أنبأنا أبو محمد بن أبي سعد، قال: أخبرنا جدي الحسن بن أبي سعد قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو يعلى محمد بن الحسين ابن الفراء، قال: أخبرنا علي بن عمر السكري، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي، قال: حدثنا الحارث ابن سريج الخوارزمي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)).
توفي أبو محمد ابن السبط في يوم الثلاثاء رابع رجب سنة تسع وثمانين وخمس مئة.
1132- ثابت بن أبي الكرم بن المبارك بن أبي الجود، أبو محمد.
من أهل محلة العتابيين.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية، وغيرهما، وروى عنهم. وأجاز لنا.
أنبأنا ثابت بن أبي الكرم، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد الواعظ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سليمان التيمي، عن سيار، عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فضلني الله على الأنبياء، أو قال: على الأمم، بأربعٍ: أرسلت إلى الناس كافةً، وجعلت لي الأرض كلها، ولأمتي مسجداً وطهوراً فأينما أدركت رجلاً من أمتي الصلاة فعنده(3/43)
مسجده وطهوره، ونصرت بالرعب مسيرة شهرين يقذف في قلوب أعدائي، وأحلت لي الغنائم)).
1133- ثابت بن محمد بن أبي الفرج، أبو الفرج المديني.
من أهل أصبهان، منسوبٌ إلى المدينة القديمة المعروفة بشهر ستانة بأصبهان. كان يتولى الخطابة بجامع أصبهان، وقد سمع الكثير بها.
قدم بغداد في سنة أربعين وخمس مئة، وسمع بها من جماعةٍ منهم: أبو بكر المبارك بن كامل، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي، وغيرهما. وعاد إلى بلده، وحدث به، وأملى بجامع أصبهان؛ سمع منه هناك الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي، وأبو الخطاب نصر بن أبي الرشيد الأصبهاني الصوفي صديقنا، وخلقٌ من أهل أصبهان. وكان له معرفة بهذا الشأن.
كتب إلينا بالإجازة في سنة تسع وسبعين وخمس مئة.
أخبرنا أبو الفرج ثابت بن محمد خطيب أصبهان في كتابه إلينا منها، قال: قرأت على القاضي أبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ببغداد في ذي القعدة سنة أربعين وخمس مئة، قلت له: أخبركم أبو الغنائم عبد الصمد بن علي ابن المأمون، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا سريج بن يونس أبو الحارث، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، عن أبيه، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، قال: خطبنا عمار فأبلغ وأوجز، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم(3/44)
يقول: ((إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطب، فإن من البيان سحراً)). أخرجه مسلم في صحيحه عن سريج هكذا.
بلغنا أن أبا الفرج الخطيب توفي بأصبهان في العشر الأخر من شهر رمضان من سنة خمس وتسعين وخمس مئة.
1134- ثابت بن أحمد بن عبد الملك بن الحسن، أبو البركات، يعرف بابن القاضي.
هو ابن عم القاضي أبي منصور عبد الملك بن المبارك بن عبد الملك قاضي الحريم الطاهري. وأبو البركات هذا كان يسكن بالحريم الطاهري، ويقال: اسمه المبارك.
سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبا علي الحسن بن محبوب القزاز وغيرهما. روى شيئاً يسيراً، لم أسمع منه.
بلغني أنه كان يزور لبقاء بن أبي شاكر الذي قدمنا ذكره سماعات لم يسمعها، وأكثر طباقه التي يدعي أنه سمعها بخطه، تركه الناس لذلك.
1135- ثابت بن مشرف بن أبي سعد، واسمه ثابت، ويقال: محمد بن إبراهيم، أبو سعد، يعرف بابن شستان البناء.(3/45)
هو ابن أخي أبي الحسن بن أبي سعد الخباز الأزجي.
سمع ثابت الكثير بإفادة عمه المذكور وبنفسه من أبي الفضل محمد بن ناصر البغدادي، وأبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، وأبي الفضائل أحمد بن هبة الله ابن الواثق الخطيب، وأبي منصور واثق بن تمام العيسوي، وأبي محمد الحسن بن عبد الملك الإسكافي، ومن الغرباء مثل: أبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وأبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي، وأبي العباس أحمد بن يحيى بن ناقة الكوفي، وجماعةٍ يطول ذكرهم.
وكان صحيح السماع، من بيت الرواية، حدث هو وأبوه وعمه وعمتاه، وسيأتي ذكرهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد، قلت له: أخبركم أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر الزاغوني قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن زنبور الوراق، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، قال: حدثنا عيسى بن حماد الملقب زغبة التجيبي، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن سفيان بن عبد الله، أنه قال: يا رسول الله: قل في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك. قال: ((قل آمنت بالله، ثم استقم)).(3/46)
توفي ثابت بن مشرف هذا ليلة الاثنين خامس ذي الحجة سنة تسع عشرة وست مئة، ودفن يوم الاثنين بباب حرب، وقد بلغ الثمانين، والله أعلم.
ذكر من اسمه ثعلب
1136- ثعلب بن يحيى بن المبارك، أبو محمد الموصلي الأصل البغدادي المولد والدار.
من أهل باب البصرة.
ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع في ((معجم شيوخه)) وقال: كان خبازاً، سمع أبا القاسم عبد الرحيم بن محمد بن أبي موسى الهاشمي، وروى عنه، وتوفي في سنة سبع وخمسين وخمس مئة. أخبرنا بذلك كله في كتابه.
1137- ثعلب بن مذكور بن أرنب الأكاف، أبو الحسن بن أبي المختار، أخو شيخنا رجب بن مذكور، وكان ثعلب الأسن.
أسمعه والده في صباه من جماعةٍ منهم: أبو العز محمد بن جابر الحنائي، وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبو غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وطبقتهم. ولما بلغ أوان الرواية وطلب ليسمع منه لم يكن أهلاً لذلك لسوء طريقته وعدم أهليته.(3/47)
قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن عثمان بن عبد الله العكبري الأصل الواعظ البغدادي، ومنه نقلت، قال: ثعلب بن مذكور كان حارساً بدار الخلافة المعظمة، وكان أعور يخضب بالحناء، ويخالط الخاطئين، يسكن درب فراشا.
ذكرت لشيخنا أبي بكر الحازمي ثعلباً هذا فقال: اجتمع جماعةٌ من طلبة الحديث وعزموا على قصده ليسمعوا منه شيئاً وطلبوا مني أن أحضر معهم، ولم أكن عرفته، فمضيت إلى درب فراشا لأنه كان يسكن هناك في خانٍ، فلما انتهينا إلى الموضع المذكور وقفت قريباً منه، وتقدم الجماعة ليسألوا عنه هل هو حاضرٌ أم لا. فبينا أنا واقفٌ إذ مر بي شخصٌ كان يعرفني فسلم علي واستعرض حوائجي، وسألني عن سبب وقوفي، فذكرت له أني مع قومٍ من طلبة الحديث وقد جئنا لنسمع من شيخ يسمى ثعلباً في هذا الموضع. فلما ذكرته له أكبر ذلك، وقال: أعلى ثعيلب يسمعون؟ وصغر شأنه، وذكر من حاله ما لا يجوز السماع منه، فتركت الجماعة وانصرفت وما لقيته.
قلت: ومع ما ذكرنا من حاله فقد سمع منه قومٌ للشره في الرواية وطلب التكثير، والأولى ترك الرواية عنه لما شاع من سوء طريقته، عفا الله عنا وعنه.
توفي ليلة خامس عشري شهر رمضان من سنة تسع وسبعين وخمس مئة، ودفن بالمقبرة المعروفة بالدمشقي قريباً من الخاتونية الداخلة.(3/48)
الأسماء المفردة في حرف الثاء
1138- ثامر بن جامع بن مختار، أبو البركات القطان.
من أهل الحربية.
روى عن أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف شيئاً من ((مغازي)) محمد ابن إسحاق. سمعنا منه.
قرأت على أبي البركات ثامر بن جامع: أخبركم أبو القاسم بن أبي الحسين اليوسفي قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور البزاز، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: أخبرنا رضوان بن أحمد الصيدلاني، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: أخبرنا يونس بن بكير، عن هشام عن عروة، عن عباد بن عبد الله، عن عائشة، قالت: أصغيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت فسمعته يقول: ((اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق)).
1139- ثناء بن أحمد بن محمد بن علي، أبو حامد يعرف بالجمعي.(3/49)
من أهل الحربية أيضاً.
سمع أبا محمد عبد الرحمن بن علي بن الأشقر المعروف بابن البرني، وروى عنه. سمع منه أصحابنا. وأجاز لنا.
أنبأنا أبو حامد الجمعي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن الأشقر. وقرأته على أبي منصور المظفر بن إبراهيم بن محمد سبط ابن البرني قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفتح نصر بن الحسن الشاشي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف بنيسابور، قال: حدثنا محمد بن صالح بن هاني، قال: حدثنا السري بن خزيمة، قال: حدثنا أحمد بن أسد الكوفي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له كل ذنب)). أخرجه البخاري عن محمد بن سلام، عن محمد بن فضيل.
توفي ثناء بن أحمد هذا يوم الأحد ثاني عشري شعبان سنة خمس وست مئة، ودفن بباب حرب.(3/50)
حرف الجيم
ذكر من اسمه جعفر
1140- جعفر بن محمد بن داود السلماسي الأصل، أبو القاسم البغدادي.
سمع أبا طالب محمد بن محمد بن غيلان البزاز، وروى عنه. سمع منه أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني في محرم سنة خمس مئة، وأخرج عنه حديثاً في ((مشيخته من أهل بغداد))، قال: وسألته عن مولده فقال: في سنة تسع وعشرين وأربع مئة.
وقد ذكر تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في كتابه جعفر بن المحسن بن جعفر السلماسي وكناه بأبي القاسم، وذكر أنه سمع من أبي طالب بن غيلان، وأنه توفي في رجب سنة خمس عشرة وخمس مئة، وقد حدث. ولم يذكر جعفر ابن محمد بن داود هذا الذي قد ذكرناه. وجعفر بن المحسن الذي ذكره، قد سمع منه أيضاً أحمد بن سلفة وكناه بأبي الحسن، وذكر أنه روى له عن أبي عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي، وأظنه عمه، وجعلهما ابن سلفة اثنين، وفرق بينهما بالكنية والرواية عن شيخين، وتاج الإسلام جعلهما واحداً، والأظهر أنهما اثنان كما ذكر ابن سلفة لاختلافهما في الكنية والنسب والرواية عن شيخين، والله الموفق.
1141- جعفر بن علي بن محمد بن محمد بن جهير، أبو علي ابن الوزير أبي القاسم.
من بيت الوزارة والتقدم.(3/51)
سمع أبا الفضل محمد بن عبد السلام الأنصاري، وأبا المعالي ثابت بن بندار المقرئ، وغيرهما. وتولى وزارة صدقة بن دبيس الأسدي، وأقام عنده بحلته مدةً، ثم عاد إلى بغداد، فأقام بها إلى أن توفي.
ذكر أبو الحسن علي بن عبيد الله ابن الزاغوني في ((تاريخه)) ومن خطه نقلت أن شرف الدولة أبا علي جعفر بن علي بن جهير، توفي يوم الأربعاء سادس عشر صفر سنة ثلاث عشرة وخمس مئة، وصلي عليه بجامع القصر ودفن بتربة عمه عميد الدولة، يعني بقراح ابن رزين، قال: قد سمع الحديث الكثير، ولم يحدث، رحمه الله وإيانا.
1142- جعفر بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حمزة بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الأسود بن مسعود الثقفي.
والأسود هذا هو أخو عروة بن مسعود الثقفي.
وجعفر هذا يكنى أبا البركات قاضي القضاة ابن قاضي القضاة أبي جعفر.
أصله من الكوفة. ولد ببغداد، وشهد أولاً عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النحوي قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه في كتاب ((تاريخ الحكام)) تأليفه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته، قال: وأبو البركات جعفر بن(3/52)
عبد الواحد ابن الثقفي في يوم الجمعة السابع والعشرين من جمادى الآخرة من سنة أربعين وخمس مئة، وزكاه القاضي أبو القاسم علي بن عبد السيد ابن الصباغ وأبو نصر أحمد بن محمد ابن الحديثي.
قلت: وفي رجب سنة خمس وخمسين وخمس مئة ولي والده أبو جعفر عبد الواحد قضاء القضاة شرقاً وغرباً، وولي ولده أبو البركات جعفر هذا أقضى القضاة، فكان على ذلك إلى أن توفي والده في ليلة الجمعة تاسع عشري ذي الحجة من السنة المذكورة، وتولى قضاء القضاة وما كان إلى والده في يوم الثلاثاء تاسع صفر سنة ست وخمسين وخمس مئة، وخلع عليه، وقرىً عهده بجامع القصر الشريف.
فلم يزل على حكمه وقضائه إلى أن توفي الوزير أبو المظفر يحيى بن محمد ابن هبيرة وزير الإمام المستنجد بالله رضي الله عنه في ثالث عشر جمادى الأولى سنة ستين وخمس مئة فاستنيب قاضي القضاة أبو البركات جعفر ابن الثقفي في الوزارة مضافاً إلى ولايته لقضاء القضاة في يوم الخميس ثامن عشر الشهر المذكور. فكان على ذلك إلى أن قدم الوزير أبو جعفر أحمد بن محمد البلدي من واسط يوم الأحد رابع صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة، وخرج إلى تلقيه، وهو صدر موكب الديوان العزيز، ودخل الوزير في اليوم المذكور ولقي الإمام المستنجد واستوزره وجلس بالديوان العزيز على ما شرحناه في ذكرنا له، وبقي قاضي القضاة أبو البركات على حكمه وقضائه إلى أن توفي.
وقد سمع الحديث من أبوي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وهبة الله بن أحمد ابن الطبري الحريري، وأبي القاسم هبة الله بن عبد الله الشروطي الواسطي، ومن بعدهم.
سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي، وغيره.
أنبأنا الحافظ عمر بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا قاضي القضاة أبو البركات جعفر بن عبد الواحد بن أحمد ابن الثقفي، قال: أخبرنا أبو القاسم(3/53)
هبة الله بن أحمد بن عمر المقرئ، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن جعفر، قال: حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا أبو الأشهب، قال: حدثنا أبو رجاء، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم اطلع في النار فرأى أكثر أهلها النساء، واطلع في الجنة فرأى أكثر أهلها الفقراء.
قال أبو الفضل بن شافع في تاريخه: مولده، يعني ابن الثقفي، في سنة سبع عشرة وخمس مئة.
توفي قاضي القضاة أبو البركات ابن الثقفي في يوم الثلاثاء حادي عشري جمادى الآخرة من سنة ثلاث وستين وخمس مئة، وصلي عليه في اليوم المذكور، ودفن عند أبيه بالجانب الغربي بالتربة المجاورة لرباط الزوزني مقابل جامع المنصور.
1143- جعفر بن أحمد بن علي بن أحمد ابن المجلي، أبو الفضل ابن أبي السعود.
من أهل باب البصرة، من أولاد المحدثين والرواة المذكورين، روى هو، وأبوه، وأخته أمة الواهب، وسيأتي ذكرهما وأخوهما يحيى، وكلهم ثقةٌ صحيح السماع.
سمع جعفر هذا من أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان، ومن أبيه وغيرهما.(3/54)
سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني وذكره في كتابه، وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته كما شرطنا وجماعة بعده. وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك، قلت له: أخبركم أبو الفضل جعفر بن أحمد ابن المجلي قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان. وأخبرناه عالياً أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الواسطي بقراءتي عليه في آخرين: أخبركم أبو القاسم علي بن أحمد بين بيان قراءةً عليه وأنت تسمع في شوال سنة أربع وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي، عن بحير بن سعد الكلاعي، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة)).
أنبأنا عمر بن علي بن الخضر، قال: توفي جعفر ابن المجلي يوم السبت سادس عشر ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمس مئة.(3/55)
1144- جعفر بن عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الملك الدامغاني، أبو منصور بن أبي جعفر ابن قاضي القضاة أبي عبد الله.
من بيت القضاء والولاية، وأهل التقدم والرواية.
سمع أبا زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة الأصبهاني ببغداد لما قدمها حاجاً، وأبا مسلم عبد الرحمن بن عمر السمناني، وأبا علي محمد بن محمد ابن المهدي، وغيرهم، وروى عنهم.
وكان يتولى ديوان الأبنية بدار الخلافة المعظمة.
سمع من القاضي أبو المحاسن الدمشقي، وأبو محمد بن الأخضر، وابنه أبو جعفر يحيى بن جعفر.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزاز، قلت له: أخبركم أبو منصور جعفر بن عبد الله بن محمد الدامغاني، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن غيلان. وأخبرناه عالياً القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي قراءة عليه, أنا أسمع. وقرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن المعمر، قالا: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري، قال: حدثنا محمد بن إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري، قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن زيد إملاءً بعبادان، قال: حدثنا عمر بن عاصم، قال: حدثنا الحسن بن رزين، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن(3/56)
عباس، ولا أعلمه إلا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يلتقي الخضر وإلياس عليهما السلام كل عامٍ في الموسم، فيحلق كل واحدٍ منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات: بسم الله ما شاء الله، لا يصرف السوء إلا الله ما شاء الله، ما كان من نعمةٍ فمن الله ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله)). قال ابن عباس: من قالهن حين يصبح وحين يمسي ثلاث مراتٍ آمنه الله تعالى من الغرق والحرق، وأحسبه قال: ومن الشيطان والسلطان والحية والعقرب.
أخبرنا أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي في كتابه، قال: سألت جعفر ابن الدامغاني عن مولده فقال: في ليلة الثلاثاء سابع عشر صفر سنة تسعين وأربع مئة.
وأنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك البيع، قال: توفي أبو منصور ابن الدامغاني في ليلة الثلاثاء سابع جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الشونيزي.
وقال صدقة بن الحسين الحداد في تاريخه: توفي يوم الاثنين سادس الشهر المذكور، وصلي عليه يوم الثلاثاء سابعه بجامع القصر الشريف، ودفن بالجانب الغربي. وكان شيخاً مسناً فاضلاً خيراً.
1145- جعفر بن صدقة بن علي بن صدقة الكاتب، أبو المكارم بن أبي منصور، أخو الوزير أبي القاسم علي بن صدقة بن علي، وسيأتي ذكره.
كان أبو المكارم من أرباب البيوت المعروفة بالرئاسة والتقدم، وكان فيه(3/57)
فضلٌ وتميز، وله خطٌ في غاية الجودة. تولى النظر في الديوان المعمور بواسط في أيام الإمام المستضيء بأمر الله رضي الله عنه وعزل عن ذلك فعاد إلى بغداد، وأقام بها إلى أن توفي في يوم الجمعة خامس عشري ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة فيما ذكر عبيد الله بن علي المارستاني.
1146- جعفر بن أبي الفرج بن حمزة، أبو محمد الدقاق، يعرف بابن المعاز، ويقال: اسمه محمد وكنيته أبو جعفر.
وقد ذكرناه فيما تقدم فيمن اسمه محمد، وذكرناه ها هنا وفاءً بما وعدنا من إعادتنا لذكره جمعاً بين القولين في اسمه، والله الموفق.
1147- جعفر بن محمد بن عبد السميع، أبو الفضائل بن أبي الفتح الهاشمي.
من أهل واسط، وقد تقدم ذكر نسبه عند ذكرنا لأبيه.
كان من أهل الفضل والتميز، وله معرفةٌ حسنةٌ بالحساب وأنواعه، وبالفرائض وقسمة التركات، وبالشروط، ويقول الشعر.
قدم بغداد غير مرةٍ ولقيته بها، وكان سمع شيئاً من الحديث إلا أنه لم يعن بروايته.
كتب الناس عنه شيئاً من مصنفاته في الحساب والفرائض ومن شعره، وعلقت عنه من ذلك شيئاً.
أنشدني أبو الفضائل جعفر بن محمد بن عبد السميع الهاشمي لنفسه وكتبه لي بخطه:(3/58)
أحاديث نفسي هل إليك سبيل ... وقد حان من عصر الشباب قفول
دعيني ووجدي والغرام فإنني ... جليدٌ لأثقال الغرام حمول
وكفي ملامي واعلمي أنما المنى ... ينال وإبرام القضاء كفيل
ويكفيك -إن شككت- حرمان عالمٍ ... لبيبٍ وتخصيص الجهول دليل.
أما إنه لو كان للمجد غايةٌ ... تنال بسعيٍ من فتىً وتنيل
ركبت إليها ثاقب العزم ثاقباً ... وجردت سيف العزم وهو صقيل
ولكنني أيقنت بالغيب صابراً ... لحكميه أن الصبر فيه جميل
سمعت أبا الفضائل بن عبد السميع الهاشمي يقول: مولدي في سنة أربع وأربعين وخمس مئة.
وغرق في دجلة منحدراً من بغداد إلى واسط في ليلة الجمعة عاشر شوال سنة أربع وثمانين وخمس مئة، ولم يوجد، وذلك قريباً من الكيل، وله أربعون سنة، رحمه الله وإيانا.
1148- جعفر بن محمد بن فطر، أبو الحسن بن أبي البركات.
من أهل المذار، والمذار من أعمال البصرة. كان أحد رؤسائها وذوي المكانة بها. وترقت به الأحوال إلى أن تولى النظر في الأعمال الديوانية بواسط والبصرة وسوادهما سنين.
وقدم بغداد مراراً كثيرةً في أيام نظره وبعد عزله، وأقام بها، وكان صاحب نوادر وحكايات وحفظة للأشعار والاستشهادات، حاد الخاطر، موصوفاً بالسماحة والكرم، مدحه الشعراء كأبي الغنائم ابن المعلم وغيره.
بلغني أن مولده في سنة سبعٍ وخمس مئة.
وتوفي بواسط في ليلة السبت ثامن محرم سنة تسع وثمانين وخمس مئة، ودفن يوم السبت بها في مشهد العلويين.(3/59)
1149- جعفر بن المظفر بن أبي سعد، أبو القاسم البوراني، يعرف بابن المنمنم.
من أهل الجانب الغربي، من محلة تعرف بدرب الشعير.
سمع أبا الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري، وأبا بكر أحمد بن علي ابن الأشقر، وأبا الوقت السجزي. وذكر لي أنه سمع أبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي. سمعنا منه.
قرأت على أبي القاسم جعفر بن المظفر بن أبي سعد البوراني على باب منزله بدرب الشعير، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يدخل أحدٌ ممن بايع تحت الشجرة النار)).
توفي أبو القاسم ابن المنمنم يوم الخميس تاسع عشري ذي الحجة سنة ثلاث وست مئة، رحمه الله وإيانا.
1150- جعفر بن الحسن بن علوان، أبو عبد الله.
رجلٌ صالحٌ، كان يعرف بمربي الأيتام، يسعى في الخير، ويعنى بخدمة الأيتام، ويقوم بمصالحهم.
سمع أبا غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب(3/60)
ابن الطلاية الزاهد وغيرهما، وحدث عنهما.
سمع منه إلياس بن جامع الإربلي، وروى عنه في مصنفاته، وأثنى عليه خيراً.
1151- جعفر بن غريب بن كارتاه، أبو عبد الله المقرئ.
من أهل درزيجان قرية قريبة من بغداد على دجلة، سكن باب الأزج. وسمع من جماعةٍ، منهم: أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي الهروي، وأبو الفضل محمد بن ناصر البغدادي وغيرهما، وروى عنهم.
ذكر لي أبو بكر عبد الله بن أحمد المقرئ أنه سمع منه، وأنه توفي في رابع محرم من سنة ست وتسعين وخمس مئة.
1152- جعفر بن محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز، أبو محمد ويدعى الأفضل ابن قاضي القضاة أبي الحسن العباسي، وقد تقدم نسبه فيمن اسمه محمد.
وجعفر هذا كان شاباً وافر الهمة في طلب الحديث كثير السعي فيه والتحصيل له في مظانه، حسن المعرفة والفهم له مع صغر سنه. بكر به والده وأسمعه من أبي الفتح بن شاتيل، وأبي السعادات بن زريق، وأبي المعالي عبد المنعم بن عبد الله الفراوي النيسابوري لما عاد من الحج.
ثم سمع هو بنفسه من خلقٍ كثيرٍ من أصحاب أبي طالب بن يوسف، وأبي(3/61)
علي ابن المهدي، وأبي الغنائم ابن المهتدي، وأبي سعد ابن الطيوري، وأبي البركات ابن البخاري، وأبي الحسن الدينوري، وجماعة يطول ذكرهم. وله رحلةٌ إلى الشام سمع في طريقها من جماعةٍ بالجزيرة وبلادها، وأقام بدمشق مدةً يسمع من شيوخها وحدث بها. وقد كان روى ببغداد شيئاً يسيراً قبل خروجه.
سألته عن مولده فذكر لي أنه ولد ببغداد في صفر سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة.
وتوجه من دمشق عائداً إلى العراق فتوفي بحماة في العشر الأوسط من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، فدفن بها.
1153- جعفر بن أحمد بن المعوج، أبو الفضل.
أظنه من أهل الحريم الطاهري.
روى عن أبي بكر أحمد بن علي بن الأشقر الدلال، ولم يكن مشهوراً بالرواية. لم ألقه.
توفي ليلة الخميس ثالث جمادى الأولى سنة ست مئة فيما قرأت بخط بعض أصحابنا.
1154 جعفر بن محمد بن أبي العز بن علي بن عبد الله، أبو عبد الله، قطاع الآجر، ويعرف بالمستعمل.
من ساكني قراح ظفر، كان يتولى العمارات بديوان الأبنية المعمور، وله معرفةٌ بعلم الكلام، واطلاعٌ على مذاهب الناس مع تشيعٍ فيه وغلوٍ كان يغلب(3/62)
عليه، لم يعن بالحديث وطلبه.
توفي يوم السبت سادس عشري شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وست مئة، ودفن يوم الأحد بداره بقراح ظفر، رحمه الله وإيانا.
1155- جعفر بن محمد بن عبد القاهر بن عليان، أبو بكر أخو عبد الله الذي يأتي ذكره.
هكذا سماه أبو الفضل إلياس بن جامع الإربلي في ((معجم شيوخه)). وخالفه في ذلك أبو العباس أحمد بن سلمان بن أبي شريك الحربي المعروف بالسكر، وقال: اسمه عبد القاهر باسم جده. وأحمد أعرف بذلك لأنه جاره ومن أهل محلته.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا الحسين محمد بن محمد ابن الفراء والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف، وغيرهم، وروى عنهم.
سمع منه أبو العباس أحمد بن سلمان الحربي، وإلياس بن جامع بن علي الإربلي، وغيرهما. وسنذكره فيمن اسمه عبد القاهر جمعاً بين القولين، والله الموفق.
1156- جعفر بن أحمد بن علي بن عبد الله النجار، أبو بكر، يعرف بابن عمارة.
من أهل الحربية أيضاً.
سمع من أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وغيره. وحدث عنهم. سمع منه جماعةٌ من أصحابنا، وأظنه أجاز لنا، والله أعلم.
1157- جعفر بن محمد بن أبي محمد، أبو محمد يعرف بابن آموسان.(3/63)
من أهل أصبهان، قدم بغداد بعد سنة ستين وخمس مئة، وسمع بها من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي وغيره، وعاد إلى بلده. وقد كان سمع ببلده من أبي القاسم غانم بن خالد الجلودي وفاطمة بنت محمد بن أحمد البغدادي وغيرهما وحدث عنهم.
قدم علينا بغداد حاجاً في سنة ست وست مئة، وكتبنا عنه بها.
قرأت على أبي محمد جعفر بن محمد بن آموسان ببغداد بدرب صالح من سوق الثلاثاء، قلت له: أخبركم أبو القاسم غانم بن خالد بن إبراهيم البيع وفاطمة بنت محمد بن أبي سعد قراءةً عليهما وأنت تسمع بأصبهان فأقر به، قالا: أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي، قال: أخبرنا محمد بن الحسن الحافظ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)).
كان جعفر هذا صحيح السماع، مشهوراً بين أهل بلده بالثقة له معرفةٌ بالوعظ وفصاحةٌ.
خرج إلى الحج في هذه السنة فحج وقضى مناسكه، وصار إلى مدينة الرسول صلوات الله عليه وسلامه، فتوفي بها في ليلة الثلاثاء خامس محرم سنة سبع وست مئة، ودفن بها بالبقيع.(3/64)
كنت سألته عن مولده فقال لي: ولدت في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة بأصبهان.
1158- جعفر بن ظفر بن يحيى بن محمد بن هبيرة، أبو طالب بن أبي البدر ابن الوزير أبي المظفر، أخو أحمد الذي قدمنا ذكره.
من بيتٍ معروفٍ بالفضل والرئاسة والتقدم، وسيأتي ذكر أبيه وجده فيما بعد إن شاء الله.
كان فيه فضلٌ وله معرفةٌ بالأدب، تولى الإشراف بالديوان المعمور بواسط في سنة ست وست مئة وصار إليها. وفي سنة سبع وست مئة ولي النظر بالديوان المذكور، وأقام هناك إلى أن توفي يوم الخميس سادس عشر جمادى الأولى سنة عشر وست مئة، فدفن بها بمدرسة خطلبرس أعلى البلد.
1159- جعفر بن أسعد بن أبي القاسم الخياط، أبو القاسم الصوفي.
سمع الكثير بنفسه ولازم الشيوخ، وأكثر من المسموعات قبلنا ومعنا، وحدث بمكة شرفها الله وببغداد. سمع منه جماعةٌ من الطلبة في هذا الزمان.
بلغني أن مولده في سنة سبع وأربعين وخمس مئة، وهو صدوقٌ صحيح السماع.
1160- جعفر بن علي بن محمد، أبو علي التاجر.(3/65)
من ساكني الظفرية، يعرف بكيباية.
سمع أبا العباس أحمد ابن المبارك المعروف بالمرقعاتي، وحدث عنه.
1161- جعفر بن مكي بن علي بن سعيد، أبو محمد، وقيل: أبو جعفر.
تفقه على مذهب الشافعي بالمدرسة النظامية وبالموصل وتكلم في مسائل الخلاف، وله معرفةٌ بالأدب وعلم الكلام، وقال الشعر الجيد، وله مدائح كثيرة في سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين -خلد الله ملكه- وهو أحد الشعراء الذين يوردون المدائح في الهناءات، سمعنا منه كثيراً من شعره ولغيره. وهو من أهل الفضل والمعرفة.
تولى ديوان البريد في صفر سنة ثلاث عشرة وست مئة، وعزل عنه، وصار أحد الحجاب بالديوان العزيز -مجده الله تعالى-.(3/66)
ذكر من اسمه الجنيد
1162- الجنيد بن عبد الرحمن بن الجنيد، أبو طالب بن أبي مسلم ابن أبي عبد الله الصوفي.
من أهل أصبهان.
قدم بغداد قديماً، وسمع بها من القاضي أبي الحسين محمد بن علي ابن المهتدي بالله وغيره، وسمع بمكة من كريمة بنت أحمد المروزي، وبأصبهان من جماعةٍ، وعاد إلى بلده، وحج في سنة تسع وتسعين وأربع مئة، وعاد فحدث بعد عوده بالحلة المزيدية في صفر سنة خمس مئة، فسمع عليه بها أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين البغدادي، وبواسط أيضاً في هذا الشهر فسمع عليه خميس الحوزي وجماعةٌ من أصحابه، منهم: أبو الحسن علي بن المبارك بن نغوبا، وأبو العباس هبة الله بن نصر الله بن مخلد الأزدي، وحدثنا عنه.
قرأت على أبي العباس هبة الله بن نصر الله بن محمد بن مخلد المعدل بواسط، قلت له: أخبركم أبو طالب الجنيد بن عبد الرحمن بن الجنيد الصوفي الأصبهاني، قدم عليكم قافلاً من الحج قراءةً عليه وأنت تسمع في صفر سنة خمس مئة، فأقر بذلك وعرفه، قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي ابن المهتدي بالله، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد السكري، قال: حدثنا أبو سعد حاتم بن الحسن الشاشي قدم علينا للحج سنة ثلاث وثلاث مئة، قال: حدثنا إسحاق الكوسج، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يزال أقوامٌ يتخلفون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله(3/67)
تعالى في النار)).
الجنيد هذا من شرط تاج الإسلام أبي سعد السمعاني لأنه دخل بغداد وسمع بها ولم يذكره فذكرناه نحن مستدركين به عليه، والله الموفق.
1163- الجنيد بن إسماعيل بن علي بن إسماعيل، أبو نصر.
من أهل أردبيل، أحد بلاد أذربيجان.
قدم بغداد حاجاً في سنة ست وست مئة ولقيته بها بعد عوده من الحج، كان فيه فضل وتميز، وله تقدم ورئاسة ببلده. كتبت عنه أناشيد.
أنشدني أبو نصر الجنيد بن إسماعيل ببغداد لتميم بن معد المصري:
يا ليلةً بات فيها البدر معتنقي ... وأمست الشمس لي من بعض جلاسي
وبت مستغنياً بالثغر عن بردٍ ... وبالخدود عن التفاح والآس
ناولتها شبه خديها مشعشعةً ... في الكأس تحسبها ضوءاً لمقباس
فقبلتها وقالت وهي باكيةٌ ... وكيف تسقي خدود الناس للناس
قلت: اشربي إنها دمعي، ومازجها ... دمي، وطابخها في الكأس أنفاسي
قالت: إذا كنت من حبي بكيت دماً ... فسقنيها عل العينين والراس
سألت الجنيد هذا عن مولده، فقال: في شهر ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين وخمس مئة.(3/68)
الأسماء المفردة في حرف الجيم
1164- جهور بن الحسن بن جهور، أبو محمد الضرير.
من أهل عكبرا.
ذكر أنه سمع من أبي علي بن شهاب العكبري. كتب عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك ابن السقطي فيما قاله القاضي عمر بن علي القرشي ونقلته من خطه.
1165- جميل بن يوسف بن إسماعيل، أبو علي.
من أهل بادرايا، بلدةٍ قريبةٍ من البندنيجين.
ذكر أبو القاسم علي بن الحسن ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) أنه قدم دمشق وسمع بها أبا القاسم بن أبي العلاء، وطاهر بن بركات الخشوعي، وحدث بها عن أبي الحسن محمد بن محمد بن حامد القاضي البادرائي وعبد الرحيم بن أحمد النجار. سمع منه غيث بن علي البانياسي، وأنه سكن بانياس، وتوفي بها في سنة أربع وثمانين وأربع مئة، رحمه الله وإيانا.
1166- جامع بن محمد بن جامع بن الطيب، أبو الفضل يعرف بابن السمك.
من أهل الحربية.
سمع أبا العباس أحمد بن علي بن قريش، وأبا القاسم هبة الله بن محمد ابن الحصين، وأبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وغيرهم، وروى عنهم.(3/69)
سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي، وأحمد بن سلمان، وعبد الله بن أبي طالب الخباز، وغيرهم.
قال لنا الخباز: توفي جامع بن محمد هذا في سنة ثمان وستين وخمس مئة.
1167- جهير بن عبد الله بن الحسين بن جهير، أبو القاسم.
من بيتٍ قديمٍ أهل رئاسةٍ وتقدم ولي منهم الوزارة غير واحدٍ.
سمع أبو القاسم هذا من أبي الوقت السجزي، وأبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبي عبد الله محمد بن عبيد الله ابن الرطبي وغيرهم. وروى شيئاً يسيراً؛ سمع منه بعض الطلبة، ولم يكن مشتهراً بالرواية.
توفي في شوال سنة ست مئة.
1168- جبريل بن صارم بن أحمد الصعبي، أبو الأمانة.
من أهل مصر.
قدم بغداد وأقام بها إلى أن توفي. وكان فيه فضلٌ، وله شعرٌ، وله مدائح في سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين -خلد الله ملكه- واستخدم بالديوان العزيز -مجده الله- ونفذ في رسائل إلى خوارزم وغيرها فحسنت حاله ونمي ماله، وصار مشهوراً بعد أن كان مخمولاً.(3/70)
سمع من جماعةٍ من شيوخنا. وحدث في أسفاره. كتبت عنه ببغداد أناشيد له ولغيره.
أنشدني أبو الأمانة جبريل بن صارم المصري لفظاً لغيره:
غافصتها والريح تضرب عقرباً ... في صحن خدٍ مثل قلب العقرب
وأردتها عن قبلةٍ فتمنعت ... وتسترت مني بقلب العقرب
1169- جلخ بن عيسى بن محمد بن علي بن خليف، أبو بكر.
من أهل الحربية.
هكذا كان اسمه في ((شيوخ الحربية)) تخريج أحمد بن سلمان المعروف بالسكر، وهو بكنيته معروف، وأظن ((جلخ)) لقباً له جعله السكر اسماً له.
سمع أبا المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي القصار، وروى عنه. سمعنا منه.
قرأت على أبي بكر جلخ بن عيسى بن محمد في آخرين: أخبركم أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد الشبلي قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقوية، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي، قال: أخبرنا جد أبي علي بن حرب بن محمد الطائي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة عن(3/71)
النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((التسبيح للرجال والتصفيق للنساء)).
توفي جلخ بن عيسى ليلة الجمعة مستهل شهر رمضان من سنة تسع وست مئة، ودفن يوم الجمعة بمقبرة باب حرب.(3/72)
حرف الحاء
ذكر من اسمه الحسن
1170- الحسن بن أحمد بن محمد، أبو علي الأنصاري.
ذكره أبو بكر المبارك بن كامل في ((معجم شيوخه)) وقال: أنشدني لنفسه:
سأصبر جهدي ما استطعت فلا أبدي ... فما قصدهم قصدي ولا وجدهم وجدي(3/73)
ولكنه حبٌ تقادم عهده ... لعلي أنال القرب من بينهم وحدي
1171- الحسن بن أحمد بن محمد بن حكينا، أبو محمد بن أبي عبد الله.
من أهل الحريم الطاهري.
شاعرٌ مكثرٌ مجيدٌ من ظراف البغداديين، أكثر القول في المدح والهجاء والغزل والجد والهزل. وهو ممن سار شعره، وحفظ نظمه، واستجيد قوله، على فقرٍ كان يعانيه وضيق معيشةٍ كان يقطع زمانه بها.
روى لنا عنه جماعةٌ شيئاً من شعره منهم: أبو علي الحسن بن إبراهيم الصوفي، وأبو الرضا محمد بن أبي تمام الهاشمي، وغيرهما.
أنشدنا أبو علي الحسن بن إبراهيم بن منصور الصوفي، قال: أنشدني أبو محمد بن حكينا لنفسه:
قد بان لي عذر الكرام وصدهم ... عن أكثر الشعراء ليس بعار
لم يسأموا بذل النوال وإنما ... جمد الندى لبرودة الأشعار
وأنشدنا أبو الرضا محمد بن محمد الهاشمي، قال: أنشدنا أبو محمد بن(3/74)
حكينا لنفسه:
يا من تواضعه للناس عن ضعةٍ ... منه فمن أجلها بالكبر يتهم
قعدت عن أمل الراجي وقمت له ... هذا وثوبٌ على الطلاب لا لهم
1172- الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن سهل ابن سلمة بن عثكل بن حنبل بن إسحاق، أبو العلاء الحافظ المعروف بابن العطار.
من أهل همذان.
هكذا رأيت نسبه بخط بعض أصحاب الحديث وقال: نقلته من خط ولده عبد الغني.
شيخٌ فاضلٌ له معرفةٌ حسنةٌ بالحديث، سمع منه الكثير ببلده، ورحل في طلبه إلى البلدان، وكتب منه الكثير. وقرأ القرآن الكريم بالقراءات الكثيرة بأصبهان، وببغداد، وبواسط، وسمع فيها.(3/75)
دخل بغداد مراراً كثيرةً، وسمع بها من أبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، والبارع أبي عبد الله الحسين بن محمد الدباس، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وأبي بكر محمد بن الحسين المزرفي، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وخلقٍ يطول ذكرهم.
ثم قدمها آخر مرة في سنة ست وأربعين وخمس مئة، وحدث بها؛ سمع منه جماعةٌ من أهلها، وقرأوا عليه بالقراءات. روى لنا عنه جماعةٌ منهم: أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن هارون المقرئ، وأبو زكريا يحيى بن طاهر الواعظ وغيرهم.
وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في كتابه، وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته كما شرطنا، والله الموفق.
قرأت على أبي أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي الأمين، قلت له: أخبركم الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني بقراءتك عليه ببغداد في ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد، قال: حدثنا محمد بن غالب بن حرب، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن(3/76)
حفص بن عاصم، عن أبي سعيد الخدري، أو عن أبي هريرة، قال: قال سول الله صلى الله عليه وسلم : ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمامٌ عادلٌ، وشابٌ نشأ بعبادة الله عز وجل، ورجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجلٌ دعته امرأة ذات حسب وجمالٍ، فقال: إني أخاف الله عز وجل، ورجلٌ تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجلٌ كان قلبه متعلقاً بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه)).
قرأت على أبي عبد الله محمد بن محمد بن هارون المقرئ، قلت له: حدثكم الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني إملاءً عليكم ببغداد، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد ابن عبد الله الحافظ، قال: وفيما كتب إلي جعفرٌ، يعني الخلدي، وحدثني عنه محمد بن إبراهيم، قال: سمعت رويماً يقول: الصبر ترك الشكوى، والرضا استلذاذ البلوى، واليقين المشاهدة، والتوكل إسقاط رؤية الوسائط والتعلق بأعلى الوثائق، والأنس أن تستوحش من سوى محبوبك. وسئل عن المحبة، فقال: الموافقة في جميع الأحوال، وأنشد:(3/77)
ولو قلت لي: مت مت سمعاً وطاعةً ... وقلت لداعي الموت: أهلاً ومرحبا
كتب إلينا أبو عبد الله أحمد ابن الحافظ أبي العلاء الهمذاني، قال: توفي والدي في تاسع عشر جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمس مئة.
وقال غيره: ودفن بمسجده بهمذان، رحمه الله وإيانا.
1173- الحسن بن أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان الحويزي، أبو علي بن أبي العباس، العباسي، وقد تقدم ذكر أبيه.
ولد أبو علي هذا ببغداد، ونشأ، وقرأ القرآن الكريم بالقراءات على أبي الكرم المبارك ابن الشهرزوري. وسمع الحديث منه، ومن أبي الفرج عبد الخالق ابن أحمد بن يوسف، وأبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ، وأبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني. وقرأ الأدب على أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب، وأبي الحسن علي بن عبد الرحيم ابن العصار.
وانتقل في آخر أمره إلى واسط فسكنها إلى حين وفاته؛ وقرأ عليه قومٌ من أهلها الأدب، وتخرجوا به. وكان يديم الصوم، ويكثر العبادة إلا أنه كان مستهتراً بسماع الغناء على طريقة الصوفية ويعلمه الأحداث.
رأيته بواسط، وجالسته، ولم أكتب عنه شيئاً، وما أظنه حدث بشيءٍ، لأن الأدب والاشتغال به كان يغلب عليه.
أنشدني عنه صاحبه أبو الحسن علي بن المعمر المقر، قال: أنشدني أستاذي الحسن بن أحمد الحويزي لنفسه:(3/78)
غرامي غرامي والهوى ذلك الهوى ... وحبي لكم حبي ووجدي بكم وجدي
وليس محباً من يدوم وداده ... على القرب لكن من يدوم على البعد
أحباي منوا بالوصال فإنني ... على هجركم غير الصبور ولا الجلد
صرمتم حبالي حين واصلت حبلكم ... وأسكرتموني إذ صحوتم من الوجد
توفي الحسن بن أحمد الحويزي بواسط يوم الخميس ثاني عشر ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة، وصلى عليه الجمع الكثير بعد العصر من هذا اليوم بجامعها، ودفن بمقبرة مسجد زنبور بها.
1174- الحسن بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن عامر، أبو علي بن أبي الفتح بن أبي الحسن المعروف بابن الوكيل.
كان حاجب الحجاب في أيام الإمام المستضيء بأمر الله رضي الله عنه، ثم تولى ديوان الزمام المعمور في أيامه أيضاً، فكان على ذلك إلى أن توفي الإمام المستضيء بأمر الله، وولي سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله -خلد الله ملكه- فأقره على ولايته، فكان عليها إلى أن توفي في شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعين وخمس مئة.
وقد كان سمع شيئاً من الحديث من أبيه وغيره، إلا أنه لم يرو شيئاً وتوفي شاباً.
1175- الحسن بن أحمد بن محمد بن المعمر بن جعفر، أبو جعفر
من بيت أهل رئاسةٍ وولايةٍ، وقد ذكرنا ونذكر منهم جماعةً.
سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان، وغيره، وحدث عنهم. سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي وغيره. وقصدناه للسماع منه في سنة ست وسبعين وخمس مئة مع جماعةٍ من طلبة الحديث فلم يقدر لنا لقاؤه.(3/79)
ذكر أبو الفتح محمد بن محمود ابن الحراني أنه توفي في صفر سنة ثمان وسبعين وخمس مئة.
1176- الحسن بن أحمد بن علي بن محمد بن علي ابن الدامغاني، أبو محمد ابن القاضي أبي الحسين ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله.
من بيتٍ كلهم قضاةٌ وولاةٌ للأمور الحكمية.
شهد أبو محمد هذا عند أخيه قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في ولايته الأولة يوم السبت ثالث ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة، وزكاه القاضيان أبو طاهر محمد بن أحمد ابن الكرخي وأبو محمد عبيد الله بن محمد ابن الساوي.
وكان قد ولاه أخوه قاضي القضاة المذكور القضاء بربع الكرخ من الجانب الغربي في يوم الثلاثاء ثالث عشري ربيع الأول سنة ست وأربعين وخمس مئة، ومضى معه جماعةٌ من العدول والوكلاء إلى هناك، وجلس وحكم.
وفي ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة ولاه القضاء على واسط وأعمالها مضافاً إلى ما يليه من القضاء بربع الكرخ، فصار إليها في صفر سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة، وأقام بها يحكم بين أهلها ويقبل الشهود. إلى أن عزل أخوه قاضي القضاة أبو الحسن في جمادى الآخرة من سنة خمس وخمسين وخمس مئة فعزل أبو محمد هذا عن قضاء واسط وربع الكرخ، وصار إلى بغداد ملازماً بيته، إلى أن ولي قاضي القضاة أبو طالب روح بن أحمد الحديثي وذلك في شهر ربيع الآخر سنة ست وستين وخمس مئة، فرد أبا محمد ابن الدامغاني(3/80)
إلى قضاء واسط حسب، فصار إليها في العشر الآخر من شعبان من السنة المذكورة، وأقام بها مديدة يحكم فيها ويقبل الشهادات ويثبت ويسجل.
وتوفي قاضي القضاة أبو طالب روح في محرم سنة سبعين وخمس مئة، فأذن له من الديوان العزيز -مجده الله- بالإسجال عن الديوان العزيز إلى أن ولي أخوه قاضي القضاة أبو الحسن قضاء القضاة مرةً ثانيةً في شهر ربيع الأول سنة سبعين وخمس مئة، فأقر أخاه أبا محمد على قضاء واسط، وكان يقيم بها مدةً ويعود إلى بغداد في بعض السنين، وله بها نائبٌ، إلى أن أصعد منها في جمادى الآخرة سنة سبعٍ وسبعين وخمس مئة ونائبه بها يومئذ أبو الحسن علي بن محمد المعروف بابن طغدي فتوفي في صفر سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، فاستخلف بعده أبا العباس أحمد بن علي بن جامع، فكان على نيابته إلى أن توفي.
سمع القاضي أبو محمد مع إخوته من أبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي، وحدث بالقليل.
سمعت القاضي أبا الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي، يقول: مولد القاضي أبي محمد ابن الدامغاني في سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة، أظنه سمعه منه.
قلت: وتوفي ببغداد في يوم السبت ثامن عشر رجب من سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة، عن ستين سنة، ودفن بمقبرة الشونيزي عند أبيه وأهله.
1177- الحسن بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عسكر البندنيجي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو طاهر بن أبي العباس بن أبي محمد.
من أهل باب الطاق ومحلة مشهد أبي حنيفة رحمه الله.(3/81)
من بيت العدالة والقضاء هو وأبوه وجده وأخوه أبو الحسين عبد الله. وقد تقدم ذكر أبيه، وسيأتي ذكر أخيه إن شاء الله.
شهد الحسن هذا عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في ولايته الثانية يوم الخميس ثاني عشري محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة، وزكاه العدل أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ، والخطيب هارون بن محمد ابن المهتدي.
وقد سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء وغيره، وما أعلم أنه روى شيئاً، لأنه توفي شاباً يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة.
1178- الحسن بن أحمد بن الفرج بن راشد، أبو محمد بن أبي العباس الوراق.
من أهل دار القز. كان والده أحد العدول بمدينة السلام، وتولى القضاء بدجيل إلا أنه عزل قبل موته.
وأبو محمد هذا سمع من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وروى عنه، كتبنا عنه.
قرئ على أبي محمد الحسن بن أحمد بن الفرج من أصل سماعه بجامع دار القز وأنا أسمع، قيل له: أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن لؤلؤ، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد الشطوي، قال: حدثنا إسحاق بن البهلول، قال: حدثنا نصر بن(3/82)
مزاحم المنقري، قال: حدثنا الحكم بن عبد الله، عن السدي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بشر المشائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة)).
توفي أبو محمد بن راشد هذا يوم الاثنين ثاني عشري محرم سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب، رحمه الله وإيانا وجميع المسلمين.
1179- الحسن بن إبراهيم بن منصور بن الحسين بن علي بن قحطبة الفرغاني الأصل البغدادي المولد والدار، أبو علي الصوفي، يعرف بابن أشنانة.
من أهل الجانب الغربي، من ساكني محلة سوق المارستان.(3/83)
شيخٌ ظريفٌ قد صحب الصوفية برباط الزوزني سنين كثيرة، حافظ للقرآن المجيد، كثير المذاكرة بالحكايات والأشعار.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا محمد الحسن بن أحمد بن حكينا، وغيرهما. سمعنا منه، وكتبنا عنه، ولا بأس به.
قرأت على أبي علي الحسن بن إبراهيم بن منصور الصوفي، قلت له: أخبركم الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك وعرفه، قال: أخبرنا أبوعلي الحسن بن علي بن المذهب قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الكريم، قال: أخبرني زياد بن أبي مريم، عن عبد الله بن معقل بن مقرن، قال: دخلت مع أبي على عبد الله بن مسعود، فقال: أنت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((الندم توبة))؟ قال: نعم.
سمعت أبا علي الحسن بن إبراهيم الفرغاني يقول: قرأت على قبرٍ بسر من رأى:
هذي القبور تناديكم وتخبركم ... بما لقي ساكنوها فاسألوا الخبرا
تقول: أفنيت قوماً طال ما نعموا ... فما تركت لهم عيناً ولا أثرا
سألت أبا علي بن أشنانة عن مولده، فقال: ولدت في صفر سنة إحدى عشرة وخمس مئة.
وتوفي يوم الأربعاء، ودفن فيه، الثامن عشر من صفر سنة تسع وتسعين(3/84)
وخمس مئة، بتربة الصوفية المجاورة لرباط الزوزني المقابل لجامع المنصور، رحمه الله.
1180- الحسن بن إسحاق بن موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي، أبو علي بن أبي طاهر بن أبي منصور بن أبي طاهر.
من بيت أهل أدبٍ وفضلٍ، وجده أبو منصور شيخ الناس في وقته في علم اللغة العربية، وقد تقدم ذكر أخيه أحمد وأبيه إسحاق.
وأبو علي هذا سمع من أبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، وأبي القاسم نصر بن نصر ابن العكبري، وغيرهم. وسماعه صحيحٌ. كتبنا عنه.
قرأت على أبي علي الحسن بن إسحاق بن موهوب، قلت له: أخبركم أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن السري الزاغوني قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن زنبور الوراق، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، قال: حدثنا عيسى بن حماد زغبة التجيبي، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما أنا بشرٌ وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم يكون ألحن بحجته من بعضٍ فأقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قضيت له(3/85)
بشيءٍ من حق أخيه فلا يأخذن منه شيئاً، فإنما أقطع له قطعةً من النار)).
سألنا أبا علي هذا عن مولده، فقال: في سنة أربع وأربعين وخمس مئة.
1181- الحسن بن الحسين ابن الباباي، أبو علي البزاز.
أصله واسطيٌ، سكن بغداد، وروى عن أبي محمد عبد الله بن القاسم الشهرزوري الموصلي شيئاً من شعره. كتب عنه المبارك بن كامل، وأخرج عنه في ((معجم شيوخه)) فيما قرأت بخطه، وقال: أنشدني، قال: أنشدني أبو محمد ابن الشهرزوري لنفسه:
يا ليل ما جئتكم زائراً ... إلا وجدت الأرض تطوى لي
ولا ثنيت العزم عن بابكم ... إلا تعثرت بأذيالي
1182- الحسن بن رضا الخياط.
من شيوخ المبارك بن كامل أيضاً روى عنه في ((معجمه)) أبياتاً ذكر أنه أنشده إياها، لم أر له ذكراً في غير ذلك.
1183- الحسن بن سعد بن الحسن، أبو المحاسن الخونجي، وخونج من بلاد أذربيجان.(3/86)
قدم بغداد في صباه، وتفقه بها على إلكيا أبي الحسن علي بن محمد الطبري الهراسي بالمدرسة النظامية، وخدم مع الوزير أبي نصر أحمد ابن نظام الملك أبي علي الحسن بن علي الطوسي واقف المدرسة النظامية ببغداد، فكان على ذلك سنين كثيرة، وكان يسكن بدرب السلسلة.
سمع من أستاذه أبي الحسن الطبري، وروى عنه شيئاً يسيراً، وكان يكتب خطاً حسناً.
توفي في ليلة ا لأربعاء ثاني عشر جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وخمس مئة ببغداد، وصلي عليه يوم الأربعاء بالمدرسة النظامية، وقد تقدم في الصلاة عليه شيخ الشيوخ أبو القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل النيسابوري وحضر جماعةٌ، ودفن بمقبرة الشونيزي إلى جانب تربة يارخ الخادم، وكان قد أسن.
1184- الحسن بن سعيد بن أحمد بن الحسن بن أحمد ابن البناء، أبو محمد بن أبي القاسم بن أبي غالب بن أبي علي.
من أهل الحربية، من أولاد الشيوخ الرواة والنقلة الثقات الأثبات، هو وأبوه وجده وجدة أبيه.
سمع أبو محمد هذا جعفر بن أحمد السراج، وأبا غالب محمد بن الحسن البقال، وأبا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش، وأبا غالب شجاع بن فارس الذهلي، وغيرهم، وحدث عنهم.
سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد العلوي الزيدي، والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وقال لي(3/87)
أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر: سمعت منه ومن أبيه سعيد ومن ابنه غياث بن الحسن. أدركناه ولم يقدر لنا السماع منه. وروى لنا عنه غير واحدٍ.
قرأت على أم محمد نور بنت غياث بن الحسن، قلت لها: أخبرك جدك أبو محمد الحسن بن سعيد قراءةً عليه، فأقرت به، قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد، قال: حدثنا الحسن بن مكرم، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن لله تسعة وتسعين اسماً مئةً غير واحدٍ، من أحصاها كلها دخل الجنة))، قال يزيد: لا أعلم إلا أنه قال: وتر يحب الوتر.
قرأت بخط الحسن بن محمد بن حمدون، قال: توفي أبو محمد ابن البناء في خامس عشر رجب سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة. وقد خولف في ذلك.
وأنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيع، ومن خطه نقلت، قال: توفي أبو محمد الحسن بن سعيد ابن البناء يوم الأحد ثامن عشري شعبان سنة إحدى وثمانين وخمس مئة.(3/88)
1185- الحسن بن سعيد بن عبد الله بن بندار، أبو علي الشاتاني، منسوب إلى قلعةٍ تعرف بشاتان بديار بكر.
كان فقيهاً أديباً شاعراً، قدم بغداد وأقام بها للتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه بالمدرسة النظامية والمدرس بها يومئذٍ أبو علي الحسن بن سلمان الأصبهاني إلى أن توفي الحسن، ثم من بعده على أبي منصور سعيد بن محمد ابن الرزاز.
وسمع بها الحديث من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام. وقال الشعر، وأنشأ الرسائل.
سكن الموصل، ونفذه أميرها رسولاً منه إلى الديوان العزيز -مجده الله-، وخرج إلى الشام، وحدث بشيءٍ من مسموعاته، وكتب عنه شيءٌ من شعره، وبلغني أنه تغير في آخر عمره.
ذكر الحافظ أبو القاسم علي بن عساكر الدمشقي أن مولد أبي علي الشاتاني كان في سنة عشر وخمس مئة.(3/89)
وقال غيره: توفي في شعبان سنة تسع وسبعين وخمس مئة.
1186- الحسن بن سهل بن المؤمل بن محمد بن سلم، أبو المظفر الكاتب.
من أهل واسط، هو ابن عم أبي عبد الله محمد بن الخصيب بن المؤمل بن سلم الذي قدمنا ذكره.
سمع أبو المظفر هذا بواسط من أبي نعيم محمد بن إبراهيم ابن الجماري، وقدم بغداد في سنة إحدى وستين وخمس مئة وحدث بها عنه بشيءٍ من ((مسند)) مسدد بن مسرهد.
سمع منه أبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشعار، والشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، والقاضي عمر بن علي القرشي، وأحمد بن طارق التاجر، وغيرهم.
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا أبو المظفر الحسن بن سهل بن سلم الواسطي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو نعيم محمد بن إبراهيم بن محمد بن خلف الجماري. وأخبرناه عالياً أبو طالب محمد بن علي بن أحمد المحتسب بواسط قراءةً عليه من أصل سماعه وأنا أسمع قيل له: أخبركم أبو نعيم محمد بن إبراهيم الجماري قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني، قال: أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب(3/90)
الجمحي، قال: حدثنا مسدد، قال:حدثنا خالد، وهو ابن عبد الله الواسطي، عن خالد الحذاء، عن أبي الضحى، عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل)).
أنبأنا القرشي، قال: سألت أبا المظفر بن سلم عن مولده، فقال: في يوم السبت ثاني شوال سنة خمس وثمانين وأربع مئة.
عاد أبو المظفر إلى واسط بعد روايته ببغداد، وتوفي بها بعد ذلك بيسير.(3/91)
1187- الحسن بن سيف بن الحسن بن علي، أبو علي الشهراباني الأصل البغدادي الدار، أحد التجار.
شهد في آخر عمره عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في ولايته الثانية وذلك يوم الجمعة التاسع من جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وخمس مئة، وزكاه الخطيب أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي وأبو البقاء أحمد بن علي بن كردي.
وقد سمع الحديث من أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي لما قدم بغداد، وروى عنه.
سمع منه القاضي أبو المحاسن القرشي، وقال: سألته عن مولده، فقال: في سنة عشرٍ وخمس مئة.
وقال غيره: توفي بمكة مجاوراً بها في يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة.
1188- الحسن بن صافي بن عبد الله، أبو نزار بن أبي الحسن النحوي البغدادي.(3/92)
ذكر الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) الذي جمعه أن أباه كان مولىً لرجلٍ يسمى حسين الأرموي، وأن الحسن ولد بالجانب الغربي من مدينة السلام بشارع دار الرقيق في سنة تسع وثمانين وأربع مئة. ثم انتقل إلى الجانب الشرقي، واشتغل بالعلم، وقرأ علم الكلام على أبي عبد الله محمد بن أبي بكر القيرواني؛ مغربيٍ قدم بغداد وأقام بها، والأصول على أبي الفتح أحمد بن علي بن برهان، والخلاف على أسعد بن أبي نصر الميهني، والنحو على أبي الحسن علي بن أبي زيد الفصيحي. وسمع الحديث من نور الهدى أبي طالب الحسين بن محمد الزينبي.
وبرع في النحو حتى صار أنحى أهل طبقته. وكان فهماً، ذكياً، فصيحاً، له نظمٌ ورصفٌ حسنٌ، إلا أنه كان عنده عجبٌ بنفسه وتيه بعلمه، لقب نفسه ملك النحاة، وكان يسخط على من يخاطبه بغير ذلك!
خرج عن بغداد بعد العشرين وخمس مئة، وسكن واسط مدةً، وأخذ عنه جماعةٌ من أهلها أدباً كثيراً. وسمعت جماعةً يثنون عليه، ويصفونه بالفضل والمعرفة مع خرق فيه.
وصار منها إلى شيراز، وكرمان، وتنقل في البلاد سنين حتى استقر به الحال بدمشق، فسكنها إلى حين وفاته.
وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في كتابه، ونحن نذكره لأن وفاته تأخرت عن وفاته.
روى لنا عنه غير واحدٍ، وقرأت على القاضي أبي الفتح نصر الله بن علي ابن منصور قاضي واسط شيئاً من تصانيفه ومقالاته، وقرأ ذلك عليه، وأنشدني عنه لنفسه:
حنانيك إن حادتك يوماً خصائصي ... وهالك أصناف الكلام المسخر(3/93)
فسل منصفاً من قالتي غير جائرٍ ... يجبك بأن الفضل للمتأخر
توفي أبو نزار النحوي بدمشق في يوم الثلاثاء ثامن شوال سنة ثمان وستين وخمس مئة، ودفن يوم الأربعاء تاسعه بمقبرة باب الصغير، رحمه الله وإيانا.
1189- الحسن بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن، أبو علي بن أبي الفتوح بن أبي الفتح الملقب تاج الدين، أخو الوزير أبي الفرج محمد الذي قدمنا ذكره، وقد سبق ذكر نسبه عند ذكر أخيه المذكور.
وأبو علي هذا كان من الأعيان الرؤساء المقدمين، ومكانته وبيته أشهر من أن ينبه عليه. تولى النظر بمعاملة نهر الملك وغيره، وكان يرجع إلى فضلٍ وتميزٍ.
سمع من أبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، ومن أبي الوقت عبد الأول السجزي، وغيرهما، وروى اليسير. سمع منه القاضي عمر بن علي ابن الخضر الدمشقي فيما قرأت بخطه.
أخبرنا الحافظ أبو المحاسن بن أبي الحسن القرشي في كتابه، قال: قرأت على أبي علي الحسن بن عبد الله ابن المظفر، قلت له: أخبركم أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران والحسين بن برهان، قالا: حدثنا عثمان بن أحمد السماك، قال: حدثنا أبو عوف البزوري، قال: حدثنا عمرو بن حماد القناد، قال: حدثنا أسباط، عن سماك، عن جابر بن(3/94)
سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((ليفتحن رهطٌ من المسلمين كنز كسرى الذي في الأبيض))، فكنت أنا وأبي منهم، فأصبنا من ذلك ألفي درهم.
توفي أبو علي هذا في ليلة الأربعاء سابع شعبان سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة، ودفن يوم الأربعاء عند أبيه محاذي جامع المنصور عند رباط الزوزني.
1190- الحسن بن عبد الله بن محمد بن علي بن محمد الدامغاني، أبو سعيد بن أبي جعفر ابن قاضي القضاة أبي عبد الله.
هكذا سماه أبو بكر عبيد الله بن علي المارستاني. وذكره القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي في شيوخه فمن اسمه يوسف، وسنذكره في حرف الياء جمعاً بين القولين.
قال أبو بكر المارستاني: كان أبو سعيد هذا كاتباً في سوق الحطب، وكان أسمر شديد الأدمة، يعني السمرة. سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وروى عنه شيئاً يسيراً.
توفي يوم الاثنين ثالث محرم سنة خمس وسبعين وخمس مئة، وصلى عليه ابن عمه القاضي أبو المظفر الحسين بن أحمد الدامغاني يوم الثلاثاء بالمدرسة التتشية، ودفن بالجانب الغربي بتربةٍ لهم بنهر القلائين.
1191- الحسن بن عبد الله بن محمد بن محمد بن علي ابن الكرخي، أبو جعفر بن أبي الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الفوارس الحاجب.(3/95)
كان خصيصاً بخدمة الوزير أبي الفرج ابن رئيس الرؤساء ملازماً له، وانقطع في آخر عمره إلى الصوفية، وأقام برباط الزوزني مدة.
ذكره القاضي عمر القرشي في شيوخه وساق نسبه كما ذكرنا.
سمع أبا الفضل محمد بن عمر الأرموي، وغيره، وروى القليل.
توفي .. ..
1192- الحسن بن عبد الله بن شافع، أبو الفوارس.
من أهل دمشق.
طلب الحديث، وسمعه ببلده من شيوخ وقته، ورحل فيه إلى العراق وغيرها. وسمع ببغداد من أبي محمد المبارك بن أحمد الكندي وطبقته، وعاد إلى دمشق، وحدث بها، وكان يقول الشعر.
أنشدني عنه الأجل أبو الحسن علي بن محمد الجزري شيئاً من شعره، وذكر لي أنه قصده ليسمع منه شيئاً من الحديث فلما لقيه وعرفه ما قصده لأجله، أخرج له جزءاً من شعره وقال له: ما أسمعك شيئاً من الحديث حتى تسمع هذا الجزء من شعري وتكتبه، فسمعته وكتبته وإن لم أكن أريد ذلك حتى رضي، وأسمعني.
قلت: ووقفت على ذلك الشعر فلم يكن فيه ما يصلح للنقل والرواية إلا بيتين أنا أذكرهما.
أنشدني الأجل أبو الحسن علي بن محمد بن محمد، قال: أنشدني أبو الفوارس الحسن بن عبد الله بن شافع الدمشقي بها لنفسه:
تواضع لأهل العلم تظفر بعلمهم ... وإياك أن تزهو عليهم تكبرا
فإبليس لم يسجد لآدم سجدةً ... فصار رجيماً إذ عليه تكبرا(3/96)
1193- الحسن بن عبد الله الرومي.
أحد الزهاد المنقطعين أصحاب الزوايا والعبادة.
قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، وسكن الجانب الغربي منها بمسجدٍ على دجلة يعرف بمصلى معروف مدةً، ثم انتقل إلى رباط والدة سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله -خلد الله ملكه- الذي أنشأته بالمأمونية في الجانب الشرقي، وأقام به أيضاً مدة، وأريته به وجالسته.
وكان قليل المخالطة، مقبلاً على شأنه ثم فارق الرباط المذكور وسكن أعلى البلد نحو درب الخدم إلى أن توفي عشية الجمعة ثامن شوال سنة تسع وتسعين وخمس مئة وصلي عليه يوم السبت بمدرسة الشيخ أبي النجيب الشهروردي، وحمل إلى مقبرة الخيزران المجاورة لمشهد أبي حنيفة رحمه الله، فدفن هناك بوصيةٍ منه.
1194- الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الله، أبو علي الصوفي الفارسي الأصل البغدادي المولد والدار.
من أهل الجانب الغربي، كان يسكن رباط الزوزني، وهو أخو أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن شيخ رباط الزوزني الذي قدمنا ذكره، والحسن هذا الأسن.
كان رجلاً صالحاً مشتغلاً بنفسه، مقبلاً على العبادة، كثير التلاوة للقرآن المجيد، صموتاً قليل الكلام في غير ما يعنيه.(3/97)
سمع أبا السعود أحمد بن علي ابن المجلي، وأبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق، وأبا الحسن علي بن المبارك ابن الجصاص، وجماعةً آخرين، وحدث عنهم. سمعنا منه، وكتبنا عنه، ونعم الشيخ كان.
قرأت على أبي علي الحسن بن عبد الرحمن الفارسي، قلت له: أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي، قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءةً عليه وأنا حاضر أسمع، قيل له: أخبركم أبو محمد عبد الله بن محمد بن أيوب بن ماسي، فأقر به، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال:حدثنا سليمان التيمي، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)).
سألت أبا علي هذا عن مولده، فقال: في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وخمس مئة.
وتوفي يوم الخميس ثالث عشري شعبان سنة ست وتسعين وخمس مئة، وحضرنا الصلاة عليه يوم الجمعة رابع عشري منه بجامع المنصور وأمنا في الصلاة عليه الشيخ أبو أحمد عبد الوهاب بن علي المعروف بابن سكينة، ودفن عند أبيه بتربة الصوفية المجاورة لرباط الزوزني مقابل جامع المنصور، رحمة الله عليه.(3/98)
1195- الحسن بن عبد الجبار بن محمد بن عبد السلام بن أحمد، أبو محمد يعرف بابن البردغولي.
من أهل محلة العتابيين.
سمع أبا العباس أحمد بن علي بن قريش المقرئ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن القرشي، وأبو إسحاق إبراهيم بن الحسن الزنجاني، وأبو القاسم عبد الرحمن بن يحيى بن الربيع وغيرهم.
أخبرنا عمر بن علي بن الخضر الدمشقي في كتابه، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن عبد الجبار بن محمد، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن قريش، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد القزويني، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، قال: حدثنا أبو ذر القاسم بن داود الكاتب، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد.
وأخبرناه عالياً القاضي أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الواسطي بها قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا القاضي أبو علي الحسن بن إبراهيم بن برهون الفارقي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، قال: أخبرنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة؛ كلاهما عن منصور، عن ذر، عن يسيع الحضرمي، عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(3/99)
((الدعاء هو العبادة {وقال ربكم ادعوني أستجيب لكم}.
والحديث على لفظ أبي داود، وفي حديث ابن أبي الدنيا: ثم قرأ هذه الآية {ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}.
أنبأنا القاضي أبو المحاسن القرشي، قال: ذكر لي أبو عبد الله المبارك بن عبد الجبار ابن البردغولي إن مولد أخيه أبي محمد هذا في سنة سبع وتسعين وأربع مئة تقريباً.
قلت: كان حياً في سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة لأن إبراهيم بن الحسن الزنجاني سمع منه فيها.
1196- الحسن بن عبد الواحد بن أحد بن الحصين الدسكري، أبو القاسم بن أبي سعد المعروف بابن الفقيه.
كان والده أبو سعد يعرف بالفقيه، وكان وكيلاً للإمام المقتدي بأمر الله رضي الله عنه. وابنه أبو القاسم هذا تولى صدرية المخزن المعمور في أيام الإمام المستظهر بالله رضي الله عنه.(3/100)
ذكره تاج الإسلام، أبو سعد ابن السمعاني في ((تاريخه))، فقال: الحسن بن عبد الواحد بن محمد بن الحصين، أبو القاسم، أخو مسعود بن عبد الواحد بن الحصين، وذكر وفاته في ثاني ربيع الأول سنة خمس وخمس مئة. ووهم، رحمه الله، إذ جعله أخاً لمسعود لأن مسعوداً هو ابن أبي غالب عبد الواحد، وأبو غالب هذا أخو أبي القاسم هبة الله، وهما ابنا أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد ابن أحمد بن العباس بن الحصين الشيباني، وأبو القاسم هبة الله هذا ... محدثٌ مشهورٌ بالرواية، حدثنا عنه جماعةٌ، ومسعود ابن أخيه لم يكن له أخٌ أبداً، وإنما دخل الوهم عليه لاشتراكهما في اسم الأب حسب، ولو تدبر اسم الجد لعلم أن أبا القاسم ليس بأخ لمسعود؛ لأن اسم جد مسعود: محمد، واسم جد أبي القاسم الحسن: أحمد، وكذا ذكر عند ذكره لأبيه عبد الواحد، فقال: عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن الحصين أبو سعد الفقيه، تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وعند ذكره لأخيه أبي الفضل نصر الله بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين. ولكن رأى اشتراكهما في اسم الأب وفي اسم الجد الأعلى، وهو الحصين فجعل أبا القاسم الحسن أخاً لمسعود وليس بأخيه وليس بيتهما واحداً إذ مسعود من ولد الحصين الشيباني والحسن من ولد الحصين الدسكري. وأبو القاسم يعرف بابن الفقيه، وهو المشهور من نسبه، ومسعود معروف بابن الحصين لا غير.
وقد ذكر أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني في ((تاريخه)) أبا القاسم الحسن بن عبد الواحد بن الحصين المعروف بابن الفقيه، وذكر ولايته للمخزن المعمور ووفاته، وغيره من أصحاب التواريخ. فمن أحب الوقوف على ما ذكرناه ليعلم أن أبا القاسم الحسن ليس بأخٍ لمسعود كما ذكرنا، فليقف على كتاب أبي الحسن ابن الهمذاني عند ذكر وفاته في سنة خمس وخمس مئة،(3/101)
فسيجده كما صوبناه إن شاء الله تعالى.
1197- الحسن بن عمر بن الحسن الفتوتي الوراق.
أظنه من أهل الجانب الغربي.
أجاز لجماعةٍ في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، ولم أقف له على ذكرٍ في غير ذلك، والله الموفق.
1198- الحسن بن علي بن يوسف المحولي، أبو علي.
أديبٌ فاضلٌ له معرفةٌ حسنةٌ بالنحو واللغة العربية. قرأ على أبي علي محمد بن الحسين بن شبل، وروى عنه. قرأ عليه شرف الدولة أبو الحسن علي ابن الوزير أبي علي بن صدقة. وروى عنه الشيخ أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب، وغيرهما.
1199- الحسن بن علي بن محمد الفرجي، أبو علي الفارسي.
كان فقيهاً فاضلاً قدم بغداد، وأقام بها إلى حين وفاته. وسمع بها الكثير بنفسه وبقراءته من جماعةٍ، منهم: أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الصوفي الطريثيثي ومن بعده، وحدث أيضاً.
سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف وغيره، وسمعت من يذكره بالصلاح والعلم والمعرفة.
توفي قبل سنة عشرين وخمس مئة بقليل، رحمه الله وإيانا.
1200- الحسن بن علي بن الحسن ابن الدوامي، أبو علي، جد شيخنا أبي علي الحسن بن هبة الله.(3/102)
كان وكيلاً لبعض الأمراء من أولاد الأئمة الخلفاء رضي الله عنهم الساكنين بدار الخلافة المعظمة -شيد الله قواعدها بالعز- وبلغني أن نسبته بالدوامي إلى خدمة جهةٍ كانت من جهات الإمام القائم بأمر الله قدس الله روحه، تعرف بالدوامية.
قال لي ولد ولده أبو علي: أصلنا من باب الطاق، محلةٍ كانت قريبةً من مشهد أبي حنيفة رحمه الله.
سمع أبا الحسن علي بن الحسين بن أيوب البزاز، وأبا الخطاب ابن البطر، وحدث عنهما.
سمع منه أيضاً أبو بكر بن كامل، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه))، وأبو محمد ابن الخشاب.
1201- الحسن بن علي بن محمد المتولي، أبو علي الفقيه.
من أهل نيسابور.
قدم بغداد، وأقام بالمدرسة النظامية، وأعاد لأسعد بن أبي نصر الميهني المدرس بها درسه. وقد كان سمع بها من أبي محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج، وروى عنه.
سمع منه المبارك بن كامل، وأسعد بن هبة الله ابن الخيزراني المؤدب.
1202- الحسن بن علي الأكاف، أبو علي.
سمع جعفر بن أحمد السراج أيضاً، وحدث عنه. روى عنه أبو بكر بن كامل حديثاً في ((معجم شيوخه)).
1203- الحسن بن علي البدوي، أبو علي.(3/103)
من شيوخ أبي بكر بن كامل أيضاً، روى عنه في ((معجمه))، وقال: أنشدني فيما قرأت بخطه ومنه نقلت:
ترحلت الأظعان فالعين تدمع ... وقلبك بالأشواق والذكر موجع
فلا دارهم تدنو ولا الصبر يرتجى ... ولا خيرٌ يأتي إليك فتطمع
أعاذلتي مهلاً فلم تبق حيلةٌ ... لمن بعد الأحباب عنه وأزمعوا
1204- الحسن بن علي بن عبد الملك بن يوسف، أبو محمد الإسكافي.
منسوبٌ إلى بلد كان بالنهروان يعرف بإسكاف.
كان حافظاً للقرآن المجيد، قرأ على الشيخ أبي منصور محمد بن أحمد الخياط، وسمع منه، ومن أبي الفرج محمد بن أبي حاتم محمود بن الحسن القزويني، وأبي الفضل محمد بن عبد السلام الأنصاري، وأبي سعد محمد بن عبد القاهر الأسدي، وأبي محمد جعفر بن أحمد السراج، وغيرهم وحدث عنهم.
سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع، والشريف أبو الحسن علي ابن أحمد الزيدي، وأبو الرضا أحمد بن طارق القرشي، وأبو الخير صبيح بن عبد الله العطاري، وجماعةٌ. وروى لنا عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر.
وذكره أبو الفضل بن شافع في ((تاريخه)) فقال: كان صحيح السماع، مضى على الستر والسلامة.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزاز، قلت له: أخبركم أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الملك بقراءتك عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفرج محمد بن أبي حاتم محمود بن الحسن القزويني قدم علينا حاجاً قراءةً عليه(3/104)
وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبي أبو حاتم محمود بن الحسن، قال: أخبرنا أبو جعفر المقرئ في آخرين، قالوا: أخبرنا إبراهيم بن ساروية، قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، قال: حدثنا الحسن بن عطية، عن طريف بن سليمان، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اطلبوا العلم ولو بالصين، فإن طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم)).
قال أبو محمد ابن الخشاب: سألت أبا محمد بن عبد الملك عن مولده، فقال: في رابع عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وأربع مئة.
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح العدل، قال: توفي أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الملك الإسكافي يوم الأربعاء ثالث عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة، وصلي عليه يوم الخميس، ودفن بمقابر قريش، رحمه الله وإيانا.
1205- الحسن بن علي بن صالح، أبو علي المغربي.
من أهل مالقة أحد بلاد المغرب، ويقال: إن أباه كان خطيبها.(3/105)
رحل إلى العراق في طلب الحديث، وسمع في طريقه من أبي طاهر أحمد ابن محمد بن سلفة، ودخل بغداد في سنة سبع وخمسين وخمس مئة، وسمع بها من شيوخ ذلك الوقت، وحدث بها عن أبي طاهر بن سلفة وهو في الحياة.
سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وأبو الفتوح نصر بن أبي الفرج ابن الحصري، وغيرهم.
وكان في صحبته كتبٌ نفيسة من غرائب التصنيف في علم الحديث وغيره. وخرج إلى أصبهان فتوفي بها.
قال القرشي: وبلغنا أن الحسن بن علي المالقي توفي بأصبهان في سنة إحدى وستين وخمس مئة.
1206- الحسن بن علي بن محمد بن علي الدامغاني، أبو نصر ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله.
كان ينوب عن أخيه القاضي أبي الحسين أحمد في الحكم والقضاء بالجانب الغربي من مدينة السلام.
سمع أبا الغنائم محمد بن علي النرسي، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي.
أنبأنا عمر بن علي الدمشقي، قال: أخبرنا أبو نصر الحسن بن علي الدامغاني، قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن فدوية، قال: أخبرنا علي بن عبد الرحمن البكائي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال:حدثنا غندر، عن شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الموتشمات والمتنمصات والمتفلجات. قال شعبة:(3/106)
وأحسبه قال: ((والمغيرات خلق الله، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه)).
أخبرنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الحافظ في كتابه، قال: توفي أبو نصر ابن الدامغاني ليلة الجمعة حادي عشر شوال من سنة خمس وستين وخمس مئة، عفا الله عنا وعنه.
1207- الحسن بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن عبيد الله، أبو محمد بن أبي الحسن، يعرف بابن السوادي.
من أهل واسط، يلقب بالكامل. من بيتٍ مشهورٍ بالكتابة والتناية والتميز، وسيأتي ذكر أبيه إن شاء الله.
وأبو محمد هذا كان حاسباً ذا معرفة حسنة بأنواع الحساب من الجبر والمقابلة والضرب والمساحة وقسمة التركات، وغير ذلك.
سمعت شيخنا أبا الفتح عبد الوهاب بن الحسن بن علي الفرضي المعروف بابن الكتاني الواسطي بها يذكر الكامل أبا محمد ابن السوادي ويثني عليه ويصف فضله ومعرفته بالفرائض وفنون الحساب، ويقول: قرأت عليه وتخرجت به.
سمع الحسن هذا بواسط عميه أبا عبد الله محمد بن محمد ابن السوادي، وأبا الحسن محمد بن علي بن أبي الصقر الشاعر، وأبا نعيم محمد بن إبراهيم بن الجماري، وجماعةً آخرين.
وقدم بغداد غير مرةٍ وسمع بها من أبي الخير المبارك بن الحسين الغسال(3/107)
المقرئ وغيره، وحدث بها في سنة سبع وعشرين وخمس مئة عن عمه أبي عبد الله وبواسط عن أبي الخير الغسال وغيره.
وروى لنا عنه جماعةٌ منهم: أبو الفتح الفرضي، وأبو نصر محمد بن يحيى القاضي، وأبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي.
قرأت على عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الهاشمي، قلت له: أخبركم أبو محمد الحسن بن علي بن محمد ابن السوادي بقراءتك عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الخير المبارك بن الحسن بن أحمد الغسال بقراءتي عليه بمدينة السلام في سنة عشر وخمس مئة. وأخبرناه عالياً أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب ابن سعد التاجر بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو الخير المبارك بن الحسين بن أحمد الغسال قراءةً عليه وأنت تسمع، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد ابن الحسن الخلال، قال: حدثنا يوسف بن عمر القواس، قال: حدثنا محمد بن صالح الجواربي، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي، قال: حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، عن علاق بن مالك، عن أبان بن عثمان، عن أبيه عثمان بن عفان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله تعالى ليشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء)).
قرأت بخط أبي محمد ابن السوادي: مولدي في ليلة ثاني عشر ذي القعدة سنة تسع وسبعين وأربع مئة.
وسمعت أبا الفتح عبد الوهاب بن الحسن الفرضي، يقول: توفي في سابع عشري شهر رمضان من سنة ست وستين وخمس مئة، وصلينا عليه صبيحتها(3/108)
بجامع واسط، ودفن بمقبرة داوردان.
1208- الحسن بن علي بن الحسن بن عمر، أبو علي البطليوسي، منسوب إلى بلدةٍ نحو صقلية تسمى بطليوس.
ورد العراق مجتازاً إلى خراسان، فأقام هناك مدةً، وسمع بنيسابور من أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي وغيره، وعاد إلى بغداد، وحدث بها في صفر سنة ست وخمسين وخمس مئة وسمع منه بها الحافظ عمر بن علي الدمشقي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي البطليوسي، قدم علينا مدينة السلام، قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ، قال: حدثنا محمد بن هارون التاجر ببغداد، قال: حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم))، يعني:(3/109)
أهل المدينة.
بلغنا أن أبا علي البطليوسي توفي بحلب في سنة ثمان وستين وخمس مئة.
1209- الحسن بن علي بن الحسن، أبو علي الخباز، يعرف بابن شيروية.
أصله ديلمي، كان يسكن بباب الأزج.
سمع أبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، وحدث عنه. أدركته ولم أسمع منه.
سمع منه أبو العباس أحمد وأبو القاسم تميم ابنا أحمد بن أبي السعادات البندنيجي، وأبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري، وعبد الله بن أبي طالب الخباز المقرئ.
وقال تميم: توفي في إحدى جماديين من سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الغريبات بباب الأزج، رحمه الله وإيانا.
1210- الحسن بن علي بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش، أبو محمد الأنباري الأصل البغدادي المولد والدار، أخو القاضي أبي عبد الله محمد الذي قدمنا ذكره.
كان ينزل بالجانب الغربي.
سمع أبا القاسم إسماعيل بن الفضل بن إسماعيل الجرجاني، ومن بعده مثل أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري.
وحدث باليسير؛ سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر الدمشقي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).(3/110)
أخبرنا عمر بن أبي الحسن القرشي في كتابه، قال: قرأت على أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن يعيش في صفر سنة أربع وسبعين وخمس مئة بمنزله بدرب السراج، يعني بالجانب الغربي، قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن الفضل بن إسماعيل الجرجاني قدم علينا، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سعيد السعيدي، قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن الغطريف، قال: حدثنا أبو خليفة، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا سقطت لقمة أحدكم، فليمط عنها الأذى ثم ليأكلها ولا يدعها)).
1211- الحسن بن علي بن بركة بن عبيدة، أبو محمد بن أبي الحسن المقرئ.
من أهل الجانب الغربي، كان يسكن الكرخ في درب رياح.
مقرئ حسن القراءة، جيد الأداء، له معرفةٌ بالنحو. قرأ القرآن الكريم(3/111)
ببغداد بالقراءات على أبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون الدباس، وعلى أبي محمد عبد الله بن علي سبط أبي منصور الخياط، وبالكوفة على الشريف أبي البركات عمر بن إبراهيم العلوي الزيدي. وقرأ النحو على الشريف أبي السعادات هبة الله بن علي ابن الشجري العلوي. وسمع الحديث منهم: ومن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي السعادات أحمد بن محمد بن غالب العطاردي، وغيرهم. وكانت له معرفة أيضاً بالفرائض وقسمة التركات.
أقرأ الناس مدةً القرآن المجيد، وتخرج به جماعةٌ في علم النحو والفرائض، وسمعوا منه الحديث.
وقصدناه في سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة للقائه والقراءة عليه فلم نصادفه لشغل كان قد توجه فيه فلم نعد إليه لأسبابٍ اتفقت لنا.
وتوفي يوم الخميس ثامن عشري شوال سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة.
1212- الحسن بن علي بن المبارك المؤدب، أبو علي، يعرف بابن الحلاوي.
هكذا رأيت اسمه بخطه فيما أجازه لي، وقيل اسمه: المبارك، وكذا رأيته في بعض سماعاته، وسنذكره فيمن اسمه المبارك إن شاء الله جمعاً بين القولين.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا غالب أحمد بن(3/112)
الحسن ابن البناء، وروى عنهما. سمع منه القاضي عمر بن علي بن علي القرشي، ومن بعده. ورأيته ولم يتفق لي منه سماعٌ، وقد أجاز لي.
توفي يوم الاثنين سادس عشر صفر سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة؛ فيما ذكر تميم بن أحمد، ومن خطه نقلت.
((آخر الجزء الثالث والعشرين من الأصل)).
1213- الحسن بن علي بن حمزة بن محمد بن الحسن بن محمد ابن الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو محمد العلوي الحسيني، يعرف بابن الأقساسي.
منسوب إلى موضعٍ بين الحلة المزيدية والكوفة، يعرف بالأقساس.
نقيبٌ فاضلٌ من بيتٍ مشهورٍ بالتقدم والفضل، وقد تقدم ذكرنا لأخيه أبي يعلى محمد.
والحسن هذا تولى نقابة العلويين بالكوفة مدةً، وقدم بغداد غير مرةٍ، وسمع بها الحديث من أبي المعالي الفضل بن سهل الإسفراييني المعروف بالأثير الحلبي. وله شعرٌ حسنٌ مدح سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على سائر الأنام الناصر لدين الله -خلد الله ملكه- بقصائد كثيرةٍ.
تولى نقابة الطالبيين في صفر سنة تسع وثمانين وخمس مئة، وخلع(3/113)
عليه من الديوان العزيز -مجده الله- وخوطب بالطاهر، واستوطن بغداد. ولم يزل على ولايته إلى أن عزل يوم الجمعة ثامن شعبان سنة تسعين وخمس مئة، فلزم بيته إلى أن توفي يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شعبان سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ببغداد. وقد كتب الناس عنه شيئاً من شعره.
1214- الحسن بن علي بن نصر بن عقيل بن أحمد بن علي، أبو علي العبدي، يعرف بابن الغبريني.
من أهل واسط، سكن بغداد، ونزل بالجانب الغربي في الكرخ بدرب النخلة.
وكان شاعراً مجيداً، حسن القول، كثير النظم، مدح الأكابر بالعراق، واكتسب بالشعر، وصار به مشهوراً بعد أن كان مغموراً. ورحل إلى الجزيرة والشام ومدح أمراءها وأقام بدمشق.
وذكره العماد أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب في كتابه المسمى ((بخريدة القصر في ذكر شعراء العصر)) ووصفه بالفضل، وقال: قدم علينا، يعني إلى دمشق، ومدح الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، وتوفي عندنا. ومن شعره في النرجس:
والنرجس النضر الريان تحسبه ... وسنى نواظر من غير المها الحور
قضب الزبرجد منه حملت حدقاً ... من خالص التبر في أجفانٍ كافور
قلت: والحسن هذا كان ينتحل مذهب الإمامية من الشيعة، ويذب عنهم(3/114)
أصلاً وفرعاً.
أخبرنا محمد بن محمد بن حامد الكاتب، قال: توفي الحسن بن علي العبدي الشاعر بدمشق في العشرين من شعبان من سنة ست وتسعين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
1215- الحسن بن علي بن أبي سالم، واسمه المعمر بن عبد الملك بن ناهوج الإسكافي الأصل البغدادي المولد والدار المصري الوفاة، أبو البدر بن أبي منصور.
من أهل باب الأزج.
أحد الكتاب والمتصرفين في خدمة الديوان العزيز -مجده الله- هو وأبوه.
كان فيه فضلٌ، وله معرفةٌ بالأدب وشعرٌ حسنٌ. تنقل في الولايات إلى أن رتب مشرفاً بالديوان العزيز في يوم الاثنين سادس شهر رمضان سنة ست وثمانين وخمس مئة. وكان على ذلك إلى أن عزل في سابع ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وخمس مئة.
وكان قرأ النحو على أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب النحوي، وسمع منه، وما أعلم أنه روى ببغداد شيئاً.
ومن شعره ما أنشدني ابنه أبو منصور علي بمكة، قال: أنشدني أبي بمصر(3/115)
لنفسه من قصيدةٍ:
وعلى الكثيب مخمرٌ من تيهه ... كالبدر من حسنٍ وليس بآفل
حجبوه بالبيض القواصل ما دروا ... من حسنه وسيوفهم كالقاصل
رشأٌ كأن لحاظه مطرورةٌ ... قذفت بها غرضاً حمية نابل
فكأن سحر بلاغةٍ في لفظه ... أخذٌ تعقدها نوافث بابل
خرج أبو البدر بن أبي سالم هذا من بغداد حاجاً في سنة تسع وثمانين وخمس مئة أو نحوها، وجاور بمكة، ثم صار منها إلى مصر فسكنها إلى حين وفاته بها في يوم الأربعاء ثامن عشر شهر رمضان سنة ست وتسعين وخمس مئة بالقاهرة عن سبعٍ وستين سنة، ودفن بالقرافة، حدثني بذلك ابنه بمكة.
1216- الحسن بن علي بن محمد، أبو علي المقرئ الضرير الدرزبيني.
من أهل قريةٍ تسمى الدرزبينية، من قرى نهر عيسى.
سكن بغداد، وقرأ بها القرآن الكريم بالقراءات الكثيرة على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي وغيره. وكان حافظاً له، حسن التلاوة، جيد القراءة، يقرئ بدار الخلافة المعظمة، وله مكانة. ويؤم في الصلوات بمسجدٍ بالحدادين مقابل درب الدواب، ويصلي التراويح في كل شهر رمضان بختمات، ويجتمع عنده الناس ويستمعون قراءته.
سمع الحديث من جماعةٍ من شيوخنا، وما أظنه روى شيئاً.(3/116)
توفي ليلة الاثنين النصف من شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمس مئة، وحضرت الصلاة عليه يوم الاثنين بالمدرسة النظامية والجمع كثيرٌ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب، رحمه الله وإيانا.
1217- الحسن بن علي بن الحسين بن قنان الأنباري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو محمد بن أبي الحسن المخلطي، يعرف بابن الربي، وسيأتي ذكر أخيه الحسين وذكر أبيهما.
سمع الحسن من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي. سمعنا منه.
قرئ على أبي محمد الحسن بن علي بن الحسين الأنباري وأنا أسمع، قيل له: أخبركم القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي ابن المأمون قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل ابن المأمون، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، قال: حدثنا الهيثم بن خالد، قال: حدثنا هوذة بن خليفة، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قمت على باب الجنة فإذا عامة من يدخلها الفقراء، وقمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء وأصحاب الجد محبوسون)).(3/117)
وتوفي في ثامن عشري ذي الحجة سنة ثمان عشرة وست مئة، ودفن بالشونيزي.
1218- الحسن بن علي بن محمد بن هبة الله بن عبد السميع بن علي ابن عبد الصمد، أبو محمد بن أبي الحسن بن أبي تمام الهاشمي، يعرف بابن كلبون، وهو لقبٌ لبعض أجداده.
كان لأبيه وجده معرفةٌ بالأنساب الهاشمية معروفون بذلك.
وأبو محمد هذا من أهل الجانب الغربي، ومنزله بالكرخ. وتولى الخطابة بجامع المحلة المعروفة بالتوثة المجاورة لمقبرة الشونيزي في الجمع. وهو من بيتٍ معروف بالشرف والنسب، رحمه الله وإيانا.
1219- الحسن بن عسكر بن الحسن، أبو محمد الصوفي.
من أهل واسط، من قريةٍ تعرف بشافيا من قرى نهر جعفر. كان أبوه شيخها، وله بها رباطٌ للفقراء.
وأبو محمد هذا سكن واسط من صباه، وسمع بها الحديث من القاضي أبي علي الحسن بن إبراهيم بن برهون الفارقي، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام البغدادي لما قدمها، ومن أبيه أبي الفوارس عسكر بن الحسن وغيرهم. وقدم بغداد غير مرةٍ. سمعنا منه بواسط.
حدثنا أبو محمد الحسن بن أبي الفوارس الصوفي لفظاً، قال: كنت ببغداد في ليلة رجب سنة إحدى وعشرين وخمس مئة جالساً على دكةٍ بالموضع المعروف بباب أبرز للفرجة إذ جاء ثلاث نسوة فجلسن إلى جانبي، فأنشدت متمثلاً:(3/118)
هواءٌ ولكنه راكدٌ ... وماءٌ ولكنه غير جاري
وسكت، فقالت لي إحداهن: هل تحفظ لهذا البيت تماماً؟ فقلت: لا، ما أحفظ سواه، فقالت: فإن أنشدك أحدٌ تمامه أو ما قبله ماذا تعطيه؟ فقلت: ليس لي شيءٌ أعطيه ولكن أقبل فاه، فأنشدني.
وخمرٍ من الشمس مخلوقةٍ ... بدت لك في قدحٍ من نضار
إذا ما تأملتها وهي فيه ... تأملت نوراً محيطاً بنار
فهذا النهاية في الابيضاض ... وهذا النهاية في الاحمرار
كأن المدير لها باليمين ... إذا دار بالشرب أو باليسار
توشح ثوباً من الياسمين ... له فرد كم من الجلنار
هواءٌ ولكنه راكدٌ ... وماءٌ ولكنه غير جاري
فحفظت الأبيات منها وانصرفت، وزادني بعض أصحابنا عنه أنه قال: فلما أنشدتني الأبيات وحفظتها، قالت لي: أين الوعد؟ يعني التقبيل، مداعبةً، والله أعلم.
توفي أبو محمد الصوفي بواسط في يوم الخميس لأربع عشر خلون من رجب سنة تسع وسبعين وخمس مئة، وقد نيف على الثمانين، ودفن بمقبرة مسجد زنبور، رحمه الله وإيانا.
1220- الحسن بن غالب بن علي، أبو علي الرفاء البغدادي.
سمع أبا إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، وروى عنه. سمع منه أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين، وأبو المعالي أحمد بن علي ابن السمين، وأبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني. وأخرج ابن سلفة عنه حديثاً في ((مشيخته البغدادية)). وسماع ابن الحصين منه في سنة أربع وتسعين وأربع مئة،(3/119)
فوفاته بعد هذه السنة، والله أعلم.
1221- الحسن بن الفرج بن علي بن عبد الله بن الحسين، أبو علي ابن أبي العز الشاهد.
من أهل واسط، يعرف بابن حبانش، والد شيخنا أبي البقاء هبة الكريم.
كان أحد عدولها هو وأبوه، قدم بغداد في سنة تسع وخمس مئة، وسمع بها من أبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، وعاد إلى بلده، وحدث به عنه.
سمع منه ابنه أبو البقاء، والشريف أبو الفتح محمد بن عبد السميع الهاشمي، وأبو الفتح المبارك بن علي العطار.
أخبرنا أبو البقاء هبة الكريم بن الحسن بن الفرج بن حبانش المعدل إذناً، قال: قرأت على أبي. وأخبرنا الشريف أبو الفتح محمد بن عبد السميع بن عبد الله الهاشمي إجازةً، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن الفرج بن علي بن حبانش قراءةً عليه وأنا أسمع في محرم سنة خمس وأربعين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي قراءةً عليه، وأنا أسمع ببغداد في ذي الحجة من سنة تسع وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر ابن أحمد البرمكي قراءةً عليه. وأخبرناه عالياً أبو الفرج أحمد بن المبارك بن الحسين الشاهد بقراءتي عليه من أصل سماعه قلت له: أخبركم أبو سعيد محمد ابن كمار بن الحسن الدينوري قراءةً عليه وأنت تسمع في شهر ربيع الآخر سنة تسع وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءةً عليه وأنا أسمع في محرم سنة أربع وأربعين وأربع مئة، قال:(3/120)
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب البزاز، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال:حدثنا سليمان التيمي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار، متعمداً)).
توفي أبو علي بن حبانش بواسط في يوم الخميس سادس عشر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وخمس مئة، ودفن يوم الجمعة عند أبيه بمقبرة المصلى.
1222- الحسن بن محمد بن الحسن بن زكروية، أبو القاسم الشاعر.
من أهل الأنبار، قدم بغداد في سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة، وروى بها شيئاً من شعره.
كتب عنه أبو عبد الله محمد بن جرير القرشي، وأبو الفضل محمد بن محمد بن عطاف، وأبو الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري، رحمهم الله وإيانا.
1223- الحسن بن محمد بن الحسين، أبو علي، يعرف بابن الخيزراني، والد شيخنا أبي جعفر محمد الذي قدمنا ذكره.
سمع أبا الحسن علي بن يوسف الهكاري الزاهد، وأبا عبد الله مالك بن أحمد البانياسي، وغيرهما، وحدث عنهم.
سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).(3/121)
وقرأت بخطه في غير ((المعجم)): توفي أبو علي ابن الخيزراني في ليلة الأحد سابع عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة، وصلي عليه بجامع القصر، ودفن بالوردية.
1224- الحسن بن محمد بن أحمد بن كردي، أبو محمد.
أحد الشهود المعدلين؛ من بيتٍ مشهورٍ بالعدالة والقضاء، شهد منهم بمدينة السلام جماعةٌ، وتولى منهم قضاء النهروان قومٌ.
والحسن هذا شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد النحوي قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن علي الواسطي، قراءةً عليه في كتاب ((تاريخ الحكام بمدينة السلام))، في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وسمع تزكيته، قال: وأبو محمد الحسن بن محمد بن كردي في يوم الثلاثاء ثامن عشر ذي القعدة من سنة سبع عشرة وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو السعادات محمد بن الحسن بن كردي، وأبو القاسم علي بن عبد السيد ابن الصباغ.
1225- الحسن بن محمد بن الحسن، أبو علي بن أبي البقاء، يعرف والده بصاحب ابن شاندي.
وأبو علي هذا من أهل واسط، أحد العدول بها، ويلقب بالمتنبي.
سألت أبا الفتح عبد الوهاب بن الحسن الفرضي المعروف بابن الكتاني الواسطي عن سبب تلقيب أبي علي هذا بالمتنبي فقال: كان صبياً في المكتب ويتعاطى قول الشعر ونظمه، فكان الصبيان يقولون له: أنت كالمتنبي قال الشعر وهو في المكتب، فغلب عليه هذا اللقب، وبقي حتى صار لا يعرف إلا به. هذا الكلام أو معناه.
سمع الحديث بواسط من جماعةٍ منهم: أبو سعد أحمد بن محمد بن الخطاب الفرضي المعروف بابن عصفور، وأبو الحسن محمد بن علي بن أبي الصقر، وغيرهما.(3/122)
ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي فيما رسمه من التاريخ ومن خطه نقلت، أن أبا علي الشاهد من أهل واسط، ويعرف بالمتنبي، قدم بغداد في سنة إحدى وأربعين وخمس مئة، وحدث بها عن أبي سعد بن عصفور، وأن أبا بكر المبارك بن كامل سمع منه بها، والله الموفق.
توفي أبو علي المتنبي بواسط في رابع رجب سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة.
1226- الحسن بن محمد بن علي بن حمدون الكاتب، أبو سعد، والد أبي المعالي محمد الذي قدمنا ذكره.
كان من شيوخ الكتاب والعارفين بقواعد التصرف، وله تصنيفٌ في معرفة الأعمال. عمر حتى أسن وكبر.
أنبأني أبو الحسن علي بن يحيى الوكيل، ومن خطه نقلت، قال: توفي ابن حمدون الشيخ، يعني أبا سعد، يوم السبت عاشر جمادى الأولى سنة ست وأربعين وخمس مئة.
1227- الحسن بن محمد بن خل، أبو علي الكردي الفقيه الشافعي.
من أهل إربل. قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته. وكان فقيهاً شافعياً ديناً صالحاً مفتياً. ولما تولى القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي ابن الشهرزوري الموصلي القضاء ببغداد استنابه في الحكم.
سمع من أبي الوقت السجزي وغيره، وما أعلم أنه حدث بشيءٍ.
ذكره أبو الفرج صدقة بن الحسين الحنبلي في ((تاريخه))، فقال: وفي يوم الأربعاء حادي عشري رجب سنة ثمان وخمسين وخمس مئة توفي حسن الإربلي(3/123)
الفقيه الكردي الذي كان بالنظامية. وكان شيخاً صالحاً وفقيهاً مفتياً عارفاً بمذهب الشافعي. ودفن بباب أبرز، وكان استنابه ابن الشهرزوري القاضي.
1228- الحسن بن محمد بن الحسين ابن الخراساني، أبو علي بن أبي منصور
من أهل باب المراتب، من بيت مشهور بالرواية قد حدث منهم جماعة. سمع أبا بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني، وروى عنه. سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا الحافظ أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد ابن الخراساني، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن بدران المقرئ، قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري. وأخبرناه أبو محمد عبد الغني بن الحسن ابن العطار الهمذاني والقاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي، قدما علينا قراءة عليهما، قالا: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءةً عليه. قال : أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف الجرجاني، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر بن شريح، قال: حدثنا أبو يحيى الضرير محمد بن سعيد، قال: حدثنا عبيدة، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، قال: كنت رجلاً مذاءً فكنت أكثر من الاغتسال، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يكفيك منه الوضوء)).(3/124)
قال القرشي: وتوفي أبو علي ابن الخرساني في ربيع الأول سنة إحدى وستين وخمس مئة.
1229- الحسن بن محمد بن هبة الله بن محمد بن علي بن المطلب، أبو علي بن أبي عبد الله ابن الوزير أبي المعالي.
من أهل بيتٍ ذوي رئاسةٍ وتقدم هو وأبوه وجده.
تولى النظر ببعقوبا وغيرها من أعمال السواد، وسمع أبا الحسن علي بن محمد ابن العلاف، وأبا علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب وغيرهما.
ذكر القاضي أبو المحاسن الدمشقي، وأبو بكر ابن المارستاني أنهما سمعا منه.
توفي يوم الخميس ثالث عشر ذي الحجة سنة اثنتين وستين وخمس مئة، ودفن ضحوة الجمعة بمقابر قريش في الجانب الغربي، رحمه الله وإيانا.
1230- الحسن بن محمد بن علي ابن الشطرنجي، أبو علي، والد شيخنا محمد بن أبي علي.
من أهل الحريم الطاهري.
ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع في ((معجم شيوخه)) الذين سمع منهم وكتب عنهم، قال: وتوفي في يوم الخميس سادس عشر جمادى الأولى سنة خمس وستين وخمس مئة، ودفن بباب حرب، رحمه الله وإيانا.
1231- الحسن بن محمد بن عبد المحسن بن أحمد بن عبد الوارث بن الطيب بن جدا، أبو علي الشاعر.(3/125)
من أهل هيت.
قدم بغداد في سنة خمس وستين وخمس مئة، وكتب عنه بها شيءٌ من شعره فيما قرأت بخط بعض أصحاب الحديث، والله الموفق.
1232- الحسن بن محمد بن عبد الوهاب بن هبة الله ابن السيبي، أبو البركات، وقيل: أبو محمد بن أبي عبد الله بن أبي الفرج الملقب خالصة الدولة.
هكذا سماه أبو بكر عبيد الله بن علي المارستاني: الحسن، وأظنه وهم فيه، والصواب أحمد، هكذا رأيته في شيءٍ من مسموعاته، والله أعلم.
وهو من أهل البيوت القديمة والأعيان الأماثل، ولهم اتصالٌ ببيت رئيس الرؤساء وبينهما صهرية.
تولى أبو البركات هذا النظر بأعمال طريق خراسان، ثم أعمال قوسان من سواد العراق. وسمع شيئاً من الحديث، وما أعلم أنه حدث بشيءٍ.
توفي يوم السبت حادي عشر رجب سنة أربع وسبعين وخمس مئة، وكان من ذوي الهيئات، رحمه الله وإيانا.
1233- الحسن بن محمد بن محمد بن الحسن بن أحمد بن علي ابن أحمد، أبو علي الجائزاني الميمي، منسوب إلى ميمة بلدةٍ قريبةٍ من أصبهان.
رجلٌ صالحٌ، قدم بغداد في سنة أربع وسبعين وخمس مئة، وحدث بها عن أبي علي الحسن بن أحمد الحداد الأصبهاني. سمع منه بها أبو بكر محمد بن موسى الحازمي، وأبو الفتوح نصر بن أبي الفرج ابن الحصري، وأبو بكر(3/126)
عبد الله بن أبي طالب الخباز، وسمعت الخباز يثني عليه كثيراً ويصفه بالصلاح.
1234- الحسن بن محمد بن علي، أبو علي بن أبي بكر البقال، يعرف بابن العجمي وابن القطائفي.
من أهل الحريم الطاهري.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وروى عنه. سمع منه قبلنا القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي، وسمعنا منه، وكان سوقياً صحيح السماع.
قرأت على أبي علي الحسن بن محمد ابن العجمي البقال بشارع دار الرقيق، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الواعظ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله، يعني ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((المرء مع من أحب)).
قرأت بخط القاضي عمر بن علي القرشي، قال: سألت أبا علي ابن القطائفي عن مولده، فذكر ما يدل أنه في سنة ست عشرة وخمس مئة تقريباً. قلت: وتوفي يوم الجمعة حادي عشر محرم سنة خمس وتسعين وخمس مئة.(3/127)
1235- الحسن بن محمد بن علي بن طوق، أبو علي بن أبي البركات الكاتب.
أصله من الموصل، وأبو علي بغدادي المولد والدار.
تفقه في صباه، على مذهب الشافعي رضي الله عنه، وأقام بالمدرسة النظامية، وسمع من أبي الوقت السجزي وغيره، وترك ذلك، واشتغل بخدمة السلطان، وتولى النظر في ديوان التركات الحشرية والعقار الخاص، وما أعلم أنه روى شيئاً.
توفي في شوال سنة ست وتسعين وخمس مئة.
1236- الحسن بن محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الشيرازي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو منصور بن أبي الحسن بن أبي القاسم الكاتب، يعرف جده بالبقراني.
من أهل درب القيار، وقد تقدم ذكر والده.
كان أبو منصور كاتباً في الأعمال السلطانية مدةً، وترك ذلك، واشتغل بطريقة التصوف، وتولى خدمة الصوفية برباط الأرجوان بدرب زاخي مدةً.
وقد كان سمع في صباه من سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وغيرهما، وحدث باليسير. سمع منه أبو محمد جعفر بن محمد العباسي، ومحمد بن أحمد الهاشمي المكي.
وتوفي في حياة أبيه ليلة الخميس، يوم عرفة من سنة ست وتسعين وخمس مئة، وحضرنا الصلاة عليه يوم الخميس بالمدرسة النظامية والجمع كثير، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشونيزي إلى جانب ابن عمه الحافظ يوسف بن(3/128)
أحمد البغدادي.
1237- الحسن بن محمد بن عبدوس، أبو علي.
شابٌ من أهل واسط، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته. وكان فيه فضلٌ، وله معرفةٌ بالنحو واللغة العربية، وقال الشعر الحسن، وله مدائح كثيرة في المواقف المقدسة الإمامية الناصرية، خلد الله ملكها.
سمعنا منه كثيراً من شعره حالة إيراده في المواسم والهناءات.
توفي ببغداد في ليلة الجمعة خامس صفر من سنة إحدى وست مئة، وصلي عليه يوم الجمعة بالمدرسة النظامية، ودفن بالجانب الغربي بالمشهد بمقابر قريش على ساكنيه السلام.
1238- الحسن بن محمد بن طالب ابن المقرئ، أبو جعفر، وقيل: أبو محمد.
من ساكني الظفرية.
قبل قاضي القضاة أبو طالب علي بن علي ابن البخاري شهادته في ولايته الثانية يوم الجمعة حادي عشري ذي القعدة من سنة إحدى وتسعين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو الحسن علي بن المبارك بن جابر، وأبو الغنائم محمد بن محمد ابن المهتدي بالله. وتولى الإشراف بالعقار الخاص إلا أنه عزل عن الجميع قبل موته.(3/129)
لم يعن بالحديث ولا روايته، ويقال: كانت له معرفةٌ بتعبير الرؤيا.
توفي يوم الجمعة حادي عشر رجب سنة أربع وست مئة، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشونيزي.
1239- الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن حمدون، أبو سعد بن أبي المعالي بن أبي سعد الكاتب.
وقد تقدم ذكر أبيه وجدِّه.
وأبو سعد هذا بقية بيته، وهو آخر من كان بقي من بني حمدون، وقد كانوا جماعةً كتاباً فضلاء، رواةً للحديث.
سع أبا بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، والنقيب أبا جعفر أحمد بن محمد العباسي المكي، وأبا حامد محمد بن أبي الربيع الغرناطي مغربياً قدم بغداد وقد مضى ذكره، وأبا المعالي محمد بن محمد ابن اللحاس العطار، ووالده أبا المعالي محمداً، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطي وجماعةً بعدهم.
وكتب بخطه، وكان حسن الخط، صحيح النقل، وافر الهمة في الطلب، حصل الأصول، وجمع الكتب الكثيرة، وعلق الوفيات وأحوال الشيوخ، وجمع شعر جماعةٍ من الشعراء المتأخرين ودونها، وحدث بشيءٍ من مسموعاته، ووقف جملةً من كتبه على الطلبة والمستفيدين. سمع معنا الكثير، وسمعنا منه،(3/130)
ونعم الرجل كان.
قرأت على الأجل أبي سعد الحسن بن محمد بن الحسن بن حمدون من كتابه الذي فيه سماعه، قلت له: أخبركم أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر ابن الزاغوني قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك وعرفه، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن البسري، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا فضيل، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اتقوا النار ولو بشق تمرةٍ، فإن لم تجدوا فبكلمةٍ طيبةٍ)).
سألت أبا سعد بن حمدون عن مولده، فقال: ولدت في صفر سنة سبع وأربعين وخمس مئة.
وخرج لتلقي مؤيد الدين محمد بن محمد القمي نائب الوزارة لما قفل من خوزستان يوم الأحد العشرين من محرم سنة ثمان وست مئة، فلما بلغ مدائن كسرى، وبينها وبين بغداد سبعة فراسخ، عرض له ألمٌ، أوجبه حر الوقت، وتزايد به، فمات في بقية يومه، وحمل من هناك في سفينةٍ إلى بغداد، ودفن بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام بالجانب الغربي.
1240- الحسن بن محمد بن علي بن أحمد ابن نظام الملك أبي علي الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس الطوسي، أبو علي بن أبي نصر ابن أبي الحسن ابن الوزير أبي نصر.(3/131)
من بيتٍ معروفٍ بالتقدم والفضل والولاية، وقد تقدم ذكرنا لأبيه.
وأبو علي هذا تفقه على أبيه وغيره، وسمع الحديث من أبي الوقت السجزي، والنقيب أبي العباس أحمد بن محمد المكي، وأبي حامد محمد بن عبد الرحيم القيسي المغربي وغيرهم.
وتولى النظر في وقف مدرسة جده نظام الملك مدةً وغيره من الخدم المتعلقة بالديوان العزيز -مجده الله- سمعنا منه.
قرأت على أبي علي الحسن بن محمد بن علي، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد لما قدمها، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية، قال: أخبرنا إبراهيم بن خزيم الشاشي، قال: حدثنا عبد بن حميد الكشي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته التطوع في كل جهةٍ.
سألت أبا علي هذا عن مولده فلم يحققه، وذكر ما يدل أنه في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة تقريباً، والله أعلم.
وتوفي يوم الأربعاء ثالث عشري ذي القعدة سنة سبع عشرة وست مئة، ودفن في يومه.
1241- الحسن بن محمد بن طاهر بن زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد الشحامي، أبو علي.(3/132)
من أهل نيسابور، من بيتٍ مشهورٍ بالرواية معروفٍ بالعدالة، كلهم ثقةٌ محدثٌ.
وأبو علي هذا عدلٌ ببلده، مزكٍ، له مكانةٌ عندهم وتقدم. سمع أبا بكر محمد بن علي الطوسي، وأبا الفتح مسعود بن محمد بن سعيد المسعودي المروزي وغيرهما. قدم بغداد حاجاً في سنة ثلاث عشرة وست مئة، وحدث بها. كتبنا عنه قبل خروجه للحج.
قرأت على أبي علي الحسن بن محمد بن طاهر المزكي ببغداد في الجانب الغربي، قلت له: أخبركم أبو الفتح مسعود بن محمد المسعودي الفقيه، قدم عليكم شاذياخ نيسابور من لفظه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أبي طاهر الصدقي، محلة بمرو يقال لها صدقة، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن الشيرنخشيري إملاءً، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر غندر البغدادي الحافظ، قال: حدثنا أبو الخليل العباس بن الخليل بن جابر بحمص، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن حنان، قال: حدثنا بقية، يعني ابن الوليد، عن عبد الملك بن عبد العزيز ،قال: حدثنا عطاء، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من حمل من أمتي أربعين حديثاً فهو من العلماء)).(3/133)
سألت أبا علي الشحامي عن مولده، فقال: ولدت في تاسع عشر ربيع الآخر من سنة إحدى وخمسين وخمس مئة بشاذياخ نيسابور.
1242- الحسن بن المبارك بن أحمد ابن الأكفاني، أبو محمد.
سمع أبا محمد جعفر بن أحمد ابن السراج، وحدث عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه))، رحمهم الله.
1243- الحسن بن المبارك بن محمد بن عبد الله بن محمد، أبو الحسين الشاعر، يعرف بابن الخل، أخو أبي الحسن محمد الفقيه الشافعي.
هكذا سماه أبو بكر المبارك بن كامل في ((معجم شيوخه))، وذكره فيمن اسمه الحسن، وروى عنه قطعةً من شعره، نحن نذكرها إن شاء الله.
وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني فيمن اسمه أحمد، وقال: أحمد ابن المبارك ابن الخل، أبو الحسين، أخو أبي الحسن. وأبو بكر بن كامل أعرف به، لأنه عاصره وسمع منه، وتاج الإسلام يعتمد على قول ابن كامل وينقل عنه ويسميه المفيد، فلأجل ذلك صوبنا قوله، واعتمدنا على قوله.
قرأت بخط المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، قال: أنشدني أبو(3/134)
الحسين الحسن بن المبارك ابن الخل لنفسه:
قلت لها لا تقتلي مدنفاً ... حبك قد هيج بلباله
ما زال يرجو منك وصلاً إلى ... أن قطع الهجران أوصاله
فابتسمت تيهاً وقالت لنا ... كم قتلت عيناي أمثاله
أنبأنا الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي، قال: توفي أبو الحسين ابن الخل في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.
وقال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في ((تاريخه)): توفي أبو الحسين ابن الخل فجاءةً ليلة الأحد رابع عشري ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة، ودفن بالوردية عند أخيه أبي الحسن الفقيه، رحمنا الله وإياهما.
1244- الحسن بن المبارك ابن الخزاز، أبو محمد.
من أهل بغداد.
رأيت إجازته لجماعةٍ في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة بخطه، ولم أقف له على مسموع، ولا ذكر في غير ذلك.
1245- الحسن بن المبارك بن أبي سعد، أبو علي، يعرف بابن البواب.
من أهل الحريم الطاهري، كان أمين القضاة بالحريم وما يجاورها.
سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبا الوقت السجزي وغيرهما، وروى شيئاً يسيراً. سمع منه بعض أصحابنا، ورأيته وما اتفق لي منه سماعٌ.
توفي يوم الجمعة تاسع عشر محرم سنة ست وست مئة، ودفن بباب حرب، رحمه الله وإيانا.(3/135)
1246- الحسن بن المبارك بن محمد بن يحيى بن مسلم ابن الزبيدي، أبو علي بن أبي بكر بن أبي عبد الله.
والزبيدي هو جده محمد، من أهل زبيد بلدةٍ باليمن معروفةٍ، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته وعقبه بها، وسيأتي ذكر أبيه المبارك فيما بعد إن شاء الله.
وأبو علي سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى الصوفي وغيره. كتبنا عنه.
قرأت على أبي علي الحسن بن المبارك بن محمد الزبيدي، قلت له: أخبركم أبو الوقت السجزي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي قراءةً عليه وأنا أسمع بهراة، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يدخل أحدٌ ممن بايع تحت الشجرة النار))ز
سألت الحسن بن المبارك هذا عن مولده، فقال: في سنة ثلاث وأربعين(3/136)
وخمس مئة.
1247- الحسن بن مسمار بن نعمة، أبو علي الهلالي الحوراني.
من أهل دمشق.
قدم بغداد فيما قاله الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي، قرأ بها القرآن العزيز بالقراءات على أبي محمد عبد الله بن علي سبط أبي منصور الخياط، وسمع بها الحديث من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وعاد إلى دمشق وأم الناس في جامعها في موضع الحنابلة، وتوفي بها يوم الأحد سادس شهر رمضان سنة وأربعين وخمس مئة.
1248- الحسن بن مسلم بن الحسن، ويقال: مسلم بن أبي الحسن، أبو علي الزاهد الفارسي.
منسوب إلى قريةٍ تسمى الفارسية من قرى نهر عيسى مجاورة للمحول.
كان رجلاً صالحاً، كثير العبادة، منقطعاً إلى الاشتغال بالخير. قد قرأ(3/137)
القرآن الكريم، وتفقه، وسمع الحديث. لم يزل على طريقةٍ حميدةٍ.
روى عن أبي البدر إبراهيم بن محمد الكرخي. وسمعنا منه، وكتبنا عنه، ونعم الشيخ كان.
قرأت على أبي علي الحسن بن مسلم الفارسي بباب البصرة، قلت له: أخبركم إبراهيم بن محمد بن منصور الفقيه قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن الدقاق، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز، قال: حدثنا يحيى بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في أصحابه ذات يومٍ فقال: ((اغتسلوا يوم الجمعة، فمن اغتسل يوم الجمعة كانت له كفارةٌ ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة)).
سمعت أبا علي الحسن بن مسلم يقول لرجل في ضمن كلام، كان يقول له:
إذا أنت جازيت المسيء بفعله ... ففعلك من فعل المسيء قريب
توفي أبو علي الفارسي بالفارسية يوم الأحد الحادي عشر من محرم سنة أربع وتسعين وخمس مئة، ودفن بها برباطٍ له، وكان قد بلغ التسعين أو نحوها، يرحمه الله وإيانا.
1249- الحسن بن مسعود بن هبة الله بن علي بن خليد الكاتب، أبو محمد.
من أبناء الكتاب والمتصرفين في الأعمال الديوانية. تنقل في الخدمات(3/138)
إلى أن ولي ديوان الزمام المعمور في يوم الاثنين ثالث عشري شهر ربيع الآخر سنة ست وست مئة. ولم يزل على ولايته وتصرفه إلى أن عزل يوم الاثنين التاسع من المحرم سنة تسع وست مئة. وأعيد إليه في رجب سنة أربع عشرة وست مئة، وعزل عنه في سنة عشرة وست مئة.
1250- الحسن بن نصر الله بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين الدسكري، أبو القاسم بن أبي الفضل بن أبي سعد، يعرف بابن الفقيه.
والفقيه هو جده أبو سعد من بيت إهل تقدمٍ وولايةٍ، وقد سبق ذكرنا لعمه الحسن بن عبد الواحد.
سمع الحسن هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني الكاتب، ومن أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء وغيرهما، وخرج عن بغداد، وأقام بالموصل مدةً طويلة، وعاد إلى بغداد وحدث بها.
سمع منه أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد العزيز الصوفي، وأبو الحسن علي بن المبارك الوارثي، وأبو بكر عبد الله بن أبي طالب المقرئ وغيرهم.
توفي في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة.
1251- الحسن بن نصر بن علي بن أحمد بن محمد ابن الناقد، أبو القاسم بن أبي طالب.(3/139)
ممن ربي في ظل الخدمة الشريفة المقدسة الإمامية الناصرية -خلد الله ملكها- وشمله إنعامها طفلاً ويافعاً ومحتلماً. فسما قدره، وشاع ذكره، ونفذ أمره، وتولى الولايات، وتنقل في الخدمات، فرتب حاجب الباب المحروس بباب النوبي في يوم السبت ثالث المحرم من سنة ست وثمانين وخمس مئة.
فلم يزل على ذلك إلى أن توفي والده في ثامن عشري جمادى الآخرة من سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، وكان يتولى صدرية المخزن المعمور، فنقل إلى النظر بالمخزن المعمور في هذا اليوم، وولي الصدرية به وبأعماله.
وفي سنة أربع وتسعين وخمس مئة فوض إليه النظر في الدواوين جميعها، ورسم لأرباب الولايات والنظار المصير إليه والمراجعة له، فكانت الأعمال كلها مردودةٌ إليه. وولى النظر في ديوان الزمام لأبي البدر ابن أمسينا في داره، وقاضي القضاة أبي الفضائل ابن الشهرزوري، وقرئ عهده عنده. وركب إلى الديوان العزيز -مجده الله- في الأعياد، وجلس للهناء، وحضر بباب الحجرة الشريفة في المواسم التي كان يحضر فيها النواب عن ديوان المجلس.
ولم يزل سامياً، وأمره نافذاً إلى صفر سنة سبع وتسعين وخمس مئة، وفوض النظر في الأمور إلى ناصر بن مهدي، فركب إلى الديوان العزيز -مجده الله- نائباً عن الوزارة في الشهر، واستقل الحسن ابن الناقد بتولي المخزن المعمور وأعماله إلى أن عزل عن ذلك يوم الخميس رابع عشري جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، ولم يستخدم إلى أن توفي في ليلة الأربعاء سابع شهر رمضان سنة أربع وست مئة، ودفن يوم الأربعاء بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام بالجانب الغربي. وقد كان سمع شيئاً من الحديث، ولم يبلغ أوان الرواية لأنه توفي شاباً.
1252- الحسن بن ناصر بن أبي بكر بن بانار بن محمد البكري، أبو علي الكاغدي.(3/140)
من أهل سمرقند.
سمع ببلده أبا بكر محمد بن نصر البخاري. قدم بغداد حاجاً في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، وحدث بها وبمكة شرفها الله.
سمع منه أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج ابن الحصري، وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر الواعظ، وغيرهما.
1253- الحسن بن هبة الله بن أحمد بن علي بن عبيد الله بن سوار، أبو طاهر بن أبي الفوارس بن أبي طاهر.
أحد الوكلاء بباب القضاة، من أولاد الشيوخ الرواة، وجده أبو طاهر كان مقرئاً صاحب تصنيف في القراءات.
سمع أبو طاهر هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وروى عنه. سمع منه الحافظ أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق وغيرهما.
أنبأنا القاضي أبو المحاسن بن أبي الحسن القرشي، قال: أخبرنا أبو طاهر الحسن بن هبة الله بن سوار، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني. وقرأته على القاضي أبي الفتح محمد بن أحمد بن بختيار بواسط، وعلى أبي الحسن علي بن محمد بن يعيش ببغداد، قلت لكل واحدٍ منهما: أخبرك الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الكاتب قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان البزاز، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حدثنا محمد(3/141)
ابن يونس بن موسى، قال: حدثنا فهد بن حيان، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن طلحة بن عبد الملك، عن القاسم، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم(3/142)
قال: ((من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه)).
قال: القرشي: سألت أبا طاهر بن سوار عن مولده، فقال: في شهر ربيع الأول أو ربيع الآخر من سنة أربع وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
1254- الحسن بن هبة الله بن محمد بن علي بن المطلب، أبو المظفر، الملقب فخر الدولة ابن الوزير أبي المعالي بن أبي سعد.(3/143)
زاهدٌ، تاركٌ للدخول في أمور الدنيا، وتولي الولايات. من بيتِ مشهورٍ بالتقدم والرئاسة، أحب طريقة الصوفية، والتشبه بهم في ملبسه وأخلاقه، كثير الحج والمجاورة بمكة شرفها الله.
له أثارٌ حسنةٌ منها مدرسة الفقهاء الشافعية شرقي بغداد مجاورة لعقد المصطنع، ورباطٌ للصوفية مصاقبها، ومسجدٌ متصلٌ بذلك، وجامعٌ تصلى فيه الجمعة على دجلة بالجانب الغربي، ورباطٌ للنساء بقراح ابن رزين، وغير ذلك من مواضع الخير. ووقف على ذلك من أملاكه ما يصرف في عمارته ومؤنة من يكون فيه.
سمع الحديث في صباه من أبي الحسن علي بن محمد ابن العلاف، وقرأ الأدب على أبي بكر بن جوامرد القطان، وامتنع في كبره من الرواية فلم يسمع منه أحدٌ إلا بجهدٍ.
سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني بعد سنة ثلاثين وخمس مئة بيسير، وذكره في ((تاريخه))، وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته. وسمع منه بعده أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع، والقاضي عمر بن علي القرشي، ورأيته ولم أقصد السماع منه.
توفي في ليلة الأربعاء العشرين من شوال سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، وصلى عليه الخلق الكثير بجامع القصر، وتقدم في الصلاة عليه الخطيب أبو جعفر ابن المهتدي بالله، ودفن بالجانب الغربي بالجامع الذي بناه على دجلة.
1255- الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن صصرى التغلبي، أبو المواهب بن أبي الغنائم.(3/144)
من أهل دمشق.
هكذا سمى نفسه الحسن، وفي سماعاته القديمة نصر الله.
كان أحد العدول ببلده، ومن بيت الرواية والتحديث. سمع الكثير بدمشق، ورحل في طلب الحديث إلى العراق وأصبهان وغيرها من البقاع والبلدان.
ودخل بغداد مرتين الأولة في سنة ثمان وستين وخمس مئة، سمع بها من أبي بكر أحمد بن علي ابن الناعم الوكيل، وأبي هاشم عيسى بن أحمد الهاشمي الدوشابي، وأبي محمد لاحق بن علي بن كاره، وغيرهم. وعاد إلى بلده، وأقام مدةً ثم قدمها في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، فسمع بها من أبي المحاسن محمد بن عبد الملك الهمذاني، وأبي الفرج محمد بن أحمد بن نبهان، وأبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل، وأبي السعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزاز وغيرهم. وعاد إلى دمشق فأقام بها إلى أن توفي.
وكان احترقت كتبه، فانتسخ أكثر سماعاته من الأصول، وجمع شيئاً في فضل بيت المقدس، وفي السلام ، وغير ذلك. وحدث مدةً، وكتب إلينا بالإجازة في سنة أربع وثمانين وخمس مئة.
وتوفي في سنة ست وثمانين وخمس مئة، وكان ثقةً.
1256- الحسن بن هبة الله بن يحيى بن الحسن بن أحمد بن عبد الباقي، أبو علي الفقيه الشافعي، يعرف بابن البوقي.(3/145)
من أهل واسط. تفقه بها على أبيه أبي جعفر، وشهد عند قضاتها، وكان حسن المعرفة بمذهب الشافعي رضي الله عنه وإليه الفتوى في بلده.
سمع بواسط من أبي الكرم نصر الله بن محمد بن مخلد الأزدي ومن أبي الجوائز سعد بن عبد الكريم الغندجاني، ومن القاضي أبي عبد الله محمد بن علي ابن المغازلي وغيرهم.
قدم بغداد مراراً كثيرة وسمع بها من أبي المعمر عبد الله بن سعد المعروف بخزيفة، ومن أبي المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة، ومن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، ومن أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي، ومن أبيه، وغيرهم. وناظر فقهاءها. ورأيته بها، قرأت عليه بواسط الفقه، وسمعت منه كثيراً.
قرأت على أبي علي الحسن بن هبة الله بن يحيى الفقيه، قلت له: أخبركم أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر بن علي المقدسي قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد، فأقر بذلك وعرفه، قيل له: أخبركم أبو الحسن مكي بن منصور بن علان، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: أخبرنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، قال: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: ((إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن)).(3/146)
سألت أبا علي ابن البوقي عن مولده: فذكر ما يدل أنه في سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة.
وتوفي عشية الثلاثاء سادس شعبان سنة ثمان وثمانين وخمس مئة، وصلينا عليه يوم الأربعاء بجامع واسط والجمع كثير، ودفن بداره بدرب منتاب الأعلى مدةً، ونقل إلى مقبرة مسجد رحمة عند أبيه.
1257- الحسن بن هبة الله بن علي ابن المكشوط، أبو علي الهاشمي.
من أهل الحريم الطاهري، سكن الجانب الشرقي.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البناء وغيرهما، وروى عنهم.
سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وأبو إسحاق مكي ابن أبي القاسم الغراد، ومن بعدهما. وأجاز لنا غير مرةٍ.
أنبأنا أبو علي الحسن بن هبة الله ابن المكشوط، قال: حدثنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ابن البناء من لفظه في محرم سنة ست وعشرين وخمس مئة، قال: أخبرني أبي، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، قال: حدثنا أبو سهل أحمد بن زياد القطان، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق المخرمي، قال: حدثنا عبد السلام بن مطهر، قال: حدثنا موسى بن خلف، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كن في الدنيا كأنك غريبٌ، أو كأنك عابر سبيل، وعد نفسك في أهل القبور)).(3/147)
أخبرنا عمر بن علي الحافظ في كتابه، قال: سألت أبا علي ابن المكشوط عن مولده، فقال: في سنة إحدى عشرة وخمس مئة.
قلت: وتوفي ليلة الاثنين ثالث عشر شعبان سنة إحدى وتسعين وخمس مئة، وصلي عليه، ودفن يوم الاثنين بمقبرة باب حرب.
1258- الحسن بن هبة الله بن الحسن بن علي، أبو علي بن أبي المعالي بن أبي علي المعروف بابن الدوامي، وقدم تقدم ذكر جده.
وأبو علي هذا أحد الأعيان الفضلاء، تولى حجابة الحجابة بالديوان العزيز مجده الله في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة، ثم صدرية المخزن المعمور، في يوم الأربعاء رابع صفر سنة تسع وثمانين وخمس مئة. ووكله سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله -خلد الله ملكه- وكالةً جامعةً أشهد على نفسه الشريفة بها. وعزل عن الجميع في رجب سنة تسعين وخمس مئة.
وله حضور سماع من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وإجازات من جماعةٍ منهم: أبو سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي الأصبهاني، وأبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ سبط الشيخ أبي منصور الخياط، وأبو الكرم المبارك بن الحسن ابن الشهرزوري وجماعة. سمعنا منه.
قرأت على أبي علي الحسن بن هبة الله بن الحسن ابن الدوامي، قلت له: أخبركم القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءةً عليه وأنت(3/148)
حاضر تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن علي ابن المأمون، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل المأموني، قال:حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، قال:حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا أبو مصعب، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزوٍ أو حج أو عمرةٍ يكبر على كل شرفٍ ثلاث تكبيرات ويقول: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)).
سألت الحسن ابن الدوامي عن مولده، فقال: ولدت سحرة الخميس الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي يوم الثلاثاء سادس رجب سنة ست عشرة وست مئة، ودفن بالشونيزي.
1259- الحسن بن هلال بن محمد بن هلال بن المحسن بن إبراهيم ابن هلال بن زهرون، أبو محمد بن أبي الحسين بن أبي الحسن بن أبي الحسين بن أبي علي بن أبي إسحاق الصابي الكاتب.
وأبو محمد هذا يعرف بالأشرف، وهو لقبٌ له، واسمه الحسن، وكان يسكن بباب المراتب. من بيتٍ قديمٍ أهل كتابةٍ وبلاغةٍ وتصرفٍ. وقد تقدم في كتابنا هذا ذكر جماعةٍ منهم حدثوا ورووا.(3/149)
سمع الحسن من أبي غالب محمد بن الحسن بن أحمد البقال، وأبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني، وأبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، وروى عنهم.
سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب، والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي. وروى لنا عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمود ابن الأخضر.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزاز من كتابه، قلت له: أخبركم أبو محمد الحسن بن هلال بن محمد الكاتب، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري إملاءً، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن نصر بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن منصور الشيعي، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الفضل بن هشام، قال: أخبرنا عدي بن الفضل، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أصبح صائماً فلا يصاخب ولا يسابب، فإن قاتله أحدٌ أو شاتمه فليقل: إني صائم)).
أنبأنا عمر بن علي القرشي، قال: سألت أبا محمد ابن الصابي عن مولده، فقال: في ربيع الأول سنة ست وثمانين، وأربع مئة. قال: وتوفي في جمادى الآخرة أو رجب سنة خمس وستين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
1260- الحسن بن يوسف بن غنيمة بن جندل، أبو علي.
من أهل الحربية.(3/150)
روى عن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين. سمع منه الحافظ عمر بن أبي الحسن الدمشقي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه))، وقال: سألته عن مولده، فقال ما يدل أنه في سنة أربع عشرة وخمس مئة.
1261- الحسن أمير المؤمنين المستضيء بأمر الله، أبو محمد ابن الإمام المستنجد بالله أبي المظفر يوسف ابن الإمام المقتفي لأمر الله أبي عبد الله محمد بن الإمام المستظهر بالله أبي العباس أحمد ابن الإمام المقتدي بأمر الله أبي القاسم عبد الله.
بويع له بالخلافة بعد وفاة أبيه يوم الأحد عاشر ربيع الآخر من سنة ست وستين وخمس مئة، وكانت وفاة والده يوم السبت تاسع الشهر المذكور. وجلس للناس والمبايعة بشباك دار الملك المشرف على بستان التاج بدار الخلافة المعظمة فبايعه السادة الأمراء من أهله وذويه أولاً، ثم القضاة والولاة والعدول والعلماء والأعيان، ثم الناس كافة. وكان المتولي لأخذ البيعة له والقيام بأمره: الأجل أبو الفرج محمد بن عبد الله ابن رئيس الرؤساء، واستوزره يوم مبايعته ولم يخلع عليه في هذا اليوم لأجل العزاء، وخلع عليه بعد ذلك على ما شرحناه في ترجمته. وكان، أعني الإمام المستضيء بأمر الله، جميلاً سرياً ذا رأفة وحلمٍ وأناةٍ.
مدحه أبو الفوارس سعد بن محمد الصيفي المعروف بحيص بيص يوم ولايته بما أنشدنا أبو شجاع زاهر بن رستم المقرئ عنه:
أقول وقد تولى الأمر حبرٌ ... إمامٌ لم يزل براً تقيا(3/151)
وفاض الجود والإحسان حتى ... حسبتهما عباباً أو أتيا
سألنا الله يعطينا إماماً ... نسر به فأعطانا نديا
سمعت العدل أبا الفضل مسعود بن علي ابن النادر وكان ممن له قربٌ واختصاصٌ بخدمة الإمام المستضيء بأمر الله -قدس الله روحه- يصفه باللطف والرأفة والإحسان، وقال: كان يدفع إلي الصلة من المال ويأمرني أن أوصلها إلى أهل البيوت الفقراء والضعفاء والأضراء والمساكين، وربما سمى لي قوماً من أهل المحال الغربية خاملين لا يعرفون، فأذهب إليهم وأسأل عنهم، فإذا لقيهم وجدتهم على غايةٍ من الفقر والحاجة، فأعجب من اتصال خبرهم بعلمه الشريف، ووقوفه على حالهم واستحقاقهم. وله في مدة ولايته، خصوصاً في آخرها عند شدة الغلاء الواقع في سنة خمس وسبعين وخمس مئة، من البر والصدقة والإنعام الدار إلى خلقٍ من العلماء والفقراء والمساكين ما عظم قدره، وشاع ذكره، وعم نفعه، وكبر وقعه، تقبل الله منه.
بلغنا أنه ولد سحرة يوم الاثنين ثالث عشر شعبان من سنة ست وثلاثين وخمس مئة.
وبدئ به مرضه الذي توفي فيه يوم عبد الفطر من سنة خمس وسبعين وخمس مئة، وتوفي بعد العصر من يوم السبت سلخ شوال سنة خمس وسبعين وخمس مئة، وغسله العدل مسعود ابن النادر بوصيته سحرة الأحد مستهل ذي القعدة، وصلي عليه، ودفن بدار الصخر التي كان يعمل بها دعوة الصوفية في كل رجب في إيوانها. ثم نقل تابوته في ليلة النصف من شعبان سنة ست وسبعين وخمس مئة إلى الجانب الغربي، ودفن بتربته المنسوبة إليه بقصر بني المأمون على دجلة بوصيةٍ منه، فكانت خلافته تسع سنين وستة أشهر وعشرين يوماً، وسنه لما توفي تسعاً وثلاثين سنة وشهرين وسبعة عشر يوماً، رضي الله عنه.(3/152)
1262- الحسن بن يوسف بن الحسن بن علي، أبو علي، يعرف بابن المحولي، منسوب إلى المحول القرية المعروفة بنهر عيسى.
كان يسكن بدرب الجب بالمأمونية.
سمع شيئاً من الحديث بإفادة أخيه علي بن الحسن، من أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ سبط الخياط، وأبي الحسن محمد بن طراد الزينبي النقيب، وإبراهيم بن محمد بن نبهان الرقي، وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي.
وما أعلم أنه حدث بشيءٍ، إلا أنه أجاز لنا، وقد رأيته.
توفي يوم الثلاثاء تاسع عشر ربيع الأول سنة ثلاث وست مئة.
وبلغني أن مولده في شهر رمضان سنة ست وعشرين وخمس مئة.
1263- الحسن بن يحيى بن محمد البندنيجي، أبو محمد المؤدب.
سكن بغداد، وقرأ شيئاً من علم الأدب على أبي محمد عبد الله ابن الخشاب، وسمع منه ومن غيره. علقت عنه أنشاداً.
أنشدني أبو محمد البندنيجي من حفظه، قال: أنشدني أبو الحسن علي بن أحمد البغدادي، ويعرف بقبلة الأدب، لبعضهم:
قلت للفرقدين والليل ملقٍ ... فضل أرواقه على الآفاق
إبقيا ما بقيتما سوف يرمى ... بين شخصيكما بسهم فراق
توفي أبو محمد هذا في رجب سنة ست مئة.(3/153)
1264- الحسن بن يحيى بن عمارة، أبو محمد الكاتب.
بغداديٌ سكن واسط، وعاد إلى بغداد، وتولى الكتابة بمعاملة نهر عيسى. وكان قد سمع من الوزير أبي المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة، ومن أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي وغيرهما. وما أظنه روى شيئاً لاشتغاله بغير ذلك. وكان فيه فضلٌ، وله شعرٌ وترسل.
توفي ببغداد ليلة الأحد خامس عشري ربيع الآخر سنة أربع وست مئة، ودفن يوم الأحد بالجانب الغربي بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام.
1265- الحسن بن أبي الحسن البصري المقرئ.
من شيوخ أبي بكر المبارك بن كامل، ذكره في ((معجم شيوخه)) وقال: أنشدني أبياتاً من الشعر أوردها عنه، قال: أنشدتها للجنيد.
1266- الحسن بن أبي الفوارس بن أبي القاسم، أبو علي الساقي بالمارستان العضدي.
من أهل الجانب الغربي، يعرف بابن البقلي.
سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)) الذين سمع منهم، وقال: توفي في ليلة الخميس سادس شعبان سنة تسع وسبعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة باب الشام. قلت: وهي مقبرةٌ بين الحريم والنصرية.
1267- الحسن بن أبي نصر بن أبي عبد الله بن أبي طاهر بن أبي حنيفة، أبو محمد أخو أبي عبد الله الحسين الذي يأتي ذكره، وأبو محمد الأسن.(3/154)
من أهل الحريم الطاهري.
هكذا سماه أبو بكر بن مشق في ((معجم شيوخه)) الحسن، وقد رأيت بخطه اسمه المبارك، وسنذكره فيمن اسمه المبارك جمعاً بين الاسمين إن شاء الله.
سمع أبا القاسم بن الحصين وطبقته، وروى القليل. سمع منه محمد بن مشق وغيره، وأجاز لنا.
أنبأنا محمد بن أبي طاهر البيع، ومن خطه نقلت، قال: توفي أبو محمد بن أبي حنيفة يوم الأحد حادي عشري شعبان سنة تسع وثمانين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.(3/155)
ذكر من اسمه الحسين
1268- الحسين بن أحمد بن محمد بن عمر، أبو عبد الله الأنصاري، عم أبي الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد الأنصاري.
روى عن أبي الفضل محمد بن الحسن بن .. ..
قال القاضي أبو المحاسن القرشي: سمع منه جماعة.
1269- الحسين بن أحمد بن جعفر الشقاق، أبو عبد الله الحاسب الفرضي.
شيخٌ فاضلٌ له معرفةٌ تامةٌ بالحساب وأنواعه، وله فيه تصانيف، وتعاليق. قرأت على أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري الفرضي، وعلى غيره، وبرع في(3/156)
فنه. وأقرأ الناس مدةً، وانتفع به جماعةٌ.
روى عن قاضي القضاة أبي بكر محمد بن المظفر بن بكران الشامي إنشاداً سمعه منه.وله شعرٌ حسنٌ.
روى عنه أبو الفضل عبد الله بن أحمد ابن الطوسي خطيب الموصل.
أنبأنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر، قال: أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد الشقاق الفرضي الحاسب لنفسه وكتب بهاإلى زعيم الكفاة ابن المعوج وهو حاجب الباب يومئذٍ في أيام الإمام المستظهر بالله رضي الله عنه، شفاعةً في ابنٍ له كان قد حبسه في جرم عليه:
أزعيم دولتنا السعيدة إنني ... أرجوك في البأساء والضراء
أرجوك أن تعفو الجريمة إنني ... من أجلها متقلقل الأحشاء
واصفح فإن الصفح منك مؤملٌ ... يا مصطفى من عنصر الآباء
ها قد مددت يدي إليك فردها ... بالعفو لا بشماتة الأعداء
فلما وقف على رقعته رق له وأنفذ ولده إليه، وقال: إنما سجنته إصلاحاً له وحفظاً لجانبك.
أنبأنا الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد في ((تاريخه الكبير)) قال: توفي أبو عبد الله الشقاق الفرضي يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء ثاني عشري ذي الحجة سنة إحدى عشرة وخمس مئة.
1270- الحسين بن أحمد بن عبد الوارث بن مهدي، أبو القاسم.
سمع أبا القاسم عبد الواحد بن علي بن فهد العلاف، وروى عنه.
سمع منه أبو بكر بن كامل الخفاف، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه))، رحمهم الله.(3/157)
1271- الحسين بن أحمد، أبو عبد الله البيع، يعرف بابن الجديد.
من أهل باب الأزج، أحد الموصوفين باليسار.
سمع خاله أبا الحسن محمد بن مرزوق الزعفراني، وأبا غالب محمد بن الحسن الماوردي، وغيرهما، وروى عنهم.
سمع منه أبو بكر عبيد الله علي المارستاني.
وذكرته لأحمد ابن البندنيجي المعدل، فقال: كان جارنا، وسمعت منه.
1272- الحسين بن أحمد بن علي بن موسى القنائي، أبو عبد الله، والد أبي بكر أحمد الذي قدمنا ذكره.
سمع الكثير من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، ومن أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، ومن هو في طبقتهما وبعدهما، كأبي الفضل بن ناصر وغيره، وكتب بخطه، وروى القليل، لأن الرواية لم تنتشر عنه.
1273- الحسين بن أحمد بن علي بن محمد بن علي الدامغاني، أبو المظفر القاضي ابن القاضي أبي الحسين ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله.
من بيتٍ لم يزالوا أهل ولايةٍ وتقدمٍ وقضاةٍ وحكام.(3/158)
وأبو المظفر هذا استنابه أخوه قاضي القضاة أبو الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في الحكم والقضاء بمدينة السلام يوم الثلاثاء ثالث عشري ربيع الأول سنة ست وأربعين وخمس مئة. ثم قبل شهادته يوم السبت ثالث ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة، وزكاه القاضيان أبو طاهر محمد بن أحمد ابن الكرخي، وأبو محمد عبيد الله بن محمد الساوي.
فكان على ولايته إلى أن عزل أخوه قاضي القضاة أبو الحسن المذكور في سنة خمس وخمسين وخمس مئة، فانعزل ولزم بيته. فلما أعيد أخوه إلى قضاء القضاة في ربيع الأول سنة سبعين وخمس مئة استنابه في الحكم والقضاء على عادته المتقدمة، فلم يزل على ذلك إلى أن توفي.
وقد سمع أبا القاسم بن الحصين، وأبا الحسين ابن الفراء، وأبا القاسم بن الطبر الحريري، وغيرهم.
سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي، وقال: سألته عن مولده، فقال: في ذي القعدة سنة ست عشرة وخمس مئة.
قلت: وتوفي يوم الأربعاء حادي عشر جمادى الآخرة من سنة تسعٍ وسبعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الشونيزي.
((آخر الجزء الرابع والعشرين من الأصل)).(3/159)
1274- الحسين بن أحمد بن حمزة الخلال البيع.
هكذا ذكره أبو عبد الله محمد بن عثمان العكبري الواعظ في ((معجم شيوخه)) الذين سمع منهم وكتب عنهم. فإن لم يكن ابن الجديد الذي قدمنا ذكره فهو آخر، والله أعلم.
1275- الحسين بن أحمد بن الحسين بن أيوب، أبو عبد الله بن أبي طاهر الكاتب.
من أهل الكرخ، وانتقل إلى الجانب الشرقي فسكنه إلى أن مات، وقد تقدم ذكر أبيه.
كان الحسين يتولى بعض الأشغال المتعلقة بالمخزن المعمور.
سمع من القاضي أبي بكر محمد بن أبي طاهر الأنصاري، ومن أبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، وغيرهما. سمع منه قبلنا القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وسمعنا منه.
قرأت على أبي عبد الله الحسين بن أبي طاهر الكاتب: أخبركم أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد ابن الغطريف بجرجان، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج الفقيه، قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: أخبرني ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من جاء منكم الجمعة فليغتسل)).(3/160)
سألت أبا عبد الله بن أيوب عن مولده، فقال: ولدت يوم الخميس سابع عشري ذي الحجة سنة عشرين وخمس مئة.
وتوفي في ليلة الأربعاء حادي عشري ذي القعدة من سنة خمس وست مئة، وصلي عليه يوم الأربعاء، ودفن بباب أبرز.
1276- الحسين بن أحمد بن الحسين الغزال، أبو عبد الله بن أبي بكر، يعرف بابن الخياري.
من أهل باب البصرة.
سمع جدته أم أبيه ست السعود أمة الوهاب بنت أبي نصر هبة الله بن علي ابن المجلي، وأبا حفص عمر بن عبد الله الحربي، وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، وأبا الحسن بن أبي عمر الدباس، وغيرهم. وروى عنهم. وكان يقول الشعر. سمعنا منه.
قرأت على أبي عبد الله الحسين بن أحمد البابصري، قلت له: أخبرتكم جدتك ست السعود أمة الوهاب بنت هبة الله بن علي الواعظ قراءةً عليها وأنت تسمع، فأقر به، قالت: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي(3/161)
قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاءً، قال: حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني، قال: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: ((من توضأ فليستنثر، ومن استجمر فليوتر)).
سألت أبا عبد الله ابن الخياري عن مولده، فقال: في شهر ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي ليلة الاثنين ثامن عشر رمضان سنة سبع عشرة وست مئة.
1277- الحسين بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن علي ابن المهتدي بالله، أبو طالب بن أبي العباس بن أبي الحسن بن أبي تمام بن أبي الحسن بن أبي تمام بن أبي الحسن ابن القاضي أبي الحسين المعروف بابن الغريق الهاشمي الخطيب.(3/162)
أحد الشهود المعدلين، هو ووالده. شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدامغاني يوم السبت رابع عشري شهر رمضان من سنة أربع وست مئة، وزكاه العدلان أبو منصور سعيد بن محمد ابن الرزاز وأبو منصور سعد بن أحمد ابن الخلال.
وتولى الخطابة بجامع القصر الشريف مناوبةً مع الشريف أبي الفضل عبيد الله بن أحمد ابن المنصوري بعد وفاة أبيه، ثم استقل بذلك، وهو الآن على ذلك.
1278- الحسين بن إبراهيم بن الحسين بن جعفر، أبو عبد الله الجورقاني، بالراء المهملة.(3/163)
ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق في ((معجمه)) فقال: سمع الكثير وكتب وصنف. ورد بغداد وقرئ عليه من مصنفاته، وأجاز لي. وتوفي يوم الأربعاء سادس عشر رجب سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة. كل ذلك كلام ابن مشق، أخبرنا به في كتابه.
1279- الحسين بن إبراهيم بن خطاب، أبو عبد الله الكاتب.
كان أديباً فاضلاً قرأ على أبي زكريا يحيى بن علي التبريزي، وكان له لسنٌ، ونظمٌ حسنٌ، ورسائل، رتب صاحب خبر بالديوان العزيز -مجده الله- مدةً.
قال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع: توفي، يعني ابن خطاب يوم الأربعاء حادي عشري جمادى الآخرة من سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.
1280- الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن قرواش الدقاق، أبو عبد الله.
من أهل نهر القلائين، أحد المحال الغربية.
سمع أبا الفرج محمد بن الفرج المعلم، وأبا بكر محمد بن أحمد القطان الزاهد، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وغيرهم.
ذكر أبو بكر عبيد الله بن علي المارستاني أنه سمع منه.
أنبأنا أبو الحسن علي بن يحيى الوكيل، ومن خطه نقلت، أن الحسين بن قرواش توفي ليلة الخميس يوم عرفة من سنة تسع وستين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.(3/164)
1281- الحسين بن جهير بن محمد بن جهير، أبو عبد الله بن أبي البركات.
هو ابن أخي الوزير أبي القاسم علي بن محمد بن محمد بن جهير.
تولى أبو عبد الله أستاذية الدار العزيزة -شيد الله قواعدها بالعز- في أيام الإمام المسترشد بالله، وعزل عن ذلك في شوال سنة ثمان عشرة وخمس مئة، وعاش بعد ذلك مدةً. وقد سمع شيئاً من الحديث، وروى على ما قيل.
بلغني أن مولده في محرم سنة ست وستين وأربع مئة.
وتوفي في ليلة الثلاثاء سابع عشري شعبان سنة خمس وأربعين وخمس مئة، ودفن بالمقبرة المقابلة لجامع المنصور بالجانب الغربي.
1282- الحسين بن الحسن بن الخصيب العباسي، أبو عبد الله.
ذكره أبو بكر بن كامل في ((معجم شيوخه))، وقال: سمعته يقول: رأيت علي بن أبي طالب في المنام فقال لي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أطاع الله أطاعه كل شيءٍ.
1283- الحسين بن الحسن بن الخصيم، أبو عبد الله بن أبي علي.
من أهل الكوفة، كان يتولى الخطابة بها. قدم بغداد في سنة ست وخمسين وخمس مئة، وروى بها شيئاً من شعره.
سمع منه أبو أحمد العباس بن عبد الوهاب البصري، وأبو الفتوح نصر بن أبي الفرج ابن الحصري، وأبو الحسن محمد بن محمد ابن النرسي، وروى لنا(3/165)
النرسي عنه.
أنشدني أبو الحسن محمد بن أبي الفرج الكاتب، قال: أنشدنا الحسين بن الحسن خطيب الكوفة ببغداد لنفسه:
أطوف كيما أرى مثالكم ... لتشتفي العين منه بالنظر
لا والذي بالنوى علي قضى ... فذل جفني بالدمع والسهر
ما نظرت مقلتي إلى صورٍ ... إلا وأنتم أحلى من الصور
1284- الحسين بن الحسن بن علي بن أحمد، أبو عبد الله الصوفي.
من أهل تكريت، سكن بغداد، واستوطنها إلى حين وفاته، وصحب شيخ الشيوخ أبا القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل النيسابوري، وكان في رباطه، وسمع منه، ومن غيره. كتبت عنه أناشيد.
أنشدني أبو عبد الله الحسين بن الحسن التكريتي ببغداد من حفظه، قال: أنشدني أبو الجوائز مقداد بن مختار المطاميري بتكريت لنفسه:
تبارك من لا يعلم الغيب غيره ... وشكراً على ما قد قضاه وقد حكم
إذا كان ربي عالماً بسريرتي ... وكنت بريئاً عنده غير متهم
فقل لظلومٍ ساءني سوء فعله ... سينتصف المظلوم من كل من ظلم
عدمتك دنيا ما نجا من همومها ... سوى راغب عنها يرى الغنم في العدم(3/166)
تجافى جناها واجتوى طيباتها ... وما شك يوماً أن صحتها سقم
إذا ما لسان المرء زل أزلة ... وليس يخاف المرء من زلة القدم
سألت الحسين هذا عن مولده، فقال: في سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة بتكريت.
وتوفي ببغداد في ليلة السبت ثالث عشر ذي القعدة من سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة، ودفن يوم الثلاثاء بالجانب الغربي بمقبرة معروف الكرخي بباب مسجد الجنائز.
1285- الحسين بن سعيد بن الحسين بن شنيف، أبو عبد الله بن أبي عبد الله بن أبي عبد الله.
من أهل الجانب الغربي، من محلة دار القز. كان أمين القضاة بمحلته وما يليها هو وأبوه، وكان مشكوراً.
سمع أبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، وأبا الفضل عبد الملك وأبا الحسن علي ابني عبد الواحد بن زريق القزاز، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزاز، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية الزاهد، وغيرهم، وروى عنهم.
وكان ثقةً، من بيت الحديث والرواية. سمعنا منه، ونعم الرجل كان.
قرأت على أبي عبد الله الحسين بن سعيد بن شنيف الأمين، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر بن الطبر المقرئ قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي،(3/167)
قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية، قال: حدثنا محمد بن هارون ابن المجدر، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يونس السراج، عن بقية، عن محمد ابن زياد، قال: سمعت عبد الله بن أبي قيس، قال: سمعت عائشة تقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال.
سألت أبا عبد الله بن شنيف عن مولده، فقال: في سنة خمس وعشرين وخمس مئة.
وتوفي يوم الأربعاء بعد الظهر ثالث عشر محرم سنة عشر وست مئة، وصلي عليه يوم الخميس بجامع دار القز، ودفن بمقبرة باب حرب.
1286- الحسين بن عبد الله بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، أبو عبد الله بن أبي محمد بن أبي نصر بن أبي طاهر البيع.
أحد الشهود المعدلين، ومن بيت العدالة والرواية، وسيأتي ذكر أبيه. والحسين هذا والد أحمد الذي قدمنا ذكره.
شهد عند قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد ابن الحديثي في يوم الخميس ثامن عشري شوال سنة سبع وستين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو المظفر أحمد بن أحمد بن حمدي، وأبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ.(3/168)
وسمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وغيره. وما أعلم أنه حدث بشيءٍ.
توفي يوم الثلاثاء سادس عشري شوال سنة خمس وسبعين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
1287- الحسين بن عبد الملك بن الحسين بن أبي الدنيا، أبو عبد الله الضرير المقرئ الفقيه.
من أهل بعقوبا.
ذكره المبارك بن كامل في ((معجم شيوخه))، وقال: سمع ببغداد من أبي غالب محمد بن الحسن البقال وغيره، وروى عنهم. أخرج عنه ابن كامل حديثاً في ((معجمه)).
1288- الحسين بن عبد الملك البصري.
من شيوخه أيضاً، روى عنه في ((معجمه)) ولم يكنه، وقال: أنشدني لبعضهم:
قفي فانظري جسمي وما فعل الهوى ... وكوني على ما شئت في أي ما حال
زعمت بأني قد سلوت وإنني ... مللت وما قلبي وعيشك بالسالي
وبلغك الواشون عني ولم أكن ... كما قيل عني في هواك بفعال
1289- الحسين بن عبد العزيز بن الحسين الكوفي الأصل الواسطي المولد والمنشأ، أبو عبد الله البزاز، يعرف بابن الوكيل؛ لأن أباه كان وكيلاً بباب القضاة بواسط.
سمع الحسين هذا بواسط من أبي الكرم نصر الله بن محمد بن مخلد الأزدي، ومن أبي الجوائز سعد بن عبد الكريم الغندجاني، ومن القاضي أبي(3/169)
العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي.
قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته, وحدث بها. سمعنا منه.
قرئ على أبي عبد الله الحسين بن عبد العزيز الواسطي ببغداد وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو الكرم نصر الله بن محمد بن محمد بن مخلد الأزدي قراءةً عليه وأنت تسمع بواسط، فأقر به، قال: أخبرنا القاضي أبو تمام علي بن محمد ابن الحسن الواسطي، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن عيسى الحافظ، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قال: حدثنا عبد الله بن عمير الكوفي، قال :حدثنا يحيى بن يمان، عن عبد الله ابن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة، والفراغ)).
سألت أبا عبد الله الواسطي عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة خمس وعشرين وخمس مئة.
وتوفي ببغداد في ليلة الجمعة عاشر جمادى الأولى سنة عشرٍ وست مئة، ودفن يوم الجمعة بباب حرب.
1290- الحسين بن عمر بن نصر بن الحسن بن سعد بن باز، أبو عبد الله.
من أهل الموصل. سمع بها أبوه، وغيره.
وقدم بغداد في سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة وبعدها، وسمع بها من(3/170)
جماعةٍ منهم: أبو محمد لاحق بن علي بن كاره، والكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد ابن الفرج الإبري، وأبو أحمد أسعد بن يلدرك الجبريلي، وأبو عبد الله المظفر بن أبي نصر البواب، وأبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف، وأبو منصور محمد بن أحمد بن الفرج الدقاق، وآخرون.
وكتب شيئاً من مسموعاته، وعاد إلى بلده، واشتغل بالمعاش والتكسب، وترك الاشتغال بالحديث، وسافر إلى الشام وديار مصر.
وعاد إلى بغداد في سنة ست مئة، وسمع بها معنا، ثم عاد إلى الموصل، وأقام بدار الحديث المظفرية بها شيخاً ومسمعاً. ولقيته هناك، وكتبت عنه، وسألته عن مولده، فقال: في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.
1291- الحسين بن عثمان بن علي، أبو عبد الله القطان.
من أهل الحربية، يعرف بابن الكوفي.
سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف، وروى عنه. سمعنا منه.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عثمان الحربي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أبي الحسين اليوسفي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا رضوان بن أحمد الصيدلاني، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن داود بن يزيد، عن عامر الشعبي، عن جرير بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان)).(3/171)
بلغني أن مولد الحسين ابن الكوفي في سنة أربع عشرة وخمس مئة.
وتوفي ليلة الأربعاء عاشر ربيع الآخر سنة ست مئة، ودفن بباب حرب.
1292- الحسين بن علي، أبو عبد الله الطيبي.
من شيوخ أبي بكر بن كامل، ذكره في ((معجم شيوخه)) وذكر أنه أنشده بيتين من الشعر عن أبي علي الواعظ، ولم يسمه.
1293- الحسين بن علي ابن المردوستي، أبو الفوارس.
سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري، وروى عنه.
وقد ذكر تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني: علي بن الحسين بن علي المردوستي أبا الفوارس، وأنه روى عن الجوهري، وأن أبا المعمر الأنصاري سمع منه. وفي ((معجم)) الأنصاري: الحسين بن علي كما ذكرناه.
قال القاضي عمر بن علي القرشي الحافظ: ووهم في ذلك تاج الإسلام، والصواب: الحسين بن علي ابن المردوستي أبو الفوارس، نقلت ذلك من خطه، أعني القرشي، والله الموفق.
1294- الحسين بن علي بن القاسم بن المظفر بن علي ابن الشهرزوري، أبو عبد الله بن أبي الحسن بن أبي أحمد.
من أهل الموصل، من البيت المشهور بالقضاء والولاية والتقدم.
قدم بغداد، واستوطنها إلى حين وفاته، وولي القضاء بها مطلقاً في يوم(3/172)
الخميس ثامن عشر صفر سنة ست وخمسين وخمس مئة مع قاضي القضاة أبي البركات جعفر بن عبد الواحد ابن الثقفي، وأسكن بدارٍ بباب العامة من دار الخلافة. وكان يجلس للحكم بباب النوبي المحروس.
وفي شهر ربيع الآخر من السنة تقدم إلى الشهود بمدينة السلام أن يحضروا مجلسه، ويشهدوا عنده وعليه فيما يسجله، وأذن له أن يسجل عن الإمام المستنجد بالله، فحضر الشهود عنده، وسمع البينة يوم الأربعاء سابع عشري الشهر المذكور، وهو أول مجلسٍ أثبت فيه بدعوى الوكلاء المثبتين على المديرين.
وقد سمع الحديث بالموصل من أبي البركات محمد بن محمد بن خميس، وحدث عنه ببغداد؛ سمع منه بها القاضي عمر بن علي القرشي.
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي ابن الشهرزوري بقراءتي عليه بمدينة السلام، قال: أخبرنا أبو البركات محمد بن محمد بن خميس الجهني بالموصل، قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق، قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد المرجي، قال: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، قال: حدثنا بشار بن الحكم، قال: حدثنا ثابت البناني، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((إن الخصلة الصالحة لتكون في الرجل فيصلح الله بها عمله كله، وطهور الرجل لصلاته يكفر الله به ذنوبه،(3/173)
وتبقى صلاته نافلةً)).
توفي القاضي أبو عبد الله ابن الشهرزوري ببغداد يوم الجمعة ثاني عشري جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين وخمس مئة، وصلي عليه يوم السبت ثالث عشري، ودفن بالجانب الغربي.
1295- الحسين بن علي بن محمد بن علي ابن الدامغاني، أبو علي ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله.
وقد تقدم ذكر أخيه أبي نصر الحسن، وجماعة من أهله، والتنبيه على بيتهم وسلفهم.
سمع أبو علي هذا من أبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، وحدث عنه. روى عنه القاضي أبو المحاسن الدمشقي في ((معجم شيوخه)) رحمهم الله.
أخبرنا الحافظ عمر بن علي بن الخضر في كتابه، قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن علي ابن الدامغاني، قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن فدوية، قال:حدثنا علي بن عبد الرحمن البكائي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن نمير وأبو أسامة جميعاً، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سمعت عبد الله بن جعفر، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خير نسائها مريم بنت عمران، وخير(3/174)
نسائها خديجة)).
قال القرشي: وتوفي أبو علي ابن الدامغاني يوم الجمعة حادي عشر رجب سنة إحدى وستين وخمس مئة.
1296- الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن علي الزينبي، أبو عبد الله ابن قاضي القضاة أبي القاسم ابن نور الهدى أبي طالب، أخو أقضى القضاة أبي نصر القاسم ابن قاضي القضاة أبي القاسم.
جعله أخوه يقرأ عليه السجلات بمجلس الإثبات يوم الإسجال، وأذن له في الشهادة عليه بها، وأن يضع خطه فيما يشهد عليه.
وقد سمع مع إخوته من جماعةٍ إلا أنه توفي شاباً في يوم الثلاثاء ثالث عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وخمس مئة، وصلى عليه أخوه أقضى القضاة يوم الأربعاء بجامع القصر في جماعةٍ، ودفن بباب الطاق.
1297- الحسين بن علي بن حماد الجبائي، أبو القاسم، أخو دعوان بن علي المقرئ.
وجبى المنسوب إليها أحد قرى السواد.
والحسين هذا بغداديٌ، سمع بها أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبا الغنائم محمد بن علي الكوفي وغيرهما.
سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي، وأبو محمد(3/175)
عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، في آخرين.
قرأت على أبي محمد بن أبي نصر البزاز: أخبركم الحسين بن علي أخو دعوان، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان. وأخبرناه عالياً أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد الدباس في جماعةٍ، قالوا: أخبرنا أبو القاسم بن بيان قراءةً عليه، فأقروا به، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة، قال: أخبرنا بشر بن المفضل البصري، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه، فإن في أحد جناحيه داءٌ وفي الآخر دواءٌ، وأنه يتقي بالجناح الذي فيه الداء فليغمسه كله ثم لينزعه)).
أنبأنا القرشي، قال: توفي أبو القاسم أخو دعوان في المحرم سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
وقال محمد بن مشق: توفي يوم السبت تاسع عشر صفر من السنة المذكورة، ودفن بباب حرب، رحمه الله وإيانا.
1298- الحسين بن علي بن محمد ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن ابن المسلمة، أبو الفضائل بن أبي الحسين بن أبي نصر.
وقد تقدم ذكر جماعةٍ من أهله، وذكر نسبهم، وتقدم سلفهم.
وأبو الفضائل هذا سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وروى عنه. سمع منه الحافظ عمر بن علي القرشي، وأخرج عنه حديثاً في(3/176)
((معجم شيوخه)).
أخبرنا القاضي أبو المحاسن بن أبي الحسن الدمشقي في كتابه، قال: أخبرنا أبو الفضائل الحسين بن علي بن محمد، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله ابن محمد بن عبد الواحد بن الحصين .وأخبرناه عالياً القاضي أبو الفتح محمد ابن أحمد ابن المندائي بقراءتي عليه بواسط وأبو الحسن علي بن محمد بن يعيش ببغداد، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، قال: حدثنا علي ابن المديني، قال:حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور)).
أنبأنا القرشي، قال: سألت أبا الفضائل ابن رئيس الرؤساء عن مولده، فقال: ولدت في سنة ست وخمس مئة. وتوفي يوم الأحد ثامن عشري ربيع الأول سنة خمس وستين وخمس مئة.
وقال صدقة بن الحسين في ((تاريخه)): توفي الأجل أبو الفضائل ابن رئيس الرؤساء عشية الأحد ثامن عشري الشهر المذكور، وصلي عليه يوم الاثنين تاسع عشرين بجامع القصر الشريف، ودفن بمقبرة باب أبرز، رحمه الله وإيانا.
1299- الحسين بن علي بن عبد الله، أبو عبد الله يعرف بابن السماك.(3/177)
من أهل الحريم الطاهري.
سمع أبا علي أحمد بن محمد ابن البرداني، وأبا العز محمد بن المختار الهاشمي، وأبا غالب شجاع بن فارس الذهلي، وأبا علي محمد بن محمد ابن المهدي.
سافر عن بغداد سنين كثيرة، وحدث في سفره، وعاد إليها، وجدث بها؛ فسمع منه ابنه واثق بن الحسين، والقاضي عمر بن علي القرشي، وأبو بكر محمد ابن المبارك بن مشق، وغيرهم.
قال ابن مشق: ومولده في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وأربع مئة. وتوفي في أوائل جمادى الآخرة سنة سبع وستين وخمس مئة.
1300- الحسين بن علي بن أحمد بن هبة الله بن محمد ابن المهتدي بالله، أبو طالب بن أبي الحسن بن أبي تمام.
من أهل باب البصرة، وسكن بالجانب الشرقي بدار الخلافة المعظمة.
وكان أحد الشهود المعدلين والخطباء المذكورين؛ شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في ولايته الثانية يوم الاثنين سابع ذي الحجة سنة خمسٍ وسبعين وخمس مئة، وزكاه القاضي أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ، والشريف أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب.
وتولى الخطابة بالجامع المعروف بجامع السلطان.
وقد سمع شيئاً من الحديث من أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبي محمد دعوان بن علي المقرئ، وأبي منصور محمد بن علي التميمي، وما أعلم أنه روى شيئاً لأنه توفي شاباً في شهور سنة ست وسبعين وخمس مئة.(3/178)
1301- الحسين بن علي بن زهير بن سنبلة، أبو عبد الله.
من شيوخ أبي بكر محمد بن أبي طاهر بن مشق؛ ذكره في ((معجم شيوخه)) الذين سمع منهم، وقال: كان من أهل الحريم الطاهري.
وسألت عنه شيخنا أبا المعالي أحمد بن أبي القاسم بن سنبلة التاجر، وكان من أهل الحريم فما عرفه، ولعله من غير أهل شيخنا أبي المعالي، والله أعلم.
1302- الحسين بن علي ابن الحداد، أبو عبد الله.
من أهل المدائن.
ذكر لي القاضي أبو الحسين هبة الله بن محمد بن أبي الحديد قاضي المدائن أنه سمع منه، وقال: كان يروي كتب الشيعة الإمامية.
1303- الحسين بن علي بن عبد الواحد بن شبيب الطيبي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو عبد الله.
كان له تقدم وخدمة للإمام المستنجد بالله، ومن بعده لولده الإمام المستضيء بأمر الله، وفي أوائل ولايةٍ سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله -خلد الله ملكه- وله في كل واحدٍ منهم مدائح.
تولى إشراف المخزن المعمور مدةً. ولما عزل أبو بكر ابن العطار في ذي القعدة من سنة خمس وسبعين وخمس مئة، رتب أبو عبد الله بن شبيب صدراً بالمخزن المعمور، وناظراً فيه وفي أعماله. وعزل عن ذلك يوم الجمعة خامس عشري ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
وتوفي في شهر ربيع الآخر من سنة ثمانين وخمس مئة، ودفن بمقبرة(3/179)
معروف بالجانب الغربي.
1304- الحسين بن علي بن مهجل، أبو عبد الله الضرير الباقدرائي.
من أهل قريةٍ يقال لها باقدرا من قرى طريق خراسان.
كان من حفاظ القرآن المجيد، قد قرأه بالقراءات على جماعةٍ من الشيوخ. وسمع الحديث من البارع أبي عبد الله الحسين بن محمد الدباس، ومن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وغيرهما، ورى عنهم.
وكان صالحاً، ينزل بباب الأزج. سمعنا منه.
قرئ على أبي عبد الله الحسين بن علي بن مهجل وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن محمد ابن المذهب، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، قال: أخبرنا مالك، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من حلف على يمين فرأى خيراً منها، فليكفر عن يمينه، وليفعل الذي هو خير)).(3/180)
توفي الحسين بن مهجل في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
1305- الحسين بن علي بن الحسين بن قنان الأنباري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو عبد الله، أخو الحسن الذي قدمنا ذكره، وسيأتي ذكر أبيهما، ويعرف بابن الربي.
سمع الحسين من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، ومن أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وغيرهما. وروى القليل؛ سمع منه بعض أصحابنا، وما لقيته.
توفي في اليوم الثاني من شهر رمضان من سنة اثنتين وست مئة، وصلي عليه بالمدرسة النظامية، ودفن بالجانب الغربي بباب حرب.
1306- الحسين بن علي بن الحسين بن خود، أبو علي الطحان.
من أهل الجانب الغربي من محلة الحربية، يعرف بابن السوراني.(3/181)
روى عن أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء. سمع منه قومٌ من الطلبة، وأجاز لنا، رحمه الله.
1307- الحسين بن علي، أبو المعالي الواعظ يعرف بابن سبنبو.
من أهل أوانا، أحد نواحي دجيل.
كان له لسانٌ في الوعظ يتكلم على الناس بقريته، وببغداد، وله صوتٌ جهيرٌ. وكان ثطاً لا شعر في وجهه.
سمع شيئاً من الحديث من المتأخرين، سمعت وعظه وإنشاداتٍ كثيرةً منه ببغداد لما كان يتكلم بها بالتربة الشريفة على ساكنيها أفضل السلام، وكان صديقنا.
توفي بأوانا في جمادى الآخرة من سنة أربع وست مئة.
1308- الحسين بن علي بن صدقة بن علي بن صدقة، أبو طاهر ابن الوزير أبي القاسم بن أبي منصور.
من بيتٍ معروفٍ بالرياسة والتقدم وخدمة الديوان العزيز -مجده الله تعالى- وتولى منهم الوزارة غير واحد. وأبو طاهر هذا ما أعلم أنه دخل في شيءٍ من الولايات.
سمع من أبي حفص عمر بن ظفر المغازلي، ومن الوزير أبي المظفر يحيى ابن محمد بن هبيرة، وروى لنا عنهما.
وكان خيراً منقطعاً إلى ما يعنيه.
قرئ على أبي طاهر الحسين بن علي بن صدقة من أصل سماعه بمنزله بمشرعة الإبريين من شرقي مدينة السلام وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو حفص(3/182)
عمر بن ظفر بن أحمد المقرئ قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك، قال: أخبرنا القاضي أبو المطهر سعد بن عبد الله بن أبي الرجاء الأصبهاني قدم علينا، قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ. وأخبرناه عالياً أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي الأصبهاني في كتابه إلينا منها، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن فارس، قال: حدثنا أبو مسعود أحمد ابن الفرات الرازي، قال: أخبرنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء)) سمعت أبا طاهر بن صدقة يقول: وقد سئل عن مولده، فقال: ولدت في ذي الحجة من سنة تسع عشرة وخمس مئة.
وتوفي يوم السبت سادس عشري ربيع الأول سنة سبع وست مئة، ودفن بمقبرة الشونيزي.
1309- الحسين ابن الملك المعظم أبي الحسن علي ابن سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام القائم لله في خلقه أحسن القيام أبي العباس أحمد الناصر لدين الله -خلد الله ملكه وأدام أيامه- يكنى أبا عبد الله، ويلقب بالملك المؤيد.
النجل الطاهر من الدوحة السامية في الشرف الأعظم والسلالة الشريفة من عنصر الأئمة الخلفاء الراشدين المهديين صلوات الله عليهم وسلامه.
أنعم عليه جده، أعز الله أنصاره وضاعف اقتداره، وملكه بلاد خوزستان(3/183)
وأعمالها وتستر وقلاعها ونواحيها في المحرم من سنة ثلاث عشرة وست مئة، وسيره إليها في الشهر المذكور ومعه أخوه الملك الموفق أبو محمد هاشم، في خدمتهما نائب الوزارة مؤيد الدين محمد بن محمد القمي، وأبو اليمن نجاح الشرابي خاص أمير المؤمنين وجماعةٌ من الأمراء والأعيان، فدخلوها في عقب الشهر المذكور، وخطب له بها ولأخيه من بعده بالملك والسلطنة. واستوطنها بمن معه ومن في خدمته من الولاة والأصحاب فهو بها الآن على أتم حال. وعاد أخوه الملك الموفق إلى مدينة السلام بانفراده، والله المسؤل لأمير المؤمنين حسن الاختيار في جميع الأمور، إنه جوادٌ كريمٌ.
1310- الحسين بن علي بن نما، أبو عبد الله بن أبي القاسم الكاتب من أهل الحلة المزيدية.
قدم بغداد واستوطنها، وخدم مع الأمراء. وكان له ترسلٌ وشعرٌ، سمعنا منه قطعاً من شعره.
أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن نما ببغداد لنفسه مبدأ قصيدة له:
نفى وقدات الكرب عن روح قلبه ... نسيمٌ سرى من صوب رضوى وهضبه
فيا حبذا وانيه ضعفاً إذا سرى ... يلاعب غصناً من أراكٍ بقضبه
جرى روحه في روح قلبي فزادني اشتياقاً ... إلى رؤيا الحبيب وقربه
أرى غصناً غضاً ثناه نسيمه ... ثنى ما رنا عطفاً لصوب مهبه
فأفلت قلبي من حبائل وقده ... وطوقه روحاً أريجاً بقطبه
دعاني داعي الشوق يوم تحملوا ... فلبيته يا ليتني لم ألبه
متى حن قلب أن صبري فيرده ... بمعتركٍ فيه المنايا ويصبه
تمر خطوب الإفتراق تمردا ... عنيفاً فتباً للفراق وخطبه(3/184)
فوالهفتا إذ صار سهل فراقكم ... يبعدكم وعراً كقدس وشعبه
سألت الحسين بن نما عن مولده وسأله غيري، فقال في ذلك أقوالاً مختلفةً منها أنه في سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة، ومنها في سنة أربع وثلاثين وخمس مئة؛ سمعت ذلك منه. وقال لغيري: سنة تسع وعشرين وخمس مئة.
وتوفي ببغداد في ليلة الاثنين ثاني عشري ربيع الأول سنة ثمان عشرة وست مئة، ودفن يوم الاثنين.
1311- الحسين بن علي بن عبد الله بن سلمان، أبو عبد الله ابن قاضي القضاة أبي الحسن.
من أهل الحلة المزيدية أيضاً.
قدم مع أبيه بغداد وسكنها. تولى أبوه قضاء القضاة بها في صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، واستنابه أبوه في الحكم عنه من غير أن يأذن له في سماع البينة والإسجال، بل في العقود والمطالبات والفروض والمحاكمات، فكان على ذلك مدة ولاية أبيه، فلما عزل في جمادى الأولى سنة ست مئة انعزل وعاد مع أبيه إلى بلده.
1312- الحسين بن محمد بن الحسين الطبري الأصل، أبو عبد الله البغدادي الفقيه الشافعي.
تفقه أولاً على القاضي أبي الطيب الطبري، ثم من بعده على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، ولازمه حتى برع في الفقه وصار من أنبل أصحابه ومعيدي دروسه.
وتولى التدريس بالمدرسة النظامية ببغداد مرتين أحداهما في سنة ثلاث وثمانين وأربع مئة، ثم عزل عنها، وأخرى في سنة تسع وثمانين وأربع مئة بعد(3/185)
حجة الإسلام أبي حامد الغزالي. وشاركه في التدريس أبو أحمد الفامي في المرة الأولة، فكان يذكر هذا الدرس يوماً وهذا يوماً، فكان على ذلك إلى أن خرج إلى أصبهان في سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة، مستدعىً من جانب السلطان في ذلك الزمان، فكان بها إلى أن توفي.
وقد كان شهد ببغداد عند قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني. وسمع الحديث من القاضي أبي الطيب الطبري، وأبي محمد الحسن ابن علي الجوهري، وأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وغيرهم.
وحدث ببغداد، وبأصبهان. سمع منه ببغداد أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
وقد ذكر تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في كتابه: الحسين بن علي بن الحسين الطبري الفقيه الشافعي فقيه الحرم الشريف، وقال: توفي بأصبهان في سنة خمس وتسعين وأربع مئة. وقال عبد الغافر الفارسي: توفي في شهر رمضان سنة ثمان وتسعين وأربع مئة. وجعل هذا القول خلافاً في وفاة الحسين بن علي، ولم يذكر الحسين بن محمد هذا الذي ذكرناه في كتابه. ووهم في ذلك إذ هما اثنان اشتركا في الاسم والكنية واختلفا في النسب.
فأما الحسين بن محمد فهو الذي توفي بأصبهان في سنة خمس وتسعين وأربع مئة، وأما الحسين بن علي فهو الذي توفي في سنة ثمان وتسعين وأربع مئة بمكة، وحدث بها ((بصحيح مسلم)) عن عبد الغافر بن محمد الفارسي، وهو جعلهما واحداً لغلبة الكنية من غير تحقيقٍ في النسب، والله الموفق للصواب.(3/186)
1313- الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد، أبو منصور، الوزير الملقب بالربيب ابن الوزير أبي شجاع بن أبي يعلى الروذراوري الأصل البغدادي المولد والدار.
من أهل باب المراتب.
كان والده وزيراً للإمام المقتدي بأمر الله رضي الله عنه.
وأبو منصور هذا تولى الوزارة للإمام المستظهر بالله قدس الله روحه بعد وفاة الوزير أبي القاسم بن جهير وذلك في يوم الأحد ثالث شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وخمس مئة، ولم يخلع عليه في هذا اليوم. وفي يوم الأحد سابع عشر الشهر المذكور مثل بباب الحجرة الشريفة المستظهرية، وخلع عليه خلعاً سنيةً بمحضرٍ من أرباب الدولة القاهرة، وركب من هناك إلى الديوان العزيز -مجده الله-.
ولم يزل على ولايته إلى أن خرج مع السلطان أبي شجاع محمد بن ملكشاه السلجوقي إلى أصبهان متصلاً به متولياً لأشغاله، فأقام هناك إلى أن توفي السلطان محمد في آخر سنة إحدى عشرة وخمس مئة، وتولى بعده ابنه أبو القاسم محمود بن محمد فكان معه إلى أن توفي بأصبهان، أعني الوزير أبا منصور، في سابع عشري ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وخمس مئة، ودفن بها، ثم نقل إلى بغداد، فوصل تابوته إليها في شعبان من السنة المذكورة فدفن في تربةٍ له بالجانب الغربي في محلة الحربية.
1314- الحسين بن محمد بن الحسين، أبو عبد الله الواسطي، يعرف بابن خصية البزاز.
كان أحد الشهود المعدلين، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن(3/187)
الحسين الزينبي؛ أخبرنا بذلك أبو عبد الله محمد بن أحمد النحوي قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه في ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) تصنيفه، قال في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وسمع تزكيته: أبو عبد الله الحسين بن محمد الواسطي في يوم السبت ثامن عشري رجب من سنة ثلاث عشرة وخمس مئة، وزكاه أبو القاسم علي بن عبد السيد ابن الصباغ، وأبو بكر أحمد بن محمد الزيتوني.
قال ابن المندائي: وتوفي، يعني أبا عبد الله الواسطي، يوم الاثنين مستهل جمادى الأولى من سنة ثمان عشرة وخمس مئة.
قلت: وسمع الحديث من جماعةٍ منهم: أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون، وأبو طاهر أحمد بن الحسين الباقلاني، وأبو سعد أحمد بن علي بن تحريش القزاز وغيرهم، وما أعلم أنه حدث بشيءٍ، والله أعلم.
1315- الحسين بن محمد بن الحسين ابن الخراساني، أبو عبد الله البزاز.
من أهل باب المراتب.
سمع أبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، وحدث عنه بالبصرة في سنة تسع عشرة وخمس مئة. فسمع منه بها جماعةٌ من أهلها منهم: أبو الخير بدر ابن عمر بن أحمد الفرضي. وقد أجاز لنا بدر هذا.
أخبرنا أبو الخير المالكي في كتابه إلينا من البصرة، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين ابن الخراساني البزاز البغدادي قراءةً عليه ونحن نسمع في مستهل ذي الحجة من سنة سبع عشرة وخمس مئة بالبصرة، قيل له: أخبركم أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد قراءةً عليه، قال: حدثنا أبو(3/188)
الحسن علي بن محمد بن كيسان، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا محمد بن طلحة، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، كان له عدل رقبةٍ أو نسمة)).
1316- الحسين بن محمد الفقيه الصوفي.
هكذا ذكره المبارك بن كامل في ((معجم شيوخه)) غير مكنى، وذكر أنه أنشده أبياتاً من الشعر لم يسم قائلها، لم أقف له على ذكر في غير ذلك.
1317- الحسين بن محمد بن عبد الله الزرندري، أبو عبد الله الصوفي.
ذكره القاضي عمر القرشي في ((معجم شيوخه)). وقال: سمعت منه بمنى وقد سمع ببغداد من أبي منصور سعيد بن محمد ابن الرزاز الفقيه.
قال القرشي: وببغداد كانت وفاته.
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر الدمشقي، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الله الزرندري، قال: أخبرنا أبو منصور سعيد ابن محمد ابن الرزاز، قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الملك بن إبراهيم المقدسي، قال: حدثنا عثمان بن محمد الشيرازي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن الحسن التستري، قال: حدثنا يعقوب بن يوسف، قال: حدثنا الحسن بن أبي الحسن، قال: حدثنا يحيى بن المتوكل، قال: حدثنا هلال بن أبي(3/189)
هلال، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صافح رجلاً فأخذ بيده لم يدع يده حتى يكون هو التارك ليد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال القرشي: توفي أبو عبد الله الزرندري في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وخمس مئة، ودفن عند جامع المدينة بالجانب الشرقي من مدينة السلام.
1318- الحسين بن محمد بن عبد الوهاب ابن السيبي، أبو المظفر ابن أبي عبد الله، أخو أبي محمد الحسن الذي قدمنا ذكره.
من أهل البيوت القديمة، وقد ذكرنا جماعةً من أهله وسلفه.
كان يتولى بعض أعمال السواد في أيام الإمام المستنجد بالله فعزله الوزير أبو جعفر ابن البلدي واعتقله وطالبه بأموالٍ رفعت عليه واقتطعها، ثم قطعت يده ورجله بباب النوبي المحروس، وحمل إلى المارستان العضدي بالجانب الغربي وذلك في ذي الحجة سنة أربع وستين وخمس مئة فكان به إلى أن مات يوم السبت ثالث محرم سنة خمس وستين وخمس مئة. ويقال: إنه كان فيه فضل ويقول الشعر، ومن شعره ما قاله في نكبته هذه قبل قطع يده ورجله:
سلامٌ على أهلي وصحبي وجلاسي ... ومن في فؤادي ذكرهم راستٌ راسي(3/190)
أعالج فيكم كل هم ولا أرى ... لداء همومي غير رؤيتكم آسي
لقد أبدت الأيام لي كل شدةٍ ... تشيب لها الأكباد فضلاً عن الراس
حرمت خلاصي إن نسيت ودادكم ... فهل فيكم خلٌ لعشرته ناسي
أحبة قلبي قل صبري عنكم ... وزاد بكم حزني ووجدي ووسواسي
خذوا الواكف المدرار من فيض أدمعي ... وحر لهيب النار من كرب أنفاسي.
وهي أبيات كثيرة هذا القدر منها.
1319- الحسين بن محمد بن الحسين بن جما، أبو عبد الله الوكيل بباب القضاة.
سمع جده لأمه أبا سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر الأسدي، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي وغيره.
أنبأنا القرشي، قال: سألت أبا عبد الله بن جما عن مولده، فقال: قبل سنة تسعين وأربع مئة. وتوفي، ودفن، يوم الاثنين عاشر شوال سنة تسع وستين وخمس مئة.
وأخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى الوكيل إذناً، ومن خطه نقلت، قال: توفي أبو عبد الله بن جما ليلة الثلاثاء عاشر شوال من السنة المذكورة، ودفن يوم الثلاثاء ضحوةً بمقبرة معروف، رحمه الله وإيانا.
1320- الحسين بن محمد بن الحصين بن أبي سهل المضري الديبلي، قاضي بلاد السند.
قدم بغداد حاجاً، وحدث بها عن مسعود بن أبي. سمع منه بها أبو الفضل(3/191)
إلياس بن جامع الإربلي، وروى عنه حديثاً في ((أربعين)) جمعها عن شيوخه ولم يكنه، وسماعه منه بعد سنة سبعين وخمس مئة.
1321- الحسين بن أبي نصر، واسمه محمد ويقال سعيد، ابن الحسين بن هبة الله بن أبي حنيفة، أبو عبد الله المقرئ، يعرف بابن القارص.
من أهل الحريم الطاهري، بلغني أنه كان يقول: إني من ولد أبي حنيفة الفقيه صاحب المذهب.
سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وهو آخر من روى عنه شيئاً من ((مسند)) أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، سمعنا منه بعد أن أضر.
قرأت على أبي عبد الله الحسين بن أبي نصر بن أبي حنيفة، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد الكاتب قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن(3/192)
حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، يعني ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ((اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى)).
سألت أبا عبد الله بن أبي حنيفة عن مولده، فقال: في سنة خمس عشرة وخمس مئة. وهكذا سأله القرشي قبلنا فقال مثل ذلك.
وتوفي فجأة بعد صلاة الغداة من يوم الأحد التاسع والعشرين من شعبان سنة خمس وست مئة، ودفن من يومه بباب حرب عن تسعين سنة، رحمه الله وإيانا.
1322- الحسين بن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن الحسين ابن الآمدي، أبو الفضل بن أبي المفضل.
من أهل واسط، وقد قدمنا ذكر أبيه.
كان الحسين هذا من العدول بواسط، ومن بيت أهل ديانةٍ وروايةٍ. سمع جده أبا محمد أحمد بن عبيد الله وغيره. وقدم بغداد مراراً كثيرةً، وسافر إلى الشام. وحدث ببغداد، والموصل، وواسط. سمعنا منه.(3/193)
قرأت على أبي الفضل الحسين بن محمد ابن الآمدي ببغداد بجامع القصر الشريف، قلت له: أخبركم جدك أبو محمد أحمد بن عبيد الله بن الحسين قراءةً عليه وأنت تسمع بواسط فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو الوفاء محمد بن عبد السلام ابن عفان الواعظ البغدادي قدم علينا واسطاً قراءةً عليه بها ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الفاكهي، قال: حدثنا ابن أبي مسرة، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)).
سألت الحسين ابن الآمدي عن مولده فقال: في رجب من سنة سبع وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي يوم الجمعة سابع عشر رجب سنة إحدى عشرة وست مئة بواسط.
1323- الحسين بن محمد بن عبد القاهر بن محمد بن عبد الله بن يحيى ابن الوكيل، أبو عبد الله بن أبي البركات بن أبي الفتوح بن أبي البركات، ويعرف بابن الشطوي.(3/194)
من أهل الجانب الغربي، من أهل الكرخ، من بيتٍ أهل عدالةٍ وروايةٍ. وقد تقدم ذكر أبيه، وسيأتي ذكر جده.
شهد الحسين هذا عند قاضي القضاة أبي الفضائل القاسم بن يحيى ابن الشهرزوري في يوم الجمعة بعد الصلاة يوم عرفة من سنة خمس وتسعين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو الحسن علي بن المبارك بن جابر وأبو الفتح محمد بن علي بن سراج. وتولى الحسبة بجانبي مدينة السلام يوم السبت ثاني جمادى الآخرة من سنة ثلاث عشرة وست مئة، وخلع عليه من المخزن المعمور، ومضى إلى باب بدر المحروس، وقعد في الموضع الذي جرت به العادة في قعود المحتسبين.
وقد سمع الحديث من أبي الفرج محمد بن أحمد بن نبهان، وغيره. وسمعت منه أحاديث وسألته عن مولده، فقال: في يوم الثلاثاء رابع عشر شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين وخمس مئة.
1324- الحسين بن محمد بن الحسين، أبو المعالي البزاز.
كان أبوه صاحب أبي تمام ابن اللمغاني.
أحد العدول، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدامغاني في يوم الثلاثاء سادس عشري شهر ربيع الآخر سنة تسع وست مئة، وزكاه العدلان أبو الفضل محمد بن الحسن ابن الشنكاتي العباسي، وأبو المعالي أحمد بن عمر بن بكرون.(3/195)
1325- الحسين بن المبارك بن الحسين، أبو عبد الله، يعرف بابن المالحاني.
سمع أبا الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري، وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)) الذين سمع منهم.
1326- الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى بن مسلم الزبيدي، أبو عبد الله، أخو أبي علي الحسن الذي قدمنا ذكره، والحسين الأصغر.
سمع أبا الوقت السجزي، وأبا جعفر الطائي، وأبا حامد الغرناطي، وغيرهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد بالجانب الغربي من بغداد في القرية، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا العلاء بن موسى الباهلي، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر(3/196)
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من رآني في النوم فقد رآني، فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي.
سألت الحسين ابن الزبيدي عن مولده فلم يحققه، وكان أخوه الحسن حاضراً، فقال: أنا أسن منه بسنتين ونصف، ومولدي في سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة، فيكون مولده على هذا القول في سنة خمس وأربعين وخمس مئة، والله أعلم.
1327- الحسين بن مسافر بن تغلب، أبو عبد الله المقرئ الضرير.
من أهل واسط؛ كان يسكن محلةً بالجانب الشرقي منها، تعرف ببرجوني.
قدم بغداد في صباه، وتلقن بها القرآن الكريم، وقرأه بالقراءات العشر على أبي محمد عبد الله بن علي سبط الشيخ أبي منصور الخياط، وسمع منه عدة كتب من مصنفاته في القراءات. وعاد إلى بلده، وأسن، وأقرأ الناس، وروى عنه.
وكان حسن التلاوة، عارفاً بوجوه القراءات، سمعنا منه كتاب ((المؤيدة في القراءات العشر)) من نظم شيخه أبي محمد المذكور بسماعه لها منه، وكتاب(3/197)
((مخارج الحروف)) له أيضاً نظماً عنه.
توفي في ذي الحجة سنة أربع وثمانين وخمس مئة، ودفن ببرجوني شرقي واسط.
1328- الحسين بن هبة الله بن بكر الفرضي، أبو عبد الله.
من شيوخ أبي بكر بن كامل، ذكره في ((معجم شيوخه)). وقال: أنشدني أبياتاً للملك العزيز ابن بويه وهي:
ومدللٍ شربت دمي وجناته ... وتلمظت أجفانه بفؤادي
هش الدلال فإن طلبت وصاله ... أنساك عنه تقشف الزهاد
كيف السبيل إلى الخلاص من الهوى ... وهواه غاية مقصدي ومرادي
1329- الحسين بن هبة الله، أبو عبد الله، يعرف بابن رطبة.
من أهل سورا أحد البلاد المزيدية من سقي الفرات.
كان فيه فضلٌ وتميز، وله معرفةٌ بالأدب. قدم بغداد وجالس أبا محمد ابن الخشاب، وأخذ عنه، وعاد إلى بلده، وأقرأ الأدب. قرأ عليه أبو الحسن علي بن نصر الحلبي وغيره، رحمه الله وإيانا.
1330- الحسين بن هبة الله بن العلاء بن منصور، أبو محمد بن أبي المعالي يعرف والده بالزاهد.
من أهل باب الأزج، وهو أخو أحمد الذي قدمنا ذكره، والحسين الأصغر.(3/198)
تفقه بالمدرسة النظامية، وأقام بها مدةً وسمع بها من أبي محمد ابن الخشاب وغيره.
وذكره أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب الأصبهاني، كاتب أمراء الشام في كتابه المسمى ((بخريدة القصر في ذكر شعراء العصر)) وذكر أنه مدح صلاح الدين يوسف بن أيوب ملك الشام بقصيدةٍ، وكتب بها إليه.
قلت: ولم يكن مشهوراً بين أهل الفضل ببغداد. رأيته ولم تكن تحمد طريقته، سامحنا الله وإياه.
1331- الحسين بن هداب بن محمد بن ثابت، أبو عبد الله المقرئ الضرير، يعرف بالنوري، منسوب إلى قريةٍ تعرف بالنورية من قرى الحلة السيفية من سقي الفرات.
قدم بغداد في صباه واستوطنها إلى حين وفاته. وقرأ بها القرآن الكريم على جماعةٍ منهم: أبو العز محمد بن الحسين بن بندار القلانسي الواسطي، وأبو بكر محمد بن الحسين المزرفي وغيرهما. وتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه.
ذكره القاضي عمر بن علي القرشي فيما رسمه من ((التاريخ))، فقال: كان عارفاً بفقه الشافعي، فهماً بالنحو واللغة، حافظاً لدواوين كثيرة من شعر العرب، ذا نزاهةٍ وتصونٍ، متديناً، منعكفاً على إقراء القرآن ونشر العلم، قال لي الشريف أبو الحسن الزيدي: لم أر ضريراً مثله. حدث بكتاب ((الوقف والابتداء)) لابن(3/199)
الأنباري فسمعه منه بعض أصحابنا. هذا آخر كلام القرشي.
قلت: وكان النوري هذا يقرئ بدار الخلافة المعظمة، شيد الله قواعدها بالعز، جماعةً من السادة الأمراء من أولاد الخلفاء رضي الله عنهم، لم يزل على ذلك إلى أن توفي في يوم الأربعاء ثامن عشر رجب من سنة اثنتين وستين وخمس مئة، فيما قاله القرشي، ومن خطه نقلت.
وقال صدقة بن الحسين في ((تاريخه)): يوم الخميس تاسع عشر الشهر المذكور.
زاد القرشي: ودفن من الغد بالشونيزي.
1332- الحسين بن يوسف بن إسماعيل بن عبد الرحمن ابن اللمغاني، أبو عبد الله.
أحد الشهود المعدلين، من أهل محلة أبي حنيفة رحمه الله، وسكن نهر معلى.
وكانت له معرفةٌ بالفقه على مذهب أبي حنيفة رحمه الله، تفقه على أبيه.
وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين الدامغاني في يوم الجمعة بعد الصلاة السابع من محرم سنة أربع وست مئة، وزكاه العدلان أبو نصر أحمد بن صدقة بن زهير، وأبو الحسن علي بن روح ابن النهرواني، وتولى التدريس بجامع السلطان بعد وفاة أبيه، فهو على ذلك الآن.
1333- الحسين بن يلدرك، أبو شجاع الكاتب.
سمع أبا محمد جعفر بن أحمد السراج القارئ، وحدث عنه. سمع منه المبارك بن كامل، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)) وسماه الحسين.(3/200)
وذكره القاضي القرشي فيما رسمه من ((التاريخ)): الحسن بن يلدرك أبا شجاع. وابن كامل أعرف بشيوخه، والقرشي لم يلقه.
1334- الحسين بن يوحن بن أبوية بن النعمان الباوري، أبو عبد الله اليمني، وباور المنسوب إليها من مخاليف اليمن.
كان رجلاً صالحاً، خرج من بلده في طلب العلم، وطاف الآفاق؛ ما بين الحجاز والعراق والشام وبلاد الجبال، واستقر في آخر أمره بأصبهان فكانت موطنه إلى حين وفاته.
وقدم بغداد مراراً كثيرةً، وسمع بها من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي الفضل محمد بن ناصر وغيرهما. وسمع بأصبهان من أبي بكر محمد بن محمود الفارفاني، وأبي مسعود عبد الجليل بن محمد المعروف بكوتاه، وغيرهما.
ولقيته في الحج سنة تسع وسبعين وخمس مئة، وكتبت عنه، ثم لقيته ببغداد في سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة، وقد صدر عن مكة شرفها الله، فكتبت عنه شيئاً.
قرأت على أبي عبد الله الحسين بن يوحن ببغداد، قلت له: أخبركم أبو بكر محمد بن محمود بن محمد قراءةً عليه بأصبهان، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة، قال: أخبرني أبي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد ومحمد بن يعقوب، قالا: حدثنا الحسين بن علي بن عفان، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن الله عز وجل، قال: ((أنا عند ظن عبدي بي، إن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني(3/201)
يمشي أتيته أهرول)).
توفي الحسين بن يوحن بأصبهان في عشية الثلاثاء ثالث عشري ربيع الأول سنة سبعٍ وثمانين وخمس مئة.
((آخر الجزء الخامس والعشرين)).
1335- الحسين بن أبي الحسين، أبو عبد الله الشهراباني.
وشهرابان المنسوب إليها بلدةٌ معروفةٌ بطريق خراسان من سواد بغداد.
من شيوخ أبي بكر المبارك بن كامل ذكره في ((معجم شيوخه))، وقال: أنشدني لنفسه:
يا بانة الوادي التي سفكت دمي ... بلحاظها بل يا فتاة الأجرع
مني علي بنظرةٍ فيها رضاً ... ثم اصنعي ما شئت بي أن تصنعي
وتحققي أني بحبك مغرمٌ ... قول المحق خلاف قول المدعي
1336- الحسين بن أبي بكر الجنزي.
من شيوخ ابن كامل أيضاً، ذكر عنه في ((معجمه)) إنشاداً، ولم يسم أباه.
وقد ذكر تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني: الحسين بن محمد الجنزي في كتابه، وقال: قدم بغداد. ولعله هذا، والله أعلم.
1337- الحسين بن أبي السعادات بن الحسين الحداد.
هكذا ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق فيمن أجاز له، وقال: كان مقيماً بباب البصرة، ولم يكنه، ولا ذكر ممن سمع.
1338- الحسين بن أبي بكر بن الحسين، أبو عبد الله.(3/202)
من أهل الجانب الغربي، كان يسكن محلة الحربية، ويعرف بابن السمك.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن أبي الأصابع، وروى عنه. سمع منه أحمد بن سلمان المعروف بالسكر، وغيره.
توفي يوم الخميس سابع عشر محرم سنة خمس وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
1339- الحسين بن أبي بكر بن الحسين، أبو عبد الله الخباز، يعرف بابن قطنبا.
من أهل الحريم الطاهري.
شاخ وأسن حتى قارب المئة. وكان قد سمع على علو سنه من أبي علي أحمد بن محمد ابن الرحبي. سمع منه أبو الخطاب عمر بن محمد العليمي الدمشقي مناماً رآه في فضل الحديث وأهله وكتبه عنه سنة ستين وخمس مئة. وعاش الحسين بعد ذلك مدةً، ورأيته وما سمعت به.
بلغني أنه ذكر أن مولده في سنة ثلاث عشرة وخمس مئة.
وتوفي في رجب سنة سبع وست مئة.(3/203)
ذكر من اسمه حمزة
1340- حمزة بن عبد القاهر بن عبيد الله الهاشمي، أبو السعادات، يعرف بابن قارون.
من أهل الجانب الغربي، من محلة دار القز.
سمع أبا الحسين عاصم بن الحسن بن محمد المقرئ، وروى عنه. سمع منه المبارك بن كامل، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)). وسمع منه شيخنا عمر بن محمد بن طبرزد مع أخيه أبي البقاء، وحدثنا عنه.
قرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن معمر المؤدب، قلت له: أخبركم أبو السعادات حمزة بن عبد القاهر بن عبيد الله الهاشمي قراءةً عليه وأنت تسمع في جمادى الآخرة من سنة ست وعشرين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن حماد الواعظ، قال: حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن البهلول، قال: حدثنا جدي إسحاق بن البهلول، قال: حدثنا أبي، عن ورقاء بن عمر، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني)).(3/204)
1341- حمزة بن علي بن طلحة بن علي الرازي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو الفتوح بن أبي الحسن بن أبي محمد، ويعرف بابن بقشلان.
كان أحد الأماثل الأعيان، وممن رزق الحظوة عند السلطان، وتخصص بالقرب من خدمة الإمام المسترشد بالله رضي الله عنه فولاه حجابته في أواخر سنة اثنتي عشرة وخمس مئة. وفي صفر سنة أربع عشرة وخمس مئة جعله صاحب مخزنه، ووكله وكالةً جامعةً شرعية أشهد عليه بها. ولم تزل حاله عنده عالية ومنزلته لديه وافية مدة خلافته، وكذلك من بعده في أيام المقتفي لأمر الله قدس الله روحه إلى أن حج واستعفى من الخدمة في سنة ست أو سبع وثلاثين وخمس مئة، فأعفي، ولزم بيته منقطعاً إلى الاشتغال بالخير وأسبابه.
وكان كثير الحج والمجاورة بمكة شرفها الله، وبنى مدرسةً للفقهاء الشافعيين مجاورةً لداره بباب العامة المحروس ووقف عليها ثلث أملاكه، ورتب فيها أبا الحسن محمد بن المبارك ابن الخل مدرساً.
وقد سمع الحديث من الإمام المسترشد بالله، ومن أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان، وغيرهما. وحدث عنهم. سمع منه القاضي عمر بن علي الدمشقي وجماعةٌ.
قرأت على أبي نصر عمر بن أبي بكر الدينوري، قلت له: أخبركم أبو الفتوح حمزة علي بن طلحة قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو(3/205)
القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز. وأخبرناه عالياً أبو طالب محمد بن علي بن أحمد المحتسب بواسط وأبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد ببغداد بقراءتي على كل واحدٍ منهما منفرداً، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار أبو علي، قال: أخبرنا الحسن بن عرفة العبدي، قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((آتي يوم القيامة باب الجنة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحدٍ قبلك)).
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، قال: توفي أبو الفتوح ابن طلحة ليلة الجمعة تاسع عشري صفر سنة ست وخمسين وخمس مئة. زاد غيره: ودفن يوم الجمعة بعد الصلاة بالحربية في تربةٍ له معروفة به، رحمه الله وإيانا.
1342- حمزة بن حيدرة بن علي بن أحمد بن الإسكندر، أبو عمارة ابن أبي الفتوح بن أبي مضر العلوي الحسيني.
من أهل المدائن، مدائن كسرى.
ولد بها، ونشأ، ودخل بغداد، وأقام بها، وسمع من أبي المعالي محمد بن محمد ابن الجبان المعروف بابن اللحاس العطار، ومن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطي، وغيرهما. وسمع بواسط من أبي العباس هبة الله بن نصر الله المعروف بابن الجلخت البزاز، وسكن بأخرةٍ الموصل إلى حين وفاته، وحدث بها. فسمع عليه هناك قومٌ من أهلها والواردين(3/206)
وتوفي بعد الثمانين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
1343- حمزة بن سلمان بن جروان بن الحسين الماكساني الأصل البغدادي المولد والدار، أبو يعلى النجار.
من أهل الجانب الغربي، من محلةٍ تعرف بدرب الشعير، بين باب البصرة والنصرية، أخو أبي البركات المبارك وسيأتي ذكره.
سمع من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، ومن أبي البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، ومن غيرهما، وحدث هو وأخوه. سمعنا منهما.
قرأت على أبي يعلى حمزة بن سلمان بن جروان النجار، قلت له: أخبركم أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الفقيه قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرتنا خديجة بنت محمد الشاهنجانية الواعظة، قالت: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون الواعظ، قال: حدثنا أحمد بن سليمان الدمشقي، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني إسماعيل بن عبيد الله، قال: حدثتني أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( (يقول الله عز وجل): أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه)).
توفي حمزة بن سلمان في يوم الخميس منتصف ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمس مئة.(3/207)
1344- حمزة بن علي بن حمزة بن فارس الحراني الأصل البغدادي المولد والدار، أبو يعلى بن أبي الحسن المعروف باب القبيطي.
أحد القراء المجودين المصوفين بحسن القراءة وجودة الأداء. قرأ القرآن الكريم بالقراءات على جماعةٍ، منهم: أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصور الخياط، وأبو الكرم المبارك بن الحسن ابن الشهرزوري العطار، وأبو الحسن علي بن أحمد اليزدي. وسمع منهم، ومن أبي الحسن محمد بن أحمد بن توبة الأسدي، وأبي عبد الله محمد بن محمد ابن السلال، وأبي الحسن أحمد بن عبد الله ابن الآبنوسي الفقيه، وأبي الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري، وأبي غالب محمد بن علي ابن الداية المكبر، وإبراهيم بن نبهان الرقي، وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وغيرهم. واحترقت كتبه فأقرأ الناس وحدث من أصول شيوخه.
وكان ثقةً صدوقاً، حسن الخلق والخلق، محموداً. سمعنا منه الكثير، ونعم الشيخ كان.
قرأت على أبي يعلى حمزة بن علي بن حمزة المقرئ غير مرةٍ، قلت له: أخبركم أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد ابن السلال الوراق قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن وشاح بن عبد الله مولى الزينبيين، قال: أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير، قال: قرئ على أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وأنا أسمع، قال: حدثنا(3/208)
كامل بن طلحة الجحدري، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا مشرح بن هاعان، قال: سمعت عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار)).
سألت حمزة ابن القبيطي عن مولده، فقال: في عاشر شهر رمضان من سنة أربع وعشرين وخمس مئة.
وتوفي عشية الأربعاء ثامن عشر ذي الحجة سنة اثنتين وست مئة، وحضرنا الصلاة عليه يوم الخميس تاسع عشر بالمدرسة النظامية، والجمع كثير، ودفن بالجانب الغربي عند أبيه بمقبرة باب حرب.
1345- حمزة بن علي بن عثمان، أبو القاسم القرشي.
من أهل مصر.
سمع بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن سلفة، وبمصر(3/209)
من أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن المسعودي، ومن غيرهما.
قدم بغداد رسولاً من الملك الظاهر أبي الفتح غازي بن يوسف بن أيوب صاحب حلب، وحدث بها، وروى بها شيئاً من شعره. وكان فاضلاً متميزاً. سمع منه جماعةٌ من الطلبة، وعاد إلى الشام فكان بها.
ذكر من اسمه حمد
1346- حمد بن عثمان بن سالار، أبو محمد المعدل.
من أهل أصبهان.
سمع بها من أبي طاهر محمد بن أحمد المعروف بهاجر. وقدم بغداد مراراً، وحدث بها. سمع منه بها القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وغيره.
أنبأنا عمر بن أبي الحسن الحافظ، قال: حدثنا أبو محمد حمد بن عثمان ابن سالار الأصبهاني من لفظه ببغداد بعد عوده من الحج وذلك في شهر ربيع الآخر من سنة ستين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن القاسم المعروف بهاجر، قال: أخبرنا أبو منصور شجاع وأبو زيد أحمد ابنا علي ابن شجاع، قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة، قال: حدثنا(3/210)
أحمد بن محمد بن زياد، قال: حدثنا عبد الله بن أيوب المخرمي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد، عن تميم الداري يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((الدين النصيحة، الدين النصيحة. قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولأئمة المسلمين)).
أخبرنا عمر بن علي القرشي في كتابه، قال: خرج حمد بن عثمان هذا إلى الحج من بغداد فتوفي بالحلة السيفية في حادي عشر ذي القعدة من سنة أربع وستين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
1347- حمد بن حميد بن محمود، أبو محمد.
من أهل دنيسر.
قدم بغداد للتفقه، وأقام بها مدةً بالمدرسة النظامية، وسمع بها الحديث من جماعةٍ من شيوخنا، وأجاز له سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله -خلد الله ملكه- وروى عنه بجامع القصر الشريف. وكان له شعر.
كتب عنه جماعةٌ ببغداد شيئاً من شعره، وعاد إلى بلده وحدث به.(3/211)
ذكر من اسمه حامد
1348- حامد بن محمود بن حامد بن محمد بن أبي عمر، أبو الفضل الفقيه.
من أهل حران، يعرف بابن أبي الحجر.
قدم بغداد، وسمع بها من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن صهر هبة، ومن أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وغيرهما. وعاد إلى بلده، وحدث عنهما. سمع منه هناك القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا عمر بن أبي الحسن القرشي، قال: حدثنا الفقيه الزاهد أبو الفضل حامد بن محمود بن أبي الحجر الحراني من لفظه، قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ببغداد، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا محمد بن زياد، قال: حدثنا أبو أسامة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تلقوا السلع حتى يبلغ بها السوق)).(3/212)
توفي حامد بن أبي الحجر بحران في سنة سبعين وخمس مئة فيما ذكر، والله أعلم.
1349- حامد بن إسماعيل بن نصر بن عبد الله بن محمد الأصبهاني الأصل البغدادي المولد والدار، أبو محمد البائع.
سمع أبا منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وحدث عنه. سمع منه جعفر بن محمد العباسي، وابنه محمد بن حامد، وغيرهما.
وكان مقلاً لم يشتهر بالرواية، رأيته وما سمعت منه شيئاً، وقد أجاز لي.
توفي في يوم الأربعاء سابع جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وخمس مئة، فيما أظن، والله أعلم.
1350- حامد بن محمد بن حامد بن محمد بن عبد الله بن أله، أبو بكر الأصبهاني المولد البغدادي الدار والوفاة، يعرف بابن أخي العزيز.
وهو أخو أبي عبد الله محمد بن محمد الكاتب الذي قدمنا ذكره، وكان الأصغر.
قدم بغداد في صباه واستوطنها، وسمع بها من أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي وغيره. ونفذ من الديوان العزيز -مجده الله- رسولاً إلى صلاح الدين يوسف بن أيوب ملك الشام، وعاد إلى بغداد، وحدث بها فيما ذكر لي صاحبنا يوسف بن عمر الواسطي، وأنه سمع منه. بلغني أنه كانت له إجازة من أبي القاسم بن الحصين إلا أنه لم يرو بها.(3/213)
مولده في سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة بأصبهان.
وتوفي ببغداد في ثاني عشر ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، ودفن بالجانب الغربي بمحلة العتابيين في تربة لعمه العزيز الأصبهاني هناك.
1351- حامد بن المظفر بن حامد بن بنبق، أبو المظفر.
من أهل النعمانية.
كان يتولى القضاء بها على عادة أسلافه. قبل قاضي القضاة أبو طالب علي ابن البخاري شهادته بمدينة السلام في ولايته الثانية يوم الاثنين تاسع عشري ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، وزكاه أبو الحسن علي بن المبارك بن جابر، وأبو الغنائم محمد بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب.
1352- حامد بن أبي بكر، أبو الشكر، يعرف بابن الكموش.
من أهل الجانب الغربي، من محلة دار القز.
سمع من أحمد بن سلمان الحربي، وأظنه روى شيئاً، ولم ألقه، وقد أجاز لنا.(3/214)
ذكر من اسمه حماد
1353- حماد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إسحاق بن أحمد بن شيث الصفار، أبو المحامد.
من أهل بخارى.
قدم بغداد حاجاً، فحج وعاد إليها في صفر سنة ستين وخمس مئة، وحدث بها عن أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل. سمع منه الحافظ عمر بن علي القرشي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني، وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته.
أخبرنا القاضي أبو المحاسن بن أبي الحسن الدمشقي في كتابه، قال: قرأت على أبي المحامد حماد بن إبراهيم الصفار البخاري في صفر سنة ستين وخمس مئة، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل إملاءً، قال: حدثنا أبو القاسم ميمون بن علي بن ميمون، قال: حدثنا إسحاق بن محمد المروزي الأمير، قال: حدثنا محمد بن زكريا السرخسي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يتمنين أحدكم الموت، إما محسنٌ فيزداد إحساناً، وإما مسيءٌ(3/215)
فلعله أن يستعتب)).
أنبأنا عمر بن علي القرشي، قال: سألته، يعني حماد بن إبراهيم، عن مولده، فقال: في ليلة عيد الأضحى سنة ثلاث وتسعين، يعني وأربع مئة.
1354- حماد بن سعيد، أبو عبد الله الضرير المقرئ المنوني، منسوب إلى منونيا ناحيةٍ من سواد العراق.
قدم بغداد، وقرأ بها القرآن على جماعةٍ من الشيوخ، ولقن جماعةً، ويقال: إنه كان صالحاً.
أنشدني عنه صدقة بن علي المقرئ بيتين ذكر أنه أنشده إياهما يوم عيد فأنشدنيها أيضاً أبو الفتح صدقة بن علي بن مسعود الأوسي، قال: أنشدنيهما أبو الحسن علي بن أحمد اليزدي في كتابه المسمى ((بالبستان)):
الناس كلهم بالعيد قد فرحوا ... وما فرحت به والواحد الصمد
لما علمت بأني لا أرى سكني ... غمضت عيني فلم أنظر إلى أحد
1355- حماد بن مزيد بن خليفة، أبو الفوارس المقرئ الضرير.
قرأ القرآن الكريم بالقراءات على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي، وغيره. وسمع من أبي بكر أحمد ابن المقرب الكرخي وجماعة. وأم بالناس في الصلوات في مسجد ابن جردة بالجوهريين مدةً، وأقرأ فيه الناس إلى أن توفي في عشية الثلاثاء حادي عشر شعبان سنة ست وتسعين وخمس مئة، ودفن يوم(3/216)
الأربعاء بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب، رحمه الله وإيانا.
1356- حماد بن هبة الله بن حماد بن الفضل، أبو الثناء التاجر.
من أهل حران.
سافر الكثير، وسمع في أسفاره من جماعةٍ منهم: أبو محمد عبد الله بن رفاعة السعدي بمصر، وأبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ بالإسكندرية، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبو بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان وغيرهم ببغداد، وعبد السلام بن أحمد الإسكيف ومسعود بن محمد الغانمي بهراة.
وحدث ببغداد في ذي القعدة سنة ثمان وستين وخمس مئة، فسمع منه بها في هذا التاريخ أبو الخطاب عمر بن محمد العليمي الدمشقي.
وصنف تاريخاً لحران، وحدث به وبغيره ببلده، وفي أسفاره. وله شعرٌ رواه عنه جماعةٌ.
أنشدني أبو النجم فرقد بن عبد الله الإسكندراني من حفظه، قال: أنشدني حماد بن هبة الله الحراني بمنزله بحران لنفسه:
تنقل المرء في الآفاق يكسبه ... محاسناً لم تكن فيه ببلدته
أما ترى بيذق الشطرنج أكسبه ... حسن التنقل فيها فوق رتبته(3/217)
بلغني أن مولد حماد بن هبة الله كان في سنة إحدى عشرة وخمس مئة.
وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمس مئة بحران.
ذكر من اسمه حيدرة
1357- حيدرة بن أحمد بن علي بن المعمر، أبو الفتوح ابن النقيب الطاهر أبي عبد الله ابن النقيب الطاهر أبي الحسن ابن النقيب الطاهر أبي الغنائم العلوي الحسيني.
من بيت النقابة والتقدم.
كان شاباً متميزاً، قد سمع من أبيه، ولم يبلغ أوان الرواية.
توفي يوم الأربعاء السادس من ذي الحجة سنة ستين وخمس مئة، وحضر الصلاة عليه كافة أرباب المناصب بجامع القصر، وكان والده حياً، وحمل إلى الجانب الغربي فدفن بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام.
1358- حيدرة بن بدر بن محمد، أبو يعلى الهاشمي الرشيدي، من ولد الإمام أبي جعفر الرشيد.
من أهل واسط، كان أحد عدولها، والخطباء في الجمع بها.
قدم بغداد غير مرةٍ، وأقام، وسمع من أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، ومن بعده، وعاد إلى بلده. وقد كان سمع بواسط من أبي نعيم محمد ابن إبراهيم الجماري وغيره، وحدث هناك؛ سمع منه القاضي أبو الفتح محمد ابن أحمد ابن المندائي، وروى لنا عنه.(3/218)
توفي بواسط يوم الاثنين تاسع عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وخمس مئة، ودفن بداره بدرب الديوان مدةً ثم نقل إلى الصحراء.
1359- حيدرة بن عمر بن إبراهيم بن محمد بن حمزة، أبو المناقب العلوي الزيدي.
من أهل الكوفة.
كان والده من الأشراف العلماء المذكورين بالرواية والفضل. وأبو المناقب هذا سمع من النقيب أبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي، ومن أبيه، وغيرهما.
وحدث ببغداد في سنة ست وخمسين وخمس مئة؛ فسمع منه القاضي عمر القرشي وطبقته. وروى لنا عنه جماعةٌ.
وذكره تاج الإسلام في ((تاريخه)) وتأخرت وفاته عنه.
قرأت على أبي نصر محمد بن محمد بن علي الكاتب، قلت له: أخبركم أبو المناقب حيدرة بن عمر العلوي قدم عليكم من الكوفة قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الكسكري، قال: أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش، قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا حميد بن عبد الله الأسدي، قال: حدثني خالد، عن أبي هريرة،(3/219)
قال: أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن، أوصاني بالوتر قبل النوم، وأوصاني بالغسل كل جمعة، وأوصاني بالصيام ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ.(3/220)
أنبأنا عمر بن علي القاضي، قال: توفي أبو المناقب بن عمر العلوي الكوفي بها في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
1360- حيدرة بن محمد بن أحمد بن عمر العلوي، أبو الفتوح بن أبي جعفر الزيدي.
سمع بإفادة عمه الشريف أبي الحسن علي بن أحمد الزيدي من جماعةٍ، منهم: أبو بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي ابن سلمان وغيرهما. وحدث بشيءٍ يسير، وأظنه توفي شاباً.
سمع منه ابن أخيه أحمد بن عمر في سنة سبع وثمانين وخمس مئة فيما وقفت عليه بخط ابن طارق.
ذكر من اسمه حنبل
1361- حنبل بن إبراهيم بن علي، أبو السعادات المؤذن.
من أهل الرصافة، رصافة باب الطاق، يعرف بابن ملالة.
ذكره أبو بكر عبد الله بن أبي طالب الخباز في شيوخه الذين سمع منهم، وقال: روى لنا عن أبي القاسم بن الحصين.
وسألت عنه أهل الرصافة فقالوا: كان شيخاً فيه خفة وطيش، معروفاً عندهم بذلك.
1362- حنبل بن عبد الله بن الفرج، أبو عبد الله المكبر بجامع المهدي.(3/221)
من أهل الرصافة المذكورة أيضاً، كان ينزل منها بدرب الديوان، وكان دلالاً في بيع الأدر والأملاك.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين،وحدث عنه ((بمسند)) أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله ببغداد وبالشام، وفي طريقه ذاهباً وراجعاً. سمعنا منه قبل سفره.
قرأت على أبي عبد الله حنبل بن عبد الله الدلال، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الشافعي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثني محمد بن أبي عدي، عن داود، عن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة محاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة مساوئكم أخلاقاً؛ الثرثارون المتفيهقون المتشدقون)).(3/222)
سئل حنبل عن مولده، فذكر ما يدل أنه في سنة عشرٍ وخمس مئة أو سنة إحدى عشرة.
وتوفي ببغداد بعد عوده من الشام في ليلة الجمعة رابع عشر محرم سنة أربع وست مئة، ودفن يوم الجمعة بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب عن غير عقب ولا أهل.
ذكر من اسمه حريز
1363- حريز بن إسحاق بن المؤمل، أبو يعلى.
من أهل سلماس.
قدم بغداد فيما ذكر القاضي عمر بن علي القرشي، وحدث بها عن محمد ابن علي بن صخر الأزدي المكي.
سمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي وذكره في شيوخه، رحمهم الله.
1364- حريز بن دراج بن إقبال الخياط.
من أهل محلة الحربية.
سمع الكثير بنفسه من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وطبقته، وحدث عنهم.
سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع، وأبو علي عبد الكريم(3/223)
ابن محمد السيدي وغيرهما، وذكره ابن مشق في ((معجم شيوخه)).
1365- حريز بن يحيى المدني.
من مدينة الرسول صلوات الله عليه. قدم بغداد، وأقام بها للتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه بالمدرسة النظامية مدةً، ودرس بها على أبي المظفر أسعد بن أبي نصر الميهني، وعلى أبي الفتح أحمد بن علي بن برهان، وحصل طرفاً من الفقه. وصار إلى واسط فقطنها إلى حين وفاته، ورأيته بها، وكان شيخناً أسود يكتب المصاحف ويخالط أهل العلم.
توفي في جمادى الآخرة من سنة خمس وسبعين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
الأسماء المفردة في حرف الحاء
1366- حرب بن مكي بن محمد بن حرب، أبو البدر الأبهري، أبهرزنجان، يقال: إنه من ولد أبي سفيان صخر بن حرب الأموي.
فقيهٌ محدثٌ، قدم العراق، وأقام ببغداد مدةً، وسمع بها وبواسط، وحدث بهما.
سمع منه ببغداد محمد بن ناصر اليزدي، وبواسط، أبو جعفر هبة الله بن يحيى ابن البوقي. وعاد إلى بلده، وروى به، وله هناك عقبٌ من أهل الرواية، والله الموفق.
1367- حبشي بن محمد بن شعيب الشيباني، أبو الغنائم الضرير النوحي.(3/224)
من أهل واسط، من قريةٍ تعرف بالأفشولية، من غريب واسط بينها وبين البلد نحو فرسخ.
جالس بواسط أبا الحسن علي بن محمد العنبري المعروف بابن دواس القنا الشاعر، وسمع منه، وقدم بغداد واستوطنها إلى أن مات بها.
وقرأ النحو عل الشريف أبي السعادات هبة الله بن علي ابن الشجري، واللغة على الشيخ أبي منصور ابن الجواليقي، وسمع منهما، ومن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، ومن جماعة. وروى عنهم، وأقرأ الناس مدةً النحو.
وذكره لنا شيخنا أبو الخير مصدق بن شبيب النحوي، فوصفه بالفضل والمعرفة، وذكر أنه أخذ عنه وانتفع به.
سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي، وكتب عنه، وروى لنا عنه أبو الحسن علي بن نصر الحلي وغيره.
قرأت على أبي الحسن علي بن نصر بن هارون المقرئ من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو الغنائم حبشي بن محمد بن شعيب النحوي بقراءتك عليه ببغداد، فأقر به، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز، قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إجازةً. وأخبرناه عالياً أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد التاجر قراءةً(3/225)
عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو منصور محمد بن أحمد بن حمد الخازن قراءةً عليه وأنت تسمع في سنة ست وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الرحيم المازني، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن بكير، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة، قال: حدثني زيد بن أخزم، قال: حدثنا أبو داود، عن شعبة، عن جابر، عن أبي نصر، عن أنس، قال: كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقلةٍ كنت أجتنيها، وكان يكنى أبا حمزة)).
قلت: حمزة هي التي تسمى الجرجير.
قرأت بخط الشريف أبي الحسن علي بن أحمد العلوي الزيدي: توفي حبشي بن محمد النحوي يوم الثلاثاء سادس عشري ذي القعدة من سنة خمس وستين وخمس مئة وصليت عليه بالمدرسة النظامية، ودفن بالشونيزي.
قلت: وقبره بصفة رويم بن أحمد الصوفي أعلى المقبرة مما يلي الطريق.
1368- حجاج بن علي بن الحجاج بن محمد، أبو القاسم يعرف بابن الدبيثي.
من أهل واسط، وهو جدي لأمي.(3/226)
سمع بواسط من القاضي أبي عبد الله محمد بن علي ابن المغازلي وغيره. وأجاز له القاضي أبو علي الحسن بن إبراهيم الفارقي.
قدم بغداد غير مرة، وسمع بها في سنة إحدى وعشرين وخمس مئة من الشريف أبي السعادات أحمد بن أحمد ابن المتوكل، ومن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وغيرهما، وعاد إلى بلده وحدث به. سمعنا منه.
قرأت في الكتاب الذي سمعنا جدي لأمي أبو القاسم حجاج بن علي بن الحجاج، قال: أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد ابن المتوكل بقراءة محمد بن ناصر عليه وأنا أسمع يوم الجمعة تاسع شعبان من سنة إحدى وعشرين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قراءةً عليه وأنا أسمع. وأخبرناه أبو محمد عبد الرحمن بن هبة الله بن أبي نصر المقرئ في آخرين بقراءتي عليهم، قلت لهم: أخبركم أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي قراءةً عليه، فأقروا به، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قراءةً عليه وأنا أسمع في المحرم سنة ثلاث وستين وأربع مئة، قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بقراءتي عليه بالبصرة، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي المليح، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((لا يقبل الله صدقةً من غلول ولا صلةً بغير طهور)).
سمعت جدي أبا القاسم حجاج بن علي ينشد متمثلاً:
ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابضٍ ... على الماء خانته فروج الأصابع
سألت جدي عن مولده، فقال: ولدت في يوم عاشوراء من سنة خمس وخمس مئة.(3/227)
وتوفي يوم الخميس حادي عشر صفر سنة خمس وسبعين وخمس مئة، وصلينا عليه يوم الجمعة ثاني عشره بجامع واسط ودفن بتربةٍ له رأس قبة الماء، رحمه الله وإيانا.
1369- حبيب بن منيع بن حبيب بن صالح الكندي، أبو الفرج من أهل ماكسين.
قدم بغداد وسكنها إلى أن مات، وكان مقيماً بالمدرسة النظامية على سبيل التفقه، فأقام بها سنين كثيرة، ولم يحصل شيئاً، وولي الإشراف على أوقافها.
وسمع ببغداد من أبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي الهروي، ومن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وغيرهما، وما أعلم أنه حدث بشيءٍ، وإن كان فقليلٌ؛ لأن الرواية لم تظهر عنه.
1370- حبش بن الحسن بن الحرير، أبو القاسم.
من أهل الجانب الغربي، من ساكني محلة دار القز.
سمع أبا الحسن علي بن المبارك ابن الجصاص الصوفي، وروى عنه. سمع منه أبو محمد عبد الرحمن بن عمر الغزال، وابنه أحمد في سنة تسعين وخمس مئة أو نحوها.(3/228)
حرف الخاء
ذكر من اسمه خالد
1371- خالد بن علوان بن علي، أبو الفتح.
الشيخ الصالح، من أهل باب الأزج.
سمع أبا طالب محمد بن علي العشاري، وحدث عنه. سمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك ابن السقطي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه))؛ ذكر ذلك القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي.
1372- خالد بن هبة الله بن أبي منصور، أبو منصور.
من أهل الحريم الطاهري، يعرف بابن العجمي.
سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وروى عنه، فيما قال أبو بكر عبد الله بن أبي طالب المقرئ، وقال: سمعت منه عنه، وأخرج عنه حديثاً في ((مشيخته)).
1373- خالد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن خالد، أبو الفرج بن أبي القاسم بن أبي العباس ابن الأخوة.
هكذا ذكر القاضي أبو المحاسن الدمشقي هذا الشيخ، وساق نسيه في ((معجمه)) ولم يخرج عنه شيئاً.
1374- خالد بن علي بن يحيى، أبو محمد القصار، يعرف بابن الوقاياتي.(3/229)
من ساكني الميدان بباب الأزج.
سمع أبا بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني بإفادة خلف المشاهر. سمعنا منه.
قرأت على أبي محمد خالد بن علي القصار، قلت له: أخبركم أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر ابن الزاغوني قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي إملاءً، قال: حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجلٍ وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الحياء من الإيمان)).
توفي أبو محمد القصار هذا في سنة سبع وست مئة، أوائلها.
1375- خالد بن محمد بن بقاء بن عبد الله، أبو البقاء، يعرف بابن الصفة.
سمع أبا حفص عمر بن ظفر المغازلي، وروى عنه، سمع منه أصحابنا ولم ألقه، وأظنه أجاز لنا، والله أعلم.(3/230)
ذكر من اسمه الخضر
1376- الخضر بن هبة الله بن أبي الهيجاء، أبو البركات المعروف بالطائي البغدادي.
هكذا ذكره الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) وقال: شاعرٌ قدم دمشق ولقيته بها، وأنشدني أناشيد لنفسه مما قاله في الإمام المسترشد بالله رضي الله عنه وفي الوزير أبي علي الحسن بن علي بن صدقة وزيره، قال: وسألته عن مولده، فقال: في رجب سنة تسع وتسعين وأربع مئة.
1377- الخضر بن نصر بن عقيل، أبو العباس الإربلي الموصلي.
قدم بغداد، وأقام بها للتفقه على إلكيا أبي الحسن علي بن محمد الطبري الهراسي، وسمع من الشريف أبي طالب الحسين بن محمد الزينبي، وعاد إلى إربل، وكان يدرس ويفتي بها.
قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: وكان عالماً بالمذهب، يعني مذهب الشافعي رضي الله عنه، وبالخلاف والفرائض، زاهداً ورعاً متقللاً. سئل عن(3/231)
مولده، فقال: في سنة ثمان وسبعين وأربع مئة.
قدم دمشق وأقام بها مدةً وعاد إلى بلده، فمات به وقد نيف على المئة. آخر كلام ابن عساكر.
قلت: سمع منه أبو الفضل إلياس من جامع الإربلي عن أبي طالب الزينبي، وحدث عنه في ((معجم شيوخه))، وغيره.
1378- الخضر بن محمد بن علي النيسابوري الأصل الجزري المولد، أبو العباس.
ذكر لي أنه ولد بجزيرة ابن عمر، ونشأ بالموصل. قدم بغداد وأقام بها إلى حين وفاته. وكان يعبر الرؤيا. وقد سمع شيئاً من الحديث من أبي الحسن علي ابن عساكر البطائحي وغيره. كتبت عنه أناشيد. وكان أمياً لا يكتب.
أنشدني أبو العباس الخضر بن محمد الجزري من حفظه لبعض المتقدمين:
ألفت توحدي حتى لو اني ... رأيت الإنس لاستوحشت منه
وما ظفرت يدي بصديق صدقٍ ... أخاف عليه إلا خفت منه
وما ترك التجارب لي صديقاً ... أميل إليه إلا ملت عنه
سألت الخضر هذا عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة خمس وعشرين وخمس مئة بجزيرة ابن عمر.
وتوفي ببغداد في العشر الأول من ذي الحجة سنة خمس وست مئة.(3/232)
1379- الخضر بن علي بن محمد السراج، أبو العباس الصوفي.
من أهل إربل.
قدم بغداد، وسمع بها من أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشهرزوري المقرئ، ومن الشريف أبي جعفر أحمد بن محمد العباسي المكي وغيرهما وذلك في سنة ثمان وأربعين وخمس مئة. وخالط الصوفية، وأقام بينهم. ثم صار إلى مكة شرفها الله فأقام بها إلى أن توفي، وصار بها شيخ الصوفية، والمتقدم عليهم، وحدث هناك، وكتب إلينا بالإجازة غير مرةٍ.
كتب إلينا أبو العباس الخضر بن علي بن محمد شيخ الصوفية بالحرم الشريف من مكة شرفها الله يخبرنا أن أبا الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد المقرئ أخبره قراءةً عليه في شعبان سنة ثمان وأربعين وخمس مئة ببغداد، قال: أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي إجازة، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران الواعظ، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عمر قميصاً أبيض فقال: أجديد قميصك هذا أم غسيل؟ قال: بل غسيل. قال: البس جديداً وعش حميداً ومت شهيداً)).(3/233)
توفي الخضر هذا بمكة زادها الله شرفاً في سنة ثمان وست مئة، وقيل: توفي يوم الاثنين ثاني عشر جمادى الأولى من السنة المذكورة.
1380- الخضر بن كامل بن سالم بن السبيع بن إبراهيم بن يوسف، أبو العباس الخاتوني.
من أهل دمشق.
قدم في صباه مع أبيه بغداد، وسمع بها من أبي عبد الله الحسين بن علي ابن أحمد الخياط سبط أبي منصور الخياط أخي أبي محمد المعروف بابن بنت الشيخ وذلك في سنة سبع وثلاثين وخمس مئة، وعاد إلى دمشق وسمع بها من أبي الفتح نصر الله بن عبد القوي المصيصي وغيره، وروى بها الكثير؛ سمع منه أهلها والواردون إليها من الطلبة. وكتب إلينا بالإجازة مرات.
أخبرنا أبو العباس الخضر بن كامل دلال السكر في كتابه إلينا من دمشق، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسيني بن علي بن أحمد المقرئ قراءةً عليه وأنا أسمع ببغداد في محرم سنة سبع وثلاثين وخمس مئة، قلت: ومن أصل سماعه نقلت: قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد ابن النقور قراءةً عليه، قال:(3/234)
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق المعروف بابن أخي ميمي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا شعيب، قال: حدثنا هشام، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقي الله يشرك به شيئاً دخل النار)).
بلغني أن الخضر بن كامل ولد بدمشق في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة. وتوفي بها في ثاني عشري شوال سنة ثمان وست مئة.(3/235)
ذكر من اسمه الخليل
1381- الخليل بن عبد الغفار بن يوسف، أبو إسماعيل الصوفي.
من أهل سهرورد.
قدم بغداد وسكنها إلى أن مات بها، وصحب الشيخ أبا النجيب الشهروردي ولازمه إلى أن مات. وسمع منه ومن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي وغيرهما. وصار مرتباً بالمدرسة النظامية.
علقت عنه أناشيد، وما أظن أن أحداً كتب عنه غيري.
أنشدني خليل بن عبد الغفار المرتب ونحن على شاطئ الفرات بفوهة نهر ملك من حفظه لبعض المتقدمين:
صحائف عندي للعتاب طويتها ... ستنشر يوماً والعتاب يطول
فما كل يومٍ لي بأرضك حاجةٌ ... ولا كل يومٍ لي إليك رسول
سأصبر حتى يجمع الله بيننا ... وإن نلتقي يوماً فسوف أقول
سألت خليل السهروردي عن مولده، فقال: ولدت في سنة ثمان وعشرين وخمس مئة بسهرورد.
وتوفي ببغداد يوم الاثنين عاشر صفر سنة سبع وتسعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة باب حرب.
1382- خليل بن محمود بن خليل التبريزي المولد البغدادي الدار والوفاة.
كان يسكن المختارة، وولاه قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدامغاني أميناً،(3/236)
وجعل متولياً لأموال اليتامى وغير ذلك مدةً، وما أعلم له رواية.
توفي في ليلة الجمعة خامس عشر ذي الحجة سنة ست مئة، ودفن يوم الجمعة بالجانب الغربي في المشهد، مقابر قريش، رحمه الله وإيانا.
1383- خليل بن أحمد بن علي بن خليل بن إبراهيم، أبو طاهر بن أبي العباس الجوسقي.
وقد تقدم ذكر أبيه، كان يتولى الخطابة بناحية صرصر بعد أبيه.
وقد سمع منه، ومن غيره. وكان حافظاً للقرآن المجيد، خيراً. سمعنا منه ببغداد.
أخبرنا أبو طاهر خليل بن أحمد بن علي الخطيب قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبي أبو العباس أحمد بن علي بن خليل قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي بن محمد الدوري، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن نصر بن مكرم الشاهد، قال: حدثنا أحمد بن محمد الفزاري، قال: حدثنا محمد ابن المغيرة، قال: حدثنا القاسم بن الحكم، قال: حدثنا أبو حنيفة، عن ناصح ابن عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((ما من عملٍ أطيع الله عز وجل فيه أعجل ثواباً من صلة الرحم، وما من عملٍ عصي الله عز وجل فيه أعجل عقوبةً من بغي)).(3/237)
سألت خليل بن أحمد هذا عن مولده، فقال: في ليلة الأحد حادي عشر صفر سنة ثمان وأربعين وخمس مئة بصرصر.
ذكر من اسمه خلف
1384- خلف بن عبد الله بن أحمد بن هشام، أبو القاسم الأندلسي.
ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي أنه قدم بغداد وحدث بها عن الرضا عمر بن الحسن المهدوي. وأن أبا البركات هبة الله بن المبارك السقطي سمع منه، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
1385- خلف بن أبي البركات، ويقال: إن اسم أبي البركات يحيى ابن فضلان، أبو القاسم المشاهر المؤدب.
من أهل باب الأزج، والد شيخنا فضلان وعبد القادر، وسيأتي ذكرهما.
سمع الكثير بنفسه، وأكثر الطلب وملازمة الشيوخ، وروى عن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وأبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وجماعةٍ من طبقتهم وبعدهم كأبي الفتح الكروخي، وأبي الفضل بن ناصر، وأبي بكر ابن الزاغوني، وغيرهم.
سمع منه القاضي عمر القرشي، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق وابناه(3/238)
فضلان وعبد القادر، وأبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمي، وغيرهم.
قرأت على أبي طالب عبد الرحمن بن محمد العباسي: أخبركم أبو القاسم خلف بن أبي البركات المعروف بالمشاهر بقراءتك عليه في صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة، قلت له: أخبركم أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ابن البناء، فأقر به، قال: أخبرنا أبي أبو علي الحسن بن أحمد في سنة خمس وخمسين وأربع مئة، قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الأصبهاني، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سوار، قال: حدثنا أبو بلال الأشعري قال: حدثنا علي بن علي الحميري، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((صوم يوم التروية كفارة سنة وصوم يوم عرفة كفارة سنتين)).
أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق ومن خطه نقلت، قال: توفي خلف بن أبي البركات يوم الثلاثاء رابع عشري رجب سنة خمس وستين وخمس مئة، ودفن يوم الأربعاء.
1386- خلف بن أحمد الحظيري.
هكذا وقفت على اسمه مكني.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وروى عنه. سمع منه أبو القاسم عبيد الله بن علي ابن الفراء، وابن عمه أبو منصور المظفر بن محمد، وأبو المظفر عبيد الله بن يونس بن هبة، وأبو الخليل أحمد بن أسعد المقرئ. وأظنه كان يسكن باب الأزج.(3/239)
1387- خلف بن عبد الرحمن بن أحمد ابن المكي.
من أهل خوارزم.
ذكر القاضي عمر بن علي القرشي أنه قدم بغداد في سنة أربع وستين وخمس مئة حدث بها. لم يزد على ذلك.
1388- خلف بن علي بن خلف، أبو محمد الغراد.
من ساكني الظفرية، يعرف بابن الأمين.
سمع أبا حفص عمر بن ظفر المغازلي، وأبا بكر المبارك بن كامل المفيد، وروى شيئاً يسيراً. سمعنا منه أحاديث.
قرأت على أبي محمد خلف بن أبي الحسن الغراد من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو بكر المبارك بن كامل بن محمد الخفاف قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك وعرفه، قال: أخبرنا علي بن أحمد بن محمد الرزاز، قال: أخبرنا(3/240)
عبد الملك بن محمد بن بشران، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حماد بالكوفة، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن علي بن عفان العامري، قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا يزيد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله عز وجل ليمهل الظالم فإذا أخذه لم يفلته. ثم قرأ {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ} .. .. الآية.
بلغني أن مولد خلف ابن الأمين هذا في سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة.
وتوفي ليلة الاثنين الثاني عشري ذي الحجة سنة سبع وست مئة، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب الشام عند مشهد إسماعيل بن جعفر.
1389- خلف بن محمد بن خلف، أبو الذخر المقرئ.
من أهل كنر قرية من قرى دجيل قريبةٍ من أوانا.(3/241)
سكن الموصل من صباه، وسمع بها من أبي منصور بن مكارم المؤدب وغيره، وروى عنهم. كتبت عنه بالموصل.
ذكر من اسمه خطاب
1390- خطاب بن منصور بن أحمد الدحروج، أبو عبد الله.
والدحروج لقبٌ له أو لأبيه، كان يسكن باب البصرة.
سمع الكثير من أبي الوقت السجزي، وأبي المظفر ابن الشبلي، وأبي الفتح المعروف بابن البطي وجماعةٍ كثيرين.
وحدث بالقليل، وكان أمياً لا معرفة له بهذا الشأن. سمع منه صاحبنا جعفر بن محمد العباسي.
توفي في ربيع الآخر سنة سبعٍ وتسعين وخمس مئة، وما لقيته.
1391- خطاب بن عمر بن أبي سعد النساج.
من أهل الحربية، وسكن بأخرةٍ مشهد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام.
سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، ويقال: إنه حدث بشيءٍ يسير؛ سمع منه أحمد بن سلمان، فيما بلغني، والله أعلم.(3/242)
ذكر من اسمه خطلخ
1392- خطلخ بن عبد الله، مولى الراشد أبي جعفر منصور ابن المسترشد بالله.
وصار معه إلى أصبهان بعد خلعه، وأقام بها، وحدث عن مولاه، وعن أبي الحسن أحمد بن أبي منصور الفقيه، ومصعب بن عبد الله الحفار، وأبي عبد الله الخياط. وحديثه عنهم عند الأصبهانيين. لم يرو شيئاً ببغداد.
1393- خطلخ بن عبد الله، أبو الخير، مولى أبي عبد الله عيسى بن هبة الله النقاش.
سمع أبا منصور محمد بن أحمد الخلال، وأبا القاسم بن الحصين وغيرهما، وحدث عنهم؛ سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، وأثنى عليه خيراً.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك، قلت له: أخبركم أبو الخير خطلخ بن عبد الله مولى أبي عبد الله النقاش بقراءتك عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن الحسين الخلال قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن جعفر ابن الوضاح، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي، قال: حدثنا عاصم بن علي، عن المسعودي، عن الوليد بن العيزار، عن أبي(3/243)
عمرو الشيباني، عن عبد الله بن مسعود، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل؟ قال: ((الصلاة لميقاتها)). قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: ((بر الوالدين)). قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله عز وجل)). ثم سكت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو استزدته لزادني.
1394- خطلخ بن عبد الله، أبو علي، وقيل: أبو يونس الدباس، مولى أبي الفتح بن شاتيل.
سمع مع مولاه من أبي القاسم علي بن الحسين الربعي، وروى عنه. سمع منه أبو الخطاب عمر بن محمد العليمي، وأبو المحاسن عمر بن علي القرشي وجماعة.
أنبأنا القاضي عمر بن علي بن الخضر الدمشقي، قال: أخبرنا أبو يونس خطلخ بن عبد الله مولى ابن شاتيل، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن عبد الله الربعي قراءةً عليه.
وأخبرناه عالياً أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن شاتيل بقراءتي(3/244)
عليه على باب داره بباب المراتب، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن الحسين ابن عبد الله الربعي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين عمر ابن علي بن الحسن الأشناني، قال: حدثنا محمد بن مسلمة بن الوليد، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الدجال لا يدخل مكة والمدينة، على كل نقبٍ من أنقابها ملكٌ شاهرٌ سيفه)).
أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيع ومن خطه نقلت، قال: توفي خطلخ مولى ابن شاتيل في سنة خمس أو ست وستين وخمس مئة بالموصل.(3/245)
ذكر من اسمه خمرتاش
1395- خمرتاش بن عبد الله، أبو عبد الله مولى أبي الفرج هبة الله بن المظفر ابن رئيس الرؤساء.
سمع مع مولاه من أبي الحسن علي بن محمد ابن العلاف، وروى عنه. سمع منه أبو المظفر المبارك بن طاهر الخزاعي الصوفي، وابنه أبو الفتوح عبد الله، والقاضي أبو المحاسن الدمشقي وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، وأبو الفتح عبد الوهاب بن بزغش المقرئ. وحدثنا عنه غير واحدٍ.
أخبرنا أبو المظفر المبارك بن طاهر بن المبارك الخزاعي في كتابه إلينا، قال: أخبرنا أبو عبد الله خمرتاش بن عبد الله الرؤسائي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي ابن العلاف قراءةً عليه.
وأخبرناه أبو طالب محمد بن علي بن أحمد ابن الكتاني قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي ابن العلاف قراءةً عليه وأنا أسمع في شوال سنة أربع وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران، قال: حدثنا أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الجمحي بمكة، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا عارم، قال: حدثنا ابن المبارك، قال: حدثنا حرملة بن عمران، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الرجل في ظل صدقته حتى يقضي بين الناس)) أو قال: ((يحكم بين الناس)). وكان أبو الخير لا يأتي عليه يوم إلا تصدق فيه ولو بكعكةٍ أو ببصلةٍ.(3/246)
توفي خمرتاش مولى ابن رئيس الرؤساء ليلة السبت سادس عشر شهر رمضان سنة سبعٍ وسبعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
1396- خمرتاش بن عبد الله، مولى أبي الرضا محمد بن بدر الشيحي، أبو عبد الله.
سمع مع مولاه من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن بن أبي الحسن الدمشقي ببغداد.
أنبأنا الحافظ عمر بن علي بن الخضر القرشي، ومن خطه نقلت، قال: أخبرنا أبو عبد الله خمرتاش بن عبد الله ومولاه أبو الرضا محمد بن بدر بن عبد الله الشيحي، قالا: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين.
وأخبرناه عالياً القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي بها وأبو الحسن علي بن محمد بن يعيش ببغداد بقراءتي عليهما، قلت لكل واحدٍ: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان البزاز، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال: حدثنا أبو يعلى محمد بن شداد المسمعي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يرحم الله من لا يرحم الناس)).(3/247)
الأسماء المفردة في حرف الخاء
1397- خليفان بن أحمد بن خليفان، أبو القاسم الهاشمي الرشيدي، من ولد الرشيد أمير المؤمنين أبي جعفر هارون.
سمع أبا عثمان إسماعيل بن محمد بن ملة الأصبهاني، ببغداد لما قدمها، وأملى بها، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وخرج عنه حديثاً في جملة شيوخه.
أنبأنا عمر بن علي بن الخضر، قال: أخبرنا أبو القاسم خليفان بن أحمد الرشيدي، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن ملة، قال: حدثنا أبو سعيد محمد ابن أحمد بن جعفر إملاءً، قال: حدثنا أحمد بن محمد زهران ببغداد، قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اتركوني ما تركتكم فإذا حدثتكم فخذوا عني، فإنما هلك من قبلكم لكثرة سؤالهم وخلفهم على أنبيائهم)).
1398- خليفة بن أبي بكر بن أحمد، أبو نصر يعرف بابن قطوة.(3/248)
من أهل الحربية.
سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وروى عنهما، سمعنا منه مع أحمد بن سلمان الحربي فيما خرجه من ((مشيخة الحربية)).
قرأت على أبي نصر خليفة بن أبي بكر الحربي بها، قلت له: أخبركم أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي قراءةً عليه وأنت تسمع في سنة ثلاثين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا محمد بن علي بن ميمون، قال: حدثنا محمد بن علي بن عبد الرحمن، قال: حدثنا محمد بن الحسين التيملي، قال: حدثنا عبد الله بن زيدان، قال: حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((المؤمن يأكل في معىً واحدٍ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء)).(3/249)
توفي خليفة بن أبي بكر الحربي في يوم الأحد تاسع شعبان سنة خمس وتسعين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
((آخر الجزء السادس والعشرين من الأصل)).(3/250)
حرف الدال المهملة
ذكر من اسمه داود
1399- داود بن محمود بن محمد بن ملكشاه بن ألب رسلان بن داود بن ميكال بن سلجوق، أبو سليمان الملك.
خطب له ببغداد بالسلطنة بعد وفاة أبيه أبي القاسم محمود وذلك في سنة خمس وعشرين وخمس مئة. وقدم بغداد غير مرةٍ ونزل دار المملكة بها ظاهر البلد. وكان بينه وبين عمه مسعود بن محمد حروبٌ كثيرةٌ إلى أن وصل مسعود بغداد في صفر سنة سبع وعشرين وخمس مئة ومحمودٌ بها، فاصطلحا على أن يخطب لمسعود بالملك ومن بعده لداود، فكان الأمر على ذلك إلى أن هلك داود واستقل مسعود بالأمر إلى أن مات في سنة سبع وأربعين وخمس مئة.
1400- داود بن سليمان بن أحمد ابن نظام الملك أبي علي الحسن ابن علي بن إسحاق، أبو علي.
ولد بأصبهان ونشأ بها، وقدم بغداد مراراً كثيرةً، وأقام بها، وسمع أبا منصور سعيد بن محمد ابن الرزاز المدرس بمدرسة جده نظام الملك وغيره. وسمع بأصبهان من أبي منصور سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، ومن أبي الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي، ومن أبي عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال،(3/251)
ومن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية، وغيرهم. وحدث ببغداد عنهم، وسمعنا منه بها.
أخبرنا أبو علي داود بن سليمان بن أحمد النظامي قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبرتكم فاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم الجوزدانية وخجستة بنت علي بن أبي ذر الصالحاني قراءةً عليهما بأصبهان وأنت تسمع، فأقر به، قالتا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان ابن أحمد الطبراني، قال: حدثنا أحمد بن بشر بن حبيب، قال: حدثنا محمد ابن مصفى، قال: حدثنا العباس بن إسماعيل الهاشمي، قال: حدثنا الحكم بن عطية، عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك، عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم)).
سألت داود بن سليمان هذا عن مولده، فقال: في شوال سنة ثمان عشرة وخمس مئة بأصبهان.
وتوفي بها في سنة ست وتسعين وخمس مئة، فيما بلغنا، والله أعلم.
1401- داود بن أحمد بن الحسين الدباس، أبو الغنائم يعرف بابن المتش.(3/252)
من أهل الحريم الطاهري.
سمع بإفادة خاله عمر بن المبارك بن سهلان من جماعةٍ منهم: أبو الفضل محمد بن أحمد بن الأشقر، وأبو غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وغيرهما. واستجاز له ولأخيه يوسف من جماعةٍ.
وحدث داود بشيءٍ قليل. ورأيته وما اتفق لي منه سماعٌ، وقد أجاز لي.
أنبأنا أبو الغنائم داود بن أحمد بن الحسين، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد ابن أحمد بن علي الدلال. وقرأته على أبي محمد يوسف بن أحمد بن الحسن أخي داود المذكور، قلت له: أخبركم أبو الفضل محمد بن أحمد بن علي قراءةً عليه مع أخيك داود وأنتما تسمعان، فأقر به، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عمر المعدل، قال: حدثنا قاضي القضاة أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن معروف، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن يحيى بن عتيق، عن محمد ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل منه)).(3/253)
توفي داود بن أحمد الدباس في ثالث عشري شهر رمضان سنة ثمان وتسعين وخمس مئة.
1402- داود بن رضا بن مهدي، أبو سليمان.
من أهل جيلان.
قدم واسطاً، وحفظ بها القرآن المجيد، وقرأ بشيءٍ من القراءات على الشيوخ بها، ثم دخل بغداد وأقام بها مدةً، وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد ابن محمد بن حنبل رحمه الله، وحدث بها عن أبي جعفر هبة الله بن يحيى ابن البوقي الواسطي. فسمع منه بها أبو الفضل إلياس بن جامع بن علي الإربلي، وحدث عنه في ((أربعين حديثاً)) جمعها عن شيوخه.
وعاد إلى داود إلى واسط، وأقام بها إلى أن توفي بعد سنة ست مئة، والله أعلم.
1403- داود بن يوسف بن إبراهيم، أبو السعادات.
من أهل الحربية.
سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية الزاهد، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وروى عنهما؛ سمع منه أصحابنا، وأذن لنا في(3/254)
الرواية عنه، والله الموفق.
توفي يوم الأحد ثالث عشري جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وخمس مئة.
1404- داود بن يونس بن الحسين بن سليمان الأنصاري، أبو الفتح.
شيخٌ من أهل الكتابة وخدمة الديوان العزيز مجده الله.
تولى الإشراف بالديوان العزيز في أيام الإمام المستضيء بأمر الله قدس الله روحه، ثم ديوان الزمام في أيام سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين خلد الله ملكه وذلك في ربيع الأول سنة سبع وسبعين وخمس مئة، وعزل عنه في صفر سنة تسع وسبعين وخمس مئة، ولم يستخدم بعد ذلك. وكان مشكوراً في ولايته.
وقد سمع الحديث من جماعةٍ، منهم: أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، وأبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين، وأبو العباس أحمد ابن عبد الله بن مرزوق الأصبهاني. وروى عنهم، سمعنا منه.
أخبرنا أبو الفتح داود بن يونس بن الحسين الأنصاري قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن عبد الله بن مرزوق الأصبهاني، قدم علينا، قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل التفليسي، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، قال: حدثنا عبد الله بن(3/255)
محمد الرازي، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا المعافى، عن عبد الأعلى بن أبي المساور، عن عكرمة، عن الحارث بن عميرة، عن سلمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الأرواح جنودٌ مجندةٌ فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)).
سألت داود الأنصاري هذا عن مولده، فقال: ولدت يوم الخميس تاسع المحرم سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي يوم الخميس تاسع عشر ربيع الآخر سنة ست عشرة وست مئة، ونقل إلى الكوفة فدفن هناك.
1405- داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر بن رجاء القرشي، أبو الفتوح بن أبي أحمد.
من أهل أصبهان. وسيأتي ذكر أبيه فيما بعد، وقد تقدم ذكرنا لأخيه محمد، وهم أهل بيتٍ كلهم رواةٌ مشهورون بالتحديث.
قدم داود هذا بغداد مراراً مع أبيه قديماً، وسمع بها من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي وغيره، وبعد ذلك مع أخيه محمد. وقد سمع(3/256)
بأصبهان من أبي القاسم غانم بن خالد البيع، وأبي الخير محمد بن أحمد الباغبان وجماعة، وبهمذان من أبي المحاسن نصر بن المظفر البرمكي. وحدث ببلده، وكتب إلينا بالإجازة غير مرة، وقال: مولدي في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وخمس مئة.
1406- داود بن أحمد بن ملاعب، أبو البركات بن أبي عبد الله البغدادي.
من أهل باب الأزج.
كان وكيلاً بباب القضاة. أسمعه والده في صباه من جماعةٍ منهم: أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبو الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبو بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، وأبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي، وغيرهم.
وحدث ببغداد بيسير، وسافر إلى الشام وسكن دمشق، وروى هناك الكثير، وسمع منه أهلها وجماعةٌ من الطلبة الواردين إليها. ورأيته ببغداد وما اتفق أني سمعت منه شيئاً فكتب إلينا بالإجازة من دمشق، وذكر لنا أنه ولد في ليلة النصف من محرم سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة ببغداد.
وبلغنا أنه توفي بدمشق في رجب سنة ست عشرة وست مئة، والله أعلم،(3/257)
رحمه الله وإيانا.
1407- داود بن بندار بن إبراهيم، أبو الخير.
من أهل جيلان.
قدم بغداد، وتفقه بها على مذهب الشافعي رضي الله عنه بالمدرسة النظامية والمدرس بها يوسف بن بندار الدمشقي ومن بعده، وأعاد لمدرسيها سنين كثيرة، ودرس بالمدرسة البهائية القريبة من النظامية، وأفتى، وسمع ببغداد من أبي الوقت السجزي وغيره. سمعنا منه.
قرئ على أبي الخير داود بن بندار الجيلي بالمدرسة النظامية وأنا أسمع، قيل له: قرئ على أبي الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي وأنت تسمع، فأقر بذلك وعرفه، قال: أخبرنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري، قال: حدثنا إسماعيل بن العباس الوراق، قال: حدثنا الحسن بن عرفة العبدي، قال: حدثنا الوليد بن بكير أبو خباب، عن سلام الخزاز، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما دعاءٌ إلا بينه وبين السماء حجابٌ حتى يصلي على محمد وعلى آله، فإذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم انخرق الحجاب واستجيب الدعاء، وإذا لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم لم يستجب الدعاء)).(3/258)
توفي داود بن بندار هذا ليلة الجمعة حادي عشري رجب سنة ثمان عشرة وست مئة، ودفن يوم الجمعة بباب حرب، رحمه الله وإيانا.
1408- داود بن أحمد بن يحيى، أبو سليمان الضرير الملهمي، وملهم الذي ينتسب إليه بطنٌ من عبادة فيما زعم.
من أهل قريةٍ من قرى نهر عيسى.
حفظ القرآن، وقرأه بشيءٍ من القراءات ببغداد على جماعةٍ منهم: أبو الفضل أحمد بن محمد بن شنيف، وأبو الحسن علي بن عساكر البطائحي، وأبو محمد الحسن بن علي بن عبيدة الكرخي.
وانتحل في الفقه مذهب داود بن علي الأصبهاني، وأخذ ذلك من الكتب من غير أن يلقى أحداً من أصحابه.
واشتغل بالأدب وجالس أبا محمد بن عبيدة المذكور، وأبا الفرج محمد بن الحسين الجفني المعروف بابن الدباغ، وأخذ عنهما وعن غيرهما.
وكان يذب عن أبي العلاء المعري ويعجبه شعره ويحفظ منه ومن غيره الكثير.(3/259)
سمعت منه أناشيد له ولغيره، وعلقت عنه شيئاً يسيراً؛ سمعت أبا سليمان داود بن أحمد الداودي يقول: سمعت أبا يوسف يعقوب بن يوسف المقرئ يقول: رأيت أبا العز عبد المغيث بن زهير الحربي في المنام بعد موته فقلت له: ما فعل الله بك؟ فأنشدني:
العلم يحيي أناساً في قبورهم ... قد مات قومٌ وهم في الناس إحياء
وأنشدني داود بن أحمد الضرير لنفسه من جملة أبياتٍ كتبها إلي له:
ألم تر أن الدهر للمرء مخلقٌ ... كما أن غرب العضب مخلق غمده
وما عز في الأيام من لم يكن له ... معينٌ على كيد الزمان وكده
وما نال من دنياه ما رام وابتغى ... فتىً مكن الأعداء من حل عقده
وما أدرك المسؤول من عاش بالمنى ... ولا بلغ المأمول إلا بجده
وإني بأعلام الرجال لعالمٌ ... ومن هو منهم مستحقٌ لحمده
توفي داود الملهمي في يوم الاثنين ثامن عشر محرم سنة خمس عشرة وست مئة بقريةٍ تعرف بقرداباذ، ودفن بالشونيزي، وقيل: بباب حرب، رحمه الله وإيانا.
1409- داود بن علي بن عمر القزاز، أبو القاسم، يعرف بابن صعوة.
من أهل الحريم الطاهري.(3/260)
سمع أبا علي أحمد بن محمد ابن الرحبي العطار، وروى عنه.
1410- داود بن علي بن محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن ابن المسلمة، أبو أحمد بن أبي نصر ابن الوزير أبي الفرج.
من بيت معروفٍ بالتقدم والولاية. وقد ذكرنا منهم غير واحدٍ.
سمع داود هذا جده الوزير أبا الفرج، والشريف أبا الحسن علي بن أحمد الزيدي، وأبا الخير صبيح بن عبد الله العطاري وغيرهم. سمعنا منه أحاديث.
قرأت على أبي أحمد داود بن علي المظفري: أخبرك جدك الوزير أبو الفرج محمد بن أبي الفتوح بقراءة والدك عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن بونه قراءةً عليه.
وأخبرناه عالياً أبو العباس أحمد بن علي بن سعيد الصوفي قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز، قال: حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، قال: حدثنا سعيد بن ميسرة البكري، عن أنس بن مالك، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى على جنازةٍ كبر عليها أربعاً، وأنه كبر على حمزة سبعين تكبيرة.(3/261)
توفي داود هذا يوم الأربعاء تاسع عشر شعبان سنة ست عشرة وست مئة، ودفن بباب أبرز.
ذكر من اسمه دلف
1411- دلف بن أحمد بن أبي سعد بن علي الطحان، أبو بكر بن أبي نصر، يعرف بابن كدكده.
من أهل باب الأزج.
سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري، وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وغيرهما، وحدث عنهما.
سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي، وأبو المعالي أحمد بن يحيى بن هبة، وأبو الفتوح محمد بن علي الجلاجلي في آخرين.
أنبأنا الحافظ عمر بن علي بن الخضر القرشي، قال: أخبرنا أبو بكر دلف ابن أحمد بن كدكده، قال: أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، قال: أخبرنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن عبد الغفار الفارسي النحوي، قال: حدثنا الحسين بن علي بن معدان، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: حدثنا هشام صاحب الدستوائي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة عن(3/262)
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: ((الذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأه وهو يشتد عليه فله أجران)).
1412- دلف بن كرم بن فارس، أبو الفرج المقرئ الخباز العكبري الأصل البغدادي المولد والدار.
كان يسكن سوق الثلاثاء بدرب الخبازين.
سمع الكثير بنفسه من جماعةٍ منهم: القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأمثالهم، وحدث عنهم. وكان مفيداً للطلبة.
سمع منه أبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشعار، والشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، وأبو الخير صبيح بن عبد الله الحبشي، وأبو إسحاق مكي بن أبي القاسم الغراد. وروى لنا عنه أبو محمد عبد العزيز بن مكي التاجر.
أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن مكي بن أبي العرب الأنصاري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الفرج دلف بن كرم بن فارس المقرئ قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ إملاءً، قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن عبد الله البزاز، قال: حدثنا عيسى بن علي، قال: حدثنا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق القابوسي،(3/263)
قال: حدثنا أبو عاصم، عن زكريا بن إسحاق، عن يحيى بن عبد الله بن صيفي، عن أبي معبد، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بعث معاذاً على اليمن قال: إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك بذلك فأعلمهم أن الله عز وجل افترض عليهم خمس صلوات في كل يومٍ وليلةٍ، فإن هم أطاعوك بذلك فأعلمهم أن الله عز وجل قد افترض عليهم صدقةً في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد في فقرائهم، فإن هم أطاعوك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله عز وجل حجاب)).
أنبأنا القاضي عمر بن علي القرشي، قال: سألت دلف العكبري عن مولده فلم يحققه وقال: ولدت بعد سنة خمس مئة.
قال القرشي: وتوفي يوم الثلاثاء تاسع ذي القعدة سنة تسع وستين وخمس مئة، وقال غيره مثل ذلك وزاد: ودفن بمقبرة درب الخبازين.
1413- دلف بن عبد الله بن محمد بن عبد الله، أبو الخير، يعرف بابن التيان.
من أهل باب الأزج.
تفقه ببغداد على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله، وسمع بها(3/264)
من أبي صابر عبد الصبور بن عبد السلام الهروي لما قدمها وغيره، وخرج عنها إلى خراسان، وأقام عند محمد بن يحيى بنيسابور، وتفقه عليه، ثم صار إلى سمرقند فأقام بها، وحدث هناك، سمع منه بها أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني، وأبو بكر عبد الله بن علي الخطيب السمرقندي، وحدثنا عنه الخطيب ببغداد.
1414- دلف بن أحمد بن محمد، أبو القاسم يعرف بابن قوفا.
من أهل الحريم الطاهري.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وروى عنه، يقال: إنه سمع أيضاً أبا منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزاز. سمعنا منه.
قرأت على أبي القاسم دلف بن أحمد بن قوفا، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءةً عليه وأنت تسمع،(3/265)
فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي ابن المذهب الواعظ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: أخبرنا ثابت، عن أنس أن أبا بكر حدثه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الغار - وقال مرة: ونحن في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه،ف قال: ((يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)).
توفي دلف بن قوفا يوم السبت خامس شوال سنة خمس وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.(3/266)
الأسماء المفردة في حرف الدال
1415- دلان بن محمد بن طاهر، أبو شجاع الكاتب.
من أهل براز الروز، وهي من معاملة النهروان.
ذكر القاضي أبو المحاسن القرشي أن أبا البركات هبة الله بن المبارك ابن السقطي روى عنه أبياتاً أنشده إياها، رواها له عن أبي سلمة البرازروزي لنفسه، ولن نر ذكره في غير ذلك.
1416- دهبل بن علي بن منصور بن إبراهيم بن عبد الله، أبو الحسن يعرف بابن كاره.
من أهل الحريم الطاهري، والد شيخنا عبد الله بن دهبل.
كانت له معرفةٌ بفقه أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله. وقد سمع من جماعةٍ، منهم: أبو عبد الله الحسين بن علي البسري، وأبو علي محمد بن سعيد ابن نبهان الكاتب، وأبو القاسم علي بن أحمد بيان، وغيرهم.
قال القرشي فيما قرأت بخطه: وكان فقيهاً حسناً فاضلاً زاهداً صادقاً ثقةً.
قلت: وحدث دهبل قديماً، سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني بعد سنة ثلاثين وخمس مئة، وذكره في ((تاريخه))، وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته.(3/267)
سمع منه القاضي القرشي، والشريف أبو الحسن الزيدي، وإبراهيم ابن الشعار، وروى لنا عنه الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، وجماعةٌ.
قرأت على أبي محمد بن أبي نصر البزاز من كتابه: أخبركم أبو الحسن دهبل بن علي بن كاره قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد ابن محمد بن بيان.
وأخبرناه عالياً أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءة ًعليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: أخبرنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا ابن علية، عن يزيد، عن مطرف بن عبد الله ابن الشخير، عن عمران بن حصين، قال: قال رجلٌ: يا رسول الله أعلم أهل الجنة من أهل النار؟ قال: نعم. قال: ففيم يعمل العاملون؟ قال: اعملوا فكلٌ ميسر))، أو كما قال.
أنبأنا عمر بن علي القرشي، قال: توفي دهبل بن كاره يوم الثلاثاء ثاني محرم سنة سبع وستين وخمس مئة. وقال صدقة بن الحسين الفرضي في ((تاريخه)): يوم الأربعاء ثالث الشهر المذكور، ودفن بباب حرب، كان قد أضر.(3/268)
حرف الذال
من اسمه ذاكر
1417- ذاكر بن عبد العزيز المقرئ.
من شيوخ أبي بكر المبارك بن كامل الخفاف، ذكره في ((معجم شيوخه)) وقال: أنشدني، ولم يسم قائلاً:
أشتاقه فإذا بدا أطرقت من إجلاله ... لا خيفةً بل هيبةً وصيانةً لجماله
فالعيش في إقباله والموت من إعراضه ... يا قاتلي بفراقه ومعذبي بدلاله
1418- ذاكر بن كامل بن أبي غالب -واسم أبي غالب محمد- بن الحسين، ويقال: الحسين بن محمد، الخفاف، أبو القاسم الحذاء، أخو أبي بكر المبارك، وكان ذاكر الأصغر.
سمع بإفادة أخيه أبي بكر المذكور الكثير من الشيوخ مثل: أبي نصر المعمر ابن محمد بن جامع البيع، وأبي علي الحسن بن إسحاق الباقرحي، وأبي محمد عبد الله بن أحمد ابن السمرقندي، وأبي علي محمد بن محمد ابن المهدي، وأبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبي الغنائم محمد بن محمد ابن المهتدي، وأبي سعد أحمد بن عبد الجبار ابن الطيوري، وأبي عبد الله محمد ابن عبد الباقي الدوري السمسار، وأبي القاسم بن الحصين، وأبي غالب ابن البناء، والقاضي أبي بكر الأنصاري. ومن الغرباء مثل: أبي العز محمد بن الحسين القلانسي الواسطي، وأبي عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال(3/269)
الأصبهاني وغيرهما.
وأجاز له أبو القاسم بن بيان، وأبي النرسي، وأبو البركات هبة الله وأبو المعالي أحمد ابنا علي ابن البخاري، وهزارسب بن عوض الهروي، وخلقٌ كثيرٌ من أهل بغداد، والبصرة، وواسط، وغيرها.
وبورك له فيما سمعه حتى حدث سنين كثيرة. وكان صالحاً، قليل الكلام، مضى على الصحة والاستقامة. سمعنا منه الكثير.
قرأت على الشيخ أبي القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب، قلت له: أخبركم أبو علي الحسن بن إسحاق بن مخلد الباقرحي قراءةً عليه وأنت تسمع في ذي القعدة من سنة اثنتي عشرة وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن يوسف ابن العلاف، قال: أخبرنا أبو علي مخلد بن جعفر الباقرحي، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علوية القطان، قال: حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار، قال: حدثنا داود بن الزبرقان، عن مطر الوراق وهشام ويونس، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألةٍ وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألةٍ أعنت عليها، وإذا حلفت على يمينٍ فرأيت غيرها خيراً منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك)).
توفي ذاكر بن كامل يوم السبت عشية سادس رجب سنة إحدى وتسعين وخمس مئة عن ستٍ وثمانين سنة تقريباً، وصلي عليه يوم الأحد سابع الشهر المذكور، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.(3/270)
1419- ذاكر الله بن إبراهيم بن محمد بن علي القارئ، أبو الفرج، يعرف بابن البرني.
من أهل الحربية، أخو أبي منصور المظفر الذي يأتي ذكره.
سمع القاضي أبا الحسين محمد بن محمد ابن الفراء، وجده لأمه أبا محمد عبد الرحمن بن علي بن الأشقر الحربي وغيرهما، وروى عنهما. سمعنا منه.
قرأت على أبي الفرج ذاكر الله بن إبراهيم بن محمد القارئ، قلت له: أخبركم القاضي أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين ابن الفراء قراءةً عليه في رجب سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، قال: قرأت على القاضي أبي عمر القاسم بن جعفر الهاشمي بالبصرة، قلت له: أخبركم أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: حدثنا هشام، عن عبد الله بن بحير، عن هانئ مولى عثمان، عن عثمان، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: ((استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل)).
توفي ذاكر الله هذا في ليلة الخميس ثامن عشر صفر سنة إحدى وست مئة، ودفن يوم الخميس بمقبرة باب حرب.(3/271)
اسم مفردٌ في حرف الذال
1420- ذو الكفل بن محمد العبدري، أبو محمد الأندلسي الخياط.
قدم بغداد وسكنها، وسمع بها من أبي عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب، وروى عنه.
سمع منه المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
حرف الراء
ذكر من اسمه راشد
1421- راشد بن علي، أبو سعد الكيلي ثم البغدادي.
سمع أبا الفضل محمد بن عبد السلام الأنصاري، وحدث عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
1422- راشد بن الفرج بن راشد المدني.
منسوب إلى المدينة التي بناها السفاح مجاورة الأنبار، وسكنها لما ولي الخلافة. كان يسكن محلة دار القز.
سمع من جماعةٍ، وروى عن أبي العز محمد بن المختار الهاشمي بالإجازة. سمع منه أبو العز عبد المغيث بن زهير الحربي، وخرج عنه في مصنفاته، وأثنى عليه.
أنبأنا أبو العز عبد المغيث بن أبي حرب الشيخ الثقة، قال: قرأت على(3/272)
الشيخ الصالح راشد بن الفرج بن راشد المدني، قلت له: أخبركم أبو العز محمد ابن المختار بن محمد إذناً، قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي الأزجي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد، قال: حدثنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا زكريا بن يحيى الرقاشي، قال: أخبرنا يوسف بن خالد، قال: حدثنا موسى بن دينار المكي، قال: حدثنا موسى بن صالح، عن عائشة بنت سعد، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ليصل أبو بكر بالناس. قالوا: يا رسول الله لو أمرت غيره أن يصلي فقال: لا ينبغي أن يؤمهم إمامٌ وفيهم أبو بكر)).
1423- راشد بن علي بن معلى، أبو المظفر المقرئ.
من ساكني المأمونية.
ذكر أبو بكر عبد الله بن أبي طالب المقرئ أنه حدثه عن أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي المقرئ، وأنه توفي في سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة.(3/273)
ذكر من اسمه رشيد
1424- رشيد بن شاذي بن عبد الله، مولى الحسن بن فضل، الأدمي الأصبهاني.
قدم بغداد، وحدث بها عن أبي علي الحسن بن أحمد الحداد الأصبهاني فيما ذكر أبو بكر بن كامل، وسمع منه، وروى عنه حديثاً في ((معجمه)).
1425- رشيد بن عبد الله، مولى صندل بن عبد الله المقتفوي.
سمع مع مولاه من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطي وغيره، وروى شيئاً يسيراً.
سمع منه بعض أصحابنا، وطلبناه في سنة ست وست مئة فأخبرنا بموته في هذه السنة، والله أعلم.(3/274)
ذكر من اسمه رضوان
1426- رضوان بن الفضل بن أحمد بن الحسن بن خيرون، أبو بكر ابن أبي محمد بن أبي الفضل.
من أولاد العدول وأهل الرواية.
ذكر أبو الفضل أحمد بن شافع في ((تاريخه))، ومن خطه نقلت، أن رضوان هذا سمع شيئاً من الحديث في صغره، وأنه تولى إشراف العقار وما روى شيئاً، وتوفي في صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
1427- رضوان بن عبد الواحد بن محمد بن شنيف، أبو محمد بن أبي الفرج، أخو أبي علي عون وسيأتي ذكره.
من أهل الجانب الغربي، كان يسكن محلة دار القز، وهو من بيت معروفٍ بالأمانة والرواية، قد ذكرنا ونذكر منهم جماعة.
سمع رضوان هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، ومن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي، وغيرهما، وأظنه روى شيئاً.
توفي في شهر ربيع الآخر سنة سبع وستين وخمس مئة فيما ذكر محمد بن المبارك بن مشق، والله أعلم.
1428- رضوان بن محمد بن علي ابن الصائغ، أبو محمد بن أبي البركات.
وقد تقدم ذكر أبيه.
ورضوان هذا كان وكيلاً بباب القضاة، وسكن واسطاً مدةً، ورأيته بها بباب(3/275)
القاضي أبي محمد الحسن بن أحمد ابن الدامغاني لما كان قاضياً بها، وعاد إلى بغداد، وتوفي بها.
وسمع من أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، ومن أبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، وغيرهما، وما أعلم أنه حدث بشيءٍ.
توفي قبل سنة تسعين وخمس مئة بيسير.
ذكر من اسمه ريحان
1429- ريحان بن عبد الله الحبشي، أبو روح الخادم، عتيق أبي المعالي المكي.
كان يسكن الحريم الطاهري، وكان صالحاً.
سمع الكثير بنفسه، وطلب الحديث ولازم قراءته على الشيوخ إلى أن أسن. وكان سماعه من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، ومن بعدهم.
سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي، وأبو محمد العليمي، وأبو بكر ابن مشق، وغيرهم.
أنبأنا القاضي عمر بن علي القرشي، قال: أخبرنا أبو روح ريحان بن عبد الله عتيق أبي المعالي المكي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن(3/276)
عيسى الباقلاني، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: حدثنا أبو مسلم البصري، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب ،عن أبي قلابة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وهو يبشر أصحابه: ((جاءكم شهرٌ كتب الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ من حرم خيرها فقد حرم)).
قال القرشي: توفي ريحان عتيق المكي في ليلة الأحد ثالث عشر محرم سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
وقال محمد بن المبارك بن مشق مثل ذلك، وزاد: وعمره ستون سنة، ودفن بباب حرب، رحمه الله وإيانا.
1430- ريحان بن تيكان بن موسك بن علي، أبو الخير المقرئ.
من أهل الحربية.
قرأ القرآن الكريم بشيءٍ من القراءات على جماعةٍ من الشيوخ، منهم: أبو(3/277)
حفص عمر بن عبد الله الحربي وغيره، وسمع منه ومن أبي العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية، وأبي المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وأبي الوقت السجزي، وغيرهم.
وأقرأ الناس، وحدث، وأضر في آخر عمره. سمعنا منه.
قرأت على أبي الخير ريحان بين تيكان المقرئ بمسجده بالحربية، قلت له: أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية الزاهد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأنماطي، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا شعيب، عن الأوزاعي أن عمرو بن يحيى بن عمارة أخبره عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ليس فيما دون خمس أواقٍ صدقة، وليس فيما دون خمس ذود صدقة، وليس فيما دون خمسة أوسقٍ صدقة)).
توفي ريحان هذا يوم الأربعاء رابع عشر صفر سنة ست عشرة وست مئة، ودفن يوم الخميس بباب حرب.(3/278)
ذكر من اسمه رزق الله
1431- رزق الله بن علي بن محمد ابن الخطيب، أبو .. ..
من أهل الأنبار، من بيت العدالة والرواية بها.
ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق في ((معجم شيوخه))، وقال: أجاز لي. ولم يزد على ذلك.
1432- رزق الله بن هبة الله بن محمد، أبو البركات القزويني الأصل الأصبهاني.
قدم بغداد غير مرةٍ، وذكر أنه حدث بها بإجازة سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله -خلد الله ملكه- له، وعاد إلى بلده، وروى به.(3/279)
ذكر من اسمه روح
1433- روح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح، أبو طالب بن أبي نصر الحديثي الأصل البغدادي المولد والدار.
والحديثة المنسوب إليها من سقي الفرات.
قاضي القضاة؛ شهد أولاً عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النحوي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن علي المندائي قراءةً عليه في كتاب ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) تأليفه، قال: ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته منهم: أبو طالب روح بن أحمد ابن الحديثي في تاسع عشري شهر رمضان سنة أربع وعشرين وخمس مئة، وزكاه أبو القاسم علي بن عبد السيد ابن الصباغ وأبو الفرج عبد الملك بن مسعود الدينوري.
قلت: وفي يوم الخميس خامس عشر رجب سنة ثلاث وستين وخمس مئة رتب نائباً في الحكم بمدينة السلام من الديوان العزيز مجده الله، وأذن له في العقود والمطالبات والحبس والإطلاق من غير سماع بينةٍ ولا إسجال، فكان على ذلك إلى شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين فإنه أذن له في سماع البينة وإنشاء قضية يكتب له فيها بالإذن الإمامي المستنجدي بالله، وأن يكتب الكتب الحكمية بما يثبت عنده.(3/280)
فلم يزل على هذه القاعدة إلى أن توفي الإمام المستنجد بالله في تاسع شهر ربيع الآخر سنة ست وستين وخمس مئة، وولي ولده الإمام المستضيء بأمر الله أبو محمد الحسن في عاشر الشهر المذكور فولاه وزيره أبو الفرج محمد بن عبد الله بن المظفر قضاء القضاة شرقاً وغرباً بإذن الإمام المستضيء بأمر الله له في ذلك في يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر المذكور، وخاطبه بالولاية من غير أن يخلع عليه ولا كتب عهده لأجل عزاء الإمام المستنجد بالله، ثم خلع عليه وقرئ عهده بعد ذلك، فاستناب ولده أبا المعالي عبد الملك في الحكم والقضاء بدار الخلافة المعظمة وما يليها وغير ذلك من الأعمال المردودة إليه، ولم يزل على حكمه وقضائه إلى أن توفي على ما سيأتي ذكره.
وسمع الحديث من أبي منصور محمد بن عبد الباقي البجلي الكوفي، وأبي القاسم إسماعيل بن الفضيل الجرجاني، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وغيرهم، وحدث عنهم.
سمع منه أبو الحسن صدقة بن الحسين الواعظ الواسطي، وأبو المفاخر محمد بن محفوظ الجرباذقاني، والشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي. وحدثنا عنه جماعةٌ.
قرأت على أبي الفضل إسفنديار بن الموفق بن أبي علي الكاتب، قلت له: أخبركم قاضي القضاة أبو طالب روح بن أحمد بن محمد الحديثي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الباقي بن مجالد الكوفي قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله ابن علي بن أبي قربة العجلي، قال: أخبرنا أبو الطيب محمد بن الحسين التيملي، قال: حدثنا عبد الله بن زيدان البجلي، قال: حدثنا حسين بن زيد،(3/281)
قال: حدثنا عائذ بن حبيب، عن صالح، عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أشرف المجالس ما استقبل به القبلة)).
أنبأنا القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، قال: سألت قاضي القضاة روح ابن الحديثي عن مولده، فقال: في سنة اثنتين وخمس مئة. قال: وتوفي يوم الاثنين خامس عشري محرم من سنة سبعين وخمس مئة. وقال غيره: وصلي عليه بجامع القصر الشريف، ودفن بتربةٍ له بقراح ظفر.
1434- روح بن محمد بن روح بن أحمد ابن الحديثي، أبو طالب بن أبي علي بن أبي طالب، حفيد المقدم ذكره.
شابٌ من أولاد القضاة والعدول وقد تقدم ذكر أبيه.(3/282)
من ساكني دار الخلافة المعظمة -شيد الله قواعدها بالعز- في دار جده قاضي القضاة روح بن أحمد بباب العامة.
تفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه على الشيخ أبي القاسم يعيش بن صدقة صاحب أبي الحسن ابن الخل، وسمع شيئاً من الحديث من جماعةٍ، وتوفي شاباً قبل أوان الرواية يوم الجمعة ثاني صفر سنة إحدى عشرة وست مئة، ودفن عند جده بقراح ظفر.
الأسماء المفردة في حرف الراء
1435- رمضان بن أبي الأزهر بن عبد الله، أبو الحسين الواسطي.
سكن بغداد واستوطنها، وصحب الشيخ عبد القادر الجيلي ولازمه وسمع معه ومع أولاده من جماعةٍ منهم: أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبو الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبو الوقت السجزي، وغيرهم.
وحدث بشيءٍ يسير؛ سمع منه أبو القاسم عمر بن مسعود البزاز وغيره.
1436- رستم بن سرهنك الواعظ.
من أهل الجانب الغربي، كان يسكن على نهر عيسى في موضع يعرف بشارع رزق الله ويعظ ويتكلم.
ذكره صدقة بن الحسين الناسخ في ((تاريخه)) فقال: كان من أصحاب أبي الحسن علي بن عبيد الله ابن الزاغوني. قال: وتوفي في يوم الثلاثاء سادس عشري ربيع الأول سنة تسع وستين وخمس مئة، وصلي عليه، ودفن بمقبرة(3/283)
أحمد، يعني بباب حرب.
قلت: وقد روى شيئاً من الحديث.
1437- راضي بن أسعد بن راضي المقرئ الضرير.
من ساكني المأمونية. سمع أبا الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني، وحدث عنه.
سمع منه أبو الفضل إلياس بن جامع الإربلي، وروى عنه في تخريجه، وذكر أنه سمع منه ببغداد.
1438- رجب بن مذكور بن أرنب، أبو الحرم، وقيل: أبو عثمان، بن أبي المختار الأكاف.
سمع مع أبيه وأخيه ثعلب من جماعةٍ منهم: أبو القاسم هبة الله بن محمد ابن الحصين، وأبو غالب أحمد بن الحسن ابن البناء وأخوه أبو عبد الله يحيى، وغيرهم، وروى عنهم. وكان أمياً لا يعرف شيئاً.
سمع منه قبلنا القاضي عمر بن علي القرشي وجماعةٌ، وسمعنا منه.
أخبرنا أبو عثمان رجب بن مذكور بن أرنب قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ابن البناء قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن جابر بن ياسين بن الحسن الحنائي، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن المأمون، قال: حدثنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان، قال: حدثنا الحسن بن الصباح الزعفراني، قال: حدثنا سفيان بن(3/284)
عيينة، عن عاصم، عن أبي وائل، قال: قال عبد الله بن مسعود: كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فيرد علينا حتى أتينا أرض الحبشة فلما رجعت سلمت عليه وهو يصلي فلم يرد علي، فأخذني من ذلك ما قرب وما بعد حتى إذا قضى صلاته أخبرته، فقال: ((إن الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء، وإنه قد أحدث أن لا تكلموا في الصلاة)).
توفي رجب بن مذكور في ليلة الأحد ثالث عشر شهر رمضان سنة تسع وثمانين وخمس مئة.
1439- رافع بن علي بن رافع، أبو البدر العلوي الموسوي.
من ساكني مشهد الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام.
علويٌ خيرٌ. سمع من أبي علي أحمد بن محمد ابن الرحبي وغيره، وله شعرٌ. سمعنا منه.
قرئ على أبي البدر رافع بن علي العلوي وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو(3/285)
علي أحمد بن محمد بن أحمد ابن الرحبي العطار قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو العز محمد بن المختار بن محمد قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن لؤلؤ، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق، قال: حدثني أبي ويحيى بن صاعد، قالا: حدثنا علي بن حرب الطائي، قال: حدثنا أبو الصلت الهروي وهو عبد السلام بن صالح، قال: حدثني علي بن موسى الرضا، قال: حدثني أبي؛ موسى بن جعفر، قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الإيمان إقرارٌ باللسان ومعرفةٌ بالقلب وعملٌ بالأركان)).(3/286)
حرف الزاي
ذكر من اسمه زيد
1440- زيد بن إبراهيم بن برهو، أبو البقاء.
روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل في ((معجم شيوخه)) وقال: أنشدني، قال: أنشدني أبو عبد الله المواقيتي بالأهواز:
الأمان الأمان وزري ثقيل ... وذنوبي إذا عددن تطول
أوبقتني وأوقعتني ذنوبي ... فترى لي إلى الخلاص سبيل؟
1441- زيد بن علي بن زيد، أبو الحسين السلمي.
من أهل دمشق.
قدم بغداد، وقرأ بها القرآن الكريم بالقراءات على جماعةٍ من الشيوخ، وسمع بها الحديث من جماعةٍ، وعاد إلى بلده. وحدث هناك بشيءٍ يسيرٍ.
مولده في ليلة الخميس ثاني شهر ربيع الأول سنة سبع وخمس مئة.
وتوفي بدمشق في ليلة الخميس ثامن عشر ذي الحجة سنة إحدى وستين وخمس مئة ودفن بباب الصغير.
1442- زيد بن أبي القاسم بن الحسن، أبو منصور البزاز.
من أهل همذان.
سمع ببلده من الحافظ أبي جعفر الهمذاني، وبنيسابور من أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وأبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، وأبي(3/287)
المحاسن عبد الماجد بن عبد الواحد القشيري، وأبي الحسن علي بن عبد الله بن الهيصم.
قدم بغداد في سنة اثنتين وستين وخمس مئة، وحدث بها، وسمع منه بها الحافظ يوسف بن أحمد البغدادي، وأبو حامد أحمد بن محمد بن إسحاق الأصبهاني، وفضل الله بن عبد الرحمن الميهني.
وذكره الحافظ يوسف، فقال: شيخٌ صالحٌ يحب الحديث وأهله.
أنبأنا أبو العز يوسف بن أحمد بن إبراهيم الشيرازي، ومن خطه نقلت، قال: قرأت على أبي منصور زيد بن أبي القاسم البزاز الهمذاني ببغداد بعد عوده من الحج في صفر سنة اثنتين وستين وخمس مئة، قلت له: أخبركم أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي بنيسابور، فأقر به، قال: أخبرنا جدي لأمي أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، قال: أخبرنا أبو الحسين الخفاف، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا لوين، قال: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم ممشىً فأبعد، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها في جماعةٍ أعظم أجراً من الذي يصليها ثم ينام)).
1443- زيد بن الحسين بن زيد بن أبي الحسن، ويعرف بأبوجة، بن حمزة بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن عمر الأفطس بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو طالب.
من أهل أصبهان.(3/288)
سمع ببلده من أبي بكر بن أبي ذر الصالحاني، ومن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية، وغيرهما.
وقدم بغداد حاجاً، وحدث بها بعد عوده من الحج في سنة سبع وسبعين وخمس مئة، فسمع منه جماعة من أصحابنا، ولم أكن حينئذٍ ببغداد، وقد أجاز لنا. وذكر لي عبد الله بن أحمد الخباز أنه توفي بأصبهان في سنة تسع وسبعين وخمس مئة، والله أعلم، رحمه الله وإيانا.
1444- زيد بن ثابت بن مقلد، أبو عبد الله الوراق.
من أهل الجانب الغربي، من محلة الشارسوك.
شيخٌ مقلٌ، وجدنا سماعه في شيءٍ يسيرٍ من أبي البركات المبارك بن كامل ابن حبيش الدلال، ومن أبي الحسين علي بن المبارك ابن الجصاص الصوفي. سمعنا منه.
قرأت على زيد بن ثابت الوراق بالجانب الغربي، قلت له: أخبركم أبو البركات المبارك بن كامل بن حبيش قراءةً عليه، فأقر به، قال: حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد ابن البسري إملاءً، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا محاضر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صام رمضان وقامه إيماناً غفر له ما كان قبل ذلك)).(3/289)
توفي زيد بن ثابت الوراق يوم السبت ثاني شعبان من سنة إحدى عشرة وست مئة.
1445- زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد بن عصمة بن حمير بن الحارث بن ذي رعين الأصغر -هكذا وقع إلي نسبه غير مستوفى- أبو اليمن الكندي البغدادي مولداً ومنشأ الدمشقي داراً ووفاةً.
شيخٌ فاضلٌ، حفظ القرآن الكريم في صغره، وقرأ بالقراءات الكثيرة وله عشر سنين عن جماعةٍ منهم: أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ سبط أبي منصور الخياط، والشريف أبو الفضل محمد بن عبد الله ابن المهتدي الخطيب، وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبو بكر محمد بن إبراهيم خطيب المحول، وأبو القاسم هبة الله بن أحمد ابن الطبر الحريري.
وسمع الحديث منهم، ومن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزاز، وأبي القاسم(3/290)
إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبي الحسن محمد وأبي محمد عبد الجبار ابني أحمد بن توبة، ومن أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، ومن أبي الحسن علي بن عبد السلام، وسعد الخير الأنصاري، وغيرهم.
وقرأ النحو على الشريف أبي السعادات هبة الله بن علي ابن الشجري، وعلى أبي محمد ابن الخشاب، واللغة العربية على أبي منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي.
وسافر عن بغداد في شبابه، ويقال: آخر ما كان بها في سنة ثلاث وستين وخمس مئة، وسكن دمشق واتخذها منزلاً، وعمر حتى انفرد بما كان عنده من القراءات والمسموعات. وأقرأ الناس مدةً، وحدث، وروى، وما أظنه حدث ببغداد.
وكتب إلينا بالإجازة غير مرةٍ، وذكر لنا أن مولده في سنة عشرين وخمس مئة في العشرين من شعبانها. وتوفي بدمشق ضحوة يوم الاثنين السادس من شوال سنة ثلاث عشرة وست مئة، وصلي عليه بعد صلاة العصر من هذا اليوم بجامعها، ودفن عشيةً بجبل قاسيون عن ثلاث وتسعين سنة وشهر وستة عشر يوماً.
1446- زيد بن يحيى بن أحمد بن عبيد الله بن هبة الله، أبو بكر ابن أبي المعمر.
من أهل باب الأزج، من دربٍ يعرف بدرب الأعراب، وهو أخو أبي(3/291)
المعالي أحمد الذي قدمنا ذكره، وزيدٌ الأصغر.
سمع مع أخيه من جماعةٍ منهم: أبو الوقت السجزي، وأبو المظفر ابن الشبلي، وأبو القاسم أحمد بن المبارك بن قفرجل القطان، وغيرهم، وروى عنهم. سمعنا منه.
أخبرنا أبو بكر زيد بن يحيى بن أحمد قراءةً عليه من أصل سماعه، قيل له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي قراءةً عليه وأنت تسمع فأقر به، قال: أخبرنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري، قال: حدثنا حامد بن محمد المذكر، قال: حدثنا أبو علي بشر بن موسى، قال: حدثنا أبو نعيم الفضل ابن دكين، قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ((اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفة والغنى)).
توفي زيد هذا يوم الاثنين خامس عشر شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وست مئة، ودفن بباب حرب.(3/292)
ذكر من اسمه زكريا
1447- زكريا بن رزق الله بن صالح بن رزق الله، أبو الحسن الوراق.
من أهل الجانب الغربي.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا عمر بن علي القرشي، قال: أخبرنا أبو الحسن زكريا بن رزق الله الوراق، قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي ابن المذهب، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي أحمد بن محمد، قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا محمد، يعني ابن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إزرة المؤمن إلى نصف الساق، فما كان إلى الكعب فلا بأس، وما كان تحت الكعب ففي النار)).
قال القرشي: وسألت زكريا الوراق عن مولده فقال ما يدل أنه في سنة(3/293)
ثلاث عشرة وخمس مئة.
1448- زكريا بن علي بن حسان بن علي بن الحسين بن عبد الله، أبو يحيى يعرف بابن العلبي.
من أهل الحريم الطاهري، من أبناء الشيوخ الرواة، وسيأتي ذكر أبيه.
سمع زكريا هذا من أبيه، ومن أبي الوقت السجزي، وغيرهما. سمعنا منه.
قرأت على أبي يحيى زكريا بن علي العلبي من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرتنا أم عزى بيبى بنت عبد الصمد بن علي الهرثمية، قالت: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، قال: حدثني هشام بن عبد الله المخزومي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((التمسوا الرزق في خبايا الأرض)).(3/294)
ذكر من اسمه زاهر
1449- زاهر بن عبد الرحمن بن بركة بن أبي العز البقال، أبو القاسم، يعرف بابن الرزماشي.
من ساكني المأمونية.
سمع من أبي العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية، وروى عنه فيما ذكر أبو بكر عبد الله بن أبي طالب الخباز، فإنه سمع منه، وروى عنه في ((مشيخته)).
1450- زاهر بن عمر بن خليف بن عثمان، أبو نصر القارئ.
من أهل الحربية.
سمع أبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وغيره، وحدث عنهم. سمع منه أبو العباس أحمد بن سلمان المعروف بالسكر الحربي وغيره من أصحابنا، وما اتفق لي منه سماعٌ، وقد أجاز لي، رحمه الله وإيانا.
1451 زاهر بن رستم بن أبي الرجاء الأصبهاني الأصل البغدادي المولد والمنشأ، أبو شجاع المقرئ.(3/295)
كان يسكن بدرب صالح من سوق الثلاثاء.
قرأ القرآن الكريم بالقراءات على الشيخين أبي محمد سبط أبي منصور الخياط وسمع الحديث منه، وأبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشهرزوري العطار، وسمع منه، ومن أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي السعادات محمد بن أحمد بن مكي وغيرهم.
وتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه، وصحب الصوفية برباط شيخ الشيوخ مدةً. وكان خيراً.
خرج قبل موته بسنين إلى مكة شرفها الله، وأقام بها إلى أن توفي وأم بالناس في مقام إبراهيم عليه السلام أعواماً إلى أن عجز وانقطع في منزله. سمعت منه بواسط وبغداد، ونعم الشيخ كان.
قرأت على أبي شجاع زاهر بن رستم المقرئ ببغداد، قلت له: أخبركم أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد ابن الشهرزوري قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، قال:حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل، عن عمارة بن غزية الأنصاري، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أعطي عطاءً فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن به، فإنه إذا أثنى به فقد شكره ومن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور)).(3/296)
سألت أبا شجاع هذا عن مولده، فقال لي: مولدي في سنة ست وعشرين وخمس مئة.
وتوفي بمكة في يوم الأربعاء تاسع ذي القعدة سنة تسع وست مئة، ودفن بالمعلا.(3/297)
ذكر من اسمه زهير
1452- زهير بن محمد بن أحمد بن أبي سعد، أبو غالب المقرئ.
من أهل أصبهان، يعرف بشعرانة.
سمع ببلده من أبي منصور سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي وغيره. وكان مقرئاً مجوداً.
قدم بغداد حاجاً في سنة تسع وسبعين وخمس مئة، ولقيته بالحلة السيفية من سقي الفرات، وسمعت منه بها عن أبي منصور المذكور. ثم لقيته بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وقرأت عليه بها أيضاً شيئاً. وعاد معنا إلى وادي العروس فتوفي هناك.
قرأت على أبي غالب زهير بن محمد بن أحمد الملقب شعرانة من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو منصور سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قراءةً عليه وأنت تسمع بأصبهان، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن(3/298)
أحمد الثقفي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي ابن المقرئ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى، قال: حدثنا دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، قال: آخر كلمةٍ فارقت عليها النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت: يا رسول الله أي الأعمال خير وأقرب إلى الله، قال: ((أن تموت ولسانك رطبٌ من ذكر الله عز وجل)).
توفي زهير هذا في يوم الأحد تاسع محرم سنة ثمانين وخمس مئة، ودفن في يومه، رحمه الله وإيانا.
1453- زهير بن إبراهيم بن أبي الأزهر، أبو الأزهر، يعرف بابن الحمامي.
من أهل الحربية.
سمع أبا العباس ابن الطلاية، وسعيد ابن البناء، وأبا الوقت السجزي، وروى عنهم سمعنا منه.
قرأت على أبي الأزهر زهير بن إبراهيم الحربي، قلت له: أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب الزاهد قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم(3/299)
عبد العزيز بن علي بن أحمد الأنماطي، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم البلخي، قال: حدثنا داود بن يزيد الأودي، عن عامر، عن جرير بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام رمضان)).
توفي زهير الحربي يوم الثلاثاء الثاني من ذي الحجة من سنة سبعٍ وست مئة، ودفن في يومه بمقبرة باب حرب، رحمه الله وإيانا.
((آخر الجزء السابع والعشرين من الأصل)).(3/300)
الأسماء المفردة في حرف الزاي
1454- زهمان بن بدر بن المطلب، أبو طالب.
من أهل باب الأزج.
سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبا الفضل محمد بن ناصر وروى عنهما.
ذكر أبو بكر عبد الله بن أبي طالب الخباز أنه سمع منه، وروى عنه في جملة شيوخه الذين كتب عنهم.
1455- زكي بن منصور بن مسعود الغزال، يكنى أبا منصور.
سمع أبا الفضل بن ناصر ومن بعده، وكان يلازم حلق الحديث والسماع على كبر سنه. وحدث بشيءٍ من مسموعاته، وطلبناه فلم نظفر به، وبلغني أنه توفي في سنة خمس وست مئة، والله أعلم.(3/301)
حرف السين
ذكر من اسمه سعد الله
1456- سعد الله بن عبد الكريم بن علي بن محمد بن الحسن ابن المأمون، أبو .. ..
سمع أبا علي بن شاذان، وروى عنه. سمع منه أبو البركات ابن السقطي وأخرج عنه حديثاً، رواه عنه ابنه وجيه، رحمهما الله.
1457- سعد الله بن عبد الملك ابن السدنك، أبو الدلف.
من أهل الحريم الطاهري.
روى عن أبي الفتح عبد الواحد بن علوان الشيباني. سمع منه المبارك ابن كامل الخفاف، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
1458- سعد الله بن معمر الخباز.
قال القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، ومن خطه نقلت: حدث عن أبي عبد الله مالك بن أحمد البانياسي في سنة سبع عشرة وخمس مئة، وسمع منه المبارك بن كامل.
1459- سعد الله بن محمد بن علي بن طاهر الدقاق، أبو الحسن المقرئ.(3/302)
كان يسكن بدرب السلسلة المجاور للمدرسة النظامية.
وكان مقرئاً حسناً، قد قرأ بالقراءات على جماعةٍ من الشيوخ، وسمع الكثير من أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان، وأبي المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، وروى عنهم. وأقرأ الناس القرآن الكريم مدةً.
سمع منه القاضي أبو المحاسن القرشي، والشيخان: أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين وأبو محمد عبد العزيز بن الأخضر، وغيرهم. وكان صالحاً.
ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في ((تاريخه))، وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، قلت له: أخبركم أبو الحسن سعد الله بن محمد بن طاهر الدقاق بقراءتك عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان.
وأخبرناه عالياً أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الواسطي بها بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد في شوال سنة أربع وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد ابن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة العبدي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا أن يا أهل الجنة إن لكم عند الله عز وجل موعداً لم تروه. قال: فيقولون ما هو ألم يبيض وجوهنا ويزحزحنا عن النار ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب تبارك وتعالى فينظرون إليه. قال: فوالله ما أعطاهم الله عز وجل شيئاً هو أحب(3/303)
إليهم منه، ثم قرأ {للذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ}.
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، ومن خطه نقلت، قال: سألت سعد الله بن طاهر الدقاق عن مولده، فقال: في سنة ست وثمانين وأربع مئة.
قال: وكان جالساً في مسجده بدرب السلسلة يقرئ القرآن الكريم فمال ووقع ميتاً وذلك في يوم الاثنين سادس عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
قال غيره: ودفن بالجانب الغربي عند جامع العقبة المعروف بجامع ابن بهليقا، رحمه الله وإيانا.(3/304)
1460- سعد الله بن نصر بن سعيد بن علي ابن الدجاجي، أبو الحسن الواعظ المقرئ.
من أهل الجانب الشرقي، وانتقل إلى الجانب الغربي قبل وفاته، وسكن باب البصرة إلى أن مات.
قرأ القرآن المجيد بشيءٍ من القراءات على الشيخ أبي منصور محمد بن أحمد الخياط، وعلى الرئيس أبي الخطاب علي بن عبد الرحمن ابن الجراح، وسمع منهما، ومن جماعة بعدهما. ووعظ سنين كثيرة، وأقرأ الناس، وحدث.
سمع منه القاضي عمر القرشي، وأبو العز يوسف بن أحمد الشيرازي، وأبو المعالي أحمد بن يحيى بن هبة الله، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر. وروى لنا عنه ابنه أبو نصر محمد، وجماعةٌ.
قرأت على أبي الفضل محمد بن أبي نصر المقرئ، قلت له: أخبركم أبو الحسن سعد الله ابن الدجاجي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد الخياط، قال: أخبرنا أبو سعد المظفر بن الحسن ابن السبط قراءةً عليه، قيل له: حدثكم أبو القاسم علي بن عبد الله بن محمد بن خراش، قال: حدثنا أبو العباس الكندي، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر الخوارزمي، قال: حدثنا ميمون بن الأصبغ، قال: حدثنا سنان بن حاتم، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن(3/305)
القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مررت ليلة أسري بي بإبراهيم عليه السلام، فقال: يا محمد، أقرأ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله)).
أنبأنا الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي فيما ذكره في كتابه المسمى بالمنتظم، قال: قال سعد الله ابن الدجاجي: كنت خائفاً لحادثة نزلت بي، فاختفيت، فرأيت في المنام كأني في غرفة أكتب شيئاً، فجاء رجلٌ فوقف بإزائي، وقال لي: اكتب ما أملي عليك وأنشد:
ادفع بصبرك حادث الأيام ... وترج لطف الواحد العلام
لا تأيسن وإن تضايق كربها ... ورماك ريب صروفها بسهام
فله تعالى بين ذلك فرجةٌ ... تخفى على الأبصار والأفهام
كم من نجا من بين أطراف القنا ... وفريسةٍ سلمت من الضرغام
ذكر تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني سعد الله ابن الدجاجي في ((كتابه))، وتأخرت وفاته عنه، فذكرناه نحن.
أخبرنا الحافظ أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي أن سعد الله ابن الدجاجي ذكر أنه ولد في رجب سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة.
قال القرشي: وبلغني أن مولده في سنة ثمانين.
قلت: وهو الصواب؛ سمعت أبا نصر محمد بن سعد الله ابن الدجاجي يقول: ولد والدي في سنة ثمانين وأربع مئة وتوفي في سنة أربع وستين وخمس مئة.(3/306)
وقال القرشي: وتوفي، يعني سعد الله ابن الدجاجي يوم الاثنين ثاني عشري شعبان سنة أربع وستين وخمس مئة، ودفن غد ذلك اليوم.
1461- سعد الله بن مصعب بن محمد بن عبد العزيز، أبو القاسم المقرئ، يعرف بابن ساقي الماء.
كان مقيماً بالمسجد المجاور لعقد المصطنع بالجانب الشرقي، أقام فيه أكثر من سبعين سنة.
وكان حافظاً للقرآن الكريم، قد قرأه بالقراءات على أبي عبد الله الحسين ابن محمد الدباس، وغيره، وسمع من أبي القاسم بن بيان، وأبي طاهر بن يوسف، وغيرهما.
قال القاضي عمر القرشي: كتبت عنه، وليس به بأسٌ.
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي، ومن خطه نقلت، قال: أخبرنا سعد الله بن مصعب بن محمد، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان.
وأخبرناه عالياً أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم بن بيان قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: أخبرنا خلف بن هشام وسريج بن يونس، قالا: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لن يؤمن عبدٌ حتى يؤمن(3/307)
بالقدر خيره وشره)).
أنبأنا القرشي، قال: سألته، يعني ابن مصعب، في سنة اثنتين وستين وخمس مئة عن مولده، فقال: لي في هذه السنة ثمانون سنة. فيكون مولده على هذا القول في سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة.
قلت: وتوفي في محرم سنة تسع وستين وخمس مئة.
1462- سعد الله بن الحسين بن محمد بن أبي تمام، واسمه يحيى، ابن السري، أبو السعادات بن أبي عبد الله بن أبي غالب.
من أهل تكريت، والد شيخنا أبي الفتوح يحيى، أظنه تولى القضاء ببلده.
قدم بغداد مراراً في صباه وعلو سنه، وسمع بها من أبي الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري، ومن أبي بكر محمد بن عبد الله العامري الواعظ وجماعةٍ.
وعاد إلى بلده، وجمع وألف، وخرج لنفسه تخريجات عن شيوخه، وحدث هناك، فسمع منه ولده يحيى وجماعةٌ من أهل تكريت.
ثم قدم بغداد، وروى بها، فكتب عنه القاضي عمر القرشي وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا عمر بن علي بن الخضر الدمشقي، قال: أخبرنا أبو السعادات سعد الله بن الحسين بن أبي تمام التكريتي قدم علينا مدينة السلام، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد الدينوري.(3/308)
وأخبرناه عالياً الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري قراءةً عليه وأنت تسمع في سنة عشرين وخمس مئة، فأقر به، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال: حدثنا إدريس بن عبد الكريم المقرئ، قال: حدثنا خلف ابن هشام، عن بشر بن نمير، عن القاسم مولى خالد بن يزيد، قال: حدثنا أبو أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ ثلث القرآن أعطي ثلث النبوة، ومن قرأ ثلثي القرآن أعطي ثلثي النبوة، ومن قرأ القرآن كله فكأنما أعطي النبوة كلها)).
1463- سعد الله بن نجا بن محمد بن فهد، أبو صالح المعروف بابن الوادي، دلال الدور.
من ساكني المأمونية.
طلب بنفسه، وسمع الكثير من الشيوخ مثل: أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وأخيه أبي عبد الله يحيى، وأبي بكر محمد بن الحسين المزرفي،(3/309)
وأبي القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي، وأبي البركات يحيى بن عبد الرحمن ابن حبيش، وأبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، وإسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ومن بعدهم.
وكتب بخطه، وبورك له في مسموعاته فحدث أكثر من ثلاثين سنة، وسمع منه خلقٌ منهم: أبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداري، والشريف أبو الحسن الزيدي، وأبو أحمد البصري، والقاضي عمر القرشي، وأحمد بن طارق، ومكي ابن أبي القاسم الغراد، وغيرهم. وأجاز لنا.
وكان ثقةً صحيح السماع، مضى على الصحة والسداد.
أنبأنا أبو صالح سعد الله بن نجا ابن الوادي، قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر ابن طاهر بن محمد النيسابوري، قدم علينا حاجاً، قراءةً عليه وأنا أسمع في شوال سنة خمس وعشرين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، قال: حدثني أبو محمد عبد الله بن أحمد بن موسى بن عبدان، قال: حدثنا سهل بن عثمان، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن طارق وهو أبو مالك الأشجعي، عن سعد بن عبيدة، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بني الإسلام على خمسٍ: على أن يعبد الله ويكفر بما دونه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام رمضان)).
توفي سعد الله ابن الوادي وقت صلاة العصر من يوم الاثنين رابع ذي الحجة سنة أربع وسبعين وخمس مئة، وصلي عليه يوم الثلاثاء خامس الشهر(3/310)
المذكور بالحلبة، وتقدم في الصلاة عليه أبو الفتح ابن المني، ودفن بمقبرة الطبري بالرخجية، عن أربع وثمانين سنة.
1464- سعد الله بن محمد بن سعد الله بن عبد الباقي بن مجالد البجلي، أبو محمد.
من أهل الكوفة، من بيتٍ معروفين بالرواية والتحديث، قد روى منهم غير واحد.
قدم سعد الله هذا بغداد واستوطنها، وسمع بها من عمه أبي منصور يحيى ابن سعد الله بن مجالد الكوفي، ووجدنا سماعه منه في كتاب شيخنا عبد العزيز ابن الأخضر، فسمعنا منه.
قرأت على أبي محمد سعد الله بن محمد بن سعد الله الكوفي ببغداد بمنزله بدرب فيروز من أصل سماعه، قلت له: أخبركم عمك أبو منصور يحيى ابن سعد الله بن عبد الباقي قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد في ربيع الأول سنة إحدى وستين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا عمي أبو منصور محمد بن عبد الباقي بن مجالد وأبو الغنائم محمد بن علي المعروف بابن النرسي، قالا: أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن فدوية، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)).(3/311)
سألت سعد الله بن مجالد هذا عن مولده، فقال: ولدت في سنة خمس وعشرين وخمس مئة بالكوفة.
وتوفي ببغداد في آخر نهار يوم الجمعة خامس جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وست مئة، وصلي عليه يوم السبت سادسه، وحمل إلى الكوفة، فدفن بها عند أهله.(3/312)
ذكر من اسمه سعد
1465- سعد بن الحسن بن علي بن قضاعة، أبو البدر.
هكذا كناه أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني عند ذكره له في تاريخه، وقال: إنه كان وزيراً لأبي الحسن صدقة بن دبيس الأسدي أمير العرب. فلما قتل صدقة في سنة إحدى وخمس مئة في حرب كان بينه وبين السلطان أبي شجاع محمد بن ملكشاه السلجوقي، أسر أصحاب السلطان سعداً هذا، ثم إن السلطان محمداً أطلقه وولاه النظر بالحلة المزيدية من سقي الفرات وخلع عليه ولقبه كمال الدولة عماد الرؤساء، وسكن دار أخيه أبي الدلف بن قضاعة بالرحبة من شرقي بغداد. هذا آخر ما ذكر ابن الهمذاني.
وقال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في تاريخه، ومنه نقلت وكان بخطه: إن سعد بن الحسن بن قضاعة أبا المعالي، وهكذا كناه، سمع من أبي منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري وحدث. قال: وتوفي ليلة الخميس ثامن عشري محرم سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة.
1466-سعد بن عبد الله البزاز.
أحد شيوخ أبي بكر بن كامل، البغداديان، روى عنه في ((معجمه)) بيتين من الشعر، وقال: أنشدنيهما عن بعض إخوانه:
لست أرضى لك يا قلب ... بأن ترضى بذلي
هذه إن شئت تسلوه ... طريقٌ للتسلي
1467- سعد بن علي بن القاسم بن علي، أبو المعالي الحظيري، يعرف بالكتبي.(3/313)
كان دلال الكتب، ومعاشه فيها. وكان أديباً فاضلاً له معرفةٌ حسنة بالشعر وفنونه.
ذكره القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي فيما رسمه من التاريخ، ومن خطه نقلت، قال: سعد بن علي أبو المعالي الحظيري أحد الفضلاء. صحب أبا القاسم علي بن أفلح الشاعر مدةً، واشتغل بالأدب حتى برع فيه، وقال الشعر. وتفقه على مذهب أبي حنيفة، وغلبت عليه الفكرة، وأحب الخلوة والانقطاع، فخرج على التجريد سائحاً، ورأى عجائب، وحصل أشياء جيدة. وخرج إلى الشام، وجال في أقطارها، وحج، وعاد إلى بغداد، واشتهر بين الناس بالدين، والثقة، والأمانة، والفضل، والعلم. وكان له دكان يبيع فيه الكتب ويجتمع عنده فيه العلماء والفضلاء. وألف كتباً. كتبت عنه شيئاً من شعره. آخر كلام القرشي.
قلت: ومن تصانيفه ((لمح الملح)) ذكر فيه البلاغة وأقسامها، وأورد فيه جملاً من كلام البلغاء وأشعارهم، وعمله على حروف المعجم. ومنها ((الإعجاز في الألغاز)) وفي آخره ((التصحيف)) أيضاً. وكتاب ((زينة الدهر في ذكر شعراء العصر))، وله ((ديوان شعر))، وغير ذلك.
أنشدنا عنه جماعةٌ قطعاً من الشعر له ولغيره فمن ذلك: أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المجلد، قال: أنشدني أستاذي أبو المعالي سعد بن علي الكتبي لنفسه رحمه الله وإيانا:
شكوت إلى من شف قلبي بعده ... توقد ناراً ليس يطفى سعيرها(3/314)
فقال بعادي عنك أكبر راحةٍ ... ولولا بعاد الشمس أحرق نورها
وأنشدنا أيضاً، قال: أنشدنا لنفسه في غلام محموم:
ولما حمي جسم الحبيب تزايدت ... شجوني ولم أملك سوابق أدمعي
وما ذاك إلا حين حل بخاطري ... تلهب منه الجسم من نار أضلعي
توفي أبو المعالي الكتبي يوم الاثنين خامس عشري صفر سنة ثمان وستين وخمس مئة، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.
1468- سعد بن أحمد بن إسماعيل، أبو الفتوح الإسفراييني الصوفي، وإسفرايين المنسوب إليها أحد بلاد خراسان.
قدم بغداد في صباه وأقام في رباط شيخ الشيوخ إسماعيل بن أبي سعد النيسابوري مدةً، وسمع بها من أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، ونقيب النقباء أبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي، وأبي المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، وغيرهم. ثم صار إلى واسط وسكن قريةً تعرف بقرية عبد الله تحت واسط بفرسخين يخدم الفقراء برباطٍ هناك إلى أن مات.
وحدث بواسط، سمع منه جماعةٌ من أهلها، وروى لنا عنه بها أبو القاسم موهوب بن المبارك المقرئ، والقاضي أبو الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي، والشريف أبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي، وغيرهم.
أخبرنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن علي الواسطي بها قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو الفتوح سعد بن أحمد الصوفي قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري قراءةً(3/315)
عليه، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أبو نعيم الإسفراييني، قال: حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، قال: حدثنا أبو داود الحراني، قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، قال: سمعت أبي، عن سفيان ابن عبد الله الثقفي، قال: قلت يا رسول الله: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك. قال: ((قل آمنت بالله ثم استقم)).
توفي أبو الفتوح هذا بقرية عبد الله في غرة صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة، عن تسعين سنة، والله أعلم.
1469- سعد بن عبد الرحمن بن أحمد بن المحسن، أبو خازن الواعظ.
بغدادي نزل الموصل، فيما ذكر القاضي أبو المحاسن القرشي ومن خطه نقلت، قال:وحدث بها عن أبي سعد بن أبي عمامة الواعظ.
1470- سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي، أبو الفوارس التميمي المعروف بحيص بيص.
وهاتان الكلمتان معناهما: الشدة والاختلاط، تقول العرب: وقعوا في حيص بيص، أي: شدة واختلاط. وهذا الرجل يقال: إنه رأى الناس في حركةٍ مزعجة وأمرٍ محفز، فقال: ما للناس في حيص بيص فنقلت عنه وسارت،(3/316)
ولقب بذلك.
وقد كان فاضلاً عالماً، له معرفةٌ حسنةٌ باللغة العربية، وأشعار العرب. وقد تفقه على مذهب الشافعي رحمه الله، وتكلم في مسائل الخلاف.
ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في ((تاريخه)) وقال: كان حسن الشعر فصيحاً، بلغني أنه تفقه على القاضي محمد بن عبد الكريم ابن الوزان بالري. وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته.
قلت: وقد سمع الحديث ببغداد من الشريف أبي طالب الحسين بن محمد الزينبي، وبواسط من أبي المجد محمد بن محمد بن جهور وغيرهما. وله ((ديوان شعر)) أحسن القول فيه وأجاد، و((رسائل)) فصيحة بليغة جيدة الوصف تامة المعاني.
حدث بشيءٍ من مسموعاته وقرئ عليه ديوانه ورسائله، وأخذ الناس عنه أدباً وفضلاً كثيراً. وأدركته ولم يقدر لي به اجتماعٌ، فكتبت عنه جماعةٍ سمعوا منه.
أنشدني أبو العباس أحمد بن هبة الله بن العلاء الأديب لفظاً من حفظه، قال: أنشدني أبو الفوارس سعد بن محمد الصيفي لنفسه:
أجنب أهل الأمر والنهي زورتي ... وأغشى امرءاً في بيته وهو عاطل
وإني لسمحٌ بالسلام لأشعثٍ ... وعند الهمام القيل بالرد باخل
وما ذاك من كبرٍ ولكن سجيةً ... تعارض تيهاً عندهم وتساحل
وأنشدني أبو المعالي صاعد بن علي بن محمد، قال: أنشدني أبو الفوارس(3/317)
ابن الصيفي لنفسه:
علمي بسابقة المقدور ألزمني ... صمتي وصبري فلم أحرص ولم أسل
لو نيل بالقول مطلوبٌ لما حرم ... الرؤيا الكليم وكان الحظ للجبل
وحكمة العقل إن عزت وإن شرفت ... جهالةٌ عند حكم الرزق والأجل
مدح ابن الصيفي الأئمة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم والوزراء والأكابر واكتسب بالشعر وفراً وذكراً.
وتوفي ليلة الأربعاء سادس شعبان سنة أربع وسبعين وخمس مئة، ودفن يوم الأربعاء بالجانب الغربي بمقابر قريش، ولا عقب له.
1471- سعد بن سالم بن الحسن، أبو الخير المقرئ، يعرف بالعموري.
مع الكثير من جماعةٍ منهم: القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبو محمد يحيى بن علي ابن الطراح المدير، ومن أبي محمد عبد الله بن علي المقرئ سبط الخياط، وقرأ عليه بشيءٍ من القراءات.
سمع منه القاضي عمر القرشي، وإلياس بن جامع، وغيرهما.
أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا سعد بن سالم العموري، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد، قال: حدثنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين ابن الفراء، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا محمد بن عباد المكي، قال: حدثنا محمد بن طلحة المديني، عن عبد الرحمن بن سالم بن عبد الله بن عويم بن ساعدة، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله اختار لي أصحاباً فجعل لي منهم(3/318)
وزراء وأنصاراً وأصهاراً، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً)).
1472- سعد بن الحسن بن سلمان، أبو محمد الحراني الأصل البغدادي الدار والوفاة، يعرف بابن التوراني، وتوران ضيعةٌ بباب حران.
أحد التجار، كان يسكن بدار الخلافة المعظمة -شيد الله قواعدها بالعز- بباب النوبي، وكانت له معرفةٌ باللغة العربية، جالس الشيخ أبا منصور ابن الجواليقي وأخذ عنه وعن غيره. وكان ساكناً متواضعاً يأبى الرئاسة والتقدم، ويكره أن يومى إليه، ويحب الخمول، وإذا سئل عن شيءٍ أجاب، وله شعرٌ حسنٌ.
ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في ((تاريخه))، قال: لقيته بنيسابور، وكتبت عنه. وأورد عنه قطعةً من شعره. وذكرناه لأن وفاته تأخرت عن وفاته.
توفي ببغداد في العشر الأخر من ذي القعدة سنة ثمانين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
1473- سعد بن عثمان بن مرزوق، أبو الخير الزاهد.
من أهل مصر، قدم بغداد وسكنها إلى حين وفاته، وكان يسكن بالحلبة من(3/319)
باب الأزج. وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله، وجالس أبا محمد ابن الخشاب النحوي، وسمع منه ومن غيره، وانقطع إلى النسك والتعبد. كان من الموصوفين بالصلاح والدين والورع. ولما حضرت أبا الفتح ابن المني الفقيه الحنبلي الوفاة، وصى أن يتقدم في الصلاة عليه سعد المصري هذا لما كان يرى من دينه وخيره، فصلى عليه بجامع القصر إماماً.
توفي سعد هذا ببغداد عشرة الثلاثاء سادس عشر ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، وحضر الصلاة عليه الخلق الكثير يوم الأربعاء بظاهر السور عند باب الحلبة، وحمل جنازته الناس إلى الجانب الغربي ليدفن بباب حرب، فطلبت الجهة السعيدة والدة سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين أدام الله أيامه أن يدفن عند تربتها المستنجدة بمقبرة معروف الكرخي ونفذت من خدمها من رد جنازته، ودفن مقابل التربة المذكورة في اليوم المقدم ذكره.
1474- سعد بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن الخلال، أبو منصور بن أبي العباس.
من أهل الأنبار، سكن بغداد، وتفقه بها على مذهب أبي حنيفة رحمة الله عليه. وكان من بيت العدالة والقضاء والرواية ببلده. وشهد هو وأبوه ببغداد، وقد تقدم ذكرنا لأبيه.
فأما سعد هذا فشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد بن الدامغاني في ولايته الثانية يوم الاثنين ثالث عشري شوال سنة ثمانين وخمس مئة، وزكاه القاضي أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ، والشريف أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب. وكان خيراً.
توفي ببغداد في ليلة الاثنين خامس عشر جمادى الآخرة من سنة تسعٍ وست مئة، ودفن يوم الاثنين بالجانب الغربي بمقبرة الشونيزي.(3/320)
1475- سعد بن جعفر بن سلام، أبو الخير السيدي الصوفي.
سمع أبا أحمد معمر بن عبد الواحد القرشي الأصبهاني، وأبا القاسم ابن ثابت بن بندار الوكيل، والكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد ابن الإبري، وغيرهم. سمعنا منه.
قرئ على أبي الخير سعد بن جعفر بن سلام وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار بن إبراهيم الدينوري قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرئ، قال :حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم الختلي، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن علي بن مسلم الأبار، قال: حدثنا علي بن هاشم، قال: حدثنا سليمان بن حسان، عن شريك، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)).(3/321)
توفي سعد هذا في يوم الأربعاء ثاني جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وست مئة، ودفن بباب حرب.
1476- سعد بن طاهر بن علي بن المؤيد البلخي الأصل الواسطي المولد والمنشأ، أبو الشكر المقرئ.
صحب أبا الحسن صدقة بن وزير الواسطي الواعظ، وقدم معه إلى بغداد في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة، واستوطنها، وتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه، وسمع بها من أبي القاسم أحمد بن المبارك بن قفرجل القطان، ومن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، ومن شيخه صدقة بن وزير وغيرهم. وسمع بالكوفة من أبي الحسن محمد بن محمد بن غبرة الحارثي. وحدث عنهم، كتبنا عنه ببغداد.
أخبرنا أبو الشكر سعد بن طاهر بن علي قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن بن غبرة قراءةً عليه وأنت تسمع بمنزله بالكوفة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفرج محمد بن أحمد ابن علان الخازن، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي، قال: حدثنا محمد بن رباح الأشجعي، قال: حدثنا علي بن المنذر الطريقي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أشد بلاءً؟ قال: ((الأنبياء(3/322)
ثم الصالحون)).
سمعت سعد بن طاهر هذا يقول: مولدي بواسط في سنة خمس وثلاثين وخمس مئة.
توفي ببغداد ليلة الثلاثاء ثامن عشر جمادى الأولى سنة سبع عشرة وست مئة، ودفن يوم الثلاثاء بالعطافية.
1477- سعد بن مظفر بن المطهر، أبو .. .. الصوفي.
من أهل يزد.
قدم بغداد، وتفقه بها على مذهب الشافعي رضي الله عنه، وأقام بالمدرسة النظامية مدةً وخالط الصوفية، وسافر إلى الشام، وعاد إليها وأقام برباط الزوزني بالجانب الغربي.
ولي رباط الأرجوان أم الإمام المقتدي بأمر الله رضي الله عنه بدرب زاخي، وسكنه متقدماً على من فيه من المتصوفة. وقد أجاز له سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله، خلد الله ملكه، وروى عنه.(3/323)
1478- سعد بن علي بن أبي منصور، أبو منصور اللبان.
من ساكني الظفرية.
بلغني أنه سمع أبا المظفر عبد الملك بن علي الهمذاني نزيل بغداد، وأنه حدث عنه بشيءٍ يسير، سمع منه بعض أصحابنا.
1479- سعد بن محمد بن عسكر، أبو منصور بن أبي الفرج.
من أهل الأنبار، سكن بغداد، وتولى ديوان العرض يوم الجمعة ثامن عشري رمضان سنة أربع عشرة وست مئة.
ذكر من اسمه سعيد
1480- سعيد بن محمد بن هبة الله بن الطيب، أبو سعد.
سمع أبا القاسم عبد الواحد بن علي بن فهد العلاف، وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)) الذين كتب عنهم.
1481- سعيد بن شريف الخياط.
من شيوخ ابن كامل أيضاً، ذكره في ((معجمه)) وروى عنه حديثاً ذكر أنه حدثه به عن أبي الحسين أحمد بن محمد ابن النقور البزاز، والله أعلم.
1482- سعيد بن الحسين، أبو الفرج.
كان له شعرٌ رواه عنه جماعةٌ. وقرأت في كتاب أبي بكر بن كامل، قال: أنشدني لنفسه:
كم من أخٍ لي كنت أدعو له ... أن يجعل الدنيا جميعاً إليه
حتى إذا صار إلى غايةٍ ... منها وصارت حاجتي في يديه(3/324)
حال عن العهد وعن ودنا ... وأظهر الشح على ما لديه
فلم يكن بين دعائي له يومان ... حتى صرت أدعو عليه
1483- سعيد بن رافع بن كامل بن علي الكعيتي.
من أهل الأنبار، غير مكنى.
قال القاضي عمر بن علي القرشي: حدث عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي في ((معجم شيوخه)) وقال: كان شيخاً صالحاً جاور بالقدس مدةً، وسمع هناك من أبي القاسم مكي بن عبد السلام المقدسي، وقدم علينا. وأخرج عنه حديثاً رواه عن مكي المذكور.
1484- سعيد بن الحسين بن شنيف، أبو عبد الله، أمين القضاة.
كان يسكن بالجانب الغربي بمحلة دار القز، وهو والد شيخنا أبي عبد الله الحسين، وينسب إلى ديلم العرب، وهو ديلم بن عبيد.
سمع أبا عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين السراج، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، وغيرهما. وحدث عنهم؛ سمع منه أبو البقاء محمد بن محمد بن طبرزد وأخوه عمر، وابنه أبو عبد الله الحسين بن سعيد، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، وجماعةٌ غيرهم.
وقد ذكر تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في كتابه فيمن اسمه عبد الله: عبد الله بن الحسين بن شنيف أبا سعيد، وقال: قال لي أنا من ديلم العرب من أهل دار القز. سمع الحسين بن أحمد بن طلحة. وهو هذا ووهم في تسميته عبد الله وكنيته بأبي سعيد، والصواب ما ذكرناه، وهكذا نسب ابنه الحسين بن سعيد بن الحسين، وهكذا سماه القاضي القرشي في شيوخه، وهكذا حدثنا عنه(3/325)
أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، كلهم سماه سعيداً وكناه بأبي عبد الله، لا كما ذكر تاج الإسلام، والله الموفق.
قرأت على أبي محمد بن أبي نصر البزاز، قلت له: أخبركم أبو عبد الله سعيد بن الحسين بن شنيف الديلمي بقراءتك عليه بباب منزله بدار القز، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين السراج قراءةً عليه، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي إملاءً، قال: حدثنا أبو أحمد حمزة بن محمد الدهقان، قال: حدثنا محمد بن غالب، قال: حدثنا العمري، يعني عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كانوا ثلاثة فلا يتناج اثنان دون واحدٍ)).
سألت أبا عبد الله الحسين بن سعيد بن شنيف عن وفاة أبيه فقال: توفي في منتصف ذي الحجة سنة أربع وخمسين وخمس مئة، وقد نيف على التسعين، ودفن باب حرب.
1485- سعيد بن الحسن بن المبارك، أبو محمد البزاز يعرف بابن المالحاني.
سمع أبا منصور محمد بن أحمد الخياط المقرئ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي في ((تاريخه)).(3/326)
أنبأنا عمر بن علي بن الخضر القرشي، قال: أخبرنا أبو محمد سعيد بن الحسن بن المبارك ابن المالحاني البزاز، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد المقرئ الخياط، قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن شاهين، قال: قرئ على أبي وأنا أسمع.
وأخبرناه عالياً أبو طاهر المبارك بن المبارك بن هبة الله العطار يعرف بابن المعطوش بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو الغنائم محمد بن محمد بن أحمد ابن المهتدي بالله قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به.
وأخبرناه أيضاً أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن المظفر ويعرف بابن السبط بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو العز أحمد بن عبيد الله بن حمدان العكبري، قالا: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، قال: حدثنا محمد بن صالح بن زغيل التمار بالبصرة، قال: حدثنا طالوت بن عباد، قال: حدثنا فضال بن جبير، قال: سمعت أبا أمامة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تعجبوا بعمل عاملٍ حتى تنظروا بما يختم له)).
1486- سعيد بن هبة الله بن سعيد بن المسلم بن علي بن ميمون بن محمد بن علي بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، أبو الفتح الهاشمي.
من أهل الكوفة، يعرف بابن الصيقل، والد شيخنا أبي القاسم موسى.
كان يتولى نقابة العباسيين بالكوفة، ثم قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، وتولى لها حجابة باب النوبي سنين في خلافة الإمام المقتفي لأمر الله(3/327)
رضي الله عنه إلى أن عزل عن ذلك في سنة خمسين وخمس مئة.
وقد سمع بها من جماعةٍ منهم: أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد ابن الطرائفي، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي وجماعة من طبقتهم. وبلغني أنه كان خيراً.
توفي ليلة الثلاثاء ثالث عشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وخمس مئة ببغداد، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة الشونيزي بالجانب الغربي.
1487- سعيد بن المبارك بن علي، أبو محمد النحوي، يعرف بابن الدهان.
بغداديٌ فاضلٌ له معرفةٌ جيدةٌ بالنحو، وله فيه مصنفاتٌ وشروحٌ، منها: ((شرح كتاب الإيضاح)) لأبي علي الفارسي في نحو من أربعين مجلداً، ومنها: ((شرح كتاب اللمع)) لأبي الفتح بن جني في عدة مجلدات وغير ذلك. وكان له شعرٌ حسنٌ.
وقد سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، ومن أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وغيرهما. سكن قبل وفاته بسنين الموصل وأقام بها إلى حين وفاته، وأخذ عنه هناك الناس نحواً وأدباً كثيراً.
وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في ((تاريخه)) وروى عنه شيئاً من شعره وذلك قبل خروجه إلى الموصل، وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن(3/328)
وفاته كما شرطنا.
توفي أبو محمد ابن الدهان بالموصل في عيد الفطر سنة تسع وستين وخمس مئة.
1488- سعيد بن صافي بن عبد الله، أبو شجاع الحاجب.
كان والده مولى لأبي عبد الله بن جردة التاجر.
من أهل باب المراتب.
وأبو شجاع كان حافظاً للقرآن المجيد، قد قرأه على جماعةٍ من الشيوخ. وسمع من أبي الحسن ابن العلاف، وأبي القاسم بن بيان، وإسماعيل بن ملة، وغيرهم.
وكان حسن الخط، كتب الكثير لنفسه وغيره، وحدث بشيءٍ من مسموعاته؛ سمع منه القاضي عمر القرشي ورفقاؤه، وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك، قلت له: أخبركم أبو شجاع سعيد بن صافي بن عبد الله قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان.
وأخبرناه عالياً أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي، عن يحيى بن سعيد الكلاعي، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن(3/329)
كالمسر بالصدقة.
أنبأنا عمر بن علي القرشي، قال: سألت سعيد بن صافي عن مولده فقال: في أحد الربيعين سنة إحدى أو سنة اثنتين وخمس مئة. قال: وتوفي يوم الأربعاء خامس عشري رجب سنة سبعين وخمس مئة، ودفن في غده.
1489- سعيد بن عبد الله بن أحمد بن المفضل بن محمد ابن الأيسر، أبو القاسم.
من أهل باب الأزج.
سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري، وأبا الغنائم محمد بن علي ابن ميمون النرسي، ومن بعدهما، وحدث عنهم. وقد كان يلي بعض الأمور السلطانية ولم يحمد.
سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب، والقاضي عمر بن علي الدمشقي.
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن القرشي، قال: أخبرنا أبو القاسم سعيد بن عبد الله بن أحمد ابن الأيسر، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن(3/330)
عبد القابي الدوري في شعبان سنة سبع وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن علي الكوفي، قال: حدثنا عمر بن إبراهيم الكتاني، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن الضراب، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سنان السعدي، قال: حدثنا سوار بن ثعلبة، قال: حدثنا محمد بن سواء، قال: حدثنا روح بن القاسم، قال: حدثنا عبد الله بن ذكوان، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام جنةٌ، فإذا كان أحدكم صائماً فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرءً قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم)).
قال القرشي: سألته عن مولده، يعني أبا القاسم ابن الأيسر، فقال: في يوم الثلاثاء ثامن عشر رمضان سنة سبع وتسعين وأربع مئة. قال: وتوفي يوم الجمعة خامس عشري شعبان سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
1490- سعيد بن عبد الله بن القاسم بن المظفر ابن الشهرزوري، أبو الرضا بن أبي محمد بن أبي أحمد الملقب فخر الدين.
أخو كمال الدين أبي الفضل محمد الذي قدمنا ذكره، وهذا الأصغر. من أهل الموصل.
فقيهٌ فاضلٌ شافعي المذهب من بيت الرياسة والتقدم. قدم بغداد في صباه أولاً وأقام بها للتفقه مدةً، وسمع بها من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن(3/331)
محمد الأنصاري، ومن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي لما قدمها، ومن غيرهما. وخرج إلى خراسان وأقام عند الشيخ محمد بن يحيى بنيسابور مدةً يتفقه.
وذكره لنا شيخنا جمال الدين أبو القاسم بن فضلان، وقال: كان معنا عند ابن يحيى بنيسابور، وأثنى عليه.
وعاد إلى بلده، ودرس الفقه وتقدم حتى صار أوجه أهل بيته في زمانه. وقدم بغداد مراراً رسولاً من أمراء الموصل إلى الديوان العزيز -مجده الله- ورأيته بها ولم يتفق لي السماع منه.
وحدث ببغداد في محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة عن زاهر الشحامي؛ فسمع منه أبو القاسم هبة الله بن الحسن ابن الفقيه، وأبو الفضل إلياس بن جامع الإربلي، والعدل أبو نصر أحمد بن صدقة بن زهير، وعاد إلى بلده.
أنبأنا القاضي عمر بن علي القرشي، قال: سألت القاضي أبا الرضا سعيد ابن عبد الله ابن الشهرزوري عن مولده، فقال: في محرم سنة ست وخمس مئة.
وحدثني القاضي أبو منصور المظفر بن عبد القاهر قاضي الموصل بمجلس حكمه بها أنه توفي في العشر الأخر من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين وخمس مئة.
1491- سعيد بن محمد بن المسلم بن أبي الحسين الحراني الأصل، أبو جعفر البغدادي الأبريسمي.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وروى عنه. سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أخبرنا أبو المحاسن عمر بن علي الحافظ إذناً، قال: أخبرنا أبو جعفر سعيد بن محمد الأبريسمي، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءةً عليه.(3/332)
وأخبرنا عالياً أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل الصوفي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب الواعظ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن جعفر بن حمدان، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا زياد بن مخراق، عن شهرٍ، عن عقبة بن عامر، قال: حدثني عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من مات يؤمن بالله واليوم الآخر قيل له: ادخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت)).
قال القرشي: سألت أبا جعفر الأبريسمي عن مولده، فقال: في سنة عشر وخمس مئة بمدينة السلام.
1492- سعيد بن كثير بن سعيد بن الحسن بن شماليق، أبو القاسم بن أبي عبد الله الوكيل.
كان أبوه من أهل التقدم ويلي الوكالة للإمام المقتفي لأمر الله رضي الله عنه. وأسمع ابنه هذا من جماعةٍ، وكان يحضر الشيوخ عنده في داره، ويقرأ عليهم بحضوره، ويسمع ابنه.
قال لنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي: سمعنا ((تاريخ بغداد)) جمع الخطيب أبي بكر بن ثابت على أبي منصور بن زريق القزاز في دار كثير بن شماليق بقراءة الشيخ أبي محمد ابن الخشاب. وقال: وكان كثيرٌ كبيراً. يعني: كبير المنزلة.
سمع سعيد هذا من أبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وطبقتهما.
وذكره القاضي عمر بن علي القرشي في شيوخه الذين سمع منهم وكتب(3/333)
عنهم ببغداد، والله الموفق.
وذكر أحمد بن شافع في ((تاريخه)) أن سعيداً هذا توفي ببعض مخاليف اليمن في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وخمس مئة، وورد الخبر بموته في هذه السنة.
1493- سعيد بن محمد بن محمد بن سهلان ابن العطار، أبو الحسين ابن أبي طاهر.
من شيوخ القاضي أبي المحاسن الدمشقي، ذكره في ((معجم شيوخه)) الذين سمع منهم، وأظنه أخاً لأبي الفتح ابن العطار الشاهد، والله أعلم.
1494- سعيد بن الموفق بن علي بن جعفر النيسابوري، ثم البغددي، أبو محمد بن أبي البقاء الخازن.
أحد الصوفية برباط شيخ الشيوخ إسماعيل بن أبي سعد الصوفي النيسابوري، وممن صحبه ولابنه أبي القاسم عبد الرحيم، وكان معه إلى أن توفي.
سمع من جماعةٍ منهم: أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبو عبد الله الحسين ابن الفرخان السمناني، وشيخ الشيوخ أبو البركات إسماعيل بن أحمد النيسابوري، وغيرهم.
سمع منه ابنه أبو بكر محمد، والقاضي عمر القرشي، وعبد العزيز بن دلف المقرئ وغيرهم.
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا أبو محمد سعيد بن الموفق بن علي الخازن، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري.(3/334)
وقرأته على أبي حفص عمر بن أبي بكر ابن التبان المقرئ بمسجده بالمأمونية من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو غالب أحمد بن الحسن ابن البناء قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: حدثنا بشر بن موسى الأسدي، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني أبو الأسود، عن عكرمة، عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قتل دون ماله مظلوماً فله الجنة)).
قال القرشي: سألته، يعني سعيداً الخازن عن مولده، فقال: في ليلة رجب سنة خمس وخمس مئة.
وقال غيره: توفي في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمس مئة، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشونيزي.(3/335)
1495- سعيد بن عبد السميع بن محمد بن شجاع الهاشمي، أبو الحسن بن أبي المظفر، أخو شيخنا أبي الكرم عبد الرزاق، وسعيد الأسن.
سمع أبا القاسم هبة الله بن عبد الله الشروطي، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي، وغيرهم، وروى عنهم.
سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي، وأبو بكر عبد الله بن أبي طالب المقرئ، وجماعةٌ من أصحابنا. وأدركناه، وما اتفق لنا لقاؤه.
أنبأنا القرشي، قال: سألت سعيد بن عبد السميع عن مولده فقال: في سنة أربع عشرة وخمس مئة.
قلت: وتوفي في يوم الأحد ثالث عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة.
1496- سعيد بن الحسين بن علي بن رويج، أبو القاسم البيع.
من أهل باب البصرة.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وجماعةً بعده منهم أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي وغيره.
سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البابصري، وذكره في ((معجم شيوخه))، قال: توفي بقرية من قرى سنجار في ليلة الجمعة خامس عشر شعبان سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة، ودفن بها، قال: وجاءنا نعيه مع الحاج، نقلت ذلك من خطه.(3/336)
1497- سعيد بن يحيى بن علي بن الحجاج بن محمد بن الحجاج، أبو المعالي بن أبي طالب بن أبي الحسن المعروف بابن الدبيثي، والدي.
من أهل واسط منسوب إلى قريةٍ تعرف بدبيثا قريبةٍ من باكسايا منها كان جده علي، ثم قدم واسطاً واستوطنها، وبها ولد أولاده يحيى وأخويه.
ولد والدي بواسط، وقدم بغداد وهو صغيرٌ مع أبيه، وأقام بها مدةً، وسكن دار الخلافة المعظمة بباب النوبي في الدرب الجديد إلى أن توفي والده بها، وسمع بها الحديث من أبي الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري وغيره، وكتب بها عن جماعةٍ حكايات وأناشيد، رأيتها في مجموعٍ بخطه، وعاد إلى واسط ونزلها إلى حين وفاته.
وقد أجاز له القاضي أبو علي الحسن بن إبراهيم الفارقي وغيره. كتبت عنه أناشيد وغيرها، ولم أظفر بسماعه إلا بعد وفاته رحمه الله.
قرأت في الكتاب الذي سمعه والدي أبو المعالي سعيد بن يحيى بن علي ابن الحجاج ومنه نقلت، قال: أخبرنا أبو الحسن سعيد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري قراءةً عليه وأنا أسمع بشرقي بغداد بجامع القصر الشريف يوم الجمعة حادي عشر صفر سنة سبع وثلاثين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الخطاب نصر ابن أحمد بن عبد الله المعروف بابن البطر، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد ابن عثمان البزاز العكبري، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي، قال: حدثني أبو جدي علي بن حرب، قال: حدثنا أبو داود الحفري، قال: حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن هلال بن يساف،(3/337)
عن سمرة بن جندب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أفضل الكلام أربعٌ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا عليك بأيها بدأت)).
أنشدنا والدي أبو المعالي سعيد بن يحيى بن علي من حفظه بواسط، قال: أنشدنا سعد الدين أبو عبد الله الحسين بن علي بن شبيب ببغداد لنفسه:
وأغيد لم تسمح لنا بوصاله ... يد الدهر حتى دب في عاجه النمل
تمنيت لما اختط فقدان ناظري ... ولم أر إنساناً تمنى العمى قبل
ليبقى على مر الزمان خياله ... حيالي وفي عيني لمنظره شكل
سمعت والدي يقول: مولدي في سنة سبع وعشرين وخمس مئة. وقرأت بخط عمه أبي القاسم بن علي ولد ابن أخي أبو المعالي سعيد بن أبي طالب يوم السبت سابع عشري صفر سنة سبع وعشرين وخمس مئة.
وتوفي في ليلة الجمعة يوم عيد الأضحى من سنة خمس وثمانين وخمس مئة، وصليت عليه يوم الجمعة بين الأذان والإقامة بجامع واسط والجمع وافرٌ، وكنت إماماً. ومضينا مع جنازته إلى مقبرة داوردان وهي مقبرةٌ بينها وبين البلد فرسخٌ، فدفن هناك عصر اليوم المذكور والله يرحمه وإيانا إذا صرنا مصيره إنه(3/338)
رؤوف رحيم، آمين.
1498- سعيد بن المبارك بن أحمد بن صدقة بن موهوب، أبو البدر ابن أبي جعفر بن أبي بكر الحمامي، يعرف بابن الجمال.
سمع أبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد السلامي، وأبا الوقت السجزي، وجماعة بعدهما. وروى شيئاً يسيراً، سمع منه ابنه أبو القاسم وغيره.
ولد في سنة إحدى وأربعين وخمس مئة. وتوفي يوم السبت رابع عشري شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمس مئة، ودفن بالجانب الشرقي بالمقبرة المعروفة بالوردية.
1499- سعيد بن عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر بن كليب الحراني الأصل البغدادي، أبو بكر بن أبي الفرج بن أبي الفتح، وسيأتي ذكر أبيه.
سمع أبو بكر هذا من أبي الفضل محمد بن ناصر البغدادي، وغيره.(3/339)
وبلغني أنه روى شيئاً يسيراً، ولم أقف على سماعه إلا بعد وفاته.
توفي يوم الاثنين مستهل شعبان من سنة ست وتسعين وخمس مئة، ودفن يوم الثلاثاء بالجانب الغربي بمقبرة باب حر بعند أبيه وأهله.
1500- سعيد بن أسعد بن أحمد بن محمد الحطابي، بالحاء المهملة منسوبٌ إلى الحطابية، أبو منصور بن أبي البركات يعرف بابن البلدي الكاتب.
شابٌ كان فيه فضل وتميز، حفظ القرآن الكريم وله سبع سنين، وسمع كثيراً من الحديث، ونظر في شئٍ من العربية، وكان حفظةً للأشعار والنوادر إلا أنه لم يبلغ أوان الرواية، وتوفي شاباً، وكان لنا صديقاً.
كتب إلي أبو منصور سعيد بن أبي البركات كتاباً وأنا في بعض قرى السواد من أعمال بغداد فكان في أوله:
كنتم لعيني صباحاً لا مساء له ... فعاضها البين ليلاً ما له سحر
وما أعاب بشيءٍ بعد فرقتكم ... إلا البقاء وإني منه أعتذر
توفي أبو منصور هذا في ليلة الثلاثاء خامس عشري صفر سنة سبع وتسعين وخمس مئة، وصلي عليه يوم الثلاثاء بالمدرسة النظامية، ودفن بداره بدرب الجهرمي شرقي بغداد.
1501- سعيد بن عبد العزيز بن عبد الله، أبو الفتوح الناتلي، يعرف بالمشربش.
كان أبوه مولىً لرجلٍ تاجرٍ يعرب بالناتلي، وكان اسمه بختيار فسماه أبو الفتوح عبد العزيز.
وأبو الفتوح هذا كان صاحب غناء وألحانٍ، ظريفاً، يحفظ الحكايات(3/340)
والأشعار الكثيرة ويذاكر بها.
ذكر لي أنه سمع من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وغيره، وأنه روى شيئاً. علقت عنه أناشيد.
سمعت أبا الفتوح سعيد بن عبد العزيز الناتلي يقول: بلغ أبا الحسن علي ابن العباس ابن الرومي الشاعر أن صديقاً له قد مرض فكتب إليه:
قد قلت للدهر على أنني ... آيسٌ أن يرجع عن ظلمه
أمرضت من أهوى وعافيتني ... حكمت في الحب سوى حكمه
فقال: لم تفهم وكل امرىءٍ ... آفته النقصان من فهمه
قد نلت من قلبك ما أشتكي ... أضعاف ما قد نلت من جسمه
سألت أبا الفتوح هذا عن مولده فقال: في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي بتستر في رجب سنة ست مئة، ودفن هناك.
1502- سعيد بن محمد بن محمد بن محمد عطاف الهمداني، أبو القاسم بن أبي الفضل الموصلي الأصل البغدادي المولد والدار.
كان يعلم الصبيان الخط، وله مكتبٌ بقراح أبي الشحم. من أبناء الشيوخ المحدثين والرواة المذكورين، وله أخٌ اسمه الفضل يأتي ذكره.
سمع سعيد هذا من أبيه، ومن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز، ومن أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وغيرهم.
وكانت له إجازة من أبي القاسم بن الحصين. سمع منه قبلنا القاضي عمر(3/341)
القرشي، وكتبنا عنه.
قرأت على أبي القاسم سعيد بن محمد بن عطاف المؤدب، قلت له: أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد ابن الغطريف الجرجاني، قال: أخبرنا أبو خليفة الفضل ابن الحباب الجمحي، قال: حدثنا القعنبي، عن منصور، عن ربعي، عن أبي مسعود البدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)).
سألت سعيد بن عطاف عن مولده فقال: في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة، وسأله القرشي قبلنا فقال: في عاشر ذي الحجة المذكور.
قلت: وتوفي يوم الأحد ثاني شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وست مئة، ودفن بالوردية في اليوم المذكور.
1503- سعيد بن علي بن أحمد بن الحسين بن حديدة، أبو المعالي الوزير.
بلغني أنه من ولد قطبة بن عامر بن حديدة الأنصاري. أصله من كرخ سامراء، وسكن بغداد من صباه. وكان أحد الموسرين وذوي المال والجاه(3/342)
والمكانة عند السلطان والمتقدمين، لم يزل ملحوظاً بعين الإكرام مشمولاً من الديوان العزيز-مجده الله- بسوابغ الإنعام إلى أن اقتضت الآراء الشريفة الناصرية-أسماها الله وأجلها- تأهيله للوزارة، فاستدعي من داره يوم السبت لسبع خلون من شعبان من سنة أربع وثمانين وخمس مئة إلى دار الخلافة المعظمة-شيد الله قواعدها بالعز- ومثل بباب الحجرة الشريفة، وحضر أرباب المناصب والولايات والحجاب وأتباع الديوان العزيز والقضاة والأعيان، وأفيضت عليه الخلع المعدلة له اللائقة بهذا المنصب، فكانت: قميصاً أطلس، وفرجية ممزج، وعمامة قصب كحلية بأعلام ذهب، وقلد سيفاً محلى، وأنطي مركوباً من المراكب الشريفة، وسلم إليه عهده بتوليه الوزارة ولقب معز الدين. فركب من هناك ومشى بين يديه سائر أرباب الولايات إلى الديوان العزيز -مجده الله- وجلس في دست الوزارة بالإيوان الذي يجلس فيه الوزراء، وكتب إنهاءً إلى العرض الأشرف المقدس الناصري -زاده الله شرفاً- يتضمن شكر ما أنعم عليه، ويذكر حضوره بالديوان العزيز -مجده الله- منفذاً ما يؤمر به من المراسم الشريفة، ودفعه إلى حاجب الباب أبي شجاع محمد بن سعيد ابن الظهيري، فنهض في الحال، وقصد باب الحجرة الشريفة، وعرضه، وبرزت المطالعة الشريفة عقيب ذلك بالوقوف عليه، وعلم ما أنهاه، فقرئ ذلك بحضور الجماعة.
ونهض الوزير بعد ذلك إلى الدار المعدة له بباب النوبي، وتعرف بسكنى قيماز الملقب قطب الدين، وداوم الركوب إلى الديوان العزيز -مجده الله- والقيام بمراسم الخدمة الشريفة. وبسط العدل، وقرب أهل العلم، واستجلب الأدعية الكثيرة للخدمة الشريفة الإمامية الناصرية، خلد الله ملكها واستجاب فيها دعاء كل عبدٍ مخلص.(3/343)
ولم يزل على حاله إلى أن عزل يوم الجمعة خامس عشري صفر سنة خمس وثمانين وخمس مئة، وعاد إلى داره، فكان بها مقيماً إلى أن توفي.
وقد كان سمع شيئاً من الحديث من الشيخ أبي الخير أحمد بن إسماعيل الفقيه القزويني، وروى عنه، وسمعنا منه بعد عزله.
قرئ على معز الدين أبي المعالي سعيد بن علي بن حديدة وأنا أسمع، قيل له: أخبركم الشيخ أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني، قراءةً عليه، فأقر به.
وأخبرناه أحمد هذا إجازةً، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد النيسابوري، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين، يعني البيهقي، قال: حدثنا أبو بكر بن فورك، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد، قال: خلف النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله أتخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي)).
سئل معز الدين عن مولده وأنا أسمع فذكر ما يدل أنه في سنة ست وثلاثين وخمس مئة تقريباً، والله أعلم.
وتوفي يوم الاثنين السادس في جمادى الأولى سنة عشرٍ وست مئة، وصلي عليه آخر نهار هذا اليوم، وحمل إلى الكوفة، فدفن عند مشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
((آخر الجزء الثامن والعشرين من الأصل)).(3/344)
1504- سعيد بن المبارك بن بركة بن علي بن فتوح، أبو القاسم بن أبي الفتوح يعرف بابن كمونة النخاس.
من ساكني درب منيرة.
من أبناء الشيوخ الرواة. سمع من أبيه، ومن أبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، ومن شيخ الشيوخ أبي البركات إسماعيل بن أحمد النيسابوري، ومن أبي الحسن علي بن محمد بن أبي عمر، ومن أبي سعد أحمد ابن محمد الأصبهاني المعروف بابن البغدادي وغيرهم، وروى عنهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي القاسم سعيد بن المبارك بن بركة، قلت له: أخبركم شيخ الشيوخ أبو البركات إسماعيل بن أبي سعد الصوفي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأنماطي، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا خلاد بن أسلم، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن صفوان بن سليم وسعد بن سعيد، عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر)).
سألت سعيد بن المبارك هذا عن مولده، فقال: في يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من محرم سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة.(3/345)
وتوفي يوم الأربعاء ثالث صفر من سنة اثنتي عشرة وست مئة، ودفن في عشية اليوم المذكور.
1505- سعيد بن حمزة بن أحمد بن الحسن بن سارخ، أبو الغنائم الكاتب.
ولد بالنيل من نواحي الحلة، وقدم بغداد في صباه وسكنها إلى حين وفاته، وخدم في الأمر والسلطانية، وتقلبت به الأحوال حضراً وسفراً ورحل إلى الشام وبلاد الروم. وكان يقول الشعر ويمدح الأمراء والولاة.
وذكره العماد أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب نزيل دمشق في كتابه المسمى ((بالخريدة)) وقال: قدم دمشق، ومدح أمراءها، وعاد إلى بغداد، وكبر وأسن وضعف عن الحركة فانقطع في بيته إلى أن مات.
وقد سمع شيئاً من الحديث ببغداد من أبي عبد الله محمد بن عبد الله ابن الحراني الشاهد، وسمع أيضاً من أبي المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي رسالةً من إنشاء أبي نصر ابن المجلي بروايته لها عنه. سمعنا منه، وكتبنا عنه شيئاً من شعره. وغيره أوثق منه.
قرئ على أبي الغنائم سعيد بن حمزة بن سارخ من أصل سماعه، ونحن نسمع، قيل له: أخبركم العدل أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن العباس الحراني قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو ابن البختري، قال: حدثنا يحيى بن جعفر، قال:(3/346)
حدثنا الضحاك بن مخلد، قال: أخبرنا هشام بن سعد، عن أبي حازم، عن سهل ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((منبري على ترعةٍ من ترع الجنة)).
أنشدنا أبو الغنائم سعيد بن حمزة لنفسه من قصيدةٍ:
يا شائم البرق من شرقي كاظمةٍ ... يبدو مراراً وتخفيه الدياجير
إذا سقيت الحيا من كل معصرةٍ ... وعاد مغناك خصباً وهو ممطور
سلم على الدوحة الغناء من سلمٍ ... وعفر الخد إن لاح اليعافير
واستخبر الجؤذر الساجي اللحاظ أخا التعذير ... هل عاقه عنا معاذير
فإن يكن حال عما كنت أعهده ... وشاب أيمانه البهتان والزور
فلا يغرن مخلوقاً بمهجته ... بعدي فما ذاك عند الناس معذور
سألت أبا الغنائم بن سارخ عن مولده، فقال: ولدت لثلاثٍ خلون من ربيع الأول سنة ثمان عشرة وخمس مئة بالنيل.
وتوفي ببغداد في شهر رمضان من سنة ثلاث عشرة وست مئة.
1506- سعيد بن هبة الله بن علي بن نصر بن عبد الواحد ابن الصباغ، أبو البركات بن أبي نصر بن أبي الحسن.(3/347)
من بيتٍ معروفٍ بالفقه والعدالة والرواية. تفقه على يوسف بن بندار الدمشقي بالمدرسة النظامية مدةً، وسمع شيئاً من الحديث من أبي عبد الله عثمان بن أبي نصر المعروف بالصالح وغيره. والموجود من سماعه يسيرٌ. كتبنا عنه.
قرأت على أبي البركات سعيد بن هبة الله بن علي ابن الصباغ، قلت له: أخبرك أبو عبد الله عثمان بن أبي نصر المؤدب قراءةً عليه أنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي، قال: أخبرنا أحمد بن عيسى البرتي القاضي، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ثلاثٌ من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)).
سألت أبا البركات ابن الصباغ عن مولده فقال: في ثاني عشر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي في ليلة الثلاثاء تاسع شوال سنة أربع عشرة وست مئة، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة معروف، رحمه الله وإيانا.
1507- سعيد بن محمد بن سعيد بن محمد بن عمر، أبو منصور بن أبي سعد بن أبي منصور المعروف بابن الرزاز.(3/348)
أحد الشهود المعدلين هو وأبوه وجده، وقد تقدم ذكرنا لأبيه، ومن بيت الثقة والرواية.
شهد أبو منصور هذا عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في ولايته الثانية في يوم الخميس ثامن محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة، وزكاه أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ وأبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب. وسمع الحديث من جماعةٍ منهم: أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، وأبو القاسم نصر بن نصر ابن العكبري الواعظ، وغيرهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي منصور سعيد بن أبي سعد ابن الرزاز، قلت له: أخبركم القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الشافعي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عمر المعدل، قال: حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد ابن الحسن الفيريابي، قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن محمد ابن قيس، قال: حدثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أتمن خان)).
سألت أبا منصور ابن الرزاز عن مولده، فقال: ولدت في سنة ثلاث(3/349)
وأربعين وخمس مئة.
وتوفي في يوم الأربعاء ثاني محرم سنة ست عشرة وست مئة، ودفن يوم الخميس بباب أبرز.
1508- سعيد بن الحسين بن علي، أبو منصور، يعرف بابن البزوري.
من أهل الجانب الغرب، كان يسكن بالكرخ.
سمع أبا محمد المبارك بن أحمد الكندي، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وغيرهما. كتب عنه جماعةٌ لما وجدوا سماعه، ولم يكن من أهل هذا الشأن. وسمعنا منه على ما فيه!
قرئ على أبي منصور سعيد بن أبي عبد الله الطحان في درب الفراغنة من أصل سماعه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البناء قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد المقرئ، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن حماد الواعظ، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: حدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا أبو داود، قال: أخبرنا ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الخيل معقودٌ في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)).(3/350)
توفي سعيد هذا في أوائل شوال سنة ست عشرة وست مئة.
1509- سعيد بن أبي سعد بن عبد العزيز بن أبي سعد الجامدي الأصل، منسوبٌ إلى الجامدة، قريةٍ من البطائح وسواد واسط.
وسعيد هذا من أهل قيلوية قريةٍ من قرى نهر الملك قريبةٍ من بغداد.
كان والده أحد الزهاد وأصحاب القبول، سكن قيلوية، وولد ابنه سعيد بها، وكان واعظاً صالحاص.
سمع أبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي وغيره. وحدث ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمس مئة عن الكروخي، فسمع منه تميم ابن البندنيجي، ويوسف بن سعيد القطان، ومحمد بن عبد الغني المقدسي، وغيرهم، رحمهم الله وإيانا.
1510- سعيد بن محمد بن أبي الغنائم، أبو الرضا القزاز، يعرف بابن زوتان.
من أهل الحريم الطاهري.(3/351)
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وغيره. سمعنا منه أحاديث يسيرة.
قرأت على أبي الرضا سعيد بن محمد، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد ابن عبد الباقي بن أحمد ويعرف بابن البطي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون إجازةً، قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله ابن المحاملي، قال: أخبرنا أبو القاسم عمر بن جعفر ابن سلم الختلي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، قال: حدثنا الهيثم بن خارجة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن يزيد، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الوهاب المكي، عن عبد الواحد النصري، عن واثلة بن الأسقع، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((المسلم على المسلم حرامٌ: عرضه، ودمه، وماله)).
1511- سعيد بن صدقة بن المبارك بن سعيد، أبو الفتح.
أحد العدول، شهد عند القاضي محمود بن أحمد الزنجاني يوم الجمعة ثالث عشري محرم سنة ثلاث عشرة وست مئة، وزكاه أبو منصور سعيد ابن الرزاز والحسين ابن اللمغاني.
1512- سعيد بن أبي سعد، أبو الخير الباقلاني.
من أهل باب المراتب.
سمع أبا محمد عبد الملك بن محمد البزوغاني، وروى عنه. سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب في سنة ست وخمسين وخمس مئة، فيما قرأت بخطه.
وسألت عن سعيد هذا أبا بكر محمد بن محمد الوكيل، وكان من أهل باب(3/352)
المراتب، فعرفه، وقال: كان جارنا. ولعل ابن الخشاب ظفر بشيرٍ من سماعه فقرأ عليه.
ذكر من اسمه سليمان
1513- سليمان بن محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان واسمه محمد ابن داود بن ميكال بن سلجوق. أبو داود، ويدعى سليمان شاه، وشاه بالفارسية ملك، أخو مسعود بن محمد.
قدم بغداد في خلافة الإمام أبي عبد الله محمد المقتفي لأمر الله رضي الله عنه، وذلك في شعبان سنة خمسين وخمس مئة، وخرج إلى تلقيه من الديوان العزيز -مجده الله- موكبٌ جميلٌ صدره عز الدين أبو عبد الله محمد ابن الوزير عون الدين أبي المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة وسائر أرباب المناصب والحجاب، ودخل البلد، وأسكن دار الأمير أحمد ابن نظام الملك عند المدرسة النظامية.
وفي محرم سنة إحدى وخمسين وخمس مئة خطب له على سائر منابر الجوامع بمدينة السلام بالسلطنة، ونثر على الخطباء عند ذكر اسمه الدنانير، ولقب ألقاباً كثيرةً منها: غياث الدنيا والدين.
وفي صفر من السنة استدعي إلى دار الخلافة وخلع عليه الخلع السنية وأعطي الأعلام والكوسات، وخرج متوجهاً نحو الجبل ولقي ملكشاه بن محمد،(3/353)
وجرت بينهما حروبٌ نصر فيها سليمان، وعاد متوجهاً إلى بغداد بطريق شهرزور، فخرج إليه عسكرٌ من أهل الموصل، فأخذوه وحملوه إلى الموصل، فكان بها محبوساً إلى أن نفذ قضاء الله فيه.
1514- سليمان بن محمد بن الحسن بن محمد ابن العكبري، أبو طالب المقرئ.
من أهل واسط، من بيتٍ صالحٍ، أهل دين وخير.
قرأ القرآن الكريم بالقراءات بواسط على أبي القاسم علي بن علي بن شيران وغيره، وقدم بغداد وقرأ بها على أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي، وعلى أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط الشيخ أبي منصور الخياط، وعلى أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشهرزوري، وسمع منهم. وسمع بواسط من القاضي أبي علي الحسن بن إبراهيم الفارقي، وأبي الكرم نصر الله بن محمد بن مخلد، وأبي الحسن علي بن عبد السلام ابن الريحاني، مكي قدمها وحدث بها، وغيرهم. وروى لنا عنهم. سمعنا منه، وقرأنا عليه القرآن الكريم، ونعم الشيخ كان ديناً وصلاحاً وعبادةً.
توفي أبو طالب ابن العكبري بواسط في ليلة الخميس ثالث عشري محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة، وحضرنا الصلاة عليه يوم الخميس بالجامع بها والجمع كثيرٌ، ودفن عند تربة كاتب حمدونة بمقبرة مسجد قصبة، رحمه الله.
1515- سليمان بن أرسلان بن جعفر بن علي ابن المتوج، أبو داود ابن أبي الفضل يعرف بابن شاووش.
أحد الأماثل الأعيان، وممن عرف بالتقدم في خدمة السلطان، فنظر(3/354)
بأعمال السواد كنهر ملك ونهر عيسى بن علي وغير ذلك.
ولما أفضت الخلافة إلى سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام أبي العباس أحمد الناصر لدين الله أمير المؤمنين -خلد الله ملكه- شرفه بتوليته النيابة بديوان المجلس لخبره وسنه ومعرفته وذلك في يوم الجمعة السادس من ذي القعدة من سنة خمس وسبعين وخمس مئة، وخلع عليه بالتاج الشريف جبة أبريسم بيضاء مصمت وبقيار قصب أبيض لأجل العزاء بالإمام المستضيء بأمر الله رضي الله عنه. وجلس بالتاج منفذاً للمراسم الشريفة وسائر أرباب الدولة عنده. وبعد انفصال العزاء جلس بالديوان العزيز. ولم يزل على ذلك إلى أن عزل في سادس محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة، فلزم بيته إلى أن توفي.
وكان فيه فضلٌ، ويحفظ القرآن المجيد. وقد قرأ شيئاً من الفقه على أبي الوفاء بن عقيل، وسمع منه، ومن غيره.
ذكر أبو الحسن علي بن محمد البراندسي أنه سمع منه.
توفي يوم السبت مستهل جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الشونيزي بالجانب الغربي قريباً من قبر سمنون الصوفي، رحمه الله وإيانا.
1516- سليمان بن أحمد بن محمد بن خميس الرزاز، أبو داود بن أبي الفرج.
من أهل باب الأزج.(3/355)
سمع أبا محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، وأبا الحسن علي بن أبي سعد الخباز وأمثالهما، وتوفي شاباً فيما أظن.
قال تميم ابن البندنيجي: توفي سليمان الرزاز في ذي القعدة من سنة سبع وثمانين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
1517- سليمان بن أحمد بن عبد الرحيم، أبو داود المقرئ، يعرف بابن العميد.
قرأ القرآن الكريم على أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشهرزوري، وعلى أبي منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين، وسمع منهما، ومن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وغيرهم وروى عنهم. سمع منه قومٌ من الطلبة وما لقيته.
توفي يوم الجمعة سابع عشر صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، ودفن بالجانب الشرقي بمقبرة درب الخبازين.
1518- سليمان بن عبد الوهاب بن عبد القادر بن أبي صالح، أبو الفتح بن أبي عبد الله بن أبي محمد الجيلي الأصل البغدادي المولد.
من أولاد الشيوخ والرواة إلا أنه كان مشتغلاً بغير العلم.
سمع شيئاً من الحديث بإفادة عمه عبد الرزاق بن عبد القادر من أبي الحسن محمد بن إسحاق ابن الصابي الكاتب وغيره، وما أعلم أنه حدث بشيءٍ، والله أعلم.
قرأت مولده بخط أبيه في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة. وتوفي يوم الأربعاء تاسع جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وست مئة قبل أخيه عبد السلام بنحو عشرين يوماً، ودفن بمقبرة الحلبة عند أبيه، رحمهما الله وإيانا.(3/356)
1519- سليمان بن محمد بن علي بن أبي سعد، أبو الفضل بن أبي البركات الموصلي الأصل البغدادي المولد والدار الفقيه الصوفي.
صحب الشيخ أبا النجيب السهروردي وتفقه عليه، وسمع الكثير بإفادة أخيه الأكبر يوسف بن محمد، وبنفسه من جماعةٍ منهم: أبو محمد يحيى بن على ابن الطراح الوكيل، ومن أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، ومن أبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، وأبي البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، ومن أبي عبد الله الحسين بن علي بن أحمد الخياط سبط أبي منصور المقرئ، ومن أبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، ومن شيخ الشيوخ أبي البركات إسماعيل بن أبي سعد النيسابوري. ومن الغرباء مثل أبي سعد أحمد ابن محمد ابن البغدادي، وأبي بكر محمد بن جعفر بن مهران الأصبهانيين، وأبي الوقت السجزي، وجماعةٍ يطول ذكرهم.
وكان صحيح السماع، سليم الباطن، سهل القياد. حدث بالكثير. سمعنا منه.
أخبرنا أبو الفضل سليمان بن محمد بن علي بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو محمد يحيى بن علي بن محمد المدير قراءةً عليه وأنت تسمع في شعبان سنة خمس وثلاثين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد ابن المأمون قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن(3/357)
بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الخازن الأمين الذي يؤدي حق ما أمر به طيبةً به نفسه أحد المتصدقين)).
سألت سليمان هذا عن مولده، فقال: في صفر سنة ثمان وعشرين وخمس مئة. وتوفي في ليلة الخميس ثالث عشري ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وست مئة، وصلي عليه يوم الخميس، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشونيزي عند باب رباط الصوفية هناك.
1520- سلمان بن مظفر بن غنائم بن عبد الكريم الجيلي.
قدم بغداد بعد الثمانين وخمس مئة، وأقام بالمدرسة النظامية، وتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه، وحصل معرفة مذهبه حتى صار من أفقه أقرانه، وأفتى، وعلم الناس. وأجاز له سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله -خلد الله ملكه- وروى عنه. ولم يزل على طريقة سديدة واشتغال بالعلم والخير.(3/358)
ذكر من اسمه سلمان
1521- سلمان بن يوسف بن علي بن سلمان بن الحسن بن عبد الله، أبو نصر بن أبي القاسم بن أبي الحسن بن أبي نصر الطحان.
من أهل الجانب الغربي، كان يسكن بباب البصرة. وجد أبيه سلمان بن الحسن يعرف بصاحب الذهبية، وبنوه يعرفون ببني صاحب الذهبية، وسلمان هذا من أولاد الشيوخ الرواة، حدث هو وأبوه وحده وجد أبيه.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا السعود أحمد بن علي ابن المجلي، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وغيرهم.
سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وأبو بكر محمد بن أبي طاهر بن مشق، وابنه أبو نصر محمد، وغيرهم. وكتب لنا إجازةً، وما اتفق لنا سماع منه.
أنبأنا أبو نصر سلمان بن يوسف بن علي الطحان، قال: أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن أحمد الواعظ قراءةً عليه وأنا أسمع في رجب سنة سبع عشرة وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي ابن المأمون قراءةً عليه، قيل له: أخبركم أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا ابن المبارك، عن أيوب عن عتبة عن قيس بن طلق، عن أبيه، قال: قال رجلٌ يا رسول الله الرجل يمس ذكره أيتوضأ؟ قال: ((لا، إنما هو منك)).(3/359)
أنبأنا الحافظ عمر بن علي الدمشقي، قال: مولد سلمان ابن صاحب الذهبية في سنة ثلاث وخمس مئة.
قلت: وتوفي ليلة الأربعاء ثاني عشر ربيع الآخر سنة تسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب، رحمه الله وإيانا.
1522- سلمان بن مسلم بن ربيعة السلمي.
من أهل الجانب الغربي، كان ينزل محلة النصرية، وهو عم شيخنا(3/360)
عبد الملك بن مواهب بن مسلم الوراق المعروف بالخضري وسيأتي ذكره.
وسلمان هذا ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق في ((معجم شيوخه))، وقال: أجاز لي. وما أظنه سمع منه، والله أعلم.
1523- سلمان بن شاذي بن عبد الله، أبو الربيع المقرئ.
من أهل باب الأزج.
كان قد قرأ القرآن الكريم على جماعةٍ وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله، وأقام بمكة مدةً وأم بالناس بالحرم الشريف في مقام الحنابلة بعد وفاة محمد بن عبد الله الهروي. ثم عاد إلى العراق وخرج عن بغداد قاصداً إلى الشام في سنة ثمان وست مئة فبلغ حران، فتوفي بها في هذه السنة، فيما بلغنا، والله أعلم.
1524- سلمان بن رجب بن مهاجر، أبو الفوارس الضرير المقرئ.
من أهل راذان، وراذان من سواد العراق.
قدم بغداد واستوطنها، وحفظ بها القرآن العزيز، وتفقه بالمدرسة النظامية سنين، وسمع شيئاً من الحديث من الكاتبة شهدة بنت الإبري، وروى عنها. سمعنا منه أحاديث.
قرئ على أبي الفوارس سلمان بن رجب المقرئ وأنا أسمع، قيل له: أخبرتكم الكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الدينوري قراءةً عليها وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران،(3/361)
قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله ابن محمد بن أبي الدنيا، قال: حدثنا حيوة بن شريح، قال: أخبرني أبو هانئ الخولاني أنه سمع عمرو بن مالك الجنبي، أنه سمع فضالة بن عبيد يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((المجاهد من جاهد نفسه في الله عز وجل)).
توفي يوم الأربعاء عاشر ربيع الأول سنة ثمان عشرة وست مئة.(3/362)
ذكر من اسمه سالم
1525- سالم بن حمزة بن أحمد، أبو الغنائم.
من أهل أوانا.
ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، ومن خطه نقلت أنه سمع أحمد بن عمر بن ميخائيل العكبري وحدث عنه، قال: وسمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك ابن السقطي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)). قال: وكتب عنه بعكبرا.
1526- سالم الوراق.
هكذا ذكره صدقة بن الحسين في ((تاريخه)) غير منسوب، وقال: كان فقيهاً متزهداً، توفي يوم الأربعاء سابع شعبان سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة، وصلي عليه بالتاجية، ودفن بمقبرة أحمد، يعني مقبرة باب حرب.
1527- سالم بن محمد بن أحمد بن علي، أبو المرجي المقرئ الفقيه الشافعي.
من أهل الموصل.
قدم بغداد وسكنها إلى حين وفاته، ذكره القاضي عمر القرشي فقال: كان(3/363)
ذا فقهٍ وعلمٍ ودينٍ، أم بالراشد في خلافته.
قلت: وقد سمع سالم هذا ببغداد من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي الفضل محمد بن ناصر السلامي، وطبقتهما، وأظنه حدث بشيءٍ يسير لأن الرواية عنه لم تنتشر.
قال أبو الفضل بن شافع: قرأت عليه جزءاً من تخريجه عن شيوخه.
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي القاضي، ومن خطه نقلت، قال: توفي سالم الموصلي يوم الأربعاء سادس عشري ذي الحجة سنة ستين وخمس مئة، ودفن بالعطافية، يعني المقبرة المعروفة بالعطافية بالجانب الشرقي مجاورة الوردية.
1528- سالم بن علي بن سلامة، أبو الحسن دلال الأبريسم، يعرف بابن البيطار.
من أهل الجانب الغربي، كان يسكن بالحريم الطاهري.
سمع بنفسه من جماعةٍ منهم: القاضيان أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبو القاسم علي بن عبد السيد ابن الصباغ، وأبو بكر أحمد بن علي بن الأشقر وجماعةٌ بعدهم، وروى عنهم.
سمع منه القاضي عمر القرشي، وأبو بكر بن مشق، وغيرهما من أقرانهما. وكان صحيح السماع، معروفاً بين أهل الرواية.
أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيع، ومن خطه كتبت، أن سالم ابن البيطار توفي في يوم الأحد العشرين من ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
1529- سالم بن هبة الله بن خلف بن سعد، أبو البقاء الصوفي.(3/364)
من أهل تكريت.
ذكره القاضي عمر بن علي القرشي في ((معجم شيوخه)) الذين كتب عنهم، وأظنه لقيه ببغداد، والله أعلم.
1530- سالم بن عبد السلام بن علوان ابن الربع، أبو المرجي.
من أهل البوازيج.
دخل الموصل في صباه، وصحب القاضي أبا عبد الله الحسين ابن نصر بن خميس، وسمع منه. ثم قدم بغداد وأقام بها إلى حين وفاته، وصحب الشيخ أبا النجيب السهروردي ولازمه، وسمع معه الحديث من أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي وغيره، وأخذ عنه طريقة التصوف، وروى الحديث.
سمع منه يوسف بن محمد الدمشقي الواعظ وعمر بن علي القرشي الحافظ. وحدثنا عنه أبو نصر عمر بن أبي بكر الدينوري، وأبو زكريا يحيى بن القاسم الفقيه. وقد رأيته وما اتفق لي منه سماع.
قرأت على أبي نصر عمر بن محمد بن أحمد المقرئ، قلت له: أخبركم أبو المرجي سالم بن عبد السلام البوازيجي قراءةً عليه ببغداد وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد النيسابوري قدم علينا حاجاً قراءةً(3/365)
عليه وأنا أسمع ببغداد، قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي، قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، قال: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي، قال: حدثنا أمية بن بسطام، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا سعد بن سعيد، عن عمر بن ثابت الأنصاري، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فقد صام الدهر كله)).
سمع معنا سالم البوازيجي من شيخ الشيوخ عبد الرحيم بن إسماعيل في سنة ست وسبعين وخمس مئة، وتوفي بعد ذلك بقليلٍ، رحمه الله وإيانا.
1531- سالم بن منصور بن عبد الحميد، أبو الغنائم المقرئ الفقيه.
من أهل عربان، أحد قرى الخابور.
تفقه بالرحبة على أبي عبد الله ابن المتقنة، وقدم بغداد بعد سنة خمسين وخمس مئة، وأقام بالمدرسة النظامية سنين كثيرة، وسمع بها الحديث من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وأبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي وغيرهما، وروى عن أبي المرهف نصر بن منصور النميري شيئاً من شعره.
علقت عنه أناشيد. وكان خيراً كثير التلاوة للقرآن، أنشدني أبو الغنائم سالم بن منصور العرباني بالمدرسة النظامية ببغداد لبعضهم:
وقال أناسٌ حال عن صفو وده ... وما ذاك إلا من صحيح اعتقاده
وما صد عني أنه لي مبغضٌ ... ولا أن قتلي في الهوى من مراده(3/366)
ولكن رأى أن الدنو يزيدني ... غراماً فأحيا مهجتي ببعاده
توفي سالم العرباني ببغداد، بعد أن أسن وانقطع في منزله، يوم الاثنين ثاني جمادى الآخرة سنة أربع وست مئة، وصلي عليه يوم الثلاثاء ثالثه، وحمل إلى الجانب الغربي، فدفن بمقبرة الشونيزي، وقد بلغ الثمانين أو ناهزها، رحمه الله وإيانا.
1532- سالم بن أحمد بن سالم بن أبي الصقر، أبو المرجى النحوي العروضي.
كانت له معرفةٌ بالنحو ويقول الشعر ويعرف عروضه وأوزانه، وله في ذلك يدٌ جيدةٌ. سافر الكثير، ولقي جماعةً من الأدباء، وأخذ عنهم، ونظم أرجوزةً في النحو على الأبواب ((كملحة)) أبي محمد ابن الحريري البصري، ومدح جماعةً بقصائد من شعره. سمعنا منه قطعاً كثيرةً من قوله وقصائد من مدحه، ولم يحصل الآن عندنا منها شيءٌ.
وتوفي في يوم الأحد خامس ذي القعدة سنة إحدى عشرة وست مئة، وصلي عليه في هذا اليوم وحمل إلى الجانب الغربي، فدفن بمشهد الإمام موسى ابن جعفر، رحمهم الله.
1533- سالم بن مكي بن محمد بن عمرون، أبو المرجى الشاعر.
من أهل حمص.
قدم بغداد للتجارة غير مرةٍ، وأقام بها، وكتب عنه بها شيءٌ من شعره. ويقال: إنه كان جيد الشعر، حسن النظم. لم ألقه، سمع منه رفقاؤنا. وأظنه(3/367)
توفي ببغداد في سنة اثنتي عشرة وست مئة، والله أعلم. وكان سئل عن مولده، فقال: في مستهل شوال سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة بحمص، رحمه الله وإيانا.
ذكر من اسمه سلامة
1534- سلامة بن عبيد الله بن مخلد بن إبراهيم بن مخلد، أبو البركات البجلي المعروف بابن الرطبي الكرخي، من كرخ جدان لا كرخ بغداد، والد القاضي أبي العباس أحمد بن سلامة ابن الرطبي.
سمع أبا طاهر محمد بن محمد بن الحسين الكوفي، وأبا يزيد محمد بن عقيل السجستاني، وروى عنهما.
قال القاضي عمر بن علي القرشي: سمع منه ابنه أبو العباس أحمد، وروى عنه في ((مشيخته)).
1535- سلامة بن غياض -بالغين المعجمة وبعدها ياء تحتها نقطتان مشددة- بن أحمد، أبو الخير الشامي.
من أهل كفرطاب.
كان أديباً فاضلاً، له معرفةٌ جيدةٌ بالنحو، وله فيه تصانيف حسنة. قرأ(3/368)
بمصر على أبي الحسن علي بن جعفر العرقي المعروف بابن القطاع وغيره.
قدم العراق بعد سنة عشرين وخمس مئة، وأقام ببغداد مدةً، قرأ عليه بها قومٌ من أهلها، وسمعوا منه منهم: أبو المعالي المبارك بن هبة الله ابن الصباغ البقال وغيره. ثم صار إلى واسط وأقام بها أيضاً، وذكر بها دروساً في النحو في جامعها، علقها عنه أبو الفتح المبارك بن زريق الحداد المقرئ، وسمعها منه ابنه أبو جعفر المبارك بن المبارك، وأبو بكر عبد الله بن منصور ابن الباقلاني، والقاضي أبو الفتح نصر الله بن علي ابن الكيال، ورووا لنا عنه.
وله رسالةٌ في فضل العربية والحث على تعلمها، رأيتها بخطه حسنةٌ في فنها. وله أشعارٌ في الزهد وغيره.
أنشدني القاضي أبو الفتح نصر الله بن علي بن منصور بواسط، قال: أنشدنا أبو الخير الكفرطابي النحوي لنفسه:
اقنع لنفسك فالقناعة ملبسٌ ... لا يطمع الإسراف في تخريقه
فلرب مغرورٍ غدا تغريقه ... في حرصه سبباً إلى تغريقه
عاد الكفرطابي إلى الشام بعد مفارقته للعراق، وتوفي هناك، رحمه الله وإيانا.
1536- سلامة بن أحمد بن عبد الملك بن عبد السلام، أبو بكر التاجر يعرف بابن الصدر.
من أهل باب البصرة، من بيتٍ معروفين بالرواية والتحديث، قد ذكرنا في كتابنا هذا منهم جماعةً.(3/369)
سمع أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبا الخطاب نصر بن أحمد ابن البطر القارئ، وغيرهما.
سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشعار، والشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي. وحدثنا عنه عبد العزيز بن الأخضر، وأبو زكريا يحيى بن القاسم الفقيه، وأبو نصر عمر بن محمد الدينوري.
قرأت على أبي نصر بن أبي بكر بن جابر المقرئ، قلت له: أخبركم أبو بكر سلامة بن أحمد بن عبد الملك التيمي قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله القارئ، قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: أخبرنا محمد بن سنان القزاز، قال: حدثنا أبو عاصم، عن سفيان، عن إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم، عن المستورد الفهري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما الدنيا في الآخرة إلا كما يدخل أحدكم يده في يم ثم يخرجها ولا ترجع إليه شيئاً)).
أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيع، ومن خطه نقلت: قال: توفي سلامة ابن الصدر ليلة الأربعاء ثامن ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وخمس مئة، ودفن يوم الخميس بمقبرة باب حرب.(3/370)
الأسماء المفردة في حرف السين
1537- سهيل بن سهل بن بشر بن يحيى بن أحمد، أبو الفضل التميمي.
من أهل إسفرايين، أحد بلاد خراسان.
فقيهٌ شافعيٌ، كان صاحباً لنظام الملك أبي علي الحسن بن علي وزير السلطان، تجري على يده رسوم الفقهاء وأهل العلم.
قدم بغداد، وحدث بها عن أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي. سمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك ابن السقطي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)) فيما ذكر عنه القاضي عمر بن علي القرشي.
1538- سلطان بن سالم بن مسلم، أبو العز الواعظ.
كان أحد شيوخ الوعاظ، وله صومعةٌ قريبةٌ من قبر السبتي خارجة عن البلد ينتابها وينقطع فيها للخلوة والعبادة، ويتكلم على الناس في الوعظ ويتبرك الناس به.
سمع شيئاً من الحديث في حال كبره، ما أعلم أنه حدث بشيءٍ.
توفي في ليلة الجمعة عاشر رجب من سنة سبع وسبعين وخمس مئة، ودفن بصومعته المذكورة.
1539- سقر بن عبد الله الرومي، أبو سعيد، أحد مماليك المقتفوية، يعرف بالكبير.
تولى إمارة الحاج في سنة سبعين وخمس مئة، فحج بالناس في هذه السنة وحمدت سيرته، وعاد وصرف عن ذلك،ولزم منزله إلى أن توفي في ليلة السبت مستهل ذي القعدة سنة سبعٍ وست مئة، ودفن يوم السبت المذكور.(3/371)
1540- سنجر بن عبد الله التركي الناصري، أبو الحارث، أحد مماليك الخدمة الشريفة الإمامية الناصرية، خلد الله ملكها.
تولى إمارة الحاج في سنة تسع وثمانين وخمس مئة، وأقطع الحويزة، وأضيف إليه حماية فارس، فحج بالناس في هذه السنة، وعاد في صفر سنة تسعين وخمس مئة، فاعترض الحاج في طريقهم رجل من غزنة يعرف بدهمش وطلب منهم مالاً قرره ليجيزهم، فألزم سنجر موسري الحاج بذلك وجمعه له وسلم إليه، فلما دخلوا بغداد أنهوا إلى الديوان العزيز حالهم وما ألزموا به، فأنكر على سنجر ما فعله وألزم برد ما أخذ من كل واحدٍ والتزم بذلك، وحضر أصحابه وعدول بالديوان العزيز -مجده الله- وسلموا إلى كل إنسانٍ عوض ما كان أخذ منه، وذلك في يوم الجمعة رابع عشري صفر المذكور ويوم السبت والأحد بعده بحيث لم يبق لأحدٍ مطالبة وكتب بذلك مشروح وضع فيه الحاضرون من أرباب الدولة والفقهاء والعدول خطوطهم، وعز سنجر عن إمارة الحاج خاصة.
وفي سنة إحدى وتسعين وخمس مئة رد إلى إمارة الحاج، فاستناب من حج بالناس عنه ولم يحج هو، ثم توفر على ما هو في نظره وإقطاعه.
ولم يزل على ذلك إلى أن توفي حموه الأمير طاشتكين المقتفوي وهو يومئذٍ يتولى تستر وأعمالها وخوزستان وما يجري معها، فنقل سنجر إلى تستر، وجعلت هذه البلاد في إقطاعه وتوليه. فكان على ذلك إلى أن أدى به الغنى إلى الطغيان، وزين له الشيطان الخلف والعصيان، فروسل ولوطف من الديوان العزيز -مجده الله- ليعود عن غيه ويقصد العتبة الشريفة ببغداد ويتنصل من فعله فأبى وأصر على خلافه فتجرد له مؤيدٌ الدين محمد بن محمد القمي النائب(3/372)
بالديوان العزيز -مجده الله- وعز الدين أبو اليمن نجاح بن عبد الله مولى أمير المؤمنين الناصر لدين الله -خلد الله ملكه- وخاصته وفي صحبتهما العساكر والأجناد وخلقٌ كثير، وخرجوا إليه في ربيع الأول سنة سبع وست مئة، فلما قاربوا خرج عن تستر بنفسه وبمن تبعه مجردين هاربين قاصدين شيراز من بلاد فارس، فدخل المعسكر المنصور تستر وأعمالها وأصلحوا ما كان شعث بها من الأمور، ثم قصدوا شيراز فلما قاربوها وقد وصلها سنجر وحصل عند زعيمها، راسلهم زعيمها وفرق من قدومهم عليه، وبذل تسليم سنجر، فقبلوا ذلك منه، واستقر الأمر على تسلميه وعودهم، فسلمه.
وعاد المعسكر المنصور وسنجر معهم وجماعةٌ من أصحابه تحت الاستظهار، فدخلوا بغداد في رابع عشري محرم سنة ثمان وست مئة سالمين مظفرين، واعتقل سنجر وأصحابه.
فلما كان يوم الاثنين خامس صفر من السنة عقد مجلسٌ بدار مؤيد الدين حضر فيه أرباب المناصب والعلماء والأعيان، وأحضر سنجر وقرئت كتبٌ كان كتبها في أيام مخالفته إلى نوابه وأصحابه بأعمال تستر بمعاملة من ظفروا به من أصحاب الديوان العزيز وأتباعه بالسوء، وقرر على ذلك، فاعترف به، فلما انتهت قال مؤيد الدين للجماعة: قد عرفتم ما ارتكبه هذا الحاضر من مفارقة الطاعة وإظهار المخالفة، وما ظهر من أفعاله الموجبة للمؤاخذة، ومع ذلك فإن السلطان أعز الله نصره قد عاد عليه بالعفو عن ذنبه والصفح عن جرمه، وشمله بإنعامه، وأمر أن يخلع عليه ويرد إلى داره وأهله، يعني زوجته ابنة طاشتكين، فخلع عليه في الحال، وأطلق وأركب مركوباً جميلاً، ومضى إلى داره بالصاغة قريب الديوان العزيز -مجده الله- وكثر الدعاء للخدمة الشريفة، وتفرق الجماعة.(3/373)
ولم يزل سنجر ببغداد بعد هذه الحال مقيماً بداره، وله جراية والإنعام تشمله، إلى أن توفي يوم الاثنين خامس شوال سنة عشر وست مئة، وصلي عليه بعد العصر من هذا اليوم بجامع القصر الشريف، وحضره أرباب المناصب والفقهاء والعلماء، وتقدم في الصلاة عليه قاضي القضاة أبو القاسم ابن الدامغاني، وحمل إلى الجانب الغربي، فدفن بمقبرة الشونيزي.
1541- سنقر بن عبد الله التركي، أبو سعيد، أحد مماليك الخدمة الشريفة الإمامية الناصرية -أعز الله أنصارها وضاعف اقتدارها ونصر عساكرها- يلقب وجه السبع.
حج بالناس مرتين أميراً عليهم أولهما سنة خمس وتسعين وخمس مئة، والثانية سنة اثنتين وست مئة، فلما عاد بهم في محرم سنة ثلاث وست مئة وبلغ موضعاً يعرف بالمرجوم فارقهم واستخلف عليهم بعض الأتراك، وتوجه نحو الشام في نفرٍ من أصحابه يسير، ودخل الحاج العراق سالمين، وأخبروا بمفارقته وصار هو إلى دمشق وقبله أمراؤها. ثم صار إلى مصر وأقام هناك إلى سنة ثمان وست مئة، فإنه سأل الملك العادل ملك الشام الشفاعة في حقه إلى الديوان العزيز مجده الله والصفح عن جرمه والإذن له في العود إلى الأبواب الشريفة، وأن يجدد عهده بتقبيل عتبتها الشريفة، فشفع فيه، فقبلت شفاعته وأذن له في العود، فوصل إلى بغداد يوم الاثنين تاسع عشر جمادى الآخرة من السنة المذكورة، ودخلها ضحى هذا اليوم، وقصد باب النوبي المحروس وقبل العتبة الشريفة. ثم صار إلى دار مؤيد الدين نائب الوزارة، فلقيه، ثم من عنده قصد البدرية الشريفة ولقي عز الدين نجاح الشرابي. ثم انفصل من عنده إلى دارٍ بخربة إلياس من السوق الجديد. ثم بعد ذلك أقطع الكوفة وأعمالها، وأضيف إليه(3/374)
جماعةٌ من العسكر المنصور. ثم صار إلى تستر فهو بها، والله يديم ظل الخدمة الشريفة على كافة الخلائق بمنه وكرمه.
حرف الشين
ذكر من اسمه شجاع
1542- شجاع بن عبد الله الصوفي.
أحد شيوخ أبي بكر المبارك بن كامل الخفاف، وروى عنه في ((معجم شيوخه)) بيتين من الشعر ذكر أنه أنشده إياهما وهما:
سروا ونجوم الليل زهرٌ طوالعٌ ... على أنهم بالليل للناس أنجم
وأخفوا على تلك المطايا سيرهم ... فنم عليهم في الظلام التبسم
1543- شجاع بن الحسن بن الفضل، أبو الفضل الفقيه الحنفي.
من ساكني محلة باب الطاق وتربة أبي حنيفة رحمه الله، والد شيخنا أبي الفرج عبد الرحمن الذي يأتي ذكره.
كان شجاع من شيوخ أهل مذهب أبي حنيفة وفقهائهم المتميزين، مع دينٍ وصلاحٍ اشتهر به.
وسمعت شيخنا مجير الدين أبا القاسم محمود بن المبارك البغدادي يذكر شجاعاً الحنفي هذا فقال: كان يعرف بشجاع التربة، يعني تربة أبي حنيفة، عرف(3/375)
بذلك لانقطاعه إليها ومقامه بها، وأثنى عليه ووصفه بالفقه والمعرفة والصلاح والديانة.
وقال صدقة بن الحسين الناسخ في ((تاريخه)): توفي شجاع الفقيه الحنفي يوم الخميس حادي عشري ذي القعدة من سنة سبع وخمسين وخمس مئة وصلى عليه أقضى القضاة أبو نصر الزينبي، ودفن في بقية يومه خارج محلة أبي حنيفة مما يلي القبة، رحمه الله وإيانا.
1544- شجاع بن عمر بن عبد الله بن علي، أبو عمر.
من أهل الحربية، من أولاد الشيوخ المعروفين بالرواية والإقراء.
سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي، وأبا الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف، وأباه عمر بن عبد الله، وغيرهم.
وحدث بالقليل؛ سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وقال: توفي في سنة سبعين وخمس مئة.
1545- شجاع بن بركة يعرف بابن البقشية.
من شيوخ أبي بكر بن مشق أيضاً، ذكره في ((معجم شيوخه)) الذين سمع منهم، فيما قرأت بخطه، والله الموفق.
1546- شجاع بن علي بن بديرة الملاح.(3/376)
سمع أبا القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، وروى عنه. سمع منه أبو بكر بن أبي طاهر البيع فيما ذكر، قال: وتوفي ليلة الاثنين ثالث شعبان سنة ثمان وستين وخمس مئة، ودفن بمقبرة جامع المنصور.
1547- شجاع بن خليفة بن شجاع.
من أهل محلة الحربية.
من شيوخ أبي بكر بن أبي طاهر المذكور أيضاً أورده في ((معجمه)) وذكره فيمن سمع منه، فيما وقفت عليه بخطه.
1548- شجاع بن معالي بن محمد، أبو القاسم الغراد.
من أهل الجانب الغربي، من موضعٍ يعرف بدرب الشعير، قريب من محلة النصرية، يعرف بابن شدقيني.
هكذا اسمه عندنا، وقد سماه القاضي عمر بن علي القرشي في ((معجم شيوخه)) قيساً، وسماه آخرون ((فرح)) بالحاء المهملة. والصحيح أن هذا الشيخ كان بكنيته معروفاً، سماه كل قومٍ في حرف، واستأذنوه في ذلك فأذن لهم، ولا يرى في ذلك مخالفتهم، والله أعلم.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، والقاضي أبا بكر محمد ابن أبي طاهر صهر هبة، وغيرهما. كتب عنه القرشي قبلنا، وسمعنا نحن منه.(3/377)
قرأت على أبي القاسم بن معالي الغراد، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الكاتب قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الواعظ قراءةً، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: (حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال): حدثني أبي، قال: حدثنا ابن نمير، قال: أخبرنا سفيان، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، قال: قال عبد الله بن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن لله عز وجل في الأرض ملائكةً سياحين يبلغوني من أمتي السلام)).
ذكر القاضي عمر القرشي في ((معجمه)) أنه سأل أبا القاسم ابن شدقيني عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة ست عشرة وخمس مئة.
قلت: وتوفي في شهر ربيع الآخر من سنة ست مئة، ودفن بمقبرة باب(3/378)
الشام بالجانب الغربي.
1549- شجاع بن سالم بن علي بن سلامة ابن البيطار، أبو الفضل ابن أبي الحسن.
من أهل الحريم الطاهري، وقد تقدم ذكر أبيه.
سمع أبا بكر أحمد بن علي بن الأشقر حضوراً، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية، وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، وأبا المظفر هبة الله بن أحمد القصار المعروف بابن الشبلي، وغيرهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي الفضل شجاع بن سالم بن علي البقال، قلت له: أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب الزاهد الوراق قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأنماطي، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد ابن عبد الرحمن بن العباس الذهبي، قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا الحسين بن سلمة بن أبي كبشة اليحمدي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن السائب أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر)).(3/379)
توفي شجاع ابن البيطار يوم الخميس حادي عشر شعبان من سنة عشرٍ وست مئة، ودفن بمقبرة باب حرب.
1550- شجاع بن أبي شجاع الذهبي.
شيخٌ روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل إنشاداً ذكره في ((معجمه)) وهو:
كلما أملت مؤماً صالحاً ... عرض المقدور لي في أملي
وأرى الأيام لا تدني الذي ... أرتجي منك وتدني أجلي
1551- شجاع بن أبي الفضل المقرئ.
من شيوخه أيضاً، أورد عنه في ((معجمه)) أبياتاً أنشده إياها، وقال: أنشدنيها بعض إخواني.
لم أر له ولا للذي قبله ذكراً في غير كتاب ابن كامل، والله أعلم.(3/380)
ذكر من اسمه شعيب
1552- شعيب بن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدينوري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو الفتوح بن أبي الحسن الخياط.
من أهل باب البصرة، من أولاد الشيوخ الصالحين والرواة المذكورين، روى لنا عن أبيه غير واحدٍ، وأثنوا عليه.
سمع شعيب من أبيه، وحدث عنه. سمع منه أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي وأخرج عنه حديثاً في ((معجمه)).
أخبرنا عمر بن علي الحافظ في كتابه، قال: أخبرنا أبو الفتوح شعيب بن علي الدينوري، قال: أخبرني أبي، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بالبصرة، قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا زياد بن خيثمة، قال: حدثنا سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح بـ {ق والقرآن المجيد} ورأيت صلاته بعد تخفيفاً.
قال القرشي: وتوفي شعيب ابن الدينوري يوم الأحد العشرين من ربيع الأول سنة إحدى وستين وخمس مئة، وقد قارب الثمانين.
1553- شعيب بن الحسن بن عبد الباقي بن يحيى، سبط عمر بن عبد الله الحربي المقرئ.(3/381)
وشعيب هذا من أهل الحربية، سكن قريةً من قرى دجيل، وكان يقدم البلد لأشغاله.
سمع جده لأمه عمر الحربي، وأبا الحسن علي بن محمد بن أبي عمر الدباس، وغيرهما. كتبنا عنه.
قرأت على شعيب بن الحسن بن عبد الباقي من أصل سماعه، قلت له: أخبركم جدك أبو حفص عمر بن عبد الله بن علي المقرئ وأبو الحسن علي بن محمد بن أبي عمر قراءةً عليهما في مجلسٍ واحدٍ وأنت تسمع، فأقر به، قالا: حدثنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي إملاءً، قال: حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران المعدل، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك أن رجلاً من الأعراب أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما أعددت لها؟)) فقال الأعرابي: ما أعددت لها من كبيرٍ أحمد عليه نفسي إلا أنني أحب الله ورسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((فإنك مع من أحببت)).
توفي شعيب هذا يوم السبت تاسع عشر ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وست مئة، ودفن بباب حرب.(3/382)
1554- شعيب بن أبي طاهر بن كليب بن مقبل، أبو الغيث الضرير.
من أهل البصرة.
قرأ القرآن الكريم بها، وشيئاً من الأدب على أبي أحمد محمد بن طلحة بن عمر، وسمع منه. ثم قدم بغداد وتفقه بها على مذهب الشافعي رضي الله عنه، ودرس على الشيخين أبي طالب وأبي القاسم صاحبي أبي الحسن ابن الخل، وحصل طرفاً صالحاً من معرفة المذهب والخلاف والأدب، وله ترسلٌ وشعرٌ. وخرج إلى مكة شرفها الله وأقام بها برباطٍ أنشأته بعض جواري دار الخلافة المعظمة مديدةً يؤم فيه ويقرئ العلم. ثم عاد إلى بغداد واستوطنها.
وعلقت عنه أناشيد؛ أنشدني أبو الغيث شعيب بن أبي طاهر البصري ببغداد، قال: أنشدني أبو أحمد محمد بن طلحة المالكي بالبصرة لنفسه:
إذا كنتم للناس أهل سياسةٍ ... فسوسوا كرام الناس بالجود والبذل
وسوسوا لئام الناس بالذل يصلحوا ... عليه فإن الذل أصلح للنذل
ذكر أنه ولد بالبصرة في سنة خمس وأربعين وخمس مئة تقريباً، رحمه الله وإيانا.(3/383)
ذكر من اسمه شافع
1555- شافع بن عبد الملك بن عبد السلام بن عبد الملك، أبو الحارث بن أبي محمد، يعرف بابن الصدر.
من أهل الجانب الغرب، من بيتٍ معروفين بالرواية، وسيأتي ذكر أبيه وذكر ابنته ست الكمال أيضاً إن شاء الله.
سمع شافع هذا من أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبي بكر أحمد بن علي بن الأشقر، وغيرهما. وما أعلم أنه حدث بشيءٍ، وإن كان فيسيراً.
ذكر لي عبد الله بن أبي طالب المقرئ أنه توفي في سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
1556- شافع بن صالح بن شافع بن صالح بن حاتم بن أبي عبد الله الجيلي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو محمد بن أبي المعالي، أخو أبي الفضل أحمد، وهذا الأسن.
من بيت العدالة والعلم والرواية.
شهد أبو محمد هذا عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النحوي قراءةً عليه ونحن نسمع، قيل له: أخبركم القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه وأنت تسمع في ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) تأليفه، فأقر به، قال في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته: وأبو محمد شافع ابن صالح بن شافع يوم الاثنين سابع محرم سنة أربع وثلاثين وخمس مئة، وزكاه(3/384)
الشيخان أبو منصور سعيد بن محمد ابن الرزاز المعدل وأبو منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي اللغوي.
قلت: وابن الجواليقي لم يكن من المعدلين، والعادة في إثبات التزكية أن يشهد بها العدلان فإن الرزاز أحد العدول وابن الجواليقي شيخ محله من الدين والعلم رفيعٌ فلذلك أثبت قاضي القضاة تزكيته بشهادته وإن لم يكن متسماً بالعدالة. وعزل شافع بعد شهادته بقليل.
وسمع من أبي سعد أحمد بن عبد الجبار ابن الطيوري، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وأبي القاسم هبة الله بن عبد الله الشروطي، وأبي الحسين محمد بن محمد ابن الفراء، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وغيرهم. وروى عنهم.
سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وأبو الفضل إلياس بن جامع الإربلي في جماعةٍ. وأجاز لنا في سنة أربع وسبعين وخمس مئة.
أخبرنا أبو محمد شافع بن صالح بن شافع إجازةً، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر ابن السمرقندي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور البزاز، قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، قال: حدثني أبي، عن هشام بن عروة، عن محمد ابن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((ألا أخبركم على من تحرم النار غداً؛ على كل هينٍ لينٍ قريبٍ سهل)).(3/385)
أنبأنا القاضي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي، قال: سألت أبا محمد شافع بن صالح عن مولده فقال في سنة عشر وخمس مئة أو أواخرها.
وقال غيره: توفي يوم الخميس ثالث ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.(3/386)
ذكر من اسمه شاكر
1557- شاكر بن فضائل بن مسلم بن طليب، أبو خليد.
من أهل الحربية.
سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء وغيره. سمع منه أبو العباس أحمد بن سلمان المعروف بالسكر، وأبو إسحاق إبراهيم بن شاذي البزاز، وغيرهما. وأجاز لنا غير مرة.
1558- شاكر بن أحمد بن محمد، أبو البركات بن أبي بكر الخياط.
من أهل الحريم الطاهري، يعرف بابن صديقات.
سمع أبا علي أحمد بن أحمد ابن الخزاز، وروى لنا عنه.
قرأت على أبي البركات بن أبي بكر بن محمد من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو علي أحمد بن أحمد بن علي المستعمل قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان الدقاق قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله ابن البيع، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: حدثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني يحيى بن عبيد مولى السائب أن أباه أخبره أن عبد الله بن السائب أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما بين ركن بني جمح والركن الأسود: {ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي(3/387)
الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار}.
توفي شاكر هذا في العشر الأوسط من شهر رمضان من سنة ثلاث عشرة وست مئة.
1559- شاكر بن أبي الفضائل بن أبي القاسم، أبو القاسم، يعرف بابن الأحدب.
من أهل باب البصرة.
سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي.
ذكر أبو بكر عبد الله بن أبي طالب الخباز أنه سمع منه، وأخرج عنه حديثاً في ((مشيخته)).(3/388)
ذكر من اسمه شهاب
1560- شهاب بن أحمد بن محمد، أبو الوفاء، يعرف بابن زلزا.
من أهل عكبرا، سمع بها من أحمد بن عمر بن ميخائيل.
قال القاضي عمر القرشي: وحدث عنه بأحاديث، سمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك ابن السقطي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
1561- شهاب بن عبد الله بن عبد المحسن العبسمي، أبو روح الفقيه الشافعي.
من أهل أبهر زنجان، أخو القاضي أبي الحسين عبد المحسن العبسمي الذي يأتي ذكره، وشهاب الأسن.
فقيهٌ فاضلٌ، واعظٌ، قدم بغداد، وتفقه بها على أسعد بن محمد الميهني، وسمع بها أيضاً وعاد إلى بلده، ودرس، ووعظ، وحدث.
ذكر لي أبو طالب بن فرامرز الأبهري أنه سمع منه، وأثنى عليه.
1562- شهاب بن علي بن إسماعيل، أبو السعادات الفقيه الشافعي.
نيسابوريٌ سكن زنجان، وقدم بغداد حاجاً في سنة ثمانين وخمس مئة، فحج وعاد إليها فحدث بها عن أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن العلوي.
سمع منه جماعةٌ من أصحابنا، وكتب لنا إجازة بها، وعاد إلى بلده زنجان.(3/389)
الأسماء المفردة في حرف الشين
1563- شادي بن عبد الله الرضواني، أبو عبد الله، منسوب إلى ولاء ابن رضوان.
سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري فيما ذكر أبو بكر المبارك ابن كامل وروى عنه. سمع منه أبو بكر هذا وروى عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
1564- شعبان بن بدران بن أبي طاهر بن مضروب، أبو طاهر الضرير المقرئ.
من أهل بادرايا، سكن بغداد، ونزل الخاتونية الخارجة.
وسمع ببغداد أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وغيره، وحدث وروى بها. سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي، وأبو العباس أحمد بن أحمد المعدل، وغيرهما.
أنبأنا الحافظ أبو المحاسن بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا أبو طاهر شعبان بن بدران الضرير، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الكاتب، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الواعظ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم أهديت له حلةٌ من حرير فكسانيها، قال: فخرجت فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لست أرضى لك ما أكره لنفسي))، فأمرني فشققتها بين نسائي خمراً: بين(3/390)
فاطمة وعمته.
قال القرشي: وتوفي شعبان البادرائي ببغداد في يوم الأربعاء سادس عشر جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وخمس مئة، ودفن في يومه، رحمه الله وإيانا.
1565- شيروية بن شهردار بن شيروية بن شهردار بن شيروية، أبو الغنائم بن أبي منصور بن أبي شجاع الديلمي.
من أهل همذان، من بيتٍ معروفين بالحديث وطلبه وجمعه وروايته. وجده أبو شجاع صاحب كتاب ((الفردوس)) ومصنفه، ووالده أبو منصور ورد بغداد وروى بها.
وأبو الغنائم هذا سمع بهمذان من جماعةٍ من أهلها وممن وردها، وقدم بغداد في سنة ست وأربعين وخمس مئة، وسمع بها من القاضي أبي الفضل(3/391)
محمد بن عمر الأرموي، وغيره. وعاد إلى بلده وحدث به مدةً، وكتب إلينا من هناك إجازةً برواية مسموعاته.
أنبأنا أبو الغنائم شيروية بن شهردار الديلمي في كتابه إلينا، قال: أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءةً عليه وأنا أسمع ببغداد، قال: أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد العلوي الأقساسي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي، قال: حدثنا صالح بن وصيف، قال: حدثنا أحمد بن ملاعب البغدادي، قال: حدثني عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع، قال: حدثنا قتادة، عن الحسن، عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المستثار مؤتمنٌ)).
كتب إلينا شيروية هذا بالإجازة فوصل إلينا خطه في ذي القعدة من سنة سبع وتسعين وخمس مئة، وبلغنا أنه توفي بعد ذلك بيسير إما في أواخر هذه السنة أو أول سنة ثمان وتسعين، والله أعلم، رحمه الله وإيانا.
((آخر الجزء التاسع والعشرين من الأصل)).(3/392)
حرف الصاد
ذكر من اسمه صالح
1566- صالح بن المبارك بن جعفر بن مسلم، أبو الفضل الهاشمي.
قرأ القرآن الكريم، وتفقه، وسمع الكثير.(1)
1567- (صالح بن المبارك بن محمد بن عبد الواحد، أبو محمد ابن أبي المعالي المقرئ، يعرف بابن الرخلة القزاز.(2)
كان يسكن الكرخ.
سمع بإفادة أبيه من ابن طلحة النعالي، وأبي الحسين ابن الطيوري. سمع منه عمر القرشي، وعلي بن أحمد الزيدي، وتميم بن أحمد (ابن البندنيجي)، وابن مشق، وجماعة.
توفي في صفر سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة. من خط عمر القرشي).
1568- (صالح بن عبد الرحمن بن علي بن زرعان، أبو محمد التاجر.(3)
__________
(1) حدث في هذا الموضع خرم في النسخة قدر ورقة واحدة لا ندري عدد التراجم الساقطة، وسنحاول إعادة بناء بعض التراجم التي تحقق عندنا أن المؤلف ذكرها، من المختصر المحتاج إليه، وسأضع هذه التراجم بين حاصرتين وأشير إلى المصدر المنقول منه.
(2) من المختصر المحتاج.
(3) من المختصر المحتاج.(3/393)
أحد الأعيان. سمع هبة الله بن الحصين، وأبا غالب محمد بن الحسن الماوردي، وأبا غالب محمد بن الحسن ابن البناء، والمزرفي، وجماعةً. وكتب بخطه عنهم.
سمع منه عمر القرشي، ومحمد بن أحمد السيدي، وآخرون. توفي سنة تسع وسبعين وخمس مئة).
1569- (صالح بن علي بن أحمد بن خليفة المقرئ الضرير، أبو الورد الصرصري، من أهل صرصر الأدنى.(1)
قرأ عليه شيخنا أبو طاهر خليل بن أحمد بن علي بن خليل الجوسقي، وقال:)(2) كان شيخنا أبو الورد مقرئاً حافظاً قد قرأ بالقراءات ببغداد على جماعةٍ منهم: أبو محمد ابن بنت الشيخ أبي منصور الخياط، وأبو محمد دعوان بن علي الجبائي، وأبو الكرم ابن الشهرزوري، وغيرهم. وعاش، وكبر وأسن، وأقرأ الناس بقريته، وقرأنا عليه. وأثنى شيخنا خليل عليه، ثم قال: توفي في سنة سبع وتسعين وخمس مئة ونحوها. هذا كله كتبته عنه لفظاً.
1570- صالح بن دهبل بن علي بن كاره، أبو عبد الله بن أبي الحسن.
من أهل الحريم الطاهري.
هكذا وجد اسمه في بعض مسموعاته وكنيته أبو عبد الله، وهو وهم،
__________
(1) من تكملة المنذري.
(2) هذه العبارة إلى الحاصرة من إنشائي استنتجتها .. .. .(3/394)
والصواب أن اسمه عبد الله وكنيته أبو محمد هكذا في الطبقات القديمة بخطوط المعتبرين، وبعبد الله كان مشهوراً، ولكن ذكرناه ههنا على ما وقع، وسنذكره في حرف العين أتم من هذا إن شاء الله تعالى.
1571- صالح بن محمد بن علي بن بارس، أبو جعفر.
من أهل باب الأزج.
شاخ وأسن، وجد سماعه من أبي الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف، وسمع الناس منه بتعريف أبي القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي له. ولم يكن من أهل هذا الشأن. كتبنا عنه أحاديث.
قرأت على أبي جعفر بن بارس: أخبركم أبو الفضل عبد الملك بن علي بن عبد الملك قراءةً عليه في سنة إحدى وعشرين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الباقرحي، قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن حماد الواعظ، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب بن بهلول، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا موسى، عن قيس، عن محارب، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نعم الإدام الخل)).(3/395)
توفي صالح هذا يوم الجمعة تاسع شوال سنة اثنتين وست مئة، وقد بلغ التسعين أو جاوزها.
1572- صالح بن علي بن النفيس بن علي بن محمد بن محمد بن الأخضر، أبو طالب المعروف بابن الخطيب.
من أهل الأنبار، أحد عدولها.
سمع بالأنبار من عم أبيه أبي نصر يحيى بن علي. وهو من أهل بيتٍ معروفين بالرواية والتحديث. قدم علينا بغداد مراراً كثيرةً وكتبنا عنه بها.
قرأت على أبي طالب صالح بن علي يبن النفيس الأنباري ببغداد، قلت له: أخبركم عم والدك أبو نصر يحيى بن علي بن محمد الخطيب قراءةً عليه وأنت تسمع بالأنبار، فأقر به، قال: أخبرنا أبي أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب الأقطع، قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار إملاءً، قال: حدثنا الحسن ابن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عمارة بن غزية الأنصاري، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أعطي عطاءً فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن به، فإنه إذا أثنى به فقد شكره ومن كتمه قد كفره، ومن تحلى بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور)).(3/396)
سألت أبا طالب ابن الخطيب هذا عن مولده، فقال: يوم عيد الفطر من سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة بالحلة المزيدية.
وخالفه في ذلك أخوه أبو القاسم عبد الله، وكان أسن منه، فقال: ولد في سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة.
قلت: وتوفي بالموصل في شعبان سنة ثلاث وست مئة، فيما بلغنا، والله أعلم.
1573- صالح بن القاسم بن يوسف بن علي، أبو حامد، يعرف بابن كور.
من أهل الحربية.
سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وروى عنه. سمعنا منه.
قرأت على أبي حامد صالح بن القاسم القزاز، قلت له: أخبركم أبو القاسم(3/397)
سعيد بن أحمد بن الحسن قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد ابن أحمد بن رزقوية، قال: حدثنا أبو بكر مكرم بن أحمد بن مكرم البزاز، قال: حدثنا أبو بكر يحيى بن جعفر بن أبي طالب، قال: أخبرنا أبو نصر عبد الوهاب ابن عطاء الخفاف، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى على جنازةٍ فله قيراطٌ، ومن تبعها حتى يقضى قضاها فله قيراطان أحدهما، أو قال: أصغرهما، مثل أحد)).(3/398)
ذكر من اسمه صدقة
1574- صدقة بن الحسين بن أحمد بن محمد بن وزير، أبو الحسن ابن أبي عبد الله الواسطي.
من أهل قرية تعرف بخسابور، كان أبوه من تنائها ومتقدميها. ولد بها ونشأ، وأحب الاشتغال بالعلم والزهد في الدنيا، فترك ما كان فيه وأقبل على طلب العلم، وصار إلى واسط، وحفظ بها القرآن الكريم، وقرأه بالقراءات العشر على أبي الفتح المبارك بن زريق الحداد وغيره. وطلب الحديث، فسمع هناك من أبي محمد عبد الرحمن بن الحسين ابن الدجاجي، من أبي الحسن علي بن المبارك بن نغوبا وغيرهما. وحصل طرفاً من معرفة العربية، وتكلم في الوعظ، وصار له بها قبولٌ كثيرٌ. وأخذ نفسه بالمجاهدة، والرياضة، وإدامة الصوم، وكثرة العبادة. ولم يزل على طريقةٍ محمودةٍ. وله أتباعٌ من أهل الخير.
ثم قصد بغداد، وسكنها،ونزل بباب المراتب، وأكثر الاشتغال بطلب الحديث وسماعه وكتابته؛ فسمع من الشريف أبي المظفر محمد بن أحمد بن عبد العزيز الخطيب، ومن أبي منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين، ومن الشريف أبي جعفر أحمد بن محمد نقيب مكة، ومن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، ومن أبي المظفر سعيد بن سهل الفلكي، ومن أبي القاسم أحمد(3/399)
ابن المبارك بن قفرجل، ومن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي.
وقد سمع بالبصرة من أبي إسحاق إبراهيم بن عطية إمام جامعها، وبالكوفة من أبي الحسن محمد بن محمد بن غبرة، وبمكة -شرفها الله- من أبي عبد الله محمد بن حمزة القرشي، وغيرهم.
وكتب بخطه الكثير، وتكلم بها في الوعظ، وبني له رباطٌ بقراح القاضي وسكنه في جماعةٍ من الفقراء كان يخدمهم بنفسه: ويواسيهم بما يفتح عليه، ويأخذ نفسه بكثرة المجاهدة، وإدامة العبادة إلى أن مرض مرضه الذي مات فيه.
وقد روى القليل؛ سمع منه جماعةٌ من أصحابه منهم: أحمد بن أبي الهياج ابن علي الذي خلفه بعد موته في خدمة الفقراء، وأحمد بن مبشر بن زيد، وعمر ابن محمد بن هارون المقرئ، ومسعود بن محمد بن قراتكين، وعلي بن نصر الحلي، وغيرهم.
قرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن هارون المقرئ من أصل سماعه، قلت له: حدثكم أبو الحسن صدقة بن الحسين بن أحمد بن وزير من لفظه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمرة بن محمد القرشي بحرم الله تعالى تجاه الكعبة الشريفة، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور المالكي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد السلمي، قال: أخبرنا جدي محمد بن أحمد بن عثمان، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن سهل، قال: حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا الحسن الأشيب، عن حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن عثمان بن أبي العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم اغفر لي ذنبي، خطئي وعمدي، اللهم إني استهديك لأرشد أمري،(3/400)
وأعوذ بك من شر نفسي)).
سمع أبا الحسن علي بن نصر بن هارون المقرئ يقول: سمعت شيخنا أبا الحسن صدقة بن الحسن بن وزير يقول من كلامه في الوعظ والتزم في كل كلمةٍ حرف السين: حسدك إبليس، فسول لنفسك سوء سعيها، فانتكست أسوأ انتكاس، وتأسدت آساد نفسك لافتراسك، كتأسد الهرماس، سلم سلمك، وسر واستقم، وأحسن كإحسان سمح مواس، فساعات سنك محسوبة وليس الحساب بمسح المواسي.
قال أبو الفرج صدقة بن الحسين الحداد في تاريخه: وتوفي صدقة بن وزير الواسطي، يعني ببغداد، يوم الخميس ثامن عشري ذي القعدة سنة سبعٍ وخمسين وخمس مئة، وصلي عليه بميدان الخيل داخل السور، ودفن برباطه بقراح القاضي.
1575- صدقة بن الحسين بن الحسن بن بختيار، أبو الفرج الناسح، يعرف بابن الحداد.
تفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله على أبي الوفاء بن عقيل، ثم من بعده على أبي الحسن علي بن عبيد الله ابن الزاغوني. وسمع(3/401)
الحدث منهما، ومن أبي عثمان إسماعيل بن محمد بن ملة الأصبهاني، وأبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبي السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد المتوكلي، وغيرهم. وروى عنهم.
وكانت له معرفةٌ حسنةٌ بالفرائض والحساب وقسمة التركات، وعرف طرفاً من علم الكلام والجدل، وتكلم في المسائل، وأقرأ الناس مدةً، وتخرج به جماعةٌ.
وكان مورقاً حسن الخط، كتب الكثير ،ومعاشه من ذلك، مقيماً بمسجدٍ بين عقد الحديد والبدرية المحروسة يؤم فيه في أوقات الصلوات ويغشاه الناس فيه.
سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد العلوي الزيدي، والقاضي أبو المحاسن الدمشقي، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وجماعةٌ آخرون.
وكان شيخنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن لجوزي سيء الرأي فيه يطلق القول فيه بفساد المعتقد ورداءه المذهب، والله أعلم بحاله.
وله تاريخ على السنين بدأ فيه من محرم سنة سبع وعشرين وخمس مئة وجعله مذيلاً على ((تاريخ)) أبي الحسن ابن الزاغوني، ذكر فيه الحوادث والوفيات إلى حين وفاته.
أنبأنا عمر بن علي بن الخضر القرشي، قال: أخبرنا أبو الفرج صدقة بن الحسين بن الحسن الحنبلي، قال: أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، قال: أخبرنا(3/402)
محمد بن موسى الصيرفي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الصفار، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا خالد بن خداش، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أبي بردة، عن الأغر المزني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله كل يوم مئة مرةٍ)).
قال القرشي: توفي صدقة الناسخ يوم الأحد رابع عشر شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة.
وقال غيره: يوم السبت، ودفن بمقبرة باب حرب.
قلت: وقرأت بخطه ما يدل أنه ولد في سنة سبع وتسعين وأربع مئة، والله أعلم.
1576- صدقة بن محمد بن المبارك ابن البردغولي، أبو الفتوح، ويعرف بابن الطاهري.
من أهل الحريم الطاهري، وسكن الجانب الشرقي إلى حين وفاته، وسمى نفسه نصراً، فأما اسمه المعروف بين أصحاب الحديث: صدقة، وكذا كتب بخطه في إجازة لي، وسنذكره فيمن اسمه نصر جمعاً بين الاسمين.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وبعده أبا الوقت الصوفي، وروى لنا عنهما.(3/403)
قرأت على أبي الفتوح صدقة بن محمد بن المبارك الطاهري، وكان يذكر أنه من ولد طاهر بن الحسين الخزاعي، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد التميمي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن الحسن بن ثوبان عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ودع أحداً قال: ((استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك)).
سألت صدقة هذا عن مولده، فقال لي: ولدت في سنة اثنتي عشرة وخمس مئة.
وتوفي ليلة الخميس رابع عشري شوال سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، ودفن يوم الخميس، رحمه الله وإيانا.
1577- صدقة بن هبة الله بن صدقة، أبو البراعة.
كذا رأيت كنيته بخط بعض أصحاب الحديث.
سمع أبا عبد الله يحيى بن الحسن ابن البناء، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي وغيرهما.
سمع منه أبو بكر عبد الله بن أبي طالب المقرئ، وروى عنه، وقال: كانت له معرفةٌ بالنحو والعربية.(3/404)
وسألت عنه بعض أهل المعرفة، فقال: كان فيه فضلٌ وتميزٌ، ولم أكن لقيته.
1578- صدقة بن نصر بن زهير بن المقلد، أبو محمد بن أبي القاسم الحراني الأصل البغدادي المولد والدار.
والد شيخنا العدل أبي نصر أحمد الذي قدمنا ذكره، وسيأتي ذكر أبيه فيمن اسمه نصر إن شاء الله.
سمع صدقة هذا من أبي نصر الحسن بن محمد اليونارتي الأصبهاني ببغداد لما حدث بها ((بجامع)) أبي عيسى الترمذي في سنة أربع وعشرين وخمس مئة. وما أعلم أنه حدث بشيءٍ، وانقطع في منزله قبل موته بمدةٍ، بل ذكر لي ولده أحمد أنه أجاز له وقال لي: ولد في سابع عشر شوال سنة أربع عشرة وخمس مئة ببغداد.
قلت: وتوفي يوم الخميس سابع جمادى الأولى سنة ست وتسعين وخمس مئة، وصلي عليه في هذا اليوم، ودفن بباب حرب.
1579- صدقة بن محمد بن أحمد بن صدقة، أبو الفتح بن أبي الرضا.
وقد تقدم ذكرنا لأبيه.
وصدقة هذا من بيت أهل تقدم ووزارة وولاية لأمور الديوان العزيز -مجده الله- تولى نيابة الوزارة في أيام سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة(3/405)
الأنام الناصر لدين الله -خلد الله ملكه- بعد وفاة المتولي كان لذلك أبي المظفر ابن البخاري في خامس عشر محرم سنة ثمانين وخمس مئة. وحضر الديوان العزيز منفذاً للمراسم الشريفة ومجرياً للأمور على قواعدها. ولم يزل على ذلك إلى أن عزل في يوم الثلاثاء ثالث عشري ربيع الآخر من السنة المذكورة.
وقد كان قبل نيابته في الوزارة يتولى حجابة باب النوبي المحروس، ونقل إلى النيابة. وبعد عزله كان ملازماً لمنزله إلى أن ولي الإشراف بالديوان العزيز في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وخمس مئة فمرض عقيب ذلك، وتوفي ليلة الجمعة حادي عشري رجب من هذه السنة، أعني سبع وتسعين، وصلي عليه يوم الجمعة، ودفن فيه بعد ولادته بأيام.
1580- صدقة بن سعيد بن صدقة ابن البوشنجي، أبو البدر ابن أخي أبي المحاسن محمد بن صدقة الكاتب الذي قدمنا ذكره.
بلغني أنه روى عن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وسمع منه بعض الطلبة، وخرج عن بغداد نحو الشام، وتوفي هناك وانقطع خبره.
1581- صدقة بن علي بن صدقة، أبو محمد الكيال.
من أهل باب الأزج.
سمع بإفادة خلف المشاهر من أبي الوقت السجزي، ومن النقيب أبي جعفر أحمد بن محمد العباسي المكي، ومن ست الإخوة بنت محمد الكرخي، وغيرهم. سمعنا منه.(3/406)
قرأت على أبي محمد صدقة بن علي بن صدقة الكيال من أصل سماعه، قلت له: أخبرتكم ست الإخوة المباركة بنت محمد بن منصور قراءةً عليها بمنزلها بالكرخ، فأقر به، قالت: أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد المقرئ قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: حدثنا أحمد ابن إسماعيل المدني، قال: حدثنا محمد بن طلحة، عن أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أتمن خان)).
توفي صدقة الكيال هذا في ليلة الأربعاء ثاني عشر ذي الحجة سنة ثمان وست مئة، ودفن يوم الأربعاء بباب الأزج بمقبرة غلام الخلال.
1582- صدقة بن علي بن علي بن جهير، أبو الفتوح الكاتب.
من بيتٍ معروف بالتقدم والرياسة، وقد وزر منهم غير واحدٍ.
وصدقة هذا كان كاتباً، وفي آخر أمره كان يكتب بالعقار المعمور إلى أن توفي ليلة الأربعاء ثاني ذي القعدة سنة تسع وست مئة، ودفن يوم الأربعاء بقراح ابن رزين بتربة عميد الدولة ابن جهير الوزير.
1583- صدقة بن المبارك بن سعيد بن علي بن ثابت، أبو الفضل ابن أبي محمد.
أحد التجار، وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن سلمان في يوم الخميس خامس ذي الحجة سنة تسع وتسعين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو نصر أحمد بن صدقة بن زهير وأبو محمد عبد المنعم بن محمد الباجسرائي. وتولى خزن الديوان العزيز -مجده الله- مدةً، وعزل عنه، وبقي على عدالته(3/407)
إلى أن توفي.
سمع أبا القاسم يحيى بن ثابت البقال، وأبا محمد عبد الله بن منصور ابن الموصلي وغيرهما. وروى أحاديث يسيرة. سمعنا منه.
قرأت على أبي الفضل صدقة بن المبارك بن سعيد من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله الموصلي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو غالب شجاع بن فارس بن الحسين الذهلي قراءةً عليه ، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح البزاز، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق إجازةً، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي بكر بن حفص، عن أبي مصبح، عن شرحبيل بن السمط، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الطاعون شهادة)).
سألت صدقة بن سعيد عن مولده، فقال: في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمس مئة.(3/408)
وتوفي يوم السبت سابع عشر محرم سنة ثلاث عشرة وست مئة، وصلي عليه يوم الأحد ثامن عشرة، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.
1584- صدقة بن علي بن مسعود، أبو المواهب المقرئ الضرير المؤذن، يعرف بابن الأوسي.
ذكر لي أنه قرأ القرآن الكريم بشيءٍ من القراءات على أبي الحسن علي بن أحمد اليزدي، وأنه سمع منه، ومن أبي العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية الزاهد، ومن أبي بكر محمد بن منصور القصري. وشاهدت سماعه من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطي، ومن أبي الفوارس ابن الشباكية الخفاف. وسمعنا منه في جماعةٍ من أصحابنا.
قرأت على أبي المواهب صدقة بن علي بن مسعود من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أيوب البزاز قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ابن الصواف، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ابن النضر، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة، عن منصور، عن أبي هاشم، عن يحيى بن عباد، عن حجاج، أو عن أبي هاشم عن حجاج، شك منصور، عن سعيد، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال سمع الله لمن حمده، قال: ((اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيءٍ بعد)).(3/409)
سألت صدقة ابن الأوسي عن مولده، فقال: في سابع عشري شهر رمضان سنة ثلاثين وخمس مئة.
وتوفي ليلة الجمعة غرة صفر سنة ثلاث عشرة وست مئة، ودفن يوم الجمعة بمقبرة الزرادين بالمأمونية، رحمه الله وإيانا.
1585- صدقة بن جروان بن علي البواب، يعرف بابن الببغ.
قال لي: كنيتي أبو البر.
ذكر لي أنه قرأ القرآن على حماد بن سعيد بن عبد الله المنوني، وسمع منه، ومن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، وروى عنهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي البر صدقة بن جروان بن علي، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الهروي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري،(3/410)
قال: حدثني أحمد بن إشكاب، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)).
توفي صدقة بن جروان عشية الأربعاء سادس ربيع الأول سنة ست عشرة وست مئة، ودفن يوم الخميس بباب حرب.
1586- صدقة بن أبي محمد بن منعة.
من أهل الجانب الغربي، كان يسكن محلة النصرية.
سمع أبا الحسن علي بن المبارك ابن الجصاص الصوفي، وروى عنه. سمع منه أبو محمد عبد الرحمن بن عمر الواعظ في سنة تسعين وخمس مئة. وسألنا عنه فما وقفنا على خبره.(3/411)
ذكر من اسمه صاعد
1587- صاعد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن عاصم، أبو الفتح العاصمي.
من أهل خوارزم.
قال القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي، فيما قرأت بخطه: قدم بغداد حاجاً في سنة أربع وستين وخمس مئة فحج وعاد في سنة خمس وستين، وحدث بها.
قال الدمشقي: ولقيته وسألته عن مولده، فقال: في ليلة تاسع عشري شوال سنة سبع وثمانين وأربع مئة بخوارزم.
1588- صاعد بن علي بن محمد بن عمر، أبو المعالي الواعظ.
ولد ببغداد وصار إلى واسط مع أبيه وهو صبي، فنشأ بها وبسوادها، ثم عاد إلى بغداد مع صدقة بن وزير الواعظ لما قدمها وصحبه وتكلم في الوعظ، وسمع معه من أبي الوقت السجزي ومن غيره، وسمع هو بنفسه من أبي النجيب عبد القاهر بن عبد الله الشهروردي، ومن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، ومن الكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الدينوري، ومن أبي الفوارس سعد بن محمد التميمي المعروف بحيص بيص وغيرهم.
وخرج عن بغداد بعد السبعين وخمس مئة، وسكن إربل، وصار له بها قبولٌ عند ولاتها وأهلها، وحدث بها بالكثير، ووعظ. وكتبت عنه بها.
قرأت على أبي المعالي صاعد بن علي بن محمد البغدادي بإربل، قلت له:(3/412)
أخبرتكم الكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج بن عمر الدينوري قراءةً عليها ببغداد وأنت تسمع، فأقر به، قالت: أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الكسكري، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان، قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا حماد ابن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله أن رجلاً أتى المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((صليت يا فلان قال: لا. قال: قم فاركع)).
أنشدنا أبو المعالي صاعد بن علي بن محمد الواعظ من حفظه، قال: أنشدنا أبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد الصيفي لنفسه:
علمي بسابقه المقدور ألزمني ... صمتي وصبري فلم أحرص ولم أسل
لو نيل بالقول مطلوبٌ لما حرم الرؤيا ... الكليم وكان الحظ للجبل
وحكمة العقل إن عزت وإن شرفت ... جهالةٌ عند حكم الرزق والأجل
سألت أبا المعالي هذا عن مولده، فقال لي: ولدت ببغداد في سنة سبع وثلاثين وخمس مئة تقريباً.(3/413)
الأسماء المفردة في حرف الصاد
1589- صافي بن عبد الله البزاز.
روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل في ((معجمه)) بيتين من الشعر، ذكر أنه أنشده إياهما، وقال: أنشدني عيسى الغزنوني، وهما:
أشارت إلي بعنايةٍ ... مخضبةٍ من دم الأفئده
فقالت: على العهد يا سيدي ... فقلت: إلى الحين يا سيده
1590- صبيح بن عبد الله، أبو الخير الحبشي الخادم، مولى أبي القاسم نصر ابن العطار التاجر الحراني وعتيقه.
نشأ مع ولد مولاه أبي بكر منصور بن نصر، وحفظ القرآن المجيد، وكتب خطاً حسناً. وسمع الكثير مع ابن مولاه، ومع الشريف أبي الحسن علي بن أحمد العلوي الزيدي، وبنفسه من خلقٍ منهم: أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد البغدادي، وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ابن الزاغوني، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وأبو القاسم نصر بن نصر ابن العكبري الواعظ، وأبو المظفر محمد بن أحمد بن علي ابن التريكي الخطيب، وأبو منصور مسعود ابن عبد الواحد بن الحصين، والنقيب أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي، وأبو محمد محمد بن أحمد ابن المادح التميمي، وأبو المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي القصار، وأبو القاسم أحمد بن المبارك بن قفرجل القطان، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطي،(3/414)
وجماعةٌ يطول ذكرهم.
وكتب بخطه، وحصل الأصول، وشارك الشريف أبا الحسن الزيدي في وقف الكتب الكثيرة بالمسجد الكبير درب دينار من سوق الثلاثاء، ويعرف هذا المسجد بالشريف الزيدي، وكان يتولى خزنها وإعارتها إلى حين وفاته. وكان خيراً.
حدث، وروى، وسمع منه جماعةٌ من رفقائه، ومن الطلبة، منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشعار، وأبو حفص عمر بن أحمد بن بكرون، وأبو عمرو عثمان بن نصر ابن العطار، وأبو الحسين علي وأبو الحسن المظفر ابنا الحسن ابن رئيس الرؤساء، وأبو غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين الشيباني، وأبو أحمد داود بن علي بن المظفر، وأبو السعادات محمد بن المبارك الجبي. ومن الغرباء: أبو الفتوح محمد بن حامد، وحمد بن عثمان، ومحمد بن محمود بن جبوية الأصبهانيون، وعلي بن خلف بن معزوز المغربي، والحسن بن هبة الله بن صصرى الدمشقي، وغيرهم. ولقيته ولم يتفق لي منه سماع.
قرأت على أبي أحمد داود بن علي بن محمد بن المظفر من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو الخير صبيح بن عبد الله العطاري قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو المظفر محمد بن أحمد بن علي العباسي وأبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التميمي قراءةً عليهما وأنا أسمع.
وأخبرناه عالياً أبو الرضا أحمد بن طارق بن سنان القرشي بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو المظفر محمد بن أحمد بن علي العباسي وأبو محمد محمد ابن أحمد بن عبد الكريم التميمي في آخرين، قراءةً عليهما، فأقر به، قالا: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن خلف الوراق، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا أحمد بن حنبل وجدي وزهير بن حرب وسريج بن يونس وابن المقرئ، قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: مر(3/415)
النبي صلى الله عليه وسلم برجلٍ يعظ أخاه في الحياء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((الحياء من الإيمان)).
توفي صبيح مولى ابن العطار يوم الأربعاء العشرين من صفر سنة أربع وثمانين وخمس مئة، ودفن يوم الخميس بمقبرة باب حرب بتربة مولاه نصر ابن العطار.
1591- صندل بن عبد الله الحبشي، أبو الفضل الخادم مولى أمير المؤمنين أبي عبد الله المقتفي لأمر الله رضي الله عنه.
أحد خدم الدار العزيزة، شيد الله قواعدها بالعز.
كان خيراً، تولى النظر بأعمال الديوان العزيز بواسط في أيام الإمام المستنجد بالله قدس الله روحه، ونظر بها مدةً، وعاد إلى بغداد في أوائل خلافة الإمام المستضيء بأمر الله، أسكنه الله بحبوحة جنانه، فولاه أستاذية دار الخلافة المعظمة في عاشر شوال سنة سبع وستين وخمس مئة، فكان على ذلك إلى أن عزل في ربيع الأول سنة إحدى وسبعين وخمس مئة.
ولم يزل ملازماً خدمة الدار العزيزة إلى أن كبر وعجز عن الحركة، فاستأذن الخدمة الشريفة الإمامية الناصرية -أعز الله أنصارها- في الانقطاع بموضعٍ جعله مدفناً له بالجانب الغربي قريب من جامع العقبة فأذن له، فعبر إلى هناك، وكان به إلى حين وفاته، ودفن به.(3/416)
وكان قد سمع الحديث من جماعةٍ، منهم: أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ابن سلمان المعروف بابن البطي، وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن القاسم التكريتي، وأبو الحسن علي بن عساكر بن المرحب المقرئ البطائحي، وغيرهم.
وروى شيئاً من مسموعاته؛ سمع منه جماعةٌ من رفقائنا، وأجاز لنا.
أنبأنا أبو الفضل صندل بن عبد الله المقتفوي، قال: قرئ على أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان وأنا أسمع في ذي القعدة سنة أربع وخمسين وخمس مئة.
قلت: وأخبرنيه الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي بقراءتي عليه في ((مشيخته)) قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان بقراءتي عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال: حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، عن مالك بن أنس، عن سالم، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجلٍ وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الحياء من الإيمان)).
توفي صندل في ليلة الجمعة الرابع والعشرين من ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة، وصلي عليه، ودفن يوم الجمعة المذكور قبل الصلاة بالجانب الغربي من مدينة السلام بالتربة التي عملها لنفسه.
1592- صبح بن غالب، ويقال: ابن أبي غالب، أبو المستنير الضرير المقرئ.(3/417)
سمع الكثير بنفسه من صباه إلى أن أسن من مثل أبي الفضل محمد بن ناصر ابن محمد البغدادي، ومن بعده، وروى اليسير. سمع منه بعض الطلبة فيما يقال، والله أعلم.
توفي سنة ست مئة، وكان صالحاً.
حرف الضاد
ذكر من اسمه ضياء
1593- ضياء بن محمد بن عبد الملك بن إبراهيم الهمذاني الأصل البغدادي المولد والدار، أبو الفضل بن أبي الحسن بن أبي الفضل.
من أولاد الشيوخ الفضلاء، وأبوه أبو الحسن صاحب تواريخ عدة منها مذيله على ما عمله الوزير أبو شجاع تتمة لكتاب مسكوية الكاتب و((تاريخ الوزراء)) و((الفصول)) وغير ذلك. وجده أبو الفضل الهمذاني يعرف بالمقدسي كان أوحد عصره في علم الفرائض. وكلاهما ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في كتابه، وذكر ضياءً هذا وساق نسبه وقال: هو من أهل همذان، دخل بغداد، وسمع بها من أصحاب أبي علي بن شاذان، وأبي القاسم بن بشران، وحدث بها عن الحسين ابن البسري، فسمع منه عمر بن محمد النسفي. وهذا آخر كلامه.
قلت: ووهم في قوله همذانيٌ دخل بغداد وسمع بها وحدث. بل هو بغدادي المولد والدار هو وأبوه. أما جده فأظنه قدم بغداد وسكنها.
أنبأنا القاضي أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الحافظ، ومن خطه نقلت، قال: ضياء بن محمد بن عبد الملك، سمع الكثير من أبي عبد الله الحسين بن(3/418)
علي ابن البسري، وأبي الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن الطيوري، وأبي سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش، وأبي الحسن علي بن محمد ابن العلاف، وأبي القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان، وخلقٍ. ولم يدرك زمن الرواية: كتب عنه أبو بكر بن فولاذ الطبري لغرابة اسمه. وذكره تاج الإسلام أبو سعد فلم يعرفه، وقال: شابٌ دخل بغداد. ولم يصب فإن الرجل ولد ببغداد، وقد ذكر أباه وجده. هذا آخر كلام القاضي أبي المحاسن الحافظ، والله الموفق.
1594- ضياء بن بدر بن عبد الله، أبو الفرج البزاز.
من ساكني درب السلسلة مجاور المدرسة النظامية، كان أبوه بدر مولىً لرجلٍ تاجرٍ يعرف بابن غوادي أعتقه.
وأبو الفرج هذا سمع من جماعةٍ، منهم: أبو البركات هبة الله بن علي ابن البخاري، وأخوه أبو المعالي أحمد، وأبو عبد الله الحسين بن محمد الدباس، وغيرهم. وروى عنهم؛ سمع منه القاضي عمر القرشي وجماعةٌ بعده. ورأيته ولم يقدر لي منه سماع، وقد أجاز لي.
أخبرنا أبو الفرج ضياء بن بدر بن عبد الله البزاز فيما أذن لنا أن نرويه عنه، قال: أخبرنا أبو البركات هبة الله بن علي بن محمد الشاهد قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان البزاز.
وأخبرناه القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الكاتب قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي، قال: حدثنا أحمد(3/419)
ابن البختري، قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا فرج بن فضالة، عن يحيى ابن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لينتهين أقوامٌ عن تركهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين)).
توفي ضياء بن بدر ليلة السبت سابع عشري جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة، ودفن في ذلك اليوم بباب أبرز.
1595- ضياء بن أحمد بن يوسف بن جندل، أبو محمد.
من أهل الحربية.
سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف، وأبا الحسن علي بن هبة الله ابن عبد السلام، وأبا البركات المبارك بن كامل بن حبيش الدلال، وروى عنهم.
سمع منه أبو العباس أحمد بن سلمان الحربي، وجماعةٌ من أصحابنا، وما لقيته، وقد أجاز لي غير مرة.
أنبأنا ضياء بن أحمد بن جندل، قال: أخبرني أبو القاسم عبد الله بن أحمد ابن عبد القادر بن يوسف قراءةً عليه، قال: أخبرنا الشريف أبو الحسين محمد ابن علي بن محمد ابن المهتدي بالله، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن(3/420)
محمد الحربي.
قلت: وأخبرنيه أبو الفتوح عبد الرحمن بن أبي الفوارس السمسار بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف القاضي قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور البزاز، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الجبار الصوفي، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن سليمان النوفلي، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي)).
توفي ضياء بن جندل يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
1596- ضياء بن أحمد، ويقال: ابن المبارك مكان أحمد، بن الحسن، أبو علي بن أبي القاسم بن أبي علي النجار، ويعرف بابن خريف.
ولد بالجانب الغربي بمحلة النصرية، ونشأ بها، وانتقل إلى الجانب(3/421)
الشرقي فسكنه إلى آخر عمره. وكان جاراً للقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، فسمع منه لقربه منه كثيراً. وقد سمع أيضاً من أبي الحسين محمد بن محمد ابن الفراء، ومن أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي وغيرهم، وروى عنهم. سمعنا منه. وكان أمياً لا يكتب، وسماعه صحيحٌ في الأصول.
أخبرنا أبو علي ضياء بن أبي القاسم بن خريف قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، قال: حدثنا أبو محمد الحسن ابن علي بن محمد الجوهري إملاءً، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سفيان، عن مطرف، عن الشعبي، عن أبي جحيفة، قال: سألنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: هل عندكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيءٌ بعد القرآن؟ قال: لا، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهماً يؤتيه الله رجلاً في القرآن وما في هذه الصحيفة، قال: العقل وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر.
توفي أبو علي بن خريف يوم الخميس خامس عشر شوال سنة اثنتين وست مئة بالمارستان العضدي، ودفن بمقبرته.
1597- ضياء بن صالح بن كامل بن أبي غالب الخفاف، أبو المظفر بن أبي محمد.(3/422)
وهو ابن أخي أبي بكر المبارك بن كامل المحدث. أفاده عمه المبارك باستجازة جماعةٍ من الشيوخ له، منهم: أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ سبط أبي منصور الخياط، وأبو الحسن أحمد بن عبد الله ابن الآبنوسي الفقيه، وأبو الحسن علي ابن هبة الله بن زهموية، وأبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي الهروي، وغيرهم.
وخرج عن بغداد في صباه، وسكن دمشق، ثم قدمها متجراً، وروى بها في أواخر سنة سبع وتسعين وخمس مئة عن المذكورين إجازةً، فسمع منه قومٌ من الطلبة، وعاد إلى دمشق، وتوفي بها ليلة الجمعة ثاني شعبان سنة إحدى وست مئة، ودفن عند مقابر الشهداء هناك.(3/423)
ذكر من اسمه الضحاك
1598- الضحاك بن سلمان بن سالم، أبو الأزهر الأنصاري الأديب الشاعر.
أصله من قريةٍ تعرف بآلوس من سقي الفرات قريبةٍ من هيت.
قدم نهر عيسى، وسكن المحول به، وقرأ القرآن الكريم بشيءٍ من القراءات على أبي بكر محمد بن الخضر ابن الشوكي خطيب المحول، ونظر في النحو واللغة العربية، وقال الشعر.
وذكره شيخنا الكمال أبو البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري النحوي في كتابه المسمى ((بنزهة الألباء في تاريخ الأدباء))، فقال: كاتبٌ له معرفةٌ وافرةٌ بالنحو واللغة وقريحة جيدة في الشعر.
قلت: وذكره أيضاً أبو المعالي سعد بن علي الحظيري في كتابه الذي وسمه ((بزينة الدهر في ذكر محاسن شعراء العصر))، وأنشد له قطعاً من شعره.
وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في ((تاريخه)) قبلنا، وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته.
قال شيخنا الكمال الأنباري: ومن شعر الضحاك بن سلمان الآلوسي:
ما أنعم الله على عبده ... بنعمةٍ أوفى من العافية
وكل من عوفي في جسمه ... فإنه في عيشةٍ راضيه
والمال حلوٌ حسنٌ جيدٌ ... على الفتى لكنه عاريه(3/424)
وأسعد العالم بالمال من ... أداه للآخرة الباقيه
ما أحسن الدنيا ولكنها ... مع حسنها غدارةٌ فانيه
توفي الضحاك الشاعر في سنة ثلاث وستين وخمس مئة، والله أعلم.
1599- الضحاك بن أبي الفوارس، واسمه محمد، بن هبة الله بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن رهزاذ، أبو شجاع، البواب بدار الخلافة المعظمة.
سمع بإفادة خاله أبي الحسن علي بن أبي سعد الخباز من جماعةٍ منهم: أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان، وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبو غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وأبو سهل محمد بن إبراهيم ابن سعدوية الأصبهاني، وجماعةٌ بعدهم، وحدث عنهم.
سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وأبو الرضا أحمد بن طارق التاجر، وأبو إسحاق مكي بن أبي القاسم الغراد، وغيرهم.
توفي يوم الخميس رابع عشري ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.(3/425)
اسمٌ مفردٌ في حرف الضاد
1600- ضرار بن علي بن معمر، أبو بكر المشاهر، يعرف بابن جرادة.
هكذا اسمه عند بعض أصحاب الحديث، وسمعت من يذكر عنه أنه كان يكره أن يسمى به، واسمه في موضع آخر أحمد، وعليه المعتمد وقد تقدم ذكرنا له فيمن اسمه أحمد، فاستغنى عن إعادته، وذكرناه ها هنا جمعاً بين القولين، والله الموفق.
حرف الطاء
ذكر من اسمه طاهر
1601- طاهر بن محمد بن طاهر بن علي المقدسي الأصل الهمذاني الدار والوفاة، أبو زرعة بن أبي الفضل.
من أولاد الشيوخ المعروفين؛ كان والده من المشهورين بالرحلة في الحديث والمذكورين بالحفظ.(1)
__________
(1) من هنا سقطت بعض الأوراق من مجلد باريس .. .. فقد استدركت بقية هذه الترجمة من المختصر المحتاج إليه ، ثم ما اختاره الذهبي في مختصره من التراجم الساقطة، وميزت التراجم المستفادة من مختصر الذهبي بوضعها بين حاصرتين، والله الموفق.(3/426)
(أسمعه أبوه من عبد الرحمن بن حمد الدوني، وعبدوس بن عبد الله، وأبي عبد الله الكامخي، ومكي بن منصور السلار. وسمعه ببغداد من أبي القاسم ابن بيان.
قدم بغداد للحج وحدث بأكثر مسموعاته، فسمع منه الوزير أبو المظفر ابن هبيرة، وأحمد بن صالح بن شافع، وعمر القرشي. وحدثنا عنه أحمد بن طارق، وأبو الفرج ابن الجوزي، وابن الأخضر.
ولد سنة إحدى وثمانين وأربع مئة. وتوفي في ربيع الآخر سنة ست وستين وخمس مئة. بهمذان، وما كان يعرف شيئاً!)
1602- (طاهر بن سعد بن صدقة بن الخضر بن كليب الحراني الأصل البغدادي، أبو البركات التاجر، عم شيخنا عبد المنعم.(1)
سمع أبا عثمان بن ملة، وأبا الوفاء بن عقيل، وأبا طالب بن يوسف. وكان متقناً للفرائض. حدثنا عنه ابن الأخضر.
أنبأنا عمر بن علي الدمشقي، قال: سألت أبا البركات بن كليب عن مولده، فقال: سنة تسع وستين وأربع مئة.
وتوفي سنة ست وستين وخمس مئة).
1603- (طلحة بن مظفر بن غانم، أبو محمد الحنبلي الزاهد العلثي.(2)
__________
(1) من المختصر المحتاج.
(2) من المختصر المحتاج.(3/427)
قدم بغداد في صباه، وتفقه على أبي الفتح ابن المني، وأبي الفرج ابن الجوزي. وسمع من ابن البطي، ويحيى بن ثابت، وشهدة، وخلقٍ من طبقتهم، ومن أصحاب ابن بيان وابن الحصين. وقرأ على ابن الجوزي أكثر مصنفاته.
وكان حسن القراءة ورعاً، انقطع قبل موته إلى زاويةٍ له بالعلث، واشتغل بالعبادة وتعليم العلم، وأقبل عليه الناس وصار له أتباعٌ كثيرٌ. سمع منه أولاده وأصحابه، وكان ثقةً صالحاً.
توفي سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة).
1604- (طغدي بن خمارتكين الغزري، أبو محمد، من أولاد غزر، أحد الأتراك.(1)
سمع أبا القاسم الربعي، وابن بدران الحلواني. سمع منه صدقة بن وزير، وأحمد بن طارق، وحدثنا عنه ابن الأخضر.
توفي في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وخمس مئة).
1605- (طغدي بن ختلغ الأميري، منسوب إلى ولاء بعض السادة أولاد الخلفاء.(2)
__________
(1) من المختصر المحتاج.
(2) من المختصر المحتاج.(3/428)
كان طغدي ربيباً لأبي الحسن علي بن عساكر البطائحي، رباه وعلمه القرآن، وأقرأه بالقراءات وسمعه الكثير، وسماه عبد المحسن.
سمع ابن ناصر، وسعيد ابن البناء، وأبا بكر ابن الزاغوني، وأبا الوقت. حدث ببغداد، وحدث بحران في طريقه إلى دمشق، وسكن دمشق، وحدث بها.
قال لي: ولدت سنة أربع وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي في محرم سنة تسع وثمانين وخمس مئة).
1606- (الطيب بن إسماعيل بن علي بن خليفة، أبو حامد القصير الحربي.(1)
سمع أبا القاسم عبد الله اليوسفي، وأبا بكر قاضي المرستان. وكان ثقةً صحيح السماع، أصابه صممٌ شديدٌ في آخر عمره، وكان يحدث من لفظه.
حدثنا، قال: أنبأنا ابن يوسف، فذكر حديثاً.
ولد سنة أربع وعشرين وخمس مئة.
وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست مئة).
1607- (ظفر بن عمر بن عامر، أبو أحمد الخباز.(2)
سمع محمد بن عبد الواحد بن الحسن القزاز، وأبا غالب شجاع بن فارس الذهلي، وعبد الوهاب المستعمل. سمع منه محمد بن مبارك بن مشق.
__________
(1) من المختصر المحتاج.
(2) من المختصر المحتاج.(3/429)
ولد سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة.
وتوفي في صفر سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة).
1608- (ظفر بن مسعود بن السدنك، أبو الفتح بن أبي الغنائم الحريمي.(1)
من أولاد المحدثين. سمع أبا الحسن العلاف، وابن نبهان، وأبا علي ابن المهدي. سمع منه تاج الإسلام ابن السمعاني وذكره في ((تاريخه)). وسمع منه عمر القرشي، وحدثنا عنه أحمد بن منصور الكازروني.
توفي في رمضان سنة أربع وسبعين وخمس مئة).
1609- (ظفر بن أحمد بن ثابت بن محمد الطرقي، أبو الغنائم بن أبي العباس اليزدي.(2)
وطرق: بلدة من نواحي أصبهان.
كان أبوه من الحفاظ.
سمع أباه، وأبا علي الحداد.
توفي ببلده سنة تسع وثمانين وخمس مئة. وحدث ببغداد، وأجاز لنا).
1610- (ظفر بن إبراهيم بن محمد، أبو السعود، يعرف بابن الأرمني.(3)
__________
(1) من المختصر المحتاج.
(2) من المختصر المحتاج.
(3) من المختصر المحتاج.(3/430)
من أهل الحربية.
سمع أبا الحسين بن أبي يعلى، وعبد الباقي بن أبي الغبار وغيرهما.
قرأت عليه: أخبركم ابن الفراء، أنبأنا الخطيب، فذكر حديثاً.
توفي في جمادى الآخرة سنة خمسة وتسعين وخمس مئة. وحدث).
1611-(ظفر بن سالم بن علي بن سلامة ابن البيطار، أبو القاسم، أخو شجاع.(1)
سمع بإفادة أبيه من أبي الوقت، وهبة الله الشلبي.
قرأت عليه: أخبركم الشبلي. فذكر حديثاً.
ذكر لي ما يدل أنه ولد سنة ثمان وأربعين وخمس مئة) .
1612- (ظافر بن قاسم بن ملاعب، أبو سعد ابن الأزرق الحربي.(2)
سمع هبة الله بن أحمد المكبر. قرأت عليه: أخبركم الشبلي، فذكر حديثاً.
توفي في ذي الحجة سنة عشر وست مئة).
__________
(1) من المختصر المحتاج.
(2) من المختصر المحتاج.(3/431)
1613- (ظاعن بن محمد بن محمود بن الفرج بن زرير، أبو محمد الزبيري، من ولد عبد الله بن الزبير.(1)
من أهل باب الأزج.
سمع أبا عثمان بن ملة، وأبا طالب بن يوسف، وغيرهما. وحدث عنهم. سمع منه قديماً أبو سعد ابن السمعاني وذكره في ((تاريخه))، وعمر العليمي، وعمر القرشي.
ولد في ذي الحجة سنة ست وتسعين وأربع مئة.
وتوفي في ربيع الأول سنة أربع وثمانين وخمس مئة).
حرف العين
ذكر من اسمه عبد الله
1614- (عبد الله ابن المستظهر بالله أبي العباس أحمد ابن المقتدي بأمر الله أبي القاسم عبد الله، أبو الحسن.(2)
كان والده خطب له بولاية العهد من بعد أخيه المسترشد سنة ثمان وخمس مئة، فلما توفي والده سنة اثنتي عشرة وبويع للمسترشد خرج أبو الحسن هذا من دار الخلافة مختفياً وقصد الحلة ونزل على أميرها دبيس بن صدقة وعرفه نفسه، فأكرمه، فراسل أخوه المسترشد دبيساً بنقيب النقباء علي بن طراد في رده، فلما لقيه نقيب النقباء عرفه ما جاء فيه فقال: ((اخفر ذمامي، ما أسلمه كارهاً وها هو حاضرٌ فخاطبوه)). فدخل عليه نقيب النقباء وفاوضه فاشترط شروطاً. قال:
__________
(1) من المختصر المحتاج.
(2) من المختصر المحتاج.(3/432)
فأجاب المسترشد، وبينما الأمير متردد في ذلك وردت عساكر العجم، وجرت لدبيس أمورٌ أوجبت اشتغاله بنفسه، فانفصل أبو الحسن عن الحلة، وقد اجتمع إليه جماعةٌ وانضم إليه أبو الدلف محمد بن هبة الله بن زهموية الكاتب، فكان مدبر أموره، وقصدوا واسطاً وانضاف إليه جماعةٌ فأرسل إليه عساكر فتفرق عنه جمعه، فأحيط به، وقدم به على أخيه فعاتبه وجعله محتاطاً عليه حتى توفي سنة خمس وعشرين وخمس مئة له سبع وثلاثيون سنة).
1615- (عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن سبعون القيرواني الأصل البغدادي، أبو محمد.(1)
من أولاد المحدثين، سمع أباه، وأبا الفضل بن خيرون. سمع منه عمر القرشي، ونصر بن الحصري، وبقي إلى سنة ستين وخمس مئة).
1616- (عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد ابن الخشاب، أبو محمد النحوي.(2)
كان أديباً عالماً بالنحو واللغة والشعر والفرائض والحديث. قرأ القراءات الكثيرة. أخذ النحو عن أبي بكر بن جوامرد القطان، وعلي بن أبي زيد ابن
__________
(1) من المختصر المحتاج.
(2) من المختصر المحتاج.(3/433)
الفصيحي، وأبي السعادات ابن الشجري. وقرأ اللغة على الحسن بن علي المحولي، وأبي منصور ابن الجواليقي.
وسمع الحديث من أبي القاسم علي بن الحسين الربعي، وأبي الغنائم النرسي، وأبي زكريا بن مندة، وأبي عبد الله البارع، وابن كادش، وابن الحصين، فمن بعدهم.
وكان حريصاً على السماع مداوماً على القراءة، مع علو سنه. أقرأ الناس مدةً وتخرج به خلقٌ في النحو، وسمع منه خلقٌ من شيوخنا.
وذكره ابن السمعاني في ((كتابه)) ووصفه بالمعرفة التامة وروى عنه.
توفي في رمضان سنة سبع وستين وخمس مئة).
1617- (عبد الله بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، أبو محمد بن أبي نصر بن أبي طاهر بن أبي الحسين.(1)
من بيت العدالة والرواية. سمع أبا بكر الطريثيثي، وأبا الفضل بن عبد السلام، وأبا غالب محمد بن الحسن، وأبا الحسين ابن الطيوري، والعلاف.
سمع منه ابن شافع، وعلي بن أحمد الزيدي، والحافظ أبو بكر الباقداري. وحدثنا عنه جماعةٌ وأثنوا عليه.
ولد سنة ست وثمانين وأربع مئة.
__________
(1) من المختصر المحتاج.(3/434)
وتوفي في رمضان سنة تسع وستين وخمس مئة).
1618- (عبد الله بن أحمد بن بكران، أبو محمد المقرئ الضرير الداهري.(1)
والداهرية قريةٌ من قرى السواد.
لقن الناس زماناً وسمع من أبي غالب ابن البناء وقرأ على سبط الخياط.
توفي راجعاً من الحج سنة خمس وسبعين وخمس مئة).
1619- (عبد الله بن أحمد بن محمد بن علي ابن السراج، أبو محمد، يعرف بابن حمتيس.(2)
وقيل اسمه عبيد الله.
سمع أبا القاسم بن بيان، وأبا العز محمد بن المختار. سمعنا منه مع تميم البندنيجي. وقرأت عليه بباب الأزج: أخبركم أبو العز المتوكلي، أنبأنا ابن المذهب، فذكر حديثاً. سمعه سنة خمس مئة.
توفي في رجب سنة ثمان وسبعين وخمس مئة).
__________
(1) من المختصر المحتاج.
(2) من المختصر المحتاج.(3/435)
1620- (عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر، أبو الفضل ابن أبي نصر الطوسي البغدادي المولد والمنشأ الموصلي، خطيبها.(1)
سمع أحمد بن عبد القادر بن يوسف، والحسين بن طلحة، ونصر بن البطر، وأبا محمد ابن السراج، وابن الطيوري، وبنيسابور أبا نصر عبد الرحيم القشيري، وبأصبهان أبا علي الحداد.
وعمر وحدث بالكثير إلا أن محمد بن عبد الخالق بن يوسف رحل إليه وأدخل في روايته ما لم يسمعه، فحدث بقطعةٍ من ذلك حتى تفطن به بعض الطلبة فعرف الشيخ بذلك، فترك الشيخ رواية ذلك القدر بعد أن نقل عنه، وهو في نفسه ثقةٌ. وكان شيخنا أبو بكر الحازمي إذا حدث عنه يقول: حدثنا أبو الفضل الخطيب من أصله العتيق.
روى عنه أبو سعد ابن السمعاني في ((تاريخه)). وحدثنا عنه جماعةٌ. وقد أجاز لنا، وكتب إلي بخطه: مولدي في صفر سبع وثمانين وأربع مئة.
وتوفي في رمضان سنة ثمان وسبعين وخمس مئة بالموصل.
أنشدنا في كتابه لنفسه:
أقول وقد خيمت بالخيف من منىً ... وقربت قرباني وقضيت أنساكي
وحرمة بيت الله ما أنا بالذي ... أملك مع طول الزمان وأنساك)
1621- (عبد الله بن أحمد بن جعفر، أبو جعفر الضرير المقرئ الواسطي.(2)
__________
(1) من المختصر المحتاج.
(2) من المختصر المحتاج.(3/436)
قدم بغداد في صباه، واستوطنها، وكان يسكن بباب الأزج.
قرأ القرآن على البارع أبي عبد الله، وغيره، وسمع منه ومن ابن الحصين، وأبي الحسن ابن الزاغوني،
وأبي غالب محمد بن الحسن الماوردي وجماعة. وأقرأ الناس، وحدث.
قرأت عليه: أخبركم أبو الفتح الكروخي، أنبأنا أبو عروبة عبد الهادي ابن شيخ الإسلام، فذكر حديثاً.
ولد سنة ثلاث وخمس مئة.
وتوفي يوم عرفة سنة إحدى وتسعين وخمس مئة ببغداد).
1622- (عبد الله بن أحمد بن أبي المجد بن غنائم، أبو محمد الحربي.(1)
سمع ابن الحصين، وأبا الحسين ابن الفراء، وغيرهما.
قرأت عليه: أخبركم ابن الحصين، فذكر حديثاً.
خرج ابن أبي المجد من بغداد في أواخر سنة سبع وتسعين (وخمس مئة) متوجهاً إلى الشام فبلغ الموصل وأقام بها يسمع فأدركه أجله بها في المحرم سنة ثمان وتسعين وخمس مئة).
__________
(1) من المختصر المحتاج.(3/437)
1623- (عبد الله بن أحمد بن عمر بن سالم بن باقا، يعرف بابن الدويك البزاز المعدل).(1)
(شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن سلمان في شوال سنة ثمانٍ وتسعين وخمس مئة)، وألحق بالمعدلين بمدينة السلام. وكان قد سمع من أبي الفتح المعروف بابن البطي، وأبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي، وما أعلم أنه روى شيئاً.
بلغني أن مولده في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة.
وتوفي يوم الاثنين سادس عشري شهر ربيع الآخر سنة أربع وست مئة، وصلي عليه يوم الثلاثاء، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.
1624- عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة، أبو محمد المقدسي الأصل الدمشقي المولد والدار.
__________
(1) من المختصر المحتاج.(3/438)
سمع بدمشق من جماعةٍ، وقدم بغداد، وأقام للتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله مدةً، وسمع بها من جماعةٍ مع ابن عمته عبد الغني بن سرور المقدسي، منهم: أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وأبو الحسن سعد الله بن نصر ابن الدجاجي، وأبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع، وأبو بكر عبد الله بن محمد ابن النقور، وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن ابن تاج القراء، والكاتبة شهدة بنت أحمد الإبري، وغيرهم. وحصل طرفاً صالحاً من الفقه والأصول، وعاد إلى بلده، وتوفر على الاشتغال بالفقه وتدريسه، وحدث بشيءٍ من مسموعاته. وكتب إلينا بالإجازة من هناك.
وبلغني أنه سئل عن مولده فقال: في سنة إحدى وخمسين وخمس مئة ظناً.(3/439)
1625- عبد الله بن أحمد بن علي بن هبة الله ابن المأمون، أبو محمد ابن القاضي أبي العباس بن أبي الحسن.
من أولاد الأشراف الأعيان والعدول المقبولين عند الحكام.
شهد أبو محمد هذا عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في ولايته الثانية يوم الأحد ثالث عشر شهر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو المظفر أحمد بن أحمد بن حمدي، وأبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ. ولما تولى والده في سنة ست وثمانين وخمس مئة، وكان يتولى قضاء دجيل، تولى أبو محمد ذلك، وعزل عنه، وأعيد إليه. وناب ببغداد عن أقضى القضاة أحمد بن علي ابن البخاري، وعزل عن القضاء والعدالة أجمع في صفر سنة أربع وست مئة بسبب كتبٍ قيل عنه زورها. ولم يكن محمود الطريقة في شهادته وقضائه.
سمع من أبي المعالي أحمد بن عبد الغني بن حنيفة، وأبي القاسم يحيى بن ثابت بن بندار، وأبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب، وغيرهم. وروى عنهم؛ سمع منه قومٌ من الطلبة.
ومولده فيما قرأت بخط أبيه في سنة ثمانٍ وأربعين وخمس مئة.
1626- عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن طلحة، أبو بكر ابن أبي طالب المقرئ الخباز.(3/440)
سمع الكثير بنفسه، وطلب، وأكثر عن جماعةٍ منهم: أبو الحسن علي بن نصر الواسطي، وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق السلمي، وأحمد بن أبي الفضل الشحمي، وجامع بن طيب الحربي، وأبو شجاع أحمد وأبو نصر يحيى ابنا موهوب ابن السدنك، وأبو أحمد أسعد بن يلدرك البواب، والكاتبة شهدة بنت أبي نصر الدينوري، وأبو طاهر المبارك بن محمد بن مشق، وآخرون من الغرباء، ومن أصحاب أبي القاسم بيان، وأبي طالب بن يوسف، وأبي القاسم بن الحصين وطبقتهم.
وجمع لنفسه ((مشيخةً)) خرج فيها عن أكثر من مئة شيخٍ سماعاً وإجازةً. علقت عنه شيئاً يسيراً.
أنشدني أبو بكر عبد الله بن أبي طالب المقرئ من حفظه، قال: أنشدني مؤدبي أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن العباس، قال: أنشدنا أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني لنفسه:
لهفي على متلونٍ إن لمته استشرى ... وإن أمسكت عنه جفاني
وإذا عذلت عليه زاد تلهفي ... فكأن عذل عواذلي أغراني
وإذا عزمت الصبر عنه أطاف بي ... جيش الهموم وموكب الأحزان
ذكر عبد الله بن أحمد هذا أنه ولد في سنة إحدى وخمسين وخمس مئة.
1627- عبد الله بن أحمد بن أبي بكر، أبو القاسم الخياط، يعرف والده بالخفاف.(3/441)
من ساكني الظفرية.
سمع مع أبيه من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وروى عنه. سمع منه أصحابنا.
1628- عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن علي الخطيب، أبو محمد الفقيه الشافعي.
من أهل همذان.
قدم بغداد واستوطنها، وتفقه بها بالمدرسة النظامية على الرضي أحمد بن إسماعيل القزويني المدرس بها، ومن بعده حتى حصل معرفة المذهب والأصول والخلاف، وأعاد بالمدرسة المذكورة للشيخ أبي طالب صاحب أبي الحسين ابن الخل، ومن بعده من المدرسين بها. وكان صالحاً ورعاً عفيفاً.
سمع بهمذان من أبي الفضل أحمد بن سعد بن حمّان، ومن أبي الوقت السجزي لما قدمها وغيرهما.
سمعت منه، وذكر لي أنه قدم بغداد في شوال سنة سبعين وخمس مئة، وأن أباه كان خطيباً في بعض نواحي همذان.
قرأت على أبي محمد عبد الله بن إبراهيم بن محمد الهمذاني ببغداد، قلت له: أخبركم أبو الفضل أحمد بن سعد بن نصر بن حمّان قراءةً عليه وأنت تسمع بهمذان، فأقر به، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي الفقيه الشافعي قدم علينا قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو علي الحسن(3/442)
ابن أحمد بن شاذان البزاز، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان العباداني، قال: حدثنا علي بن حرب بن محمد الطائي، قال: حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن عيسى، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن أسامة بن زيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم)).
سألت أبا محمد الهمذاني عن مولده فقال: في سنة خمس وأربعين وخمس مئة بهمذان. فقلت له: في أي شهرٍ؟ فقال: أظنه في شهر ربيع الأول.
1629- عبد الله بن إسماعيل بن أبي سعيد النيسابوري الأصل البغدادي المولد، أبو سعد ابن شيخ الشيوخ أبي البركات.
أخو شيخنا شيخ الشيوخ أبي القاسم عبد الرحيم، وكان الأسن. من بيت التصوف والقدمة وخدمة الفقراء.
سمع من أبيه إسماعيل وغيره، وما بلغ أوان الرواية، وتوفي في حياة أبيه بالبصرة، وقد كان تولى النظر في الأعمال الديوانية بها، رحمه الله وإيانا.
1630- عبد الله بن إسحاق بن موهوب بن أحمد بن الخضر الجواليقي، أبو القاسم بن أبي طاهر.
وقد تقدم ذكر أبيه وأخيه الحسن.
سمع من أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي وغيره، وما أعلم أنه روى شيئاً.(3/443)
توفي يوم الأربعاء ثالث جمادى الآخرة من سنة تسع وست مئة، ودفن في هذا اليوم بباب حرب.
1631- عبد الله بن جعفر بن محمد بن موسى بن جعفر العبسي، أبو محمد الدوريستي.
منسوب إلى قريةٍ من قرى الري يقال لها: دوريست.
كان يذكر أنه من ولد حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . أحد فقهاء الشيعة الإمامية.
قدم بغداد في سنة ستين وخمس مئة، وأقام بها مدةً، وحدث بها عن جده محمد بن موسى بشيءٍ من أخبار الأئمة من ولد علي بن أبي طالب، فسمع منه جماعةٌ من المنتمين إلى مذهبه، وعاد إلى بلده فبلغنا أنه توفي بعد سنة ست مئة بتستر، والله أعلم.
1632- عبد الله بن جعفر بن النفيس بن عبيد الله، أبو طاهر العلوي الحسيني.
من أهل الكوفة.
جوال سافر الكثير، وطاف البلاد ما بين العراق وخراسان وغزنه وبلاد ما(3/444)
وراء النهر وغير ذلك، وكان له لسانٌ ومعرفةٌ بالأدب ويقول الشعر.
سبع ببلده من أبي العباس أحمد بن يحيى بن ناقة، وكان يذكر أن له إجازة من الشريف عمر بن حمزة العلوي الكوفي. وسمع ببغداد من أبي القاسم يحيى ابن ثابت البقال وغيره. وكتبنا عنه ببغداد أناشيد له ولغيره.
أنشدنا أبو طاهر عبد الله بن جعفر العلوي ببغداد من حفظه، قال: أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن ناقة بالكوفة، قال: أنشدني أبو محمد القاسم بن علي ابن الحريري البصري ببغداد في سنة أربع وخمس مئة لغيره:
كن مع الدهر كيف قلبك الدهر ... بقلبٍ راضٍ وصدرٍ رحيب
وتيقن أن الليالي ستأتي ... كل يوم وليلةٍ بعجيب
وأنشدني أيضاً مما يقال: إنه لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
الليل يعمل والنهار كلاهما ... يا ذا التغافل فيك فاعمل فيهما
وهما جميعاً يفنيانك فاجتهد ... بصنائع الخيرات أن تفنيهما
سألت أبا طاهر هذا عن مولده، فقال لي: ولدت في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة بالكوفة.
وبلغني أنه توفي مسافراً عن الكوفة في سنة اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة وست مئة، والله أعلم.
1633- عبد الله بن الحسن بن عبد الملك الرقي الأصل، أبو محمد.
كان أحد الشهود المعدلين ببغداد؛ شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله(3/445)
النحوي قراءةً عليه، قيل له: أخبركم القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه في ((تاريخ الحكام)) تأليفه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته، قال: أبو محمد عبد الله بن الحسن بن عبد الملك الرقي شهد في يوم الثلاثاء سادس عشري ذي الحجة سنة أربع عشرة وخمس مئة، وزكاه الشريف أبو تمام محمد بن محمد ابن الزوال الهاشمي وأبو البركات هبة الله بن علي ابن البخاري.
وقرأت بخط أبي محمد يحيى بن علي ابن الطراح الوكيل ومنه نقلت: أن أبا محمد الرقي توفي في يوم الثلاثاء خامس عشري شهر رمضان سنة ست وعشرين وخمس مئة، ودفن بمقبرة درب الخبازين.
1634- عبد الله بن الحسن بن زيد بن الحسن الكندي، أبو محمد التاجر.
من ساكني دار الخلافة المعظمة -شيد الله قواعدها بالعز- أخو أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي الذي قدمنا ذكره، وكان الأصغر، أعني عبد الله.
سمع أبا الفضل محمد بن ناصر البغدادي، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبا المظفر عبد الملك بن علي الهمذاني وغيرهم. وحدث بالقليل ببغداد، وانتقل إلى دمشق فسكنها إلى أن توفي بها، وأظنه حدث بها.
بلغني أنه ولد ببغداد يوم الثلاثاء رابع شهر رمضان سنة تسع وعشرين وخمس مئة.
وتوفي بدمشق في خامس ذي القعدة سنة تسع وتسعين وخمس مئة،(3/446)
وصلى عليه أخوه أبو اليمن، ودفن هناك، رحمه الله وإيانا.
1635- عبد الله بن الحسين بن عبد الله، أبو القاسم الهمذاني الفقيه الحنفي.
أحد الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة رحمه الله والشهود المعدلين بمدينة السلام.
شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النحوي فيما قرئ عليه من أصل سماعه ونحن نسمع، قيل له: أخبركم القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه في كتاب ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) تأليفه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدامغاني شهادته وأثبت تزكيته، قال: وأبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله الهمذاني في جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وأربع مئة، وزكاه أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني وأبو سعد المبارك بن علي النحوي.
1636- عبد الله بن الحسين بن علي، أبو محمد الصائغ.
سمع أبوي القاسم: صدقة بن محمد ابن المحلبان، وهبة الله بن الحسن بن هلال الدقاق، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي ابن البطي، وغيرهم. وروى عنهم.
سمع منه جماعةٌ من رفقائنا، ورأيته ولم يتفق لي منه سماعٌ، وقد أجاز لنا.
1637- عبد الله بن الحسين بن صدقة بن موهوب، أبو القاسم بن أبي عبد الله الوزان، يعرف بعسامة.(3/447)
سمع أبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد البغدادي، وغيره. كتبنا عنه.
قرأت على أبي القاسم عبد الله بن أبي عبد الله الوزان، قلت له: حدثكم أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي من لفظه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور البزاز إجازة. وأخبرنيه عنه يحيى بن عبد الرحمن قراءةً، قال: أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا كامل بن طلحة الجحدري، قال: حدثنا عباد بن عبد الصمد، عن أنس بن مالك رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من بلغه عن الله تعالى فضلٌ، يعني فعمل به، أعطاه الله ذلك، وإن لم يكن ذلك كذلك)).
سألت أبا القاسم هذا عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة، والله أعلم.
وتوفي ليلة الثلاثاء ثالث عشر شعبان سنة ثلاث عشرة وست مئة، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة باب حرب.
1638- عبد الله بن الحسين بن عبد الله، أبو البقاء بن أبي عبد الله ابن أبي البقاء العكبري الأصل البغدادي المولد والدار الفقيه الفرضي النحوي.(3/448)
تفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله على أبي حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني، وأخذ النحو عن أبي محمد ابن الخشاب وغيره. وسمع الحديث من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطي، ومن أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي، وأبي بكر عبد الله بن محمد ابن النقور، وجماعة آخرين.
وكان جماعة لفنونٍ من العلم، وله مصنفات حسان في إعراب القرآن الكريم، وقراءاته المشهورة والشاذة، وإعراب الحديث، والنحو، واللغة العربية. وشرح المقامات الحريرية وشعر أبي الطيب المتنبي وغير ذلك. سمعنا منه، ونعم الشيخ كان.
قرأت على أبي البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله النحوي، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك وعرفه، قال: أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن ملحان، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير،(3/449)
قال: حدثني الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعد بن أبي هلال، عن زيد ابن أسلم، عن رجل أخبره عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الدين النصيحة. قال: قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
سألت الشيخ أبا البقاء عن مولده، فقال: ولدت في سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي ليلة الأحد ثامن ربيع الآخر سنة ست عشرة وست مئة، ودفن يوم الأحد بباب حرب، رحمه الله وإيانا.
1639- عبد الله بن الحسين بن أحمد بن علي بن محمد بن علي الدامغاني، أبو القاسم قاضي القضاة ابن القاضي أبي المظفر ابن القاضي أبي الحسين ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله.(3/450)
من بيتٍ عريق في القضاء وولاية الحكام بمدينة السلام وغيرها، وأهل فضلٍ وعلمٍ وتقدم، تولى منهم قضاء القضاة شرقاً وغرباً غير واحدٍ
وأبو القاسم هذا من أهل العلم والمعرفة بالحكم والفرائض والأدب، مع عفة فيه ونزهةٍ تشتمل عليها، وحسن طريقةٍ عرف بها. تولى أولاً القضاء والحكم بمدينة السلام في رجب سنة ست وثمانين وخمس مئة، وخلع عليه خلعة سوداء وطرحة كحلية، وأذن له في الإسجال عن الخدمة الشريفة الإمامية الناصرية ضاعف الله جلالها وأسبغ على كافة الخلائق ظلالها، وتقدم إلى الشهود بحضور مجلسه والشهادة عنده وعليه فيما يسجله، وكان قاضي القضاة يومئذ أبو الحسن محمد بن جعفر العباسي بمدينة السلام إلى أن عزل، أعني العباسي، في جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وخمس مئة، فانفرد القاضي أبو القاسم هذا بالقضاء والحكم بمدينة السلام إلى أن ولي قاضي القضاة أبو طالب علي بن علي ابن البخاري المرة الثانية وهو على حكمه وقضائه. وتوفي قاضي القضاة أبو طالب هذا في جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة، فانفرد القاضي أبو القاسم أيضاً بالحكم ببغداد إلى أن عزل في ثامن عشر رجب سنة أربع وتسعين وخمس مئة، فكانت ولايته ثماني سنين، فلزم منزله إلى أن ولي قضاء القضاة شرقا ًوغرباً في يوم الثلاثاء خامس عشري شهر رمضان سنة ثلاث وست مئة، ولاه ذلك الوزير يومئذٍ أبو الحسن ناصر بن مهدي، وخلع عليه الخلعة السوداء والعمامة الكحلية والطرحة الكحلية، وسلم إليه العهد بذلك، فحضر جامع القصر الشريف عصر اليوم المذكور وقرئ عهده بمحضر من خلقٍ من العدول والعلماء والأعيان، وحضرنا ذلك، وكان القارئ له القاضي أبو المظفر ابن الرطبي المحتسب، وسمع البينة حينئذٍ وحكم. ثم نهض إلى داره بدرب المطبخ. ثم أسكن بباب العامة المحروس في دارٍ كانت لابن الصاحب.
ولم يزل على حكمه وقضائه وقبوله الشهود، ونوابه بمدينة السلام أخوه القاضي أبو عبد الله محمد والقاضي أبو الحسن علي بن روح ابن النهرواني،(3/451)
وسائر البلاد والأعمال إلا أن عزل يوم الأربعاء ثاني عشري رجب سنة إحدى عشرة وست مئة، فكانت ولايته هذه سبع سنين وعشرة أشهر.
وقد سمع الحديث من عمه قاضي القضاة أبي الحسن، ومن أم عتب تجني بنت عبد الله الوهبانية، وغيرهما. وأجاز له سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله -خلد الله ملكه وأدام أيامه- وروى عنه الكثير.
وسئل عن مولده فقال: في رجب سنة أربع وستين وخمس مئة.
وتوفي ليلة الأحد تاسع عشري ذي القعدة سنة خمس عشرة وست مئة، ودفن يوم الأحد بمقبرة الشونيزي.
1640- عبد الله بن حيدر بن أبي القاسم، أبو القاسم القزويني الفقيه الشافعي.
سكن همذان، ودرس بها الفقه، وروى الحديث. وكان فاضلاً ثقةً. سمع بنيسابور أبا عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وبمرو يوسف بن أيوب الهمذاني وغيرهما. وجمع لنفسه ((أربعين حديثاً)).
قدم بغداد حاجاً في سنة أربع وأربعين وخمس مئة وحدث بها. سمع منه في هذه السنة بها أبو العباس أحمد بن منصور الكازروني، وحدثنا عنه ((بالأربعين)) التي جمعها وغيرها، وروى عنه أيضاً شيخنا أبو بكر الحازمي الحافظ، وأظنه سمع منه بهمذان بعد هذا التاريخ.(3/452)
قرئ على أبي بكر محمد بن موسى الهمذاني وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم عبد الله بن حيدر بن أبي القاسم القزويني، فأقر به، قال: أخبرنا محمد بن الفضل بن أحمد.
وأخبرناه عالياً أبو المفاخر علي بن محمد بن الحسن البيهقي فيما كتب إلينا، قال: أخبرنا محمد بن الفضل بن أحمد قراءةً عليه بنيسابور، قال: أخبرنا عبد الغافر بن محمد التاجر، قال: أخبرنا محمد بن عيسى، قال: أخبرنا إبراهيم ابن محمد، قال: أخبرنا مسلم بن الحجاج، قال: حدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم، قالا: أخبرنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فتح مكة: ((لا هجرة، ولكن جهادٌ ونية، وإذا استنفرتم فانفروا)).
1641- عبد الله بن حمزة بن علي بن طلحة، أبو المظفر بن أبي الفتوح.
وقد تقدم ذكر أبيه وأخيه محمد. من بيت أهل ولاية وتقدم وخدمة الديوان العزيز، مجده الله.
تولى النظر بالأعمال الواسطية، وصار إليها، وأقام بها مدةً ينظر في ديوانها، ويتصرف في أعمالها، وذلك في الأيام المستضيئية إلى أن عزل عن ذلك، فعاد إلى بغداد، وتوفي بها.
1642- عبد الله بن الحارث بن عبد الرزاق، أبو .. ..(3/453)
من أهل أصبهان.
قدم بغداد، وحدث بها فيما زعم أبو بكر عبيد الله بن علي المارستاني، وقال: سمعت منه، والله أعلم.
1643- عبد الله بن الخضر بن الحسين، أبو البركات المعروف بان الشيرجي الفقيه الشافعي.
من أهل الموصل.
شيخٌ فاضلٌ صالحٌ عالمٌ، له معرفةٌ حسنةٌ بمذهب الشافعي رضي الله عنه. قدم بغداد وأقام بالمدرسة النظامية سنين يدير الفقه والمدرس بها يومئذ أبو منصور ابن الرزاز ومن بعده، حتى حصل معرفة المذهب والخلاف، وتكلم في المسائل، وناظر. وسمع بها الحديث الكثير من جماعةٍ منهم: القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، وأبو الفتح مفلح بن أحمد الدومي الوراق، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبو الفضل أحمد بن طاهر الميهني، وأبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وغيرهم.
وحدث بها وهو شابٌ بشيءٍ من ((سنن)) أبي داود السجستاني، وعاد إلى بلده، ودرس به الفقه، وروى به الكثير، وتفقه به جماعةٌ، وسمع منه خلقٌ من أهل الموصل والواردين إليها. وروى لنا عنه غير واحد.
قرأت على أبي المظفر محمد بن علوان الفقيه، قلت له: أخبركم أبو البركات عبد الله بن الخضر ابن الشيرجي، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، قال: أخبرنا أبو عامر محمود بن(3/454)
القاسم الأزدي.
وأخبرناه عالياً أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد التاجر قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو العلاء صاعد بن سيار الهروي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبو المظفر عبد الله بن عطاء البغاورداني، قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، قال: حدثنا أبو عيسى محمد ابن عيسى الترمذي، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر، عن محمد بن أبي حميد، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله عز وجل له)).
أنبأنا أبو المواهب الحسن بن هبة الله الدمشقي، قال: توفي أبو البركات ابن الشيرجي بالموصل في سنة أربع وسبعين وخمس مئة، وقد قارب الثمانين.
((آخر الجزء الحادي والثلاثين)).(3/455)
1644- عبد الله بن خميس، أبو المظفر الفقيه الشافعي.
من أهل أهْر بلدة من بلاد أذربيجان.
قدم بغداد، وتفقه بها، وحصل معرفة المذهب والخلاف، وتكلم في المسائل، وناظر، وأعاد بالمدرسة النظامية والمدرس بها القاضي أبو علي يحيى ابن الربيع الواسطي ومن بعده. وولي خدمة الصوفية برباط الكاتبة شهدة بنت أحمد الإبري برحبة جامع القصر الشريف والنظر في وقفه، وانقطع إلى ذلك، وترك الإعادة بالمدرسة النظامية. وأجاز له سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله -خلد الله ملكه- وحدث عنه بجامع القصر الشريف وغيره.
1645- عبد الله بن دهبل بن علي بن منصور بن كاره، أبو محمد ابن أبي الحسن.
من أهل الحريم الطاهري، وقد تقدم ذكرنا له فيمن اسمه صالح على ما بلغنا، وأعدنا ذكره هاهنا لأن عبد الله هو اسمه المشهور، وهو الذي كان يعرف به، جمعاً بين القولين.
سمع أبا غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهما. سمعنا منه، وأظنه كان أمياً لا يكتب، وسماعه صحيح مع أبيه في أصول الشيوخ.
قرأت على أبي محمد عبد الله بن دهبل الطحان، قلت له: أخبركم(3/456)
القاضي أبو بكر محمد بن أبي طاهر الفرضي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: حدثنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين ابن الفراء، قال: أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا عيسى بن سالم الشاشي، قال:حدثنا ابن المبارك، عن شعبة، عن عمرو بن مرة أنه سمع خيثمة يحدث عن عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمةٍ طيبةٍ)).
توفي عبد الله بن كاره ليلة الجمعة عاشر شهر رمضان سنة تسع وتسعين وخمس مئة، ودفن يوم الجمعة بمقبرة باب حرب.
1646- عبد الله بن سعد بن الحسين ابن الهاطرا، أبو المعمر الوزان.
من أهل باب الأزج، يعرف بخزيفة.
ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في كتابه في حرف الخاء المعجمة، فقال: خزيفة بن سعد بن الحسين، وقيل اسمه عبد الله. ولم يذكره فيمن اسمه عبد الله وهو اسمه الصحيح، وإنما خزيفة لقبٌ عرف به، وفي سماعاته كلها اسمه عبد الله، وهكذا يكتب بخطه إذا سئل الإجازة، قرأت ذلك بخطه في غير موضعٍ.
سمع أبا الخطاب ابن البطر، والحسين بن طلحة النعالي، وعلي بن الحسين بن أيوب، والحسين بن علي ابن البسري.(3/457)
وكان ثقةً.
حدث بالكثير؛ سمع منه تاج الإسلام أبو سعد، ومن بعده. وروى لنا عنه القاضي أبو العباس أحمد بن منصور الكازروني، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، وطاوس بن أحمد المقرئ، وعمر بن محمد بن جابر في آخرين.
قرأت على أبي العباس أحمد بن منصور بن أحمد الفارسي، قلت له: أخبركم أبو المعمر عبد الله بن سعد المعروف بخزيفة بقراءتك عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله القارئ، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقوية، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا عبد الله بن أبي داود المنادي، قال: حدثنا علي بن حفص المدائني، قال: حدثنا ورقاء، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانك)).
بلغني أن أبا المعمر هذا ولد في آخر سنة ثمانين وأربع مئة.
وقال صدقة بن الحسين الناسخ في ((تاريخه)): توفي خزيفة المحدث في يوم الاثنين ثامن عشر رجب سنة ستين وخمس مئة، وصلي عليه بباب الأزج، وحمل إلى مقبرة أحمد، يعني بباب حرب، فدفن هناك، رحمه الله وإيانا.(3/458)
1647- عبد الله بن شجاع بن فائز بن علي، أبو القاسم الكاتب.
من أهل شارع دار الرقيق، يعرف بابن الدقيق.
سمع أبا المعالي محمد بن محمد بن الجبان العطاء وروى عنه. سمعنا منه.
قرأت على أبي القاسم عبد الله بن شجاع من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو المعالي محمد بن محمد ابن الجبان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن البسري فيما أذن لنا أن نرويه عنه، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا شيبان بن أبي شيبة، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من طلب الشهادة صادقاً أعطيها، ولو لم تصبه)).
سألت أبا القاسم هذا عن مولده فقال: في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وخمس مئة.
(وتوفي في شهر ربيع الأول سنة ثمان عشرة وست مئة، ودفن بباب حرب).
1648- عبد الله بن صالح بن سالم بن خميس، أبو محمد بن أبي المظفر الأنباري الأصل البغدادي المولد والدار الخباز.(3/459)
كان يسكن بباب الأزج.
سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي وغيرهما. وكانت له إجازةٌ من أبي القاسم بن الحصين، فيما ذكر تميم ابن البندنيجي؛ قال تميم: وحدث عبد الله هذا وروى.
سمع منه جماعةٌ من أصحابنا، وما اتفق لنا لقاؤه، ولعله أجاز لي. توفي في ليلة الثلاثاء حادي عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب الأزج بمقبرة الخلال، وتعرف بمقبرة الفيل.
1649- عبد الله بن صافي بن عبد الله الخازني، أبو القاسم.
كان أبوه مولىً لرجلٍ يعرف بحسين الخازن فنسب إليه. هكذا ذكر عبد الله هذا، وقال لي: قرأت القرآن الكريم بالقراءات على أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي وغيره.
قلت: وسمع الحديث من أبي الحسن علي بن أحمد الموحد، وأبي عبد الله الحسين بن علي الخياط سبط أبي منصور المقرئ، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، وغيرهم، وروى عنهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي القاسم عبد الله بن صافي الخازني من أصل سماعه بالرباط المجاور لمشهد النذور عند السبتي، قلت له: أخبركم أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي ابن المأمون، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، قال: حدثنا هشام بن عبد الله المخزومي، قال: حدثنا هشام(3/460)
ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((التمسوا الرزق في خبايا الأرض)).
قال الدارقطني: تفرد به المخزومي عن هشام بن عروة ولم يروه عنه غير مصعب الزبيري.
قلت: ذكر بعض أهل العلم أن معنى خبايا الأرض: الزرع، والله أعلم.
توفي عبد الله بن صافي الخازني بالمارستان العضدي ببغداد في العشر الأخر من جمادى الأولى سنة ثلاث وست مئة، ودفن بمقبرته، وقد جاوز التسعين، رحمه الله وإيانا.
1650- عبد الله بن عبد الله الرومي، أبو الخير الجوهري، عتيق جعفر بن سليمان الطيبي التاجر.
كان يسكن درب حبيب.
وكان خيراً حافظاً لكتاب الله العزيز. قرأ على أبي العز محمد بن الحسين القلانسي الواسطي ببغداد لما قدمها في سنة سبع عشرة وخمس مئة، وروى عنه حرف أبي عمرو بن العلاء، وأقرأ الناس به، وسمع أبا القاسم بن الحصين، وغيره. رأيته ولم آخذ عنه شيئاً.
توفي في شعبان سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، ودفن بالجانب الشرقي بالمقبرة المعروفة بالعطافية.
1651- عبد الله بن عبد الله الطوسي، أبو محمد الصوفي، شيخ الصوفية برباط الشونيزي.(3/461)
هكذا وجدت اسمه ونسبه على قبره مكتوباً. قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، وسكن رباط الشونيزي، وخدم الفقراء به سنين. وكان ينتسب إلى حجة الإسلام أبي حامد الغزالي بطريقٍ من غير تحقيق. وكان أحد الشيوخ المشهورين بالتصوف المعروفين به.
توفي برباط الشونيزي يوم الأحد رابع عشري ذي الحجة من سنة أربع وثمانين وخمس مئة، ودفن مقابل الرباط المذكور، وأظنه روى شيئاً من الحديث، والله أعلم.
1652- عبد الله بن عبد الرحمن بن أيوب بن علي البستنبان، أبو محمد.
من أهل الحربية.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، وأقرانهما. وروى عنهم. كتبت عنه. وكان من أبناء المحدثين.
قرئ على أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن أيوب وأنا أسمع بجامع الحربية، قيل له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءةً عليه(3/462)
وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان قراءةً عليه، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حدثنا يعقوب بن يوسف القزويني، قال: حدثنا محمد بن سعيد بن سابق، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قمت على باب الجنة فرأيت أكثر أهلها المساكين، ورأيت أصحاب الجد محبوسون إلا أصحاب النار فإنهم أمر بهم إلى النار، وقمت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء)).
توفي عبد الله بن أيوب هذا في يوم الخميس سلخ شهر ربيع الأول سنة إحدى وست مئة، ودفن بباب حرب.
1653- عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن أبي سعيد الأنباري، أبو محمد ابن الشيخ أبي البركات النحوي.
وقد تقدم ذكرنا لجده محمد بن عبيد الله، وسيأتي ذكر والده فيمن اسمه عبد الرحمن إن شاء الله.
وعبد الله هذا من أولاد الشيوخ الصالحين. كان والده فاضلاً عالماً صالحاً ورعاً. سمع أباه وغيره، وتفقه على مذهب الشافعي، وتكلم في الوعظ، وروى عن أبيه شيئاً من تصانيفه. وكان يسكن الأنبار، ويقدم بغداد، وبها رأيته.(3/463)
1654- عبد الله بن عبد الرحيم بن إسماعيل بن أحمد النيسابوري الأصل، أبو محمد ابن شيخ الشيوخ أبي القاسم ابن شيخ الشيوخ أبي البركات ابن شيخ الشيوخ أبي سعد.
كان شاباً صالحاً، نشأ بين الصوفية، وسمع من أبي منصور المظفر بن أردشير العبادي الواعظ وغيره، وخرج عن بغداد مسافراً إلى الشام فتوفي بحلب، ووصل نعيه إلى أبيه إلى بغدد في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستين وخمس مئة، ودفن هناك. وكان شاباً.
1655- عبد الله بن عبد العزيز، أبو محمد القيرواني.
من أهل المغرب.
قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، وكان ينزل بدرب دينار، ويخالط الصالحين، ويحفظ حكاياتهم وأشعارهم وغير ذلك. سمع أبا محمد ابن الخشاب. كتبنا عنه أناشيد لتعذر مسموعاته.
أنشدني أبو محمد عبد الله بن عبد العزيز المغربي ببغداد من حفظه للقاضي عبد الوهاب بن نصر المالكي البغدادي الساكن بمصر.
أهيم بذكر الشرق والغرب دائماً ... وما لي لا شرق البلاد ولا الغرب
ولكن أوطاناً نأت وأحبةً ... فقدت متى أذكر عهودهم أصب
ولا أنس من ودعت بالشط سحرةً ... وقد غرد الحادون واستعجل الركب
أليفان: إلفٌ سائرٌ نحو غربةٍ ... وإلفٌ مقيمٌ سار عن جسمه القلب
سألت عبد الله هذا عن مولده، فقال: ولدت في سنة تسع عشرة وخمس مئة بالقيروان من بلاد المغرب.(3/464)
وتوفي ببغداد في يوم الاثنين ثاني شهر ربيع الآخر من سنة ست وست مئة، ودفن بالجانب الغربي في مقبرة الشونيزي.
1656- عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله، أبو القاسم التفليسي.
قدم بغداد واستوطنها، وصحب الشيخ أبا النجيب السهروردي، وسمع معه الحديث من جماعةٍ، منهم: أبو المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وأبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي، وغيرهم، وحدث عنهم. سمعنا منه.
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عبد العزيز التفليسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد الدقاق قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد القرشي، قال: حدثنا خالد بن خداش، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أبي بردة، عن الأغر المزني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله كل يوم مئة مرةٍ)).
توفي أبو القاسم التفليسي يوم الخميس سابع عشر ربيع الأول سنة عشرين وست مئة، ودفن يوم الجمعة بباب حرب.
1657- عبد الله بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد ابن الثقفي، أبو الفتوح القاضي ابن قاضي القضاة أبي جعفر بن أبي الحسين.
وقد تقدم ذكرنا لأخيه قاضي القضاة أبي البركات جعفر.(3/465)
وأبو الفتوح هذا شهد بمدينة السلام عند أخيه قاضي القضاة أبي البركات في ثاني يوم ولايته وذلك يوم الأربعاء عاشر صفر سنة ست وخمسين وخمس مئة. وزكاه القاضيان أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن الحراني وأبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن البيضاوي، واستنابه في الحكم والقضاء بمدينة السلام. ولم يزل على ذلك إلى أن توفي أخوه قاضي القضاة في سنة ثلاث وستين وخمس مئة، وانعزل عن الحكم مدةً. ثم تولى القضاء بالجانب الغربي من بغداد والحسبة، فكان على ذلك إلى حين وفاته.
وسمع الحديث من أبيه قاضي القضاة أبي جعفر، ومن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، ومن أبي العباس أحمد بن يحيى بن ناقة الكوفي. وما أعلم أنه حدث بشيءٍ.
توفي في شعبان سنة ثمانين وخمس مئة، ودفن بالتربة المجاورة لرباط الزوزني مقابل جامع المنصور، رحمه الله وإيانا.
1658- عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق السلمي، أبو محمد.
قال القاضي عمر بن علي القرشي: كان يذكر أنه من ولد أبي عبد الرحمن السلمي.
سمع أبا القاسم علي بن الحسين الربعي، وأبا منصور علي بن محمد ابن الأنباري الواعظ، وأبا القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبا الغنائم محمد بن علي ابن ميمون النرسي، وأبا عثمان إسماعيل بن محمد بن ملة الأصبهاني، وأبا المعالي أحمد بن علي ابن البخاري، وغيرهم. وروى الكثير.
سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، وأبو أحمد العباس(3/466)
ابن عبد الوهاب البصري، والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي، وأبو الرضا أحمد بن طارق القرشي، وأبو إسحاق مكي بن أبي القاسم الغراد، وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وغيره.
قرأت على أبي محمد بن أبي نصر البزاز: أخبركم أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق السلمي بقراءتك عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن أحمد بن محمد الرزاز.
وأخبرناه عالياً أبو طاب محمد بن علي بن أحمد الكتاني، وأبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد البغدادي بقراءتي عليهما، قلت لهما: أخبركما أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الرزاز قراءةً عليه، فأقرا به، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((آتي يوم القيامة باب الجنة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحدٍ قبلك)).
أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيع وأبو المحاسن عمر بن علي القاضي، قالا: توفي عبد الله بن عبد الصمد السلمي في محرم سنة سبعين وخمس مئة. زاد محمد بن أبي طاهر: ليلة الجمعة ثامنه.
1659- عبد الله بن عبد الباقي ابن التبان، أبو بكر.(3/467)
تفقه على أبي الوفاء علي بن عقيل الحنبلي، وسمع من أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن الطيوري. وكان أمياً.
ذكر الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في ((تاريخه)) أنه توفي في شوال سنة أربع وأربعين وخمس مئة، وأنه دفن بباب حرب.
1660- عبد الله بن عبد القادر بن أبي صالح الجيلي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو عبد الرحمن.
كان أكبر ولد الشيخ عبد القادر، ولم يكن مشتغلاً بالعلم، ولا من أهل هذا الشأن، غير أن والده كان أسمعه في صغره من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وغيرهما. ويقال: إنه روى شيئاً يسيراً.
بلغني أن مولده في سنة ثمان وخمس مئة.
وتوفي في سابع عشري صفر سنة سبعٍ وثمانين وخمس مئة.
1661- عبد الله بن عمر بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن أحمد بن الحسين بن الحسن بن سهل، أبو القاسم ابن الظريف البلخي.
والد أبي الحياة محمد بن عبد الله البلخي الواعظ الذي قدمنا ذكره.
قدم بغداد حاجاً في سنة ستين وخمس مئة، وحدث بها عن أبي الحسن علي بن أحمد السلامي، فسمع منه جماعةٌ منهم: القاضي عمر بن علي القرشي، وأبو العز يوسف بن محمد الموصلي، وأخوه سليمان وغيرهم.
قرئ على أبي الفضل سليمان بن محمد بن علي بن أبي سعد الصوفي وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم عبد الله بن عمر بن محمد البلخي قراءةً عليه(3/468)
وأنت تسمع في شوال سنة ستين وخمس مئة لما قدم عليكم حاجاً، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي السلامي قراءةً عليه وأنا أسمع ببلخ، قال: أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد الصوفي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الصيرفي، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أبي المليح، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يقبل الله صلاةً بغير طهورٍ ولا صدقة من غلولٍ)).
أنبأنا أبو المحاسن القرشي، قال: سألت أبا القاسم البلخي عن مولده فقال: في سنة اثنتين وخمس مئة.
قلت: وحج وعاد إلى بلده في سنة إحدى وستين وخمس مئة، وتوفي بعد ذلك، رحمه الله وإيانا.
1662- عبد الله بن عمر بن أحمد بن جواد، أبو محمد الخباز.
من أهل باب الأزج.
سمع أبا الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبا الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبا الوقت الصوفي، وغيرهم.
ذكر عبد الله بن أبي طالب المقرئ أنه سمع منه وأنه توفي في تاسع عشر جمادى الأولى من سنة إحدى وتسعين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
1663- عبد الله بن عمر بن علي بن زيد القزاز، أبو المنجى بن أبي حفص، يعرف بابن اللتي.(3/469)
من أهل شارع دار الدقيق.
سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، وأبا الفتوح محمد بن محمد الطائي الهمذاني، وأبا المعالي محمد بن محمد ابن اللحاس العطار، وغيرهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي المنجى عبد الله بن عمر ابن اللتي، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الهروي، قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرتنا أم عزى بيبى بنت عبد الصمد بن علي الهرثمية قراءةً عليها وأنا أسمع، قالت: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، قال: حدثني مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الولاء لمن أعتق)).
سألت عبد الله ابن اللتي عن مولده، فقال: في ذي القعدة سنة خمس أو ست وأربعين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
1664- عبد الله بن عمر بن الخضر بن عبد الله بن علي القرشي، أبو بكر بن أبي المحاسن الدمشقي الأصل البغدادي المولد والدار.
أسمعه والده الكثير في صباه، وقرأ له على الشيوخ مثل أبي الفتح محمد(3/470)
ابن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وأبي بكر عبد الله بن محمد ابن النقور، وأبي القاسم يحيى بن ثابت بن بندار، وأبي محمد هبة الله بن يحيى الوكيل، وجماعةٍ من طبقتهم، ومن بعدهم من أصحاب أبي الحسن ابن العلاف وأبي القاسم بين بيان وأبي علي بن نبهان وغيرهم، إلا أن مسموعاته ذهب أكثرها بعد موت والده، وروى هو شيئاً مما بقي. وسمع منه جماعةٌ من أصحابنا، وسمعنا منه.
وسألته عن مولده، فقال: في ذي القعدة من سنة ثمان وخمسين وخمس مئة.
وتوفي يوم الخميس رابع رمضان سنة ست عشرة وست مئة ببعقوبا، ودفن بها.
1665- عبد الله بن عثمان بن بركة، أبو علي الحفار.
من أهل الحربية.
ذكره أبو العباس أحمد بن سلمان الحربي المعروف بالسكر في شيوخ الحربية، وأظنه سمع منه، واستجازه لنا، ولم أظفر بشيءٍ من مسموعاته إلى الآن.
1666- عبد الله بن عثمان بن محمد بن الحسن الدقاق، أبو بكر سبط ابن هدية البيع.
من أهل باب البصرة، يعرف بابن قديرة.(3/471)
سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، وأبا بكر أحمد بن علي ابن الأشقر، وأبا محمد المبارك بن أحمد الكندي، وأبا الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وغيرهم. وحدث عنهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي بكر عبد الله بن عثمان الدقاق، قلت له: أخبركم أبو البدر إبراهيم بن محمد بن عمر الكرخي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرتنا خديجة بنت محمد الشاهنجانية الواعظة قراءةً عليها، قالت: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون الواعظ، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان الدمشقي، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الحميد بن حيبب بن أبي العشرين، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني إسماعيل بن عبيد الله، قال: حدثتني أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه)).
سألت عبد الله بن عثمان هذا عن مولده، فقال: في سنة تسع وعشرين وخمس مئة، وتوفي ليلة الثلاثاء حادي عشري شعبان سنة اثنتي عشرة وست مئة، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة جامع المنصور.
1667- عبد الله بن علي بن محمد النهري، أبو البركات.
من أهل الكرخ.
سمع أبا الحسين عاصم بن الحسن المقرئ، وأبا القاسم عبد الواحد بن علي بن فهد العلاف، وأبا طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني، وغيرهم. وروى عنهم، سمع منه أبو البقاء محمد بن محمد بن طبرزد وأخوه عمر، وأبو بكر بن مشق، وغيرهم.(3/472)
قرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن المعمر، قلت: أخبركم أبو البركات عبد الله بن علي النهري قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك وعرفه، قال: أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد المقرئ، قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين ابن إسماعيل المحاملي، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، قال: أخبرنا عاصم الأحول، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ)).
أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيع، ومن خطه نقلت، قال: توفي أبو البركات النهري في ليلة الجمعة خامس شوال سنة خمس وأربعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة جامع المنصور.
1668- عبد الله بن علي بن عبد الله الطامذي.
قدم بغداد وسمع بها من أبي الخطاب نصر بن أحمد ابن البطر، وعاد إلى بلده، وحدث عنه. سمع منه هناك الحافظ يوسف بن أحمد البغدادي وروى عنه(3/473)
في ((الأربعين)) التي جمعها لنفسه، وروى فيها عن شيوخ البلدان.
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن عبد الله الحافظ فيما أجازه لنا، وقد سمعنا منه، قال: أخبرنا عبد الله بن علي بن عبد الله الطامذي بها، قال: أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله ابن البطر بمدينة السلام، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز، قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن المهدي، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، عن محمد بن يزيد الواسطي، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، عن عبد الله بن يزيد الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لو وزن مداد العلماء ودم الشهداء لرجح مداد العلماء على دم الشهداء)).
1669- عبد الله بن علي بن أبي خازم، أبو حازم المقرئ.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وروى عنه.
ذكره عبد الله بن أحمد المقرئ الخباز في شيوخه، وروى عنه، وقال: توفي في سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
1670- عبد الله بن علي بن محمد بن علي ابن الجوزي، أبو محمد، أخو شيخنا أبي الفرج الواعظ، وكان أبو محمد الأسن.
سمع شيئاً من الحديث ولم يكن مشتغلاً بالعلم إلا أنه روى فيما بلغنا عن أبي الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري بالإجازة له منه.
توفي في ثالث شعبان من سنة تسع وسبعين وخمس مئة.(3/474)
1671- عبد الله بن علي بن عبد الله بن عمر بن الحسن، أبو محمد المعروف بابن سويدة.
من أهل تكريت.
سمع الكثير بنفسه، وكتب بخطه، ورحل في طلب الحديث، وجمع منه جملةً. سمع ببلده أبا الحسن علي وأبا شاكر محمد بن خلف الفقير، وببغداد أبا الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف، وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وأبا الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبا بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، وبالموصل من أبي المكارم أحمد بن أبي الفضل الزبيري، وأبي سعد محمد بن القاسم الأنصاري، وأبي محمد عبد الرحمن بن أحمد الخطيب، وغيرهم.
وحدث عنهم، فسمع منه خلقٌ من أهل تكريت، وممن وردها. وقد كان فيه تساهل في الرواية سامحه الله وإيانا. كتب إلينا بالإجازة من بلده غير مرة، ولم أدخله في حياته.
أنبأنا أبو محمد بن سويدة التكريتي، قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الهروي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي.
وأخبرناه أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد التاجر قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو العلاء صاعد بن سيار بن محمد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو المظفر عبد الله بن عطاء البغاورداني؛ قالا:(3/475)
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله الجراحي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب، قال: حدثنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا حليم إلا ذو عثرة ولا حكيم إلا ذو تجربة)).
توفي عبد الله بن سويدة في يوم الجمعة سابع عشر ربيع الأول سنة أربع وثمانين وخمس مئة بتكريت، ودفن بمقبرة المشهد بها.
1672- عبد الله بن علي بن أبي غالب، أبو عبد الرحمن.
من أهل الحربية، يعرف بابن الأنبلي.
سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف، وكانت له إجازة من أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي. سمع منه جماعةٌ من أصحابنا، وأجاز لي، وما لقيته.
أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن علي الحربي فيما أذن لنا أن نرويه عنه، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف قراءةً عليه وأنا أسمع.(3/476)
وأخبرنيه أبو عبد الله عبد الرحمن بن هبة الله بن أبي نصر المقرئ قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: أخبرنا رضوان بن أحمد الصيدلاني، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا يونس بن بكير، قال: حدثنا سعيد بن ميسرة البكري، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الحجر من ياقوت الجنة فمسحه المشركون فاسود من مسحهم إياه)).
1673- عبد الله بن علي بن المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب ابن نغوبا، أبو بكر بن أبي الحسن بن أبي السعادات.
من أهل واسط، أحد العدول بها هو وأبوه، ومن بيت الرواية والتحديث، وسيأتي ذكر أبيه فيمن اسمه علي إن شاء الله.
سمع عبد الله هذا بواسط من جده أبي السعادات، ومن أبي الكرم نصر الله بن محمد بن مخلد الأزدي، ومن أبي عبد الله محمد بن علي ابن المغازلي، ومن أبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام لما قدمها. وقدم مع أبيه بغداد في سنة أربع وأربعين وخمس مئة، وسمع بها من أبي البركات(3/477)
عبد الباقي بن أحمد ابن النرسي المحتسب، وعاد إلى بلده، وحدث هناك، وسمعت منه.
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن الحسين إجازةً، وقد سمعت منه، قال: أخبرنا القاضي أبو البركات عبد الباقي بن أحمد ابن النرسي قراءة ًعليه وأنا أسمع ببغداد في محرم سنة أربع وأربعين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله ابن الحسن بن محمد الخلال قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني، قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد، قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال: حدثنا يزيد بن أبي مريم، عن قزعة أنه أخبره عن أبي سعيد وعبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا، ولا تسافر امرأة مسيرة يومين إلا مع زوجها أو ذي محرم من أهلها)).(3/478)
سألت أبا بكر عن مولده، فقال: في شعبان من سنة اثنتين أو ثلاث -الشك مني- وعشرين وخمس مئة.
وتوفي بواسط في صفر سنة اثنتين وست مئة.
1674- عبد الله بن علي بن النفيس بن علي بن محمد بن محمد الخطيب، أبو القاسم.
من أهل الأنبار، أخو شيخنا أبي طالب صالح، وكان عبد الله الأكبر، من بيت الخطابة والعدالة والرواية ببلده.
سمع عم أبيه أبا نصر يحيى بن علي وغيره، وقدم بغداد غير مرةٍ، وحدث بها عن أبي نصر هذا وغيره، ولم يتفق لي لقاؤه، وقد أجاز لي.
سئل عن مولده، فقال: في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة.
وبلغنا أنه توفي بالموصل في ذي الحجة سنة اثنتين وست مئة، والله أعلم.
1675- عبد الله بن علي بن سعيد بن هبة الله ابن الصيقل الهاشمي، أبو طالب بن أبي الحسن.
شابٌ صالحٌ، كان يتولى الخطابة بجامع الحربية. وقد سمع شيئاً من الحديث، ولم يبلغ أوان الرواية. غرق في دجلة يوم الجمعة وقد قصد الغسل لها عند الحريم الطاهري ثاني عشر صفر سنة أربع وست مئة، ولم يوجد.(3/479)
1676- عبد الله بن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل بن الخليل، أبو بكر بن أبي الحسن الفرغاني، خطيب سمرقند.
قدم بغداد حاجاً في سنة تسع وتسعين وخمس مئة، فحج وعاد إليها في سنة ست مئة، وحدث بها عن أبي عبيد الله محمود بن علي قاضي سمرقند، وأبي بكر بن عثمان الدبوسي، وأبي محمد أحمد بن محمود الصابوني، ومحمد ابن علي بن محمود البخاري، وأبي محمد عبد الرحمن بن محمد المروزي، وأبي منصور الفضل بن علي بن غالب، وأبي الخير دلف بن عبد الله ابن التبان البغداديين.
وكان حسن الفهم، له معرفةٌ بالأدب، قد سمع الحديث، وكتب عن الشيوخ وخرج لنفسه ((أربعين)) حديثاً حدث بها في بلده، وفي أسفاره. كتبنا عنه.
قرأت على أبي بكر عبد الله بن علي الخطيب ببغداد بعد عوده من الحج، قلت له: أخبركم أبو محمد أحمد بن محمود بن أبي بكر البخاري قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الكشميهني، قال: أخبرنا أبي، قال: حدثنا أبو القاسم الحسن بن إسماعيل المحمودي، قال: حدثنا أبو سعيد الخليل بن أحمد السجستاني، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: حدثنا وكيع، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس، عن(3/480)
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)).
ذكر لنا أبو بكر هذا أنه ولد بمرغينان بلدةٍ من بلاد فرغانة بمحلة برخشان يوم الاثنين ثاني عشري رجب سنة إحدى وخمسين وخمس مئة.
وبلغنا أنه قتله الكفار لما دخلوا سمرقند في ذي الحجة سنة ست عشرة وست مئة، رحمه الله وإيانا.
1677- عبد الله بن العباس بن محمد الزينبي، أبو المظفر الهاشمي.
من أهل بغداد.
سمع أبا الحسين محمد بن علي ابن المهتدي الخطيب، وحدث عنه. سمع منه أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني ببغداد في شعبان سنة خمس وتسعين وأربع مئة، وأخرج عنه حديثاً في ((مشيخته)) البغداديين.
1678- عبد الله بن محمد بن الحسين بن ناقيا، أبو القاسم الأديب الشاعر.
كان فاضلاً له ترسلٌ حسنٌ، وشعرٌ جيدٌ، ومقامات، وغير ذلك من التصانيف الأدبية.(3/481)
ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في ((تاريخه)) فيمن اسمه عبد الباقي فقال: عبد الباقي بن محمد بن الحسين بن ناقيا، أبو القاسم الشاعر، من أهل الحريم الطاهري، سهوٌ منه. هكذا سماه جماعةٌ ممن لقيه وسمع منه وروى عنه من الحفاظ المتقنين والأثبات المحققين كأبي علي أحمد بن محمد البرداني، وأبي الفضل محمد بن ناصر السلامي، وغيرهما.
أخبرنا القاضي أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الواسطي قراءةً عليه وأنا أسمع قيل له: أنشدكم أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني فيما كتبه إليكم بخطه، قال: أنشدني أبو القاسم عبد الله بن محمد بن الحسين بن ناقيا البندار لنفسه:
أخلاي ما صاحبت في العيش لذةً ... ولا زال عن قلبي حنين التذكر
ولا طاب لي طعم الرقاد ولا اجتنت ... لحاظي مذ فارقتكم حسن منظر
ولا عبثت كفي بكأس مدامة ... يطوف بها الساقي ولا جس مزهر
هكذا سماه أبو علي في روايته عنه لهذه الأبيات وفي غيرها، وفي ذكر وفاته.
أنبأنا محمد بن علي المحتسب، قال: كتب إلينا أحمد بن محمد الحافظ، يعني أبا علي البرداني يذكر لنا أن أبا القاسم عبد الله بن محمد بن ناقيا توفي ليلة الأحد رابع محرم سنة خمس وثمانين وأربع مئة، ودفن بباب الشام، ومولده في ذي القعدة من سنة عشر وأربع مئة، وله شعرٌ ورسائل.
1679- عبد الله بن محمد بن علي بن محمد، أبو القاسم بن أبي عبد الله الأديب، يعرف بابن الخوارزمي.(3/482)
من أهل زواطا أحد بلاد البطائح.
قدم والده من خوارزم العراق، وسكن هذه الناحية، وولد ابنه عبد الله هنا، وطلب العلم، وقرأ الأدب على أبيه وغيره. وسمع منه الحديث، ومن أبي سعد أحمد بن علي ابن الموصلية وغيرهما، وحدث بواسط في سنة خمس مئة.
وقدم بغداد في سنة عشر وخمس مئة، وروى بها شيئاً من شعره وتصانيفه، وسمع منه بها أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي البزاز فيما قرأت بخطه.
أنشدني أبو القاسم إقبال بن علي بن أحمد المقرئ، قال: أنشدني أبو العلاء محمد بن محمد ابن التقي العلوي، قال: أنشدني أبو القاسم عبد الله بن محمد الخوارزمي لنفسه:
رب ليلٍ فريت فروته ... أحسبه وهو باردٌ بارد
على سناءٍ سناء كلكلها ... عند الونى مثل ساعدٍ ساعد
وما افتقرت المطي مفتقراً ... عمري وما كل واجدٍ واجد
إن تنكري يا قتيل قتلك لي ... فلي على ذاك شاهدٌ شاهد
تغيير لوني ولمتي شهدا ... أن الذي طل عامدي عامد
أقول إذا زارني وودعني ... قل لي متى أنت عائدٌ عائد
عاد أبو القاسم ابن الخوارزمي إلى بلده بعد قدومه بغداد، وتوفي بعد ذلك بيسير، والله أعلم.(3/483)
1680- عبد الله بن محمد بن أحمد، أبو القاسم، يعرف بابن المعلم.
من أهل باب المراتب.
روى عن أبي علي محمد بن محمد ابن المسلمة، وأبي القاسم عبد الحكيم ابن محمد المقرئ. سمع منه هزارسب بن عوض الهروي، وأبو الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف، ومنوجهر بن محمد بن تركانشاه. وحدث عنه منوجهر هذا ((بأخبار النحويين)) للسيرافي.
قرأت بخط أبي بكر المبارك بن كامل الخفاف، ومنه نقلت، قال: توفي أبو القاسم ابن المعلم من باب المراتب في ذي الحجة سنة ست عشرة وخمس مئة.
وقال غيره: في محرم من سنة سبع عشرة وخمس مئة.
1681- عبد الله بن محمد بن سعدون بن المرجى العبدري، أبو بكر ابن أبي عامر، واسمه أيضاً: عتيق، وسنذكره فيمن اسمه عتيق أيضاً إن شاء الله.
كان والده أحد علماء وقته بالحديث والأدب والفقه، وكان مغربياً قدم بغداد بعد الثمانين وأربع مئة، واستوطنها إلى حين وفاته. وولد ابنه عبد الله هذا بها، واسمعه من جماعةٍ منهم: أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبو الغنائم محمد ابن علي بن ميمون النرسي، وأبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وجماعةٌ آخرون.
وكان وراقاً ينسخ، وما أعلم أنه حدث بشيءٍ.
قال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في ((تاريخه))، ومن خطه نقلت: توفي عبد الله بن أبي عامر العبدري يوم الأحد حادي عشر جمادى الآخرة سنة(3/484)
اثنتين وخمسين وخمس مئة، ودفن عند أبيه بمقبرة الخلال بباب الأزج، وما أظنه روى شيئاً البتة.
1682- عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد ابن الكرخي، أبو منصور الشاهد القاضي، ابن القاضي أبي طاهر.
من بيت العدالة، هو وأبوه وعمه أبو المعالي الحسن، والقضاء.
شهد أبو منصور هذا عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النحوي قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي الواسطي قراءةً عليه في ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) جمعه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته، قال: وأبو منصور عبد الله بن محمد بن أحمد ابن الكرخي يوم الأربعاء تاسع عشر محرم سنة أربع وثلاثين وخمس مئة، وزكاه القاضي أبو منصور إبراهيم بن سالم الهيتي، والشيخ أبو منصور سعيد بن محمد ابن الرزاز. قلت: وتولى القضاء بباب النوبي المحروس بعد وفاة أبيه، وكان يلي ذلك.
ولم يزل أبو منصور على ولايته إلى أن توفي يوم الخميس الثامن والعشرين من ذي القعدة من سنة سبع وخمسين وخمس مئة فيما ذكر صدقة ابن الحداد في ((تاريخه))، وقال: كان شاباً حسناً، رحمه الله وإيانا.ً
1683- عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي الأشيري، أبو محمد.(3/485)
من أهل المغرب.
قدم بغداد في سنة تسع وخمسين وخمس مئة، وكان فاضلاً عالماً له معرفةٌ حسنةٌ بالحديث ومعانيه والأسانيد والأنساب والأسامي ونظرٌ جيدٌ في النحو واللغة العربية والفقه. سمعت جماعةً ممن لقيه يثنون عليه ويصفون بالفضل والحفظ والمعرفة.
حدث ببغداد عن أبي الحسن بن موهب المريي وذكر أنه منسوب إلى المرية مدينة بالمغرب، وعن القاضي أبي الفضل عياض بن موسى.
سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وأبو بكر محمد بن أبي طاهر بن مشق، وأبو العباس أحمد بن أحمد ابن البندنيجي. وحدثنا عنه أبو الفتوح نصر بن محمد البغدادي بمكة.
قرأت على أبي الفتوح نصر بن أبي الفرج البغدادي بالمسجد الحرام، قلت له: أخبركم أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد في شوال سنة تسع وخمسين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا القاضي أبو الفضل عياض بن موسى، قال: أخبرنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد، عن أبيه محمد، عن أبيه أحمد، عن أبيه مخلد، عن أبيه عبد الرحمن، عن أبيه أحمد، عن أبيه بقي بن مخلد، قال: حدثنا وهب وهو ابن بقية، قال: أخبرنا خالد، عن الجريري، عن(3/486)
أبي نضرة، عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يقول الحق إذا رآه)).
أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق ومن كتابه الذي بخطه نقلت، قال: كتب إلينا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ابن عساكر من دمشق يذكر لنا أن عبد الله بن محمد الأشيري توجه من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الشام فتوفي قبل دخوله الشام وذلك في شهر رمضان سنة إحدى وستين وخمس مئة.
وقرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع في ((تاريخه)) قال: وفي يوم الجمعة مستهل محرم سنة اثنتين وستين وخمس مئة صلينا على الأشيري ببغداد بالجامع، بكتاب ابن عساكر، يعني صلاة الغائب.(3/487)
1684- عبد الله بن محمد العلوي، أبو نزار الزيدي.
من أهل الكوفة يعرف بابن الشريف الجليل.
شاعرٌ حسن الشعر، ذكره أبو المعالي سعد بن علي الكتبي في كتابه الذي سماه ((زينة الدهر في ذكر شعراء العصر))، وقال: أنشدني لنفسه:
انظر إلى الرشإ الغرير وقده ... وسواد طرته وحمرة خده
ألقى الظلام على الضياء فزانه ... والشيء يحسن إذ يقاس بضده
قمرٌ تكامل دله وجماله ... كالبدر ليلة تمه في سعده
لم يبق من ثوب الجمال بقيةٌ ... للمكتسي وطلابه من بعده
1685- عبد الله بن محمد بن محمد (بن محمد) بن أحمد ابن المهتدي بالله، أبو جعفر بن أبي الحسن بن أبي الغنائم الخظيب.
من بيت الخطابة والعدالة، وهو أخو أبي الغنائم محمد بن محمد ابن المهتدي الذي قدمنا ذكره، وكان عبد الله هذا الأسن.
وكان ذا معرفة حسنة بأنساب الهاشميين والعلويين، وله في ذلك تصنيفٌ جامعٌ. وقد سمع شيئاً من الحديث من أبيه وغيره، وتولى صاحب الخبر بباب النوبي الشريف في أيام الإمام المستنجد بالله رضي الله عنه.
وتوفي يوم الاثنين تاسع ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وخمس مئة، وصلي عليه سحرة الثلاثاء عاشر الشهر المذكور بدرب القيار، وحمل إلى باب حرب، فدفن هناك عند أبيه وأهله. وكان شاباً حسناً. ذكر ذلك كله أبو الفضل بن شافع في ((تاريخه)).(3/488)
1686- عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله ابن النقور، أبو بكر بن أبي منصور بن أبي الحسين بن أبي الحسن البزاز.
الشيخ الثقة ابن الثقة ابن الثقة، من أولاد المحدثين والرواة المذكورين.
سمع أباه وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن الطيوري، وأبا الحسن علي بن محمد ابن العلاف، وأبا القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبا علي محمد ابن سعيد بن نبهان، وغيرهم.
وحدث بالكثير؛ سمع منه قديماً تاج الإسلام ابن السمعاني وذكره في ((تاريخه)) وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته. وسمع منه بعده أبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشعار، وأبو الخطاب عمر بن محمد العليمي، والقاضي عمر بن علي القرشي، وأبو أحمد البصري، وأحمد بن طارق. وحدثنا عنه جماعةٌ.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك البزاز من أصل كتابه، قلت له: أخبركم أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن النقور بقراءتك عليه، قلت له: أخبركم أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش الكاتب وأبو القاسم علي بن الحسين بن عبد الله الربعي وأبو القاسم علي بن أحمد بن بيان العمري قراءةً عليهم وأنت تسمع، فأقر به.
قلت: وأخبرنيه عالياً أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد الدباس بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن الحسين الربعي وعلي بن أحمد بن بيان قراءةً عليهما وأنت تسمع، فأقر بذلك، قالوا: أخبرنا أبو الحسن(3/489)
محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، قال: حدثنا ابن علية، عن يزيد، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عمران ابن حصين، قال: قال رجل: يا رسول الله أعلم أهل الجنة من أهل النار؟ قال: نعم. قال: ففيم يعمل العاملون؟ قال: اعملوا فكلٌ ميسرٌ))، أو كما قال.
أنبأنا القاضي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر الدمشقي، ومن خطه كتبت، قال: أبو بكر ابن النقور طلب بنفسه، وقرأ وكتب، وكان من الدين والصلاح والأمانة والتحري والتثبت على درجةٍ رفيعةٍ قل ما رأيت في شيوخنا أكثر تثبتاً منه، كتبت عنه وقرأت عليه قطعةً صالحةً، وسألته عن مولده فقال: في سنة ثلاث وثمانين وأربع مئة.
وتوفي يوم الأربعاء عاشر شعبان من سنة خمس وستين وخمس مئة، ودفن من الغد. قال غيره: بباب حرب، رحمه الله وإيانا.
1687- عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الجبار بن توبة، أبو طاهر ابن أبي الحسن الأسدي.
من أولاد المحدثين. سمع أباه وعمه عبد الجبار، وأبا الحسن عبيد الله ابن محمد البيهقي، وأبا القاسم بن الحصين، وأبا الحسن بن عبد السلام، وحدث بالقليل.
قال القاضي عمر بن علي القرشي: كتبت عنه شيئاً يسيراً.
أخبرنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الحافظ إجازةً، قال: أخبرنا أبو طاهر عبد الله بن محمد بن توبة، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني.
وأخبرناه عالياً أبو العباس أحمد بن يحيى بن بركة التوزي بقراءتي عليه،(3/490)
قلت له: أخبركم أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد البندار، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني، قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله ابن محمد بن حبابة، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: حدثنا شريك، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، قال: سألت عائشة عن المسح على الخفين، فقالت: ائت علياً فسله، فأتيته فسألته فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نمسح على خفافنا إذا سافرنا)).
قال القاضي عمر القرشي: سألت أبا طاهر بن توبة عن مولده فقال ما يدل أنه في سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي يوم الخميس خامس جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمس مئة.
1688- عبد الله بن محمد بن جرير بن أبي الحسن بن أبي علي بن جرير بن عبد الله بن عبد الرحمن بن جبير بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو محمد بن أبي عبد الله القرشي.
من أهل شارع دار الرقيق، وقد تقدم ذكرنا لأبيه.
وعبد الله هذا سمع الكثير بنفسه، وكتب بخطه الكتب الكبار وغيرها له ولغيره، وكان وراقاً حسن الخط يذهب إلى رأي مالك في الفروع.
سمع من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي منصور(3/491)
عبد الرحمن بن محمد القزاز، وأبي محمد يحيى بن علي ابن الطراح، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبي منصور محمد بن عبد الملك ابن خيرون، وأبي عبد الله الحسين بن علي المقرئ سبط أبي منصور الخياط، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، وأبي البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي وجماعةٍ يطول ذكرهم.
وحدث بشيءٍ من مسموعاته، فسمع منه القاضي عمر بن علي القرشي، وأحمد بن عبد الحميد المؤدب نزيل أوانا، وأبو الفضل إلياس بن جامع الإربلي، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وأبو الفرج عبد الرحمن بن عيسى الواعظ، وأخوه عمر، وغيرهم. وظاهر أمره الصدق.
أخبرنا أبو حفص عمر بن عيسى بن علي الزاهد بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو محمد عبد الله بن محمد بن جرير قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد الشيباني، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور.
وأخبرناه عالياً أبو عبد الله عبد الرحمن بن هبة الله المقرئ قراءةً عليه قال: قرئ على أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: أخبرنا رضوان بن أحمد الصيدلاني، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا يونس بن بكير، قال: حدثنا محمد ابن إسحاق، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لي خمسة أسماء، أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر، وأنا العاقب، والحاشر الذي يحشر الناس على قدميه)).(3/492)
أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيع، قال: مولد عبد الله بن جرير ليلة الخميس سابع ربيع الأول سنة عشرٍ وخمس مئة.
وحدثني محمد بن عبد الله بن جرير قال: توفي أبي آخر نهار الخميس سلخ رجب سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة، وصلينا عليه يوم الجمعة مستهل شعبان من السنة ودفناه بمقبرة باب حرب.
1689- عبد الله بن محمد بن هبة الله بن علي بن المطهر بن أبي عصرون، أبو سعد بن أبي السري التميمي الحديثي ثم الموصلي الفقيه الشافعي القاضي.
ولد بالموصل، ونشأ بها، وقرأ بها القرآن الكريم وتلقنه من أبي الغنائم السلمي السروجي، وتفقه على أبي محمد عبد الله بن القاسم ابن الشهرزوري، ثم على أبي علي بن عمار، وعلى أبي محمد بن خلدة، وعلى أبي عبد الله بن خميس. وسمع الحديث من أبي الحسن علي بن أحمد بن طوق، ومن الحسين ابن خميس.(3/493)
ثم قدم بغداد فقرأ بها القرآن الكريم على البارع أبي عبد الله ابن الدباس، وعلى أبي بكر المزرفي، وعلى أبي محمد ابن بنت الشيخ أبي منصور الخياط، وعلى دعوان بن علي الجبائي، وعلى أبي الدلف الزاهد. وتفقه بها على أسعد بن أبي نصر الميهني. وأخذ الأصول عن أبي الفتح بن برهان. وسمع الحديث من أبي القاسم بن الحصين، والبارع ابن الدباس، وأبي بكر المزرفي، وأبي البركات ابن البخاري، وأبي بكر بن حبيب العامري، وإسماعيل ابن السمرقندي وغيرهم. وصار إلى واسط وأقام بها مدةً يتفقه على القاضي أبي علي الحسن بن إبراهيم الفارقي، وبه تخرج، وسمع منه أيضاً الحديث.
ثم عاد إلى الموصل ودرس بها الفقه في سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة، ثم خرج إلى الشام، وأقام بحلب مدةً يدرس الفقه. ودخل دمشق في سنة تسع وأربعين وخمس مئة ودرس بها في الزاوية الغربية من جامعها. وتولى القضاء بها في سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة إلى أن أضر فتوفر على التدريس والتعليم، وانتفع به خلقٌ كثيرٌ وتفقهوا عليه. وحدث بدمشق.
وذكره الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في تاريخها وأثنى عليه. وقدم بغداد رسولاً من أمراء الشام غير مرةٍ، وحدث بها وسمع منه بها القاضي عمر بن علي القرشي وغيره. وكتب إلينا بالإجازة من دمشق.
أخبرنا القاضي أبو سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله الشافعي في كتابه إلينا، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءةً عليه ببغداد، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حدثنا محمد بن مسلمة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار(3/494)
ناداهم منادٍ: يا أهل الجنة إن لكم عند الله عز وجل موعداً لم تروه. قالوا: وما هو، ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة وينجينا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب عز وجل، فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه، ثم تلا هذه الآية {للذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ}.
ذكر الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ابن عساكر في ((تاريخه)) لدمشق أن مولد أبي سعد بن أبي عصرون في ليلة الاثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة.
وكتب إلينا من دمشق أن القاضي عبد الله بن أبي عصرون توفي بها ليلة الثلاثاء حادي عشر شهر رمضان سنة خمس وثمانين وخمس مئة.
قلت: وقد ذكره تاج الإسلام ابن السمعاني في كتابه ملحقاً في الزيادات، وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته كما شرطنا.
((آخر الجزء الثاني والثلاثين من الأصل)).(3/495)
1690- عبد الله بن محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام بن عبد الله بن يحيى الكاتب، أبو منصور بن أبي الفتح بن أبي الحسن.
من بيت أهل كتابةٍ وروايةٍ.
سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبا علي محمد بن سعيد بن نبهان، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وجده أبا الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وحدث عنهم.
سمع منه القاضي عمر القرشي، وأحمد بن طارق، وعبد العزيز بن الأخضر وغيرهم. وقال لي ابن الأخضر: سمعت منه ومن أبيه ومن جده.
قلت: وقد أجاز لي.
أنبأنا أبو منصور عبد الله بن محمد بن عبد السلام وأخبرني عنه أبو محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزاز قراءةً، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءةً عليه وأنا أسمع. وقرأته على أبي طالب محمد بن علي بن أحمد الواسطي بها وعلى أبي السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد ببغداد، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن بيان قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: أخبرنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلع القمر ليلة البدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أما إنكم ترون ربكم عز وجل كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته، فإن(3/496)
قدرتم أن لا تغلبوا على ركعتين قبل طلوع الفجر)).
ولد أبو منصور بن عبد السلام في سنة ست وخمس مئة.
وتوفي يوم الاثنين عاشر شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وخمس مئة، ودفن بالمشهد بالجانب الغربي.
1691- عبد الله بن محمد بن محمد بن الخليل النوقاني، أبو بكر.
قدم بغداد في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة، وحدث بها، فسمع منه أبو أحمد العباس بن عبد الوهاب البصري، وأبو القاسم يعيش بن صدقة الفراتي الفقيه صاحب أبي الحسن ابن الخل.
1692- عبد الله بن محمد بن سعد الله، أبو محمد بن أبي عبد الله الحنفي يعرف بابن الشاعر.
من أهل الحريم الطاهري.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا المواهب أحمد بن عبد الملك بن ملوك الوراق، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وغيرهم.
وكانت له معرفةٌ بمذهب أبي حنيفة، وبالوعظ. سافر إلى بلاد الشام، وصار إلى مصر واستوطنها إلى حين وفاته، وحدث هناك. وسمع منه المصريون والواردون إلى هناك، ودرس مذهب أبي حنيفة. وكان له جاهٌ وقبولٌ عند أمراء تلك البلاد.(3/497)
بلغنا أنه توفي بمصر في سنة أربع وثمانين وخمس مئة، والله أعلم.
1693- عبد الله بن محمد بن أحمد ابن الخلال، أبو الفرج الأنباري.
من بيت العدالة والرواية بالأنبار.
قدم بغداد واستوطنها، وخدم بالديوان العزيز أجله الله، وتولى ديوان الزمام المعمور في محرم سنة ثمانين وخمس مئة إلى أن عزل عنه في رجب سنة اثنتين وثمانين، ورتب بالتاريخ مشرفاً بالديوان العزيز أيضاً. وكان خيراً.
توفي في شهر ربيع الآخر سنة خمس وثمانين وخمس مئة ببغداد.
1694- عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد المجيد الصوفي، أبو القاسم بن أبي عبد الله.
وقد تقدم ذكرنا لأبيه، وهو ابن أخت شيخنا أبي علي الحسن بن عبد الرحمن الفارسي الصوفي.
توفي أبوه وهو طفل، فنشأ مع خاليه أبي علي المذكور وأخيه أبي بكر أحمد شيخ الصوفية برباط الزوزني، وأسمعاه الحديث من جماعةٍ منهم: جده لأمه أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الفارسي، وأبو القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، وأبو المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي. وتولى التقدم برباط الزوزني بعد وفاة خاله أبي بكر المذكور وخدمة الفقراء به والنظر في أوقافه.
وفي سنة تسعٍ وسبعين وخمس مئة أنشأت الجهة الشريفة والدة سيدنا(3/498)
ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله خلد الله ملكه رباطاً للصوفية بالجانب الشرقي من مدينة السلام بالمأمونية، وفتح في ذي القعدة من السنة المذكورة، وجعل أبو القاسم عبد الله هذا شيخاً للصوفية المقيمين فيه مضافاً إلى نظره برباط الزوزني ثم نظر في أوقاته أيضاً. ومن قبله كان يتولى رباط بهروز بسوق المدرسة أيضاً مشيخةً ونظراً.
وكان سرياً جميلاً فيه سماحةٌ وطلاقة وجهٍ. لم يحدث بشيءٍ لتوفره على طريقة التصوف واشتغاله بما كان في نظره. وقبل موته بسنين داوم الصوم.
حضر معنا عند خاله الأكبر الحسن بن عبد الرحمن برباط الزوزني ونحن نقرأ عليه الحديث، وسمع معنا عليه وسأله بعض أصحابنا أن يقرأ عليه شياً من مسموعاته فامتنع وقال: لست في موضع ذلك. تواضعاً.
سمعت أبا العلاء محمد بن علي ابن الرأس بعد وفاة أبي القاسم هذا يقول: كان مولده في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة.
قلت: وتوفي عشية الخميس سابع شوال سنة إحدى وتسعين وخمس مئة برباط المأمونية في الجانب الشرقي، وحضرنا الصلاة عليه ضحى يوم الجمعة ثامنه بجامع القصر الشريف والخلق كثير، وتقدم في الصلاة عليه الفخر محمد ابن أبي علي النوقاني الفقيه الشافعي، وحمل إلى الجانب الغربي فدفن بباب رباط الزوزني مقابل جامع المنصور إلى جانب خاله أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الفارسي.
1695- عبد الله بن محمد بن أحمد بن حمدية، أبو منصور بن أبي عبد الله.(3/499)
وقد ذكرنا أباه وأخا إبراهيم. وأبو منصور هذا عكبري الأصل بغدادي المولد والمنشأ والدار، يسكن باب المراتب، وكان أكبر من أخيه إبراهيم.
سمع أبا علي الحسن بن المظفر ابن السبط، وأبا عبد الله الحسين بن محمد ابن الدباس، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا غالب محمد بن الحسن الماوردي، وأبا بكر محمد بن الحسين المزرفي، وأبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري. ومن الغرباء أبا القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، وأبا سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية، وأبا الحسن عبيد الله بن محمد البيهقي، وجماعة آخرين، وحدث عنهم. سمع منه قبلنا القاضي عمر القرشي وطبقته، وكتبنا عنه.
قرأت على أبي منصور عبد الله بن محمد بن حمدية البيع بداره بباب المراتب، قلت له: أخبركم أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن البزاز قراءة عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي ابن المهتدي بالله، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، قال: حدثنا عبد الله بن أبي داود، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها وبلغها غيره، فرب حامل فقهٍ غير فقيه، ورب حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه، ثلاثٌ لا يغل عليهن قلب امرء مسلم: النصيحة لله ولرسوله، ولكتابه، ولعامة المسلمين)).(3/500)
سألت أبا منصور هذا عن مولده فلم يحققه وقال: أنا أكبر من أخي إبراهيم بسنتين. وسألت إبراهيم عن مولده فقال: في سنة عشر وخمس مئة فيكون مولده في سنة ثمان وخمس مئة على ما ذكر.
وتوفي يوم الأحد رابع صفر سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة.
1696- عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن ابن المسلمة، أبو الحسن ابن الوزير ابن الفرج بن أبي الفتوح.
من بيتٍ مشهورٍ بالتقدم والولاية والفضل.
وعبد الله هذا سمع من أبي القاسم يحيى بن ثابت البقال، وناب عن أبيه في ديوان المجلس أيام وزارته، وبعده لم يخدم في شيءٍ ولزم طريقة التصوف إلى حين وفاته ولم يحدث بشيءٍ لأنه توفي شاباً في أوائل شهر ربيع الأول سنة سبع وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
1697- عبد الله بن محمد بن عبد القاهر بن عليان، أبو محمد.
من أهل الحربية.
وكان يسمي نفسه أيضاً عبد الغني ويكتب بخطه: عبد الله عبد الغني، إلا أن عبد الله كان الغالب عليه. وهو المكتوب في سماعاته.(3/501)
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا الحسين محمد بن محمد ابن الفراء، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي وروى عنهم. وأصابه في آخر عمره نوعٌ من السوداء، فامتنع من الرواية، وجئناه لنسمع منه فأبى، فقال لنا أحمد بن أبي شريك الحربي: لا تسمعوا منه فقد تغير، فتركناه. وكان قد أجاز لنا غير مرةٍ قبل ذلك.
توفي ليلة السبت ثاني عشر شهر ربيع الأول سنة تسع وخمس مئة، ودفن يوم السبت بمقبرة باب حرب.
1698- عبد الله بن محمد بن علي بن إبراهيم بن زبرج، أبو المعالي بن أبي منصور، يعرف بابن العتابي.
كان أبوه من محلة العتابيين، أحد المحال الغربية من مدينة السلام فنسب إليها وقد تقدم ذكرنا له.
وهذا عبد الله تفقه على مذهب الشافعي، وكان من أولاد الأدباء، وكان يحج في كل سنة عن الإمام المستضيء بأمر الله رضي الله عنه إلى حين وفاته.
وسمع منه بعض طلبة الحديث شيئاً من أمالي أبي محمد الجوهري بروايته له عن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري بعد كره منه لذلك وامتناع، وقال: إني لم أسمع من القاضي أبي بكر الأنصاري وما كنت في حياته في سنة يصح له منه سماع فلم يقبل منه الذين سمعوا هذا القول، وحملوه(3/502)
على كراهيته الرواية وأن لا يكثر عليه طلبة الحديث. والأظهر ما قاله من استبعاد سماعه من القاضي أبي بكر لأن الذي قرئ عليه كان تاريخ السماع فيه في سنة تسع وعشرين وخمس مئة، وتوفي هو في سنة ست مئة، فبين سماعه ووفاته إحدى وسبعون سنة، وقد كان سنه لما سمع خمس سنين، فعلى هذا يكون له حين توفي ست وسبعون سنة أو أكثر، وكان عمره لما توفي هذا القدر، بل كان قد نيف على السبعين سنة أو سنتين لا غير. ولما بلغتني هذه القصة أخذت جزءاً قد قرأه والده على القاضي أبي بكر المذكور في سنة تسع وعشرين وخمس مئة وفيه: وسمع بقراءتي ابني أبو المعالي من غير تسميته بعبد الله، وجئته به لأسمعه منه فوقف على السماع وعرف خط أبيه وقال: ما هذا سماعي ولا سمعت من القاضي أبي بكر شيئاً لعل هذا أخاً كان لي أكبر مني يكنى بكنيتي وأصر على ذلك فتركته ولم أعد إليه.
وتوفي في ليلة الجمعة ثاني جمادى الآخرة سنة ست مئة.
1699- عبد الله بن محمد بن بركة بن الحسن الصلحي الأصل، أبو القاسم بن أبي بكر.
بغدادي سكن سنجار وأقام بها إلى حين وفاته، وحدث هناك بـ ((سنن)) أبي عبد الرحمن النسائي عن أبي الحسن علي بن أحمد اليزدي البغدادي، وبلغني أنه سمع ببغداد أيضاً من القاضي أبي بكر الأنصاري. وخرج عن بغداد قديماً ولم يحدث بها، وكان في سنة تسع وتسعين وخمس مئة حياً لأنه في هذه السنة حدث بكتاب ((السنن)) بسنجار، والله الموفق.
1700- عبد الله بن محمد بن محمد بن هبة الله بن علي بن أبي عيسى -وسألته عن اسمه فقال: الفضل- بن إبراهيم، أبو محمد بن أبي الفتح.(3/503)
من أهل شهرابان، من أعمال طريق خراسان. من أولاد العدول والقضاة ببلده، وقد تقدم ذكر أبيه في كتابنا هذا.
وعبد الله كانت له معرفةٌ بالأدب حسنةٌ. قرأ على أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب النحو واللغة العربية، وحصل له من ذلك طرفٌ صالحٌ، وسمع شيئاً من الحديث من أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وكان يقول الشعر. كتبنا عنه ببغداد.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي عيسى قراءة عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البناء قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن خلف الوراق، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا أبو عبيد الله المخزومي، قال: حدثنا ابن أبي فديك، عن عيسى بن أبي عيسى، عن أبي الزناد، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والصدقة تطفئ الخطايا، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنةٌ من النار)).
أنشدنا أبو محمد بن أبي عيسى لنفسه:
نحن قومٌ قد تولى حظنا ... وأتى قومٌ لهم حظ جديد
وكذا الأيام في أفعالها ... تخفض الهضب فتستعلي الوهود(3/504)
إنما الموت حياةٌ لامرئٍ ... حظه ينقص والهم يزيد
وإذا قام لأمرٍ مكثبٍ ... قعد الحظ به فهو بعيد
سألت أبا محمد هذا عن مولده فقال: ولدت ليلة الخميس ثاني عشر شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وخمس مئة. ومرض ببغداد في رجب سنة ست مئة فحمل مريضاً إلى شهرابان فمات قبل وصوله إليها بموضع يعرف بالحصن في ليلة السبت سادس عشر الشهر المذكور، فحمل ميتاً، فدفن بشهرابان، رحمه الله وإيانا.
1701- عبد الله بن محمد بن علي بن إبراهيم بن محفوظ السلمي، أبو بكر بن أبي عبد الله، يعرف بابن الفراء.
أصله من آمد، وهو ابن أخي إبراهيم بن علي ابن الفراء المعروف بالظهير الذي قدمنا ذكره.
سمع عبد الله هذا بإفادة عمه من أبي عبد الله محمد بن عبيد الله ابن الرطبي، ومن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، ومن النقيب أبي جعفر أحمد بن محمد العباسي المكي، وغيرهم، وروى عنهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي بكر عبد الله بن محمد ابن الفراء من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن سلامة الكرخي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد ابن البسري، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، قال: حدثنا سليمان بن قرم الضبي، عن أبي إسحاق(3/505)
الهمداني، قال: سمعت حبشي بن جنادة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي يوم غدير خم: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأعن من أعانه)).
توفي أبو بكر ابن الفراء هذا يوم الثلاثاء حادي عشري شوال سنة ثلاث عشرة وست مئة، رحمه الله وإيانا.
1702- عبد الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن عبد الله، أبو البشائر التاني، أخو أبي الفتح محمد الذي قدمنا ذكره.
من أهل أوانا، كان أبوه قاضيها.
لقيته بقريةٍ من قرى دجيل فتذاكرنا فأنشدني من حفظه لبعضهم:
ومهفهفٍ عبث السقام بلحظه ... وغدا يعرس في معاقد خصره
مزقت أنوار الظلام بثغره ... ثم انثنيت أحوكها من شعره
1703- عبد الله بن محمد بن علي بن يعيش، أبو الفرج.
واسمه أيضاً عبد الرحمن وهو الأصح؛ لأن في سماعاته القديمة: أبو الفرج عبد الرحمن لا غير، لكن هو كان يكتب: عبد الله عبد الرحمن يجمع بينهما ويقول هما اسمي.
وسنذكره فيما اسمه عبد الرحمن على ما نتحققه بأتم من هذا إن شاء الله تعالى.(3/506)
1704- عبد الله بن المبارك بن الحسن بن خلف بن نبال العكبري، أبو محمد، يعرف أبوه بعسكر.
سمع أبا نصر محمد بن محمد الزينبي، وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبا الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان، وأبا الحسين عاصم بن الحسن المقرئ. وتفقه على أبي الوفاء بن عقيل، وعلى أبي سعد البرداني.
وحدث باليسير؛ سمع منه أبو بكر بن كامل، وأخرج عنه حديثا في ((معجم شيوخه)).
وذكر أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في ((تاريخه)) فقال: كان من أهل القرآن، وأثنى عليه وقال: اشترى كتب أبي الوفاء بن عقيل بعد موته ووقفها.
أنبأنا الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي قال: توفي أبو محمد بن نبال في ليلة الثلاثاء ثاني عشري جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
1705- عبد الله بن المبارك بن علي بن الحسين القزاز، أبو الفتح، يعرف بابن البقلي.
من أهل الحريم الطاهري.
حدث عن أبي المعالي ثابت بن بندار البقال. سمع منه الشريف أبو الحسن الزيدي، والقاضي أبو المحاسن القرشي، والحافظ أبو بكر الباقداري، وصبيح(3/507)
ابن عبد الله العطاري، وأبو بكر بن مشق، وغيرهم.
أنبأنا عمر بن علي الدمشقي، قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن المبارك ابن البقلي، قال: أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار البقال، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله البزاز، قال: حدثني محمد بن غالب، قال: حدثني عبد الصمد بن النعمان، قال: حدثنا ورقاء، عن منصور، عن هلال، عن أبي يحيى، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أسبغوا الوضوء ويلٌ للأعقاب من النار)).
أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر، ومن خطه نقلت، قال: توفي أبو الفتح ابن البقلي يوم الجمعة خامس عشر صفر سنة ثمان وستين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
1706- عبد الله بن المبارك بن أبي الكتائب، واسمه أحمد، بن إبراهيم، أبو جعفر الفقيه الشافعي.
سمع أبا عثمان إسماعيل بن محمد بن ملة الأصبهاني، وغيره.
ذكره القاضي القرشي فقال: سافر عن بغداد مدةً ثم قدمها فسمعنا منه، ثم خرج إلى الموصل فتوفي بها.(3/508)
1707- عبد الله بن المبارك بن حيدر الشيرازي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو محمد، يعرف بابن أخواجا.
من أتباع الوزير أبي الفرج ابن رئيس الرؤساء وأصحابه. سمع أبا عبد الله الحسين بن علي الخياط سبط أبي منصور الخياط، وأبا الحسن محمد بن أحمد ابن توبة. وروى شيئاً يسيراً.
سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي، وأبو القاسم بن أنوشتكين السيدي، وأبو عبد الله ابن السيبي. وكان في سنة أربع وسبعين وخمس مئة حياً.
1708- عبد الله بن المبارك بن أبي نصر بن زوما، أبو بكر البزاز.
من أهل باب الأزج.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، وغيرهما.
سمع منه أبو المحاسن القاضي، وأبو سعد بن حمدون، وتميم بن أحمد ابن البندنيجي، وجماعةٌ من أصحابنا.
أنبأنا القرشي، قال: سألت أبا بكر ابن زوما عن مولده فقال ما يدل أنه في سنة أربع عشرة وخمس مئة.
وقال غيره: توفي يوم الأربعاء حادي عشر شهر ربيع الأول سنة تسع(3/509)
وثمانين وخمس مئة، ودفن بباب أبرز.
1709- عبد الله بن المبارك بن هبة الله بن سلمان الصباغ، أبو جعفر بن أبي المعالي.
كان والده يعرف بابن سكرة.
سمع عبد الله هذا بإفادة أبيه من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، ومن أبي عبد الله محمد بن محمد ابن السلال، وأبي الفضل محمد ابن عمر الأرموي، وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وجماعةٍ سواهم.
وحدث بالقليل؛ سمع منه أبو القاسم تميم بن أحمد البندنيجي وجماعةٌ من رفقائنا. وقد أجاز لي.
أنبأنا أبو جعفر عبد الله بن المبارك بن هبة الله، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز قراءةً عليه وأنا أسمع.
وأخبرناه القاضي أبو العباس أحمد بن علي بن هبة الله الهاشمي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد قراءةً عليه، قال: قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي وأنا حاضرٌ أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني سليمان التيمي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)).(3/510)
توفي أبو جعفر بن أبي المعالي ابن الصباغ ليلة الخميس سادس عشري محرم سنة تسعين وخمس مئة، ودفن يوم الخميس بمقبرة باب حرب، رحمه الله وإيانا.
1710- عبد الله بن المبارك بن هبة الله بن محمد بن الحسن ابن الأخرس، أبو محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم.
من أهل الجانب الغربي وساكني محلة دار القز، يعرف بابن الطويلة. وسمعته يقول: جدي أبو القاسم كان يعرف بالطويلة.
سمع أبا المواهب أحمد بن عبد الملك بن ملوك الوراق، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وغيرهم. وروى عنهم. سمعنا منه.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أبي بكر ابن الطويلة قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو المواهب أحمد بن محمد بن ملوك الوراق قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد ابن الغطريف قراءةً عليه وأنا أسمع بجرجان، قال: حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، قال: حدثنا القعنبي، عن منصور، عن ربعي، عن أبي مسعود البدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)).
توفي أبو محمد ابن الطويلة يوم الثلاثاء تاسع شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمس مئة، وقد نيف على الثمانين، ودفن بباب حرب.(3/511)
1711- عبد الله بن المبارك بن أحمد بن سكينة، أبو محمد بن أبي عبد الله.
من ساكني دار الخلافة المعظمة، شيد الله قواعدها بالعز.
شيخٌ من أهل القرآن المجيد، ومن أهل بيتٍ معروفٍ بالقراءة، كان والده يؤم بالإمام المسترشد بالله في الصلوات، وقتل معه لما قتله الملاحدة بمراغة في سنة تسع وعشرين وخمس مئة.
وعبد الله هذا سمع ببغداد أبا محمد عبد الله بن علي المقرئ سبط أبي منصور الخياط، وأبا الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف، وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي. وبهمذان من أبي المحاسن نصر بن المظفر البرمكي. وحدث عنهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي محمد عبد الله بن المبارك بن سكينة من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو المحاسن نصر بن المظفر بن الحسين البرمكي قراءةً عليه وأنت تسمع بهمذان، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور البزاز قراءةً عليه وأنا أسمع ببغداد، قال: حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي ابن عيسى الوزير إملاءً، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا أبو شهاب، عن إسماعيل، عن قيس، عن عبد الله ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يحل لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق(3/512)
ثلاثة أيامٍ)).
بلغني أن مولد عبد الله بن سكينة في سنة تسع وعشرين وخمس مئة.
وتوفي يوم الجمعة ثاني عشر شعبان سنة عشر وست مئة، وصلي عليه بعد صلاتها، وحمل إلى مقبرة باب حرب، فدفن بها، رحمه الله وإيانا وجميع المسلمين.
1712- عبد الله بن المبارك بن عبيد الله بن الحسن البزاز، أبو القاسم بن أبي نزار.
من أهل باب المراتب. وكان أحد الصوفية برباط بهروز، وهو أخو إبراهيم ابن المبارك الذي قدمنا ذكره، وعبد الله هذا الأكبر.
سمع أبا القاسم نصر بن نصر ابن العكبري الواعظ، وأبا الوقت السجزي، وغيرهما. سمعنا منه.
قرأت على أبي القاسم بن أبي نزار البزاز، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي قراءةً عليه وأنا أسمع في سنة خمس وستين وأربع مئة ببوشينج، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله ابن أحمد بن حموية السرخسي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، قال: قرئ على أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأنا(3/513)
أسمع، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم البلخي، قال: حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار)).
توفي أبو القاسم هذا يوم الأحد ثالث شعبان سنة إحدى عشرة وست مئة.
1713- عبد الله بن المظفر بن عبد الله بن محمد، أبو الحكم الباهلي الأندلسي الأصل اليمني المولد.
ذكر أبو شجاع محمد بن علي ابن الدهان البغدادي في ((تاريخ)) جمعه: أنه قدم بغداد وأقام بها مدةً يعلم الصبيان، وأنه كان ذا معرفةٍ بالأدب والطب والهندسة، وله شعرٌ وأنه مدح بها جماعةً.
ومن شعره ما قاله في أحمد بن محمد الحويزي:
رأيت الحويزي يهوى الخمول ... ويلزم زاوية المنزل
لعمري لقد صار حلساً له ... كما كان في الزمن الأول(3/514)
يدافع بالشعر أوقاته ... وإن جاع طالع في ((المجمل))
يعني كتاب ((المجمل في اللغة)) تأليف أبي الحسين بن فارس، وكان الحويزي دائم المطالعة له والاشتغال به.
قال ابن الدهان: وكان مولد عبد الله الباهلي في سنة ست وثمانين وأربع مئة باليمن. وتوفي بدمشق في سنة تسع وأربعين وخمس مئة، ودفن بباب الفراديس.
1714- عبد الله بن المظفر بن هبة الله بن المظفر ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم ابن المسلمة، أبو جعفر بن أبي شجاع، يلقب بالأثير.
من البيت المشهور بالسيادة والتقدم والولايات، كان فيه فضلٌ وكتابةٌ.
وقد سمع من جماعةٍ منهم: أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن توبة، وأبو سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي، وغيرهم. وحدث باليسير؛ سمع منه القاضي عمر القرشي، وأبو الفضل إلياس ابن جامع الإربلي، وغيرهما.
بلغني أنه ولد في سنة تسع عشرة وخمس مئة. وتوفي في تاسع عشر صفر سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة.
1715- عبد الله بن المظفر بن أبي نصر هبة الله البواب، أبو محمد بن أبي عبد الله.(3/515)
كان عبد الله إسكافاً وأبوه بواباً بدار الخلافة المعظمة -شيد الله قواعدها بالعز- وسيأتي ذكره.
سمع عبد الله مع أبيه من جماعةٍ منهم: أبو البركات يحيى بن عبد الرحمن ابن حبيش الفارقي، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وغيرهما. سمعنا منه.
قرأت على أبي محمد عبد الله بن المظفر البواب، قلت له: أخبركم أبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش قراءةً عليه وأنت تسمع في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله ابن البقال، قال: أخبرنا قاضي القضاة أبو محمد عبد الله بن الحسين ابن محمد وهو ابن الأكفاني، قال: حدثنا بشر بن أحمد التميمي، قال: حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي النيسابوري، قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قلت لمالك ابن أنس: حدثك سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((السفر قطعةٌ من العذاب يمنع أحدكم نومه وشرابه وطعامه، فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه فليعجل إلى أهله)). قال: نعم.
توفي عبد الله بن مظفر البواب في يوم الجمعة حادي عشري ربيع الآخر سنة خمس وتسعين وخمس مئة.
1716- عبد الله بن محمود الجيلي، أبو الغريب.
طلب الحديث، ورحل فيه، وسمع الكثير، وقدم بغداد وسمع بها من جماعة منهم: أبو الحسن علي بن محمد ابن العلاف الحاجب، وحدث بها أيضاً.(3/516)
سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه))، توفي ببغداد يوم الاثنين ثامن عشر شعبان سنة ثمان عشرة وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
1717- عبد الله بن مسعود بن عبد الله بن أبي علي الشيرازي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو القاسم بن أبي علي الخياط.
من أولاد الشيوخ الرواة، وسيأتي ذكر أبيه وأخيه عبد الرحمن أيضاً إن شاء الله.
سمع عبد الله هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، ومن أبي البركات ابن الأيسر، وحدث عنهما.
سمع منه أبو الفتح محمد بن محمود الحراني، وغيره. وقد أجاز لنا في سنة خمس وثمانين وخمس مئة.
وتوفي في محرم سنة سبع وثمانين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
1718- عبد الله بن منصور بن هبة الله بن أحمد بن محمد، أبو محمد بن أبي الفوارس بن أبي عبد الله ابن الموصلي البغدادي.
كان أحد الشهود المعدلين هو وأبوه، وسيأتي ذكر أبيه.
شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النحوي قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه ونحن نسمع في كتاب ((تاريخ(3/517)
الحكام بمدينة السلام)) تأليفه، قال: ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته: وأبو محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله ابن الموصلي يوم السبت سابع عشر جمادى الأولى سنة ثلاثين وخمس مئة، وزكاه القاضي أبو القاسم علي بن عبد السيد ابن الصباغ، وأبو علي الحسن بن سلامة المنبجي.
قلت: وعزل عن الشهادة بعد ذلك بيسير، ولم يعد إلى أن توفي. سمع أبا البركات محمد بن عبد الله الوكيل، وانفرد برواية ((ديوان)) المتنبي عنه، وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن الطيوري، وأبا الحسن علي بن محمد ابن العلاف، وشجاعاً الذهلي، وأبا القاسم بن بيان، وغيرهم. وحدث بالكثير.
سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني وذكره في ((تاريخه))، وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته، وبعده أبو محمد ابن الخشاب، والقاضي عمر القرشي، وعبد السلام بن يوسف الدمشقي. وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وجماعةٌ.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك، قلت له: أخبركم أبو محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله ابن الموصلي قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عرفة العبدي، قال: حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي البصري، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، قال: أخبرنا قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في صلاته إذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع حتى يحاذي بهما فروع أذنيه)).(3/518)
وأخبرنيه أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الواسطي بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءةً عليه، فأقر به، بإسناده مثله.
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر، قال: سألت أبا محمد ابن الموصلي عن مولده فقال: في سنة سبع وثمانين وأربع مئة. قال: وتوفي في ربيع الآخر سنة سبع وستين وخمس مئة، وجد في بيته ميتاً بعد أن فقد أياماً.
وقال صدقة بن الحسين الفرضي: توفي أبو محمد ابن الموصلي المحدث يوم الأربعاء ثامن ربيع الآخر سنة سبع وستين وخمس مئة، وصلي عليه بالنظامية، ودفن بمقبرة الشونيزي.
1719- عبد الله بن منصور بن عمران المقرئ، أبو بكر المعروف بابن الباقلاني.
من أهل واسط، مقرئ أهلها وشيخهم في القراءة ومعرفة التلاوة والقراءات.
قرأ بواسط على أبي العز محمد بن الحسين بن بندار القلانسي، وعلى أبي(3/519)
القاسم علي بن علي بن شيران، وببغداد على أبي محمد عبد الله بن علي سبط أبي منصور الخياط، وغيره. وانفرد برواية القراءات العشر تلاوة عن أبي العز المذكور باتفاقٍ من الناس كلهم، وادعى رواية شيءٍ آخر مما زاد عليها من القراءات الشاذة فتكلم الناس فيه، ووقفوا في ذلك، واستمر هو على روايته بالمشهور والشاذ شرها في الرواية، فالمحققون لم يقرؤا عليه سوى القراءات العشر وتركوا ما زاد عليها. وكان حسن التلاوة عارفاً بوجوه القراءات وآدابها.
قد سمع الحديث الكثير ببلده من أبي العز القلانسي، وأبي القاسم بن شيران، وأبي الحسين ابن غلام الهراس، والقاضي أبي علي الفارقي، وأبي الكرم بن مخلد الأزدي، وأبي الجوائز الغندجاني، وأبي عبد الله ابن الجلاني وجماعةٍ آخرين.
قدم بغداد مراراً كثيرةً أولها في سنة عشرين وخمس مئة وبعدها، وسمع بها من البارع أبي عبد الله ابن الدباس، وأبي القاسم ابن الحصين، وأبي العز بن كادش، وأبي غالب ابن البناء، وأبي بكر المزرفي، والقاضي أبي بكر الأنصاري، وإسماعيل ابن السمرقندي، وغيرهم.
وعاد إلى بلده وتصدر بجامعه، وأقرأ، وحدث أكثر من أربعين سنة. وحدث ببغداد في بعض قدماته إليها، وسمع منه بها القاضي عمر القرشي وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
وقال لي عبد الله بن أحمد الخباز: قرأت عليه القرآن ببغداد.
قلت: ورأيته بها في سنة ست وسبعين وخمس مئة، وهي آخر مرةٍ قدمها، قرأت عليه القرآن المجيد بالقراءات العشر بواسط، وسمعت منه الكثير بها.
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن منصور ابن الباقلاني بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد بن حمدان العكبري المعروف بابن كادش الأنصاري بقراءتك عليه بمنزله بباب المراتب في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة، فأقر بذلك، قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر(3/520)
ابن عبد الله بن طاهر الطبري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد ابن أحمد بن القاسم الجرجاني، قال: حدثنا أبو خليفة الفضل ابن الحباب الجمحي لفظاً، قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي، قال: أخبرنا شعبة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة.
روى تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في ((تاريخه)) عن أبي بكر ابن الباقلاني هذا إنشادات، ولم يجعل له في الكتاب ترجمةً، وعاش بعده أكثر من ثلاثين سنة.
سألت أبا بكر ابن الباقلاني عن مولده، فقال: ولدت يوم الجمعة وقت صلاتها الرابع عشر من محرم سنة خمس مئة.
قلت: وتوفي يوم السبت سلخ ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة، وصلى عليه الخلق الكثير يوم الأحد غرة جمادى الأولى بالمسجد الجامع بواسط، ومرة أخرى بمصلى العيد بالبلد المذكور، ودفن عند أبيه بمقبرة المصلى بواسط.
سمعت أبا طالب عبد المحسن بن أبي العميد يقول: رأيت في المنام بعد وفاة ابن الباقلاني كأن شخصاً يقول لي: صلى عليه سبعون ولياً لله تعالى.
1720- عبد الله بن مسلم، أبو محمد العلوي الحسيني المديني.
شاعرٌ حسن النظم، قدم بغداد فيما ذكر الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد ابن سلغة الأصبهاني في ((مشيخته البغدادية)) وروى عنه شيئاً من شعره فيها، وقال: أنشدني ببغداد.(3/521)
1721- عبد الله بن مسلم بن ثابت بن زيد بن القاسم بن أحمد ابن النخاس، أبو حامد بن أبي عبد الله بن أبي البركات، ويعرف بابن جوالق الوكيل.
من أولاد المحدثين والرواة المعروفين، وسيأتي ذكر أبيه إن شاء الله.
سمع عبد الله هذا بإفادة أبيه من جماعةٍ منهم: القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، وغيرهم. وحدث بالكثير. سمعنا منه.
أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم الوكيل قراءةً عليه وأنا أسمع في سنة ست وسبعين وخمس مئة، قيل له: أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي ابن محمد البزاز قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمران ابن الجندي، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا أبو نصر التمار، قال: حدثني كوثر بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر أن أبا بكر الصديق قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من اغبرت قدماه في سبيل الله(3/522)
حرمها الله تعالى على النار)).
سألت أبا حامد هذا عن مولده، فقال: في سنة سبع وعشرين وخمس مئة. وتوفي ليلة السبت العشرين من شهر رمضان سنة ست مئة، ودفن يوم السبت بمقبرة باب حرب.
1722- عبد الله بن المفرج بن درع بن الحسن بن الخضر بن حامد التغلبي، أبو القاسم.
من أهل تكريت، والد شيخنا يحيى وإخوته يوسف ويونس وعمر، وسيأتي ذكرهم. ويقال: اسمه القاسم، والصواب عبد الله.
شيخٌ فاضلٌ حافظٌ للقرآن المجيد؛ قرأه بالقراءات الكثيرة على جماعةٍ ببلده وببغداد منهم: أبو عبد الله الحسين بن القاسم التكريتي، ومنهم: أبو العباس أحمد بن علي بن أسد التميمي التكريتي.
وقدم بغداد، وقرأ على أبي محمد عبد الله بن علي سبط أبي منصور الخياط. وتفقه بها على أسعد بن أبي نصر الميهني. وقرأ النحو على أبي الحسن الفصيحي، واللغة على أبي منصور ابن الجواليقي والفرائض والحساب على أبي المظفر ابن الشهرزوري.
وعاد إلى بلده، وسمع الحديث من أبي شاكر بن خلف التكريتي وغيره. وروى وحدث وأقرأ.
روى لنا عنه ولده أبو زكريا يحيى وغيره. قال يحيى: حكى لنا والدي قال: كنا بالمدرسة النظامية نتفقه على أسعد الميهني فكان إذا نام الفقهاء يقوم(3/523)
شخصٌ من العجم في بضع الأرباع وينشد:
لولا الرجوع وخبرة الفقهاء ... وسؤالهم إياي عند لقائي
لأقمت في بغداد أركض لاهياً ... في الشط والأسواق والصحراء
لكن ذاك يصدني ويردني ... كرهاً إلى التعليق والأجزاء
قوموا إلى التعليق واشتغلوا به ... فلذاك جئتم معشر الغرباء
ولد عبد الله بن المفرج هذا بتكريت في سنة خمس وتسعين وأربع مئة. وتوفي بها في ليلة الأحد تاسع شوال سنة سبع وخمسين وخمس مئة.
1723- عبد الله بن مبادر بن عبد الله، أبو بكر المقرئ البقابوسي الضرير.
منسوبٌ إلى قريةٍ من قرى نهر ملك تسمى بقابوس.
كان يؤم في مسجد يانس بالريحانيين. قرأ القرآن الكريم على أبي الحسن علي بن غنيمة المشتركي وغيره. وسمع من أبي الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف، وأبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، ويقال: إنه سمع أيضاً من أبي الفضل الأرموي. سمعنا منه.
قرأت على أبي بكر عبد الله بن مبادر البقابوسي، قلت له: أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البناء وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر الزاغوني قراءةً عليهما وأنت تسمع، فأقر به، قالا: أخبرنا أبو نصر محمد بن(3/524)
محمد بن علي الزينبي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن زنبور الوراق، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود، قال: حدثنا عيسى بن حماد زغبة، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن سفيان بن عبد الله، قال: قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك. قال: ((قل آمنت بالله ثم استقم)).
توفي عبد الله البقابوسي ببغداد في يوم الجمعة ثالث شهر ربيع الأول سنة أربع وست مئة، وكان قد نيف على السبعين، والله أعلم.
1724- عبد الله بن محاسن بن أبي بكر بن سلمان بن أبي شريك، أبو بكر بن أبي البدر.
من أهل الحربية. هو ابن عم أحمد بن سلمان الحربي المعروف بالسكر.
سمع عبد الله هذا من أبي العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية الزاهد، ومن أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وغيرهما. سمعنا منه.
قرأت على أبي بكر عبد الله بن محاسن بالحربية، قلت له: أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب الزاهد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد السكري، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد ابن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن قرة، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة(3/525)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع)).
توفي ليلة الأربعاء خامس عشر شهر رمضان سنة خمس عشرة وست مئة.
1725- عبد الله بن نصر بن مهدي، أبو الفضائل العلوي الحسيني.
قدم بغداد وروى بها عن زيد بن الحسن البيهقي، وذكر أنه سمع منه بالري. سمع منه نصر بن عبد الرحمن الإسكندراني النحوي ببغداد بمشهد أبي حنيفة رحمه الله.
1726- عبد الله بن نصر بن موسى بن نصر بن شبزق -بالزاي- أبو البركات بن أبي الفضائل الرفاء.
أخو شيخنا عبد الرحمن الذي يأتي ذكره، وعبد الله كان الأسن.
سمع أبا الحسن الدينوري، وأبا القاسم بن الحصين، وطبقتهما. ذكره القاضي أبو المحاسن الدمشقي في جملة شيوخه الذين سمع منهم، وقد سمع منه غيره أيضاً.
1727- عبد الله بن نصر بن أحمد بن مزروع، أبو محمد بن أبي الفضل المعروف بابن الثلاجي.
من أهل الحربية.
هكذا سمى أباه نصراً؛ سمع منه القاضي عمر القرشي. وغيره ما يذكره إلا بكنيته، وهكذا كان يكتب عبد الله هذا: ابن أبي الفضل، غير مسمى، وسنذكره في الكنى في آباء من اسمه عبد الله أتم من هذا لأنه الأشهر، إن(3/526)
شاء الله تعالى.
1728- عبد الله بن نصر بن أبي بكر، أبو بكر القاضي.
من أهل حران.
قدم بغداد، وأقام مدة للتفقه، وحصل طرفاً صالحاً من معرفة مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله. وسمع بها من الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري، ومن أبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف، وأمثالهما. وانحدر إلى واسط وقرأ بها القرآن المجيد بالقراءات العشر على القاضي أبي الفضل بن قسام، وعلى أبي بكر ابن الباقلاني، وأبي طالب ابن العكبري. وسمع معنا بها من القاضي أبي طالب الكتاني، وعاد إلى بلده وتولى القضاء به، وأقرأ الناس، وحدث، وحمدت سيرته.
بلغني أنه ذكر أن مولده في العشر الأخر من شوال سنة تسع وأربعين وخمس مئة.
1729- عبد الله بن هبة الله بن المظفر ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن ابن المسلمة، أبو الفتوح بن أبي الفرج بن أبي الفتح، والد الوزير أبي الفرج ابن رئيس الرؤساء.
كان من الأعيان الأخيار، مع ما سبق له من السيادة والتقدم والسلف الأماثل. تولى أستاذية دار الخلافة المعظمة -ثبت الله قواعدها بالعز- في أيام(3/527)
الإمام المقتفي لأمر الله قدس الله روحه، وكان محباً لأهل العلم والدين، مائلاً إلى الطائفة الصوفية، وداره مجتمعٌ لأهل الفضل، مفضلاً على الكل.
توفي في شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وخمس مئة، ودفن بالجانب الغربي مقابل جامع المنصور قريباً من رباط الزوزني، رحمه الله وإيانا.
1730- عبد الله بن هبة الله الكموني، أبو أحمد.
من أهل قزوين.
قدم بغداد، وسمع بها من أبي القاسم علي بن أحمد الرزاز المعروف بابن بيان، وعاد إلى بلده، وحدث عنه بنسخة الحسن بن عرفة العبدي. روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن القزويني.
1731- عبد الله بن هبة الله بن محمد، أبو الفرج البغدادي يعرف بابن الخص.
أخو عبد الرحمن الذي يأتي ذكره، وعبد الله هذا هو الأكبر فيما أظن؛ فسمع أبا الوقت السجزي وطبقته. وبلغني أنه روى شيئاً، وسمع منه بعض الطلبة، والله أعلم.
1732- عبد الله بن هبة الله بن أبي القاسم البزاز، يعرف بابن الحلي، يكنى أبا محمد.
أخو علي بن هبة الله ابن الحلي الذي يأتي ذكره، وكان لهما أخٌ أكبر منهما يكنى بأبي محمد، وكان بكنيته معروفاً وربما سمي محمداً غير مكني.(3/528)
وهذا عبد الله كان باسمه مشهوراً لا بكنيته، فوجد بعض الطلبة سماع جماعةٍ على الشيخ أبي محمد سبط الشيخ أبي منصور الخياط ببعض كتب القراءات تصنيفه وفيهم ((وأبو محمد عبد الله بن هبة الله بن أبي القاسم البزاز))، فسأل عنه فدلوه إلى عبد الله، فجاءه بالكتاب وأراه السماع، فاعترف به، وقال: هذا اسمي وقد سمعت من الشيخ أبي محمد هذا وغيره، ومن غير الشيخ أبي محمد أيضاً، وروى الكتاب فسمعه عليه جماعةٌ. ثم ظهر له سماع شيءٍ آخر على أبي بكر ابن الأشقر الدلال، والاسم فيه كما تقدم، فسمع عليه أيضاً. ووجد أيضاً سماعٌ على القاضي الأرموي مثل ذلك، وسمع الناس منه مديدةً، وهو متقبلٌ بالسماع متصد لذلك من غير إنكارٍ حتى رد ذلك أبو نصر عبد الرحيم ابن النفيس بن وهبان البزوري وقال: عبد الله الحي ليس بأبي محمد عبد الله الذي سمع من أبي محمد سبط الشيخ أبي منصور ولا من ابن الأشقر ولا غيرهما، وهذا لم يعرف بطلب الحديث ولا باشتغالٍ بالعلم، وإنما ذاك أخٌ كان له أكبر منه يكنى بأبي محمد واسمه أيضاً عبد الله، كان أبي يذكره ويقول: كان رفيقنا في السماع من هؤلاء الشيوخ، وتوفي شاباً ولم يرو شيئاً، وأنكر على من سمع من عبد الله هذا. وبلغ عبد الله هذا القول فلم يقبله وترك جماعةٌ السماع منه لهذا الالتباس وموضع الشبه. وكنت سمعت منه أحاديث عن أبي بكر بن الأشقر فتركتها ونزلت عن السماع لها منه. على أنه كان مسناً لا يبعد سماعه من المذكورين، ولكن تركناه لمحل الخلاف والله الموفق. وقد سمع من عبد الله هذا جماعةٌ من الغرباء وسافروا قبل ظهور هذه القصة والوقوف على التباسه بأخيه، وحصلوا على الغرة من أمره، والله الهادي إلى سبيل الصواب.
توفي عبد الله ابن الحلي هذا يوم الأحد غرة محرم سنة تسعٍ وست مئة، وبلغ من العمر خمساً وثمانين سنة على ما كان يذكر، ودفن في يومه بالجانب(3/529)
الغربي بالمشهد الشريف على ساكنه السلام.
1733- عبد الله بن هرمز بن عبد الله، أبو العز المقرئ الضرير.
أحد شيوخ أبي بكر بن كامل الخفاف. روى عنه في ((معجم شيوخه)) وقال: أنشدني لنفسه:
هنيئاً لك النوم يا نائم ... رقدت ولم يرقد النائم
وكيف ينام فتى مغرمٌ ... ترى جسمه سره الكاتم
1734- عبد الله بن يحيى بن علي بن أحمد بن علي ابن الخراز، أبو الفتح ابن شيخنا أبي منصور بن أبي الحسن.
من أهل الحريم الطاهري.
سمع أبا بكر أحمد بن علي ابن الأشقر، وسعد الخير بن محمد الأنصاري، وأبا القاسم عبد الله بن الحسن بن قشامي، وعم أبيه أبا علي أحمد بن أحمد ابن الخراز، وغيرهم، وروى شيئاً يسيراً. كتبنا عنه.
قرأت على أبي الفتح عبد الله بن يحيى ابن الخراز من أصل سماعه قلت له: أخبركم عم والدك أبو علي أحمد بن أحمد بن علي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان، قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قال: حدثنا جدي يعقوب بن شيبة بن الصلت، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا عبيد الله، قال: حدثنا نافع،(3/530)
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من باع نخلاً قد أبرها فإن ثمرتها للذي أبرها إلا أن يشترط المبتاع)).
بلغني أن عبد الله ابن الخراز ذكر أن مولده في سنة ثلاثين وخمس مئة.
وتوفي مسافراً عن بغداد بساوة في ربيع الآخر سنة ست وست مئة، وجاء نعيه إلى بغداد في شعبان من السنة المذكورة.
1735- عبد الله بن أبي سعد المقرئ، أبو محمد.
من ساكني محلة اللوزية.
سمع أبا بكر محمد بن بلتكين بن طرخان التركي، وروى عنه. سمع منه ابنه أبو الفضل محمد بقراءة أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب النحوي في سنة أربعين وخمس مئة. قرأت ذلك بخط ابن الخشاب.
1736- عبد الله بن أبي الحارث بن أبي يعلى البلدي، أبو محمد البزاز، يعرف بالكارزيني.
كان يسكن بدرب القيار.
سمع من أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي، وأبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وإسماعيل ابن أحمد ابن السمرقندي، وحدث عنهم. سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، وعبد الرحمن بن عمر الواعظ فيما قال لي، رحمة الله عليهم.
1737- عبد الله بن أبي سعد بن الحسن بن سكرة، أبو بكر الدرزيجاني، منسوب إلى درزيجان قرية قريبة من بغداد على دجلة.(3/531)
كان يسكن بباب الأزج. سمع أبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وروى عنهما. سمع منه أبو القاسم تميم ابن أحمد ابن البندنيجي.
وكان في سنة أربع وسبعين وخمس مئة حياً.
1738- عبد الله بن أبي الفتوح بن عمران، أبو حامد الفقيه الشافعي.
من أهل قزوين.
قدم بغداد، وسمع بها من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، والشريف أبي المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، وأبي الفضل محمد بن ناصر السلامي. وتفقه بها على يوسف بن بندار الدمشقي، وكان قبل ذلك قد تفقه بنيسابور على الشيخ أبي سعد محمد بن يحيى. وعاد إلى بلده، وروى به، سمع منه هناك أهل البلد وغيرهم.
توفي في ذي القعدة من سنة خمس وثمانين وخمس مئة.
1739- عبد الله بن أبي المحاسن بن أبي منصور، أبو محمد الخياط، يعرف بابن السنور.
من أهل الجانب الغربي، كان ينزل بمحلة العتابيين.
هكذا رأيت اسمه فيما سمع عليه بخط أحمد بن سلمان الحربي. قرأت بخطه فيما أجازه لنا: ((محمد بن محاسن)) غير مكنى لا هو ولا أباه.(3/532)
سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وحدث عنه. وقد أجاز لنا.
أخبرنا أبو محمد بن أبي المحاسن إجازةً في سنة سبع وثمانين خمس مئة، قال: أخبرنا إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي قراءةً عليه وأنا أسمع في شعبان سنة تسع وعشرين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ابن البناء، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري، قال: حدثنا الفريابي يعني جعفر بن محمد، قال: حدثنا محمد بن الحسن البلخي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عقبة بن عامر، قال: قلت يا رسول الله ما النجاة؟ قال: ((املك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك)).
قرأت بخط أبي بكر محمد بن المبارك بن مشق قال: توفي أبو محمد ابن السنور ليلة الثلاثاء خامس عشري شهر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
1740- عبد الله بن أبي القاسم بن عبد الوهاب الكردلي، أبو سالم.
من أهل باب البصرة.(3/533)
من شيوخ أبي بكر محمد بن أبي طاهر بن مشق البيع، ذكره في ((معجمه)) ولم يذكر عمن روى له.
1741- عبد الله بن أبي بكر بن عمر، أبو محمد، يعرف بابن جحشوية.
من أهل الحربية.
شيخٌ كبر وأسن وقارب المئة، ولم يكن سماعه في صباه. روى عن أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء. سمع منه أحمد بن سلمان المعروف بالسكر الحربي وغيره.
ويقال: إن مولده في سنة ثمان وسبعين وأربع مئة. وتوفي في ثالث عشر شعبان سنة سبع وتسعين وخمس مئة، عن مئة سنة إلا سنة واحدة، ودفن بمقبرة باب حرب.
1742- عبد الله بن أبي الفضل بن أحمد بن مزروع، أبو محمد التاجر.
من أهل الحربية أيضاً، يعرف بابن الثلاجي.
وقد ذكرناه من قبل فيمن اسم أبيه نصر والأشهر أن أباه معروفٌ بكنيته غير مسمى، هكذا كان مكتوباً في سماعات ابنه عبد الله وأخيه أحمد الذي قدمنا ذكره. وكذا كان عبد الله يكتب: ابن أبي الفضل لا غير.
سمع عبد الله هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وروى(3/534)
عنه. ولقيته وطلبت منه أن أسمع عليه فأجاب إلى ذلك وقال: أنا آتي إليك تواضعاً منه، وشغل عني فلم يقدر لي السماع منه. وقد أجاز لي غير مرةٍ.
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أبي الفضل الحربي، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءةً عليه وأنا أسمع.
وأخبرناه أبو محمد عبد الخالق بن عبد الوهاب ابن الصابوني، وأبو منصور يحيى بن علي ابن الخراز، وأبو القاسم دلف بن أحمد بن قوفا، وأبو طاهر لاحق بن أبي الفضل الصوفي، وأبو علي الحسن بن إبراهيم الفرغاني وجماعةٌ بقراءتي عليهم وقراءةً عليهم وأنا أسمع، قالوا: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد ابن المذهب، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: أخبرنا ثابت، عن أنس أن أبا بكر حدثه، قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الغار، وقال مرة: ونحن في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه. قال: فقال: ((يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)).
توفي عبد الله ابن الثلاجي يوم السبت خامس عشري صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة عن سبع وثمانين سنة فيما يقال، ودفن بمقبرة باب حرب.
((آخر الجزء الثالث والثلاثين من الأصل))(3/535)
1743- عبد الله بن أبي غالب بن نزال بن همام، أبو محمد.
من ساكني باب البصرة.
وقد قدمنا ذكره فيمن اسمه بركات وأعدنا ذكره هناك بما يغني عن إعادته هاهنا، والله الموفق.
1744- عبد الله بن أبي الحسن بن أبي الفرج الجبائي، أبو محمد الشامي.
سكن بغداد مدةً وصحب الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ولازمه واشتغل بالزهد والانقطاع والتعبد. وكان صالحاً ورعاً.
سمعت أبا المعالي أحمد بن يحيى بن هبة الله يذكر عبد الله الجبائي فيعظم شأنه ويذكر زهده وانقطاعه واشتغاله بالخير وكثرة ورعه، وقال لي: سافر عن بغداد بعد موت الشيخ عبد القادر الجيلي ونزل أصبهان.
قلت: وقد سمع عبد الله هذا ببغداد من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي منصور أنوشتكين بن عبد الله الرضواني، وأبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبي الوقت السجزي وغيرهم. وما أعلم أنه حدث ببغداد بشيءٍ لأنه خرج منها وهو شابٌ. وأما أصبهان فحدث بها، وسمع منه جماعةٌ من أهلها(3/536)
والواردين إليها. وقد كتب إلينا بالإجازة من هناك.
وبلغني أنه سئل عن مولده فقال في سنة تسع عشرة أو سنة عشرين وخمس مئة. وجاءنا نعيه من أصبهان في سنة أربع وست مئة أو نحوها.
1745- عبد الله بن أبي سعد بن أبي القاسم بن عبيد الله بن مرة، أبو القاسم الصوفي.
من أهل يزد.
صحب أبا الغنائم ظفر بن أحمد الطرقي اليزدي وقدم معه إلى بغداد لما وردها حاجاً وبعده مراراً كثيرة، واستوطنها في آخر عمره بعد أن سافر الكثير ما بين العراق والحجاز -وحج نوباً عدةً- والشام وديار مصر وخراسان والغور وغزنة وكرمان وبلاد فارس، وسمع في أكثر هذه البلاد، وصحب الصوفية، وكتب عن الشيوخ، وحدث بشيءٍ من مسموعاته في أسفاره.
كتب عنه صديقنا أبو القاسم محمود بن محمد الفارقي بواسط وغيره، وسمع معنا ببغداد الكثير، وصحبنا مدةً طويلةً رحمه الله.
توفي ببغداد آخر يوم الجمعة حادي عشر محرم سنة إحدى عشرة وست مئة، وحضرت الصلاة عليه يوم السبت ثاني عشرة، ودفن بالمقبرة المعروفة بالوردية بالجانب الشرقي بمقبرة الصوفية بها.(3/537)
1746- عبد الله بن أبي بكر بن أحمد بن طليب، أبو علي، يعرف بابن سندان.
من أهل الحربية.
سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف، وهو آخر من روى عنه. سمعنا منه.
قرأت على عبد الله بن أبي بكر الحربي بها، قلت له: أخبركم أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف قراءةً عليه وأنت تسمع في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن النقور، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا رضوان بن أحمد الصيدلاني، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا يونس بن بكير (عن محمد بن إسحاق) قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، قال: لما التقى الناس يوم بدر قال عوف بن عفراء: يا رسول الله ما يضحك الرب من عنده، فقال: ((أن يراه قد غمس يده في القتال يقاتل حاسراً))، فنزع عوفٌ درعه ثم تقدم فقاتل حتى قتل.
توفي عبد الله بن سندان هذا ليلة الأحد ثالث عشر ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وست مئة، ودفن يوم الأحد بمقبرة باب حرب.(3/538)
1747- عبد الله بن أبي القاسم بن أبي بكر بن الحسين النجاد، أبو بكر.
من أهل الحريم الطاهري، يعرف بابن زعرورة.
سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وأبا المظفر هبة الله بن أحمد الشبلي، وغيرهما. كتبت عنه أحاديث يسيرة.
قرأت على أبي بكر عبد الله بن أبي القاسم النجاد، قلت له: أخبركم أبو الوقت السجزي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرتنا أم عزى بيبى بنت عبد الصمد بن علي قراءةً عليها وأنا أسمع، قالت: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن ابن أحمد بن محمد الأنصاري، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ببغداد ، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري، قال: حدثني مالك ابن أنس، عن نافع، عن ابن عمر، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الولاء لمن أعتق)).
توفي عبد الله هذا يوم الأحد ثامن عشري جمادى الأولى سنة ست عشرة وست مئة، ودفن بباب حرب، رحمه الله وإيانا.
1748- عبد الله البرداني، غير منسوب.
من أهل البردان قريةٍ فوق بغداد بنحوٍ من ثلاثة فراسخ.
كان أحد الزهاد المجاورين بجامع المنصور، وله زاوية بدار القطان المجاورة للجامع المذكور، أقام على ذلك خمسين سنة. روى عنه أبو بكر محمد ابن الحسين المزرفي مناماً رأى فيه النبي صلى الله عليه وسلم .(3/539)
ذكر من اسمه عبيد الله
1749- عبيد الله بن أحمد بن سلامة بن مخلد الكرخي، أبو محمد ابن أبي العباس بن أبي البركات المعروف بابن الرطبي، أخو أبي الفضل عبد الله الذي قدمنا ذكره.
سمع أباه وغيره. ذكره القاضي عمر بن علي القرشي في ((معجم شيوخه)) الذين سمع منهم.
1750- عبيد الله بن سعيد بن الحسن بن علي بن عبد الله، أبو منصور الخوزي الأصل البغدادي المولد والدار.
كان صاحباً للوزير أبي المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة ووكيلاً له.
سمع أبا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش، وأبا القاسم علي بن أحمد ابن بيان وغيرهما وروى عنهما. سمع منه أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن القاضي، وأبو بكر محمد بن أبي طاهر البيع. وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر.
قرأت على أبي محمد بن أبي نصر الجنابذي: أخبركم أبو منصور عبيد الله ابن سعيد الخوزي قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الكريم الكاتب وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الرزاز، قالا: أخبرنا أبو(3/540)
الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: أخبرنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان التيمي، قال: سمعت عاصم الأحول، قال: حدثني شرحبيل أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد وابن عمر يحدثون أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الذهب بالذهب وزناً بوزن مثلاً بمثل من زاد أو أزداد فقد أربى)) إن لم أكن سمعته منهم فأدخلني الله النار.
1851- عبيد الله بن مسعود بن عبيد الله ابن نظام الملك الحسن ابن علي بن إسحاق، أبو القاسم بن أبي شجاع بن أبي بكر بن أبي علي.
من بيتٍ معروف بالرئاسة والتقدم والآثار الحسنة.
سمع أبو القاسم هذا أبا نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان، وأبا العز أحمد ابن عبيد الله بن كادش العكبري، وروى عنهما. سمع منه القاضي عمر القرشي وروى عنه في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا القاضي أبو المحاسن الدمشقي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن مسعود ابن نظام الملك بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو العز بن كادش، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري.
وأخبرناه عالياً أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز قراءةً عليه من أصل سماعه ونحن نسمع، قيل له: أخبركم أبو الحسين المبارك ابن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا(3/541)
أبو طالب العشاري، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ، قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن مبشر بواسط، قال: حدثنا محمد بن حرب النشائي، قال: حدثنا يعقوب بن محمد، قال: حدثنا الحكم بن سعيد الأموي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا قال العبد يا رب يا رب، قال الله عز وجل: لبيك عبدي سل تعط)).
1752- عبيد الله بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن طاهر بن علك، أبو علي بن أبي منصور بن أبي الحسن بن أبي طاهر.
من بيت كان فيهم فضلٌ وتقدم، وجد أبيه أبو طاهر كان من كبار أهل العلم وشيوخ وقته فقيهاً شافعياً، قدم بغداد في زمن نظام الملك وأراد أن يوليه تدريس المدرسة النظامية ببغداد فتوفي أبو طاهر قبل تمام ذلك، ومشى نظام الملك في جنازته.
وأبو علي هذا سمع (أبا الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد البيهقي) وذكره القاضي عمر القرشي في ((معجم شيوخه)) الذين سمع منهم.
1753- عبيد الله بن حمزة بن علي بن طلحة بن علي الرازي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو نصر بن أبي الفتوح الملقب والده بكمال الدين، أخو أبي المظفر عبد الله الذي قدمنا ذكره.(3/542)
ولي أبو نصر هذا حجابة باب المراتب في أيام الإمام المستضيء بأمر الله، وكان على ذلك إلى أن توفي في ليلة الثلاثاء ثامن عشري رمضان من سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
1754- عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم ابن المسلمة، أبو الفضل ابن الوزير أبي الفرج بن أبي الفتوح.
من بيتٍ مشهورٍ، وقد تقدم ذكرنا لأبيه وجماعة من أهله.
وأبو الفضل هذا يلقب بكمال الدين، وكان أكبر أولاد الوزير أبي الفرج، ولي أستاذيه دار الخلافة المعظمة -شيد الله قواعدها بالعز- لما ولي والده الوزارة للإمام المستضيء بأمر الله قدس الله روحه، وذلك في شهر ربيع الآخر سنة ست وستين وخمس مئة، فكان على ذلك إلى أن عزل والده وهو معاً في عاشر شوال سنة سبع وستين وخمس مئة.
وقد سمع من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي الوقت السجزي وغيرهما. وما أعلم أنه روى شيئاً.
توفي في محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة.
1755- عبيد الله بن أحمد بن علي بن محمد بن علي ابن السراج، أبو محمد يعرف بابن حمتيس.
من أهل باب الأزج.(3/543)
وقد ذكرناه فيمن اسمه عبد الله وهو الأصح، ولكن بعضهم سماه عبيد الله وبينا أنهما واحد، وأن لا يظن أنه قد كان له أخ اسمه عبيد الله، وفيما سبق من ذكره في ترجمته كفاية عن إعادته ها هنا، والله الموفق للصواب.
1756- عبيد الله بن علي بن محمد بن محمد بن الحسين بن أحمد ابن خلف ابن الفراء، أبو القاسم بن أبي الفرج بن أبي خازم بن أبي يعلى بن أبي عبد الله.
أحد الشهود المعدلين هو وأبوه وجده وجد أبيه وجد جده. شهد أبو القاسم هذا عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في ولايته لقضاء القضاة النوبة الأولة وذلك يوم الأربعاء تاسع عشر شهر ربيع الأول سنة خمس وخمسين وخمس مئة، وزكاه القاضيان أبو طالب روح بن أحمد ابن الحديثي وأبو الفضل محمود بن أحمد بن محمد قاضي باب الطاق، فكان على عدالته إلى أن عزله قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدامغاني المذكور في ولايته الأخيرة قبل وفاته، أعني ابن الفراء بيسير، لما ظهر من تخليطه ودلسه وارتكابه ما لا يليق بالعدالة من الهمز واللمز والخلاعة وتناول ما لا يجوز تناوله.
وقد كان والده أسمعه في صباه من جماعةٍ وسمع هو بنفسه الكثير من خلقٍ منهم: أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق، وأبو سعد أحمد بن محمد الزوزني، وأبو المعالي عبد الخالق ابن البدن، وأبو البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، وأبو الحسن أحمد بن عبد الله ابن الآبنوسي، وأبو عبد الله محمد بن محمد ابن السلال، وأبو الفضل محمد بن(3/544)
ناصر، وأبو بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، وجماعةٌ يطول ذكرهم.
وكانت داره مجتمع أصحاب الحديث وعنده يحضر الشيوخ ويقرأ عليهم. وجمع من الكتب والأصول الشيء الكثير، ولم يحدث إلا باليسير.
سمع منه جماعة من رفقته وأقرانه منهم: الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، وأبو الحسين صبيح بن عبد الله العطاري، وأبو المعالي أحمد بن يحيى بن هبة الله، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، وابن عمه أبو العباس أحمد بن محمد ابن الفراء وغيرهم. وما سمعت منه شيئاً، وقد أجاز لي.
قرأت بخط تميم بن أحمد ابن البندنيجي، قال: مولد أبي القاسم ابن الفراء ليلة الاثنين رابع عشر ذي الحجة من سنة سبع وعشرين وخمس مئة.
وتوفي ليلة الجمعة عيد الأضحى من سنة ثمانين وخمس مئة، ودفن يوم الجمعة بمقبرة باب حرب عند أهله، سامحه الله وإيانا.
1757- عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن نجا بن محمد بن علي ابن شاتيل، أبو الفتح بن أبي محمد الدباس.
الشيخ الثقة من أبناء المحدثين والرواة المذكورين هو وأبوه.
سمع أبا عبد الله الحسين بن علي ابن البسري، وأبا غالب محمد بن الحسن البقال، وأبا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش، وأبا القاسم علي بن الحسين الربعي، وأبا بكر أحمد بن المظفر بن الحسين بن سوسن، وأبا الحسن علي بن محمد ابن العلاف، وأبا القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبا الخطاب(3/545)
محفوظ بن أحمد الكلوذاني، وأبا علي محمد بن سعيد بن نبهان، وغيرهم.
وبورك له في عمره وروايته، فحدث نحواً من خمسين سنة. وسمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني بعد سنة ثلاثين وخمس مئة، وذكره في ((تاريخه)) وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته. وسمع منه جماعةٌ من شيوخنا مثل الزيدي، والباقداري، وأبي أحمد البصري، وأحمد بن طارق، وأبي المعالي بن هبة الله. وروى لنا عنه الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في ((مشيخته)) وقال: كان ثقةً صحيح السماع. وحدث عنه أيضاً أبو محمد بن الأخضر بكثير، وسمعت منه، أعني ابن شاتيل، ونعم الشيخ كان.
قرأت على أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل، قلت له: أخبركم أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد ابن البسري قراءةً عليه وأنت تسمع في صفر سنة سبع وتسعين وأربع مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قال: قرئ على أبي علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار وأنا أسمع، قال: حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي، قال: حدثنا رواد بن الجراح أبو عاصم العسقلاني، قال: حدثنا أبو سعد الساعدي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له)).(3/546)
سألت أبا الفتح بن شاتيل عن مولده، فقال: في سنة إحدى وتسعين وأربع مئة. وكذا سأله القاضي عمر القرشي فقال مثل ذلك. ووجد قبل موته بيسير جزءٌ فيه حديث الإفك وغيره وعليه نقل سماعه، أعني ابن شاتيل على أبي الخطاب ابن البطر بخط أبي بكر بن كامل وتاريخ السماع سنة تسعين وأربع مئة، فسمعه عليه قومٌ من غير أن يحققوا مولده وأنكره جماعةٌ عرفوا مولده وحملوا نقل ابن كامل على السهو والغلط منه، إذ تاريخ هذا السماع قبل مولد هذا الشيخ. وسمعت شيخنا ابن الأخضر ينكر سماعه من ابن البطر ويحيل الغلط على ابن كامل، وهذا هو الصحيح، والله الموفق.
توفي عبيد الله بن شاتيل يوم الخميس العشرين من رجب من سنة إحدى وثمانين وخمس مئة، وصلي عليه يوم الجمعة حادي عشرين بجامع القصر الشريف، وحمل إلى مقبرة باب حرب، فدفن هناك.
1758- عبيد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت الخجندي، أبو (إبراهيم).
من أهل أصبهان، أخو شيخنا صدر الدين أبي إبراهيم بن عبد اللطيف الذي يأتي ذكره.
من أهل بيتٍ لهم الرياسة والتقدم ببلده.
ذكر أبو بكر عبيد الله بن علي المارستاني أنه قدم بغداد وحدث بها، وأنه سمع منه، والله أعلم.(3/547)
1759- عبيد الله بن أحمد بن علي بن علي، أبو جعفر بن أبي المعالي المعروف بابن السمين.
من أولاد الشيوخ المقرئين والرواة المسندين.
سمع أبا القاسم هبة الله بن أحمد ابن الطبر الحريري، وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية الزاهد، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبا بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني وغيرهم، وحدث عنهم.
وصار في آخر عمره إلى الموصل، وأقام بها إلى أن توفي. وحدث هناك. وقد أجاز لنا ببغداد في سنة سبع وثمانين وخمس مئة.
وتوفي بالموصل في شهر رمضان سنة ثمان وثمانين وخمس مئة.
1760- عبيد الله بن يونس بن أحمد بن عبيد الله بن هبة الله، أبو المظفر بن أبي منصور بن أبي المعالي.
من بيت أهل عدالةٍ وروايةٍ، وسيأتي ذكر أبيه إن شاء الله.(3/548)
وأبو المظفر هذا تفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله على أبي حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني، ثم على أبي الفرج صدقة بن الحسين الحداد. ورحل إلى همذان فقرأ هناك القرآن الكريم على أبي العلاء الحسن بن أحمد ابن العطار بشيءٍ من القراءات. وعاد إلى بغداد، وسمع بها الحديث من جماعة منهم: أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، والنقيب أبو جعفر أحمد بن محمد العباسي، وأبو يعلى محمد بن محمد ابن الفراء، وجماعة من طبقتهم.
وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في ولايته الثانية لقضاء القضاة عشية يوم الأربعاء حادي عشر ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمس مئة، وزكاه القاضي أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ والخطيب أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله، وهو أول شاهد شهد في خلافة سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين -خلد الله ملكه وأدام أيامه- وكان فيه فضل، وله حسن سمتٍ ووقارٍ.
وخدم أولاً بديوان الأبنية المعمور، ثم تولى وكالة الباب الشريف لوالدة سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله -ثبت الله دعوته- ثم تولى ديوان الزمام في رجب سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة ولقب جلال الدين. ثم استوزره سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أسبغ الله ظله على كافة الأنام يوم الجمعة ثاني عشري شوال سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة، وخلع عليه بباب الحجرة الشريفة بمحضرٍ من سائر الولاة وأرباب المناصب. وكانت خلعته قميص أطلس وفرجية وعمامة قصب كحلية، وقلد سيفاً محلى، وأنطي مركوباً من المراكب الخاصة، وأعطي عهداً، وركب من هناك، ومشى سائر الناس بين يديه إلى الديوان العزيز مجده الله، وجلس في إيوانه في دست الوزارة، وكتب إلى الخدمة الشريفة إنهاءً ضمنه الدعاء الجزيل وشكر ما أنعم عليه، وحضوره بالديوان العزيز أجله الله، وعرضه على يد حاجب الباب يومئذٍ(3/549)
أبي شجاع محمد بن سعيد ابن الظهيري. وبرز جوابه وقرئ بحضور الجماعة، ونهض إلى الموضع الذي يجلس فيه الوزراء بالديوان العزيز، وصلى الجمعة بالمقصورة، وعاد إلى الديوان. وكان يوماً مطيراً، فأقام به إلى آخر نهار اليوم المذكور، وعاد إلى داره.
ولم يزل على وزارته متصرفاً في ولايته إلى أن خرج بالمعسكر المنصور متوجهاً إلى همذان لما تبع الخارج بها طغري بن أرسلان السلجقي ليلقاه، وذلك في أوائل صفر سنة أربع وثمانين وخمس مئة، ومعه جماعةٌ من أرباب الولايات والأمراء والأجناد والحواشي والأتباع بأجمل عدةٍ وأوفر عدة، فلما بلغ موضعاً يعرف بدامرك قريب من همذان لقيهم طغري المذكور فجاءةً في يوم الخميس خامس شهر ربيع الأول من السنة فجرى بينه وبين المعكسر المنصور مضافٌ على غير استعداد واختلط أصحابه بالمعسكر المنصور، وانكشف النقع عن وقوف الوزير جلال الدين في خاصته، وتفرق المعسكر عنه، فاستولى عليه أصحاب طغري ونقلوه بما كان معه من ثقل وأثاث إلى مخيمهم. ثم دخلوا به همذان وبقي عندهم شهوراً. ثم صار معهم إلى بلاد أذربيجان، ثم خلص من أيديهم فصار إلى الموصل، ومنها إلى بغداد في خفية، فوردها في شهر رمضان من السنة المذكورة، وصعد من شفارة كان بها بباب الأزج إلى داره بباب الأزج مختفياً. وأما من تخلف من المعسكر بعده يوم المصاف فذهبوا متفرقين واختلف بهم الطرق وهلك معظمهم غرقاً وفرقاً، ولم يصل منهم بغداد إلا من عرف الطريق. وكان ورود أوائلهم إلى بغداد في خامس عشر ربيع الأول الذي قدمنا ذكره، وأخبروا بالحال، وفقد جماعةٌ لم يعرف لهم خبر.(3/550)
وأما الوزير فإنه لما قدم بغداد كان قد ولي الوزارة معز الدين أبو المعالي ابن حديدة فطالع بقدومه الخدمة الشريفة. ولم يزل بمنزله إلى أن عزل الوزير أبو المعالي بن حديدة يوم السبت سابع عشري صفر سنة خمس وثمانين وخمس مئة، فإنه ولي صدرية المخزن المعمور في هذا اليوم وردت الدواوين كلها إليه، فكان ينظر في المخزن المعمور وينوب عن ديوان المجلس إلى أن عزل في ذي القعدة من السنة المذكورة.
وفي جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين رتب أستاذاً بالدار العزيزة -ثبت الله قواعدها بالعز- وردت إليه الأمور الديوانية كلها، فكان الولاة وأرباب المناصب يحضرون عنده، وتنفذ الأمور بتقدماته إلى رجب سنة تسعين وخمس مئة، فإنه عين على مؤيد الدين أبي الفضل محمد بن علي ابن القصاب في توليته الوزارة، وصرف ابن يونس عما كان يتولاه، وردت الأمور إلى مؤيد الدين المذكور.
وقد كان ابن يونس صنف كتاباً في علم الأصول والكلام، فكان يقرأ عليه أيام ولايته أستاذية الدار العزيزة، ويحضر قراءته الفقهاء والعلماء والأعيان ولم تتم قراءته. وقد حدث أيضاً بشيءٍ في تلك الأيام فسمع منه عبد العزيز بن دلف الخازن، وأبو الحسن محمد بن أحمد ابن القطيعي، وداود بن بندار الجيلي وجماعةٌ ممن يحضر مجلسه، رحمه الله وإيانا.
1761- عبيد الله بن الحسن بن علي ابن الدوامي، أبو الفرج ابن أبي علي.(3/551)
عم شيخنا أبي علي الحسن الذي قدمنا ذكره.
سمع من أبي سعد أحمد بن محمد الأصبهاني المعروف بابن البغدادي، وأبي عبد الله محمد بن محمد ابن السلال، وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي وأبي الفضل أحمد بن طاهر الميهني وجماعة آخرين.
ويقال: إنه روى شيئاً يسيراً ولم يكن مشتغلاً بالرواية لانقطاعه إلى خدمة الديوان العزيز، مجده الله، بالحضرة والسواد.
توفي ضحى نهار الخميس عاشر جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وخمس مئة، وصلي عليه بكرة الجمعة حادي عشر الشهر المذكور، ودفن بباب حرب بوصيةٍ منه، رحمه الله وإيانا.
1762- عبيد الله بن محمد بن عبد الجليل بن محمد بن الحسن ابن الساوي، أبو محمد بن أبي الفتح بن أبي سعد.
وقد تقدم ذكر أبيه.
كان أبو محمد من شيوخ العدول والقضاة والأعيان الأثبات؛ شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن هبة الله النحوي قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم القاضي أبو(3/552)
العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه وأنت تسمع في ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) الذي ألفه، فأقر به، قال: ذكر من قبل قاضي القضاة الزينبي شهادته، وأثبت تزكيته ومنهم: أبو محمد عبيد الله بن محمد بن عبد الجليل الساوي وذلك في يوم الأربعاء خامس ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وخمس مئة، وزكاه القاضي أبو طاهر محمد بن أحمد ابن الكرخي، والخطيب أبو المظفر محمد بن أحمد ابن التريكي.
قلت: واستنابه قاضي القضاة أبو الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في الحكم والقضاء بدار الخلافة المعظمة -شيد الله قواعدها بالعز- وما يليها وأذن للشهود بالشهادة عنده وعليه فيما يسجله. وكان على ذلك إلى أن توفي قاضي القضاة هذا في آخر ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة. ثم استنابه ابن أخيه القاضي أبو القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدامغاني لما تولى القضاء بمدينة السلام فيما يتولاه من الحكم والقضاء بمدينة السلام وذلك في رجب سنة ست وثمانين وخمس مئة، وأذن له أن يسمع البينة ويسجل عنه، فكان على ذلك إلى أن عزل، أعني ابن الدامغاني، في رجب سنة أربع وتسعين وخمس مئة، فلزم منزله. وكان مشكوراً في ولايته، محموداً في سيرته.
سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي الحسين محمد بن محمد ابن الفراء، وأبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وغيرهم، وروى عنهم.
سمع منه قبلنا القاضي عمر القرشي وذكره في ((معجم شيوخه)) الذين كتب عنهم. وسمعنا منه.
قرأت على القاضي أبي محمد عبيد الله بن محمد ابن الساوي بمجلس حكمه وقضائه بمدينة السلام، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر ابن الطبر المقرئ قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن(3/553)
حيوية، قال: حدثنا أبو القاسم علي بن موسى الأنباري، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا مخشي بن عمارة، قال: حدثنا الحجاج بن أرطأة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا نكاح إلا بولي، والسلطان ولي من لا ولي له)).
سألت القاضي أبا محمد ابن الساوي عن مولده، فقال: ولدت في محرم سنة ثلاث عشرة وخمس مئة.
قلت: وتوفي في يوم الأحد تاسع المحرم سنة ست وتسعين وخمس مئة، عن ثلاث وثمانين سنة، وصلي عليه في يومه، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشونيزي. وكان آخر من بقي من بيت الساوي ولا عقب له، رحمه الله وإيانا.
1763- عبيد الله بن ملد بن المبارك بن الحسين الهاشمي، أبو طالب بن أبي المكارم المعروف بابن النشال، ويدعى الأكمل.
أحد الأشراف والأعيان، تولى عدة ولايات منها ديوان الزمام المعمور في رجب سنة تسعين وخمس مئة، ثم النقابة على الأسرة الهاشمية عشية الأحد سلخ شعبان سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، وخلع عليه وقرئ عهده بذلك متضمناً للنقابة، والصلاة والخطبة والنظر في أوقافهم، فكان على ذلك إلى أن عزل في سنة ست وتسعين وخمس مئة. ثم رد إليه النظر بالغراف من أعمال السواد فصار إليهم، وعزل عن ذلك قبل وفاته، وألزم المقام بواسط، فكان بها إلى أن توفي يوم الأحد ثالث عشري شوال سنة ست وتسعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة(3/554)
قبلة المصلي هناك.
1764- عبيد الله بن علي بن نصر بن حمرة -بالحاء المهملة والراء غير معجمة- أبو بكر بن أبي الفرج المعروف بباب المارستاني.
أحد من طلب الحديث وسمعه، وجمع الكتب المصنفات فيه، واتسم بمعرفته، وادعى الحفظ له، وسعة الرواية، والنقل عمن لم يدركه ولا سمع منه، فأطلق ألسن الناس في جرحه وتكذيبه وإساءة القول في حقه من أهل هذه الصناعة والعلماء بها.
وانتسب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه مع معرفة الناس به وبأبيه وبعدهم عن نسبٍ مشهور غير خدمة المارستان، فكان أبواه يخدمان بالمارستان، وتعرف أمه بالمارستانية وإليها نسب. وأما أبوه فكان يعرف بفرج أحد حواشي المارستان والقوام به، لا يعرف بكنيته ولا يعرف بغير ذلك، فغير ابنه هذا اسمه وكناه بأبي الفرج وسماه علياً، ولعل قائلاً لو قال لأبيه أتعرف أبا الفرج علي بن نصر المحمدي التيمي كما كان ابنه عبيد الله هذا يكتب عنه لما عرف ذلك الشخص، وهو نفسه! ومن العجائب أن عبيد الله هذا روى في شيءٍ من تأليفاته في عدة مواضع عن أبيه هذا ويقول: أخبرني والدي أبو الفرج علي بن نصر،(3/555)
قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، ويذكر حديثاً. وأبوه معروف كان عامياً غير معروف بطلب الحديث ولا بسماعه ولا يفهم الرواية ولا كان من أهلها. وكان في ابنه عبيد الله من الجرأة والقحة والإقدام أن خرج عنه وأدخله في جملة الرواة ونقله الأخبار، وجعله ممن يسند إليه تمهيداً لنفسه حتى يقال: هو محدث ابن محدث ومن أولاد الشيوخ الرواة، ولم يحصل له ذلك بل كان من أظهر الأدلة على تمحله وتخرصه وادعائه ما لم يكن قط إلى غير ذلك من فعلاته الظاهرة المحال وروايته الواضحة البطلان.
وقد بلغني أن شيخنا أبا الفرج ابن الجوزي بلغه أنه روى عن شيخٍ من أهل بغداد يتحقق أنه ما سمع منه، وأحضره عنده وسأله عن رواية غير ذلك الشيخ، فأقر بالسماع منه، فسأله عن مولده فأخبره، وذكر الشيخ وفاة ذلك الشيخ فكان قد توفي قبل مولد هذا الرجل، أعني ابن المارستانية، فظهر كذبه واتضح تخرصه.
ولقد وقفت على جزء من حديث أبي محمد العلوي الأقساسي الكوفي وقد رواه القاضي أبو الفضل الأرموي عنه سماعاً صحيحاً، وسمعه من الأرموي جماعةٌ في طباق وعليه طبقة قد زورها هذا ابن المارستانية على الأرموي وذكر اسمه فيها وسماعه منه، وجعل كاتب السماع أبا العلاء محمد بن هبة الله ابن البوني الواسطي وهي ظاهرة المحال من وجوه: منها بعد سماعه من الأرموي لأنه كان في حياته صبياً ولم يكن معروفاً بطلب الحديث في صباه ولا كان له من يسمعه، ومنها: أن أبا العلاء لم يسمع من الأرموي ولا دخل بغداد في حياته، وإنما دخلها بعد وفاته بسنين، وقد أدركنا أبا العلاء وسمعنا منه، وما ذكر لنا أنه سمع من الأرموي، ولا غيره من أهل بغداد لاشتغاله بغير ذلك، ومنها: أن خط أبي العلاء كنا نعرفه، وقد كتب لنا سماعاً عليه بخطه وفي إجازة لا يشبه الخط الذي على الجزء بسماعه من الأرموي. ثم رأيت على حاشية الجزء المذكور عنه هذه الطبقة بخط أبي القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي: كذب فعل الله به(3/556)
وصنع، لم يسمع من الأرموي ولا لقيه وسماه، أعني ابن المارستانية. وله مثل ذلك كثير.
على أنه كان منتمياً إلى علم الطب والفلسفة وأشباه ذلك مشهوراً به. وقد سمع شيئاً من الحديث من المتأخرين كالكاتبة شهدة بنت أحمد الإبري، وأبي الحسين بن يوسف، وأبي الفتح بن شاتيل. فأما ما يدعيه من السماع ممن قبلهم فغير صحيح.
وقد حدث عن الأرموي بالجزء الذي قدمنا ذكره، وعن غيره من الشيوخ بما لا يصح سماعه. وسمع منه قوم على غرة من أمره.
وتقلبت به أحوال الدنيا ونظر في أوقات المارستان العضدي ولم تحمد سيرته، فقبض عليه وحبس به، أعني المارستان، مدةً وأطلق.
وجمع مسودة كتاب سماه ((ديوان الإسلام الأعظم في تاريخ بغداد)) فكتب منه كثيراً ولم يتممه ولا بيضه، ووقفت منه على شيٍ وقد ضمنه من غرائب الشيوخ له والروايات غير قليل، ولو ظهر هذا الكتاب وتم لكان من أكبر الشواهد على تخرصه.
وفي صفر سنة تسع وتسعين وخمس مئة، ندب من الديوان العزيز -مجده الله- إلى الخروج في بعض الأمور السلطانية إلى تفليس، وخلع عليه خلعة سوداء وطيلسان، وتوجه إليها في الشهر المذكور وجاز في طريقه بإربل والموصل وحدث بهما وبغيرهما، ووصل إلى البلد المذكور وقضى ما خرج فيه، وتوجه عائداً إلى بغداد، فتوفي قبل وصوله بموضع يعرف بجرخ بند في ليلة ذي الحجة سنة تسع وتسعين وخمس مئة، فدفن هناك.
1765- عبيد الله بن هاشم بن أبي منصور، أبو علي الهاشمي، يعرف بابن الفأفاء.
أحد الأشراف المرتبين في التاج الشريف. هكذا ذكر لي أن اسمه عبيد الله، وكان في سماعاته أشرف، وبه كان يعرف، وقد ذكرناه فيمن اسمه(3/557)
أشرف بأتم من هذا، فأغنى عن إفادة ذكره، والله الموفق.
1766- عبيد الله بن عبد الواحد بن عبد الله، أبو بكر بن أبي الفرج البغدادي.
كان يكتب في سماعاته: أبو بكر بن عبد الواحد، ورأيت اسمه في بعض الكتب ((عبيد الله)) فأريته إياه فقال: نعم هذا اسمي وأنا عبيد الله.
سمع الكثير بنفسه في شبابه دون صباه من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وأبي الحسن محمد بن إسحاق ابن الصابئ، وأبي بكر عبد الله بن محمد بن النقور، وأبي محمد عبد الله بن منصور من الموصل، وغيرهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي بكر عبيد الله بن عبد الواحد البغدادي برباط ثقة الدولة صهر الإبري بباب الأزج، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله مالك ابن أحمد بن علي الفراء قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي بمكة، قال: حدثنا عبد الله ابن المبارك والفضل بن موسى، قالا: حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نعمتان المغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ)).(3/558)
توفي أبو بكر بن عبد الواحد البغدادي يوم الخميس ثاني شهر ربيع الآخر سنة سبع وست مئة، ودفن في ذلك اليوم بمقبرة الزرادين بالمأمونية.
1767- عبيد الله بن أحمد بن هبة الله بن عبد القادر بن الحسين ابن المنصوري، أبو الفضل بن أبي العباس بن أبي القاسم الهاشمي الخطيب.
وقد تقدم ذكر أبيه وأخيه عبد الله.
كان من الشهود المعدلين، شهد عند قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد ابن الحديثي في يوم الأحد ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ست وستين وخمس مئة، وزكاه أبو جعفر هارون بن محمد بن عبد الله ابن المهتدي بالله الخطيب، وأبو العباس أحمد بن محمد ابن الطبيب. ولبث على ذلك مديدة إلى أن عزله قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدامغاني في ولايته الثانية لقضاء القضاة، وكان يتولى الخطابة بجامع المدينة المعروف بجامع السلطان مدةً، وخطب بجامع القصر الشريف بعد وفاة أبي العباس ابن الغريق مديدةً، ثم مع ابنه أبي طالب، وعجز لكبر سنه، فانقطع في منزله قبل موته سنين.
وقد كان سمع الحديث من الشيخ أبي منصور ابن الجواليقي، وشيخ الشيوخ أبي البركات إسماعيل بن أبي سعد النيسابوري، وسعد الخير بن محمد الأنصاري، وأبي عبد الله محمد بن أحمد ابن الطرائفي، والزاهد أبي العباس أحمد بن أبي طالب ابن الطلاية، وأبي الفرج بن يوسف، وأبي الفضل بن ناصر، وأبي بكر ابن الزاغوني. سمعنا منه.(3/559)
قرأت على أبي الفضل عبيد الله بن أحمد المنصوري، قلت له: أخبركم أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر اللغوي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد ابن البسري، قال: أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: سمعت عبد الله يقول: من كل شيءٍ قد أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا مفاتيح الخمس: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام} .. .. إلى آخر الآية.
توفي أبو الفضل ابن المنصوري يوم الأربعاء سابع عشر رجب سنة اثنتي عشرة وست مئة، ودفن يوم الخميس ثامن عشرة بمقبرة باب حرب.
1768- عبيد الله بن علي بن المبارك بن الحسين بن نغوبا، أبو المعالي بن أبي الحسن بن أبي السعادات الواسطي.
وقد تقدم ذكر أخيه عبد الله وسيأتي ذكر أبيهما.
قدم أبو المعالي هذا بغداد مراراً، وسمع بها من أبي المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي الدقاق، ومن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وأبي العباس أحمد بن المبارك المرقعاتي، والنقيب الطاهر أبي عبد الله أحمد بن علي(3/560)
ابن المعمر العلوي، والكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري. وقد كان سمع بواسط من أبي محمد أحمد بن عبيد الله ابن الآمدي، ومن أبي صالح بن سعد الله ابن الجواني العلوي، ومن أبي المفضل محمد بن محمد بن أبي زنبقة، وغيرهم. ثم حدث بها، وسمعنا منه.
قرئ على أبي المعالي عبيد الله بن علي بن المبارك الواسطي ببغداد وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد القصار قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد، فأقر به، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا عبد الجبار بن عاصم، قال: حدثنا بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد ابن معدان، عن كثير بن مرة، عن عمرو بن عبسة أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من بنى مسجداً يذكر الله عز وجل فيه بنى الله له بيتاً في الجنة)).
سألت أبا المعالي هذا عن مولده، فقال: مولدي في إحدى جمادى سنة إحدى وأربعين وخمس مئة بواسط.
1769- عبيد الله بن المبارك بن الحسن بن طراد الباماوردي، أبو القاسم بن أبي النجم، يعرف بابن القابلة، أخو عبد الرحيم الذي يأتي ذكره.(3/561)
من ساكني محلة القطيعة بباب الأزج.
سمع أبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار وغيره، وروى عنه. سمعنا منه.
قرأت على أبي القاسم عبيد الله بن أبي النجم الفرضي، قلت له: أخبركم أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرني أبو المعالي ثابت بن بندار، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، قال: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن المسعودي، عن أبي يزيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قيل: يا رسول الله ما يلج به الناس الجنة؟ قال: تقوى الله وحس الخق، قيل: فما أكثر ما يلج الناس به النار؟ قال: الأجوفان الفم والفرج)).
قلت أبو يزيد هو إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي.
سألت أبا القاسم هذا عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة تسع وثلاثين وخمس مئة تقريباً، والله أعلم.
وتوفي سنة خمس عشرة وست مئة ببعقوبا.(3/562)
1770- عبيد الله بن المبارك بن إبراهيم بن مختار بن تغلب، أبو القاسم بن أبي محمد، يعرف بابن السيبني الدقاق.
من أهل باب الأزج.
سمع الكثير في صباه وبنفسه، وقرأ على الشيوخ، وكتب بخطه عن جماعة منهم: أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وأبو محمد عبد الله ابن منصور ابن الموصلي، وخديجة بنت أحمد ابن النهرواني، والكاتبة شهدة بنت أحمد ابن الإبري، وأبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف، ومولاه بشير بن عبد الله الهندي، وأبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل، وجماعة من طبقتهم.
وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدامغاني عشية السبت سادس عشر شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وست مئة، وزكاه العدلان أبو المعالي أحمد بن عمر بن بكرون وصدقة بن المبارك بن سعيد.
وسألته عن مولده فقال: في ثاني عشري جمادى الآخرة سنة خمسين وخمس مئة.
وتوفي .. ..(3/563)
1771- عبيد الله بن علي بن الحسين الروذراوري الأصل الأصبهاني المولد البغدادي الدار، أبو منصور بن أبي جعفر ابن الوزير أبي منصور الملقب بالربيب ابن الوزير أبي شجاع.
من ساكني باب المراتب من ذوي البيوت القديمة، ومن له التقدم والولاية.
سمع ببغداد أبا عبد الله محمد بن نجم اليزدي لما قدمها من الحج، وروى لنا عنه.
قرأت على أبي منصور عبيد الله بن علي ابن الربيب، قلت له: أخبركم أبو عبد الله محمد بن نجم بن محمد بن عبد الواحد اليزدي قراءةً عليه وأنت تسمع بباب المراتب في شهر ربيع الأول سنة ستين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو العلاء غياث بن محمد بن أحمد الفضيلي بيزد، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال: أخبرنا أحمد بن زياد الإيادي بجبلة، قال: حدثنا يزيد بن قبيس، قال: حدثنا المعافى بن عمران الظهري، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن الحكم بن عتيبة، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن من خير أعمالكم الصلاة)).(3/564)
سألت أبا منصور هذا عن مولده، فقال: ولدت بأصبهان في رجب سنة خمس وخمسين وخمس مئة، وقدمت بغداد مع أبي وأنا صبي.
1772- عبيد الله بن عبد الودود بن هبة الله ابن المهتدي بالله، أبو محمد الهاشمي.
من أهل باب البصرة، وسكن الجانب الشرقي بالمأمونية.
أحد الشهود المعدلين؛ شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدمغاني في يوم الثلاثاء سادس عشري شهر ربيع الآخر سنة تسع وست مئة، وزكاه العدلان أبو الفضل محمد بن الحسن ابن الشنكاني العباسي وأبو المعالي أحمد بن عمر بن بكرون. وكتب في شهادته اسمه المهتدي بن عبد الودود مديدةً ثم غيره وكتب عبيد الله وبالمهتدي كان يعرف.
توفي يوم الاثنين سلخ رجب سنة خمس عشرة وست مئة.
1773- عبيد الله بن أبي البركات بن عبد الله، أبو محمد الرفاء.
سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن بكار المقرئ، وروى عنه. سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي.(3/565)
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن أبي البركات الرفاء، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن بكار المقرئ قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد ابن المسلمة المعدل.
وأخبرناه عالياً أبو المكارم ملد بن المبارك بن الحسن الهاشمي بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون المقرئ قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد ابن المسلمة، قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري، قال: أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفيريابي، قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، قال: حدثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أتمن خان)).
1774- عبيد الله بن أبي المعمر بن المبارك بن ثابت، أبو الفتوح الناسخ، يعرف بالمستملي لما حدث ببغداد.
تفقه أبو الفتوح هذا على مذهب الشافعي رضي الله عنه بالمدرسة النظامية مدةً، وسمع الحديث من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى الصوفي، ومن أبي حامد محمد بن أبي الربيع القيسي وغيرهما. وحدث بشيءٍ قليل، سمع منه بعض أصحابنا، ورأيته ولم أسمع منه، وقد أجاز لي غير مرة.
توفي في شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وخمس مئة.(3/566)
1775- عبيد الله بن أبي الحسن بن أبي الوفاء، أبو بكر الدباس، يعرف بابن الغرير، بالغين المعجمة وبعدها راءان مهملتان بينهما ياء منقوطة بنقطتين من تحتها.
كان يسكن بباب الأزج.
سمع من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي الفضل محمد بن ناصر السلامي، وغيرهما. وحدث عنهما، وسمع منه جماعةٌ، وما لقيته، ورأيت لي منه إجازة.
أنبأنا أبو بكر ابن الغرير، قال: أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءةً عليه وأنا أسمع.
قلت: وأخبرنيه أبو الرضا أحمد بن طارق القرشي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الفضل الأرموي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد ابن محمد الخطيب الأنباري، قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، قال: حدثنا محمد بن مخلد العطار، قال: حدثنا العلاء بن سالم، قال: حدثنا شعيب بن حرب، قال: حدثنا مالك بن أنس، قال: حدثنا عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم، عن أبي قتادة بن ربعي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يقعد)).(3/567)
توفي أبو بكر ابن الغرير في سنة اثنتين وست مئة.
[آخر المجلد الثالث من هذه الطبعة المحققة. حققه وعلق عليه، وخرج أحاديثه على قدر طاقته وعلمه ومكنته أفقر العباد بشار بن عواد بن معروف العبيدي البغدادي الأعظمي الدكتور بدار هجرته عمان البلقاء بعد استيلاء الكفار على مدينة السلام بغداد حررها الله تعالى، ويليه المجلد الرابع، وأوله: ذكر من اسمه عبد الرحمن. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً].(3/568)
ذكر من اسمه عبد الرحمن
1776- عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو المواهب، يعرف بابن أبي حبة.
من ساكني محلة التوثة المجاورة لمقبرة الشونيزي.
روى عن أبي الحسن بن طاهر الخباز الشاعر شيئاً من شعره. سمع منه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي البزاز في سنة ثمان وتسعين وأربع مئة، فيما قرأت بخطه.
1777- عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن بنان الزعفراني، أبو القاسم المؤدب.
سمع أبا طالب أحمد بن الحسين بن محمد البصري، وحدث عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)) الذين كتب عنهم. وقد سمع من عبد الرحمن هذا محمد بن داود الأصبهاني أيضاً.
توفي ليلة الأحد خامس عشر ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
1778- عبد الرحمن بن أحمد بن أبي القاسم، أبو القاسم المقرئ.
من أهل مرو.
ورد بغداد حاجاً في سنة أربع وثلاثين وخمس مئة، وسمع بها مع تاج(4/5)
الإسلام أبي سعد ابن السمعاني وبإفادته من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وعاد إلى بلده وحدث بيسير.
سمع منه فخر الدين أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد السمعاني وقال: توفي يوم الثلاثاء ثاني عشر ذي القعدة من سنة أربع وخمسين وخمس مئة، ودفن من الغد.
1779- عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر، أبو محمد ابن أبي نصر المعروف بابن الطوسي الخطيب.
من أهل الموصل، أخو أبي الفضل عبد الله الذي قدمنا ذكره.
ولد عبد الرحمن هذا ببغداد ونشأ بها، وسمع من النقيب أبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي، وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، وغيرهما. ثم صار إلى الموصل واستوطنها، وحدث بها، سمع منه هناك ابن أخيه أبو القاسم عبد المحسن بن عبد الله، وروى لنا عنه. ثم قدم بغداد وروى بها أيضاً. سمع منه القاضي عمر القرشي، والشريف علي الزيدي. وحدثنا عنه عبد العزيز بن الأخضر.
قرأت على أبي محمد بن أبي نصر البزاز من كتابه، قلت له: أخبركم أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد ابن الطوسي قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة قراءةً عليه ببغداد، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقوية وأبو الحسين علي بن محمد بن بشران، قالا: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار.
وأخبرناه عالياً أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الكتاني بواسط وأبو(4/6)
الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد ببغداد، قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الرزاز، زاد أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله: وأبو القاسم علي بن الحسين بن عبد الله الربعي، قالا: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة العبدي، قال: حدثنا زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد بن إسحاق، عن معبد بن كعب، عن أبي قتادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إياكم وكثرة الحلف عند البيع، فإنه ينفق ثم يمحق)).
أنبأنا القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، قال: سألت أبا محمد ابن الطوسي عن مولده، فقال: ولدت بنهر القلائين من غربي بغداد في حادي عشري ذي القعدة من سنة ثمانين وأربع مئة.
1780- عبد الرحمن بن أحمد بن أبي تمام، واسمه عبد الواحد، ابن الحسين بن محمد، أبو الحسن بن أبي المظفر الدباس الصوفي.(4/7)
من أهل الجانب الغربي، وقد تقدم ذكرنا لأبيه.
سمع أبا المكارم المبارك بن الحسين بن العجيل، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبا القاسم هبة الله بن الحسين الحاسب، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وغيرهم. وحدث عنهم؛ سمع منه جماعةٌ من أصحابنا، وما اتفق لي السماع منه، وقد أجاز لي.
أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي تمام الصوفي، قال: قرئ على أبي المكارم المبارك بن الحسين بن محمد الزاهد وأنا أسمع بجامع المنصور في دار القطان وذلك في سنة أربع وأربعين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني قراءةً عليه وأنا أسمع بمسجده بشارع دار الرقيق في درب الشواء، قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري.
قلت: وأخبرناه عالياً أبو القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى التاجر بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو البركات هبة الله بن محمد بن علي البخاري وأبو البقاء هبة الله بن محمد ابن البيضاوي وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني وأبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد الأنصاري قراءةً عليهم وأنت تسمع، فأقر به، قالوا: حدثنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن القاسم ابن الغطريف العبدي بجرجان، قال: أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب القاضي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، عن شعبة، عن زبيد ومنصور والأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سباب المسلم فسوقٌ وقتاله كفرٌ)).(4/8)
بلغني أن مولد عبد الرحمن ابن الدباس هذا في سنة عشرين وخمس مئة وتوفي يوم الأربعاء مستهل ذي القعدة سنة خمس وتسعين وخمس مئة.
1781- عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم، أبو القاسم الحداد.
كان يسكن باب الأزج.
وحدث بكتاب ((شمائل النبي صلى الله عليه وسلم )) عن أبي شجاع عمر بن محمد البسطامي. سمع منه بعض الطلبة من أصحابنا، وأجاز لنا. توفي يوم الأربعاء ثالث عشر صفر سنة سبع وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب الأزج بمقبرة الخلال.
1782- عبد الرحمن بن أحمد بن محمد ابن العمري، أبو الحسن القاضي.
من أهل باب البصرة.
كان أولاً أمين القضاة بباب البصرة، ثم شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في ولايته لقضاء القضاة في المرة الثانية وذلك يوم السبت تاسع عشر شعبان سنة ثمانين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله، وأبو العباس أحمد بن محمد بن أبي عيسى الشهراباني. ثم ولي قضاء الجانب الغربي من مدينة السلام أجمع، فكان يحكم بين أهله إلى أن عزل في سنة ست وثمانين وخمس مئة. ولما ولي قضاء الجانب(4/9)
الغربي بعده القاضي أبو الحسن علي بن عبد الرشيد الهمذاني استنابه في الحكم عنه وقبل شهادته وذلك في سنة خمس وتسعين وخمس مئة بعد ولايته بسنة، فكان على ذلك إلى أن توفي.
وقد كان سمع الحديث من جماعةٍ منهم. أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الكاتب، وأبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وغيرهم.
سمع منه قبلنا القاضي عمر القرشي، ومحمد بن مشق، وغيرهما. وكتبنا عنه.
قرئ على القاضي أبي الحسن عبد الرحمن بن أحمد العمري بمنزله بباب البصرة سكة سليمان ونحن نسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد ابن الحصين قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحنظلي، قال: حدثنا هارون بن حميد الواسطي، قال: حدثنا الفضل بن عنبسة، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الجار أحق بسقب داره وأرضه)).(4/10)
سألت القاضي أبا الحسن ابن العمري عن مولده فقال: في سنة خمس عشرة وخمس مئة.
وتوفي في ليلة الأربعاء ثاني عشر شهر رمضان سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، ودفن يوم الأربعاء.
1783- عبد الرحمن بن أحمد بن مواهب بن الحسين الخياط، أبو محمد، يعرف والده بغلام ابن العلبي.
وقد تقدم ذكر أبيه.
سمع عبد الرحمن هذا من أبي الوقت السجزي، وأبي طالب المبارك بن علي بن خضير، وأبي عبد الله الحسين بن علي ابن الرءاس المعروف بطبرزدة، وغيرهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد صاحب ابن العلبي، قلت له: قرئ على أبي الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي وأنت تسمع، فأقر(4/11)
به، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي قراءةً عليه بهراة وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: أخبرنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي، قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم مبشر الأنصارية فرأى نخلاً لها فقال: يا أم مبشر، من غرس هذا النخل أمسلم أم كافر؟ قالت: بل مسلم قال: ((لا يغرس مسلمٌ غرساً ولا يزرع زرعاً فيأكل منه إنسانٌ ولا دابةٌ ولا شيءٌ إلا كان له صدقة)).
توفي عبد الرحمن هذا في ليلة الثلاثاء ثاني عشري ذي القعدة سنة تسع وست مئة، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة باب حرب.
1784- عبد الرحمن بن أحمد بن هدية الوراق، أبو عمر.
من أهل الجانب الغربي وساكني محلة دار القز.
شاخ وأسن، وكان قد سمع من أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وروى عنه. سمعنا منه.
قرأت على عبد الرحمن بن أحمد بن هدية من أصل سماعه بدار القز، قلت(4/12)
له: أخبركم أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي قراءةً عليه وأنت تسمع في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار المقرئ، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الصيرفي، قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)).
أخرجه البخاري عن القعنبي، ومسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك.
توفي ابن هدية ليلة الأحد سادس عشري ربيع الأول سنة سبع عشرة وست مئة، ودفن بباب حرب، وقد جاوز التسعين.
1785- عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك بن سعد، أبو سعيد بن أبي العباس، يعرف والده بالمرقعاتي، وقد تقدم ذكره.
سمع عبد الرحمن هذا من أبيه، ومن أبي القاسم يحيى بن ثابت البقال، وأبي طالب بن خضير. سمعت منه أحاديث يسيرة.
قرأت على أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد المرقعاتي من أصل سماعه، قلت له: أخبركم والدك أبو العباس أحمد بن المبارك وأبو القاسم يحيى بن ثابت ابن بندار البقال قراءةً عليهما في مجلسٍ واحدٍ وأنت تسمع، فأقر به، قالا: أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن(4/13)
أحمد بن شاذان، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن المثنى بن معاذ العنبري، قال: حدثنا عفان بن مسلم الصفار، قال: حدثنا محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مجاهد، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أن سيورثه)).
سألت عبد الرحمن ابن المرقعاتي عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة، والله أعلم.
((آخر الجزء الرابع والثلاثين))(4/14)
1786- عبد الرحمن بن إبراهيم بن الحسين بن عيسى ابن الجمري الطيبي الأصل البغدادي الدار، أبو سعيد.
من أهل باب الأزج.
سمع الأشرف قراتكين بن أسعد بن المذكور، وروى عنه. سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي، وتميم بن أحمد ابن البندنيجي، وغيرهما.
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم ابن الجمري، قال: أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن أسعد، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز بن مردك، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا يونس ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا أيوب بن سويد، قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب أن جبير بن مطعم أخبره أنه جاء هو وعثمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمانه فيما قسم من خمس خيبر لبني هاشم وبني المطلب، فقالا: قسمت لإخواننا بني هاشم وبني المطلب وقرابتنا واحدةٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما: ((أرى بني هاشم وبني المطلب شيئاً واحداً)).
قال القرشي: وتوفي عبد الرحمن ابن الجمري ليلة عاشوراء سنة تسع وخمسين وخمس مئة، ودفن يوم عاشوراء.(4/15)
1787- عبد الرحمن بن إبراهيم بن أبي طاهر بن طيفور، أبو طاهر قطاع الآجر.
كان ينزل بدرب ثمل بباب الأزج.
وكان مالكي المذهب، تولى الخطابة بجامع صرصر مدةً. سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وروى عنه. سمع منه أبو القاسم بن أبي بكر ابن البندنيجي فيما قرأت بخطه، قال: توفي في ليلة الأربعاء حادي عشر صفر سنة سبعين وخمس مئة، وصلي عليه يوم الأربعاء ودفن بمقبرة الخلال بباب الأزج.
1788- عبد الرحمن بن إبراهيم الخياط، أبو محمد المقرئ.
من ساكني القطيعة بباب الأزج.
قرأ القرآن الكريم بالقراءات على الشيخ أبي محمد عبد الله بن علي سبط أبي منصور الخياط وغيره.
ذكر تميم بن أحمد البزاز فقال: توفي ليلة الأربعاء ثاني عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمس مئة، ودفن يوم الأربعاء بمقبرة التل عند باب القطيعة.
1789- عبد الرحمن بن إسماعيل بن محمد بن علي ابن السمذي، أبو محمد الناسخ.
من أهل الحريم الطاهري من أولاد الشيوخ المحدثين، وقد تقدم ذكرنا لأبيه.
وعبد الرحمن هذا سمع من أبي المعالي محمد بن محمد ابن اللحاس(4/16)
العطار، وأبي علي أحمد بن محمد ابن الرحبي البواب، وغيرهما. سمعنا منه.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل ابن السمذي قراءةً عليه من أصل سماعه بالحريم وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو علي أحمد بن محمد ابن الرحبي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حدثنا حامد بن سهل الثغري، قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال: حدثنا الخليل بن مرة، عن قتادة، عن عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر، ولا يتوارث أهل ملتين شتى)).
سألت عبد الرحمن ابن السمذي عن مولده، فقال: في سنة إحدى وخمسين وخمس مئة. وتوفي يوم الخميس خامس عشري جمادى الأولى سنة ست عشرة وست مئة.
1790- عبد الرحمن بن إسماعيل بن محمد بن يحيى الزبيدي، أبو محمد.(4/17)
من أهل الحريم الطاهري أيضاً، وقد تقدم ذكر أبيه.
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وأبا العباس أحمد بن عمر بن بنيمان المستعمل، وأبا نصر يحيى بن موهوب ابن السدنك، وغيرهم. وتفقه، وتكلم في مسائل الخلاف، وتولى رباط الشونيزي يخدم الصوفية، وينظر في وقفه. سمعنا منه.
قرأت على أبي محمد عبد الرحمن بن إسماعيل برباط الشونيزي، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون فيما أجازه لنا، قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله ابن المحاملي، قال: أخبرنا أبو القاسم عمر بن جعفر بن سلم الختلي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، قال: حدثنا الهيثم بن خارجة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن يزيد، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الوهاب المكي، عن عبد الواحد النصري، عن واثلة بن الأسقع، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((المسلم على المسلم حرامٌ: عرضه ودمه وماله)).
سألت عبد الرحمن ابن الزبيدي عن مولده فقال: في جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة. وتوفي .. ..
1791- عبد الرحمن بن إقبال بن أحمد، أبو محمد.(4/18)
من أهل واسط، كان يسكن قرية تعرف بقرية عبد الله قريبة من وساط.
قدم بغداد وكتب عنه بها أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف، وروى عنه في ((معجم شيوخه)) أناشيد، قرأت ذلك بخطه.
1792- عبد الرحمن بن بركة بن أبي العز المقرئ، أبو الخير، يعرف بابن الأرزماشي.
من ساكني المامونية.
سمع أبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد السلامي وغيره، وسمع منه الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي فيما بلغني، وذكره عبد الله بن أحمد الخباز في شيوخه وأثنى عليه، وقال: كان شيخاً صالحاً توفي سنة أربع وسبعين وخمس مئة.
1793- عبد الرحمن بن جامع بن غنيمة ابن البناء، أبو الغنائم.
هكذا اسمه المشهور وبه كان يعرف، وكان يكتب بخطه عبد الرحمن غنيمة ويجمع بين الاسمين وسنذكره فيمن اسمه غنيمة جمعاً بين الاسمين إن شاء الله.
كان شيخاً صالحاً، وفقيهاً مناظراً على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله. تفقه على أبي بكر أحمد بن محمد الدينوري ومن بعده. وسمع من أبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي عبد الله(4/19)
الحسين بن عبد الملك الخلال الأصبهاني، وحدث عنهم.
سمع منه قبلنا القاضي عمر القرشي وأقرانه، وسمعنا منه.
أخبرنا أبو الغنائم عبد الرحمن بن جامع بن غنيمة الفقيه قراءةً عليه ونحن نسمع بمنزله بباب الأزج، قيل له: أخبركم أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد ابن الآبنوسي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد الإصطخري، قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن الشرقي، قال: حدثنا محمد ابن عمرو بن حنان، قال: حدثنا بقية، عن عبد الملك بن عبد العزيز، قال: حدثنا عطاء، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من حمل من أمتي أربعين حديثاً فهو من العلماء)).
توفي عبد الرحمن ابن البناء في ليلة الاثنين ثامن شوال سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة، ودفن يوم الاثنين بباب حرب.
1794- عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد ابن العجمي، أبو طالب.
من أهل حلب، من بيتٍ مشهورٍ بالعلم والصلاح.
قدم بغداد وأقام بها مدةً للتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه على أبي بكر محمد بن أحمد الشاشي، وسمع بها من أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان، وعاد إلى بلده، وتقدم هناك، وحدث؛ سمع منه القاضي عمر بن أبي الحسن الدمشقي بحلب، وأخرج عنه حديثاً في ((معجمه)).(4/20)
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي، قال: أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بحلب، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان ببغداد.
وأخبرنيه عالياً أبو الفضل وفاء بن أسعد بن نفيس قراءةً عليه وأنت تسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم طلحة بن علي ابن الصقر الكتاني، قال: حدثنا أحمد ابن عثمان الأدمي، قال: حدثنا أبو قلابة، قال: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: حدثنا شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل أحدكم الخلاء فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)).
بلغني أن مولد أبي طالب ابن العجمي في ذي الحجة سنة ثمانين وأربع مئة بحلب.
كتب إلينا أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى من دمشق يذكر لنا أن أبا طالب ابن العجمي توفي في نصف شعبان سنة إحدى وستين وخمس مئة. وقال غيره: يوم الخميس بعد الظهر.
1795- عبد الرحمن بن الحسين بن الخضر بن عبدان، أبو الحسين القرشي.
من أهل دمشق، كان أحد العدول بها، ومن بيتٍ مشهورٍ بالعدالة والرواية.(4/21)
قدم بغداد، وسمع بها من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي محمد المبارك بن المبارك ابن التعاويذي وغيرهما. وعاد إلى بلده، وحدث هناك.
وذكره الحسن بن صصرى في ((معجم شيوخه))، فقال: كان مولده في محرم سنة عشرين وخمس مئة. وسمع كثيراً بدمشق وبغداد، وشهد عند القضاة. وتوفي ليلة الاثنين سادس عشر شعبان سنة أربع وثمانين وخمس مئة، ودفن بكهف جبريل.
1796- عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الله ابن النعماني، أبو منصور.
من أهل النيل، يعرف بشريح، وهو لقب له لا اسم.
قدم بغداد واستوطنها، وشهد بها عند قاضي القضاة أبي الحسن محمد بن جعفر العباسي في يوم الأربعاء تاسع ذي القعدة من سنة خمس وثمانين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو الحسن علي بن المبارك بن جابر وأبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الماخون. وقد كان يتولى قضاء بلده أيضاً، والتحق بأمير الحاج طاشتكين وخدمه مدةً متولياً لأشغاله.
وكان فيه فضلٌ وتميزٌ، وله ترسل. لم يعن بالحديث ولا سمعه. كتب عنه أناشيد ونوادر.
أنشدني القاضي أبو منصور المعروف بشريح من حفظه للصاحب إسماعيل ابن عباد في الاعتزال:(4/22)
قلت يوماً وذاك مما دهاني ... ما احتيالي فيما قضى ما احتيالي
فجفاني وقال ما وصل من ... قال بخلق الأفعال من أفعالي
كان لي في هواك رأيٌ فلما ... قلت بالجبر في هواي بدالي
وأنشدني أيضاً مذاكرةً من حفظه:
كم قلت للخاطر انجدني بنادرةٍ ... فقال سومك مني نصرةً خرق
ما دمت أجنى ولا أسقى فلا ثمرٌ ... يبقى لجاني في عودي ولا ورق
توفي القاضي شريح النيلي ببغداد ليلة الخميس ثامن عشري شهر ربيع الأول سنة ثلاث وست مئة، ودفن يوم الخميس بداره بالقبيبات بشرقي بغداد.
1797- عبد الرحمن بن خداش بن عبد الصمد بن خداش، أبو الفتح الخداشي النائب في الحكم بالموصل.
سمع أبا بكر محمد بن عبد الباقي القاضي الأنصاري ببغداد، وحدث عنه بالموصل.
قال أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى الدمشقي: وتوفي، يعني الخداشي، بالموصل في سنة إحدى وسبعين وخمس مئة في سابع شعبان، وقد جاوز الستين.
1798- عبد الرحمن بن دينار بن شبيب بن عبد الله، أبو علي الرزاز.
من أهل باب الأزج.
سمع أبا الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف، وروى عنه. سمع منه بعض الطلبة من أصحابنا، وما لقيته.
توفي بعد سنة تسعين وخمس مئة، والله أعلم.
1799- عبد الرحمن بن سعد الله بن قنان بن حامد ابن الطبيب، أبو القاسم بن أبي المواهب.(4/23)
كان يسكن برحبة جامع القصر، وكان ابن خال الكاتبة شهدة بنت الإبري.
سمع أبا غالب محمد بن الحسن البقال. وكانت له إجازةً من النقيب طراد ابن محمد الزينبي، وروى عنهما. سمع منه القاضي عمر القرشي، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وغيرهما.
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي القاضي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن سعد الله بن قنان، قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد البقال، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران، قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن الحكم، قال: حدثنا جعفر بن محمد المؤدب، قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن شهاب أن صفوان بن عبد الله حدثه عن أم الدرداء، عن كعب بن عاصم الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ليس من البر الصيام في السفر)).
قال القاضي أبو المحاسن: سألت أبا القاسم بن قنان عن مولده فقال: في(4/24)
ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة.
قلت: وهذا القول فيه تجوزٌ وسهوٌ لأن طراداً الزينبي توفي في سلخ شوال سنة إحدى وتسعين وأربع مئة ودفن مستهل ذي القعدة من السنة، فإن كان المولد صحيحاً فإجازته من طراد باطلة وإن كانت الإجازة صحيحة فالمولد قبل ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين، والله أعلم.
قال القرشي: وتوفي، يعني عبد الرحمن بن قنان في سنة سبع وستين وخمس مئة. قال غيره: في جمادى الأولى من السنة المذكورة.
وقال محمد بن المبارك بن مشق: توفي يوم الاثنين ثامن عشر جمادى الأولى من السنة.
قلت: ودفن بباب أبرز.
1800- عبد الرحمن بن سعد الله بن إبراهيم البيع، أبو علي، يعرف بابن دبوس.
من ساكني قطيعة باب الأزج.
سمع أبا الفضل محمد بن ناصر البغدادي، وأبا الوقت السجزي، وروى عنهما. سمعنا منه.
قرأت على أبي علي عبد الرحمن بن سعد الله البيع، قلت: أخبركم أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن الحسن الزبيري، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، قال: حدثنا حمزة بن محمد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن سعد بن أبي وقاص، قال:(4/25)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرةٌ على الدين عزيزةٌ إلى يوم القيامة)).
سألت عبد الرحمن بن دبوس عن مولده فقال لي: ولدت يوم الخميس سابع شعبان سنة سبع وثلاثين وخمس مئة بمحلة القطيعة.
وتوفي في ثالث رجب سنة اثنتي عشرة وست مئة، ودفن بالمقبرة المعروفة بالوردية بالجانب الشرقي.
1801- عبد الرحمن بن سعد الله بن المبارك بن بركة الواسطي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو الفضل الطحان.
سمع أبا الفضل بن ناصر، وأبا المحاسن عبد الملك بن علي الهمذاني وغيرهما. وكانت له إجازة من إسماعيل ابن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبي منصور بن خيرون، وجماعة. سمعنا منه.
قرأت على أبي الفضل عبد الرحمن بن سعد الله الدقاق من أصل سماعه، قلت له: حدثكم أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد إملاءً من لفظه، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن البسري، قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا عبد الجبار بن عاصم(4/26)
النسائي، قال: حدثني عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة،عن عدي بن ثابت الأنصاري، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيتٍ من بيوت الله عز وجل ليقضي فريضةً من فرائض الله عز وجل كانت خطاه إحداهما تحط خطيئةً والأخرى ترفع درجةً)).
سمعت عبد الرحمن ابن الواسطي سئل عن مولده فقال: في شعبان سنة خمس وثلاثين وخمس مئة ببغداد.
وتوفي يوم الأربعاء ثالث ربيع الأول سنة خمس عشرة وست مئة، ودفن بباب حرب.
1802- عبد الرحمن بن سعود بن سرور بن الحسين الملاح، أبو محمد.
من أهل الجانب الغربي، سكن بقصر عيسى بن علي الهاشمي.
سمع من أبي القاسم بن الحصين، وأبي غالب ابن البناء، وإسماعيل ابن السمرقندي، وروى عنهم. سمعنا منه.
قرئ على أبي محمد عبد الرحمن بن سعود بن سرور وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد قراءةً عليه وأنت تسمع في سنة ست عشرة وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد ابن الآبنوسي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد البزاز، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الحارث جحدر، قال: حدثنا بقية بن الوليد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الجنة دار الأسخياء)).(4/27)
توفي عبد الرحمن بن سعود في يوم الأحد خامس عشري جمادى الآخرة من سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة.
1803- عبد الرحمن بن سلطان بن أحمد، أبو بكر المقرئ.
كان يسكن بالظفرية، ويؤم في مسجد ابن عقيل بها.
سمع من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي ابن البطي، وروى عنه فيما بلغني. وسمع منه بعض أصحابنا.
توفي شاباً في ليلة الثلاثاء يوم عيد الفطر من سنة ست مئة.
1804- عبد الرحمن بن شجاع بن الحسن بن الفضل، أبو الفرج الفقيه الحنفي.
من أهل باب الطاق وساكني محلة مشهد أبي حنيفة رحمة الله عليه، وقد تقدم ذكرنا لأبيه.
تفقه عبد الرحمن هذا على أبيه وغيره. وكانت له معرفةٌ حسنةٌ بمذهب أبي(4/28)
حنيفة وكلامٌ جيدٌ في المناظرة. وأفتى ودرس بمشهد أبي حنيفة مدةً نيابةً عن المدرسين به. وكان خيراً أضر في آخر عمره.
سمع أبا الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبا العباس أحمد بن يحيى بن ناقة الكوفي، وغيرهما. سمعنا منه.
أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن شجاع الحنفي قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو العباس أحمد بن يحيى بن أحمد بن ناقة الكوفي، قدم عليكم قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد، فأقر به وعرف ذلك، قال: أخبرنا أبو علي الحسن ابن محمد بن عبد العزيز قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد، قال: قرئ على الحسن بن مكرم وأنا أسمع، قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: حدثنا خالد الحذاء وهشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا جاء أحدكم إلى الصلاة فلا يسع ولكن يمشي وعليه السكينة والوقار فليصل ما أدرك وليقض ما سبقه)).
سألت عبد الرحمن بن شجاع عن مولده فقال: في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي يوم الاثنين سادس عشر شعبان سنة تسع وست مئة، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة الخيزران عند مشهد أبي حنيفة، رحمه الله.
1805- عبد الرحمن بن صدقة بن عبدون الطحان، أبو عبد الرحيم الرفاء، سبط أبي البقاء يحيى بن علي الهمذاني المؤدب.(4/29)
سمع أبا الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأظنه روى عنه شيئاً يسيراً. وذكر لي بعض أصحابنا أنه سمع منه، وأنه أجاز لنا.
توفي يوم الثلاثاء سادس شعبان سنة ثلاث وست مئة، ودفن بالجانب الشرقي بباب أبرز.
1806- عبد الرحمن بن طاهر بن محمد بن طاهر الشيباني، أبو طاهر البزاز.
من أهل باب البصرة.
سمع أبا الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري، وروى عنه. كتبنا عنه أحاديث.
قرأت على أبي طاهر عبد الرحمن بن محمد الشيباني بباب البصرة، قلت له: أخبركم أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد المطرز بأصبهان، قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ، قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا أبو هلال، قال: حدثنا غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة أن عمر سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين فقال: ((ذلك يومٌ ولدت فيه ويومٌ أنزلت علي فيه النبوة)).
سألت عبد الرحمن هذا عن مولده فقال: في سنة عشرين وخمس مئة.
وتوفي في رجب أو شعبان من سنة عشرٍ وست مئة.(4/30)
1807- عبد الرحمن بن عبدٍ الصوفي.
أحد شيوخ أبي بكر بن كامل. ذكره في ((معجم شيوخه))، وقال: أنشدني:
ليلي وليلى نفى نومي اختلافهما ... بالحب والنوم طابا لي لو اعتدلا
يجود بالطول ليلي كلما بخلت ... بالطول ليلى وإن جادت به بخلا
1808- عبد الرحمن بن عبد الله التركي، أبو محمد، عتيق الركاب سلار.
كان يسكن باب البصرة.
وكان حافظاً للقرآن الكريم خيراً. سمع شيئاً من الحديث من أبي الفتح ابن البطي وغيره. وما أعلم أنه روى شيئاً.
توفي ليلة الخميس سابع شهر ربيع الأول سنة ست وست مئة، ودفن يوم الخميس بمقبرة باب حرب، رحمه الله وإيانا.
1809- عبد الرحمن بن عبد الله، أبو محمد، عتيق أبي الفتح ابن باقا البزاز البغدادي.
سمع من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي ببغداد. وكان تاجراً سافر إلى الشام وديار مصر وحدث هناك.
وبلغنا أنه توفي بمصر في ذي القعدة من سنة ثمان وست مئة.(4/31)
1810- عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد القادر الجيلي، أبو محمد.
كان محضراً بباب القضاة عامياً مبغضاً للحديث ولأهله. قد سمع شيئاً في صباه من أبي المظفر ابن الشبلي القصار، وقيل نصر بن نصر العكبري أيضاً. لا يسمع إلا لمن يعطيه شيئاً. تركت السماع منه عمداً لما رأيت من كراهيته لذلك.
بلغني أن عمه عبد الرزاق بن عبد القادر قال: مولده، أعني عبد الرحمن، هذا في سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة، وتوفي يوم الجمعة سادس عشري محرم سنة أربع عشرة وست مئة، ودفن يوم السبت.
1811- عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان، أبو القاسم الحلبي، يعرف بابن الأستاذ.
قدم بغداد قافلاً من الحج في سنة أربع وخمسين وخمس مئة، وسمع بها من النقيب أبي جعفر أحمد بن محمد العباسي المكي. وعاد إلى بلده، وحدث به عنه وعن غيره، وكتب لنا إجازةً من هناك. سمع منه جماعةٌ من أصحابنا بحلب.
1812- عبد الرحمن بن عبد الله الرومي، كان اسمه ياقوت فسمى نفسه عبد الرحمن، وكنيته أبو الدر، مولى أبي منصور الجيلي التاجر.(4/32)
نشأ ببغداد، وحفظ القرآن العزيز، وقرأ شيئاً من الأدب، وكتب خطاً حسناً، وقال الشعر، وأكثر النظم منه في الغزل والتصابي وذكر المحبة، وراق شعره وتحفظه الناس، وسكن النظامية ببغداد مدةً. علقت عنه أقطاعاً من شعره، وسمعتها منه، فمن ذلك ما أنشدني لنفسه:
خليلي لا والله ما جن غاسقٌ ... وأظلم إلا حن أو جن عاشق
أحب سواد الليل حباً لشادن ... يواصلني ليلاً وصبحاً يفارق
إذا سمت قلبي الصبر زاد تشوقاً ... فقلبي مشوقٌ واصطباري شائق
وما الصبر بالمشتاق عمن يحبه ... وإن ساءه منه خلائق لائق
بروحي، من روحي تساق إذا حدا ... مطاياه حادي البين أو ساق سائق
مفارقة الأحباب لولاك لم يذب ... فؤادٌ ولا شابت لصب مفارق
أمنت الجوى والبين غب فراقه ... فلست أبالي بعده من أفارق
وأنكحت أجفاني السهاد لبعده ... وقلت لنومي بعده أنت طالق
1813- عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن محمد بن محمد ابن الفراء، أبو الفتوح بن أبي محمد، يعرف والده بالعلبة.
من بيتٍ معروفٍ بالعدالة والرواية، وسيأتي ذكر أبيه.
سمع عبد الرحمن هذا من جماعةٍ منهم والده، وأبو الفتح بن شاتيل، ويحيى بن بوش، وغيرهم.(4/33)
وتوفي شاباً قبل أوان الرواية في شهر ربيع الأول سنة سبع وست مئة ودفن بباب حرب.
1814- عبد الرحمن بن عبد الملك بن عثمان اللخمي، أبو القاسم المعلم، مغربي الأصل بغدادي المولد والدار.
كان يسكن بدار الخلافة المعظمة -شيد الله قواعدها بالعز- وله بها مكتبٌ يعلم فيه الصبيان الخط.
سمع أبا القاسم بن بيان، وأبا علي بن نبهان، وأبا الخطاب الكلوذاني، وغيرهم، وحدث عنهم.
سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، وأبو بكر محمد بن أبي طاهر بن مشق. وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر. وللقاضي عمر القرشي فيه كلامٌ وقفت عليه بخطه يقول: كتبنا عنه وكان غير ثقة، سألناه عن نسبه فقال أنا من ولد النعمان بن المنذر الملك اللخمي، وعد بعد جده عثمان ثلاثة أو أربعة إلى النعمان. وكان يذكر أن له إجازة من أبي عبد الله الحميدي فطلبناها منه فأخرج لنا إجازة منه لأبيه وعمه ليس له فيها اسمٌ. وقال مرةً أخرى: لي إجازة من أبي زكريا التبريزي فطلبناها منه فأخرج لنا استجازة لأبيه، وقد ألحق اسمه وأسماء جماعةٍ بخطه الذي لا أشك فيه، وقد غير التاريخ في خط أبي زكريا. وقال: سمعت من أبي حامد الغزالي شيئاً من كتبه سماه ولا يتصور سماعه منه لأن الغزالي لما كان ببغداد كان هذا أصغر من أن يسمع منه. هذا آخر كلام القرشي فيه، والله أعلم.
1815- عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عبد الخالق بن زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، أبو الخير بن أبي سعيد بن أبي منصور بن أبي القاسم بن أبي عبد الرحمن المزكي.(4/34)
من أهل نيسابور، من بيتٍ مشهورٍ بالعلم والرواية والعدالة والتزكية ببلده.
سمع بنيسابور من أبي الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد القشيري، وأبي حفص عمر بن أحمد الصفار، وأبي الفتح مسعود بن محمد الخطيب وغيرهم. وقدم بغداد حاجاً في سنة ثلاث عشرة وست مئة، وحدث بها، فسمعنا منه.
أخبرنا أبو الخير عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عبد الخالق الشحامي قدم علينا قراءةً عليه وأنا أسمع من أصل سماعه بالجانب الغربي من مدينة السلام، قيل له: أخبركم أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري قراءةً عليه وأنت تسمع بنيسابور في رجب سنة خمس وأربعين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمد الصيرفي قراءةً عليه، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن حمدوية بن سهل المروزي، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الآملي، قال: حدثنا يحيى بن صالح، قال: حدثنا محمد بن عبد الملك، قال: حدثنا نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((طلب العلم فريضةً على كل مسلمٍ)).
حج أبو الخير في سنة ثلاث عشرة وست مئة، وعاد إلى بغداد من مكة في صفر سنة أربع عشرة فتوفي بها في ليلة السبت ثاني عشر صفر المذكور، ودفن بمقبرة الخيزران بالجانب الشرقي في جوار مشهد أبي حنيفة، رحمه الله.(4/35)
1816- عبد الرحمن بن عبد السلام بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن الحسن ابن اللمغاني، أبو الفضل الفقيه الحنفي.
أحد الشهود المعدلين؛ شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين الدامغاني في يوم الخميس ثالث عشر محرم سنة أربع وست مئة، وزكاه العدلان أبو الفضل محمد بن الحسن بن الشنكاتي العباسي وأبو نصر أحمد بن صدقة بن زهير. ودرس بعد وفاة أبيه بالمدرسة المعروفة بزيرك بسوق العميد. وناب في الحكم عن القاضي محمود بن أحمد الزنجاني بدار الخلافة المعظمة -شيد الله قواعدها بالعز- وأجاز له سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله -خلد الله ملكه- وحدث عنه بجامع القصر الشريف.
1817- عبد الرحمن بن عبد الواحد الخطيب، غير مكنى.
ذكره أبو بكر بن كامل في ((معجمه)) وقال: أنشدني:
كتبت إليه بماء الجفون ... وطرفي بماء الهوى يشرب
فكفي يخط وقلبي يمل ... وعيناي تمحو الذي أكتب
1818- عبد الرحمن بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد ابن الثقفي، أبو محمد ابن قاضي القضاة أبو جعفر، أخو عبد الله الذي قدمنا ذكره.(4/36)
من أولاد القضاة والعدول والبيوت المعروفة بالولاية والرواية.
سمع من أبيه، ومن أبي الوقت السجزي، ومن أبي العباس بن ناقة الكوفي، وغيرهم. وما أعلم أنه حدث بشيء.
تولى قضاء نهر عيسى بن علي الهاشمي قبل وفاته بقليل، وتوفي وهو على ذلك في ليلة السبت سابع عشر محرم سنة سبعٍ وتسعين وخمس مئة، ودفن يوم السبت المذكور عند أبيه بمقبرة الصوفية المجاورة لرباط الزوزني المقابل لجامع المنصور.
1819- عبد الرحمن بن عبد السيد بن صدقة البوراني، أبو محمد.
من أهل الحربية.
سمع أبا بكر محمد بن منصور القصري، وروى عنه. سمع منه أبو العباس أحمد بن سلمان الحربي المعروف بالسكر وغيره من أصحابنا، وما قدر لنا لقاؤه، ولعله أجاز لنا.
1820- عبد الرحمن بن عبد الغني بن محمد بن سعد ابن الحنبلي، أبو القاسم بن أبي محمد.
وتقدم ذكرنا لجده، فأما أبوه فليس من شرطنا.(4/37)
سمع عبد الرحمن هذا من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبي الوقت السجزي، وعبد اللطيف بن أبي سعد البغدادي، وغيرهم، وروى عنهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الغني بن محمد، قلت له: أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن زنبور الوراق، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا عيسى بن حماد زغبة، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل عرقاً من شاةٍ ثم صلى ولم يتمضمض ولم يمس ماءً)).
سألت أبا القاسم ابن الحنبلي عن مولده فقال: في ليلة الاثنين تاسع عشري صفر سنة أربعين وخمس مئة.
وتوفي يوم الأربعاء سادس شعبان سنة أربع عشرة وست مئة، ودفن بباب حرب.
1821- عبد الرحمن بن عبد الكريم بن الليث، أبو القاسم الشافعي.
أظنه من أهل البصرة.(4/38)
سمع الشريف أبا طالب الحسين بن محمد الزينبي، وروى عنه. سمع منه أبو الحسن علي بن الحسن العبدي البصري، وحدثنا عنه.
قرأت على أبي الحسن علي بن الحسن بن إسماعيل العروضي، قلت له: أخبركم أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الكريم بن الليث الشافعي بقراءتك عليه، فأقر به، قال: أخبرنا الشريف أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي قراءةً عليه في شهر رمضان سنة اثنتين وخمس مئة وأنا أسمع.
وأخبرنيه عالياً القاضي أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الواسطي قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم الشريف أبو طالب الزينبي قراءةً عليه في شهر رمضان سنة ثمان وخمس مئة وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرتنا أم الكرام كريمة بنت أحمد بن محمد المروزية، قالت: أخبرنا أبو الهيثم محمد بن مكي الكشميهني، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، قال: أخبر محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بإناء من ماءٍ فأتي بقدحٍ رحراحٍ فيه شيءٌ من ماءٍ فوضع أصابعه فيه، قال أنس: فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه فيه. قال أنس: فحزرت من توضأ ما بين السبعين إلى الثمانين.
1822- عبد الرحمن بن عبد الكافي بن سلمان بن بكران، أبو القاسم الحراني.
سمع أبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد البغدادي، وروى عنه. سمع منه أبو عبد الله محمد بن عثمان الواعظ. وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)) الذين سمع منهم.(4/39)
1823- عبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر بن علي بن عبد الدائم، أبو محمد المعروف بابن الغزال.
سمع الكثير بإفادة أبيه في صباه وبنفسه، وقرأ على الشيوخ، وكتب أكثر سماعاته بخطه، وتكلم في الوعظ. وكان سماعه من أبي الفضل بن ناصر، وسعيد ابن البناء، وأبي بكر ابن الزاغوني، ونصر ابن العكبري، والشريف أبي جعفر المكي، وأبي الوقت السجزي، وأبي المظفر ابن الشبلي، وأبي محمد ابن المادح، وأبي الفتح ابن البطي وجماعةٍ من أمثالهم، ومن بعدهم.
وكان كثير الشيوخ، صحيح السماع إلا أن أبا الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري كان سيء القول فيه يحذر الناس منه ويمنعهم من السماع منه، ولم أعثر له بما يمنع السماع منه ويوجب ترك الرواية عنه، فسمعت منه.
حدثنا عبد الرحمن بن عمر الواعظ لفظاً، قال: أخبرنا أبو القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الزينبي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الوراق، قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا محمد بن أصبغ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم أن أبا بكر خطب الناس فقال: يا أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الأعواد عام أول، ثم غلبته العبرة، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما أعطي أحدٌ مثل اليقين والعافية في الدنيا والآخرة)).(4/40)
سألت عبد الرحمن ابن الغزال عن مولده فقال: في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وخمس مئة.
وتوفي في ليلة الثلاثاء يوم النصف من شعبان سنة خمس عشرة وست مئة، ودفن يوم الثلاثاء بباب حرب، رحمه الله وإيانا.
1824- عبد الرحمن بن علي بن عبد الله ابن الأشقر، أبو محمد المعروف بابن البرني، والد أبي طاهر محمد الذي سبق ذكره.
من أهل الحربية.
سمع أبا الفتح نصر بن الحسن التنكتي لما قدم بغداد، وحدث بها وروى عنه. سمع منه عبد المغيث بن زهير الحربي، وثناء بن (أحمد) الجمعي. وحدثنا عنه سبطه أبو منصور المظفر بن إبراهيم المقرئ.
قرأت على أبي منصور المظفر بن إبراهيم بن محمد الحربي من أصل سماعه، قلت له: أخبرك جدك لأمك أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن عبد الله قراءةً عليه وأنت تسمع في سنة ثلاثين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفتح نصر بن الحسن الشاشي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن منصور بن خلف النيسابوري، قال: حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، قال: حدثنا السري بن خزيمة، قال: حدثنا أحمد بن أسد الكوفي قال: حدثنا محمد(4/41)
ابن فضيل، عن يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له كل ذنب)).
1825- عبد الرحمن بن علي بن علي بن عبد الله الأمين، أبو محمد بن أبي منصور المعروف بابن سكينة، أخو أبي أحمد عبد الوهاب، وعبد الرحمن هذا هو الأسن.
سمع أباه وجده لأمه شيخ الشيوخ أبا البركات إسماعيل بن أحمد النيسابوري، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وزاهر بن طاهر الشحامي، ومحمد بن حموية الجويني وغيرهم. وأقام برباط بهروز مدةً يخدم الصوفية فيه. ثم سافر عن بغداد، وما أعلم أنه حدث بها، نحو الشام، فتوفي في سفره بحلب أو بغيرها. ومولده في محرم سنة سبع عشرة وخمس مئة فيما ذكر أخوه عبد الوهاب.
قال صدقة بن الحسين الناسخ في ((تاريخه)): وفي يوم الأربعاء ثامن عشري صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة وردت الأخبار بموت عبد الرحمن بن سكينة في الغربة.
1826- عبد الرحمن بن علي ابن الشرابي، أبو محمد الزاهد.
من أهل الحريم الطاهري.
كان منقطعاً في مسجدٍ على دجلة بمشرعة باب الطاق يتعبد فيه، وربما كان ينسخ في وقت ويغشاه الناس على طريقةٍ حميدة.
بلغني أنه سمع من أبي الوقت السجزي، حدثني عنه بعض أصحابنا حكايةً، وما كتبت عنه شيئاً.(4/42)
حدثني أبو يعقوب يوسف بن عمر الفقير، قال: سمعت عبد الرحمن بن علي ابن الشرابي بمسجده بباب الطاق يقول: ذكر القاضي أبو الحسين ابن الفراء في كتاب ((طبقات أصحاب أحمد بن حنبل رحمه الله)) أن ابن بطة العكبري اجتاز بالأحنف العكبري فقام له، فكره ابن بطة قيامه له، وأنكره فأنشأ الأحنف يقول:
لا تلمني على القيام فحقي ... حين تبدو أن لا أمل القياما
أنت من أكرم البرية عندي ... ومن الحق أن أجل الكراما
توفي عبد الرحمن ابن الشرابي في ليلة يوم الفطر سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
1827- عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم ابن محمد بن أبي بكر الصديق، أبو الفرج بن أبي الحسن القرشي التيمي الفقيه الحنبلي الواعظ الحافظ.
صاحب التصانيف في فنون العلم من التفسير، وعلم الناسخ والمنسوخ والفقه والحديث والوعظ والتاريخ وغير ذلك من أنواع العلوم، وإليه انتهت معرفة الحديث وعلومه والوقوف على صحيحه وسقيمه، وفهم معانيه وفقهه، وله في المصنفات المفيدة من المسانيد والأبواب ومعرفة ما يحتج به في أبواب الفقه وما لا يحتج به من الأحاديث الواهية والموضوعات وغير ذلك ما يحتاج(4/43)
إليه من معرفة الرجال والرواة والأسماء والكنى والألقاب. وله أيضاً في الوعظ المؤلفات الحسنة والكتب المفيدة بالعبارة الرائقة والإشارة الفائقة، والمعاني الدقيقة، والاستعارة الرشيقة، وكان من أحسن الناس في ذلك كلاماً، وأعذبهم لساناً، وأجودهم بياناً.
تفقه على أبي بكر الدينوري، وقرأ الوعظ على الشريف أبي القاسم العلوي الهروي، وعلى أبي الحسن ابن الزاغوني. وقرأ الأدب على أبي منصور ابن الجواليقي.
وسمع الحديث من أبي الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري، والبارع أبي عبد الله ابن الدباس، وأبي القاسم بن الحصين، وأبي غالب ابن البناء، وأبي بكر المزرفي، والشريف أبي السعادات المتوكلي، وأبي غالب الماوردي البصري، وأبي عبد الله بن خسرو البلخي، وأبي منصور القزاز، والقاضي أبي بكر الفرضي، وإسماعيل ابن السمرقندي. ومن الغرباء مثل الشريف أبي القاسم علي ابن يعلى العلوي، وأبي سعد إسماعيل بن أبي صالح المؤذن، وعبيد الله بن أبي عاصم الهروي، وأبي نصر بن مندة، وأبي الفتح الكروخي، وأبي الوقت السجزي، وخلقٍ غير هؤلاء.
وجمع لنفسه ((مشيخةً)) ذكر فيها شيوخه وأحوالهم وروى فيها عن كل واحدٍ حديثاً، وبورك له في علمه وسنه، فروى الكثير، وسمع الناس منه أكثر من أربعين سنة، وحدث بمصنفاته مراراً. سمعت منه كثيراً، وكتبت عنه، ونعم الشيخ كان ثقةً ومعرفةً وصدقاً.
قرأت على الشيخ أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي(4/44)
في ((مشيخته)) قلت له: أخبركم أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد الدينوري بقراءة الشيخ أبي الفضل بن ناصر عليه وأنت تسمع في جمادى الآخرة من سنة عشرين وخمس مئة، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر ابن محمد القزويني، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: حدثني أبو جمرة، قال: سمعت ابن عباس يقول: إن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم بالإيمان بالله، قال: أتدرون ما الإيمان بالله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا الخمس من المغنم)).
قال شيخنا أبو الفرج: أخرجه البخاري عن علي بن الجعد عن شعبة، وأخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن غندر عن شعبة.
أنشدنا الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي بواسط لنفسه:
يا ساكن الدنيا تأهب ... وانتظر يوم الفراق
وأعد زاداً للرحيل ... فسوف يحدى بالرفاق
وابك الذنوب بأدمعٍ ... تنهل من سحب المآق
يا من أضاع زمانه ... أرضيت ما يفنى بباق(4/45)
وأنشدنا أيضاً لغيره:
إذا رضيت بميسور من القوت ... أصبحت في الناس حراً غير ممقوت
يا قوت نفسي إذا ما در جلفك لي ... فلست آسي على در وياقوت
سألت الشيخ أبا الفرج ابن الجوزي عن مولده غير مرةٍ وفي كلها يقول: ما أحققه ولكن يكون تقريباً في سنة عشر وخمس مئة.
وقال القاضي عمر بن علي القرشي: سألت أبا محمد ابن الجوزي عن مولد أخيه أبي الفرج فقال ما يدل أنه في سنة ثمانٍ وخمس مئة، والله أعلم.
وتوفي بعد صلاة المغرب في ليلة الجمعة ثاني شهر رمضان من سنة سبعٍ وتسعين وخمس مئة بالجانب الغربي من مدينة السلام في دارٍ له قرية من قبر معروف الكرخي بمحلة قطفتا، ونودي بالصلاة عليه في جانبي بغداد يوم الجمعة، فحضر خلقٌ كثيرٌ من الفقهاء والعلماء والأكابر عند داره، وحضرت الصلاة عليه ضحى اليوم المذكور بين التربة والرباط، تربة الجهة الشريفة والدة سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين قدس الله روحها، وتقدم في الصلاة ولده الأسن أبو القاسم علي، وحمل جنازته الناس إلى جامع المنصور فصلي عليه مرة ثانية، ثم حمل إلى مقبرة باب حرب، فدفن هناك، وتبع جنازته خلقٌ كثيرٌ، رحمه الله وإيانا.
1828- عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن أبو القاسم البيع، وجده يعرف بعصية، وعبد الرحمن هذا يعرف بابن أبي الليات.(4/46)
من أهل الحربية.
سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق، وأبا محمد يحيى بن علي ابن الطراح، وأبا القاسم عبد الرحمن بن طاهر الميهني، وأبا منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وروى عنهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي القاسم عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بمنزله بالحربية، قلت له: أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي ابن محمد الجوهري إملاءً، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن عمران الضراب، قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن الفضيل، عن يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صام رمضان وقامه غفر له ذنبه)).
توفي عبد الرحمن بن عصية يوم الأحد سادس عشر جمادى الأولى سنة إحدى وست مئة، ودفن يوم الاثنين سابع عشره بباب حرب، وقد نيف على السبعين.
1829- عبد الرحمن بن علي بن أحمد ابن التانرايا، أبو محمد الواعظ.(4/47)
تفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله على أبي الفتح ابن المني، وقرأ الوعظ على أبي الفرج ابن الجوزي. وسمع منهما، ومن أبي محمد عبد الغني بن الحسين ابن العطار الهمذاني، وغيرهم. وتولى رباط الزوزني مشيخةً ونظراً. وروى عن سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين -خلد الله ملكه- بالإجازة له منه، وحدث بجامع القصر الشريف، والله الموفق.
1830- عبد الرحمن بن عيسى بن علي البزوري، أبو الفرج الواعظ.
من أهل باب البصرة.
صحب الشيخ أبا الفرج ابن الجوزي، وأخذ عنه الوعظ، وقرأ عليه شيئاً من تصانيفه، وتكلم على الأعواد بكلامه ثم هجره وفارقه بعد أن عرف به.
سمع أبا الوقت السجزي، وأبا المظفر ابن الشبلي، وأبا المعالي ابن اللحاس العطار، وأبا الحسن ابن العلبي، وجماعةً سواهم. وحدث بجامع المنصور مدةً،(4/48)
وسمع منه جماعةٌ من أصحابنا. وقد سمع معنا من جماعةٍ من شيوخنا.
توفي في ليلة الاثنين سادس شعبان سنة أربع وست مئة، وصلي عليه يوم الاثنين بجامع المنصور، وحمل إلى مقبرة باب حرب، فدفن هناك.
1831- عبد الرحمن بن عرفة، غير منسوب ولا مكنى.
ذكره أبو بكر بن كامل في شيوخه، وقال: أنشدني للوزير ربيب الدولة أبي منصور الحسين ابن الوزير أبي شجاع الروذراوري:
ولما أتاني بعد يأسٍ كتابه ... وصرح بالشوق المبرح ما أكنى
ترشفته حتى توهمت أنه ... كتابي وقد أوتيته بيدي اليمنى
1832- عبد الرحمن بن فتيان بن الحسن بن عمر بن محمد بن إسماعيل الفارقي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو محمد، وقيل: أبو الحسين، الحداد.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا الحسن علي بن عبيد الله ابن الزاغوني، وغيرهما.
سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي وأمثاله، ومن بعده أبو عبد الله محمد بن عثمان الواعظ، وأبو بكر عبد الله بن أحمد الخباز وغيرهما.
1833- عبد الرحمن بن محمد بن حميلة العجان، أبو الفضل المجلد.
سمع أبا عثمان إسماعيل بن محمد بن ملة الأصبهاني، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).(4/49)
أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الحافظ، قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن حميلة، قال: حدثنا أبو عثمان إسماعيل بن محمد بن ملة، قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن فاذوية، قال: حدثنا عبد الله بن محمد ابن حبان، قال: حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي، قال: حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قيل يا رسول الله من أكرم الناس؟ قال: أتقاهم لله. قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله. قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: فعن معادن العرب، قال: خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا.
قال القرشي: سألت أبا الفضل بن حميلة عن مولده فقال: في سنة خمس مئة.
وتوفي في ليلة الثلاثاء ثامن عشري ذي القعدة سنة اثنتين وستين وخمس مئة.
1834- عبد الرحمن بن محمد بن حمزة بن يوسف، أبو بكر بن أبي محمد الصوفي يعرف بابن الشروطي.
كان يسكن بقراح ظفر، وله هناك رباطٌ يقيم فيه ويزوره الناس، وربما وعظ وتكلم على طريقة القوم، وصحب الشيخ حماداً الدباس الزاهق وعلق عنه كلامه، وانتفع بخدمته.
قال القاضي عمر بن علي القرشي: وكان يرجع إلى مجاهدةٍ، يعني عبد الرحمن هذا، وصلاحٍ. وقد سلك الطريق على قاعدة القوم، وفتح عليه،(4/50)
وصنف، ووعظ الناس، وانتفع به. وقد سمع طرفاً من الحديث من أبيه، ومن أبي علي ابن قنين، وأبي بكر محمد بن عبد الله البغدادي الواعظ، وغيرهم، وحدث. آخر كلام القرشي.
قلت: وقد سمع منه القاضي عمر القرشي، وأبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي، وغيرهما.
أنشدني أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن أبي المظفر الهاشمي لفظاً، قال: أنشدني أبو بكر عبد الرحمن بن محمد بن حمزة المعروف بابن الشروطي الصوفي برباطه بقراح ظفر في صفر سنة سبعٍ وخمسين وخمس مئة، وذكر أنه فتح له وهتف به:
كم بين ساق العرش من ساق الثرى ... هيهات طال تفكري وعجابي
اللوح والقمر المنير تعجبا ... من نشر آياتي وبث خطابي
إيهاً عبيد فقهت عني فاعلمن ... انبيك من لدني بكل صواب
قال لي أبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي: سألت أبا بكر ابن الشروطي عن مولده، فقال: في سنة تسع وسبعين وأربع مئة في ربيع الأول.
وأخبرني القاضي عمر بن علي الحافظ إذناً، ومن خطه نقلت، قال: توفي أبو بكر ابن الشروطي في أوائل سنة سبعٍ وستين وخمس مئة.
1835- عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن، أبو بكر الحمامي.
أظنه من أهل الجانب الغربي.
سمع أبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، وروى عنه. سمع منه القاضي عمر القرشي وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن محمد الحمامي، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر المقرئ، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الهكاري، قال: حدثنا أبو(4/51)
القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران، قال: حدثنا أحمد بن الفضل بن خزيمة، قال: حدثنا أحمد بن موسى بن أبي عمران، قال: حدثنا قرة بن حبيب، قال: حدثنا اليمان بن المغيرة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كل شيءٍ جاوز الكعب من الإزار فهو في النار)).
قال القرشي: سألته، يعني عبد الرحمن الحمامي، عن مولده فقال: في سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة تقريباً.
1836- عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الكريم، أبو مسلم.
من أهل البصرة، ويعرف بابن النهاوندي.
شابٌ صالحٌ، طلب الحديث، فسمع ببلده عن أبي جعفر المبارك بن محمد الكتاني وغيره، وبواسط من أبي طالب محمد بن علي المحتسب وغيره.
وقدم بغداد في سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة وسمع بها الكثير بنفسه. وقرأ على الشيوخ كأبي محمد لاحق بن علي بن كاره، وأبي شاكر يحيى بن يوسف صاحب ابن بالان، والكاتبة شهدة بنت أحمد الإبري، وتجني بنت عبد الله الوهبانية، وأبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف وجماعة من أمثالهم. وكتب بخطه، وكان حسن الخط، جيد النقل، له فهمٌ.
وعاد إلى بلده، وأظنه حدث هناك بشيءٍ. ولقيته بواسط، وسمع معي بها، وكان لي صديقاً. وتوجه منها منحدراً إلى البصرة مريضاً، فتوفي قبل وصوله إليها في ذي القعدة من سنة خمس وسبعين وخمس مئة، وحمل ميتاً فدفن بها، وما أظنه بلغ الأربعين من عمره، والله أعلم.(4/52)
1837- عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن أبي سعيد الأنباري، أبو البركات الملقب بالكمال النحوي، الشيخ الصالح صاحب التصانيف الحسنة المفيدة في النحو وغيره.
كان فاضلاً عالماً زاهداً، سكن بغداد من صباه إلى أن توفي بها. وتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه على الشيخ أبي منصور ابن الرزاز بالمدرسة النظامية، ويقال: أعاد الدرس لمدرسيها. وقرأ النحو على النقيب أبي السعادات ابن الشجري وغيره إلا أنه لم يكن ينتمي في الأدب إلا إليه. وقرأ اللغة على الشيخ أبي منصور ابن الجواليقي.
وبرع في الأدب وصار شيخ وقته فيه، ودرس بالمدرسة النظامية النحو، وأقرأ الناس بها مدةٍ. ثم انقطع في منزله مشتغلاً بالعلم والعبادة، وأقرأ الناس العلم على طريقةٍ سديدةٍ وسيرةٍ جميلةٍ من الورع والمجاهدة والتقلل والنسك وترك الدنيا ومجانبة أهلها.
واشتهرت تصانيفه، وظهرت مؤلفاته، وتردد الطلبة إليه وأخذوا عنه واستفادوا منه.
وروى الحديث عن أبيه، وعن أبي الفوارس خليفة بن محفوظ الأنباري، وعن أبي بكر محمد بن عبد الله بن حبيب العامري، وعن أبي الفضل محمد بن محمد بن عطاف، وأبي بكر محمد بن القاسم ابن الشهرزوري، وأبي منصور(4/53)
محمد بن عبد الملك بن خيرون، والأمير أبي نصر أحمد ابن نظام الملك الحسن ابن علي بن إسحاق الطوسي، وأبي الفضل أحمد بن طاهر الميهني، وغيرهم.
وسمع منه جماعةٌ من أقرانه مثل أبي المحاسن محمد بن عبد الملك الهمذاني وغيره. وكتب عنه أيضاً القاضي عمر بن علي القرشي، والحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي، وغيرهما. وسمعت منه وكتبت عنه شيئاً من شعره، وأجاز لي رواية كل ما كان عنده، ونعم الشيخ كان.
أنشدني الشيخ أبو البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري من لفظه برباطه بشرقي بغداد في الخاتونية الخارجة في سنة ست وسبعين وخمس مئة لنفسه:
تدرع بجلباب القناعة والياس ... وصنه عن الأطماع في أكرم الناس
وكن راضياً بالله تحيا منعما ... وتنج من الضراء والبؤس والباس
فلا تنس ما أوصيته من وصيةٍ ... أخي، وأي الناس من ليس بالناسي
وأنشدني أيضاً لنفسه في التصوف:
دع الفؤاد بما فيه من الحرق ... ليس التصوف بالتلبيس والخرق
بل التصوف صفو القلب من كدرٍ ... ورؤية الصفو فيه أعظم الخرق
وصبر نفسٍ على أدنى مطاعمها ... وعن مطامعها في الخلق بالخلق
وترك دعوى بمعنى فيه حققه ... فكيف دعوى بلا معنى ولا خلق
أنبأنا عمر بن علي بن الخضر الحافظ، قال: سألت عبد الرحمن الأنباري عن مولده فقال: في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وخمس مئة.
قلت: وتوفي في ليلة الجمعة تاسع شعبان سنة سبع وسبعين وخمس مئة، ودفن يوم الجمعة بباب أبرز بتربة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي.(4/54)
1838- عبد الرحمن بن محمد بن النفيس ابن الخطيب، أبو الفتح الشاهد.
من أهل الأنبار؛ من بيت العدالة والخطابة والرواية بالأنبار.
شهد ببغداد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في ولايته الثانية يوم الأربعاء حادي عشر ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ وأبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب، وأظنه تولى قضاء الأنبار أيضاً، والله أعلم.
1839- عبد الرحمن بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف، أبو الفرج بن أبي الحسن بن أبي طالب بن أبي بكر.
من بيتٍ مشهورٍ بالرواية والتحديث والثقة والصلاح. وقد تقدم ذكر أبيه.
وعبد الرحمن هذا أحد الشهود المعدلين؛ شهد أيضاً عند قاضي القضاة أبي الحسن ابن الدامغاني في الولاية الثانية يوم الثلاثاء تاسع صفر سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو المظفر أحمد بن أحمد بن حمدي والخطيب أبو جعفر ابن المهتدي بالله.
وقد سمع الحديث من جماعةٍ منهم: أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبو القاسم هبة الله بن أحمد ابن الطبر الحريري، وغيرهما. سمع منه القاضي عمر القرشي وجماعةٌ من أصحابنا، ولقيته واستجزته ولم يتفق لي منه سماع.(4/55)
أنبأنا أبو المحاسن الدمشقي، ومن خطه نقلت، قال: سألت أبا الفرج بن يوسف عن مولده فقال: في سنة ست عشرة وخمس مئة يوم الاثنين مستهل رجب.
قلت: وتوفي في مستهل جمادى الأولى سنة تسعين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
1840- عبد الرحمن بن محمد بن أبي ياسر، أبو الفرج بن أبي الكرم القصري، يعرف بابن ملاح الشط.
من أهل الجانب الغربي وساكني قصر عيسى.
سمع أبا القاسم بن الحصين، وأبا غالب ابن البناء، وأبا الحسن بن الزاغوني، وأبا البركات ابن حبيش الفارقي، وإسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وروى عنهم. وكان حريصاً على الرواية محباً أن يسمع منه.
صار في آخر عمره بواباً بمدرسة والدة سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين المجاورة لتربتها بالجانب الغربي إلى أن توفي.
رأيته وما سمعت منه شيئاً، وقد أجاز لي.
توفي يوم الثلاثاء خامس عشري صفر سنة سبع وتسعين وخمس مئة.
((آخر الجزء الخامس والثلاثين من الأصل))(4/56)
1841- عبد الرحمن بن محمد بن علي بن زيد، أبو محمد بن أبي بكر، يعرف بابن اللتي.
من أهل شارع دار الرقيق.
سمع أبا الوقت السجزي وطبقته، وروى شيئاً يسيراً.
توفي شاباً في أواخر سنة ست مئة أو أوائل سنة إحدى وست مئة، على الشك، والله أعلم.
1842- عبد الرحمن بن محمد بن أبي القاسم ابن العجمي، أبو القاسم القطان.
من أهل باب الأزج، يعرف بابن الكافوري.
سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، وأبا الفضل محمد بن ناصر البغدادي، وأبا الوقت السجزي، وغيرهم، وحدث عنهم. سمع منه بعض أصحابنا، وما لقيته، وقد أجاز لنا.
أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد ابن العجمي القطان، قال: قرئ على أبي البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الفقيه وأنا أسمع في شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قراءةً عليه وأنا أسمع.
وأخبرناه أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الكتاني قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا القاضي أبو علي الحسن بن إبراهيم بن علي الفارقي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن علي الخطيب ببغداد وأنا أسمع،(4/57)
قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بقراءتي عليه بالبصرة، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج.
بلغني أن أبا القاسم ابن العجمي كان مولده في سنة خمس وعشرين وخمس مئة.
وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وست مئة، رحمه الله وإيانا.
1843- عبد الرحمن بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش الأنباري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو الفرج بن أبي عبد الله بن أبي الحسن سبط قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني.
وقد تقدم ذكرنا لأبيه.(4/58)
وعبد الرحمن هذا كان يقول: اسمي عبد الله وعبد الرحمن، وقد ذكرناه فيمن اسمه عبد الله، وأعدنا ذكره هاهنا لأن عبد الرحمن هو الظاهر من اسمه وهو المكتوب في سماعاته.
سمع أبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، والشريف أبا المظفر محمد بن أحمد ابن التريكي وغيرهما، وروى عنهما. سمعنا منه.
قرأت على أبي الفرج عبد الرحمن بن محمد بن يعيش الكاتب، قلت له: أخبركم أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد ابن النقور، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق، قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن الضراب، قال: حدثنا هارون بن موسى، قال: حدثنا محمد ابن سعيد بن سابق، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن حميد الطويل، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((رؤيا المؤمن جزءٌ من ستةٍ وأربعين جزءاً من النبوة)).
سألت أبا الفرج بن يعيش عن مولده، فقال: في شهر ربيع الأول سنة ست وعشرين وخمس مئة، وقرأت بخطه بعد ذلك أنه في مستهل الشهر المذكور.
وتوفي يوم الثلاثاء ثامن عشر شعبان سنة عشرة وست مئة، ودفن بباب أبرز.
1844- عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع بن عبد الله بن عبد السميع الهاشمي، أبو طالب بن أبي الفتح بن أبي المظفر بن أبي تمام.(4/59)
من أهل واسط، أحد العدول بها، من بيت صالحين مقرئين ورواةٍ مشهورين.
سمع عبد الرحمن هذا بواسط من جده أبي المظفر عبد السميع، ومن أبي المفضل محمد بن محمد بن أبي زنبقة الشاهد، وأبي يعلى حيدرة بن بدر الرشيدي، وأبي الغنائم محمد بن مسعود ابن الأغلاقي، وأبي محمد عبد الرحمن بن الحسين ابن الدجاجي، وأبي محمد الحسن بن علي السوادي وجماعة كثيرين.
وقرأ القرآن الكريم بها على أبي السعادات أحمد بن علي بن خليفة، وعلى أبي حميد عبد العزيز بن علي السماتي المغربي لما قدم واسطاً، وعلى غيرهما.
وقدم بغداد مراراً كثيرةً، وسمع بها من أبي المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وأبي البركات سعد الله بن محمد بن حمدي، وأبي المعمر عبد الله بن سعد المعروف بخزيفة، والقاضي أبي يعلى ابن الفراء، والشيخ عبد القادر الجيلي، وأبي المعالي بن حنيفة، وأبي بكر بن المقرب، وأبي الفتح ابن البطي، وأبي الحسن ابن تاج القراء، وخلقٍ يطول ذكرهم.
وعاد إلى بلده، وكتب الكثير بخطه لنفسه وللناس. وكان حسن النقل ثقةً صدوقاً، حدث بالكثير، وحمل الناس عنه روايةً جمةً، وله مصنفاتٌ حسانٌ في الحديث وغيره. سمعنا منه، وكتبنا عنه، وسمع مني، وهو أكبر مني.
حدثنا الشريف أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمي لفظاً من كتابه، قال: أخبرني أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن رافع الطوسي وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد البغدادي بقراءتي عليهما ببغداد، قلت لهما: أخبركما أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي،(4/60)
قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الصلت، قال: حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي إملاءً، قال: حدثنا أبو مصعب أحمد ابن أبي بكر الزهري، عن مالك بن أنس عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجلٍ وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الحياء من الإيمان)).
سمعت أبا طالب بن عبد السميع يقول: سمعت أبا حميد عبد العزيز بن علي بن محمد السماتي الأندلسي يقول: قال الشيخ أبو منصور اليزيدي: اطلعت على الطرق إلى الله تعالى كلها فما رأيت طريقاً أقرب إلى الله من التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله، وإيصال الراحة إلى قلوب الناس، وإدخال المشقة على النفس مع احتمال أذاهم.
أنشدني أبو طالب عبد الرحمن بن محمد، قال: أنشدني أبو الفرج العلاء ابن علي بن محمد الواسطي لنفسه:
أخادع نفسي وهي غير غبيةٍ ... لتحيا ومن بعد الحياة تموت
وأعجب ما حاولت من ذاك أنني ... أروم أموراً تنقضي وتفوت
سألت أبا طالب عبد الرحمن بن عبد السميع عن مولده فقال: في يوم الاثنين عاشر شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي بواسط في سادس محرم من سنة إحدى وعشرين وست مئة.
1845- عبد الرحمن بن محمد بن بدر بن جامع بن سعيد، أبو القاسم بن أبي منصور الواسطي الفقيه الشافعي، كان والده يعرف بابن المعلم.(4/61)
من أهل برجوني: محلة بشرقي واسط.
تفقه بواسط على القاضي أبي علي بن الربيع، ثم قدم بغداد واستطونها، وتفقه بها على الشيخ أبي القاسم بن فضلان، ثم على أبي الحسن علي بن علي الفارقي، وأعاد له درسه بمدرسة والدة سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين -خلد الله ملكه وقدس روحها- التي أنشأتها مجاورة لتربتها بالجانب الغربي، ودرس بها بعد وفاته في يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وست مئة.
وقد كان سمع معنا بواسط من أبي طالب ابن الكتاني، وأبي نصر بن محمين، وأحمد بن سالم البرجوني وغيرهم. وببغداد من أبي الفتح بن شاتيل، وعبد الرحمن ابن البناء، وأبي السعادات بن زريق وجماعةٍ. وأجاز له سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله أعز الله أنصاره، وحدث عنه.
ومولده تقريباً في سنة ستين وخمس مئة أو بعدها بقليل، والله أعلم.
1846- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن حمدان الطيبي، أبو القاسم الفقيه الشافعي.
نشأ بواسط، وتفقه بها على مجير الدين أبي القاسم محمود بن المبارك البغدادي لما قدمها، ودرس بها. وقدم بغداد، وأقام بالمدرسة النظامية مدةً وحصل طرفاً حسناً من معرفة المذهب والخلاف، وأعاد بالمدرسة المذكورة(4/62)
للمدرس بها القاضي أبي علي بن الربيع، ومن بعده. وأجاز له سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين -أدام الله أيامه- وروى عنه ضاعف الله جلاله.
1847- عبد الرحمن بن المبارك بن أحمد بن سكينة، أبو القاسم ابن أبي عبد الله، أخو شيخنا عبد الله، وكان الأسن.
سمع .. .. وغيره. وما أعلم أنه حدث بشيءٍ.
قال أبو الفضل بن شافع: توفي يوم الخميس خامس ربيع الأول سنة خمس وخمسين وخمس مئة، ودفن يوم الجمعة سادسه، رحمه الله وإيانا.
1848- عبد الرحمن بن المبارك بن أحمد بن منصور، أبو محمد، يعرف بابن الشاطر الدلال.
ذكر أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي أنه سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وحدث عنه، وأنه توفي في رجب سنة إحدى وتسعين وخمس مئة. وقال غيره: يوم الأحد رابع عشر الشهر المذكور.
وبلغني أنه أجاز لجماعة، والله الموفق.
1849- عبد الرحمن بن المبارك بن علي بن إبراهيم، أبو محمد بن أبي البركات، يعرف بابن نعيجة.
من أولاد الشيوخ المقرئين والرواة المذكورين، وسيأتي ذكر أبيه وعمه(4/63)
فيما بعد إن شاء الله.
وعبد الرحمن هذا ابن أختي أبي الفتح ابن المني الفقيه. سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وروى لنا عنه.
قرأت على أبي محمد عبد الرحمن بن المبارك ابن نعيجة قلت له: أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الفرضي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي ابن الدجاجي، قال: أخبرنا أبو مسلم إسماعيل بن سعيد بن سويد المعدل، قال: قرئ على أبي علي الحسين بن القاسم الكوكبي وأنا أسمع، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا محمد بن زياد، قال: قال بعض الحكماء: اثنان ظالمان يأخذان غير حقهما: رجلٌ وسع له في مجلسٍ فترفع وانتفخ، وآخر أهديت له نصيحةً فجعلها ذنباً.
توفي عبد الرحمن ابن نعيجة يوم الاثنين مستهل رجب سنة أربع وست مئة، ودفن في يومه بالمقبرة المعروفة بالوردية في الجانب الشرقي.
1850- عبد الرحمن بن المبارك بن محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن كندرتا، أبو محمد بن أبي البركات، يعرف بابن المشتري.
سمع أبا الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبا الفضل محمد بن ناصر البغدادي، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبا الوقت السجزي، وجماعةً آخرين، وحدث عنهم. سمعنا منه، وكان سماعه في الأصول صحيحاً.
أخبرنا أبو محمد ابن المشتري قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو(4/64)
الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قراءةً عليه وأنا أسمع في شعبان سنة ثلاث وستين وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقوية البزاز، قال: حدثنا جعفر بن محمد الخلدي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، قال: حدثنا محمد بن منصور الطوسي، قال: حدثنا الحسين بن محمد، قال: حدثنا سلام بن سليمان، عن إسماعيل بن رافع، عن خالد بن المهاجر، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا ابن آدم، عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك، يا ابن آدم لا بقليل تقنع ولا من كثيرٍ تشبع، يا ابن آدم إذا أصبحت آمناً في سربك معافىً في بدنك عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء)).
سألت عبد الرحمن هذا عن مولده فذكر أنه في رجب سنة خمس وثلاثين وخمس مئة، والله أعلم.
توفي بإربل في رابع عشري شوال من سنة تسع عشرة.
1851- عبد الرحمن بن مسعود بن عبد الله بن أبي يعلى الشيرازي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو المعالي المقرئ البواب، أخو أبي القاسم عبد الله الذي قدمنا ذكره.(4/65)
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وروى عنه، سمع منه أبو الفتح محمد بن محمود ابن الحراني، وخرج عنه حديثاً في ((مشيخته)).
1852- عبد الرحمن بن مروان بن سالم، أبو محمد المعري.
ذكره أبو بكر بن كامل في ((معجم شيوخه)) وقال: أنشدني:
حبيبٌ لست أنظره بعيني ... وفي قلبي له حب شديد
أريد وصاله ويريد هجري ... فأترك ما أريد لما يريد
1853- عبد الرحمن بن معالي بن أبي نصر، أبو .. ..
من أهل باب البصرة، يعرف بابن العليق.
روى عن أبي القاسم يحيى بن ثابت بن بندار. سمع منه بعض أصحابنا.
1854- عبد الرحمن بن نصر الله، ويقال: ابن نصر بن موسى بن الفضل بن شبزق -بالشين المعجمة وبعدها باء منقوطة بواحدة من تحتها يتلوها زاي- أبو القاسم.(4/66)
وقد تقدم ذكر أخيه عبد الله، وسيأتي ذكر أبيهما.
سمع عبد الرحمن هذا من أبي الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي بكر محمد بن الحسين المزرفي، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وغيرهم. وكان سماعه صحيحاً. سمع منه قبلنا القاضي أبو المحاسن القرشي، وكتبنا نحن عنه.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن نصر الله بن موسى ويعرف بابن فضائل الرفاء قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد الدينوري قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: حدثنا أبو محمد الحسن ابن محمد بن الحسن الخلال إملاءً، قال: حدثنا عبد الله بن موسى الهاشمي، قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الصمد ابن أبي خداش، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: ((إذا كنت إماماً فخفف على الناس فإنه يقوم وراءك الضعيف والكبير وذو الحاجة، وإذا صليت وحدك فأطل ما شئت)).
سألت أبا القاسم ابن فضائل عن مولده، فقال: في سنة اثنتي عشرة وخمس مئة. وتوفي في رابع عشري محرم سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة.(4/67)
1855- (عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب الأنصاري، أبو القاسم ابن الحنبلي الدمشقي.(1)
سمع ببغداد من شهدة وغيرها. وسمع بأصبهان الحافظ أبا موسى المديني. وكتبت عنه بإربل: أخبرتكم شهدة، أخبرنا النعالي، أخبرنا ابن بشران، أخبرنا الصفار، حدثنا عبد الله بن شاكر، حدثنا أبو أسامة، حدثنا سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة في تمامٍ.
قال لي: ولدت في شوال سنة خمس وخمسين وخمس مئة).
1856- عبد الرحمن بن هبة الله بن محمد، أبو محمد، يعرف بابن الخص، أخو عبد الله الذي تقدم ذكره.
__________
(1) هذه الترجمة من المختصر المحتاج .. .. .. .(4/68)
كان يسكن الظفرية، وكانت له معرفةٌ بتعبير الرؤيا على ما قيل. سمع أبا علي أحمد بن أحمد ابن الخزاز السقلاطوني، وأبا الوقت السجزي، وغيرهما. وروى شيئاً يسيراً، سمع منه بعض أصحابنا، ولم ألقه.
1857- عبد الرحمن بن هبة الله بن عبد الملك ابن غريب الخال، أبو القاسم.
من أهل الحريم الطاهري، سكن الجانب الشرقي نحو تل الزبيبية. من بيتٍ قديمٍ، أهل تقدم وولايةٍ؛ لأن غريب الخال هو خال الإمام المقتدر بالله، وأولاده كان لهم تقدم في أيام المقتدر رضي الله عنه، وقد حدث من بني غريب الخال جماعةٌ.
وعبد الرحمن هذا يقال: إنه سمع من إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وعرف الناس به عبد الله الخباز المقرئ وسمع منه، وسمع جماعةٌ منه وتكلم في سماعه من إسماعيل هذا، واستبعد له ذلك؛ لأن سنه لم يكن يدل على سماعه في التاريخ الذي وجد فيه اسمه مذكوراً في السماع، فتركنا السماع منه لأجل هذه الشبهة. وقد سمع عليه غيرنا، وكتب عنه جماعةٌ من الغرباء قبل الكلام فيه.
توفي في ليلة الجمعة خامس عشر جمادى الأولى سنة سبعٍ وست مئة، ودفن يوم الجمعة بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.
1858- عبد الرحمن بن هبة الله بن أبي نصر المقرئ، أبو عبد الله ابن أبي القاسم.(4/69)
من أهل الحربية، يعرف بابن دقيقة، أخو إسماعيل الذي سبق ذكره، وعبد الرحمن هذا الأصغر.
سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف، وأبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، وغيرهما. سمعنا منه.
قرأت على أبي عبد الله عبد الرحمن بن أبي القاسم الحربي وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف قراءةً عليه وأنت تسمع فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: حدثنا أبو محمد رضوان بن أحمد الصيدلاني، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا يونس بن بكير، قال: أخبرنا هشام بن سنبر، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي نجيح السلمي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من رمى بسهمٍ في سبيل الله فهو عدل محرر، ومن شاب شيبةً في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة)).
سألت عبد الرحمن هذا عن مولده فقال: في سنة سبع وعشرين وخمس(4/70)
مئة، وتوفي عصر يوم الأحد حادي عشري ذي الحجة سنة سبع وست مئة، وصلي عليه، ودفن يوم الاثنين ثالثه بمقبرة باب حرب، رحمه الله وإيانا.
1859- عبد الرحمن بن هبة الله بن أبي الفرج، أبو الفرج الخباز.
سمع أبا جعفر المكي، وغيره. وحدث بشيءٍ يسيرٍ.
توفي ليلة الاثنين رابع عشر شوال سنة ست عشرة وست مئة.
1860- عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الباقي بن عبد الواحد، أبو محمد بن أبي القاسم الزهري المعروف بابن شقران، أخو أبي الفضائل أحمد وأبي المظفر أحمد وأبي تمام محمد الذين قدمنا ذكرهم.
من بيت أهل روايةٍ وفقهٍ ووعظٍ.
سمع أبا عبد الله الحسين بن محمد السراج، وأبا الفضل أحمد بن الحسن ابن خيرون، وأبا منصور عبد المحسن بن محمد الشيحي، وأبا الحسن هبة الله ابن عبد الرزاق الأنصاري، وأبا المعالي ثابت بن بندار البقال، وأبا محمد عبد الله بن جابر بن ياسين.
سمع منه الشريف أبو الحسن العلوي الزيدي، والقاضي أبو المحاسن القرشي، وأبو الرضا بن طارق الكركي، وحدثنا عنه عبد العزيز بن الأخضر، وجماعةٌ. ولأبي الفضل بن شافع فيه كلامٌ يغمزه به.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك، قلت له: أخبركم أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى بن شقران الزهري قراءةً عليه، فأقر به، قال:(4/71)
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد السراج، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، قال: حدثنا عثمان، يعني ابن السماك، قال: حدثنا عبد الملك ابن محمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا سعيد بن سماك بن حرب، قال: حدثني أبي ولا أعلمه إلا عن جابر بن سمرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحدٌ} وكان يقرأ في صلاة عشاء الآخرة ليلة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين.
أنبأنا القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، قال: سألت عبد الرحمن بن شقران عن مولده فقال: في سنة سبعٍ وسبعين وأربع مئة.
وقال محمد بن المبارك بن مشق مثل ذلك وزاد: في سادس ربيع الأول.
قال القرشي: وتوفي يوم الأربعاء ثامن عشر ذي الحجة سنة اثنتين وستين وخمس مئة، عفا الله عنا وعنه.
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع في ((تاريخه)) ومنه نقلت وفاته نحو ذلك، قال: ودفن عند أخيه بمقبرة درب الخبازين، وكان قد خلط على نفسه، ولم يكن من أهل هذا الشأن.
1861- عبد الرحمن بن يحيى بن الربيع بن سليمان، أبو القاسم بن أبي علي بن أبي الفضل الفقيه الشافعي.
ولد بواسط، ونشأ بها، وصار إلى بغداد وهو صبي مع أبيه وسكناها. وهو(4/72)
من بيت العلم والعدالة والقضاء بواسط وببغداد.
تفقه على أبيه، وعلى أبي القاسم بن فضلان، وحصل طرفاً جيداً من معرفة مذهب الشافعي ومسائل الخلاف، وأفتى وناظر، وكان حسن الكلام.
سمع ببغداد من أبي محمد الحسن بن عبد الجبار ابن البردغولي، وأبي الفضل منوجهر بن محمد بن تركانشاه، وأبي العز محمد بن محمد ابن الخراساني وغيرهم. وأجاز له أبو الفتح ابن البطي وجماعة. وحدث بخراسان لما نفذ رسولاً من الديوان العزيز مجده الله إلى ملك غزنة فيما ذكر لي.
وسألته عن مولده فقال: في جمادى الآخرة من سنة ستين وخمس مئة بواسط.
وتوفي بغامز من نواحي أرجان في يوم الأربعاء ثالث عشري شهر رمضان سنة اثنتين وست مئة، ودفن هناك، وذلك في حياة والده رحمهما الله وإيانا.
1862- عبد الرحمن بن يحيى بن مقبل بن بركة ابن الصدر، أبو محمد بن أبي طاهر، يعرف والده بالأبيض أو ابن الأبيض.
من أهل الحريم الطاهري، من بيتٍ قد روى منهم جماعةٌ، وسيأتي ذكر أبيه وأخيه عبد الخالق إن شاء الله.
سمع عبد الرحمن هذا من أبي الوقت السجزي، ومن بعده.
وبلغني أنه حدث بشيءٍ يسيرٍ، وقد رأيته وما قصدت السماع منه.(4/73)
توفي في ذي القعدة سنة خمس وست مئة، ودفن عند أبيه بمقبرة باب حرب.
1863- عبد الرحمن بن يوسف بن خمرتاش، أبو محمد الكاتب.
من ساكني الظفرية.
سمع أبا المظفر عبد الملك بن علي الهمذاني البزاز، وحدثنا عنه.
قرأت على أبي محمد عبد الرحمن بن يوسف بن خمرتاش من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمذاني قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد، فأقر به، قال: أخبرنا أبو العلاء حمد بن نصر الحافظ بهمذان، قال: أخبرنا الحسين بن أحمد الأبهري، قال: حدثنا أحمد بن الحسين بنهاوند، قال: حدثنا عبيد الله بن شيبة القاضي، قال: حدثنا جعفر بن محمد ويعرف بدبيس، قال: حدثنا محمد بن علي بن شقيق المروزي، قال: حدثنا إبراهيم بن الأشعث، قال: حدثني فضيل بن عياض، عن هشام، عن الحسن، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من انقطع إلى الله كفاه كل مؤنةٍ ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها)).
سألت عبد الرحمن بن يوسف بن خمرتاش عن مولده، فقال: ولدت في ثالث عشر شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة.
1864- عبد الرحمن بن يوسف بن أبي السعادات بن صعنين، أبو محمد.
من أهل الحريم الطاهري.(4/74)
سمع أبا محمد لاحق بن علي بن كاره وغيره، وكتبنا عنه أحاديث.
قرئ على أبي محمد عبد الرحمن بن يوسف بن صعنين من أصل سماعه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو محمد لاحق بن علي بن منصور قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان.
وأخبرناه عالياً أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز قراءة عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان، قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد ابن السماك الدقاق، قال: أخبرنا محمد بن الحسين الحنيني، قال: حدثنا أبو غسان، قال: حدثنا جعفر الأحمر، عن عيسى بن عمر، عن السدي، عن رفاعة بن شداد، قال: أخبرنا عمرو بن الحمق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أيما رجلٌ أمن رجلاً على دمه فقتله فأنا من القاتل بريء وإن كان المقتول كافرا)).
توفي هذا، أعني عبد الرحمن بن صعنين في سنة ست عشرة وست مئة رحمه الله وإيانا.(4/75)
1865- عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الرحمن النقيب، أبو يوسف.
من ساكني الظفرية.
روى عن يحيى بن ثابت بن بندار. سمع منه بعض أصحابنا، ولم أظفر بشيء من مسموعاته لأكتب عنه، والله الموفق.
وتوفي يوم الأربعاء خامس عشري شعبان سنة ثمان عشرة وست مئة.
1866- عبد الرحمن بن يعيش بن سالم، أبو محمد الغضائري، يعرف بابن الهويترة.
من أهل باب البصرة.
سمع الكثير من أبي القاسم بن الحصين، ومن بعده كأبي القاسم ابن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي وغيرهم. وقيل: إنه حدث بشيءٍ إلا أن الرواية عنه لم تظهر، والله الموفق.
1867- عبد الرحمن بن يعيش بن سعد بن الحسن، أبو القاسم بن أبي محمد، المعروف بابن القواريري.
من أهل باب البصرة.
شيخٌ صالحٌ من أهل الرواية هو وأخوه علي وأبوهما. سمع الكثير بإفادة أبيه ثم بنفسه، وقرأ على الشيوخ، وكتب بخطه عن أبي القاسم هبة الله بن محمد ابن الحصين، وأبي السعود أحمد بن علي ابن المجلي، وأبي الحسن علي بن عبيد الله ابن الزاغوني، وأبي السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، والقاضي أبي بكر الأنصاري، وأبي الفضل الإسكيف المقرئ، وغيرهم، وحدث عنهم.
سمع منه الحافظ عمر بن علي الدمشقي، وأبو بكر محمد بن المبارك بن(4/76)
مشق، وأبو عبد الله محمد بن عثمان العكبري، وأبو عمرو عثمان بن مقبل الواعظان، وغيرهم.
أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيع، ومن خطه نقلت، قال: ولد عبد الرحمن ابن القواريري في سنة اثنتي عشرة وخمس مئة، وتوفي في شعبان سنة ست وسبعين وخمس مئة.
1868- عبد الرحمن بن أبي بكر ابن الشيرجي، غير مكنى.
من شيوخ أبي بكر بن كامل، ذكره في ((معجم شيوخه))، وقال: أنشدني:
لو أن كل العالمين معاندي ... ما ضر بي بعد تكون مساعدي
لم أر ذكره في غير ((معجم)) ابن كامل هذا، والله أعلم.
1869- عبد الرحمن بن أبي الدلف بن أبي الخطاب بن أبي عبد الله ابن عمارة، أبو الفرج.
من أهل الحربية.
ممن أجاز لنا بإفادة أحمد بن أبي شريك المعروف بالسكر. وكان سماعه من أبي القاسم ابن الحصين وغيره، وكتب لنا خطه سنة سبع وثمانين وخمس مئة.
1870- عبد الرحمن بن أبي الفوارس بن أحمد بن شيران، أبو الفتوح السمسار، يعرف بابن قرطف.
سمع أبا غالب محمد بن علي ابن الداية، وأبوي الفضل: محمد بن عمر الأرموي، ومحمد بن ناصر السلامي، وأبا بكر محمد بن عبيد الله الزاغوني، وغيرهم. سمعنا منه، ولم يكن من أهل هذا الشأن.(4/77)
قرأت على أبي الفتوح بن أبي الفوارس، قلت له: أخبركم أبو الفضل الأرموي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عمر السكري، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الجبار الصوفي، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا ابن عيينة، عن حميد الأعرج، عن سليمان بن عتيق، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بوضع الجوائح، ونهى عن بيع السنين.
سألت عبد الرحمن بن أبي الفوارس عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة سبع عشرة وخمس مئة، والله أعلم.
وتوفي يوم الثلاثاء ثاني عشري رجب سنة تسع وسنة مئة، ودفن يوم الأربعاء ثالث عشر بالمقبرة التي برأس المختارة بالجانب الشرقي.(4/78)
1871- عبد الرحمن بن أبي سعد بن أحمد، أبو محمد، سبط ابن السوادية، يعرف بابن تميرة.
من أهل الحربية.
سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية الزاهد وغيره. سمعنا منه.
قرأت على أبي محمد عبد الرحمن بن أبي سعد ابن تميرة الحربي بها، ورأيته ضريراً، قلت له: أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب الوراق قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأنماطي، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن قرة، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كل أمرٍ ذي بالٍ لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع)).
توفي عبد الرحمن هذا يوم الخميس تاسع ربيع الآخر سنة خمس عشرة وست مئة، ودفن بباب حرب.
1872- عبد الرحمن بن أبي العز بن أبي البركات، أبو محمد المقرئ الخياط، يعرف بابن الخبازة.(4/79)
كان يسكن في درب الخبازين ويؤم فيه بمسجدٍ.
قرأ القرآن على أبي الفرج دلف بن كرم العكبري، وسمع من أبي الوقت السجزي، وروى لنا عنه.
قرأت على أبي محمد عبد الرحمن بن أبي العز ابن الخبازة قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى بن الفضيل، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري، قال: حدثنا إسماعيل بن العباس الوراق، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا الوليد بن بكير، عن سلام الخزاز، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((ما دعاء إلا بينه وبين السماء حجاب حتى يصلى على محمدٍ وعلى آله، فإذا صلي على النبي انخرق الحجاب واستجيب الدعاء، وإذا لم يصل على النبي لم يستجب الدعاء)).
1873- عبد الرحمن بن أبي شاكر بن عبد الرحمن الصوفي، أبو محمد.
من أهل الحربية.(4/80)
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وروى عنه، سمع منه بعض أصحابنا، وطلبناه لنسمع منه فكان قد توفي في سنة عشر وست مئة فيما ذكر لنا، والله أعلم، رحمه الله وإيانا.
ذكر من اسمه عبد الرحيم
1874- عبد الرحيم بن هبة الله ابن المعوذ ابن المعراض التاجر، أبو الفضل الحراني الأصل البغدادي الدار.
سمع الكثير بنفسه، وكتب بخطه عن خلقٍ من الشيوخ ببغداد والبصرة ونيسابور، وغيرها من البلاد. وكتب ببغداد عن أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي، وأبي عبد الله يحيى بن الحسن ابن البناء، وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون. وبالبصرة عن جابر بن محمد الأنصاري. وسمع بنيسابور أبا عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وأبا الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، وأبا القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، وأخاه أبا بكر وجيهاً، وغيرهم.
وحدث بالبصرة في سنة ثمان وعشرين وخمس مئة، وببغداد أيضاً؛ سمع منه ببغداد أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف، وأبو الفتح محفوظ بن بركة الخباز، وأبو الحسن علي بن ياقوت الدقاق، وغيرهم.
قرأت بخط أبي محمد يحيى بن علي ابن الطراح المدير في ((تاريخه)) قال: توفي عبد الرحيم ابن المعراض يوم الخميس ثاني عشري رجب سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة، ودفن بمقبرة أحمد، يعني بباب حرب.
1875- عبد الرحيم بن حمد بن عبد الرحيم ابن المهتر، أبو البدر الفقيه.(4/81)
من أهل نهاوند قدم بغداد، وأقام للتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه سنين بالمدرسة النظامية، وسمع بها الحديث من جماعةٍ منهم. أبو الفتح مفلح الدومي، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبو الفضل أحمد بن طاهر الميهني، وأبو الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبو الوقت السجزي، وغيرهم. وحدث بها أيضاً في سنة تسع وأربعين وخمس مئة؛ فسمع منه محمد ابن علي بن محمد ابن الهمذاني الفقيه وغيره.
1876- عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن موسى، أبو الخير.
من أهل أصبهان.
شيخٌ فطنٌ له عنايةٌ بالحديث ومعرفة به. سمع ببلده من أبي علي الحسن ابن أحمد الحداد، وأبي القاسم غانم بن محمد البرجي، وأبي الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي، وأبي الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، وأبي طاهر عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسناباذي، وفاطمة بنت عبد الله الجوزدانية، وأبي العباس أحمد بن طاهر السمناني وخلق يطول ذكرهم.
وقدم بغداد في صباه، وسمع بها من أبي القاسم بن الحصين، وأبي العز ابن كادش، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم. وعاد إلى أصبهان وأقام بها مدةً يحدث ويملي.
ثم قدم بغداد حاجاً في سنة اثنتين وستين وخمس مئة، فحدث عند قدومه(4/82)
وبعد عوده من الحج؛ فسمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشعار، والحافظ أبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداري، والشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، والقاضي أبو المحاسن القرشي، وأبو الخير صبيح بن عبد الله العطاري، وأبو الرضا أحمد بن طارق، وأبو المعالي أحمد بن يحيى بن هبة الله. وحدثنا عنه أبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي بواسط وغيره ببغداد. وأملى مجالس بجامع القصر الشريف، وكتب الناس عنه باستملاء شيخنا عبد العزيز بن الأخضر.
سمعت أبا طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي يقول: سمعت أبا الخير عبد الرحيم بن محمد بن موسى الأصبهاني ببغداد يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق يقول: سمعت أحمد بن الحسن بن موسى قال: سمعت محمد بن علي بن عمرو الحافظ، قال: سمعت أبا الحسين محمد بن محمد بن عمرو، قال: سمعت الحسن بن علوية الدامغاني، قال: أنشدنا يحيى ابن معاذ الرازي رحمه الله:
أشكو إليك ذنوباً لست أنكرها ... وقد رجوتك ياذا المن تغفرها
من قبل تسألني في الحشر يا أملي ... يوم الجزاء على الأحوال تذكرها
أرجوك تغفرها في الحشر يا أملي ... إذ كنت في الأرض قبل اليوم تسترها
قرأت بخط أبي الخير بن موسى: مولدي في ثامن صفر سنة خمس مئة.
1877- عبد الرحيم بن عبد القاهر بن عبد الله بن عموية السهروردي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو الرضا بن أبي النجيب الفقيه الصوفي الواعظ.
تفقه على أبيه، وصحبه، وسمع معه من جماعةٍ منهم: القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز،(4/83)
وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، وأبو المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي ابن البطي، وأبو زرعة طاهر ابن محمد المقدسي، وغيرهم.
ودرس الفقه بعد وفاة والده بمدرسته، وما أعلم أنه حدث بشيءٍ وخرج إلى الشام وزيارة بيت المقدس فتوفي بدمشق في سنة سبع وستين وخمس مئة أو نحوها، والله أعلم، ودفن هناك، وكان شاباً.
1878- عبد الرحيم بن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، أبو نصر بن أبي الفرج بن أبي الحسين.
من بيتٍ معروف بالرواية والتحديث والنقل والإسناد مع الثقة والصلاح.
ذكر عبد الرحيم هذا القاضي أبو المحاسن القرشي فيما رسمه من ((التاريخ))، ومن خطه نقلت وقد أجاز لنا، فقال: عبد الرحيم بن عبد الخالق بن يوسف. حدث عن أبي القاسم بن بيان، وأبي علي بن نبهان، وعمه أبي طاهر بن يوسف وابن عم أبيه أبي طالب بن يوسف، وأبي الحسن ابن الزعفراني، وسمع من غيرهم. كتبت عنه، وكان خياطاً خيراً ذا مروءة تامة وكرم نفسٍ وحسن مواساة على قلة ذات يده. آخر كلام القرشي.
قلت: وقد سمع منه أيضاً الشريف أبو الحسن الزيدي ورفقاؤه: إبراهيم ابن الشعار، وصبيح العطاري، وأبو بكر الباقداري، وأبو نصر ابن رئيس الرؤساء وغيرهم. وحدثنا عنه عبد العزيز بن الأخضر.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزاز: أخبركم أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا(4/84)
أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان.
وأخبرناه عالياً أبو طالب محمد بن علي بن أحمد ابن الكتاني بواسط وأبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز ببغداد بقراءتي على كل واحدٍ منهما، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عرفة العبدي، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي، عن بحير بن سعدٍ الكلاعي، عن خالدٍ بن معدان، عن كثيرٍ بن مرة الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة)).
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، ومن خطه كتبت، قال: سألت أبا نصر بن يوسف عن مولده، فقال: في سنة خمس وخمس مئة.
وقال غيره: وتوفي بمكة في سنة أربع وسبعين وخمس مئة.
1879- عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن الحسين ابن الفراء، أبو محمد بن أبي خازم بن أبي يعلى.
من ساكني باب المراتب، يلقب بالعلبة، من بيتٍ مشهورٍ بالعدالة والقضاء والعلم والرواية، وقد تقدم ذكرنا لأخيه القاضي أبي يعلى محمد ولجماعةٍ من أهله.
سمع عبد الرحيم هذا من أبيه، ومن عمه أبي الحسين، ومن أبي القاسم بن الحصين، وغيرهم، وروى عنهم.(4/85)
سمع منه ابناه أبو طالب عبد المنعم وأبو الفتوح عبد الرحمن، والقاضي عمر القرشي، وغيرهم.
أنبأنا أبو المحاسن الدمشقي، قال: سألت أبا محمد ابن الفراء عن مولده فقال: في سنة عشر وخمس مئة.
قلت: وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
1880- عبد الرحيم بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن دوست النيسابوري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو القاسم، شيخ الشيوخ ابن شيخ الشيوخ أبي البركات ابن شيخ الشيوخ أبي سعد الصوفي.
الشيخ الفاضل شيخ وقته، والمقدم في زمانه، والرئيس على أقرانه. من بيت صالحين أهل تصوف وتقدم وخدمة الفقراء، وذوي بر وصلة مع خصائص تفرد بها عبد الرحيم هذا من حفظ القرآن الكريم، ومعرفةٍ حسنةٍ بالفقه والأدب، وحسن عبارة في الترسل والنظم، وسماعٍ كثيرٍ للحديث من جماعةٍ من الشيوخ مثل: أبيه أبي البركات، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي منصور علي بن علي الأمين، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي، وأبي بكر محمد ابن عبد الله بن حبيب العامري، وجماعة من الغرباء منهم: أبو عبد الله محمد ابن حموية الجويني وأخوه عبد الصمد، وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي وجماعة غيرهم.
وحدث بالكثير ببغداد، ومكة شرفها الله، وبالمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وبدمشق، ومصر وغيرها من البلاد في أسفاره. وكان وجيهاً(4/86)
عند الخاص والعام محترماً عند القريب والبعيد. نفذ من الديوان العزيز، مجده الله، رسولاً إلى جهاتٍ عدةٍ. وكان مشكور الطريقة، حسن السفارة، محمود الأمور. سمعت منه، ونعم الشيخ كان.
قرئ على صدر الدين شيخ الشيوخ أبي القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل بن أحمد برباطه بشرقي بغداد وأنا أسمع في شهر ربيع الآخر من سنة ست وسبعين وخمس مئة، قيل له: أخبركم أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد النيسابوري قدم علينا حاجاً قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي، قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ببغداد، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: حدثنا مالك، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من حلف على يمينٍ فرأى خيراً منها فليكفر عن يمينه، وليفعل الذي هو خيرٌ)).
أنشدنا الشيخ أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي البغدادي لفظاً، قال: أنشدني خالي شيخ الشيوخ أبو القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل لنفسه:
قد عشت في الدنيا ملياً يا فتى ... وغداً تغادر ثاوياً في الرمس
إن كنت ذا طلبٍ لأسباب الهدى ... ورزقت حظاً من ضياء الحس
سافر بهمك في مقامات الرضى ... واسرح بقلبك في رياض الأنس
تصفو صفاتك من كدورات الهوى ... وتعيش فرداً بين جمع الإنس
شمر فقد وضح الطريق إلى الهدى ... والحر موعده زوال اللبس
من عاف شهوته وعف ضميره ... فهو المعافى من عيوب النفس
قال لنا شيخنا عبد الوهاب بن علي بعد إنشاده لنا هذه الأبيات، ولد خالي في ذي الحجة سنة ثمان وخمس مئة، وتوفي في رجب سنة ثمانين وخمس مئة،(4/87)
ودفن برحبة الشام.
قال لنا غيره: توفي في يوم الخميس العشرين من رجب المذكور.
1881- عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن سعد الله بن قنان، أبو محمد الكاتب.
وقد تقدم ذكر أبيه.
سمع عبد الرحيم هذا شيئاً من أبيه، ومن الكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الدينوري. وتولى الكتابة بديوان المقاطعات المعمور مدةً.
وتوفي شاباً في يوم الثلاثاء سابع عشري ذي الحجة سنة ست وتسعين وخمس مئة، وما روى شيئاً.
1882- عبد الرحيم بن المبارك بن كرم بن غالب البندنيجي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو الفرج بن أبي البركات الخازن.
سمع أبا الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية، وأبا الوقت السجزي، وغيرهم. وروى شيئاً يسيراً، وسمع منه بعض الطلبة، ورأيته وما سمعت منه. وقد أجاز لنا.
وتوفي في يوم الجمعة ثامن المحرم سنة تسع وتسعين وخمس مئة ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.
1883- عبد الرحيم بن عبد العزيز بن هبة الله بن القاسم ابن البندار، أبو محمد بن أبي القاسم بن أبي البقاء الخياط.(4/88)
من أهل الحريم الطاهري، وسكن الجانب الشرقي، وأقام برباط المأمونية مدةً، وهو من أهل بيت قد حدث منهم جماعةٌ، وسيأتي ذكر أبيه وعميه وأخويه إن شاء الله.
ولد بأردبيل من بلاد أذربيجان، وقدم بغداد وهو صبي، فسمع بها من أبي الوقت السجزي، وأبي جعفر محمد بن محمد الطائي وأبي الفتح ابن البطي وغيرهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي محمد عبد الرحيم بن أبي القاسم ابن البندار من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي قراءةً عليه وأنا أسمع بهراة، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يدخل أحدٌ ممن بايع تحت الشجرة النار)).
سألت عبد الرحيم ابن البندار عن مولده، فقال: ولدت بأردبيل في سنة إحدى وأربعين وخمس مئة في أحد الجماديين.
وتوفي ببغداد في ليلة الأحد لثلاث خلون من جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وخمس مئة عقيب سكتة لحقته فمات بها في آخر اليوم الثالث وحمل إلى مقبرة باب حرب، فدفن بها.
1884- عبد الرحيم بن عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي، أبو القاسم.(4/89)
من أولاد الشيوخ المشهورين بالصلاح والرواية.
سمع عبد الرحيم هذا من أبي الفتح ابن البطي، وخديجة بنت أحمد ابن النهرواني، والكاتبة شهدة بنت أبي نصر الإبري، وغيرهم. وحدث بشيءٍ قليل.
توفي يوم الخميس سابع شهر ربيع الأول سنة ست وست مئة، وصلي عليه، ودفن في اليوم المذكور بباب حرب.
1885- عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن عبيد الله، أبو محمد بن أبي المعالي الغزال.
من ساكني الخاتونية الخارجة.
سمع من أبي الوقت السجزي، وروى لنا عنه في مرض موته أحاديث لم يحدث بغيرها.
قرئ على أبي محمد عبد الرحيم بن أبي المعالي الغزال بمنزله من أصل سماعه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عاصر الفضل بن يحيى الفضيلي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري، قال: حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد الزيادي، قال: حدثنا الحسن ابن الهيثم الرازي، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا الربيع بن بدر، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((القرآن شافعٌ مشفع وماحلٌ مصدق، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله وراءه ساقه إلى النار)).(4/90)
سألنا عبد الرحيم الغزال عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة.
وتوفي في ليلة الأربعاء سادس شعبان سنة ست وست مئة، ودفن يوم الأربعاء بالجانب الغربي بمقبرة جامع المنصور.
1886- عبد الرحيم بن المبارك بن الحسن بن طراد الباماوردي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو الفضل ابن أبي النجم، المعروف بابن القابلة.
من ساكني قطيعة باب الأزج.
شيخٌ خيرٌ من أبناء الشيوخ، وسيأتي ذكر أبيه، وهو أخو عبيد الله الذي ذكرناه، وعبد الرحيم هذا هو الأسن.
سمع أبا القاسم علي بن عبد السيد ابن الصباغ، وأبا المعالي الفضل بن سهل المعروف بالحلبي، وأبا الفضل محمد بن ناصر البغدادي وغيرهم. سمعنا منه، وكانت له من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري إجازة بالمسموعات خاصة.
أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن المبارك ابن القابلة قراءةً عليه بداره بالقطيعة من باب الأزج وأنا أسمع قيل له: أخبركم أبو المعالي الفضل بن سهل ابن بشر الإسفراييني الأصل قراءةً عليه ببغداد وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبي أبو الفرج سهل بن بشر قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن منير بن أحمد الخلال، قال: حدثنا الحسن بن رشيق، قال: حدثنا الحسين(4/91)
ابن حميد العكي، قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ((اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ومن تحول عافيتك، ومن فجاءة نقمتك، ومن جميع سخطك وغضبك)).
أخرجه مسلم عن أبي زرعة الرازي، عن يحيى بن بكير.
توفي عبد الرحيم بن أبي النجم ابن القابلة يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة عشرٍ وست مئة، ودفن يوم السبت بباب حرب، وقد نيف على السبعين.
1887- عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد بن منصور بن عبد الجبار ابن السمعاني، أبو المظفر بن أبي سعد بن أبي بكر بن أبي المظفر.
من أهل مرو، وقد تقدم ذكر والده وأخيه محمد، وعبد الرحيم هذا أسن ولد أبيه.
ولد بنيسابور، ونشأ بمرو، وسمع الكثير بإفادة والده بمرو وبنيسابور(4/92)
وهراة وبلخ وبخارى وسمرقند وغير ذلك من البلاد والنواحي. وجمع له والده معجماً في ثمانية عشر جزءاً ذكر فيه شيوخه وما سمع منهم ومواليد بعضهم ووفاة بعضهم، وأجاد فيه وأحسن.
وقدم عبد الرحيم هذا بغداد حاجاً في سنة خمس وسبعين وخمس مئة، وحج، وعاد إليها في سنة ست وسبعين فنزل رباط شيخ الشيوخ، وحدث بها في ذلك الوقت؛ فسمع منه أبو بكر محمد بن موسى الحازمي، وأبو بكر محمد بن أحمد السيدي، وأبو الفضل إلياس بن جامع الإربلي، ومحمد بن لطف الله الأصبهاني وغيرهم. وروى لهم عن أبيه، وعن أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم السمرقندي. وعاد إلى بلده، وحدث به بالكثير وبغيره من البلدان، وكتب إلينا بالإجازة منه عدة مرار.
قال والده: ولد ابني عبد الرحيم بنيسابور ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وخمس مئة.
1888- عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن ياسين، أبو الرضى بن أبي البركات بن أبي نصر، سبط الشيخ أبي القاسم بن فضلان.
تفقه على جده ببغداد، وعلى أبي حامد محمد بن يونس بالموصل، وأقام عنده مديدة، وعاد إلى بغداد، وأعاد بالمدرسة النظامية والمدرس بها القاضي أبو علي ابن الربيع ومن بعده.
وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدامغاني في(4/93)
يوم الأحد ثاني محرم سنة أربع وست مئة وزكاه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن المأمون وأبو القاسم عبد الواحد بن علي ابن الصباغ، وأجاز له سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين خلد الله ملكه، وروى عنه أدام الله أيامه.
بلغني أن مولده في محرم سنة ثمان وستين وخمس مئة.
1889- عبد الرحيم بن النفيس بن هبة الله بن وهبان، أبو نصر الحديثي مولداً البغدادي منشأً وداراً.
من أولاد الشيوخ الرواة، وسيأتي ذكر أبيه.
سمع عبد الرحيم هذا ببغداد من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل، وأبي السعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزاز، وأبي ياسر عبد الوهاب ابن هبة الله بن أبي حبة، وأبي سعد فارس بن أبي القاسم الحفار، ويحيى بن أسعد بن بوش، وأبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب وجماعة آخرين، وبواسط من القاضي أبي الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي وغيره.
ورحل إلى الجزيرة، والشام، وديار مصر، وهمذان، وأصبهان، ونيسابور، وهراة، ومرو، وما وراء النهر. وسمع من جماعةٍ في هذه الأسفار، وحدث في سفره. وهو حسن الطريقة له فهمٌ ومعرفةٌ بهذا الشأن.(4/94)
1890- عبد الرحيم بن نصر الله بن علي بن منصور ابن الكيال، أبو الفضل ابن القاضي أبي الفتح.
من أهل واسط، من بيت القضاء بها؛ والده وأخوه. واستخلفه أخوه على القضاء أيام ولايته.
قدم عبد الرحيم هذا بغداد وأقام بها مدةً، وتولى النظر بديوان التركات الحشرية بها في سنة عشر وست مئة، وصرف عنه في رجب سنة إحدى عشرة وست مئة.
ومولده في شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وخمس مئة بواسط.(4/95)
ذكر من اسمه عبد الملك
1891- عبد الملك بن أحمد بن علي ابن الشهرزوري، أبو البركات.
ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي أنه سمع أبا علي الحسن ابن علي ابن المذهب الواعظ، وروى عنه، وأن أبا القاسم مكي بن عبد السلام المقدسي سمع منه، رحمه الله وإيانا.
1892- عبد الملك بن مسعود بن علي ابن الدينوري، أبو الفرج.
أحد الشهود المعدلين بمدينة السلام، وهو والد أبي القاسم إسماعيل وأبي بكر محمد اللذين قدمنا ذكرهما.
شهد أبو الفرج هذا عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النحوي قراءةً عليه من أصل سماعه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه وأنت تسمع في كتاب ((تاريخ الحكام بمدينة السلام))، تأليفه، قال في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدامغاني شهادته وأثبت تزكيته: وأبو الفرج عبد الملك بن مسعود بن علي ابن الدينوري في رجب سنة خمس وتسعين وأربع مئة، وزكاه أبو علي محمد بن محمد ابن المهدي وأبو(4/96)
البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي.
1893- عبد الملك بن عبد السلام بن عبد الملك ابن الصدر، أبو محمد التيمي.
وقد تقدم ذكر نسبه إلى طلحة بن عبيد الله التيمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
من أهل الحريم الطاهري، من بيت مشهورٍ بالرواية، قد ذكرنا منهم جماعة.
وعبد الملك هذا سمع أبا عبد الله الحسين بن محمد السراج، وروى عنه، سمع منه القاضي عمر القرشي وغيره.
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الملك بن عبد السلام ابن الصدر، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين السراج، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، قال: قرئ على يحيى بن جعفر وأنا أسمع، قال: حدثنا حماد بن مسعدة، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان الفارسي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من اغتسل يوم الجمعة وتطهر بما استطاع من الطهور، ثم ادهن من دهنه، وتطيب من طيب بيته أو أهله، ثم راح فلم يفرق بين اثنين، فإذا خرج الإمام أنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى)).(4/97)
قال القرشي: ومن خطه نقلت: توفي عبد الملك ابن الصدر في شهر رمضان من سنة ست وخمسين وخمس مئة.
1894- عبد الملك بن علي بن محمد بن علي بن إبراهيم الطبري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو المعالي بن أبي الحسن المعروف والده بالكيا الهراسي.(4/98)
كان والده فقيهاً عالماً مدرساً بالنظامية ببغداد، وعبد الملك هذا سمع أبا القاسم علي بن أبي أحمد بن بيان، وروى عنه. سمع منه جماعةٌ منهم: ابنه أبو الفتوح يحيى، وأبو علي الحسن بن أحمد ابن الوكيل، وأبو الحسن محمد بن محمد الوظائفي. وروى لنا عنه أبو محمد ابن الأخضر وجماعة.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك، قلت له: أخبركم أبو المعالي عبد الملك بن علي بن محمد الطبري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءةً عليه وأنا أسمع.
وأخبرناه عالياً أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد التاجر بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءةً عليه وأنت تسمع في ربيع الآخر سنة ست وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة العبدي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش وابن أبي ليلى وكثير النواء وعبد الله بن صهبان؛ كلهم عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما يرى النجم الطالع في أفقٍ من آفاق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم، وأنعما)).
تولى أبو المعالي هذا حجابة باب النوبي المحروس في أيام الإمام المقتفي لأمر الله رضي الله عنه وذلك في سنة خمسين وخمس مئة، وعزل عن قربٍ، فكانت ولايته أربعين يوماً، وكان له اختصاصٌ وتقدمٌ عند الإمام المقتفي رضي الله عنه.(4/99)
توفي ابن الهراسي في شهر ربيع الأول سنة سبع وستين وخمس مئة ودفن بمقبرة الشونيزي.
1895- عبد الملك بن محمد بن يوسف المقرئ، أبو الحسن يعرف بابن باتانة.
من أهل الحريم الطاهري، والد شيخنا أحمد الذي تقدم ذكرنا له.
كان شيخاً صالحاً حافظاً للقرآن الكريم، قد قرأ بالقراءات، وسمع الحديث من جماعةٍ، منهم: أبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبو منصور محمد ابن عبد الملك بن خيرون، وغيرهم. سمع منه ابنه أبو العباس أحمد، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع وابنه أبو نصر محمد وجماعة.
أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر، ومن خطه نقلت، قال: توفي عبد الملك ابن باتانة يوم الثلاثاء ثاني عشري شهر ربيع الأول سنة سبع وستين وخمس مئة، ودفن يوم الأربعاء بمقبرة باب حرب.
((آخر الجزء السادس والثلاثين من الأصل))(4/100)
1896- عبد الملك بن روح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح الحديثي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو المعالي الشاهد ابن قاضي القضاة أبي طالب بن أبي نصر المعدل.
من بيت العدالة والقضاء والرواية، وقد سبق ذكرنا لوالده.
وعبد الملك هذا زاهدٌ صالحٌ، حسن الطريقة، ذو عفةٍ ونزاهةٍ عرف بها واشتهرت عنه.
شهد عند والده أول ولايته لقضاء القضاة في يوم السبت ثاني عشري شهر ربيع الآخر سنة ست وستين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو بكر محمد بن عبد الملك ابن الدينوري وكان خاله، وأبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ، فقبل شهادته واستنابه في الحكم والقضاء بدار الخلافة المعظمة وحرمها الشريف، وأذن له في الإسجال عنه، وتقدم إلى الشهود بمدينة السلام بالشهادة عنده وعليه. فلم يزل على ذلك إلى أن خرج للحج في ذي القعدة سنة تسع وستين وخمس مئة، فحج وعاد في صفر سنة سبعين وخمس مئة، وقد توفي والده قاضي القضاة في محرم من هذه السنة، فندب إلى توليته قضاء القضاة وعين عليه في ذلك، فمرض ومات قبل تمام ذلك.
وكان قد سمع من جماعةٍ منهم: جده أبو نصر أحمد، وأبو عبد الله محمد ابن محمد ابن السلال، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وأبو الفضل محمد بن ناصر السلامي(4/101)
وغيرهم. وروى القليل؛ لأنه توفي شاباً. سمع منه الشريف علي الزيدي ببغداد، وعلي بن الحسين بن أبي عيسى بمكة، وعبد الملك بن أبي الغنائم البرداني بالمدينة شرفها الله. وروى لنا عنه عبد الملك البرذاني.
قرأت على أبي عبد الله عبد الملك بن أبي محمد بن أبي الغنائم الصوفي، قلت له: أخبركم أبو المعالي عبد الملك بن روح بن أحمد الحديثي قراءةً عليه وأنت تسمع بمدينة الرسول صلوات الله عليه، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الوراق، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن سياوش الكازروني، قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجوية، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، قال: حدثنا الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما من أيام أحب إلى الله عز وجل فيهن العمل، أو قال: أفضل فيهن العمل، من أيام العشر)). قيل: يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلٌ خرج بماله ونفسه فلا يرجع من ذلك بشيءٍ)).
توفي عبد الملك ابن الحديثي يوم الأحد رابع عشري صفر سنة سبعين وخمس مئة، ودفن بالجانب الشرقي بقراح ظفر.
1897- عبد الملك بن يوسف بن محمد الدجيلي.(4/102)
من أهل الجانب الغربي، كان يسكن محلة دار القز.
من شيوخ أبي بكر محمد بن المبارك بن مشق، ذكره في ((معجم شيوخه)) الذين سمع منهم.
سمع من .. .. ، وغيره.
1898- عبد الملك بن غنيمة بن عبد الملك، غير مكنى.
من أهل محلة النصرية، أحد المحال الغربية، يعرف بابن حارس الخزانة.
ذكر أبو البقاء هبة الله بن صدقة بن عصفور أنه أنشده أبياتاً كتبها عنه، قال: وتوفي في سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة.
1899- عبد الملك بن عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله الأمين، أبو المعالي ابن شيخنا أبي أحمد بن أبي منصور المعروف بابن سكينة، سبط شيخنا صدر الدين عبد الرحيم شيخ الشيوخ.
سمع جده لأمه شيخ الشيوخ أبا القاسم، والكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد الإبري، وأم عتب تجني بنت عبد الله الوهبانية، وجماعة من طبقتهم.
وبلغني أنه حدث بالحرمين الشريفين مكة والمدينة، وسمع منه هناك جماعة منهم أبو المفاخر محمد بن علي البيهقي إمام الروضة وغيره.
خرج عبد الملك ابن سكينة عن بغداد قبل وفاته بسنين، وأقام بمكة مدةً، ثم صار إلى مصر، فبلغني أنه توفي بها في أوائل سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة.(4/103)
1900- عبد الملك بن زيد بن ياسين التغلبي، أبو القاسم الدولعي الفقيه الشافعي.
من أهل قريةٍ تعرف بالدولعية من قرى الموصل. سكن دمشق، وتفقه بها وتولى الخطابة بجامعها مدةً إلى حين وفاته. ودرس الفقه بالزاوية الغربية في الجامع منها، وسمع بها من أبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي اللاذقي وغيره، وذكر أنه سمع ببغداد من أبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي الهروي كتاب ((جامع الترمذي))، ومن أبي الحسن علي بن أحمد بن محموية اليزدي كتاب ((السنن)) لأبي عبد الرحمن النسائي، وروى عنهما بدمشق.
وكان متديناً مشتغلاً بالعلم على طريقةٍ حميدة. سمع منه الناس كثيراً، وأخذوا عنه الفقه سنين، وكتب لنا إجازةً بالرواية عنه.
بلغني أنه سئل عن مولده، فقال مرةً: في سنة سبع وخمس مئة. ثم اختلف قوله بعد ذلك فيه.
وتوفي بدمشق يوم الثلاثاء ثالث عشر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، وصلى عليه أهلها، وتبركوا بجنازته، ودفن بمقبرة باب الصغير بها.(4/104)
1901- عبد الملك بن عبد الله بن الحسين المؤذن، أبو علي بن أبي القاسم، يعرف بابن القشوري.
من ساكني محلة دار القز.
سمع أبا غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري المؤدب، ووجدنا سماعه منه مع شيخنا عمر ابن طبرزد فسألناه عنه فدلنا عليه وأمرنا بالسماع منه، وقال: هو صالح مؤذن وأبوه أيضاً، فطلبناه بدار القز فكان قد مرض وحمل إلى المارستان، فمضينا إليه وسمعنا منه هناك، وذكر لنا أنه سمع من أبي القاسم بن الحصين، والقاضي أبي بكر الأنصاري وطلبنا سماعه منهما فلم نقف على شيءٍ منه.
قرأت على أبي علي عبد الملك بن أبي القاسم المؤذن من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو غالب محمد بن محمد بن أسد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك وعرفه، قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن علوان الشيباني، قال: حدثنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين إملاءً، قال: حدثنا بشر بن أحمد الإسفراييني، قال: حدثنا إبراهيم بن علي بن إسحاق، قال: حدثنا يحيى بن يحيى النيسابوري، قال: حدثنا أبو عوانة، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: فرض الله الصلاة على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم : في الحضر أربعاً، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة.(4/105)
توفي عبد الملك ابن القشوري في صفر سنة ست مئة بالمارستان العضدي، ودفن بمقبرته.
1902- عبد الملك بن مواهب بن مسلم بن الربيع بن محمد بن الحسن السلمي، أبو محمد، وقيل: أبو القاسم، الوراق.
من ساكني محلة النصرية، يعرف بالخضري -بالخاء والضاد المعجمتين- منسوب إلى لقاء الخضر عليه السلام لأنه كان يذكر أنه لقيه مراراً، سمعت ذلك منه.
وكان شيخاً صالحاً، حسن الطريقة، سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي، وروى لنا عنه.
أخبرنا أبو محمد عبد الملك بن مواهب الوراق قراءةً عليه وأنا أسمع وبقراءتي عليه مرةً أخرى، قلت له: أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي ابن محمد الفرضي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد ابن الغطريف بجرجان، قال: أخبرنا أبو خليفة الفضل ابن الحباب القاضي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة، عن زبيد ومنصور والأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((سباب المؤمن فسوقٌ وقتاله كفرٌ)).(4/106)
توفي عبد الملك الخضري ليلة الثلاثاء تاسع شهر ربيع الآخر سنة ست مئة، وصلي عليه يوم الثلاثاء، ودفن بمقبرة باب حرب، وقد نيف على الثمانين سنة.
1903- عبد الملك بن مظفر بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غالب، أبو غالب.
من أهل الحربية، كان مقيماً بتربة أبي الحسن القزويني بها، وكان صالحاً.
سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب الزاهد المعروف بابن الطلاية، وأبا حفص عمر بن عبد الله الحربي المعروف بابن عبيد، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، والشريف أبا المظفر محمد بن أحمد ابن التريكي، وغيرهم. وحدث بشيءٍ، سمع منه أصحابنا وما قدر لي لقاؤه، وقد أجاز لي.
توفي في رابع عشر شوال سنة ست مئة، ودفن بمقبرة باب حرب.
1904- عبد الملك بن المبارك بن عبد الملك بن الحسن ابن القاضي، أبو منصور بن أبي علي الشاهد القاضي.
من أهل الحريم الطاهري.
شهد عند القاضي أبي عبد الله الحسين ابن الدامغاني لما كان قاضياً بمدينة السلام قبل ولايته قضاء القضاة في يوم السبت ثالث شعبان سنة ثمان وثمانين وخمس مئة، وزكاه القاضي أبو محمد عبيد الله بن محمد ابن الساوي والعدل أبو الحسن علي بن المبارك بن جابر. وولي القضاء بمدينة المنصور والحريم الطاهري وما يلي ذلك.(4/107)
سمع أبا منصور عبد الرحمن بن محمد ابن القزاز، وأبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، وأبا بكر أحمد بن علي ابن الأشقر، وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية، وغيرهم. سمعنا منه. وكان خيراً من أولاد الشيوخ.
قرأت على القاضي أبي منصور عبد الملك بن المبارك بباب منزله بالحريم، قلت له: أخبركم أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الهروي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب، قال: حدثنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود قال: أنبأنا شعبة، قال: أخبرني علقمة بن مرثد، قال: سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن أبي عبد الرحمن، عن عثمان بن عفان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)).
سألت القاضي أبا منصور عن مولده، فقال: في سنة ثمانٍ وعشرين وخمس مئة، وتوفي يوم الاثنين العشرين من ذي الحجة سنة تسع وست مئة، ودفن في ذلك اليوم بمقبرة باب حرب.
1905- عبد الملك بن أبي الفتح عبد الله بن محاسن، أبو شجاع الدلال.(4/108)
من أهل دار القز.
سمع أبا المكارم المبارك بن علي ابن السمذي، وأبا بكر أحمد بن علي ابن الأشقر، وأبا المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي. وروى عنهم، سمعنا منه.
قرأت على أبي شجاع عبد الملك بن أبي الفتح عبد الله بن محاسن الدلال، قلت له: أخبركم أبو المكارم المبارك بن علي بن عبد العزيز السمذي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله ابن أخي ميمي وأبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، قالا: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علمٍ فضلوا وأضلوا)).
توفي عبد الملك هذا في ليلة السبت سابع شعبان سنة ثمان عشرة وست مئة، ودفن يوم السبت بباب حرب.
1906- عبد الملك بن عبد العزيز بن هبة الله بن أبي القاسم ابن البندار، أبو علي بن أبي القاسم بن أبي البقاء، أخو عبد الرحيم الذي ذكرناه.
من أهل الحريم الطاهري.(4/109)
سمع أبا المعالي محمد بن محمد ابن اللحاس، وأبا علي أحمد بن محمد ابن الرحبي العطارين، وغيرهما. سمعنا منه.
قرئ على أبي علي عبد الملك بن أبي القاسم ابن البندار وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو المعالي محمد بن محمد بن محمد ابن الجبان المعروف بابن اللحاس العطار قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن البسري إجازةً، قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن الصلت القرشي، قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي إملاءً، قال: حدثنا سعيد ابن عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تسحروا فإن في السحور بركة)).
سألت عبد الملك هذا عن مولده فقال: في سنة تسعٍ وأربعين وخمس مئة بأردبيل.
1907- عبد الملك بن المبارك، أبو منصور بن أبي البركات المعروف بابن قيبا.
من الحريم أيضاً، من أولاد الشيوخ المحدثين، وسيأتي ذكر أبيه.
سمع أبا القاسم يحيى بن ثابت الوكيل، وأبا علي ابن الرحبي البواب(4/110)
وغيرهما. سمع منه بعض الطلبة في هذا الزمان.
1908- عبد الملك بن أبي محمد بن أبي الغنائم البرداني الأصل البغدادي المولد والدار.
من أهل الحريم الطاهري أيضاً، وسكن الجانب الشرقي، وأقام برباط شيخ الشيوخ مع الصوفية إلى أن توفي.
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وأبا المعالي عبد الملك ابن روح ابن الحديثي، وغيرهما. سمعت منه حديثاً واحداً أوردته في ترجمة عبد الملك بن روح الحديثي لا غير.
وتوفي يوم الاثنين خامس عشري شوال سنة اثنتي عشرة وست مئة، ودفن يوم الثلاثاء بالجانب الغربي بمقبرة الصوفية المجاورة لرباط الزوزني مقابل جامع المنصور.(4/111)
ذكر من اسمه عبد السلام
1909- عبد السلام بن محمد بن عبد الرحيم ابن الخطيب، أبو شجاع الشاهد القاضي.
من أهل البندنيجين.
قدم بغداد، وأقام بها مدةً يتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه، وسكن المدرسة النظامية، وصحب الشيخ أبا النجيب الشهروردي، وسمع معه من أبي الوقت السجزي وغيره.
وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في ولايته الثانية في اليوم السادس والعشرين من جمادى الآخرة من سنة إحدى وسبعين وخمس مئة، وزكاه القاضي أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ والشريف أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله. وتولى القضاء ببلده، ولم يزل على ذلك إلى أن توفي. وما أعلم أنه حدث بشيءٍ، والله أعلم.
توفي بالبندنيجين في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وخمس مئة.
1910- عبد السلام بن يوسف بن محمد بن مقلد الجماهري، أبو الفتوح بن أبي الحجاج الدمشقي الأصل البغدادي المولد.
من أبناء الشيوخ المذكورين بالفضل والعلم والصلاح.
وعبد السلام هذا سمع في صباه بإفادة والده من جماعةٍ منهم: أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبو(4/112)
الفضل بن ناصر، وأبو الوقت السجزي، وأبو المظفر ابن الشبلي، وأبو محمد ابن المادح، وأبو الفتح ابن البطي وخلقٌ يطول ذكرهم. وطلب هو بنفسه، وقرأ على الشيوخ.
وكان فيه فضلٌ وله شعرٌ حسنٌ، حدث ببغداد باليسير، وخرج منها بعد سنة ثمانين وخمس مئة إلى الشام، وحدث في سفره بالموصل وغيرها، وانتهى إلى دمشق فنزلها، وروى بها إلى أن توفي بها.
وقد روى لنا عنه أبو الفتوح نصر بن محمد البغدادي بمكة شرفها الله وببغداد، وأبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي من لفظه وكتبه لي بخطه، قال: أنشدني أبو الفتوح عبد السلام بن يوسف الدمشقي ببغداد لنفسه:
على ساكني بطن العقيق سلام ... وإن أسهروني بالفراق وناموا
حظرتم علي النوم وهو محللٌ ... وحللتم التعذيب وهو حرام
إذا بنتم عن حاجرٍ وحجرتمو ... على الدمع أن يدنو إليه ملام
فلا ميلت ريح الصبا فرع بانةٍ ... ولا سجعت فوق الغصون حمام
ولا قهقهت فيه الرعود ولا بكى ... على حافتيه بالعشي غمام
فما لي وما للربع قد بان أهله ... وقد قوضت من ساكنيه خيام
ألا ليت شعري هل إلى الرمل عودةٌ ... وهل لي بتلك البانتين لمام
وهل نهلةٌ من ماء يبرين عذبةٌ ... أداوي بها قلباً براه أوام
ألا يا حمامات الأراك إليكم ... فما لي في تغريدكن مرام
فوجدي وشوقي مسعدٌ ومؤانسٌ ... ونوحي ودمعي مطربٌ ومدام
توفي عبد السلام بن يوسف الدمشقي بدمشق بعد سنة ثمانين وخمس مئة بيسير.(4/113)
1911- عبد السلام بن عبد السميع بن محمد بن شجاع بن عبيد الله، أبو جعفر بن أبي المظفر الهاشمي.
هو أخو شيخنا عبد الرزاق الذي يأتي ذكره.
سمع عبد السلام هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وزاهر بن طاهر الشحامي، وطبقتهما، وروى عنهم، سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي ومن بعده.
وذكره عبد الله بن أحمد الخباز في شيوخه، وقال: توفي سنة ثمان وثمانين خمس مئة.
1912- عبد السلام بن الحسن بن نصر، أبو محمد الأبريسمي، يعرف بابن بهارا.
سمع من أبي الحسن علي بن محمد سبط المدير، وأبي الفضل بن ناصر وغيرهما. وكانت له معرفةٌ بتعبير الرؤيا. سمعه منه إلياس بن جامع الإربلي وغيره. وأجاز لعبد الله بن أحمد الخباز، رحمه الله وإيانا.
1913- عبد السلام بن أحمد بن محمد بن عمر بن عبد السلام، أبو علي بن أبي الخطاب المؤدب.
من أهل الحربية.
سمع أبا محمد عبد الواحد بن أحمد بن يوسف، والقاضي أبا بكر محمد ابن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق، وغيرهم، وروى لنا عنهم. وكتبنا عنه.
قرأت على أبي علي عبد السلام بن أبي الخطاب المؤدب، قلت له:(4/114)
أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي لفظاً، فأقر به، قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد ابن الغطريف بجرجان، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج، قال: حدثنا أبو يحيى، محمد بن سعيد العطار، قال: حدثنا عبيدة بن حميد، قال: حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: كنت رجلاً مذاءً، وكنت أكثر منه الاغتسال، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: ((يكفيك منه الوضوء)).
كان مولد عبد السلام بن أبي الخطاب في سنة خمس عشرة وخمس مئة.
وتوفي في يوم الأربعاء خامس عشري شوال سنة ثمان وتسعين وخمس مئة بباب حرب.
1914- عبد السلام بن إبراهيم بن محمد الأندلسي الأصل، أبو إبراهيم.
من أهل الحربية أيضاً، يعرف بابن الأرمني، أخو ظفر الذي قدمنا ذكره.
سمع عبد السلام هذا من أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف، وروى عنه. سمع منه أبو العباس أحمد بن سلمان الحربي وغيره، وأجاز لنا. توفي في يوم الثلاثاء تاسع شهر ربيع الآخر سنة ست مئة، ودفن بباب حرب.
1915- عبد السلام بن المبارك بن أحمد بن عبد السلام، أبو الكرم، يعرف بابن صبوخا.(4/115)
من أهل الظفرية.
سمع أبا عبد الله الحسين بن إبراهيم الدينوري، وأبا الوقت السجزي، وغيرهما. سمعنا منه.
قرأت على أبي الكرم عبد السلام بن المبارك ابن صبوخا من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الدينوري الحمامي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن فهد العلاف، قال: حدثنا عبد الغفار بن محمد المؤدب، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد، قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني زياد أن ابن شهاب أخبره، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن، عن مروان بن الحكم، عن عبد الرحمن بن الأسود، أن أبي بن كعب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من الشعر حكمة)).
سألت عبد السلام ابن صبوخا عن مولده، فقال: في شهر رمضان من سنة عشرين وخمس مئة.
وتوفي ليلة الخميس العشرين من رجب سنة اثنتين وست مئة، ودفن يوم الخميس بباب أبرز.
1916- عبد السلام بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبد السلام بن الحسين ابن اللمغاني، أبو محمد القاضي الفقيه الحنفي.(4/116)
من أهل باب الطاق ومشهد أبي حنيفة رحمه الله، سكن دار الخلافة المعظمة بالمطبق.
تفقه على أبيه وعمه. ودرس بمدرسة سوق العميد تعرف بزيرك. وسمع أبا عبد الله الحسين بن الحسن المقدسي وغيره، وناب عن قاضي القضاة أبي طالب علي بن علي ابن البخاري في ولايته الثانية بدار الخلافة -شيد الله قواعدها بالعز- إلى أن توفي ابن البخاري. ثم استنابه قاضي القضاة أبو الحسن علي بن سلمان أيام ولايته بها أيضاً. سمعنا منه.
قرأت على القاضي أبي محمد عبد السلام بن إسماعيل ابن اللمغاني من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو عبد الله الحسين بن الحسن المقدسي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي، قال: حدثنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، قال: حدثنا أبو بكر محمد ابن خريم العقيلي، قال: حدثنا هشام بن عمار الدمشقي، قال: حدثنا مالك بن أنس، قال: حدثني الزهري، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بلبنٍ قد شيب بماءٍ، وعن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر، فشرب ثم أعطى الأعرابي، وقال: ((الأيمن فالأيمن)).(4/117)
سألت القاضي عبد السلام عن مولده فقال: ولدت في سنة عشرين وخمس مئة بمحلة أبي حنيفة.
وتوفي ضحى نهار السبت مستهل رجل من سنة خمس وست مئة، وصلى عليه يوم الأحد نائبه بالمدرسة النظامية، ودفن بمقبرة الخيزران ظاهر مشهد أبي حنيفة، رحمهما الله وإيانا.
1917- عبد السلام بن محمد بن مكي بن بكروس الحمامي، أبو الفتح.
من أهل درب القيار، من بيتٍ قد حدث منهم جماعةٌ.
سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبا الفتح عبد الملك ابن أبي القاسم الكروخي وغيرهما. سمعنا منه.
قرأت على أبي الفتح عبد السلام بن محمد بن بكروس من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن النقور البزاز، قال: حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله ابن محمد البغوي، قال: حدثنا كامل بن طلحة، قال: حدثنا مالك، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن أبي قتادة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس)).(4/118)
توفي عبد السلام بن بكروس يوم الاثنين رابع عشر ذي القعدة من سنة ست وست مئة، ودفن في ذلك اليوم.
1918- عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر بن أبي صالح الجيلي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو منصور بن أبي عبد الله بن أبي محمد.
من أهل باب الأزج، من البيت المشهور بالصلاح والرواية، وسيأتي ذكر أبيه.
تفقه عبد السلام هذا على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله على جده وأبيه، وسمع جده، وأبا الحسن محمد بن إسحاق ابن الصابئ، وأبا الفتح المعروف بابن البطي، ومن بعدهم. وقرأ بنفسه، وكتب بخطه، ودرس بعد وفاة أبيه بمدرسة جده بباب الأزج، وبالمدرسة الشاطئية التي وقفتها بنفشا بدرب الشعير.
ونظر في علم النجوم والهيئة، فاتهم بتخير الكواكب وأحرقت له كتبٌ في ذلك برحبة جامع القصر الشريف في صفر سنة ثمان وثمانين وخمس مئة بمحضر من الفقهاء والعلماء والقضاة، وذلك قبل تدريسه. وتولى النظر بوقف(4/119)
المارستان العضدي والديوان المفرد، ثم وكالة الملك المعظم ولد سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين إلى أن توفي، أعني عبد السلام. وحج مراراً متولياً كسوة البيت الشريف ورسوم أهل الحرمين الشريفين، وما أعلم أنه حدث بشيءٍ، والله أعلم.
قرأت بخط شيخنا عبد الوهاب بن عبد القادر: ولد ابني عبد السلام في ليلة الثلاثاء ثامن ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمس مئة.
قلت: وتوفي يوم الجمعة ثالث رجب من سنة إحدى عشرة وست مئة، ودفن بعد الصلاة من اليوم المذكور بمقبرة الحلبة.
1919- عبد السلام بن عثمان بن أبي نصر بن الأسود، أبو الفضل.
من أهل الحربية، سكن الحريم الطاهري.
شيخٌ مسن عمر حتى قارب المئة، لم يكن سماعه على قدر سنه ولا في صباه. روى لنا عن أبي العباس أحمد بن أبي غالب الزاهد المعروف بابن الطلاية، فكتبنا عنه.
قرأت على أبي الفضل عبد السلام بن عثمان الحربي، قلت له: أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب الزاهد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد ابن الأنماطي، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم البلخي، قال: حدثنا داود بن يزيد الأودي، عن عامر، عن جرير بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله(4/120)
إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام رمضان)).
سألت عبد السلام بن الأسود عن مولده، فقال: في سنة وقوع الوفر، فقلت له: إنها سنة خمس عشرة وخمس مئة، فقال: فيها ولدت.
وتوفي بالموصل في يوم الاثنين ثالث شهر ربيع الأول من سنة أربع عشرة وست مئة، عن تسع وتسعين سنة إن صح ما قال، والله أعلم، رحمه الله وإيانا.
1920- عبد السلام بن المبارك بن عبد الجبار بن محمد بن عبد السلام بن أحمد، أبو سعد، يعرف بابن البردغولي.
من ساكني المحلة المعروفة بالعتابيين في الجانب الغربي، من أهل بيت الرواية، هو وأبوه وعمه الحسن.
سمع عبد السلام من جماعةٍ منهم: أبو منصور واثق بن تمام بن أبي عيسى الهاشمي، وأبو العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وغيرهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي سعد عبد السلام بن أبي عبد الله ابن البردغولي، قلت له: أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب الزاهد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد السكري، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، قال: حدثنا زيد بن سعيد، قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أدخل(4/121)
على مؤمنٍ سروراً فقد سرني، ومن سرني فقد اتخذ عند الله عهداً، ومن اتخذ عند الله عهداً فلن تمسه النار أبداً)).
سألت عبد السلام ابن البردغولي عن مولده، فقال: في سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي يوم الأحد سادس عشر محرم سنة عشرين وست مئة، ودفن يوم الاثنين بباب حرب.
1921- عبد السلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران الداهري، أبو الفضل.
وقد تقدم ذكر أبيه.
سمع أبا القاسم نصر بن نصر العكبري الواعظ، وأبا الوقت السجزي، والشريف أبا جعفر المكي، وغيرهم. سمعنا منه.
أخبرنا أبو الفضل عبد السلام بن عبد الله الداهري قراءةً عليه من أصل سماعه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم نصر بن نصر بن علي الواعظ(4/122)
قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن البسري، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن سليمان، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، وليكرم ضيفه، وليقل خيراً أو ليسكت)).
1922- عبد السلام بن عبد الرحمن بن علي بن علي بن عبيد الله الأمين، أبو الحسن بن أبي محمد بن أبي منصور المعروف بابن سكينة.
وقد تقدم ذكرنا لأبيه. من بيت التصوف والرواية والثقة.
سمع عبد السلام هذا من أبي الوقت السجزي، وأبي القاسم ابن العكبري، والشريف أبي المظفر محمد بن أحمد ابن التريكي وغيرهم. كتبنا عنه.
قرأت على أبي الحسن عبد السلام بن عبد الرحمن بن علي الصوفي من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو المظفر محمد بن أحمد بن علي الهاشمي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن زنبور الوراق، قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن زياد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، قال: حدثنا حبيب بن مزيد الشني، قال:(4/123)
حدثنا ربيعة بن مرداس، قال: سمعت عمرو بن يزيد يقول: سمعت أبا بكر الصديق يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عليكم بالصدق فإنه بابٌ من أبواب الجنة، وإياكم والكذب فإنه بابٌ من أبواب النار)).
سألت عبد السلام بن سكينة عن مولده، فقال: في ثامن عشر صفر سنة ثمان وأربعين وخمس مئة.
1923- عبد السلام بن أبي نزار بن أبي نصر الحصري، أبو محمد.
من أهل واسط.
شيخٌ من أهل القرآن، سمع بواسط من القاضي أبي علي الحسن بن إبراهيم ابن برهون الفارقي وغيره.
ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في كتابه وقال: سمع معي بواسط وببغداد، وكتبت عنه أبياتاً من الشعر. وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته، ولقيته أنا بواسط وعلقت عنه شيئاً.
سمعت أبا محمد عبد السلام بن أبي نزار الحصري يقول: وردت إلى(4/124)
الشيخ أبي العز محمد بن الحسين بن بندار القلانسي المقرئ بواسط رقعةٌ فيها سؤال بيتين من الشعر يقال: إنها نفذت من بلاد الغرب، ووقف عليها قراء البلاد، فما أجاب فيها أحد، فلما قرأها كتب الجواب؛ والبيتان:
سألتكم يا مقرئي الناس كلكم ... سؤالاً وما للحبر عن علمه بد
عن اسمين ذا مدوا وما المد أصله ... وذا لم يمدوه ومن أصله المد
فكتب: أما الاسم الذي مدوه وما أصله المد ((مدائن)) وأما الذي لم يمدوه ومن أصله المد ((فمعايش)).
هكذا قال لنا عبد السلام لم يزد على ذلك، وفي المسألة كلامٌ يحتاج إليه من قبل الإعراب لم يتعرض له القلانسي، لأن النحو لم يكن فنه، والله أعلم.
سمعت عبد السلام الحصري يقول: مولدي في سنة ست وتسعين وأربع مئة. وصلى صلاة العصر يوم سادس ذي القعدة سنة ثمانين وخمس مئة بجامع واسط، وعاد إلى منزله فجلس ببابه، فتوفي فجاءةً، وصلي عليه، ودفن في اليوم السابع من الشهر المذكور برأس درب الحوض بواسط.(4/125)
ذكر من اسمه عبد المؤمن
1924- عبد المؤمن بن عبد الغالب بن محمد بن طاهر بن حمدان الشيباني، أبو محمد الوراق.
من أهل الجانب الغربي، وسكن الجانب الشرقي.
سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ببغداد وأبا الخير محمد بن أحمد الباغبان الأصبهاني بهمذان. سمعنا منه.
أخبرنا أبو محمد عبد المؤمن بن عبد الغالب الوراق قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الفرضي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي وأنا حضرٌ أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي البزاز، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني حميد، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)). قال: قلت: يا رسول الله، أنصره مظلوماً فكيف أنصره ظالماً؟ قال: ((تمنعه من الظلم، فذاك نصرك إياه)).
سألت عبد المؤمن الوراق عن مولده، فقال: ولدت في سنة سبع عشرة وخمس مئة.
وتوفي يوم الاثنين ثامن ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وخمس مئة.(4/126)
1925- عبد المؤمن بن محمد بن المبارك بن محمد بن محمد ابن الخطيب، أبو الفضل القاضي.
من أهل المدائن، من بيت القضاء والخطابة ببلده هو وأبوه وجده. تولى القضاء به بعد وفاة أخيه عبد الحميد الأكبر وسيأتي ذكره. كتبت عنه أناشيد من شعر أبيه ببغداد.
أنشدنا عبد المؤمن بن محمد قاضي مدائن كسرى ببغداد من حفظه لأبيه القاضي أبي المعالي محمد في الشكر:
لو عشت ما عاش نوحٌ كل جارحةٍ ... مني بألف لسانٍ تشكر النعما
عجزت عن شكر ما أوليتني كرماً ... والروض أعجز من أن يشكر الديما
توفي عبد المؤمن ابن الخطيب في محرم سنة ثمان وست مئة فيما بلغنا، رحمه الله وإيانا.(4/127)
ذكر من اسمه عبد العزيز
1926- عبد العزيز بن أحمد بن منصور، أبو ياسر القاضي.
سمع أبا طالب محمد بن محمد بن غيلان، وحدث عنه. سمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا بذلك عمر بن علي القاضي، عن وجيه بن هبة الله، عن أبيه.
1927- عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز، أبو القاسم الواعظ.
من أهل أصبهان.
قدم بغداد، وسمع بها من أبي عبد الله مالك بن أحمد البانياسي، وعاد إلى بلده، ثم قدمها مرةً ثانية في سنة إحدى عشرة وخمس مئة، وحدث عن أبي بكر محمد بن أحمد بن ماجة، فسمع منه أبو طالب المبارك بن علي بن خضير الصيرفي؛ ذكر ذلك القاضي عمر القرشي فيما قرأت بخطه.
1928- عبد العزيز بن هبة الله بن القاسم بن منصور ابن البندار، أبو القاسم بن أبي البقاء.
من أهل الحريم الطاهري، والد شيوخنا: عبد الرحيم وعبد الغني وعبد الملك. من بيت الرواية والثقة.
كان مقرئاً حسن القراءة مليح الصوت والأداء. سمع من جماعة مثل أبي القاسم بن الحصين، وأبي غالب ابن البناء وطبقتهما. واشتغل بالتجارة، وسافر عن بغداد في شبيبته، ونزل أردبيل من بلاد أذربيجان واستوطنها إلى حين وفاته، وولد أولاده المذكورون بها، وما أعلم أنه روى شيئاً، والله أعلم.
بلغني أنه ولد في ليلة السبت عاشر جمادى الأولى سنة ست وتسعين وأربع مئة ببغداد.
وتوفي بأردبيل في سنة خمسين وخمس مئة أو نحوها، والله أعلم.(4/128)
1929- عبد العزيز بن المعوذ بن هبة الله، ويقال: عبد العزيز بن هبة الله بن المعوذ بن المعراض، أبو محمد بن أبي الغنائم، التاجر الحراني الأصل البغدادي المولد والدار.
سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان، وحدث عنه. سمع منه القاضي عمر القرشي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن المعوذ بن المعراض قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان قراءةً عليه وأنا أسمع.
وأخبرناه عالياً أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد الدباس بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا محمد بن القاسم الأسدي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((غفر الله لك يا عثمان ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أخفيت وما أبديت، وما كان وما هو كائنٌ إلى يوم القيامة)).
هكذا هذا الحديث في نسخة الحسن بن عرفة بهذا الإسناد، وهو مرسل لأن حسان بن عطية تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم .
وأخبرنا القاضي عمر بن علي القرشي في كتابه قال: توفي عبد العزيز بن المعراض ليلة السبت حادي عشر شهر رمضان من سنة أربع وخمسين وخمس(4/129)
مئة. قلت: ودفن بمقبرة باب حرب.
1930- عبد العزيز بن عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي، أبو بكر ابن الشيخ أبي الفرج الواعظ، وكان أسن أولاده الذكور)).
شاب متميزٌ، تفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله. وسمع بإفادة والده من جماعةٍ منهم: أبو الحسن أحمد بن عبد الله ابن الآبنوسي، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي، ومحمد بن ناصر السلامي، وأبو الوقت السجزي، وغيرهم. وما بلغ أوان الرواية.
توفي بالموصل في سنة أربع وخمسين وخمس مئة فيما قيل، والله أعلم.
1931- عبد العزيز بن علي بن محمد بن سلمة بن عبد العزيز، أبو الأصبغ، وقيل: أبو حميد، الأندلسي المعروف بابن الطحان المقرئ.
من أهل المغرب.
مقرئٌ فاضلٌ له معرفةٌ حسنةٌ بتجويد القراءة ووجوه القراءات وتعليلها؛ قرأ على جماعةٍ من شيوخ بلده، وسمع ببلده من أبي الحسين شريح بن محمد الرعيني، وبقرطبة من أبي بكر يحيى بن سعادة وغيرهما.
قدم بغداد صادراً من مكة في صفر سنة تسع وخمسين وخمس مئة، وحدث بها، فسمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي فيما ذكر، وقال: سمعت جماعةً من أهل الفضل يقولون: ليس بالمغرب أحد أعلم بالقراءات من ابن الطحان هذا.
قلت: وصار ابن الطحان هذا من بغداد في هذه السنة إلى واسط، وأقام بها(4/130)
في دار أبي الحسن ابن أبي العلاء الوزير، وقرأ عليه بها جماعةٌ القرآن الكريم بالقراءات السبعة والعشرة لا غير، وسمعت القراء بها يثنون عليه ويصفونه بالحذق والمعرفة والفضل والصلاح. فممن قرأ عليه بواسط: الأمير أبو الحسن محمد بن الحسن بن أبي العلاء، والشريف أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمي، وأبو الفضل نعمة الله بن أحمد الأنصاري ويعرف بابن أبي الهندباء، وغيرهم، وسمعوا منه. وحدثنا عنه ابن عبد السميع والأنصاري.
حدثنا أبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي لفظاً، قال: حدثنا أبو حميد عبد العزيز بن علي بن محمد السماتي، قال: حدثنا محمد بن عبد الرزاق، قال: حدثنا علي بن مشرف، قال: حدثنا طاهر بن بابشاذ النحوي، قال: حدثنا أحمد بن محمد الماليني، قال: حدثنا عبد الله بن عدي الجرجاني، قال: حدثنا القاسم بن عبد الله بن مهدي، قال: حدثنا أبو مصعب، قال: حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد الساعدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن لكم في كل جمعة حجة وعمرة؛ الحجة التهجير إلى الجمعة، والعمرة انتظار العصر بعد الجمعة)).
تفرد به القاسم، عن أبي مصعب.(4/131)
أنشدني أبو الفضل نعمة الله بن أحمد بن يوسف المعدل، قال: أنشدنا أبو محمد عبد العزيز بن علي الطحان المغربي بواسط لبعض أهل المغرب:
بيني وبينك ما لو شئت لم يضع ... سرٌ إذا ذاعت الأسرار لم يذع
حسبي بأنك لو كلفت قلبي ما ... لا تستطيع قلوب الناس يستطع
ته احتمل واستطل اصبر وعز أهن ... وول أقبل وقل أسمع ومر أطع
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي القاضي ومن خطه نقلت، قال: سألت عبد العزيز بن الطحان عن مولده، فقال: في سنة ثمان وتسعين، يعني وأربع مئة، بإشبيلية.
قلت: وخرج بعد سنة ستين وخمس مئة إلى الشام فتوفي بحلب، رحمه الله وإيانا.
1932- عبد العزيز بن محمد بن محمد البزاز، أبو القاسم بن أبي عبد الله.
سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن فتحان الشهرزوري، وأبا علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب، وأبا طالب الحسين بن محمد الزينبي، وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وغيرهم، وحدث عنهم. وكانت له معرفةٌ بفقه أبي حنيفة رحمه الله.
سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي، وروى لنا عنه عبد العزيز بن الأخضر، وسألته عنه فقال: كان فقيهاً، وكان شريكاً لوالدي، وقال لي والدي: سميتك باسمه لمحبتي له.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزاز من كتابه، قلت له: أخبركم أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد الفقيه قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، قال: أخبرنا أبو محمد(4/132)
الحسن بن علي الجوهري، قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية، قال: أخبرنا أبو الحسن بن معروف، قال: أخبرنا الحسين بن فهم، قال: أخبرنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن عباد بن حمزة بن الزبير، قال: نزلت الملائكة يوم بدرٍ عليهم العمائم الصفر.
1933- عبد العزيز بن شجاع الكلوذاني، أبو محمد المقرئ.
من أهل باب الأزج وساكني دار البساسيري، منسوب إلى كلواذى، بلدة قديمة تحت بغداد بيسير، كذا ينسب إليها كلوذاني على غير قياس.
رجلٌ صالح يعرف بالمميز، سكن واسطاً، ونزل منها بباب الزاب، وانعكف على تلقين القرآن الكريم وإقرائه، فختم به القرآن الكريم جماعةٌ، ولزم طريقةً واحدةً في العفة والنزاهة والتورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع سرده الصوم وكثرة عبادته، فانصرفت وجوه الناس إليه، وصغت قلوبهم عاكفة عليه، وحمدت سيرته وأعجبت الخلق طريقته.
وكان قد قرأ بشيءٍ من القراءات ببغداد على أصحاب الشيخ أبي محمد سبط أبي منصور الخياط، وبواسط على أصحاب القلانسي وابن شيران. ورأيته واجتمعت به، ونعم الرجل كان.
توفي بواسط في ليلة الجمعة سادس ذي القعدة من سنة خمس وسبعين وخمس مئة، وحضرت الصلاة عليه يوم الجمعة قبل الصلاة بجامع واسط(4/133)
والخلق كثير، وشيعنا جنازته حتى دفن بمقبرة مسجد زنبور.
1934- عبد العزيز بن مسعود بن عبد العزيز، أبو طاهر اللنباني.
من أهل أصبهان.
أديبٌ فاضلٌ له شعرٌ حسنٌ، قدم بغداد حاجاً في صحبة صدر الدين عبد اللطيف بن الخجندي في سنة سبعٍ وسبعين وخمس مئة، فكتب عنه جماعةٌ شيئاً من شعره.
أنشدني أبو محمد عبد الرحمن بن عمر المقرئ، قال: أنشدني أبو طاهر اللنباني ببغداد لنفسه من جملة أبيات:
إن كنت تعرف أن الروح في الياس ... فاقطع رجاءك عما في يد الناس
أما تراني لا ألوي على طمعٍ ... ولا لما فات أستعدي على الناس
حج هذا الشيخ في هذه السنة وعاد في سنة ثمانين وخمس مئة إلى بلده وتوفي هناك.
1935- عبد العزيز بن محمد بن عيسى، أبو أحمد الخردلي.
من أهل الحربية.
سمع أبا بكر محمد بن منصور القصري المفسر، وروى عنه. سمع منه أبو العباس أحمد بن سلمان الحربي وغيره.
قال أحمد: وتوفي يوم السبت رابع عشري صفر من سنة أربع وثمانين وخمس مئة.(4/134)
1936- عبد العزيز بن عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، أبو محمد.
وقد تقدم ذكر جماعةٍ من إخوته.
سمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن صرما الدقاق، وأبا الفضل الأرموي، وسعيد ابن البناء، وأبا الوقت السجزي.
ذكر عبد الله بن أحمد الخباز أنه سمع منه.
ذكر أخوه عبد الرزاق أنه ولد في شوال سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة.
1937- عبد العزيز بن ثابت بن طاهر الخياط، أبو منصور المقرئ.
من ساكني المأمونية، كان يؤم في مسجدٍ بالشمعية، ويقرئ في القرآن على طريقةٍ سليمةٍ.
سمع أبا المكارم المبارك بن محمد البادرائي الزاهد، وأبا محمد عبد الله ابن أحمد ابن الخشاب النحوي وطبقتهما، وروى شيئاً يسيراً.
توفي يوم الأربعاء لليلة بقيت من شعبان سنة ست وتسعين وخمس مئة، ودفن في اليوم المذكور.
1938- عبد العزيز بن أزهر بن عبد الوهاب بن أحمد بن حمزة السباك، أبو محمد بن أبي جعفر.(4/135)
وقد تقدم ذكرنا لأبيه وأخيه أحمد.
سمع عبد العزيز هذا من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأمثالهما. سمعنا منه.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أزهر الوكيل، قلت له: أخبركم أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد البسري إملاءً، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم ابن عبد الصمد الهاشمي، قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أخبركم بشيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم)).
سألت عبد العزيز هذا عن مولده، فقال: في سنة أربع وعشرين وخمس مئة.
وتوفي يوم الخميس ثامن عشري شهر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
1939- عبد العزيز بن محمد بن أبي القاسم، أبو بكر المقرئ الضرير، يعرف بابن الرزاز.
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وروى عنه. سمع منه(4/136)
بعض أصحابنا، وما سمعت منه، وأظنه أجاز لنا.
توفي في سنة ست مئة أو بعدها بقليل، والله أعلم.
1940- عبد العزيز بن محمود ابن المبارك بن محمود الجنابذي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو محمد بن أبي نصر بن أبي القاسم بن أبي نصر المعروف بابن الأخضر البزاز.
شيخٌ ثقةٌ مكثرٌ، سمع في صباه بإفادة أبيه وإفادة علي بن المبارك بن بكروس ثم بنفسه. وقرأ على الشيوخ، وكتب بخطه له ولغيره حتى لم يكن في أقرانه أكثر سماعاً منه، وحصل الأصول وغالى في شرائها، وبورك له في سنه وروايته، فحدث نحو ستين سنة، وجمع الأبواب والشيوخ والفصائل، وخرج التخاريج الكثيرة في فنون. وكان ثقةً صدوقاً له معرفةٌ بهذا الشأن وفهم فيه.
أول سماعه في سنة ثلاثين وخمس مئة وما بعدها من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبي الحسن علي بن محمد ابن الهروي، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبي محمد عبد الجبار بن أحمد بن توبة، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، وأبي منصور محمد بن عبد الملك ابن خيرون، وأبي سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي، وأبي الحسن سعد الخير(4/137)
ابن محمد الأنصاري، وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي القاسم سعيد ابن أحمد ابن البناء، وأبي الفضل محمد بن ناصر البغدادي، وخلقٍ يطول شرحهم ويكثر ذكرهم.
ولم أر في شيوخنا أوفر مشيخةً منه، ولا أغزر سماعاً، مع معرفةٍ بحديثه وشيوخه، وفهم لما يرويه؛ حدث بالكثير. وكانت له حلقة بجامع القصر الشريف يقرأ فيها الحديث، ويقرأ عليه. سمع منه الناس بها سنين كثيرة. سمعنا منه، وكتبنا عنه وانتفعنا بمجالسته وكتبه، ونعم الشيخ كان.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك من أصله، قلت له: أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله البزاز قراءةً عليه وأنت تسمع في عاشر رجب سنة أربع وثلاثين وخمس مئة، فأقر بذلك وعرفه، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءةً عليه، وأنا حاضرٌ أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي البزاز، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا حميد، عن أنس، أن الربيع بنت النضر عمته لطمت جاريةً فكسرت سنها، فعرضوا عليهم الأرش، فأبوا فطلبوا العفو، فأبوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص، فجاء أخوها أنس بن النضر، فقال: يا رسول الله أتكسر سن الربيع؟ والذي بعثك بالحق لا يكسر سنها. قال: ((يا أنس، كتاب الله القصاص)). فعفا القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن من عباد الله من لو أقسم على الله عز وجل لأبره)). أخرجه البخاري هكذا عن الأنصاري.(4/138)
أنشدنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، قال: أنشدنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد، قال: أنشدنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، قال: أنشدني أبو القاسم موهوب بن علي الرقي الشعيري رحمه الله:
لئن نزحت دارٌ بنا وتباعدت ... وشط مزارٌ بيننا وتعذرا
فإني على صفو المودة لم أحل ... وحاشا لذاك الصفو أن يتكدرا
وما غبت عن عين امرئٍ ذي حفيظةٍ ... يراك مكان القلب منه مصورا
وأنشدنا أبو محمد أيضاً، قال: أنشدنا أبو منصور المظفر بن أردشير العبادي الواعظ ببغداد في مجلس وعظه وأنا أكتب عنه:
ألا هل لأيام الصبا من يعيدها ... فيطرب صب بالغضا يستعيدها
وهل عذبات الدوح من رمل حاجرٍ ... يميل إلى نحوي مع الورق عودها
سقى الله أيامي بها كل مزنةٍ ... يصوب ثراها بالحيا ويجودها
ورد ليالينا بجرعاء مالكٍ ... فقد طال ما ابيضت من العيش سودها
أرى الأرض والأوطان فيها فسيحةً ... وما يستميل القلب إلا زرودها
كان شيخنا عبد العزيز بن الأخضر يكره أن يسأل عن مولده ولا يخبر به أحداً، فلم أسأله عن ذلك لما رأيت من كراهيته له، فلما توفي رئي مولده بخط أبي بكر المزرفي المقرئ: في يوم الخميس ثامن عشر رجب سنة أربع وعشرين وخمس مئة.
وتوفي يوم السبت سادس شوال سنة إحدى عشرة وست مئة، وحضرنا الصلاة عليه بجامع القصر الشريف يوم الأحد سابع الشهر المذكور والجمع كثيرٌ، وشيعنا جنازته إلى الجانب الغربي حتى دفن بمقبرة باب حرب عند قبر أبي بكر المزرفي، رحمهما الله وإيانا.(4/139)
1941- عبد العزيز بن معالي بن غنيمة بن الحسن المقرئ، أبو محمد، المعروف بابن منينا.
من أهل باب البصرة، ينزل بالطاقات.
سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز، وأبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، وأبا محمد المبارك بن أحمد الكندي، وغيرهم، وحدث عنهم. وكان خيراً صحيح السماع. سمعنا منه.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن معالي بن منينا، قلت له: أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد الفقيه قراءةً عليه، وأنا حاضر أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(4/140)
((لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيامٍ، أو قال: ثلاث ليالٍ)).
سألت عبد العزيز بن منينا عن مولده، فقال: في سنة خمس وعشرين وخمس مئة.
وتوفي ليلة الاثنين ثامن عشري ذي الحجة من سنة اثنتي عشرة وست مئة، ودفن يوم الاثنين بمقبرة جامع المنصور.
1942- عبد العزيز بن مكي بن أبي العرب الأنصاري، أبو محمد التاجر.
من أهل طرابس الغرب.
سافر الكثير إلى الحجاز والعراق والهند وأصبهان، ثم سكن بغداد وأقام بها إلى حين وفاته. وكان مثرياً ذا مالٍ وبر وصدقةٍ.
سمع ببغداد من أبي الفرج دلف بن كرم العكبري الخباز وغيره؛ سمعنا منه عنه مجلساً من إملاء إسماعيل ابن السمرقندي، لم نجد سماعه في غيره.
أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن مكي المغربي قراءة عليه من أصل سماعه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو الفرج دلف بن كرم بن فارس المقرئ قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر المقرئ إملاءً، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد البزاز، قال: حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير، قال: قرئ على القاضي أبي عمر محمد بن يوسف وأنا أسمع: حدثكم يعقوب بن إسحاق القلوسي، قال: حدثنا أبو عاصم، عن زكريا بن إسحاق، عن يحيى بن عبد الله بن صيفي، عن أبي معبد،(4/141)
عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بعث معاذاً على اليمن قال: ((إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك بذلك فأعلمهم أن الله عز وجل افترض عليهم خمس صلواتٍ في كل يومٍ وليلةٍ، فإن هم أطاعوك بذاك، فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقةً في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد في فقرائهم، فإن هم أطاعوك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله عز وجل حجابٌ)).
سألت عبد العزيز المغربي عن مولده، فذكر ما يدل أنه في سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة تقريباً.
وتوفي ببغداد في حادي عشر ذي القعدة سنة أربع عشرة وست مئة، رحمه الله وإيانا.
1943- عبد العزيز بن أحمد بن مسعود بن سعد بن علي ابن الناقد، أبو محمد بن أبي الرضا الجصاص المقرئ.
وقد تقدم ذكر أبيه.
وعبد العزيز هذا قرأ القرآن المجيد بالقراءات الكثيرة على أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشهرزوري، وعلى أبي حفص عمر بن عبد الله الحربي، وغيرهما. وسمع أبا سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي الأصبهاني(4/142)
ببغداد، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبا الكرم ابن الشهرزوري، وأبا الفضل بن ناصر، وأبا الحسن ابن الخل الفقيه وأبا الوقت السجزي وغيرهم. وأقرأ الناس القرآن الكريم. وحدث، وروى. وهو ثقةٌ من أولاد الشيوخ. سمعنا منه.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الجصاص من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد قراءةً عليه، وأنت تسمع في سنة ست وثلاثين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة، قال: أخبرنا أبي أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة، قال: أخبرنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة بن شريح، قال: حدثني أبو هانئ الخولاني أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يحدث عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قدر الله المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)).
سألت عبد العزيز ابن الناقد هذا عن مولده، فقال: في سنة ثلاثين وخمس مئة.
وتوفي يوم الأربعاء ثاني شوال سنة ست عشرة وستة مئة، ودفن يوم الخميس بباب حرب.
1944- عبد العزيز بن دلف بن أبي طالب المقرئ الخازن.(4/143)
من أهل الجانب الغربي، يكنى أبا محمد.
قرأ القرآن الكريم بالقراءات على جماعةٍ من الشيوخ منهم: أبو الحارث أحمد بن سعيد العسكري، وأبو الحسن علي بن عساكر البطائحي، وأبو محمد يعقوب بن يوسف الحربي، وسمع منهم، ومن خديجة بنت أحمد النهرواني، والكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري، ومن بعدهم. وسمع معنا من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل، وأبي السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن زريق، وشيخ الشيوخ أبي القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل النيسابوري وغيرهم. وتولى خزن الكتب الوقف بتربة الجهة الشريفة النبوية سلجقي خاتون جهة سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين خلد الله ملكه ورضي عنها بالجانب الغربي عند مشهد عون ومعين، والكتب الموقوفة بمسجد الشريف أبي الحسن الزيدي مدةً، وشكرت سيرته وحمدت طريقته.
ولم يزل مشتغلاً بالخير مجداً في قضاء حوائج الناس، ساعياً فيما يكتسب به الثناء والأجر. حدث بشيءٍ من مسموعاته.
مولده في سنة إحدى أو اثنتين وخمسين وخمس مئة تقريباً، وفقه الله ورحمه.(4/144)
1945- عبد العزيز بن أبي القاسم بن محمد بن أيوب، أبو محمد الخباز، يعرف بابن الهني.
من أهل الجانب الغربي، كان ينزل دار القز، وسكن الجانب الشرقي بدرب دينار.
وحدث عن أبي البركات المبارك بن كامل بن حبيش الدلال. سمع منه بعض أصحابنا، ولم ألقه، وقد أجاز لنا، وكان في سنة تسع وتسعين وخمس مئة حياً لأنه روى فيها.(4/145)
ذكر من اسمه عبد الجبار
1946- عبد الجبار بن محمد بن عمر بن أحمد، أبو الفضل.
من أهل أصبهان.
قدم بغداد فيما ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي، وحدث بها عن أبي سعد عبد الرحمن بن أحمد الصفار، فسمع منه أبو القاسم إسماعيل ابن أحمد ابن السمرقندي، وروى عنه.
1947- عبد الجبار بن سعد بن بندار، أبو علي السعدي.
قدم بغداد، وسمع بها من أبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، وتولى قضاء الأشتر من البلاد الجبلية، وحدث هناك، سمع منه بها أبو طاهر بن سلفة الأصبهاني، وروى عنه في ((الأربعين)) التي جمعها وخرج فيها عن شيوخه في البلدان.
قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن محمود بن طاهر الصوفي، قلت له: أخبركم أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قراءةً عليه وأنت تسمع بالإسكندرية، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي عبد الجبار بن سعد بن بندار قاضي الأشتر بها، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا قام(4/146)
أحدكم من الليل يصلي فليستك)).
1948- عبد الجبار بن يحيى بن علي بن هلال الدباس، أبو سعيد ابن أبي القاسم، يعرف بابن الأعرابي.
من أهل باب الأزج.
سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبا ياسر عبد الله بن محمد البرداني، وأبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا الحسين محمد بن محمد ابن الفراء، وأبا غالب أحمد ابن الحسن ابن البناء، وغيرهم. وحدث عنهم.
سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب النحوي، والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، والشريف أبو الحسن علي بن أحمد العلوي الزيدي، ومن بعدهم. وسمعت منه كتاب ((الحدود في النحو)) تأليف أبي الحسن علي بن عيسى الرماني النحوي، وأخبرنا به قراءةً عليه وأنا أسمع في شهر ربيع الأول سنة ست وسبعين وخمس مئة، قال: أخبرنا بجميعه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عيسى الرماني المصنف له.
وقد أجاز لنا عبد الجبار هذا أيضاً غير مرةٍ، وبلغني أن مولده في شهر ربيع الأول سنة خمس مئة، قيل: في عاشره، وقيل: في سابع عشرة، والله أعلم.(4/147)
وتوفي يوم الأربعاء ثاني عشر شهر ربيع الآخر سنة ست وسبعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
((آخر الجزء السابع والثلاثين من الأصل))
1949- عبد الجبار بن هبة الله بن القاسم بن منصور ابن البندار، أبو طاهر بن أبي البقاء، أخو عبد العزيز الذي قدمنا ذكره.
سمع أبا الغنائم محمد بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب، وأبا البركات هبة الله بن محمد ابن البخاري، وأبا الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا السعود أحمد بن علي ابن المجلي، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وأبا بكر محمد بن الحسين المزرفي، وأبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزاز، وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وغيرهم، وحدث عنهم.
سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وأبو بكر محمد بن موسى الحازمي، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وغيرهم. وأجاز لنا وما لقيته, وكان ثقةً، من بيت الرواية والنقل والتحديث.
أنبأنا أبو طاهر عبد الجبار بن هبة الله ابن البندار، قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ابن البناء بقراءتي عليه في شوال سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة.
وأخبرناه أبو محمد عبد الخالق بن هبة الله ابن البندار أخو أبي طاهر المذكور بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو غالب أحمد بن الحسن ابن البناء(4/148)
بقراءة أخيك عبد الجبار عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر ابن عيسى الحافظ، قال: حدثنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود، قال: حدثنا ابن عيشون، وهو عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو قتادة، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((إن الله عز وجل تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به)).
أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيع، ومن خطه نقلت، قال: ولد أبو طاهر ابن البندار يوم الاثنين غرة شهر رمضان سنة أربع وخمس مئة، وتوفي ليلة الجمعة ثالث شوال سنة أربع وثمانين وخمس مئة، ودفن يوم الجمعة بباب حرب.(4/149)
1950- عبد الجبار بن عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، أبو عبد الرحمن، أخو عبد العزيز الذي قدمنا ذكره.
سمع أبا منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن صرما الصائغ، وأبا الوقت السجزي، في آخرين. وما أعلم أنه حدث بشيءٍ، وإن كان فقليلٌ لأن الرواية لم تنتشر عنه، والله أعلم.
1951- عبد الجبار بن عبد المعز بن عبد الجبار المسمعي، أبو الفتوح الهروي المولد والمنشأ البخاري الدار.
سمع بهراة من أبي الحسن علي بن حمزة العلوي، وأبي الوقت عبد الأول ابن عيسى السجزي، وأبي محمد عبد الجليل بن أبي سعد العدل وغيرهم، وانتقل إلى بخارى فسكنها، وتولى بها الوقوف وحسنت حاله.
قدم علينا حاجاً في سنة ثلاث عشرة وست مئة، فسمعنا منه، وكتب إلينا أصحابنا بخراسان يعرفونا به ويحضونا على السماع منه. وكان حدث في طريقه بمرو ونيسابور وهمذان وغيرها من البلاد.
قرأت على أبي الفتوح عبد الجبار بن عبد المعز المسمعي لما قدم بغداد للحج، قلت له: أخبركم أبو محمد عبد الجليل بن أبي سعد بن إسماعيل العدل قراءةً عليه وأنت تسمع بهراة في سنة أربع وخمسين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرتنا أم عزي بيبي بنت عبد الصمد بن علي الهرثمية، قالت: أخبرنا أبو(4/150)
محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله ابن محمد البغوي، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، قال: حدثني مالك، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من حلف على يمينٍ فرأى خيراً منها فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خيرٌ)).
سألت عبد الجبار المسمعي عن مولده، فقال: في سنة سبع وثلاثين وخمس مئة بين العيدين بهراة.
وتوفي في منصرفه من الحج بوادي العروس ليلة الجمعة لخمسٍ خلون من محرم سنة أربع عشرة وست مئة، ودفن هناك.
1952- عبد الجبار بن أبي الفضل بن أبي الفرج بن حمزة المقرئ، أبو محمد الحصري.
من أهل باب الأزج، كان يسكن بدار البساسيري.
قرأ القرآن الكريم بالقراءات على أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشهرزوري العطار وغيره، وسمع منه، ومن أبي الفضل صافي بن عبد الله الخرقي، ومن أبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، ومن أبي الوقت السجزي، وأبي المظفر علي بن أحمد الكرخي، وأبي بكر أحمد بن المقرب الصوفي، وغيرهم. وأقرأ الناس القرآن المجيد مدةً، وتلقن منه جماعةٌ، وحدث، ثم خرج إلى الموصل قبل وفاته بمديدة، وأقام بها، وروى بها، وعاد(4/151)
منحدراً إلى بغداد في كلكٍ فعصفت عليهم ريحٌ، فصعدوا إلى جانب دجلة، فجلس عبد الجبار هذا تحت جرف فنزل عليه فهلك تحته، وذلك في يوم الأربعاء السابع من محرم سنة سبع وتسعين وخمس مئة بقرب تكريت.
ذكر من اسمه عبد المتكبر
1953- عبد المتكبر بن محمد بن عبد المتكبر بن الحسن بن عبد الودود ابن المهتدي بالله، أبو الحسين ابن القاضي أبي جعفر بن أبي الحسين بن أبي علي.
أحد الشهود المعدلين هو وأبوه، ومن بيت القضاء والعدالة، مع الشرف والمكانة.
شهد أبو الحسين هذا عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النحوي قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي في كتاب ((تاريخ الحكام وولاة الأحكام بمدينة السلام)) تصنيفه، فأقر به، قال في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته: أبو الحسين عبد المتكبر بن محمد بن عبد المتكبر ابن المهتدي بالله يوم الاثنين تاسع عشري شعبان من سنة خمس عشرة وخمس مئة، وزكاه أبو الفضل محمد ابن عبد الله ابن المهتدي بالله وأبو الغنائم محمد بن محمد ابن المهتدي بالله.
وسمع شيئاً من الحديث من أبي علي محمد بن سعيد بن نبهان والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وغيرهما. وما أعلم أنه حدث بشيءٍ،(4/152)
لأنه توفي شاباً يوم الثلاثاء رابع محرم سنة تسع عشرة وخمس مئة.
(ذكر من اسمه عبد الخالق)
1954- عبد الخالق بن أسد بن ثابت، أبو محمد الدمشقي.
وذكره أبو المواهب الحسن بن هبة الله التغلبي الدمشقي في ((معجم شيوخه)) فقال: عبد الخالق بن أسد بن ثابت المقرئ الحنفي أبو محمد، حدث عن عبد الكريم بن حمزة، ودخل أصبهان، وتفقه بها وسمع أيضاً. توفي في أواخر محرم سنة أربع وستين وخمس مئة، يعني بدمشق، وقد جاوز الستين.
وذكره أبو المعالي سعد بن علي الكتبي في كتابه المسمى ((زينة الدهر في لطائف شعراء العصر))، وقال: إنه دمشقي، أنشدني لنفسه:
قل الحفاظ فذو العاهات محترمٌ ... والشهم ذو الفضل يؤذى مع سلامته
كالقوس يحفظ عمداً وهو ذو عوجٍ ... وينبذ السهم قصداً لاستقامته
1955- عبد الخالق بن محمد بن المبارك الهاشمي، أبو جعفر بن أبي هاشم بن أبي القاسم القصري الكوفي.(4/153)
ذكره أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي في ((تعليقه)) فقال القصري: من قصر الكوفة، مولده في سنة ثلاث عشرة وخمس مئة.
سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي وذكره في ((معجم شيوخه)).
قال تميم: وتوفي ببغداد في ليلة الأحد ثاني رجب سنة سبع وثمانين وخمس مئة، ودفن عند الخلال بباب الأزج.
قلت: وأظنه بغدادياً كوفي الأصل، والله أعلم.
1956- عبد الخالق بن فيروز بن عبد الله الجوهري، أبو محمد.
من أهل بغداد، سمع بها من أبي العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية، وأبي الفضل محمد بن ناصر السلامي، وغيرهما. وخرج إلى الشام ومصر وأقام هناك، وحدث. سمع منه أهل تلك البلاد ومن قدمها، وبلغنا أنه خلط في شيءٍ من مسموعاته، وادعى سماع ما لم يسمعه وتكلم الناس فيه، ولم يحدث ببغداد بشيءٍ، والله أعلم، رحمه الله وإيانا.
1957- عبد الخالق بن عبد الوهاب بن محمد بن الحسين المالكي: منسوب إلى ناحية تعرف بالمالكية لا إلى مذهب مالك، أبو محمد ابن أبي الفتح الخفاف، يعرف بابن الصابوني.(4/154)
من أولاد الشيوخ المقرئين والرواة المذكورين.
سمع بإفادة أبيه، وبنفسه من أبي المعالي أحمد بن محمد ابن البخاري البزاز، وأبي الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، وأبي غالب أحمد ابن الحسن ابن البناء، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، وغيرهم. وروى عنهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي محمد عبد الخالق بن عبد الوهاب ابن الصابوني بمنزله بالجعفرية شرقي بغداد، قلت له: أخبركم أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد الدينوري قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد القزويني الزاهد، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن ابن شاذان البزاز، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من جهنم)).(4/155)
قرأت على أبي محمد عبد الخالق بن أبي الفتح الخفاف: أخبركم أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد العكبري، فأقر به، قال: أنشدنا أبو الجوائز الحسين ابن علي الكاتب الواسطي لنفسه.
دع الناس طرا واصرف الود عنهم ... إذا كنت في أخلاقهم لا تسامح
ولا تبغ من دهرٍ تكاثف رنقه ... صفاء بنيه فالطباع جوامح
وشيئان معدومان في الأرض: درهمٌ ... حلالٌ وخل في الحقيقة ناصح
توفي أبو محمد ابن الصابوني ليلة الاثنين خامس عشري شوال سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، ودفن يوم الاثنين عند أبيه بالجانب الغربي بمقبرة معروف بباب مسجد الجنائز وقد نيف على الثمانين.
1958- عبد الخالق بن المبارك بن عيسى، أبو الفرج القارئ، يعرف بابن المزين.
من ساكني باب الطاق ومشهد أبي حنيفة رحمه الله.
سمع أبا الحسين محمد بن محمد ابن الفراء، وروى لنا عنه.
قرئ على أبي الفرج عبد الخالق بن المبارك وأنا أسمع بمدرسة الحنفيين بسوق يحيى، قيل له: أخبركم أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين ابن الفراء قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا والدي أبو يعلى محمد بن الحسين، قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد(4/156)
ابن حفص العيشي، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات)).
سألنا عبد الخالق ابن المزين عن مولده فذكر لنا ما يدل أنه ولد في سنة خمس مئة أو بعدها بقليل.
وتوفي يوم الخميس سلخ شهر ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة، وقد قارب التسعين أو بلغها، والله أعلم.
1959- عبد الخالق بن هبة الله بن القاسم بن منصور ابن البندار، أبو محمد بن أبي البقاء، أخو عبد العزيز وعبد الجبار اللذين قدمنا ذكرهما وهو الأصغر.
من أهل الحريم الطاهري.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا المواهب أحمد بن محمد بن ملوك الوراق، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وأبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري،(4/157)
وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، وغيرهم. وحدث عنهم. وكان ثقةً صالحاً. سمعنا منه.
قرأت على أبي محمد عبد الخالق بن هبة الله ابن البندار، قلت له: أخبركم أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ابن البناء قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، قال: أخبرنا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا أبو بريد عمرو بن يزيد الجرمي، قال: حدثنا السميدع بن واهب ابن سوار، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن أنس بن مالك أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم : متى الساعة؟ قال: ((وما أعددت لها))؟ قال: ما أعددت لها كبير صلاةٍ ولا صدقةٍ ولا صومٍ، غير أني أحب الله ورسوله، قال: ((فأنت مع من أحببت)).
سألت عبد الخالق ابن البندار عن مولده فقال: في سنة اثنتي عشرة وخمس مئة.
وأنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، ومن خطه نقلت، قال: مولد عبد الخالق ابن البندار في ليلة الأربعاء ثامن عشر جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وخمس مئة.
قلت: وتوفي ليلة الاثنين سادس ذي القعدة سنة خمس وتسعين وخمس مئة، وصلي عليه يوم الاثنين، ودفن بباب حرب.
1960- عبد الخالق بن المبارك بن عبد الملك بن الحسن، أبو محمد، يعرف بابن القاضي.(4/158)
من أهل الحريم الطاهري أيضاً، أخو عبد الملك الذي ذكرناه، وهذا الأسن. يقال: إنه سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي وغيره، وما أعلم أنه روى شيئاً، والله أعلم.
1961- عبد الخالق بن معالي بن عبد الخالق بن عبيد الله المقرئ، أبو محمد.
من أهل دار القز.
سمع أبا المعالي أحمد بن المؤمل الغزال، وروى عنه شيئاً قليلاً. سمع منه بعض أصحابنا، ورأيته مرةً واحدةً، وأجاز لي.
توفي يوم الخميس مستهل جمادى الآخرة من سنة ست مئة، رحمه الله وإيانا.
1962- عبد الخالق بن يحيى بن مقبل ابن الصدر، أبو الفضل بن أبي طاهر، يعرف بابن الأبيض، أخو عبد الرحمن الذي قدمنا ذكره.
من أهل الحريم الطاهري.
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي وغيره. سمعت منه أحاديث يسيرة.
قرأت على أبي الفضل عبد الخالق بن أبي طاهر ابن الصدر، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون إجازةً، قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله ابن المحاملي، قال: أخبرنا أبو القاسم(4/159)
عمر بن جعفر بن سلم الختلي، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة فقال: ((أن تقول لأخيك ما يكره، إن كنت صادقاً فقد اغتبته، وإن كنت كاذباً فقد يهته)).
سألت عبد الخالق ابن الأبيض عن مولده، فقال: في سنة إحدى وخمسين وخمس مئة.
وتوفي ليلة الجمعة ثاني عشري محرم سنة عشرٍ وست مئة، ودفن يوم الجمعة بباب حرب رحمه الله وإيانا.
1963- عبد الخالق بن عبد الرحمن بن محمد ابن الصياد، أبو عبد الرحمن.
من أهل الحربية، وسكن شارع دار الرقيق.
سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب الزاهد، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبا حفص عمر بن عبد الله ابن الحربي، سمعنا منه.(4/160)
أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الخالق بن عبد الرحمن الصياد بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب الزاهد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأنماطي، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: حدثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، قال: حدثنا سليمان بن عمر، قال: حدثنا بقية، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من نام عن صلاةٍ أو نسيها فإن كفارتها أن يصليها إذا ذكرها)).(4/161)
سألت عبد الخالق هذا عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة سبع وعشرين وخمس مئة تقريباً.
وتوفي يوم السبت سابع عشري شهر رمضان سنة ثمان عشرة وست مئة، ودفن باب حرب، رحمه الله وإيانا.
ذكر من اسمه عبد الغفار
1964- عبد الغفار بن محمد بن الحسين بن علي بن شيروية بن علي بن الحسن الجنابذي، أبو بكر التاجر المعروف بالشيرويي: منسوب إلى جد جده شيروية المذكور، وجنابذ المنسوب إليها: قريةٌ من قرى نيسابور، النيسابوري.
شيخٌ عمر وروى، وكان أسند أهل زمانه، وأقدمهم سماعاً.
سمع منه جماعةٌ وأبناؤهم وأبناء أبنائهم. روى عن القاضي أبي بكر أحمد ابن الحسن الحرشي، وأبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وأبي حسان محمد ابن أحمد المزكي، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم ابن المرزبان الكرماني، وغيرهم. وحدث عنهم بنيسابور وأصبهان وغيرهما من البلاد.(4/162)
وذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع أن أبا محمد عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الباقي الزهري المعروف بابن شقران روى لهما عنه، أعني عبد الغفار الشيرويي، وقال: سمعت منه ببغداد، قال القرشي: وابن شقران ضعيف.
قلت: ولم يتابع ابن شقران على قوله هذا، ولم يرو عن الشيرويي غيره من أهل بغداد، ولا ذكر أحدٌ قدومه إليها غيره، وما ابن شقران ممن تقوم به حجة ولا يعتمد على قوله، والله الموفق.
أخبرنا أبو المعالي عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي من أهل نيسابور، قدم علينا حاجاً بقراءتي عليه، قال: ولد شيخنا أبو بكر الشيرويي في ذي الحجة سنة أربع عشرة وأربع مئة، وتوفي في ذلك الحجة سنة عشر وخمس مئة وله ست وتسعون سنة، وسمع منه جدي وأبي وإخوتي وأنا معهم، رحمهم الله وإيانا.
1965- عبد الغفار بن محمد بن عبد الواحد أبو سعد الأعلمي القومساني.
وقومسان: من أعمال همذان، وأعلم من نواحيها.
قدم بغداد، وأقام بها للتفقه مدةً، وسمع بها من أبي حفص عمر بن أبي الحسين الأشتري المقرئ، وقرأ الأدب على الكمال أبي البركات عبد الرحمن ابن محمد الأنباري، وصار إلى الموصل فاستوطنها، ولقيته بها، وكتبت عنه هناك.
قرأت على أبي سعد عبد الغفار بن محمد بن عبد الواحد القومساني بالموصل، قلت له: حدثكم أبو حفص عمر بن أبي الحسين بن أبي الفتح الأشتري من لفظه ببغداد، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو مقاتل مناور بن فركوية(4/163)
اليزدي، قال: أخبرنا أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي، قال: أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي، قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا عبيد الله ابن موسى، قال: أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)).(4/164)
ذكر من اسمه عبد الوهاب
1966- عبد الوهاب بن حمزة بن عمر، أبو سعد الفقيه الحنبلي، صاحب أبي الخطاب الكلوذاني.
تفقه على أبي الخطاب المذكور وعرف به، وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النحوي قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه في كتاب ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) تصنيفه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدامغاني شهادته وأثبت تزكيته، قال: وأبو سعد عبد الوهاب بن حمزة بن عمر في رجب سنة تسع وخمس مئة، وزكاه أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني وأبو الفوارس منصور بن هبة الله ابن الموصلي.
قلت: وقرأت في كتاب أبي الحسن علي بن عبيد الله ابن الزاغوني بخطه: توفي أبو سعد بن حمزة صاحب أبي الخطاب في ليلة الثلاثاء ثالث شعبان سنة خمس عشرة وخمس مئة، ولم يرو شيئاً إلا اليسير.
1967- عبد الوهاب بن رزق الله ابن النفيس، أبو محمد الشاهد القاضي.
من أهل الأنبار.
شهد بمدينة السلام عند القاضي أبي طالب روح بن أحمد ابن الحديثي لما(4/165)
كان ينوب في القضاء بمدينة السلام قبل ولايته لقضاء القضاة في يوم الجمعة ثالث جمادى الأولى من سنة خمس وستين وخمس مئة، وزكاه أبو العباس أحمد ابن محمد ابن الطيبي وأبو القاسم عبيد الله بن علي ابن الفراء، وولاه قضاء الأنبار بدلاً من ابن الخلال أبي العباس أحمد بن محمد، والله أعلم.
توفي عبد الوهاب هذا يوم الأحد ثالث عشري شعبان سنة خمس وسبعين وخمس مئة ببغداد، وحمل إلى الأنبار فدفن بها.
1968- عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن هبة الله ابن السيبي، أبو الفرج بن أبي عبد الله بن أبي الفرج ابن القاضي أبي الحسن.
من بيتٍ معروفٍ بالفضل والتقدم.
سمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن توبة الأسدي، وأبا الوقت السجزي، وأبا المظفر ابن التريكي. وحدث عن ابن توبة.
سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي في سنة أربع وسبعين وخمس مئة، وتوفي بعد ذلك بيسير، رحمه الله وإيانا.
1969- عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر ابن الطوسي، أبو منصور بن أبي نصر، أخو أبي الفضل عبد الله وعبد الرحمن اللذين قدمنا ذكرهما، وكان أصغر إخوته.
سمع من أبي محمد جعفر بن أحمد السراج، وغيره، وروى عنه. سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني وذكره في كتابه، وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته.(4/166)
أنبأنا القاضي عمر بن علي القرشي، قال: توفي عبد الوهاب ابن الطوسي في شوال سنة سبعين وخمس مئة.
1970- عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بن أبي حبة، أبو ياسر الطحان.
من أهل باب البصرة.
سمع الكثير من أبي القاسم بن الحصين، وأبي الحسين ابن الفراء، وأبي السعود ابن المجلي، وأبي بكر المزرفي، وأبي غالب ابن البناء، وأخيه أبي عبد الله، وأبي القاسم الحريري، وزاهر بن طاهر الشحامي، والقاضي أبي بكر الأنصاري، وإسماعيل ابن السمرقندي، وجماعةٍ يطول ذكرهم، وحدث عنهم.
سمع منه القاضي القرشي، وأبو بكر بن مشق، وجماعةٌ من أصحابنا، وما قدر لنا السماع منه، وقد أجاز لنا مراراً. وكان فقيراً، صبوراً، صحيح السماع، احتاج في آخر عمره فانتفع بالرواية.
أنبأنا أبو ياسر بن أبي حبة، قال: قرئ على أبي القاسم هبة الله بن محمد ابن عبد الواحد بن الحصين، وأنا أسمع. وأخبرناه أبو منصور يحيى بن علي بن أحمد ابن الخراز، وأبو فراس يحيى بن علي بن كرسا، وأبو القاسم دلف بن أحمد بن قوفا، وأبو محمد عبد الخالق بن هبة الله ابن البندار بقراءتي عليهم، قلت لهم: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءةً عليه وأنتم تسمعون، فأقروا بذلك، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي ابن المذهب،(4/167)
قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: أخبرنا ثابت، عن أنس، أن أبا بكر حدثه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الغار، وقال مرة: ونحن في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، قال: فقال: ((يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)).
أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيع، قال: مولد أبي ياسر بن أبي حبة في رجب سنة ست عشرة وخمس مئة.
قلت: وخرج قبل وفاته من بغداد متوجهاً إلى الشام وحدث بالموصل وما بعدها من البلاد، فلما بلغ حران أدركه أجله بها فتوفي في يوم الاثنين حادي عشري شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وخمس مئة، ودفن ظاهر البلد.
1971- عبد الوهاب بن عبد القادر بن أبي صالح الجيلي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو عبد الله بن أبي محمد.
من ساكني باب الأزج.
شيخٌ فاضلٌ له معرفةٌ بالفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله، تفقه على والده ودرس بعده في مدرسته بباب الأزج. وله لسانٌ في الوعظ وخاطرٌ حاد.
سمع من أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وأبي منصور عبد الرحمن(4/168)
ابن محمد القزاز، وأبي الحسن محمد بن أحمد بن صرما، وأبي الفضل محمد ابن عمر الأرموي، وأبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وغيرهم. وحدث، وروى، ووعظ سنين كثيرة. وسمعنا منه.
قرأت على أبي عبد الله عبد الوهاب بن عبد القادر بن أبي صالح، قلت له: أخبركم أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الدقاق قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور البزاز، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن كثير الكتاني، قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: حدثنا زيد بن أخزم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام)).
سألت عبد الوهاب بن عبد القادر عن مولده فقال: في شعبان سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة.
وتوفي ليلة الأربعاء خامس عشري شوال سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة، وحضرنا الصلاة عليه يوم الأربعاء بمدرسة أبيه والخلق كثيرٌ، ودفن بمقبرة الحلبة قريباً من السور.
1972- عبد الوهاب بن محمد بن عبد الغني الطبري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو جعفر المقرئ.
من ساكني درب فراشا.(4/169)
أحد قراء الديوان العزيز -مجده الله- سمع في شبابه لا في صباه من أبي سعيد عبد اللطيف بن أحمد الأصبهاني، وأبي المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وحدث بشيءٍ قليلٍ. سمع منه بعض أصحابنا.
وتوفي ليلة السبت ثالث عشر شوال سنة ثلاث وست مئة، ودفن يوم السبت بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب، وكان أضر قبل وفاته.
1973- عبد الوهاب بن علي بن أحمد، ويقال: عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن أحمد ابن الأخوة، أبو محمد بن أبي القاسم الوكيل بباب القضاة.
سمع أبا يعقوب يوسف بن عمر الحربي، وأبا الفرج عبد الخالق بن أحمد ابن يوسف، وغيرهما. أجاز لنا، ولم أسمع منه.
أخبرنا عبد الوهاب بن أبي القاسم ابن الأخوة إجازةً، قال: قرئ على أبي يعقوب يوسف بن عمر بن الحسين المقرئ بالحربية ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي الأزجي، قال: حدثنا الحسن بن جعفر بن الوضاح، قال: حدثنا جعفر بن محمد الفيريابي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: حدثني كثير بن زيد والضحاك بن عثمان، عن المطلب بن عبد الله، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين)).(4/170)
توفي عبد الوهاب ابن الأخوة ليلة الخميس سابع عشري رجب سنة خمس وست مئة، ودفن يوم الخميس بمقبرة باب حرب، رحمه الله وإيانا.
1974- عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله الأمين، أبو أحمد بن أبي منصور المعروف بابن سكينة الصوفي، أخو عبد الرحمن الذي سبق ذكره، وهذا الأصغر، سبط شيخ الشيوخ أبي البركات إسماعيل بن أحمد النيسابوري.
شيخٌ فاضلٌ عالمٌ عاملٌ من أهل التصوف والنسك والعبادة وحسن الطريقة.
سمع الكثير في صباه وبنفسه، ورافق تاج الإسلام أبا سعد ابن السمعاني ببغداد، وسمع معه من جماعةٍ. ثم قرأ بنفسه، وحصل المسموعات الحسنة من المشايخ، كوالده، وأبي القاسم ابن الحصين، وأبي غالب محمد بن الحسن الماوردي، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي منصور(4/171)
عبد الرحمن بن محمد القزاز، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، والشريف أبي الفضل محمد بن عبد الله ابن المهتدي، وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وجده لأمه شيخ الشيوخ إسماعيل بن أحمد النيسابوري. ومن الغرباء، من أبي عبد الله محمد وأبي سعد عبد الصمد ابني حموية الجويني، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وأبي شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي، وغيرهم. وبالكوفة من الشريف أبي البركات عمر بن إبراهيم العلوي، وأبي الحسن محمد بن محمد بن غبرة الحارثي. وبمنى من والدته آمنة بنت إسماعيل بن أحمد الصوفي، وخلق يطول ذكرهم.
وقرأ القرآن الكريم بالقراءات على أبي محمد عبد الله بن محمد النحوي سبط أبي منصور الخياط، وعلى أبي العلاء الحسن بن أحمد ابن العطار الهمذاني ببغداد، وغيرهما.
وحدث بالكثير ببغداد، والشام، وديار مصر، ومكة، والمدينة شرفهما الله. وكان ثقةً صالحاً، حسن الأصول، فهماً، ذا سكينة ووقار. سمع الناس منه أكثر من أربعين سنة. سمعنا منه وكتبنا عنه، ونعم الشيخ كان.
قرأت على الشيخ أبي أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي، قلت له: أخبركم والدك أبو منصور علي بن علي بن عبيد الله قراءةً عليه وأنت تسمع في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وخمس مئة، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله ابن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الجعد بن عبيد الجوهري، قال: حدثنا زهير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: ((إن(4/172)
خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون نطفةً مثل ذلك، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه الملك بأربع كلماتٍ فيكتب رزقه وأجله وشقياً أو سعيداً. قال: وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)).
أنشدنا شيخنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي من لفظه وحفظه، قال: أنشدنا أبو شجاع عمر بن محمد البسطامي، وكان من الصالحين، لبعضهم:
تعرضت الدنيا بلذة مطعمٍ ... وزينة موشي وريق رائق
أرادت سفاهاً أن تموه قبحها ... على فكرٍ خاضت بحار الدقائق
فلا تخدعينا بالسراب فإننا ... قتلنا نهاها في طلاب الحقائق
وأنشدنا أيضاً، قال: أنشدنا أبو محمد المبارك بن المبارك بن علي السراج لبعضهم:
سررت بهجرك لما علمت ... بأن لقلبك فيه سرورا
ولولا سرورك ما سرني ... ولا كان قلبي عليه صبورا
ولكن أرى كل ما ساءني ... إذا كان يرضيك سهلاً يسيراً
سألت الشيخ أبا أحمد ابن سكينة عن مولده، فقال: ولدت في ليلة الجمعة عاشر شعبان سنة تسع عشرة وخمس مئة.
وتوفي في ليلة الاثنين العشرين من شهر ربيع الآخر من سنة سبعٍ وست(4/173)
مئة، وحضرنا الصلاة عليه يوم الاثنين المذكور بجامع القصر الشريف والجمع كثيرٌ، وشيعنا جنازته إلى دجلة، وحمل إلى الجانب الغربي، فصلي عليه هناك بجامع المنصور، ودفن عند جده شيخ الشيوخ إسماعيل بباب رباط الزوزني، رحمه الله وإيانا.
1975- عبد الوهاب بن بزغش بن عبد الله، أبو الفتح بن أبي محمد المقرئ، ختن الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي
أحد القراء الموصوفين بالحفظ وجودة القراءة للقرآن الكريم. قرأ بالقراءات الكثيرة على جماعةٍ منهم: أبو الفتح عبد الوهاب بن محمد ابن الصابوني الخفاف، وأبو الحسن علي بن عساكر البطائحي، وأبو الفضل أحمد بن محمد بن شنيف، وأبو المحاسن محمد بن الضجة، وإسماعيل بن علي الغساني الدمشقي، وغيرهم.
وسمع الحديث من أبي الوقت السجزي، وأبي الفتح المعروف بابن البطي، وأبي زرعة المقدسي، وأبي القاسم بن ثابت البقال، وأبي الخير بن موسى الأصبهاني وجماعة آخرين، وروى عنهم.
وأقرأ القرآن الكريم، وأم بالناس في الصلوات بالمسجد الذي أنشأته بنقشا عند عقد الحديد سنين كثيرة. سمعت منه.(4/174)
قرأت على أبي الفتح عبد الوهاب بن بزغش من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري، قال: قرئ على أبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد وأنا أسمع، قال: حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي، قال: حدثنا روح بن عبادة، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله أسماءً مئة غير واحد، من أحصاها دخل الجنة)).
توفي عبد الوهاب بن بزغش ليلة الخميس خامس ذي القعدة من سنة اثنتي عشرة وست مئة، ودفن يوم الخميس.
1976- عبد الوهاب بن المظفر بن أحمد بن المعمر بن جعفر، أبو الغنائم.
من ساكني دار الخلافة المعظمة شيد الله قواعدها بالعز.
شيخٌ مسن، من بيتٍ معروفٍ بالكتابة وخدمة الديوان العزيز مجده الله، لم يكن سماعه في صباه. روى لنا عن أبي المظفر هبة الله بن عبد الله ابن السمرقندي.
أخبرنا أبو الغنائم عبد الوهاب بن المظفر بن جعفر قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو المظفر هبة الله بن عبد الله بن أحمد الوكيل قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد السراج وأبو زكريا يحيى(4/175)
ابن علي اللغوي، قالا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن المظفر السراج، قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: حدثنا عبد الله ابن محمد البغوي، قال: حدثنا سليمان بن داود صاحب البصري، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن عمرو ابن خارجة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا وصية لوارث)).
سألنا أبا الغنائم بن جعفر هذا عن مولده، فقال: في رابع عشر شوال سنة ثمان وعشرين وخمس مئة.
وتوفي يوم الخميس رابع ربيع الأول سنة خمس عشرة وست مئة، ودفن بالوردية.
1977- عبد الوهاب بن عبد الله بن هبة الله بن عبد الله بن الحسن القصار، أبو الحسن بن أبي محمد الصوفي.
من أهل باب الأزج.
سمع أبا محمد محمد بن أحمد ابن المادح، وأبا المعالي عمر بن علي الصيرفي وغيرهما. كتبنا عنه.(4/176)
قرأت على أبي الحسن عبد الوهاب بن عبد الله القصار، قلت له: أخبركم أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم ابن المادح قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن خلف الوراق، قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا أحمد بن عبد المؤمن المروزي، قال: حدثنا علي بن الحسن ابن شقيق، قال: حدثنا أبو حمزة، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، يعني ابن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال سمع الله لمن حمده قال: ربنا ولك الحمد.
توفي عبد الوهاب القصار الصوفي ليلة الثلاثاء سادس عشري رمضان سنة سبع عشرة وست مئة، ودفن يوم الثلاثاء بباب حرب.
1978- عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الوهاب بن أحمد بن حمزة، أبو البدر بن أبي المظفر الصفار.
من أهل نهر القلائين.
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان وغيره. سمعنا منه شيئاً يسيراً.
قرئ على عبد الوهاب بن أبي المظفر الصفار بحانوته بالجانب الغربي وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أيوب البزاز، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن(4/177)
سلمان بن الحسن النجاد، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا عبد الله بن سلمة، قال: حدثنا عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، ليحلف حالفٌ بالله أو ليصمت)).
1979- عبد الوهاب بن أزهر بن عبد الوهاب بن أحمد بن حمزة، أبو البركات بن أبي جعفر السباك، ابن عم عبد الوهاب المقدم ذكره.
وعبد الوهاب هذا يعرف بابن الغيم، وهو سبطه، من أهل نهر القلائين، سكن الجانب الشرقي. أحد الوكلاء بباب القضاة، وهو أخو عبد العزيز وأحمد ابني أزهر اللذين قدمنا ذكرهما، وهو الأصغر.
كانت له معرفةٌ حسنةٌ بكتابة الشروط وصناعة الوكالة وإثبات الكتب وكتب السجلات. وتولى الوكالة لوكيل الخدمة الشريفة المقدسة الإمامية الناصرية أدام الله أيامها.
سمع مع أبيه من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطي، وغيره، وروى عنه.(4/178)
ذكر لي أخوه أبو محمد أحمد أنه ولد في ليلة النصف من شعبان من سنة سبع وخمسين وخمس مئة بنهر القلائين.
1980- عبد الوهاب بن أبي القاسم بن علي الشعراني.
أحد شيوخ أبي بكر بن كامل الخفاف، روى عنه إنشاداً في ((معجم شيوخه)) الذين كتب عنهم، ولم يكنه فيما وجدت بخطه.
1981- عبد الوهاب بن أبي نصر بن أبي الفضل، أبو الفضل الفقيه.
أيضاً ممن ذكره أبو بكر بن كامل في شيوخه، وقال: أنشدني أبياتاً من الشعر لنفسه، لم أر له ذكراً في غير ذلك.(4/179)
ذكر من اسمه عبد الرزاق
1982- عبد الرزاق بن محمود الغزنوي، أبو القاسم الصوفي.
قدم بغداد قديماً وسكنها، وكان مقيماً برباط الشونيزي، وأظنه خادماً للفقراء به.
ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني غير مكنى ولا منسوب، ولا ذكر ممن سمع، ولا هل حدث أم لا. وذكرناه نحن على ما وقع إلينا من شرح حاله مبيناً؛ وذلك أنه سمع أبا الحسين طاهر بن أحمد بن علي القايني، وأبا الحسن علي بن محمود الزوزني، والقاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وروى عنهم.
حدث بواسط في سنة سبع وثمانين وأربع مئة، وسمع منه جماعةٌ من أهلها منهم: أبو الحسن أحمد بن محمد ابن العكبري، وأبو الكرم خميس بن علي الحوزي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن معية العلوي وغيرهم.
أنبأنا القاضي أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الكتاني، قال: وفيما كتب إلينا أبو علي أحمد بن محمد البرداني يذكر أن عبد الرزاق الصوفي الذي كان يقيم برباط الشونيزي توفي في ليلة الخميس ثالث عشري شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة، وكان شيخاً كبيراً، رحمه الله وإيانا.
1983- عبد الرزاق بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، أبو بكر بن أبي المعالي بن أبي البركات بن أبي عبد الله.
من أهل نيسابور، سمع ببلده من جده أبي البركات عبد الله وغيره. وقدم بغداد حاجاً مع والده في سنة تسع وسبعين وخمس مئة، وحدث بها عن جده(4/180)
المذكور بعد عوده من الحج فيما ذكر لي أبو محمد عبد الرحمن بن عمر الواعظ، وقال لي: سمعت منه، وقد رأيت عبد الرزاق عند أبيه لما سمعت منه، أعني أباه، وما سمعت من عبد الرزاق شيئاً، لأنه كان شاباً في ذلك الوقت، وعاد إلى نيسابور، وتوفي بها، والله الموفق.
1984- عبد الرزاق بن علي بن محمد ابن الجوزي، أبو البقاء، أخو شيخنا أبي الفرج.
يقال: إنه سمع شيئاً من الحديث، وروى، وما لقيته.
توفي ليلة الأربعاء حادي عشر محرم سنة خمس وثمانين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
1985- عبد الرزاق بن عبد الرحمن بن هبة الرحمن بن عبد الواحد ابن عبد الكريم بن هوازن القشيري، أبو الفتوح بن أبي خلف بن أبي الأسعد ابن أبي سعيد بن أبي القاسم الصوفي.
من أهل نيسابور، من بيتٍ مشهورٍ بالتصوف والدين والخطابة والرواية.
سمع أبو الفتوح هذا ببلده من أبي محمد أحمد بن عثمان العارف وعبد الرحمن الأكافي، وغيرهما.
قدم بغداد حاجاً في سنة تسع وثمانين وخمس مئة فحج، وعاد، ونزل برباط شيخ الشيوخ، وحدث بها، فسمع منه جماعة من الصوفية والغرباء، وعاد إلى بلده، وكتب إلينا بالإجازة من هناك في سنة ست وتسعين وخمس مئة.
1986- عبد الرزاق بن النفيس بن الحسين، أبو شجاع الخرزي.(4/181)
من أهل واسط، يعرف بابن الخيمي.
قدم بغداد، وأقام بها للتفقه بالمدرسة النظامية، وذكر لي أنه سمع بها من أبي منصور العبادي الواعظ، وأبي الوقت الهروي، ومحمد بن عبد الملك الفارقي، وغيرهم. كتبت عنه إنشادات.
أنشدني أبو شجاع الخرزي بجامع واسط، قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد ابن عبد الملك ببغداد بجامع القصر يوم جمعة بعد الصلاة مما أظنه له:
إذا أفادك إنسانٌ بفائدةٍ ... من العلوم فأكثر شكره أبدا
وقل فلانٌ جزاه الله صالحةً ... أفادنيها وألق الكبر والحسدا
فالحر يشكر صنعاً للمفيد له ... علماً ويذكره إن قام أو قعدا
توفي أبو شجاع هذا بواسط في اليوم الحادي والعشرين من شوال سنة تسعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة مسجد زنبور، رحمه الله وإيانا.
1987- عبد الرزاق بن علي الخطيب، أبو المعمر المؤدب.
كان يسكن بالمأمونية، وله هناك مكتبٌ يعلم فيه الصبيان الخط. وكان فيه فضلٌ، وله معرفةٌ بالأدب. وقد سمع شيئاً من الحديث، وما أظنه روى شيئاً، والله أعلم.
1988- عبد الرزاق بن محمد بن أبي محمد بن المقرون، أبو بكر ابن أبي شجاع المقرئ.
شاب خيرٌ، قرأ القرآن الكريم على أبيه. وسمع من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وأبي عبد الله محمد بن نسيم العيشوني، ومن أبيه. وسافر إلى الحجاز والشام وديار مصر، وما أظنه حدث بشيءٍ لأنه توفي قبل أوان الرواية ببغداد في ليلة الأربعاء رابع عشري محرم من سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.(4/182)
1989- عبد الرزاق بن عبد السميع بن محمد بن شجاع بن عبيد الله، أبو الكرم بن أبي المظفر الهاشمي.
أحد الأشراف المرتبين لخدمة التاج الشريف، وقد تقدم ذكر أخيه عبد السلام، كان يسكن الريان.
سمع أبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وغيرهما. كتبنا عنه.
قرأت على أبي الكرم عبد الرزاق بن عبد السميع الهاشمي من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر المقرئ قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن بنان، قال: حدثنا جعفر بن محمد الفيريابي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان الكلابي، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن المرأة تنكح على دينها ومالها وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك)).
سألت أبا الكرم بن عبد السميع عن مولده فقال: في سنة سبع عشرة وخمس مئة.
وتوفي في يوم الثلاثاء ثالث عشري ربيع الآخر من سنة ست مئة، ودفن بمقبرة الزرادين بالمأمونية.(4/183)
1990- عبد الرزاق بن عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، أبو بكر.
وقد تقدم ذكر جماعة من إخوته.
كان فقيهاً صالحاً، قد سمع الكثير بإفادة أبيه في صباه وبنفسه، وكتب عن الشيوخ، وكان ثقةً.
سمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن صرما الدقاق، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبا الفضل أحمد بن طاهر الميهني، وأبا الكرم المبارك بن الحسن الشهرزوري، وأبا الفضل محمد بن ناصر البغدادي، وأبا القاسم سعيد ابن أحمد ابن البناء، وأبا بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، وأبا الوقت السجزي، والنقيب أبا جعفر المكي، وجماعة آخرين. وحدث عنهم. سمعنا منه.
أخبرنا أبو بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الصائغ قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد ابن النقور البزاز، قال: حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى ابن الجراح، قال: قرئ على أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأنا أسمع، قال: حدثنا أبو(4/184)
بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، قال: أخبرني عبد الله بن كيسان، قال: أخبرني عبد الله بن شداد بن الهاد، عن أبيه، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاةً)).
سألت شيخنا عبد الرزاق بن عبد القادر عن مولده فقال: في سنة ثمان وعشرين وخمس مئة.
وتوفي ليلة السبت سادس شوال سنة ثلاث وست مئة، وصلي عليه يوم السبت المذكور ظاهر باب الحلبة بمصلى العيد، وحمل إلى مقبرة باب حرب، فدفن بها، رحمه الله وإيانا وجميع المسلمين.
1991- عبد الرزاق بن طاهر بن زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد الشحامي، أبو المكارم بن أبي محمد بن أبي القاسم.
من أهل نيسابور، من بيتٍ مشهورٍ بالعدالة والتزكية والرواية ببلده.
سمع أبا الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد القشيري، وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن العصائدي، وغيرهما.(4/185)
قدم بغداد علينا حاجاً في سنة ثلاث عشرة وست مئة، فكتبنا عنه قبل حجه، وكان أمياً لا يكتب.
قرئ على أبي المكارم عبد الرزاق بن طاهر بن زاهر النيسابوري ببغداد في الجانب الغربي من أصل سماعه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري قراءةً عليه وأنت تسمع بنيسابور في خانقاه أبي علي الدقاق، فأقر به، قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن، قال: أخبرنا أبو طاهر الزيادي محمد بن محمد، قال: حدثنا أبو العباس عبد الله بن يعقوب الكرماني، قال: حدثنا محمد بن يعقوب، قال: حدثنا غندر محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سماك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه فرب مبلغٍ أوعى له من سامعٍ)).
1992- عبد الرزاق بن عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله، أبو الفضائل بن أبي أحمد المعروف بابن سكينة.(4/186)
وقد تقدم ذكر والده. من بيت التصوف والقدمة والرواية.
سمع من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان حضوراً، ومن بعده كالكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري، وجده لأمه شيخ الشيوخ أبي القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل النيسابوري، وغيرهم. وروى عنهم، وتولى رباط جده المذكور، والنظر في المارستان العضدي. ثم توفر على الرباط المذكور وخدمة الصوفية به.
مولده في سنة تسع وخمسين وخمس مئة، وفقنا الله وإياه.
ذكر من اسمه عبد السميع
1993- عبد السميع بن عبد العزيز بن غلاب، أبو محمد المقرئ.
من أهل واسط، يعرف بسبط ابن الدباس، وهو ابن أخت علي ابن الدباس المقرئ الواسطي الذي يأتي ذكره.
وعبد السميع هذا قرأ القرآن الكريم على خاله هذا بواسط، وعلى القاضي أبي الفضل هبة الله بن علي بن قسام، وسمع الحديث بها من القاضي أبي طالب محمد بن علي ابن الكتاني، ومن بعده. وقدم بغداد غير مرةٍ، وذكر لي أنه قرأ بها القرآن العزيز بقراءة أبي عمرو بن العلاء على عبد الله بن عبد الله الجوهري عتيق جعفر بن سليمان الطيبي التاجر، وعاد إلى بلده، وروى عنه. وكانت له معرفةٌ(4/187)
بالفرائض وقسمة التركات.
أقرأ بجامع واسط بعد خاله علي ابن الدباس، وكان ديناً، حسن الطريقة.
توفي بواسط ليلة الجمعة ثاني عشر شهر رمضان سنة ثمان عشرة وست مئة، ودفن بداره بدرب الحربية.
ذكر من اسمه عبد اللطيف
1994- عبد اللطيف بن محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت الخجندي الأصل الأصبهاني المولد والدار، أبو إبراهيم بن أبي بكر الفقيه الشافعي.
رئيس أهل العلم ببلده. وهو والد محمد بن عبد اللطيف الذي قدمنا ذكره، يلقب صدر الدين. من بيت العلم والفضل والتدريس والتقدم، هو وأبوه وجده، ولهم الجاه والنعمة والحكم بأصبهان.
تفقه على أبيه، ودرس بعده، وأفتى، ووعظ، سمع من أبي سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي حضوراً ومن بعده. وقدم بغداد حاجاً في سنة تسعٍ وسبعين وخمس مئة في جمع من أهله وأصحابه وتجملٍ كثيرٍ، فحج. وكنت في تلك السنة حاجاً، فسمعت منه بفيد، وسمع معي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم من أبي المعالي(4/188)
ابن الفراوي، وجلس للوعظ، وعاد إلى بغداد، وجلس بباب بدر الشريف، وخلع عليه من الديوان العزيز مجده الله. وكان جميلاً سرياً متواضعاً.
أخبرنا صدر الدين أبو إبراهيم عبد اللطيف بن محمد بن عبد اللطيف الخجندي بقراءة الحافظ يوسف بن أحمد البغدادي عليه بفيد وأنا أسمع، قال له: أخبركم أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد البغدادي قراءةً عليه وأنت حاضرٌ تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، قال: أخبرنا إبراهيم ابن عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد، قال: حدثنا أبو زرعة، قال: حدثنا عمر بن علي، قال: حدثنا الصباح بن محارب، عن سالم المرادي، عن حميد الحمصي، عن أبي عمرو الشيباني، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ثلاثٌ من كن فيه يستكمل إيمانه: رجلٌ لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يرائي بشيءٍ من عمله، ومن إذا عرض عليه أمران أحدهما للدنيا والآخر للآخرة آثر أمر الآخرة على الدنيا)).
بلغنا أن أبا إبراهيم عبد اللطيف بن محمد الخجندي توفي بهمذان قبل وصوله إلى بيته لما عاد من الحج في سابع عشر شهر ربيع الأول سنة ثمانين وخمس مئة، عن ثمان وأربعين سنة، وأنه حمل إلى أصبهان فدفن بها.
1995- عبد اللطيف بن إسماعيل بن أحمد بن محمد النيسابوري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو الحسن ابن شيخ الشيوخ أبي البركات ابن أبي سعد الصوفي، أخو شيخنا عبد الرحيم الذي قدمنا ذكره. وهذا الأصغر.(4/189)
من أولاد المشايخ، ومن بيت التصوف، إلا أنه كان بليداً ذا شهوةٍ لا يفهم شيئاً. أسمعه والده في صغره من جماعةٍ منهم: والده، والقاضي أبو بكر محمد ابن عبد الباقي الأنصاري، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي وغيرهم. وسمع منه قومٌ لا يبحثون عن أحوال الشيوخ، ولا ينظرون في أهلية الرواية تكثيراً للعدد. وقد رأيته وتركت السماع منه.
وقد حدثني بعض طلبة الحديث من أصحابنا أنه أتاه بجزءٍ فيه سماعه ليقرأه عليه، فصادفه في شغل من عمارة رباط والده، فوقف ينتظر فراغه، فلما طال عليه الوقوف قال له الشيخ، أعني عبد اللطيف: امض إلى ضياء الدين عبد الوهاب، يعني ابن سكينة ليسمعك إياه عني فإني مشغول، فعلمت أنه لا يدري قاعدة هذا الأمر ولا يفهمه، وأنه لا تصح فيه النيابة، فتركته ومضيت.
تولى رباط والده بعد وفاة أخيه عبد الرحيم، وخرج حاجاً فحج وعدل من مكة إلى مصر وصار منها إلى الشام، فتوفي بدمشق في رابع عشر ذي الحجة سنة ستٍ وتسعين وخمس مئة. ودفن بمقابر الصوفية هناك.
وكان ذكر لي شيخنا عبد الوهاب ابن سكينة أنه ولد في ذي القعدة سنة ثلاثٍ وعشرين وخمس مئة، والله أعلم.(4/190)
1996- عبد اللطيف بن هبة الله بن محمد بن محمد بن أبي الحديد، أبو محمد.
من أهل المدائن، وهو ابن القاضي أبي الحسين قاضي المدائن.
شاب تفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه، ونظر في علم الكلام والأدب، وكان فيه فضلٌ وتميز.
توفي ببغداد ليلة الأربعاء لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى وست مئة، وصلي عليه بالجانب الغربي، ودفن بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام عند أخيه محمد المقدم ذكره.
1997- عبد اللطيف بن نصر الله بن علي بن منصور بن علي بن الحسين، أبو المحاسن القاضي الحنفي ابن القاضي أبي الفتح، المعروف بابن الكيال.
من أهل واسط.
تولى القضاء ببلده مدةً بعد أبيه، وكان أيضاً قاضياً به، والإشراف بالديوان المعمور بواسط. وكان فيه فضلٌ، وله معرفةٌ بالفقه على مذهب أبي حنيفة رحمه الله.
تفقه على أبيه وغيره، ودرس بواسط بعد والده في مدرسة بها للحنفية.
قدم بغداد مراراً كثيرةً، وأقام بها، وتولى التدريس بمشهد أبي حنيفة، وخلع عليه من الديوان العزيز، فذكر به الدرس في يوم السبت تاسع شوال سنة(4/191)
أربع وتسعين وخمس مئة، وفوض إليه النظر في الوقوف عليه، وعلى غيره من المدارس الحنفية. وعاد إلى واسط قاضياً، واستناب في التدريس عنه شيخنا أبا الفرج عبد الرحمن بن شجاع الحنفي، فعزل عن التدريس والنظر، أعني ابن الكيال، في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وخمس مئة. وفي المحرم سنة ثمان وتسعين وخمس مئة أذن له من الديوان العزيز مجده الله بالإسجال عن الخدمة الشريفة الإمامية الناصرية خلد الله ملكها بواسط، وقبول الشهود بها، فكان على ذلك إلى أن عزله قاضي القضاة أبو القاسم عبد الله بن الحسين الدامغاني عن القضاء في سلخ شوال سنة ثلاث وست مئة، وبقي مشرفاً بالديوان المعمور بها إلى أن صرف قبل وفاته بقليل.
وتوفي في النصف من شعبان سنة خمس وست مئة بواسط.
1998- عبد اللطيف بن عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله، وعبد الله هذا يلقب عموية، السهروردي الأصل البغدادي المولد، أبو محمد بن أبي النجيب الفقيه الشافعي الصوفي.
كان والده شيخ وقته في التصوف وعلم الطريقة وسيأتي ذكره.
وعبد اللطيف هذا تفقه على أبيه وغيره، ورحل إلى خراسان، ولقي العلماء. وسمع ببغداد من القاضي أبي القاسم علي بن عبد السيد ابن الصباغ، وأبي غالب محمد بن علي ابن الداية المؤذن، وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي الوقت السجزي، وغيرهم. وحدث بالعراق والشام والساحل. وكان كثير التنقل في البلاد.(4/192)
بلغني أنه ولد في ثاني رجب سنة أربع وثلاثين وخمس مئة. وتوفي بإربل في جمادى الأولى سنة عشرٍ وست مئة، ودفن هناك، رحمه الله وإيانا.
1999- عبد اللطيف بن عبد الخالق بن عبد الوهاب بن محمد ابن الصابوني، أبو القاسم بن أبي محمد، وقد تقدم ذكر أبيه.
من أولاد الشيوخ المقرئين والرواة المحدثين. سمع أباه، وأبا القاسم ذاكر ابن كامل بن أبي غالب، وجماعة من أقرانهما. وتوفي قبل أوان الرواية في شهر رمضان سنة اثنتي عشرة وست مئة.
2000- عبد اللطيف بن يحيى بن علي بن خطاب الدينوري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو منصور بن أبي المظفر، يعرف بابن الخيمي.
من ساكني سوق الثلاثاء.
سمع أباه وعمه أبا شجاع محمد بن علي، وأبا الوقت السجزي، وأبا النجيب السهروردي، وأبا الفتح ابن البطي، وغيرهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي منصور عبد اللطيف بن يحيى بن علي بن خطاب من أصل سماعه، قلت له: أخبركم عمك أبو شجاع محمد بن علي بن خطاب قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حدثنا محمد بن الوليد بن برد، قال: حدثنا الهيثم بن جميل، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا نكاح إلا بولي)).(4/193)
سألت عبد اللطيف ابن الخيمي عن مولده، فقال: في جمادى الآخرة من سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي يوم الثلاثاء خامس شوال سنة خمس عشرة وست مئة.
2001- عبد اللطيف بن المعمر بن عسكر بن القاسم المخرمي، أبو محمد المؤدب.
من أهل باب الأزج. كان جده عسكر صاحباً للقاضي أبي سعد المخرمي فنسب إليه.
سمع عبد اللطيف هذا من أبي الوقت السجزي، وروى عنه، وكان سماعه صحيحاً، ولكن كان صاحب لهوٍ وخلاعةٍ. كتبنا عنه على ذكر حاله!
أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن المعمر المؤدب والقاضي أبو علي يحيى ابن الربيع بن سليمان بقراءتي عليهما، قلت لهما: أخبركما أبو الوقت عبد الأول ابن عيسى بن شعيب الصوفي قراءةً عليه وأنتما تسمعان، فأقرا بذلك، قال: حدثنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة ابن الأكوع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار)).(4/194)
سألت عبد اللطيف ابن المخرمي عن مولده، فقال: ولدت يوم الجمعة العشرين من محرم سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة.
2002- عبد اللطيف بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الغني الطبري، أبو محمد بن أبي جعفر القارئ.
وقد تقدم ذكر أبيه.
سمع أبا محمد محمد بن أحمد ابن المادح، وأبا المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وغيرهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي محمد عبد اللطيف بن عبد الوهاب القارئ، قلت له: أخبركم أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التميمي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن خلف الوراق، قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن مسعر، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، يعني ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر وليسجد سجدتين)).(4/195)
سألت عبد اللطيف بن عبد الوهاب القارئ عن مولده، فذكر ما يدل أنه في سنة إحدى وخمسين وخمس مئة تقريباً.
2003- عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي بن أبي سعد الموصلي الأصل البغدادي المولد، أبو محمد ابن أخي سليمان الموصلي.
أديبٌ فاضلٌ له معرفةٌ بالنحو واللغة والعربية وعلم الكلام والطب. أسمعه والده في صباه من جماعةٍ منهم: أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وأبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي، وأبو القاسم يحيى بن ثابت الوكيل، وغيرهم. وغلب عليه علم الطب والأدب وبرع فيهما.
خرج عن بغداد إلى الشام وديار مصر وأقام هناك وقرأ عليه الناس هناك وسمعوا منه وانتفعوا به.
بلغني أن مولده في سنة سبعٍ وخمسين وخمس مئة.
2004- عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمزة بن فارس الحراني الأصل البغدادي المولد والدار، أبو طالب بن أبي الفرج بن أبي الحسن، يعرف بابن القبيطي.(4/196)
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وأبا الحسن سعد الله بن نصر ابن الدجاجي الواعظ، وأبا زرعة طاهر بن محمد المقدسي، ومن بعدهم، وروى عنهم. سمع منه بعض الطلبة في هذا الوقت.
ذكر لي عمه أبو يعلى حمزة بن علي المقرئ أنه ولد في سنة أربع وخمسين وخمس مئة، والله الموفق.
((آخر الجزء الثامن والثلاثين من الأصل ولله المنة))
2005- عبد اللطيف بن علي بن علي بن هبة الله بن محمد ابن البخاري، أبو الفتوح ابن قاضي القضاة أبي طالب ابن العدل أبي الحسن ابن العدل أبي البركات.
من بيت العدالة والقضاء والولاية، ولي أولاً القضاء بربع باب الأزج يوم الثلاثاء عاشر شوال سنة إحدى وست مئة، ثم ولي القضاء والحكم بجميع شرقي مدينة السلام في يوم الاثنين عاشر شعبان سنة ثمانٍ وست مئة، وأذن له في(4/197)
الإسجال عن الخدمة الشريفة الإمامية الناصرية -أعز الله أنصارها وضاعف اقتدارها- وتقدم إلى الشهود بحضور مجلسه والشهادة عنده وعليه فيما يسجله. ورد إليه النظر في دجيل من أعمال السواد فحكم في اليوم المذكور، وسمع البينة وأسجل. ولم يزل على ذلك إلى أن ولي صدرية المخزن المعمور والنظر في أعماله في يوم السبت ثالث عشري شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وست مئة. وخلع عليه، وركب إلى المخزن المعمور في جمع كثيرٍ، وذلك مضافاً إلى ما كان إليه من الأعمال بالسواد. ثم أضيف إلى نظره واسط والبصرة وتكريت والحلة المزيدية. فكان على ولايته والأعمال المذكورة مبسوطة بنظره إلى أن عزل عن الجميع يوم الأربعاء ثاني جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وست مئة. ثم أعيد إلى النظر بالمخزن المعمور ليلة الخميس عاشر شعبان سنة خمس عشرة وست مئة.
ثم توفي ليلة الجمعة ثالث عشري ربيع الآخر سنة سبع عشرة وست مئة، ودفن بالمشهد عند أبيه.(4/198)
ذكر من اسمه عبد الجليل
2006- عبد الجليل بن ناصر بن محمد، أبو الجليل النقاش.
من أهل أصبهان.
قدم بغداد في سنة ست وخمس مئة، وحدث بها عن أبي زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، وأخرج عنه حديثاً في معجم شيوخه، وقال: حدثني من لفظه.
قلت: ويحيى بن مندة كان في ذلك الوقت حياً.
2007- عبد الجليل بن عبد الله بن عبد الجليل النيسابوري الأصل البغدادي الدار، أبو الغنائم.
كان من أولاد التجار، كان حافظاً للقرآن المجيد. قد تفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه، وسمع الحديث، وخالط الصوفية إلا أنه كان موسوساً صاحب خيالات وتوهمات باطلة. روى عن أبي المعالي عبد الملك بن علي الهراسي. علقت عنه أحاديث يسيرة، وذكر لي ما يدل أن مولده في سنة خمسين وخمس مئة، أو نحوها والله أعلم.
توفي يوم الخميس رابع عشري شعبان سنة خمس عشرة وست مئة بالمارستان العضدي، ودفن بمقبرته.(4/199)
ذكر من اسمه عبد الكريم
2008- عبد الكريم بن محمد بن عبد الله، أبو محمد التميمي.
من أهل باب البصرة، يعرف بابن المادح. وهو جد أبي محمد محمد بن أحمد ابن المادح الذي تقدم ذكره.
سمع عبد الكريم هذا من أبي الحسن علي بن دلان شعر أبي الحسن السكري بروايته له عنه. وسمع من عبد الكريم أبو العز المبارك بن الحسن ابن الأطنش. وكان حياً في سنة ست وتسعين وأربع مئة، أعني ابن المادح، ذكر ذلك القاضي عمر القرشي فيما قرأت بخطه، رحمه الله وإيانا.
2009- عبد الكريم بن عبد الصمد بن ناصر الهروي، أبو المكارم البوشنجي.
قدم بغداد، وسمع بها من أبي عبد الله مالك بن أحمد البانياسي، وحدث عنه بها أيضاً.
سمع منه المبارك بن كامل، وأخرج عنه حديثاً في ((معجمه)) رواه له عن مالك المذكور.
2010- عبد الكريم بن عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين، أبو عبد الله.
من أهل الجانب الغربي.
سمع أبا المعالي ثابت بن بندار البقال، وروى عنه حديثاً أبو حفص عمر ابن محمد ابن طبرزد المؤدب.(4/200)
قرأت على عمر بن محمد بن المعمر: أخبركم أبو عبد الله عبد الكريم بن عبد الرحمن بن أحمد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم المقرئ، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد البزاز، قال: حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل، قال: حدثنا عبد الله بن روح، قال: حدثنا شبابة، قال: حدثنا المغيرة بن مسلم، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك، وكان يقول: ((هما تفضلان كل سورة في القرآن سبعين حسنة، ومن قرأهما كتب له سبعون حسنة، ومحي عنه سبعون سيئة، ورفع له سبعون درجة)).
2011- عبد الكريم بن محمد بن أبي الفضل بن محمد بن عبد الواحد، أبو الفضائل الأنصاري.
من أهل دمشق، يعرف بابن الحرستاني، أخو القاضي عبد الصمد قاضي دمشق.
فقيهٌ فاضلٌ شافعي المذهب، قدم بغداد في صباه، وأقام بها بالمدرسة(4/201)
النظامية متفقهاً، والمدرس بها أبو منصور ابن الرزاز. ثم خرج منها إلى نيسابور، فأقام عند محمد بن يحيى متفقهاً مدةً وبرع في الفقه. وعاد إلى دمشق ودرس بها بالزاوية الغربية بجامعها نيابة عن القاضي أبي سعد ابن أبي عصرون، ولم يزل على ذلك إلى حين وفاته.
وقد سمع بدمشق من أبي الحسن بن أبي قبيس، وأبي الحسن علي بن المسلم الشهرزوري، وأبي الفتح نصر الله بن عبد القوي المصيصي، وغيرهم.
بلغني أن مولده في يوم السبت ثالث عشري شوال سنة سبع عشرة وخمس مئة.
وتوفي بدمشق عصر نهار السبت ثاني شهر رمضان سنة إحدى وستين وخمس مئة، ودفن بجبل قاسيون، رحمه الله وإيانا.
2012- عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار ابن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الجبار بن المفضل بن الربيع بن مسلم ابن عبد الله بن عبد المجيد التميمي، أبو سعد بن أبي بكر بن أبي المظفر، المعروف بابن السمعاني.
من أهل مرو. حافظٌ فاضلٌ عالمٌ مشهورٌ بالرحلة والطلب، من بيتٍ(4/202)
معروفٍ بالفضل والعلم والتقدم.
سمع الكثير في صباه، وطلب بنفسه، ورحل في طلب الحديث من خراسان إلى ما وراء النهر، ثم إلى العراق والحجاز والشام وبلاد الجبال، وسمع من عامة شيوخ هذه البلاد، وكتب بخطه.
وكان وافر الهمة، حسن الفهم، جيد الخط، والضبط. حصل الكثير، وجمع الشيوخ، والمعاجم، والكتب الكثيرة.
ورد بغداد في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة وأقام بها مدةً وحج منها مرتين، وعاد إليها، وانحدر إلى واسط والبصرة، وسمع بهما، وعاد إليها. وخرج إلى الشام وسمع هناك، ثم عاد، وكتب عن عامة شيوخ بغداد في وقته، وبحث عن أحوالهم، وذاكر حفاظها، وجمع لها ((تاريخاً)) جعله مذيلاً على تاريخ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب لها في عشر مجلدات بيضه في بلده بعد عوده إليه، ووقفه ونفذ به إلى بغداد، وجعله برباط شيخ الشيوخ. وكتابنا هذا مذيلٌ عليه وتالٍ له.
سمع ببغداد القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزاز، وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، وأبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبا محمد يحيى بن علي ابن الطراح، وأبا الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، وأبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، وأبا منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبا منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي، وشيخ الشيوخ أبا البركات إسماعيل بن أحمد النيسابوري، وخلقاً يطول ذكرهم.
وحدث بها، فسمع منه جماعةٌ منهم: أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف. وروى لنا عنه أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين، وأثنى عليه، ووصفه بالحفظ وعلو الهمة، وكثرة الاشتغال، وعبد العزيز بن معالي بن منينا وغيرهما.
قرأت على أبي أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي البغدادي، قلت له:(4/203)
حدثكم أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور ابن السمعاني من لفظه ببغداد في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن محمد الكراعي، قال: أخبرنا جدي أبو غانم أحمد بن علي بن الحسين قال: أخبرنا أبي أبو الحسين علي بن الحسين، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود بن سليمان السعدي، قال: حدثنا يوسف بن عيسى، قال: حدثنا الفضل بن موسى، قال: أخبرنا الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)).
وأنشدنا أبو أحمد بن أبي منصور الصوفي من حفظه، قال: أنشدني أبو سعد ابن السمعاني في أصحاب الحديث لبعضهم:
يا سادةً لهم بالمصطفى نسب ... رفقاً بقومٍ لهم بالمصطفى حسب
أهل الحديث هم أهل النبي وإن ... لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي، قال: ولد عبد الكريم ابن السمعاني غداة يوم الاثنين الحادي والعشرين من شعبان سنة ست وخمس مئة بمرو.
وأخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد فيما أذن لنا في روايته عنه، قال: توفي والدي في غرة شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستين وخمس مئة.(4/204)
قلت: وبمرو توفي، ودفن بها.
2013- عبد الكريم بن سعيد بن أحمد بن سليمان المالكي، أبو الفائز ابن أبي الحسن المقرئ النهرفضلي الأصل البغدادي.
من أهل الرصافة، من أبناء الشيوخ الصالحين.
سمع أباه، وأبا المعالي صالح بن شافع، وصحب أبا المعالي الصالح.
ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق في ((معجم شيوخه)) وقال: أجاز لي.
وقال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في ((تاريخه)): كان مولده في سنة تسع وثمانين وأربع مئة، وتوفي آخر نهار الجمعة ثالث عشر صفر سنة أربع وستين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
2014- عبد الكريم بن أحمد بن أحمد بن عبد الواحد الهاشمي، أبو تمام بن أبي السعادات المعروف بابن شفنين.
من أهل الجانب الغربي، من أهل المحلة المعروفة بالتوثة. من أولاد الشيوخ المحدثين، وقد حدثنا عن أبيه غير واحدٍ.
سمع عبد الكريم هذا من أبيه، وغيره، وروى عنهم، سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا عمر بن علي القاضي، قال: أخبرنا أبو تمام عبد الكريم بن أحمد بن أحمد ابن المتوكل على الله، قال: حدثنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين ابن الفراء، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عمر السكري، قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قال: حدثنا الحارث بن سريج، قال: حدثنا(4/205)
عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله عز وجل)).
قال القرشي: وتوفي عبد الكريم ابن شفنين ليلة الجمعة ثامن عشر ذي الحجة سنة أربع وستين وخمس مئة.
وقال صدقة بن الحسين الفرضي في ((تاريخه)): وفي يوم الجمعة ثامن عشر ذي الحجة سنة أربع وستين وخمس مئة توفي الشريف ابن شفنين المصلي بمشهد معروف، وصلي عليه هناك، ودفن هناك.
2015- عبد الكريم بن عبد الواحد بن إلياس، أبو الفتح البالسي الأصل البغدادي، عم شيخنا أبي المحاسن محمد بن منصور بن عبد الواحد البالسي.
وبالس المنسوب إليها من بلاد الشام.
سمع أبا طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي. روى عنه علي بن عبيد الله بن الحسن بن بانوية الأصبهاني إجازةً.
2016- عبد الكريم بن إسماعيل بن أحمد بن محمد النيسابوري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو منصور ابن شيخ الشيوخ أبي البركات بن أبي سعد الصوفي، أخو شيخنا شيخ الشيوخ عبد الرحيم.
سمع أباه وأبا القاسم بن الحصين، والقاضي أبا بكر الأنصاري، وأبا(4/206)
عبد الله محمد بن حموية الجويني، وأبا القاسم زاهر بن طاهر الشحامي وحدث بالقليل. سمع منه القاضي عمر القرشي وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي، قال: أخبرنا أبو منصور عبد الكريم بن إسماعيل بن أحمد النيسابوري، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن حموية بن محمد الجويني، قدم علينا قراءةً عليه وأنا أسمع.
وأخبرناه أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي البغدادي بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو عبد الله محمد بن حموية الجويني قراءةً عليه وأنت حاضرٌ تسمع، فأقر به، قال: أخبرتنا عائشة بنت القاضي أبي عمر محمد بن الحسين البسطامي، قالت: حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد الخفاف، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن الليث وبكر ابن مضر، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مراتٍ هل يبقى من درنه شيء؟)) قالوا: لا. قال: ((فذلك مثل الصلوات الخمس: يمحو الله بهن الخطايا)).
توفي عبد الكريم أخو شيخ الشيوخ في سنة سبع وستين وخمس مئة، ودفن عند جده بمقبرة باب أبرز.
2017- عبد الكريم بن يوسف بن محمد بن العباس، أبو نصر الحنفي، يعرف بابن الديناري.(4/207)
من ساكني باب الطاق ومشهد أبي حنيفة رحمه الله.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وروى عنه. سمع منه قبلنا القاضي أبو المحاسن القرشي، وسمعنا منه.
قرأت على أبي نصر عبد الكريم بن يوسف الفقيه بباب مدرسة الحنفيين بسوق يحيى من باب الطاق، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك، وقال: نعم، ورفع بها صوته، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد ابن المذهب الواعظ قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا عمار بن محمد، عن إبراهيم، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ليق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرةٍ)).(4/208)
سألت عبد الكريم ابن الديناري عن مولده، فقال: في سنة سبع عشرة وخمس مئة.
وتوفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة.
2018- عبد الكريم بن المبارك بن محمد بن عبد الكريم البلدي الأصل البغدادي، أبو الفضل الفقيه الحنفي، يعرف بابن الصيرفي.
من ساكني قراح أبي الشحم.
تفقه على أبي الخير مسعود بن الحسين اليزدي الحنفي، ودرس بعده في المدرسة المعروفة بالمغيثية على دجلة، وناب في الحكم عن قاضي القضاة أبي الفضائل ابن الشهرزوري قبل وفاته بيسير.
سمع أبا سعد أحمد بن محمد ابن الزوزني الصوفي، وأبا البدر إبراهيم ابن محمد الكرخي، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي، وغيرهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي الفضل عبد الكريم بن المبارك الحنفي، قلت له: أخبركم أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم يوسف بن محمد بن أحمد المهرواني، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت، قال: حدثنا محمد بن جعفر المطيري، قال: حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة قال: ((أنت السلام ومنك السلام تباركت(4/209)
يا ذا الجلال والإكرام)).
سألت عبد الكريم ابن الصيرفي عن مولده، فقال: ولدت في يوم الاثنين تاسع ربيع الأول سنة خمس وعشرين وخمس مئة.
وتوفي يوم السبت تاسع عشري جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
2019- عبد الكريم بن علي بن عبد الكريم البسطامي ثم الكرماني، أبو القاسم الفقيه الشافعي.
قدم بغداد حاجاً، ونزل برباط المأمونية. كتبت عنه أحاديث عن أبي الحسن مسعود بن أبي منصور الجمال الأصبهاني.
قرأت على أبي القاسم عبد الكريم بن علي البسطامي، قلت له: أخبركم أبو الحسن مسعود بن أبي منصور بن محمد قراءةً عليه بأصبهان وأنت تسمع، فأقر به.
وأخبرنيه مسعود هذا في كتابه إلينا من أصبهان، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: حدثنا بشر بن(4/210)
موسى، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام)).
حج هذا الشيخ وعاد إلى بلده وغاب عنا خبره.
2020- عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن أبي علي الأصبهاني الأصل البغدادي المولد والدار، أبو علي بن أبي بكر، يعرف والده بالسيدي، وقد تقدم ذكره.
وعبد الكريم هذا سمع الكثير بإفادة والده وبنفسه من جماعةٍ من شيوخ بغداد وممن قدمها مثل أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وأبي بكر أحمد بن المقرب الكرخي، وأبي القاسم هبة الله بن الحسن الدقاق، وأبي المعالي أحمد بن عبد الغني بن حنيفة، وأبي الحسن علي بن يحيى الطوسي، وأبي عبد الله خلف بن أبي البركات المشاهر، وأبي بكر عبد الله بن محمد ابن النقور، والطاهر أبي عبد الله بن المعمر النقيب، وأبي الحسين بن يوسف. ومن الغرباء: أبي حنيفة محمد بن عبيد الله الخطيبي، وأبي الخير عبد الرحيم بن(4/211)
محمد بن موسى الأصبهانيين، وأبي عبد الرحمن محمد بن محمد الكشميهني، وابنه أبي المحامد محمود، وغيرهم. وروى عنهم، وكان سماعه صحيحاً وأصوله جيدة. سمعنا منه.
قرأت على أبي علي عبد الكريم بن محمد بن أحمد السيدي، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال الدقاق قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد المقرئ قراءةً عليه.
وقرأت أيضاً على أبي علي عبد الكريم بن محمد بن أحمد، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري قراءةً عليه، قالا جميعاً: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الديباجي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار، قال: حدثنا طاهر بن خالد ابن نزار، قال: حدثني أبي، قال: أخبرني إبراهيم بن طهمان، قال: حدثني عبد العزيز بن رفيع، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تسحروا فإن في السحور بركة)).(4/212)
وقرأت على عبد الكريم بن أبي بكر: أخبركم أبو بكر أحمد بن المقرب بن الحسين الصوفي قراءةً عليه، قال: أنشدنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي، قال: أنشدني أبو علي محمد بن وشاح الزينبي، مولاهم، قال: أنشدنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن سكرة الهاشمي، قال: أنشدني الوزير أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي لنفسه:
أتاني في قميص اللاذ يمشي ... عدو لي يلقب بالحبيب
فقلت له: فديتك كيف هذا ... بلا واشٍ أتيت ولا رقيب
فقال: الشمس أهدت لي قميصاً ... رقيق الجسم من شفق الغروب
فثوبي والمدام ولون جسمي ... قريبٌ من قريبٍ من قريب
سألت عبد الكريم ابن السيدي عن مولده، فقال: في ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمس مئة.
وتوفي ليلة الأربعاء سابع عشر رمضان سنة ثمان عشرة وست مئة، ودفن يوم الأربعاء بمقبرة معروف.
2021- عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الله الدباس، أبو البركات.
من أهل الحريم الطاهري.
سمع أبا المعالي عمر بن بنيمان المستعمل، وأخاه أبو العباس أحمد، وأبا المكارم محمد بن أحمد ابن الطاهري، وأبا الحسن دهبل بن علي بن كاره، وأخاه أبا محمد، وجماعةً. سمعنا منه شيئاً يسيراً.
أخبرنا أبو البركات عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الله الحلاوي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن دهبل بن علي بن منصور الفقيه قراءةً عليه(4/213)
وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان قراءةً عليه.
وأخبرناه عالياً أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز قراءةً عليه وأنا أسمع في شوال سنة ست وسبعين وخمس مئة، قيل له: أخبركم أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز، قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله ابن السماك، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن حيان، قال: حدثنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا سالم الأفطس، عن ابن المسيب، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((من اشترك في دم رجلٍ مسلم بشطر كلمةٍ لقي الله عز وجل مكتوبٌ بين عينيه: آيسٌ من رحمتي)).
سألت عبد الكريم هذا عن مولده، فقال: في جمادى الآخرة سنة أربعين وخمس مئة.
وتوفي يوم الثلاثاء حادي عشري جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وست مئة.(4/214)
ذكر من اسمه عبد الودود
2022- عبد الودود بن هبة الله بن محمد ابن المهتدي بالله، أبو محمد.
من أهل باب البصرة.
أحد الأشراف الهاشميين، وهو والد عبيد الله بن عبد الودود الذي قدمنا ذكره.
أجاز لنا، وذكر أنه سمع من جماعةٍ، ولم أظفر بشيءٍ من مسموعاته، ولم يكن عنده أصول نقف عليها.
وتوفي يوم ثالث وعشرين شوال سنة ثمان عشرة وست مئة، ودفن بمقبرة جامع المنصور.
2023- عبد الودود بن محمود بن المبارك بن علي بن المبارك بن الحسن الواسطي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو المظفر بن أبي القاسم ابن أبي الفتح الفقيه الشافعي.
كان والده يلقب مجير الدين، وسيأتي ذكره.(4/215)
وأبو المظفر هذا تفقه على والده، وقرأ عليه علم الأصول والكلام، ودرس بالمدرسة الثقثية بباب الأزج، وتولى سبيل الفقير بطريق مكة وحمد في خدمته.
وفي شوال من سنة ستٍ وست مئة وكله سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين -خلد الله ملكه- ثم أجاز له، فروى عنه، وتوفر على خدمته منقطعاً إلى ما هو إليه من الخدمة بباب طراد الشريف وغيره، مع حسن طريقةٍ ووفور عقلٍ ودينٍ، والله الموفق.
توفي في منامه ليلة الجمعة سلخ جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وست مئة، ودفن يوم الجمعة بباب حرب.
ذكر من اسمه عبد الحميد
2024- عبد الحميد بن أحمد بن الحسين بن مكندا، أبو أحمد المقرئ.
من أهل أوانا، وإمام الجامع بها.
سمع ببغداد من أبي الفضل محمد بن ناصر البغدادي وأبي الوقت السجزي، وغيرهما، وحدث عنهما. كتب إلينا بالإجازة من بلده.
أخبرنا أبو أحمد عبد الحميد بن أحمد بن مكندا الأواني في كتابه إلينا منها في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ابن شعيب السجزي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن ابن محمد الداودي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السرخسي، قال:(4/216)
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
وأخبرنا القاضي أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الواسطي قراءةً عليه بها وأنا أسمع قيل له: أخبركم الشريف أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي قراءةً عليه ببغداد وأنا أسمع، قال: أخبرتنا أم الكرام كريمة بنت أحمد المروزية، قالت: أخبرنا أبو الهيثم محمد بن مكي الكشميهني، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثنا محمد بن منهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا عمر بن محمد، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)).
2025- عبد الحميد بن عبد الله الموسوي، منسوب إلى جد له اسمه موسى لا إلى موسى بن جعفر عليه السلام.
فقيهٌ شافعي فاضلٌ من أهل أبهرزنجان، قدم بغداد، وتفقه بها على أسعد ابن أبي نصر الميهني، وسمع بها من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري المعروف بقاضي المارستان. وعاد إلى بلده، وروى عنه. سمع منه هناك صديقنا أبو طالب الأبهري فيما ذكر لي، وأثنى عليه خيراً.
2026- عبد الحميد بن محمد بن المبارك بن محمد بن محمد ابن الخطيب، أبو منصور القاضي ابن أبي المعالي بن أبي منصور.
من أهل المدائن، وقاضيها هو وأبوه وجده، من بيتٍ معروف بالخطابة(4/217)
والقضاء ببلده، وقد تقدم ذكر أبيه.
كان عبد الحميد هذا خيراً ديناً نزهاً عفيفاً، فيه فضلٌ وتميز، وله شعرٌ حسنٌ. لقيته ببغداد وبالمدائن، وكتبت عنه أناشيد.
أنشدني القاضي أبو منصور عبد الحميد بن محمد ابن الخطيب بمنزله بالمدائن لنفسه:
العلم يرفع من قد كان متضعاً ... من قبله فتراه زائد الحال
إن النصارى عنوا بالطب فامتثلت ... طوعاً أوامرهم من غير إهمال
واهتم قومٌ بعلم النقد فارتفعوا ... وهم يهودٌ وعزوا بعد إذلال
فهؤلاء، وإن كانوا ذوي ضعةٍ ... فالعلم حكمهم في النفس والمال
سألت عبد الحميد هذا عن مولده فقال: في سنة ستين وخمس مئة.
وتوفي في عاشر رمضان سنة ثمانٍ وتسعين وخمس مئة بالمدائن، وصلي عليه بها، وحمل إلى كربلاء، فدفن عند مشهد الحسين بن علي عليهما السلام.
2027- عبد الحميد بن عبد الرشيد بن علي بن بنيمان، أبو بكر.
من أهل همذان، سبط الحافظ أبي العلاء ابن العطار الهمذاني.
قدم بغداد وأقام بها وتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه بالمدرسة النظامية مدةً، وتكلم في مسائل الخلاف، وسمع بها من أبي العز عبد المغيث بن(4/218)
زهير الحربي وغيره، وناب عن أخيه في القضاء بالجانب الغربي، وحدث بشيءٍ من مسموعه، وهو خيرٌ حسن الطريقة.
ذكر من اسمه عبد الحق
2028- عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، أبو الحسين بن أبي الفرج بن أبي الحسين بن أبي بكر.
الشيخ الثقة ابن الشيخ الثقة ابن الشيخ الثقة. من بيت الرواية والتحديث والنقل والأمانة.
سمع الكثير بإفادة أبيه وبنفسه، وعمر حتى حدث بمسموعاته في حياته. سمع من أبي محمد جعفر بن أحمد السراج القارئ، وأبي الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن الطيوري، وأبي سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش، وأبي الحسن علي بن محمد ابن العلاف، وأبي القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان، وعمه أبي طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن(4/219)
يوسف، وابن عمر أبيه أبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبي الحسن محمد بن مرزوق الزعفراني، وجماعةٍ كثيرةٍ.
سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع، والقاضي عمر بن علي القرشي، والشريف أبو الحسن الزيدي، وأبو بكر الباقداري، وأبو أحمد البصري، والشيخ أبو الفرج ابن الجوزي، وأبو محمد بن الأخضر، وغيرهم.
وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني، وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته.
سمعت أبا محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر يقول، وقد ذكر أبا الحسين عبد الحق بن يوسف فقال: كان أبو الفضل بن شافع يقول: هو أثبت أقرانه. قال: شيخنا عبد العزيز: وكان عبد الحق لا يحدث بما سمعه حضوراً قبل أن يصح سماعه، وترك ذلك تورعاً.
قرأت على الشيخ أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي في ((مشيخته))، قلت له: أخبركم أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد ابن يوسف قراءةً عليه وأنت تسمع في جمادى الآخرة سنة سبعٍ وخمسين وخمس مئة، قال: أخبرنا عمي أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد، بن عبد القادر بن يوسف، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، قال: حدثنا أبو بكر النيسابوري، قال: حدثنا محمد بن مصعب الصوري، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة)).(4/220)
قال الشيخ أبو الفرج عقيب هذا الحديث: ولد شيخنا أبو الحسين سنة أربع وتسعين وأربع مئة. وكان حافظاً لكتاب الله ديناً ثقةً، قد سمع الحديث الكثير، وحدث، وهو من بيت المحدثين، وتوفي يوم الأحد خامس عشري جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة أحمد.
2029- عبد الحق بن محمد بن عبد الله ابن المقرون، أبو محمد ابن شيخنا أبي شجاع المقرئ، وهو أخو عبد الرزاق الذي قدمنا ذكره.
سمع أبا محمد محمد بن أحمد ابن المادح، وأبا المظفر هبة الله بن أحمد ابن محمد ابن الشبلي، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وأبا الوفاء محمود بن أبي القاسم بن حمكان الأصبهاني، وغيرهم. وحدث ببغداد، وبدمشق، وفي سفره. وشهد قبل وفاته بقليل عند القاضي محمود بن أحمد الزنجاني النائب في الحكم بمدينة السلام في يوم الاثنين سابع عشر محرم سنة اثنتي عشرة وست مئة، وزكاه العدلان: أبو القاسم ابن الصباغ ونصر بن عبد القادر الجيلي.
مولده في شهر رمضان سنة خمسين وخمس مئة.
وتوفي ليلة الثلاثاء تاسع شهر ربيع الأول سنة خمس عشرة وست مئة، ودفن يوم الثلاثاء بالجانب الغربي عند أبيه بمقبرة باب حرب.
2030- عبد الحق بن الحسن بن سعد الله بن نصر ابن الدجاجي، أبو طالب بن أبي القاسم بن أبي الحسن الواعظ.(4/221)
سمع جده أبا الحسن، وروى عنه. سمعنا منه.
قرأت على أبي طالب عبد الحق بن الحسن ابن الدجاجي: أخبركم جدك سعد الله بن نصر قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد ابن علي المقرئ الخياط، قال: حدثنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمد المؤدب، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد ابن الصواف، قال: حدثنا بشر بن موسى الأسدي، قال: حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي، قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يقول: سمعت سليم بن عامر يقول: سمعت أوسط البجلي يقول: سمعت أبا بكر الصديق يقول وهو على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم خنقته العبرة، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الأول: ((سلوا الله العفو والعافية، فإنه ما أوتي عبدٌ بعد يقينٍ شيئاً خيراً من العافية)).
سألت عبد الحق هذا عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة ست وخمسين أو سبع وخمسين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.(4/222)
ذكر من اسمه عبد المجيد
2031- عبد المجيد بن عبد الله بن الفرج ابن السباك، أبو محمد.
من أهل واسط.
قدم بغداد قبل سنة خمس مئة، وسمع بها من أبي محمد جعفر بن أحمد السراج، وأبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، وغيرهما. وعاد إلى بلده. وقد كان سمع به من جماعةٍ.
روى عنه أبو الفضل محمد بن ناصر وفاة أبي الحسن بن أبي الصقر الواسطي فقال فيما قرأت بخطه: حدثني عبد المجيد بن عبد الله ابن السباك -شاب كان يسمع معنا- أن أبا الحسن بن أبي الصقر توفي في جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وأربع مئة.
2032- عبد المجيد بن خليفة بن عبد السلام البيضاوي، أبو البقاء الفارسي.
وبيضاء المنسوب إليها: أحد بلاد فارس.
قال القاضي عمر القرشي: قدم بغداد، وحدث بها بشيءٍ من ((زهد)) هنادٍ. قال: وحدث عنه محمد بن ناصر، والله الموفق.
2033- عبد المجيد بن عبد الرحيم بن إسماعيل بن أحمد النيسابوري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو المجد ابن شيخ الشيوخ أبي القاسم.
شاب سري فيه تميز وكيسٌ. سمع أبا زرعة طاهر بن محمد المقدسي وغيره.
وتوفي في حياة أبيه يوم الجمعة يوم عيد الفطر من سنة خمس وسبعين(4/223)
وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
2034- عبد المجيد بن الحسن بن الحسين بن العلاء، أبو الفضل النهاوندي الأصل البغدادي المولد والدار.
سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، وأبا القاسم علي بن عبد السيد ابن الصباغ، وأبا غالب محمد بن علي ابن الداية، وغيرهم. وكان سماعه مع أبيه صحيحاً، ولم يكن محمود الطريقة، ولا من أهل هذا الشأن. كتبنا عنه مع البراءة من عهدته!
قرأت على أبي الفضل عبد المجيد بن الحسن النهاوندي، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن عبد السيد بن محمد ابن الصباغ قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني الخطيب، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي الوراق، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، قال: حدثنا كثير بن عبيد، قال: حدثنا بقية، عن إسحاق بن مالك اللألهاني، قال: حدثني يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((السواك مطهرةٌ للفم مرضاة للرب عز وجل)).
سألت عبد المجيد ابن النهاوندي عن مولده فقال: في رابع شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي في ليلة الجمعة ثاني شهر رمضان سنة اثنتي عشرة وست مئة.(4/224)
ذكر من اسمه عبد الواحد
2035- عبد الواحد بن شنيف بن محمد بن عبد الواحد، أبو الفرج الأمين.
من أهل محلة دار القز، من بيتٍ معروف بالرواية والأمانة.
وأبو الفرج هذا كانت له معرفةٌ بالفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله، وكان أمين الحكام بمحلته. وقد سمع الحديث لكن الرواية عنه لم تظهر.
حدثني أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن الحسين بن شنيف الأمين، قال: توفي عم أبي أبو الفرج في شعبان سنة ثمان وعشرين وخمس مئة، ودفن بمقبرة باب حرب، رحمه الله وإيانا.
2036- عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جردة، أبو نصر بن أبي عبد الله، وقد تقدم ذكر أبيه.
من أهل باب المراتب، من بيتٍ مشهورٍ باليسار وذوي الأحوال.
سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري، وغيره، وما أظنه روى شيئاً، والله أعلم.
أنبأنا أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الكتاني قال: وفيما كتب إلينا أبو علي أحمد بن محمد البرداني الحافظ، قال: توفي أبو نصر عبد الواحد بن محمد(4/225)
ابن جردة ليلة الأحد عاشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة، ودفن بالحربية عند أبيه، وكان قد سمع كثيراً من الجوهري.
2037- عبد الواحد بن الحسين بن محمد، أبو تمام الدباس.
من أهل الكرخ، والد أبي المظفر أحمد الذي قدمنا ذكره.
سمع من أبي البركات محمد بن عبد الله الوكيل، وكان يقول الشعر فيما قال القاضي عمر بن علي القرشي.
قلت: وقد روي عنه شيءٌ من شعره، والله أعلم.
2038- عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدينوري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو القاسم بن أبي الحسن.
من أهل باب البصرة، من أولاد المحدثين، كان والده زاهداً صالحاً مسنداً، روى لنا عنه غير واحدٍ.
وعبد الواحد هذا حدث عن أبيه. سمع منه القاضي عمر بن أبي الحسن الدمشقي، وأخرج له حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد الدينوري، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال: حدثنا علي بن محمد بن كيسان، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال: حدثنا أبو الربيع، قال: حدثنا فليح بن سليمان، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي أنه قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سبح ثلاثاً وثلاثين وكبر ثلاثاً(4/226)
وثلاثين وحمد ثلاثاً وثلاثين وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، خلف الصلاة، غفر له ذنبه ولو كان أكثر من زبد البحر)).
أنبأنا القرشي، قال: سألته، يعني عبد الواحد ابن الدينوري، عن مولده في سنة ستٍ وخمسين وخمس مئة فقال: لي الآن ثمانون سنة إلا سنة واحدة.
قلت: فيكون مولده على هذا القول في سنة سبع وسبعين وأربع مئة، والله أعلم.
قال القرشي: وتوفي في ليلة الجمعة ثامن عشر صفر سنة إحدى وستين وخمس مئة.
2039- عبد الواحد بن الحسين بن عبد الواحد، أبو محمد البزاز، يعرف بابن البارزي.
سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، وأبا الخطاب نصر ابن أحمد ابن البطر، وأبا المعالي ثابت بن بندار البقال، وغيرهم، وحدث عنهم.
سمع منه القاضي عمر القرشي، والشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي. وحدثنا عنه أبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي، وأبو الحسن علي بن الحسن بن رشيد، وغيرهما.
حدثنا أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن أبي المظفر الهاشمي لفظاً،(4/227)
قال: قرأت على أبي محمد عبد الواحد بن الحسين البزاز: أخبركم أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، قال: حدثنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن الفضل الوراق الواسطي، قال: حدثنا عامر بن أبي الحسين الدباغ، قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن إسماعيل، عن عبد الله ابن أبي أوفى، قال: آخر جنازة صليت عليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر عليها أربعاً.
أخبرنا عمر بن أبي الحسن الواعظ إذناً، قال: سألت عبد الواحد ابن البارزي عن مولده، فقال ما يدل أنه في سنة ثمانين وأربع مئة.
وتوفي يوم الأحد خامس عشري شوال سنة اثنتين وستين وخمس مئة.
وقال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق مثل ذلك، وزاد: ودفن بمقبرة الشونيزي، رحمه الله وإيانا.
2040- عبد الواحد بن عبد الملك بن محمد بن أبي سعد الفضلوسي الصوفي أبو نصر.
من أهل كرج، أحد الشيوخ المعروفين المذكورين بالزهد والرياضة والمجاهدة.
أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدمشقي، ومن خطه نقلت، قال: عبد الواحد بن عبد الملك الكرجي صاحب رياضات ومجاهدات، سافر الكثير، وصحب الشيوخ الكبار، وسمع الكثير بأصبهان، وببغداد من أبي القاسم بن(4/228)
الحصين، ومن بعده، وبمصر، وبالإسكندرية، وروى عن أبي عبد الله محمد ابن أحمد الرازي الإسكندراني. وكان كثير الحج، وربما حج منفرداً متوكلاً. رأيته ببغداد، وسمعت عليه عن الرازي وابن الحصين. وكان أبو الفرج ابن النقور قد كتب عنه عجائب ذكر أنه رآها في طريق الحج من رؤية الجن وما جرى له معهم ورؤية الخضر بمكة وأشياء أخر، وسمعنا ذلك منه. وكان له ببغداد قبول ولكنه نقص بعد ذلك. آخر كلام القرشي.
قلت: وقد ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في كتابه وقال: ورد بغداد وحدث بها عن أبي عبد الله الرازي.
أخبرنا القاضي عمر بن علي بن الخضر فيما أذن لنا أن نرويه عنه، قال: أخبرنا أبو نصر عبد الواحد بن عبد الملك الكرجي قراءةً عليه وأنا أسمع ببغداد، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي بالإسكندرية، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين ابن الطفال بمصر، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن رشيق، قال: حدثني أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح، فكأنما قرب بدنةً، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرةً، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجةً، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضةً، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر)).(4/229)
قال القرشي: وسألته، يعني أبا نصر الكرجي، عن مولده فقال: في سنة أربع وتسعين وأربع مئة.
وقال غيره: توفي بكرج في سنة تسع وستين وخمس مئة، والله الموفق.
2041- عبد الواحد بن أحمد بن علي العقيلي، أبو القاسم بن أبي نصر الطحان، يعرف بابن الكروناني.
سمع أبا الكرم المبارك بن فاخر النحوي، وحدث عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي وغيره، وروى لنا عنه عبد العزيز بن الأخضر.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر من كتابه، قلت له: أخبركم أبو القاسم عبد الواحد بن أبي نصر الطحان قراءةً عليه فأقر به، قال: أخبرنا أبو الكرم المبارك بن فاخر بن يعقوب النحوي، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: حدثنا بشر بن موسى، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قال الله عز وجل: الصوم لي وأنا أجزي به، يدع شهوته من أجلي، وشرابه من أجلي. والصوم جنةٌ، وللصائم فرحتان: فرحةٌ حين يفطر، وفرحةٌ حين يلقى ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)).
أنبأنا القرشي قال: سألت عبد الوحد ابن الكروناني عن مولده فقال ما يدل أنه في سنة ثمانين وأربع مئة، رحمه الله وإيانا.(4/230)
2042- عبد الواحد بن محمد بن هبيرة أبو الرضا، أخو الوزير أبي المظفر.
من أهل الدور، من نواحي دجيل.
سمع أبا الوقت السجزي وغيره. ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع في ((معجم شيوخه)) وقال: أجاز لي.
2043- عبد الواحد بن عبد الماجد بن عبد الواحد بن عبد الكريم ابن هوازن القشيري، أبو محمد بن أبي المحاسن بن أبي سعيد بن أبي القاسم.
من أهل نيسابور، من بيت التصوف والتقدم والخطابة ببلده.
سمع أبا بكر عبد الغفار بن محمد الشيرويي النيسابوري وغيره. قدم بغداد في سنة خمس وخمسين وخمس مئة، وحدث بها. سمع منه أبو نصر عمر بن محمد الدينوري، وأبو المحاسن الدمشقي وغيرهما.
قرأت على أبي نصر عمر بن محمد بن أحمد الصوفي، قلت له: أخبركم أبو محمد عبد الواحد بن عبد الماجد بن عبد الواحد القشيري قدم عليكم بغداد قراءةً عليه بها وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد ابن علي الشيرويي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن رجاء العدل، قال: حدثنا أبو قريش محمد بن جمعة الحافظ، قال: حدثنا الزبير ابن بكار، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله، عن هشام بن عبد الله، عن عكرمة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ابتغوا الرزق في(4/231)
خبايا الأرض)).
أخبرنا عمر بن علي القاضي في كتابه، قال: سألت عبد الواحد ابن القشيري عن مولده، فقال: في سنة إحدى وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
2044- عبد الواحد بن علي بن محمد بن حموية الجويني، وجوين من أعمال نيسابور، أبو سعد بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الصوفي النيسابوري.
أحد شيوخ الصوفية المعروفين بالبيت والقدمة والخطابة.
سمع ببلده من أبي بكر وجيه بن طاهر الشحامي، وقدم بغداد في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة، وسمع بها من أبي الوقت السجزي، وعاد إلى بلده. ثم قدمها حاجاً في سنة سبعٍ وثمانين وخمس مئة، فحج وعاد إليها في سنة ثمان وثمانين، وحدث بها عن وجيه المذكور، فسمع منه جماعةٌ منهم: أبو عبد الله محمد بن أبي الوفاء النحوي الموصلي وغيره، وذكر أنه ولد في رجب سنة تسع وعشرين وخمس مئة.(4/232)
وخرج إلى الشام وعاد قاصداً نيسابور فتوفي بالري في هذه السنة، أعني سنة ثمان وثمانين وخمس مئة، فيما بلغنا، والله أعلم.
2045- عبد الواحد بن مسعود بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين الشيباني، أبو غالب بن أبي منصور بن أبي غالب الكاتب.
من بيت أهل روايةٍ وإسناد.
سمع أبا الكرم المبارك بن الحسن ابن الشهرزوري المقرئ، وأبا الوقت السجزي، وأباه، والوزير أبا المظفر بن هبيرة، وغيرهم. وسمع معنا بواسط من القاضيين أبي طالب ابن الكتاني، وأبي الفتح ابن المندائي. وتولى الأعمال الواسطية نظراً وإشرافاً، وخرج إلى الشام في سنة سبعٍ وسبعين وخمس مئة، وحدث هناك، وتردد ما بين مصر ودمشق سنين، ثم سكن حلب إلى أن توفي بها، وما أعلم أنه حدث بالعراق شيئاً.
كان يقول: إن مولده في سنة خمس وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي بحلب في ثاني عشر شهر رمضان سنة سبعٍ وتسعين وخمس مئة، ودفن بها على ما بلغنا، رحمه الله وإيانا وجميع المسلمين.
2046- عبد الواحد بن سعد بن يحيى الصفار، أبو الفتح.
من أهل نهر القلائين، سكن درب شماس.
شيخٌ صالحٌ، سمع القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزاز، وأبا(4/233)
منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزاز، وأبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبا سعد أحمد بن محمد ابن الزوزني الصوفي، وأبا محمد عبد الجبار بن أحمد بن توبة الأسدي وغيره. كتبنا عنه.
قرأت على أبي الفتح عبد الواحد بن سعد الصفار بمنزله بالجانب الغربي، قلت له: أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد ابن عبيد العسكري، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى المروزي، قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث، عن أبي الزبير، عن سفيان بن عبد الرحمن، عن عاصم بن سفيان الثقفي، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من توضأ كما أمر وصلى كما أمر، غفر له ما تقدم من عملٍ)).
سألت عبد الواحد الصفار عن مولده، فقال: في شوال سنة ثمان عشرة وخمس مئة. وأضر قبل موته، وتوفي عصر يوم الجمعة رابع محرم سنة ست مئة، ودفن يوم السبت خامسه بمقبرة الشونيزي بالجانب الغربي.(4/234)
2047- عبد الواحد بن معالي بن غنيمة بن الحسن بن منينا، أبو أحمد، أخو عبد العزيز الذي قدمنا ذكره.
سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد بن عمر الكرخي، وروى عنه، سمعنا منه.
قرأت على أبي أحمد عبد الواحد بن معالي بن منينا، قلت له: أخبركم أبو البدر إبراهيم بن محمد بن عمر الفقيه قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل الجرجاني قدم علينا حاجاً، قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، قال: أخبرنا عبد الله بن عدي الجرجاني، قال: أخبرنا علي بن سعيد بن نسير، قال: حدثنا سهل بن زنجلة وابن حميد، قالا: حدثنا الصباح بن محارب، عن عمر بن عبد الله بن مرة، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كذب علي متعمداً ليضل به فليتبوأ مقعده من النار)).
توفي عبد الواحد بن منينا في ليلة الجمعة ثاني عشر صفر سنة إحدى وست مئة، ودفن يوم الجمعة المذكور.(4/235)
2048- عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد الداريج، أبو السعود بن أبي طاهر، يعرف بابن الطراح.
من ساكني القطيعة بباب الأزج.
سمع أبا البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي، وأبا الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم، وروى عنهم. وكان سماعه صحيحاً في الأصول، وإن لم يكن من أهل المعرفة بهذا الشأن، وكان خيراً يكثر الصوم. سمعنا منه.
قرأت على أبي السعود عبد الواحد بن محمد الداريج، قلت له: أخبركم أبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله ابن أخي ميمي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز، قال: حدثنا سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أيها الناس، من ظلم منكم مظلمة في الدنيا لم يرض صاحبها منها اقتص الله تعالى منه يوم القيامة)).
سألت عبد الواحد ابن الطراح عن مولده، فقال: في سنة عشرين(4/236)
وخمس مئة.
وتوفي يوم الاثنين خامس ذي الحجة سنة ثلاث وست مئة بقريةٍ من قرى طريق خراسان، ودفن هناك على ما بلغنا، والله أعلم.
2049- عبد الواحد بن عبد السلام بن سلطان البيع، أبو الفضل العدل.
من أهل باب الأزج، كان يسكن بدرب ثمل.
أحد الشهود المعدلين، ومن أهل الصلاح وأهل الدين، حافظٌ لكتاب الله تعالى. قد قرأ بالقراءات الكثيرة على جماعة منهم: محمد بن عبد الله بن علي ابن أحمد سبط الخياط، وأبو الكرم المبارك بن الحسن ابن الشهرزوري العطار، وغيرهما. وسمع منهما، ومن أبي بكر محمد بن أبي حامد البيع، وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي الفضل محمد بن ناصر، وغيرهم.
وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في ولايته الثانية يوم الأحد ثاني عشري ذي القعدة من سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو محمد عبيد الله بن محمد ابن الساوي، وأبو البقاء أحمد ابن علي بن كردي. وهو آخر شاهدٍ قبل قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدامغاني شهادته لأنه شهد عنده قبل وفاته بسبعة أيام. وشهد عبد الواحد بعده عند القضاة والحكام إلى أن توفي. وأقرأ الناس بالقراءات، وحدث سنين. وكان مشكوراً. سمعنا منه.(4/237)
أخبرنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد السلام بن سلطان المعدل قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي ابن المأمون، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عنان العبدي، قال: حدثنا عباس بن أبي طالب، قال: حدثنا عمرو بن محمد بن الحسن البصري، قال: حدثنا حسام بن مصك، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافاً)).
قال الدارقطني: تفرد به عمرو بن محمد، عن ثابت، وهو غريب من حديث حسام بن مصك.
سألت أبا الفضل عبد الواحد بن عبد السلام هذا عن مولده، فقال: في محرم سنة إحدى وعشرين وخمس مئة.
وتوفي يوم الأحد خامس شهر ربيع الأول سنة أربع وست مئة، ودفن يوم الاثنين بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.(4/238)
2050- عبد الواحد بن عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله، أبو الفتوح ابن شيخنا أبي أحمد المعروف بابن سكينة الصوفي.
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطي، وأبا زرعة طاهر بن محمد المقدسي، وجده لأمه شيخ الشيوخ أبا القاسم عبد الرحيم ابن إسماعيل النيسابوري، وغيرهم.
وسافر عن بغداد مدةً طويلة تردد ما بين الجزيرة والشام ومصر، وعاد إلى بغداد في حياة أبيه، وتولى رباط جده شيخ الشيوخ مشيخةً ونظراً في وقفه. وحدث بشيءٍ يسير.
بلغني أن مولده في سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة. ونفذ من الديوان العزيز -مجده الله- إلى أمير جزيرة قيس رسولاً مع رسولٍ كان وصل منه، فوصل إليه وقضى شغله، فأدركه أجله هناك، فتوفي بها في ثاني شعبان سنة ثمان وست مئة، فدفن بها، رحمه الله وإيانا.
2051- عبد الواحد بن محمود بن محمد البيع، أبو الفتح، يعرف بابن صعترة.(4/239)
كان يسكن بسوق العميد.
شيخٌ مسن، سمع في شبابه من أبي الفتح بن سلمان، وأبي زرعة المقدسي، وأبي محمد ابن الخشاب، وأمثالهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي الفتح عبد الواحد بن محمود ابن صعترة، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي الفراء قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال: حدثنا خلاد بن أسلم، قال: حدثنا النضر، قال: حدثنا النهاس، عن أبي عمار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من حافظ على سبحة الضحى غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر)).
سألت عبد الواحد ابن صعترة عن مولده، فقال: في سنة ثلاثين وخمس مئة.
وتوفي في أواخر ذي الحجة سنة خمس عشرة وست مئة.
2052- عبد الواحد بن نزار بن عبد الواحد ابن الجمال، أبو نزار.(4/240)
من أهل باب البصرة، أخو بركة بن نزار الذي قدمنا ذكره، وهذا الأصغر.
سمع أبا الحسن علي بن محمد بن أبي عمر الدباس، وأبا حفص عمر بن عبد الله الحربي، وغيرهما. سمعنا منه شيئاً يسيراً.
قرأت على أبي نزار عبد الواحد بن نزار بباب منزله بباب البصرة، قلت له: أخبركم أبو الحسن بن أبي عمر وأبو حفص الحربي قراءةً عليهما وأنت تسمع، فأقر به، قالا: حدثنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي إملاءً، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي، قال: أخبرنا عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: حدثني أنس بن مالك أن رجلاً من الأعراب أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما أعددت لها)) فقال الأعرابي: ما أعددت لها من كبيرٍ أحمد عليه نفسي، إلا أني أحب الله ورسوله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((فإنك مع من أحببت)).
سألت عبد الواحد بن نزار عن مولده، فقال: في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة.(4/241)
2053- عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن محمد بن علي ابن الصباغ، أبو القاسم بن أبي الحسن بن أبي المظفر بن أبي غالب.
من ساكني الكرخ.
أحد الشهود المعدلين هو وأبوه وجده وجد أبيه، ومن بيت الرواية والتحديث.
شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد ابن الدامغاني في ولايته الثانية يوم سابع عشر شوال سنة سبع وسبعين وخمس مئة، وزكاه عمه أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ وأبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله. وسمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء حضوراً، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان. سمعنا منه.
قرئ على أبي القاسم عبد الواحد بن علي ابن الصباغ بمنزله بالكرخ وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البناء قراءةً عليه وأنت حاضرٌ تسمع في سنة ستٍ وأربعين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو الحسن عاصم بن الحسن بن محمد المقرئ، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد الواعظ، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبيد الحافظ، قال: حدثنا علي بن سهل، قال: حدثنا علي بن قادم، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن أبي الجحاف، عن جميع بن عمير، قال: دخلت مع عمتي على عائشة، فقالت عمتي لعائشة: من كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت: فاطمة عليها السلام. قالت: من الرجال؟ قالت: زوجها؟(4/242)
قال موسى بن علي ابن المسوحي الأنباري في تسميعه لأبي القاسم ابن الصباغ هذا في سنة ست وأربعين وخمس مئة: وله من العمر يومئذ أربع سنين وشهران. فيكون مولده على هذا القول في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة، والله أعلم.
وتوفي ليلة السبت ثامن محرم سنة ثمان عشرة وست مئة، ودفن يوم السبت بباب حرب.
2054- عبد الواحد بن عبد العزيز بن علوان، أبو محمد السقلاطوني.
من أهل الحربية.
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وروى لنا عنه.
قرأت على أبي محمد عبد الواحد بن عبد العزيز بن علوان، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفضل حمد بن الحسن بن أحمد الحداد قراءةً(4/243)
عليه، قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ، قال: حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني، قال: حدثنا محمد بن محمد الباغندي، قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر بن كدام، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله بن مسعود، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطيع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)).(4/244)
2055- عبد الواحد بن أبي المطهر بن الفضل بن عبد الواحد الصيدلاني، أبو القاسم.
من أهل أصبهان.
سمع ببلده من أبي بكر محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني، وغيره. قدم بغداد حاجاً في سنة ستٍ وسبعين وخمس مئة، فحج وعاد إليها سنة سبع وسبعين، وحدث بها عن أبي ذر المذكور، فسمع منه جماعةٌ منهم أبو الفتح محمد بن محمود ابن الحراني، وأخرج عنه حديثاً في ((مشيخته))، رحمه الله وإيانا.
2056- عبد الواحد بن أبي الفتح بن عبد الرحمن بن عصية، أبو محمد.
من أهل الحربية، ابن عم عبد الرحمن بن علي بن عصية الذي قدمنا ذكره.(4/245)
قال أحمد بن سلمان الحربي المعروف بالسكر: توفي يوم الثلاثاء سابع عشري جمادى الأولى سنة ست وثمانين وخمس مئة.
2057- عبد الواحد بن أبي سالم بن جعفر، أبو محمد الشاعر.
من أهل مصر، قدم بغداد وسكنها إلى حين وفاته، وكان مقيماً بالمدرسة النظامية، وله معرفةٌ بالأدب ويقول الشعر، وله مدائح كثيرة في سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين -خلد الله ملكه- وكان أحد شعراء الديوان العزيز، مجده الله.
سمعت منه كثيراً من شعره؛ أنشدنا أبو محمد عبد الواحد بن أبي سالم المصري لنفسه من قصيدة له:
بيضاءً قد لعب الصبا بقوامها ... فأقام فيه مقامة العذال
رأت انهمال مدامعي فتبسمت ... فنضت عقيقاً عن عقود لآلي
وثنت معاطفها الوشاح فأسلمت ... شمل العبير إلى هبوب شمال
أو ظن واشيها المضلل أنني ... سالي الهوى عن ريقها السلسال
أو أن قلبي راح منها خالياً ... أو من هواها في الزمان الخالي
ما روح بلبالي غداةً تحملت ... في الظاعنين مجددٌ بل بالي
قد قوبلت بالحسن كل جهاتها ... من حيث عنت أقبلت بجمال
توفي عبد الواحد المصري ببغداد يوم الاثنين ثامن محرم سنة أربع عشرة وست مئة، ودفن في يومه بالجانب الشرقي بمقبرة درب الخبازين، رحمه الله وإيانا.(4/246)
2058- عبد الواحد بن أبي محمد بن منصور المستعمل، أبو منصور.
من أهل الحريم الطاهري.
سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، وأبا المعالي محمد بن محمد ابن اللحاس العطار، وأبا علي أحمد بن أحمد ابن الخراز، وغيرهم. سمعنا منه.
أخبرنا أبو منصور عبد الواحد بن أبي محمد ابن المستعمل بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو المعالي محمد بن محمد بن محمد ابن الخباز العطار قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عطاء الهروي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حموية، قال: حدثنا إبراهيم بن خزيم، قال: حدثنا عبد بن حميد، قال حدثني أبو الوليد، قال: حدثني إسحاق بن (سعيد) بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن جده، قال: كنت عند عثمان فدعا بطهور، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من امرئ مسلمٍ تحضره صلاةً مكتوبةٌ فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يؤتي كبيرةً، وذلك الدهر كله)).
توفي عبد الواحد هذا يوم الخميس خامس جمادى الآخرة سنة عشرين وست مئة، ودفن يوم الجمعة بباب حرب.
((آخر الجزء التاسع والثلاثين من الأصل))(4/247)
ذكر من اسمه عبد الصمد
2059- عبد الصمد بن محمد بن علي بن عبد الصمد بن علي بن محمد بن الحسن بن الفضل ابن المأمون، أبو الغنائم من أبي غانم الهاشمي.
من أهل الجانب الغربي، من بيت الحديث والرواية والتقدم.
أنبأنا القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، ومن خطه نقلت، قال: عبد الصمد بن محمد ابن المأمون، سمع أبا علي محمد بن سعيد بن نبهان وجماعة بعده. كتبت عنه، وكان صالحاً، قارئاً لكتاب الله، كثير الصلاة والعبادة، ثقةً، صحيح السماع. أقام سنين يتقدم في المواكب على جميع الهاشميين على عادةٍ بينهم، ثم انقطع وسكن رباطاً في الجانب الغربي.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن أحمد المعدل بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو الغنائم عبد الصمد بن محمد بن علي ابن المأمون قراءةً عليه فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، قال: حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن حيان، قال: حدثنا الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، ثم يقول: ((قني عذابك يوم تبعث عبادك)).
ذكر أحمد بن أحمد هذا عبد الصمد ابن المأمون فأثنى عليه، وقال: كان صالحاً.(4/248)
أخبرنا عمر بن علي القاضي إذناً، قال: توفي أبو الغنائم ابن المأمون في رجب سنة سبعين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
2060- عبد الصمد بن بديل الجيلي، أبو محمد المقرئ.
قرأ القرآن، وقدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، وصحب القاضي أبا يعلى محمد بن محمد ابن الفراء، وتفقه عليه.
قال أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي: توفي عبد الصمد بن بديل الجيلي يوم السبت سلخ ربيع الأول سنة إحدى وسبعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
2061- عبد الصمد بن إبراهيم بن عبد الله الجوهري، أبو محمد البارزي.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وغيره. سمع منه أبو المحاسن الدمشقي، وغيره.
أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الصمد بن إبراهيم الجوهري، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين.
وقرأته على القاضي أبي الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي، بها، قلت له: أخبركم أبو القاسم بن الحصين قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حدثنا محمد بن مسلمة، قال: حدثنا يزيد بن(4/249)
هارون، قال: حدثنا شريك، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يضع ركبتيه قبل يديه ويرفع يديه قبل ركبتيه.
2062- عبد الصمد بن يوسف بن عيسى النحوي، أبو محمد الضرير.
من قرية من السواد تعرف بزرفينيا.
سكن بغداد، وحفظ القرآن الكريم، وقرأ النحو على أبي محمد ابن الخشاب، ثم صار إلى واسط فسكنها إلى حين وفاته، ورأيته بها، وكان يقرئ النحو. وحضر معنا سماع ((صحيح البخاري)) لما قرئ على شيخنا أبي طالب ابن الكتاني، وكان كثير التلاوة للقرآن المجيد، له أورادٌ من الصلاة والذكر.
توفي بواسط في ربيع الأول سنة ست وسبعين وخمس مئة، ودفن بسكة الأعراب.
2063- عبد الصمد بن علي بن الحسن بن علي، أبو القاسم الحذاء، يعرف بابن الأخرم.(4/250)
سمع أبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبا المعالي أحمد بن محمد ابن البخاري، وأبا علي الحسن بن محمد الباقرحي، وأبا سعد أحمد بن عبد الجبار ابن الطيوري، وأبا الحسين محمد بن محمد ابن الفراء، وغيرهم. وروى عنهم.
سمع منه القاضي عمر القرشي وطبقته، ورأيته وما اتفق لي منه سماع، وقد أجاز لي في سنة أربع وسبعين وخمس مئة.
كتب إلينا عبد الصمد بن علي ابن الأخرم بخطه تحت إجازته لنا: ومولدي في سنة سبعٍ وخمس مئة.
وتوفي فجاءةً في ليلة الاثنين حادي عشري ذي الحجة سنة سبعٍ وسبعين وخمس مئة، يقال: وجد ميتاً في بيته قاعداً، رحمه الله وإيانا.
2064- عبد الصمد بن الحسين بن عبد الغفار الكلاهيني، أبو المظفر بن أبي عبد الله بن أبي الوفاء الزنجاني الواعظ، وكلاهين من نواحي زنجان، يعرف بالبديع.
قدم بغداد في صباه واستوطنها إلى حين وفاته، وصحب الشيخ أبا النجيب السهروردي، وأخذ عنه الوعظ. وسمع بها من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، وأبي بكر محمد بن عبد الله العامري وغيرهم. وحدث بالكثير، ووعظ سنين.(4/251)
وكان له رباطٌ يجلس فيه بقراح القاضي وعنده جماعةٌ من الفقراء، قصدناه للسماع منه في سنة ست وسبعين وخمس مئة فاعتذر إلينا بشغل كان له يومئذٍ، فلم يتفق لي العود إليه، وقد أجاز لي مراراً.
أنبأنا البديع أبو المظفر عبد الصمد بن الحسين الزنجاني، قال: قرئ على أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ببغداد في سنة خمس وعشرين وخمس مئة وأنا أسمع.
وقرأته على أبي محمد عبد الغني بن الحسن بن أحمد ابن العطار الهمذاني، قدم علينا، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد، فأقر بذلك، قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري، قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف العبدي بجرجان، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج، قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد الضرير، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا سيف بن سليمان، قال: أخبرني قيس بن سعد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاهدٍ ويمين.
توفي البديع الزنجاني يوم الأحد رابع عشر شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وثمانين وخمس مئة، ودفن برباطه بقراح القاضي، رحمه الله وإيانا وجميع المسلمين.(4/252)
2065- عبد الصمد بن ظاعن بن محمد بن محمود الزبيري، أبو أحمد ابن شيخنا أبي محمد، وقد تقدم ذكر أبيه.
سمع أبا الوقت السجزي، وأبا الفتح المعروف بابن البطي، وأبا محمد ابن المادح، وأبا زرعة المقدسي، وغيرهم. وما أظنه حدث بشيءٍ، والله أعلم.
توفي يوم الأحد حادي عشري محرم سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، ودفن بالجانب الغربي بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام، رحمه الله وإيانا.
2066- عبد الصمد بن عبد الخالق بن المبارك، أبو القاسم الطحان.
واسطي الأصل بغدادي المولد والدار، ابن عم شيخينا عبد الرحمن والمبارك ابني سعد الله الواسطي.
سمع من أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي، وروى شيئاً يسيراً. سمع منه بعض أصحابنا.
توفي بسيواس في أحد الربيعين من سنة ثمان وست مئة، رحمه الله وإيانا.
2067- عبد الصمد بن يوسف بن محمد بن علي البزاز، أبو محمد من ساكني دار البساسيري.(4/253)
سمع أبا عبد الله محمد بن عبيد الله ابن الرطبي، وأبا الوقت السجزي، وغيرهم. وكان فيه عسرٌ في الرواية. سمعنا منه، ولعله ما روى لغيرنا، والله أعلم.
قرأت على أبي محمد عبد الصمد بن يوسف بن محمد البزاز، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثنا عصام بن خالد، قال: حدثنا حريز بن عثمان، أنه سأل عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم كان شيخاً؟ قال: كان في عنفقته شعرات بيض.
توفي عبد الصمد بن يوسف البزاز في أواخر جمادى الآخرة سنة تسع وست مئة، ودفن بباب حرب.(4/254)
ذكر من اسمه عبد القادر
2068- عبد القادر بن علي بن نومة، أبو محمد الأديب الشاعر.
من أهل واسط.
قدم بغداد في صباه، وجالس الشريف أبا السعادات هبة الله بن علي ابن الشجري، والشيخ أبا منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي، وغيرهما من أهل الأدب. وقال الشعر، ومدح الأئمة الخلفاء الراشدين المقتفي لأمر الله ومن بعده، وكان حسن النظم.
ذكره أبو المعالي سعد بن علي الحظيري في كتابه المسمى ((زينة الدهر في ذكر لطائف شعراء العصر)) وأورد عنه شيئاً من شعره، ورأيته بواسط إلا أني لم آخذ عنه شيئاً.
أنشدني أبو الحسن ثعلب بن عثمان الشاعر، قال: أنشدني أبو محمد عبد القادر بن علي بن نومة لنفسه فيما ذكر ثعلب، وأظنها لغيره:
أصيب ببلوى الجسم أيوب فاغتدى ... به تضرب الأمثال إذ يذكر الصبر
فلما انتهى بلواه من بعد جسمه ... إلى القلب نادى معلناً ((مسني الضر))
وكل بلائي عند قلبي ولم أبح ... بشكوى الذي ألقى ولم يظهر السر
خرج عبد القادر بن نومة من واسط مسافراً في صفر سنة ست وسبعين(4/255)
وخمس مئة فغاب خبره، ولم يظهر أثره.
2069- عبد القادر بن هبة الله بن علي بن هبة الله ابن الغضائري، أبو علي.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا الحسين محمد بن محمد ابن الفراء، وأبا البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي، وغيرهم. وحدث عنهم؛ سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر الواعظ، وعبد الله بن أبي بكر الخباز، وقال: توفي في سنة ثمانين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
2070- عبد القادر بن هبة الله بن عبد الملك بن غريب الخال، أبو محمد، أخو عبد الرحمن الذي قدمنا ذكره.
سمع من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزاز فيما قيل، وروى عنه. سمع منه بعض الطلبة، وما لقيته.
وتوفي في ليلة الخميس النصف من رجب سنة خمسٍ وتسعين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
2071- عبد القادر بن خلف بن أبي البركات، أبو بكر المؤدب.(4/256)
وقد تقدم ذكرنا لأبيه.
سمع أبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وأبا الفضل محمد بن ناصر البغدادي، وأباه، وغيرهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي بكر عبد القادر بن خلف، قلت له: أخبركم أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الهروي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب، قال: حدثنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، قال: حدثنا يحيى ابن أكثم وعلي بن خشرم، قالا: حدثنا عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ويثيب عليها.(4/257)
توفي عبد القادر بن خلف هذا ليلة الأربعاء سادس ذي الحجة سنة ست مئة، ودفن يوم الأربعاء بباب حرب.
2072- عبد القادر بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو محمد الرهاوي.(4/258)
ولد بالرها، ونشأ بالموصل، وكان مولى لبعض أهل الموصل فأعتقه. وطلب العلم، وسمع الكثير، ورحل في طلب الحديث من الجزيرة إلى الشام وديار مصر وسمع بها، وبالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر بن سلفة.
ودخل العراق فسمع ببغداد من جماعةٍ منهم: أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب، وأبو محمد عبد الله بن منصور ابن الموصلي، وأبو طالب محمد ابن محمود الشيرازي المعروف بابن العلوية، وأبو عبد الرحمن أحمد بن مواهب صاحب ابن العلبي، والكاتبة شهدة بنت أحمد الإبري، وأبو الحسين عبد الحق ابن عبد الخالق بن يوسف، وخلقاً من أصحاب أبي الحسن ابن العلاف وأبي القاسم بن بيان وأبي علي بن نبهان.
وخرج إلى أصهبان فسمع بها من أبي عبد الله الرستمي، ومحمود بن مسعود الملقب فورجة، وأبي الفرج الثقفي. وسمع بنيسابور من أبي بكر محمد ابن علي الطوسي، وبمرو من أبي الفتح مسعود بن محمد المسعودي، وبهراة من أبي محمد عبد الجليل بن أبي سعد العدل وأبي الفتح نصر بن سيار الصاعدي وغيرهم.
وقدم واسط فسمع بها معنا من أبي العباس هبة الله بن مخلد الأزدي، وأبي طالب محمد بن علي ابن الكتاني، وأبي البقاء هبة الكريم بن الحسن بن حبانش، وأبي الفتح محمد بن عبد السميع الهاشمي، وأبي الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي.
وعاد إلى الموصل، وأقام بها بدار الحديث المظفرية مدةً يحدث. وسكن(4/259)
بأخرة حران إلى أن توفي بها.
وكان صالحاً، كثير السماع ثقةً، كتب الناس عنه كثيراً، وأجاز لنا مراراً.
بلغني أنه كان يقول: مولدي في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وخمس مئة بالرها.
وتوفي بحران يوم السبت ثاني جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وست مئة، ودفن بها.
2073- عبد القادر بن زنكي بن بنيمان، أبو بكر.
من أهل الأشتر، أحد البلاد الجبلية.
قدم بغداد، وتفقه بها على مذهب الشافعي رضي الله عنه على شيخنا أبي القاسم بن فضلان وغيره, وحصل له معرفة طرفٍ من المذهب والخلاف، وتكلم في المسائل، وأعاد بالمدرسة النظامية، ودرس بالمدرسة التي أنشأها فخر الدولة أبو المظفر بن المطلب بعقد المصطنع في أواخر سنة ثلاث وتسعين. ولم تحمد طريقته. وقد سمع شيئاً من الحديث من أبي المعالي ابن الفراوي، والرضي أحمد القزويني، وغيرهما. وما أعلم أنه حدث بشيءٍ.
2074- عبد القادر بن داود بن محمد، أبو محمد.
من أهل واسط.
أحد الفقهاء الشافعية من أصحابنا. تفقه بواسط على شيخنا مجير الدين محمود بن المبارك البغدادي. وقدم بغداد، وأقام بالمدرسة النظامية مدةً يفتي ويقرأ عليه. وقد سمع بواسط من القاضي أبي طالب ابن الكتاني ومن بعده. وقرأ القرآن بالقراءات على أبي بكر ابن الباقلاني. وهو مشكورٌ على طريقةٍ حميدة، حدث، وروى، والله الموفق.(4/260)
توفي في ليلة الأربعاء سادس عشري ربيع الآخر سنة تسع عشرة وست مئة، ودفن يوم الأربعاء بمقابر الشهداء.
2075- عبد القادر بن عبيد الله بن أحمد بن هبة الله ابن المنصوري، أبو طالب بن أبي الفضل بن أبي العباس الهاشمي، من ولد المنصور رضي الله عنه.
أحد الخطباء في الجمع على عادة أبيه وجده. خطب مدةً بجامع المدينة المعروف بجامع السلطان مناوبةً مع أخيه عبد الخالق وغيره. وهو من بيتٍ معروف بذلك، وقد تقدم ذكر جماعة منهم.
2076- عبد القادر بن أبي المظفر، أبو محمد المقرئ.
شيخٌ لأبي بكر بن كامل، روى عنه في ((معجمه)) أبياتاً من الشعر ذكر أنه أنشده إياها.
2077- عبد القادر بن أبي بكر بن أبي القاسم، أبو عبد الجليل، يعرف بابن المندوف.
من أهل شارع دار الرقيق.
ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق في ((معجم شيوخه)) الذين سمع منهم. قال: وتوفي يوم الثلاثاء تاسع عشر رجب من سنة ست وسبعين وخمس مئة.(4/261)
ذكر من اسمه عبد الغني
2078- عبد الغني بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن سهل العطار، أبو محمد ابن الحافظ أبي العلاء.
بغدادي المولد همذاني الدار والوفاة. من أبناء الشيوخ المذكورين بالحفظ والعلم والرواية.
وعبد الغني هذا سمع الكثير بإفادة أبيه ببغداد وبهمذان وأصبهان. ورحل إلى خراسان، وأقام بنيسابور سنين وتفقه على الشيخ محمد بن يحيى، وعاد إلى همذان بعد وفاة أبيه، وكان له قبولٌ عند أهلها.
سمع ببغداد من أبي القاسم بن الحصين، وأبي غالب ابن البناء وأخيه أبي عبد الله، وأبي بكر المزرفي، والقاضي أبي بكر الأنصاري، وأبي منصور بن زريق، وإسماعيل ابن السمرقندي، وأبي عبد الله ابن السلال، وغيرهم. وبهمذان من الحافظ أبي جعفر محمد بن الحسن الهمذاني، ومن أبي نصر عبد الملك بن مكي بن بنجير، ومن أبي بكر هبة الله المعروف بابن أخت الطويل وغيرهم، وبأصبهان من أبي الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي، ومن أبي القاسم غانم بن خالد البيع. وكانت له إجازةٌ من أبي علي الحداد سمعنا عليه بها.
قدم بغداد حاجاً في سنة إحدى وثمانين وخمس مئة، فحج، وعاد إليها وحدث بها، سمعنا منه بعد عوده، ونعم الشيخ كان.
قرأت على أبي محمد عبد الغني ابن الحافظ أبي العلاء، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءةً عليه وأنت تسمع(4/262)
ببغداد، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الواعظ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا معرف، عن محارب بن دثار، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن في زيارتها تذكرة)).
سألت أبا محمد عبد الغني ابن العطار الهمذاني عن مولده فقال: ولدت ببغداد بكرة يوم الخميس ثالث عشر محرم سنة خمس عشرة وخمس مئة.
وتوفي بهمذان في ثامن شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة، وقيل: في يوم الخميس ثالث عشره، وقيل: في ثالث عشرين منه، والله أعلم، رحمه الله وإيانا.
2079- عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر المقدسي الأصل الدمشقي، أبو محمد.(4/263)
أحد من عني بسماع الحديث وطلبه، ورحل فيه إلى البلدان. سمع بدمشق أبا المكارم عبد الواحد بن محمد بن هلال الأزدي، ومن في طبقته، وبمصر من أصحاب أبي صادق مرشد بن يحيى، وبالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر السلفي، وبالموصل من أبي الفضل الطوسي.
وقدم بغداد سنة ستين وخمس مئة، وبعدها، وسمع بها من أبي بكر أحمد ابن المقرب، وأبي الفتح بن سلمان، وأبي بكر ابن النقور، وأبي الحسن الخباز، وأبي محمد ابن الخشاب، وأبي القاسم يحيى بن ثابت بن بندار، وعبد الله ابن الموصلي، وجماعة. ثم خرج إلى أصبهان فسمع بها من أصحاب: أبي سعد المطرز، وغانم البرجي، وأبي الحسين بن فاذشاه، وأبي علي الحداد.
وعاد إلى بغداد وحدث بها في سنة ثمانٍ وسبعين وخمس مئة بالجانب الغربي، فسمع منه يعيش بن ريحان الأنباري، وغيره. وصار إلى دمشق، وحدث بها مدةً، وسمع منه بها جماعة من أهلها والواردين إليها. وكان له حفظٌ ومعرفةٌ. كتب إلينا بالإجازة مراراً.
وخرج من دمشق قبل وفاته بقليل إلى مصر وسكنها إلى أن مات بها في يوم الاثنين رابع عشري شهر ربيع الأول سنة ست مئة فيما بلغنا، والله أعلم.
2080- عبد الغني بن محمد بن عليان، أبو محمد.
وهو عبد الله أيضاً وقد تقدم ذكره فيمن اسمه عبد الله، وهو الصحيح، وأعدنا ذكره هاهنا جمعاً بين الاسمين كما كان يكتب هو بخطه، وفيما سبق كفاية عن إعادته، والله الموفق.(4/264)
2081- عبد الغني بن عبد العزيز بن هبة الله بن القاسم ابن البندار، أبو الفتح بن أبي القاسم بن أبي البقاء.
أخو عبد الرحيم وعبد الملك اللذين قدمنا ذكرهما، وهذا الأوسط منهم. كان يسكن بالحريم الطاهري بدرب الأشقر في دار جده.
سمع أبا الوقت السجزي، وأبا جعفر الطائي وأبي المعالي ابن اللحاس، وغيرهم. سمعنا منه.
قرأت على أبي الفتح عبد الغني بن عبد العزيز البندار، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الهروي قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد في الجانب الغربي، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا أبو الجهم العلاء ابن موسى الباهلي، قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من رآني في المنام فقد رآني، فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي)).
سألت عبد الغني ابن البندار عن مولده، فقال: ولدت في محرم سنة أربع وأربعين وخمس مئة بأردبيل.
وتوفي ببغداد يوم السبت تاسع صفر سنة إحدى وعشرين وست مئة، ودفن يوم الأحد بباب حرب.
2082- عبد الغني بن المبارك بن المبارك بن عبيد الله بن هبة الله، أبو القاسم بن أبي السعادات بن أبي محمد، سبط أبي منصور يونس بن أحمد ابن هبة الله.(4/265)
من بيت العدالة والرواية، وسيأتي ذكر أبيه وجده.
سمع جماعةً من أصحاب أبي القاسم بن الحصين، وغيرهم. وتولى إشراف الديوان العزيز -مجده الله- في يوم الخميس ثاني عشري صفر سنة إحدى عشرة وست مئة، وصرف في آخر نهار الخميس رابع صفر سنة اثنتي عشرة وست مئة، وأعيد إلى ذلك يوم الثلاثاء من جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وست مئة، وصرف في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وست مئة.
2083- عبد الغني بن أبي بكر الفقير، يعرف بابن نقطة.
كان منقطعاً في مسجدٍ قريبٍ من تل الزبيبية، وعنده جماعةٌ من الفقراء يخدمهم بما يفتح الله عليه ويدان لهم إذا قلت الفتوح، ويبذل جهده، وكان فيه سماحة وإيثارٌ، وله حالٌ حسنةٌ بين أهل طريقته.
توفي يوم الثلاثاء رابع جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة، ودفن في يومه بموضعٍ مجاورٍ لمسجده، رحمه الله وإيانا.(4/266)
2084- عبد الغني بن أبي سعيد بن محمد بن عبد الغني الطبري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو القاسم القارئ.
وقد تقدم ذكر عمه عبد الوهاب وابنه عبد اللطيف.
سمع عبد الغني هذا من أبي سعيد عبد اللطيف بن أبي سعد الأصبهاني، وغيره. سمعنا منه.
قرأت على أبي القاسم عبد الغني بن أبي سعيد بن محمد الطبري، قلت له: أخبركم أبو سعيد عبد اللطيف بن أحمد بن محمد الأصبهاني ويعرف بابن البغدادي، قدم عليكم، قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد، قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي بن مهدي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا معاذ بن المثنى، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، قال: حدثني نافع، عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((إذا نصح العبد لسيده وأحسن عبادة ربه كان له أجره مرتين)).
سألت عبد الغني القارئ عن مولده فقال: في ذي الحجة سنة سبع وعشرين وخمس مئة.
وتوفي يوم الأربعاء خامس عشر شهر ربيع الأول سنة سبع وست مئة.(4/267)
ذكر من اسمه عبد الباقي
2085- عبد الباقي بن عمر ابن الحبال، أبو محمد المقرئ.
سمع أبا علي بن زينة الدقاق، وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
2086- عبد الباقي بن هلال ابن السقاء، أبو محمد.
سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، وحدث عنه. روى عنه أيضاً أبو بكر بن كامل في ((معجمه)) حديثاً.
2087- عبد الباقي بن عبد الله، أبو محمد الضرير.
روى عن أبي علي البندنيجي الشاعر شيئاً من شعره، وعن أبي منصور القنائي أيضاً.
قال ابن كامل: وأنشدني عن أبي علي لنفسه:
أأيامي بذي الأثلات عودي ... ليورق في ربا الأثلاث عودي
فإن شميم ذاك الشيح أذكى ... لدي من انتشاقي نشر عودي
وإن تجاوب النغمات أحلى ... بسمعي فيه من نغمات عودي
2088- عبد الباقي بن وفاء -يقال: ابن أبي الوفاء- بن أبي القاسم، أبو الموفق الصوفي.
من أهل همذان.
قدم بغداد وسكنها إلى حين وفاته. وكان مقيماً بالرباط الأرجواني بدرب زاخي، وسمع بها من أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز، وحدث عنه.(4/268)
سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد العلوي الزيدي، والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، وغيرهم. وكان شيخاً حسن الهيئة معروفاً بين الصوفية.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزاز: أخبركم أبو الموفق عبد الباقي بن وفاء الصوفي قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءةً عليه وأنا أسمع.
وأخبرناه عالياً أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد الدباس بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان وعلي بن الحسين الربعي قراءةً عليهما، فأقر به، قالا: حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد ابن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا سلم بن سالم البلخي، عن نوح بن أبي مريم، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: ((للذين أحسنوا العمل في الدنيا الحسنى وهي الجنة، قال: والزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل)).
قرأت بخط الشريف أبي الحسن علي بن أحمد الزيدي ومنه نقلت: توفي أبو الموفق عبد الباقي بن وفاء الهمذاني يوم السبت، ودفن فيه، السادس عشر من ذي القعدة من سنة خمس وستين وخمس مئة بالشونيزي بعد أن صلي عليه برباط درب زاخي. سمع ابن بيان وروى عنه، سمعت منه، وكان شيخاً حسن الهيئة، وقد صحب المشايخ.
2089- عبد الباقي بن علي بن أحمد ابن الأخوة، أبو السعود.
من أهل الحريم الطاهري.(4/269)
سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي وغيره. سمع منه أبو بكر المبارك بن مشق البيع وذكره في ((معجم شيوخه))، قال: توفي يوم الجمعة خامس عشر محرم سنة سبعين وخمس مئة.
2090- عبد الباقي بن عبد الجبار بن عبد الباقي الحرضي، أبو أحمد الصوفي.
من أهل هراة، والحرض المنسوب إليه: الأشنان.
كان صاحباً لأبي الوقت السجزي، صحبه من بلده، وسمع منه، ومن أبي الخير محمد بن أحمد الباغبان الأصبهاني وغيرهما. وقدم مع أبي الوقت بغداد واستوطنها إلى أن مات بها. وحدث عن أبي الوقت، وغيره، وسكن رباط الأرجواني بدرب زاخي سنين، فلما فتح رباط الخليفة -خلد الله ملكه- الذي أنشأه بالجانب الغربي مجاوراً لتربة جهته النبوية السلجوقية عند مشهد عون ومعين انتقل إليه وأقام به إلى حين وفاته.
سمع منه أصحابنا، وما كتبت عنه، وقد أجاز لي.
توفي في ثالث عشري ذي القعدة سنة ست مئة، ودفن بمقبرة الشونيزي، رحمه الله وإيانا.
2091- عبد الباقي بن عثمان بن محمد بن جعفر بن يوسف بن صالح، أبو العز الصوفي.(4/270)
من أهل همذان.
سمع ببلده من أبي المناقب محمد بن حمزة العلوي، وأبي عبد الله محمد ابن حامد ابن الجراح، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي النيسابوري وغيرهم. وقدم بغداد حاجاً في سنة تسعين وخمس مئة، وحدث بها، وسمع منه جماعة من أصحابنا، وكنت مسافراً ولم ألقه، وقد كتب إلينا بالإجازة من همذان غير مرة.
توفي بهمذان في سنة اثنتين وست مئة، فيما اتصل بنا من خبره، والله أعلم.
2092- عبد الباقي بن أبي العز بن عبد الباقي الكواز، أبو يوسف الصوفي يعرف بابن القوالة.
من ساكني الجانب الشرقي بمحلة الجعفرية.
حدث عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن الطيوري. سمع منه الشريف أبو الحسن الزيدي، والقاضي عمر القرشي، والعدل عمر بن بكرون، وأبو بكر بن مشق، وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر، وغيره.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك من كتابه، قلت له: أخبركم عبد الباقي بن أبي العز الصوفي قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، قال:(4/271)
حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا حماد، عن الكلبي، عن سعيد بن زيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عشرةٌ من قريش في الجنة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن ابن عوف، وسعد بن مالك، وأبو عبيدة بن الجراح، ولو شئت أن أسمي العاشر لسميت)) فيرون أنه سعيد بن زيد رضي الله عنهم.
أرسله الكلبي عن سعيد بن زيد، وغيره قد أسنده.
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الحافظ، قال: توفي عبد الباقي ابن القوالة يوم الجمعة حادي عشري شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة. وقال أبو بكر بن مشق: يوم الجمعة سادس عشري الشهر المذكور.(4/272)
ذكر من اسمه عبد الرشيد
2093- عبد الرشيد بن الحسين بن عبد الرحمن المقرئ، أبو محمد الحصري.
كان يؤم في الصلوات بمسجد صدقة الناسخ بباب البدرية الشريفة. أجاز لجماعةٍ في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، ولم أقف على شيءٍ من سماعه، وعاش بعد الإجازة إلى بعد سنة تسعين وخمس مئة.
2094- عبد الرشيد بن محمد بن علي، أبو محمد الميبذي.
وميبذ المنسوب إليها بلدة قريبة من يزد.
سمع بأصبهان الكثير، وصحب أبا موسى الحافظ، وكتب عنه، وعن طبقته. وقدم بغداد حاجاً، وسمع بها من جماعةٍ من أصحاب ابن بيان وابن المهدي وابن الحصين، وحدث بها عن أبي العباس أحمد بن أحمد بن ينال الملقب بترك.
سمع منه بعض الطلبة، وعاد إلى بلده، وحدث هناك. وكان له فضلٌ ومعرفةٌ، وفيه فضل وتميز.
توفي في سنة ثمان وست مئة، فيما بلغنا، ببلده.
2095- عبد الرشيد بن محمد بن عبد الرشيد بن ناصر بن علي بن أحمد بن رجاء الرجائي، أبو محمد بن أبي الفضل الصوفي الواعظ.
من أهل أصبهان، من أولاد المشايخ المحدثين، وقد تقدم ذكر أبيه.(4/273)
قدم عبد الرشيد هذا بغداد في صباه مع أبيه، وسمع بها من أبي المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وأبي القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال الدقاق، وأبي طالب المبارك بن علي بن خضير، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان وغيرهم. وسمع بالكوفة من أبي العباس أحمد بن يحيى بن ناقة، وعاد إلى بلده. ثم قدمها حاجاً في سنة سبع وست مئة، فحج وعاد إليها، فكتبنا عنه بها.
قرأت على أبي محمد عبد الرشيد بن محمد الرجائي، قلت له: أخبركم أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد الدقاق قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد، فأقر به، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا عبد الجبار بن عاصم، قال: حدثنا بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن عمرو بن عبسة، أنه حدثهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أعتق نفساً مسلمةً كانت فديته من جهنم، ومن شاب شيبةً في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة)).
سألت عبد الرشيد هذا عن مولده، فقال: ولدت في ذي القعدة سنة خمسين وخمس مئة بأصبهان.(4/274)
ذكر من اسمه عبد السيد
2096- عبد السيد بن علي بن محمد بن الطيب بن مهدي المتكلم، أبو جعفر، المعروف بابن الزيتوني.
قرأ علم الكلام والفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله على أبي الوفاء علي بن عقيل ثم صار حنفياً، فقرأ على خلف بن أحمد الضرير مدرس مشهد أبي حنيفة رحمه الله. وكان يذب عن مذهب المعتزلة.
سمعت شيخنا مجير الدين أبا القاسم محمود بن المبارك البغدادي يذكر عبد السيد ابن الزيتوني ويصفه بمعرفة علم الكلام، وقال: قرأت عليه، وروى لنا عنه إنشاداً كتبناه عنه.
أنشدنا مجير الدين أبو القاسم محمود بن المبارك، قال: أنشدنا عبد السيد ابن الزيتوني لبعضهم:
من أراد الروح من هم طويلٍ ... فليكن فرداً من الناس ويرضى بالقليل
ويرى أن قليلاً نافعاً غير قليلٍ ... ويداوي مرض الوحدة بالصبر الجميل
أي عيشٍ لامرئٍ يصبح في حالٍ ذليلٍ ... بين قصدٍ من عدو ومداراة جهول
أو مماشاة بغيضٍ أو مقاساة ثقيل ... أف من معرفة الناس على كل سبيل
وتمام الأمر لا يعرف سمحاً من بخيلٍ ... فإذا أكمل هذا كان في ملكٍ جليل
قال صدقة بن الحسين في ((تاريخه)): توفي عبد السيد ابن الزيتوني في شوال سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة، وكان متكلماً، وله مصنفات، ودفن بمقبرة أحمد، رحمه الله وإيانا.(4/275)
2097- عبد السيد بن علي بن عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد ابن أحمد بن جعفر ابن الصباغ، أبو نصر بن أبي القاسم بن أبي نصر بن أبي طاهر.
من بيت العلم والعدالة، هو وأبوه وجده وجد أبيه. شهد أبو نصر هذا عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن هبة الله النحوي قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد ابن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه في ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) له في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته، قال: وأبو نصر عبد السيد بن علي بن عبد السيد ابن الصباغ يوم الأربعاء ثامن عشر شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وخمس مئة، وزكاه القاضي إبراهيم بن سالم الهيتي والشيخ أبو منصور سعيد بن محمد ابن الرزاز.
قلت: وعزل بعد ذلك بقليل.
وقد سمع من أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان، وأبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف. وسمع منه القاضي أبو المحاسن بن الخضر القرشي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا عمر بن علي القرشي، قال: أخبرنا أبو نصر عبد السيد بن علي ابن الصباغ، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن نبهان.
وأخبرنا عالياً أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو القاسم بن بيان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عرفة، قال:(4/276)
حدثنا ابن علية، عن يزيد، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عمران بن حصين، قال: قال رجلٌ: يا رسول الله، أعلم أهل الجنة من أهل النار؟ قال: ((نعم))، قال: ففيم يعمل العاملون؟ قال: ((اعملوا، فكل ميسرٌ))، أو كما قال.
قال القرشي: سألته، يعني أبا نصر ابن الصباغ، عن مولده، فقال: في يوم الأربعاء رابع عشر شوال سنة اثنتين وخمس مئة.
قال أحمد بن شافع: وتوفي بنصيبين في سنة ثلاث وستين وخمس مئة، وجاء الخبر بموته في ذي الحجة من السنة.
ذكر من اسمه عبد المحسن
2098- عبد المحسن بن تريك بن عبد المحسن بن تريك، أبو الفضل بن أبي غالب البيع.
من أهل باب الأزج، وساكني درب ثمل، أخو إبراهيم المقدم ذكره.
سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، وأبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري، وأبا القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين، وغيرهم. وحدث عنهم.(4/277)
سمع منه القرشي، وأحمد وتميم ابنا أحمد ابن البندنيجي، وروى لنا عنه عبد العزيز بن الأخضر.
أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزاز بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو الفضل عبد المحسن بن تريك البيع بقراءتك عليه، فأقر به. قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي ابن النرسي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، قال: حدثنا أحمد بن علي بن الحسن، قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن أصرم، قال: حدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا عبيدة بن معتب، عن إبراهيم، قال عبيدة: تزوجت ولم يعلم إبراهيم فأخبرته، قال: ألا أخبرتني حتى أعلمك كيف كانوا يصنعون؟ فقلت: ألم أخبرك؟ قال: ما أخبرتني، إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا لا يقربون نسائهم حتى تصلي المرأة خلف زوجها، فإن أبت أن تصلي خلفك، فصل أنت ركعتين ثم قل: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لأهلي في، اللهم ارزقني منها وارزقها مني، اللهم اجمع بيننا ما جمعت في خيرٍ، وفرق بيننا إذا فرقت إلى خيرٍ.
توفي عبد المحسن بن تريك يوم الأربعاء يوم عرفة من سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
2099- عبد المحسن بن يوسف بن عمر بن الحسين المقرئ، أبو الفضل، وقيل: أبو القاسم.
من أهل الحربية، من أبناء الشيوخ الصالحين الرواة.
سمع عبد المحسن هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي العز أحمد بن عبيد الله ابن كادش، وأبي الحسين محمد بن محمد ابن(4/278)
الفراء، وأبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف، وغيرهم، وروى عنهم.
سمع منه أحمد بن سلمان الحربي، وأبو بكر بن مشق البيع، وعبد الله بن أبي بكر الخباز، وجماعة آخرون.
قال ابن مشق: وتوفي ليلة الجمعة خامس عشري ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة، ودفن بكرة الجمعة عند أبيه بباب حرب.
2100- عبد المحسن بن ختلغ بن عبد الله أبو محمد، ويسمى طغدي، وهو المشهور من اسمه.
رباه علي بن عساكر البطائحي، وقرأ عليه القرآن الكريم بالقراءات، وسمعه من جماعةٍ منهم: أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبو القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي وغيرهم، وروى عنهم.
وحدث بالجانب الغربي في جامع العقبة سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، سمع منه أبو نصر محمد بن عبد السيد ابن الزيتوني وغيره. وخرج إلى الشام، واستوطن دمشق إلى أن توفي بها، وحدث في طريقه.
سألته عن مولده، فقال: في سنة أربع وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي بدمشق في محرم سنة تسع وثمانين وخمس مئة، ودفن بها.
2101- عبد المحسن بن عبد الله بن عبد المحسن، أبو الحسين العبسمي.(4/279)
من أهل أبهرزنجان.
كان فقيهاً شافعياً، تفقه ببلده على أبيه وعمه. وقدم بغداد، وتفقه بها على أسعد بن أبي نصر الميهني، وسمع بها من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وعاد إلى بلده وتولى القضاء به، ودرس الفقه، وحدث؛ ذكر لي ذلك كله عبد المحسن بن فرامرز الصوفي، قال: وتوفي قبل سنة تسعين وخمس مئة بيسير.
2102- عبد المحسن بن علي بن محمد، أبو منصور بن أبي الحسن.
من أهل الجانب الغربي، ومحلة النصرية، يعرف بابن الفراش.
مقرئٌ، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وروى عنه، سمع منه القاضي عمر القرشي ومن بعده، وأجاز لنا، وما قدر لي لقاؤه.
توفي بعد سنة تسعين وخمس مئة بقليل.
2103- عبد المحسن بن أحمد بن وهب البزاز، أبو منصور، يعرف بالزابي.
من ساكني سوق الكتان بباب الأزج.
سمع أبا البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش، وأبا سعد أحمد بن محمد الأصبهاني، وأبا الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف وغيرهم، وحدث عنهم. سمع منه أصحابنا واستجازوه لنا.
توفي ليلة الجمعة رابع عشر رجب سنة سبعٍ وتسعين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.(4/280)
2104- عبد المحسن بن أحمد بن الحسين الدقاق، واسمه طاوس وهو المشهور من اسمه.
وقد ذكرناه في حرف الطاء، وأعدنا ذكره هاهنا جمعاً بين الاسمين، والله الموفق.
2105- عبد المحسن بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر، أبو القاسم بن أبي الفضل بن أبي نصر المعروف بابن الطوسي.
من أهل الموصل، وخطيب الجامع العتيق بها، هو وأبوه وجده، ومن بيت العدالة والرواية والتحديث، وتقدم ذكرنا لأبيه.
سمع بالموصل أباه، وعمه أبا محمد عبد الرحمن، والقاضي أبا عبد الله الحسين بن نصر بن خميس، وغيرهم.(4/281)
قدم بغداد في سنة خمسين وخمس مئة، وسمع بها من أبي الكرم المبارك ابن الحسن ابن الشهرزوري المقرئ، وعاد إلى بلده، وحدث عنه. ثم قدم علينا بغداد حاجاً في سنة عشر وست مئة، فكتبنا عنه ونعم الشيخ كان.
قرأت على أبي القاسم عبد المحسن بن عبد الله ابن الطوسي ببغداد بالجانب الغربي من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو الكرم المبارك بن الحسن ابن أحمد المقرئ قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد في رمضان سنة خمسين وخمس مئة، فأقر بذلك وعرفه، قال: أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار، قال: حدثنا طاهر بن خالد بن نزار، قال: حدثنا أبي، قال: أخبرني إبراهيم بن طهمان، عن قتادة، عن خلاس بن عمرو، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).
أنشدنا أبو القاسم عبد المحسن بن أبي الفضل الخطيب ببغداد من حفظه، قال: أنشدني أبو الفضل عبد الله بالموصل، قال: أنشدني أبي أبو نصر أحمد، قال: أنشدنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي رحمه الله لنفسه:
سألت الناس عن خل وفي ... فقالوا: ما إلى هذا سبيل
تمسك إن ظفرت بود حر ... فإن الحر في الدنيا قليل
سألت عبد المحسن ابن الطوسي عن مولده، فقال: ولدت في ليلة الثلاثاء عاشر رجب سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة بالموصل.(4/282)
2106- عبد المحسن بن أبي العميد -وسألته عن اسمه فقال: فرامرز- بن خالد بن عبد الغفار بن إسماعيل بن أحمد الخفيفي، أبو طالب الفقيه الصوفي.
من أهل أبهرزنجان.
تفقه بهمذان على مذهب الشافعي على أبي القاسم عبد الله بن حيدر القزويني. وقدم بغداد في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، وتفقه بها على الفخر محمد بن أبي علي النوقاني، وعلق عنه تعليقةً فيما ذكر لي. وسمع ببلده الحديث من أبي الفتوح عبد الكافي بن عبد الغفار الخطيب، وبهمذان من أبي المحاسن عبد الرزاق بن إسماعيل القومساني، وبأصبهان من الحافظ أبي موسى محمد بن عمر المديني ولبس منه خرقة التصوف، وببغداد أبا الفضل بن شامل وأبا السعادات ابن زريق، وبدمشق أبا محمد عبد الرحمن بن علي الخرقي، وبمصر أبا القاسم هبة الله بن سعود البوصيري وفاطمة بنت سعد الخير الأنصاري، وبالإسكندرية أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي وغيرهم.
وعاد إلى بغداد، وأقام برباط الخليفة -خلد الله ملكه- بالجانب الغربي على دجلة سنين، وأم فيه بالجماعة في أوقات الصلوات. وأكثر الحج، وداوم الصوم، ولم يزل على طريقةٍ حميدة وسيرةٍ جميلة.(4/283)
حدث ببغداد، ومكة والمدينة شرفهما الله، وبالبصرة، وغيرها من البلاد.
وسألته عن مولده، فقال: ولدت يوم الأربعاء ثالث عشري رجب سنة ست وخمسين وخمس مئة بأبهر.
ذكر من اسمه عبد المنعم
2107- عبد المنعم بن محمد بن طاهر بن سعيد بن فضل الله بن أبي الخير الميهني، وميهنة: بلدة قريبة من نيسابور، أبو الفضائل بن أبي البركات بن أبي الفتح بن أبي طاهر بن أبي سعيد الصوفي.
الشيخ الصالح، من بيت التصوف والتقدم وخدمة الفقراء، هو وأبوه وجده وسلفه كلهم، وهم مشهورون بين أهل الطريقة، مقدمون في كل موضع.
وأبو الفضائل هذا والد محمد وأحمد اللذين قدمنا ذكرهما، ويقال: اسمه المفضل أيضاً، وسنذكره في حرف الميم جمعاً بين القولين.
سمع أباه أبا البركات، وحجة الإسلام أبا حامد محمد بن محمد الغزالي، وأبا الفتح عبيد الله بن محمد الهشامي المروزي، وغيرهم. وقدم بغداد، واستوطنها إلى حين وفاته، وسكن رباط ابن المحلبان المعروف برباط البسطامي بالجانب الغربي على دجلة، وخدم فيه الفقراء، وروى بها الحديث.(4/284)
سمع منه ابناه أبو البركات محمد، وأبو الفضل أحمد، وإبراهيم بن محمود ابن الشعار، والشريف علي الزيدي وأخوه عمر، وأحمد بن هبة الله الزاهد وغيرهم. وروى لنا عنه ابنه أحمد وعمر ابن أحمد العلوي.
قرأت على أبي الفضل أحمد بن عبد المنعم بن محمد الصوفي، قلت له: أخبركم والدك أبو الفضائل عبد المنعم بن محمد قراءةً عليه، وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا الحاكم أبو الفتح عبيد الله بن محمد بن أردشير الهشامي قراءةً عليه وأنا أسمع بمرو، قال: أخبرنا جدي أردشير بن محمد، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي، قال: أخبرنا أبو الموجه محمد بن عمرو الفزاري، قال: أخبرنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد)).
قال أبو الفرج صدقة بن الحسين الفرضي في ((تاريخه)): ومات أبو الفضائل شيخ رباط البسطامي في يوم الجمعة ثالث عشر محرم سنة خمس وستين وخمس مئة، وقت الصلاة، وصلي عليه بقية يومه، ودفن بعد المغرب، وكانت الصلاة عليه بجامع ابن بهليقا. وكان له سماعٌ بالحديث وعمره ثمانٍ وسبعون سنة. آخر كلام صدقة.
قلت: ودفن بمقبرة الشونيزي في صفة الجنيد مقابل قبر الجنيد، رحمه الله وإيانا.
2108- عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي، أبو المعالي بن أبي البركات بن أبي عبد الله بن أبي مسعود الفراوي الأصل النيسابوري المولد والدار.(4/285)
الشيخ الثقة المحدث ابن الشيخ الثقة المحدث ابن الشيخ الثقة المحدث، من بيتٍ مشهورٍ بالعدالة والتزكية، ورواية الحديث.
سمع ببلده أبا نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، وعبد الغفار بن محمد الشيرويي، وأبا الفضل العباس بن أبي العباس الشقاني، وجده أبا عبد الله الفراوي، وأباه أبا البركات، وغيرهم، وحدث عنهم.
قدم بغداد حاجاً في سنة تسع وسبعين وخمس مئة، وحدث بها قبل حجه وبعد عوده، وكنت حاجاً في تلك السنة، فسمعت منه بمكة والمدينة شرفهما الله وبالطريق.
قرأت على أبي المعالي عبد المنعم بن عبد الله بن محمد النيسابوري بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت له: أخبركم أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيرويي التاجر قراءةً عليه وأنت تسمع بنيسابور في شهر رمضان سنة اثنتين وخمس مئة، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري قراءةً عليه، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى المروزي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: قال رجل: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: ((ما أعددت لها؟)) فلم يذكر كبيراً إلا أنه يحب الله ورسوله، فقال: ((أنت مع من أحببت)).(4/286)
سألت أبا المعالي ابن الفراوي عن مولده، فقال: ولدت في شهر ربيع الأول سنة سبعٍ وتسعين وأربع مئة.
وبلغنا أنه توفي بنيسابور في شعبان سنة سبعٍ وثمانين وخمس مئة.
2109- عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر ابن كليب، أبو الفرج بن أبي الفتح الحراني الأصل البغدادي المولد والدار التاجر.
كان يسكن درب الآجر.
شيخٌ حسنٌ، عمر وأسن حتى انفرد بالرواية عن جماعةٍ من الشيوخ سماعاً وإجازةً وألحق الصغار بالكبار في علو الإسناد.
سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبا بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني، وأبا علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب، وأبا الخير المبارك بن الحسين الغسال، وأبا منصور محمد بن أحمد بن حمد الخازن، وأبا طالب الحسين بن محمد الزينبي. ومن الغرباء: أبا عثمان إسماعيل بن محمد بن ملة الأصبهاني، وأبا العلاء صاعد بن سيار الإسحاقي الهروي. وانفرد بالرواية عن هؤلاء في الدنيا. وكان سماعه صحيحاً، وروايته مستقيمة، وذهنه وحواسه إلى أن مات صحيحة. سمعنا منه الكثير، ونعم الشيخ كان.(4/287)
قرأت على أبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب وابني أبو المعالي سعيدٌ يسمع، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز قراءةً عليه وأنت تسمع في شهر ربيع الآخر سنة ست وخمس مئة، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزاز قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((آتي يوم القيامة باب الجنة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحدٍ قبلك)).
قلت: تفرد بإخراجه مسلم، فرواه عن عمرو الناقد والحسن بن علي الحلواني، كليهما عن أبي النضر.
وأخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب قراءةً عليه ونحن نسمع، قيل له: أخبركم أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب قراءةً عليه وأنت تسمع في سنة تسع وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، قال: أنشدني عبد الله بن شبيب، قال: أنشدني محمد بن الحسن العقيلي رحمه الله:
ما استضحك الحسن إلا من نواحيك ... ولا اغتذى الطيب إلا من تراقيك(4/288)
عن مقلتيك رأينا السحر مبتسماً ... دهراً كما ابتسم المرجان من فيك
يا بهجة الشمس ردي غير صاغرةٍ ... علي قلباً ثوى رهناً بحبيك
ما استحسنت مقلتي شيئاً فأعجبها ... إلا رأيت الذي استحسنته فيك
إذ منك يبتسم الإقبال عن غصنٍ ... لدنٍ ويضحك عن دعصٍ يواليك
سألت أبا الفرج بن كليب عن مولده، فقال: في صفر سنة خمس مئة.
وتوفي ليلة الاثنين سابع عشري شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وخمس مئة، وصلي عليه يوم الاثنين، وحمل إلى مقبرة باب حرب، فدفن عند أبيه وأهله، رحمه الله وإيانا.
2110- عبد المنعم بن هبة الكريم بن خلف البيع، أبو الفضل، يعرف بابن الحنبلي.
من أهل سوق الثلاثاء.
سمع أبا الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، وروى عنه. سمع منه أصحابنا، وما اتفق لي منه سماعٌ، وقد رأيته، وأجاز لي.
أخبرنا أبو الفضل عبد المنعم بن هبة الكريم فيما أذن لنا أن نرويه عنه، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءةً عليه وأنا أسمع.
قلت: وأخبرناه أبو محمد إسماعيل بن سعد الله بن محمد البزاز بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن البسري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر الصيرفي، قال: حدثنا بشر بن مطر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث،(4/289)
عن أبي مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن.
بلغني أن عبد المنعم ابن الحنبلي قال: مولدي في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي في العشر الأخر من ذي القعدة من سنة ست مئة.
2111- عبد المنعم بن يحيى بن أحمد بن عبيد الله بن هبة الله، أبو محمد بن أبي المعمر.
من ساكني درب الأعراب بباب الأزج، أخو أحمد وزيد اللذين قدمنا ذكرهما، وهذا الأوسط.
سمع أبا الفاضل محمد بن ناصر البغدادي، وأبا الوقت السجزي، وطبقتهما. وروى شيئاً يسيراً فيما بلغني، والله أعلم.
توفي في ثامن عشر ذي القعدة سنة ست مئة يوم أحد، ودفن بباب حرب، رحمه الله وإيانا.
2112- عبد المنعم بن علي بن نصر ابن الصيقل الحراني، أبو محمد.(4/290)
قدم بغداد فيما ذكر لي أول قدومه في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، وتفقه بها على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله على أبي الفتح ابن المني، وسمع بها من أبي الفتح بن شاتيل، وأبي السعادات القزاز، ومن بعدهما. وعاد إلى بلده وأقام مدةً ثم قدمها قبل وفاته بقليل، وسكن درب نصير، ووعظ، وروى شيئاً قليلاً.
وتوفي بها في يوم الخميس سادس عشر شهر ربيع الأول سنة إحدى وست مئة، ودفن يوم الجمعة بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب، رحمه الله وإيانا.
2113- عبد المنعم بن عبد العزيز ابن النطروني، أبو الفضل المالكي.
من أهل الإسكندرية.
قدم بغداد، واستوطنها، وتوفي بها. وكان فيه فضلٌ، وله شعرٌ حسنٌ. ورد بغداد مسترفداً على عادة الشعراء فمدح الخدمة الشريفة الإمامية الناصرية -خلد الله ملكها- بقصائد وأنعم عليه بجوائز، وتعلق بخدمة الديوان العزيز، مجده الله، وولي رباطاً بالجانب الغربي يعرف برباط العميد شيخاً للصوفية الذين به وناظراً في وقفه.
وفي سنة ست وتسعين وخمس مئة ورد إلى الديوان العزيز أجله الله رسولاً من يحيى بن غانية المايرقي الداعي إلى الدولة القاهرة العباسية، ثبتها الله، بالمغرب، وقضيت أشغاله، ونفذ عبد المنعم هذا معه من الديوان العزيز بعد أن(4/291)
شرف بخلعٍ عليه وأعطي كراعاً ورحلاً يصحبه.
وتوجه بطريق الشام ومصر فكانت سفرته إلى أن عاد ثلاث سنين وشهوراً. ولما وصل إلى بغداد رتب ناظراً في أوقات المارستان العضدي، فكان على ذلك إلى أن توفي في ليلة السبت خامس جمادى الآخرة سنة ثلاث وست مئة بالجانب الغربي، وصلي عليه بجامع ابن المطلب، ودفن بمقبرة الشونيزي، رحمه الله وإيانا.
2114- عبد المنعم بن عمر بن حسان الغساني، أبو الفضل المغربي.
من أهل الأندلس، من أهل قرية يقال لها: جليانة من قرى غرناطة.
كان صاحب رياضة وحكمة، وله معرفة بالطب وتصانيف في علم الرياضات والتشريح، وله شعرٌ حسنٌ.
قدم بغداد قافلاً من الحج في صفر سنة إحدى وست مئة، ونزل بالمدرسة النظامية، ولقيناه بها، وكتبنا عنه أقطاعاً من شعره.
أنشدنا أبو الفضل عبد المنعم بن عمر المغربي ببغداد لنفسه:
عجبت لحظوةٍ حصلت لقومٍ ... تعاف سلوكهم همم الرجال
لهم زي وألقابٌ عظامٌ ... وهم في الجد من همج الرذال
ونالوا ما أرادوا بالدعاوى ... كما نال المبرز في الخصال(4/292)
فقد ضاع اجتهاد أخي التحري ... إذا حصل التقدم بالمحال
وأنشدنا أيضاً لنفسه:
قالوا نراك عن الأكابر تعرض ... وسواك زوارٌ لهم متعرض
قلت الزيارة للزمان إضاعةٌ ... وإذا مضى وقتٌ فما يتعوض
إن كان يوماً لي إليهم حاجةٌ ... فبقدر ما ضمن القضاء يقيض
سألت عبد المنعم الغساني عن مولده، فقال: ولدت يوم الثلاثاء سابع محرم سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة بقريةٍ يقال جليانة من قرى غرناطة بالأندلس.
وخرج عن بغداد في الشهر الذي قدم فيه إلى دمشق، حماها الله، وبلغنا أنه توفي بها. رحمه الله وإيانا.
2115- عبد المنعم بن عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن الحسين ابن الفراء، أبو طالب بن أبي محمد.
وقد تقدم ذكرنا لأبيه وأخيه عبد الرحمن.
وعبد المنعم هذا سمع أباه، ومن بعده كأبي القاسم بن بوش، وأبي منصور بن حمدوية، وأبي محمد ابن الصابوني، وأبي الفرج بن كليب وغيرهم.
ولم يبلغ أوان الرواية لأنه توفي شاباً في يوم الأربعاء ثاني عشر جمادى(4/293)
الأولى سنة أربعٍ وست مئة، ودفن بباب حرب، رحمه الله وإيانا.
2116- عبد المنعم بن محمد بن الحسين بن سليمان، أبو محمد ابن أبي نصر، الفقيه الحنبلي.
من أهل باجسرا أحد قرى السواد.
سكن بغداد، وتفقه بها على أبي الفتح ابن المني، وحصل له طرفٌ حسنٌ من معرفة المذهب والخلاف، وتكلم في المسائل، ودرس في مسجد شيخه ابن المني بعد وفاته.
وشهد عند قاضي القضاة أبي الفضائل القاسم بن يحيى ابن الشهرزوري يوم الثلاثاء حادي عشري شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو نصر أحمد بن صدقة بن زهير وأبو العباس أحمد بن علي ابن المهتدي بالله الخطيب.
وسمع من الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري وغيرها. كتبت عنه أحاديث يسيرة.
قرأت على أبي محمد عبد المنعم بن محمد الباجسرائي، قلت له: أخبرتكم الكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج قراءةً عليها وأنت تسمع، فأقر به، قالت: أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، قال: حدثنا محمد(4/294)
ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل مسكرٍ خمرٌ وكل مسكرٍ حرامٌ)).
سألت عبد المنعم هذا عن مولده، فقال: في سنة خمسين وخمس مئة تقديراً.
وتوفي يوم الاثنين سابع عشر جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وست مئة، ودفن يوم الثلاثاء ثامن عشرة بمقبرة باب حرب، رحمه الله وإيانا.
((آخر الجزء الأربعين من الأصل))(4/295)
ذكر من اسمه عبد القاهر
2117- عبد القاهر بن الفضل بن سهل بن بشر بن أحمد الأسفراييني الأصل الدمشقي المولد، أبو المجد بن أبي المعالي بن أبي الفرج، يعرف والده بالأثير الحلبي.
قدم عبد القاهر هذا بغداد مع أبيه، واستوطنها، وحدثا بها. أما عبد القاهر فروى عن جده أبي الفرج سهل، وكان سماعه منه بدمشق صحيحاً. ولكن لم يكن محمود الطريقة ولا مرضي السيرة.
سألت عنه شيخنا أبا محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر فأساء القول فيه وفي أبيه، وقال: لم أسمع منهما، وذكر عبد القاهر بما لا تجوز الرواية عنه معه، وقال: ومع ذلك أظنه روى شيئاً.
قلت: وقد سمع منه قومٌ، ولعلهم ما علموا من حاله ما علم ابن الأخضر، والله أعلم.
2118- عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سعد بن الحسين بن القاسم بن النضر بن القاسم بن سعد بن النضر بن عبد الرحمن ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته، أبو النجيب.(4/296)
نقلت نسبه هذا من خطه. وعبد الله بن سعد جد أبيه، يكنى أبا جعفر، ويعرف بعموية من أهل سهرورد.
قدم بغداد في صباه في سنة سبع وخمس مئة واستوطنها، وتفقه بها على مذهب الشافعي رضي الله عنه على أسعد بن أبي نصر الميهني وغيره. وسمع بها من أبي علي محمد بن سعيد بن نبهان، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي النيسابوري، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبي سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي، وخلقٍ يطول ذكرهم.
وقرأ شيئاً من الأدب على أبي الحسن بن أبي زيد الفصيحي النحوي. وصحب الشيخ حماد بن مسلم الدباس، وآثر طريق التصوف والرياضة والتفرد. وحج على التجريد، وقصد أحمد بن محمد الغزالي، وأقام عنده مدةً، وفتح عليه باب الخير، وعلت حاله.
وعاد إلى بغداد، وتكلم في الوعظ، وظهر له القبول الكثير من أهل زمانه، وكثر له المريدون، وانتفع به خلقٌ كثيرٌ، ودرس بالمدرسة النظامية الفقه، وظهرت بركته على المتفقهة. ثم عاد إلى مدرسته، وتوفر على التدريس بها والوعظ، ولزوم طريقة التصوف، وإملاء الحديث حتى صار المشار إليه في علم(4/297)
الطريقة، والمتوحد في سلوكها على الحقيقة، وله في ذلك مصنفات.
ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في كتابه، وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته.
وحدثنا عنه جماعةٌ، وأثنوا عليه، ووصفوه بما يطول شرحه من العلم والحلم والمداراة وحسن الخلق والرفق والسماحة.
أخبرنا القاضي أبو زكريا يحيى بن القاسم الشافعي بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم الشيخ أبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله بن محمد السهروردي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد النيسابوري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن المؤمل بن محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو محمد الفاكهي بمكة، قال: حدثنا يحيى بن أبي مرة المكي، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ وعثمان اليماني، قالا: حدثنا موسى بن علي بن رباح، قال: سمعت أبي يحدث عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهن أيام أكلٍ وشربٍ)).
أنشدنا أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الهاشمي، قال: أنشدنا الشيخ أبو النجيب السهروردي في أماليه لنفسه:
أداء الحقوق دليل الكرم ... وفي ذاك مرضاة مولى الأمم(4/298)
ومن قام لله في خلقه ... بحسن الرعاية حاز النعم
أنبأنا القاضي عمر بن علي القرشي، قال: ذكر الشيخ أبو النجيب أنه ولد في سنة تسعين وأربع مئة بسهرورد. قال: وتوفي ببغداد في ليلة السبت ثامن عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وخمس مئة، ودفن من الغد.
وقال صدقة بن الحسين: توفي عشية الجمعة ثامن عشر الشهر المذكور، وصلي عليه يوم السبت، ودفن برباطه، رحمه الله وإيانا.
2119- عبد القاهر بن محمد بن عبد الله بن يحيى ابن الوكيل، أبو الفتوح بن أبي البركات القاضي، يعرف بابن الشطوي.
من أهل الجانب الغربي ومحلة الكرخ.
شهد أولاً عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النحوي قراءةً عليه وأنا أسمع في كتاب ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) تصنيفه، في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته، قال: وأبو الفتوح عبد القاهر بن محمد بن عبد الله الدباس يوم السبت تاسع ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وخمس مئة، وزكاه القاضي أبو القاسم علي بن عبد السيد ابن الصباغ والعدل أبو بكر أحمد بن محمد الدينوري.
قلت: وولي الحسبة بالجانب الغربي، والقضاء بربع الكرخ بعد ذلك.
وسمع من أبيه ومن أبي الفضل محمد بن عبد السلام الأنصاري، ومن أبي بكر أحمد بن المظفر بن سوسن التمار، وغيرهم. وحدث عنهم. سمع منه القاضي عمر القرشي، وأبو بكر بن مشق، وعمر بن محمد بن طبرزد، وغيرهم.
قرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن المعمر المؤدب، قلت له:(4/299)
أخبركم القاضي أبو الفتوح عبد القاهر بن محمد ابن الوكيل قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسين بن سوسن التمار، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، قال: حدثنا حمزة بن محمد بن العباس، قال: حدثنا محمد بن عيسى المديني، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن همام، عن حذيفة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل الجنة قتاتٌ)).
قلت: القتات: النمام.
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، قال: سألت أبا الفتوح ابن الشطوي عن مولده، فقال: في ذي الحجة من سنة إحدى وثمانين وأربع مئة.
وقال محمد بن مشق: في سابع الشهر المذكور.
قال القرشي: وتوفي يوم الاثنين العشرين من ذي القعدة من سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
وقال ابن مشق: يوم الاثنين حادي عشرين، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة الشونيزي.
2120- عبد القاهر بن الحسن بن علي بن القاسم ابن الشهرزوري، أبو علي بن أبي الحسن.
من أهل الموصل، من بيتٍ معروفٍ بالقضاء والتقدم، وقد ذكرنا عمه الحسين بن علي وقدومه بغداد وتوليته القضاء بها في سنة ست وخمسين وخمس مئة، وعبد القاهر هذا قدمها معه.
قال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في ((تاريخه))، ومن خطه نقلت:(4/300)
وفي يوم الاثنين عاشر جمادى الأولى سنة ست وخمسين وخمس مئة نفذ القاضي أبو عبد الله ابن الشهرزوري رسولاً من الديوان العزيز مجده الله إلى أمير الموصل، وجعل ابن أخيه أبا علي عبد القاهر نائباً عنه في القضاء ببغداد.
2121- عبد القاهر بن محمد بن عبد القاهر بن عليان، أبو بكر.
من أهل الحربية، أخو عبد الغني الذي قدمنا ذكره، وهذا هو الأكبر، والله أعلم.
سمع أبا القاسم بن الحصين، وأبا الحسين ابن الفراء، والقاضي أبا بكر الأنصاري، وغيرهم، وروى عنهم. سمع منه أبو العباس أحمد بن سلمان المعروف بالسكر، وجماعةٌ معه.
2122- عبد القاهر بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران، أبو القاسم بن أبي طاهر الفقيه الشافعي.
من أهل جزيرة ابن عمر، من أولاد الشيوخ الفقهاء والرواة النبلاء، وقد ذكرنا أباه فيمن اسمه إبراهيم.
وعبد القاهر هذا قدم بغداد، وأقام بها مدةً يتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه حتى حصل طرفاً حسناً من معرفة المذهب والخلاف والأصول، وسمع الكثير بها، وصحب الحافظ أبا بكر محمد بن موسى الحازمي، وسمع منه، وقرأ عليه كتبه، ونقلها. وكتب عن أصحاب ابن بيان، وأبي طالب بن يوسف، وأبي علي ابن المهدي، وأبي القاسم بن الحصين. ورجع إلى بلده وروى شيئاً يسيراً.
وتوفي شاباً لليلتين بقيتا من شعبان سنة تسع وست مئة بالجزيرة.(4/301)
ذكر الأسماء المفردة في العبيد
2123- عبد الأعلى بن عيسى بن أحمد بن أبي موسى الهاشمي، أخو أبي الفضل محمد الذي قدمنا ذكره.
سمع أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد البرمكي، وأبا طالب العشاري، وروى عنه. سمع منه أبو البركات هبة الله ابن السقطي فيما ذكر القاضي عمر بن علي القرشي رحمه الله.
2124- عبد الهادي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مأمون، أبو عروبة السجزي الفقيه الصوفي.
قدم بغداد حاجاً فيما قال أبو يعقوب يوسف بن أحمد البغدادي في سنة إحدى وعشرين وخمس مئة، وسمع بها من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، ومن في طبقتهما. وحدث بها بشيءٍ يسيرٍ، وعاد إلى بلده، وصار شيخ وقته. وتوفي في سنة اثنتين وستين وخمس مئة؛ كل ذلك نقلته من خطه، أعني يوسف.
2125- عبد المعين بن هبة الله بن عبد المعين، أبو محمد الحراني الأصل البغدادي المولد والدار.
من ساكني الحريم الطاهري، ختن أبي غالب ابن البناء زوج ابنته سعيدة.
ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي أنه قال له: سمعت من النقيب أبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي، وأبي الحسين المبارك بن(4/302)
عبد الجبار ابن الطيوري، وأبي الحسن ابن العلاف، وغيرهم. ويقتضي سنة ذاك، ووجدنا سماعه من حميه أبي غالب ابن البناء، فقرأت عليه شيئاً يسيراً.
أخبرنا أبو المحاسن القرشي إذناً، قال: قرأت على عبد المعين بن هبة الله: أخبركم أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي ابن المأمون، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي.
وأخبرناه عالياً أبو العباس أحمد بن يحيى بن بركة البزاز بقراءتي عليه من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ابن الأنماطي قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني، قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرنا أبو غسان وهو محمد بن مطرف، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن العبد ليعمل فيما بين الناس بعمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار، وإن العبد ليعمل فيما بين الناس بعمل أهل النار وإنه لمن أهل الجنة، وإنما الأعمال بالخواتيم)).
قال القرشي: وسألته، يعني عبد المعين، عن مولده، فقال: بمدينة السلام بالحريم الطاهري في خامس عشر رمضان من سنة ثمان وسبعين وأربع مئة.
وقال غير القرشي: في ثالث عشر رمضان المذكور والله أعلم.(4/303)
2126- عبد المغيث بن زهير بن زهير بن علوي، أبو العز بن أبي حرب.
من أهل الحربية.
شيخٌ مكثرٌ عني بطلب الحديث وسماعه وجمعه من مظانه، فسمع الكثير، وقرأ على الشيوخ، وكتب وحصل الأصول، وخرج، وصنف، وجمع. وكان ثقةً صالحاً صاحب سنةٍ وطريقة حميدة، منظوراً إليه بعين الديانة والأمانة والمعرفة.
سمع أبا القاسم بن الحصين، وأبا الحسين ابن الفراء، وأبا العز بن كادش، وأبا غالب ابن البناء، وأبا القاسم الحريري، وأبا الحسن علي بن أحمد ابن بكار، وأبا محمد عبد الرحمن بن علي ابن الأشقر، والقاضي أبا بكر الأنصاري، وأبا منصور القزاز، وأبا القاسم بن يوسف، وإسماعيل ابن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وخلقاً من طبقتهم، ومن بعدهم. وحدث بالكثير، وأفاد الطلبة. سمعنا منه، وكتبنا عنه، ونعم الشيخ كان.
حدثني أبو العز عبد المغيث بن زهير بن زهير من لفظه وكتابه على باب منزله بالحربية، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي النيسابوري، قدم علينا حاجاً في غرة ذي القعدة من سنة خمس وعشرين وخمس مئة، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا أبو(4/304)
صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا سفيان بن عيينة الهلالي وهو أول حديث سمعته منه، عن عمرو بن دينار، عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)).
أنشدني أبو العز عبد المغيث بن زهير جميع قصيدته في السنة، ومنها:
أفق أخا اللب من سكر الحياة فقد ... آن الرحيل وداعي الموت قد حضرا
وأنت تحرص فيما أنت تاركه ... إن كنت تعقل يوماً حقق النظرا
هل أنت إلا كآحاد الذين مضوا ... بحسرة الفوت لما استيقن الحذرا
أيام عمرك كنزٌ لا شبيه له ... وأنت تشري به الحصباء والمدرا
سألت عبد المغيث عن مولده، فقال: في سنة خمس مئة إن شاء الله.
وتوفي يوم الأحد ثالث عشري محرم سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة، وصلي عليه الخلق الكثير يوم الأحد بالحربية، ودفن بباب حرب في صف قبر أبي عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
2127- عبد المحمود بن أحمد بن علي، أبو محمد الفقيه الشافعي.(4/305)
من أهل واسط، يعرف بابن خندي.
ولد بقريةٍ تعرف بالحدادية، وحفظ القرآن الكريم بها، وتفقه بواسط على أبي جعفر هبة الله بن يحيى ابن البوقي، وسمع منه الحديث ومن غيره. ونظر في العربية والنحو، وصارت له معرفةٌ حسنةٌ بذلك، وبالتفسير، وسمع بالبصرة من أبي جعفر المبارك بن محمد المواقيتي، وبالكوفة من أبي العباس أحمد بن يحيى بن ناقة، وبمكة شرفها الله من أبي محمد المبارك بن علي ابن الطباع.
ودرس الفقه بواسط، وذكر التفسير، وأفتى. وقدم بغداد وجالس العلماء بها، وسمع من شيوخنا، وكتب عن الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي شيئاً من كتبه، وعاد إلى بلده. وكان عالماً عاملاً ناسكاً، حسن الطريقة.
توفي بواسط في ليلة الاثنين ثالث عشر شهر ربيع الأول سنة ست وثمانين وخمس مئة، وحضرنا الصلاة عليه يوم الاثنين بمصلى العبد منها، والجمع وافرٌ، ودفن بمقبرة مسجد زنبور، وقد بلغ الستين أو أناف عليها، والله أعلم.
2128- عبد المعيد بن عبد المغيث بن زهير، أبو محمد.
من أهل الحربية، وقد تقدم ذكر أبيه.
وعبد المعيد هذا أسمعه والده من جماعةٍ منهم: أبو الوقت السجزي، وأبو محمد ابن المادح، وأبو المظفر ابن الشبلي، وأبو الفتح ابن البطي وغيرهم. ولم تكن له عناية بهذا الشأن، ولا رزق منه حظاً، يقال: إنه روى شيئاً يسيراً.
توفي في ثامن عشر جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وخمس مئة، فيما قيل، والله أعلم.(4/306)
2129- عبد المجيب بن عبد الله بن زهير بن زهير، أبو محمد بن أبي القاسم.
من أهل الحربية أيضاً؛ هو ابن عم عبد المعيد الذي ذكرناه آنفاً.
شيخٌ صالحٌ، حافظٌ للقرآن الكريم كثير التلاوة، والإقراء له. سمع بإفادة عمه عبد المغيث بن أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف، وأبي العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية، وجماعة، وروى عنهم. سمعنا منه.
أخبرنا أبو محمد عبد المجيب بن أبي القاسم قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد ابن المسلمة المعدل، قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري، قال: أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد الفيريابي، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن أبي سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان)).
سألت عبد المجيب عن مولده، فقال: في سنة سبعٍ وعشرين وخمس مئة، أو سئل عنه وأنا أسمع.
وخرج قبل وفاته بقليل إلى مصر وحدث في طريقه، وعاد متوجهاً إلى العراق، فتوفي بحماة في يوم الأحد تاسع عشري محرم سنة أربع وست مئة،(4/307)
فدفن هناك.
2130- عبد المعز بن عبد الله بن عبد المعز بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله بن محمد، أبو القاسم الأنصاري.
من أهل هراة، من بيت المشيخة بها، والتقدم، هو وسلفه، ولهم الذكر الجميل والوصف الحسن، وإليهم الإشارة في التصوف.
سمع عبد المعز هذا بهراة أبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي التاجر وغيره. وقدم بغداد حاجاً في سنة ست وثمانين وخمس مئة، فحج وعاد إليها في سنة سبع وثمانين وخمس مئة، ونزل بالرباط الأرجواني بدرب زاخي، وحدث بها عن أبي الفتح الكروخي ((بأربعين)) جده الأعلى شيخ الإسلام عبد الله ابن محمد الأنصاري الهروي برواية الكروخي لها عنه. وعاد إلى بلده، وكتب إلينا بالإجازة من هناك في سنة سبعٍ وتسعين وخمس مئة.
وبلغنا أنه توفي يوم الأربعاء ثاني عشر صفر سنة خمس وست مئة بهراة.
2131- عبد المولى بن أبي تمام بن أبي منصور بن باد الهاشمي، أبو الفضل.
من أهل الجانب الغربي، كان يسكن محلة دار القز.
سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبا البركات المبارك ابن كامل بن حبيش الدلال، وغيرهما، وروى عنهم. كتبنا عنه، وأضر في آخر عمره.(4/308)
أخبرنا أبو الفضل عبد المولى بن تمام بن باد الهاشمي قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ إملاء بجامع المنصور، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الخطيب الصريفيني، قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد المروزي، قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسحاق الصفار، قال: حدثنا زكريا بن عدي قال: حدثنا عبيد الله ابن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن جندب البجلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل، وإن أفضل الصيام بعد صيام رمضان شهر الله الذي جعله محرماً)).
توفي عبد المولى بن باد في ليلة الجمعة سابع ذي الحجة من سنة خمس وست مئة، ودفن يوم الجمعة بباب حرب، وقد قارب التسعين، رحمه الله وإيانا.
2132- عبد العظيم بن عبد اللطيف بن أبي نصر بن محمد بن سهل الشرابي، أبو المكارم بن أبي البركات القزاز.
من أهل أصبهان.
سمع ببلده من جماعةٍ منهم: أبوه، وأبو الفضل شاكر بن علي الأسواري(4/309)
الصوفي، وأبو عبد الله الحسن بن العباس الرستمي، وأبو بكر محمد بن محمود الفارفاني، وأبو الخير محمد بن أحمد الباغبان، وأبو مسعود عبد الجليل بن محمد الملقب كوتاه، وغيرهم. وجمع له أبو عبد الله محمد بن محمد المؤدب الأصبهاني ((مشيخةً)) في جزءٍ حدث بها في بلده. وقدم بغداد وسكنها، وسمعنا منه بها.
قرأت على أبي المكارم عبد العظيم بن عبد اللطيف الأصبهاني ببغداد، قلت له: أخبركم أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد الباغبان، وأبو بكر محمد ابن محمود بن إبراهيم الفارفاني قراءةً عليهما وأنت تسمع بأصبهان، فأقر بذلك، قالا: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطيان، زاد الفارفاني: وأبو بكر السمسار.
وقرأت عليه أيضاً: أخبركم أبو عبد الله الحسن بن العباس بن علي بن أبي الطيب الرستمي قراءةً عليه وأنت تسمع بأصبهان، فأقر به، قال: أخبرنا أبو المظفر المزكي؛ قالوا: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن الربيع الأنماطي، قال: حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الوهاب، عن حميد، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((إذا جاء أحدكم الصلاة فليمش على هينته، فليصل ما أدرك وليقض ما سبق به)).
سألت عبد العظيم هذا عن مولده، فقال: ولدت بأصبهان في شهر ربيع الأول سنة خمسين وخمس مئة، بمحلة ملنج.
وتوفي ببغداد يوم الاثنين سابع عشري ذي الحجة سنة سبع عشرة وست مئة، ودفن بباب أبرز.(4/310)
ذكر من اسمه عمر
2133- عمر بن أحمد بن أبي الأصابع، أبو حفص.
من أهل الحربية.
سمع أبا العباس أحمد بن علي بن قريش، وروى عنه، وكان صالحاً، سمع منه أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي، وغيره.
أنبأنا عمر بن علي بن الخضر، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن أبي الأصابع، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن الحسين بن قريش، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال: حدثنا أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن الزهدي، قال: حدثنا محمد بن هارون بن المجدر، قال: حدثنا الحسن بن حماد سجادة، قال: حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن يزيد بن سنان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازةٍ فكبر ووضع يده اليمنى على يده اليسرى.
قال القرشي: وتوفي عمر بن أبي الأصابع يوم الأحد سلخ ذي الحجة سنة ستين وخمس مئة، ودفن يوم الاثنين مستهل محرم سنة إحدى وستين، وقد جاوز الثمانين، ودفن بباب حرب.
2134- عمر بن أحمد بن عمر بن روشن الخطيبي، أبو حفص الفقيه الواعظ.(4/311)
من أهل زنجان.
قدم بغداد في سنة إحدى وستين وخمس مئة، وحدث بها عن أبي الحسن عبيد الله بن محمد البيهقي، فسمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وأبو المحاسن الدمشقي، وغيرهما.
أخبرنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي إذناً، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر الزنجاني، قدم علينا، قال: أخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين البيهقي.
وأخبرناه عالياً القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي قراءةً عليه بها، قال: أخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد البيهقي قراءةً عليه وأنا أسمع ببغداد، قال: أخبرنا جدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة -وعن همام، عن أبي هريرة- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله تسعةٌ وتسعين اسماً، مئة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة)).
عاد هذا الشيخ إلى بلده بعد سنة إحدى وستين وخمس مئة، وتوفي به بعد ذلك، رحمه الله وإيانا.
2135- عمر بن أحمد بن علي، أبو حفص، يعرف بابن الكبشي.(4/312)
من أهل الحربية.
سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف، وغيره، وروى عنه. سمع منه أبو العباس أحمد بن سلمان الحربي واستجازه لنا.
وتوفي يوم الخميس سادس عشر جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وخمس مئة.
2136- عمر بن أحمد بن الحسن بن علي بن علي بن عمر بن أحمد ابن الهيثم بن بكرون النهرواني الأصل البغدادي المولد والدار، أبو حفص بن ابن المعالي المقرئ.
أحد الشهود المعدلين والشيوخ الثقات المأمونين. قرأ القرآن الكريم بالقراءات على أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشهرزوري العطار، وغيره. وسمع منه، ومن أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي المعالي الفضل بن سهل الحلبي، وأبي الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبي الوقت السجزي، وغيرهم، وروى عنهم.
وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في ولايته الثانية يوم الاثنين خامس عشري رجب سنة إحدى وسبعين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله وأبو القاسم عبيد الله بن علي ابن الفراء، وكان على عدالته إلى أن توفي. وأم بالناس في المدرسة النظامية في الصلوات سنين، وتولى خزن الديوان العزيز مجده الله أيضاً، وحدث بالقليل، وما اتفق لي منه سماعٌ.(4/313)
وسألته عن مولده فذكر لي أنه ولد في شهر رمضان سنة ثلاثٍ وعشرين وخمس مئة، وانقطع في بيته قبل وفاته بمديدة، وتوفي ليلة الاثنين عاشر رجب سنة سبع وتسعين وخمس مئة، وحضرت الصلاة عليه يوم الاثنين بالمدرسة النظامية، وحمل إلى الجانب الغربي، فدفن بالموضع المعروف بمقابر الشهداء، من مقبرة باب حرب.
2137- عمر بن أحمد بن صلايا، أبو حفص.
من أهل الجانب الغربي، وساكني المحلة المعروفة بالقرية.
كان خيراً، يصحب الصالحين. وعمل بالمحلة المذكورة رباطاً للفقراء ولنفسه تربة ووقف عليهما شيئاً من ملكه.
توفي في الرابع والعشرين من شهر رمضان من سنة سبعٍ وتسعين وخمس مئة، ودفن بتربته المتصلة برباطه.
2138- عمر بن أحمد بن عبد الملك بن أبي علي، أبو حفص بن أبي بكر الدقاق.
من أهل باب الأزج، يعرف بابن صفية.
سمع شيئاً يسيراً بإفادة أحمد بن عمر بن لبيدة من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وروى عنه.
سمع منه بعض أصحابنا، وطلبناه لنسمع منه، فكان قد سافر إلى الموصل ثم بلغنا أنه توفي بها بعد سنة ست مئة.
2139- عمر بن أحمد بن محمد بن عمر العلوي الحسيني، أبو البركات بن أبي العباس الزيدي نسباً، أخو أبي الحسن علي الزيدي الزاهد الذي يأتي ذكره، وعمر هذا هو الأصغر.(4/314)
سمع من جماعةٍ مع أخيه بإفادته، منهم: أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ابن الزاغوني، وأبو الفضائل أحمد بن هبة الله ابن الواثق الهاشمي، وأبو محمد محمد بن أحمد ابن المادح، وأبو المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وأبو المعالي عمر بن علي الصيرفي، وأبو بكر هبة الله بن أحمد الحفار، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وأبو المعالي عمر وأبو العباس أحمد ابنا بنيمان، وغيرهم. وكان سماعه في كتب أخيه صحيحاً. وأم بالناس في المسجد المعروف بأخيه بدار دينار إلى حين وفاته. حدث بالكثير، وسمعنا منه، وكان خيراً.
قرأت على أبي البركات عمر بن أحمد بن محمد العلوي الزيدي من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو الفضائل أحمد بن هبة الله بن أحمد ابن الواثق الهاشمي الخطيب ويعرف بالزيتوني قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي، قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا عمر بن عبد الرحمن، عن محمد بن عمار بن سعد المؤذن، أنه سمع أبا هريرة يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يحشر المؤذنين يوم القيامة أطول الناس أعناقاً بقولهم: لا إله إلا الله عز وجل)).
سألت عمر الزيدي عن مولده، فقال: في صفر سنة ثلاث وأربعين(4/315)
وخمس مئة.
وتوفي فجاءةً بعد أن صلى العصر من يوم الاثنين العشرين من جمادى الأولى سنة عشر وست مئة، وصلي عليه يوم الثلاثاء، ودفن بمشهد الإمام موسى ابن جعفر عليهما السلام بالجانب الغربي، رحمه الله وإيانا.
2140- عمر بن أحمد بن سالم بن دردانة، أبو حفص.
من أهل الحربية.
روى، وحدث، وسمع منه بعض أصحابنا.
2141- عمر بن إبراهيم بن عثمان التركستاني الأصل الواسطي المولد والدار، أبو حفص الواعظ الصوفي.
كان له لسانٌ في الوعظ، وقد سمع الحديث ببلده من جماعةٍ منهم: أبو محمد عبد الرحمن بن الحسين ابن الدجاجي المقرئ، وأبو طاهر أحمد بن محمد ابن البرخشي، وأبو العباس هبة الله بن نصر الله ابن الجلخت، وأبو(4/316)
طالب محمد بن علي ابن الكتاني، وغيرهم.
وقدم بغداد مراراً كثيرةً، وسمع بها من أبي الثناء محمد بن محمد ابن الزيتوني الواعظ، والكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الدينوري، والرضي أبي الخير أحمد بن إسماعيل القزويني، ومن بعدهم. وتكلم بها واعظاً، وتولى رباط الزوزني مشيخةً ونظراً في وقفه. وسافر الكثير إلى الحجاز، والجزيرة، وديار بكر، وخراسان، وغزنة، ونفذ من الديوان العزيز مجده الله رسولاً إلى شهاب الدين محمد بن سام ملك غزنة، وأقام هناك مدةً، ولم تحمد طريقته. وعاد إلى شيراز فأقام بها وأدركه أجله بها.
وقد حدث في أسفاره، وكان بذيئاً كثير الوقيعة في الناس مخلطاً.
توفي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وست مئة.
2142- عمر بن أسعد الصوفي، غير مكنى.
روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل في ((معجمه)) أبياتاً من الشعر ذكر أنه أنشده إياها، لم أر له ذكراً في غير ذلك.
2143- عمر بن أعز بن عمر بن محمد بن عموية، أبو حفص بن أبي الحارث السهروردي الأصل البغدادي المولد والدار، أخو محمد بن أعز المقدم ذكره.
سمع عمر هذا من أبي الوقت السجزي، وغيره. سمعنا منه.
قرأت على أبي حفص عمر بن أعز بن عمر: أخبركم أبو الوقت عبد الأول ابن عيسى بن شعيب الصوفي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو(4/317)
الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف ابن مطر الفربري، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حماد، عن ثابت وشعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها.
سألت عمر بن أعز عن مولده، فقال: في رجب سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة.
2144- عمر بن بنيمان بن عمر بن نصر المستعمل، أبو المعالي.
من أهل الحريم الطاهري.
شيخٌ ثقةٌ صدوقٌ، سمع الكثير من أبي عبد الله الحسين بن علي ابن البسري، وابن المعالي ثابت بن بندار المقرئ، وأبي علي أحمد بن محمد البرداني، وأبي غالب محمد بن الحسن البقال، وأبي العز محمد بن المختار الهاشمي، وغيرهم، وحدث عنهم.
سمع منه أبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشعار، والشريف أبو الحسن الزيدي، والقاضي عمر القرشي، وأبو بكر بن مشق، وعبد العزيز بن الأخضر، وروى لنا عنه جماعة.
وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في كتابه، وذكرناه نحن لأن(4/318)
وفاته تأخرت عن وفاته.
قرأت على أبي الحسن علي بن المبارك بن أحمد الطاهري، قلت له: أخبركم أبو المعالي عمر بن بنيمان بن عمر قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد البندار قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن أشعث، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله. قال يحيى بن آدم: وحدثنا سفيان بن سعيد، عن عمرو بن يحيى الأنصاري، عن أبيه، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ليس فيما دون خمسة أوسقٍ صدقة)).
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، قال: توفي عمر بن بنيمان يوم الجمعة ثامن رجب سنة ثلاث وستين وخمس مئة، ودفن يوم السبت بمقبرة باب حرب.
2145- عمر بن ثابت بن علي، أبو القاسم بن أبي منصور، يعرف بابن الشمحل.
سمع أبا منصور محمد بن أحمد المقرئ الخياط، وأبا الحسن علي بن(4/319)
محمد ابن العلاف، وأبا القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبا علي محمد بن سعيد ابن نبهان، وروى عنهم.
سمع منه القاضي عمر بن أبي الحسن الدمشقي وغيره، وكان يتولى بعض خدم الديوان العزيز مجده الله.
أنبأنا القاضي أبو المحاسن القرشي، قال: أخبرنا أبو القاسم عمر بن ثابت ابن الشمحل، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد ابن العلاف، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الحمامي، قال: حدثنا جعفر بن نصير الخلدي، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي مسعود الأنصاري، قال: أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو اليمن فقال: ((الإيمان هاهنا ألا وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين أصحاب الإبل حيث يطلع قرن الشيطان في ربيعة ومضر)).
قال القرشي: وتوفي عمر ابن الشمحل يوم الأحد ثاني عشر ذي الحجة سنة إحدى وستين وخمس مئة.
وقال أبو الفضل أحمد بن شافع في ((تاريخه)): توفي ليلة الاثنين ثالث عشر الشهر المذكور، ودفن بباب حرب.
2146- عمر بن ثابت بن علي بن أحمد بن هجرس التغلبي، أبو حفص المقرئ التكريتي.
من شيوخ القاضي عمر القرشي الذين سمع منهم، ذكره في ((معجمه)) هكذا.(4/320)
2147- عمر بن حسن بن علي بن محمد بن فرج بن خلف بن قومس بن مزلال بن ملال بن أحمد بن بدر بن دحية بن خليفة الكلبي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبو الخطاب، سبط أبي عبد الله بن أبي البسام العلوي الحسيني.
هكذا أملى علينا نسبه من حفظه فكتبناه عنه، وكان يسمي نفسه: ذا النسبين بين دحية والحسين.
من أهل المغرب، من أهل سبتة، وأظنه كان قاضيها.
شيخٌ فاضلٌ، له معرفةٌ حسنةٌ بالنحو واللغة العربية، وأنسةٌ بالحديث والفقه على مذهب مالك رحمه الله، وكان يقول: أحفظ ((صحيح مسلم)) جميعه، وقرأته على بعض الشيوخ بالمغرب من حفظي. ويدعي أشياء كثيرة!
خرج من المغرب إلى مكة شرفها الله تعالى فحج، ورحل إلى الشام، وورد العراق ودخل بغداد مجتازاً، وصار إلى أصبهان، فسمع بها من عفيفة الفارفانية ((معجم)) الطبراني. وخرج إلى خراسان فسمع بنيسابور ((صحيح مسلم)) من أصحاب أبي عبد الله الفراوي، وانتهى إلى مرو. وعاد إلى بغداد، وانحدر إلى واسط، فسمع عن القاضي أبي الفتح ابن المندائي ((مسند)) أبي عبد الله أحمد(4/321)
ابن حنبل رحمه الله.
وعاد إلى بغداد فلقيناه بها في الجانب الغربي، وسمعنا منه شيئاً يسيراً لم أعقله عنه. وأنشدني من حفظه في المذاكرة، قال: أنشدني أبو بكر عبد الرحمن ابن محمد بن مغاور السلمي بالمغرب، قال: أنشدني القاضي أبو علي الحسين ابن محمد الصدفي، قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي بمنزله ببغداد لنفسه:
لقاء الناس ليس يفيد شيئاً ... سوى الهذيان من قيل وقال
فأقلل من لقاء الناس إلا ... لأخذ العلم أو لصلاح مال
خرج ابن دحية عن بغداد إلى الشام، وصار إلى مصر فبلغنا أنه أقام بها ملتحقاً بأمرائها، ولم يكن الثناء عليه جميلاً، والله أعلم، رحمه الله وإيانا.
2148- عمر بن الحسن بن المبارك ابن البواب، أبو القاسم بن أبي علي الأمين.
من أهل الحريم الطاهري.
كان أمين القضاة بالحريم وما يليه هو وأبوه.
سمع أبا علي أحمد بن محمد ابن الرحبي، وأبا الحسن دهبل بن علي بن كاره، وأخاه أبا محمد، وأبا عبد الله محمد بن علي السقاء المقرئ، وغيرهم، وروى عنهم.
ذكر أن مولده في سنة ستٍ وخمسين وخمس مئة.
وتوفي يوم الجمعة سابع عشر شعبان سنة سبع عشرة وست مئة، ودفن يوم السبت ثامن عشر بباب حرب.(4/322)
2149- عمر بن الحسين بن يحيى القزاز، أبو حفص، يعرف بابن المعوج.
من أهل الحريم الطاهري، أخو أبي بكر محمد الذي قدمنا ذكره.
سمع أبا منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزاز، وأبا البدر إبراهيم ابن محمد الكرخي، وأبا بكر أحمد بن علي ابن الأشقر، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية، وروى عنهم، وأضر في آخر عمره، وكان فقيراً صبوراً. سمعنا منه.
قرأت على أبي حفص عمر بن الحسين ابن المعوج، قلت له: أخبركم أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الفقيه قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، قال: قرأت على القاضي أبي عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قلت له: أخبركم أبو علي محمد ابن أحمد بن عمر اللؤلؤي، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: أخبرنا محمد بن موسى، عن يعقوب بن سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)).(4/323)
توفي عمر ابن المعوج يوم الاثنين رابع ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وست مئة.
2150- عمر بن سعد الله بن عبد الله، أبو حفص، دلال الدور، يعرف بابن الحنبلي.
من ساكني البصلية بباب الأزج.
سمع أبا الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف، وروى عنه. سمع منه بعض أصحابنا واستجازه لنا، وما لقيته، والله الموفق.
2151- عمر بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن سبعون القيرواني الأصل البغدادي المولد والدار، أبو حفص بن أبي محمد.
وقد تقدم ذكر أبيه.
سمع أبا محمد يحيى بن علي ابن الطراح الوكيل، وأبا البدر الكرخي، وأبا بكر ابن الزاغوني، وحدث عنهم.
بلغني أن مولده في سنة ست عشرة وخمس مئة.
وتوفي يوم الثلاثاء ثاني شعبان سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة.
2152- عمر بن عبد الله بن أبي السعادات الدباس، أبو حفص بن أبي بكر، يعرف والده بقعوير.
كان حنبلياً فانتقل إلى مذهب الشافعي رضي الله عنه، وتولى إشراف دار(4/324)
الكتب النظامية بالمدرسة النظامية. وقرأ طرفاً من الأدب، وسمع شيئاً من الحديث على سبيل الاتفاق.
وتوفي شاباً في ليلة الاثنين ثامن جمادى الآخرة سنة إحدى وست مئة، ودفن يوم الاثنين بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.
2153- عمر بن عبد الرحيم بن إسماعيل بن أحمد النيسابوري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو المحاسن ابن شيخ الشيوخ أبي القاسم ابن شيخ الشيوخ أبي البركات ابن شيخ الشيوخ أبي سعد.
أخو عبد المجيد وعبد الله اللذين قدمنا ذكرهما، وعمر هذا الأصغر.
كان شاباً سرياً، جميل الأخلاق، يرجع على فضل وتميز.
توفي في حياة أبيه قبل أخيه عبد المجيد بخمسة عشر يوماً، وذلك في يوم الأربعاء خامس عشر شهر رمضان سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
2154- عمر بن عبد العزيز بن عيسى الخردلي، أبو حفص.
من أهل الحربية.
سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وغيره، وروى عنهم. سمع منه أحمد بن سلمان المعروف بالسكر وغيره من أصحابنا، وما لقيته، رحمه الله وإيانا.
2155- عمر بن عبد الباقي ابن التبان، أبو حفص المقرئ.
ذكره أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في ((تاريخه)) فقال: كان من قرأة(4/325)
القرآن المجودين، توفي في أحد الربيعين، هكذا على الشك، من سنة اثنتين وستين وخمس مئة بالسواد. لم يزد على ذلك.
2156- عمر بن عبد الواحد بن سعيد، أبو القاسم المقرئ.
من أهل بعقوبا.
أحد قراء بغداد. سمع من أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان وسافر عن بغداد، وحدث عنه بكرمان، فسمع منه الحافظ يوسف بن أحمد البغدادي هناك، وروى عنه حديثاً في الأربعين التي جمعها لنفسه على البلدان.
أخبرنا يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله البغدادي إجازةً، وقد سمعت منه، قال: أخبرنا أبو القاسم عمر بن عبد الواحد بن سعيد البعقوبي بنرماجير، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان.
وأخبرناه عالياً سماعاً أبو طالب محمد بن علي بن أحمد المحتسب بواسط وأبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد الدباس ببغداد بقراءتي عليهما، قلت لهما: أخبركما أبو القاسم بن بيان قراءةً عليه وأنتما تسمعان، فأقرا بذلك، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عرفة، قال: حدثنا أبو يزيد خالد بن حيان الرقي، عن فرات بن سلمان وعيسى بن كثير، كليهما عن أبي رجاء، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من بلغه عن الله عز وجل شيءٌ(4/326)
فيه فضيلةٌ فأخذه إيماناً به ورجاء ثوابه أعطاه الله ذلك وإن لم يكن كذلك)).
2157- عمر بن عبد الكريم بن أبي غالب، أبو حفص الحمامي.
من أهل الحربية.
سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف، وحدث عنه، وأجاز لنا.
أنبأنا عمر بن عبد الكريم الحمامي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف قراءةً عليه وأنا أسمع.
قلت: وأخبرناه أبو عبد الله عبد الرحمن بن هبة الله بن أبي نصر الحربي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف قراءةً عليه، وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد ابن النقور، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: أخبرنا رضوان بن أحمد الصيدلاني، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال: حدثنا يونس بن بكير، عن هشام بن سعد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الروحة يروحها العبد والغدوة يغدوها العبد في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما فيها)).
توفي عمر هذا يوم الأربعاء سادس عشري شعبان سنة سبع وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
2158- عمر بن عثمان بن عمر، أبو حفص الحلاج.(4/327)
من أهل باب البصرة.
شيخٌ صالحٌ، سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، وأبا القاسم مقبل بن أحمد ابن الصدر، وغيرهما. سمع منه بعض أصحابنا.
وتوفي في سنة أربع وست مئة، ودفن بمقبرة جامع المنصور، رحمه الله وإيانا.
2159- عمر بن علي بن نصر الصيرفي، أبو المعالي الخفاف.
حدث عن أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي. سمع منه إبراهيم ابن الشعار، والشريف علي الزيدي، والقاضي عمر القرشي، وعبد الرحمن بن عمر الواعظ، وعبد الوهاب بن عبد الله القصار، وغيرهم.
قرأت على أبي الحسن عبد الوهاب بن عبد الله بن هبة الله الصوفي، قلت له: أخبركم أبو المعالي عمر بن علي بن نصر الخفاف قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن حماد الواعظ، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: حدثنا الفضل بن سهل، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نصح العبد لسيده وأحسن عبادة ربه كان له الأجر مرتين)).
أنبأنا القاضي عمر بن علي القرشي، قال: توفي أبو المعالي عمر بن علي الصيرفي يوم الاثنين سادس عشر شهر ربيع الأول سنة تسع وخمسين وخمس مئة.(4/328)
2160- عمر بن علي بن علي بن بهليقا، أبو حفص، والد أحمد الذي قدمنا ذكره.
من أهل الجانب الغربي، كان يسكن المحلة المعروفة بالقرية وإليه ينسب الجامع المعروف بجامع ابن بهليقا، وهو جامع العقبة، وكان مسجداً فاشترى ما حوله وبناه جامعاً، وأقيمت الجمعة فيه في شعبان سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي يوم الاثنين ثامن عشر ذي القعدة من سنة ستين وخمس مئة، ودفن بالجامع المذكور.
2161- عمر بن علي بن إبراهيم، أبو حفص، يعرف بابن نعيجة، أخو أبي البركات المبارك الذي يأتي ذكره.
من شيوخ القاضي أبي المحاسن القرشي، ذكره في ((معجمه)). سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وروى عنه.
2162- عمر بن علي بن الخضر بن عبد الله بن علي، أبو المحاسن ابن أبي الحسن بن أبي الحسين القرشي.(4/329)
من أهل دمشق.
حافظٌ، عالمٌ، ثقةٌ، عني بطلب الحديث وسماعه من صباه، وكتابته وجمعه؛ فسمع الكثير بدمشق، وحلب، وحران، والموصل، وبغداد، والكوفة، ومكة والمدينة شرفهما الله وغيرها، ورزق فيه الحفظ والفهم.
فسمع بدمشق أبا الدر ياقوت بن عبد الله التاجر مولى ابن البخاري، وأبا القاسم الحسين بن الحسن الأسدي، وأبا طاهر الخضر بن هبة الله بن طاووس، وأبا المعالي علي بن هبة الله بن خلدون، وأبا يعلى حمزة بن أحمد السلمي وجماعة. وبحلب أبا طالب عبد الرحمن بن الحسن ابن النجمي وغيره، وبحران أبا الفضل حامد بن محمود بن أبي الحجر، وبالموصل أبا الفضل عبد الله بن أحمد ابن الطوسي.
وقدم بغداد يوم الأربعاء ثالث عشر جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة، واستوطنها، وسمع بها أبا الوقت السجزي، والنقيب أبا جعفر أحمد بن محمد العباسي المكي، والشريف أبا المظفر محمد بن أحمد ابن التريكي، وأبا محمد ابن المادح، وأبا المظفر ابن الشبلي، وأبا القاسم بن الفضل، وسعد الله بن حمدي، والقاضي أبا يعلى ابن الفراء، والشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، وأبا بكر ابن المقرب، وأبا الفتح ابن البطي، وخلقاً يطول شرحهم.
وصحب الشيخ أبا النجيب السهروردي، والتحق ببني رئيس الرؤساء، وسمع معهم، وقرأ لهم على الشيوخ، وانقطع إليهم.
وشهد عند قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد ابن الحديثي في أول ولايته يوم السبت ثاني عشري ربيع الآخر سنة ست وستين وخمس مئة، وزكاه العدلان أبو بكر محمد بن عبد الملك ابن الدينوري، وأبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ. وولاه، أعني قاضي القضاة، القضاء بحريم دار الخلافة المعظمة شيد الله قواعدها بالعز. ونفذ رسولاً من الديوان العزيز -مجده الله-(4/330)
إلى نور الدين محمود بن زنكي أمير الشام، وعاد إلى بغداد، وحج مراراً بها.
وحدث بها في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة وما كان بلغ الثلاثين سنة من عمره وما بعدها، وسمع الناس منه لعلمه وحفظه ومعرفته، منهم: الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، والحافظ أبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداري، وأبو الخير صبيح بن عبد الله العطاري، وأبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ، وأبو العباس أحمد بن أحمد البندنيجي، وأبو نصر عمر ابن محمد بن جابر الصوفي، وابنه أبو بكر عبد الله، أعني القرشي. ومن الغرباء: الحسين بن عبد الصمد الزنجاني، وحميد بن عثمان الأصبهاني، وعلي ابن خلف التلماسي، وغيرهم.
وسألت عنه أبا الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري بمكة، فقال: كان ثقةً صحيح النقل، وأثنى عليه.
أجاز لي جميع ما يرويه في شعبان سنة أربع وسبعين وخمس مئة، وحدثني عنه عمر بن أبي بكر الصوفي.
قرأت على أبي نصر عمر بن محمد بن أحمد بن الحسن الدينوري قلت له: حدثكم القاضي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي من لفظه في جمادى الآخرة سنة اثنتين وستين وخمس مئة، فأقر به.
وأخبرنا القرشي إجازةً، قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن فارس السلمي، قال: حدثنا أبو القاسم نصر بن إبراهيم المقدسي، قال: حدثنا أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي، قال: حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي، قال: حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق، قال: حدثني جدي، قال: حدثنا ضمرة، عن حمزة وهو النصيبي، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه القرآن، فإذا نزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم عرف أن السورة قد فصلت.(4/331)
سمعت أبا بكر عبد الله بن عمر القرشي يقول: قال والدي: مولدي بدمشق في ليلة السبت ثالث عشري شعبان سنة ست وعشرين وخمس مئة.
وتوفي ببغداد في يوم الأحد سادس ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة، وصلي عليه يوم الاثنين سابع، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشونيزي، في صفة رويم الصوفي.
2163- عمر بن علي بن خليفة بن طيب، أبو حفص.
من ساكني الحربية، والد شيخنا محمد بن عمر العطار.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا بكر محمد بن منصور القصري، وغيرهما. سمع منه ابنه أبو الفضل محمد وابن أخيه علي بن أبي الأزهر، وأبو بكر بن مشق، وأحمد بن سلمان، وغيرهم، رحمهم الله.
2164- عمر بن علي بن عبد السيد بن عبد الكريم، أبو حفص بن أبي الحسن الصفار.
من أهل باب البصرة.
سمع أبا القاسم بن الحصين، وأبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وغيرهم، وروى عنهم. سمع منه قبلنا القاضي عمر القرشي ورفقته، وسمعنا منه.(4/332)
قرأت على عمر بن أبي الحسن الصفار، قلت: حدثكم أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي إملاءً، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا الليث وهو ابن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله تجاوز لأمتي عن النسيان، وما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموه ويعملوه)).
سألت عمر الصفار عن مولده، فقال: في سنة خمس عشرة وخمس مئة.
وتوفي يوم السبت ثاني جمادى الآخرة من سنة أربع وتسعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة باب البصرة.
2165- عمر بن علي بن محمد بن علي، أبو حفص الإسكيف.
من أهل الحربية.
روى عن أبي القاسم بن يوسف. سمع منه أبو العباس بن أبي شريك، واستجازه لنا.
أنبأنا عمر بن علي الإسكيف، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد ابن يوسف قراءةً عليه.
وأخبرنا عبد الرحمن بن أبي القاسم المقرئ قراءةً عليه، قال: قرئ على أبي القاسم بن يوسف وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد(4/333)
البزاز، قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص، قال: أخبرنا رضوان بن أحمد، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا يونس بن بكير، قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها سعد بن أبي وقاص، قال: دفع إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ما في كنانته من السهام ثم قال لي: ارم سعد فداك أبي وأمي، وما جمعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم لغيري قبلي ولا بعدي منذ بعثه الله عز وجل.
2166- عمر بن علي بن عمر، أبو علي الواعظ، ويقول الشعر.
سمع من أبي القاسم بن الحصين، وأبي الحسين ابن الفراء، والقاضي أبي بكر الأنصاري، وغيرهم. كتبنا عنه.
أخبرنا أبو علي عمر بن علي الواعظ قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد(4/334)
الواعظ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الوليد ابن مسلم، قال: أخبرنا الأوزاعي، قال: حدثني حسان بن عطية، قال: حدثني أبو كبشة السلولي، أن عبد الله بن عمرو بن العاص حدثه، أنه سمع سول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)).
أنشدني أبو علي عمر بن علي الواعظ لنفسه:
إن المنايا لم تبق من أحد ... وليس يبقى حي سوى الصمد
نعد جيراننا الذين مضوا ... وعن قريبٍ نصير في العدد
إنا إلى الله راجعون إلى ... أرأف من والدٍ على ولد
سألت عمر الواعظ عن مولده، فقال: ولدت في صفر سنة أربع عشرة وخمس مئة.
وتوفي يوم الأحد رابع عشر شوال سنة سبع وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
2167- عمر بن علي بن بقاء السقلاطوني، أبو حفص، يعرف بابن نموذج.
من أهل الحريم الطاهري.
سمع أبا القاسم بن الحصين، وروى عنه. سمع منه القاضي القرشي، وكتبنا عنه.
قرأت على أبي حفص عمر بن علي بن نموذج، قلت له: أخبركم أبو(4/335)
القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد التميمي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثني يعقوب، قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن مسلم الزهري، عن عروة بن الزبير، عن زيد بن خالد الجهني، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من مس فرجه فليتوضأ)).
قال القاضي عمر القرشي: سألت عمر بن نموذج عن مولده، فذكر ما يدل أنه في سنة اثنتي عشرة وخمس مئة.
قلت: وتوفي يوم الجمعة ثاني عشر محرم سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
2168- عمر بن عيسى بن علي البزوري، أبو حفص.
من أهل باب البصرة، وهو أخو عبد الرحمن بن عيسى الذي قدمنا ذكره، وهذا الأصغر.
شيخٌ صالحٌ، سمع مع أخيه من أبي المعالي محمد بن محمد ابن الجبان(4/336)
العطار، وأبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب، وعبد الله بن محمد بن جرير وغيرهم. كتبنا عنه.
قرأت على أبي حفص عمر بن عيسى، قلت له: أخبركم أبو المعالي محمد ابن محمد بن محمد العطار -ويعرف بابن اللحاس- قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن البسري إجازة عن أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص.
قال عمر بن عيسى: وأخبرناه أبو محمد عبد الله بن محمد بن جرير القرشي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز، قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص، قال: أخبرنا رضوان بن أحمد الصيدلاني، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا يونس بن بكير، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثني الزهري، عن محمد بن جبير ابن مطعم، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر، وأنا العاقب، والحاشر الذي يحشر الناس على قدميه)).
توفي عمر هذا ليلة الأحد ثامن شعبان سنة ثمان عشرة وست مئة، ودفن يوم الأحد بمقبرة جامع المنصور، رحمه الله.
2169- عمر بن غانم بن علي بن الحسين ابن التبان، أبو حفص المقرئ.(4/337)
من ساكني المأمونية.
هكذا سمى أباه القاضي عمر القرشي غانماً، وقد لقيت هذا الشيخ، فما كان يسمي أباه قط، ولا يكتب إلا عمر بن أبي بكر، وهكذا في كل سماعاته اسم أبيه أبو بكر، وسنذكره في آخر الترجمة ممن اسمه عمر في كنى الآباء على ما نحققه بأتم من هذا إن شاء الله تعالى، جمعاً بين قوله وقولنا في ذلك، والله الموفق.
((آخر الجزء الحادي والأربعين من الأصل))
2170- عمر بن فارس بن أبي نصر، يعرف بابن الأصباغي، أبو حفص، وقيل: أبو نصر.
من أهل باب البصرة.
سمع الكثير، وكان حريصاً على حضور مجلس القراءة على الشيوخ من صباه إلى آخر عمره. سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، ومن بعدهم، وما روى إلا القليل.
سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق وغيره، وقال: توفي رفيقي عمر ابن الأصباغي في العشرين من ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، وكان ثقةً، ودفن بباب حرب.
2171- عمر بن كرم بن علي، أبو حفص بن أبي المجد الحمامي، دينوري الأصل بغدادي المولد والدار.(4/338)
من ساكني الجعفرية، كان سبط عبد الوهاب ابن الصابوني الخفاف.
سمع أبا الوقت السجزي، وأبا القاسم نصر بن نصر العكبري، وجده لأمه عبد الوهاب الخفاف وغيرهم. وكان يثني عليه خيراً. سمعنا منه.
أخبرنا أبو حفص عمر بن كرم الحمامي قراءةً عليه من أصل سماعه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم نصر بن نصر بن علي الواعظ قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن البسري، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا أيوب بن سويد الرملي، قال: حدثني أمية بن يزيد، عن أبي مصبح الحمصي، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((رأس الدين النصيحة)) قلنا: يا رسول الله: لمن؟ قال: ((لله عز وجل، ولدينه، ولكتابه، ولأئمة المسلمين، وللمسلمين عامة)).(4/339)
2172- عمر بن محمد بن عمر المطرز، أبو حفص.
من أهل أصبهان.
قدم بغداد سنة أربع عشرة وخمس مئة فيما ذكر أبو بكر المبارك بن كامل، وحدث بها عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن مندة الأصبهاني. سمع منه أبو كامل بن كامل وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
2173- عمر بن محمد بن محمد بن عبد الله ابن القاضي، أبو حفص.
روى عن مالك البانياسي في سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة. سمع منه أبو محمد ابن الخشاب النحوي.
2174- عمر بن محمد بن أحمد بن نقاقا، أبو حفص النجار. من أهل باب الأزج.
سمع أبا القاسم بن الحصين فيما ذكر تميم بن أحمد ابن البندنيجي، وحدث عنه بشيءٍ من أماليه. سمع منه تميم المذكور وغيره.
2175- عمر بن محمد بن عبد الله بن الخضر بن معمر العليمي، أبو الخطاب التاجر.
من أهل دمشق، يعرف بابن حوائج كش.
كان أحد من عني بطلب الحديث وجمعه وسماعه وكتابته بالشام، ومصر، والإسكندرية، وبلاد الجزيرة، وبالعراق، وخراسان، وغير ذلك من البلاد.(4/340)
سمع بدمشق من أبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي، وأبي العشائر محمد بن الخليل بن فارس، وأبي القاسم نصر بن أحمد بن مطكود السوسي، وأبي القاسم الحسين بن الحسن الأسدي، وأبي يعلى حمزة بن علي ابن الحبوبي، وغيرهم، وبمصر من أبي الفتوح ناصر بن الحسن الزيدي وغيره، وبالإسكندرية من أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي، وبحلب من أبي الحسن علي بن عبد الله العقيلي، وبالموصل من أبي عبد الله الحسين بن نصر بن خميس وأبي محمد عبد الرحمن وأبي الفضل عبد الله ابني أحمد ابن الطوسي.
وورد بغداد مرتين؛ أولاهما: في سنة تسعٍ وخمسين وخمس مئة، فسمع بها من أبي عبد الله محمد بن عبد الله ابن الحراني، وأبي المعمر عبد الله بن سعد المعروف بخزيفة، وأبي بكر أحمد بن المقرب الكرخي، وأبي شجاع محمد بن الحسين المادرائي، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وأبي بكر عبد الله بن محمد ابن النقور. والثانية في سنة ثمان وستين وخمس مئة، فسمع بها أيضاً من النقيب أبي عبد الله أحمد بن علي بن المعمر العلوي، وأبي طاهر هبة الله بن بكر الفزاري، والكاتبة شهدة بنت أحمد ابن الفرج الإبري، وأبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف، وأبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل ومولاه خطلخ، وغيرهم.
وسمع بالري من أبي الفتوح أحمد بن عبد الوهاب الصيرفي، وبنيسابور من أبي الأسعد عبد الرحمن بن عبد الواحد القشيري وأبي البركات عبد الله بن محمد الفراوي وأبي القاسم منصور بن محمد بن صاعد وأبي طالب محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، وبهراة من أبي القاسم منصور بن حاتم الحبيبي وأبي النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار الحافظ والشريف أبي القاسم عبيد الله بن حمزة الموسوي، وبمرو من أبي طاهر محمد بن محمد السنجي، وبسرخس من أبي علي الحسن بن محمود السرمرد، وببغشور من عبد الله بن محمد البغوي وغيرهم. ودخل خوارزم، وكتب بها عن جماعةٍ، وحدث بها وببغداد، ودمشق،(4/341)
وبلاد كثيرة في سفره.
فسمع منه بدمشق أخوه أبو الفضل عبد الله وأبو جعفر أحمد بن علي الفنكي، وببغداد الشريف أبو الحسن الزيدي وصبيح العطاري وعمر بن بكرون وعبد العزيز بن الأخضر وغيرهم.
وكان يرحل إلى البلاد وللتجارة، ويكتب عن أهلها. وكان حسن الخط، جيد الأصول، ذكره شيخنا عبد العزيز بن الأخضر فأثنى عليه وروى عنه في مصنفاته، وحدثنا عنه.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك، قلت: حدثكم رفيقك الحافظ أبو الخطاب عمر بن محمد بن عبد الله العليمي من لفظه وكتبه لكم بخطه، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي ببغشور، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الجنابذي بنيسابور، قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل، قال: حدثنا أبو العباس الأصم، قال: حدثنا محمد بن هشام، قال: حدثنا مروان بن معاوية، قال: حدثنا حميد، قال: قال أنس: لما نزلت هذه الآية {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. قال أبو طلحة: يا رسول الله، حائطي بكذا وكذا هو لله عز وجل، ولو استطعت أن أسره لم أعلنه، فقال: ((اجعله في فقراء أهلك وقرابتك)).
رجع العليمي إلى دمشق قبل وفاته، وأقام بها إلى أن مات بها، ووقف كتبه وأوصى أن تكون بمسجد الشريف الزيدي ببغداد فنفذها ورثته إلى(4/342)
بغداد، وجعلت في خزانة مسجد الزيدي مع كتبه الوقف وهي الآن على ذلك.
2176- عمر بن محمد بن رزبة القلانسي، أبو حفص.
من أهل همذان.
ذكر عبد الله بن أحمد الخباز أنه قدم بغداد حاجاً في سنة ثمانين وخمس مئة، وأنه حدثه بها عن أبي الفضل بن بنيمان الهمذاني، والله أعلم.
2177- عمر بن محمد بن علي، أبو حفص القزاز، يعرف بابن العجيل.
من أهل الحريم الطاهري، أخو أبي بكر المقدم ذكره.
شيخٌ خيرٌ، سمع أبا القاسم بن الحصين، وروى عنه. سمعنا منه.
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد ابن العجيل قراءةً عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد ابن المذهب، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد،(4/343)
عن عبد الملك، عن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً)).
توفي عمر ابن العجيل في سادس صفر سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة، وقد أناف على الثمانين، رحمه الله وإيانا.
2178- عمر بن محمد بن أحمد بن أحمد ابن اليعسوب، أبو علي بن أبي الغنائم.
من شارع دار الرقيق.
ذكره أبو بكر محمد بن أبي طاهر بن مشق في ((معجم شيوخه)) وقد أجاز لي. وقد تقدم ذكر أبيه وأخيه أبي طالب محمد بن محمد.
2179- عمر بن محمد بن عمر الأنصاري، أبو محمد العاقلي، وقيل: العقيلي، منسوب إلى جد من أجداده.(4/344)
من أهل بخارى.
فقيهٌ فاضلٌ حنفي المذهب، أحد المدرسين ببلده، موصوفٌ بالزهد والصلاح. قدم بغداد حاجاً في سنة ثمان وثمانين وخمس مئة، فحج وحدث بمكة شرفها الله، فسمع منه هناك أبو محمد القاسم بن علي بن عساكر الدمشقي، وأبو الخير بدل بن أبي المعمر التبريزي، وغيرهما. وعاد إلى بغداد فحدث بها عن أبي بكر بن محمد بن الحسن الحدادي، وأبي حفص عمر بن محمد العوفي، سمع منه القاضي أبو الكرم المظفر بن المبارك الحنفي وجماعةٌ. وعاد إلى بلده وكتب إلينا بالإجازة من هناك في سنة إحدى وتسعين وخمس مئة.
وحدثني محمود بن أحمد ابن الصابوني البخاري أنه توفي ببخارى في شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة كلاباذ بها.
2180- عمر بن محمد بن أبي الجيش، أبو محمد الصوفي.
من أهل سداو: بلدة قريبة من همذان كان له بها رباط يخدم الفقراء والمجتازين به، ويكثر الحج من صباه إلى أن شاخ.
لقيته ببغداد في رباط المأمونية، وسألته عن شيءٍ من مسموعاته، فأخرج لي جزءاً قد سمعه بهمذان من أبي المعالي محمد بن عثمان المؤدب فانتقيت منه أحاديث قرأتها عليه. وذكر لي أيضاً أنه سمع من الحافظ أبي العلاء ابن العطار وغيره، وكان ظاهره الصدق.
قرأت على أبي محمد عمر بن محمد الصوفي، قلت له: أخبركم أبو المعالي محمد بن عثمان بن أبي بكر المؤدب قراءةً عليه وأنت تسمع بهمذان، فأقر به، قال: أخبرنا أبو ثابت مجير بن منصور، قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن(4/345)
محمد بن الحسين الأبهري، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن رزبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد التميمي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد العزيز بن معاوية، قال: حدثنا مهدي بن جعفر، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((زر غباً تزدد حباً)).
وبالإسناد: أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين الأبهري، قال: أنشدني أبو الحسن الخضر بن عبد الله الواسطي، قال: أنشدني علي بن عبد الله ابن موسى لنفسه:
إلى كم أداوي القلب والقلب ذاهب ... وحتى متى هذي الدموع السواكب
فيا نفس صبراً لست أول وامقٍ ... ورفقاً فإن الحب فيه عجائب
كريمٌ أصابته من الدهر نكتةٌ ... وأي كريمٍ لم تصبه النوائب
عاد عمر بن محمد السداوي إلى بلده بعد أن كتبت عنه، وبلغنا أنه توفي به في سنة سبع وتسعين وخمس مئة، والله أعلم.
2181- عمر بن محمد بن الحسن القطان، أبو حفص، يلقب جريرة.(4/346)
من أهل باب الأزج.
من أولاد الموسرين، افتقر واحتاج ووجد سماعه في شيءٍ من أمالي أبي القاسم بن الحصين منه، فسمع منه قومٌ من الطلبة، ولم يكن من أهل هذا الفن. سمعنا منه شيئاً يسيراً.
قرأت على عمر بن محمد بن الحسن: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين إملاءً، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الواعظ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله تعالى: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناس} قال: هي رؤيا عين أريها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به.
توفي عمر بن محمد بن جريرة ليلة الأحد سابع عشري جمادى الأولى سنة ست مئة، ودفن يوم الأحد بباب المختارة، رحمه الله وإيانا.
2182- عمر بن محمد بن ثابت ابن السماك، أبو القاسم المورق.(4/347)
كان يسكن بباب العامة من دار الخلافة المعظمة، شيد الله قواعدها بالعز في الجنينات، ويورق معاشه من ذلك.
سمع أبا الوقت السجزي وغيره. سمعنا منه، وكان سماعه صحيحاً شاهدناه في الأصول.
قرأت على أبي القاسم عمر بن محمد ابن السماك، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السرخسي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، قال: أخبرنا مكي بن إبراهيم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار)).
توفي عمر ابن السماك في العشر الأوسط من ذي الحجة من سنة ست وست مئة، ودفن بباب حرب، رحمه الله وإيانا.
2183- عمر بن محمد بن يحيى الزبيدي الأصل البغدادي المولد والمنشأ، أبو حفص بن أبي عبد الله الواعظ.
من أهل الحريم الطاهري، أخو شيخنا أبي بكر المبارك وأخويه إسماعيل وعثمان، من بيتٍ معروفٍ بالصلاح والخير.
خرج عن بغداد قديماً نحو الجزيرة، وقطن هناك إلى أن توفي.(4/348)
سئل عن مولده فقال: في صبيحة الجمعة غرة صفر سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة.
2184- عمر بن محمد بن معمر بن أحمد بن يحيى بن حسان، أبو حفص بن أبي بكر المؤدب، يعرف بابن طبرزد.
من أهل الجانب الغربي، من ساكني محلة دار القز، أخو أبو البقاء محمد الذي قدمنا ذكره، وهذا الأصغر.
سمع الكثير بإفادة أخيه من جماعةٍ وبنفسه، وعمر حتى حدث سنين، وحفظ الأصول إلى وقت الحاجة إليها، وكانت بخط أخيه إلا القليل.
سمع من أبي القاسم بن الحصين، وأبي المواهب بن ملوك، وأبي الحسن ابن الزاغوني، وأبي غالب ابن البناء، وأبي القاسم الشروطي، وأبي القاسم الحريري، وأبي بكر وعمر ابني أحمد بن دحروج، وأبي الحسن وأبي الفضل ابني عبد الواحد القزاز، والقاضي أبي بكر بن صهر هبة، وأبي منصور بن زريق،(4/349)
وأبي محمد ابن الطراح، وإسماعيل ابن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وخلقٍ يطول ذكرهم.
وكان سماعه صحيحاً على تخليطٍ فيه. سافر في آخر عمره إلى الشام، وحدث في طريقه بإربل والموصل وحران وحلب ودمشق وغيرها من المنازل والقرى، وعاد إلى بغداد قبل وفاته وحدث بها.
وجمعت له ((مشيخةً)) عن ثلاثة وثمانين شيخاً، وبقي من شيوخه من لم يقع إلي حديثه، وقرئت عليه ببغداد وفي سفره مراراً لا تحصى. سمعنا منه مدةً وأملى علينا مجالس بجامع المنصور، فكتبناها عنه.
قرأت على أبي حفص عمر بن محمد ابن طبرزد، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان قراءةً عليه، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال: حدثنا عبد الله بن روح المدائني ومحمد بن رمح، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الأعمال بالنية، وإنما لامرئٍ ما نوى، فمن كان هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كان هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)).
قلت: أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون هكذا.(4/350)
أنشدنا عمر بن أبي بكر المؤدب إملاءً بجامع المنصور، قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، قال: أنشدنا الأمير أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا لنفسه:
قوض خيامك عن دارٍ أهنت بها ... وجانب الذل إن الذي مجتنب
وارحل إذا كانت الأوطان مضيعةً ... فالمندل الرطب في أوطانه حطب
سألت عمر ابن طبرزد عن مولده، فقال: في ذي الحجة سنة ست عشرة وخمس مئة.
وتوفي عصر يوم الثلاثاء تاسع رجب سنة سبع وست مئة، وصلي عليه ظهر يوم الأربعاء عاشره بين دار القز والشارسوك، وحمل إلى مقبرة باب حرب، فدفن عند أخيه عن تسعين سنة وسبعة أشهر.
2185- عمر بن محمد بن هارون المقرئ، أبو حفص.
من أهل واسط، من جانبها الشرقي.
حفظ بها القرآن الكريم وقرأه على جماعةٍ من الشيوخ، وصحب صدقة بن وزير الواعظ الواسطي، وقدم معه بغداد في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة في جماعةٍ من أصحابه، واستوطنها إلى حين وفاته، وأم بالناس في مسجد الطيوريين سنين. وكان خيراً، لقن القرآن العزيز جماعةٌ، وسمع ببغداد من أبي الوقت السجزي، وغيره. كتبنا عنه.
قرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن هارون الواسطي ببغداد، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي قراءةً عليه وأنت(4/351)
تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي، قال: حدثنا إبراهيم بن خزيم الشاشي، قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا حبان ابن هلال، قال: حدثنا همام بن يحيى، قال: حدثنا ثابت البناني، قال: حدثنا أنس بن مالك، أن أبا بكر الصديق قال: نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا، فقلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، فقال: ((يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما)).
توفي عمر بن محمد الواسطي ببغداد يوم الجمعة قبل صلاتها لأربع خلون من شهر رمضان سنة عشر وست مئة، ودفن يوم السبت خامسه بالجانب الغربي بمقبرة الشونيزي.
2186- عمر بن محمد بن عمر بن يوسف المزارع، أبو حفص بن أبي المجد.
من أهل باب البصرة، وقد تقدم ذكر أبيه.
سمع من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان المعروف بابن البطي، وروى عنه. سمعنا منه أحاديث يسيرة.
قرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن عمر، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري، قال: أخبرنا أبو عمر(4/352)
عبد الواحد بن محمد بن مهدي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار، قال: حدثنا طاهر بن خالد بن نزار، قال: حدثنا أبي، قال: أخبرني إبراهيم بن طهمان، قال: حدثني الحجاج، عن قتادة، عن خلاس بن عمرو، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).
توفي عمر ابن المزارع ليلة الاثنين رابع عشري رجب سنة ثلاث عشرة وست مئة، ودفن يوم الاثنين بمقبرة جامع المنصور.
2187- عمر بن محمد بن عبد الواسع بن أسعد، أبو حفص الصفار.
من أهل هراة.
سمع ببلده أبا الفتوح سعيد بن محمد اليعقوبي، وأبا بكر عبد الواسع بن عبد السلام التاجر، وغيرهما. قدم بغداد حاجاً في سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة، فحج وعاد إليها، وسمع بها من الكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري وصار إلى بلده وحدث عنها بنسخة هلال بن جعفر الحفار، وسمع منه أهل بلده والواردون إليه، وكان يوصف بالصلاح.
سئل عن مولده فقال: ولدت في ليلة الجمعة ثاني عشر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة بهراة.
2188- عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله، وعبد الله هذا يعرف بعموية، أبو حفص، وقيل: أبو عبد الله، الصوفي الواعظ السهروردي المولد البغدادي الدار، وهو ابن أخي الشيخ أبي النجيب السهروردي الذي قدمنا ذكره.(4/353)
وعمر هذا صحب عمه أبا النجيب، وعنه أخذ التصوف والوعظ. وهو شيخٌ فاضلٌ له قدمٌ ثابت في الطريقة، ولسانٌ ناطقٌ بكلام القوم، وتصنيفٌ حسن في شرح أحوالهم.
سمع ببغداد من جماعةٍ منهم: أبو المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وأبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي، وعمه أبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله السهروردي وغيرهم. وحدث عنهم، وتكلم في الوعظ، وتولى عدة ربط للصوفية وغيرهم، ونفذ من الديوان العزيز -مجده الله تعالى- رسولاً إلى عدة جهاتٍ. سمعنا منه وكتبنا عنه، ونعم الشيخ كان.
قرأت على أبي حفص عمر بن محمد السهروردي، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان البغدادي بها قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن ملحان، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير،(4/354)
قال: حدثني الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن رجلٍ أخبره، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الدين النصيحة)) قال: قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
سألت عمر بن محمد السهروردي عن مولده، فقال: في أواخر رجب أو أوائل شعبان سنة تسع وثلاثين وخمس مئة بسهرورد، الشك منه.
2189- عمر بن محمد بن عمر بن أبي الريان، أبو حفص بن أبي بكر الكاغدي.
من أهل دار القز.
سمع من أبي الوقت السجزي، وأبي الفتح بن سلمان المعروف بابن البطي، وغيرهما. كتبنا عنه.
قرأت على عمر بن أبي بكر الكاغدي، قلت له: أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الهروي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا أبو الجهم العلاء ابن موسى الباهلي إملاءً من كتابه قال: حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي صالح مولى حكيم بن حزام أن حكيم بن حزام سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي(4/355)
الصدقة أفضل، قال: ((ابدأ بمن تعول، والصدقة عن ظهر غنىً)).
سألت عمر بن أبي الريان عن مولده، فقال: ولدت في شهر ربيع الأول سنة خمس وأربعين وخمس مئة.
2190- عمر بن محمد بن أحمد بن الحسن بن جابر الدينوري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو نصر بن أبي بكر الصوفي.
وقد تقدم ذكر أبيه، وهو من أصحاب الشيخ أبي النجيب السهروردي، وممن أخذ عنه التصوف وسمع معه ومنه.
وعمر هذا شيخٌ حافظٌ لكتاب الله تعالى، جميلٌ، حسن الأخلاق، حميد الطريقة. سمع في صغره بإفادة أبيه وبنفسه من جماعةٍ منهم: أبو الوقت السجزي، وأبو محمد ابن المادح، وأبو الفتوح حمزة بن علي بن طلحة، وأبو(4/356)
المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن البيضاوي، وأبو بكر سلامة بن أحمد ابن الصدر، وأبو الحارث الأعز بن عمر السهروردي، وغيرهم، وحدث عنهم. وكان سماعه صحيحاً، وفي نفسه صدوقاً.
قرأت على أبي نصر عمر بن محمد الصوفي، قلت له: أخبركم أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التميمي ويعرف بابن المادح قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن زنبور الوراق، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا أحمد بن حنبل وجدي وزهير بن حرب وسريج بن يونس وابن المقرئ، قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه عبد الله بن عمر، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجلٍ يعظ أخاه في الحياء فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((الحياء من الإيمان)).
سألت عمر بن محمد هذا عن مولده، فقال: في ثامن عشر ربيع الأول سنة خمس وأربعين وخمس مئة.
وتوفي يوم الخميس تاسع عشري صفر سنة ست عشرة وست مئة، ودفن بالعطافية.
2191- عمر بن المبارك بن أحمد بن سهلان، أبو حفص النعالي.
من أهل شارع دار الرقيق.
سمع الكثير وطلب بنفسه من جماعةٍ منهم: أبو علي محمد بن محمد بن عبد العزيز ابن المهدي، وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبو العز(4/357)
أحمد بن عبيد الله بن كادش، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وغيرهم.
قال القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي: وحدث باليسير، كتبت عنه، وكان صدوقاً، ولد في صفر سنة خمس مئة.
قلت: وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في ((كتابه))، وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته.
أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيع، ومن خطه نقلت، قال: توفي عمر ابن سهلان يوم الأربعاء رابع ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمس مئة، ودفن يوم الخميس، رحمه الله وإيانا.
2192- عمر بن المبارك بن أبي الفضل بن أبي سعد بن حمزة، أبو حفص بن أبي محمد العاقولي ثم البغدادي، يعرف بابن طروية.
من أهل باب الأزج.
سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي البركات يحيى ابن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي وغيرهما، وروى عنهم. سمع منه القاضي عمر القرشي، وتميم ابن البندنيجي، وجماعةٌ من أصحابنا.
توفي في رابع عشري ذي الحجة من سنة إحدى وتسعين وخمس مئة. وكان مولده في سنة إحدى عشرة وخمس مئة فيما ذكر القرشي أنه سأله فقال ذلك.
2193- عمر بن المبارك بن إسماعيل، أبو حفص بن أبي البركات المعروف بابن الحصري.(4/358)
أخو أبي بكر محمد الذي قدمنا ذكره، كان يسكن درب القيار.
سمع أبا بكر محمد بن الحسين المزرفي المقرئ، وغيره. سمع منه جماعةٌ منهم رفيقنا أبو الفضل إلياس بن جامع الإربلي، وروى عنه، رحمه الله وإيانا.
2194- عمر بن مسعود بن أبي العز الفراش، أبو القاسم البزاز الزاهد.
من أصحاب الشيخ عبد القادر الجيلي، أحد الشيوخ الموصوفين بالزهد والعبادة وحسن الطريقة. كان من أهل الجانب الشرقي، وسكن قبل وفاته الجانب الغربي بموضع يعرف بالمربعة قريب من دجلة وبنى لنفسه رباطاً سكنه جماعة من الفقراء، وكان له زاويةٌ قريبة منه. وكان له قبولٌ عند الناس يغشونه ويزورونه، سمع شيئاً من الحديث من أبي الفضل الأرموي، وأبي القاسم ابن البناء، محمد بن ناصر، وأبي الوقت السجزي. كتبنا عنه.
قرأت على أبي القاسم عمر بن مسعود البزاز بمنزله في الجانب الغربي، قلت له: أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البناء قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن البسري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، قال: حدثنا أبو شهاب، عن قيس، عن ابن مسعود،(4/359)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يحل لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيامٍ)).
سألت عمر البزاز عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي بكرة يوم السبت رابع عشر شهر رمضان سنة ثمان وست مئة، وصلي عليه ظهر اليوم المذكور بالجانب الغربي عند جامع العقبة، وحضر الصلاة عليه خلقٌ كثير، ودفن برباطه.
2195- عمر بن هدية بن سلامة بن جعفر الصواف، أبو حفص السمسار.
سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبا الخطاب محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلوذاني، وغيرهما، وروى عنهم.
سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي وطبقته. وروى لنا عنه الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في ((مشيخته))، وقال: كان ثقةً.
قرأت على الشيخ أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الواعظ قلت له: أخبركم أبو حفص عمر بن هدية البزاز قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان.
وأخبرناه عالياً القاضي أبو طالب محمد بن علي بن أحمد ابن الكتاني بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءةً عليه وأنت تسمع في سنة أربع وخمس مئة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال:(4/360)
حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الصدقة أفضل؟ قال: ((أن تصدق وأنت صحيحٌ شحيحٌ تأمل البقاء وتخاف الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان)).
قال الشيخ أبو الفرج: أخرجه البخاري عن موسى عن عبد الواحد بن زياد، وأخرجه مسلم عن زهير بن حرب، كلاهما، عن عمارة بن القعقاع. قال: وولد أبو حفص عمر بن هدية في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة، وتوفي يوم الخميس سادس عشري ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وخمس مئة.
2196- عمر بن هبة الله بن عبد الله بن نقاقا النجار، أبو حفص.
كذا نسبه أبو الفتح محمد بن محمود ابن الحراني في ((مشيخته))، وقال: سمعت منه عن أبي القاسم بن الحصين. وقد تقدم ذكرنا لعمر بن محمد بن أحمد ابن نقاقا النجار على ما نحققه، فإن كان هذا غير ذلك وإلا فابن الحراني قد وهم فيه، والله أعلم.
2197- عمر بن يوسف بن محمد بن نيروز بن عبد الجبار المقرئ، أبو حفص، ختن شيخنا محمود ابن الشعار.(4/361)
شيخٌ حافظٌ لكتاب الله تعالى. قد قرأ بالقراءات الكثيرة على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي وغيره. وسمع من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وأبي القاسم يحيى بن ثابت الوكيل، وأبي الخير بن موسى وأبي حنيفة الخطيبي الأصبهانيين، والكاتبة شهدة بنت أبي نصر الإبري وغيرهم. وأم بالناس في المسجد الذي أنشأته الجهة الشريفة والدة سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين -خلد الله ملكه ورضي عنها- بمشرعة المزملات سنين إلى حين وفاته.
وكان خيراً، ثقةً، حسن الطريقة. سمعنا منه.
قرأت على أبي حفص عمر بن يوسف بن محمد المقرئ، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن علي بن زكري الدقاق قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: حدثنا أبو الفضل عمر بن أبي سعد بن إبراهيم الهروي، قدم علينا للحج، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، قال: حدثنا محمد بن عثمان الذارع، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا سفيان، عن عثمان بن حكيم، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن عثمان بن عفان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى العشاء في جماعةٍ فكأنما قام نصف ليلةٍ، ومن صلى الصبح في جماعةٍ فكأنما قام ليلة)).
أخرجه مسلم عن ابن رافع، عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن عثمان بن حكيم.
سألت عمر بن يوسف هذا عن مولده فقال: في سنة إحدى وأربعين وخمس مئة.
وتوفي في ليلة الثلاثاء تاسع جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وست مئة، ودفن يوم الثلاثاء بالجانب الغربي بمقبرة معروف الكرخي.(4/362)
2198- عمر بن يحيى (بن عيسى) بن الحسن بن إدريس، أبو حفص.
من أهل الأنبار، أخو شيخنا علي، وعمر الأكبر.
سمع الحديث، وكتب بخطه الكثير. ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق في ((معجم شيوخه)) وقال: أجاز لي، رحمه الله وإيانا.
2199- عمر بن أبي البركات ويقال: اسمه محمد بن أحمد ابن السدنك، والسدنك لقبٌ لجده، أبو حفص، وقيل: أبو القاسم.
سمع أبا منصور عبيد الله بن عثمان بن دوست. روى لنا عنه عبد العزيز ابن الأخضر.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك، قلت له: أخبركم أبو حفص عمر بن أبي البركات ابن السدنك بقراءتي عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو منصور عبيد الله بن عثمان بن دوست، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد الغضائري، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي إملاءً، قال: حدثنا هشام بن علي العطار، قال حدثنا عثمان بن طالوت، قال: حدثنا العلاء بن محمد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أكثروا ذكر هاذم اللذات))، قالوا: يا رسول الله، وما هاذم اللذات؟ قال: ((الموت)).(4/363)
2200- عمر بن أبي القاسم بن محمد بن الحسن ابن الأخرس، أبو البركات، يعرف بابن الطويلة.
عم شيخنا أبي محمد عبد الله بن أبي بكر بن الطويلة، قال لي أبو محمد: والطويلة لقب لجدي أبي القاسم.
سمع عمر هذا من أبي العز محمد بن المختار الهاشمي. وكان يسكن محلة دار القز بالجانب الغربي. روى عنه القاضي عمر بن علي القرشي حديثاً في ((معجمه)).
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن بن الخضر الدمشقي، قال: أخبرنا أبو البركات عمر بن أبي القاسم ابن الأخرس، قال: أخبرنا أبو العز محمد بن المختار بن محمد الهاشمي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد القزويني، قال: حدثنا أبو حفص عمر بن محمد الزيات، قال: حدثنا محمد بن صالح بن ذريح، قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا عبد الوهاب، عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((اللهم علمه الحكمة)).
قال القرشي: سألت عمر ابن الطويلة عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة إحدى وثمانين وأربع مئة. وتوفي في ليلة الثلاثاء رابع عشري ذي الحجة من سنة أربع وخمسين وخمس مئة.
2201- عمر بن أبي بكر بن علي بن الحسين المقرئ، أبو حفص المعروف بابن التبان.(4/364)
من ساكني المأمونية بالبستان الصغير، وله مسجدٌ مقابلٌ للدرب المذكور يؤم فيه بالناس في أوقات الصلوات.
شيخٌ ساكنٌ، مقبلٌ على شأنه.
سمع بنفسه من جماعةٍ، وكتب بخطه. وكانت أصوله فيها بعض السقم، وكان سماعه صحيحاً. سمع أبا القاسم بن الحصين، وأبا غالب ابن البناء، وأبا بكر المزرفي، والقاضي أبا بكر الأنصاري، وأبا نصر اليونارتي، وأبا القاسم الشحامي، وغيرهم.
سمع منه قبلنا القاضي القرشي وسمى أباه غانماً، وقد تقدم ذكرنا له بذلك، وأعدنا ذكره هاهنا على ما هو المشهور من اسم أبيه والذي نتحققه، والله الموفق.
قرأت على أبي حفص عمر بن أبي بكر ابن التبان من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءةً عليه، قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق والحسن بن جعفر الخرقي، قالا: حدثنا محمد بن يحيى بن سليمان قال: حدثنا عاصم بن علي، قال: حدثنا المسعودي، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة)).
سألت عمر ابن التبان عن مولده، فقال: ولدت في رجب سنة سبع وخمس مئة.(4/365)
وتوفي يوم الثلاثاء عاشر جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة.
2202- عمر بن أبي السعادات بن محمد بن مكابر السقلاطوني، أبو حفص الوكيل بباب القضاة.
من أهل الجانب الغربي.
سمع من أبي القاسم بن الحصين، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزاز، وغيرهما، وروى عنهم.
سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي وقال: سألته عن مولده فقال ما يدل أنه في سنة ست عشرة وخمس مئة.
وقد سمع منه أصحابنا، وأجاز لنا، وما قدر لي لقاؤه.
وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب، رحمه الله وإيانا.
2203- عمر بن أبي الحسن بن فارس، أبو حفص الطيني، بنون بعد الياء.
من أهل الجانب الغربي.
سمع أبا الوقت وطبقته، وحدث باليسير.
توفي في رجب سنة خمس وتسعين وخمس مئة.(4/366)
2204- عمر بن أبي بكر ابن الوسطاني، أبو حفص.
قال عبد الله بن أبي بكر الخباز: كان يسكن بباب الأزج، وسمع أبا غالب ابن البناء، وروى لنا عنه. وأخرج عنه في ((مشيخته)) حديثاً عن أبي غالب المذكور، رحمه الله وإيانا.
2205- عمر بن أبي السعادات بن أبي الحسن واسمه محمد بن أحمد بن صرما، أبو حفص الإسكيف.
من أهل باب الأزج، ابن عم محمد وأحمد ابني يوسف بن محمد بن صرما، هكذا وجدنا اسم أبيه مكنياً.
سمع من أبي الفضل محمد بن ناصر البغدادي شيئاً من أماليه، وروى لنا عنه.
قرأت على عمر بن أبي السعادات بن صرما، قلت له: أخبركم أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد السلامي إملاءً، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن أحمد بن محمد ابن البسري قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن بلال، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بين العمودين تلقاء وجهه في جوف الكعبة.(4/367)
توفي عمر بن صرما يوم الاثنين العشرين من ذي القعدة سنة تسع عشرة وست مئة، ودفن بباب حرب، رحمه الله وإيانا.
2206- عمر بن أبي العز بن عمر، أبو حفص، يعرف بابن البحري.
من أهل الحربية.
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وروى عنه. سمعنا منه شيئاً يسيراً.
قرأت على عمر بن أبي العز ابن البحري: أخبركم محمد بن عبد الباقي بن أحمد قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا إبراهيم بن أحمد ابن أبي حصين، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا عمرو ابن عبد الله الأودي، قال: حدثنا مسعر، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لكل نبي دعوةٌ يدعو بها في أمته، وإني جعلت دعوتي شفاعةً لأمتي)).
توفي عمر ابن البحري يوم الأحد مستهل ذي القعدة سنة خمس عشرة وست مئة، ودفن بباب حرب.
2207- عمر بن أبي القاسم بن بندار بن محمد بن عبد الرحيم التبريزي، أبو حفص.(4/368)
قدم بغداد متفقهاً، وأقام بالمدرسة النظامية مدةً وصحب الصوفية، وسافر إلى الحجاز واليمن ومصر، وعاد إليها، وتولى الحجابة بالمخزن المعمور، ونفذ من الديوان العزيز -مجده الله- رسولاً إلى جهاتٍ، وحمدت خدمته، وتولى حجابة الحجاب في جمادى الآخرة سنة إحدى وست مئة.
وقد سمع بتبريز من أبي منصور محمد بن أسعد الطوسي المعروف بحفدة العطاري. وأجاز له سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين -خلد الله ملكه وأدام أيامه- وروى عنه ببغداد، والله الموفق للصواب.
وتوفي يوم الاثنين مستهل ذي الحجة سنة خمس عشرة وست مئة، ودفن يوم الثلاثاء عند جامع السلطان.
2208- عمر، يعرف بالكميماتي.
كان يسكن بالقطيعة بباب الأزج، وكان يوصف بالصلاح والخير.
توفي يوم الجمعة ثاني عشر صفر سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة، ودفن بمقبرةٍ مجاورةٍ للقطيعة بباب الأزج، رحمه الله وإيانا.(4/369)
ذكر من اسمه عثمان
2209- عثمان بن أبي الفرج بن الحسين، أبو عمرو النهربيني.
منسوبٌ إلى قريةٍ تسمى النهربين بين بغداد ونهروان. كان يسكن القطيعة بباب الأزج، وكان من الصالحين العابدين.
ذكره أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في ((تاريخه)) وقال: كان من العباد، سمع أبا القاسم بن الحصين، وأبا غالب ابن البناء، وغيرهما.
أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، قال: توفي عثمان النهربيني يوم الاثنين تاسع ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
2210- عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن نقاقا، أبو عمرو النجار، أخو عمر الذي قدمنا ذكره.
من أهل باب الأزج.
سمع أبا الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني، وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وغيرهما. سمع منه أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وغيرهما.
قال تميم بن أحمد ابن البندنيجي: وتوفي عثمان بن نقاقا في سنة ست وستين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الفيل بباب الأزج. وخالفه في ذلك القاضي عمر بن علي بن الخضر القرشي فقال: توفي يوم الجمعة ثامن عشر محرم سنة(4/370)
خمس وستين وخمس مئة؛ ذكر ذلك لي الشريف الزيدي لأنني كنت في الحج.
قلت: والأظهر أن هذا هو الأصح، والله أعلم، رحمه الله وإيانا.
2211- عثمان بن عبد الملك بن عثمان اللخمي، أبو عمرو الصفار، أخو عبد الرحمن المقدم ذكره.
مغربي الأصل بغدادي المولد والدار.
سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن فتحان، وأبا القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبا علي محمد بن سعيد بن نبهان، وأبا الخطاب محفوظ بن أحمد الفقيه، والشريف أبا طالب الحسين بن محمد الزينبي، وغيرهم.
سمع منه أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي وطبقته، وحدثنا عنه عبد العزيز بن الأخضر.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك، قلت له: أخبركم أبو عمرو عثمان بن عبد الملك اللخمي قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان.
وأخبرناه عالياً أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز بقراءتي عليه، قلت له: قرئ على أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نتف الشيب وقال: ((هو نور الإسلام)).(4/371)
أنبأنا عمر بن علي بن الخضر، قال: توفي عثمان بن عبد الملك اللخمي في سنة إحدى وسبعين وخمس مئة، أوسطها.
2212- عثمان بن أحمد بن محمد بن يحيى بن أبي ياسر، أبو عمرو الصوفي.
سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، وروى عنه، سمع منه الحافظ عمر بن أبي الحسن الدمشقي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر، قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان ابن أحمد بن محمد الصوفي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله ابن الشخير، قال: حدثنا عثمان بن جعفر، قال: حدثني محمد بن عبد الوهاب أبو قرصافة، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شعبة، عن موسى بن عقبة، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من باع سلعةً لم يكن قبض من ثمنها شيئاً فهي له، وإن كان قبض منها شيئاً فهو أسوة الغرماء)).(4/372)
قال القرشي: توفي عثمان هذا يوم الأربعاء ثامن عشري جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة.
2213- عثمان بن أبي بكر بن محمد، أبو عمرو المغربي.
أديبٌ، له شعرٌ حسن. قدم بغداد، وكتب عنه أبو المعالي سعد بن علي الحظيري الكتبي شيئاً من شعره، وذكره في كتابه المسمى ((زينة الدهر في لطائف شعراء العصر))، قال: من شعره ما أنشدني لنفسه ببغداد:
كأن رياض ساحته سماءٌ ... وناجم زهرها زهر النجوم
نزلنا من رباه فويق هامٍ ... معممةً من النبت العميم
تعطرنا الرياح به كأنا ... نشم المسك من كف النسيم
2214- عثمان بن محمد بن الحسن الدقاق، أبو عمرو المعروف بابن قديرة، والد شيخينا: عبد الله ويوسف ابني عثمان.(4/373)
من أهل باب البصرة.
سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، وغيره، وحدث عنه. سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وأبو المعالي محمد بن أحمد بن شافع، ويعيش بن مالك الفقيه وجماعة.
أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيع، قال: مولد عثمان بن محمد الدقاق في سنة ست وخمس مئة.
وتوفي يوم الثلاثاء خامس محرم سنة ست وثمانين وخمس مئة.
2215- عثمان بن سعادة بن غنيمة المعاز، أبو عمرو اللبان.
من شيوخ عبد الله بن أحمد الخباز، ذكر أنه سمع من أبي الفضل بن ناصر، وأبي الوقت السجزي، وأنه سمع منه، وأخرج عنه حديثاً في ((مشيخته)) وقال: توفي في سنة ست وثمانين وخمس مئة.
2216- عثمان بن إبراهيم التركستاني الأصل الواسطي المولد، أبو عمرو الواعظ الصوفي، أخو عمر المتقدم ذكره، يعرف بابن التركي.
كان حافظاً للقرآن المجيد، حسن القراءة جيد الأداء، قد قرأ على جماعةٍ من الشيوخ، وسمع شيئاً من الحديث، وتكلم في الوعظ، وخالط الصوفية، وغلب عليه طريقهم.
قدم بغداد، واستوطنها إلى أن توفي بها، وسكن برباط بهروز، وما حدث(4/374)
بشيءٍ لأنه توفي شاباً في ذي القعدة من سنة تسع وثمانين وخمس مئة، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الصوفية المجاورة لرباط الزوزني مقابل جامع المنصور.
2217- عثمان بن أبي بكر، وسألته عن اسمه فقال: إبراهيم، ابن جلدك القلانسي.
من أهل الموصل.
طلب الحديث بنفسه، وسمع الكثير ببلده وبالشام والعراق وأصبهان وغيرها من البلاد. وكتب بالموصل عن أبي الفضل عبد الله بن أحمد ابن الطوسي، وأبي الربيع سليمان بن محمد بن خميس، وأبي منصور بن مكارم المؤدب، وبدمشق عن أبي طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي وغيره، وبأصبهان عن أبي موسى الحافظ وجماعةٍ من أصحاب أبي علي الحداد، وببغداد عن أصحاب أبي القاسم بن بيان وأبي طالب بن يوسف وأبي سعد ابن الطيوري، وبواسط عن القاضي أبي الفتح ابن المندائي وأبي الفرج بن نغوبا، وبالبصرة عن أبي الحسين ابن البرذعي وفياض بن أحمد الحداد وغيرهم. وأقام ببغداد مدةً للتفقه على الشيخ أبي القاسم بن فضلان. وكان فيه فضلٌ، وله شعرٌ، كتب عنه شيءٌ من شعره وعلقت عنه.
أنشدني أبو عمرو عثمان بن أبي بكر الموصلي لنفسه وكتبه لي بخطه:
ما العزم أن تشتهي شيئاً وتتركه ... حقيقة العزم منك الجد والطلب
كم سوفت خدع الآمال ذا أربٍ ... حتى قضى قبل أن يقضى له أرب
نلهو ونلعب والأقدار جاريةٌ ... فينا ونأمل والأعمار تقتضب
وما تقلب دنيانا بنا عجبٌ ... لكن آمالنا فيها هي العجب(4/375)
بلغنا أن عثمان بن أبي بكر هذا توفي بالموصل في آخر سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، والله أعلم.
2218- عثمان بن نصر بن منصور بن الحسين ابن العطار، أبو عمرو بن أبي القاسم الحراني الأصل البغدادي المولد والدار.
سمع مع أخيه الأكبر أبي بكر منصور من جماعةٍ منهم: أبو الوقت السجزي، وأبو الفتح المعروف بابن البطي، وأبو الرضا بن بدر الشيحي، وأبو محمد ابن الخشاب، وغيرهم. وما أعلم أنه حدث بشيءٍ. وكان دمثاً متواضعاً سهل الأخلاق.
توفي في ليلة الأحد تاسع عشر ذي القعدة من سنة خمس وتسعين وخمس مئة، ودفن يوم الأحد بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب عند أبيه وأهله.
2219- عثمان بن الحسين بن محمد بن الحكيم، أبو عمرو بن أبي عبد الله.
من أهل الحريم الطاهري، أخو أبي بكر محمد المقدم ذكره.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وروى عنه. سمع منه قبلنا القاضي عمر بن علي القرشي، وأحمد بن طارق، وسمعنا منه.
قرأت على أبي عمرو عثمان بن الحسين بن الحكيم، قلت له: أخبركم أبو(4/376)
القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد ابن المذهب قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا ربعي بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام، عن بسر ابن سعيد، عن زيد بن خالد الجهني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلاتٍ)).
أنبأنا القاضي عمر بن علي القرشي، قال: سألت عثمان بن الحكيم عن مولده فقال ما يدل أنه في سنة خمس عشرة وخمس مئة.
قلت: وتوفي في ذي القعدة من سنة ست وتسعين وخمس مئة.
2220- عثمان بن أبي سعد بن عبد الوهاب، أبو عمرو الخباز.(4/377)
ذكر عبد الله بن أبي بكر الخباز أنه حدث عن أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأخرج عنه حديثاً رواه له عن سعيد المذكور، رحمه الله وإيانا.
2221- عثمان بن عمر الصوفي، أبو عمرو.
من أهل همذان.
أحد الصوفية المعروفين بين أهل الطريقة. قدم بغداد، وأقام بها إلى أن توفي بها، ولقيته برباط المأمونية. وكان شيخاً حسناً، مواظباً على العبادات والأوراد، حافظاً لقواعد القوم. وانتقل إلى رباط الشونيزية متقدماً فيه، وخادماً للفقراء الساكنين به، وناظراً في وقفه، فعمر الموضع، وظهر من توفر همته على مصالحه ما شهد بحسن نيته وحمد عليه. ولم يزل مقيماً به إلى أن توفي ليلة الاثنين سادس عشر شهر ربيع الأول سنة خمس وست مئة، ودفن يوم الاثنين بمقبرة الشونيزي مقابل الرباط.
2222- عثمان بن إبراهيم بن فارس بن مقلد، أبو عمرو الخباز يعرف بابن السيبي.
من أهل باب الأزج، أخو إسماعيل الذي قدمنا ذكره.
سمع من أبوي الفضل: محمد بن يوسف الأرموي ومحمد بن ناصر بن محمد البغدادي، وغيرهما. وخرج عن بغداد قديماً، ولم يحدث بها. ونزل الموصل، وأقام بها إلى أن توفي، وروى هناك.
وسمع منه جماعةٌ من أهل الموصل والقادمين إليها، وكان سماعه صحيحاً(4/378)
في أصول البغداديين وإن لم يكن يعرف شيئاً. كتب إلينا بالإجازة من الموصل غير مرةٍ.
توفي في سنة عشر وست مئة، أو نحوها، رحمه الله وإيانا.
2223- عثمان بن المظفر بن محمد، أبو عمرو، يعرف بابن البازيار.
من أهل شارع دار الرقيق.
شيخٌ مسن لم يسمع في صباه. روى لنا عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وعن أبي محمد لاحق بن علي بن كاره.
قرأت على أبي عمرو عثمان بن المظفر ابن البازيار، قلت له: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، قال: حدثنا أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي، قال: حدثنا معاذ بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: حدثنا وهيب، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من باع عبداً وله مالٌ فإن ماله للبائع إلا أن يشترط المبتاع)).(4/379)
توفي عثمان هذا في سنة ست عشرة وست مئة.
2224- عثمان بن مقبل بن قاسم الياسري، أبو عمرو الواعظ.
من أهل الياسرية: قريةٍ من قرى نهر عيسى.
قدم بغداد، واستوطنها، وتفقه بها على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله، وتكلم في الوعظ، وسمع من أبي محمد ابن الخشاب، والكاتبة شهدة بنت أبي نصر الإبري، وغيرهما. سمعنا منه أحاديث قليلة.
قرأت على أبي عمرو الياسري، قلت له: أخبرتكم فخر النساء شهدة بنت أحمد ابن الفرج الدينوري قراءةً عليها وأنت تسمع، فأقر بذلك، قالت: أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل مسكرٍ خمرٌ وكل مسكرٍ حرامٌ)).
توفي يوم الخميس حادي عشري ذي الحجة سنة ست عشرة وست مئة، ودفن يوم الجمعة بباب حرب.(4/380)
2225- عثمان بن أبي نصر بن منصور، أبو الفتوح الواعظ المسعودي.
منسوب إلى محلة تعرف بالمسعودة من نواحي المأمونية.
تفقه على أبي الفتح ابن المني، وسمع منه، ومن الكاتبة شهدة بنت أحمد ابن الفرج، وغيرهما. وتكلم في مسائل الخلاف والوعظ. وحدث بجامع القصر الشريف بإجازة سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين خلد الله ملكه وأدام أيامه، له، والله الموفق.(4/381)
ذكر من اسمه علي
2226- علي بن أحمد بن سلامة بن ساعد الجهني، أبو الحسن المنجم.
سمع من أبي الحسن الخباز الشاعر البغدادي قصيدةً من شعره عنه، وسمعها منه أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي؛ ذكر ذلك القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي فيما قرأت بخطه ومنه نقلت.
2227- علي بن أحمد بن محمد، أبو الحسن المقرئ.
من أهل عكبرا، يعرف بابن زلر.
حدث عن عمر بن محمد بن ميخائيل العكبري. سمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي فيما قاله القرشي أيضاً.
2228- علي بن أحمد بن هارون المعاز، أبو الحسن.
من أهل الجانب الغربي، كان يسكن درب المجوس قريباً من قبر معروف الكرخي.
روى عن أبي طالب عمر بن سعد الزهري. سمع منه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وأربع مئة، وأخرج عنه حديثاً في ((مشيخته البغدادية)) وسمى أباه أحمد بن هارون، وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني، فقال: علي بن هارون. والصواب ما ذكره(4/382)
ابن سلفة لمتابعة غيره عليه، والله الموفق.
2229- علي بن أحمد بن محمد بن علي بن يوسف بن يعقوب الكتاني، أبو الأزهر بن أبي بكر بن أبي يعلى بن أبي القاسم الشاهد القاضي المحتسب.
من أهل واسط، والد شيخنا أبي طالب محمد بن علي ابن الكتاني الذي قدمنا ذكره.
من بيت العدالة والرواية. شهد بواسط عند القاضي أبي المفضل محمد بن إسماعيل بن كماري في ليلة صفر سنة خمس وسبعين وأربع مئة، وتولى أيضاً الحسبة بها. سمع من جماعة. وقدم بغداد غير مرةٍ وسمع بها أيضاً.
قرأت على أبي الرضا أحمد بن طارق بن سنان القرشي، قلت له: أخبركم الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني قراءةً عليه وأنت تسمع بالإسكندرية، فأقر به، قال: سألت الحافظ أبا الكرم خميس بن علي الحوزي بواسط عن القاضي أبي الأزهر ابن الكتاني، فقال: سمع قاضي القضاة أبا عبد الله الدامغاني، ومن أبي الحسن كاتب الوقف، وحضر معنا كثيراً مجالس أبي المفضل، يعني ابن الجلخت، وولي الحسبة بواسط، وشهد عند أبي المفضل بن إسماعيل، وهو اليوم أحد رؤساء واسط وأعيانها وذوي اليسار فيها.
قلت: وحدث أبو الأزهر بواسط فسمع منه أبو الحسن علي بن المبارك بن نغوبا، وأبو جعفر هبة الله بن يحيى ابن البوقي الفقيه، وأبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة وغيرهم.
أنشدني أبو علي الحسن بن هبة الله بن يحيى بن الحسن بن أحمد بن عبد الباقي العطار، قال: أنشدني أبي، قال: أنشدنا القاضي أبو الأزهر علي بن(4/383)
أحمد ابن الكتاني، قال: أنشدنا قاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الدامغاني ببغداد، قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي الصوري، قال: أنشدنا أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن غلبون الصوري لنفسه:
وتريك نفسك في معاندة الورى ... رشداً ولست إذا فعلت براشد
شغلتك عن أفعالها أفعالهم ... ألا اقتصرت على عدو واحد
سألت أبا طالب محمد بن أبي الأزهر ابن الكتاني عن وفاة أبيه، فقال: توفي في سنة ثلاث عشرة وخمس مئة عن ثلاث وستين سنة، ودفن بداره بدرب الخطيب بواسط، ونقل بعد ذلك إلى مقبرة داوردان بواسط فدفن بها.
2230- علي بن أحمد السميرمي، أبو طالب الوزير، وزير السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه السلجوقي.
وسميرم المنسوب إليها: قريةٌ من قرى أصبهان.
قدم أبو طالب هذا بغداد مع السلطان محمود، وأقام بها مدةً، وبها كانت وفاته، ركب يوماً من داره قاصداً دار السلطان فعرض له قومٌ من الباطنية فقتلوه فتكاً وذلك في يوم الثلاثاء سلخ صفر سنة ست عشرة وخمس مئة.
2231- علي بن أحمد ابن نظام الملك أبي علي الحسن بن علي بن إسحاق، أبو الحسن ابن الوزير أبي نصر.
سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان، وحدث عنه في صفر سنة خمس(4/384)
وأربعين وخمس مئة. وسمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب، فيما قرأت بخطه.
((آخر الجزء الثاني والأربعين من الأصل))
2232- علي بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن عبد الصمد ابن المهتدي بالله، أبو الحسن بن أبي تمام بن أبي الحسن بن أبي الحسين الهاشمي الخطيب المعروف بابن الغريق.
أحد الشهود المعدلين، ومن بيت الخطابة والقضاء هو وأبوه وجده، كان يسكن بباب البصرة.
شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النحوي قراءةً عليه ونحن نسمع، قيل له: أخبركم القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه وأنت تسمع في كتاب ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) جمعه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته، قال: وأبو الحسن علي بن أحمد بن هبة الله ابن المهتدي بالله يوم السبت مستهل شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وخمس مئة، وزكاه العدلان الشريفان أبو تمام محمد بن محمد ابن الزوال الهاشمي وأبو الفضل محمد بن عبد الله ابن المهتدي بالله الخطيب. وتولى الخطابة بجامع المنصور مدةً. وقد سمع شيئاً من الحديث إلا أن الرواية عنه لم تظهر.
توفي فيما ذكر صدقة بن الحسين الحنبلي في ((تاريخه)) في يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الجامع ظاهر باب البصرة.(4/385)
2233- علي بن أحمد الضرير، أبو الحسن.
من شيوخ أبي بكر المبارك بن كامل، روى عنه في ((معجمه)) أبياتاً من الشعر ذكر أنه أنشده إياها. لم يرفع في نسبه ولا رأيت له ذكراً في غير ذلك.
2234- علي ابن الإمام المستظهر بالله أبي العباس أحمد ابن الإمام المقتدي بأمر الله أبي القاسم عبد الله، أخو الإمام المقتفي لأمر الله أبي عبد الله محمد ابن المستظهر، وكان علي الأصغر.
ذكره أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في ((تاريخه)) ومنه نقلت، فقال: كان ذا دين وأدب وتميز وتسنن-. مولده في سنة إحدى وخمس مئة، وتوفي يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة، وصلي عليه بباب الفردوس وأم الناس الوزير أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة، وحمل إلى الرصافة فدفن بالتربة الشريفة على ساكنيها السلام، وجلس أرباب الدولة له في العزاء ببيت النوبة ثلاثة أيام، وحضر الناس على طبقاتهم، وبرز إليهم يوم الأحد العشرين من الشهر المذكور توقيع الإمام المقتفي لأمر الله بالنهوض، ويقال: تأثر به كثيراً، يعني المقتفي لأمر الله رضي الله عنه.
2235- علي بن أحمد بن أحمد بن عبيد الله البغدادي، أبو الحسن المعروف بقبلة الأدب.
من أهل باب المراتب، سبط ابن كادش العكبري.
سمع نسيبه أبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، وروى عنه. وكان يقول الشعر، وفيه فضلٌ وتميز. روى لنا عنه جماعة.(4/386)
وقال لي أبو الحسن علي بن نصر الواعظ: كان يقول على البديهة شعراً حسناً.
أنشدني أبو محمد عبيد الله بن المبارك بن أحمد، قال: أنشدني عمي أبو الحسن علي بن أحمد بن أحمد لنفسه:
يا زماناً خلا من الناس واستأصل ... بالقلع شأفة الأحرار
ليتني مت إذ حللت بواديك ... فقد عيل من أذاك اصطباري
حسبي الله لا سواه فما أبعد ... خيراً يرجى من الأشرار
قال لي عبيد الله: توفي عمي، يعني قبلة الأدب، في سنة سبعين وخمس مئة تقديراً.
2236- علي بن أحمد بن أحمد بن أحمد ابن الخشاب، أبو الحسن أخو أبي محمد عبد الله النحوي الذي قدمنا ذكره.
سمع أبا بكر محمد بن الحسين المزرفي المقرئ، وروى عنه، سمع منه أبو عبد الله محمد بن عثمان العكبري الواعظ وأخرج عنه في جملة شيوخه الذين سمع منهم، والله الموفق.
2237- علي أن أحمد بن محمد، أبو الحسن المظفري، عرف بذلك لأن أباه كان يخدم المظفر رئيس الرؤساء فنسب إليه.
سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن فتحان، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
أنبأنا الحافظ عمر بن علي القرشي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ابن محمد المظفري، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن فتحان، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران، قال: حدثنا أبو سهل أحمد بن(4/387)
محمد بن زياد القطان، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع أسامة بن زيد يقول: أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من أطم من آطام المدينة فقال: ((هل ترون ما أرى، إني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كمواقع القطر)).
2238- علي بن أحمد بن بركة بن عناق، أبو الحسن المقرئ.
من أهل باب البصرة.
سمع أبا السعود أحمد بن علي ابن المجلي، وأبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وغيرهما. سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق، وأخرج عنه في ((مشيخته)).
أنبأنا محمد بن أبي طاهر البيع، قال: قرأت على أبي الحسن علي بن أحمد ابن عناق المقرئ، قلت له: أخبركم أبو السعود أحمد بن علي بن أحمد الواعظ، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عبد الودود الهاشمي، قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن عيسى الباقلاني، قال: حدثنا أبو بكر الفقيه الصوفي، قال: حدثنا حبيب، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله المخرمي، قال: حدثنا الفضل بن غانم، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قال في كل يومٍ مئة مرة: لا إله إلا الله الحق المبين، كان له أماناً من الفقر، وأومن من وحشة القبر، واستجلب بها(4/388)
الغنى، واستفتح بها باب الجنة)).
قال محمد بن مشق: وتوفي أبو الحسن بن عناق يوم الاثنين تاسع عشر شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة جامع المنصور.
2239- علي بن أحمد بن محمد ابن القاضي، أبو الحسن.
هكذا رأيت اسمه ونسبه في كتاب عبيد الله بن علي بن نصر المارستاني، وذكر أنه حدثه عن أبي الحسين محمد بن عبد القادر ابن السماك الشاهد، والله أعلم.
2240- علي بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن هبة الله بن الحسن بن علي بن يحيى بن أحمد بن زيد بن الحسين بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، أبو الحسن بن أبي العباس العلوي الزيدي نسباً الشافعي مذهباً.
أحد الأعيان الأفراد الأخيار العلماء الزهاد، وممن جمع شرف الأبوة وفضيلة العلم وطريقة النسك، حتى كان أوحد وقته ونسيج وحده وقريع دهره. حفظ القرآن الكريم واستظهره، ونظر في الفقه وحصله، وكتب الحديث الكثير وسمعه وأكثر منه وجمعه. وكان من أحسن الناس طريقةً وأجمعهم لصفات الخير(4/389)
وأنبلهم قدراً وأسماهم منزلةً عند الخاص والعام.
سمعت شيخنا أبا محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر يذكر الشريف أبا الحسن الزيدي فيعظم شأنه ويثني عليه ويصف دينه وزهده وحسن طريقته، وقال: أول سماعه الحديث في سنة سبع وأربعين وخمس مئة وما بعدها إلى آخر عمره. فقلت له: سمع من القاضي أبي الفضل الأرموي؟ فقال: لا.
قلت: وسمع الزيدي من خلقٍ كثير منهم: أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد البغدادي، وأبو القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبو الكرم المبارك بن الحسن ابن الشهرزوري، وأبو بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، وأبو عبد الله محمد بن عبيد الله ابن الرطبي، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، وأبو القاسم نصر بن نصر ابن العكبري، والنقيب أبو جعفر أحمد بن محمد العباسي المكي، وأبو المظفر محمد بن أحمد ابن التريكي، وأبو محمد محمد بن أحمد ابن المادح، وأبو المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وأبو البركات سعد الله بن محمد بن حمدي، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وأبو بكر أحمد بن المقرب الكرخي، وجماعة سواهم يطول ذكرهم.
وخرج لنفسه أحاديث في أجزاء، وحدث بها، وسمع منه شيوخه وأقرانه تبركاً به واعتماداً عليه، فمن شيوخه: أبو الحسن سعد الله بن محمد بن طاهر الدقاق، وأبو المحاسن محمد بن عبد الملك الهمذاني، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشعار، وأبو محمد عمر بن محمد العليمي. وقد سمع من هؤلاء. ومن أقرانه: أبو حفص عمر بن أحمد بن بكرون، وأبو المحاسن عمر بن علي القرشي الدمشقي، وأبو الخير صبيح بن عبد الله العطاري، وأبو العباس أحمد ابن أحمد الأرعنزي وغيرهم. وممن بعدهم: أبو الحسين علي وأبو الحسن هبة الله ابنا الحسن بن المظفر، وأبو أحمد داود بن علي بن المظفر، وأخوه أبو البركات عمر بن أحمد الزيدي، وأبو المعالي أحمد بن عمر بن بكرون. ومن(4/390)
الغرباء: محمد بن حامد، وحمد بن عثمان، ومحمد بن محمود بن جبوية، ومحمد بن محمد العطار، ومحمد بن عبد الواحد؛ الأصبهانيون، والحسن بن هبة الله بن صصرى الدمشقي، وجماعةٌ يكثر ذكرهم.
وكان ثقةً صدوقاً، حسن الأصول، صحيح النقل، حجة فيما يقول ويرويه. حدثنا عنه جماعة.
أخبرنا أبو أحمد داود بن علي بن محمد بقراءتي عليه، قلت له: حدثكم الشريف أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد العلوي الزيدي لفظاً، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ابن الزاغوني بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الزينبي.
وأخبرناه عالياً أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد القاضي بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن البناء قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن البسري؛ قالا جميعاً: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل وعبيد الله بن عمر القواريري، قالا: حدثنا معاذ بن هشام الدستوائي، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني شيخٌ كبيرٌ يشق علي القيام فمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر، فقال: ((عليك بالسابعة)).
وهذا لفظ أحمد بن حنبل.
قلت: ووقف الشريف الزيدي كتبه قبل موته على المسلمين كافة، وجعلها في موضع بمسجده الذي كان يؤم فيه بالناس في أوقات الصلوات بدرب دينار الصغير بسوق الثلاثاء من شرقي بغداد، وشركه رفيقه صبيح بن عبد الله عتيق(4/391)
نصر ابن العطار في وقفه لها أيضاً، وكانت كثيرةٌ انتفع الناس بها تقبل الله منهما.
سمعت أبا البركات عمر بن أحمد الزيدي يقول: مولد أخي أبي الحسن علي في سنة تسع وعشرين وخمس مئة. وتوفي يوم الثلاثاء وقت غروب الشمس سادس عشري شوال من سنة خمس وسبعين وخمس مئة، وصلي عليه سحرة الأربعاء السابع والعشرين من الشهر المذكور بمنزله المجاور لمسجده، ودفن فيه، وتولى غسله والصلاة عليه رفيقاه عمر بن بكرون وصبيح العطاري، وصلى الناس على قبره، ولم تخرج جنازته خوفاً من العامة وكثرة فتنتهم، وكان أبواه في الحياة يومئذٍ.
2241- علي بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الملك الدامغاني الأصل البغدادي المولد والدار، أبو الحسن قاضي القضاة ابن القاضي أبي الحسين ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله.
شيخ القضاة، وكبير أهل بيته، ومن أسكن الناس وأعظمهم وقاراً.
تولى أولاً القضاء بربع الكرخ من الجانب الغربي بعد وفاة أبيه فيما أخبرنا(4/392)
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النحوي قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه في كتاب ((تاريخ الحكام)) تأليفه، قال: وفي يوم الأحد خامس عشر جمادى الأولى سنة أربعين وخمس مئة استناب قاضي القضاة أبو القاسم علي بن الحسين الزينبي أبا الحسن علي بن أبي الحسين ابن الدامغاني في القضاء بربع الكرخ.
قلت: ولم يزل على ذلك إلى أن توفي قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي، وتولى بعده قضاء القضاة.
سمعت جماعةٌ يذكرون أن قاضي القضاة الزينبي مرض مرضه الذي توفي فيه، وكان الناس يعودونه وأبو الحسن ابن الدامغاني ممن يعوده، فدخل عليه يوماً فسلم عليه ودعا له وانصرف، فلما قام جعل قاضي القضاة الزينبي يتبعه بصره حتى خرج، ثم التفت إلى من حضره وقال: يوشك أن يكون هذا قاضي القضاة، يعني بعدي، فكان كما قال.
قلت: وتولى، أعني أبا الحسن ابن الدامغاني، قضاء القضاة يوم الاثنين خامس عشر ذي الحجة من سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة، وعمره يومئذ ثلاثون سنة، ولاه نائب الوزارة يومئذٍ نقيب النقباء أبو أحمد طلحة بن علي الزينبي بالديوان العزيز -مجده الله- وخلع عليه وقرئ عهده بالديوان العزيز وبجامع القصر الشريف بمحضرٍ من العدول والفقهاء والأعيان. وسمع البينة يومئذٍ وحكم، ثم انصرف إلى منزله، واستناب في الحكم بحريم دار الخلافة وما يليها أخاه أبا منصور محمداً.
ولم يزل على حكمه وقضائه يقبل الشهود ويسجل ويحكم إلى أن عزل عشية الثلاثاء رابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وخمس مئة. فكانت ولايته إحدى عشرة سنة وستة أشهر، وانتقل إلى نهر القلائين فسكن بدار أبيه وجده هناك متوفراً على الاشتغال بالعلم إلى أن أعيد إلى قضاء القضاة يوم الأحد ثالث عشر شهر ربيع الأول من سنة سبعين وخمس مئة، ولاه ذلك نائب الوزارة(4/393)
يومئذ زعيم الدين أبو الفضل يحيى بن جعفر، وخلع عليه أيضاً، وقرئ عهده بذلك، فاستناب أخاه أبا المظفر الحسين، ثم توفي، يعني أخاه، فاستناب القاضي أبا محمد ابن الساوي إلى حين وفاته. ولم يزل على حكمه وولايته إلى أن توفي.
وقد سمع الحديث من جماعة منهم: أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبو الحسين محمد بن محمد ابن الفراء، وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله الشروطي، وأبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، وأبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وغيرهم، وروى عنهم، فسمع منه القاضي عمر القرشي، وأبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ، وأبو الفضل عبد الكريم بن المبارك البلدي، وغيرهم.
وبلغني أن مولده في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وخمس مئة.
وتوفي عشية السبت ثامن عشري ذي القعدة من سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة، وصلي عليه يوم الأحد تاسع عشري الشهر المذكور بجامع القصر الشريف، وحضر خلقٌ كثيرٌ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشونيزي عند خاله أبي الفتح ابن الساوي، رحمه الله وإيانا.
2242- علي بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن الحديثي، أبو الحسن بن أبي نصر أخو قاضي القضاة أبي طالب روح الذي قدمنا ذكره.
سمع أبا شجاع عمر بن محمد البسطامي، وحدث عنه بمصر ((بشمائل النبي)) صلى الله عليه وسلم . وكان تاجراً سافر إلى الشام وديار مصر وروى هناك، سمع منه عبد القوي بن عبد الخالق المسكي بمصر وغيره، وتوجه عائداً إلى بغداد، وتوفي ما بين الموصل وبغداد قبل أن يصلها، رحمه الله وإيانا.(4/394)
2243- علي بن أحمد بن محمد بن العباس العطار، أبو الحسن بن أبي القاسم، يعرف بابن الديناري.
من ساكني محلة مشهد أبي حنيفة رحمه الله، أخو محمود ومحمد ومسعود، وقد تقدم ذكرنا لمحمد منهم.
سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، وروى لنا عنه. سمعنا منه بسوق يحيى.
قرئ على أبي الحسن علي بن أحمد ابن الديناري العطار بحانوته بسوق يحيى وأنا أسمع، قيل له: أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن ابن علي بن محمد الجوهري، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخرقي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يزيد الدقيقي، قال: حدثنا حمدان بن عمر، قال: حدثنا عارم، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أبان بن تغلب، عن الأعمش، عن أبي عمرو الشيباني، عن أبي مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الدال على الخير كفاعله)).(4/395)
توفي أبو الحسن ابن الديناري يوم الجمعة ثاني جمادى الآخرة من سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، ودفن بالمقبرة المعروفة بالخيزرانية، رحمه الله وإيانا.
2244- علي بن أحمد بن العباس بن أبي طاهر الهاشمي، أبو الحارث بن أبي الرضا الخطيب، يعرف بابن الرحا.
من أهل باب البصرة.
تولى الخطابة بجامع المهدي مدةً، وسمع من أبي الوقت السجزي وغيره، وما أعلم أنه حدث بشيء. كبر وأسن.
توفي في سنة ثلاث أو أربع وتسعين وخمس مئة، والله أعلم.
2245- علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن هبة الله بن محمد ابن المهتدي بالله، أبو الحسن بن أبي تمام بن أبي الحسن بن أبي تمام بن أبي الحسن بن أبي الحسين الهاشمي الخطيب، يعرف بابن الغريق.
وقد تقدم ذكر أبيه وجده. من بيت الخطابة والعدالة، كان يسكن(4/396)
بباب البصرة، ويؤم بجامع المنصور في أوقات الصلاة، ويتولى الخطابة بجامع الحربية. وكان خيراً صالحاً.
توفي في صفر سنة خمس وتسعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة جامع المنصور عند القبة الخضراء، رحمه الله وإيانا.
2246- علي بن أحمد بن وهب البزاز، أبو الحسن.
من ساكني باب الأزج.
سمع من أبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي الهروي، وأبوي الفضل: محمد بن عمر الأرموي، ومحمد بن ناصر البغدادي، وغيرهم، وحدث عنهم. سمع منه جماعةٌ من أصحابنا، وما اتفق لي السماع منه. وقد أجاز لي.
توفي يوم الخميس ثامن جمادى الآخرة سنة سبعٍ وتسعين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
2247- علي بن أحمد بن الحسين بن أيوب، أبو الحسن الكاتب.
من أهل الكرخ، وقد تقدم ذكر أبيه وأخيه الحسين. سكن الجانب الشرقي.(4/397)
سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وغيرهما. كتبنا عنه أحاديث يسيرة.
قرأت على أبي الحسن علي بن أحمد بن أيوب الكاتب، قلت له: أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن أبي طاهر البزاز قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءةً عليه وأنا حاضر أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ماسي، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كذب علي متعمداً فليتبوأ معقده من النار)).
سألت أبا الحسن بن أيوب عن مولده، فقال: في صفر سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة.
وتوفي في ليلة الأحد سلخ شهر ربيع الأول سنة ست مئة، ودفن يوم الأحد بالجانب الشرقي بمقبرة باب أبرز، رحمه الله وإيانا.
2248- علي بن أحمد بن سعيد المقرئ، أبو الحسن، المعروف بابن الدباس.
من أهل واسط، أحد العدول بها.
قرأ القرآن الكريم بالقراءات الكثيرة بواسط على شيخه أبي محمد عبد الرحمن بن الحسين ابن الدجاجي، ثم على أبي الفتح المبارك بن أحمد بن(4/398)
زريق الحداد وغيرهما. ورحل إلى همذان فقرأ على الحافظ أبي العلاء ابن العطار، وبالموصل على أبي بكر يحيى بن سعدون القرطبي.
وقدم بغداد مراراً كثيرةً، وذكر أنه قرأ بها على أبي الكرم ابن الشهرزوري، وأبي الفتح الخفاف، وأبي القاسم بن شيبة، وأبي الحسن اليزدي. وأقرأ الناس بجامع واسط صدراً به مع شيخنا أبي بكر ابن الباقلاني سنين.
واستوطن بغداد قبل وفاته بقليل، وأقام بها إلى أن توفي. وأقرأ الناس بالمسجد الجديد بسوق السلطان الذي تقدم ببنائه سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين، خلد الله ملكه. وحدث أيضاً عن أبي المفضل محمد بن محمد بن أبي زنبقة، وأبي الحسن علي بن المبارك بن نغوبا، وأبي طالب محمد بن علي ابن الكتاني الواسطيين. وروى عن أبي طالب ابن الكتاني ما لم نعرفه عنده، وحدث من غير أصل سماعه؛ فسمع منه عبد العزيز بن هلالة الأندلسي كتاب ((الحجة للقراءات السبع)) تصنيف أبي علي الفارسي، ورواه له عن أبي طالب ابن الكتاني سماعاً بإجازته من أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، وما علمنا للكتاني من ابن خيرون إجازة ولا يبعد ذلك، غير أنه سمعه عليه من نسخةٍ ليس فيها سماع ابن خيرون، ولا قرئت عليه ولا عورضت بأصل سماعه، ولا فيها سماعه من ابن الكتاني. ولما تحقق ابن هلالة ذلك ضرب على سماعه لهذا الكتاب، وترك السماع من هذا الشيخ.
وقال لي عبد العزيز بن عبد الملك الشيباني الدمشقي المقرئ: وقفت مع علي ابن الدباس على رقعةٍ فيها خط مزور على خط أبي الكرم ابن الشهرزوري بقراءته عليه القرآن بكتابه المسمى ((بالمصباح)) وهو مما لا أشك في تزويره. وقد كان هذا الشيخ في غنىً عن روايته لما يخالف فيه وادعائه لما ليس عنده، ولو اقتصر على ما كان عنده من الصحيح لكان فيه كفاية، والله يعفو عنا وعنه.
كتبت عنه شيئاً يسيراً.
أنشدني أبو الحسن علي بن أحمد ابن الدباس بواسط، قال: أنشدني أبو(4/399)
الكرم ابن الشهرزوري المقرئ ببغداد في سنة سبعٍ وأربعين وخمس مئة، قال: أنشدني جعفر بن أحمد السراج لنفسه:
وعدت بأن تزوري بعد شهرٍ ... فزوري قد تقضى الشهر، زوري
وموعد بيننا نهر المعلى ... إلى البلد المسمى شهرزور
فأشهر صدك المحتوم حق ... ولكن شهر وصلك شهر زور
سألت ابن الدباس عن مولده بواسط فقال: في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وخمس مئة، ثم سمعته ببغداد يقول: مولدي في سنة سبع وعشرين وخمس مئة.
وتوفي ببغداد في ليلة السبت سابع عشري رجب سنة سبعٍ وست مئة، وصلي عليه يوم السبت بجامع السلطان، ودفن إلى جانب أبي موسى المكي الزاهد محاذي جامع السلطان في الحد الشمالي.
2249- علي بن أحمد بن عمر بن الحسين بن خلف القطيعي، أبو القاسم الصفار.
وقد تقدم ذكر أبيه وأخيه محمد. منسوبٌ إلى قطيعة باب الأزج.
سمع أبا بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، وأبا الوقت السجزي، والنقيب أبا جعفر أحمد بن محمد العباسي المكي، وروى عنهم. سمعت منه.
قرأت على أبي القاسم علي بن أحمد ابن القطيعي، قلت له: أخبركم أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ابن الزاغوني قراءةً عليه، وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبو طاهر(4/400)
محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي بمصر، قال: حدثنا بشر بن بكر التنيسي، عن الأوزاعي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تبارك وتعالى تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه)).
توفي أبو القاسم ابن القطيعي في ليلة الجمعة رابع جمادى الأولى سنة ثمان وست مئة، ودفن يوم الجمعة بمقبرة الخلال بباب الأزج.
2250- علي بن أحمد بن علي ابن الصياد، أبو السعادات بن أبي الكرم الضرير.
من أهل واسط، من أهل قريةٍ تعرف بالأرحاء قريبةٍ من البلد.
حفظ القرآن ببلده، وقرأه على الشيوخ، وقدم بغداد بعد سنة خمسين وخمس مئة، وأقام بالمدرسة النظامية للتفقه. وسمع بها من أبي الوقت السجزي ((صحيح البخاري)) لما قرئ عليه بالنظامية وغيره. ثم سافر إلى الموصل وأقام سنين، وسمع بها من جماعةٍ منهم: أبو سعيد محمد بن علي الحلي، وأبو بكر محمد بن علي الحياني، وأبو بكر يحيى بن سعدون القرطبي، وعمر بن محمد بن الخضر، وغيرهم.
وعاد إلى واسط وتولى الخطابة بقريته وحدث بها ((بصحيح البخاري)) وغيره وكان فيه فضلٌ وتميز.(4/401)
مولده في سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة. وتوفي بالأرحاء يوم الاثنين سلخ جمادى الآخرة سنة تسع وست مئة، ودفن بها عند أهله.
2251- علي بن أحمد بن أبي نصر الهاشمي، أبو الهيجاء، يعرف بابن خليفان.
من أهل الجانب الشرقي، وسكن الجانب الغربي نحو قطفتا.
سمع من أبي الوقت السجزي، وكان سماعه منه صحيحاً، ومعه ثبت ((بصحيح البخاري)) بخط أبي الفضل بن شافع، ولكن خلط على نفسه وادعى سماعه منه لنسخة أبي الجهم العلاء بن عطية الباهلي، ورواها بقوله، ولم يوجد سماعه بها في أصلٍ، وروى أيضاً عن قومٍ مجهولين، وما كان من أهل هذا الشأن، ولكن اشتهى التكثير، ولو اكتفى بما صح له سماعه لكان فيه غنية. سمعنا منه عوالي البخاري حسب. وفي النفس منه وقفة.
سألته عن مولده، فقال: ولدت ليلة الأربعاء النصف من رجب سنة ثمان وعشرين وخمس مئة.
وتوفي يوم الثلاثاء غرة رجب سنة سبعٍ وست مئة.
2252- علي بن أحمد بن علي، أبو الحسن البغدادي، يعرف بابن هبل الطبيب.(4/402)
ولد ببغداد، ونشأ بها، وقرأ الأدب، والطب، وسمع بها من أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي. ثم صار إلى الموصل واستوطنها إلى حين وفاته، وحدث بها وعمر حتى كبر وعجز عن الحركة فلزم منزله بسكة أبي نجيح قبل وفاته بسنين. وكان الناس يترددون إليه ويقرؤون عليه الحديث والأدب والطب، وكان فاضلاً، أجاز لنا من مستقره بالموصل.
أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن هبل، قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل ابن أحمد بن عمر ابن السمرقندي قراءةً عليه وأنا أسمع ببغداد في شهر ربيع الآخر من سنة ثمانٍ وعشرين وخمس مئة، قال: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني لفظاً، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر وأبو القاسم تمام بن محمد الرازي وغيرهما، قالوا: أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، قال: حدثنا علي بن عياش الألهاني، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)).
سئل أبو الحسن بن هبل عن مولده، فقال: ولدت ببغداد بباب الأزج بدرب ثمل في ثالث عشري ذي القعدة من سنة خمس عشرة وخمس مئة.
وتوفي بالموصل ليلة الأربعاء ثالث عشر محرم سنة عشرٍ وست مئة، ودفن بها بمقبرة المعافى بن عمران، رحمه الله وإيانا.(4/403)
2253- علي بن أحمد بن هلال، أبو الحسن المستعمل.
من أهل الحربية، يعرف بابن العريبي.
سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية، وروى لنا عنه. وكان سافر عن بغداد مدةً، وأقام بالموصل سنين، وعاد إليها قبل وفاته، فكتبنا عنه.
قرأت على أبي الحسن علي بن أحمد بن هلال، قلت له: أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب الزاهد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأنماطي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: حدثنا يحيى بن محمد ابن صاعد، قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي فيما وقع في كتابنا وسمعه من حضر معنا وحدثوا به ولم يتابع عليه، قال: حدثنا عاصم بن هلال، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا طلاق قبل نكاح)).(4/404)
توفي أبو الحسن ابن العريبي ليلة الأحد ثالث عشري رجب سنة عشر وست مئة، ودفن يوم الأحد بباب حرب.
2254- علي بن أحمد بن أبي الحسن بن ملاعب، أبو الحسن القواس، يعرف بالمشعوذ.
من ساكني الظفرية.
كان يقول: سمعت من أبي الفضل بن ناصر وأحق ذلك ويقتضي سنه جواز ذلك لكن لم يظهر سماعه منه لشيءٍ. وسمع بعد ذلك من أبي الفرج صدقة بن الحسين الناسخ، وأبي القاسم ذاكر بن أبي غالب الخفاف. وروى شيئاً يسيراً. سمع منه أصحابنا، وما وقع إلي سماعه لأكتب عنه.
بلغني أن مولده في محرم سنة أربع وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي في ليلة الأربعاء ثامن عشري صفر سنة إحدى عشرة وست مئة، ودفن يوم الأربعاء بمشهد عبيد الله قريباً من قبر السبتي بالجانب الشرقي.
2255- علي بن أحمد بن علي بن محمد العنبري، أبو الحسن المنجم.
من أهل واسط، يعرف بابن دواس القنا.
كان فيه فضلٌ. وقد قرأ شيئاً من الأدب، ويقول شعراً مقارباً، ويمدح به(4/405)
الناس. وله يدٌ جيدةٌ في معرفة تقويم الكواكب وكتبة التقاويم.
قدم بغداد مراراً، وقرأ بها على جماعةٍ، فلقيته بها وسمعت منه أناشيد، وبها كانت وفاته. وسمعته يقول: مولدي في سنة أربع وأربعين وخمس مئة، أظنه في ذي القعدة، الشك مني.
وبلغني أنه توفي ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وست مئة وكنت مسافراً عنها، والله أعلم.
2256- علي بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسين، أبو الحسن الثاني، يعرف بابن بطوشا.
كان يسكن بسوق الغزل بباب الأزج.
وقد سمع من أبي الفضل محمد بن ناصر، ويكون أكثر الوقت بالسواد، ويقيم بقريةٍ تعرف ببيت عبدة، ويقدم بغداد. كتبت عنه.
قرأت على أبي الحسن علي بن أحمد بن بطوشا من أصل سماعه، قلت له: قرئ على أبي الفضل محمد بن ناصر بن محمد السلامي وأنت تسمع، فأقر به وعرف ذلك، قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن محمد الزبيري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي، قال: حدثنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عيسى المدائني، قال: حدثنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا محمد بن واسع، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يحرم على النار كل هينٍ لينٍ سهلٍ قريبٍ)).(4/406)
سألت أبا الحسن بن بطوشا عن مولده، فقال: في يوم الثلاثاء رابع شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة.
وتوفي في شوال سنة اثنتي عشرة وست مئة أو ذي القعدة بسواد بغداد، رحمه الله وإيانا.
2257- علي ابن سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام القائم لله في خلقه أحسن القيام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد أمير المؤمنين ابن الإمام السعيد الطاهر الشهيد المستضيء بأمر الله أبي محمد الحسن ابن الإمام الزكي الطاهر النقي أبي المظفر يوسف المستنجد بالله ابن الإمام الطاهر المهدي المقتفي لأمر الله أبي عبد الله محمد ابن الإمام المستظهر بالله أبي العباس أحمد ابن الإمام المقتدي بأمر الله أبي القاسم عبد الله رضي الله عنهم، أبو الحسن الملقب بالملك المعظم.
من السلالة الطاهرة والعترة الزاهرة وفرع الخلافة المعظمة ونجل الإمامة المكرمة، ومن حوى شرف الأبوة واستولى على أمد السبق إلى كل مكرمة وبر وتصدقٍ وجبر حال أولي الحاجات، وأفضل بالكثير على ذوي الفاقات، وعاش في ظله وبره وصدقته خلقٌ كثيرٌ جرياً على عادة إنعام الخلافة المعظمة، وسلوكاً لمنهاج الإمامة المكرمة الناصرية، خلد الله ملكها وأسبغ على كافة الخلائق ظلالها. ولم يزل إنعامه وبره متتالياً، وفضله وخيره متوالياً إلى أن نقله الله سبحانه إلى روح الجنان واستأثره بشرف الإكرام والرضوان، فتوفي ضحوة يوم(4/407)
الجمعة العشرين من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وست مئة، وأذن للناس بالدخول إلى الدار العزيزة للصلاة عليه بعد الصلاة من اليوم المذكور، فدخل الولاة وأرباب المناصب والفقهاء والعلماء والأماثل واجتمعوا بصحن السلام، وصلي عليه بعد صلاة العصر بداره، وحمل جنازته الخدم والخواص إلى دجلة وعبر إلى الجانب الغربي والخلق في السفن قيام على مشرعة الرقة، ومشى الناس كافة بين يدي الجنازة إلى التربة الشريفة عند قبر معروف الكرخي على ساكنها أعظم الرحمة والرضوان، فدفن بالقبة التي في وسطها مجاوراً لضريح الجهة الشريفة الرحيمة والدة سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين، خلد الله ملكه ورضي عنها، قبل صلاة المغرب بيسير، وتردد أرباب الدولة القاهرة والناس إلى التربة الشريفة ثلاثة أيام يختمون في بكرة كل يوم، ويتكلم الوعاظ، وينشد المراثي الشعراء. وعظم المصاب على الناس بهذا الملك المعظم، وكثر البكاء والنوح عليه في سائر المحال بمدينة السلام إلى أن تقدم إليهم بعد الثالث بالكف عما كانوا عليه، والله يجعل لأمير المؤمنين أطول الأعمار ويسعد الزمان وأهله بدوام أيامه على مرور الدهور والأعصار، ويرفع درجته في أخراه كما رفعها في دنياه إنه سميعٌ مجيبٌ.
2258- علي بن أحمد بن أبي العز ابن الشباك، أبو الحسن الصوفي.
من ساكني درب نصير.
صحب الصوفية مدةً، وسمع شيئاً من الحديث من أصحاب أبي عبد الله ابن طلحة النعالي، وطراد الزينبي، وأبي عبد الله ابن البسري. وحدث بشيءٍ(4/408)
يسير، وترك التصوف، وأقبل على التجارة.
توفي في سنة ست عشرة وست مئة.
2259- علي بن أحمد بن سعد بن الأعين، أبو الحسن.
شاب من أهل باب البصرة، يعرف بابن الفتوتي.
شهد عند القاضي محمود الزنجاني يوم الأحد عاشر شعبان سنة أربع عشرة وست مئة، وزكاه الحسين ابن المهتدي ويحيى بن غالية.
2260- علي بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن الحسن، أبو الحسن.
من أهل واسط، ولد بها، ونشأ، وانتقل إلى بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، وسكن بقراح أبي الشحم. وسمع بها من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي بكر محمد بن الحسين المزرفي، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وأخيه أبي عبد الله يحيى بن الحسن وغيرهم، وحدث عنهم.
سمع منه جماعةٌ منهم: القاضي عمر بن علي القرشي ومن بعده، كأبي بكر محمد بن المبارك البيع، وعبد الله بن أحمد الخباز، وقريش بن السبيع العلوي وغيرهم.
أنبأنا أبو المحاسن الدمشقي قال: سألت علي بن إبراهيم الواسطي عن مولده فقال: ولدت في جمادى الآخرة من سنة سبعٍ وثمانين وأربع مئة بواسط، وقدمت بغداد في سنة إحدى وخمس مئة.
وقال لي عبد الله بن أحمد الخباز: توفي، يعني الواسطي، في أواخر سنة سبع وستين وخمس مئة ببغداد.(4/409)
2261- علي بن إبراهيم بن نجا بن غانم الأنصاري، أبو الحسن الواعظ.
من أهل دمشق، سبط أبي الفرج ابن الحنبلي.
ولد بدمشق ونشأ بها، وقدم بغداد مراراً، وصاهر سعد الخير الأنصاري على ابنته بها، وسمع منه، ومن أبي صابر عبد الصبور بن عبد السلام الهروي، ومن أبي الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف وغيرهم. وأول سماعه بها في سنة أربعين وخمس مئة. وعاد إلى بلده ثم قدمها في سنة أربع وستين وخمس مئة رسولاً إلى الديوان العزيز مجده الله من نور الدين محمود بن زنكي أمير الشام وروى بها؛ فأنشدنا أبو العباس أحمد بن أحمد البزاز، قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نجا الدمشقي ببغداد قدمها علينا في سنة أربع وستين وخمس مئة، قال: أنشدني الوزير طلائع بن رزيك لنفسه بمصر:
مشيبك قد نضا صبغ الشباب ... وحل الباز في وكر الغراب
تنام ومقلة الحدثان يقظى ... وما ناب النوائب عنك نابي
وكيف بقاء عمرك وهو كنزٌ ... وقد أنفقت منه بلا حساب
بلغني أن مولد علي بن نجا الدمشقي في سنة ثمان وخمس مئة، وسكن(4/410)
مصر قبل وفاته، وحدث بها، وبدمشق كثيراً.
وتوفي يوم الأربعاء ثامن شهر رمضان سنة تسعٍ وتسعين وخمس مئة بمصر على ما بلغنا، والله أعلم.
2262- علي بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر بن كليب، أبو الحسن التاجر البغدادي.
من ساكني دار الخلافة المعظمة، شيد الله قواعدها بالعز، وهو ابن أخي شيخنا أبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب الذي قدمنا ذكره.
سافر الكثير من العراق إلى الشام وديار مصر وبلاد الروم وخراسان والغور وغيرها، وخرج عن بغداد قبل وفاته بمدة.
وقال لي بعض أصحابنا: إنه قال لي: سمعت من أبي الوقت ببغداد، وكان إذا طلب أحدٌ منه الرواية والسماع يمتنع ويقول: لست أهلاً لذلك، وما أعلم أنه حدث بشيءٍ، والله أعلم.
توفي في صفر نحو سنة عشرٍ وست مئة تقريباً.
2263- علي بن إسماعيل الديلمي، أبو الحسن التككي المؤيدي.
هكذا نسبه أبو بكر بن كامل في ((معجم شيوخه)) وروى عنه حديثاً أخرجه عنه حدثه به عن زوجته ولم يسمها فيما ذكر ابن كامل، والله الموفق للصواب.
2264- علي بن أسعد، أبو الحسن المقرئ، يعرف بابن الأقراصي.
سمع أبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وغيره، وما أعلم أنه حدث.(4/411)
ذكره أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع، وأبو الفرج صدقة بن الحسين الحنبلي في ((تاريخيهما)) وقالا: توفي يوم الثلاثاء حادي عشري شهر ربيع الأول سنة خمس وأربعين وخمس مئة، زاد صدقة فقال: وكان من الصالحين ممن لا يؤبه له، يعني يفطن له ويعرف، وصلي عليه بجامع القصر، ودفن بمقبرة أحمد، وهي مقبرة باب حرب، رحمه الله وإيانا.
2265- علي بن أسعد بن رمضان، أبو الحسن الخياط، يعرف بالأستاني.
والأستان: قريةٌ قريبةٌ من بغداد. كان يسكن بباب الأزج، وله مسجدٌ يقرئ فيه القرآن الكريم ويخيط فيه.
حدث بشيءٍ يسير عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، فسمع منه محمد بن النفيس الرزاز، وعبد العزيز بن علي القطان، وأبو بكر بن معمر.
وقال لي محمد بن محمود الأزجي: توفي يوم الجمعة سادس ربيع الأول سنة اثنتين وست مئة، ودفن بباب حرب.
2266- علي بن أنشتكين بن عبد الله، أبو الحسن الجوهري.
كان يسكن بدار الخلافة المعظمة، شيد الله قواعدها بالعز، بباب الحريم.
سمع أبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن القرشي، وروى عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)). وقصدناه(4/412)
للسماع منه في سنة ست وسبعين وخمس مئة في جماعةٍ من أصحاب الحديث فلم نصادفه في منزله، وشغلنا عنه فلم أسمع منه.
أنبأنا عمر بن علي بن الخضر القرشي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أنشتكين الجوهري، قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن فدوية، قال: حدثنا علي بن عبد الرحمن البكائي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا حسين بن محمد بن شنبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن هارون الغساني، قال: حدثنا فائد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الله بن أبي أوفى، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((من كانت له حاجةٌ إلى الله عز وجل أو إلى أحدٍ من بني آدم فليتوضأ ثم ليحسن وضوءه ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم إني أسألك رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل ذنبٍ، لا تدع ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا غماً إلا كشفته، ولا حاجةً هي لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين)). قال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ليطلب الدنيا والآخرة، فإنها عند الله تعالى)).
قال القرشي: سألت علي بن أنشتكين عن مولده في سنة ست وخمسين وخمس مئة، فقال: لي إحدى وستون سنة.
وقال غيره: توفي في ليلة الأحد تاسع عشري رجب سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب.(4/413)
2267- علي بن الأنجب بن أبي البقاء ابن التقي، أبو الحسن العلوي الحسني.
من أهل واسط.
حفظ القرآن المجيد ببلده وقرأه بالقراءات العشر على شيخنا أبي بكر ابن الباقلاني المقرئ. وسمع بها منه، ومن القاضي أبي الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي، وغيرهما.
وقدم بغداد وتفقه بها على مذهب الشافعي رضي الله عنه بالمدرسة النظامية وغيرها، وأم بالناس في الصلاة بالمسجد الجديد الذي أمر ببنائه سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على سائر الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين، خلد الله ملكه، بسوق السلطان مقابل سوق العميد. وسمع بها من شيخنا أبي الفرج بن كليب، وأمثاله، وحدث بالمسجد المذكور بإجازته الشريفة من الخدمة الشريفة الناصرية، ثبت الله دعوتها، وهو الآن قاطنٌ بها مصل بالمسجد المذكور، رحمه الله وإيانا.
2268- علي بن بركة بن أبي الحمراء، أبو الحسن الدمشقي.
سمع أبا طاهر بن الحسن الباقلاني، وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك ابن كامل الخفاف فيما قرأت بخطه.
2269- علي بن بركة بن طاهر، أبو الحسن المقرئ.
سمع أبا سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية الأصبهاني فيما قال أبو بكر عبيد الله بن علي المارستاني، وروى له عنه، والله أعلم.(4/414)
2270- علي بن بختيار بن عبد الله، أبو الحسن البغدادي، أخو محمد بن بختيار الذي تقدم ذكره.
كان كاتباً يخدم في أشغال الأمراء، ويتولى لهم أسبابهم مع الديوان العزيز، مجده الله تعالى، وله قبولٌ وفيه فضلٌ ومعرفةٌ بالكتابة، وله ميلٌ إلى أهل الصلاح والدين، وترددٌ إلى الشيخ أبي السعود ابن الشبل العطار الزاهد بالرحيم الطاهري وأمثاله من الصوفية وأصحاب الأحوال، وينفق عليهم. وبنى رباطاً للمتصوفة قريباً من الجعفرية، ووقف عليه وقفاً من أملاكه.
وفي يوم السبت خامس عشري شوال سنة أربع وثمانين وخمس مئة ولي أستاذية الدار العزيزة، شيد الله قواعدها بالعز، فكان على ذلك إلى أن عزل في جمادى الأولى سنة سبعٍ وثمانين وخمس مئة، فلزم منزله، ولم يخدم بعد ذلك إلى أن توفي في ليلة الخميس خامس عشري شوال سنة تسعين وخمس مئة، وصلي عليه يوم الخميس، ودفن بتربةٍ له مجاورة لرباطه المذكور قريباً من الجعفرية.
2271- علي بن أبي سعد، واسمه ثابت وقيل: محمد، ابن إبراهيم ابن شستان، أبو الحسن الخباز.
من أهل باب الأزج.
أحد من عني بطلب الحديث وكثرة السماع له، وملازمة الشيوخ،(4/415)
وتحصيل النسخ بالمسموعات، وإفادة الطلبة حتى عرف بالمفيد. وهو خال وكيع بن إبراهيم المشاهر. والضحاك بن رهزاذ ويحيى بن بوش بإفادته سمعوا كتباً عن أبي القاسم بن بيان، وأبي الخطاب الكلوذاني، وأبي علي بن نبهان، وأبي علي ابن المهدي، وأبي طالب بن يوسف، وأبي سعد ابن الطيوري، وأبي الغنائم ابن المهتدي، وأبي نصر ابن النرسي، وأبي البركات ابن البخاري، وأبي البقاء ابن البيضاوي، وأبي القاسم بن الحصين، وخلقٍ يطول شرحهم. ومن الغرباء: عن أبي المظفر ابن القشيري، وعبد الرحمن بن سهل السراج، وأبي الفتح المضري، وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن، وزاهر الشحامي، وجماعة آخرين.
وحدث بالكثير. وكان ثقةً صدوقاً، كثير السماع، وافر الرواية، حدثنا عنه جماعةٌ ومنهم: أبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي بواسط، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، وابن أخيه أبو القاسم بن بوش، وغيرهم.
قرأت على أبي القاسم يحيى بن أسعد، قلت له: أخبركم خالك أبو الحسن علي بن أبي سعد الخباز قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن بيان.
قال شيخنا يحيى بن أسعد: وأخبرنيه أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن بيان إجازةً.
قلت: وأخبرنيه أيضاً أبو طالب محمد بن علي بن أحمد ابن الكتاني بواسط وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن علي السراج وأبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد الدباس ببغداد بقراءتي على كل واحدٍ منهم، قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المعروف بابن السقاء، قال: قرئ على أبي(4/416)
عمر محمد بن يوسف القاضي وأنا أسمع، قال: حدثنا محمد بن الوليد البسري، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة، عن أبي التياح، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لما أهبط الله آدم من الجنة إلى الأرض حزن عليه كل شيءٍ جاوره إلا الذهب والفضة، فأوحى الله إليهما: جاورتكما بعبدٍ من عبيدي ثم أهبطته من جواركما فحزن عليه كل شيءٍ جاوره إلا أنتما، فقالا: إلهنا وسيدنا أنت تعلم أنك جاورتنا به وهو لك مطيع، فلما أن عصاك لم نحب أن نحزن عليه، فأوحى الله إليهما: كذا كان بدو شأنكما، فوعزتي وجلالي لأعزنكما حتى لا ينال شيءٌ إلا بكما)).
أنبأنا القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، قال: سألت أبا الحسن الخباز عن مولده فقال: في سنة خمس وثمانين وأربع مئة. وتوفي يوم الأربعاء عاشر شعبان سنة اثنتين وستين وخمس مئة. وقال صدقة الناسخ مثل ذلك وزاد: وصلي عليه صبيحة الخميس حادي عشر في مصلى الحلبة، ودفن بمقبرة باب حرب، رحمه الله وإيانا.
2272- علي بن ثابت، أبو الحسين.
من أهل الحربية.
سمع أبا نصر محمد بن محمد الزينبي، وأبا الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان الدقاق، وأبا الحسن علي بن الحسين بن قريش، وأبا الحسين عاصم بن الحسن المقرئ، وغيرهم.(4/417)
توفي ليلة الاثنين حادي عشر جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وخمس مئة، ودفن من الغد بباب حرب، وكان كهلاً، ولم يرو شيئاً.
2273- علي بن ثابت بن طاهر الحذاء، أبو الحسن.
أخو عبد العزيز بن ثابت الذي سبق ذكره، وهذا الأصغر.
سمع من أبي المكارم المبارك بن محمد الزاهد مع أخيه، ومن غيره، وروى لنا عنه. وكان شيخاً ساكناً خيراً.
قرأت على أبي الحسن علي بن ثابت بن طاهر: أخبركم أبو المكارم المبارك بن محمد بن المعمر البادرائي قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد البقال، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران، قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن الحسين بن عبد الله الآجري، قال: حدثنا الفيريابي، يعني جعفر بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثني أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي، عن قرة، عن مجاهد، عن عقبة بن عامر، قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا عقبة بن عامر، أمسك عليك لسانك وابك على خطيئتك وليسعك بيتك)).(4/418)
2274- علي بن ثروان بن زيد بن الحسن الكندي، أبو الحسن، ابن عم أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي.
كان له معرفةٌ حسنةٌ بالأدب، ويقول الشعر. قدم بغداد وأقام بها، وقرأ الأدب على أبي منصور ابن الجواليقي اللغوي بها، وعلى غيره. وسمع الحديث من أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي وجماعة. وسكن قبل موته دمشق، وحظي عند أميرها نور الدين محمود بن زنكي.
وذكره محمد بن محمد الأصبهاني الكاتب في كتابه المسمى ((بخريدة القصر في ذكر شعراء العصر)) وذكر شيئاً من شعره، وقال: توفي بدمشق بعد سنة خمس وستين وخمس مئة.
2275- علي بن جعفر بن محمد بن مهدوية، أبو الحسن.
من أهل الأنبار، من بيتٍ قديمٍ مشهور بالولاية قد حدث منهم جماعة.
وعلي هذا سمع أبا عبد الله محمد بن علي الصوري، وروى عنه. سمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي وكتب عنه حديثاً في ((معجم شيوخه))؛ ذكر ذلك أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي الحافظ فيما قرأت بخطه.(4/419)
2276- علي بن جابر بن زهير بن علي، أبو الحسن بن أبي الفضل القاضي.
من أهل البطائح، من قريةٍ تعرف بساقية سليمان، كان علي هذا وأبوه قبله قاضياً بها.
قدم علي بغداد وأقام بها للتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه مدةً. وسمع بها من أبي الحسن علي بن عبد العزيز ابن السماك، وأبي الفضل محمد بن ناصر البغدادي، وأبي الوقت السجزي، وخرج إلى رحبة مالك بن طوق، وأقام بها مشتغلاً بالفقه والأدب على أبي عبد الله ابن المتقنة، وعاد إلى بلده وقد حصل طرفاً صالحاً من الفقه والأدب.
وتولى القضاء ببلده، ثم بالغراف وأعمالها. ولقيته بواسط، وكتبت عنه نوادر وأناشيد، واستجزته. ثم رأيته ببغداد بعد سنة تسعين وخمس مئة ولم أظفر بشيءٍ من مسموعاته في ذلك الوقت، ثم وقع إلي جزء سمعه من أبي الفضل بن ناصر بعد ذلك.
أخبرنا أبو الحسن عل بن جابر بن زهير البطائحي فيما أجازه لنا، وقد سمعت منه، قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد السلامي من لفظه في ذي القعدة من سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة ببغداد.
قلت: وأخبرنيه أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن محمد التاني بقراءتي عليه من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد قراءةً عليه في شوال سنة أربع وأربعين وخمس مئة وأنت تسمع، فأقر به، قال:(4/420)
أخبرنا أبو القاسم حمزة بن محمد الزبيري قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي، قال: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن أبي عثمان النيسابوري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الأزهر، قال: حدثنا محمد ابن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، قال: حدثنا أبي، عن زائدة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء)).
أنشدني أبو الحسن علي بن جابر لفظاً، قال: أنشدني أبي، قال: أنشدني أبو محمد القاسم بن علي ابن الحريري البصري بها لنفسه:
لا تخطون إلى خطءٍ ولا خطإٍ ... من بعدما الشيب في فوديك قد وخطا
فأي عذرٍ لمن شابت ذوائبه ... إذا سعى في ميادين الصبا وخطا
سألت علي بن جابر البطائحي عن مولده فقال: ولدت في شهر رمضان سنة تسع وعشرين وخمس مئة.
وتوفي منحدراً من بغداد إلى واسط في سنة أربع وتسعين وخمس مئة فيما بلغنا، والله أعلم.
2277- علي بن جابر بن علي، أبو الحسن المغربي التاجر.
من أهل طرابلس الغرب.
قدم بغداد واستوطنها، وسكن بدار الخلافة المعظمة، شيد الله قواعدها بالعز، نحو باب العامة. وكان من أهل اليسار والثروة، وله ميلٌ إلى أهل الخير والصلاح، وتعهد لذوي الحاجات، حافظاً للقرآن العزيز، كثير التلاوة عليه،(4/421)
مشكور الطريقة، ينتحل مذهب مالك بن أنس رحمة الله عليه. أجاز له سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أبو العباس أحمد أمير المؤمنين خلد الله ملكه وحدث عنه بجامع القصر الشريف ((بموطأ)) مالك بن أنس وغيره، وسمع الناس منه.
2278- علي بن الحسن بن علي ابن الأخرم، أبو الحسن، والد عبد الصمد الذي تقدم ذكره.
سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد البانياسي، وحدث عنه. سمع منه ابنه أبو القاسم عبد الصمد، وأبو بكر المبارك بن كامل الخفاف وأخرج عنه حديثاً في ((معجم شيوخه)).
2279- علي بن الحسن بن محمد بن أحمد بن كردي، أبو الحسن بن أبي محمد.
أحد الشهود المعدلين هو وأبوه، وهو والد أبي البقاء أحمد الشاهد القاضي الذي ذكرناه. شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد النحوي، قال: أخبرنا القاضي أبو العباس ابن المندائي في كتاب ((تاريخ الحكام)) تأليفه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته، قال: وأبو الحسن علي بن الحسن بن كردي يوم الأحد خامس عشر شوال سنة أربع وعشرين وخمس مئة، وزكاه العدلان: أبو المعالي صالح بن شافع وأبو بكر أحمد بن محمد الدينوري.
وتوفي يوم الأحد سابع عشري ذي الحجة سنة ستين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.(4/422)
2280- علي بن الحسن بن علي، أبو الحسن المشرف.
روى عنه أبو بكر بن كامل في ((معجمه)) أبياتاً من الشعر ذكر أنه أنشده إياها.
2281- علي بن الحسن بن علي البزاز، أبو الحسن، يعرف بابن الشيخ.
سمع أباه، وأبا العز محمد بن المختار الهاشمي، وأبيا النرسي، وروى عنهم. سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع، والشريف أبو الحسن علي ابن أحمد الزيدي، وأبو بكر محمد بن أبي غالب الباقدراي، وأبو الفرج المبارك ابن عبد الله ابن النقور، وصبيح بن عبد الله العطاري.
قال ابن شافع: وتوفي يوم الاثنين منتصف جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة.
2282- علي بن الحسن بن سلامة بن ساعد المنبجي الأصل البغدادي المولد والدار، أبو الحسن بن أبي علي الحنفي، أخو أبي العباس أحمد وأبي الرضا يحيى، وقد تقدم ذكر أحمد منهما.
سمع علي هذا من أبي القاسم بن بيان، وروى عنه. سمع منه القاضي عمر القرشي، وأخرج عنه حديثاً في ((معجمه)).
أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدمشقي، قال: أخبرنا أبو القاسم علي(4/423)
ابن أحمد بن محمد بين بيان.
وأخبرنيه عالياً أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد التاجر في آخرين قراءةً عليهم، قالوا: حدثنا أبو القاسم بن بيان قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثني قتيبة بن سعيد، عن ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لمعاوية فقال: ((اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب)).
قال القرشي: سألت أبا الحسن ابن المنبجي عن مولده، فقال: في سنة أربع وخمس مئة، أظنه في شوال. قال: وتوفي يوم الثلاثاء ثالث عشر صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
وقال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع مثل ذلك، وزاد: ودفن بمقبرة الشونيزية.(4/424)
2283- علي بن الحسن بن علي، أبو الحسن الفقيه الشافعي، ويعرف بابن الرميلي.
كانت له معرفةٌ تامةٌ بالفقه والأدب، وله خط حسن. تفقه بالمدرسة النظامية، وصار أحد المعيدين بها. وكان حسن الكلام في المناظرة والفتوى، وله شعرٌ جيدٌ.
سمع الحديث من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي الوقت السجزي وغيرهما. وروى القليل لأنه مات شاباً. وكان مترشحاً لقضاء القضاة أو التدريس بالمدرسة النظامية، فاخترمته المنية قبل بلوغ الأمنية. وكان يتولى إشراف الوقف على النظامية.
أنشدني أبو محفوظ معروف بن مسعود بن علي المقرئ لفظاً، قال: أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن ابن الرميلي الفقيه لنفسه، رحمه الله وإيانا:
وليس عجيباً أن تدانت منيةٌ ... لحي ولكن العجيب بقاؤه
ومن جمع أضدادٍ نظام وجوده ... فأوجب شيءٍ في الزمان فناؤه
فسبحان من لا يعتريه تغيرٌ ... ومن بيديه نقضه وبناؤه
توفي ابن الرميلي يوم الجمعة العشرين من جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمس مئة.
قال صدقة بن الحسين في ((تاريخه)): وصلي عليه بجامع القصر بعد الصلاة، ودفن بالمقبرة المعروفة بالوردية بالجانب الشرقي. وكان شاباً حسناً، وكان يترشح للتدريس بالنظامية والقضاء.(4/425)
2284- علي بن الحسن بن علي بن أبي الأسود، أبو الحسن المعروف بابن البل، عم شيخنا أبي المعالي هبة الله بن الحسين ابن البل البيع.
سمع علي هذا من أبي القاسم علي بن الحسين الربعي، وأبي القاسم بن بيان وغيرهما، وحدث عنهم. سمع منه أبو الحسن صدقة بن الحسين الواعظ الواسطي، والشريف أبو الحسن الزيدي، والقاضي عمر القرشي. وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر، والنقيب أبو القاسم علي بن محمد العلوي، وغيرهما.
قرأت على النقيب أبي القاسم علي بن محمد بن عدنان من أصل سماعه، قلت له: أخبركم أبو الحسن علي بن الحسن ابن البل قراءةً عليه وأنت تسمع ببغداد، فأقر بذلك، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن عبد الله الربعي، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد، قال: حدثنا أبو محمد دعلج بن أحمد المعدل، قال: حدثنا الحسن بن سهل أبو علي المجوز، قال: حدثنا قرة بن حبيب، (عن) المسعودي، عن علقمة بن مرثد، عن (أبي) الربيع اليشكري، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وإسرافي، وما(4/426)
أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت)).
أنبأنا عمر بن علي القاضي، قال: توفي أبو الحسن ابن البل يوم الجمعة في العشر الأول من ذي الحجة سنة تسع وستين وخمس مئة، رحمه الله وإيانا.
2285- علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر، أبو القاسم بن أبي محمد الحافظ.
من أهل دمشق، ممن اشتهر فضله وعلمه، وشاع ذكره وحفظه، وعرف إتقانه وصدقه.
سمع الكثير ببلده والعراق والحجاز وخراسان، وكتب الكثير، وحصل ما لم يحصله غيره، ورزقه الله حسن التوفيق فيما صنفه وألفه، فجمع تاريخاً للشام وبسطه وأجاد في جمعه وحسنه، وغيره من الكتب في علم الحديث وفنونه.(4/427)
وقدم بغداد مرتين؛ أولاهما في سنة عشرين وخمس مئة، وسمع بها فيهما الكثير من أبي القاسم بن الحصين، والبارع أبي عبد الله الدباس، وأبي العز بن كادش، وأبي غالب ابن البناء وخرج له ((مشيخةً)) في نحو عشرة أجزاء وتكلم على أحاديثها وأحسن، ومن أبي بكر المرزفي، وأبي القاسم الشروطي، وأبي القاسم الحريري، وأبي منصور بن زريق، والقاضي أبي بكر الأنصاري، وإسماعيل ابن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي رحمهم الله، وخلقٍ يطول ذكرهم. وسمع بنيسابور من زاهر الشحامي، وأخيه وجيه، وأبي عبد الله الفراوي وغيرهم.
وعاد إلى بلده، وحدث بالكثير، وسمع الناس منه سنين، وبنى له نور الدين محمود بن زنكي أمير الشام دار الحديث بدمشق، ووقف عليها وقفاً تصرف غلته إلى المشتغلين عليه بالحديث فيها. وكان موفقاً في أفعاله وتصنيفه. حدثنا عنه أبو جعفر أحمد بن علي القرطبي بمكة، وغيره.
وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني في كتابه الذي كتابنا هذا مذيل عليه، فوصفه بالفضل والحفظ والإتقان، وروى عنه فيه الكثير. وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاة ابن السمعاني على ما شرطناه.
حدثنا أبو جعفر أحمد بن علي بن عتيق المقرئ لفظاً بالمسجد الحرام في حجتنا الأولى سنة تسع وسبعين وخمس مئة، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر قراءةً عليه بدمشق قال: أخبرنا أبو الحسن مكي بن أبي طالب البروجردي بقراءتي عليه بمنى، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الصيدلاني بنيسابور، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال، قال: حدثنا يحيى بن الربيع المكي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن نبيه بن وهب، عن أبان بن عثمان، عن عثمان رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا(4/428)
ينكح المحرم ولا يخطب)).
أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر الدمشقي، قال: سألت الحافظ أبا القاسم ابن عساكر عن مولده، فقال: في محرم سنة تسع وتسعين وأربع مئة. وتوفي في حادي عشري رجب سنة إحدى وسبعين وخمس مئة بدمشق.
وقال غيره: في ليلة الاثنين، وصلي عليه يوم الاثنين، ودفن عند أبيه وأهله، رحمه الله.
((آخر الجزء الثالث والأربعين من الأصل))
2286- علي بن الحسن بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن ابن المسلمة، أبو الحسين بن أبي علي ابن أبي الفتوح بن أبي الفرج بن أبي الفتح، وقد تقدم ذكر أبيه.
سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى الصوفي، ومن بعده. وكان شاباً سرياً متميزاً، توفي قبل أوان الرواية في يوم الاثنين خامس عشري شوال سنة خمس وسبعين وخمس مئة، ودفن بالجانب الغربي عند أبيه وأهله مقابل جامع المنصور.(4/429)
2287- علي بن الحسن بن إسماعيل بن الحسن بن أحمد بن معروف بن جعفر بن محمد بن صالح بن حسان بن حصن بن معلى بن أسد ابن عمرو بن مالك بن عامر بن معاوية بن عبد الله بن مالك بن عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، أبو الحسن العبدي، من أهل البصرة، يعرف بابن المعلمة.
هكذا أملى علي نسبه على ما سقته.
شيخٌ فاضلٌ له معرفةٌ بالأدب والعروض، وله في ذلك مصنفات، ويقول الشعر، ويترسل. سمع بالبصرة أبا محمد جابر بن محمد الأنصاري، وأبا العز طلحة بن علي بن عمر المالكي، وأبا الحسن علي بن عبد الله بن عبد الملك الواعظ، وأبا إسحاق إبراهيم بن عطية الشافعي إمام جامع البصرة، وغيرهم. وقرأ الأدب بها على أبي علي ابن الأحمر، وأبي العباس ابن الحريري، وأبي العز ابن أبي الدنيا.
وقدم بغداد مراراً، وسمع بها من أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشهرزوري، وأبي الفضل محمد بن ناصر، وأبي بكر ابن الزاغوني، ونصر بن نصر العكبري، والنقيب أبي جعفر المكي، وأبي الفتح المعروف بابن البطي، وجماعة.
وعاد إلى بلده وخرج لنفسه فوائد في عدة أجزاء عن شيوخه، وحدث بها،(4/430)
وأقرأ الناس الأدب والعروض. وقدم إلى واسط، ولقيته بها، وكتبت عنه، ونعم الشيخ كان فضلاً وثقةً.
قرأت على أبي الحسن علي بن الحسن بن إسماعيل العبدي، قلت له: أخبركم أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ابن الزاغوني بقراءتك عليه ببغداد، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد ابن البسري، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: أخبرنا نصر بن علي، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، قال: قال جبريل عليه السلام: ((يا رسول الله، اقرأ على عمر السلام وأخبره أن رضاه حكم وأن غضبه عز)).
أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن العبدي لنفسه:
شيمتي أن أغض طرفي في الدار ... إذا ما دخلتها لصديق
وأصون الحديث أودعه صوني ... سري ولا أخون رفيقي
وأنشدني أيضاً لنفسه:
لا تسلك الطرق إذا أخطرت ... لو أنها تفضي إلى المملكة
قد أنزل الله تعالى ((ولا ... تلقوا بأيدكم إلى التهلكة))
سألت أبا الحسن العبدي عن مولده، فقال: ولدت في شهر ربيع الأول سنة أربع وعشرين وخمس مئة بالبصرة.
وتوفي بها في اليوم الرابع عشر من شعبان سنة تسع وتسعين وخمس مئة.
2288- علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت، أبو الحسن الحلي الأديب، يلقب شميم.(4/431)
قدم بغداد وأقام مدةً، فقرأ النحو على أبي محمد ابن الخشاب وغيره من الأدباء، حتى حصل طرفاً جيداً من النحو واللغة العربية، وحفظ جملاً من أشعار العرب. وسافر عنها إلى الموصل، فأقام بها إلى أن توفي. ودخل بلاد الشام ومدح أمراءها. وكان يقول شعراً جيداً. وجمع من شعره كتاباً سماه ((الحماسة)) وكان مع فضله مهووساً ضعيف العقيدة؛ سمعت جماعةً يسيئون الثناء عليه.
ومن شعره في ((حماسته)):
لا تسرحن الطرف في بقر المها ... فمصارع الآجال في الآجال
كم نظرةٍ أردت وما أخذت يد المصمي ... لمن قتلت أداة قتال
سنحت وما سمحت بتسليم وإغلال ... التحية فعلة المغتال
أظللت قلبي عندهن ورحت أنشده ... بذات الضال ضل ضلالي
ألوي بألوية العقيق على الطلول ... مسائلاً من لا يجيب سؤالي
تربت يدي في مقصدي من لا يدي ... قودي وأولى لي بها أولى لي
يا قاتل الله الدمى كم من دمٍ ... أجرين حلاً كان غير حلال
أشلين ذل اليتم في الأشياء لي ... وفتكن بالآساد في الأغيال
ونفرن حين ذكرن إقبالي ولو ... أني نفرت لكان من إقبالي
لكن أبى رعيي ذمام الحب أن ... أدلي الوفاء قطيعةً من قالي(4/432)
توفي شميم بالموصل في .. ..
2289- علي بن الحسن بن إسماعيل بن عطاء، أبو الحسن بن أبي سعيد الفقيه الشافعي.
من بيتٍ قديمٍ قد كان منهم فقهاء ووعاظ.
تفقه أبو الحسن هذا على الشيخ أبي طالب صاحب ابن الخل، ولازمه سنين. وسمع من أبي الوقت السجزي وغيره، وحدث عنه. سمع منه جماعةٌ من أصحابنا، ورأيته وما اتفق لي منه السماع.
توفي ليلة الاثنين ثاني عشر محرم سنة خمس وست مئة.
2290- علي بن الحسن بن أحمد بن رشيد، أبو الحسن بن أبي محمد البزاز.
سمع أبا محمد عبد الواحد بن الحسن البارزي، وأبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار الوكيل، وغيرهما. سمعنا منه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن البزاز قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الواحد بن الحسين بن عبد الواحد البزاز قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، قال: أخبرنا أبو(4/433)
علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، قال: حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، قال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد الدالاني، عن إبراهيم الصائغ، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا بلغ مال أحدكم وخمس أواقي، مئتي درهم، ففيها خمسة دراهم)).
2291- علي بن الحسين بن القاسم، أبو الحسن المطرز.
من أهل شارع دار الرقيق.
حدث عن أبي الحسن علي بن عمر القزويني الزاهد، وسمع منه أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي وغيره في سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة.
2292- علي بن الحسين بن أبي الفرج، أبو الحسن القرشي.
من أهل الكوفة.
روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل في ((معجم شيوخه)) حكايةً سمعها منه.
2293- علي بن الحسين بن محمد بن محمد أبو الحسن، المعروف بابن المعلم، أخو أبي منصور محمد الذي قدمنا ذكره.
وعلي هذا أحد الشهود المعدلين بمدينة السلام، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النحوي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءةً عليه في ((تاريخ الحكام بمدينة السلام)) تصنيفه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته وأثبت تزكيته، قال: وأبو الحسن علي بن محمد بن المعلم في يوم الاثنين سادس(4/434)
عشر ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة، وزكاه القاضيان: أبو طاهر محمد ابن أحمد ابن الكرخي وأبو منصور إبراهيم بن محمد الهيتي.
قال صدقة بن الحسين الناسخ الفرضي: وتوفي أبو الحسن ابن المعلم في ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة، ودفن بالجانب الشرقي بالمقبرة المعروفة بالوردية.
2294- علي بن الحسين بن قنان الأنباري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو الحسن الربي.
سمع أبوي القاسم: هبة الله بن عبد الله الشروطي وهبة الله بن أحمد الحريري، وزاهر بن طاهر الشحامي، وعبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وغيرهم، وروى عنهم. سمع منه أصحابنا، وأجاز لنا غير مرة.
أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن قنان، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله ابن أحمد بن عمر الحريري قراءةً عليه وأنا أسمع.
وأخبرنيه أبو القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى التاجر بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري قراءةً عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق، قال: حدثنا إسماعيل بن موسى بن إبراهيم، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الذارع، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: جاءت امرأة من جهينة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أرأيت إن كان على أمك دينٌ، أكنت قاضيته؟)) قالت: نعم.(4/435)
قال: فحجي عن أمك، اقضي الله الذي له عليكم فإنه أحق بالقضاء)).
توفي علي بن قنان ليلة السبت ثامن عشري ذي الحجة سنة تسع وثمانين وخمس مئة، ودفن بباب حرب قريباً من قبر أبي الحسين بن سمعون الواعظ.
2295- علي بن الحسين بن علي بن نصر ابن البل الدوري، أبو الحسن بن أبي عبد الله المجلد.
هو ابن أخي أبي المظفر محمد بن علي الدوري الواعظ الذي قدمنا ذكره، منسوب إلى الدور: قرية بدجيل من سواد بغداد.
ولد علي هذا بصريفين بدجيل، ونشأ ببغداد، وسمع بها من أبي العباس ابن الطلاية، وأبي الفضل بن ناصر، وأبي الوقت السجزي، وغيرهم، وروى عنهم. سمعنا منه، وكان سماعه صحيحاً، وكان فيه دعابة.
قرأت على أبي الحسن علي بن الحسين الدوري، قلت له: أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية الزاهد قراءةً عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأنماطي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال:(4/436)
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا داود بن رشيد الخوارزمي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن قرة، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كل أمرٍ ذي بالٍ لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع)).
سألت أبا الحسن المجلد عن مولده فقال لي: ولدت في بكرة يوم السبت خامس عشر شعبان سنة تسع وثلاثين وخمس مئة بصريفين من دجيل.
وتوفي ببغداد في ليلة الأربعاء تاسع عشر جمادى الأولى سنة تسع وست مئة، وصلينا عليه يوم الأربعاء، ودفن بالوردية قريباً من قراح القاضي.
2296- علي بن الحسين بن علي بن أبي البدر، أبو الحسن بن أبي الفضائل الكاتب، واسطي الأصل بغدادي الدار.
من بيتٍ معروفٍ بالكتابة وخدمة الديوان العزيز.
شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين الدامغاني، فقبل شهادته وأثبت تزكيته في يوم الثلاثاء سابع عشري صفر سنة إحدى عشرة وست مئة، وزكاه العدلان: أبو نصر أحمد بن صدقة بن زهير وأبو القاسم عبد الواحد ابن علي ابن الصباغ، وقد سمع شيئاً من الحديث من شيوخنا ببغداد.
وتوفي .. ..(4/437)
2297- علي بن حمزة بن فارس بن محمد بن عبيد، أبو الحسن الحراني، يعرف بابن القبيطي، والد شيخينا حمزة ومحمد، وقد تقدم ذكرهما.
قدم بغداد واستوطنها إلى أن توفي بها. سمعت أبا يعلى حمزة بن علي ابن القبيطي يقول: قدم والدي بغداد في سنة ست عشرة وخمس مئة واستوطنها، وقرأ بها القرآن الكريم على أبي العز محمد بن الحسين القلانسي الواسطي. وسمع بها من أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي المقرئ، وحدث عنه.
سمع منه ابناه أبو يعلى حمزة وأبو الفرج محمد، والقاضي أبو المحاسن القرشي.
أنبأنا عمر بن علي بن الخضر، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن حمزة ابن القبيطي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي الفرضي، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور البزاز، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن سيف، قال: حدثنا السري بن يحيى، قال: حدثنا شعيب بن إبراهيم، قال: حدثنا سيف ابن عمر، عن عطية، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: كان الذي أقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءة الصبح أوساط المفصل وألح على {يا أيها المزمل} فإذا مر بـ {إن لدينا أنكالاً وجحيماً. وطعاماً ذا غصةٍ وعذاباً أليماً} أنغض رأسه.(4/438)