من التراث الإسلامي
رسالة لطيفة في أحاديث متفرقة ضعيفة
تأليف
ابن عبد الهادي
744 هـ
تحقيق
محمد عيد العباسي
دار الهدى للنشر والتوزيع
الطبعة الثانية
1404 هـ - 1983 م(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
رأيت بخط الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الهادي رحمه الله تعالى في أثناء كلام له قال:
(فصل)
قال شيخنا في أثناء كلامه في الرد على الرافضي:(1/17)
(فقد يروج على أهل التفسير والفقه والزهد والنظر أحاديث كثيرة، إما يصدقون بها، وإما يجوزون صدقها، وتكون معلومة الكذب عند علماء أهل الحديث، وقد يصدق بعض هؤلاء بما يكون كذباً عند أهل المعرفة. مثل ما يروي طائفة من الفقهاء:
حديث: ((لا تفعلي يا حميراء؛ فإنه يورث البرص)).
وحديث: ((زكاة الأرض يبسها)).(1/18)
وحديث: ((نهى عن بيع وشرط، ونهى عن بيع المكاتب والمدبر وأم الولد)).
وحديث: ((نهى عن قفيز الطحان)).
وحديث: ((لا يجتمع العشر والخراج على مسلم)).
وحديث: ((ثلاث هن علي فريضة، وهن لكم تطوع: الوتر، والنحر، وركعتا الفجر)).
وحديث: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر يتم ويقصر)).
وحديث: ((لا تقطع اليد إلا في عشرة دراهم)).
وحديث: ((لا مهر دون عشرة دراهم)).
وحديث: ((الفرق بين الطلاق والعتاق في الاستثناء)).
وحديث: ((أقل الحيض ثلاثة أيام، وأكثره عشرة)).
وحديث: ((نهى عن البتيراء)).
وحديث: ((الثوب يغسل من المني والدم)).(1/19)
وحديث: ((الوضوء مما خرج لا مما دخل)).
وحديث: ((كان يرفع يديه في ابتداء الصلاة، ثم لا يعود)) ).
انتهى كلام شيخنا.
وهذه الأحاديث التي ذكرها منها ما لا يعرف له إسناد، ولا أصل، كحديث: ((زكاة الأرض يبسها)). ومنها ما هو موضوع، وما هو ضعيف الإسناد، كحديث: ((لا تفعلي يا حميراء)) رواه الدارقطني وابن عدي وغيرهما، وهو موضوع. وحديث: ((نهى عن بيع وشرط)) رواه البيهقي بإسناد ضعيف، ورواه غيره وجه آخر لا يثبت، وأخطأ السهيلي في قوله: ((رواه أبو داود)).
وحديث: ((نهى عن بيع المدبر، وأم الولد)) رواه الدارقطني.
وحديث: ((النهي عن قفيز الطحان)) رواه أبو يعلى الموصلي، والدارقطني بصيغة تحتمل الرفع والوقف.
وحديث: ((لا يجتمع على المسلم عشرٌ وخراج)) رواه ابن حبان في ((الضعفاء)) والبيهقي وغيرهما من رواية يحيى بن عنبسة، وهو كذاب، وإنما هذا من كلام إبراهيم.(1/20)
وحديث: ((ثلاث هن علي فريضة.. .. )) رواه أحمد من رواية أبي جناب وهو مدلس، عن عكرمة عن ابن عباس، وروي من وجه آخر لا يثبت.
وحديث: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم في السفر، ويقصر)). رواه الدارقطني، وصحح إسناده، والصواب أن عائشة هي التي كانت تفعل ذلك.
وحديث: ((لا قطع في أقل من عشرة دراهم)) رواه أحمد والدارقطني وغيرهما بإسناد ضعيف.
وحديث: ((لا مهر دون عشرة دراهم)) رواه الدارقطني وغيره بإسناد ساقط.
وحديث: ((الفرق بين الطلاق والعتاق في الاستثناء)) رواه الدارقطني والبيهقي بإسناد لا يثبت.
وحديث: ((أقل الحيض ثلاثة، وأكثره عشرة)) رواه الدارقطني وغيره، وضعفه الأئمة.
وحديث: ((النهي عن البتيراء)) رواه ابن عبد البر في ((التمهيد)) من رواية عثمان بن محمد بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وفي حديثه وهم.(1/21)
وحديث: ((يغسل الثوب من المني والدم)) رواه البزار وابن عدي والدارقطني من رواية ثابت بن حماد، وهو متهم.
وحديث: ((الوضوء مما خرج، لا مما دخل)) رواه الدارقطني، والصواب وقفه.
وحديث: ((كان يرفع يديه في ابتداء الصلاة ثم لا يعود)) رواه أبو داود وغيره، وبين علته الأئمة كابن نصر وابن عبد البر والدارقطني وغيرهم.
ثم قال: ((قلت: ويشبه ما ذكره شيخنا من هذه الأحاديث ما يذكره بعض الفقهاء أو الأصوليين أو المحدثين محتجاً به أو غير محتج به مما ليس له إسناد، أو له إسناد ولا يحتج بمثله النقاد من أهل العلم)).
كحديث: ((النهي عن بيع الكالئ بالكالئ)).
وحديث: ((لاقود إلا بالسيف)).
وحديث: ((الشفعة كحل العقال)).
وحديث: ((من اشترى ما لم يره فهو بالخيار إذا رآه)).
وحديث: ((اشربوا العصير ثلاثاً ما لم يغل)).
وحديث: ((الذبيح إسحاق)).(1/22)
وحديث: ((أنا ابن الذبيحين)).
وحديث: ((تمكث إحداكن شطر دهرها لا تصلي)).
وحديث: ((حكمي على الواحد حكمي على الجماعة)).
وحديث: ((إنما أحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر)).
وحديث: ((القرآن ينسخ حديثي، وحديثي لا ينسخ القرآن)).
وحديث: ((خذوا شطر دينكم من الحميراء)).
وحديث: ((الجمعة على من آواه الليل إلى أهله)).
وحديث: ((من استفاد مالاً فلا زكاة فيه حتى يحول عليه الحول)).(1/23)
وحديث: ((ليس في الخضراوات صدقة)).
وحديث: ((ليس في العوامل صدقة)).
وحديث فاطمة بنت قيس: ((إن في المال حقاً سوى الزكاة)).
وحديث: ((ليس في المال حق سوى الزكاة)).
وحديث: ((ليس في مال المكاتب زكاة حتى يعتق)).
وحديث: ((في الخيل السائمة في كل فرس دينار)).
وحديث: ((من وقف دابة في سبيل من سبل المسلمين، أو في سوق من أسواقهم، فما وطأت بيد أو رجل فهو ضامن)).
وحديث: ((لا تصلوا والإمام يخطب)).
وحديث: ((طلاق الأمة طلقتان، وعدتها حيضتان)).
وحديث: ((قتل المسلم بالمعاهد)).
وحديث: ((دية الذمي كدية المسلم)).
وحديث: ((حرمت الخمر بعينها، والمسكر من كل شراب)).(1/24)
وحديث: ((ولي العقدة الزوج)).
وحديث: ((لا تقل: أهريق الماء، ولكن قل: أبول)).
وحديث: ((يؤم القوم أحسنهم وجهاً)).
وحديث: ((من أسلف سلفاً فلا يشرط على صاحبه غير قضائه)).
وحديث: ((من أسلف في شيء، فلا يأخذ إلا ما أسلف فيه، أو رأس ماله)).
وحديث: ((من توضأ على طهر كتب الله له عشر حسنات)).
وحديث: ((المجالس بالأمانة)).
وحديث: ((من مات من أمتي يعمل عمل قوم لوط نقله الله إليهم حتى يحشر معهم)).
وحديث: ((اعتموا تزدادوا حلماً)).
وحديث: ((من تمام البر كتمان المصائب)).
وحديث: ((فتحت القرى بالسيف، وفتحت المدينة بالقرآن)).
وحديث: ((من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم)).
وحديث: ((من كان في طلب العلم كانت الجنة في طلبه، ومن كان في طلب المعصية كانت النار في طلبه)).(1/25)
وحديث: ((من وجد البقل لم تحل له الميتة)).
وحديث: ((أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون بن موسى)).
وحديث: ((من أهديت له هدية، وعنده قوم فهم شركاؤه فيها)).
وحديث: ((ادرؤوا الحدود بالشبهات)).
وحديث: ((الحج جهاد، والعمرة تطوع)).
وحديث: ((الحج والعمرة واجبتان فريضتان)).
وحديث: ((صلوا خلف من قال: لا إله إلا الله، وصلوا على من قال: لا إله إلا الله)).
وحديث: ((الاثنان فما فوقهما جماعة)).
وحديث: ((الخلع تطليقة بائنة)).
وحديث المغيرة في أن: ((امرأة المفقود امرأته حتى يأتيها الخبر)).(1/26)
وحديث: ((يورث الخنثى من حيث يبول)).
وحديث: ((مكة مناخ لاتباع رباعها)).
وحديث: ((لا يقتل حرٌ بعبد)).
وحديث: ((من أسلم في شيء فلا يصرفه إلى غيره)).
وحديث: ((من أقرض مسلماً قرضاً كان كصدقتها مرة)).
وحديث: ((كل قرض جر منفعة فهو ربا)).
وحديث: ((لا بأس ببول ما أكل لحمه)).
وحديث: ((لا تقولوا رمضان؛ فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى)).
وحديث: ((تحت كل شعرة جنابة، فاغسلوا الشعر، وأنقوا البشرة)).
وحديث: ((إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاثاً)).
وحديث علي في: ((المسح على الجبائر)).(1/27)
وحديث: ((لا يؤم المتيمم المتوضئين، ولا المقيد المطلقين)).
وحديث: ((لا تؤم امرأة رجلاً ولا أعرابيٌ مهاجراً)).
وحديث: ((أخروهن من حيث أخرهن الله عز وجل)).
وحديث: ((يا أهل مكة لا تقصروا الصلاة في أقل من أربعة برد من مكة إلى عسفان)).
وحديث: ((لا يؤمن أحدٌ بعدي جالساً)).
وحديث: ((إذا أم الرجل القوم وفيهم من هو خير منه لم يزالوا في سفال)).
وحديث: ((انتقدوا أئمتكم نقد الدينار)).
وحديث: ((يكفيك قراءة الإمام خافت أو جهر)).
وحديث: ((إن سركم أن تزكو صلاتكم فقدموا خياركم)).
وحديث رافع بن خديج في: ((الأمر بتأخير العصر)).
وحديث: ((لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد)).(1/28)
وحديث ابن عباس: ((لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة)).
وحديث: ((ما يوجب الحج؟ قال: الزاد والراحلة)).
وحديث: ((من أدخل فرساً بين فرسين، وقد أمن أن يسبق فهو قمار)).
وحديث: ((الرهن بما فيه)).
وحديث: ((ليس على مقهور يمين)).
وحديث: ((النهي عن أكل الضب)).
وحديث: ((ذبيحة المسلم حلال، ذكر عليها اسم الله أولم يذكر)).
وحديث: ((من طلق للبدعة ألزمناه بدعته)).
وحديث: ((الطلاق لمن أخذ بالساق)).
وحديث: ((إن البعير الشرود يرد)).
وحديث ابن عباس: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم باع مصحفاً)).
وحديث: ((إذا كان الهبة لذي رحم محرم لم يرجع فيها)).
وحديث: ((إذا بلغ الماء أربعين قلة لم يحمل الخبث)).(1/29)
وحديث: ((الدم مقدار الدرهم يغسل، وتعاد منه الصلاة)).
وحديث: ((القلس حدث)).
وحديث: ((الحدث حدثان، حدث اللسان، وحدث الفرج، وأشدهما حدث اللسان)).
وحديث: ((صل قبل الجمعة ركعتين، وبعدها ركعتين)).
وحديث: ((صل قبل الجمعة أربعاً)).
وحديث جابر: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه)).
وحديث: ((من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له)).
وحديث: ((الماء طهور لا ينجسه شيء إلا ما غلب على لونه وطعمه وريحه)).(1/30)
وحديث عائشة: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل وضوء المرأة، فقال: لا بأس به ما لم تخل به، فإذا خلت به فلا يتوضأ بفضلها)).
وحديث: ((من ضحك في الصلاة قرقرة فليعد الوضوء والصلاة)).
وحديث: ((الوضوء من كل دم سائل)).
وحديث: ((ليس في القطرة ولا القطرتين من الدم وضوء إلا أن يكون دماً سائلاً)).
وحديث: ((إذا رعف أحدكم في صلاته فلينصرف، فليغسل عنه الدم، ثم ليعد وضوءه، وليستقبل صلاته)).
وحديث: ((لا يتوضأ رجل من طعام أكله، حل له أكله)).
وحديث: ((الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان)).
وحديث: ((كما لا ينفع مع الشرك شيء، كذلك لا يضر مع الإيمان بالله شيء)).
وحديث: ((طلب العلم فريضة على كل مسم)).(1/31)
وحديث: ((ما جاء من الله فهو الحق، وما جاء مني فهو السنة، وما جاء من أصحابي فهو سعة)).
وحديث: ((من قال في ديننا برأيه فاقتلوه)).
وحديث: ((أمر بريدة بالوضوء من مس الصنم)).
وحديث: ((إنما الوضوء على من نام مضطجعاً، فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله)).
وحديث: ((العين وكاء السه، فمن نام فليتوضأ)).
وحديث: ((جعل المضمضة والاستنشاق للجنب فريضة)).
وحديث: ((المضمضة والاستنشاق سنة)).
وحديث: ((كانت للنبي صلى الله عليه وسلم خرقة يتنشف فيها بعد الوضوء)).
وحديث: ((الوضوء من البول مرة مرة، ومن الغائط مرتين مرتين، ومن الجنابة ثلاثاً ثلاثاً)).(1/32)
وحديث: ((من توضأ بعد الغسل فليس منا)).
وحديث: ((لا يقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن)).
وحديث: ((لا نفاس دون سبوعين، ولا نفاس فوق أربعين)).
وحديث: ((التيمم ضربتان: ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى المرفقين)).
وحديث ابن عباس: ((من السنة أن لا يصلي بالتيمم إلا صلاة واحدة)).
وحديث: ((لا تدخل الملائكة بيت فيه بول منقع)).
وحديث: ((يغسل الإناء من الهر كما يغسل من الكلب)).
وحديث: ((السنور سبع)).
وحديث: ((في الكلب يلغ في الإناء يغسل ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً)).
وحديث: ((كل طعام وشراب وقعت فيه دابة ليس لها دم، فماتت، فهو الحلال أكله وشربه ووضوءه)).(1/33)
وحديث: ((لا بأس بمسك الميتة إذا دبغ، ولا بأس بصوفها وشعرها وقرونها إذا غسل بالماء)).
وحديث: ((ادفنوا الأظفار والشعر والدم، فإنها ميتة)).
وحديث: ((الوقت الأول من الصلاة رضوان الله، والوقت الآخر عفو الله)).
وحديث: ((من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك فضل الجماعة، ومن أدرك الإمام قبل أن يسلم فقد أدرك فضل الجماعة)).
وحديث أبي جمعة: ((صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب يوم الأحزاب، فلما سلم، فقال: هل علم منكم أحد أني صليت العصر؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: فصلى العصر، ثم أعاد المغرب)).
وحديث: .. .. .. ..
وحديث: ((الركبة من العورة)).(1/34)
وحديث: ((إذا سجد المؤمن سجد كل عضو منه لله تعالى، فليوجه من أعضائه إلى القبلة ما استطاع)).
وحديث: ((من أم قوماً ثم ظهر أنه كان محدثاً أو جنباً، أعاد الصلاة، وأعادوا)).
وحديث: ((أمان العبد أمان)).
وحديث: ((لعن الله الفروج على السروج)).
وحديث: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجمعن ماءه في رحم أختين)).
وحديث: ((الجماعة على من سمع الأذان)).
وحديث: ((يصلي الرجل في المسجد الذي يليه، ولا يتبع المساجد)).
وحديث: ((من صلى وحده، ثم أدرك الجماعة فليصل إلا الفجر والعصر)).(1/35)
وحديث: ((النهي عن الصلاة في المسجد تجاهه حش أو حمام أو مقبرة)).
وحديث: ((النهي عن الصلاة في سبعة مواطن: في المزبلة، والمجزرة، والمقبرة، وقارعة الطريق، وفي الحمام، وفي معاطن الإبل، وفوق ظهر بيت الله عز وجل)).
وحديث: ((لا يؤذن لكم من يدغم الفاء)).
وحديث: ((لا يؤذن لكم إلا فصيح)).
وحديث: ((لا يؤذن غلام حتى يحتلم، وليؤذن لكم خياركم)).
وحديث: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الإمام مؤذناً)).
وحديث: ((إذا أذنت فترسل، وإذا أقمت فاحدر)).
وحديث: ((إن الأذان سهل سمح، فإن كان أذانك سهلاً سمحاً، وإلا فلا تؤذن)).
وحديث: ((يؤمكم أقرؤكم وإن كان ولد زنا)).(1/36)
وحديث: ((المرأة وحدها صف)).
وحديث: ((يا علي لا تفتح على الإمام في الصلاة)).
وحديث: ((لا يتقدم الصف الأول أعرابي ولا أعجمي ولا غلام لم يحتلم)).
وحديث: ((إذا أتى الرجل، والصبح قائمة فليركع ركعتين قبل الفجر، ثم يدخل في الصبح)).
وحديث: ((أم القرآن عوض عن غيرها، وليس غيرها عوضاً منها)).
وحديث: ((إذا ركع أحدكم يسبح ثلاث مرات، فإنه يسبح الله تعالى من جسده ثلاثة وثلاثون وثلاث مئة عظم، وثلاثة وثلاثون وثلاث مئة عرق)).
وحديث: ((السجود على الجبهة فريضة، وعلى الأنف تطوع)).
وحديث: ((من صلى صلاة لم يصل فيها علي، ولا على أهل بيتي لم يقبل منه)).
وحديث: ((يا أنس إذا صليت فضع بصرك حيث تسجد. قال: فقلت: يا رسول الله إن هذا لشديد، وأخشى أن أنظر كذا وكذا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم في المكتوبة إذن يا أنس)).(1/37)
وحديث: ((إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يغمض عينيه)).
وحديث: ((نهى عن التورك، والاقعاء، وأن نستوفز في صلاتنا، وأن لا يصلي المهاجر خلف الأعرابي)).
وحديث: ((الضاحك في الصلاة، والملتفت، والمفرقع أصابعه بمنزلة)).
وحديث: ((من أشار في صلاته إشارة تفهم عنه فليعد الصلاة)).
وحديث: ((إن الله تجاوز عن أمتي السهو في الصلاة)).
وحديث: ((ليس على من خلف الإمام سهو، فإن سها الإمام فعليه وعلى من خلفه السهو، وإن سها من خلف الإمام فليس عليه سهو، والإمام كافية)).
وحديث: ((لكل سهو سجدتان بعدما يسلم)).
وحديث: ((من جمع بين الصلاتين من غير عذر فقد أتى باباً من أبواب الكبائر)).
وحديث: ((ليس في صلاة الخوف سهو)).(1/38)
وحديث: ((التكبير في دبر الصلوات المكتوبات من صلاة الفجر غداة عرفة إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق)).
وحديث: ((أن النبي لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة)).
وحديث: ((من مات في طريق الحج كتب له حجة مبرورة في كل سنة)).
وحديث: ((لا يصوم أحد عن أحد، ولا يصلي أحد عن أحد)).
وحديث: ((تصدقوا على أهل الأديان كلها)).
وحديث: ((شهادة النساء جائزة فيما لا يستطيع الرجال النظر إليه)).
وحديث: ((لا تقبل شهادة الولد لوالده، ولا الوالد لولده. ولا المرأة لزوجها، ولا الزوج لامرأته، ولا العبد لسيده، ولا المولى لعبده، ولا الأجير لمن استأجره)).
وحديث: ((النهي عن بيع السرطان)).
وحديث: ((من أجر أرض مكة فكأنما أكل الربا)).
وحديث: ((مضت السنة أن في كل أربعين فما فوق ذلك جمعة)).
وحديث: ((على الخميس جمعة، ليس فيما دون ذلك)).(1/39)
وحديث: ((الجمعة واجبة على كل قرية فيها إمام، وإن لم يكونوا إلا أربعة)).
وحديث: ((من قرأ بالكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة، وإن خرج الدجال عصم منه)).
وحديث: ((من مات غدوة فلا يقيلين إلا في قبره، ومن مات عشية فلا يبيتن إلا في قبره)).
وحديث: ((من السنة الصلاة على كل ميت من أهل التوحيد وإن كان قاتل نفسه)).
وحديث: ((لا تكفروا أهل ملتكم، وإن عملوا الكبائر)).
وحديث: ((ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر)).(1/40)
وحديث: ((الدنيا أربعة وعشرون قيراطاً)).
وحديث: ((لا يعطى من الزكاة من له خمسون درهماً)).
وحديث: ((كل شهر حرام ثلاثون يوماً، وثلاثون ليلة)).
وحديث: ((الهلال إذا سقط قبل الشفق فهو لليلة، وإذا سقط بعد الشفق فهو لليلتين)).
وحديث: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل قبل امرأته وهما صائمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفطرا جميعاً)).
وحديث: ((ثلاث لا يفطرن الصائم: القيء والرعاف والاحتلام)) وفي لفظ: ((الحجامة بدل الرعاف)).
وحديث: ((من تأمل خلق امرأة حتى يستبين له حجم عظامها من وراء ثيابها وهو صائم فقد أفطر)).
وحديث: ((الصائم في عبادة ما لم يغتب)).
وحديث: ((من صام تطوعاً فهو بالخيار ما بينه وبين نصف النهار)).
وحديث: ((صائم رمضان في السفر كمفطره في الحضر)).(1/41)
وحديث: ((من كانت عنده حمولة يأوي إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركه)).
وحديث: ((لا تقض رمضان في عشر ذي الحجة، ولا تعمدن صوم يوم الجمعة، ولا تحتجم وأنت صائم، ولا تدخل الحمام وأنت صائم)).
وحديث: ((من أفطر يوماً من شهر رمضان فليهد بدنة، فإن لم يجد فليطعم ثلاثين صاعاً من تمر للمساكين)).
وحديث: ((من أفطر يوماً من شهر رمضان من غير عذر فعليه صوم شهر)).
وحديث: ((كل مسجد فيه إمام ومؤذن فإن الاعتكاف فيه يصلح)).
وحديث: ((لا اعتكاف إلا بصوم)).
وحديث: ((ليس على المعتكف صوم إلا أن يجعله على نفسه)).
وحديث: ((سفر المرأة مع عبدها ضيعة)).(1/42)
وحديث ابن عباس: ((رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهيمان للمحرم)).
وحديث: ((طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم لحجته وعمرته طوافين، وسعى سعيين)).
وحديث: ((الجزور في الأضحى عن عشرة)).
وحديث: ((ترفع الأيدي في سبعة مواطن: افتتاح الصلاة، واستقبال البيت، والصفا والمروة، والموقفين، وعند الحجر)).
وفي لفظ: ((لا ترفع الأيدي إلا في سبع مواطن.. .. )).
وحديث: ((من لبد رأسه للإحرام فقد وجب عليه الحلاق)).
وحديث: ((في الأصلع يمر الموسى على رأسه)).
وحديث: ((من لم يدرك الحج فعليه الهدي، وحج قابل، وليجعلها عسرة)).
وحديث رافع بن خديج: ((المدينة خير من مكة)).
وحديث: ((تطييب النبي صلى الله عليه وسلم الهدية لمعاذ لما بعثه إلى اليمن)).
وحديث: ((الجراد من صيد البحر)).
وحديث: ((موت الغريب شهادة)).(1/43)
وحديث: ((من أشار إلى حرام بصيد فعليه صيام أو إطعام، وإن كان المشير حلالاً)).
وحديث: ((النهي عن بيع الغائب كله من كل شيء يديره الناس بينهم)).
وحديث: ((ليس في الحيوان ربا)).
وحديث: ((من قرأ سورة الواقعة في ليلة لم تصبه فاقة أبداً)).
وحديث: ((اكتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم)).
وحديث: ((أمر المتزوج بالصلاة ليلة البناء)).
وحديث: ((اغتسلوا يوم الجمعة، ولو كأساً بدينار)).
وحديث: ((ركعتان من المتأهل خير من اثنتين وثمانين ركعة من العزب)).
وحديث: ((لا يخرج من المسجد بعد النداء إلا منافق)).
وحديث: ((السجدة على من سمعها، السجدة على من تلاها)).
وحديث: ((لا جمعة ولا تشريق ولا فطر ولا أضحى إلا في مصرٍ جامع)).(1/44)
وحديث: ((إذا مالت الشمس فصل بالناس الجمعة)).
وحديث: ((صلاة النهار عجماء)).
وحديث: ((لا تأخذوا من أوقاص البقر شيئاً)).
وحديث: ((لا يصام اليوم الذي يشك فيه أنه من رمضان إلا تطوعاً)).
وحديث: ((من أفطر في رمضان فعليه ما على المظاهر)).
وحديث: ((لا تحجن امرأة إلا ومعها محرم)).
وحديث: ((لا يجاوز أحد الميقات إلا محرماً)).
وحديث: ((إحرام الرجل في رأسه، وإحرام المرأة في وجهها)).
وحديث: ((من بلغ حداً في غير حلة فهو من المعتدين)).(1/45)
وحديث: ((القران رخصة)).
وحديث: ((سنوا بهم سنة أهل الكتاب، غير ناكحي نسائهم، ولا آكلي ذبائحهم)).
وحديث: ((اسم الله على قلب كل مسلم)).
وحديث: ((ألا إن الزكاة في الحلق واللبة)).
وحديث: ((نهى عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمير)).
وحديث: ((للمطلقة ثلثا النفقة والسكنى ما دامت في العدة)).
وحديث: ((ليس للنساء من الولاء إلا ما أعتقن، أو أعتق من أعتقن، أو كاتبن، أو كاتب من كاتبن)).
وحديث: ((الأكل في السوق دناءة)).
وحديث: ((إذ ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه، فإنهم يبعثون في أكفانهم، ويتزاورون في أكفانهم)).
وحديث: ((ايتدموا ولو بالماء)).
وحديث: ((الجبن داء، فإذا أكل بالجوز فهو شفاء)).
وحديث: ((ما خلا يهودي قط بمسلم إلا حدث نفسه بقتله)).
وحديث: ((ما أحسن الله خلق عبد وخلقه إلا استحيا أن يطعم النار لحمه)).(1/46)
وحديث: ((كل ما في السموات والأرض وما بينهما فهو مخلوق غير الله والقرآن، وذلك أن كلامه، منه بدأ وإليه يعود)).
وحديث: ((لا حسد ولا ملق إلا في طلب العلم)).
وحديث: ((إذا كتبتم الحديث فاكتبوه بإسناده، فإن يك حقاً كنتم شركاء في الأجر، وإن يك باطلاً كان وزره علي)).
وحديث: ((مداراة الناس صدقة)).
وحديث: ((دعوني من السودان، إنما الأسود لبطنه وفرجه)).
وحديث: ((إذا جلس القاضي في مكانه هبط عليه ملكان يسددانه، ويوفقانه ويرشدانه ما لم يجر، فإذا جار عرجا، وتركاه)).
وحديث: ((يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة، ووزراء فسقة، وقضاة خونة، وفقهاء كذبة، فمن أدركهم فلا يكونن لهم عريفاً ولا جابياً ولا خازناً ولا شرطياً)).(1/47)
وحديث: ((من سب العرب فأولئك هم المشركون)).
وحديث: ((يأتي على الناس زمان يحج أغنياء أمتي للنزهة، وأوساطهم للتجارة، وقراؤهم للرياء والسمعة، وفقراؤهم للمسألة)).
وحديث: ((يأتي على أمتي زمان يحسد الفقهاء بعضهم بعضاً، ويغار بعضهم على بعض، كتغاير التيوس بعضها على بعض)).
وحديث: ((النهي عن السلف في الحيوان)).
وحديث: ((من قتل ضفدعاً فعليه شاة، محرماً كان أو حلالاً)).
وحديث: ((من اعتذر إليه أخوه المسلم، فلم يقبل عذره، فوزره كوزر صاحب مكس -يعني عشاراً)).
وحديث: ((لا فصل في الوتر)).
وحديث: ((إذا بات أحدكم مهموماً مغموماً من سبب العيال كان أفضل عند الله من ألف ضربة بالسيف في سبيل الله)).
وحديث: ((لا يجوز للمعتوه طلاق ولا بيع ولا شراء)).(1/48)
وحديث: ((السواك يزيد الرجل فصاحة)).
وحديث: ((بئس البيت الحمام، لا بيت لستر، ولا ما يطهر، ما يسرني أني دخلته وأن لي مثل أحد ذهباً)).
وحديث: ((إذا توضأتم فلا تنفضوا أيديكم، فإنها مراوح الشيطان، وأشربوا أعينكم الماء)).
وحديث: ((لا تصلوا إلى أحد، ولا إلى قبر)).
وحديث: ((من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته)).
وحديث: ((في الجنة نهر يقال له رجب، من صام يوماً منه سقاه الله من النهر)).
وحديث: ((النهي عن صوم رجب)).(1/49)
وحديث: ((أيام العشر: صيام يوم منها بسنة، وقيام ليلة بليلة القدر)).
وحديث: ((صيام رمضان بالمدينة كصيام ألف شهر)).
وحديث: ((من تزوج أحرز نصف دينه، فليتق الله في النصف الباقي)).
وحديث: ((لا يدخل الجنة إلا نظيف)).
وحديث: ((لا تشبهوا باليهود، فإن تسليم اليهود بالأصابع، وتسليم النصارى الإشارة بالأكف)).
وحديث: ((من دعا رجلا بغير اسمه لعنته الملائكة)).
وحديث: ((من أكل طيباً، وعمل في سنة، وأمن الناس بوائقه، دخل الجنة)).(1/50)
وحديث: ((إذا حسدتم فلا تبغوا، وإذا ظننتم فلا تحققوا، وإذا تطيرتم فامضوا، وعلى الله فتوكلوا)).
وحديث: ((ليس منا من استأسر للمشركين من غير جراحة، وليس منا من تعصب)).
وحديث: ((دفن البنات من المكرمات)).
وحديث: ((العرب أكفاء لبعض، قبيلة لقبيلة، وحي لحي، ورجل لرجل إلا حائك أو حجام)).
وحديث: ((من نظر إلى فرج امرأة لم تحل له أمها، ولا ابنتها)).
وحديث: ((لا يحرم الحرام الحلال)).
وحديث: ((لا نكاح إلا بولي، وخاطب، وشاهدي عدل)).
وحديث: ((لا مهر دون خمسة دراهم)).(1/51)
وحديث: ((إنما نهيتكم عن نهبة العساكر، ولم أنهكم عن نهبة الولائم)).
وحديث: ((إذا جامع أحدكم زوجته أو جاريته فلا ينظر إلى فرجها، فإن ذلك يورث العمى)).
وحديث: ((لا ترضع لكم الحمقى، فإن اللبن يعدي)).
وحديث: ((إذا قال لامرأته: أنت طالق إلى سنة إن شاء الله. فلا حنث عليه)).
وحديث: ((إذا كانت الأمة تحت الرجل، فطلقها تطليقتين، ثم اشتراها لم تحل له حتى تنكح زوجاً غيره)).
وحديث: ((لا لعان بين مملوكين، ولا كافرين)).
وحديث: ((أربعة ليس بينهم لعان: ليس بين الحر والأمة لعان، وليس بين الحرة والعبد لعان، وليس بين المسلم واليهودية لعان، وليس بين المسلم والنصرانية لعان)).
وحديث: ((إذا سميت كيلاً فكل)).
وحديث: ((ليس على المستعير غير المغل ضمان، ولا على المستودع غير المغل ضمان)).
وحديث: ((إن رجلاً أوصى لرجل بسهم من ماله، فجعل له النبي صلى الله عليه وسلم السدس)).(1/52)
وحديث: ((البينة على المدعي، واليمين على من أنكر، إلا في القسامة)).
وحديث: ((لا تجوز شهادة نخاس، من استقالنا شهادته أقلناه)).
وحديث: ((لا تجوز شهادة ملة على ملة، إلا ملة محمد، فإنها تجوز على غيرهم)).
وحديث: ((إن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز شهادة القابلة)).
وحديث: ((النهي أن يستحلف مسلم بطلاق أو عتاق)).
وحديث: ((ملعون من حلف بالطلاق، أو حلف به)).
وحديث: ((النهي عن عنق اليهودي والنصراني والمجوسي)).
وحديث: ((لا تجعلوا على العامل من دية المعترف شيئاً)).
وحديث: ((لا تقتل المرأة إذا ارتدت)).
وحديث: ((إذا قال الرجل: يا يهودي، فاضربوه عشرين. وإذا قال: يا مخنث، فاضربوه عشرين)).(1/53)
وحديث: ((كتبت الصلاة على الغلام إذا عقل، والصوم إذا أطاق، وتجري عليه الشهادة والحدود إذا احتكم)).
وحديث: ((النهي عن الذبح بالليل)).
وحديث: ((لا يذبح ضحاياكم إلا طاهر)).
وحديث: ((إن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة)).
وحديث: ((الختان سنة للرجال، ومكرمة للنساء)).
وحديث: ((الدار حرم، فمن دخل عليك حرمك فاقتله)).
وحديث: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذوات الفروج أن يركبن السروج)).
وحديث: ((أنه سئل عن الشهادة؟ فقال: ألا ترى الشمس؟ على مثلها فاشهد أو دع)).
وحديث: ((لا تكرهوا أربعة، فإنها لأربعة: لا تكرهوا الرمد؛ فإنه يقطع عرق العمى، ولا تكرهوا الزكام؛ فإنه يقطع(1/54)
عرق الجذام، ولا تكرهوا السعال؛ فإنه يقطع عرق الفالج، ولا تكرهوا الدماميل، فإنها تقطع عرق البرص)).
وحديث: ((الشطرنج ملعونة، معلون من لعب بها، والناظر إليها كآكل الخنزير)).
وحديث: ((من بات وعنده جارية مغنية، فلا تصلوا عليه)).
وحديث: ((النظر إلى المغنية حرام، وغناؤها حرام، وثمنها كثمن الكلب سحت، ومن نبت لحمه من السحت فإلى النار)).
وحديث: ((إن كان الجهاد على باب أحدكم فلا يخرج إلا بإذن أبويه)).
وحديث: ((أمرنا بغسل الأنجاس سبعاً)).
وغير ذلك من الأحاديث مما يطول ذكره.
واعلم أن غالب هذه الأحاديث مروية بالأسانيد، ومنها ما لا يعرف له إسناد أصلاً، وهي على أقسام، فمنها ما هو موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم بيقين، ومنها ما يشك في وضعه، ومنها ما إسناده ضعيف، ومنها ما قد يحسنه بعض الأئمة، والله الموفق للصواب.(1/55)
قال شيخنا رحمه الله، ورضي عنه بعد ذكره الأحاديث التي سردها فيما تقدم: ((إلى أمثال ذلك من الأحاديث التي يصدق بها طائفة من الفقهاء، ويبنون عليها الأحكام، والحلال والحرام، وأهل العلم بالحديث متفقون على أنها كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، موضوعة عليه، وكذلك أهل العلم من الفقهاء يعلمون ذلك.
وكذلك أحاديث يرويها من النساك، ويظنوها صدقاً، مثل قوله: ((إن عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً)).
ومثل قولهم: ((إن قوله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} نزلت في أهل الصفة)).
ومثل حديث: ((غلام المغيرة بن شعبة، أحد الأبدال الأربعة)).
وكذلك كل حديث فيه ذكر الأبدال والأقطاب والأغواث، وعدد الأولياء. وأمثال ذلك مما يعلم أهل العلم بالحديث أنه كذب.
وكذب مثل هذه الأحاديث قد يعلم من غير طريق أهل الحديث، مثل أن يعلم أن قوله تعالى في سورة الكهف:(1/56)
{واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم}، وفي سورة الأنعام: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} لم تنزل في أهل الصفة، فإن الأنعام والكهف سورتان مكيتان باتفاق الناس، والصفة إنما كانت بالمدينة.
ومثل ما يروون في أحاديث المعراج أنه رأى ربه أو رآه في صورة كذا، وأحاديث المعراج التي في الصحيح ليس فيها شيء من ذكر الرؤية، وإنما الرؤية في أحاديث مدنية كانت في المنام كحديث معاذ بن جبل: ((أتاني البارحة ربي في أحسن صورة.. .. )) إلى آخره، فهذا منام رآه في المدينة.
وكذلك ما شابهه كلها كانت في المدينة في المنام، والمعراج كان بمكة بنص القرآن واتفاق المسلمين.
وقد يروج على طائفة من الناس من الحديث ما هو أظهر كذباً من هذا مثل: تواجد النبي صلى الله عليه وسلم حتى سقطت البردة عنه، فهذا من الكذب الموضوع باتفاق أهل المعرفة.(1/57)
وطائفة من الناس يظنون هذا صدقاً؛ لما رواه محمد بن طاهر المقدسي، فإنه رواه في مسألة السماع، ورواه أبو حفص السهروردي، لكن قال: يخالج سري أن هذا الحديث ليس فيه ذوق اجتماع النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه.
وهذا الذي ظنه وخالج سره هو يقين عند غيره، قد خالط قلبه، فإن أهل العلم بالحديث متفقون على أن هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأعظم من هذا ظن طائفة أن أهل الصفة قاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه يجوز للأولياء قتال الأنبياء إذا كان القدر عليهم، وهذا مع أنه من أعظم الكفر والكذب فقد راج على كثير ممن ينتسب إلى الأحوال والمعارف والحقائق، وهم في الحقيقة لهم أحوال شيطانية، والشياطين التي تقترن بهم قد تخبرهم ببعض الغائبات، وتفعل بعض أغراضهم، وتقضي بعض حوائجهم، ويظن كثير من الناس أنهم بذلك أولياء الله، وإنما هم من أولياء الشيطان.
وكذلك قد يروج على كثير ممن ينتسب إلى السنة أحاديث يظنونها من السنة، وهي كذب باتفاق أهل المعرفة، كالأحاديث المروية في فضل عاشوراء غير الصوم، وفضل الكحل فيه، والاغتسال والخضاب والمصافحة، وتوسعة النفقة على العيال فيه، ونحو ذلك، وليس في عاشوراء حديث صحيح غير الصوم،(1/58)
وكذلك ما يروى من فضل صلوات معينة فيه، فهذا كله كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة، ولم ينقل هذه الأحاديث أحد من أئمة أهل العلم في كتبهم، ولهذا لما سئل الإمام أحمد عن الحديث الذي يروى: ((من وسع على أهله يوم عاشوراء.. .. )) فقال: لا أصل له.
وكذلك الأحاديث المروية في فضل شهر رجب بخصوصه، أو فضل صيامه، أو صيام شيء منه، أو فضل صلاة مخصوصة فيه كالرغائب، كلها كذب مختلق.
وكذلك ما يروى في صلاة الأسبوع كصلاة يوم الأحد والاثنين وغيرهما كذب.
وكذلك ما يروى في الصلوات المقدرة ليلة النصف أو أول ليلة جمعة من رجب، أو أول ليلة سبع وعشرين منه، ونحو ذلك كلها كذب.
وكذلك كل صلاة فيها الأمر بتقدير عدد الآيات أو السور أو التسبيح فهي كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث إلا صلاة التسبيح، فإن فيها قولين لهم، وأظهر القولين أنها كذب، وإن كان قد اعتقد صدقها طائفة من أهل العلم، ولهذا لم يأخذ بها أحد من أئمة المسلمين، بل أحمد بن حنبل وأئمة أصحابه كرهوها، وطعنوا في حديثها، وأما مالك وأبو حنيفة والشافعي وغيرهم فلم يسمعوها بالكلية، ومن يستحبها من أصحاب الشافعي وأحمد(1/59)
وغيرهما، فإنما هو اختيار منهم لا تقل عن الأئمة، وأما ابن المبارك فلم يستحب الصفة المأثورة التي فيها التسبيح قبل القيام بل استحب صفة أخرى توافق المشروع كيلا يثبت سنة لحديث لا أصل له.
وكذلك أيضاً في كتب التفسير أشياء منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أهل العلم بالحديث أنها كذب، مثل حديث فضائل سور(1/60)
القرآن سورة سورة، الذي يذكره الثعلبي والواحدي في أول كل سورة، ويذكره الزمخشري في آخر كل سورة، ويعلمون أن أصح ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل السور أحاديث {قل هو الله أحد} ولهذا رواها أهل الصحيح، وأفرد الحفاظ لها مصنفات كالحافظ أبي محمد الخلال وغيره، ويعلمون أن الحديث المأثور في فضل فاتحة الكتاب وآية الكرسي وخواتيم البقرة والمعوذتين أحاديث صحيحة، فلهم فرقان يفرقون به بين الصدق والكذب.
وأما أسباب النزول: فغالبها مرسل، ليس بمسند، ولهذا قال الإمام أحمد: ((ثلاث علوم لا إسناد لها، وفي لفظ: ليس لها أصل: التفسير والمغازي والملاحم)). يعني أن أحاديثها مرسلة ليست مسنده.
(حكم الحديث المرسل)
والمراسيل قد تنازع الناس في قبولها وردها، وأصح الأقوال أن منها المقبول، ومنها المردود، ومنها الموقوف، فمن علم من حاجة أنه لا يرسل إلا عن ثقة قبل مرسله، ومن عرف أنه يرسل عن الثقة وغير الثقة كان إرساله رواية عمن لا يعرف حاله، فهذا موقوف، وما كان من المراسيل مخالفاً لما رواه الثقات كان مردوداً.
وإذا جاء المرسل من وجهين، كل من الراويين أخذ العلم عن غير شيوخ الآخر فهذا مما يدل على صدقه، فإن مثل ذلك لا يتصور في العادة تماثل الخطأ فيه، وتعمد الكذب، كان هذا(1/61)
مما يعلم به أنه صدق، فإن المخبر إنما يؤتى من جهة تعمد الكذب، ومن جهة الخطأ، فإذا كانت القصة مما يعلم أنه لم يتواطأ فيها المخبران، والعادة تمنع تماثلهما في الكذب عمداً وخطأً، مثل أن تكون قصة طويلة فيها أقوال كثيرة، رواها هذا مثلما رواها هذا. فهذا يعلم أنه صدق.
(من الأدلة على صدق الأنبياء)
وهذا مما يعلم به صدق محمد وموسى صلى الله عليهما وسلم، فإن كلاً منهما قد أخبر عن الله وملائكته وخلقه للعالم، وقصة آدم ويوسف وغيرها من قصص الأنبياء بمثل ما أخبر به الآخر مع العلم بأن واحداً منهما لم يستفد ذلك من الآخر، وأنه يمتنع في العادة تماثل المخبرين الباطلين في مثل ذلك، فإن من أخبر بإخبارات كثيرة دقيقة عن مخبر معين لو كان مبطلاً في خبره لاختلف خبره، لامتناع أن مبطلاً يختلق ذلك من غير تفاوت، لا سيما في أمور لا تهتدي العقول إليها، بل ذلك يبن أن كلاً منهما أخبر بعلم وصدق، وهذا مما يعلمه الناس من أحوالهم، فلو جاء رجل من بلد وأخبر عن حوادث مفصلة حديثاً فيه(1/62)
ينتظم أقوالاً وأفعالاً مختلفة، وجاء من علمنا أنه لم يواطئه على الكذب، فحكى مثل ذلك علم قطعاً أن الأمر كان كذلك، فإن الكذب قد يقع في مثل ذلك لكن على سبيل المواطأة، وتلقي بعضهم عن بعض كما يتوارث أهل الباطل المقالات الباطلة مثل مقالة النصارى والجهمية والرافضة ونحوهم، فإنها وإن كان يعلم بضرورة العقل أنها باطلة، لكن تلقاها بعضهم عن بعض، فلما تواطؤوا عليها جاز اتفاقهم فيها على الباطل، والجماعة الكثيرون يجوز اتفاقهم على جحد الضروريات على سبيل التواطؤ، إما عمداً للكذب، وإما خطأً في الاعتقاد، فأما اتفاقهم على جحد الضروريات والكذب بدون هذا فهذا ممتنع، والله سبحانه وتعالى أعلم.
(الكلام على أحاديث اختتان إبراهيم بالقدوم)
قال البخاري: حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا مغيرة ابن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((اختتن إبراهيم النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمانين سنة، واختتن بالقدوم، مخففة، وقال محمد بن إسحاق السراج: ثنا عبيد الله بن سعيد ثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان قال: سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((اختتن إبراهيم بعد ثمانين سنة، واختتن بالقدوم)) قلت ليحيى: ما القدوم؟ قال: الفأس. وأكثر الناس على أن القدوم(1/63)
الذي اختتن به هو الآلة، وقد يشدد وقد يخفف، والتخفيف أفصح. قاله ابن العديم. وقد وردت رواية البخاري بهما جميعاً كما سقناه.
وقال الجوهري: القدوم الذي ينحت به مخفف، قاله ابن السكيت، ولا تقل قدوم بالتشديد، والقدوم أيضاً اسم موضع مخفف، وقال الحازمي في باب قدوم: وقدوم في المتفق والمفترق، أما الأول بتخفيف الدال قرية كانت عند حلب، وقيل كان مجلس إبراهيم الخليل بحلب.
وقال الجوزقي: قال أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي: قال محمد بن مشكان: سمعت عبد الرزاق يقول: القدوم اسم القرية، والصحيح أن القدوم الذي اختتن به الآلة.
وقال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد ابن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله ثنا أبو عبد الرحمن المقري ثنا موسى بن علي، وهو ابن رباح اللخمي. سمعت أبي يقول:
إن إبراهيم خليل الرحمن أمر أن يختتن وهو ابن ثمانين سنة، فعجل فاختتن بقدوم، فاشتد عليه الوجع، فدعا ربه، فأوحى الله إليه: إنك عجلت قبل أن نأمرك بالآلة! قال: يا رب كرهت أن أؤخر أمرك.(1/64)
قال: وختن إسماعيل، وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وختن إسحاق، وهو ابن سبعة أيام.
وقال أبو عمرو بن السماك: حدثنا حنبل -يعني ابن إسحاق- ثنا عاصم ثنا أبو أويس حدثني أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إبراهيم صلى الله عليه وسلم أول من اختتن، وهو ابن مئة وعشرين سنة، واختتن بالقدوم، ثم عاش بعد ثمانين سنة.
قال ابن العديم: هذا حديث ضعيف، راويه عن أبي الزناد أبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي المدني، وهو ضعيف، وقد خالفه غيره عن أبي الزناد كما تقدم من رواية البخاري.
وقال يوسف بن القاسم الميانجي: أنا أبو العباس السراج ثنا أبو همام السكري ثنا علي بن مسهر، ح، وقال ابن جوصا: ثنا محمد بن الوزير بن الحكم الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم أخبرني الأوزاعي جميعاً عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اختتن إبراهيم وهو ابن عشرين ومئة سنة، ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة.
قال شيخنا أبو الحجاج: هذا إسناد صحيح، وضعفه ابن العديم.(1/65)
وقال أبو بكر بن المقري: ثنا أبو عروبة الحراني ثنا أبو الحسين الرهاوي ثنا جعفر بن عون ثنا يحيى بن سعيد ثنا ابن المسيب عن أبي هريرة قال: أول من اختتن إبراهيم خليل الرحمن، اختتن وهو ابن عشرين ومئة سنة، ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة.
وقال أبو محمد الجوهري: أنا أبو الحسين بن المظفر ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا شيبان ثنا عكرمة بن إبراهيم ثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب سمعت أبا هريرة يقول: اختتن إبراهيم بقدوم، وهو ابن مئة وعشرين سنة، قال: ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة.
قال: وأكثر الرواة لم يرفعوه عن أبي هريرة، ورفعه الوليد ابن مسلم فيما رواه الأوزاعي، وقد طعن في روايته عن الأوزاعي. ثم ذكر كلام من تكلم في الوليد، وهو من رجال الصحيحين الأثبات، لكن عنده تدليس.
وفي نسخة نبيط بن شريط الموضوعة: أول من ضاف(1/66)
الضيف إبراهيم، وأول من لبس السراويل إبراهيم، وأول من اختتن إبراهيم بالقدوم وهو ابن عشرين ومئة سنة.
وقال ابن العديم: وهذا الحديث من نسخة نبيط بن شريط برواية أبنائه عنه ضعفها أئمة الحديث.
وذكر البرقي في تاريخه أن لنبيط بن شريط عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين لا غير، وهما غير هذا الحديث.
وقال محمد بن سعد أنا هشام بن محمد عن أبيه قال:
خرج إبراهيم إلى مكة ثلاث مرات، دعا الناس إلى الحج في آخرهن، فأجابه كل شيء سمعه، فأول من أجابه جرهم قبيل العماليق، ثم أسلموا، ورجع إبراهيم إلى الشام، فمات به وهو ابن مئتي سنة.(1/67)
وقال إسحاق بن بشر: أنا مقاتل وجويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: كان بين صالح وإبراهيم ست مئة سنة وثلاثون سنة، وعاش إبراهيم مئة وخمسة وسبعين سنة. انتهى.
(الكلام عن أحاديث ولادة النبي صلى الله عليه وسلم مختوناً مسروراً)
قال أبو بكر الخطيب: أنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد ابن عثمان بن محمد البجلي أنا جعفر بن محمد بن نصير الخالدي ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان ثنا عبد الرحمن بن عتبة البصري ثنا علي بن محمد المدائني ثنا مسلمة بن محارب بن سلمة زياد عن أبيه عن أبي بكرة أن جبريل ختن النبي صلى الله عليه وسلم حين طهر قلبه.
هذا الإسناد لا يثبت، لأن فيه من يجهل حاله. قال بعض المتأخرين: هذا موقوف على أبي بكرة. وقد ورد حديث شق الملك قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يذكر في شيء منها أنه ختنه، فكان هذا الحديث غريباً، وإن كان رجاله أثبت من رجال الحديث الذي ذكر فيه أنه ولد مختوناً.
قال: أبو الحسين بن محمد بن أحمد بن جميع الغساني: ثنا أبو حفص عمر بن موسى بن هارون بن القفندر بالمصيصة ثنا جعفر بن عبد الواحد أنا صفوان بن هبيرة ومحمد بن بكر(1/68)
البرساني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: ولد النبي صلى الله عليه وسلم مسروراً مختوناً.
قال: وهذا الحديث لا يصح، فإن راويه عن سفيان صفوان ومحمد بن بكر، أبو عبد الله بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان ابن علي بن عبد الله بن العباس القاضي الهاشمي. قال فيه عبد الغني ابن سعيد الحافظ في كتاب ((القضاة)): ((هو صاحب غرائب وعجائب يتفرد بها)) وقال فيه ابن عدي: ((وجعفر هذا يروي الموضوعات عن الثقات، ويسرق الحديث). وقال الدارقطني: ((كذاب يضع الحديث)).
وقال ابن عبد البر: وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد مختوناً من حديث عبد الله بن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: ولد النبي صلى الله عليه وسلم مختوناً مسروراً، يعني مقطوع السرة، فأعجب ذلك جده عبد المطلب، وقال: ليكونن لابني هذا شأن عظيم، قال ابن عبد البر: ليس إسناد حديث العباس هذا بالقائم.
وقال الحافظ أبو نعيم: ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن خالد الخطيب اللخمي ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا عبد(1/69)
الرحمن بن أيوب الحمصي ثنا موسى بن أبي موسى المقدسي ثنا خالد بن سلمة عن نافع عن ابن عمر قال: ولد النبي صلى الله عليه وسلم مسروراً مختوناً. هذا حديث لا يثبت، وفي إسناده من يجهل أمره، وقال ابن العديم في رده على ابن طلحة: ومحمد بن محمد بن سليمان هو أبو بكر الباغندي ضعيف، ثم ذكر بعض من تكلم فيه، وهذا الحديث لا ينبغي أن يضعف لأجل الباغندي فإنه من الحفاظ المشهورين، والله أعلم.
قال: وقد روي هذا الحديث عن الحسن البصري عن أنس ابن مالك مرفوعاً من وجوه لا يحتج منها بشيء.
قال الخطيب: أنا الحسن بن عبد الله بن محمد بن حسنويه الكاتب بأصبهان: ثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن مسلم الحافظ: حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن الفرج البغدادي بالأبلة ثنا سفيان بن محمد المصيصي، ح، وقال ابن عساكر: أنا أبو الحسن المواريني أنا أبو الحسين بن أبي نصر أنا محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي ثنا الحسن بن عبد الله العوقي بالبصرة ثنا محمد بن أحمد الكوفي ثنا سفيان بن محمد المصيصي ثنا هشيم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كرامتي على الله أني ولدت مختوناً، ولم ير سوأتي أحد.(1/70)
قال الخطيب: لم يروه فيما يقال عن يونس غير هشيم. وتفرد به سفيان بن محمد المصيصي. وهو منكر الحديث، وقال الأزهري: سئل الدارقطني عن سفيان بن محمد المصيصي فقال: لا شيء، وقال أبو الطيب الطبري: قال لنا الدارقطني: شيخ لأهل المصيصة يقال له: سفيان بن محمد الفزاري كان ضعيفاً سيء الحال، وسئل الحافظ جزرة عن سفيان بن محمد المصيصي فقال: لا شيء.
قال: قد روي هذا الحديث عن هشيم بن بشير من وجه آخر في إسناده أيضاً ضعيف. قال ابن عساكر: أنا أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي المعدل، وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الطبيب سعيد العمري بهراة قالا: أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد العمري، أنا منصور محمد بن جبريل بن صالح الفقيه ثنا أبو بكر محمد بن أحمد الإسفاطي(1/71)
إملاء من حفظه ثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله البركاني ونوح بن محمد بن نوح قالا: ثنا الحسن بن عرفة العبدي ثنا هشيم عن يونس عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كرامتي على ربي أني ولدت مختوناً لم ير أحد سوءتي.
قال ابن عساكر: وهذا إسناد فيه بعض من يجهل حاله، وقد سرقه ابن الجارود وهو كذاب، فرواه عن الحسن بن عرفة. قال ابن عساكر: أنا أبو سعيد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمد بن حيان النسولي أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد الصرام أنا القاضي أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي أنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود البرقي ثنا الحسن بن عرفة أنا هشيم بن بشير عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من كرامتي على ربي عز وجل أني ولدت مختوناً، ولم ير سوأتي أحد.
روى سيف بن محمد ابن أخت سفيان الثوري، وهو متكلم فيه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ابن صياد ولد مسروراً مختوناً.
قال ابن العديم: وسيف مطعون في حديثه، وابن صياد كانوا يقولون: هو الدجال، وقيل: إن قيصر ملك الروم الذي ورد عليه امرؤ القيس ولد كذلك، وروي أنه(1/72)
دخل الحمام ومعه امرؤ القيس، فرآه كذلك، فقال امرؤ القيس يهجوه:
إني حلفت يميناً غير كاذبة ... لأنت أغلف إلا ما جنى القمر
يعيره أنه لم يختن، وجعل ولادته كذلك نقصاً.
وقيل: إن هذا البيت أحد الأسباب الباعثة لقيصر على أن سم امرأ القيس فمات.
وقال أبو عمر بن عبد البر: ثنا أبو عمر وأحمد بن محمد ابن أحمد قراءة عليه: ثني أن محمد بن عيسى حدثهم قال: ثنا يحيى بن أيوب بن بادي العلاف: ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة عن عطاء الخراساني عن عكرمة عن ابن عباس أن عبد المطلب ختن النبي صلى الله عليه وسلم يوم سابعه، وجعل له مأدبة، وسماه محمداً.
قال يحيى بن أيوب: ما وجدنا هذا الحديث عند أحد إلا عند ابن أبي السري، وهو محمد بن المتوكل بن أبي السري. قال شيخنا أبو الحجاج: لا يضره انفراده به؛ لأنه ثقة. انتهى.(1/73)
قال أبو يعلى الموصلي في مسنده الذي رواه أبو عمرو بن حمدان عنه: حدثنا أبو علي الشيلماني ثنا خالد بن إسماعيل المخزومي ثنا عبيد الله بن عمر عن صالح مولى التوأمة، عن جابر قال النبي صلى الله عليه وسلم :
أيما شاب تزوج في حداثة سنه عج شيطانه: يا ويله! عصم مني دينه.
قال ابن عبد الهادي: هذا حديث موضوع، وخالد متروك.
حدثنا الشيلماني بهذا الإسناد عن صالح عن أبي هريرة قال: لو لم يبق من أجلي إلا يوم واحد لقيت الله عز وجل بزوجة، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: شراركم عزابكم.
وهذا أيضاً موضوع.
(ترجمة الإمام عثمان بن سعيد الدارمي وبعض أخباره)
عثمان بن سعيد بن خالد الإمام العلامة شيخ الإسلام ناصر السنة، قامع البدعة أبو سعيد الدارمي السجزي نزيل هراة سمع بدمشق إبراهيم بن عبد الله بن العلاء ابن زبر، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وهشام(1/74)
ابن خالد، وحماد بن مالك الحرستاني، وبغيرها حيوة بن شريح وأبا اليمان، ويحيى بن صالح الوحاظي، وأبا توبة الربيع بن نافع، وعبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله، ومحبوب بن موسى الفراء، وسعيد بن أبي مريم، ونعيم بن حماد، وعبد الله ابن صالح أبا صالح، وعبد الغفار بن داود الحراني، وموسى بن البلقاوي، وفروة ابن أبي المغراء، ويحيى بن الحماني، وأبا بكر ابن أبي شيبة، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، ومحمد بن عبد الله الخزاعي، ومحمد بن المنهال الضرير، وعلي بن المديني، وأبا الربيع الزهراني، وإسحاق بن راهويه، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وعمرو بن عون الواسطي، وغيرهم.
روى عنه أبو عمرو أحمد بن محمد الجيزي، والمؤمل بن الحسن بن عيسى وأبو العباس أحمد بن محمد الأزهر السجزي، ومحمد بن يوسف الهروي، نزيل دمشق، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وأبو عبد الله محمد بن إسحاق القرشي الهروي وغيرهم.
وكان أحد أئمة الدين وعلماء المسلمين، سأل يحيى بن معين عن أحوال الرجال، وأخذ هذا الشأن عنه، وعن الإمام أحمد وعلي ابن المديني وغيرهم من الأئمة.
وصنف كتاباً جليلاً في الرد على بشر المريسي وأتباعه من الجهمية، بعد المناظرة بينه وبين بعض الجهمية من أصحاب البشر،(1/75)
والثلجي، ولم يصرح باسمه في موضع من الكتاب، وقد هتك رحمه الله في هذا الكتاب ستر الجهمية، وبين فضائحهم، ولا أعلم للمتقدمين في هذا الشأن كتاباً أجود منه، ومن كتابه الآخر في الرد على عموم الجهمية، وكتاب التوحيد لإمام الأئمة محمد بن إسحاق ابن خزيمة وإن كان كتاباً جليلاً في هذا الباب، ومصنفه من أكابر أئمة المسلمين إلا أن كتاب الدارمي أنفع في بعض شبه الجهمية، والدارمي أحذق في معرفة كلام الجهمية، والعلم بمرادهم والرد عليهم، وكلاهما إمام مبرز في هذا الشأن، وفي غيره، رحمهما الله ورضي عنهما، وعن سائر أئمة الدين.
وللدارمي أيضاً مسند كبير في الحديث، وله غيره من المصنفات. قال ابن أبي حاتم: عثمان بن سعيد الدارمي السجستاني من ساكني هراة، روى عن أبي صالح كاتب الليث، وسعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن رجاء، ومسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد وأبي سلمة، وجالس أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني.
وقال حمزة بن يوسف السهمي في ((تاريخ جرجان)): عثمان ابن سعيد السجزي كان بجرجان، وأقام بها في سنة ثلاث وسبعين ومئتين، وروى عنه الحسن بن علي بن نصير الطوسي وجماعة.
وقال الحاكم: سمعت أبا عبد الله محمد بن العباس الضبي يقول: سمعت أبا الفضل بن إسحاق، وهو يعقوب القراب يقول:(1/76)
ما رأينا مثل عثمان بن سعيد، ولا أرى عثمان مثل نفسه، أخذ الأدب عن ابن الأعرابي، والفقه عن أبي يعقوب البويطي، والحديث عن يحيى بن معين وعلي بن المديني، فتقدم في هذه العلوم، رحمه الله.
سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر يقول: سمعت أبا حامد الأعشى يقول: قلت لأبي الفضل بن إسحاق بن محمود: هل رأيت أفضل من عثمان بن سعيد الدارمي؟ فأطرق ساعة، ثم قال: نعم إبراهيم الحربي.
قال الحاكم: وزادني الثقة من أصحابنا عن أبي عبد الله محمد بن العباس عن يعقوب بن إسحاق قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قد نويت أن لا أحدث عمن أجاب إلى خلق القرآن. قال يعقوب: فأدركته المنية، ولولا ذلك لترك الحديث عن جماعة من الشيوخ.
قال أبو الفضل يعقوب بن إسحاق: ولقد كنا في مجلس عثمان بن سعيد غير مرة، ومر به الأمير عمرو بن الليث، فسلم عليهم، فقال: وعليكم، حدثنا مسدد، ولم يزد على هذا.
وقال الحاكم: سمعت أبا الطيب محمد بن أحمد الوراق يقول: سمعت أبا بكري الفسوي يقول: سمعت(1/77)
عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قال لي رجل من أهل سجستان ممن كان يحسدني، ماذا كنت أنت لولا العلم؟ فقلت: أردت شيناً، فصار زيناً. سمعت نعيم بن حماد يقول: سمعت أبا معاوية يقول: قال الأعمش: لولا العلم لكنت بقالاً من بقالي الكوفة، وأنا لولا العلم لكنت بزازاً من بزازي سجستان.
وقال الحافظ أبو بكر الخطيب: سمعت محمد بن يعقوب القطان النيسابوري: يحكى أن أبا الحسن الطرائفي لما رحل إلى عثمان بن سعيد الدارمي، فقدم هراة، دخل عليه، فقال له عثمان: متى قدمت هذا البلد؟ فأراد أن يقول: أمس، فقال: قدمت غداً فقال له عثمان: فأنت إذاً في الطريق بعد!
وقال الحاكم: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس يقول: لما أردت الخروج إلى عثمان بن سعيد الدارمي أتيت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، فسألته أن يكتب لي إليه، فكتب لي إليه، فدخلت هراة غرة شهر ربيع الأول من سنة ثمانين ومئتين، وقصدت عثمان بن سعيد، وأوصلت إليه كتاب أبي بكر، فقرأ الكتاب، فرحب بي، وأدناني، وسأل عن أخبار أبي بكر محمد بن إسحاق، ثم قال لي: يا فتى متى قدمت؟ قلت: غداً!(1/78)
قال: يا بني فارجع اليوم فإنك لم تقدم بعد، حتى تقدم غداً، فشورب، ثم قال لي: لا تخجل يا بني، فإني أقمت في بلدكم سنتين، فكان مشايخكم إذ ذاك يحتملون عني مثل ذلك.
قال: وسمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن الأزهر السجزي سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: أتاني محمد بن الحسين بن عمرو السجزي، وكان قد كتب عن يزيد بن هارون، وجعفر بن عون، فقال: يا أبا سعيد إنهم يجيئوني، فيسألوني أن أحدثهم، وأنا أخشى أن لا يسعني ردهم. قال عثمان: فقلت له: ولم؟ قال: لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة)). فقلت له: أنت لا تحسن، إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سئل عن علم يعلمه، وأنت لا تعلمه.
وقال أبو ذر عبد بن أحمد الهروي: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد بن مقاتل المزكي ثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس البزاز قال: وعثمان بن سعيد بن خالد الدارمي، وكان كتب الحديث مع يحيى بن معين بالبصرة وبالشام(1/79)
مع الحسن بن علي والأثرم ومحمد بن صالح كيلجة، وتوفي عثمان في ذي الحجة سنة ثمانين ومئتين.
وهكذا ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن الهروي في وفاته، وقال الحاكم: حدثني أبو عبد الله الضبي عن شيوخه أن عثمان بن سعيد الدارمي توفي بهراة سنة اثنين وثمانين ومئتين. انتهى.
(الكلام على أحاديث متفرقة)
قال أبو يعلى الموصلي: ثنا عبد الله بن عبد الصمد ثنا عمار ابن مطر من أهل الرها: ثنا شريك عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبي أمامة مرفوعاً:
من لم يمنعه من الحج مرض حابس، أو حاجة فليمت إن شاء يهودياً أو نصرانياً.
هذا منكر عن شريك، وعمار بن مطر هالك. قاله الذهلي.
هشام بن عمار ثنا سعيد بن يحيى اللخمي ثنا عبيد الله بن أبي(1/80)
حميد عن أبي مليح عن معقل بن يسار المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ايتموا بالقرآن: أحلوا حلاله، وحرموا حرامه، واقتدوا به، ولا تكفروا بشيء منه، وما تشابه عليكم فردوه إل الله، وإلى أولي العلم من بعدي، كيما يخبرونكم، وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور، وما أوتي النبيون من ربهم، وليسعكم القرآن بما فيه من البيان، فإنه شافع مشفع، وما حل مصدق، ألا(1/81)
بكل آية منه نور يوم القيامة، ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصل نافلة.
وبه عن أبي مليح عن جابر بن عبد الله قال: أنزل الله صحف إبراهيم ليلة من شهر رمضان، وأنزل التوراة على موسى لست خلون من شهر رمضان، وأنزل الله الإنجيل على عيسى في ثمان عشرة ليلة من شهر رمضان، وأنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم لأربعة وعشرين خلت من شهر رمضان.
وبه عن أبي مليح عن أبي عزة الهذلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة، ولم ينتهي حتى يقدمها، قال: ثم قرأ آخر سورة لقمان: {إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا(1/82)
تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرضٍ تموت، إن الله عليم خبير}. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هذه مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو.
وبه عنه عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي عن القاسم عن ابن مسعود قال: من خشي أن ينسى القرآن فليقل: اللهم نور بالكتاب بصري، وأطلق به لساني، واشرح به صدري، واستعمل به جسدي بحولك وقوتك، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصابه هم أو حزن فليقل: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، وفي قبضتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في شيء من كتبك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي. وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما قالهن عبد قط إلا أذهب الله همه، وأبدل حزنه فرحاً. قال: أفلا تتعلمهن يا رسول الله؟ قال: بلى ينبغي لكل عبد مسلم إذا سمعهن أن يتعلمهن.
وبه عن عبيد الله بن أبي حميد عن بشر بن نمير عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من قال حين يمسي: صلى الله على نوح، وعلى نوح السلام، لم تلدغه في ليلته تلك عقرب.(1/83)
وبه عن أبي مليح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الله عز وجل لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم.
وبه عن أبي مليح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اعتموا تزدادوا حلما.
قال أبو نعيم: ثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا محمد بن يحيى وأحمد ابن عيسى بن زيد التنيسي قالا: ثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير ابن محمد أخبرني عبد الرحمن بن حرملة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الباقي.
وقال: حدثنا محمد بن حميد بن سهيل نا محمد بن محمد ابن سليمان ثنا عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش نا محمد بن صبح الأغر عن عمر بن أيوب عن نصار بن عقبة عن مقاتل بن حيان(1/84)
عن عمرو بن مرة عن عبد الوارث بن سعيد سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من أفطر يوماً في شهر رمضان من غير رخصة ولا عذر كان عليه أن يصوم ثلاثين يوماً، ومن أفطر يومين كان عليه أن يصوم ستين يوماً، ومن أفطر ثلاثة أيام كان عليه تسعين يوماً.
وقال: حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا عمر بن سعيد بن سنان ثنا الحسين بن المبارك الطبراني ثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه (لعله عن عائشة) قالت: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ليؤمكم أحسنكم وجهاً؛ فإنه أحرى أن يكون أحسنكم خلقاً.
ثم قال أبو نعيم: غريب من حديث هشام، ولا أعلم رواه عن إسماعيل إلا الحسين.
وقال أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الجرمي في جزئه: ثنا أحمد بن الحسن ثنا أبو خيثمة زهير بن حرب ثنا محمد بن الحسن -يعني المخزومي- عن مالك عن هاشم بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
فتحت المدائن بالسيف، وفتحت المدينة بالقرآن.
وقال أبو يعلى الموصلي ثنا علي بن الحسين الخواص ثنا بقية بن الوليد عن الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن(1/85)
عبد الرحمن بن عائذ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنما العين وكاء السه، فإذا نامت العين استطلق الوكاء.
وقال أبو بكر محمد بن محمد بن عبيد الله بن أحمد بن مخلد الدقاق المعروف بالعسكري ابن مخلد، ثنا إبراهيم ابن أيوب بن عبد الله المخرمي ثنا سعيد بن محمد الجرمي ثنا عبد الله بن مصعب بن منظور عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ح وثنا علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة تكون، فإن خرج الدجال عصم منه.
أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنالي أنا(1/86)
أبو علي أحمد وأبو الحسين محمد ابنا عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر مولى علي القاضي أبي بكر يوسف بن القاسم ابن يوسف الميانجي، ونحن نسمع ثنا عبد الله بن موسى عبدان الجواليقي ثنا نصر بن علي والصلت بن مسعود وحميد بن مسعدة قالوا: ثنا الحارث بن وجيه عن مالك بن دينار عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
تحت كل شعرة جنابة، فاغسلوا الشعر، وأنقوا البشر.
وقال ابن مخلد الدقاق ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا محمد بن يزيد الكوفي الحزامي، ثنا رشدين ابن سعد عن موسى بن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبره أن سيده زوجه جارية، ثم إنه نزعها منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أيها الناس: إنما الطلاق لمن أخذ بالساق.(1/87)
وقال خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي أبو الحسن ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج بن سليمان الحجازي بحمص ثنا بقية ابن الوليد حدثني عبد الحميد بن السري الصيرفي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ليس في صلاة الخوف سهو.
وقال أبو الطاهر محمد بن سعدون الموصلي ثنا أبو الحسن علي بن عمر -يعني السكري- ثنا محمد بن موسى بن سهل نا يعقوب بن قرة الدباغ نا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته.(1/88)