كلام الحافط السلفى على الأربعين الودعانية(/)
(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الفقيه الإمام الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِلَفي الأصبهاني، أجزل الله أجرَه، وأعلى في الآخرة قدرَه:
هكذا كان إسناده في الأصل الذي قرأت منه على القاضي ابن ودعان ببغداد، سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، ولم يزل في القلب من بعض هذه المتون والأسانيد، بل من معظمها، إلى أن ظفرت في سنة ثلاث وخمسين و[خمس] مائة - وأنا بالإسكندرية- بجزء ألفه أبو القاسم زيد بن عبدالله بن مسعود الهاشمي، من رواية شيخ شريف شاهدته بمشهد الكوفة، وعلقت عنه، وأجاز لي رواية ما يرويه؛ يقال له أبو طالب الحسن بن مهدي بن أحمد الحسيني الرازي، المعروف بالسيلقي، عن أبي طالب علي بن الحسين الهمذاني الحسني عنه.
فتصفحته وتأملته، فإذا هوَ هو! والأحاديث الأحاديث على الترتيب والتبويب نُقلت نقل المسطرة! لم يزد فيها شيئا سوى إيصال الأسانيد لشيوخ الهاشمي مع اتصالٍ ذكره، ونقصت من صدر الكتاب أحاديث، وبدلت خطبته بأخرى دونها في الجراية.
قال: كان ابن ودعان خرّج عليه كتابا بزعمه حين وقعت له أحاديثه عن(/)
شيوخه! فقد أخطأ حين لم يبيّن ذلك في خطبة كتابه كما جرت العادة فيمن يخرج من حديثه على تأليف سُبق إليه،
فإن كان سوى ذلك- وهو الظاهر*- فأطمّ وأعظم! إذ غيرُ مُتَصوَّر لمثله - مع نزارة روايته- أن يقع له كل حديث فيه من رواية من أورده الهاشمي عنه نفسه!
وعلى الجمل!، فقد أساء وعرّض نْفسه للكلام ما شاء!
لكنا قد رويناه كثيرا - مع ما فيه من التخليط- بعد مفارقة العراق، وحمَله من كتبه عنا إلى أطراف الآفاق، ولم نر الآن بدا من التنبيه على زلته والخروج من عهدته، على أنه قد رواه عنه كما رويناه: محمد الهادي بديار مصر، وأبو عبدالله الثلجي وغيره بالعراق، وأبو سعد إسماعيل بن محمد بن علي النيسابوري بالحجاز، وآخرون لا يحصون كثرة، وكتبه نفر من أصحابنا المغاربة عن محمد بن علي بن الحسين الطبري قاضي مكة عن إسماعيل هذا عن ابن ودعان، ولم يكن الحديث من شأنه.
والله يتجاوز عنه بفضله وإحسانه، ويتغمدُه وإيانا برحمته وغفرانه إن شاء، وبه الثقة، وله الحمد دائما، وصلواتُه على نبيه محمد وآله، وسلَّم تسليما.(/)