8604) من طريق يحيى بن حماد،=(5/182)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجها البزار (2545- كشف الإستار) من طريق حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس بنحوها. وحكيم بن جبير متروك.
وانظر ما تقدم في مسند علي برقم (778) ، وفي مسند سعد برقم (1608) .
وأما القطعة الثانية: فأخرجها الترمذي (3091) ، والطبري 10/64، والطبراني (12127) و (12128) ، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/589، والحاكم 3/51-52 من طريق مقسم، عن ابن عباس مطولاً ومختصراً. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي!
وانظر ما تقدم في مسند أبي بكر برقم (4) .
وأما القطعة الثالثة: فسيأتي تخريجها عند الحديث التالي (3062) .
وأما القطعة الرابعة: فستأتي برقم (3542) عن سليمان بن داود الطيالسي، عن أبي عوانة، به. وانظر ما تقدم في مسند علي برقم (1191) .
وأخرجها الترمذي (3734) عن محمد بن حميد، عن إبراهيم بن المختار، عن شعبة، عن أبي بلج، به. بلفظ: "أول من صَلى علي"، وقال: حديث غريب لا نعرفه من حديث شعبة عن أبي بلجٍ، إلا من حديث محمد بن حميد. قلنا: ومحمد بن حميد - وهو الرازي- ضعيف جدا.
وأخرجها عبد الرزاق (2/392) ، ومن طريقه أحمد في "الفضائل" (997) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (2151) ، وفي "الأوائل" (52) عن معمر، عن عثمان الجزري المشاهد، عن مقسم، عن ابن عباس، ولم يقل فيه "بعد خديجة". وهذا إسناد ضعيف، عثمان الجزري قال أبو بكر بن الاثرم فيما نقله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/174: سالت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، عن عثمان الجزري، فقال: روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتائه.
وأخرجه كذلك ابن أبي عاصم في "الأوائل" (72) عن أبي مسعود أحمد بن الفرات، والطبراني في "الكبير" (10924) من طريق زهير بن محمد بن قمير، كلاهما عن عبد=(5/183)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس. وهؤلاء إنما سمعوا من عبد الرزاق بعد ما عمي، فكان يُلَقن ما ليس في كتبه فيتلقن، والصوابُ الذي روي عنه أنه عن معمر، عن عثمان الجزري، عن مقسم، عن ابن عباس.
وفي الباب عن سلمان الفارسي عند ابن أبي عاصم في "الأوائل" (68) و (70) ، والطبراني في "الكبير (6174) ، وفي "الأوائل" (51) ، والحاكم 3/136.
وعن مالك بن الحويرث عند الطبراني في "الكبير" 19/ (648) . وإسناداهما ضعيفان جداً لا يفرح بهما، وانظر "العلل المتناهية" لابن الجوزي 1/211.
وعن عمرو بن مرة المرادي الجَمَلي، عن أبي حمزة طلحة بن يزيد مولى الانصار، عن زيد بن أرقم، قال: أول من أسلم- وقال مرة: صَلى- مع رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علي بن أبي طالب، قال عمرو: فذكرت ذلك للنخعي- يعني إبراهيم بن يزيد- فأنكره وقال: أبو بكر أول من أسلم مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه أحمد 4/368و 371، وطلحة بن يزيد هذا في عداد المجهولين، لم يرو عنه غير عمرو بن مرة.
وأما القطعة الخامسة: فلها شواهد عن وائلة بن الأسقع عند أحمد 4/107، وعن أم سلمة عنده أيضاً 6/292، وعن عائشة عند مسلم (2424) ، وعن عمر بن أبي سلمة عند الترمذي (3205) و (3787) . وانظر حديث سعد بن أبي وقاص المتقدم برقم (1608) .
وقال القرطبي في "تفسيره" 14/182: اختلف أهل العلم في أهل البيت، من هم؟ فقال عطاء وعكرمة وابن عباس: هم زوجاته خاصة، لا رجل معهن، وذهبوا إلي أن البيت أريد به مساكن النبيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لقوله تعالي: (وَاذْكًرْنَ ما يُتْلَى في بيوتكُن) ، وقالت فرقة منهم الكلبي: هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة، وفي هذا أحاديث عن النبي عليه السلام.
وقال: ... والذي يظهر من الآية أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم، وإنما قال: (ويطهرَكم) ؛ لأن رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلياً وحسناً وحسيناً كانوا فيهم، وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر، فاقتضت الآية أن الزوجات من أهل البيت،=(5/184)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= لأن الآية فيهن، والمخاطبة لهن، يدل عليه سياق الكلام، والله أعلم.
وقال: وجرى في الأخبار أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما نزلت عليه هذه الآية، دعا علياً وفاطمة
والحسن والحسين، فَعَمَدَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلي كساء فلفَّها عليهم، ثم ألوى بيده إلي السماء
فقال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجسَ وطهرهم تطهيراً"، فهذه دعوة من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهم بعدَ نزولِ الآية، أحب أن يُدخلهم في الآية التي خوطب بها الأزواج، فذهب الكلبي ومن وافقه فصيرها لهم خاصة، وهي دعوة لهم خارجة من التنزيل، وانظر "تفسير ابن كثير" 6/407-412.
وأما القطعة السادسة: فسيأتي تخريجها في الحديث الآتي بعد هذا، وسيأتي نحوها برقم (3251) .
وقصة نوم علي رضي الله عنه في فراش رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رويت في كتب السير وغيرها، وليس فيها إسناد قائم، وانظر "الطبقات" لابن سعد 1/228، و"دلائل النبوة" للبيهقي
2/465 و466 و468 و470.
وأما قصة تأخر خروج أبي بكر إلي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الهجرة، فهي مخالفة لما وقع في الصحيح من أنهما خرجا معاً من بيت أبي بكر، أخرجه البخاري في "صحيحه" (3905) في أثناء حديث الهجرة الطويل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة.
قال الحافظ ابن كثير في "السيرة النبوية" 2/235: وقد حكى ابن جرير عن بعضهم: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبق الصديق في الذهاب إلي غار ثورٍ، وأمر علياً أن يدُله على مسيره ليلحقه، فلحقه في أثناء الطريق. وهذا غريب جداً، وخلاف المشهور من أنهما خرجا معاً.
وأما القطعة السابعة: فلها شواهد تصح بها دون قوله: "إنه لا ينبغي أن أذهب ... " إلي آخر القطعة، منها: عن سعد بن أبي وقاص تقدم برقم (1483) ، وعن أبي سعيد وجابر بن عبد الله وأسماء بنت عميس، ستأتي في "المسند" على التوالي 3/32، 3/338، 6/369 و438.
وأما القطعة الثامنة: فأخرجها النسائي في "خصائص علي" (43) عن محمد بن=(5/185)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=المثنى، عن يحيى بن حماد، بهذا الإسناد.
وأخرجها أبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/153، وابن الجوزي في "الموضوعات" 1/364 من طريق أبي نعيم، عن محمد بن أحمد بن الحسين، عن أبي شعيب الحراني، عن يحيى بن عبد الحميد، عن أبي عوانة، به.
وأخرجها الترمذي (3732) ، والنسائي في "خصائص علي" (42) ، والطبراني (12594) ، وابن عدي 7/2685، وأبو نعيم 4/153 من طريق شعبة، عن أبي بلج، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه عن شعبة بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه.
وتحرف "أبي بلج" في المطبوع من الترمذي إلي: أبي يحيى.
وأخرجها العقيلي في "الضعفاء" 4/222 من طريق شعبة، عن أبي صالح، عن عمرو بن ميمون، به. وقال العقيلي: ليس بمحفوظ من حديث شعبة، ورواه أبو عوانة عن أبي بلج، ولا يصح عن أبي عوانة.
قال ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/366: قال أحمد: روى أبو بلج حديثاً منكراً: "سدوا الأبواب".
وقال الذهبي في "الميزان" 4/384 في ترجمة يحمى بن سليم: ومن مناكيره: عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بسد الأبواب، إلا باب علي رضي الله عنه.
وأخرج البزار (2551- كشف الاستار) من طريق شعبة، عن أبي بلج، عن مصعب بن سعد، عن أبيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "سدوا عني كل خوخة في المسجد إلا خوخة علي". قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الطريق، وقد روي عن غيره من وجوه، وأظن معلًى أخطأ فيه، لأن شعبة وأبا عوانة يرويانه عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، وهو الصواب.
وقي قصة سد الأبواب غير باب علي أحاديث عن سعد بن أبي وقاص سلف في مسنده برقم (1511) ، وعن ابن عمر سيأتي في "المسند" 2/26، وعن زيد بن أرقم سيأتي فيه أيضاً 4/369، وعن جابر بن سمرة عند الطبراني (2031) ، وعن علي عند=(5/186)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=البزار (2552- كشف الإستار) ، وعن جابر بن عبد الله عند ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/365، وليس في أسانيد هذه الأحاديث إسناد صالح، بل هي أسانيد ضعيفة لا تثبت على نقدٍ، ولم يصنع الحافظ ابن حجر رحمه الله شيئاً في تقوية هذا الحديث بمثل هذه الأسانيد، ولم يصب في تنقيد الحافظين ابن الجوزي والعراقي رحمهما الله لإِيرادهما هذا الحديث في "الموضوعات "، انظر "القول المسدد" 5-6 و17-22، و"فتح الباري" 7/14-15.
وأما دخول علي المسجد وهو جنب، فلها شواهد منها: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلي: "يا علي، لا يحل لأحدٍ يُجنب في هذا المسجد غيري وغيرك"، قال علي بن المنذر (شيخ الترمذي فيه) : قلتُ لِضرار بن صُرد: ما معنى هذا الحديث؟ قال: لا يَحِل لأحدٍ يستطرقه جنباً غيري وغيرك. وفيه عطية العوفي، وهو ضعيف، ورُمي مَن تحته بالتشيع، وبعضهم بالغلو فيه، ومع ذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمع مني محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) هذا الحديث، فاستغربه. وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/367-368 من طريق آخر عن عطية العوفي.
وعن سعد عند البزار (2557) ، وعن أم سلمة وعائشة عند البيهقي في "سننه" 7/65، وإسناداهما ضعيفان لا يثبتان.
وأما القطعة التاسعة: فأخرجها البزار (2536) عن محمد بن المشى، عن يحيى بن حماد، بهذا الإسناد.
وأخرج أحمد في "فضائل الصحابة" (959) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم- شعبة الشاك- عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "من كنت مولاه فعلي مولاه"، فقال سعيد بن جبير: وأنا قد سمعت مثل هذا عن ابن عباس، قال محمد: أظنه قال: فكتمه!
وسيأتي الحديث في "المسند" 5/347 من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة.=(5/187)
• 3062 - حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ كَثِيرُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
__________
=ولهذه القطعة شواهد كثيرة تبلغ حد التواتر، انظر "صحيح ابن حبان" (6930) و (6931) ، وانظر ما سلف في مسند علي برقم (641) و (961) .
وأما القطعة العاشرة: فقد أشار ابن عباس فيها إلي قول الله عز وجل في سورة الفتح الآية 18: (لقد رَضِيَ الله عن المؤمِنين إذْ يُبايعونك تحتَ الشجرةِ فعَلِمَ ما في قُلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ... ) .
وأخرج أحمد 6/420 من طريق جابر قال: حدثتني أم مبشر أنها سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند حفصة يقول: "لا يدخل النارَ- إن شاء الله- من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها". فقالت: بلى يا رسول الله. فانتهرها، فقالت حفصة: (وإن منكُمْ إلا وارِدُها) . فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قد قال الله عز وجل: (ثُم نُنَخي الذين اتقَوا ونَذَرُ الظالمين فيها جثِياً) ".
وَأما القطعة الحادية عشرة: فلها شاهد من حديث علي تقدم برقم (600) و (827) من طريقين عنه، وهما صحيحان.
وآخر من حديث جابر بن عبد الله سيأتي في مسنده 3/350، وإسناده صحيح.
وسيأتي في "المسند" 3/325 بسند صحيح عن جابر، قال: جاء عبد لحاطب بن أبي بلتعة أحد بني أسد يشتكي سيده، فقال: يا رسول الله، ليدخلن حاطب النارَ. فقال له رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كذبتَ، لا يَدْخُلُها، إنه قد شهد بدراً والحُديببة".
قوله: "أف"، قال السندي: هو صوت إذا صوت به الإنسان عُلِمَ أنه متضجر متكره، تُف: بالتاء المثناة من فوق، مثل "أف" لفظاً، وهو من إتباعه. فاستشرف لها، أي: لهذه المقالة. فجاء بصفية، أي: ففتح خيبر. وهو يتضور: يُظهِر الضوَر، بمعنى الضرَر، كذا ذكره في "النهاية" في غير هذا الحديث.
وقوله: "شَرى علي نفسه"، أي: باع نفسه لله ابتغاء مرضاته.
(1) جاء هذا الحديث في النسخ المطبوعة والأصول الخطية على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في (ظ9) و"أطراف المسند" 1/ورقة 124، وكثير بن يحيى مترجم في "الإكمال" وفي "التعجيل" ومشار إليه فيهما بعلامة=(5/188)
عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، نَحْوَهُ (1)
3063 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ (2) ، قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: شَهِدْتُ الصَّلاةَ يَوْمَ الْفِطْرِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَكُلُّهُمْ كَانَ يُصَلِّيهَا قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ يَخْطُبُ بَعْدُ، قَالَ: فَنَزَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حِينَ يُجْلِسُ الرِّجَالَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَشُقُّهُمْ حَتَّى جَاءَ النِّسَاءَ، وَمَعَهُ بِلالٌ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا} [الممتحنة: 12] ، فَتَلا هَذِهِ الْآيَةَ، حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ حِينَ فَرَغَ
__________
= "عب" وهي إشارة لما أخرجه عبد الله بن أحمد عن الشيوخ دون أبيه.
(1) إسناده ضعيف كسابقه. أبو مالك كثير بن يحيى: هو ابن كثير الحنفي البصري، روى عنه جمع، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه الطبراني (12593) بطوله من طريق كثير بن يحيى، بهذا الإسناد. وفيه تقديم وتأخير بين القطع.
وأخرج القطعة الثالثة منه الحاكم 3/135 من طريق كثير بن يحيى، بهذا الإسناد.
وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه!
وأخرج القطعة السادسة الحاكم أيضاً 3/4 من طريق كثير بن يحيى، بهذا الإسناد.
وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
(2) تحرف في الأصول التي بين أيدينا و (م) إلي: أبو بكر، وصوبناه من (ظ9) و (ظ14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 114.(5/189)
مِنْهَا: " أَنْتُنَّ عَلَى ذَلِكَ؟ " فَقَالَتِ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ لَمْ يُجِبْهُ غَيْرُهَا مِنْهُنَّ: نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللهِ. " لَا يَدْرِي حَسَنٌ مَنْ هِيَ " قَالَ: " فَتَصَدَّقْنَ " قَالَ: فَبَسَطَ بِلالٌ ثَوْبَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَلُمَّ لَكُنَّ، فِدَاكُنَّ أَبِي وَأُمِّي، فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ الْفَتَخَ وَالْخَوَاتِمَ فِي ثَوْبِ بِلالٍ قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: الْخَوَاتِيمَ (1) .
3064 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى يَوْمَ الْعِيدِ، ثُمَّ خَطَبَ، فَظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ، فَأَتَاهُنَّ، فَوَعَظَهُنَّ، وَقَالَ: " تَصَدَّقْنَ "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد بن بكر البُرْساني.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5632) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (979) ، ومسلم (884) ، والطبراني (10983) ، والبيهقي 3/-298297. ورواية البيهقي والطبراني مختصرة، ووقع في مسلم وحده: "لا يُدْرى حينئذ" مكان قوله: لا يدري حسن، قال الحافظ في "الفتح" 2/468: جزم جمع من الحفاظ بأنه تصحيف، ووجهه النووي (في "شرح مسلم" 6/172) بأمر محتمل، لكن اتحاد المخرج دال على ترجيح رواية الجماعة، ولا سيما وجود هذا الموضع في "مصنف عبد الرزاق" الذي أخرجاه من طريقه كما في البخاري موافقاً لرواية الجماعة.
وأخرجه مختصراً الدارمي (1604) ، والبخاري (962) ، ومطولاً ابن خزيمة (1458) ، والبيهقي 3/296 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، والبخاري مطولاً (4895) من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن ابن جريج، به. وانظر (2004) و (2171) .
وقوله: "يُلقين الفَتَخ"، بفتح الفاء والتاء وآخره خاء معجمة، واحدها فَتخَة، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/408: وهي خواتيمٌ كبارٌ تلْبس في الأيدي، وربما وُضعت في أصابع الأرجل، وقيل: هي خواتيم لا فصوص لها.(5/190)
فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي الْخَاتَمَ وَالْخُرْصَ وَالشَّيْءَ، ثُمَّ أَمَرَ بِلالًا، فَجَمَعَهُ فِي ثَوْبٍ حَتَّى أَمْضَاهُ (1) .
3065 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ مَرَّةً: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لِمَعْمَرٍ (2) : لَمْ يَكُنْ يُجَاوِزُ بِهِ طَاوُسًا؟ فَقَالَ: بَلَى، هُوَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ثُمَّ سَمِعَهُ يَذْكُرُهُ بَعْدُ وَلَا يَذْكُرُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَيُهِلُّ أَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَيُهِلُّ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ، وَيُهِلُّ أَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ، وَهُنَّ (3) لَهُنَّ، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ، مِمَّنْ سِوَاهُمْ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وَمَنْ كَانَ بَيْتُهُ مِنْ دُونِ الْمِيقَاتِ، فَإِنَّهُ يُهِلُّ مِنْ بَيْتِهِ، حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ " (4) "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5633) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (11849) .
وانظر ما تقدم برقم (1902) .
(2) لفظة "لمعمر" أثبتناها من (ظ 9) و (ظ 14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية.
(3) في (م) و (س) : وهو، وفي (ظ14) : وهن لهم.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، والتردد بين وصله وإرساله في هذه الرواية لا يؤثر، فقد سلفت روايته برقم (2128) عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، وبرقم (2240) و (2272) عن معمر ووهيب، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، دون تردد.
قوله: "لهن"، قال السندي: أي: لأهل هذه البلاد.(5/191)
قَدْ أَحْرَمْتُ مِنْ يَلَمْلَمَ حِينَ جِئْتُ مِنْ عِنْدِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ "
3066 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنَ الدَّوَابِّ: النَّمْلَةِ، وَالنَّحْلَةِ، وَالْهُدْهُدِ، وَالصُّرَدِ " (1)
3067 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضَبَّيْنِ مَشْوِيَّيْنِ، وَعِنْدَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَأَهْوَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ لِيَأْكُلَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ ضَبٌّ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8415) .
وأخرجه أبو داود (5267) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (650) ، والدارمي (1999) ، وابن ماجه (3224) ، والبيهقي 9/317.
وأخرجه ابن حبان (5646) من طريق عُقيل بن خالد، والبيهقي 9/317 من طريق إبراهيم بن سعد، كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3242) .
وفي الباب عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي، قال: سمعتُ أبي يذكر عن جدي عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه نهى عن قتل الخمسة: عن النملة والنحلة والضفدع والصرد والهدهد. أخرجه البيهقي 9/317، وقال: تفرد به عبد المهيمن وهو ضعيف، وحديث عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما، أقوى ما ورد في هذا الباب.(5/192)
فَأَمْسَكَ يَدَهُ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: أَحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنَّهُ لَا يَكُونُ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ " فَأَكَلَ خَالِدٌ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ (1) .
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أمامة: هو أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري، معروف بكنيته، معدود في الصحابة، له رؤية، ولم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مات سنة مئة، وله اثنتان وتسعون سنة.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8671) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (3815) .
وأخرجه الطبراني (3821) من طريق ابن لهيعة، عن أحمد بن خازم، عن محمد بن المنكدر، عن أبي أمامة بن سهل، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" (2037) برواية أبي مصعب الزهري، ومن طريقه الشافعي 2/174، ومسلم (1945) (43) ، وابن حبان (5263) ، والبيهقي 9/323، والبغوي (2799) ، وأخرجه الطبراني (3820) من طريق عقيل، كلاهما (مالك وعقيل) عن ابن شهاب، بهذا الإسناد. ووقع في كلتا الروايتين أن ابن عباس قال: دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيت ميمونة بنت الحارث فأتي بضب محنوذ ... فذكره. ووقع في رواية مالك أن الذي سأل النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو ابن عباس وليس خالداً، وقال الشافعي: أشك أقاله عن ابن عباس وخالد بن الوليد، أو عن ابن عباس وخالد بن المغيرة أنهما دخلا ... فذكره.
وسيأتي في مسند خالد بن الوليد 4/88 -89 عن روح بن عبادة، عن مالك، به.
ويأتي فيه أيضاً 4/88، وفي مسند ميمونة بنت الحارث 6/331 من طريق صالح بن كيسان، عن ابن شهاب الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، عن ابن عباس، عن خالد بن الوليد: أنه دخل مع رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وانظر ما سلف برقم (1978) و (2299) و (2684) .
وفي عدم أكل الضب وعدم تحريمه عن ابن عمر سيأتي في "المسند" 2/5، وعن عائشة سيأتي فيه أيضاً 6/105.=(5/193)
3068 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَجَعَلَ يُثْنِي عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا " (1)
3069 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَعَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ " (2)
3070 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ فَبَكَى. قَالَ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ قُلْتُ: {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} [البقرة: 284] . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ حِينَ أُنْزِلَتْ، غَمَّتْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَمًّا شَدِيدًا، وَغَاظَتْهُمْ غَيْظًا شَدِيدًا، يَعْنِي، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ،
__________
=قوله: "أعافه"، قال البغوي في "شرح السنة": أي: أقذره، يقال: عِفت الشيءَ أعافه عيافاً: إذا كرهَة.
(1) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن في رواية سماك عن عكرمة اضطراب. وهو مكرر (2859) .
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة راويه عن ابن عباس، وقد تقدم بإسناد صحيح برقم (2192) . وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8707) .
وفي الباب عن أبي ثعلبة الخشني سيأتي في "المسند" 4/193، وعن جابر بن عبد الله 3/323، وعن خالد بن الوليد 4/89، وعن العرباض بن سارية 4/127.(5/194)
هَلَكْنَا، إِنْ كُنَّا نُؤَاخَذُ بِمَا تَكَلَّمْنَا، وَبِمَا نَعْمَلُ، فَأَمَّا قُلُوبُنَا فَلَيْسَتْ بِأَيْدِينَا. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا " (1) قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، قَالَ: فَنَسَخَتْهَا هَذِهِ الْآيَةُ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} [البقرة: 285] إِلَى {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286] ، فَتُجُوِّزَ لَهُمْ عَنْ حَدِيثِ النَّفْسِ، وَأُخِذُوا بِالْأَعْمَالِ (2) .
__________
(1) قوله: "قالوا: سمعنا وأطعنا" ليس في (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد الأعرج: هو حميد بن قيس المكي القارئ، قارئ أهل مكة.
وأخرجه ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" ص 229 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/113-114، ومن طريقه أخرجه الطبري 3/144-145 عن جعفر بن سليمان، عن حميد الأعرج، بهذا الأسناد.
وأخرجه بنحوه الطبري 3/144، والطبراني (10769) ، والبيهقي في "شعب الأيمان" (329) من طريق سعيد بن مرجانة، والطبرى 3/145، وابن الجوزي ص229 من طريق سالم بن عبد الله، كلاهما عن ابن عباس. وانظر ما تقدم برقم (2070) من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس.
وأورده ابن كثير في "تفسيره" 1/502-503، وقال: فهذه طرق صحيحة عن ابن عباس، وقد ثبت عن ابن عمر كما ثبت عن ابن عباس، قال البخاري (4546) : حدثنا إسحاق، حدثنا روح، حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن مروان الأصفر، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحسبهُ ابن عمر-: (وإن تُبْدُوا ما في أنفُسِكم أو تُخْفُوه) ، قال: نسختها الآية التي بعدها. وهكذا روي عن علي، وابن مسعود، وكعب الأحبار، والشعبي، والنخعي، ومحمد بن كعب القُرظي، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وقتادة: أنها=(5/195)
3071 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، وَالْأَسْوَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1)
3072 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ (2) .
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ قُرَيْشًا أَتَوْا كَاهِنَةً، فَقَالُوا لَهَا: أَخْبِرِينَا بِأَقْرَبِنَا شَبَهًا بِصَاحِبِ هَذَا الْمَقَامِ؟ فَقَالَتْ: إِنْ أَنْتُمْ جَرَرْتُمْ كِسَاءً عَلَى هَذِهِ السَّهْلَةِ، ثُمَّ مَشَيْتُمْ عَلَيْهَا أَنْبَأْتُكُمْ. فَجَرُّوا، ثُمَّ مَشَى النَّاسُ عَلَيْهَا، فَأَبْصَرَتْ أَثَرَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: هَذَا أَقْرَبُكُمْ شَبَهًا بِهِ. فَمَكَثُوا بَعْدَ ذَلِكَ
__________
= منسوخة بالتي بعدها.
وقد ثبت بما رواه الجماعة في كتبهم الستة من طريق قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفُسَها، ما لم تَكلم أو تعمَلْ ". ثم ساق عدة أحاديث في هذا المعنى.
وأخرج ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" ص 228 من طريق عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يُحاسِبْكم به الله) ، قال: نُسخَتْ، فقال الله: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) .
وفي الباب عن أبي هريرة سيأتي في "المسند" 2/412، ومسلم (125) (199) .
وعن علي عند ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" ص 225.
(1) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن في رواية سماك عن عكرمة اضطراباً. وانظر (2894) .
(2) من قوله: "عن ابن عباس" في الحديث السابق إلي هنا، سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ14) ، وانظر "أطراف المسند" 1/ورقة 121 و122.(5/196)
عِشْرِينَ سَنَةً، أَوْ قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً، أَوْ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ بُعِثَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
3073 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً " (2)
3074 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُعَاوِيَةَ، فَكَانَ مُعَاوِيَةُ لَا يَمُرُّ بِرُكْنٍ إِلا اسْتَلَمَهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَمْ يَكُنْ
__________
(1) إسناده ضعيف، فإن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب.
وأخرجه ابن ماجه (2350) من طريق محمد بن يوسف، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 149: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات! وله شاهد من حديث عائشة في القافة رواه أصحاب الكتب الستة.
قلنا: هو في "المسند" 6/38 ولفظه: دَخَل مُجَزِّز المُدْلجي على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فرأى أسامة وزيداً وعليهما قطيفة، وقد غَطيا رؤوسهما، وبدت أقدامهما، فقال: "إن هذه الأقدامَ بعضُها من بعض". وقالت مرةً: دخل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسروراً.
وصاحب المقام: هو إبراهيم عليه السلام، وقد سلف مراراً أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان
أشبه الناس بأبيه إبراهيم صلى الله عليهما وسلم، انظر ما تقدم برقم (2501) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، داود بن قيس- وهو الفراء الدباغ- من رجال مسلم، وباقي السند من رجال الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (127) .
وأخرجه البيهقي 1/80 من طريق أحمد بن منصور، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وقرن بداودَ معمراً وسفيان الثوري. وقد سلفَ من طريق سفيان برقم (2072) ، وسيأتي من طريق معمر برقم (3113) .(5/197)
يَسْتَلِمُ (1) إِلا الْحَجَرَ وَالْيَمَانِيَّ " فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ البَيْتِ مَهْجُورًا (2) .
3075 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَاحْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (3)
3076 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا خَرَّ عَنْ بَعِيرِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَوَقَصَهُ أَوْ أَقْصَعَهُ (4) - شَكَّ أَيُّوبُ -، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ (5) ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، وَلا تُقَرِّبُوهُ طِيبًا، فَإِنَّ اللهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ
__________
(1) في (م) و (س) و (ص) : ليستلم.
(2) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن خثيم- وهو عبد الله بن عثمان- فمن رجال مسلم. أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة الليثي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8944) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (858) ، والطبراني (10631) . وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (2210) .
(3) إسناده قوي على شرط مسلم. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين.
وأخرجه الطحاوي 2/269 عن علي بن شيبة، عن أبي نعيم، بهذا الإسناد. وانظر (4) في (ظ9) : قَصَعَه، وفي (ظ14) : قعصه. والوقص والقصع والقعص، يعني أن بعيره رماه عن ظهره فقتله أو كسر عنقه.
(5) المثبت من (ظ9) و (ظ14) وفي (م) وباقي الأصول الخطية: ثوبه.(5/198)
الْقِيَامَةِ مُحْرِمًا " (1)
3077 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا خَرَّ عَنْ بَعِيرٍ نَادٍّ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَوُقِصَ وَقْصًا، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَيُّوبَ (2) .
3078 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ، فَأَمَرَ بِقَضَائِهِ " (3) .
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ (4) : " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَخْدَعَيْنِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وانظر (1850) و (2591) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني (12538) من طريق قيس بن الربيع، و (12539) من طريق عبيد الله بن عمرو، كلاهما عن عبد الكريم الجزري، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15899) و (16333) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1638) . وانظر (1893) .
(4) من قوله: "سأل سعد بن عبادة" في الحديث السابق إلي هنا، سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) ، ومن هاتين النسختين أثبتناه، وهو الصواب=(5/199)
وَبَيْنَ الْكَتِفَيْنِ، حَجَمَهُ عَبْدٌ لِبَنِي بَيَاضَةَ، وَكَانَ أَجْرُهُ مُدًّا وَنِصْفًا، فَكَلَّمَ أَهْلَهُ حَتَّى وَضَعُوا عَنْهُ نِصْفَ مُدٍّ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَأَعْطَاهُ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا مَا أَعْطَاهُ " (1)
3079 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَفْطَسِ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا، يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ مِنْ عَدَنِ أَبْيَنَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، يَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ، هُمْ خَيْرُ مَنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ " قَالَ لِي مَعْمَرٌ: " اذْهَبْ، فَاسْأَلْهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ " (2)
__________
= الموافق لما في "أطراف المسند"، حيث جاء الحديث الأول بهذا الإسناد فيه 1/ورقة 117، والحديث الثاني بهذا الإسناد فيه 1/ورقة 116.
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر الجعفي. وانظر (2155) .
(2) المنذر بن النعمان: هو الأفطس اليماني روى عنه جمع، وأطلق ابن معين القولَ بتوثيقه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد تفرد بهذا الحديث! وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/242، والطبراني (11029) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. ولم يذكر الطبراني قول معمر.
وأخرجه أبو يعلى (2415) من طريق معتمر بن سليمان، وابن عدي في "الكامل" 6/2184 من طريق محمد بن الحسن بن أَتش، كلاهما عن المنذر بن النعمان، به.
ولم يذكرا فيه قول معمر. ومحمد بن الحسن بن أتش متروك الحديث.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/55، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح غير منذر الأفطس، وهو ثقة.
أبين- بفتح الهمزة والياء التحتية بينهما باء موحدة ساكنة-: مخلاف مشهور يقع=(5/200)
3080 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ - قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: أَخَا بَنِي سَاعِدَةَ - تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، فَهَلْ يَنْفَعُهَا إِنْ تَصَدَّقْتُ بِشَيْءٍ عَنْهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطَ الْمَخْرَفِ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا (1) .
وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: الْمِخْرَافِ (2) .
__________
= شمال شرق عَدَن، واليه تنسب عَدَن، فيقال: عدن أبين، للتمييز بينها وبين عَدَن لاعة، وتقع هذه في بلاد لاعة من أعمال حَجَّة في غرب شمال صنعاء، وعدن لاعة اليوم خرائب وأطلال، ومكانها معروف. انظر "البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي" ص16 للقاضي إسماعيل الأكوع، طبع مؤسسة الرسالة.
(1) في (ظ14) و (س) : عنها.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. ابن بكر: هو محمد بن بكر بن عثمان البُرساني، ويعلى: هو ابن حكيم الثقفي مولاهم المكي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (16337) .
وأخرجه البخاري (2756) من طريق مخلد بن يزيد، و (2762) من طريق هشام بن يوسف، وابن خزيمة (2501) و (2502) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، ثلانتهم عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وإحدى روايتي ابن خزيمة لم يسم فيها سعداً.
وسيأتي الحديث برقم (3504) و (3508) .
وسيأتي من حديث سعد بن عبادة 5/284-285 و6/7 وفيه: أن الصدقة كانت سقاية آل سعد بالمدينة.
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (1388) ، ومسلم (1004) (51) واللفظ له:=(5/201)
3081 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّنِي جِبْرِيلُ عِنْدَ الْبَيْتِ، فَصَلَّى بِي الظُّهْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، فَكَانَتْ بِقَدْرِ الشِّرَاكِ، ثُمَّ صَلَّى بِي الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَيْهِ، ثُمَّ صَلَّى بِي الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ، ثُمَّ صَلَّى بِي الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ صَلَّى بِي الْفَجْرَ حِينَ حَرُمَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ عَلَى الصَّائِمِ، ثُمَّ صَلَّى الْغَدَ الظُّهْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِي الْعَصْرَ حِينَ كان (1) ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَيْهِ، ثُمَّ صَلَّى بِي الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ، ثُمَّ صَلَّى بِي الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ صَلَّى بِي الْفَجْرَ فَأَسْفَرَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا وَقْتُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ، الْوَقْتُ فِيمَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ " (2)
__________
=أن رجلاً أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، إن أمي افتُلِتَتْ نفسُها ولم توص، وأظنها
لو تكلمت، تصدقت، أفلها أجر إن تصدقتُ عنها؟ قال: "نعم".
وسلف برقم (1893) أن سعداً سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضاً عن نذر كان على أمه.
وأم سعد بن عبادة: هي عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي النجارية الأنصارية، ماتت سنة خمس في شهر ربيع الأول، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة دُومَة الجَنْدَل، فلما جاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى قبرها، فصلى عليها، وكان لأبيها خمس بنات،
كل واحدة منهن اسمها: عمرة، وكلهن بايعن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذه هي الرابعة في ترتيب ابن سعد، انظر "الطبقات" 8/451.
(1) في (م) و (ظ 9) : صار.
(2) إسناده حسن، عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش وثقه ابن سعد والعجلي، وقال ابن معين: صالح، وفي رواية: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: شيخ،=(5/202)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه ابن المديني، وقال النسائي: ليس بالقوي، وحكيم بن حكيم- وهو ابن عباس بن حنيف الأنصاري- روى عنه جمع، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه ابن المديني، وقال النسائي: ليس به بأس.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2028) ، ومن طريقه أخرجه ابن الجارود (149) ، والطبراني (10753) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/317، وعبد بن حميد (703) ، وأبو داود (393) ، وابن الجارود (149) و (150) ، وابن خزيمة (325) ، والطبراني (10752) ، والدارقطني 1/258، والحاكم 1/193، والبيهقي 1/364، والبغوي (348) - وحسنه- من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. ورواية الحاكم موقوفة.
وأخرجه عبد الرزاق (2028) ، والشافعي 1/50، والترمذي (149) ، والطحاوي 1/146 و147، والطبراني (10753) ، والدارقطني 1/258، والحاكم 1/193، والبيهقي 1/364 من طرق عن عبد الرحمن بن الحارث، به.. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه الدارقطني 1/258 من طريق محمد بن عمرو، عن حكيم بن حكيم، به.
وأخرجه عبد الرزاق (2029) موقوفاً عن عمر بن نافع، والدارقطني 1/258 عن زياد بن أبي زياد وعبيد الله بن مقسم، ثلاثتهم عن نافع بن جبير، به. وإسنادا الدارقطني ضعيفان وسيأتي الحديث برقم (3082) و (3322) .
وفي الباب عن جابر بن عبد الله سيأتي في "مسنده" 3/330، وصححه ابن حبان (1472) .
وأورد حديث ابن عباس هذا الحافط ابن حجر في "التلخيص" 1/173، وقال: صححه أبو بكر ابن العربي وابن عبد البر، ونقل عن ابن عبد البر أنه قال: لا توجد هذه اللفظة، وهي قوله: "هذا وقتك ووقت الأنبياء من قبلك"، إلا في هذا الحديث.
قوله: "فكانت بقدر الشراك"، قال السندي: أي: كانت الشمسُ، والمرادُ ظلها،=(5/203)
3082 - حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ.
إِلا أَنَّهُ قَالَ فِي الْفَجْرِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي: " لَا أَدْرِي أَيَّ شَيْءٍ قَالَ "
__________
=على تقدير المضاف.
والشراك- بكسر الشين- قال ابن الأثير في "النهاية" 2/467-468: أحد سُيور النعل التي تكون على وجهها، وقدره هاهنا ليس على معنى التحديد، ولكن زوال الشمس لا يَبينُ إلا بأقلِّ ما يُرى من الظل، وكان حينئذ بمكة هذا القَدْر، والظل يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، وإنما يتبين ذلك في مثل مكة من البلاد التي يقل فيها الظل، فإذا كان أطول النهار واستوت الشمس فوق الكعبة، لم يُرَ لشيء من جوانبها ظل، فكل بلد يكون أقرب إلي خط الاستواء ومُعْتَدل النهار، يكون الظل فيه أقصر، وكل ما بَعُد عنهما إلي جهة الشمال، يكون الظل فيه أطولَ.
قلنا: لم يذكر في حديث ابن عباس هذا في صلاة المغرب سوى وقت واحد، وهو حين. يفطر الصائم، أي: عند مغيب الشمس فقط، والأصح أن وقتها يمتد إلي غيبوبة الشفق كما في حديث عبد الله بن عمرو وبريدة الأسلمي وأبي موسى الأشعري، وهي في "صحيح مسلم" (612) و (613) و (614) ، وحديث أبي هريرة عند الترمذي (151) .
قال البغوي في "شرح السنة" 2/186: أما المغرب، فقد أجمعوا على أن وقتها يدخل بغروب الشمس، واختلفوا في آخر وقتها، فذهب مالك وابن المبارك والأوزاعي والشافعي في أظهر قوليه، إلي أن لها وقتاً واحداً قولاً بظاهر خبر ابن عباس.
وذهب الثوري وأحمد وإسحاق وأصحاب الرأي، إلي أن وقت المغرب يمتد إلي غيبوبة الشفق، وهذا هو الأصح، لأن آخر الأمرين من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه صلاها في وقتين، كما رويناه من حديث أبي موسى الأشعري، ورواه أيضاً بريدة الأسلمي وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبو هريرة.(5/204)
وَقَالَ فِي الْعِشَاءِ: " صَلَّى بِي حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ " (1)
3083 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ، أَخْبَرَنِي وَهْبُ بْنُ مَانُوسَ الْعَدَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " ثُمَّ يَقُولُ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (2)
3084 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ وَهْبِ بْنِ مَانُوسَ، غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ (3)
__________
(1) إسناده حسن كسابقه. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين.
وأخرجه ابن الجارود (150) ، وأبو يعلى (2750) ، والطبراني (10752) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
(2) حديث صحيح، وهب بن مانوس روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عمر الصنعاني فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة وثقه ابن معين، وقال النسائي: ليس به بأس.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2908) . وانظر (2440) .
(3) كذا في أصولنا الخطية، وقد تحرف في "أطراف المسند" 1/ورقة 112، و"إتحاف المهرة" 3/ورقة 32 إلي: عنه بهذا الحديث.
وقوله: "غير هذا الحديث"، أي: أن وهب بن مانوس روى عنه إبراهيم بن عمر غير حديث ابن باس السابق، قلنا: والحديث الذي أشار إليه هنا، هو ما سيأتي في مسند أنس بن مالك 3/162- 163 عن عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان، عن أبيه، عن وهب بن مانوس، عن سعيد بن جبير، عن أنس بن مالك، قال: ما رأيت أحداً أشبه بصلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هذا الغلام- يعني عمر بن عبد العزيز-. قال: فحزرنا في الركوع عشر تسبيحات، وفي السجود عشر تسبيحات.(5/205)
3085 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ سُحْتًا، لَمْ يُعْطِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
3086 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالْحَنْتَمِ " (2)
3087 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ لِلوَلِيِّ مَعَ الثَّيِّبِ أَمْرٌ، وَالْيَتِيمَةُ تُسْتَأْمَرُ، فَصَمْتُهَا إِقْرَارُهَا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان الأزدي القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه بألفاظ متقاربة عبد الرزاق (19818) ، وابن أبي شيبة 6/266-267، والطبراني (12846) - (12854/2) ، والبيهقي 9/338 من طرق عن محمد بن سيرين، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2155) .
السُّحت: الحرام.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (16927) .
وانظر (2020) .
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن صالح بن كيسان قال الدارقطني في "سننه" 3/239: لم يسمعه من نافع بن جبير، وإنما سمعه من عبد الله بن الفضل عنه، اتفق على ذلك ابن إسحاق وسعيد بن سلمة عن صالح (انظر ما سلف برقم=(5/206)
3088 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُعَتِّبٍ، عَنْ مَوْلَى بَنِي نَوْفَلٍ يَعْنِي أَبَا الْحَسَنِ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ بِطَلْقَتَيْنِ، ثُمَّ عَتَقَا، أَيَتَزَوَّجُهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ ". قِيلَ: عَمَّنْ؟ قَالَ: أَفْتَى بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
(1)
قال عبدُ الله:قال أَبى: قِيلَ لِمَعْمَرٍ: يَا أَبَا عُرْوَةَ، مَنْ أَبُو حَسَنٍ هَذَا؟ لَقَدْ تَحَمَّلَ صَخْرَةً عَظِيمَةً "
3089 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ
__________
= 2365) ، سمعت النيسابوري يقول: الذي عندي أن معمراً أخطأ فيه. قلنا: ولا يَبْعُد أن يكون صالح بن كيسان قد سمعه من عبد الله بن الفضل ثم سمعه مرة أخرى من نافع بن جبير، فحدث به على الوجهين، وسماعه من نافع بن جبير محتمل، فقد قيل: إنه رأى ابن الزبير وابن عمر.
والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (10299) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (2100) ، والنسائي 6/85، والدارقطني 3/239، والبيهقي 7/118.
وأخرجه الطحاوي 4/366، وابن حبان (4089) ، والدارقطني 3/239، والبيهقي 7/118 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به. وانظر (1888) .
قوله: "ليس للولي مع الثيب أمر"، قال السندي: ظاهره أنه لا حاجة إلي الولي في نكاح الثيب، وهو مقارب لمذهب علمائنا الحنفية، نعم إنهم يقولون بذلك في البالغة لا في الثيب، وبينهما فرق، فلعل من يوجب الولى يقول: إن راوي هذا الحديث هو راوي حديث "إلأيِّم أحق" وهو نافع، فالحديث واحد، وإنما الاختلاف في الألفاظ من الرواة، ولا حجة في مثله، والله تعالي أعلم.
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه برقم (2031) .
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (12989) ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (2082) ، والنسائي 6/155، والطبراني (10814) .(5/207)
اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " خَرَجَ فِي رَمَضَانَ مِنَ الْمَدِينَةِ مَعَهُ عَشَرَةُ آلافٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَذَلِكَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِ سِنِينَ وَنِصْفٍ مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ، فَسَارَ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ إِلَى مَكَّةَ، يَصُومُ وَيَصُومُونَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْكَدِيدَ، وَهُوَ مَا بَيْنَ عُسْفَانَ وَقُدَيْدٍ، أَفْطَرَ وَأَفْطَرَ الْمُسْلِمُونَ مَعَهُ، فَلَمْ يَصُمْ " (1)
3090 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَعُمَرُ يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَمَضَى حَتَّى أَتَى الْبَيْتَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ بُرْدَ حِبَرَةٍ كَانَ مُسَجًّى بِهِ، فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ يُقَبِّلُهُ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَا يَجْمَعُ اللهُ عَلَيْهِ مَوْتَتَيْنِ، لَقَدْ مِتَّ الْمَوْتَةَ الَّتِي لَا تَمُوتُ بَعْدَهَا " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7762) و (9738) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (645) ، والبخاري (4276) ، ومسلم (1113) ، والبيهقي في "السنن" 4/240-241، وفي "الدلائل" 5/21-22. وانظر (1892) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6774) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/266 عن الواقدي، عن محمد بن عبد الله،=(5/208)
3091 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ الْمَسْجِدَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) .
3092 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: لَمْ يَكُنِ ابْنُ عَبَّاسٍ، يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، قَالَ: " قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أُمِرَ أَنْ يَقْرَأَ فِيهِ، وَسَكَتَ فِيمَا أُمِرَ أَنْ يَسْكُتَ فِيهِ، قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ، {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64] " (2) .
__________
= عن الزهري، عن أبي سلمة، عن ابن عباس، قال: قَبل أبو بكر بين عينيه، يعني رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسيأتي برقم (3470) .
وفي الباب عن عائشة سيأتي في "المسند" 6/117، وهو عند البخاري برقم (1241) .
وسلف تقبيل أبي بكر للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ميت من حديث عائشة وابن عباس برقم (2026) ، وانظر الحديث (18) في مسند أبي بكر.
والبُرد الحِبَرة: ثوب يماني من قطن أو كتان مخطط ملون، يقال: برد حبرة على الوصف، ويقال: بردُ حبغ على الإضافة، والجمع: حِبَر وحِبَرات.
ومسجى به، أي: مغطى به.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري المدني، وابن أخي الزهري: هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله الزهري المدني، وهذا الحديث من مسند أبي هريرة وليس من مسند ابن عباس، وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة،=(5/209)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=فمن رجال البخاري. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه عبد بن حميد (583) ، والطحاوي 1/205 من طريق أبي يزيد المديني، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: ليس في الظهر والعصر قراءة، فقيل له: إن ناساً يقرؤون، فقال: لو كان لي عليهم سلطان لقطعتُ ألسنتهم، قرأ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقراءته لنا قراءة، وسَكَتَ، فسكوتُه لنا سكوت.
وأخرجه الطبراني (12005) من طريق أبي يزيد، به، لكن بلفظْ أن ابن عباس قال: قرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صلوات وسكت في صلوات، فنحن نقرأ فيما قرأ نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونسكت فيما سكت فيه، فقيل له: فلعل نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ في نفسه، فغضب وقال: أيُتهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أوَيُتهم رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! وسيأتي الحديث برقم (3399) .
وقوله: "وسكت فيما أمر"، قال الخطابي في "أعلام الحديث" 1/502: يريد أنه أسَر القراءة، لا أنه تركها، فإنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان لا يزال إماماً، فلابد له من القراءة سراً أو جهراً. وقال الحافظ في "الفتح" 2/254 بعد إيراد البخاري حديث ابن عباس هذا من طريق مسدد، عن إسماعيل، عن أيوب، به: وقال الإسماعيلي: إيراد حديث ابن عباس هنا يغاير ما تقدم من إثبات القراءة في الصلوات؛ لأن مذهب ابن عباس كان تركُ القراءة في السرية.
وأجيب بأن الحديث الذي أورده البخاري ليس فيه دلالة على الترك، وأما ابن عباس فكان يشك في ذلك تارة، وينفي القراءة أخرى، وربما أثبتها، أما نفيه، فرواه أبو داود (808) وغيره من طريق عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عمه أنهم دخلوا عليه، فقالوا له: هل كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: لا، قيل: لعله كان يقرأ فى نفسه؟ قال: هذه شر من الأولى، كان عبداً مأموراً بَلغ ما أمر به.
وأما شكه، فرواه أبو داود أيضاً (809) ، والطبري من رواية حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ما أدري أكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ في الظهر والعصر أم لا.
قلنا: وقد أثبت قراءتَه فيهما غيرُ واحد من أصحابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، منهم أبو قتادة عند البخاري (759) ، ومسلم (451) ، وصححه ابن حبان (1829) ، وخباب عند البخاري (760) =(5/210)
3093 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، أَبَى أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ وَفِيهِ الْآلِهَةُ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ، فَأَخْرَجَ صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، فِي أَيْدِيهِمَا الْأَزْلامُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَاتَلَهُمِ اللهُ، أَمَا وَاللهِ لَقَدْ عَلِمُوا مَا اقْتَسَمَا بِهَا قَطُّ " قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ، فَكَبَّرَ فِي نَوَاحِي الْبَيْتِ، وَخَرَجَ وَلَمْ يُصَلِّ فِي الْبَيْتِ (1) .
__________
= و (761) ، وصححه ابن حبان (1826) ، وأبو سعيد الخدري عند مسلم (452) ، وصححه ابن حبان (1828) ، وجابر بن سمرة عند مسلم (459) ، وابن حبان (1827) ، والبراء بن عازب عند النسائي 2/163، وأنس عند ابن حبان (1824) ، فروايتهم مقدمة على من نفى، فضلاً على من شك، قال الحافظ: ولعل البخاري أراد بإيراد هذا إقامة الحجة عليه، لأنه احتج بقوله تعالي: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) ، فيقال له: قد ثبت أنه قرأ، فيلزمك أن تقرأ، والله أعلم. وقد جاء عن ابن عباس إثبات ذلك أيضاً رواه أيوب، عن أبي العالية البَراء قال: سألت ابن عباس: أقرأ في الظهر والعصر؟ قال: هو إمامك، اقرأ منه ما قل أو كثر. أخرجه ابن المنذر والطحاوي 1/206 وغيرهما.
قال الخطابي: ومعنى قوله: (وما كان ربك نَسِياً) وتمثله به في هذا الموضع، هو أنه لو شاء أن يُنَزَل ذِكْرَ بيان أفعال الصلاة وأقوالها وهيئاتها، حتى يكون قُرآناً مَتْلُواً، لَفَعل، ولم يترك ذلك عن نسيان، لكنه وكل الأمر في بيان ذلك إلي رسوله، ثم أمر بالإقتداء به، والائْتِساء بفعله، وذلك معنى قوله: (لِتُبَين للناس ما نُزِّل إليهم) ، وهذا من نوع ما أنزل من القرآن مجملا ًكالصلوات التي أجمل ذكر فرضها ولم يبين عدد ركعاتها وكيفية هيئاتها، وما تُجْهَرُ القراءة فيه مما تُخافت، فتَولَى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيان ذلك، فاستند بيانه إلي أصل الفرض الذي أنزله الله عز وجل، ولم تختلف الأمة في أن أفعال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي هي بيانُ مُجمَلِ الكتابِ واجبة.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري.=(5/211)
3094 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ فِي الثَّقَلِ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ " (1)
3095 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَرِهَ نَبِيذَ الْبُسْرِ وَحْدَهُ، وَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الْقَيْسِ عَنِ الْمُزَّاءِ، فَأَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الْبُسْرُ وَحْدَهُ " (2)
3096 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ " قَالَ عَفَّانُ: بِـ ألم تَنْزِيلُ (3) .
__________
= وأخرجه البخاري (4288) عن عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1601) ، وأبو داود (2027) ، والبغوي (3815) من طريق أبي معمر المُقْعَد عبد الله بن عمرو، والبيهقي 5/158 من طريق إبراهيم بن الحجاج، كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد، به. وسيأتي برقم (3455) ، وانظر ما تقدم برقم (2508) .
والأزلام: سِهام كانت العرب في الجاهلية تكتب على بعضها: افْعَل، وعلى الآخر: لا تَفْعل، وتضعها في وعاء فإذا أراد أحدُهم أمراً، أدخل يده وأخرج سهماً، فإن خرج ما فيه الأمرُ، مضى لقصده، وإن خرج ما فيه النهيُ، كف.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. وانظر (2204) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري. وانظر (2830) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عزرة- وهو=(5/212)
3097 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا بُكَيْرُ بْنُ أَبِي السَّمِيطِ، قَالَ قَتَادَةُ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ " (1)
3098 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ بَارِقٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ أَبُو زُمَيْلٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ كَانَ لَهُ فَرَطَانِ مِنْ أُمَّتِي، دَخَلَ الْجَنَّةَ " فَقَالَتْ عَائِشَةُ: بِأَبِي، فَمَنْ كَانَ لَهُ فَرَطٌ؟ فَقَالَ: " وَمَنْ كَانَ لَهُ فَرَطٌ يَا مُوَفَّقَةُ " قَالَتْ: فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَرَطٌ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: " فَأَنَا فَرَطُ أُمَّتِي، لَمْ يُصَابُوا بِمِثْلِي " (2)
__________
= ابن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي الكوفي- فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه أبو يعلى (2530) ، وابن حبان (1820) ، والطبراني (12417) من طريق هدبة بن خالد، والطحاوي 1/414 من طريق روح بن أسلم، كلاهما عن همام، بهذا الإسناد. وانظر (1993) .
(1) إسناده قوي، بكير بن أبي السميط- بفتح السين، ويقال: بالضم- روى له النسائي، ووثقه العجلي، وقال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وتناقض ابن حبان فذكره في "الثقات" وفي "الضعفاء"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر ما قبله.
(2) إسناده حسن، عبد ربه بن بارق الحنفي، قال أحمد: ما أرى به باساً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأثنى عليه عمرو بن علي الفلاس خيراً، وحسن الترمذي حديثه، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ، وقال ابن معين: ليس بشيء.=(5/213)
3099 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَ أَبُو سَلامٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيُكْتَبُنَّ مِنَ الغَافِلِينَ (1)
3100 - " حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
= وأخرجه الترمذي في "السنن" (1062) ، وفي "الشمائل" (480) ، وأبو يعلى (2752) ، والطبراني (12880) ، والبيهقي 4/68 من طرق عن عبد ربه بن بارق، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد ربه بن بارق، وقد روى عنه غير واحد من الأئمة.
وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة وجابر وأبي ذر ومعاذ بن جبل وأم سُليم، وهي في "المسند" على التوالي: 1/375، 2/488، 3/306، 5/155، 5/241، 6/431.
قوله: "فَرَطان"، قال السندي: بفتحتين، من يتقدم الإنسان ليهيئ له الماءَ وغيره في السفر، والمراد وَلَدان.
وقوله: "يا مُوفقةُ"، قال: أشار إلي أن مثل هذا السؤال منشؤُه التوفيق الرباني لها لتحصيل العلوم.
وقوله: "لم يصابوا بمِثْلي"، قال: لم يصل إلي أمتي مصيبة بمثل موتي، أي: إن الأجر المذكور لأجل الصبر على المصيبة، وأي مصيبة لهم مثل موتي، فحين أصيبوا بها فصبروا، فاستحقوا ذلك الأجر، والله تعالي أعلم.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، ويحيى- وهو ابن أبي كثير، وإن كانت روايته عن أبي سلام ممطور الحبشي من كتاب- قد توبع، وانظر (2132) .(5/214)
بِمِثْلِهِ (1) .
3101 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ (2) بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنِي حَبِيبٌ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يُكَبِّرُ إِذَا سَجَدَ، وَإِذَا رَفَعَ، وَإِذَا خَفَضَ، فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُهُ لِابْنِ عَبَّاسٍ؟ فَقَالَ: " لَا أُمَّ لَكَ، تِلْكَ صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
3102 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَتْ لَهُ مَيْمُونَةُ: وَضَعَ لَكَ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ. فَقَالَ: " اللهُمَّ فَقِّهُّ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ " (4)
__________
(1) حديث صحيح كسابقه.
(2) تحرف في (م) والأصول الخطية عدا (ظ14) إلي: عمرو، وما أثبتناه من (ظ14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 120، وهو الموافق لما في كتب الرجال.
(3) إسناده صحيح، عمر بن فروخ وثقه ابن معين وأبو حاتم، ورضيه أبو داود وقال: مشهور، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحبيب بن الزبير وثقه النسائي وأبو داود وابن شاهين، وصحح له الترمذي، وقال أحمد: لا أعلم إلا خيراً، وقال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث، لا أعلم أحداً حدث عنه غير شعبة، وحديثه مستقيم، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني (11933) من طريق حفص بن عمر الحوضي، عن عمر بن فروخ، بهذا الإسناد. وانظر (1886) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة. وانظر (2397) .(5/215)
3103 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ أَبِي (1) : حَدَّثَنَاه عَفَّانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلَيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ قَالَتِ امْرَأَتُهُ (2) : هَنِيئًا لَكَ يَا ابْنَ مَظْعُونٍ بِالْجَنَّةِ. قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظْرَةَ غَضَبٍ، فَقَالَ لَهَا: " مَا يُدْرِيكِ؟ فَوَاللهِ إِنِّي لَرَسُولُ اللهِ، وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي - قَالَ عَفَّانُ - وَلَا بِهِ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ فَارِسُكَ وَصَاحِبُكَ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ ذَلِكَ لِعُثْمَانَ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِهِمْ، حَتَّى مَاتَتْ رُقَيَّةُ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " الْحَقِي بِسَلَفِنَا الْخَيْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ " قَالَ: وَبَكَتِ النِّسَاءُ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: " دَعْهُنَّ يَبْكِينَ، وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَهْمَا كَانَ (3) مِنَ القَلْبِ وَالْعَيْنِ، فَمِنَ اللهِ وَالرَّحْمَةِ، وَمَهْمَا كَانَ مِنَ اليَدِ وَاللِّسَانِ، فَمِنَ الشَّيْطَانِ " وَقَعَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، وَفَاطِمَةُ إِلَى جَنْبِهِ تَبْكِي، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ
__________
(1) يعني أحمد بن حنبل.
(2) في (ق) وعلى هامش (س) : امرأة، وهكذا سلفت في الحديث رقم (2127) ، وقال السندي: في بعض النسخ "قالت امرأة" بالتنكير، وهو الصواب كما تدل عليه الروايات، والله تعالي أعلم.
(3) في (م) و (ظ9) و (ظ14) : يكون، والمثبت من (س) ، وفي "حاشية السندي": يكون، قال: هكذا في النسخ بلا جزم، والظاهر "يكن"، وفي بعض النسخ: كان.(5/216)
عَيْنَ فَاطِمَةَ بِثَوْبِهِ، رَحْمَةً لَهَا (1) .
3104 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى أَبُو بِشْرٍ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: كُنْتُ غُلامًا أَسْعَى مَعَ الْغِلْمَانِ، فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا أَنَا بِنَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَلْفِي مُقْبِلًا، فَقُلْتُ: مَا جَاءَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا إِلَيَّ، قَالَ: فَسَعَيْتُ حَتَّى أَخْتَبِئَ وَرَاءَ بَابِ دَارٍ، قَالَ: فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى تَنَاوَلَنِي، فَأَخَذَ بِقَفَايَ، فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، فَقَالَ: " اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ " قَالَ: وَكَانَ كَاتِبَهُ، فَسَعَيْتُ فَأَتَيْتُ مُعَاوِيَةَ، فَقُلْتُ: أَجِبْ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ عَلَى حَاجَةٍ (2) .
3105 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ يَوْمَ فِطْرٍ رَكْعَتَيْنِ
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد ولِينِ يوسف بن مهران.
وأخرجه ابن سعد 3/398-399، والطبراني (12931) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. ولم يسق الطبراني لفظه. وانظر (2127) .
وهذا الحديث أورده الذهبي في "الميزان" 3/128-129 من طريق أحمد، عن عفان، به. وقال: هذا حديث منكر، فيه شهود فاطمة الدفن، ولا يصح.
وقوله: "حتى ماتت رقية"، كذا هو هنا، وقد سلف فىِ الحديث (2127) أنها زينب وليست رقية، وهو الأصوب، فقد كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين توفيت رقية في بدر، وكان عمر معه.
(2) إسناده حسن. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو حمزة: هو عمران بن أبي عطاء القَصاب. وانظر (2651) .
والحَطْء: الدفع بالكف.(5/217)
بِغَيْرِ أَذَانٍ، ثُمَّ خَطَبَ بَعْدَ الصَّلاةِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ بِلالٍ، فَانْطَلَقَ إِلَى النِّسَاءِ، فَخَطَبَهُنَّ، ثُمَّ أَمَرَ بِلالًا بَعْدَ مَا قَفَّا مِنْ عِنْدِهِنَّ أَنْ يَأْتِيَهُنَّ، فَيَأْمُرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ " (1)
3106 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لاعَنَ بَيْنَ الْعَجْلانِيِّ وَامْرَأَتِهِ "، قَالَ: وَكَانَتْ حُبْلَى، فَقَالَ: وَاللهِ مَا قَرَبْتُهَا مُنْذُ عَفَرْنَا - قالَ: وَالْعَفْرُ: أَنْ يُسْقَى النَّخْلُ بَعْدَ أَنْ يُتْرَكَ مِنَ السَّقْيِ، بَعْدَ الْإِبَارِ بِشَهْرَيْنِ - قَالَ: وَكَانَ زَوْجُهَا (2) حَمْشَ السَّاقَيْنِ وَالذِّرَاعَيْنِ، أَصْهَبَ الشَّعَرَةِ، وَكَانَ الَّذِي رُمِيَتْ بِهِ ابْنَ السَّحْمَاءِ، قَالَ: فَوَلَدَتْ غُلامًا أَسْوَدَ أَجْلَى جَعْدًا عَبْلَ (3) الذِّرَاعَيْنِ قَالَ: فَقَالَ ابْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَهِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ رَاجِمًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ لَرَجَمْتُهَا "؟ قَالَ: لَا، تِلْكَ امْرَأَةٌ كَانَتْ قَدْ أَعْلَنَتْ فِي الْإِسْلامِ (4)
__________
(1) إسناده صحيح. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وإبراهيم: هو ابن ميمون الصائغ، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وهو مكرر (2169) .
(2) زاد بعد لفظة "زوجها" في (ظ9) و (ظ14) : زعموا.
(3) في (م) : أعبل، وهو خطأ.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، والمغيرة بن عبد الرحمن: هو ابن عبد الله بن خالد بن حزام الحزامي المدني،
وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
وأخرجه البيهقي 7/407 من طريق عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد.=(5/218)
3107 - حَدَّثَنَاهُ سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ وَقَالَ فِيهِ: " عَبْلَ الذِّرَاعَيْنِ، خَدْلَ السَّاقَيْنِ " وَقَالَ الْهَاشِمِيُّ: " خَدْلٌ، وَقَالَ: بَعْدَ الْإِبَارِ " (1) .
__________
= وأخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي 2/48-49، وعبد الرزاق (12452) و (12453) ، والحميدي (519) ، وسعيد بن منصور في "السنن" (1564) ، والبخاري (6855) و (7238) ، والنسائي 6/171، والطبراني (10711) و (10712) و (10713) من طرق عن أبي الزناد، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (5310) و (5316) و (6856) ، ومسلم (1497) (12) ، والطبراني (10715) ، والبيهقي 7/406 من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم، به. وسيأتي برقم (3107) و (3360) و (3449) ، وانظر ما تقدم برقم (2131) .
وفي الباب عن سهل بن سعد سيأتي في "المسند" 5/334.
قوله: "عَفَرْنا"، قال السندي: في "القاموس": العفر- محركة ويسكن-: أول سقية سُقِيها الزرع. بعد الإبار- بكسر الهمزة-: بوزن الإزار، اسم من أبَر النخل- بالتخفيف ويشدد-: إذا أصلحه. عَبْل الذراعين: العبل- بفتح فسكون-؟ الضخم من كل شيء.
قلنا: وحمش الساقين والذراعين، أي: دقيقهما، وأصهب الشعرة: الصهبة: أن يعلو الشعر حُمرة، وهو كالأشقر، وأجلى، أي: خفيف شعر ما بين النزَعتين من الصدغين والذي انحسر الشعر عن جبهته، وجعداً، أي: جعد الشعر، وهو ضد سهولته.
وقوله: "قد أعلنت في الإسلام"، أي: أظهرت السوءَ فيه، كما في بعض الروايات، والسوء، قال الحافظ في "الفتح" 9/461: أي: كانت تعلن بالفاحشة، ولكن لم يثبت عليها ذلك ببينة ولا اعتراف.
والعَجْلاني الذي لاعَنَ امرأته: اسمه عويمر بن الحارث. وانظر "فتح الباري" 9/447-448.
(1) إسناده حسن، ابن أبي الزناد- وهو عبد الرحمن- صدوق حسن الحديث.
سريج: هو ابن النعمان.(5/219)
3108 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَكَلَ عُضْوًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1)
3109 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ (2) ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَيَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
= وأخرجه مطولاً ومختصراً سعيد بن منصور في "السنن" (1563) ، وابن الجارود (755) ، وأبو يعلى (2424) و (2514) ، والطحاوي 3/100، والطبراني (10710) من طرق عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
الخَدْل: الغليظ الممتلئ الساق.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فليح- وهو ابن سليمان الخزاعي أو الأسلمي- ضعفه يحيى بن معين والنسائي وأبو داود، وقال الساجي: هو من أهل الصدق وكان يهم، وقال الدارقطني: مختلف فيه ولا باس به، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة مستقيمة وغرائب، وهو عندي لا بأس به، قلنا: واحتج به البخاري إلا أنه- كما قال الحافظ- لم يعتمد عليه اعتمادَه على مالك وابن عيينة وأضرابهما، وإنما أخرج له أحاديث أكثرها في المناقب وبعضها في الرقاق، وروى له مسلم حديثاً واحداً وهو حديث الإفك، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله بن عباس، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطبراني (10658) من طريق سعيد بن منصور، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد. وسلف بنحوه برقم (2002) من طريق هشام بن عروة، عن الزهري.
(2) في (م) والنسخ المتأخرة: عبد الله بن بكر، وفي (ظ 9) : عبد بن بكر، ولعلها محرفة عن "محمد"، أما في (س) فقد كتبت في المتن "عبد بن بكر"، وأضيف لفظ الجلالة في هامشها، والذي أثبتناه من (ظ 14) ، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 1/ورقة 132، و"إتحاف المهرة" 3/ورقة 81، ويغلب على ظننا أنه الصواب، وأن التحريف حصل في إحدى النسخ القديمة، ونُقِل محرفاً في النسخ المتأخرة.(5/220)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَهُوَ مُحْرِمٌ " قَالَ: وَفِي حَدِيثِ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ: " بَنَى بِهَا بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ: سَرِفُ، فَلَمَّا قَضَى نُسُكَهُ أَعْرَسَ بِهَا بِذَلِكَ الْمَاءِ " (1)
3110 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ أَنْ يُخْلَطَا جَمِيعًا، وَعَنِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ أَنْ يُخْلَطَا جَمِيعًا "، قَالَ: " وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ جُرَشٍ: أَنْ لَا يَخْلِطُوا الزَّبِيبَ وَالتَّمْرَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري من طريق محمد بن بكر البُرْساني، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة فمن رجال البخاري، وعبد الوهاب- وهو ابن عطاء الخفاف، متابع محمد بن بكر- فمن رجال مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة البصري، وسماع محمد بن بكر وعبد الوهاب الخفاف منه قبل اختلاطه.
وأخرجه النسائي6/87 من طريق محمد بن سواء، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر (2200) و (2492) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن، والشيباني: هو أبو إسحاق- سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه أبو عوانة 5/286-287 287-288، وابن الجارود (864) من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/179 و14/189، ومسلم (1990) ، والنسائي في "المجتبى" 8/290-291، وفي "الكبرى" (5861) ، وأبو عوانة 5/288، والطبراني (12355) من طرق عن أبي إسحاق الشيباني، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض، ووقع عند النسائي في "المجتبى": "كتب إلي أهل هجر" بدل: جرش.=(5/221)
3111 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ وَفِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا (1) لا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا " فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكمُ (2) الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللهِ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ، فَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَفِيهِمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالاخْتِلافَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُومُوا " قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " إِنَّ الرَّزِيَّةَ، كُلَّ الرَّزِيَّةِ، مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ، مِنَ
__________
= وأخرجه أبو عوانة 5/288 من طريق حُصين، عن حبيب بن أبي ثابت، به. وعنده: وكتب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلي أهل البحرين: لا يخلطوا التمر بالزَّهو، يعني: الفضيخ.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5862) من طريق أبي معاوية، عن الشيباني، عن سعيد بن جبير، به. ولم يذكر فيه حبيب بن أبي ثابت، وقد سلف من هذا الطريق برقم (1961) ، وفاتنا أن ننسبه هناك إلي "السنن الكبرى" للنسائي، فيستدرك من هنا. وانظر (2499) .
(1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : لن.
(2) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : وعندنا.(5/222)
اخْتِلافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ " (1)
3112 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنٍ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدَ يَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ " فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ نَجَّى اللهُ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنِّي أَوْلَى بِمُوسَى، وَأَحَقُّ بِصِيَامِهِ " فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ (2) .
3113 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ كُلَّ عُضْوٍ مِنْهُ غَسْلَةً وَاحِدَةً "، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَهُ (3) .
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9757) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (4432) و (5669) ، ومسلم (1637) (22) ، والنسائي في "الكبرى" (5852) و (8516) ، وابن حبان (6597) .
وأخرجه البخاري (5669) و (7366) من طريقِ هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، به. وانظر (2990) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وابن سعيد: هو عبد الله. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7843) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1130) (128) ، وابن حبان (3625) . وانظر (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (126) .=(5/223)
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا صَرُورَةَ فِي الْحَجِّ " (1)
3114 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " لَا صَرْوَرَةَ فِي الْإِسْلامِ " (2)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَدَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ: أَنَّ رَجُلًا نَادَى ابْنَ عَبَّاسٍ، وَالنَّاسُ حَوْلَهُ، فَقَالَ: سُنَّةً تَبْتَغُونَ بِهَذَا
__________
=وأخرجه البيهقي 1/80 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وانظر (2072) .
(1) هذا الحديث من (ظ9) و (ظ14) ، وقد سقط من (م) وباقي الأصول الخطية.
وإسناده ضعيف لضعف عمر بن عطاء- وهو عمر بن عطاء بن وَواز- ضعفه ابن معين والنسائي، وقال أحمد: ليس بالقوي، وقد سلف الحديث برقم (2844) عن محمد بن بكر، عن ابن جريج، به موصولاً بذِكْر ابن عباس، لكنه بلفظ: "لا صرورة في الإسلام".
وأخرجه بلفظ: "لا صرورة في الإسلام" مرسلاً الطحاوي في "مشكل الأثار" 2/112 من طريق سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وزاد في آخره: قال سفيان: كان أهل الجاهلية يقولون للرجل إذا لم يحج: هو صرورة، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا صرورة في الإسلام".
(2) هذا الحديث من (ظ9) و (ظ14) ، وليس هو في (م) وباقي الأصول الخطية.
وإسناده ضعيف كسابقه، وهو مكرر (2844) .(5/224)
النَّبِيذِ، أَوْ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ مِنَ العَسَلِ وَاللَّبَنِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبَّاسًا، فَقَالَ: " اسْقُونَا " فَقَالَ: إِنَّ هَذَا النَّبِيذَ شَرَابٌ قَدْ مُغِثَ وَمُرِثَ، أَفَلا نَسْقِيكَ لَبَنًا وَعَسَلًا؟ فَقَالَ: " اسْقُونِي مِمَّا تَسْقُونَ مِنْهُ النَّاسَ " قَالَ: فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، بِعِسَاسٍ فِيهَا النَّبِيذُ، فَلَمَّا شَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَجِلَ قَبْلَ أَنْ يَرْوَى، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا فَاصْنَعُوا " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَرِضَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ، أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَسِيلَ شِعَابُهَا عَلَيْنَا لَبَنًا وَعَسَلًا (1) .
3115 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ، أخْبَرَهُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ، يَقُولُ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا، وَوَجَدَ سَرَاوِيلَ، فَلْيَلْبَسْهَا، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، وَوَجَدَ خُفَّيْنِ، فَلْيَلْبَسْهُمَا " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ضعيف، وهو لم يدرك ابن عباس، ومتابعه داود بن علي كذلك لم يدرك جده ابن عباس. وانظر (2944) .
العِساس، قال في "القاموس": ككِتاب: الأقداح العظام، الواحد: عُسَّ، بالضم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة القيسي، وأبو الشعثاء: هو جابر بن زيد.
وأخرجه الدارمي (1799) ، والطحاوي 2/133 من طريق أبي عاصم النبيل،=(5/225)
3116 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَحَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ، أخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكَحَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ حَرَامٌ " (1)
3117 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا، وَعِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يُخْبِرَانِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَتْ ضُبَاعَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ ثَقِيلَةٌ، وَإِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ، فَكَيْفَ تَأْمُرُنِي كَيْفَ أُهِلُّ؟ قَالَ: " أَهِلِّي وَاشْتَرِطِي: أَنَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي ". قَالَ: فَأَدْرَكَتْ (2) .
__________
= ومسلم (1178) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وانظر (2015) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 3 من طريق روح ومحمد بن بكر، بهذا الإسناد. وانظر (1919) .
(2) قوله: "فقالت: يا رسول الله" سقط من (م) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
وأخرجه مسلم (1208) (106) ، والبيهقي 5/221 من طريق محمد بن بكر، بهذا الإِسناد.
وأخرجه النسائي 5/168، وابن ماجه (2938) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 42، والدارقطني 2/235، والبيهقي 5/221 من طرق عن ابن=(5/226)
3118 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَاتِ الْقُبُورِ، وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ (1) "
قَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ شُعْبَةُ: أُرَهُ يَعْنِي: الْيَهُودَ
3119 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ:
__________
= جريج، به.
وأخرجه الطبراني (12023) من طريق عبد الكريم الجَزَري، عن عكرمة وطاووس، به، مختصراً.
وأخرجه ابن حبان (3775) من طريق شعيب بن إسحاق، عن ابن جريح، عن أبي الزبير، عن طاووس، عن ابن عباس.
وأخرجه الطيالسي (1648) و (2685) ، ومسلم (1208) (107) ، والنسائي 5/167، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 80، والبيهقي 5/221-222 من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، مختصراً.
وأخرجه كذلك مسلم (1208) (108) ، والبيهقي 5/222 من طريق عطاء، عن ابن عباس.
وانظر ما سلف برقم (3053) ، وسيأتي الحديث برقم (3302) من طريق عكرمة، عن ابن عباس، وفي حديث ضباعة 6/360 من طريق عكرمة أيضاً، به، وفي حديث ضباعة، في موضع ثان 6/360 من طريق ابن عباس، عن ضباعة نفسها.
(1) حسن لغيره دون قوله: "والسرج"، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي صالح: واسمه باذام مولى أم هانئ بنت أبي طالب. وهو مكرر (2030) .(5/227)
سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: كَيْفَ أُصَلِّي إِذَا كُنْتُ بِمَكَّةَ، إِذَا لَمْ أُصَلِّ مَعَ الْإِمَامِ؟ فَقَالَ: " رَكْعَتَيْنِ، سُنَّةَ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
3120 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَجْنَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةُ، فَاغْتَسَلَتْ مَيْمُونَةُ فِي جَفْنَةٍ، وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، فَأَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَغْتَسِلَ مِنْهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدِ اغْتَسَلْتُ مِنْهُ. فَقَالَ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِنَّ الْمَاءَ لَيْسَتْ عَلَيْهِ جَنَابَةٌ " أَوْ قَالَ: " إِنَّ الْمَاءَ لَا يَنْجُسُ " (2)
3121 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أُرَاهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَمَتَّعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنِ الْمُتْعَةِ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا يَقُولُ عُرَيَّةُ؟ قَالَ: يَقُولُ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنِ الْمُتْعَةِ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أُرَاهُمْ سَيَهْلِكُونَ أَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقُولُ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ (3) .
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة- وهو ابن المحبق الهذلي- فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (688) ، وابن خزيمة (951) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1862) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك- وهو ابن عبد الله-، واضطراب سماك في عكرمة. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وانظر (2102) .
(3) إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ. وانظر ما=(5/228)
3122 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ أَمَرْتُ بِالسِّوَاكِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَنْزِلُ بِهِ عَلَيَّ قُرْآنٌ، أَوْ وَحْيٌ " (1)
3123 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: شَرِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَنًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَمَضْمَضَ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ لَهُ دَسَمًا " (2)
3124 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " نَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] فِي عَبْدِ اللهِ بْنِ
__________
= تقدم برقم (2277) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، التميمي- واسمه أرْبدَة- لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ولم يذكره في الثقات غير العجلي وابن حبان، ونقل مَغلطاي عن ابن البَرْقي أنه قال فيه: مجهول، وأن أبا العرب الصقلي قال فيه: مجهول، وشريك- وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع. وانظر (2125) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد بن عقيل الأيلي.
وأخرجه البخاري (211) ، ومسلم (358) (95) ، وأبو داود (196) ، والترمذي (89) ، والنسائي 1/109، وابن حبان (1159) من طريق قتيبة بن سعيد، عن الليث، بهذا الإسناد. وقرن البخاري بقتيبة يحيى بنَ بُكَير. وانظر (1951) .(5/229)
حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ السَّهْمِيِّ، إِذْ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّرِيَّةِ " (1)
3125 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَمَعْتُ الْمُحْكَمَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) ، وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ حِجَجٍ " قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَمَا الْمُحْكَمُ؟ قَالَ: الْمُفَصَّلُ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4584) ، ومسلم (1834) ، وأبو داود (2624) ، والترمذي (1672) ، والنسائي في "المجتبى" 7/154-155، وفي "الكبرى" (8726) و (11109) ، وأبو يعلى (2746) ، وابن الجارود (1040) ، والطبري 5/147و148، وأبو عوانة 4/442، والحاكم 2/114، والبيهقي في "الدلائل" 4/311، والواحدي في "أسباب النزول" ص 105 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن جريج.
وعبد الله بن حذافة السّهمي، قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 2/11: أحدُ السابقين، هاجر إلي الحبشة، ونَفَذه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رسولاً إلي كسرى، وله رواية يسيرة. خرج إلي الشام مجاهداً، فأسر على قَيْسارية، وحملوه إلي طاغيتهم، فراوده عن دينه، فلم يُفْتَن ... مات في خلافة عثمان رضي الله عنهم.
(2) قوله: "وقبض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سقط من النسخ المطبوعة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية.
وأخرجه البخاري (5036) عن يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، بهذا الإسناد. وثم يقل فيه: "وقبض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابن عشر حجج".
وأخرجه الطبراني (1575) من طريق نعيم بن حماد، عن هشيم، عن أبي إسحاق الكوفي، عن أبي بشر، به- مختصراً بلفظ: قُبض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابن عشر سنين. وأبو إسحاق الكوفي الذي زاده نعيم بن حماد عن هشيم في الإسناد: هو عبد الله بن ميسرة=(5/230)
3126 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنَّ جَنَازَةً مَرَّتْ بِالْحَسَنِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَامَ الْحَسَنُ وَلَمْ يَقُمِ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ الْحَسَنُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَمَا قَامَ (1) لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " قَامَ، وَقَعَدَ " (2)
3127 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَأْذَنُ لِأَهْلِ بَدْرٍ، وَيَأْذَنُ لِي مَعَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَأْذَنُ لِهَذَا الْفَتَى مَعَنَا، وَمِنْ أَبْنَائِنَا مَنْ هُوَ مِثْلُهُ؟ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ. قَالَ: فَأَذِنَ لَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ، وَأَذِنَ لِي مَعَهُمْ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ هَذِهِ السُّورَةِ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ فَقَالُوا: أَمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فُتِحَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَغْفِرَهُ وَيَتُوبَ إِلَيْهِ. فَقَالَ لِي: مَا تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَيْسَتْ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ أَخْبَرَ نَبِيَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ
__________
=وهو ضعيف! والحديث تقدم برقم (2283) .
(1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : أقام، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14) وحاشية (س) ومن "سنن النسائي"، وهو الصواب.
(2) حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن محمد بن سيرين ثم يسمع من ابن عباس والحسن- وهو ابن علي- شيئاً، وأخطأ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، فظن الحسن هذا هو الحسنَ البصري! وتقدم نحو هذا الحديث في مسند الحسن بن علي برقم (1728) و (1729) .
وأخرجه النسائي 4/46-47 عن يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، بهذا الإسناد.
قوله: "قام وقعد"، قال السندي: أي: قام أولاً، وقعد، بمعنى ترك القيام آخراً، فالقيام منسوخ، والله تعالي أعلم.(5/231)
وَالسَّلامُ بِحُضُورِ أَجَلِهِ، فَقَالَ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] " فَتْحُ مَكَّةَ "، {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا} [النصر: 2] " فَذَلِكَ عَلامَةُ مَوْتِكَ "، {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 3] . فَقَالَ لَهُمْ: " كَيْفَ تَلُومُونِي عَلَى مَا تَرَوْنَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 2/365، والبزار في "مسنده" (192) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. والحديث عند ابن سعد مختصر بلفظ: كان عمر بن الخطاب يأذن لأهل بدر، ويأذن لي معهم، قال: فذكر أنه سألهم وسأله، فأجابه، فقال لهم: كيف تلومونني عليه بعد ما ترون؟
وأخرجه البخاري (4294) و (4970) ، والطبراني (10617) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/446 من طريق أبي عوانة اليشكري، عن أبي بشر، به. وفيه: أن عمر بن الخطاب قال لابن عباس: ما أعلم منها إلا ما تعلم.
وأخرجه بنحوه البخاري (3627) و (4430) ، والترمذي (3362) ، وابن جرير الطبري 30/333، والطبراني (10616) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/167 من طريق شعبة، عن أبي بشر، به. وفيه: أن الذي قال لعمر: إن لنا أبناء مثله، هو عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه مختصراً بقصة تفسير السورة فقط الطبراني (12445) من طريق سفيان بن حبيب، والبيهقي7/134 من طريق أبي عوانة، كلاهما عن أبي بشر، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (4969) ، والطبري 30/333، والبيهقي 5/447 من طريق حبيب بن أبي ثابت، والنسائي في "الكبرى" (11711) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، كلاهما عن سعيد بن جبير، به. وفي حديث حبيب بن أبي ثابت أنهم فسروا الفتح بأنه فتح المدائن والقصور. وانظر ما تقدم برقم (1873) .
قوله: "إنه ممن قد علمتم"، قال الحافظ في "الفتح" 8/753: أشار بذلك إلي قرابته من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو إلي معرفته وفطنته.=(5/232)
3128 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " أَهَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجِّ، فَلَمَّا قَدِمَ طَافَ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَلَمْ يُقَصِّرْ، وَلَمْ يَحِلَّ مِنْ أَجْلِ الْهَدْيِ، وَأَمَرَ مَنْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ الْهَدْيَ أَنْ يَطُوفَ، وَأَنْ يَسْعَى، وَأَنْ يُقَصِّرَ أَوْ يَحْلِقَ، ثُمَّ يَحِلَّ " (1)
3129 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ الشَّرَابِ أَطْيَبُ؟ قَالَ: " الْحُلْوُ الْبَارِدُ " (2)
__________
= وقوله: "ليست كذلك"، قال السندي: أي: ليست الآية على ما ذكروا في معناه، فإن حاصل ما ذكروه أنه أمِر بأن يستغفر ويتوب شكراً لما من الله عليه من الفتح، أي فتح كان، وليس الأمر كذلك، بل أمِر أن يستعد للآخرة بالاستغفار والتوبة حين فتَح مكة له، لأنه علامة لحضور أجله، وتمام دِينه، وبين المعنيين فرق بعيد، والله تعالي أعلم.
قال الحافظ: وفيه فضيلة ظاهرة لابن عباس، وتأثير لإجابة دعوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعلِّمَه الله التأويل، ويفقهه في الدين، وفيه جواز تأويل القرآن بما يُفهم من الإشارات، وإنما يتمكنُ من ذلك من رَسَخَت قدمه في العلم، ولهذا قال علي رضي الله تعالي عنه: أو فَهماً يؤتيه الله رجلاً في القرآن.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (2152) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن ابن عباس. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" 3/133 عن محمد بن جابر،=(5/233)
3130 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً " (1)
3131 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَاخْتَبَأْتُ مِنْهُ خَلْفَ بَابٍ، فَدَعَانِي، فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، ثُمَّ بَعَثَنِي إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: هُوَ يَأْكُلُ " (2)
3132 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ، قَالَ بَهْزٌ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " أَهْدَى الصَّعْبُ - وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: ابْنُ جَثَّامَةَ
__________
= عن إسماعيل بن أمية، عن أبيه، عن ابن عباس- بلفظ: سئل: أي الشراب أحب إليك؟ وهذا سند ضعيف، محمد بن جابر- وهو ابن سيار بن طارق الحنفي- ذهبت كتبه وساء حفظُه وخلط كثيراً، ويغلب على الظن أن هذا الحديث أخطأ فيه، فقال: "عن أبيه"، والصواب كما في "المسند": عن رجل.
وله شاهد من حديث عائشة: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحب الشراب إليه الحلو البارد.
سيأتي في "المسند" 6/38، وإسناده صحيح.
(1) إسناده صحيح علي شرط الشيخين. أبوجمرة: هو نصر بن عمران الضبَعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/491، ومسلم (764) ، وابن خزيمة (1164) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وانظر (2019) .
(2) إسناده حسن. وهو مكرر (2150) 0 أبو حمزة: هو عمران بن أبي عطاء.(5/234)
إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِقَّةَ حِمَارٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ " قَالَ بَهْزٌ: عَجُزَ حِمَارٍ، أَوْ قَالَ: رِجْلَ حِمَارٍ (1)
3133 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَإِذَا فِتْيَةٌ قَدْ نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا، لَهُمْ كُلُّ خَاطِئَةٍ، قَالَ: فَغَضِبَ، وَقَالَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ قَالَ: فَتَفَرَّقُوا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يُمَثِّلُ بِالْحَيَوَانِ " (2)
3134 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ " مَرَّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرٍ مَنْبُوذٍ، فَأَمَّهُمْ، وَصَفُّوا خَلْفَهُ " فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو، مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ (3) .
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2530) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المنهال بن عمرو، فمن رجال البخاري. وهذا الحديث من مسند ابن عمر، وسيأتي فيه مكرراً 2/43 ويخرج هناك إن شاء الله.
قوله: "لهم كل خاطئة"، يوضحه رواية مسلم (1958) : "وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نَبْلِهم". قال ابن الأثير 2/45: أي: كل واحدة لا تصيبها، والخاطئة هنا بمعنى المخطئة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني الكوفي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، وكنيته أبو عمرو.=(5/235)
3135 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ، أَنْ يَمْنَحَهَا أَخَاهُ، خَيْرٌ لَهُ " (1)
3136 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ الْحَجَرِ، وَعِنْدَهُ مِحْجَنٌ يَضْرِبُ بِهِ الْحَجَرَ، وَيُقَبِّلُهُ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] " لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ فِي الْأَرْضِ، لَأَمَرَّتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَعِيشَتَهُمْ، فَكَيْفَ بِمَنْ هُوَ طَعَامُهُ، وَلَيْسَ لَهُ طَعَامٌ غَيْرُهُ " (2) ،
__________
= وأخرجه مسلم (954) (68) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2647) ، والبخاري (857) و (1319) و (1322) و (1336) ، والنسائي 4/85، وابن حبان (3088) ، والطبراني (12581) ، والبيهقي 4/45 من طرق عن شعبة، به. وانظر (1962) .
قوله: "على قبر منبوذ"، قال ابن الأثير 5/6: يُروى بتنوين القبر والإضافة، فمع التنوين فالمعنى: بقبرٍ منفردٍ بعيد عن القبور، ومع الإضافة يكون المنبوذ: اللَّقيط، أي: بقبرِ إنسانٍ منبوذ، وسُمي اللَقيطُ منبوذاً، لأن أمهُ رمته على الطريق.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2598) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مِهران الأعمش. وتقدم بطوله برقم (2735) عن روح، عن شعبة.
وأخرجه دون قصة استلام الحَجَر النسائي في "السنن الكبرى" (11070) عن بشر بن خالد، عن محمد بن جعفر غُنْدر، بهذا الإسناد.=(5/236)
• 3137 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الْأَعْمَشَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ. . . " فَذَكَرَهُ (2)
3138 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: رَكِبتَ امْرَأَةٌ الْبَحْرَ، فَنَذَرَتْ أَنْ تَصُومَ شَهْرًا، فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَصُومَ، فَأَتَتْ أُخْتُهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ: " فَأَمَرَهَا أَنْ تَصُومَ عَنْهَا " (3)
__________
= وأخرج قصة استلام الركن بالمحجن وتقبيل المحجن النسائيُّ أيضاً في "الكبرى" (3925) من طريق إبراهيم بن محمد بن عَرْعرة، عن يحيى بن سعيد، عن شعبة، به.
ولها شاهد عند مسلم (1275) ، وابن ماجه (2949) من طرق عن معروف بن خَزبوذَ المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: رأيت رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يطوف بالبيت، ويستلم الركنَ بمِحْجَنٍ معه، ويُقَبِّل المحجن.
والمِحْجَن: عصا معوجة الرأس.
(1) جاء هذا الحديث في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) على أنه من رواية الأمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في (ظ 9) و (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 125، و"إتحاف المهرة" 3/ورقة 108.
(2) إسناده ضعيف لضعف أبي يحيى- وهو القتات الكوفي-، ثم هو موقوف، وتقدم في الرواية السالفة بإسناد صحيح من طريق الأعمش دون ذِكْر أبي يحيى القتات.
القواريري: هو عبيد الله بن عمر بن ميسرة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/161، والبيهقي في "البعث والنشور" (544) من طريق يحيى بن عيسى، عن الأعمش، به.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مسلم البطين: هو ابن عمران.=(5/237)
3139 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَا عَمَلٌ أَفْضَلَ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ - يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ - " قَالَ: فَقِيلَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا مَنْ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ " (1)
3140 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ أَحْمَقَ صَلَاةَ الظُّهْرِ، " فَكَبَّرَ فِيهَا ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً، يُكَبِّرُ إِذَا سَجَدَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ "، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا أُمَّ لَكَ " تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
= وأخرجه النسائي 7/20 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2630) ، ومن طريقه البيهقي 4/255، وأخرجه ابن خزيمة (2054) من طريق ابن أبي عدي، والطبراني (12329) من طريق عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم (الطيالسي وابن أبي عدي وعمرو) عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه البيهقي 6/279-280 من طريق بدل بن المحبر، عن شعبة، به.
وفيه: أن امرأة نذرت أن تصوم شهراً، فماتت، فأتى أخوها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "صم عنها".
وانظر (1861) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2631) ، والدارمي (1773) ، والبخاري (969) ، وابن خزيمة (2865) ، والطبراني (12327) ، والبيهقي 4/284 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وانظر (1968) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة،=(5/238)
3141 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ " (1)
__________
= فمن رجال البخاري. وانظر (1886) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. علي بن الحكم: هو البُناني أبو الحكم البصري.
وأخرجه ابن الجارود (893) ، والبيهقي 9/315من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3805) ، وابن ماجه (3234) من طريق ابن أبي عدي، والنسائي 7/206 من طريق بشر بن المفضل، والطحاوي 4/190 من طريق خالد بن الحارث، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وتقدم الحديث برقم (2192) من طريق أبي بشر جعفر بن إياس، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، بإسقاط سعيد بن جبير من الإسناد.
قال الخطيب البغدادي فيما نقله الحافظ المزي في "التحفة" 5/253: والصحيح في هذا الحديث "عن ميمون، عن ابن عباس" ليس بينهما سعيد بن جبير.
وقال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف": جزم ابن القطان بأن ميمون بن مهران لم يسمعه من ابن عباس، وأن بينهما سعيد بن جبير، قال: كذلك أخرجه أبو داود والبزار - انتهى. لكن قد قال البزار في "مسنده": تفرد علي بن الحكم بإدخال سعيد بين ميمون وابن عباس. وعلي بن الحكم قال فيه أبو حاتم: صالح الحديث، ووثقه جماعة، وضعفه أبو الفتح الأزدي! وخالفه الحكم بن عتيبة وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية، فلم يذكرا سعيد بن جبير، وهما أحفظ من علي بن الحكم، فروايته شاذة، وتابعهما جعفر بن برقان وغيره، فلهذا جزم الخطيب بأن رواية علي بن الحكم من المزيد.(5/239)
3142 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَأَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْمُجَثَّمَةِ، وَالْجَلَّالَةِ - قَالَ: أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ نَهَى عَنْ لَبَنِ الْجَلَّالَةِ - وَأَنْ يَشْرَبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ " (2)
3143 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لَبَنِ الْجَلَّالَةِ، الْمُجَثَّمَةِ، وَعَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ " (3)
3144 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدَ عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا
__________
(1) تحرف في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 14) إلي: شعبة، والتصويب من (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 123، ومن الحديث المتقدم برقم (2161) ، والحديث الآتي برقم (3143) ، ومن "صحيح ابن حبان".
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. أبو عبد الصمد: هو عبد العزيز بن عبد الصمد البصري، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه ابن حبان (5399) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وانظر (2161) .
(3) صحيح، وهو مكرر ما قبله.(5/240)
فَقَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ " (1)
3145 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا غَشِيَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِينَارٍ، أَوْ نِصْفِ دِينَارٍ " (2)
3146 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ، كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (3)
3147 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو عبد الله بن بكر بن حبيب السهْمي. وهو مكرر (2490) .
(2) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فمن رجال البخاري. وانظر (2121) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1622) (7) من طريق محمد بن أبي عدي، وابن الجارود (993) من طريق عيسى بن يونس، والبغوي في "الجعديات" (978) ، والطبراني (10693) من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن سعيد بن أتى عروبة، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (2529) من طريق شعبة، عن قتادة، به.(5/241)
إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " قَالَ يَزِيدُ: " رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (1)
3148 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَقَّتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، قَالَ: " هُنَّ لَهُمْ، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِمَّنْ سِوَاهُمْ، مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، ثُمَّ مِنْ حَيْثُ بَدَأَ، حَتَّى بَلَغَ ذَلِكَ أَهْلُ مَكَّةَ " (2)
3149 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ الْأَعْرَجَ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، فَأُتِيَ بِبَدَنَةٍ، فَأَشْعَرَ صَفْحَةَ سَنَامِهَا الْأَيْمَنِ، ثُمَّ سَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا، وَقَلَّدَهَا نَعْلَيْنِ، ثُمَّ دَعَا بِرَاحِلَتِهِ، فَرَكِبَهَا، فَلَمَّا اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ، أَهَلَّ بِالْحَجّ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العالية الرياحي: هو رُفَيع بن مِهران.
وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (657) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (2012) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2240) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان=(5/242)
3150 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَذِهِ وَهَذِهِ سَوَاءٌ - يَعْنِي الْخِنْصَرَ وَالْإِبْهَامَ (1) - "
3151 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ قَالَا: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ حَجَّاجٌ فَقَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ " (2)
__________
= الأعرج- واسمه مسلم بن عبد الله- فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وانظر (2296) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه الترمذي (1392) عن محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح. وانظر (1999) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه البخاري (5885) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقال فيه: لعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
وأخرجه كذلك الطيالسي (2679) ، وأبو داود (4097) ، وابن ماجه (1904) ، والترمذي (2784) ، والبغوي في "الجعديات" (993) ، والطبراني (11823) ، والبيهقي في "الشعب" (7799) من طرق عن شعبة، به. قال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (2679) ، والترمذي (2784) ، وابن حبان (5750) من طرق=(5/243)
3152 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ (1) عَنْ قَوْلِ الرَّجُلِ، بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا - يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ - قَالَ: " ذَاكَ الْإِخْلَاصُ "
وَقَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ: لَقَدْ " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسِّوَاكِ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُنْزَلُ عَلَيْهِ فِيهِ "
وَلَقَدْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " (2)
__________
= عن قتادة، به. وانظر (1982) .
(1) قوله: "ابن عباس" سقط من (م) .
(2) حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي من بني تميم: واسمه أربدة التميمي البصري. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عُبيد السبيعي.
وهذا الحديث ثلاث قطع، أما القطعة الأولى فأخرجها البيهقي 2/133 من طريق سفيان الثوري في "جامعه" عن أبي إسحاق، عن التميمي- وهو أربدة-، عن ابن عباس.
وأخرجها البيهقي أيضاً 2/133 من طريق محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، قال: سئل ابن عباس ... فذكرها.
وأخرجها أيضاً من طريق الحسن بن علي بن زياد، عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن سليمان بن بلال، عن عباس بن عبد الله بن معبد، عن أخيه إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هكذا رواه مرفوعاً، والصواب وقفه.
وأما القطعة الثانية فأخرجها الطيالسي (2739) ، ومن طريقه البيهقي 1/35 عن شعبة، به. وانظر (2125) .
وأما القطعة الثالثة فأخرجها الطيالسي (2740) عن شعبة، به. وانظر (2405) .=(5/244)
3153 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ بَهْزٌ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ أَضْحَى - أَوْ يَوْمَ فِطْرٍ، قَالَ: وَأَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ: يَوْمَ فِطْرٍ - فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهُمَا، وَلَا بَعْدَهُمَا، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ وَمَعَهُ بِلَالٌ، فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي خُرْصَهَا وَسِخَابَهَا " وَلَمْ يَشُكَّ بَهْزٌ قَالَ: " يَوْمَ فِطْرٍ "، وَقَالَ: " صِخَابَهَا " (1)
3154 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَفَعَهُ أَحَدُهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَدُسُّ فِي فِي فِرْعَوْنَ الطِّينَ مَخَافَةَ أَنْ يَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " (2)
__________
= قوله: "ذاك الإخلاص"، قال السندي: يريد أن الإشارة بالأصبع في التشهد دليل على الإخلاص والتوحيد، فهو خير، وفي إسناده مجهول، لكن قد جاء في الباب من الأحاديث ما فيه كفاية، والله تعالي أعلم.
(1) إسناد هـ صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.
وأخرجه مسلم ص 606 (13) ، وابن خزيمة (1436) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وانظر (2533) .
والسخاب والضخاب، بمعنىً: وهو قلادة من عنبر أو قرنفل أو غيره، ولا يكون فيه خرز.
(2) صحيح موقوفاً على ابن عباس، وهو مكرر (2144) .
قوله: "في في"، "في" الأولى حرف جَر، و"في" الثانية بمعنى: فم.(5/245)
3155 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا " (1)
3156 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، مِثْلَهُ قَالَ - أَيْ: شُعْبَةُ (2) - قُلْتَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)
3157 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَكَمِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، وَعَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحَرِّمَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَلْيُحَرِّمِ النَّبِيذَ " (4)
3158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَكَمِ، يُحَدِّثُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2586) .
(2) قوله: "أي: شعبة" ليس في (ظ 9) و (ظ 14) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر.
وأخرجه أبو عوانة 5/195 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (2480) .
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الحكم - وهو عمران بن الحارث السلمي- فمن رجال مسلم. وانظر (185) و (2028) .
قوله: "فليحرم النبيذ"، قال السندي: أي نبيذ الجر والدُّبّاء والحنتم.(5/246)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَمَّ الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " (1)
3159 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُشَاشٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، فَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ صِبْيَانَ بَنِي هَاشِمٍ وَضَعَفَتَهُمْ أَنْ يَتَحَمَّلُوا مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ " (2)
3160 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَوَّلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِمًا الْبَطِينَ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ: " يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ ألم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ، وَفِي الْجُمُعَةِ بِسُورَةِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه بنحوه النسائي 4/138 عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1885) .
قوله: "تسع وعشرون"، قال السندي: هكذا بالرفع في النسخ، أي: هو تسع وعشرون، أو هو بدل من الشهر، وفي بعض النسخ: تسعاً وعشرين، بالنصب على الحال.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، مشاش: هو أبو ساسان، ويقال: أبو الأزهر السلِيمي، روى عنه شعبة وهشيم، ويقال: إنهما اثنان، روى عن الأول هشيم، وعن الثاني شعبة، وثقه غير واحد، انظر "تهذيب الكمال" 5/28-7، وقد توبع.
وأخرجه النسائي 5/261، والمزي في "التهذيب" 6/28-7 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1920) .(5/247)
الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ " (1)
3161 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا نُحَدِّثُ أَنْفُسَنَا بِالشَّيْءِ لَأَنْ يَكُونَ أَحَدُنَا حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ؟ قَالَ (2) : فَقَالَ أَحَدُهُمَا: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَقْدِرْ مِنْكُمْ إِلَّا عَلَى الْوَسْوَسَةِ " وَقَالَ: الْآخَرُ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ أَمْرَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مخوّل: هو ابن راشد الكوفي الحناط، ومسلم البطين: هو ابن عمران.
وأخرجه مسلم (879) ، وابن خزيمة (533) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1993) .
(2) أي: شعبة بن الحجاج.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وسليمان: هو ابن مِهران الأعمش، ومنصور: هو ابن المعتمر، وذَر: هو ابن عبد الله الهمداني الكوفي، وعبد الله بن شداد: هو ابن الهاد.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (2704) ، ومن طريقه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (669) ، وابن منده في "الأيمان" (345) ، وأخرجه الطحاوي في "مشكل الأثار" 2/251-252 من طريق روح بن عبادة، و252 من طريق بشر بن عمر الزهراني، وابن منده (345) ، والطبراني (10838) ، والبيهقي في "تشعب الأيمان" (340) ، والبغوي (60) من طريق أبي الوليد الطيالسي، أربعتهم (أبو داود وأبو الوليد الطيالسيان وروح وبشع عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد بين روح بن عبادة في حديثه أن الذي روى الحديث على الوجه الأول هو منصور بن المعتمر، والذي رواه على الوجه الثاني هو الأعمش.
وأخرجه بنحوه النسائي (668) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان=(5/248)
3162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي رَمَضَانَ، حِينَ فَتَحَ مَكَّةَ، فَصَامَ حَتَّى أَتَى عُسْفَانَ، ثُمَّ دَعَا بِعُسٍّ مِنْ شَرَابٍ أَوْ إِنَاءٍ، فَشَرِبَ " فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " مَنْ شَاءَ صَامَ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ " (1)
__________
=الثوري، عن منصور والأعمش، به. وانظر (2097) .
حُمَمَة، أي: فحمة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد تقدم برقم (2350) من طريق عَبيدة بن حميد، و (2652) من طريق أبي عوانة، و (2994) من طريق مفضل بن مهلهل، ثلاثتهم عن منصور، عن مجاهد، عن طاووس، عن ابن عباس، فهذا من المزيد ني متصل الأسانيد، فمجاهد بن جبر أحد الذين أكثروا عن ابن عباس، وعنه أخذ القرآن والتفسير والفقه.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الأثار" ص95 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2644) ، والنسائي 4/184، والطبري ص96، والطحاوي 2/64 و67 من طرق عن شعبة، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه ابن ماجه (1661) من طريق سفيان الثوري، والطحاوي 2/65 من طريق إسرائيل، كلاهما عن منصور، به. ورواية ابن ماجه مختصرة بلفظ: صام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
في السفر، وأفطر.
وأخرجه النسائي 4/184، والطبري ص97، والطبراني (11053) من طرق عن مجاهد، به. بعضهم يرويه مختصراً.
وأخرجه النسائي 4/184 من طريق العوام بن حوشب وأبي إسحاق، كلاهما عن مجاهد مرسلا: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصوم في السفر ويفطر.
العُس: القدَح الضخم.(5/249)
3163 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: أَهْدَتْ خَالَتِي أُمُّ حُفَيْدٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمْنًا وَأَقِطًا، وَأَضُبًّا، " فَأَكَلَ مِنَ السَّمْنِ، وَالْأَقِطِ، وَتَرَكَ الْأَضُبَّ تَقَذُّرًا " وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا مَا أُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
3164 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَإِذَا الْيَهُودُ قَدْ صَامُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَسَأَلَهُمْ عَنْ ذَلِكَ فَقَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي ظَهَرَ فِيهِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " أَنْتُمْ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ، فَصُومُوهُ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس.
وأخرجه مسلم (1947) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (2299) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4680) ، ومسلم (1130) (127) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2625) ، وابن أبي شيبة 3/56، والدارمي (1759) ، والبخاري (4737) ، والطحاوي 2/75، والطبراني (12442) ، والبيهقي 4/289 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (3943) ، ومسلم (1130) (127) ، وأبو داود (2444) ، وابن=(5/250)
3165 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ: " اللهُ إِذْ خَلَقَهُمْ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (1)
3166 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى أَبِي (2) عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ " (3)
__________
= خزيمة (2084) ، والبغوي (1782) من طريق هشيم، عن أبي بشر، به. وانظر (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (6597) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2624) عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (1383) من طريق عبد الله بن المبارك، عن شعبة، به. وانظر (1845) .
(2) تحرفت في (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) إلي: "بن"، وانظر "تعجيل المنفعة" ص445-446.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى أبي عمر- وهو يحيى بن عبيد البَهْراني الكوفي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، والحكم: هو ابن عتيبة.
وأخرجه مسلم ص1580 (42) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. ولم يذكر الحكم فيه.=(5/251)
3167 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ صُهَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ: عَفَّانُ - يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ - أَخْبَرَنِيهِ الْحَكَمُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ صُهَيْبٍ، - قُلْتُ: مَنْ صُهَيْبٌ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ كَانَ عَلَى حِمَارٍ، هُوَ وَغُلَامٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَمَرَّ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمْ يَنْصَرِفْ، وَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَأَخَذَتَا بِرُكْبَتَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَرَّعَ بَيْنَهُمَا - أَوْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا - وَلَمْ يَنْصَرِفْ " (1)
__________
= وأخرجه الطيالسي (2713) ، ومسلم ص 1580 (42) ، وأبو عوانة 5/313، والطحاوي 4/223 من طرق عن شعبة، به- دون ذِكر الحكم أيضاً. وانظر ما تقدم برقم (2020) و (2476) .
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صهيب- وهو أبو الصهباء البكري- فقد روى له أبو داود والنسائي، وثم يرو له مسلم.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (835) قال: حدثنا بندار، حدثنا محمد- يعني ابن جعفر-، حدثنا شعبة، به. وقوله: "حدثنا بندار حدثنا محمد- يعني ابن جعفر- حدثنا شعبة" سقط من المطبوع، وقد استدركناه من "إتحاف المهرة" للحافظ ابن حجر 3/ورقة 38.
وأخرجه الطيالسي (2762) ، والنسائي 2/65، وأبو يعلى (2548) ، وابن خزيمة (836) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (163) ، والطحاوي 1/459، والطبراني (12891) ، والبيهقي 2/277 من طرق عن شعبة، به. وليس عند الطحاوي قصة الجاريتين.
وأخرجه أبو داود (716) و (717) ، وأبو يعلى (2749) ، وابن خزيمة (837) ، وابن حبان (2381) ، والطبراني (12892) ، والبيهقي 2/277 من طريق منصور، عن=(5/252)
3168 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: بَهْزٌ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِقُدَيْدٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، عَجُزَ حِمَارٍ، فَرَدَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْطُرُ دَمًا " (1)
3169 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ خَالَتِهِ مَيْمُونَةَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَصَلَّى أَرْبَعًا، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: " أَنَامَ الْغُلَامُ؟ " - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - قَالَ: فَقَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى خَمْسًا، ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ - أَوْ خَطِيطَهُ - ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى (2)
__________
= الحكم، به. وفيه: أنهما نزلا عن الحمار وتركاه بين أيديهم، وليتمن عند ابن حبان قصة الجاريتين. وانظر (2095) و (2258) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمِّي.
وأخرجه مسلم (1194) (54) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2633) ، والنسائي 5/185، والطحاوي 2/170 و171، وابن حبان (3970) ، والطبراني (12366) ، والبيهقي 5/193 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (1194) (54) ، والنسائي 5/184-185، والطحاوي 2/171، والطبراني (12367) ، والبيهقي 5/193 من طريق منصور، عن الحكم، به. وانظر (2530) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي تخريجه في الحديث التالي.(5/253)
3170 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى أَرْبَعًا، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعًا، فَقَالَ: " نَامَ الْغُلَيِّمُ؟ " - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - قَالَ: فَجِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ - أَوْ خَطِيطَهُ - ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين شيخ أحمد: إما أن يكون حسين بن محمد بن بهرام المرُّوذي، وإما أن يكون حسين بن علي الجعفي الكوفي- وهو الأقرب-، وكلاهما ثقة من رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2632) ، والد ارمي (1255) ، والبخاري (117) و (697) ، وأبو داود (1357) ، والطبراني (12365) ، والبيهقي 2/477 و3/28 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد- وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه بنحوه أبو داود (1358) ، والنسائي في "الكبرى" (1342) من طريق يحيى بن عباد الأنصاري، عن سعيد بن جبير، به. وفيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام فصلى ركعتين ركعتين حتى صلى ثماني ركعات، ثم أوتر بخمس لم يجلس بينهن. وسيأتي برقم (3170) و (3175) ، وانظر (1843) .
قوله: "أو كلمة نحوها"، قال الحافظ في "الفتح" 1/212: الشك من الراوي.
وقوله: "غطيطه"، قال: بفتح الغين المعجمة، وهو صوت نَفَس النائم، والنخير أقوى منه.
وقوله: "أو غطيطه"، قال: بالخاء المعجمة، والشك فيه من الراوي، وهو بمعنى الأول، قاله الداودي، وقال ابن بطال: لم أجده بالخاء المعجمة عند أهل اللغة، وتبعه القاضي عياض فقال: هو هنا وهم. وقد نقل ابن الأثير 2/48 عن أهل الغريب أنه دون=(5/254)
3171 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ " (1)
3172 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَذِهِ عُمْرَةٌ اسْتَمْتَعْنَا بِهَا، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ هَدْيٌ، فَلْيَحِلَّ الْحِلَّ كُلَّهُ، فَقَدْ دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (2)
3173 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ؟ فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَأْكُلَ مِنْهُ، أَوْ يُؤْكَلَ مِنْهُ، وَحَتَّى يُوزَنَ ". قَالَ: فَقُلْتُ: مَا
__________
= الغطيط.
وقوله: "ثم ركعتين"، قال: أي: ركعتي الفجر، وأغرب الكرماني فقال: إنما فصل بينهما وبين الخَمْس ولم يقل: سبع ركعات، لأن الخَمْس اقتدى ابن عباس به فيها بخلاف الركعتين، أو لأن الخمس بسلام، والركعتين بسلام آخر. انتهى، وكأنه ظنَّ أن الركعتين من جملة صلاة الليل، وهو محتمل، لعَن حَمْلهما على سُنة الفجر أوْلى، ليحصل الخَتْم بالوتر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (900) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (2013) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة. وانظر (2115) .(5/255)
يُوزَنُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: حَتَّى يُحْزَرَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو البَخْتري: هو سعيد بن فيروز الكوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/193، والبخاري (2250) ، ومسلم (1537) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2722) ، وعبد بن حميد (699) ، والبخاري (2246) و (2248) ، والطحاوي 4/25، والطبراني (12688) ، وابن حزم في "المحلى" 9/115، والبيهقي 6/24 من طرق عن شعبة، به.
وفي الباب عن ابن عمر عند أحمد 2/5 و7، والبخاري (2247) و (2249) ، ومسلم (1534) و (1535) .
وعن أبي هريرة عند أحمد 2/387، ومسلم (1538) .
وعن جابر عند أحمد 3/312، ومسلم (1536) .
وعن أنس عند أحمد 3/115.
قوله: "حتى يأكل منه، أو يؤكل منه "، قال السندي: الأول على بناء الفاعل، أي: حتى يأكل البائع، والثاني على بناء المفعول.
وقوله: "حتى يوزن"، قال ابن الأثير 5/182: أي: تُحزر وتُخرص، سماه وزنا، لأن الخارص يحزرها ويقدرها، فيكون كالوزن لها، ووجه النهي أمران: أحدهما: تحصين الأموال، وذلك أنها في الغالب لا تأمن العاهة إلا بعد الإدراك، وذلك أوان الخَرْص.
والثاني: أنه إذا باعها قبل ظهور الصلاح بشرط القطع، وقبل الخرص، سقط حقوقُ الفقراء منها، لأن الله أوجب إخراجها وقت الحصادِ.
وقوله: "يحزر، قال السندي: هو بزاي ثم راء مهملة، أشار إلي أن مراده بالوزن الحَزْرُ، وهو الخرص والتقدير والتخمين، ثم الخرص والأكل والوزن، كله كنايات عن ظهور الصلاح، ويروى براء مهملة فزاي (وهو كذلك في ظ9 وظ14) بمعنى: تُحفظ وتُصان، وقيل: هو تصحيف، وإنما فسر الوزن به، لأن الحزْر طريق إلى معرفته كالوزن.(5/256)
3174 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فَجَعَلَ جَدْيٌ يُرِيدُ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَتَقَدَّمُ وَيَتَأَخَّرُ - قَالَ حَجَّاجٌ: يَتَّقِيهِ وَيَتَأَخَّرُ - حَتَّى نَزَا (2) الْجَدْيُ (3) "
3175 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ
__________
(1) قوله: "عن شعبة" سقط من النسخ المطبوعة من المسند.
(2) في (م) : "يُرَى وَرَاءَ الْجَدْيِ"، بزيادة لفظة: وراء، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) ، ومن "مصنف ابن أبي شيبة"، ومعناه: وثَبَ، وفي سائر النسخ: يرى، وبعضها لم تنقط فيها، وقال السندي في "حاشيته": حتى يرى الجدي، هكذا في النسخ وكذلك في "الترتيب" أيضاً، والظاهر أنه بموحدة ثم راء مكسورة ثم همزة، من برِيء من الدين وغيره - بكسر راء-: إذا بان وتخلص وانفصل كما في "المشارق " (1/82) ، وقد جاء في حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عند أبي داود (708) : أنه ما زال يدرؤها حتى لصق بطنه بالجدار ومرت من ورائه. يريد أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضيق عليه طريق المرور من بين يديه فانصرف إلي ورائه وتخلص من ذلك، والله تعالى أعلم، وقال بعضهم: لعله درأ الجديَ. انتهى، يريد: لعله وقع في لفظ الكتاب تصحيف، والصواب: درأ الجدي، ولعل هذا الذي قلنا أيضاً غير بعيد، والله تعالي أعلم.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن الجزار، فمن رجال مسلم، وهو لم يسمع هذا الحديث من ابن عباس، كما صرح في الرواية السالفة برقم (2653) . حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/283 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
قوله: "فجعل يتقدم ويتأخر"، قال السندي: أي: لئلا يمر الجدي بين يديه.(5/257)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى أَرْبَعًا، ثُمَّ قَالَ: " أَنَامَ الْغُلَيِّمُ - أَوِ الْغُلَامُ -؟ " - قَالَ: شُعْبَةُ أَوْ شَيْئًا نَحْوَ هَذَا - قَالَ: ثُمَّ نَامَ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ؟ قَالَ: لَا أَحْفَظُ وُضُوءَهُ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، قَالَ: فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ، قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ - أَوْ خَطِيطَهُ - ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ (1)
3176 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ وَهُوَ يَغْزُو مَكَّةَ، فَصَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أَتَى قُدَيْدًا، ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبَهُ، قَالَ: ثُمَّ أَفْطَرَ أَصْحَابُهُ حَتَّى أَتَوْا مَكَّةَ " (2)
3177 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ، كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرطهما. بهز: هو ابن أسد، والحكم: هو ابن عتيبة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1341) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر (3169) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فمن رجال البخاري.
وانظر (2185) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.=(5/258)
3178 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ، كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (1)
3179 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ. قَالَ: " وَذَكَرَ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ، وَأَنَّهُ رَأَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ آدَمَ طُوَالًا، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى عِيسَى مَرْبُوعًا إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، جَعْدًا وَذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى الدَّجَّالَ، وَمَالِكًا خَازِنَ النَّارِ " (2)
3180 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ الرَّيَاحِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ
__________
= وأخرجه الخرائطي في "مساوى الأخلاق" (518) من طريق أيوب السختياني، عن سعيد بن جبير، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1872) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2529) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران. وانظر ما بعده، والقطعة الأولى منه سلفت برقم (2167) ، والقطعة الثانية سلفت برقم (2197) .(5/259)
مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ. وَذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُسْرِيَ بِهِ، فَقَالَ: " مُوسَى آدَمُ طُوَالٌ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ " وَقَالَ: " عِيسَى جَعْدٌ مَرْبُوعٌ " وَذَكَرَ مَالِكًا خَازِنَ جَهَنَّمَ، وَذَكَرَ الدَّجَّالَ (1)
3181 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ الْأَعْرَجَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْهُجَيْمِ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا هَذِهِ الْفُتْيَا الَّتِي قَدْ تَشَغَّفَتْ - أَوْ تَشَعَّبَتْ - بِالنَّاسِ: " أَنَّ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ؟ " فَقَالَ: " سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ رَغِمْتُمْ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (3395) و (3396) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرج القطعة الأولى مسلم (2377) من طريق محمد بن جعفر، به.
والقطعة الثانية أخرجها البخاري (3239) ، ومسلم (165) (266) من طريق محمد بن جعفر، به ى وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان الأعرج- واسمه مسلم بن عبد الله- فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (1244) (206) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (2513) .
قوله: "تشغفت، أوتشعبت"، وقعت هذه الثانية عند مسلم بغين معجمة، قال النووي في "شرح مسلم" 8/229: أما اللفظة الأولى: فبشين ثم غين معجمتين ثم فاء، والثانية كذلك، لكن بدل الفاء باء موحدة، والثالثة) وهي: "تفشغ" كما سيأتي في الحديث رقم (3183) بتقديم الفاء وبعدها شين ثم غين، ومعنى هذه الثالثة: انتشرت=(5/260)
3182 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا حَسَّانَ (1) الْأَعْرَجَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْهُجَيْمِ، يُقَالُ لَهُ: فُلَانُ بْنُ بُجَيْلٍ، لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا هَذِهِ الْفَتْوَى الَّتِي قَدْ تَشَغَّفَتِ النَّاسَ: " مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ "؟ فَقَالَ: " سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ رَغِمْتُمْ (2) "
قَالَ شُعْبَةُ: " أَنَا أَقُولُ شَغَبَتْ وَلَا أَدْرِي كَيْفَ هِيَ "
3183 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ: " قَدْ تَفَشَّغَ فِي النَّاسِ " (3)
3184 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
__________
= وفشت بين الناس، وأما الأولى فمعناها: عَلِقت بالقلوب وشغفوا بها، وأما الثانية فرُوِيت أيضاً بالعين المهملة. وممن ذكر الروايتين فيها المعجمة والمهملة أبو عبيد والقاضي عياض، ومعنى المهملة: أنها فَزقت مذاهب الناس وأوقعت الخلاف بينهم، ومعنى المعجمة: خلَطَت عليهم أمرهم.
(1) في (ظ9) و (ظ14) سمعت أبا حسان.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
قوله: "ما هذه الفتوى التي"، في النسخ الخطية عدا (ظ14) : الذي، وفي "مسلم": ما هذا الفتيا الذي، قال النووي: هكذا هو في معظم النسخ: هذا الفتيا، وفي بعضها: هذه، وهو الأجود، ووجه الأول أنه أراد بالفتيا الإفتاء، فوصفه مذكراً، ويقال: فتيا وفتوى.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (2539) .(5/261)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جِئْتُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي بِمِنًى وَأَنَا عَلَى حِمَارٍ، فَتَرَكْتُهُ بَيْنَ يَدَيِ الصَّفِّ، فَدَخَلْتُ فِي الصَّلَاةِ، وَقَدْ نَاهَزْتُ الِاحْتِلَامَ، فَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ " (1)
3185 - وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا الْحَدِيثَ، قَالَ: أَقْبَلْتُ رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ الِاحْتِلَامَ، " وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، فَنَزَلْتُ وَأَرْسَلْتُ الْأَتَانَ، فَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيَّ أَحَدٌ " (2)
3186 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ (3) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ مِنْ زَمْزَمَ وَهُوَ قَائِمٌ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وأخرجه ابن خزيمة (834) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وهو في "موطأ" مالك" 1/155-156، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/69، والبخاري (76) و (493) و (861) و (4412) ، ومسلم (504) (254) ، وأبو داود (715) ، وابن خزيمة (834) ، والطحاوي 1/459، وأبو عوانة 2/55، وابن حبان (2151) و (2393) ، والبيهقي 2/273 و277، والبغوي (548) . وبعضهم رواه باللفظ الآتي عند أحمد برقم (3185) ، وانظر (1891) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر ما قبله.
(3) في (م) وأكثر الأصول الخطية: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) والنسخة الكتانية.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والشعبي: هو=(5/262)
3187 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَتِ الْحَرُورِيَّةُ، اعْتَزَلُوا، فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ صَالَحَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: " اكْتُبْ يَا عَلِيُّ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ " قَالُوا: لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ مَا قَاتَلْنَاكَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " امْحُ يَا عَلِيُّ، اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُكَ، امْحُ يَا عَلِيُّ وَاكْتُبْ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ " وَاللهِ لَرَسُولُ اللهِ خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ، وَقَدْ مَحَا نَفْسَهُ، وَلَمْ يَكُنْ مَحْوُهُ ذَلِكَ يُمْحَاهُ مِنَ النُّبُوَّةِ، أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ (1)
__________
= عامر بن شراحيل.
وأخرجه البخاري (5617) عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (1838) .
(1) إسناده حسن، عكرمة بن عمار روى له مسلم، ووثقه غير واحد، والقول الفصل فيه أنه حسن الحديث مستقيمه، إلا أنه مضطرب في حديث يحيى بن أبي كثير، وأبو زُميل - واسمه سماك بن الوليد الحنفي- روى له مسلم، ووثقه العجلي، وابن معين، وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: صدوق لا بأس به، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ثقة.
وهذا الحديث قطعة من قصة طويلة في مناظرة ابن عباس مع الحرورية، أخرجها عبد الرزاق (18678) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/522، والطبراني (10598) ، والحاكم 2/150 من طرق عن عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد. والقصة بتمامها عندهم:=(5/263)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قال ابن عباس: إنه لما اعتَزَلَت الخوارجُ دخلوا داراً وهم ستة آلافٍ، وأجمعوا أن يخرجوا على علي بن أبي طالب وأصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معه. قال: وكان لا يزال يجيء إنسان فيقول: يا أمير المؤمنين، إن القوم خارجون عليك- يعني علياً- فيقول: دَعُوهُم، فإني لا أقاتلهم حتى يقاتلونى، وسوف يفعلون. فلما كان ذات يوم، أتيته قبل صلاة الظهر فقلت له: يا أمير المؤمنين، أبرِدْنا بصلاة، لَعَلي أدخلُ على هؤلاء القوم فأكلمَهم. فقال: إني أخافهم عليك. فقلت: كلا، وكنت رجلاً حَسَنَ الخُلُق لا أوذي أحداً، فَأذِن لي، فلبست حُلة من أحسن ما يكون من اليمن، وتَرَجلتُ، ودخلتُ عليهم نصفَ النهار، فدخلتُ على قوم لم أر قوماً قط أشَد منهم اجتهاداً، جباههم قَرِحَت من السجود، وأيديهم كأنها ثَفِنُ الأبل (أي: ركبها الغليظة) ، وعليهم قُمُصٌ مُرَحضَة (أي: مغسولة) ، مشمرين مُسَهَّمَة وجوههم (أي: متغيرة ألوانها) من السهر، فسلمتُ عليهم، فقالوا: مرحباً يا ابن
عباس، ما جاءَ بك؟ قال: قلت: أتيتكم من عند المهاجرين والأنصار ومن عند صِهْر رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علي، وعليهم نزل القرآن، وهم أعلم بتأويله. فقالت طائفة منهم: لا تُخاصموا قريشا فإن الله قال: (بل هم قوم خَصِمُون) ] الزخرف: 58 [. فقال اثنان أو ثلاثة: لنُكَلِّمنه. فقلت لهم: تُرى ما نَقَمتُم على صهر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمهاجرين والأنصار، وعليهم نزل القرآنُ، وليس فيكم منهم أحد، وهم أعلم بتأويله منكم؟ قالوا: ثلاثاً. قلت: ماذا؟ قالوا: أما إحداهن: فإنه حَكم الرجال في أمر الله عز وجل، وقد قال الله عز وجل: (إنِ الحُكْمُ إلا لله) ] الأنعام: 57، ويوسف: 40 و67 [، فما شأن الرجال والحكم بعد قول الله عز وجل؟ فقلت: هذه واحدة، وماذا؟ قالوا: وأما الثانية: فإنه قاتل ولم يَسْب ولم يَغْنَم، فلئن كانوا مؤمنين ما حَل لنا قتالهم وسِباهم. قلت: وماذا الثالثة؟
قالوا: إنهَ مَحَا نفسه من أمير المؤمنين، إن لم يكن أميرَ المؤمنين، فإنه لأمير الكافرين. قلت: هل عندكم غير هذا؟ قالوا: كفانا هذا. قلت لهم: أما قولكم: حَكم الرجال في أمر الله عز وجل، أنا أقرأ عليكم في كتاب الله عز وجل ما ينقض قولكم، أفترجعون؟
قالوا: نعم. قلت: فإن الله عز وجل قد صَيَّر من حكمه إلي الرجال في ربع درهم ثمن أرنب، وتلا هذه الآية: (لا تَقْتُلوا الصيد وأنتم حُرُمٌ) إلي آخر الآية] المائدة: 95 [، وفي=(5/264)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المرأة وزوجها: (وإن خفتم شقاقَ بينِهِما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها) إلي آخر الآية] النساء:34 [، فنشدتكم بالله، هل تعلمون حكمَ الرجال في إصلاح ذاتِ بينهم، وحقن دمائهم، أفضلَ، أم حكمَهم في أرنب ويُضْعِ امرأة؟ فأيهما ترون أفضل؟ قالوا: بل هذه. قال: خرجتُ من هذه؟ قالوا: نعم. قلت: وأما قولكم: قاتل ولم يسب ولم يغنم، فتَسْبُونَ أمكم عائشة؟ فوالله لئن قلتم: ليست بأمنا، لقد خرجتم من الإسلام، ووالله لئن قلتم: نَسبيها نستحل منها ما نستحل من غيرها، لقد خرجتبم من الإسلام، فأنتم بين الضلالتين، إن الله عز وجل قال: (النبي أوْلى بالمؤمنين من أنفُسِهِم وأزواجُهُ
أمهاتُهم) ] الأحزاب: 6 [، فإن قلتم: ليست بأمنا، لقد خرجتم من الإسلام، أخرَجتُ من هذه؟ قالوا: نعم. وأما قولكم: محا نفسه من أمير المؤمنين، فأنا آتيكم بمن ترضون: يوم الحديبية، كاتب المشركين أبا سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو، فقال: "يا علي، اكتب: هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله"، فقال المشركون: والله لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهمَ إنك تعلمُ أني رسولُك، امْحُ يا علي، اكتب: هذا ما كاتب عليه محمد بن عبد الله"، فوالله لرسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خير من علي، فقد محا نفسه. قال: فرجع منهم ألفان، وخرج سائرهم فقتلوا. انتهى. وقع عند عبد الرزاق والطبراني أن عدد الحرورية حين خرجوا كان أربعة وعشرين ألفاً، رجع منهم بعد مناظرة ابن عباس عشرون ألفاً، وبقي أربعة آلاف، فقتلوا.
وانظر ما تقدم في مسند علي برقم (656) .
وقد رويت قصة أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمحو "محمد رسول الله" عن البراء بن عازب، وستأتي في "المسند" 4/291، وعن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم عند أحمد 4/323-324، والبخاري (2731) و (2732) ، وعن أنس بن مالك عند مسلم (1784) .
قوله: "اعتزلوا"، قال السندي: أي: عن جماعة المسلمين الذين كانوا مع علي، وكانوا أولاً معهم، وقالوا: لو كان علي أميرَ المؤمنين، كيف محا اسمه ذلك من كتاب الصلح الذي جرى بينه وبين معاوية.(5/265)
3188 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيّ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أَنَّ النَّاسَ أُعْطُوا بِدَعْوَاهُمْ، ادَّعَى نَاسٌ مِنَ النَّاسِ دِمَاءَ نَاسٍ وَأَمْوَالَهُمْ، وَلَكِنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. نافع بن عمر: هو نافع بن عمر بن عبد الله بن جميل الجُمَحي المكي، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله التيمي المدني.
وأخرجه أبو يعلى (2595) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/156، والبخاري (2514) و (2668) ، ومسلم (1711) وأبو داود (3619) ، والترمذي (1342) ، والنسائي 8/248، وأبو عوانة في الأيمان والنذور كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 52، والطحاوي 3/191، والطبراني (11223) ، والبيهقي 10/252 من طرق عن نافع بن عمر، به- يزيد بعضهم فيه على بعض، وذكر بعضهم فيه قصة.
وأخرجه الشافعي 2/181، وعبد الرزاق (15193) ، والبخاري (4552) ، ومسلم (1711) (1) ، وابن ماجه (1321) ، والنسائي في "الكبرى" (5994) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 52، والطحاوي 3/191، وابن حبان (5082) و (5083) ، والطبراني (11224) و (11225) ، والدارقطني 4/157، والبيهقي 10/252، والبغوي (2501) من طريق ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، به. وقرن كل من الطبراني والبيهقي في إحدى رواياته بابن جريج عثمانَ بن أبي الأسود، وقرن أبو عوانة في إحدى رواياته بابن جريج محمدَ بنَ سليمان.
وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" (بشرح علي القاري) ص77 عن حماد بن أبي سليمان، عن الشعبي، عن ابن عباس رفعه بلفظ: "المدَّعَى عليه أولى باليمين إذا لم=(5/266)
3189 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَرْقَمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُوصِ " (1)
3190 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ، فَقَالَ: " كُلُوا مِنْ حَوْلِهَا، وَلَا تَأْكُلُوا مِنْ وَسْطِهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسْطِهَا " قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: " مِنْ جَوَانِبِهَا أَوْ مِنْ حَافَتَيْهَا " (2)
__________
= يكن بينة". وسيأتي الحديث برقم (3292) و (3348) و (3427) .
قوله: "ولكن اليمين على المدعى عليه"، قال السندي: أي: بعد عجز المدعي عن البينة، وبه يخلص المدعى عليه من عهدة الدعوى، ويدفع كلام المدعي.
وقال الأمام ابن القيم في "إعلام الموقعين" 1/90: البينة في كلام الله ورسوله وكلام الصحابة: اسم لكل ما يبين الحق، فهي أعم من البينة في اصطلاح الفقهاء حيث خصوها بالشاهدين أو الشاهد واليمين، ولا حَجْر في الاصطلاح ما لم يتضمن حمل كلام الله ورسوله عليه، فيقع بذلك الغلطُ في فهم النصوص، وحملها على غير مُرادِ المتكلم منها.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أرقم بن شرحبيل، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة، وسماع إسرائيل- وهو ابن يونس بن أبي إسحاق- من جده في غاية الإتقان للزومه إياه، وكان خصيصا به، وقد أخرج له الشيخان في "الصحيحين" من روايته عنه. والحديث سيأتي مطولاً برقم (3356) ، ويخرج هناك.
قوله: "ولم يوصِ"، قال السندي: أي: في الأموال ونحوها، إذ لم يكن له مال.
(2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن السائب، فقد روى له=(5/267)
3191 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16] ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، فَكَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ - قَالَ فَقَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَا أُحَرِّكُ شَفَتَيَّ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُ وَقَالَ: لِي سَعِيدٌ أَنَا أُحَرِّكُ كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ - فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17] قَالَ: جَمْعَهُ فِي صَدْرِكَ، ثُمَّ نَقْرَؤُهُ: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 18] فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 19] فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ، قَرَأَهُ كَمَا أَقْرَأَهُ " (1)
__________
= أصحاب السنن، وهو- وإن اختلط بأخرة- فقد روى عنه شعبة قبل الاختلاط. وانظر (2439) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليَشْكُري.
وأخرجه الطيالسي (2628) ، وابن سعد 1/198، والبخاري في "صحيحه" (5) و (5724) ، وفي "خلق أفعال العباد" (359) و (360) ، ومسلم (448) (148) ، والنسائي في "المجتبى" 2/149، وفي "الكبرى" (11634) ، وابن حبان (39) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 198 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بألفاظ متقاربة ابن سعد 1/198، والبخاري في "صحيحه" (4928) و (4929) و (5044) ، وفي "خلق أفعال العباد" (360) و (361) ، ومسلم (448) (147) ، والنسائي في " الكبرى" (7978) ، والطبري 29/187، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/56، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/423 من طرق عن موسى بن أبي عائشة،=(5/268)
3192 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَلَى حُمُرَاتِنَا لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ، فَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا، وَيَقُولُ: " أُبَيْنَى، لَا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَا إِخَالُ أَحَدًا يَرْمِي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (1)
__________
=به
وأخرجه بنحوه الطبراني (12297) من طريق قيس بن الربيع، عن موسى بن أبي عائشة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 6/348 وزاد نسبته إلي عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وابن مردويه وأبي نعيم. وسلف مختصراً برقم (1910) .
وفي الباب عن عائشة سيأتي في "المسند" 6/232.
قوله: "يعالج"، قال السندي: أي: يلقى ويجد، لأجل أن لا يفوت عليه شيء مما جاء به جبريل.
وقوله: "ثم تقرأه "، قال: يحتمل النصب بتقدير "أن"، ويجوز رفعه على أنه استعمل في معنى المصدر مجازاً، وعلى الوجهين هو عطف على "جمعه"، وهو تفسير لقوله تعالي: "وقرآنه ".
(1) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن بن عبد الله العرني لم يسمع من ابن عباس.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "غريب الحديث" 1/128-129، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1942) عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (2082) .
قوله: "أبيني"، في بعض النسخ: "ابني"، قال السندي: الظاهر أن الهمزة المفتوحة للنداء، و"بَنِي" جمع مضاف إلي الياء، والله تعالي أعلم.(5/269)
3193 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ يَعْنِي الْعُرَنِيَّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ جَدْيًا، سَقَطَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فَلَمْ يَقْطَعْ صَلَاتَهُ " (1)
3194 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَتَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ قَامَ، فَأَتَى الْقِرْبَةَ، فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ، لَمْ يُكْثِرْ وَقَدْ أَبْلَغَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ فَتَمَطَّأْتُ (2) ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ أَرْتَقِبُهُ، فَتَوَضَّأْتُ، فَقَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي بِأُذُنِي، فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَتَتَامَّتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ، فَأَتَاهُ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، وَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: " اللهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، وَمِنْ أَمَامِي نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي
__________
(1) حديث حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبد الله العرني، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً، وهو ثقة إلا أنه لم يسمع من ابن عباس.
سلمة: هو ابن كهيل. وانظر (2804) .
(2) هكذا في (م) وعامة أصولنا الخطية: فتمطأت، بالهمز، والجادة: فتمطيت، بالياء كما في مصادر التخريج، ومعناه: تَمددت وتَمغطتُ.(5/270)
نُورًا، وَأَعْظِمْ لِي نُورًا " قَالَ كُرَيْبٌ: " وَسَبْعٌ فِي التَّابُوتِ "، قَالَ: فَلَقِيتُ بَعْضَ وَلَدِ الْعَبَّاسِ، فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ، فَذَكَرَ: " عَصَبِي، وَلَحْمِي، وَدَمِي، وَشَعْرِي، وَبَشَرِي "، قَالَ: " وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ " (1)
__________
(1) القائل هو سلمة بن كُهيل.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سلمة: هو ابن كهيل، وكريب: هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولى ابن عباس.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6316) ، وفي "الأدب المفرد" (695) ، ومسلم (763) (181) ، والترمذي في "الشمائل" (255) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. ورواية الترمذي مختصرة بلفظ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، فأتاه بلال فآذنه بالصلاة، فقام وصلى ولم يتوضأ، قال: وفي الحديث قصة.
وانظر (2567) .
قوله: "بَشَري"، أي: ظاهر الجسد.
وقوله: "سبع في التابوت"، قال الحافظ في "الفتح" 11/117: قد اختُلف في مراده بقوله: "التابوت"، فجزم الدَمياطي في "حاشيته" بأن المراد به. الصدر الذي هو وعاء القلب، وسبق ابن بَطال والداودي إلي أن المراد بالتابوت الصدر، وزاد ابن بطال: كما يقال لمن يحفظا العلمَ: علمه في التابوت مستودعَ، وقال النووي تبعاً لغيره: المراد بالتابوت: الأضلاع وما تحويه من القلب وغيره تشبيهاً بالتابوت الذي يُحرز فيه المتاع، يعني سبع كلمات في قلبي، ولكن نسيتها، قال: وقيل: المراد سبعة أنوار كانت مكتوبة في التابوت الذي كان لبني إسرائيل فيه السكينة، وقال ابن الجوزي: يريد بالتابوت: الصندوق، أي: سبع مكتوبة في صندوق عنده لم يحفظها في ذلك الوقت.
قلت (القائل ابن حجر) : ويؤيده ما وقع عند أبي عوانة 2/312 من طريق أبي حذيفة عن الثوري بسند حديث الباب: "قال كريب: وستة عندي مكتوبات في التابوت"، وجزم القرطبي في "المُفْهِم" وغير واحدٍ بأن المراد بالتابوت: الجسد، أي: أن السبع المذكورة =(5/271)
3195 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، أَنَّ امْرَأَةً رَفَعَتْ صَبِيًّا لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: " نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ " (1)
3196 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِمِثْلِهِ (2)
__________
= تتعلق بجسد الإنسان بخلاف أكثر ما تقدم، فإنه يتعلَقُ بالمعاني كالجهات الست، وإن كان السمع والبصر من الجسد، وحكى ابن التين عن الداودي: أن معنى قوله "في التابوت"، أي: في صحيفة في تابوت عند بعض ولد العباس! قال: والخصلتان: العظم. والمخ، وقال الكرماني: لعلهما الشحم والعظم، كذا قالا، وفيه نظر ... والأظهر أن المراد بهما اللسان والنفْس، وهما اللذان زادهما عُقيل في روايته عند مسلم (763) (189) ، وهما من جملة الجسد، وينطبق عليه التأويل الأخير للتابوت، وبذلك جزم القرطبي في "المُفْهِم"، ولا ينافيه ما عداه.
(1) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عقبة، فمن رجال مسلم.
سفيان- وهو الثوري- رواه هنا مرسلاً، ورواه موصولاً أيضاً كما في الرواية التالية، وقد وصله ابن عيينة ومعمر كما سلف برقم (1898) و (1899) .
وأخرجه مسلم (1336) (411) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة ص 405 (الجزء الذي نشره العمروي) عن وكيع، عن سفيان الثوري، به. وقرن بإبراهيم بن عقبة أخاه محمداً، وسيأتي برقم (3202) عن أبي أحمد وأبي نعيم، عن سفيان الثوري، به. ووصله عن ابن عباس. وانظر (1898) .
(2) إسناده صحيح، محمد بن عقبة: هو ابن أبي عياش الأسدي مولى آل الزبير مدني ثقة، وثقه أحمد وابن معين والنسائي وابن سعد، وقال أبو حاتم: شيخ صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وله في "صحيح مسلم" هذا الحديث الواحد متابعة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.=(5/272)
3197 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ إِذَا سَجَدَ " (1)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " كَانَ شُعْبَةُ يَتَفَقَّدُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ فَقَالَ: يَوْمًا مَا فَعَلَ ذَلِكَ الْغُلَامُ الْجَمِيلُ؟ يَعْنِي شَبَابَةَ " (2)
3198 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ " (3)
__________
= وأخرجه مسلم (1336) (411) ، والبيهقي 5/156 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1336) (410) ، والنسائي 5/120، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/229-230 و230، والطبراني (12183) ، والبيهقي 5/156 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة ص 405 من طريق سفيان الثوري، عن إبراهيم ومحمد ابني عقبة، عن كريب، مرسلا. وانظر ما قبله.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة التميمي- واسمه أرْبِدَة- فإنه لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي. وانظر (2405) .
(2) قال السندي: لعله جرى هذا الكلام في المجلس الذي ذُكر فيه هذا الحديث اتفاقاً هاهنا، وإلا فهذا الكلام لا يظهر تعلقه بهذا الحديث لا متناً ولا سنداً، والله تعالي أعلم.
قلنا: وأبو عبد الرحمن هذا: هو عبد الله بن أحمد بن حنبل، وشبابة: هو ابن سَوَّار.
(3) إسناده صحيح غلى شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد=(5/273)
3199 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَّى حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (1)
3200 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ بْنُ عَامِرٍ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَشَهِدْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ حِينَ قَرَأَ كِتَابَهُ وَحِينَ كَتَبَ جَوَابَهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنَّكَ سَأَلْتَنِي وَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: وَسَأَلْتَ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْتُلُ مِنْ صِبْيَانِ الْمُشْرِكِينَ أَحَدًا؟ " وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُ مِنْهُمْ أَحَدًا "، وَأَنْتَ فَلَا تَقْتُلْ مِنْهُمْ أَحَدًا، إِلَّا أَنْ تَكُونَ تَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنَ الْغُلَامِ حِينَ قَتَلَهُ (2)
__________
= الرحمن بن وَعْلة، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وزيد: هو ابن أسلم.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 810 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (1895) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حبيب: هو ابن أبي ثابت الكوفي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/268، وفي "الكبرى" (4062) ، وأبو يعلى (2697) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4062) ، والطحاوي 2/224، والطبراني (12351) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن ماجه (3039) ، والطبراني (12465) من طريق أيوب السختيانى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وانظر ما تقدم برقم (1860) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (2235) .(5/274)
3201 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] عَلِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ، فَقِيلَ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ} [النصر: 1] السُّورَةَ كُلَّهَا " (1)
3202 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً رَفَعَتْ صَبِيًّا لَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: " نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ " (2)
3203 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَّمَ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ مِنْ جَمْعٍ، وَقَالَ: "
__________
(1) إسناده حسن، عاصم- وهو ابن أبي النَّجود- صدوق حسن الحديث، وباقي السند من رجال الشيخين غير أبي رزين- واسمه مسعود بن مالك-، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطبري في "تفسيره"30/334 من طريق مهران بن أبي عمر الرازي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 8/660، وزاد نسبته إلي ابن المنذر وابن مردويه. وسيأتي برقم (3353) ، وانظر ما تقدم برقم (1873) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عقبة، فمن رجال مسلم. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وأبو نعيم: هو الفضل بن دكين، سفهان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي 5/120، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/229، والطبراني (12176) ، والبيهقي 5/155 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وانظر (1898) .(5/275)
لَا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (1)
3204 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ، فَقَدْ حَلَّ لَكُمْ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا النِّسَاءَ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: وَالطِّيبُ؟ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ -: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضَمِّخُ رَأْسَهُ بِالْمِسْكِ، أَفَطِيبٌ ذَاكَ أَمْ لَا؟ (2) "
3205 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَشْرِقِ الْعَقِيقَ " (3)
__________
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، المسعودي- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- صدوق قد اختلط، وسماع وكيع منه قبل الاختلاط، ثم هو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الترمذي (893) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح.
وانظر (2507) .
(2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبد الله العرني، فمن رجال مسلم، وهو ثقة إلا أنه لم يسمع من ابن عباس. وانظر (2090) .
(3) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وذكر البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 3/533 أنه تفرد به، وقال ابن القطان فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 3/14: هذا حديث أخاف أن يكون منقطعا، فإن محمد بن علي بن عباس إنما عُهد أن=(5/276)
3206 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ، أَحْرَمَ بِالْحَجِّ، وَأَشْعَرَ هَدْيَهُ فِي شِقِّ السَّنَامِ الْأَيْمَنِ، وَأَمَاطَ عَنْهُ الدَّمَ، وَقَلَّدَ نَعْلَيْنِ (1) "
3207 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا
__________
=يروي عن أبيه، عن جده ابن عباس، كما جاء ذلك في "صحيح مسلم" في صلاته عليه السلام من الليل، وقال مسلم في كتاب "التمييز": لا نعلم له سماعاً من جده، ولا أنه لقيه، ولم يذكر البخاري ولا ابن أبي حاتم أنه يروي عن جَده، وذكر أنه يروي عن أبيه.
وأخرجه أبو داود (1740) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/28 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (832) من طريق وكيع، به. وقال: حديث حسن.
والعقيق، قال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" 4/56: هو واد يدفق ماؤه في غَوْرِي تهامة، كذا ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة"، وهو أبعد من ذات عرْق بقليل.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبوحسان الأعرج- واسمه مسلم بن عبد الله-
من رجال مسلم، وباقي السند من رجال الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله سَنْبَر الدستُوائي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/155، وابن ماجه (3097) ، والترمذي (906) ، وابن خزيمة في المناسك كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 129 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (2696) ، ومسلم (1243) (205) ، والنسائي 5/172 و174، وابن حبان (4000) و (4001) من طرق عن هشام الدستوائي، به. وقرن الطيالسي بهشام شعبةَ. وانطر (1855) .
أشعر: جَرَح. وقَلَّد، أي: جعل في عنقه.(5/277)
كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الْفَرَاغُ وَالصِّحَّةُ " (1)
3208 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: تَرَاءَيْنَا هِلَالَ رَمَضَانَ بِذَاتِ عِرْقٍ، فَأَرْسَلْنَا رَجُلًا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَسَأَلَهُ: فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَدَّهُ إِلَى رُؤْيَتِهِ " (2)
3209 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ صَائِمًا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا أَتَى قُدَيْدًا أَفْطَرَ، فَلَمْ يَزَلْ مُفْطِرًا حَتَّى دَخَلَ مَكَّةَ " (3)
3210 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الزهد" لوكيع (8) .
ومن طريق وكيع أخرجه ابن أبي شيبة 13/234، وهناد في "الزهد" (673) . وانظر (2340) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو البختري- واسمه سعيد بن فيروز الكوفي- قد صرح البخاري في "تاريخه الكبير" بأنه سمع ابن عمر وابن عباس. وانظر (3021) .
قوله: "إن رسول الله مده إلي رؤيته"، قال السندي: هكذا في النسخ هنا، والصواب: إن رسول الله قال: "إن الله مده إلي رؤيته" كما في "صحيح مسلم"، وقد سبق الحديث في الكتاب على وجه الصواب، والله تعالي أعلم.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً، وهو ثقة. الحكم: هو ابن عتيبة.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص99 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2185) .(5/278)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُمْ تَمَارَوْا فِي صَوْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ، " فَأَرْسَلَتْ أُمُّ الْفَضْلِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَ " (1)
3211 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ " قَالَ وَكِيعٌ: " بِالْقَاحُوحَةِ وَهُوَ صَائِمٌ " (2)
3212 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، سَمِعَهُ مِنَ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِي زَمْزَمَ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ عَاشُورَاءَ، أَيُّ يَوْمٍ أَصُومُهُ؟ فَقَالَ: " إِذَا رَأَيْتَ هِلَالَ الْمُحَرَّمِ، فَاعْدُدْ، فَأَصْبِحْ مِنَ التَّاسِعَةِ صَائِمًا "، قَالَ: قُلْتُ: أَكَذَاكَ " كَانَ يَصُومُهُ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ "؟ قَالَ: نَعَمْ (3)
__________
(1) إسناده حسن، ابن أبي ذئب- واسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة- قد سمع من صالح مولى التوأمة قديماً.
وأخرجه الطيالسي (2724) ، وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2854) ، والطبراني (10805) من طريق علي بن الجعد، والطبراني (10805) من طريق آدم بن أبي إياس، ثلاثتهم (الطيالسي وعلي بن الجعد وآدم) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وانظر (1870) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً، وهو ثقة. وانظر (2186) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.=(5/279)
3213 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرٍ، مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ الْيَوْمَ التَّاسِعَ " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 3/58، ومسلم (1133) (132) ، والترمذي (754) ، والبغوي (1786) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2135) .
(1) إسناده قوي، القاسم بن عباس وعبد الله بن عمير روى لهما مسلم متابعة، وهما صدوقان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة المدني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/58، ومسلم (1134) (134) ، وابن ماجه (1736) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (1971) .
وأخرج مسلم (1134) (133) ، وأبو داود (2445) ، والطبراني (10785) ، والبيهقي 4/287، والبغوي (1787) من طرق عن يحيى بن أيوب، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي غطفان بن طريف المُرًي، سمعت ابن عباس يقول: حين صام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمُه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فإذا كان العامُ المقبلُ إن شاء الله، صمنا اليوم التاسع ". قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرج الطبراني (11266) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي المنهال، عن ابن عباس قال: ذُكِر للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يهود يصومون يوم عاشوراء، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن عِشْنا خالفْناهم، وصمنا اليوم التاسع".
وتقدم في "المسند" برقم (2154) من طريق ابن أبي ليلى، عن داود بن علي، عن أبيه، عن جده ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود؟ صوموا قبله يوماً، أو بعده يوماً". وهذا إسناد ضعيف.
وأخرج عبد الرزاق (7839) ، والطحاوي 2/78، والبيهقي 4/287 من طريق ابن=(5/280)
3214 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَأْكُلُوا الطَّعَامَ مِنْ فَوْقِهِ، وَكُلُوا مِنْ جَوَانِبِهِ، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ مِنْ فَوْقِهِ " (1)
3215 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا " (2)
3216 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (3) ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ
__________
= جريج، أخبرني عطاء، أنه سمع ابن عباس يقول: خالفوا اليهود، وصوموا التاسع والعاشر. وهذا إسناد صحيح موقوف.
وأخرج ابن أبي شيبة 3/59 من طريق ابن أبي ذئب، عن شعبة، عن ابن عباس: أنه كان يصوم عاشوراء في السفر، ويُوالي بين اليومين مخافةً أن يفوتَه. وهذا إسناد ضعيف لضعف شعبة مولى ابن عباس.
(1) إسناده حسن، عطاء بن السائب- وإن كان قد اختلط- قد سمع منه سفيان الثوري قبل الاختلاط، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2439) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جعفر: هو محمد بن جعفر الهذلي المعروف بغُنْدَر. وانظر (2480) .
(3) من قوله: "وعبد الرزاق" إلي هنا سقط من (م) .(5/281)
الرُّوحُ غَرَضًا " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " نَهَى أَنْ يُتَّخَذَ " (1)
3217 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمَلَهُ وَحَمَلَ أَخَاهُ، هَذَا قُدَّامَهُ وَهَذَا خَلْفَهُ " (2)
3218 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجُزَ حِمَارٍ يَقْطُرُ دَمًا، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ " (3)
3219 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، سَمِعْتُ مِنْهُ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ الضَّبُّ، فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: أُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُحِلَّهُ، وَلَمْ يُحَرِّمْهُ، فَقَالَ: بِئْسَ مَا تَقُولُونَ، إِنَّمَا بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحِلًّا، وَمُحَرِّمًا، جَاءَتْ أُمُّ حُفَيْدٍ بِنْتُ الْحَارِثِ تَزُورُ أُخْتَهَا مَيْمُونَةَ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا سند رجاله رجال الصحيح، إلا أن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب.
وأخرجه عبد الرزاق (8427) ، ومن طريقه الترمذي (1475) عن سفيان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه ابن ماجه (3187) من طريق وكيع، به. وانظر (1863) .
(2) إسناده ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي-. أبو الضحى: هو مسلم بن صُبَيْح الهمداني الكوفي. وانظر (2706) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة. وانظر (2530) .(5/282)
بِنْتَ الْحَارِثِ، وَمَعَهَا طَعَامٌ فِيهِ لَحْمُ ضَبٍّ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا اغْتَبَقَ، فَقُرِّبَ إِلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ فِيهِ لَحْمَ ضَبٍّ، فَكَفَّ يَدَهُ، فَأَكَلَهُ مَنْ عِنْدَهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا نَهَاهُمْ عَنْهُ، وَقَالَ: " لَيْسَ بِأَرْضِنَا، وَنَحْنُ نَعَافُهُ " (1)
3220 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذِهِ وَهَذِهِ سَوَاءٌ " ضَمَّ بَيْنَ إِبْهَامِهِ، وَخِنْصَرِهِ (2)
3221 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ، كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطبراني (13007) من طريق أبي نعيم، عن جعفر بن برقان، بهذا الإسناد. وانظر (2684) .
فوله: "اغتبق"، قال السندي: افتَعَل من الغَبُوق- بفتح الغين المعجمة-: وهو شُرب آخر النهار. قلناْ وقد وقع في رواية الطبراني: "أغسق، يعني: أظلم".
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/190، وابن ماجه (2652) ، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 69-70، وابن الجارود (782) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (1999) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله سُنْبُر الدستوائي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/478 عن وكيع، والطحاوي 4/77 من طريق أبي عامر=(5/283)
3222 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَيِّمُ أَوْلَى بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا "، قَالَ: " وَصُمَاتُهَا إِقْرَارُهَا " (1)
3223 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عِمْرَانَ أَبِي الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُصْبِحْ لَنَا الصَّفَا ذَهَبَةً (2) ، فَإِنْ أَصْبَحَتْ ذَهَبَةً اتَّبَعْنَاكَ، وَعَرَفْنَا أَنَّ مَا قُلْتَ كَمَا قُلْتَ: فَسَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ أَصْبَحَتْ لَهُمْ هَذِهِ الصَّفَا ذَهَبَةً، فَمَنْ كَفَرَ مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ، عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، وَإِنْ شِئْتَ، فَتَحْنَا لَهُمْ أَبْوَابَ التَّوْبَةِ، قَالَ: " يَا رَبِّ، لَا، بَلِ افْتَحْ لَهُمْ أَبْوَابَ التَّوْبَةِ " (3)
__________
= العقدي، كلاهما بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2621) ، والطبراني (10692) ، والبيهقي 6/180 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، به. وانظر (2529) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن الجارود (709) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (1888) .
(2) في (ق) وعلى حاشيتي (س) و (ص) : ذهباً.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمران أبي الحكم- وهو عمران بن الحارث السلمي- فمن رجال مسلم. سلمة: هو ابن كهيل الحضرمي الكوفي.
وأخرجه بنحوه البزار (2224- كشف الأستار) من طريق وكيع، به. وانظر (2166) .=(5/284)
3224 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ أُخْتِي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، وَقَدْ مَاتَتْ؟ قَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ، أَكُنْتَ تَقْضِيهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ قَالَ: " فَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ " (1)
3225 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ فَبَدَءُوا بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ " (2)
3226 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَابِسٍ، قَالَ:
__________
= تنبيه: وقع في (ظ14) بعد هذا الحديث زيادة: حدثنا عبد الله، حدثنا أبو هشام، حدثنا وكيع، عن طلحة القَناد، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نحو حديث عمران أبي الحكم. قلنا: وهذا إسناد ضعيف لضعف طلحة القناد: وهو طلحة بن عمرو القناد، وأبي هشام (وتحرف في النسخة إلي: أبي هاشم) : وهو محمد بن يزيد الرفاعي، لكن الحديث صحيح بطرقه.
وأخرجه البزار (2226) عن أبي هشام، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (2333) من طريق الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، به.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.
وأخرجه ابن حبان (3993) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2140) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، فقد صرح ابن جريج بالتحديث في الرواية السالفة برقم (3063) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/170 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2171) .(5/285)
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عِيدٍ، وَلَوْلَا مَكَانِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ مِنَ الصِّغَرِ، فَأَتَى دَارَ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، " فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ " قَالَ: " ثُمَّ خَطَبَ وَأَمَرَ بِالصَّدَقَةِ " قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرْ أَذَانًا وَلَا إِقَامَةً (1)
3227 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ خَطَبَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ فِي الْعِيدِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ " (2)
3228 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا مِنَ الْأَيَّامِ أَيَّامٌ الْعَمَلُ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ " قِيلَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ مِنْهُ "
3229 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2062) .
(2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الوليد- وهو ابن ميمون المكي العَدَني- فقد روى له أصحابُ السنن، وهو صدوق، وقد صرح ابن جريج بالتحديث في الرواية السالفة برقم (3064) . وهذا الحديثُ مكرر (2574) .
(3) تحرف في النسخ المطبوعة والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلي: حدثنا يحيى بن سعيد، والتصويب من (ظ9) و (ظ14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 112.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش. وانظر (1968) .(5/286)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، - قَالَ: وَلَمْ يَسْمَعْهُ - قَالَ: " بَعَثَنِي نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَحَرٍ مِنْ جَمْعٍ فِي ثَقَلِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
3230 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ حَرَامٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَّ مِنْ فَوْقِ دَابَّتِهِ (2) فَوُقِصَ وَقْصًا فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَأَلْبِسُوهُ ثَوْبَيْهِ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُلَبِّي " (3)
__________
(1) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن قوله في هذا السند "ولم يسمعه" يوهم إن عطاء- وهو ابن أبي رباح- لم يسمعه من ابن عباس، مع أنه قد تقدم الحديثُ برقم (2460) بإسناد صحيح على شرط الشيخين، وفيه صرح عطاء بأنه سمعه من ابن عباس، وهو من المشهورين بالرواية عنه.
وقد أخرجه مسلم (1294) (303) ، والبيهقي 5/123 من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وليس فيه عندهما "ولم يسمعه"، وزاد محمد بن بكر في حديثه: قلت لعطاء: بلغك أن ابن عباس قال: بعثني النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بليل طويل؟ قال: لا، إلا بسحر، كذلك. قلتُ له: فقال ابن عباس: رمينا الجمرةَ قبل الفجر، وأين صلى الفجر؟ قال: لا، إلا كذلك، بسحر. وانظر (1920) .
الثقل- بفتحتين-: متاع المسافر وما يحمله على دوائه. وجَمْع: هي المزدلفة.
(2) تحرفت في النسخ المطبوعة وأكثر الأصول الخطية إلي: "رأسه"، والمثبت من (ظ9) وهو الصواب، وفي (ظ14) : بعيره.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1206) (96) من طريق عيسى بن يونس، و (97) من طريق=(5/287)
3231 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُسَافِرِ امْرَأَةٌ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ " وَجَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، وَامْرَأَتِي حَاجَّةٌ، قَالَ: " فَارْجِعْ، فَحُجَّ مَعَهَا " (1)
3232 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مَعْبَدٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يُخْبِرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَوْحٌ: " فَاحْجُجْ مَعَهَا " (2)
3233 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ (3) ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ،
__________
= محمد بن بكر البُرْساني، كلاهما عن ابن جريح، بهذا الإسناد. وانظر (1850) .
الوقْص: كسر العنق.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معبد: هو نافذ مولى ابن عباس المكي.
وأخرجه مسلم (1341) ، والطحاوي 2/112، والطبراني (12201) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر (1934) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عُبادة القَيْسي. وانظر ما قبله.
(3) تحرف هذا الإسناد في النسخ المطبوعة من "المسند" إلي: "حدثنا يحيى-، عن ابن جريج، حدثنا هشام"، وقوله: "حدثنا يحمى" سقط من الأصول عدا- (ظ 9) و (ظ 14) ، ومنهما أثبتناه، وهو الموَافق لما في "أطراف المسند" 1/ورقة 1300 حيث ذكر ابن حجر أن هذا الحديث من رواية يحيى، عن هشام بن حسان، ليس فيه: "ابن جريج".(5/288)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَاحْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1)
3234 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ، حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا (2) "
3235 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ، وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ فِي غَيْرِ مَطَرٍ وَلَا سَفَرٍ " قَالُوا: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، مَا أَرَادَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: التَّوَسُّعَ عَلَى أُمَّتِهِ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن حسان القُرْدُوسي.
وأخرجه الترمذي (842) من طريق سفيان بن حبيب، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد- دون ذكر الحجامة، وقال: حديثُ ابن عباس حديثٌ حسن صحيح. وانظر (2108) و (2200) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (3847) ، والنسائي في "الكبرى" (6776) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1924) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، صالح بن نبهان مولى التوأمة، قد اختلط بأخرة.
وأخرجه عبد الرزاق (4434) ، وابن أبي شيبة 2/456، وعبد بن حميد (709) ، وأبو يعلى (2678) ، والطحاوي 1/160، والطبراني (10803) و (10804) من طرق عن داود بن قيس الفراء المدني، بهذا الإسناد. ووقع عند ابن أبي شيبة والطبراني في=(5/289)
3236 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي (1) ثَابِتٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: " صَلَّى بِهِمْ فِي كُسُوفٍ ثَمَانِ رَكَعَاتٍ، قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ " قَالَ: وَالْأُخْرَى مِثْلُهَا (2)
3237 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ،
__________
= إحدى طرقه: من غير خوف ولا مطر.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1375 من طريق سعيد بن يحيى الأموي، عن أبيه، عن ابن جريج، عن صالح مولى التوأمة، عن ابن عباس مختصراً بلفظ: جمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الظهر والعصر في المدينة من غير خوف ولا مطر. وانظر (1918) و (1953)
(1) لفظة "أبي" سقطت من (م) .
(2) ضعيف، وقد تقدم الكلام على علته عند الحديث رقم (1975) ، وهي عنعنة حبيب بن أبي ثابت.
وأخرجه الدارمي (1526) ، ومسلم (909) (19) ، وأبو داود (1183) ، والترمذي (560) ، والنسائي 3/129، وابن خزيمة (1385) ، والطحاوي 1/327 و328، والطبراني (11019) ، والبيهقي 3/327، والبغوي (1144) من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ولفظ الترمذي: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَى في كسوف، فقرأ ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم سجد سجدتين، والأخرى مثلها قلنا: وحديث ابن عباس من هذا الطريق مخالف لما أخرجه عنه الشيخان في "صحيحيهما"، وسلف في "المسند" برقم (2711) ، وفيه أن صلاة الكسوف أربع
ركوعات، وأربع سجدات.(5/290)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ تَزَوَّجْتَ بِنْتَ حَمْزَةَ؟ قَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ " (1)
3238 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبَاهَا شَيْخًا كَبِيرًا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّحْلِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (2)
3239 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، دَعَا أَخَاهُ عُبَيْدَ اللهِ يَوْمَ عَرَفَةَ إِلَى طَعَامٍ، قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: إِنَّكُمْ أَئِمَّةٌ يُقْتَدَى بِكُمْ، قَدْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِحِلَابٍ فِي هَذَا الْيَوْمِ، فَشَرِبَ " وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: أَهْلُ بَيْتٍ يُقْتَدَى بِكُمْ (3)
3240 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: قُلْتُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1952) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (3375) ، ويأتي تخريجه هناك.
3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وعنعنة ابن جريج تُغتفر في عطاء. وانظر (2946) .
الحِلاب: الإناء الذي يُحلب فيه اللبن.(5/291)
بَلَى، قَالَ: هَذِهِ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ وَأَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللهَ لِي، قَالَ: " إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ، وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ، دَعَوْتُ اللهَ لَكِ أَنْ يُعَافِيَكِ "، قَالَتْ: لَا، بَلْ أَصْبِرُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ - أَوْ لَا يَنْكَشِفَ عَنِّي - قَالَ: " فَدَعَا لَهَا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عمران أبو بكر: هو عمران بن مسلم المنقري البصري القصير احتج به الشيخان، ووثقه أحمد ويحيى بن معين وأبو داود، ويعقوب بن سفيان، وقال يحيى بن سعيد: مستقيم الحديث، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن عدي: حسن الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: إلا أن في رواية يحيى بن سليم عنه بعض المناكير، وكذلك في رواية سويد بن عبد العزيز عنه، وقال الذهبي في "الميزان": وتناكد العُقيلي وأورده، يعني في "الضعفاء"، قلنا: وقد بخسه حقه الحافظ في "التقريب" فقال فيه: صدوق ربما وهم. وقد تابعه عليه ابن جريج
عند عبد الرزاق فيما قاله في "الفتح" 10/115.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5652) ، وفي "الأدب المفرد" (505) ، ومسلم (2576) ، والنسائي في "الكبرى" (7490) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 63، والطبراني (11352) ، والبيهقي في "شعب الأيمان" (9966) ، وفي "دلائل النبوة" 6/156 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقرن مسلم بيحيى بشرَ بن المفصَل.
الضرْع- بتسكين الراء-: هو علَة في الجهاز العصبي تصحبها غيبوبة وتثني قي العضلات.
وقال ابن القيم في "زاد المعاد" 4/66 و70: الصرْع صَرْعان: صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية، وصرع من الأخلاط الرديئة، والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه ... وهذه المرأة التي جاء الحديث أنها كانت تُصْرَع وتتكشف، يجوز أن يكون صَرْعُها من النوع الثاني، فوعدها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجنةَ بصبرها على هذا المرض، ودعا لها أن لا تتكشف، وخيرها بين الصبر والجنة، وبين الدعاء لها بالشفاء من غير ضمان،=(5/292)
3241 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، - قَالَ: يَحْيَى: كَانَ شُعْبَةُ يَرْفَعُهُ -: " يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ، وَالْمَرْأَةُ الْحَائِضُ " (1)
__________
=فاختارت الصبر والجنة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (703) ، وابن ماجه (949) ، والنسائي في "المجتبى" 2/64، وفي "الكبرى" (827) ، وابن خزيمة (832) ، والطحاوي 1/458، وابن حبان (2387) ، والطبراني (12824) ، والبيهقي 2/274 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ووقع عند ابن ماجه والطبراني: "الكلب الأسود"، وقرن النسائي بشعبة هشاماً إلا أنه- أي هشاماً- وقف الحديث، وقال أبو داود في إثره: وقفه سعيد وهشام وهمام، عن قتادة، عن جابر بن زيد، على ابن عباس.
وأخرجه عبد الرزاق (2354) عن ابن التيمي (وهو معتمر بن سليمان) ، عن أبيه، عن عكرمة وأبي الشعثاء، عن ابن عباس، قال: تقطع الصلاة المرأةُ الحائض، والكلب الأسود.
قال الإمام النووي في "الخلاصة" فيما نقله عنه الحافظ الزيلعي في "نصب الراية" 2/79: وتأولَ الجمهور القطعَ المذكور في هذه الأحاديث (يعني: حديث ابن عباس هذا وحديث عبد الله بن مغفل وحديث أبي ذر) على قطع الخشوع، جمعاً بين الأحاديث.
وقال البغوي في "شرح السنة" 2/461-463 بعد أن أورد حديث عائشة: أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كان يصلي وهي معترضة بين يديه، وحديث ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي بالناس بمنى، فمر بين يدي بعض الصف، فنزل وأرسل الأتان تَرتع، ودخل في الصف،
ولم ينكر ذلك عليه أحد، قال: في هذه الأحاديث دليل على أن المرأة إذا مرت بين يدي المصلي لا تقطع صلاته، وعليه أكثر أهل العلم من الصحابة، فمن بعدهم أنه لا يقطع صلاة المصلي شيء مر بين يديه، ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً: "لا يقطع الصلاة شيء وادرؤوا ما استطعتم، فإنما هو شيطان" وقال: وهذا قولُ علي وعثمان وابن=(5/293)
3242 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
__________
= عمر، وبه قال ابن المسيب والشعبي وعروة، وإليه ذهب مالك والثوري والشافعي وأصحاب الرأي، وذهب قوم إلي أنه يقطع صلاته المرأةُ والحمارُ والكلب، يُروى ذلك عن أنس، وبه قال الحسن، وذكر حديث أبي ذر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يقطع صلاة الرجل، إذا لم يكن بين يديه قِيدُ آخِرَةِ الرحْل، الحمار والكلب الأسود والمرأة".
ثم قال: وقالت طائفة: يقطعها المرأة الحائض، والكلب الأسود، روي ذلك عن ابن عباس، وبه قال عطاء بن أبي رباح.
وقالت طائفة: لا يقطعها إلا الكلب الأسود، روي ذلك عن عائشة، وهو قول أحمد وإسحاق.
قلنا: حديث أبي سعيد أخرجه أبو داود (719) ، والدارقطني 1/368، والبيهقي 2/178، وفي سنده مجالد بن سعيد، وهو سيىء الحفظ، لكنه يتقوى بما أخرجه الطبراني (7688) والدارقطني 1/368 من طريق سليم بن عامر، عن أبي أمامة مرفوعاً: "لا يقطع الصلاة شيء" وذكره الهيثمي في "المجمع " 2/62 عن الطبراني وحسن إسناده، مع أن فيه عُفيرَ بن معدان، وهو ضعيف، وبما رواه الدارقطني أيضاً 1/368-369 من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا يقطع صلاة المرء امرأةٌ، ولا كلبٌ، ولا حمار"، وبما رواه 1/367 من حديث أنس
مرفوعاً: "لا يقطع الصلاة شيء"، وهذه الشواهد يشد بعضها بعضاً، فيتقوى بها الحديث.
وفي "الموطأ" 1/156: عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر كان يقول: لا يقطع الصلاة شيء مما يمر بين يدي المصلي. وهذا إسناد صحيح على شرطهما.
وأخرج ابن أبي شيبة 1/280 بإسناد صحيح عن علي وعثمان، قالا: لا يقطع الصلاة شيء، وادرؤوهم عنكم ما استطعتم.(5/294)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ النَّحْلَةِ، وَالنَّمْلَةِ، وَالصُّرَدِ، وَالْهُدْهُدِ (1) "
قَالَ يَحْيَى: وَرَأَيْتُ فِي كِتَابِ سُفْيَانَ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
3243 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (2) : بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، " فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَطْلَقَ الْقِرْبَةَ، فَتَوَضَّأَ، فَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ (3) ، وَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَمِينِي، فَأَدَارَنِي فَأَقَامَنِي عَنْ
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح على الرغم من ظاهره في قول ابن جريج: "حُدِّثْتُ عن الزهري" لأن يحيى القطان رأى في كتاب سفيان: "عن ابن جريح، عن ابن أبي لبيد، عن الزهري"، وابن أبي لبيد: هو عبد اللُه بن أبي لبيد المدني، وهو ثقة وثقه ابن معين وغيره، فاتصل الإسناد بوجادة صحيحة، وقد مضى الحديث بإسناد آخر صحيح برقم (3067) .
وأخرجه البيهقى 9/317 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (5646) من طريق حبان بن علي العَنَزي، والبيهقي 9/317 من طريق ابن وهب، كلاهما عن ابن جريج، به. إلا أن ابن حبان قال؟ عن ابن جريح، عن الزهري، وقرن بابن جريج عُقيلًا.
(2) تحرف هذا الإسناد قي (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلي: "حدثنا يحيى، عن عبد المطلب، عن ابن عباس"، وقد تحرف "عبد الملك" في (ظ 9) إلي: عبد المطلب، وما أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) ، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 1/ورقة 118.
(3) قوله: "فقمت فتوضأت" أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) ، ولم يرد في (م) وباقي=(5/295)
يَمِينِهِ، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ " (1)
3244 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، وَحَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، ثُمَّ دَعَا بِبَدَنَتِهِ، فَأَشْعَرَ صَفْحَةَ سَنَامِهَا الْأَيْمَنِ، وَسَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا، وَقَلَّدَهَا نَعْلَيْنِ، ثُمَّ دَعَا بِرَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ، أَهَلَّ بِالْحَجِّ " (2)
3245 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَبَرَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَعَامٍ فَأَكَلَهُ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (3)
__________
الأصول الخطية.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان العَرْزمي- فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو داود (610) ، والطبراني (11291) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (2245) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان الأعرج- واسمه مسلم بن عبد الله- فمن رجال مسلم. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وروح: هو ابن عُبادة القيسي.
وأخرجه أبو داود (1753) ، والنسائي 5/170-171، وابن خزيمة (2575) و (2609) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (1855) و (2296) ، والحديث من طريق روح سيأتي برقم (3525) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، سعيد بن الحويرث المكي أبو يزيد مولى السائب، ثقة من رجال مسلم، وباقي السند من رجال الشيخين.=(5/296)
3246 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَهْدَتْ أُمُّ حُفَيْدٍ، خَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا، " فَأَكَلَ السَّمْنَ وَالْأَقِطَ، وَتَرَكَ الْأَضُبَّ تَقَذُّرًا "، وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُؤْكَلْ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
3247 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَجْلَحَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَاجِعُهُ الْكَلَامَ، فَقَالَ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، فَقَالَ: " جَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلًا، مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ " (2)
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6736) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (374) (121) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به. وزاد فيه: قال: وزادني عمرو بن دينار، عن سعيد بن الحويرث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قيل له: إنك لم تَوضا؟
قال: "ما أردتُ صلاةً فأتوضَّأ".
وأخرجه الدارمي (2077) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن الحويرث، عن ابن عباس. وانظر (1932) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية.
وانظر (2299) .
الأقِط: هو لبن مجفف يابس مستحجِر يُطبخ به.
(2) صحيح لغيره، أجلح- وهو ابن عبد الله بن حجية، واسمه يحيى فيَما ذكر الكلبي وغيره- في حفظه شيء، يُكتب حديثه للمتابعات، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن الأصم، فمن رجال مسلم. وانظر (1839) .(5/297)
3248 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَإِسْمَاعِيلُ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، - قَالَ: يَحْيَى لَا يَدْرِي عَوْفٌ عَبْدُ اللهِ أَوِ الْفَضْلُ؟ - قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ الْعَقَبَةِ، وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ: " هَاتِ الْقُطْ لِي " فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ، فَوَضَعَهُنَّ فِي يَدِهِ، فَقَالَ: " بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ " مَرَّتَيْنِ، وَقَالَ بِيَدِهِ - فَأَشَارَ يَحْيَى أَنَّهُ رَفَعَهَا - وَقَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ؛ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ " (1)
3249 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا وُجِّهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْكَعْبَةِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَيْفَ بِمَنْ مَاتَ مِنْ إِخْوَانِنَا قَبْلَ ذَلِكَ، الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يُصَلُّونَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن الحصين- وهو الحنظلي اليربوعي البصري- فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن عُلية، وعوف: هو ابن أبي جَميلة الأعرابي، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي. قال أحمد شاكر: وشك عوفٍ هنا في أن ابن عباس هو عبدُ الله أو أخوه الفضلُ لا يُوئر، لأن أبا العالية تابعي قديم أدرك الجاهلية، وروى عمن هو أقدم من الفضل من الصحابة.
وأخرجه النسائي 5/269، وابن خزيمة (2868) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وابن أبي شيبة ص 255 (الجزء الذي نشره العمروي) ، والنسائي 5/268 من طريق إسماعيل بن علية، كلاهما بهذا الإسناد. وليس في روايتي النسائي ورواية ابن أبي شيبة ذِكْر الشك من عوف، وليس في رواية النسائي الأولى وكذا ابن أبي شيبة ذِكر النهي عن الغلو في الدين. وانظر (1851) .(5/298)
إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] (1)
3250 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، وَكَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، - يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَوَّلُ مَا اتَّخَذَتِ النِّسَاءُ الْمِنْطَقَ مِنْ قِبَلِ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ، اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لِتُعَفِّيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ "
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " رَحِمَ اللهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ - أَوْ قَالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنَ الْمَاءِ - لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا "
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، وَهِيَ تُحِبُّ الْأُنْسَ، فَنَزَلُوا، وَأَرْسَلُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ، فَنَزَلُوا مَعَهُمْ " - وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ -: " فَهَبَطَتْ مِنَ الصَّفَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْوَادِيَ، رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا، ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الْإِنْسَانِ الْمَجْهُودِ، حَتَّى جَاوَزَتِ الْوَادِيَ، ثُمَّ أَتَتِ الْمَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا، وَنَظَرَتْ: هَلْ تَرَى أَحَدًا، فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلِذَلِكَ سَعْيُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك فمن رجال مسلم، وعكرمة من رجال البخاري، ورواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب.
وأخرجه الترمذي (2964) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح.
وانظر (2691) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة متابِع أيوب السختياني من رجال البخاري فقط.=(5/299)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9107) مطولاً، ومن طريقه أخرجه البخاري (3364) ، والبيهقي 5/98. وقوله: "رحم الله أم إسماعيل ... " جاء عندهم مرفوعاً من قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه ابن سعد 1/50 مختصرًا عن محمد بن حميد، والنسائي في "الكبرى" (8379) مطولاً من طريق محمد بن ثور، كلاهما عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (3365) من طريق إبراهيم بن نافع، والنسائي في "الكبرى" (8380) ، والبخاري (3363) معلقاً مختصراً من طريق ابن جريج، كلاهما عن كثير بن كثير، به.
وأخرجه البخاري (3362) مختصراً من طريق أيوب، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، به.
ونقله الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 1/145-147 عن البخاري مطولاً، ثم قال: وهذا الحديثُ من كلام ابن عباس، وموشحٌ برفع بعضه، وفي بعضه غرابة، وكأنه مما تلقاه ابن عباس من الإسرائيليات. وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: وهذا عجبٌ منه، فما كان ابن عباس ممن يتلقى الإسرائيليات؟ ثم سياقُ الحديث يفهم منه ضمناً أنه مرفوع كله، ثم لو سلمنا أن أكثره موقوف، ما كان هناك دليل أو شبه دليل على أنه من الإسرائيليات، بل يكون الأقرب أنه مما عرفته قريشٌ، وتداولته على مر السنين، من تاريخ جَديْهم إبراهيم وإسماعيل، فقد يكونُ بعضه خطأ، وبعضُه صواباً، ولكن الظاهر عندي أنه مرفوعٌ كله في المعنى، والله أعلم.
قوله: "أول ما اتخذت النساءُ المِنْطَق"، قال الحافظ في "الفتح" 6/400: بكسر الميم وسكون النون وفتح الطاء: هو ما يُشَدُّ به الوَسَط، وكان السبب في ذلك أن سارة كانت وهبت هاجر لإبراهيم، فحملت منه بإسماعيل، فلما ولدته غارت منها، فحلفت لتقطعن منها ثلاثة أعضاء، فاتخذت هاجر مِنطقاً فشدت به وسطها وهربت، وجَرت ذبلها لتخفي أثرها على سارة.
وقوله: "عينا مَعِيناً"، أي: ظاهراً جارياً على وجه الأرض.=(5/300)
3251 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ، أَنَّ مِقْسَمًا، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِي قَوْلِهِ {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} [الأنفال: 30] ، قَالَ: " تَشَاوَرَتْ قُرَيْشٌ لَيْلَةً بِمَكَّةَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِذَا أَصْبَحَ، فَأَثْبِتُوهُ بِالْوَثَاقِ، يُرِيدُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلِ اقْتُلُوهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ أَخْرِجُوهُ، فَأَطْلَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ عَلَى ذَلِكَ، فَبَاتَ عَلِيٌّ عَلَى فِرَاشِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَحِقَ بِالْغَارِ، وَبَاتَ الْمُشْرِكُونَ يَحْرُسُونَ عَلِيًّا، يَحْسَبُونَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا ثَارُوا إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَوْا عَلِيًّا، رَدَّ اللهُ مَكْرَهُمْ، فَقَالُوا: أَيْنَ صَاحِبُكَ هَذَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، فَاقْتَصُّوا أَثَرَهُ، فَلَمَّا بَلَغُوا الْجَبَلَ خُلِّطَ عَلَيْهِمْ، فَصَعِدُوا فِي الْجَبَلِ، فَمَرُّوا بِالْغَارِ، فَرَأَوْا عَلَى بَابِهِ نَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ، فَقَالُوا: لَوْ دَخَلَ هَاهُنَا، لَمْ يَكُنْ نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ عَلَى بَابِهِ، فَمَكَثَ فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ (1) "
__________
=وقوله: "فألفى ذلك"، بالفاء، أي: وجد.
وقوله: "وهي تحب الأنس"، بضم الهمزة: ضد الوَحْشة، ويجوز الكسر: أي تدب جِنسَها.
وقوله: "فهبطت من الصفا"، قال السندي: أي: حين فَنِيَ ما عندها من الماء، فعطِشَت وعطش ابنها، فانطلقت إلي الصفا لتنظر هل ترى أحداً، فما رأت فهبطت.
دِرْعها: بكسر فسكون، أي: طرف قميصها، لئلا تتعثَّر في ذيلها. المجهود: الذي أصابه الأمر الشديد.
(1) إسناده ضعيف، عثمان الجزري، ويقال له: عثمان المشاهد، قال أحمد:=(5/301)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابه، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عثمان الجزري، فقال: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان. وقد فات الحسينى وابن حجر أن يذكراه في كتأبيهما مع أنه من شرطهما، وأخطأ الهيثمي وتابعه أحمد شاكر وحبيب الرحمن كما تقدم في الحديث رقم (2562) ، فظنوه عثمان بن عمرو بن ساج الجزري المترجم في "التهذيب"، وقال ابن كثير في "تاريخه" 2/239: وهذا إسناد حسن! وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار، وذلك من حماية الله لرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9743) ضمن حديث مطول، ومن طريقه أخرجه الطبراني (12155) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/191.
وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (154) مطولاً من طريق مجاهد وأبي صالح، عن ابن عباس.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/50، وزاد نسبته إلي عبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه.
وأخرج أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (72) عن بشار الخفاف، عن جعفر بن سليمان، حدثنا أبو عمران الجَوْني، حدثنا المعلى بن زياد، عن الحسن، قال: انطلق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر إلي الغار فدخلا فيه، فجاء العنكبوت فنسجت على باب الغار، وجاءت قريش يطلبون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكانوا إذا رأوا على باب الغار نسج العنكبوت، قالوا: لم يدخله أحد، وكان النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائماً يصلي، وأبو بكر يرتقب، فقال أبو بكر رضي الله عنه للنبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فداك أبي وأمي، هؤلاء قومك يطلبونك، أما والله ما على نفسي أبكي، ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تحزن إن الله معنا". وهذا إسناد ضعيف، بشار بن موسى الخفاف ضعيف جدا، والحسن قد أرسله.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 1/229، والبزار (1741- كتشف الأستار) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/481-482 من طريقين عن عوين (ويقال: عون) بن عمرو القيسي، حدثنا أبو مصعب المكي، قال: أدركت أنس بن مالك وزيد بن أرقم=(5/302)
3252 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى - نَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ -، أَصَابَ ذَنْبًا، ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ " (1)
3253 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: " لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا يُعْضَدُ عِضَاهُهَا، وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ " فَقَالَ
__________
= والمغيرة بن شعبة، فسمعتهم يتحدثون أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الغار أمر الله عز وجل شجرة، فنبتت في وجه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسترته، وأمر الله العنكبوت فنسجت في وجه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسترته، وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار، وأقبل فتيان قريش، من كل بطنٍ رجل، بعصيهم وهراويهم وسيوفهم، حتى إذا كانوا من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقدر أربعين ذراعاً، فجعل رجل منهم لينظر في الغار، فرأى حمامتين بفم الغار، فرجع إلي أصحابه، فقالوا له: ما لك لم تنظر في الغار؟ فقال: رأيت حمامتين بفم الغار، فعلمتُ أنه ليس فيه أحد، فسمعِ
النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما قال، فعرف أن الله عز وجل قد دَرَأ عنه بهما، فدعاهن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسَمت عليهن، وفرض جزاءهن، وانحدرن في الحرم. قال البزار: لا نعلم رواه إلا عوين بن عمرو وهو بصري مشهور، وأبو مصعب فلا نعلم حدث عنه إلا عوين، وقال الهيثمي في
"المجمع" 6/55: رواه البزار، وفيه من لم أعرفه.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/422- 423، وأعله بعوين، قال: ولا يتابع عليه، وأبو مصعب مجهول. وانظر "طبقات ابن سعد" 1/227.
أثبتوه، أي: احبسوه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.
وانظر (2167) .(5/303)
الْعَبَّاسُ: إِلَّا الْإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَّا الْإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ حَلَالٌ " (1)
3254 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، - قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَ الْحَدِيثَ - قَالَ: كَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ، وَيَقُولُ: " مَنْ تَرَكَهُنَّ خَشْيَةَ، أَوْ مَخَافَةَ تَأْثِيرٍ، فَلَيْسَ مِنَّا "
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّ الْجَانَّ مَسِيخُ الْجِنِّ، كَمَا مُسِخَتِ الْقِرَدَةُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9193) . وانظر ما سلف برقم (2279) و (2353) .
الخلا: النبات الرطب الرقيق، واختلاؤه: قطعه. والعضاه: كل شجر له شوك. ولا يعضد، أي: لا يقطع. لمنشد، أي: لمُعزِّف.
والإذخر، قال الحافظ في "الفتح" 4/59: نبت معروف عند أهل مكة، طيب الريح، له أصل مندفن، وقضبان دِقاق، ينبت في السهل والحزْن، وأهل مكة يسقفون به البيوت بين الخشب، ويسُدون به الخلل بين اللبنات في القبور، ويستعملونه بدل الحلْفاء في الوقود.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجال البخاري، ومن سواه من رجال الشيخين.
وهو في "المصنف" (19617) ، ومن طريقه أخرجه البزار (1232- كشف الأستار) ، والطبراني (11846) ، والبغوي في "شرح السنة" (3265) . وانظر ما بعده، وما سلف برقم (2037) .
ويشهد للمرفوع منه حديث ابن مسعود في "المسند" 1/420، وحديث أبي هريرة فيه أيضاً 2/432و 520.=(5/304)
• 3255 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الله (1) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَيَّاتُ مَسْخُ الْجِنِّ " (2)
3256 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِذْ قَالَ لَهُ: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنْتَ تُفْتِي " أَنْ تَصْدُرَ الْحَائِضُ، قَبْلَ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ "؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَلَا تُفْتِ بِذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِمَّا لَا، فَسَلْ فُلَانَةَ الْأَنْصَارِيَّةَ، هَلْ أَمَرَهَا
__________
= تنبيه: ثبت في "صحيح مسلم" (2663) عن عبد الله بن مسعود أنه قال: ذُكرت عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القردةُ والخنازيرُ من مسخ، فقال: "إن الله لم يجعل لمسخ نسلاً ولا عَقباً، وقد كانت القردةُ والخنازير قبل ذلك". قال النووي في "شرحه" 16/214: أي: قبل مسخ بني إسرائيل، فدل على أنها ليست من المسخ.
قوله: "إن الجان مَسيخ الجن"، قال ابن الأثير 4/328: الجان: الحيات الدقاق، ومَسيخ: فعيل بمعنى مفعول، من المَسْخ، وهو قلب الخِلْقة من شيء إلي شيء.
(1) جاء هذا الحديث في النسخ المطبوعة والنسخ المخطوطة على أنه من رواية الأمام أحمد، والصوابُ أنه من رواية ابنه عبد الله، فهو المعروف بالرواية عن إبراهيم بن الحجاج السامي، ولا يعرف لأحمد عن إبراهيم رواية، ومما يؤيد ذلك أن الطبراني أخرجه في "المعجم الكبير" (11946) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني إبراهيم بن الحجاج السامي، فذكره. وزاد في آخره: "كما مسخت القردة والخنازير من بني إسرائيل".
(2) صحيح موقوفاً، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج السامي،=(5/305)
بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَرَجَعَ إِلَيْهِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يَضْحَكُ، وَيَقُولُ: مَا أُرَاكَ إِلَّا قَدْ صَدَقْتَ (1)
3257 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حَاضِرٍ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ الْجَرِّ: يُنْبَذُ فِيهِ؟ فَقَالَ: " نَهَى الله عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ وَرَسُولُهُ " فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرَ لَهُ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ، فَقَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ: صَدَقَ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَيُّ جَرٍّ نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ يُصْنَعُ مِنْ مَدَرٍ " (2)
__________
= فمن رجال النسائي، وهو ثقة. وتقدم في الحديث السالف موقوفاً على ابن عباس، وهو الأقرب إلي الصواب.
وأخرجه البزار (1232- كشف الأستار) ، وابن حبان (5640) من طريق أبي كامل الجَحْدَرِي، وابن أبي حاتم في "علل الحديث" 2/290 من طريق الحسن بن محبوب بن الحسن القرشي، كلاهما عن عبد العزيز بن المختار، بهذا الإسناد. وزادوا فيه: "كما مسخت القردة والخنازير". قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: هذا الحديث هو موقوف، لا يرفعه إلا عبدُ العزيز بن المختار، ولا بأس بحديثه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1990) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي حاضر- واسمه عثمان بن حاضر- فقد روى له أبو داو وابن ماجه، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحاكم: شيخ من أهل اليمن مقبول صدوق. وسيأتي برقم (3518) .
وهذا الحديث من مسند ابن عمر أيضا، وسيأتي2/48.
الجَز والجِرار: جمع جَرة، وهو الإناء المعروف من الفخار، وقد سبق أن الانتباذ فيها منسوخ، انظر (2020) و (2476) .(5/306)
3258 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَصَامَ، حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ فَأَفْطَرَ " (1)
3259 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَنَازَةَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَرِفَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذِهِ زَوْجَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا، فَلَا تُزَعْزِعُوا بِهَا (2) ، وَلَا تُزَلْزِلُوا، وَارْفُقُوا " فَإِنَّهُ كَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ، وَلَا يَقْسِمُ لِوَاحِدَةٍ " قَالَ عَطَاءٌ: " الَّتِي لَا يَقْسِمُ لَهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ (3) "
3260 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (4472) ، والطحاوي 2/64 من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. وقرن الطحاوي بابن جريج مالكاً. وانظر (1892) .
(2) المثبت من (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: تزعزعوها.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1465) (51) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد. وانظر قوله: "لا تزعزعوا"، أي: لا تقلقلوا.
وقوله: "ولا تزلزلوا"، أي: ولا تحركوا بالتعجيل.(5/307)
أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " تَبَرَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَضَى حَاجَتَهُ لِلْخَلَاءِ، ثُمَّ جَاءَ، فَقُرِّبَ لَهُ طَعَامٌ، فَأَكَلَ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً (1) "
3261 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَالَةَ ابْنِ عَبَّاسٍ، تُوُفِّيَتْ، قَالَ: فَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَى سَرِفَ، قَالَ: فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ لَا تُزَعْزِعُوا بِهَا، وَلَا تُزَلْزِلُوا، ارْفُقُوا، " فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ تِسْعُ نِسْوَةٍ، فَكَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ، وَلَا يَقْسِمُ لِلتَّاسِعَةِ " يُرِيدُ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ قَالَ عَطَاءٌ: " كَانَتْ آخِرَهُنَّ مَوْتًا مَاتَتْ بِالْمَدِينَةِ (2) "
3262 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ ذَكْوَانَ، مَوْلَى عَائِشَةَ: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ لِابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن الحويرث، فمن رجال مسلم. وانظر (1932) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6252) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1465) (52) .
وانظر (3259) .
وقول عطاء: "كانت آخرهن موتاً"، الظاهر أنه أراد صفية رضي الله عنها، وقد أخظ في ذلك، بل آخر أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موتاً هي أم سلمة رضي الله عنها، إذ قد ماتت سنة إحدى وستين، وقيل: سنة تسع وخمسين، بينما ماتت صفية سنة خمسين، وإن أرا ميمونة رضي الله عنها، فقد ماتت هي الأخرى سنة إحدى وخمسين، والله تعالي أعلم.
(3) تحرف في (م) إلي: أبي خثيم.(5/308)
تَمُوتُ، وَعِنْدَهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكِ، وَهُوَ مِنْ خَيْرِ بَنِيكِ، فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمِنْ تَزْكِيَتِهِ، فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ، فَقِيهٌ فِي دِينِ اللهِ، فَأْذَنِي لَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْكِ وَلْيُوَدِّعْكِ، قَالَتْ: فَأْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ، قَالَ: فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ، ثُمَّ سَلَّمَ وَجَلَسَ، وَقَالَ: أَبْشِرِي يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَاللهِ مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ يَذْهَبَ عَنْكِ كُلُّ أَذًى، وَنَصَبٍ - أَوْ قَالَ: وَصَبٍ - وَتَلْقَيِ الْأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ - أَوْ قَالَ: أَصْحَابَهُ - إِلَّا أَنْ تُفَارِقَ رُوحُكِ جَسَدَكِ، فَقَالَتْ: وَأَيْضًا؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " كُنْتِ أَحَبَّ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ يُحِبُّ إِلَّا طَيِّبًا "، وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ، فَلَيْسَ فِي الْأَرْضِ مَسْجِدٌ إِلَّا وَهُوَ يُتْلَى فِيهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَسَقَطَتْ قِلَادَتُكِ بِالْأَبْوَاءِ، فَاحْتَبَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنْزِلِ، وَالنَّاسُ مَعَهُ فِي ابْتِغَائِهَا - أَوْ قَالَ: فِي طَلَبِهَا - حَتَّى أَصْبَحَ الْقَوْمُ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] الْآيَةَ، فَكَانَ فِي ذَلِكَ رُخْصَةٌ لِلنَّاسِ عَامَّةً فِي سَبَبِكِ، فَوَاللهِ إِنَّكِ لَمُبَارَكَةٌ، فَقَالَتْ: دَعْنِي يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ هَذَا، فَوَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (1)
__________
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن خثيم - واسمه عبد الله بن عثمان بن خثيم- فمن رجال مسلم. وانظر (2496) .(5/309)
3263 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَعْلَمُهُمْ، قَالَ: " وَلَكِنْ يَمْنَحُ أَخَاهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُعْطِيَهُ عَلَيْهَا خَرْجًا مَعْلُومًا " (1)
3264 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ، " وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُهُمْ "، وَأَنْتَ فَلَا تَقْتُلْهُمْ، إِلَّا أَنْ تَعْلَمَ مِنْهُمْ مِثْلَ مَا عَلِمَ صَاحِبُ مُوسَى مِنَ الْغُلَامِ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي، وطاووس: هو ابن كيسان.
وأخرجه بنحوه الحميدي (509) ، والبخاري (2330) ، ومسلم (1550) (121) ، وابن ماجه (2462) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/110، وفي "مشكل الآثار" 3/289، والبيهقي 6/134، والبغوي (2180) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (2087) .
قوله: "أخبرني أعلمهم "، يعني بذلك ابن عباس.
وقوله: "يمنحُ"، الأصل: أن يمنح، فلما حذفت "أن" ارتفع الفعل، و"أن يمنح" قي تأويل مصدر مبتدأ خبره "خيرٌ له".
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن هرمز، فمن رجال مسلم.
وأخرجه بأطول مما هنا الحميدي (532) ، ومسلم (1812) (139) ، والنسائي في "الكبرى" (8617) ، والطبراني (10832) ، والبيهقي 6/345 من طرق عن سفيان بن=(5/310)
3265 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا "، قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ فَعَلَ ذَاكَ؟ قَال: أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ (1)
3266 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَيْتُهُ بِعَرَفَةَ، فَوَجَدْتُهُ يَأْكُلُ رُمَّانًا فَقَالَ: ادْنُ فَكُلْ، لَعَلَّكَ صَائِمٌ؟ " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَصُومُهُ " وَقَالَ: مَرَّةً " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَصُمْ هَذَا الْيَوْمَ (2) "
3267 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا حَاصَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الطَّائِفِ؟ أَعْتَقَ
__________
= عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (851) مطولاً أيضاً قال: حدثنا حجاج، عن أبي معشر، عن سعيد بن أبي سعيد، قال: كتب نجدة إلي ابن عباس ... ، فذكره. وانظر (2235) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير - واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم.
وأخرجه الحميدي (471) ، وابن خزيمة (971) ، والبيهقي 3/166 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (1953) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (512) ، والنسائي في "الكبرى" (2814) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (1870) .(5/311)
مَنْ خَرَجَ إٍليهِ (1) مِنْ رَقِيقِهِمْ (2) "
3268 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُقَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَافَرَ رَكْعَتَيْنِ، وَحِينَ أَقَامَ أَرْبَعًا " قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَمَنْ صَلَّى فِي السَّفَرِ أَرْبَعًا، كَمَنْ صَلَّى فِي الْحَضَرِ رَكْعَتَيْنِ (3) "، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَمْ يَقْصُرِ الصَّلَاةَ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً، حَيْثُ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّى النَّاسُ رَكْعَةً رَكْعَةً " (4)
3269 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يُخْبِرُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الَّذِي يَتَصَدَّقُ، ثُمَّ يَرْجِعُ فِي صَدَقَتِهِ، مَثَلُ الْكَلْبِ يَقِيءُ ثُمَّ يَأْكُلُ قَيْئَهُ " (5)
__________
(1) قوله: "من خرج إليه" أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) والنسخة الكتانية، وسقط من (م) وباقي الأصول الخطية.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (1959) .
(3) من قوله: "قال: قال ابن عباس: فمن ... " إلي هنا سقط من (ط 9) و (ط 14) .
(4) إسناده ضعيف. وهو مكرر (2262) .
(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو جعفر محمد بن علي: هو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب الباقر.
وأخرجه ابن ماجه (2391) ، وابن خزيمة (2474) ، وابن حبان (5122) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.=(5/312)
3270 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ بَعْدُ " (1)
3271 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، فَاسْتَنَّ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ، فَاسْتَنَّ وَتَوَضَّأَ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى صَلَّى سِتًّا، ثُمَّ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ " (2)
__________
= وأخرجه مسلم (1622) (5) ، والنسائي 6/266، وابن خزيمة (2474) و (2475) ، والطبراني (10694) ، وأبو نعيم 6/144 و145 من طرق عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني (10695) من طريق سويد بن عبد العزيز، وهو أيضاً (10696) ، وأبو نعيم 6/145 من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن الأوزاعي، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، به. وذكرا فيه الهبةَ بدل الصدقة. وانظر (2529) .
(1) حديث صحيح، رجاله كلهم رجال الصحيح، إلا أن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب، وقد توبع. وهو مكرر (2252) .
(2) إسناده قوي على شرط مسلم. معاوية بن هشام: هو القصار الكوفي، ومحمد بن علي: هو محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
وأخرجه النسائي 3/236-237 من طريق معاوية بن هشام، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (2545) ، والطحاوي 1/286، والطبراني (10648) من طريق المنهال بن عمرو، والطبراني (10649) من طريق منصور بن المعتمر، كلاهما عن=(5/313)
3272 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، أَنَّهُ شَهِدَ النَّضْرَ بْنَ أَنَسٍ، يُحَدِّثُ قَتَادَةَ، أَنَّهُ شَهِدَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَفْتَى النَّاسَ، وَلَا يَذْكُرُ فِي فُتْيَاهُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ عِرَاقِيٌّ، وَإِنِّي أُصَوِّرُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ؟ فَقَالَ: ادْنُهْ - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، - أَوْ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا، كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ " (1)
3273 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " نَهَى عَنْ ثَمَنِ الْخَمْرِ، وَمَهْرِ الْبَغِيِّ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ " وَقَالَ: " إِذَا جَاءَكَ يَطْلُبُ ثَمَنَ الْكَلْبِ، فَامْلَأْ كَفَّيْهِ تُرَابًا " (2)
__________
= علي بن عبد الله بن عباس، به. ورواية أبي يعلى والطبراني مطولة.
وأخرجه النسائي 3/237 من طريق زيد بن أبي أنَيْسة، والطبراني (10654) من طريق حمزة الزيات، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي، عن جده عبد الله بن عباس بإسقاط علي بن عبد الله من بينهما. وسيأتي الحديث برقم (3541) ، وانظر (3194) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، محمد بن بشر: وهو العبدي الكوفي سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط. وانظر (2162) .
(2) إسناده صحيح، قيس بن حبتر روى له أبو داود، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير زكريا بن عدي، فمن رجال مسلم. عبيد الله بن عمرو: هو الرقِّي،=(5/314)
3274 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْخَمْرَ، وَالْمَيْسِرَ، وَالْكُوبَةَ "، وَقَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (1)
3275 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَّمَ رَجُلًا فِي شَيْءٍ، فَقَالَ: " إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ، فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ، فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " (2)
3276 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، " فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ، فَخَرَجَ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي آلِ عِمْرَانَ {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 164] ، حَتَّى بَلَغَ: {سُبْحَانَكَ
__________
= وعبد الكريم: هو ابن مالك الجَزَري. وانظر (2512) .
(1) إسناده صحيح كسابقه. وهو في "الأشربة" (14) لأحمد، بإسناده ومتنه.
وأخرجه الطحاوي 4/216 من طريق عبيد الله بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر (2476) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعمرو بن سعيد: هو القرشي- ويقال: الثقفي- مولاهم. وانظر (2749) .(5/315)
فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 191] ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ، ثُمَّ رَجَعَ أَيْضًا، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ، وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ (1) ، ثُمَّ قَامَ فَخَرَجَ فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ، ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى (2) "
3276 م - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ " (3)
3277 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي ظِلِّ حُجْرَتِهِ - قَالَ يَحْيَى: قَدْ كَادَ يَقْلِصُ عَنْهُ - فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: " يَجِيئُكُمْ رَجُلٌ يَنْظُرُ
__________
(1) من قوله: "ثم رجع أيضا" إلي هنا سقط من النسخ المطبوعة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسماعيل بن مسلم العبدي من رجاله، وباقي السند على شرطهما. أبو المتوكل: هو علي بن داود- ويقال دؤاد- الناجي. وهو مكرر (2488) .
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله رجال الصحيح، إلا أن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير.
وأخرجه ابن ماجه (2510) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وانظر (2869) .
تنبيه: هذا الحديث سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) ، ومنهما أثبتناه، وهو في "أطراف المسند" 1/ورقة 121.(5/316)
إِلَيْكُمْ بِعَيْنِ شَيْطَانٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَلَا تُكَلِّمُوهُ " فَجَاءَ رَجُلٌ أَزْرَقُ، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَاهُ، فَقَالَ: " عَلَامَ تَشْتُمُنِي أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ؟ " قَالَ: كَمَا أَنْتَ حَتَّى آتِيَكَ بِهِمْ، قَالَ: فَذَهَبَ، فَجَاءَ بِهِمْ، فَجَعَلُوا يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا، وَمَا فَعَلُوا، وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} [المجادلة: 18] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (1)
3278 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ، فَلَمْ نَسْمَعْ مِنْهُ حَرْفًا (2) "
3279 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، حَتَّى أَتَى قُدَيْدًا، فَأُتِيَ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ، فَأَفْطَرَ وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُفْطِرُوا (3) "
__________
(1) إسناده حسن، سماك بن حرب من رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث في غير روايته عن عكرمة، وباقي رجال السند ثقات من رجال الشيخين. وانظر (2147) .
يَقلِص، أي: ينقبض.
(2) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة.
وأخرجه البيهقي 3/335 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وانظر (2673) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً، وهو ثقة. وهو مكرر (2185) .(5/317)
3280 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ وَظَهْرُهُ إِلَى الْمُلْتَزَمِ (1) "
3281 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدِّينُ النَّصِيحَةُ "، قَالُوا: لِمَنْ؟ قَالَ: " لِلَّهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمَّل.
وأخرجه بنحوه الطبراني (11237) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام سامعه من ابن عباس. عبد الرحمن بن ثوبان: هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العَنْسي.
وأخرجه الطبراني (11198) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. بإسقاط من أخبر به عن ابن عباس، وزاد فيه: "لكتابه"، و"عامتهم".
وأخرجه البزار (61- كشف الأستار) من طريق عبد الله بن محمد الكوفي، وأبو يعلى (2372) عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن زيد بن الحباب، عن محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وفيهما: "لكتاب الله" مكان "لله".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/87: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، قال أحمد: عن عمرو بن دينار، أخبرني من سمع ابن عباس، وقال الطبراني (قلنا: والبزار) : عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، فمقتضى رواية أحمد الانقطاع بين عمرو وابن عباس، ومع ذلك فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وقد ضعفه أحمد، وقال: أحاديثه مناكير، ورواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح.=(5/318)
3282 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1)
__________
=وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 6/460 فقال: وقال محمد بن مسلم (يعني الطائفي) : عن عمرو، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والصحيح: عمرو عن القعقاع؟ يعني: عن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الداري.
والقعقاع: هو ابن حكيم الكناني، ثقة من رجال مسلم.
وأخرج الحديث ابن حجر في "تغليق التعليق" 2/59-60 من طريق أبي يعلى، وقال: إسناده حسن، لكنه معلول برواية سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن القعقاع، فرجع الحديث إلي تميم.
قلنا: ولا يَبْعُد أن يكون عمرو بن دينار قد رواه بالوجهين جميعاً، والله تعالي أعلم.
وحديث تميم الداري سيأتي في "المسند" 4/102، وأخرجه مسلم (55) ، وصححه ابن حبان (4575) .
وفي الباب عن أبي هريرة سيأتي في "المسند" 2/297.
وعن ابن عمر عند الدارمي (2754) ، والبزار (62) .
وعن ثوبان عند ابن أبي عاصم في "السنة" (1095) ، وفي إسناده ضعف. وأصحها حديث تميم الداري.
النصيحة لله، قال السندي: أن يكون عبداً خالصا له في عبوديته عملًا واعتقاداً.
وانظر شرح هذا الحديث مفصلا في "جامع العلوم والحِكَم" للحافظ ابن رجب الحنبلي 1/215-225، طبع مؤسسة الرسالة.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي البصري، وخالد: هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه الطبراني (11973) من طريق عبد الأعلى السامي، بهذا الإسناد. وسقط من المطبوع: "عن خالد". وانظر (2108) .(5/319)
3283 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1)
3284 - عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْطَاهُ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا مَا أَعْطَاهُ " (2)
3285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ، صَلَّى الْمَغْرِبَ فَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَنَهَضَ لِيَسْتَلِمَ الْحَجَرَ، فَسَبَّحَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالَ: " فَصَلَّى مَا بَقِيَ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ "، قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: " مَا أَمَاطَ عَنْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه.
وأخرجه الطبراني (11972) من طريق عبد الأعلى السامي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (11971) من طريق وهيب، عن خالد الحذاء، به. وانظر (2) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه البخاري (2279) ، وأبو داود (3423) ، والطبراني (11954) ، والبيهقي 9/338 من طريق يزيد بن زُرَيع، والبخاري (2103) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، والبيهقي 9/338 من طريق عبد الوهاب الثقفي، ثلاثتهم عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وقرن البيهقي من طريق عبد الوهاب بعكرمة محمدَ بن سيرين. وانظر ما سلف برقم (2249) و (3019) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مطر- وهو ابن طَهْمَان الورَّاق- كثير=(5/320)
3286 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ (1) ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " احْتَجَمَ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ " (2)
3287 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، فَأَكَلَ عِنْدَهَا كَتِفًا مِنْ لَحْمٍ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يُحْدِثْ وُضُوءًا (3) "
__________
=الخطأ وحديثه عن عطاء ضعيف، لكن قد تابعه عن عطاء غير واحد، وسعيد- وهو ابن أبي عروبة- كان قد اختلط، ورواية عبد الأعلى- وهو ابن عبد الأعلى السامي- عنه قبل الاختلاط.
وأخرجه الطيالسي (2658) ، والبزار (577- كشف الأستار) ، والبيهقي 2/360 من طريق عِسْل بن سفيان، وعبد الرزاق (3492) عن ابن جريج، وابن أبي شيبة 2/36، والبزار (577) من طريق أشعث بن سَوار، وأبو يعلى (2597) من طريق همام والبيهقي 2/360 من طريق عامر الشعبي، خمستهم عن عطاء بن أبي رباح، بهذا الإسناد.
(1) تحرف في (م) إلي: زيد.
(2) هذا الحديث روي بإسنادين: الإسناد الأول: فيه الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس وقد عنعن، والثاني: مرسل، ومتن الحديث صحيح، قد روي من طرق أخرى عن ابن عباس سبق بعضها، ويأتي بعضها الأخر.
وأخرجه أبو يعلى (2360) من طريق يزيد بن أبي زياد الكوفي، عن مِقْسم، عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو محرم في الأخْدَعَيْنِ والكاهل، وأعطى الحجام أجره، ولو كان حراماً لم يعطه. وانظر (1849) .
(3) صحيح، وهذا سند ضعيف، الحجاح- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن.=(5/321)
3288 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ (1) "
3289 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى أَنْ يَنْزِلَ الْأَبْطَحَ، وَيَقُولُ: " إِنَّمَا أَقَامَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ (2) "
3290 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّ ابْنَتَهُ زَيْنَبَ عَلَى أَبِي الْعَاصِ
__________
=وأخرجه الطبراني (10662) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (2002) .
وضباعة بنت الزبير: هي ضباعة بنت الزبير بن عد المطلب الهاشمية، ابنة عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) صحيح، وهذا سند ضعيف، الحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعن، وإسناد الحكم عن سعيد بن جبير مرسل. وانظر ما سلف برقم (1874) و (2534) .
(2) إسناده ضعيف لعنعنة الحجاج بن أرطاة.
وأخرجه ابن أبي شيبة ص174 (الجزء الذي نشره العمروي) من طريق عبد الله بن نمير وحفص بن غياث، كلاهما عن حجاج بن أرطاة؟ بهذا الإسناد. وانظر (1925) .
الأبْطَح: هو المحصب نفسه، وهو موضع بين مكة ومِنى، وهو إلي مِنى أقرب، وإنما نَزَلَه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليكون أسمحَ لخروجه كما روى البخاري (1765) عن عائشة.
وقوله: "على عائشة"، قال السندي: أي: لأجلها حتى تعتمر هي ليخرج بعد ذلك، والله تعالي أعلم.(5/322)
زَوْجِهَا بِنِكَاحِهَا الْأَوَّلِ بَعْدَ سَنَتَيْنِ، وَلَمْ يُحْدِثْ صَدَاقًا (1) "
3291 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ الْحَسَنِ، قَالَ: خَطَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ النَّاسَ فِي آخِرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ، أَدُّوا زَكَاةَ صَوْمِكُمْ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّاسُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: مَنْ هَاهُنَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قُومُوا فَعَلِّمُوا إِخْوَانَكُمْ، فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ صَدَقَةَ رَمَضَانَ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى (2) "
__________
(1) إسناده حسن، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث في رواية الترمذي والحاكم، و"المسند" (2366) .
وأخرجه ابن سعد 8/33، وابن أبي شيبة 14/176، وأبو داود (2240) ، وابن ماجه (2009) ، والحاكم 2/200، والبيهقي 7/187 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (1876) . وقوله: "بعد سنتين" هو كذلك في رواية ابن ماجه، وفي رواية الترمذي (1143) من طريق ابن بكير، عن ابن إسحاق: بعد ست سنين، والروايتان عند أبي داود.
وجُمِع بينهما على أن المراد بالست ما بين هجرةِ زينب وإسلامه، وهو بَين في المغازي، فإنه أسِرَ ببدر، فأرسلت زينب من مكة في فدائه، فأطلِقَ لها بغير فداء، وشرط النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه أن يرسل له زينبَ، فوفى له ذلك، والمراد بالسنتين ما بينَ نزول قوله تعالي: (لا هُن حِل لهم ولا هُمْ يَحِلونَ لَهُن) وبين قدومه مسلماً، فإن بينهما سنتين وأشهراً، ونقله السندي في "حاشيته" عن صاحب "ترتيب المسند".
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن- وهو البصري- قد تكلموا في سماعه من ابن عباس، وجزم كثير من العلماء أنه لم يسمع منه، قال النسائي: والحسن لم يسمع من ابن عباس. وقال الحاكم- ونقله عنه البيهقي في=(5/323)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "سننه" 4/168-: أخبرنا الحسنُ بن محمد الأسفراييني، حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، قال: سمعتُ على بن عبد الله المديني، وسُئِل عن حديث ابن عباس هذا، فقال: الحسنُ لم يسمع من ابن عباس، ولا رآه قط، كان بالمدينة أيامَ كان ابن عباس على البصرة، قال: وقولُ الحسن: خطبنا ابن عباس في البصرة، إنما هو كقول ثابت: قَدِمَ علينا عمرانُ بنُ حصين، ومثلُ قولِ مجاهد: خرج علينا علي، وكقولِ الحسن: إن سُراقة بن مالك بن جعشم حدثهم، وإنما قوله: خطبنا، أي: خطب أهل البصرة.
وقال البزار في "مسنده" بعد أن رواه- فيما نقله الزيلعي في "نصب الراية" 2/419-: لا نعلم روى الحسن عن ابن عباس غير هذا الحديث، ولم يسمع الحسن من ابن عباس، وقوله: خطبنا (في بعض الروايات) ، أي: خطب أهل البصرة، ولم يكن الحسنُ شاهداً لخطبته، ولا دَخَلَ البصرة بَعْدُ، لأن ابن عباس خطب يوم الجَمَلِ، والحسنُ دخل أيام صِفًين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/170 و223، والنسائي 3/190، والدارقطني 2/152 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة دون ذكر الخطبة، وزاد الدارقطني: قال الحسن: وقال علي: إذا أوسع الله عليكم، فاجعلوه صاعاً من بُر وغَيره.
وقال ابن التركماني في "الجوهر النفي" 4/169: وهو وإن كان مرسلا، فقد تأيد بما أخرجه البيهقي 4/172 من حديث عطاء، عن ابن عباس، عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ، وفيه: "مدانِ من قمح" (قلنا: وأخرجه الطحاوي 2/47 من طريق عطاء، عن ابن عباس موقوفاً) ، وبما أخرجه ابن أبي شيبة 3/172 فقال: حدثنا عبدُ الرحيم بن سليمان، عن حجاج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: الصدقةُ صاع من تمر، أو نصفُ صاع من طعام. وأراد هاهنا البُر، إذ الواجبُ في غيره صاع إلا في البُر، وهذا السندُ على شرط الصحيح، ما خلا حجاجاً- وأظنه ابن أرطاة- وهو وإن تُكُلمَ فيه، فقد وثقه جماعة، وأخرج له مسلم مقروناً بغيره، فيصلح للاستشهاد به، وتأيدَ أيضاً بعدةِ مسانيد، وبمرسل ابن المسيب الآتي بعد، وغيره من المراسيل الكثيرة المشهورة التي جاءت من طرق فقهاء=(5/324)
3292 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ، وَلَوْ أَنَّ النَّاسَ أُعْطُوا بِدَعْوَاهُمْ، لَادَّعَى نَاسٌ أَمْوَالًا كَثِيرَةً وَدِمَاءً " (1)
3293 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، وَمُعَاذٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ يَعْنِي ابْنَ حُدَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: الصَّلَاةَ، فَسَكَتَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: الصَّلَاةَ، فَسَكَتَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: الصَّلَاةَ، فَقَالَ: أَنْتَ تُعْلِمُنَا بِالصَّلَاةِ؟ " قَدْ كُنَّا نَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ " قَالَ مُعَاذٌ: " عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
3294 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ بِالْأَبْطَحِ فَكَبَّرَ ثِنْتَيْنِ
__________
= المدينة، وبأقوال جماعة من الصحابة والتابعين. وانظر الحديث رقم (2018) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ونافع: هو ابن عمر الجمحي، وابن أبي مليكة: هو عبدُ الله بن عُبيد الله التيمي المدني. وانظر (3188) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمران بن حُدَيْر وعبد الله بن شَقِيق العُقَيلي كلاهما من رجال مسلم، وباقي السند من رجال الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ بن نصر بن حسان العنبري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/456، ومسلم (705) (58) ، وأبو يعلى (2531) ، والطبراني (12915) ، والبيهقي 3/168 من طرق عن عمران بن حُدَير، بهذا الإسناد.
وزاد ابن أبي شيبة في آخر الحديث: يعني في السفر. وانظر (2269) .(5/325)
وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً، فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " لَا أُمَّ لَكَ، " تِلْكَ صَلَاةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
3295 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَهُمْ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِكَتِفٍ مَشْوِيَّةٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا، فَتَمَلَّى، ثُمَّ صَلَّى، وَمَا تَوَضَّأَ مِنْ ذَلِكَ " (2)
3296 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ قَارِظِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَوَجَدْتُهُ يَتَوَضَّأُ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين. يزيد بن هارون سَمعَ من سعيد بن أبي عروبة قبلَ الاختلاط. وانظر (1886) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن الزُّبير- وهو التيمي الحنظلي البصري- ضعفه ابن معين والنسائي، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، في حديثه إنكار، وقال البخاري: منكرُ الحديثِ، وفيه نظر، لكن قد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني (10663) من طريق يزيد بن هارون ويزيد بن زُرَيْع، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 1/64 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن محمد بن الزبير، به. وانظر (2002) .
وقوله: "تملَّى" أصلها الهمزة، من المُلأة- بضم الميم وسكون اللام- بمعنى: الأمتلاء من الطعام، وحذف الهمزة تسهيل، قال ابن السَكَيت: تَملأْتُ من الطعام تملُؤاً، وقد تملَّيْت من العيش تملَّياً: إذا عشت مَلِياً، أي: طويلاً. "اللسان" (ملأ) .(5/326)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْتَثِرُوا ثِنْتَيْنِ بَالِغَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا " (1)
3297 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَمَّنْ سَمِعَ، ابْنَ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْطِي الْمَرْأَةَ، وَالْمَمْلُوكَ مِنَ الْمَغْنَمِ، دُونَ مَا يُصِيبُ الْجَيْشُ " (2)
3298 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ عَادَ أَخَاهُ، فَيَدْخُلَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَقَالَ: أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، أَنْ يَشْفِيَ فُلَانًا مِنْ وَجَعِهِ، سَبْعًا، إِلَّا شَفَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ " (3)
__________
(1) إسناده قوي، قارظ بن شيبة روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، قال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي غطفان، فمن رجال مسلم، وهو أبو غطفان بن طريف أو ابن مالك المري المدني، قيل: اسمُه سعد. ابن أبي ذئب: هو محمدُ بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي. وانظر (2011) .
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة راويه عن ابن عباس، وقد سماه في رواية أبي النضر عن ابن أبي ذئب السالفة برقم (2929) القاسم بن عباس، وهو وإن كان ثقة لم يدرك عبد الله بن عباس.
(3) حديث صحيح، الحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ المنهال- وهو ابن عمرو الأسدي مولاهم الكوفي- فمن رجال البخاري. عبد الله بن الحارث: هو الأنصاري البصري.=(5/327)
3299 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وعَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ الْحَرُورِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ، وَهَلْ كُنَّ النِّسَاءُ يَحْضُرْنَ الْحَرْبَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ قَالَ يَزِيدُ بْنُ هُرْمُزَ: وَأَنَا كَتَبْتُ كِتَابَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَى نَجْدَةَ، كَتَبَ إِلَيْهِ: كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ، وَتَقُولُ: إِنَّ الْعَالِمَ صَاحِبَ مُوسَى قَدْ قَتَلَ الْغُلَامَ فَلَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مِنَ الْوِلْدَانِ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ الْعَالِمُ، قَتَلْتَ، وَلَكِنَّكَ لَا تَعْلَمُ، فَاجْتَنِبْهُمْ، " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى عَنْ قَتْلِهِمْ "، وَكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ النِّسَاءِ، هَلْ كُنَّ يَحْضُرْنَ الْحَرْبَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ " وَقَدْ كُنَّ يَحْضُرْنَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا أَنْ يَضْرِبَ لَهُنَّ بِسَهْمٍ، فَلَمْ يَفْعَلْ، وَقَدْ كَانَ يَرْضَخُ لَهُنَّ (1) "
__________
=وأخرجه الحاكم 1/343 و4/213 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (2138) .
(1) صحيح، محمد بن إسحاق روى له أصحاب السنن، وحديثه في صحيح مسلم متابعة، وهو صدوق حسنُ الحديث إلا أنه مدلس وقد عنعن، لكنه لم يتفردْ به، بل تابعه عليه غيرُه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير َيزيدَ بنِ هرمز، فمن رجال مسلم.
محمد بن علي: هو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر.
وأخرجه بأطول مما هنا أبويعلى (2550) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/385 و408-409 و525-526 مفرقاً، وأبو داود (2728) مختصراً، وأبو يعلى (2631) من طرق عن محمد بن إسحاق، به. وقرن أبو يعلى بالزهري ومحمدِ بن علي إسماعيلَ بن أمية، وزاد إسماعيلُ في حديثه عند أبي يعلى: وكتبتَ تسألني عن العبيد، هل كانوا يحضرون الحربَ مع رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وهل كان=(5/328)
3300 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] (1)
3301 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا، وَكَانَتْ لَيْلَتَهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْفَتَلَ، فَقَالَ: أَنَامَ الْغُلَامُ؟ " وَأَنَا أَسْمَعُهُ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ قَالَ فِي مُصَلَّاهُ: " اللهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي
__________
= يضرب لهم بسهم؟ فكتب إليه بالعبيدِ كما كتب في النساء. وكتبت تسألني عن اليتيم، متى يخرج من اليتم؟ فإذا احتلم، خرج من اليُتم، وضرب له بسهم. وانظر (2235) .
والرَّضْخ: هو العطية القليلة، وهو دون السهْم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير منصور بن حيان، فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/308، وفي "الكبرى" (11578) ، وأبو عوانة 1/305، والحاكم 2/483 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/115، ومسلم (1997) (46) ، والبيهقي 8/308 من طريق مروان بن معاوية، وأبو داود (3690) من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن منصور بن حيان، به. دون ذكر الآية سوى البيهقي. وانظر ما سلف برقم (2020) و (2499) .(5/329)
لِسَانِي نُورًا، وَأَعْظِمْ لِي نُورًا " (1)
3302 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ ضُبَاعَةَ بِنْتَ الزُّبَيْرِ أَرَادَتِ الْحَجَّ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْتَرِطِي عِنْدَ إِحْرَامِكِ: مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي، فَإِنَّ ذَلِكِ لَكِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، سفيان بن حسين الواسطي: ثقة في غيرِ الزهري، وحديثه عند أصحاب السنن، ووهم من عده من رجال مسلم، فإن مسلماً لم يخرج له في "صحيحه"، وإنما روى له في المقدمة، نص على ذلك المزي في "تهذيب الكمال"، والمنذري في "مختصر السنن" 6/384، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. أبو هاشم: هو الرماني الواسطي، واسمه: يحيى بن دينار، وقيل: ابن الأسود، وقيل: ابن نافع.
وأخرجه الطبراني (12471) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً البخاري في "الأدب المفرد" (696) من طريق يحيى بن عباد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وانظر (1843) و (2567) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سفيان بن حسين، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية الواسطي.
وأخرجه الدارقطني 2/219، والبيهقي 5/222 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1648) و (2685) ، والدارمي (1811) ، ومسلم (1208) (107) ، وأبو داود (1776) ، والترمذي (941) ، والنسائي 5/167-168، وابن الجارود في "المنتقى" (419) ، وأبو يعلى (2480) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 80، والطبراني (11909) و (11947) و24/ (828) و (829) و (830) و (831) و (832) ، والدارقطني 2/219، وأبو نعيم في=(5/330)
3303 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَأَلَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَرَّةً الْحَجُّ، أَوْ فِي كُلِّ عَامٍ؟ قَالَ: " لَا، بَلْ مَرَّةً، فَمَنْ زَادَ، فَتَطَوُّعٌ " (1)
3304 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ مَعَ (3) أَهْلِهِ إِلَى مِنًى لَيْلَةَ النَّحْرِ، فَرَمَيْنَا الْجَمْرَةَ مَعَ الْفَجْرِ " (4)
__________
= "الحلية" 9/224، والبيهقي 5/221 و222 من طرق عن عكرمة، عن ابن عباس. قال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (3117) .
(1) حديث صحيح، سفيان- وهو ابن حسين الواسطي، وإن كان ثقة إلا في روايته عن الزهري- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي سنان- وهو يزيد بن أمية الدولي- فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/85، وعبد بن حميد (677) ، وأبو داود (1721) ، وابن ماجه (2886) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (2304) .
(2) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) : "حدثنا يزيد، أخبرنا سفيان، عن ابن أبي ذئب"، وهو خطأ، والصواب إسقاط: "أخبرنا سفيان" من السند كما في (ظ9) و (ظ14) ، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 1/ورقة 113.
(3) المثبت من (ظ9) و (ظ14) والنسخة الكتانية، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: "إلى"، وهو خطأ.
(4) إسناده ضعيف لضعف شعبة- وهو ابن دينار الهاشمي مولى ابن عباس-. روح: هو ابن عُبادة القَيْسي البصري، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن=(5/331)
3305 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: رَأَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَجُلًا سَاجِدًا، قَدِ ابْتَسَطَ ذِرَاعَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَكَذَا يَرْبِضُ الْكَلْبُ، " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ، رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ " (1)
3306 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَحَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ الْمَعْنَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جِئْتُ أَنَا وَالْفَضْلُ، عَلَى حِمَارٍ (2) وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ - قَالَ الْخَيَّاطُ يَعْنِي حَمَّادًا: فِي فَضَاءٍ مِنَ الْأَرْضِ - فَمَرَرْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَنَحْنُ عَلَيْهِ، حَتَّى جَاوَزْنَا عَامَّةَ الصَّفِّ، فَمَا نَهَانَا وَلَا رَدَّنَا " (3)
3307 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ:
__________
= الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري. وانظر (2935) .
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شعبة مولى ابن عباس. وانظر (2073) .
(2) من قوله: "قال: أخبرنا ابن" إلي هنا سقط من (م) و (س) و (ق) و (غ) و (ص) ، واستدركناه من (ظ9) و (ظ14) ، ومن النسخة الكتانية التي استدركه منها الشيخ أحمد شاكر رحمه الله.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شعبة مولى ابن عباس. حماد شيخ أحمد: هو حماد بن خالد الخياط، ثقة من رجال مسلم، وكان أمياً. والحديث من طريق حماد الخياط مكرر (3017) .(5/332)
دَخَلَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَعُودُهُ فِي مَرَضٍ مَرِضَهُ، فَرَأَى عَلَيْهِ ثَوْبَ إِسْتَبْرَقٍ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ كَانُونٌ عَلَيْهِ تَمَاثِيلُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، مَا هَذَا الثَّوْبُ الَّذِي عَلَيْكَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: إِسْتَبْرَقٌ، قَالَ: " وَاللهِ مَا عَلِمْتُ بِهِ، وَمَا أَظُنُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ إِلَّا لِلتَّجَبُّرِ، وَالتَّكَبُّرِ، وَلَسْنَا بِحَمْدِ اللهِ كَذَلِكَ " قَالَ: فَمَا هَذَا الْكَانُونُ الَّذِي عَلَيْهِ الصُّوَرُ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا تَرَى كَيْفَ أَحْرَقْنَاهَا بِالنَّارِ؟ (1)
3308 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى بَنِي طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ اسْمُ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ بَرَّةَ، فَحَوَّلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَهَا، فَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ، فَمَرَّ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هِيَ فِي مُصَلَّاهَا تُسَبِّحُ اللهَ وَتَدْعُوهُ، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا بَعْدَ مَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ، فَقَالَ: " يَا جُوَيْرِيَةُ مَا زِلْتِ فِي مَكَانِكِ؟ " قَالَتْ: مَا زِلْتُ فِي مَكَانِي هَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ تَكَلَّمْتُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، أَعُدُّهُنَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، هُنَّ أَفْضَلُ مِمَّا قُلْتِ: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ رِضَاءَ نَفْسِهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلُ ذَلِكَ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف شعبة مولى ابن عباس. وانظر (2932) .
(2) حديث صحيح، المسعودي- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- قد اختلط، ورواية يزيد بن هارون عنه بعد الاختلاط، لكن رواه عنه أيضا خالد بن الحارث عند النسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط، وقد تابع =(5/333)
3309 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَفَاضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَاتٍ أَوْضَعَ النَّاسُ فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيًا فَنَادَى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَيْسَ الْبِرُّ بِإِيضَاعِ الْخَيْلِ، وَالرِّكَابِ " فَمَا رَأَيْتُهَا رَافِعَةً يَدَهَا عَادِيَةً (1)
3310 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ، عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الَّذِي أَسَرَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو الْيَسَرِ بْنُ عَمْرٍو، وَهُوَ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو، أَحَدُ بَنِي سَلَمَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ أَسَرْتَهُ يَا أَبَا الْيَسَرِ؟ " قَالَ: لَقَدْ أَعَانَنِي عَلَيْهِ رَجُلٌ مَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ، وَلَا قَبْلُ، هَيْئَتُهُ كَذَا، هَيْئَتُهُ كَذَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ أَعَانَكَ عَلَيْهِ مَلَكٌ كَرِيمٌ "، وَقَالَ لِلْعَبَّاسِ: " يَا عَبَّاسُ، افْدِ نَفْسَكَ، وَابْنَ أَخِيكَ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ، وَحَلِيفَكَ عُتْبَةَ بْنَ جَحْدَمٍ " أَحَدُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، قَالَ: فَأَبَى، وَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ مُسْلِمًا قَبْلَ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا اسْتَكْرَهُونِي، قَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِشَأْنِكَ، إِنْ يَكُ مَا تَدَّعِي حَقًّا، فَاللهُ
__________
= المسعودي على هذا الحديث غيرُ واحد، انظر ما سلف برقم (2334) .
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (162) من طريق خالد بن الحارث، عن عبد الرحمن المسعودي، بهذا الإسناد.
(1) حديث صحيح، المسعودي- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- قد اختلط، ورواية يزيد بن هارون عنه بعد الاختلاط، لكن رواه عنه وكيع في الرواية السالفة
برقم (2099) ، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط، وتابعه عليه الأعمش قي (2427) .(5/334)
يَجْزِيكَ بِذَلِكَ، وَأَمَّا ظَاهِرُ أَمْرِكَ، فَقَدْ كَانَ عَلَيْنَا، فَافْدِ نَفْسَكَ " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَخَذَ مِنْهُ عِشْرِينَ أُوقِيَّةَ ذَهَبٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، احْسُبْهَا لِي مِنْ فِدَايَ، قَالَ: " لَا، ذَاكَ شَيْءٌ أَعْطَانَاهُ اللهُ مِنْكَ " قَالَ: فَإِنَّهُ لَيْسَ لِي مَالٌ، قَالَ: " فَأَيْنَ الْمَالُ الَّذِي وَضَعْتَهُ بِمَكَّةَ، حَيْثُ خَرَجْتَ، عِنْدَ أُمِّ الْفَضْلِ، وَلَيْسَ مَعَكُمَا أَحَدٌ غَيْرَكُمَا، فَقُلْتَ: إِنْ أُصِبْتُ فِي سَفَرِي هَذَا، فَلِلْفَضْلِ، كَذَا وَلِقُثَمَ كَذَا، وَلِعَبْدِ اللهِ كَذَا؟ " قَالَ: فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا عَلِمَ بِهَذَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ غَيْرِي وَغَيْرُهَا، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ (1)
__________
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لإِبهام راويه عن عكرمة.
وأخرج قصة الأسرِ ابن سعدٍ في "الطبقات" 4/12 من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني بعض أصحابنا، عن مقسم أبي القاسم، عن ابن عباس.
وأخرجها الطبري في "التاريخ" 2/463 من طريق محمد بن إسحاق، قال: فحدثني الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس.
وأخرج قصة الفداء ابن سعد في "الطبقات" 4/15 من طريق محمد بن كثير، والطبري في "التاريخ" 2/465-466 من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس.
وأخرجها البيهقي في "دلائل النبوة" 3/142-143 من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن رومان، عن عروة والزهري وجماعة سماهم، فذكروا القصة، وساقها. وهذه أسانيد لا يخلو واحد منها عن عِلَة.
وأخرج الطبراني (11398) من طريق محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس: (قل لمن في أيديكم من الأسرى) حتى بلغ (أخذ منكم) ، قال: كان العباس يقول: في والله أنزلت حين أخبرت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن إسلامي، وسألته أن يُحاسبني بالعشرين أوقية التي وجد معي، فأبى أن يُحاسبني بها، فأعطاني الله=(5/335)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=بالعشرين أوقية عشرينَ عبداً، كلهم تاجر بمالي في يده مع ما أرجو مِن مغفرة الله. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/28: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" باختصار، ورجال الأوسط رجال الصحيح غير ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 10/49 من طريق محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، مثله. إلا أنه قال: في نزلت: (ما كان لِنبيَ أن يكون له أسرى حتى يُثخن في الأرض) .
وأخرج الحاكم 3/324، وعنه البيهقي في "السنن" 6/322 من طريق محمد بن إسحاق، حدثنا يحيى بنُ عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة. وفيه: وقال العباس: يا رسولَ الله، إني كنت مسلماً. فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الله أعلمُ بإسلامك، فإن يكن كما تقول، فالله يجزيك، فافْدِ نفسك، وابني أخويك: نوفلَ بنَ الحارث بن عبد المطلب، وعقيلَ بن أبي طالب بن عبد المطلب، وحليفَك عتبةَ بنَ عمرو بن جَحْدَم أخا بني الحارث بن فهر". فقال: ما ذاك عندي يا رسول الله، قال: "فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل، فقلت لها: إن أصبتُ، فهذا المال لِبَنِى: الفضل، وعبد الله، وقثم؟! ". فقال: والله يا رسول الله، إني أشهد أنك رسولُ الله، إن هذا لشيء ما علمه أحد غيري، وغير أم الفضل! فاحسب لي يا رسولَ الله ما أصبتم مني، عشرين أوقية من مال كان معي. فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "] لا [أفعل". ففدى العباس نفسه، وابني أخويه، وحليفه، وأنزل الله عز وجل: (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يَعْلَم الله في قلوبِكُم خيراً يؤتكُم خيراً مما أخِذَ منكم ويَغْفِر لكم والله غفور رحيم) فأعطاني مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبداً، كلهم في يده مال يضرب به، مع ما أرجو من مغفرة الله عز وجل. وهذا إسناد حسن.
أبو اليَسَر- بفتح الياء والسين-: صحابي أنصاري شهد العقبة وبدراً، وله فيهما آثار كثيرة، مات بالمدينة سنة 55، وبنو سَلِمة في الأنصار: بفتح السين وكسر اللام، والنسبة إليها: سَلَمي بفتحتين.
وقوله: "أبو اليسر"، قال السندي: هكذا في النسخ، فهو اسم كان، والموصول خبر =(5/336)
3311 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَلَقَ رِجَالٌ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَقَصَّرَ آخَرُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ قَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ "، قَالُوا: فَمَا بَالُ الْمُحَلِّقِينَ، يَا رَسُولَ اللهِ ظَاهَرْتَ لَهُمُ الرَّحْمَةَ؟ قَالَ: " لَمْ يَشُكُّوا " قَالَ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
= مقدم لها.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق روى له أصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو في "سيرة ابن هشام" 3/334 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/453، وأبو يعلى (2718) ، والطبراني (11150) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مختصرة.
وأخرجه ابن ماجه (3045) ، والطبري في "التاريخ" 2/637، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/144، وقي "شرح معاني الآثار" 2/255 و256، والطبراني (11150) من طرق عن محمد بن إسحاق، به. ورواية ابن ماجه والطبراني مختصرة.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 4/151 من طريق ابن إسحاق، به. موقوفاً على ابن عباس بلفظ: قال: قيل له: لِمَ ظاهَرَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمحلقين ثلاثاً، وللمقصرين واحدة؟ فقال: إنهم لم يَشُكُوا.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/144 من طريق محمد بن إسحاق، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال: قلت لابن عباس ... فذكر مثله.=(5/337)
3312 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَرَّقَ كَتِفًا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (1) "
3313 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَطَاءٍ: أَنَّهُ " كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يُحْرِمَ الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ مَصْبُوغٍ بِزَعْفَرَانٍ قَدْ غُسِلَ، لَيْسَ فِيهِ نَفْضٌ وَلَا رَدْعٌ (2) "
__________
=وقد تقدم الحديث من طريق آخر عن ابن عباس برقم (1859) .
وفي الباب عن ابن عمر سيأتي في "المسند" 2/16، وعن أبي سعيد الخدري 3/20، وعن يحيى بن حصين، عن جدته 4/70، وعن حبشي بن جنادة السلولي 4/165، وعن مالك بن ربيعة 4/177، وعن قارب 6/393، وعن أم الحصين الأحمسية 6/402.
قوله: "ظاهرت لهم الترحُّم"، قال السندي: أي جمعت وكررت لهم الترحم، ويحتمل أن المراد: أعَنْتهم وأيدتهم، وقوله: "الترحُّم" على نزع الخافض، أي: بالترحم ثلاثاً.
وقوله: "ثم يشكُوا"، قال: أي: ثم يعاملوا معاملة من يشك في جواز التحلل، أي: من قصَر فكأنه شك في جواز التحلل حتى اقتصر في التحلل على بعضه، ومن حلق فلا يشك فيه، أي: ثم يعاملوا معاملة من يشك في أن الاتباع أحسن، وأما من قصَر فقد عامل معاملة الشاك في ذلك، حيث ترك فِعْلَه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله تعالي أعلم.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أنه منقطع، محمد- وهو ابن سيرين- ثم يسمع من ابن عباس كما سلف بيانه برقم (2188) .
وأخرجه الطبراني (12866) من طريق خالد بن الحارث وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد.
(2) هذا أثر عن عطاء وليس بحديث، أورده أحمد ليروي بعده حديث ابن عباس=(5/338)
3314 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ (1) عُبَيْدِ اللهِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2)
3315 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ فِي يَوْمِ الْعِيدِ أَنْ يُخْرِجَ أَهْلَهُ، قَالَ: فَخَرَجْنَا، " فَصَلَّى بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، ثُمَّ خَطَبَ الرِّجَالَ، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ فَخَطَبَهُنَّ، ثُمَّ أَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ " فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَرْأَةَ
__________
= مرفوعاً مثلَه. الحجاج: هو ابن أَرطاة.
وأخرجه ابن أبي شيبة (الجزء الذي نشره العمروي) ص142، والبزار (1086) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
(1) تحرفت في (م) إلي: عن.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لتدليس الحجاج بن أرطاة، وضعف الحسين بن عبد الله.
وأخرجه البزار (1087- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2692) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/219، وقال: فيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله، وهو ضعيف. وفاته أن ينسبه إلي أحمد.
وأخرج البخاري (1545) من طريق كريب، عن عبد الله بن عباس، قال: انطلق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المدينة بعدما ترَجل وادَّهن، ولبس إزارَه ورِداءَه هو وأصحابه، فلم يَنْهَ عن شيء من الأرْدِيَة والأزُر تُلْبَسُ، إلا المُزَعْفَرة التي تَرْدعُ على الجلدِ ... الحديث.
وسيأتي حديث عكرمة، عن ابن عباس برقم (3418) .
وفي الباب عن ابن عمر سيأتي في "المسند" 2/41، وفيه: "ولا يلبس ثوباً مَسهُ الوَرْسُ ولا الزعْفَرانُ، إلا أن يكونَ غسيلاً".
قوله: "ليس فيه نفض ولا ردع"، قال السندي: أي: لم يظهر أثره على الجلد.(5/339)
تُلْقِي تُومَتَهَا، وَخَاتَمَهَا، تُعْطِيهِ بِلَالًا يَتَصَدَّقُ بِهِ (1)
3316 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ يَوْمٍ تَحْتَجِمُونَ فِيهِ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ، وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ "
وَقَالَ: " وَمَا مَرَرْتُ بِمَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، إِلَّا قَالُوا: عَلَيْكَ بِالْحِجَامَةِ يَا مُحَمَّدُ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، إلا أنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2062) و (3358) ، وله طرق أخرى عن ابن عباس سلفت برقم (1983) و (2169) .
والتُّومة، قال ابن الأثير: مثل الدُّرة تصاغ من الفضة، وجمعها تُوم وتُوَم.
(2) إسناده ضعيف، عباد بن منصور- وهو الناجي- ضعفه يحيى بنُ معين وابن المديني والنسائي وأبو داود وابن سعد وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم، وقد دلسَ هذا الخبرَ فأسقط من إسناده اثنين من الرواة، فروى العقيلى في "الضعفاء" 3/136- ونقله عنه المزي في "تهذيب الكمال" 14/159- من طريق أحمد بن داود الحداد، قال: سمعتُ على ابن المديني يقول: سمعتُ يحيى بنَ سعيد القطان يقولُ: قلتُ لعباد بن منصور الناجي، سمعتَ: ما مررتُ بمل! من الملائكة، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكتحل ثلاثاً؟ (يعني من عكرمة) ، فقال: حدثني ابن أبي يحيى، عن داود بن حُصين، عن عكرمةَ، عن ابن عباس. قلنا: وابن أبي يحيى- واسمه إبراهيم بن محمد- متروك، وداود بن حصين
ضعيف في عكرمة خاصة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/82 و84، وعبد بن حميد (574) ، والحاكم 4/209 و210 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة والحاكم مقطعة، وأخطأ الحاكم فصحح إسناده، ووافقه الذهبي مع أنه استدرك عليه في الكلام على الحديث الذي قبله بالإسناد نفسه، فقال: عباد ضعفوه.
وأخرجه الترمذي (2053) ضمن حديث طويل من طريق النضْر بنِ شُمَيْل، عن عناد بن منصور، به. وقال:-حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور.=(5/340)
3317 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " سِرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَنَحْنُ آمِنُونَ لَا نَخَافُ شَيْئًا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ (1) "
__________
= وأخرج القطعة الأولى منه الطيالسي (2666) ، ومن طريقه البيهقي 9/430 عن عباد بن منصور، به.
وأخرج الثانية ابن ماجه (3477) ، والعقيلي في "الضعفاء" 3/136، والطبراني (11887) من طرق عن عباد بن منصور، به.
وللقطعة الأولى شاهد من حديث أنس عند الترمذي (2051) وحسنه، وآخر عنه عند ابن ماجه (3486) وسنده ضعيف، وعن أبي هريرة عند أبي داود (3861) ، فهذه القطعة حسنة لغيرها.
وللقطعة الثانية من الحديث شاهد من حديث أنس عند ابن ماجه (3479) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2084 من طريق جُبَارَةَ بن المُغَلس، عن كَثيرِ بن سُلَيْم، سمعت أنساً يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما مررتُ ليلة أسري بي بملإ، إلا قالوا: يا محمد، مُرْ أمتكَ بالحجامة". وجُبَارَةُ وشيخه كَثِير بن سُلَيْم الضبي ضعيفان.
وثان من حديث ابن مسعود عند الترمذي (2052) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، مثله. وقال بإثره: حديث حسن غريب من حديث ابن مسعود. قلنا: في إسناده عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث، أبو شيبة الواسطي، وهو ضعيف.
وثالث من حديث ابن عمر عند البزار (3020- كشف الأستار) من طريق عبد الله بن صالح، حدثنا عطاف، عن نافع، عن ابن عمر، مثله. وزاد: "فإن خير ما تداويتم به: الحجامة، والكُسْت، والشونيز". وعبد الله بن صالح- وهو كاتب الليث- سيئ الحفظ.
وآخر عن مالك بن صعصعة عند الطبراني 19/ (600) من طريق همام، حدثنا قتادة، عن أنس، نحوه. وقال الهيثمي في "المجمع" 5/91: رجاله رجال الصحيح.
قلنا: وفي إسناده من تُكلِّم في حفظه.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن محمد بن سيرين لم يسمع من ابن عباس.=(5/341)
3318 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُكْحُلَةٌ، يَكْتَحِلُ بِهَا عِنْدَ النَّوْمِ ثَلَاثًا فِي كُلِّ عَيْنٍ (1) "
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/448 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (1852) . تنبيه: لفظة "ركعتين" الثانية أثبتناها من (ظ 9) و (ظ 14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية.
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبادِ بنِ منصور الناجي.
وأخرجه ابن سعد 1/484، وابن أبي شيبة 8/22 و599-600، وعبد بن حميد (573) ، وابن ماجه (3499) ، والترمذي في "جامعه" (2048) ، وبإثر الحديث (1757) ، وفي "الشمائل" (49) ، وأبو يعلى (2694) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 169-170 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وزاد الترمذي في روايته: "إن خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة والمَشِي، وخير ما اكتحلتم به الإثمد، فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر". وقال: حديث ابن عباس حديث حسن غريب، لا نعرفه على هذا اللفظ إلا من حديث عباد بن منصور.
وأخرجه الطيالسي (2681) ، ومن طريقه الترمذي في "جامعه" (1757) ، وفي "الشمائل" (48) ، وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص170 من طريق أبي عبيدة الحداد، كلاهما (الطيالسي والحداد) عن عباد بن منصور، به. وزاد الطيالسي في روايته: "عليكم بالأثمد، فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر". ولفظ الترمذي: "اكتحلوا" بدل: "عليكم". وسيأتي الحديث برقم (3320) .
وأخرج أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص170 عن محمد بن أحمد بن الوليد الثقفي، حدثنا إبراهيم بن يونس الحَرَمي، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عمران بن أبي أنس، عن أنس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكتحل في عينه اليمنى ثلاثاً، وفي اليسرى ثلاثا بالإثمد. وهذا إسناد قوي إن كان عمران بن أبي أنس- وهو القرشي=(5/342)
3319 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بِسَرِفَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، ثُمَّ دَخَلَ بِهَا بَعْدَمَا رَجَعَ بِسَرِفَ (1) "
3320 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْتَحِلُ بِالْإِثْمِدِ كُلَّ لَيْلَةٍ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ، وَكَانَ يَكْتَحِلُ فِي كُلِّ عَيْنٍ ثَلَاثَةَ أَمْيَالٍ (2) "
__________
= العامري- سمعه من أنس بن مالك، فقد توفي بالمدينة سنة (117) هـ فيحتمل سماعه منه، لكن لم يذكروا له رواية عنه، وقد أخرجه ابن أبي شيبة 8/21 و599، وابن سعد 1/484 من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن عمران بن أبي أنس، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكتحل بالإثمد، ويكحل اليمنى ثلاثة مراود، واليسرى مرودين. هذا مرسل قوي.
وقد سلف حديث ابن عباس (2479) : "خير أكحالكم الأثمد عند النوم ... " الحديث.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. هشام: هو ابن حسان القُرْدُوسي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/135 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (2200) .
(2) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف عباد بن منصور الناجي.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (49) من طريق عبيد الله بن موسى، والطبراني (11888) ، والحاكم 4/408 من طريق أحمد بن يونس، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مختصرة، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعباد لم يُتكلم فيه بحجة، فتعقبه الذهبي بقوله: ولا هو حجة. وانظر (3318) . والميل: هو المِرْوَد الذي يُكتحل به.(5/343)
3321 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] قَالَ: " هُمُ الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ " (1)
3322 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ الْبَيْتِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا وَقْتُكَ وَوَقْتُ النَّبِيِّينَ قَبْلَكَ، صَلَّى بِهِ الظُّهْرَ حِينَ كَانَ الْفَيْءُ بِقَدْرِ الشِّرَاكِ، وَصَلَّى بِهِ الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ، وَحَلَّ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ (2) "
__________
(1) إسناده حسن، سماك بن حرب صدوق حسن الحديث، وحديثه في "صحيح مسلم"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2463) .
(2) إسناده حسن، عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش مختلف فيه، وثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان، وقال يحيى بن معين: صالح، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال النسائي: ليس بالقوي، وضعفه ابن المديني، ونقل ابن الجوزي في "الضعفاء" عن أحمد أنه قال: متروك الحديث! وقال ابن نمير: لا أقدم على ترك حديثه، وحكيم بن عباد بن خنَيْف روى عنه جمع، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح حديثه الترمذي وابن خزيمة وغيرهما، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، ووكيع: هو ابن الجراح بن مَليح الرُّؤَاسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/253 عن وكيع، بهذا الإسناد. ولفظه: "أمَّنِي جبريل عند البيت مرتين، وصلى بي العشاء حين غاب الشفق، وصَلَّى بي من الغد العشاء ثلث الليل=(5/344)
3323 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ، وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ، فِي الْمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ، وَلَا مَطَرٍ " قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: كَيْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ (1)
3324 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، قَالَ: " فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأَ، قَالَ: فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ خَلْفَهُ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، فَأَدَارَنِي حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ (2) "
__________
=الأول، وقال: هذا الوقتُ وقتُ النبيين قبلك، الوقت بين هذين الوقتين". وانظر (3081) .
قوله: "مرتين"، قال السندي: أي: في كل صلاةٍ مرتين، لا أنه أم مرتين فقط، فإنه أم عشر مراتٍ، إلا أنه أم في كل صلاة مرتين.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (705) (54) ، والبيهقي 3/167 من طريق وكيع، بهذا الإسناد وانظر (1953) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بت قيس- وهو الأسدي- فمن رجال مسلم. الحكم: هو ابن عُتيبة.
وأخرجه أبو داود (1356) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ولفظه: بت عند خالتي ميمونة، فجاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ما أمسى، فقال: "أصلى الغلامُ"؟ قالوا: نعم، فاضطجع حتى إذا مضى من الليل ما شاء الله، قام فتوضأ، ثم صلى سبعاً أو خمساً أوْتَرَ بهن، لم يُسَلم إلا في آخرهن. وانظر (3169) .(5/345)
3325 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بألم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ " قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: " وَفِي الْجُمُعَةِ بِالْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ " (1)
3326 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَقْرَأُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي الْفَجْرِ: ألم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه مسلم (879) من طريق وكيع وحده، وابن ماجه (821) الشطر الأول منه من طريق وكيع وعبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/141 و142، ومسلم (879) ، والطحاوي 1/414، والطبراني (12373) ، والبيهقي في " السنن" 1/203، وفي "شعب الأيمان" (2490) من طرق عن سفيان، به. ورواية ابن أبي شيبة مقطعة، والطحاوي مختصرة بالشطر الثاني. وانظر (1993) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، فقد أخرجا لإسرائيل من روايته عن أبي إسحاق، وقال الحافظ في "الفتح" 1/351: وسماع إسرائيل من أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه، لأنه جده وكان خصيصاً به.=(5/346)
3327 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي كِسَاءٍ، يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا (1) "
3328 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَدَبَّرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَجَدَ، وَكَانَ يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ إِذَا سَجَدَ (2) "
3329 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَلَمْ أُصَلِّ الرَّكْعَتَيْنِ، فَرَآنِي وَأَنَا أُصَلِّيهِمَا، فَمَدَّنى (3) وَقَالَ: " أَتُرِيدُ أَنْ تُصَلِّيَ الصُّبْحَ أَرْبَعًا؟ " فَقِيلَ لِابْنِ
__________
= وأخرجه الطبراني (12333) من طريق وكيع، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً الطبراني (12334) عن الحسن بن عُلَيْلٍ، عن أبي كريب محمد بن العلاء، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، به. وزاد: ويقرأ في الجمعة بـ (سَبح اسم ربك الأعلى) ، و (هل أتاك حديثُ الغاشية) ، وهذا إسناد صحيح، فإن سفيان- وهو الثوري- سمع من أبي إسحاق قبل تغيُره. وانظر ما قبله.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك بن عبد الله النخعي، وضعف حسين بن عبد الله- وهو ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني-.
وأخرجه أبو يعلى (2576) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2320) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، التميمي- واسمه أربدة- لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي: وانظر (2405) .
قوله: "تدبَّرتُ"، أي: أتيتُ من خلفه.
(3) ما أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) ، ومعناه: فجذبني، وهو كذلك عند ابن خزيمة=(5/347)
عَبَّاسٍ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ (1)
3330 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَرْقَمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْأَوْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَاءَ، أَخَذَ مِنَ الْقِرَاءَةِ مِنْ حَيْثُ كَانَ بَلَغَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " (2)
__________
= والحاكم: فجذبني، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: "فَدَنَا".
(1) إسناده حسن، صالح بن رستم أبو عامر الخزاز مختلف فيه، وثقه أبو داود الطيالسي، والبزار، ومحمد بن وضاج، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: صالح الحديث، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال العجلي: جائز الحديث، وقال ابن عدي: قد روى عنه يحيى القطان مع شدة استقصائه، وهو عندي لا بأس به، ولم أر له حديثاً منكراً جداً، وضعفه ابن معين، والدارقطني، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، استشهد به البخاري في "الصحيح"، وروى له في "الأدب المفرد"، ومسلم وأصحاب السنن الأربعة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عيد الله بن عبد الله التيْمي المدني.
وأخرجه أبو يعلى (2575) ، وابن خزيمة (1124) ، والحاكم 1/307 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وانظر (2130) .
(2) إسناده صحيح، الأرقم بن شرحبيل الأودي روى له ابن ماجه، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (1235) ضمن قصة مرض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي توفي فيه من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 1/405 من طريق أسد بن موسى، والبيهقي 3/81 من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن إسرائيل، به- ضمن القصة نفسها. وسيأتي كذلك في (3355) ، وانظر (2055) .=(5/348)
3331 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كِنَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَرْسَلَنِي أَمِيرٌ مِنَ الْأُمَرَاءِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَسْأَلُهُ عَنِدَ الصَّلَاةِ، فِي الِاسْتِسْقَاءِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا مَنْعَهُ أَنْ يَسْأَلَنِي؟ " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَاضِعًا، مُتَبَذِّلًا، مُتَخَشِّعًا، مُتَرَسِّلًا، مُتَضَرِّعًا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدِ، لَمْ يَخْطُبْ خُطَبَكُمْ (1) هَذِهِ " (2)
3332 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ صَلَاةَ الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَالْخَوْفِ رَكْعَةً، عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
3333 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
__________
= قوله: "حين جاء"، قال السندي: أي: حضر في المسجد في مرضه، وكان إمامهم أبا بكرٍ، فجاء حين وجد خِفةً في نفسه، فأمَّهم وأخذ في القراءة من حيث بلغ أبو بكر.
(1) في (م) و (ق) : خطبتكم.
(2) إسناده حسن، هشام بن إسحاق حديثه عند أصحاب السنن، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ، وأبوه إسحاق بن عبد الله بن كنانة وثقه أبو زرعة، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح حديثه أبو عَوانة وابن حبان وابن خزيمة، وروى له أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسلف مختصراً برقم (2039) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكير بن الأخنس، فمن رجال مسلم. أبو عوانة: هو الوضاحُ بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/464 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2124) .(5/349)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، وَصَلَّى بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلَها، وَلَا بَعْدَها" (1)
3334 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " سَافَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ، يَقْصُرُ الصَّلَاةَ " (2)
3335 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (2818) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2533) .
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن ابن سيرين لم يسمع من ابن عباس.
وأخرجه الطيالسي (2664) ، والطبراني (12857) من طريق قرة بن خالد، بهذا الإسناد. وقرن الطبراني بقُرة سعيد بن عبد الرحمن.
وأخرجه البيهقي 3/135 من طريق يزيد بن إبراهيم، به. إلا أنه قال: عن ابن سيرين قال: نبئت أن ابن عباس قال. وانظر (1852) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9713) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (10944) .
وأخرجه مسلم ص 1488 (85) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (1991) و (2897) .(5/350)
3336 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى دُمُوعِهِ عَلَى خَدَّيْهِ تَحْدُرُ كَأَنَّهَا نِظَامُ اللُّؤْلُؤِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتُونِي بِاللَّوْحِ، وَالدَّوَاةِ - أَوِ الْكَتِفِ - أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا " فَقَالُوا: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهْجُرُ! (1)
3337 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الْبَهْرَانِيِّ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُنْبَذُ لَهُ فِي سِقَاءٍ " (2)
3338 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ " (3)
3339 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1637) (21) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 2/243 من طريق مالك بن مغْوَل، به. وانظر (1935) .
يهجر، أي: تغير كلامُه واختلط لأجل ما به من المرض.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عُبيد البهْرَاني، فمن رجال مسلم، وقد وثقه ابن معين، وقال أبو زرعة: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات". وهو مختصر (2068) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة. وانظر (2013) .(5/351)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَاعَنَ بِالْحَمْلِ " (1)
3340 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ الْعَبْسِيُّ، عَنِ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْفَضْلِ، أَوْ أَحَدِهِمَا عَنِ الْآخَرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَضِلُّ الرَّاحِلَةُ وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ " (2)
3341 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جُعِلَ فِي قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ " (3)
3342 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضُ،
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عباد بن منصور.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/157 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2131) .
قوله: "لاعن بالحمل"، قال السندي: أي أمر باللعان بسبب الحَمْل، أي: إن الزوج نَسَب حملَها إلي غيره، فأمرهما باللعان.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو إسرائيل العبسي- واسمه إسماعيل بن خليفة الملائي الكوفي- سيىء الحفظ، يكتب حديثه للمتابعات ولا يحتج به، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير فضيل بن عمرو، فمن رجال مسلم. وهو مكرر (1834) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين أبوجَمْرة: هو نصر بن عمران الضبعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/336، ومسلم (967) ، وابن حبان (6631) ، والبيهقي 3/408 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2021) .(5/352)
فَالْبَسُوهَا (1) وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، وَخَيْرُ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ (2) "
3343 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (3) ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَيِّمُ أَوْلَى بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَصَمْتُهَا إِقْرَارُهَا (4) "
3344 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَهْرِ الْبَغِيِّ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَثَمَنِ الْخَمْرِ (5) "
__________
(1) في (م) و (ق) و (ص) : فالبسوها أحياءكم.
(2) حديث صحيح، وهذا إسَناد حسن، فإن سماع وكيع من المسعودي- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- قبل الاختلاط، ثم هو متابَع.
وأخرجه مختصراً الطبري في "تهذيب الآثار" ص 485 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ولفظه: "خير أكحالكم الإثمد".
وأخرجه مختصراً الطبراني (12491) من طريق أبي نعيم، والحاكم 1/354 من طريق جعفر بن عون، كلاهما عن المسعودي، به. زاد الطبراني: "اكتحلوا بالإثمد، فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر". وانظر (2219) .
(3) وقع في النسخ المطبوعة من "المسند": "حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب"، والصواب حذف "حدثنا سفيان"، كما في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1/ورقة 128.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبيد الله بن عبد الرحمن بن مَوْهَب مختلف فيه، وقد سلف الكلامُ عليه برقم (2481) ، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (1888) .
(5) إسناده صحيح، قيس بن حَبْتَر روى له أبو داود، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات=(5/353)
3345 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ: " ثَمَنُ الْكَلْبِ، وَمَهْرُ الْبَغِيِّ، وَثَمَنُ الْخَمْرِ حَرَامٌ " (1)
3346 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا، فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ " قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ؟ قَالَ: أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ يَتَبَايَعُونَ (2) بِالذَّهَبِ، وَالطَّعَامُ مُرْجَأٌ (3)
3347 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، مَرَّ بِقُرَيْشٍ وَهُمْ جُلُوسٌ فِي دَارِ النَّدْوَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَؤُلَاءِ
__________
= رجال الشيخين. عبد الكريم: هو ابن مالك الجَزَري الخِضرمي. وهو مكرر (2094) .
(1) إسناده صحيح كسابقه. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكَيْن.
(2) المثبت من (ط 9) و (ط 14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: يبتاعون.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وابن طاووس: اسمه عبد الله، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/369، ومسلم (1525) (31) ، والبيهقي 5/313-314 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ووقع عندهم: "يكتاله" بدل: "يقبضه"، وعند مسلم والبيهقي: "فلا يَبعْه" بحذف الياء على الجادة.
وأخرجه النسَائي 7/285 من طريق القاسم بن يزيد الجَرْمي، عن سفيان الثوري، به. وليس فيه سؤال طاووس لابن عباس. وانظر (1847) .(5/354)
قَدْ تَحَدَّثُوا أَنَّكُمْ هَزْلَى، فَارْمُلُوا إِذَا قَدِمْتُمْ ثَلَاثًا " قَالَ: فَلَمَّا قَدِمُوا، رَمَلُوا ثَلَاثًا، قَالَ: فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ نَتَحَدَّثُ أَنَّ بِهِمْ هَزْلًا، مَا رَضِيَ هَؤُلَاءِ بِالْمَشْيِ حَتَّى سَعَوْا سَعْيًا (1)
3348 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، كَتَبَ إِلَيْهِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُدَّعَى عَلَيْهِ أَوْلَى بِالْيَمِينِ (2) "
3349 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَيٍّ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ مُسَافِرًا، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ (3) "
3350 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُكَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ يُلَاحِظُ امْرَأَةً
__________
(1) صحيح دون قوله: "عام الحُديبية"، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى- وهو محمد بن عبد الرحمن- سيىء الحفظ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/436، وعبد بن حميد (655) من طريق علي بن هاشم، عن ابن أبي ليلى، بهذا الإسناد. إلا أنهما قالا: في الهُدْنة التي كانت قبل الصلح الذي كان بينه وبينهم. وانظر ما سلف برقم (2639) .
(2) حديث صحيح، محمد بن سلَيْم إن كان هو الراسبى، فإنه مختلف فيه، وحديثه حسن إلا عند المخالفة، وقد توبع، وإن كان المكي، فإسناده صحيح. وانظر (3188) .
(3) إسناده صحيح، سعيد بن شُفي وثقه أبو زرعة الرازي والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2160) .(5/355)
عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا بِيَدِهِ عَلَى عَيْنِ الْغُلَامِ، قَالَ: " إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ حَفِظَ فِيهِ بَصَرَهُ وَلِسَانَهُ غُفِرَ لَهُ " (1)
3351 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْوَرْدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: يَا عُرْوَةُ، سَلْ أُمَّكَ " أَلَيْسَ قَدْ جَاءَ أَبُوكَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحَلَّ؟ " (2)
3352 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ عَرْقًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ " (3)
3353 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، أَنَّ عُمَرَ، سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ نُعِيَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسُهُ " (4)
__________
(1) إسناده ضعيف، سكين بن عبد العزيز مختلف فيه، وأبوه قال أبو حاتم: مجهول. وانظر ما سلف برقم (3041) .
(2) إسناده قوي. وهو مكرر (2976) .
(3) صحيح، وهذا سند حسن، هشام- وهو ابن سعد المدني- حسن الحديث إلا عند المخالفة، وهو من رجال مسلم، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
زيد: هو ابن أسلم العدوي. وانظر (1988) .
(4) إسناده حسن، عاصم- وهو ابن أبي النجود- روى له البخاري ومسلم مقروناً، وحديثه عند أصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي رزين- واسمه مسعود بن مالك الأسدي- فمن رجال مسلم. قال الشيخ أحمد شاكر عن هذا الإسناد: إسناده صحيح وإن كان ظاهره الإرسال، لأن حقيقته أنه عن أبي رزين، عن ابن عباس.=(5/356)
3354 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ " (1)
3355 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَرْقَمَ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، كَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، فَقَالَ: " ادْعُوا لِي عَلِيًّا " قَالَتْ عَائِشَةُ: نَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: " ادْعُوهُ " قَالَتْ حَفْصَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَدْعُو لَكَ عُمَرَ؟ قَالَ: " ادْعُوهُ "، قَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَدْعُو لَكَ الْعَبَّاسَ؟ قَالَ: " ادْعُوهُ " فَلَمَّا اجْتَمَعُوا رَفَعَ رَأْسَهُ، فَلَمْ يَرَ عَلِيًّا، فَسَكَتَ فَقَالَ عُمَرُ: قُومُوا
__________
= وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/334 من طريق مهران، عن سفيان، عن عاصم، عن أبي رزين، عن ابن عباس، قال: قال عمر رضي الله عنه: ما هي؟ - يعني: (إذا جاء نصر الله والفتح) - قال ابن عباس: (إذا جاء نصر الله والفتح) حتى بلغ (واستغفره) إنك ميت (إنه كان توابا) ، فقال عمر: ما نعلم منها إلا ما قلت. وقد سلف معناه بهذا الإسناد برقم (3201) ، وذكر فيه عن ابن عباس.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدسْتُوائي، وأبو العالية: هو رُفيع بن مهران.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/196، ومسلم (2730) ، وابن ماجه (3883) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة ومسلم مختصرة. وانظر (2012) .(5/357)
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ "، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ حَصِرٌ، وَمَتَى مَا لَا يَرَاكَ النَّاسُ يَبْكُونَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَصَلَّى بِالنَّاسِ. وَوَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ، فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ، سَبَّحُوا أَبَا بَكْرٍ، فَذَهَبَ يَتَأَخَّرُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ: أَيْ مَكَانَكَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَلَسَ، قَالَ: وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْتَمُّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّاسُ يَأْتَمُّونَ بِأَبِي بَكْرٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْقِرَاءَةِ مِنْ حَيْثُ بَلَغَ أَبُو بَكْرٍ، وَمَاتَ فِي مَرَضِهِ ذَاكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: " فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْتَمُّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّاسُ يَأْتَمُّونَ بِأَبِي بَكْرٍ " (1)
3356 - حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَرْقَمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: سَافَرْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الشَّامِ، فَسَأَلْتُهُ: أَوْصَى
__________
(1) إسناده صحيح، أرقم بن شرحبيل روى له ابن ماجه، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مختصراً يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/451 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وفيه قول عمر: ما كنت لأتقدمَ وأبو بكر حي.
وانظر (2055) .
قوله: "ورجلاه تخطَّان"، قال السندي: أي: لا يقدر أن يرفعهما من شدة الضعف.(5/358)
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ - فَذَكَرَ مَعْنَاهُ - وَقَالَ: " مَا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ حَتَّى ثَقُلَ جِدًّا، فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَإِنَّ رِجْلَيْهِ لَتَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ، فَمَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُوصِ " (1)
3357 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ مَخْتُونٌ، وَقَدْ قَرَأْتُ مُحْكَمَ الْقُرْآنِ " (2)
3358 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، فَصَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ، وَذَكَّرَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ " (3)
3359 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح كسابقه. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 7/226-227 من طريق عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله وما سلف برقم (3189) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية.
وانظر (2283) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه البخاري (975) ، وابن الجارود (258) ، وأبو يعلى (2701) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (2062) .(5/359)
سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي مَعَ الْإِمَامِ؟ فَقَالَ: يَقُومُ عَنْ يَسَارِهِ، فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي سُمَيْعٌ الزَّيَّاتُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَهُ عَنْ يَمِينِهِ، فَأَخَذَ بِهِ " (1)
3360 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي عَهْدٌ بِأَهْلِي مُنْذُ عَفَارِ النَّخْلِ - قَالَ: وَعَفَارُ النَّخْلِ: أَنَّهَا إِذَا كَانَتْ تُؤْبَرُ تُعْفَرُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، لَا تُسْقَى بَعْدَ الْإِبَارِ - فَوَجَدْتُ مَعَ امْرَأَتِي رَجُلًا، وَكَانَ زَوْجُهَا مُصْفَرًّا، حَمْشًا، سَبْطَ الشَّعْرِ، وَالَّذِي رُمِيَتْ بِهِ خَدْلٌ إِلَى السَّوَادِ، جَعْدٌ قَطَطٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ بَيِّنْ " ثُمَّ لَاعَنَ بَيْنَهُمَا، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ يُشْبِهُ الَّذِي رُمِيَتْ بِهِ (2)
__________
(1) إسناده صحيح، سميع الزيات وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. إبراهيم: هو ابن يزيد النخَعي.
وأخرجه الدارمي (641) عن قَبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وانظر (2326) .
قوله: "فأخذ به"، قال السندي: أي: رجع (يعني إبراهيم) إلي ما قلته.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري المدني أبو سعيد القاضي.
وأخرجه الشافعي 2/48، ومن طريقه البيهقي 7/407 عن سعيد بن سالم، والطحاوي 3/100-101 من طريق أبي عاصم، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد.=(5/360)
3361 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُبَاعُ الثَّمَرُ حَتَّى يُطْعَمَ " (1)
3362 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (2) ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَكَنَ الْبَادِيَةَ، جَفَا، وَمَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ، غَفَلَ، وَمَنْ أَتَى السُّلْطَانَ، افْتَتَنَ " (3)
__________
= وانظر (3106) .
الحَمْش: هو دقيق الساقين، والخَدْل عكسه.
والقَطَط: أي: الشديد الجعودة في شعر رأسه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2247) .
(2) جاء هذا الإسناد في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) هكذا: حدثنا روح، حدثنا إسحاق، حدثنا عمرو بن دينار، وحدثنا عبد الرحمن، عن سفيان ...
والصواب ما أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) ، و"أطراف المسند" 1/ورقة 128.
(3) حسن لغيره، وهذا سند ضعيف لجهالة أبي موسى فإنه لم يروعنه غير سفيان، ولم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الترمذي (2256) ، والنسائي 7/195-196 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/336 عن وكيع، والبخاري معلقاً في "الكنى" ص70، وأبو داود (2859) من طريق يحيى بن سعيد القطان، والطبراني (11030) من طريق أبي نعيم، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، به.
وله شاهد حسن من حديث أبي هريرة سيأتي في "المسند" 2/371.
وآخر عن البراء بنِ عازب مختصراً بلفظ: "من بدا جفا"، وهو في "المسند" أيضاً=(5/361)
3363 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَائِدَةَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: وَمَنْ مَعَهُ - سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ بَعْدُ، قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: ثُمَّ جُعِلَتِ الْقِبْلَةُ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ (1) وقَالَ مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو: ثُمَّ حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ بَعْدُ (2)
__________
= 4/297.
قوله: "جفا"، قال السندي: أي: غَلظ طبعه لقلة مخالطة العلماء. وغفل، قال: أي: يستولي عليه حبه حتى يصير غافلاً عن غيره.
وقوله: "افتتن"، قال السندي: ضبطه السيوطي في حاشية أبي داود بالبناء للمفعول، وقال: المراد ذهاب الدَين، وكلام "الصحاح" يفيد جوازَ البناءِ للفاعل أيضاً، وفي "المجمع": افتتن لأنه إن وافقه فيما يأتي ويَذَر، فقد خاطر بدينه، وإن خالفه، خاطر بروحه، وهذا لمن دَخَل مداهنةً، ومن دخل آمراً وناهياً وناصحاً، فكان دخوله أفضل.
(1) كذا في الأصول الخطية التي بأيدينا، وهو خطأ واضح لا شك فيه، وجاء تصويبه على هامش (ظ 14) بإبدال "حولت" مكان "جعلت"، وإثبات "عن" مكان "نحو"، وبذلك يستقيم المعنى، أما الشيخ أحمد شاكر رحمه الله فقد حذف من متن الحديث "بيت المقدس" وأثبت مكانها لفظة "البيت" بين حاصرتين، وقال في الحاشية: الذي في الأصلين: "نحو بيت المقدس"، وهو خطأ واضح أوقن أنه خطأ من الناسخين، ولذلك كتبتها "البيت". وقال السندي: هذه الرواية سهو، والصواب: "ثم حولت القِبلة بعد" أو نحوه، والله تعالي أعلم.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، سماك في روايته عن عكرمة اضطراب، وإنما أخرج له مسلم من روايته عن غير عكرمة، وعكرمة من رجال البخاري، وباقي السند على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزائدة: هو ابن قدامة. وانظر=(5/362)
3364 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ أَبِي بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ بِذِي قَرَدٍ، صَفًّا خَلْفَهُ، وَصَفًّا مُوَازِيَ الْعَدُوِّ، وَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ ذَهَبَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، وَجَاءَ هَؤُلَاءِ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً (1) ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَكَانَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، وَلِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَةً " (2)
3365 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ ابْنِ ذَرٍّ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ: " مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟ " قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64] قَالَ: وَكَانَ ذَلِكَ الْجَوَابَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4)
3366 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
(1) من قوله: "ثم ذهب" إلي هنا سقط من النسخ المطبوعة من "المسند".
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم، فمن رجال مسلم. وانظر (2063) .
(3) في (م) : ابن ذر.
(4) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي ذر - واسمه عمر بن ذر بن عبد الله بن زرارة الهمداني المُرهِبي- فمن رجال البخاري. وانظر (2043) .(5/363)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ، وَالشَّرَابِ (1) "
قال عبد الله: قال أبى: وحَدَّثَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ (2) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مُرْسَلًا وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، أَسْنَدَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
3367 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: " خَلَقَهُمُ اللهُ حِينَ خَلَقَهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (3)
3368 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، سَمِعَهُ مِنْ، طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ يَتَهَجَّدُ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ (4) ، أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ، وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند على شرطهما. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري الخِضْرِمي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبِيعي. وهو مكرر (2817) .
(2) يعني: عن إسرائيل، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة. وكذا محمد بن سابق رواه عن إسرائيل، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، عن ابن عباس.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس.
وأخرجه النسائي 4/59 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (1845) .
(4) كذا في (ظ14) وحاشية (س) ومصادر التخريج، وفي (م) وسائر الأصول الخطية: "لكَ الحَمْدُ" دون قوله: "اللهم".(5/364)
وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ مَلِكُ (1) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ حَقٌّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ: لَا إِلَهَ غَيْرُكَ " (2)
3369 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ عَوْسَجَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا مَاتَ، وَلَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَرِثُهُ، " فَدَفَعَ
__________
(1) في (ظ 14) : لك مُلْكُ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأحول.
وأخرجه عبد الرزاق (2565) ، والحميدي (495) ، والدارمي (1486) ، والبخاري في "الصحيح" (1120) و (6317) ، وفي "خلق أفعال العباد" (628) ، ومسلم (769) ، وابن ماجه (1355) ، والنسائي في "المجتبى" 3/209- 210، وفي "الكبرى" (1319) و (7705) ، وأبو يعلى (2404) ، وابن خزيمة (1151) ، وأبو عوانة 2/299 و299-300، وابن حبان (2597) ، والطبراني (10987) ، والبيهقي 3/4 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وزاد بعضهم: "ولا حول ولا قوة إلا بالله"، وزاد الحميدي، والبخاري في موضع، وابن خزيمة، وابن حبان، والبيهقي: قال سفيان: زاد فيه عبد الكريم أبو أمية (يعني ابن أبي المخارق) : "ولا حول ولا قوة إلا بك"، وزاد ابن حبان وحده بعد هذا: قال سفيان: فحدثت به عبد الكريم أبا أمية، فقال: قل؟ "أنت إلهي لا اله إلا أنت، ولا اله غيرك". وانظر (2710) .(5/365)
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِيرَاثَهُ إِلَى مَوْلًى لَهُ أَعْتَقَهُ الْمَيِّتُ، هُوَ الَّذِي لَهُ وَلَاؤُهُ، وَالَّذِي أَعْتَقَ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، عوسجة مولى ابن عباس، قال البخاري: لم يصح حديثه، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بمشهور، وقال أبو زرعة: مكي ثقة! وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث" ص262: الفقهاء على خلاف حديث عوسجة هذا، إما لاتهامهم عوسجةَ، فإنه ممن لا يثبت به فرض ولا سنة، وإما لتحريف في التأويل، وإما لنسخ.
وأخرجه عبد الرزاق (16191) ، ومن طريقه الطبراني (12209) ، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6410) عن سليمان بن سيف الحراني، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، كلاهما (عبد الرزاق وأبو عاصم) عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/346 عن أبي الحسين محمد بن أحمد الخياط، حدثنا أبو قلابة، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهذا إسناد ضعيف، محمد بن أحمد الخياط فيه لين، كما في "تاريخ بغداد" 1/283، وأبو قلابة- واسمه عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي- قال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، كان يحدث من حفظه، فكثرت الأوهام منه، قلنا: وقد أخطأ في هذا الحديث، فقال: عن عكرمة، بدل "عوسجة"، وقال البيهقي في "سننه" 6/242: رواه بعض الرواة عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس،
وهو غلط لا شك فيه. قلنا: وقد خالف أبا قلابة الرقاشي في هذا الإسناد سليمانُ بنُ سيف الحراني شيخ النسائي، وهو حافظ ثقة، فرواه عن أبي عاصم، عن ابن جريج، وقال فيه: عن عوسجة، بدل "عكرمة"، وقد تقدم في التعليق على الحديث رقم (1930) أن سفيان بن عيينة وحماد بن سلمة ومحمد بن مسلم أخرجوه عن عمرو بن دينار، فقالوا فيه: عن عوسجة، وهو الصواب. وقول الحاكم: وهذا حديث صحيح على شرط البخاري، وموافقة الذهبي له، ذهول منهما رحمهما الله، فان أبا قلابة الرقاشي- على سوء حفظه- لم يخرج له الشيخان، ولا أحدهما، وإنما هو من رجال ابن ماجه.(5/366)