#8#
بسم الله الرحمن الرحيم استعنت بالله
قرئ على الشيخ أبي الحسين عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن جعفر الفارسي الوراق في دكانه بتربة عفان في شهر جمادي الأولى من سنة ست وخمسين وأربعمائة، وأنا أسمع قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمرو بن شاكر بن أحمد المعروف بابن القطان المؤدب، قراءة منه علي بعضه، وقرأت أنا بعضه عليه، وذلك في شعبان من سنة ثلاث وأربعمائة، قال:
1- حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن إسحاق بن عتبة الرازي، قال: أنا أبو الزنباع روح بن الفرج بن عبد الرحمن القطان، حدثنا عبد العزيز بن يحيى المديني، حدثنا مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن علقمة بن وقاص، أنه قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم يقول: ((الأعمال بالنيات، وإنما لامرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى امرأة يتزوجها أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه)).
#9# هذا حديث صحيح الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم، وقد حدث به عن يحيى بن سعيد جماعة من أئمة الناقلين، حدث به مسلم بن الحجاج في كتاب الصحيح، عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك بن أنس.(1/8)
2- حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن زياد بن جابر العبدي البغدادي، قال: حدثنا أبو علي بشر بن موسى بن شيخ بن عميرة الأسدي، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي، قال: نا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي، أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله [فهجرته إلى الله ورسوله]، من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)).
هكذا حدث به محمد بن إسماعيل البخاري في الصحيح، عن الحميدي، كما حدث به بشر بن موسى.(1/9)
3- حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن حفص بن أحمد بن خلاد بن #10# يزيد التميمي الجوهري، حدثنا أبو غسان مالك بن يحيى بن مالك الدميري، قال: ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، عن سويد بن النعمان [رضي الله عنه] وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم أن رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم دعى بالأطعمة عام خيبر، ونحن بالصهباء فأتي بسويق فلانه فأكل وأكلنا، ثم تمضمض وتمضمضنا وصلينا، وما توضأنا من ذلك)).
قال محمد بن المؤدب: هذا حديث حسن صحيح، رواه عن يحيى بن سعيد جماعة من الأئمة، فيهم مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وشعبة بن الحجاج. وقال شعبة فيه: وكان سويد بن النعمان من أصحاب الشجرة، قلت: وليس لسويد بن النعمان عن رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم غير هذا الحديث ولم يروه إلا يحيى بن سعيد الأنصاري، والله أعلم.(1/9)
4- حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد البغدادي، قال: نا عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم البرقي الزهري، قال: نا يوسف بن عدي، نا سفيان، عن الزهري، أخبره أبو سلمة أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم: ((إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في وضوئه حتى يغسلها ثلاثاً فإنه لا يدري حيث #11# باتت يده)).(1/10)
5- حدثنا أبو الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين بن السندي الصابوني، حدثنا إسماعيل بن يحيى المزني، قال: أخبرنا الشافعي محمد بن إدريس، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم قال: ((إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً، فإنه لا يدري أين باتت يده)).
قال محمد بن شاكر: أخرج مسلم بن الحجاج هذا الحديث في كتاب الصحيح المسند، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وأبي خيثمة زهير بن حرب، كلهم عن ابن عيينة.(1/11)
6- حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن المسور البزاز، قال: نا أبو عمرو مقدام بن داود بن عيسى بن تليد الرعيني، حدثنا عبد الله بن عبد الحكم سنة اثنتي عشرة ومائتين، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم: ((إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في #12# وضوئه فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده)).(1/11)
7- حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي الموت المكي، حدثنا علي بن عبد العزيز البغدادي، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، حدثنا سفيان الثوري عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن وعلة قال: قلت لابن عباس [رضي الله عنهما]: إنا نغزوا المشركين، فنؤتى بالأسقية لا ندري ما هي؟ قال: إني لا أدري ما أقول لك، إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم يقول: ((أيما إهابٍ دبغ فقد طهر)).
قال محمد: أخرج مسلم بن الحجاج هذا الحديث، عن أبي كريب محمد بن العلاء، وإسحاق بن إبراهيم، عن وكيع، عن الثوري.(1/12)
8- حدثنا أبو قتيبة سلم بن الفضل بن سلم بن سهل الأدمي البغدادي، حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن القاضي، قال: نا عثمان بن أبي شيبة، ح وحدثنا أبو قتيبة سلم بن الفضل البغدادي أيضاً، حدثنا أبو #13# أحمد هارون بن يوسف بن هارون بن زياد، قال: حدثنا ابن أبي عمر العدني، ح وحدثنا أبو قتيبة، قال: نا إبراهيم بن هاشم البغوي، قال: نا عباس النرسي قالوا: حدثنا سفيان بن عبد الله بن أبي لبيد، سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن قال: أتيت عائشة -رضي الله عنها- فقلت: يا أمه أخبريني عن صيام رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم يصوم حتى نقول قد صام، ويفطر حتى نقول قد أفطر، وما رأيته يصوم من شهرٍ بعد رمضان أكثر صياماً منه في شعبان كان يصومه إلا قليلاً)).
أخرج مسلم بن الحجاج هذا الحديث في المسند الصحيح، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، عن سفيان.(1/12)
9- حدثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن نصر بن السري بن عبيد الله الرقي، قال: نا هلال بن العلاء الرقي في سنة ثمان وتسعين ومائتين، حدثنا أبو عمر الحوضي -يعني حفص بن عمر- قال: نا همام عن عامر بن عبد الواحد الأحول، قال: حدثني مكحول أن عبد الله بن محيريز حدثه أن أبا محذورة رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم علمه الأذان تسع عشر كلمة: ((الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً #14# رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن لا إله إلا اله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله)).
أخرج مسلم بن الحجاج هذا الحديث في المسند الصحيح، عن أبي غسان المسمعي، وإسحاق بن إبراهيم، عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن عامر الأحول.(1/13)
10- حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمود بن أحمد بن خليد البغدادي الشمعي، قال: حدثنا أبو علي بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة، قال: نا سعيد بن منصور، قال: نا حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم: ((لا يباشر الرجل الرجل ولا المرأة المرأة لتنعتها لزوجها، أو الرجل حتى كأنه ينظر، ولا يتناجى اثنان دون الثالث، فإن ذلك يحزنه، ومن حلف على يمين ليقتطع بها مال مسلم أو عبد مسلم لقي الله تعالى يوم القيامة وهو عليه غضبان)).
فسمع الأشعث بن قيس ابن مسعود [رضي الله عنهما] يحدث بهذا الحديث، فقال لي: [قاله] رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم في #15# وفي رجل من اليهود اختصمنا إليه.
هذا حديث حسن الإسناد صحيح، فقد حدث به مسلم بن الحجاج ذكره مختصراً من حديث سليمان الأعمش ومنصور وجامع بن أبي راشد، وعبد الملك بن أعين، كلهم عن أبي وائل، والله أعلم.(1/14)
11- حدثنا أحمد بن محمود بن أحمد البغدادي، قال: نا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي، حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله تعالى به الخطايا ويرفع به الدرجات)) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ((إسباغ الوضوء في المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط)).
حدث بهذا الحديث مسلم بن الحجاج في الصحيح عن يحيى بن أيوب المقابري، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر جميعاً عن إسماعيل بن جعفر، كما حدث به أبو عبيد، والله أعلم.(1/15)
#16#
12- حدثنا أحمد بن محمود بن أحمد البغدادي، قال: نا أبو عمران موسى بن هارون، نا عبد الرحمن بن سلام الجمحي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت وأبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم قال: ((يخرج من النار -قال أبو عمران أربعةٌ وقال ثابتٌ رجلان- فيعرضون على ربهم فيؤمر بهم إلى النار، فيلتفت أحدهم فيقول يا رب قد كنت أرجو إن أخرجتني منها أن لا تعيدني فيها فينجيه الله منها)).
حدث به مسلم بن الحجاج في الصحيح، عن هداب بن خالد، عن حماد بن سلمة، كما حدث به عبد الرحمن بن سلام، ولم يذكر خلافاً بين أبي عمران، وثابت البناني في لفظه، والله أعلم.(1/16)
13- حدثنا أبو يوسف يعقوب بن مسدد بن يعقوب القلوسي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد المروزي، قال: حدثنا محمد بن سليمان لوين، حدثنا سفيان بن عيينة، عن مطرف، وابن أبجر، عن الشعبي، سمع المغيرة بن شعبة رضي الله عنه على المنبر -قال ابن عيينة: أرى أن حديث مطرف رواية- قال: ((سأل موسى ربه أي أهل الجنة أدنى منزلةً؟ قال: هو رجلٌ يجيء بعدما دخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: ادخل الجنة. فيقول: أي رب نزل الناس منازلهم وأخذوا [أخذاتهم]. فيقال: أترضى #17# أن يكون لك مثل ما كان لملكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت يا رب. فيقال له: لك هذا، ومثله، ثلاث مرات أو خمسة -الشك من أبي حفص ليس من ابن عيينة- فيقال: هل رضيت؟ فيقول: رضيت أي رب. قال: إن لك مع هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك)).(1/16)
14- وحدثنا أبو قتيبة سلم بن الفضل، حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الملك البصري، حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني، حدثنا ابن عيينة، حدثنا مطرف، فذكر بإسناده نحوه.
حدث بهذا الحديث مسلم بن الحجاج في الصحيح، عن سعيد بن عمرو، عن ابن عيينة، فقال: عن مطرف، وابن أبجر، عن الشعبي، قال: سمعت المغيرة رضي الله عنه -رواية إن شاء الله- وحدث به أيضاً عن ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، قال: نا مطرف بن طريف، وعبد الملك بن أبجر، سمعا الشعبي يخبر عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: سمعته على المنبر يرفعه، والله أعلم.(1/17)
15- حدثنا يعقوب بن مسدد بن يعقوب القلوسي قال: حدثنا عبد الله بن محمد المروزي، حدثنا محمد بن سليمان لوين، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن معبد بن هلال، قال: اجتمع رهط من أهل البصرة، وكان فيهم، فخرجنا إلى مسجد أنس بن مالك رضي الله عنه فاستشفعنا بثابت، قال: #18# فأتيناه فإذا هو قائم يصلي الضحى، فأجلس ثابتاً معه على السرير، فقلت لأصحابي: لا تسألوه إلا الحديث الذي جئنا فيه، فقال له ثابت: يا أبا حمزة إن إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألوك عن حديث رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم في الشفاعة، فقال أنس رضي الله عنه: حدثنا محمد صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم قال: ((إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعضٍ، فيؤتى آدم صلى الله عليه، فيقال: اشفع إلى ربك. فقال لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم عليه السلام، فإنه خليل الله تعالى. فيؤتى إبراهيم عليه السلام فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى عليه السلام فإنه كليم الله تعالى، فيؤتى موسى عليه السلام، فيقول: لست لها [ولكن عليكم بعيسى عليه السلام فإنه روح الله وكلمته، فيؤتى عيسى، فيقول: لست لها] ولكن عليكم بمحمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: فأوتى فأقول: أنا لها فأنطلق فأستأذن على ربي، فيؤذن لي عليه، فأقوم بين يديه فألهم محامد فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجداً. فيقول لي: يا محمد ارفع رأسك، فقل يسمع لك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: أي رب أمتي أمتي. فيقال لي: انطلق فمن كان في قلبه مثقال شعيرةٍ من إيمانٍ فأخرجه منها. فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجداً. فيقال: يا محمد ارفع رأسك، واشفع تشفع. فأقول: أي رب، #19# أمتي أمتي. فيقال له: انطلق فمن كان في قلبه مثقال ذرةٍ من إيمانٍ فأخرجه منها. قال: فأنطلق فأفعل)).
هكذا حدث به في الصحيح مسلم بن الحجاج، عن أبي الربيع الزاهراني، وعن سعيد بن منصور، عن حماد بن زيد، وذكر فيه زيادة عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن أنس رضي الله عنه.(1/17)
16- حدثنا يعقوب بن مسدد بن يعقوب، قال: حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا علي بن الجعد، حدثنا شعبة وحماد بن سلمة وهشيم، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم أنه كان يقول إذا دخل الخلاء: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)).(1/19)
17- حدثنا أبو الحسن علي بن العباس بن محمد بن عبد الغفار الأزدي يعرف بابن الون البزاز، حدثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز البغدادي إملاءً في المسجد الحرام سنة سبع وسبعين ومائتين، حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، حدثنا أفلح بن حميد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن سلمان الأغر، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم قال: ((صلاةٌ في مسجدي كألف صلاةٍ فيما سواه #20# من المساجد إلا المسجد الحرم)).
هذا حديث عالي الإسناد حدث به عن القعنبي مسلم بن الحجاج، وأدخله في المسند الصحيح.(1/19)
18- حدثنا علي بن العباس بن محمد بن عبد الغفار البزاز، حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن زكريا بن خلاد بن أبي ميسرة بمكة، حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا سفيان الثوري، عن أسامة بن زيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((كان النبي صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم لا يسرد الكلام كسردكم هذا، ولكن كان إذا تكلم تكلم فصلاً يبينه يحفظه من سمعه)).(1/20)
#21#
19- حدثنا علي بن العباس بن محمد البزاز، حدثنا أبو يزيد يوسف بن يزيد بن كامل القراطيسي، حدثنا عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا الليث بن سعد، عن جرير بن حازم، عن شعبة بن الحجاج، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة الأسلمي، عن أبيه بريدة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم إذا بعث أميراً على جيشٍ أو سريةٍ أمره في خاصة نفسه بتقوى الله -جل وعز- وبمن معه من المؤمنين خيراً، ثم قال: ((اغزوا بسم الله تقاتلون في سبيل الله تعالى، وقاتلوا من كفر بالله اغزوا ثم لا تغلوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلون وليداً، وإذا لقيت عدواً من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث، فأيتهن أجابوك فاقبل منهم، واكفف عنهم: ادعهم إلى الدخول في الإسلام، فإن أجابوك فاكفف عنهم، واقبل منهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى الهجرة، فإن فعلوا فأخبرهم أن لهم ما للمهاجرين وعليهم ما عليهم، وإن دخلوا في الإسلام واختاروا [دارهم] فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين الذين يجري عليهم حكم الله تعالى، ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة شيء حتى يجاهدوا مع المؤمنين، فإن فعلوا فاقبل منهم، واكفف عنهم، وإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية، فإن فعلوا فاقبل منهم واكفف عنهم، وإن أبوا فاستعن بالله ثم قاتلهم، وإذا أنت حاصرت أهل حصن أو أهل مدينة فسألوك أن تنزل لهم على حكم الله تعالى، فلا تنزل لهم على حكم الله، فإنك لا تدري أتصيب #22# حكم الله فيهم أم لا، وإذا أنت حاصرت أهل حصن أو مدينة فسألوك أن تجعل لهم ذمة الله، فلا تجعل لهم ذمة الله تعالى ورسوله، واجعل ذمتك وذمم أصحابك وذمم آبائكم، فإنكم إن تخفروا ذمتكم وذمم آبائكم أهون عليكم أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم)).
وقد روى هذا الحديث عن علقمة بن مرثد إدريس بن زيد الأودي، كما حدث به شعبة، ورواه عن شعبة إبراهيم بن طهمان وهو غريب من حديث الليث بن سعد، عن جرير بن حازم، والله أعلم.(1/21)
20- حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد البغدادي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن عبد الرحيم البرقي، قال: ثنا يوسف بن عدي، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم: ((أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة)) فكبر الناس؛ فقال: ((أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة)) فكبر الناس، فقال: ((أما ترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة وسأخبركم عن ذلك، ما المسلمون في الكفار إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود)).
#23# حدث بهذا الحديث مسلم في الصحيح عن هناد بن السري، عن أبي الأحوص، وقد حدث به شعبة بن الحجاج، عن أبي إسحاق، كما حدث به أبو الأحوص، والله أعلم.(1/22)
21- حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن بن السندي أبو الفوارس الصابوني، حدثنا إسحاق بن الحسن بن الحسين -بانتخاب ابن السكري- قال: نا عباس بن طالب، حدثنا حماد، عن سماك بن عطية، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن أنس رضي الله عنه قال: ((أمر بلالٌ أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة إلا قوله قد قامت الصلاة)).(1/23)
22- حدثنا أحمد بن محمود بن أحمد بن خليد البغدادي الشمعي، حدثنا أبو الغوث [طي] بن إسماعيل بن الحسن بن قحطبة، حدثنا حماد بن محمد الفزاري، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس رضي الله عنه قال: ((أمر بلالٌ أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة)).(1/23)
23- حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن مهران البغدادي، حدثنا #24# أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس بالري، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة، قالا: حدثنا محمد بن يحيى العبدي، أخبرنا شعبة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس رضي الله عنه قال: ((أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة)).
قال إبراهيم: سمعت أبا خليفة الفضل بن الحباب يقول: وقد سألته عن هذا الحديث، فقال: لولا أن أبا عبد الله حدث بهذا الحديث لما حدثت به.
قال محمد بن أحمد بن عمرو: أخرج مسلم بن الحجاج هذا الحديث من حديث عبد الوهاب بن عبد المجيد وعبد الوارث بن سعيد جميعاً عن أيوب. وحدث به عن عبيد الله بن عمر القواريري عنهما، وقد حدث به عن أيوب إسماعيل بن علية فقال: عن أيوب، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة.(1/23)
24- حدثنا أبو الفوارس أحمد بن محمد بن الحسن بن السندي الصابوني، حدثنا إسحاق بن الحسن بن الحسين، حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، قال: قلت لأيوب السختياني: حدثكم خالد الحذاء عن أبي قلابة، عن أنس رضي الله عنه قال: ((أمر بلالٌ أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة)).
قال أيوب: إلا قوله: (قد قامت الصلاة) فإنه يقولها مرتين.(1/24)
#25#
25- حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عطية، يعرف بابن الحداد، حدثنا عبد الرحمن بن القاسم بن الرواس، حدثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، حدثنا سعيد بن بشير، حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس رضي الله عنه قال: ((أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة)).(1/25)
26- حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد بن كامل المديني، قال: حدثنا عمرو بن أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن زيد بن أسلم، عن حمران بن أبان، أنه قال: أتيت عثمان بن عفان رضي الله عنه بوضوء فتوضأ، وقال: إن ناساً يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم أحاديث لا أدري ما هي، إني رأيت رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم يتوضأ مثل وضوئي ثم قال: ((من توضأ مثل وضوئي هذا غفر له ما تقدم من ذنبه وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة)).
وقد حدث بهذا الحديث عن حمران بن أبان، كما حدث به زيد بن أسلم جماعة منهم: جامع بن شداد، وبكير بن الأشج، ومعاذ بن عبد الرحمن التيمي، وعروة بن الزبير، وعطاء بن يزيد الليثي، ومسلم بن يسار، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، ومحمد #26# بن كعب القرظي، فأما حديث محمد بن كعب.(1/25)
27- فحدثنا به عبد الله بن عمر بن إسحاق الجوهري، قال: نا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار الحافظ البصري، حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري، قال: نا خالد بن مخلد، حدثنا إسحاق بن حازم، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي قال: أخبرني حمران، قال: دعى عثمان رضي الله عنه بوضوء وهو يريد الخروج إلى الصلاة في ليلة باردة، فجئته بماءٍ فغسل وجهه ويديه، فقلت: حسبك قد أسبغت الوضوء والليلة شديدة البرد، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم يقول: ((لا يسبغ عبد الوضوء إلا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)).
قال لنا عبد الله بن عمر بن إسحاق الجوهري: قال لنا أحمد بن عمرو البزار الحافظ: لا أعلم أسند محمد بن كعب القرظي عن حمران إلا هذا الحديث والله أعلم.(1/26)
28- حدثنا أبو القاسم بكير بن الحسن بن عبد الله بن سلمة بن دينار، حدثنا أبو بكرة بكار بن قتيبة القاضي، نا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم: ((ألا #27# تصفون كما رأيت الملائكة يصفون عند ربهم)). قيل: يا رسول الله: فكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال: ((يقيمون الصفوف الأول أو قال المقدم، ويتراصون في الصف)).(1/26)
29- حدثنا بكير بن الحسن، حدثنا بكار، حدثنا الضحاك بن مخلد، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم قال: ((أقيموا الصف الأول والثاني فإن يكن نقصانٌ فليكن في المؤخر)).(1/27)
30- حدثنا العباس بن محمد بن نصر الرقي، حدثنا محمد بن محمد بن إسماعيل الجذوعي، ثنا مسدد بن مسرهد، حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم: ((لا تسبوا أصحابي، فإنكم لو أنفقتم مثل أحدٍ ذهباً لم تبلغوا مد أحدهم ولا نصيفه)).(1/27)
31- حدثنا العباس بن محمد الرقي، قال: نا هلال بن العلاء، حدثنا حجاج بن محمد، قال ابن جريج: أخبرني موسى بن عقبة، عن #28# سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم أنه قال: ((من جلس في مجلسٍ فكثر فيه لغطه، ثم قال قبل أن يقوم: سبحانك ربنا وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك ثم أتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك)).(1/27)
32- حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، حدثنا محمد بن معاذ دران، حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم: ((إذا زنت الأمة فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، فإن زنت فبيعوها ولو بضفيرٍ)). في الثالثة أو الرابعة، قال ابن شهاب: والضفير الحبل.(1/28)
33- حدثنا أحمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، حدثنا محمد بن معاذ دران، حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا مالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم: ((لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها)).(1/28)
#29#
34- حدثنا العباس بن محمد الرقي، حدثنا هلال بن العلاء الرقي، حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا هشام بن أبي هشام، عن محمد بن كعب القرظي، قال: كنت رأيت عمر بن عبد العزيز وهو علينا بالمدينة، وهو ممتلئ الجسم، جيد البضعة، قال: فلما استخلف فأتيته بالشام دخلت عليه فأنكرت حاله، قال: فجعلت أنظر إليه لا أصرف نظري عنه، فقال: إنك لتنظر إلي نظراً ما كنت تنظر إلي قبله يا ابن كعب، قال: فقلت: تعجبي. قال: وما عجبك؟ قال: قلت: ما حال من لونك، ونحل من جسمك، ونفى من شعرك. قال: فكيف لو رأيتني يا ابن كعب بعد ثالثة في قبري، حين تقع حدقتاي على وجنتي، وتخر مناخري وفمي صديداً، ودوداً لكنت إلي أشد نكرة، أعد علي حديثاً كنت حدثتنيه عن ابن عباس [رضي الله عنهما]، قال:
قلت حدثنا ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم أنه قال: ((لكل شيء شرفاً، وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة، وإنما تجالسون بالأمانة، ولا تصلوا خلف النائم ولا المحدث، واقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في صلاتكم، ولا تستروا الجدر بالثياب، ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار، ومن أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليثق بالله تعالى، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن لما في يد الله أوثق منه مما في يديه، ألا أنبئكم بشراركم؟)). قال: بلى يا رسول الله قال: ((من نزل وحده، ومنع رفده، وجلد عبده، ألا أنبئكم بشر #30# من ذلك؟)) قالوا: نعم يا رسول الله. قال: ((من يبغض الناس ويبغضونه، ألا أنبئكم بشر من ذلكم؟)) قالوا: نعم يا رسول الله. قال: ((من لا يقيل عثرة، ولا يغفر ذنباً، ولا يقبل معذرة، ألا أنبئكم بشر من ذلك؟)) قالوا: نعم يا رسول الله. قال: ((من لا يرتجى خيره، ولا يؤمن شره، إن عيسى بن مريم قام في قومه فقال: يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تكافؤا ظالماً بظلم فيبطل فضلكم عند ربكم، الأمر ثلاثة: أمر بين رشده فاتبعوه، وأمر بين غيه فاجتنبوه، وأمر اختلف فيه فردوه إلى الله عز وجل)).(1/29)
35- حدثنا أحمد بن الحسن بن إسحاق الرازي، نا يوسف [بن] يزيد القراطيسي، قال: نا علي بن معبد بن شداد، نا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: ((يا أهل دمشق اسمعوا قول أخ لكم ناصح، ما لي أراكم تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكنون، وتأملون ما لا تدركون، إن من كان قبلك بنو شديداً، وجمعوا كثيراً، وأملوا بعيداً، فأصبح جمعهم بوراً، ومساكنهم #31# قبوراً، وأملهم غروراً)).(1/30)
36- حدثنا محمد بن جعفر بن سليمان البغدادي قال: نا يحيى بن محمد مولى بني هاشم، نا محمد بن جعفر بن زنبور قال: قال فضيل بن عياض: وجدت في بعض الحكمة ((إذا عصاني من يعرفني، سلطت عليه من لا يعرفني)).(1/31)
37- حدثنا سلم بن الفضل البغدادي، نا محمد بن يونس الكديمي، #32# نا الأصمعي قال: رأيت أعرابياً متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول: اللهم إن كان أخلق وجهي عندك معاصيك فهبني لمن رضيت عنه من خلقك.(1/31)
38- حدثنا سلم بن الفضل، نا محمد بن عبد العزيز الجوهري، حدثنا أبو يعلى زكريا بن يعلى المنقري، نا الأصمعي قال: سمعت إعرابياً يقول: الآمال قطعت أعناق الرجال، كالسراب غر من رآه، وأخلف من رجاه، ومن كان الليل [والنهار] مطيتيه أسرع السير والبلوغ به، ثم أنشأ يقول:
المرء يفرح بالأيام يدفعها ... وكل يوم مضى يدني من الأجل
تم الجزء والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم(1/32)