1653 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)
1654 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ، عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ، احْمَدُوا اللهَ الَّذِي رَفَعَ عَنْكُمُ الْعُشُورََ " (2)
__________
= ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح غير أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه ابن معين، وعبد الله بن أحمد.
وأخرجه أبو داود (4772) ، والنسائي 7/116، والشاشي (217) من طريق سليمان بن داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (233) ، والبيهقي 3/266 و8/335، والقضاعي في "مسند الشهاب" (341) و (342) و (343) من طريق إبراهيم بن سعد، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وقد تقدم برقم (1628) .
(1) إسناده قوي.
وأخرجه عبد بن حميد (106) ، والترمذي (1421) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1628) .
(2) إسناده ضعيف، إبراهيم بن المهاجر لين الحديث، والراوي عن عمرو بن حريث لا يُعرف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/197 عن الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (901) ، وأبو يعلى (964) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/31 من طريق أبي أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير، عن إسرائيل، به.
وأخرجه الطحاوي 2/30 من طريق ابن أبي زائدة، عن إسرائيل، عن إبراهيم، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد، به!(3/191)
مُسْنَدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
__________
(1) هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد الحارث بن زُهْرة بن كِلاب بن مرة بن كعب بن لُؤي بن غالب القرشي أبو محمد الزُّهْري.
أسلم قديماً، حيث لم يكن المؤمنون سوى ثمانيةٍ به، وكان إسلامه على يدِ أبي بكر قبل دار الارقم بن أبي الأرقم.
وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى مكة، ثم إلى المدينة.
وشهد بدراً وأحداً وما بعد ذلك مِن المشاهد كُلها.
وأبلى يوم أحد بلاء حسناً، وجرح يومئذ عشرين جراحة، منها واحد في رجله فعرج منها وهتم في ثنيته فسقطتا وقد كانتا قبل ذلك يجرحان شفتيه من طولهما.
وكان أحدَ العشرة المشهود لهم بالجنة.
وكان أحدَ الثمانية الذين لم يكن أسلم أحد قبلَهم.
وأحدَ الستة أصحاب الشورى، ثم خلص الأمر إلى ثلاثة منهم، فكان أحدهم، ثم فوض إليه عثمان وعلي لينظر أصلَحَهما للامة، فمكث ثلاث ليال بأيامها يُشاور الناسَ ويستشيرهم حتى سأل النساءَ وذوات الخدور والصبيان في المكاتب، فلم يرهم يعدِلون بعثمان أحداً، فبايعه وقدمه على علي، فبايعه المسلمون أجمعون وعلي معهم، رضي الله عنه وعنهم.
وقد تصدق في وقتٍ بأربعينَ ألف دينار، وفي وقتٍ بأربع مئة راحلة بما عليها من المتاجر والبضائع، وجهز خمس مئة فارس في سبيل الله، ثم ألفاً وخمس مئة راجل، ومع=(3/192)
1655 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " شَهِدْتُ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ مَعَ عُمُومَتِي وَأَنَا غُلامٌ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ، وَأَنِّي أَنْكُثُهُ " (1)
__________
= هذا خلف مالاً جزيلاً، ورث كل امرأة من أربع بربع ثفنِهَا ثمانين ألفاً.
هذا ولم يل عمالة قطُّ، وإنما كان من المتاجر والمغانم، وقد كان أول قدومه إلى المدينة فقيراً لا مال له، تزوج امرأة على وزن نواة من ذهب.
وكانت وفاته سنة ثنتين وثلاثين عن خمس وسبعين سنة.
"جامع المسانيد والسنن" 3/الورقة 125، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/68-92.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الرحمن بن إسحاق- وهو المدني- فقد أخرج حديثَه مسلم في الشواهد، ووثقه ابن معين وأبو داود وغيرهما، وحكى الترمذي في "العلل" 1/478 أن البخاري قد وثقه، وتكلم فيه بعضهم، وقال أحمد: أما ما كتبنا من حديثه فصحيح.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1610، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (495) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1000) ، وأبو يعلى (845) ، والبيهقي 6/366 من طريق بشر بن المفضل، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (222) من طريق خالد الواسطي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، به.
وأخرجه أبو يعلى (844) من طريق خالد، عن ابنِ إسحاق، عن محمد بن جبير، عن عبد الرحمن بن عوف، به. وسيأتي برقم (1676) .
وحلف المطيبين، قال السندي: حَلف عبد مناف وأسد وزهْرة وتيم في المسجد عند الكعبة على أن لا يتخاذلوا، ويَنصروا المظلوم، ويصلوا الرحِمَ، ونحو ذلك، فأخرجت=(3/193)
قَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ يُصِبِ الْإِسْلامُ حِلْفًا إِلا زَادَهُ شِدَّةً، وَلا حِلْفَ فِي الْإِسْلامِ "، وَقَدْ أَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ قُرَيْشٍ، وَالْأَنْصَارِ (1)
1656 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا غُلامُ هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: إِذَا شَكَّ الرَّجُلُ فِي صَلاتِهِ مَاذَا يَصْنَعُ؟ قَالَ: فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذِ اقْبَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ: فِيمَ أَنْتُمَا؟
__________
= بنو عبد مناف جَفْنة مملوءة طيباً، فوضعتها لأحلافهم، ثم غَمَس القوم أيديَهم فيها وتعاقدوا، فسُموا المطيبين، وتعاقدت بنو عبد الدار وجمَحُ ومخزوم وعدِي وكعب وسَهْم حِلفاً آخرَ مؤكداً، فَسُموا الأحلافَ لذلك، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر من المطيبين، وكان عمر من الأحلاف.
(1) هذا مرسل، وقد ورد معناه في أحاديث موصولة صحيحة، منها حديثُ جبير بن مطعم عند مسلم (2530) ، وسيأتي في "المسند" 4/83، وحديث ابن عباس وسيأتي في "المسند" برقم (2911) ، وصححه ابن حبان (4370) ، وحديث قيس بن عاصم عند أحمد 5/61، وحديث أنس بن مالك عنده أيضاً 3/281.
قال ابنُ الأثير في "النهاية": أصل الحلف: المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بَيْنَ القبائل والغارات، فذلك الذي ورد النهي عنه في الإسلام بقوله: "لا حِلْفَ في الإسلام" وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم، وصلة الارحام، كحلف المطيبين وماجرى مجراه، فذلك الذي قال فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة"، يريد من المعاقدة على الخبر ونصرة الحق، وبذلك يجتمع الحديثان.(3/194)
فَقَالَ عُمَرُ: سَأَلْتُ هَذَا الْغُلامَ: هَلْ سَمِعَ (1) مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذَا شَكَّ الرَّجُلُ فِي صَلاتِهِ مَاذَا يَصْنَعُ؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ أَوَاحِدَةً صَلَّى أَمْ ثِنْتَيْنِ؟ فَلْيَجْعَلْهَا وَاحِدَةً، وَإِذَا لَمْ يَدْرِ ثِنْتَيْنِ صَلَّى أَمْ ثَلاثًا؟ فَلْيَجْعَلْهَا ثِنْتَيْنِ، وَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَثَلاثًا صَلَّى أَمِ ارْبَعًا؟ فَلْيَجْعَلْهَا ثَلاثًا، ثُمَّ يَسْجُدِ اذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ سَجْدَتَيْنِ " (2)
__________
(1) في (م) و (ق) و (ص) : سمعت.
(2) حسن لغيره، محمد بن إسحاق صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث عند أبي يعلى، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ مكحول- وهو أبو عبد الله الشامي- فمن رجال مسلم. كريب: هو ابن أبي مسلم أبو محمد المدني مولى ابن عباس.
قال الحافظ في "التلخيص" 2/5 بعد أن نسبه للترمذي وابن ماجه: وهو معلول، فإنه من رواية ابن إسحاق، عن مكحول، عن كريب، وقد رواه أحمد في "مسنده" (1677) عن ابن عُلية، عن ابن إسحاق، عن مكحول مرسلا، قال ابنُ إسحاق: فلقيتُ حسين بن عبد الله، فقال لي: هل أسنده لك؟ قلتُ: لا، فقال: لكن حدثني أن كريباً حدثه به، وحسين ضعيف جداً، ورواه إسحاق بن راهويه والهيثم بن كليب في "مسنديهما" من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس مختصراً: "إذا كان أحدكم في شَك من النقصان في صلاته، فليصل حتى يكون في شك من الزيادة"
وفي إسنادهما إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف، وتابعه بحر بن كنيز السقاء فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 4/257-260، وذكر الاختلاف فيه أيضاً على ابن إسحاق في الوصل والإرسال، وذكر أن إسحاق بن بهلول رواه عن عمار بن سلام، عن محمد بن يزيد الواسطي، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، وهو وهم، ورواه إسماعيل بن هود، عن محمد بن يزيد، عن ابنِ إسحاق، عن الزهري وهو وهم أيضاً، فقد رواه أحمد (1869) عن محمد بن يزيد، عن إسماعيل بن مسلم، عن الزهري، وهو الصواب، فرجع الحديث إلى إسماعيل وهو ضعيف. =(3/195)
1657 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ بَجَالَةَ، يَقُولُ: كُنْتُ كَاتِبًا لِجَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ - عَمِّ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ - فَأَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ: أَنِ اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: وَسَاحِرَةٍ - وَفَرِّقُوا بَيْنَ كُلِّ ذِي مَحْرَمٍ مِنَ الْمَجُوسِ، وَانْهَوْهُمْ عَنِ الزَّمْزَمَةِ، فَقَتَلْنَا ثَلاثَةَ سَوَاحِرَ، وَجَعَلْنَا نُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ حَرِيمَتِهِ فِي كِتَابِ اللهِ. وَصَنَعَ جَزْءٌ طَعَامًا كَثِيرًا، وَعَرَضَ السَّيْفَ عَلَى فَخِذِهِ، وَدَعَا الْمَجُوسَ، فَأَلْقَوْا وِقْرَ بَغْلٍ - أَوْ بَغْلَيْنِ - مِنْ وَرِقٍ وَأَكَلُوا مِنْ غَيْرِ زَمْزَمَةٍ، وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ أَخَذَ - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: قَبِلَ - الْجِزْيَةَ مِنَ الْمَجُوسِ، حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ:
__________
= وأخرجه الترمذي (398) ، والبزار (996) ، وأبو يعلى (839) ، والشاشي (234) من طريق إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وليس عند الترمذي والشاشي ذكر القصة، وقال الترمذي: حسن غريب صحيح.
وأخرجه ابنُ ماجه (1209) ، والطحاوي 1/433، والحاكم 1/324-325 والبيهقي 2/232 و339 من طريق محمد بن إسحاق، به، وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي!
وأخرجه بنحوه الدارقطني 1/370، وعنه الحاكم 1/324 من طريق عمار بن مطر، والبيهقي 2/232 من طريق عبد الله بن واقد، كلاهما عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، به.
وأخرجه الدارقطني 1/370 من طريق ثور بن يزيد، عن مكحول، به. ولفظه: "من سها في ثلاثة أو أربعة، فليتم، فإن الزيادة خير من النقصان". وسيأتي برقم (1677) و (1689) .
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/72 و84 و87، وهو في "صحيح ابن حبان" (2663) .
وعن ابن مسعود، وسيأتي في "المسند" (4174) ، وهو في "صحيح ابن حبان" (2656) .(3/196)
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ، (1) وقَالَ أًبي: وقَالَ سُفْيَانُ: حَجَّ بَجَالَةُ مَعَ مُصْعَبٍ سَنَةَ سَبْعِينَ
1658 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ: نَشَدْتُكُمْ بِاللهِ الَّذِي تَقُومُ بِهِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ - وَقَالَ مَرَّةً: الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ - أَعَلِمْتُمِ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّا لَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بجالة - وهو ابن عَبَدَةَ التميمي العنبري البصري- فمن رجال البخاري. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار، وجَزء بن معاوية: هو ابن حُصين بن عبادة التميمي السعدي عم الأحنف بن قيس وهو معدود في الصحابة، وكان عاملَ عمر على الأهواز، ووقع في رواية الترمذي أنه كان على مَناذر (وهي من قرى الأهواز) وذكر البلاذري أنه عاش إلى خلافة معاوية، وولي لِزياد بعضَ عمله.
وأخرجه الطيالسي (225) ، والشافعي في "الرسالة" (1183) ، وعبد الرزاق (9973) و (19391) ، والحميدي (64) ، وأبو عبيد في "الأموال" (77) ، وابن أبي شيبة 12/243، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (123) ، والدارمي (2501) ، والبخاري (3156) و (3157) ، وأبو داود (3043) ، والترمذي (1587) وقال: حسن صحيح، والبزار (1060) ، والنسائي في "الكبرى" (8768) ، وابن الجارود (1105) ، وأبو يعلى (860) ، والشاشي (254) و (255) ، والبيهقي 8/247 - 248 و9/189، والبغوي (2750) من طريق سفيان بن عييِنة، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مختصراً.
وأخرجه الترمذي (1586) وحسنه من طريق حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (1685) .
والزمزمة: كلام يقوله المجوس عند أكلهم يصوت خفي. وقوله: حريمته في كتاب الله، يعني المحرمة عليهم في القرآن، وِقر بغل: أي حمل بغل.(3/197)
نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ " قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ (1)
1659 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَصَلَتْكَ رَحِمٌ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ يَصِلْهَا أَصِلْهُ، وَمَنْ يَقْطَعْهَا أَقْطَعْهُ، فَأَبُتَّهُ - أَوْ قَالَ: مَنْ يَبُتَّهَا أَبُتَّهُ " (2)
1660 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قُلْتُ: حَدِّثْنِي عَنْ شَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِيكَ، سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، قَالَ: نَعَمْ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (172) .
(2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ عبد الله بن قارظ، فلم نقف له على ترجمة، وقد تابعه رداد الليثي، وسيأتي في المسند (1680) ، وقد اضطرب أصحاب يحيى عليه فيه، انظر "العلل" للدارقطني 4/295-296، وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/498 بسند حسن، وصححه الحاكم 4/157 على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو يعلى (841) ، والخرائطي في "مساوئ الآخلاق" (263) ، والحاكم 4/157 من طِريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (252) من طريق هشام، به. وسيأتي برقم (1687) .(3/198)
وَسَنَنْتُ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانًا (1) واحْتِسَابًا، خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " (2)
1661 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ ابْنَ قَارِظٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ " (3)
__________
(1) قوله: "إيماناً" سقط من النسخ المطبوعة.
(2) إسناده ضعيف، النضر بن شيبان- وهو الحراني البصري-، قال ابنُ معين: ليس حديثه بشيء، وقال البخاري في حديثه هذا: لم يصح، وحديث الزهري وغيره عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أصح، وسيأتي في المسند 2/232 وانظر ابن حبان (3432) ، وقال النسائي لما أخرج حديثه هذا: هذا خطأ والصواب حديث أبي سلمة عن أبي هريرة، وفي قول أبي سلمة: حدثني أبي، نظر، فقد جزم جماعة من الأئمة بأن أبا سلمة لم يصح سماعُه من أبيه. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.
وأخرجه الطيالسي (224) ، وعبدُ بن حميد (158) ، وابن ماجه (1328) ، والبزار (1048) ، والنسائي 4/158، وأبو يعلى (863) و (864) ، والشاشي (241) من طريق القاسم بن الفضل، بهذا الإسناد. ووقع في مسند الطيالسي تحريف يُستدرك من هنا.
وسيأتي برقم (1688) .
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن قارظ: هو إبراهيم بن عبد الله بن قارظ.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/306 وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط". =(3/199)
1662 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ نَخْلًا فَسَجَدَ، فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى خِفْتُ - أَوْ خَشِيتُ - أَنْ يَكُونَ اللهُ قَدْ تَوَفَّاهُ - أَوْ قَبَضَهُ - قَالَ: فَجِئْتُ أَنْظُرُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " مَا لَكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ " قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، قال: فَقَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ لِي: أَلا أُبَشِّرُكَ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لَكَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ " (1)
1663 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
= وله شاهد من حديث أبي هريرة عندَ ابن حبان (4163) ، وآخر من حديث أنس بن مالك عند البزار (1463) و (1473) ، وأبي نعيم في "الحلية" 6/308 وسنده ضعيف، وثالث عن عبد الرحمن بن حَسَنة نسبه الهيثمي في "المجمع" 4/306 إلى الطبراني، وسنده ضعيف أيضاً، فالحديث يتقوى بهذه الشواهد.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو الحويرث- واسمه عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث- فيه ضعف من قبل حفظه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن محمد بن جبير بن مطعم لا يصح سماعه من عبد الرحمن بن عوف. ليث: هو ابن سعد.
وأخرجه الحاكم 1/222-223 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، والبيهقي 2/370-371 من طريق عبد الله بن الحكم وشعيب بن الليث، ثلاثتهم عن الليث، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرطهما ووافقه الذهبي! فوهما، وله طرق أخرى يأتي تخريجها تحت رقم (1664) .(3/200)
خَارِجًا مِنَ المَسْجِدِ فَاتَّبَعْتُهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
1664 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَوَجَّهَ نَحْوَ صَدَقَتِهِ فَدَخَلَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَخَرَّ سَاجِدًا، فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَبَضَ نَفْسَهُ فِيهَا، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، ثُمَّ جَلَسْتُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ " قُلْتُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: " مَا شَأْنُكَ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ سَجَدْتَ سَجْدَةً خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَبَضَ نَفْسَكَ فِيهَا، فَقَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَتَانِي فَبَشَّرَنِي، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَسَجَدْتُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شُكْرًا " (2)
__________
(1) حسن لغيره، وهو مكرر ما قبله. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
وأخرجه أبو يعلى (869) من طريق يونس، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
(2) حسن لغيره، عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن لم يوثقه غير ابن حبان، ولا نخالُه سمع من جده عبد الرحمن بن عوف، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.
وأخرجه عبد بن حميد (157) ، والحاكم 1/550، وعنه البيهقي 2/371 من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الواحد بن محمد، به.
وأخرجه مختصراً إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (7) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الواحد بن محمد، به.
وقد تقدم برقم (1662) من طريق آخر.
وله طريق ثالث عند أبي يعلى (847) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1555) من=(3/201)
* 1665 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْهَيْثَمِ بْنِ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سَفَرٍ، فَذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ، فَأَدْرَكَهُمْ وَقْتُ الصَّلاةِ، فَأَقَامُوا الصَّلاةَ فَتَقَدَّمَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى مَعَ النَّاسِ خَلْفَهُ رَكْعَةً، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: " أَصَبْتُمْ، - أَوْ: أَحْسَنْتُمْ " (1)
__________
= طريق ابن أبي سندر الأسلمي، عن مولى لعبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن بن عوف، بنحوه.
ورابع عند ابنِ أبي شيبة 11/506، وإسماعيل القاضي (10) ، والبزار (1006) ، وأبي يعلى (858) من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف، به ولفظه: "سجدت شكراً فيما أبلاني من أمتي، من صلى علي من أمتي صلاةً كُتِبَتْ له عشرُ حسنات وحُط عنه عشر سيئات" وهذا لفظ ابن أبي شيبة، وهو مختصر.
قوله:"فسجدتُ شكراً"، قال السندي: وقد أخذ الجمهور بسجود الشكر، ولا وجه لمن قال بخلافه، وفي "مختصر التاتارخانية" نقلاً عن "الحجة": قال أبو حنيفة: لا تجبُ سجدة الشكر، لأن النعَمَ كثيرة لا يمكن أن يسجد لكل نعمة، فيؤدي إلى تكليف ما لا يُطاق، ومحمد يقول: سجدة الشكر جائزة. قال صاحب "الحجة": عندي أن قول أبي حنيفة محمول على الإيجاب، وقول محمد محمول على الجواز والاستحباب، فيُعمل بهما، لا يجب لكل نعمة سجدة كما قال أبو حنيفة، لكنها غير خارجة عن حَد
الاسثحباب، ثم قال: وعليه الفَتْوى.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، رشدين بن سعد ضعفه أحمدُ وابنُ معين وابن سعد الدارقطني وأبو داود ويعقوبُ بن سفيان والنسائي، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وفيه غفلة، ويُحدث بالمناكير عن الثقات ضعيف الحديث، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه. =(3/202)
1666 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِذَا كَانَ الْوَبَاءُ بِأَرْضٍ وَلَسْتَ بِهَا فَلا تَدْخُلْهَا، وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَأَنْتَ بِهَا فَلا تَخْرُجْ مِنْهَا " (1)
1667 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ قَوْمًا مِنَ الْعَرَبِ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَأَسْلَمُوا، وَأَصَابَهُمْ وَبَاءُ بِالْمَدِينَةِ حُمَّاهَا فَأُرْكِسُوا، فَخَرَجُوا مِنَ
__________
= وأخرجه الطيالسي (223) ، والبزار (1014) ، وأبو يعلى (853) ، والشاشي (246) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتهى إليه وهو يصلي بالناس، فأراد أن يتأخر، فأومأ إليه: أن مكانك، فصلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصلاة عبد الرحمن بن عوف. وهذا إسناد صحيح على شرطهما.
وفي الباب عن المغيرة بن شعبة عند مسلم (274) (81) ، وسيأتي في "المسند" 4/247.
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، محمد بن أبي حفصة خرج له البخاري حديثين متابعةً واحتج به الباقون وقد تُوبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة القيسي، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (485) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (990) ، والطبراني (272) ، وأبو نعيم (486) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن الزهري، به. وسيأتي برقم (1679) و (1683) ، وانظر (1678) و (1684) .(3/203)
الْمَدِينَةِ، فَاسْتَقْبَلَهُمْ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ - يَعْنِي أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا لَهُمْ: مَا لَكُمْ رَجَعْتُمْ؟ قَالُوا: أَصَابَنَا وَبَاءُ الْمَدِينَةِ فَاجْتَوَيْنَا الْمَدِينَةَ. فَقَالُوا: أَمَا لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَافَقُوا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ يُنَافِقُوا، هُمْ مُسْلِمُونَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} الْآيَةَ [النساء: 88] (1)
1668 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ (2) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَوْتَ ابْنِ الْمُغْتَرِفِ - أَوِ ابْنِ الْغَرِفِ الْحَادِي - فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَنَحْنُ مُنْطَلِقُونَ إِلَى مَكَّةَ، فَأَوْضَعَ عُمَرُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى دَخَلَ مَعَ الْقَوْمِ، فَإِذَا هُوَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَلَمَّا طَلَعَ
__________
(1) إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن أبا سلمة لم يسمع من أبيه. والصحيح في نُزول الآية ما رواه أحمد 5/187، والبخاري (1884) ، ومسلم (2776) من حديث زيد بنِ ثابت أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج إلى أحد، فرجع ناس خرجوا معه، فكان أصحابُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرقتين: فرقة تقول: نقتلهم، وفرقة تقول: لا، فأنزل الله: (فما لكم في المنافقين فئتين ... ) الآية كلها، فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنها طَيْبَةُ، وإنها تنفي الخَبَثَ كما تنفي النار خبث الفضة".
ونسبه في "الدر المنثور" 2/610 إلى ابن أبي حاتم من وجه آخر، عن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن عوف، به.
وقوله: "أركسوا"، أي: ردوا ورجعوا، وأصل الركس: قلب الشيء على رأسه، أو رد أوله على آخره، قال الفراء في تفسير قوله تعالى: (والله أركَسَهُم بما كَسَبُوا) : ردهم إلى الكفر.
وقوله: "فاجتوينا المدينة"، قال السندي: أي: كرهنا المقام بها.
(2) سقط لفظ الجلالة من (م) .(3/204)
الْفَجْرُ قَالَ عُمَرُ: هَيْءَ الْآنَ، اسْكُتِ الْآنَ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ، اذْكُرُوا اللهَ. قَالَ: ثُمَّ أَبْصَرَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ خُفَّيْنِ، قَالَ: وَخُفَّانِ، فَقَالَ: " قَدْ لَبِسْتُهُمَا مَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ - أَوْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " فَقَالَ عُمَرُ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ إِلا نَزَعْتَهُمَا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنْظُرَ النَّاسُ إِلَيْكَ فَيَقْتَدُونَ بِكَ (1)
1669 - قَالَ: وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَقَالَ: " لَبِسْتُهُمَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
1670 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، قَالَ: " أَقْطَعَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرْضَ كَذَا وَكَذَا "، فَذَهَبَ الزُّبَيْرُ إِلَى آلِ عُمَرَ، فَاشْتَرَى نَصِيبَهُ مِنْهُمْ. فَأَتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَقَالَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ زَعَمَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَهُ وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرْضَ كَذَا وَكَذَا "، وَإِنِّي اشْتَرَيْتُ نَصِيبَ آلِ عُمَرَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ جَائِزُ الشَّهَادَةِ لَهُ وَعَلَيْهِ (3)
__________
(1) إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ، وعاصم بن عبيد الله ضعيف.
وأخرجه أبو يعلي (842) و (843) من طريق شريك، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
وأوضع راحلته: حملها على سرعة السير، وقوله: "هَيءَ" قال في "اللسان": قال ابن بري: وذكر بعض أهل اللغة أنه اسم لفعل أمر، وهو تَنَبهْ واسْتَيقِظ.
(2) إسناده ضعيف. وانظر ما قبله.
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، إلا أن في سماع عروة من عبد الرحمن بن عوف وقفة.
وأخرجه البيهقي 10/124 من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.(3/205)
1671 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، يَرُدُّهُ إِلَى مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ، عَنِ ابْنِ السَّعْدِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا دَامَ الْعَدُوُّ يُقَاتَلُ "
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ الْهِجْرَةَ خَصْلَتَانِ: إِحْدَاهُمَا أَنْ تَهْجُرَ السَّيِّئَاتِ، وَالْأُخْرَى أَنْ تُهَاجِرَ (1) إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ. وَلا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا تُقُبِّلَتِ التَّوْبَةُ، وَلا تَزَالُ التَّوْبَةُ مَقْبُولَةً حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنَ المَغْرِبِ، فَإِذَا طَلَعَتْ طُبِعَ عَلَى كُلِّ قَلْبٍ بِمَا فِيهِ، وَكُفِيَ النَّاسُ الْعَمَلَ " (2)
1672 - حَدَّثَنَا أَبُو (3) الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: " لَمَّا خَرَجَ الْمَجُوسِيُّ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَأَلْتُهُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَيَّرَهُ بَيْنَ الْجِزْيَةِ وَالْقَتْلِ، فَاخْتَارَ الْجِزْيَةَ " (4)
__________
(1) في (ب) و (س) و (ظ 11) : تهاجروا، والمثبت من (م) و (ص) وحاشية (س) و (ظ 11) .
(2) إسناده حسن، ضمضم بن زرعة فيه كلام يُنزِلُه عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات، وروايةُ إسماعيل بن عياش عن أهل بلده قوية.
وحديث عبد الله بن السعدي سيأتي في مسنده 5/270، وكذا حديث معاوية 4/99. وأما حديث عبد الرحمن بن عوف، فأخرجه البزار (1054) عن عمر بن الخطاب السجستاني، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، بهذا الإسناد.
(3) لفظة "أبو" سقطت من (م) و (س) و (ق) و (ص) .
(4) إسناده ضعيف، سعيد بن عبد العزيز- وهو التنوخي الدمشقي- اختلط بأخرة،=(3/206)
1673 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لَوَاقِفٌ يَوْمَ بَدْرٍ فِي الصَّفِّ، نَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلامَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ لَوْ كُنْتُ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا، فَقَالَ: يَا عَمِّ هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا حَاجَتُكَ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ سَبَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ رَأَيْتُهُ لَمْ يُفَارِقْ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا، قَالَ: فَغَمَزَنِي الْآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَهَا، قَالَ: فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، قَالَ: فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ لَهُمَا: أَلا تَرَيَانِ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي تَسْأَلانِ عَنْهُ، فَابْتَدَرَاهُ فَاسْتَقْبَلَهُمَا، فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلاهُ ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ: " أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟ " فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ، قَالَ: " هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟ " قَالا: لَا، فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي السَّيْفَيْنِ فَقَالَ: " كِلاكُمَا قَتَلَهُ " وَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، وَهُمَا مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، وَمُعَاذُ ابْنُ عَفْرَاءَ (1)
__________
= وسليمان بن موسى- وهو الأشدق- لم يدرك عبد الرحمن بن عوف.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (3141) و (3964) ، ومسلم (1752) ، وأبو يعلى (866) ، والطحاوي 3/227 -228، وابن حبان (4840) ، والحاكم 3/425، والبيهقي 6/305 -306 و306 من طريق أبي سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1013) من طريق أبي سلمة، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن=(3/207)
1674 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَاصُّ أَهْلِ فِلَسْطِينَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " ثَلاثٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنْ كُنْتُ لَحَالِفًا عَلَيْهِنَّ لَا يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا، وَلا يَعْفُو عَبْدٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا عِزًّا " وقَالَ أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ: " إِلا زَادَهُ اللهُ بِهَا عِزًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا يَفْتَحُ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ " (1)
__________
= صالح، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (3988) ، والشاشي (248) من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، به.
وقوله: "يزول"، معناه: يتحرك وينزعج ولا يستقرُّ على حالة، ولا في مكان، والزوال: القلق.
وقوله: "لو كنت بينَ أضْلَعَ منهما"، قال السندي: بالضاد المعجمة والعين، أي: أقوى، واسمُ التفضيل إذا استُعمل بـ"مِنْ" يكون مفرداً لفظاً، وإن أريد به المتعدد، فلا يرد أنه كيف دَخَل عليه "بين"، مع أنه لا يُضاف إلا إلى متعدد.
- وقوله: "سوادي سواده"، أي: شخصي شخصه.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قاص أهل فلسطين، وعمر بن أبي سلمة- وهو ابن عبد الرحمن بن عوف- ليس بالقوي، يُكتب حديثه ولا يُحتج به.
وأخرجه عبد بن حميد (159) ، والبزار (1033) ، وأبو يعلى (849) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (818) من طريق أبي عَوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1032) ، وابنُ عدي 5/1782، والقضاعي (819) من طريق عمرو بن مجمع، عن يونس بن خباب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، به.
وعمرو بن مجمع ويونس بن خباب ضعيفان، وأبو سلمة لم يدرك أباه.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (168) ، والطبرائي في "الصغير" (142) ،=(3/208)
1675 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ " (1)
__________
= والقضاعي (783) و (817) من طريق سفيان الثوري، عن منصور، عن يونس بن خباب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي الإسناد إلى سفيان ضعف.
وله شاهد عن أبي كبشة عند أحمد 4/231، وعن أبي هريرة عند أحمد 2/386، ومسلم (2588) ، وعن ابن عباس عند القضاعي (816) وعزاه المنذري في "الترغيب" 1/573 إلى البيهقي وقال: حديث جيد في الشواهد.
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فقد احتح به مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً.
قال الدارقطني في "العلل" 4/417 - 418 ورواه عبد العزيز الدراوردي عن عبد الرحمن بن حميد، واختلف عنه، فرواه مروان بن محمد الطاطري، عن الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن سعيد بن زيد، وخالفه جماعة منهم سعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، ويحيى الحماني، وضرار بن صرد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، فرووه عن الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف، واجتماعهم على خلاف مروان بن محمد يدل على أن قولَهم أصح من قوله.
وأخرجه الترمذي (3747) ، والنسائي في "الكبرى" (8194) ، وأبو يعلى (835) ، وابن حبان (7002) ، والبغوي (3925) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3748) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1436) ، والنسائي في=(3/209)
1676 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَهِدْتُ غُلامًا مَعَ عُمُومَتِي حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ، وَأَنِّي أَنْكُثُهُ " (1)
1677 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَشَكَّ فِي صَلاتِهِ، فَإِنْ شَكَّ فِي الْوَاحِدَةِ وَالثِّنْتَيْنِ، فَلْيَجْعَلْهُمَا وَاحِدَةً، وَإِنْ شَكَّ فِي الثِّنْتَيْنِ وَالثَّلاثِ، فَلْيَجْعَلْهُمَا ثِنْتَيْنِ، وَإِنْ شَكَّ فِي الثَّلاثِ وَالْأَرْبَعِ، فَلْيَجْعَلْهُمَا ثَلاثًا، حَتَّى يَكُونَ الْوَهْمُ فِي الزِّيَادَةِ، ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، ثُمَّ يُسَلِّمْ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَقَالَ لِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: هَلِ أسْنَدَهُ لَكَ؟ فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: لَكِنَّهُ حَدَّثَنِي أَنَّ كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثَهُ عَنِ
__________
="الكبرى" (8195) ، والحاكم 3/440 من طريق ابن أبي فُديك، عن موسى بن يعقوب، عن عمرو بن سعيد، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن سعيد بن زيد حدثهم في نفر من قريش ... فذكره. وانظر ما تقدم برقم (1629) و (1631) و (1638) .
وأخرجه البزار (1021) عن الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه مرسلاً.
(1) إسناده صحيح. وأخرجه ابن عدي 4/1610 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (567) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (221) ، وأبو يعلى (846) ، والشاشي (238) ، وابن حبان (4373) ، والحاكم 2/219- 220، والبيهقي في "السنن" 6/366، وفي" الدلائل" 2/37 - 38 من طريق ابن عُليه، به. وانظر (1655) .(3/210)
ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِذَا اشْتَبَهَ عَلَى الرَّجُلِ فِي صَلاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ أَزَادَ أَمْ نَقَصَ؟ قُلْتُ: وَاللهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَدْرِي مَا سَمِعْتُ فِي ذَلِكَ شَيْئًا فَقَالَ عُمَرُ: وَاللهِ مَا أَدْرِي، قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ إِذْ جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي تَذَاكَرَانِ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: ذَكَرْنَا الرَّجُلَ يَشُكُّ فِي صَلاتِهِ كَيْفَ يَصْنَعُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا الْحَدِيثَ (1)
1678 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَيَزِيدُ الْمَعْنَى، قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَخْبَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَهُوَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ الشَّامِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ هَذَا السَّقَمَ عُذِّبَ بِهِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ، فَلا تَدْخُلُوهَا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ " قَالَ: فَرَجَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنَ الشَّامِ (2)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله- وهو ابن عبيد الله ابن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي-.
وأخرجه بنحوه البزار (995) ، والبيهقي 2/332 من طريق ابن عُلية، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/26-27، والبزار (994) ، والدارقطني 1/369 من طريق ابن إسحاق، به. وانظر (1656) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ويزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن حبان (2912) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (267) ، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (489) من طريق عاصم بن علي، عن ابن أبي ذئب، به. =(3/211)
1679 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُرِيدُ الشَّامَ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ غَائِبًا، فَجَاءَ فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ، فَلا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ " (1)
1680 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا الرَّدَّادِ اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي اسْمًا، فَمَنْ
__________
= وأخرجه الطبراني (266) ، وأبو نعيم (487) و (488) من طريقين عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، به.
وسيأتي برقم (1682) من طريق مالك، عن الزهري، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن عوف، وانظر (1666) و (1684) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (20159) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2219) (99) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (224) ، والطبراني (268) . وبعضهم لا يذكر القصة.
وأخرجه مسلم (2219) (99) ، والطبراني (270) و (271) ، والبيهقي 7/217 - 218 من طريق الزهري، به. وقد تقدم برقم (1666) .(3/212)
وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ " (1)
1681 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا الرَّدَّادِ اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا الرَّحْمَنُ وَأَنَا خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَاشْتَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير رَدَّاد الليثي- وقال بعضهم: أبو الرداد، وهو الأشهر- لم يرو عنه سوى أبي سلمة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع، انظر (1659) .
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20234) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (1695) ، والحاكم 4/157، والطبراني كما في "تهذيب الكمال" 9/174.
وأخرجه البزار (993) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (264) من طريق وهيب بن خالد، وابن حبان (443) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر، به. وقال وهيب في حديثه: عن أبي الرداد.
وأخرجه الخرائطي (262) ، والحاكم 4/158 من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن- وسماه في رواية الخرائطي: إبراهيم- قال: عاد عبد الرحمن بن عوف أبا الرداد فقال: سمعتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ... فذكره.
وأخرجه الشاشي (240) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: جاء نسيب لعبد الرحمن بن عوف يعوده في مرضه، فذكره.
وأخرجه الخرائطيُّ (267) من طريق يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبيه عبد الرحمن بن عوف. وسيأتي برقم (1681) و (1686) .
(2) صحيح لغيره. وانظر ما قبله.
وأخرجه الحاكم 4/158 من طريق بشر بن شعيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (239) ، والحاكم 4/158 من طريق ابي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، به.(3/213)
1682 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا جَاءَ سَرْغَ بَلَغَهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ، فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ " فَرَجَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ سَرْغَ (1)
1683 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع، من رجال مسلم، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وهو في "موطأ" مالك 2/896 -897، ومن طريقه أخرجه البخاري (5730) و (6973) ، ومسلم (2219) (100) ، والنسائي في"الكبرى" (7521) ، والطحاوي 4/304، والبيهقي 3/376. وانظر (1678) .
وسَرْغُ: قرية بوادي تبوك.(3/214)
قَالَ: فَحَمِدَ اللهَ عُمَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ (1)
1684 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا، فَلا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ فِيهَا، فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهَا " (2)
1685 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى- وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم.
وهو في "موطأ" مالك 2/894 - 896، ومن طريقه أخرجه البخاري (5729) ، ومسلم (2219) (98) ، وأبو داود (3103) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (223) ، والبزار (989) ، والنسائي في "الكبرى" (7522) ، وأبو يعلى (837) ، والطحاوي 4/303-304، والشاشي (235) و (237) ، وابن حبان (2953) ، والطبراني (269) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (484) ، وبعضهم لم يذكر القصة. وانظر (1666) .
وأخرجه بنحوه الطحاوي 4/304-305 من طريق ابن وهب، عن هشام بن سعد، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن أن عمر بن الخطاب ... فذكر القصة فقط.
وانظر ما بعده.
(2) إسناده حسن، وهو في معنى ما قبله.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (490) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (278) من طريق الليث وجعفر بن عون، كلاهما عن هشام بنِ سعد، به.(3/215)
عَنْ بَجَالَةَ التَّمِيمِيِّ، قَالَ: لَمْ يُرِدْ عُمَرُ أَنْ يَأْخُذَ الْجِزْيَةَ مِنَ الْمَجُوسِ، حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ " (1)
1686 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: اشْتَكَى أَبُو الرَّدَّادِ، فَعَادَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ أَبُو الرَّدَّادِ: خَيْرُهُمْ وَأَوْصَلُهُمْ مَا عَلِمْتُ أَبَا (2) مُحَمَّدٍ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا اللهُ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بجالة التميمي، فمن رجال البخاري.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9972) و (10024) و (19390) . وقد تقدم مطولاً (1657) .
(2) في (ب) وعلى حاشية (س) و (ص) : أبو، وجاء على حاشية (ظ 11) : قوله: خيرهم أوصلهم، بالرفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: أنت خيرهم، وأبا محمد منصوب لأنه منادى مضاف.
(3) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الرداد- وهو الذي روى عنه أبو سلمة هذا الحديث- فإنه لم يوثقه غير ابن حبان، لكنه توبع، وانظر (1680) .
وأخرجه الحميدي (65) ، وابن أبي شيبة 8/535-536، وأبو داود (1694) ، والترمذي (1907) ، والبزار (992) ، وأبو يعلى (840) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (265) و (266) ، والحاكم 4/158، والبغوي (3432) من طريق ابنِ عُيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث صحيح.(3/216)
1687 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَصَلَتْكَ رَحِمٌ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَالَ اللهُ: أَنَا الرَّحْمَنُ، وَخَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ يَصِلْهَا أَصِلْهُ، وَمَنْ يَقْطَعْهَا أَقْطَعْهُ - أَوْ قَالَ: مَنْ يَبُتَّهَا أَبْتُتْهُ " (1)
1688 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيِّ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شَيْبَانَ الْحُدَّانِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَلا تُحَدِّثُنِي حَدِيثًا عَنْ أَبِيكَ، سَمِعَهُ أَبُوكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ أَقْبَلَ رَمَضَانُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رَمَضَانَ شَهْرٌ افْتَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ صِيَامَهُ، وَإِنِّي سَنَنْتُ لِلمُسْلِمِينَ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، عبد الله بن قارظ ذكره المزي في ترجمة ابنه، ولم نقف له على ترجمة، لكن تابعه أبو الرداد في الرواية السالفة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وانظر (1659) .
(2) إسناده ضعيف. وانظر (1660) .
وأخرجه ابن خزيمة (2201) عن أحمد بن المقدام العجلي، عن نوح بن قيس، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (224) ، وابن أبي شيبة 2/395-396 و2/3، وابن ماجه (1328) ، وأبو يعلى (863) من طرق عن نصر بن علي، به. وقرن ابن ماجه في روايته عن الطيالسي بنصر بن علي القاسمَ بنَ الفضل الحداني. وقد وقع في "مسند الطيالسي"=(3/217)
° 1689 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يُذَاكِرُ عُمَرَ شَأْنَ الصَّلاةِ، فَانْتَهَى إِلَيْهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَ: أَلا أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى صَلاةً يَشُكُّ فِي النُّقْصَانِ، فَلْيُصَلِّ حَتَّى يَشُكَّ فِي الزِّيَادَةِ " (1)
__________
= سقط وتحريف يستدرك من ابن ماجه.
(1) إسناده ضعيف، إسماعيل بن مسلم: هو المكي البصري، تركه يحيى وابنُ مهدي وابنُ المبارك، وقال النسائي: متروكُ الحديث. وقد تقدم من طريق آخر مطولاً بمعناه برقم (1656) وهو حسن.
وأخرجه البزار (997) ، وأبو يعلى (855) ، والطحاوي 1/432، والشاشي (231) و (232) و (233) ، والدارقطني 1/369، والبيهقي 2/332 من طريق إسماعيل بن مسلم، بهذا الإسناد.(3/218)
حَدِيثُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
__________
(1) هو عامرُ بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضَبةَ بن الحارث بن فِهْر بن مالك بن النضر بن كِنانة بن خُزيمة بن مُدْرِكَةَ بن إلياس بنِ مُضَرَ بنِ نزار بنِ معد بن عدنان أبو عبيدة القرشي الفِهْري.
أحَد العشرة المشهود لهم بالجنة.
وأمين هذه الأمة بنص الحديث الصحيح عن سيدِ المرسلين.
أسلم قديماً وشَهِدَ المشاهِدَ كُلها، وقتل أباه يومَ بدرٍ بيده، ونزع الحلقتين من وجنتي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد، أزَم على كل واحدة منهما بأسنانه حتى لا يؤذي رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسقطت ثنيته، فكان أحسنَ الناس هتماً. وأسلمت أمه أميمة بنت غنم بن جابر.
وأرسله رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى البحَرين، وقال:. لأبعثن معكم أميناً حقُّ أمين" فاستشرف لها أصحابُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعث معهم أبا عبيدة، وقال: "هذا أمين هذه الأمة".
ولما كان يوم السقيفة قال أبو بكر: رضيتُ لكم أحَدَ هذينِ الرجلين، فأشار إليه وإلى عمر، وكانا إلى جانبه.
وقال عمر حين احتُضِرَ: لو كان أبو عبيدة حياً لبايعتُه، ولهذا ذهب من قال: إنه أفضلُ الصحابة بعد الشيخين. وقال الجريري، عن عبدِ الله بن سفيان، عن عائشة، قالت: كان أحب الناسِ إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو بكر، ثم عمر، ثمَ أبو عبيدة.
ولما ولي عُمَرُ بن الخطاب إمرةَ المؤمنين، عزل خالدَ بن الوليد عن إمرة الشام وولاها=(3/219)
1690 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ أَبُو خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ، مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ بَشَّارِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ الْجَرْمِيِّ، [عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْشِيِّ] ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غُطَيْفٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ نَعُودُهُ مِنْ شَكْوًى أَصَابَهُ، وَامْرَأَتُهُ تُحَيْفَةُ قَاعِدَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ، قلنا (1) : كَيْفَ بَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ؟ قَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ بَاتَ بِأَجْرٍ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَا بِتُّ بِأَجْرٍ - وَكَانَ مُقْبِلًا بِوَجْهِهِ عَلَى الْحَائِطِ - فَأَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: أَلا تَسْأَلُونَنِي عَمَّا قُلْتُ؟ قَالُوا: مَا أَعْجَبَنَا مَا قُلْتَ، فَنَسْأَلُكَ عَنْهُ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنِ أنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، فَبِسَبْعِ مِائَةٍ، وَمَنِ أنْفَقَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ، أَوْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ مَازَ أَذًى، فَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا، وَمَنِ ابْتَلاهُ اللهُ بِبَلاءٍ فِي جَسَدِهِ فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ " (2)
__________
= أبا عبيدة، فسمي: أمير الأمراء، وكان أول من سُمي بذلك، قاله ابنُ عساكر.
وقال علي بن رباح، عن علي بنِ عبد الله بن عمرو: ثلاثة هم أصبحُ قريش وجوهاً، وأثبتها حياءً، إن حَدَّثوك لم يكذبوك، وإن حدَّثتهم لم يُكذبوك: أبو بكر وعثمان وأبو عُبيدة.
وقال الزبير بنُ بكار: كان يقال: داهيتا قريش اثنان: أبو بكر وأبو عبيدة.
وقال محمد بن سعد وغيرُ واحد: تُوفي بطاعون عَمَواس سنة ثماني عشرة وله ثمان وخمسون سنة رضي الله عنه.
"جامع المسانيد والسنن" 5/الورقة 233، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/5-23.
(1) في (ب) و (ح) وعلى حاشية (س) و (ص) :"قلت".
(2) إسناده حسن، بشارُ بن أبي سيف الجرمي روى عنه اثنان، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات. عياض بن غطيف- ويقال: غطيف بن الحارث، قال ابن أبي حاتم: وهو الصحيح- عدَه ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، ووثقه=(3/220)
1691 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَخْرِجُوا يَهُودَ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَأَهْلِ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ شِرَارَ النَّاسِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " (1)
__________
= هو والدارقطني وابن حبان، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: له صحبة.
والوليد بن عبد الرحمن سقط هنا من جميع الأصول ومن "أطراف المسند"، وأثبتناه من الطريق الآتية (1700) ، ومن مصادر التخريج.
وأخرجه الدارمي (2763) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/21، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (73) و (74) ، والنسائي 4/167، وأبو يعلى (878) ، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/12، والبيهقي في "السنن" 9/171-172، وفي "شعب الإيمان" (4271) من طرق عن واصل، بهذا الإسنادِ. وهو عند أبي يعلى بتمامه وعند الباقين مختصر. وسيأتي برقم (1700) و (1701) .
ماز، بالزاي، أي: أماط وأزال. وحِطَة، قال ابن الأثير 1/402: أي: تحط عنه خطاياه وذنوبه، وهي فِعلة من حَط الشيءَ يحطه: إذا أنزله وألقاه.
(1) إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطان، وإبراهيم بن ميمون الحناط المعروف بالنخاس مولى آل سمرة، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وسعد بن سمرة وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/294.
قال الدارقطني في "العلل" 4/439-440: رواه إبراهيم بن ميمون مولى آل سمرة، عن سعد بن سمرة بن جندب، عن أبيه، عن أبي عبندة بن الجراح. قال ذلك يحيى القطان وأبو أحمد الزبيري، وخالفهما وكيع، فرواه عن إبراهيم بن ميمون، فقال: إسحاق بن سعد بن سمرة، عن أبيه، عن أبي عبيدة، ووهم فيه والصواب قول يحيى القطان ومن تابعه.
وأخرجه الدارمي (2498) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/57، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (235) و (236) ، والبزار (439- كشف الأستار) ، وأبو يعلى=(3/221)
1692 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَحَلاهُ بِحِلْيَةٍ لَا أَحْفَظُهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ: كَيْفَ قُلُوبُنَا يَوْمَئِذٍ كَالْيَوْمِ؟ فَقَالَ: " أَوْ خَيْرٌ " (1)
1693 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ بَعْدَ نُوحٍ إِلا وَقَدِ أنْذَرَ الدَّجَّالَ قَوْمَهُ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ "
__________
= (872) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/12، والبيهقي 9/208 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد، وبعضهم يرويه مختصراً.
وأخرجه الطيالسي (229) ، والحميدي (85) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/57، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/12 و13، والشاشي (264) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (596) من طرق عن إبراهيم بن ميمون، به. وسيأتي برقم (1694) و (1699) .
(1) إسناده ضعيف، عبد الله بنُ سراقة لم يوثقه غيرُ ابن حبان والعجلي، ولم يرو عنه غيرُ عبد الله بن شقيق، وقال البخاري: لا يُعرف له سماع من أبي عُبيدة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. خالد: هو ابن مِهران الحذاء. وذكره ابن كثير في "النهاية" 1/153 وقال: في إسناده غرابة، ولعل هذا كان قبل أن يُبَين له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أمر الدجال ما بُين في ثاني الحال.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (595) من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (233) ، والحاكم 4/542 من طريق محمد بن جعفر، به. وصححه الحاكم ووأفقه الذهبي! وسيأتي برقم (1693) .(3/222)
قَالَ: فَوَصَفَهُ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقَالَ: " وَلَعَلَّهُ يُدْرِكُهُ بَعْضُ مَنْ رَآنِي أَوْ سَمِعَ كَلامِي " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ: كَيْفَ قُلُوبُنَا يَوْمَئِذٍ أَمِثْلُهَا الْيَوْمَ؟ قَالَ: " أَوْ خَيْرٌ " (1)
1694 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: كَانَ آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ أَخْرِجُوا يَهُودَ الْحِجَازِ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ شِرَارَ النَّاسِ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ " (2)
1695 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَجَارَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ رَجُلًا وَعَلَى الْجَيْشِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لَا تُجِيرُوهُ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: نُجِيرُهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " يُجِيرُ
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن حبان (6778) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/135، والبخاري في "التاريخ الكبير" تعليقاً 5/97، وأبو داود (4756) ، والترمذي (2234) ، وأبو يعلى (875) ، والحاكم 4/542-543، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (594) من طريق حماد بن سلمة، به. وقال الترمذي: حسن غريب من حديث أبي عبيدة بن الجراح. وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/13 من طريق الزبيري، بهذا الإسناد. وانظر (1691) .(3/223)
عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَحَدُهُمْ " (1)
1696 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو حِسْبَةَ مُسْلِمُ بْنُ أُكَيْسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: ذَكَرَ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ؟ فَقَالَ: نَبْكِي (2) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمًا مَا، يَفْتَحُ اللهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَيُفِيءُ عَلَيْهِمْ، حَتَّى ذَكَرَ الشَّامَ، فَقَالَ: " إِنْ يُنْسَأْ فِي أَجَلِكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ فَحَسْبُكَ مِنَ الخَدَمِ ثَلاثَةٌ: خَادِمٌ يَخْدُمُكَ، وَخَادِمٌ يُسَافِرُ مَعَكَ، وَخَادِمٌ يَخْدُمُ أَهْلَكَ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ. وَحَسْبُكَ مِنَ الدَّوَابِّ ثَلاثَةٌ: دَابَّةٌ لِرَحْلِكَ، وَدَابَّةٌ لِثَقَلِكَ، وَدَابَّةٌ لِغُلامِكَ " ثُمَّ هَذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى بَيْتِي قَدِ امْتَلَأَ رَقِيقًا، وَأَنْظُرُ إِلَى مِرْبَطِي قَدِ امْتَلَأَ دَوَابَّ وَخَيْلًا، فَكَيْفَ أَلْقَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعْدَ هَذَا؟ وَقَدْ أوْصَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " إِنَّ
__________
(1) حسن لِغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج بن أرطاة: مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات. الوليد بن أبي مالك: هو الوليدُ بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني، والقاسم: هو ابنُ عبد الرحمن الدمشقي أبو عبد الرحمن، وأبو أمامة: هو سعد بن سهل بن حنيف الأنصاري تابعي كبير وُلِدَ في حياة النبيً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعَده بعضُهم في الصحابة.
وأخرجه البزار (1727- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (876) و (877) من طريق سليمان بن حيان، عن الحجاج، عن الوليد، عن عبد الرحمن بن مسلمة أن رجلاً من المسلمين أجار ... فذكره، وزاد البزار بعد عبد الرحمن بن مسلمة: "عن عمه".
وفي الباب ما يشهدُ له من حديث علي، تقدم في "المسند" برقم (959) ، وهو حديث صحيح.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أبي داود (4531) ، والبيهقي 8/29، وحسنه الحافظ في "الفتح" 12/261.
(2) في (ح) وعلى حاشية (س) و (ص) : "يبكيني".(3/224)
أَحَبَّكُمِ إلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَنْ لَقِيَنِي عَلَى مِثْلِ الْحَالِ الَّتِي (1) فَارَقَنِي عَلَيْهَا " (2)
1697 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ رَابِّهِ، - رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ كَانَ خَلَفَ عَلَى أُمِّهِ بَعْدَ أَبِيهِ كَانَ شَهِدَ طَاعُونَ عَمَوَاسَ - قَالَ: لَمَّا اشْتَعَلَ الْوَجَعُ، قَامَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ يَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَقْسِمَ لَهُ مِنْهُ حَظَّهُ ". قَالَ: فَطُعِنَ فَمَاتَ رَحِمَهُ اللهُ، وَاسْتُخْلِفَ عَلَى النَّاسِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَقَامَ خَطِيبًا بَعْدَهُ فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ مُعَاذًا يَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَقْسِمَ لِآلِ مُعَاذٍ مِنْهُ حَظَّهُ ". قَالَ: فَطُعِنَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاذٍ، فَمَاتَ، ثُمَّ قَامَ فَدَعَا رَبَّهُ لِنَفْسِهِ، فَطُعِنَ فِي رَاحَتِهِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا ثُمَّ يُقَبِّلُ ظَهْرَ كَفِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِمَا فِيكِ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا ".
__________
(1) في (م) و (ظ 11) و (ب) و (س) : الذي، وهو خطأ، والتصويب من (ح) و"السير".
(2) إسناده ضعيف، مسلم بن أكيس، قال أبو حاتم: مجهول، وروايته عن أبي عبيدة مرسلة، وانظر "الإكمال" (844) . أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه الترقفي في "جزئه" كما ذكره الذهبي في "السير" 1/12 عن أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وقال الذهبي: حديث غريب.(3/225)
فَلَمَّا مَاتَ اسْتُخْلِفَ عَلَى النَّاسِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَقَامَ فِينَا خَطِيبًا فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ إِذَا وَقَعَ فَإِنَّمَا يَشْتَعِلُ اشْتِعَالَ النَّارِ، فَتَجَبَّلُوا مِنْهُ فِي الْجِبَالِ ". قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو وَاثِلَةَ الْهُذَلِيُّ: " كَذَبْتَ وَاللهِ، لَقَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتَ شَرٌّ مِنْ حِمَارِي هَذَا ". قَالَ: " وَاللهِ مَا أَرُدُّ عَلَيْكَ مَا تَقُولُ "، " وَايْمُ اللهِ لَا نُقِيمُ عَلَيْهِ "، ثُمَّ خَرَجَ وَخَرَجَ النَّاسُ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ وَدَفَعَهُ اللهُ عَنْهُمْ. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْ رَأْيِ عَمْرٍو فَوَاللهِ مَا كَرِهَهُ (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْن أَحْمَدَ بْن حَنْبَلٍ: " أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، جَدُّ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُشْكُدَانَةَ "
1698 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشَ ذَاتِ السَّلاسِلِ، فَاسْتَعْمَلَ أَبَا عُبَيْدَةَ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، وَاسْتَعْمَلَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى
__________
(1) إسناده ضعيف، شهر بن حوشب ضعيف، وشيخه فيه مجهول، وهو رابه، والراث: زوج أم اليتيم.
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 4/61-62 من طريق سلمة، عن ابن إسحاق، به.
قوله: "فَتَجَبَّلوا منه"، هو بفتح التاء والجيم وتشديد الباء كما في الأصل، أمر من تَجَبًل، ومعناه: ادخلوا الجبال، قال في "العباب": تَجَبل القومُ الجبالَ، أي: دخلوها، وجعله السندي في"حاشيته" من أجْبَل، وفسره بقوله: إذا صار إلى الجبل ودخل فيه، وهو مجزوم بتقدير اللام، أي: لِتَجَبَلوا، وهو مضارع، وحذف النون تخفيفاً وهو كثير، والخبر في موضع الأمر، وأما جعله من التَجيلِ، فلا تساعده اللغة!
قوله: "وأنت شر من حماري"، قال السندي: أي: كافر، والجملة حال، والمقصود بيان قِدَم صحبته.(3/226)
الْأَعْرَابِ، فَقَالَ لَهُمَا: تَطَاوَعَا، قَالَ: وَكَانُوا يُؤْمَرُونَ أَنْ يُغِيرُوا عَلَى بَكْرٍ، فَانْطَلَقَ عَمْرٌو، فَأَغَارَ عَلَى قُضَاعَةَ لِأَنَّ بَكْرًا أَخْوَالُهُ. فَانْطَلَقَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَكَ عَلَيْنَا، وَإِنَّ ابْنَ فُلانٍ قَدِ ارْتَبَعَ أَمْرَ الْقَوْمِ، وَلَيْسَ لَكَ مَعَهُ أَمْرٌ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَرَنَا أَنْ نَتَطَاوَعَ "، فَأَنَا أُطِيعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ عَصَاهُ عَمْرٌو (1)
1699 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ، مَوْلَى آلِ سَمُرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: إِنَّ آخِرَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَخْرِجُوا يَهُودَ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَأَهْلِ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ " (2)
1700 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غُطَيْفٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ نَعُودُهُ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيلِ اللهِ فَبِسَبْعِ مِائَةٍ. وَمَنْ أَنْفَقَ عَلَى
__________
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أنه مرسل، عامر- وهو ابن شراحيل الشعبي- لم يدرك القصة فحكاها مرسلة. داود: هو ابن أبي هند.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/206 وقال: رواه أحمد، وهو مرسل، ورجاله رجال الصحيح.
وارتبع أمر القوم: أي انتظر أن يؤَمر عليهم.
(2) صحيح، وقول وكيع فيه: عن إسحاق بن سعد بن سمرة، وهم، والصواب قول يحيى القطان ومن تابعه: سعد بن سمرة كما تقدم (1691) و (1694) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/344-345، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/57، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (234) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.(3/227)
نَفْسِهِ، أَوْ عَلَى أَهْلِهِ، أَوْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ مَازَ أَذًى عَنْ طَرِيقٍ فَهِيَ حَسَنَةٌ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا. وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا، وَمَنِ ابْتَلاهُ اللهُ ببَلاءً فِي جَسَدِهِ فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ " (1)
1701 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ أَبِي سَيْفٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غُطَيْفٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
__________
(1) إسناده حسن إن كان واصل- وهو مولى أبي عُيينة- سمعه من الوليد بن عبد الرحمن، فانه يروي هذا الحديث عن بشار بن أبي سيف، عن الوليد بن عبد الرحمن، كما تقدم برقم (1690) .
وأخرجه الشاشي (265) ، والبيهقي 9/171 من طريق يزيد بنِ هارون، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
(2) إسناده حسن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/234-235 و5/339 و9/28 و107، والشاشي (265) ، والبيهقي 9/171 من طريق يزيد بنِ هارون، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة.
وأخرجه الطيالسي (227) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/21، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/12، وابن خزيمة (1892) ، والشاشي (266) ، والحاكم 3/265، والبيهقي في "السنن" 9/171، وفي "شعب الإيمان" (3572) من طريق جرير، به. وبعضهم يرويه مختصراً، ووقع عند الطيالسي والبيهقي "غطيف بن الحارث". وانظر (1690) .(3/228)
مُسْنَدُ الصَّحَابَةِ بَعْدَ الْعَشَرَةِ
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
1702 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ،
__________
(1) عبد الرحمن بن أبي بكر الصِّدّيقٍ.
كان من سادات قريش وأشدهم وأسدً هم رمياً.
أسلم قبل الفتح ثم لم يُحفظ عليه كذبة منذأسلم.
وأبلى يومَ اليمامة بلاء حسنا، وقثل محكم اليمامة رماه بسهم في عقبه فقتله.
يقال: كان اسمه عبد الكعبة، وفي رواية: عبد العزى، فسماه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عبد الرحمن، ويكنى بأبي محمد، وقيل: أبو عثمان، وقيل: أبو عبد الله.
وكان فيه مع دينه وصلابته دعابة حسنة، وقصته مع ليلى بنتِ الجودي التي كان رآها في الجاهلية فعشقها، وأنشد فيها أشعاراً كثيرةً مشهورة، ولما فتح عمر بن الخطاب الناحية التي كانت فيها نفله إياها.
وكانت وفاته سنة أربع، أو خمس أو ست وخمسين، ودفن بمكة، وقد زارته أم المؤمنين أخته عائشة، وكان شقيقها، وأنشدت عند قبره أبياتَ متمم بن نويرة في أخيه مالك أمير بني يربوِع الذي قتله خالدُ بن الوليد أيامَ الردة:
وكنا كَنَدْمَانيْ جَذيمةَ حِقبة من الدهرحتى قِيلَ لن يتصدعَا
فلما تفرقنا كاني ومالِكاً لِطولِ اجتماع لم نَبِتْ ليلةً معاً
"جامع المسانيد" 3/الورقة 108، وانظر "سير أعلام النبلاء" 2/471.(3/229)
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِضَيْفٍ لَهُ - أَوْ بِأَضْيَافٍ لَهُ -، قَالَ: فَأَمْسَى عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَلَمَّا أَمْسَى، قَالَتْ لَهُ أُمِّي: احْتَبَسْتَ عَنْ ضَيْفِكَ - أوِ أَضْيَافِكَ - مُذُ اللَّيْلَةِ، قَالَ: أَمَا عَشَّيْتِهِمْ؟ قَالَتْ: لَا، قَالَتْ: عَرَضْتُ ذَاكَ عَلَيْهِ - أَوْ عَلَيْهِمْ - فَأَبَوْا - أَوْ فَأَبَى - قَالَ: فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ، وَحَلَفَ أَنْ لَا يَطْعَمَهُ، وَحَلَفَ الضَّيْفُ - أَوِ الْأَضْيَافُ - أَنْ لَا يَطْعَمُوهُ حَتَّى يَطْعَمَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنْ كَانَتْ هَذِهِ مِنَ الشَّيْطَانِ. قَالَ: فَدَعَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلَ وَأَكَلُوا، قَالَ: فَجَعَلُوا لَا يَرْفَعُونَ لُقْمَةً إِلَّا رَبَتْ مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا، فَقَالَ: يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ مَا هَذَا؟ قَالَ: فَقَالَتْ قُرَّةُ عَيْنٍ (1) ، إِنَّهَا الْآنَ لَأكْثَرُ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ نَأْكُلَ، فَأَكَلُوا وَبَعَثَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ أَنَّهُ أَكَلَ مِنْهَا " (2)
__________
(1) في (م) و (س) وعلى حاشيتي (ق) و (ص) : عيني.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري، وسليمان التيمي: هو سليمان بن طرخان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي.
وأخرجه البخاري (6141) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (6140) ، ومسلم (2057) (117) ، وأبو داود (3270) و (3271) ، وابن حبان (4350) ، والبيهقي 10/34 من طريق سعيد بن إياس الجريري، عن أبي عثمان، به. وسيأتي برقم (1704) و (1712) و (1713) .
قوله: "هذه"، قال السندي: أي: اليمين، وهي تؤنث، واستعمال "إن" المخففة بدون اللام الفارقة، كثير في الأحاديث وغيرها، كما صرح به المحققون.
وقوله: "قُرة عين"، قال السندي: ظاهر رواية "الصحيحين" أنه قسم، فيمكن نَصْبه وجَره بحرف القسم المقدر، قيل: أرادت بها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففيه الحَلِف بالمخلوق، أو المراد: وخالق قرة عيني، ويحتمل أن يقدر: يا قرةَ عيني، أو: أنت قرة عيني على أنه=(3/230)
1703 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثِينَ وَمِائَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ "؟ فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ، فَعُجِنَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبَيْعًا أَمْ عَطِيَّةً؟ - أَوْ قَالَ أَمْ هَدِيَّةً؟ " قَالَ: لَا، بَلْ بَيْعٌ. فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً فَصُنِعَتْ. وَأَمَرَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَوَادِ الْبَطْنِ أَنْ يُشْوَى، قَالَ: وَايْمُ اللهِ مَا مِنَ الثَّلاثِينَ وَالْمِائَةِ إِلا قَدْ حَزَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا، إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ. قَالَ: وَجَعَلَ مِنْهَا قَصْعَتَيْنِ، قَالَ: فَأَكَلْنَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا، وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ فَجَعَلْنَاهُ عَلَى الْبَعِيرِ - أَوْ كَمَا قَالَ (1)
1704 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ مَرَّةً: " مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ، فَلْيَذْهَبْ
__________
= أراد بها الزوج.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عارم: لقب محمد بن الفضل السدوسي البصري.
وأخرجه البخاري (2216) و (2618) من طريق عارم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5382) ، ومسلم (2056) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (656) ، والبيهقي 6/95، وأبو نعيم (324) كلاهما في "الدلائل" من طريق معتمر بن سليمان، به. وسيأتي برقم (1711) .
مشعان: ثائر الرأس أشعثه، وسواد البطن: هو الكبد.(3/231)
بِثَالِثٍ - وَقَالَ عَفَّانُ: بِثَلاثَةٍ - وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ، فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ سَادِسٍ " - أَوْ كَمَا قَالَ - وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلاثَةٍ، وَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشَرَةٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بِثَلاثَةٍ - قَالَ عَفَّانُ: بِسَادِسٍ - (1)
1705 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، أَخْبَرَهُ عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُرْدِفَ عَائِشَةَ إِلَى التَّنْعِيمِ فَأُعْمِرَهَا " (2)
1706 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ رَبِّي أَعْطَانِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ " فَقَالَ عُمَرُ: يَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مطولاً البخاري (602) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (498) من طريق عارم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3581) ، ومسلم (2057) (176) ، والبيهقي في "الدلائل.
03/16، وأبو نعيم في "الحلية" 2/338 من طرق عن معتمر، به. وانظر (1702) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي 1/379، والحميدي (563) ، وابن أبي شيبة ص 115 (تحقيق عمر العمروي) ، والدارمي (1682) ، والبخاري (1784) و (2985) ، ومسلم (1212) ، وابن ماجه (2999) ، والترمذي (934) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (655) ، والنسائي في "الكبرى" (4230) ، والطحاوي 2/240، والبيهقي 4/357 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (1710) .(3/232)
رَسُولَ اللهِ، فَهَلا اسْتَزَدْتَهُ؟ قَالَ: " قَدِ اسْتَزَدْتُهُ، فَأَعْطَانِي مَعَ كُلِّ رَجُلٍ سَبْعِينَ أَلْفًا "، قَالَ عُمَرُ: فَهَلا اسْتَزَدْتَهُ؟ قَالَ: " قَدِ اسْتَزَدْتُهُ، فَأَعْطَانِي مَعَ كُلِّ رَجُلٍ سَبْعِينَ أَلْفًا "، قَالَ عُمَرُ: فَهَلَّا اسْتَزَدْتَهُ؟ قَالَ: " قَدِ اسْتَزَدْتُهُ، فَأَعْطَانِي هَكَذَا " وَفَرَّجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ بَيْنَ يَدَيْهِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَبَسَطَ بَاعَيْهِ، وَحَثَا عَبْدُ اللهِ، وقَالَ هِشَامٌ: وَهَذَا مِنَ اللهِ لَا يُدْرَى مَا عَدَدُهُ (1)
1707 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ قَاضِي الْمِصْرَيْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَدْعُو بِصَاحِبِ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقِيمُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيَقُولُ: أَيْ عَبْدِي فِيمَ أَذْهَبْتَ مَالَ النَّاسِ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي لَمْ أُفْسِدْهُ، إِنَّمَا ذَهَبَ فِي غَرَقٍ، أَوْ حَرَقٍ، أَوْ سَرِقَةٍ، أَوْ وَضِيعَةٍ، فَيَدْعُو اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِشَيْءٍ فَيَضَعُهُ فِي مِيزَانِهِ، فَتَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، القاسم بن مهران لا يعرف، وموسى بن عبيد ذكره البخاري في "تاريخه" 7/291، وابن أبي حاتم 8/151، وقال الحسيني ونقله عنه ابن حجر في "تعجيل المنفعة": مجهول، وأخطأ الهيثمي في "المجمع" 10/411 فظنه موسى بن عبيد مولى خالد بن عبد الله بن أسيد الذي ذكره ابن حبان في "الثقات" 5/403.
وأخرجه البزار (3546) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، بهذا الإسناد.
ولقوله: "إن ربي أعطاني سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب" شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (6541) ، ومسلم (220) ، وعن أبي هريرة عند البخاري (6542) ، ومسلم (216) ، وعن عمران بن حصين عند مسلم (218) .
(2) إسناده ضعيف، صدقة بن موسى- وهو الدقيقي- ضعفه ابن معين وأبو داود والنسائي والدولابي، وقال الترمذي: ليس عندهم بذاك القوي، وذكره العقيلي في=(3/233)
1708 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ قَاضِي الْمِصْرَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْعُو اللهُ بِصَاحِبِ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُوقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ فِيمَ أَخَذْتَ هَذَا الدَّيْنَ، وَفِيمَ ضَيَّعْتَ حُقُوقَ النَّاسِ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخَذْتُهُ فَلَمْ آكُلْ، وَلَمْ أشْرَبْ، وَلَمْ أَلْبَسْ، وَلَمْ أُضَيِّعْ، وَلَكِنْ أتَى عَلَى يَدَيَّ إِمَّا حَرَقٌ، وَإِمَّا سَرَقٌ، وَإِمَّا وَضِيعَةٌ. فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: صَدَقَ عَبْدِي، أَنَا أَحَقُّ مَنْ قَضَى عَنْكَ الْيَوْمَ. فَيَدْعُو اللهُ بِشَيْءٍ، فَيَضَعُهُ فِي كِفَّةِ مِيزَانِهِ، فَتَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ " (1)
__________
="الضعفاء" وقال أبو حاتم: لين الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به، ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: كان شيخاً صالحاً إلا أن الحديث لم يكن من صناعته، فكان إذا روى قلب الأخبارَ حتى خرج عن حد الاحتجاج به. وقيس بن زيد قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه 7/98: روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، لا أعلم له صحبة، روى عنه أبو عمران الجوني، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/316. وقاضي المصرين: هو شريح بن الحارث بن قيس الكوفي النخعي القاضي مخضرم ثقة، روى له البخاري في "الأدب المفرد" والنسائي في "سننه"، والمصران: الكوفة والبصرة، استقضاه عمر على الكوفة وأقره علي، وأقام على القضاء بها ستين سنة، وقضى بالبصرة سنة.
وأخرجه البزار (1332- كشف الأستار) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/141 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
قوله: "بشيء"، قال السندي: لعله كلمة التوحيد.
وأخرجه الطيالسي (1326) ، وأبو نعيم 4/141 من طريق صدقة، به. وسيأتي برقم (1708) .
(1) إسناده ضعيف، وانظر ما قبله.(3/234)
1709 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ مَنْ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْحَلْ هَذِهِ النَّاقَةَ، ثُمَّ أَرْدِفْ أُخْتَكَ، فَإِذَا هَبَطْتُمَا مِنْ أَكَمَةِ التَّنْعِيمِ فَأَهِلَّا وَأَقْبِلَا "، وَذَلِكَ لَيْلَةُ الصَّدَرِ (1)
1710 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ الدَّبَّاغُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: " أَرْدِفْ أُخْتَكَ - يَعْنِي عَائِشَةَ - فَأَعْمِرْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ، فَإِذَا هَبَطْتَ بِهَا مِنَ الأَكَمَةِ، فَمُرْهَا فَلْتُحْرِمْ فَإِنَّهَا عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي الذي سمع عبد الرحمن بن أبي بكر. علي بن إسحاق- وهو السلمي مولاهم المروزي- ثقة روى له الترمذي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نجيح- واسمه يسار- والد عبد الله، فمن رجال مسلم، وقد سلف معناه (1705) بإسناد صحيح على شرطهما وانظر الحديث الآتي.
وقوله: ارحل: فعل أمر من الثلاثي، يقال: رَحَلَ البعيرَ يَرْحَلُه رَحْلاً: جعل عليه الرحل. ويوم الصدر، بفتح الصاد والدال: هو اليوم الرابع من أيام النحر، لأن الناس يصدرون فيه من مكة إلى أماكنهم.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. داود العطار: هو داود بن عبد الرحمن العبدي المكي، وابن خثيم: هوعبد الله بن عثمان بن خثيم.
وأخرجه الدارمي (1863) ، وأبو داود (1995) ، والطحاوي 2/240، والحاكم 3/477، والبيهقي 4/357 - 358 و358 من طريق داود العطار، بهذا الإسناد. وقال الإمام الذهبي في "تلخيص المستدرك": سنده قوي. وانظر (1705) .(3/235)
1711 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَلاثِينَ وَمِائَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟ "، فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ، فَعُجِنَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبَيْعًا أَمْ عَطِيَّةً؟ - أَوْ قَالَ أَمْ هِبَةً؟ - " قَالَ: لَا، بَلْ بَيْعٌ فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً، فَصُنِعَتْ، وَأَمَرَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِسَوَادِ الْبَطْنِ أَنْ يُشْوَى، قَالَ: وَايْمُ اللهِ مَا مِنَ الثَّلاثِينَ وَالْمِائَةِ إِلا قَدْ حَزَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا، إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ، قَالَ: وَجَعَلَ مِنْهَا قَصْعَتَيْنِ، قَالَ: فَأَكَلْنَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا، وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ، فَحَمَلْنَاهُ عَلَى بَعِيرٍ، أَوْ كَمَا قَالَ (1)
1712 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَرَّةً: " مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ، فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ. مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ، فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ بِسَادِسٍ " أَوْ كَمَا قَالَ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلاثَةٍ، فَانْطَلَقَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشَرَةٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بِثَلاثَةٍ، قَالَ: فَهُوَ أَنَا، وَأَبِي، وَأُمِّي - وَلا أَدْرِي هَلْ قَالَ: وَامْرَأَتِي - وَخَادِمٌ بَيْنَ بَيْتِنَا وَبَيْتِ أَبِي بَكْرٍ؟ وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ لَبِثَ حَتَّى صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ، ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى نَعَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ بَعْدَمَا
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عارم: لقب محمد بن الفضل السدوسي، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي. وانظر (1703) .(3/236)
مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ، قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا حَبَسَكَ عَنِ اضْيَافِكَ - أَوْ قَالَتْ: ضَيْفِكَ؟ قَالَ: أَوَمَا عَشَّيْتِهِمْ؟ قَالَتْ: أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ، قَدْ عَرَضُوا عَلَيْهِمْ فَغَلَبُوهُمْ، قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنَا فَاخْتَبَأْتُ، قَالَ: يَا غُنْثَرُ - أَوْ يَا عَنْتَرُ - فَجَدَّعَ وَسَبَّ، وَقَالَ: كُلُوا لَا هَنِيًّا. وَقَالَ: وَاللهِ لَا أَطْعَمُهُ أَبَدًا، قَالَ: وَحَلَفَ الضَّيْفُ أَنْ لَا يَطْعَمَهُ حَتَّى يَطْعَمَهُ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذِهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، قَالَ: فَدَعَا بِالطَّعَامِ، فَأَكَلَ. قَالَ: فَايْمُ اللهِ مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ إِلا رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا. قَالَ: حَتَّى شَبِعُوا وَصَارَتِ اكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا هِيَ كَمَا هِيَ أَوِ اكْثَرُ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ، مَا هَذَا؟ قَالَتْ: لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي، لَهِيَ الْآنَ أَكْثَرُ مِنْهَا قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلاثِ مِرَارٍ. فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ - يَعْنِي يَمِينَهُ - ثُمَّ أَكَلَ لُقْمَةً، ثُمَّ " حَمَلَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ "، قَالَ: وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَقْدٌ، فَمَضَى الْأَجَلُ، فَعَرَّفْنَا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مَعَ كُلِّ رَجُلٍ أُنَاسٌ اللهُ أَعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ؟ غَيْرَ أَنَّهُ بَعَثَ مَعَهُمْ فَأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ، أَوْ كَمَا قَالَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1702) .
قوله: "أو ضيفك"، قال السندي: الضيف اسم مفرد، يطلق على الواحد والجمع، قيل: لأنه في الأصل مصدر كالصوم والزور، ومنه قوله تعالى: (هل أتاك حديثُ ضَيْفِ إبراهيم المُكْرَمين) [الذاريات: 24] .
وقوله: يا عنتر أو يا غنثر، قال ابن الأثير في "النهاية" في باب العين مع النون: هكذا جاء في رواية، وهو الذباب شبهه به تصغيراً له وتحقيراً، وقيل: هو الذباب الكبيرُ الأزرق شبهه به لشدة أذاه، وقال في باب الغين والنون، قيل: هو الثقيل الوَخِمُ، وقيل: الجاهل،=(3/237)
1713 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ، كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثَلاثَةٍ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ بِسَادِسٍ " أَوْ كَمَا قَالَ، وَإَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلاثَةٍ، وَانْطَلَقَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشَرَةٍ، قَالَ: فَهُوَ أَنَا وَأَبِي وَأُمِّي - وَلَا أَدْرِي هَلْ قَالَ: امْرَأَتِي - وَخَادِمٌ بَيْنَ بَيْتِنَا وَبَيْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ (1)
__________
= من الغثارة: الجهل، والنون زائدة.
وقوله: فجدع بتشديد الدال المفتوحة، أي: خاصمه وذمه، والمجادعة: المخاصمة، وقال في "اللسان" جادعه مجادعةً وجداعاً: شاتمه وشاره، كأن كل واحد منهما جدع أنف صاحبه. وقال النووي: فجدع، أي: دعا بالجدع وهو قطع الأنف وغيره من الأعضاء. قال أحمد شاكر: وهذا أصح وأقرب، فإن "جدع" غير "جادع" ويؤيده ما في "اللسان": وفي الدعاء على الإنسان: جدعاً له وعقراً نصبوها في حد الدعاء على إضمار الفعل غير المستعمل إظهاره، وحكى سيبويه: جدعْتُه تجديعا وعقرته: قلت له ذلك. وهذا نص صريح.
وقوله: "لا هنياً"، قال السندي: قيل: قاله تأديبا لهم لأنهم تحكموا على أهل المنزل، وقيل: هو خبر، أي: أنهم لم يتهنوا به في وقته، قيل: وهو الأوجه. وعقد، أي: عهد على أنهم يجيئون يوم كذا.
وقوله: "فعرفنا اثني عشر رجلاً" قال النووي في "شرح مسلم" 14/19: هكذا هو في معظم النسخ (يعني نسخ صحيح مسلم) فعرَفنا بالعين وتشديد الراء، أي: جعلنا عرفاء، وفي كثير من النسخ: ففرقنا بالفاء المكررة في أوله وبقاف من التفريق، أي: جعل كل رجل من الاثني عشر مع فرقة، وهما صحيحان، والعريف: النقيب، وهو دون الرئيس.
(1) إسناده صحيح على شرطهما. وانظر (1702) .(3/238)
حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ خَارِجَةَ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
1714 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، دَعَا مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ حِينَ عَرَّسَ عَلَى ابْنِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عِيسَى، كَيْفَ بَلَغَكَ فِي الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ مُوسَى: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ خَارِجَةَ عَنِ الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ زَيْدٌ: أَنَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسِي: كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: " صَلُّوا وَاجْتَهِدُوا، ثُمَّ قُولُوا: اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (2)
__________
(1) هو زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، شهد أبوه بدراً، قيل: وهو أيضا، وقتل أبوه يوم أحد، وكانت وفاته في خلافة عثمان لا يختلفون في ذلك.
انظر"جامع المسانيد والسنن" 1/الورقة 53، و"أسد الغابة" 2/284، و"الإصابة" 1/547، و"تهذيب الكمال" 10/60.
(2) إسناده صحيح، علي بن بحر روى له أبو داود والترمذي وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الصحيح. عثمان بن حكيم: هو ابن عبادة بن حنيف الأنصاري الأوسي المدني.
موسى بن طلحة: هوموسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، أبوعيسى، نزيل الكوفة، وعبد الحميد بن عبد الرحمن: هو ابن زيد بن الخطاب العدوي، استعمله عمر بن عبد العزيز على الكوفة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/383 و383-384 و384، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/301، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (69) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2000) ، والنسائي 3/48-49، وفي "الكبرى" (7672) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (53) ، والطبراني (5143) من طريق عثمان بن حكيم، بهذا الإسناد. وبعضُهم يزيد فيه على بعض. وقد تقدم نحوه في مسند طلحة بن عبيد الله (1396) من طريق عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه.
قوله: "حين عَرس"، قال السندي: من التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل.(3/239)
حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ خَزْمَةَ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
1715 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَتَى الْحَارِثُ بْنُ خَزَمَةَ بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ بَرَاءَةَ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: مَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، " وَاللهِ إِلا أَنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَعَيْتُهَا، وَحَفِظْتُهَا "، فَقَالَ عُمَرُ: " وَأَنَا أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَتْ ثَلاثَ آيَاتٍ لَجَعَلْتُهَا سُورَةً عَلَى حِدَةٍ، فَانْظُرُوا سُورَةً مِنَ القُرْآنِ، فَضَعُوهَا فِيهَا " فَوَضَعْتُهَا فِي آخِرِ بَرَاءَةَ (2)
__________
(1) هو الحارث بن خزمة بن عدي بن أبي غنم وهو نوفل بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج أبو بشير، وقيل: أبو خزيمة الأنصاري الخزرجي، شهد بدراً وما بعدها، وتوفي سنة أربعين.
انظر "جامع المسانيد والسنن" 1/الورقة 256، و"الإصابة" 1/277.
(2) إسناده ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق، ولانقطاعه، قال الشيخ أحمد شاكر: عباد بن عبد الله بن الزبير ثقة، ولكنه لم يدرك قصة جمع القرآن بل ما أظنه أدرك الحارثَ بن خزمة، ولئن أدركه لما كان ذلك مصححاً للحديث، إذ لم يَرْوِه عنه، بل أرسل القصةَ إرسالاً.=(3/240)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" ص 38 من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مجمع الزوائد" 7/35، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس وباقي رجاله ثقات، ولم يتفطن الهيثمي لتعليله بالإرسال، وأورده ابن كثير في "تفسيره" 4/180 عن المسند، ولم يتكلم في تعليله بشيء.
وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/390 في ترجمة الحارث هذا: وقد ذكر ابن منده أن الحارث بن خزمة هو الذي جاء إلى عمر بن الخطاب بالآيتين خاتمة سورة براءة: (لقد جَاءَكُم رَسول من أنفسكم ... ) إلى آخر السورة، وهذا عندي فيه نظر، ثم روى بإسناده من طريق الترمذي حديث زيد بن ثابت: "بعث إلى أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة، وذكر حديث جمع القرآن، وقال: فوجدت آخر سورة براءة مع خزيمة بن ثابت" ثم قال: وهذا حديث صحيح، وهو في "جامع الترمذي" (3103) .
قلنا: وأخرجه البخاري (4986) أيضا، قال الشيخ أحمد شاكر: فهذا هو الثبت، وأما حديث عباد بن عبد الله بن الزبير الذي هنا، فانه حديث منكر شاذ، مخالف للمتواتر المعلوم من الدين بالضرورة أن القرآن بلغه رسول الله لأمته سوراً معروفة مفصلة، يفصل بين كل سورتين منها بالبسملة إلا في "براءة" ليس لعمر ولا لغيره أن يرتب فيه شيئاً، ولا أن يضع آية مكان آية، ولا أن يجمع آيات وحدها فيجعلها سورة، ومعاذ الله أن يجول شيء من هذا في خاطر عمر، ثم من هذا الذي يقول في هذه الرواية هنا: "فوضعتها في آخر براءة" وفي رواية ابن أبي داود: "فألحقتها في آخر براءة"؟ أهو الحارث بن خزمة؟ لا، فإنه لم يكن ممن عهد إليه بجمع القرآن في المصحف، أهو عمر؟ لا، فالسياق ينفيه، لأن هذه الرواية تزعم أنه أمر بوضعها في براءة، فهو غير الذي نفذ الأمر، أم هو
الراوي عباد بن عبد الله بن الزبير؟ لا، إنه متأخر جداً عن أن يدرك ذلك، حتى لقد قال العجلي: "وأما روايته عن عمر بن الخطاب فمرسلة بلا تردد". وأما نصُ تفسير ابن كثير في هذه الكلمة" فوضعوها في آخر براءة" فإنه غير صحيح، ومخالف لنص المسند الذي يروي عنه، ولعلها تحريف أو تغيير من أحد الناسخين، فهذا الحديث ضعيف الإسناد منكر المتن، وهو أحد الأحاديث التي يلعب بها المستشرقون وعبيدهم عندنا، يزعمون أنها تطعن في ثبوت القرآن، ويفترون على أصحاب رسول الله ما يفترون.(3/241)
حَدِيثُ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
1716 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قَدَّمْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمْرًا، فَجَعَلُوا يَقْرُنُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقْرُنُوا " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو عامر الخزاز- واسمه صالح بن رستم- سيئ الحفظ، والحسن- وهو البصري- مدلس وقد عنعن.
وأخرجه ابن ماجه (3332) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (682) ، وأبو يعلى (1574) ، والطبراني (5498) ، والحاكم 4/119-120 من طريق الطيالسي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!
وفي الباب عن ابنِ عمر أخرجه البخاري (5446) ، ومسلم (2045) وسيأتي في "المسند" 2/44 و46 و74 و81 و103 من طريق شعبة عن جبلة بن سُحَيم قال: "أصابنا عامُ سنة مع ابن الزبير، فرَزَقنا تمراً، فكان عبد الله بن عمر يمر بنا- ونحن نأكل- ويقول: لا تقارنوا، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الإقران، ثم يقولُ: إلا أن يستأذن الرجل أخاه" قال شعبة: الإذن من قول ابن عمر. وانظر ابن حبان (5231) و (5232) و (5233) .
والقِران هنا: ضم تمرة إلى تمرة لمن أكل مع جماعة.(3/242)
1717 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ خِدْمَتُهُ، فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ أَعْتِقْ سَعْدًا " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَنَا مَاهِنٌ غَيْرُهُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْتِقْ سَعْدًا، أَتَتْكَ الرِّجَالُ أَتَتْكَ الرِّجَالُ " قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يَعْنِي السَّبْيَ (1)
__________
(1) إسناده ضعيف، لضعف أبي عامر الخزاز وعنعنة الحسن.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (682) ، وأبو يعلى (1573) من طريق الطيالسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 2/213 من طريق عثمان بن عمر، عن ابي عامر، به، وصححه ووافقه الذهبي!
وقوله: "ما لنا ماهن غيره" الماهن: الخادم، والمَهنة بفتح الميم: الخدمة، قال في "النهاية": ولا يقال: مِهنة بالكسر، وكان القياس- لو قيل- مثل جلسة وخِدمة إلا أنه جاء على فَعلة واحدة، وهذا قول الأصمعي وحكى غيره جواز الكسرَ، قال الزمخشري: هو عند الأثبات خطأ.(3/243)
مُسْنَدُ أَهْلِ الْبَيْتِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمِ أَجْمَعِينَ
حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (1) رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا
__________
(1) هو الحسن بن علي بن أبي طالب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي القرشي، أبو محمد سِبْط رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابن ابنته فاطمة سيدةِ نساء أهل الجنة وقيل: العالمين.
وهو سيدهم هو وأخوه الحسين، وريحانتا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الذي سماهما حين
ولدا ولم يُسبقا إلى هذين الاسمين، وحنكهما، وبرلى عليهما، وعق عنهما.
وكانا يُشبهانه، وكان الحسنُ أعجبَهما إليه.
وكان يُجلسه معه على المنبر ويقول: إن ابني هذا سيد، وسيُصْلحُ الله به بين فئتين عظيمتين، فكان كذلك، نزل عن الخلافة لِسلطان معاوية بعد وقائعِ صِفين، وذلك سنة إحدى وأربعين، فحقنت الدماءُ، وصارت الناسُ يداً واحدة على من سواهم.
وأخذ الحسن من بيت المال سبعة آلاف ألفِ درهم، وفرض له معاوية من بيت المال كل سنة ألف ألف، وجعله ولي العهد مِن بعده، فمات قبلَ معاوية، قيل: سنة ثمان وأربعين أو تسع أو سنة خمسين أو إحدى وخمسين، وكان مولده للنصف من رمضان سنةَ ثلاثٍ من الهجرة على الصحيح.
وفي "صحيح البخاري" عن أبي عثمان، عن أسامة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يجلسه
والحسينَ على ركبتيه ويقول: "اللهم إني أحبهما فأحبهما".=(3/244)
1718 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ (1) بْنِ أَبِي مَرْيَمَ السَّلُولِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوَتْرِ: " اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ " (2)
__________
= وفي "صحيح مسلم" من حديث نافع بن جبير عن أبي هريرة أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال
للحسن بن علي: "اللهم إني أحبه فأحب من يحبه".
وكان الصديق يحملُه على عاتقه ويقول:
يا بأبي شبه النبي ليس شبيهاً بعلي
وعلي يضحك. رواه البخاري.
وفرض له عمر في خمسة آلاف كأبيه وأهل بدر، وقد كان الحسن جواداً كريماً ممدحا كثيرَ العطاء والصدقة، خرج من جميعِ ماله لله تعالى مرتين، وقاسمه ثلاثَ مرات.
ومشى إلى بيت الله عدة حجات، والجنائب إلى ورائه، والنجائب معه تقاد بين يديه.
وأوصى أخاه بأشياءَ حسنةٍ، منها أنه قال: ما أظن أن الله يجمع لنا بَيْنَ النبوة والخلافة، ولا يستخِفنك أهلُ الكوفة ليخرجوك.
وأرسل إلى عائشة أمً المؤمنين يطلب منها أن يدفن عندها في الحجرة عندَ جده، فأذنت له، وقال لأخيه: إن منعك بنو أمية، فلا تشاققهم، وادفني في البقيع، فلما توفي جاؤوا إلى عائشة فأذنت لهم، فحالَ دونَ ذلك بنو أمية، فحُمِلَ ودُفِنَ بالبقيع.
"جامع المسانيد" 1/الورقة 312- 313، وانظر"سير أعلام النبلاء" 3/245- 279.
(1) تحرف في (م) و (ق) إلى: يزيد.
(2) إسناده صحيح، رجالُه كلهم ثقات. أبو الحوراء: هو ربيعة بن شيبان السعدي.=(3/245)
1719 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، خَطَبَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: " لَقَدْ فَارَقَكُمْ رَجُلٌ بِالْأَمْسِ لَمْ يَسْبِقْهُ الْأَوَّلُونَ بِعِلْمٍ، وَلا يُدْرِكُهُ الْآخِرُونَ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَبْعَثُهُ بِالرَّايَةِ جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِهِ لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُفْتَحَ لَهُ " (1)
__________
= وأخرجه ابن الجارود (272) ،. وابن خزيمة (1095) ، والطبراني (2712) من طريق
وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 2/209 من طريق العلاء بن صالح، عن بريد، به.
وأخرجه الطبراني (2713) من- طريق الربيع بن ركين، عن أبي يزيد الزراد، عن أبي الحوراء، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (375) ، وفي "الآحاد والمثاني" (415) ، والطبراني (2700) ، والحاكم 3/172 وصححه على شرط الشيخين من طريق موسى بن عقبة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن الحسن.
وأخرجه النسائي 3/248 من طريق موسى بن عقبة، عن عبد الله بن علي، عن الحسن. وسيأتي برقم (1721) و (1723) و (1727) .
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف. شريك- وهو ابنُ عبد الله القاضي وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. هبيرة: هو ابن يَريم.
وأخرجه الطبراني (2718) من طريق شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/73-74، وابن سعد 3/38 و38-39، والنسائي في "الكبرى" (8408) ، وابن حبان (6936) ، والطبراني (2717) و (2719) و (2720) و (2721) و (2722) و (2724) و (2725) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/65 من طرق عن أبي إسحاق، به، بألفاظ متقاربة. وعند أكثرهم زيادة في آخره "ما ترك بيضاء ولا صفراء إلا سبع مئة درهم فضلت من عطائه، أراد أن يشتري بها خادماً"، وهذه الزيادة أخرجها الطبراني (2723) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، به.=(3/246)
1720 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُبْشِيٍّ، قَالَ: خَطَبَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بَعْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ، رَضْيِ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: " لَقَدْ فَارَقَكُمْ رَجُلٌ بِالْأَمْسِ مَا سَبَقَهُ الْأَوَّلُونَ بِعِلْمٍ، وَلا أَدْرَكَهُ الْآخِرُونَ، إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيَبْعَثُهُ وَيُعْطِيهِ الرَّايَةَ، فَلا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُفْتَحَ لَهُ، وَمَا تَرَكَ مِنْ صَفْرَاءَ وَلا بَيْضَاءَ، إِلا سَبْعَ مِائَةِ دِرْهَمٍ مِنْ عَطَائِهِ كَانَ يَرْصُدُهَا لِخَادِمٍ لِأَهْلِهِ " (1)
1721 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُ أَنْ يَقُولَ فِي الْوَتْرِ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ يُونُسَ (2)
__________
= وأخرِجه ابن أبي شيبة 12/68-69 عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عنَ الحسن بن علي.
وأخرجه أحمد بن حنبل في "فضائل الصحابة" (1026) عن وكيع، عن شريك، عن عاصم، عن أبي رزين، عن الحسن بن علي، إلى قوله: "ولا يدركه الآخرون".
وأخرجه بأطول مما هنا أبو يعلى (6758) من طريق خالد بن جابر، عن أبيه، والحاكم 3/172 من طريق عمر بن علي بن الحسين، عن أبيه، كلاهما عن الحسن بن علي. وانظر ما بعده.
(1) حسن، عمرو بن حبشي روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/173، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/75 عن وكيع، بهذا الإِسناد، دونَ قوله: "وما ترك من صفراء ... "، وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح، وانظر (1718) .=(3/247)
1722 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّهُ مَرَّ بِهِمْ جَنَازَةٌ، فَقَامَ الْقَوْمُ وَلَمْ يَقُمْ، فَقَالَ الْحَسَنُ: " مَا صَنَعْتُمِ إنَّمَا قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَأَذِّيًا بِرِيحِ الْيَهُودِيِّ (1)
1723 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ السَّعْدِيِّ، قَالَ:
__________
=وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (4985) بهذا الإسناد، وسقط من إسناده: "أبو الحوراء"، فيُستدرك من هنا.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/300، والدارمي (1592) و (1593) ، وأبو داود (1425) و (1426) ، وابن ماجه (1178) ، والترمذي (464) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (374) ، وفي "الآحاد والمثاني" (417) ، والنسائي 3/248، وابن الجارود (273) ، وأبو يعلى (6765) ، وابن خزيمة (1095) ، والطبراني (2701) و (2702) و (2703) و (2704) و (2705) ، والحاكم 3/172، والبيهقي 2/209، والبغوي (640) من طرق عن أبي إسحاق، به. ووقع عند البيهقي:"عن حسن أو الحسين بن علي". قال الترمذي: حديث حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السعدي، ولا نعرف عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً أحسن من هذا.
(1) إسناده ضعيف لتدليس الحجاج بن أرطاة، ولانقطاعه، فإن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثم يدرك الحسنَ بن علي عم أبيه، لأنه ولد سنة 56هـ، والحسن مات سنة 50هـ.
وأخرجه بنحوه النسائي 4/47 من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه. بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 1/488 من طريق ابن جريج، قال: سمعتُ محمد بن عمر يُحدث عن الحسن وابن عباس أو عن أحدهما: أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرت به جنازةُ بهودي، فقام لها وقال: "آذاني ريحها"، ومحمد بن عمر- وهو ابن علي بن أبي طالب- لم يدرك الحسنَ وابنَ عباس. وانظر (1726) .(3/248)
قُلْتُ لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: مَا تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَذْكُرُ أَنِّي أَخَذْتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَأَلْقَيْتُهَا فِي فَمِي، فَانْتَزَعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلُعَابِهَا، فَأَلْقَاهَا فِي التَّمْرِ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مَا عَلَيْكَ لَوْ أَكَلَ هَذِهِ التَّمْرَةَ؟ قَالَ: " إِنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ " قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: " دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ " قَالَ: وَكَانَ يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ: " اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ - وَرُبَّمَا قَالَ - تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه بتمامه أبو يعلى (6762) ، وابنُ حبان (722) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (4984) ، والطبراني (2711) من طريق الحسن بن عمارة، والطبراني (2708) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/264 من طريق الحسن بن عبيد الله، كلاهما عن بريد، به. ولم يذكر الحسن بن عبيد الله في حديثه قصة الصدقة. وسيأتي برقم (1727) .
وأما حديثُ الصدقة، فأخرجه الطيالسي (1177) ، والدارمي (1591) ، وابن خزيمة (2347) ، والطحاوي 2/6 و3/297، والطبراني (2710) من طريق شعبة، به.
وسيأتي برقم (1724) و (1725) و (1727) .
وأما قوله: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذبَ ريبة" فأخرجه الطيالسي (1178) ، والترمذي (2518) ، والحاكم 2/13 و4/99، والبيهقي 5/335 من طريق شعبة، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5747) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن=(3/249)
1724 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ شَيْبَانَ، أَنَّهُ قَالَ لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَدْخَلَنِي غُرْفَةَ الصَّدَقَةِ، فَأَخَذْتُ مِنْهَا تَمْرَةً، فَأَلْقَيْتُهَا فِي فَمِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلْقِهَا، فَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ " (1)
1725 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هُوَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، فَسُئِلَ مَا عَقَلْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ
__________
=الحسن بنِ عُبيد الله، عن بريد، به.
وقوله: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" دونَ تتمة أخرجه الدارمي (2532) ، والنسائي 8/327، والبغوي (2032) من طريق شعبة، به.
وأخرج قوله: "الصدق طمأنينة والكذب ريبة" القضاعي في "مسند الشهاب" (275) من طريق شعبة، به.
وأما الدعاء فأخرجه الطيالسي (1179) ، والدارمي (1591) ، وأبو يعليَ (6759) ، وابن خزيمة (1096) ، والطبراني (2707) من طريق شعبة، به. وقد تقدم (1718) .
قوله: "دع ما يريبك"، قال السندي: يروى بفتح الياء وضمها، والفتح أشهَر، أي: دع ما تشك فيه إلى ما لا تشك.
(1) إسناده صحيح، ثابت بن عمارة وثقه ابن معين، والدارقطني، وابن حبان، وشعبة، وقال أحمد والنسائي: ليس به بأس، وقال البزار: مشهور، وقال الذهبي: صدوق، وانفرد أبو حاتم فقال: ليس عندي بالمتين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/213، وابنُ خزيمة (2349) ، والطحاوي 2/7 و3/297، والطبراني (2741) من طريق ثابت بن عمارة، بهذا الإسناد. وقد تقدم مطولاً (1723) .(3/250)
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى جَرِينٍ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَأَخَذْتُ تَمْرَةً، فَأَلْقَيْتُهَا فِي فِيَّ (1) ، فَأَخَذَهَا بِلُعَابِي، فَقَالَ: بَعْضُ الْقَوْمِ وَمَا عَلَيْكَ لَوْ تَرَكْتَهَا؟ قَالَ: " إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ " قَالَ: وَعَقَلْتُ مِنْهُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ (2)
1726 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ جِنَازَةً مَرَّتْ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، فَقَامَ الْحَسَنُ، وَقَعَدَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ الْحَسَنُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَلَمْ تَرَ إِلَى " النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ "، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَلَى، " وَقَدْ جَلَسَ "، فَلَمْ يُنْكِرِ الْحَسَنُ مَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا (3)
__________
(1) في (م) و (س) و (ص) : فمي.
(2) إسناده صحيح. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي.
وأخرجه الطبراني (2714) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسنادِ. دونَ قوله: "وعقلت منه الصلوات الخمس" وقد أخرجها دونَ القسم الأول (2709) من طريق الزبيري، به. وقد تقدم مطولا برقم (1723) .
الجرين: هو موضعُ تجفيفِ التمر، وهو له كالبيدر للحنطة.
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة الراوي الذي أبهمه محمد- وهو ابن سيرين-.
وأخرجه الطبراني (2746) من طريق يزيدَ بنِ إبراهيم التستري، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 4/46، والطبراني (2744) و (2745) و (2746) و (2747) من طرق عن ابن سيرين، به. وسيأتي برقم (1728) و (1729) و (3126) .
وأخرجه النسائي 4/47، والبيهقي 4/28 من طريق أبي مجلز أن جنازة مرت بابن عباس والحسن ... فذكره. وأبو مجلز: هو لاحق بن حميد ثقة روى له الجماعة إلا أنَ=(3/251)
1727 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ بُرَيْدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، قَالَ: قُلْتُ لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ مَا تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنِّي أَخَذْتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلْتُهَا فِي فِيَّ، قَالَ: فَنَزَعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلُعَابِهَا، فَجَعَلَهَا فِي التَّمْرِ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ هَذِهِ التَّمْرَةِ لِهَذَا الصَّبِيِّ؟ قَالَ: " إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ " قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: " دَعْ مَا يَرِيبُكَ، إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ "
قَالَ: وَكَانَ يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ: " اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَظُنُّهُ قَدْ قَالَ هَذِهِ أَيْضًا - تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ " (1)
__________
= حديثه هذا مرسل فيما قاله يحيى بن معين حين سئل عنه.
وفي الباب عن علي عند مسلم (962) أنه قال في شأن الجنائز: قام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ثم قعد. وانظر ما تقدم برقم (1200) .
(1) إسناده صحيح. وانظر (1723) .
وأخرجه بتمامه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (416) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسنادِ.
وأخرج ابنُ خزيمة (2348) القسم الأول والثاني، وابن حبان (945) القسم الأول والثالث، وابن خزيمة (1096) القسم الأول، والترمذي (2518) القسم الثاني، كلهم من طريق محمد بن جعفر، به.(3/252)
قَالَ شُعْبَةُ: وَقَدْ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ هَذِهِ مِنْهُ، ثُمَّ إِنِّ شُعْبَةَ (1) حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، مَخْرَجَهُ إِلَى الْمَهْدِيِّ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ (2) ، فَلَمْ يَشُكَّ فِي: " تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ " فَقُلْتُ لِشُعْبَةَ: إِنَّكَ تَشُكُّ فِيهِ، فَقَالَ: لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ
1728 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، مَرَّتْ بِهِمَا جِنَازَةٌ، فَقَامَ أَحَدُهُمَا وَجَلَسَ الْآخَرُ، فَقَالَ الَّذِي قَامَ: " أَمَا (3) تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَامَ " قَالَ: " بَلَى، وَقَعَدَ " (4)
1729 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَابْنَ عَبَّاسٍ رَأَيَا جَنَازَةً، فَقَامَ أَحَدُهُمَا، وَقَعَدَ الْآخَرُ، فَقَالَ الَّذِي قَامَ: " أَلَمْ يَقُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَقَالَ الَّذِي قَعَدَ: " بَلَى، وَقَعَدَ " (5)
__________
(1) في (م) و (ص) وحاشية (س) : ثم إني سمعته.
(2) يعني أبا الخليفة المهدي، وهو أبو جعفر المنصور، قال أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (59) : سمعت علي بن الجعد يقول: قَدِم شعبةُ إلى بغداد مرتين، أيام أبي جعفر، وأيام المهدي، وكتبت عنه فيهما جميعاً.
(3) في (س) و (ق) و (ص) : ألم.
(4) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن محمداً- وهو ابن سيرين- لم يسمع من الحسن بن علي ولا من ابن عباس شيئاً. وانظر (1726) .
وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (6313) . ومن طريقه أخرجه الطبراني (2743) .
(5) حسن لغيره، وانظر ما قبله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/358-359 عن عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد.(3/253)
حَدِيثُ الْحُسَينِ بْنِ عَلِيٍّ (1) رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا
1730 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهَا - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلسَّائِلِ حَقٌّ وَإِنْ جَاءَ عَلَى فَرَسٍ " (2)
__________
(1) هو الحسينً بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبو عبد الله.
أحد السًبطين الشهيدين، وهو وأخوه سيدا شباب أهلِ الجنة إلا ابني الخالة يحيى وعيسى، أمهما فاطمة بنت خاتِمِ الأنبياء ورسولِ رب العالمين.
ولد بعدَ أخيه، ولم يكن بينهما إلا أن طهرت مِن نفاس الحسن، وحملت بالحسين، ثم بمُحسن.
وقد عَق عنهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأذن في آذانهما وأقام، ونشآ في بره ورِفده إحسانه ولطفه بهما وبابيهما وأمهما رضي الله عنهم.
وهم معه أهلُ العباء التي لفها عليهم، وقال: "اللهم هؤلاء أهلُ بيتي، فأذهب عنهم الرجسَ وطهرهم تطهيراً"، قال أبو بكر بن أبي شيبة: قُتِلَ الحسينً بنُ علي يوم عاشوراء سنةَ إحدى وستين وله ثمان وخمسون سنة، وكان يخضب بالحناءِ والكتم.
"جامع المسانيد" 1/الورقة 320، وانظر"سير أعلام النبلاء" 3/280-321.
(2) إسناده ضعيف لجهالة يعلى بن أبي يحيى.=(3/254)
1731 - أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ شَيْبَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِلحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا تَعْقِلُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: صَعِدْتُ غُرْفَةً، فَأَخَذْتُ تَمْرَةً، فَلُكْتُهَا فِي فِيَّ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلْقِهَا، فَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ " (1)
1732 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ
__________
= وأخرجه ابن خزيمة (2468) من طريق وكيع وعبد الرحمن، بهذا الإسناد، وسقط من المطبوع منه: "سفيان ... " إلى آخر السند.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/113، وأبو يعلي (6784) ، وأبو نعيم 8/379، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/296 من طريق، وكيع، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/416 معلقاً، وأبو داود (1665) ، والطبراني (2893) ، والبيهقي 7/23 من طريق محمد بن كثير، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (2088) عن محمد بن يوسف، كلاهما عن سفيان، به.
وأخرجه أبو داود (1666) ، والبيهقي 7/23، والقضاعي في "مسند الشهاب" (285) من طريق زهير بن معاوية، عن شيخ بمكة- قال زهير: رأيت سفيان عنده- عن فاطمة بنتِ حسين، عن أبيها، عن علي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر القضاعى فيه علياً.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: هذا الشيخ المبهم الذي روى عنه زهير ورأى عنده سفيان الثوري، الظاهر أنه مصعب بن محمد، وأنه لم يحفظ عنه تماماً، فلذلك أرسل الحديث، فحذف منه شيخ مصعب وأبهم اسمه. وانظر "المقاصد الحسنة" ص 33،337، و"ذيل القول المسدد" ص 84 - 86.
وأخرج مالك في "الموطأ" 2/996 عن زيد بن أسلم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أعطوا
السائل وإن جاء على فرس" قال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/294: لا أعلم في إرسال هذا الحديث خلافاً بين رواة مالك، وليس في هذا اللفظ مسند يحتج به فيما علمت.
(1) إسناده صحيح. وقد تقدم برقم (1724) من طريق ثابت، عن ربيعة، عن الحسن بن علي، به.(3/255)
الْوَاسِطِيَّ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ، قِلَّةَ الْكَلامِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ " (1)
1733 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، يَزْعُمُ عَنْ حُسَيْنٍ، وابْنِ عَبَّاسٍ - أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا - أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَجْلِ جَنَازَةِ يَهُودِيٍّ مُرَّ بِهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: " آذَانِي رِيحُهَا " (2)
1734 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، قَالَ عَبَّادٌ: ابْنُ زِيَادٍ: عَنْ أُمِّهِ، عَنْ فَاطِمَةَ ابْنَةِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهَا الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ، وَلا مُسْلِمَةٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ، فَيَذْكُرُهَا وَإِنْ طَالَ عَهْدُهَا - قَالَ عَبَّادٌ: قَدُمَ عَهْدُهَا - فَيُحْدِثُ لِذَلِكَ اسْتِرْجَاعًا، إِلا جَدَّدَ اللهُ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَأَعْطَاهُ
__________
(1) حديث حسن لِشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، شعيب بن خالد لم يُدرك الحسين بن علي، وانظر "العلل" لابن أبي حاتم 2/241-242.
وأخرجه هناد في "الزهد" (1118) عن عبدة، عن حجاج، بهذا الإسناد، إلا أنه قال فيه: "حسين بن علي أو علي بن حسين" وانظر ما سيأتي برقم (1737) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند ابنِ ماجه (3976) ، والترمذي (2317) ، وابن حبان (229) ، ومن حديث زيد بن ثابت عند الطبراني في "الصغير" (884) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (191) ، وعن علي بن أبي طالب عند الحاكم في "تاريخ نيسابور" وعن الحارث بنِ هشام المخزومي عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، ذكرهما السيوطي في "الجامع الصغير".
(2) إسناده ضعيف لانقطاعه. وانظر ما تقدم برقم (1722) .(3/256)
مِثْلَ أَجْرِهَا يَوْمَ أُصِيبَ بِهَا " (1)
1735 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: عَلَّمَنِي جَدِّي - أَوْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوَتْرِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
1736 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
__________
(1) إسناده ضعيف جدأ، هشام بن أبي هشام متروك، وأمه لا يُعرف حالها.
وأخرجه ابن ماجه (1600) ، وأبو يعلى (6777) و (6778) ، وابن حبان في "المجروحين" 3/88، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (559) ، والطبراني (2895) من طرق عن هشام بن أبي هشام، بهذا الإسناد. ووقع عندَ ابنِ حبان وابن السني: "عن أبيه" بدل"عن أمه" وعند الطبراني"عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها" ويغلب على ظننا أنه من تحريف وقع في الطباعة.
(2) إسناده ضعيف، شريكُ بن عبد الله سيئ الحفظ، وقد تقدم الحديث برقم (1721) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وجعله من مسندِ الحسن بن علي، وهو الصواب.
وأخرجَه أبو يعلى (6786) من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 2/209 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. ووقع عنده: "عن حسن أوالحسين بن علي".
قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 1/249: يؤيد رواية الشك أن أحمد بنَ حنبل أخرجه في مسند الحسين بن علي من "مسنده" من غير تردد، فأخرجه من حديث شريك عن أبي إسحاق بسنده، وهذا وإن كان الصوابُ خلافَه، والحديث من حديث الحسن لا من حديث أخيه الحسين، فإنه يدل على أن الوهمَ فيه من أبي إسحاق، فلعله ساء فيه حفظه فنسي: هل هوالحسن أوالحسين؟(3/257)
بِلالٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ " قال أبو سعيد: فلم يصل علي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرا (2)
__________
(1) قوله: "علي بن حسين عن أبيه" سقط من (م) .
(2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ عد الله بن علي بن حسين، فمن رجال الترمذي والنسائي، روى عنه جمع، ووثقه ابنُ حبان وابن خلفون والذهبي، وقول الحافظ عنه في"التقريب": مقبول، غيرُ مقبول. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم.
وأخرجه الترمذي (3546) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (32) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (432) ، والنسائي في "الكبرى" (8100) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (55) و (56) ، وأبو يعلى (6776) ، وابن حبان (909) ، والطبراني (2885) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (382) ، والحاكم 1/549، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1567) و (1568) من طرق عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح غريب، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه إسماعيل القاضي (35) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عمارة، به.
وأخرجه أيضاً (31) عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن علي بن الحسين، به.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1565) من طريق ابن وهب، عن عمرو، عن عمارة، عن عبد الله بن علي، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه أيضاً (1566) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عمارة، عن عبد الله بن علي، عن علي بن أبي طالب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.=(3/258)
1737 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ " (1)
__________
= وقوله: "قال أبو سعيد: فلم يصل علي"، وكلمة "كثيراً"، سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ11) و (ب) ، ومنهما أثبتناه ومن "جامع المسانيد" 1/ورقة 321-322.
(1) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر- وهو العمري- وانظر (1732) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2886) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1080) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (194) من طريق قزعة بن سويد، عن عبيد الله بن عمر، وابن عدي 3/907 من طريق خالد بن عبد الرحمن الخراساني، عن مالك، كلاهما عن الزهري، به. وقزعة بن سويد وخالد بن عبد الرحمن ضعيفان.
وأخرجه ابن عدي 6/2341 من طريق موسى بن عمير القرشي، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن الحسين بن علي. وموسى بن عمير القرشي متروك.
وأخرجه مرسلاً عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مالك
في "الموطأ" 2/903، ومن طريقه أخرجه وكيع في "الزهد" (364) ، وهناد في "الزهد" (1117) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/360، والترمذي (2318) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص 206، والقضاعي (193) .
وأخرجه مرسلاً كذلك عبد الرزاق (20617) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4986) من طريق معمر، عن الزهري، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/249 من طريق الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين مرسلاً.(3/259)
حَدِيثُ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
1738 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ، فَقَالَ: مَهْ، لَا تَقُولُوا ذَلِكَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَانَا عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: " قُولُوا: بَارَكَ اللهُ فِيكَ، وَبَارَكَ لَكَ فِيهَا " (2)
__________
(1) هو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخو علي.
وكان أخوه طالب أكبرَ منه بعشر سنين، وكان عقيل أكبر من جعفر بعشر سنين، وجعفر أكبرمن علي بعشر سنين، ولم يتفق هذا في إخوة غيرهم.
وقد حضر عقيل وأخوه طالب بدراً مع المشركين مكرهين، وكذلك عمهما العباس، وقد وقع هو وعمه العباس في الأسر، وفادى عنه العباس.
وأسلم عقيل قبل الفتح، وشهد مؤتة وما بعدها.
وكان عالماً بأنسابِ قريش وأيامها.
وكان يَفدُ على معاوية في أيام أخيه علي، لأنه كان يجد فيه من الرفق والعطاء ما لا يجد عند علي رضي الله عنه، وله أجوبة مسكتة كثيرة جداً، وتوفي أيام معاوية.
انظر "جامع المسانيد" 3/الورقة 215، و"سير أعلام النبلاء" 1/218-219.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن عبد الله بن محمد بن عقيل لم يدرك جده، فإنه مات سنة (142 هـ) فمن البعيد جداً- كما قال الشيخ أحمد شاكر- أن يكون كبيراً في وقت يتزوج فيه جده عقيل بن أبي طالب، ويقول: إنه خرج عليهم بعد الزواج وبين وفاته ووفاة جده ثمانون سنة. سالم بن عبد الله: هو أبو المهاجر الجزري الرقي، وثقه أحمد، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات". وانظر ما بعده.(3/260)
1739 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي جُشَمَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ، فَقَالُوا: بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ، فَقَالَ: لَا تَقُولُوا ذَلِكَ، قَالُوا: فَمَا نَقُولُ يَا أَبَا يَزِيدَ (1) ؟ قَالَ: " قُولُوا: بَارَكَ اللهُ لَكُمْ، وَبَارَكَ عَلَيْكُمْ " إِنَّا كَذَلِكَ كُنَّا نُؤْمَرُ (2)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: زيد.
(2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من عقيل، لكن الطريق السالفة تقويه، وله طريق أخرى عند الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/471، وفيها انقطاع. يونس: هو ابنُ عبيد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/323، والدارمي (2173) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (514) ، وفي "الدعاء" (937) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (602) ، والبيهقي 7/148 من طرق عن يونس بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (10457) ، وابن ماجه (1906) ، وابن أبي عاصم في"الآحاد والمثاني" (367) ، والنسائي في "المجتبى" 6/128، وفي "عمل اليوم والليلة" (262) ، والطبراني 17/ (512) و (513) و (515) و (516) و (517) و (518) ، وفي" الدعاء" (936) و (937) من طرق عن الحسن البصري، به.
ويشهد له حديث الحسن البصري، عن رجل من بني تميم قال: كنا نقول في الجاهلية: بالرفاء والبنين، فلما جاء الإسلام علمنا نبيُّنا قال: "قولوا: بارك الله لكم، وبارك فيكم، وبارك عليكم" أخرجه بقي بن مخلد- كما في "فتح الباري" 9/222- من طريق غالب القطان، عن الحسن، به.
وفي الباب عن أبي هريرة وهو صحيح، وسيأتي في مسنده 2/381 ويخرْج هناك.
وعن جابر بن عبد الله عند البخاري (6387) ، ومسلم 2/1087 - 1088 (56) .
وعن بريدة بسند حسن عند ابن سعد 8/21، والطبراني (1153) .
قوله: "بالرفاء والبنين"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/240: الرفاء: الالتئام والاتفاق، والبركة والنَّماء، وهو من قولهم: رَفأت الثوبَ رَفْئاً، ورَفوته رَفْواً، وإنما نهى عنه كراهيةً، لأنه كان من عادتهم، ولهذا سُن فيه غيرُه.
والباء في قوله: "بالرفاء"، قال السندي: متعلقة بمحذوف دَل عليه المعنى، أي: أعرَسْتَ، ذكره الزمخشري.(3/261)
حَدِيثُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ حَدِيثُ الْهِجْرَةِ
__________
(1) جعفر بن أبي طالب الهاشمي أبو عبد الله، وهو ابنُ عم رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخوه
علي بن أبي طالب، وكان أسن من علي بعشر سنين.
أسلم جعفر قديماً، ولكن بعد علي أخيه.
وهاجر إلى الحبشة، وكان حجيجَ النجاشي عن المسلمين، والظاهر أن إسلام النجاشي كان على يد جعفر رضي الله عنه.
ثم كانت هجرته بمن كان معه من المسلمين ومَنْ تبعهم من المشركين والأشعريين إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو محاصر خيبر، ففتحها الله عليهم على يديه.
واعتمر رسؤلُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرة القضاء، فدخل مكة وهوآخِذ بزمام ناقةِ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال يومئذ لجعفر: "أشبهت خَلْقي وخُلُقي".
وقد بعثه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى مؤتة وجعله أميراً بعدَ زيد بن حارثة، فَقُتِلَ زيد، فأخذ
الرايةَ جعفر بن أبي طالب، فقُطِعَتْ يمينه، فأخذها بشماله، فقُطِعَتْ ثم قتل، فَوُجِدَ في جسده بضع وعشرون، وقيل: وتسعون ضربة بسهم أو سيف أو رمح، مُقبلاً غير مدبر، فعوَضه الله عن يديه جناحين يطيرُ بهما في الجنة، فلهذا يُقال له: ذو الجناحين، ويقال له الطيارُ لذلك، وقد شَهِدَ له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة والشهادة، فرضي الله عنه، وكانت وفاته بموبة فى جمادى سنة ثمانٍ، وقبره مشهود عند ثنية الكرك (في المزار جنوب الكرك تبعد عنها عشْرة أميال) وكان عمره ما بين الخمس والعشرين إلى الثلاثين، وقيل: أحد وأربعين رحمه الله.=(3/262)
1740 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ابْنَةِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلْنَا أَرْضَ الْحَبَشَةِ، جَاوَرْنَا بِهَا خَيْرَ جَارٍ، النَّجَاشِيَّ، أَمِنَّا عَلَى دِينِنَا، وَعَبَدْنَا اللهَ لَا نُؤْذَى، وَلا نَسْمَعُ شَيْئًا نَكْرَهُهُ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا، ائْتَمَرُوا أَنْ يَبْعَثُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ فِينَا رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ، وَأَنْ يُهْدُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدَايَا مِمَّا يُسْتَطْرَفُ مِنْ مَتَاعِ مَكَّةَ، وَكَانَ مِنْ أَعْجَبِ مَا يَأْتِيهِ مِنْهَا إِلَيْهِ الْأَدَمُ، فَجَمَعُوا لَهُ أَدَمًا كَثِيرًا، وَلَمْ يَتْرُكُوا مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيقًا إِلا أَهْدَوْا لَهُ هَدِيَّةً، ثُمَّ بَعَثُوا بِذَلِكَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ (1) بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ، وعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ، وَأَمَرُوهُمَا أَمْرَهُمْ، وَقَالُوا لَهُمَا: ادْفَعُوا (2) إِلَى كُلِّ بِطْرِيقٍ هَدِيَّتَهُ، قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمُوا النَّجَاشِيَّ فِيهِمْ، ثُمَّ قَدِّمُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدَايَاهُ، ثُمَّ سَلُوهُ أَنْ يُسْلِمَهُمِ إلَيْكُمْ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ، قَالَتْ: فَخَرَجَا فَقَدِمَا عَلَى النَّجَاشِيِّ، وَنَحْنُ عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ، وَعِنْدَ خَيْرِ جَارٍ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيقٌ إِلا دَفَعَا إِلَيْهِ هَدِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَا النَّجَاشِيَّ، ثُمَّ قَالا لِكُلِّ بِطْرِيقٍ مِنْهُمْ: إِنَّهُ قَدْ صَبَا إِلَى بَلَدِ الْمَلِكِ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ، فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكُمْ، وَجَاءُوا بِدِينٍ
__________
="جامع المسانيد" 1/الورقة 233، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/206-217.
(1) تحرف في (م) و (س) و (ق) و (ص) إلى: "عبد بن ربيعة" وأثبتناه على الصواب كما جاء في (ب) و (ظ 11) و"جامع المسانيد والسنن" 1/الورقة 234.
(2) في (س) و (ظ 11) و (ق) : ادفعا.(3/263)
مُبْتَدَعٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتُمْ، وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَى الْمَلِكِ فِيهِمِ أشْرَافُ قَوْمِهِمْ لِنَرُدَّهُمِ إلَيْهِمْ، فَإِذَا كَلَّمْنَا الْمَلِكَ فِيهِمْ، فَتُشِيرُوا (1) عَلَيْهِ بِأَنْ يُسْلِمَهُمِ إلَيْنَا وَلا يُكَلِّمَهُمْ، فَإِنَّ قَوْمَهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا لَهُمَا: نَعَمْ، ثُمَّ إِنَّهُمَا قَرَّبَا هَدَايَاهُمِ إلَى النَّجَاشِيِّ فَقَبِلَهَا مِنْهُمَا، ثُمَّ كَلَّمَاهُ، فَقَالا لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنَّهُ قَدْ صَبَا إِلَى بَلَدِكَ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ، فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ، وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكَ، وَجَاءُوا بِدِينٍ مُبْتَدَعٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ، وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَيْكَ فِيهِمِ أشْرَافُ قَوْمِهِمْ مِنْ آبَائِهِمْ، وَأَعْمَامِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ، لِتَرُدَّهُمِ إلَيْهِمْ، فَهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ وَعَاتَبُوهُمْ فِيهِ. قَالَتْ: وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مِنْ أَنْ يَسْمَعَ النَّجَاشِيُّ كَلامَهُمْ، فَقَالَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ: صَدَقُوا أَيُّهَا الْمَلِكُ، قَوْمُهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ، فَأَسْلِمْهُمِ إلَيْهِمَا، فَلْيَرُدَّاهُمِ إلَى بِلادِهِمْ وَقَوْمِهِمْ، قَالَت: فَغَضِبَ النَّجَاشِيُّ، ثُمَّ قَالَ: فَغَضِبَ النَّجَاشِيُّ، ثُمَّ قَالَ: لَا هَيْمُ (2) اللهِ، إِذَاً لَا أُسْلِمُهُمْ إِلَيْهِمَا، وَلا أُكَادُ قَوْمًا
__________
(1) في (ب) و (ظ 11) وعلى حاشية (س) و (ص) : فأشيروا.
(2) قال في "اللسان" يمن: العرب تقول: أيم الله وهَيْم الله، الأصل: أيمن الله، وقلبت الهمزة هاء، فقيل: هيم الله. وقال الجوهري: وايمن الله: اسم وضع للقسم هكذا بضم الميم والنون، وألفه ألف وصل عند أكثر النحويين، وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف، والتقدير: وليمُنُ الله قسمي، وربما حذفوا منه النون، فقالوا: أيم الله، وكانوا يحلفون باليمين، فيقولون: يمين الله لا أفعل، ثم جمعوا اليمين على "أيمن"، ثم حلفوا به، فقالوا: أيمن الله لأفعلن كذا، ثم كثر هذا في كلامهم وخف على ألسنتهم حتى حذفوا منه النون.=(3/264)
جَاوَرُونِي، وَنَزَلُوا بِلادِي، وَاخْتَارُونِي عَلَى مَنْ سِوَايَ حَتَّى أَدْعُوَهُمْ فَأَسْأَلَهُمْ مَاذَا يَقُولُ هَذَانِ فِي أَمْرِهِمْ، فَإِنْ كَانُوا كَمَا يَقُولانِ أَسْلَمْتُهُمِ الَيْهِمَا وَرَدَدْتُهُمِ الَى قَوْمِهِمْ، وَإِنْ كَانُوا عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ مَنَعْتُهُمْ مِنْهُمَا، وَأَحْسَنْتُ جِوَارَهُمْ مَا جَاوَرُونِي. قَالَتْ: ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَاهُمْ فَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولُهُ اجْتَمَعُوا، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا تَقُولُونَ لِلرَّجُلِ إِذَا جِئْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَقُولُ وَاللهِ مَا عَلَّمَنَا، وَمَا أَمَرَنَا بِهِ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَائِنٌ فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ. فَلَمَّا جَاءُوهُ، وَقَدْ دَعَا النَّجَاشِيُّ أَسَاقِفَتَهُ، فَنَشَرُوا مَصَاحِفَهُمْ حَوْلَهُ، سَأَلَهُمْ فَقَالَ: مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي فَارَقْتُمْ فِيهِ قَوْمَكُمْ، وَلَمْ تَدْخُلُوا فِي دِينِي وَلا فِي دِينِ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَمِ؟ قَالَتْ: فَكَانَ الَّذِي كَلَّمَهُ
__________
= ووقع في رواية ابن إسحاق عند ابن هشام: لا ها الله إذاً. قال الجوهري في "الصحاح": "ها" للتنبيه وقد يقسم بها، يقال: لا ها الله ما فعلت كذا، أي: لا والله، أبدلت الهاء من الواو، قال ابن مالك في "شواهد التوضيح" ص 167: فيه شاهد على جواز الاستغناء عن واو القسم بحرف التنبيه، قال: ولا يكون ذلك إلا مع الله. وأما قوله: "إذاً" فقد ثبتت في جميع أصول "المسند" بكسر الألف ثم ذال معجمة منونة، وكذلك جاءت في الروايات المعتمدة والأصول المحققة من "الصحيحين" وغيرهما في حديث أبي قتادة، قال الخطابي فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 8/38: هكذا يروونه وإنما هو في كلامهم: "لا ها الله ذا" والهاء فيه بمنزلة الواو، والمعنى: لا والله يكون ذا، ونقل عياض في "المشارق" عن إسماعيل القاضي أن المازني قال: قول الرواة: "لا ها الله إذا" خطأ، والصواب: لا ها الله ذا، أي ذا يميني وقسمي، وقال أبو زيد: ليس في كلامهم: لا ها الله إذاً، وإنما هو: لا ها الله ذا، و"ذا" صلة في الكلام، والمعنى: لا والله، هذا ما أقسم به، ومنه أخذ الجوهري، فقال: قولهم: لا ها الله ذا: معناه: لا والله هذا، ففرقوا بين حرف التنبيه والصلة، والتقدير: لا والله ما فعلت ذا. وانظر "فتح الباري" 8/38.(3/265)
جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ، وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ، وَعَفَافَهُ، " فَدَعَانَا إِلَى اللهِ لِنُوَحِّدَهُ، وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ، وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَالصِّيَامِ "، قَالَ: فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلامِ، فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ، فَعَبَدْنَا اللهَ وَحْدَهُ، فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا، وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا، فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا، فَعَذَّبُونَا وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللهِ، وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنَ الخَبَائِثِ، فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا، وَشَقُّوا عَلَيْنَا، وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا، خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ، وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ، وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ، وَرَجَوْنَا أَنْ لَا نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: فَاقْرَأْهُ عَلَيَّ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ(3/266)
صَدْرًا مِنْ (كهيعص) ، قَالَتْ: فَبَكَى وَاللهِ النَّجَاشِيُّ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُمْ حِينَ سَمِعُوا مَا تَلا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِيُّ: إِنَّ هَذَا (1) وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ، انْطَلِقَا فَوَاللهِ لَا أُسْلِمُهُمِ الَيْكُمِ ابَدًا، وَلا أُكَادُ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: وَاللهِ لانَبِّئَنَّهُمْ غَدًا عَيْبَهُمْ عِنْدَهُمْ، ثُمَّ أَسْتَأْصِلُ بِهِ خَضْرَاءَهُمْ، قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ - وَكَانَ أَتْقَى الرَّجُلَيْنِ فِينَا -: لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ لَهُمِ ارْحَامًا، وَإِنْ كَانُوا قَدْ خَالَفُونَا. قَالَ: وَاللهِ لاخْبِرَنَّهُ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَبْدٌ، قَالَتْ: ثُمَّ غَدَا عَلَيْهِ الْغَدَ، فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَوْلًا عَظِيمًا، فَأَرْسِلِ الَيْهِمْ فَاسْأَلْهُمْ عَمَّا يَقُولُونَ فِيهِ، قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَسْأَلُهُمْ عَنْهُ، قَالَتْ: وَلَمْ يَنْزِلْ بِنَا مِثْلُهُ، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَاذَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى إِذَا سَأَلَكُمْ عَنْهُ؟ قَالُوا: نَقُولُ وَاللهِ فِيهِ مَا قَالَ اللهُ، وَمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا كَائِنًا فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ، قَالَ لَهُمْ: مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؟ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: نَقُولُ فِيهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا: هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَرُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ، قَالَتْ: فَضَرَبَ النَّجَاشِيُّ يَدَهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَأَخَذَ مِنْهَا عُودًا، ثُمَّ قَالَ: مَا عَدَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مَا قُلْتَ هَذَا الْعُودَ، فَتَنَاخَرَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ حِينَ قَالَ مَا قَالَ، فَقَالَ: وَإِنْ نَخَرْتُمْ وَاللهِ اذْهَبُوا، فَأَنْتُمْ سُيُومٌ بِأَرْضِي - وَالسُّيُومُ: الْآمِنُونَ - مَنْ
__________
(1) في (ظ 11) وعلى حاشية (س) و (ص) : إن هذا والله.(3/267)
سَبَّكُمْ غُرِّمَ، ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي دَبْرًا ذَهَبًا، وَأَنِّي آذَيْتُ رَجُلًا مِنْكُمْ - وَالدَّبْرُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ: الْجَبَلُ - رُدُّوا عَلَيْهِمَا هَدَايَاهُمَا، فَلا حَاجَةَ لَنَا بِهَا، فَوَاللهِ مَا أَخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِينَ رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي، فَآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيهِ وَمَا أَطَاعَ النَّاسَ فِيَّ، فَأُطِيعَهُمْ فِيهِ. قَالَتْ: فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ مَقْبُوحَيْنِ مَرْدُودًا عَلَيْهِمَا مَا جَاءَا بِهِ، وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ مَعَ خَيْرِ جَارٍ. قَالَتْ: فَوَاللهِ إِنَّا عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَزَلَ بِهِ - يَعْنِي مَنْ يُنَازِعُهُ فِي مُلْكِهِ - قَالَ: فَوَاللهِ مَا عَلِمْنَا حُزْنًا قَطُّ كَانَ أَشَدَّ مِنْ حُزْنٍ حَزِنَّاهُ عِنْدَ ذَلِكَ، تَخَوُّفًا أَنْ يَظْهَرَ ذَلِكَ عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَيَأْتِيَ رَجُلٌ لَا يَعْرِفُ مِنْ حَقِّنَا مَا كَانَ النَّجَاشِيُّ يَعْرِفُ مِنْهُ. قَالَتْ: وَسَارَ النَّجَاشِيُّ وَبَيْنَهُمَا عُرْضُ النِّيلِ، قَالَتْ: فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ رَجُلٌ يَخْرُجُ حَتَّى يَحْضُرَ وَقْعَةَ الْقَوْمِ ثُمَّ يَأْتِيَنَا بِالْخَبَرِ؟ قَالَتْ: فَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ: أَنَا، قَالَتْ: وَكَانَ مِنْ أَحْدَثِ الْقَوْمِ سِنًّا، قَالَتْ: فَنَفَخُوا لَهُ قِرْبَةً، فَجَعَلَهَا فِي صَدْرِهِ ثُمَّ سَبَحَ عَلَيْهَا حَتَّى خَرَجَ إِلَى نَاحِيَةِ النِّيلِ الَّتِي بِهَا مُلْتَقَى الْقَوْمِ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى حَضَرَهُمْ. قَالَتْ: وَدَعَوْنَا اللهَ لِلنَّجَاشِيِّ بِالظُّهُورِ عَلَى عَدُوِّهِ، وَالتَّمْكِينِ لَهُ فِي بِلادِهِ، وَاسْتَوْسَقَ عَلَيْهِ أَمْرُ الْحَبَشَةِ، فَكُنَّا عِنْدَهُ فِي خَيْرِ مَنْزِلٍ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِمَكَّةَ (1)
__________
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث إلا أنه مدلس، لكنه هنا صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث- وهو أحد الفقهاء السبعة المعروفين في المدينة- قيل: اسمه محمد، وقيل: المغيرة، وقيل: أبو بكر اسمه، وكنيته عبد الرحمن، وقيل: اسمه كنيته=(3/268)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وهو في "السيرة" لابن هشام 1/357-362 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/115-116 مختصراً من طريق إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/301- 304 من طريق يونس بن بكير، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (194) من طريق جرير بن حازم كلاهما عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرج قسماً منه الطبراني (1479) من طريقين عن ابن إسحاق، به.
وجلْدين أي: قوين. ويُسْتَطْرف، أي: مما يندر وجوده ويستحسن من الأشياء.
والأدم: جمع أديم، وهو الجلد. والبطريق: رئيس الأساقفة، أو الحافق في الحرب.
وصبا، بدون همز: أي مال، وصبا بالهمز: أي ترك دينه وخل ديناً آخر.
وقوله: فإن قومهم أعلى بهم غيناً أي: أبصر بهم وأعلم بحالهم. قال السهيلي في "الروض الأنف" 2/92-93: أي: أبصر بهم، أي: عينهم وإبصارهم فوق عين غيرهم في أمرهم، فالعين هاهنا بمعنى الرؤية والإبصار، لا بمعنى العين التي هي الجارحة، وما سميت الجارحة عيناً إلا مجازاً، لأنها موضع العيان، وقد قالوا: عانه يعينه عيناً: إذا رآه، وإن كان الأشهر في هذا أن يقال: عاينه معاينة، والأشهر في"عنت" أن يكون بمعنى الإصابة بالعين وإنما أوردنا هذا الكلام ليعلم أن العين في أصل وضع اللغة صفة لا جارحة، وأنها إذا أضيفت إلى البارئ سبحانه، فإنها حقيقة نحو قول أم سلمة لعائشة: بعين الله مهواك وعلى رسول الله تردين؟ وفي التنزيل: {ولتصنع على عيني} وقد أملينا
في المسائل المفردات مسألة في هذا المعنى، وفيها الرد على من أجاز التثنية في العين مع إضافتها إلى الله تعالى وقاسها على اليدين، وفيها الرد عنى من احتي بقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن ربكم ليس بأعور" وأوردنا في ذلك ما فيه شفاء، وأتبعناه بمعان بديعة في معنى عور الدجال، فلينظر هناك. واستوسق أي: اجتمع.
وقول جعفر بن أبي طالب في عيسى صلوات الله عليه: "هو روح الله وكلمته" قال السهيلي: كلمته، أي: قال له كما قال لآدم حين خلقه من تراب، ثم قال له كن فيكون، ولم يقل: فكان، لئلا يتوهم وقوع الفعل بعد القول بيسير، وإنما هو واقع للحال، فقوله:=(3/269)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= (فيكون) مشعراً بوقوع الفعل في حال القول وتوجه الفعل بيسير على القول، لا يمكن مستقدم ولا مستأخر، فهذا معنى الكلمة. وأما روح الله، فلأنه نفخة روح القدس في جيب الطاهرة المقدسة، والقدس: الطهارة من كل ما يشين أو يعيب أو تقذره نفس، أو يكرهه شرع، وجبريل روح القدس، لأنه روح لم يخلق من مَني ولا صدرعن شهوة، فهو مضاف إلى الله سبحانه إضافةَ تشريف وتكريم، لأنه صادر عن الحضرة المقدسة، وعيسى عليه السلام صادر عنه، فهو روحُ الله على هذا المعنى، إذ النفخ قد يسمى روحاً كما قال غيلان يصف النار:
فقلتُ له ارفعْها إليكَ وأحْيها برُوحكَ واقْتَتْهُ لها قِيتَةً قَدْراً
وقوله: "ولا أكاذ"، أي: ولا أخشى أن يلحقني فيه كيد، و"قوماً" نصب على البدل من الضمير في قوله: "لا أسلمهم"، وفي "سيرة ابن هشام": ولا ئكادُ قوئم جاوروني.
وقوله: "والذي جاء به موسى"، قال السندي: لم يقل: عيسى، مع أنه نبيهم، لما فيه من خلاف اليهود، بخلاف موسى، فلم يختلف أحد من الطوائف المعلومة في نبوته.(3/270)
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
1741 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ (2)
__________
(1) هو عبد الله بن جعفر بن أبى طالب، كان أول مولود وُلِدَ بأرض الحبشة لما هاجر المسلمون إليها، وأمه أسماءُ بنت عميس الخثعمية، وهو أخو محمد بن أبي بكر ويحيى بن علي بن أبي طالب لأمهما، وكان جواداً ممدحاً شريفاً خيراً، توفي بالمدينة سنة ثمانين، وقيل: بعدها بسنوات، وله من العمر تسعون سنة وأزيد رحمه الله تعالى.
"جامع المسانيد والسنن" 3/الورقة 27، وانظر"سير أعلام النبلاء" 3/456-462.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/171 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (540) ، وابن سعد 1/392، والدارمي (2058) ، والبخاري (5440) و (5447) و (5449) ، ومسلم (2043) ، وأبو داود (3835) ، وابن ماجه (3325) ، والترمذي في"السنن" (1844) ، وفي "الشمائل" (198) ، وأبو يعلى (6798) ، وأبو الشخ في "أخلاق النبي" ص 214، وأبو نعيم في "الحلية" 3/171، والبيهقي 7/281، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 13/296، والبغوي (2893) من طريق إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه أبو الشيخ ص214 من طريق عمرو بن عبد الغفار، عن هشام بن عروة،=(3/271)
1742 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ لِابْنِ الزُّبَيْرِ: أَتَذْكُرُ إِذْ تَلَقَّيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَحَمَلَنَا وَتَرَكَكَ " وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً: أَتَذْكُرُ إِذْ تَلَقَّيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، " فَحَمَلَنَا وَتَرَكَكَ " (1)
1743 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ تُلُقِّيَ بِالصِّبْيَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ " قَالَ: " وَإِنَّهُ قَدِمَ مَرَّةً مِنْ سَفَرٍ " قَالَ: " فَسُبِقَ بِي إِلَيْهِ "، قَالَ: " فَحَمَلَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ " قَالَ: " ثُمَّ جِيءَ بِأَحَدِ ابْنَيْ فَاطِمَةَ، إِمَّا حَسَنٌ، وَإِمَّا حُسَيْنٌ، فَأَرْدَفَهُ خَلْفَهُ ". قَالَ: فَدَخَلْنَا الْمَدِينَةَ ثَلاثَةً عَلَى دَابَّةٍ (2)
__________
= عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن أبي مُليكة: هو عبدُ الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة التيمي المدني.
وأخرجه بالسياق الثاني ابنُ أبي شيبة 9/34-35، وعنه مسلم (2427) عن إسماعيل بن عُلية، بهذا الإسناد.
وأخرجه بالسياق الأول البخاري (3082) ، والنسائي في "الكبرى" (4249) من طريقين عن حبيب بن الشهيد، به. وانظر ما سيأتي برقم (2146) في مسند ابن عباس.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، ومورق العجلي: هو مورق بن مُشَمْرِج البصري.
وأخرجه مسلم (2428) (66) ، والنسائي في "الكبرى" (4246) ، والبيهقي=(3/272)
1744 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ، مِنْ فَهْمٍ، قَالَ: - وَأَظُنُّهُ يُسَمَّى مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: وَأَظُنُّهُ حِجَازِيًّا - أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، يُحَدِّثُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَقَدْ نُحِرَتْ لِلقَوْمِ جَزُورٌ - أَوْ بَعِيرٌ - أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْقَوْمُ يُلْقُونَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّحْمَ، يَقُولُ: " أَطْيَبُ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ " (1)
1745 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وحَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ،
__________
=5/260 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/35، والدارمي (2665) ، ومسلم (2428) (67) ، وأبو داود (2566) ، وابن ماجه (3773) ، وأبو يعلى (6791) من طرق عن عاصم الأحول، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (1760) .
(1) إسناده ضعيف، الشيخ من فهم- واسمه محمد بن عبد الرحمن في رواية أحمد والحاكم والبيهقي، وفي رواية ابن ماجه: محمد بن عبد الله- لم يوثقه أحد، فهو في عداد المجهولين، ومع ذلك فقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابن ماجه (3308) ، والنسائي في "الكبرى" (6657) ، والحاكم 4/111، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5892) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (539) ، والترمذي في "الشمائل" (172) من طريقين عن مسعر، به وأخرجه الحاكم 4/111 من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن جرير، عن رقبة بن مصقلة، عن رجل من بني فهم، به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/242، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (5891) عن أبي نعيم، عن مسعر، به. وسقط من المطبوع من "الشعب": سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول. وسيأتي برقم (1756) و (1759) ، وانظر (1749) .(3/273)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُخْبِرُ بِهِ أَحَدًا وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ فِي حَاجَتِهِ هَدَفٌ، أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ، فَدَخَلَ يَوْمًا حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْأَنْصَارِ، فَإِذَا جَمَلٌ قَدِ أتَاهُ فَجَرْجَرَ، وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ - قَالَ بَهْزٌ، وَعَفَّانُ: فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ - فَمَسَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَاتَهُ وَذِفْرَاهُ، فَسَكَنَ، فَقَالَ: " مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ؟ " فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: هُوَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " أَمَا تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَهَا اللهُ، إِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، محمد بن أبي يعقوب: هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي الضبي البصري.
وأخرجه بتمامه البيهقي في "الدلائل" 6/26-27 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ابن خزيمة (53) ، وعنه ابن حبان (1411) من طريق يزيد بن هارون، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/493، والدارمي (663) و (755) ، ومسلم (342) و (2429) ، وأبو داود (2549) ، وابن ماجه (340) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (437) ، وأبو يعلى (6787) و (6788) ، وأبو عوانة 1/197، والحاكم 2/99-100، والبيهقي في "السنن" 1/94، وفي "الدلائل" 6/26-27 من طرق عن مهدي بن ميمون، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، وسيأتي برقم (1754) .
الهدف، قال الخطابي في "معالم السنن" 2/248: كل ما كان له شخص مرتفع من بناء وغيره، وقد استهدف لك الشيء: إذا قام وانتصب لك. وقوله: حائش نخل، قال الخطابي: الحائش: جماعة النخل الصغار لا واحد له من لفظه، وقال ابن الأثير: الحائش: النخل الملتف المجتمع، كأنه لالتفافه يحوش بعضه إلى بعض. والجرجرة:=(3/274)
1746 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي رَافِعٍ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ " (1)
1747 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسَافِعٍ، أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ شَيْبَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ،، وَقَالَ الْحَجَّاجُ: عُتْبَةُ بْنُ
__________
=صوت البعير عند الضجر. وسراته: أي ظهره وأعلاه. وذفراه: أي مؤخر رأسه، وهو الموضع الذي يعرف من قفاه. وقوله: وتدئبه، أي: تكده وتتعبه، من الدأب، وهو الجد والتعب.
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجالُ الصحيح غيرَ ابن أبي رافع - واسمه عبد الرحمن- فقد روى له أصحابُ السنن، وقال ابن معين: صالح الحديث.
وأخرجه ابن سعد 1/477، والترمذي في "السنن" (1744) ، وفي "الشمائل" (91) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ونقل الترمذي في "سننه" عن محمد بن إسماعيل البخاري قوله: هذا أصح شيء روي في هذا الباب.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (435) ، والنسائي 8/175، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص124 من طريقين عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/473-474، وابن ماجه (3647) ، والترمذي في "الشمائل" (92) ، وابن أبي عاصم (436) ، وأبو يعلى (6794) ، وأبو الشيخ ص 124 من طريقين عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الله بن جعفر. وسيأتي برقم (1755) .
وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم (2091) (53) ، وصححه ابن حبان (5499) ، وعن علي صححه ابن حبان برقم (5501) ، وعن ابن عباس عند الترمذي (1742) .(3/275)
مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ شَكَّ فِي صَلاتِهِ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ " (2)
__________
(1) قوله: "وقال حجاج: عتبة بن محمد بن الحارث" سقط من (م) ، وانظر (1752) .
(2) إسناده ضعيف، عبد الله بن مسافع لا يعرف بجرح ولا تعديل، ومصعب بن شيبة: لين الحديث، وعقبة (والصواب: عتبة، كما سماه حجاج شيخ أحمد، وقال أحمد، فيما نقله المزي في"التهذيب": وأخطأ فيه روح، إنما هو عتبة) بن محمد بن الحارث قال النسائي: ليس بمعروف، وذكره ابن حبان في "الثقات" وضعفه ابن قدامة في "المغني" 4/217، ونقل عن الأثرم أنه لا يثبت، ثم هو مضطرب، فقد روي "وهو جالس" كما هو هنا، ويُفهم منه أنه قبل التسليم، وروي فيما سيأتي برقم (1752)
"بعدما يُسلَم"، ويغني عنه حديث أبي هريرة عند أحمد 2/273، والبخاري (1231) و (1232) ، ومسلم ص 398 مرفوعاً بلفظ: "يأتي أحدَكم الشيطان وهو في صلاته، فيلبس عليه حتى لا يدري كم صَلَى، فإذا وجد ذلك، فليسجد سجدتين وهو جالس".
تنبيه: استدل بحديث أبي هريرة هذا مَن قال: إن المصلي إذا شك، فلم يدر زادَ أو نقص، فليس عليه إلا سجدتان، عملاً بظاهر الحديث، وإلى ذلك ذهب الحسن البصري وطائفة من السلف، وخالف في ذلك مالك والشافعي وأحمد وآخرون، فقالوا: متى شك في صلاته صلى ثلاثاً أو أربعاً؟ لزمه البناء على اليقين، فيجب أن يأتي برابعة، ويسجد للسهو، عملاً بحديث أبي سعيد الخدري رفعه: "إذا شك أحدُكم في صلاته، فلم يَدْرِ كم صلى ثلاثاً أو أربعاً؟ فليطرح الشك، وليبنِ على ما استيقن، ثم يسجد
سجدتين قبل أن يُسلَمَ" أخرجه أحمد 3/83، ومسلم (571) ، وصححه ابن حبان (2669) .
فهذا الحديث قد اشتمل على زيادة، وهي بيان ما هو الواجب على الساهي عند ذلك من غير السجود، وهو طرحُ الشك والبناءُ على اليقين، فلا بدَ من حديث أبي هريرة. انظر=(3/276)
1748 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدًا ابْنَ أُمِّ كِلابٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ: قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ: - قَالَ أَحَدُهُمَا: ذِي (1) الْجَنَاحَيْنِ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا عَطَسَ حَمِدَ اللهَ، فَيُقَالُ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَيَقُولُ: " يَهْدِيكُمُ اللهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ " (2)
__________
="عمدة القاري" 7/712-713.
وأخرجه النسائي 3/30، وأبو يعلى (6792) و (6800) ، وابن خزيمة (1033) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/53 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 3/30 من طريق الوليد بن مسلم، وأبو يعلى (6802) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، كلاهما عن ابن جريج، به. وليس في إسناد النسائي: مصعب بن شيبة، والصوابُ إثباته. وسيأتي برقم (1752) و (1753) و (1761) ، وانظر ما تقدم برقم (1656) .
(1) كذا في (م) و (ظ 11) ، وفي (س) و (غ) و (ق) و (ص) :"ذا" وهو خطأ.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة ضعيف، وعبيد بن أم كلاب ذكره الحافظ في "تعجيل المنفعة" فقال: شاعر كان بالمدينة، وكان يمدح عبد الله بن جعفر، وله قصة مع حُبْى المدنية المغنية المشهورة، وكانت أرغبته في تزويجه- مع كبر سنها- وهو شاب، فاشترط عليها شروطاً، وخل بها، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً.
وأخرجه الطحاوي 4/301، والطبراني في "الدعاء" (1980) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9340) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث علي عند أحمد (972) .
وحديث أبي هريرة عند أحمد 2/353، والبخاري (6224) .(3/277)
1749 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ آخِرَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِحْدَى يَدَيْهِ رُطَبَاتٌ، وَفِي الْأُخْرَى قِثَّاءٌ، وَهُوَ يَأْكُلُ مِنْ هَذِهِ، وَيَعَضُّ مِنْ هَذِهِ، وَقَالَ: " إِنَّ أَطْيَبَ الشَّاةِ لَحْمُ الظَّهْرِ " (1)
1750 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي يَعْقُوبَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا، اسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ " فَإِنْ قُتِلَ زَيْدٌ - أَوِ اسْتُشْهِدَ - فَأَمِيرُكُمْ جَعْفَرٌ، فَإِنْ قُتِلَ - أَوِ اسْتُشْهِدَ - فَأَمِيرُكُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ " فَلَقُوا الْعَدُوَّ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَتَى خَبَرُهُمِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: " إِنَّ إِخْوَانَكُمْ لَقُوا الْعَدُوَّ، وَإِنَّ زَيْدًا أَخَذَ الرَّايَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ - أَوِ اسْتُشْهِدَ - ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَاتَلَ حَتَّى
__________
(1) إسناده ضعيف جدا، نصر بن باب- وهو ابن سهل الخراسانى- تركه جماعة، وقال البخاري: يرمونه بالكذب، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال ابن حبان: لا يحتج به، وقال أبو حاتم: متروك، وضعفه ابن المديني والنسائي وأبو داود وغيرهم، وقال ابن عدي: ومع ضعفه يكتب حديثه، وقال أحمد: ما كان به بأس، وفي"لسان الميزان" عن تاريخ نيسابور، عن أحمد قال: هو ثقة! وحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وقتادة لم يسمع من أحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا من أنس وأبي الطفيل.
وانظر (1741) و (1744) .(3/278)
قُتِلَ - أَوِ اسْتُشْهِدَ -، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ - أَوِ اسْتُشْهِدَ - ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ " فَأَمْهَلَ، ثُمَّ أَمْهَلَ آلَ جَعْفَرٍ - ثَلاثًا - أَنْ يَأْتِيَهُمْ، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَالَ: " لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ ادْعُوا إلِي ابْنَيِ أخِي " قَالَ: فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّا أَفْرُخٌ، فَقَالَ: ادْعُوا إِلَيَّ الْحَلاقَ، فَجِيءَ بِالْحَلاقِ فَحَلَقَ رُءُوسَنَا، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا مُحَمَّدٌ فَشَبِيهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللهِ فَشَبِيهُ خَلْقِي وَخُلُقِي " ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَأَشَالَهَا، فَقَالَ: " اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ "، قَالَهَا ثَلاثَ مِرَارٍ، قَالَ: فَجَاءَتِ أمُّنَا فَذَكَرَتْ لَهُ يُتْمَنَا، وَجَعَلَتْ تُفْرِحُ لَهُ، فَقَالَ: " الْعَيْلَةَ تَخَافِينَ عَلَيْهِمْ وَأَنَا وَلِيُّهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟! " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد، فمن رجال مسلم. محمد بن أبي يعقوب: هومحمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، نسب هنا إلى جده.
وأخرجه بتمامه ابن سعد 4/36-37، والنسائي في "الكبرى" (8604) من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد. وليس عند النسائي قوله: "فجاءت أمنا فذكرت له ... " إلى آخر الحديث.
وأخرجه مختصراً أبو داود (4192) ، وابن أبي عاصم في"الآحاد والمثاني" (434) ، والنسائي في "المجتبى" 8/182- وسقط من المطبوع: "الحسن بن سعد" وهوثابت في "الكبرى" (9295) -، وفي "الكبرى" (8160) من طريق وهب بن جرير، به.
وقوله: "فأشالها" أي: رفعها. وقوله: "جعلت تفرح له" قال ابن الأثير في "النهاية" 3/423: قال أبو موسى: هكذا وجدته بالحاء المهملة، وقد أضرب الطبراني عن هذه الكلمة فتركها من الحديث، فإن كان بالحاء، فهو من أفرحه: إذا غَمه وأزال عنه الفرح، وافرحه الدينُ: إذا أثقله، وإن كانت بالجيم فهو من المُفْرَج الذي لا عشيرة له، فكأنها=(3/279)
1751 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ حِينَ قُتِلَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَقَدْ أَتَاهُمْ أمْرٌ يَشْغَلُهُمْ - أَوْ أتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ " (1)
1752 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسَافِعٍ، أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ شَيْبَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَكَّ فِي صَلاتِهِ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ " (2)
__________
= أرادت أن أباهم توفي ولا عشيرة لهم، فقال النبىِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أتخافين العيلة وأنا وليهم؟ "
والعيلة: الفاقة والفقر والحاجة.
(1) إسناده حسن، خالد والد جعفر- وهو ابن سارة- روى عنه اثْنان، وذكره ابن حبان في"الثقات" وحسن له الترمذي حديثه هذا، وصححه الحاكم، وقال الحافظ: صدوق، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي 1/216، وعبد الرزاق (6665) ، والحميدي (537) ، وأبو داود (3132) ، وابن ماجه (1610) ، والترمذي (998) ، وأبو يعلى (6801) ، والحاكم 1/372، والبيهقي 4/61، والبغوي (1552) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وله شاهد من حديث أسماء بنت عميس سيأتي عند أحمد 6/370.
(2) في الأصول: عقبة، بالقاف وهو خطأ، والصواب: عتبة، بالتاء كما تقدم بيان ذلك في الرواية السالفة (1747) .
(3) إسناده ضعيف. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه أبو داود (1033) ، والنسائي 3/30، والبيهقي 2/336 من طريق حجاج، بهذا الإسناد. وانظر (1747) .(3/280)
1753 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسَافِعٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ (1)
1754 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ (2) ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي يَعْقُوبَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَتَهُ، وَأَرْدَفَنِي خَلْفَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَبَرَّزَ كَانَ أَحَبَّ مَا تَبَرَّزَ فِيهِ هَدَفٌ يَسْتَتِرُ بِهِ، أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ، فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَإِذَا فِيهِ نَاضِحٌ لَهُ. فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ وَسَرَاتَهُ، فَسَكَنَ فَقَالَ: " مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ " فَجَاءَ شَابٌّ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: أَنَا، فَقَالَ: " أَلا تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا، فَإِنَّهُ شَكَاكَ إِلَيَّ وَزَعَمَ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ " ثُمَّ ذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْحَائِطِ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ وَالْمَاءُ يَقْطُرُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ شَيْئًا لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا، فَحَرَّجْنَا عَلَيْهِ أَنْ يُحَدِّثَنَا، فَقَالَ: لَا أُفْشِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرَّهُ حَتَّى أَلْقَى اللهَ (3)
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه النسائي 3/30، وفي "الكبرى" (593) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
(2) تحرف في (م) إلى: جريج.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن حبان (1412) من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد. وانظر=(3/281)
1755 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ (1) أَبِي رَافِعٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ، وَزَعَمَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ " (2)
1756 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْحِجَازِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَحُزُّ اللَّحْمَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " أَطْيَبُ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ " (3)
* 1757 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ
__________
= (1745) .
وقوله: "فحرجنا عليه" أي: ألححنا عليه وضيقنا، من الحرج: وهو الضيق.
(1) سقطت لفظة "ابن" من النسخ المطبوعة.
(2) إسناده حسن، ابن أبي رافع: هو عبد الرحمن، قال ابن معين: صالح الحديث، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/474 عن عفان، بهذا الإسناد. وانظر (1746) .
(3) إسناده ضعيف لاختلاط المسعودي- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- وجهالة الشيخ الذي حدثه. وانظر (1744) .
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5893) من طريق الطيالسي، عن المسعودي، عمن شهد عبد الله بن جعفر وابن الزبير ... فذكره.(3/282)
يَقُولَ: إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَحَدَّثَنَاهُ هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ (2) مِثْلَهُ
1758 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ، وَلا نَصَبَ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث إلا أنه مدلس وقد عنعن. القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر.
وأخرجه أبو داود (4670) من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (6793) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/138 من طريقين عن محمد بن إسحاق، به.
وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (3395) و (3413) و (7539) ، ومسلم (2377) .
وعن ابن مسعود عند البخاري (3412) و (4603) و (4808) وسيأتي في "المسند" 1/390 و440 و443.
ومعنى الحديث: ترك التخيير بينهم على وجه الإزراء ببعضهم، فإنه ربما أدى ذلك إلى فساد الاعتقاد فينهم، والإخلال بالواجب من حقوقهم، وبفرض الإيمان بهم، وليس معناه أن يعتقد التسوية بينهم في درجاتهم، فإن الله سبحانه قد أخبر أنه قد فاضل بينهم، فقال عز وجل: (تِلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات) .
(2) يعني: عن محمد بن سلمة الحراني. وأبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن الإمام أحمد.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فقد صرح محمد بن إسحاق بالتحديث=(3/283)
1759 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ فَهْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَحْمٍ، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يُلَقُّونَهُ اللَّحْمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَطْيَبَ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ " (1)
1760 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ خَالِدِ ابْنِ سَارَّةَ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: لَوْ رَأَيْتَنِي وَقُثَمَ وَعُبَيْدَ اللهِ ابْنَيْ عَبَّاسٍ،
__________
= فانتفت شبهة تدليسه وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد.
وأخرجه الحاكم 3/185 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2996) ، وأبو يعلى (6797) من طريق بكر بن سليمان، عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد ف ي"فضائل الصحابة" (1591) ، وأبو يعلى (6795) ، وابن حبان (7005) ، والطبراني 23/ (13) ، والحاكم 3/184 من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، به.
وفي الباب عن عبد الله بن أبي أوفى عند البخاري (1792) ، ومسلم (2433) ، وصححه ابن حبان (7004) ، ويأتي في "المسند" 4/355. وآخر من حديث أبي هريرة عند مسلم (2432) ، وصححه ابن حبان (7009) .
والقَصَبُ فيَ هذا الحديث: لؤلؤ مُجَوف واسع، كالقصر المنيف، وقد جاء تفسيره عند الطبراني من حديث أبي هريرة ولفظه: "بيت من لؤلؤة مجوفة".
والصخب: اختلاط الأصوات. والنصَب: التعب.
(1) إسناده ضعيف لجهالة الشيخ من فهم، وانظر (1744) .
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 200 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.(3/284)
وَنَحْنُ صِبْيَانٌ نَلْعَبُ، إِذْ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى دَابَّةٍ، فَقَالَ: " ارْفَعُوا هَذَا إِلَيَّ " قَالَ: فَحَمَلَنِي أَمَامَهُ، وَقَالَ لِقُثَمَ: ارْفَعُوا هَذَا إِلَيَّ فَجَعَلَهُ وَرَاءَهُ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللهِ أَحَبَّ إِلَى عَبَّاسٍ مِنْ قُثَمَ، فَمَا اسْتَحَى مِنْ عَمِّهِ أَنْ حَمَلَ قُثَمَ (1) وَتَرَكَهُ، قَالَ: ثُمَّ مَسَحَ عَلَى رَأْسِي ثَلاثًا، وَقَالَ كُلَّمَا مَسَحَ: " اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي وَلَدِهِ " قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ: مَا فَعَلَ قُثَمُ؟ قَالَ: اسْتُشْهِدَ، قَالَ: قُلْتُ: اللهُ أَعْلَمُ بِالْخَيْرِ وَرَسُولُهُ بِالْخَيْرِ، قَالَ: أَجَلْ (2)
1761 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسَافِعٍ، أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ شَيْبَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَكَّ فِي صَلاتِهِ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ " (3)
1762 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ،
__________
(1) في (م) و (غ) وعلى حاشية (س) : قثماً.
(2) إسناده حسن، خالد بن سارة- بتشديد الراء- سبق برقم (1751) ، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/194، والحاكم 1/372 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1066) و (1073) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، به.
وأخرجه الحاكم 1/372، وعنه البيهقي 4/60 من طريق أبي عاصم قال: أخبرني جعفر بن خالد بن سارة، وقد حدثنا ابن جريج عنه قال: حدثني أبي، فذكره.
(3) إسناده ضعيف، وانظر (1747) .(3/285)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّهُ زَوَّجَ ابْنَتَهُ مِنَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، فَقَالَ لَهَا: إِذَا دَخَلَ بِكِ فَقُولِي: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " وَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ قَالَ هَذَا قَالَ حَمَّادٌ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَالَ: " فَلَمْ يَصِلِ الَيْهَا " (1)
__________
(1) إسناده حسن، ابن أبي رافع- واسمه عبد الرحمن- قال ابن معين: صالح، وباقي رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (646) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد. وانظر الحديث في مسند علي (701) .(3/286)
وَمِنْ مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ
حَدِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) هو العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو الفضل القرشي الهاشمي، عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصِنْو أبيه، أي شقيقه.
وكان أصغر وَلد أبيه وأسن من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثلاث سنين.
وكان طويلاً جميلاً أبيض بضاً جهوري الصوتِ يُسْمَع نداؤه من تسعة أميال.
ولما بعث الله رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آمن به أخوه حمزة، واستمر هو على شركه، ولكنه كان من أكف الناس عنه، بل ما كان بعدَ أبي طالب أحنى عليه منه.
وقد شَهِدَ بيعة العقبة مع الأنصار، وأكد العقد توثقة لِرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونصرة له،
واحتياطاً لأمره.
وكان مع المشركين يومَ بدر، فوقع في الأسرِ، فَقُيِّدَ فباتَ يَثِن فلم ينم رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ َسَلَّمَ،
فسُئل عما يمنعه من النوم، فذكر أنينَ العباس، فأطلق من القيد، وفدي بأربعة آلاف، وقد رد الله عليه أضعافَها بعد ذلك.
وقد قيل: إنه كان مسلماً يَكْتم إيمانَه من قومه، والمشهور أنه إنما أسلم قبلَ الفتح، وشهد فتح مكة.
ولما أسلم، حسن إسلامُه جدا، واستمرت السقايةُ في يده ثم في يد ولده.
وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلزمه ويُجله ويُعظمه ويحترمه.=(3/287)
1763 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَمُّكَ أَبُو طَالِبٍ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَنْفَعُكَ، قَالَ: " إِنَّهُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، وَلَوْلا أَنَا كَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ " (1)
__________
=وقد استسقى به عُمَرُ بن الخطاب عام الرمادة، فسقى اللُه عباده بدعاء عم نبيه.
وكانت وفاته في آخر خلافة عثمان قبل مقتله بقليل، وقد أضر قبل وفاته، ثم كانت وفاته بالمدينة يومَ الجمعةِ لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب وقيل: من رمضان سنة ثنتين وثلاثين وقد جاوز الثمانين، ودُفِنَ بالبقيع رحمه الله.
"جامع المسانيد" 2/الورقة 317 - 318، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/78 - 103.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعبد الله بن الحارث: هو ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/165، ومن طريقه مسلم (209) (359) ، وأبو يعلى (6694) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (9939) ، وابن منده في "الإيمان" (957) و (959) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الحميدي (460) ، ومسلم (209) (358) ، وأبو يعلى (6695) ، وابن منده (690) و (961) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به 0 وسيأتي برقم (1768) و (1774) و (1789) .
والضحضاح، قال ابن الأثير 3/75: هو في الأصل: ما رَق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين، فاستعاره للنار.
قوله: "في الدرك"، قال السندي: بفتحتين أو بسكون الثاني، والمراد: قعر جهنم، ثم لعل المراد: أنه كان مستحقاً للدرك الأسفل لولا شفاعتي، فبشفاعتي صار مستحقاً للضحضاح، وإلا فالدخول في النار يكون يوم القيامة، وقيل: ذلك إنما هو العَرض، قال=(3/288)
1764 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَجَدَ الرَّجُلُ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهِهِ، وَكَفَّيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَقَدَمَيْهِ " (1)
1765 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ
__________
=تعالى: (النار يُعْرَضونَ عليها) الآية [غافر: 46] ، وهو الذي تدلى عليه أحاديثُ عذاب القبر، بقي أن الحديث يقتضي أن عمل الكافر نافع في الجملة، وهو ينافي قوله تعالى: (والذين كفروا أعمالُهم كسَرابٍ) الآية] النور: 39 [، وكذا يقتضي أن الشفاعة للكافر نافعة في الجُملة، وهو ينافي قوله تعالى: (فما تنفعُهم شفاعةُ الشافعين) ] المدثر: 48 [، ويمكن الجواب بأنه لا يلزم من نفي نفع كل واحد من العمل والشفاعة نفي نفع المجموع، أي: العمل مع الشفاعة، وهذا الحديث يقتضي نفي المجموع، فلا إشكال، وقيل: المراد بنفي النفع، نفيُّ النفع بحيث يتخلصُ من النار، والثابت هاهنا النفع بالتخفيف، فلا منافاة، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الله بن جعفر- وهو المَخْرَمي الزهري- فمن رجال مسلم. إسماعيل بن محمد: هو ابن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري.
وأخرج الطحاوي 1/255 من طريق إبراهيم بن أبي الوزير، عن عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: أمر العبد أن يسجد على سبعة آراب ... فذكره، و1/256 من طريق أبي عامر، عن عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: إذا سجد العبد سجد على سبعة آراب ... ثم ذكر مثلَه. وسيأتي الحديث برقم (1765) و (1769) و (1780) .
قوله: "سجد معه سبعة آراب"، قال السندي: كآداب، أي: أعضاء، والمراد الأمر، أي: ليسجد معه سبعة أعضاء، أو الإخبار، أي: فليضع هذه الأعضاء على وجهها، وليُظهر فيها آثار الخشوع لكونها ساجدة، والله تعالى أعلم.(3/289)
بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ (1)
1766 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي صَغِيرَةَ، حَدَّثَنِي بَعْضُ بَنِي الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَوَاسِمِ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا عَمُّكَ كَبِرَتْ سِنِّي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي اللهُ بِهِ، قَالَ: " يَا عَبَّاسُ، أَنْتَ عَمِّي وَلا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا، وَلَكِنْ سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ، وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " قَالَهَا ثَلاثًا، ثُمَّ أَتَاهُ عِنْدَ قَرْنِ الْحَوْلِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ (2)
__________
(1) إسنادُه صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبلَه. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث بن خالد التيمي.
وأخرجه الشافعي 1/92، وأبو داود (891) ، والنسائي 2/210، وأبو يعلى (6693) ، وابن خزيمة (631) ، والطحاوي 1/256، وابن حبان (1922) من طرق عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، بهذا الإسناد.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل من بني المطلب. وله طريق آخر ستأتي برقم (1783) .
وأخرجه ابن سعد 4/28 عن محمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن بكر السهمي، عن حاتم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 4/28 عن عارم بن الفضل، عن حماد بن زيد، عن أيوب قال: قال العباس: يا رسول الله مرني بدعاء، قال: سل الله العفو والعافية. وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أبي بكر عند أحمد وقد تقدم برقم (10) ، وعن ابن عباس عند ابن=(3/290)
1767 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَحَضَرَهُ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا عَمُّكَ قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)
1768 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ، وَيَغْضَبُ لَكَ، قَالَ: " نَعَمْ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ " (2)
1769 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ (3) عَبْدِ
__________
=حبان (951) ، وعن عبد الله بن جعفر عند الحاكم 3/568.
وقرن الحول: آخر الحول وأول الثاني.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (961) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخارى (6208) و (6572) ، ومسلم (209) (357) ، وأبو يعلى (6715) ، وابن مندة (961) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (279) من طرق عن أبي عَوانة، به. وانظر (1763) .
(3) تحرف في (م) إلى: عن.(3/291)
اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَجَدَ ابْنُ آدَمَ، سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهِهِ، وَكَفَّيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَقَدَمَيْهِ " (1)
1770 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ عَمِّهِ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمِيرَةَ (2) ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَطْحَاءِ، فَمَرَّتْ سَحَابَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قَالَ: قُلْنَا: السَّحَابُ، قَالَ: " وَالْمُزْنُ " قُلْنَا: وَالْمُزْنُ، قَالَ: " وَالْعَنَانُ "، قَالَ: فَسَكَتْنَا، فَقَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟ " قَالَ: قُلْنَا اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، وَمِنْ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، وَكِثَفُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، وَفَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ بَيْنَ رُكَبِهِنَّ وَأَظْلافِهِنَّ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ الْعَرْشُ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَاللهُ
__________
(1) حديث صحيح، ابن لهيعة- وإن كان في حفظه شيء- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وانظر (1764) .
(2) زاد في الإسناد هنا ابنُ كثير في "جامع المسانيد" 2/ورقة 318، وابن حجر في "أطراف المسند" 1/ورقة 99: "عن الأحنف بن قيس"، ولم يذكر في عامة أصولنا الخطية ولا في النسخ المطبوعة، ولا في "العلل المتناهية" 1/23 لابن الجوزي الذي روى الحديث من طريق "المسند". وصرحَ محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "كتاب العرش" أن عبد الرزاق لم يذكر في حديثه الأحفَ بن قيس.(3/292)
تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ شَيْءٌ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف جداً، يحيى بن العلاء- وهو الرازي البجلي- قال عمرو بن علي الفلاس والنسائي والدارقطني: متروك الحديث، وقال أحمد: كذاب يضع الحديث، وقال أبو داود: ضعفوه، وسماك بن حرب- وإن كان صدوقاً- كان ربما لُقن، فإذا انفرد بأصل لم يكن حجةً كما قال الحافظ في "التهذيب"، وقد تفرد بالرواية عن عبد الله بن عميرة كما قال مسلم في "الوحدان" ص 140، وعبد الله بن عَميرة ذكره العقيلي وابن عدي في جملة الضعفاء، وقال الذهبي؟ لا يعرف، وذكره ابن حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل، وهو إلى ذلك معضل بإسقاط الأحنف بن قيس من
الإِسناد، وبإثباته فهو منقطع، فإنه لا يعلم له سماع منه فيما قاله البخاري.
وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش" (10) ، وأبو يعلى (6713) ، والحاكم 2/501 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. إلا أن الحاكم زاد فيه "عن الأحنف بن قبس"!
وأخرجه ابنُ طهمان في "مشيخته" (18) ، ومن طريقه أبو داود (4725) ، والآجري في "الشريعة" ص 292-293، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 399، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير" 1/77 - 78، وأخرجه أبو داود (4724) ، والترمذي (3320) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (577) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 101-102، واللالكائي في "شرح أصول الاعتْقاد" 3/389-390 من طريق عمرو بن أبي قيس، كلاهما (إبراهيم بن طهمان وعمرو بن أبي قبس) عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن عَميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس- وبعضهم يزيد فيه على بعض. ووقع عندهم: "إن بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة ... ".
وأخرج قصة الأوعال الحاكم 2/500 من طريق شريك، عن سماك، به موقوفاً.
وسيأتي برقم (1771) .
وياتي نحوه في مسند أبي هريرة 2/370، وهو ضعيف أيضاً، ويخرج هناك.
البطحاء: هي المُحَصَبُ، وهو موضع معروف بمكة. والعنان: السحاب. وكِثَف=(3/293)
• 1771 -حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ (2)
1772 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ هَوَ ابْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ،
__________
=- بكسر الكاف وفتح الثاء- بوزن غِلَظ ومعناه، قال أحمد شاكر: ولكن مادة "كثف" لم أجد منها هذا الوزن، أعني كسر الكاف وفتح الثاء، بل قالوا: كَثُف يكْثف كثافة، بضم الثاء في الماضي والمضارع، وفتح الكاف في المصدر. والأوعال: جمع وَعِل بفتح الواو وضمها مع كسر العين، وأصله تيس الجبل، والمراد هنا ملائكة على صورة الأوعال على ما قاله ابن الأثير في"النهاية".
(1) ورد هذا الحديثُ في النسخ المطبوعة، وكذا في (ق) ونسخة على حاشية (س) على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما جاء في (س) و (ص) و"جامع المسانيد" 2/الورقة 318، و"أطراف المسند" 1/ورقة 99.
(2) إسناده ضعيف جداً، الوليد بن أبي ثور: هو الوليدُ بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني المرهبي، وهو ضعيف، قال ابنُ معين: ليس بشيء، وقال محمدُ بن عبد الله بن نُمير: كذاب، وقال أبو زرعة: منكر الحديث بهم كثيراً، وقال العقيلي: يُحدت عن سماك بمناكير لا يُتابع عليها، وسماك كان يتلقن، وعبد الله بن عميرة في عداد المجهولين، وقال البخاري: لا نعلم له سماعا من الأحنف.
وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 24، وأبو داود (4723) ، وابن ماجه (193) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" 3/390-391، والبيهقي في" الأسماء والصفات" ص 399 من طريق محمد بن الصباح، بهذا الإسناد.
وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش" (651) ، والآجري في "الشريعة" ص 292، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 102، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/24-25 من طرق عن الوليد بن أبي ثور، به. وانظر ما قبله.(3/294)
عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ قُرَيْشًا إِذَا لَقِيَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لَقُوهُمْ بِبِشْرٍ حَسَنٍ، وَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِوُجُوهٍ لَا نَعْرِفُهَا. قَالَ: فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ " (1)
1773 - حَدَّثَنَاهُ جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: دَخَلَ الْعَبَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّا لَنَخْرُجُ فَنَرَى قُرَيْشًا تَحَدَّثُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)
1774 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ،
__________
(1) إسناده ضعيف، يزيد بن أبي زياد: هو القرشي الهاشمي الكوفي، ضعيف، قال أحمد: ليس حديثه بذاك، وقال مرة: ليس بالحافظ، وقال ابن معين وأبو حاتم والنسائي وأبوأحمد الحاكم: ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: لين يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الدارقطني: ضعيف يخطئ كثيراً، ويلقن إذا لقن.
وأخرجه ابنُ شبة في "تاريخ المدينة" 2/639 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوبُ بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/295، والحاكم 3/333، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/167 من طريقين عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وانظر ما بعده.
(2) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو مكرر ما قبله إلا أنه زاد هنا في سنده عبد المطلب بن ربيعة بن عبد الله بن الحارث بين عبد الله بن الحارث وبين العباس. جرير: هو ابن عبد الحميد، والقائل: "حدثناه" هو الإمام أحمد.
وسيتكرر برقم (1777) ، وفي مسند عبد المطلب بن ربيعة 4/165 ويُخرج هناك.(3/295)
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَغْنَيْتَ عَنْ عَمِّكَ، فَقَدْ كَانَ يَحُوطُكَ، وَيَغْضَبُ لَكَ، قَالَ: " هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ (1) ، وَلَوْلا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ " (2)
1775 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلا أَنَا، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَزِمْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ نُفَارِقْهُ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، - وَرُبَّمَا قَالَ مَعْمَرٌ: بَيْضَاءَ - أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نَعَامَةَ الْجُذَامِيُّ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ، وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ، وَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكُضُ بَغْلَتَهُ قِبَلَ الْكُفَّارِ، قَالَ الْعَبَّاسُ: أَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكُفُّهَا، وَهُوَ لَا يَأْلُو مَا أَسْرَعَ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِغَرْزِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبَّاسُ، نَادِ يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ " قَالَ: وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا فَقُلْتُ: بِأَعْلَى صَوْتِي أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ؟ قَالَ: فَوَاللهِ، لَكَأَنَّ عَطْفَتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلادِهَا. فَقَالُوا: يَا لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ، يَا لَبَّيْكَ، وَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ، فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ، فَنَادَتِ الْأَنْصَارُ يَقُولُونَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ قَصَّرَتِ الدَّاعُونَ
__________
(1) في (غ) و (ق) : ضحضاح من النار.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (3883) ، ومسلم (209) (359) ، وابن منده في "الإيمان" (958) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.(3/296)
عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَنَادَوْا: يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَاوِلِ عَلَيْهَا إِلَى قِتَالِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ "، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَصَيَاتٍ، فَرَمَى بِهِنَّ وُجُوهَ الْكُفَّارِ، ثُمَّ قَالَ: " انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ "، قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ فِيمَا أَرَى، قَالَ: فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَصَيَاتِهِ، فَمَا زِلْتُ أَرَى حَدَّهُمْ كَلِيلًا، وَأَمْرَهُمْ مُدْبِرًا حَتَّى هَزَمَهُمِ اللهُ، قَالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكُضُ خَلْفَهُمْ عَلَى بَغْلَتِهِ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (9741) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1775) (77) ، وابن حبان (7049) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/139.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8647) ، وأبو يعلى (6708) ، والطبري 10/101-102 من طريق معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن إسحاق- كما في "السيرة" لابن هشام 4/87-، وابن سعد 4/18-19، ومسلم (1775) (76) ، والنسائي في "الكبرى" (8653) ، والحاكم 3/327 - 328، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/137-139، والبغوي في "تفسيره" 2/278-279 من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (1776) .
وفروة هذا أسلم في عهد النبى يكرِو، وبعث إليه رسولاً بإسلامه، وأهدى له بغلةً بيضاء، وكان فروة عاملاً للروم على من يليهم مِن العرب، وكان منزله معانَ وما حولها من أرض الشام، فبلغ الرومَ إسلامُه، فطلبوه فحبسوه ثم قتلوه. انظر "الإصابة" 3/207 رقم الترجمة (7022) .
والغَرز: ركاب السرج. والسمُرة: الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان بوم الحديبية. وصَيتاً أي: قوي الصوت.
قوله: "وما معه إلا أنا وأبو سفيان"، قال السندي: أراد بالمعية: القربَ منه، واللزومَ=(3/297)
1776 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ - مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَلَمْ أَحْفَظْهُ - عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عَبَّاسٌ وَأَبُو سُفْيَانَ مَعَهُ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فَخَطَبَهُمْ، وَقَالَ: " الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ "، وَقَالَ: " نَادِ: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ " (1)
1777 - حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَبُو عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: دَخَلَ الْعَبَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَنَخْرُجُ فَنَرَى قُرَيْشًا تَحَدَّثُ، فَإِذَا رَأَوْنَا سَكَتُوا، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَرَّ عِرْقٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " وَاللهِ، لَا يَدْخُلُ قَلْبَ امْرِئٍ إِيمَانٌ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ، وَلِقَرَابَتِي " (2)
__________
=معه، كما يدلُّ عليه السوْق، لا الثبوت في الحرب، وعدم الفرار، وإلا فقد ثَبَتَ أبو بكر وعمر وعلي وغيرهم أيضاً، ذكره في "المواهب".
وقوله: "حين حمي الوطيس":"حين" بالفتح، مبني لإضافته إلى الجملة، و"حَمِي" بكسر الميم، من: حَمِيَت النار، إذا اشتَد حرها، و"الوطيس" بفتح واوٍ، وكسر طاءٍ مهملة، وسين مهملة: التنور، أراد الحرب، والظاهر أن خبر "هذا" هو: حين حمي الوطيس، وقيل: محذوف، والتقدير: هذا القتالُ حين حمي الوطيسُ، وفي المواهب: الوطيس: هو التنور يُخبز فيه، يُضرب مثلاً لشدة الحرب الذي يُشبهُ حرُّها حَره، وهذا من فصيح الكلام الذي لم يُسمع من أحدٍ قبلَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي (459) ، ومسلم (1775) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسقط من المطبوع من "مسند الحميدي": سفيان بن عيينة. وانظر (1775) .
(2) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. وهو مكرر (1773) .(3/298)
1778 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ يَعْنِي الشَّافِعِيَّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا " (1)
1779 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا " (2)
1780 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ (3) الْقُرَشِيُّ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ،
__________
(1) إسناده صحيح، مَن فوق الإمام الشافعي على شرط الشيخين غيرَ عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فمن رجال مسلم. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث بن خالد بن صخر القرشي التيمىِ.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية 9/156 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (34) ، وأبو يعلى (6692) ، وابن منده في "الإيمان" (114) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (199) ، والبغوي (24) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به.
وأخرجه أبو يعلى (6692) من طريق ابنِ أبي حازم، عن يزيد بن الهاد، به. وسيأتي برقم (1779) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي (2623) ، وابن حبان (1694) ، وابن منده في "الإيمان" (115) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (198) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1778) .
(3) تحرف في (م) إلى: نصر.(3/299)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِذَا سَجَدَ الْعَبْدُ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهُهُ، وَكَفَّاهُ، وَرُكْبَتَاهُ، وَقَدَمَاهُ " (1)
1781 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ، أَنَّ عُمَرَ دَعَاهُ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ جَاءَ حَاجِبُهُ يَرْفَأُ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ يَسْتَأْذِنُونَ، قَالَ: نَعَمْ فَأَدْخَلَهُمْ، فَلَبِثَ قَلِيلًا، ثُمَّ جَاءَه، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ، وَعَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَذِنَ لَهُمَا. فَلَمَّا دَخَلا قَالَ عَبَّاسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا لَعَلِيٍّ، وَهُمَا يَخْتَصِمَانِ فِي الصَّوَافِي الَّتِي أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، فَقَالَ الرَّهْطُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنَهُمَا، وَأَرِحِ احَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ. قَالَ عُمَرُ: اتَّئِدُوا أُنَاشِدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ "؟ يُرِيدُ نَفْسَهُ، قَالُوا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَلِيٍّ، وَعَلَى الْعَبَّاسِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللهِ، أَتَعْلَمَانِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ، أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (491) ، وأبو داود (891) ، والترمذي (272) ، والنسائي 2/208، وابن حبان (1921) ، والبيهقي 2/101 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1764) .(3/300)
فِي هَذَا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَقَالَ: {وَمَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ} [الحشر: 6] إِلَى {قَدِيرٌ} [الحشر: 6] ، فَكَانَتْ هَذِهِ خَاصَّةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ وَاللهِ مَا احْتَازَهَا دُونَكُمْ، وَلا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ لَقَدِ أعْطَاكُمُوهَا، وَبَثَّهَا فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ، ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللهِ، فَعَمِلَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيَاتَهُ، ثُمَّ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَبَضَهُ أَبُو بَكْرٍ فَعَمِلَ فِيهِ بِمَا عَمِلَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
1782 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ، عِنْدَهُ أَتَاهُ حَاجِبُهُ يَرْفَأُ، فَقَالَ لِعُمَرَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَعْدٍ، وَالزُّبَيْرِ يَسْتَأْذِنُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، ائْذَنْ لَهُمْ، قَالَ: فَدَخَلُوا، فَسَلَّمُوا وَجَلَسُوا، قَالَ: ثُمَّ لَبِثَ يَرْفَأُ قَلِيلًا، فَقَالَ لِعُمَرَ: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ، وَعَبَّاسٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَأَذِنَ لَهُمَا، فَلَمَّا دَخَلا عَلَيْهِ جَلَسَا، فَقَالَ عَبَّاسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَلِيٍّ، فَقَالَ الرَّهْطُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4033) عن أبي اليمان، بهذا الإسناد. وانظر (172) .
والصوافي: قال ابن الأثير في "النهايهْ" 3/40: هي الأملاك والأراضي التي جلا عنها أهلها، أو ماتوا ولا وارث لها، واحدتها: صافية، وقال الأزهري: يقال للضياع التي يستخلصها السلطان لخاصته: الصوافي.(3/301)
عُثْمَانُ وَأَصْحَابُهُ: اقْضِ بَيْنَهُمَا، وَأَرِحِ أحَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ، فَقَالَ عُمَرُ: اتَّئِدُوا فَأَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ "؟ - يُرِيدُ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ - قَالَ الرَّهْطُ: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللهِ، هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، فَقَالَ عُمَرُ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ فِي هَذَا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَقَالَ اللهُ {وَمَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ} [الحشر: 6] الْآيَةَ، فَكَانَتْ هَذِهِ الْآيَةُ خَاصَّةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ وَاللهِ مَا احْتَازَهَا، وَلا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ، لَقَدِ أعْطَاكُمُوهَا وَبَثَّهَا فِيكُمْ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ، ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ مِنْهُ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللهِ فَعَمِلَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيَاتَهُ. أَنْشُدُكُمُ اللهَ هَلْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ لِعَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ: فَأَنْشُدُكُمَا بِاللهِ هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ؟ قَالا: نَعَمْ، ثُمَّ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَبَضَهَا أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَعَمِلَ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ وَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ، وَعَبَّاسٍ تَزْعُمَانِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ فِيهَا كَذَا، وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ فِيهَا لَصَادِقٌ، بَارٌّ، رَاشِدٌ، تَابِعٌ لِلحَقِّ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وابن أخي الزهري: هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري المدني. وانظر (172) .(3/302)
1783 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَدْعُو بِهِ، فَقَالَ: " سَلِ اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ " قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَدْعُو بِهِ، قَالَ: فَقَالَ: " يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " (1)
1784 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ ابْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نِسَاؤُهُ، فَاسْتَتَرْنَ مِنِّي إِلا مَيْمُونَةَ (2) ، فَقَالَ: " لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ شَهِدَ اللَّدَّ إِلا لُدَّ، إِلا أَنَّ يَمِينِي لَمْ تُصِبِ الْعَبَّاسَ " ثُمَّ قَالَ: " مُرُوا
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وحديثه يكتب للمتابعة.
وقد تقدم من طريق آخر برقم (1766) عن عبد الله بن عباس، عن أبيه.
وأخرجه أبو يعلى (6697) من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (461) ، وابن أبي شيبة 10/206، والبخاري في "الأدب المفرد" (726) ، والترمذي (3514) ، وأبو يعلى (6696) من طرق عن يزيد بن أبي وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وعبدُ الله بن الحارث قد سمع من العباس بن عبد المطلب.
(2) في رواية أبي يعلى زيادة: "فَدُق له سَعْطة فَلدَّ" وهي توضح المراد من قوله: "لا يبقى في البيت أحد شهد اللدَّ إلا لُدَّ". والسَّعطة: دواء يجعل في الأنف.(3/303)
أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ " فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِحَفْصَةَ: قُولِي لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ بَكَى، قَالَ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ " فَقَامَ فَصَلَّى، فَوَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِفَّةً، فَجَاءَ فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَأَرَادَ أَنْ يَتَأَخَّرَ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ اقْتَرَأَ (1)
1785 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ أَرْقَمَ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَرَضِهِ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ "، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَكَبَّرَ، وَوَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاحَةً، فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ تَأَخَّرَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) صحيح لِغيره، قيس بن الربيع مختلف فيه، وحديثُه حسن في الشواهد، وهذا منها، وباقي رجاله ثقات. ابن شرحبيل: هو أرقم بن شرحبيل الأودي الكوفي.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/452، وأبو يعلى (6704) من طريق قيس بن الربيع، بهذا الإِسناد. وقد سقط من المطبوع من "المعرفة والتاريخ" من إسناده "عن العباس".
وأخرجه مختصراً البزار (1566) من طريق قيس بن الربيع، به. وانظر ما بعده.
ويأتي مختصراً في مسند ابن عباس برقم (2055) من طريق أبي إسحاق، عن أرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس.
وفي الباب عن عائشة، ويأتي في مسندها 6/34 و53 ومواضع أخرى، وانظر ابن حبان (2118) و (2120) و (6601) .
واللدُّ: هو العلاج باللدود، وهو ما يسقاه المريض في أحد شِقي الفم، ولديدا الفم: جانباه، قال ابن الأثير: وإنما فعل ذلك عقوبة لهم، لأنهم لَدُّوه بغير إذنه. اقترأ، أي: قرأ، والاقتراء: افتعال من القراءة.(3/304)
مَكَانَكَ، ثُمَّ جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، فَاقْتَرَأَ مِنَ المَكَانِ الَّذِي بَلَغَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنَ السُّورَةِ (1)
1786 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: " انْظُرْ هَلْ تَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ نَجْمٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " مَا تَرَى؟ " قَالَ: قُلْتُ: أَرَى الثُّرَيَّا، قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ يَلِي هَذِهِ الْأُمَّةَ بِعَدَدِهَا مِنْ صُلْبِكَ اثْنَيْنِ فِي فِتْنَةٍ " (2)
__________
(1) هو مكرر ما قبله
وقوله "يُهادى" أي: يمشي بينهما معتمداً عليهما من ضعفه وتمايله، والتهادي في المشية: التمايل.
(2) إسناده ضعيف جداً، عبيد بن أبي قرة قال البخاري في "تاريخه الكبير" 2/6: لا يتابع في حديثه في قصة العباس، وترجم له الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/22 ونقل عن ابن معين قوله فيه: ما به بأس، وعن يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، وأورد حديثه هذا، وقال بإثره: هذا باطل، وأبو قبيل- واسمه حُيي بن هانئ- قال في "تعجيل المنفعة" ص 277: ضعيف، لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة، وأبو ميسرة: مجهول لم يرو عنه غير أبي قبيل، مترجم في "التعجَيل" ص 523.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/96 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 2/404، وابن عدي في "الكامل" 5/1988، والحاكم 3/326، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/518 من طريق عبيد بن أبي قُرة به، وليس قوله: "اثنين في فتنة" عند أحد منهم غير ابن أبي حاتم. وقال الذهبي في "تلخيصه" متعقباً الحاكم: لم يصح هذا.(3/305)
1787 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي الْأَشْعَثِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَفِيفٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنْتُ امْرَأً تَاجِرًا، فَقَدِمْتُ الْحَجَّ، فَأَتَيْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِأَبْتَاعَ مِنْهُ بَعْضَ التِّجَارَةِ، وَكَانَ امْرَأً تَاجِرًا، فَوَاللهِ إِنِّي لَعِنْدَهُ بِمِنًى، إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ خِبَاءٍ قَرِيبٍ مِنْهُ، فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ فَلَمَّا رَآهَا مَالَتْ - يَعْنِي قَامَ يُصَلِّي - قَالَ: ثُمَّ خَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَامَتْ خَلْفَهُ تُصَلِّي، ثُمَّ خَرَجَ غُلامٌ حِينَ رَاهَقَ الْحُلُمَ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ، فَقَامَ مَعَهُ يُصَلِّي. قَالَ: فَقُلْتُ لِلعَبَّاسِ: مَنْ (1) هَذَا يَا عَبَّاسُ؟ قَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِي، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ؟ قَالَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ خَدِيجَةُ ابْنَةُ خُوَيْلِدٍ. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا الْفَتَى؟ قَالَ: هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ عَمِّهِ. قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ؟ قَالَ: " يُصَلِّي، وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ "، وَلَمْ يَتْبَعْهُ عَلَى أَمْرِهِ إِلا امْرَأَتُهُ، وَابْنُ عَمِّهِ هَذَا الْفَتَى، وَهُوَ يَزْعُمُ " أَنَّهُ سَيُفْتَحُ عَلَيْهِ كُنُوزُ كِسْرَى، وَقَيْصَرَ " قَالَ: فَكَانَ عَفِيفٌ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ يَقُولُ: وَأَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَحَسُنَ إِسْلامُهُ لَوْ كَانَ اللهُ رَزَقَنِي الْإِسْلامَ يَوْمَئِذٍ، فَأَكُونُ ثَالِثًا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (2)
__________
(1) في (س) و (غ) و (ش) و (ق) و (ص) : ما.
(2) إسناده ضعيف جداً، يحيى بن الأشعث ويقال: ابن أبي الأشعث لم يرو عنه غيرُ محمد بن إسحاق ولم يوثقه غير ابن حبان 9/251، فهو في عداد المجهولين، وإسماعيل بن إياس قال البخاري 1/345: في حديثه نظر، وأبوه إياس بن عفيف ما روى عنه غيرُ ابنه إسماعيل، وقال البخاري 1/441: فيه نظر.
وهو في "السيرة" لابن إسحاق ص 119 بهذا الإسناد.=(3/306)
1788 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: بَلَغَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، قَالَ: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: " مَنْ أَنَا؟ " قَالُوا: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ: " أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ خَلْقِهِ، وَجَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ فِرْقَةٍ، وَخَلَقَ الْقَبَائِلَ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ قَبِيلَةٍ، وَجَعَلَهُمْ بُيُوتًا، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا، فَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا " (1)
__________
= وأخرجه الحاكم 3/183 من طريق أحمد بن حنبل، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/74-75، والعقيلي في "الضعفاء" 1/80، والطبراني 18/ (181) ، والحاكم 3/183 من طريق يعقوب بن إبراهيم، به.
وليس عند البخاري قوله: "فكان عفيف يقول ... ".
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 2/311 و312، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/162 - 163 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه ابن سعد 8/17، والنسائي في "خصائص علي" (6) ، وأبو يعلى (1547) ، والطبري في "تاريخه" 2/311، والعُقيلي 1/27، وابن عدي 1/390، والطبراني 18/ (182) من طريق أسد بن عبد الله البجلي- وتحرف في "تاريخ الطبري" إلى "أسد بن عبدة"، وفي "الطبقات" إلى "عبيدة"، وفي أبي يعلى إلى "وداعة"- عن يحيى بن عفيف، عن عفيف الكندي، به. وأسد بن عبد الله البجلي قال البخاري: لم يُتابع في حديثه، وقال في "التقريب": في حديثه لين، ويحيى بن عفيف، لم يُوثقه غير
ابن حبان، وقال الذهبي؟ لا يُعرف تفرد عنه أسد بن عبد الله، وقال العقيلي في "الضعفاء" 1/80 بعد أن أورد الطريقين: وكلا الطريقين لم يثبتهما البخاري ولم يُصححهما.
(1) حسن لغيره، يزيد بن أبي زياد- وإن كان فيه ضعف- حديثه حسن في المتابعات، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ المطلب بن أبي وداعة، فمن رجال=(3/307)
1789 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ؟ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ يَحُوطُكَ، وَيَغْضَبُ لَكَ، قَالَ: " نَعَمْ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، لَوْلا ذَلِكَ لَكَانَ هُوَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ " (1)
1790 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَخِي عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
__________
=مسلم. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/169-170 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوبُ بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/499، ومن طريقه البيهقي 1/169-170، عن أبي نعيم، عن سفيان، عن يزيد، عن عبد الله بن الحارث، عن المطلب بن أبي وداعة قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبلغه بعض ما يقول الناس ... فذكره.
وأخرجه يعقوبُ بن سفيان 1/497، والترمذي (3607) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/167 - 168، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (16) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن العباس- وقال الترمذي: حديث حسن.
وسيأتي في مسند عبد المطلب- ويقال: المطلب- بن ربيعة بن الحارث 4/166 من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد المطلب، به.
وفي الباب عن وائلة بن الأسقع عند مسلم (2276) ، والترمذي (3605) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (961) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (1763) .(3/308)
كَانَ لِلعَبَّاسِ مِيزَابٌ عَلَى طَرِيقِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَبِسَ عُمَرُ ثِيَابَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَدْ كَانَ ذُبِحَ لِلعَبَّاسِ فَرْخَانِ، فَلَمَّا وَافَى الْمِيزَابَ، صُبَّ مَاءٌ بِدَمِ الْفَرْخَيْنِ، فَأَصَابَ عُمَرَ وَفِيهِ دَمُ الْفَرْخَيْنِ، فَأَمَرَ عُمَرُ بِقَلْعِهِ، ثُمَّ رَجَعَ عُمَرُ، فَطَرَحَ ثِيَابَهُ، وَلَبِسَ ثِيَابًا غَيْرَ ثِيَابِهِ، ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَأَتَاهُ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ: " وَاللهِ إِنَّهُ لَلْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، فَقَالَ عُمَرُ لِلعَبَّاسِ: وَأَنَا أَعْزِمُ عَلَيْكَ لَمَّا صَعِدْتَ عَلَى ظَهْرِي حَتَّى تَضَعَهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَعَلَ ذَلِكَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (1)
__________
(1) حسن، وهذا إسناد منقطع، هشام بن سعد لم يدرك عبيد الله بن عباس، وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/206-207 وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات، الا أن هشام بن سعد لم يسمع من عبيد الله.
وأخرجه ابن سعد 4/20 عن أسباط بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد أيضاً من طريقين عن موسى بن عبيدة الربذي، عن يعقوب بن زيد أن عمر بن الخطاب ... فذكر نحوه. وهذا إسناد ضعيف، موسى بن عبيدة ضعيف، ويعقوب بن زيد- وهو ابن طلحة التيمي- لم يدرك عمر.
وهو في "المستدرك" 3/331-332 بنحوه ضمن خبر مطول من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، وهذا إسناد ضعيف أيضاً لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
والقصة بنحوها في "المصنف" لعبد الرزاق (15264) ، و"المراسيل" لأبي داود (406) من طريق سفيان بن عيينة، عن موسى بن أبي عيسى- زاد في "المصنف": أو غيره- قال: كان في دار العباس ميزاب ... فذكره. وموسى بن أبي عيسى الحناط ثقة من رجال مسلم وعلق له البخاري، إلا أنه لم يدرك هذه القصة، وهي بمجموع هذه الطرق تتقوى فتحسن.(3/309)
مُسْنَدُ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1791 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ " كَانَ رَِدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَمْعٍ، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (2)
__________
(1) هو الفضل بن عباس بن عبد المطلب أبو محمد، ويقال: أبوعبد الله، ويقال: أبو العباس.
وهو ابن عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأكبر ولد العباس- وبه كان يُكنى- وأجملهم، وأمه لبابة بنت الحارث بن حزن الهِلالية، أخت ميمونة أم المؤمنين.
وكان ممن شهد الفتح وحنيناً وثبت يومئذ.
وأردفه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومَ النحر من جَمْع إلى مِنى، وشهد غسل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وحضر اليرموك سنة خمس عشرة وما قبلَها من مرج الصفر وأجنادين، وقد قيل: إنه قتل في هذه وقيل: هذه. وقال الواقدي وكاتبه: توفي في طاعون عمواس سنةَ سبع عشرة وله بضع وعشرون سنة، فالله أعلم.
لم يُعقب سوى ابنة واحدة تزوجها الحسنُ بنُ علي، ثم طلقها، فتزوجها أبو موسى الأشعري.
"جامع المسانيد" 4/الورقة 9-10، وانظر "سير أعلام النبلاء" 3/444.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وابن جريج تغتفر عنعنته في عطاء- وهو ابن ابي رباح- فقط، فقد قال: إذا قلت: قال عطاء، فأنا سمعتُه منه وإن لم أقل:=(3/310)
1792 - قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَّى حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (1)
__________
= سمعت، على أنه قد صرح بالسماع منه في رواية مسلم (1281) وغيره.
وأخرجه الشافعي 1/358، والنسائي 5/268، وابن الجارود (476) ، والطبراني 18/ (701) و (712) ، والبيهقي 5/137، والبغوي (1950) من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. وهو عند ابن الجارود والبيهقي وإحدى روايتي الطبراني (701) مختصر بقصة التلبية فقط.
وأخرجه الطبراني 18/ (699) و (703) و (704) و (705) و (706) و (707) و (708)
و (709) و (710) و (711) و (712) و (714) و (715) و (716) و (717) من طرق عن
عطاء، به.
وأخرجه الطبراني 18/ (680) و (683) و (684) من طرق عن ابن عباس، به.
وأخرجه ابن سعد 4/55 من طريق عكرمة بن عمار، عن عبد الله بن عُبيد، عن الفضل.
وسيأتي برقم (1792) و (1793) و (1802) و (1805) و (1806) و (1807) و (1808) و (1809) و (1810) و (1814) و (1825) و (1827) و (1831) و (1832) ، وانظر (1798) و (1816) و (1829) . وانظر في مسند ابن عباس (1860) و (2564) و (3199) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي 1/358، والحميدي (462) ، والطبراني 18/ (682) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1670) ، ومسلم (1281) (266) ، وأبو يعلى (6716) و (6732) ، وابن خزيمة (2885) ، والطبراني 18/ (681) ، والبيهقي 5/119 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة، به. وانظر (1791) .(3/311)
1793 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ مِنْ جَمْعٍ، قَالَ عَطَاءٌ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ الْفَضْلَ أَخْبَرَهُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (1)
1794 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْبَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُخْبِرُ عَنِ الْفَضْلِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ غَدَاةَ جَمْعٍ لِلنَّاسِ حِينَ دَفَعْنَا: " عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ " وَهُوَ كَافٌّ نَاقَتَهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ مِنًى حِينَ هَبَطَ مُحَسِّرًا، قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِحَصَى الْخَذْفِ الَّذِي يُرْمَى بِهِ الْجَمْرَةُ " وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ بِيَدِهِ كَمَا يَخْذِفُ الْإِنْسَانُ وقَالَ رَوْحٌ، وَالبُرْسَانِيُّ (2) : عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، وَغَدَاةَ جَمْعٍ، وَقَالا: حِينَ دَفَعُوا (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه الترمذي (918) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وفيه: عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس قال: أردفني ... قال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه مثل حديث المصنف ابنُ سعد 2/180 و4/55، والبخاري (1685) ، ومسلم (1281) (267) من طرق عن ابن جريج، به. وانظر (1791) و (1820) .
(2) في (م) و (ش) : "روح البرساني" بدون واو وهو خطأ، وحديثهما سيأتي برقم (1821) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير - واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم. أبو معبد: اسمه نافذ وهو مولى=(3/312)
1795 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَامَ فِي الْكَعْبَةِ فَسَبَّحَ وَكَبَّرَ، وَدَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَاسْتَغْفَرَ، وَلَمْ يَرْكَعْ وَلَمْ يَسْجُدْ " (1)
1796 - حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، وَيُونُسُ، قَالا: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ وَكَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ فِي عَشِيَّةِ
__________
= ابن عباس.
وأخرجه مسلم (1282) ، والنسائي 5/267، وابن خزيمة (2843) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 2/180، والدارمي (1891) ، وأبو يعلى (6730) ، وابن خزيمة (2843) و (2860) و (2873) ، والطبراني 18/ (687) و (688) من طرق عن ابن جريج، به. ويعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (371) ، وابن حبان (3855) ، والطبراني 18/ (689) و (690) و (691) و (692) من طرق عن أبي الزبير، به. وسيأتي برقم (1796) و (1821) ، وانظر (1802) .
وقوله: كاف ناقته: من الكف، بمعنى المنع، أي: يمنع ناقته من الإسراع.
وحصى الخَذْف: صِغار الحصى. وجَمْع: هي المزدلفة. ومحسر: وادٍ بين مزدلفة ومِنى، وهو من مِنى، ولذا قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وكل مزدلفة موقف، وارفعوا عن مُحسَر".
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (6733) ، والطحاوي 1/389، والطبراني 18/ (744) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (745) من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عمرو بن=(3/313)
عَرَفَةَ، وَغَدَاةِ جَمْعٍ لِلنَّاسِ حِينَ دَفَعُوا عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ، وَهُوَ كَافٌّ نَاقَتَهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ مُحْسِّرًا وَهُوَ مِنْ مِنًى، قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِحَصَى الْخَذْفِ الَّذِي يُرْمَى بِهِ الْجَمْرَةُ " وَقَالَ: لَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ (1)
1797 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبَّاسًا فِي بَادِيَةٍ لَنَا، وَلَنَا كُلَيْبَةٌ وَحِمَارَةٌ تَرْعَى، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ، وَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمْ تُؤَخَّرَا وَلَمْ تُزْجَرَا " (2)
__________
=دينار، عن ابن عباس، عن الفضلِ بنِ عباس أنه دخل مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكعبة وبلال على الباب فقال: لم يصل، وقال بلال: صلى. وسيأتي برقم (1819) و (1830) ، وانظر في مسند ابن عباس (2126) ، وفي مسند أسامة بن زيد 5/208.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. حجين: هو ابن المثنى اليمامي، ويونس: هو ابن محمد بن مسلم البغدادي، وأبو معبد: اسمه نافذ.
وأخرجه الدارمي (1892) ، ومسلم (1282) ، والنسائي 5/258، وأبو يعلى (6724) ، وابن حبان (3872) ، والطبراني 18/ (686) ، والبيهقي 5/127 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (1794) .
(2) إسناده ضعيف، عباس بن عبيد الله بن عباس لم يوثقه غير ابن حبان 5/258، وقال ابن القطان: لا يعرف حاله، وجزم ابن حزم في "المحلى" 4/13 بأنه لم يدرك عمه الفضل، ووافقه على ذلك الحافظ في "تهذيب التهذيب" 5/123، وقال الشيخ أحمد شاكر: وهذا عندي متجه، لأن الفضلَ ماتَ سنة (12) أو (18) فكانت سن أخيه عبيد الله حين وفاته (13) سنة أو (19) سنة على الأكثر، فأنى يكون له ولد مميز يُدرك عمه الفضل ويسمع منه. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه النسائي 2/65، والبيهقي 2/278 من طريق حجاج، بهذا الإسناد.=(3/314)
1798 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ " كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (1)
1799 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي (2) أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعِ ابْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّلاةُ مَثْنَى مَثْنَى، تَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَضَرَّعُ وَتَخَشَّعُ وَتَمَسْكَنُ، ثُمَّ تُقَنِّعُ يَدَيْكَ " يَقُولُ: " تَرْفَعُهُمَا إِلَى رَبِّكَ مُسْتَقْبِلًا بِبُطُونِهِمَا وَجْهَكَ، تَقُولُ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ "، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ، فَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا (3)
__________
= وأخرجه أبو يعلى (6726) ، والطحاوي 1/459- 460، والطبراني 18/ (754) من طريق ابن جريج، به.
وأخرجه أبو داود (718) ، والطحاوي 1/460، والطبراني 18/ (756) ، والبيهقي 2/278، والبغوي (549) من طريق يحيى بن أيوب، عن محمد بن عمر، به. وزاد أبو داود والبيهقي والبغوي: "فصلى في صحراء ليس بين يديه سترة". وسيأتي برقم (1817) .
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، ووهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي.
وأخرجه الطبراني 18/ (753) من طريق وهيب، بهذا الإسناد. وانظر (1791) .
(2) لفظة "أبي" سقطت من (م) .
(3) إسناده ضعيف، عبد الله بن تافع بن العمياء مجهول، قال البخاري في "تاريخه" 5/213: لم يصح حديثه، وقال الدارقطني: ضعيف.=(3/315)
1800 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ يَعْنِي ابْنَ أَبَانَ، سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: قَالَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ: " لَمَّا أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا مَعَهُ، فَبَلَغْنَا الشِّعْبَ نَزَلَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَكِبْنَا حَتَّى جِئْنَا الْمُزْدَلِفَةَ " (1)
1801 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي أَخِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَكَانَ مَعَهُ حِينَ دَخَلَهَا: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يُصَلِّ فِي الْكَعْبَةِ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا دَخَلَهَا وَقَعَ سَاجِدًا بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ يَدْعُو " (2)
__________
= وهو في "مسند عبد الله بن المبارك" (53) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (385) ، والنسائي في "الكبرى" (615) و (1440) ، والبغوي (740) ، وعلقه البخاري في "تاريخه الكبير" 3/283 عن ابن المبارك في ترجمة ربيعة بن الحارث، وقال: هوحديث لا يتابع عليه. ووقع عندهم إلا الترمذي: "فمن لم يفعل ذلك، فهي خداج".
وأخرجه أبو يعلى (6738) ، وابن خزيمة (1213) ، والطبراني 18/ (757) ، والبيهقي 2/487 - 488 من طرق عن الليث بن سعد، به. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 13/186 بعد أن أورده من طريق الليث به: هذا إسناد مضطرب ضعيف لا يحتج بمثله.
وسيأتي في مسند المطلب بن ربيعة 4/167 من طريق شعبة، عن عبد ربه، عن أنس بن أبي أنس، عن عبد الله بن نافع، عن عبد الله بن الحارث، عن المطلب، عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 0
(1) إسناده صحيح. وسيأتي نحوه في مسند أسامة بن زيد 5/199-200.
(2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق، فقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه ابن خزيمة (3007) ، والطبرانى 18/ (679) من طريق محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وانظر (1795) .(3/316)
1802 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ أَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ، قَالَ: " فَأَفَاضَ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ " قَالَ: " وَلَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ "
وقَالَ مَرَّةً: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: شَهِدْتُ الْإِفَاضَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَفَاضَ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ، وَهُوَ كَافٌّ بَعِيرَهُ، قَالَ: " وَلَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (1)
1803 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ وَكَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ، قَالَ: فَرَأَى النَّاسَ يُوضِعُونَ، فَأَمَرَ مُنَادِيَهُ، فَنَادَى: " لَيْسَ الْبِرُّ بِإِيضَاعِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ، فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى- واسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى- سيئ الحفظ.
وأخرجه الطبراني 18/ (697) من طريق سعيد بن منصور، عن هشيم- ووقع في المطبوع "هاشم"- بهذا الإسناد، ولفظه: كنت رديف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جمع فأفاض وعليه السكينة. وانظر (1794) .
وجمع هنا: المزدلفة، ويوم جمع: يوم عرفة، وأيام جمع: أيام مِنى.
وأخرجه أيضاً 18/ (717) من طريق أحمد بن منيع، عن هشيم، به. ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبى حتى رمى جمرة العقبة. وانظر (1791) .
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى، وسيأتي من طريق=(3/317)
1804 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ زَوْجَا النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ مِنْ أَهْلِهِ جُنُبًا، فَيَغْتَسِلُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ الْفَجْرَ ثُمَّ يَصُومُ يَوْمَئِذٍ " قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ: لَا أَدْرِي، أَخْبَرَنِي ذَلِكَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (1)
1805 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَخِيهِ الْفَضْلِ، قَالَ: " كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، فَبَيْنَا هُوَ يَسِيرُ إِذْ عَرَضَ لَهُ أَعْرَابِيٌّ مُرْدِفًا ابْنَةً لَهُ جَمِيلَةً، وَكَانَ يُسَايِرُهُ، قَالَ: فَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَنَظَرَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَلَبَ وَجْهِي عَنْ وَجْهِهَا، ثُمَّ أَعَدْتُ النَّظَرَ، فَقَلَبَ وَجْهِي عَنْ وَجْهِهَا حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثًا، وَأَنَا لَا أَنْتَهِي، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (2)
__________
= آخر (2099) يتقوى به. وانظر (1816) .
وإيضاع الخيل والإبل: إسراعها في السير.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد، وابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، وعمه: هومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
ويأتي تخريجه في مسند عائشة 6/203.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحكمَ بن عتيبة لا يعرف له سماع من ابن عباس. حسين بن محمد: هو حسين بن محمد بن بهرام التميمي المروذي، وجرير: هو ابن حازم، وأبوب: هو السختياني. وسيأتي برقم (1823) و (1828) ، وانظر ما تقدم برقم (562) .(3/318)
1806 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا قَيْسٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَبَّى يَوْمَ النَّحْرِ، حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (1)
1807 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ، " أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (2)
1808 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مَاهَكَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَبَّى فِي الْحَجِّ حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ " (3)
1809 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، وَجَابِرٍ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وحماد: هو ابن سلمة، وقيس: هو ابن سعد المكي.
وأخرجه الطحاوي 2/224، وإلطبراني 18/ (702) من طريق حجاج، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر (1791) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عامر الأحول - وهو عامر بن عبد الواحد- فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي. وانظر (1791) .
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
وسيأتي برقم (1827) ، وانظر (1791) .(3/319)
الْجُعْفِيِّ، وَابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ " كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَبَّى حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ " (1)
1810 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، وَعَامِرٍ الْأَحْوَلِ، وَابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، " كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يُلَبِّي يَوْمَ النَّحْرِ، حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (2)
1811 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي مُشَاشٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَعَفَةَ بَنِي هَاشِمٍ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَجَّلُوا مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، جابر الجعفي ضعيف وكذا ابن عطاء- وهو يعقوب بن عطاء-، وهما متابَعان من عامر الأحول.
وأخرجه الطبراني 18/ (700) من طريق الربيع بن يحيى الأشناني، عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1807) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله.
(3) إسناده صحيح، مُشاش- بضم الميم وتخفيف الشين الأولى- هو أبو ساسان أو أبو الأزهر السليمي البصري، ويقال: المروزي، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: إذا رأيت شعبة يحدث عن رجل فاعلم أنه ثقة إلا نفراً بأعيانهم، قلت: فما تقول أنت فيه؟ قال: صدوق صالح الحديث، سئل عنه أبو زرعة، فقال: ليس به باس، وقال أبي: ئقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/525، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي 5/261، وأبو يعلى (6734) ، والطبراني 18/ (695) من طريق عفان، بهذا الإسناد.=(3/320)
1812 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ (1) أَوْ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ - أَنَّ رَجُلًا، سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي أَدْرَكَهُ الْإِسْلامُ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَثْبُتُ عَلَى رَاحِلَتِهِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَقَضَيْتَهُ عَنْهُ، أَكَانَ يُجْزِيهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَاحْجُجْ عَنْ أَبِيكَ " (2)
__________
= وأخرجه النسائي 5/261، وأبو يعلى (6725) ، والطبراني 18/ (695) من طريقين عن شعبة، به.
وأخرجه ابن حبان في "الثقات" 7/525 عن أبي خليفة، حدثنا ابنُ كثير، حدثنا شعبة، به إلا أنه جعله مِن مسند ابن عباس. وسيأتي في مسند ابن عباس (1920) من طريق عطاء، عن ابن عباس بنحوه.
(1) تحرف هذا الإسنادُ في الأصول التي بأيدينا وكذلك في النسخ المطبوعة إلى: "حدثنا هاشم، حدثنا يحيى بن إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن عبيد الله بن عباس".
والصواب ما أثبتناه كما جاء في "جامع المسانيد والسنن" 4/الورقة 11، و"أطراف المسند" 1/الورقة 228، وقد تكرر هذا الإسناد نفسُه على الصواب في مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حديث رقم (3378) . وقد روى النسائى هذا الحديثَ 5/118 من طريق هشيم، عن يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بنِ يسار، عن عبد الله بنِ عباس وحده.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن سليمان بن يسار لم يدرك الفضلَ بن عباس، والصواب رواية سليمان بن يسار، عن عبد الله بن عباس، عن الفضل بن عباس.
وأخرجه الدارمي (1835) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/220 من طريق حماد بنِ زيد، عن يحيى بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وسيأتي في مسند ابن عباس (3377) عن إسماعيل، و (3378) عن هشيم، كلاهما عن يحيى بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.=(3/321)
1813 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي - أَوِ أُمِّي - شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
1814 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنِ الْأَحْوَلِ، وَجَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، وَابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ، " أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَبَّى، حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ " (2)
__________
= وأخرجه أبو يعلى (6717) من طريق هُشيم، عن يحيى، عن سليمان، عن ابن عباس، عن الفضل، به. وسيأتي برقم (1818) من طريق الزهري، عن سليمان، عن ابن عباس، عن الفضل، به.
وأخرجه النسائي 5/118 و8/229 من طريق هشيم، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/220، وابن حبان (3990) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن يحيى، عن سليمان، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، به. وسيأتي في مسند ابن عباس برقم (1890) من طريق الزهري، عن سليمان، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن قول سليمان بن يسار "حدثنا الفضل" خطأ يقيناً من أحد الرواة، لأن الفضل مات سنة 18 في طاعون عَمَواس، وسليمان بن يسار ولد في خلافة عثمان، فانى له أن يدركه، والصواب إثبات الواسطة بينه وبين الفضل، وهوعبد الله بن عباس، كما تقدم بيانه في الإِسناد السالف.
وأخرجه النسائي 8/229 من طريق الوليد بن نافع، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 5/119-120 و8/229، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/219، والطبراني 18/ (758) من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن يحيى بن أبي إسحاق، به. وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (1809) .(3/322)
* 1815 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ " (1)
1816 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ، ابْنًا (2) عُبَيْدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ، قَالَ: " أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَاتٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رِدْيفُهُ (3) ، فَجَالَتْ بِهِ النَّاقَةُ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُفِيضَ، وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ لَا تُجَاوِزَانِ رَأْسَهُ، فَلَمَّا أَفَاضَ سَارَ عَلَى هِينَتِهِ، حَتَّى أَتَى جَمْعًا، ثُمَّ أَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ، وَالْفَضْلُ رِدْفُهُ، قَالَ الْفَضْلُ: مَا زَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر- وهو ابن محمد بن كلي بن الحسين- فمن رجال مسلم. وعبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة، وحفص: هو ابن غياث.
وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة ص 269 (الجزء الذي حققه عمر بن غرامة العمروي) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (370) ، وأبو يعلى (6728) ، والطبراني 18/ (672) .
وأخرجه النسائي 5/275، وأبو يعلى (6735) ، والطبراني (673) ، والبيهقي 5/137 من طريق حفص بنِ غياث، به. وزاد الطبراني: "ثم نحر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: نحرت هاهنا وِمني كُلها مَنحَر، فانحروا في منازلكم" وساق هذه الزيادة باسناد آخر عن جعفر بن محمد (674) .
(2) تحرفت في (م) إلى: أنا.
(3) في (س) وعلى حاشية (ص) : ردفه.(3/323)
حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (1)
1817 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبَّاسًا، وَنَحْنُ فِي بَادِيَةٍ لَنَا، فَقَامَ يُصَلِّي - قَالَ: أُرَاهُ قَالَ: الْعَصْرَ - وَبَيْنَ يَدَيْهِ كُلَيْبَةٌ لَنَا، وَحِمَارٌ يَرْعَى لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا شَيْءٌ، يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا " (2)
1818 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان العرزمي- فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (6732) ، والطبراني 18/ (713) ، والبيهقي 5/112 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخَرجه الطبراني 18/ (698) من طريق محمد بن عبيد، به.
وأخرجه النسائي 5/256-257 من طريق عبد الله بن المبارك، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به- إلى قوله: حتى أتى جمعاً.
وأخرجه مختصراً بذكر التلبية النسائي 5/268 من طريق سفيان بن حبيب، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به. وسيأتي برقم (1820) و (1860) .
وقوله: "على هينته"، أي: على عادته في السكون والرفق.
(2) إسناده ضعيف فهو معضل، محمد بن عمر- وهو ابن علي بن أبي طالب الهاشمي- لم يُدرك الفضل بن العباس، فقد مات بعد مئة وثلاثين، والفضل بن عباس مات في خلافة عمر.
وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (2358) بهذا الإسناد، ومن طريقه أخرجه الطبراني 18/ (755) . وقد تقدم برقم (1797) من طريق ابنِ جريج، عن محمد بن عمر، عن عباس بنِ عبيد الله، عن الفضل بن عباس.(3/324)
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبِي أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْحَجِّ، وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى دَابَّتِهِ، قَالَ: " فَحُجِّي عَنِ أبِيكِ " (1)
1819 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، كَانَ يُخْبِرُ أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: " أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ فِي الْبَيْتِ حِينَ دَخَلَهُ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا خَرَجَ فَنَزَلَ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ بَابِ الْبَيْتِ " (2)
1820 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا يَعْنِي ابْنَ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ مِنْ عَرَفَةَ حَتَّى جَاءَ جَمْعًا، وَأَرْدَفَ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (6737) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1831) ، والطبراني 18/ (721) من طريق وهيب بن خالد، عن معمر، به.
وأخرجه ابن ماجه (2909) ، والنسائي 8/227، والطبراني 18/ (732) و (733) من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (1822) ، وسيأتي في مسند ابن عباس برقم (1890) من طريق الزهري، عن سليمان، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وانظر (1812) .
وفي الباب عن علي تقدم برقم (562) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (9057) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني 18/ (743) . وانظر (1795) .(3/325)
الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ مِنْ جَمْعٍ حَتَّى جَاءَ مِنًى. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَخْبَرَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (1)
1821 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَ (2) : حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَبُو مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ فِي عَشِيَّةِ عَرَفَةَ، وَغَدَاةِ جَمْعٍ لِلنَّاسِ حِينَ دَفَعُوا: " عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ " وَهُوَ كَافٌّ نَاقَتَهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ مِنًى حِينَ هَبَطَ مُحَسِّرًا، قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِحَصَى الْخَذْفِ الَّذِي يُرْمَى بِهِ الْجَمْرَةُ "، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ بِيَدِهِ كَمَا يَخْذِفُ الْإِنْسَانُ (3)
1822 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمٍ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ فِي الْحَجِّ، وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهِ، قَالَ: " فَحُجِّي عَنْهُ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي.
وأخرجه أبو يعلى (6716) من طريق هشيم، عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد. وانظر (1793) و (1816) و (1860) و (1986) .
(2) تحرف في الأصول التي بأيدينا، والنسخ المطبوعة إلى: "قالا" وأثبتناه على الصواب من "جامع المسانيد والسنن" 4/الورقة 14.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. روح: هو ابن عبادة، وابن بكر: هو محمد بن بكر بن عثمان البُرساني، وأبو معبد مولى ابن عباس: اسمه نافذ. وانظر (1794) .
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرح ابن جريج بالتحديث عند الترمذي.
وأخرجه البخاري (1853) ، والترمذي (928) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار".=(3/326)
1823 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَأَبُو أَحْمَدَ يَعْنِي الزُّبَيْرِيَّ الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ أَفَاضَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ، وَأَعْرَابِيٌّ يُسَايِرُهُ، وَرِدْفُهُ ابْنَةٌ لَهُ حَسْنَاءُ، قَالَ الْفَضْلُ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهِي يَصْرِفُنِي عَنْهَا، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (1)
1824 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلاثَةَ، عَنْ مَسْلَمَةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمًا فَبَرِحَ ظَبْيٌ، فَمَالَ فِي شِقِّهِ فَاحْتَضَنْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَطَيَّرْتَ؟ قَالَ: " إِنَّمَا الطِّيَرَةُ مَا أَمْضَاكَ، أَوْ رَدَّكَ " (2)
__________
=3/219 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه الشافعي 1/387، والدارمي (1832) ، ومسلم (1335) ، والطبراني 18/ (720) ، والبيهقي 4/328 من طرق عن ابن جريج، به. وانظر (1818) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي.
وأخرجه ابن خزيمة (2832) ، والطبراني 18/ (339) من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (6731) ، والطبراني 18/ (840) من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، به. وزاد أبو يعلى: فجعل يعرضها لِرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجاء أن يتزوجها.
وانظر (1805) و (1828) .
وهذه القصة غير قصة الخثعمية التي ستأتي برقم (2266) .
(2) إسناده ضعيف، ابن عُلاثة- واسمُه محمد بن عبد الله- قال البخاري: في=(3/327)
1825 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (1)
1826 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ (2) ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، قَالَ: بَنَى (3) يَعْلَى بْنُ عُقْبَةَ فِي رَمَضَانَ، فَأَصْبَحَ وَهُوَ جُنُبٌ، فَلَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: أَفْطِرْ؟ قَالَ: أَفَلا أَصُومُ هَذَا الْيَوْمَ وَأُجْزِيُهُ مِنْ يَوْمٍ آخَرَ؟ قَالَ: أَفْطِرْ، فَأَتَى مَرْوَانَ فَحَدَّثَهُ، فَأَرْسَلَ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَسَأَلَهَا، فَقَالَتْ: " قَدْ كَانَ يُصْبِحُ فِينَا جُنُبًا، مِنْ غَيْرِ احْتِلامٍ، ثُمَّ يُصْبِحُ صَائِمًا " فَرَجَعَ إِلَى مَرْوَانَ فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ: الْقَ بِهَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: جَارٌ جَارٌ، فَقَالَ: أَعْزِمُ عَلَيْكَ لَتَلْقَ بِهِ، (4) قَالَ: فَلَقِيَهُ فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّمَا أَنْبَأَنِيهِ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ،
__________
=حديثه نظر، وقال أبو حاتم: بكتب حديثه ولا يُحتج به، ومسلمة الجهني- وهو ابن عبد الله- لم يوثقه غيرُ ابن حبان، ثم هو لم يدرك الفضل بن عباس.
والبارح: ما مر من الصيد من يمينك إلى يسارك، والعرب تتطير به، لأنه لا يمكنك أن ترميه حتى تنحرف.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (1815) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وانظر (1791) .
(2) تحرف في الأصول الخطية و (م) إلى: "ابن عوف" وأثبتناه على الصواب كما جاء في"جامع المسانيد" 4/الورقة 16، ولا "أطراف المسند" 1/الورقة 229.
(3) تحرف في (م) و (ش) إلى: "حدثني". والصواب: "بنى"، وبنى بزوجته: أي دخل بها.
(4) في (ص) وحاشية (س) و (ق) : لتلْقَانهِ، وهو خطأ.(3/328)
قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ لَقِيتُ رَجَاءً، فَقُلْتُ: حَدِيثُ يَعْلَى مَنْ حَدَّثَكَهُ؟ قَالَ: " إِيَّايَ حَدَّثَهُ " (1)
1827 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ، أَنَّهُ " كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ النَّحْرِ، فَكَانَ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " قَالَ رَوْحٌ: فِي الْحَجِّ (2) ، قَالَ رَوْحٌ - يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ -: قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مَاهَكَ، كِلاهُمَا قَالَ: ابْنُ مَاهَكَ
1828 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ النَّحْرِ، وَكَانَتْ
___________
(1) صحيح، وهذا سند حسن في الشواهد، رجاء بن حيوة ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يعلى بن عقبة، فقد روى عنه رجاء بن حيوة وصالح بن مهران، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحديثه عند النسائي. إسماعيل: هو ابنُ علية، وابنُ عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان الخراز.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2929) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 03/12، وفي "شرح مشكل الآثار" 1/227، والطبراني 18/ (747) و (748) من طريق ابن عون، بهذا الإسناد. وانظر (1804) .
وقوله: وأجزيه، أي: أقضيه من الجزاء وهو القضاء.
وأم المؤمنين هنا: هي عائشة رضي الله عنها.
(2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان-.
وأخرجه الطبراني 18/ (746) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1808) .(3/329)
جَارِيَةٌ خَلْفَ أَبِيهَا، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْرِفُ وَجْهِي عَنْهَا، فَلَمْ يَزَلْ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ " (1)
1829 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنِي عَزْرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ الْفَضْلَ حَدَّثَهُ: " أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ عَرَفَةَ، فَلَمْ تَرْفَعْ رَاحِلَتُهُ رِجْلَهَا غَادِيَةً (2) ، حَتَّى بَلَغَ جَمْعًا "
قَالَ: وحَدَّثَنِي الشَّعْبِيُّ، أَنَّ أُسَامَةَ حَدَّثَهُ: " أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ جَمْعٍ، فَلَمْ تَرْفَعْ رَاحِلَتُهُ رِجْلَهَا غَادِيَةً حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، كثير بن شنظير مختلف فيه ينحط حديثه عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وانظر (1805) .
(2) في (غ) وحاشية (س) و (ق) و (ص) : عادية.
(3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الشعبي- واسمه عامر- لم يُدْرِكِ الفضلَ بن عباس، وهو- وإن أدرك أسامة بن زيد- لم يسمع منه، قال إسحاق بن منصور: قلت ليحيى بن معين: الشعبي أن الفضل بن عباس حدثه وأن أسامة بن زيد حدثه، قال: لا شيء. وكذلك قال أحمد وابن المديني، وقال أبو حاتم- كما في "المراسيل" ص 159-: لا يمكن أن يكونَ الشعبي سمع من أسامة هذا، ولا أدرك الشعبي الفضلَ بنَ عباس. بهز: هو ابن أسد، وهمام: هو ابن يحيي العوذي، وعزرة: هو ابن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي الكوفي.
وأخرجه البيهقي 5/127 من طريق همام، بهذا الإسناد.
وأخرجه من حديث الفضل أبو يعلى (6721) ، والطبراني 18/ (764) من طريق هدبة بن خالد، عن همام، به. ولم يصرح الشعبي عندهما بالتحديث، بل رواه بالعنعنة.
وانظر (1816) و (1860) .=(3/330)
1830 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي الْكَعْبَةِ، فَسَبَّحَ وَكَبَّرَ وَدَعَا اللهَ، وَاسْتَغْفَرَهُ وَلَمْ يَرْكَعْ وَلَمْ يَسْجُدْ " (1)
1831 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْدَفَ أُسَامَةَ مِنْ عَرَفَاتٍ إِلَى جَمْعٍ، وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، فَأَخْبَرَهُ بِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (2)
__________
= قوله: "عن الشعبي: أن الفضل حدثه" قال السندي: النظر في المشاهير يدل على أن هذا خطأ، والصواب في الأول: أسامة، وفي الثاني: الفضل (كما تقدم برقم 1816) ، والله تعالى، أعلم.
وقوله: "فلم ترفع"، أي: لم تسرع رجلَها في المشي وَضْعاً ورفعاً، من رَفَع دابته: أسرع بها.
وقوله:"غادية": بالغين المعجمة، أي؟ راجعة، أو بالعين المهملة من العَدْو، والمراد أنها كانت ناقته ماشية بالسكينة والوقار.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك. وانظر (1795) .
(2) صحيح لغيره، خصيف- وهو ابن عبد الرحمن الجزري، دهان كان سييء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة ص 268 (الجزء الذي حققه عمر بن غرامة العمروي) ، وابن ماجه
(3040) ، والنسائي في "المجتبى" 5/276، وفي "الكبرى" (4086) ، وأبو يعلى (6727) ، والطبراني (18/675) و (676) و (703) من طرق عن خصيف، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 18/ (677) و (678) من طريق الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، وعبد الله بن ابي نجيح، وأبان بن صالح ثلاثتهم عن مجاهد، به. وانظر=(3/331)
1832 - أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُرَاتٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (1)
1833 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا عَنْ صَاحِبِهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَحُجَّ، فَلْيَتَعَجَّلْ فَإِنَّهُ قَدْ تَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَيَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَكُونُ الْحَاجَةُ " (2)
__________
= (1791) .
(1) إسناده صحيح، كثير بن هشام الرقي ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين غير فرات، وهو ابن سليمان الجزري الرقي- وأخطأ الشيخ أحمد شاكر فظنه فراتَ بنَ أبي عبد الرحمن القزاز- وثقه أحمد، وقال أبو حاتم: لا بأس به محله الصدق، وقال ابن عدي: لم أر المتقدمين صرحوا بضعفه، وأرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في"الثقات". عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري.
وأخرجه ابن سعد 4/55 عن كثير بن هشام، عن الضحاك بن مخلد، عن الفرات بنِ سليمان، بهذا الإسناد. وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه الدارمي (1902) ، والنسائي 5/276، والطحاوي 2/224، والطبراني 18/ (736) من طريقين عن عبد الكريمِ الجزري، به.
وأخرجه النسائي 5/276، والطحاوي 2/224، والطبراني 18/ (676) و (706) و (739) و (740) من طريق سعيد بن جبير، به. وانظر (1791) .
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، أبو إسرائيل: واسمه إسماعيل بن خليفة العبسي الملائي الكوفي- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ فضيل بن عمرو، فمن رجال مسلم.=(3/332)
1834 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ الْعَبْسِيُّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ، أَوْ أَحَدِهِمَا عَنِ الْآخَرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ " (1)
__________
= وأخرجه الطبراني 18/ (737) ، والبيهقي 4/340 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي إسرائيل، وإسناد الطبراني: "عن ابن عباس، عن الفضل وأحدهما عن الآخر"، وللبيهقي إسنادان: أحدهما "ابن عباس عن الفضل" والثاني "ابن عباس أو الفضل أو عن أحدهما". وسعيد بن جبير سمع من ابن عباس، لكن لم يدرك الفضل بن عباس.
وأخرجه الطبراني (760) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي إسرائيل، عن فضيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس وليس بعبد الله، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الطبراني (738) عن العباس بن حمدان الأصبهاني، عن يحيى بن حَكيم،
عن كثير بن هشام، عن فرات بن سَلْمان، عن عبد الكريم- وهو ابن مالك الجزري-، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن الفضل وأحدهما عن الآخر. وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات من رجال "التهذيب" غير العباس بن حمدان، فقد ترجمه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/141 وقال فيه: ثبت ثقة، وغير فرات بن سَلْمان، فله ترجمة في "الميزان" 3/342، ووثقه أحمد، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وسيأتي برقم (1834) و (2973) و (3340) .
وسيأتي بنحوه في مسند ابن عباس برقم (2867) من طريق الثوري، عن أبي إسرائيل، عن فضيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وله عن ابن عباس طريق آخر سيأتي برقم (1973) ويخرج هناك.
(1) حديث حسن، وانظر ما قبله.
وأخرجه الخطيب في "الموضح" 1/407 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2883) عن علي بن محمد وعمرو بن عبد الله، كلاهما عن وكيع، به.(3/333)
حَدِيثُ تَمَّامِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1835 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ أَبُو الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الزَّرَّادِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ تَمَّامِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوِ أتِيَ - فَقَالَ: " مَا لِي أَرَاكُمْ تَأْتُونِي قُلْحًا، اسْتَاكُوا، لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ كَمَا فَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الْوُضُوءَ " (2)
__________
(1) هو أصغر ولد العباس، وكانوا عثرة، وهو شقيق كثير بنِ العباس، وكان العباس يحمله ويقول:
تموا بتمَّام فصاروا عشره
يا رب فاجعلهم كراما برره
واجعل لهم ذِكراً وانمِ الثمره
وقال أبو عمر بن عبد البر: وكل بني العباس لهم رؤية، وللفضل ولعبد الله رواية ورؤية.
وقد تاب تمام هذا على المدينة من جهة ابن عمه علي، ثم عزله بأبي أيوب الأنصاري، ومات زمن المنصور.
"جامع المسانيد" 1/الورقة 163، وانظر "سير أعلام النبلاء" 3/443.
(2) إسناده ضعيف، أبو علي الزراد- واسمه الصيقل- قال أبو علي بن السكن وغيره: مجهول، قال الحافظ في "لسان الميزان" 7/83: ورواية الثوري عنه في مسند=(3/334)
1836 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُفُّ عَبْدَ اللهِ، وَعُبَيْدَ اللهِ، وَكُثَيَّرًا بَنِي الْعَبَّاسِ (1) ، ثُمَّ يَقُولُ: " مَنْ سَبَقَ إِلَيَّ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا " قَالَ: فَيَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ فَيَقَعُونَ عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ، فَيُقَبِّلُهُمْ وَيَلْتَزَمُهُمْ (2)
__________
=الإمام أحمد، وكأن منصوراً سقط من السند، فإن الحديث مشهور عن منصور، رواه عنه فضيل بن عياض وبحر وعبد الحميد، وزائدة وسنان بن عبد الرحمن وقيس بن الربيع وهؤلاء الثلاثة من أقران سفيان. وتمام بن العباس حديثه عن النيي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل.
وأخرجه الطبراني (1301) من طريق قبيصة، عن سفيان الثوري، عن أبي علي الصيقل، عن جعفر بياع الأنماط، عن جعفر بن تمام، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (1302) و (1303) من طريقين عن منصور، عن أبي علي الصيقل، عن جعفر بن تمام، به.
وأخرجه البزار (498- كشف الأستار) ، والحاكم 1/146 من طريق عمر بن عبد الرحمن الأبار، عن منصور، عن أبي علي الصيقل، عن جعفر بن تمام، عن أبيه، عن جده العباس رفعه. قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" 7/83: تفرد بذكر العباس فيه عمر بن عبد الرحمن الأبار. وانظر لزاماً ترجمة تمام بن العباس في "تعجيل المنفعة" ص 60، و"الإصابة" 1/188-189.
وقوله: قُلْحاً بضم القاف، وسكون اللام: جمع أقلح، والقَلَح: صفرة تعلو الأسنان ووسخ يركبها.
(1) في (م) : من بني العباس.
(2) إسناده ضعيف، يزيد بن أبي زياد- وهو الهاشمي مولاهم الكوفي- ضعيف، وعبد الله بن الحارث بن نوفل تابعي ولد في حياة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروايته عنه مرسلة، وأورده الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 8/421، ونسبه للبغوي عن داود بن عمر، عن جرير، ثم قال: وهو مرسل جيد الإسناد! وقد رواه أحمد بن حنبل في"مسنده" عن جرير مثله.(3/335)
حَدِيثُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1837 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: جَاءَتِ الْغُمَيْصَاءُ - أَوِ الرُّمَيْصَاءُ - إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَشْكُو زَوْجَهَا، وَتَزْعُمُ أَنَّهُ لَا يَصِلُ إِلَيْهَا، فَمَا كَانَ إِلا يَسِيرًا. حَتَّى جَاءَ زَوْجُهَا، فَزَعَمَ أَنَّهَا كَاذِبَةٌ، وَلَكِنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى زَوْجِهَا الْأَوَّلِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ لَكِ ذَلِكَ حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ رَجُلٌ غَيْرُهُ " (2)
__________
(1) هو عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، كان شقيق عبد الله بن العباس وقُثَمَ ومعبدٍ، أمهم أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية.
استعمله علي في إمارته على اليمن، وحج بالناس عنه سنة ست وثلاثين. وكان من سادات المسلمين سؤدُدا وكرماً ورئاسة.
قال البخاري: مات في أيام معاوية. قال غيره: سنة ثمان وخمسين. وقال خليفة وآخرون: في سنة سبع وثمانين.
"جامع المسانيد" 3/الورقة 146، وانظر "سير أعلام النبلاء" 3/512.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيد الله بن العباس فقد روى له النسائي، وهو من صغار الصحابة، ونقله الحافظ في "الإصابة" 2/430 عن المسند بهذا الإسناد وقال: ورجاله ثقات إلا أنه ليس بصريح أن عبيد الله شهد القصة، قال أحمد شاكر: يعني فيكون من مراسيل الصحابة.=(3/336)
مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
=وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (402) ، والنسائي في "المجتبى" 6/48، وفي "الكبرى" (5606) ، وأبو يعلى (6718) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وقد تحرف في المطبوع من "المجتبى" من سنن النسائي "يحيى بن أبي إسحاق" إلى: يحيى عن أبي إسحاق، وعبيد الله إلى: عبد الله.
والغُميصاء أو الرميصاء، قال ابن حجر في"الإصابة" 4/361: زوج عمرو بن حزم، أخرج أبو نعيم من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائة: أن عمرو بن حزم طَلَق الغميصاء، فنكحها رجل، فطلقها قبل أن يَمَسها، فأتت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسأله أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال: حتى يذوقَ الآخَر من عسَيلتها ... " الحديث.
والعسَيلة، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/361: شَبه لذة الجماع بذَوْق العسل، فاستعار لها ذوقاً، وإنما أنثَ لأنه أراد قطعة من العسل ... وإنما صَغره إشارةً إلى القدر القليل الذي يحصل به الحل.
(1) هو ابنُ عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَبْرُ هذه الأمة، ومُفسرُ كتابِ الله وترجمانُه، دعا له رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:"اللهم علمهُ التأويل، وفقَههُ في الدَين".
مولدُه بشِعْب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين، وقيل غير ذلك.
صحب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحواً من ثلاثين شهراً، وحَدث عنه بجُمْلةٍ صالحة، وعن غيرِ واحد من الصحابة.
وأمه: هي أم الفضل لُبابة بنت الحارث بن حزن بن بُجير الهلالية، من هلال بن عامر.(3/337)
أَخبرنا أَبو عَليٍّ الحسنُ بنُ علي بن محمد بن المُذْهِب الواعظ، قال: أَخبرنا أَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ جعفر بنِ حَمْدان بنِ مالك قراءةً عليه، حدَّثنا أَبو عبد الرحمن عبدُ الله بنُ أَحمدُ بنِ محمد بنِ حنبل حدثنى أَبى من كتابه:
1838 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، وَمُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ مِنْ زَمْزَمَ وَهُوَ قَائِمٌ " (1)
__________
= وله جماعة أولاد: أكبرهم العباس، وبه كان يكنى، وعلى أبو الخلفاء، وهو أصغرهم، والفضل، ومحمد، وعبيد الله، ولبابة، وأسماء.
وكان وسيما، جميلاً، مديدَ القامة، مهيباً، كامل التعقل، زكى النفس، من رجال الكمال.
انتقل مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح، وقد أسلم قبل ذلك، فإنه صَح عنه أنه قال: كنت أنا وأمي من المستضعفين؟ أنا من الوِلْدان، وامي من النساء.
تولى إمامة الحج سنة خمس وثلاثين بأمرٍ من عثمان بن عفان له، وهو محصور، وفي غيبته هذه قثِل عثمانُ.
وشَهِدَ قتال الخوارجِ، وتأمرَ على البصرة من جهة علي بن أبي طالب، فلم يزل عليها حتى مات علي، ثم وَفدَ على معاوية فأكرمه وقربه واحترمه وعظمه.
اعتزل ابن عباس الناس في خلافة ابن الزبير ونزل الطائف، وبقي بها إلى أن توفي سنة سبع أو ثمان وستين، وقيل: عاش إحدى وسبعين سنة.
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 3/359: ومسنده ألف وست مئة وستون حديثاً.
وانظر "البداية والنهاية" 8/298- 310.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير الواسطي، ومغيرة: هو ابن مِقْسَم الضبي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه مسلم (2027) (119) ، والترمذي (1882) من طرق عن هشيم، به.(3/338)
1839 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَجْلَحُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا شَاءَ اللهُ، وَشِئْتَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجَعَلْتَنِي وَاللهَ عَدْلًا بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ " (1)
__________
=وأخرجه البخاري (1637) ، ومسلم (2027) ، وابن ماجه (3422) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2242) ، والطبراني (12575) و (12576) و (12577) ، والبيهقي 5/147 من طرق عن عاصم بن سليمان الأحول، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 4/273، والطبراني (12579) من طريقين عن شريك، عن سليمان الشيباني، عن الشعبي، به.
وأخرجه الطبراني (12578) من طريق صاعد بنِ مسلم، عن الشعبي، به.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (206) من طريق عمر بن أبي حرملة، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (1903) و (2183) و (2244) و (2608) و (3186) و (3497) و (3529) .
(1) صحيح لغيره، الأجلح- ويقال: اسمه يحيى بن عبد الله الكندي- مختلف فيه، وثقه ابن معين والعجلي، وقال أحمد: ما أقربه من فطر بن خليفة، وضعفه النسائي وغيره، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث صدوق، وأدرجه الإمامُ الذهبي في كتابه"من تكلم فيه وهو موثق"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/346، وابن ماجه (2117) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (988) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (345) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (235) ، والطبراني (13006) ، والبيهقي 3/217 من طرق عن الأجلح بن عبد الله، به. وسيأتي برقم (1964) و (2561) و (3247) .
وفي الباب ما يَشده عن الطفيل بن سخبرة، وعن حذيفة، وعن قتيلة بنت صيفي الجهنية، وستأتي في "المسند" 5/72 و384 و6/371-372.=(3/339)
1840 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " مَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالْحِكْمَةِ " (1)
__________
=العدل: المثل، قال السندي: المراد أن هذا الكلام يوهم المساواة، فلا ينبغي التكلم به.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عكرمة فمن رجال البخاري. خالد: هو ابن مِهران الحذاء.
وأخرجه أبو يعلى (2477) من طريق هُشيم، حدثنا خالد، به.
وأخرجه البخاري (75) و (3756) ، والترمذي (3824) ، وابن ماجه (166) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (375) ، والنسائي في "الكبرى" (8179) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/518، وابنُ حبان (7054) ، والطبراني (10588) و (11961) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/315، والبغوي (3943) من طرق عن خالد الحذاء، به. ولفظه عند البخاري في الموضع الأول وأحد لفظيه في الموضع الثاني عنده ومن طريقه البغوي: "اللهم علمه الكتاب"، ولفظه عند ابن ماجه: "اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (379) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن جابر الجعفي، عن عكرمة، عن ابن عباس.
وأخرجه ابن سعد 2/365، والترمذي (3823) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (378) و (381) ، والنسائي (8178) ، والطبراني (10585) و (10615) و (11531) و (12466) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/315 و316 من طرق عن ابن عباس، بنحوه. وسيأتي برقم (2422) و (3379) ، وانظر (2397) و (2879) و (3032) و (3102) .
قال الحافظ في "الفتح" 1/170: واختلف الشراح في المراد بالحكمة هنا، فقيل: القرآن، وقيل: العمل به، وقيل: السنة، وقيل: الإصابة في القول، وقيل: الخشية،=(3/340)
1841 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ بِالْبَيْتِ وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ، وَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ بِمِحْجَنٍ كَانَ مَعَهُ، قَالَ: وَأَتَى السِّقَايَةَ، فَقَالَ: " اسْقُونِي "، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا يَخُوضُهُ النَّاسُ، وَلَكِنَّا نَأْتِيكَ بِهِ مِنَ البَيْتِ، فَقَالَ: " لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، اسْقُونِي مِمَّا يَشْرَبُ مِنْهُ النَّاسُ " (1)
1842 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ " (2)
__________
= وقيل: الفهم عن الله، وقيل: العقل، وقيل: ما يشهد العقل يصحته، وقيل: نور يفرق به بين الإلهام والوسواس، وقيل: سرعة الجواب مع الإصابة، وبعض هذه الأقوال ذكرها بعض أهل التفسير في تفسير قوله تعالى: (ولقد آتينا لقمان الحكمة) ، والأقرب أن المراد بها في حديث ابن عباس: الفهم في القرآن.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد: وهو الهاشمي مولاهم الكوفي. وسيأتي برقم (2772) .
وأخرج البخاري (1635) من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاء إلى السًقاية فاستسقى، فقال العباس: يا فضلُ، اذهب إلى أمِّك فأتِ رسولَ الله بشرابٍ من عندها، فقال: "اسقني"، قال: يا رسول الله، إنهم يجعلونَ أيديَهم فيه، قال:"اسقِني" فشرب منه.
وأخرج البخاري أيضاً (1607) من طريق ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: طاف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع على بعيرٍ يستلمُ الركنَ بمِحْجَنِه.
وانظر ما سيأتي برقم (2118) و (2227) و (2378) .
والمحجن: العصا المعْوَجة الرأس.
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس بن=(3/341)
1843 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهَا فِي لَيْلَتِهَا، فَقَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ لِأُصَلِّيَ بِصَلاتِهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِذُؤَابَةٍ كَانَتْ لِي - أَوْ بِرَأْسِي - حَتَّى جَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ " (1)
1844 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا خُيِّرَتْ بَرِيرَةُ رَأَيْتُ زَوْجَهَا يَتْبَعُهَا فِي سِكَكِ
__________
=أبي وحشية.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/2596 من طريق أحمد بن سنان، عن يحيى بن حماد ختن أبي عوانة، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن هشيم، عن أبي بشر، به.
ثم قال: ويقال: إن هذا لم يسمعه هشيم من أبي بشر إنما سمعه من أبي عوانة، عن أبي بشر فدئسَه. وسيأتي بأطول مما هنا (2447) ويُخرج هناك.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/86، والبخاري (5919) ، وأبو داود (611) ، والطبراني (12456) ، والبيهقي 3/95 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (3861) و (3862) و (3865) ، والبخاري (728) ، ومسلم (192) و (193) ، وأبو داود (610) ، وابن ماجه (673) ، والترمذي (232) ، والنسائي 2/104، وابن خزيمة (1533) و (1534) ، وأبو عوانة 2/76، والطبراني (11072) و (11272) و (11277) و (11291) و (11306) و (12193) و (12504) و (12567) و (12590) و (12780) ، والبيهقي 3/99 من طرق عن ابن عباس، بنحوه. وسيأتي برقم (2602) و (3169) و (3170) و (3175) و (3324) و (3389) ، وانظر (2567) و (3301) .(3/342)
الْمَدِينَةِ، وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَكُلِّمَ الْعَبَّاسُ لِيُكَلِّمَ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَرِيرَةَ: " إِنَّهُ زَوْجُكِ "، قَالَتْ: تَأْمُرُنِي بِهِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنَّمَا أَنَا شَافِعٌ " قَالَ: فَخَيَّرَهَا، فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا وَكَانَ عَبْدًا لِآلِ الْمُغِيرَةِ، يُقَالُ لَهُ: مُغِيثٌ (1)
1845 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: "
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. خالد: هو ابن مِهران الحذاء، وبريرة، بفتح الباء وكسر الراء: مولاة كانت لبعض الأنصار كاتبوها، فأدت عنها السيدة عائشة فأعتقتها، فصارت مولاة لها، وخيرها رسولُ الله بعتقها فاختارت نفسها، وقصتها معروفة في "الصحيحين" وغيرهما من حديث عائشة وغيرها، وهي التي جاء فيها الحديث: "الولاء لمن أعتق".
وأخرجه سعيد بن منصورفي "سننه" (1257) ومن طريقه الطحاوي 3/82-83 عن هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2292) ، والبخاري (5283) ، وأبو داود (2231) ، وابن ماجه (2075) ، والنسائي 8/245-246، وابن حبان (4273) ، والطبراني (11962) ، والدارقطني 2/154، والبيهقي 7/222، والبغوي (2299) من طرق عن خالد الحذاء، وأخرجه مختصراً عبد الرزاق (13010) ، والبخاري (5281) و (5282) ، والترمذي (1156) ، وابن الجارود (741) ، وابن حبان (4270) ، والطبراني (11851) ، والبيهقي 7/222 من طرق عن أيوب السختياني، والطبراني (11885) من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن عكرمة، به. وانظر (2542) .
قوله: "فاختارت نفسها"، قال السندي: أي: ولم تقبل الشفاعة، وفيه أنه لا إثم في رد شفاعة الصالحين، والظاهر أنها ما رَدت إلا لأمرٍ عظيمٍ.(3/343)
اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (1)
__________
(1) حديث صحيح، هشيم- وإن كان مدلساً، وقد عنعن- قد توبع.
وأخرجه النسائي 4/59-60 عن مجاهد بن موسى، وأبو يعلى (2479) عن أبي خيثمة، كلاهما عن هشيم، به. وسيأتي برقم (3034) و (3165) و (3367) ، وانظر (20722) .
وقد استدل بهذا الحديثِ طائفة من أهلِ العلم على أن أطفالَ المشركين لا يُحكم لهم بجنةٍ ولا نار، وأمرُهُمْ موكول إلى علم الله تعالى فيهم، وتعقبهم ابن القيم في "طريق الهجرتين" بقوله: وفي الاستدلال على ما ذهبت إليه هذه الطائفة نظر، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يجب فيهم بالوقف، وإنما وكل علم ما كانوا يعملون لو عاشوا إلى الله سبحانه وتعالى، والمعنى: الله أعلم بما كانوا يعملون لو عاشوا، فهو سبحانه وتعالى يعلم القابل منهم للهدى العامل به لو عاش، والقابل منهم للكفر المؤثر له، لكن لا يدل هذا على أنه يجزيهم بمجرد علمه فيهم بلا عمل يعملونه، وإنما يدل على أنه يعلمُ منهم ما هم عاملون بتقدير حياتهم.
والصحيحُ الذي ذهب إليه المحققون من العلماء، وارتضاه جمع من المفسرين والمتكلمين، هو أنهم من أهل الجنة.
واحتجوا بما رواه البخاري في "صحيحه" (7047) من حديث سمرة بن جُندب قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما يكثر أن يقولَ لأصحابه: هل رأى أحد منكم رؤيا؟ قال: فيقص عليه ما شاء الله أن يقص، وإنه قال لنا ذات غداة: إني أتاني الليلة آتيان، فذكر الحديث ...
وفيه: "وأما الوِلدان الذين حولَه، فكل مولود يُولَدُ على الفطرة" فقال بعض المسلمين: يا رسولَ الله، وأولادُ المشركين؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وأولاد المشركين".
فهذا الحديث الصحيح صريح في أنهم في الجنة، ورؤيا الأنبياء وحي.
وفي "مستخرج البرقاني" على البخاري من حديث عوف الأعرابي، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "كُل مولود يُولد على الفطرة" فقال الناسُ:=(3/344)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يا رسول الله وأولادُ المشركين؟ قال: "وأولاد المشركين".
وروى أحمد 5/58، وأبو داود (2521) من طريق حسناء بنتِ معاوية الصريمية عن عمها، قال: قلت: يا رسولَ الله من في الجنة؟ قال: "النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والوثيد في الجنة" وحسنه الحافظ في "الفتح" 3/246.
وفي القرآن الكريم: (وما كنْا معذبين حتى نبعَثَ رَسولاً) ] الإسراء: 15 [، وهؤلاء لم تقم عليهم حجة الله بالرسل فلا يعذبهم.
وفيه أيضاً: (وما كان رَبْكَ مُهْلِكَ القُرى حتى يَبْعَث في أمِّها رسولاً يَتْلو عليهم آياتنا وما كُنا مُهْلكي القرى إلا وأهلُها ظالمون) ] القصص: 59 [، فإذا كان سبحانه وتعالى لا يُهلك في الدنيا، ويعذب أهلها إلا بظلمهم، فكيف يعذب في الآخرة العذاب الدائم من لم يصدر منه ظلم. ولا يقال: كما أهلكه في الدنيا تبعاً لأبويه وغيرهم، فكذلك يدخله النار تبعاً لهم، لأن مصائب الدنيا إذا وردت لا تَخص الظالم وحده، بل تُصيب الظالم وغيره، ويبعثون على نياتهم وأعمالهم كما قال تعالى: (واتقوا فِتنةً لا تصِيبن الذينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصة) ] الأنفال: 25 [.
وفي "الصحيح" من حديث عائشة: "يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم" قالت: قلت: يا رسول الله كيف يُخسف بأولهم وبآخرهم، وفيهم أسواقُهم ومَنْ ليس منهم؟ قال: "يُخسف بأولهم وبآخرهم ثم يُبعثون على نياتهم". فأما عذابُ الآخرة، فلا يكون إلا للظالمين خاصة، ولا يتبعهم فيه مَنْ لا ذنبَ له أصلاً.
قالوا: وقد أخبر النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن كُل مولود يولد على الفطرة (وهي الإسلام) وإنما يهوده أو يُنصره أبواه، فإذا مات قبلَ التهويد والتنصير، مات على الفطرة، فكيف يستحق النار؟!
وقالوا: النارُ لا يعذب فيها إلا من عمل بعمل أهلها، وهي دارُ جزاء، فمن لم يعص الله طرفةَ عين كيف يُجازى بالنار خالداً مخلداً أبدَ الآباد.
ولو عُذبَ هؤلاء، لكان تعذيبهم إما مع تكليفهم بالإيمان، أو بدون تكليف، والقسمان ممتنعان، أما الأول: فلاستحالة تكليفِ مَنْ لا تمييز له ولا عقل أصلاً، وأما=(3/345)
1846 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ " (1)
__________
=الثاني: فيمتنع أيضاً بالنصوص التي جاءت في القرآن من أن الله لا يُعذب أحداً إلا بعدَ قيام الحجة عليه.
قال ابن القيم: وهذه حجج كما ترى قوة وكثرةً، ولا سبيلَ إلى دفعها.
(1) إسناده ضعيف، علي بن زيد- وهو ابن جدعان القرشي التيمي البصري- ضعفه القطان وابن عيينة وأحمدُ وابنُ معين، وقال البخاري وأبو حاتم: لا يحتج به، وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لِسوء حفظه، ويوسف بن مِهران قال الحافظ في "التقريب": لم يرو عنه غيرُ ابنِ جدعان وهو لين الحديث.
وأخرجه ابن سعد 2/310، وأبو يعلى (2412) ، والطبراني (12845) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/240 من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (6790) عن ابن جريج، عن أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية، عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مات وهو ابن خمس وستين سنة. ابن جريح مدلس، وقد عنعنه، وأبوالحويرث سيئ الحفظ، وسيأتي عند أحمد برقم (1945) و (3380) ، وفي سنده عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، وهو وإن احتج به مسلم قال البخاري في في "التاريخ الصغير" 1/55 بعد أن ساق حديثه هذا عن ابن عباس: لا يُتابع عليه، وكان شعبة يتكلم في عمار.
وفي الباب عن دَغْفَل بنِ حنظلة عند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/255، والترمذي في "الشمائل" (365) ، وابن أبي عاصم في"الآحاد والمثاني" (1672) ، وأبي يعلى (1575) ، والطبراني (4202) من طريق الحسن، عن دغفل: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي وهو ابن خمس وستين. قال البخاري: ولا يُتابع عليه، ولا يعرف سماع الحسن من دغفل، ولا يعرف لدغفل إدراك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال البيهقي في "دلائل النبوة" 7/241: وروايةُ الجماعة عن ابنِ عباس: في ثلاث وستين أصح، فهم أوثق وأكثر، وروايتهم توافق الروايةَ الصحيحةَ، عن عروة، عن عائشة،=(3/346)
1847 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ (1) ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " الطَّعَامُ الَّذِي نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ يُبَاعَ حَتَّى يُقْبَضَ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَحْسَبُ كُلَّ شَيْءٍ مِثْلَهُ (2)
1848 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " إِذَا لَمْ يَجِدِ الْمُحْرِمُ إِزَارًا فَلْيَلْبَسِ السَّرَاوِيلَ، وَإِذَا لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ " (3)
__________
=وإحدى الروايتين عن أنس، والرواية الصحيحة عن معاوية، وهو قولُ سعيد بن المسيب، وعامر الشعبي، وأبي جعفر محمد بن علي، وزاد ابنُ كثير في "السيرة" 4/515: عبد الله بن عقبة، والقاسم بن عبد الرحمن، والحسن البصري، وعلي بن الحسين وغير واحد. وانظر (2017) و (2110) و (2242) و (3429) و (3503) و (3516) ففيها كلها أنه كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن ثلاث وستين.
(1) تحرف في (م) إلى: هاشم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. طاووس: هو ابن كيسان. والطعام مبتدأ، خبره "الذي"، قال الثح أحمد شاكر: وهذه صيغة تفيد الحصر، يريد أن الذي علمه من النهي عن البيع قبل القبض، إنما هو في الطعام، ثم يرى أن المعنى عام في كل بيع.
وأخرجه الطبراني (10874) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/368 عن هشيم، به.
وأخرجه بنحوه مسلم (1525) (29) ، وأبو داود (3497) ، وابن ماجه (2227) ، والترمذي (1291) ، وابن حبان (4980) ، والطبراني (10872) و (10873) و (10875) و (10876) و (10877) و (10878) من طرق عن عمرو بن دينار، به.
وسيأتي برقم (1928) و (2275) و (2438) و (2585) و (3346) و (3481) و (3496) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(3/347)
1849 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ صَائِمٌ " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 4/100، ومسلم (1178) (4) ، والطحاوي 2/133 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2610) ، وابن أبي شيبة 4/100، ومسلم (1178) ، والترمذي (834) ، والنسائي 5/132-133 و133 و135، وابن خزيمة (2681) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/133، وابن حبان (3785) ، والطبراني (12809) و (12810) و (12811) و (12812) و (12813) ، والدارقطني 2/228 و230 من طرق عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (1917) و (2015) و (2526) و (2583) و (3115) .
(1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد.
وأخرجه أبو يعلى (2471) عن أبي خيثمة، عن هُشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/255، وعبد الرزاق (7541) ، والحميدي (501) ، وابن ماجه (1682) و (3081) ، والنسائي في "الكبرى" (3225) ، وأبو يعلى (2360) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3104) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/101، والطبراني 11/ (12138) و (12139) و (12140) و (12141) ، والدارقطني 2/239، والبيهقي 4/263، والبغوي في "شرح السنة" (1758) من طريق يزيد بن أبي زياد، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3228) من طريق شريك، عن خُصيف، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: احتجم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صائم محرم. وشريك ساء حفظه فغلط فيه.
قال الحافظ ابن حجر في"التلخيص الحبير"2/191 بعد أن أورد حديث ابن عباس هذا"احتجم وهو صائم محرم": واستُشْكِل كونُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعٍ بين الصيام والإحرام، لأنه لم يكن من شأنه التطوعُ بالصيام في السفر، ولم يكن محرما إلا وهو مسافر، ولم يسافر في رمضان إلى جهة الإحرام إلا في غَزاة الفتح، ولم يكن حيئنذٍ محرماً.
قلت (القائل ابن حجر) : وفي الجملة الأولى نظر، فما المانعُ من ذلك، فلعله فعل ذلك مرة لبيان الجَواز، وبمثل هذا لا تُرَد الأخبارُ الصحيحة، ثم ظهر لي أن بعض الرواة=(3/348)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=جمع بين الأمرين في الذِّكر، فأوهم أنهما وقعا معاً، والأصوب رواية البخاري: "احتجم وهو صائم، واحتجم وهو محرم" فيُحمَل على أن كل واحد منهما وقع في حالة مستقلة، وهذا لا مانع منه، فقد صَح أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صام في رمضان وهو مسافر، وهو في "الصحيحين" بلفظ: وما فينا صائم إلا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعبد الله بن رواحة، ويُقوِّي ذلك أن غالب الأحاديث ورد مفصلاً.
ثم نَقَلَ عن أحمد وعلي بن المديني وغيرهما أنهم أعَلوه، قال مهَنا: سألت أحمد عنه، فقال: ليس فيه "صائم"، إنما هو محرم، قلت: من ذكره؟ قال: ابن عيينه عن عمرو عن عطاء وطاووس، ورَوْح عن زكريا عن عمرو عن طاووس، وعبدُ الرزاق عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير، قال أحمد: فهؤلاء أصحاب ابن عباس لا يذكرون صياماً ... وروى قاسم بن أصبغ من طريق الحميدي، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس مثله، ثم قال: قال الحميدي: هذا ريح، لأنه لم يكن صائماً محرماً، لأنه خرج في رمضان في غَزاة الفتح، ولم يكن محرما.
قلنا: وسيأتي الحديث كما هو هنا برقم (1943) و (2589) من طريق يزيد بن أبي زياد، به. وبنحوه برقم (2228) من طريق الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، به.
وسيأتي برقم (2186) و (2536) و (2594) و (3211) من طريق شعبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: احتجم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صائم. لم يذكر فيه الإحرام.
وسيأتي برقم (3286) من طريق الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، وعن هشام بن عروة، عن أبيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم وأعطى الحَجام أجرَه.
وأخرج البخاري في "صحيحه" (1938) عن معلى بن أسد، حدثنا وُهيب، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم، وهو الأصوب كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله.
وسيأتي من طرق عن ابن عباس برقم (1922) و (1923) و (2108) و (2243) و (2355) و (2560) و (2666) و (2888) و (3075) و (3282) و (3523) و (3524) ،=(3/349)
1850 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَقَصَتْهُ نَاقَتُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلا تَمَسُّوهُ بِطِيبٍ، وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا " (1)
1851 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ (2) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ جَمْعٍ: " هَلُمَّ الْقُطْ لِي " فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ، فَلَمَّا وَضَعَهُنَّ فِي يَدِهِ، قَالَ: " نَعَمْ بِأَمْثَالِ هَؤُلاءِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ
__________
= وفيها كلها: أنَّه احتجم وهو محرم. لم يذكر فيه الصيام.
(1) إسناده صحيح على شرطهما.
وأخرجه الطيالسي (2623) ، وابن أبي شيبة 14/206، والبخاري (1851) ، ومسلم (1206) (99) ، وأبو يعلى (2473) ، وابن حبان (3959) ، والبيهقي 3/392، والبغوي (1480) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 5/197 من طريق خلف بن خليفة، عن أبي بشر، به.
وأخرجه الطبراني (12534) من طريق فضيل بن عمرو، و (12535) و (12536) و (12537) من طريق عطاء بن السائب، والدارقطني 2/397 من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم، ثلاثتهم عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (1914) و (1915) و (2394) و (2395) و (2591) و (2600) و (3030) و (3076) و (3077) و (3230) .
الوقص: كسر العنق، وقوله: لا تخمروا رأسه، أي: لا تغطوه.
(2) في النسخ المطبوعة والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) : عون، والمثبت من هاتين النسختين ومصادر التخريج.(3/350)
كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ " (1)
1852 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَافَرَ مِنَ الْمَدِينَةِ لَا يَخَافُ إِلا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى رَجَعَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ زياد بن الحصين- وهو الرياحي- فمن رجال مسلم. عوف: هو ابن أبي جميلة، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.
وأخرجه أبو يعلى (2472) عن أبي خيثمة، عن هشيم، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن سعد 2/180-181، وابن ماجه (3029) ، وأبو يعلى (2427) ، وابن الجارود (473) ، وابن خزيمة (2867) ، وابن حبان (3871) ، والطبراني (12747) و (12748) ، والحاكم 1/466 من طرق عن عوف بن أبي جميلة، به. وسيأتي برقم (3248) ، وانظر (1821) و (1894) .
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين وقد صرح هشيم بالتحديث عند الطبراني، ثم هو متابع. منصور: هو ابن زاذان، وابن سيرين- وهو محمد- لا يصح له سماع من ابن عباس.
وأخرجه الترمذي (547) ، والنسائي 3/117، والطبراني (12863) من طرق عن هشيم، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: صحيح.
وأخرجه الشافعي 1/180، وعبد الرزاق (4270) و (4271) ، وعبد بن حميد (662) و (663) ، والطبراني (12856) و (12858) و (12859) و (12860) و (12861) و (12864) ، والبيهقي 3/135، والبغوي (1025) من طرق عن محمد بن سيرين، به. وسيأتي برقم (1995) و (3317) و (3334) و (3411) و (3493) . وانظر (1958) و (2124) و (2758) والبخاري (1083) ، ومسلم (696) ، وفي الباب عن عمر وقد تقدم برقم (174) ، وعن أنس عند البخاري (1081) وعن حارثة بن وهب عند أحمد 4/306.(3/351)
1853 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَارٍ بِمَكَّةَ: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] قَالَ: " وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ، رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ "، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ، وَسَبُّوا مَنِ أنْزَلَهُ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} [الإسراء: 110]- أَيْ بِقِرَاءَتِكَ - فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ، فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] عَنْ أَصْحَابِكَ، فَلَا تُسْمِعُهُمِ الْقُرْآنَ حَتَّى يَأْخُذُوهُ عَنْكَ، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء: 110] (1)
1854 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ (2) بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ بِوَادِي الْأَزْرَقِ، فَقَالَ: " أَيُّ وَادٍ هَذَا؟ " قَالُوا: هَذَا وَادِي الْأَزْرَقِ، فَقَالَ: "كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ وَهُوَ هَابِطٌ مِنَ الثَّنِيَّةِ، وَلَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالتَّلْبِيَةِ"، حَتَّى أَتَى عَلَى ثَنِيَّةِ هَرْشَى، فَقَالَ: " أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ؟ " قَالُوا: ثَنِيَّةُ هَرْشَى، قَالَ: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَعْدَةٍ، عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، خِطَامُ نَاقَتِهِ خُلْبَةٌ - قَالَ هُشَيْمٌ: يَعْنِي لِيفًا - وَهُوَ يُلَبِّي " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس. وهو مكرر
(2) في (م) : أبو داود، وهو خطأ.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في"صحيحه" (166) (268) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (166) (268) عن سريج بن يونس، عن هشيم، به.=(3/352)
1855 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَصْحَابُنَا مِنْهُمْ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْعَرَ بَدَنَتَهُ مِنَ الجَانِبِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ سَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا، وَقَلَّدَهَا نَعْلَيْنِ " (1)
1856 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ الْأَسْدِيَّ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجْلَ حِمَارِ وَحْشٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ فَرَدَّهُ، وَقَالَ: " إِنَّا مُحْرِمُونَ " (2)
__________
= وأخرجه مسلم (166) (269) ، وأبو يعلى (2542) ، وابن خزيمة (2632) و (2633) ، وابن حبان (3801) و (6219) ، والطبراني (12756) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/223 و3/96 من طرق عن داود بن أبي هند، به. وانظر ما سيأتي برقم والجُؤار: رفع الصوت والاستغاثة. وادي الأزرق: واد في الحجاز قريب من مكة.
وهَرْشي: ثنية بين مكة والمدينة، وقيل: قريبة من الجحفة، يُرى منها البحر.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان - وهو الأعرج البصري- فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي 5/170 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2696) عن شعبة، به. وسيأتي برقم (2296) و (2528) و (3149) و (3206) و (3244) و (3525) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد.
وأخرجه الطبراني (12143) من طريقين عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً (12706) من طريق حماد بن شعيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن الحسن العرني، عن ابن عباس، به. وحماد بن شعيب ضعيف، والحسن العرني روايته=(3/353)
1857 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ عَمَّنْ حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَ؟ وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: " لَا حَرَجَ لَا حَرَجَ " (1)
1858 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَمَّنْ قَدَّمَ مِنْ نُسُكِهِ شَيْئًا قَبْلَ شَيْءٍ؟ فَجَعَلَ يَقُولُ: " لَا حَرَجَ " (2)
__________
=عن ابن عباس مرسلة.
وله طريق أخرى صحيحة عن ابن عباس ستأتي برقم (2530) ، وسيأتي الحديث أيضاً في مسند الصعب بن جثامة 4/37-38 و71 من طريق عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عنه.
وفي الباب عن علي تقدم برقم (783) و (830) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه البخاري (1721) ، والنسائي في "الكبرى" (4104) ، وأبو يعلى (2471) ، والطحاوي 2/236، وابن حبان (3876) ، والطبراني (11350) ، والبيهقي 5/143 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1722) و (6666) ، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/221 و222، والطبراني (11417) ، والدارقطني 2/254، والبيهقي 5/143 من طرق عن عطاء، به. وسيأتي برقم (2731) ، وانظر (1858) و (2338) و (3036) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين. خالد: هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه البخاري (84) ، (1723) ، (1735) ، وأبو داود (1983) ، وابن ماجه (3050) ، والنسائي 5/272، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/216، وابن خزيمة (2950) ، والطبراني (11967) ، والدارقطني 2/253- 254 من طريق يزيد بن =(3/354)
1859 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلمُحَلِّقِينَ "، فَقَالَ رَجُلٌ: وَلِلمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلمُحَلِّقِينَ "، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَلِلمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ - أَوِ الرَّابِعَةِ -: " وَلِلمُقَصِّرِينَ " (1)
1860 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفَاضَ مِنْ عَرَفَاتٍ، وَرِدْفُهُ أُسَامَةُ، وَأَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ وَرِدْفُهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَلَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (2)
__________
= زريع، وأخرجه ابن أبي شيبة 14/177، والبخاري (1723) ، والطبري 1/216 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأخرجه البيهقي 5/142- 143، والبغوي (1964) من طريق إبراهيم بن طهمان، ثلاثتهم عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 1/128-219 من طريق إسماعيل بن علية، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، مرسلاً. وسيأتي مطولاً برقم (2648) و (2832) .
(1) صحح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد.
وأخرجه أبو يعلى (2476) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (849) من طريق عبد الله بن المؤمَّل، عن عبد الرحمن بن حصين، عن عطاء، عن ابن عباس، بنحوه.
وسيأتي بإسناد آخر حسن عن ابن عباس برقم (3311) .
وله شاهد متفق عليه من حديث ابن عمر، وسيأتي في "المسند" برقم (4657) .
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك- وهو ابن أبي سليمان العرزمي- فمن رجال مسلم، وهشيم قد توبع.
وأخرجه البخاري (1543) و (1686) من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس. وفي آخره: قال: فكلاهما قال: لم يزل النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلبِّي حتى رمى جمرة=(3/355)
1861 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةً رَكِبَتِ الْبَحْرَ، فَنَذَرَتْ: إِنِ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْجَاهَا أَنْ تَصُومَ شَهْرًا، فَأَنْجَاهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فَلَمْ تَصُمْ حَتَّى مَاتَتْ، فَجَاءَتْ قَرَابَةٌ لَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " صُومِي " (1)
__________
=العقبة.
وأخرجه الطبراني (11289) من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَّى حتى رمى جمرة العقبة.
وأخرجه كذلك الطبراني (10967) و (10990) من طريق ليث، عن طاووس، و (11235) من طريق ابن أبي مليكة، كلاهما عن ابن عباس. وتقدم الحديث في مسند الفضل برقم (1820) ، ويأتي برقم (1986) ، وانظر (2564) و (3199) .
وأخرج مسلم (1286) (282) من طريق يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفاض من عرفة، وأسامة رِدْفه، قال أسامة: فما زال يسير على هيئته حتى أتى جمعاً. وانظر ما سيأتي في مسند أسامة 5/201 و207.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهشيم متابع. أبو بشر: هو جعفر بن إياس.
وأخرجه أبو داود (3308) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وفيه: فجاءت ابنتُها أو أختها.
وأخرجه الطيالسي (2621) عن شعبة، والبيهقي 4/256 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن أبي بثر، به.
وأخرجه البخاري تعليقاً (1593) عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن الحكم بن عتيبة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، ووصله مسلم (1148) (156) ، والنسائي في "الكبرى" (2917) ، والبيهقي 4/255-256 من طرق عن زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو، به.=(3/356)
1862 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ: إِنَّا إِذَا كُنَّا مَعَكُمْ صَلَّيْنَا أَرْبَعًا، وَإِذَا رَجَعْنَا إِلَى رِحَالِنَا صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ. قَالَ: " تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
1863 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَّخَذَ ذُو الرُّوحِ غَرَضًا " (2)
__________
= وأخرجه الطبراني (12364) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن أبي مريم، عن الحكم، به.
وعلقه البخاري (1953) من طريق أبي حريز، عن عكرمة، عن ابن عباس، ووصله ابن خزيمة (2053) ، والبيهقي 4/256 من طريق محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر بن فضيل، عن أبي حريز. وسيأتي برقم (1970) و (2005) و (2336) و (3137) و (3420) .
(1) إسناده حسن، محمد بن عبد الرحمن الطفاوي شيخ أحمد وثقه علي بن المديني، وقال أبو حاتم: صدوق إلا أنه بهم أحياناً، وقال ابن معين: لا بأس به، وذكره الذهبي في كتابه "من تكلم فيه وهو موثق" ص 164، وقال في "الميزان": شيخ مشهور ثقة روى عنه أحمد والناس، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم، وله في البخاري ثلاثة أحاديث، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني (12895) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1996) و (2632) و (2637) و (3494) .
(2) حديث صحيح، سماك- وهو ابن حرب- في روايته عن عكرمهَ خاصة=(3/357)
1864 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، فَقَرَأَ سُورَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ وَرَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ " (1)
1865 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا أُخْرِجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ:
__________
=اضطراب، لكن للحديث طريق آخر برقم (2480) يصح به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غِير عكرمة فمن رجال البخاري. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن ماجه (3187) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11718) من طريق أسباط بن نصر، عن سماك، به. وسيأتي برقم (2474) و (2705) و (3216) .
والغرض: الهدف.
(1) حديث صحيح، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- في حفظه شيء، وكذا خُصيف: وهو ابن عبد الرحمن الجزري، وكلاهما متابع.
فقد أخرجه البخاري (1046) ، ومسلم (902) ، وأبو داود (1181) ، والنسائي 3/129، وابن حبان (2831) ، والطبراني (10645) ، والدراقطني 2/63 من طرق عن الزهري، عن كثير بن عباس، عن ابن عباس، وانظر (1975) و (2711) .(3/358)
أَخْرَجُوا نَبِيَّهُمْ، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ لَيَهْلِكُنَّ، فَنَزَلَتْ: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا، وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39] " قَالَ: " فَعُرِفَ أَنَّهُ سَيَكُونُ قِتَالٌ "، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " هِيَ أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقِتَالِ (1) "
1866 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَوَّرَ صُورَةً، عُذِّبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ. وَمَنْ تَحَلَّمَ عُذِّبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَعْقِدَ شَعِيرَتَيْنِ وَلَيْسَ عَاقِدًا. وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ يَفِرُّونَ بِهِ مِنْهُ، صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
إسحاق: هو ابن يوسف الأزرق، وسفيان: هو الثوري، ومسلم البطين: هو مسلم بن عمرإن البطين الكوفي.
وأخرجه الترمذي (3171) ، والنسائي 2/6، والطبري 17/172، وابن حبان (4710) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، ولم يرد عنده قول ابن عباس: هي أول آية ...
وأخرجه الحاكم 3/7 - 8 من طريق شعبة، والطبري 17/172، والطبراني (12336) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن الأعمش، به. دون قول ابن عباس أيضاً، وصححه الحاكم على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي (3172) ، والطبري 17/172 عن محمد بن بشار، عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير مرسلا.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة،=(3/359)
1867 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ مَنْصُورٍ (1) ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ كُرَيْبٍ،
__________
= فمن رجال البخاري. عباد بن عباد: هو ابن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي.
وأخرجه عبد الرزاق (19491) ، والحميدي (531) ، وعبد بن حميد (601) - وسقط من سنده من المطبوع "عن أيوب"- والبخاري (7042) ، وأبو داود (5024) ، وابن حبان (5685) و (5686) ، والطبراني (11855) ، والبيهقي في "السنن" 7/269، وفي "الآداب" (848) ، وفي "شعب الإيمان" (4772) و (4829) ، والبغوي (3218) من طرق عن أيوب السختياني، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11831) من طريق قتادة، و (11923) من طريق مطر الوراق، كلاهما عن عكرمة، به.
وأخرج القسمين الأولَ والثالث منه الترمذي (1751) ، والنسائي 8/215 القسم الأولَ من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرج القسم الثاني منه الترمذي (2283) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن أيوب، به. وقال: حديث صحيح.
وأخرج القسم الثالث منه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (759) و (760) من طريقين عن أيوب، به.
وأخرج القسم الثاني والثالث منه الطبراني (11637) من طريق عمرو بن دينار، و (11884) من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (2213) و (3383) ، وانظر (2162) ، وانظر أيضاً 2/504 من مسند أبي هريرة رضي الله عنه.
تحلَّم: أي قال: إنه رأى في النوم ما لم يَرَه.
(1) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) : "عبد العزيز بن عبد الصمد بن منصور"، وهو خطأ بين، والتصويب من نسختي الظاهرية ومن "أطراف المسند" 1/الورقة 125.(3/360)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِسْمِ اللهِ، اللهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإِنْ قُدِرَ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّ ذَلِكَ الْوَلَدَ الشَّيْطَانُ أَبَدًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (266) عن إسماعيل بن مسعود، عن عبد العزيز بن عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (10466) ، وابن أبي شيبة 4/311 و10/394، والدارمي (2212) ، والبخاري (141) و (3271) و (5165) و (6388) و (7396) ، ومسلم (1434) ، وأبو داود (2161) ، وابن ماجه (1919) ، وابن حبان (983) ، والطبراني في "الكبير" (12195) ، وفي" الدعاء" (941) و (942) ، والبغوي (1330) من طرق عن منصور بن المعتمر، به.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (270) عن إسماعيل بن مسعود، عن عبد العزيز بن عبد الصمد، عن سليمان، عن سالم، عن كريب، عن ابن عباس مرفوعاً.
وأخرجه النسائي أيضاً (268) عن محمد بن حاتم بن نعيم، عن ابن أبي عمر العَدَني، عن فضيل بن عياض، عن منصور، عن سالم، عن ابن عباس. ولم يذكر كريباً.
وأخرجه الطيالسي (2705) ، والبخاري (3283) ، والنسائي في"عمل اليوم والليلة" (269) من طريق شعبة، عن الأعمش، عن سالم، عن كريب، عن ابن عباس قوله.
وسيأتي برقم (1908) و (2178) و (2555) و (2597) .
قوله: "لم يضر"، قال السندي: لم يَحمِل هذا الحديث أحد على عموم الضرر لعموم ضرر الوسوسة للكل، وقد جاء: "كل مولود يمسه الشيطان إلا مريم وابنها"، فقيل: لا يضره بالإغواء والإضلال بالكفر، وقيل: بالكبائر، وقيل: بالصرف عن التوبة إذا عصى، وقيل: أي: يأمن مما يصيب الصبيان من جهة الجان، وقيل: بل لا يكون للشيطان عليه سلطان، فيكون في المحفوظين، قال تعالى: (إن عبادي ليس لك عليهم سُلْطانٌ) =(3/361)
1868 - حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَالنَّاسُ يُسَلِّفُونَ فِي التَّمْرِ الْعَامَ وَالْعَامَيْنِ - أَوْ قَالَ: عَامَيْنِ وَالثَّلاثَةَ - فَقَالَ: " مَنْ سَلَّفَ فِي تَمْرٍ، فَلْيُسَلِّفْ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ " (1)
1869 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بِثَمَانِيَ عَشْرَةَ بَدَنَةً مَعَ
__________
= [الحجر: 42] ، والله تعالى أعلم.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/229: وفي الحديث من الفوائد استحباب التسمية والدعاء، والمحافظة على ذلك حتى في حالة الملاذً كالوقاع، وفيه الاعتصام بذِكر الله ودعائه من الشيطان، والتبرك باسمه، والاستعاذة به من جميع الأسواء، وفيه الاستشعار بأنه الميسَرُ لذلك العمل والمعين عليه، وفيه إشارة إلى أن الشيطان ملازم لابن آدم لا ينطرد عنه إلا إذا ذَكَرَ الله.
(1) إسناده صحح على شرط الشيخين. ابن أبي نجيح: هو عبد الله، وعبد الله بن كثير: هو المكي القارئ، وأبو المنهال: هو عبد الرحمن بن مطعم البناني المكي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/52، والبخاري (2239) ، والدارقطني 3/4 من طريق إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن عُلية، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (14059) ، والطبراني (11265) من طريق معمر، وأخرجه الدارقطني 3/3 من طريق شعبة، و3/4 من طريق عبدة بن معتب، ثلاثتهم عن عبد الله بن أبي نجيح، به. وسيأتي برقم (1937) و (2548) و (3370) .
والسلَف: هو أن يعطيَ مالاً في سلعة إلى أجل معلوم بزيادة في السعر الموجود عند السلف، ويقال له: سَلَمَ أيضاً.(3/362)
رَجُلٍ، فَأَمَرَهُ فِيهَا بِأَمْرِهِ، فَانْطَلَقَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَزْحَفَ عَلَيْنَا مِنْهَا شَيْءٌ؟ فَقَالَ: " انْحَرْهَا، ثُمَّ اصْبُغْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، ثُمَّ اجْعَلْهَا عَلَى صَفْحَتِهَا، وَلا تَأْكُلْ مِنْهَا أَنْتَ، وَلا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِكَ " (1)
قال عبدُ الله: قال أبي: وَلَمْ يَسْمَعْ إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، مِنْ أَبِي التَّيَّاحِ
__________
(1) إسناده صحيح على سْرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة- وهو ابن المُحَبق- فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن علية، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/33 و14/230، ومسلم (1325) ، والنسائي في "الكبرى" (4136) ، والبيهقي 5/243 من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1325) ، وأبو داود (1763) ، وابن حبان (4025) ، والطبراني (12899) ، والبيهقي 5/242-243 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أبي التياح يزيد بن حميد، به. وسيأتي برقم (2189) و (2518) .
وأخرجه مسلم (1326) من طريق قتادة، عن سنان بن سلمة، عن ابن عباس، عن ذؤيب الخزاعي، بنحوه، وسيأتي في "المسند" 4/225.
وله شاهد من حديث تاجية الخزاعي وسيأتي في "المسند" 4/334.
وقوله: "أزْحَفَ" قال النووي في"شرح مسلم" 9/76: هو بفتح الهمزة وإسكان الزاي وفتح الحاء المهملة، وهذه رواية المحدَثْين لا خلاف بينهم فيه، قال الخطابي: كذا يقوله المحدثون، قال: وصوابه والأجود: فأزْحِفَتْ بضم الهمزة، يقال: زحف البعير إذا قام من الإعياء، وأزحفه السفرُ، وقال الهروي وغيره: يقال: أزحف البعير، وأزحفه السير بالألف فيهما، وكذا قال الجوهري وغيره، يقال: زحف البعير وأزحف لغتان، وأزحفه السير، وأزحف الرجل: وقف بعيره، فحصل أن إنكار الخطابي ليس بمقبول، بل الجميع جائز، ومعنى أزحف: وقف من الكلال والإعياء.
وقوله: "ثم اجعلهاعلى صَفْحتها": يعني على جنبها.
وقوله: "ولا تأكل منها"، قال النووي: السبب في نهيهم قطع الذريعة لئلا يتوصَّلَ بعض الناس إلى نحره أو تعييبه قبل أوانه.(3/363)
إِلا هَذَا الْحَدِيثَ "
1870 - قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، قَالَ: لَا أَدْرِي أَسَمِعْتُهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَمْ نُبِّئْتُهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بِعَرَفَةَ وَهُوَ يَأْكُلُ رُمَّانًا، فَقَالَ: " أَفْطَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ، وَبَعَثَتِ الَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ بِلَبَنٍ، فَشَرِبَهُ "
وَقَالَ: " لَعَنَ اللهُ فُلانًا عَمَدُوا إِلَى أَعْظَمِ أَيَّامِ الْحَجِّ، فَمَحَوْا زِينَتَهُ، وَإِنَّمَا زِينَةُ الْحَجِّ التَّلْبِيَةُ " (1)
1871 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ عَلِيًّا حَرَّقَ نَاسًا ارْتَدُّوا عَنِ الْإِسْلامِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَمْ أَكُنْ لِأُحَرِّقَهُمْ بِالنَّارِ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
ورواه هكذا على الك ابن أبي شيبة ص 180 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) عن ابن علية، بهذا الإسناد.
وهو في "المسند" (3266) من غير شك عن سفيان، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، به.
وهو كذلك عند النسائي في "الكبرى" (2815) عن أحمد بن حرب الموصلي، عن إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، به. دون قول ابن عباس: لَعن الله ...
ورواه أيضاً كذلك (2819) من طريق محمد بن عيسى، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة وسعيد، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2516) و (3266) و (3376) ، وانظر (2517) و (2946) و (3210) .
وقوله: "لعن اللة فلاناً ... " هو من كلام ابن عباس رضي الله عنهما، ونسبه في "كنز العمال" (12430) إلى ابن جرير الطبري.(3/364)
تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللهِ "، وَكُنْتُ قَاتِلَهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ " فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ فَقَالَ: وَيْحَ ابْنِ أُمِّ ابْنِ عَبَّاسٍ (1)
1872 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السُّوءِ: الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ، كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه أبو داود (4351) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد..
وأخرجه الدارقطني 3/108 من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل بن علية، به. وقال: هذا ثابت صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (9413) و (18706) ، والترمذي (1458) ، والنسائي 7/104، وابن الجارود (843) ، والطحاوي في "شرح المشكل" 4/63، وابن حبان (4476) ، والطبراني (11850) ، والدارقطني 13/113، والحاكم 3/538، والبيهقي 8/202، والبغوي (2560) من طرق عن أيوب السختياني، به. ورواية بعضهم مختصرة.
وأخرجه النسائي 7/104، والطبراني (11835) من طريق عباد بن العوام، عن سعيد، عن قتادة، عن عكرمة، به.
وأخرجه النسائي 7/104-105 عن موسى بن عبد الرحمن، عن محمد بن بشر، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن مرسلاً، وقال النسائي: وهذا أولي بالصواب من حديث عباد.
وأخرجه الطحاوي في "المشكل" 4/63 عن إسحاق، عن محمود، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (1901) و (2551) و (2552) ، وانظر (2966) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/476، والنسائي 6/267 من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.=(3/365)
1873 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي بِأَنَّهُ مَقْبُوضٌ فِي تِلْكَ السَّنَةِ " (1)
__________
=وأخرجه عبد الرزاق (16536) ، والحميدي (530) ، والبخاري في "صحيحه" (2622) و (6975) ، وفي "الأدب المفرد" (417) ، والترمذي (1298) ، والنسائي 6/267، وأبو يعلى (2405) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (517) ، والطبراني (11852) و (11853) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (211) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (288) ، والبيهقي 6/180 من طرق عن أيوب السختياني، به.
وأخرجه النسائي 6/267، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/78، والطبراني (11959) من طريق عبد الله بن المبارك، عن خالد الحذاء، وأخرجه الطبراني (11897) من طريق عباد بن منصور، كلاهما عن عكرمة، به. وانظر (2119) و (2250) و (2529) و (3177) .
قوله: "ليس لنا مثل السوء"، قال السندي: بفتح السين، أي: لا ينبغي لمسلم أن يفعل فعلاً يُضرب له بسببه مَثَل السوء، كالمثل بالكلب العائد في قيئه ... وهو تقبيح وتشنيع له، لأنه شُبه بكلب يعود في قيئه.
(1) إسناده ضعيف، عطاء- وهو ابن السائب- قد اختلط، ومحمد بن فضيل روى عنه بعد الاختلاط.
وأخرجه الطبري 30/334 عن أبي كريب وابن وكيع، عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وسيأتي معناه برقم (3127) من طريق أبي بشر جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وجعله موقوفاً عليه، وهذا أصح.
وأخرجه الطبراني (11907) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/167 من طريق عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما نزلت: (إذا جاء نصر الله والفتح) دعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة فقال: "إنه قد نُعِيَتْ إلى نفسي".=(3/366)
1874 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ (1) ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ فِي السَّفَرِ: الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، وَالظُّهْرِ وَالْعَصْرِ " (2)
1875 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ
__________
= وأخرج النسائي في "الكبرى" (11712) ، والطبراني (11903) من طريق أبي عوانة، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت: (اذا جاء نصر الله والفتح) نُعِيَتْ لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفسُه حين أنزلت ... وهذه أصح من رواية عباد عن هلال. وانظر (3201) .
(1) تحرف في (م) الى: زيد.
(2) حديث صحيح، إسناده صحيح على شرط الشيخين ان كان يزيد: هو ابن أبي حبيب، وليس على شرطهما ولا على شرط واحد منهما إن كان يزيد بن أبي زياد الهاشمي، فقد علق له البخاري وروى له مسلم مقرونا، وهو حسن في الشواهد. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه عبد الرزاق (4404) عن محمد بن راشد، عن عبد الكريم أبي أمية (وهو ضعيف) ، عن عطاء ومجاهد، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يجمع بين الصلاتين في السفر، الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، وليس يطلب عدواً ولا يطلبه عدو. وانظر (2191) و (3288) و (3397) و (3480) .
وله شاهد متفق عليه من حديث أنس، وهو عند المصنف 3/247، وصححه ابن حبان (1592) ، وآخر من حديث معاذ أخرجه مسلم (706) ، وهو عند المصنف 5/236 وصححه ابن حبان (1591) ، وثالث من حديث جابر عند ابن حبان (1590) .
(3) تحرف في (م) والأصول التي بأيدينا عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلى: مسلمة، وصوبناه من (ظ 9) و (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/الورقة 121 و122.(3/367)
مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، مَلْعُونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طَرِيقٍ، مَلْعُونٌ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ بِعَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ " (1)
__________
(1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث عند أحمد (2916) ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني (11546) ، والحاكم 4/356، والبيهقي في "السنن" 8/231، وفي "الشعب" (5373) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو، به.
وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (75) من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ملعون من سب أباه، ملعون من سب أمه".
وأخرجه الخرائطي (437) من طريق سعيد بن سلمة، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:"لعن الله من وقع على بهيمة، ولعن الله من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط" قالها ثلاثاً.
وأخرجه أبو يعلى (2521) من طريق محمد بن كريب، عن كريب، عن ابن عباس قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ملعون من انتقص شيئاً من تخوم الأرض بغير حقه". وسيأتي الحديث برقم (2816) و (2913) و (2915) ، وانظر ما سيأتي برقم (2420) .
وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، أخرجه مسلم، وهو عند المصنف (954) وفيه:"لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من سرق منار الأرض، ولعن الله من لعن والدَه، ولعن الله من آوى محدثاً".
وآخر من حديث أبي هريرة، أخرجه الخرائطي (432) ، وابن عدي 6/2434، والبيهقي في "الشعب" (5472) من طريق محرز بن هارون، وأخرجه ابن عدي 7/2586، والحاكم 4/356 من طريق هارون بن هارون، كلاهما عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وقوله: "كمه"، أي: أضل.(3/368)
1876 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ (1) ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ ابْنَتَهُ عَلَى زَوْجِهَا أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ، وَلَمْ يُحْدِثْ شَيْئًا " (2)
1877 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ طَافَ مَعَ مُعَاوِيَةَ بِالْبَيْتِ، فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لِمَ تَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ؟ وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُمَا "، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْبَيْتِ مَهْجُورًا،
__________
(1) تحرف في (م) والأصول التي بأيدينا عدا (ظ9) و (ط14) إلى: مسلمة، وصوبناه من (ظ9) و (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/الورقة 121 و122.
(2) إسناده حسن، فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند الترمذي والحاكم.
وأخرجه الطبراني (11575) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2240) ، والدارقطني 3/254 من طريق محمد بن سلمة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (12644) ، وأبو داود (2240) ، والترمذي (1143) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/256، والحاكم 3/237 و638-639، والبيهقي 7/187 من طرق عن محمد بن إسحاق، به. وسيأتي برقم (2366) و (3290) .
وله شاهد من مرسل قتادة عند ابن سعد 8/32، ومرسل الشعبي عند عبد الرزاق (12640) ، وسعيد بن منصور (2107) ، وابن سعد 8/32، والطحاوي 3/256.
وسيأتي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في "المسند" برقم (6938) : أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رد ابنته إلى أبي العاص بمهر جديد، ونكاح جديد. وهوحديث ضعيف.
وانظر لزاماً "معالم السنن" 3/259-260، و"المغني" 10/10-11، و"نصب الراية" 3/209-212.(3/369)
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: صَدَقْتَ (1)
1878 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الْعَمَّةِ وَالْخَالَةِ، وَبَيْنَ الْعَمَّتَيْنِ وَالْخَالَتَيْنِ " (2)
__________
(1) حسن لغيره، خصيف متابع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 2/184 من طريق عتاب بن بشير، عن خصيف، بهذا الإسناد. وانظر (2210) .
(2) إسناده ضعيف، خصيف- وهو ابن عبد الرحمن- سييء الحفظ.
وأخرجه أبو داود (2067) من طريق خطاب بن القاسم، عن خصيف، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (3530) .
وقوله: "وبين العمتين والخالتين" قال في "بذل المجهود" 10/50: أي: وبين من هما خالتان لها، والمراد بالخالتين الصغيرة ممن هي خالة لها والكبيرة عمتها، أو الأبوية وهي أخت الأم من أب، والأموية وهي أخت الأم من أم، وعلى هذا قياس العمتين، ويحتمل أن يكون المراد بالخالتين: الخالة، ومن هي خالة لها أطلق عليها اسم الخالة تغليباً، وكذا العمتين والكلام لمجرد التأكيد، وقال السيوطي نقلاً عن الكمال الدميري: قد أشكل هذا على بعض العلماء حتى حمله على المجاز، وإنما المراد النهي عن الجمع بين امرأتين إحداهما عمة والأخرى خالة، أو كل منهما عمة الأخرى أو كل منهما خالة
الأخرى، تصوير الأولى أن يكون رجل وابنه فتزوجا امرأة وبنتها فتزوج الأب البنت والابن الأم، فَوُلدَتْ لكل منهما ابنة من هاتين الزوجتين- فابنة الأب عمة بنت الابن، وبنت=(3/370)
1879 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الثَّوْبِ الْمُصْمَتِ مِنْ قَزٍّ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَمَّا السَّدَى وَالْعَلَمُ فَلا نَرَى بِهِ بَأْسًا " (1)
1880 - حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيَّ، قَالَ: قَالَ خُصَيْفٌ، حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ،
__________
= الابن خالتها، وتصوير العمتين أن يتزوج رجل أمّ رجل ويتزوج الآخر أمه، فيولد لكل منهما ابنة، فابنة كل واحد منهما عمة الأخرى، وتصوير الخالتين أن يتزوج رجل ابنة رجل والآخر ابنته، فولدت لكل منهما ابنة، فابنة كل واحد منهما هي خالة الأخرى.
(1) حديث صحيح، خصيف قد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أبو داود (4055) ، والطحاوي 4/255، والبيهقي في "السنن" 2/224 و3/270، وفي "الشعب" (6101) من طريق زهير بن معاوية، والطحاوي 4/255 من طريق شريك، كلاهما عن خصيف، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11939) ، والبيهقي فى "الشعب" (6103) من طريق مسلم بن سلام مولى بني هاشم، عن عبد السلام بن حرب، عن مالك بن دينار، عن عكرمة، به.
ومسلم بن سلام لم يوثقه غير ابن حبان.
وأخرجه الطبراني (10888) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس. وإسماعيل بن مسلم ضعيف.
وأخرجه البيهقي في"الشعب" (6102) من طريق إسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (1880) و (2856) و (2857) و (2951) .
وفي الباب عن عمر عند البخاري (5828) ، ومسلم (2069) . وعن أسماء بن أبي بكر عند أبي داود (4054) .
والمصمَتُ: هو الذي جميعه حرير، لا يخالطه فيه قطن ولا غيره. والسدَى: هو ما يمد طولاً في النسيج. والعلم: رسم الثوب، أو رَقْمه في أطرافه.(3/371)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّمَا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْمُصْمَتِ مِنْهُ، فَأَمَّا الْعَلَمُ فَلا " (1)
1881 - حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَامِرِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَسْتَاكُ " (2)
1882 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: فَرُمِيَ بِنَجْمٍ عَظِيمٍ، فَاسْتَنَارَ قَالَ: " مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ إِذَا كَانَ مِثْلُ هَذَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ " قَالَ: كُنَّا نَقُولُ يُولَدُ عَظِيمٌ، أَوْ يَمُوتُ عَظِيمٌ - قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: أَكَانَ يُرْمَى بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنْ غُلِّظَتْ حِينَ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) : " فَإِنَّهُ لَا يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ رَبَّنَا
__________
(1) هو مكرر ما قبله، وقد عرِف من هؤلاء الذين حدثوا خصيفاً: عكرمة كما في الإسناد السالف، وسعيد بن جبير كما في السند الآتي برقم (2857) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عثام بن علي العامري ثقة من رجال البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/169، وابن ماجه (288) و (1321) ، والنسائي في "الكبرى" (1343) ، وأبو يعلى (2485) و (2681) ، والطبراني (12337) ، والحاكم 1/145 من طريق عثام بن علي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
(3) قوله:"قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" سقط من (م) ومن الأصول الخطية عدا (ظ9) =(3/372)
تَبَارَكَ اسْمُهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ هَذِهِ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، ثُمَّ يَسْتَخْبِرُ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ، فَيَقُولُ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ فَيُخْبِرُونَهُمْ وَيُخْبِرُ أَهْلُ كُلِّ سَمَاءٍ سَمَاءً، حَتَّى يَنْتَهِيَ الْخَبَرُ إِلَى هَذِهِ السَّمَاءِ، وَيَخْطِفُ الْجِنُّ السَّمْعَ، فَيُرْمَوْنَ فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ حَقٌّ، وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فِيهِ، وَيَزِيدُونَ (1) " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " وَيَخْطِفُ الْجِنُّ وَيُرْمَوْنَ
1883 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُمْ كَانُوا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، إِذْ رُمِيَ بِنَجْمٍ؛ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلا أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا قَضَى رَبُّنَا أَمْرًا سَبَّحَهُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَيَقُولُونَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ فَيَقُولُونَ الْحَقَّ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، فَيَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا، فَيُخْبِرُ أَهْلُ
__________
=و (ظ14) ومنهما أثبتناه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
أخرجه عبد بن حميد (683) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/238 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3224) من طريق عبد الأعلى، عن معمر، به. قال: هذا حديث حسن صحيح. وانظر الحديث التالي.(3/373)
السَّمَاوَاتِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، قَالَ: وَيَأْتِي الشَّيَاطِينُ فَيَسْتَمِعُونَ الْخَبَرَ، فَيَقْذِفُونَ بِهِ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ وَيَرْمُونَ بِهِ إِلَيْهِمْ، فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ حَقٌّ وَلَكِنَّهُمْ يَزِيدُونَ فِيهِ، وَيَقْرِفُونَ، وَيَنْقُصُونَ " (1)
1884 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (2) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُمَا قَالا: لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ يُلْقِي خَمِيصَةً عَلَى وَجْهِهِ، فَلَمَّا اغْتَمَّ رَفَعْنَاهَا عَنْهُ، وَهُوَ يَقُولُ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " تَقُولُ عَائِشَةُ: يُحَذِّرُهُمْ (3) مِثْلَ الَّذِي صَنَعُوا (4)
__________
(1) صحيح، محمد بن مصعب: هو القَرْقَسَاني، فيه كلام من جهة حفظه إلا أن أحمد قال: حديثه عن الأوزاعي مقارب، ثم هو متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (2229) ، والطحاوي في "شرح المشكل" 3/113، وأبو نعيم في "الحلية" 3/143، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 203-204، وفي "دلائل النبوة" 2/236 من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (469) ، ومسلم (2229) ، والنسائي في "الكبرى" (11272) ، والطحاوي 3/113 من طرق عن الزهري، به.
وقوله: "ويقرفون" معناه: يخلطون فيه الكذب.
(2) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عبيد الله بن عباس.
(3) في (غ) و (ش) و (ق) وحاشية (س) و (ص) و (ض) : فحذرهم.
(4) إِسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى البصري السامي.=(3/374)
1885 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " تَمَّ الشَّهْرُ تِسْعًا (1) وَعِشْرِينَ " (2)
1886 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: صَلَّيْتُ الظُّهْرَ بِالْبَطْحَاءِ خَلْفَ شَيْخٍ أَحْمَقَ، فَكَبَّرَ
__________
=وأخرجه عبد الرزاق (1588) و (9754) و (15917) عن معمر، بهذا الإسناد. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو عوانة 1/399، وابن حبان (6619) .
وأخرجه ابن سعد 2/258 عن الواقدي، والبخاري (3453) ، والنسائي 2/40-41 من طريق عبد إدله بن المبارك، كلاهما عن معمر، به.
وأخرجه الدارمي 1/326، والبخاري (435) و (4443) و (5815) ، ومسلم (531) ، والبيهقي في "السنن" 4/80، وفي "الدلائل" 7/203، والبغوي (3825) من طرق عن الزهري، به. وسيأتي في مسند عائشة رضي الله عنها 6/275.
قولها: "يحذرهم"، قال السندي: أي: أمته، قيل: لأنه يصير بالتدريج تشبيهاً بعبادة الأوثان، وقوله: "قبور أنبيائهم"، أي: وصلحائهم، كما في رواية مسلم، وإلا فالنصارى ليس لهم إلا نبي واحد لا قبر له، والله تعالى أعلم.
(1) على حاشية (س) و (ض) و (ق) و (ص) : تسعة.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمرو بن الهيثم، وأبو الحكم- واسمه عمران بن الحارث السلمي- من رجال مسلم.
وأخرجه الطيالسي (2744) ، والنسائي 4/138، والطبراني (12737) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2103) و (3158) .
وانظر الحديث الذي رواه ابن عباس عن عمر رضي الله عنهما، وقد تقدم في الجزء الأول من "المسند" برقم (222) .(3/375)
ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً: يُكَبِّرُ إِذَا سَجَدَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ. قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " تِلْكَ صَلاةُ أَبِي الْقَاسِمِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ " (1)
1887 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَعْنَى، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ: عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ (2) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَرَأَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَوَاتٍ، وَسَكَتَ فَنَقْرَأُ فِيمَا قَرَأَ فِيهِنَّ نَبِيُّ اللهِ، وَنَسْكُتُ فِيمَا سَكَتَ "، فَقِيلَ لَهُ فَلَعَلَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي نَفْسِهِ، فَغَضِبَ مِنْهَا، وَقَالَ: أَيُتَّهَمُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ: " أَتَتَّهِمُ رَسُولَ اللهِ " (3)
__________
(1) حديث صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح، وسعيد- وهو ابن أبي عروبة- اختلط، ورواية ابن أبي عدي- وهو محمد بن إبراهيم- عنه بعد الاختلاط، لكن سيأتي برقم (3294) من رواية يزيد بن هارون، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط، ثم إن سعيداً قد توبع.
وأخرجه ابن خزيمة (582) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة بإثر الحديث رقم (582) ، وابن حبان (1765) من طريق هشام الدستُوائي، والطبراني (11832) من طريق طلحة بن عبد الرحمن، كلاهما عن قتادة، وأخرجه ابن أبي شيبة 1/241، والبخاري (787) ، وأبو يعلى (2478) ، وابن خزيمة (577) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/221 من طريق هشيم، عن أبي بشر، عن عكرمة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (2506) عن معمر، عن قتادة، قال: جاء رجل إلى ابنِ عباس ... وسيأتي برقم (2257) و (2656) و (3014) و (3101) و (3140) و (3294) .
(2) كذا في (ظ9) و (ظ14) و"أطراف المسند" 1/الورقة 123، وهو الصواب، وفي (م) وباقي الأصول الخطية "يزيد" بإسقاط "أبي"، وهو خطأ.
(3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وابن أبي عدي ومحمد بن جعفر=(3/376)
1888 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا " (1)
__________
=- وإن كانا رويا عن سعيد بن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد رواه عنه يزيد بن زريع، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط، ثم إنه قد توبع. أبو يزيد المدني احتج به البخاري في موضع واحد من "صحيحه" (3845) ، روى عن أبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وأسماء بنت عميس، وأم أيمن، وعكرمة مولى ابن عباس، وغيرهم، وروى عنه أبوب السختياني، وقطن بن كعب، وجرير بن حازم، وأبو عامر الخزاز، وأشعث بن جابر الحداني، وإسماعيل بن مسلم المكي وغيرهم، وثّقه ابن معين وأحمد والذهبي، وقال أبو حاتم: شيخ، وأخطأ الحافظ في "التقريب" فقال عنه: مقبول، وهو يطلق هذه اللفظة على اللين الذي لا يقبل إلا عند المتابعة كما هو صريح كلامه في مقدمته.
وأخرجه الطبراني (12005) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (583) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/205 من طريق جرير بن حازم، عن أبي يزيد، به. ويأتي من طريق أبوب عن عكرمة (3092) و (3399) ، وانظر (2238) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارقطني 3/240-241 و241 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك 2/524-525، ومن طريقه أخرجه الشافعي 2/12، وعبد الرزاق (10282) ، وسعيد بن منصور (556) ، وابن أبي شيبة 4/136، والدارمي (2188) ، ومسلم (1421) (66) ، وأبو داود (2098) ، وابن ماجه (1870) ، والترمذي (1108) ، والنسائي 6/84، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/11 و4/366، وابن حبان (4084) و (4087) ، والطبراني (10743) و (10744) و (10745) ، والدارقطني 3/239- 240 و240 و240-241 و241، والبيهقي 7/118 و122، والبغوي (2254) .
وأخرجه عبد الرزاق (10282) ، وابن أبي شيبة 4/136، والطبراني (10746) ،=(3/377)
1889 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، كَانَ " يَتَوَضَّأُ مَرَّةً مَرَّةً، وَيُسْنِدُ ذَاكَ (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
1890 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غَدَاةَ جَمْعٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رِدْفُهُ، فَقَالَتْ: إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ فِي الْحَجِّ عَلَى عِبَادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَمْسِكَ عَلَى الرَّحْلِ، فَهَلْ تَرَى أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (3)
__________
= والبيهقي 7/118 من طرق عن عبد الله بن الفضل، به.
وأخرجه عبد الرزاق (10284) عن ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن رجل، عن عبد الله بن الفضل، به. وسيأتي برقم (1897) و (2163) و (2365) و (2481) ، و (3087) و (3222) و (3343) و (3421) .
الأيِّم: الثَّيب، وهي التي دخل بها من قبل.
(1) في (ش) وعلى حاشية (ض) و (ص) : ذلك.
(2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المطلب بن عبد الله بن حنطب، فقد روى له الأربعة، وهو ثقة إلا أنه مدلس، وروايته عن ابن عباس مرسلة فيما قاله أبو حاتم. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو.
وأخرجه الطيالسي (2760) عن عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (3526) و (4818) .
وأخرجه البخاري (17) من طريق سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، قال: توضأ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرة مرة، وسيأتي عند أحمد (2072) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.=(3/378)
1891 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جِئْتُ أَنَا وَالْفَضْلُ وَنَحْنُ عَلَى أَتَانٍ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِعَرَفَةَ، فَمَرَرْنَا عَلَى بَعْضِ الصَّفِّ، فَنَزَلْنَا عَنْهَا وَتَرَكْنَاهَا تَرْتَعُ، وَدَخَلْنَا فِي الصَّفِّ، فَلَمْ يَقُلْ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَيْئًا " (2)
__________
=وأخرجه الشافعي 1/385، والحميدي (507) ، والدارمي (1833) ، والنسائي 5/117، وابن الجارود (497) ، وأبو يعلى (2384) ، وابن خزيمة (3032) و (3042) ، والبيهقي 4/328 و5/179 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2663) ، والبخاري (4399) و (6228) ، والنسائي 5/116-117، وابن خزيمة (3031) و (3033) ، وابن حبان (3995) ، والطبراني 18/ (724) و (726) و (727) و (728) و (729) و (730) و (731) و (734) و (735) ، والبيهقي 4/328 و329 و5/179 من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه ابن ماجه (2907) من طريق نافع بن جبير، والنسائي 5/117 من طريق طاووس، كلاهما عن ابن عباس، به. وسيأتي برقم (2266) و (3049) و (3238) و (3375) . وانظر في مسند الفضل (1818) .
(1) تحرف في (م) إلى:"عبد الله"، وهوعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (475) ، وابن أبي شيبة 1/278 و280، والدارمي 1/329، ومسلم (504) (256) ، وأبو د اود (715) ، وابن ماجه (947) ، والنسائي 2/64، وابن الجارود (168) ، وأبو يعلى (2382) ، وابن خزيمة (833) ، وأبو عوانة 2/54، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/459، والبيهقي 2/276 من طريق ابن عيينة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري (4412) ، ومسلم (504) (255) ، وأبو عوانة 2/55، والطحاوي 1/459 من طريقين عن الزهري، به.
وأخرجه عبد الرزاق (2357) ، وابن خزيمة (839) من طريق ابن جريج، عن عبد=(3/379)
1892 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَصَامَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ أَفْطَرَ "، " وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ بِالْآخِرِ مِنْ فِعْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قِيلَ لِسُفْيَانَ: قَوْلُهُ: " إِنَّمَا يُؤْخَذُ بِالْآخِرِ " مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ أَوْ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: كَذَا فِي الْحَدِيثِ (1)
__________
=الكريم، عن مجاهد، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2376) و (3184) و (3185) و (3454) ، وانظر (2222) و (2295) و (3017) و (3167) .
(1) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عُبيد الله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2718) ، والحميدي (514) ، وابن أبي شيبة 3/15 و19 و14/500، والبخاري (2953) ، ومسلم (1113) ، والنسائي 4/189، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/99 و100-101، وابن خزيمة (2035) ، والبيهقي في "السنن" 4/246 من طريق ابن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك 1/294، والشافعي 1/271، وعبد بن حميد (648) ، والدارمي (1708) ، والبخاري (1944) و (4275) ، ومسلم (1113) ، والطبري 1/102 و103، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/64، وابن حبان (3555) و (3563) و (3564) ، والبيهقي في "السنن" 4/240، وفي "الدلائل" 5/21، والبغوي (1766) من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (4277) و (4278) ، والطبري 1/91 و92 و93، والطحاوي 2/65، والطبراني (11704) و (11965) من طرق عن عكرمة، عن ابن عباس.
وأخرجه الطبري 1/98، والطبراني (11325) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن=(3/380)
1893 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ؟ فَقَالَ: " اقْضِهِ عَنْهَا " (1)
1894 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْسَمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُقْسِمْ " (2)
__________
=أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس. وقد بين معمر في روايته أن قوله: "إنما يؤخذ بالآخِر.." من كلام الزهري، وسيأتي تخريجها عند حديث رقم (3089) ، وسيأتي برقم (2392) و (2882) و (3089) و (3258) و (3460) ، وانظر (2057) و (2185) و (2350) و (2363) و (3162) .
والكديد: موضع على اثنين وأربعين ميلاً من مكة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (522) ، وابن أبي شيبة 3/387، ومسلم (1638) ، والنسائي 6/254 و7/20-21، وأبو يعلى (2383) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك 2/472، والطيالسي (2717) ، وعبد الرزاق (15899) و (16333) ، والبخاري (2761) و (6698) ، ومسلم (1638) ، وأبو داود (3707) ، وابن ماجه (2132) ، والترمذي (1546) ، والنسائي 6/254 و7/20، وأبو يعلى (2683) ، وابن حبان (4393) و (4394) و4395) ، والبيهقي 4/256 و6/278 و10/85، والبغوي (2449) من طرق عن الزهري، به 0 وسياتي برقم (3049) و (3506) .
ويأتي في مسند سعد بن عبادة من طريق الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن سعد 6/7.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(3/381)
1895 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ " (1)
__________
= وأخرجه أبو داود (3267) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (536) ، ومسلم (2269) ، وابن ماجه (3918) ، والنسائي في "الكبرى" (7640) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه الدارمي (2156) ، ومسلم (2269) ، وأبو داود (3269) و (4633) من طريق سليمان بن كثير، والبخاري (7000) و (7046) ، وابن حبان (111) ، والبيهقي 10/39-40 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه مسلم (2269) من طريق الزبيدي، عن عبيد الله أن ابن عباس أو أبا هريرة كان يحدث أن رجلاً ... وسيأتي مطولاً برقم (2113) و (2114) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن وعلة - واسمه عبد الرحمن- فمن رجال مسلم.
وأخرجه الشافعي 1/26، والحميدي (486) ، وابن أبي شيبة 8/378، ومسلم (366) ، وابن ماجة (3609) ، والترمذي (1728) ، والنسائي 7/173، وأبو يعلى (2385) ، والطبري في "تهذيب الأثار" 2/809، وأبو عوانة 1/212، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/469، وابن حبان (1288) ، والبيهقي 1/16 من طريق ابن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك 2/498، والشافعي 1/26، والطيالسي (2761) ، ومسلم (366) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/469، وفي "شرح المشكل" 4/262، وابن حبان (1287) ، والدارقطني 1/46، والبغوي (303) من طرق عن زيد بن أسلم، به.
وأخرجه مسلم (366) (106) و (107) ، والنسائي 7/173، وأبو عوانة 1/212 و213، والطبري (1197) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/470، وفي "شرح المشكل" 4/262، والبيهقي 1/17 من طريق أبي الخير مرثد بن عبد الله، والدارمي=(3/382)
1896 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادٍ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ مُحَسِّرٍ، وَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ " (1)
__________
= (1986) و (2571) ، والطبري (1195) و (1196) من طريق القعقاع بن حكيم، وأبو عوانة 1/213، وابن عدي في "الكامل" 2/566 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن وعلة، به.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 2/295 من طريق بسطام بن مسلم، عن أبيه، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2435) و (2522) و (2538) و (3198) .
الإهاب: الجلد قبل أن يُدبغ.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. زياد بن سعد: هو ابن عبد الرحمن الخراساني نزيل مكة ثم اليمن، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي روى له البخاري مقروناً، واحتج به مسلم، وأبو معبد: هو نافذ مولى ابن عباس.
وأخرجه ابن خزيمة (2816) ، والطحاوي في "شرح المشكل" 2/72، والطبراني (12199) ، والحاكم 1/462، والبيهقي 5/115 من طرق عن ابن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 2/72 عن عيسى بن إبراهيم، عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، به. ولم يذكر زياداً.
وأخرجه البيهقي 5/115 من طريق إسماعيل القاضي، عن علي، عن سفيان، عن زياد ... شك سفيان فقال: إن شاء الله. وأخرجه الطبراني (11001) من طريق مالك، عن زياد بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي معبد وطاووس، عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مزدلفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن مُحسر، ومنى كلها منحر".
وأخرجه الطبراني (11231) من طريق ابن أبي مليكة، عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ=(3/383)
1897 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الثَّيِّبُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ يَسْتَأْمِرُهَا أَبُوهَا فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا " (1)
1898 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ (2) عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّوْحَاءِ، فَلَقِيَ رَكْبًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: " مَنِ القَوْمُ؟ " قَالُوا: الْمُسْلِمُونَ، قَالُوا: فَمَنْ أَنْتُمْ؟ قَالَ: " رَسُولُ اللهِ " فَفَزِعَتِ امْرَأَةٌ فَأَخَذَتْ بِعَضُدِ صَبِيٍّ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ مِحَفَّتِهَا،
__________
=قال: "عرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرَنَة، والمزدلفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن محسر".
وأخرجه الطبراني (11408) من طريق محمد بن جابر الجعفي، عن يعقوب بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كل عرفات موقف، وارتفعوا عن بطن عُرنة، وكل جَمْع مشعر، وارتفعوا عن بطن محسر".
وأخرجه أيضاً (11231) من طريق ابن أبي مليكة، عن ابن عباس، بنحوه.
وأخرجه ابن خزيمة (2817) ، والحاكم 1/462 من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء، عن ابن عباس قال: كان يقال: ارتفعوا عن محسر، وارتفعوا عن عرنات. وانظر في مسند الفضل (1794) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (2099) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (517) ، ومسلم (1421) (67) و (68) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/366، وابن حبان (4088) ، والطبراني (10745) ، والدارقطني 3/240 و240-241 من طريق سفيان بن عيينة، به. وقد تقدم برقم (1888) .
(2) تحرفت في (م) إلى: عن.(3/384)
فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ " (1)
1899 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ (2) ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ مَعْنَاهُ (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عقبة، فمن رجال مسلم. كريب: هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني أبو رشدين مولى ابن عباس.
وأخرجه أبو داود (1736) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 1/282، والطيالسي (2707) ، والحميدي (504) ، ومسلم (1336) (409) ، والنسائي 5/21، وابن الجارود (411) ، وأبو يعلى (2400) ، وابن خزيمة (3049) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/256، وابن حبان (144) ، والبيهقي 5/155، والبغوي (1852) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة ص 405 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) عن وكيع، عن ابن عيينة، عن سفيان، عن إبراهيم ومحمد ابني عقبة، عن كريب، به.
وأخرجه مالك 1/422، ومن طريقه الشافعى 1/283، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/256، وفي "شرح المشكل" 3/229، والبيهقي 5/155، والبغوي (1853) ، وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" 3/229 من طريق ابن معين، و3/230 من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي 5/155-156 من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، أربعتهم عن إبراهيم بن عقبة، به. وسيأتي برقم (1899) و (2187) و (2610) و (3195) و (3196) و (3202) .
والعَضُد: ما بين المرفق إلى الكتف.
والمحفة: الهودج لا قُبة له، ويوضع على ظهر البعير لتركب فيه المرأة.
(2) تحرف في (م) إلى: "إبراهيم عن عقبة"، وفي (ش) و (ق) إلى:" ابن إبراهيم، عن عقبة بن كريب".
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبله.(3/385)
1900 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ، قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ أَحْفَظْ عَنْهُ غَيْرَهُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَشَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السِّتَارَةِ، وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ "، ثُمَّ قَالَ: " أَلا إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا، أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ: فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ: فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ " (1)
1901 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
(1) إسناده صحح على شرط مسلم.
وأخرجه الشافعي 1/90، وعبد الرزاق (2839) ، والحميدي (489) ، وابن أبي شيبة 1/248-249 و2/436 و11/52، والدارمي (1325) و (1326) ، ومسلم (479) (207) ، وأبو يعلى (2387) ، وابن خزيمة (548) و (599) و (674) ، وأبو عوانة 2/170 و170-171، وابن حبان (1896) و (1900) ، والبيهقي 2/87 - 88 من طِريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1326) ، ومسلم (479) (208) ، والنسائي في "الكبرى" (7623) ، والبغوي (626) من طريق إسماعيل بن جعفر، وأبو عوانة 2/171 من طريق عبد العزيز الماجشون، كلاهما عن سليمان بن سحيم، به.
وأخرجه ابن خزيمة (602) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، عن إبراهيم بن عبد الله، به.
وقوله: "فقَمَن" بفتح الميم وكسرها، أي: خليق وجدير، قال فى "النهاية": فمن فتح الميم لم يثَنَ ولم يجمع ولم يؤنث، لأنه مصدر، ومن كسر، ثنى وجمع وأنث، لأنه وصف.(3/386)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
1902 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ فِي الْعِيدِ، ثُمَّ خَطَبَ فَرَأَى أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ، فَأَتَاهُنَّ فَذَكَّرَهُنَّ وَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ "، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي الْخُرْصَ وَالْخَاتَمَ وَالشَّيْءَ (2)
1903 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه الشافعي 2/86، والحميدي (533) ، وابن أبي شيبة 10/39 و143، و12/262 و389- 390، و14/270، والبخاري (3017) ، وابن ماجه (2535) ، وأبو يعلى (2532) ، والطحاوي 4/63، والبيهقي 8/195 و9/71، والبغوي (2561) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1871) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه الشافعي 1/155، والحميدي (476) ، وابن أبي شيبة 2/169 و3/110، والدارمي (1603) ، ومسلم (884) (2) ، وابن ماجه (1273) ، والنسائي 3/184، والبيهقي 3/296، والبغوي (1102) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (884) (3) ، وأبو داود (1144) ، وابن خزيمة (1437) من طريق حماد بن زيد، وأبو داود (1143) من طريق عبد الوارث، كلاهما عن أيوب، به. وسيأتي برقم (1983) و (2593) ، وانظر (2062) و (2169) و (2171) و (2533) و (3064) .(3/387)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ مِنْ دَلْوٍ مِنْ زَمْزَمَ قَائِمًا " قَالَ سَفْيَانُ: كَذَا أَحْسَبُ (1)
1904 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ (2) حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، شَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّرْبَةُ لَكَ، وَإِنْ شِئْتَ آثَرْتَ بِهَا خَالِدًا "، قَالَ: مَا أُوثِرُ سُؤْرَ (3) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه الحميدي (481) ، وابن أبي شيبة 8/203، ومسلم (2027) (118) ، وأبو يعلى (2406) ، وابن خزيمة (2945) ، والطحاوي 4/273 من طريق سفيان بن عينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1838) .
الخُرص، قال ابن الأثير: بالضم والكسر، الحلقة الصغيرة من الحَلْي، وهو من حَلْي الأذن.
(2) قوله: "عمرو بن" سقط من (م) .
(3) في (ق) : ما أوثر على شرب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي (م) و (ض) : ما أوثر على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحداً.
(4) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، ابن جدعان- وهو علي بن زيد- ضعيف، وعمرو بن حرملة، أو ابن أبي حرملة- والأصح عمر- لم يرو عنه غير ابن جدعان، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين.
وأخرجه عبد الرزاق (8676) ، والحميدي (482) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، مطولاً.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه (3426) من طريق إسماعيل بن عياش، عن ابن جريج،=(3/388)
1905 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، إِنْ شَاءَ اللهُ يَعْنِي - اسْتَأْذَنَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى عَائِشَةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا بَنُو أَخِيهَا، قَالَتْ: أَخَافُ أَنْ يُزَكِّيَنِي، فَلَمَّا أَذِنَتْ لَهُ، قَالَ: " مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيِ الْأَحِبَّةَ إِلا أَنْ يُفَارِقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ كُنْتِ أَحَبَّ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ يُحِبُّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا طَيِّبًا، وَسَقَطَتْ قِلادَتُكِ لَيْلَةَ الْأَبْوَاءِ، فَنَزَلَتْ فِيكِ آيَاتٌ مِنَ القُرْآنِ، فَلَيْسَ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ الْمُسْلِمِينَ إِلا يُتْلَى فِيهِ عُذْرُكِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ " فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنْ تَزْكِيَتِكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَوَاللهِ لَوَدِدْتُ (1)
__________
=عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (1978) و (1979) و (2569) .
وأصل القصة في استئذان الصغير الجالس على اليمين ثابت في "الصحيحين" من حديث سهل بن سعد.
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، عبد الله بن عثمان بن خثيم من رجاله، وباقي رجال السند على شرطهما.
وأخرجه الحاكم 4/8-9 من طريق ابن عيينة، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (7108) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/45 من طريق يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به.
وأخرجه ابن سعد 8/74، والمصنف في "فضائل الصحابة" (1642) ، والبخاري (4753) من طريق عمر بن سعيد بن أبي الحسين، عن ابن أبي مليكة، به.
وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة" (1636) من طريق هارون بن أبي=(3/389)
1906 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ لَهَا: " إِنَّمَا سُمِّيتِ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ لِتَسْعَدِي، وَإِنَّهُ لاسْمُكِ قَبْلَ أَنْ تُولَدِي " (1)
1907 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - إِنْ شَاءَ اللهُ - " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الْإِنَاءِ، أَوْ يُنْفَخَ فِيهِ " (2)
__________
=إبراهيم، عن ابن أبي مليكة، به.
وأخرجه البخاري (3771) و (4754) من طريق ابن عون، عن القاسم بن محمد، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2496) و (3262) من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن ابن أبي مليكة، عن ذكوان أنه استأذن لابن عباس.
قولها: "لوددتُ"، قال السندي: فيه اختصار، أي: أن لم أخلَق، أو نحو ذلك، قالته من شدة الخوف أو الخشية من لقاء الله، والنظر في تقصير نفسها.
(1) إسناده ضعيف، ليث- وهو ابن أبي سليم- ضعيف وشيخه مجهول.
وأخرجه ابن سعد 8/75-76 من طريق زهير، عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط، عن ابن عباس. وقول ابن عباس هذا، ورد في رواية الحاكم للحديث السابق.
(2) إِسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند على شرطهما. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري الخِضْرِمي.
وأخرجه الحميدي (525) ، وابن أبي شيبة 8/217 و220-221، والدارمي (2134) ، وأبو داود (3728) ، وابن ماجه (3429) ، والترمذي (1888) ، وأبو يعلى (2402) ، والبيهقي في "السنن" 7/284، وفي" الشعب" (6004) ، والبغوي (3035) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3430) من طريق شريك، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لم يكن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينفخ في الشراب.=(3/390)
1908 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِسْمِ اللهِ اللهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ مَا ضَرَّهُ الشَّيْطَانُ " (1)
1909 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَشَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ، عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا مَا بَيْنَ هَذَيْنِ اللَّوْحَيْنِ " وَدَخَلْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: وَكَانَ الْمُخْتَارُ يَقُولُ الْوَحْيُ (2)
__________
=وأخرجه ابن ماجه (3428) ، وابن حبان (5316) ، والطبراني (11978) ، والحاكم 4/138 من طريق يزيد بن زربع، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم و (2817) و (3366) .
(1) إسناده صحح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسالم: هو ابن أبي الجعد، وكريب: هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني.
وأخرجه الحميدي (516) ، والترمذي (1092) ، والنسائي في "الكبرى" (9030) ، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9031) عن هلال بن العلاء، عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عباس. وانظر (1867) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شداد بن معقل: هو الأسدي الكوفي تابعي كبير من أصحاب ابن مسعود وعلي.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5019) في فضائل القرآن: باب من قال: لم يترك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ما بين الدفتين، عن قتيبة بن سعيد، والبيهقي في "شعب الإيمان" (172) =(3/391)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=من طريق النفلي، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد.
قال الحافظ في "الفتح": وهذه الترجمة للرد على من زعم أن كثيراً من القرآن ذهب لذهاب حَمَلَتِه، وهو شيء اختلقه الروافض لتصحيح دعواهم أن التنصيص على إمامة علي واستحقاقه الخلافة عند موت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان ثابتاً في القرآن وأن الصحابة كَتَموه، وهي دعوى باطلة، لأنهم لم يكتموا مثل: "أنت عندي بمنزلة هارون من موسى" وغيرها من الظواهر التي قد يتمسكُ بها من يدعي إمامته، كما لم يكتموا ما يعارض ذلك أو يخصص عمومه أو يقيد مطلقه.
وقد تَلَطفَ المصنف في الاستدلال على الرافضة بما أخرجه عن أحد أئمتهم الذين يَدعون إمامته وهو محمد بن الحنفية وهو ابن علي بن أبي طالب، فلو كان هناك شيء ما يتعلقُ بأبيه، لكان هو أحق الناس بالاطلاع عليه، وكذلك ابن عباس، فإنه ابن عم علي، وأشد الناس له لزوماً واطلاعاً على حاله.
وقوله: "وكان المختار" هو المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي، ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/504، فقال: كان أبوه من جلّة الصحابة رضي الله عنهم، وُلِد المختار عام الهجرة وليست له صحبة، ولا رواية، وأخباره أخبار غير مرضية حكاها عنه ثقات مثل سويد بن غفلة والشعبي وغيرهما، وكان قد طلب الإمارة إلى أن قتله مصعب بن الزبير بالكوفة سنة سبع وستين، وكان قبل ذلك معدوداً في أهل الفضل والخير يرائي بذلك كلَه، ويكتم الفسق، فظهر منه ما كان يضمِر.
وقال الإمام الذهبي في "السير" 3/539 بعد أن وصفه بقلة الدين: وقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يكون في ثقيف كذاب ومُبير" (هو في صحيح مسلم 2545) فكان الكذاب هذا، وادعى أن الوحي يأتيه، وأنه يعلمَ الغيب، وكان المبير الحجاج قبحهما الله.
وروى أحمد 5/223، وابن ماجه (2688) من طريقين عن عبد الملك بن عمير، عن رفاعة بن شداد الفتياني، قال: كنت أقوم على رأس المختار، فلما تَبَينت كذابته هممت وايم الله أن أسُل سيفي فأضرب عنقه حتى ذكرت حديثاً حدثنيه عمرو بن الحمق قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من أمن رجلاً على نفسه، فقتله، أعطِي لواءَ الغدر=(3/392)
1910 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: وَقَالَ مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرْآنٌ يُرِيدُ أَنْ يَحْفَظَهُ "، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 17] (1)
1911 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ،
__________
=يوم القيامة"، وإسناده صحيح.
ورواه أحمد 5/223 من طريق السدي عن رفاعة قال: دخلتُ على المختار، فألقى لي وسادة، وقال: لولا أن جبريل قام على هذه، لألقيتُها لك، فاردت أن أضربَ عنقه، فذكرت حديثاً حدثنيه عمرو بن الحمق، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أيما مؤمن أمنَ مؤمناً على دمه فقتله، فأنا من القاتل بريء". وانظر "الإصابة" 3/491-492.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (527) ، والبخاري في "صحيحه" (4927) ، وفي "خلق أفعال العباد" (362) ، والترمذي (3329) ، والطبري في "التفسير" 29/187 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11636) عن أحمد بن عبدة، والطبري 29/187 عن أبي كريب، كلاهما عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، به.
وأخرجه بنحوه النسائي (11635) عن احمد بن سليمان، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: (لا تحرك به لسانك لتعجل به) قال: كان يحرك لسانه مخافة أن يُفلت منه.
وأخرجه الطبري 29/187 من طريق عبد الرحمن، عن سفيان، عن سعيد مرسلاً.
وسيأتي مطولاً برقم (3191) .(3/393)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا صَلَّى الْفَجْرَ اضْطَجَعَ حَتَّى نَفَخَ، فَكُنَّا نَقُولُ لِعَمْرٍو: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَنَامُ عَيْنَايَ، وَلا يَنَامُ قَلْبِي " (1)
1912 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا، فَقَامَ فَصَنَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَمَا صَنَعَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَامَ فَصَلَّى، فَحَوَّلَهُ فَجَعَلَهُ عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى نَفَخَ، فَأَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو: هو ابن دينار.
وأخرجه الحميدي (472) و (473) ، والبخاري (138) و (859) ، ومسلم (763) (186) ، وابن خزيمة (1524) و (1533) ، وأبو عوانة 2/317 - 318 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مطولاً. وقوله: "تنام عيناي ... " لم يرفعه أحد من هؤلاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس هو في رواية ابن خزيمة وأبي عوانة، وقد صَح مرفوعاً من حديث عائشة وسيأتي في "المسند" 6/36، ومن حديث أبي هريرة وسيأتي أيضاً فيه 2/251.
وأخرجه البخاري (726) ، والنسائي 1/215 من طريق داود العطار، عن عمرو بن دينار، به. وفيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلى ورقد، فجاءه المؤذن، فقام وصَلى ولم يتوضأ.
وأخرجه بنحوه الطبراني (12172) من طريق بكير بن عبد الله، عن كريب، به.
وسيأتي بأطول مما هنا برقم (1912) و (2084) و (2196) و (2567) و (3194) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه باختصار ابن ماجه (423) ، وابن خزيمة (484) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (232) من طريق داود العطار، عن عمرو بن دينار، به. وقال: حسن صحيح.=(3/394)
1913 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: " إِنَّكُمْ مُلاقُو اللهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا " (1)
1914 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَقُولُ (2) : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَّ رَجُلٌ عَنْ بَعِيرِهِ، فَوُقِصَ فَمَاتَ وَهُوَ مُحْرِمٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَادْفِنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُهِلًّا - وَقَالَ مَرَّةً: يُهِلُّ " (3)
__________
=وأخرجه بنحوه مطولاً النسائي في "الكبرى" (1339) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن كريب، به. وانظر تمام تخريجه في الحديث السابق، فهو قطعة منه، وسيأتي برقم (2083) و (2084) و (2196) و (2325) و (2567) و (3060) و (3194) و (3372) و (3437) ، وانظر (1843) (3169) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (483) ، وابن أبي شيبة 13/246-247، والبخاري (6524) و (6525) ، ومسلم (2860) (57) ، والنسائي 4/114، وأبو يعلى (2396) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1950) و (2027) ، ومطولاً برقم (2096) و (2281) و (2282) ، وانظر (2327) .
وغُرلاً: جمع أغرل، وهو الأقلف، وهو من بقيت غرلته، وهي الجلدة التي يقطعها الخاتن من الذكر.
(2) على حاشية (مى) و (ص) و (ض) : سمعت ابن عباس يقول.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي 1/205، والحميدي (466) ، وابن أبي شيبة 14/206، ومسلم (1206) (93) ، وأبو داود (3238) ، والترمذي (951) ، وابن الجارود (506) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (256) و (257) ، والطبراني (12523) ، والدارقطني=(3/395)
1915 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي (1) حُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " وَلا تُقَرِّبُوهُ طِيبًا " (2)
1916 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قَالَ: " هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ رَآهَا (3) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ " (4)
__________
=2/296، والبيهقي 3/390 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1268) و (1849) ، ومسلم (1206) (94) و (98) ، وأبو داود (3239) ، وابن ماجه (3084) ، وابن حبان (3958) ، والطبراني (12524) و (12525) و (12526) و (12527) و (12528) و (12529) و (12530) و (12531) و (12532) و (12533) ، والدارقطني 2/295-296 و296، والبيهقي 3/391، و5/53 و53-54 من طرق عن عمرو بن دينار، به. وقد تقدم برقم (1850) .
(1) لفظة "أبي" سقطت من (م) .
(2) إسناده صحيح، إبراهيم بن أبي حرة: هو النصيبي نسبة إلى نصيبين مدينة بالجزيرة نزيل مكة، وثقه ابن معين وأحمد، وقال أبو حاتم وابن عدي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه الشافعي 1/205، والحميدي (467) ، والبيهقي 5/54 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1850) . وانظر ما قبله.
(3) على حاشية (س) و (ص) و (ض) : اريها.
(4) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه البخاري (3888) و (4716) و (6613) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (462) ، والترمذي (3134) ، والنسائي في "الكبرى" (11292) ، والطبري 15/110، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 201 و201-202، وابن حبان (56) ، والطبراني=(3/396)
1917 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ مَرَّةً: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= (11641) ، والحاكم 2/362، والبيهقي في" الدلائل" 2/365، والبغوي (3755) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3500) .
قال ابنُ الجوٍ زي في "زاد المسير" 5/53 في تفسير قوله تعالى: (وما جَعَلْنا الرؤيا التي أريناكَ إلا فتنة للناس) : في هذه الرؤيا قولان: أحدهما: أنها رؤيا عَيْن، وهي ما أرِيَ ليلة أسري به من العجائب والآيات، روى عكرمة عن ابن عباس، قال: هي رؤيا عين، وهي ما أرِي ليلةَ أسري به. وإلى هذا المعنى ذهب الحسن، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، ومسروق، والنخعي،
وقتادة، وأبو مالك، وأبو صالح، وابن جريج، وابن زيد في آخرين.
فعلى هذا يكون معنى الفتنة: الاختبار، فإن قوما آمنوا بما قال، وقوماً كفروا.
قال ابن الأنْباري: المختار في هذه الرؤية أن تكون يَقَظَةً، ولا فرق بين أن يقول القائل: رأيت فلاناً رؤية ورأيته رؤيا، إلا أن الرؤية يَقِل استعمالها في المنام، والرؤيا يَكثُر استعمالها في المنام، ويجوز كل واحد منهما في المعنيين.
والثاني: أنها رؤيا منام، فقد كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أري أنه يدخل مكة هو وأصحابه،
وهو يومئذٍ بالمدينة، فعَجل قبل الأجل فرَده المشركون، فقال أناس: قد رُد وقد حدثنا أنه سيدخلها، فكان رجوعُهم فتنتهم. رواه العوفي- وهو ضعيف- عن ابن عباس.
ورَخح ابن جرير الطبري 15/113 القول الأول، فقال: وأوْلَى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عنى به رؤيا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما رأى من الأيات والعِبَر في طريقه إلى بيت المقدس ليلة أسري به، قال: وإنما قلنا: ذلك أولى بالصواب، لإجماع الحُجًة من أهل التأويل على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك، وإياه عنى الله عز وجل بها، فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: وما جعلنا رؤياك التي أرَيْنَاكَ ليلة أسْرَيْنا بك من مكة إلى بيت المقدس إلا فتنة للناس، يقول: إلا بلاء للناس الذين ارتَدوا عن الإسلام لما أخبروا بالرؤيا التي رآها عليه الصلاة والسلام، وللمشركين من أهل مكة الذين ازدادوا لسماعهم ذلك من رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تمادياً في غيهم، وكفراً إلى كفرهم.(3/397)
يَخْطُبُ يَقُولُ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ " (1)
1918 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا "، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ، أَظُنُّهُ أَخَّرَ الظُّهْرَ، وَعَجَّلَ الْعَصْرَ، وَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ، وَعَجَّلَ الْعِشَاءَ؟ قَالَ: وَأَنَا أَظُنَّ ذَلِكَ (2)
1919 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: قَالَ أَبُو الشَّعْثَاءِ: مَنْ هِيَ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَقُولُونَ مَيْمُونَةُ، قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو: هو ابن دينار المكي.
وأخرجه الشافعي 1/302، والحميدي (469) ، وابن أبي شيبة 4/100، ومسلم (1178) (4) ، وأبو يعلى (2395) ، والطحاوي 2/133، والدارقطني 2/230، والبيهقي 5/50 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (1848) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (23) ، والحميدي (470) ، وابن أبي شيبة 2/456 و14/165، والبخاري (1174) ، ومسلم (705) (55) ، والنسائي 1/286، والطحاوي 1/160، والبيهقي 3/166 و168 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2613) ، وعبد الرزاق (4436) ، والبخاري (543) ، ومسلم (705) (56) ، وأبو داود (1214) ، والطحاوي 1/160، وابن حبان (1597) ، والطبراني (12805) و (12806) و (12807) و (12808) ، والبيهقي 3/167 من طرق عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (2465) و (2582) و (3467) ، وانظر (1953) .
وقوله "أنا أظن ذلك": يريد أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمع بين الصلابين جمعاً صورياً بتأخير الظهر
إلى آخر وقتها، وتعجيل العصر في أول وقتها، وسيأتي تفصيل ذلك عند الحديث رقم (1953) .(3/398)
أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَكَحَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1)
1920 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ (2) : " أَنَا مِمَّنْ قَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ "، وَقَالَ مَرَّةً: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدَّمَ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الشعثاء: هو جابر بن زيد.
وأخرجه ابن أبي شيبة ص 118 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) ، والبخاري (5114) ، ومسلم (1410) (46) ، وابن ماجه (1965) ، وأبو يعلى (2393) ، والطحاوي 2/269 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (503) بأطول مما هنا عن سفيان، حدثنا عمرو، أخبرني أبو الشعثاء أنه سمع ابن عباس يقول: نَكَحَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَه وهو محرم، فقال أبو الشعثاء: من تراها يا عمرو؟ فقلت: يَزعُمون أنها ميمونة، فقال: هكذا أخبرني ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَيِم نكح وهو محرم.
وأخرجه ابن سعد 8/136، ومسلم (1410) (47) ، والترمذي (844) ، والنسائي 5/191، والبيهقي 7/210 من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، عن عمرو بن دينار، وسيأتي برقم (2014) و (2437) و (2980) و (2981) و (3116) و (4313) ، وانظر (2200) و (2273) و (2393) و (2560) .
وانظر الكلام على هذا الحديث فيما سيأتي برقم (2200) .
(2) قوله: "أنه قال" ليس في الأصول الخطية والنسخ المطبوعة وأثبتناه من (ص) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه الحميدي (464) ، ومسلم (1293) (302) ، وابن ماجه (3026) ، والنسائي 5/261، وابن الجارود (472) ، وابن خزيمة (2870) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11385) من طريق معقل بن عبيد الله، عن عمرو بن دينار، به.=(3/399)
1921 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " إِنَّمَا رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، لِيُرِيَ الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُ " (1)
__________
=وأخرجه أبو داود (1941) ، والنسائي 5/272، والطبراني (11285) و (11287) و (11353) و (11354) و (11360) و (11489) و (11499) من طرق عن عطاء، به.
وأخرجه الطبراني (11212) من طريق عمرو بن الحارث، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس.
وأخرجه الشافعي 1/357، والطيالسي (2758) ، والحميدي (463) ، والبخاري (1678) ، ومسلم (1293) (300) و (301) ، وأبو داود (1939) ، والنسائي 5/261، وأبو يعلى (2386) ، وابن خزيمة (2872) ، وابن حبان (3865) ، والطبراني (11260) و (11261) ، والبيهقي 5/123، والبغوي (1941) من طرق عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2460) و (3159) و (3229) ، وانظر (2082) و (2204) و (2239) و (2459) و (2935) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (497) ، والبخاري (4257) ، ومسلم (1266) (241) ، والنسائي 5/242، وأبو يعلى (2339) ، وابن خزيمة (2777) ، والطبراني (11381) ، والبيهقي 5/82 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11288) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، به.
وأخرجه الطبراني (11219) من طريق حسن بن صالح، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس.
وأخرجه الترمذي (863) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، والطبراني (10958) من طريق ليث، كلاهما عن طاووس، عن ابن عباس. وانظر ما سيأتي برقم (2029) و (2305) و (2639) و (3347) .
يقال: رَمَلَ يَرْمُلُ رَمَلاً ورَمَلاناً: إذا أسرع في المشية وهَز منكبيه.(3/400)
1922 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: أَوَّلًا فَحَفِظْنَاهُ، عَنْ طَاوُسٍ، وَقَالَ مَرَّةً: أَخْبَرَنِي طَاوُسٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1)
1923 - وَقَدْ حَدَّثَنَاهُ سُفْيَانُ، وَقَالَ عَمْرٌو: عَنْ عَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2)
1924 - وقَالَ سُفْيَانُ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَلا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا - أَوْ يُلْعِقَهَا " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني (10853) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (2390) ، والطبراني (10853) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه الطبراني (10853) من طريق سلمة بن سليمان، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (3524) . وانظر ما بعده.
(2) إسناده صحيح على شرطهما، وانظر ما قبله.
وأخرجه أبو داود (1835) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 1/319، والحميدي (500) ، والدارمي (1821) ، وعبد بن حميد (622) ، والبخاري (1835) و (5695) ، ومسلم (1202) (87) ، والترمذي (839) ، والنسائي 5/193، وابن الجارود (442) ، وابن خزيمة (2651) ، والطبراني (11387) ، والبيهقي 5/64، والبغوي (1984) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه ابن خزيمة (2655) ، والطبراني (11500) من طريق النعمان بن المنذر، عن عطاء ومجاهد وطاووس، عن ابن عباس. وانظر (1849) و (2666) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/317 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.=(3/401)
1925 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَيْسَ الْمُحَصَّبُ بِشَيْءٍ، إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ نَزَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
1926 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ،
__________
=وأخرجه الحميدي (490) ، وابن أبي شيبة 8/294، والدارمي (2026) ، والبخاري (5456) ، ومسلم (2031) (129) ، وابن ماجه (3269) ، والنسائي في "الكبرى" (6775) ، وأبو يعلى (2503) ، والطبراني (11380) ، والبغوي (2875) من طريق سفيان بن عيينة، به. وسيأتي برقم (2672) و (3234) و (3499) .
قال البيهقي: إن قوله: "أو" شك من الراوي، ثم قال: فإن كانا جميعاً محفوظين، فإنما أراد أن يُلعقها صغيراً، أو من يعلم أنه لا يتقذر بها، ويحتمل أن يكون أراد أن يُلعق أصبعه فمه، فيكون بمعنى يَلعقها.
وفي الباب عن أبي هريرة في "المسند" 2/341 وعن جابر فيه أيضاً 3/301.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (498) ، وابن أبي شيبة ص 174 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) ، والدارمي (1870) ، والبخاري (1766) ، ومسلم (1312) ، والترمذي (922) ، والنسائي في "الكبرى" (4209) ، وأبو يعلى (2397) ، وابن خزيمة (2989) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/122، والطبراني (11382) ، والبيهقي 5/160 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4208) ، والطبراني (11218) من طريق الحسن بن صالح، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (3289) و (3488) .
والمحصب بتشديد الصاد المفتوحة: موضع بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب، وكان رسول اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل به، لأنه أسمَح لخروجه كما رواه البخاري (1765) عن عائشة، وليس بسُنةٍ من سنن الحج.(3/402)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَّرَهَا حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَامَ النِّسَاءُ وَالْوِلْدَانُ، فَخَرَجَ فَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوهَا هَذِهِ السَّاعَةَ " (1)
1927 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُمِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ، وَنُهِيَ أَنْ يَكُفَّ شَعَرَهُ وَثِيَابَهُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (492) ، والبخاري (7239) ، والنسائي 1/266، وأبو يعلى (2398) ، وابن خزيمة (342) ، وأبو عوانة 1/365 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وهو عند البخاري وأبي عوانة من طريق عمرو عن عطاء مرسل، لم يذكر ابن عباس.
وأخرجه الدارمي (1215) ، وابن حبان (1533) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار وحده، به.
وأخرجه أبو عوانة 1/364 من طريق سفيان، عن ابن جريج وحده، به.
وأخرجه عبد الرزاق (2113) ، وابن أبي شيبة 1/331، والطبراني (11390) من طريقين، عن محمد بن مسلمة، عن عمرو بن دينار وحده، به.
وأخرجه الطبراني (11358) من طريق إبراهيم الصائغ، عن عطاء، به. وسيأتي برقم (2195) و (3466) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني (10858) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 1/91، والحميدي (493) ، والنسائي 2/216، وأبو يعلى (2389) ، وابن الجارود (199) ، والطبري في"تهذيب الآثار" 1/201، وابن خزيمة (634) ، وأبو عوانة 1/182، والطحاوي 1/256، والطبراني (10857) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (2971) و (2972) و (2973) ، وعبد بن حميد (617) ، والبخاري (815) و (816) ، ومسلم (490) (227) ، وأبو داود (889) ، وابن ماجه=(3/403)
1928 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَمَّا الَّذِي نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ يُبَاعَ حَتَّى يُقْبَضَ فَالطَّعَامُ " وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِرَأْيِهِ: " وَلَا أَحْسَبُ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا مِثْلَهُ " (1)
1929 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ الْجُمَحِيُّ (2) ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
= (883) و (1040) ، والترمذي (273) ، والنسائي 2/208 و215، وأبو يعلى (2431) ، والطبري 1/199 و200 و201 و202، وابن خزيمة (632) و (633) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1688) ، والطحاوي 1/256، وابن حبان (1923) ، والطبراني في "الكبير" (10856) و (10859) و (10860) و (10861) و (10862) و (10863) و (10864) و (10865) و (10866) و (10867) و (10868) ، وفي "الصغير" (91) من طرق عن عمرو بن دينار، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/261 و2/435، والطبري 1/201 و202 و203، وابن حبان (1924) ، والطبراني (10960) و (11006) و (11007) و (11011) و (11014) والبيهقي 2/103 من طرق عن طاووس، به. وسيأتي برقم (1940) و (2300) و (2436) و (2527) و (2588) و (2590) و (2596) و (2658) و (2777) و (2983) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي 2/142، والحميدي (508) ، والبخاري (2135) ، ومسلم (1525) (29) ، والنسائي في "الكبرى" (6192) ، وابن الجارود (606) ، والطحاوي 4/39، والبيهقي 5/313 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم (1847) .
(2) تحرف في (م) والأصول التي بأيدينا عدا (ظ 9) و (ظ14) إلى: "حدثنا محمد بن عثمان بن صفوان، عن صفوان بن أمية الجمحي"، وفي (ظ 9) و (ظ 14) : محمد بن عثمان بن صفوان بن صفوان..، وما أثبتناه من النسخة الكتانية، و"أطراف المسند" 1/ورقة 120، و"التاريخ الكبير" 1/180 حيث أشار إلى هذه الرواية.(3/404)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَدِينَةِ مُقِيمًا غَيْرَ مُسَافِرٍ سَبْعًا وَثَمَانِيًا " (1)
1930 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَوْسَجَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " رَجُلٌ مَاتَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَتْرُكْ وَارِثًا إِلا عَبْدًا هُوَ أَعْتَقَهُ، فَأَعْطَاهُ مِيرَاثَهُ " (2)
1931 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَجِبْتُ مِمَّنْ يَتَقَدَّمُ الشَّهْرَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
__________
(1) صحيح لغيره، محمد بن عثمان بن صفوان، قال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقد تقدم نحوه بسند صحيح برقم (1918) .
(2) إسناده ضعيف، عوسجة لم يرو عنه غير عمرو بن دينار، وقال البخاري: لم يصح حديثه، وقال أبو حاتم والنسائي وكذا الحافظ في "التقريب": ليس بمشهور، وقال الذهبي في "المغني": لا يعرف، وذكره العقيلي في "الضعفاء" 3/414 وساق له هذا الحديث وقال: لا يتابع عليه، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسن الترمذي حديثه هذا! لكن قال: والعمل عند أهل العلم في هذا الباب: إذا مات رجل ولم يترك عصبة (أي وارثاً) أن ميراثه يجعل في بيت مال المسلمين.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 22/435 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (16192) ، والحميدي (523) ، وسعيد بن منصور (194) ، وابن ماجه (2741) ، والترمذي (2106) ، والنسائي في"الكبرى" (6409) ، وأبو يعلى (2399) ، والعقيلي 3/414، والطبراني (12210) ، والحاكم 4/347، والبيهقي 6/242 من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه الطيالسي (2738) ، وأبو داود (2905) ، والطحاوي 4/403، والحاكم 4/347، والبيهقي 6/242 من طريق حماد بن سلمة، والطبراني (12211) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، كلاهما عن عمرو بن دينار، به.
وأخرجه البيهقي 6/242 من طريق حماد بن زيد وروح بن القاسم، عن عمرو بن=(3/405)
لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ "، أَوْ قَالَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ " (1)
1932 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى الْغَائِطَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَدَعَا بِالطَّعَامِ، - وَقَالَ مَرَّةً: فَأُتِيَ بِالطَّعَامِ - فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلا تَوَضَّأُ؟ قَالَ: " لَمْ أُصَلِّ فَأَتَوَضَّأَ " (2)
__________
= دينار، عن عوسجة، مرسلاً. وسيأتي برقم (3369) .
(1) صحيح لغيره، ومحمد بن حنين لم يرو عنه غير عمرو بن دينار فهو في عداد المجهولين، وانظر ما سيأتي برقم (1985) .
وأخرجه الحميدي (513) ، والدارمي (1686) ، والنسائي 4/135، وأبو يعلى (2388) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد وقع عند الدارمي وأبي يعلى "محمد بن جبير بدل "محمد بن حنين" وهو كذلك في "المسند" (3474) ، وهو خطأ كماسنبينه في موضعه.
وأخرجه البيهقي 4/207، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 1/420-421 من طريق زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، به.
وأخرجه النسائي 4/135 من طريق حماد بن سلمة، عن عمرو، عن ابن عباس.
وسيأتي برقم (3474) ولفظه: كان ابن عباس ينكر أن يتقدم في صيام رمضان إذا لم ير هلال شهر رمضان ...
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن الحويرث، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الحميدي (478) ، وابن أبي شيبة 8/298، والدارمي (767) و (2077) ، ومسلم (374) (119) ، والترمذي في "الشمائل" (187) ، والبيهقي 1/42 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2765) ، وعبد بن حميد (690) ، ومسلم (374) (118)
و (120) ، وابن حبان (5208) من طرق عن عمرو بن دينار، به.=(3/406)
1933 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا كُنْتُ أَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلا بِالتَّكْبِيرِ " (2)
__________
= وأخرجه الطيالسي (2766) عن شعبة، عن عمرو بن دينار قال: أخبرنا من سمع ابن عباس فذكره. وسيأتي برقم (2016) و (2558) و (2570) و (3245) و (3382) ، وانظر (2549) .
(1) تحرف في (م) إلى: عن أبي سعيد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبومعبد: اسمه نافذ وهو مولى ابن عباس.
وأخرجه الشافعي 1/99، والحميدي (480) ، والبخاري (841) ، ومسلم (583) (120) و (121) ، وأبو داود (1002) ، والنسائي 1/67 - 68، وأبو يعلى (2392) ، وابن خزيمة (1706) ، وأبو عوانة 2/242-243 و243، وابن حبان (2232) ، والطبراني (12200) ، والبيهقي 2/184، والبغوي (712) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3478) .
وقوله: "قال عمرو: قلت له: حدثتني ... " في إحدى روايتي مسلم، عن عمرو بن دينار، قال: أخبرني بذا أبو معبدٍ، ثم أنكره بعدُ، وفي الأخرى: قال عمرو: فذكرت ذلك لأبي معبد فأنكره، وقال: لم أحدثك بهذا، قال عمرو: وقد أخبرنيه قبل ذلك.
قال النووي في "شرح مسلم" 5/84: في احتجاج مسلم بهذا الحديث دليل على ذهابه إلى صحة الحديث الذي يروى على هذا الوجه مع إنكار المحدث له، إذا حدث به عنه ثقة، وهذا مذهبُ جمهور العلماء من المحدثين والفقهاء والأصوليين، قالوا: يُحتَج به إذا كان إنكار الشيخ لتشكيكه فيه، أو لنسيانه، أو قال: لا أحفظُه، أو لا أذكر أني حديْئك به، ونحو ذلك، وخالفهم الكرخى من أصحاب أبي حنيفة رحمهما الله، فقال: لا يُحتج به، فأما إذا أنكره إنكاراً جازماً قاطعاً بتكذيب الراوي عنه، وأنه لم يحدث به قط، فلا يجوز الاحتجاج به عند جميعهم، لأن جَزْمَ كل واحد يعارض جزم الآخر،
والشيخ هو الأصل، فوَجَبَ إسقاط هذا الحديث.
وقال أيضاً في الحديث: هذا دليل لما قاله بعض السلف: إنه يُستحب رفع الصوت=(3/407)
قَالَ عَمْرٌو: قُلْتُ لَهُ: حَدَّثْتَنِي؟ قَالَ: لَا، مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ
1934 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلا تُسَافِرُ امْرَأَةٌ إِلا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ "، وَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَتِ الَى الْحَجِّ، وَإِنِّي اكْتَتَبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: " انْطَلِقْ فَاحْجُجْ مَعَ امْرَأَتِكَ " (1)
1935 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، خَالِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ:
__________
=بالتكبير والذكر عقب المكتوبة، وممن استحبه من المتأخرين ابن حزم الظاهري، ونقل ابن بَطال وآخرون أن أصحاب المذاهب المتبوعة وغيرهم متفقون على عدم استحباب رفع الصوت بالذكر والتكبير، وحمل الشافعي رحمه الله تعالى هذا الحديث على أنه جَهَر وقتاً يسيراً حتى يعلمهم صفة الذكر، لا أنهم جهروا دائماً، قال: فأختار للامام والمأموم أن يَذكُرا الله تعالى بعد الفراغ من الصلاة ويخفيان ذلك، إلا أن يكون إماماً يريد أن يُتَعَلم منه، فيجهر حتى يعلم أنه قد تَعَلَّم منه، ثم يُسِر، وحمل الحديث على هذا.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي 1/286، والحميدي (468) ، وابن أبي شيبة 4/6 و409، والبخاري (3006) و (3061) و (5233) ، ومسلم (1341) ، والنسائي في "الكبرى" (9218) ، وأبو يعلى (2391) ، وابن خزيمة (2529) و (2530) ، والطحاوي 2/112، وابن حبان (2731) ، والطبراني (12205) ، والبيهقي 3/139، والبغوي (1849) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2732) ، والبخاري (1862) ، ومسلم (1341) ، وابن ماجه (2900) ، وأبو يعلى (2516) ، والطبراني (12202) و (12203) و (12204) من طرق عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (3231) و (3232) .(3/408)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟، ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمْعُهُ - وَقَالَ مَرَّةً: دُمُوعُهُ - الْحَصَى، قُلْنَا: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ: وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟ قَالَ: اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ، فَقَالَ: " ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا، فَتَنَازَعُوا وَلا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ " فَقَالُوا: مَا شَأْنُهُ أَهَجَرَ - قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي هَذَى - اسْتَفْهِمُوهُ، فَذَهَبُوا يُعِيدُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ "، وَأَمَرَ بِثَلاثٍ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: أَوْصَى بِثَلاثٍ - قَالَ: " أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ " وَسَكَتَ سَعِيدٌ عَنِ الثَّالِثَةِ، فَلا أَدْرِي أَسَكَتَ عَنْهَا عَمْدًا - وَقَالَ مَرَّةً: أَوْ نَسِيَهَا - وقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ تَرَكَهَا، أَوْ نَسِيَهَا (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (9992) ، والحميدي (526) ، وابن سعد 2/242، والبخاري (3053) و (3168) و (4431) ، ومسلم (1637) (20) ، وأبو داود (3029) ، والنسائي في "الكبرى" (5854) ، وأبو يعلى (2409) ، والبيهقي في "السنن" 9/207، وفي "الدلائل" 7/181، والبغوي (2755) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإشاد.
وأخرجه ابن سعد 2/242، والطبراني (12261) من طريق الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (3336) ، وانظر (2676) و (2990) .
قوله: "لا تضلوا"، قال الحافظ في"الفتح" 1/208: هو نفي، وحُذفت النون في الروايات التي اتصلت لنا لأنه بدل من جواب الأمر، وتعدد جواب الأمر من غير حرف العطف جائز.
وقوله: "أهجر" قال في "النهاية": أي: اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام، أي: هل تَغير كلامُه واختلط لأجل ما به من المرض.=(3/409)
1936 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، كَانَ النَّاسُ يَنْصَرِفُونَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْفِرُ أَحَدٌ، حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ " (1)
1937 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَهُمْ يُسَلِّفُونَ فِي التَّمْرِ
__________
=قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: والوصية الثالثة التي سكت عنها سعيد بن جبير، إما الوصية بالقرآن، وإما تجهيز جيش أسامة، وإما قوله: "لا تتخذوا قبري وثناً"، وإما قوله:"الصلاة وما ملكت أيمانكم" فقد أوصى بذلك كله في أحاديث صحيحة. انظر "فتح الباري" 8/135.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن أبي مسلم الأحول خال ابن أبي نجيح.
وأخرجه ابن الجارود (495) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 1/362، والحميدي (502) ، والدارمي (1932) ، ومسلم (1327) ، وأبو داود (2002) ، وابن ماجه (3070) ، والنسائي في" الكبرى" (4184) ، وأبو يعلى (2403) ، وابن خزيمة (3000) ، والطحاوي 2/233، وابن حبان (3897) ، والطبراني (10986) ، والبيهقي 5/161، والبغوي (1972) و (1973) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه الشافعي 1/362 عن مسلم بن خالد، عن سليمان الأحول، به.
وأخرجه الشافعي 1/364، والحميدي (502) ، والبخاري (1755) ، ومسلم (1328) (380) ، والنسائي في "الكبرى" (4199) ، وابن خزيمة (2999) ، والطحاوي 2/233، والبيهقي 5/161 من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن طاووس، عن طاووس، به، وزادوا: "إلا أنه خَفف عن المرأة الحائض". وانظر (1990) .(3/410)
السَّنَتَيْنِ وَالثَّلاثَ، فَقَالَ: " مَنْ سَلَّفَ، فَلْيُسَلِّفْ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ " (1)
1938 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ - مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً - قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " مَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ يَوْمًا يَتَحَرَّى فَضْلَهُ عَلَى الْأَيَّامِ، غَيْرَ يَوْمِ عَاشُورَاءَ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً أُخْرَى: إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَعْنِي عَاشُورَاءَ - وَهَذَا الشَّهْرَ شَهْرَ رَمَضَانَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي نَجيح: هو عبد الله، وأبو المِنهال: هو عبد الرحمن بن مطعم البُناني البصري.
وأخرجه الشافعي 2/161، والحميدي (510) ، والبخاري (2240) و (2241) ، ومسلم (1604) ، وأبو داود (3463) ، وابن ماجه (2280) ، والترمذي (1311) ، والنسائي 7/290، وأبو يعلى (2407) ، والطبراني (11224) ، والدارقطني 3/4، والبيهقي 6/18 و24، والبغوي (2125) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1868) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان- وهو ابن عيينة- عاش إحدى وتسعين سنة، ولد سنة مئة وسبع ومات سنة مئة وثمان وتسعين، وعبيد الله بن أبي يزيد: هو المكي مات سنة مئة وست وعشرين عن ست وثمانين سنة.
وأخرجه الشافعي 1/262، والحميدي (484) ، وابن أبي شيبة 3/58، والبخاري (2006) ، ومسلم (1132) ، والنسائي 4/204، وابن خزيمة (2086) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3779) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11254) و (11255) و (11256) و (11257) من طرق عن عبيد الله بن أبي يزيد، به.
وأخرجه الطحاوي 2/75، والطبراني (11253) ، وابن عدي في "الكامل"=(3/411)
1939 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " أَنَا مِمَّنْ قَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ " (1)
1940 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ، وَنُهِيَ أَنْ يَكُفَّ شَعْرًا أَوْ ثَوْبًا " (2)
__________
=5/1962، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3780) من طريق عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء". وأخرجه الطبراني (11252) من طريق عبد الجبار، عن عمرو بن دينار، عن عبيد الله بن أبي يزيد، به.
وسيأتي برقم (2854) و (3475) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (1939) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 1/357، والحميدي (463) ، والبخاري (1678) ، ومسلم (1293) (301) ، والنسائي 5/261، وأبو يعلى (2386) ، وابن حبان (3865) ، والطبراني (11260) ، والبيهقي 5/123 و156 من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه الطيالسي (2758) ، والبخاري (1856) ، ومسلم (1293) (300) ، وابن خزيمة (2872) ، والطبراني (11261) ، والبيهقي 5/123 و156 من طرق عن عبيد الله بن أبي يزيد، به. وانظر (1920) .
(2) اسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله.
وأخرجه الشافعي 1/91، والحميدي (493) ، ومسلم (490) (229) ، وابن ماجه (884) ، والنسائي 2/209- 210، وابن خزيمة (635) ، والبيهقي 2/103 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.=(3/412)
1941 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ سَالِمٍ، سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ رَجُلٍ قَتَلَ مُؤْمِنًا، ثُمَّ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا، ثُمَّ اهْتَدَى، قَالَ: وَيْحَكَ، وَأَنَّى لَهُ الْهُدَى، سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " يَجِيءُ الْمَقْتُولُ مُتَعَلِّقًا بِالْقَاتِلِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ (1) ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟ " وَاللهِ لَقَدِ أَنْزَلَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا نَسَخَهَا بَعْدَ إِذِ انْزَلَهَا، قَالَ: وَيْحَكَ، وَأَنَّى لَهُ الْهُدَى؟! (2)
__________
= وأخرجه مسلم (490) (231) ، والنسائي 2/209، وابن خزيمة (636) ، وأبو عوانة 1/182-183، والبيهقي 2/103 من طرق عن ابن وهب، عن ابن جريح، عن ابن طاووس، به.
وأخرجه عبد الرزاق (2974) عن ابن جريج، عن ابن طاووس، عن أبيه، مرسلاً.
وقد تقدم برقم (1927) .
(1) في (غ) و (ض) و (ص) : رَث، دون "يا".
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمار- وهو ابن معاوية الدهني- من رجال مسلم، وباقي السند من رجال الشيخين. سالم: هو ابن أبي الجعد الغطفاني الأشجعي.
وأخرجه الحميدي (488) ، وابن ماجه (2621) ، والنسائي 7/85 و8/63، وأبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص 137 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 5/218-219 من طريق قبيصة، عن عمار، به.
وأخرجه الطبراني (12597) من طريق ليث، عن سالم، به.
وأخرجه بنحوه الترمذي (3029) وحسنه من طريق ورقاء، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2142) و (2683) و (3445) .
قوله: "أنزلها الله"، قال السندي: أي: الآية الموجبة لعذاب القاتل، وهي قولُه تعالى: (ومَن يَقتلْ مؤمناً متعمداً) الآية [النساء: 93] ، وهذا كان اعتقادَه رضي الله=(3/413)
1942 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، عَنْ مِقْسَمٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُفِّنَ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ، فِي قَمِيصِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَحُلَّةٍ نَجْرَانِيَّةٍ " الْحُلَّةُ ثَوْبَانِ (2)
1943 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَهُوَ صَائِمٌ مُحْرِمٌ " (3)
__________
=عنه، وأهل العلم بعده ما وافقوه على ذلك، بل قالوا بتقييد الآية وغيرها بعد التوبة، ضرورةَ أن التوبة عن الشرك نافعة، فكيف غيره؟
وأهل السنة، قالوا: إن معنى جزائه أنه يستحق ذلك إذا مات بلا توبة، وقد يُعفى عنه وإن مات بلا توبة، لقوله تعالى: (إن الله لا يَغفِرُ أن يُشرَكَ به) الأية [النساء: 48] ، والله تعالى أعلم.
(1) تحرف في (م) إلى: ابن مقسم.
(2) إسناده ضعيف، يزيد- وهو ابن أبي زياد- ضعيف، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأودي.
وأخرجه أبو داود (3153) ، والبيهقي 3/400 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/258، وأبو داود (3153) ، وابن ماجه (1471) ، والطبراني (12146) ، والبيهقي 3/400 من طريق عبد الله بن إدريس، به.
وأخرجه أبو يعلي (2655) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والطبراني (12145) من طريق صالح بن عمر، كلاهما عن يزيد، به.
وهو في "المسند" (2284) من طريق الحكم وأبي جعفر الباقر، عن مقسم، عن ابن عباس بلفظ: " ... كُفن في ثوبينِ أبيضين، وفي بُرْدٍ أحمرَ".
(3) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد.=(3/414)
1944 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُكَاتَبِ: " يَعْتِقُ مِنْهُ بِقَدْرِ مَا أَدَّى دِيَةَ الْحُرِّ، وَبِقَدْرِ مَا رَقَّ مِنْهُ دِيَةَ الْعَبْدِ " (1)
1945 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، حَدَّثَنِي عَمَّارٌ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ (2) ، قَالَ:
__________
=وأخرجه ابن أبي شيبة 3/51، والترمذي (777) من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح! وقد تقدم برقم (1849) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. إسماعيل: هو ابن علية، وهشام: هو ابن عبد الله الدستوائي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/396، وأبو داود (4581) من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2686) ، وأبو داود (4581) ، والنسائي في "الكبرى" (5019) ، والطبراني (11993) ، والبيهقي 10/326 من طرق عن هشام الدستوائي، وأخرجه عبد الرزاق (15731) ، والنسائي 8/45 و45-46 و46، وفي"الكبرى" (5020) ، والطحاوي 1/111، والطبراني (11991) و (11992) ، والحاكم 2/218، والبيهقي 10/326 من طرق عن يحيى بن أبي كثير به وسيأتي برقم (1984) و (2356) و (2660) و (3423) و (3489) .
قوله: "يَعتق منه بقدر ما أدى"، كذا هو هنا في نسخ"المسند"، وسيأتي في الأماكن المحال إليها وكذا في المصادر المخرج منها بلفظ:"يُودى بقدر ما أدى"، قال السندي: والظاهر أنه الصواب، وأما لفظ الكتاب (يعني في هذا الموضع) فبعيد يحتاج إلى تقدير عامل، لقوله: "دية الحر"، أي: فيُودى بذلك القدر دية الحر، وكأنه حُذف لكونه نتيجة للعتق ومتفرعاً، فاكتفى عنه بذكره، والله تعالى اعلم.
(2) تحرف في النسخ المطبوعة إلى: هشام.(3/415)
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً " (1)
1946 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " آخِرُ شِدَّةٍ يَلْقَاهَا الْمُؤْمِنُ الْمَوْتُ "، وَفِي قَوْلِهِ: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ} [المعارج: 8] ، قَالَ: " كَدُرْدِيِّ الزَّيْتِ ". وَفِي قَوْلِهِ: {آنَاءَ اللَّيْلِ} [آل عمران: 113] ، قَالَ: " جَوْفُ اللَّيْلِ " وَقَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَا ذَهَابُ الْعِلْمِ؟ " قَالَ: " هُوَ ذَهَابُ الْعُلَمَاءِ مِنَ الأَرْضِ " (2)
__________
(1) إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، فمن رجال مسلم- وهو وإن احتج به مسلم- قال البخاري في "التاريخ الصغير" 1/55 بعد أن ساق له هذا الحديث عن ابن عباس: لا يتابع عليه، وكان شعبة يتكلم في عمار، قلنا: وقد خالف في رواية الثقات عن ابن عباس أنه كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين توفي ابن ثلاث وستين، كما سيأتي برقم (2017) وغيره.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/291، والترمذي في"السنن" (3650) ، وفي "الشمائل" (364) من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/291 عن وكيع، عن سفيان الثوري، ومسلم (2353) (122) ، والترمذي (3651) ، والطبراني (12844) من طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن خالد الحذاء، به.
وأخرجه ابن سعد 2/310، ومسلم (2353) (121) ، وأبو يعلى (2452) و (2614) ، والطبراني (12843) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/240 من طريق يونس بن عبيد، عن عمار، به. وسيأتي برقم (2380) ، وانظر ما تقدم برقم (1846) وما سيأتي برقم (2399) .
(2) إسناده ضعيف، قابوس- وهو ابن أبي ظبيان الجنبي الكوفي- ضعيف يكتب=(3/416)
1947 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ، كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ " (1)
1948 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَكَّةَ ثُمَّ، أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ، وَأُنْزِلَ عَلَيْهِ: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: 80] " (2)
__________
= حديثه ولا يحتج به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، وأبو ظبيان: اسمه حصين بن جندب بن الحارث الجنبي.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (1228) ، عن يحيى بن المغيرة، عن جرير، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله: "آناء الليل" قال: هو جوف الليل. ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" 2/297 لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن نصر.
وقوله: "كدردي الزيت" نسبه السيوطي في "الدر المنثور" 8/281 للطستي. ودردي الزيت: عكارته التي ترسب في أسفله.
وقول ابن عباس: ذهاب العلم هو ذهاب العلماء من الأرض، هو بمعنى حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً عند البخاري (7307) وغيره"إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعاً، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم".
(1) إسناده ضعيف لضعف قابوس.
وأخرجه الدارمي (3306) ، والترمذي (2913) ، والطبراني (12619) ، وابن عدي 6/2072، والحاكم 1/554، والبغوي (1185) من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، وضعفه الذهبي بقابوس، وقال الترمذي: حسن صحيح!
(2) إسناده ضعيف لضعف قابوس.=(3/417)
1949 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصْلُحُ قِبْلَتَانِ فِي أَرْضٍ، وَلَيْسَ عَلَى مُسْلِمٍ جِزْيَةٌ " (1)
1950 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، فَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ " ثُمَّ قَرَأَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ
__________
=وأخرجه الترمذي (3139) ، والطبري 15/148-149، وابن عدي في "الكامل" 6/2072، والحاكم 3/3، والبيهقي في "الدلائل" 2/516 من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (12618) ، والبيهقي 2/516-517 من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن قابوس، به.
ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" 5/328 لابن المنذر وأبي نعيم والضياء المقدسي في "المختارة".
(1) إسناده ضعيف لضعف قابوس، وبه أعله أبن القطان فقال: وقابوس عندهم ضعيف، وربما ترك بعضهم حديثه.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/232 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3032) و (3053) ، والترمذي (633) و (634) ، وابن الجارود (1107) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/16، وابن عدي في"الكامل" 6/2072 من طريق جرير بن عبد الحميد، به.
وأخرجه ابن عدي 5/1845، والد ارقطني 4/156 و157، والبيهقي 9/199 من طرق عن قابوس، به.=(3/418)
نُعِيدُهُ} [الأنبياء: 104] (1)
1951 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ لَبَنًا فَمَضْمَضَ، وَقَالَ: " إِنَّ لَهُ دَسَمًا " (3)
__________
= وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (121) وكذا حميد بن زنجويه (182) من طريقين عن سفيان بن سعيد الثوري، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ليس على مسلم جزية" وهذا مرسل. وسيأتي الحديث برقم (2576) و (2577) . ولقوله: "ليس على مسلم جزية" شاهد من حديث ابن عمر لا يفرح به عند الطبراني في "الأوسط" كما في "نصب الراية" 3/453. قال أبو داود في "سننه" (3054) : ... سئل سفيان عن تفسير هذا، فقال: إذا أسلم فلا جزية عليه. وقال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم: أن النصراني إذا أسلم، وضعت عنه جزية رقبته.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي 4/114 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطيالسي (2638) ، وابن أبي شيبة 13/246-247 و17/114، والبخاري (3349) و (3447) و (4626) ، والترمذي (2423) ، والنسائي في "الكبرى" (11160) ، والطبراني (12312) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 506 من طرق عن سفيان الثوري، به. وبعضهم يرويه مطولاً كما سيأتي برقم (2096) ، وانظر (1913) .
قوله: "أول من يكسى"، قال السندي: قيل: لأنه جُرِّد في سبيل الله حين ألقي في النار، ولا يلزم منه فضلُه على نبينا عليهما الصلاة والسلام على الإطلاق، فإنه فضل جزئي.
(2) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عبيد الله.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والأوزاعي:=(3/419)
1952 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَةُ حَمْزَةَ، فَقَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ " (1)
1953 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنَ جُبَيْرٍ، (2)
__________
= هو عبد الرحمن بن عمرو.
وأخرجه مسلم (358) ، وابن خزيمة (47) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (649) ، والبخاري (5609) ، وابن ماجه (498) ، وأبو يعلى (2418) ، والبيهقي 1/160، والبغوي (170) من طرق عن الأوزاعي، به.
وأخرجه عبد الرزاق (649) ، وابن أبي شيبة 1/57، ومسلم (358) ، وابن خزيمة (47) ، وابن حبان (1158) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 208، والبيهقي 1/160 من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (2007) و (3051) و (3123) و (3538) .
الدسَم هنا: هو ما يظهر على اللبن من دهن. قال الحافظ في "الفتح" 1/313: وفيه بيان العلة للمضمضة من اللبن، فيدلُّ على استحبابها من كل شيء دسِم، ويستنبط منه استحباب غسل اليدين للتنظيف.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (5100) ، ومسلم (1447) (13) ، والنسائي 6/100، وابن الجارود (693) ، والطبراني (12823) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (2490) و (2633) و (3043) و (3144) و (3237) .
وفي الباب عن علي تقدم برقم (620) .
(2) ورد هذا الإسناد في النسخ المطبوعة من "المسند" وفي (ص) هكذا: "حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثنا قتادة، قال: سمعت جابر بن زيد، عن ابن عباس"، وهو خطأ،=(3/420)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ، فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ " قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ وَمَا أَرَادَ إِلَى ذَلِكَ (1) ؟ قَالَ: " أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ " (2)
__________
= وأثبتناه على الصواب من (ظ 9) و (ظ 14) و (س) و (ش) و (ق) و"أطراف المسند" 1/الورقة
115 حيث ذكره ابن حجر في ترجمة سعيد بن جبير، عن ابن عباس، ولم نره في ترجمة جابر بن زيد، عن ابن عباس. وهذا الحديث معروف من رواية سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فقد رواه مسلم (705) ، وأبو داود (1211) ، والترمذي (187) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وانظر تخريج الحديث.
(1) قوله: "وما أراد إلى ذلك" وقع في الأصول عدا (ظ 14) : "وما أراد إلى غير ذلك" وكتب على هامش (س) و (ض) : لعله إلى ذلك، والصواب حذف كلمة "غير" كما جاء في (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/الورقة 115.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، حبيب: هو ابن أبي ثابت، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه مسلم (705) (54) ، وأبو داود (1211) ، والترمذي (187) ، والبيهقي 3/167 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 1/290 من طريق الفضل بن موسى، وأبو عوانة 2/353-354 من طريق عثام، كلاهما عن الأعمش، به.
وأخرجه الطيالسي (2614) من طريق عمرو بن هرم، عن سعيد بن جبير: أن ابن عباس جمع بين الظهر والعصر من شغل، وزعم ابن عباس أنه صلى مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة الظهر والعصر جميعاً. وسيأتي الحديث برقم (2557) و (3265) و (3323) .
قوله: "في غير خوفٍ ولا مطرٍ" هذا مما انفرد به حبيب بن أبي ثابت ورواه أبو الزببر أيضاً عن سعيد بن جبير، فقال: "في غير خوفٍ ولا سفرٍ"، وهو في "الموطأ" 1/144، و"صحيح مسلم" (705) ، وسياتي في "المسند" برقم 2557، وتقدم حديث عمرو بن دينار عن أبي الشعْثاء برقم (1918) : أنه=(3/421)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سمع ابن عباس يفول: صَليتُ مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمانيا جميعاً، وسبعاً جميعاً، قال عمرو: قلت له: يا أبا الشعثاء، أظنه أخَّر الظهر وعَجل العصر، وأخَّر المغرب وعَجَّل العشاء، قال: وأنا أظن ذلك. ورواه البخاري في "صحيحه" (543) من هذا الطريق عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلى بالمدينة سبعاً وثمانياً: الظهرَ والعصرَ، والمغربَ والعشاءَ، فقال أيوب السختياني: لعله في ليلةٍ مطيرةٍ؟ قال: عسى.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/23-24 في تفسير قوله "عسى": أي: أن يكونَ كما قلتَ، واحتمالُ المطر قال به أيضاً مالك عَقِبَ إخراجه لهذا الحديث عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس نحوه، وقال بدلَ قوله "بالمدينة": من غير خوف ولا سفر، قال مالك: لعله كان في مطرٍ، لكن رواه مسلم وأصحاب السنن من طريق حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير بلفظ: "من غير خوفٍ ولا مطرٍ"، فانتفى أن يكونَ الجمع المذكور للخوف أو السفر أو المطر، وجَوز بعضُ العلماء أن يكون الجمع المذكور للمرض، وقَواه النووي، وفيه نَظَر، لأنه لو كان جمعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الصلاتين لعارض المرض لَمَا صَلى معه إلا مَن به نحوُ ذلك العذْرِ، والظاهر أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمع بأصحابه، وقد صَرح بذلك ابن عباس في روايته.
قال النووي [في شرح مسلم 5/218] : ومنهم من تأوله على أنه كان في غَيْم فصلى الظهر، ثم انكشف الغيمُ مثلاً، فَبَانَ أن وقت العصر دخل فصلاها، قال: وهو باطل، لأنه وإن كان فيه أدنى احتمال في الظهر والعصر، فلا احتمال فيه في المغرب والعشاء. أ. هـ.
وكأن نَفْيَه الاحتمالَ مبني على أنه ليس للمغرب إلا وقت واحد، والمختار عنده خلافه، وهو أن وقتها يَمتَد إلى العِشاء، فعلى هذا فالاحتمال قائم.
قال (يعني النووي) : ومنهم من تأوًله على أن الجمع المذكور صُورِي، بأن يكون أخر الظهر إلى آخر وقتها، وعَجل العصر في أول وقتها. قال: وهو احتمال ضعيف أو باطل، لأنه مخالف للظاهر مخالفة لا تحتَمل. أ. هـ.
وهذا الذي ضَعفه استحسنه القرطبي، ورَجحَه قبله إمام الحرمين، وجَزَمَ به من=(3/422)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= القدماء ابنُ الماجشون والطحاوي [في شرح معاني الاَثار 1/164] ، وقَوْاه ابن سَيدِ الناس [في شرح الترمذي 1/ورقة 80] بان أبا الشعثاء- وهو راوي الحديث عن ابن عباس- قد قال به، وذلك فيما رواه الشيخان من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار، فذكر هذا الحديث، وزاد: قلت: يا أبا الشعثاء، أظنُه أخَّر الظهر وعَجَّل العصر، وأخر المغرب وعجل العشاء، قال: وأنا أظنه. قال ابنُ سيد الناس: وراوي الحديث أدرى بالمراد من غيره.
قلت: لكن لم يَجزِمْ بذلك، بل لم يَستمِر عليه، فقد تقدم كلامُه لأيوب وتجويزُه لأن يكونَ الجمعُ بعذر المطر، لكن يُقوِّي ما ذكره من الجمع الصُوري أن طرقَ الحديث كلها ليس فيها تَعرض لوقت الجمع، فإما أن تُحمَلَ على مُطلَقِها، فيستلزم إخراج الصلاة عن وقتها المحدود بغير عُذْرٍ، وإما أن تُحملَ على صفة مخصوصة لا تستلزمُ الإخراج، ويجمع بها بين مفتوق الأحاديث، والجمع الصوري أولى، والله أعلم.
وقال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 12/216-220: قد يحتمل أن يكون جَمَع بينهما بأن صَلى الأولى في آخر وقتها، وصَلى الثانية في أول وقتها، فكانت رخصةً في التأخير بغير عذرٍ إلى آخر الوقت للسعَة ثم ذكر حديث ابن عباس من طريق أبي الشعئاء.
ثم قال: هذا جَمْع مباح في الحَضَر والسفر إذا صلى الأولى في آخر وقتها، وصلى الثانية في أول وقتها، لأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد صَلى به جبريلُ عليه السلام، وصلى وبالناسِ في المدينة عند سؤال السائل عن وقت الصلاة، فصَلَى في آخر وقت الصلاة بعد أن صَلَّى في أوَّله، وقال للسائل: ما بينَ هذينِ وقت.
وعلى هذا تصح روايةُ من روى: "لئلا يُحرِجَ أمتَه"، ورواية من روى "للرخصة" وهذا جمع جائز في الحضر وغير الحضر، وإن كانت الصلاةُ في أول وقتها أفضلَ، وهو الصحيح في معنى حديث ابن عباس لم يتأوّل فيه المطر، وتاول ما قال أبو الشعثاء، وعمرو بن دينار، وبالله التوفيق.
وقال النووي في "شرح مسلم" 5/219: وذَهَبَ جماعة من الأئمة إلى جواز الجمع في الحضر للحاجةِ لمن لا يَتخِذُه عادةً، وهو قول ابن سيرين وأشْهب من أصحاب مالكٍ،=(3/423)
1954 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرِنِي الْخَاتَمَ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْكَ، فَإِنِّي مِنْ أَطَبِّ النَّاسِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا أُرِيكَ آيَةً؟ " قَالَ: بَلَى، قَالَ: " فَنَظَرَ إِلَى نَخْلَةٍ "، فَقَالَ: " ادْعُ ذَلِكَ الْعِذْقَ "، قَالَ: فَدَعَاهُ، فَجَاءَ يَنْقُزُ، حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْجِعْ "، فَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ، فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: يَا آلَ بَنِي عَامِرٍ، مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رَجُلًا أَسْحَرَ (1)
1955 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
__________
=وحكاه الخطابي عن القَفَّال الشاشي الكبير من أصحاب الشافعي عن أبي إسحاق المروزي عن جماعة من أصحاب الحديث، واختاره ابنُ المنذر.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو ظبيان: هو حصين بن جندب الجنبي.
وأخرجه الدارمي (24) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/15-16 و16 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (24) ، والبيهقي 6/16 من طريقين عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن سعد 1/182، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/3، والترمذي (3628) ، والطبراني (12622) ، والحاكم 2/620، والبيهقي 6/15 من طريق شريك، عن سماك، عن أبي ظبيان، به.
وأخرجه أبو يعلى (2350) ، وابن حبان (6523) ، والطبراني (12595) ، والبيهقي 6/17، وأبو نعيم في "الدلائل" (297) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عباس.
ينقز؟ يقفز ويثب.(3/424)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنِّي نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَإِنَّ عَادًا أُهْلِكَتْ بِالدَّبُورِ " (1)
1956 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] ، قَالَ: " رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَلْبِهِ مَرَّتَيْنِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسعود بن مالك- وهو ابن معبد الأسدي الكوفي مولى سعيد بن جبير- فمن رجال مسلم، وقد روى عنه جمع، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/433-434، ومسلم (900) ، وأبو يعلى (2563) ، والبيهقي في "السنن" 3/364، وفي "الدلائل" 3/448 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (900) ، وأبو يعلى (2680) من طريق عبدة بن سليمان، والقضاعي في "مسند الشهاب" (572) من طريق فضيل بن عياض، كلاهما عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني (12424) من طريق مسلم الملائي، عن سعيد بن جبير، به.
وأخرجه الطبراني أيضاً (11784) من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس.
وسيأتي برقم (3540) ، وانظر (2013) .
الصبا، بفتح الصاد: ريح معروفة يقال لها: القَبُول بفتح القاف، لأنها تقابل باب الكعبة، إذ مهبُّها من مشرق الشمس، وضدُّها الدبور، وهي الغربية.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن الحصين- وهو ابن قيس الحنظلي اليربوعي، ويقال: الرياحي- فمن رجال مسلم. أبو العالية: هو رُفيع بن مِهران الرياحي.
وأخرجه مسلم (176) (285) و (286) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 437=(3/425)
1957 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنِ ابْنِ حُدَيْرٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ، فَلَمْ يَئِدْهَا، وَلَمْ يُهِنْهَا، وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا - يَعْنِي الذَّكَرَ - أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا الْجَنَّةَ " (2)
__________
=من طريقين عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 7/646 ونسبه لابن مردويه.
وأخرجه الترمذي (3281) ، والطبري 27/52 من طريق سماك بن حرب، عن عكرمة، والطبراني (12941) من طريق علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، كلاهما عن ابن عباس بدون قوله: "مرتين". وانظر ما سيأتي برقم (2580) .
وقال ابن كثير في "تفسيره" 7/423-424 بعد أن ساقه من طريق مسلم، عن أبي سعيد الأشج، عن وكيع، عق الأعمش، عن زياد بن حصين، به: وكذا رواه سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، مثله، وكذا قال أبو صالح والسذي وغيرهما: إنه رآه بفؤاده مرتين، وقد خالفهُ ابنُ مسعود وغيره، وفي رواية عنه أنه أطلق الرؤية، وهي محمولة على المقيدة بالفؤاد، ومن روى محنه بالبصر، فقد أغرب، فإنه لا يصح في ذلك شيء عن الصحابة رضي الله عنهم، وقول البغويّ في "تفسيره": وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينه، وهو قول أنس والحسن وعكرمة؟ فيه نظر، والله أعلم. وانظر تتمة كلامه، وانظر أيضاً "فتح الباري" 8/608-609.
وسيأتي في حديث عائشة في "المسند" 6/49-50 نفيها لرؤية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربه عز وجل. وهومتفق عليه.
(1) تصحف في (م) إلى: جدير.
(2) إسناده ضعيف، ابن حدير مترجم في قسم الكنى من "التهذيب" وفروعه، ولم يذكروا له اسماً، وسماه ابن أبي شيبة والحاكم: زياداً! وهو لم يرو عنه غير أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، ولم يُؤثَر توثيقه عن أحد، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.=(3/426)
1958 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " سَافَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَفَرًا، فَأَقَامَ تِسْعَ عَشْرَةَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَنَحْنُ إِذَا سَافَرْنَا، فَأَقَمْنَا تِسْعَ عَشْرَةَ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، فَإِذَا أَقَمْنَا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ صَلَّيْنَا أَرْبَعًا " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/551، وأبو داود (5146) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8699) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/177 من طريق جعفر بن عون، عن أبي مالك، به. وصحح إسناده ووافقه الذهبي، فأخطأ.
وقوله: "فلم يئدها"، الوأد: هو دَفْنُها حَيْة على ما كان بعضُ العرب يفعلونه في الجاهلية.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عاصم الأحول: هو عاصم بن سليمان.
وأخرجه الترمذي (549) ، وابن خزيمة (955) ، والطحاوي 1/416، والبيهقي 3/150، والبغوي (1028) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (4337) ، وابن أبي شيبة 2/454، وعبد بن حميد (582) ، والبخاري (4298) و (4299) ، وأبو داود (1230) ، وابن ماجه (1075) ، وابن حبان (2750) ، والدارقطني 1/388، والبيهقي 3/149 و150 من طرق عن عاصم، به. إلا أن بعضهم رواه بلفظ. "تسع عشرة" كما هو عند المؤلف، وبعضهم رواه بلفظ:"سبع عشرة"، وقد جمع بعضهم بين الروايتين باحتمال أن يكون في بعضها لم يَعُدَ يَوْمَي الدخول والخروج، وهي رواية "سبع عشرة"، وعَدها في بعضها وهي رواية "تسع عشرة"، قال الحافظ في "التلخيص" 2/46: وهو جمع متين، ورواية عشرين (وهي عند عبد بن حميد برقم: 582) فهي صحيحة الإِسناد إلا أنها شادة، اللهم إلا أن يُحْمَل على جَبْر الكسر. قال البيهقي في "السنن" 3/151: وأصحها عندي- والله أعلم- رواية من روى تسع عشرهَ، وهي الرواية التي أودعها محمد بن إسماعيل البخاري في "الجامع الصحيح".=(3/427)
1959 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَعْتَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الطَّائِفِ، مَنْ خَرَجَ إِلَيْهِ مِنْ عَبِيدِ الْمُشْرِكِينَ " (1)
1960 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُحَاقَلَةِ، وَالْمُزَابَنَةِ " قَالَ: وَكَانَ عِكْرِمَةُ " يَكْرَهُ بَيْعَ الْفَصِيلِ " (2)
__________
=وأخرجه الطبراني (11892) ، والبيهقي 3/150-151 من طريق عباد بن منصور، عن عكرمة، به.
وأخرجه البخاري (1080) ، وأبو يعلى (2368) ، والدارقطني 1/387 - 388، والبيهقي 3/150 من طريق أبي عوانة، عن عاصم الأحول، وحصين بن عبد الرحمن، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (2758) و (2883) و (2884) .
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعنه، والحكم- وهو ابن عتيبة- لم يسمعه من مقسم، وإنما هو كتاب.
وأخرجه أبو يعلي (2564) ، والطبراني (12079) ، والبيهقي 9/229 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/511، والدارمي (2508) ، والطحاوي 3/278، والطبراني (12092) ، والبيهقي 9/229-230 و230 من طرق عن الحجاج، به.
وسيأتي برقم (2111) و (2176) و (2229) و (3267) و (3415) .
ويشهد له مرسل عبد الله بن المكرم الثقفي عند البيهقي 9/229 (في المطبوع: عبد الله بن المكدم) ، وحديث رجل من ثقيف عند أحمد في "المسند" 4/168.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري. الشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه البخاري (2187) ، والطحاوي 4/33، والطبراني (11795) ، والبيهقي 5/308 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.=(3/428)
1961 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الشَّيْبَانِيَّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَتَبَ إِلَى أَهْلِ جُرَشَ يَنْهَاهُمِ انْ يَخْلِطُوا الزَّبِيبَ وَالتَّمْرَ " (1)
1962 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى صَاحِبِ قَبْرٍ بَعْدَ مَا دُفِنَ " (2)
__________
= المحاقلة: قال ابن الأثير في "النهاية": المحاقلة مختلف فيها، قيل: هي اكتراءُ الأرض بالحنطة، هكذا جاء مفسراً في الحديث، وهو الذي يسميه الزراعون: المحارثة، وقيل: هي المزارعةُ على نصيب معلوم كالثلث والربع ونحوهما، وقيل: هي بيع الطعام في سُنْبُلِه بالبُر، وقيل: هي بيع الطعام قبل إدراكه وإنما نهي عنها لأنها من المكيل، ولا يجوزُ فيه إذا كانا من جنس واحد إلا مثلاً بمثل ويدا بيد، وهذا مجهول لا يُدرى أيهما أكثر.
والمزابنة: وهي بيع الرطب في رؤوس النخل بالتمر، وأصله من الزبن وهو الدفع، كأن كل واحد من المتبايعين يزبن صاحبه عن حقه بما يزداد منه. وإنما نهى عنها لما يَقَع فيها من الغبن والجهالة.
والقَصيل: هو ما اقْتُصِل، أي: اقتطع من الزرع أخضر.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وسيأتي بأطول مما هنا برقم (3110) عن أسباط، عن أبي إسحاق الشيباني، عن حبيب، بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. ويأتي تخريجه هناك، وانظر (2499) .
جرَش: بلدة خربة شمال نجران، سُمي باسمها مخلاف جُرَش من مخاليف اليمن، ولا تزال أطلالها قائمة في أعلى وادي بيشة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1247) ، وابن ماجه (1530) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.=(3/429)
1963 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ يُنْقَعُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّبِيبُ " قَالَ: " فَيَشْرَبُهُ الْيَوْمَ وَالْغَدَ وَبَعْدَ الْغَدِ إِلَى مَسَاءِ الثَّالِثَةِ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ فَيُسْقَى، أَوْ يُهَرَاقُ " (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 3/359-360 و14/153، والبخاري (1321) و (1326)
و (1340) ، ومسلم (954) (68) ، وأبو داود (3196) ، والترمذي (1037) ، والنسائي 4/85، وابن حبان (3091) ، والطبراني (12582) و (12583) ، والدارقطني 2/76-77 و77 -78 و78، والبيهقي 4/45 و46، والبغوي (1498) من طرق عن أبي إسحاق سليمان بن أبي سليمان، به.
وأخرجه مسلم (954) (69) ، وابن حبان (3089) و (3091) ، والبيهقي 4/46 من طريق شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، ومسلم (954) (69) ، والبيهقي 4/46 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أبي حصين، كلاهما عن الشعبي، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/360، وأبو يعلى (2523) من طريق أبي سنان عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2554) و (3134) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عمر - واسمه يحيى بن عبيد البَهْراني- فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/132-133، ومسلم (2004) (81) ، وأبوداود (3713) ، والطبراني (12624) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2004) (82) ، والبيهقي 8/300 من طريق جرير، والنسائي 8/333 من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن الأعمش، به.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (2714) و (2715) ، ومسلم (2004) (83) ، وابن ماجه (3399) ، والنسائي 8/333، وابن حبان (5384) و (5386) ، والطبراني (12623) و (12625) و (12626) و (12627) و (12628) و (12629) و (12630) و (12631) ، وأبو الشيخ في"أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 210 و211، والبيهقي 8/294 و300 من طرق عن أبي عمر يحيى بن عبيد، به. وسياتي برقم (2068) و (2143) و (3337) .=(3/430)
1964 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَجْلَحُ، عَنْ يَزِيدَ (1) بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقُولُ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، فَقَالَ: " بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ " (2)
1965 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي فَضَاءٍ لَيْسَ بَيْنَ يَدَيْهِ شَيْءٌ " (3)
1966 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ فِي سَرِيَّةٍ، فَوَافَقَ ذَلِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: فَقَدَّمَ أَصْحَابَهُ، وَقَالَ: أَتَخَلَّفُ فَأُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُمُعَةَ، ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ. قَالَ: فَلَمَّا صلى رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
= وقوله: "يُهراق"، أي: يراق.
(1) تحرف في (م) إلى: زيد.
(2) صحح لغيره، أجلح- وهو ابن عبد الله بن حجية- ليس بالقوي، يكتب حديثه، ولا يحتج به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وقد تقدم برقم (1839) وذُكِرت شواهده هناك.
(3) حسن لغيره، الحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلى وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/278، وأبو يعلى (2601) ، والبيهقي 2/273 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وهو في المسند من طريق أخرى عن ابن عباس بنحوه (3017) ولفظه: مررت أنا والفضل على أتان ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي بالناس في فضاء من الأرض ... وله شاهد من حديث الفضل، أخرجه أبو داود (718) وسنده حسن في الشواهد.
وانظر (1797) .(3/431)
رَآهُ، فقَالَ (1) : " مَا مَنَعَكَ أَنْ تَغْدُوَ مَعَ أَصْحَابِكَ " قَالَ: فَقَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ مَعَكَ الْجُمُعَةَ، ثُمَّ أَلْحَقَهُمْ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ، مَا أَدْرَكْتَ غَدْوَتَهُمْ (2)
1967 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَتَبَ نَجْدَةُ (3) الْحَرُورِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ الصِّبْيَانِ، وَعَنِ الْخُمُسِ لِمَنْ هُوَ؟ وَعَنِ الصَّبِيِّ مَتَى يَنْقَطِعُ عَنْهُ الْيُتْمُ؟ وَعَنِ النِّسَاءِ، هَلْ كَانَ يَخْرُجُ بِهِنَّ، أَوْ يَحْضُرْنَ الْقِتَالَ؟ وَعَنِ الْعَبْدِ هَلْ لَهُ فِي الْمَغْنَمِ نَصِيبٌ؟ ". قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَمَّا الصِّبْيَانُ: فَإِنْ كُنْتَ الْخَضِرَ تَعْرِفُ الْكَافِرَ مِنَ المُؤْمِنِ، فَاقْتُلْهُمْ. وَأَمَّا الْخُمُسُ: فَكُنَّا نَقُولُ إِنَّهُ لَنَا، فَزَعَمَ قَوْمُنَا أَنَّهُ لَيْسَ لَنَا. وَأَمَّا النِّسَاءُ فَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ مَعَهُ بِالنِّسَاءِ فَيُدَاوِينَ الْمَرْضَى، وَيَقُمْنَ عَلَى الْجَرْحَى، وَلا يَحْضُرْنَ الْقِتَالَ، وَأَمَّا الصَّبِيُّ فَيَنْقَطِعُ عَنْهُ الْيُتْمُ إِذَا احْتَلَمَ، وَأَمَّا الْعَبْدُ فَلَيْسَ لَهُ مِنَ المَغْنَمِ نَصِيبٌ، وَلَكِنَّهُمْ قَدْ كَانَ يُرْضَخُ لَهُمْ " (4)
__________
(1) في (م) و (س) و (ص) : فلمارآه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال.
(2) إسناده ضعيف، فيه عنعنة الحجاج- وهو ابن أرطاة-، والحكم- وهو ابن عتيبة- لم يسمعه من مقسم.
وأخرجه الترمذي (527) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وأخرجه الطيالسي (2699) ، وعبد بن حميد (654) ، والطبراني (12081) من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي 3/187 من طريق الحسن بن عياش، كلاهما عن الحجاج، به. وسيأتي برقم (2317) .
(3) تحرف في (م) إلى: نجوة.
(4) حديثه صحيح، الحجاج- وهو ابن أرطاة، وإن عنعنه- قد توبع.=(3/432)
1968 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ - يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ - " قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: " وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلا رَجُلًا (1) خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " (2)
__________
=وأخرجه أبو يعلي (2630) من طريق محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن عطاء بن أبي رباح، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق يزيد بن هرمز عن ابن عباس برقم (2235) .
قوله: "إن كنت الخضر" أي: إن كنتَ مثل الخضر النبي الذي أطلعه الله على مآل الغلام الذي قتله، فاقتلهم، وهذا الأمر مراد به التعجيز، لأنه لا يتحقق له ذلك، وهو كقوله تعالى: (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) .
وقوله: "يرضخ لهم": من الرضخ، وهو العطية القليلة، وهو دون السهم.
(1) في (م) و (س) و (ص) و (ض) : رجلاً.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مسلم البطين: هو مسلم بن عمران، ويقال: ابن أبي عمران الكوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/348، وابن ماجه (1727) ، والترمذي (757) ، وابن حبان (324) ، والبغوي (1125) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (8121) ، والطبراني (12326) و (12328) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3749) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، به.
وأخرجه أبو داود (2438) عن عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح ومجاهد ومسلم، عن سعيد بن جبير، به.
وأخرجه الدارمي (1774) ، والبيهقي في "الشعب" (3752) من طريق أصبغ بن=(3/433)
1969 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ - لَيْسَ فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ يَعْنِي: " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ فِيهَا " (1)
1970 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَقْضِي عَنْهَا؟ قَالَ: فَقَالَ: " أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَمَا كُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ " قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: " فَدَيْنُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَقُّ " (2)
1971 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ الْيَوْمَ التَّاسِعَ " (3)
__________
= زيد، عن القاسم بن أبي أيوب، والطبراني (12436) من طريق قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، كلاهما عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (3139) و (3228) .
(1) رجاله ثقات، لكنه مرسل، وانظر ما قبله. أبو صالح: هو ذكوان السمان.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
عَلقه البخاري (1953) عن أبي معاوية، ووصله أبو داود (3310) عن محمد بن العلاء، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1148) (154) ، والنسائي في" الكبرى" (2912) ، والطبراني (12331) ، والبيهقي 4/255 من طرق عن الأعمش، به. وقد تقدم برقم (1861) .
(3) إسناده قوي. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث=(3/434)
1972 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ، وَفِي عُمَرِهِ كُلِّهَا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ وَالْخُلَفَاءُ " (1)
1973 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ، عَنْ مِهْرَانَ أَبِي صَفْوَانَ، (2)
__________
= القرشي العامري، وعبد الله بن عمير والقاسم بن عباس روى لهما مسلم متابعة، وهما صدوقان.
وأخرجه عبد بن حميد (671) ، والطحاوي 2/77، والطبراني (10817) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (10891) من طريق عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس.
وسيأتي برقم (2106) و (3213) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (2492) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة ص 407 (تحقيق العمروي) عن أبي معاوية ووكيع، عن ابن جريج، عن عطاء مرسلاً. وانظرماتقدم برقم (1921) .
قوله: "رمل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... "، قال السندي: مقتضاه أن الرمَل عنده سنة، وقد صح أنه أنكر كونه سنةً وقال فيمن قال: إنه سنة: صدقوا وكذبوا (وسيأتي برقم 2029) ، ورجال هذا الحديث ثقات أيضاً، فيحتمل أنه حقق الأمر على وجهه ثانياً، فرجع عن الإنكار، والله تعالى أعلم.
(2) تحرف في (م) والأصول التي بين أيدينا عدا (ظ9) و (ظ14) إلى: "مهران بن صفوان" وصوبناه من هاتين النسختين و"أطراف المسند" 1/الورقة 135، وهو كذلك في كتب التراجم.(3/435)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ " (1)
1974 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الْمُحَارِبِيَّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَهْرَانَ أَبِي صَفْوَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ " (2)
1975 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عِنْدَ كُسُوفِ الشَّمْسِ
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، مِهْران أبو صفوان لم يرو عنه غير الحسن بن عمرو الفقيمي، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في هذا الحديث، وقال في "التقريب": مجهول، وقد توبع؟ انظر ما تقدم برقم (1833) .
وأخرجه عبد بن حميد (720) ، والدارمي (1784) ، وأبو داود (1732) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/12، والحاكم 1/448 والبيهقي 4/339-340، والخطيب في "تاريخه" 5/47 من طريق أبي معاوية، بهذا الإِ سعاد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي!
(2) هو مكرر ما قبله، وقوله:"عن صفوان الجَمال" خطأ في أصل الرواية، ففي "تعجيل المنفعة" ص 191: إنما هو أبو صفوان الجَمال الذي أخرج له أبو داود، وقد أخرج أحمدُ حديثَه على الوجهين، أخرجه عن أبي معاوية، عن الحسن بن عمرو، عن أبي صفوان الجَمال، عن ابن عباس حديث: "من أراد الحج فليتعجلْ" وكذا أخرجه أبو داود والدارقطني والحاكم في" المستدرك" والحاكم أبو أحمد في "الكنى" كلهم من طريق أبي معاوية، وقال أحمدُ أيضاً: حدثنا عبد الرحمن بن محمد هو المحاربي، حدثنا الحسن بن عمرو، عن صفوان الجمال، به. فكأن المحاربي وهم في تسميته، وإنما هو أبو صفوان واسمُه مهران، وهو مترجم في "التهذيب".(3/436)
ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ " (1)
1976 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ فِي الْحَرَامِ: " يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا "
قَالَ هِشَامٌ: وَكَتَبَ إِلَيَّ يَحْيَى، يُحَدِّثُ عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ فِي الْحَرَامِ: " يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا "، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، فإن حبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعنه، قال ابن حبان في "صحيحه" 7/98: خبرُ حبيب بن أبي ثابت، عن طاووس، عن ابن عباس: ليس بصحيح، لأن حبيباً لم يسمع من طاووس هذا الخبرَ، وقال البيهقي: وحبيب وإن كان من الثقات، فقد كان يُدلس ولم أجده ذَكَر سماعه في هذا الحديث عن طاووس، ويحتمل أن يكون حمله عن غير موثوق به عن طاووس، وقد روى سليمان الأحول عن طاووس، عن ابن عباس من فعله أنه صَلاها ست ركعات في أربع سجدات، فخالفه في الرفع والعدد جميعاً.
وفيه عِلة أخرى وهي الشذوذ، فقد روى غير واحد عن ابن عباس أنها أربع ركعات وأربع سجدات.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/467، ومسلم (908) (18) ، والنسائي 3/128، والبيهقي 3/327 من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/467، والطحاوي 1/327، والدارقطني 2/64 من طرق عن سفيان الثوري، به. وسيأتي برقم (3236) .
(2) حديث عكرمة عن عمر فيه انقطاع، لأن عكرمةَ لم يُدرِكْ عمر، وحديث يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس صحيح على شرط البخاري. إسماعيل: هو=(3/437)
1977 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَالِمٍ أَبُو جَهْضَمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا مَأْمُورًا، بَلَّغَ وَاللهِ مَا أُرْسِلَ بِهِ، وَمَا اخْتَصَّنَا دُونَ النَّاسِ بِشَيْءٍ لَيْسَ ثَلاثًا، أَمَرَنَا أَنْ نُسْبِغَ الْوُضُوءَ، وَأَنْ لَا نَأْكُلَ الصَّدَقَةَ، وَأَنْ لَا نُنْزِيَ حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ " قَالَ مُوسَى: فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ حَسَنٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُبَيْدِ
__________
= ابن علية، وهشام: هو الدستوائي.
وأخرجه البيهقي 7/350 من طريق يعقوب الدورقي، عن ابن علية، بهذا الإسناد، بتمامه.
وأخرجه مسلم (1473) (18) عن زهيربن حرب، عن ابن علية، به مقتصراً على قول ابن عباس.
وأخرجه الطيالسي (2635) ، والبخاري (4911) ، وابن ماجه (2073) ، والبيهقي 7/350 من طرق عن هشام، به.
وأخرجه البخاري (5266) ، ومسلم (1473) (19) ، والبيهقي 7/350 من طريق معاوية بن سلام، وعبد الرزاق (11363) عن عمر بن راشد، كلاهما عن يحيي بن أبي كثير، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/74 عن وكيع، عن علي بن المبارك، عن يحيي، قال: حدثني من لا أَتَّهم عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ... فذكره.
وأخرجه سعيد بن منصور (1704) من طريق سعيد بن المسيب، وابن أبي شيبة 5/73 من طريق عكرمة، كلاهما عن ابن عباس.
وأثرُ عمر بن الخطاب أخرجه عبد الرزاق (1360) ، وسعيد بن منصور (1701) ، وابن أبي شيبة 5/73، والبيهقي 7/351 من طرق عن عكرمة، وأخرجه سعيد بن منصور (1695) ، وابن أبي شيبة 5/73 من طريق جويبر، عن الضحاك، كلاهما عن عمر.(3/438)
اللهِ، حَدَّثَنِي كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: " إِنَّ الْخَيْلَ كَانَتْ فِي بَنِي هَاشِمٍ قَلِيلَةً، فَأَحَبَّ أَنْ تَكْثُرَ فِيهِمْ " (1)
1978 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَقَالَتْ: أَلا نُطْعِمُكُمْ مِنْ هَدِيَّةٍ أَهْدَتْهَا لَنَا أُمُّ عُفَيْقٍ (2) ؟ قَالَ: فَجِيءَ بِضَبَّيْنِ مَشْوِيَّيْنِ، فَتَبَزَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سالم أبي جهضم، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.
وأخرجه الترمذي (1701) ، وابن خزيمة (175) من طريق ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 1/89، وابن خزيمة (175) ، والبيهقي 10/23 من طريقين عن أبي جهضم، به. وسيأتي برقم (2060) و (2092) و (2238) ، وانظر حديث علي رقم (582) .
قوله: "ليس"، قال السندي: للاستثناء، ولا يخفى أن الأمر بإسباغ الوضوء عام، فكأن أهل البيت آكد في حقهم الإسباغ دون غيرهم، وكذا النهي عن الإنزاء.
(2) في (ق) : "أم عفيف" وعلى حاشيتها: "أم عفيق، والمعروف: أم حفيد"، وعلى حاشية (س) و (ض) و (ص) : "كذا في نسختين أم عفيق هذه وفي الحديث الذي بعده، والمعروف أنها أم حفيد".
قال الحافظ ابن حجر فيما نقله ابن عَلأن عنه في "الفتوحات الربانية" 5/238: ووقع في رواية ابن عيينة في هذه الطريق أم عفيق بالعين المهملة والفاء ثم القاف مصغراً، وأصل الحديث في الصحيح بلفظ "أم حفيد" أوله حاء مهملة وآخره دال وهو المشهور، وسميت في رواية أخرى في الصحح "هزيلة" بالزاي واللام مصغراً، وهي أختُ ميمونة وأخت لُبابة الكبرى أمّ ابن عباس، ولبابة الصغرى أم خالد، الأربع بنات الحارث، وكانت أم حفيد تزوجت في الأعراب فسكنت البادية، وكانت تزور أختها بالمدينة، وذكر ابن سعد=(3/439)
خَالِدٌ: كَأَنَّكَ تَقْذَرُهُ؟ قَالَ: " أَجَلْ "، قَالَتْ: أَلا أُسْقِيكُمْ مِنْ لَبَنٍ أَهْدَتْهُ لَنَا؟ فَقَالَ: بَلَى، قَالَ: فَجِيءَ بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَخَالِدٌ عَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ لِي: " الشَّرْبَةُ لَكَ وَإِنْ شِئْتَ آثَرْتَ بِهَا (1) خَالِدًا " فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ لِأُوثِرَ بِسُؤْرِكَ عَلَيَّ أَحَدًا، فَقَالَ: " مَنْ أَطْعَمَهُ اللهُ طَعَامًا فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ، وَمَنْ سَقَاهُ اللهُ لَبَنًا فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِئُ مَكَانَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ غَيْرَ اللَّبَنِ " (2)
__________
=أنها أسلمت وبايعت، وكلهن معدودات في الصحابة.
(1) في (س) و (غ) و (ض) و (ص) : به.
(2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، علي بن زيد- وهو ابن جُدعان- ضعيف، وعمر بن أبي حرملة مجهول.
وأخرجه ابن سعد 1/396-397، والترمذي- وحسَنه- في "السنن" (3455) ، وفي "الشمائل" (206) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (286) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (474) ، والبغوي (3055) من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3730) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5957) من طريق حماد بن زيد، عن ابن جدعان، به.
واقتصر النسائي وابن السني منه على الدعاء الأخير، ولم يذكر أبو داود قصة الإيثار في الشرب ولا الترمذي قصة الضّباب.
وأخرجه مختصراً بقصة الدعاء فقط أبو الشيخ في"أخلاق النبي" ص 208 من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن جدعان، به. وانظر (1904) .
وقال الحافظ في "أمالي الأذكار" بعد تخريجه فيما نقله عنه ابن علان 5/238: هذا حديث حسن. يعني بطرقه، فإن مدار الحديث عند جميع من خرجه على علي بن زيد بن جدعان، وهو عنده ضعيف لا يحسن حديثه إلا بالمتابعة والشواهد.=(3/440)
1979 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُمِّ عُفَيْقٍ أَهْدَتِ الَى أُخْتِهَا مَيْمُونَةَ بِضَبَّيْنِ، فَذَكَرَهُ (1)
1980 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ الْمَعْنَى وَاحِدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ (2) ، قَالَ وَكِيعٌ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يُحَدِّثُ عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ: " إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكَانَ لَا يَسْتَنْزِهُ مِنَ البَوْلِ - قَالَ وَكِيعٌ: مِنْ بَوْلِهِ - وَأَمَّا الْآخَرُ: فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ". ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً، فَشَقَّهَا بِنِصْفَيْنِ، فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: " لَعَلَّهُمَا أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا - قَالَ وَكِيعٌ: تَيْبَسَا "، (3)
__________
= وأخرج ابن ماجه (3322) عن هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا ابن جريج، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أطعمه الله طعاماً، فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وارزُقْنا خيراً منه، ومن سقاه الله لبناً، فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزِدْنا منه، فإني لا أعلمُ ما يجزئُ من الطعام والشراب إلا اللبن". وهذا سند حسن في المتابعات. وانظر (1904) .
وقصة الضباب صحيحة ستأتي من طرق عن ابن عباس برقم (2299) و (2684) و (3067) .
(1) حديث حسن كسابقه.
وأخرجه أبو داود (3730) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
(2) تحرف في النسخ المطبوعة إلى: الأعمش ومجاهد.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير،=(3/441)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/122 و3/375، والبخاري (218) ، وابن ماجه (347) ، والأجري في "الشريعة" ص 362 من طريق أبي معاوية ووكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/376-377، والبخاري (1361) ، والنسائى 6/104، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (236) ، والآجري ص 362، والبيهقي في "السنن" 2/412، وفي "إثبات عذاب القبر" (118) ، والبغوي (183) من طريق أبي معاوية وحده، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/377، وهناد في"الزهد" (360) و (1213) ، والبخاري (6052) ، ومسلم (292) ، وأبو د اود (20) ، والترمذي (70) ، والنسائي 1/28-29، وابن الجارود (130) ، وابن خزيمة (56) ، والآجري ص 362، والبيهقي في "السنن" 1/104، وفي "إثبات عذاب القبر" (117) من طريق وكيع وحده، به.
وأخرجه عبد بن حميد (620) ، والدارمي (739) ، ومسلم (292) ، والبيهقي في "السنن" 2/412، وفي "إثبات عذاب القبر" (119) من طريق عبد الواحد بن زياد، والبخاري (1378) ، وابن حبان (3128) ، والآجري ص 362 من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الأعمش، به. وانظر ما بعده.
قوله: "وما يُعذبان في كبير"، قال الخطابي في "معالم السنن" 1/19: معناه أنهما لم يُعذبا في أمر كان يَكبُرُ عليهما، أو يشق فعله لو أرادا أن يفعلاه، وهو التنزه من البول وترك النميمة، ولم يُردْ أن المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرة في حق الدِّين، وأن الذنب فيهما هَيِّنَ سهل.
وأما غرسه شق العسيب (أو الجريدة) على القبر، وقوله: "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا"، فإنه من ناحية التبرك بأثر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعائه بالتخفيف عنهما، وكأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَل مدة بقاء النداوة فيهما حداً لما وقعت به المسألة من تخفيف العذاب عنهما، وليس ذلك من أجل أن في الجريد الرطب معنىً ليس في اليابس، والعامة في كثير من البلدان تفرش الخُوص في قبور موتاهم، واراَهم ذهبوا إلى هذا، وليس لما تَعاطَوْه من ذلك وجه، والله أعلم. وانظر "فتح الباري" 1/320-321.(3/442)
1981 حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قَبْرِهِمَا، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: " حَتَّى يَيْبَسَا، أَوْ: مَا لَمْ يَيْبَسَا " (1)
1982 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وَقَالَ: " أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ " فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُلانًا، وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلانًا (2)
__________
(1) إسناده صحح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بهرام التميمي المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه البخاري (216) ، وأبو داود (21) ، والنسائي 4/106، وابن خزيمة (55) ، والآجري في "الشريعة" ص 361 من طريق جرير بن عبد الحميد، والبخاري (6055) من طريق عبيدة بن حميد، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (221) من طريق إبراهيم بن طهمان، ثلاثتهم عن منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2646) ، وابن حبان (3129) من طريق شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، به.
وأخرجه الخرائطي (222) من طريق حبيب بن حسان، عن مجاهد، به.
وأخرجه الآجري ص361 من طريق زياد بن عبد الله البكائي، عن منصور والأعمش، عن مجاهد، به، وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية.
وأخرجه الطيالسِي (2697) ، والدارمي (2649) ، والبخاري (5886) و (6834) ، وأبو داود (4930) ، والنسائي في " الكبرى" (9254) ، والطبراني (11988) و (11989) =(3/443)
1983 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ صَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ، فَيَرَى أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ، فَأَتَاهُنَّ وَمَعَهُ بِلالٌ نَاشِرًا ثَوْبَهُ، فَوَعَظَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي "، وَأَشَارَ أَيُّوبُ إِلَى أُذُنِهِ وَإِلَى حَلْقِهِ، كَأَنَّهُ يُرِيدُ التُّومَةَ، وَالْقِلادَةَ (1)
1984 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُكَاتَبِ: " يَعْتِقُ مِنْهُ بِقَدْرِ مَا أَدَّى دِيَةَ الْحُرِّ، وَبِقَدْرِ مَا رَقَّ مِنْهُ دِيَةَ الْعَبْدِ " (2)
__________
= والبيهقي 8/224 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7806) من طريق إبراهيم بن سليمان الزيات، عن بحربن كثير، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرجه الطبراني (11647) و (11678) و (11683) من طرق عن عكرمة، به.
وأخرجه الطبراني (12148) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2006) و (2123) و (2263) و (2291) و (3059) و (3151) و (3458) .
والمراد بالمخنثين: المتشبهون بالنساء. انظر "الفتح" 12/160.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه البخاري (1449) ، ومسلم (884) (3) من طريق ابن علية، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم (1902) .
التوَمَة: هي القُرْط فيه حبة.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري. وهو مكرر (1944) .(3/444)
1985 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سَحَابٌ فَكَمِّلُوا الْعِدَّةَ ثَلاثِينَ، وَلا تَسْتَقْبِلُوا الشَّهْرَ اسْتِقْبَالًا " قَالَ حَاتِمٌ: يَعْنِي عِدَّةَ شَعْبَانَ (1)
1986 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَةَ، وَرِدْفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَجَالَتْ بِهِ النَّاقَةُ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ، لَا يُجَاوِزَانِ رَأْسَهُ، فَسَارَ عَلَى هِينَتِهِ حَتَّى أَتَى جَمْعًا، ثُمَّ أَفَاضَ الْغَدَ وَرِدْفُهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، فَمَا زَالَ يُلَبِّي
__________
(1) صحيح، سماك بن حرب قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الدارمي (1683) ، والنسائي 4/136 من طريق ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 4/207 من طريق عبد الله بن بكر، عن حاتم، به.
وأخرجه الطيالسي (2671) ، وابن أبي شيبة 3/20، والترمذي (688) ، والنسائي 4/136 و153-154، وأبو يعلى (2355) ، وابن خزيمة (1912) ، وابن حبان (3590) و (3594) ، والطبراني (11755) و (11756) و (11757) ، والحاكم 1/424-425، والبيهقي 4/208 من طرق عن سماك بن حرب، به.
وأخرجه الطبراني (11706) من طريق أشعث بن سوار، عن عكرمة، به.
وأخرجه الشافعي 1/274، وعبد الرزاق (7302) ، والدارمي (1686) ، والنسائي 4/135، وابن الجارود (375) ، والبيهقي 4/207 من طريق عمرو بن دينار، عن محمد بن حنين، عن ابن عباس.
وأخرجه النسائي 4/135 من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عباس.
وأخرجه مالك 1/287 عن ثور بن زيد الديلي، عن أبن عباس، وهو منقطع.
وسيأتي برقم (2335) ، وانظر (3021) .(3/445)
حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (1)
1987 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حَبِيبِ بْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ خَطَبَ النَّاسَ بِتَبُوكَ: " مَا فِي النَّاسِ مِثْلُ رَجُلٍ آخِذٍ بِرَأْسِ فَرَسِهِ، يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَجْتَنِبُ شُرُورَ النَّاسِ، وَمِثْلُ آخَرَ بَادٍ فِي نِعْمَةٍ يَقْرِي ضَيْفَهُ وَيُعْطِي حَقَّهُ " (2)
1988 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ كَتِفًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الملك- وهو ابن أبي سليمان العرزمي- احتج به مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه الطبراني (11292) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1860) .
(2) إسناده صحيح، حبيب بن شهاب وثقه ابن معين والنسائي، وقال أحمد: ليس به بأس، وأبوه شهاب العنبري وثقه أبو زرعة، وذكرهما ابن حبان في "الثقات". يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/386 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (154) ، والطبراني (12924) من طريق يحيى بن سعيد، به. وسيأتي برقم (2837) ، وانظر (2116) .
بادٍ: مقيم في البادية. والنًعَم: واحد الأنعام، وهي المال الراعية: الإبل والبقر والضَّأن والمعز، وأكثر ما يقع هذا الاسم على الإبل. ويَقري: يضيف. ويعطي حقَّه: يؤتي الزكاة.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/25.=(3/446)
1989 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَبَنِ شَاةِ الْجَلالَةِ، وَعَنِ الْمُجَثَّمَةِ، وَعَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ " (1)
__________
=ومن طريق مالك أخرجه البخاري (207) ، ومسلم (354) ، وأبو داود (187) ، وابن خزيمة (41) ، والطحاوي 1/64، وابن حبان (1143) و (1144) ، والطبراني (10758) ، والبيهقي 1/153، والبغوي (169) .
وأخرجه الطيالسي (2662) ، والطحاوي 1/64، وابن حبان (1142) ، والطبراني (10758) من طرق عن زيد بن أسلم، به.
وأخرجه الطبراني (10762) من طريق موسى بن عبيدة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، به. وسيأتي برقم (3352) و (3453) ، وانظر (1994) و (2002) و (2153) و (2188) و (2406) و (2524) و (3464) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وأخرجه ابن الجارود (887) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3786) ، والنسائي 7/240، والبيهقي 9/333 من طريقين عن هشام الدستوائي، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/397 و8/207 - 208، والدارمي (1975) و (2117) ، وأبو داود (3719) ، وابن خزيمة (2552) ، والطبراني (11819) ، والبيهقي 5/254 و9/333 من طريق حماد بن سلمة، والطبراني، (11820) من طريق مُجاعة بن الزبير، كلاهما عن قتادة، به. وسيأتي برقم (2161) و (2671) و (2949) و (3142) و (3143) .
الجَلالة: هي الحيوان الذي يأكل العَذِرة، من الجَلَة- بفتح الجيم- وهي البَعْرة.
والمجثمة: هي كل حيوان يُنصَب وبُرمى ليقتل، إلا أنها تكثر في الطير والأرانب، وأشباه ذلك مما يَجثُم على الأرض، فإذا ماتت من ذلك لم يَحِل أكلُها.(3/447)
1990 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ (3) بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنْتَ تُفْتِي " الْحَائِضَ أَنْ تَصْدُرَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَلَا تُفْتِ بِذَلِكَ، قَالَ: إِمَّا لَا، فَاسْأَلْ فُلَانَةَ الْأَنْصَارِيَّةَ: هَلْ أَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ؟ فَرَجَعَ زَيْدٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَضْحَكُ، فَقَالَ: مَا أُرَاكَ إِلا قَدْ صَدَقْتَ (2)
1991 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا " (3)
__________
(1) تحرف في (م) و (غ) إلى: الحسين.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي 5/163 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1328) (381) ، والنسائي في "الكبرى" (4201) من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/365، وفي "الرسالة" (1216) ، والطحاوي 2/233 من طرق عن ابن جريج، به. وسيأتي برقم (3256) .
والصَّدَر: رجوع المسافر من مقصده. والمرأة الأنصارية التي أحال عليها ابن عباس هي أم سليم بنت ملحان كما يفهم من حديث عكرمة عن ابن عباس عند البخاري (1758) ، وسيأتي تخريجه في مسند أم سليم 6/430-431، ومن حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عند مالك في "الموطأ"1/413.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني.
وأخرجه البخاري (2783) و (2825) ، والنسائي 7/146، وفي "الكبرى" (8703) ،=(3/448)
1992 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ سُفْيَانُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أَوْ أَثَرَةٍ (1) مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4] ، قَالَ: " الْخَطُّ " (2)
__________
=وابن الجارود (1030) ، والطحاوي في "شرح المشكل" 3/252، والقضاعي في "مسند الشهاب" (847) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 3/252 من طريق مؤمَّل بن إسماعيل، عن سفيان، به.
وأخرجه الدارمي (2512) ، والبخاري (3077) ، ومسلم 3/1487 و1488، وأبو داود (2480) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (844) ، والبيهقي 9/16 من طرق عن منصور، به.
وأخرجه الطبراني (10898) من طريق عمرو بن دينار، عن طاووس، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (261) ، وابن ماجه (2773) ، وابن حبان (4592) ، والطبراني (10844) ، والقضاعي (846) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عباس، به.
وأخرجه عبد الرزاق (9711) عن معمر، عن ابن طاووس، عن طاووس مرسلا.
وسيأتي برقم (2396) و (3335) ، ومطولاً برقم (2896) .
قوله: "لا هجرة"، قال السندي: أي: من مكة، لصيرورتها دارَ إسلام، أو إلى المدينة من أي موضع كان لظهور عزة الإسلام، وأما الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام، فهي واجبة على الدوام.
(1) قراءة القراء السبعة: (أثَارة من عِلم) ، وقرأ ابن مسعود وأبو رَزين وأيوب السختياني ويعقوب (وهو ابن إسحاق الحضرمي إمام أهل البصرة ومقرئها) : "أثَرة". انظر "زاد المسير" لابن الجوزي 7/369.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني (10725) من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن صفوان، بهذا الإسناد. ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئل عن الخط، فقال: "هو أثارة من علم".=(3/449)
1993 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي مُخَوَّلٌ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الم تَنْزِيلُ، وَهَلْ أَتَى، وَفِي الْجُمُعَةِ بِسُورَةِ الْجُمُعَةِ، وَإِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ " (1)
__________
= وأخرجه الطبري 2/26 من طريق أبي عاصم، والحاكم 2/454 من طريق محمد بن كثير العبدي، كلاهما عن سفيان، به موقوفاً. ولفظه عند الطبري: خط كان يخطه العرب في الأرض. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الحاكم 2/454 من طريق ابن عون، عن الشعبي، عن ابن عباس، موقوفاً بلفظ: "جودة الخط". قال الحاكم: هذه زيادة غريبة في هذا الحديث (يعني لفظة: جودة) .
(1) إسناده صحح على شرط الشيخين. مُخَول: هو ابن راشد الكوفي الحناط.
وأخرجه أبو داود (1075) ، وأبو نعيم 7/182 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2636) ، والنسائي 3/111، والطبراني (12375) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/182 من طريق شعبة، به.
وأخرجه أبو نعيم 7/182 و183 من طريق شعبة عن أبي عون والأعمش وأبي العميس، ثلاثتهم عن مسلم البطين، به.
وأخرجه الترمذي (520) ، والنسائي 2/159، وابن خزيمة (533) ، والطحاوي 1/414، والطبراني (12377) من طريق شريك، عن مُخّول، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه أبو نعيم 7/183 من طريق شعبة، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، به.
وأخرجه ابن خزيمة (533) ، والطبراني (12422) و (12462) من طريقين عن سعيد بن جبير، به.
وأخرجه عبد الرزاق (5240) ، ومن طريقه الطبراني (10900) عن معمر، عن ابن=(3/450)
1994 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " أَكَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1)
1995 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يَخَافُ إِلا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2)
1996 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا لَمْ تُدْرِكِ الصَّلاةَ فِي الْمَسْجِدِ، كَمْ تُصَلِّي بِالْبَطْحَاءِ؟ قَالَ: " رَكْعَتَيْنِ، تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)
__________
= طاووس، عن طاووس، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2457) و (2799) و (2906) و (3039) و (3096) و (3097) و (3160) و (3325) و (3326) و (3404) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عطاء بن ابي الخوار من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (637) ، وأبو يعلى (2734) ، والطبراني (11267) من طريقين عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1988) .
(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان البصري، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه النسائي 3/117 من طريق خالد بن الحارث، والطبراني (12855) من طريق عبد الرحمن بن حماد، كلاهما عن ابن عون، بهذا الإِسناد. وقد تقدم برقم (1852) .
(3) إسناده صحح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن=(3/451)
1997 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: أَمْلاهُ عَلَيَّ سُفْيَانُ، إِلَى شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنِي طَلِيقُ بْنُ قَيْسٍ الْحَنَفِيُّ أَخُو أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو: " رَبِّ أَعِنِّي وَلا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا، لَكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي " (1)
__________
=سلمة- وهو ابن المُحَبق الهذلي- فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطيالسي (2742) ، ومسلم (688) من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. والحديث في صلاة المسافر، وقد تقدم برقم (1862)
(1) إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير طليق بن قيس، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري، وعمرو بن مرة: هو ابن عبد الله بن طارق المرادي، وعبد الله بن الحارث: هو الزبيدي المعروف بالمكَتب، وهو بمعنى المعلم يعلم الكتابة.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (665) ، وأبو داود (1511) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (384) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (607) ، وابن حبان (948) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/280-281، وعبد بن حميد (717) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (664) ، وأبو داود (1510) ، وابن ماجه (3830) ، والترمذي (3551) ، وابن حبان (947) ، والطبراني في "الدعاء" (1411) ، والحاكم 1/519-520، والبغوي (1375) من طرق عن سفيان الثوري، به.=(3/452)
1998 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ، وَمَا صَامَ شَهْرًا تَامًّا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلا رَمَضَانَ " (2)
1999 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَذِهِ وَهَذِهِ سَوَاءٌ " الْخِنْصَرُ وَالْإِبْهَامُ (3)
__________
= وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1412) من طريق أحمد بن أبان القرشي، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن مرة، به.
مُخبتاً: أي خاضعاً خاشعاً متواضعاً. وقوله: "أواهاً"، الأواه: المتأوه المتضرع.
والحَوْبة. الإثم. والسخِيمة: الحقد في النفس.
قوله: "وامكر لي"، قال السندي: مكرُ الله: إيقاع بلائه بأعدائه دون أوليائه، وقيل: هو استدراج العبد بالطاعات، فيتوهم أنها مقبولة وهي مردودة، والمعنى: ألحِق مكرك بأعدائي، لا بي.
(1) تحرف في (م) و (غ) و (ش) و (ق) إلى: سعيد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس، وهو من أثبت الناس في سعيد بن جبير.
وأخرجه الطيالسي (2626) ، ومن طريقه الترمذي في "الشمائل" (293) عن شعبة، بهذا الإِسناد. وانظر (2046) و (2151) و (2450) و (2737) و (2947) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخارى.
وأخرجه أبو داود (4558) ، وابن ماجه (2652) ، والترمذي (1392) ، والنسائي 8/56 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (137) ، وعبد بن حميد (572) ، والدارمي=(3/453)
2000 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا اقْتَبَسَ رَجُلٌ عِلْمًا مِنَ النُّجُومِ، إِلا اقْتَبَسَ بِهَا شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ، مَا زَادَ زَادَ " (1)
2001 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا، كُتِبَتْ عَشْرًا، وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ حَسَنَةً. وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَعَمِلَهَا،
__________
= (2370) ، والبخاري (6895) ، وأبو داود (4558) و (4559) ، وابن ماجه (2650) و (2652) ، والترمذي (1392) ، والنسائي 8/56-57، وأبو يعلى (2716) ، وابن الجارود (783) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (992) ، وابن حبان (6015) ، والطبراني (11824) ، والبيهقي 8/90 و90-91، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2539) من طرق عن شعبة، به. وانظر (2621) و (2624) و (3150) و (3220) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن عبد الله- وهو ابن أبي مغيث- فقد روى له أبو داود وابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/602، وأبو داود (3905) ، وابن ماجه (3726) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (714) ، والطبراني (11278) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5197) من طريق الحارث بن عبيد، عن عبيد الله، به. وانظر (2840) .
والمنهي عنه من علم النجوم هو علمُ التأثير، الذي يقول أصحابه: إن جميعَ أجزاء العالَم السفْلي صادر عن تأثير الكواكب والروحانيات، فهذا محرم لا شك فيه، لأنه ضَرْب من الأوهام، وما سوى ذلك من علم الفَلَك فتعلمُه مباح لا حرج فيه، بل هو فرض كفايةٍ لابُدَّ أن يقوم به نَفَر من المسلمين ليُرفع الإثم عن عامتِهم، قال الله تعالى: (وعَلاماتٍ وبالنجْمِ هم يهتدونَ) ، وقال: (وهو الذي جَعَلَ لكُمُ النجومَ لتَهتَدوا بها في ظلماتِ البَر والبحرِ) .(3/454)
كُتِبَتْ سَيِّئَةً، وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ حَسَنَةً " (1)
2002 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ (2) : وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ لَحْمًا - أَوْ عَرْقًا - فَصَلَّى وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (3)
__________
(1) حديث صحيح، الحسن بن ذكوان- وإن كان قد ضعّفه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن المديني- تابعه الجعد أبو عثمان عند الشيخين، وسيرد من طريقه عند أحمد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو رجاء: هو عمران بن ملحان العُطَاردي تابعي قديم مخضرم أدرك الجاهلية وعمر طويلاً أزْيَد من مئة وعشرين سنة.
وأخرجه الطبراني (12761) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (2519) و (2827) و (3402) .
(2) القائل: هو هشام بن عروة.
(3) أسانيده صحاح، الأول على شرط الشيخين، والثاني والثالث على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (354) ، وابن الجارود (22) ، وابن خزيمة (39) و (40) ، والبيهقي 1/153 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (1133) ، والطبراني (10789) من طريق يحيى بالإسناد الأول.
وأخرجه ابن حبان (1135) ، والطبراني (10789) من طرق عن هشام، به.
وأخرجه ابن حبان (1131) ، والطبراني (10790) من طريق أيوب، عن وهب، به.
وأخرجه مسلم (359) ، والطحاوي 1/64، والطبراني (10791) و (10794) و (10795) و (10796) من طريق محمد بن عمرو، به. وسيأتي من هذه الطريق برقم (2286) و (2341) و (2377) و (2461) و (2545) .
وأخرجه الطبراني (10657) من طريق يحيى بن سعيد بالإسنادين الثاني والثالث.
وأخرجه الطبراني (10659) من طريق أبي معاوية، عن هشام بالإسناد الثاني فقط.=(3/455)
2003 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ دَاجِنَةً لِمَيْمُونَةَ مَاتَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا انْتَفَعْتُمْ بِإِهَابِهَا، أَلا دَبَغْتُمُوهُ فَإِنَّهُ ذَكَاتُهُ " (1)
2004 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْعِيدَ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ " (2)
__________
= وأخرجه الحميدي (898) ، ومسلم (355) ، وابن ماجه (490) ، وابن حبان (1141) من طرق عن الزهري بالإسناد الثالث.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3534) ، والطبراني (10660) من طريق داود بن علي بن عبد الله، والطبراني (10661) من طريق سعد بن إبراهيم، كلاهما عن علي بن عبد الله، به. وسيأتي برقم (2339) و (3108) و (3287) و (3295) ، وانظر (1988) .
والعَرْق: العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارقطني 1/44 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/380 عن عبيد الله بن موسى، عن ابن جريج، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/380، ومسلم (365) ، والترمذي (1727) ، وأبو عوانة 1/211، والطحاوي 1/469، والطبراني (11501) ، والدارقطني 1/44، والبيهقي 1/16 من طرق عن عطاء بن أبي رباح، به. وسيأتي برقم (2504) و (3461) و (3521) ، وانظر (2369) و (3026) .
وسيأتي في مسند ميمونة 6/336 من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن ميمونة.
الداجن: الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(3/456)
2005 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ كَانَ عَلَى أُمِّهَا صَوْمُ شَهْرٍ فَمَاتَتْ، أَفَأَصُومُهُ عَنْهَا؟ قَالَ: " لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ، أَكُنْتِ قَاضِيَتَهُ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: " فَدَيْنُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى " (1)
2006 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى (2) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وَالْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالَ، وَقَالَ: " أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ "، قَالَ: فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُلانًا، وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلانًا (3)
2007 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ لَبَنًا فَمَضْمَضَ، وَقَالَ: " إِنَّ (4)
__________
= وأخرجه أبو داود (1147) ، وابن ماجه (1274) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2171) و (2173) و (2574) و (3227) ، وانظر (2062) و (2169) و (3225) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مسلم: هو ابن عمران البطين الكوفي.
وعلقه البخاري (1953) عن يحيى، ووصله أبو داود (3310) عن مسدد، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1861) .
(2) قوله: "حدثنا يحيى" سقط من النسخ المطبوعة، وهو يحيى بن أبي كثير.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وقد تقدم برقم (1982) .
(4) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عبيد الله.(3/457)
لَهُ دَسَمًا " (1)
2008 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ يَعْنِي الْأَعْمَشَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرِضَ أَبُو طَالِبٍ، فَأَتَتْهُ قُرَيْشٌ، وَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، وَعِنْدَ رَأْسِهِ مَقْعَدُ رَجُلٍ، فَقَامَ أَبُو جَهْلٍ فَقَعَدَ فِيهِ، فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يَقَعُ فِي آلِهَتِنَا، وَقَالَ: مَا شَأْنُ قَوْمِكَ يَشْكُونَكَ؟ قَالَ: " يَا عَمِّ أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ، وَتُؤَدِّي الْعَجَمُ إِلَيْهِمْ الْجِزْيَةَ "، قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ " فَقَامُوا: فَقَالُوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا؟ قَالَ: وَنَزَلَ: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1] ، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ: {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5] (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عُبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي. وهو مكرر (1951) .
(2) إسناده ضعيف، يحيي بن عمارة، ويقال: يحيي بن عباد، ويقال: عباد، تفرد عنه الأعمش فهو في عداد المجهولين وإن ذكره ابن حبان في "الثقات".
واخرجه الترمذي بأثر الحديث (3232) ، والنسائي في "الكبرى" (11436) ، والطبري 23/125، وابن حبان (6686) من طريق يحيي بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/359 عن يحيي، عن الأعمش، به.
وأخرجه الترمذي (3232) ، والحاكم 2/432، والواحدي في "أسباب النزول" ص 246 من طريق أبي أحمد الزبيري، وأبو يعلى (2583) ، والطبري 23/125-126 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطبري 23/125 من طريق معاوية بن هشام، ثلاثتهم عن سفيان، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! وليس عند الطبري 23/125 في الإسناد "الأعمش"، ويغلب على ظننا أنه سقط من الطبع.
وأخرجه عبد الرزاق (9924) عن الثوري، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، به.=(3/458)
وحَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وقَالَ أَبِي: قَالَ الْأَشْجَعِيُّ: يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ
2009 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ (1) عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَإِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ بَارِدَةٌ، فَذَكَرَ مِنْ ضُرُوبِ الشَّرَابِ، فَقَالَ: اجْتَنِبْ مَا أَسْكَرَ مِنْ زَبِيبٍ أَوْ تَمْرٍ أَوْ مَا سِوَى ذَلِكَ، قَالَ: مَا تَقُولُ فِي نَبِيذِ الْجَرِّ؟ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ " (2)
2010 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ، يَنْقُضُهَا حَجَرًا حَجَرًا " يَعْنِي الْكَعْبَةَ (3)
__________
= ويغلب على ظننا أن "يحيي بن عمارة" سقط من الطبع أيضاً، والحديث عنده مختصر جداً ولفظه: مرض أبو طالب فجاءه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعوده.
وإسناد أبي أسامة الذي أشار إليه أحمد سيأتي عنده برقم (3419) .
(1) تحرفت في (م) إلى: بن.
(2) إسناده صحيح، عيينة بن عبد الرحمن وأبوه روى لهما أصحاب السنن، وهما ثقتان.
وأخرجه الطبراني (12923) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 8/303 من طريق ابن المبارك، عن عيينة بن عبد الرحمن، به.
والجر: جمع جرة، والنهي عن الانتباذ فيها منسوخ بحديث بريدة عند أحمد 5/355، ومسلم (977) ، وانظر التعليق على الحديث (2020) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.=(3/459)
2011 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي قَارِظٌ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ تَوَضَّأَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَنْثِرُوا (1) مَرَّتَيْنِ بَالِغَتَيْنِ، أَوْ ثَلاثًا " (2)
2012 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا
__________
= وأخرجه البخاري (1595) ، وأبو يعلى (2537) و (2753) ، وابن حبان (6752) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (713) ، والطبراني (11238) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن الحارث بن عبيد، عن عبيد الله بن الأخنس، به.
أفحج: من الفَحَج، وهو تباعد ما بين الفخذين. وانظر "الفتح" 3/461-462.
(1) هو أمر من الاستنثار: وهو نَثْر ما في الأنف بالنّفَس.
(2) إسناده قوي، قارظ- وهو ابن شيبة بن قارظ الليثي المدني حليف بني زُهْرة- قال النسائي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، روى له أبو داود والنسائَي وابن ماجه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي غطفان- وهو ابن طريف المري- فمن رجال مسلم. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري.
وأخرجه الطيالسي (2725) ، وابن أبي شيبة 1/27، وأبو داود (141) ، وابن ماجه (408) ، والنسائي في" الكبرى" (97) ، والطبراني (10784) ، والحاكم 1/148، والبيهقي 1/49 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2887) و (3296) .(3/460)
اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (1)
2013 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ " (2)
2014 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكَحَ وَهُوَ حَرَامٌ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.
وأخرجه البخاري (6346) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2651) ، والبخاري في "صحيحه" (6345) ، وفي "الأدب المفرد" (700) ، ومسلم (2730) ، والترمذي (3435) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (653) ، والطبراني في "الدعاء" (1024) ، والبغوي (1331) و (1332) من طرق عن هشام، به. وسيأتي برقم (2297) و (2344) و (2345) و (2411) و (2531) و (2537) و (2568) و (3147) و (3354) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة.
وأخرجه الطيالسي (2641) ، وعبد بن حميد (637) ، والبخاري (1035) و (3205) و (3343) و (4105) ، والنسائي في "الكبرى" (11617) ، وابن حبان (6421) ، والطبراني (11044) ، والبيهقي 3/364، والقضاعي في "مسند الشهاب" (573) ، والبغوي (1149) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2982) و (3171) و (3338) .
الصبَا: ريح تهبُّ من مشرق الشمس إذا استوى الليل والنهار. والدبُور: ريح تهب من المغرب، وتقابل الصبا.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الشعثاء: هو جابر بن زيد الأزدي.=(3/461)
2015 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، وَهُوَ يَقُولُ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا وَوَجَدَ سَرَاوِيلَ فَلْيَلْبَسْهَا، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، وَوَجَدَ خُفَّيْنِ فَلْيَلْبَسْهُمَا " قُلْتُ: لَمْ يَقُلْ لِيَقْطَعْهُمَا، قَالَ: لَا (1)
2016 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبَرَّزَ، فَطَعِمَ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (2)
2017 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ عَشْرًا، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، وَقُبِضَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ " (3)
__________
=وأخرجه النسائي 5/191، وابن حبان (4131) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1919) . وحرام: أي مُحرِم.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني (12815) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وتقدم برقم (1848) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن الحويرث، فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6736) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الدارمي (2077) ، ومسلم (374) (121) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به. وانظر (1932) .
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي الإسناد من رجال الشيخين، لكن قد خولف يحيى- وهو ابن سعيد القطان- في متنه.=(3/462)
2018 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ كَذَا وَكَذَا، وَنِصْفَ صَاعٍ بُرًّا " (1)
2019 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ " (2)
__________
= فقد أخرجه ابن أبي شيبة 13/53 و14/291 عن يزيد بن هارون، والبخاري في "صحيحه" (3851) من طريق النضر بن شميل، وفي "التاريخ الكبير" 1/8، وعنه الترمذي (3621) عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، ثلاثتهم عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد.
ولفظه عندهم: أنزل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثلاث وأربعين، فأقام بمكة ثلاث عشرة سنةً، وأقام بالمدينة عشر سنين، فتوفي وهو ابن ثلاث وستين. وهذا هو الموافق لقول الجمهور فيما قاله الحافظ في "الفتح" 8/151.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (6784) عن إسماعيل بن عبد الله، عن هشام بن حسات، عن ابن سيرين، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2110) و (2242) و (3503) و (3517) ، وانظر (2696) و (3429) و (3516) .
وأخرجه الترمذي (3622) عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، عن هشام، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قبض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن خمس وستين. والأول أصوب.
وانظر ما تقدم برقم (1846) .
(1) إسناده ضعيف، الحسن- وهو ابن أبي الحسن البصري- مدلس وقد عنعن.
حميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/170 و223، وأبو داود (1622) ، والنسائي 5/50، والبيهقي 4/168 من طريقين عن حميد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3291) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو جمرة: هو نصر بن عمران الضبَعي=(3/463)
2020 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَمْرَةَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مِمَنِ الوَفْدُ - أَوْ قَالَ: الْقَوْمُ -؟ " قَالُوا: رَبِيعَةُ، قَالَ: " مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ - أَوْ قَالَ: الْقَوْمِ - غَيْرَ خَزَايَا، وَلا نَدَامَى " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَيْنَاكَ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ، وَلَسْنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إِلا فِي شَهْرٍ حَرَامٍ، فَأَخْبِرْنَا بِأَمْرٍ نَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ وَنُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا، وَسَأَلُوهُ عَنْ أَشْرِبَةٍ، فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللهِ، قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللهِ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا الْخُمُسَ مِنَ المَغْنَمِ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ " قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: " وَالْمُقَيَّرِ " قَالَ: " احْفَظُوهُنَّ وَأَخْبِرُوا بِهِنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ " (1)
__________
=وأخرجه البخاري (1138) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2748) ، والترمذي في"السنن" (442) ، وفي "الشمائل" (263) ، والنسائي في الصلاة كما في "التحفة" 5/262، وأبو يعلى (2559) ، وابن خزيمة (1164) ، والطحاوي 1/286، وابن حبان (2611) ، والطبرانى (12964) من طرق عن شعبة. به. وسيأتي برقم (2985) و (3130) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جعفر: هو محمد بن جعفر الهذلي البصري المعروف بغندر.
وأخرجه أبوداو (4677) عن أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.=(3/464)
2021 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جُعِلَ فِي قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ " (1)
__________
=وأخرجه الطيالسي (2747) ، وابن أبي شيبة 6/11 و12/202، والبخاري (53) و (87) و (7266) ، ومسلم (17) (24) ، والنسائي 8/322، وابن خزيمة (307) ، وابن حبان (172) ، والطبراني (12949) ، وابن منده في "الإيمان" (21) ، والبيهقي في "السنن" 6/294، وفي "الدلائل" 5/323-324، والبغوي (20) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه أبو عبيد في "الإيمان" (1) ، والبخاري (523) و (1398) و (3095) و (3510) و (4369) و (6176) و (7556) ، ومسلم (17) (23) و (25) ، و3/1579 وأبو داود (3692) ، والترمذي (1599) و (2611) ، والنسائي 8/120 و322، وابن خزيمة (307) و (1879) و (2245) و (2246) ، وابن حبان (157) ، والطبراني (12950) و (12951) و (12952) و (12953) و (12954) و (12955) و (12956) ، وابن منده (18) و (19) و (.2) و (22) و (151) و (153) و (169) من طرق عن أبي جمرة، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، وسيأتي برقم (3086) ، وانظر (2476) و (3406) .
الدباء: هو القَرْع اليابس، أي: الوعاء منه. والحنتم: الجرار الخُضْر. والنقير: جذع ينقر وسطه. والمزفت: المطلي بالزفت، ويقال له: المقير. والنهي في هذه الأشياء عن الانتباذ فيها، والنهي عن الانتباذ بهذه الأوعية منسوخ بحديث بريدة عند أحمد 5/355، ومسلم (977) ، وصححه ابن حبان (5390) وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية، فاشربوا في أي وعاء شئتم ولاتشربوا مسكراً" وفي رواية مسلم ص 1585، وعلي بن الجعد (2075) : "كنت نهيتكم عن الأشربة إلا في ظروف الأدم، فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكراً".
(1) إسناد. صحح على شرط الشيخين.(3/465)
2022 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ: عَلَيْكَ الْعِيرَ، لَيْسَ دُونَهَا شَيْءٌ، قَالَ: فَنَادَاهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِنَّهُ لَا يَصْلُحُ لَكَ، قَالَ: " وَلِمَ؟ " قَالَ: لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّمَا وَعَدَكَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَقَدْ أَعْطَاكَ مَا وَعَدَكَ (1)
__________
=وأخرجه مسلم (967) ، والترمذي (1048) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/336، ومسلم (967) ، وابن حبان (6631) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الطيالسي (2750) ، والنسائي 4/81، والطبراني (12963) ، والبيهقي 3/408 من طرق عن شعبة، به. وسيأتي برقم (3341) .
القطيفة: كساء مخمل، قال النووي في "شرح مسلم" 7/34: هذه القطيفة ألقاها شُقران مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَر، وقال: كرهتُ أن يلبسها أحد بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أخرجه البيهقي 3/408) ، وقد نص الشافعي وجميع أصحابنا، وغيرهم من العلماء، على كراهة وضع- قطيفة، أو مضربة، أو مخدة، ونحو ذلك تحت الميت في القبر، وشَذ عنهم البغوي من أصحابنا، فقال في كتابه "التهذيب": لا بأس بذلك، لهذا الحديث، والصواب كراهته، كما قاله الجمهور، وأجابوا عن هذا الحديث: بأن شُقران انفرد بفعل ذلك، لم يوافقه غيره من الصحابة، ولا علموا ذلك، وإنما فعله شقران لما ذكرناه عنه من كراهته أن يلبسها أحد بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يلبسها ويفترشها، فلم تَطِبْ نفس شقران أن يستبدلها أحد بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخالفه غيره، فروى البيهقي (3/408) عن ابن عباس: أنه كره أن يجعل تحت الميت ثوب في قبره، والله أعلم.
(1) رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وجود إسنادَه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 3/556! =(3/466)
2023 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ بِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَسُوقُ غَنَمًا لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: مَا سَلَّمَ عَلَيْنَا إِلا لِيَتَعَوَّذَ مِنَّا، فَعَمَدُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، وَأَتَوْا بِغَنَمِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا} [النساء: 94] (1)
__________
=وأخرجه ابن أبي شيبة 14/376، وأبو يعلى (2373) ، والطبراني (11733) ، والحاكم 2/327 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 2/22-23 من طريق زهير بن معاوية، عن سماك، عن عكرمة مرسلاً. وسيأتي برقم (2873) و (3001) .
(1) حسن لغيره، سماك- وإن كان في روايته عن عكرمة اضطراب- قد توبع عليه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/125 و12/377 - 378 و378، والترمذي (3030) ، وابن حبان (4752) ، والطبري 5/223، والطبراني (11731) ، والحاكم 2/235، والبيهقي 9/115، والواحدي في "أسباب النزول" ص115 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (2462) و (2986) .
وأخرجه البخاري (4591) ، ومسلم (3025) ، وأبو داود (3974) ، والنسائي في "الكبرى" (11116) ، والطبري 5/223، والواحدي ص 115، والبيهقي 9/115 من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً) قال: كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون، فقال: السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا غنيمته فنزلت: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً) .
وروى البزار (2202) ، والطبراني (12379) ، وجود إسناده الهيثمي 7/8 من طريق حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في سبب نزول هذه الآية قصة=(3/467)
2024 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ. . .، وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَنْبَأَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ، قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ - الْمَعْنَى - عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]- فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قَرَابَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " عَجِلْتَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ، إِلا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ قَرَابَةٌ، فَنَزَلَتْ: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] : إِلا أَنْ تَصِلُوا قَرَابَةَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ " (1)
__________
=أخرى، قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرية فيها المقداد بن الأسود، فلما أتوا القومَ وجدوهم قد تفرقوا، وبقي رجل له مال كثير لم يَبْرَحْ، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فأهوى إليه
المقداد، فقتله، فقال له رجل من أصحابه: أقتلت رجلاً يشهدُ أن لا إله إلا الله، لأذكرن ذلك للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما قدموا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالوا: يا رسول الله، إن رجلاً شهد أن لا إله إلا الله، فقتله المقداد، فقال: "ادع لي المقداد، يا مقداد! أقتلت رجلاً يقول: لا إله
إلا الله؟ فكيف لك بلا إله إلا الله غداً؟ " قال: فأنزل الله تبارك وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبَّينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عَرَضَ الحياة الدنيا فعند الله مغانمُ كثيرة كذلك كنتم من قبلُ) فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمقداد: "كان رجل مؤمن يُخفي إيمانه مع قوم كفار، فأظهر إيمانَه فقتلته، وكذلك كنتَ تخفي إيمانك بمكة من قبلُ". قال البزار: لا نعلمه يروى إلا عن ابن عباس، ولا له عنه إلا هذا الطريق.
وعلق البخاري فىِ "صحيحه" (6866) قوله: "كان رجل مؤمن ... " بصيغة الجزم.
وانظر "الفتح" 8/258-259 و12/189-191.
(1) الإسناد الأول صحيح على شرط الشيخين، والثاني صحيح على شرط مسلم، سليمان بن داود الطيالسي شيخ أحمد من رجال مسلم.=(3/468)
2025 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ - سَمَّاهَا ابْنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا -: " مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا الْعَامَ؟ " قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّمَا كَانَ لَنَا نَاضِحَانِ، فَرَكِبَ أَبُو فُلانٍ وَابْنُهُ - لِزَوْجِهَا وَابْنِهَا - نَاضِحًا، وَتَرَكَ نَاضِحًا نَنْضَحُ عَلَيْهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِذَا كَانَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي فِيهِ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً " (1)
2026 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، (2)
__________
= وأخرجه البخاري (3497) ، وابن حبان (6262) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 23/25 من طريق أبي أسامة، عن شعبة، به.
وأخرجه الطبري 23/25، والطبراني (12233) و (12238) من طرق عن ابن عباس، به. وسيأتي برقم (2599) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1782) ، ومسلم (1256) (221) ، والبيهقي 4/346 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1859) ، والنسائى 4/130-131، وابن حبان (3700) من طرق عن ابن جريج، به مختصراً.
وأخرجه البخاري (1863) ، ومسلم (1256) (222) من طريق حبيب المعلم، عن عطاء، به. وسمى حبيب المرأة أم سنان الأنصارية.
وأخرجه ابن حبان (3699) ، والطبراني (11410) من طريق يعقوب بن عطاء، والطبراني (11322) من طريق ابن أبي ليلى، كلاهما عن عطاء، به مختصراً. وفيه عند ابن حبان والطبراني تسمية المرأة باسم أم سليم، وزوجها بأبي طلحة، والإسنادان ضعيفان. وسيأتي الحديث مختصراً برقم (2808) و (2809) ، وانظر "فتح الباري" 3/603-605 (2) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عبيد الله.(3/469)
عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، قَبَّلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَيِّتٌ " (1)
2027 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُحْشَرُ النَّاسُ عُرَاةً حُفَاةً غُرْلًا، فَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ "، ثُمَّ قَرَأَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} (2) [الأنبياء: 104]
2028 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَكَمِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، وَالدُّبَّاءِ "، وَقَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحَرِّمَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ فَلْيُحَرِّمِ النَّبِيذَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخاري (4455) و (5709) ، وابن ماجه (1457) ، والنسائي 4/11، وابن حبان (3029) ، والبغوي (1471) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وسيأتي مكرراً في مسند عائشة 6/55.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (1950) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الحكم - واسمه عمران بن الحارث السلمي الكوفي- فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطيالسي (2743) ، والنسائي 8/322، والطحاوي 4/223، والطبراني (12738) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه أبو يعلى (2344) من طريق أبي نضرة، عن ابن عباس، فقال: "من سره أن يحرم ... " وتقدم برقم (185) ، وسيأتي برقم (3157) ، وانظر (2476) و (2771) و (3257) .(3/470)
2029 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ فِطْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَمَلَ بِالْبَيْتِ، وَأَنَّهَا سُنَّةٌ، قَالَ: " صَدَقُوا وَكَذَبُوا "، قُلْتُ: كَيْفَ صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَالَ: " قَدْ رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَيْتِ، وَلَيْسَ بِسُنَّةٍ، قَدْ رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، وَالْمُشْرِكُونَ عَلَى جَبَلِ قُعَيْقِعَانَ، فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ بِهِمْ هَزْلًا، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا لِيُرِيَهُمْ أَنَّ بِهِمْ قُوَّةً " (1)
2030 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَوَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، يُحَدِّثُ - بَعْدَ مَا كَبِرَ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَاتِ الْقُبُورِ، وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح. فطر: هو ابن خليفة، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة.
وأخرجه الحميدي (511) ، والطحاوي 2/180، وابن حبان (3811) و (3841) .
والطبراني (10625) و (10626) من طرق عن فطر بن خليفة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (511) ، ومسلم (1264) (238) ، والطبراني (10627) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، و (10629) من طريق ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم، كلاهما عن أبي الطفيل، به. وسيأتي برقم (2077) و (2707) و (2708) و (2842) و (3492) و (3534 م) و (3535) ، وانظر (1921) و (1972) و (2220) و (2305) و (2639) . قُعَيْقِعانُ: جبل بمكة.
(2) حسن لغيره دون ذِكر السُرج، وهذا إسناد ضعيف، أبو صالح: واسمه باذام، وهو مولى أم هانئ، ضعيف ضعفه أبو حاتم والنسائي والعقيلي وابن عدي وابن الجارود وأبو أحمد الحاكم وابن حبان وغيرهم، وأخطأ ابن حبان، فجزم في "صحيحه" (3179) أنه: ميزان البصري الثقة المأمون، ولم يتابَع. وسيأتي ذكر شواهده والكلام عليه عند الحديث (2603) .=(3/471)
2031 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي (1) كَثِيرٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ مُعَتِّبٍ (2) أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا حَسَنٍ مَوْلَى أَبِي نَوْفَلٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ اسْتَفْتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فِي مَمْلُوكٍ تَحْتَهُ مَمْلُوكَةٌ فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَتَيْنِ، ثُمَّ عَتَقَا (3) ، هَلْ يَصْلُحُ لَهُ أَنْ يَخْطُبَهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، قَضَى بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (4)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/376 و3/344 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/374 من طريق يحيى القطان، به.
وأخرجه الطيالسي (2733) ، وأبو داود (3236) ، والحاكم 1/374، والبيهقي 4/78 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه ابن ماجه (1575) ، والترمذيَ (320) ، والنسائي 4/94-95، وابن حبان (3179) و (3180) ، والبغوي (510) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جحادة، به. وقال الترمذي: حديث حسن، وسيأتي برقم (2603) و (2984) و (3118) .
(1) لفظة "أبي" سقطت من (م) .
(2) تحرف في (م) والأصول التي بين أيدينا عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلى: عمر بن مغيث، ومنهما أثبتناه على الصواب. وانظر ما سيأتي برقم (3088) .
(3) في (م) والأصول الخطية: أعتقها، وهو خطأ واضح، والمثبت من مصادر التخريج ومن الرواية الآتية.
(4) إسناده ضعيف، عمر بن معتب قال أحمد: لا أعرفه، وذكره النسائي في الضعفاء، وقال: ليس بالقوي، وقال ابن المديني: منكر الحديث، وأبو الحسن مولى الحارث بن نوفل: ثقة من أهل الفقه والصلاح، لكن قال أبوداود: ليس العمل على هذا الحديث، وقال أيضاً: سمعت أحمد بن حنبل، قال: قال عبد الرزاق: قال ابن المبارك لمعمر: مَن أبو الحسن هذا؟ لقد تحمل صخرةً عظيمة! يريد به إنكارَ ما جاء في هذا الحديث، وقال البيهقي في "سننه" 7/370-371: وعامَّةُ الفقهاء على خلاف ما رواه=(3/472)
2032 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ: " يَتَصَدَّقُ بِدِينَارٍ، أَوْ بِنِصْفِ دِينَارٍ "، (1)
__________
= (يعني عمر بن معتب) ولو كان ثابتاً قُلْنا به، إلا أنا لا نُثبِتُ حديثاً يرويه من تُجهَلُ عدالَته.
وأخرجه أبو داود (2187) ، والنسائي 6/154 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2188) عن زهير بن حرب، عن علي بن المبارك، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/155، والطبراني (10813) ، والبيهقي 7/370-371 من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، والطبراني (10815) من طريق معاوية بن سلام، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به. وسيأتي برقم (3088) .
(1) صحح موقوفا، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير مقسم مولى ابن عباس، فمن رجال البخاري إلا أنه روي مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أصح. الحكم: هو ابنُ عتيبة، وعبد الحميد بن عبد الرحمن: هو ابن زيد بن الخطاب العدوي.
وقول عبد الله: قال أبي: ولم يرفعه عبد الرحمن ولا بهز، يعني أن عبد الرحمن بن مهدي، وبهز بن أسد روياه عن شعبة بهذا الإسناد موقوفاً على ابن عباس، وقال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/50-51 عن أبيه: اختلفت الروايةُ، فمنهم من يروي عن مِقسم عن ابن عباس موقوفاً، ومنهم من يروي عن مقسم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، وأما من حديث شعبة، فإن يحيى بن سعيد أسنده وحكى أن شعبة قال: أسنده لي الحكمُ مرةً ووقفه مرةً، ورواه الدارمي 1/254 عن أبي الوليد وعن سعيد بن عامر، كلاهما عن شعبة موقوفاً، قال شعبة: أما حفظي، فهو مرفوع، وأما فلان وفلان، فقالا: غير مرفوع، قال بعض القوم: حدثْنا بحفظك، ودع ما قال فلان وفلان، فقال: والله ما أحب أني عُمَرتُ في الدنيا عمر نوح وإني حدَثْتُ بهذا أو سَكَت عن هذا.
وقال الترمذي بإثر الحديث (137) : حديث الكفارة في إتيان الحائض قد روي عن=(3/473)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
=ابن عباس موقوفاً ومرفوعاً، وهو قول بعض أهل العلم، وبه يقول أحمد وإسحاق، وقال
ابن المبارك: يستغفر ربه ولا كفارة عليه.
قلنا: وممن يقول بقول ابن المبارك عطاء وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وابن أبي
مليكة والشعبي ومكحول والزهري وربيعة وحماد بن أبي سليمان والقاسم بن محمد وابن
سيرين وأيوب السختياني وسفيان الثوري والليث بن سعد ومالك وأبوحنيفة، وهو الأصح
عن الشافعي وأحمد في إحدى الروايتين عنه، وجماهير من السلف قالوا: إنه لا كفارة
عليه، بل الواجب الاستغفار والتوبة. انظر"شرح الترمذي" لابن سيد الناس 1/الورقة
48، و"تحفة الأحوذي" للمباركفوري 1/128.
وأخرجه أبو داود (264) و (2168) ، وابن ماجه (640) ، والنسائي 1/153 و188،
والطبراني (12066) ، والحاكم 1/171-172 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (640) من طريق ابن أبي عدي، وابن الجارود (108) من طريق
وهب بن جرير، والبيهقي 1/314 من طريق النضر بن شميل، ثلاثتهم عن شعبة، به
مرفوعاً.
وأخرجه ابن الجارود (110) ، والبيهقي 1/315 من طريق عبد الرحمن بن مهدي،
والدارمي (1106) عن أبي الوليد، والبيهقى 1/314-315 من طريق عفان وسليمان بن
حرب، أربعتهم عن شعبة، به موقوفاً.
وأخرجه الدارمي (1107) ، والنسائي في "الكبرى" (9099) من طريق سعيد بن
عامر، عن شعبة موقوفاً.
وأخرجه ابن الجارود (109) من طريق سعيد بن عامر أيضاً، عن شعبة مرفوعا، وجاء
في آخره: قال شعبة: أما حفظي فهو مرفوع، وأما فلان وفلان فقالا: غير مرفوع. قال
بعض القوم: حدثنا بحفظك ودع ما قال فلان وفلان، فقال: والله ما أحب أني عمرت
في الدنيا عمر نوح وإني حدَثْتُ بهذا أو سَكَتُ عن هذا.
وأخرجه الطبراني (12065) ، والبيهقي 1/315-316 من طريق حماد بن الجعد،
عن قتادة، عن الحكم، به. =(3/474)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَرْفَعْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَلَا بَهْزٌ
2033 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَكَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَهُوَ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا، وَالَّذِي يَقُولُ لَهُ: أَنْصِتْ، لَيْسَ لَهُ جُمُعَةٌ " (1)
2034 - حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ،
__________
=وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9100) ، والطبراني (12129) و (12130) و (12131) و (12132) و (12133) ، والبيهقي 1/315 من طرق عن الحكم، عن مقسم، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9104) ، والبيهقي 1/315 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عبد الحميد، به.
وأخرجه الدارقطني 3/286-287، والبيهقي 1/318 من طريق يعقوب بن عطاء، والدارقطني 3/287 من طريق علي بن بذيمة، كلاهما عن مقسم، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9114) ، والبيهقي 1/317 و318 من طرق عن عكرمة، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2121) و (2122) و (2458) و (2595) و (2843) و (2995) و (3145) و (3473) .
تنبيه: الدينار وزنه مثقال من الذهب، والمثقال يساوي 4.76 غراماً تقريباً.
(1) إسناده ضعيف، مجالد- وهو ابن سعيد الهمداني- ضعفه يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد وابن معين والنسائي وغيرهم. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/125، والبزار (644) ، والرامهرمزي في "الأمثال" ص 91، والطبراني (12563) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
ْوقوله: "والذي يقول له: أنصت ... " تقدم نحوه عن علي برقم (719) ، وسيأتي نحوه عن أبي هريرة 2/244 و474، وهو متفق عليه.(3/475)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ غَضُّوا مِنَ الثُّلُثِ إِلَى الرُّبُعِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الثُّلُثُ كَثِيرٌ " (1)
2035 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرًا بِمَكَّةَ، وَعَشْرًا بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: " مَنْ يَقُولُ ذَلِكَ؟ لَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَبِالْمَدِينَةِ (2) عَشْرًا، َخَمْسًا وَسِتِّينَ وَأَكْثَرَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه مسلم (1629) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (521) ، والبخاري (2743) ، والنسائي 6/244، والطبراني (10719) ، والبيهقي 6/269 من طريقين عن هشام بن عروة، به. وانظر حديث سعد بن أبي وقاص المتقدم برقم (1440) .
(2) قوله: "خمس عشرة وبالمدينة" سقط من الأصول التي بين أيدينا، واستدركناه من "البداية والنهاية" لابن كثير 5/227، فقد أورده فيه عن "المسند".
(3) العلاء بن صالح روى له أبو داود والترمذي والنسائي، ووثقه ابن معين وأبوداود ويعقوب بن سفيان وابن نمير والعجلي، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن المديني: روى أحاديث مناكير، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وقال الحافظ ابن كثير في "تاريخه" 5/227: وهذا من أفراد أحمد إسناداً ومتناً.
وقال الإمام البيهقي في "دلائل النبوة" 7/241 بعد أن روى عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاش خمساً وستين: ورواية الجماعة عن ابن عباس: في ثلاث وستين أصح، فهم أوثقُ وأكثرُ، وروايتهم توافق الرواية الصحيحة عن عروة عن عائشة، وإحدى الروايتين عن أنس، والرواية الصحيحة عن معاوية، وهو قول سعيد بن المسيب، وعامر الشعبي، وأبي جعفر محمد بن علي. وزاد ابن كثير: وعبد الله بن عقبة، والقاسم بن عبد الرحمن،=(3/476)
2036 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ غَزْوَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ: " أَيُّ بَلَدٍ هَذَا " قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: " فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ " قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: " إِنَّ أَمْوَالَكُمْ، وَدِمَاءَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا " ثُمَّ أَعَادَهَا مِرَارًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: " اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ " مِرَارًا - قَالَ: يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللهِ إِنَّهَا لَوَصِيَّةٌ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ قَالَ: " أَلا فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (1)
2037 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ الطَّحَّانُ الصَّغِيرُ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ فِيمَا أُرَى إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَرَكَ الْحَيَّاتِ مَخَافَةَ طَلَبِهِنَّ، فَلَيْسَ مِنَّا، مَا سَالَمْنَاهُنَّ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ " (2)
__________
=والحسن البصري، وعلي بن الحسين وغير واحد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/291 عن ابن نمير، بهذا الإسناد. وانظر (1846) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/60 عن ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1739) و (7079) ، وفي "خلق أفعال العباد" (315) و (394) ، والترمذي (2193) من طريقين عن فضيل بن غزوان، به. قال الترمذي: حسن صحيح.
(2) إسناده صحيح، موسى بن مسلم الطحان الصغير روى له أبو داود والنسائي وابن=(3/477)
2038 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ (1) ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ: {آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ} [البقرة: 136] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ {آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 52] " (2)
2039 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كِنَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مُتَخَشِّعًا، مُتَضَرِّعًا، مُتَوَاضِعًا، مُتَبَذِّلًا، مُتَرَسِّلًا، فَصَلَّى بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدِ، لَمْ يَخْطُبْ كَخُطْبَتِكُمْ هَذِهِ " (3)
__________
=ماجه، ووثقه ابن معين، وقال أحمد: ما أرى به بأساً، وذكره ابن حبان في، الثقات".
وأخرجه أبوداود (5250) ، والطبراني (11801) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (3254) .
(1) وقع في (م) وبعض النسخ: "عثمان بن أبي حكيم"، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14) و (ق) وأطراف المسند" 1/ورقة 113، وهو الصواب.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخبن غير عثمان بن حكيم، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/242، وعبد بن حميد (706) ، ومسلم (727) ، وأبو داود (1259) ، والنسائي 2/155، وابن خزيمة (1115) ، والبيهقي 3/42 من طرق عن عثمان بن حكيم، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2045) .
(3) إسناده حسن، هشام بن إسحاق روى له أصحاب السنن، وروى عنه جمع،=(3/478)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبوه إسحاق بن عبد الله وثّقه أبو زرعة، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" وروى له الأربعة، وصحح حديثه أبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/473 و14/251، وابن ماجه (1266) ، والترمذي (559) ، والنسائي 3/163، وابن خزيمة (1405) ، والدارقطني 2/68، والحاكم 1/326-327، والبيهقي 3/344 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه النسائي 3/156، وابن خزيمة (1408) ، والطحاوي 1/324، وابن حبان (2862) ، والطبراني (10818) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه أبو داود (1165) ، والترمذي (558) ، والنسائي 3/156-157، والطحاوي 1/324، والبيهقي 3/344 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن هشام بن إسحاق، به. وانظر (2423) و (3331) .
التبذل قال في "النهاية": ترك التزين والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع. وقوله؟ "مترسلاً" أي: متأنياً، يقال: ترسل الرجل في كلامه ومشيه.
وقوله: "فصلى بالناس ركعتين كما يصلي في العيد" قال العيني في "عمدة القاري" 7/34: قال الخطابي: فيه دلالة على أنه يكبرُ كما يكبر في العيدين، وإليه ذهب الشافعى وهو قول سعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز ومكحول ومحمد بن جرير الطبري، وهو رواية عن أحمد، وذهب جمهور العلماء إلى أنه يكبرُ فيهما كسائر الصلوات تكبيرةً واحدة للافتتاح، وهو قول مالك والثوري والأوزاعي وإسحاق وأحمد في المشهور عنه وأبي ثور وأبي يوسف ومحمد وغيرهما من أصحاب أبي حنيفة، وقال داود: إن شاء كبرَ كما يكبر في العيدين، وإن شاء كبر تكبيرة واحدة للاستفتاح كسائر الصلوات، والجواب عن حديث ابن عباس: أن المراد من قوله: "كما يصلي في العيدين"، يعني في العدد والجهر بالقراءة، وفي كون الركعتين قبل الخطبة.
وقوله: "لم يخطب كخطبتكم هذه"، قال الزيلعي في "نصب الراية" 2/242:=(3/479)
2040 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ، خَرَجَ عَلِيٌّ بِابْنَةِ حَمْزَةَ، فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ، وَجَعْفَرٌ، وَزَيْدٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: ابْنَةُ عَمِّي وَأَنَا أَخْرَجْتُهَا، وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي وَخَالَتُهَا عِنْدِي، وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي. وَكَانَ زَيْدٌ مُؤَاخِيًا لِحَمْزَةَ، آخَى بَيْنَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدٍ: " أَنْتَ مَوْلايَ وَمَوْلاهَا " وَقَالَ لِعَلِيٍّ: " أَنْتَ أَخِي وَصَاحِبِي "، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: " أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي وَهِيَ إِلَى خَالَتِهَا " (1)
2041 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ بَيْعِ الْخَمْرِ، فَقَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدِيقٌ مِنْ ثَقِيفٍ - أَوْ مِنْ دَوْسٍ - فَلَقِيَهُ بِمَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ بِرَاوِيَةِ خَمْرٍ يُهْدِيهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا فُلانٍ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَهَا؟ " فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ عَلَى غُلامِهِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَبِعْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا
__________
=مفهومه أنه خَطَب، لكنه لم يخطب خطبتين كما يفعل في الجمعة، ولكنه خَطَب واحدة، فلذلك نفى النوع ولم يَنفِ الجنسَ. ويؤيد ما ذهب إليه الزيلعي حديثُ عائشة عند أبي داود (1173) وغيره، فإن فيه: "أنه خَطَبَ خطبةً واحدةً"، وهو حديث حسن.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، والحكم لم يسمع من مقسم سوى خمسة أحاديث ليس هذا منها.
وأخرجه أبو يعلى (2379) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن نمير، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/86 و105 عن ابن نمير مقطعاً.
وفي الباب عن علي تقدم في "المسند" برقم (770) ، وعن البراء بن عازب عند البخاري في "صحيحه" (4251) .(3/480)
فُلانٍ، بِمَاذَا أَمَرْتَهُ؟ " قَالَ: أَمَرْتُهُ أَنْ يَبِيعَهَا، قَالَ: " إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا، حَرَّمَ بَيْعَهَا " فَأَمَرَ بِهَا فَأُفْرِغَتْ فِي الْبَطْحَاءِ (1)
2042 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ الْكِتَابَ عَلَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي كُلِّ رَمَضَانَ، فَإِذَا أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلَةِ الَّتِي يَعْرِضُ فِيهَا مَا يَعْرِضُ، أَصْبَحَ وَهُوَ أَجْوَدُ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ، لَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ إِلا أَعْطَاهُ، فَلَمَّا كَانَ فِي الشَّهْرِ الَّذِي هَلَكَ بَعْدَهُ، عَرَضَ عَلَيْهِ عَرْضَتَيْنِ " (2)
2043 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
__________
(1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق- وإن لم يصرح بالتحديث- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.
وأخرجه الدارمي (2153) عن يعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2571) ، وأبو يعلى (2468) من طريقين عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي يزيد، عن القعقاع، به.
وأخرجه مسلم (1579) ، والبيهقي 6/12 من طريق سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن وعلة، به. وسيأتي برقم (2190) و (2978) و (3373) .
(2) حديث صحيح، ابن إسحاق متابع، وباقي رجاله على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.
وأخرجه ابن سعد 2/195، وابن أبي شيبة 9/101-102 و11/515، وعبد بن حميد (647) عن يعلى بن عبيد، بهذا الإِسناد. وسياتي برقم (2616) و (3012) و (3425) و (3469) و (3539) ، وانظر (2494) و (3422) .(3/481)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ: " مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا "، قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ} [مريم: 64] (1) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ
2044 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَنَازَةَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَرِفَ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " هَذِهِ مَيْمُونَةُ، إِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا، فَلا تُزَعْزِعُوهَا، وَلا تُزَلْزِلُوهَا، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ، وَكَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ وَوَاحِدَةٌ، لَمْ يَكُنْ لِيَقْسِمَ لَهَا " قَالَ عَطَاءٌ: الَّتِي لَمْ يَكُنْ يَقْسِمُ لَهَا صَفِيَّةُ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن ذر، فمن رجال البخاري.
وأخرجه الترمذي (3158) من طريق يعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (3218) و (4731) و (7455) ، وفي "خلق أفعال العباد" (574) ، والنسائي في "الكبرى" (11319) ، والطبري 16/103، والطبراني (12385) ، والحاكم 2/611، والبيهقي في "الآسماء والصفات" ص 215، والواحدي في "أسباب النزول" ص 203، وأبو نعيم في "الحلية" 4/298 من طرق عن عمر بن ذر، به. وسيأتي برقم (2078) و (3365) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي 6/53 من طريق جعفر بن عون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (524) ، وابن سعد 8/140، والبخاري (5067) من طرق عن ابن جريج، به. وسيأتي برقم (3259) و (3261) .
قوله: "صفية"، قال السندي: قال الطحاوي: هذا وهم، والصواب "سودة"، وتبعه=(3/482)
2045 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ أَكْثَرُ مَا يُصَلِّي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ: {آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} [البقرة: 136] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَالْأُخْرَى: {آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (1) [آل عمران: 52] "
2046 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ صَوْمِ رَجَبٍ، كَيْفَ تَرَى فِيهِ (2) ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ " (3)
2047 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ، يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ " (4)
__________
= عياض، وصَوَب الحافظ (في "الفتح" 9/113) قول الطحاوي وقرره، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وعثمان: هو ابن حكيم، وسعيد: هو ابن يسار. وقد تقدم برقم (2038) .
(2) لفظة "فيه" لم ترد في (م) و (غ) و (ص) و (ض) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم- وهو ابن عباد بن حنيف- فمن رجال مسلم.
س وأخرجه أبو يعلى (2602) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3799) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (3009) ، وانظر (1998) .
(4) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين ص غير عبد الله بن=(3/483)
2048 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: لَقِيَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: " تَزَوَّجْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: " تَزَوَّجْ "، ثُمَّ لَقِيَنِي بَعْدَ ذَلِكَ. فَقَالَ: " تَزَوَّجْتَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: " تَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَانَ أَكْثَرَهَا نِسَاءً " (1)
2049 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرْسَلْتَ الْكَلْبَ، فَأَكَلَ مِنَ الصَّيْدِ، فَلا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَإِذَا أَرْسَلْتَهُ، فَقَتَلَ وَلَمْ يَأْكُلْ، فَكُلْ فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى صَاحِبِهِ "، (2)
__________
=عثمان- وهو ابن خثيم- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/266 و8/21 و598، وابن ماجه (3497) من طريق يحيى بن آدم، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/383 من طريق معاوية بن هشام، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (6200) و (6201) ، والحميدي (520) ، وابن ماجه (1472) ، وأبو يعلى (2410) ، والطبري 1/483 و384 و385، والطبراني (12485) و (12486) و (12488) و (12490) و (12492) و) يم 1249) ، والحاكم 1/354، والبيهقي 3/245، و5/33، والبغوي (1477) من طرق عن عبد الله بن عثمان، به.
وأخرجه الطبراني (12427) من طريق حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، به.
وسيأتي برقم (2219) و (2479) و (3035) و (3342) و (3426) .
(1) صحيح لغيره، عطاء بن السائب- وإن كان اختلط- قد توبع، فقد رواه البخاري (5069) من طريق أبي عوانة، عن رقبة، عن طلحة اليامي، عن سعيد بن جبير، به.
وهو في "المسند" برقم (3507) .
وأخرجه الطبراني (12313) من طريق المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، به.
وسيأتي برقم (2179) .
(2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن أبي سليمان=(3/484)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي: عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَضَرَبَ عَلَيْهِ أَبِي، كَذَا قَالَ أَسْبَاطٌ
2050 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " ثَلاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ، وَهُنَّ لَكُمْ تَطَوُّعٌ: الْوَتْرُ، وَالنَّحْرُ، وَصَلاةُ الضُّحَى " (1)
__________
=الكوفي الفقيه- فقد روى له مسلم مقروناً بمنصور والأعمش وهو ثقة، إلا أن ابراهيم- وهو ابن يزيد النخعي- لم يسمع من ابن عباس. أبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان.
وفي الباب عن عدي بن حاتم عند البخاري (175) ، ومسلم (1929) ، وسيأتي في "المسند" 4/257.
(1) إسناده ضعيف، أبو جناب الكلبي- واسمه يحيى بن أبي حية- ضعّفه ابن سعد ويحيى بن سعيد القطان وابن معين وأبو حاتم وغيرهم.
وأخرجه البزار (2433) ، والدارقطني 2/21، والحاكم 1/300، والبيهقي 2/467 و9/264 من طريق شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد. ووقع عند الدارقطني والحاكم: "وركعتا الفجر" بدل "وصلاة الضحى" قال الذهبي في "مختصره": ما تكلمَ الحأكم عليه، وهو غريب منكر، ويحيى ضغفه النسائي والدارقطني.
وأخرجه الطبراني (11674) من طريق مندل بن علي، عن أبي جناب، عن عكرمة، به. ولفظه: "والأضحى علي فريضة وعليكم سنة".
وأخرجه الطبراني (12044) من طريق حماد بن عبد الرحمن الكلبي، عن المبارك بن أبي حمزة الزبيدي، والبيهقي 9/264 من طريق إسماعيل بن موسى ابن بنت السدي عن شريك، عن سماك، كلاهما عن عكرمة، به. ووقع عندهما بذكر صلاة الضحى والنحر، وهذان إسنادان ضعيفان، حماد بن عبد الرحمن الكلبي ضعيف، والمبارك بن أبي حمزة مجهول، وإسماعيل بن بنت السدي وشريك القاضي سيئا الحفظ، وأما رواية سماك عن عكرمة ففيها اضطراب. وسيأتي برقم (2065) و (2081) =(3/485)
2051 - حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفَاضَ مِنْ مُزْدَلِفَةَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ " (1)
2052 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى، أَوْ سَابِعَةٍ تَبْقَى " (2)
2053 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا حَتَّى يَدْعُوَهُمْ " (3)
__________
=و (2916) و (2917) من طريق جابر عن عكرمة. وجابر- وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيفاً.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. الحكم: هو ابن عتيبة.
وأخرجه الترمذي (895) من طريق أبي خالد، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح. وانظر ما سيأتي برقم (3020) .
وفي الباب عن عمر، وقد تقدم برقم (84) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة فمن رجال البخاري. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وسيأتي برقم (2520) و (3401) و (3456) .
وهو في "المسند" (2543) من طريق عاصم الأحول، عن لاحق بن حميد وعكرمة، عن ابن عباس مرفوعا بلفظ "هي في العشر، في سبع يمضين، أوسبغ يَبقَيْن".
(3) حديث صحيح، حجاج بن أرطاة- وإن كان مدلساً وقد عنعن- تابعه عليه=(3/486)
2054 - حَدَّثَنَا حَفْصٌ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَأْمُرُ بَنَاتَهُ وَنِسَاءَهُ أَنْ يَخْرُجْنَ فِي الْعِيدَيْنِ " (1)
2055 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
__________
=سفيان، وسيأتي برقم (2105) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يسار والد عبد الله بن أبي نجيح، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطبراني (11271) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/365، وأبو يعلى (2494) ، والطحاوي 3/207 من طريق حفص بن غياث، به.
وأخرجه الطحاوي 3/207، والطبراني (11269) من طرق عن الحجاج، به.
وأخرجه الطبراني (11159) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس.
وأخرجه عبد الرزاق (9427) عن الثوري، عن صاحب له، عن رجل، عن ابن عباس.
(1) صحيح لغيره، حجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حفص: هو ابن غياث النَّخعي.
وأخرجه الطبراني (12714) و (12715) من طريق أحمد بن حنبل، وزاد في الإسناد بعد عبد الرحمن بن عابس: "عن أبيه".
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/182، وابن ماجه (1309) ، والبيهقي 3/307 من طرق عن حفص، به.
وأخرجه الطبراني (12713) من طريق عبد السلام بن حرب، عن حجاج، به.
وزاد بعد عبد الرحمن بن عابس: "عن أبيه" أيضاً.
وفي الباب عن أم عطية وسيأتي في "المسند" 5/84 و85، وصححه ابن حبان (2816) وانظر تمام تخريجه فيه.(3/487)
عَنِ الْأَرْقَمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ وَجَدَ خِفَّةً، فَخَرَجَ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِ أَبُو بَكْرٍ أَرَادَ أَنْ يَنْكُصَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ يَسَارِهِ، وَاسْتَفْتَحَ مِنَ الآيَةِ الَّتِي انْتَهَى إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ " (1)
2056 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَى الْجَمْرَةَ، جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، يَوْمَ النَّحْرِ رَاكِبًا" (2)
__________
(1) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأرقم بن شرحبيل، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة وَثقه أبو زرعة وغيره، وزكريا بن أبي زائدة وإن كانت روايته عن أبي إسحاق بعد التغيير، قد أخرج الشيخان في "صحيحيهما" حديثه من روايته عنه، وتابعه إسرائيل فيما سيأتي.
وأخرجه ابن سعد 2/221 عن خلف بن الوليد، عن يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (3330) و (3355) و (3356) ، وانظر ما تقدم برقم (1784) .
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (713) ، ومسلم (418) .
(2) صحيح لغيره، الحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات.
أبو القاسم: هو مقسم مولى ابن عباس.
وأخرجه الترمذي (899) من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3034) من طريق أبي خالد، عن حجاج، به.
وفي الباب عن جابر، أخرجه مسلم (1297) ، وسيأتي في "المسند" 3/318، وعن عبد الله بن قدامة، وسيأتي في "المسند" 3/413، وعن أم سليمان بن عمرو بن الأحوص، أخرجه عبد بن حميد (1567) ، وأبو داود (1966) ، وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني" (3291) ، والطبراني 25/ (387) و (388) ، والبيهقي 5/130 من=(3/488)
2057 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَا تَعِبْ عَلَى مَنْ صَامَ فِي السَّفَرِ، وَلا عَلَى مَنْ أَفْطَرَ، قَدْ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ، وَأَفْطَرَ " (1)
2058 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ - أَوْ غَيْرِهِ - عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ قَرْيَةٍ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ - أَوْ قَالَ: فَرْسَخَيْنِ - يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَأَمَرَ مَنْ أكَلَ أَنْ لَا يَأْكُلَ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ لَمْ يَأْكُلْ أَنْ يُتِمَّ صَوْمَهُ " (2)
__________
= طريق يزيد بن أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه.
وقال الترمذي: وحديثُ ابن عباس حديث حسن، والعملُ على هذا عند بعض أهل العلم، واختار بعضهم أن يمشيَ إلى الجمار، وقد روي عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يمشي إلى الجمار، ووَجْهُ هذا الحديث عندنا أنه ركب في بعض الأيام ليُقْتَدى به في فعله، وكلا الحديثين مستعمل عند أهل العلم، ثم ساق حديث ابن عمر (900) بإسناد صحيح أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان اذا رمى الجمار مشى اليها ذاهباً وراجعاً.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1113) (89) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (4492) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، به. وانظر (2350) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وكيع شَك في شيخه أهو إسرائيل أم غيره؟ وجابر- وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف.
وأخرجه الطبراني (11804) من طريق قبيصة، عن سفيان، عن جابر، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن الربيع مُعوذ، أخرجه البخاري (1960) ، ومسلم (1136) (136) ، وسيأتي في "المسند" 6/359 من طريق خالد بن ذكوان عن الربيع قالت: بعث=(3/489)
2059 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَجُلًا جَاءَ مُسْلِمًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَاءَتِ امْرَأَتُهُ مُسْلِمَةً بَعْدَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا أَسْلَمَتْ مَعِي، فَرَدَّهَا عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
2060 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ " (2)
__________
= رسول الله صلي الله عليه وسلم غَداة عشوراءَ في قرى الأنصار، قال: "من كان منكم صائماً فليتمَ صومَه، ومن كان أكل فليصم بقية عشية يومه".
(1) إسناده ضعيف، سماك- وهو ابن حرب- روايته عن عكرمة مضطربة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه أبو داود (2238) ، والترمذي (1144) ، وأبو يعلى (2525) ، وابن حبان (4159) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث صحيح!
وأخرجه عبد الرزاق (12645) ، وابن الجارود (757) ، والحاكم 2/200، والبيهقي 7/188 و189 من طرق عن إسرائيل، به. وصحح الحاكم إسناده وووافقه الذهبي!
وأخرجه الطيالسي (2674) ، ومن طريقه البيهقي 7/189 عن سليمان بن معاذ، وابن ماجه (2008) من طريق حفص بن جميع، كلاهما عن سماك، به. وسيأتي بنحوه برقم (2972) .
وفي الباب عن ابن عباس قال: رد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب ابنته على زوجها أبي
العاص بن الربيع بالنكاج الأول ولم يُحدث شيئاً. انظر (1876) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي جهضم- واسمه موسى بن سالم- فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه أحمد وبن معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم:=(3/490)
2061 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى عَلَى بِسَاطٍ " (1)
__________
=صالح الحديث صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عبد البر: لم يختلفوا في أنه ثقة.
وقول سفيان في هذا الإسناد "عبيد الله بن عبد الله"، قال الترمذي في "سننه" 4/206: سمعت محمداً يقول: حديث الثوري غير محفوظٍ ووهم فيه الثوري، والصحيح ما روى ابنُ عُلَية وعبد الوارث بن سعيد عن أبي جهضم: عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن ابن عباس. قال المزي في "تهذيب الكمال" 15/254: وفي نسبة الوهم إلى الثوري نَظَر، فان حماد بن سلمة رواه عن أبي جهضم مثل رواية الثوري، وكذلك رواه محمد بن عيسى بن الطباع، عن حماد بن زيد. ووهم الشيخ أحمد شاكر
رحمه الله، فخطأ ما وقع في الأصول من تسميته "عبيد الله بن عبد الله"، وثبت اسمه في الإسناد من طبعته: "عبد الله بن عبيد الله".
وأخرجه بأطول مما هنا البيهقي 10/23 من طريق محمد بن كثير العبدي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (426) من طريق حماد بن زيد، عن أبي جهضم، به. وانظر (1977) .
(1) صحح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، زمعة بن صالح ضعفه غير واحد من الأئمة، وقال البخاري فيما رواه عنه الترمذي في "العلل الكبير" ص431: منكر الحديث كثير الغلط، وذكر أحاديثه عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس، وجعل يتعجب منه، قال محمد: ولا أروي عنه شيئاً، وما أراه يكذب، ولكنه كثير الغلط.
وقال أيضاً ص967: قال محمد: زمعة بن صالح ذاهب الحديث، لا يدري صحَيح حديثه من سقيمه، أنا لا أروي عنه، وكل من كان مثل هذا، فأنا لا أروي عنه. وسلمة بن وهرام مختلف فيه، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس بروايات الأحاديث التي يرويها عنه غير زمعة. قلنا: وقد ثبت عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غير ما حديثٍ أنه صلى على البساط والخُمرة=(3/491)
2062 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَشَهِدْتَ الْعِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَوْلا مَكَانِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ لِصِغَرِي، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَطَبَ لَمْ يَذْكُرْ أَذَانًا وَلَا إِقَامَةً " (1)
__________
= والحصير وغيرها، وانظر "صحح البخاري" (6203) ، و"صحيح مسلم" (659) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/400 عن وكيع، عن زمعة، عن عمرو بن دينار وسلمة بن وهرام، قال أحدهما: عن عكرمة، عن ابن عباس.
وأخرجه ابن خزيمة (1005) ، وابن عدي 3/1084، والحاكم 1/259، والبيهقي 2/436-437 من طرق عن زمعة، عن سلمة، عن عكرمة، به.
وأخرجه ابن ماجه (1030) ، وابن عدي 3/1084 من طريق عبد الله بن وهب، عن زمعة، عن عمرو، عن ابن عباس.
وأخرجه الطببراني (12206) من طريق أبي نعيم، عن زمعة، عن عمرو، عن كريب أو أبي معبد، عن ابن عباس.
وأخرجه البيهقي 2/437 من طريق أبي نعيم، عن زمعة، عن عمرو، عن كريب، عن أبن عباس.
وأخرجه ابن عدي 3/1084 من طريق روح، عن زمعة، عن عمرو، عن جابر بن عبد الله. وانظر (2472) و (2426) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان. هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/168، ومن طريقه الفريابي في "أحكام العيدين" (4) عن وكيع، بهذا ألإسناد. وسيأتي برقم (3226) و (3315) و (3487) ، وانظر (3358) ، وما سيأتي برقم (2169) و (2574) .
قوله: "فصلى عند دار كثير بن الصلت"، قال الحافظ في "الفتح" 2/465: التعريف بمكان المصلى، وأن تعريفه بكونه عند دار كثير بن الصلت، على سبجل التقريب للسامع، وإلا فدار كثير بن الصلت محْدَثة بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلنا: وكثير بن الصلت=(3/492)
2063 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ أَبِي بَكْرِ (1) بْنِ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ صُخَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْخَوْفِ بِذِي قَرَدٍ - أَرْضٍ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ - فَصَفَّ النَّاسُ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، صَفٌّ مُوَازِي الْعَدُوِّ، وَصَفٌّ خَلْفَهُ، فَصَلَّى بِالصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ رَكْعَةً، ثُمَّ نَكَصَ هَؤُلاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلاءِ، وَهَؤُلاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلاءِ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى " (2)
2064 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ طَاوُسًا، عَنِ السُّبْحَةِ فِي السَّفَرِ، قَالَ: وَالْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ جَالِسٌ، فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَطَاوُسٌ يَسْمَعُ، حَدَّثَنَا طَاوُسٌ،
__________
= من كندة، ولد في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان وجيهاً في قومه، وولاه عثمان القضاء في المدينة، ثم ولي كتابةَ الرسائل لعبدِ الملك بن مروان.
(1) تحرف في (م) إلى: عن ابن أبي بكر.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن أبي الجهم، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/461 و12/538 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (4251) ، والنسائي 3/169، والطبري 5/248، وابن خزيمة (1344) ، والطحاوي 1/309، وابن حبان (2871) ، والحاكم 1/335، والبيهقي 3/262 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطبري 5/248 من طريق شريك، عن أبي بكر بن أبي الجهم، به.
وسيأتي برقم (3364) ، وانظر (2382) .(3/493)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، فَكَمَا تُصَلِّي فِي الْحَضَرِ قَبْلَهَا وَبَعْدَهَا، فَصَلِّ فِي السَّفَرِ قَبْلَهَا وَبَعْدَهَا " (1) قَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: " وَصَلِّهَا فِي السَّفَرِ "
2065 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَبِالْوَتْرِ وَلَمْ يُكْتَبْ " (2)
__________
(1) إسناده حسن، أسامة بن زيد- وهو الليثي مولاهم- عَلق له البخاري وخَرج حديثه مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (1072) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (618) عن روح بن عبادة، والطحاوي 1/422 من طريق حاتم بن إسماعيل، والطبراني (10982) ، والبيهقي 3/158 من طريق الأوزاعي، ثلاثتهم عن أسامة بن زيد، به.
قال البوصيري في "الزوائد" ورقة 68: وهذا إسناد حسن لقصور أسامة بن زيد عن درجة أهل الحفظ والضبط، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وجاء عن ابن عمر تركُ النوافل الراتبة في السفر، ففي "صحيح مسلم" (689) من طريق عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، قال: صحبت ابن عمر في طريق مكة، قال: فصَلى لنا الظهر ركعتين، ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جاء رَحْلَه وجلس وجلسنا معه، فحانت منه التفاتة نحوَ حيث صَلى، فرأى ناساً قياماً، فقال: ما يَصنَع هؤلاء؟ قلت: يُسبحونَ، قال: لو كنت مسبحاً لأتممتُ صلاتي يا ابن أخي! إني صَحِبْتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السفر، فلم يَزِدْ على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت أبا بكر فلم يزِدْ على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبتُ عمر فلم يزدْ على ركعتين حتى قبضه الله، ثم صحبت عثمان فلم يزدْ على ركعتين حتى قبضه الله، وقد قال الله: {لقد كان لكم في رَسُولِ الله أسوةٌ حَسَنَةٌ} . وانظر "شرح السنة" للبغوي 4/184-187.
(2) إسناده ضعيف، جابر- وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف.=(3/494)
2066 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَرَأَ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، قَالَ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى " (1)
2067 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَادِي عُسْفَانَ حِينَ حَجَّ، قَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ، أَيُّ وَادٍ هَذَا؟ " قَالَ: وَادِي عُسْفَانَ، قَالَ: " لَقَدْ مَرَّ بِهِ هُودٌ، وَصَالِحٌ عَلَى بَكَرَاتٍ حُمْرٍ خُطُمُهَا اللِّيفُ، أُزُرُهُمْ الْعَبَاءُ، وَأَرْدِيَتُهُمْ النِّمَارُ، يُلَبُّونَ يَحُجُّونَ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ " (2)
__________
= وأخرجه البزار (2434- كشف الأستار) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (588) من طريق الحسن بن صالح، والطبراني (11802) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن جابر، به. وانظر (2050) .
(1) صحيح موقوفاً، رجاله ثقات رجال الشيخين. مسلم البطين: هو ابن عمران الكوفي.
وأخرجه الطبراني (12335) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (883) ، ومن طريقه البيهقي 2/310 عن زهير بن حرب، عن وكيع، بهذا الإسناد قال أبو داو بإثره: خولف وكيع في هذا الحديث رواه أبو وكيع وشعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفاً. قلنا: وهو عنه موقوفاً عند الطبري 30/151، وأورده عنه كذلك السيوطي في "الدر" 8/482 وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد.
(2) إسناده ضعيف لضعف زمعة، وسلمة بن وهرام مختلف فيه، وقال ابن عدي:=(3/495)
2068 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُنْبَذُ لَهُ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ، فَيَشْرَبُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ - قَالَ: وَأُرَاهُ قَالَ - وَيَوْمَ السَّبْتِ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْعَصْرِ، فَإِنْ بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ سَقَاهُ الْخَدَمَ، أَوْ أَمَرَ بِهِ فَأُهْرِيقَ " (1)
2069 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2)
__________
= أرجو أنه لا بأس بروايات الأحاديث التي يرويها عنه غير زمعة بن صالح. وانظر (1854) .
عُسْفان: بين مكة والمدينة على مرحلتين من مكة. وبكرات جمع بَكْرة: الفتية من الإبل. والخُطم: جمع خِطام. والنِّمارُ جمع نَمِرة: الشَّملة المخططة من مآزر الأعراب كأنها أخِذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عبيد- وهو البهراني الكوفي- فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطيالسي (2715) ، ومسلم (2004) (79) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1963) .
(2) إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي وصححه ابن القطان كما في "النكت الظراف" 4/423. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الترمذي (2950) ، والنسائي في "الكبرى" (8085) ، والطبري 1/34، والطبراني (12392) ، والبغوي (118) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود في "سننه" برواية ابن العبد كما في "التحفة" 4/423 عن مسدد، عن أبي عوانة، والطبري 1/34 من طريق شريك، كلاهما عن عبد الأعلى الثعلبي، به.
وأخرجه الطبري 1/34 من طريق عمرو بن قيس الملائي، عن عبد الأعلى=(3/496)
2070 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ، مَوْلَى خَالِدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} [البقرة: 284] ، قَالَ: دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا "، فَأَلْقَى اللهُ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 285-286] (1)
__________
= الثعلبي، به. إلا أنه جعله موقوفاً.
وأخرجه موقوفاً أيضاً 1/35 عن محمد بن حميد، عن جرير، عن ليث، عن سعيد بن جبير، به. وهو ضعيف أيضاً. وسيأتي الحديث برقم (2429) و (2975) و (3025)
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، آدم بن سليمان من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (126) ، والترمذي (2992) ، والنسائي في "الكبرى" (11059) ، والطبري 3/160، والحاكم 2/286، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 210-211، والواحلى في "أسباب النزول" ص60 من طريق عن وكيع، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3070) من طريق مجاهد عن ابن عباس.(3/497)
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " آدَمُ هَذَا هُوَ أَبُو يَحْيَى بْنُ آدَمَ "
2071 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ الْمَكِّيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ: " إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَادْعُهُمِ الَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حِجَابٌ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن عبد الله بن صيفي: هو يحيى بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن صيفي المكي، وأبو معبد: اسمه نافذ المكي.
وأخرجه أبو داود (1584) ، وابن منده في "الإيمان" (117) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2448) ، وابن ماجه (1783) ، والترمذي (625) و (2014) ، والنسائي 5/55، وابن خزيمة (2346) ، والدارقطني 2/135-136، والبيهقي 7/8، والبغوي (1557) من طرق عن وكيع، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/114، وعنه مسلم (19) (29) عن وكيع، عن زكريا بن إسحاق، عن يحيى بن عبد الله بن صيفي، عن أبي معبد، عن ابن عباس، عن معاذ بن جبل، وقال مسلم: قال أبو بكر: ربما قال وكيع: عن ابن عباس أن معاذاً قال: بعثني ... وأخرجه الدارمي (1614) و (1631) ، والبخاري (1395) و (1496) و (4347) و (7372) ، ومسلم (19) (30) ، والنسائي 2/5-4، وابن خزيمة (2275) ، وابن منده=(3/498)
2072 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً " (1)
2073 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ،
__________
= (116) ، والبيهقي 4/96 و7/7 من طرق عن زكريا بن إسحاق، به.
وأخرجه البخاري (1458) و (7371) ، ومسلم (19) (31) ، وابن حبان (156) ، والطبراني (12207) و (12208) ، والدارقطني 2/136، وابن منده (213) و (214) ، والبيهقي 4/101 و2/7 من طريق إسماعيل بن أمية، عن يحيى بن عبد الله، به قوله: "كرائم أموالهم "، قال ابن الألثير في "النهاية" 4/167؟ أي نفائسَها التي تتعلَقُ بها نفسُ مالكها ويختصُها لها، حيث هي جامعة للكمال الممكن في حقّها، وواحدتها: كريمة.
وقوله: "فادعهم إلى شهادة ... الخ "، قال السندي: أراد أن يَدعُوَهم إلى الإسلام بالتدريج، لأنه أقربُ إلى الطاعة بخلاف ما لو عرض عليهم دينا مخالفا لدينهم في أشياءَ كثيرة، فإن ذلك يُنَفَرهم ويبعدهم عن القَبُول، فلا دلالة في الحديث على أن مع أن التكليف بالفروع بعد الإيمان، كيف وقد أخر الدعوة الى الزكاة عن الدعوة إلى الصلاة، مع أن التكليف بالزكاة لا يتأخر عن التكليف بالصلاة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي (42) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (702) ، والدارمي (696) و (711) ، والبخاري (157) ، وأبو داود (138) ، وابن ماجه (411) ، والترمذي (42) ، والنسائي 1/62، والطحاوي 1/29، وابن حبان (1095) ، والبيهقي 1/80، والبغوىِ (226) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطيالسي (2660) ، والدارمي (697) ، وابن خزيمة (171) ، والبيهقي 1/73 من طرق عن زيد بن أسلم، به. وسيأتي برقم (3073) و (3113) ، وانظر (2416) .(3/499)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَجَدَ يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ (1) "
2074 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ، وَعَلَيْهِ عِصَابَةٌ دَسِمَةٌ " (2)
2075 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَصَفْوَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُمِّهِ، فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شعبة مولى ابن عباس- وهو شعبة بن دينار الهاشمي- سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث الهاشمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/258 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2727) ، والطبراني (12219) من طريقين عن ابن أبي ذئب، به. وسيأتي برقم (2933) و (2934) و (3305) . وله طريق أخرى عن ابن عباس تأتي برقم (2405) .
وفي الباب عن عبد الله بن بحينة عند البخاري (390) ، ومسلم (495) ، وسيأتي في "المسند" 5/345: كان النبي وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سجد، فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه.
وعن ميمونة عند مسلم (497) ، وسيأتي في "المسند" 6/332.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري. ابن سليمان بن الغسيل: هو عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري نسب إلى جده الأعلى حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة، استُشهِد يوم أحد وهو جُنُب فغسلته الملائكة.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (111) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (927) و (3628) و (3800) من طرق عن ابن الغسيل، به مطولاً.
العِصابة: العمامة، والدسِمة: السوداء.(3/500)
أَنَّهَا سَمِعَتِ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُدِيمُوا إِليَ الْمَجْذُومِينَ النَّظَرَ " (1)
2076 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ النَّاسَ غَضُّوا مِنَ الثُّلُثِ إِلَى الرُّبُعِ فِي الْوَصِيَّةِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الثُّلُثُ كَثِيرٌ أَوْ كَبِيرٌ " (2)
2077 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَمَلَ،
__________
(1) إسناده ضعيف، وقد تقدم الكلام عليه برقم (581) . صفوان: هو ابن عيسى الزهري البصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/320 و9/44، وابن ماجه (3543) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/138، والحربي في "غريب الحديث" 2/428، والبيهقي 7/219 من طرق عن عبد الله بن سعيد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11193) من طريق ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2721) .
وقد تقدم هذا الحديث في مسند علي برقم (581) من طريق الفرج بن فضالة، عن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/199، ومسلم (1629) ، وابن ماجه (2711) ، والطبراني (10719) ، والبيهقي 6/269 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2034) .(3/501)
وَأَنَّهَا سُنَّةٌ قَالَ: صَدَقَ قَوْمِي وَكَذَبُوا، " قَدْ رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَتْ بِسُنَّةٍ، وَلَكِنَّهُ قَدِمَ وَالْمُشْرِكُونَ عَلَى جَبَلِ قُعَيْقِعَانَ، فَتَحَدَّثُوا أَنَّ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ هَزْلًا، وَجَهْدًا وَشِدَّةً، فَأَمَرَهُمْ فَرَمَلُوا بِالْبَيْتِ لِيُرِيَهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُصِبْهُمْ جَهْدٌ (1)
2078 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ: " أَلا تَزُورُنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟ "، فَنَزَلَتْ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} [مريم: 64] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (2)
2079 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَى فِي بُدْنِهِ جَمَلًا كَانَ لِأَبِي جَهْلٍ، بُرَتُهُ فِضَّةٌ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح، فطر: هو ابن خليفة روى له أصحاب السنن، وحديثه عند البخاري مقرون، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2029) .
قوله: "هزلاً"، قال السندي: بضم هاء وسكون زاي، قيل: وصوابه "هزالاً" بزيادة الألف، أي: مع ضم الهاء، فإن الهزال بضم الهاء ضد السِّمَن، وهو المراد هاهنا، لا الهزل.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن ذر - واسمه عمر المُرْهِبي- فمن رجالى البخاري.
وأخرجه البخاري (3218) ، والترمذي (3158) ، والطبري 16/103 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2043) .
(3) حسن، ابن أبي ليلى واسمه محمد بن عبد الرحمن- وإن كان سيئ الحفظ-=(3/502)
2080 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِجُبْنَةٍ، قَالَ: فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَضْرِبُونَهَا بِالْعِصِيِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضَعُوا السِّكِّينَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ وَكُلُوا " (1)
2081 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، وَعَطَاءٍ، قَالَا: الْأَضْحَى سُنَّةٌ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ:
__________
=قد توبع عند أحمد برقم (2362) ، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن ماجه (3100) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3076) ، والطبراني (12057) ، والبيهقي 5/230 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه البيهقي 5/230 من طريقين عن ابن أبي ليلى، به.
وأخرجه البيهقي 5/230 من طريق يعلى بن عيد، عن سفيان، عن منصور، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: ساق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مئة بدنة، فيها جمل لأبي جهل. وسيأتي برقم (2428) و (2880) .
وهذا الهدي كان في عمرة الحديبية، والجمل كان مما غنمه المسلمون من المشركين بوم بدر، والبُرَةُ، بضم الباء وفتح الراء الخفيفة: حلقة تجعل في أنف البعير.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر: وهو ابن يزيد الجعفي، وقد توبع.
وأخرجه البزار (2878 - كشف الأستار) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11807) من طريق قيس بن الربيع، والبزار (2879) من طريق ليث بن أبي سليم، كلاهما عن جابر، به. وسيأتي برقم (2755) .
وله شاهد من حديث ابن عمر عند أبي داود (3819) .(3/503)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ بِالْأَضْحَى (1) ، وَالْوَتْرِ، وَلَمْ تُكْتَبْ " (2)
2082 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَمِسْعَرٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَلَى حُمُرَاتٍ لَنَا مِنْ جَمْعٍ - قَالَ سُفْيَانُ: بِلَيْلٍ - فَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا، وَيَقُولُ: " أُبَيْنَى، لَا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " وَزَادَ سُفْيَانُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " مَا إِخَالُ أَحَدًا يَعْقِلُ يَرْمِي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (3)
__________
(1) على حاشية (س) و (ش) و (ض) و (ص) : بالضحى.
(2) إسناده ضعيف لضعف جابر- وهو الجعفي-. عطاء: هو ابن أبي رباح، وأبو جعفر: هو محمد بن علي بن الحسين الباقر، والقسم الأول من النص- وهو الأضحى سنة- من قولهما. وانظر (2050) .
(3) حديث صحيح، وفذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، الحسن بن عبد الله العرني لم يلق ابن عباس، بل لم يدركه وهو يرسل عنه، صَرحَ يذلك أحمد ويحيى بن معين وأبو حاتم، وقد وصله ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير أو عن الحسن، عن ابن عباس.
وأخرجه ابن ماجه (3025) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (365) ، وأبو داود (1940) ، والنسائي 5/270-272، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/217، وفي "شرح المشكل" 4/383، وابن حبان (3869) ، والطبراني (12699) و (12703) ، والبيهقي 5/131-132، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1943) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2175) ، والطبراني (12701) =(3/504)
2083 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ جَاءَ فَنَامَ " (1)
2084 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2)
__________
= و (12702) ، والبيهقي 5/132 من طرق عن سلمة بن كهيل، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة ص356 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن سلمة بن كهيل، عن الحسن العرني، عن سعيد بن جبير أو عن الحسن، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2089) و (2841) و (3192) ، وانظر (1920) و (1939) و (2204) و (2459) و (2935) و (3003) .
حُمُرات: جمع حُمُر، وحمر: جمع حمار. وقوله: "يلطح"، اللطح: الضرب بالكفّ، وليس بالشديد.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. كريب: هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني.
وأخرجه أبو داود (5043) ، وابن ماجه (508) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 1/279 و279-280 و2/311-312، والبيهقي 1/122 من طريقين عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/491 و10/221، ومسلم (763) (188) و (189) ، والنسائي 2/218، وأبو عوانة 2/314، والطبراني (12188) و (12190) من طرق عن سلمة بن كهيل، به. وانظر (1912) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.(3/505)
2085 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ يَعْنِي الْعُرَنِيَّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ " مَا نَدْرِي أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ وَلَكِنَّا نَقْرَأُ " (1)
2086 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ نَجِيحٍ، سَمِعَهُ مِنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ " (2)
2087 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ:
__________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن العرني ثم يسمعه من ابن عباس.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/362 و2/529، ومن طريقه الطبراني (12700) عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (2246) .
(2) إسناده صحيح، حماد بن نجيح روى له النسائي وابن ماجه، ووثقه ابن معين وأحمد ووكيع وغيرهم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو رجاء: هو عمران بن ملحان العطاردي.
علقه البخاري (6449) عن حماد، ووصله النسائي في "الكبرى" (9264) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (195) من طريقين عن حماد بن نجيح، بهذا الإسناد.
وأخرجه هناد في "الزهد" (246) و (604) ، وعبد بن حميد (691) ، ومسلم (2737) ، والنسائي في "الكبرى" (9262) و (9263) ، والآجري في "الشريعة" ص390، والطبراني (12765) و (12766) و (12769) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (195) من طرق عن أبي رجاء، به. وسيأتي برقم (3386) .
وروي هذا الحديثُ عن أبي رجاء عن عمران بن حصين، سيأتي في مسنده=(3/506)
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: كُنَّا نُخَابِرُ وَلا نَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا، حَتَّى زَعَمَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْهُ قَالَ عَمْرٌو: ذَكَرْتُهُ لِطَاوُسٍ، فَقَالَ: طَاوُسٌ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَمْنَحُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ الْأَرْضَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ لَهَا خَرَاجًا مَعْلُومًا " (1)
2088 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ بِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَهَا؟ فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا
__________
(1) إسناده صحح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1550) (121) ، وابن ماجه (2464) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2342) ، وأبو داود (3389) ، والطبراني (10880) ، والبيهقي 6/134 من طريقين عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه البخاري (2634) ، ومسلم (1550) (121) ، وابن ماجه (2456) ، والترمذي (1385) ، والطحاوي 4/110، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1687) ، والطبراني (10879) و (10881) و (10883) و (10884) و (10885) ، والبيهقي 6/134 من طرق عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (2541) و (2598) .
و (2862) و (3135) و (3263) .
نخابر: من المخابرة، وهي المزارعة على نصيب معين كالثلث والربع وغيرهما.
وقوله: "يمنح" الأصل: أن يمنح، فلما حذفت "أن" ارتفع الفعل وهو القياس عند البصريين، لأن عوامل الأفعال ضعيفة لا تعمل مع الحذف، وجوز الكوفيون في مثله النصب، واستدلوا على ذلك ببيت طرفة بن العبد:
ألا أيهذا الزاجري أحْضرَ الوغى وأن أشهد اللذاتِ هل أنتَ مخلدبَ=(3/507)
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] (1) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ
2089 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ عَلَى حُمُرَاتٍ لَنَا، فَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا وَيَقُولُ: " أُبَيْنَى، لَا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (2)
__________
= "وأن" وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ خبره "خير".
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب.
وأخرجه الطبري 7/37 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3052) ، والطبري 7/37، والطبراني (11730) ، والحاكم 4/143، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5617) من طرق عن إسرائيل، به. قال الترمذي: حسن صحيح، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (2452) و (2691) و (2774) .
وله شاهد من حديث أنس، أخرجه البخاري (4620) وسيأتي في "المسند" 3/227، وآخر من حديث البراء بن عازب، أخرجه الترمذي (3051) ، وصححه ابن حبان (5350) ، وانظر تمام تخريجه هناك.
(2) صحيح لغيره، وقد تقدم برقم (2082) .(3/508)
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241 هـ)
أشرف على تحقيقه
الشيخ شعيب الأرنؤوط
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد
الجزء الرابع
مؤسسة الرسالة(4/3)
2090 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ، فَقَدْ حَلَّ لَكُمْ كُلُّ شَيْءٍ إِلا النِّسَاءَ ". فَقَالَ رَجُلٌ: وَالطِّيبُ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُضَمِّخُ رَأْسَهُ بِالْمِسْكِ " أَفَطِيبٌ ذَاكَ أَمْ لَا؟ (1)
__________
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه منقطع بين الحسن العرني وبين ابن عباس، لكن له شاهد من حديث عائشة بإسناد صحيح على شرطهما سيأتي عند أحمد 6/244 ويخرج هناك. سفيان: هو الثوري، وسلمة: هو ابن كُهيل. وأخرجه ابن أبي شيبة ص 241 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) ، وابن ماجه (3041) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 5/277، والطحاوي 2/229، والطبراني (12705) ، والبيهقي 5/136 من طرق عن سفيان الثوري، به. وسيأتي برقم (3204) و (3491) .
وقوله: "يُضَمخُ رأسه" بضاد وخاء معجمتين بينهما ميم من ضمخ كنصر بمعنى تضمخ، وهو التلطخ بالشيء والإكثار منه، وفي "القاموس": الضمخ: لطخ الجسد بالطيب حتى كأنه يقطر. قاله السندي.
وقوله: "بالسك" كذا في الأصول الخطية، وهو نوع من الطيب يركب من المسك وغيره، وعلى حواشي الأصول: بالمسك، إشارة إلى بعض النسخ.(4/5)
2091 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَخْدَعَيْنِ، وَبَيْنَ الْكَتِفَيْنِ " (1)
2092 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُنْزِيَ حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ " (2)
2093 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَتْ عِيرٌ الْمَدِينَةَ، فَاشْتَرَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا فَرَبِحَ أَوَاقِيَّ، فَقَسَمَهَا فِي أَرَامِلِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقَالَ: " لَا أَشْتَرِي
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (355) ، والطبراني (12584) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد بزيادة: وأعطى الحجام أجره، ولو كان حراماً لم يُعطه.
وأخرجه الطبراني (12587) و (12588) من طريق أبي عوانة، عن جابر الجعفي، بنحوه. وسيأتي مطولاً برقم (2155) و (2904) و (2979) و (3078م) .
وله شاهد من حديث أنس عند الترمذي (2051) ، وابن ماجه (3483) ، قال الترمذي: حسن غريب، وسيأتي في "المسند" 3/119.
والأخدعان: هما عرقان في جانبي العنق.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي جهضم -واسمه موسى بن سالم مولى آل العباس- فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عبد البر: لم يختلفوا في أنه ثقة. وانظر (1977) .(4/6)
شَيْئًا لَيْسَ عِنْدِي ثَمَنُهُ " (1)
2094 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَهْرِ الْبَغِيِّ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَثَمَنِ الْخَمْرِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب، ومع ذلك فقد أخرجه الحاكم 2/24 من طريق شريك به، وقال: قد احتج البخاري بعكرمة، واحتج مسلم بسماك وشريك، والحديث صحيح ولم يخرجاه، وهذا وهم منه رحمه الله، فإن سماكاً لم يحتج به مسلم في روايته عن عكرمة، وشريك لم يحتج به، وإنما أخرج له في المتابعات، ثم هو سيئ الحفظ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/18، وأبو داود (3344) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11743) ، والحاكم 2/24، والبيهقي 5/356 من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، عن شريك، به.
وأخرجه أبو داود (3344) عن عثمان بن أبي شيبة وقتيبة بن سعيد، عن شريك، عن سماك، عن عكرمة يرفعه. وسيأتي برقم (2970) و (2971) .
وقوله: "عير المدينة" بكسر العين وسكون الياء: الإبل التي تحمل المتاع.
وقوله: "لا أشتري شيئاً ليس عندي ثمنه" قال السندي: احتراز عن دين لا وفاء به عنده لأنه قد يؤدي إلى موته مديوناً.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير قيس بنِ حَبتر، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 6/245 و14/202 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 4/52 من طريق زهير بن معاوية، عن عبد الكريم الجزري، به مختصراً، ولفظه "ثمن الكلب حرام".
وأخرجه الطيالسي (2755) عن سلام، عن عبد الكريم الجزري، عن رجل من بني=(4/7)
2095 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ صُهَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، فَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَتَّى أَخَذَتَا بِرُكْبَتَيْهِ، فَفَرَّعَ بَيْنَهُمَا " (1)
__________
= تميم، عن ابن عباس، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ثمن الكلب حرام، ومهر البغي حرام، وثمن الخمر حرام". وقال الشيخ أحمد شاكر: وهذا الرجل المبهم هو قيس بن حبتر فإنه نهشلي من بني تميم.
وأخرجه بنحوه النسائي 7/309 من طريق عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس.
وسيأتي برقم (2512) و (2626) و (3273) و (3344) و (3345) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند الطبراني في "الأوسط"، فيما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/91.
وعن أبي مسعود البدري عند الشيخين ولفظه: نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن، وسيأتي في "المسند" 4/118-119.
ومهر البغي: ما تأخذه الزانية على الزنى، وسماه مهراً مجازاً وهو حرام بالاتفاق.
والنهي عن ثمن الكلب ظاهره عدم جواز البيع وعليه الجمهور وجوزه الحنفية، وحملوا الحديث على غير المأذون في اتخاذه، وأما المنتفع به حراسة أو اصطياداً فيجوز.
قاله السندي.
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ صهيب -وهو أبو الصهباء البكري- فقد روى له أبو داود والنسائي وله ذكر في "صحيح مسلم" (1594) (100) في حديث داود عن أبي نضرة، عن أبي سعيد في الصرف، ووثقه أبو زرعة والعجلي وابن حبان، وقال النسائي: بصري ضعيف، وقال ابن حجر: مقبول.
وأخرجه ابن خزيمة (882) ، وابن حبان (2356) من طريق منصور، عن الحكم، بهذا الإسناد. وسيأتي تتمة تخريجه عند الحديث رقم (3167) ، وانظر ما سيأتي برقم (2258) .
وللحديث طرق أخرى عن ابن عباس، انظر (2804) و (2899) . =(4/8)
2096 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ جَعْفَرٍ الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَوْعِظَةٍ فَقَالَ: " إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللهِ حُفَاةً عُرَاةً (1) غُرْلًا، {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104] فَأَوَّلُ الْخَلَائِقِ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ "، قَالَ: " ثُمَّ يُؤْخَذُ بِقَوْمٍ مِنْكُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ - فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، قَالَ: فَيُقَالُ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، لَمْ يزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُذْ فَارَقْتَهُمْ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ ": {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ} [المائدة: 117] الْآيَةَ إِلَى: {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] (2)
__________
= وقوله: "ففرع بينهما"، قال السندي بفاء وراء وعين مهملة، وفي الراء يجوز التخفيف والتشديد، أي حجز وفرق كما في بعض الأصول. قلنا: في (ظ9) و (ظ14) : ففرق بينهما.
(1) لفظة "عراة" لم ترد في (ظ9) و (ظ14) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جعفر: هو محمد المعروف بغندر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/157 و13/247، ومسلم (2860) (58) ، والنسائي 4/117 من طريق وكيع، بهذا الإسناد، ورواية ابن أبي شيبة مختصرة.
وأخرجه البخاري (2526) ، ومسلم (2860) (58) ، وابن حبان (7347) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الطيالسي (2638) ، والدارمي (2802) ، والبخاري (4625) و (4740) ، ومسلم (2860) (58) ، والنسائي 4/117، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 395 من طرق عن شعبة، به. وقد تقدم مختصراً برقم (1913) ، وسيأتي برقم (2281) =(4/9)
2097 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ ذَرِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحَدِّثُ نَفْسِي بِالشَّيْءِ، لَأَنْ أخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيَدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ " (1)
__________
= و (2282) و (2327) .
قوله: "غرلًا" جمع أغرل: وهو الذي لم يُختن.
وقوله: "ثم يؤخذ بقوم منكم ذات الشمال"، قال السندي: أي طريق أهل النار، والشمال بالكسر: ضد اليمين، ولعل وجه تسميتها بهذا الاسم أن أهل النار يؤتَون كتبهم بشمالهم.
وقوله: "أصحابي" قال السندي: أي هم كانوا في الدنيا أصحابي، فما بالهم يُصرفون إلى النار اليوم.
وقوله: "مرتدين" أي: عن الدين، وهذا في أمثال أصحاب مسيلمة ممن ارتد من الأعراب، وإلا فالمشهورون من الصحابة قد ظهر في ثباتهم على الدين والسعي الجميل في انتطام أمره ما ظهر، فجزاهم الله عن أهل الإسلام خير الجزاء. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه عبد بن حميد (701) ، والطحاوي 2/252، وابن منده في "الإيمان" (345) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (341) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (668) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور والأعمش، عن ذر، به.
وأخرجه أبو داود (5112) ، وابن حبان (147) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن منده (345) من طريق شيبان، كلاهما عن منصور، به.=(4/10)
2098 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي الطَّرِيقِ، فَاجْعَلُوهُ سَبْعَ أَذْرُعٍ، وَمَنْ بَنَى بِنَاءً، فَلْيَدْعَمْهُ حَائِطَ جَارِهِ " (1)
__________
= وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (342) من طريق شيبان، عن قتادة، عن ذر، به. وسيأتي برقم (3161) .
وقوله: "لأن" بفتح اللام والهمزة على أن اللام للابتداء و"أن" مصدرية، وهو مبتدأ خبرُه "أحب" قاله السندي.
وقوله: "الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة"، قال السندي: أي: كيد الشيطان إلى الوسوسة التي لا يؤاخذ بها المرء ولم يمكنه من غير الوسوسة وإلا لسعى فيه كما يسعى في الوسوسة بل جعل ذلك في يد الإنسان، فلذلك امتنع من التكلم.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لأن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البيهقي 6/96 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرج القسم الأول منه عبد بن حميد (600) ، وابنُ ماجه (2339) من طريق قبيصة، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطبراني (11737) ، والبيهقي 6/155 من طريقين عن سماك، به.
وأخرج القسم الثاني منه ابن أبي شيبة 7/256-257 عن وكيع، عن سفيان، والطبراني (11736) من طريق أبي خالد الدالاني، كلاهما عن سماك، به. وسيأتي برقم (2757) و (2912) ، وانظر (2307) و (2867) .
وللقسم الأول شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (2473) ، ومسلم (1613) ، وصححه ابن حبان (5067) بلفظ: "إذا اختلفتم في الطرق فدعوا سبعة أذرع" وسيأتي في "المسند" 2/228.
وللقسم الثاني شاهد أيضاً من حديث أبي هريرة عند البخاري (2463) ، ومسلم (1609) ولفظه: "لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في داره" وسيأتي أيضاً 2/230.
وقوله: "إذا اختلفتم" قال السندي: أي إذا كان أرض لقوم وأرادوا إحياءها وعمارتها،=(4/11)
2099 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ، تَسَارَعَ قَوْمٌ، فَقَالَ: - أَوْ فُنُودُوا (1) - لَيْسَ الْبِرُّ بِإِيضَاعِ الْخَيْلِ، وَلَا الرِّكَابِ " قَالَ: " فَمَا رَأَيْتُ رَافِعَةً يَدَهَا تَعْدُو حَتَّى أَتَيْنَا جَمْعًا " (2)
__________
= فإن اتفقوا في الطريق على شيء، فذاك وإلا فيجعل عرض طريقهم سبعة أذرع لدخول الأحمال والأثقال وخروجها.
وقوله: "سبع أذرع": الذراع مؤنثة وقد تذكر، ولذا جاء في بعض الروايات: سبعة أذرع.
وقوله: "فليُدعمه حائط جاره" من الدعم وهو أن يميل الشيء فتُدعمه بدِعَام ليستقيم، والفعل ثلاثي متعد بنفسه، وعُديَ هنا إلى اثنين بالهمزة، قال السَندي: والمراد: فليمكنه جارُه من غرز الخشب في جداره ونحوه حتى يصير حائطه كالدعامة لبنائه، وقد جاء النهي عن منع الجار من غرز الخشب أو الخشبة في الجدار.
(1) في (م) "فقال: امتدوا وسدوا"، وفي (س) و (غ) و (ق) و (ص) : "فقال: اتئدوا"، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، المسعودي -واسمه عبد الرحمن بن عبد الله ابن عتبة- سمع منه وكيع قبل الاختلاط، وقد تابعه الأعمش، وباقي رجاله ثقات، ويأتي في "المسند" برقم (2264) و (2427) و (2507) و (3309) .
وأخرجه الطيالسي (2702) عن المسعودي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 3/275 من طريق الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن طاووس، عن ابن عباس: أن الفضل كان رديف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة جمع، فلما أفاض رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "يا أيها الناسُ عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بإيضاع الخيل والإبل".
وأخرجه البخاري (1671) ، والبيهقي 5/119 من طريق عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، ولفظه: "أيها الناس عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع".(4/12)
2100 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَاءُ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ " (1)
2101 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اغْتَسَلَتْ مِنْ جَنَابَةٍ، فَاغْتَسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ تَوَضَّأَ، مِنْ فَضْلِهَا " (2)
__________
= والإيضاع: سرعة السير.
وقوله: "فما رأيت رافعة" قال السندي: أي ناقة بسرعة يديها في المشي وضعاً ورفعاً من: رفع دابته: أسرع بها، أو فما رأيت ناقته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رافعة يديها كما في أبي داود، ففيه: فما رأيتها رافعة يديها.
(1) صحيح لغيره، سماك مضطرب في روايته عن عكرمة، لكن له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري يأتي عند أحمد 3/15-16، وحسنه الترمذي، وصححه أحمد، وابن معين، وابنُ حزم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/143، وابن حبان (1241) من طريق أبي الأحوص، عن سماك، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2102) و (2566) و (2805) و (2806) و (2807) و (3120) .
وقوله: "الماء لا ينجسه شيء" قال السندي: أي ما دام لا يغيره، وأما إذا غيره، فكأنه أخرجه عن كونه ماءً فما بقي على طهارة الماء، لكون الطهارة صفة الماء والمغير كأنه ليس بماء، ولذلك ترك الاستثناء، وقد جاء الاستثناء في بعض الروايات الضعيفة.
(2) صحيح لغيره، سماك مضطرب في روايته عن عكرمة.
وأخرجه ابن ماجه (371) ، وابن خزيمة (109) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/159 من طريقين عن سفيان الثوري، به. وسيأتي برقم (2102) و (2566) و (2805) و (3120) ، وانظر (3465) .(4/13)
2102 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، (1) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ بَعْضَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اغْتَسَلَتْ مِنَ الجَنَابَةِ، فَتَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَضْلِهِ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " إِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ " (2)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: علي بن أبي إسحاق.
(2) صحيح لغيره، وانظر (2100) و (2101) .
وأخرجه النسائي 1/173، وابن خزيمة (109) ، وابن حبان (1242) ، والحاكم 1/159 من طرق عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (735) ، وابن الجارود (48) ، وابن خزيمة (109) ، والطحاوي 1/26، والحاكم 1/159، والبيهقي 1/188 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/33 و14/160، والدارمي (734) ، وأبو داود (68) ، وابن ماجه (370) ، والترمذي (65) ، وأبو يعلى (2411) ، وابن خزيمة (91) ، وابن حبان (1241) و (1261) ، والطبراني (11715) و (11716) ، والحاكم 1/159، والبيهقي 1/189 و267 من طرق عن سماك، به.
وأخرجه عبد الرزاق (397) عن إسرائيل، عن عكرمة، به. كذا في المطبوع من "المصنف"، ويغلب على ظننا أنه سقط منه سماك، فإسرائيل ليست له رواية عن عكرمة بينهما سماك.
وله شاهد صحيح من حديث أبي سعيد يأتي في "المسند" 3/15-16.
وقوله: "بفضله" أي: بفضل ذلك الماء، وقوله: "إن الماء لا ينجسه شيء" قال السندي: وفي رواية الترمذي وغيره: "إن الماء لا يجنب" فمعنى قوله: "لا ينجسه شيء" على وفق تلك الرواية أنه لا ينجسه شيء من جنابة المستعمل أو حدثه، أي: إذا استعمل منه جنب أو محدث، فلا يصير البقية نجساً لجنابة المستعمل أو حدثه، وعلى هذا فهذا الحديث خارج عن محل النزاع، وهو أن الماء هل يصير نجساً بوقوع النجاسة أم لا؟(4/14)
2103 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو سَعِيدٍ الْعَنْقَزِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " هَجَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نِسَاءَهُ شَهْرًا، فَلَمَّا مَضَى تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، أَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: قَدْ بَرَّتْ يَمِينُكَ وَقَدْ تَمَّ الشَّهْرُ " (1)
2104 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فِطْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ شُرَحْبِيلَ أَبِي سَعْدٍ، (2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أُخْتَانِ، فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُمَا مَا صَحِبَتَاهُ، دَخَلَ بِهِمَا الْجَنَّةَ "، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: " تُدْرِكُ لَهُ ابْنَتَانِ، فَيَحْسَنَ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ تَعَالَى الْجَنَّةَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمرو بن محمد العنقزي، وعمران -وهو ابن الحارث السلمي- من رجال مسلم، وباقي السند على شرطهما. وانظر (1885) .
(2) تحرف في (م) وأكثر الأصول الخطية إلى "سعيد" والتصويب من (ظ9) و (ظ14) و"أطراف المسند".
(3) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، شرحبيل بن سعد أبو سعد الخطمي ضعيف. محمد بن عبيد شيخ أحمد: هو الطنافسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/551، والبخاري في "الأدب المفرد" (77) ، وابن ماجه (3670) ، وأبو يعلى (2571) و (2742) ، وابن حبان (2945) ، والطبراني (10836) ، والحاكم 4/178، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8683) من طرق عن فطر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (2457) من طريق حسين بن قيس، عن عكرمة، عن ابن عباس بلفظ: "ومن عال ثلات بنات، فأنفق عليهن، وأحسن إليهن، وجبت له الجنة" فقام رجل من الأعراب فقال: أو اثنتين؟ قال: نعم. حتى لو قال واحدة لقال: نعم. وسيأتي برقم (3424) .(4/15)
2105 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَوْمًا قَطُّ إِلا دَعَاهُمْ " (1)
2106 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَئِنْ عِشْتُ - قَالَ رَوْحٌ: لَئِنْ سَلِمْتُ - إِلَى قَابِلٍ، لَأَصُومَنَّ (2) الْيَوْمَ التَّاسِعَ، يَعْنِي عَاشُورَاءَ " (3)
2107 - حَدَّثَنِي يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
__________
= وفي الباب عن أنس، وجابر، وأبي سعيد الخدري، وستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/147-148 و303 و42.
وقوله: "تدرك له ابنتان" من الإدراك: وهو البلوغ.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن أبي نجيح: اسمه عبد الله.
وأخرجه عبد بن حميد (697) ، والدارمي (2444) ، وأبو يعلى (2591) ، والطحاوي 3/207، والطبراني (11269) ، والحاكم 1/15، والبيهقي 9/107 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (9427) عن الثوري، عن صاحب له، عن رجل، عن ابن عباس. وانظر (2053) .
(2) لفظة "اليوم" أثبتناها من (ظ9) و (ظ14) .
(3) إسناده قوي، القاسم بن عباس وعبد الله بن عمير روى لهما مسلم متابعة، وهما صدوقان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح شيخ أحمد: هو ابن عبادة القيسي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن.
وأخرجه الطحاوي 2/78، والبيهقي 4/287 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (1971) .
وقوله: "يعني، عاشوراء" قال السندي: مبني على زعم أن التاسع عاشوراء، وهذا=(4/16)
الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: " الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ " (1)
2108 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ احْتِجَامَةً فِي
__________
= قول ابن عباس، والجمهور على خلافه.
(1) صحيح لغيره، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وداود بن الحصين ثقة مشهور لكن له غرائب تُستنكر.
وأخرجه عبد بن حميد (569) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (287) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري في "صحيحه" 1/93 في الإيمان: باب الدين يسر، وحَسنَ الحافظ إسناده في "الفتح".
وله شاهد بسند قوي من حديث عائشة مرفوعاً: "إني أرسِلْتُ بحنيفية سَمْحة" وسيأتي في "المسند" 16/116 و233.
وآخر من حديث أبي أمامة عند أحمد 5/266، والطبراني (7868) .
وثالث من حديث جابر عند الخطيب 7/209، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 3/5، وسنده ضعيف.
ورابع عن حبيب بن أبي ثابت مرسلاً عند ابن سعد في "الطبقات" 1/192.
وقوله: "الحنيفية" قال السندي: أي الملة المنسوبة إلى إبراهيم يريد دين الإسلام الذي بعث به نبينا عليه الصلاة والسلام، فإنه يشارك دين إبراهيم في كثير من الفروع مع الاتحاد في الأصول، فلذلك ينسب إلى إبراهيم، والحنيف عند العرب: من كان على دين إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، والسمحة: بفتح السين وسكون الميم: أي التي تسهل على النفوس، لا كالرهبانية الشاقة عليها.(4/17)
رَأْسِهِ "، قَالَ يَزِيدُ: " مِنْ أَذًى كَانَ بِهِ " (1)
2109 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ دِرْعَهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ عَلَى ثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَخَذَهَا رِزْقًا لِعِيَالِهِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان، وابن جعفر: هو محمد.
وأخرجه أبو داود (1836) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري مسنداً (5700) وتعليقاً (5701) ، والنسائي في "الكبرى" (7599) ، وابن حبان (3950) من طرق عن هشام، به.
وأخرجه الترمذي (775) ، والنسائي في "الكبرى" (3219) ، والطبراني (11859) من طريقين عن عكرمة، عن ابن عباس قال: "احتجم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو محرم"، وزاد الترمذي والنسائي: "صائم"!
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3222) من طريق أيوب السختياني، عن عكرمة مرسلاً. وسيأتي برقم (2243) و (2355) . و (3233) و (3282) و (3523) ، وانظر (1849) و (2784) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/18، وابن سعد 1/488، والدارمي (2582) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (581) ، والترمذي (1214) ، والنسائي 7/303، وأبو يعلى (2695) ، والبيهقي 6/36 من طرق عن هشام بن حسان، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد بن حميد (587) ، وابن ماجه (2439) ، والطبراني (11797) من طريقين عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (3409) ، وانظر (2724) .
وقوله: "عند رجل من يهود" قال السندي: قيل: اسمه أبو الشحم كما في رواية=(4/18)
2110 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، - أَوْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ - وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، قَالَ: فَمَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ " (1)
2111 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْتِقُ مَنْ جَاءَهُ مِنَ العَبِيدِ قَبْلَ مَوَالِيهِمْ إِذَا أَسْلَمُوا، وَقَدْ أَعْتَقَ يَوْمَ الطَّائِفِ رَجُلَيْنِ " (2)
__________
= الشافعي (565) و (566) ، والبيهقي، وذكر ابن الطلاع في "الأقضية النبوية" أن أبا بكر افْتَك الدرع بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكن روى ابن سعد عن جابر أن أبا بكر قضى عدات النبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن علياً قضى ديونه، وروى إسحاق بن راهويه في "مسنده" عن الشعبي مرسلا أن أبا بكر افتك الدرع بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسلمها لعلي بن أبي طالب كذا في شرح البخاري (5/142) ، قلت: وقد يقال: كيف يكون ذلك مع أن اليهود الذين كانوا في المدينة قد
قتل بعضهم وأخرج بعضهم إلا أن يقال: إن هذا اليهودي من سكان خيبر، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/53 و14/291 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (2017) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، والحكم -وهو ابن عتيبة- لم يسمعه من مِقسم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/511 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (1959) .
وقوله: "كان يعتق" قال السندي: أي يحكم بأنه قد عتق، وأحرز نفسه بالإسلام لا=(4/19)
2112 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، وَيَعْلَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، (1) عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُعَوِّذُ حَسَنًا وَحُسَيْنًا، يَقُولُ: " أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ " وَكَانَ يَقُولُ: " كَانَ إِبْرَاهِيمُ أَبِي يُعَوِّذُ بِهِمَا إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقَ " (2)
__________
= أنه يقول: أعتقته.
(1) قوله: "ويعلى، حدثنا سفيان" سقط من النسخ المطبوعة من "المسند" وهو ثابت فى أصولنا الخطية.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، المنهال -وهو ابن عمرو الأسدي- من رجال البخاري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1006) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (634) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/299 و5/45 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/48-49 و10/315، والترمذي (2060) ، والبغوي (1417) من طريق يعلى بن عبيد، به.
وأخرجه ابن ماجه (3525) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1006) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (455) ، والطحاوي 4/72، والحاكم 3/167 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/49 و10/315، والبخاري في "صحيحه" (3371) ، وفي "خلق أفعال العباد" (454) و (456) ، وأبو داود (4737) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1007) ، وابن حبان (1013) من طرق عن منصور، به.
وأخرجه ابن حبان (1012) ، والطبراني (12271) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال، به. وسيأتي برقم (2434) .
هامة، بتشديد الميم: كل ذات سم يقتل، وجمعه هوام، ولامة: بتشديد الميم، =(4/20)
2113 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ (1) ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَى رَجُلٌ رُؤْيَا، فَجَاءَ لِلنَّبِيِّ (2) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ ظُلَّةً تَنْطِفُ عَسَلًا وَسَمْنًا، فَكَانَ النَّاسُ يَأْخُذُونَ مِنْهَا، فَبَيْنَ مُسْتَكْثِرٍ وَبَيْنَ مُسْتَقِلٍّ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَكَأَنَّ سَبَبًا مُتَّصِلًا إِلَى السَّمَاءِ - وقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: وَكَأَنَّ سَبَبًا دُلِّيَ مِنَ السَّمَاءِ - فَجِئْتَ، فَأَخَذْتَ بِهِ، فَعَلَوْتَ فَأَعْلَاكَ اللهُ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ، فَأَخَذَ بِهِ فَعَلا فَأَعْلَاهُ اللهُ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكُمَا، فَأَخَذَ بِهِ فَعَلا، فَأَعْلاهُ اللهُ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكُمْ، فَأَخَذَ بِهِ فَقُطِعَ بِهِ، ثُمَّ وُصِلَ لَهُ فَعَلا، فَأَعْلاهُ اللهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ائْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَعْبُرُهَا فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ: فَالْإِسْلامُ، وَأَمَّا الْعَسَلُ وَالسَّمْنُ: فَحَلاوَةُ الْقُرْآنِ، فَبَيْنَ مُسْتَكْثِرٍ، وَبَيْنَ مُسْتَقِلٍّ، وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَأَمَّا السَّبَبُ: فَمَا أَنْتَ عَلَيْهِ، تَعْلُو فَيُعْلِيكَ اللهُ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِكَ رَجُلٌ عَلَى مِنْهَاجِكَ، فَيَعْلُو وَيُعْلِيهِ اللهُ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمَا رَجُلٌ، فيَأْخُذُ بِأَخْذِكُمَا، فَيَعْلُو فَيُعْلِيهِ اللهُ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمْ رَجُلٌ يُقْطَعُ بِهِ، ثُمَّ يُوصَلُ لَهُ، فَيَعْلُو فَيُعْلِيهِ اللهُ، قَالَ: أَصَبْتُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَصَبْتَ، وَأَخْطَأْتَ " قَالَ: أَقْسَمْتُ يَا رَسُولَ اللهِ
__________
= أي: ذات لمم، واللمم: كل داء يلم من خبل أو جنون أو نحوهما، أي: من كل عين تصيب السوء. قاله السندي.
(1) تحرف في (م) إلى: سفيان، عن ابن حسين.
(2) في (ظ9) و (ظ14) : فجاء بها إلى النبي.(4/21)
لَتُخْبِرَنِّي، فَقَالَ: " لَا تُقْسِمْ " (1)
2114 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
__________
(1) حديث صحيح، سفيان بن حسين -وإن كان ضعيفاً في روايته عن الزهري- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/59-60، وأبو يعلى (2565) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده، وما سلف برقم (1894) .
ظلة: سحابة لها ظل، وكل ما أظل من سقيفة ونحوها يُسمى: ظلة.
وقوله: "فبين مستكثر" أي: آخذ للكثير، وهذا خبر محذوف، أي: هم بين هذه الأقسام، أي: أنهم لا يخلون عن هذه الأقسام، ففيهم من هو مستكثر، وفيهم من هو مستقل، وفيهم من هو متوسط، وقوله: "وبين ذلك" أي: ومن هو بين ذلك المذكور من الاستكثار والاستقلال. قاله السندي.
وقوله: "فقطع به ثم وصل له"، قال السندي: هذا إشارة إلى أن عثمان كاد أن ينقطع من اللحاق بصاحبيه بسبب ما وقع له من تلك القضايا التي أنكروها، فعبر عنها بانقطاع الحبل، ثم وقعت له الشهادة فاتصل بهم، فعبر عنه بأن الحبل وصل له، فاتصل فألحق بهم. كذا ذكره الحافظ ابن حجر.
وقوله: "فحلاوة القرآن" قد جاء في الروايات: "فلينه وحلاوته" فهاهنا اختصار وقع من بعض الرواة، فشبه القرآن بالسمن في اللين، وبالعسل في الحلاوة، فظهر في عالم المثال بالصورتين جميعاً وهو واحد. قيل: هذا موضع الخطأ، وإنما هما الكتاب والسنة، والوجه ترك التعرض لموضع الخطأ، فإن ما خفي على أبي بكر يستبعد فيه الإصابة من غيره. قاله السندي.
وقوله: "لا تقسم" فيه أن إبرارَ المقسم إنما ينبغي إذا لم يمنع عنه مانع.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20360) =(4/22)
2115 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَمُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَذِهِ عُمْرَةٌ اسْتَمْتَعْنَا بِهَا، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيَحِلَّ الْحِلَّ كُلَّهُ، فَقَدْ دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
2116 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،
__________
= عن عمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم (2269) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس أو أبي هريرة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7641) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله كان أحياناً يقول: عن ابن عباس، وأحياناً يقول: عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو داود (3268) و (4632) ، وابن ماجه (3918) ، والترمذي (2293) ، والبيهقي 10/38-39، والبغوي (3283) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس قال: كان أبو هريرة يحدث ... وقد تقدم برقم (1894) . وانظر لزاماً "فتح الباري" 12/433.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن جعفر، والحكم: هو ابن عتيبة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/102، ومسلم (1241) ، وأبو داود (1790) ، والنسائي 5/181 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2642) ، والدارمي (1856) ، ومسلم (1241) ، والطبراني (11045) ، والبيهقي 5/18، والبغوي (1886) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطبراني (11046) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن أبي مريم، عن الحكم، به. وسيأتي برقم (3172) ، وانظر (2287) .(4/23)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ جُلُوسٌ، فَقَالَ: " أَلا أُحَدِّثُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً؟ " فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُقْتَلَ، أَفَأُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " امْرُؤٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ، يُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَعْتَزِلُ شُرُورَ النَّاسِ، أَفَأُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ مَنْزِلَةً؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " الَّذِي يُسْأَلُ بِاللهِ وَلا يُعْطِي بِهِ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح، سعيد بن خالد: هو ابن عبد الله بن قارظ الكناني المدني روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه وهو ثقة، وشيخه فيه إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب ثقة حديثُه عند النسائي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (3539) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد
وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (169) ، وابن أبي شيبة 5/294، والدارمي (2395) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (153) ، والنسائي 5/83-84، وابن حبان (604) ، والطبراني (10767) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2661) ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (3539) عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد، عن عطاء، به.
وأخرجه الترمذي (1652) من طريق ابن لهيعة، وابن أبي عاصم (152) من طريق أسامة بن زيد، وابن حبان (605) من طريق ابن وهب، ثلاثتهم عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عطاء بن يسار، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ويروى هذا الحديث من غير وجه عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه سعيد بن منصور (2434) ، والطبراني (10768) من طريق ابن وهب، عن بكير، عن أبيه، عن عطاء، به.=(4/24)
2117 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَخِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي جُلُودِ الْمَيْتَةِ، قَالَ: " إِنَّ دِبَاغَهُ قَدْ أَذْهَبَ بِخَبَثِهِ، أَوْ رِجْسِهِ، أَوْ نَجَسِهِ " (1)
2118 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، (2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ طَافَ بِالْبَيْتِ عَلَى نَاقَتِهِ، يَسْتَلِمُ
__________
= وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/445 عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، عن عطاء مرسلاً. وسيأتي برقم (2927) و (2928) و (2958) .
وقوله: "ممسك" أي: آخذ، وهذا كناية عن إكثاره الجهاد.
وقوله: "معتزل" أي: منفرد عن الناس يدل على جواز العزلة إذا خاف الفتنة من الخلطة.
(1) حسن، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير أخي سالم بن أبي الجعد -واسمه عبد الله بن أبي الجعد فيما ذكره البيهقي عن أحمد بن علي الأصبهاني- فقد روى له النسائي حديثاً واحداً وابن ماجه حديثاً آخر، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان: مجهول الحال، وقال الذهبي: وهو وإن كان قد وثق، فيه جهالة.
وأخرجه البيهقي 1/17 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وقال: وهذا إسناد صحيح. وسيأتي برقم (2880) .
وله طريق آخر صحيح عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أيما إهاب دبغ فقد
طهر" تقدم برقم (1895) .
(2) وقع هذا الإسناد في النسخ المطبوعة من "المسند" وفي أصولنا الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) هكذا: "حدثنا يزيد، أخبرنا مسعر بن كدام، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أخيه" كما في الحديث السابق، وهو خطأ كبير، والتصويب من (ظ9) و (ظ14) ، و"أطراف المسند" 1/ورقة 127.(4/25)
الْحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ " وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: " عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ " (1)
2119 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ رَفَعَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُعْطِيَ الْعَطِيَّةَ، فَيَرْجِعَ فِيهَا، إِلا الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ، وَمَثَلُ الَّذِي يُعْطِي الْعَطِيَّةَ، فَيَرْجِعُ فِيهَا، كَمَثَلِ الْكَلْبِ أَكَلَ حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ، ثُمَّ رَجَعَ فِي قَيْئِهِ "، (2)
__________
(1) حديث صحيح، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، لكنه توبع.
وأخرجه الطبراني (12070) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، بهذا الإسناد. وابن أبي ليلى سيئ الحفظ، لكن تابعه الحجاج بن أرطاة، وانظر ما تقدم برقم (1841) من طريق عكرمة، وسيأتي حديث مقسم برقم (2227) بأطول مما هنا.
وأخرج البخاري (1607) ، ومسلم (1272) من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طاف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجن، وانظر تمام تخريجه في "صحيح ابن حبان" (3829) .
وقوله: "وبين الصفا والمروة" أي: وطاف على تاقته بين الصفا والمروة.
(2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن شعيب، فقد روى له أصحاب السنن وهو صدوق.
وأخرجه أبو يعلى (2717) ، والدارقطني 3/42-43 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/476، وأبو داود (3539) ، وابن ماجه (2377) ، والترمذي (1299) و (2132) ، والنسائي 6/265 و267-268، وابن الجارود (994) ، والطحاوي =(4/26)
2120 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، (1) وَابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2)
2121 - حَدَّثَنِي يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِينَارٍ، أَوْ نِصْفِ دِينَارٍ " (3)
__________
= 4/79، وابن حبان (5123) ، والحاكم 2/46، والبيهقي 6/179 و180 من طرق عن حسين المعلم، به. وليس عند ابن ماجه قوله: "مثل الذي يعطي العطية ... " وسيأتي برقم (2120) و (4810) و (5493) ، وانظر (2250) و (2647) .
وقوله: "لا يحل للرجل" قال السندي: ذكر النووي وغيره أن نفي الحل ليس بصريح في إفادة الحرمة، لأن الحل: هو استواء الطرفين فالمكروه يصدق عليه أنه ليس بحلال، وعلى هذا فهذا النفي يحتمل الحرمة والكراهة، والمعنى: أنه لا ينبغي له الرجوع، وهذا لا ينفي صحة الرجوع إذا رجع بمعنى أنه إذا رجع صار الموهوب ملكا له وإن كان الفعل غير لائق.
(1) قوله: "عن ابن عمر" تحرف في (م) إلى: عن عمرة.
(2) إسناده حسن. وانظر ما قبله.
(3) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فمن رجال البخاري. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9105) من طريق عبدة، عن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي أيضاً (9104) ، والبيهقي 1/315 من طريقين عن سعيد، عن قتادة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن مقسم، به.
وأخرجه الطبراني (12065) ، والبيهقي 1/315-316 من طريق حماد بن الجعد، =(4/27)
2122 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ وَرَوَاهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ (1)
2123 - حَدَّثَنِي يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ " وَقَالَ: " أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ " فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فُلانًا، وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلانًا (2)
2124 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَرَضَ الصَّلاةَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ:
__________
= عن قتادة، عن الحكم، عن عبد الحميد، عن مقسم، به.
وصححه الحاكم 1/171-172 ووافقه الذهبي، وصححه غير واحد من الأئمة إلا أن الصواب وقفه على ابن عباس. وسيتكرر الحديث برقم (2843) ، وانظر (2032) .
(1) هو مكرر ما قبله. وعبد الكريم أبو أمية: هو عبد الكريم بن أبي المخارق البصري ضعيف ويأتي حديثه برقم (3473) . عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف.
وأخرجه البيهقي 1/315 من طريق عبد الوهاب، بهذا الإسناد. وانظر (2032) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند على شرطهما. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدسْتُوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير.
وأخرجه الدارمي (2649) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (1982) .
المخنث: من يُشبه خِلقة النساء في حركاته وكلامه وغير ذلك مأخوذ من التكسر في المشي وغيره، قال الحافظ: فإن كان من أصل الخلقة لم يكن عليه لوم وعليه أن يتكلف إزالةَ ذلك، وإن كان بقصد منه، وتكلف له، فهو المذموم، ويطلق عليه اسم مخنث سواء فعل الفاحشة أو لم يفعل.
قال الطبري: المعنى لا يجوز للرجل التشبه بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء ولا العكس، قال الحافظ: وكذا في الكلام والمشي. "فتح الباري" 10/332.(4/28)
عَلَى الْمُقِيمِ أَرْبَعًا، وَعَلَى الْمُسَافِرِ رَكْعَتَيْنِ، وَعَلَى الْخَائِفِ رَكْعَةً " (1)
2125 - حَدَّثَنِي يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ، حَتَّى ظَنَنْتُ - أَوْ حَسِبْتُ - أَنْ سَيَنْزِلُ عَلَيَّ فِيهِ قُرْآنٌ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، بكير بن الأخنس من رجاله، وباقي السند على شرطهما. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (226) ، ومسلم (687) (5) ، وأبو داود (1247) ، وابن ماجه (1068) ، والنسائي 1/226 و3/168، وأبو يعلى (2346) ، والطبري 5/248، وابن خزيمة (304) و (943) و (1346) ، والطحاوي 1/309، وابن حبان (2868) ، والطبراني (11041) ، والبيهقي 3/135 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11043) من طريق هشيم، عن الحارث الغنوي، عن بكير، به.
وسيأتي برقم (2177) و (2293) و (3332) .
وقوله: "وعلى الخائف ركعة" قال السندي: وهذا هو ظاهر قوله تعالى: (وإذا كنت فيهم) الآية في غير الإمام، وأخذ بظاهره طائفة كالحسن البصري، والضحاك، وإسحاق بن راهويه، والجمهورُ على أن صلاة الخوف والأمن سواء في عدد الركعات، وحملوا الحديث على أن المراد ركعة مع الإمام والأخرى يأتي بها منفردا كما جاءت به الأحاديث في صلاة الخوف، وللأولين أن يقولوا: إن الإتمام سنة والواجب ركعة كظاهر القرآن، والله تعالى أعلم.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، التميمي -واسمه أرْبِدة البصري- في عداد المجهولين، فإنه لم يرو عنه غير أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وشريك بن عبد الله -وهو النخعي القاضي، وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع. ولفظة "علي" زيادة من (ظ14) . =(4/29)
2126 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَعْبَةَ وَفِيهَا سِتُّ سَوَارٍ، فَقَامَ عِنْدَ كُلِّ سَارِيَةٍ وَلَمْ يُصَلِّ " (1)
2127 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، قَالَتِ امْرَأَةٌ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ غَضْبَانَ، فَقَالَ: " وَمَا يُدْرِيكِ؟ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَارِسُكَ وَصَاحِبُكَ، فَقَالَ
__________
= وأخرجه أبو يعلى (2330) عن بشر بن الوليد الكندي، عن شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/171 عن وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.
وسيأتي برقم (2573) و (2798) و (2893) و (3122) و (3152) .
وله شاهد يتقوى به من حديث واثلة بن الأسقع عند أحمد 3/490.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه عبد بن حميد (633) ، ومسلم (1331) ، والطحاوي 1/389، وابن حبان (3207) من طريقين عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11301) من طريق ليث، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البيت فكبر في نواحيه ودعا، ثم خرج فصلى خلف المقام.
وأخرجه البخاري (398) ، والبغوي (448) من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: لما دخل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل حتى خرج منه، فلما خرج ركع ركعتين في قُبُل البيت وقال: هذه القبلة. وسيأتي برقم (2833) ، وانظر (2562) و (3093) .(4/30)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ، إِنِّي رَسُولُ اللهِ، وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي " فَأَشْفَقَ النَّاسُ عَلَى عُثْمَانَ، فَلَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَقِي بِسَلَفِنَا الْخَيْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ "، فَبَكَتِ النِّسَاءُ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: " مَهْلًا يَا عُمَرُ "، ثُمَّ قَالَ: " ابْكِينَ، وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ "، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهُ مَهْمَا كَانَ مِنَ العَيْنِ وَالْقَلْبِ، فَمِنَ اللهِ، وَمِنَ الرَّحْمَةِ، وَمَا كَانَ مِنَ اليَدِ وَاللِّسَانِ، فَمِنَ الشَّيْطَانِ " (1)
2128 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا
__________
(1) إسناده ضعيف، علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف، ويوسف بن مهران، قال الميموني عن أحمد: لا يعرف، ولا أعرف أحداً روى عنه إلا ابن جدعان، وقال أبو داود: ليس يروي عن يوسف بن مهران إلا علي بن زيد، وقال أبو زرعة: ثقة، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ويذاكر به، وقال في "التقريب": وليس هو يوسف بن ماهك ذاك ثقة، وهذا لم يرو عنه إلا ابن جدعان وهو لين الحديث.
وأخرجه ابن سعد 3/398-399 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2694) ، وابن سعد 3/398-399، والطبراني (8317) و (12931) ، وأبو نعيم 1/105، والحاكم 3/190 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وبعضهم يرويه مختصراً. وسيأتي برقم (3103) .
وقوله: "هنيئاً لك الجنة عثمان بن مظعون" هو بتقدير حرف النداء، أي: يا عثمان بن مظعون، وقوله: "نظر غضبان" غير منصرف لكون مؤنثه غضبى، وقد جاء على قلة غضبانة أيضاً، ونعيق الشيطان: هو الصوت الذي يأمر به الشيطان ويرضى به.
والخَيْر -بالتخفيف-: الكثير الخير، كالخَير -بالتشديد-، وفَرق بينهما الليث بن نصر صاحب الخليل، فجعل الأولى في الدين والصلاح، والثانية في الجمال والوسامة.(4/31)
الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، وَقَالَ: " هُنَّ وَقْتٌ لِأَهْلِهِنَّ وَلِمَنْ مَرَّ بِهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ - يُرِيدُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ -، فَمَنْ كَانَ مَنْزِلُهُ مِنْ وَرَاءِ الْمِيقَاتِ فَإِهْلالُهُ مِنْ حَيْثُ يُنْشِئُ، وَكَذَلِكَ، فَكَذَلِكَ حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ إِهْلَالُهُمْ مِنْ حَيْثُ يُنْشِئُونَ " (1)
2129 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ حِينَ أَتَاهُ فَأَقَرَّ عِنْدَهُ بِالزِّنَا: " لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ لَمَسْتَ؟ " قَالَ: لَا قَالَ: " فَنِكْتَهَا؟ "، قَالَ: نَعَمْ. فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2606) ، والبخاري (1526) و (1529) ، ومسلم (1181) (11) ، وأبو داود (1738) ، والنسائي 5/126، وابن خزيمة (2590) ، والطبراني (10886) ، والبيهقي 5/29، والبغوي (1859) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2240) و (2272) و (3065) و (3148) .
وقوله: "يريد الحج والعمرة" قال السندي: ظاهره أن الإحرام على من يريد أحد النسكين لا من يريد مكة ومر بهذه المواقيت، وبه يقول الشافعي وفيه إشارة إلى أن هذه المواقيت مواقيت للحج والعمرة جميعاً لا للحج فقط، فيلزم أن تكون مكة لأهلها ميقاتاً للحج والعمرة جميعاً، لا أن مكة للحج والتنعيم للعمرة كما عليه الجمهور.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله وباقي السند على شرطهما.
وأخرجه عبد بن حميد (571) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6824) ، وأبو داود (4427) ، والطبراني (11936) ، والبيهقي 8/226 من طرق عن جرير بن حازم، به. وسيأتي برقم (2310) و (2433) و (2617) و (2998) .(4/32)
2130 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ أَبُو عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُقِيمَتْ صَلاةُ الصُّبْحِ، فَقَامَ رَجُلٌ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ، فَجَذَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبِهِ، فَقَالَ: " أَتُصَلِّي الصُّبْحَ أَرْبَعًا؟ " (1)
2131 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا} [النور: 4] قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَهُوَ سَيِّدُ الْأَنْصَارِ: أَهَكَذَا أُنْزِلَتْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا تَلُمْهُ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ غَيُورٌ، وَاللهِ مَا
__________
(1) إسناده حسن، صالح بن رستم فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/253 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2736) ، وابن حبان (2469) ، والطبراني (11227) ، والحاكم 1/307، والبيهقي 2/482 من طرق عن صالح بن رستم، به.
وأخرجه البزار (518) عن إبراهيم بن محمد التيمي، عن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي عامر، عن أبي يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكر نحوه. وقال: رواه بعضهم عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس، ولا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا يحيى، عن أبي عامر.
وسيأتي برقم (3329) .
وفي الباب عن مالك بن بحينة عند البخاري (663) ، ومسلم (711) ، والنسائي 2/117.(4/33)
تَزَوَّجَ امْرَأَةً قَطُّ إِلَّا بِكْرًا، وَمَا طَلَّقَ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ، فَاجْتَرَأَ رَجُلٌ مِنَّا عَلَى أَنْ يَتَزَوَّجَهَا مِنْ شِدَّةِ غَيْرَتِهِ، فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا حَقٌّ، وَأَنَّهَا مِنَ اللهِ وَلَكِنِّي قَدْ تَعَجَّبْتُ أَنِّي لَوْ وَجَدْتُ لَكَاعًا قَدْ تَفَخَّذَهَا رَجُلٌ لَمْ يَكُنْ لِي أَنْ أَهِيجَهُ وَلَا أُحَرِّكَهُ، حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ، فَوَاللهِ لَا آتِي بِهِمْ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ، قَالَ: فَمَا لَبِثُوا إِلَّا يَسِيرًا، حَتَّى جَاءَ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَهُوَ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، فَجَاءَ مِنْ أَرْضِهِ عِشَاءً، فَوَجَدَ عِنْدَ أَهْلِهِ رَجُلًا، فَرَأَى بِعَيْنَيْهِ، وَسَمِعَ بِأُذُنَيْهِ، فَلَمْ يَهِجْهُ، حَتَّى أَصْبَحَ، فَغَدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي جِئْتُ أَهْلِي عِشَاءً، فَوَجَدْتُ عِنْدَهَا رَجُلًا، فَرَأَيْتُ بِعَيْنَيَّ، وَسَمِعْتُ بِأُذُنَيَّ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جَاءَ بِهِ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، وَاجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ، فَقَالُوا: قَدِ ابْتُلِينَا بِمَا قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، الْآنَ يَضْرِبُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ، وَيُبْطِلُ شَهَادَتَهُ فِي الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ هِلَالٌ: وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِي مِنْهَا مَخْرَجًا، فَقَالَ هِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ أَرَى مَا اشْتَدَّ عَلَيْكَ مِمَّا جِئْتُ بِهِ، وَاللهُ يَعْلَمُ إِنِّي لَصَادِقٌ، فَوَاللهِ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَنْ يَأْمُرَ بِضَرْبِهِ إِذْ نَزَلَ (1) عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ عَرَفُوا ذَلِكَ فِي تَرَبُّدِ جِلْدِهِ يَعْنِي، فَأَمْسَكُوا عَنْهُ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الوَحْيِ، فَنَزَلَتْ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ} [النور: 6]
__________
(1) في (م) : إذا أنزل الله.(4/34)
الْآيَةَ كُلَّها، فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَبْشِرْ يَا هِلَالُ، فَقَدْ جَعَلَ اللهُ لَكَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا " فَقَالَ هِلَالٌ: قَدْ كُنْتُ أَرْجُو ذَاكَ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْسِلُوا إِلَيْهَا " فَأَرْسَلُوا إِلَيْهَا، فَجَاءَتْ، فَتَلَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمَا، وَذَكَّرَهُمَا، وَأَخْبَرَهُمَا أَنَّ عَذَابَ الْآخِرَةِ أَشَدُّ مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا، فَقَالَ هِلَالٌ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ صَدَقْتُ عَلَيْهَا، فقالَتْ: كَذَبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَاعِنُوا بَيْنَهُمَا "، فَقِيلَ لِهِلَالٍ: اشْهَدْ، فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْخَامِسَةِ، قِيلَ: يَا هِلَالُ، اتَّقِ اللهَ، فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمُوجِبَةُ الَّتِي تُوجِبُ عَلَيْكَ الْعَذَابَ فَقَالَ: لَا وَاللهِ لَا يُعَذِّبُنِي اللهُ عَلَيْهَا، كَمَا لَمْ يَجْلِدْنِي عَلَيْهَا، فَشَهِدَ فِي الْخَامِسَةِ: أَنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الكَاذِبِينَ، ثُمَّ قِيلَ لَهَا: اشْهَدِي أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ: إِنَّهُ لَمِنَ الكَاذِبِينَ فَلَمَّا كَانَتِ الْخَامِسَةُ قِيلَ لَهَا: اتَّقِ اللهَ فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمُوجِبَةُ الَّتِي تُوجِبُ عَلَيْكِ الْعَذَابَ، فَتَلَكَّأَتْ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَتْ: وَاللهِ لَا أَفْضَحُ قَوْمِي، فَشَهِدَتْ فِي الْخَامِسَةِ: أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ، فَفَرَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمَا، وَقَضَى أَنْ لَا يُدْعَى وَلَدُهَا لِأَبٍ، وَلَا تُرْمَى هِيَ بِهِ وَلَا يُرْمَى وَلَدُهَا، وَمَنْ رَمَاهَا أَوْ رَمَى وَلَدَهَا، فَعَلَيْهِ الْحَدُّ، وَقَضَى أَنْ لَا بَيْتَ لَهَا عَلَيْهِ، وَلَا قُوتَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمَا يَتَفَرَّقَانِ مِنْ غَيْرِ طَلَاقٍ، وَلَا مُتَوَفًّى عَنْهَا، وَقَالَ: " إِنْ جَاءَتْ بِهِ أُصَيْهِبَ، أُرَيْسِحَ، حَمْشَ السَّاقَيْنِ، فَهُوَ لِهِلَالٍ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَوْرَقَ جَعْدًا، جُمَالِيًّا، خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ، فَهُوَ لِلَّذِي رُمِيَتْ بِهِ " فَجَاءَتْ بِهِ أَوْرَقَ، جَعْدًا، جُمَالِيًّا، خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، سَابِغَ(4/35)
الْأَلْيَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا الْأَيْمَانُ، لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ " قَالَ عِكْرِمَةُ: " فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرٍ، وَكَانَ يُدْعَى لِأُمِّهِ وَمَا يُدْعَى لِأَبٍ " (1)
2132 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ،
__________
(1) حديث حسن، عباد بن منصور -وإن كان فيه ضعف من جهة حفظه- قد توبع على بعضه، وقد صرح بالسماع عند الطيالسي والطبري والبيهقي، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطيالسي (2667) ، وأبو داود (2256) ، وأبو يعلى (2740) و (2741) ، والطبري 18/82-83، والبيهقي 7/349 من طرق عن عباد بن منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مختصراً البخاري (4747) ، وأبو داود (2254) ، والترمذي (3179) ، وابن ماجه (2067) ، والبيهقي 7/393-394 من طرق عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، عن هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (12444) عن معمر، والطبري 18/82 عن يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل ابن علية، كلاهما عن أيوب، عن عكرمة مرسلاً. وسيأتي مختصراً برقم (2199) و (2468) و (3339) .
وانظر ما سيأتي عند أحمد برقم (3106) من طريق القاسم بن محمد عن ابن عباس.
وفي الباب عن أنس بن مالك عند مسلم (1496) ، والنسائي في "الكبرى" (5662) و (5663) ، والطحاوي 3/101 و102.
لكاعاً: اللكعاء في الأصل: الأمة، ثم أطلقت على المرأة المستحقرة المذمومة الساقطة. تفخذها رجل: كناية عن الجماع. تربد جلده: أي تغيره إلى الغُبرة. فتلكأت: أي: توقفت. أصيهب: تصغير الأصهب، وهو الذي تعلو شعره حمرة مع اسوداد. أريسح: تصغير الأرسح، وهو الخفيف الأليتين. أورق: أي أسمر. جمالياً: أي ضخم الأعضاء تام الأوصال، كأنه جمل. خدلج الساقين: أي عظيمهما.(4/36)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى أَعْوَادِ الْمِنْبَرِ: " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَلَيُكْتَبَنَّ مِنَ الغَافِلِينَ " (1)
2133 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ بِوَلَدِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بِهِ لَمَمًا، وَإِنَّهُ يَأْخُذُهُ عِنْدَ طَعَامِنَا، فَيُفْسِدُ عَلَيْنَا طَعَامَنَا، قَالَ: " فَمَسَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرَهُ، وَدَعَا لَهُ، فَثَعَّ ثَعَّةً، فَخَرَجَ مِنْ فِيهِ مِثْلُ الْجَرْوِ الْأَسْوَدِ، فَشُفِيَ " (2)
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحح ويحيى بن أبي كثير -وإن كانت روايته عن أبي سلام من كتاب- قد توبع، وقد رواه أيضاً كما سيأتي برقم (2290) عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، وقد ثبت الإمام أحمد وأبو حاتم سماعه من زيد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/154، وابن حبان (2785) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2735) عن هشام، به.
وأخرجه ابن ماجه (794) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحكم بن ميناء، به. وسيأتي برقم (2290) و (3099) و (3100) و (5560) .
وقوله: "عن ودعهم الجمعات" قال في "النهاية": أي عن تركهم إياها والتخلف عنها، يقال: ودع الشيء يدعه ودعاً: إذا تركه، والنحاة يقولون: إن العرب أماتوا ماضي "يدع" ومصدره، واستغنوا عنه بتَرَكَ، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفصح، وإنما يحمل قولهم على قلة استعمالها، فهو شاذ في الاستعمال صحيح في القياس.
(2) إسناده ضعيف، فرقد السبَخي: هو فرقد بن يعقوب السبخي قال البخاري: في=(4/37)
2134 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ أُخْتَهُ نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ، وَشَكَا إِلَيْهِ ضَعْفَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ نَذْرِ أُخْتِكَ، فَلْتَرْكَبْ وَلْتُهْدِ بَدَنَةً " (1)
__________
= حديثه مناكير، وقال أحمد وأبو حاتم: ليس بالقوي، وقال يحيى القطان: ما تعجبني الرواية عنه، وضعفه ابن سعد وابن المديني والنسائي ويعقوب بن شيبة وغيرهم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/50، والدارمي (19) ، والطبراني (12460) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (395) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2288) و (2418)
ثع: أي قاء، والثع: القيء، والثعة: المرة الواحدة.
وقوله: "فشفي" في (ظ9) و (ظ14) : فسعى، والمثبت من (م) وعامة الأصول الخطية.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند على شرطهما. بهز: هو بهز بن أسد العمي.
وأخرجه الدارمي (2335) ، وأبو داود (3296) ، والطبراني (11828) ، والبيهقي 10/79 من طرق عن همام، به. ولفظه عند الدارمي وأبي داود: "ولتهد هديا".
وأخرجه أبو داود (3297) ، والطبراني (11829) ، والبيهقي 10/79 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به. إلا أنه لم يذكر فيه الهدي.
وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (29) ، ومن طريقه أبو داود (3303) ، والبيهقي 10/79 عن مطر الوراق، عن عكرمة، به. وذكر فيه الهَدْي.
وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (580) ، والحاكم 4/302 من طريق أبي سعد البقال، والطبراني (11949) من طريق خالد الحذاء، كلاهما عن عكرمة، به. وليس فيه ذِكرٌ للهَدْي. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو داود (3298) ، والبيهقي 10/79 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عكرمة مرسلا. وسيأتي برقم (2139) و (2278) و (2834) ، وانظر (2828) .
وسيأتي الحديث عن عقبة بن عامر نفسه في مسنده 4/143.=(4/38)
2135 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَمِّي الْحَكَمُ بْنُ الْأَعْرَجِ، قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عِنْدَ زَمْزَمَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، وَكَانَ نِعْمَ الْجَلِيسُ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ يَوْمِ عَاشُورَاءَ. قَالَ: عَنْ أَيِّ بَالِهِ تَسْأَلُ؟ قُلْتُ: عَنْ صَوْمِهِ، أَيُّ يَوْمٍ أَصُومُهُ؟ قَالَ: " إِذَا رَأَيْتَ هِلالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ مِنْ تَاسِعَةٍ، فَأَصْبِحْ مِنْهَا صَائِمًا " قُلْتُ: أَكَذَاكَ " كَانَ يَصُومُهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "؟، قَالَ: نَعَمْ (1)
2136 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا، قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " عَلِّمُوا، وَيَسِّرُوا، وَلا تُعَسِّرُوا، وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ " (2)
__________
= قال السندي: وفي هذا الحديث دليل على أن من نذر المشي في الحج فلم يقدر عليه يجب عليه بدنة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد (669) و (670) ، وأبو داود (2446) ، وابن خزيمة (2098) ، والطحاوي 2/75، وابن حبان (3633) ، والبيهقي 4/287 من طرق عن حاجب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2214) و (2540) و (3212) و (3393) .
قال البيهقي في "سننه" 4/287: وكأنه رضي الله عنه أراد صومه مع العاشر، وأراد بقوله في الجواب: "نعم" ما روي من عزمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صومه، والذي يبين هذا ... فذكر
حديث ابن عباس موقوفاً: "صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود"، وحديثه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لئن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو يوم بعده". انظر ما سلف برقم (1971) .
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ليث -وهو ابن أبي سليم- رمي بالاختلاط.=(4/39)
2137 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ، (1) قَالَ: سَمِعْتُ الْمِنْهَالَ بْنَ عَمْرٍو، يُحَدِّثُ عَنْ سَعَيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَعُودُ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَيَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلا عُوفِيَ " (2)
__________
= وأخرجه الطيالسي (2608) ، والطبراني (10951) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8286) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/532 و9/60، والبخاري في "الأدب المفرد" (245) و (1320) ، والبزار (152 و153 - كشف الأستار) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1572، والبيهقي في "الشعب" (8287) و (8288) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (764) من طرق عن ليث، به. وسيأتي برقم (2556) و (3448) .
وقوله: "علموا ويسروا ولا تعسروا" يشهد له حديث أنس عند البخاري (69) ، ومسلم (1734) بلفظ: "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا".
وقوله: "إذا غضب أحدكم فليسكت" تكرر في (ظ9) و (ظ14) ثلاث مرات، وقد ذكر له بعض من يتقن صناعة الحديث في عصرنا في "صحيحته" 3/364 شاهداً من حديث أبي هريرة ونسبه إلى ابن شاهين في "الفوائد" ورقة 112/1 من طريق إسماعيل بن حفص الأبُلي، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه "إذا غضبت فاسكت" وحسن إسناده، والعهدة عليه فإنه لم يذكر أول السند.
(1) تحرف في (م) إلى: زيد بن خالد.
(2) حديث صحيح، يزيد أبو خالد -وهو يزيد بن عبد الرحمن الدالاني- وإن كان فيه كلام قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير المنهال بن عمرو، فمن رجال البخاري.
وأخرجه الحاكم 4/213 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. =(4/40)
2138 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، - قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ أُرَاهُ رَفَعَهُ - قَالَ: " مَنْ عَادَ مَرِيضًا فَقَالَ أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، سَبْعَ مَرَّاتٍ، شَفَاهُ اللهُ إِنْ كَانَ قَدْ أُخِّرَ " يَعْنِي فِي أَجَلِهِ، (1)
__________
= وأخرجه الترمذي (2083) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1048) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (544) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه أبو داود (3106) ، والحاكم 1/432 و4/416 من طريقين عن شعبة، به.
وأخرجه الحاكم 1/342 و4/416 من طريقين عن يزيد الدالاني، به.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1114) من طريق حجاج بن نصير، عن شعبة، عن يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن منهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1045) و (1046) و (1047) ، وابن حبان (2978) ، والطبراني في "الدعاء" (1115) و (1116) و (1117) و (1118) و (1119) و (1120) ، والحاكم 1/343 و4/213 من طرق عن المنهال بن عمرو، به. وسيأتي برقم (2182) . وانظر ما بعده.
(1) حديث صحيح، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير المنهال بن عمرو، فمن رجال البخاري. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعبد الله بن الحارث: هو الأنصاري البصري نسيب ابن سيرين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/46-47 و10/314، وعبد بن حميد (718) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1044) من طريقين عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1114) من طريق حجاج بن نصير، عن شعبة، عن يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن المنهال بن عمرو، به. =(4/41)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: وَحَدَّثَنَاهُ يَزِيدُ لَمْ يَشُكَّ فِي رَفْعِهِ وَوَافَقَهُ عَلَى الْإِسْنَادِ
2139 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ أَنَّ أُخْتَهُ نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ، قَالَ: " مُرْ أُخْتَكَ أَنْ تَرْكَبَ، وَلْتُهْدِ بَدَنَةً " (1)
2140 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، فَمَاتَتْ، فَأَتَى أَخُوهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أُخْتِكَ دَيْنٌ،
__________
= وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (536) عن أحمد بن عيسى، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1043) عن وهب بن بيان، والحاكم 4/213 من طريق بحر بن نصر، كلاهما عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن المنهال بن عمرو وسعيد بن جبير، عن عبد الله بن الحارث، به.
وأخرجه ابن حبان (2975) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن الحارث، به. وسيأتي برقم (3298) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. يزيد: هو ابن هارون، وهمام: هو ابن يحيى بن دينار العَوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه الطحاوي 3/131 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (2134) .(4/42)
أَكُنْتَ قَاضِيَهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَاقْضُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَهُوَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ " (1)
2141 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ رَوْحٌ: سَمِعْتُ مُسْلِمًا الْقُرِّيَّ، قَالَ مُحَمَّدٌ: عَنْ مُسْلِمٍ الْقُرِّيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالْعُمْرَةِ، وَأَهَلَّ أَصْحَابُهُ بِالْحَجِّ " - قَالَ رَوْحٌ: أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ بِالْحَجِّ - فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ أَحَلَّ، وَكَانَ مِمَّنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ طَلْحَةُ، وَرَجُلٌ آخَرُ فَأَحَلا (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس.
وأخرجه النسائي 5/116 وابن خزيمة (3041) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2621) ، والدارمي (1768) و (2332) ، والبخاري (6699) ، وابن الجارود (501) و (944) ، وابن خزيمة (3041) ، والطبراني (12443) ، والبيهقي 5/179، والبغوي (1855) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (1852) و (7315) ، والطبراني (12444) ، والبيهقي 4/335 من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر، به، ولفظه: أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفاحج عنها؟ قال: "نعم حجي عنها ... ".
وأخرجه الطبراني (12512) من طريق ليث، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه، به. وسيأتي برقم (3224) ، وانظر (2266) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسلم القُري، نسبة إلى قُرة حي من عبد القيس -وهو مسلم بن مخراق العبدي- فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة القيسي. =(4/43)
2142 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْمُجَبِّرِ التَّيْمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَتَلَ رَجُلًا مُتَعَمِّدًا؟ قَالَ: {جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} ، قَالَ: لَقَدْ أُنْزِلَتْ فِي آخِرِ مَا نَزَلَ، مَا نَسَخَهَا شَيْءٌ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا نَزَلَ وَحْيٌ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا، ثُمَّ اهْتَدَى؟ قَالَ: وَأَنَّى لَهُ بِالتَّوْبَةِ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ: رَجُلٌ قَتَلَ رَجُلًا مُتَعَمِّدًا، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آخِذًا قَاتِلَهُ بِيَمِينِهِ، أَوْ بِيَسَارِهِ، وَآخِذًا رَأْسَهُ بِيَمِينِهِ، أَوْ بِشِمَالِهِ، تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا فِي قُبُلِ الْعَرْشِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ سَلْ عَبْدَكَ فِيمَ قَتَلَنِي؟ " (1)
__________
= وأخرجه مسلم (1239) (197) ، والنسائي 5/181 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1239) (196) ، وأبو داود (1804) ، والبيهقي 5/18 من طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة، به. ووافق معاذ محمدَ بن جعفر أنه عليه السلام أهل بالعمرة.
وأخرجه البيهقي 5/18 من طريق روح، عن شعبة، به. وتابع روحاً عن شعبة في أنه عليه السلام أهل بالحج الطيالسي (2763) ومن طريقه أخرجه الطحاوي 2/141، والبيهقي 5/18. وانظر (2152) و (2274) و (2360) و (2641) .
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن المجَبر -وهو يحيى بن عبد الله بن الحارث الكوفي- ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي، وقال أحمد وابن عدي: ليس به بأس، وقال الدارقطني: يعتبر به.
وأخرجه الحميدي (488) ، وعبد بن حميد (680) ، والطبري 5/218 من طرق عن يحيى بن المجبر، بهذا الإسناد، وبعضهم يزيد فيه على بعض.=(4/44)
2143 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى أَبِي عُمَرَ، (1) قَالَ: ذَكَرُوا النَّبِيذَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُنْبَذُ لَهُ فِي السِّقَاءِ - قَالَ شُعْبَةُ: مِثْلَ لَيْلَةِ الاثْنَيْنِ - فَيَشْرَبُهُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَالثُّلاثَاءِ إِلَى الْعَصْرِ، فَإِنْ فَضَلَ مِنْهُ شَيْءٌ سَقَاهُ الْخُدَّامَ، أَوْ صَبَّهُ " قَالَ شُعْبَةُ: وَلا أَحْسِبُهُ إِلا قَالَ: " وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ إِلَى الْعَصْرِ، فَإِنْ فَضَلَ مِنْهُ شَيْءٌ سَقَاهُ الْخُدَّامَ أَوْ صَبَّهُ " (2)
2144 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، - قَالَ: رَفَعَهُ أَحَدُهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَدُسُّ فِي فَمِ فِرْعَوْنَ الطِّينَ، مَخَافَةَ أَنْ يَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ " (3)
__________
= وقد تقدم مختصراً برقم (1941) بإسناد صحيح على شرط مسلم.
وقوله: "وأتى له بالتوبة" الباء زائدة.
(1) وقع في (م) وأكثر الأصول الخطية: يحيى بن أبي عمر، وهو خطأ، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 128، ومن الإسنادين السالفين برقم (1963) و (2068) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى أبي عمر -وهو يحيى بن عبيد البهراني- فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (2004) (80) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1963) .
(3) صحيح موقوفاً على ابن عباس، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن السائب متابِع عدي بن ثابت، فقد روى له أصحاب السنن وهو صدوق، وشعبة روى عنه=(4/45)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قبل الاختلاط.
وأخرجه الطبري 11/163، وابن حبان (6215) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2618) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (9393) ، وأخرجه الترمذي (3108) من طريق خالد بن الحارث، والبيهقي (9392) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، ثلاثتهم (الطيالسي وخالد وهاشم) عن شعبة، به. رواية الطيالسي مرفوعة، وقال في آخرها: "مخافة أن تدركه الرحمة"، وزاد الترمذي في آخره: "فيرحمه الله" وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وفي رواية أبي النضر عند البيهقي: أحدهما عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو كلاهما.
وأخرجه الحاكم 2/340، وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (9391) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، به مرفوعاً. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وقال: إلا أن أكثر أصحاب شعبة أوقفوه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبري 11/163 من طريق حكام، عن شعبة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لما قال فرعون: لا إله إلا الله، جعل جبريل يحشو في فيه الطين والتراب".
وأخرجه الطبري 11/163 من طريق عمرو بن محمد العنقزي، عن شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، به مرفوعاً.
وأخرجه أيضاً 11/164 عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، به موقوفاً.
وأخرجه أيضاً 11/164 من طريق عمر بن يعلى، عن سعيد بن جبير، به موقوفاً.
وسيتكرر برقم (3154) ، وسيأتي من طريق آخر عن ابن عباس برقم (2203) .
وفي الباب عن أبي هريرة، أخرجه ابن جرير 11/163 والبيهقي في "شعب الإيمان" (9390) من طريق كثير بن زاذان (وهو مجهول) ، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قال لي جبريل: يا محمد، لو رأيتني وأنا أغطه وأدس من الحال =(4/46)
2145 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " فِي السَّلَفِ فِي حَبَلِ الْحَبَلَةِ رِبًا " (1)
2146 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ يَعْنِي ابْنَ الشَّهِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَتَذْكُرُ حِينَ اسْتَقْبَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ جَاءَ مِنْ سَفَرٍ؟ " فَقَالَ: نَعَمْ، " فَحَمَلَنِي وَفُلانًا - غُلامًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ - وَتَرَكَكَ " (2)
__________
= في فيه، مخافة أن تدركه رحمة الله فيغفر له" يعني فرعون. وذكر الهيثمي في "المجمع" 7/36 نحوه عن أبي هريرة مرفوعاً، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثوري، وضعفه جماعة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي 7/293 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. ويأتي برقم (2645) بلفظ: "نهى عن حَبَل الحَبَلَة".
قوله: "في حبل الحبلة"، قال السندي في حاشيته على النسائي: هما بفتحتين، ومعناهما: محبول المحبولة في الحال على أنهما مصدران أريد بهما المفعول، والتاء في الثاني للإشارة إلى الأنوثة، والسلفُ فيه: هو أن يسلم المشتري الثمن إلى رجل عنده ناقة حبلى، ويقول: إذا ولدت هذه الناقة ثم ولدت التي في بطنها، فقد اشتريت منك ولدها بهذا الثمن، فهذه المعاملة شبيهة بالربا لكونها حراما كالربا من حيث إنه بيعُ ما ليس عند البائع، وهو لا يقدر على تسليمه، ففيه غَرَز.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وانظر ما تقدم برقم (1472) من حديث عبد الله بن جعفر، فهو الغلام الثالث الذي من بني هاشم.(4/47)
2147 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ يَنْظُرُ بِعَيْنِ شَيْطَانٍ، أَوْ بِعَيْنَيْ شَيْطَانٍ " قَالَ: فَدَخَلَ رَجُلٌ أَزْرَقُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، عَلامَ سَبَبْتَنِي - أَوْ شَتَمْتَنِي أَوْ نَحْوَ هَذَا -؟ قَالَ: وَجَعَلَ يَحْلِفُ، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي الْمُجَادَلَةِ: {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [المجادلة: 14] وَالْآيَةُ الْأُخْرَى (1)
2148 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ فِي الدَّجَّالِ: " أَعْوَرُ هِجَانٌ
__________
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وهو صدوق.
وأخرجه البزار (2270 - كشف الأستار) ، وابن جرير الطبري 28/23، والطبراني (12309) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2407) و (2408) و (3277) .
وقوله: "فقال: يا محمد علام سببتني" كذا جاء في جميع الأصول وكذلك هو في "مسند البزار"، وزيادة "يا محمد" -كما قال الشيخ أحمد شاكر- خطأ ينافي السياق، فإن الذي نسب إليه السب والشتم هنا هو المنافق الأزرق، ورسول الله يسأله ويتهمه وهو يحلف كاذباً يتبرأ من التهمة، وقد جاء في "تفسير الطبري" على الصواب بإسقاط هذه الزيادة، وسيأتي على الصواب أيضاً عند أحمد (2407) من طريق زهير، و (3277) من طريق إسرائيل، كلاهما عن سماك بن حرب، به. وأشار في هامش (ظ14) إلى خطئها.
وقوله: "ينظر بعين شيطان" قال السندي: كناية عن كونه شيطاناً، أو المراد أن عينه في النظر تتبع أمر الشيطان، فأضيفت إلى الشيطان للملابسة.(4/48)
أَزْهَرُ، كَأَنَّ رَأْسَهُ أَصَلَةٌ، أَشْبَهُ النَّاسِ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَإِمَّا هَلَكَ الْهُلَّكُ، فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " (1) قَالَ شُعْبَةُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ قَتَادَةَ فَحَدَّثَنِي بِنَحْوٍ مِنْ هَذَا
2149 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ،
__________
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح، سماك وإن كانت روايته عن عكرمة فيها اضطراب، قد توبع.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 43-44 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2678) ، وابن حبان (6796) ، والطبراني (11711) من طرق عن شعبة، به. وليس عند أحد منهم قول شعبة: "فحدثت به قتادة، فحدثني بنحو من هذا".
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 15/132، والطبراني (11712) من طريق زائدة بن قدامة، والطبراني (11713) من طريق عبد الرزاق، عن الثوري، كلاهما عن سماك، به.
وأخرجه الطبراني (11843) من طريق هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، عن شيبان، عن قتادة، عن عكرمة، بنحوه. وسيأتي برقم (2852) .
والهجان: الأبيض، ويقع على الواحد والاثنين والجميع والمؤنث بلفظ واحد.
والأزهر: الأبيض المستنير. والأصَلة بفتحات: الأفعى، وقيل: هي الحية العظيمة الضخمة، والعرب تشبه الرأس الصغير الكثير الحركة برأس الحية. وعبد العزى بن قطن، بفتح القاف والطاء: رجل من بني المصطلق من خُزاعة، قال الزهري: هلك في الجاهلية. و"إما" هي إن الشرطية وما الزائدة. فأدغمت نون إن الشرطية في ميم "ما" الزائدة. والهُلك: جمع هالك، قال ابن الأثير: أي: فإن هلك به ناس جاهلون وضلُوا، فاعلموا أن الله ليس بأعور.(4/49)
إِنِّي شَيْخٌ كَبِيرٌ عَلِيلٌ، يَشُقُّ عَلَيَّ الْقِيَامُ، فَأْمُرْنِي بِلَيْلَةٍ لَعَلَّ اللهَ يُوَفِّقُنِي فِيهَا لِلَيْلَةِ الْقَدْرِ. قَالَ: " عَلَيْكَ بِالسَّابِعَةِ " (1)
2150 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَاخْتَبَأْتُ مِنْهُ خَلْفَ بَابٍ، فَدَعَانِي فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، ثُمَّ بَعَثَ بِي إِلَى مُعَاوِيَةَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني (11836) ، والبيهقي 4/312-313 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 4/312-313 من طريق معاذ بن هشام، به.
وقوله: "عليك بالسابعة"، أي: لسبع مضين بعد العشرين.
(2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حمزة -واسمه عمران بن أبي عطاء القصاب- فقد روى له مسلم حديثاً واحداً، هو هذا، ووثقه ابن معين وابن نمير، وقال أحمد: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولينه أبو زرعة، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي، وضعفه أبو داود.
وأخرجه مسلم (2604) من طريقين عن شعبة، بهذا الإِسناد مطولاً.
وأخرجه الطيالسي (2746) عن هشام وأبي عوانة، عن أبي حمزة، بنحوه مختصراً.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/299 من طريق أبي عوانة، عن أبي حمزة، به.
وقال: عمران بن أبي عطاء أبو حمزة عن ابن عباس لا يتابع على حديثه ولا يُعرف إلا به (يعني هذا الحديث) . وسيأتي برقم (2651) و (3104) و (3131) .
والحَطْء: الدفع بالكف، يقال: حطأه يحطؤه حطأً: إذا دفعه بكفه، وقيل: لا يكون الحطء إلا ضربة بالكف بين الكتفين. وقوله: "فحطأني حطأة" لم يرد في (ظ9) و (ظ14) .(4/50)
2151 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُرِيدُ أَنْ يُفْطِرَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُرِيدُ أَنْ يَصُومَ، وَمَا صَامَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا غَيْرَ رَمَضَانَ مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ " (1)
2152 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " أَهَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالْحَجِّ فَلَمَّا قَدِمَ طَافَ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَلَمْ يُقَصِّرْ، وَلَمْ يُحِلَّ مِنْ أَجْلِ الْهَدْيِ، وَأَمَرَ مَنْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ الْهَدْيَ أَنْ يَطُوفَ، وَأَنْ يَسْعَى وَيُقَصِّرَ، أَوْ يَحْلِقَ، ثُمَّ يُحِلَّ " (2)
2153 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس.
وأخرجه مسلم تحت رقم (1157) (178) ، وابن ماجه (1711) ، والنسائي 4/199 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1998) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد -وهو القرشي الهاشمي مولاهم الكوفي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وللحديث طرق أخرى يصح بها، انظر (2141) و (2274) و (2360) و (2641) .
وأخرجه الطبراني (11118) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1792) ، وأبو يعلى (2474) ، والطبراني (11118) من طريق هشيم، به. وسيتكرر برقم (3128) ، وانظر (2287) .
قال السندي: وحاصل الحديث أنه أمر من لم يسق الهدي بالفسخ، وبقي هو محرماً لأجل الهدي، وظاهره أن سوق الهدي يوجب بقاءه محرماً كما يقول به علماؤنا الحنفية.(4/51)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ بِقِدْرٍ، فَأَخَذَ مِنْهَا عَرْقًا أَوْ كَتِفًا، فَأَكَلَهُ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (1)
2154 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا، أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر الجعفي، وقد سلف معناه (2002) بأسانيد صحاح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/47-48، والطبراني (10741) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. ووقع عند ابن أبي شيبة: "ثم تمضمض ولم يتوضأ".
والعرق بفتح العين وسكون الراء: العظم الذي يبقى عليه شيء من اللحم.
(2) إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى -واسمه محمد بن عبد الرحمن- سيىء الحفظ، وداود بن علي -وهو ابن عبد الله بن عباس الهاشمي- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطىء، وقال الإِمام الذهبي: وليس حديثه بحجة
وأخرجه ابن خزيمة (2095) ، وابن عدي 3/956، والبيهقي 4/287 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1052 - كشف الأستار) ، والطحاوي 2/78 من طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به.
وأخرجه الحميدي (485) ، ومن طريقه البيهقي 4/287 عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بلفظ: "لئن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو يوم بعد يوم عاشوراء"، وبهذا اللفظ أخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/956 من طريق عباس بن يزيد البحراني، عن سفيان بن عيينة، عن ابن حي، عن داود بن علي، به.
وأخرجه ابن عدي 3/956 من طريق الحارث بن النعمان بن سالم، عن سفيان -وهو الثوري- عن داود بن علي، به مختصراً "صوموا عاشوراء".
وأخرجه عبد الرزاق (7839) ، والطحاوي 2/78، والبيهقي 4/287 من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود. وهذا=(4/52)
2155 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا احْتَجَمَ احْتَجَمَ فِي الْأَخْدَعَيْنِ، قَالَ: فَدَعَا غُلامًا لِبَنِي بَيَاضَةَ فَحَجَمَهُ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ مُدًّا وَنِصْفًا، قَالَ: وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ، فَحَطُّوا عَنْهُ نِصْفَ مُدٍّ، وَكَانَ عَلَيْهِ مُدَّانِ " (1)
__________
= إسناده صحيح موقوف. وانظر ما سيأتي برقم (3213) .
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي-، وسيأتي معناه بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (3457) ، وسلف أوله برقم (2091) .
وأخرجه بنحوه مختصراً الطحاوي 4/130 من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (12586) من طريق زهير -وهو ابن معاوية الجعفي-، عن جابر الجعفي، بنحوه.
وأخرجه مختصراً أبو يعلى (2362) ، والطحاوي 4/130 من طريق سفيان الثوري، عن جابر الجعفي، به. ولفظه: احتجم وأعطى الحجام أجره، زاد الطحاوي: ولو كان حراماً لم يعطه ذلك. وسيأتي برقم (2904) و (2979) و (3078م) .
وبلفظ: "احتجم وأعطى الحجام أجره" سيأتي برقم (2249) من طريق طاووس، وبرقم (2904) من طريق الشعبي، وبرقم (3085) من طريق محمد بن سيرين، وبرقم (3284) من طريق عكرمة، وبرقم (3286) من طريق مقسم، خمستهم عن ابن عباس.
وفي الباب بهذا اللفظ أيضاً عن علي بن أبي طالب، تقدم في مسنده برقم (692) .
وعن محمد بن سيرين عن أنس عند ابن ماجه (2164) ، والطحاوي 4/130، وأبي يعلى (2835) ، وصححه ابن حبان (5151) .
وأخرج البخاري (1202) ، ومسلم (1577) من طريق حميد الطويل عن أنس قال: حجم أبو طيبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمر له بصاع من تمر، وأمر أهله أن يخففوا عنه، وهو في "المسند" 3/100 و182.
الأخدعان: هما عِرقان في جانبي العنُق.
وقوله: "فحطوا عنه نصف مد" أي: من الخراج.(4/53)
2156 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، قَالا: " سَنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الصَّلاةَ فِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَهِيَ تَمَامٌ، وَالْوَتْرُ فِي السَّفَرِ سُنَّةٌ " (1)
2157 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَيْضِهَا، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي.
وأخرجه البزار (680 - كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 1/422 من طريق روح، عن شعبة، به.
وأخرجه ابن ماجه (1194) ، والطحاوي 1/422، والطبراني (12570) من طريق شريك، عن جابر الجعفي، به. ورواية الطحاوي والطبراني مختصرة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/155، ونسبه إلى البزار، وفاته أن ينسبه إلى أحمد، وسيأتي بعضه من طريق آخر عن ابن عباس برقم (2177) .
وقوله: "والوتر في السفر سنة" قال السندي: يحتمل أن مراده بيان أن وتر الليل لا يسقط في السفر، بل هو باق على سنيته كما في الحضر، ويحتمل أن مراده بيان أن وتر النهار أي صلاة المغرب باقية على صفة الوتر لا يقع فيها قصر.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر الجعفي. عمار: هو ابن معاوية الدهني.
وأخرجه البزار (402 - كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2617) ، وابن أبي شيبة 1/310، وابن عدي 2/542 من طرق عن شعبة، به.=(4/54)
2158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَمْرَةَ الضُّبَعِيَّ، قَالَ: تَمَتَّعْتُ فَنَهَانِي نَاسٌ عَنْ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَمَرَنِي بِهَا، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الْبَيْتِ فَنِمْتُ، فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي، فَقَالَ: عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ وَحَجٌّ مَبْرُورٌ، قَالَ: فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي رَأَيْتُ، فَقَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: فِي الْهَدْيِ جَزُورٌ، أَوْ بَقَرَةٌ، أَوْ شَاةٌ، أَوْ شِرْكٌ فِي دَمٍ " (1)
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/486 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، عن جابر الجعفي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قوله.
وفي الباب عن أبي ذر عند الطيالسي (461) ، وابن أبي شيبة 1/309 و310، والبزار (401 - كشف الأستار) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/485، والطبراني في "الصغير" (1105) و (1159) ، والبيهقي 2/437، والقضاعي في "مسند الشهاب" (479) ، وصححه ابن حبان (1610) و (1611) .
وعن جابر بن عبد الله عند ابن ماجه (738) ، وصححه ابن خزيمة (1292) .
ومَفْحَصُ القطاة: قال في "النهاية": موضعها الذي تجثم فيه وتبيض، كأنها تفحص عنه التراب، أي تكشفه، والفحص: البحث والكشف.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد الأعور المصيصي، وأبو جمرة: هو نصر بن عمران الضبعي.
وأخرجه مسلم (1242) ، والطبري 2/217 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وليس عند مسلم قول ابن عباس: في "الهدي جزور ... "، بينما اقتصر الطبري عليه.
وأخرجه الطيالسي (2749) ، والبخاري (1567) و (1688) ، والطبري 2/217، والطحاوي 2/142، والطبراني (12962) ، والبيهقي 5/19 و24 و228 من طرق عن =(4/55)
قَالَ عَبْدُ اللهِ: " مَا أَسْنَدَ شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، إِلَّا وَاحِدًا، وَأَبُو جَمْرَةَ أَوْثَقُ مِنْ أَبِي حَمْزَةَ "
2159 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الصَّلاةِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِهِ لَمْ يُصَلِّ إِلا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ " (1)
__________
= شعبة، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، واقتصر الطبري على قول ابن عباس: "في الهدي جزور ... ".
وقول عبد الله بن أحمد بإثر الحديث: ما أسند شعبة عن أبي جمرة إلا واحداً، وهم منه رحمه الله، كما قال الشيخ أحمد شاكر، فإن شعبة سمع من أبي جمرة حديثاً كثيراً، انظر على سبيل المثال الأحاديث في ابن حبان (172) و (2611) و (6631) ، وإنما هذه الكلمة لأبي داود قالها في أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، ففي "التهذيب" 10/432: قال الآجري عن أبي داود: روى أبو عوانة عن أبي حمزة القصاب -واسمه عمران بن أبي عطاء- ستين حديثاً، وروى عن أبي جمرة الضبعي أراه حديثاً واحداً.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن شفي، فقد وثقه أبو زرعة والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو السفر: اسمه سعيد بن يُحْمِدَ الهمداني الثوري الكوفي.
وأخرجه الطيالسي (2737) ، وعبد بن حميد (696) ، والطحاوي 1/417 والطبراني (12711) و (12712) ، والبيهقي 3/153 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وليس في إسناد الطحاوي: عن أبي السفر. وسيأتي برقم (2160) و (2575) و (3349) .
وفي الباب عن أنس عند البخاري (1081) ، ومسلم (693) .
وعن ابن عمر عند البخاري (1102) ، ومسلم (689) .(4/56)
2160 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَيٍّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1)
2161 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْمُجَثَّمَةِ وَالْجَلَّالَةِ، وَأَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ " (2)
2162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَهُوَ يُفْتِي النَّاسَ، لَا يُسْنِدُ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) هو مكرر ما قبله إلا أن أبا إسحاق في هذه الرواية أسقط من السند أبا السفر سعيد بن يحمد، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/482 في ترجمة سعيد بن شفي بعد أن أشار إلى الرواية الأولى عن شعبة: وقال أبو نعيم: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن رجل من حيه سعيد بن شفي، عن ابن عباس. وقال عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن شفي سمع ابن عباس. وقوله: عن رجل من حيه، أي من قبيلته، فإن كليهما من هَمْدَانَ، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: ويحتمل أن يكون أبو إسحاق سمعه من سعيد بن شفي ومن أبي السفر عنه.
وأخرجه الطحاوي 1/417 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن إسرائيل، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/447 عن أبي الأحوص، والطبراني (12712) من طريق عبد الغفار بن القاسم، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة فمن رجال البخاري. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه الترمذي (1825) من طريق ابن أبي عدي، والحاكم 2/34، وعنه البيهقي 9/334 من طريق عبد الوهاب الخفاف، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به. قال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (1989) .(4/57)
شَيْئًا مِنْ فُتْيَاهُ، حَتَّى جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَإِنِّي أُصَوِّرُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: ادْنُهْ - إِمَّا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا - فَدَنَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا، يُكَلَّفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ " (1)
2163 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا " (2)
2164 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ خَالَتُهُ قَالَ: فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَبْلَهُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/484-485، والبخاري (5963) ، ومسلم (2110) (100) ، والنسائي 8/215، وأبو يعلى (2691) ، والطبراني (12900) ، والبيهقي 7/269، والبغوي (3219) من طرق عن سعيد بن أبي عَروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم تحت رقم (2110) (100) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن النضر بن أنس، به. وسيأتي برقم (3272) ، وانظر (1866) و (2810) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (1888) .(4/58)
بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، " اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ خَوَاتِمَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي "، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَقُمْتُ، فَصَنَعْتُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى (1) عَلَى رَأْسِي، وَأَخَذَ أُذُنِي الْيُمْنَى فَفَتَلَهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ، حَتَّى أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ " (2)
2165 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْمَنَامِ بِنِصْفِ النَّهَارِ أَشْعَثَ أَغْبَرَ مَعَهُ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ يَلْتَقِطُهُ أَوْ يَتَتَبَّعُ فِيهَا شَيْئًا قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هَذَا؟ قَالَ: دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ لَمْ أَزَلْ أَتَتَبَّعُهُ مُنْذُ
__________
(1) لفظة: "اليمنى" سقطت من (م) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ مالك" 1/121-122.
ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق (3866) و (4708) ، والبخاري (183) و (992) و (1198) و (4570) و (4571) و (4572) ، ومسلم (763) (182) ، وأبو داود (1367) ، وابن ماجه (1363) ، والترمذي في "الشمائل" (262) ، والنسائي 3/210-211، وابن خزيمة (1675) ، وأبو عوانة 1/315-316، والطحاوي 1/288، وابن حبان (2592) ، والطبراني (12192) ، والبيهقي 3/7 وسيأتي برقم (3372) ، وانظر (1912) .
وقوله: "يمسح النوم عن وجهه بيده" أي: ما يعتري العين من أثره، والشن: القربة العتيقة.(4/59)
الْيَوْمَ " قَالَ عَمَّارٌ: " فَحَفِظْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ فَوَجَدْنَاهُ قُتِلَ ذَلِكَ الْيَوْمَ " (1)
2166 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِمْرَانَ أَبِي الْحَكَمِ، (2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُ لَنَا رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا، وَنُؤْمِنُ بِكَ، قَالَ: " وَتَفْعَلُونَ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَدَعَا، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: " إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ: إِنْ شِئْتَ أَصْبَحَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا، فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْهُمْ عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ العَالَمِينَ، وَإِنْ شِئْتَ فَتَحْتُ لَهُمْ بَابَ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ "، قَالَ: " بَلْ بَابُ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ " (3)
__________
(1) إسناده قوي على شرط مسلم.
وأخرجه الطبراني (2822) و (12837) ، والحاكم 4/397-398 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وسيأتي برقم (2553) .
(2) في "تعجيل المنفعة" ص 219 قال ابن حجر: عمران بن الحكم السلمي، عن ابن عباس رضي الله عنهما، كذا وقع، والصواب: عمران بن الحارث أبو الحكم كما في "صحيح مسلم" وغيره. وسيأتي في "المسند" برقم (3223) على الصواب.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمران بن الحكم: صوابه عمران بن الحارث السلمي أبو الحكم الكوفي، من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه عبد بن حميد (700) ، والطبراني (12736) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/272 من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 2/272 من طريق مالك بن مغول، عن سلمة بن كهيل، عن رجل من بني سليم، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (3223) ، وانظر (2333) .(4/60)
2167 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ، نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى، وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ " (1)
2168 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ طَاوُسٍ الْيَمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُعَلِّمُهُمِ الدُّعَاءَ، كَمَا يُعَلِّمُهُمِ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: قُولُوا: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العالية: هو رفيع بن مهران.
وأخرجه البخاري (4630) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد، دون قوله: "ونسبه إلى أبيه".
وأخرجه الطيالسي (2650) ، والبخاري (3413) و (7539) ، وأبو داود (4669) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/446، والطبراني (12753) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (7539) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به. وسيأتي برقم (2298) و (3179) و (3180) و (3252) ، وانظر (2294) . وفي الباب عن عبد الله بن جعفر تقدم برقم (1757) ، وعن ابن مسعود وأبي هريرة، وسيأتيان 1/390 و2/405
وقوله: "لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير ... " قال السندي: المراد أنه ليس له أن يقول على وجه الافتخار أو التنقيص، وأما ماكان على وجه التحديث بنعمة الله أو لفائدة دينية كإخباره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" فليس بداخل في ذلك.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم أبو الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن=(4/61)
2169 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ دَاوُدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالنَّاسِ يَوْمَ فِطْرٍ رَكْعَتَيْنِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ، (1) ثُمَّ خَطَبَ بَعْدَ الصَّلاةِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ بِلالٍ، فَانْطَلَقَ إِلَى النِّسَاءِ فَخَطَبَهُنَّ، ثُمَّ أَمَرَ بِلالًا بَعْدَ مَا قَفَّى مِنْ عِنْدِهِنَّ أَنْ يَأْتِيَهُنَّ فَيَأْمُرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ " (2)
__________
= تدرس- من رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً، وباقي رجاله على شرط الشيخين.
وهو في "الموطأ" للإمام مالك 1/215.
ومن طريق مالك أخرجه مسلم (590) ، وأبو داود (1542) ، والترمذي (3494) ، والنسائي 4/104 و8/276-277، وابن حبان (999) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (200) ، والبغوي (1364) . وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود (984) ، والطبراني (10939) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (201) من طريق محمد بن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن جده طاووس، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (694) ، وابن ماجه (3840) ، والطبراني (12159) من طريق حميد الخراط، عن كريب، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2343) و (2709) و (2838) ، وانظر (2667) .
(1) قوله: "ولا إقامة" لم ترد في النسخ القديمة من "المسند"، وإنما في النسخ المتأخرة وفي (م) .
(2) إسناده صحيح، إبراهيم -وهو ابن ميمون الصائغ المروزي- روى له أبو داود والنسائي، ووثقه ابن معين والنسائي في رواية، وقال أبو زرعة والنسائي في رواية: ليس به بأس، وقال أحمد: ما أقرب حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن أبي الفرات الكندي، فمن رجال البخاري. عبد الله بن يزيد: هو عبد الله بن يزيد المكي أبو عبد الرحمن المقرىء، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه أبو يعلى (2572) من طريق يونس بن محمد، والطبراني (11357) من =(4/62)
2170 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبِي مِنْ كِتَابِهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ الْأَعْمَشُ: حَدَّثَنَا عَنْ طَارِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَائِلَ قُرَيْشٍ نَكَالًا، فَأَذِقْ آخِرَهُمْ نَوَالًا " (1)
2171 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِيدَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَكُلُّهُمْ صَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ " (2)
__________
= طريق محمد بن كثير العبدي، كلاهما عن داود بن أبي الفرات، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطبراني (11357) من طريق حسان بن إبراهيم، عن إبراهيم الصائغ، به.
وسيأتي برقم (3105) ، وانظر ما تقدم برقم (1902) .
قَفى: أي ذهب مولياً، وكأنه من القَفَا، أي: أعطاهن قفاه وظهره.
(1) إسناده حسن، طارق -وهو ابن عبد الرحمن البجلي الأحمسي- مختلف فيه، وثقه ابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم والنسائي وابن عدي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: ليس حديثه بذاك، وقال يحيى بن سعيد: يجري مع إبراهيم بن مهاجر مجرى واحداً، وله في البخاري حديث واحد، واحتج به مسلم وأصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1538) ، والترمذي (3908) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم أيضاً (1539) ، والترمذي (3908) من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن أبي يحيى الحِماني، عن الأعمش، به. قال الترمذي: حسن صحيح غريب.
النكال: العذ اب، والنوال: العطاء.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ محمد بن ربيعة الكلابي. =(4/63)
2172 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِ ذَلِكَ (1)
2173 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِيدَ ثُمَّ خَطَبَ، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ خَطَبَ، وَعُمَرُ ثُمَّ خَطَبَ، وَعُثْمَانُ ثُمَّ خَطَبَ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ " (2)
2174 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْعِيدَ رَكْعَتَيْنِ لَا يَقْرَأُ فِيهِمَا إِلا بِأُمِّ الْكِتَابِ، لَمْ يَزِدْ عَلَيْهَا شَيْئًا " (3)
__________
= الرؤاسي الكوفي، فقد روى له أصحابُ السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة، وابن جريج قد صَرحَ بالتحديث في الرواية السالفة برقم (2004) . وسيأتي برقم (2172) و (2173) و (3064) و (3225) و (3227) .
(1) إسناده صحيح كسابقه. وهذا الحديث من مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وسيأتي في "المسند" 3/296
(2) صحيح، مؤمل -وهو ابن إسماعيل، وإن كان في حفظه شيء- تابعه عن سفيانَ عبدُ الله بن الوليد فيما سيأتي برقم (2574) ، ووكيع برقم (3225) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2171) .
(3) إسناده ضعيف، حنظلة السدوسي تركه يحيى بن سعيد القطان، وضعفه أحمد وابن معين والنسائي وأبو حاتم، وكان قد اختلط بأخَرَة حتى كان لا يدري ما يُحدثُ، وشهر بن حوشب مختلف فيه، والأكثرُ على تضعيفه، وقد صَح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قرأ في=(4/64)
2175 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ يَعْنِي ابْنَ أَبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ " رُكِزَتِ الْعَنَزَةُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِعَرَفَاتٍ، فَصَلَّى إِلَيْهَا وَالْحِمَارُ يَمُرُّ مِنْ وَرَاءِ الْعَنَزَةِ " (1)
2176 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " حَاصَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الطَّائِفِ، فَخَرَجَ
__________
= صلاة العيدين بـ (ق والقرآنِ المجيد) و (اقتربت الساعة وانشق القمر) كما في حديث أبي واقد الليثي عند مسلم (891) (15) ، وبـ (سبحِ اسم ربك الأعلى) و (هل أتاك حديث الغاشية) كما في حديث النعمان بن بثير عند مسلم أيضاً (878) .
والحديث أخرجه دون تقييد بصلاة العيدين: أبو يعلى (2561) عن زهير بن حرب، والطبراني (13016) من طريق محمد بن طريف، كلاهما عن القاسم بن مالك، به.
وأخرجه كذلك البزار (490 - كشف الأستار) ، والبيهقي 2/62 من طريق أبي بحر البكراوي، عن حنظلة السدوسي، به.
وسيأتي في "المسند" برقم (2550) من طريق حنظلة السدوسي، عن عكرمة، عن ابن عباس مطولاً دون تقييد بالعيدين.
(1) إسناده قوي، الحكم بن أبان وثقه ابن معين والنسائي وابن نمير، وقال أبو زرعة: صالح، حديثه عند أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات من رجال الصحيح.
وأخرجه ابن خزيمة (840) من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان وحفص بن عمر المقرىء، كلاهما عن الحكم بن أبان، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطبراني (11620) من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان، به.
وإبراهيم بن الحكم ضعيف. وانظر ما تقدم برقم (1891) .
والعَنَزَة: رُميح أطول من العصا وأقصر من الرمح، في أسفلها حديدة كالرمْح.(4/65)
إِلَيْهِ عَبْدَانِ، فَأَعْتَقَهُمَا، أَحَدُهُمَا أَبُو بَكْرَةَ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْتِقُ الْعَبِيدَ إِذَا خَرَجُوا إِلَيْهِ " (1)
2177 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ الصَّلاةَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَفِي الْخَوْفِ رَكْعَةً " (2)
2178 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ ابْنُ أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللهِ، اللهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي، فَإِنِ قَضَى اللهُ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ وَلَدًا، لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ أَبَدًا " (3)
__________
(1) حسن لغيره، وقد تقدم برقم (1959) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/464، ومسلم (687) (6) ، والنسائي 3/119، والطبري 5/248، والطبراني (11042) من طريق القاسم بن مالك، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 3/118-119 من طريق زيد بن أبي أنيسة، والطبري 5/248 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، كلاهما عن أيوب بن عائذ، به. وانظر (2124) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار بن محمد، فمن رجال مسلم. منصور: هو ابن المعتمر، وسالم: هو ابن أبي الجعد. وانظر (1867) . =(4/66)
2179 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: " يَا سَعِيدُ، أَلَكَ امْرَأَةٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَإِذَا رَجَعْتَ فَتَزَوَّجْ، قَالَ: فَعُدْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: " يَا سَعِيدُ أَتَزَوَّجْتَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: " تَزَوَّجْ فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَانَ أَكْثَرَهُمْ نِسَاءً " (1)
2180 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرَّحَبِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: " اغْتَسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ جَنَابَةٍ، فَلَمَّا خَرَجَ رَأَى لُمْعَةً عَلَى مَنْكِبِهِ الْأَيْسَرِ، لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فَأَخَذَ مِنْ شَعَرِهِ فَبَلَّهَا، ثُمَّ مَضَى إِلَى الصَّلاةِ " (2)
__________
= وقوله: "وجنب الشيطان ما رزقتني" قال السندي: هكذا في نسخ المسند بلا عطف والظاهر العطف، أي: وما رزقتني وحذف العاطف قيل: قد جاء على قلة، فينبغي حمل هذا عليه، وأما جعله بدلاً من المفعول بدل اشتمال أو منصوباً بنزع الخافضة أي: فيما رزقتني أو جعل "ما" مصدرية أي: ما دام رزقتني، فلا يوافق سائر الروايات كما لا يخفى.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، وعطاء بن السائب رُمي بالاختلاط، ولكنهما توبعا، انظر ما تقدم برقم (2048) .
(2) إسناده ضعيف جدا، علي بن عاصم ضعيف، وأبو علي الرحبي -واسمه حسين بن قيس الواسطي- متروك.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/42، وابن ماجه (663) من طريق مسلم بن سعيد، عن أبي علي الرحبي، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 45: هذا إسناد ضعيف، أبو علي الرحبي: اسمه حسين بن قيس، أجمعوا على ضعفه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/41، وأبو داود في "المراسيل" (7) من طرق عن إسحاق بن سويد، عن العلاء بن زياد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلا. ورجالهما ثقات رجال الصحيح غير العلاء بن زياد، وهو ثقة. =(4/67)
2181 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ أَبِي كَعْبٍ، (1) مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ أَبْطَأَ عَنْكَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: " وَلِمَ لَا يُبْطِئُ عَنِّي، وَأَنْتُمْ حَوْلِي لَا تَسْتَنُّونَ، وَلا تُقَلِّمُونَ أَظْفَارَكُمْ، وَلا تَقُصُّونَ شَوَارِبَكُمْ، وَلا تُنَقُّونَ رَوَاجِبَكُمْ " (2)
2182 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، (3) حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ يَزِيدَ (4) ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَتَى مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَقَالَ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (5) أَنْ
__________
= لُمعة: أراد بقعةً يسيرةً من جسده لم يَنَلْها الماءُ.
(1) تحرف في (م) والأصول الخطية إلى: أبي بن كعب، والتصويب من "أطراف المسند" 1/ورقة 129، و"الإكمال" للحسيني ص 548.
(2) إسناده ضعيف، ثعلبة بن مسلم الخثعمي لم يوثقه غير ابن حبان، وأبو كعب مولى ابن عباس، قال أبو زرعة: لا يُسمى ولا يُعرف إلا في هذا الحديث، وقال الحافظ في "التعجيل": فيه جهالة. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12224) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
لا تستنون: أي لا تستعملون السواك، ولا تنقون من الإنقاء.
والرواجب: هي ما بين عُقَد الأصابع من داخل، واحدتها راجبة.
(3) تحرف في (م) إلى: هاشم بن أبي القاسم.
(4) تحرف في (م) إلى: خالد بن يزيد.
(5) في (م) و (س) و (ص) : الكريم.(4/68)
يَشْفِيَهُ، إِلَّا عُوفِيَ " (1)
2183 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ بِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ، فَدَعَا بِمَاءٍ وَاسْتَسْقَى، فَأَتَيْتُهُ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ " (2)
2184 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَيَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَبْدَ اللهِ بْنَ حُذَافَةَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى، فَدَفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، يَدْفَعُهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، - قَالَ يَعْقُوبُ: فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ، إِلَى كِسْرَى - فَلَمَّا قَرَأَهُ مَزَّقَهُ " قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَحَسِبْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِأَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، تقدم برقم (2137) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول. وانظر (1838) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، غير سليمان بن داود الهاشمي متابِع يعقوب بن إبراهيم، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة مأمون. ابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري، ويعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود. =(4/69)
2185 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ حَتَّى أَتَى قُدَيْدًا، فَأُتِيَ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ فَأَفْطَرَ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُفْطِرُوا " (1)
__________
= وقوله: قال ابن شهاب: فحسبت ابن المسيب قال ... هو مرسل، قال الحافظ في "الفتح" 8/127: وقع في جميع الطرق مرسلا، ويحتمل أن يكون ابنُ المسيب سمعه من عبد الله بن حُذافة صاحب القصة، فإن ابن سعد ذكر من حديثه أنه قال: فقرأ عليه كتابَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخذه فمَزقه.
وأخرج الحديث النسائي في "الكبرى" (5859) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قاضي دمشق، عن سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد. وليس فيه قول ابن المسيب.
وأخرجه ابن سعد 4/189، والبخاري (4424) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به.
وأخرجه البخاري (64) عن إسماعيل بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان وحده، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2939) و (7264) ، وفي "خلق أفعال العباد" (503) و (504) و (505) و (506) ، والنسائي (8846) ، والبيهقي 9/177 من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. لم يذكر النسائي في روايته قول ابن المسيب. وسيأتي برقم (2780) .
وقوله: "فدعا عليهم بأن يمزقوا.." قال السندي: أراد بتمزيقهم تفرقهم وزوال ملكهم وقطع دابرهم، وقد وقع ذلك فما بقي فيهم الملك.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم -وهو مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري. الحكم: هو ابن عتيبة.
وأخرجه النسائي 4/183 و184 من طريق عبد الله بن المبارك، عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3176) و (3209) و (3279) .
وله طرق عن ابن عباس، انظر (1892) و (2350) و (3162) .=(4/70)
2186 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، احْتَجَمَ بِالْقَاحَةِ وَهُوَ صَائِمٌ " (1)
2187 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَيُونُسُ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى امْرَأَةٍ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فِي مِحَفَّةٍ فَأَخَذَتْ بِضَبْعِهِ " فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: " نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ " (2)
2188 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَ قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَرَّقَ كَتِفًا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (3)
__________
= قديد: موضع شمال مكة، يبعد عنها 160 كم تقريباً.
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه الطبراني (12053) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (2536) و (2594) و (3211) ، وانظر (1849) .
القاحة: موضع يبعد عن المدينة 95 كم تقريباً، في الجنوب الغربي منها.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عقبة، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعبد العزيز بن أبي سلمة: هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، نسب إلى جده. وانطر (1898) .
والمحفة بكسر الميم وتشديد الفاء: مركب من مراكب النساء. والضبْع: العَضُد.
(3) حديث صحيح، محمد بن سيرين لم يسمع من ابن عباس فيما قاله ابن معين وأحمد وغيرهما، وقال ابن المديني: قال شعبة: أحاديث محمد بن سيرين عن عبد =(4/71)
2189 - حَدَّثَنَا يُونُسُ (1) ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَسِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ، وَمَعَنَا بَدَنَتَانِ، فَأَزْحَفَتَا عَلَيْنَا فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ لِي سِنَانٌ: هَلْ لَكَ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ؟، فَأَتَيْنَاهُ فَسَأَلَهُ سِنَانٌ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُهَنِيُّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَمْ يَحُجَّ؟ قَالَ: " حُجَّ عَنْ أَبِيكَ " (2)
__________
= الله بن عباس إنما سمعها من عكرمة، لقيه أيام المختار، وكذا قال خالد الحذاء: كل شيء يقول ابن سيرين "نبئت عن ابن عباس" سمعه من عكرمة، قلنا: وقد تحرفت لفظة "حدث" في الطبعة الميمنية إلى: حدثه، وأخطأ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله فاتخذ هذا التحريف حجة في تصحيح سماع ابن سيرين من ابن عباس.
والحديث أخرجه البخاري (5404) عن عبد الله بن عبد الوهاب، والطبراني (12865) من طريق عارم محمد بن الفضل وسليمان بن حرب، ثلاثتهم عن حماد، به.
ثم أخرجه البخاري (5405) بإسناده عن أيوب وعاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس. قال الحافظ في "الفتح" 9/546: واعتماد البخاري في هذا المتن، إنما هو على السند الثاني، وما لابن سيربن عن ابن عباس غير هذا الحديث، وإنما صَح عنده لمجيئه بالطريق الأخرى الثانية، فأورده على الوجه الذي سمعه.
وأخرجه الطبراني (12867) من طريق أشعث بن سوار، عن محمد بن سيرين، به.
وسيأتي برقم (3312) و (3433) ، وانظر ما تقدم برقم (1988) .
تعرق كتفاً: أي أخذ عنه اللحم بأسنانه.
(1) تحرف في (م) إلى: يونس بن حجاج، وإنما هو يونس بن محمد المؤدب.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة -وهو ابن المحبق- فمن رجال مسلم. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي، وسنان بن سلمة ولد يوم حنين، وأرسل أحاديث وقد روى له مسلم، والجهني الذي سأل رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه سنان بن عبد الله الجهني سماه كذلك فيما سيأتي برقم (2518) .=(4/72)
2190 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: إِنَّا بِأَرْضٍ لَنَا بِهَا الْكُرُومُ، وَإِنَّ أَكْثَرَ غَلاتِهَا الْخَمْرُ؟ فَقَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ دَوْسٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِرَاوِيَةِ خَمْرٍ أَهْدَاهَا لَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَهَا بَعْدَكَ؟ "، فَأَقْبَلَ صَاحِبُ الرَّاوِيَةِ عَلَى إِنْسَانٍ مَعَهُ فَأَمَرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِمَاذَا أَمَرْتَهُ؟ " قَالَ: بِبَيْعِهَا، قَالَ: " هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا، وَأَكْلَ ثَمَنِهَا؟ " قَالَ: فَأَمَرَ بِالْمَزَادَةِ فَأُهْرِيقَتْ (1)
2191 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: - لَا أَعْلَمُهُ إِلا قَدْ رَفَعَهُ - قَالَ: " كَانَ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا فَأَعْجَبَهُ الْمَنْزِلُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَإِذَا سَارَ، وَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهُ الْمَنْزِلُ، أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَنْزِلَ، فَيَجْمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ "
__________
= وأخرجه أبو داود (1763) ، وابن خزيمة (3035) ، وابن حبان (4024) ، والطبراني (12897) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وانظر (1869) .
أَزْحَفَ، أي: وقف من الإعياء.
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، فليح -وهو ابن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي- وإن روى له الشيخان ينحطُّ عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن وعلة، فمن رجال مسلم. وتقدم برقم (2041) من طريق آخر بمعناه، وسيأتي برقم (2978) و (3373) .(4/73)
قَالَ حَسَنٌ: " كَانَ إِذَا سَافَرَ فَنَزَلَ مَنْزِلًا " (1)
2192 - حَدَّثَنَا يُونُسُ (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ " (3)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، ويقال: إن روايته عن ابن عباس مرسلة.
وأخرجه البيهقي 3/164 من طريق سليمان بن حرب ومحمد بن الفضل عارم، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. قال الحافظ في "الفتح" 2/583: ورجاله ثقات، إلا أنه مشكوك في رفعه، والمحفوظ أنه موقوف.
وقد أخرجه البيهقي 3/164 من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن عباس قال: إذا كنتم سائرين فنبا بكم المنزلُ، فسيروا حتى تُصيبوا منزلاً تجمعون بينهما، وإن كنتم نزولاً، فعجل بكم أمر فاجمعوا بينهما، ثم ارتحلوا. وانظر ما تقدم برقم (1874) و (1953) .
(2) تحرف في النسخ المطبوعة إلى: أيوب.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ ميمون بن مهران، فمن رجال مسلم. أبو عَوانة: هو الوضاحُ بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفرُ بن إياس بن أبي وحشية.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/399، والدارمي (1982) ، ومسلم (1934) ، وأبو داود (3803) ، وأبو عوانة 5/143، والطحاوي 4/190، وابن حبان (5280) ، والطبراني (12995) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/399، ومسلم (1934) ، والطحاوي 4/190، والبيهقي 9/315 من طريق هشيم، عن أبي بشر، به.
وأخرجه مختصراً الطبراني (12996) من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار، عن ميمون بن مهران، به - بقصة النهي عن السبع ذي الناب. وسيأتي الحديث برقم (2619) =(4/74)
2193 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّمَا كَانَ بَدْءُ الْإِيضَاعِ مِنْ قِبَلِ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، كَانُوا يَقِفُونَ حَافَتَيِ النَّاسِ حَتَّى يُعَلِّقُوا الْعِصِيَّ وَالْجِعَابَ وَالْقِعَابَ، فَإِذَا نَفَرُوا، تَقَعْقَعَتْ تِلْكَ، فَنَفَرُوا بِالنَّاسِ، قَالَ: وَلَقَدْ رُئِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ ذِفْرَىْ نَاقَتِهِ لَيَمَسُّ حَارِكَهَا، وَهُوَ يَقُولُ بِيَدِهِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ " (1)
2194 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَأَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ حَتَّى سُمِعَ لَهُ غَطِيطٌ فَقَامَ
__________
= و (2747) و (3023) و (3544) ، وانظر (3002) و (3069) و (3141) .
قال البغوي في "شرح السنة" 11/234: أراد بذي الناب: ما يعدو بنابه على الناس وأموالهم، مثل الذئب والأسد والكلب والفهد والنمر والدب والقرد ونحوها، فهي وأمثالُها حرامً، وكذلك كلُّ ذي مخلب من الطير: كالنسر والصقر والبازي ونحوها، وسُمي مخلبُ الطائر مِخلباً، لأنه يخلبُ، أي: يشقُّ ويقطعُ، ومنه قيل للمنجل: مِخلَب.
(1) إسناده حسن، كثير بن شِنظير -وإن خرج له الشيخان- فيه كلام يحطه عن رتبة أهل الصحة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وَأخرجه ابن خزيمة (2863) ، والبيهقي 5/126 من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. رواية ابن خزيمة عن عطاء موقوفة عليه، وفي آخره عنده: وربما كان يذكره عن ابن عباس. وانظر ما تقدم برقم (1794) .
الإيضاع: حمل البعير ونحوه على الإسراع في السير عند الإفاضة. والجعاب: جمع جَعْبة، وهي الكنانة التي تُجعل فيها السهام. والقِعاب: جمع قَعْب، وهو القدح الضخم الغليظ من الخشب. تقعقعت: أي ضرب بعضها بعضاً، فكان منها صوت وصخب يَنْفِرُ منه الناسُ والدواب. وذِفرى ناقته: أصل أذنها. والحارك: أعلى الكاهل.(4/75)
فَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " فَقَالَ عِكْرِمَةُ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَحْفُوظًا " (1)
2195 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ عَفَّانُ (2) : أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، وَقَيْسٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَّرَ الْعِشَاءَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، حَتَّى نَامَ الْقَوْمُ، ثُمَّ اسْتَيْقَظُوا، ثُمَّ نَامُوا، ثُمَّ اسْتَيْقَظُوا " - قَالَ قَيْسٌ: - فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: الصَّلاةَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَخَرَجَ فَصَلَّى بِهِمْ وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُمْ تَوَضَّئُوا " (3)
2196 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَحَسَنٌ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ كُرَيْبِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ،
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وأيوب: هو السختياني، وقول عكرمة في آخر الحديث: "كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محفوظاً" مرسل.
وأخرجه عبد بن حميد (616) عن أبي الوليد، والبيهقي 1/121-122 من طريق حجاجٍ بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. قرن البيهقي بحميد وأيوب حماداً الكوفي. وانظر ما تقدم برقم (1911) وما سيأتي برقم (3169) .
الغطيط، قال ابن الأئير في "النهاية" 3/372: الصوت الذي يخرج مع نَفَس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مَساغاً.
(2) يعني: عن حماد.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وقيس: هو ابن سعد المكي.
وأخرجه عبد بن حميد (634) عن أبي الوليد الطيالسي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1926) .(4/76)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَقَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ نَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ جَاءَهُ بِلالٌ بِالْأَذَانِ، فَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " - قَالَ حَسَنٌ: - يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ - " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ نَامَ حَتَّى نَفَخَ " (1)
2197 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، رَجُلًا آدَمَ، طُوَالًا، جَعْدًا، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ مَرْبُوعَ الْخَلْقِ، إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، سَبْطَ الرَّأْسِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. حسن: هو ابن موسى الأشيب. وانظر ما تقدم برقم (1912) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وقتادة: هو ابن دعامة، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.
وأخرجه مسلم (165) (267) عن عبد بن حميد، عن يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد. وزاد: وأرِي مالكاً خازنَ النار، والدجالَ، في آياتٍ أراهُن الله إياه (فلا تكن في مِرْيةٍ من لقائِهِ) [السجدة: 23] قال: كان قتادة يفسرُها أن نبى الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد لقي موسى عليه السلام. وستأتي برقم (2198) و (2347) و (3179) و (3180) ، وانظر (2324) و (2697) و (3546) .
آدم: فيه سُمْرة. طُوال: طويل. جَعْداً، قال النووي في "شرح مسلم" 2/227: وأما الجعد في صفة موسى عليه السلام، فقال صاحب "التحرير": فيه معنيان، أحدهما: ما ذكرناه في عيسى عليه السلام وهو اكتناز الجسم واجتماعه، والثاني: جعودة الشعر، قال: والأول أصح، لأنه قد جاء في رواية أبي هريرة في "الصحيح" (168) أنه "رَجِلُ الشعر" =(4/77)
2198 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ (1) فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ أَبُو الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2)
2199 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ابْنِ الْمُلاعَنَةِ أَنْ لَا
__________
= هذا كلام صاحب "التحرير"، والمعنيان فيه جائزان، وتكون جعودة الشعر على المعنى الثاني ليست جعودة القطط، بل معناها أنه بين القطط والسبط (السبط: الشعر المسترسل ليس فيه تكسر) .
قلنا: والمعنى الثاني هو الذي اختاره البخاري، فأدرج حديث ابن عباس من طريق مجاهد عنه وفيه: "وأما موسى فرجل آدم جعد" في كتاب اللباس: باب الجعد (5913) وقال شراحه: الجعد: هو صفة للشعر.
شنوءَة: قبيلة معروفة من اليمن. مربوع الخَلق: هو الرجل بين الرجلين في القامة، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير الحقير.
وقوله: إلى الحمرة والبياض، أي: مائل إلى اللونين وسط بينهما. سَبط الرأس: الشعر السبط: هو المسترسل ليس فيه تكسر.
(1) تحرف في النسخ المطبوعة وفي أكثر الأصول الخطية إلى: حَسَن، والتصويب من (ظ9) و (ظ14) ، ومن "أطراف المسند" 1/ورقة 108، وحُسين هذا: هو ابن محمد بن بَهْرام المروذي، فهو المعروف برواية تفسير شيبان عنه، لا حسن بن موسى الأشيب، وقد رويا عنه جميعا، وانظر "الجرح والتعديل" 3/64.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/386 من طريق حسين بن محمد المروذي، =(4/78)
يُدْعَى لِأَبٍ، وَمَنْ رَمَاهَا، أَوْ رَمَى وَلَدَهَا، فَإِنَّهُ يُجْلَدُ الْحَدَّ، وَقَضَى أَنْ لَا قُوتَ لَهَا عَلَيْهِ وَلَا سُكْنَى، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمَا يَتَفَرَّقَانِ مِنْ غَيْرِ طَلَاقٍ، وَلَا مُتَوَفًّى عَنْهَا " (1)
2200 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، وَهُمَا مُحْرِمَانِ " (2)
__________
= بهذا الإسناد. وذكر فيه الزيادة التي ذكرها مسلم في حديثه كما تقدم آنفاً.
(1) إسناده ضعيف، فيه عباد بن منصور تُكلم فيه، وفي سماعه من عكرمة، وانظر ما تقدم برقم (2131) .
قال الحافظ في "التلخيص" 3/227: وفي "علل الخلال" من طريق ابن إسحاق: ذكر عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده نحوه.
وقال في "الدراية" 2/77: وفي "الصحيحين" عن ابن عمر: لاعَنَ رجل امرأته في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وانتفى من ولدها، ففرق بينهما، وألحق الولدَ بالمرأة.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. حميد: هو الطويل.
وقوله في هذا الطريق؟ "وهما محرمان" وَهَم من أحد الرواة، والصواب الذي رواه الجماعة عن ابن عباس: وهو محرم.
وأخرجه عبد بن حميد (584) ، والنسائي 5/191، والطحاوي 2/269، والطبراني (11919) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ولفظه عند النسائي: وهو محرم.
وأخرجه ابن سعد 8/135 وابن حبان (4129) ، والطبراني (11018) من طرق عن عكرمة، به. ولفظه عندهم: وهو محرم. وسيأتي برقم (2492) و (2565) و (2592) و (3109) و (3233) و (3283) و (3319) و (3384) و (3400) ، وانظر (1919) .
قال الطبري فيما نقله عنه ابن حجر في "الفتح" 9/166: الصوابُ من القول =(4/79)
2201 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْعَطَّارِ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
= عندنا: أن نكاح المحرم فاسد لصحة حديث عثمان (يعني "المحرم لا ينكِح ولا يُنكح" الذي سلف برقم: 401) ، وأما قصة ميمونة، فتعارضت الأخبارُ فيها، ثم ساق من طريق أيوب قال: أُنبئتُ أن الاختلاف في زواج ميمونة إنما وقع لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان بَعَثَ إلى العباس ليُنكِحها إياه، فأنكحه، فقال بعضُهم: أَنكحها قبل أن يحرم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال بعضُهم: بعدما أَحرم، وقد ثبت أن عمر وعلياً وغيرهما من الصحابة فَرقوا بين محرم نَكحَ وبين امرأته، ولا يكون هذا إلا عن ثبت.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 3/152: والرواية أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج ميمونة
وهو حلال متواترة عن ميمونة بعينها، وعن أبي رافع مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن سليمان بن يسار مولاها، وعن يزيد بن الأصم، وهو ابن أختها، وهو قولُ سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وأبي بكر بن عبد الرحمن وابن شهاب وجمهور علماء المدينة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يَنْكِحْ ميمونةَ إلا وهو حلال قبل أن يحرمَ.
وما أعلمُ أحداً من الصحابة روى أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكَحَ ميمونة وهو محرم، إلا عبدَ الله بن عباس (وقد رَد ابنُ حجر قولَ ابن عبد البر هذا في "الفتح" 9/166 بأنه روي أيضاً
عن عائشة وأبي هريرة، وذكر أن حديث عائشة أُعِل بالإرسال، وحديث أبي هريرة ضعيف الإسناد) ورواية من ذكرنا معارضة لروايته، والقلب إلى رواية الجماعة أَمْيَل، لأن الواحد أقربُ إلى الغلط، وأكثر أحوال حديث ابن عباس أن يُجْعَلَ متعارضاً مع رواية مَنْ ذَكَرْنا، فإذا كان كذلك سقط الاحتجاجُ بجميعها، ووجب طلبُ الدليل على هذه المسألة من غيرها، فوجدنا عثمانَ بنَ عفان رضي الله عنه قد روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه نَهى عن نكاح المحرِم، وقال: "لا يَنكِحُ المحرمُ ولا يُنكِح"، فوجب المصيرُ إلى هذه الرواية التي لا معارض لها، لأنه يستحيلُ أن يَنْهى عن شيء ويَفْعَلَه، مع عمل الخلفاء الراشدين لها، وهم: عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وهو قول ابن عمر، وأكثر أهل المدينة. وانظر "فتح الباري" 9/165-166.(4/80)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَتَصَدَّقُ بِدِينَارٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَنِصْفُ دِينَارٍ (1) " - يَعْنِي: الَّذِي يَغْشَى امْرَأَتَهُ حَائِضًا - (2)
2202 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ، فَقَالَ: " أَحَقٌّ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ؟ " قَالَ: وَمَا بَلَغَكَ عَنِّي؟ قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّكَ فَجَرْتَ
__________
(1) قوله: "فإن لم يجد فنصف دينار" أثبتناه من (ظ9) و (ظ14) ، ولم يرد في (م) وباقي الأصول الخطية.
(2) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد ضعيف جدا، عطاء العطار -وهو عطاء بن عجلان الحنفي البصري- ضعفه أبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود والنسائي والترمذي وغيرهم، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال غير واحد: متروك، وقال ابن عدي: عامةُ روايته غيرُ محفوظة، وكذبه ابن معين في رواية، لكن متن الحديث قد جاء من طريق آخر صحيح عن ابن عباس إلا أنه قد اختُلِف في رفعه ووقفه، والأصح وقفُه كما تقدم برقم (2032) .
وأخرجه الطبراني (11921) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 1/318 من طريق يزيد بن زريع، عن عطاء العطار، به.
وأخرجه ابن عدي 5/2003 من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن عطاء رجل من أهل البصرة، عن عطاء وعكرمة، عن ابن عباس.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9114) ، والطبراني (11698) و (12025) من طريق شريك، عن خصيف، والبيهقي 1/317 من طريق عبد الكريم أبي أمية، كلاهما عن عكرمة، به.
وأخرجه النسائي (9102) من طريق الحكم بن عتيبة، عن عكرمة، عن ابن عباس، موقوفاً. وسيأتي برقم (2788) و (3428) .(4/81)
بِأَمَةِ آلِ فُلانٍ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، فَرَدَّهُ حَتَّى شَهِدَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَمَرَ بِرَجْمِهِ (1)
2203 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِىِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا آخُذُ مِنْ حَالِ الْبَحْرِ، فَأَدُسُّهُ فِي فِي فِرْعَوْنَ " (2)
__________
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم وهو صدوق حسن الحديث في روايته عن غير عكرمة. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه الطيالسي (2627) ، ومسلم (1693) ، وأبو داود (4425) ، والترمذي (1427) ، والنسائي في "الكبرى" (7171) ، وأبو يعلى (2580) ، والطبرانى (12305) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه النسائي (7172) ، والطبراني (12306) من طريقين عن سماك، به.
وسيأتي برقم (2874) و (3028) .
قال النووي في "شرح مسلم" 11/196-197: هكذا وقع في هذه الرواية (يعني أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقيه ... ) ، والمشهور في باقي الروايات أنه أتى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:
طَهرْني، قال العلماء: لا تناقضَ بين الروايات، فيكون قد جيءَ به إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غير استدعاءٍ من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد جاء في غير مسلم أن قومه أرسلوه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للذي أرسله: "لو سترتَه بثوبك يا هَزالُ لكان خيراً لك"، وكان ماعزٌ عند هزال، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لماعزٍ بعد أن ذكر له الذين حضروا معه ما جَرَى له: "أحق ما بلغني عنك" إلى آخره.
(2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد وهو ابن جدعان، ولين يوسف بن مهران، وقد تقدم برقم (2144) بإسناد آخر رجاله ثقات رجال الشيخين وبينا هناك أن الأصح وَقْفه.(4/82)
2204 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الثَّقَلِ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ " (1)
2205 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حَمَّادٍ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَالَ لِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: إِنَّهُ قَدْ حُبِّبَ إِلَيْكَ الصَّلاةُ، فَخُذْ مِنْهَا مَا شِئْتَ " (2)
2206 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ، فَقَالَ: امْرَأَةٌ جَاءَتْ تُبَايِعُهُ، فَأَدْخَلْتُهَا الدَّوْلَجَ، فَأَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ الْجِمَاعِ، فَقَالَ: وَيْحَكَ لَعَلَّهَا
__________
= وأخرجه الطيالسي (2693) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/102 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2820) .
والحال: الطين الأسود كالحمأة.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه البخاري (1677) ، والترمذي (892) ، وابن حبان (3862) ، والبيهقي 5/123 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3094) ، وانظر ما تقدم برقم (1920) .
والثقل بفتحتين: متاع المسافر وما يحمله على دوابه. وجَمْع: هي المزدلفة.
(2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، ولِين يوسف بن مهران.
وأخرجه الطبراني (12929) من طريق حجاج بن المنهال، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2301) و (2694) .(4/83)
مُغِيبٌ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: فَائْتِ أَبَا بَكْرٍ، فَاسْأَلْهُ، قَالَ: فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: لَعَلَّهَا مُغِيبٌ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِ عُمَرَ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: " فَلَعَلَّهَا مُغِيبٌ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ "، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلِي خَاصَّةً، أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ فَضَرَبَ عُمَرُ صَدْرَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: لَا وَلا نَعْمَةَ عَيْنٍ، بَلْ لِلنَّاسِ عَامَّةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَ عُمَرُ " (1)
2207 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ،
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، ولِين يوسف بن مهران.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1843-1844، والطبرانى (12931) ، والواحدي في "أسباب النزول" ص 181 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
ووقع عند الواحدي: "يوسف بن ماهان"، وهو تحريف. وسيأتي برقم (2430) .
وله شاهد عن ابن مسعود عند البخاري (4687) ، ومسلم (2763) ، وسيأتي عند أحمد (3653) و (4250) و (4290)
وعن أبي اليَسَر كعب بن عمرو عند الترمذي (3115) ، والطبري 11/137.
وعن معاذ بن جبل عند الترمذي (3113) ، والطبري 11/136، والدارقطني 1/134
وعن أبي أمامة عند أحمد 5/251، ومسلم (2765) .
والدوْلج: المِخْدَع، وهو البيت الصغير داخل البيت الكبير. ومغيب بضم الميم: اسم فاعل من أغابت من صفات النساء: وهي من غاب عنها زوجها. ولا نُعمة عينٍ: أي لا قُرة عين لك بأن تختص بك ولا قُرة عين للناس إن اختصت بك.(4/84)
عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَدِيفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَسَقَيْنَاهُ مِنْ هَذَا الشَّرَابِ، فَقَالَ: " أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا فَاصْنَعُوا " (2)
2208 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، قَالَ: مَا أَحْفَظُهُ إِلَّا سَالِمٌ الْأَفْطَسُ الْجَزَرِيُّ ابْنُ عَجْلانَ، حَدَّثَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) : " الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ " (4)
__________
(1) في (ظ9) و (ق) وحاشية (س) : جاءنا.
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، ولين يوسف بن مهران.
وأخرجه الطيالسي (2691) ، والطبراني (12934) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ورواية الطيالسي مختصرة، وسيأتي برقم (2655) .
وللحديث طرق أخرى يصح بها ستأتي برقم (2944) و (3495) .
وقوله: "من هذا الشراب" قال السندي: أي من نبيذ السقاية.
(3) قوله: "قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" أثبتناه من (ظ9) و (ظ12) ، ولم يرد في (م) وباقي النسخ الخطية.
(4) إسناده صحيح على شرط البخاري، مروان بن شجاع احتج به البخاري وقال أحمد: شيخ صدوق، وقال أيضاً هو وأبو داود: لا بأس به، وقال ابن سعد وابن معين ويعقوب بن سفيان والدارقطني: ثقة، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين غير سالم بن عجلان الأفطس، فمن رجال البخاري.
وأخرجه الطبراني (12241) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد موقوفاً.
وأخرجه البخاري (5680) و (5681) ، وابن ماجه (3491) ، والبيهقي 9/341 من طريقين عن مروان بن شجاع، به مرفوعاً. =(4/85)
2209 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، (1) عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: وَيَعْقُوبُ، (2) حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ، رُءُوسَهُمْ وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ - قَالَ يَعْقُوبُ: أَشْعَارَهُمْ - وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُحِبُّ وَيُعْجِبُهُ مُوَافَقَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ، - قَالَ يَعْقُوبُ: فِي بَعْضِ مَا لَمْ يُؤْمَرْ، قَالَ إِسْحَاقُ: - فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ فَسَدَلَ نَاصِيَتَهُ ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ " (3)
__________
= قال السندي: والنهي عن استعمال الكي للتنزيه.
(1) في (م) و (س) و (غ) و (ق) و (ص) : "سعيد" وهو تحريف، والتصويب من (ظ9) و (ظ14) ومصادر التخريج.
(2) تحرف في (م) و (س) و (غ) و (ق) و (ص) إلى: قال ابن يعقوب، وأثبتناه على الصواب من (ظ9) و (ظ14) و"أطراف المسند" 1/الورقة 117. ويعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد.
(3) الإسناد الأول صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى من رجاله ومَن فوقه من رجال الشيخين، والإسناد الثاني على شرطهما.
وأخرجه أبو يعلى (2377) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/429-430، وابن أبي شيبة 8/449-450، والبخاري (5917) ، ومسلم (2336) ، وأبو داود (4188) ، وابن ماجه (3632) ، والبيهقي في "الآداب" (703) من طرق عن إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه الحازمي في "الاعتبار" ص 240 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله، به، مرسلاً. وسيأتي برقم (2364) و (2605) ُو (2942)
السدل: إرسال الشعر حول الرأس من غير أن يقسمه بنصفين، والفرق: أن يقسمه بنصفين، ويجعل نصفاً عن يمينه على الصدر، ونصفاً عن يساره عليه، وكلاهما جائز،=(4/86)
2210 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: رَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ، يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَنْ يَسَارِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَنَا أَتْلُوهُمَا، فِي ظُهُورِهِمَا، أَسْمَعُ كَلامَهُمَا فَطَفِقَ مُعَاوِيَةُ يَسْتَلِمُ رُكْنَ الْحَجَرِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَسْتَلِمْ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ ". فَيَقُولُ مُعَاوِيَةُ: دَعْنِي مِنْكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْهَا شَيْءٌ مَهْجُورٌ. فَطَفِقَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا يَزِيدُهُ، (1) كُلَّمَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الرُّكْنَيْنِ قَالَ لَهُ ذَلِكَ (2)
2211 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرْبَعًا عُمْرَةً مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَعُمْرَةَ الْقَضَاءِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ قَابِلٍ، وَعُمْرَةَ الثَّالِثَةِ مِنَ الْجِعِرَّانَةِ، وَالرَّابِعَةَ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ " (3)
__________
= والأفضل الفرق. قاله السندي.
(1) في (ظ9) و (ظ14) : لا يرده.
(2) إسناده قوي على شرط مسلم. أبو خيثمة: هو زهير بن معاوية بن حديج الكوفي.
وأخرجه الطبراني (10632) من طريقين عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3074) و (3532) و (3533) ، وانظر ما تقدم برقم (1877) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 1/170، والدارمي (1858) ، وأبو داود (1993) ، وابن ماجه (3003) ، والترمذي (816) ، والطحاوي 2/149-150، وابن حبان (3946) ، =(4/87)
2212 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمِ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] وَ {أُولَئِكَ هُمِ الظَّالِمُونَ} [النور: 50] وَ {أُولَئِكَ هُمِ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 19] ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَنْزَلَهَا اللهُ فِي الطَّائِفَتَيْنِ مِنَ الْيَهُودِ، وَكَانَتْ إِحْدَاهُمَا قَدْ قَهَرَتِ الْأُخْرَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى ارْتَضَوْا وَاصْطَلَحُوا عَلَى أَنَّ كُلَّ قَتِيلٍ قَتَلَتهُ الْعَزِيزَةُ مِنَ
__________
= والطبراني (11629) ، والبيهقي 5/12 من طرق عن داود بن عبد الرحمن العطار، بهذا الإسناد. زاد الطحاوي: "وحج حجة واحدة"، وقال الترمذي: حسن غريب.
وأخرجه الترمذي من طريق سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، مرسلاً.
وأخرجه ابن سعد 1/170-171 من طريق أبي بكر الهذلي، عن عكرمة قال: اعتمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثَ عُمَرٍ في ذي القعدة قبل أن يَحج. وسيأتي الحديث برقم (2956) .
وقوله: "عمرة من الحديبية" قال السندي: هكذا في النسخ، وقد جاء هذا الحديث في الترمذي وابن ماجه بلفظ "عمرة الحديبية" بالإضافة وهو الظاهر، ولعل الصواب "عمرة زمن الحديبية" كما في حديث أنس عند مسلم وأبي داود، لكن بلفظ الشك بين لفظ "زمن الحديبية" وبين لفظ "من الحديبية"، ولفظ "زمن الحديبية" هو الصواب إذ ما كانت العمرة من الحديبية إلا أن يقال: التقدير: عمرة رجع فيها من الحديبية، والله تعالى أعلم وعدها عمرة بناء على أن من أحْصِر فقد تم نسكه إذا لم يكن فرضاً، وعلى هذا فعمرة القضاء معناه عمرة كانت بمقاضاته مع قريش على أن يأتي العام القابل، لا أنها وقعت قضاء عما صد عنها، وإلا لما صح عدهما عمرتين.
والجِعْرَانَة بكسر الجيم وسكون العين وتخفيف الراء، وقد تكسر العين وتشدد الراء: منزل بين الطائف ومكة.(4/88)
الذَّلِيلَةِ، فَدِيَتُهُ خَمْسُونَ وَسْقًا، وَكُلَّ قَتِيلٍ قَتَلَتْهُ الذَّلِيلَةُ مِنَ العَزِيزَةِ، فَدِيَتُهُ مِائَةُ وَسْقٍ، فَكَانُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْمَدِينَةَ، وَذَلَّتِ الطَّائِفَتَانِ كِلْتَاهُمَا لِمَقْدَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) يَوْمَئِذٍ لَمْ يَظْهَرْ، وَلَمْ يُوطِئْهُمَا عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي الصُّلْحِ، فَقَتَلَتِ الذَّلِيلَةُ مِنَ العَزِيزَةِ قَتِيلًا، فَأَرْسَلَتِ الْعَزِيزَةُ إِلَى الذَّلِيلَةِ: أَنِ ابْعَثُوا إِلَيْنَا بِمِائَةِ وَسْقٍ، فَقَالَتِ الذَّلِيلَةُ: وَهَلْ كَانَ هَذَا فِي حَيَّيْنِ قَطُّ دِينُهُمَا وَاحِدٌ، وَنَسَبُهُمَا وَاحِدٌ، وَبَلَدُهُمَا وَاحِدٌ، دِيَةُ بَعْضِهِمْ نِصْفُ دِيَةِ بَعْضٍ؟ إِنَّا إِنَّمَا أَعْطَيْنَاكُمْ هَذَا ضَيْمًا مِنْكُمْ لَنَا، وَفَرَقًا مِنْكُمْ، فَأَمَّا إِذْ قَدِمَ مُحَمَّدٌ فَلَا نُعْطِيكُمْ ذَلِكَ، فَكَادَتِ الْحَرْبُ تَهِيجُ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ ارْتَضَوْا عَلَى أَنْ يَجْعَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ ذَكَرَتِ الْعَزِيزَةُ، فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا مُحَمَّدٌ بِمُعْطِيكُمْ مِنْهُمْ ضِعْفَ مَا يُعْطِيهِمْ مِنْكُمْ، وَلَقَدْ صَدَقُوا، مَا أَعْطَوْنَا هَذَا إِلَّا ضَيْمًا مِنَّا، وَقَهْرًا لَهُمْ، فَدُسُّوا إِلَى مُحَمَّدٍ مَنْ يَخْبُرُ لَكُمْ رَأْيَهُ: إِنْ أَعْطَاكُمْ مَا تُرِيدُونَ حَكَّمْتُمُوهُ، وَإِنْ لَمْ يُعْطِكُمْ حَذِرْتُمْ، فَلَمْ تُحَكِّمُوهُ، فَدَسُّوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسًا مِنَ المُنَافِقِينَ لِيَخْبُرُوا لَهُمْ رَأْيَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَ اللهُ رَسُولَهُ بِأَمْرِهِمْ كُلِّهِ وَمَا أَرَادُوا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الذِينَ قَالُوا آمَنَّا} [المائدة: 41] إِلَى قَوْلِهِ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمِ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]
__________
(1) قوله: "ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لم يرد في (م) وفي أكثر أصولنا الخطية، وأثبتناه من (ظ9) و (ظ14) .(4/89)
ثُمَّ قَالَ فِيهِمَا: وَاللهِ نَزَلَتْ، وَإِيَّاهُمَا عَنَى الله عَزَّ وَجَلَّ (1)
2213 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَسَمَّعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ، وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الْآنُكُ، وَمَنْ تَحَلَّمَ عُذِّبَ حَتَّى يَعْقِدَ شَعِيرَةً وَلَيْسَ بِعَاقِدٍ، وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ " (2)
__________
(1) إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وسيرد مختصراً من طريق آخر برقم (3434) .
وأخرجه أبو داود (3576) ، والطبري 6/254-255، والطبراني (10732) من طرق عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود مختصرة، ولم يذكر الطبري في إسناده ابنَ عباس.
ورجح الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 3/105 في شأن هذه الآيات أنها نزلت في اليهوديين اللذين زنَيا وتحاكم اليهودُ فيهما إلى رسول الله. وأورد أحاديث ابن عمر والبراء وهما في المسند 2/5 و4/286، وجابر عند أبي داود (4452) ، ثم نقل هذا الحديث عن "المسند"، وقال: وقد يكون اجتَمَعَ هذان السببانِ في وقتٍ واحدٍ، فنزلت الآيات في ذلك. قال الشيخ أحمد شاكر: وهذا هو الصحيحُ المتعين، وليس يجب أن يكونَ نزول الآيات لحادث واحدٍ، وقد صح وقوعُ الاثنين، وكثيراً ما تقع حوادثُ عدة، ثم يأتي القرآنُ فيصلا في حكمها، فيحكي بعضُ الصحابة بعضَ السبب، ويحكي غيرُه غيرَه، وكل صحيح.
(2) حديث صحيح، علي بن عاصم -وهو ابن صهيب الواسطي، وإن كان يخطىء- متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.
وأخرجه الدارمي (2708) ، والبخاري (7042) ، والطبراني (11960) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. واقتصر الدارمي على القسم الأول منه. وانظر (1866) . =(4/90)
2214 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ غَلابٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي بَيْتِ السِّقَايَةِ، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، أَخْبِرْنِي عَنْ عَاشُورَاءَ، قَالَ: عَنْ أَيِّ بَالِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: عَنْ صِيَامِهِ، قَالَ: " إِذَا أَنْتَ أَهْلَلْتَ الْمُحَرَّمَ فَاعْدُدْ تِسْعًا، ثُمَّ أَصْبِحْ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِمًا " قَالَ: قُلْتُ: كَذَا " كَانَ يَصُومُهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ: نَعَمْ (1)
2215 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي هَذَا الْحَجَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ " (2)
__________
= والآنك: الرصاص المذاب، وتحلم: تكلف في الحلم، أي: أتى فيه بشيء لم يره.
(1) حديث صحيح، علي بن عاصم متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.
وأخرجه مسلم (1133) ، وأبو داود (2446) ، وابن خزيمة (2098) ، والطبراني (12925) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر (2135) .
(2) حديث صحيح، علي بن عاصم متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.
وأخرجه ابن ماجه (2944) ، والترمذي (961) ، وابن خزيمة (2735) ، وابن حبان (3712) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/243 من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن، ولفظه عند ابن خزيمة وابن حبان: "ليبعثن الله هذا الركْن".(4/91)
2216 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ (1) : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ نَاسٌ مِنَ الْأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِدَاءٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِدَاءَهُمْ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَ الْأَنْصَارِ الْكِتَابَةَ " قَالَ: فَجَاءَ غُلَامٌ يَوْمًا يَبْكِي إِلَى أَبِيهِ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: ضَرَبَنِي مُعَلِّمِي قَالَ: الْخَبِيثُ، يَطْلُبُ بِذَحْلِ بَدْرٍ وَاللهِ لَا تَأْتِيهِ أَبَدًا (2)
2217 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ أُحُدٍ بِالشُّهَدَاءِ أَنْ يُنْزَعَ عَنْهُمِ الْحَدِيدُ وَالْجُلُودُ، وَقَالَ: " ادْفِنُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ وَثِيَابِهِمْ " (3)
__________
= وأخرجه الطبراني (11432) من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، به، ولفظه: "يبعث الله الحجرَ الأسود والركنَ اليماني يوم القيامة ولهما عينانِ ولسانانِ وشَفتانِ يشهدان لمن استلمهما بالوفاءِ". وسيأتي الحديث برقم (2398) و (2643) و (2796) و (2797) و (3511) .
قوله: "بحَق"، أي: بلارياء.
(1) كذاَ في (ظ9) و (ظ14) ، وفي (م) وسائر الأصول الخطية: "قال: قال داود".
(2) حسن، علي بن عاصم -وإن كان فيه ضعف- قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. داود: هو ابن أبي هند.
وأخرجه البيهقي 6/322 من طريق علي بن عاصم وخالد بن عبد الله، كلاهما عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.
وروى ابن سعد في "الطبقات" 2/22 من طرق عن عامر الشعبي قال: كان فداء أسارى بدر أربعة آلاف إلى ما دون ذلك، فمن لم يكن عنده شيء أمر أن يعلم غلمان الأنصار الكتابة. وهذا مرسل. وانظر "أقضية الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لابن الطلاع ص 199-200.
والذحْل: الثأر أو العداوة والحقد، والجمع: أذحال وذُحول.
(3) حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف، علي بن عاصم سيىء الحفظ، وعطاء بن =(4/92)
2218 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ ارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلامِ، وَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} [آل عمران: 86] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَبَعَثَ بِهَا قَوْمُهُ، فَرَجَعَ تَائِبًا، فَقَبِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَلِكَ مِنْهُ وَخَلَّى عَنْهُ (1)
__________
= السائب قد اختلط.
وأخرجه أبو داود (3134) ، وابن ماجه (1515) ، والبيهقي 4/14 من طريق علي بن عاصم، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن جابر عند البخاري (1346) وغيره أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ادفنوهم
بدمائهم" -يعني يوم أحد- ولم يغسلهم.
وعن أنس عند أبي داود (3135) بسند حسن: أن شهداء أحد لم يغسلوا ودفنوا بدمائهم ولم يصل عليهم، وصححه الحاكم 1/365-366 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
(1) صحيح، علي بن عاصم متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. داود: هو ابن أبي هند.
وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" ص 74-75 من طريق علي بن عاصم، بهذا الإِسناد. وقَرَنَ بداود بن أبي هند خالدَ بن مِهران الحذاء.
وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى" 7/107، وفي "الكبرى" (11065) ، والطبري 3/340، وابن حبان (4477) ، والحاكم 2/142 و4/366، والواحدي ص 75 من طرق عن داود بن أبي هند، به.
وأخرجه الطبري 3/340 من طريق عبد الأعلى، عن داود، عن عكرمة، به، ولم يرفعه إلى ابن عباس.
وأخرجه بنحوه الطبري 3/340، والواحدي ص 75 من طريق حميد الأعرج، عن مجاهد من قوله، وسمى الأنصاري "الحارثَ بنَ سويد".(4/93)
2219 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمِ الْبَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، وَإِنَّ مِنْ خَيْرِ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدَ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ " (1)
2220 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَلاثَةَ أَشْوَاطٍ بِالْبَيْتِ إِذَا انْتَهَى إِلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِي، مَشَى حَتَّى يَأْتِيَ الْحَجَرَ، ثُمَّ يَرْمُلُ وَمَشَى أَرْبَعَةَ أَطْوَافٍ " قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَكَانَتْ سُنَّةً " (2)
__________
(1) صحيح، علي بن عاصم متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. وسيأتي برقم (2479) و (3035) و (3342) و (3426) ، وانظر (2047) .
(2) صحيح، علي بن عاصم متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
الجريري: هو سعيد بن إياس، وكان قد اختلط، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة الليثي، له رؤية وهو آخر من مات من الصحابة.
وأخرجه بنحوه مسلم (1264) (237) ، والبيهقي 5/81-82 من طريق يزيد بن هارون، ومسلم (1264) (237) ، وابن حبان (3845) من طريق عبد الواحد بن زياد، وابن خزيمة (2719) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، ثلاثتهم عن الجريري، به.
ولم يذكروا فيه قول ابن عباس: "وكانت سنة"، غير البيهقي، قال فيه: "وليست بسنة".
وأخرجه أبو داود (1889) ، وابن خزيمة (2707) ، وابن حبان (3812) ، والبيهقي 5/79 من طريق يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وسيأتي بنحوه برقم (2688) و (2782) و (2787) و (2868) و (3534)
من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. =(4/94)
2221 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا الْحَذَّاءُ، عَنْ بَرَكَةَ أَبِي الْوَلِيدِ، (1) أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاعِدًا فِي الْمَسْجِدِ مُسْتَقْبِلًا الْحُجَرَ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَبَاعُوهَا، وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا حَرَّمَ عَلَى قَوْمٍ أَكْلَ شَيْءٍ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ " (2)
2222 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُعَلَّى الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْعُرَنِيُّ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ يَقْطَعُ الصَّلاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ، قَالَ: بِئْسَمَا عَدَلْتُمْ بِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ كَلْبًا وَحِمَارًا، لَقَدْ رَأَيْتُنِي " أَقْبَلْتُ عَلَى حِمَارٍ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ قَرِيبًا مِنْهُ مُسْتَقْبِلَهُ نَزَلْتُ
__________
= وقوله: "وكانت سنة" هو من حديث علي بن عاصم، عن ابن خُثيم، انظر (2782) ، وليس من حديث الجريري، فقد رواه البيهقي 5/81-82 من طريق يزيد بن هارون، عن الجريري، فقال فيه: "وليست بسنة"، وهي الرواية الصحيحة عن ابن عباس، فقد سلف برقم (2029) من طريق فطر، وسيأتي برقم (2707) و (3534م) من طريق أبي عاصم الغنوي، كلاهما عن أبي الطفيل أن ابن عباس قال فيه: "وليست بسنة".
(1) قوله: "عن بركة أبي الوليد" تحرف في (م) إلى: عن بركة، عن أبي الوليد.
(2) صحيح، علي بن عاصم متابع، ومن فوقه ثقات. الحذاء: هو خالد بن مِهران.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/147، وأبو داود (3488) ، وابن حبان (4938) ، والبيهقي 6/13 و13-14 من طرق عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (12378) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وسيأتي برقم (2678) و (2961) ، وقد تقدم في مسند عمر بن الخطاب برقم (170) من طريق طاووس، عن ابن عباس، عنه به، وإسناده صحيح.(4/95)
عَنْهُ، وَخَلَّيْتُ عَنْهُ، وَدَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاتِهِ، فَمَا أَعَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ، وَلا نَهَانِي عَمَّا صَنَعْتُ، وَلَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَجَاءَتْ وَلِيدَةٌ تَخَلَّلُ الصُّفُوفَ، حَتَّى عَاذَتْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا أَعَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ، وَلا نَهَاهَا عَمَّا صَنَعَتْ، وَلَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ، فَخَرَجَ جَدْيٌ مِنْ بَعْضِ حُجُرَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَهَبَ يَجْتَازُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَمَنَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَفَلا تَقُولُونَ الْجَدْيُ يَقْطَعُ الصَّلاةَ " (1)
__________
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، لكنه متابع، ثم هو منقطع، الحسن العرني -وهو الحسن بن عبد الله- لم يسمع من ابن عباس، وللحديث مقطعا طرق أخرى عن ابن عباس تقويه، انظر (1891) و (2095) و (2653) .
أبو المعلى العطار: هو يحيى بن ميمون الضبي.
وأخرج الطبراني (12696) و (12704) من طريق محمد بن الفضل عارم، و (12704) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، كلاهما عن حماد بن زيد، عن أبي المعلى العطار، عن الحسن العرني، عن ابن عباس أنه ذكر عنده ما يقطع الصلاة، فقال: ما تقولون في الجَدْي؟ فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي، فمَر جَدْيٌ بين يَديه فبادر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القِبلةَ، ولقد صَلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً وإن حمارة للفضل بن عباس ترعى بين يديه. هذا لفظى المقدمي. والحديث سيأتي نحوه برقم (2804) و (3193) .
وقوله: "أفلا تقولون: الجدي يقطع الصلاة" قال السندي: يريد أنهم أخذوا ذلك الحديث من احتراز النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن مرور تلك الأشياء بين يديه إذا كان في الصلاة وقد احترز من مرور الجدي أيضاً، فينبغي لهم أن يقولوا بأنه يقطع الصلاة، لكن ذكر الحديث ثابت إلا أن بعض العلماء أولوه، وبعضهم ادعوا نسخه بنحو ما ذكر ابن عباس، وبعضهم قالوا به وببعضه، والله تعالى أعلم.
وجاء في "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة" ص 161-162 للزركشي ما نصه: استدراكها أن المرأة لا تقطع الصلاة. =(4/96)
2223 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّقِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ يَعْنِي أَبَا الْمَلِيحِ، عَنْ حَبِيبٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَنْ قَدِمَ حَاجًّا، وَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقَدِ انْقَضَتْ حَجَّتُهُ، وَصَارَتْ عُمْرَةً، كَذَلِكَ سُنَّةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
= أخرج مسلم (511) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب، وبقي ذلك مثل مؤخرة الرحل" وقد رُوي قطعُ المرأةِ الصلاة عن غير واحد من الصحابة منهم أبو ذر، أخرجه مسلم (510) .
ومنهم ابن عباس أخرجه أبو داود (703) وقال: المرأة الحائض بدل "الحمار"، قال: وأوقفه جماعة.
ومنهم عبد الله بن مغفل أخرجه قاسم بن أصبغ في "مصنفه"، وابن ماجه (951) .
وقد استدركت عائشة رضي الله عنها ذلك فأخرج الشيخان في "صحيحيهما" عن مسروق، عن عائشة وذكر عندها ما يقطع الصلاة: الكلب والحمار والمرأة. فقالت عائشة: شبهتمونا بالحمير والكلاب، والله لقد رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي وأنا على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة، فتبدو لي الحاجة، فأكره أن أجلس، فأوذي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنسل من عند رجليه، ذكره البخاري (514) في باب: من قال: لا يقطع الصلاة شيء، وأخرج البخاري (514) ، ومسلم (512) (271) نحوه عن الأسود عن عائشة، وأخرجه مسلم (512) (269) عن عروة عنها أيضاً، وانظر "فتح الباري"، وانظر في تخريج حديث: "لا يقطع الصلاة شيء" "شرح السنة" 2/461-462.
(1) عبد الله بن ميمون الرقي شيخ أحمد لم يذكروه بجرح ولا تعديل، وباقي رجاله ثقات. الحسن: هو ابن عمر أو عمرو بن يحيى الفزاري مولاهم أبو المليح الرقي.
وأخرجه الطبراني (11483) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.
وقوله: "فقد انقضت حجته" ضبطت في "س" بتشديد الضاد، قال السندي: الظاهر أنه بتشديد الضاد كما في قوله تعالى: (يريد أن ينقض) بمعنى انكسرت وانفسخت،=(4/97)
2224 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا سَيْفٌ، أَخْبَرَنِي قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِشَاهِدٍ وَيَمِينٍ " (1)
2225 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ الرَّقِّيُّ أَبُو يَزِيدَ، حَدَّثَنَا فُرَاتٌ، عَنْ (2) عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئِنْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ يُصَلِّي عِنْدَ
__________
= وهذا قاله على اعتقاده والجمهور على خلافه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. سيف: هو ابن سليمان أو ابن أبي سليمان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/242-243 و10/160 و14/225، ومسلم (1712) ، وأبو داود (3608) ، وابن الجارود (1006) ، وأبو يعلى (2511) ، والطحاوي 4/144، وابن عدي 3/1274، والبيهقي 10/167 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3609) ، والطبراني (11185) ، والبيهقي 10/168 من طريقين عن محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، به.
وأخرجه الدارقطني 4/214 من طريق عبد الله بن محمد بن ربيعة، عن محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، به.
وأخرجه الشافعي 2/178 ومن طريقه البيهقي 10/168 عن إبراهيم بن محمد، عن ربيعة بن عثمان، عن معاذ بن عبد الرحمن، عن ابن عباس، ورجل آخر سماه لا يحضرني ذكر اسمه من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى باليمين مع الشاهد.
وسيأتي الحديث برقم (2886) و (2968) و (2969) .
وفي الباب عن جابر عند أحمد 3/305، وعن سعد بن عبادة عنده أيضاً 5/285، وعن أبي هريرة في السنن، وصححه ابن حبان (5073) ، وعن سُرق عند ابن ماجه (2371) ، والبيهقي 10/172، وعن علي عند الدارقطني 4/215، والبيهقي 10/170
وقوله: "قضى بشاهد ويمين"، يعني: قضى بذلك للمدعي.
(2) تحرفت في (م) إلى: بن.(4/98)
الْكَعْبَةِ، لَآتِيَنَّهُ حَتَّى أَطَأَ عَلَى عُنُقِهِ، قَالَ: فَقَالَ: " لَوْ فَعَلَ، لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عِيَانًا، وَلَوْ أَنَّ الْيَهُودَ تَمَنَّوْا الْمَوْتَ، لَمَاتُوا، وَرَأَوْا مَقَاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ، وَلَوْ خَرَجَ الَّذِينَ يُبَاهِلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَرَجَعُوا لَا يَجِدُونَ مَالًا وَلا أَهْلًا " (1)
2226 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)
2227 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ أَبُو سَهْلٍ (3) فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، (4) عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ،
__________
(1) صحيح، إسماعيل بن يزيد الرقي شيخ أحمد -وإن كان فيه جهالة- قد توبع، ومن فوقه ثقات. فرات: هو ابن سلمان الحضرمي الجزري الرقي، وثقه أحمد، وقال البخاري: يُعد في الجزريين، وقال أبو حاتم: لا بأس به، محله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ونقل ابن خلفون في "الثقات" توثيقه عن ابن معين. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وسيأتي برقم (2226) و (3483) ، وانظر (2321) .
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، أحمد بن عبد الملك -وهو ابن واقد الحراني- وعكرمة كلاهما من رجال البخاري، وباقي السند من رجال الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمرو الرقي الخزاعي.
وأخرجه البزار (2189 - كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبرى" (11061) ، وأبو يعلى (2604) من طرق عن عبيد الله، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(3) وقع في (م) و (س) و (غ) و (ق) و (ص) : "أبو سهيل" بالتصغير، وأثبتناه على الصواب من (ظ9) و (ظ14) ومن "تاريخ بغداد" للخطيب 13/278، و"التعجيل" ص 420.
(4) تحرف في (م) و (ق) و (ص) إلى: "إحدى وثلايين ومئة" وهذا خطأ بين،=(4/99)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: طَافَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَيْتِ، وَجَعَلَ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ، ثُمَّ أَتَى السِّقَايَةَ بَعْدَ مَا فَرَغَ، وَبَنُو عَمِّهِ يَنْزِعُونَ مِنْهَا، فَقَالَ: " نَاوِلُونِي " فَرُفِعَ لَهُ الدَّلْوُ فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: " لَوْلا أَنَّ النَّاسَ يَتَّخِذُونَهُ نُسُكًا، وَيَغْلِبُونَكُمْ عَلَيْهِ، لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ "، ثُمَّ خَرَجَ، فَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ (1)
2228 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ صَائِمًا مُحْرِمًا، فَغُشِيَ
__________
= والمثبت من (ظ9) و (ظ14) و (س) و (غ) وهي أصول عتيقة متقنة.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، نصر بن باب هو الخراساني المروزي نزيل بغداد، قال البخاري: يرمونه بالكذب، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد عن الثقات بالمقلوبات ويروي عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاجُ به، وقال ابن سعد: نزل بغداد فسمعوا منه ورووا عنه، ثم حدث عن إبراهيم الصائغ فاتهموه وتركوا حديثه، وقال ابن عدي: ومع ضعفه يكتب حديثه، وقال أحمد: ما كان به بأس، إنما أنكروا عليه حيث حدث عن إبراهيم الصائغ. وفي مسند جابر من مسند أحمد بعد أن أخرج حديثاً لنصر بن باب: قال عبد الله: قلتُ لأبي: سمعت أبا خيثمة -يعني زهير بن حرب- يقول: نصر بن باب كذاب، فقال أبي: أستغفر الله كذاب! إنما عابوا عليه أنه حدث عن إبراهيم الصائغ، وإبراهيم من أهل بلده لا ينكر أن يكونَ سَمعَ منه، وحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن.
وأخرجه الطبراني (12080) عن علي بن عاصم، عن قيس بن الربيع، عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد.
وقد سلف مختصراً برقم (2118) عن يزيد بن هارون، عن الحجاج، به.
ويشهد له ماتقدم برقم (1841) ، وما سيأتي برقم (3527) .
والمِحْجَن: العصا المعقوفة الرأس.(4/100)
عَلَيْهِ قَالَ: " فَلِذَلِكَ كَرِهَ الْحِجَامَةَ لِلصَّائِمِ " (1)
2229 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَ يَوْمَ الطَّائِفِ: مَنْ خَرَجَ إِلَيْهِ مِنَ العَبِيدِ (2)
2229 م - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الطَّائِفِ: " مَنْ خَرَجَ
__________
(1) إسناده ضعيف، نصر بن باب ضعيف، والحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن.
وأخرجه الطبراني (12086) من طريق عمار بن أبي مالك الجنبي، عن أبيه، عن الحجاج، بهذا الإسناد. وعمار ضعفه الأزدي، وأبو مالك عمرو بن هاشم قال الحافظ في "التقريب": لين الحديث.
وأخرجه أبو يعلى (2449) ، والطبراني (11320) من طريق حفص بن داود، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس. وابن أبي ليلى سيئ الحفظ.
وأخرجه البزار (1015 - كشف الأستار) من طريق عيسى بن المختار، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم وهو صائم بالقاحة فنزف حتى غُشي عليه.
وأخرج الطحاوي 2/100 من طريق مجاهد، عن ابن عباس قال: إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف. وانظر (3547) .
وقوله: احتجم صائماً محرماً، سلف الكلام عليه برقم (1849) من طريق مقسم، به
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف نصر بن باب، وحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعنه، وبينه وبين مقسم الحكم بن عتيبة كما في الحديث التالي.
وهذا الحديث أثبتناه من (ظ9) و (ظ14) ولم يرد في (م) وباقي الأصول الخطية.(4/101)
إِلَيْنَا مِنَ العَبِيدِ، فَهُوَ حُرٌّ "، فَخَرَجَ عَبِيدٌ مِنَ العَبِيدِ فِيهِمْ أَبُو بَكْرَةَ، فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
2230 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَتَلَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ رَجُلًا مِنَ المُشْرِكِينَ، فَأَعْطَوْا بِجِيفَتِهِ مَالًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْفَعُوا إِلَيْهِمْ جِيفَتَهُمْ فَإِنَّهُ خَبِيثُ الْجِيفَةِ خَبِيثُ الدِّيَةِ " فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا (2)
2231 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَمَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْجِمَارَ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ أَوْ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ " (3)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف نصر بن باب وتدليس الحجاج، وانظر (1959) .
(2) إسناده ضعيف لضعف نصر بن باب وتدليس الحجاج.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/419، والبيهقي 9/133 من طريقين عن الحجاج، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2319) و (2442) و (3013) .
(3) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف نصر بن باب، وقد توبع، والحجاج -وإن عنعن- قد صرح بالتحديث فيما سيأتي برقم (2635) .
وأخرجه ابن أبي شيبة ص 355 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) عن حفص بن غياث، والترمذي (898) من طريق زياد بن عبد الله، كلاهما عن الحجاج، بهذا الإسناد. ولفظه: "إذا زالت الشمس"، وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه ابن ماجه (3054) ، والطبراني (12110) و (12117) من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، عن الحكم بن عتيبة، به. وأبو شيبة متروك. وسيأتي برقم (2635) و (3038) .=(4/102)
2232 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ بَدْرٍ كَانُوا ثَلاثَ مِائَةٍ وَثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ سِتَّةً وَسَبْعِينَ، وَكَانَ هَزِيمَةُ أَهْلِ بَدْرٍ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَيْنَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ " (1)
° 2233 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْمَحْ، يُسْمَحْ لَكَ " (2)
__________
= وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها قالت: أفاض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من آخر يومه حين صلى الظهر ثم رجع إلى مِنى، فمكث بها لياليَ أيام التشريق يرمي الجمرةَ إذا زالت
الشمس، صححه ابنُ حبان (3868) ، وسيأتي في "المسند" 6/90.
وعن ابن عمر عند البخاري (1746) وغيره، قال: كنا نتَحينُ، فإذا زالت الشمس رمينا.
والمراد في غير يوم النحر، وأما الرمي في يوم النحر، فإنه يكون ضحى كما في حديث جابر عند مسلم (1299) (314) قال: رمى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجمرة يوم النحر ضُحىً، وأما بعدُ، فإذا زالت الشمس. وسيأتي في "المسند" 3/119.
(1) إسناده ضعيف لضعف نصر بن باب وتدليس الحجاج.
وأخرجه ابن سعد 2/20 عن نصر بن باب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1783 - كشف الأستار) ، والطبراني (12083) من طريقين عن الحجاج، به. وزادا: وكان لواء المهاجرين مع علي بن أبي طالب، وكان لواء الأنصار مع سعد بن عبادة.
وأخرج البخاري (3956) وغيره عن البراء قال: استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر، وكان المهاجرون يوم بدر نيفاً على ستين، والأنصار نيفاً وأربعين ومئتين.
وانظر "فتح الباري" 7/291 و326.
(2) صحيح، مهدي بن جعفر الرملي وثقه ابن معين، وقال: لا بأس به، ثم هو =(4/103)
° 2234 - قَالَ عَبْدُ اللهِ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ أكْثَرَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ، جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ " (1)
__________
= متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، وقد صرح الوليد بن مسلم بالتحديث عند الطبراني في "الصغير"، والبيهقي في "شعب الإيمان".
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1169) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (648) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (11258) من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (237) مرسلاً عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: إني رأيت إنساناً منكشفاً مكشوفاً على الحوض يغرف بيده على فرجه؟ قال: فتوضأ، فليسَ عليك إن الدينَ سمح، قد كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "اسمحوا يسمح لكم" وقد كان من مضى لا يفتشون عن هذا ولا يُلْحِفُون فيه -يعني: يفحصون عنه-.
وقال المناوي في شرح حديث المسند: أي: عامل الخلق الذين هم عيالُ الله وعبيده بالمسامحة والمساهلة يُعاملك سيدهم بمثله في الدنيا والآخرة ... وقال بعض الحكماء: أحسن إن أحببت أن يُحسن إليك، ومن قل وفاؤُه، كثر أعداؤه، وهذا من الإحسان المأمور به في القرآن المتعلق بالمعاملات، وهو حث على المساهلة في المعاملة، وحسن الانقياد، وهو من سخاوة الطبع وحقارة الدنيا في القلب، فمن لم يجده من طبعه فليتخلق به، فعسى أن يسمح له الحق بما قصر فيه من طاعته، وعسر عليه في الانقياد إليه في معاملته إذا أوقفه بين يديه لمحاسبته.
(1) إسناده ضعيف، الحكم بن مصعب مجهول، قال أبو حاتم: هو شيخ للوليد بن مسلم لا أعلم روى عنه أحد غيره، وجهله الذهبي في "المغني"، وابن حجر في "التقريب" وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/187، وقال: يخطىء، ثم ذكره في =(4/104)
2235 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ بْنُ عَامِرٍ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنِ أشْيَاءَ، فَشَهِدْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ حِينَ قَرَأَ كِتَابَهُ، وَحِينَ كَتَبَ جَوَابَهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللهِ لَوْلَا أَنْ أَرُدَّهُ عَنْ شَرٍّ يَقَعُ فِيهِ، مَا كَتَبْتُ إِلَيْهِ وَلَا نَعْمَةَ عَيْنٍ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّكَ سَأَلْتَنِي عَنْ سَهْمِ ذَوِي الْقُرْبَى الَّذِي ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ هُمْ؟ وَإِنَّا كُنَّا نُرَى أَنَّ قَرَابَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُمْ، فَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا قَوْمُنَا، وَسَأَلَهُ عَنِ الْيَتِيمِ: مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُهُ؟ وَإِنَّهُ إِذَا بَلَغَ النِّكَاحَ، وَأُونِسَ مِنْهُ رُشْدٌ، دُفِعَ إِلَيْهِ مَالُهُ، وَقَدِ انْقَضَى يُتْمُهُ. وَسَأَلَهُ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْتُلُ مِنْ صِبْيَانِ الْمُشْرِكِينَ أَحَدًا؟، فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْتُلْ مِنْهُمْ أَحَدًا "، وَأَنْتَ فَلَا تَقْتُلْ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ تَعْلَمُ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنَ الغُلَامِ الَّذِي قَتَلَهُ. وَسَأَلَهُ عَنِ الْمَرْأَةِ وَالْعَبْدِ: هَلْ كَانَ لَهُمَا سَهْمٌ مَعْلُومٌ إِذَا حَضَرُوا
__________
= "المجروحين" 1/249 فقال: ينفرد بالأشياء التي لا ينكر نفيَ صحتها من عُني بهذا الشأن لا يَحِل الاحتجاجُ به، ولا الروايةُ عنه إلا على سبيلِ الاعتبار.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1774) من طريق مهدي بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1518) ، وابن ماجه (3819) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (456) ، والطبراني (1774) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (364) ، والحاكم 4/262، والبيهقي 3/351 من طرق عن الوليد بن مسلم، به. وليس عند ابن ماجه: "عن أبيه"، وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي، فقال: الحكم فيه جهالة.(4/105)
الْبَأْسَ؟ وَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ سَهْمٌ مَعْلُومٌ إِلَّا أَنْ يُحْذَيَا مِنْ غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الدارمي (2471) ، ومسلم (1812) (140) ، وابن الجارود (1086) ، والطحاوي 3/220 و235، والطبراني (10830) ، والبيهقي 6/332 من طرق عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (852) ، ومسلم (1812) (141) ، وأبو داود (2727) ، والطبراني (10831) من طريق الأعمش، عن المختار بن صيفي، عن يزيد بن هرمز، به. ورواية مسلم وأبي داود مختصرة.
وأخرجه مختصراً أبو يعلى (2551) من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني من لا أتهم، عن يزيد بن هرمز، به.
وأخرج قصة سهم ذوي القربى النسائي في "الكبرى" (11577) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن جرير بن حازم، به. وسيأتي الحديث برقم (2685) و (2811) و (2941) و (3200) و (3264) و (3299) ، وانظر (1967) .
وقوله: "يُحذيا" أي: يعطيا. و"نُعمة عَيْن" أي: قُرة عَيْن.
ونجدة بن عامر: هو نجدة بن عامر الحَروري الحنفي من بني حنيفة من بكر بن وائل، ولد سنة (36) هـ، وقتل سنة (69) هـ. وهو رأس الفرقة النجدية نسبة إليه من الحرورية، ويعرف أصحابها بالنجدات، انفرد عن سائر الخوارج بآراء.
قال ابن حجر في "لسان الميزان" 6/148: قدم مكة، وله مقالات معروفة وأتباع انقرضوا، وكان أول أمره من أتباع نافع بن الأزرق، ثم خالفه واستقل بمذهبه، ثم خرج مستقلا باليمامة سنة (66) هـ أيام عبد الله بن الزبير في جماعة كبيرة، وأتى البحرين واستقر بها.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" 5/247: ومما يدل أن الصحابة لم يُكَفروا الخوارج أنهم كانوا يصلون خلفهم، وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه وغيره من الصحابة يصلون خلف نجدة الحروري، وكانوا أيضاً يحدثونهم ويفتونهم ويخاطبونهم كما يخاطب المسلمُ المسلمَ، كما كان عبد الله بن عباس يجيب نجدة الحروري لما=(4/106)
2236 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ وَتَحَوَّلَ إِلَيْهِ، حَنَّ عَلَيْهِ، فَأَتَاهُ فَاحْتَضَنَهُ فَسَكَنَ، قَالَ: " لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ، لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
= أرسل يسأله عن مسائل، وحديثه في البخاري (قلنا: الصواب في مسلم) ، وكما أجاب نافع بن الأزرق عن مسائل مشهورة، وكان نافع يناظره في أشياء بالقرآن كما يتناظر المسلمان.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه الدارمي (39) و (1563) ، وابن ماجه (1415) ، والطبراني (12841) ، والبيهقي 2/558 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/188 من طريق ميمون بن مهران، عن ابن عباس، بنحوه.
وسيأتي برقم (2400) و (22401) و (3430) و (3432) ، وانظر ما بعده.
قال الحافظ ابن كثير في "البداية" 6/131-138: باب حنين الجذع شوقاً إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشفقاً من فراقه، وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة بطرق متعددة تفيدُ القطعَ عند أئمة هذا الشأنِ وفرسانِ هذا الميدان، ثم ذكره بالأسانيد الكثيرة الصحاح من رواية ثمانية من الصحابة: أبي بن كعب، وأنس بن مالك، وجابر، وسهل بن سعد، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأم سلمة.
وقال السندي: قوله: "حن عليه": أي اشتاق إليه، وصاح على فراقه، والحنين: صوت يخرج من الصدر فيه رِقة، وأصله ترجيع الناقة صوتها إثر ولدها، وهذا الحديث مشهور جاء عن جماعة من الصحابة، وقال البيهقي: قصة حنين الجذع من الأمور الظاهرة التي حملها الخلف عن السلف. وفيه دلالة على أن الجمادات قد يخلق الله تعالى فيها إدراكات كالحيوان بل كأشرف الحيوان، وفيه تأييد لقول من يحمل قوله تعالى: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده) على ظاهره. وعن الشافعي: ما أعطى الله نبياً ما أعطى محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقيل له: أعطي عيسى إحياء الموتى، فقال: أعطي محمد حنين الجذع حتى سمع صوته، فهذا أكثر من ذلك، انتهى. وذلك لأن هذا إحياء ما ليس من نوعه =(4/107)
2237 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1)
2238 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَالِمٍ أَبُو جَهْضَمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَفِتْيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَسَأَلُوهُ، هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ، فَقَالُوا: فَلَعَلَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي نَفْسِهِ قَالَ: خَمْشًا هَذِهِ شَرٌّ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ عَبْدًا مَأْمُورًا، بَلَّغَ مَا أُرْسِلَ بِهِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَخُصَّنَا دُونَ النَّاسِ إِلا بِثَلاثٍ: " أَمَرَنَا أَنْ نُسْبِغَ الْوُضُوءَ، وَلا نَأْكُلَ الصَّدَقَةَ، وَلا نُنْزِيَ حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ " (2)
__________
= الحياة مع ما فيه من الاشتياق إليه والبكاء عليه بخلاف ما أعطي لعيسى، وكان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث يقول: يا معشر المسلمين الخشبة تَحِن إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شوقاً إلى لقائه، وأنتم أحق أن تشتاقوا إليه.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه عبدُ بن حميد (1336) ، والدارمي (39م) و (1564) ، وابن ماجه (1415) ، وأبو يعلى (3384) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2400) و (2401) و (3431) و (3432) ، وانظر ما قبله، وما سيأتي في مسند أنس 3/226.
(2) إسناده صحيح، موسى بن سالم أبو جهضم روى له أصحاب السنن، ووثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن عبد البر: لم يختلفوا في أنه ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، ووهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي. وأخرجه أبو داود (808) ، والنسائي 6/224، والطحاوي 1/205 من طريقين عن موسى بن سالم، بهذا الإسناد. ورواية الطحاوي مختصرة. وانظر (1977) . =(4/108)
2239 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَحَّلَ نَاسًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ بِلَيْلٍ - قَالَ شُعْبَةُ: أَحْسَبُهُ قَالَ: ضَعَفَتَهُمْ - وَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " شُعْبَةُ شَكَّ فِي ضَعَفَتَهُمْ (1)
2240 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، قَالَ: " هُنَّ لَهُمْ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِمَّنْ سِوَاهُمْ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، مِنْ حَيْثُ بَدَأَ حَتَّى يَبْلُغَ ذَلِكَ أَهْلَ مَكَّةَ " (2)
__________
= قوله: "خمشاً" قال ابن الأثير: دعا عليه بأن يُخمش وجهه أو جلدُه، كما يقال: جدعاً وقطعاً، وهو منصوب بفعل لا يطهر.
وقوله: "هذه شر" قال السندي: أي: هذه الكلمة شر من السؤال الأول المبني على الجهل.
وقوله: "بلغ" أي: فلو كانت القراءة فرضاً لبلغ بالجهر أو بالبيان بالقول فحيث لم يفعل علم أنه ليس بفرض، وهذا على حسب ظنه، وإلا فقد قال: "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب".
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحكم -وهو ابن عتيبة- لم يدرك ابن عباس. وسيأتي برقم (3008) من طريق الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس.
وانظر (1920) و (2082) و (3003) .
(2) في (س) وعلى حاشيتي (ق) و (ص) : بلغ.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله بن طاووس بن =(4/109)
2241 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُصِيبُ مِنَ الرُّءُوسِ، وَهُوَ صَائِمٌ " (1)
2242 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، وَكَانَ بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، فَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ " (2)
__________
= كيسان اليماني.
وأخرجه النسائي 5/125-126، وابن خزيمة (2591) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 1/293 فقال: أخبرنا الثقة، عن معمر، فذكره.
وأخرجه أبو داود (1738) ، والنسائي 5/123، والطحاوي 2/117، والطبراني (10912) و (10913) من طرق عن عبد الله بن طاووس، به. وانظر (2128) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه البزار (1020 - كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 2/90 من طريق عبد الأعلى السامي وعبد الوهاب الخفاف، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (7407) ، ومن طريقه البزار (1020) عن معمر، عن أيوب، به.
وأخرجه الطبراني (11868) من طريق عاصم بن هلال البارقي، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (3391) و (3392) و (3393م) قال البزار: ومعنى يصيب من الرؤوس، أي: يُقبل، وفي "النهاية": أراد التقبيل.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عكرمة =(4/110)
2243 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، احْتِجَامَةً فِي رَأْسِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1)
2244 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَعَا بِشَرَابٍ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ قَائِمًا " (2)
2245 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ أَتَى خَالَتَهُ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنَ اللَّيْلِ إِلَى سِقَايَةٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، قَالَ: وَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ، ثُمَّ قُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدَارَنِي مِنْ خَلْفِهِ حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ " (3)
__________
= فمن رجال البخاري. هشام: هو ابن حسان القردوسي. وانظر (2017) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. وانظر (2108) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم: هو ابن سليمان البصري.
وأخرجه مسلم (2027) (120) ، والبيهقي في "السنن" 5/86، وفي "الآداب" (533) و (534) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1838) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان العرزمي- من رجاله، وباقي السند على شرطهما.
وأخرجه أبو عوانة 2/320، والبيهقي 3/99 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (763) (193) ، من طريق عبد الله بن نمير، والنسائي في "الكبرى"=(4/111)
2246 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدْ " حَفِظْتُ السُّنَّةَ كُلَّهَا غَيْرَ أَنِّي لَا أَدْرِي أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، أَمْ لَا وَلا أَدْرِي، كَيْفَ كَانَ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ: (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكِبَرِ عُتِيًّا (1)) أَوْ عُسُيًّا؟ " (2)
__________
= (916) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن عبد الملك بن أبي سليمان، به.
وأخرجه مختصراً مسلم (763) (193) من طريق قيس بن سعد، والطبراني (11306) من طريق ليث بن أبي سليم، كلاهما عن عطاء، به. وسيأتي برقم (3243) و (3479) ، وانظر (1843) .
(1) بضم العين كما في الأصول، وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وأبي بكر عن عاصم، وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: "عِتِياً" بكسر العين. انظر "زاد المسير" 5/211.
(2) تحرف هذا الحرف في (م) و (س) و (غ) و (ق) و (ص) إلى: "عِتياً"، والتصويب من (ظ9) و (ظ14) وهامش (س) ، و"غاية المقُصَد في زوائد المسند" ورقة 281، و"مجمع الزوائد" 7/155، و"تفسير الطبري" 16/51، وانظر "زاد المسير" لابن الجوزي 5/211، وهي قراءة ابن عباس ومجاهد. قال ابن قتيبة (عُتياً) أي: يُبساً، يقال: عتا وعسا بمعنى واحد، قال الزجاج: كل شيء انتهى، فقد عتا يعتو عُتياً وعتواً وعسواً وعِسياً.
والحديث إسناده صحيح على شرط البخاري. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.
وأخرجه أبو داود (809) ، والطحاوي 1/205، والطبري 16/51 من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد. واقتصر أبو داود والطحاوي على القسم الأول.
وأخرج القسم الأول منه الحاكم 2/244 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن حصين، به. وصححه على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (2332) .(4/112)
2247 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا (1) زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُبَاعُ الثَّمَرُ حَتَّى يُطْعَمَ (2)
2248 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَهِيكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِوَجْهِ اللهِ فَأَعْطُوهُ " (3)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: بن.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة بن العلاء القيسي.
وأخرجه الطبراني (11187) و (11188) من طريقين عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وهو عند الطبراني في الموضع الأول عن جابر وابن عمر وابن عباس، بلفظ: نهى عن بيع الثمر ...
وأخرجه عبد الرزاق (14318) ، وابن حبان (4988) ، والطبراني (10870) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس. ووقع عند عبد الرزاق: عن ابن عباس قال: لا أدري أبلغ به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الشافعي 2/149، ومن طريقه البيهقي 5/302 عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن طاووس، عن ابن عباس موقوفاً.
وأخرجه الدارقطني 3/14 و3/14-15 من طريقين عن عمر بن فروخ، عن خبيب بن الزبير، والحاكم 2/37 من طريق سماك، كلاهما عن عكرمة، عن ابن عباس، بنحوه مرفوعاً. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (3361) .
ويُطعم بكسر العين، قال في "النهاية": يقال: أطعمت الشجرة: إذا أثمرت، وأطعمت الثمرة: إذا أدركت، أي: صارت ذات طعم وشيئاً يؤكل، ويجوز فتح العين أيضاً، وهو رواية، قال ابن الأثير: أي تؤكل، ولا تؤكل إلا إذا أدركت.
(3) إسناده حسن، أبو نهيك -واسمه عثمان بن نهيك- روى عنه جمع وذكره ابن =(4/113)
2249 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ زَمْعَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ " (1)
2250 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعُمْرَى لِمَنْ أُعْمِرَهَا، وَالرُّقْبَى لِمَنْ أُرْقِبَهَا، وَالْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (2)
__________
= حبان في "الثقات" وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. علي بن عبد الله: هو ابن المديني الحافظ الإمام، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وخالد بن الحارث -وهو ابن عبيد الله بن سليم الهجيمي- روى عن سعيد قبل الاختلاط.
وأخرجه أبو داود (5108) ، وأبو يعلى (2536) و (2755) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/258 من طريقين عن خالد بن الحارث، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عمر بإسناد صحيح وسيأتي في "المسند" 2/68 و99، وصححه ابن حبان (3408) .
(1) صحيح، زمعة -وهو ابن صالح اليماني، وإن كان ضعفه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي وأبو حاتم والبخاري وغيرهم- قد تابعه وهيب بن خالد، وسيأتي برقم (2337) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود -وهو سليمان بن داود الطيالسي- فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن ماجه (2162) من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن طاووس، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2337) و (2659) و (2670) و (3018) ، وانظر ما تقدم برقم (2155)
(7) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة، وأخطأ ابن حزم في "المحلى" 9/167 فظنه حجاج بن محمد- مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. =(4/114)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه النسائي 6/267 و269-270 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وهو في الموضع الأول عنده مختصر بقصة الهبة فقط.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/138 من طريق ابن أبي زائدة، والطبراني (10995) و (10999) من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن الحجاج بن أرطاة، به، مختصراً، ابن أبي شيبة بقِصة العمرى، والطبراني بقصة الهبة.
وأخرجه النسائي 6/270 من طريق محمد بن بشر، عن حجاج، به موقوفاً على ابن عباس دون قصة الهبة.
وأخرجه كذلك 6/270 من طريق سفيان الثوري، عن أبي الزبير، به.
وأخرجه النسائي 6/269، وابن حبان (5126) ، والطبراني (11000) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن أبي الزبير، به - موقوفاً بقصة الرقبى فقط.
وأخرجه النسائي 6/272 من طريق عمرو بن دينار، والطبراني (10971) من طريق ليث بن أبي سليم، كلاهما عن طاووس، به - حديث ليث ليس فيه قصة الهبة، وحديث عمرو بلفظ: "إن العمرى جائزة".
وأخرجه النسائي 6/270 من طريق حنظلة بن أبي سفيان، عن طاووس: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً بقصة الرقبى.
وأخرجه النسائي 6/272، وابن عدي في "الكامل" 6/2426 من طريق قتادة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن الحَجُوري حُجْر بن قيس المَدَري، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "العمرى جائزة". قال ابن عدي: وهذا رواه الثقات أصحاب عمرو عن طاووس، عن حجر المدري، عن زيد بن ثابت، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وحديث زيد بن ثابت هذا سيأتي في "المسند" 5/182.
وله شاهد دون قصة الهبة من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/357، والبخاري (2626) ، ومسلم (1626) .
وثان من حديث ابن عمر عند أحمد 2/26 و34 و73.
وثالث من حديث جابر عند أحمد 3/302، ومسلم (1625) . =(4/115)
2251 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أُعْمِرَ عُمْرَى، فَهِيَ لِمَنْ أُعْمِرَهَا جَائِزَةٌ، وَمَنْ أَرْقَبَ رُقْبَى، فَهِيَ لِمَنْ أُرْقِبَهَا جَائِزَةٌ، وَمَنْ وَهَبَ
__________
= ورابع من حديث زيد بن ثابت عند أحمد 5/189
وقصة العائد في هبته رويت من طرق عن ابن عباس، انظر ما تقدم برقم (1872) .
قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 8/293: العمرى جائزة بالاتفاق، وهي أن يقولَ الرجل لآخر: أعمرتُك هذه الدار، أو جعلتُها لك عمرك، فيقبل، فهي كالهبة إذا اتصل بها القبضُ، ملكها المُعَمرُ، ونفذ تصرفه فيها، وإذا مات تورث منه، سواء قال: هي لعقبك من بعدك أو لورثتك، أو لم يقل، وهو قول زيد بن ثابت، وابن عمر، وبه قال عروةُ بنُ الزبير، وسليمان بن يسار، ومجاهد، وإليه ذهب الثوري، والشافعي، وأحمدُ، وإسحاق، وأصحاب الرأي.
وذهب جماعة إلى أنه إذا لم يقل: هي لِعقبك من بعدك، فإذا مات يعود إلى الأول، لأن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أيما رجُل أعْمَر عُمْرى له ولعَقِبه" وهذا قول جابر، وروي عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر قال: "إنما العُمْرى التي أجاز رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن
يقول: هي لك ولِعقبك، فأما إذا قال: هي لك ما عشتَ، فإنها ترجع إلى صاحبها" قال معمر: وكان الزهري يفتي به، وهذا قولُ مالك، ويُحكى عنه أنه قال: العُمْرى تمليكُ المنفعة دون الرقبة، فهي له مدة عمره، ولا يورث، وإن جعلها له ولعقبه، كانت المنفعة ميراثاً عنه.
وأما الرقْبى: هي أن يجعلها الرجلُ على أيهما مات أولاً، كان للآخِر منهما، فَكُل واحد يَرْقُبُ موتَ صاحبه، فاختلَف أهلُ العلم في جوازها، فذهب جماعة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أنها جائزة كالعُمرى، وإذا مات المدفوعُ إليه يُورث عنه، وشرطُ الرجوعِ باطل، وهو قولُ الشافعي وأحمد وإسحاق، وذهب قوم إلى أن الرقبى غيرُ جائزة، وقيل: إنها عارية لا تورث، وهو قولُ أصحاب الرأي، والأول موافق لظاهر الحديث.(4/116)
هِبَةً، ثُمَّ عَادَ فِيهَا، فَهُوَ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (1)
2252 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُهُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ بَعْدُ " (2)
2253 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَمَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، ثُمَّ ذَبَحَ، ثُمَّ حَلَقَ " (3)
__________
(1) صحيح لغيره، وهو مكرر ما قبله.
(2) حديث صحيح، سماك -وإن كان في روايته عن عكرمة اضطراب- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة فمن رجال البخاري، وسيأتي برقم (2991) بإسناد صحيح على شرط الشيخين. حسين بن علي: هو الجُعفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/334 عن حسين بن علي، بهذا الإسناد.
وأخرجه بأطول مما هنا ابن سعد 1/241 من طريق داود بن الحصين، عن عكرمة، به. وفيه الواقدي. وسيأتي الحديث برقم (3270) و (3363) .
وله شاهد من حديث البراء عند البخاري (40) ، وسيأتي في "المسند" 4/289 أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو قال: أخواله من الأنصار، وأنه صلى قِبَلَ بيتِ المقدس ستةَ عشر شهراً أو سبعةَ عشر شهراً ...
(3) حسن لغيره، الحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو القاسم: هو مقسم بن بُجْرة مولى ابن عباس.
وأخرجه الطبراني (12088) من طريق عمر بن علي المقدمي، عن الحجاج، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2638) .
وله شاهد من حديث أنس عند أحمد 3/261، ومسلم (1305) .(4/117)
2254 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُوَيْفِعٍ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ، أَخَا بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ لَمَّا أَسْلَمَ، سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ فَرَائِضِ الْإِسْلامِ مِنَ الصَّلاةِ وَغَيْرِهَا، فَعَدَّ عَلَيْهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِنَّ، ثُمَّ الزَّكَاةَ، ثُمَّ صِيَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ حَجَّ الْبَيْتِ، ثُمَّ أَعْلَمَهُ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَسَأَفْعَلُ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ، لَا أَزِيدُ وَلا أَنْقُصُ. قَالَ: ثُمَّ وَلَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ يَصْدُقْ ذُو الْعَقِيصَتَيْنِ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ " (1)
2255 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعَ خَيْبَرَ: أَرْضَهَا وَنَخْلَهَا، مُقَاسَمَةً عَلَى النِّصْفِ " (2)
__________
(1) حديث حسن، ابن إسحاق صرح بالتحديث، ومحمد بن الوليد بن نويفع لم يرو عنه غير ابن إسحاق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيأتي مطولاً برقم (2380) ، ومختصراً برقم (2381) .
والعقيصتان: الضفيرتان من الشعر.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى -واسمه محمد بن عبد الرحمن- سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن ماجه (2468) ، وأبو يعلى (1341) ، والدارقطني 3/37-38 من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه مطولة. =(4/118)
2256 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، وَمُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي، وَلا أَقُولُهُ فَخْرًا: بُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ، فَلَيْسَ مِنْ أَحْمَرَ وَلا أَسْوَدَ يَدْخُلُ فِي أُمَّتِي إِلا كَانَ مِنْهُمْ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا " (1)
2257 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّبَّاغَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا رَكَعَ وَإِذَا سَجَدَ كَبَّرَ " (2) ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: " لَا أُمَّ لَكَ، أَوَلَيْسَ تِلْكَ سُنَّةَ
__________
= وأخرجه أبو يوسف القاضي في "الخراج" ص 51 عن ابن أبي ليلى، به.
وأخرجه الطحاوي 3/246 من طريق الحجاج بن أرطاة، عن الحكم، به.
وأخرجه مطولاً أبو داود (3410) و (3411) ، وابن ماجه (1820) ، والطبراني (12062) من طريق ميمون بن مهران، عن مقسم، به.
وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (2285) ، ومسلم (1551) ، وسيأتي في "المسند" (4732) .
قال السندي: وقوله: "أرضها" بالمزارعة، و"نخلها" بالمساقاة، واستدل به على جواز المزارعة ببعض ما يخرج من الأرض، وقيل: بل هو مخصوص بما إذا كانت المزارعة تبعاً للمساقاة.
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، لضعف علي بن عاصم ويزيد بن أبي زياد -وهو القرشي الهاشمي مولاهم الكوفي- وهما متابعان، وسيأتي مطولاً برقم (2742) ، ويأتي تخريجه هناك إن شاء الله تعالى.
(3) في (ظ9) و (ظ14) : فكان يكبر إذا ركع وإذا سجد.(4/119)
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " (1)
2258 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " مَرَّتْ جَارِيَتَانِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَجَاءَتَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصَلِّي فَأَخَذَتَا بِرُكْبَتَيْهِ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ "
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَمَرَرْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصَلِّي وَنَحْنُ عَلَى حِمَارٍ فَجِئْنَا فَدَخَلْنَا فِي الصَّلاةِ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد العزيز الدباغ: هو عبد العزيز بن المختار البصري مولى حفصة بنت سيرين، وعبد الله الداناج: هو عبد الله بن فيروز، والداناج بالفارسية: العالم.
وأخرجه الطحاوي 1/221، والطبراني (11918) من طريقين عن عبد العزيز الدباغ، بهذا الإسناد. وانظر (1886) .
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن الجزار، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (92) ، وأبو يعلى (2423) عن علي بن الجعد، عن شعبة، بهذا الإسناد. زاد علي بن الجعد في حديثه: قال رجل لشعبة: كان بين يديه عنَزَة؟ قال: لا.
وسيأتي هذا الحديث برقم (2295) عن عفان عن شعبة، وفيه أن الذي كان مع ابن عباس على الحمار هو غلام من بني هاشم، وهو أصح.
وتقدم برقم (2095) مختصراً، وسيأتي برقم (3167) مطولاً، من طريق شعبة عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، عن أبي الصهباء، عن ابن عباس، بزيادة أبي الصهباء بين يحيى بن الجزار وبين ابن عباس، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: ويحيى بن الجزار سمعَ ابنَ عباس، ويروي أيضاً عنه بالواسطة، فيحمل هذا على الاتصال، فلعله =(4/120)
2259 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " حَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعْضَ غِلْمَةِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاحِدًا خَلْفَهُ، وَوَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ " (1)
2260 - حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الرَّقِّيَّ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ، وَالسُّلْطَانُ مَوْلَى مَنْ لَا مَوْلَى لَهُ " (2)
__________
= سمعه منهما.
وتقدم برقم (1891) من طريق عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس بقصة مروره على الحمار، وفيه أن الذي كان معه هو أخوه الفضل بن العباس.
(1) إسناده صحيح، علي بن إسحاق -وهو المروزي- روى له الترمذي، وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه البخاري (1898) و (5965) ، والنسائي 5/212، والطبراني (11953) ، والبيهقي 5/260 من طريق يزيد بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5966) من طريق أيوب قال: ذُكِر شر الثلاثة عند عكرمة، فقال: قال ابن عباس: أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد حمل قُثَمَ بين يديه والفضلَ خَلْفَه -أو قُثَمَ خلفه والفضل بين يديه- فأيهم شَر أو أيهم خير؟
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وقال الإمام أحمد: لم يسمع من عكرمة.
وأخرجه الطبراني (11298) من طريق مَعْمر بن سليمان الرقي، عن الحجاج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس.
وأخرجه ابن ماجه (1880) ، وأبو يعلى (2507) من طريق أبي كريب محمد بن =(4/121)
2261 - حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1)
__________
= العلاء، والبيهقي 7/109-110 من طريق سهل بن عثمان، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، عن الحجاج، عن عكرمة، به - دون قوله: "والسلطان مولى من لا مولى له".
وأخرجه الطبراني (11944) من طريق سهل بن عثمان، عن عبد الله بن المبارك، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، به.
وأخرجه الطبراني (12483) عن عبد الله بن أحمد، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وبشر بن المفضل، قالا: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وهذا إسناد صحيح إلا أنه أعِل بالوقف، فقد أخرجه عبد الرزاق (10483) عن سفيان الثوري، عن ابن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لا نكاح إلا بإذن ولي أو سلطان. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/129 عن وكيع، عن سفيان، به موقوفاً.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/12، ومن طريقه البيهقي 7/112 والبغوي (2264) عن مسلم بن خالد، وأخرجه سعيد بن منصور (553) من طريق جعفر بن خالد، كلاهما عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به موقوفاً.
وأخرجه الدارقطني في "سننه" 3/221 من طريق عدي بن الفضل، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم فرفعه، قال الدارقطني: رفعه عدي بن الفضل ولم يرفعه غيره، وقال البيهقي في "السنن" 7/124 بعد أن أورده من طريق عدي بن الفضل: كذا رواه عدي بن الفضل وهو ضعيف، والصحيح موقوف.
وله شاهد حسن من حديث عائشة سيذكره المصنف بعد هذا، ومن حديث أبي هريرة عند ابن حبان (4076) ، وأبي موسى الأشعري عند ابن حبان أيضاً (4077) ، وابن مسعود عند الدارقطني 3/225 وعن علي عند البيهقي 7/111، وعن ابن عمر عند الدارقطني 3/225 وهذه الأحاديث لا يخلو واحد منها من ضعف، لكن الحديث يتقوى بمجموع هذه الشواهد ويصير حسناً.
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. =(4/122)
2262 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُقَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ سَافَرَ رَكْعَتَيْنِ، وَحِينَ أَقَامَ أَرْبَعًا "، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَمَنْ صَلَّى فِي السَّفَرِ أَرْبَعًا كَمَنْ صَلَّى فِي الْحَضَرِ رَكْعَتَيْنِ "، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَمْ تُقْصَرِ الصَّلاةُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً، حَيْثُ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّى النَّاسُ رَكْعَةً رَكْعَةً " (1)
2263 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَعَنَ الْوَاصِلَةَ وَالْمَوْصُولَةَ، وَالْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ " (2)
__________
= وأخرجه الطحاوي 3/7 من طريق معمر بن سليمان الرقي، بهذا الإسناد. وسيأتي في مسند عائشة 6/47 و260، وصححه ابن حبان برقم (4074) و (4075) .
(1) إسناده ضعيف، حميد بن علي -وهو أبو عكرشة العقيلي- قال الدارقطني: لا يستقيم حديثُه، ولا يحتج به، وقال أبو زرعة: كوفي لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري في "تاريخه" 2/353: حميد بن علي عن الضحاك مرسل، والضحاكُ بنُ مزاحم لم يسمع من ابن عباس، قال علي ابن المديني فيما نقله عنه العقيلي في "الضعفاء" عن يحيى بن سعيد: كان شعبة لا يحدث عن الضحاك بن مزاحم، وكان ينكر أن يكون لقي ابنَ عباس قط، وقال علي في موضع آخر عن يحيى بن سعيد: كان الضحاك عندنا ضعيفاً. وسيتكرر برقم (3268) ، وانظر (2124) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة: سيئ الحفظ. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني المعروف بيتيم عروة. وسيتكرر برقم =(4/123)
2264 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ عَرَفَاتٍ، أَوْضَعَ النَّاسُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُنَادِيًا يُنَادِي: " أَيُّهَا النَّاسُ، لَيْسَ الْبِرُّ بِإِيضَاعِ الْخَيْلِ وَلا الرِّكَابِ "، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ مِنْ رَافِعَةٍ يَدَهَا (1) عَادِيَةً حَتَّى نَزَلَ جَمْعًا (2)
2265 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، كَانَ رِدْفَ " رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَدَخَلَ الشِّعْبَ، فَنَزَلَ فَأَهْرَاقَ الْمَاءَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَرَكِبَ وَلَمْ يُصَلِّ " (3)
__________
= (3059) ، وانظر (1982) .
وفي الباب عن ابن عمر متفق عليه وسيأتي في "المسند" برقم (4724) بلفظ: "لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة".
(1) في (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) و (ق) و (ص) : يديها.
(2) حديث صحيح، المسعودي -واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن كان قد اختلط- قد رواه عنه وكيع في الرواية السالفة برقم (2099) ، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط، وتابعه عليه الأعمش فيما سيأتي برقم (2427) .
وقوله: "حتى نزل جمعاً" هو بفتح الجيم وسكون الميم، أي: مزدلفة، وسميت جمعاً، لأنه يجمع فيها بين الصلاتين، ويجتمعُ الناس بها، وأهلها يزدلفون، أي: يتقربون إلى الله تعالى بالوقوف بها، وفيها المشعر الحرام -بفتح الميم وبه جاء القرآن الكريم-، أي: المحرم فيه الصيد، وسمي مشعراً لما فيه من معالم الدين.
(3) حسن لغيره، إسماعيل بن عمر هو الواسطي ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه =(4/124)
2266 - حَدَّثَنَا سَعْدُ (1) بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ اسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ "، فَأَخَذَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، وَكَانَتِ امْرَأَةً حَسْنَاءَ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَضْلَ، فَحَوَّلَ وَجْهَهُ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ (2)
2267 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْأَشْقَرُ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ، قَالَ:
__________
= ثقات من رجال الشيخين غير شعبة -وهو ابن دينار القرشي الهاشمي مولى ابن عباس- (وأخطأ الشيخ أحمد شاكر، فظنه شعبة بن الحجاج) وهو مختلف فيه، قال أحمد: ما أرى به بأساً، وقال ابن معين: ليس به بأس وهو أحب إلي من صالح مولى التوأمة، وقال مالك: ليس بثقة، وقال النسائي، وأبو حاتم الرازي: ليس بقوي، وقال أبو زرعة الرازي: مديني ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: ولم أجد له حديثاً منكراً، فأحكم عليه بالضعف، وأرجو أنه لا بأس به. وانظر ما سيأتي برقم (2464) ، وما تقدم برقم (1800) .
(1) تحرف في (م) إلى: سعيد.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد بن إبراهيم، فمن رجال البخاري. صالح: هو ابن كيسان مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز.
وأخرجه النسائي 5/119 و8/228-229، والطبراني 18/ (725) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (1890) .(4/125)
كَيْفَ تَقُولُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ يَوْمَ يَجْعَلُ اللهُ السَّمَاءَ عَلَى ذِهْ - وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ - (1) وَالْأَرْضَ عَلَى ذِهْ، وَالْمَاءَ عَلَى ذِهْ، وَالْجِبَالَ عَلَى ذِهْ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى ذِهْ؟ كُلُّ ذَلِكَ يُشِيرُ بِأَصَابِعِهِ "، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] (2)
2268 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْأَشْقَرُ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاتَ يَوْمٍ وَلَيْسَ فِي الْعَسْكَرِ مَاءٌ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ فِي الْعَسْكَرِ مَاءٌ، قَالَ: " هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَأْتِنِي بِهِ "، قَالَ: فَأَتَاهُ بِإِنَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ قَلِيلٍ، قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَصَابِعَهُ عَلَى (3) فَمِ الْإِنَاءِ وَفَتَحَ أَصَابِعَهُ، قَالَ: فَانْفَجَرَتْ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ عُيُونٌ، وَأَمَرَ بِلالًا فَقَالَ: " نَادِ فِي النَّاسِ: الْوَضُوءَ الْمُبَارَكَ " (4)
__________
(1) في (ظ9) و (ظ14) وعلى حاشية (س) و (ق) و (ص) : بالسباحة.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حسين بن حسين الأشقر، قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وعطاء -وهو ابن السائب- قد اختلط. أبو كدينة: هو يحيى بن المهلب البجلي، وأبو الضحى: هو مسلم بن صُبيح.
وأخرجه الترمذي (3240) ، والطبري 24/26 من طريق محمد بن الصلت، عن أبي كدينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح، وسيأتي برقم (2989) .
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وسيأتي برقم (3590) .
(3) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : في، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) وهامش (س) .
(4) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 4/128 من طريق محمد بن الصلت، عن أبي =(4/126)
2269 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ يَعْنِي ابْنَ خِرِّيتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَوْمًا بَعْدَ الْعَصْرِ، حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَبَدَتِ النُّجُومُ، وَعَلِقَ النَّاسُ يُنَادُونَهُ: الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَجَعَلَ يَقُولُ: الصَّلاةَ الصَّلاةَ، قَالَ: فَغَضِبَ، قَالَ: أَتُعَلِّمُنِي بِالسُّنَّةِ؟ " شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَوَجَدْتُ فِي نَفَسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَسَأَلْتُهُ، فَوَافَقَهُ (1)
2270 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ
__________
= كدينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (25) من طريق شعيب بن صفوان، عن عطاء بن السائب، به.
وأخرجه البزار (2415 - كشف الأستار) ، والطبراني (12560) من طريق محمد بن معاوية بن مالج، عن خلف بن خليفة، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي، عن ابن عباس، بنحوه. ورواية الطبراني مطولة، وسيأتي برقم (2988) .
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود سيأتي برقم (4393) ، وعن أنس بن مالك سيأتي 3/216.
وقوله: "الوضوء المبارك"، قال السندي: بالنصب، أي: احضروا الوَضوءَ، وهو بفتح الواو على إرادة الماء.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
وأخرجه الطيالسي (2720) ، ومسلم (705) (57) ، والطبراني (12916) ، والبيهقي 3/168 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3293) .
وقوله: "علق الناسُ" أي: طفقوا ينادونه.(4/127)
يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الدَّيْنِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَنْ جَحَدَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَوْ: أَوَّلُ مَنْ جَحَدَ آدَمُ -، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ، مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا هُوَ مِنْ ذَرَارِيَّ (1) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَجَعَلَ يَعْرِضُ ذُرِّيَّتَهُ عَلَيْهِ، فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلًا يَزْهَرُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، كَمْ عُمْرُهُ؟ قَالَ: سِتُّونَ عَامًا، قَالَ: رَبِّ زِدْ فِي عُمْرِهِ، قَالَ: لَا، إِلا أَنْ أَزِيدَهُ مِنْ عُمْرِكَ وَكَانَ عُمْرُ آدَمَ أَلْفَ عَامٍ، فَزَادَهُ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَكَتَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بِذَلِكَ كِتَابًا، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةَ، فَلَمَّا احْتُضِرَ آدَمُ، وَأَتَتْهُ الْمَلائِكَةُ لِتَقْبِضَهُ، قَالَ: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ عَامًا، فَقِيلَ: إِنَّكَ قَدْ وَهَبْتَهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ، قَالَ: مَا فَعَلْتُ وَأَبْرَزَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، وَشَهِدَتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ " (2)
__________
(1) كذا في (ظ9) و (ظ14) "ما هو ذارىء" وهو الصواب، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: "ما هو من ذراري" وهو غير واضح المعنى. والذارىء من صفات الله عز وجل، وهو الذي ذرأ الخلق، أي: خلقهم.
(2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف، وكذا يوسف بن مهران.
وأخرجه الطيالسي (2692) ، وابن سعد 1/28-29، وابن أبي شيبة 13/60 و14/118، وابن أبي عاصم في "السنة" (204) ، وأبو يعلى (2710) ، والطبراني (12928) ، والبيهقي 10/146 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2713) و (3519) ، وانظر (2455) . يزهر: أي: يضيء وجهه حسناً.
وله شاهد بإسناد قوي من حديث أبي هريرة صححه ابن حبان برقم (6167) .(4/128)
2271 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِنِّ، وَلا رَآهُمْ، انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ، قَالَ: فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ، قَالَ: فَقَالُوا: مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلا شَيْءٌ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، قَالَ: فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا يَبْتَغُونَ مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ؟ قَالَ: فَانْصَرَفَ النَّفَرُ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدًا إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلاةَ الْفَجْرِ، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ، اسْتَمَعُوا لَهُ، وَقَالُوا: هَذَا وَاللهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، قَالَ: فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا: يَا قَوْمَنَا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن: 2] الْآيَةَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ} [الجن: 1] وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية.
وأخرجه البخاري (773) و (4921) ، ومسلم (449) ، والترمذي (3323) ، والنسائي في "الكبرى" (11624) و (11625) ، وأبو يعلى (2369) ، والطبري 29/102، وابن حبان (6526) ، والطبراني (12449) ، والحاكم 3/503، والبيهقي 2/225-226 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2482) . =(4/129)
2272 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لَهُمْ وَلِكُلِّ آتٍ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، فَمَنْ كَانَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ، فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ، حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ " (1)
2273 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَكَحَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2)
__________
= وسوق عكاظ: قال الواقدي: عكاظ بين نخلة والطائف وذو المجاز خلف عرفة ومجنة بمر الظهران، وهذه أسواق قريش والعرب، ولم يكن فيها أعظم من عكاظ، قالوا: كانت العرب تقيم بسوق عكاظ شهر شوال، ثم تنتقل إلى سوق مجنة فتقيم فيه عشرين يوماً من ذي القعدة. انظر "معجم البلدان" 4/142
وقوله: "ما قرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الجن ولا رآهم"، قال السندي: قد جاء أنه قرأ
عليهم ورآهم، فيحمل هذا على حالة مخصوصة وهي واقعة نزول سورة الجن، أي: يومئذٍ سمعوا اتفاقاً لا أنه قرأ عليهم، والحديث يدل على أنه خفي عليهم بعثة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن عجلان الباهلي مولاهم البصري.
وأخرجه الدارمي (1792) ، والبخاري (1524) و (1530) و (1845) ، ومسلم (1181) (12) ، والنسائي 5/123-124، والطحاوي 2/117، والطبراني (10911) ، والبيهقي 5/29 من طرق عن وهيب، بهذا الإسناد. وانظر (2128) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني (10918) ، والطحاوي 2/269 من طريقين عن وهيب، بهذا الإسناد. =(4/130)
2274 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ فِي الْأَرْضِ، وَيَجْعَلُونَ الْمُحَرَّمَ صَفَرًا، وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَأَ الدَّبَرْ وَعَفَا الْأَثَرْ، وَانْسَلَخَ صَفَرْ، حَلَّتِ الْعُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُهُ لِصَبِيحَةِ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَأَمَرَهُمْ أْنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْحِلِّ؟، قَالَ: " الْحِلُّ كُلُّهُ " وَفِي كِتَابِهِ: لِصُبْحٍ (1)
__________
= وأخرجه الطبراني (11018) من طريق عبد الكريم بن أبي مخارق، عن طاووس وعطاء وعكرمة عن ابن عباس، به. وانظر (1919) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1564) و (3832) ، ومسلم (1240) ، والنسائي 5/180-181، والطحاوي 2/158 والطبراني (10906) ، والبيهقي 4/345 من طرق عن وهيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2505) من طريق ابن جريج، عن طاووس، عن ابن عباس قال: قدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه صبح رابعة ... فذكره بنحوه مطولاً. وانظر (2361) .
وقوله: "كانوا يرون"، قال السندي: أي: أهل الجاهلية. صفراً، أي: ليحلوه كما حكى الله تعالى عنهم: (يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً) . الدبر بفتحتين: الجروح التي تكون في ظهر البعير، أي: إذا زال عنها الجروح التي حصلت بسبب سفر الحج عليها.
وقوله: "وعفا الأثر"، قال النووي 8/225: أي: درس وامحى، والمراد أثر الإِبل وغيرها في سيرها عفا أثرها لطول مرور الأيام هذا هو المشهور، وقال الخطابي: المراد أثر الدبر، قال النووي: هذه الألفاظ تقرأ كلها ساكنة الآخر ويوقف عليها، لأن مرادهم السجع.
وقوله: "فأمرهم أن يجعلوها عمرة" قال السندي: ليقطع بذلك أصل أمر الجاهلية.
فتعاظم ذلك: لحبهم موافقته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنه بقي محرماً لا لموافقة أمر الجاهلية.(4/131)
2275 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ طَعَامًا حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: " ذَلِكَ دَرَاهِمُ بِدَرَاهِمَ، وَالطَّعَامُ مُرْجَأٌ " (1)
2276 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي، فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَجَذَبَنِي فَجَرَّنِي، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، قِيَامُهُ فِيهِنَّ سَوَاءٌ " (2)
2277 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: حَتَّى مَتَى تُضِلُّ النَّاسَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ:
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (2132) ، والطبراني (10915) ، والبيهقي 5/312 من طريقين عن وهيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 7/285 من طريق ابن عيينة، عن ابن طاووس، به. وانظر (1847) .
قال السندي: ذاك دراهم بدراهم: أي: بيع دراهم بدراهم، أي: إذا اشترى من أحد طعاماً إلى أجل بدرهم ثم باعه منه أو من آخر قبل قبضه بدرهم يلزم الربا، لأنه في التقدير بيع درهم بدرهم والطعام غائب فهو ربا.
مرجأ: هو اسم مفعول من أرجأ أو رجأ آخره همزة وقد تترك تخفيفاً: إذا أخر.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عكرمة بن خالد: هو ابن العاص بن هشام.
وأخرجه أبو يعلى (2465) ، والطحاوي 1/286 من طريقين عن وهيب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3459) و (3502) ، وانظر (1843) .(4/132)
مَا ذَاكَ يَا عُرَيَّةُ؟ قَالَ: تَأْمُرُنَا بِالْعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ، وَقَدْ نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " قَدْ فَعَلَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَقَالَ عُرْوَةُ: " هُمَا كَانَا أَتْبَعَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَعْلَمَ بِهِ مِنْكَ " (1)
2278 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ أُخْتَهُ نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، لَغَنِيٌّ عَنْ نَذْرِ أُخْتِكَ لِتَحُجَّ رَاكِبَةً وَلْتُهْدِ بَدَنَةً " (2)
2279 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ مَكَّةَ فَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَلا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، لَا يُخْتَلَى خَلاهَا، وَلا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلا يُنَفَّرُ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة. وانظر (2664) و (2976) و (3121) .
وقوله: "وقد نهى أبو بكر وعمر" قال السندي: لم يشتهر نهي أبي بكر عنه أصلاً، ولعل عروة اعتمد على موافقة عمر لأبي بكر في سائر الأمور، فرأى أنه ما نهى عنه عمر إلا لموافقة أبي بكر، ثم إن عمر ما نهى عن العمرة في أشهر الحج مطلقاً، وإنما نهى عن المتعة فقط، فكأنه اعتمد على ظهور المقصود فسامح في الكلام.
وقوله: "وأعلم به" لا يلزم من الأعلمية على الإطلاق الأعلمية في كل حكم مخصوص على انفراده، فكلام عروة لا يخلو عن أثر الإهمال، وفيه خروج عن طور التحقيق إلى طور التقليد، لذلك أخذ المسلمون بجواز المتعة، والله ولي التوفيق.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة -وهو أبو عبد الله مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري. وانظر (2134) .(4/133)
صَيْدُهَا، وَلا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا إِلا لِمُعَرِّفٍ "، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: إِلا الْإِذْخِرَ لِصَاغَتِنَا وَقُبُورِنَا، قَالَ: " إِلا الْإِذْخِرَ " (1)
2280 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُدَّعِيَ الْبَيِّنَةَ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ، فَاسْتَحْلَفَ الْمَطْلُوبَ، فَحَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ، (2) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ، وَلَكِنْ غُفِرَ لَكَ بِإِخْلاصِكَ قَوْلَ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. خالد: هو ابن مِهران الحذاء.
وأخرجه البخاري (1349) و (1833) و (2090) ، والطبراني (11957) ، والبيهقي 5/195 من طريقين عن خالد، به. وعلقه البخاري 5/87 عن خالد الحذاء مختصراً.
وأخرجه الطبراني (11925) من طريق عبد الكريم بن مالك الجزري، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (2962) ، وانظر (2896) و (3253) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/238 وغيره، وصححه ابن حبان (3715) ، وعن ابن عمر صححه ابن حبان (5996) .
الخلا: النبات الرطب الرقيق، واختلاؤه: قطعه، لا يعضد شجرها: أي لا يقطع.
والإذخر، قال الحافظ في "هدي الساري" ص 76: حشيشة معروفة طيبة الريح توجد بالحجاز.
(2) في (ظ9) و (ظ14) : فاستحلف المطلوب بالذي لا إله إلا الله.
(3) إسناده ضعيف، عطاء بن السائب اختلط بأخرة، وهو لا يحتمل مثل هذا المتن، وقد عد الإمام الذهبي هذا الحديث في "ميزان الاعتدال" 3/72 من مناكيره، وهو الصواب. أبو يحيى: اسمه زياد المكي الأعرج مولى قيس بن مخرمة، وهو ثقة روى له أبو داود والنسائي.
وأخرجه أبو داود (3275) ، والبيهقي 10/37 من طريق موسى بن إسماعيل، عن =(4/134)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حماد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6006) من طريق سفيان الثوري، والحاكم في "المستدرك" 4/95-96 من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن عطاء بن السائب، به. وفي رواية النسائي: "ادفع حقه وستكفر عنك لا إله إلا الله ما صنعت"، وفي رواية الحاكم: "بل هو عندك، ادفع إليه حقه" ثم قال: "شهادتك أن لا إله إلا الله كفارة ليمينك".
وفي رواية أحمد الآتية برقم (2695) و (2956) من طريق شريك عن عطاء بن السائب: فنزل جبريل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: إنه كاذب، إن له عنده حقه، فَأْمُره أن يعطيه
حقه، وكفارة يمينه معرفته لا إله إلا الله.
وأخرجه أبو داود (3620) من طريق أبي الأحوص، عن عطاء بن السائب، به مختصراً، بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال -يعني لرجل حلفه-: "احلف بالله الذي لا إله إلا الله ما له عندك شيء" يعني للمدعي.
ولفظ النسائي (6007) من طريق أبي الأحوص، به: جاءَ خصمان إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فادعى أحدهما على الآخر، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمدعي: "أقم بَينَتَك" قال: يا رسولَ الله ليس لي بينة، فقال للآخر: "احلف بالذي لا إله إلا هو ما له عليك أوعندك شيء".
وأخرجه النسائي (6005) -وسيأتي في "المسند" 4/3- من طريق شعبة، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، عن عبيدة، عن ابن الزبير، عن النبيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن رجلاً حلف بالله الذي لا إله إلا هو كاذباً فغفر له. قال شعبة: من قِبَل التوحيد.
قال النسائي بإثره: خالفه سفيان، فقال: عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى -وهو الأعرج-، عن ابن عباس ... ولا أعلم أحدا تابع شعبه على قوله: عن أبي البختري، عن عبيدة، عن ابن الزبير. قلنا: وهذا من اضطراب عطاء بن السائب.
وسيأتي في "المسند" 2/68 من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن عمر ... فذكر مثل حديث ابن عباس، وهو إسناد ضعيف لانقطاعه، ثابت البناني لم يسمع من ابن عمر، ويغلب على ظننا أن حماداً أخطأ في إسناده إلى ابن عمر، والصواب أنه من حديث عطاء بن السائب، عن أبي يحيى، عن ابن عباس. =(4/135)
2281 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، شَيْخٌ مِنَ النَّخَعِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَوْعِظَةٍ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104] أَلَا وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلْقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِأُنَاسٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَلَأَقُولَنَّ: أَصْحَابِي، فَلَيُقَالَنَّ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَلَأقُولَنَّ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 117] إِلَى: {فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] فَيُقَالُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ " (1)
__________
= وحديث ابن عباس سيأتي برقم (2613) و (2695) و (2956) و (5379) .
قال البيهقي في "السنن" 10/37: إن كان في الأصل صحيحاً، فالمقصود منه البيان أن الذنب وإن عَظُم لم يكن موجباً للنار متى ما صَحت العقيدة، وكان ممن سبقت له المغفرة، وليس هذا التعيين لأحد بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1913) و (2096) .
وقوله: أمَله علي سفيان: يعني أملاه، قال الفراء: أمللتُ لغة أهل الحجاز وبني أسد، وأمليت لغة بني تميم وقيس. قال الشيخ أحمد شاكر: والمراد أن شعبة سمع هذا الحديث من المغيرة بن النعمان مع سفيان الثوري، وأن المغيرة أملاه على سفيان، فأملاه سفيان على شعبة فوراً.
وقوله: "إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم"، نقل البخاري عن =(4/136)
قَالَ شُعْبَةُ: أَمَلَّهُ عَلَى سُفْيَانَ، فَأَمَلَّهُ عَلَيَّ سُفْيَانُ مَكَانَهُ،
2282 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَوْعِظَةٍ " فَذَكَرَهُ (1)
2283 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُفَصَّلَ هُوَ الْمُحْكَمُ، تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَقَدْ قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ " (2)
__________
= قبيصة قال: هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر، فقاتلهم أبو بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر.
وقال الخطابي: لم يرتد من الصحابة أحد، وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين، وذلك لا يوجب قدحاً في الصحابة المشهورين، ويدل قوله: "أصيحابي" (كما وقع في رواية البخاري في أحاديث الأنبياء) على قلة عددهم.
وقال غيره: قيل هو على ظاهره من الكفر، والمراد بأمتي أمة الدعوة لا أمة الإجابة، ورجح بقوله في حديث أبي هريرة "فأقول لهم: بعداً وسحقاً".
ورجح القاضي عياض والباجي وغيرهما ما قال قبيصة راوي الخبر أنهم من ارتد بعده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وقال البيضاوي: ليس قوله "مرتدين" نصاً في كونهم ارتدوا عن الإسلام، بل يحتمل ذلك، ويحتمل أن يُراد أنهم عصاةُ المؤمنين المرتدون عن الاستقامة يبدلون الأعمال الصالحة بالسيئة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وانظر ما قبله.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله =(4/137)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية.
وأخرجه البخاري (5035) عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (10576) من طريق أبي العالية، عن ابن عباس قال: قرأت المحكم -يعني المفصل- على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يومئذٍ ابن اثنتي عشرة سنة.
والحديث سيأتي برقم (2601) و (3125) و (3357) ، وانظر (3543) .
قال الإمام أحمد ابن حنبل: حديث أبي بشر عندي حديث واهٍ، قد روى أبو إسحاق عن سعيد بن جبير فقال: خمس عشرة (سيأتي في "المسند" 3543) ، وهذا يُوافق حديثَ عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: جئت على أتان وقد ناهزتُ الحُلُم (سيأتي برقم 2376) . انظر "العلل" للإمام أحمد 1/273، و"السير" للذهبي 3/336.
وقال الحافظ في "الفتح" 9/84: وقد استشكل عياضٌ قول ابن عباس: "توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابنُ عشر سنين" بما تقدم في الصلاة من وجه آخر عن ابن عباس: أنه كان في حجة الوداع ناهز الاحتلام، وسيأتي في الاستئذان من وجه آخر: "أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مات وأنا خَتين" وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك، وعنه أيضاً: أنه كان عند موت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن خمس عشرة سنة، وسبق إلى استشكال ذلك الإسماعيلي فقال: حديث الزهري عن عبيد الله، عن ابن عباس (يعني الذي فيه: جئت على أتان وقد ناهزت الحلم) يخالف هذا، وبالغ الداوودي فقال: حديث أبي بشر وهم.
وقال عمرو بن علي الفلاس: الصحيح عندنا أن ابن عباس كان له عند وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث عشرة سنة قد استكملها، ونحوه لأبي عبيد، وأسند البيهقي عن مصعب الزبيري: أنه كان ابن أربع عشرة، وبه جزم الشافعي في "الأم"، ثم حكى أنه قيل: ست عشرة، وحكى قول ثلاث عشرة وهو المشهور، وأورد البيهقي عن أبي العالية عن ابن عباس: قرأت المحكم على عهد رسول الله وأنا ابن ثنتي عشرة، فهذه ستة أقوال.
قال ابن حجر: والأصل فيه قول الزبير بن بكار وغيره من أهل النسب أن ولادة ابن عباس كانت قبل الهجرة بثلاث سنين وبنو هاشم في الشعْب، وذلك قبل وفاة أبي طالب، ونحوه لأبي عبيد، ويمكن الجمع بين مختلف الروايات إلا ست عشرة وثنتي عشرة، فإن=(4/138)
2284 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: - يَعْنِي حَجَّاجًا - وَحَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُفِّنَ فِي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ، وَفِي بُرْدٍ أَحْمَرَ " (1)
2285 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ إِبْرَاهِيمَ، جَاءَ بِإِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ وَهَاجَرَ، فَوَضَعَهُمَا بِمَكَّةَ فِي مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ جَاءَتْ مِنَ الْمَرْوَةِ إِلَى إِسْمَاعِيلَ، وَقَدْ نَبَعَتِ الْعَيْنُ، فَجَعَلَتْ تَفْحَصُ الْعَيْنَ بِيَدِهَا هَكَذَا،
__________
= كلاً منهما لم يثبت سنده، والأشهر بأن يكون ناهز الاحتلام لما قارب ثلاث عشرة، ثم بَلَغَ لما استكملها ودخل في التي بعدها، فإطلاق خمس عشرة بالنظر إلى جَبْر الكسرين، وإطلاق العشر والثلاث عشرة بالنظر إلى إلغاء الكسر، وإطلاق أربع عشرة بجبر أحدهما.
(1) حسن، الحجاج بن أرطاة قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد جاء ما يعارضه وهو أصح منه، ففي حديث عائشة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد كفن في ثلاثة أثواب يمانية سحولية.
أخرجه البخاري (1264) ، ومسلم (941) عنها قالت: كفن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ثلاثة
أثواب بيض سحولية من كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة، وأما الحُلة، فإنما شبه على الناس فيها أنها اشتريت له ليكفن فيها، فتركت الحلة، وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية، وفي رواية: "أدرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حلة يمنية كانت لعبد الله بن أبي بكر ثم نزعت عنه، وكفن في ثلاثة أثواب يمانية".
وحديث ابن عباس أخرجه ابن سعد 2/285 من طريق زهير بن معاوية، عن الحكم، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2861) ، وانظر (1942) و (2357) .(4/139)
حَتَّى اجْتَمَعَ الْمَاءُ مِنْ شَقِّهِ، ثُمَّ تَأْخُذُهُ بِقَدَحِهَا، فَتَجْعَلُهُ فِي سِقَائِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُهَا اللهُ ولَوْ تَرَكَتْهَا لَكَانَتْ عَيْنًا سَائِحَةً تَجْرِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
2286 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكَلَ إِمَّا ذِرَاعًا مَشْوِيًّا وَإِمَّا كَتِفًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (2)
2287 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُجَّاجًا، فَأَمَرَهُمْ فَجَعَلُوهَا عُمْرَةً، ثُمَّ قَالَ: " لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، لَفَعَلْتُ كَمَا فَعَلُوا، وَلَكِنْ دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "، ثُمَّ أَنْشَبَ أَصَابِعَهُ بَعْضَهَا فِي بَعْضٍ، فَحَلَّ النَّاسُ إِلا مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِمَ أَهْلَلْتَ؟ " قَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهْلَلْتَ بِهِ، قَالَ: " فَهَلْ مَعَكَ هَدْيٌ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَأَقِمْ كَمَا أَنْتَ، وَلَكَ ثُلُثُ هَدْيِي " قَالَ: فَكَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِائَةُ بَدَنَةٍ (3)
__________
(1) حديث صحيح وهذا سند حسن، حماد بن سلمة روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط في رأي الجمهور، وسيأتي من طريق آخر برقم (3250) و (3390) .
وأخرجه الطبري 13/231 من طريق يحيى بن عباد، عن حماد، به.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني (10793) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (2002) .
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الكوفي.(4/140)
2288 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ بِابْنٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا بِهِ جُنُونٌ، وَإِنَّهُ يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَعَشَائِنَا، فَيُفْسِدُ عَلَيْنَا، " فَمَسَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرَهُ، وَدَعَا، فَثَعَّ ثَعَّةً، - قَالَ عَفَّانُ: (1) فَسَأَلْتُ أَعْرَابِيًّا، فَقَالَ: بَعْضُهُ عَلَى أَثَرِ بَعْضٍ - وَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ مِثْلُ الْجَرْوِ الْأَسْوَدِ وَشُفِيَ " (2)
__________
= وأخرجه الطبراني (11117) من طريق مسدد، عن خالد بن عبد الله الواسطي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (644) ، والترمذي (932) من طريقين عن يزيد بن أبي زياد، به. وسيأتي برقم (2348) ، وانظر (2115) .
قال الترمذي: حديث حسن، ومعناه: أن لا بأس بالعمرة في أشهر الحج وهكذا فسره الشافعي وأحمد وإسحاق، ومعنى هذا الحديث: أن أهلَ الجاهلية كانوا لا يعتمرون في أشهر الحج، فلما جاء الإسلامُ، رخصَ النبيُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك فقال: "دخلت العمرةُ في الحج إلى يوم القيامة" يعني: لا بأسَ بالعمرة في أشهر الحج.
قلنا: وله شاهد عن جابر عند أحمد 3/317، والبخاري (2506) ، ومسلم (1216)
وعن أنس عند أحمد 3/185، والبخاري (1558) ، ومسلم (1250) .
وعن علي عند ابن حبان (3777) .
وقوله: "لو استقبلت من أمري" قال السندي: أي لو علمت في ابتداء شروعي ما علمت الآن من لحوق المشقة بأصحابي بانفرادهم بالفسخ حتى توقفوا وترددوا وراجعوه لما سقت الهدي حتى فسخت معهم. في الحج: في أشهر الحج. وقول علي: لا، قد جاء أنه جاء بهدايا له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيحمل النفي على أنه ليس معي هدي لي.
(1) تحرف في (م) إلى: عثمان بن.
(2) إسناده ضعيف، فرقد السبخي ضعفه ابن سعد ويعقوب بن شيبة وابن المديني=(4/141)
2289 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَشَلَ مِنْ قِدْرٍ عَظْمًا، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1)
2290 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيُكْتَبُنَّ مِنَ الغَافِلِينَ " (2)
__________
= والنسائي والدارقطني، وقال أحمد وأبو حاتم: ليس بالقوي، وقال البخاري: في حديثه مناكير، وقال يحيى القطان: ما تعجبني الرواية عنه. وانظر (2133) .
وقوله: "فثع ثعة" أي: قاء قاءة، والثعة: المرة الواحدة، والثعثعة: حكاية صوت القالس.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه البخاري (5405) عن عبد الله بن عبد الوهاب، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقرن بأيوب عاصماً الأحول.
وأخرجه ابن حبان (1129) من طريق داود بن أبي هند، والطبراني (11508) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، كلاهما عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (2406) و (2467) و (2939) و (3012) ، وانظر ما تقدم برقم (1988) .
(2) لفظ الجلالة ليس في (ظ9) و (ظ14) .
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، زيد: هو ابن سلام، وأبو سلام: هو ممطور الحبشي، وقد ثبت الإمام أحمد وأبو حاتم سماعَ يحيى بن أبي كثير من زيد بن سلام.=(4/142)
2291 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ،
__________
= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1659) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. قال النسائي: قال علي (هو ابن المبارك) : ثم كتب به إلي عن ابن عمر وأبي هريرة.
وأخرجه النسائي 3/88-89 من طريق حبان، عن أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، عن زيد بن سلام، به.
وأخرجه مسلم (865) ، والبغوي (1054) من طريق معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، عن ابن عمر وأبي هريرة.
وأخرجه ابن خزيمة (1855) من طريق معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري. وانظر ما تقدم برقم (2132) .
وقوله: "عن ودعهم الجمعات" بفتح الواو وسكون الدال، قال في "النهاية": أي: عن تركهم إياها والتخلف عنها، يقال: ودع الشيء يدعه ودعاً: إذا تركه، والنحاة يقولون: إن العربَ أماتوا ماضي "يدع" ومصدره، واستغنوا عنه بـ"ترك" والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفصح، وإنما يُحمل قولهم على قلة استعماله فهو شاذ في الاستعمال، صحيح في القياس.
قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 4/215: أما ترك الجمعة بالعذر، فجائز بالاتفاق، دعي ابن عمر لسعيد بن زيد وهو يموت، وابن عمر يستجمر (أخرجه الشافعي في "مسنده" بإسناد صحيح) .
وقال ابن عباس لمؤذنه في يوم مطير: إذا قلت: أشهد أن محمداً رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم وقال: إن الجمعة عزمة، فإني كرهت أن أخْرِجَكُم، فتمشوا في الطين والدحض. وانظر البخاري (616) و (668) و (901) ، ومسلماً (699) .(4/143)
وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ " قَالَ: فَقُلْتُ: مَا الْمُتَرَجِّلاتُ مِنَ النِّسَاءِ؟ قَالَ: " الْمُتَشَبِّهَاتُ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ " (1)
2292 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ " (2)
2293 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " فَرَضَ اللهُ الصَّلاةَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَفِي الْخَوْفِ رَكْعَةً " (3)
2294 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ وَلَدِ آدَمَ إِلَّا
__________
(1) حسن لغيره، وهذا سند ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الكوفي. خلف بن الوليد: هو العتكي الجوهري البغدادي، وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم، وخالد: هو ابن عبد الله الطحان.
وأخرجه أبو يعلى (2433) عن محمد بن بكار، عن خالد بن عبد الله، بهذا الإسناد. وانظر (1982) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ولجهالة الراوي عن ابن عباس، وصلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النجاشي صلاة الغائب في "الصحيحين" من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي هريرة، وسترد في "المسند" 3/363 و369 و2/289 و479، ومن حديث عمران بن حصين، وسيأتي في "المسند" 4/433.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، بكير بن الأخنس من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، ومجاهد: هو ابن جبر =(4/144)
قَدْ أَخْطَأَ، أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ، لَيْسَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، وَمَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى" (1)
__________
= المكي. وانظر (2124)
(1) إسناده ضعيف، علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف، ويوسف بن مهران لم يرو عنه غير علي بن زيد وهو لين الحديث.
وأخرجه ابن أبى شيبة 11/562، وأبو يعلى (2544) ، والحاكم 2/591 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وقرن الحاكم بعفان أبا سلمة، ورواية ابن أبي شيبة مختصرة.
وأخرجه عبد بن حميد (665) من طريق سليمان بن حرب، والطبراني (12933) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد، به.
وأخرجه البزار (2359 - كشف الأستار) من طريق محمد بن عون الخراساني، عن عكرمة، عن ابن عباس، مختصراً بقصة يحيى بن زكريا فقط. ومحمد بن عون الخراساني متروك.
وأورده ابن كثير في "قصص الأنبياء" ص 645 عن الإمام أحمد، ثم قال بإثره: علي بن زيد بن جدعان تكلم فيه غير واحد من الأئمة وهو منكر الحديث، وقد رواه ابن خزيمة والدارقطني (قلنا: والبزار 2358) من طريق أبي عاصم العباداني عن علي بن زيد بن جدعان، به، مطولاً، ثم قال ابن خزيمة: وليس على شرطنا.
قلنا: وسيأتي الحديث برقم (2654) و (2689) و (2736) و (2943) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص رفعه: "لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يحيى بن زكريا، ما هم بخطيئة -أحسبه قال- ولا عملها". أخرجه البزار (2360) عن محمد بن الوليد البغدادي، عن محمد بن جهضم، عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو. وهذا سند رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين إلا محمد بن الوليد البغدادي فقد روى له النسائي وقال: لا بأس به.
وقد أورده ابن كثيرص 645-646 عن ابن عساكر من طريق أبي خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد موقوفاً على عبد الله بن عمرو. وقال: هذا أصح من رفعه.=(4/145)
2295 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَرْتُ أَنَا وَغُلامٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى حِمَارٍ، وَتَرَكْنَاهُ يَأْكُلُ مِنْ بَقْلٍ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ، وَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ تَشْتَدَّانِ، حَتَّى أَخَذَتَا بِرُكْبَتَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ " (1)
2296 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قَتَادَةُ، أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، ثُمَّ دَعَا بِبَدَنَتِهِ، أَوْ أُتِيَ بِبَدَنَتِهِ، فَأَشْعَرَ صَفْحَةَ سَنَامِهَا الْأَيْمَنِ، ثُمَّ سَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا، وَقَلَّدَهَا نَعْلَيْنِ، ثُمَّ أَتَى بِرَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا قَعَدَ عَلَيْهَا، وَاسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ، أَهَلَّ بِالْحَجِّ " (2)
__________
= وله شاهد مرسل عن الحسن عند الحاكم 2/591 جود إسناده الذهبي في "مختصره".
وقوله: "ما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى" صحيح وقد تقدم برقم (2167) من طريق آخر.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن الجزار، فمن رجال مسلم. وانظر (2258) .
وقوله: "تشتدان"، أي: تجريان.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان -واسمه مسلم بن عبد الله الأعرج- فمن رجال مسلم.
وأخرجه الدارمي (1912) ، ومسلم (1243) ، وأبو داود (1752) ، وابن الجارود (424) ، وابن خزيمة (2609) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1011) ، وابن حبان (4002) ، والطبراني (12901) ، والبيهقي 5/232، وأبو محمد البغوي في "شرح=(4/146)
2297 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، (1) حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، عَنِ ابْنِ عَمِّ نَبِيِّكُمْ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَلِيمُ (2) الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (3)
__________
= السنة" (1893) من طرق عن شعبة، به. وتقدم مختصراً دون قصة الإهلال بالحج برقم (1855) .
قال النووي في "شرح مسلم" 8/228 أما الإشعار: فهو أن يجرحها في صَفْحة سنامها اليمنى بحَرْبة أو سكين أو حديدة أو نحوها، ثم يسلت الدم عنها، وأصل الإشعار والشعور: الإعلام والعلامة، وإشعار الهدي، لكونه علامة له وهو مستحب ليُعلَم أنه هَدْي، فإن ضَل رده واجدُه، وإن اختلط بغيره تميز.
وأما صفحة السنام: فهي جانبه، والصفحة مؤنثة، فقوله: "الأيمن" بلفظ التذكير، يُتأول على أنه وصف لمعنى الصفحة، لا للفظها، ويكون المراد بالصفحة: الجانب، فكأنه قال: جانب سنامها الأيمن. انتهى.
وقوله: "سلت الدم"، أي: أماطه. وقَلدها، أي: جعل في عنقها.
والبيداء: الأرض المنبسطة قدام ذي الحليفة في طريق مكة وذو الحليفة على ستة أميال أو سبعة من المدينة.
(1) قوله: "حدثنا عفان" سقط من النسخ المطبوعة وأكثر الأصول الخطية، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) .
(2) في (ق) وحاشية (س) و (ص) : العلي، وفي (ظ14) : الحليم.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العالية: هو رُفيع بن مهران الرياحي.
وأخرجه أبو يعلى (2541) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (2012) .(4/147)
2298 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَهْزٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ - قَالَ عَفَّانُ: عَبْدٍ لِي - أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ (1)
2299 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ خَالَتَهُ أُمَّ حُفَيْدٍ، أَهْدَتِ الَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمْنًا وَأَضُبًّا وَأَقِطًا، قَالَ: " فَأَكَلَ مِنَ السَّمْنِ، وَمِنَ الأَقِطِ، وَتَرَكَ الْأَضُبَّ تَقَذُّرًا " فَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُؤْكَلْ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: مَنْ قَالَ: " لَوْ كَانَ حَرَامًا؟ " قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/541، وابن حبان (6241) من طريق عفان، بهذا الإسناد، وانظر (2167) .
قال العلماء: إنما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك تواضعاً إن كان قاله بعد أن أعلم أنه أفضل الخلق،
وإن كان قاله قبل علمه بذلك، فلا إشكال، وقيل: خص يونس بالذكر لما يُخشى على من سمع قصته أن يقع في نفسه تنقيص له، فبالغ في ذكر فضله لسَد هذه الذريعة.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس، وهو أثبت الناس في سعيد بن جبير. =(4/148)
2300 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: أَنْبَأَنِي طَاوُسٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ، وَلا أَكُفَّ شَعَرًا، وَلا ثَوْبًا "
ثُمَّ قَالَ مَرَّةً أُخْرَى: " أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ، وَلا يَكُفَّ شَعَرًا، وَلا ثَوْبًا " (1)
2301 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ قَدْ حُبِّبَ إِلَيْكَ الصَّلاةُ، فَخُذْ مِنْهَا مَا شِئْتَ " (2)
__________
= وأخرجه الطيالسي (2622) ، والبخاري (2572) و (5402) ، وأبو داود (3793) ، والنسائي في "المجتبى" 7/198، وفي "الكبرى" (2700) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1786) ، والطحاوي 4/202، والطبراني (12440) ، والبيهقي 9/324 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 7/199 من طريق هشيم، عن أبي بشر، به. وسيأتي برقم (2354) و (2959) و (3040) و (3163) و (3246) ، وانظر (1978) و (2684) و (3067) .
الَأقِط: هو لبن مجفَف يابس مُستحجِر يطبخ به.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2603) ، وابن أبي شيبة 2/435، والدأرمي (1318) ، والبخاري (810) ، وأبو داود (890) ، والنسائي 2/216، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/199، وابن خزيمة (633) ، وأبو عوانة 1/182 وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1688) ، والطبراني (10862) ، والبيهقي 2/108 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1927) .
(2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولين يوسف بن مهران. وانظر (2205) .(4/149)
2302 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أُتِيتُ، وَأَنَا نَائِمٌ فِي رَمَضَانَ، فَقِيلَ لِي: إِنَّ اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، قَالَ: فَقُمْتُ، وَأَنَا نَاعِسٌ، فَتَعَلَّقْتُ بِبَعْضِ أَطْنَابِ فُسْطَاطِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي " قَالَ: فَنَظَرْتُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، فَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ (1)
2303 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ (2) يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا هِلالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبِيتُ اللَّيَالِي الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًا، وَأَهْلُهُ لَا يَجِدُونَ عَشَاءً، قَالَ: وَكَانَ عَامَّةُ خُبْزِهِمْ خُبْزَ الشَّعِيرِ " (3)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن في رواية سماك -وهو ابن حرب- عن عكرمة اضطراباً.
وأخرجه الطبراني (11777) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (2547) ، وانظر ما تقدم برقم (2052) .
وله شاهد من حديث عبد الله بن أنيس عند أحمد 3/495، ومسلم (1168) . وانظر "فتح الباري" 4/264.
الفسطاط: بيت من شَعَر.
(2) في النسخ المطبوعة من "المسند" زيادة "حدثنا حماد" بين عفان وبين ثابت، والصواب حذفها، كما في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1/الورقة 123.
(3) إسناده صحيح، هلال -وهو ابن خباب العبدي- روى له أصحاب السنن ووثقه أحمد وابن معين ومحمد بن عبد الله بن عمار وغيرهم، وقال يحيى بن سعيد القطان وغيره: إنه تغير قبل موته واختلط، وقد أنكر ذلك ابن معين وقال: لا ما اختلط ولا تغير =(4/150)
2304 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَبَنَا - يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ " قَالَ: فَقَامَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَقَالَ: أَفِي كُلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا، - أَوْ: لَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا - الْحَجُّ مَرَّةً، (1) فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ " (2)
2305 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
= وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه ابن سعد 1/400 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (592) ، والترمذي في "السنن" (2360) ، وفي "الشمائل" (147) ، وابن ماجه (3347) ، والطبراني (11900) ، من طرق عن ثابت بن يزيد، به.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي برقم (3545) .
(1) قوله: "الحج مرة" زيادة من (ظ9) و (ظ14) .
(2) حديث صحيح، سليمان بن كثير، قال النسائي: لا بأس به إلا في الزهري، فإنه يخطىء عليه، وقال ابن عدي: لم أسمع أحداً قال في روايته عن غير الزهري شيئا، وله عن الزهري أحاديث صالحة ولا بأس به، روى له البخاري من حديثه عن حصين وعلق له عن الزهري متابعة، وروى له مسلم والباقون، وقد توبع على هذا الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سنان -واسمه يزيد بن أمية الدؤلي- فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه البيهقي 4/326 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1788) عن محمد بن كثير، عن سليمان بن كثير، به.
وأخرجه النسائي 5/111 من طريق عبد الجليل بن حميد، عن الزهري، به.
وسيأتي برقم (2642) و (3303) و (3510) و (3520) ، وانظر (2663) .(4/151)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ سَبْعًا وَطَافَ سَعْيًا، وَإِنَّمَا سَعَى أَحَبَّ أَنْ يُرِيَ النَّاسَ قُوَّتَهُ " (1)
2306 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى يَوْمَ التَّرْوِيَةِ الظُّهْرَ " (2)
2307 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَمْنَعْ أَحَدُكُمْ أخَاهُ مِرْفَقَهُ أَنْ يَضَعَهُ عَلَى جِدَارِهِ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه الطبراني (11827) ، والبيهقي 5/110 من طريق هدبة، عن همام، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2829) و (2835) ، وانظر (1921) .
(2) إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي روى له أصحاب السنن وهو ثقة، ومَنْ فوقه ثقات من رجال الشيخين غير مقسم مولى ابن عباس، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً، وقد وثقه غير واحد. أبو زُبَيد: هو عبثر بن القاسم الزبيدي، والحكم: هو ابن عتيبة. وسيأتي برقم (2701) ، وانظر (2700) .
(3) إسناده حسن، قال الإِمام أحمد كما في "تهذيب الكمال" 15/494 لقتيبة بن سعيد: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح، فقال قتيبة: لأنا كنا نكتب من كتاب عبد الله بن وهب ثم نسمعه من ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المعروف بيتيم عروة.
وأخرجه ابن ماجه (2337) من طريق ابن وهب، والطبراني (11502/2) من طريق =(4/152)
2308 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ مَيْمُونٍ الْمَكِّيِّ: أَنَّهُ رَأَى ابْنَ الزُّبَيْرِ عَبْدَ اللهِ، وَصَلَّى بِهِمْ، " يُشِيرُ بِكَفَّيْهِ حِينَ يَقُومُ، وَحِينَ يَرْكَعُ، وَحِينَ يَسْجُدُ، وَحِينَ يَنْهَضُ لِلقِيَامِ، فَيَقُومُ فَيُشِيرُ بِيَدَيْهِ "، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ صَلَّى صَلاةً لَمْ أَرَ أَحَدًا يُصَلِّيهَا، فَوَصَفْتُ (1) لَهُ هَذِهِ الْإِشَارَةَ، فَقَالَ: " إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاقْتَدِ بِصَلَاةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ " (2)
__________
= عبد الله بن يوسف، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وحديث ابن وهب عن ابن لهيعة صالح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/256-257، والطبراني (11736) من طريق سماك، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (2867) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2463) ، ومسلم (1609) ، وسيأتي في "المسند" 2/230.
وعن مجمع بن يزيد ورجال من الأنصار عند أحمد 3/480، وابن ماجه (2336) .
والمَرْفِق: كل ما يرتفق، أي: ينتفع به. وفي (ظ9) و (ظ14) : مرفقا.
(1) في (م) وأكثر الأصول الخطية: وصف، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) وسنن أبي داود.
(2) إسناده ضعيف، ميمون المكى مجهول. ابن هبيرة: هو عبد الله بن هبيرة بن أسعد السبئي الحضرمي.
وأخرجه أبو داود (739) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2627) .
قلنا: وهذا الحديثُ مخالف لما ثَبَتَ عن ابن الزبير فيما أخرجه البيهقي 2/73 من طريق أيوب السختياني، عن عطاء بن أبي رباح، قال: صليتُ خلف عبد الله بن الزبير فكان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، فسألته فقال عبد =(4/153)
2309 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَالَتْ قُرَيْشٌ لِليَهُودِ: أَعْطُونَا شَيْئًا نَسْأَلُ عَنْهُ هَذَا الرَّجُلَ، فَقَالُوا: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَسَأَلُوهُ، فَنَزَلَتْ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}
__________
= الله بن الزبير: صليت خلف أبي بكر الصديق رضي الله عنه ... فذكر مثله، وقال أبو بكر: صليت خلف رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر مثله. قال البيهقي: رواته ثقات.
فأما ما أخرجه ابن ماجه برقم (865) من طريق عمر بن رباح، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يرفع يديه عند كل تكبيرة، فإسناده ضعيف لاتفاقهم على ضعف عمر بن رباح.
وأما ما أخرجه النسائي 2/205-206 و206 من طريق قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث: أنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رفع يديه في صلاته وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع، وإذا سجد وإذا رفع رأسه من السجود حتى يحاذِيَ بهما فروع أذنيه، ففيه عنعنة قتادة، على أن مسلماً قد أخرجه (391) (25) و (26) من هذا الطريق، فلم يذكر فيه قوله: "وإذا سجد وإذا رفع رأسه من السجود".
وأخرج حديث مالك بن الحويرث أيضاً البخاري (737) ، ومسلم (391) (24) من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة: أنه رأى مالك بن الحويرث إذا صلى كبر ورفع يديه ... فذكره ورفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر فيه الرفع عند السجود ولا عند الرفع منه أيضاً، وهو الصواب.
وقد نَفَى ابنُ عمر أن يكون رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد رفع يديه في شيء من السجود، فقد
أخرج البخاري (735) و (738) واللفظ له، ومسلم (390) عن ابن عمر: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يرفع يديه حَذْوَ منكبيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كَبر للركوع، وإذا رفع رأسه من
الركوع رفعهما كذلك أيضاً وقال: "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمدُ" وكان لا يفعل ذلك حين يسجد ولا حين يرفع رأسه من السجود. وزاد في رواية عند البخاري (739) : وإذا قام من الركعتين رفع يديه.(4/154)
[الإسراء: 85] ، قَالُوا: أُوتِينَا عِلْمًا كَثِيرًا، أُوتِينَا التَّوْرَاةَ، وَمَنْ أُوتِيَ التَّوْرَاةَ، فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا "، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ} [الكهف: 109] (1)
* 2310 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلأَسْلَمِيِّ: " لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ لَمَسْتَ أَوْ نَظَرْتَ " (2)
__________
(1) إسناده صحيح، داود: هو ابن أبي هند البصري ثقة من رجال مسلم، وعكرمة من رجال البخاري، وباقي السند على شرطهما.
وأخرجه الترمذي (3140) ، والنسائي في "الكبرى" (11314) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه أبو يعلى (2501) ، وابن حبان (99) ، والحاكم 2/531، والبيهقي في "الدلائل" 2/269 من طريقين عن يحيى بن أبي زائدة، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبري 15/155 من طريق داود، عن عكرمة، مرسلا.
قال السندي: قد صح أن اليهود سألوه عنه بأنفسهم، ويمكن الجواب بأنه لا منافاة بين تعدد أسباب النزول، فيمكن أنها نزلت بعد السؤالين جميعاً، وقوله "قالوا: أوتينا ... " أي: قالت اليهود، قالوا ذلك إما لحملهم قوله: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) على عموم الخطاب، أو لعدهم أنفسهم السائلين، وزعموا أن هذا الخطاب مناسب بهم لأن المشركين ليسوا من أهل العلم.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند ثقات من رجال الشيخين. =(4/155)
* 2311 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا (1) مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى سَفَرٍ قَالَ: " اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضُّبْنَةِ فِي السَّفَرِ، وَالْكَآبَةِ فِي الْمُنْقَلَبِ، اللهُمَّ اطْوِ (2) لَنَا الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ " وَإِذَا أَرَادَ الرُّجُوعَ قَالَ: " آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ " وَإِذَا دَخَلَ أَهْلَهُ قَالَ: " تَوْبًا تَوْبًا، لِرَبِّنَا أَوْبًا، لَا يُغَادِرُ عَلَيْنَا حَوْبًا " (3)
__________
= وهو في "مسند ابن المبارك" (156) ، وعنه ابن أبي شيبة 10/25. وانظر (2129) .
(1) القائل: "وسمعته أنا" في هذا الحديث والأحاديث التالية له هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.
(2) في (ظ9) و (ظ14) وعلى حاشية (س) : اقبض.
(3) حديث حسن كما قال الحافظ ابن حجر في "تخريح الأذكار" فيما نقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" 5/172، رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن رواية سماك -وهو ابن حرب- عن عكرمة فيها اضطراب.
وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 10/358 و360 و12/517 و518 عن أبي الأحوص، بهذا الإِسناد مختصراً.
وأخرجه أبو يعلى (2353) ، وابن حبان (2716) ، والطبراني في "الكبير" (11735) ، وفي "الدعاء" (809) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (531) من طريقين عن أبي الأحوص، به.
وأخرجه البزار (3127 - كشف الأستار) ، والحاكم 1/488 من طريقين عن سماك، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! وسيأتي برقم (2723) .
وفي الباب عن ابن عمر، وسيأتي في "المسند" 2/144 و150.
الضبْنة قال ابن الأثير: ما تحت يدك من مال وعيال ومن تلزمك نفقته، سموا ضبنة =(4/156)
* 2312 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ " (1)
* 2313 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسْتَقْبِلُوا، وَلَا تُحَفِّلُوا، وَلَا يَنْعِقْ (2) ، بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ " (3)
__________
= لأنهم في ضبن من يعولهم، والضبن: بكسر الضاد ما بين الكشح والإبط، تعوذَ بالله مِن كثرة العيال في مَظِنة الحاجة، وهو السفر، وقيل: تعوذ من صحبة من لا غَناء فيه ولا كفاية من الرفاق وإنما هو كَل وعِيال على من يرافقه.
وقوله: "توباً توباً" قال النووي في "الأذكار": سؤال للتوبة، وهو منصوب إما على تقدير: تب علينا، وإما على تقدير: أسألك توباً، وأوباً بمعناه، مِن آب: إذا رجع، ومعنى لا يغادر: لا يترك، وحوياً: إثماً، وهو بفتح الحاء وضمها لغتان.
(1) حسن لغيره.
وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 10/535 و15/322، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (171) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (194) .
وأخرجه الطيالسي (2687) ، وابن ماجه (171) ، والفريابي (194) ، والطبراني (11734) و (11775) ، وأبو يعلى (2354) من طرق عن أبي الأحوص، به.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري أخرجه البخاري (3610) ، ومسلم (1064) ، وسيأتي في "المسند" 4/60.
وعن أبي ذر أخرجه مسلم (1067) ، وسيأتي 5/31.
وعن ابن مسعود أخرجه الترمذي (2188) ، وسيأتي 1/404.
وعن علي بن أبي طالب وقد سلف برقم (706) .
(2) تحرفت في النسخ المطبوعة (الميمنية، وطبعة الشيخ أحمد شاكر، وطبعة الاعتصام) إلى: ينعق، وظنه الشيخ أحمد شاكر صواباً، ففسره تفسيراً غريباً.
(3) حسن لغيره.
وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 6/215 و14/205، ومن طريقه أخرجه أبو=(4/157)
* 2314 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ
__________
= يعلى (2345) .
وأخرجه الترمذي (1268) ، وأبو يعلى (2356) ، والطحاوي 4/7، والطبراني (11774) من طرق عن أبي الأحوص، به، وقال الترمذي: حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، كرهوا بيع المحفلة، وهي المصراة لا يحْلُبُها صاحبها أياماً أو نحو ذلك ليجتمع اللبن في ضرعها، فيغتر بها المشتري، وهذا ضرب من الخديعة والغرر.
وقوله: "لا تستقبلوا" لفظ الترمذي والطبراني "لا تستقبلوا السوق" أي: لا تتلقوا الركبان الذين يجلبون الأمتعةَ والطعامَ إلى الأسواق، قال ابنُ قدامة في "المغني" 6/312-313 ط هجر: فان تُلُقوا، واشْتُريَ منهم، فهم بالخيار إذا دخلوا السوق، وعرفوا أنهم قد غُبنُوا، إن أحبوا أن يفسخوا البيعَ فسخوا، رويَ أنهم كانوا يتلقون الأجلابَ، فيشترون منَهم الأمتعة قبل أن تهبِطَ الأسواقَ، فربما غبنوهم غبناً بيناً، فيضرونهم، وربما أضروا بأهلِ البلد، لأن الركبانَ إذا وصلوا، باعوا أمتعتهم، والذين يتلقونهم لا يبيعونها سريعاً، ويتربصون بها السعرَ، فهو في معنى بيع الحاضر للبادي، فنهى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك، وروى طاووس عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تلقوا الركبان، ولا يبع حاضر لباد" وعن أبي هريرة مثله، متفق عليهما، وكرهه أكثر أهل العلم، منهم عمر بن عبد العزيز، ومالك، والليث، والأوزاعي، والشافعي، وإسحاق.
وقال الحنفية كما في "الدر المختار" 5/102: يكره التلقي في حالتين، أما إذا انتفيا فلا يكره: أن يضر بأهل البلد، وأن يلتبس السعر على الواردين لعدم علمهم به، فيكره للضرر والغرر.
وقوله: "لا ينفَق بعضكم على بعض" قال في "النهاية": أي: لا يقصد أن ينفق سلعته على جهة النجش (وهو أن يزيد في السلعة من لا يريدُ شراءَها) فإنه بزيادته فيها يرغب السامعَ، فيكون قولُه سبباً لابتياعها ومنفقاً لها.
وقال السندي: "ولا يُنَفق" من نفق بالتشديد: إذا روَّج، وجاء: أنفق، والأول أشهر، أي: لا تروجوا المبيع على المشتري بإظهار أنكم تشترونه.(4/158)
عُتْبَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (1) : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَدَّقَ أُمَيَّةَ فِي شَيْءٍ مِنْ شِعْرِهِ، فَقَالَ:
[البحر الطويل]
رَجُلٌ وَثَوْرٌ تَحْتَ رِجْلِ يَمِينِهِ ... وَالنَّسْرُ لِلْأُخْرَى وَلَيْثٌ مُرْصَدُ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَ " وَقَالَ:
وَالشَّمْسُ تَطْلُعُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ ... حَمْرَاءَ يُصْبِحُ لَوْنُهَا يَتَوَرَّدُ
تَأْبَى فَمَا تَطْلُعْ لَنَا فِي رِسْلِهَا ... إِلا مُعَذَّبَةً وَإِلا تُجْلَدُ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَ " (2)
__________
(1) تحرف في (م) إلى: "يعقوب بن عتيبة، عن عكرمة بن عباس".
(2) إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد رواه بالعنعنة، والتصريح بالتحديث في بعض الروايات عند غير المصنف، إنما جاء عن غير الثقات من أصحابه، ولو ثبت تصريح ابن إسحاق فلا يعتدُّ به في مثل هذا المطلب.
وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 8/693، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (579) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1168) ، وأبو يعلى (2482) ، والطبراني (11591) .
وأخرجه الدارمي (2703) ، وأبو يعلى (2482) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/204، والطحاوي 4/299، والطبراني (11591) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الله بن أحمد (1169) ، وابن خزيمة 1/202-203 و205، والآجري في "الشريعة" ص 495 و495-496، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 360 من طرق عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه ابن خزيمة 1/205-206 من طريق إسماعيل ابن علية، عن عمارة بن أبي =(4/159)
* 2315 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ عَلَى مَنْ نَامَ سَاجِدًا وُضُوءٌ، حَتَّى يَضْطَجِعَ، فَإِنَّهُ إِذَا اضْطَجَعَ، اسْتَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ " (1)
__________
= حفصة، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكر القصة. وقد انفرد ابن خزيمة بهذا السند ولم نقف عليه عند غيره، ويغلب على الظن -إن صح- أنه موقوف على ابن عباس من قوله.
وأمية بن أبي الصلت: هو الثقفي الشاعر المشهور، قال ابن قتيبة في "الشعر والشعراء" ص 459: وقد كان قرأ الكتب المتقدمة من كتب الله عز وجل، ورغب عن عبادة الأوثان، وكان يخبر بأن نبياً يُبعث قد أظل زمانه، ويؤمل أن يكون ذلك النبى، فلما بلغه خروج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقصته، كَفَرَ حسداً له.
وفي "صحيح مسلم" (225) عن الشريد بن عمرو أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استنشده من شعره،
فقال: "كاد يُسْلِمُ في شعره".
وفي البخاري (3341) عن أبي هريرة مرفوعاً في حديثٍ: "وكاد أمية بن أبي الصلت أن يُسلم".
ولم يختلف أصحاب الأخبار أنه مات كافراً، وصح أنه عاش حتى رثى أهل بدر.
وقوله في البيت الثالث: "في رسلها" الرسل بكسر الراء وسكون السين: الرفق والتؤدة.
(1) إسناده ضعيف، يزيد بن عبد الرحمن -وهو أبو خالد الدالاني- مختلف فيه، قال أحمد وابن معين والنسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع في بعض حديثه، وقال ابن سعد: منكر الحديث، وقال ابن عبد البر: ليس بحجة، وقال ابن حبان في "الضعفاء": كان كثير الخطأ فاحش الوهم، خالف الثقات في الروايات حتى إذا سمعها المبتدي في هذه الصناعة، علم أنها معمولة ومقلوبة لا يجوز الاحتجاجُ به إذا وافق، فكيف إذا انفرد، وقال ابن عدي: في حديثه لين إلا أنه يُكتب حديثه.=(4/160)
* 2316 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا أَخَذَ امْرَأَةً، أَوْ سَبَاهَا، فَنَازَعَتْهُ قَائِمَ سَيْفِهِ، فَقَتَلَهَا، " فَمَرَّ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُخْبِرَ بِأَمْرِهَا، فَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ " (1)
__________
= وقال الترمذي في "العلل الكبير" 1/148 (28) : سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: هذا لا شيء، رواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن ابن عباس، قوله، ولم يذكر فيه أبا العالية، ولا أعرف لأبي خالد سماعا من قتادة، وأبو خالد صدوق، وإنما يهم في الشيء.
وقال أبو داود: هو حديث منكر لم يروه إلا يزيد أبو خالد الدالاني عن قتادة، وقال أيضاً: وذكرت حديث يزيد الدالاني لأحمد بن حنبل، فانتهرني استعظاماً له، وقال: ما ليزيد الدالاني يدخل على أصحاب قتادة ولم يعبأ بالحديث.
وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 1/132، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (2487) ، والطبراني (12748) .
وأخرجه عبد بن حميد (659) ، وأبو داود (202) ، والترمذي (77) ، والطبراني (12748) ، وابن عدي 7/2731، والد ارقطني 1/159-160، والبيهقي 1/121 من طرق عن عبد السلام بن حرب، بهذا الإسناد. وقال الدارقطني: لا يصح.
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/381 مختصراً.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 14/470 عن عبد الرحيم بن سليمان، والطبراني (12082) من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإِسناد.
وعند الطبراني: "فسكت" بدل قوله: فنهى عن قتل النساء.
ويشهد له حديث ابن عمر عند أحمد 2/22، وهو في "الصحيحين"، وحديث عكرمة مرسلاً عند أبي داود في "المراسيل" (333) بتحقيقنا.
والنهي عن قتل النساء إنما يكون إذا لم يباشرنَ القتالَ ولم يُعِن عليه.(4/161)
* 2317 - وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى مُؤْتَةَ، فَاسْتَعْمَلَ زَيْدًا، فَإِنْ قُتِلَ زَيْدٌ، فَجَعْفَرٌ، فَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ، فَابْنُ رَوَاحَةَ، فَتَخَلَّفَ ابْنُ رَوَاحَةَ، فَجَمَّعَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ، فَقَالَ: " مَا خَلَّفَكَ؟ " قَالَ: أُجَمِّعُ مَعَكَ، قَالَ: " لَغَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (1)
* 2318 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ وَطِئَ حُبْلَى " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 5/284 و14/512، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (656) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (66) ، وابن ماجه (2755) .
وأخرجه الترمذي (1649) ، وأبو يعلى (2506) ، وابن ماجه (2755) من طريق أبي خالد الأحمر، به. وانظر (1966) .
وفي الباب عند البخاري (4261) من حديث ابن عمر قال: أمرَ رسولُ اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
غزوة مؤتة زيد بن حارثة، فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن قتل زيد، فجعفر، وإن قتل جعفر، فعبد الله بن رواحة، قال عبد الله: كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب،
فوجدناه في القتلى، ووجدنا ما في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 4/369، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (2522) ، والطبراني في "الكبير" (12090) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (483) ، والدارقطني 3/275 من طريق عكرمة عن ابن عباس بلفظ: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تُوطأ حامِل حتى تضع أو حائل حتى تحيض.
وأخرجه النسائي 7/301، وأبو يعلى (2414) و (2491) ، والدارقطني 3/69،
والحاكم 2/137من طريقين عن مجاهد عن ابن عباس، قال: نهى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بيع المغانم حتى تُقسم، وعن الحبالى أن يوطأن حتى يضعن ما في بطونهن، وعن لحم كل ذي ناب من السباع، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وفي الباب عن رويفع بن ثابت الأنصاري سيأتي في "المسند" 4/108 و108- =(4/162)
* 2319 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُصِيبَ يَوْمِ الْخَنْدَقِ رَجُلٌ مِنَ المُشْرِكِينَ، وَطَلَبُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِنُّوهُ، فَقَالَ: " لَا، وَلا كَرَامَةَ لَكُمْ " قَالُوا: فَإِنَّا نَجْعَلُ لَكَ عَلَى ذَلِكَ جُعْلًا، قَالَ: " وَذَلِكَ أَخْبَثُ وَأَخْبَثُ " (1)
__________
= 109، رواه أبو داود (2158) و (2159) ، وحسنه الترمذي (1131) ، وصححه ابن حبان (4850) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم حنين: "لا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءَه زرع غيره (يعني إتيان الحبالى) ولا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئها ... ".
وعن أبي سعيد الخدري عند أبي داود (2157) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في سبايا أوطاس: "لا توطأ حامل حتى تضع، ولا غير ذاتِ حمل حتى تحيض حيضة" وصححه الحاكم 2/195
وعن العرباض بن سارية عند الترمذي (1564) ، وسيأتي في "المسند" 4/127.
وعن أبي الدرداء عند مسلم (1441) في النكاح: باب تحريم وطء الحامل المسبية.
وعن علي عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 4/370: نهى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن توطأ
الحامل حتى تضع، أو الحامل حتى تستبرأ بحيضة.
وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الصغير" (262) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى في وقعة
أوطاس أن يقع الرجل على حامل حتى تضع.
(1) إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ.
وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 12/419.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضاً 12/419 عن وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم: أن رجلاً ... فذكره هكذا معضلاً. وانظر (2230) .
وقوله: "أن يُجِنوه" أي: يدفنوه ويستروه، ويقال للقبر: جَنَن.(4/163)
* 2320 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ، يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا " (1)
* 2321 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ، فَانْتَهَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: لِمَ تَنْتَهِرُنِي يَا مُحَمَّدُ؟ فَوَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا بِهَا رَجُلٌ أَكْثَرُ نَادِيًا مِنِّي، قَالَ: فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ}
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ، وحسين -وهو ابن عبد الله بن عبيد الله بن عباس- ضعيف. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/269.
وأخرجه أبو يعلى (2446) و (2687) ، والطبراني (11520) و (11521) من طرق عن شريك، به.
وأخرجه عبد الرزاق (1369) عن إبراهيم بن محمد، عن الحسين بن عبد الله، به.
وأخرجه أبو يعلى (2448) ، والطبراني (11178) من طريق سلام بن سليم الطويل، عن زيد العَمي، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: رأيت رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسجدُ على ثوبه. وهذا إسناد ضعيف لضعف سلام الطويل وزيد العمي.
وسيأتي الحديث برقم (2760) و (2938) و (3327) ، وانظر (2384) و (2385) .
ويشهد له ما في البخاري (1208) ، ومسلم (620) من حديث أنس بن مالك قال: كنا نصلي مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدُنا أن يمكنَ وَجْهَه من الأرض، بسط ثوبَه فسجد عليه. وفي لفظ عند البخاري (385) قال: كنا نصلي مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فيضعُ أحدنا طرفَ الثوب من شدة الحر في مكان السجود.(4/164)
العلق: 17] ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَاللهِ لَوْ دَعَا نَادِيَهُ، لَأَخَذَتْهُ زَبَانِيَةُ الْعَذَابِ " (1)
* 2322 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ " يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَائِمًا، ثُمَّ يَقْعُدُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ " (2)
__________
(1) إسناده قوي، أبو خالد الأحمر -واسمه سليمان بن حيان- وثقه غير واحد، وروى له البخاري متابعة، واحتج به مسلم وأصحاب السنن، وقال ابن معين: صدوق وليس بحجة، وذكر له ابن عدي جملة أحاديث أخطأ فيها، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة الواسطي الكوفي، وداود: هو ابن أبي هند البصري. وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 14/298
وأخرجه الترمذي (3349) ، والنسائي في "الكبرى" (11684) ، والطبري 30/255-256، والواحدي في "أسباب النزول" ص 303 من طريقين عن أبي خالد، به. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح.
وأخرجه الطبري 30/255-256 و256، والبيهقي 2/192 من طرق عن داود، به.
وأخرجه الطبراني (11950) من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (3045) ، وانظر (2225) .
(2) حسن، عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلسان وقد عنعنا، إلا أنهما قد توبعا.
وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 2/113، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (2490) .
وأخرجه أبو يعلى (2620) ، والطبراني (12091) من طريقين عن الحجاج، به.
وقرن أبو يعلى في روايته بالحجاج محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ.
وأخرجه البزار (640) من طريق أبي معاوية، عن الحجاج، عن الحكم، عن ابن=(4/165)
* 2323 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ " قَالُوا: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَلَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ " (1)
* 2324 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِنَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَسَمِعَ مِنْ جَانِبِهَا وَجْسًا، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا بِلالٌ
__________
= عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يخطب يوم الجمعة خطبتين يفصل بينهما بجلسة.
ومعنى الحديث ثابت من حديث ابن عمر قال: "كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب قائماً، ثم
يقعد، ثم يقوم كما تفعلون الآن" وفي رواية: "كان يخطب خطبتين يقعد بينهما" أخرجه البخاري (920) و (928) ، ومسلم (861) ، وسيأتي في "المسند" (4919) .
وعن جابر بن سمرة عند مسلم (862) .
(1) حسن لغيره، قابوس بن أبي ظبيان وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان، وقال العجلي: كوفي لا بأس به، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وضعفه النسائي وابن سعد والدارقطني وابن معين في رواية، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يحتج به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان بن محمد: هو ابن أبي شيبة.
وأخرجه البزار (2440 - كشف الأستار) ، والطبراني (12620) من طريقين عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن مسعود عند مسلم (2814) ، وسيأتي في "المسند" 1/385.
وعن شريك بن طارق صححه ابن حبان برقم (6416) .(4/166)
الْمُؤَذِّنُ "، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَاءَ إِلَى النَّاسِ: " قَدْ أَفْلَحَ بِلَالٌ، رَأَيْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا، " قَالَ: " فَلَقِيَهُ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَحَّبَ بِهِ، (1) وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، فَقَالَ: وَهُوَ رَجُلٌ آدَمُ طَوِيلٌ، سَبْطٌ شَعَرُهُ مَعَ أُذُنَيْهِ، أَوْ فَوْقَهُمَا فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ: فَمَضَى فَلَقِيَهُ عِيسَى، فَرَحَّبَ بِهِ، وَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا عِيسَى (2) قَالَ: فَمَضَى فَلَقِيَهُ شَيْخٌ جَلِيلٌ مَهِيبٌ فَرَحَّبَ بِهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَكُلُّهُمْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، قَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: فَنَظَرَ فِي النَّارِ فَإِذَا قَوْمٌ يَأْكُلُونَ الْجِيَفَ، قَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَرَأَى رَجُلًا أَحْمَرَ أَزْرَقَ جَعْدًا شَعِثًا إِذَا رَأَيْتَهُ قَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَذَا عَاقِرُ النَّاقَةِ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى قَامَ يُصَلِّي، ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا النَّبِيُّونَ أَجْمَعُونَ يُصَلُّونَ مَعَهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ جِيءَ بِقَدَحَيْنِ، أَحَدُهُمَا عَنِ الْيَمِينِ، وَالْآخَرُ عَنِ الشِّمَالِ، فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ، وَفِي الْآخَرِ عَسَلٌ، فَأَخَذَ اللَّبَنَ فَشَرِبَ مِنْهُ، فَقَالَ: الَّذِي كَانَ مَعَهُ الْقَدَحُ أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ " (3)
__________
(1) في (ظ9) و (ظ14) و (س) : فلقيت ... فرحبت به.
(2) من قوله: "قال فمضى فلقيه عيسى ... " إلى هنا لم يرد في (ظ9) و (ظ14) .
(3) إسناده ضعيف، قابوس مختلف فيه، وقد تقدمت ترجمته قريباً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وصحح ابن كثير إسناده في "التفسير" 5/26! قلنا: ولجُله شواهد.
والحديث أورده السيوطي في "الدر المنثور" 5/214 وزاد نسبته إلى ابن مردويه وأبي نعيم في "الدلائل" والضياء في "المختارة" وصحح إسناده!
وقد ورد في معنى هذا الحديث أحاديث عن أنس وغيره من الصحابة انظرها في "الدر =(4/167)
* 2325 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قُمْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الصَّلاةِ عَنْ شِمَالِهِ فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ " (1)
2326 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُمَيْعٍ الزَّيَّاتِ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَ ذَلِكَ (2)
* 2327 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَنَا فَرَطُكُمْ (3) عَلَى الْحَوْضِ، فَمَنْ وَرَدَ أَفْلَحَ، وَيُؤْتَى بِأَقْوَامٍ، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، فَيُقَالُ: مَا زَالُوا بَعْدَكَ يَرْتَدُّونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ " (4)
__________
= المنثور" 5/185-213، و"فتح الباري" 7/208-209.
والوَجْس: الصوت الخفي. وسبط الشعر: مسترسله، ضد الجعد.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1912) .
(2) إسناده صحيح، سُمَيْع الزيات الكوفي أبو صالح الحنفي مولى ابن عباس، وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (2570) من طريق عمار بن رزيق، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (3359) و (3451) .
(3) في (ظ9) و (ظ14) وعلى حاشية (س) : فرط لكم.
(4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وقد سلف بإسناد صحيح مطولا برقم (2096) .(4/168)
* 2328 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَفَاءَلُ وَلا يَتَطَيَّرُ، وَيُعْجِبُهُ الاسْمُ الْحَسَنُ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
وأخرجه الطيالسي (2690) عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11294) من طريق سعيد بن مسلمة، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس.
وأخرجه ابن حبان (5825) عن أبي خليفة، عن علي بن المديني، عن جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن عكرمة، عن ابن عباس.
هكذا رواه بإسقاط ليث بن أبي سليم من إسناده، ورواه كذلك من طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" والصواب إثباته كما جاء في رواية أحمد والطيالسي وغيرهما، فإنه لا يعرف لجرير بن عبد الحميد رواية عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، وقد تابع ابنَ حبان والضياء المقدسي بعضُ من يتقن صناعة الحديث في عصرنا، فصحح سند ابن حبان في "صحيحته" (777) ! والحديث سيأتي برقم (2766) و (2925) .
وفي الباب عن أبي هريرة سيأتي في "المسند" 2/507، وصححه ابن حبان (5826) .
وعن بريدة وهو في "المسند" 6/129، وصححه ابن حبان (5824) ، وانظر ابن حبان (5819) و (5820) و (5821) و (5822) .
قال البغوي في "شرح السنة" 12/175: الفأل مهموز، وجمعه: فؤول، والفأل قد يكون في ما يحسن ويسو والطيرة لاتكونُ إلا فيما يسوء وإنما أحب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفأل، لأن فيه رجاءَ الخير والعائدة، ورجاءُ الخير أحسن بالإنسان من اليأس وقطع الرجاء عن الخير.(4/169)
* 2329 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، (1) وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرِ الْكَبِيرَ، وَيَرْحَمِ الصَّغِيرَ وَيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ " (2)
__________
(1) قوله: "وسمعته أنا من عثمان بن محمد" ليس في (ظ9) و (س) ، وأثبت على هامش (س) إشارة إلى نسخة أخرى.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
وأخرجه البزار (1955) عن يوسف بن موسى، عن جرير بن عبد الحميد، عن ليث بن أبي سُليم، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن عكرمة، عن ابن عباس.
وأخرجه ابن حبان (458) من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن أبي بشير. بهذا الإسناد. أسقط من إسناده ليث بن أبي سُليم، وهو خطأ.
وأخرجه عبد بن حميد (586) ، والبغوي في "شرح السنة" (3452) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، عن شريك، والبيهقي في "الشعب" (10980) من طريق أبي حمزة السكري، كلاهما عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الملك بن أبي بشير، به.
وأخرجه الترمذي (1921) من طريق شريك، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1203) من طريق ابن إدريس، كلاهما عن ليث، عن عكرمة، به. ولم يذكرا عبد الملك بن أبي بشير.
وأخرجه البزار (1956 - كشف الأستار) عن محمد بن الليث، عن أبي نعيم، عن قيس بن الربيع، عن نسير بن ذعلوق، عن عكرمة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11083) من طريق مندل، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس.
وأخرجه أيضاً (12276) من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي (وهو متروك) ، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. =(4/170)
2330 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَمْسٌ كُلُّهُنَّ فَاسِقَةٌ يَقْتُلُهُنَّ الْمُحْرِمُ، وَيُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ: الْفَأْرَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْحَيَّةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْغُرَابُ " (1)
__________
= وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري في "الأدب المفرد" (353) ، والحاكم 4/178 بلفظ: "من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا، فليس منا" وصححه الحاكم، ووافقه الذهي.
وعن أنس عند الترمذي (1919) ، وفي سنده ضعيفان.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أبي داود (4943) ، والترمذي (1920) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (354) بلفظ: "من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا، فليس منا"، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وعن أبي أمامة عند البخاري في "الأدب المفرد" (356) وهو حسن في الشواهد.
وعن عبادة بن الصامت سيأتي عند أحمد 5/323، والحاكم 1/122 بلفظ: "ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا" وسنده حسن وأورده السيوطي في "الجامع الصغير" وزاد في آخره "حقه" ولم ترد هذه اللفظة في المطبوع من "المسند" و"المستدرك".
وقوله: "وينهى عن المنكر" هكذا جاءت في الأصول المعتمدة، وإبقاء المجزوم على صورة المرفوع له شواهد غير قليلة، ورواية ابن حبان والبغوي "وينه" بحذف الألف وهو الجادة.
وقال السندي: الظاهر: ينه، فكأن الألف للإشباع، أو لإعطاء المعتل حكم الصحيح.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
وأخرجه البزار (1097 - كشف الأستار) من طريق يوسف بن موسى، عن جرير، بهذا الإسناد. =(4/171)
2331 -.......................... (1)
* 2332 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا سَنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَيْئًا إِلا وَقَدْ عَلِمْتُهُ غَيْرَ ثَلاثٍ: لَا أَدْرِي أَكَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَمْ لَا؟ وَلا أَدْرِي كَيْفَ كَانَ يَقْرَأُ: (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكِبَرِ عُتِيًّا) أَوْ " عُسُيًّا "؟، قَالَ حُصَيْنٌ: " وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: " سَمِعْتُهَا كُلَّهَا أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ (2)
__________
= وأخرجه أبو يعلى (2428) و (2693) من طريق وهيب، عن ليث، به. وذكر الحِدَأة بدل الحية. انظر (3067) ، وسيأتي برقم (2331) .
وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (1826) و (1827) و (1828) ، ومسلم (1199) ، ومن حديث عائشة عند البخاري (1829) و (3314) ، ومسلم (1198) .
وقوله: "كلهن فاسقة" قال السندي: أي خارجة عن حد سائر الحيوانات بالإيذاء والإفساد وهذه الجملة صفة، والخبر "يقتلهن المحرم"، ويحتمل أن يكون اعتراضاً بين المبتدأ والخبر لإفادة التعليل.
(1) ورد في هذا الموضع في النسخ المطبوعة من "المسند" هذا الحديث: 2331 - حدثنا عثمان، حدثنا جرير، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "خمس كلهن فاسقة يقتلهن المحرم ويُقتلنَ في الحرم " مثله. وهو غير ثابت في الأصول التي بين أيدينا، ولم نجده في "أطراف المسند" 1/الورقة 127 في ترجمة حصين بن عبد الرحمن، عن عكرمة، عن ابن عباس، ولا في "غاية المُقصَد" الورقة 122 حيث ذكر الحديث الذي قبله، وكذلك الهيثمي لم يُشر في "مجمع الزوائد" 3/228-229 إلا إلى الإسناد الذي فيه ليث بن أبي سُليم.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (2246) . =(4/172)
2333 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَجْعَلَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا، وَأَنْ يُنَحِّيَ الْجِبَالَ عَنْهُمْ، فَيَزْرَعُوا (1) ، فَقِيلَ لَهُ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تَسْتَأْنِيَ بِهِمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ نُؤْتِيَهُمُ الَّذِي سَأَلُوا، فَإِنْ كَفَرُوا أُهْلِكُوا كَمَا أَهْلَكْتُ مَنْ قَبْلَهُمْ، قَالَ: " لَا، بَلْ أَسْتَأْنِي بِهِمْ " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 59] (2)
2334 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ اسْمُ جُوَيْرِيَةَ بَرَّةَ، فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ
__________
= وجاء في آخر الحديث في الأصول الخطية غير (ظ9) و (ظ14) و (ق) زيادة لفظ: "عتياً".
(1) في (ظ14) وعلى حاشية (س) و (ص) : "فيزدرعوا"، وهي كذلك في النسخ المطبوعة، وكلاهما بمعنى.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البزار (2225 - كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبرى" (11290) ، والطبري 15/108، والحاكم 2/362، والبيهقي في "الدلائل" 2/271 من طرق عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وانظر التعليق على الحديث الذي سيأتي برقم (3223) .
وقوله: "إن شئت أن تستأني بهم" قال السندي: استفعال من أنِيَ كرضي، أي: تنتظر وتتربص إلى أن يهديهم الله ويوفقهم.(4/173)
ذَلِكَ، فَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ، كَرَاهَةَ أَنْ يُقَالَ: خَرَجَ مِنْ عِنْدِ بَرَّةَ، قَالَ: وَخَرَجَ بَعْدَ مَا صَلَّى، فَجَاءَهَا فَقَالَتْ: مَا زِلْتُ بَعْدَكَ يَا رَسُولَ اللهِ دَائِبَةً، قَالَ: فَقَالَ لَهَا: " لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ كَلِمَاتٍ لَوْ وُزِنَّ لَرَجَحْنَ بِمَا قُلْتِ: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ (1) اللهُ سُبْحَانَ اللهِ رِضَاءَ نَفْسِهِ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ " (2)
__________
(1) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) : عدد ما خلق الله.
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الرحمن -وهو ابن عبيد القرشي مولى آل طلحة- فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وكريب: هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني أبو رشدين مولى ابن عباس، وجويرية: هي بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية المصطلقية أم المؤمنين رضي الله عنها.
وأخرجه ابن سعد 8/119، وابن حميد (714) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (831) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. واقتصر البخاري على أوله.
وأخرجه الحميدي (496) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (647) ، ومسلم (2140) ، وأبو داود (1503) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (161) ، وابن حبان (832) ، والبغوي (1267) من طريق سفيان بن عيينة، والنسائي (163) من طريق شعبة كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن، به. وبعضهم يقتصر على القسم الأول منه. وسيأتي برقم (2900) و (3005) و (3308) . وسيأتي في مسند جويرية 6/429 من طريق محمد بن عبد الرحمن، عن كريب، عن ابن عباس، عن جويرية.
وقوله: "كره ذلك" قال السندي: لما فيه من التزكية أو لما فيه من كراهة اللفظ وشناعته إذا قيل: خرج مثلاً، كما ذكره ابن عباس رضي الله عنه، وقد جاء أنه كان يغير خوفاً من التزكية.
وقوله: "عدد ما خلق" قال السندي: منصوب بنزع الخافض، أي: بعدد جميع =(4/174)
2335 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ حَالَ دُونَهُ غَيَايَةٌ، فَأَكْمِلُوا (1) الْعِدَّةَ، وَالشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، - يَعْنِي أَنَّهُ نَاقِصٌ - " (2)
2336 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ فَقَالَ: " لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكَ دَيْنٌ، أَكُنْتَ قَاضِيَهُ عَنْهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى " (3)
__________
= مخلوقاته، وكذا رضا نفسه، أي: بمقدار رضا ذاته، أي: بمقدار يكون سبباً لرضاه تعالى، أو بمقدار يرضى ذلك المقدار ويختاره لنفسه، وفيه إطلاق النفس على الله تعالى من غير مشاكلة. وبمقدار ثقل عرشه وبمقدار زيادة كلماته، أي: بمقدار يشاؤهما وقيل: نصبها على الظرفية بتقدير "قدر" أي: قدر عدد مخلوقاته وقدر رضا نفسه.
(1) في (ظ9) و (ظ14) : كملوا.
(2) حسن لغيره، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب.
وأخرجه الطبراني (11754) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2327) ، والبيهقي 4/207 من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، به. وانظر (1985) .
والغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة وغيرها.
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب =(4/175)
قَالَ سُلَيْمَانُ: فَقَالَ الْحَكَمُ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ وَنَحْنُ جَمِيعًا جُلُوسٌ حِينَ حَدَّثَ مُسْلِمٌ بِهَذَا الْحَدِيثِ، قَالا: سَمِعْنَا مُجَاهِدًا يَذْكُرُ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
2337 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ وَاسْتَعَطَ " (1)
2338 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الذَّبْحِ، وَالرَّمْيِ، وَالْحَلْقِ، وَالتَّقْدِيمِ، وَالتَّأْخِيرِ، فَقَالَ: " لَا حَرَجَ " (2)
__________
= الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة. وانظر (1970) .
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن إسحاق -وهو السيلحيني- فمن رجال مسلم. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان البصري، وابن طاووس: هو عبد الله.
وأخرجه البخاري (2278) ، ومسلم ص 1205 (65) ، وص 1731 (76) ، وأبو داود (3867) ، والنسائي في "الكبرى" (1580) ، والطحاوي 4/129 و130، وابن حبان (5150) ، والطبراني (10908) ، والبيهقي 9/337-338 من طرق عن وهيب، به.
وليس عند بعضهم قوله: "واستعط" واقتصر عليها أبو داود، وانظر (2249) .
واستعط: افتعال من السعوط وهو بالفتح: ما يجعل من الدواء في الأنف.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1734) ، ومسلم (1307) ، والنسائي في "الكبرى" (4103) ،=(4/176)
2339 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُتِيَ بِكَتِفٍ مَشْوِيَّةٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا نُتَفًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْ ذَلِكَ " (1)
2340 - حَدَّثَنِي مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الصِّحَّةَ وَالْفَرَاغَ، نِعْمَتَانِ مِنْ نِعَمِ اللهِ، مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ " (2)
__________
= والطحاوي 2/236، والطبراني (10909) ، والبيهقي 5/142 من طرق عن وهيب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2421) ، وانظر (1857) و (1858) .
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن الزبير-وهو التميصي الحنظلي البصري- ضعفه النسائي، وقال ابن معين: لا شيء، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال البخاري: منكر الحديث، وفيه نظر. وقد توبع محمد هذا فيما تقدم برقم (2002) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/64 من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، بهذا الإسناد.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (2707) ، والبخاري (6412) ، والحاكم 4/306 من طريق مكي بن إبراهيم. بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1) ، وعبد بن حميد (684) ، والبخاري تعليقا (6412) ، وابن ماجه (4170) ، والترمذي (2304) ، والطبراني (10786) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/174 والقضاعي في "مسند الشهاب" (295) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4543) من طرق عن عبد الله بن سعيد، به.
وأخرجه أبو نعيم 3/74 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس =(4/177)
2341 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكَلَ مِنْ كَتِفٍ أَوْ ذِرَاعٍ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1)
2342 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُهُمِ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ " (2)
__________
= به. وسيأتي برقم (3207) .
قال السندي: ومعنى مغبون فيهما: خسران فيهما، قال ابن الخازن: النعمة ما يتنعم به الإنسان ويستلذه، والغَبن أن يشتري بأضعاف الثمن أو يبيع به دون ثمن المثل، فمن صح بَدَنه وتفرغ عن الأشغال العائقة ولم يسع لصلاح آخرته، فهو كالمغبون في البيع، انتهى. والمقصود بيان أن غالب الناس لا ينتفعون بالصحة والفراغ، بل يصرفونهما في غير محلهما، فيصير كل منهما في حقهم وبالاً بعد أن كلاً منهما لو صرفوه في محله، لكان خيراً أي خير، فكأنهم يستبدلون بذلك الخير هذا الوبال، والله أعلم بحقيقة الحال.
(1) إسناده صحيح، من فوق عتاب بن زياد ثقات من رجال الشيخين. وانظر (2002)
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسماعيل بن عمر: هو الواسطي نزيل بغداد، ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. =(4/178)
2343 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: " مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " (1)
2344 - قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَدْعُو عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (2)
2345 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ،
__________
= وهذا الحديث من مسند أبي هريرة، وسيأتي في "مسنده" 2/288.
وأخرجه النسائي 8/275-276، والطبراني في "الدعاء" (1375) من طريق مالك، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (588) (132) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (872) ، والنسائي 8/275 و275-276، والطبراني (1375) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (189) من طرق عن أبي الزناد، به، ورواية ابن أبي عاصم مختصرة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس.
وهو في "الموطأ" برواية يحيي 1/215، وبرواية أبي مصعب (622) .
وأخرجه من طريق مالك مسلم (590) ، وأبو داود (1542) ، والترمذي (3494) ، والنسائي 4/104 و8/276-277، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وانظر (2168) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف من رجال مسلم، وقد صرح أحمد بسماعه منه هذا الحديث في الإسناد الآتي بعد هذا، ومن فوقه من رجال الشيخين. هشام: هو الدستوائي، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.
وانظر (2012) .(4/179)
عَنْ ابْنِ عَبِّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ يَعْنِي مِثْلَ دُعَاءِ الْكَرْبِ (1)
• 2346 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ زَائِدَةَ بْنِ أَبِي الرُّقَادِ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ، قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ " وَكَانَ يَقُولُ: " لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ غَرَّاءُ، وَيَوْمُهَا أَزْهَرُ " (2)
2347 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. سعيد هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه عبد بن حميد (658) ، والبخاري (7426) و (7431) ، ومسلم (2730) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (652) و (653) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر (2012) .
(2) إسناده ضعيف، زائدة بن أبي الرقاد قال البخاري والنسائي: منكر الحديث، وقال أبو داود: لا أعرف خبره، وقال أبو حاتم: يحدث عن زياد النميري، عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة ولا ندري منه أو من زياد، وزياد النميري -وهو ابن عبد الله- ضعفه ابن معين وأبو داود، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يُحتج به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء، ثم ذكره في "المجروحين" وقال: منكر الحديث يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديث الثقات لا يجوز الاحتجاج به. وهذا الحديث من مسند أنس وليس من مسند ابن عباس.
وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (659) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3815) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (616 - كشف الأستار) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/269 من طريقين عن زائدة، به.(4/180)
حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمُ، يَعْنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ، رَجُلًا آدَمَ طُوَالًا، جَعْدَ الرَّأْسِ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، مَرْبُوعَ الْخَلْقِ، فِي الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبْطًا " (1)
2348 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " اجْعَلُوهَا عُمْرَةً، فَإِنِّي لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ (2) لَأَمَرْتُكُمْ بِهَا، وَلْيَحِلَّ مَنْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ " وَكَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَدْيٌ
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "، وَخَلَّلَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ (3)
2349 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَعَرَّسَ مِنَ اللَّيْلِ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.
وأخرجه البخاري (3239) ، والطبراني (12749) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر (2197) .
(2) في (ظ9) و (ظ14) : "ما استدبرت منه".
(3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يزيد بن أبي زياد علق له البخاري، وروى له مسلم مقروناً، حديثه حسن في الشواهد والمتابعات، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وسلف مطولاً بمعناه برقم (2287) ، وانظر (2115) و (2152) و (2274) و (2360) و (3509) .(4/181)
فَرَقَدَ، فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلَّا بِالشَّمْسِ "، قَالَ: " فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلالًا فَأَذَّنَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ " قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " مَا تَسُرُّنِي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَا - يَعْنِي الرُّخْصَةَ - " (1)
2350 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ، فَصَامَ حَتَّى أَتَى عُسْفَانَ، قَالَ: فَدَعَا بِإِنَاءٍ، فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ، حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ، ثُمَّ أَفْطَرَ " قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: "
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وجهالة شيخه فيه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/82، ومن طريقه أبو يعلى (2375) ، والطبراني (12225) عن عبيدة بن حميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن تميم بن سلمة، عن مسروق، عن ابن عباس.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/82 عن محمد بن فضيل، عن يزيد، عن تميم، عن مسروق، مرسلا.
وأخرجه بنحوه البزار (398) من طريق صدقة بن عبادة بن نشيط، عن أبيه، عن ابن عباس.
وأخرجه مختصراً النسائي 1/299 من طريق عمرو بن هرم، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس.
وله شاهد عن أبي قتادة الأنصاري عند البخاري (595) ، ومسلم (681) ، وسيأتي في "المسند" 5/307.
وعن أبي هريرة عند مسلم (680) (310) ، ويأتي في "المسند" 2/428.
وعن ابن مسعود صححه ابن حبان (1580) وهو في "المسند" 1/450.
وقوله: "فعَرس" من التعريس، أي: نزل آخر الليل.(4/182)
مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ " (1)
2351 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ أَوْ مَعْنَاهُ (2)
2352 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنِي قَابُوسُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ إِلَيْهِمْ مُسْرِعًا، قَالَ: حَتَّى أَفْزَعَنَا مِنْ سُرْعَتِهِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْنَا قَالَ: " جِئْتُ مُسْرِعًا أُخْبِرُكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَأُنْسِيتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَلَكِنِ الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عبيدة -وهو ابن حميد- من رجال البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني.
وأخرجه ابن خزيمة (2036) من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4279) ، ومسلم (1113) ، والنسائي 4/184، وأبو يعلى (2527) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 93 و95 و96، والبيهقي 4/243 من طرق عن منصور، به. وسيأتي برقم (2351) و (2652) و (2994) ، وبرقم (3162) من طريق منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، وانظر (1892) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 95 من طريق سعيد بن حفص، عن شيبان، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، قابوس -وهو ابن أبي ظبيان- مختلف فيه، والقول بتضعيفه أرجح، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو ظبيان: هو حُصين بن جُندب الجنبي. =(4/183)
2353 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " إِنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَامٌ، حَرَّمَهُ اللهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَهُوَ حَرَامٌ، حَرَّمَهُ اللهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، مَا أُحِلَّ لِأَحَدٍ فِيهِ الْقَتْلُ غَيْرِي، وَلا يَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي فِيهِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، وَمَا أُحِلَّ لِي فِيهِ إِلا سَاعَةٌ مِنَ النَّهَارِ، فَهُوَ حَرَامٌ حَرَّمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، وَلا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلا يُخْتَلَى خَلاهُ، وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهُ إِلا لِمُعَرِّفٍ "، قَالَ: فَقَالَ الْعَبَّاسُ: - وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ، قَدْ عَلِمَ الَّذِي لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْهُ - إِلا الْإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْهُ، فَإِنَّهُ لِلقُبُورِ وَالْبُيُوتِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلا الْإِذْخِرَ " (1)
__________
= وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (813) ، والطبراني (12621) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن قابوس، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (1166) ولفظه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أريت ليلة القدر، ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها، فالتمسوها في العشر الغوابر" (أي: البواقي) ، وصححه ابن حبان برقم (3678) ، وسيأتي في "المسند" مطولا 2/291.
وعن عبادة بن الصامت أنه قال: خرج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: "خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة" أخرجه البخاري (49) ، وسيأتي في "المسند" 5/313.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عَبيدة من رجاله، ومن فوقه على شرطهما.
وأخرجه ابن الجارود (509) من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1587) و (1834) و (3189) ، ومسلم (1353) ، وأبو داود =(4/184)
2354 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَاقِدٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْخَيَّاطُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمْنٌ وَأَقِطٌ وَضَبٌّ، فَأَكَلَ السَّمْنَ وَالْأَقِطَ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّبِّ: " إِنَّ هَذَا الشَّيْءَ (1) مَا أَكَلْتُهُ قَطُّ، فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَأْكُلَهُ فَلْيَأْكُلْهُ " قَالَ: فَأُكِل عَلَى خِوَانِهِ (2)
2355 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ مِنْ صُدَاعٍ كَانَ بِهِ، أَوْ شَيْءٍ كَانَ بِهِ، بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ: لَحْيُ جَمَلٍ " (3)
__________
= (2018) ، والنسائي 5/203، والبيهقي 5/195، والبغوي (2003) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، به.
وأخرج بعضه البخاري (4313) من طريق حسن بن مسلم، عن مجاهد، مرسلا.
وسيأتي برقم (2896) ، وانظر (2279) .
(1) في (ظ14) وعلى حاشية (س) و (ص) : لشيء، وفي (ظ9) : شيء.
(2) إسناده قوي، واقد أبو عبد الله الخياط: هو مولى زيد بن خليدة، أثنى عليه سفيان خيرا، وقال النسائي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن سعد 1/395، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 207 من طريق
عبيدة، بهذا الإسناد. وانظر (2299) .
والخُوان -بالضم والكسر-: ما يؤكل عليه الطعام.
(3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. محمد بن عبد الله الأنصاري: هو محمد بن عبد الله بن المثنى بن =(4/185)
2356 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُودَى الْمُكَاتَبُ بِقَدْرِ مَا أَدَّى دِيَةَ الْحُرِّ، وَبِقَدْرِ مَا رَقَّ دِيَةَ الْعَبْدِ " (1)
2357 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا اجْتَمَعَ الْقَوْمُ لِغَسْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ إِلا أَهْلُهُ: عَمُّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَقُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَصَالِحٌ مَوْلاهُ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا لِغَسْلِهِ (2) نَادَى مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ أَوْسُ بْنُ خَوْلِيِّ الْأَنْصَارِيُّ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَلِيُّ، نَشَدْتُكَ اللهَ، وَحَظَّنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: ادْخُلْ، فَدَخَلَ فَحَضَرَ غَسْلَ رَسُولِ اللهِ
__________
= عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري.
وعلقه البخاري (5699) عن محمد بن عبد الله الأنصاري، ووصله البيهقي 9/339 من طريق أبي حاتم الرازي، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإسناد.
وانظر (2108) .
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (1944) .
(2) في (ظ14) : أجمعوا لغسله، وفي (ظ9) وحاشية (س) و (ص) : اجتمعوا لغسله.(4/186)
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَلِ مِنْ غَسْلِهِ شَيْئًا، قَالَ: فَأَسْنَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ، وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ وَالْفَضْلُ وَقُثَمُ يُقَلِّبُونَهُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَصَالِحٌ مَوْلاهُمَا يَصُبَّانِ الْمَاءَ، وَجَعَلَ عَلِيٌّ يَغْسِلُهُ، وَلَمْ يُرَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم شَيْءٌ مِمَّا يُرَاهُ مِنَ المَيِّتِ، وَهُوَ يَقُولُ: بِأَبِي وَأُمِّي، مَا أَطْيَبَكَ حَيًّا وَمَيِّتًا حَتَّى إِذَا فَرَغُوا مِنْ غَسْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يُغَسَّلُ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ، جَفَّفُوهُ، ثُمَّ صُنِعَ بِهِ مَا يُصْنَعُ بِالْمَيِّتِ، ثُمَّ أُدْرِجَ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ: ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ، وَبُرْدِ حِبَرَةٍ، ثُمَّ دَعَا الْعَبَّاسُ رَجُلَيْنِ فَقَالَ: لِيَذْهَبْ أَحَدُكُمَا إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَضْرَحُ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَلْيَذْهَبِ الْآخَرُ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ بْنِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَلْحَدُ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ الْعَبَّاسُ لَهُمَا حِينَ سَرَّحَهُمَا: اللهُمَّ خِرْ لِرَسُولِكَ، قَالَ: فَذَهَبَا، فَلَمْ يَجِدْ صَاحِبُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَبَا عُبَيْدَةَ، وَوَجَدَ صَاحِبُ أَبِي طَلْحَةَ أَبَا طَلْحَةَ، فَجَاءَ بِهِ، فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله -وهو ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب- الهاشمي المدني.
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 3/211-212 من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر وحسين (تحرف في الطبري إلى كثير) بن عبد الله وغيرهما من أصحابه، عمن يحدثه، عن عبد الله بن عباس أن علي بن أبي طالب، والعباس ... فذكره بنحوه إلى قوله: "ما أطيبك حياً وميتاً"، وهو في "السيرة" لابن هشام 4/312-313، عن ابن إسحاق، به، إلا أنه لم يذكر قوله: "عمن يحدثه عن عبد الله بن عباس". =(4/187)
2358 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا خُصَيْفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَزَرِيُّ،
__________
= وأخرجه بأخصر مما هنا الطبراني (629) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس بقصة غسل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي يزيد بن أبي زياد ضعف.
وأخرج قصة الغسل ابن سعد 2/280 عن مالك بن إسماعيل النهدي، عن مسعود بن سعد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث أن علياً لما قبض النبي قام فأرتَجَ الباب.
وأخرج ابن سعد 2/277، والبيهقي في "الدلائل" 7/243 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: غسل رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وأسامة بن زيد، وكان علي يغسله ويقول: بأبي أنت وأمي، طبت ميتاً وحياً.
وأخرج ابن سعد 2/277-278 من طريق المغيرة بن مقسم، عن إبراهيم النخعي قال: غسل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العباس وعلي والفضل، والعباس يسترهم.
وأخرج أيضا 2/278 من مرسل الزهري نحوه وزاد: وصالح مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وله شواهد أخرى مرسلة عنده انظرها فيه 2/277-280.
وقصة تكفينه في ثوبين أبيضين وبرد حبرة لها شواهد مرسلة عند ابن سعد 2/284-285، لكنها مخالفة لما ثبت في الصحيح عن عائشة أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية، تقدم الكلام عليها عند الحديث رقم (2284) من طريق الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس.
والقسم الثالث من الحديث وهو قصة حفر قبره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقدم برقم (39) ، وسيأتي برقم
(2661) ، وهو صحيح بشواهده.
وصالح مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هو الملقب بشُقْران، وصالح اسمه.
وقوله: "برد حبرة" هو بكسر الحاء وفتح الباء: برد مخطط، وهو بالإضافة أو التوصيف. ويضرح، بضاد معجمة وراء وحاء مهملتين من ضرح للميت كمنع: حفر له ضريحاً، والضريح: القبر أو الشق، والثاني هو المراد هاهنا للمقابلة. قاله السندي.(4/188)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، عَجَبًا لِاخْتِلافِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي إِهْلالِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ أَوْجَبَ فَقَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِذَلِكَ، إِنَّهَا إِنَّمَا كَانَتْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَجَّةً وَاحِدَةً، فَمِنْ هُنَالِكَ اخْتَلَفُوا: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجًّا، فَلَمَّا صَلَّى فِي مَسْجِدِهِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْهِ أَوْجَبَ فِي مَجْلِسِهِ، فَأَهَلَّ بِالْحَجِّ حِينَ فَرَغَ مِنْ رَكْعَتَيْهِ، فَسَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ، فَحَفِظُوا عَنْهُ، ثُمَّ رَكِبَ، فَلَمَّا اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ أَهَلَّ، وَأَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ إِنَّمَا كَانُوا يَأْتُونَ أَرْسَالًا، فَسَمِعُوهُ حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ يُهِلُّ، فَقَالُوا: إِنَّمَا أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ، وَأَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ، فَقَالُوا: إِنَّمَا أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ، وَايْمُ اللهِ، لَقَدْ أَوْجَبَ فِي مُصَلَّاهُ، وَأَهَلَّ حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ، وَأَهَلَّ حِينَ عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ، فَمَنْ أَخَذَ بِقَوْلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَهَلَّ فِي مُصَلَّاهُ إِذَا فَرَغَ مِنْ رَكْعَتَيْهِ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا سند محتمل للتحسين، ابن إسحاق صرح بالتحديث، وخصيف بن عبد الرحمن -وإن كان في حفظه شيء- مختلف فيه، وحديثه يصلح للمتابعات، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحاكم 1/451، وعنه البيهقي 5/37 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! مع أن ابن إسحاق وخصيفاً لم يحتج بهما مسلم.
وأخرجه أبو داود (1770) عن محمد بن منصور، عن يعقوب بن إبراهيم، به.
وأخرجه بنحوه مختصراً أبو يعلى (2513) من طريق أبى خالد، عن ابن إسحاق، به =(4/189)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/123 من طريق عبد السلام بن حرب، عن خصيف، به. وسيأتي مختصراً (2571) بقصة إهلاله في دبر الصلاة.
قلنا: وللحديث مفرقاً شواهد:
فقد أخرج الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/123 من طريق ابن جريج قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، أنه سمع الحسن بن محمد بن علي يقول: كل ذلك قد فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قد أهل حين استوت به راحلته، وقد أهل حين جاء البيداء.
وأخرج الدارمي (1807) ، والبزار (1088 - كشف الأستار) من حديث أنس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحرم وأهل في دبر الصلاة. ورجاله ثقات.
وأخرج البخاري (1541) ، ومسلم (1186) من حديث ابن عمر قال: ما أهل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا من عند المسجد (يعني مسجد ذي الحليفة) . زاد مسلم: حين قام به بعيره.
وأخرج البخاري (1545) من طريق كريب، عن ابن عباس في حديث طويل: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركب راحلته (عني بذي الحليفة) حتى استوى على البيداء أهل هو وأصحابه.
وتقدم نحوه برقم (2296) من طريق أبي حسان الأعرج، عن ابن عباس.
وأخرج البخاري (1546) من حديث أنس: صلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة أربعاً، وبذي
الحليفة ركعتين ثم بات حتى أصبح بذي الحليفة، فلما ركب راحلته واستوت به أهل.
وأخرج مسلم (1218) ، والترمذي (817) من حديث جابر بن عبد الله: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى بالمسجد (يعني بذي الحليفة) ثم ركب القصواء، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء أهل.
قال الترمذي: الذي يستحبه أهل العلم أن يحرم الرجل في دبر الصلاة.
وقال الطحاوي: بين عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الوجه الذي منه جاء اختلافهم، وأن إهلال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي ابتدأ الحج ودخل به فيه، كان في مصلاه، فبهذا نأخذ، وينبغي للرجل إذا أراد الإحرام أن يصلي ركعتين، ثم يحرم في دبرهما كما فعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى. قلنا: وهو أيضاً قول مالكٍ والشافعي وأحمد وأصحابهم. =(4/190)
2359 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَهْدَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِائَةَ بَدَنَةٍ، نَحَرَ مِنْهَا ثَلاثِينَ بَدَنَةً بِيَدِهِ، ثُمَّ أَمَرَ عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا بَقِيَ مِنْهَا، وَقَالَ: " اقْسِمْ لُحُومَهَا وَجِلالَهَا وَجُلُودَهَا بَيْنَ النَّاسِ، وَلا تُعْطِيَنَّ جَزَّارًا مِنْهَا شَيْئًا، وَخُذْ لَنَا مِنْ كُلِّ بَعِيرٍ حُذْيَةً مِنْ لَحْمٍ، ثُمَّ اجْعَلْهَا فِي قِدْرٍ وَاحِدَةٍ، حَتَّى نَأْكُلَ مِنْ لَحْمِهَا، وَنَحْسُوَ مِنْ مَرَقِهَا " فَفَعَلَ (1)
2360 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ مَا حَجَّ رَجُلٌ لَمْ يَسُقْ الْهَدْيَ مَعَهُ، ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ، إِلا حَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمَا طَافَ بِهَا حَاجٌّ قَدْ سَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ، إِلا اجْتَمَعَتْ لَهُ عُمْرَةٌ وَحَجَّةٌ، وَالنَّاسُ لَا يَقُولُونَ هَذَا، فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ
__________
= وقال البغوي: والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحبون أن يكون إحرامه عقيبَ الصلوات، ثم منهم من يذهب إلى أنه يحرم في مكانه إذا فرغ من الصلاة، ومنهم من يقول: يحرم إذا ركب واستوت به ناقته، وإن لم يكن وقت صلاة، صلى ركعتين ثم أحرم.
قوله: "فلما استقلت به" قال السندي: بتشديد اللام، أي: قامت به وارتفعت، وأرسالاً: بفتح الألف، جمع رَسَل بفتحتين، أي: أفواجاً وفرقاً متقطعة يتبع بعضها بعضاً.
(1) إسناده ضعيف لإبهام شيخ محمد بن إسحاق، ثم إن في متنه مخالفة للحديث الصحيح المخرج في مسلم من حديث جابر الذي جاء فيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحر من هديه ثلاثاً وستين بدنة، ثم أعطى عليا فنحر ما غبر وهو سبع وثلاثون بدنة تكملة المئة. وانظر (1374) . =(4/191)
أَصْحَابِهِ لَا يَذْكُرُونَ إِلا الْحَجَّ، " فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ الْهَدْيُ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَيُحِلَّ بِعُمْرَةٍ "، فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّمَا هُوَ الْحَجُّ. فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِالْحَجِّ، وَلَكِنَّهَا عُمْرَةٌ " (1)
2361 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا أَعْمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَائِشَةَ لَيْلَةَ الْحَصْبَةِ إِلا قَطْعًا لِأَمْرِ أَهْلِ الشِّرْكِ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: إِذَا بَرَأَ الدَّبَرْ وَعَفَا الْأَثَرْ وَدَخَلَ صَفَرْ، فَقَدْ حَلَّتِ الْعُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ " (2)
__________
= والحُذْية: القطعة من اللحم تقطع طولا.
(1) إسناده حسن، ابن إسحاق حسن الحديث إذا صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2141) و (2152) و (2274) و (2641) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق، فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة وهو صدوق حسن الحديث، وهو متابع.
وأخرجه أبو داود (1987) ، وابن حبان (3765) ، والطبراني (10907) ، والبيهقي 4/344-345 من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن ابن جريج ومحمد بن إسحاق، عن ابن طاووس، بهذا الإسناد. وانظر (2274) .
وقوله: الحصبة، بفتح المهملة وسكون الأخرى: ليلة المبيت بالمحصب، والمحصب: الشعب الذي مخرجه إلى الأبطح بين مكة ومنى سُمي بذلك للحصى الذي فيه، قال أبو عبيد: التحصيب إذا نفر الرجل من منى إلى مكة للتوديع، أقام بالأبطح حتى يهجع بها ساعة من الليل، ثم يدخل مكة، قال: وهذا شيء كان يفعل ثم ترك.
قال أنس فيما رواه البخاري (1764) : صلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظهر والعصر والمغرب =(4/192)
2362 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ أَهْدَى جَمَلَ أَبِي جَهْلٍ الَّذِي كَانَ اسْتَلَبَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي رَأْسِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي هَدْيِهِ " وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: " لِيَغِيظَ بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ " (1)
__________
= والعشاء ورقد رقدة بالمحصب، ثم ركب إلى البيت فطاف به (يعني طواف الوداع) .
وقالت عائشة فيما رواه البخاري أيضا (1765) : إنما كان منزلا ينزله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليكون أسمح لخروجه يعني بالأبطح.
وقال ابن عباس -وهو في البخاري (1766) -: ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ونقل ابن المنذر الاختلاف في استحبابه مع الاتفاق على أنه ليس من المناسك.
انظر "فتح الباري" 3/591-592.
(1) حسن لغيره، وتصريح ابن إسحاق هنا بالتحديث فيه وقفة، فقد نقل الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 107 عن علي ابن المديني أنه قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني من لا أتهم عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس.
قلنا: وكل من خَرج هذا الحديث من هذا الطريق لم يذكر فيه تصريح ابن إسحاق بالتحديث سوى أحمد هنا، وابن خزيمة في إحدى روايتيه (2898) ، والحاكم! ومع ذلك فقد توبع ابن إسحاق على رواية هذا الحديث، فيصير الحديث حسناً إن شاء الله تعالى.
والحديث في "سيرة ابن هشام" 3/334 عن ابن إسحاق قال: وقال عبد الله بن أبي نجيح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11147) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي، عن إبراهيم بن سعد والد يعقوب، به.
وأخرجه أبو داود (1749) من طريق محمد بن سلمة ويزيد بن زريع، وابن خزيمة=(4/193)
2363 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ، مَوْلَى بَنِي حَارِثَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ رَمَضَانَ وَصَامَ الْمُسْلِمُونَ مَعَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ دَعَا بِمَاءٍ فِي قَعْبٍ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَشَرِبَ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ، يُعْلِمُهُمْ أَنَّهُ قَدْ أَفْطَرَ، فَأَفْطَرَ الْمُسْلِمُونَ " (1)
2364 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ أَشْعَارَهُمْ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ (2) يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ " قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُعْجِبُهُ مُوَافَقَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ فِي بَعْضِ مَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ، فَسَدَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَاصِيَتَهُ،
__________
= (2897) ، والحاكم 1/467 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وابن خزيمة (2898) من طريق سلمة بن الفضل الرازي، والطبراني (11148) من طريق محمد بن سلمة، أربعتهم عن محمد بن إسحاق، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وذكر محمد بن سلمة عند الطبراني ويزيد بن زريع عند أبي داود أن البُرة كانت من ذهب!
وسيأتي هذا الحديث برقم (2466) من طريق جرير بن حازم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس.
وتقدم برقم (2079) من طريق ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، وهو صدوق حسن الحديث وقد صرح بالتحديث. وانظر (1892) و (2350) .
والقَعْب: القَدَج الضخم.
(2) تحرف في النسخ المطبوعة إلى: "المسلمون"، والمثبت من أصولنا الخطية.(4/194)
ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ " (1)
2365 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْأَيِّمُ أَوْلَى بِأَمْرِهَا، وَالْيَتِيمَةُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا " (2)
2366 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّ ابْنَتَهُ زَيْنَبَ عَلَى أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَكَانَ إِسْلامُهَا قَبْلَ إِسْلامِهِ بِسِتِّ سِنِينَ عَلَى النِّكَاحِ الْأَوَّلِ، وَلَمْ يُحْدِثْ شَهَادَةً وَلا صَدَاقًا " (3)
2367 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَذَكَرَ طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين وهو مكرر (2209) .
(2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه النسائي 6/84-85، والدارقطني 3/238-239 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/136 عن عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن الفضل، به.
وأخرجه الدارقطني 3/239 من طريق سعيد بن سلمة، عن صالح بن كيسان، به.
وانظر (1888) و (2481) .
(3) إسناده حسن. وانظر (1876) ، وما سيأتي برقم (3290) .(4/195)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَجُلٌ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَلْعَجْلانَ، فَدَخَلَ بِهَا فَبَاتَ عِنْدَهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَ: مَا وَجَدْتُهَا عَذْرَاءَ، قَالَ: فَرُفِعَ شَأْنُهُمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَدَعَا الْجَارِيَةَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهَا، فَقَالَتْ: بَلَى، قَدْ كُنْتُ عَذْرَاءَ "، قَالَ: " فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَلاعَنَا، وَأَعْطَاهَا الْمَهْرَ " (1)
2368 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَسَعْدٌ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجْمِ الْيَهُودِيِّ وَالْيَهُودِيَّةِ، عِنْدَ بَابِ مَسْجِدِهِ، فَلَمَّا وَجَدَ الْيَهُودِيُّ مَسَّ الْحِجَارَةِ قَامَ عَلَى صَاحِبَتِهِ، فَجَنَا عَلَيْهَا يَقِيهَا مَسَّ الْحِجَارَةِ، حَتَّى قُتِلا جَمِيعًا، فَكَانَ مِمَّا صَنَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِرَسُولِهِ فِي تَحْقِيقِ الزِّنَا مِنْهُمَا " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق كما قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" ورقة 132.
وأخرجه ابن ماجه (2070) ، والبزار (1509 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (3723) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلمه إلا بهذا الإسناد.
وقوله: "من بلعجلان"، أصله: من بني العجلان، لكن كثيراً ما يستعملونه بالاختصار.
(2) حديث صحيح لغيره وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن إبراهيم الشيباني، قال ابن أبي حاتم: إسماعيل بن إبراهيم السلمي ويقال: الشيباني، روى عن ابن عباس، روى عنه يعقوب بن خالد، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك، قال أبي: وروى عنه محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، وبعض الرواة يقول: إبراهيم بن إسماعيل، يعد في المدنيين، وفي "التهذيب": إبراهيم بن إسماعيل، ويقال: إسماعيل بن إبراهيم =(4/196)
2369 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: وَحَدَّثَ ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ بِشَاةٍ مَيْتَةٍ، فَقَالَ: " هَلا
__________
= السلمي، ويقال: الشيباني، حجازي روى عن أبي هريرة وابن عباس وعائشة وامرأة رافع بن خديج، وعنه حجاج بن عبيدة، وعمرو بن دينار، وعباس بن عبد الله بن معبد بن عباس، قال محمد بن إسحاق: حدثنا عباس، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم وكان خيارا، وقال أبو حاتم: مجهول.
قال الحافظ ابن حجر: لا يبعد أن إسماعيل بن إبراهيم الشيباني الذي روى عنه عباس غير إبراهيم بن إسماعيل السلمي الذي روى عن أبي هريرة، فقد فرق بينهما أبو حاتم الرازي وأبو حاتم بن حبان في "الثقات"، وإنما جمع بينهما البخاري في "تاريخه" 1/340-341 فتبعه المزي.
وهو في "السيرة" لابن هشام 2/214 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (10820) من طريق جرير، عن محمد بن إسحاق، به مختصراً.
وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (1329) ، ومسلم (1699) ، وسيأتي في "المسند" 2/5.
وقوله: "فجنا عليها"، قال السندي: بجيم ثم نون، من: جنا على الشيء يجنو: إذا أكب عليه، وقيل: آخره همزة، وقيل: الأصل الهمزة ثم يخفف، قال الخطابي: هو بالجيم في كتب السنن، والمحفوظ بالحاء، أي: يكب عليها، قلنا: وبين رواياته عياض في "المشارق" 1/157، وقال: والصحيح من هذا كله ما قاله أبو عبيد: يجنأ بفتح الياء والنون والجيم مهموز الأخير، ومعناه: ينحني عليها ويقيها الحجارة بنفسه كما جاء في الحديث.
وقال الزمخشري في "الفائق" 1/238 في تفسير حديث عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجم يهودياً ويهودية فقد رأيته يجانىء عليها يقيها الحجارة بنفسه وروي: فعلق الرجل يجنىء عليها، يقال: جنأ عليه إذا عطف، جنوءاً، وأجنأه عليه، ومنه المُجنأ: وهو الترس.(4/197)
اسْتَمْتَعْتُمْ بِإِهَابِهَا؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا مَيْتَةٌ، فَقَالَ: " إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا " (1)
2370 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلامِ، وَبَعَثَ كِتَابَهُ مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى، لِيَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَى قَيْصَرَ وَكَانَ قَيْصَرُ، لَمَّا كَشَفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ جُنُودَ فَارِسَ مَشَى مِنْ حِمْصَ إِلَى إِيلْيَاءَ عَلَى الزَّرَابِيِّ تُبْسَطُ لَهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: فَلَمَّا جَاءَ قَيْصَرَ كِتَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ حِينَ قَرَأَهُ: الْتَمِسُوا لِي مِنْ قَوْمِهِ مَنْ أَسْأَلُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ،
__________
(1) إسناده صحيح على شرطهما. صالح: هو ابن كيسان المدني مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز.
وأخرجه البخاري (2221) و (5531) ، وأبو عوانة 1/210 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1988) و (1989) ، والبخاري (1492) ، ومسلم (363) (101) ، وأبو داود (4120) ، والنسائي 7/172، والطحاوي 1/472، وأبو عوانة 1/209 و210، وابن حبان (1284) ، والدارقطني 1/41 و42 و43، والبيهقي 1/15 و20 و23 من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه البخاري (5532) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (3018) و (3052) و (3452) ، وانظر (1895) و (2003) و (2117) و (3026) .
وسيأتي في مسند ميمونة 6/329 من طريق الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة.(4/198)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ أَنَّهُ كَانَ بِالشَّامِ فِي رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدِمُوا تُجَّارًا، وَذَلِكَ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَأَتَانِي رَسُولُ قَيْصَرَ، فَانْطَلَقَ بِي وَبِأَصْحَابِي، حَتَّى قَدِمْنَا إِيلْيَاءَ، فَأُدْخِلْنَا عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِ مُلْكِهِ، عَلَيْهِ التَّاجُ، وَإِذَا حَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ، فَقَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: سَلْهُمْ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَنَا أَقْرَبُهُمْ إِلَيْهِ نَسَبًا، قَالَ: مَا قَرَابَتُكَ مِنْهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: هُوَ ابْنُ عَمِّي قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَلَيْسَ فِي الرَّكْبِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ غَيْرِي، قَالَ: فَقَالَ قَيْصَرُ: أَدْنُوهُ مِنِّي، ثُمَّ أَمَرَ بِأَصْحَابِي، فَجُعِلُوا خَلْفَ ظَهْرِي عِنْدَ كَتِفِي، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: قُلْ لِأَصْحَابِهِ: إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَإِنْ كَذَبَ، فَكَذِّبُوهُ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَوَاللهِ لَوْلَا الِاسْتِحْيَاءُ يَوْمَئِذٍ أَنْ يَأْثُرَ أَصْحَابِي عَنِّي الْكَذِبَ لَكَذَبْتُهُ حِينَ سَأَلَنِي، وَلَكِنِّي اسْتَحَيْتُ أَنْ يَأْثِرُوا عَنِّي الْكَذِبُ، فَصَدَقْتُهُ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُ: كَيْفَ نَسَبُ هَذَا الرَّجُلِ فِيكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ، قَالَ: فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ فِي الْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَأَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ، قَالَ: فَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ يَزِيدُونَ، قَالَ: فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، وَنَحْنُ الْآنَ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ، وَنَحْنُ نَخَافُ ذَلِكَ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَلَمْ تُمْكِنِّي كَلِمَةٌ(4/199)
أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا أَنْتَقِصُهُ بِهِ غَيْرُهَا، لَا أَخَافُ أَنْ يُؤْثَرَ (1) عَنِّي، قَالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ أَوْ قَاتَلَكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ كَانَتْ حَرْبُكُمْ وَحَرْبُهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَانَتْ دُوَلًا سِجَالًا نُدَالُ عَلَيْهِ الْمَرَّةَ، وَيُدَالُ عَلَيْنَا الْأُخْرَى، قَالَ: فَبِمَ يَأْمُرُكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَأْمُرُنَا أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَيَنْهَانَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاةِ وَالصِّدْقِ، وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، قَالَ: فَقَالَ لِتَرْجُمَانِهِ حِينَ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ: قُلْ لَهُ: إِنِّي سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فِيكُمْ، فَزَعَمْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَطُّ قَبْلَهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ، قُلْتُ: رَجُلٌ يَأْتَمُّ بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ، وَيَكْذِبَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ، قُلْتُ: رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ آبَائِهِ، وَسَأَلْتُكَ: أَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمِ اتَّبَعُوهُ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ،
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : يأثروا، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) .(4/200)
وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ يُخَالِطُ بَشَاشَةَ الْقُلُوبِ لَا يَسْخَطُهُ أَحَدٌ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَغْدِرُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ وَقَاتَلَكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ قَدْ فَعَلَ، وَأَنَّ حَرْبَكُمْ وَحَرْبَهُ يَكُونُ دُوَلًا، يُدَالُ عَلَيْكُمِ الْمَرَّةَ، وَتُدَالُونَ عَلَيْهِ الْأُخْرَى، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى، وَيَكُونُ لَهَا الْعَاقِبَةُ وَسَأَلْتُكَ: بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَحْدَهُ لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَيَنْهَاكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصِّدْقِ، وَالصَّلاةِ، وَالْعَفَافِ، وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَهَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، وَلَكِنْ لَمْ أَظُنَّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، فَإِنْ يَكُنْ مَا قُلْتَ فِيهِ حَقًّا، فَيُوشِكُ أَنْ يَمْلِكَ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَاللهِ لَوْ أَرْجُو أَنْ أَخْلُصَ إِلَيْهِ، لَتَجَشَّمْتُ لُقِيَّهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ، لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ بِهِ، فَقُرِئَ فَإِذَا فِيهِ: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدَاعِيَةِ (1) الْإِسْلَامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ
__________
(1) في النسخ المطبوعة وعلى هامش (س) : بدعاية.(4/201)
تَوَلَّيْتَ فَعَلَيْكَ إِثْمُ الْأَرِيسِيِّينَ - يَعْنِي الْأَكَرَةَ (1) - وَ {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64] " قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَلَمَّا قَضَى مَقَالَتَهُ، عَلَتْ أَصْوَاتُ الَّذِينَ حَوْلَهُ مِنْ عُظَمَاءِ الرُّومِ، وَكَثُرَ لَغَطُهُمْ، فَلا أَدْرِي مَاذَا قَالُوا، وَأَمَرَ بِنَا فَأُخْرِجْنَا، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَلَمَّا خَرَجْتُ مَعَ أَصْحَابِي وَخَلَصْتُ لَهُمْ، قُلْتُ لَهُمْ: أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ، هَذَا مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ يَخَافُهُ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَوَاللهِ مَا زِلْتُ ذَلِيلًا مُسْتَيْقِنًا أَنَّ أَمْرَهُ سَيَظْهَرُ، حَتَّى أَدْخَلَ اللهُ قَلْبِي الْإِسْلامَ، وَأَنَا كَارِهٌ (2)
__________
(1) في النسخ المطبوعة وعلى هامش (س) : الأكارة. والأكارة والأكَرة: هم الفلاحون من التبع والضعفاء.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري.
وأخرجه مختصراً البخاري (2936) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (7) و (2978) و (3174) و (5980) و (6260) و (7196) ، والترمذي (2717) ، وابن منده في "الإيمان" (143) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/381-383 من طرق عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن أبي سفيان. وسيأتي برقم (2371) و (2372) .
والزرابي: كل ما بُسط واتكِىء عليه.
وقوله: "لم يكن ليذر الكذب" قال السندي: النفي في "لم يكن" متوجه إلى المجموع، أي: لم يكن يجمع بين ترك الكذب على الناس والكذب على الله، وذلك =(4/202)
2371 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ فَذَكَرَهُ. (1)
__________
= لأن الكذب على الله هي الغاية القصوى في الكذب فلا يكون إلا من كذاب لا يترك الكذب على أحد حتى ينتهي أمره إلى الكذب على الله، فمن لا يكون كاذباً على غيره لا يمكن أن يكذب على الله مرة واحدة.
وقوله: "وهم أتباع الرسل" أي: الضعفاء، قال السندي: أي أولاً إذ لا يمنعهم شيء من اتباع الحق بعد معرفته بخلاف غيرهم ويشهد له نحو قوله تعالى: (وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إتا بما أُرسلتم به كافرون) ، وله أمثال في القرآن.
وقوله: "وكذلك الإيمان"، أي: يزيد أهله بعد أن يظهر غريباً حتى يتم، أي: يقوى بما قدر الله من أهله، أراد أنه المعتاد، وإلا فقد جاء أن بعض الرسل ما آمن به أحد.
وقوله: "بداعية الإسلام"، أي: بالكلمة الداعية إلى الإسلام.
وقوله: "أمِرَ أمْر ابن أبي كَبْشة"، أي: كثر وارتفع شأنه، قال ابن الأئير في "النهاية" 4/144: كان المشركون ينسُبون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أبي كبشة، وهو رجل من خُزاعة خالف قريشاً في عبادة الأوثان، وعَبَد الشعرى والعَبُور، فلما خالفَهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عبادة الأوثان
شبهوه به.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (1773) ، والنسائي في "الكبرى" (5858) و (8845) و (11064) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وجعله مسلم والنسائي في الموضع الثالث من حديث ابن عباس، عن أبي سفيان بن حرب.
وأخرجه البخاري (2940) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/377-380 من طريق إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه البخاري (51) و (2681) و (2941) من طريق إبراهيم، عن صالح، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن أبي سفيان. وانظر ما قبله.(4/203)
2372 - حَدَّثَنَاه عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ فَذَكَرَهُ (1)
2373 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ عُبَيْدُ اللهِ، سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّتِي ذَكَرَ؟، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذَكَرَ لِي أَنَّ (2) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُرِيتُ أَنَّهُ وُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ (3) مِنْ ذَهَبٍ، فَفَظِعْتُهُمَا، فَكَرِهْتُهُمَا، فَأُذِنَ لِي فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُ كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ " قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: " أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ الَّذِي قَتَلَهُ فَيْرُوزُ بِالْيَمَنِ، وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةُ " (4)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (5136) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن شهاب الزهري، به مختصراً.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9724) من حديث ابن عباس، عن أبي سفيان، وأخرجه كذلك من طريقه البخاري (4553) ، ومسلم (1773) ، وأبو داود (5136) ، وابن حبان (6555) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1457) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/380-381.
وأخرجه كذلك البخاري (4553) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، به. وانظر ما قبله.
(2) لفظة "أن" سقطت من (م) ، وهي ثابتة في أصولنا الخطية المعتمدة.
(3) في (ظ9) و (ظ14) : وضع في يدي سوارين.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. صالح: هو ابن كيسان، وعبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي.
وأخرجه البخاري (4379) و (7033) و (7043) ، والنسائي في "الكبرى" (7648) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. إلا أن البخاري زاد في إسناده بين صالح بن كيسان وبين عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة عبدَ الله بن عُبيدة بن نَشِيط، وهو من المزيد =(4/204)
2374 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللهِ بَارِئًا " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخَذَ بِيَدِهِ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: " أَلا تَرَى أَنْتَ؟ وَاللهِ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيُتَوَفَّى فِي وَجَعِهِ هَذَا، إِنِّي أَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ "، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الْأَمْرُ؟ فَإِنْ
__________
= في متصل الأسانيد.
وأما قول ابن عباس فيه: "ذُكر لي" فقد جاء من غير هذا الطريق أن الذي حدثه بذلك هو أبو هريرة فقد أخرجه البخاري (3621) و (4374) ، ومسلم (2274) ، والترمذي (2292) ، والنسائي (7649) ، وابن حبان (6654) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/334 من طريق نافع بن جبير، عن ابن عباس قال: أخبرني أبو هريرة ... فذكره. وسيأتي في "المسند" 9/312 من طريق همام بن منبه، و338 من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة.
قوله: "ففُظعتهما"، أي: استعظمتهما وخفتهما.
وقوله: "فأولته كذابين يخرجان"، قال القاضي عياض فيما نقله عنه العراقي في "طرح التثريب" 8/217: إنما تأول ذلك -والله أعلم فيهما- لَما كان السواران في اليدين جميعاً من الجهتين، وكان حينئذٍ النبي بينهما، وتأول السوارين على الكذابين ومن ينازعه الأمرَ، لوضعهما غيرَ موضعهما، إذ هما من حلي النساء، وموضعهما أيديهن لا أيدي الرجال، وكذلك الكذب والباطل هو الإخبار بالشيء على غير ما هو عليه، ووضع الخبر على غير موضعه، مع كونهما من ذهب وهو حرام على الرجال، ولما في اسم السوارين من لفظ السور لقبضهما على يديه وليسا من حليته، ولأن كونهما من ذهب إشعار بذهاب أمرهما، وبطلان باطلهما.(4/205)
كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كَلَّمْنَاهُ، فَأَوْصَى بِنَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: وَاللهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَنَاهَا، لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أَبَدًا، فَوَاللهِ لَا أَسْأَلُهُ أَبَدًا (1)
2375 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ، حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا، سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، يَقْرَأُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2) قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَيَزِيدُنِي، حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " (3)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن سعد 2/245 عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (9754) ، والبخاري في "صحيحه" (4447) و (6266) ، وفي "الأدب المفرد" (1130) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/223-224 و224 و225 من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (2999) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري. وهذا من حديث عمر، وقد تقدم برقم (296) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن مسلم بن شهاب الزهري، وهو موصول بالإسناد السالف، وسيأتي برقم (2717) عن يعقوب، عن ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، به.
وأخرجه البخاري (3219) و (4991) ، ومسلم (819) (272) ، والطبري 1/14 من طريقين عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2717) و (2858) . =(4/206)
2376 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَقْبَلْتُ، وَقَدْ نَاهَزْتُ الْحُلُمَ، أَسِيرُ عَلَى أَتَانٍ، " وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَائِمٌ يُصَلِّي لِلنَّاسِ بِمِنًي (1) حَتَّى صِرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ نَزَلْتُ عَنْهَا، فَرَتَعَتْ، فَصَفَفْتُ مَعَ النَّاسِ وَرَاءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
2377 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ عَلْقَمَةَ، أَخُو بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بَيْتَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِغَدِ (3) يَوْمِ الْجُمُعَةِ، قَالَ: وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ قَدْ أَوْصَتْ لَهُ بِهِ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ، بُسِطَ لَهُ فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِ، فَجَلَسَ فِيهِ لِلنَّاسِ، قَالَ: فَسَأَلَهُ رَجُلٌ، وَأَنَا أَسْمَعُ، عَنِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ مِنَ الطَّعَامِ، قَالَ: فَرَفَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَدَهُ إِلَى عَيْنَيْهِ، وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ، فَقَالَ: بَصُرَ عَيْنَايَ هَاتَانِ، " رَأَيْتُ
__________
= ويرى الإمام الطحاوي وغيره من أهل العلم أن القراءة بالأحرف السبعة كانت في أول الأمر خاصة للضرورة لاختلاف لغة العرب ومشقة أخذ جميع الطوائف بلغة، فلما كثر الناسُ والكُتاب وارتفعت الضرورة كانت قراءة واحدة. انظر "شرح مشكل الآثار" 4/181-194، و"جامع البيان" 1/8-34، و"التمهيد" 8/290-294.
(1) تحرف في النسخ المطبوعة والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) إلى: يعني، والتصويب من (ظ9) و (ظ14) و"صحيح البخاري".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (1857) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. وانظر (1891) .
(3) لفظة "لغد" ليست في (ظ9) و (ظ14) .(4/207)
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَوَضَّأَ لِصَلاةِ الظُّهْرِ فِي بَعْضِ حُجَرِهِ، ثُمَّ دَعَا بِلالٌ إِلَى الصَّلاةِ، فَنَهَضَ خَارِجًا، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى بَابِ الْحُجْرَةِ، لَقِيَتْهُ هَدِيَّةٌ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ، قَالَ: فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْ مَعَهُ، وَوُضِعَتْ لَهُمْ فِي الْحُجْرَةِ، قَالَ: فَأَكَلَ وَأَكَلُوا مَعَهُ، قَالَ: ثُمَّ نَهَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْ مَعَهُ إِلَى الصَّلاةِ، وَمَا مَسَّ وَلا أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ مَاءً، قَالَ: ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ " (1) وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، إِنَّمَا عَقَلَ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، آخِرَهُ
2378 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكْيرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، حَدَّثَنِي خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " طَافَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعِيرِهِ، فَكُلَّمَا أَتَى عَلَى الرُّكْنِ، أَشَارَ إِلَيْهِ وَكَبَّرَ " (2)
__________
(1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مختصراً جداً الطبراني (10797) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (646) عن ابن جريج قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن خاله قال: كان ابن عباس ... فذكر نحوه.
وقد تقدم مختصراً برقم (2002) ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكل لحماً أوعَرْقاً، فصلى ولم يمس ماءً.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه البيهقي 5/84 من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد. =(4/208)
2379 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا خَتِينٌ " (1)
2380 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُوَيْفِعٍ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَعَثَتْ بَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ
__________
= وأخرجه البخاري (5293) من طريق عبد الملك بن عمرو، عن إبراهيم بن طهمان، به.
وأخرجه الدارمي (1845) ، والبخاري (1612) و (1613) و (1632) ، والترمذي (865) ، والنسائي 5/233، وابن خزيمة (2722) و (2724) ، وابن حبان (3825) ، والطبراني (11955) ، والبيهقي 5/99، والبغوي (1909) من طرق عن خالد الحذاء، به. وانظر (1841) و (2118) .
(1) حديث صحيح، الحجاج بن أرطاة وإن كان يدلس وقد عنعن - متابع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه البخاري (6299) عن محمد بن عبد الرحيم، أخبرنا عباد بن موسى، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل، عن أبي اسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وعلقه البخاري (6300) عن عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن أبي إسحاق، به، ووصله ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (374) عن يوسف بن موسى، والطبراني (10579) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن عثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن عبد الله بن إدريس، به.
وتقدم برقم (2283) من طريق أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أنه كان عندما توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنَ عشر سنين.
وختين: مختون، كقتيل ومقتول.(4/209)
وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ، وَأَنَاخَ بَعِيرَهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، وَكَانَ ضِمَامٌ رَجُلًا جَلْدًا أَشْعَرَ ذَا غَدِيرَتَيْنِ، فَأَقْبَلَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَيُّكُمُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ "، قَالَ مُحَمَّدٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، فَقَالَ: ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنِّي سَائِلُكَ وَمُغَلِّظٌ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَلا تَجِدَنَّ فِي نَفْسِكَ، قَالَ: " لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي، فَسَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ " قَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ إِلَهَكَ، وَإِلَهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلَهَ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللَّهُ بَعَثَكَ إِلَيْنَا رَسُولًا؟ فَقَالَ: " اللهُمَّ نَعَمْ " قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللهَ إِلَهَكَ، وَإِلَهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلَهَ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْمُرَنَا أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ، لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ نَخْلَعَ هَذِهِ الْأَنْدَادَ الَّتِي كَانَتْ آبَاؤُنَا يَعْبُدُونَ مَعَهُ؟ قَالَ: " اللهُمَّ نَعَمْ "، قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللهَ إِلَهَكَ، وَإِلَهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلَهَ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ؟ قَالَ: " اللهُمَّ نَعَمْ " قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَذْكُرُ فَرَائِضَ الْإِسْلامِ فَرِيضَةً فَرِيضَةً: الزَّكَاةَ، وَالصِّيَامَ، وَالْحَجَّ، وَشَرَائِعَ الْإِسْلامِ كُلَّهَا، يُنَاشِدُهُ عِنْدَ كُلِّ فَرِيضَةٍ كَمَا يُنَاشِدُهُ فِي الَّتِي قَبْلَهَا، حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَسَأُؤَدِّي هَذِهِ الْفَرَائِضَ، وَأَجْتَنِبُ مَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ، ثُمَّ لَا أَزِيدُ وَلا أَنْقُصُ، قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى بَعِيرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ وَلَّى: " إِنْ يَصْدُقْ ذُو الْعَقِيصَتَيْنِ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ "(4/210)
قَالَ: فَأَتَى إِلَى بَعِيرِهِ، فَأَطْلَقَ عِقَالَهُ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: بِئْسَتِ اللاتُ وَالْعُزَّى، قَالُوا: مَهْ يَا ضِمَامُ، اتَّقِ الْبَرَصَ وَالْجُذَامَ، اتَّقِ الْجُنُونَ، قَالَ: وَيْلَكُمْ، إِنَّهُمَا وَاللهِ لَا يَضُرَّانِ وَلا يَنْفَعَانِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ بَعَثَ رَسُولًا، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابًا اسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِمَّا كُنْتُمْ فِيهِ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِهِ بِمَا أَمَرَكُمْ بِهِ، وَنَهَاكُمْ عَنْهُ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا أَمْسَى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَفِي حَاضِرِهِ رَجُلٌ وَلا امْرَأَةٌ إِلا مُسْلِمًا قَالَ: يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَمَا سَمِعْنَا بِوَافِدِ قَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ " (1)
2381 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُوَيْفِعٍ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ َفذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا (2)
__________
(1) حديث حسن، محمد بن الوليد بن نويفع قد توبع. وهو في "السيرة" لابن هشام 4/219-221 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
ومن طريق ابن إسحاق أخرجه الدارمي (652) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 2/521-522، وأبو داود (487) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/374-375. وقرن الدارمي وابن شبة وأبو داود بمحمد بن إسحاق سلمة بن كهيل.
وأخرجه مختصراً بنحوه ابن سعد 1/299 من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن كريب، به. وانظر (2254) .
وقوله: "جلداً"، أي: قوياً.
(2) حديث حسن، وانظر ما قبله.(4/211)
2382 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا كَانَتْ صَلَاةُ الْخَوْفِ إِلَّا كَصَلَاةِ أَحْرَاسِكُمْ هَؤُلَاءِ الْيَوْمَ خَلْفَ أَئِمَّتِكُمْ، إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ عُقْبًا، قَامَتْ طَائِفَةٌ وَهُمْ جَمِيعٌ (1) مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَجَدَتْ مَعَهُ طَائِفَةٌ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَجَدَ الَّذِينَ كَانُوا قِيَامًا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَامُوا مَعَهُ جَمِيعًا، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعُوا مَعَهُ جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ، فَسَجَدَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ قِيَامًا أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَقَامَ الْآخَرُونَ الَّذِينَ كَانُوا سَجَدُوا مَعَهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَلَمَّا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالَّذِينَ سَجَدُوا مَعَهُ فِي آخِرِ صَلاتِهِمْ، سَجَدَ الَّذِينَ كَانُوا قِيَامًا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ جَلَسُوا، فَجَمَعَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالسَّلامِ " (2)
2383 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ طَاوُسٍ الْيَمَانِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اغْتَسِلُوا
__________
(1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : جَمْع، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) .
(2) إسناده حسن، وحسنه الحافظ في "التلخيص الحبير" 2/75.
وأخرجه النسائي 3/170، والبيهقي 3/258-259 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2063) .
ويشهد له حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (840) ، وسيأتي في "المسند" 4/374، وصححه ابن حبان (2877) .
قوله: "كانت عُقَباً"، أي: تصلي طائفة بعد طائفةٍ، فهم يتعاقبونها تعاقبَ الغزاة.
وقوله: "قامت طائفة"، أي: في حِذاءِ العدو.(4/212)
يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ، وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا، وَمَسُّوا مِنَ الطِّيبِ " قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَمَّا الطِّيبُ فَلا أَدْرِي وَأَمَّا الْغُسْلُ، فَنَعَمْ " (1)
2384 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ الْحَضْرَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُوَيْفِعٍ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، كِلاهُمَا حَدَّثَنِي عَنْ كُرَيْبٍ
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه ابن خزيمة (1759) عن محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، وأبو يعلى (2558) ، وعنه ابن حبان (2782) عن زهير بن حرب أبي خيثمة، كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. ولفظ حديث زهير: "إلا أن تكونوا جُنباً". وسيأتي برقم (3059) و (3471) .
وللمس من الطيب يوم الجمعة شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (880) ، ومسلم (846) ، وسيأتي في "المسند" 3/30، ومن حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود (347) .
قوله: "اغتسلوا يوم الجمعة وإن لم تكونوا جنباً"، قال الحافظ في "الفتح" 2/373 معناه: اغتسلوا يوم الجمعة إن كنتم جنباً للجنابة، وإن لم تكونوا جنباً للجمعة، وأخِذ منه أن الاغتسالَ يومَ الجمعة للجنابة يجزىء عن الجمعة، سواء نواه للجمعة أم لا، وفي الاستدلال به على ذلك بُعْد.
نعم، روى ابن حبان من طريق ابن إسحاق عن الزهري في هذا الحديث: "اغتسلوا يوم الجمعة إلا أن تكونوا جنباً"، وهذه أوضح في الدلالة على المطلوب، لكن رواية شعيب عن الزهري أصح (يعني التي فيها: وإن لم تكونوا جنباً) . قال ابن المنذر: حَفِظْنا الإجزاءَ عن أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين.
وقوله: "واغسلوا رؤوسكم"، هو من عَطْف الخاص على العام للتنبيه على أن المطلوبَ الغسلُ التام، لئلا يظن أن إفاضة الماء دون حَل الشعر -مثلاً- يجزىء في غُسْل الجمعة، ويحتمل أن يُرادَ بالثاني المبالغةُ في التنظيف.(4/213)
مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فِي بُرْدٍ لَهُ حَضْرَمِيٍّ مُتَوَشِّحًا بِهِ (1) مَا عَلَيْهِ غَيْرُهُ " (2)
2385 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ، وَهُوَ يَتَّقِي الطِّينَ إِذَا سَجَدَ بِكِسَاءٍ عَلَيْهِ يَجْعَلُهُ دُونَ يَدَيْهِ إِلَى الْأَرْضِ إِذَا سَجَدَ " (3)
2386 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بَعْضِ، أَهْلِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيْهِ قَبْلَ الْفَجْرِ بِفَاتِحَةِ الْقُرْآنِ، وَالْآيَتَيْنِ مِنْ خَاتِمَةِ الْبَقَرَةِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، وَفِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ بِفَاتِحَةِ الْقُرْآنِ، وَبِالْآيَةِ مِنْ آلِ
__________
(1) في (م) و (ظ9) : متوشحه.
(2) حديث حسن، وانظر الحكم على الحديث رقم (2254) .
وأخرجه ابن حبان (2570) من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب، عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2320) .
(3) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله بن عبيد الله، وانظر ما تقدم برقم (2320) .
(4) في (م) و (ظ9) وحاشية (س) و (ق) : الآخرة.(4/214)
عِمْرَانَ: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران: 64] حَتَّى يَخْتِمَ الْآيَةَ " (1)
2387 - حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " طَلَّقَ رُكَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَزِيدَ أَخُو بَنِي الْمُطَّلِبِ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ، فَحَزِنَ عَلَيْهَا حُزْنًا شَدِيدًا، قَالَ: فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ طَلَّقْتَهَا؟ " قَالَ: طَلَّقْتُهَا ثَلَاثًا، قَالَ: فَقَالَ: " فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ؟ " قَالَ: نَعَمْ قَالَ: " فَإِنَّمَا تِلْكَ وَاحِدَةٌ فَأَرْجِعْهَا إِنْ شِئْتَ " قَالَ: فَرَجَعَهَا فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " يَرَى أَنَّمَا الطَّلَاقُ عِنْدَ كُلِّ طُهْرٍ " (2)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة الراوي عن ابن عباس. العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس روى له أبو داود، وهو ثقة، وثقه يحيى بن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: ليس به بأس، وقال سفيان بن عيينة: وكان رجلاً صالحاً. وانظر ما تقدم برقم (2038) .
(2) إسناده ضعيف، رواية داود بن الحصين عن عكرمة فيها شيء، قال علي ابن المديني: ما روى عن عكرمة فمنكر، وقال أبو داود: أحاديثه عن شيوخه مستقيمة، وأحاديثه عن عكرمة مناكير، وقال الذهبي في كتابه: "من تُكلم فيه وهو موثق" (105) : ثقة مشهور، له غرائب تُستَنْكَر، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة إلا في عكرمة. سعد بن إبراهيم: هو سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه البيهقي 7/339 من طريق عبد الله بن سعد بن إبراهيم، عن عمه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، بهذا الإسناد. قال البيهقي: وهذا الإسناد لا تقوم به الحجة مع ثمانية رَوَوْا عن ابن عباس رضي الله عنهما فُتْياه بخلاف ذلك، ومع رواية أولاد ركانة أن طلاق ركانة كان واحدة، وبالله التوفيق. =(4/215)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو يعلى (2500) من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرج عبد الرزاق (11334) ، ومن طريقه أبو داود (2196) عن ابن جريج، قال: أخبرني بعض بني أبي رافع مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن عكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس قال: طلق عبدُ يزيد -أبو رُكانة وإخوته- أم ركانة، ونكح امرأة من مزينة ... فذكر الحديث، وقال: ثم قال: "راجع امرأتك أم ركانةَ وإخوته" قال: إني طلقتُها ثلاثاً يا رسول الله. قال: "قد علمت، راجعها" وتلا: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ) .
قال الخطابي في "معالم السنن" 3/236: في إسناد هذا الحديث مقال، لأن ابن جريج إنما رواه عن بعض بني أبي رافع ولم يُسمه، والمجهولُ لا تقومُ به الحجة.
وقد روى أبو داود هذا الحديث [برقم 2206] بإسناد أجود منه: أن رُكانة طَلق امرأته البتة، فأخبر النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما أردتَ إلا واحدة؟ " فقال ركانة: والله ما أردتُ إلا واحدةً. فردها إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فطلقها الثانية في زمان عمر، والثالثة في زمان عثمان.
قال أبو داود: حدثنا ابن السرْح وإبراهيم بن خالد الكلبي في آخرين، قالوا: حدثنا محمد بن إدريس الشافعي، حدثني عمي محمد بن علي بن شافع، عن عبيد الله بن علي بن السائب، عن نافع بن عُجير بن عبد يزيد بن ركانة، وذكر الحديث، قال أبو داود: وهذا أوْلى، لأنهم ولد الرجل وأهله، وهم أعلم به.
قال الخطابي: قد يحتمل أن يكون حديث ابن جريج إنما رواه الراوي على المعنى دون اللفظ، وذلك أن الناس قد اختلفوا في البتة، فقال بعضهم: هي ثلاثة، وقال بعضهم: هي واحدة، وكأن الراوي له ممن يذهب مذهب الثلاث، فحكى أنه قال: إني طلقتها ثلاثاً، يريد البتة التي حكمها عنده حكم الثلاث، والله أعلم.
قال الخطابي: وكان أحمد بن حنبل يضعفُ طرق هذه الأحاديث كلها. قلنا: وقد نص ابن قدامة أيضاً في "المغني" 10/366 على أن أحمد ضَغف إسناد حديث ركانة هذا وتركه. =(4/216)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/363: إن أبا داود رَجح أن رُكانة إنما طلق امرأته البتة، كما أخرجه هو من طريق آل بيت ركانة، وهو تعليل قوي، لجواز أن يكون بعض رواته حَمَل البتة على الثلاث، فقال: طلقها ثلاثا، فبهذه النكتة يقف الاستدلال بحديث ابن عباس.
قلنا: ومع هذا فقد جَود إسناد هذا الحديث شيخ الإسلام في "الفتاوى الكبرى" 3/22، وصححه ابن القيم في "زاد المعاد" 5/263، والشيخ أحمد شاكر في تعليقه على"المسند"!
وقد نُقِل العملُ بهذا الحديث -فيما قاله الحافظ في "الفتح"- عن علي وابن مسعود وعبد الرحمن بن عوف والزبير، ذكر ذلك ابن مغيث في كتاب "الوثائق" له، وعزاه لمحمد بن وضاح، ونقل الغنوي ذلك عن جماعة من مشايخ قرطبة كمحمد بن بقي بن مخلد ومحمد بن عبد السلام الخشني وغيرهما، ونقله ابن المنذرعن أصحاب ابن عباس كعطاء وطاووس وعمرو بن دينار.
وأخرج أحمد في "مسنده" (سقط من الطبعة الميمنية، وهو ثابت في "أطراف المسند" 1/ورقة 257 في ترجمة يزيد بن ركانة) ، وأبو داود (2208) ، وابن ماجه (2051) ، والترمذي (1177) من طرق عن جرير بن حازم، عن الزبير بن سعيد، عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة، عن أبيه، عن جده: أنه طَلق امرأته البتة، فأتى رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "ما أردتَ؟ " قال: واحدة. قال: "آلله؟ " قال: آلله. قال: "هو على ما أردت".
قال أبو داود: وهذا أصح من حديث ابن جريج: أن ركانة طَلق امرأته ثلاثاً، لأنهم أهل بيته وهم أعلم به، وحديث ابن جريج رواه عن بعض بني رافع، عن عكرمة، عن ابن عباس.
وقال الترمذي في "السنن" وفي "العلل" 1/461: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسألت محمداً (ويعني البخاري) عن هذا الحديث، فقال: فيه اضطراب، ويروى عن عكرمة، عن ابن عباس: أن ركانة طلق امرأته ثلاثاً. =(4/217)
2388 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ، تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَشْرَبِهِمْ وَمَأْكَلِهِمْ، وَحُسْنَ مَقِيلِهِمْ (1) قَالُوا: يَا لَيْتَ إِخْوَانَنَا يَعْلَمُونَ بِمَا صَنَعَ اللهُ لَنَا، لِئَلا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ، وَلا يَنْكُلُوا عَنِ الْحَرْبِ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَؤُلاءِ الْآيَاتِ عَلَى رَسُولِهِ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا} [آل عمران: 169] ، (2)
__________
= وذكر الترمذي أيضا فيما نقله عنه المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 3/134 عن البخاري أنه مضطرب فيه: تارةً قيل فيه: ثلاثاً، وتارة قيل فيه: واحدة، وأصحُّه أنه طَلقها البتة، وأن الثلاث ذُكرت فيه على هذا المعنى.
(1) في (م) و (س) و (ص) : منقلبهم.
(2) حديث حسن، أبو الزبير المكي -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- لم يسمع من ابن عباس، وبينهما في هذا الحديث سعيدُ بن جبير كما سيأتي في الحديث الذي بعده. وهو في "سيرة ابن هشام" 3/126 عن ابن إسحاق.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/294-295، وهناد في "الزهد" (155) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (194) من طريقِ محمد بن فضيل، وابن أبي عاصم (195) من طريق إسماعيل بن عياش، والطبري 4/170-171 من طريق سلمة بن الفضل وإسماعيل بن عياش، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الجهاد" (62) عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير المكي وغيره، عن ابن عباس. =(4/218)
• 2389 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (1) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ (2)
__________
= المقيل: المُقام وقت القائلة، وهو النوم نصف النهار.
وينْكُلوا: يجْبُنوا.
(1) ورد هذا الحديث في (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) على أنه من رواية الإمام أحمد، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) ومن "أطراف المسند" 1/ورقة 129.
(2) إسناده حسن، ابن إسحاق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم. وانظر ما قبله.
وأخرجه أبو داود (2520) ، وبقي بن مخلد -كما في "التمهيد" 11/61-، وابن أبي عاصم (52) و (193) ، وأبو يعلى (2331) ، والآجري في الشريعة" ص 392-393، والحاكم 2/88 و297-298 والبيهقي في "السنن" 9/163، وفي "الدلائل" 3/304، وفي "الشعب" (4240) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 364-365، وفي "البعث" (201) ، وفي "إثبات عذاب القبر" (145) ، والواحدي
في "أسباب النزول" ص 85 من طريق عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وصححه الحاكم في الموضعين على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! مع أن محمد بن إسحاق لم يخرج له مسلم إلا متابعةً.
وأخرجه عبد بن حميد (679) عن يوسف بن بهلول، عن عبد الله بن إدريس، به.
ولم يذكر فيه سعيد بن جبير!
قال ابن كثير في "التفسير" 2/141 عن طريق عبد الله بن إدريس الذي فيه سعيد بن جبير: وهذا أثبت، وكذا رواه سفيان الثوري، عن سالم الآفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود عند مسلم (1887) قال مسروق: سألنا عبد الله =(4/219)
2390 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشُّهَدَاءُ عَلَى بَارِقٍ - نَهْرٍ بِبَابِ الْجَنَّةِ - فِي قُبَّةٍ خَضْرَاءَ، يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ رِزْقُهُمْ مِنَ الجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا " (1)
__________
= عن هذه الآية: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) ، قال: أمَا إنا قد سألنا عن ذلك، فقال: "أرواحُهم في جوفِ طيرٍ خُضْرٍ، لها قناديلُ معلقة بالعرش، تسرحُ من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلَع إليهم رَبهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أي شيءٍ نشتهي؟ ونحن نسرحُ من الجنة حيث شئنا. ففعل ذلك بهم ثلاث مراتٍ، فلما رأوْا أنهم لن يُترَكوا من أن يُسألوا، قالوا؟ يا رب، نُريد أن ترد أرواحَنا في أجسادنا حتى نُقتلَ في سبيلك مرةً أخرى. فلما رأى أنْ ليس لهم حاجةٌ، ترِكوا".
(1) إسناده حسن، ابن إسحاق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وهو في "سيرة ابن هشام" 3/126 عن ابن إسحاق، وقال ابن كثير في "التفسير" 2/142: وهو إسناد جيد.
وأخرجه ابن حبان (4658) عن أبي يعلى، عن أبي خيثمة، عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/290، وهناد في "الزهد" (166) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (199) ، وعبد بن حميد (721) ، وابن جرير الطبري 2/40 و4/171 و171-172 و172، والطبراني في "الكبير" (10825) ، وفي "الأوسط" (123) ، والحاكم 2/74، والبيهقي في "الشعب" (4241) ، وفي "إثبات عذاب القبر" (78) من طرق عن محمد بن إسحاق، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!
قوله: "على بارق نهر الجنة"، قال السندي: لعل المرادَ به الموضع الذي يبرق منه النهرُ الذي بباب الجنة ويظهر، والله تعالى أعلم.(4/220)
2391 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ، (1) عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَشَى مَعَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، ثُمَّ وَجَّهَهُمْ وَقَالَ: " انْطَلِقُوا عَلَى اسْمِ اللهِ "، وَقَالَ: " اللهُمَّ أَعِنْهُمْ - يَعْنِي النَّفَرَ الَّذِينَ وَجَّهَهُمْ إِلَى كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ - " (2)
__________
(1) في (م) والأصول الخطية التي بين أيدينا: "ثور بن يزيد" يعني الكلاعي، وهو كذلك في "مستدرك الحاكم"، وعلى حاشية (ظ14) ما نصه: "في نسخة فيها سماع ابن المذهب: ثور بن زيد"، قلنا: وهو كذلك عن ابن إسحاق عند ابن هشام في "السيرة" 3/59 والبزار والطبراني والبيهقي في "الدلائل" وابن كثير في "البداية والنهاية" 4/8، وأورد هذا الحديثَ الحافظُ ابن حجر في "أطراف المسند" 1/ورقة 120 في ترجمة ثور بن زيد الديلي عن عكرمة، ولم يترجم لثور بن يزيد الكلاعي، على أن كليهما قد روى عن عكرمة، والله أعلم.
(2) إسناده حسن، ابن إسحاق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
ثور بن زيد: هو الديلي. والحديث في "سيرة ابن إسحاق" (502) ، وفيه: "حدثني ثور" دون نسبة.
وأخرجه الطبراني (11554) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب صاحب "المغازي"، عن إبراهيم بن سعد والد يعقوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1801) و (1802) "كشف الأستار"، والطبراني (11555) ، والحاكم 2/98، والبيهقي في "الدلائل" 3/199-200 من طرق عن ابن إسحاق، به.
قال الحاكم: هذا حديث غريب صحيح ولم يخرجاه، وقال الذهبي في "تلخيصه": صحيح.
قوله: "انطلقوا على اسم الله"، قال السندي: أي ثابتين على بركته، أو ذِكره، أو معه. "إلى كعب بن الأشرف"، أي: ليقتلوه، فإنه كان يهودياً مؤذياً.
وقال ابن إسحاق وغيره: كان عربياً من بني نبهان وهم بطن من طيىء، وكان أبوه =(4/221)
2392 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِسَفَرِهِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا رُهْمٍ كُلْثُومَ بْنَ حُصَيْنِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ خَلَفٍ الْغِفَارِيَّ، وَخَرَجَ لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، فَصَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَامَ النَّاسُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ - مَاءٍ بَيْنَ عُسْفَانَ وَأَمْجٍ - أَفْطَرَ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى نَزَلَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فِي عَشَرَةِ آلافٍ مِنَ المُسْلِمِينَ " (1)
__________
= أصاب دماً في الجاهلية فأتى المدينة، فحالف بني النضير، فشرف فيهم، وتزوج عقيلة بنت أبي الحقيق، فولدت له كعباً، وكان طويلاً جسيماً ذا بطن وهامة، وهجا المسلمين بعد وقعة بدر، وخرج إلى مكة، فنزل على ابن وداعة السهمي والد المطلب، فهجاه حسان وهجا امرأته عاتكة بنت أسيد بن العيص بن أمية فطردته فرجع كعب إلى المدينة وتشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم.
وروى أبو داود (3000) من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه: أن كعب بن الأشرف كان شاعراً وكان يهجو رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويحرض عليه
كفار قريش، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم المدينة وأهلها أخلاط، فأراد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استصلاحهم، وكان اليهود والمشركون يؤذون المسلمين أشد الأذى، فأمر الله رسوله
والمسلمين بالصبر، فلما أبى كعب أن ينزع عن أداه، أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعد بن معاذ أن يبعث رهطاً ليقتلوه، وذكر ابن سعد في "الطبقات" 2/31 أن قتله كان في ربيع الأول من السنة الثالثة.
(1) إسناده حسن. وهو في "سيرة ابن هشام" 4/42 عن ابن إسحاق، وجعل قوله: "ثم مضى ... " في آخر الحديث من قول ابن إسحاق وليس من نص الحديث!
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 5/19-20، وفي "السنن" 9/40 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وروايته في "السنن" مختصرة بقصة =(4/222)
2393 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَمُجَاهِدٍ أَبِي (1) الْحَجَّاجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فِي سَفَرِهِ وَهُوَ حَرَامٌ " (2)
__________
= استعمال أبي رهم الغفاري على المدينة. وانظر (1892) .
الكَديد: موضع على اثنين وأربعين ميلاً من مكة شمالاً، وعُسْفان: على ستة وثلاثين ميملاً، وأمَجُ: على خمسة وسبعين ميلاً، ومَر الظهران: على ستة عشر ميلاً.
(1) تحرفت في (م) إلى: ابن.
(2) إسناده حسن. وهو في "سيرة ابن هشام" 4/14 عن ابن إسحاق، وزاد: وكان الذي زوجه إياها العباسُ بن عبد المطلب.
وأخرجه ابن حبان (4133) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 2/269 من طريق عبد الله بن هارون، عن أبيه، عن ابن إسحاق، به.
وذكره البخاري في "صحيحه" (4259) معلقاً عن ابن إسحاق، به. ولفظه: تَزوج النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ميمونةَ في عُمرة القضاء.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3202) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح وحده، به.
وأخرجه ابن سعد 8/135، والطحاوي 2/269 من طريق رباح بن أبي معروف، وابن سعد 8/135، والطبراني (11303) من طريق ليث بن أبي سليم، وابن سعد 8/135، والنسائي في "المجتبى" 6/88 من طريق ابن جريج، ثلاثتهم عن عطاء، عن ابن عباس.
وأخرجه النسائي 5/191 من طريق حماد بن سلمة، عن حميد، عن مجاهد، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج ميمونة وهما محرمان. وسيأتي الحديث برقم (2587) =(4/223)
2394 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ وَقَصَتْهُ رَاحِلَتُهُ، وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ: " كَفِّنُوهُ وَلا تُغَطُّوا رَأْسَهُ، وَلا تُمِسُّوهُ طِيبًا، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يُلَبِّي - أَوْ وَهُوَ يُهِلُّ - (1)
2395 - " حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، بِإِسْنَادِهِ إِلا أَنَّهُ قَالَ: " وَلا تُغَطُّوا وَجْهَهُ " (2)
2396 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " لَا هِجْرَةَ،
__________
= و (2980) و (3052) ، وانظر ما تقدم برقم (1919) .
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر، والحكم: هو ابن عتيبة، وابن جبير: هو سعيد.
وأخرجه البخاري (1839) ، وأبو داود (3241) ، والنسائي 5/196، وابن حبان (3957) ، والطبراني (12540) ، والبيهقي 3/393 من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن الجارود (507) ، والدارقطني 2/295 من طريق عبيدة بن حميد، كلاهما عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد. وانظر (1850) .
وَقَصَتْه، أي: كسرت عنقَه.
(2) إسناده صحيح على شرطهما. أسود: هو ابن عامر الشامي، ولقبه شاذان.
وأخرجه مسلم (1206) (103) ، والبيهقي 3/393 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه الحكم بن عتيبة، وانظر ما قبله.(4/224)
يَقُولُ بَعْدَ الْفَتْحِ - وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِنِ اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا " (1)
2397 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ أَبُو (2) خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَضَعَ يَدَهُ عَلَى كَتِفِي - أَوْ عَلَى مَنْكِبِي، شَكَّ سَعِيدٌ - ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ " (3)
__________
(1) حديث صحيح، زياد بن عبد الله: هو ابن الطفيل البَكائي العامري الكوفي راوي المغازي عن ابن إسحاق، قال عبد الله بن إدريس: ما أجد أثبت في ابن إسحاق منه، لأنه أملى عليه إملاءً مرتين، وقال صالح جزرة: هو في نفسه ضعيف، ولكنه أثبت الناس في كتاب "المغازي"، وكذا قال عثمان الدارمي وغيره عن ابن معين، وقال أحمد وأبو داود: حديثه حديث أهل الصدق، وضعفه علي ابن المديني والنسائي وابن سعد، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، له في البخاري حديث واحد، وروى له مسلم والترمذي وابن ماجه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، ومجاهد بن جبر سمع من ابن عباس هذا الحديث تقدم برقم (1991) من روايته عن طاووس عن ابن عباس، وهكذا رواية كل من رواه عن منصور كما تقدم.
وأخرجه الترمذي (1590) عن أحمد بن عبدة الضبي، عن زياد بن عبد الله، عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد، عن طاووس، عن ابن عباس. فقد ذكر زياد بن عبد الله عند الترمذي "عن طاووس"، فلعله حدث به مرةً هكذا ومرةً هكذا! قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(2) تحرفت في (م) و (س) و (ص) إلى: بن.
(3) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. زهير أبو خيثمة: هو ابن معاوية.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/494 من طريقين عن زهير أبي =(4/225)
2398 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ، (1) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِهَذَا الْحَجَرِ لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ، يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَقٍّ " (2)
2399 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ سَبْعًا (3) يَرَى الضَّوْءَ وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَثَمَانِيًا أَوْ سَبْعًا يُوحَى إِلَيْهِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا " (4)
__________
= خيثمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (10614) من طريق داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، به.
وسيأتي برقم (2879) و (3032) و (3102) ، وانظر (1840) و (2422) و (3022) و (3060) .
قوله: "وعلمه التأويل"، قال السندي: المراد بالتأويل: تأويل القرآن، فكان يُسمى بحراً، وترجمان القرآن، والله تعالى أعلم.
(1) تحرف في النسخ المطبوعة وفي (ق) إلى: يزيد.
(2) إسناده قوي على شرط مسلم، عبد الله بن عثمان بن خثيم من رجاله، وباقي رجال السند ثقات رجال الشيخين. ثابت أبو زيد: هو ثابت بن يزيد الأحول.
وأخرجه أبو يعلى (2719) ، وابن خزيمة (2736) ، وابن حبان (3711) ، والحاكم 1/457 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي. وانظر (2215) .
(3) في (ظ9) و (ظ12) : أو سبع، وفي الموضع الثاني فيهما: وثمان أو سبع.
(4) إسناده على شرط مسلم، وانظر ما تقدم برقم (1945) . =(4/226)
2400 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ، فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ تَحَوَّلَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَحَنَّ الْجِذْعُ حَتَّى أَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاحْتَضَنَهُ فَسَكَنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ، لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
2401 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ مَعْنَاهُ (2)
2402 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ
__________
= وأخرجه مسلم (2353) (123) ، والطبراني (12840) ، والحاكم 2/627، والبيهقي في "السنن" 6/207، وفي "الدلائل" 7/240 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2523) و (2640) و (2680) و (2846) .
قوله: "خمس عشرة سنة"، قال السندي: الظاهر أن هذا الحديث مبني على اعتبار أيام ظهور المقدمات من أيام النبوة، كما يدل عليه قوله: "يرى الضوء ويسمع الصوت"، والمراد بالسبع الذي يوحى إليه: هي التي أوحي إليه فيها بالتتابع، وأما أيام الفَتْرة، فقد عدها من أيام الضوء لِقلة الوحي، والله تعالى أعلم!
وقوله: "يرى الضوء ويسمع الصوت"، قال القاضي عياض -كما في "شرح مسلم" 15/104 للنووي-: أي: صوت الهاتف به من الملائكة، ويرى الضوء: أي: نور الملاثكة، ونور آيات الله تعالى، حتى رأى الملَكَ بعينه، وشافهه بوحي الله تعالى.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. والراوي عن ثابت البناني هو حماد بن سلمة، وحديث ابن عباس تقدم برقم (2236) ، وحديث أنس تقدم برقم (2237) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (2236) و (2237) .(4/227)
جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ مَلَكَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَالْآخَرُ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيْهِ لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ: اضْرِبْ مَثَلَ هَذَا، وَمَثَلَ أُمَّتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَهُ وَمَثَلَ أُمَّتِهِ كَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ، انْتَهَوْا إِلَى رَأْسِ مَفَازَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ مِنَ الزَّادِ مَا يَقْطَعُونَ بِهِ الْمَفَازَةَ، وَلا مَا يَرْجِعُونَ بِهِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ أَتَاهُمْ رَجُلٌ فِي حُلَّةٍ حِبَرَةٍ، فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ وَرَدْتُ بِكُمْ رِيَاضًا مُعْشِبَةً، وَحِيَاضًا رُوَاءً، أَتَتَّبِعُونِي؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَانْطَلَقَ بِهِمْ، فَأَوْرَدَهُمْ رِيَاضًا مُعْشِبَةً، وَحِيَاضًا رُوَاءً، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَسَمِنُوا، فَقَالَ لَهُمْ: أَلَمْ أَلْقَكُمْ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَجَعَلْتُمْ لِي إِنْ وَرَدْتُ بِكُمْ رِيَاضًا مُعْشِبَةً، وَحِيَاضًا رُوَاءً، أَنْ تَتَّبِعُونِي؟ فَقَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ رِيَاضًا أَعْشَبَ مِنْ هَذِهِ، وَحِيَاضًا هِيَ أَرْوَى مِنْ هَذِهِ، فَاتَّبِعُونِي، قَالَ: فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: صَدَقَ وَاللهِ لَنَتَّبِعَنَّهُ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: قَدْ رَضِينَا بِهَذَا نُقِيمُ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان، ولِين يوسف بن مهران.
وأخرجه عبد بن حميد (667) عن حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2407 - كشف الأستار) ، والطبراني (12940) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
السفْر، قال ابن الأثير 2/371: جمع سافر، كصاحب وصَحْب، والمسافرون جمع مسافر، والسفْر والمسافرون بمعنىً.
وقوله: "حلة حِبَرة"، قال السندي: بكسر ففتح: بُرد مخطط، وهو بالإضافة أو التوصيف =(4/228)
2403 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " كَانَ الْمَاءُ يَسْتَنْقِعُ فِي جُفُونِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ عَلِيٌّ يَحْسُوهُ " (1)
2404 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا لَبَّى يَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " انْتَهِ إِلَيْهَا فَإِنَّهَا تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
__________
= وقوله: "رِواء"، قال السندي: ضُبط بكسر راءٍ ومَدْ، وفي "الصحاح": قوم رِواء من الماء، بالكسر والمد، وماء رَوَاء، بالفَتح والمد، وإذا كسرتَ الراء قَصَرته وكتبته بالياء وقلتَ: ماء رِوىً، وفي "النهاية": الماء الرواء -بالفتح والمد-: الكثير، وقيل: العذب الذي فيه للواردين رِي، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، جعفر بن محمد -وهو الصادق- لم يدرك ذلك ولم يسنده. وهذا الحديث من مسند جعفر بن محمد أو علي بن أبي طالب، لا من مسند ابن عباس، فلا وجه لذكره ها هنا.
وقوله: "كان الماء"، قال السندي: أي: الذي غَسلوه به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفاته. ويستنقع: على بناء الفاعل، أي: يجتمع. ويَحْسُوه: يشربه.
وقد جاء في النسخ المطبوعة من "المسند" بعد كلمة "الماء" ما لفظه: ماء غسله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حين غسلوه بعدَ وفاته.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو إسحاق: عمرو بن عبد الله السبيعي اختلط بأخرة، ورواية زهير -وهو ابن معاوية- عنه بعد الاختلاط، والضحاك بن مزاحم لم يسمع من ابن عباس. وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد، وسيأتي برقم (2754) =(4/229)
2405 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، الَّذِي يُحْدِثُ التَّفْسِيرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَلْفِهِ، فَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، وَهُوَ مُجَخٍّ قَدْ فَرَّجَ يَدَيْهِ " (1)
__________
= ويشهد له حديث جابر بن عبد الله في وصف حجة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (1218) ، وصححه ابن حبان (3943) و (3944) .
وحديث ابن عمر عند البخاري (1549) ، ومسلم (1184) ، وصححه ابن حبان (3799) .
(1) صحيح لغيره، التميمي الذي يحدث التفسير: اسمه أرْبِدَة، ويقال: أرْبد، لم يرو عنه غير أبي إسحاق -ويقال: روى عنه أيضاً المنهال بن عمرو- ولم يوثقه غَير ابن حبان والعجلي، وزهير -وهو ابن معاوية- وإن كانت روايته عن أبي إسحاق بأخَرة، قد توبع.
وأخرجه أبو داود (899) ، والحاكم 1/228، والبيهقي 2/115 من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2662) و (2753) و (2781) و (2907) و (2908) و (3152) و (3197) و (3328) و (3414) و (3447) ، وانظر ما تقدم برقم (2073) .
وله شاهد من حديث عبد الله بن مالك ابن بُحينة عند أحمد في "المسند" 5/345، والبخاري (807) ، ومسلم (495) .
وثان من حديث ميمونة عند أحمد 6/333، ومسلم (497) .
وثالث من حديث عبد الله بن أقرم عند أحمد 4/35، وابن ماجه (881) ، والترمذي (274) وحسنه، والنسائي 2/213.
ورابع من حديث البراء بن عازب عند النسائي 2/212، والحاكم 1/227-228 والبيهقي 2/115.
قوله: "من خلفه"، أي: وهو ساجد. =(4/230)
2406 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يُعِدِ الْوُضُوءَ " (1)
2407 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، حَدَّثَهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ظِلِّ حُجْرَةٍ مِنْ حُجَرِهِ وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، قَدْ كَادَ يَقْلِصُ عَنْهُمِ الظِّلُّ، قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ إِنْسَانٌ يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ بِعَيْنَيْ شَيْطَانٍ، فَإِذَا أَتَاكُمْ، فَلَا تُكَلِّمُوهُ "، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ أَزْرَقُ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَلَّمَهُ، قَالَ: عَلَامَ تَشْتُمُنِي أَنْتَ، وَفُلَانٌ، وَفُلَانٌ؟ نَفَرٌ دَعَاهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ، قَالَ: فَذَهَبَ
__________
= وقوله: "مُجَخ"، قال السندي: بضم ميم ففتح جيم وتشديد خاء مشددة مُنونة مكسورة، من جَخى كصَلى فهو مُصَل: أي: فاتح عضديه، وجافاهما عن جنبيه، ورفع بطنه عن الأرض.
(1) حديث صحيح، سماك بن حرب من رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث، وفي روايته عن عكرمة خاصة اضطراب، إلا أنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/47، وأبو داود (189) ، وابن ماجه (488) ، وأبو يعلى (2352) ، وابن حبان (1162) ، والطبراني (11739) من طريق أبي الأحوص، والطبراني (11738) من طريق شريك، كلاهما عن سماك بن حرب، بهذا الإسناد.
وانظر (2289) .(4/231)
الرَّجُلُ فَدَعَاهُمْ فَحَلَفُوا بِاللهِ وَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ} [المجادلة: 18] الْآيَةَ (1)
2408 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَالِسًا فِي ظِلِّ حُجْرَةٍ، قَدْ كَادَ يَقْلِصُ عَنْهُ الظِّلُّ فَذَكَرَهُ (2)
2409 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ قَابُوسَ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجُلانِ حَاجَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، فَتَكَلَّمَ أَحَدُهُمَا فَوَجَدَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ فِيهِ إِخْلافًا، فَقَالَ لَهُ: " أَلا تَسْتَاكُ؟ " فَقَالَ: إِنِّي لَأَفْعَلُ، وَلَكِنِّي لَمْ أَطْعَمْ طَعَامًا مُنْذُ ثَلاثٍ، فَأَمَرَ بِهِ رَجُلًا فَآوَاهُ، وَقَضَى لَهُ حَاجَتَهُ (3)
__________
(1) إسناده حسن. زهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه الطبراني (12308) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/282-283 من طريق عمرو بن خالد الحراني، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وانظر (2147) .
يقلصُ الظل: أي ينقبض.
(2) حديث حسن، مؤمل -وهو ابن إسماعيل- وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه الطبراني (12307) من طريق محمد بن كثير، والحاكم 2/482 من طريق عمرو بن محمد العنقزي، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، وانظر ما قبله.
(3) إسناده ضعيف، قابوس -وهو ابن أبي ظَبيان حُصين بن جندب- لَيَن، يُكتب حديثه ولا يحتج به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن؟ هو ابن موسى الأشيب، =(4/232)
2410 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ قَالَ: قُلْنَا لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4] مَا عَنَى بِذَلِكَ؟ قَالَ: " قَامَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا يُصَلِّي، قَالَ: فَخَطَرَ خَطْرَةً، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ مَعَهُ: أَلَا تَرَوْنَ لَهُ قَلْبَيْنِ، قَالَ: قَلْبًا مَعَكُمْ، وَقَلَبًا (1) مَعَهُمْ؟ " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} (2)
__________
= وزهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه الطبراني (12611) ، والبيهقي 1/39 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
والإخلاف: مصدر أخلَف الفمُ: إذا تغيرت رائحتُه، ومنه خلوف فم الصائم.
وقضى له حاجتَه: أي أطعمه.
(1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) في الموضعين: قلب.
(2) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الترمذي (3199) ، وابن جرير الطبري 21/118، والطبراني (12610) ، والحاكم 2/415 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن! وصحح الحاكم إسناده، فتعقبه الذهبي بقوله: قابوس ضعيف.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 5/180 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه والضياء في "المختارة".
قوله: "فخطر خَطْرة"، قال السندي: قيل: يريد الوسوسة التي تحصل للإنسان في صلاته، ولعله ظهر لهم ذلك من جهته، فقالوا ذلك، والله تعالى أعلم.
وقال ابن جرير الطبري: اختَلَفَ أهلُ التأويل في المراد من قول الله: (ما جَعَلَ الله لرجل من قلبينِ في جَوْفهِ) ، فقال بعضهم: عَنَى بذلك تكذيبَ قوم من أهل النفاق =(4/233)
[الأحزاب: 4]
2411 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " ثُمَّ يَدْعُو (1)
2412 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
__________
= وَصَفوا نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه ذو قلبين، فنفى ذلك عن نبيه وكذبَهم ... ثم ذكر أثر ابن عباس هذا، ثم قال: وقال آخرون: بل عنى بذلك رجلاً من قريش كان يُدعى ذا القلبين من دَهْيه ... ثم ذكر من قال ذلك، ثم قال: وقال آخرون: بل عنى بذلك زيد بن حارثة من أجل أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان تبناهُ، فضرب الله بذلك مثلاً، ثم قال: وأوْلى الأقوالِ في ذلك بالصواب قولُ مَن قال: ذلك تكذيب من الله تعالى قولَ من قال لرجل: في جوفه قلبان يَعقِلُ بهما، على النحو الذي روي عن ابنِ عباس، وجائز أن يكونَ ذلك تكذيباً من الله لمن وَصف رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، وأن يكون تكذيباً لمن سَمى القرشي الذي ذُكر أنه سُمي ذا القلبين مِن دهيه، وأي الأمرين كان، فهو نَفْى من الله عن خَلْقِه من الرجال أن يكونوا بتلك الصفة.
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو العالية: هو رفيع بن مِهران.
وأخرجه عبدُ بن حميد (660) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (652) ، والطبراني في "الدعاء" (1023) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (654) من طريق مهدي بن ميمون، عن يوسف بن عبد الله بن الحارث، عن أبي العالية مرسلا لم يذكر فيه ابن عباس. وانظر (2012) .(4/234)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى بَعْضِ بَنَاتِهِ وَهِيَ فِي السَّوْقِ، فَأَخَذَهَا وَوَضَعَهَا فِي حِجْرِهِ حَتَّى قُبِضَتْ، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَبَكَتْ أُمُّ أَيْمَنَ، فَقِيلَ لَهَا: أَتَبْكِينَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: أَلا أَبْكِي وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكِي؟ قَالَ: " إِنِّي لَمْ أَبْكِ، وَهَذِهِ رَحْمَةٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ تَخْرُجُ نَفْسُهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ وَهُوَ يَحْمَدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
(1) حديث حسن، عطاء بن السائب روى له أصحاب السنن، وهو صدوق لكنه اختلط، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري، وسيأتي الحديث برقم (2475) من طريق سفيان الثوري عن عطاء بن السائب، به، وسفيان الثوري سمع من عطاء قبل الاختلاط. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو الأزدي، وأبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/394، وعبد بن حميد (593) من طريق سعيد بن زيد أخي حماد بن زيد، والبزار (808 - كشف الأستار) من طريق جرير بنِ عبد الحميد، والنسائي 4/12 من طريق أبي الأحوص، ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. ولفظ المرفوع منه عند البزار: "إني لست أبكي، ولكنها رحمة، نظرتُ إليها على هذه الحال ونفسها تنزع". وسيأتي الحديث برقم (2475) و (2704) .
ويشهد لقوله: "هذه رحمة" ما عند البخاري (1284) ، ومسلم (923) من حديث أسامة بن زيد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قصة ابن ابنته حين أتي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به وهو في الموت
فبكى، ثم قال: "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحمُ الله مِن عباده الرحماءَ". وسيأتي في "المسند" 5/204.
ويشهد لقوله: "إن المؤمن تخرج نفسه ... " حديث أبي هريرة عند أحمد 2/361 عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "قال الله عز وجل: إن المؤمنَ عندي بمنزلة كل خيرٍ، يَحمَدُني وأنا أنْرِعُ نفسه من بين جنبيه" وإسناده جيد.
قوله: "في السوْق"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/424: أي: في النزْعِ، كأن روحه تُساق لِتخرج من بدنه، ويقال له: السياق، أيضاً، وأصله سِوَاق، فقُلِبت الواو ياءً =(4/235)
2413 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قُمْتُ أُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ: بِيَدِهِ مِنْ وَرَائِهِ حَتَّى أَخَذَ بِعَضُدِي أَوْ بِيَدِي حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ " (1)
2414 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى الْمَعَافِرِيِّ، حَدَّثَنِي حَنَشٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} [البقرة: 223] فِي أُنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ فَقَالَ
__________
= لكسرة السين، وهما مصدران من ساقَ يَسُوق.
وقوله: "إني لم أبْكِ"، قال السندي: أي: بكاءً عن قِلة الرضا، ولذلك قال: "إن المؤمن ... الخ" أي: المؤمن ينبغي له الرضا عنه تعالى في كل حال، فلا ينبغي له البكاء الصادر عن قلة الرضا، وهو المنهي عنه دون الذي يكون عن رحمة.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأبو سعيد مولى بنىِ هاشم -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- من رجال البخاري، وعبد الصمد -وهو ابنُ عبد الوارث- فمن رجال الشيخين. ثابت: هو ابن يزيد الأحول، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه البخاري (728) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، والطبراني (12567) من طريق غسان بن الربيع، كلاهما عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (973) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عاصم الأحول، به.
وانظر ما تقدم برقم (1843) و (1912) .(4/236)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتِهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ إِذَا كَانَ فِي الْفَرْجِ " (1)
__________
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير حسان بن ثوبان، فقد روى له النسائي وابن ماجه، وهو صدوق.
حنش: هو ابن عبد الله -ويقال: ابن علي- بن عمرو السبَائي.
وأخرجه ابن جرير الطبري 2/397، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 1/381، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (466) ، والطبراني (12983) من طريق عبدِ الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عامر بن يحيى المعافري، بهذا الإسناد.
وفيه عندهم: أن ناساً من حِمْيَر أتوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ، والراوي عن ابن لهيعة عند ابن أبي حاتم هو عبد الله بن وهب، فالإسناد حسن.
وله شاهد من حديث ابن عباس نفسه عند أبي داود (2164) ، والبيهقي 7/195-196، وعنه من طريق آخر سيأتي في "المسند" (2703) ، وعنه أيضاً موقوفاً عليه من طرق عند ابن جرير الطبري 2/392 و393، والبيهقي 7/196.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله قال: قالت اليهود: إن الرجل إذا أتى امرأته وهي مُجَبيَة (أي: منكبة على وجهها تشبيهاً بهيئة السجود) جاء ولده أحولَ، فنزلت: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) إن شاء مُجبية، وإن شاء غير مجبية، إذا كان في صِمَام واحد. أخرجه مسلم (1435) ، وصححه ابن حبان (4166) و (4197) .
وقوله: "فِي صِمام واحد"، قال ابن الأثير: أي: في مسلك واحد، الصمام: ما تُسد به الفُرجة، فسُمي الفرج به، ويجوز أن يكون: في موضع صمام، على حذف المضاف.
وأخرجه البخاري (4528) ، ومسلم (1435) ولفظه: كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته من دُبُرها في قُبُلها، كان الولد أحول، فنزلت: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) .
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"، ونقله عنه ابن كثير 1/381 من طريق ابن وهب، عن مالك بن أنس وابن جريج وسفيان الثوري، أن محمد بن المنكدر حدثهم، أن جابر بن عبد الله أخبره: أن اليهود قالوا للمسلمين: من أتَى امرأة وهي مدبرة، جاء الولد =(4/237)
2415 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا قَزَعَةُ يَعْنِي ابْنَ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى مَا أَتَيْتُكُمْ بِهِ مِنَ البَيِّنَاتِ وَالْهُدَى أَجْرًا، إِلَّا أَنْ تَوَادُّوا اللهَ (1) ، وَأَنْ تَقَرَّبُوا إِلَيْهِ بِطَاعَتِهِ " (2)
__________
= أحول، فأنزل الله عز وجل: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) . قال ابن جريج في الحديث: فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مُقبلة ومُدبِرة إذا كان ذلك في الفَرْج".
قوله: "إذا كان في الفرج"، قال السندي: أي: فنزلت الآية تقريراً لذلك، على أن معنى (أنى شئتم) : كيف شئتم، وأن قوله: (نساؤكم حَرْث لكم) ، وقوله: (فَأْتُوا حرثكم) ، لإفادة أن المأتى لا بُد أن يكونَ موضع حرث، ولا دلالة له على نفي التفخيذ، لأن ذلك تابع للإتيان في موضع الحرث بخلاف الإتيان في موضع آخر غير موضع الحرث، فإنه غير تابع، فلا يجوزُ أصلاً، والله تعالى أعلم.
(1) في (م) و (ق) : الله ورسوله، ولفظ "رسوله" ليس في شيء من أصولنا الخطية غير (ق) ، وكذا هو ليس في "أطراف المسند" 1/ورقة 125.
(2) إسناده ضعيف لضعف قزعة بن سويد الباهلي.
وأخرجه الحاكم 2/443-444 من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وصححه ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 7/188، والطبراني (11144) من طريق مسلم بن إبراهيم، وابن جرير الطبري 25/25 من طريق عاصم بن علي، كلاهما عن قزعة بن سويد، به.
قلنا: وأخرج البخاري في "صحيحه" (4818) ، وسيأتي في "المسند" (2599) من طريق طاووس، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله: (إلا المودةَ في القُربى) ، فقال سعيد بن جبير: قُربى آل محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: عجلتَ، إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن بطنٌ من قريش إلا كان له فيهم قَرابة، فقال: إلا أن تَصِلوا ما بيني وبينكم من القرابة =(4/238)
2416 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ بِلالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ " تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَتَمَضْمَضَ بِهَا، وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً فَجَعَلَ بِهَا هَكَذَا، - يَعْنِي أَضَافَهَا إِلَى يَدِهِ الْأُخْرَى -، فَغَسَلَ بِهَا وَجْهَهُ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ رَشَّ عَلَى رِجْلِهِ الْيُمْنَى حَتَّى غَسَلَهَا، ثُمَّ أَخَذَ
__________
= قال ابن كثير 7/187: وهكذا روى عامر الشعبي والضحاك وعلي بن أبي طلحة والعوفي ويوسف بن مهران وغير واحد عن ابن عباس مثله، وبه قال مجاهد وعكرمة وقتادة والسدي وأبو مالك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم.
وأخرج الحاكم 2/444 من طريق عمرو بن عون، حدثنا هشيم، أخبرنا داود بن أبي هند، عن الشعبي قال: أكثَرَ الناسُ علينا في هذه الآية: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودةَ في القُربى) ، فكتبنا إلى ابن عباس نسأله عن ذلك، فكتب ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أوسطَ بيتٍ في قريش، ليس بطن من بطونهم إلا قد وَلَدَه، فقال الله عز وجل: (قل لا أسألكم عليه أجراً) إلى ما أدعوكم إليه إلا أن تودوني بقرابتي منكم وتحفظوني بها. قال هشيم: وأخبرني حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما بنحو من ذلك، قال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه بهذه الزيادة، وهو صحيح على شرطهما، فإن حديث عكرمة صحيح على شرط البخاري، وحديث داود بن أبي هند صحيح على شرط مسلم. ونسبه الحافظ في "الفتح" 8/565 إلى سعيد بن منصور.
وقوله: "القُربى"، قال الحافظ في "الفتح": مصدر كالزلفى والبُشرى، بمعنى القَرابة، والمراد: في أهل القربى، وعَبر بلفظ "في" دون اللام، كأنه جعلهم مكاناً للمودة ومَقراً لها، كما يقال: لي في آل فلان هوى، أي: هم مكان هواي، ويحتمل أن تكون "في" سببية، وهذا على أن الاستثناء متصل، فإن كان منقطعاً، فالمعنى: لا أسألكم عليه أجراً قط، ولكن أسألكم أن تَوَدوني بسبب قرابتي فيكم.(4/239)
غَرْفَةً أُخْرَى، فَغَسَلَ بِهَا رِجْلَهُ الْيُسْرَى "، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)
2417 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ بِلالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، نَحْوَ هَذَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة، وابن بلال: هو سليمان.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/53 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (140) من طريق أبي سلمة الخزاعي، به.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/9، والنسائي 1/74، وابن خزيمة (148) ، وابن حبان (1078) و (1086) ، والبيهقي في "السنن" 1/55 من طريق محمد بن عجلان، وأبو داود (137) ، والحاكم 1/147 والبيهقي في "المعرفة" (79) من طريق هشام بن سعد، والنسائي في "المجتبى" 1/73، والبيهقي في "المعرفة" (78) و (80) من طريق عبد العزيز الدراوردي، والبيهقي في "السنن" 1/67 من طريق ورقاء، أربعتهم عن زيد بن أسلم، به.
وأخرجه ابن ماجه (403) ، والنسائي في "الكبرى" (93) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن زيد بن أسلم، به، مختصراً ولفظه: أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مضمض واستنشق من غرفة واحدة. وانظر ما تقدم برقم (2072) ، وما سيأتي برقم (3450) .
قوله: "رشَّ"، قال الحافظ في "الفتح" 1/241: أي سكب الماءَ قليلاً قليلاً إلى أن صدق عليه مُسمى الغسل، وقوله: "حتى غسلها" صريح في أنه لم يكتف بالرش.
(2) صحيح كسابقه، وفي هذا الإسناد إشكال، فيعقوبُ بن إبراهيم هذا الذي روى عن ابن عباس لم نتبينه، وليس فيمن روى عن ابن عباس من يُسمى يعقوب بن إبراهيم، وأقربُ الرواة إلى هذه الطبقة ممن يسمى بهذا الاسم اثنان: يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، وهو يروي عن أبيه عن عمر، ويروي عنه عطاف بن خالد، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 8/395، قال الشيخ أحمد شاكر: فمثل هذا لا يبعد أن =(4/240)
2418 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً، جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنِي هَذَا بِهِ جُنُونٌ، يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَعَشَائِنَا، فَيَخْبُثُ عَلَيْنَا، " فَمَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرَهُ وَدَعَا "، فَثَعَّ ثَعَّةً - يَعْنِي سَعَلَ - فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ مِثْلُ الْجَرْوِ الْأَسْوَدِ (1)
2419 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَوَاجِبٌ هُوَ؟ قَالَ: لَا، وَمَنْ شَاءَ اغْتَسَلَ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ بَدْءِ الْغُسْلِ: كَانَ النَّاسُ مُحْتَاجِينَ، وَكَانُوا يَلْبَسُونَ الصُّوفَ، وَكَانُوا يَسْقُونَ النَّخْلَ عَلَى ظُهُورِهِمْ، وَكَانَ مَسْجِدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَيِّقًا مُتَقَارِبَ السَّقْفِ، فَرَاحَ النَّاسُ فِي الصُّوفِ فَعَرِقُوا، وَكَانَ مِنْبَرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَصِيرًا، إِنَّمَا هُوَ ثَلاثُ دَرَجَاتٍ، فَعَرِقَ النَّاسُ فِي الصُّوفِ، فَثَارَتْ أَرْوَاحُهُمْ، أَرْوَاحُ الصُّوفِ، فَتَأَذَّى بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ، حَتَّى بَلَغَتْ أَرْوَاحُهُمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِذَا جِئْتُمُ الْجُمُعَةَ، فَاغْتَسِلُوا، وَلْيَمَسَّ أَحَدُكُمْ مِنْ أَطْيَبِ طِيبٍ
__________
= يكون أدرك ابن عباس، ويعقوب بن إبراهيم بن عبد الله بن حنين مولى ابن عباس، وهو يروي عن نافع، ويروي عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، ذكره البخاري 8/396، قال الشيخ أحمد شاكر: فإن كان هذا كانت روايته منقطعة، والله تعالى أعلم. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
(1) إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي. وانظر (2133) .(4/241)
إِنْ كَانَ عِنْدَهُ " (1)
2420 - حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ
__________
(1) إسناده جيد، عمرو بن أبي عمرو: وهو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب -وإن كان من رجال الشيخين- ينحط عن رتبة الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.
وأخرجه ابن خزيمة (1755) ، والحاكم 1/280-281 و4/189 من طريق عبد الله بن وهب، وعبد بن حميد (590) عن خالد بن مخلد، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو داود (353) ، والطحاوي 1/116-117، والطبراني (11548) ، والبيهقي 1/295 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، به. وحسن الحافظ إسناده في "الفتح" 2/362 من هذا الوجه.
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (902) ، ومسلم (847) ، وابن حبان في "صحيحه" (1237) قالت: كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي، فيأتون في الغبار، يُصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرقُ، فأتى رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنسان منهم -وهو عندي- فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا".
وعنها أيضاً عند البخاري (903) ، ومسلم (847) ، وابن حبان (1236) قالت: كان الناس مَهَنَةَ أنفُسهم، وكانوا إذا راحوا إلى الجمعة راحوا في هيئتهم، فقيل لهم: لو اغتسلتم.
قوله: "عن بدء الغسل"، قال السندي: أي: ابتداء شرعه، أي: حتى تعرف أن علته قد عدمت الآن، فلو فُرض واجباً لما بقي وجوبُه الآن، فكيف وهو غيرُ واجب من الأصل، وهذا المعنى هو الذي يقتضيه تمام هذا الحديثِ.(4/242)
فَاقْتُلُوهُ، وَاقْتُلُوا الْبَهِيمَةَ " (1)
__________
(1) الإسناد مكرر ما قبله، عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب وثقه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والعجلي، وضعفه ابن معين والنسائي وعثمان الدارمي لروايته عن عكرمة حديث البهيمة، وقال العجلي: أنكروا حديث البهيمة، وقال البخاري: لا أدري سمعه من عكرمة أم لا، وقال أيضاً: عمرو بن أبي عمرو صدوق لكنه روى عن عكرمة مناكير، وقال أبو داود: ليس هو بذاك، حَدث بحديث البهيمة، وقد روى عاصم عن أبي رزين، عن ابن عباس: ليس على من أتى بهيمة حد، وقال الساجي: صدوق إلا أنه يهم.
وأخرجه عبد بن حميد (575) ، وأبو داود (4464) ، والترمذي (1455) ، والنسائي في "الكبرى" (7340) ، وأبو يعلى (2462) و (2743) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 554، والدارقطني 3/126-127، والحاكم 4/355، والبيهقي في "السنن" 8/233 وفي "معرفة السنن والآثار" (5087) من طرق عن عمرو بن أبي عمرو، بهذا الإسناد. وزاد أبو داود والترمذي والنسائي والدارقطني والبيهقي: قيل لابن عباس: ما شأن البهيمة؟ قال: ما سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك شيئاً، ولكن أرى رسول الله كَرِه أن يُؤكل من لحمها أو ينتفع بها وقد عُمِل بها ذلك العمل.
قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى سفيان الثوري عن عاصم عن أبي رزين مسعود بن مالك الكوفي عن ابن عباس أنه قال: من أتى بهيمة فلا حَد عليه. حدثنا بذلك محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان الثوري، وهذا أصح من الحديث الأول، والعمل على هذا عند أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق.
وأخرجه أبو داود (4465) من طرق عن عاصم بن بهدلة، به، وقال: حديث عاصم يُضعف حديث عمرو بن أبي عمرو. قال الخطابي في "معالم السنن" 3/333-334: يريد أن ابن عباس لو كان عنده في هذا الباب حديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يُخالفه، وقال ابنُ معين: عمرو بن أبي عمرو ليس به بأس وَليس بالقوي، وقال محمد بن إسماعيل: صدوق، ولكن روى عن عكرمة مناكير، ولم يذكر في شيء من حديثه أنه سمع عكرمة، وقد عارض هذا الحديثَ نهيُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن قتل الحيوان إلا لمأكلة ... ، ثم ذكر =(4/243)
2421 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فِي التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ فِي الرَّمْيِ، وَالذَّبْحِ وَالْحَلْقِ: " لَا حَرَجَ " (1)
2422 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ أَعْطِ ابْنَ عَبَّاسٍ الْحِكْمَةَ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ " (2)
__________
= الخطابي الاختلاف في هذا الفعل، ثم قال: وقال أكثر الفقهاء: يُعَزر، وكذلك قال عطاء والنخعي، وبه قال مالك وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل، وكذلك قال أبو حنيفة وأصحابه، وهو أحد قولي الشافعي، وقوله الآخر: إن حكمه حكم الزاني.
وسيأتي الحديث برقم (2727) مرفوعاً، وبرقم (2733) موقوفاً، وإسناداهما ضعيفان، وانظر ما تقدم برقم (1875) .
وفي الباب عن أبي هريرة أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5987) عن عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير، عن علي بن مسهر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من وقع على بهيمة فاقتلوه، واقتلوها معه". وهذا إسناد ضعيف، عبد الغفار بن عبد الله لم يوثقه غير ابن حبان، وقد قال أبو يعلى بإثره: ثم بلغني أنه رجع عنه. وقد أورد حديثه هذا ابن عدي عن أبي يعلى في مقدمة "الكامل" 1/46 تحت باب: من قال: التلقين هو الذي يكذب فيه الراوي، وذكر بعض من لُقن.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، أبو سعيد من رجاله، ومن فوقه من رجال الشيخين. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان، وابن طاووس: هو عبد الله. وانظر (2338) .
(2) حسن، وهذا إسناد ضعيف، لضعف حسين بن عبد الله بن عُبيد الله بن عباس =(4/244)
2423 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ هِشَامِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كِنَانَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي هِشَامَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَ الْوَلِيدُ يَسْأَلُ ابْنَ عَبَّاسٍ: كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الاسْتِسْقَاءِ؟ فَقَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُتَبَذِّلًا مُتَخَشِّعًا، فَأَتَى الْمُصَلَّى، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَمَا يُصَلِّي فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى " (1)
2424 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا، وَمِنَ البَيَانِ سِحْرًا " (2)
__________
= وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن سعد 2/365 عن خالد بن مخلد البجلي، والطبراني (11531) من طريق عبد العزيز بن يحيى، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 2/365 عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن حسين بن عبد الله، به. فزاد في الإسناد: عمرَو بنَ أبي عمرو! وانظر (1840) .
(1) حسن، إسماعيل بن ربيعة بن هشام روى عنه هذا الحديث اثنان، وصحح له ابن خزيمة، وأورده الحسيني في "الإكمال"، وابن العراقي في "ذيل الكاشف"، وابن حجر في "التعجيل"، فلم يذكروا عن أحد توثيقاً له، وقد تابعه سفيان الثوري فيما تقدم برقم (2039) . والوليد الذي سأل ابنَ عباس: هو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وكان والياً على المدينة من قِبَلِ عمه معاوية. انظر "السير" 3/534.
وأخرجه ابنُ خزيمة (1419) ، والطبراني (10819) ، والدارقطني 2/67-68 والحاكم 1/326 من طريق عبد الله بن يوسف، عن إسماعيل بن ربيعة بن هشام، به.
(2) صحيح لغيره، سماك بن حرب صدوق حسنُ الحديث، إلا أن في روايته عن =(4/245)
2425 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ، وَلا
__________
= عكرمة اضطرابا، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. زائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه الطبراني (11763) من طريق إسحاق بن راهويه، عن أبي أسامة، عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/691-692، وعنه ابن ماجه (3756) عن أبي أسامة، عن زائدة، به مختصراً بقصة الشعر فقط.
وأخرجه ابن حبان (5778) ، والطبراني (11759) و (11760) و (11762) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (7) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/355، والبيهقي 10/237 من طرق عن سماك بن حرب، به.
وأخرجه الطبراني (12888) من طريق أبي يزيد المديني، والحاكم 3/613 والبيهقي في "الدلائل" 5/317 من طريق مقسم، كلاهما عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2473) و (2761) ، و (2815) و (2861) و (3026) و (3068) .
وفي الباب عن أُبي بن كعب عند أحمد 5/125 والبخاري (6145) .
وعن ابن مسعود عند أحمد 1/454، والترمذي (2844) .
وعن ابن عمر عند أحمد 2/16، والبخاري (5767) .
وعن كعب بن مالك عند أحمد 3/456.
وعن بريدة بن الحصيب عند ابن أبي شيبة 8/692، وأبي داود (5012) ، والبزار (2100 - كشف الأستار) .
وعن عائشة عند البزار (2101) و (2102) و (2103) .
قوله: "إن من الشعر حُكماً"، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/419: أي: إن من الشعر كلاماً نافعاً يمنع من الجهل والسفَه، وينهى عنهما، قيل: أراد بها المواعظَ والأمثال التي ينتفعُ بها الناس، والحُكْمُ: العلمُ والفقه والقضاء بالعدل، وهو مصدر: حكَم يَحْكُم، ويُروى "إن من الشعر لحِكمةً" وهي بمعنى الحُكْم. =(4/246)
صَفَرَ وَلا هَامَ " - فَذَكَرَ سِمَاكٌ أَنَّ الصَّفَرَ: دَابَّةٌ تَكُونُ فِي بَطْنِ الْإِنْسَانِ -، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَكُونُ فِي الْإِبِلِ الْجَرِبَةُ فِي الْمِائَةِ، فَتُجْرِبُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره، سماك بن حرب قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن ماجه (3539) ، والطبري في "تهذيب الآثار" مسند علي ص 14، والطحاوي 4/307-308 من طرق عن سماك بن حرب، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه مختصرة دون ذكر قصة الإبل.
وأخرجه الطبري ص 15، والطبراني (11605) من طريق الحكم بن أبان، والطبري ص 15 من طريق يزيد بن أبي زياد، كلاهما عن عكرمة، به. وفي إسناديهما ضعف.
وسيأتي برقم (3032) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/267، والبخاري (5717) ، ومسلم (2220) .
وثان من حديث ابن عمر عند أحمد 2/24-25، وابن ماجه (86) و (3540) .
وثالث من حديث ابن مسعود عند أحمد 1/440، والترمذي (2143) .
ورابع من حديث جابر عند أحمد 3/382، ومسلم (2222) .
وخامس من حديث السائب بن يزيد عند أحمد 3/449-450، ومسلم (2220) (103) .
قوله: "لا صفر"، الصفر: دواب في البطن، وهي دود، وكانوا يعتقدون أن في البطن دابة تهيج عند الجوع، وربما قتلت صاحبها، وكانت العرب تراها أعدى من الجرب، فأبطله الإسلام.
وقوله: "لا هامة" الهامَة: طائر كانت العرب تزعم أن عظام الميت تصير هامة فتطير، وكانوا يُسمون ذلك: الصدى، ومن ذلك تطير العامة بصوت الهامة، فأبطل الشرعٍ ذلك.
وقوله: "لا عدوى"، قال البغوي في "شرح السنة" 12/169: يريد أن شيئا لا يعدي شيئا بطبعه، إنما هو بتقدير الله عز وجل، وسابق قضائه، بدليل قوله للأعرابي: "فمن=(4/247)
2426 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (1)
2427 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَةَ، وَأَمَرَهُمْ
__________
= أعدى الأول"، يريد أن أول بعير جَرِب منها، كان جربُه بقضاء الله وقدره، لا بالعدوى، فكذلك ما ظهر بسائر الإبل من بعدُ.
(1) صحيح لغيره. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه أبو يعلى (2703) ، والبيهقي 2/421 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11752) من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة بن قدامة، به.
وأخرجه الطيالسي (2672) ، وابن أبي شيبة 1/398، والترمذي (331) ، وأبو يعلى (2357) ، وابن حبان (2310) و (2311) من طريق أبي الأحوص، عن سماك بن حرب، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (2813) و (2940) و (3371) ، وانظر (2061) .
وله شاهد من حديث ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أحمد 6/330، والبخاري (333) ،
ومسلم ص 458 (270) .
وثان من حديث أم حبيبة صححه ابن حبان (2312) .
وثالث من حديث أم سُليم عند أحمد 6/377.
الخُمْرة، قال الحافظ في "الفتح" 1/430: بضم الخاء المعجمة وسكون الميم، قال الطبري: هو مصلى صغير يُعمل من سَعَف النخل، سُميت بذلك لسترها الوجه والكفين من حر الأرض وبردها، فإن كانت كبيرة سميت حصيراً.(4/248)
بِالسَّكِينَةِ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِإِيجَافِ الْإِبِلِ وَالْخَيْلِ " فَمَا رَأَيْتُ نَاقَةً رَافِعَةً يَدَهَا عَادِيَةً، حَتَّى بَلَغَتْ جَمْعًا، ثُمَّ أَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِإِيجَافِ الْإِبِلِ وَالْخَيْلِ " فَمَا رَأَيْتُ نَاقَةً رَافِعَةً يَدَهَا عَادِيَةً حَتَّى بَلَغَتْ مِنًى (1)
2428 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَهْدَى رَسُولُ اللهِ، مِائَةَ بَدَنَةٍ فِيهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ لِأَبِي جَهْلٍ فِي أَنْفِهِ بُرَّةٌ مِنْ فِضَّةٍ " (2)
__________
(1) صحيح، مؤمل بن إسماعيل -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير مقسم، فقد روى له أصحاب السنن، وله في البخاري حديث واحد، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو داود (1920) ، والبيهقي 5/119 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1920) ، ومن طريقه البيهقي 5/126 عن وهب بن بيان، عن عَبيدة بن حُميد، عن الأعمش، به. وانظر (2099) .
وأخرج الحاكم 1/465 من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان، عن الأعمش، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، عن أسامة. وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي! مع أن مقسماً من أفراد البخاري. وسيأتي من رواية ابن عباس عن أسامة في "المسند" 5/201 و202 و207.
(2) حسن، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل بن إسماعيل وكذا ابن أبي ليلى -واسمه =(4/249)
2429 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1)
2430 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، (2) قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مُغِيبًا أَتَتْ رَجُلًا تَشْتَرِي مِنْهُ شَيْئًا، فَقَالَ: ادْخُلِي الدَّوْلَجَ حَتَّى أُعْطِيَكِ، فَدَخَلَتْ، فَقَبَّلَهَا وَغَمَزَهَا، فَقَالَتْ: وَيْحَكَ إِنِّي مُغِيبٌ، فَتَرَكَهَا، وَنَدِمَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ، فَأَتَى عُمَرَ، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي صَنَعَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، فَلَعَلَّهَا مُغِيبٌ قَالَ: فَإِنَّهَا مُغِيبٌ، قَالَ: فَائْتِ أَبَا بَكْرٍ، فَاسْأَلْهُ فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَيْحَكَ لَعَلَّهَا مُغِيبٌ قَالَ: فَإِنَّهَا مُغِيبٌ قَالَ: فَائْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبِرْهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَلَّهَا مُغِيبٌ " قَالَ: فَإِنَّهَا مُغِيبٌ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ
__________
= محمد بن عبد الرحمن- موصوفان بسوء الحفظ. وسيأتي برقم (2880) ، وانظر (2079) .
(1) إسناده ضعيف لضعف مؤمل وعبد الأعلى: وهو ابن عامر الثعلبي. سفيان: هو الثوري. وانظر (2069) .
(2) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) : "حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا حماد"، وقوله: "قال: حدثنا سفيان" زيادة لم ترد في النسخ العتيقة من "المسند" مثل (ظ9) و (ظ14) ، وكذا لم يُوردها الحافظُ ابن حجر في كتابيه "أطراف المسند" 1/ورقة 129، و"إتحاف المهرة" 3/ورقة 129.(4/250)
اللَّيْلِ} [هود: 114] إِلَى قَوْلِهِ: {لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] ، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَهِيَ فِيَّ خَاصَّةً، أَوْ فِي النَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: لَا وَلا نَعْمَةَ عَيْنٍ لَكَ، بَلْ هِيَ لِلنَّاسِ عَامَّةً، قَالَ: فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " صَدَقَ عُمَرُ " (1)
2431 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ فِي قَوْلِ الْجِنِّ: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19] ، قَالَ: " لَمَّا رَأَوْهُ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ، وَيُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ، وَيَرْكَعُونَ بِرُكُوعِهِ، وَيَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ، تَعَجَّبُوا مِنْ طَوَاعِيَةِ أَصْحَابِهِ لَهُ، فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، قَالُوا: إِنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف برقم (2206) . حماد: هو ابن سلمة.
(2) صحيح، مؤمل بن إسماعيل -وإن كان في حفظه شيء- قد تُوبِعَ، ومَنْ فوقه ثقات مِن رجال الشيخين. أبو عَوانة: هو الوضَّاحُ بنُ عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفرُ بن أبي وحشية.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث رقم (3323) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطبري 29/118 من طريق أبي مسلم، كلاهما عن أبي عَوانة، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرج الحاكم 2/504 من طريق أحمد بن منيع، حدثنا هشيم، أخبرني مغيرة -وهو ابن مِقسم الضبي-، عن أبي معشر -وهو زياد بنُ كليب-، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: (كادوا يكونون عليه لِبَداً) ، قال: كانوا يركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده، يعني الجن! وصحح إسناده ووافقه الذهبي.
وأخرج ابن جرير الطبري 29/118 عن ابن حميد، عن جرير، عن مغيرة، عن(4/251)
2432 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، عَاصِبًا رَأْسَهُ فِي خِرْقَةٍ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ خُلَّةُ الْإِسْلامِ أَفْضَلُ، سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ " (1)
__________
= زياد، عن سعيد بن جبير في قوله: (وأنه لما قام عبدُ الله ... ) الآية، قال: كان أصحابُ نبيَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتمون به، فيركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده. ابن حميد -وهو محمد بن حميد الرازي- ضعيف، لكن خبره هذا يؤيده حديث أبي عوانة. وانظر ما تقدم برقم (2271) .
اللبْد: كل شعر أو صوف متلبد، واللبَد: بعضهم على بعض.
قال السندي: قوله: قالوا: أنه لما قام عبدُ الله ... الخ، يريد أنه من كلام الجن لقومهم، وضمير "يكونون" للصحابة لا للجن، والله تعالى أعلم.
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع، وجرير: هو ابن حازم.
وأخرجه ابن سعد 2/227-228 عن إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (467) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1463) ، والنسائي في "الكبرى" (8102) ، وأبو يعلى (2584) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/441، وابن حبان (6860) ، والطبراني (11938) ، والقطيعي في زياداته على "الفضائل" (134) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/176 من طريق وهب بن جرير، والطبراني (11938) من طريق داود بن منصور القاضي، كلاهما عن جرير بن حازم، به. =(4/252)
2433 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا أَتَاهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: " لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ، أَوْ غَمَزْتَ، أَوْ نَظَرْتَ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنِكْتَهَا؟ " لَا يُكَنِّي، قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ (1)
2434 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ
__________
= وأخرجه دون قصة سد كل خوخة الطبراني (11974) من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، به.
وسيأتي في "المسند" مختصراً بقصة الخُلة فقط برقم (3385) من طريق أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/18، والبخاري (466) ، ومسلم (2382) .
وعن أبي المعلى الأنصاري عند أحمد 3/478، والترمذي (3659) وقال: حسن غريب.
قوله: "أمن على"، قال السندي: أي: أكثر إحساناً، وأبلغ إكراماً وإنعاماً، فهو من المِنة بمعنى النعمة والإحسان، لا بمعنى تعداد النعمة، فإن ذاك مكروه.
ولكن خُلة الإسلام: أي: الاقتصار عليها أفضل من التجاوز إلى خُلة لا تليق له إلا مع الله تعالى.
وكل خَوْخَة: هو الباب الصغير الذي يُتخذ للخروج من البيت إلى المسجد ونحوه.
(1) إسناده صحيح كسابقه. وانظر (2129) .(4/253)
فَيَقُولُ: أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَةِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ "، ثُمَّ يَقُولُ: " هَكَذَا كَانَ أَبِي إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ يُعَوِّذُ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ " (1)
2435 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّا نَغْزُو، فَنُؤْتَى بِالْإِهَابِ وَالْأَسْقِيَةِ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ، إِلا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ " (2)
2436 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ، وَلا يَكُفَّ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المنهال بن عمرو، فمن رجال البخاري، سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7988) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2060) ، وقال: حسن صحيح. وانظر (2112) .
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن وعلة، فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (190) .
وأخرجه الدارمي (1985) ، ومسلم (366) (105) ، وأبو داود (4123) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 810، وأبو عوانة 1/212، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/262، والطبراني في "الصغير" (698) ، وأبو نعيم في "الحلية" 10/218، والخطيب في "تاريخه" 10/338 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وبعضهم لا يذكر فيه سوى المرفوع منه، وانظر (1895) .(4/254)
شَعْرًا وَلا ثَوْبًا " (1)
2437 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2)
2438 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا فَلا يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ "، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَأَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ بِمَنْزِلَةِ الطَّعَامِ " (3)
2439 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " كُلُوا فِي الْقَصْعَةِ مِنْ
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني (10855) عن إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (809) ، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/200، وأبو عَوانة 1/182، والبيهقي 2/108 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (1927) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وجابر بن زيد: هو أبو الشعثاء. وانظر (1919) ، وسيأتي برقم (2581) .
(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (14211) .
وأخرجه مسلم (1525) (29) ، والنسائي في "المجتبى" 7/825، وفي "الكبرى" (6190) ، والطبراني (10871) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (1847) .(4/255)
جَوَانِبِهَا، وَلا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهَا " (1)
2440 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَحْسِبُهُ رَفَعَهُ، قَالَ: كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (2)
__________
(1) إسناده حسن، سفيان -وهو الثوري- سماعه من عطاء بن السائب قبل الاختلاط.
وأخرجه الطبراني (12290) من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه (3277) من طريق محمد بن فضيل، والترمذي (1805) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن عطاء بن السائب، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (2730) و (3190) و (2314) و (3438) .
وفي الباب عن واثله بن الأسقع عند أحمد 3/490، وابن ماجه (3276) ، وهو حسن.
وعن عبد الله بن بسر عند أبي داود (3773) ، وابن ماجه (3275) ، وسنده جيد. قوله: "فإن البركة"، قال السندي: أي: النماء والزيادة، "تنزل في وسطها" أي: فلا تجعلوه خالياً.
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج: كذا ورد غيرَ منسوبٍ، ويحتمل أن يكون سريج بن يونس أو سريج بن النعمان، فإن الإمام أحمد يروي عن كليهما، وهما ثقتان من رجال الصحيح، لكن في "التهذيب" أن الذي يروي عن حماد بن سلمة: هو سريج بن النعمان.
وأخرجه الطبراني (12503) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. =(4/256)
2441 - حَدَّثَنَا سُرَيجٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ يَعْنِي ابْنَ الْعَوَّامِ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ أَبِي الْقَاسِمِ مِقْسَمٍ، (1) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَطَبَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، فَجَعَلَتْ أَمْرَهَا إِلَى الْعَبَّاسِ، فَزَوَّجَهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)
2442 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ،
__________
= وأخرجه ابن حزم في "المحلى" 4/120 من طريق الحجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد وحماد بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير: أن ابن عباس كان إذا رفع رأسه من الركوع ... فذكره موقوفاً على ابن عباس. وسيأتي برقم (2489) و (2505) و (3083) ، وانظر (2498) .
وفي الباب عن علي تقدم برقم (729) .
وعن أبي سعيد الخدري سيأتي 3/87، وصححه ابن حبان (1905) .
وعن البراء بن عازب سيأتي أيضاً 4/285. وعن ابن أبي أوفى 4/353.
(1) "مقسم" تحرف في (م) إلى: القاسم، وقوله: "أبي القاسم" ليس في (م) .
(2) حسن، وهذا إسناد ضعيف لتدليس الحجاج -وهو ابن أرطاة-. الحكم: هو ابن عتيبة، وسريج الذي يروي عن عباد بن العوام: هو سريج بن يونس، كما في "التهذيب".
وأخرجه أبو يعلى (2481) عن أبي خيثمة، والطبراني (12093) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن عمه القاسم، كلاهما عن عباد بن العوام، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/133 عن الواقدي، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهذا إسناد ضعيف.
وأخرجه بنحوه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 4/14 قال: وحدثني أبان بن صالح وعبد الله بن أبي نجيح، عن عطاء بن أبي رباح ومجاهدٍ أبي الحجاج، عن ابن عباس. وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق.(4/257)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَتَلَ الْمُسْلِمُونَ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَأَرْسَلُوا رَسُولًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَغْرَمُونَ (1) الدِّيَةَ بِجِيفَتِهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَخَبِيثٌ، خَبِيثُ الدِّيَةِ، خَبِيثُ الْجِيفَةِ " فَخَلَّى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ (2)
2443 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ كِتَابًا بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ: " أَنْ يَعْقِلُوا مَعَاقِلَهُمْ، وَأَنْ يَفْدُوا عَانِيَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَالْإِصْلاحِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ "، (3)
2444 - حَدَّثَنِي سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ (4)
__________
(1) في (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) : يعرضون، وعلى حاشية (ظ9) : يغرمون، وأشار إلى أنها في نسخة أخرى.
(2) إسناده ضعيف، الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد رواه بالعنعنة. وانظر (2230)
قوله: "يَغْرَمون"، قال السندي: من غَرِم كسَمع، أي: يلتزمون الديةَ في مقابلة جيفته، أي: كانوا يريدون أن يأخذوا جيفته، ويُعطوا الدية لذلك. وانظر "فتح الباري" 6/283.
(3) إسناده ضعيف لتدليس الحجاج. وهذا الحديث من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، وسيأتي فيه برقم (6904) . وانظر ما بعده.
قوله: "أن يعقلوا"، قال السندي: من العَقْل: بمعنى الدية، "عانيَهم": أي أسيرهم.
(4) إسناده ضعيف لتدليس الحجاج. =(4/258)
2445 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَنَفَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَهُوَ الَّذِي رَأَى فِيهِ الرُّؤْيَا يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: " رَأَيْتُ فِي سَيْفِي ذِي الْفَقَارِ فَلًّا، فَأَوَّلْتُهُ: فَلًّا يَكُونُ فِيكُمْ، وَرَأَيْتُ أَنِّي مُرْدِفٌ كَبْشًا، فَأَوَّلْتُهُ: كَبْشَ الْكَتِيبَةِ، وَرَأَيْتُ أَنِّي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ، فَأَوَّلْتُهَا: الْمَدِينَةَ، وَرَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ، فَبَقَرٌ وَاللهِ خَيْرٌ، فَبَقَرٌ وَاللهِ خَيْرٌ " فَكَانَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 9/318، ومن طريقه أبو يعلى (2484) ، وابن حزم في "المحلى" 11/45 عن حفص بن غياث، عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وضعفه ابن حزم. وانظر ما قبله.
(1) إسناده حسن، ابن أبي الزناد -واسمه عبد الرحمن- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، وسريج يحتمل أن يكون ابنَ النعمان، أو أن يكون ابنَ يونس، فكلاهما روى عن أبي الزناد. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
وأخرجه بأطول مما هنا الحاكم 2/128-129، وعنه البيهقي في "السنن" 7/41، وفي "الدلائل" 3/204-205 من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.
وأخرج أوله إلى قوله "ويوم أحد": الترمذي بعد الحديث (1561) ، وابن ماجه (2808) ، والطحاوي 3/302، والطبراني (10733) ، والحاكم 3/39، والبيهقي في "السنن" 6/304، وفي "الدلائل" 3/136-137 من طرق عن ابن أبي الزناد، به.
وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: حسن غريب.
وأخرج نحوه مختصراً الطبراني (12104) من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس. وأبو شيبة متروك.
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري عند البخاري (3622) ، ومسلم (2272) .(4/259)
2446 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِاللَّيْلِ قَدْرَ مَا يَسْمَعُهُ مَنْ فِي الْحُجْرَةِ، وَهُوَ فِي الْبَيْتِ " (1)
2447 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخْبَرَ مُوسَى بِمَا صَنَعَ قَوْمُهُ فِي الْعِجْلِ، فَلَمْ يُلْقِ الْأَلْوَاحَ،
__________
= وعن جابر بن عبد الله وسيأتي في "المسند" 3/351.
قوله: "تنفل"، قال السندي: أي: أخذه زيادةً لنفسه، "ذا الفَقار": بفتح الفاء، قيل: سُمي بذلك، لأنه كان فيه حفَر صِغار حِسان، "فلا": بفتح فتشديد، هو الكسر في حَدِّ السيف، "كبش الكتيبة": في "الصحاح": كبش الكتيبة: سَيدُهم، والكتيبة -بالتاء المثناة من فوق-: القطعة العظيمة من الجيش.
قوله: "والله خير"، قال الحافظ في "الفتح" 7/377: هذا من جملة الرؤيا كما جزم به عياض وغيره، كذا بالرفع فيهما على أنه مبتدأ وخبر، وفيه حذف تقديره: وصُنْع الله خير، قال السهيلي: معناه: رأيت بقراً تُنحر، والله عنده خير. قلت: في رواية ابن إسحاق "وإني رأيت والله خيراً، رأيت بَقَراً" وهي أوضح، والواو للقَسَم، والله بالجَرِّ، وخيراً مفعول رأيت.. وقد وقع في حديث ابن عباس (!) ومرسل عروة "تأولتُ البقر التي رأيتُ بَقْراً يكون فينا" قال: فكان ذلك مَن أصيب من المسلمين، وقوله: "بَقْر" هو بسكون القاف، وهو شَق البطن، وهذا أحد وجوه التعبير أن يشتق من الاسم معنى مناسبٌ.
(1) إسناده حسن.
وأخرجه أبو داود (1327) ، والترمذي في "الشمائل" (314) ، والطحاوي 1/344 من طرق عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد.(4/260)
فَلَمَّا عَايَنَ مَا صَنَعُوا، أَلْقَى الْأَلْوَاحَ فَانْكَسَرَتْ " (1)
2448 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ؟ قُلْتُ: أَنَا، ثُمَّ قُلْتُ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاةٍ وَلَكِنِّي لُدِغْتُ،
__________
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سُريج بن النعمان، فمن رجال البخاري، وهشيم مدلس وقد رواه بالعنعنة، وقال ابن عدي: يقال: إن هذا لم يسمعه هشيم من أبي بشر، إنما سمعه من أبي عوانة عن أبي بشر، فدلسه. أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.
وأخرجه الحاكم 2/321 من طريق العباس بن محمد الدوري، عن سريج بن النعمان، بهذا الإسناد. وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابن حبان (6213) عن الحسن بن سفيان، وابن عدي في "الكامل" 7/2596 عن إبراهيم بن أسباط، وأبو الشيخ في "الأمثال" (5) عن حامد بن شعيب البلخي، ثلاثتهم عن سريج بن يونس، عن هشيم، به.
وأخرجه ابن عدي 7/2596، والخطيب في "تاريخه" 6/56 من طريق شعبة بن الحجاج، والطبراني في "الأوسط" (25) من طريق محمد بن عيسى الطباع، كلاهما عن هشيم، به. وحديث شعبة مختصر بلفظ: "ليس الخبر كالمعاينة".
وأخرجه البزار (200) ، وابن حبان (6214) ، وابن عدي 7/2596، والطبراني في "الكبير" (12451) ، والحاكم 2/380، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1182) و (1183) و (1184) من طرق عن أبي عوانة، عن أبي بشر، به مطولاً ومختصراً. وانظر (1842) .
ولقوله: "ليس الخبر كالمعاينة"، شاهد من حديث أنس عند الخطيب البغدادي في "تاريخه" 3/200، والضياء في "المختارة" (1827) و (1828) .
ومن حديث أبي هريرة عند الخطيب البغدادي 8/28.(4/261)
قَالَ: وَكَيْفَ فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: اسْتَرْقَيْتُ، قَالَ: وَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قُلْتُ: حَدِيثٌ (1) حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ، عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: لَا رُقْيَةَ إِلا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ، فَقَالَ سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ جُبَيْرٍ: قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّهْطَ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلَ، وَالرَّجُلَيْنِ (2) وَالنَّبِيَّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقُلْتُ: هَذِهِ أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ، فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ إِلَى هَذَا الْجَانِبِ الْآخَرِ، فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ أُمَّتُكَ، وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ " ثُمَّ نَهَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ، فَخَاضَ الْقَوْمُ فِي ذَلِكَ، فَقَالُوا: مَنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلامِ، وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا قَطُّ، وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ تَخُوضُونَ فِيهِ؟ " فَأَخْبَرُوهُ بِمَقَالَتِهِمْ، (3) فَقَالَ: " هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ، وَلا يَسْتَرْقُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ "، فَقَامَ
__________
(1) في (ظ9) : حديثاً، وفي (ظ14) : حديثاً حُدثناه عن الشعبي.
(2) قال السندي: هكذا في النسخ، وفي "مسلم": والرجلان، كما هو الظاهر، ووجهه نصب "الرهط" و"الرجل" على أنه عطف على النبي، وجعل "معه" حالاً عنه مقدماً.
(3) في (ظ9) و (ظ14) : مقالتهم.(4/262)
عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " أَنْتَ مِنْهُمْ " ثُمَّ قَامَ الْآخَرُ فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمْ (1) يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ "، (2)
• 2449 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (3) حَدَّثَنَا شُجَاعٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، مِثْلَهُ (4)
__________
(1) في (م) : فيهم.
(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج -وهو ابن النعمان- فمن رجال البخاري.
وأخرجه البخاري (6541) عن أسِيد بن زيد، ومسلم (220) (374) ، وأبو عوانة 1/85-86 من طريق سعيد بن منصور، وابن حبان (6430) ، وابن منده في "الإيمان" (982) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1163) من طريق زكريا بن يحيى زحمويه، ثلاثتهم عن هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولا ومختصراً البخاري (3410) و (5705) و (5752) و (6541) ، ومسلم (220) (375) ، والترمذي (2446) ، وأبو عوانة 1/86، وابن منده (983) و (984) ، والبغوي (4322) من طرق عن حُصين بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي مختصراً بقصة دخولِ السبعين ألفاً الجنة برقم (2954) .
وقوله: "لا رُقية إلا من عَيْنٍ أو حُمَةٍ" سيأتي من حديث سهل بن حنيف 3/486، ومن حديث عمران بن حصين 4/436 و438 و446.
الحُمَة، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/446: السم، ويُطْلق على إبرة العقرب للمجاورة، لأن السم منها يخرج.
وقوله: "لا رقية إلا من عين أو حُمة"، قال السندي: قيل: لم يرد الحصْر، بل أراد أنهما أحق بالرقية لِشدة الضرورة فيهما.
(3) هذا الحديث جاء في (م) على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في أصولنا الخطية.
(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. شجاع: هو ابن مَخْلد الفَلاس.
وانظر ما قبله.(4/263)
2450 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَهْرًا كَامِلًا قَطُّ، غَيْرَ رَمَضَانَ، وَإِنْ كَانَ لَيَصُومُ إِذَا صَامَ، حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: وَاللهِ لَا يُفْطِرُ، وَإِنْ كَانَ لَيُفْطِرُ إِذَا أَفْطَرَ، حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: وَاللهِ لَا يَصُومُ " (1)
2451 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ الْأَوْدِيَةَ وَجَاءَ بِهَدْيٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَيَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، قَبْلَ أَنْ يَقِفَ بِعَرَفَةَ، فَأَمَّا أَنْتُمْ يَا أَهْلَ مَكَّةَ، فَأَخِّرُوا طَوَافَكُمْ حَتَّى تَرْجِعُوا " (2)
2452 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصْحَابُنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَهَا؟ " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَيْسَ عَلَى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، سريج بن النعمان من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. أبو عَوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.
وأخرجه الدارمي (1743) ، والبخاري (1971) ، ومسلم (1157) (178) ، والطبراني (12446) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (1998) .
(2) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمل. سريج: هو ابن النعمان، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
قوله: "قطع الأودية"، قال السندي: يريد الفرقَ بين الآفاقي والمكي، والحديث آخره موقوف، وفي إسناده عبد الله بن المؤمل ضعيف.(4/264)
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] (1)
2453 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُدْمِنُ الْخَمْرِ إِنْ مَاتَ، لَقِيَ اللهَ كَعَابِدِ وَثَنٍ " (2)
__________
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب. وانظر (2088) .
(2) إسناده ضعيف لجهالة الواسطة بين محمد بن المنكدر وبين ابن عباس.
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1116) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (708) عن أبي نعيم، عن الحسن بن صالح، به.
وأخرجه عبد الرزاق (17070) عن ابن أبي نجيح، عن محمد بن المنكدر، عن ابن عباس.
وأخرجه ابن حبان (5347) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1525، وابن الجوزي (1118) من طريق عبد الله بن خراش بن حوشب، عن العوام بن حوشب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ... وهذا سند ضعيف، عبد الله بن خراش ضعفه أبو زرعة والبخاري والنسائي والدارقطني وأبو حاتم والساجي، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.
وأخرجه البزار (2934) ، والطبراني (12428) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/253، وابن الجوزي (1119) من طريق ثوير بن أبي فاختة وحكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، به. وثوير ضعيف، وكذا حكيم.
وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن ماجه (3357) ، والبخاري في "تاريخه" 1/129، وابن الجوزي في "العلل" (1117) من طريق محمد بن سليمان الأصبهاني،=(4/265)
2454 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ يُمْنَ الْخَيْلِ فِي شُقْرِهَا " (1)
__________
= عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عنه.
ومحمد بن سليمان، قال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن عدي: هو قليل الحديث، أخطأ في غير شيء، وقال الدارقطني: خالفه سليمان بن بلال، فرواه عن سهيل، عن محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... قال: ورواه حماد بن سلمة، عن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن عبد الله بن عمرو من قوله، قال ابن الجوزي: وهذا هو الصحيح.
وقال البخاري في "تاريخه" بعد أن أورد الحديث من طريق محمد بن سليمان، عن سهيل، عن أبي هريرة: ولا يصح حديث أبي هريرة في هذا.
(1) إسناده حسن، عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس، قال ابن معين: لم يكن به بأس، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله بن عباس، فمن رجال مسلم. حسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحْوي نسبة إلى نحوة بطن من الأزد.
وأخرجه أبو داود (2545) عن يحيى بن معين، والخطيب في "تاريخه" 11/148 من طريق جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، كلاهما عن حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2599) عن شيبان النحوي، والترمذي (1695) من طريق يزيد بن هارون، عن شيبان النحوي، به. وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث شيبان.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/958 من طريق شريك النخعي، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن ابن عباس. وهذا إسناد ضعيف، شريك سيئ الحفظ، وداود بن علي لم يدرك جده ابن عباس، وقال الحافظ في ترجمته من "التقريب": مقبول =(4/266)
2455 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَخَذَ اللهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ - يَعْنِي عَرَفَةَ - فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا " قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 173] (1)
__________
= وأخرج أبو داود (2544) من طريق محمد بن مهاجر، حدثنا عقل بن شبيب، عن أبي وهب الجشمي، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عليكم بكل أشقر أغر محجل، أو كميت أغر" قال محمد بن مهاجر: سألته لم فضل الأشقر؟ قال: لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث سريةً، فكان
أول من جاء بالفتح صاحب أشقر. وعقيل بن شبيب لم يرو عنه غير محمد بن مهاجر الثقة، ولم يوثقه غير ابن حبان.
قوله: "إن يُمن الخيل"، قال السندي: اليُمن: البركة، والشُّقر -بضم فسكون-: جمع أشقر.
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ كلثوم بن جبر، فمن رجال مسلم، ووثقه أحمدُ وابنُ معين، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال النسائي: ليس بالقوي. ورجح الحافظ ابنُ كثير في "تفسيره" 3/501 وقفه على ابن عباس.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (202) ، والنسائي في "الكبرى" (11191) ، والطبري 9/110-111، وابن أبي حاتم في "تقسيره"، والحاكم 2/544، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 326-327 من طريق حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد.
إلا أن ابن أبي حاتِم جعله موقوفاً، وصحح الحاكم إسنادَ الحديث ووافقه الذهبي! قال النسائي: ليس بالمحفوظ. =(4/267)
2456 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ صَلاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ": ألم تَنْزِيلُ، وَهَلِ اتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ (1)
2457 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ (2)
__________
= وأخرجه الحاكم 1/27-28 من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، به. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بكلثوم بن جبر.
قال ابن كثير 3/501: وقد رواه عبد الوارث عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فوقفه، وكذا رواه إسماعيل بن علية ووكيع عن ربيعة بن كلثوم بن جبر عن أبيه به، وكذا رواه عطاء بن السائب، وحبيب بن أبي ثابت، وعلي بن بَذيمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله، وكذا رواه العوفي وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس، فهذا أكثر وأثبت، والله أعلم. وانظر "تفسير الطبري" 9/111 و112.
قوله: "من ظهر آدم"، قال السندي: أي: من ذريته، سمي ظهراً لخروجهم منه، ذرأها: بهمزة، أي: خلقها في ظهره وأوْدَعها فيه، كالذرَ: واحدها الذرة، قيل: هي النملة، وقيل غير ذلك، قِبَلاً: ضُبط بكسر ففتح، أي: عياناً ومقابلةً، لا من وراء حجاب، ومن غير أن يُولي أمره غيره من الملائكة، أن تقولوا: علة للإخبار بما ذكر، أي: أخبرناكم بذلك كراهة أن تقولوا، والله تعالى أعلم.
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مرسل، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، وهو تابعي ثقة، وقد روى هذا الحديث مرسلا، والإسناد الآتي بعد هذا موصول. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عُبيد السبيعي.
(2) حديث صحيح، شريك -وإن كان سيئ الحِفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات =(4/268)
2458 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّجُلِ يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، قَالَ: " يَتَصَدَّقُ بِنِصْفِ دِينَارٍ " (1)
2459 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " عَجَّلَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ عَجَّلَ أُمَّ سَلَمَةَ، وَأَنَا
__________
= رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (2634) عن شريك بنِ عبد الله، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (2729) عن معمر، والطبراني (12433) من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وانظر (1993) .
(1) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيئ الحفظ، وكذا خصيف -وهو ابن عبد الرحمن الجزري-.
وأخرجه الدارمي (1105) ، وأبو داود (266) ، والترمذي (136) ، والنسائي في "الكبرى" (9113) ، والبيهقي 1/316 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الدارمي (1109) ، والدارقطني 3/287 من طريق سفيان الثوري، والنسائي (9109) من طريق ابن جريج، والدارقطني 3/287 من طريق عبد الله بن محرر، ثلاثتهم عن خصيف، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، وتابع خصيفاً عند الدارقطني عبدُ الكريم وعلي بن بذيمة.
وأخرجه عبد الرزاق (1261) ، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (9112) عن معمر، عن خصيف، به موقوفاً على ابن عباس.
وأخرجه عبد الرزاق (1262) عن ابن جريج، والنسائي (9110) من طريق أبي خيثمة، وعبد الرزاق (1263) ، والنسائي (9111) ، والبيهقي 1/316 من طريق سفيان، ثلاثتهم عن خصيف، عن مقسم، به، مرسلاً. وفي حديث سفيان الثوري: عن علي بن بذيمة وخصيف. وانظر (2032) و (2995) .(4/269)