سألت حمزة بن علي ابن القبيطي عن وفاء أبيه، فقال: توفي في سنة ثمان وستين وخمس مئة.
وأنبأنا القرشي، قال: توفي علي ابن القبيطي ليلة الأحد خامس جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وخمس مئة.
وقال صدقة بن الحسين الفرضي: توفي يوم السبت رابع الشهر المذكور، وصلي عليه يوم الأحد بالنظامية، ودفن بمقبرة أحمد، يعني بباب حرب.
2298- علي بن حمزة بن علي بن طلحة، أبو الحسن بن أبي الفتوح.
وقد تقدم ذكر أبيه. من بيت أهل تقدم وولاية وفضل وإحسان. تولى علي هذا حجابة باب النوبي المحروس في أيام الإمام المستضيء بأمر الله أبي محمد الحسن رضي الله عنه، وعزل، ثم سافر إلى الشام وأقام هناك مدةً، وصار إلى مصر فقطن بها إلى أن توفي.
سمع ببغداد من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وروى عنه. وحدث أيضاً بالشام ومصر. سمع منه ببغداد القاضي عمر الدمشقي، وروى عنه.
أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن حمزة بن علي بن طلحة، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن(4/439)
عبد الواحد قراءةً عليه.
وأخبرنيه عالياً القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي، وأبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يعيش الكاتب بقراءتي عليهما، قلت لهما: أخبركما أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءةً عليه وأنتما تسمعان، فأقرا بذلك، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان قراءةً عليه، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال: حدثنا محمد بن غالب، قال: حدثنا عبد الصمد بن النعمان، قال: حدثنا ورقاء، عن سليمان، عن الشعبي، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((الولاء لمن أعتق)).
قال القرشي: سألت أبا الحسن بن طلحة عن مولده، فقال: في سنة خمس عشرة وخمس مئة. وقال غيره: توفي بمصر في يوم الثلاثاء غرة شعبان سنة تسع وتسعين وخمس مئة، والله أعلم.
2299- علي بن حمزة بن علي ابن البزوري، أبو الحسن بن أبي الرضا.
من أهل الكرخ.
حدث في مرض موته بشيءٍ يسير رواه عن سعيد بن أحمد ابن البناء حضوراً، فسمع منه بعض الطلبة.
وتوفي ليلة الخميس ثالث ذي القعدة سنة تسع وست مئة.
2300- علي بن حسان بن علي بن الحسين بن عبد الله، أبو الحسن، يعرف بابن العلبي.(4/440)
من أهل الحريم الطاهري، والد شيخنا زكريا الذي قدمنا ذكره.
سمع النقيب أبا الفوارس طراد بن محمد الزينبي وطبقته، وحدث عنهم. سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وأبو الفرج عبد الرحمن بن عيسى الواعظ، وروى عنه القاضي عمر القرشي في ((معجمه)).
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر، قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن حسان ابن العلبي، قال: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، قال: أخبرنا أبو علي الحسين ابن صفوان، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء)).
قال القرشي: سألت أبا الحسن ابن العلبي عن مولده، فقال: أظنه سنة ثمان وسبعين وأربع مئة. وتوفي ليلة الاثنين رابع عشري شعبان سنة خمس وخمسين وخمس مئة.
2301- علي بن حجاج بن أبي الحسن، أبو الحسن المستعمل.
من أهل الحربية.
سمع من .. .. وروى شيئاً يسيراً، سمع منه بعض الطلبة.(4/441)
وتوفي يوم الأربعاء عاشر جمادى الأولى سنة تسع وست مئة، ودفن بباب حرب.
2302- علي بن حراز بن سليمان بن حراز العدوي، أبو الحسن.
من أهل واسط، وأحد العدول بها، والقضاة ببعض أعمالها، هو ابن عم القاضي أبي علي يحيى بن الربيع بن سليمان الواسطي الفقيه.
قدم أبو الحسن بغداد غير مرة وأقام بها للتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه، وسمع بها من أبي منصور محمد بن أحمد بن الفرج الدقاق، وأبي المظفر عبد الصمد بن الحسين الزنجاني وغيرهما، وعاد إلى بلده. ثم قدمها علينا بعد سنة عشر وست مئة، وكتبت عنه بها.
سمعت أبا الحسن علي بن حراز يقول: كتب إلي أبو الغنائم محمد بن علي ابن المعلم كتاباً فكان في أوله من قوله:
ما قطعت الكتاب عنك لهجرٍ ... لا ولا كان ذاكم عن تجافي
غير أن الأيام تجذب للمرء ... أموراً تنسيه كل مصافي
شيمٌ مرت الليالي عليها ... والليالي قليلة الإنصاف
سألت أبا الحسن بن حراز عن مولده، فقال: ولدت في يوم عرفة من سنة خمس وأربعين وخمس مئة.
2303- علي بن الخطاب بن مقلد، أبو الحسن الفقيه الشافعي الضرير.(4/442)
من أهل واسط، من قريةٍ تعرف بالمحدث قريبة من شافيا.
حفظ القرآن الكريم في صباه وقدم واسطاً، وقرأ بها بالقراءات على شيخنا أبي بكر الباقلاني، وسمع بها من قدماء شيوخنا مثل أبي العباس ابن الجلخت، وأبي طالب ابن الكتاني، وأبي بكر ابن الباقلاني، وغيرهم. وقدم بغداد، وتفقه بها على الشيخ أبي القاسم بن فضلان، والقاضي أبي علي بن الربيع، وحصل معرفة المذهب والخلاف، وتكلم في المسائل، وأفتى. وأعاد بالمدرسة الفخرية بعقد المصطنع لمدرسها محيي الدين محمد بن فضلان. وسمع بها من أبي الفتح ابن شاتيل، وأبي المظفر الريحاني المعروف بالبديع، وأبي محمد ابن الصابوني، وغيرهم. وحدث بالإجازة الشريفة من سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد أمير المؤمنين -خلد الله ملكه- علقت عنه شيئاً من شعره. ومولده في سنة ستين وخمس مئة أو قبلها بيسير.
2304- علي بن رستم بن أبي الرجاء الأصبهاني الأصل البغدادي المولد والدار، أبو الفتوح المقرئ.
من أهل الجانب الغربي، أخو شيخنا أبي شجاع زاهر الذي قدمنا ذكره، وعلي هذا الأكبر.
سمع أبا الفضل الأرموي، وأبا الكرم المبارك بن الحسن ابن الشهرزوري، وغيرهما، ولقن القرآن الكريم لجماعة.
وتوفي شاباً في سنة ثمان وستين وخمس مئة فيما قال أخوه زاهر، ودفن بمقبرة الشونيزي.(4/443)
2305- علي بن رشيد بن أحمد بن محمد بن حسينا، أبو الحسن.
ولد بحربى من نواحي دجيل، ونشأ بها. ودخل بغداد، وقرأ بها شيئاً من الأدب، وصحب أبا المعالي سعد بن علي الكتبي، وكان أخاً لأبيه من أمه. وسمع بها الحديث من جماعةٍ منهم: أبو القاسم نصر بن نصر العكبري، وأبو الوقت السجزي، وغيرهما.
وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في ولايته الثانية في يوم الخميس ثاني جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب، وأبو القاسم عبيد الله بن علي ابن الفراء. وتقدم في خدمة الديوان العزيز مجده الله، ووكله سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين وأشهد بذلك العدول وأسكن بدار الخلافة المعظمة قريباً من باب طراد الشريف، وانقطع إلى خدمة الباب الشريف منفذاً لما يرسم له من الخدم والأشغال، فكان على ذلك إلى أن عزل قبل وفاته بقليل.
وقد حدث بشيءٍ يسيرٍ. وكان ثقةً ديناً، حسن الطريقة، حميد السيرة.
توفي عشية السبت ثامن عشر شوال سنة خمس وست مئة، وصلي عليه يوم الأحد، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب، وقد نيف على الستين.(4/444)
2306- علي بن روح بن أحمد بن الحسن بن عبد الكريم النهرواني، أبو الحسن المعروف بابن الغبيري.
تفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه على الشيخ أبي النجيب السهروردي، وصحبه، وسمع منه، ومن عمته خديجة بنت أحمد النهرواني وغيرهما. وقرأ الأدب على أبي الحسن علي بن عبد الرحيم السلمي المعروف بابن العطار، وغيره، وصارت له بذلك معرفةٌ حسنةٌ.
وشهد عند قاضي القضاة أبي الفضائل القاسم بن يحيى ابن الشهرزوري لما تولى قضاء القضاة بمدينة السلام في تاسع عشر شوال سنة خمس وتسعين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو الحسن علي بن المبارك بن جابر وأبو الفتح محمد بن علي بن سراج، واستنابه قاضي القضاة أبو القاسم ابن الدامغاني بحريم دار الخلافة -شيد الله قواعدها بالعز- وما يليها في ذي الحجة سنة أربع وست مئة، وأذن له في الإسجال عنه، وتقدم إلى الشهود عنده وعليه. فكان على ذلك إلى أن عزل قاضي القضاة أبو القاسم المذكور في رجب سنة إحدى عشرة وست مئة، وانعزل نوابه.
ودرس الفقه بمدرسة شيخه أبي النجيب السهروردي. سمعنا منه، ونعم الشيخ كان فضلاً وديناً وثقةً.(4/445)
قرأت على أبي الحسن علي بن روح بن أحمد، قلت له: أخبرتكم عمتك فخر النساء خديجة بنت أحمد بن الحسن النهرواني قراءةً عليها وأنت تسمع، فأقر بذلك، قالت: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقوية البزاز، قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان، قال: حدثنا الحسن ابن علي بن سعيد الرقي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عون، عن محمد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الأرواح جنودٌ مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)).
سألت أبا الحسن ابن النهرواني عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة سبع وثلاثين وخمس مئة تقريباً، والله أعلم.
وتوفي يوم الأربعاء منتصف رمضان سنة خمس عشرة وست مئة.
2307- علي بن زيد بن بكيت، أبو الحسن الصائغ.
روى عنه أبو بكر بن كامل في ((معجمه)) أبياتاً ذكر علي أنه أنشده إياها عبد الباقي بن المحسن الخطيب لنفسه. لم نر ذكره في غير ذلك، والله أعلم.
2308- علي بن سعيد بن الحسين بن حسان، أبو الحسن.
سمع أبا الحسن علي بن محمد الخطيب الأنباري، وروى عنه. سمع المبارك بن كامل منه، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
2309- علي بن سعيد بن الحسن ابن العريف، أبو الحسن، يعرف بالبيع الفاسد.(4/446)
من ساكني المأمونية.
يقال: إنه كان حنبلي المذهب وصار شافعياً، وصحب الشيخ أبا القاسم ابن فضلان، وتفقه عليه، وهو لقبه بالبيع الفاسد.
سألت القاضي أبا علي يحيى بن الربيع عن سبب تلقيبه بهذا اللقب، فقال: كان قد حفظ مسألة البيع الفاسد هل يصح أم لا، في الخلاف بين الشافعي وأبي حنيفة، وعلقها عن ابن فضلان، وكان يكثر تكرارها وذكرها والسؤال فيها والاعتراض، فلكثرة ذلك منه لقب بها على عادة الفقهاء وتلقيب بعضهم بعضاً.
قلت: وقد سمع علي هذا الحديث من جماعةٍ منهم: أبو المعالي بن المذاري، وأبو الفتح الكروخي، وأبو الوقت السجزي، وغيرهم. وانتحل في آخر عمره مذهب الإمامية، وما أعلم أنه حدث بشيءٍ لأن مذهبهم ترك رواية الحديث.
توفي ليلة الجمعة تاسع جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة.
2310- علي بن سلمان بن سالم الكعكي، أبو الحسن.
سمع الكثير بنفسه، وكتب بخطه، ولازم الشيوخ، وداوم على الحضور بحلق الحديث، وكان وافر الهمة، حسن الطلب، ولم يرزق الرواية، فمات قبل أوان الحاجة إليه.
سمع من أبي الفتح بن شاتيل، وأبي السعادات القزاز، وأبي العلاء بن عقيل، وعمر ابن التبان، وطبقتهم.
قرأت بخط تميم بن أحمد ابن البندنيجي: توفي علي بن سلمان الكعكي في ليلة الأربعاء مستهل رجب سنة خمس وثمانين وخمس مئة، ودفن يوم(4/447)
الأربعاء بباب حرب.
2311- علي بن سالم بن محمد العبادي، أبو الحسن الشاعر.
من أهل الحديثة.
قدم بغداد غير مرة ومدح بها الملك المعظم أبا الحسن علي ابن سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين وخلع عليه وأجازه فسمعنا منه شيئاً من شعره. أنشدنا أبو الحسن علي بن سالم العبادي لنفسه من قصيدة له:
وقد بليت بأقوامٍ ذوي حمقٍ ... على الغبا ومعاداة النهى جبلوا
أعدى عدو لهم في الناس ذو أدبٍ ... ودونها فهمو أعداء ما جهلوا
عميٌ عن الخير مفتوحٌ عيونهم ... إلى معايب قومٍ عنهم شغلوا
والحر ممتحنٌ بالأزنماء .. .. ... وذو النهى والعلى مغرىً به السفل
عداوةٌ بين أهل العلم قاطبةٌ ... وضدهم ليس في إصلاحها عمل
سألت علي بن سالم العبادي عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة تقديراً، والله أعلم.
2312- علي بن سلامة بن سويد الموصلي، أبو الحسن.
سمع أبا منصور محمد بن أحمد بن علي المقرئ الخياط، وروى عنه. سمع منه أبو بكر بن كامل وأخرج عنه حديثاً في ((معجمه)).
2313- علي بن سرور، أبو الحسن الفارقي.
ذكره ابن كامل وروى عنه إنشاداً في ((معجم شيوخه)).
2314- علي بن سلطان بن سالم بن مسلم، أبو الحسن الواعظ.(4/448)
وقد تقدم ذكر أبيه، كان يسكن بدرب المطبخ، وله به رباط يتكلم به في الوعظ.
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وغيره. وما أظنه حدث بشيء.
توفي شاباً في يوم الثلاثاء رابع عشري شوال سنة خمس وثمانين وخمس مئة، ودفن إلى جنب أبيه بصومعته قريباً من قبر السبتي في الجانب الشرقي.
2315- علي بن شهمان بن أحمد، أبو الحسن المقرئ الحاجب.
من ساكني الظفرية.
قرأ القرآن الكريم على جماعةٍ من الشيوخ ببغداد، وبواسط على شيخنا أبي بكر ابن الباقلاني، وسمع منه، وببغداد من أبي الفتح بن شاتيل وغيره. وأقرأ القرآن ولقنه.
وتوفي في العشر الأوسط من جمادى الأولى سنة سبع وتسعين وخمس مئة.
2316- علي بن صدقة بن علي بن صدقة، أبو القاسم الوزير الملقب قوام الدين.
ولاه الإمام المقتفي لأمر الله صدرية المخزن المعمور في جمادى الأولى سنة سبعٍ وثلاثين وخمس مئة، ثم استوزره في يوم السبت ثالث عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة، وخلع عليه، وركب إلى الديوان العزيز(4/449)
ومعه أرباب المناصب والولاة. ولم يزل على ذلك إلى أن عزل في سنة أربع وأربعين وخمس مئة.
وقد سمع شيئاً من الحديث من أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وغيره. وما أعلم أنه حدث بشيءٍ لأن الرواية لم تظهر عنه.
توفي يوم الجمعة ثالث عشري، وقيل: خامس عشري، جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة، وصلي عليه في اليوم المذكور بجامع القصر الشريف، ودفن بالمشهد بالجانب الغربي بحضرة الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام.
2317- علي بن طلحة بن علي بن محمد الزينبي، أبو الحسن، نقيب نقباء الأسرة الشريفة العباسيين ابن نقيب النقباء أبي أحمد.
وقد تقدم ذكر أبيه.
تولي علي هذا النقابة والصلاة والخطبة بعد وفاة أبيه في أيام المستنجد بالله أبي المظفر يوسف رضي الله عنه وأرضاه في يوم الأحد حادي عشري جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وخمس مئة، ولاه ذلك الوزير أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة، وخلع عليه بالديوان العزيز -مجده الله- ويقال: إن سنه كانت يومئذ ثمانية عشر سنة فكان على ولايته إلى أن عزل في عشية الأحد حادي عشر ذي الحجة من السنة المذكورة أيضاً، ولم يكن محمود الطريقة.
2318- علي بن عبد الله بن أحمد بن علي بن المعمر العلوي الحسيني، أبو الحسن ابن النقيب أبي طالب ابن النقيب أبي عبد الله ابن النقيب أبي الحسن ابن النقيب أبي الغنائم.(4/450)
وهو أخو النقيب أبي الفضل محمد الذي قدمنا ذكره.
وعلي هذا كان فيه فضلٌ ويقول شعراً جيداً. كتب الناس عنه شيئاً من شعره. وقد جالسته، وسمع معنا من أبي الفرج عبد المنعم بن كليب وما علقت عنه شيئاً، لأن ما سمعت منه جرى في مجلس السماع على سبيل المذاكرة.
توفي يوم السبت تاسع عشري شعبان سنة خمس وتسعين وخمس مئة، ودفن في اليوم المذكور عند أبيه بمشهد الإمام موسى بن جعفر بالجانب الغربي.
2319- علي بن عبد الله بن فضل الله بن محمد بن محمد بن مخلد الأزدي، أبو المكارم بن أبي محمد بن أبي البركات بن أبي الحسن الشاهد القاضي.
من أهل واسط، ويعرف بابن الجلخت. من بيت معروف بالصلاح والعدالة والرواية.
سمع بواسط من ابن عم أبيه أبي الكرم نصر الله بن محمد بن محمد بن مخلد، ومن أبي عبد الله محمد بن علي ابن الجلابي، وغيرهما، وروى عنهما.
وشهد عند القضاة بواسط سنين كثيرة، وتولى نيابة الحكم بها أيضاً.
قدم بغداد مراراً، وحدث بها، فسمع منه يوسف بن محمد بن بختيار الشاعر، ومحمد بن أحمد الزهري، وغيرهما. ورأيته بها، وكتبت عنه بواسط.
وتوفي بها في يوم الاثنين ثاني شوال سنة إحدى عشرة وست مئة، وقد أناف على الثمانين.(4/451)
2320- علي بن عبد الله بن سلمان، أبو الحسن قاضي القضاة.
من أهل الحلة السيفية من سقي الفرات.
كان يتولى القضاء ببلده، ويقدم بغداد، إلى أن تولى قضاء القضاة شرقاً وغرباً في يوم الجمعة بعد الصلاة الرابع والعشرين من صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، وخلع عليه الخلعة السوداء، وقرئ عهده بذلك بجامع القصر الشريف بمحضر من العدول وجماعةٍ من الأعيان، وكان القارئ له القاضي أبو المظفر ابن الرطبي المحتسب على منبر، وأسكن دار ابن الزينبي بباب عليان من دار الخلافة المعظمة.
ولم يزل على حكمه وقضائه إلى أن عزل يوم الخميس رابع عشري جمادى الأولى سنة ست مئة بعد أن وقف على أشياء ارتكبها أوجبت عزله بمحضرٍ من أرباب المناصب والفقهاء والأعيان، فكانت ولايته سنتين وثلاثة أشهر، فعاد إلى بلده، ولازم منزله.
2321- علي بن عبد الرحمن بن مبادر، أبو الحسن المعدل القاضي، أخو أبي بكر أحمد الذي قدمنا ذكره.
من أهل باب الأزج.
تفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه، وحصل معرفة المذهب(4/452)
والخلاف. وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله المقرئ قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه في كتاب ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته، قال: وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن مبادر يوم السبت ثامن شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو الفوارس منصور ابن هبة الله ابن الموصلي، وأبو منصور سعيد بن محمد ابن الرزاز. وتولى القضاء بباب الأزج بعد ذلك.
قال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في ((تاريخه)): وكان فقيهاً حسناً قارئاً للقرآن العزيز. وسمع الحديث في صغره قليلاً، وفي كبره كثيراً. آخر كلام ابن شافع.
قلت: وتولى قضاء واسط في سنة سبعٍ وخمسين وخمس مئة، وصار إليها فأقام بها يحكم بين أهلها ويسجل ويقبل الشهود إلى أن عزل عنها في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وخمس مئة، فعاد إلى بغداد، فكان بها إلى أن توفي في العشر الأول من ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وخمس مئة فيما ذكر صدقة الناسخ في ((تاريخه)).
وقال أبو الفضل بن شافع: توفي القاضي علي بن مبادر يوم الجمعة ثامن عشري ربيع الأول سنة ثلاث وستين وخمس مئة، وصلي عليه يوم السبت تاسع عشرين بباب الأزج، ودفن بباب حرب.
2322- علي بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي ابن الجوزي، أبو القاسم، ابن شيخنا أبي الفرج بن أبي الحسن الواعظ.(4/453)
سمع بإفادة أبيه في صباه، وبنفسه، من جماعةٍ منهم: أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطي، وأبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال، وأبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي، ووالده، وجماعة. وتكلم في الوعظ، ثم تركه. سمعنا منه.
قرأت على أبي القاسم علي بن عبد الرحمن بن علي، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن علي بن زكري الدقاق قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميروية، قال: حدثنا علي بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، قال: أخبرني شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد إلى المسجد الحرام، ومسجدكم هذا، وإيلياء)).
قلت: إيلياء: بيت المقدس.
سمعت أبا القاسم ابن الجوزي يقول: مولدي في شوال سنة إحدى(4/454)
وخمسين وخمس مئة.
2323- علي بن عبد الرحيم بن محمد بن علي بن أبي موسى، أبو المظفر بن أبي القاسم الهاشمي الخطيب، والد شيخنا الأكمل بن علي بن عبد الرحيم الذي تقدم ذكره.
من أهل باب البصرة.
كان أحد الخطباء، سمع أباه، وأبا محمد ابن المادح التميمي وغيرهما. سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق وذكره في ((معجم شيوخه)) وقال: توفي في سنة ثمان وخمسين وخمس مئة.
2324- علي بن عبد الرحيم بن الحسن السلمي، أبو الحسن بن أبي الحسين الرقي الأصل البغدادي المولد والدار المعروف بابن العصار اللغوي.
من ساكني دار الخلافة المعظمة بالمطبق.
شيخٌ فاضلٌ له معرفةٌ تامةٌ باللغة العربية. قرأ على أبي منصور ابن الجواليقي، وعلى الشريف أبي السعادات ابن الشجري، ولازمهما حتى برع في(4/455)
فنه وصار المشار إليه في علمه.
وسمع الحديث من أبي علي محمد بن محمد ابن المهدي الخطيب، وأبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي الوقت السجزي، وغيرهم، وروى عنهم.
وأقرأ الناس مدةً، وتخرج به في علم الأدب جماعةٌ منهم: أبو سعد بن حمدون، وشيخنا مصدق بن شبيب النحوي، وأبو الحسن بن منصور اللغوي، والقاضي علي ابن النهرواني، وأبو القاسم بن نشتكين المعدل، وغيرهم. وسمع منه الحديث القاضي عمر القرشي، وأحمد بن طارق التاجر، وأبو الفتوح ابن الحصري، وغيرهم.
أخبرنا أبو الرضا أحمد بن طارق بن سنان قراءةً عليه، قال: أخبرنا خالي أبو الحسن علي بن عبد الرحيم بن الحسن السلمي من لفظه، قال: أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي.
قلت: وأخبرنيه عالياً أبو العز عبد المغيث بن زهير بن زهير بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بقراءتك عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أيوب البزاز، قال: أخبرنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، قال: حدثني جدي أحمد ابن أبي شعيب، قال: حدثنا موسى بن أعين، عن مطرف، عن أبي جعفر، عن أبي هريرة في هذه الآية {وجاءت كل نفسٍ معها سائقٌ وشهيد} قال: السائق: الملك، والشهيد: العمل.
قال نصر بن محمد بن علي المقرئ: مولد أبي الحسن العصار في سنة(4/456)
ثمان وخمس مئة.
قلت: وتوفي يوم السبت بعد صلاة الظهر ثالث محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة، وصلى عليه الخلق الكثير يوم الأحد رابعه بجامع القصر الشريف، ومرة أخرى بالمدرسة النظامية، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشونيزي إلى جنب قبر أبيه.
2325- علي بن عبد الجبار بن صالح، أبو الحسن.
من أهل باب الأزج.
كان له تعلق بخدمة الديوان العزيز -مجده الله- وكان يتولى حمل كسوة البيت الشريف إلى مكة حرسها الله ونفقات أهل الحرمين الشريفين والصدقات، ويوصل ذلك إلى أربابه، تولى ذلك سنين. وكان سرياً جميلاً، مشكوراً، من أهل الخير والثروة.
توفي عشية الأربعاء غرة صفر سنة ست وست مئة ببغداد وكان قد قدمها من مكة قبل ذلك بيومٍ، وتقدم من الديوان العزيز إلى الناس بحضور الصلاة عليه بجامع القصر الشريف فحضر الناس تلك الليلة بالجامع وصلي عليه وقت العشاء الآخرة بالشموع والأضواء، ورد إلى باب الأزج، فدفن في موضعٍ كان قد عمله لنفسه على دجلة قريباً من دار البساسيري.
2326- علي بن عبد الملك بن أبي طاهر ابن السدنك، أبو الفضائل.
من أهل الحريم الطاهري.
سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وروى عنه.
2327- علي بن عبد السلام بن أحمد، أبو الحسن بن أبي علي بن أبي الخطاب المؤدب.(4/457)
من أهل الحربية، وقد تقدم ذكرنا لأبيه.
سمع أبا المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي القصار، وغيره، وروى شيئاً يسيراً.
وتوفي شاباً في يوم الخميس ثالث عشري شعبان سنة ثلاث وست مئة، ودفن بباب حرب.
2328- علي بن عبد الرزاق بن محمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن محمد، أبو الحسن بن أبي أحمد بن الحسين.
من أهل البصرة، يعرف بابن البازكلي.
ذكره الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني في ((مشيخته البغدادية)) وقال: قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته وحدث بها عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الطحان المعروف بالراضي، وسمعت منه بها. وكان من بيت العلم والحديث، ثقةً صالحاً، ورعاً، عالماً، توفي في ذي القعدة من سنة أربع وتسعين وأربع مئة ببغداد. كل ذلك كلام ابن سلفة.
2329- علي بن عبد الرزاق بن علي بن محمد بن علي ابن الجوزي، أبو الحسن بن أبي البقاء، أخي الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي، وقد تقدم ذكر أبيه.
سمع علي هذا من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي حفص عمر ابن عبد الله الحربي، وغيرهما. كتبنا عنه.(4/458)
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرزاق ابن الجوزي قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو حفص عمر بن عبد الله بن علي المقرئ قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: حدثنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي إملاءً، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسن المقرئ، قال: أخبرنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في خطبته: ((إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربع حرم: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان)).
توفي أبو الحسن بن أبي البقاء ابن الجوزي يوم الاثنين رابع عشري ربيع الأول سنة ثمان وست مئة.
2330- علي بن عبد الباقي بن محمد، أبو الحسن، أخو أبي الفتح بن برهان الفقيه لأمه.
أحد الشهود المعدلين بمدينة السلام، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله(4/459)
النحوي قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه في كتاب ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته، قال: وأبو الحسن علي ابن عبد الباقي بن محمد، أخو ابن برهان لأمه في رجب سنة خمس عشرة وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو تمام محمد بن محمد ابن المأمون وأبو بكر أحمد ابن محمد ابن الدينوري.
توفي في رابع عشر ربيع الأول سنة ثمان عشرة وخمس مئة.
2331- علي بن عبد الباقي، أبو الحسن الخياط.
سمع أبا الغنائم عبد الصمد بن علي ابن المأمون، وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
2332- علي بن عبد الواحد بن محمد بن علي ابن الصباغ، أبو الحسن بن أبي المظفر بن أبي غالب.
أحد الشهود المعدلين هو وأبوه وجده، وهو والد عبد الواحد الذي تقدم ذكره، ومن بيت العدالة والعلم، وقد ذكرنا منهم في هذا الكتاب جماعةً.
شهد علي هذا عند قاضي القضاة أبي القاسم الزينبي فيما ذكر القاضي أبو العباس ابن المندائي وأخبرناه عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد النحوي، قال في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم شهادته وأثبت تزكيته: أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن محمد ابن الصباغ يوم السبت سادس عشري شعبان سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو الفوارس منصور بن هبة الله ابن الموصلي وأبو الفرج عبد الملك بن مسعود ابن الدينوري.
وتوفي يوم الأحد تاسع شعبان سنة تسع وأربعين وخمس مئة.
2333- علي بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن عبد الصمد بن علي ابن المأمون، أبو الحسن بن أبي الغنائم بن أبي غانم الهاشمي.(4/460)
من أهل الجانب الغربي، وقد تقدم ذكرنا لأبيه. وعلي هذا سمع جده أبا غانم محمد بن علي، والقاضي أبا بكر الأنصاري، وغيرهما. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي، وقال: لم يسمع منه أحدٌ سواي.
أنبأنا الحافظ عمر بن علي بن الخضر، ومن خطه نقلت، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الصمد بن محمد ابن المأمون، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري.
قلت: وأخبرنيه عالياً القاضي أبو العباس أحمد بن علي بن هبة الله بن الحسين ابن المأمون الهاشمي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءةً عليه وأنا حاضر أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي البزاز، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أنس، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام أو قال: ثلاث ليالٍ)).
2334- علي بن عبد الكريم بن الحسن الهمذاني، أبو الكرم العطار.
سكن الحريم الطاهري، وحدث به عن أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد الأصبهاني، وذكر أنه سمع منه في سنة خمس عشرة وخمس مئة بأصبهان. سمع منه أبو الفضل إلياس بن جامع الإربلي، وأبو الفضل محمد بن محمد السقسيني الفقيه.(4/461)
قال إلياس: وكتبت عنه في سنة خمس وسبعين وخمس مئة بالحريم الطاهري.
2335- علي بن عبد الرشيد بن علي بن بنيمان الحداد، أبو الحسن القاضي.
من أهل همذان، سبط الحافظ أبي العلاء ابن العطار الهمذاني.
ولد بهمذان، ونشأ بها، وقرأ القرآن الكريم بشيءٍ من القراءات على جده لأمه أبي العلاء، وسمع بها من جماعةٍ منهم: جده المذكور، وأبو الخير محمد ابن أحمد ابن الباغبان، وأبو الوقت السجزي حضوراً.
وقدم بغداد في صباه وتفقه بها مدةً بالمدرسة النظامية والمدرس بها أبو الخير أحمد ابن إسماعيل القزويني، وسمع منه واستملى عليه بالمدرسة النظامية. وسمع أيضاً من أبي الفرج محمد بن أحمد بن نبهان، وأبي الفتح بن شاتيل، وأبي السعادات بن زريق، وعمر ابن التبان، وخلقٍ كثيرٍ.
وخرج إلى الشام، وديار مصر، وكتب في سفره هذا عن جماعةٍ، وعاد إلى بلده، وتولى القضاء به من الديوان العزيز، مجده الله.
وفي سنة أربع وتسعين وخمس مئة قدم بغداد وتولى قضاء الجانب الغربي منها جميعه وخلع عليه، وتقدم إلى الشهود بحضور مجلسه والشهادة عليه وعنده، وذلك في شهر ربيع الأول منها.
ولم يزل على حكمه وقضائه إلى أن خرج في خدمة الأميرين السيدين: المؤيد أبي عبد الله والموفق أبي محمد ابني الأمير المعظم قدس الله روحه إلى تستر في محرم سنة ثلاث عشرة وست مئة، وتولى القضاء بها واستوطنها، وحدث ببغداد بالكثير، وسمعنا منه بها.(4/462)
قرأت على القاضي أبي الحسن علي بن عبد الرشيد بن علي بمجلس حكمه بالجانب الغربي من مدينة السلام، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي قراءةً عليه وأنت حاضر تسمع بهمذان، فأقر به، قال: حدثنا شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري إملاءً بهراة، قال: حدثنا أبو سعدٍ شعيب بن محمد بن إبراهيم المؤذن، قال: أخبرنا أبو علي الرفاء، قال: أخبرنا أبو العباس الفضل بن محمد بن عبد الله الأنطاكي، قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن مسعر، وعن العوام ابن حوشب عن إبراهيم السكسكي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا مرض العبد أو سافر قال الله عز وجل لملائكته. اكتبوا لعبدي من الأجر مثلما كان يعمل وهو صحيحٌ مقيمٌ)). أخرجه البخاري عن مطر بن الفضل عن يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب.
بلغني أن مولد القاضي علي بن عبد الرشيد في سنة ثمان وأربعين وخمس مئة.
وتوفي .. ..
2336- علي بن عمر بن أحمد بن عبد الباقي بن بكري، أبو الحسن، خازن دار الكتب بالمدرسة النظامية.
من أهل باب الأزج.
كانت له معرفةٌ حسنةٌ بالأدب. قرأ النحو على الشريف أبي السعادات ابن الشجري، واللغة العربية على الشيخ أبي منصور ابن الجواليقي وغيرهما. وكان يكتب خطاً جيداً. تولى الخزن سنين كثيرة.(4/463)
وتوفي يوم الثلاثاء ثامن عشري شهر رمضان سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
2337- علي بن عمر بن عبدوس، أبو الحسن.
من أهل حران.
قدم بغداد، وسمع بها من أبي الفضل بن ناصر، وغيره، وعاد إلى بلده، وحدث به. سمع منه هناك القاضي أبو المحاسن الدمشقي وروى عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا عمر بن علي بن الخضر القرشي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر ابن عبدوس الحراني بها، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد البغدادي بها، قال: أخبرنا القاضي أبو الفضل جعفر بن يحيى الحكاك، قال: حدثنا محمد بن الحسين الأصبهاني، قال: حدثنا محمد بن أحمد النقوي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، قال: قرأنا على عبد الرزاق، عن معمر، قال: قال ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس: إن حرام بن ملحان -وهو خال أنس- طعن يومئذ، فتلقى دمه بكفه ثم نضحه على رأسه ووجهه، وقال: فزت ورب الكعبة.
2338- علي بن عمر بن فارس ابن الحداد، أبو الفرج الباجسري الأصل البغدادي.
من أهل باب الأزج، كان يسكن بدرب العجم.
تفقه على أبي حكيم النهرواني الحنبلي، وقرأ الفرائض والحساب، وخدم بتولية الديوان العزيز في عدة خدمات أحدها: تولي النظر بالحلة المزيدية وأعمالها، وعزل قبل موته. ويقال: إنه كان فيه فضلٌ ومعرفةٌ.(4/464)
توفي ليلة الاثنين رابع شعبان سنة ثلاث وست مئة، ودفن يوم الاثنين بمشهد عبيد الله قريباً من السبتي بالجانب الشرقي.
2339- علي بن عمر بن علي بن بقاء السقلاطوني، أبو الحسن، يعرف بابن نموذج، وقد تقدم ذكر أبيه.
سمع أبا علي أحمد بن أحمد بن الخراز، وروى عنه. سمعنا منه.
قرأت على أبي الحسن علي بن عمر بن علي، قلت له: أخبركم أبو علي أحمد بن أحمد بن علي ابن الخراز قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان الدقاق، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله ابن عبيد الله بن يحيى البيع، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: حدثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني يحيى بن عبيد مولى السائب، أن أباه أخبره أن عبد الله بن السائب أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيما بين ركن بني جمح والركن الأسود: {ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار}.
2340- علي بن عمر بن أبي الحسن الحمامي، أبو الحسن.(4/465)
كان يسكن بالقرية من دار الخلافة المعظمة.
وسمع من أبي الفتح بن سلمان المعروف بابن البطي، وروى عنه. سمعنا منه، ولم يكن من أهل هذا الشأن، لكن كتب أصحابنا عنه، فكتبنا عنه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الحمامي قراءةً عليه: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان، قال: أخبرنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ابن الصواف، قال: أخبرنا إسحاق بن الحسن الحربي، قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شيبان، عن قتادة، قال: حدثنا أنس بن مالك، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيبٌ وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة طعمها مر وريحها طيب، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها)).
توفي علي بن عمر هذا في سنة خمس عشرة وست مئة.
2341- علي بن عثمان بن محمد بن دلف، أبو الحسن الدينوري المقرئ البغدادي، خال أبي محمد ابن الخشاب.
قرأت بخط ابن أخته أبي محمد، قال: خالي أبو الحسن قرأ القرآن على الشيخ أبي منصور الخياط بالقراءات الكثيرة، وسمع منه. غرق في البحر وكان في تجارة، وكان شاباً.
2342- علي بن علي بن محمد الخطيب، أبو الحسن.
من أهل البصرة.(4/466)
قدم بغداد وحدث بها عن أبي القاسم عبد الملك بن علي بن شغبة الحافظ البصري. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
2343- علي بن علي بن علي ابن الفاخر، أبو .. .. العلوي.
من ساكني مشهد الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام بالجانب الغربي.
سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيره، وتولى نقابة العلويين بالمشهد المذكور، إلا أنه عزل قبل موته، وانتقل إلى الجانب الشرقي فسكنه إلى أن توفي في يوم الجمعة سابع عشري ذي القعدة سنة أربع وستين وخمس مئة، فصلي عليه بالمدرسة النظامية، ودفن بالجانب الغربي بالمشهد المذكور.
2344- علي بن علي بن الحسن النيسابوري الأصل الواسطي المولد البغدادي الدار، أبو تراب، الفقيه الشافعي.
أحد الشهود المعدلين. ولد بواسط، وقدم بغداد واستوطنها، وتفقه بها على مذهب الشافعي، وصارت له معرفةٌ حسنةٌ بالمذهب، وأعاد بالمدرسة النظامية الدرس لمدرسيها مدةً، وأم بها في الصلوات.
وشهد عند قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد ابن الحديثي في يوم الأحد خامس عشر ربيع الآخر سنة سبعٍ وستين وخمس مئة. وكان يكتب خطاً حسناً، وزكاه العدلان أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ وأبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله.
وتوفي يوم الخميس ثالث عشري رجب سنة إحدى وسبعين وخمس مئة، ودفن بالجانب الغربي بمقابر قريش.(4/467)
2345- علي بن علي بن هبة الله بن محمد ابن البخاري، أبو طالب ابن أبي الحسن بن أبي البركات.
من بيتٍ معروفٍ بالعدالة والفقه.
وعلي هذا تفقه في صباه على أبي القاسم بن فضلان، وسافر عن بغداد إلى بلاد الروم، لأن أباه كان قد خرج عن بغداد وأقام هناك، وتولى القضاء في بعض بلادها، وأقام عند أبيه إلى أن توفي، وتولى بعده القضاء بالموضع الذي كان به، وعزل بعد سنين، فخرج إلى الشام.
ثم عاد إلى بغداد بعد عشرين سنة من سفره عنها، فكان قدومه إليها في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وخمس مئة، وولي أقضى القضاة بها في صفر سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة، وتقدم إلى الشهود بمدينة السلام بالشهادة عنده وعليه فيما يسجله، وأن يسجل عن الخدمة الشريفة الإمامية الناصرية، أعز الله أنصارها، فسمع البينة وأسجل وقبل شهوداً.
ولم يزل أمره يتزايد وحالته تنمو إلى أن توفي قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدامغاني في آخر ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة، فتولى قضاء القضاة في سلخ ذي الحجة من السنة المذكورة.
وفي شهر ربيع الأول سنة أربع وثمانين استنيب في الوزارة، وحضر الديوان العزيز ومعه الحجاب والولاة. ولم يزل على ولايته لقضاء القضاة ونيابة(4/468)
الديوان إلى أن عزل عن النيابة بالديوان العزيز خاصة في أوائل شعبان سنة أربع المذكورة، ثم عزل عن قضاء القضاة في رابع شهر رمضان من السنة أيضاً. فلزم منزله إلى أن أعيد متولياً لقضاء القضاة في يوم الاثنين خامس عشر شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وخمس مئة، فكان على ذلك إلى أن وصل نعي الوزير أبي الفضل محمد بن علي ابن القصاب من همذان في رابع عشر شعبان سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، فاستنيب في الوزارة في خامس عشر شعبان المذكور، فركب إلى الديوان العزيز على عادته المتقدمة، ولبث في ذلك جامعاً بين قضاء القضاة والنيابة بالديوان العزيز، إلى أن عزل عن النيابة خاصة في شوال من السنة المذكورة، وبقي على القضاء إلى أن توفي.
وكان فقيهاً مناظراً حسن الكلام في المسائل، مطلعاً على العلوم الشرعية. قد سمع الحديث من أبي الوقت السجزي وغيره، وما أعلم أنه حدث بشيءٍ لاستغراق وقته بغير ذلك.
مولده في سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة. وتوفي ليلة الثلاثاء ثالث عشري جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة، وصلي عليه يوم الثلاثاء بجامع القصر الشريف، ودفن بالجانب الغربي بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام.
2346- علي بن علي بن يحيى بن محمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن الحسن، يعرف بابن ناصر بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، أبو المجد ابن أبي الحسن بن أبي طالب العلوي الحسيني الفقيه الحنفي.(4/469)
شيخٌ صالحٌ، له معرفةٌ بمذهب أبي حنيفة، درس بجامع السلطان بعد وفاة الأمير السيد علي ابن المرتضى الحسني إلى أن توفي. وقد سمع الحديث من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيره.
سمع منه قبلنا القاضي عمر بن علي القرشي وغيره. سمعنا منه.
قرأت على الشريف أبي المجد علي بن علي بن يحيى العلوي، قلت له: أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخرقي، قال: حدثنا أبو علي إسماعيل بن العباس الوراق، قال: حدثني محمد بن الحسن بن إشكاب، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم : كان إذا لبس ثوباً بدأ بميامنه.
سألت الشريف أبا المجد بن ناصر عن مولده، فقال: في سنة خمس عشرة وخمس مئة بمحلة مشهد أبي حنيفة.
وتوفي في ليلة الخميس ثاني عشر شهر ربيع الأول سنة أربع وتسعين وخمس مئة، وصلي عليه يوم الخميس بالمدرسة النظامية، ودفن بمشهد(4/470)
عبيد الله عند السبتي بالجانب الشرقي.
2347- علي بن علي بن بركة بن عبيدة، أبو الحسن.
من ساكني الكرخ، أخو أبي محمد الحسن المقرئ الذي قدمنا ذكره، وهذا الأصغر.
سمع مع أخيه شيئاً من أبي البدر إبراهيم بن محمد الكرخي الفقيه، ومن أبي بكر أحمد بن علي بن الأشقر.
ولم يكن من أهل هذا الشأن؛ وسمعت جماعةً يقذفونه بما لا تجوز الرواية عنه، تركت السماع منه لما بلغني ذلك عنه، وسمع منه بعض الطلبة ولذلك ذكرناه، والله يغفر لنا وله.
وتوفي في سنة ثلاث أو أربع وست مئة، والله أعلم.
2348- علي بن علي بن منصور، أبو القاسم المؤدب.
من أهل الحلة المزيدية، يعرف بابن الخازن، أخو أبو الفتوح النحوي.
قدم بغداد وسكنها إلى أن توفي بها. وكان له مكتبٌ يعلم فيه الصبيان الخط بدار الخلافة المعظمة، وكان فيه فضل، ويقول الشعر، كتب الناس عنه شيئاً من شعره.
وتوفي ببغداد يوم الجمعة ثالث عشري شوال سنة إحدى وست مئة.(4/471)
2349- علي بن علي بن الحسن بن رزبهان بن باكيرا الفارسي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو المظفر.
من ساكني باب المراتب.
شيخٌ مسن، من بيتٍ قديمٍ أهل ولاية وتقدم. وعلي هذا تولى وزارة السلطان سليمان بن محمد لما قدم بغداد في سنة خمسين وخمس مئة. وكان فيه فضلٌ وكتابةٌ.
سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وروى عنه. سمعنا منه. قرئ على أبي المظفر علي بن علي بن باكيرا بمنزله بباب المراتب، قلت له: أخبركم أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ابن السمرقندي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا القاضي أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا داود بن عمرو ومنصور ابن أبي مزاحم وأبي بكر بن أبي شيبة، قالوا: أخبرنا أبو الأحوص، (عن أبي حصين) عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)).(4/472)
سألت أبا المظفر بن باكيرا عن مولده، فقال: في جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وخمس مئة.
وتوفي حاجاً بذات عرق في سابع ذي الحجة سنة إحدى وست مئة.
((آخر الجزء الرابع والأربعين من الأصل))
2350- علي بن علي بن سعادة بن الجنيس، أبو الحسن الفارقي الفقيه الشافعي.
ولد بميافارقين ونشأ بها، وتفقه بتبريز على الفقيه أبي عمرو، وسمع بها من أبي منصور محمد بن أسعد المعروف بحفدة.
ثم قدم بغداد وصحب أبا النجيب السهروردي، وتكلم في الوعظ مدةً على ما حدثني هو عن نفسه. ثم سكن المدرسة النظامية والمدرس بها أبو المحاسن يوسف بن بندار الدمشقي، وعلق عنه الخلاف، وتكلم في المسائل، ونظر في المذهب حتى حصل معرفته والأصول. وأعاد بالمدرسة النظامية لمدرسيها سنين، وأفتى، وأشغل المتفقهة. وكان حسن الطريقة متوفراً على الاشتغال بالعلم.(4/473)
ولما تولى أقضى القضاة أبو طالب ابن البخاري على ما سبق ذكره استنابه في الحكم عنه، وقبل شهادته في يوم الأربعاء سادس ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة، وزكاه العدلان: أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب، وأبو العباس أحمد بن علي ابن المأمون الهاشمي، فلم يزل ينوب عنه ويشهد إلى أن عزل نفسه يوم الثلاثاء ثاني عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة عن النيابة في الحكم، وترك الدخول في الشهادات، وتوفر على إعادة المدرسة النظامية، ثم ناب في التدريس بالنظامية بعد وفاة المدرس، كان بها، الشيخ أبو طالب المبارك بن المبارك الكرخي صاحب ابن الخل، إلى أن درس بمدرسة الجهة الشريفة الرحيمة والدة سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين، التي أنشأتها مجاورةً لتربتها الشريفة عند معروف الكرخي بالجانب الغربي في سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، وسكنها إلى أن توفي بها.
وقد سمع ببغداد من أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي وغيره، وحدث أيضاً عن حفدة وأبي زرعة، ونعم الشيخ كان ديناً وعلماً وصلاحاً.
توفي ليلة الاثنين يوم عرفة من سنة اثنتين وست مئة، وصلي عليه بالمدرسة الميمونة يوم الاثنين، ودفن قريباً من التربة، رحمه الله وإيانا.
2351- علي بن علي بن المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب بن الحسين بن نغوبا، أبو المظفر بن أبي الحسن بن أبي السعادات الواسطي.
وقد تقدم ذكر إخوته: عبد الله وعبيد الله، وهذا الأوسط منهم.(4/474)
كان أحد العدول بواسط، وسمع بها من أبي الكرم نصر الله بن محمد بن مخلد الأزدي، وجده أبي السعادات ابن نغوبا، ومن القاضي أبي عبد الله محمد ابن علي ابن الجلابي وغيره.
وقدم بغداد في صباه مع أبيه، وسمع بها من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي منصور نشتكين الرضواني، وأبي البركات عبد الباقي بن أحمد ابن النرسي المحتسب، وأبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ. وعاد إلى بلده، وحدث به، وسمعت منه هناك.
ثم قدم بغداد وحدث بها عن أبي عبد الله ابن الجلابي وغيره، فسمع منه أحمد بن طارق، وتميم ابن البندنيجي، وجعفر ابن العباسي، وغيرهم. ثم عاد إلى بلده فتوفي به.
وسألته عن مولده، فقال: ولدت في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وخمس مئة، وتوفي في يوم السبت منتصف شهر رمضان سنة إحدى عشرة وست مئة بالمارستان بواسط.
2352- علي بن علي بن سالم، أبو الحسن بن أبي البركات الشاعر.
من أهل الكرخ، يعرف بابن الشيخ، ويلقب هو بالمفيد.
قرأ شيئاً من الأدب على أبي الفرج الجفتي المعروف بابن الدباغ وغيره، وقال الشعر، ومدح الخدمة الشريفة الإمامية الناصرية بقصائد كثيرة سمعناها منه، وكان من شعراء الديوان العزيز، مجده الله.
أنشدنا أبو الحسن علي بن علي المفيد، لنفسه:(4/475)
ما هذه الدنيا لطالب رفدها ... وعطائها إلا شقىً وعناء
يبني بها داراً ويعلم أنه ... يمضي ويسكن داره الأعداء
ولو ارعوى لم يبن فيها منزلاً ... ونهاه عن عمل الفناء فناء
كمثال دود القز ينفع غيره ... ولنفسه بفعاله الضراء
وانظر إلى المعنى بعين بصيرةٍ ... فاللفظ للمعنى الجليل وعاء
ما الفرق في صور الرجال وإنما ... بالفضل قد تتميز الأشياء
وإذا العبادة لم تكن من نيةٍ ... لله من ذي القصد فهي هباء
من لم يكن في نفسه بمعظمٍ ... لما يعظم قدره العظماء
والحر يشبه كل حر مثلةً ... وكذا السفيه نظيره السفهاء
سألت المفيد الشاعر عن مولده فقال: مولدي في سنة سبع وخمسين وخمس مئة.
وتوفي يوم الثلاثاء سابع رجب سنة سبع عشرة وست مئة.
2353- علي بن عطية بن علي بن الحسن بن لا دخان، أبو الحسن القيرواني.
من أهل المغرب.
قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، وسكن بباب المراتب المحروس. وكان أحد الشهود المعدلين بمدينة السلام، شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد ابن الدامغاني على ما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النحوي قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه في ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) تأليفه، في ذكر من قبل قاضي القضاة (أبو الحسن علي بن محمد ابن الدامغاني شهادته وأثبت تزكيته))): أبو الحسن علي بن عطية ابن لا دخان، وابنه أبو محمد عطية جميعاً،(4/476)
في رجب سنة أربع وتسعين وأربع مئة، وزكاهما أبو محمد عبيد الله بن محمد بن طلحة الدامغاني وأبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي.
2354- علي بن عطية بن نصر، أبو بكر الرصافي.
أظنه من رصافة الشام.
سكن بغداد، وكان أيضاً أحد الشهود المعدلين بها. شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله النحوي، عن القاضي أبي العباس ابن المندائي، قال: وممن قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته بمدينة السلام، أبو بكر علي بن عطية الرصافي في يوم السبت سابع شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وخمس مئة، وزكاه القاضيان: أبو القاسم علي بن عبد السيد ابن الصباغ وأبو طاهر محمد بن أحمد ابن الكرخي.
وتوفي يوم الجمعة ثامن عشري محرم سنة تسع وخمسين وخمس مئة.
2355- علي بن عمران بن علي بن معروف بن المعلى بن كردم بن يحيى بن صالح بن عمران بن صالح بن إسماعيل بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته، أبو الحسن السالار التيمي.
من أهل أصبهان.
سمع ببلده من أبي الفتح أحمد بن محمد الحداد، وأبي مطيع محمد بن عبد الواحد المصري، قدم بغداد في سنة ستين وخمس مئة وحدث بها عنهما. سمع منه الشريف أبو الحسن الزيدي، والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي، وأبو(4/477)
الخطاب عمر بن محمد العليمي الدمشقيان. وروى لنا عنه أبو نصر بن محمد الصوفي.
قرأت على عمر بن أبي بكر الصوفي: أخبركم أبو الحسن علي بن عمران ابن علي البكري قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد بعد رجوعه من الحج في ربيع الآخر سنة ستين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردوية، قال: حدثنا محمد بن علي بن دحيم، قال: حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، الرجل على أهل بيته، والمرأة على أهل بيتها، والعبد على مال سيده. والإمام راعٍ على الناس، وكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)).
أنبأنا عمر القرشي قال: سألت علي بن عمران عن مولده، فقال: في محرم سنة خمس وثمانين وأربع مئة بأصبهان.
2356- علي بن عساكر بن المرحب بن العوام، أبو الحسن المقرئ الضرير.(4/478)
من أهل البطائح، والبطائح: ما بين واسط والبصرة.
سمعت أبا الحسن علي بن الحسن العبدي البصري يقول: قال لي أبو الحسن البطائحي ببغداد: أنا من عبد القيس، ولدت بقريةٍ تعرف بالمحمدية، قريبة من الصليق بالبطائح.
قلت: وقدم البطائحي بغداد، وحفظ بها القرآن الكريم، وقرأه بالقراءات الكثيرة على أبي العز محمد بن الحسين بن بندار القلانسي الواسطي، وعلى البارع أبي عبد الله الحسين بن محمد الدباس، وعلى أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي، وعلى أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصور الخياط، وبالكوفة: على الشريف عمر بن إبراهيم العلوي.
وسمع الحديث من أبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وغيرهم.
وحدث بالكثير، وكانت له حلقة بجامع القصر الشريف يسمع فيها كل جمعة، وأقرأ الناس القرآن الكريم بالقراءات سنين كثيرة. وكان ثقةً، صحيح السماع والرواية، له معرفةٌ حسنةٌ بالنحو، روى لنا عنه جماعة وأثنوا عليه. قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك، قلت له: أخبركم أبو الحسن علي بن عساكر بن المرحب البطائحي بقراءتك عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر(4/479)
ابن عيسى الحافظ، قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان، قال: حدثنا عبد الله بن سليمان الجارودي، قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري، قال: حدثنا مسعر، عن أبي فروة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في يوم الجمعة في صلاة الصبح {ألم. تنزيل } السجدة و{هل أتى على الإنسان}.
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر، قال: سالت علياً البطائحي عن مولده، فقال: في سنة تسعين وأربع مئة أو سنة تسع وثمانين وأربع مئة. قال: وتوفي ليلة الثلاثاء ثامن عشري شعبان سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة.
قلت: ودفن بباب حرب.
2357- علي بن عباس بن أبي غالب، أبو الحسن، يعرف بابن النحاس.
سمع أبا القاسم هبة الله بن الحصين، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)):
أنبأنا أبو المحاسن الدمشقي في كتابه، قال: أخبرني أبو الحسن علي بن عباس ابن النحاس، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين.
وأخبرنيه عالياً أبو محمد عبد الغني بن الحسن بن أحمد العطار، قدم علينا من الحج، بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر ابن عبد الله بن طاهر الطبري، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن(4/480)
الغطريف الجرجاني بها، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج الفقيه، قال: حدثنا محمد بن عبد الملك الدمشقي، قال: حدثنا أبو علي الحنفي، قال: حدثنا عمر بن أبي زائدة، قال: حدثنا أبو إسحاق الهمذاني، عن سعيد بن أبي كرب، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ويلٌ للأعقاب من النار)).
2358- علي بن عيسى بن هبة الله ابن النقاش، أبو الحسن بن أبي عبد الله البغدادي.
سكن دمشق، وتوفي بها.
سمع ببغداد من أبي القاسم بن الحصين وحدث عنه. سمع منه القاضي عمر القرشي، وروى عنه حديثاً في ((معجمه)).
وعلي هذا كانت له معرفةٌ بعلم الطب، ولم يكن محمود الطريقة في دينه على ما بلغنا، والله أعلم.
أخبرنا أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر في كتابه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عيسى ابن النقاش، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين.
وأخبرنيه عالياً القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي بقراءتي عليه بها، قلت له: قرئ على أبي القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد وأنت تسمع، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان البزاز، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي،(4/481)
قال: حدثنا أبو سهل الأهوازي، قال: حدثتنا أم الوليد بنت يحيى بن الوليد قالت: حدثني خالي قزعة بن سويد الباهلي، قال: سمعت محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: بسط للنبي صلى الله عليه وسلم تحت صور، ثم أتي بخبز ولحمٍ فأكل وصلى ولم يتوضأ.
توفي أبو الحسن ابن النقاش بدمشق في يوم السبت ثاني عشر محرم سنة أربع وسبعين وخمس مئة، ودفن بها.
2359- علي بن عرفة بن عياش، أبو القاسم الوقاياتي.
من أهل الكرخ.
من شيوخ أبي بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع، ذكره في ((معجمه))، وقال: سمعت منه.
2360- علي بن عتيق بن علي بن عطاف، أبو الحسن الضرير البغدادي.
أظنه من أهل باب البصرة.
سمع أبا الوقت السجزي، وخرج إلى الموصل فسكنها إلى حين وفاته، وحدث بها عن أبي الوقت، وتوفي بعد سنة ست مئة بقليل بالموصل، ودفن بها.
2361- علي بن غنيمة الصرصري، أبو الحسن.
سمع أبا علي الحسن بن أحمد ابن البناء وأبا الحسن أحمد بن محمد الزعفراني فيما ذكر أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف، وقال: وكان قد جاوز التسعين.(4/482)
2362- علي بن غنيمة بن علي المقرئ، أبو الحسن الضرير المشتركي.
منسوب إلى موضع يعرف بالمشترك من أعمال الحلة المزيدية.
قدم بغداد وحفظ القرآن الكريم وقرأه بشيءٍ من القراءات على أبي محمد عبد الله بن علي سبط أبي منصور الخياط، وعلى أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشهرزوري العطار، وغيرهما. وأم بالناس في الصلوات بمسجد يانس بالرياحنيين سنين، ولقن فيه خلقاً القرآن، وأقرأ. وهو الذي لقن أبا يعلى حمزة ابن علي ابن القبيطي وأبا العز مشرف بن علي الخالصي وخلقاً غيرهما.
وسمع شيئاً من الحديث من أبي محمد سبط الخياط وغيره. وكان بالإقراء أشهر منه بالتحديث.
توفي ليلة الأحد سابع عشر شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة، وصلي عليه بكرة الأحد بالمدرسة النظامية، ودفن بالجانب الشرقي بالمقبرة المعروفة بالعطافية في تربة بني نزار إلى جانب أخيه نعيم.
2363- علي بن فارس بن أبي تراب، أبو تراب الكيال.
من أهل باب الأزج.
هكذا سماه أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي، ومن خطه نقلته، وقال: سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان.
وقال محمد بن عثمان العكبري الواعظ: اسمه القاسم، وروى عنه حديثاً في ((معجم شيوخه))، وسنذكره فيمن اسمه القاسم جمعاً بين القولين إن شاء الله.
قال تميم: توفي علي بن فارس الكيال في سنة ست وسبعين وخمس مئة.(4/483)
وسمع منه بعض أصحابنا.
2364- علي بن فضائل بن علي التكريتي الأصل، أبو الحسن البغدادي الملاح.
من ساكني دار البساسيري بباب الأزج.
سمع أبا بكر محمد بن أبي حامد البيع، وروى لنا عنه، وكان سماعه صحيحاً.
قرأت على أبي الحسن علي بن فضائل التكريتي، قلت له: أخبركم أبو بكر محمد بن عبد العزيز بن علي بن عمر البيع المعروف بابن أبي حامد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به وعرفه، قال: أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد المقرئ، قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: حدثنا هارون ابن إسحاق، قال: حدثنا ابن إدريس، عن أبيه وعمه، عن جده، عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أكثر ما يدخل الناس النار؟ قال: ((الأجوفان: الفم والفرج)).
توفي علي بن فضائل هذا في شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وست مئة.
2365- علي بن محمد بن الوزير، أبو (الحسن) المستعمل.
سمع أبا محمد الحسن بن محمد الخلال، وروى عنه. سمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك بن موسى السقطي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم(4/484)
2366- علي بن محمد بن إبراهيم بن نجا الهاشمي، أبو الحسن.
من أهل بعقوبا.
سمع من القاضي أبي المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قاضي بعقوبا وروى عنه. سمع منه المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
2367- علي بن محمد بن علي بن أحمد بن عبيد الله، أبو الحسن الكاتب.
من أهل واسط، يعرف بابن السوادي، والد الحسن الذي قدمنا ذكره وأخيه العلاء الشاعر.
سمع بواسط من القاضي أبي تمام علي بن محمد العبدي قاضيها. ويقال: إنه قرأ القرآن العزيز على أبي علي غلام الهراس. وكان فيه فضلٌ وتميز، وله شعرٌ حسن. كتب عنه بواسط خميس بن علي الحوزي، وأبو الفضل محمد بن محمد بن عطاف الموصلي وغيرهما.
قدم بغداد في سنة سبع وتسعين وأربع مئة، وحدث بها عن أبي تمام القاضي، فسمع منه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي البزاز، وبها توفي.
قرأت بخط أبي الفضل بن عطاف: توفي أبو الحسن ابن السوادي ببغداد يوم الجمعة ثاني ذي القعدة سنة تسع وتسعين وأربع مئة، ودفن بباب أبرز.
2368- علي بن محمد بن محمد بن جهور، أبو الكرم الحاجب.
من أهل واسط أيضاً، من بيتٍ معروف ببلده بالعدالة والقضاء والفضل والرئاسة.(4/485)
وعلي هذا كان أحد الحجاب بالديوان المعمور بواسط. سمع القاضي أبا تمام بن أبي خازم العبدي قاضي واسط وغيره.
وقدم بغداد وحدث بها في رجب سنة سبع وتسعين وأربع مئة، فسمع منه أبو عبد الله بن خسرو البزاز فيما قرأت بخطه، وغيره.
2369- علي بن محمد بن أبي السعلى الهمداني، أبو الحسن الكوفي.
قدم بغداد في سنة إحدى عشرة وخمس مئة، وحدث بها عن القاضي أبي عمر محمد بن أحمد ابن النهاوندي قاضي البصرة، فسمع منه فارس بن أبي القاسم الحفار الحربي وروى عنه، وغيره.
2370- علي بن محمد بن علي، أبو الحسن بن أبي زيد النحوي المعروف بالفصيحي.
من أهل أستراباذ؛ بلدة من أطراف خراسان.
قرأ النحو على عبد القاهر الجرجاني، وبرع فيه حتى صار من أعرف أهل زمانه به. قدم بغداد واستوطنها إلى أن توفي بها. ودرس النحو بالمدرسة النظامية مدةً وأخذ عنه الناس وتخرج به جماعة. وحدث عن أبي الحسن علي بن محمد الخطيب الأنباري. سمع منه أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني ببغداد وقال: جالسته وسألته عن أحرفٍ من العربية، وروى عنه في ((مشيخته البغداديين)) وسمى أباه محمداً، وهو بكنيته أبا زيد أشهر.(4/486)
وقال غير ابن سلفة: توفي الفصيحي يوم الأربعاء ثالث عشر ذي الحجة سنة ست عشرة وخمس مئة ببغداد.
2371- علي بن محمد بن زيد، أبو الحسن الوقاياتي.
حدث عن أبي منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري، فسمع منه أبو طالب المبارك بن علي بن خضير الصيرفي فيما قال القاضي عمر القرشي.
2372- علي بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش الأنباري الأصل، أبو الحسن بن أبي نصر البيع، والد محمد الذي قدمنا ذكره.
وعلي هذا أحد الشهود المعدلين بمدينة السلام، شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني هو وابنه في يوم واحد. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد النحوي قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه في كتاب ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدامغاني شهادته وأثبت تزكيته، قال: وأبو الحسن علي بن محمد بن يعيش وابنه أبو عبد الله محمد جميعاً في شعبان سنة أربع وخمس مئة، وزكاهما: أبو البركات عبد الرحمن بن حبيش الفارقي وأبو سعد المبارك بن علي المخرمي.
قلت: وتوفي أبو الحسن بن يعيش هذا في ذي القعدة سنة ثمان عشرة وخمس مئة.
2373- علي بن محمد بن منصور الأسدي، أبو الحسن، المعروف بابن العمراني.
قال أبو بكر بن كامل: هو من ولد المعافى بن عمران.
قلت: أظنه من أهل آمد، قدم العراق، وكان بينه وبين القاضي أبي علي بن(4/487)
برهون الفارقي قاضي واسط مصاهرة، وقد كان بواسط، وأظنه روى بها.
سمع منه ببغداد أبو بكر بن كامل، وروى عنه في ((معجمه)) ما نقلته من خطه، قال: سمعت أبا الحسن ابن العمراني يقول: سمعت أبي يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في مسجدي بآمد، فقلت: يا رسول الله، روينا عنك أنك قلت: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه))، فقال لي: نعم.
2374- علي بن محمد بن القاسم، أبو الثناء الكلواذي.
منسوب إلى كلواذى؛ بلدة قديمة تحت بغداد بيسير، ينسب إليها: كلواذي على غير قياس، قد جاء منهم جماعةٌ من العلماء.
وعلي هذا سمع الكثير ببغداد وواسط، والرواية عنه قليلة. سمع منه أبو بكر بن كامل وأورد عنه في ((معجمه)) بيتين من الشعر ذكر أنه أنشده إياهما لنفسه، وهما:
قد خلت الدنيا من الناس ... أين أولو المعروف والباس
لا أحدٌ يرجى ولا يتقى ... الحمد لله على الياس
2375- علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عامر، أبو الحسن، المعروف بابن الوكيل.
والد أبي الفضل محمد وأبي الفتح أحمد اللذين تقدم ذكرهما. من بيتٍ قديمٍ، كان منهم وكيلٌ للإمام القائم بأمر الله.
وعلي هذا كان حاجب الحجاب في أيام الإمام المسترشد بالله. سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، وروى عنه. سمع منه المبارك بن(4/488)
كامل، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
2376- علي بن محمد بن عبد الله البزاز، أبو الحسن بن أبي بكر، المعروف بابن القيار.
وقد تقدم ذكر أبيه. سمع أبا الحسن علي بن محمد بن العلاف وروى عنه. سمع منه المبارك بن كامل أيضاً وروى عنه حديثاً في ((معجمه)).
2377- علي بن محمد بن محمد بن الحسين بن عبد الله، أبو الحسن، يعرف بابن الخراساني.
من ساكني باب المراتب. سمع أبا بكر أحمد بن سياوش التمار، وروى عنه. سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد ابن الخشاب النحوي في سنة ثمانٍ وثلاثين وخمس مئة فيما قرأت بخطه، وقال: سألته عن مولده، فقال: في سنة ست وثمانين وأربع مئة.
2378- علي بن محمد بن علي، أبو الحسن، المعروف بالدشت.
أظنه من أهل الجانب الغربي.
شيخٌ مجهولٌ، روى عنه أحمد بن يحيى ابن الدبيقي، وذكر أنه روى له بإجازته من أبي العباس الهكاري، وتكلم الناس في أحمد هذا من أجله وكونه لا يعرف برواية، وابن الدبيقي ضعيفٌ لا يعول على ما يرويه منفرداً عفا الله عنا وعنه.
2379- علي بن محمد بن علي ابن القواس، أبو الفوارس، يعرف بابن القابلة.(4/489)
من أهل الجانب الغربي.
شيخٌ صالحٌ، كان يجاور بجامع المنصور ويقيم بسقاية الراضي؛ موضع متصل بالجامع. سمع شيئاً من الحديث، وانقطع إلى العبادة.
ذكره أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في ((تاريخه)) فقال: توفي أبو الفوارس ابن القابلة يوم الاثنين ثالث عشري جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة، وصلي عليه بجامع المنصور، ودفن بباب الجامع المذكور. وكان زاهداً صالحاً على طريقةٍ حسنة.
2380- علي بن محمد بن محمد بن ودعان، أبو الحسن الموصلي الأصل البغدادي الدار، سبط الوزير أبي منصور محمد بن محمد بن جهير.
سمع ببغداد من أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي فيما ذكر أحمد بن صالح بن شافع، قال: وتوفي ببغداد ليلة السبت حادي عشري ذي الحجة سنة أربع وأربعين وخمس مئة، وصلي عليه بجامع القصر الشريف يوم السبت، ودفن بتربة جده أبي منصور بن جهير، وما أظنه حدث. وكان من ذوي البيوتات القديمة. كله كلام ابن شافع.
2381- علي بن محمد بن علي ابن الكوفي، أبو سعد الوكيل بباب القضاة، يعرف بابن القارئ.
سمع من الوزير أبي منصور محمد بن محمد بن جهير، وروى عنه. سمع منه أبو محمد ابن الخشاب النحوي في سنة ست وخمسين وخمس مئة فيما قرأت بخطه.
2382- علي بن محمد بن أبي الصيغ، أبو الحسن.(4/490)
من أهل الحربية.
حدث عن أبي العباس أحمد بن علي بن قريش المقرئ. سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي، وروى عنه في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن القرشي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن محمد بن أبي الصيغ، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن قريش، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال: حدثنا علي بن محمد بن كيسان، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، يعني المقدمي، ومسدد، قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)).
2383- علي بن محمد بن علي، أبو طالب الدواتي، صاحب كمال الدين أبي الفتوح بن طلحة.
سمع أبا القاسم هبة الله بن الحصين، وروى عنه شيئاً من المجالس التي قرئت عليه بالديوان العزيز، تخريج أبي الفضائل عبد الله بن محمد ابن الخاضبة وقراءته.
قال القرشي: توفي أبو طالب الدواتي بعد صاحبه أبي الفتوح بن طلحة بشيءٍ يسير.
قلت: وكانت وفاة ابن طلحة في صفر سنة ست وخمسين وخمس مئة.(4/491)
2384- علي بن محمد بن إبراهيم الخباز، أبو الحسن الأزجي.
وقد تقدم ذكره، وأعدناه فيمن اسم أبيه محمد كما وعدنا بذكره جمعاً بين القولين في اسم أبيه، إذ كنا ذكرنا أن اسم أبيه ثابت على ما بلغنا، والله أعلم.
2385- علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن أبي مسلم، أبو الحسن الكرجي، المعروف بالدنيك.
قدم بغداد حاجاً، وحدث بها عن أبي القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد التاجر، وأبي القاسم إسماعيل بن الفضل الخياط، وأبي منصور أحمد بن محمد ابن ينال الصوفي الأصبهانيين. سمع منه جماعةٌ منهم: أبو نصر عمر بن أبي بكر الدينوري، وروى لنا عنه.
قرأت على أبي نصر عمر بن محمد بن الحسن الصوفي، قلت له: أخبركم أبو الحسن علي بن محمد بن علي الكرجي قدم عليكم حاجاً قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو نصر بن أبي الرجاء المؤذن الأصبهاني، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة، قال: أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كل مسكر خمرٌ وكل خمرٍ حرامٌ)).
قال المصنف: قرأت بخط القاضي عمر القرشي، وقد أجاز لنا، قال: أخبرنا أن علي ابن الدنيك توفي بمنى يوم عيد الأضحى سنة ثلاث وستين وخمس(4/492)
مئة، وقالوا: كان ثقةً صالحاً مكثراً.
2386- علي بن محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي القرشي، أبو الحسن بن أبي المعالي بن المفضل، المعروف بالقاضي الزكي.
من أهل دمشق.
تولى قضاء بلده هو وأبوه وجده. وكان رجلاً خيراً ديناً، ثم استعفى من القضاء فأعفي، فخرج إلى مكة حاجاً، فحج وعاد إلى العراق، وقدم بغداد في صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة، وأقام بها سنة وشهوراً، فأدركه أجله بها.
وقد كان سمع بدمشق من جماعةٍ، منهم: أبو طالب علي بن عبد الرحمن ابن أبي عقيل، وأبو الحسن علي بن المسلم الشهرزوري، وعبد الكريم بن حمزة السلمي. وسمع ببغداد لما قدمها على كبره من جماعةٍ، منهم: أبو الفتح محمد ابن عبد الباقي المعروف بابن البطي وغيره. وحدث بها عن المذكورين وغيرهم، فسمع منه جماعةٌ، منهم: أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب، وأبو بكر الباقداري، وإبراهيم ابن الشعار، وأحمد بن يحيى بن هبة الله، وأبو الحسن الزيدي، والقاضي أبو المحاسن الدمشقي، وأبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر وغيرهم.
حدثنا أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الهاشمي، من لفظه أولاً، وبقراءتي عليه ثانياً، قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن(4/493)
يحيى القرشي قراءةً عليه ببغداد وأنا أسمع في صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد السلمي قراءةً عليه بدمشق وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي، قال: حدثنا نصر بن داود، قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن برد بن سنان، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كن ورعاً تكن أعبد الناس، وكن قنعاً تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً)).
قال أبو الفرج صدقة بن الحسين الحداد في ((تاريخه)): وتوفي زكي الدين أبو الحسن علي بن محمد القرشي قاضي دمشق ببغداد يوم الخميس ثامن عشري شوال سنة أربع وستين وخمس مئة، وصلي عليه بجامع القصر، ودفن بمقبرة أحمد، يعني بباب حرب.
وقال الزيدي مثل ذلك، وزاد: وكان نزهاً حسن الخلق ذا وقارٍ وتدين وعلم.(4/494)
2387- علي بن محمد بن بركة الزجاج، أبو الحسن بن أبي بكر الواسطي الأصل البغدادي المولد والدار.
من أبناء الشيوخ المحدثين. سمع أبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي وغيره، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن القرشي، ومكي بن أبي القاسم الغراد، وأبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي، وأبو بكر بن مشق، وروى لنا عنه جماعة.
قرأت على أبي الحسن محمد بن عبد الله بن محمد الهاشمي، قلت له: أخبركم أبو الحسن علي بن محمد بن بركة الزجاج قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف، قال: أخبرنا علي بن داهرٍ الوراق، قال: حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد ابن بنت سليمان بن حرب، قال: حدثنا بشر بن عبد الوهاب الأموي، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، قال: حدثنا سفيان الثوري، قال: حدثنا ابن جريج، قال: حدثنا عطار بن أبي رباح، قال: حدثنا ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن فكأنما شافهته به)) ثم قرأ: {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}.
أنبأنا عمر بن علي القرشي، قال: توفي أبو الحسن الزجاج يوم الثلاثاء في محرم سنة خمس وستين وخمس مئة. وقال غيره: يوم الثلاثاء رابع عشري محرم(4/495)
المذكور، ودفن بباب حرب.
2388- علي بن محمد بن الحسن القزاز، أبو الحسن الكوفي الأصل، من ساكني الكرخ، يعرف بابن كنكلة.
سمع أبا الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن الطيوري، وأبا الحسن علي بن محمد ابن العلاف وغيرهما، وروى عنهم: سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح ابن شافع، وأبو الفتوح عبد السلام بن يوسف الدمشقي، وتميم ابن البندنيجي. وحدثنا عنه إسماعيل بن إبراهيم الصوفي وغيره.
قرأت على أبي محمد إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الصوفي، قلت له: أخبركم أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن المعروف بابن كنكلة قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي ابن العلاف، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الصائغ، قال: حدثنا القاضي إبراهيم بن إسحاق الزهري، قال: حدثنا محمد بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أبردوا بالظهر، فإن شدة الحر من فيح جهنم)).
قرأت بخط تميم بن أحمد ومنه نقلت، قال: توفي أبو الحسن بن كنكلة الكرخي في جمادى الآخرة سنة ست وستين وخمس مئة .. ..
2389- علي بن محمد القايني، أبو الحسن الحاجب.(4/496)
أحد حجاب الديوان العزيز، وكان يحضر في الجامع مع الخطيب، ويعرف بحاجب المقصورة. كان شيخاً مسناً، خدم الخلفاء الراشدين سنين كثيرة.
قال أبو بكر عبيد الله بن علي المارستاني: إنه ولد في سنة سبع وثمانين وأربع مئة، وإنه توفي يوم الأحد رابع عشر صفر سنة أربع وسبعين وخمس مئة عن سبعٍ وثمانين سنة، ودفن بمقابر قريش.
2390- علي بن محمد بن المبارك بن بكروس، أبو الحسن بن أبي بكر.
وقد تقدم ذكر أبيه وأخيه أحمد، كان يسكن درب القيار.
شيخٌ صالح، سمع الكثير بنفسه. وبإفادته سمع شيخنا عبد العزيز بن الأخضر عوالي مسموعاته. وروى عن أبي القاسم بن الحصين، وأبي غالب ابن البناء، وأبي بكر المزرفي، وأبي القاسم الشروطي، والقاضي أبي بكر الفرضي، وغيرهم. وسمع منه قبلنا القاضي أبو المحاسن الدمشقي، وإلياس بن جامع الإربلي، وسمعنا منه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن بكروس قراءةً عليه بمنزله وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو بكر محمد بن الحسين بن علي المقرئ المعروف بالمزرفي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن سكينة إجازةً، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن حيان، قال: حدثنا محمد بن الفضل، يعني ابن عطية، قال: حدثنا(4/497)
محمد بن واسع، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يحرم على النار كل هينٍ لينٍ سهلٍ قريبٍ)).
بلغني أن مولد علي بن بكروس في ذي الحجة سنة أربع وخمس مئة.
وتوفي ليلة الاثنين ثالث ذي الحجة سنة ست وسبعين وخمس مئة، ودفن يوم الاثنين بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب عند أبيه وأخيه.
2391- علي بن محمد بن الحسن ابن المستوفي، أبو المفاخر البيهقي.
وبيهق من أعمال نيسابور.
شيخٌ فاضلٌ، واعظٌ، صوفي، صاهر أبا منصور العبادي الواعظ وصحبه ولغيره من المشايخ. وسمع بنيسابور من أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، والقاضي أبي سعيد محمد بن أحمد بن صاعد، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، وأخيه أبي بكر وجيه، وأبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، وأبي محمد عبد الجبار بن محمد الخواري وغيرهم.
وقدم العراق، وأقام ببغداد مدة بدرب زاخي برباط الأرجواني يعظ ويحدث. وصار إلى واسط، وحدث بها، وسمع منه جماعةٌ من أهلها. وعاد إلى بغداد، وكتب إلينا بالإجازة منها في سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
أخبرنا أبو المفاخر علي بن محمد بن الحسن البيهقي -فيما كتبه إلينا بخطه وأذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن صاعد، قال: أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن الأنصاري، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي.
قلت: وأخبرنيه أبو القاسم ذاكر بن كامل بن الحسين البغدادي قراءةً عليه(4/498)
وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الكريم بن أحمد بن محمد المحاملي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: أخبرنا أبو عثمان طالوت بن عباد الصيرفي من ((كتابه))، قال: حدثنا فضال بن جبير، قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة: إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا ائتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف، غضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم)).
بلغني أن أبا المفاخر البيهقي سافر عن بغداد قبل وفاته بقليل، وأنه توفي في شعبان سنة سبع وسبعين وخمس مئة، وحمل إليها، ودفن بمقبرة الخيزران ظاهر مشهد أبي حنيفة بالجانب الشرقي عند أبي بكر الشبلي الصوفي.
2392- علي بن محمد بن محمد بن أفلح، أبو الحسن بن أبي البشائر بن أبي البركات.
سمع من أبي القاسم هبة الله بن الحصين، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي وأخرج عنه حديثاً في ((معجمه)).
أنبأنا عمر بن علي بن الخضر القرشي، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: (حدثنا أبي)، قال: حدثنا أبو معاوية،(4/499)
قال: حدثنا ابن أبي ليلى، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئنا القرآن ما لم (يكن) جنباً.
قال المصنف: قال القرشي: سألت أبا الحسن بن أبي البشائر عن مولده، فقال: في حادي عشري شهر رمضان سنة ثمان عشرة وخمس مئة.
2393- علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم، أبو منصور بن أبي الفرج بن أبي عبد الله، المعروف بابن الأنباري الكاتب.
صاحب ديوان الإنشاء؛ تولى ذلك بعد وفاة أبيه، وكان أيضاً يتولاه،(4/500)
وذلك في ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمس مئة. وكان سرياً جميلاً، من بيت أهل فضل وعلم وكتابة، وقد سبق ذكر أبيه وجده في هذا الكتاب.
توفي شاباً في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة.
2394- علي بن محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن ابن المسلمة، أبو نصر ابن الوزير أبي الفرج بن أبي الفتوح بن أبي الفرج بن أبي الفتح.
وقد تقدم ذكر أبيه وجماعة من أهله.
وأبو نصر هذا أحب طريقة الصوفية ومخالطتهم والتزيي بلباسهم، وبنى لهم رباطاً بالقصر من دار الخلافة، شيد الله قواعدها بالعز، وكان فيه جماعةٌ منهم: لم يدخل في شيءٍ من الولايات.
سمع الحديث في صباه من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي وأبي الوقت السجزي ومن بعدهما، وحدث بالقليل؛ سمع منه أبو القاسم تميم ابن أحمد ابن البندنيجي، وأبو المظفر المبارك بن طاهر الخزاعي الصوفي وابنه عبد الله، وأبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي، وأبو الفرج ابن الحصري، وعلي بن الوارث.(4/501)
وخرج قبل وفاته عن بغداد إلى الشام، وسكن دمشق، فتوفي بها في يوم الاثنين ثاني عشري جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة، ودفن عند جبل قاسيون ظاهر البلد عن أربع وأربعين سنة.
2395- علي بن محمد بن علي، أبو الحسن المقرئ البراندسي.
منسوب إلى قريةٍ تسمى براندس، من قرى نهر عيسى.
كانت له معرفة بالفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله. وقد سمع الحديث من أبي القاسم بن الحصين، وأبي غالب ابن البناء، وإسماعيل ابن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي. وعمر حتى بلغ أكثر من مئة سنة من عمره على ما قيل.
وحدث، واقرأ الناس؛ روى عنه القاضي القرشي في ((معجمه)) وأبو بكر ابن مشق، وسمع منه جماعةٌ من أصحابنا.
أنبأنا القاضي عمر بن علي القرشي، قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد البراندسي، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءةً عليه.
قلت: وأخبرنيه عالياً أبو محمد عبد الخالق بن عبد الوهاب ابن الصابوني وأبو منصور يحيى بن علي بن الخراز وأبو فراس يحيى بن علي بن كرسا وأبو القاسم دلف بن أحمد بن قوفا وجماعة، قراءةً عليهم، قالوا: أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان قال: أخبرنا(4/502)
أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا (عفان، قال: حدثنا) همام، قال: حدثنا ثابت، عن أنس، قال: قال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم وهما في الغار: يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا، قال: ((يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟)).
أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيع ومن خطه نقلت، قال: كان مولد أبي الحسن البراندسي في سنة ثمانين وأربع مئة.
قلت: وتوفي يوم الاثنين سادس عشر ربيع الأول سنة ست وثمانين وخمس مئة، ودفن عند قبلة جامع المنصور تحت القبة الخضراء.
2396- علي بن محمد بن حبشي، أبو الحسن الرفاء.
من أهل باب الأزج.(4/503)
سمع من أبي سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي الأصبهاني، وروى عنه. سمع منه بعض الطلبة، وما لقيته. توفي في خامس عشر محرم سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة.
2397- علي بن محمد بن الحسن بن الطيب، أبو القاسم الزهري.
من أهل الكوفة، أحد عدولها، يعرف بابن غنج. ذكر لي أنه من ولد عبد الرحمن بن عوف الزهري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
سمع بالكوفة من الشريف عمر بن إبراهيم العلوي الزيدي، وأبي العباس ابن ناقة، وغيرهما.
قدم علينا بغداد وطلبنا منه أصلاً من مسموعاته فلم يكن معه شيءٌ فكتبنا عنه حكايات حدثنا بها من حفظه، ثم وقفت بعد ذلك على سماعه لكتاب ((الدعاء)) جمع محمد بن فضيل على الشريف عمر الزيدي.
سمعت أبا القاسم علي بن محمد بن غنج يقول من لفظه ببغداد: سمعت الشريف أبا البركات عمر بن إبراهيم بن محمد العلوي بالكوفة يقول: حدثني خالي عبد الجبار بن معية العلوي، قال: خرج قومٌ من أهل الكوفة يطلبون الأحجار الغروية يجمعونها لأيام الزيارات والمعيشة بها، وبالكوفة من يعمل ذلك إلى اليوم، وأبعدوا في الطلب في النجف، وساروا فيها حتى خافوا التيه، فوجدوا ساجةً كأنها سكان مركب عتيقةً، وإذا عليها كتابة، فجاءوا بها إلى الكوفة، فقرأناها فإذا عليها مكتوب: ((سبحان مجري القوارب، وخالق الكواكب، المبتلي بالشدة امتحاناً، والمجازي بالإحسان إحساناً، ركبت في البحر في طلب الغنى ففاتني الغنى، وكسر بي، فأفلت على هذه الساجة،(4/504)
وقاسيت أهوال البحر وأمواجه، ومكثت عليها سبعة أيام، ثم ضعفت عن مسكها، فكتبت قصتي بمدية كانت في خريطتي، فرحم الله عبداً وقعت هذه الساجة إليه، فبكى لي وامتنع عن مثل حالي)). قال: فعجبنا من ذلك، وعلمنا أنه كان في الزمان الأول الماء في النجف، وأن المحن قديمة، وأحوال الدنيا عجيبة، والكتابة خرش، كأنه في تلك الخشبة نفش.
سألت أبا القاسم بن غنج عن مولده، فقال: في رمضان سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة.
وبلغنا أنه توفي بالكوفة في شهر ربيع الأول سنة سبعٍ وتسعين وخمس مئة.
2398- علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش، أبو الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن أبي نصر.
سبط قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني، وقد تقدم ذكرنا لأبيه وجده وأخيه عبد الرحمن.
سمع علي هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، وأبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وروى عنهم على كره منه. سمع منه قبلنا القاضي عمر القرشي(4/505)
وغيره، وكتبنا عنه.
قرأت على أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن يعيش، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الكاتب قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال: حدثنا إسماعيل بن الفضل البلخي، قال: حدثنا محمد بن أبان الواسطي، قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يتوارث أهل ملتين، ولا يرث مسلمٌ كافراً، ولا كافرٌ مسلماً)) وقرأ: {والذين كفروا بعضهم أولياء بعضٍ}.
سألت أبا الحسن بن يعيش عن مولده، فقال: ولدت يوم الاثنين وقت إسفار الصبح مستهل شعبان سنة تسع عشرة وخمس مئة.
وتوفي عشية السبت حادي عشر صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، ودفن يوم الأحد ثاني عشر بالجانب الغربي بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام.
2399- علي بن محمد بن علي بن المسلم، أبو الحسن السلمي.(4/506)
من أهل دمشق، يعرف بابن الشهرزوري، الفقيه الشافعي: من بيت العلم والتدريس، وجده علي يلقب جمال الإسلام وكان فقيهاً شافعياً مدرساً راوية للحديث، وأبوه محمد أيضاً فقيه.
وعلي هذا تفقه بدمشق وقدم بغداد في صباه وسمع بها من الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري وغيرها، وعاد إلى بلده ودرس بها الفقه، وتقدم. وقد كان سمع بدمشق من القاضي أبي القاسم الحسين بن الحسن الأسدي المعروف بابن البن وغيره، ثم قدم بغداد في سنة إحدى وست مئة، وسكن بالجانب الغربي برباط الزوزني، وحدث بها بشيءٍ يسيرٍ، فسمع منه بعض أصحابنا.
وعاد إلى الشام فتوفي في طريقه قبل وصوله إلى دمشق بحمص في سنة إحدى وست مئة المذكورة. ويقال: إن مولده في محرم سنة أربع وأربعين وخمس مئة، والله أعلم.
2400- علي بن محمد بن علي بن أحمد ابن الخراز، أبو الحسن ابن أبي محمد.
من أهل الحريم الطاهري، وقد تقدم ذكر أبيه.
سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية الزاهد، وأبا القاسم سعيد ابن أحمد ابن البناء وغيرهما، وروى شيئاً قليلاً. سمع منه بعض الطلبة، وخرج إلى الحج في ذي القعدة سنة ثلاث وست مئة، فانقطع قريباً من العسيلة بأطراف(4/507)
الحجاز في آخر هذا الشهر، فوجد ميتاً هناك لما عاد الحاج.
2401- علي بن محمد بن علي الجرجاني، أبو الحسن بن أبي بكر، التاجر.
من ساكني دار الخلافة المكرمة، شيد الله قواعدها بالعز.
بلغني أنه ولد بجرجان وقدم بغداد في صباه واستوطنها إلى أن مات بها. كان أحد التجار المعروفين بكثرة الأسفار، دخل الشام وخراسان، وركب البحر، ودخل الصين. وسمع ببغداد من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطي وغيره. ويقال: إنه حدث بدمشق عنه، فأما ببغداد ما أعلم أنه روى شيئاً، وما ظفرنا بسماعه في حياته لنكتب عنه.
قال لي من سمعه يقول: مولدي في سنة تسع وعشرين وخمس مئة بجرجان.
قلت: وتوفي ببغداد في ليلة السبت سابع عشري رجب سنة أربع وست مئة، ودفن يوم السبت في الجانب الغربي بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام.
2402- علي بن محمد ابن الطبيب، أبو الحسن.
من أهل المدائن، يعرف بابن سدير، وسديرٌ: لقبٌ لأبيه فيما قال لي أبو الحسين بن أبي الحديد قاضي المدائن واسمه محمد.
وعلي هذا كانت له معرفة بعلم الطب والمداواة، ويقول الشعر، وكان فيه(4/508)
دماثة ودعابة. سمعت منه شيئاً من شعره ببغداد وبالمدائن.
أنشدني أبو الحسن بن سدير لنفسه بالمدائن، وقد سمعتها منه أيضاً ببغداد:
أيا منقذي من معشر زاد لؤمهم ... فأعيا دوائي واستكان له طبي
إذا اعتل منهم واحدٌ فهو صحتي ... وإن ظل حياً كدت أقضي به نحبي
أداويهم إلا من اللؤم إنه ... ليعيي علاج الحاذق الفطن الطب
توفي ابن سدير بالمدائن فجاءةً في العشر الأخر من رمضان سنة ست وست مئة.
2403- علي بن محمد، أبو الحسن البواب.
من ساكني المأمونية، في البستان الكبير.
كانت له معرفةٌ بتعبير الرؤيا. وقد سمع شيئاً من الحديث من أبي محمد عبد الله بن منصور ابن الموصلي، وأبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف، وغيرهما. وأظنه روى شيئاً يسيراً. توفي فجاءةً بعد أن صلى العشاء الآخرة في ليلة الخميس سابع عشري جمادى الآخرة سنة سبعٍ وست مئة، ودفن يوم الخميس بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.
2404- علي بن محمد بن أبي منصور بن أبي الغنائم -ويعرف بصاحب الخاتم- بن أبي غالب واسمه محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن ابن علي بن الحسن بن عيسى -ويعرف بالرومي- بن محمد الأزرق بن عيسى الرومي بن محمد بن علي العريضي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، أبو الغنائم العلوي.(4/509)
من أهل المدائن، يعرف بابن صاحب الخاتم.
سكن بغداد في الجانب الغربي بالمشهد، وكان شاعراً مكثراً، وله المدائح الكثيرة في أهل البيت عليهم السلام وغيرهم، وشعرٌ كثيرٌ مدونٌ قد سمعه منه جماعة، وكتبوا عنه، وكان يسجع بالشعر.
بلغني أنه توفي بالحلة المزيدية في سنة ثمان وست مئة أو نحوها، والله أعلم.
2405- علي بن محمد بن يحيى بن محمد بن هبيرة، أبو الحسن بن أبي عبد الله ابن الوزير أبي المظفر.
من بيت معروفٍ بالرئاسة والتقدم والرواية. سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان وغيره، وسافر عن بغداد قبل وفاته بسنين نحو الشام، وتردد في بلادها، ثم عاد إلى آمد فتوفي بها في يوم الجمعة ثامن جمادى الأولى سنة تسع وست مئة.
2406- علي بن محمد بن علي بن أبي سعد الموصلي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو الحسن بن أبي البركات الخياط.
أخو سليمان بن محمد المقدم ذكره، وهذا الأصغر.
سمع الكثير بإفادة أخيه الأكبر يوسف من جماعةٍ، منهم: أبو البركات(4/510)
عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وأبو عبد الله الحسين بن علي الخياط، وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبو إسحاق إبراهيم بن نبهان الرقي، وأبو عبد الله محمد بن محمد السلال، وأبو البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، وأبو حفص عمر بن أحمد الصفار النيسابوري وغيرهم، وحدث عنهم. وكان سماعه صحيحاً مع أخويه يوسف وسليمان. سمعنا منه.
قرأت علي أبي الحسن علي بن محمد بن علي الموصلي، قلت له: أخبركم أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد السلال قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن وشاح بن عبد الله مولى الزينبي، قال: أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا كامل بن طلحة أبو يحيى الجحدري، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أدرك ركعةً من الصلاة فقد أدرك الصلاة)).
توفي علي بن محمد الموصلي يوم الأربعاء سادس عشر جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وست مئة، ودفن يوم الخميس سابع عشر بالجانب الغربي بمقبرة الشونيزي بجنب أبيه، وقد نيف على الثمانين.
2407- علي بن محمد بن علي بن محمد، أبو الحسن بن أبي عبد الله المقرئ.(4/511)
كان والده يعرف بالسقاء. من أهل الحريم الطاهري، وقد تقدم ذكر أبيه.
سمع أبا محمد المبارك بن أحمد الكندي، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبا علي أحمد بن أحمد بن الخراز، وأبا الوقت وغيرهم، وحدث عنهم. وسكن حربى، من نواحي دجيل، وكان يقدم بغداد في بعض الأوقات ويسمع منه.
قرأت على أبي الحسن علي بن محمد السقاء، قلت له: أخبركم أبو محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، وأبو القاسم سعيد بن أحمد أبو الحسن ابن البناء قراءةً عليهما وأنت تسمع، فأقر به، قالا: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد ابن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا أبو الربيع، قال: حدثنا هشيمٌ، قال: حدثنا علي بن زيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما بين منبري وحجرتي روضة من رياض الجنة، وإن منبري على ترعة من ترع الجنة)).
سألت علي ابن السقاء عن مولده فقال: في يوم الجمعة سادس ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة، وتوفي (في رمضان سنة ثمان عشرة وست مئة بقرية حربى).
2408- علي بن محمد بن عدنان بن عبد الله بن عمر، ويعرف بالمختار، أبو القاسم بن أبي جعفر بن أبي نزار بن أبي الفضائل بن أبي علي العلوي الحسيني.(4/512)
من أهل الكوفة، ونقيب العلويين بها، أخو أبي الحسين محمد المقدم ذكره، وهذا الأصغر.
قدم بغداد مراراً كثيرةً، وسمع بها من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان وأبي الحسن علي بن الحسن بن البل وغيرهما، وروى لنا عنهما. كتبت عنه ببغداد.
قرأت على أبي القاسم علي بن محمد بن عدنان العلوي، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي ابن الفراء قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي، قال: حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الحياء من الإيمان)).
قال المصنف: سألت أبا القاسم بن المختار عن مولده فقال: في سنة ست وثلاثين وخمس مئة.(4/513)
2409- ( علي بن محمد بن أحمد ابن العمري.(1)
سمع أبا الوقت. سمع منه بعض أصحابنا.
توفي في رمضان سنة تسع عشرة وست مئة).
2410- علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن المعمر بن جعفر، أبو طالب بن أبي المظفر بن أبي القاسم.
من بيت الولاية والتقدم، وقد سبق ذكر أبيه.
وعلي هذا تولى حجابة باب المراتب مدةً. وسمع من أبي المعالي أحمد ابن عبد الغني بن حنيفة، وسعد الله ابن الدجاجي الواعظ، وأبي الفتح بن سلمان، وأبي محمد ابن الخشاب، وأسعد بن يلدرك وغيرهم، وروى عنهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي طالب علي بن محمد بن عبد الله بن جعفر من أصل
__________
(1) هذه الترجمة أخلت بها النسخة الكيمبرجية ، وهي ثابتة بخط الذهبي في المختصر المحتاج .. .. .. .(4/514)
سماعه، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن عبد الله الربعي، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الواعظ إملاءً، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري بمكة، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى بن السكين البلدي، قال: حدثنا علي بن حرب الموصلي، قال: حدثني عبد السلام بن صالح الخراساني، قال: حدثنا الرضا علي بن موسى، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي ابن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الإيمان إقرارٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، ويقينٌ بالقلب)).
سألت أبا طالب بن جعفر عن مولده فقال: في بكرة الثلاثاء ثامن عشر جمادى الأولى سنة خمس وأربعين وخمس مئة.
2411- علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد، أبو الحسن بن أبي الكرم، يعرف بابن الأثير.(4/515)
ولد بجزيرة ابن عمر ونشأ بها، ثم صار إلى الموصل وسكنها. وسمع بها من أبي الفضل عبد الله بن أحمد ابن الطوسي الخطيب وطبقته، وقدم بغداد مراراً: حاجاً ورسولاً إلى الديوان العزيز من أمير الموصل. وسمع بها من الشيخين: أبي قاسم يعيش بن صدقة الفقيه الشافعي، وأبي أحمد عبد الوهاب بن علي الصوفي وغيرهما. ورحل إلى الشام والقدس وسمع هناك من جماعةٍ، وعاد إلى بلده ولزم بيته منقطعاً إلى الاشتغال بالخير والتوفر على النظر في العلم، وعنده مجتمع أهل الفضل من أهل الموصل والواردين إليها. لقيته بها وكتبت عنه، ونعم الرجل رأيته.
أنشدني بمنزله بدرب دراج بالموصل لبعضهم:
ما مر يومٌ على حر ولا ابتكرا ... إلا رأى عبراً فيه إن اعتبرا
ولا انقضت ساعةٌ في الدهر وانصرفت ... حتى تؤثر في قومٍ لها أثرا
سألته عن مولده، فقال لي: ولدت بالجزيرة، يعني جزيرة ابن عمر، في رابع جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمس مئة.
2412- علي بن محمد بن عبد الله بن الحسين ابن السكن، أبو الحسن بن أبي سعد الحاجب، يعرف بابن المعوج.(4/516)
وقد تقدم ذكر أبيه.
وعلي هذا أحد الحجاب بالديوان العزيز. سمع من أبي عبد الله محمد بن محمد بن علي ابن السكن نسيبه، وروى عنه. سمعنا منه.
قرئ على أبي الحسن علي بن أبي سعد الحاجب وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو عبد الله محمد بن محمد ابن السكن قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله القارئ، ويعرف بابن البطر، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيع، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن حنان، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا ابن زياد، قال: سمعت أبا أمامة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. هكذا وقع هذا الحديث في هذه الرواية بهذا اللفظ، والمحفوظ: ((لم يزل جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)).
سئل أبو الحسن ابن السكن عن مولده، وأنا أسمع فقال: ولدت في سنة ثمان وخمسين وخمس مئة.
2413- علي بن محمد بن أحمد بن بختيار بن علي ابن المندائي، أبو جعفر ابن شيخنا القاضي أبي الفتح ابن القاضي أبي العباس.
من أهل واسط، وقد تقدم ذكر والده.(4/517)
وعلي هذا سمع بواسط من أبي محمد الحسن بن علي بن محمد ابن السوادي، وجده لأمه أبي العباس هبة الله بن نصر الله بن مخلد الأزدي، والقاضي أبي طالب محمد بن علي ابن الكتاني، وأبي الفضل الربيع بن سليمان العدوي، وغيرهم. وقدم بغداد مراراً كثيرةً، وأقام بها، وسمع من أبي الفرج بن كليب ووالده وجماعة. وحدث بها عن أبي محمد ابن السوادي، وأبي طالب ابن الكتاني المذكورين، فسمع منه بعض الطلبة من أصحابنا.
وسمعت والده يقول: مولد ابني أبي جعفر في صفر سنة تسع وخمسين وخمس مئة.
((آخر الجزء الخامس والأربعين من الأصل))(4/518)
ذكر من اسمه علي واسم أبيه محمود
2414- علي بن محمود بن عبد الله القطان، أبو الحسن.
من ساكني الظفرية.
سمع أبا حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي، وروى عنه. سمع منه بعض أصحابنا.
وتوفي في سنة خمس وست مئة.
2415- علي بن محمود بن الحسن ابن النجار، أبو الحسن البزاز.
أخو أبي عبد الله محمد الذي قدمنا ذكره، وعلي هذا الأسن.
سمع شيئاً من الحديث من شيوخنا، وعرف علم الفرائض وقسمة التركات، وولاه قاضي القضاة أبو القاسم عبد الله بن الحسين الدامغاني أمين الحكم بمدينة السلام، وكان يعتمد عليه فيما يخبر به من التركات وغيرها. كتبت عنه إنشادات، وذكر لي أنه ولد في محرم سنة أربع وستين وخمس مئة، ووجد(4/519)
مقتولاً في صبيحة الجمعة لأربع عشرة خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وست مئة، ويقال: قتل نفسه، ودفن عشية الجمعة المذكور بباب أبرز عند أبيه.
2416- علي بن المبارك بن يوسف بن برهان، أبو الحسن الوالبي.
حدث عن أبي طاهر أحمد بن علي السواق. سمع منه أبو محمد عبيد الله ابن نصر ابن الزاغوني وجماعة في سنة تسع وثمانين وأربع مئة.
2417- علي بن المبارك بن بحر القطان، أبو الحسن.
سمع أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، وروى عنه أبياتاً سمعها منه أنشده إياها التميمي المذكور.
2418- علي بن المبارك بن علي ابن المخرمي، أبو الفضل ابن القاضي أبي سعد.
أحد الشهود المعدلين، ومن بيت القضاء والعدالة والرواية المذكورين. شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النحوي قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار الواسطي قراءةً عليه، قال: ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته، ومنهم: أبو الفضل علي بن المبارك ابن المخرمي في مستهل صفر سنة ست وعشرين وخمس مئة، وزكاه القاضي أبو(4/520)
القاسم علي بن عبد السيد ابن الصباغ وأبو الفضل عطية بن علي بن لا دخان.
قال القاضي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي فيما وجدت بخطه ومنه نقلت: سمع أبو الفضل ابن المخرمي من أبي بكر أحمد بن الحسين ابن سوسن التمار، وحدث عنه، سمع منه حمزة بن علي ابن القبيطي وغيره، وتوفي ليلة الأحد حادي عشري شوال سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.
2419- علي بن المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب بن نغوبا، أبو الحسن بن أبي السعادات الواسطي.
أحد العدول بها، ومن بيت الرواية والحديث هو وأبوه وإخوته، وقد تقدم ذكر بنيه: عبد الله، وعبيد الله، وعلي.
سمع أبو الحسن هذا بواسط من أبي نعيم محمد بن إبراهيم الجماري، وأبي نعيم محمد بن علي بن زبزب، وأبي الأزهر علي بن أحمد ابن الكتاني، والنقيب أبي عبد الله الحسين بن محمد الرشيدي، وأخيه أبي البقاء المؤمل، وأبي سعيد محمد بن كمار بن الحسن، وأبي الكرم خميس بن علي الحوزي، وأبي الفضل محمد بن أحمد ابن العجمي وجماعة آخرين.
وقدم بغداد في صباه، وسمع بها من أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ومن بعده، مثل: أبي البركات عبد الباقي بن أحمد ابن النرسي، وأبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، وأبي منصور نشتكين بن عبد الله الرضواني، وأبي الفضل محمد بن ناصر السلامي وغيرهم. ثم عاد إليها،(4/521)
وحدث أيضاً بها بالكثير، فسمع منه أبو الحسن صدقة بن الحسين بن وزير الواعظ، وأبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشعار، والشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي العلوي، والقاضي أبو المحاسن عمر ابن علي الدمشقي، وأبو الرضا أحمد بن طارق بن سنان الكركي. وروى لنا عن جماعة، منهم: أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر وغيره.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك من ((كتابه)) قلت له: أخبركم أبو الحسن علي بن المبارك بن الحسين بن نغوبا الواسطي قدم عليكم بغداد بقراءتك عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو نعيم محمد بن إبراهيم بن محمد ابن خلف الجماري قراءةً عليه وأنا أسمع بواسط.
قلت: وأخبرنيه أبو طالب محمد بن علي بن أحمد ابن الكتاني قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو نعيم محمد بن إبراهيم بن محمد الجماري قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني، قال: أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث، عن يونس، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة، عن جرير بن عبد الله، قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة والنصح لكل مسلم.
أنبأنا محمد بن المبارك بن مشق قال: مولد أبي الحسن بن نغوبا يوم الأحد سابع عشر ذي الحجة سنة ست وثمانين وأربع مئة. قلت: وغرق في دجلة ما بين(4/522)
بغداد وواسط وكان منحدراً إلى واسط في ذي القعدة سنة ثمان وستين وخمس مئة، وأخرج ميتاً، وحمل إلى واسط فدفن بها.
2420- علي بن المبارك بن المبارك السامري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو الحسن بن أبي الفرج، القاضي المحتسب المعروف بابن المعاز.
من أهل باب الأزج.
أحد الشهود المعدلين الموصوفين بالفضل والتمييز والدين. شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في ولايته الأولة يوم الثلاثاء سابع جمادى الآخرة سنة خمسين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو طاهر محمد بن أحمد ابن الكرخي وأبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن الحراني. ثم تولى القضاء بربع باب الأزج والحسبة بجميع مدينة السلام بعد أبيه، وكان يتولى ذلك، أعني إياه، في رجب سنة ثمان وستين وخمس مئة. وكان فيه صرامة وله هيبة، وعنده كثرة وسواس في الطهارة والصلاة.
توفي يوم الأحد عاشر جمادى الآخرة سنة سبعين وخمس مئة ضحى نهاره، وصلي عليه عشية اليوم المذكور ودفن بداره بباب الأزج، ولم ير أحدٌ جنازته، وكان شاباً، ذكر ذلك كله صدقة بن الحسين في ((تاريخه)).
2421- علي بن المبارك بن أحمد بن محمد بن بكري، أبو الحسن.
من أهل الحريم الطاهري، من بيتٍ مشهور، قد روى منهم جماعة.
سمع أبا علي محمد بن محمد ابن المهدي، وأبا الغنائم محمد بن(4/523)
محمد ابن المهتدي بالله، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وغيرهم، وروى عنهم. سمع منه أبو الحسن الزيدي ورفيقه صبيح العطاري، والقاضي أبو المحاسن الدمشقي وأبو بكر بن مشق، وعمر بن محمد العليمي الدمشقي وغيرهم.
أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن محمد، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المبارك بن أحمد بن بكري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن محمد ابن المهدي، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان.
وأخبرناه عالياً أبو القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال: حدثنا عبد الله بن روح المدائني ومحمد ابن ربح البزاز، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي، أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنية، وإنما لامرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته على الله ورسوله فهجرته إلى الله وإلى رسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)).
أنبأنا محمد بن أبي طاهر، قال: مولد أبي الحسن بن بكري في ثامن عشر جمادى الآخرة سنة تسع وخمس مئة. وتوفي في جمادى الأولى سنة إحدى(4/524)
وسبعين وخمس مئة.
2422- علي بن المبارك بن المبارك بن أحمد بن جوانوية، أبو الحسن بن أبي المظفر.
أحد الشهود المعدلين هو وأبوه، شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي ابن أحمد ابن الدامغاني في ولايته الأولة، وذلك في يوم السبت ثالث محرم سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة، وزكاه العدلان: أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن الحراني وأبو المظفر محمد بن أحمد ابن التريكي الهاشمي الخطيب، وسمع شيئاً من الحديث من أبي الوقت السجزي وغيره، وسافر عن بغداد إلى دمشق وسكنها إلى أن توفي بها، وما أعلم أنه حدث ببغداد.
2423- علي بن المبارك بن أبي الفضل، أبو الحسن بن أبي المعالي ابن الأحدب، يعرف بابن غريبة.
من أهل الجانب الغربي، من ساكني محلة دار القز، وانتقل إلى المحلة المعروفة بالعتابيين.
كانت له معرفة بالفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وسمع الحديث من أبي القاسم بن الحصين وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم.
سمع منه أبو الفرج عبد الرحمن بن عيسى البزوري الواعظ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وروى لنا عنه أبو الحسن علي بن الحسن البصري، وذكر أنه سمع منه ببغداد.
قرأت على أبي الحسن علي بن الحسن بن إسماعيل العبدي، قدم علينا من البصرة، قلت له: أخبركم أبو الحسن علي بن أبي المعالي ابن الأحدب قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي ابن محمد البزاز.
قلت: وأخبرنيه عالياً الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن علي بن محمد ابن(4/525)
الجوزي بقراءتي عليه من أصل سماعه بواسط، قلت له: أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أستمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي البزاز، قال: حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام)) أو قال: ((ثلاثة أيام)).
توفي أبو الحسن ابن غريبة في يوم الأحد حادي عشري جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وخمس مئة فيما ذكر تميم ابن البندنيجي.
2424- علي بن المبارك بن علي بن خطاب، أبو الحسن بن أبي الثناء البزاز.
سمع أبا القاسم بن الحصين، وروى عنه. سمع منه القاضي عمر القرشي وروى عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا أبو الحسن ابن أبي الثناء البزاز، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الله بن الحصين.
وأخبرناه القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي، قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد ابن المذهب، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عبد الأعلى الثعلبي، عن أبي(4/526)
عبد الرحمن السلمي، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((من كذب في الرؤيا متعمداً كلف عقد شعيرة يوم القيامة)).
قال القرشي: سألته، يعني أبا الحسن بن أبي الثناء، عن مولده، فقال: في رجب سنة أربع عشرة وخمس مئة.
قلت: وتوفي في سنة ثمانين وخمس مئة، فيما أظن، والله أعلم.
2425- علي بن المبارك بن المبارك ابن القطان، أبو الحسن بن أبي الكرم بن أبي العز.
أظنه كان من وكلاء القضاة، يسكن بباب الأزج.
سمع أبا الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي، والنقيب أبا جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي، وروى عنهم. سمع منه جماعةٌ منهم: عبد الله بن أبي بكر الخباز ومحمد بن عبد الغني المقدسي، وكان في سنة ست وثمانين وخمس مئة حياً.
2426- علي بن المبارك بن محمد ابن الجلاجلي، أبو الحسن.
والد أبي الفتوح محمد الذي قدمنا ذكره. كان يسكن بدار الخلافة المعظمة عند باب عليان.
بلغني أنه سمع من أبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبي(4/527)
القاسم هبة الله بن الحسين ابن الحاسب، وما أعلم أنه حدث بشيء.
سمعت أبا الفتوح محمد بن علي ابن الجلاجلي يقول: كان مولد والدي في سنة سبع عشرة وست مئة.
قلت: وتوفي يوم الاثنين عاشر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشونيزي.
2427- علي بن المبارك بن هبة الله بن المعمر بن علي الهاشمي، أبو المعالي بن أبي المعمر بن أبي محمد القصري.
سمع أبا القاسم بن الحصين، وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن صرما، وأبا البركات عبد الباقي بن أحمد ابن النرسي، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي، وروى عنهم. سمع منه القاضي عمر القرشي، وتميم ابن البندنيجي، وجماعة من أصحابنا.
توفي يوم الخميس عاشر ربيع الآخر سنة أربع وتسعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الخلال بباب الأزج.
2428- علي بن المبارك بن أحمد بن هبة الله ابن المكشوط الهاشمي، أبو الحسن بن أبي المظفر بن أبي الرضا الخطيب.
شاب طلب الحديث، وسمع الكثير من شيوخنا مثل: أبي الفتح بن شاتيل، وأبي السعادات بن زريق، وأبي الفتح البرداني، وأمثالهم. وتولى الخطابة بجامع فخر الدولة أبي المظفر بن المطلب بالجانب الغربي ونفذ من الديوان العزيز إلى غزنة خطيباً، فوصلها وخطب بها مديدةً، وعاد منها متوجهاً إلى بغداد فعرض له من الملاحدة بكرمان فقتلوه وأخذوا ما كان معه، وذلك في(4/528)
شهور سنة أربع وتسعين وخمس مئة.
2429- علي بن المبارك بن عبد الباقي بن بانويه، أبو الحسن النحوي، يعرف بابن الزاهدة.
من ساكني الظفرية.
قرأ النحو على الشريف أبي السعادات ابن الشجري العلوي، وعلى أبي جعفر المعروف بالتكريتي مدةً، وتخرج به فيه جماعة، منهم أبو البركات محمد ابن محمد الشهرستاني ثم البغدادي وغيره. ولقيته قبل وفاته بقليل، وكان منقطعاً في منزله. سمع منه جماعة من رفقائنا.
وتوفي في يوم الثلاثاء ثالث ذي الحجة سنة أربع وتسعين وخمس مئة، ودفن عند والدته الزاهدة برباطٍ لهم بدرب البقر بالظفرية.
2430- علي بن المبارك بن محمد بن جابر بن الحسن بن محموية، أبو الحسن بن أبي المظفر بن أبي العز بن أبي الحسن.(4/529)
أحد الشهود المعدلين؛ شهد عند قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد ابن الحديثي في يوم الأحد ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ست وستين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله، وأبو العباس أحمد بن محمد ابن الطيبي. وسمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم اليونارتي الأصبهاني، وغيرهما. سمع منه قبلنا القاضي عمر بن علي القرشي، وسمعنا منه.
قرأت على أبي الحسن علي بن المبارك بن محمد بن جابر، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الكاتب قراءة عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الواعظ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تسحروا فإن في السحور بركة)).
سألت أبا الحسن بن جابر عن مولده فقال: في شهر ربيع الأول سنة عشرٍ وخمس مئة. وسأله قبلي القرشي فقال: في سابع عشر صفر من السنة المذكورة.
قلت: وتوفي ليلة الاثنين سابع عشر جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وخمس مئة، ودفن يوم الاثنين بمقبرة باب حرب.
2431- علي بن المبارك بن أحمد القارئ، أبو الحسن، المعروف بابن المؤذن.
سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي، وأبا سعد(4/530)
أحمد بن محمد ابن البغدادي وغيرهما. سمعنا منه.
قرأت على أبي الحسن علي بن المبارك بن أحمد المؤذن، قلت له: قرئ على القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي وأنت تسمع، فأقر به، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال: أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن ماهبزذ الأصبهاني، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا بقية بن الوليد، عن عاصم بن سعيد، قال: حدثني ابنٌ لأنس بن مالك عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة)).
سألت أبا الحسن ابن المؤذن عن مولده فقال: في جمادى الآخرة سنة ست عشرة وخمس مئة.
وتوفي ليلة الجمعة سابع عشر ربيع الأول سنة إحدى وست مئة، ودفن يوم الجمعة بالجانب الغربي بمقبرة الشونيزي.(4/531)
2432- علي بن المبارك بن علي، أبو الحسن الخباز.
من أهل باب البصرة، يعرف بابن أخي الحريص.
سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وروى عنه. سمع منه أصحابنا، وطلبناه لنسمع منه فكان قد توفي عن قرب، وكانت وفاته بين العيدين من سنة ست أو سبع وست مئة.
2433- علي بن المبارك بن صافي بن عبد الله، أبو الحسن بن أبي الفرج الصوفي.
أحد الصوفية برباط شيخ الشيوخ هو وأبوه، وجده صافي يعرف بالخرقي، كان مولى لأبي جعفر ابن الخرقي القاضي فأعتقه وزوجه ابنته. وقد روى أيضاً علي هذا. سمع جده صافياً، وأبا الوقت السجزي، وأبا المظفر ابن الشبلي، وروى عنهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي الحسن علي بن المبارك بن صافي، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا أبو عاصم ومكي بن إبراهيم، قالا: حدثنا يزيد(4/532)
ابن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من أسلم: ((أن أذن في الناس: من كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يوم عاشوراء)).
سألت أبا الحسن بن صافي عن مولده، فقال: في سنة خمس وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي فجاءةً يوم الخميس رابع عشر شهر رمضان سنة تسع وست مئة، وصلي عليه بقية اليوم المذكور، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.
2434- علي بن المبارك بن علي بن بشير الشيباني، أبو الحسن المطرز.
من ساكني المأمونية ودرب الكوازة. شيخٌ صالحٌ، حافظٌ لكتاب الله، كثير التلاوة له، حسن الطريقة. سمع أبا المعالي ابن البقلي المقرئ، وعمر بن التبان، وأبا ياسر بن أبي حبة وذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف وجماعةً من شيوخنا. وكتب بخطه الكثير، ولم يرو إلا القليل. علقت عنه أناشيد.
أنشدني أبو الحسن علي بن المبارك الشيباني، قال: أنشدني بعض شيوخنا:
خلقت من التراب فصرت حياً ... بصيراً بالكلام وبالجواب
وعدت إلى التراب فصرت فيه ... كأني ما برحت من التراب
وأنشدني أيضاً لبعضهم:
احفظ لسانك لا تبح بثلاثةٍ ... دينٍ ومالٍ ما حييت ومذهب(4/533)
فعلى الثلاثة تبتلى بثلاثةٍ ... بمكفرٍ وبحاسدٍ ومكذب
سمعت أبا الحسن المطرز يقول: ولدت في العشر الأول من محرم سنة ست وخمسين وخمس مئة.
وتوفي ليلة الأربعاء ثالث شوال سنة أربع عشرة وست مئة، ودفن يوم الأربعاء بباب حرب.
2435- علي بن المبارك بن عبد الواحد بن محمد بن يوسف بن الحسين بن غيلان، أبو الحسن بن أبي المعالي الصباغ.
من أهل باب الأزج، من بيتٍ قديمٍ، كان منهم عدولٌ وقضاةٌ بباب الأزج.
سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء وغيره. سمعنا منه.
قرأت على أبي الحسن علي بن المبارك بن غيلان، قلت له: أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البناء قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا عبد الجبار بن عاصم، قال: حدثني عبيد الله ابن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عدي بن ثابت الأنصاري، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيتٍ من بيوت الله ليقضي فريضةً من فرائض الله كانت خطاه إحداهما تحط خطيئةً والأخرى ترفع درجةً)).(4/534)
وتوفي علي هذا في ثامن عشري ذي الحجة سنة ست عشرة وست مئة، ودفن بباب حرب.
2436- علي بن المبارك بن علي بن محمد بن جعفر بن هرثمة، أبو الحسن بن أبي القاسم البيع.
من أهل الكرخ، كان يسكن بالقطيعة.
قرأ القرآن المجيد على أبي محمد بن عبيدة، وشيئاً من الأدب على الكمال أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري النحوي، ثم على أبي الفرج محمد ابن الحسين المعروف بابن الدباغ وغيرهما. وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن محمد بن جعفر العباسي في يوم الثلاثاء تاسع رمضان سنة أربع وثمانين وخمس مئة، وزكاه أبو الفتح محمد بن محمود ابن الحراني وأبو عبد الله محمد ابن أحمد ابن حماد الأنباري، إلا أنه عزل بعد قليل.
أنشدني مذاكرةً للمتنبي:
وذي الدار أخون من مومسٍ ... وأختل من كفة الحابل
تفانى الرجال على حبها ... وما يحصلون على طائل
وسمعته يقول: مولدي في ذي الحجة سنة أربع وخمسين وخمس مئة.
2437- علي بن المبارك بن أحمد بن أحمد بن محمد ابن الطاهري، أبو الحسن بن أبي المجد.
من أهل الحريم الطاهري، يقال: إنه من ولد طاهر بن الحسين الخزاعي.
سمع من أبي المعالي محمد بن محمد ابن اللحاس، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وأبي المعالي عمر بن بنيمان المستعمل وأخيه(4/535)
محمد، وأبي المكارم محمد بن أحمد ابن الطاهري وغيرهم. وصحب أبا السعود بن الشبل الزاهد. كتبنا عنه وعن أبيه.
قرأت على أبي الحسن علي بن المبارك بن أحمد ابن الطاهري، قلت له: أخبركم أبو المعالي محمد بن محمد ابن اللحاس قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن البسري إجازةً قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا زياد بن خيثمة، عن أبي داود، عن عبد الله بن سخبرة، عن سخبرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من ابتلي فصبر، وأعطي فشكر، وظلم فاستغفر، وظلم فغفر)) ثم سكت، قالوا: ما له؟ فقال: {أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}.
توفي علي هذا ليلة الخميس ثامن عشري ربيع الآخر سنة سبع عشرة وست مئة، ودفن يوم الخميس بباب حرب.
2438- علي بن المبارك بن علي بن فارس، أبو الحسن بن أبي السعادات يعرف بابن الوارث.
سمع الكثير بنفسه وكتب بخطه الكتب الكبار والصغار، ولازم حلق الحديث من صباه إلى كهوليته. وكتب عن جماعةٍ منهم: أبو الربيع سليمان بن مروان، وعتيق بن عيشون، وأبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب النحوي، وأبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار، وأبو محمد عبد الله بن منصور ابن(4/536)
الموصلي، وأبو العباس أحمد بن المبارك ابن المرقعاتي، وأبو عبد الله مسلم بن ثابت بن جوالق، وعمر بن هدية السمسار ومن بعدهم، وحدث عنهم. وكان صدوقاً صحيح السماع.
سألته عن مولده فقال: في ذي الحجة سنة تسع وأربعين وخمس مئة.
وتوفي (في السادس والعشرين من شهر رمضان سنة عشرين وست مئة، ودفن من يومه بمقبرة الزرادين).
2439- علي بن المبارك بن هبة الله بن محمد ابن الوزير أبي طالب محمد بن أيوب، أبو الحسن بن أبي نصر بن أبي المظفر بن أبي نصر بن أبي طالب الحاجب بالديوان العزيز، مجده الله.
من ساكني باب المراتب، من بيتٍ قديمٍ أهل وزارة وتقدم، وجد جده أبو طالب بن أيوب كان وزير الإمام القائم بأمر الله رضي الله عنه.
وعلي هذا سمع من جماعةٍ، منهم: أبو عبد الله محمد بن محمد بن السكن، وأبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل، وأبو منصور عبد الله بن محمد بن حمدية، وأبو القاسم هبة الله بن الحسن ابن السبط وغيرهم، وحدث عنهم.
سألته عن مولده فقال: في سحرة الاثنين عاشر شعبان سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.
2440- علي بن المبارك بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أبو الحسن بن أبي الفتح المقرئ الفقيه الشافعي.(4/537)
من أهل واسط، يعرف بابن باسوية، وهو لقبٌ لأحمد جد أبيه. من أهل برجوني، وهي محلة بشرقي واسط.
قرأ القرآن وتلقنه من أحمد بن سالم البرجوني. ثم قرأ بالقراءات العشر على شيخنا أبي الحسن علي بن المظفر خطيب شافيا، وأبي بكر عبد الله بن منصور ابن الباقلاني. وسمع الحديث معنا بواسط من أبي طالب ابن الكتاني، وأبي نصر بن محمين البزاز، ومسعود بن علي بن قطرون، وأحمد بن سالم وغيرهم.
وقدم بغداد وأقام بها للتفقه مدة على الشيخ أبي طالب صاحب ابن الخل، وبعده على الشيخ أبي القاسم يعيش بن صدقة الفراتي بالمدرسة الكمالية بباب العامة المحروس. وسمع بها أيضاً من جماعة، منهم: أبو الفتح بن شاتيل، وأبو المعالي ابن الفراوي النيسابوري، وغيرهما.
وسافر إلى الشام، وسكن بدمشق، وأقرأ الناس القرآن الكريم بجامعها، وحدث بها، وهو الآن هناك على طريقة حسنة.
2441- علي بن المظفر بن علي بن الحسين، أبو القاسم، يعرف بابن الظهيري.(4/538)
من ساكني باب المراتب، والد الأعز بن علي الذي قدمنا ذكره.
سمع أبا عبد الله هبة الله بن أحمد الموصلي وأبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي وغيرهما، وحدث عنهم.
سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وأبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي، وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وغيرهم.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن المظفر بن علي ابن الظهيري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله هبة الله بن أحمد ابن الموصلي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران، قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان، قال: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى جذعٍ منصوبٍ في المسجد، حتى إذا بدا له أن يتخذ المنبر شاور فيه ذوي الرأي من المسلمين، فرأوا أن يتخذه، فأعده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى جلس على المنبر. فلما فقده ذلك الجذع حن حنيناً، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجلسه حتى جاءه فقام إليه فمسه فهدأ، ثم لم يسمع منه حنينٌ بعد ذلك اليوم.
قال أبو محمد ابن الخشاب: سألته عن مولده فقال: في جمادى سنة خمس وتسعين وأربع مئةٍ، لم يحقق أي جمادين.
أنبأنا الحافظ عمر بن علي بن الخضر القرشي، قال: توفي أبو القاسم ابن(4/539)
الظهري يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمس مئة، وكان خارجاً من بيته إلى الجامع فجلس على دكة في طريقه فمات فجاءةً.
2442- علي بن المظفر بن أحمد ابن البناء، أبو الحسن الخياط الصوفي.
كان يقيم برباط المأمونية. وقد سمع كثيراً من شيوخنا وصحب الصوفية، وسافر إلى الشام، وأقام بدمشق، ودخل القدس. ثم عاد إلى بغداد وأقام بها إلى أن توفي، وما بلغ أوان الرواية، في يوم الجمعة تاسع عشري شعبان سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، ودفن في ذلك اليوم بمقبرة باب أبرز بالجانب الشرقي.
2443- علي بن منصور بن كوسا، أبو الحسن الضرير.
سمع أبا الحسين ابن الطيوري وحدث عنه في سنة إحدى وأربعين وخمس مئة. سمع منه أبو محمد ابن الخشاب النحوي.
2444- علي بن منصور بن المظفر الجوهري أبو الحسن، يعرف بابن الزاهدة.
من أهل باب الأزج. سمع من أبي الوقت السجزي، وأبي الفتح محمد بن عبد الله المعروف بابن البطي وغيرهما. وروى شيئاً يسيراً، ولم يكن بذاك، سامحه الله. كتبنا عنه أحاديث.
قرأت على أبي الحسن علي بن منصور ابن الزاهدة: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية، قال: أخبرنا إبراهيم بن خريم الشاشي، قال: حدثنا عبد بن حميد(4/540)
الكشي، قال: حدثنا يزيد بن هارون وحبان بن هلال، قالا: حدثنا عامر بن صالح، عن أيوب بن موسى، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما نحل والدٌ ولده أفضل من أدبٍ حسنٍ)).
توفي علي بن منصور هذا ليلة الاثنين ثالث ذي الحجة سنة ثمان وست مئة، ودفن يوم الاثنين بالمقبرة المعروفة بالوردية.
2445- علي بن منصور بن عبيد الله بن علي الخطيبي، أبو الحسن الأصبهاني الأصل البغدادي المولد والدار اللغوي.
شيخٌ فاضلٌ، له معرفةٌ تامةٌ بالأدب. قرأ على أبي الحسن علي بن عبد الرحيم السلمي المعروف بابن العصار، وعلى أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري النحوي، وبرع في ذلك حتى صار يشار إليه في معرفة اللغة(4/541)
العربية ونقلها حفظاً وعلماً، مع حفظ للقرآن المجيد، ومعرفةٍ بالفقه على مذهب الشافعي. وأقام بالمدرسة النظامية سنين.
وسمع الحديث من عمه أبي حنيفة محمد بن عبيد الله الخطيب الأصبهاني ببغداد لما قدمها، ومن أبي عبد الله الحسين بن عبد الرحمن بن محبوب الغزي، وأبي المحاسن محمد بن عبد الملك الهمذاني وغيرهم، إلا أنه كان يمتنع من الرواية والتعليم.
سألته عن مولده فقال: في سنة سبع وأربعين وخمس مئة، أظنه في شوال.
2446- علي بن مسعود بن علي بن طليب، أبو الحسن بن أبي السعادات.
من أهل الحربية.
من شيوخ القاضي عمر القرشي، ذكره في ((معجمه)).
2447- علي بن مسعود بن أحمد ابن المقرئ، أبو القاسم بن أبي البركات الحاجب.
أحد الحجاب بالديوان العزيز، أسماه الله وأجله، من شيوخهم. سمع من أبي المعالي عبد الملك بن علي الطبري المعروف بابن الهراسي، وروى لنا عنه.(4/542)
قرأت على أبي القاسم علي بن مسعود ابن المقرئ، قلت له: أخبركم أبو المعالي عبد الملك بن علي بن محمد الطبري قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان.
وأخبرناه عالياً أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد التاجر، بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءةً عليه وأنت تسمع في ربيع الآخر سنة ست وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عرفة قال: أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((آتي يوم القيامة باب الجنة، فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحدٍ قبلك)).
توفي علي ابن المقرئ يوم الاثنين ثاني جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وست مئة، ودفن في اليوم المذكور بباب أبرز.
2448- علي بن موهوب بن علي ابن الخطيب، أبو الحسن المخزومي الواسطي.
هكذا قرأت اسمه ونسبه بخطه، ذكر أنه سمع ببغداد من أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، وقرأ الأدب على أبي منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي، وسمع بالمدائن من أبي القاسم ابن العجيمي قاضيها، وبأصبهان من أبي سعيد صالح بن جهر، وبشيراز من أبي سعيد المبارك بن أحمد بن حمدوية، ذكره القاضي يحيى بن القاسم التكريتي في شيوخه.(4/543)
2449- علي بن موهوب بن جامع بن عبدون ابن البناء، أبو الحسن.
عم شيخنا محمد بن عبد الله بن موهوب ابن البناء الصوفي. سمع أبا البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي وغيره، وروى عنه. سمع منه أبو الفتح عبد الوهاب بن بزغش العيبي المقرئ في سنة أربع وسبعين وخمس مئة.
2450- علي بن المعمر بن محمد بن المعمر، أبو الحسن النقيب الطاهر ابن النقيب الطاهر أبي الغنائم العلوي الحسيني، والد أبي عبد الله أحمد الذي تقدم ذكره.
تولى علي هذا النقابة والإمارة على الطالبيين بعد أخيه أبي أحمد حيدرة في سنة اثنتين وخمس مئة ولم يزل على ذلك. ولما خرج الإمام المسترشد بالله في سنة تسع وعشرين وخمس مئة، للقاء مسعود بن محمد السلجوقي، كان في خدمته مع كافة أرباب دولته، وأسر، أعني علياً هذا، وحبس بقلعةٍ من قلاع بلاد العجم، وبقي بها شهوراً، ومرض فخلي سبيله، فنزل عنها وتوجه إلى بغداد، فتوفي في أوائل صفر سنة ثلاثين وخمس مئة. وكان مولده في سنة سبعين وأربع مئة.
وقد سمع من أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن الطيوري، ومن أبي علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب. قال ذلك القاضي عمر القرشي.
وقال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في ((تاريخه)): حبس النقيب الطاهر أبو الحسن بن المعمر بقلعة يقال لها: ماسرجهان، وأطلق يوم الجمعة(4/544)
تاسع عشري محرم سنة ثلاثين وخمس مئة وكان مريضاً فتوفي عشية هذا اليوم.
2451- علي بن المعمر بن أبي القاسم، أبو (الحسن) المقرئ.
من أهل واسط.
قرأ القرآن الكريم بالقراءات بواسط على القاضي أبي الفضل هبة الله بن علي بن قسام. وعلى أبي بكر عبد الله بن منصور ابن الباقلاني، والنحو على أبي الحسن بن أحمد الحويزي. وسمع بها الحديث من أبي القاسم علي بن محمد بن ماكن النحوي، وأبي طالب محمد بن علي ابن الكتاني، وأبي جعفر إقبال بن المبارك ابن العكبري وغيرهم.
وقدم بغداد، وقرأ بها الأدب على أبي الحسن علي بن عبد الرحيم ابن العصار، وأبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري. وسمع بها من الكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري وغيرها، وعاد إلى بلده، ثم قدمها قبل وفاته وسكنها إلى أن توفي بها. وقد حدث بها عن أبي طالب ابن الكتاني وغيره. وكان فيه فضل وصلاح.
كتبت عنه أناشيد ببغداد.
أنشدني أبو الحسن علي بن المعمر الواسطي ببغداد لنفسه:
يا نهر عيسى إلى عيسى نسبت وما ... نسبت إلا بتحقيقٍ وإيضاح
وإنه بك إحياء القلوب كما ... عيسى المسيح به إحياء أرواح
ذكر لنا علي بن المعمر ما يدل أن مولده في سنة ثمانٍ وأربعين وخمس مئة.
وتوفي ببغداد يوم السبت ثاني شهر رمضان سنة تسعٍ وست مئة، ودفن في(4/545)
هذا اليوم بالجانب الغربي بمقبرة معروف الكرخي.
2452- علي بن المختار بن علي، أبو الحسن الهرثاني الواسطي.
منسوب إلى قريةٍ من سواد واسط تعرف بالهرث، خطيب قريةٍ تسمى جورجس، قريبة من الهرث.
قدم بغداد وقرأ بها القرآن العزيز على الشيخ أبي منصور محمد بن أحمد الخياط، وقرأ شيئاً من علم الكلام على أبي عبد الله القيرواني. روى عنه أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ مناماً رآه ببغداد، وحدث به عنه وأثنى عليه. وقد سمع ذلك المنام منه أيضاً سعد الله بن نجا بن الوادي، وأبو محمد المبارك بن علي ابن الطباخ، وغيرهما.
2453- علي بن المختار بن الأشرف ابن فخر الملك أبي غالب محمد بن علي بن خلف الوزير، أبو الحسن.
سمع أبا الحسن علي بن محمد ابن العلاف وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)) الذين كتب عنهم.
2454- علي بن مكي، أبو الحسن الحلاوي.
روى عن أبي محمد عبد الله بن محمد الخطيب الصريفيني. سمع منه أيضاً أبو بكر بن كامل، وروى عنه حديثاً في ((معجمه)).
2455- علي بن مكي بن محمد بن هبيرة، أبو الحسن بن أبي جعفر.(4/546)
هو ابن أخي الوزير أبي المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة، يلقب غرس الدولة. كان فيه فضلٌ، وله معرفةٌ بالأدب وترسلٌ حسنٌ. أنشأ رسالةً في ذكر الصيد وصفة آلاته قرئت عليه بمجلس عمه الوزير، فسمعها عليه جماعةٌ منهم: عبد الرحمن بن عمر الواعظ وغيره.
وخدم علي هذا بعد وفاة عمه بالديوان العزيز، وتولى ديوان الزمام المعمور في شهر رمضان سنة أربع وثمانين وخمس مئة، وعزل عنه في سادس عشري صفر سنة خمس وثمانين وخمس مئة.
وتوفي في سنة ثمان وثمانين وخمس مئة.
2456- علي بن المحسن ابن السلماسي، أبو الحسن البزاز.
سمع أبا طالب محمد بن محمد بن غيلان وروى عنه. سمع منه أبو البركات المبارك بن هبة الله ابن السقطي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)) فيما قال القاضي أبو المحاسن القرشي.
2457- علي بن معلى بن أحمد، أبو الحسن النساج.
ذكر أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق أنه سمع أبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، وأنه توفي ليلة الخميس تاسع عشري جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وخمس مئة. أظنه سمع منه، والله أعلم.
2458- علي بن المرتضى بن علي بن محمد ابن الداعي بن زيد بن حمزة بن علي بن عبيد الله بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن جعفر ابن الحسن بن الحسن بن أبي طالب، أبو الحسن بن أبي الحسين العلوي الحسني.(4/547)
أصبهاني الأصل بغدادي المولد والدار، يعرف بالأمير السيد. كانت له معرفة بالفقه على مذهب أبي حنيفة. درس بجامع السلطان مدةً. وكان من أعيان الناس وأماثلهم. سمع شيئاً من الحديث من أبي سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي وغيره. سمع منه القاضي عمر القرشي، وروى عنه في ((معجمه)).
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المرتضى العلوي، قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان الأصبهاني، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أبي، قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، قال: حدثنا معاذ بن أسد، قال: حدثنا الفضل بن موسى، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أكثروا ذكر هاذم اللذات .. .. الموت)).
سألت الأمير السيد أبا الحسن العلوي عن مولده فقال: في ليلة الثلاثاء ثاني عشر ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وخمس مئة ببغداد.
قلت: وتوفي ليلة الجمعة ثاني عشر رجب سنة ثمان وثمانين وخمس مئة، ودفن يوم الجمعة بمقابر قريش.
2459- علي بن مصدق بن شبيب بن الحسين، أبو الحسن بن أبي الخير.
ولد بواسط، وقدم بغداد مع أبيه، فنشأ بها، وحفظ القرآن المجيد، وتفقه على مذهب الشافعي، ونظر في شيءٍ من العربية، وسمع الحديث من جماعة،(4/548)
منهم: أبو الفرج بن كليب وغيره، وكان ساكناً.
توفي في ليلة السبت خامس عشري صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، ودفن يوم السبت في الجانب الشرقي بالمقبرة المعروفة بالعطافية.
2460- علي بن مكارم بن عبد العزيز الصوفي، أبو الحسن.
شيخٌ صالحٌ حافظٌ لكتاب الله تعالى. أقام برباط فخر الدولة أبي المظفر بن المطلب المجاور لمدرسته المعروفة بدار الذهب عند عقد المصطنع سنين، متقدماً على من به من الصوفية، ويحج في كل سنة عن الإمام المستضيء بأمر الله إلى أن رتب إماماً بالحرم الشريف في مقام إبراهيم عليه السلام في سنة ثلاث عشرة وست مئة، وأقام بمكة شرفها الله، ورأيته بها على أحسن طريقة.
وقد حدث ببغداد بالإجازة الشريفة له من سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام، الناصر لدين الله أبي العباس أحمد أمير المؤمنين خلد الله ملكه وأدام أيامه.
2461- علي بن المقرب بن منصور بن مقرب بن الحسن بن عزيز الربعي، أبو عبد الله.(4/549)
من أهل البحرين. شاعرٌ قدم بغداد في سنة ثلاث عشرة وست مئة وكتب الناس عنه شيئاً من شعره. علقت عنه، أنشدني أبو عبد الله علي بن المقرب البحراني لنفسه من قصيدةٍ:
وقائلةٍ والعيس تحدج للنوى ... ودمع الجوا في الخد قد جال جائله
عليك بصبرٍ واحتسابٍ فإنما ... يقوت الثنا من راح والصبر خاذله
ولا ترم بالأهوال نفساً عزيزةً ... فذا الدهر قد أودى وقامت زلازله
فكم كربةٍ في غربةٍ ومنيةٍ ... بأمنيةٍ والرزق ذو العرش كافله
فقلت لها والعين سكرى بزفرةٍ ... أرددها والصدر جم بلابله
أبالموت مثلي ترهبين وبالنوى ... وعاجله عندي سواءٌ وآجله
وللموت أحلى من حياةٍ ببلدةٍ ... يرى الحر فيها الغبن من لا يشاكله
2462- علي بن نصر بن منصور بن الحسين ابن العطار، أبو الحسن الحراني الأصل البغدادي المولد والدار، التاجر.
أخو عثمان الذي سبق ذكره. سمع مع أخيه الأسن أبي بكر منصور من جماعةٍ، منهم: أبو الفضل محمد بن ناصر البغدادي، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، ومن غيرهما، وحدث بشيءٍ يسير.
وسافر قبل وفاته بقليل إلى الشام ومصر، وروى هناك شيئاً على ما قيل، وعاد مريضاً فتوفي ببغداد في ليلة الخميس ثالث عشر محرم سنة أربع وست مئة، ودفن يوم الخميس بمقبرة باب حرب عند أبيه وإخوته.
2463- علي بن نصر بن هارون المقرئ، أبو الحسن.(4/550)
من أهل الحلة المزيدية.
قدم بغداد في صباه واستوطنها، وصحب صدقة بن وزير الواسطي، وحفظ القرآن الكريم، وقرأ شيئاً من الأدب على أبي محمد ابن الخشاب، ثم على أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري، وعلى أبي الحسن علي ابن العصار اللغوي.
وتكلم في الوعظ، وسمع الحديث من جماعة، منهم: أبو المظفر محمد ابن أحمد ابن التريكي العباسي، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وأبو القاسم محمود بن عبد الكريم المعروف بفورجة الأصبهاني وغيرهم. كتبنا عنه.
قرأت على أبي الحسن علي بن نصر بن هارون من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو المظفر محمد بن أحمد بن علي بن عبد العزيز الهاشمي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي الوراق، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله ابن سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا إسحاق بن الأخيل، قال: حدثنا أبو سعد الأنصاري، قال: حدثنا مسعر، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن لكل نبي دعوةٌ يدعو بها لأمته، وإني اختبأت دعوتي شفاعةٌ لأمتي يوم القيامة)).
أنشدني أبو الحسن علي بن نصر بن هارون من لفظه وكتابه، قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عبد الملك الفارقي، قال: أنشدنا أبو الفضل يحيى بن سلامة الحصكفي لنفسه في الغزل:(4/551)
أشكو إلى الله من نارين واحدةٌ ... في وجنتيه وأخرى منه في كبدي
ومن سقامين: سقمٌ قد أحل دمي ... من الجفون، وسقمٌ حل في جسدي
ومن نمومين: دمعٌ حين أذكره ... يذيع سري، وواشٍ فيه بالرصد
ومن ضعيفين: صبري حين يهجرني ... ووده ويراه الناس طوع يدي
مهفهفٌ رق حتى قلت من عجبٍ ... أخصره خنصري أم جلده جلدي
سألت علي بن نصر عن مولده، فذكر ما يدل أنه في سنة ثلاثٍ وثلاثين وخمس مئة تقريباً، وتوفي ببغداد في ليلة الاثنين حادي عشر شوال سنة خمس عشرة وست مئة، وحمل إلى الكوفة فدفن بها.
2464- علي بن النفيس بن بورنداز بن الحسام، أبو الحسن.
أحد الحجاب بالديوان العزيز مجده الله، من ساكني المأمونية يؤم بها في مسجدٍ يعرف بمصلى مكي الغراد المحدث.
سمع أبا الوقت السجزي، وأبا نصر فورجة، وأبا المعالي عمر بن علي الصيرفي، وأبا الفتح ابن البطي وجماعةً أمثالهم وروى عنهم، سمعنا منه.
قرأت على أبي الحسن علي بن النفيس بن بورنداز، قلت له: أخبركم أبو القاسم محمود بن عبد الكريم بن علي التاجر قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن ماجة، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن المرزبان الأبهري، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الجزوري، قال: حدثنا محمد بن سليمان لوين، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو وغيره، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن الجراح، عن عبد الله بن معقل، قال: دخلت مع أبي على عبد الله، يعني ابن مسعود، فقال أبي لعبد الله: أسمعت رسول الله(4/552)
صلى الله عليه وسلم يقول: ((الندم توبة))؟ قال: نعم.
سألت علي بن بورنداز عن مولده فقال: في سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة.
2465- علي بن نجاح بن سعود بن عبد الله اليوسفي، أبو الحسن.
كان جده مولى لبني يوسف، وعلي هذا أخو محمد الذي تقدم ذكره.
سمع أبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، وروى عنه.
توفي ليلة الجمعة ثالث عشري ربيع الآخر سنة سبعٍ وسبعين وخمس مئة.
2466- علي بن نابت بن طالب، أبو الحسن، يعرف بابن الطالباني.
من أهل باب الأزج. تفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وسمع من أبي محمد صالح بن المبارك ابن الرخلة، والكاتبة شهدة بنت أحمد الإبري. وسافر إلى الموصل وسمع بها من أبي الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي وتدير برأس عين، وروى هناك وبالشام، وما أعلم أنه حدث ببغداد بشيءٍ؛ لأنه(4/553)
خرج منها وهو شاب، والله أعلم.
2467- علي بن هبة الله بن محمد بن علي بن المطلب، أبو المكارم الملقب عز الدولة ابن الوزير أبي المعالي بن أبي سعد.
من بيت أهل تقدم ورئاسة وخدمة للديوان العزيز، وقد تقدم ذكر أخيه فخر الدولة أبي المظفر الحسن.
وعلي تولي أستاذية دار الخلافة المعظمة في أيام الإمام المسترشد بالله، وذلك في رجب سنة تسع عشرة وخمس مئة فيما قال أبو الحسن ابن الزاغوني في ((تاريخه))، قال: وفي ذي القعدة من السنة المذكورة استنيب بالديوان العزيز لإصلاح السواد والعمارات.
قلت: وقد سمع من أبي المعالي ثابت بن بندار البقال، وما أعلم أنه روى شيئاً. قال القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي في ((تاريخه)): توفي أبو المكارم بن المطلب يوم الجمعة سابع رجب سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة.
2468- علي بن هبة الله بن الحسين ابن المأمون، أبو الحسن الهاشمي، ويعرف بابن الزوال.
والد شيخنا أبي العباس أحمد الذي تقدم ذكرنا له.
كان يتولى ديوان الزمام المعمور في خدمة الإمام المسترشد بالله، وعزل عنه قبل وفاته.(4/554)
قال الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في ((تاريخه)): وصرف أبو الحسن ابن الزوال عن ديوان الزمام في يوم الثلاثاء تاسع جمادى الأولى سنة خمس عشرة وخمس مئة.
قلت: وعاش بعد عزله سنين.
2469- علي بن هبة الله بن مسعود، أبو الحسن بن أبي طاهر البزاز، يعرف بالمغفل.
من أهل باب البصرة.
سمع الكثير بنفسه، وكتب بخطه -مع رداءته- كثيراً.
وكان فيه تغفلٌ وعدم معرفة، وله حكايات في ذلك كثيرة، منها: ما حكاه بعضهم، قال: لقيته وهو يمشي بالسوق ويداه مبسوطتان كأنه يريد معانقة شيءٍ، فقلت: ما شأنك هكذا؟ فقال: إني أمي طلبت مني إجانةً وقالت لي تكون قدر هذا، وأنا أمضي أشتري لها ما طلبت بهذا القدر! فعجبت من قوله وتركته وانصرفت.
وقال آخر: لقيته ومعه كوزٌ صغيرٌ فيه دهن بزر الكتان الذي يستصبح به وهو يقطر من أسفله، فقلت له: إن هذا الكوز يقطر منه مما فيه، ولعل فيه موضعاً منخرماً يجري منه الدهن. فلما سمع ذلك قلب الكوز من غير ثلبث وجعل ينظر إلى أسفله! وساح الدهن على ثيابه وعلى الأرض، فتركته وانصرفت.
سمع أبو الحسن المغفل من جماعةٍ، منهم: أبو علي محمد بن محمد ابن المهدي، وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وإسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي وغيرهم. وما(4/555)
أعلم أنه روى شيئاً لأنه توفي شاباً. وكان صالحاً.
قال صدقة بن الحسين الحداد في ((تاريخه)): وفي يوم الأحد مستهل محرم سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة توفي أبو الحسن المغفل.
2470- علي بن هبة الله بن علي بن سهلان، أبو الحسن البيع.
سمع أبا طاهر الخباز، وأبا نصر غالب بن أحمد الأدمي القارئ، وأبا بكر محمد بن الحسين المقرئ المزرفي، وروى عنهم. سمع منه أبو محمد عبد الله ابن أحمد ابن الخشاب النحوي، والقاضي أبو المحاسن الدمشقي وغيرهما.
أنبأنا عمر بن علي بن الخضر القرشي، قال: قرأت على أبي الحسن علي ابن هبة الله بن سهلان، قلت له: أخبركم أبو نصر غالب بن أحمد بن محمد القارئ وأبو بكر محمد بن الحسين بن علي المقرئ، فأقر به، قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد ابن المسلمة.
قلت: وقرأته عالياً على أبي القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى التاجر، قلت: له: أخبركم أبو الحسن محمد بن مرزوق بن عبد الرزاق الزعفراني قراءةً عليه، فأقر به، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد ابن المسلمة، قال: أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامةً في قبلة المسجد وهو يصلي بين يدي الناس، فنحتها ثم قال حين انصرف من الصلاة: ((إن أحدكم قبل وجهه في الصلاة)).(4/556)
قال القرشي: سألت أبا الحسن بن سهلان عن مولده فقال: في سنة سبع وسبعين وأربع مئة. ثم سألته مرة أخرى فقال: في رجب سنة إحدى وثمانين وأربع مئة. وتوفي يوم الجمعة رابع عشري ذي الحجة سنة إحدى وستين وخمس مئة.
2471- علي بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن رزين، أبو القاسم الكاتب، والد أبي منصور أحمد الذي قدمنا ذكره.
كان حافظاً للقرآن، حسن القراءة والأداء له، يؤم ببني رئيس الرؤساء، موصوفاً بالخير. سمع الحديث من المتأخرين كأبي الوقت ونحوه. توفي يوم(4/557)
السبت ثامن عشري شهر رمضان سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
2472- علي بن هبة الله بن محمد بن الحسن ابن الصاحب، أبو القاسم بن أبي الفضل.
من بيتٍ معروفٍ لهم تعلق بخدمة الديوان العزيز. تولى حجابة باب النوبي المحروس في أيام الإمام المقتفي لأمر الله وبعض أيام الإمام المستنجد بالله، وذلك في سنة خمسين وخمس مئة إلى أن توفي عشية الأحد سلخ جمادى الأولى سنة أربع وستين وخمس مئة، ودفن مستهل جمادى الآخرة من السنة بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام.
2473- علي بن هبة الله بن محمد بن علي ابن البخاري، أبو الحسن بن أبي البركات، والد قاضي القضاة أبي طالب علي بن علي الذي تقدم ذكره.
شيخ فاضلٌ فقيهٌ شافي، حسن الكلام في المناظرة، بارعٌ في ذلك. تفقه على أسعد الميهني وغيره.
أحد الشهود المعدلين هو وأبوه وأخوه محمد، وقد تقدم ذكره أيضاً. شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد النحوي، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن(4/558)
بختيار ابن المندائي قراءةً عليه في كتاب ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) تصنيفه، في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته، قال: وأبو الحسن علي بن هبة الله ابن البخاري يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر رمضان سنة تسع عشرة وخمس مئة، وزكاه أبو الفوارس منصور بن هبة الله ابن الموصلي وأبو جعفر محمد بن عبد المتكبر ابن المهتدي بالله.
وسمع الحديث من أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبي علي محمد ابن سعد بن نبهان، وجماعة. سافر عن بغداد قبل وفاته بسنين.
قال القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي: قدم علينا دمشق واجتمعت به، وسمعت كلامه في النظر، ولم يتفق لي أن أسمع منه شيئاً، وقد أجاز لي. ودخل بلاد قونيا وولي القضاء بها.
قلت: وبها كانت وفاته.
قال صدقة بن الحسين الناسخ في ((تاريخه)): وفي أوائل محرم سنة خمس وستين وخمس مئة وصل الخبر، يعني إلى بغداد، بموت أبي الحسن بن البخاري من بلاد الروم، وكان قد تولى القضاء هناك، وكان فقيهاً حسناً.
2474- علي بن هبة الله بن العلاء بن منصور، أبو الحسن بن أبي المعالي، يعرف بابن الزاهد.
أخو أحمد الذي تقدم ذكره، وعلي هذا الأسن.
تفقه على مذهب الشافعي، وسمع شيئاً من الحديث من أبي الحسن محمد ابن أحمد بن صرما، وأبي الوقت السجزي وغيرهما، واشتغل بخدمة الديوان العزيز، ولم يحدث بشيءٍ فيما أعلم، ولم يكن محمود الطريقة.(4/559)
توفي بالبصرة سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة أو نحوها.
2475- علي بن هبة الله بن محمد بن عبد السميع الهاشمي، أبو تمام بن أبي الفخار الخطيب.
من ساكني الكرخ.
كان يتولى الخطابة بجامع فخر الدولة ابن المطلب، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدامغاني في يوم الأربعاء خامس محرم سنة أربع وست مئة، وزكاه العدلان: أبو الفضل محمد بن الحسن ابن الشنكاتي، وأبو الحسن علي بن روح ابن النهرواني.
وقد سمع شيئاً من الحديث من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان وغيره. كتبت عنه شيئاً يسيراً.
قرأت على أبي تمام علي بن هبة الله ابن الخطيب، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الأصبهاني قدم علينا، قال:(4/560)
أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ، قال: حدثنا أبو محمد بن حيان في آخرين، قالوا: حدثنا يحيى بن صاعد، قال: حدثنا أبو فروة الرهاوي، قال: حدثنا أبو قتادة الحراني، قال: حدثنا شعبة ومسعرٌ، عن القاسم بن أبي بزة، عن عطاء الكيخاراني، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما وضع في الميزان أثقل من خلقٍ حسن)).
سألت أبا تمام بن أبي الفخار عن مولده، فذكر ما يدل أنه في سنة إحدى وخمسين وخمس مئة، والله أعلم.
2476- علي بن هبة الله بن علي بن علي بن هبة الله بن زهموية، أبو الفتح بن أبي القاسم بن أبي الفتح بن أبي الحسن الكاتب.
من أهل باب الأزج، من بيتٍ قد كان منهم رواةٌ وكتاب.
وعلي هذا شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم ابن الدامغاني في يوم الأربعاء رابع محرم سنة تسع وست مئة، وزكاه العدلان: أبو البركات يوسف بن المبارك بن هبة الله وأبو الفضل صدقة بن المبارك بن سعيد، وتولى كتابة ديوان الجوالي بالمخزن المعمور.
سمعته يقول: مولدي في سنة خمس وخمسين وخمس مئة.
2477- علي بن هلال بن خميس الفاخراني، أبو الحسن الضرير الواسطي.(4/561)
منسوب إلى قريةٍ تعرف بالفاخرانية، من سواد واسط.
قدم بغداد وسكنها إلى أن مات بها. وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد ابن حنبل، وسمع الحديث من جماعةٍ، منهم: صدقة بن الحسين بن الحسن الحنبلي، وأبو الحسين بن يوسف، وخديجة بنت أحمد ابن النهرواني، وجماعةٌ من شيوخنا، وروى شيئاً يسيراً.
توفي يوم الخميس حادي عشري ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
2478- علي بن يحيى بن علي بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن المدير ابن أبي محمد بن أبي الحسن، يعرف بابن الطراح.
من أولاد الشيوخ المحدثين. سمع الكثير من أبيه، وأبي القاسم بن الحصين، وأبي القاسم الشروطي، وأبو القاسم الحريري، وأبي الفضل الإسكيف، وأبي عبد الله ابن البناء، والقاضي أبي بكر الأنصاري، وأبي جعفر ابن السمناني، وإسماعيل ابن السمرقندي، وآخرين.
وحدث بالكثير؛ سمع منه قبلنا القاضي أبو المحاسن القرشي، وأبو أحمد النصري، وشيخنا أبو الفرج ابن الجوزي، وكتبنا عنه. وكان مكثراً صحيح السماع صاحب أصول.
قرئ على أبي الحسن علي بن يحيى بن علي الوكيل من أصل سماعه وأنا(4/562)
أسمع، قيل له: أخبركم أبو الفضل محمد بن الحسين الإسكاف قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الخياط.
قال شيخنا أبو الحسن علي بن يحيى: وأخبرنيه أيضاً أبو القاسم هبة الله ابن أحمد الحريري، بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو طالب محمد بن علي ابن الفتح العشاري إجازةً، فأقر به، قالا جميعاً: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف العلاف، قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي، قال: حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي، عن منصور بن أبي الأسود، عن الحسن بن عبيد الله، عن ثعلبة البصري، قال: قال لنا أنس بن [مالك]: لأحدثنكم بحديثٍ لا يحدثكم به أحدٌ بعدي: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوساً، فضحك، فقال: ((أتدرون مم ضحكت؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((عجبت للمؤمن، إن الله تعالى لا يقضي له قضاء إلا كان خيراً له)).
قال المصنف: سألت أبا الحسن ابن الطراح عن مولده فقال: ولدت في(4/563)
ثاني صفر من سنة إحدى وخمس مئة.
وتوفي ليلة الاثنين خامس عشر رمضان سنة أربع وثمانين وخمس مئة، ودفن يوم الاثنين بالجانب الغربي بمقبرة الشونيزي عند أبيه.
2479- علي بن يحيى بن إسماعيل الكاتب، أبو المكارم.
روى بالإجازة له من أبي سعد محمد بن محمد المطرز، وغانم بن أبي نصر البرجي، وأبي علي الحسن بن أحمد الحداد وجماعةٍ من أهل أصبهان. وحدث بإجازتهم له، ولم يكن الحديث من شغله ولا طلبه, سمع منه جماعةٌ من الطلبة.
وتوفي يوم السبت ثالث ذي الحجة سنة تسعين وخمس مئة.
2480- علي بن يحيى بن أحمد، أبو القاسم الصوفي.
من أهل الجانب الغربي، يعرف بسبط حامد البناء، سكن الجانب الشرقي بباب المراتب.
سمع أبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي الهروي، وقال لي: سمعت أيضاً من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيره، وكان سنه يقتضي ذلك، ولم نقف على سماعه منه. كتبت عنه أناشيد لتعذر أصوله.
أنشدني أبو القاسم علي بن يحيى بن أحمد إملاءً علي من حفظه، لبعضهم:
إذا هب النسيم من الأماني ... صبا قلبي إلى تلك المغاني
وإن دنت الخيام بكم فأهلاً ... فذاك الربع والخيم الدواني
وتشهد لي على الأرق الثريا ... ويعلم ما أجن الفرقدان
فيا ولع العواذل خل عني ... ويا كف الغرام خذي عناني(4/564)
وأنشدني أبو القاسم الصوفي أيضاً وإملاه علي:
أي شيءٍ يكون أعجب من ذا ... إن تفكرت في صروف الزمان
حادثات السرور توزن وزناً ... والبلايا تكال بالقفزان
توفي أبو القاسم سبط حامد البناء في سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، ودفن بالجانب الشرقي بباب الأزج عند عقد ابن عرب.
2481- علي بن يحيى بن عبد الكريم، أبو الحسن.
من أهل البندنيجين، يعرف بابن الفقيه.
قدم بغداد وأقام بها مدة، وتفقه على مذهب الشافعي، وسمع من أبي الوقت السجزي وغيره. ثم أظهر النسك والانقطاع والرياضة، بتقليل الطعام والخلوة، فصار له بذلك سوقٌ عند قومٍ وقبول. وكان يقع فيه آخرون وينكرون ما يدعيه، وينسبون ما يظهره إلى الرياء وطلب السمعة. وفي الجملة، لم يكن عليه طلاوة ولا له في القلوب تلك المكانة، ومضى أمره على ذلك سنين إلى أن حمل من بغداد إلى البندنيجين معتقلاً فكان بها إلى أن توفي في سنة ثلاث وست مئة أو نحوها.
2482- علي بن يحيى بن الحسن بن بركة القطان، أبو الحسن، ابن أخت الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي.
سمع شيئاً من الحديث في صباه بإفادة خاله الشيخ أبي الفرج من أبوي الفضل: محمد بن عمر الأرموي ومحمد بن ناصر البغدادي، وغيرهما. وكانت(4/565)
له إجازة من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيره. سمعنا منه شيئاً يسيراً.
قرأت على أبي الحسن علي بن يحيى بن الحسن، قلت له: أخبركم أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد ابن المأمون، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد ابن صاعد، قال: حدثنا محمد بن ميمون الخياط المكي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن سعير بن الخمس ومسعر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام رمضان)).
توفي علي بن يحيى هذا في ثامن عشر رمضان سنة ست مئة، ودفن بباب حرب.
((آخر الجزء السادس والأربعين من الأصل)).
2483- علي بن يحيى بن عيسى بن الحسن بن إدريس، أبو الحسن الأنباري.
ولد بالأنبار ونشأ بها، وسمع بها من أبي نصر يحيى بن علي ابن الخطيب الأنباري. وقدم بغداد، وسكن بالجانب الغربي بباب البصرة، وسمع بها من أبي محمد ابن الخشاب، والوزير أبي المظفر بن هبيرة، وأبي زرعة المقدسي، وروى عنهم، سمعنا منه.
قرأت على أبي الحسن علي بن يحيى بن إدريس، قلت: أخبركم أبو نصر(4/566)
يحيى بن علي بن محمد بن محمد الخطيب قراءةً عليه وأنت تسمع بالأنبار، فأقر به، قال: أخبرنا أبي أبو الحسن علي بن محمد قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد ابن مخلد العطار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عمارة بن غزية الأنصاري، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أعطي عطاءً فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن به، فإنه إذا أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره. ومن تحلى بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور)).
سألت أبا الحسن علي بن إدريس الأنباري عن مولده فقال: في رجب سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة بالأنبار.
وتوفي ببغداد في شهر رمضان سنة خمس عشرة وست مئة.
2484- علي بن يوسف بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسين ابن أحمد بن جعفر الآمدي الأصل الواسطي المولد والدار، أبو الفضائل بن أبي المظفر، قاضيها.
من بيتٍ معروف بواسط بالصلاح والرواية والعدالة.
قدم بغداد وأقام بها مدةً متفقهاً على مذهب الشافعي رضي الله عنه على الشيخ أبي طالب المبارك بن المبارك صاحب ابن الخل، ثم من بعده على أبي القاسم يعيش بن صدقة الفراتي، وأعاد له درسه بالمدرسة الثقتية بباب الأزج. وكان حسن الكلام في المناظرة.(4/567)
سمع بواسط من أبي علي الحسن بن المبارك ابن الآمدي، وأبي الرضا المبارك بن الحسن ابن الخلال، وببغداد من شيخيه: أبي طالب الكرخي وأبي القاسم الفراتي. وتولى القضاء بواسط في أواخر صفر سنة أربع وست مئة، وصار إليها في ربيع الأول من السنة المذكورة، وأضيف إليه أيضاً الإشراف بالأعمال الواسطية. وكان له شعرٌ ومعرفةٌ بالحساب.
لم يزل على ولايته إلى أن توفي في ليلة الاثنين ثالث شهر ربيع الأول سنة ثمانٍ وست مئة، ودفن يوم الاثنين عند أبيه وأهله ظاهر البلد، أعني واسطاً.
وسمعته يقول: مولدي في خامس عشري ذي الحجة سنة تسع وخمسين وخمس مئة.
2485- علي بن يوسف بن أبي الكرم الحمامي، أبو القاسم، ابن أخت شيخنا أبي الكرم ابن صبوخا.
من ساكني الظفرية.
سمع من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، والوزير أبي المظفر بن هبيرة، وأبي بكر أحمد بن المقرب الكرخي وغيرهم.
قرأت على أبي القاسم علي بن يوسف الحمامي، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن نيروز، قال: حدثنا أبو فروة الرهاوي، قال: حدثنا المغيرة بن سقلاب، قال:(4/568)
حدثنا معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أفضل المسلمين من سلم المسلمون من يده ولسانه)).
سألت علي بن يوسف هذا عن مولده فقال: في سنة ثمان وأربعين وخمس مئة.
2486- علي بن ياقوت بن عبد الله، أبو الحسن السماري.
شيخٌ كتب عنه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد العلوي الزيدي، إنشاداً فيما قرأت بخطه. وقد روى علي هذا وحدث، والله الموفق.
وقد ذكر تاج الإسلام أبو سعد: علي بن ياقوت الدقاق، فإن لم يكن هذا فهو آخر، والله أعلم.
2487- علي بن يعيش بن سعد بن الحسن ابن القواريري، أبو الحسن بن أبي محمد.
من أهل باب البصرة، أخو عبد الرحمن الذي تقدم ذكره.
سمع جماعةً، منهم: أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبو الفضل أحمد بن الحسن الإسكيف، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبو الفتح(4/569)
عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وأبو الفضل محمد بن ناصر السلامي وغيرهم.
وكان وافر الهمة، كثير الطلب. سمع الكثير، وحدث باليسير؛ سمع منه عبد الجبار بن عبد القادر الجيلي، وأبو الحسن علي بن أحمد بن وهب البزاز وغيرهما.
بلغنا أنه خرج عن بغداد قاصداً لأبي الوقت السجزي قبل قدومه بغداد ليسمع منه، فمات بهمذان في سنة خمسين وخمس مئة، ودفن بها.
2488- علي بن أبي ياسر بن طلحة الخياط، أبو الحسن.
كتب عنه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف وروى عنه في ((معجمه)) أبياتاً من الشعر ذكر أنه أنشده إياها.
2489- علي بن أبي نصر ابن الهيتي، أبو الحسن.
أحد الزهاد الموصوفين بالصلاح، كان يسكن زريران، قرية تحت بغداد بنحو سبعة فراسخ على دجلة، يمر عليها الحاج إذا توجهوا إلى مكة وإذا عادوا.
سمع أبا الوقت السجزي بزاويته بزريران، كأنه قد قصد زيارته فسمع عليه، وكان له أتباعٌ من الفقراء والمريدين.
ذكره أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع، فقال: توفي علي ابن الهيتي يوم الجمعة رابع عشر جمادى الأولى سنة أربع وستين وخمس مئة، ودفن يوم(4/570)
السبت منتصفة بزريران على جادة الحاج، يعني طريقهم، وكان شيخاً صالحاً.
2490- علي بن أبي السعادات بن علي بن منصور الهاشمي، أبو الحسن الخراط.
سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان، وحدث عنه ((بنسخة)) الحسن بن عرفة العبدي. سمع منه أبو البدر سعيد بن مبارك ابن الجمال، وأبو بكر الخباز، وقال: توفي يوم السبت رابع صفر سنة سبع وثمانين وخمس مئة.
2491- علي بن أبي نصر بن الحسن، أبو الحسن الفتوتي.
أظنه من أهل باب البصرة.
سمع أبا الحسن ابن الدهان المرتب، وروى عنه. سمع منه الشريف أبو الحسن الزيدي ورفيقاه: صبيح العطاري وعمر بن بكرون المعدل.
2492- علي بن أبي منصور بن معالي النجاد، أبو الحسن المقرئ، يعرف بابن نخلة.
وهو لقبٌ لأبيه أبي منصور، كان يسكن بالظفرية.
سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبا الفرج عبد الخالق بن يوسف وغيرهما. وسافر إلى ديار مصر، وسمع هناك شيئاً، وعاد إلى بغداد وحدث بها. سمع منه أبو عبد الله محمد بن ذاكر بن كامل، وعبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر الواعظ وغيرهما.(4/571)
2493- علي بن أبي بكر بن علي بن طاهر، أبو الحسن القفصي.
منسوب إلى قرية تسمى القفص، أعلى بغداد. من شيوخ أبي بكر محمد بن المبارك بن مشق، ذكره في ((معجم شيوخه)) وقال: أجاز لي.
2494- علي بن أبي العز بن أبي عبد الله، وقيل: علي بن أبي عبد الله بن أبي العز بالشك، الباجسرائي.
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي وغيره، وروى عنه. وكان في سنة إحدى وثمانين وخمس مئة حياً.
2495- علي بن أبي نصر بن أحمد، أبو الحسن.
من أهل الحربية، يعرف بابن الحبيق.
سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية، وروى عنه. سمع منه أبو العباس أحمد بن سلمان الحربي المعروف بالسكر وغيره، واستجازه لنا.
2496- علي بن أبي النجم بن أبي السعادات ابن الدهان، أبو الحسن.
من أهل واسط، هو ابن عم أبي بكر المبارك بن المبارك ابن الدهان النحوي الواسطي المعروف بالوجيه الضرير.
سمع بواسط من جماعةٍ منهم: أبو الفرج أحمد بن المبارك ابن نغوبا، وأبو علي الحسن بن المبارك ابن الآمدي، وأبو جعفر المبارك بن المبارك الحداد.
وقدم بغداد وأقام بالمدرسة النظامية مدةً متفقهاً، وسمع بها من جماعةٍ من شيوخنا.
وتوفي شاباً قبل أوان الرواية في ليلة الثلاثاء سابع عشري جمادى الآخرة سنة ست مئة، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة الوردية بالجانب الشرقي.(4/572)
2497- علي بن أبي الأزهر المقرئ، أبو الحسن، يعرف بابن البتتي.
من ساكني المحلة المعروفة بالأجمة.
كان حافظاً للقرآن المجيد حسن القراءة له، سريع التلاوة. ذكر لي أنه سمع شيئاً من الحديث، وكان بالقراءة أكثر اشتغالاً، وله في كثرة القراءة طبقةٌ لم يدركها بعده أحد، وذلك أنه قرأ على شيخنا أبي شجاع ابن المقرون في يومٍ واحدٍ -من طلوع الشمس إلى غروبها- القرآن الكريم ثلاث مرات، وقرأ في المرة الرابعة إلى آخر سورة الطور، وذلك يوم الخميس ثامن رجب ستة ثمان وخمسين وخمس مئة بمشهدٍ من جماعةٍ من القراء وغيرهم. ولم يخف شيئاً من قراءته ولا فتر، وما سمعنا أن أحداً قبله بلغ هذه الغاية.
توفي عصر نهار الأربعاء ثامن شهر رمضان سنة سبع وست مئة، ودفن يوم الخميس تاسعه بالجانب الغربي بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام.
2498- علي بن أبي بكر بن أبي الحسن الصوفي، أبو الحسن.
من أهل أوهر، بلدة من بلاد أذربيجان. قدم بغداد واستوطنها إلى حين مات، وصحب الشيخ أبا النجيب السهروردي، وسافر معه إلى الحجاز، وخرج هو بانفراده إلى ديار مصر والإسكندرية، وعاد إلى بغداد، وأقام بين الصوفية بالأربطة. وسمع شيئاً من الحديث من أبي نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف، وغيره. وتفقه بالمدرسة النظامية، وكان أمياً لا يحسن الكتابة.(4/573)
توفي في بغداد ليلة الأربعاء سابع عشر صفر سنة تسعٍ وست مئة، ودفن يوم الأربعاء بالجانب الشرقي بالمقبرة المعروفة بالوردية.
2499- علي بن أبي بكر بن أبي العلاء بن محمد الخياط، أبو الحسن، يعرف بابن الأرمني.
من أهل باب الأزج.
سمع أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد بن مالك العاقولي، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وغيرهما. سمعنا منه.
قرأت على أبي الحسن علي بن أبي بكر ابن الأرمني، قلت له: أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البناء قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن زنبور الوراق، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة، عن الحكم، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن عمار بن ياسر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في التيمم: ((ضربةٌ للوجه والكفين)).
توفي أبو الحسن ابن الأرمني في سنة عشر وست مئة.
2500- علي بن أبي بكر بن أبي السعادات بن مواهب، أبو الحسن الحمامي، يعرف بابن الهنيد.(4/574)
سمع أبا المظفر عبد الملك بن علي الهمذاني البزاز وروى عنه، ولم يكن من أهل هذا الشأن. سمعنا منه، وكان صحيح السماع.
قرئ على أبي الحسن علي بن أبي بكر الحمامي وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد البزاز قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفتح أزديار بن مسعود الغزنوي، قدم علينا همذان حاجاً، قراءةً عليه بها وأنا أسمع، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الملك الماسكاني، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الفضل المفسر، قال: حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن معمر المذكر، قال: حدثنا أبو سعيد الحسين ابن محمد الذهبي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله، عن إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الذكر الذي تسمعه الحفظة يزيد على الذكر الذي نسمعه سبعين ضعفاً)).
ذكر لنا أبو الحسن بن أبي بكر الحمامي هذا أنه ولد في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وست مئة.
2501- علي بن أبي الأزهر بن علي بن خليفة العطار، أبو الحسن.
من أهل الحربية.
سمع من عمه أبي حفص عمر بن علي بن خليفة الحربي، ومن أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وروى لنا عنه.(4/575)
قرأت على أبي الحسن بن أبي الأزهر بن علي، قلت له: أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن، قراءةً عليه وأنت حاضر، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد المقرئ، قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن حماد الواعظ، قال: حدثنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، قال: حدثنا العباس بن عبد الله، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كظم غيظه وهو يقدر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حور العين شاء)).
سألت علي بن أبي الأزهر العطار عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة إحدى وأربعين وخمس مئة.
2502- علي بن أبي سعد بن أحمد، أبو الحسن.
من أهل الحربية أيضاً، يعرف بابن تميرة، أخو عبد الرحمن الذي تقدم ذكره، وهذا الأصغر.
سمع أبا المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وروى لنا عنه.
قرأت على أبي الحسن علي بن أبي سعد الحربي، قلت له: أخبركم أبو(4/576)
المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد الدقاق قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقوية، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن يحيى ابن عمر بن علي بن حرب الطائي، قال: أخبرني جد أبي علي بن حرب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).
2503- علي بن أبي الفرج بن أبي المعالي، أبو الحسن، يعرف بابن الدباب.
من أهل باب البصرة.
سمع أبا محمد محمد بن أحمد ابن المادح، وروى عنه. سمع أصحابنا منه.
(توفي في ليلة سابع عشري ذي القعدة سنة تسع عشرة وست مئة، ودفن من الغد بمقبرة جامع المنصور).(4/577)
2504- علي بن أبي الفرج بن جعفر البصري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو الحسن، يعرف بابن كبة.
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطي، وروى عنه. سمعنا منه شيئاً يسيراً.
قرأت على أبي الحسن علي بن أبي الفرج البصري: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك والفضل بن موسى، قالا: حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نعمتان المغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ)).
2505- علي بن أبي المعالي بن أبي منصور، أبو الحسن النجار.
من أهل الظفرية. روى عن أبي المظفر عبد الملك بن علي الهمذاني.(4/578)
سمع منه بعض أصحابنا.
2506- علي المدين، غير منسوب.
هكذا ذكره الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في ((تاريخه)) وقال: كان زاهداً يسكن دار بطيخ بالجانب الغربي، وله مسجد معروف إلى اليوم وبيت إلى جنبه يتعبد فيه. توفي في ربيع الآخر سنة خمس عشرة وخمس مئة، وصلي عليه بجامع القصر، وحمل إلى البيت الذي إلى جنب مسجده فدفن به، وكان له يومٌ مشهود.
2507- علي بن أبي بكر بن إدريس بن أبي الحسن الزاهد.
من أهل بعقوبا.
سمع عبد القادر الجيلي، وحدث عنه. سمع منه جماعة من أصحابنا، وتوفي (في سلخ ذي القعدة سنة تسع عشرة وست مئة، ودفن من الغد برباطه).(4/579)
2508- علي الدرزيجاني، غير منسوب.
ذكره أيضاً الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في ((تاريخه)) وقال: كان شديد الورع كثير التعبد، توفي يوم الأحد حادي عشر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وخمس مئة، ودفن بباب حرب، وتبعه خلق كثير.
ذكر من اسمه العباس
2509- العباس بن عبيد الله بن العباس، أبو الفضل البرداني.
سمع أبا طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، وروى عنه. سمع منه أبو بكر محمد بن علي بن محبوب القزاز فيما قرأت بخط أبي بكر محمد بن المبارك بن مشق.
وقد ذكر تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في كتابه العباس ولم ينسبه، وقال: كان يسكن بعض قرى الدجيل، ورد بغداد وحدث بها عن أبي طالب بن غيلان. فإن كان غير هذا وإلا فهو الذي ذكرناه ونسبناه، والله أعلم بالصواب.
2510- العباس ابن الإمام المستظهر بالله أبي العباس أحمد ابن الإمام المقتدي بأمر الله أبي القاسم عبد الله، أبو طالب، أخو الإمام المقتفي لأمر الله أبي عبد الله محمد.(4/580)
سمع مع أخيه الإمام المقتفي لأمر الله من مؤدبهما أبي الفرج عبد الوهاب ابن هبة الله ابن السيبي. وكانت له إجازة من أبي علي الحسن بن أحمد الحداد الأصبهاني، روى بها عنه في سنة ست وثلاثين وخمس مئة، فسمع منه ولده الأمير أبو محمد يحيى، ومرجان بن عبد الله الراشدي، وأبو الحسن علي بن عساكر البطائحي المقرئ، وحدث البطائحي عنه.
توفي الأمير أبو طالب هذا يوم الأربعاء سابع عشري شهر رمضان سنة أربع وستين وخمس مئة، ودفن من يومه بالترب الشريفة بالرصافة، وحضر جنازته سائر أرباب المناصب.
2511- العباس بن رداد بن عمر البندنيجي، أبو الفضل النحوي.
كانت له معرفة حسنة بالنحو، قرأ على أبي الغنائم حبشي بن محمد الواسطي الضرير النحوي، ثم على أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب، وأقر الناس، وتخرج به جماعة.
أنشدني أبو الفتوح محمد بن محمد الحنفي، قال: أنشدني أبو الفضل العباس بن رداد البندنيجي غلام حبشي النحوي لبعضهم:
أقبلت في غلالةٍ زرقاء ... لا زورديةٍ كلون السماء
فتأملت في الغلالة منها ... قمر الصيف في ليالي الشتاء
2512- العباس بن عبد الوهاب بن إبراهيم بن بركات البصري ثم البغدادي، أبو أحمد.
من ساكني دار الخلافة المعظمة بالموضع المعروف بالصاغة.
أحد من عني بجمع الحديث وطلبه وسماعه من صباه إلى حين وفاته. سمع الكثير وكتب بخطه، ورحل إلى البلاد ولقي الشيوخ، حتى صار يعد في الحفاظ له والعارفين به.(4/581)
سمع ببغداد من أبي الوقت السجزي، وأبي المظفر ابن الشبلي، وأبي محمد ابن المادح، وأبي بكر أحمد بن المقرب الكرخي، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وأبي محمد عبد الله بن عبد الصمد السلمي، وشهدة بنت أحمد الإبري، وأبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف، وجماعة آخرين. ويقال: إنه رحل إلى خراسان وسمع بها -وفي طريقه- من جماعةٍ.
وعاد إلى بغداد وشهد بها عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في ولايته الثانية يوم السبت سادس صفر سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة، وزكاه العدلان: أبو محمد الحسن بن أحمد ابن الدامغاني، وأبو المظفر أحمد بن أحمد بن حمدي.
وكانت له حلقة بجامع القصر الشريف يقرأ فيها الحديث إلى حين وفاته.
سألت عنه شيخنا عبد العزيز بن الأخضر فلم يصفه بشيء، فقلت له: إنه كان يوصف بالحفظ والمعرفة، فنظر إلي كالمتعجب، أو لم يعجبه ذلك.
حدث أبو أحمد بشيءٍ يسير، وشرع في جمع تاريخ للبصرة، ووضع منه تراجم، فمات قبل إتمامه، في آخر نهار الأربعاء رابع ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمس مئة، ودفن يوم الخميس خامسه بالجانب الشرقي بالمقبرة المعروفة بالعطافية، وقيل: المقبرة المعروفة بالدبنكية مقابل العطافية.
2513- العباس بن محمد بن الحسن الهاشمي، أبو الفضل الزاهد.
صاحب الرباط بالموضع المعروف بالقيصرية، قريب من الريان. رجلٌ صالح حسن الطريقة. أصابه مرض في آخر عمره، فقصره في منزله ومنعه من الحركة. وكان عنده في رباطة جماعةٌ من الفقراء والمنقطعين.
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، ومن بعده.(4/582)
سمعنا منه. أخبرنا أبو الفضل العباس بن محمد بن الحسن الهاشمي قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي، قال: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس، قال: قرئ على محمد بن مخلد العطار وأنا أسمع، قيل له: حدثكم محمد بن بشر بن مطر أبو بكر أخو خطاب، قال: حدثنا عقبة بن مكرم، قال: حدثنا عبد الله بن خراش، عن العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر، قال: قلت: يا رسول الله، أوصني. فقال: ((أوصيك بحسن الخلق، وحسن الصمت))، قلت: زدني، قال: ((هما أخف الأعمال على الأبدان وأثقلهما في الميزان)).
توفي العباس هذا يوم الأربعاء تاسع شعبان سنة خمس عشرة وست مئة، وصلي عليه برباطه، ودفن بباب حرب.(4/583)
ذكر من اسمه عيسى
2514- عيسى بن علي، أبو موسى الأسدي.
من شيوخ أبي بكر المبارك بن كامل، روى عنه في ((معجمه)) أبياتاً من الشعر أنشده إياها.
2515- عيسى ابن الأمير أبي جعفر -واسمه إسماعيل، أخي الإمام المقتفي لأمر الله أبي عبد الله محمد- ابن الإمام المستظهر بالله.
توفي يوم الأربعاء حادي عشر ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة. ويقال: كان عمره ثمان عشرة سنة، ودفن بباب أبرز بالمشهد ذي المنارة، ومشى في جنازته الوزير أبو المظفر بن هبيرة وسائر أرباب المناصب من دار الخلافة شيد الله قواعدها بالعز إلى المشهد المذكور، وقد تقدم ذكرنا لوالده فيما سبق.
2516- عيسى بن محمد بن علي بن عبد العزيز، أبو نصر الكلوذاني.
سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان وغيره، وروى عنهم.
ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في كتابه فقال: ما اتفق لي منه سماع، وحدث بعد خروجي من بغداد عن أبي القاسم بن بيان. وذكرناه لأن وفاته تأخرت عن وفاته. روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، قلت له: أخبركم أبو نصر عيسى بن محمد بن علي الكلوذاني بقراءتك عليه، فأقر به،(4/584)
قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة، قال: حدثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي المهاجر، عن بريدة الأسلمي، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته قال: ((بكروا بالصلاة في يوم الغيم، فإنه من ترك الصلاة حبط عمله)).
حدثنا القرشي عمر بن علي، قال: سألت عيسى بن محمد الكلوذاني عن(4/585)
مولده فقال: في رجب سنة خمس مئة وتوفي في صفر سنة أربع وستين وخمس مئة.
2517- عيسى بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن إسماعيل بن حمزة بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد -ويلقب دوشاب- بن علي بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ابن هاشم الهاشمي، يكنى أبا هاشم، يعرف بالدوشابي، منسوب إلى محمد دوشاب بن علي أحد أجداده.
كان هراساً يسكن بباب الأزج.
روى عن أبي عبد الله الحسين بن علي ابن البسري، وما أظنه سمع من غيره. سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني، وروى عنه في كتابه، وذكرناه لأن وفاته تأخرت عن وفاته، وأدركناه نحن، وأجاز لنا.
أخبرنا أبو هاشم عيسى بن أحمد بن محمد الهاشمي، فيما أجازه لنا في صفر سنة خمس وسبعين وخمس مئة، قال: قرئ على أبي عبد الله الحسين بن علي بن أحمد ابن البسري وأنا أسمع.
قلت: وقرأته على أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل الدباس، قلت له: أخبركم أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد ابن البسري، قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قال: قرئ على أبي علي إسماعيل بن محمد الصفار وأنا أسمع، قال: حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي، قال: حدثنا رواد بن الجراح أبو عاصم(4/586)
العسقلاني، قال: حدثنا أبو سعد الساعدي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له)).
توفي أبو هاشم الدوشابي ليلة الأربعاء حادي عشر رجب سنة خمس وسبعين وخمس مئة، ودفن يوم الأربعاء بمقبرة الخلال بباب الأزج.
2518- عيسى بن عبد الرحمن بن زيد بن الفضل الوراق، أبو شجاع بن أبي محمد، سبط أبي السعود أحمد بن علي ابن المجلي.
من أهل الجانب الغربي، كان يسكن محلة العتابيين، من أبناء المحدثين وأولاد الشيوخ المذكورين من قبل أبيه وأمه.
سمع عيسى هذا من جده لأمه أبي السعود ابن المجلي، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي المواهب أحمد بن محمد بن ملوكٍ الوراق وغيرهم، وروى عنهم.
وكان صالحاً صاحب نسك وعبادة، يديم الصيام، مشكوراً. سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وأجاز لنا.
أنبأنا أبو شجاع عيسى بن عبد الرحمن بن زيد الوراق، قال: أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن أحمد الواعظ، قراءةً عليه وأنا أسمع، في رجب سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة، قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن محمد بن علي ابن المهتدي بالله، قال: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عمر القواس، قال: قرئ على أبي القاسم ابن (بنت) منيع وأنا أسمع، قيل له: حدثكم محمد بن حميد،(4/587)
يعني الرازي، قال: حدثنا ابن المبارك، عن حرملة بن أبي عمران، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤمن في ظل صدقته يوم القيامة)).
توفي عيسى بن عبد الرحمن الوراق في يوم الثلاثاء ثالث ذي الحجة سنة تسع وثمانين وخمس مئة، ودفن بباب حرب. قال القرشي: سألته عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة خمس عشرة وخمس مئة.
2519- عيسى بن نصر بن منصور بن الحسن النميري، أبو المعالي ابن أبي المرهف، الشاعر.
شاب كان فيه فضل وتميز ويقول الشعر. سمع معنا من أبيه وغيره، كتب عنه قومٌ شيئاً من شعره. توفي يوم الاثنين تاسع عشري رمضان سنة سبع وتسعين وخمس مئة.
2520- عيسى بن عبد الجليل بن عبد الباقي الوزان.
من أهل سوق الثلاثاء.
شيخٌ روى عن شيخنا أبي السعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزار. سمع منه بعض الطلبة شيئاً يسيراً.
2521- عيسى بن أبي محمد الحلاوي.
من أهل الحربية.
ذكر أحمد بن سلمان الحربي، فيما قرأت بخطه، أنه توفي يوم الجمعة سادس ذي الحجة سنة أربع وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.(4/588)
ذكر من اسمه عتيق
2522- عتيق بن محمد بن سعدون بن المرجى العبدري، أبو بكر بن أبي عامر، واسمه أيضاً عبد الله.
كان والده يكتب له في سماعاته: أبو بكر عبد الله عتيق، يجمع بين الاسمين معاً. ذكرناه فيمن اسمه عبد الله مستوفي، وأعدنا ذكره هاهنا جمعاً بين الاسمين، والله الموفق.
2523- عتيق بن عبد العزيز بن علي بن صيلا، أبو بكر الخباز.
من أهل الحربية، والد عبد الرحمن الذي سمعنا منه.
ذكره تاج الإسلام أبو سعد في كتابه في موضعين، أحدهما: فيمن اسمه محمد واسم أبيه عبد العزيز، والآخر: فيمن اسمه المبارك. وفي كلا الموضعين وهم، بل اسمه عتيق، هكذا ذكر اسمه جماعةٌ سمعوا منه ونقلوا عنه، ولم يختلفوا في ذلك، منهم: أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي، وأبو العباس أحمد بن سلمان الحربي، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر وغيرهم. والصواب ما قالوه، لاجتماعهم على ذلك من غير اختلاف، ولأنهم أهل بلده وأعلم باسمه، والله الموفق.
سمع عتيقٌ هذا من أبي الحسين أحمد بن عبد القادر بن يوسف، وعبد الواحد بن علوان الشيباني.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزاز، قلت له: أخبركم أبو بكر عتيق بن عبد العزيز بن علي بن صيلا، بقراءتك عليه، فأقر به، قال: أخبرنا(4/589)
أبو الفتح عبد الواحد بن علوان الشيباني، قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد ابن دوست، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد إملاءً، قال: قرئ على يحيى بن جعفر، قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: حدثنا حصين، عن الشعبي، عن محمد بن صيفي الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم عاشوراء: ((هل منكم أحد طعم اليوم؟)) قالوا: منا، ومنا من لم يطعم، قال: ((فأتموا بقية يومكم))، وأرسل إلى أهل العروض أن يتموا بقية يومهم.
بلغني أن مولد عتيق بن صيلا في سنة ثمانٍ وثمانين وأربع مئة.
وقال أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق: توفي يوم السبت النصف من ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة.
2524- عتيق بن محمد بن عثمان البندنيجي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو بكر بن أبي الفضل، سبط أحمد بن معالي الحربي.
من أهل باب الأزج، وقد تقدم ذكر أبيه. هكذا اسمه في كل سماعاته، وكان يعرف بمعتوق.
كان من أبناء الشيوخ، حافظاً للقرآن المجيد. سمع من الشيخ عبد القادر(4/590)
ابن أبي صالح الجيلي، ومن أبيه، وغيرهما، وما أعلم أنه حدث بشيءٍ.
قرأت بخط تميم بن أحمد ابن البندنيجي، قال: ولد عتيق بن محمد البندنيجي ليلة رابع ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة.
قلت: وتوفي في شعبان سنة ثلاث وست مئة.
2525- عتيق بن علي بن الحسن الحميدي، أبو بكر الصنهاجي.
من أهل المغرب.
قدم بغداد بعد سنة ثمانين وخمس مئة، وأقام بها متفقهاً على مذهب الشافعي رضي الله عنه مشتغلاً بالأدب، وسمع بها من أبي السعادات بن زريق، وأبي محمد ابن الصابوني، وأبي أحمد ابن سكينة. وقرأ الأدب على القاضي أبي العباس ابن المأمون وغيره. وكان فيه فضلٌ وتميزٌ. عمل مقامةً في وصف بغداد وقدومه إليها سمعت منه، وعاد متوجهاً إلى بلده، فمات قبل دخوله المغرب، ويقال: توفي بمصر، والله أعلم.
2526- عتيق بن عبد الكريم بن كراز، أبو بكر.
ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق في شيوخه الذين أجازوا له، وكتبه في ((معجمه)).
2527- عتيق بن بدل بن هلال بن حيدر بن منصور، أبو بكر الزنجاني الأصل المكي المولد والدار.(4/591)
قدم بغداد مع أبيه في سنة إحدى وستين وخمس مئةٍ من مكة شرفها الله، وسمع بها من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وأبي الحسن سعد الله ابن محمد بن طاهر الدقاق، وأبي بكر عبد الله بن محمد ابن النقور وغيرهم. ثم خرج منها إلى همذان فسمع بها من الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار. ثم صار إلى زنجان، فسمع بها من أبي حفص عمر بن أحمد الخطيبي الزنجاني. وعاد إلى مكة وأقام بها، ولقيته بها وكتبت عنه.
قرأت على أبي بكر عتيق بن بدل بن هلال الزنجاني بمكة، قلت له: أخبركم أبو الحسن سعد الله بن محمد بن طاهر المقرئ قراءةً عليه ببغداد وأنت تسمع في سنة إحدى وستين وخمس مئة، فأقر بذلك وعرفه، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن مرزوق بن عبد الرزاق الزعفراني، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن علي بن ثابت الخطيب، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري بنيسابور، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: حدثنا الربيع ابن سليمان، قال: حدثنا الشافعي.
وأخبرناه عالياً أبو القاسم يحيى بن علي بن الفضل الفقيه بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الصفار قراءةً عليه بنيسابور وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي نصر الله بن أحمد الخشناني، وأبو الحسن علي بن أحمد المديني، قالا: أخبرنا القاضي أحمد بن حسن الحيري أبو بكر، قال: أخبرنا أبو العباس الأصم، قال: حدثنا الربيع، قال: أخبرنا الشافعي، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن جبير، عن ابن عباس، قال: عجبت ممن يتقدم الشهر، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تصوموا(4/592)
حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه)).
وأخبرنا عتيق بن بدل بقراءتي عليه بمكة، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءةً عليه ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وستين وخمس مئة، فأقر به، قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، قال: أنشدنا أبو محمد علي بن أحمد لنفسه:
سلامٌ على دهر التلاقي مردداً ... ولا لقي التفريق أهلاً ولا سهلا
ويا بين بن عنا ذميماً مبعداً ... ويا دهر قربٌ كالذي نعهد الوصلا
أقول وقد هم الفؤاد برحلةٍ ... ولكن رجاء الوصل قال له مهلا
لعل الذي يدني ويبعد والذي ... قضى بفراق الشمل أن يجمع الشملا
سألت عتيق بن بدل عن مولده، فذكر ما يدل أنه في سنة ست وأربعين وخمس مئة بمكة، والله أعلم. (وتوفي سنة ثمان عشر وست مئة).(4/593)
ذكر من اسمه عمارة
2528- عمارة بن محمد بن عمارة، أبو الدلف الباجسرائي.
سمع أبا سعد أحمد بن محمد بن شاكر البزاز وحدث عنه. سمع منه القاضي عمر القرشي، والشريف أبو الحسن الزيدي، وأبو بكر الباقداري، وأبو الفتوح ابن الحصري.
أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا أبو الدلف عمارة ابن محمد بن عمارة، قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن شاكر، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد القزويني، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، قال: حدثنا عبد الله بن سليمان الفامي، قال: حدثنا إبراهيم بن هانئ، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا الأوزاعي، عن قرة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع)).
قال القرشي: توفي عمارة بن محمد الباجسراني يوم الأحد خامس عشري رجب سنة ثمان وخمسين وخمس مئة.
2529- عمارة بن محمد بن الحسن بن عمارة، أبو نصر البغدادي.
تولى ديوان الزمام المعمور لسيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين أبي العباس أحمد في شهر ربيع الأول سنة أربع وثمانين وخمس مئة،(4/594)
وخدم فيه إلى أن عزل في شهر رمضان من السنة المذكورة، وكان فيه فضلٌ وكتابة، وله شعرٌ.
حدثني أخوه أبو طاهر أحمد قال: كان مولد أخي أبي عمارة في سنة ثمان وعشرين وخمس مئة، وتوفي بواسط في ليلة السبت ثاني عشري رمضان سنة ثلاث وست مئة بالمارستان، ودفن بها.
ذكر من اسمه عرفة
2530- عرفة بن علي بن الفضل، أبو المعالي المقرئ، يعرف بابن البقلي.
من ساكني المأمونية.
شيخٌ صالحٌ، حافظٌ لكتاب الله، منقطعٌ إلى تلقين القرآن وإقرائه. سمع شيئاً من الحديث من أبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وأبي الفتح ابن البطي وغيرهما، وحدث بشيءٍ قليل. سمع منه أبو الحسن علي بن المبارك المطرز وغيره.
توفي ليلة الاثنين ثامن ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وخمس مئة، ودفن بباب حرب بدكة بشر بن الحارث إلى جنب كرمٍ الزاهد.(4/595)
2531- عرفة بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن حمدوية بن دينار بن شبلمة بن قذهرمز بن آه ابن آوه بن أشك بن شكدك بن زاذان بن فروخ بن نيغان بن زاذان فروخ الأكبر، أخو يزذجرد بن هرمز بن نوشروان ملك الفرس، أبو المكارم البندنيجي، يعرف بابن بصلا.
وبصلا: لقب لمحمد بن حمدوية، أحد أجداده. هكذا أملي على نسبه هذا من حفظه.
شيخٌ صالحٌ، قدم بغداد من صباه، وسكنها إلى حين وفاته. وتفقه على مذهب الشافعي بالمدرسة النظامية، وصحب الشيخ أبا النجيب السهروردي ولازمه. وسمع الحديث من أبي صابر عبد الصبور بن عبد السلام الهروي، والقاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي بكر أحمد بن المقرب الكرخي وغيرهم.
وبقي سنين يتغذى بشرب اللبن ولا يطعم الخبز. وكان شيخاً مشتغلاً بنفسه لا يخالط الناس، يتردد إلى رباط الجهة الشريفة والدة سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين بالمأمونية. سمعنا منه، ونعم الشيخ كان.(4/596)
قرأت على أبي المكارم عرفة بن الحسن البندنيجي، قلت له: أخبركم القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد ابن المأمون، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، قال: أخبرنا القاضي أبو يعقوب إسحاق بن محمد الحلبي، قال: حدثنا سليمان بن سيف، قال: حدثنا سعيد بن سلام، قال: حدثنا عمر بن محمد، عن أبي الزناد، عن أبان ابن عثمان بن عفان، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المحرم لا ينكح ولا ينكح)).
توفي عرفة بن علي البندنيجي ببغداد في ليلة الاثنين تاسع ربيع الأول سنة اثنتين وست مئة عن سبع وسبعين سنة، ودفن يوم الاثنين بالجانب الغربي بمقبرة الشونيزي.(4/597)
ذكر من اسمه عوض
2532- عوض بن سلمان بن بركة بن خليفة، أبو محمد المقرئ.
روى عن أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء.
سمع منه القاضي عمر القرشي وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا أبو محمد عوض بن سلمان بن بركة، قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال: حدثنا أبو عمر ابن حيوية، قال: حدثنا يحيى بن صاعد، قال: حدثنا الحسين بن الحسن، قال: حدثنا ابن المبارك، قال: حدثنا سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بعثت أنا والساعة كهاتين))، وكان إذا ذكر الساعة احمرت وجنته وعلا صوته واشتد غضبه، كأنه نذير جيش: صبحتكم مسيتكم.
قال القرشي: ذكر لي عوض بن سلمان، في سنة أربع وسبعين وخمس مئة، أن له من العمر ستاً وسبعين سنة، قلت: فيكون مولده في سنة ثمان وتسعين وأربع مئة.
2533- عوض بن إبراهيم بن علي بن خلف البرداني، أبو محمد المقرئ.(4/598)
من ساكني باب المراتب. قرأ القرآن الكريم بالقراءات على البارع أبي عبد الله الحسين بن محمد ابن الدباس، وعلى أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي، وسمع منهما، ومن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم، وأقرأ بالقراءات وحدث، وكان أمياً لا يكتب.
قرأت عليه بعض القرآن المجيد القراءات العشر التي رواها البارع ابن الدباس ولم أتممه، وقد أجاز لي.
توفي يوم السبت ثامن عشر رجب سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة.
2534- عوض بن عبد الرحمن بن علي بن أبي غالب، أبو محمد البزاز.
سمع أبا البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي، وروى لنا عنه.
قرأت على أبي محمد عوض بن عبد الرحمن بن علي، قلت له: أخبركم أبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأنماطي، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا فضيلٌ، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اتقوا النار ولو بشق تمرة)).(4/599)
توفي عوض بن عبد الرحمن يوم الأربعاء سابع محرم سنة سبعٍ وتسعين وخمس مئة.
2535- عوض بن سلامة الغراد.
من ساكني قطيعة باب الأزج.
شيخٌ خيرٌ له رباط بالقطيعة يسكنه الفقراء. لم يكن الحديث من شغله وإن كان سمع شيئاً فيسيراً.
توفي يوم الثلاثاء سابع عشري ذي الحجة سنة ست وتسعين وخمس مئة.(4/600)
ذكر من اسمه عنبر
2536- عنبر بن عبد الله، أبو المسك، يعرف بالزنكوي.
سمع أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
2537- عنبر بن عبد الله، أبو المسك، مولى القاضي أبي محمد المنقذي المكي.
سمع أبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبا عبد الله يحيى بن الحسن ابن البناء وغيرهما. سمع منه القاضي أبو المحاسن القرشي، وأحمد بن طارق، وروى لنا عنه أبو المظفر ابن المكشوط.
أخبرنا أبو المظفر المبارك بن أحمد بن هبة الله الخطيب قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو المسك عنبر بن عبد الله المنقذي، قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن أحمد ابن البناء، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن صالح، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين الهمداني، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش، قال: سمعت ذكوان يحدث عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه، ولا يبغض الأنصار رجلٌ يؤمن بالله واليوم الآخر)).(4/601)
الأسماء المفردة في حرف العين
2538- عباد بن الحسين بن غانم الطائي، أبو منصور الوزير.
وزير بعض ملوك العجم. سمع بأصبهان أبا بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، وأبا يعلى حمزة بن الحسين المشهدي صاحب أبي الحسين بن فارس اللغوي.
قدم بغداد مراراً، وحدث بها. سمع منه أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين، وأبو الحسن علي بن محمد بن فنون، وأبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة وكتبوا عنه، وذكره ابن سلفة في شيوخه البغداديين ومن كتب عنه ببغداد.
2539- عقيل بن علي بن عقيل بن محمد بن عقيل، أبو الحسن بن أبي الوفاء.
كان والده من شيوخ أصحاب أحمد بن حنبل رحمه الله وفضلائهم.
وعقيلٌ هذا كان شاباً سرياً فيه فضلٌ وعلمٌ، وتفقه على أبيه، وسمع منه ومن أبي الحسن علي بن الحسين بن أيوب البزاز وغيرهما، وكان يكتب خطاً في غاية الجودة، ويقول الشعر.
شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد ابن الدامغاني فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد النحوي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو العباس(4/602)
أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه في ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) تصنيفه، في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدامغاني شهادته وأثبت تزكيته، قال: وأبو الحسن عقيل بن علي بن عقيل يوم السبت خامس عشري شوال سنة أربع وخمس مئة، وزكاه أبو السعادات محمد بن الحسن بن كردي وأبو سعد المبارك بن علي ابن المخرمي.
قلت: وذكره الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في ((تاريخه))، فقال: كان مولده في ليلة حادي عشر شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وأربع مئة، وتوفي في منتصف محرم سنة عشر وخمس مئة.
2540- عزير بن الربيع بن عزير بن أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن معبد، أبو القاسم بن أبي البدر المضري.
من أهل أصبهان.
قدم بغداد، وروى بها عن أبي بكر محمد بن علي بن الحسن الكرجي نزيل هراة. ويقال: إنه كان له معرفة بالحديث.
ذكر أبو أحمد معمر بن الفاخر الأصبهاني: أنه توفي في ليلة الجمعة ثالث عشري ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وخمس مئة.
2541- علوي بن يعقوب بن جبارة بن سعنين ابن الحمال، أبو الحسن الإسكيف، يعرف بابن علوان.(4/603)
سمع أبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبا السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد الهاشمي المتوكلي وغيرهما. سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع، والشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، والقاضي أبو المحاسن الدمشقي وغيرهم.
أنبأنا عمر بن علي بن الخضر القرشي، قال: حدثنا أبو الحسن علوي بن يعقوب الإسكيف، قال: أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد ابن النرسي، قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن المنتاب، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الملك الواسطي، قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الداري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الدين النصيحة)) ثلاث مراتٍ، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله عز وجل، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وجماعتهم)).
قال القرشي: وتوفي علوي بن يعقوب يوم الجمعة، ودفن فيه، رابع عشري جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وخمس مئة.
2542- عطاء بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الخاني، أبو الغنائم بن أبي الفتوح.
من أهل أصبهان.(4/604)
قدم بغداد حاجاً في سنة ستين وخمس مئة، وحدث بها عن أبي القاسم غانم بن أبي نصر البرجي، وسمع منه جماعة، منهم: القاضي أبو المحاسن عمر ابن علي الدمشقي، وأبو الفتوح نصر بن أبي الفرج ابن الحصري، وغيرهما.
قرأت على أبي الفتوح نصر بن محمد بن علي بمكة شرفها الله تجاه الكعبة المعظمة، قلت له: أخبركم أبو الغنائم عطاء بن عبد المنعم بن عبد الله الخاني قدم عليكم بغداد حاجاً في شوال سنة ستين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم غانم بن أبي نصر البرجي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان إجازةً، قال: أخبرنا أبو محمد الخراساني، قال: حدثنا الحسن ابن مكرم، قال: حدثنا روح بن عبادة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، عن أبي طلحة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ظهر على قومٍ أقام بالعرصة ثلاثاً.
2543- علوان بن علي بن عبد الله بن محمد بن حسن بن خليفة الصوفي، أبو المشرف التكريتي.
من شيوخ القاضي أبي المحاسن عمر بن علي الدمشقي، ذكره في ((معجمه)).
2544- عمار بن محمد بن الحسن بن قطاع الكتاني، أبو البقاء المعدل.(4/605)
من أهل دمشق.
قدم بغداد، وسمع بها من أبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، وعاد إلى بلده، ثم قدمها في سنة أربع وسبعين وخمس مئة، وحدث بها عنه فسمع منه الحافظ عمر القرشي وابناه: عبد الله وعبد الرحمن، وأبو الفتوح نصر ابن أبي الفرج ابن الحصري، وأبو الحسن علي بن المبارك بن الوارث وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المبارك بن علي البغدادي بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو البقاء عمار بن محمد بن الحسن الدمشقي، قدم عليكم، قراءة عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب، قراءةً عليه وأنا أسمع، فأقر به، ببغداد.
قلت: وأخبرنيه عالياً أبو جعفر إقبال بن المبارك بن محمد ابن العكبري، بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، فقال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد ابن النقور البزاز، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون الواعظ، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر المطيري، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن مهران أبي صفوان، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أراد الحج فليتعجل)).(4/606)
2545- عفيف بن المبارك بن الحسين بن محمود، أبو محمد الناسخ.
من أهل باب الأزج، نسيب الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وأخاه أبا عبد الله يحيى، وأبا نصر الحسن بن محمد اليونارتي الأصبهاني، وأبا محمد يلتكين بن أخبار التركي، وأبا صابر عبد الصبور بن عبد السلام وأبا الوقت السجزي الهرويين، وغيرهم، وحدث عنهم.
سمع منه القاضي عمر القرشي وطبقته، وأجاز لنا في سنة أربعٍ وسبعين وخمس مئة.
أخبرنا أبو محمد عفيف بن المبارك الوراق فيما أذن لنا أن نرويه عنه، قال: قرئ على القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري، في رجب سنة سبع وعشرين وخمس مئة وأنا أسمع.
قلت: وأخبرنيه أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت الوكيل بقراءتي عليه من أصل سماعه، قلت له: أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن المفرج الصقلي بمكة، قال: أخبرنا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي الحافظ، قال: حدثنا بشر بن محمد المزني، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس خاتم فضة في يمينه فيه فص حبشي، كان يجعل فصه في بطن كفه.(4/607)
أنبأنا عمر بن علي القرشي، قال: توفي عفيفٌ الوراق يوم الاثنين ثامن عشري شعبان سنة خمس وسبعين وخمس مئة، وكان مولده في سنة اثنتي عشرة وخمس مئة.
2546- عون بن عبد الواحد بن شنيف، أبو علي بن أبي الفرج الوراق.
من أهل دار القز، من بيتٍ معروفٍ بالصلاح والأمانة والرواية. وقد تقدم ذكر أبيه وأخيه رضوان.
وعونٌ هذا كانت له معرفة بالفرائض وقسمة التركات. سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وغيره، وأجاز لنا.
أخبرنا أبو علي عون بن عبد الواحد بن شنيف إجازةً كتبها لنا بخطه، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد قراءةً عليه وأنا أسمع.
وأخبرناه أبو محمد عبد المؤمن بن عبد الغالب بن محمد الشيباني قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي البزاز، قال: حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)).
توفي أبو علي بن شنيف يوم الاثنين ثاني عشري رجب سنة ثمان وثمانين وخمس مئة.(4/608)
2547- عمران بن منصور بن عمران، أبو نعيم.
من أهل واسط، يعرف بابن الباقلاني، وهو أخو أبي بكر عبد الله المقرئ الذي قدمنا ذكره، وهذا الأصغر.
سمع بواسط من أبي الكرم نصر الله بن محمد بن مخلد الأزدي، وأبي الحسن بن عبد السلام البغدادي، وأبي الجوائز سعد بن عبد الكريم الغندجاني، وأبي منصور عبد الملك بن محمد بن حسانوية الطيبي، وأبي عبد الله محمد بن علي ابن المغازلي وغيرهم. واستجاز له أخوه من أبي القاسم بن الحصين، وأبي غالب أحمد ابن البناء، والقاضي أبي بكر الأنصاري وغيرهم.
كتبت عنه بواسط، وقدم بغداد مراراً كثيرة ولقيته بها وعلقت عنه إنشاداً.
أنشدني أبو نعيم عمران بن منصور ابن الباقلاني الواسطي ببغداد من حفظه على دجلة بباب الغربة، قال: أنشدني أبو الفرج العلاء بن علي ابن السوادي لنفسه:
أدور مع الزمان كما يدور ... وأصبر والشجاع هو الصبور
وألقاه بصدرٍ ذي اتساعٍ ... إذا حرجت بلقياه الصدور
وأبصر ما تجدده بعيني ... وما عندي سوى: صدق الأمير
سألت أبا نعيم ابن الباقلاني عن مولده، فقال: في شعبان سنة عشرين وخمس مئة، ثم سئل عنه بعد ذلك فقال: في سنة إحدى وعشرين وخمس مئة.
وتوفي بواسط في سنة إحدى وست مئة فيما بلغنا، والله أعلم.
2548- عدنان بن المعمر بن عدنان بن عبد الله بن المختار، أبو نزار ابن أبي الغنائم بن أبي نزار العلوي الحسيني.(4/609)
من أهل الكوفة.
قدم بغداد، وسكنها مدةً، وتولى بها نقابة العلويين بمشهد الإمام موسى ابن جعفر، وقرئ عهده بذلك المشهد المذكور يوم الخميس حادي عشري شهر ربيع الأول سنة ست وست مئة، ولاه ذلك ابن عمه النقيب الطاهر أبو الحسين محمد بن محمد بن عدنان بن المختار، فكان على ذلك إلى أن عزل في شعبان سنة سبعٍ وست مئة.
قرأت بخط الشريف عبد الحميد بن أسامة العلوي النسابة: مولد عدنان بن المعمر يوم الثلاثاء ثالث عشري شعبان سنة سبعين وخمس مئة.
[آخر المجلد الرابع من هذه النسخة المحققة، وبه ينتهي الموجود من هذا التاريخ النفيس، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه أفقر العباد بشار بن عواد بن معروف العبيدي البغدادي الأعظمي نزيل عمان البلقاء حرسها الله تعالى، هاجر إليها بأهله وولده بعد استيلاء الكفار على مدينة السلام بغداد حررها الله تعالى وأعادها دار إسلام وإيمان، إنه سميع مجيب].(4/610)
المستدرك
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد بينا في مقدمتنا لهذا التاريخ أن الذي وصل إلينا منه ينتهي عند آخر حرف العين المهملة، وبه انتهى المجلد الرابع من طبعتنا، وأننا قد استفرغنا الوسع واستنفدنا الطاقة في البحث والتقصي فلم نقف على نسخ يتم بها هذا الكتاب.
ولما كان إمام المؤرخين أبو عبد الله الذهبي قد اختصر الكتاب، ووصل إلينا مختصره كاملاً غير منقوص، فقد رأينا من المفيد اقتباس التراجم -التي انتقاها من التاريخ: ابتداءً من حرف الغين المعجمة إلى نهاية الكتاب، وهي (350) ثلاث مئة وخمسون ترجمة مختصرة تكون الصفحات 156-273 من المجلد الثالث من ((المختصر المحتاج إليه)) الذي حققه شيخنا العلامة مصطفى جواد وأشرف على طبعه بعد وفاته عمي العلامة ناجي معروف رحمهما الله تعالى- وإضافتها إلى طبعتنا هذه.
وكان شيخنا طيب الله ثراه قد استعان بتحقيقي لكتاب ((التكملة لوفيات النقلة)) للحافظ المنذري في طبعته الماجستيرية في معظم التراجم، وكنت ومنذ قرابة الأربعين عاماً أملك نسخة مصورة من مخطوطة ((المختصر المحتاج إليه)) بخط الذهبي كما هو واضح من كثرة إحالتي عليها في تعليقاتي على ((التكملة)). لذلك عدت إلى هذه النسخة فقابلتها على المطبوع، وأصلحت بعض الأخطاء الطبعية اليسيرة الواقعة في المطبوع، وضبطت النص بما يدفع عنه اللبس ويقيد الأسماء والأنساب، وعلقت على التراجم بذكر بعض المصادر المفيدة، ونقلت في الحاشية بعض ما وقفت عليه من نقولٍ مصرح بها من تاريخ ابن الدبيثي زيادةً في الفائدة. ويبقى الفضل لشيخنا العلامة طيب الله ثراه في نسخ النص،(5/5)
والتعليق عليه بفوائد لا يستغني عنها الباحث، وصنيعنا هذا لا يلغي قيمة طبعته المحققة، والحمد لله وحده، وصلواته وسلامه على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين.(5/6)
حرف الغين
2549- غالب بن ثعلب بن جعفر بن أحمد السراج، أبو الرضا بن أبي المعالي.
قال عمر القرشي، ذكر غالبٌ لنا أنه سمع من جده، وسنه تحتمل ذلك. ووجدنا سماعه من أبيه فقرأنا عليه.
أخبرنا أبو القاسم الحنائي بدمشق، أخبرنا الكلابي، فذكر حديثاً.
ولد تقريباً سنة تسعين وأربع مئة.
وقال عبد الله ابن الخباز: توفي سنة خمس وثمانين وخمس مئة. ولست من قول عبد الله على ثقةٍ لكثرة وهمه.
2550- غنيمة بن يوسف بن غنيمة.
سمع ابن الحصين، وأجاز لجماعةٍ في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة.
2551- غياث بن الحسن بن سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البناء، أبو بكر.
من بيت الرواية، وكلهم سمع وحدث.
سمع جد أبيه أبا غالب، وأبا القاسم ابن الحصين، وعبد الله بن أحمد بن جحشوية. سمع منه عمر القرشي، وابن الأخضر.
وقال لي ابن الأخضر: سمعت منه ومن أبيه ومن جده.
أخبرنا غياث، أخبرنا ابن الحصين، فذكر حديثاً.(5/7)
توفي في ذي الحجة سنة أربع وتسعين وخمس مئة.
قلت: روى عنه ابن خليل.
حرف الفاء
2552- الفضل بن محمد بن هبة الله بن محمد، أبو محمد ابن المطلب.
سمع أبا الحسن العلاف، وأبا طالب بن يوسف. سمع منه عمر القرشي ومكي الغراد، وتوفي بطريق خراسان سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة.
2553- الفضل بن عمر بن منصور، أبو منصور الكاتب، يعرف بابن الرائض.
من أهل باب الأزج.
قرأ القراءات على أبي الحسن البطائحي، وسمع منه، ومن الأسعد بن يلدرك، وخديجة بنت النهرواني، وكتب الخط المليح على طريقة ابن البواب.
ولد سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة تسع وست مئة.
2554- فرج بن عبد الله، مولى أبي القاسم بن طراد.
سمع من طراد، وابن طلحة النعالي. حدثنا عنه عمر بن طبرزد.(5/8)
2555- الفتح بن عبد الله بن محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب، أبو الفرج بن أبي منصور بن أبي الفتح.
من أهل بيت حديثٍ، وكلهم ثقات. سمع محمد بن أحمد الطرائفي، ومحمد بن علي ابن الداية، وأبا الفضل الأرموي، وأبا منصور نشتكين وغيرهم. سمعنا منه.
ولد يوم عاشوراء من سنة سبع وثلاثين وخمس مئة.
قلت: روى عنه أبو عبد الله البرزالي، وأبو الفتح ابن الحاجب، والقاضي شمس الدين ابن العماد، والسيف أحمد بن عيسى، وأبو إسحاق ابن الواسطي، وأبو الفرج ابن الزين، وأبو المعالي الأبرقوهي، وعبد الرحمن المكبر البغدادي وجماعة كثيرة.
وكتب عنه أبو الفتح ابن الحاجب وقال: شيخنا، بقية بيته، صارت إليه الرحلة من البلاد وتكاثر عليه الطلبة، واشتهر. وكان من ذوي المناصب والولايات فترك الخدمة واقتنع بالكفاف وأضر بأخرة. وكان كثير الأمراض حتى أقعد. وكان محققاً لسماعاته إلا أنه لم يكن يحب الرواية لمرضه واشتغاله بنفسه. وكان كثير الذكر ذا هيبةٍ ووقار. وكان يتوالى ولم يظهر لنا منه ما نكره،(5/9)
بل كان يترحم على الصحابة ويلعن من يسبهم. وكان صحيح السماع ثقةً. سمع جده وأبا القاسم بن أبي شريك، وعلي بن نور الهدى الحسين الزينبي، وأبا الكرم الشهرزوري، وأبا الوقت. وذكر الذين ذكرهم ابن الدبيثي، وقال: توفي في رابع عشري محرم سنة أربع وعشرين وست مئة. قرأت ذلك كله بخط ابن الحاجب.
وعده الضياء محمد في الشيوخ الذين أجازوا له، وشيوخ الفتح في ((مشيخته)): جده أبو الفتح وأحمد بن محمد ابن الأخوة، وابن الداية، ونور الهدى الزينبي، وابن الطرائفي، وأحمد الميهني، وأبو الكرم الشهرزوري ونوشتكين، والأرموي، وابن الحاسب، وسعيد ابن البناء، وأبو بكر الزاغوني، وأبو الوقت، وابن خضير، وابن الخل.
2556- فارس بن أبي القاسم بن فارس، أبو محمد الحفار الحربي.
سمع علي بن محمد الهمذاني، وأحمد بن علي بن قريش، وهبة الله بن الحصين. سمع منه أحمد بن سلمان، وأبو بكر ابن مشق. وأجاز لنا.
توفي في شوال سنة ثمان وثمانين وخمس مئة.
قلت: روى عنه ابن خليل.
2557- فوارس بن موهوب بن عبد الله ابن الشباكية، أبو الهيجاء الخفاف.
سمع إسماعيل بن ملة. سمع منه أحمد بن صالح بن شافع، وعمر القرشي، ومكي الغراد. وروى لنا عنه جماعةٌ.
ولد سنة سبعٍ وثمانين وأربع مئة تقريباً. وتوفي في ذي الحجة سنة تسع وستين وخمس مئة.(5/10)
2558- فضلان بن خلف بن فضلان بن أبي البركات، أبو محمد القصار.
تقدم أبوه وأخوه.
سمع إسماعيل ابن السمرقندي، وعبد الملك الكروخي.
قرأت عليه: أخبركم إسماعيل، فذكر حديثاً.
توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة فجاءةً.
قلت: روى عنه ابن خليل.(5/11)
حرف القاف
2559- القاسم بن علي بن الحسين بن محمد بن علي الهاشمي، أبو نصر ابن قاضي القضاة أبي القاسم ابن نور الهدى أبي طالب الزينبي.
تولى هذا أقضى القضاة شرقاً وغرباً سنة ست وخمسين وخمس مئة، وناب عنه في الحكم بمدينة السلام أبو الخير مسعود اليزدي.
وأبو نصر هذا شابٌ عالم بالفقه على مذهب أبي حنيفة، وحدث عن أبيه.
توفي في المحرم سنة ثلاث وستين وخمس مئة، وله ثلاث وثلاثون سنة.
2560- القاسم بن مظفر بن قاسم المؤذن، أبو عبد الله الحربي، يعرف بابن سابان.
روى عن القاضي أبي بكر ((مغازي)) الواقدي. حدثنا، قال: أنبأنا أبو بكر قراءةً، فذكر حديثاً.
توفي في ذي الحجة سنة خمس وتسعين وخمس مئة.
2561- القاسم بن يحيى بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري، أبو الفضائل.(5/12)
قاضي القضاة شرقاً وغرباً، من بيتٍ معروفٍ بالقضاء والتقدم. تفقه ببغداد بالنظامية إذ مدرسها أبو المحاسن يوسف بن بندار، وخرج إلى الشام، والتحق بصلاح الدين ملك الشام ومصر، وكان ينفذه في الرسائل، وبعد وفاته قدم بغداد فولي قضاء القضاة في سنة خمس وتسعين (وخمس مئة)، فبقي سنتين، واستعفى من القضاء وطلب الإذن في رجوعه إلى حيث كان، فأذن له.
سمع من أبي طاهر ابن سلفة بثغر الإسكندرية، وروى عنه.
توفي بحماة في رجب سنة تسع وتسعين وخمس مئة وله خمس وستون سنة.
2562- قثم بن طلحة بن علي بن محمد بن علي الزينبي، أبو القاسم.
نقيب النقباء ابن نقيب النقباء أبي أحمد، يعرف بابن الأتقى.
ولي النقابة وولي حجابة باب النوبي. وكان ذا فضلٍ وترسلٍ ومعرفةٍ بالأيام. سمع ابن البطي، وابن المقرب. وأخبرنا عن ابن البطي، فذكر حديثاً.
ولد سنة خمس وخمس مئة، وتوفي سنة سبع وست مئة.
2563- قريش بن سبيع بن المهنا بن السبيع الحسيني، أبو محمد المدني.(5/13)
قدم بغداد وسكنها، وسمع ابن البطي، وابن النقور، وأبا محمد ابن الخشاب، والمبارك بن خضير.
قرأت عليه: أخبركم ابن البطي. فذكر حديثاً.
ولد سنة إحدى وأربعين وخمس مئة بالمدينة، وتوفي في ذي الحجة سنة عشرين وست مئة ببغداد.
حرف الكاف
2564- كامل بن عبد الجليل بن أبي تمام الهاشمي، أبو الفضائل الحريمي.
قرأت عليه: أخبركم أبو منصور بن زريق، أخبرنا ابن المسلمة، فذكر حديثاً.
توفي في جمادى الآخرة سنة ست مئة وقد قارب الثمانين.
قلت: روى عنه عبد اللطيف.
2565- كرم بن أحمد بن عبد الرحمن، يعرف بابن قنية الدارقزي.
سمع الكثير بنفسه من أبي المواهب بن ملوك، وأبي غالب ابن البناء، وابن حبيش، وقاضي المرستان وجماعة. سمع منه محمد بن المبارك ابن مشق، وابنه أبو نصر، وصفية بنت عبد الجبار، وغيرهم.
توفي سنة أربع وسبعين وخمس مئة وقد أضر.(5/14)
2566- كرم بن بختيار بن علي الزاهد.
أحد الصالحين. سمع هبة الله بن الحصين. سمع منه ابن مشق، وعبد العزيز بن الأخضر، وأحمد بن أبي بكر البزاز.
توفي في ذي الحجة سنة تسع وسبعين وخمس مئة.
حرف اللام
2567- الليث بن علي بن محمد، أبو الفتح ابن البوراني.
سمع شيئاً يسيراً من أبي بكر القاضي، ومحمد بن محمد بن أسد. وعمر دهراً.
قرأت عليه: أخبرنا أبو بكر، أخبرنا أبو يعلى، فذكر حديثاً. ذكر ما يدل أن مولده بعد الخمس مئة بيسير. وتوفي في ربيع الأول سنة ست مئة.(5/15)
حرف الميم
2568- المبارك بن أحمد بن زريق الحداد، أبو الفتح المقرئ.
إمام جامع واسط، أحد الموصوفين بالحفظ ومعرفة القراءات. قرأ على أبي العز القلانسي، وعلى أبي محمد سبط الخياط وغيرهما. سمع أبا نعيم الجماري، وأبا الكرم الحوزي، وابن كادش، وابن الحصين. وأقرأ القراءات، وصنف فيها، وحدث. روى لنا عنه ابن المبارك، وإبراهيم ابن البناء. وسمعت الثناء عليه جميلاً.
توفي في المحرم سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة.
2569- المبارك بن أحمد بن منصور التاجر، أبو محمد بن أبي السعادات، ابن الشاطر.
سمع أبا سعد الأسدي، وهبة الله بن علي ابن الشريحي. روى عنه أبو المحاسن القرشي، وعبد العزيز بن الأخضر.
توفي في رمضان سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة وله سبعون سنة.
2570- المبارك بن أحمد بن بكري، أخو علي المذكور.
سمع محمد بن المختار المتوكلي، وغيره. وسمع منه أبو محمد ابن الخشاب، وأبو بكرٍ ابن مشق.
توفي في شعبان سنة تسع وستين وخمس مئة.(5/16)
2571- المبارك بن أحمد بن وفاء الدقاق، ابن الشيرجي.
سمع ابن الحصين، وأبا غالب ابن البناء. وقبله القضاة. سمع منه عمر القرشي، وتميم بن أحمد البندنيجي.
توفي في شوال سنة أربع وثمانين وخمس مئة.
2572- المبارك بن أحمد بن أبي محمد الدينوري ثم البغدادي، أبو محمد الشروطي، سبط ابن السلال.
سمع ابن الحصين، وهبة الله ابن البخاري. ومحمد بن عبد الباقي.(5/17)
سمع منه جماعةٌ، وأجاز لنا.
توفي في ذي الحجة سنة ست وثمانين وخمس مئة.
2573- المبارك بن أحمد بن أبي العز المقرئ، أبو الفتح ابن الديك الواعظ.
سمع أبا القاسم بن الحصين، وأبا السعود ابن المجلي، وأبا القاسم الحريري، وغيرهم. سمع منه عمر القرشي، وتميم البندنيجي، وابن مشق. وأجاز لنا.
ولد سنة اثنتي عشرة وخمس مئة، وتوفي في محرم سنة تسع وثمانين وخمس مئة.
2574- المبارك بن أحمد بن أحمد بن محمد ابن الطاهري، أبو المجد.
من بيت رواية. سمع أبا القاسم بن الحصين، ومريم بنت قريش. سمع منه عمر القرشي وغيره.
أخبرنا أبو المجد، أخبرنا هبة الله، فذكر حديثاً.
توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، وقد كمل الثمانين.
2575- المبارك بن أحمد بن هبة الله الهاشمي، أبو المظفر ابن المكشوط.(5/18)
خطيب جامع المنصور وغيره، قرأ القراءات على محمد بن خالد الرزاز، وغيره، وذكر أنه سمع من أبي الوقت.
أخبرنا ابن المكشوط، أخبرنا عنبر المنقذي، أنبأنا يحيى ابن البناء. فذكر حديثاً.
توفي في شوال سنة أربع عشرة وست مئة.
2576- المبارك بن إبراهيم بن مختار ابن السيبي، أبو محمد الطحان.
شيخٌ خيرٌ حافظٌ للقرآن. سمع ابن الحصين، وابن حبيش الفارقي، وغيرهما.
قرأت عليه: أخبركم ابن الحصين، فذكر حديثاً.
ولد سنة سبع عشرة وخمس مئة وتوفي في شوال سنة ست مئة.
قلت: روى عنه ابن خليل، والضياء، وعبد اللطيف، وابن عبد الدائم.
2577- المبارك بن إسماعيل بن عبد الباقي ابن الصواف، أبو نصر ابن النشف البزاز.(5/19)
واسطي قرأ القراءات على أبي الفتح المبارك بن زريق، وسمع أبا عبد الله الجلابي، وأحمد بن عبيد الله الآمدي، وسمع ببغداد ابن ناصر. وكان ذا فضل وتميز. أخبرنا، قال: أخبرنا ابن ناصر.
ولد سنة إحدى وعشرين وخمس مئة، وتوفي في ذي القعدة سنة خمس وتسعين.
2578- المبارك بن أنوشتكين، أبو القاسم العدل.
كان فاضلاً أديباً، أخذ عن ابن الخشاب، وأبي الحسن ابن العصار. وسمع أبا المظفر ابن التريكي، وأبا محمد ابن المادح، وهبة الله الشبلي. وكان ثقةً، حسن الطريقة.
توفي في صفر سنة سبع وست مئة.
2579- المبارك بن بختيار الحذاء المقرئ، أبو الفائز.
ذكره أبو سعد ابن السمعاني فسماه فائزاً، ووافقه ابن الأخضر، وروى عنه لنا. سمع إسماعيل بن ملة، وتوفي سنة سبعين وخمس مئة.
2580- المبارك بن الحسن، أبو منصور النعماني.
روى عن أبي الحسين الطيوري كتابه. روى عنه عمر القرشي في ((معجمه)).
2581- المبارك بن سعد الله بن المبارك بن بركة الواسطي ثم البغدادي، ابن الطحان.
سمع مع أخيه من ابن ناصر، وعبد الملك الهمذاني، سمعنا منه. روي عنه.(5/20)
توفي سنة تسع وست مئة.
2582- المبارك بن سلمان بن جروان بن حسين الماكسيني الأصل البغدادي.
من أولاد الشيوخ، أخو حمزة.
سمع هبة الله بن الحصين، وأحمد بن ملوك، والقاضي أبا بكر. وكان صحيح السماع.
أخبرنا المبارك أبو بكر. فذكر حديثاً.
ولد سنة سبع عشرة وخمس مئة، وتوفي في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين.
قلت: روى عنه يوسف بن خليل.
2583- المبارك بن صدقة بن الحسين بن يوسف المقرئ، أبو بكر ابن الباخرزي.
قرأ القراءات على أبي المعالي ابن السمين. وسمع أبا الفضل الأرموي، وعبد الملك الكروخي.
قرأت عليه: أخبركم الأرموي، فذكر حديثاً.(5/21)
توفي في جمادى الآخرة سنة سبع وست مئة، وله خمس وثمانون سنة.
قلت: روى عنه الضياء.
2584- المبارك بن طاهر الخزاعي الصوفي البغدادي.
سكن إربل من صباه، وكان سمع نشتكين الرضواني، وابن ناصر. وحدث بإربل والموصل. سمع منه أحمد بن محمد الأزجي، ومطهر بن سديد.
توفي سنة ست مئة.
2585- المبارك بن عبد الله بن محمد، أبو منصور البغدادي.
سمع الكثير بنفسه، وحضر القراءات على الشيوخ مثل هبة الله بن الحصين، وزاهر الشحامي، ولازم ابن ناصر، فأكثر. وكان خيراً متيقظاً.
قرأت عليه: أخبركم ابن الحصين إملاءً، فذكر حديثاً.
توفي في سلخ رمضان سنة ست وسبعين وخمس مئة.
2586- المبارك بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد ابن النقور، أبو الفرج بن أبي بكر.
من بيت الرواية والإسناد، سمعه أبوه، وكتب بنفسه عن ابن الحصين، وأبي غالب ابن البناء، وهبة الله ابن الحريري، والقاضي أبي بكر. وحدث وزُكِّي. سمع منه إبراهيم الشعار، وعلي بن أحمد الزيدي، وعمر القرشي، وأجاز لي، ولم يتفق لي السماع منه.
ولد سنة أربع عشرة وخمس مئة، وتوفي في شعبان سنة أربع وثمانين(5/22)
وخمس مئة، وهو آخر من بقي من بني النقور من الرجال.
2587- المبارك بن عبد الجبار بن محمد، أبو عبد الله ابن البردغولي، والد عبد السلام.
سمع أحمد بن علي بن قريش. سمع منه ابنه، وعمر القرشي.
ولد سنة نيف وتسعين وأربع مئة، وتوفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة.
2588- المبارك بن عبد الواحد بن غيلان.
سمع ابن الحصين. أجاز لنا، وكتب عنه عمر القرشي.
توفي سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة وقد جاوز الثمانين.
2589- المبارك بن علي بن علي بن محمد بن خضير، أبو طالب الصيرفي.
سمع الكثير بنفسه، وكتب عن مثل أبي سعد بن خشيش، وأبي الحسن ابن العلاف، وأبي القاسم بن بيان، وأبي الغنائم النرسي، وأبي الحسن بن مرزوق، وأبي طالب بن يوسف. ورحل إلى دمشق، وحدث بالكثير ببغداد.
سمع منه أبو سعد ابن السمعاني. وحدثنا عنه أبو الفرج ابن الجوزي، وابن الأخضر، وأبو طالب الهاشمي، وغيرهم، وكان ثقة.
قلت: وروى عنه الحافظ عبد الغني، والموفق ابن قدامة، ومنصور بن(5/23)
أحمد بن المعوج.
توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وخمس مئة فجاءةً.
2590- المبارك بن علي بن محمد بن غنيمة الخباز، أبو السعادات الشروطي.
قرأ بشيءٍ من القراءات على أبي البركات الوكيل. وسمع من شجاع الذهلي، وأبي القاسم ابن بيان، وأبي الغنائم بن ميمون وجماعة. سمع منه عمر القرشي، وابن مشق، وابن الأخضر وغيرهم.
توفي في ربيع الأول سنة أربع وستين وخمس مئة وله خمس وسبعون سنة.
2591- المبارك بن علي بن عبد الباقي، أبو عبد الله الخياط.
سمع أبا ياسر محمد بن عبد العزيز الخياط، وأبا الحسن العلاف وغيرهما. سمع منه الشريف الزيدي، وعمر القرشي، وأبو سعد ابن السمعاني. وحدثنا عنه ابن الأخضر.
توفي في شوال سنة خمس وستين وخمس مئة، وله ست وسبعون سنة.
قلت: روى عنه أيضاً أبو القاسم ابن صصرى، وزين الأمناء. وحدث بدمشق بإفادة الحافظ أبي (القاسم).
2592- المبارك بن علي بن إبراهيم، أبو البركات المقرئ يعرف بابن نعيجة، والد عبد الرحمن.(5/24)
سمع أبا القاسم بن الحصين. روى عنه عمر القرشي.
ولد سنة أربع وتسعين وأربع مئة.
قلت: روى عنه الموفق ابن قدامة عن علي بن أحمد الوقاياتي.
2593- المبارك بن علي بن الحسين بن عبد الله بن محمد البغدادي، أبو محمد ابن الطباخ، نزيل مكة.
كان يكتب العمر ويبيعها. سمع أبا السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، وهبة الله بن الحصين، وابن كادش، وعبد الملك بن يوسف، وجماعة، وكتب بخطه. سمع منه أبو سعد ابن السمعاني، وحدثنا عنه جماعةٌ.
توفي بمكة في شوال سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
قلت: روى عنه ابن قدامة.
2594- المبارك بن علي بن محمد بن خلف البرداني، أبو الفائز، دلال الدور.(5/25)
سمع محمد بن الحسن ابن البناء، وأبا الغنائم النرسي، وأبا طالب بن يوسف وغيرهم. سمع منه عمر القرشي، وأبو بكر الحازمي. وحدثنا عنه ابن الأخضر، وأجاز لي، ورأيته.
وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين وخمس مئة، وولد سنة خمس مئة.
2595- المبارك بن علي بن بركة، ابن أخي الحريص.
سمع ابن الحصين، وأبا غالب ابن البناء. سمع منه عمر القرشي وغيره، وأجاز لنا.
2596- المبارك بن علي بن هبة الله بن أحمد الكتاني، أبو القاسم الواسطي.
من بيت الحديث. قرأ القرآن على علي بن علي بن شيران. وسمع منه، ومن أبي الحسن بن عبد السلام، والقاضي أبي علي الفارقي، وأبي عبد الله الجلابي. سمعت منه بواسط.
توفي في ربيع الأول سنة تسعين وخمس مئة وله ثلاث وثمانون سنة.
2597- المبارك بن علي بن الحسن الحلاوي.
ذكرناه فيمن اسمه الحسن.(5/26)
2598- المبارك بن علي بن يحيى بن النفيس بن بذال، أبو بكر، أخو أحمد.
سمع قاضي المرستان، وابن زريق القزاز، وأبا بكر بن الأشقر، سمع منه بعض أصحابنا، وأجاز لنا.
توفي سنة خمس وتسعين وخمس مئة.
2599- المبارك بن علي بن المبارك بن علي بن أبي الجود، أبو القاسم بن أبي الحسن الوراق.
من محلة العتابيين وآباؤه من أقرباء ابن الطلاية.
روي عنه ببغداد، والموصل.
قرأت عليه: أخبركم ابن الطلاية. فذكر حديث ((كل أمرٍ ذي بال)).
قلت: الحديث حدثنا به أحمد بن إسحاق الهمذاني بمصر، أخبرنا المبارك ببغداد، فذكره. قلت: فهو آخر من حدَّث عن ابن الطلاية وشيخنا آخر من حدث عنه وكان سماعه صحيحاً، سمع منه الحفاظ، وتوفي في المحرم سنة ثلاث وعشرين وست مئة، وقد نيف على الثمانين.
2600- المبارك بن فارس، أبو منصور الماوردي.
حدث بدمشق ((بجزء الأنصاري)) عن قاضي المرستان. سمع منه أحمد بن(5/27)
علي الفلكي، وابنه محمد، وبدل التبريزي. قال لي بدل: دلنا عليه أبو محمد ابن عساكر فسمعوا منه سنة إحدى وثمانين وخمس مئة.
2601- المبارك بن محمد بن المعمر، أبو المكارم البادرائي الزاهد.
سمع نصر بن البطر، ومحمد بن عبد العزيز الخياط، وأبا بكر الطريثيثي، وأبا الخطاب ابن الجراح، والعلاف. سمع منه عمر القرشي، وتميم البندنيجي، وعبد القادر الرهاوي. وحدثنا عنه أبو طالب الهاشمي، وعلي بن ثابت.
قلت: وروى عنه أيضاً الحافظ عبد الغني، والإمام ابن قدامة.
توفي في جمادى الآخرة سنة سبع وستين وخمس مئة.
2602- المبارك بن محمد بن مكارم ابن سكينة، أبو المظفر.
من أبناء الناس. سمع أبا القاسم ابن بيان، وغيره. وسمع منه عمر القرشي، وابن الأخضر، وغيرهما.
توفي في رجب سنة أربع وسبعين وخمس مئة، وله ثلاث وسبعون سنة بسواد العراق.
2603- المبارك بن محمد بن عبد الكريم بن أبي الفوارس الهاشمي، أبو الفتوح البزاز، صاحب الأنصاري.(5/28)
سمع ابن بيان، وابن نبهان، وغيرهما. وقرأ بشيءٍ من القراءات على أبي بكر المزرفي. سمع منه عمر القرشي، وعبد العزيز بن الأخضر.
ولد سنة اثنتين وخمس مئة، وتوفي في ذي القعدة سنة خمس وسبعين.
2604- المبارك بن محمد بن محمد الواسطي، أبو جعفر بن أبي طاهر.
أخبرنا قراءةً، حدثنا جعفر السراج كتابةً.
توفي بعد سنة ست وسبعين وخمس مئة.
2605- المبارك بن محمد بن يحيى بن علي ابن الزبيدي، أبو بكر، -وقيل: أبو عبد الله- الواعظ.
قدم مع أبيه بغداد وهو صغيرٌ فسكنها، وتكلم في الوعظ، وسمع من أبيه، ومن أبي غالب ابن البناء. علقت عنه أناشيد.
ولد سنة أربع وخمس مئة وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثمانين وخمس مئة.
2606- المبارك بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد، أبو السعادات الجزري ثم الموصلي ابن الأثير الكاتب.(5/29)
له معرفةٌ تامةٌ بالأدب، وكتب لأمراء الموصل، وقرأ بها النحو على أبي محمد ابن الدهان. وسمع يحيى بن سعدون، وخطيب الموصل. وسمع ببغداد من أبي كليب، وابن سكينة. وصنف كتباً في النحو، والحديث، وشرح غريب الحديث، وانتفع به الناس. وصنف ((جامع الأصول))، وكان متقناً ذا فنون كثير البر والمعروف. حدثني أخوه علي أنه ولد سنة أربع وأربعين وخمس مئة، وتوفي في ذي الحجة سنة ست وست مئة بالموصل.
2607- المبارك بن المبارك بن هبة الله بن علي، أبو القاسم بن أبي المعالي التاجر، يعرف بابن المعطوش.
سمع أبا العز محمد بن المختار. سمع منه عمر القرشي.
قال لي أخوه أبو طاهر: توفي بدمشق سنة خمس وخمسين وخمس مئة.
2608- المبارك بن المبارك بن صدقة السمسار، أبو الفضل الخباز.
سمع ابن طلحة النعالي وغيره، وسمع منه عمر القرشي، وعلي الزيدي، وابن مشق. وروى لنا عنه أحمد بن أحمد البزاز، وعمر بن جابر.
توفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وخمس مئة، وقد نيف على الثمانين.
قلت: روى عنه الموفق ابن قدامة، وقال: سمع من طراد.
2609- المبارك بن المبارك بن محمد بن أحمد، أبو بكر ابن الحكيم الخياط.
سمع أبا الحسن العلاف، وشجاعاً الذهلي، وأبا علي ابن المهدي، وأبا(5/30)
الغنائم ابن المهتدي بالله. سمع منه أبو الحسن الزيدي، وعمر القرشي، وإلياس ابن جامع. وحدثنا عنه ابن الأخضر. توفي في رمضان سنة ست وسبعين وخمس مئة، وولد تقريباً سنة خمس مئة.
2610- المبارك بن المبارك بن زيد، أبو الكرم ابن الطبقي المقرئ الكوفي، نزيل بغداد.
سمع ثابت بن بندار، والعلاف، وابن بيان. سمع منه ابن شافع، وعمر القرشي.
توفي في ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
2611- المبارك بن المبارك بن المبارك الكرخي، أبو طالب الفقيه الشافعي، صاحب ابن الخل.
كان فقيهاً بارعاً ديناً مدرساً يكتب خطاً مليحاً، درس بالنظامية بعد أبي الخير القزويني في سنة إحدى وثمانين وخمس مئة. وكان ذا جاه وقبول. سمع أبا القاسم ابن الحصين، والقاضي أبا بكر. سمع منه عمر القرشي وأبو بكر الحازمي. وتفقه به جماعة.(5/31)
توفي في ذي القعدة سنة خمس وثمانين وخمس مئة وله اثنتان وثمانون سنة.
2612- المبارك بن المبارك بن أحمد بن زريق الحداد، أبو جعفر ابن الشيخ أبي الفتح.
إمام واسط هو وأبوه. قرأ على أبيه القراءات، وسمع الحسن بن إبراهيم الفارقي، ونصر بن محمد بن مخلد، والجلابي، والمبارك ابن نغوبا. وقدم بغداد سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة فقرأ القراءات الكثيرة على الشيخ أبي محمد سبط الخياط. وأجاز له أبو طالب بن يوسف، وابن الحصين.
وأقرأ الناس، وحدث زماناً.
قرأت عليه القراءات، وكان صدوقاً. وقدم بغداد سنة ثمان وثمانين وخمس مئة وحدث. أخبرنا ابن زريق، أخبرنا ابن السمرقندي، فذكر حديثاً.
ولد سنة تسع وخمس مئة، وتوفي في رمضان سنة ست وتسعين وخمس مئة بواسط.
قلت: روى عنه ابن خليل.
2613- المبارك بن المبارك بن الحسن بن الحسين ابن سكينة الأنماطي، أبو محمد البيع.(5/32)
حدثنا، قال: أنبأنا إسماعيل ابن السمرقندي قراءةً.
توفي في ربيع الأول سنة سبعٍ وتسعين وخمس مئة وله أربع وثمانون سنة.
2614- المبارك بن المبارك بن هبة الله، أبو طاهر بن أبي العلاء العطار، ابن المعطوش، أخو أبي القاسم وهذا الأصغر.
سمع محمد بن محمد ابن المهدي، ومحمد بن محمد ابن المهتدي بالله وهو آخر من حدث عنهما، وهبة الله بن الحصين. وكان يقظاً فطناً، صحيح السماع.
أخبرنا ابن المعطوش، أخبرنا ابن المهدي سنة أربع عشرة، فذكر حديثاً.
ولد في رجب سنة سبعٍ وخمس مئة، وتوفي في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وخمس مئة.
قلت: روى عنه ابن خليل، والضياء، وابنا الحافظ عبد الغني، واليلداني، وابن عبد الدائم، وعبد اللطيف الحراني. وروى الشيخ الموفق ابن قدامة مع جلالته عن رجلٍ عنه، وبالإجازة أحمد بن أبي الخير، وعلي ابن البخاري. وهو أسند من لقي الضياء ببغداد.
2615- المبارك بن المبارك بن سعيد ابن الدهان، أبو بكر بن أبي طالب النحوي الواسطي الضرير.(5/33)
قرأ القراءات، واشتغل بالعلم، وسمع نصر بن محمد الأديب، والعلاء بن علي ابن السوادي الشاعر. وجالس أبا محمد ابن الخشاب، ولازم أبا البركات الأنباري النحوي، وسمع أبا زرعة المقدسي، ودرس النحو بالنظامية، وتفقه على مذهب أبي حنيفة، وكان حنبلياً وقيل: انتقل إلى مذهب الشافعي، وفيه يقول أبو البركات ابن التكريتي المؤيد الشاعر:
ومن مبلغٌ عني الوجيه رسالةً ... وإن كان لا تجدي لديه الرسائل
تمذهبت للنعمان بعد ابن حنبلٍ ... وذلك لما أعوزتك المآكل
وما اخترت رأي الشافعي ديانة ... ولكنما تهوى الذي هو حاصل
وعما قليلٍ أنت لا شك صائرٌ ... إلى مالكٍ فانظر لما أنا قائل
والوجيه لقب أبي بكر هذا. وقد تخرج به جماعةٌ في النحو. وكان يقول الشعر، وكان هذرة. كتبت عنه أناشيد.
توفي في شعبان سنة اثنتي عشرة وست مئة، وله ثمانون.
قلت: روى عنه البرزالي، وأجاز لابن أبي الخير.
2616- المبارك بن مسلم بن علي، أبو البركات ابن قيبا.(5/34)
سمع ابن الطلاية، والمبارك بن أحمد الكندي.
ولد سنة ثمان عشرة وخمس مئة، وأجاز لي.
قلت: ابن قيبا سمع منه الضياء، وعبد اللطيف.
2617- المبارك بن نصر الله، أبو الفتح الفقيه الحنفي، يعرف بابن الدبي.
من العارفين بمذهب أبي حنيفة وبأصوله، درس المذهب.
توفي في آخر سنة ثمان وستين وخمس مئة.
2618- المبارك بن هبة الله بن سلمان ابن الصباغ، أبو المعالي الواعظ، يعرف بابن سكرة.
أحد طلبة الحديث، سمع الكثير، وأفاد، وكتب عن أبي سعد ابن الطيوري، وأبي طالب بن يوسف، وابن الحصين، ومن بعدهم.
ولد سنة تسعين وأربع مئة، وروى شيئاً يسيراً. توفي في ربيع الآخر سنة سبعٍ وأربعين وخمس مئة.
2619- المبارك بن يحيى بن علي ابن البيطار الدباس، أبو جعفر.
سمع ابن ناصر. قرأت عليه: أملى عليكم ابن ناصر، فذكر حديثاً.
توفي في شعبان سنة ثلاث عشرة وست مئة.(5/35)
2620- المبارك بن أبي الفضل ابن الطباخ المؤدب.
سمع أبا الفضل بن خيرون. روى عنه عمر القرشي.
توفي في ذي القعدة سنة خمس وخمسين وخمس مئة.
2621- المبارك بن أبي طاهر ابن الملاح، أبو نصر.
سمع الحسين ابن البسري. سمع منه عمر القرشي.
توفي سنة ثمان وخمسين وخمس مئة.
2622- المبارك بن أبي نصر، أخو الحسين، الحريمي، وقيل: اسمه الحسن.
سمع ابن الحصين. كتب عنه عمر القرشي وغيره.
توفي في شعبان سنة تسع وثمانين وخمس مئة.
2623- المبارك بن أبي القاسم ابن السدنك.
سمع أبا بكر القاضي. أجاز لي.
توفي سنة ست وتسعين (وخمس مئة) في ذي القعدة.
2624- المبارك بن أبي الأزهر، ابن شعلة.
سمع المبارك بن كامل الدلال وأحمد بن الأشقر، توفي سنة إحدى وست مئة.
أخبرنا المبارك، أخبرنا الدلال، أخبرنا علي ابن البسري، فذكر حديثاً.(5/36)
2625- محمود بن أحمد بن علي المحمودي، أبو الفتح الصوفي المعروف بابن الصابوني.
سمع غالب بن أحمد الأرموي، وأبا القاسم بن الحصين، ومحمد بن الحسين المزرفي. سمع منه عمر القرشي. ثم انتقل إلى مصر وحدث هناك.
2626- محمود بن أيتكين الشرفي، أبو الشكر البواب.
سمع علي بن عبد العزيز ابن السماك، وابن ناصر، وعلي بن محمد بن أبي عمر.
حدثنا محمود، أخبرنا علي بن محمد، أخبرنا أحمد بن علي القزاز، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، فذكر حديثاً.
توفي في شوال سنة عشرٍ وست مئة وله أربع وثمانون سنة.
قلت: روى عنه عبد اللطيف.(5/37)
2627- محمود بن سالم بن مهدي، يعرف بالخير الضرير المقرئ.
سمع ابن ناصر، وأبا الوقت. سمع منه بعض الطلبة.
توفي في صفر سنة ثلاث وست مئة.
2628- محمود بن عبيد الله بن صاعد، أبو المحامد الحارثي الطايكاني الحنفي الفقيه المروزي، وقيل: يكنى أبا القاسم.
له إجازة وقبول. سمع ببلده تاج الإسلام ابن السمعاني، ومسعود بن محمد المسعودي، ونصر بن سيار. قدم علينا حاجاً، وحدث بمكة والمدينة. حدثنا، قال: أخبرنا نصر، أنبأنا أبو عامر الأزدي. فذكر حديثاً.
توفي في ربيع الأول سنة ست وست مئة بمرو وله خمس وسبعون سنة.
2629- محمود بن عبد الكريم بن علي التاجر، أبو القاسم فورجة الأصبهاني.(5/38)
قدم بغداد سنة ثلاث وخمسين (وخمس مئة)، فحدث بها عن أبي بكر ابن ماجة، وسليم بن إبراهيم الحافظ. سمع منه صدقة بن الحسين، وابن شافع وعمر القرشي، ويوسف العاقولي. وحدثنا عنه علي بن نصر، وعلي بن النفيس، وغيرهما. بلغنا أنه توفي بأصبهان في صفر سنة خمس وستين وخمس مئة.
2630- محمود بن عبد الباقي بن أحمد بن علي ابن النرسي، أبو علي ابن القاضي أبي البركات.
ولي أبوه قضاء باب الأزج والحسبة. أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبي قراءةً، أخبرنا عبد الباقي العطار، أخبرنا المخلص. فذكر حديثاً.
توفي في جمادى الأولى سنة ست وست مئة، وله ثلاث وسبعون سنة.
2631- محمود بن علي بن شعيب ابن الدهان، أخو محمد الفرضي.
سمع المبارك بن أحمد، ومحمد بن ناصر الحافظ، قرأت عليه: أخبركم المبارك. فذكر حديثاً.
توفي سنة ست وست مئة في ذي الحجة.
2632- محمود بن محمد ابن هبيرة، أبو غالب، أخو الوزير أبي المظفر.
سمع ابن الحصين. حدثونا عنه.(5/39)
توفي في سنة اثنتين وستين وخمس مئة.
2633- محمود بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الكشميهني المروزي المولد، أبو المحامد الفقيه الصوفي.
حدث ببغداد سنة ستين وخمس مئة، وحدث عن أبي منصور محمد بن علي الكراعي. سمع منه أحمد بن صالح بن شافع، وإبراهيم الشعار. وأخبرنا عنه عبد الكريم بن محمد.
توفي ببغداد سنة سبعٍ وستين وخمس مئة.
قلت: روى عنه أبو القاسم بن صصرى.
2634- محمود بن محمد بن حسن الكواز.
كان صالحاً خيراً. سمع ابن ناصر، وأبا محمد سبط الخياط، وعلي بن زهموية.
توفي في ربيع الأول سنة سبع وست مئة وله تسعٌ وسبعون سنة. روى لنا.
قلت: روى عنه ابن النجار، وقال: كان صالحاً صدوقاً، طلب بنفسه، وكتب.
2635- محمود بن المبارك بن محمد بن الأخضر، أبو نصر الجنابذي البغدادي، والد شيخنا عبد العزيز.
سمع أبا عثمان بن ملة، وأبا بكر المزرفي. روى عنه ابنه، وقال: حج سنة خمس وثلاثين وخمس مئة فركب البحر، وغاب عنا خبره.(5/40)
2636- محمود بن المبارك بن علي، أبو القاسم الواسطي الفقيه الشافعي، مجير الدين.
تفقه على أبي منصور الرزاز، وبرع في الفقه حتى صار أوحد زمانه، وتفرد بمعرفة الأصول والكلام. سمع القاضي أبا بكر، وإسماعيل ابن السمرقندي، ومن بعدهما. وسافر إلى دمشق، ودرس بها الأصول والفقه والكلام وعاد إلى العراق. وذهب إلى فارس، وأقام بشيراز مدةٌ يدرس. ودرس بعسكر مكرم، وبنى له بها مدرسةً. ثم قدم واسط سنة سبعٍ وثمانين (وخمس مئة) ودرس بها.
وقرأت عليه الأصول، وعلم الكلام. ثم عاد إلى بغداد، ودرس بالنظامية. وما رأينا أجمع لفنون العلم منه، وحسن العبارة. وخرج إلى أصبهان رسولاً لخوارزم شاه سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة فمات في طريقه بهمذان وله خمس وسبعون سنة.
قلت: قال ابن النجار: ولي التدريس، وخلع عليه خلعةٌ سوداء وطرحة سنة اثنتين وتسعين، وحضرت درسه وكان الجمع متوفراً جداً، حضره أرباب الدولة كلهم، وكان يوماً مشهوداً. ثم سافر رسولاً من الديوان بعد شهر، وذلك في شوال فمرض ومات بهمذان. سمع ابن الحصين، والقاضي، وابن(5/41)
السمرقندي. أخبرنا ابن خليل، أخبرنا محمود، فذكر حديثاً.
2637- محمود بن المبارك بن الحسين المؤدب، أبو الثناء ابن الداريج.
سمع القاضي أبا بكر، والحسين سبط الخياط. سمع منه أصحابنا.
توفي في صفر سنة ست وتسعين وخمس مئة، وله سبع وسبعون سنة.
روى عنه ابن النجار، ولكن سماه محمود بن محمد بن الحسين.
2638- محمود بن مسعود المكبر بجامع القصر.
سمع على كبرٍ أبا المعالي الباجسرائي، وأبا الفتح ابن البطي. قرأت عليه: أخبركم ابن البطي. فذكر حديثاً ((الحياء من الإيمان)) من جزء البانياسي.
توفي في شوال سنة تسع وست مئة في عشر التسعين.
2639- محمود بن هبة الله بن أبي القاسم الحلي الأصل، أبو الثناء البزاز، أخو عبد الله.
قرأ بشيءٍ من القراءات على أبي الحسن ابن عساكر. وأخذ شيئاً من الأدب(5/42)
عن أبي محمد ابن الخشاب وإسماعيل ابن الجواليقي، وسمع منهما ومن أبي الوقت. وكان فيه تشدق وكثرة كلام. علقت عنه فوائد، وسكن بأخرةٍ دمشق وتوفي بها.
قلت: روى عنه الضياء المقدسي، وقال: توفي في ربيع الأول سنة أربع وست مئة، وولد سنة ثمان وثلاثين (وخمس مئة)، سمع منه جماعةٌ من الدمشقيين، وروى عنه أبو الفتوح ابن الحصري.
2640- محمود بن نصر بن حماد بن صدقة ابن الشعار الحراني الأصل ثم البغدادي، أبو المجد، والد إبراهيم.
شيخٌ صالحٌ، سمع بنفسه الكثير من ابن الحصين، وهبة الله الحريري، وأبي بكر المزرفي، ومن بعدهم. وكان ثقةً صحيح النقل. قرأت عليه: ونعم الشيخ كان: أخبركم أبو بكر، فذكر حديثاً.
توفي في رمضان سنة تسع وسبعين وخمس مئة، وله ثمان وسبعون سنة.
قال ابن النجار: قرأ بالروايات على هبة الله بن أحمد الحريري وغيره، وسمع أبا الوفاء علي بن عقيل، وخلقاً كثيراً، وكان ثقةً صدوقاً.
2641- محمود بن واثق بن الحسين ابن السماك، أبو الشكر العطار.
من أبناء الرواة. قرأت عليه: أخبركم أبو الوقت أخبرتنا بيبي، فذكر حديثاً.
توفي في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وست مئة.(5/43)
روى عنه ابن النجار.
2642- محمود بن أبي القاسم بن عمر بن حمكا، أبو الوفاء المعدل الأصبهاني، سبط محمد بن أحمد البغدادي.
سمع ببلده أبا الفتح أحمد بن محمد السوذرجاني. وأجاز له طراد الزينبي النقيب، وقدم بغداد، وحدث بها سنة ست وخمسين، فسمع منه عمر القرشي وجماعة، وأجاز. وكان شيخنا أبو بكر الحازمي يقول عنه: عمر. وكان من بيت المحدثين، ثقةً.
كتب إلي المهذب ابن الحسين من أصبهان يقول: إن ابن حمكا توفي في ربيع الآخر سنة ثمانين وخمس مئة.
وقال غيره: ولد سنة تسع وثماني وأربع مئة.
2643- مسعود بن أحمد بن محمد بن علي، أبو المعالي العطار، ابن الديناري، أخو محمود.
كان إمام مشهد أبي حنيفة: سمع هبة الله ابن الحصين، والقاضي أبا بكر، وجده الحسين بن الحسن المقدسي. سمع منه قبلنا عمر القرشي. قرأت عليه: أخبركم ابن الحصين، فذكر حديثاً.
ولد سنة ثمان عشرة وخمس مئة، وتوفي في رمضان سنة أربع وتسعين.(5/44)
قال ابن النجار: كان فقيهاً فاضلاً مقرئاً ديناً، أضر في آخر عمره، وحدث بالكثير، وأجاز لنا.
2644- مسعود بن بركة بن إسماعيل الحلاوي، أبو الفتح البيع، يعرف بابن الجرذ.
قرأت عليه: أخبركم القاضي أبو بكر، فذكر من جزء الأنصاري حديثاً.
ولد في محرم سنة ست وعشرين وخمس مئة، وتوفي في رمضان سنة ثمان وست مئة.
وروى عنه ابن النجار، وقال: كان صالحاً حسن الأخلاق.
2645- مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي، أبو الفرج الرئيس الأصبهاني.
من بيت تقدم ورواية. سمع أبا عمر، وابن مندة، وأبا إسحاق الطيان، ومحمد بن أحمد السمسار، وعبد الرحمن بن محمد بن زياد، والمطهر بن عبد الواحد البزاني. وأجاز له الحافظ أبو بكر الخطيب، وأبو الحسين محمد ابن المهتدي بالله وآخرون. وتفرد عنهم، وعمر، وأسن وجاوز المئة.
ذكر المبارك بن كامل أنه حدث ببغداد.
ولد سنة اثنتين وستين وأربع مئة، وتوفي بأصبهان سنة اثنتين وستين وخمس مئة.(5/45)
قلت: روى عنه محمد بن مكي بن أبي الرجاء، وعبد القادر الرهاوي، والحسين بن محمد الجرباذقاني، وعبد الملك بن محمد الكاتب، وجماعة من شيوخ الضياء والبرزالي. وآخر من روى عنه بالإجازة بدمشق كريمة القرشية. قال ابن النجار: سمع جده، وسهل بن عبد الله الغازي، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وأبا بكر محمد بن الحسن بن سليم، وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني، وسعيد بن محمد، وأبا نصر محمد بن عمر ابن تانة ورزق الله التميمي، وعمر ابن أحمد بن عمر السمسار، وطائفة. توفي في شهر صفر.
2646- مسعود بن الحسين بن هبة الله المقرئ، أبو المظفر الضرير الحلي.
قدم بغداد في صباه، وقرأ على أبي العز القلانسي القراءات، لكنه خلط وادعى أنه قرأ على أبي طاهر ابن سوار، فأنكر عليه أبو الحسن البطائحي، وظهر بطلان قوله.
قرأت بخط عمر بن علي القرشي، قال: سألت مسعوداً الحلي: في أي سنة قرأت على أبي طاهر ابن سوار؟ فقال: سنة ست وخمس مئة. فقلت: تذكر أنك قرأت عليه بعد موته بعشر سنين!
سمع منه عمر القرشي، وعلي الزيدي، وتوفي سنة أربع وستين وخمس مئة، في رجب. وقد سمع من أبي القاسم بن بيان، وأبي عثمان ابن ملة.
2647- مسعود بن الحسين بن سعد بن بندار بن علي اليزدي، أبو الحسن الفقيه الحنفي.(5/46)
سكن بغداد، ودرس بها الفقه على مذهب أبي حنيفة، وناب في الحكم عن أبي نصر الزينبي، وحدث عن قاضي المرستان. سمع منه عمر القرشي.
وتوفي سنة إحدى وسبعين وخمس مئة بالموصل.
2648- مسعود بن عبد الله بن أحمد بن أبي يعلى الشيرازي الأصل البغدادي، أبو علي الخياط، والد عبد الله وعبد الرحمن.
سمع أبا الحسين ابن الطيوري، وأبا سعد ابن خشيش. سمع منه ابن شافع، ومحمد بن أحمد الصوفي، وعبد السلام الداهري.
2649- مسعود بن عبد الله بن عبد الكريم بن غيث الدقاق، أبو الفتوح.
سمع أبا السعود ابن المجلي، وأبا الحسن ابن الزاغوني، وأبا غالب محمد ابن أحمد بن قريش، وغيرهم. أخبرنا مسعود، أخبرنا إسماعيل السمرقندي، فذكر حديثاً.
ولد سنة أربع عشرة وخمس مئة، وتوفي في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين.(5/47)
قلت: روى عنه الضياء، والنجيب الحراني، وابن عبد الدائم، وابن النجار، وقال: كان صدوقاً خاشعاً فقيراً صالحاً له فهم، طلب وكتب في الكهولة.
2650- مسعود الحبشي، أبو الخير الفراش.
سمع أبا المعالي الباجسرائي، وأبا الخير عبد الرحيم الأصبهاني. أخبرنا أبو الخير، أخبرنا أحمد بن عبد الغني، فذكر حديثاً.
توفي في ربيع الأول سنة خمس عشرة وست مئة.
2651- مسعود بن علي القاضي.
من شيوخ أردبيل، روى عنه أبو طاهر بن سلفة في ((الأربعين البلدانية)).
2652- مسعود بن علي بن عبيد الله ابن النادر، أبو الفضل المعدل.
أحد من أكثر من الطلب، وكتب الكثير، وكان حسن الخط. تلقن القرآن على أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي، وقرأ شيئاً من القراءات على أبي محمد سبط الخياط. وسمع القاضي أبا بكر، وأبا منصور القزاز، وأبا القاسم السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي. سمع منه أبو المحاسن القرشي، وأبو(5/48)
بكر الحازمي.
وكان ثقةً ظريفاً صاحب نوادر، سمعته يقول: كتبت القرآن بخطي مئة وإحدى وعشرين مرة، منها ختمة تحت ميزاب الكعبة.
وذكره أبو سعد ابن السمعاني في زيادات كتابه.
أخبرنا مسعود، أنبأنا أبو بكر، فذكر حديثاً.
ولد سنة ست عشرة (وخمس مئة) في المحرم، وتوفي فيه سنة ست وثمانين وخمس مئة.
قلت: روى عنه الموفق ابن قدامة، والبهاء عبد الرحمن، ومحمد بن أحمد بن صالح الجيلي. وقد روى عنه المبارك بن كامل في ((معجمه))، قال: ابن النجار: روى الكثير، وكان ثقةً موصوفاً بحسن الأخلاق والمزاج، يجالس المستضيء بأمر الله وينادمه.
2653- مسعود بن محمد بن محمد بن إبراهيم ابن غيلان، أبو السعود ابن أبي طالب.
من أولاد الشيوخ. سمع منه شجاع الذهلي عن أبي محمد الجوهري.
2654- مسعود بن محمد بن علي.
عن القاضي أبي يعلى، من شيوخ الحافظ السلفي.
توفي سنة ثلاث وخمس مئة.
2655- مسعود بن محمد بن شنيف الوراق، أخو أحمد.
سمع أبا غالب محمد بن محمد العطار، والحسين بن محمد السراج. سمع منه أحمد بن يحيى بن هبة الله، وابن عمه الحسين بن سعد بن شنيف.(5/49)
قلت: وأبو المنجى ابن اللتي، وإبراهيم بن محمود ابن الشعار. كنيته أبو الفتح.
مات سنة ثلاث وخمسين (وخمس مئة) في شعبان.
2656- مسعود بن محمد بن مسعود الطريثيثي، أبو المعالي النيسابوري الشافعي.
تفقه على عمر السلطان، وقرأ على أبيه الأدب، وسمع أبا محمد السيدي، وعبد الجبار البيهقي. ودرس بالنظامية التي بنيسابور. ثم ورد بغداد ووعظ بها. ثم صار إلى دمشق، ودرس بها الفقه، وظهر له القبول الكثير، وكان ذا فنون ودين. ثم ورد بغداد رسولاً من دمشق.
ولد سنة خمس وخمس مئة، وتوفي بدمشق ليلة عيد الفطر سنة ثمان وسبعين وخمس مئة. كتب عنه عمر القرشي، وأبو المواهب ابن صصرى.
2657- مسعود بن محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة، أبو عبد الله المفسر الأصبهاني.
قدم بغداد سنة ست وسبعين وخمس مئة، وكان سمع من غانم البرجي(5/50)
ومحمود الضرير، وأبي علي الحداد.
2658- مسعود بن محمود البيطار.
حدثنا، قال: أخبرنا ابن البطي، فذكر حديثاً. توفي في صفر سنة ست عشرة وست مئة.
وعنه ابن النجار.
2659- منصور بن سلامة بن سالم، أبو الفتح الهيتي.
سكن بغداد مدةً، وأجاز له ابن ناصر، وأبو بكر ابن الزاغوني. وحدث بالموصل وهيت.
توفي سنة اثنتي عشرة وست مئة.
2660- منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي، أبو القاسم بن أبي المعالي النيسابوري المعدل.
من بيتٍ مشهورٍ بالرواية. قدم حاجاً مع أبيه، وحدث عن جد أبيه، وسمع منه جماعة، ورحل إليه الطلبة، وتفرد بأشياء عن جد أبيه وعن جده وعن وجيهٍ الشحامي.
ولد سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة، وتوفي في شعبان سنة ثمان وست مئة.(5/51)
قلت: روى عنه أبو عبد الله البرزالي، وأبو عمرو ابن الصلاح، والرضي ابن البرهان، والمرسي.
2661- منصور بن نصر بن منصور بن الحسين ابن العطار، أبو بكر الحراني الأصل البغدادي، ظهير الدين.
كان أبوه تاجراً كثير المال، فلما مات أبوه بسط يده في المال، وخالط الدولة حتى توكل للمستضيء، وصار له عنده الجاه الكثير. فلما توفي الوزير أبو الفرج رد إليه النظر في الدواوين وتدبير الأمور. وكان سمع من ابن ناصر، وابن الزاغوني، وأبي الوقت. سمع منه مكي الغراد.
توفي في ذي القعدة سنة خمس وسبعين (وخمس مئة) بعد عزله، فتعلق العوام بنعشه ورموا به، وأخرج من أكفانه وجروه برجله بحبلٍ في الأسواق طول النهار حتى أخذه شحنة البلدة وسلمه إلى أهله، فدفن.
2662- منصور بن أبي الحسن بن إسماعيل المخزومي، أبو الفضل الطبري الفقيه الشافعي الواعظ الصوفي.
تفقه بنيسابور على الشيخ محمد بن يحيى، وسمع بها عبد الجبار(5/52)
الخواري، وزاهر بن طاهر، وعلي بن محمد المروزي. وحدث ببغداد، فسمع منه أبو بكر الحازمي، وإلياس الإربلي، وجماعةٌ، وأجاز لي. وصار إلى الموصل فدرس الفقه بها، ثم سافر إلى الشام، وسكن دمشق، وروى بها الكثير، وتوفي بها في ربيع الآخر سنة خمس وتسعين وخمس مئة.
قلت: قال ابن نقطة: حدثني علي بن القاسم ابن عساكر، قال: لما قرئ على الطبري أول مجلس من ((صحيح مسلم)) بحكم الثبت حضر شيخ الشيوخ أبو الحسن ابن حموية، وحضر أبي وأنا معه، فجاء ابن خليل الأدمي وقال لوالدي: هذا الثبت ليس بصحيح وأراه إياه، فامتنع أبي من الحضور والجماعة، فغضب شيخ الشيوخ والصوفية وقرؤوا عليه الكتاب.
قلت: وحدث بالموصل ((بمسند)) أبي يعلى. روى عنه جماعةٌ.
2663- المظفر بن إبراهيم بن محمد القارئ الحربي، أبو منصور ابن البرني.
حدث عن جده لأمه عبد الرحمن بن علي ابن الأشقر، وعن أبي الحسين ابن أبي يعلى، وكان سماعه صحيحاً. حدثنا، قال: أخبرنا ابن الفراء سنة ثلاث وعشرين (وخمس مئة)، أخبرنا أبي، فذكر حديثاً.
ولد سنة خمس عشرة وخمس مئة، وتوفي في شوال سنة سبعٍ وست مئة، وذكر أنه سمع من القاضي أبي بكر الأنصاري.(5/53)
2664- المظفر بن سعد الله بن كيسان.
حدثنا، قال: أخبرنا أبو الوقت، فذكر أول الثلاثيات.
توفي سنة سبع وست مئة.
2665- مظفر بن علي بن وهب الصابوني.
قرأت عليه: أخبركم أبو نصر الحسن بن محمد اليونارتي قراءةً ببغداد، أخبرنا أبو عامر الأزدي، فذكر حديثاً.
توفي سنة ست وتسعين وخمس مئة.
2666- مظفر بن القاسم الصيدلاني المقرئ، أبو الأزهر الواسطي.
قرأ بالقراءات على أبي العز القلانسي، وسمع ببغداد من ابن الحصين، وأقرأ القراءات في آخر عمره ببغداد.
توفي سنة تسع وستين (وخمس مئة).
2667- مظفر بن محمد بن عبد الخالق، أبو سعد النجار الواعظ عابر الرؤيا.
سمع أبا طالب بن يوسف، وأبا العز ابن كادش، وأبا القاسم بن الحصين، وأبا القاسم الشحامي، وأبا الحسن ابن البيهقي. وكان سماعه صحيحاً على تسامح فيه. سمع منه عمر القرشي.
ولد في شبعان سنة أربع وخمس مئة، وتوفي في شوال سنة إحدى وثمانين (وخمس مئة). وأجاز لي.(5/54)
2668- المظفر بن المبارك بن أحمد البغدادي، أبو الكرم بن أبي السعادات الفقيه الحنفي القاضي، يعرف والده بحركها.
أحد مدرسي مذهب أبي حنيفة، تفقه على والده وولي الحسبة ببغداد، ثم عزل ودرس بمشهد أبي حنيفة. وكانت له حلقة للمناظرة. سمع أبا الوقت، وغيره. قرأت عليه: أخبركم ابن البطي، فذكر حديثاً.
ولد في ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمس مئة.
2669- مظفر بن مسلم بن علي ابن قيبا.
سمع أبا بكر ابن الأشقر، وابن الطلاية، وأبا الفضل الأرموي، وجماعة. سمع منه أصحابنا.
وتوفي في ربيع الأول سنة تسع وتسعين وخمس مئة.
قلت: روى عنه النجيب عبد اللطيف.
2670- المظفر بن أبي يعلى بن عثمان، أبو غالب الحربي.
قرأت عليه: أخبركم ابن الطلاية، فذكر حديثاً.(5/55)
توفي في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وست مئة.
2671- مظفر بن أبي محمد بن أبي الفتح الطحان، يعرف بابن غيلان.
قرأت عليه: أخبركم أبو الفضل الأرموي، فذكر حديثاً.
توفي في شعبان سنة خمس عشرة وست مئة.
قلت: روى عنهما أبو عبد الله البرزالي.
2672- مكي بن أبي القاسم بن معالي بن عبد الباقي الغراد، أبو إسحاق.
أحد طلبة الحديث. قرأ الحديث وكتب، ولم يزل مشتغلاً بالحديث. سمع أبا الفضل الأرموي، والكروخي، وابن ناصر، وأبا بكر ابن الزاغوني، وطبقتهم، وخلقاً بعدهم. حدث باليسير.
حدثنا مكي وسمعت منه، وكان شيخنا أبو بكر الحازمي يذمه وينهى عن السماع بقراءته.
وقال لي ابن الأخضر: كان مكي ضعيفاً في الرواية.(5/56)
ولد سنة تسع وعشرين وخمس مئة، وتوفي في محرم سنة ثلاث وتسعين.
قلت: روى عنه ابن خليل.
2673- مكي بن ريان بن شبه الماكسيني، أبو الحرم النحوي الضرير الموصلي.
أديبٌ عالمٌ بالنحو واللغة، وجالس ببغداد أبا محمد ابن الخشاب، وأبا الحسن ابن العصار، وبرع في فنه، وأقرأ الناس، وتخرج به جماعةٌ. وخرج إلى الشام قبل موته وأخذ عنه أهلها. وعاد إلى الموصل فتوفي بها في شوال سنة ثلاث وست مئة.
قلت: روى عنه علي ابن البخاري وعمه.
2674- موسى بن سعيد بن هبة الله الهاشمي، أبو القاسم بن أبي الفتح، ابن الصيقل.
سمع إسماعيل ابن السمرقندي، ومحمد بن أحمد الطرائفي، وأبا الفضل(5/57)
الأرموي. قرأت: أخبركم أبو القاسم الحافظ سنة أربع وثلاثين (وخمس مئة) فذكر حديثاً.
ولد سنة سبع وعشرين وخمس مئة، وتوفي في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وست مئة.
قلت: روى عنه البرزالي، والمقداد بن أبي القاسم القيسي.
2675- موسى ابن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، أبو نصر.
سمع سعيد ابن البناء، وابن ناصر، وأبا الوقت، وأباه، وسكن دمشق، وحدث بها. ولد في ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وخمس مئة.
قلت: قال الضياء: هو آخر من مات من ولد الشيخ، مات في جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وست مئة. قلت: روى عنه الضياء، وابن أخته السيف، والبرزالي، وابن خليل، ومن المتأخرين: أبو إسحاق ابن الواسطي، وأبو عبد الله ابن الكمال، وابن البخاري. وحدثنا عنه عبد الحافظ بن بدران، ويوسف ابن أحمد، وأحمد ابن العماد، ومحمد ابن الواسطي. وقال عمر ابن الحاجب: كان ظريفاً، رق حاله واستولى عليه المرض في آخر عمره، وسألت البرزالي عنه فقال: كان عنده دعابة، وذكر أنه سمع أيضاً ابن البطي والوزير ابن هبيرة.
2676- مقبل بن فتيان بن مطر النهرواني، أبو البدر، أخو أبي الفتح ابن المني.(5/58)
سمع من أبي الوقت، وأجاز له ابن الحصين.
توفي في شعبان سنة ثمانين وخمس مئة، وما أعلم حدث بشيءٍ.
2677- مسلم بن سعيد بن مسلم ابن العطار الحراني الأصل، أبو محمد التاجر.
سمع شيئاً من كتاب ((المناسك)) لسعيد بن أبي عروبة.
قرأت عليه: أخبركم أبو محمد سبط الخياط، أخبرنا أحمد ابن النقور، أخبرتنا أمة السلام، حدثنا محمد بن إسماعيل، فذكر حديثاً.
توفي في ذي الحجة سنة عشر وست مئة، وله خمس وثمانون سنة.
2678- محفوظ بن محمد بن عبد المنعم بن محمد الوكيل بباب القضاة، أبو جعفر ابن الوراق.
سمع أبا سعد الأسدي، وأبا الحسين ابن الطيوري. سمع منه أحمد بن شافع، وعلي الزيدي، وعمر القرشي. وحدثنا عنه ابن الأخضر، ومحمد بن يوسف حفيده.
ولد سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمس مئة.
2679- محفوظ بن أحمد بن محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلوذاني، أبو الفتوح.
لم يكن عنده شيءٌ من العلم بل سمع شيئاً من ابن الحصين. سمع منه عمر القرشي.(5/59)
توفي سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة.
2680- المؤيد بن محمد بن علي، أبو سعيد الألوسي الشاعر.
أكثر في المديح والغزل والهجاء، وجرت له أقاصيص، وسجن مدةً، ثم أخرج عن بغداد.
توفي بالموصل سنة سبعٍ وخمسين وخمس مئة، وله نيفٌ وستون سنة.
2681- المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد ابن الأخوة، أبو مسلم بن أبي الفضل البغدادي الأصل الأصبهاني.
من بيت كتابةٍ وروايةٍ، سكن أبوه أصبهان، وكان يقول: اسمي هشام والمؤيد لقبٌ لي. سمع سعيد بن أبي الرجاء، والحسين بن عبد الملك الخلال، وأبا بكر محمد بن علي بن أبي ذر، وأبا القاسم الشحامي. وقدم بغداد مع أبيه، فسمع بها علياً ابن الصباغ، وأبا الفضل الأرموي، وغيرهما. وعاد إلى أصبهان، وحدث بها بالكثير، وكان صحيح السماع.
ولد سنة سبعٍ وعشرين وخمس مئة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست وست مئة.
قلت: روى عنه ابن خليل، والضياء، والتقي ابن العز، وجماعة. وأجاز لابن النجار وأقرانه.(5/60)
2682- مشرف بن أبي سعد ثابت، وقيل: محمد، بن إبراهيم بن شستان الخباز، أبو شيخنا ثابت، وأخو أبي الحسن الخباز الأزجي.
سمع مع أخيه من ابن عبد الباقي الدوري، وأبي طالب بن يوسف، وأبي الغنائم ابن المهتدي بالله، وغيرهم. سمع منه ابنه، وتميم البندنيجي وغيرهما.
توفي في صفر سنة إحدى وستين وخمس مئة.
2683- مشرف بن علي بن أبي جعفر بن كامل، أبو العز المقرئ الضرير الخالصي.
سكن بغداد، وحفظ بها القرآن على أبي الحسن علي ابن غنيمة، وقرأ بشيءٍ من القراءات على أبي الكرم الشهرزوري، وسمع منه، ومن أبي الوقت، ومسعود بن الحصين، وأحمد بن محمد ابن الدباس. وتفقه بالنظامية على مذهب الشافعي. قرأت عليه: أخبركم المبارك بن الحسن العطار، فذكر حديثاً.
ولد تقريباً سنة أربع وثلاثين وخمس مئة، وتوفي في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة (وست مئة).
قلت: روى عنه البرزالي.(5/61)
2684- محاسن بن أبي بكر بن سلمان بن أبي شريك الحربي، والد عبد الله.
سمع ابن الطلاية. كتب عنه ابن أخته أحمد بن سلمان واستجازه لنا في سنة سبعٍ وثمانين (وخمس مئة).
قلت: روى عنه يوسف بن خليل عن عبد الله بن أحمد اليوسفي.
2685- محاسن بن عمر بن رضوان، ويعرف بغلام الخزانة.
سمع أبا بكر ابن الزاغوني، وأبا طالب بن خضير، وحدث عنهما.
قلت: كتب عنه عمر ابن الحاجب، وقال: شيخٌ مسن رقيق الحال، عرضت عليه شيئاً فرده مع حاجته. وكناه أبا الوقت. وقال أبو المعالي الأبرقوهي: قرأ على محاسن والدي ((جزء البانياسي)) ويغلب على الظن أني سمعته معه، وقد أجاز لي. توفي في ربيع الأول سنة خمس وعشرين وست مئة. قلت: وقد روى عنه السيف ابن المجد، والتقي ابن الواسطي، والشمس ابن الزين.
2686- مصعب بن محمد بن أحمد بن القاسم الخشاب، أبو الفرج.
سمع الحسين ابن البسري، وأبا القاسم الربعي، وجماعة. روى عنه أبو بكر بن كامل، وحدثنا عنه عبد العزيز ابن الأخضر.
2687- معتوق بن أبي البقاء بن علي الحداد، أبو الحر الواسطي الصوفي.
سمع هبة الله الشبلي، وأبا المعالي الباجسرائي. قرأت عليه: أخبركم(5/62)
أحمد بن عبد الغني، فذكر حديثاً.
ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة ظناً. توفي في صفر سنة ست عشرة وست مئة.
قلت: روى عنه البرزالي عن الشبلي.
2688- معتوق بن أبي الفضل محمد بن حسين الغزال.
سمع ابن البطي، وحدث. توفي في رمضان سنة ست عشرة وست مئة، وكان يقول: اسمي يحيى ولقبي معتوق.
2689- معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن عبد الواحد بن محمد بن الفاخر بن أحمد، أبو أحمد بن أبي القاسم القرشي الأصبهاني الواعظ.
أحد الحفاظ والعارفين بالحديث. سمع ببغداد هبة الله بن الحصين، وأحمد ابن كادش، ومحمد بن عبد الباقي. وذكره أبو سعد ابن السمعاني في تاريخه، وحدثنا عنه أبو الفرج ابن الجوزي وغيره، وقال ابن الجوزي: كانت له معرفة حسنة بالحديث، يخرج ويملي، وروى عن أصحاب أبي نعيم، وتوفي بالبادية ذاهباً إلى الحج في ذي القعدة سنة أربع وستين وخمس مئة.
قلت: قال الضياء: كمل سبعين سنة.
قلت: روى عنه الحافظ عبد الغني، وابن الأخضر، وابن قدامة، وأبو حفص السهروردي، وأبو الحسن ابن المقير. وحدث عن أبي الفتح الحداد،(5/63)
وأبي القاسم البرجي، وعمه محمد بن عبد الواحد الدقاق، وأبي علي الحداد، ومحمد بن أحمد بن المطهر، وفاطمة الجوزدانية، وقال ابن السمعاني: حدثني بجزء عن شيوخه بأصبهان، وهو شابٌ كيسٌ جميل المعاشرة، سخي النفس، يقضي حوائج الأصدقاء، وأفادني شيوخ أصبهان، وكان يدور معي من الصباح إلى الليل، ثم كان ينفذ إلي بالأجزاء من أصبهان وبوفيات الشيوخ.
2690- الموفق بن أحمد بن محمد المكي، أبو المؤيد، خطيب خوارزم.
أديبٌ فاضلٌ بارعٌ خطب بجامع خوارزم مدةً طويلةً، وأنشأ الخطب، وأقرأ الناس، وتخرج به جماعةٌ. وذكره أبو سعد ابن السمعاني في كتابه.
كذا قال ابن الدبيثي، فكشفت فوجدت الذي ذكره ابن السمعاني غير هذا، وإنما وافقه في النسب والاسم فهو: مكي بن محمد بن أحمد النيسابوري.
قال ابن الدبيثي: حدثنا ناصر ابن عبد السيد الأديب، أخبرنا الموفق المكي بخوارزم، أخبرنا أبو الغنائم النرسي، أخبرنا العلوي، فذكر حديثاً.
توفي بخوارزم في صفر سنة ثمان وستين وخمس مئة.
2691- مسلم بن ثابت بن زيد بن القاسم ابن النحاس، أبو عبد الله الوكيل، يعرف بابن جوالق، والد شيخنا عبد الله.(5/64)
كان فقيهاً، حدث بالكثير عن أبي بكر بن سوسن، وأبي القاسم بن بيان، وأبي الغنائم بن ميمون، وابن نبهان وجماعة. سمع منه أبو الحسن الزيدي، وأبو المحاسن الدمشقي، ومكي الغراد. وحدثنا عنه جماعة.
قلت: وروى عنه الموفق ابن قدامة، وأبو صالح الجيلي. ولد سنة أربع وتسعين وأربع مئة، وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة.
2692- منوجهر بن محمد بن تركانشاه، أبو الفضل بن أبي الوفاء البروجردي الأصل البغدادي الحاجب.
سمع هبة الله بن أحمد الموصلي، وأحمد بن علي بن بدران، وابن بيان، وعبد الله ابن المعلم. وكان يقول: إنه سمع ((المقامات)) من أبي محمد الحريري. سمع منه ابن السمعاني وذكره في تاريخه فقال: هو أخو تركانشاه، يكون مولده تقديراً سنة أربع وتسعين وأربع مئة. سمع بقراءة والدي جزءاً من هبة الله الموصلي.
قال ابن الدبيثي: وقد أجاز لنا، وأخبرنا عنه ابن الأخضر. بلغني أن مولده سنة تسع وثمانين وأربع مئة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
قلت: روى عنه البهاء عبد الرحمن، ونصر بن عبد الرزاق الجيلي.(5/65)
2693- مصلح بن منجح بن مفلح بن أحمد الدومي.
من بيت المحدثين. سمع أبا الحسين ابن الفراء، وهبة الله بن الطبر. سمع منه عمر القرشي، وعلي الزيدي، وإلياس بن جامع.
2694- مودود الذهبي.
كان صالحاً صاحب كرامات. توفي سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، ودفن بالشونيزية.
2695- مكرم بن هبة الله بن المكرم، أبو محمد الصوفي، أخو محمد.
سمع القاضي أبا بكر، وأبا البركات بن أبي سعد النيسابوري.
وحدث ببغداد والشام، وأجاز لنا.
توفي في رجب سنة تسع وثمانين وخمس مئة.
قلت: روى عنه الموفق ابن قدامة، وابن أخته الضياء، وابن خليل، والزين ابن عبد الدائم، وجماعة.
2696- ملد بن المبارك بن الحسين ابن النشال الهاشمي، أبو المكارم، والد عبيد الله.(5/66)
قرأت عليه: أخبركم أبو منصور بن خيرون، فذكر حديثاً.
توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وست مئة، وقد قارب الثمانين.
2697- مصدق بن شبيب بن الحسين الصلحي، أبو الخبر النحوي.
من أهل واسط، والصلح شرقي واسط، صحب صدقة بن وزير الواعظ، وقرأ عليه القرآن. ثم قدم بغداد، وقرأ النحو على ابن الخشاب، وعلى أبي البركات الأنباري، وأبي الحسن ابن العصار، وصار مشاراً إليه. وكان عالماً باللغة والفرائض، وسمع ابن البطي، وعبد الله بن منصور الموصلي. وأقرأ الناس الأدب زماناً، وقرأت عليه مدةً.
ولد سنة خمس وثلاثين وخمس مئة، وتوفي في ربيع الأول سنة خمس وست مئة.
2698- مزيد بن علي بن مزيد الشاعر، أبو علي.
من أهل النعمانية، يعرف بابن الخشكري، أكثر القول في الغزل والهجاء(5/67)
وغير ذلك مع جودة شعره وسوء مذهبه، أملى علي لنفسه:
تسأل عن دائي وعن دوائي ... دعني فقد عز دواء دائي
مردي الكماة في الوغى ترميه عن ... قوس الردى ساحبة الرداء
حن إلى إخضابها كأنما ... حنينه اشتق من الحناء
ما كل ما تحوي الجفون واحد ... أين الظبا من أعين الظباء؟!
ما الطعنة النجلاء في مؤلمها ... مؤلم لحظ المقلة النجلاء
منية الأموات طول صدها ... ووصلها أمنية الأحياء
إن الهوى بين الضلوع كامنٌ ... فهو إذا حرك كالهواء
صاح: سل البان وكثبان النقا ... هل لأسير الحب من فداء!
وهي أحد وعشرون بيتاً.
توفي سنة إحدى عشرة وست مئة، وله نحو تسعين سنة.
2699- مسمار بن عمر بن محمد بن العويس، أبو بكر المقرئ النيار البغدادي.
سمع الأرموي، وواثق بن تمام، ومحمد بن ناصر، وابن الزاغوني، وأبا(5/68)
الوقت، وابن ناقة، وجماعة. سكن الموصل، وحدث بها. قرأت عليه ببغداد. أخبركم الأرموي، فذكر حديثاً.
ولد سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة، وتوفي في شعبان سنة تسع عشرة وست مئة.
قلت: روى عنه الضياء والبرزالي، وآخر من سمع منه وحدث عنه سيدة بنت درباس بمصر. وأجاز للعماد ابن سعد، ولعلي بن عبد الدائم، ولجماعة من المقدسيين.
2700- المهذب بن علي بن هبة الله، أبو نصر الخياط، يعرف بابن قنيدة الأزجي.
سمع أبا الوقت، وابن البطي، وغيرهما. وكان صالحاً. قرأت عليه: أخبركم أبو الوقت، فذكر حديثاً من ((جزء أبي الجهم)).
قلت: روى عنه السيف ابن المجد، والتقي ابن الواسطي، وابن زين، وقرأت بخط الحافظ الضياء: أنه توفي في شوال سنة ست وعشرين وست مئة. وحدثني محمد بن منتاب المقرئ أنه سمع ببغداد سنة سبع مئة من رجل سماه يروي عن ابن قنيدة وأجاز لنا، ثم عرفت أنه العماد إسماعيل ابن الطبال وهو باق في سنة ثمان وسبع مئة.
2701- مكرم بن محمد بن حمزة بن محمد بن أحمد بن سلامة بن أبي جميل القرشي التاجر، أبو المفضل بن أبي عبد الله الدمشقي.(5/69)
قدم بغداد غير مرة للتجارة، وحدث بها عن حمزة بن علي ابن الحبوبي, أخبرنا مكرم بقراءتي، أخبرنا أبو يعلى، فذكر من جزء ابن أبي ثابت: لا صلاة بغير طهور .. .. الحديث. سألت مكرماً عن مولده فقال: في رجب سنة ثمان وأربعين وخمس مئة.
قلت: مكرم من شيوخ دمشق المسندين الثقات. روى عنه الحفاظ: ابن خليل، والضياء، والبرزالي، وأبو المظفر النابلسي، وحدثنا عنه محمد بن أبي الحزم وأحمد بن عبد الكريم بالقاهرة، وأبو الحسين اليونيني، وأيوب ابن النحاس، والحسن ابن الخلال، وابن مشرف، ومحمد الذهبي، وأحمد بن هبة الله، وجماعة. وقرأت بخط ابن الحاجب، قال: مكرم من بيت حديثٍ وعدالةٍ، مواظبٌ على الخمس في جماعةٍ، كثير المجون مع أصحابه، ولم يكن مكرماً لأهل الحديث، بل كان يتعاسر عليهم. سمع أبا الحسين هبة الله أخا الحافظ أبي القاسم، والداراني عبد الرحمن، وحسان بن تميم، وأبا يعلى ابن كروس، وأبا يعلى ابن الحبوبي. وحدث بمصر، ودمشق، وبغداد، وحلب.
قلت: توفي في رجب سنة خمس وثلاثين وست مئة.
2702- مختص بن عبد الله الحبشي، أبو العز الخادم، مولى القاضي أبي جعفر عبد الواحد الثقفي.(5/70)
سمع مولاه، وأبا العباس بن ناقة. قرأت عليه: أخبركم أحمد بن يحيى سنة اثنتين وخمسين (وخمس مئة) أخبرنا أبي النرسي، فذكر حديثاً.
توفي سنة تسع عشرة وست مئة في أوائلها.
حرف النون
2703- نصر الله بن عبد الرحمن بن عبد السلام اللمغاني، أبو الفتوح الفقيه الحنفي.
كان مفنناً، مناظراً، كثير العبادة. ذكره ابن الجوزي وأثنى عليه وقال: توفي في ربيع الأول سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
2704- نصر الله بن أحمد بن الفضل ابن الخازن، أبو الفتح.
كان لأبيه ديوان شعر، ورواه عنه ابنه هذا، فسمعه منه أحمد بن يحيى بن هبة الله، وعبد السلام بن جعفر التكريتي.
2705- نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن منازل الشيباني، أبو السعادات بن أبي منصور بن أبي غالب القزاز، يعرف بابن زريق.(5/71)
من بيت الحديث. سمع أباه وجده، وأبا القاسم الربعي، وأبا الحسين ابن الطيوري، وأبا سعد ابن خشيش، وأبا الحسن ابن العلاف، وشجاع بن فارس الحافظ، وابن بيان. وحدث بالكثير، وانفرد عن جماعةٍ. سمع منه أبو سعد ابن السمعاني، وذكره في ((تاريخه))، وسمعنا نحن منه. وكان ثقةً صحيح السماع. قرأت عليه: أخبركم المبارك، أخبرنا الخرقي، فذكر حديثاً. أراني مولده بخط جده في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وأربع مئة، وتوفي في ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة.
قلت: روى عنه أبو حمزة أحمد بن عمر، ومحمد ابن الحافظ عبد الغني، والبهاء عبد الرحمن، وفضل الله الجيلي، والأمين سالم ابن صصرى، وأبو السعادات البندنيجي، وطائفة. وآخر من روى عنه بالإجازة الزين ابن عبد الدائم.
2706-نصر الله بن علي بن منصور بن علي، أبو الفتح الفقيه الحنفي.(5/72)
من أهل واسط، يعرف بابن الكيال القاضي، والد عبد الرحيم وعبد اللطيف.
شيخٌ فاضلٌ، قرأ بالقراءت العشر على أبي القاسم علي بن علي شيران بواسط، وتفقه على القاضي أبي علي الفارقي، وسمع منهما. وقرأ القرآن ببغداد على أبي عبد الله البارع، وتفقه على مذهب أبي حنيفة على الحسن بن سلامة المنبجي، وأبي منصور إبراهيم بن محمد الهيتي، وتكلم في مسائل الخلاف، وناظر. وقرأ النحو على أبي السعادات الشجري، وأبي منصور ابن الجواليقي، وسمع بها ابن الحصين.
وولي قضاء البصرة سنة خمس وسبعين وخمس مئة، ثم عزل. ثم ولي قضاء واسط سنة أربع وثمانين وخمس مئة. وكان ثقةً صدوقاً، قرأت عليه القرآن بالروايات، وسمعت منه الكثير.
ولد سنة اثنتين أو ثلاث وخمس مئة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين وخمس مئة بواسط.
2707- نصر الله بن سلامة بن سالم الهيتي، أبو المعالي.
سكن ببغداد مدةً، وسمع الأرموي، والكروخي، وابن ناصر، وغيرهم. وسمع منه جماعةٌ، وحدث بالموصل، وعاد قبل موته إلى هيت، فتوفي بها في جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين (وخمس مئة).(5/73)
قلت: روى عنه يوسف بن خليل، والضياء المقدسي.
2708- نصر الله بن يوسف بن مكي الحارثي، أبو الفتح الدمشقي.
سمع ببلده أبا محمد ابن طاوس، ونصر الله المصيصي. وسمع ببغداد أبا الوقت. سمع منه بدمشق أحمد بن محمد الأزجي.
قلت: روى عنه يوسف بن خليل.
2709- نصر الله بن محمد بن الحسين الحائري، أبو منصور الكوفي، يعرف بابن مدلل.
والحائر هو مشهد الحسين. شيخٌ صالحٌ، سمع من أبي الحسن ابن غبرة، وأبي العباس ابن ناقة. أخبرنا نصر الله، أخبرنا ابن البطي، فذكر حديثاً.
ولد سنة سبعٍ وعشرين وخمس مئة تقريباً، وتوفي في أواخر سنة تسع عشرة وست مئة.
2710- نصر بن الحسين بن إبراهيم بن عبدوس، أبو الفتوح الكاتب الأزجي.
سمع الأرموي، وسكن الحلة؛ سمع منه بها أبو عبد الله ابن النجار سنة ست وست مئة.(5/74)
2711- نصر بن صدقة البيع الصرصري.
سمع ابن الحصين. كتب عنه أحمد بن طارق وجعفر العباسي، توفي سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة.
2712- نصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر الجيلي، أبو صالح بن أبي بكر الفقيه الواعظ الحنبلي.
تفقه على أبيه، وغيره، وتكلم في مسائل الخلاف فأجاد، ودرس في مدرسة جده، وبالمدرسة الشاطئية، وتكلم في الوعظ وأحسن، وسمع الحديث من أبي سعد ابن خشيش، وأبي الحسن العلاف، وحدث عنهم، وجمع لنفسه ((أربعين حديثاً)) ورواها.
قال: ولدت سنة أربع وستين وخمس مئة.
توفي في شوال سنة ثلاث وثلاثين وست مئة.
قلت: وفاته بخط محمد بن سامة، وحدث عنه أبو بكر الشريشي، وعلي ابن بلبان، وأبو العباس الفاروثي، وأحمد بن إسحاق الأبرقوهي، وعلي بن(5/75)
أحمد الغرافي، ومن شيوخه بالسماع: علي بن عساكر البطائحي، ومسلم بن جوالق، وأحمد بن المبارك المرقعاتي، وخديجة بنت النهرواني، وشهدة. وبالإجازة: أبو الفتح ابن البطي، وأبو العلاء الهمذاني، وأبو طاهر السلفي. وسمع منه أيضاً الضياء المقدسي، وابن أخيه السيف. وبخط عمر ابن الحاجب، قال: أبو صالح الجيلي قاضي بغداد في أيام الظاهر بأمر الله وأوائل خلافة المستنصر بالله، كان متواضعاً نزهاً عفيفاً محباً للفقراء، وله كلامٌ حسنٌ في إشارات الصوفية، وسألت الضياء ابن عبد الواحد، فقال: فقيهٌ خيرٌ كريم النفس.
2713- نصر بن فتيان بن مطر النهرواني، أبو الفتح الفقيه الحنبلي، ابن المني.
من ساكني المأمونية، له بها مسجد كان يدرس به.
شيخٌ صالحٌ مقدمٌ عند أهل مذهبه. تفقه على أبي بكر محمد بن أحمد الدينوري، وبرع في المذهب والخلاف، وتخرج به جماعةٌ. وسمع أبا عبد الله البارع، ومحمد بن علي ابن الدنف، وهبة الله ابن الحصين، والحسين بن عبد الملك الخلال، وروى عنهم. وكان ثقةً ديناً، حميد السيرة. وسمع منه جماعةٌ من أصحابنا، ولم يتفق لي منه سماع، وأضر قبل موته، ثم أصابه صممٌ. أخبرنا عمر بن علي، أخبرنا نصر بن فتيان، أخبرنا أبو غالب ابن البناء،(5/76)
فذكر حديثاً.
قال عمر: ولد تقريباً قبل سنة خمس مئة.
وتوفي في رمضان سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة.
قلت: روى عنه أبو محمد ابن قدامة، والبهاء عبد الرحمن، وتفقها عليه، وكان شيخ وقته.
2714- نصر بن محمد بن أحمد، أبو القاسم التاجر المعروف بابن الصقال، الأزجي.
كان ذا ثروة وبر وصدقة. قرأ بالقراءات الكثيرة على أبي محمد سبط الخياط، وعلى أبي الكرم الشهرزوري. وقرأ بأصبهان على أصحاب أبي علي الحداد. وكان كثير الأسفار مشتغلاً بالكسب، لم يعن بالرواية.
توفي في محرم سنة ست وثمانين وخمس مئة.
2715- نصر بن منصور بن الحسن بن جوشن، أبو المرهف النميري الشاعر الضرير.
من عرب الشام، قدم بغداد في صباه واستوطنها، وحفظ القرآن، وتفقه على مذهب أحمد. وسمع القاضي أبا بكر، وابن ناصر، وعبد الوهاب(5/77)
الأنماطي، وقرأ الأدب على أبي منصور ابن الجواليقي، وقال الشعر، ومدح الخلفاء والوزراء، ودون شعره، وكان شاعراً. أخبرنا أبو المرهف، أخبرنا أبو الحسن ابن غبرة، فذكر حديثاً.
ولد بالرقة سنة إحدى وخمس مئة، وتوفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين (وخمس مئة).
قلت: روى عنه البهاء عبد الرحمن، ويوسف بن خليل.
2716- نصر بن منصور بن نصر ابن العطار، أبو القاسم.
تقدم أبوه وجده. سمع ابن البطي، ويحيى بن ثابت، وسافر إلى دمشق، ثم إلى مصر فسكنها، وتوفي بها سنة تسع وست مئة.
2717- نصر بن يحيى بن محمد بن عبد الله ابن حميلة، أبو السعود ابن الشناء الحربي.
سمع هبة الله بن الحصين، وأبا الحسين بن أبي يعلى، والقاضي أبا بكر. سمع منه عمر القرشي، وأحمد بن أبي شريك، ومحمد بن مشق، وجماعة.
قلت: روى عنه ابن خليل.
قال: ولد سنة خمس عشرة وخمس مئة، وتوفي في رجب سنة تسعين (وخمس مئة).(5/78)
2718- نصر بن أبي الفرج بن علي ابن الحصري، أبو الفتوح المقرئ البغدادي.
قرأ القراءات على أبي الكرم الشهرزوري، وغيره. وسمع الكثير من خلقٍ كأبي الوقت، وأبي المظفر ابن التريكي، وابن المادح، وهبة الله الشبلي، وابن البطي. وقرأ الحديث على الشيوخ، وكتب الكثير. وكان ذا معرفة بهذا الشأن. خرج إلى مكة سنة ثمان وتسعين (وخمس مئة) فاستوطنها، وأم بالحرم بمقام الحنابلة، وأقرأ، وحدث هناك.
قرأت عليه، ونعم الشيخ كان عبادةً وثقةً: أخبركم أبو الوقت، فذكر حديثاً.
ولد سنة ست وثلاثين وخمس مئة، وخرج عن مكة سنة ثمان عشرة (وست مئة) إلى بلاد اليمن، فبلغنا أنه توفي ببلد المهجم في ذي القعدة من السنة.
قلت: روى عنه يوسف بن خليل، والبرزالي، والضياء المقدسي، وقال: إنه توفي في محرم سنة تسع عشرة. ولعله بلغه موته في هذا الوقت. وآخر من(5/79)
روى عنه بدمشق المقداد بن أبي القاسم.
2719- ناصر بن عبد السيد بن علي المطرزي، أبو الفتح الأديب الخوارزمي.
كان بارعاً في أنواع الأدب والشعر، قرأ على أبيه، وعلى الموفق بن أحمد المكي. وكان رأساً في الاعتزال داعيةً إليه، ينتحل مذهب أبي حنيفة، له تصانيف وأشعار كثيرة. قدم علينا بغداد سنة إحدى وست مئة. أخبرنا، قال: أخبرنا الموفق، أخبرنا أبي النرسي، فذكر حديثاً.
ولد سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة بخوارزم، وتوفي بها في جمادى الأولى سنة عشرٍ وست مئة، ورثي على ما بلغنا بأكثر من ثلاث مئة قصيدة.
2720- ناصر بن مهدي بن حمزة، أبو الحسن المازندراني.
قدم بغداد سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، وقلد الوزارة سنة اثنتين وست مئة، ثم عزل بعد سنة ونصف، وتوفي سنة سبع عشرة وست مئة في جمادى الأولى.(5/80)
2721- النفيس بن هبة الله بن وهبان بن رومي، أبو جعفر الحديثي السلمي، يعرف بابن البزوري.
سمع أبا عبد الله السلال، وأبا الفضل الأرموي. سمع منه أصحابنا، وأجاز لي.
قلت: روى عنه ابن خليل، والضياء، والنجيب.
قال: توفي فجاءةً في صفر سنة تسع وتسعين وخمس مئة.
2722- النفيس بن محبوب بن الحسن بن أحمد بن محبوب القزاز، أبو محبوب.
سمع جده، وعم أبيه المبارك. قرأت عليه: أخبركم جدك، أخبرنا طراد، فذكر حديثاً.
توفي في رمضان سنة ثلاث عشرة وست مئة وله نيفٌ وثمانون سنة.
2723- النفيس بن كرم بن جبارة.
تلقن القرآن من أبي الحسن البراندسي، وسمع منه، ومن أبي الوقت. قرأت عليه: أخبركم أبو الوقت، فذكر أول ((جزء أبي الجهم)).
قلت: قرأت ((جزء أبي الجهم)) على الأبرقوهي، أنبأنا النفيس هذا. وذكر أنه سمع أيضاً من هبة الله الشبلي، وجعفر ابن المجلي، وأن ابن النجار روى عنه، وأنه توفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وست مئة، ولعله(5/81)
كمل الثمانين.
2724- النفيس بن أبي الكرم بن أبي سعد السراج، يعرف بابن العدة.
سمع ابن البطي، ذكر عنه من ((جزء البانياسي)): ((الحياء من الإيمان)).
توفي سنة ست عشرة وست مئة.
2725- النفيس بن أبي البركات بن معالي، أبو الفضل المستخدم.
سمع ابن البطي، وابن غبرة. أخبرنا، قال: أخبرنا ابن غبرة، فذكر حديثاً.
توفي في صفر سنة ثمان عشرة وست مئة.
قلت: روى عنه البرزالي، والضياء. وعبد الصمد بن أبي الجيش، وقال في نسبه: ابن حفنا الزعيمي.
2726- نصر بن أبي الحسن بن أبي غالب.
أخبرنا عمر القرشي كتابةً، أخبرنا نصر، أخبرنا ابن الحصين، فذكر حديثاً.
توفي سنة أربع وسبعين وخمس مئة، وله نيفٌ وثمانون سنة.(5/82)
2727- ناشب بن هلال بن نصير، أبو منصور الحراني الأصل الواعظ.
كان يتكلم في الأعزية، ويقول الشعر على البديهة أجاز لي. سمع أبا القاسم ابن الحصين.
ولد سنة أربع عشرة وخمس مئة، وتوفي في رمضان سنة إحدى وتسعين.
قلت: روى عنه ابن خليل.
حرف الواو
2728- واثق بن الحسين بن علي ابن السماك.
تقدم أبوه. سمع ابن الحصين، وأبا غالب ابن السماك. سمع منه عمر القرشي، وابن مشق.
ولد سنة ثلاث عشرة وخمس مئة، وتوفي سنة ست وسبعين.
2729- واثق بن هبة الله بن أبي القاسم الخياط.
قرأت عليه: أخبركم عبد الله بن أحمد بن يوسف، فذكر حديثاً. توفي في ربيع الأول سنة أربع وتسعين وخمس مئة.(5/83)
قلت: روى عنه يوسف بن خليل ونسبه الحمامي مخففاً.
2730- وهب بن محمد بن وهب، أبو الفتح الحربي.
سمع أبا البركات الأنماطي. قرأت عليه: أخبركم عبد الوهاب سنة سبع وعشرين (وخمس مئة)، فذكر حديثاً.
توفي في صفر سنة ست وتسعين وخمس مئة.
2731- وفاء بن أسعد بن النفيس ابن البهي التركي الأصل البغدادي، أبو الفضل الخباز.
سمع أبا القاسم بن بيان، وأبا الخطاب الكلوذاني، ومحمد بن عبد الباقي الدوري، وغيرهم. سمع منه عمر القرشي. أخبرنا وفاء، أخبرنا ابن بيان، أخبرنا ابن الصقر، فذكر حديثاً.
ولد سنة خمس مئة، وتوفي في ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين.
قلت: روى عنه الموفق ابن قدامة، والبهاء عبد الرحمن، وأبو صالح الجيلي، وهو من عوالي شيوخ ابن الدبيثي.
2732- وجيه بن هبة الله بن المبارك بن علي السقطي، أبو العلاء ابن أبي البركات الأزجي.(5/84)
من أبناء المحدثين. سمع أباه، وأبا الحسين العلاف، وأبا القاسم ابن بيان. سمع منه أبو سعد ابن السمعاني، وحدثنا عنه ابن الأخضر، وسكن أوانا، وأظنه ولي قضاءها.
قال عمر القرشي: سألت وجيهاً ابن السقطي عن مولده، فقال: سنة خمس وتسعين وأربع مئة. وتوفي في ذي القعدة سنة سبع وستين وخمس مئة.
قلت: روى عنه الموفق ابن قدامة.
2733- وشاح بن جواد بن أحمد، أبو طاهر المقرئ الضرير الدرزيجاني.
من قريةٍ بقرب بغداد. سكن بغداد، وسمع أبا طالب بن يوسف ومن بعده. وكان يؤم بالوزير علي بن طراد.
ذكره ابن السمعاني، وقال: علقت عنه شعراً.
وسمع منه عمر القرشي: أخبرنا وشاح، أخبرنا ابن يوسف سنة عشرٍ وخمس مئة، أخبرنا البرمكي، فذكر حديثاً.
توفي في شعبان سنة ثمانين وخمس مئة.
2734- واثلة بن الأسقع بن أبي العلاء، أبو هريرة المؤذن الهمذاني.
سمع ببلده هبة الله ابن أخت الطويل، وقدم بغداد فسمع بها أبا الفضل الأرموي. سمع منه إلياس الإربلي، وجماعةٌ. وأجاز لنا سنة ثمان وثمانين(5/85)
وخمس مئة. وتوفي بهمذان.
قلت: روى عنه يوسف بن خليل من حديث أبي العباس السراج بعلو.
حرف الهاء
2735- هبة الله بن أحمد بن محمد ابن الشبلي، أبو المظفر الدقاق المؤذن.
كبر وشاخ، وحدث عن أبي نصر الزيني، وأخيه طراد، وأبي الغنائم بن أبي عثمان، وأبي نصر ابن المجلي، وغيرهم. سمع منه إبراهيم الشعار، وابن شافع، وعمر القرشي، وأبو بكر الباقداري، وأبو العلاء الهمذاني، وعبد المغيث ابن زهير. روى عنه أحمد بن طارق، وأبو طالب بن عبد السميع، وأبو الفتوح ابن الحصري، وابن الأخضر.
ولد سنة سبعين وأربع مئة، وتوفي في سلخ سنة سبع وخمسين وخمس مئة.
قلت: آخر من سمع منه شهاب الدين السهروردي، وياسمين بنت البيطار، وهبة الله بن عمر الحلاج.
2736- هبة الله بن أحمد بن محمد الحفار، أبو بكر.
سمع رزق الله التميمي. كتب عنه عمر القرشي، وإبراهيم ابن(5/86)
الشعار، وجماعةٌ.
وتوفي في شوال سنة سبع وخمسين وخمس مئة.
2737- هبة الله بن أحمد بن محمد بن هلال الأعرابي، أبو الفرج الدباس الأزجي.
سمع ابن بيان، وأبيا النرسي، وأبا ياسر البرداني. سمع منه أبو محمد ابن الخشاب، وأبو الحسن الزيدي، وعمر القرشي.
ولد في شعبان سنة ثمان وتسعين وأربع مئة، وتوفي في رجب سنة ست وسبعين وخمس مئة.
2738- هبة الله بن إبراهيم بن علي السلمي، ابن الفراء.
سمعه أبوه من هبة الله الدقاق، وابن البطي. ولم يكن يصلح للرواية.
توفي في ذي القعدة سنة عشر وست مئة.
2739- هبة الله بن بكر بن طاهر بن غنيمة، أبو طاهر بن أبي نصر الفزاري القزاز، سبط أبي ياسر أحمد بن بندار، وقيل: اسم أبيه المبارك.
سمع منه عمر القرشي.
أخبرنا ابن الأخضر، أخبرنا هبة الله، أخبرنا جدي أبو ياسر، فذكر حديثاً.
توفي في صفر سنة سبعين وخمس مئة، وقد قارب التسعين.
2740- هبة الله بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله ابن عساكر، أبو الحسين الشافعي الدمشقي، أخو الحافظ أبي القاسم، وهذا الأسن.(5/87)
كان عارفاً بالفقه والحديث والأدب، وسمع الكثير ببلده، وقدم بغداد، وسمع جماعةً من أهلها؛ أبا علي ابن نبهان، وأبا الحسن بن مرزوق، وأبا طالب ابن يوسف، وطبقتهم. وتفقه على أسعد الميهني. وحدث بالكثير وأملى. روى عنه أبو سعد ابن السمعاني، وأخوه الحافظ أبو القاسم.
ولد سنة ثمان وثمانين وأربع مئة، ووقع في الحمام ففلج أياماً، ومات في شعبان سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
قلت: روى عنه زين الأمناء أبو البركات، وأخواه الفخر وتاج الأمناء، وأبو نصر ابن الشيرازي.
2741- هبة الله بن الحسن بن محمد بن هبة الله ابن المطلب، أبو المعالي.
من بيت وزارةٍ، كان يقول الشعر، ويكتب خطاً ملحياً. قرأت عليه: أخبركم إسماعيل ابن السمرقندي، فذكر حديثاً.
توفي في شعبان سنة ست وتسعين وخمس مئة.
2742- هبة الله بن الحسن بن المظفر بن الحسن بن أحمد بن زيد الهمذاني ثم البغدادي، أبو القاسم بن أبي علي بن أبي سعد، ابن السبط.(5/88)
والمظفر هو سبط أبي بكر أحمد بن علي ابن لال الفقيه.
وأبو القاسم من أولاد المحدثين، سمع أباه، وهبة الله بن الحصين، وأبا العز بن كادش، وأبا بكر المزرفي، وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن، وجماعةً. وكان صحيح السماع، فيه تسامح في الأمور الدينية.
أخبرنا ابن السبط، أخبرنا أبي، أخبرنا ابن المهتدي بالله.
ولد سنة عشر وخمس مئة، وتوفي في المحرم سنة ثمان وتسعين.
قلت: روى عنه أبو موسى بن عبد الغني، والضياء، وابن خليل، وابن عبد الدائم، والنجيب عبد اللطيف، وآخر من روى عنه بالإجازة الفخر ابن البخاري.
2743- هبة الله بن الحسن بن هبة الله بن الحسن ابن الدوامي، أبو المعالي بن أبي علي.(5/89)
تولى حجابة الحجاب بالديوان مدةً، وتولى ديوان الزمام، وعزل منه سنة أربع عشرة وست مئة. سمع من تجني الوهبانية، وغيرها.
قلت: قرأت على بيبرس العديمي: أخبركم هبة الله الدوامي ببغداد سنة اثنتين وأربعين (وست مئة) بجزء الحفار.
2744- هبة الله بن الحسين، أبو القاسم، ينعت بالبديع الأصطرلابي.
كان فاضلاً في علم الأصطرلاب والفلك وتيسير الكواكب، وله يدٌ في صنعة آلاتها، وله شعرٌ مليحٌ.
توفي سنة أربع وثلاثين وخمس مئة.
2745- هبة الله بن الحسين بن الحسن بن علي ابن البل، أبو المعالي البيع.(5/90)
سمع القاضي أبا بكر، وأبا الفتح البيضاوي، وأبا الحسن ابن صرما. قرأت على هبة الله بن أبي الأسود: أخبركم أبو بكر، أخبرنا الجوهري، فذكر من ((نسخة نعيم بن حماد)).
توفي في رجب سنة ست مئة، وقد بلغ التسعين.
قلت: روى عنه ابن خليل، والضياء، وعبد اللطيف.
2746- هبة الله بن رمضان بن أبي العلاء ابن شبيبا، أبو القاسم المقرئ الهيتي البغدادي.
إمام مسجد البساسيري. سمع هبة الله بن الحصين، وعبد الملك الكروخي، وأبا الحسن ابن صرما. سمعنا منه، وكان صالحاً؛ أخبرنا، قال: أخبرنا ابن صرما، أخبرنا ابن النقور.
ولد سنة عشر وخمس مئة، وتوفي في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة.
قلت: روى عنه ابن خليل.
2747- هبة الله بن صدقة بن هبة الله ابن عصفور، أبو البقاء الصائغ الأزجي.
سمع ابن عبد السلام، وأبا سعد البغدادي، وابن الطلاية، وواثق بن تمام. وصنف في الرد على الرافضة، وفي الرد على أبي الوفاء بن عقيل في نصره(5/91)
للحلاج. سمع منه أحمد بن محمد ابن الفراء، وإلياس بن جامع. وقد أجاز لي. توفي في شوال سنة إحدى وتسعين وخمس مئة.
قلت: روى عنه ابن خليل أيضاً.
2748- هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن عمر بن الأشعث السمرقندي الأصل البغدادي، أبو المظفر بن أبي محمد.
من بيت الحديث والرواية والتفقه، سمع ابن طلحة النعالي، وأبا محمد السراج، وأبا زكريا التبريزي. سمع منه أبو سعد ابن السمعاني، وروى لنا عنه جماعة.
ولد في جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وأربع مئة، وتوفي في ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وخمس مئة، فيما قاله أبو المحاسن القرشي.
قلت: حدثنا عبد الحافظ وغيره، حدثنا أبو محمد بن قدامة، حدثنا هبة الله ابن السمرقندي، حدثنا أبو عبد الله ابن البسري، فذكر حديثاً.
2749- هبة الله بن عبد الله بن هبة الله السامري ثم البغدادي، أبو غالب.
تفقه على مذهب أحمد، وتكلم في المسائل ووعظ. سمع أبا البدر الكرخي، ويوسف بن عمر الحربي، وحدث.
توفي في محرم سنة ثمان وتسعين وخمس مئة.
قلت: روى عنه يوسف بن خليل.
2750- هبة الله بن عبد العزيز بن علي الجزري، أبو القاسم المعدل.(5/92)
قرأت على ابن الحصري: أخبركم هبة الله الأمين، حدثنا أبو عثمان ابن ملة، فذكر حديثاً.
توفي في ذي القعدة سنة إحدى وستين وخمس مئة.
2751- هبة الله بن عمر بن حسين بن خليل الطيبي، أبو البقاء المقرئ.
سمع أبا غالب ابن البناء، وأبا البركات ابن حبيش، وعبد الملك بن علي ابن يوسف.
سمع منه رفقتنا، وأجاز لي. توفي في شعبان سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة.
قلت: روى عنه ابن خليل.
2752- هبة الله بن علي بن هبة الله ابن الصاحب، أبو الفضل بن أبي القاسم.
تقدم ذكر أبيه. ولي حجابة باب النوبي، ثم ولاه المستضيئ أستاذ دار (الخلافة). فلما استخلف الناصر أقره على ذلك، وأدناه، ورد إليه النظر في أكثر(5/93)
الأمور، فعلت منزلته إلى أن قتل في ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة، وعلق رأسه على داره.
2753- هبة الله بن علي بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن رزين، أبو الفتح.
ولي أستاذية الدار العزيزة ووكالة أمير المؤمنين، ثم عزل ولزم منزله. سمع من أبي الوقت، وابن البطي، وامتنع من التحديث والإجازة حتى مات سنة ثلاث عشرة وست مئة.
2754- هبة الله بن محمد بن محمد بن مخلد الأزدي، أبو المفضل ابن الجلخت، الواسطي الزاهد المقرئ.
سمع علي بن عبد الله الطرسوسي، وأبا التمام علي بن محمد العبدي، وعمر بن علي الميموني. حدثنا أحمد بن طارق، أخبرنا السلفي، قال: سألت أبا الكرم الحوزي بواسط عن أبي المفضل ابن الجلخت، فقال: شيخنا أبو المفضل يقصر الوصف عما كان عليه من خشونة الطريقة وحسنها، صام وقته كله ولازم الجامع معتكفاً يقرئ القرآن ويملي الحديث. وكان حسن المعرفة بالحديث والفقه جماعة لخلال الخير. وكان ذا جاهٍ عظيم عند السلطان.
قال ابن الدبيثي: وقدم بغداد سنة خمس وسبعين وأربع مئة، وحدث بها عن أبي الحسن العجمي، وأبي تمام القاضي. سمع منه أبو بكر ابن الخاضبة، وإسماعيل ابن السمرقندي. حدثنا مسعود بن أبي القاسم كتابةً، حدثنا إسماعيل ابن أحمد، أخبرنا الزاهد هبة الله بن محمد بن محمد ابن الجلخت الأزدي،(5/94)
أنبأنا علي بن عبد الله العجمي سنة ثلاثين وأربع مئة، أنبأنا محمد بن أحمد البابسيري، حدثنا جعفر بن أحمد بن سنان، فذكر حديثاً.
قرأت بخط خميس: ولد أبو المفضل يوم الأضحى سنة أربع وعشرين وأربع مئة وقال: توفي في أول سنة إحدى وثمانين (وأربع مئة)، ودفن بداره.
2755- هبة الله بن محمد بن علي ابن الصباغ، أبو نصر.
من بيت علمٍ، سمع أبا طالب ابن غيلان. روى عنه هبة الله بن المبارك السقطي، وأبو طاهر ابن سلفة.
2756- هبة الله بن محمد بن هبة الله بن محمد ابن البخاري، أبو المظفر بن أبي نصر.
من بيت تقدم، ابن عم قاضي القضاة أبي طالب علي. تفقه على مذهب الشافعي، وكان ذا معرفةٍ بعلم الكلام، وولاه أمير المؤمنين نيابة الوزارة إلى أن توفي في محرم سنة ثمانين وخمس مئة.
2757- هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين ابن أبي الحديد، أبو الحسين المدائني.
كان قاضي بلده وخطيبه. تفقه بالنظامية إذ مدرسها الشيخ أبو النجيب، وقال لي: سمعت من أبي الوقت، وولدت سنة ثلاثين وخمس مئة.(5/95)
وتوفي في رمضان سنة ثلاث عشرة وست مئة، علقت عنه أناشيد.
2758- هبة الله بن المبارك بن هبة الله بن بكري، أبو القاسم الحريمي.
تقدم أبوه وأقاربه. سمع أبا الحسن الدينوري، وأبا القاسم بن الحصين كتب عنه عمر القرشي، وأبو بكر ابن مشق.
توفي في شوال سنة سبع وسبعين وخمس مئة.
2759- هبة الله بن نصر الله بن محمد بن محمد بن مخلد، أبو العباس بن أبي الكرم البزاز، ابن الجلخت الواسطي المعدل.
سمع أبا نعيم محمد بن إبراهيم الجماري، ومحمد بن محمد ابن السوادي، ومحمد بن زبزب. وسمع ببغداد هبة الله ابن البخاري، وقاضي المرستان. وحدث بالكثير، وكان ثقةٌ صحيح السماع. أخبرنا هبة الله، أخبرنا القاضي أبو بكر سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة، فذكر حديثاً. سمع أيضاً في سنة تسع وتسعين من محمد بن أحمد البزاز. وقال لي: ولدت سنة أربع وثمانين وأربع مئة.
وتوفي في رجب سنة سبع وسبعين وخمس مئة.
2760- هبة الله بن وفاء بن أبي العز الواسطي.
قرأ بالقراءات على أبي العز القلانسي، وقرأ ببغداد على الشيخ أبي منصور الخياط، وأبي الخطاب ابن الجراح. قرأ عليه جماعةٌ منهم يحيى بن الحسين الأواني، قال: قرأت عليه بواسط سنة إحدى وأربعين وخمس مئة.(5/96)
2761- هبة الله بن وجيه بن هبة الله بن المبارك السقطي، أبو البركات.
سمع أباه، وابن البطي، وحضر أبا الغنائم محمد ابن السدنك. قرأت عليه: أخبركم محمد بن مسعود حضوراً، أخبرنا أبو الحسن الأنباري، أنبأنا أبو عمر ابن مهدي، فذكر حديثاً. ولد سنة تسع وأربعين وخمس مئة، وسكن أواناً، وتوفي بها.
2762- هبة الله بن يحيى بن الحسن بن أحمد العطار، أبو جعفر ابن أبي نصر ابن البوقي الفقيه الواسطي.
كان عارفاً بالمذهب الشافعي وبالاختلاف والفرائض. تفقه على أبي علي الفارقي، وسمع أبا نعيم ابن زبزب، وأبا نعيم الجماري، وأبا الكرم الحوزي، وببغداد القاضي الأنصاري، وأبا منصور ابن خيرون، وناظر الفقهاء. ثم استقدمه الوزير ابن هبيرة، وحدث ببغداد، فسمع منه ابن شافع، وأبو الحسن الزيدي، وأبو المحاسن القرشي، وأحمد بن طارق، وابن الأخضر. وحدثنا عنه جماعةٌ. وكان صحيح السماع، ثقةً ديناً.
ولد سنة ثمان وثمانين وأربع مئة، وتوفي بواسط في ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وخمس مئة.
2763- هبة الله بن يحيى بن محمد بن هبة الله، أبو محمد الوكيل بباب القضاة.(5/97)
سمع أبا الحسن العلاف. سمع منه عمر القرشي، ومكي الغراد، وأبو الفتوح ابن الحصري. توفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة.
2764- هبة الله بن أبي المحاسن بن أبي بكر الجيلاني، أبو الحسن اللوتمي.
أحد الزهاد العباد المدققين في الورع. قدم بغداد في صباه وسكنها، وكان ذا رياضات ومجاهدات. أثنى عليه عمر القرشي وقال: إنه ذكر أنه سمع من ابن الحصين وغيره.
وقال لي أبو العلاء ابن الرأس: لم أر في زمانه مثله.
توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
2765- هارون بن محمد بن عبد الله بن أحمد ابن المهتدي بالله، أبو جعفر بن أبي الفضل الخطيب.
من بيت خطابة وعدالة، ولي خطابة جامع القصر زماناً، وسمع أبا طالب ابن يوسف، وأبا القاسم بن الحصين، وحدث عنهما، وأجاز لي.
ولد في صفر سنة عشر وخمس مئة، وتوفي في سنة أربع وثمانين.
2766- الهيثم بن هلال بن الهيثم، أبو جعفر بن أبي سعد.
من أبناء الرؤساء وهو وأبوه، ذكرهما أبو سعد ابن السمعاني، وقال: أجاز لي الهيثم في سنة ثمان وعشرين. سمع الهيثم من أبي القاسم الربعي، وأبي(5/98)
الحسن العلاف، والحسن بن محمد التككي. سمع منه أبو الحسن الزيدي، وأبو المحاسن القرشي، وأحمد بن طارق. وحدثنا عنه عبد العزيز بن الأخضر. ولد سنة خمس وتسعين وأربع مئة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة تسع وستين وخمس مئة؛ قاله القرشي.
قلت: روى عنه الموفق ابن قدامة.
اللام ألف
2767- لاحق بن علي بن منصور بن كاره، أبو محمد، أخو دهبل.
سمع ابن بيان، وابن نبهان، وابن الحصين. سمع منه علي الزيدي، وعمر القرشي، وابن الأخضر، وحدثنا عنه جماعة. وكتب عنه أبو سعد ابن السمعاني وذكره في ((تاريخه)).
ولد سنة خمس وتسعين وأربع مئة، وتوفي ليلة نصف شعبان سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة.
قلت: روى عنه أيضاً أبو محمد بن قدامة، والبهاء عبد الرحمن.
2768- لاحق بن أبي الفضل بن علي الخباز، أبو طاهر ابن قندرة الصوفي برباط الخليفة.(5/99)
حدث عن ابن الحصين ((بالمسند))، كتبنا عنه وكان سماعه صحيحاً. أخبرنا أن ابن الحصين أخبرهم، فذكر حديثاً.
توفي في محرم سنة ست مئة عن تسعين سنة أو نحوها.
قلت: روى عنه ابن خليل، والضياء.
حرف الياء
2769- يعقوب بن يوسف بن عمر بن حسين، أبو محمد المقرئ.
قرأ بالروايات الكثيرة على البارع أبي عبد الله، وأبي بكر المزرفي، وأبي بكر خطيب المحول. وسمع من ابن الحصين، وابن كادش. وأقرأ الناس القراءات، وحدث مدةً، وكان ثقةً. قرئ عليه وأنا أسمع: أخبركم أبو الحسين ابن الفراء، فذكر حديثاً.
توفي في شوال سنة سبع وثمانين وخمس مئة، وقد قارب التسعين، ودفن بباب حرب.
2770- يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الشيرازي الأصل البغدادي، أبو محمد، وقيل: أبو العز، الحافظ الصوفي.(5/100)
أحد الطلبة، رحل وحصل ما لم يحصله غيره. سمع أبا القاسم ابن السمرقندي، وأبا الحسن بن عبد السلام، وعبد الجبار بن أحمد بن توبة، وابن ناصر، والأرموي، وعبد الملك الكروخي، وخلقاً. وسافر إلى الحجاز، والشام، والجبال، وخراسان. وسمع من أبي الوقت بكرمان، وصحبه إلى بغداد. وجمع أربعين حديثاً عن شيوخه من أربعين بلداً. وحدث بالكثير، وكان صحيح الرواية ثقةً. حدثنا أبو يعقوب الحافظ، أخبرنا عبد الجبار، أخبرنا أبو الحسين ابن النقور، فذكر حديثاً.
ولد سنة تسع وعشرين وخمس مئة، وتوفي في رمضان سنة خمس وثمانين، ودفن بمقبرة الشونيزي.
قال أبو المواهب ابن صصرى: واشتغل في آخر عمره بالترسل إلى الأطراف، وولي ربطاً ببغداد، وكان حسن المفاكهة والعشرة.
2771- يوسف بن أحمد بن الحسين الدباس، أبو محمد ابن متش، أخو داود.(5/101)
سمع أبا غالب ابن البناء، وأجاز له أبو عامر العبدري، وأبو القاسم ابن الحصين. قرأت عليه: أخبركم ابن الأشقر محمد ابن أحمد، أخبرنا ابن المسلمة، فذكر حديثاً.
توفي في شوال سنة إحدى وست مئة، وقد جاوز الثمانين بأربع سنين.
قلت: روى عنه الضياء محمد.
2772- يوسف بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبد السلام ابن اللمغاني، أبو يعقوب الفقيه الحنفي.
تقدم ذكر أبيه وأقاربه. كان عارفاً بالمذهب والخلاف والكلام على طريقة أهل العدل. وسمع الحسين بن الحسن المقدسي، والمبارك بن أبي المكارم البزاز. قرأت عليه: أخبركم المقدسي، أخبرنا الحميدي، فذكر حديثاً.
ولد سنة ثمان عشرة وخمس مئة، وتوفي في جمادى الأولى سنة ست وست مئة.
2773- يوسف بن آدم بن محمد بن آدم الشافعي المراغي ثم الدمشقي، أبو يعقوب.
قدم بغداد، وسمع ابن ناصر وطبقته، وحدث ((بصحيح مسلم)) عن أبي(5/102)
عبد الله الفراوي. سمع منه عبد الرزاق الجيلي وغيره.
قلت: سمع منه جماعةٌ بدمشق، وقال عبد القادر الرهاوي: مولده في سنة إحدى عشرة وخمس مئة، وروى عنه الفقيه هلال بن محفوظ الرسعني بها في سنة ثمان وست مئة، والفقيه أحمد والد الشيخ الموفق، وأبو الخير سلامة الحداد.
2774- يوسف بن بركة بن أبي بكر بن علي القطان الأزجي.
سمع الكروخي، وغيره. أخبرنا يوسف بن بركة، أخبرنا الكروخي، فذكر حديثاً.
قلت: روى عنه ابن خليل فقال: يوسف بن أبي بكر.
2775- يوسف بن الحسن بن أبي البقاء بن حسن العاقولي البغدادي، أبو محمد المقرئ.
سمع الكثير بنفسه، وكتب عن الشيوخ مثل أبي القاسم ابن الحصين، والقاضي أبي بكر، وأبي منصور القزاز، وما أعلم من أمره إلا خيراً. أخبرنا، قال: أخبرنا أبو الفضل الأرموي، فذكر حديثاً.
ولد سنة عشرٍ وخمس مئة، وتوفي في صفر سنة سبع وثمانين.
2776- يوسف بن سعيد بن مسافر بن جميل المقرئ، أبو محمد البناء.(5/103)
سمع الكثير بنفسه، وكتب بخطه إلى حين وفاته؛ سمع ابن البطي، وشهدة، وابن يوسف، وابن شاتيل، وخلقاً كثيراً. وكان فيه تخليط، سامحه الله.
ولد سنة ست وأربعين وخمس مئة، وتوفي في سلخ سنة ست مئة.
2777- يوسف بن عبد الله بن بندار، أبو المحاسن الدمشقي الشافعي.
تفقه ببغداد على أسعد الميهني، وبرع في الفقه والخلاف والكلام حتى صار أنظر أهل زمانه، ودرس بالنظامية سنة ست وخمسين وخمس مئة إلى أن مات. وسمع من أبي البركات ابن البخاري، وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن. سمع منه عمر القرشي وجماعةٌ، وحدثنا عنه أبو الخير الجيلاني.
خرج إلى خوزستان رسولاً فتوفي هناك في شوال سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
2778- يوسف ابن شيخنا أبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي، أبو محمد.(5/104)
كان فاضلاً له معرفةٌ بمذهب أحمد وبالوعظ، وله حلقة للنظر، وولي الحسبة ببغداد ونظر الأوقاف. سمع من أبيه، ومن ابن كليب، ومدح أمير المؤمنين الناصر بمدائح كثيرة كان يوردها في مجلس وعظه، سمعنا منها من لفظه.
ولد في ذي القعدة سنة ثمانين وخمس مئة.
قلت: هو الصاحب محيي الدين ابن الجوزي، بنى بدمشق المدرسة المشهورة، وقدم رسولاً، وولي في حدود الخمسين الأستاذدارية بمدينة السلام. وكان مكرماً للعلماء، قرأ عليه شيخنا أبو أحمد الدمياطي الكثير، وكتب عنه قديماً عمر ابن الحاجب، وأثنى عليه، وقال: حاز قصب السبق في كل فضيلةٍ، وكان سريع النظم، ورزق القبول التام، وكان كثير التعصب في ذات الله، قال لي عنه ابن نقطة: سمع أباه، وابن بوش، وابن المندائي، وهو فقيه حسن الوعظ، خلف أباه.
قتل هو وابنه بأمر الطاغية هلاوو في أخذ بغداد.
2779- يوسف بن عمر بن حسين، أبو يعقوب المقرئ الحربي، والد يعقوب المذكور آنفاً.
شيخ صالح، سمع أبا الحسين أحمد بن عبد القادر بن يوسف. سمع منه عبد المغيث بن زهير، ومكي الغراد وجماعة.
قال أحمد بن صالح بن شافع في تاريخه: توفي يوسف الحربي في ذي(5/105)
القعدة سنة ست وأربعين وخمس مئة وكان ذا عبادة وورع عليه آثار الولاية بادية.
2780- يوسف بن عمر بن حسن، أبو الحجاج المقرئ، يعرف بابن البستنبان.
سمع أبا طالب اليوسفي، وأبا بكر المزرفي. سمع منه عمر القرشي، وقال: توفي في محرم سنة خمس وسبعين (وخمس مئة), وقد جاوز الثمانين.
2781- يوسف بن عمر بن محمد بن عبيد الله ابن نظام الملك، أبو المحاسن.
سمع نصر بن نصر العكبري، وأبا الوقت، فذكر حديثاً. توفي في شعبان سنة ثمان عشرة وست مئة، وقد جاوز الثمانين.
2782- يوسف بن عثمان بن محمد الدقاق، يعرف بابن قديرة.
تقدم أبوه. سمع أبا علي الخزاز، وأبا الوقت. قرأت عليه: أخبركم أبو الوقت، فذكر حديثاً.
توفي في شعبان سنة اثنتي عشرة وست مئة.(5/106)
قلت: روى عنه البرزالي.
2783- يوسف بن القاسم بن مفرج بن درع التكريتي.
حدث ببلده عن أبي زرعة المقدسي.
توفي في رجب سنة إحدى عشرة وست مئة، وله ست وثمانون سنة.
2784- يوسف الإمام المستنجد بالله، أبو المظفر أمير المؤمنين ابن المقتفي لأمر الله أبي عبد الله محمد ابن المستظهر أبي العباس أحمد ابن المقتدي أبي القاسم عبد الله.
خطب له أبوه بولاية العهد في سنة سبع وأربعين وخمس مئة، واستخلف يوم موت والده في ربيع الأول سنة خمس وخمسين. ومولده سنة عشر وخمس مئة، وأمه كرجية، أدركت خلافته. واستوزر وزير أبيه أبا المظفر ابن هبيرة فلما توفي استوزر أبا جعفر أحمد بن محمد ابن البلدي.
توفي في ربيع الآخر سنة ست وستين (وخمس مئة)، وكان نقش خاتمه ((من أحب نفسه عمل لها)) وكان يقول الشعر.
2785- يوسف بن محمد بن علي بن أبي سعد الموصلي الأصل البغدادي، أخو سليمان وعلي.(5/107)
سمع الكثير وصحب أبا النجيب السهروردي وتفقه عليه. وسمع القاضي أبا بكر، وإسماعيل ابن السمرقندي، وأبا منصور بن خيرون، وأبا الحسن بن عبد السلام، وحدث.
قال عمر بن علي الدمشقي: كتبت عنه وكان فاضلاً صادقاً، ولد تقريباً سنة خمس عشرة وخمس مئة، وتوفي في محرم سنة ست وسبعين.
2786- يوسف بن محمد بن محمد بن عمر بن يوسف الأرموي الأصل البغدادي، أبو إسحاق بن أبي حامد ابن القاضي أبي الفضل.
سمع جده، وأبا الحسن بن عبد السلام، وصافي الساوي. وكان صحيح السماع. قرأت عليه: أخبرك جدك، فذكر حديثاً. توفي في ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وست مئة.
قلت: روى عنه البرزالي، والضياء، والنجيب.
2787- يوسف بن المبارك بن محمد بن أبي شيبة، أبو القاسم الخياط المقرئ.
صار وكيلاً بباب القضاة في آخر أمره. قرأ بالروايات على جماعةٍ منهم أبو الخطاب علي بن عبد الرحمن ابن الجراح، وأبو العز القلانسي. وادعى أنه قرأ على أبي طاهر بن سوار وتبين كذبه. وكان قد أقرأ جماعةً، وسمع أبا عثمان ابن(5/108)
ملة. حدثنا عنه ابن الأخضر. توفي في رجب سنة سبعين وخمس مئة.
2788- يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، أبو الفتوح بن أبي بكر.
من أولاد المحدثين. انتفع بوالده خلقٌ كثيرٌ، وسمع ابنه هذا من القاضي أبي بكر، وأبي منصور القزاز، وإسماعيل السمرقندي، وطبقتهم. وكان يوسف لا يحسن الخط. حدثنا، قال: أخبرنا أبو بكر، فذكر حديثاً.
توفي في ربيع الأول سنة إحدى وست مئة.
قلت: روى عنه ابن خليل، والضياء، والنجيب.
2789- يوسف بن المبارك بن المبارك بن عبيد الله بن هبة الله، أبو البركات البيع.
تقدم أبوه وأخوه. ولي الحسبة ببغداد. سمع أبا محمد ابن المادح، وابن البطي. أخبرنا يوسف، قال: أخبرنا أبو المعالي الجبان، فذكر حديثاً. توفي في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وست مئة.
قلت: روى عنه أبو عبد الله البرزالي.
2790- يوسف بن المظفر بن فاخر، أبو الحجاج المقرئ البغدادي، نزيل واسط، يعرف بغلام كنيني.(5/109)
قرأ القراءات بواسط على أبي الفتح بن زريق، وأبي المعالي ابن تركان، وببغداد على سبط الخياط، وأبي الكرم الشهرزوري. وكان حسن التلاوة جيد الأداء.
توفي في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وخمس مئة.
2791- يوسف بن هبة الله بن محمود ابن الطفيل الدمشقي.
سمع ببغداد من ابن ناصر، وأبي بكر ابن الزاغوني، وحدث بمصر.
قلت: روى عنه الموفق ابن قدامة، وابن خليل، والضياء.
وتوفي في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وخمس مئة.
2792- يوسف بن يعقوب بن يوسف بن عمر الحربي.
ذكرنا أباه وجده. سمع هبة الله الشبلي، وابن المادح، وكان ذا صلاحٍ وديانةٍ.
توفي في شوال سنة ست وست مئة.
2793- يحيى بن أحمد بن علي، أبو شجاع ابن البراج.
الوكيل بباب القضاة، ثم زكي وشهد. سمع أبا القاسم ابن الحصين، والقاضي أبا بكر، وغيرهما. سمع منه عمر القرشي، وغيره.(5/110)
توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة.
قلت: روى عنه ابن المقير.
2794- يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمد، أبو زكريا السلماسي الواعظ.
سمع أباه، ومحمود بن سعادة. وعظ ببغداد. توفي ببلده في شعبان سنة خمسين وخمس مئة.
وحدثنا أبو الفرج ابن الجوزي، أخبرنا يحيى بن إبراهيم، أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد القارئ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله البزاز، حدثنا عبد الله ابن إسماعيل الهاشمي، حدثنا ابن أبي الدنيا، فذكر حديثاً.
2795- يحيى بن إبراهيم بن محمد، أبو تراب بن أبي المعالي البزاز الكرخي الفقيه.
تفقه على أبي الحسن ابن الخل، وسمع منه، ومن عبد الخالق اليوسفي، وعبد الملك الكروخي، وابن الزاغوني. وسافر إلى الشام، فأقام بدمشق مدةً. وكان صحيح السماع. قرأت عليه: أخبركم الكروخي، فذكر حديثاً.
ولد سنة ست وعشرين وخمس مئة، وتوفي في شعبان سنة أربع عشرة وست مئة.
قال ابن نقطة: دخلت عليه سنة سبع وست مئة، فرأيته مختلاً، ذكر لي(5/111)
أن الملائكة تنزل عليه، في هذيانٍ طويل. وقال لابن هلالة: لا رضي الله عن صلاح الدين كما أخرج الخلفاء من مصر!
2796- يحيى بن إبراهيم بن أحمد البزاز، يعرف بابن حسان.
تقدم أبوه. سمع ابن البطي، وحدث عنه.
توفي في شوال سنة أربع عشرة وست مئة.
2797- يحيى بن أسعد بن بوش، أبو القاسم الخباز الأزجي.
سمع الكثير بإفادة خاله علي بن أبي سعد الخباز، وبورك في عمره واحتيج إليه. وحدث نحواً من أربعين سنة، ولم يكن عنده من العلم شيء. روى عن أبي الغنائم ابن المهتدي بالله، وأبي علي الباقرحي، وأبي محمد ابن السمرقندي، وأبي سعد ابن الطيوري، وأبي طالب بن يوسف، وأبي عبد الله البارع، وأبي نصر أحمد بن هبة الله النرسي، وابن كادش، وابن الحصين، وخلقٍ كثير. وكانت له إجازة من أبي القاسم بن بيان، وأبي الغنائم بن ميمون، وأبي علي الحداد، وكان سماعه صحيحاً. أخبرنا ابن بوش، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، أخبرنا ابن غيلان، فذكر حديثاً.
توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة وله سبع وثمانون سنة.(5/112)
قلت: قال سبط ابن الجوزي في تاريخه: جلس ابن بوش يأكل خبزاً فغص فمات في ثالث الشهر. روى عنه الموفق ابن قدامة، والبهاء عبد الرحمن، وابن خليل، والتقي اليلداني، والمحيي ابن الجوزي، وابن المهير. وآخر من روى عنه كتابةً أحمد بن أبي الخير.
2798- يحيى بن ثابت بن بندار بن إبراهيم الدينوري الأصل البغدادي، أبو القاسم الوكيل ابن المقرئ أبي المعالي البقال.
سمع أباه، وطراد بن محمد، وأبا الحسن العلاف. سمع منه ابن شافع، وأبو الحسن الزيدي، وأبو المحاسن القرشي. وحدثنا عنه ابن الجوزي، وابن الأخضر.
قلت: وروى عنه الحافظ عبد الغني، والموفق ابن قدامة، وعبد العزيز ابن باقا، وعبد اللطيف بن يوسف، وابن اللتي، والإربلي، والسهروردي، والحافظ أبو القاسم في ((تاريخه)) مكاتبةً مع جلالته في ترجمة الأخطل، وآخرون. وسمع منه أبو سعد ابن السعاني وذكره في كتابه.
توفي في ربيع الأول سنة ست وستين وخمس مئة، وقد جاوز الثمانين.
2799- يحيى بن جعفر بن عبد الله بن محمد الدامغاني، أبو جعفر ابن أبي منصور.
سكن حلب، وحدث بها.
قلت: (روى) عن أبيه، روى عنه مجد الدين ابن العديم، وأمين الدين(5/113)
الأشتري، وعلاء الدين سنقر، القضائي وغيرهم.
توفي في سنة ثلاثين وست مئة في ربيع الأول.
2800- يحيى بن الحسن بن سلامة بن ساعد المنبجي البغدادي، أبو الرضا الحنفي، أخو أحمد وعلي.
سمع شجاعاً الذهلي، وأبا العز محمد ابن المختار، وأبا القاسم بن بيان. سمع منه عمر القرشي، وعلي الزيدي. وحدثنا عنه ابن الأخضر. وكان يلي قضاء المحول.
توفي في ذي الحجة سنة خمس وستين وخمس مئة.
2801- يحيى بن الحسين بن أحمد، أبو زكريا المقرئ.
من أهل أوانا، سكن بغداد، وقرأ بالقراءات الكثيرة على أبي الكرم الشهرزوري، وبواسط على محفوظ بن عبد الباقي، وكان يقول: إنه قرأ على أبي محمد سبط الخياط. وسمع من الأرموي. ويوسف بن عمر الحربي، وابن ناصر، وبواسط من أبي عبد الله الجلابي. وكان فيه تساهل في الرواية والإقراء.(5/114)
حدثنا يحيى الأواني، أخبرنا محمد بن علي بن محمد ابن الطيب المالكي القاضي لفظاً بواسط في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وخمس مئة، أخبرنا الحسن بن أحمد الغندجاني، أخبرنا المخلص، فذكر حديثاً. ولد سنة خمس عشرة وخمس مئة، وتوفي في صفر سنة ست وست مئة، وجد في مسجد ميتاً.
قلت: روى عنه الضياء، وابن خليل، وعبد اللطيف. وأجاز لأحمد بن أبي الخير، وفي نسبه ابن حميلة.
2802- يحيى بن الربيع بن سليمان بن حراز، أبو علي الفقيه الشافعي الواسطي المعدل.
من أبناء الشيوخ الصالحين، يقال: إنهم من ولد عمر بن الخطاب.
كان أبو علي عالماً بمذهب الشافعي، وبالحديث، والتفسير، كثير الفنون. قرأ بالقراءات العشر على الرئيس أبي يعلى محمد بن سعد بن تركان، وتفقه على أبيه، وعلى أبي جعفر هبة الله ابن البوقي، وعلق الخلاف عن القاضي أبي يعلى الصغير لما كان قاضي واسط. ثم خرج إلى خراسان قاصداً محمد بن يحيى صاحب أبي حامد الغزالي فلقيه بنيسابور، وكان شيخ الشافعية بها، فتفقه عليه سنتين ونصف (كذا). ثم عاد إلى بغداد فاستنابه في القضاء أبو الحسن محمد بن جعفر العباسي، ثم استنابه قاضي القضاة أبو طالب ابن البخاري. ونفذ رسولاً(5/115)
من الديوان العزيز إلى ملك هراة، فلما عاد سنة ثمان وتسعين (وخمس مئة) رتب مدرساً بالنظامية.
وكان سمع الكثير بواسط من أبي الكرم نصر الله بن مخلد، وأبي عبد الله الجلابي، وأحمد بن عبيد الله الآمدي، وببغداد من عبد الخالق بن يوسف، وابن ناصر، وأبي الوقت، وبنيسابور من محمد بن يحيى شيخه، وأبي البركات الفراوي، وعبد الخالق بن زاهر.
وحدث بالكثير ببغداد، وهراة، وغزنة. وكان سماعه صحيحاً، وكان ثقة. حدثنا القاضي أبو علي يحيى بن الربيع، أخبرنا ابن مخلد، أخبرنا أبو تمام علي ابن محمد العبدي، حدثنا أبو الفضل الزهري، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله المخرمي، فذكر حديثاً.
ولد سنة ثمان وعشرين وخمس مئة، وتوفي ببغداد في ذي القعدة سنة ست وست مئة.
قلت: روى عنه يوسف بن خليل، والضياء محمد، وغيرهما.
2803- يحيى بن سعد الله بن عبد الباقي بن مجالد البجلي الكوفي، أبو منصور.
من بيت رواية، قدم بغداد، وحدث بها عن أبي الغنائم النرسي، وعن عمه محمد بن عبد الباقي. سمع منه عمر القرشي، وحدثنا عنه ابن أخيه سعد الله، وابن الأخضر، عن عمه وأبي الغنائم، عن محمد بن إسحاق بن فدوية، عن البكائي، عن مطين، فذكر حديثاً.
ولد سنة خمس وتسعين وأربع مئة، وتوفي في ربيع الآخر سنة تسع وستين (وخمس مئة) ببغداد.(5/116)
2804- يحيى بن سعد الله بن حسين بن أبي تمام التكريتي، أبو الفتوح بن أبي السعادات.
شيخٌ صالحٌ، سمع ببلده من جماعةٍ، وقدم بغداد مراراً، وسمع أبا المظفر الشبلي، والشيخ عبد القادر، وابن البطي، وغيرهم. وخرج لنفسه أحاديث، وعمل بتكريت دار حديث. رأيت أهل بلده مجمعين على الثناء عليه ووصفه بالصلاح، أخبرنا يحيى، أخبرنا هبة الله، فذكر حديثاً.
ولد سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة، وتوفي في محرم سنة ثمان عشرة وست مئة بتكريت.
قلت: روى عنه الضياء المقدسي، والزكي البرزالي.
2805- يحيى بن سعيد بن هبة الله بن علي بن علي ابن زيادة، أبو طالب بن أبي الفرج الكاتب المنشئ الواسطي الأصل البغدادي.
انتهت إليه الرئاسة في الكتابة والإنشاء، وكان فقيهاً أصولياً. سمع أبا(5/117)
الحسين بن عبد السلام، وأبا القاسم ابن الصباغ، وخدم في عدة جهات. قرأت عليه: أخبركم عبد الله بن محمد، فذكر حديثاً. وأنشدنا قال: أنشدنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمد الأرجاني سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة لنفسه:
ومقسومة العينين من دهش النوى ... وقد راعها بالعيس رجع حداء
تجيب بإحدى مقلتيها تحيتي ... وأخرى تراعي أعين الرقباء
رأت حولها الواشين طافوا فغيضت ... لهم دمعها واستعصمت بخباء
فلما بكت عيني غداة وداعهم ... وقد روعتني فرقة القرناء
بدت في محياها خيالات أدمعي ... فغاروا وظنوا أن بكت لبكائي
ولد أبو طالب ابن زبادة في سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة، وتوفي في ذي الحجة سنة أربع وتسعين.
قلت: روى عنه ابن خليل.
2806- يحيى بن سعدون بن تمام الأزدي، أبو بكر القرطبي المقرئ.
شيخٌ عالمٌ بالنحو والقراءات، قرأ بديار مصر على أبي القاسم ابن الفحام، وقدم بغداد فسمع هبة الله ابن الحصين، وابن كادش، والقاضي أبا بكر.(5/118)
واستوطن الموصل، وأقرأ بها، وحدث، وعلم النحو، وانتفع به الناس.
روى لنا عنه بواسط محمد بن محمد الحلي، وعبد الله بن الحسن العدل بالموصل. وكتب عنه أبو سعد ابن السمعاني وذكره في ((كتابه)).
ولد سنة سبع وثمانين وقيل ست (وأربع مئة)، وتوفي في يوم عيد الفطر سنة سبع وستين وخمس مئة.
قلت: روى عنه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر عن أبي عبد الله ابن الخطاب الرازي. وروى عنه أيضاً أبو جعفر القرطبي، والفخر الموصلي، والقاضي أبو المحاسن ابن شداد، وأبو الحسن ابن القطيعي.
2807- يحيى بن طاهر بن محمد، أبو زكريا الواعظ، يعرف بابن النجار.
سمع أبا محمد سبط الخياط، وأبا سعد البغدادي، وأبا عبد الله السلال. وكان فيه تسامح، ويتهم بالكذب. أخبرنا، قال: أخبرنا الأرموي، فذكر إنشاداً. وأنشدنا لبعضهم:
عاشر من الناس من تبقى مودته ... فأكثر الناس جمعٌ غير مؤتلف
منهم صديقٌ بلا قافٍ، ومعرفة ... بغير فاءٍ، وإخوان بلا ألف
ولد ابن النجار سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة، وتوفي في ذي الحجة سنة سبع وتسعين.
2808- يحيى بن عبد الله بن أعز بن عمر السهروردي، أبو زكريا.(5/119)
قرأت عليه وعلى عميه محمد وعمر: أخبركم أبو الوقت، فذكر حديثاً.
توفي في سنة ست عشرة وست مئة.
2809- يحيى بن عبد الملك بن (علي بن) محمد الطبري الأصل البغدادي، أبو الفتوح بن أبي المعالي ابن الكيا أبي الحسن الهراسي.
سمع أباه، وأبا الوقت، وحدث ببغداد والشام. أخبرنا أبو الوقت، فذكر أول الثلاثيات.
ولد سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة، وتوفي في ذي القعدة سنة أربع عشرة وست مئة.
2810- يحيى ابن الشيخ عبد القادر الجيلي.
أصغر الأولاد، ولد سنة خمسين، وسمع أبا الفتح ابن البطي، وتوفي في شعبان سنة ست مئة.
2811- يحيى بن علي بن خطاب بن أبي الفتح الدينوري الأصل البغدادي، أبو المظفر الخيمي، والد شيخنا عبد اللطيف.
سمع أبا غالب الباقلاني. سمع منه عمر القرشي، وأحمد البندنيجي، وابن الأخضر، وأبو الفتوح الحصري، وابنه عبد اللطيف.
توفي في ربيع الآخر سنة أربع وستين وخمس مئة.(5/120)
قلت: روى عنه الموفق ابن قدامة.
2812- يحيى بن علي بن أحمد بن علي ابن الخراز، أبو منصور الحربي، والد عبد الله.
شيخٌ صالحٌ من بيت رواة، سمع أبا الغنائم ابن المهتدي بالله، وأبا القاسم ابن الحصين، وأبا غالب ابن البناء. حدثنا أبو منصور، أخبرنا أبو الغنائم، أخبرنا البرمكي، فذكر حديثاً.
ولد سنة سبع وخمس مئة، وتوفي في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وخمس مئة.
قلت: روى عنه يوسف بن خليل.
2813- يحيى بن علي بن طراد بن حسين ابن كرسا، أبو فراس.
حدثنا، قال: حدثنا ابن الحصين قراءةً، فذكر حديثاً.
ولد سنة ثلاث عشرة وخمس مئة، وتوفي في رمضان سنة اثنتين وتسعين.
قلت: روى عنه ابن خليل.(5/121)
2814- يحيى بن علي بن الفضل بن هبة الله بن بركة، أبو القاسم ابن أبي الحسن الفقيه الشافعي المعروف بابن فضلان، وهو لقب جده الفضل.
ويحيى كان اسمه الواثق، وهو المذكور في سماعاته، لكن غلب عليه يحيى واختاره هو. وكان إماماً فقيهاً، له يدٌ في علم الخلاف، مشارٌ إليه في جودة النظر، تفقه على أبي منصور الرزاز، ورحل إلى نيسابور إلى محمد بن يحيى صاحب الغزالي مرتين، وعلق عنه، وظهر فضله واشتهر ذكره، وعاد إلى بغداد، وانتفع به خلقٌ. وكان عذب الكلام، سهل الأخلاق. سمع أبا غالب ابن البناء، وأبا القاسم، ابن السمرقندي، والأرموي، وبنيسابور أبا الأسعد القشيري، وعمر ابن أحمد الصفار. حدثنا ابن فضلان ونعم الشيخ كان، فذكر حديثاً.
ولد في أول سنة ست عشرة وخمس مئة تقريباً، وتوفي في شعبان سنة خمس وتسعين.
قلت: روى عنه ابن خليل وسماه واثقاً.
2815- يحيى بن علي بن يحيى بن بذّال، أبو منصور المعروف بابن النفيس.(5/122)
ذكرنا أخويه أحمد والمبارك. سمع قاضي المرستان، وأبا منصور ابن القزاز. أخبرنا، قال: أنبأنا أبو بكر، أنبأنا الجوهري، فذكر حديثاً.
توفي في ربيع الأول سنة ست وتسعين وخمس مئة.
قلت: روى عنه يوسف بن خليل.
2816- يحيى بن عيسى بن الحسن بن إدريس، أبو البركات الواعظ.
أصله من الأنبار، والد شيخنا علي وإخوته.
قال ابن الجوزي: له كراماتٌ ودعوةٌ مجابة، وكان يصوم النهار، ويقوم الليل، توفي سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.
2817- يحيى بن القاسم بن مفرج بن درع الثعلبي، أبو زكريا الفقيه القاضي الشافعي التكريتي.(5/123)
كان عارفاً بالفقه والخلاف والتفسير واللغة العربية. تفقه على أبيه وبالحديثة على عبد الرحمن بن أحمد البلخي، وببغداد على أبي النجيب السهروردي، ويوسف بن بندار. وقرأ الأدب على أبي محمد ابن الخشاب، وسمع أبا النجيب، وابن البطي، وسلامة بن الصدر. وولي قضاء تكريت. وفي سنة سبع وست مئة ولي تدريس النظامية، وعزل سنة أربع عشرة، فلزم رباط شيخ الشيوخ متوفراً على العلم والعبادة. حدثنا القاضي أبو زكريا، أخبرنا أبو النجيب، أخبرنا زاهر، فذكر حديثاً.
ولد سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة، وتوفي في رمضان سنة ست عشرة وست مئة ببغداد.
قلت: سمع منه الضياء المقدسي.
2818- يحيى بن القاسم بن غنائم، يعرف بابن الكاية.
قرأت عليه: أخبركم محمد ابن المادح، أخبرنا الزينبي، فذكر حديثاً.
توفي في ربيع الآخر سنة ست عشرة وست مئة.
2819- يحيى بن محمد بن هبيرة بن سعيد بن الحسن بن جهم الشيباني.(5/124)
ولد بالدور ودخل بغداد في صباه، وطلب العلم، وجالس الفقهاء والأدباء، وحصل من كل فن طرفاً، وخدم الديوان، فولي إشراف المخزن، ثم ديوان الزمام، ثم استوزره المقتفي لأمر الله سنة أربع وأربعين (وخمس مئة)، فبقي وزيره ووزير ولده المستنجد حتى توفي في جمادى الأولى سنة ستين وخمس مئة. وكان ذا رأي صائبٍ وسريرةٍ صالحةٍ، وكان مكرماً للعلماء، يحضر مجلسه الفقهاء والعلماء، ويقرأ عنده الحديث على الشيوخ، ويجري من البحث والفوائد ما يكثر ذكره.
سمع أبا عثمان ابن ملة، وأبا القاسم بن الحصين، ومن بعدهما.
قرأت على ابن الجوزي شيخنا: أخبركم الوزير أبو المظفر، قال: قرأت على الإمام المقتفي، حدثكم أبو البركات السيبي، أخبرنا الصريفيني، أخبرنا المخلص، أخبرنا إسماعيل، أخبرنا الربالي، فذكر حديث ((لا زاد الأمر إلا شدة)). قال: شيخنا أبو الفرج عقيبة: ولد الوزير سنة تسع وتسعين وأربع مئة، وقرأ القرآن بالقراءات وسمع الحديث الكثير، وتفقه. وكانت له معرفةٌ حسنةٌ بالنحو واللغة وصنف، ووزر للمقتفي وللمستنجد. وكان متواضعاً مقرباً لأهل(5/125)
العلم والدين كريماً وكان يوم جنازته يوماً مشهوداً، دفن بمدرسته.
2820- يحيى بن محمد بن محمد بن أبي زيد، أبو جعفر العلوي.
ولي نقابة العلويين بالبصرة، وكان ذا معرفةٍ بالأنساب والأخبار والشعر، وله الشعر الجيد، مدح الخليفة بقصائد منها:
هذا العقيق وهذا الجزع والبان ... فاحبس فلي فيه أوطارٌ وأوطان
آنيت والحر لا يلوي أليته ... أن لا يلذ يطيب النوم أجفان
حتى تعدو ليالينا التي سلفت ... بالأجر عينٌ وجيراني كما كانوا
في أبيات.
توفي في رمضان سنة ثلاث عشرة وست مئة في عشر السبعين.
2821- يحيى بن محمد بن عبد الجبار الجهرمي، أبو الفرج.
من بيت وزارةٍ ورئاسةٍ. سمع أبا الفضل الأرموي، ونصر بن نصر، وأبا الوقت. أخبرنا أبو الفرج الجهرمي، أخبرنا الأرموي، فذكر حديثاً.
توفي في ربيع الأول سنة تسع عشرة وست مئة.
قلت: روى عنه الزكي البرزالي.
2822- يحيى بن محمد بن علي ابن الخازن
سمع ابن البطي، وحدث بشيءٍ.(5/126)
توفي في رجب سنة أربع عشرة وست مئة.
2823- يحيى بن محمد بن علي بن المبارك ابن الجلاجلي، أبو علي.
تقدم ذكر أبيه وجده. سمع وفاء بن أسعد، وابن شاتيل. وقرأ شيئاً من الأدب. سمع منه بعض الطلبة.
توفي في رمضان سنة عشرين وست مئة، وله خمس وخمسون سنة.
2824- يحيى بن المبارك بن محمد بن محمد بن يحيى بن مسلم الزبيدي الأصل البغدادي المولد، أبو زكريا.
سمع أبا البركات ابن الأنماطي، وأبا الفتح الكروخي، وغيرهما. وهو أكبر من أخويه. أخبرنا يحيى، أخبرنا الكروخي، فذكر حديثاً.
ولد فيما قال في محرم سنة تسع وعشرين وخمس مئة، وتوفي في صفر سنة ست وست مئة.
قلت: روى عنه ابن خليل، والضياء.
2825- يحيى بن المظفر بن تلد الأزدي، أبو المواهب الحاجب.(5/127)
سمع عاصم بن الحسن سنة أربع وسبعين (وأربع مئة). سمع منه أبو محمد ابن الخشاب، وأبو شجاع ابن المقرون.
2826- يحيى بن المظفر بن علي بن نعيم، أبو زكريا، يعرف بابن الحبير.
(من أهل البدرية، محلة من محال بغداد الشرقية).
شيخٌ صالحٌ كثير العبادة. سمع ابن ناصر، وأبا الوقت. حدثنا، ونعم الشيخ كان، فذكر حديثاً.
ولد سنة أربعين وخمس مئة، وتوفي في ذي الحجة سنة سبع وست مئة.
2827- يحيى بن المظفر بن الحسن بن بركة بن محرز، أبو زكريا الفقيه الحنفي.
أحد شيوخ المذهب، له يد في الخلاف والمناظرة، سمع أبا المعالي اللحاس، وأبا المظفر ابن التريكي وغيرهما. أخبرنا، قال: أخبرنا اللحاس،(5/128)
فذكر حديثاً.
ولد سنة نيف وثلاثين وخمس مئة.
2828- يحيى بن موهوب بن المبارك بن محمد ابن السدنك، أبو نصر المستعمل، أخو أحمد.
سمع أبا العز محمد ابن المختار، وأبا القاسم بن بيان، وأبا علي ابن المهدي. سمع منه أبو المحاسن القرشي، وابن مشق، وحدثنا عنه ابن الأخضر وغيره.
ولد سنة تسع وتسعين وأربع مئة، وتوفي في شوال سنة ثلاث وسبعين (وخمس مئة).
قلت: روى عنه عبد العزيز ابن الزبيدي.
2829- يحيى بن مقبل بن أحمد بن بركة بن عبد الملك، الصدر أبو طاهر ابن الأبيض.
من بيت الحديث، وهو والد عبد الرحمن وعبد الخالق. سمع ابن الحصين، وقاضي المرستان، والقزاز. سمع منه عمر القرشي، وابن مشق، وأجاز لنا.(5/129)
توفي في ذي القعدة سنة سبع وثمانين وخمس مئة، وله سبعون سنة.
2830- يحيى بن محاسن بن يحيى بن رفاعة الطائي، أبو زكريا، يعرف بابن زنفل.
تفقه على مذهب أبي حنيفة، وروى عن أبي الفتح ابن البيضاوي. وأبي الحسن ابن صرما، ورستم بن سرهنك. أنبأنا ابن زنفل، أنبأنا البيضاوي، أنا ابن النقور، فذكر حديثاً.
ولد سنة أربع وعشرين وخمس مئة، وتوفي في رمضان سنة ست وست مئة.
قلت: روى عنه الضياء.
2831- يحيى بن يوسف بن أحمد السقلاطوني، أبو شاكر الخباز، يعرف بصاحب ابن بالان.
سمع أبا عبد الله ابن البسري، وثابت بن بندار، والمبارك ابن الطيوري، وأبا سعد ابن خشيش، وأحمد بن سوسن، وأبا العز محمد بن المختار، وروى عنهم. سمع منه أبو الفضل بن شافع، وإبراهيم ابن الشعار، وعمر القرشي، وحدثنا عنه ابن الأخضر وجماعةٌ.
توفي في شعبان سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة.
قلت: روى عنه أبو محمد بن قدامة، والبهاء عبد الرحمن، والبهاء ابن(5/130)
الجميزي، وعمر القرشي يسميه يحيى بن أحمد بن يوسف، وكذا قال ابن قدامة.
2832- يحيى بن ياقوت بن عبد الله النجار، أبو الفرج.
سمع ابن الحصين، وأبا غالب ابن البناء، وأخاه يحيى، وأبا القاسم ابن الطبر. أخبرنا يحيى، أخبرنا أبو منصور بن خيرون.
ولد سنة خمس عشرة وخمس مئة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين.
قلت: روى عنه ابن خليل.
2833- يحيى بن ياقوت الفراش، أبو الفرج.
سمع إسماعيل ابن السمرقندي، وعلي بن هبة الله بن عبد السلام، وعبد الجبار بن أحمد بن توبة. ورتب من الديوان العزيز شيخاً ومعماراً بالحرم الشريف، فأقام هناك مدةً وحدث بشيءٍ من مسموعاته، وعاد إلى بغداد. أخبرنا الفراش، أخبرنا السمرقندي وابن عبد السلام، فذكر حديثاً.
قلت: روى عنه ابن خليل أيضاً، توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وست مئة، وله نيفٌ وثمانون سنة.
2834- يحيى بن أبي محمد بن علي بن المعمر، يعرف بابن جرادة.
قرأت عليه: أخبركم أبو الوقت، فذكر آخر البخاري.
توفي في شعبان سنة عشر وست مئة.(5/131)
2835- يونس بن أحمد بن عبيد الله بن هبة الله، أبو منصور، والد الوزير أبي المظفر عبيد الله.
كان متديناً، حسن الطريقة، سمع هبة الله بن الحصين، وأبا منصور القزاز. وتوكل لوالدة أمير المؤمنين. أنبأنا عمر القرشي، أنبأنا يونس، فذكر حديثاً.
توفي في محرم سنة إحدى وثمانين وخمس مئة.
2836- يونس بن يحيى بن أبي الحسن الهاشمي القصار، أبو محمد الأزجي.
سمع القاضي الأرموي، وابن ناصر، وأبا الكرم الشهرزوري، وطبقتهم فأكثر. وسافر إلى مصر والشام، وسكن مكة سنين، وحدث بهذه الأماكن.
توفي في صفر سنة ثمان وست مئة، وله سبعون سنة.
قلت: روى عنه ابن خليل، والبرزالي، والضياء.
2837- يعيش بن صدقة بن علي الفراتي، أبو القاسم الضرير الفقيه الشافعي صاحب ابن الخل.(5/132)
شيخٌ عالمٌ صالحٌ، كان من أعلم الناس بمذهب الشافعي وبالخلاف، ودرس بمدرسة ثقة الدولة، وبالكمالية، وانتفع به جماعةٌ. وكان حسن الكلام في المناظرة، سديد الفتوى. قرأ بالقراءات على عمر بن حمزة العلوي بالكوفة، وسمع ببغداد إسماعيل ابن السمرقندي، ويحيى ابن الطراح، قرأت عليه، ونعم الشيخ كان: أخبركم السمرقندي، فذكر حديثاً.
توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة.
قلت: روى عنه ابن خليل.
2838- يعيش بن نجم الوكيل بباب القضاة.
كان عالماً بالفرائض، وكان يعظ بالأعزية. سمع سعيد ابن البناء، ويقال: إنه سمع من قاضي المرستان.
توفي في شوال سنة ست مئة وقد جاوز السبعين.
2839- يعيش بن ريحان بن مالك، أبو المكارم الأنباري.
سكن بغداد، وتفقه على مذهب أحمد، وسمع سعد الله ابن الدجاجي، ومحمد بن أبي الربيع الغرناطي. أنشدنا، قال: أنشدنا أبو حامد الغرناطي.
قلت: سمع منه الضياء.(5/133)
2840- ياقوت المسترشدي.
روى عن أبي غالب ابن البناء. سمع منه أبو بكر الباقداري، وأبو الفتوح ابن الحصري.
توفي سنة ثمان وخمسين (وخمس مئة).
2841- ياقوت النقاش، مولى أبي عبد الله.
سمع ابن الحصين. سمع منه عمر العليمي، وعمر القرشي، وأخبرنا عنه ابن الأخضر.
توفي سنة أربع وسبعين (وخمس مئة).
2842- ياقوت الحمامي، مولى أبي العز ابن بكروس.
سمع يحيى ابن الطراح، ومحمد بن أحمد بن صرما. حدثنا أن ابن صرما أخبرهم، فذكر حديثاً.
توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وست مئة.
2843- يرنقش، مولى أبي الحسن الموازيني.
سمع أبا الحسن العلاف وكان خيراً. سمع منه أبو المحاسن القرشي، وأبو محمد ابن الأخضر.
2844- يرتق بن جلدك الجيوشي.
كان جندياً وتصوف، وأخذ نفسه بشيءٍ من الرياضة، ثم تكلم بكلام يشبه كلام الصوفية في التوحيد والمغيبات بألفاظٍ خاليةٍ من معانٍ، وجمع من ذلك مجلدات، وتزايد أمره في ذلك إلى شطح أوجب الإنكار إليه.
2845- أبو المفاخر بن أبي المفضل بن أحمد الحموي البغدادي.(5/134)
قرأت عليه: أخبركم عبد الملك بن علي الهمذاني سنة خمسين (وخمس مئة)، فذكر حديثاً.
توفي سنة خمس عشرة وست مئة.
النساء
2846- أمة الله بنت أحمد بن عبد الله بن علي ابن الآبنوسي، شرف النساء آمنة.
روت عن أبيها. قرأت عليها: أخبركم والدك، أخبرنا علي البسري.
ولدت تقريباً سنة سبع وثلاثين وخمس مئة.
قلت: سمع منها عمر ابن الحاجب، وأحمد ابن المجد. توفيت في محرم سنة ست وعشرين وست مئة، وحدثت بالكثير، وتفردت عن أبيها بأشياء. وقد روت عنها بالإجازة فاطمة بنت سليمان سنة خمس وسبعين (وست مئة). وكانت عابدة كثيرة الذكر.
2847- أرجوان الرومية، والدة المقتدي بأمر الله.(5/135)
أدركت خلافة ابنها وخلافة ابنيه المسترشد والمستظهر. وكانت صالحة ذات بر. وحجت مراراً، وبنت للصوفية رباطاً.
توفيت سنة اثنتي عشرة وخمس مئة.
2848- بشارة بنت أحمد بن طاهر.
سمعت العلاف. سمع منها أبو سعد ابن السمعاني، وعمر القرشي. توفيت في ذي الحجة سنة خمس وستين وخمس مئة.
2849- بلقيس بنت سليمان بن أحمد ابن نظام الملك أبي علي الوزير.
ولدت بأصبهان، وسمعت من سعيد بن أبي الرجاء، وسمع منها جماعةٌ، وأجازت لنا.
بلغني أن مولدها سنة سبع عشرة وخمس مئة، وتوفيت في رجب سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة.
قلت: روى عنها يوسف بن خليل من سماعها من فاطمة الجوزدانية.
2850- تمني بنت علي بن محمد بن عليان البواب، ست القضاة.
سمعت أبا القاسم الربعي. سمع منها عمر القرشي، وعلي الزيدي، وأبو الفرج ابن النقور.
توفيت يوم الأضحى سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
2851- تركناز بنت عبد الله بن محمد بن علي الدامغاني، أخت جعفر.(5/136)
سمعت أبا عبد الله بن طلحة النعالي. سمع منها أبو سعد ابن السمعاني، وأبو المحاسن القرشي وجماعة.
توفيت في ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
قلت: روى عنها محمد بن محمد بن حرب النرسي، وسعيد بن محمد بن ياسين رابع ((المحامليات)).
2852- تجني بنت عبد الله، عتيقة أبي المكارم ابن وهبان، أم عتب.
سمعت طراداً الزينبي، وابن طلحة النعالي، وغيرهما، وعمرت، وهي آخر من روى عنهما. سمع منها أبو سعد ابن السمعاني وذكرها في ((كتابه))، وأجازت لنا.
توفيت في شوال سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
قلت: روى عنها الموفق ابن قدامة، والبهاء عبد الرحمن، وهبة الله ابن الدوامي، ويحيى ابن القميرة، وخلقٌ سواهم، وأبو جعفر السيدي، وإبراهيم بن أبي الخير.(5/137)
2853- تاج النساء بنت رستم بن أبي الرجاء الأصبهاني، أخت علي وزاهر.
سكنت مكة وكانت مقدمة الصوفيات، وروت بالإجازة عن أبي منصور القزاز، وأبي الحسن بن عبد السلام.
ولدت تقريباً سنة ست عشرة وخمس مئة، وتوفيت بمكة سنة إحدى عشرة وست مئة.
2854- تاج النساء بنت فضائل بن علي التكريتي.
روت عن الشيخ عبد القادر الجيلي، روى عنها ابنها أبو صالح الجيلي في ((الأربعين)) له.
توفيت في رجب سنة ثلاث وست مئة.
قلت: روى عنها ابن خليل.
2855- حفصة بنت أحمد بن محمد بن ملاعب، أم الحياء، أخت داود.
سمعت أبا الفضل الأرموي. سمع منها عمر القرشي قبلنا. أنبأتنا، قالت: أخبرنا الأرموي.
توفيت في محرم سنة اثنتي عشرة وست مئة.
2856- حلل بنت محمد بن أحمد بن أبان المشهدي.(5/138)
سمعت بإفادة ابن خالتها أحمد بن طارق من سعيد ابن البناء. ذكر لها حديثاً.
توفيت سنة ثلاث عشرة وست مئة.
2857- حرة بنت يلك الجيوشي.
قرأت عليها: أخبرك أبو الوقت قراءةً، فذكر حديثاً.
توفيت في شعبان سنة اثنتي عشرة وست مئة.
2858- خديجة بنت أحمد بن الحسن بن عبد الكريم النهرواني، فخر النساء، يعرف أبوها بابن العنبري.
امرأةٌ صالحةٌ ذات عفةٍ، سمعت ابن طلحة. سمع منها إبراهيم ابن الشعار، وأحمد بن طارق، وحدثنا عنها ابن أختها علي بن روح. قال عمر القرشي: توفيت في سنة سبعين وخمس مئة.
قلت: روى عنها الموفق ابن قدامة، وأبو صالح بن عبد الرزاق، وإبراهيم ابن الخير، وأظن ابن راجح أيضاً.
2859- درة بنت عثمان بن منصور الحلاوي، أم عثمان.
سمعت هبة الله ابن الطبر. أخرج عنها عمر القرشي في ((معجمه)) وأجازت لنا.
توفيت في شوال سنة أربع وست مئة.
قلت: روى عنها ابن خليل، والضياء، وعبد اللطيف.(5/139)
2860- درة بنت صالح بن كامل بن أبي غالب الخفاف.
أجاز لها الأرموي وجماعة وروت.
توفيت سنة سبع وست مئة في رجب.
2861- رضية بنت الحافظ أبي علي البرداني.
توفيت في شوال سنة أربع وستين وخمس مئة، وولدت سنة إحدى وسبعين (وأربع مئة). ذكرها ابن مشق.
2862- زينب بنت عبد الله بن محمد ابن رئيس الرؤساء.
سمعت ابن بيان. سمع منها عمر القرشي، وابن الأخضر.
2863- زينب بنت عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الصابوني ست الناس، أخت عبد الخالق.
سمعت هبة الله ابن الحصين، وأبا غالب ابن البناء. سمع منها ابنها عمر ابن كرم، والحسن بن محمد بن حمدون، وأجازت لنا.
توفيت في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وخمس مئة.
2864- زمرد خاتون التركية، أم أمير المؤمنين الناصر.(5/140)
عاشت في دولة ابنها نيفاً وعشرين سنة، وكانت كثيرة البر والصدقة، منعمةً على الفقراء والأيتام.
توفيت سنة تسع وتسعين وخمس مئة.
2865- ست الكتبة بنت علي بن يحيى ابن الطراح، ويقال اسمها: نعمة.
حدثت عن جدها بالكثير، وسكنت في الآخر دمشق وحدثت هناك، وبالحجاز.
قلت: روى عنها الضياء، وابن خليل، وجماعة. وآخر من حدث عنها الشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر.
2866- ست الكتبة بنت يحيى بن علي الهمذاني ثم البغدادي.
قرأت عليها: أخبركم أبو العز ثابت بن المبارك الكيلي سنة خمس وعشرين وخمس مئة، أخبرنا مالك البانياسي، فذكر حديثاً.
توفيت سنة عشر وست مئة في جمادى الآخرة.
2867- سخاء، أم الكرام، مولاة أبي بكر الدباس.
سمعت أبا القاسم بن بيان. سمع منها عمر القرشي.(5/141)
توفيت سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
2868- سخاء بنت المبارك بن علي، وتدعى مهناز
روت عن أبي القاسم الربعي. سمع منها أبو الحسن الزيدي، وأبو المعالي ابن هبة، وأبو الفتوح ابن الحصري.
بقيت إلى سنة ثمان وخمسين وخمس مئة.
2869- شهدة بنت أحمد بن الفرج بن عمر الإبري، فخر النساء بنت أبي نصر الدينوري الأصل البغدادي الكاتبة.
امرأةٌ جليلةٌ صالحةٌ ذات دينٍ وورعٍ وعبادةٍ. سمعت الكثير، وعني بها أبوها، وأحضرها مجالس السماع على الشيوخ، وعمرت، وصارت أسند أهل زمانها. سمع منها أبو سعد ابن السمعاني وذكرها في ((كتابه)).
سمعت طراد بن محمد الزينبي، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبا الحسن بن أيوب، وأبا عبد الله النعالي، وأبا الخطاب ابن البطر، وثابت بن بندار، وخلقاً كثيراً. وكان سماعها صحيحاً؛ سمع منها الجم الغفير. حدثنا عبد الوهاب الأمين، أخبرتنا شهدة؛ فذكر حديثاً.
توفيت في ثالث عشر محرم سنة أربع وسبعين وخمس مئة، وقد نيفت على التسعين سنة.(5/142)
قلت: وروى عنها الحافظ أبو القاسم ابن عساكر وتوفي قبلها بثلاث سنين، وآخر من روى عنها أبو القاسم ابن القميرة؛ توفي سنة خمسين وست مئة. وروى عنها الحافظ عبد الغني، والموفق ابن قدامة. والحافظ عبد القادر الرهاوي، ونصر بن عبد الرزاق، والبهاء، والناصح، وابن راجح، والشيخ العماد، وإبراهيم بن الخير، وأبو الحسن ابن الجميزي، وإبراهيم الكاشغري، والأعز ابن العليق وأبو محمد عبد الله الجويني، وأبو عبد الله الإربلي، وعبد الرزاق ابن سكينة، وأبو بكر قاضي حران وعلي بن حميدان، وأبو بكر ابن الخازن، ومحمد ابن أبي البدر المني.
2870- صفية بنت أحمد بن محمد بن ملاعب.
تقدم أخواها. سمعت الأرموي وحدثت عنه فيما قيل.
توفيت سنة أربع وست مئة في شوال.
2871- صفية بنت عبد الجبار بن هبة الله بن القاسم ابن البندار، أم الخير.
امرأةٌ صالحةٌ من بيت حديثٍ. سمعت ابن البطي، وكرم بن أحمد. أخبرتنا، فذكر حديث ((الحياء من الإيمان)).
قلت: أخبرنا الأبرقوهي، أخبرتنا أم الزبير صفية بنت البندار، أنبأنا ابن البطي، فذكر ((جزء البانياسي)). ماتت في صفر سنة أربع وعشرين وست مئة. سمع منها حفاظ.
2872- صفية بنت إبراهيم بن محمود بن نصر ابن الشعار.(5/143)
سمعت بإفادة جدها بعد موت أبيها من صالح ابن الرخلة، وأبي شاكر السقلاطوني. سمع منها بعض الطلبة في وقتنا.
2873- صلف بنت أبي البركات بن أبي حرب الواعظة.
واسطيةٌ ممن صحب الشيخ أبا النجيب السهروردي، وسمعت معه من أبي الوقت. قرأت عليها: أخبرنا أبو الوقت، فذكر حديثاً.
توفيت في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وست مئة.
2874- ضوء الصباح لامعة بنت المبارك بن كامل الخفاف.
سمعت عمر بن حمد البندنيجي، وأبا غالب ابن الداية، وأبا سعد البغدادي، قرأت عليها: أخبركم ابن الداية.
توفيت في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وست مئة.
قلت: روى عنها ابن خليل.
2875- عائشة بنت أحمد بن محمد ابن السكن ابن المعوح.
سمعت سعيد ابن البناء، وحدثت.
توفيت في ربيع الأول سنة تسع وست مئة.
2876- عائشة بنت إسماعيل بن محمد بن يحيى الزبيدي، أخت عبد الرحمن.
سمعت أحمد بن المقرب، وحدثت.(5/144)
توفيت سنة أربع عشرة (وست مئة).
2877- عائشة بنت صالح بن كامل الخفاف، أخت درة.
أجاز لها أحمد ابن الآبنوسي، والأرموي، وأبو بكر ابن الزاغوني.
توفيت سنة خمس عشرة وست مئة.
2878- عفيفة بنت محمد بن عبد الله بن محمد المصري.
سمعت جدها عبد الرحمن بن الحسن الصوفي الراوي عن عاصم بن الحسن.
توفيت سنة ثمان وست مئة.
قلت: روى عنها حديثاً.
2879- عفيفة بنت علي بن عبد السلام الحراني الواعظة، صاحبة الشيخ أبي النجيب السهروردي.
قرأت عليها: أخبركم أبو الوقت، فذكر حديثاً.
توفيت في شعبان سنة خمس عشرة وست مئة.
2880- علم بنت عبد الله بن هبة الله، أم المبارك، زوجة محمد ابن يحيى الزبيدي الواعظ.
امرأة صالحة واعظة، قدمت بغداد مع زوجها.
توفيت سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
2881- عزيزة بنت علي بن يحيى ابن الطراح.(5/145)
سمعت جدها، وحدثت.
وتوفيت في شعبان سنة ست مئة.
2882- عفيفة بنت طارق بن سنان القرشي.
سمعت أبا بكر ابن الزاغوني، وسعيد ابن البناء. سمع منها جعفر العباسي.
توفيت في محرم سنة ثمان وتسعين (وخمس مئة).
قلت: روى عنها ابن خليل.
2883- عاتكة بنت الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني.
سمعت ببلدها هبة الله بن الفرج ابن أخت الطويل، ونصراً البرمكي، وعمر بن أحمد الصفار. وقدمت إلى ولدها علي بن عبد الرشيد قاضي الجانب الغربي، وحدثت بالكثير. وكانت صالحة وسماعها صحيح. قرأت عليها: أخبرك هبة الله، أخبرنا أبو القاسم ابن عليك إملاءاً، أخبرنا الحاكم.
توفيت فجاءةً في رجب سنة تسع وست مئة.
2884- فاطمة بنت علي بن عبد الله الوقاياتي، أم علي.
سمعت أبا عبد الله النعالي، وأبا القاسم بن بيان. حدثنا عنها ابن الأخضر.(5/146)
توفيت سنة سبعين وخمس مئة.
قلت: روى عنها أبو محمد بن قدامة.
2885- فاطمة بنت عبد الجبار بن محمد الأسودي المروزية، زوجة أبي سعد ابن السمعاني.
قدمت معه بغداد، وسمعها من أبي منصور القزاز، وأبي منصور بن خيرون، وعادت إلى بلدها. سمع منها ابنها عبد الرحيم.
2886- فاطمة بنت الحافظ سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري المغربي.
قدمت بغداد مع أبيها من أصبهان، وحضرت السماع على خلقٍ.
قلت: كفاطمة الجوزدانية، وزاهر الشحامي، وأبي القاسم بن الحصين، وغيرهم. وتزوجها علي بن إبراهيم ابن نجا الواعظ، ونقلها معه وسكن بها مصر، وحدثت بها بالكثير. توفيت سنة ست مئة.
قلت: روى عنها يوسف بن خليل، والضيا محمد، وخطيب مردا، وعبد الله بن علاف، وجماعة بالقاهرة بعد الستين وست مئة، وآخر من روى عنها بالإجازة أحمد بن أبي الخير.
2887- فاطمة بنت محمد بن أحمد بن موسى القنائي، أم الخير.
أجاز لها أبو منصور القزاز، وإسماعيل ابن السمرقندي، وحدثت.
توفيت في رجب سنة أربع وست مئة.
2888- فاطمة بنت أبي الفائز عبد الله بن أحمد ابن الطوير، أم البهاء.(5/147)
سمعت مع أخيها لأمها شيخنا ابن الجوزي من أبي منصور بن خيرون، وأبي سعد أحمد بن محمد الزوزني. سمع منها جماعة.
توفيت في ربيع الأول سنة خمس وست مئة.
قلت: روى عنها الضياء، وابن خليل، والنجيب عبد اللطيف.
2889- فاطمة بنت المبارك بن محمد بن قيداس، أم عبد الرحمن.
امرأةٌ صالحةٌ، ثقل سمعها. قرأت عليها: أخبرنا أبو بكر ابن الأشقر، فذكر حديثاً.
توفيت في شعبان سنة أربع عشرة وست مئة، ولها اثنتان وتسعون سنة.
2890- فرحة بنت قراطاش بن طنطاش الظفري.
سمعها أبوها من إسماعيل ابن السمرقندي. سمع منها جماعةٌ.
توفيت في ذي العقدة سنة ثمان وتسعين (وخمس مئة).
قلت: روى عنها الضياء، ويوسف بن خليل.
2891- فتون بنت أبي غالب بن سعود.(5/148)
روت عن عبد الله بن أحمد بن يوسف. سمع منها أحمد بن أبي شريك الحربي وجماعة.
توفيت في ذي القعدة سنة خمس وتسعين (وخمس مئة).
قلت: روى عنها ابن خليل.
2892- كاملية بنت محمد بن أحمد العلوية.
سمعها عمها علي بن أحمد الزيدي من أبي الفتح ابن البطي. سمع منها الطلبة.
توفيت في محرم سنة عشرين وست مئة.
2893- لبابة بنت المبارك بن هبة الله بن بكري، أم إسماعيل.
سمعت جدها لأمها هبة الله بن القاسم البندار في سنة سبع وثلاثين (وخمس مئة) عن طراد.
توفيت في ذي الحجة سنة اثنتين وست مئة، وقد جاوزت السبعين.
2894- لبابة بنت أحمد بن أبي الفضل ابن مزروع ابن الثلاجي.
سمعت عمر بن بنيمان. سمع منها بعض الطلبة.
قلت: أخبرنا أحمد بن إسحاق الهمذاني: أخبرتكم لبابة بنت الثلاجي بقراءة ابن نقطة، حدثنا دهبل بن كاره، أخبرنا الحسين ابن البسري، فذكر حديثاً. كانت امرأة صالحة، توفيت في ذي الحجة سنة خمس وعشرين وست مئة.(5/149)
2895- مريم بنت فائز المعروف بالبازبازي.
سمعت مع أبيها من الأرموي.
توفيت سنة ست مئة في ربيع الأول، سمع منها الطلبة.
2896- منوية بنت عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف، زوجة أبي الحسين عبد الحق.
سمعت أبا الحسن العلاف. سمع منها أبو سعد ابن السمعاني وذكرها في ((كتابه))، وعمر القرشي.
توفيت في محرم سنة ثلاث وسبعين (وخمس مئة).
قلت: روى عنها الموفق ابن قدامة وغيره من المقادسة.
2897- نفيسة بنت محمد بن علي بن محمد ابن البزاز، وتدعى فاطمة.
سمعت طراد بن محمد الزينبي وغيره. سمع منها ابن السمعاني وذكرها في ((كتابه))، وعمر القرشي، وجماعة.
توفيت في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
قلت: روى عنها أبو محمد بن قدامة، والكاشغري.
2898- نازخاتون بنت أحمد بن محمد بن محمد ابن السكن.(5/150)
سمعت جدها، وسعيد ابن البناء، وعبد الباقي ابن النرسي. قرأت عليها: أخبرنا سعيد، أخبرنا أبو نصر الزينبي، فذكر حديثاً.
توفيت في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وست مئة.
2899- ورع بنت أحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال، بدر التمام.
سمع منها جماعةٌ عن أبيها. أخبرنا ابن الحصري بمكة، أخبرتنا ورع، أخبرنا أبي، أخبرنا جدي أبو محمد، بحديثٍ ذكره.
توفيت سنة سبعين وخمس مئة.
2900- ياسمين بنت سالم بن علي البيطار، أم عبد الله.
تقدم أبوها وأمها. قرأت عليها: أخبركم هبة الله الشبلي، فذكر حديثاً.
قلت: وأخوها ظفر مر. كتب عنها عمر بن الحاجب، وروى عنها عبد الرحمن ابن الزين، وعلي بن بلبان، وإبراهيم ابن الواسطي. توفيت بعد سنة أربع وثلاثين وست مئة.(5/151)