فيما ورد عن شفيع الخلق يوم القيامة
أنه احتجم وأمر بالحجامة
تأليف
الشيخ الإمام المحدث
شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل الكناني البوصيري الشافعي
840 هـ
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه
محمد بن حمد الحمود
الدار السلفية
الطبعة الأولى
1407 هـ - 1986 م(/)
((فيما ورد عن شفيع الخلق يوم القيامة أنه احتجم وأمر بالحجامة))
وهو يشتمل على أحاديث في الحجامة، مما هو مأثور مروي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضلها ووقت فعلها
تأليف الشيخ الإمام العالم العلامة المحدث الفهامة شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل الكناني البوصيري الشافعي تغمده الله تعالى برحمته ورضوانه وغفر له ولوالديه وجميع المسلمين. آمين(1/33)
كتب على غلاف النسخة هذا الحديث:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما أهدي المرء المسلم هديةً أفضل من كلمة حكمة يزيده الله تعالى بها هدىً، أو يرده عن أذى)) رواه صاحب الفردوس وابنه أبو منصور الديملي في كتابه ((مسند الفردوس)) بسنده إلى ابن عمرو مرفوعاً وقال: متصل الإسناد.(1/35)
بسم الله الرحمن الرحيم. وبه ثقتي
قال سيدي والدي الشيخ الإمام العالم العلامة المحدث الفهامة شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري الشافعي تغمده الله تعالى برضوانه وغفر له ولوالديه ولجميع المسلمين آمين.
وبعد: فسألني بعض الإخوان أن أجمع له مما ورد من الحديث في الحجامة، تكون في أي عضوٍ، وفي أي يومٍ، وبيان رجال الحديث في الصحة والضعف فأجبتهم إلى سؤالهم فقلت:
ورد عن جماعة من الصحابة منهم:
علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس. وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن جعفر، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وعبد الله بن مالك بن بحينة، وأبي هريرة، وسمرة، وأبي بكرة، ومعمر، وأبي كبشة، وسلمى، والحسين بن علي، رضي الله عنهم أجمعين، آمين.
1- فحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
رواه ابن ماجه في سننه قال حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا علي بن مسهر عن سعد الأسكاف عن الأصبغ بن نباته عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: نزل جبريل عليه الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم بحجامة الأخدعين والكاهل.(1/37)
هذا إسناد ضعيف، الأصبغ بن نباته ضعفه أبو حاتم وابن معين، والعقيلي، والدارقطني، والساجي، وأبو أحمد الحاكم ومحمد بن عمار الجورجاني والبزار وابن عدي وغيرهم. والمتن صحيح كما سيأتي، وسعد بن طريف الأسكاف أسوأ حالاً منه.
ورواه صاحب الغيلانيات من طريق مندل بن علي، عن سعد(1/38)
الإسكاف به، أي بسند سعد السابق من كونه عن الأصبغ بن نباته عن علي.
والأخدعان: عرقان في جانبي العتق.
والكاهل: الكتف، قاله في النهاية.
وقيل: ما بين الكتفين، قال ابن مطجن (1) .
2- وحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، فله أحاديث:
2- (1) الأول: رواه أحمد بن منيع في مسنده رواه [عن] يزيد بن هارون قال: أخبرنا هشام بن حسان به، ورواه البخاري في صحيحه قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي عن هشام عن عكرمة عن ابن عباس: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم في رأسه وهو محرمٌ، من وجعٍ كان به [بماءٍ] يقال له لحي جمل، قال وقال الأنصاري: يعني هشام: في رأسه.
__________
(1) كذا في الأصل ولم أعرفه والظاهر أنه تحريف.(1/39)
وقال محمد بن سواء عن هشام به. احتجم وهو محرم في رأسه من شقيقةٍ كانت به.
ورواه مسلم في صحيحه عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم.
وأبو داود عن أحمد بن حنبل، والترمذي عن قتيبة، والنسائي عن قتيبة وابن منصور، كلهم عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء وطاووس عن ابن عباس به.
ورواه أبو داود أيضاً عن عثمان عن يزيد بن هارون عن هشام بن حسان به نحوه: احتجم -وهو محرمٌ- في رأسه من داءٍ كان به، ورواه النسائي في الكبرى عن أبي داود عن محاضر عن هشام به.
ورواه في الكبرى عن هارون بن عبد الله عن أبي مالك بشر بن الحسن -أخي حسين- عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس به.
ورواه البيهقي في سننه الكبرى عن طاووس وعطاء عن ابن عباس به.(1/40)
قلت: لحي جمل بفتح اللام والحاء المهملة، موضع بين مكة والمدينة وقيل: عقبة، وقيل: ماء.
والشقيقة: نوع من صداع يعرض في مقدم الرأس وإلى حد جانبيه.
2- (2) حديث ثاني لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
رواه أحمد بن منيع في مسنده حدثنا يزيد أخبرنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما مررت بملاءٍ من الملائكة ليلة أسري(1/41)
بي إلا قالوا: عليك بالحجامة يا محمد)).(1/43)
رواه عبد بن حميد ثنا يزيد بن هارون حدثنا عباد بن منصور به فذكره.
وزاد: خير يومٍ يحتجمون فيه، سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرون.
رواه الترمذي في الجامع قال حدثنا عبد بن حميد أخبرنا النضر بن شميل حدثنا عباد بن منصور سمعت عكرمة يقول: كان لابن عباس غلمةٌ ثلاثة حجامون، فكان اثنان منهم يغلان عليه وعلى أهله، وواحدٌ يحجمه ويحجم أهله، قال: وقال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((نعم العبد الحجام يذهب الدم ويخف الصلب، ويجلو عن الصبر)) وقال: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث عرج به، ما مر على ملاءٍ من الملائكة إلا قالوا: عليك بالحجامة)).
وقال: ((إن خير ما تحتجمون فيه [يوم] سبع عشرة، ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين)). وقال: ((إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لده العباس وأصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من لدني؟ فكلهم أمسكوا، فقال: لا يبقى أحد ممن في البيت إلا لد غير عمه العباس)) قال النضر: اللدود الوجور.(1/44)
قال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور الناجي بالقصة الأولى نعم العبد الحجام.
ورواه ابن ماجه أيضاً عن نصر بن علي الجهضمي عن زياد بن الربيع عن عباد بن منصور بالقصة الثانية: ما مررت بملاء.
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق يزيد بن هارون عن عباد بن منصور به بلفظ ((خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة فذكره بتمامه مفرقاً في ثلاثة أحاديث، وقال في كل منهما حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وكذا رواه محمد بن محمد بن غيلان في الغيلانيات عن أبي عمران موسى بن(1/45)
سهل الوشاء عن يزيد بن هارون أخبرنا عباد بن منصور به فذكره.
قلت: مدار هذا الحديث على عباد بن منصور العطاردي، وقد قال فيه أبو حاتم: كان ضعيف الحديث يكتب حديثه. وقال ابن عدي: هو في جملة من يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس بالقوي وقال العجلي: لا بأس به يكتب حديثه، وقال مرة: جائز الحديث وقال ابن سعد: ضعيف عندهم.(1/46)
2- (3) حديث ثالث لابن عباس رضي الله عنهما:
رواه أحمد بن منيع حدثنا يزيد أنبأنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
ورواه أبو بكر البزار في مسنده قال حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة حدثنا عبيد الله -يعني ابن موسى- حدثنا يعقوب القمي عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: احتجموا لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين ولا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم)).
قال البزار لا نعلمه يروى إلا عن ابن عباس، وروي عن عباد عن عكرمة، وهذه الطريق الحسن، لأن عباداً لم يسمع عن عكرمة.(1/47)
قلت: له شاهد رواه ابن ماجه في سننه من طريق النهاس بن قهم، والحاكم في مستدركه من طريق الحسن كلاهما عن أنس وسيأتي، وقال الحاكم بعد تخريجه: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى.
وقوله يتبيغ بفتح التاء المثناة والباء الموحدة وبفتح الياء المشددة آخر الحروف وآخره غين معجمة على وزن يتفعل، يقال تبيغ الدم وتبوغ أي: ثار.
2-(4) حديث رابع لابن عباس:
رواه الترمذي في الشمائل ((إن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم في الأخدعين وبين الكتفين، وأعطى الحجام أجره، ولو كان حراماً لم يعطه)) الحديث رواه عن هارون(1/48)
ابن إسحاق الهمداني عن عبدة بن سليمان عن سفيان الثوري عن جابر الجعفي عن الشعبي عن ابن عباس فذكره.
3- وأما عبد الله بن عمر بن الخطاب فله حديثان:
3- (1) الحديث الأول من حديثه:
رواه ابن ماجه في سننه قال حدثنا محمد بن المصفى الحمصي حدثنا عثمان بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن عصمة عن سعيد بن ميمون عن نافع قال ابن عمر: يا نافع! تبيغ بي الدم، فأتني بحجامٍ واجعله شاباً ولا تجعله شيخاً، ولا صبياً، قال وقال ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((الحجامة على الريق أمثل، وهي تزيد في العقل، وتزيد في الحفظ، وتزيد الحافظ حفظاً، فمن كان محتجماً فيوم الخميس على اسم الله، واجتبوا الحجامة يوم الجمعة ويوم السبت ويوم الأحد، واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي أصيب(1/50)
فيه أيوب بالبلاء، وما يبدو جذامٌ ولا برصٌ إلا في يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء)).
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق عبد الله من صالح المصري وعطاف ابن خالد عن نافع عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحجامة على الريق أمثل وفيها شفاء وبركة، وهي تزيد في العقل وتزيد في الحفظ)) الحديث وفيه ((احتجموا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي صرف الله عن أيوب فيه البلاء، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء)) فذكره.
قلت: إسناد ابن ماجه قال فيه الذهبي: مجهول.
وطريق الحاكم فيه عبد الله بن صالح المصري متهم، وكذبه صالح جزرة وغيره انتهى.(1/51)
وقوله تبيغ أي: ثار وقد تقدم ضبطه في الحديث قبله.
3- (2) الحديث الثاني من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
رواه ابن ماجه في سننه قال حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا عثمان بن مطر عن الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن نافع عن ابن عمر قال: [يا] نافع! قد تبيغ بي الدم فالتمس لي حجاماً، واجعله رفيقاً إن استطعت،(1/52)
ولا تجعله شيخاً كبيراً ولا صبياً صغيراً فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحجامة على الريق أمثل، وفيه شفاء وبركة، وتزيد في العقل وفي الحفظ، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس [واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت ويوم الأحد تحرياً واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء، فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب [عليه الصلاة والسلام] من البلاء، وضربه بالبلاء يوم الأربعاء، فإنه لا يبدو جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء وليلة الأربعاء)).
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق عذال بن محمد عن محمد بن(1/53)
جحادة. وقال: رواة هذا الحديث كلهم ثقات إلا عذال بن محمد، فإنه مجهول لا أعرفه بعدالة ولا حرج. وقد صح الحديث عن ابن عمر [رضي الله عنهما] من قوله من غير مسند ولا متصل.
ثم رواه من طريق أيوب عن نافع عن ابن عمر فذكره موقوفاً على ابن(1/54)
عمر. قلت: عذال بن محمد بعين مهملة مفتوحة، ثم ذال معجمة ثم ألف ثم لام قال فيه صاحب الميزان: لا يدرى من هو، ذكره أحمد بن علي السليماني فيمن يضع الحديث، وقال روى عن محمد بن جحادة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ((الحجامة تزيد في العقل الحديث انتهى)).
ولم ينفرد به عذال بن محمد عن محمد بن جحادة، فقد تابعه عليه الحسن بن أبي جعفر، لكن الحسن بن أبي جعفر ضعيف، ضعفه أحمد بن حنبل، ويحيى بن سعيد القطان، والفلاس والبخاري والنسائي وابن عدي وغيرهم.
وقد تقدم مدلول تبيغ وضبطها في حديث ابن عباس.(1/55)
3- (3) وروى البيهقي في سننه الكبرى من طريق عطاف بن خالد عن نافع عن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن في الجمعة ساعة لا يحتجم إلا عرض له داء لا يشفى منه)). قال البيهقي [عطاف بن خالد ضعيف] وروى يحيى بن العلاء الرازي وهو متروك بإسناد له عن الحسين بن علي فيه حديثاً مرفوعاً وليس بشيء.
قلت: وعطاف بن خالد ضعيف.
4- وأما حديث عبد الله بن جعفر:
فرواه أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا محمد بن عبد الله الأزدي حدثنا(1/56)
الحارث بن النعمان حدثنا شيبان عن جابر عن محمد بن علي عن عبد الله بن جعفر قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم على قرنه بعد ما سم.(1/57)
5- وأما حديث جابر بن عبد الله فله ثلاثة أحاديث:
5- (1) الحديث الأول من حديثه:
روى البخاري ومسلم من حديث جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن كان في شيء من أدويتكم خيرٌ ففي شرطة محجم، أو شربة من عسل أو لذعة بنار، وما أحب أن أكتوي)).
وروى أبو داود في سننه قال حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام عن أبي الزبير عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم على وركه من وثئ كان به.
ورواه النسائي في الصغير عن محمد بن عبد الأعلى عن خالد بن الحارث عن هشام الدستوائي به، وزاد: وهو محرم.
ورواه في الكبرى عن إبراهيم بن الحسن عن الحارث بن عطية [عن] (1) هشام به.
__________
(1) [[ ليست في المطبوع ]].(1/58)
والوثئ دون الخلع، وسيأتي بقية الكلام عليه في الحديث الذي يليه.
5- (2)- الحديث الثاني من أحاديثه:
رواه ابن ماجه في سننه قال حدثنا بكر بن خلف أبو بشر حدثنا محمد ابن أبي الضيف عن ابن خثيم عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم عن رهصة أخذته.
قلت: محمد بن أبي الضيف لم أر من وثقه ولا من جرحه، وباقي رجال الإسناد ثقات.(1/59)
والوثئ بالهمز في آخره وإسكان الثاء المثلثة، وهن دون الخلع لا يبلغ الكسر.
5- (3)- الحديث الثالث من حديثه:
رواه ابن ماجه في سننه قال حدثنا محمد بن طريف ثنا وكيع عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم سقط عن فرسه على جذع فانفكت قدمه. قال وكيع: يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم عليها من وثئ.
ورواه أبو داود في سننه والنسائي في الكبرى من طريق الدستوائي(1/60)
عن أبي الزبير عن جابر فقالا: احتجم على وركه من وثئ كان به.
5- (4)- رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ثنا جبارة بن المغلس حدثنا أبو بكر النهشلي حدثنا الهيثم بن أبي الهيثم عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم في الأخدعين وبين الكتفين وأعطى الحجام أجره، ولو كان حراماً لم يعطه.
5- (5)- قال وحدثنا أبو.. .. (1) حدثنا أحمد بن يونس حدثنا ليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر أن أم سلمة استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجامة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طيبة أن يحجمها، من حيث أنه كان أخاها من الرضاعة أو غلام لم يحتلم.
ورواه مسلم وأبو داود وابن ماجه من طريق الليث به. قلت: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم، فقد احتج بجميع رواته.
__________
(1) كلمة غير مفهومة والظاهر أنه سبق قلم من الناسخ إذ لا محل له هنا.(1/61)
والوثئ دون الخلع لا يبلغ الكسر وقد تقدم الكلام عليه في الحديث قبله.
6- وأما حديث أنس بن مالك، فله ثلاثة أحاديث:
6- (1) الحديث الأول من حديثه:
رواه أبو داود في سننه قال حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جرير [يعني ابن حازم] حدثنا قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ثلاثاً: في الأخدعين والكاهل.
قال أبو داود: قال معمر: احتجمت فذهب عقلي حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في صلاتي، وكان احتجم على هامته.
ورواه الترمذي عن عبد القدوس بن محمد عن عمرو بن عاصم(1/62)
حدثنا همام وجرير بن حازم قالا: حدثنا قتادة فذكره. وقال: حديث حسن وزاد: وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين.
وكذا رواه الحاكم في المستدرك من طريق محمد بن إسحاق عن عمرو بن عاصم به، وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
ورواه ابن ماجه في سننه عن علي بن محمد بن أبي الخصيب عن وكيع عن جرير فقط عن قتادة به.
ورواه ابن حبان في صحيحه عن أبي يعلى أنبأنا أبو خيثمة حدثنا وهب بن جرير عن أبيه.
ورواه صاحب الغيلانيات عن محمد بن غالب عن ابن عائشة عن جرير فذكره بلفظ ((كان يحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً: اثنين في الأخدعين وواحد في الكاهل)).
قلت: الأخدعان عرقان في جانبي العنق.(1/63)
والكاهل والحارك: ما بين الكتفين، وقيل الكاهل: الكتف، قاله صاحب النهاية.
والهامة: الرأس.
6- (2)- الحديث الثاني من حديثه:
رواه أبو داود في سننه قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم، على ظهر القدم من وجع كان به.
ورواه الترمذي في الشمائل عن إسحاق بن منصور [أنبأنا عبد الرزاق] عن معمر به.
ورواه النسائي في الصغرى من وثئ كان به.(1/64)
ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس به، كما رواه أبو داود.
6- (3)- الحديث الثالث من حديثه:
قال ابن ماجه في سننه حدثنا سويد بن سعيد حدثنا عثمان بن مطر(1/65)
حدثنا زكريا بن ميسرة عن النهاس بن قهم عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين، ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله)).
رواه الحاكم أبو عبد الله في المستدرك من طريق الحسن عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة، لا يتبيغ دم أحدكم فيقتله)).
وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
7- وأما حديث عبد الله بن مالك بن القشب الأزدي المعروف بابن بحينة وهي أمه:
7- (1) فقال البخاري في صحيحه حدثنا إسماعيل حدثني سليمان عن علقمة أنه سمع عبد الرحمن الأعرج أنه سمع عبد الله [بن] (1) بحينة يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم -بلحي جمل من طريق مكة- وهو محرم في وسط رأسه.
ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن معلى بن منصور.
__________
(1) [[ ليست في المطبوع]](1/66)
والنسائي عن هلال بن بشر عن محمد بن خالد.
وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن خالد بن مخلد.
ثلاثتهم عن سليمان بن بلال به.
ورواه الحاكم من طريق ابن أبي أويس عن سليمان بن بلال به.
ورواه الحاكم.
رواه البيهقي في سننه الكبرى.
قلت: لحي جمل بفتح اللام، والحاء المهملة، وآخره ياء مشددة من تحت، ثم جيم وميم ولام، موضع بين مكة والمدينة، وقيل عقبة وقيل ماء.
8- وأما أبو هريرة فله حديثان:
8- (1) الحديث الأول من حديثه:
قال أبو داود في سننه قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين، كان شفاءً من كل داء)).
هذا الحديث رواه أبو داود وسكت عليه فهو عنده حديث صالح.(1/67)
وفي رواية ذكرها رزين ولم أرها في شيء من الأصول ((إذا وافق يوم سبع عشرة يوم الثلاثاء، كان دواء السنة لمن احتجم فيه)).
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق أبي حاتم الرازي عن أبي توبة الربيع بن نافع به بلفظ ((من احتجم لسبع عشرة من الشهر كان له شفاء من كل داء)) وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
قلت: لم يحتج مسلم في صحيحه بأبي حاتم الرازي ولا أخرج له في كتابه لكن الإسناد صحيح.(1/68)
8- (2) وروى أبو داود وابن ماجه من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن كان في شيء مما تداويتم به خيرٌ، فالحجامة)).
وروى أبو داود وابن ماجه من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً ((إن كان في شيء شفاء مما تداويتم به فالحجامة)).
ورواه البيهقي في سننه الكبرى من هذا الوجه بزيادة في أوله ولفظه ((أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في نافوخه من وجع كان به، وقال (([و] إن كان في(1/69)
شيء شفاء)) الحديث.
8- (3) وعنه قال أخبرني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : ((إن جبريل أخبره أن الحجم أنفع ما تداوي به الناس)).
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما.
8- (4) الحديث الثاني من حديثه:
رواه البزار في مسنده قال حدثنا محمد بن معمر ثنا الحجاج ثنا حماد(1/70)
ابن سلمة عن سلميان بن أرقم عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من احتجم يوم الأربعاء، أو [يوم] السبت، فأصابه وضح، فلا يلومن إلا نفسه)).
قال البزار لا نعلمه إلا من هذا الوجه وسليمان لين الحديث.
قلت: الوضح بفتح الواو والضاد المعجمة وآخره حاء مهملة، البياض من كل شيء، والمراد به هنا البرص.
وسليمان بن أرقم، أبو معاذ البصري، قال فيه الإمام أحمد بن حنبل لا يسوي شيئاً ولا يروى عنه الحديث، وقال ابن معين: ليس شيء [ليس] يسوي فلساً وقال البخاري: تركوه، وقال أبو داود والدارقطني: متروك وقال الترمذي: ضعيف عند أهل الحديث. انتهى.
وهذا الحديث أورده أبو الفرج بن الجوزي في كتاب ((الموضوعات)) من(1/71)
طريق إسماعيل بن عياش عن سليمان بن أرقم وعبد الله بن زياد بن سمعان عن الزهري عن أبي سلمة أو عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من احتجم يوم الأربعاء)) فذكره، وقال عقبة: إسماعيل بن عياش ضعيف وسليمان بن أرقم وعبد الله بن زياد بن سمعان كذابان.
ورواه البيهقي في سننه الكبرى من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري(1/72)
عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة بالإسناد والمتن، وقال: في كل من سليمان ضعيف قال: والمحفوظ عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم منقطعاً والله أعلم.
9- وأما حديث سمرة بن جندب:
9- فقد رواه النسائي في سننه الكبرى من طريق عبد الملك بن عمير عن حصين ابن أبي الحر عن سمرة بن جندب قال: كنت قاعداً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فدعا الحجام فعلق عليه محاجم قرون ثم شرطه بشفرة، فدخل عليه أعرابي من بني فزارة فقال: يا رسول الله ما هذا يقطع جلدك؟ قال: [هذا] الحجم، قال: وما الحجم؟ قال: ((من خير دواءٍ يتداوى به الناس)).
ورواه البيهقي في سننه الكبرى من طريق عبد الرحيم بن منيب عن(1/73)
جرير عن عبد الملك فذكره واللفظ له.
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا شيبان حدثنا جرير سمعت عبد الملك فذكره، وسياقه أتم كما أوردته في زوائد المسانيد العشرة.(1/74)
10- وأما حديث أبي بكرة واسمه نفيع بن الحارث:
10- فقال أبو داود في سننه حدثنا موسى بن إسماعيل أخبرني أبو بكرة بكار بن عبد العزيز أخبرتني كيسة بنت أبي بكرة أن أباها كان ينهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء، ويزعم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوم الثلاثاء يوم الدم، وفيه ساعة لا يرقأ.
رواه أبو داود وسكت عليه فهو عنده حديث صالح، وأبو بكرة بكار بن عبد العزيز. قال يحيى: ليس بشيء، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم، وقال البزار: ليس به بأس، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف وذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجال الإسناد ثقات.(1/75)
قلت: وقوله ((لا يرقأ)) بالياء المثناة من تحت مفتوحة، وإسكان الراء المهملة وآخره مهموز، أي: لا ينقطع، وليس من الرقي الذي هو الصعود.
وهذا الحديث أورده ابن الجوزي في كتاب ((الموضوعات)) من طريق أبي داود وضعفه بأبي بكرة بكار بن عبد العزيز، وليس له دليل على وضعه، وإنما حقه أن يذكر في مطلق الضعف، والله أعلم.
11- وأما حديث أبي كبشرة الأنماري واختلف في اسمه فقيل عمرو بن سعيد، وقيل: عامر بن سعد:
11- قال أبو داود في سننه حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي وكثير بن عبيد قالا حدثنا الوليد عن ابن ثوبان عن أبي كبشة الأنماري قال ذكر أنه حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجم على هامته وبين كتفيه، ويقول: ((من أهراق من هذه الدماء، فلا يضره أن يتداوى بشيء لشيءٍ)).
ورواه ابن ماجه عن محمد بن مصفى الحمصي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن ثوبان به فذكره.
قلت: ابن ثوبان اسمه عبد الرحمن بن ثابت عن ثوبان مختلف فيه، وضعفه(1/76)
الأكثرون.
وقوله: ((أهراق)) بفتح الهمزة والهاء، والهامة: الرأس.
12- وأما حديث معمر:
12- عن النبي صلى الله عليه وسلم ((من احتجم يوم الأربعاء أو يوم السبت فأصابه وضحٌ فلا يلومن إلا نفسه)).(1/77)
رواه أبو داود هكذا وقال: أسند ولا يصح.
قلت: والوضح بفتح الواو والضاد المعجمة جميعاً بعدهما حاء مهملة، والمراد به هنا: البرص.
13- وأما حديث سلمى أم رافع وهي زوج أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم وكانت مولاة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويقال: مولاة صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم .
13- فرواه أبو داود في سننه قال حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي حدثنا يحيى يعني ابن حسان حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي حدثنا فائد مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع [عن مولاه عبيد الله بن علي بن أبي رافع] عن جدته سلمى خادم الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً في رأسه إلا قال: احتجم، ولا وجعاً في رجليه إلا قال: اخضبها)).(1/78)
ورواه الترمذي عن محمد بن العلاء عن زيد بن الحباب عن فائدٍ مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن مولاه عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن جدته سلمى.
ورواه الترمذي أيضاً عن أحمد بن منيعٍ عن حماد بن خالدٍ الخياط عن فائد مولى [لآل] أبي رافع عن علي بن عبيد الله بن أبي رافع عن جدته بقصة الحناء مختصراً وقال: غريب إنما نعرفه من حديث فائد.
ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن زيد بن الحباب بقصة الحناء فحسب.
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي حدثني أيوب بن الحسن بن علي بن أبي رافع عن جدته سلمى به، كما رواه أبو داود.
وقال: حديث صحيح الإسناد [ولم يخرجاه] وقد احتج البخاري بعبد الرحمن ابن أبي الموالي.(1/79)
13- (2)- وروى مالك في الموطأ من بلاغاته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن كان دواء يبلغ الداء فإن الحجامة تبغله)).
14- وأما حديث الحسين بن علي بن أبي طالب:
14- فرواه أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا جبارة حدثنا يحيى بن العلاء عن مروان بن سالم عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن حسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن في الجمعة ساعة، لا يحتجم فيها أحد إلا مات)).
هذا إسناد ضعيف لضعف جبارة بن المغلس.
وقد أورد ابن الجوزي في كتاب ((الموضوعات)) جملة أحاديث في الحجامة عن جماعة من الصحابة فأحببت إيرادها لتعرف منها.
1- منها: حديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل كل ليلة، ويحتجم كل شهر، ويشرب الدواء كل سنة.(1/80)
2- ومنها: حديث الحسن حدثني سبعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم: عبد الله ابن عمر وعبد الله بن عمرو وأبو هريرة وعمران ومعقل ابن يسار وسمرة وجابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحجامة يوم السبت ويوم الأربعاء، وقال: من فعل ذلك فأصابه بياض فلا يلومن إلا نفسه)).
3- ومنها: حديث إسماعيل بن عياش عن سليمان بن أرقم وابن سمعان عن الزهري عن أبي سلمة أو سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من احتجم يوم الأربعاء ويوم السبت فأصابه برص، فلا يلومن إلا نفسه)).
4- ومنها: حديث حسان بن سياه عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من احتجم يوم السبت والأربعاء فرأى وضحاً فلا يلومن إلا نفسه)).
5- ومنها: حديث عبد الله بن زياد الفلسطيني عن زرعة بن إبراهيم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من احتجم يوم السبت ويوم الأربعاء، فأصابه وضحٌ لا يلومن إلا نفسه)).(1/81)
6- ومنها: حديث يحيى بن العلاء الرازي عن زيد بن أسلم عن طلحة بن عبيد الله عن الحسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((في الجمعة ساعة لا يوافقها رجل يحتجم فيها إلا مات)).
7- منها: حديث عمر بن موسى الوجيهي عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تحتجموا يوم الثلاثاء فإن سورة الحديد نزلت علي يوم الثلاثاء)).
8- منها: حديث بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة كان ينهي عن الحجامة يوم الثلاثاء ويزعم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يوم الدم، ويقول: فيه ساعة لا يرقأ فيه الدم.(1/82)
9- منها: حديث، نافع أبي هرمز عن عطاء عن ابن عباس قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم يوم الثلاثاء فقلت هذا اليوم يحتجم؟ قال: نعم، ومن وافق منكم يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر فلا يجاوزها حتى يحتجم)).
10- منها حديث زيد العمي عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر دواء السنة)).
قلت: حكم ابن الجوزي على هذا الحديث بالوضع ليس بجيد، فإنه ليس في إسناده من اتهم بوضع الحديث، فقد رواه البيهقي في سننه الكبير عن أبي سعد الماليني أنبأنا أبو أحمد بن عدي الحافظ حدثنا أبو خليفة حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا سلام الطويل عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر كان دواء السنة)). قال البيهقي: سلام بن سليم متروك.(1/83)
قلت: فكان ينبغي لابن الجوزي أن يذكر هذا الحديث في مطلق الضعيف، من غير أن يحكم عليه بوضع.
11- ومنها: حديث زيد العمي أيضاً عن معاوية بن قرة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضين من الشهر كان دواء السنة)).
قلت: إدخال هذا الحديث في كتاب ((الموضوعات)) فيه نظر، وإنما حقه أن يذكر في مطلق الضعيف، فقد رواه البيهقي في سننه الكبرى من طريق زيد العمي(1/84)
به بلفظ قال: ((من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر خلت، أخرج الله منه داء سنة)). انتهى.
فليس لابن الجوزي دليل على وضعه.
وهذا آخر ما تيسر جمعه، لجامعه أقل عَبيد الله وأحوجهم لمغفرة ربه أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم بن قايماز بن عثمان بن عمر بن عبد الله الكناني البوصيري الشافعي رحمه الله وغفر لوالديه ولجميع المسلمين. آمين.
وكتب أقل عَبيد الله أحوجهم لعفو ربه محمد بن أحمد البوصيري ولد المذكور قبله غفر الله تعالى له ولجميع المسلمين أجمعين. آمين.(1/85)