موطأ الإمام مالك بن أنس
رواية ابن القاسم
وتلخيص القابسي
حققه وعلق عليه
السيد محمد بن علوي بن عباس المالكي
منشورات المجمع الثقافي
أبو ظبي - الإمارات
الطبعة الأولى
1425 هـ - 2004 م(/)
#38#
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري رضي الله عنه:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه. أحمده على ما به أنعم، وأستغفره لما لو شاء منه عصم، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين، الرسول الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً.
قال أبو الحسن: سألني سائلون أن أجمع لهم ما اتصل إسناده من حديث أبي عبد الله مالك بن أنس رضي الله عنه، واختلفت مسألتهم لاختلاف مراداتهم، ولكنهم اتفقوا في الرغبة فيما سألوه، وفي الحرص على ما أملوه، فقادني ذلك منهم إلى النظر فيما طلبوا، فتأملت ذلك، واستهديت الله ربي واستعنته، وظهر لي أن أقتصر لهم على إحدى روايات الموطأ فأجمع البين الاتصال من مسند حديث هذه الرواية التي اقتصرت على ذكرها، ولا أذكر مما يكون في اتصاله إشكال في هذا الجمع إلا أحاديث محتملة سأبين الدلالة منها على اتصالها كلما مررت على شيء منها في مكانه، ليظهر للناظر في هذا الكتاب أن ما لم يجده فيه من حديث هذه الرواية التي اقتصرت عليها أنه غير متصل الإسناد فيها، وأفردت هذا الكتاب بهذا إرادة التيسير على من يريد التحفظ للمتصل من مشهور حديث مالك بن أنس رضي الله عنه، فإذا نال هذا فهو بابٌ من العلم عظيم ناله في قرب، ووجده معيناً له فيما يحاوله من النظر في الفقه إن كان ذلك شأنه. وسلماً إلى النظر في الاتساع من علم الحديث إن كان ذلك أمله، والبين الاتصال ما قال فيه ناقلوه: حدثنا. أو أخبرنا. أو أنبأنا. أو سمعناه منه قراءةً عليه، أو قراءة علينا. فهذا اتصال لا إشكال فيه، وكذلك ما قالوا فيه: (عن، عن) فهو أيضاً من المتصل، إذا عرف أن ناقله أدرك المنقول عنه إدراكاً بيناً، ولم يكن ممن عرف بالتدليس.
ومثله قول الناقل: إن المنقول عنه قال كذا، أو فعل كذا فهو من المتصل(1/38)
#39#
بالمنقول عنه، إلا أن يجيء عن الناقل ما يبين أنه لم يسمعه من المنقول عنه، مثل أن يقول الناقل: بلغني أو سمعت أن فلاناً قال كذا، أو انتهى ذلك إلينا. فهذا غير متصل، وليس هو في مقام من قال: حدثني من لم يسمه، لأن هذا قد بين أن ناقلاً نقله إليه بعينه عن المنقول عنه وذلك الآخر أهمل القول.
وإذا ذكر التابعي ما كان على عهد الرسول عليه السلام، ووصف قول الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك، سمى الصحاب بما كان منه فيه، فليس هذا من البين الاتصال حتى تكون حكايته لذلك عن كلام الصحابي. مثل أن تقول عمرة: قالت عائشة رضي الله عنها: أتى النبي صلى الله عليه وسلم في كذا، فقال فيه كذا، فهو موصول وإن لم تقل عمرة: حدثتني عائشة به. فأما إن قالت عمرة: كان من النبي صلى الله عليه وسلم في كذا كذا فقالت له عائشة كذا، فليس في هذا ما يرفعه عن البلاغ.
وقد يخرج مثل هذا مع المسند من يقصد إلى ذكر اختلاف الألفاظ في الحديث الواحد واضطراب الناقلين له، فيأتي به للتنبيه على الخلاف فيه.
فأما من لا يعرف أنه أدرك من يحدث عنه فذاك لا يحتمل اتصاله، كقول عبد الله الصنابحي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا توضأ العبد المؤمن .. .. وقوله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان. فلم يعرف حذاق المحدثين لعبد الله هذا صحبةً، فوقف بعضهم، وأطلق آخرون النكير، وصرفوه إلى من أيقنوا أنه ليس له صحبة، فإذا استيقنوا الصحبة عدوا الحديث موصولاً إذا جاء في الألفاظ التي تقدم وصفها.
وقد يقول الصحابي: كنا نفعل. وكنا نؤمر، فيحتمل إذا صح اتصاله بالصحابي في طريق المرفوع بالنص، فإن قال فيه: على عهد النبي عليه السلام فقد بان اتصاله، فإن لم يقله فهو محمله حتى يظهر بالنقل غير ذلك.
وإنما حمل قول ابن شهاب -إن عمر بن عبد العزيز أخر الصلاة يوماً فدخل عليه عورة بن الزبير- محمل المتصل لاستيقان صحبة ابن شهاب لعروة مع (1/39)
#40#
سلامته من التدليس.
وكذا قول عروة: كذلك كان بشير بن أبي مسعود يحدث عن أبيه، لاستيقان إدراك عروة من هو أكبر من بشير، على أن في حديث غير مالك بيان اتصال ذلك.
وكذلك قول محمود بن الربيع: إن عتبان بن مالك، لأن محموداً عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقل مجة مجها في وجهه. وثبت من حديث غير مالك عنه من عتبان.
قال أبو الحسن: فعلى مثل ما وصفت لكم تتبعت الأسانيد المذكورة في هذا الكتاب عن الرواية التي اقتصرت عليها. وما لم يكن عندي على ما وصفت لكم عرجت عنه في هذا الكتاب، وعما يراد بذكره التنبيه على الخلاف فيه لأذكره مع ما أبقيته من ذكر ما يتسع به آمال طالبي الحديث من علم ما أرسله هذا ووصله هذا وسمى هذا أحد رواته وأبهمه هذا، وما اختلفت فيه حروف ألفاظ الناقلين وإن لم تغير معنى أو غيرته أو زيادةً في نقل بعضهم على بعض، وما يلحق ذلك اعتلال يبين صواب المصيب من الناقلين عن مالك رحمة الله عليه وعليهم لما أرجو أني سأجمع ذلك متقصى على وجهه في كتاب غير هذا حسب طاقتي، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
ثم رأيت أن الرواية التي اقتصرت على ذكر حديثها عن مالك رضي الله عنه أن تكون هي رواية أبي عبد الله عبد الرحمن بن القاسم المصري من رواية أبي سعيد سحنون بن سعيد عنه وهي عندي آثر الروايات بالتقديم، لأن ابن القاسم مشهور بالاختصاص في صحبة مالك مع طولها وحسن العناية، لمتابعته والاقتصار عليه في الأخذ عنه، عرف ذلك الخاص والعام مع ما كان في ابن القاسم من الفهم بالعلم والورع في الدين وسلامته من التكثير في النقل عن غير مالك. فخلص بذلك من أن تختلط عليه ألفاظ الرواة وأن يخشى أن تتبدل(1/40)
#41#
عليه الأسانيد، وإنما نقل كتاباً مصنفاً فهو وافر الحظ من السلامة في النقل.
وقد سمعت أبا القاسم حمزة بن محمد الكناني يقول: إذا اختلف الناس عن مالك فالقول ما قال ابن القاسم، وبحضرته جماعة من أهل بلده ومن الرحالين فما سمعت نكيراً من أحد منهم وهم أهل عناية بالحديث وبعلمه، وسحنون أيضاً فهو على نحو ما وصفت به ابن القاسم.
فممن قرئت علينا رواية ابن القاسم هذه أبو محمد عبد الله بن أبي هاشم التجيبي قرئت لنا عن أبي موسى عيسى بن مسكين وأبي جعفر أحمد بن أبي سليمان عن سحنون غير شيء يسير من أول كتاب الصيام سبقني به القارئ فهو عندي عن أبي محمد على سبيل الإجازة.
وقرئت لنا هذه الرواية أيضاً على أبي الحسن علي بن محمد بن مسرور العبدي المعروف بالدباغ بأسرها عن أحمد بن أبي سليمان عن سحنون بن سعيد وذكر في شيء منها مع أحمد غيره ذكر معه محمد بن سبيل في أول كتاب الصلاة آخر هذا الكتاب انقضاء ما جاء في صلاة الجماعة ولم يذكر ابن سبيل في غيره ولكن ذكره مع أحمد جبلة بن حمود في كتاب الزكاة وفي كتاب البيوع وفي كتاب الشفعة والمساقاة وكراء الأرض والقراض. ولم تكن عناية بالمقابلة لغير رواية أحمد.
ومن كتاب أبي الحسن نسخت نسختي وبه قوبلت وفي هذه النسخة كان التقييد لي عن رواية أبي محمد. وذلك بين في أصول كتبي وحواشيها، وكنا قد فقدنا أصول أبي محمد بعد موته فقابلنا عنها بنسخة مشهورة عنه بالتصحيح على كتبه، ثم وجد أصول عيسى بن مسكين إلا كتباً يسيرة هي كتاب الصيام، والاعتكاف، والرضاع، والمكاتب، والعتق، والولاء، والحدود، والأشربة، والعقول، والقسامة. فقوبل بالذي وجد منها ما وافقه من كتبي، وبين ذلك بياناً واضحاً.(1/41)
#42#
وذلك كان مبلغ جهدي، والله حسبي ونعم الوكيل. فما كان في هذه الأبواب التي لم توجد من حديثٍ خرجته في هذا الكتاب فهو على نص كتاب أبي الحسن الدباغ إلا ما بينته، وما كان فيما قوبل أيضاً بما وجد من كتب عيسى خرجته على الأحسن عندي مما اختلفت فيه ألفاظهما ليقرب على المتحفظين، وجعلت خلافه في عرض الكتاب مكتوباً بحمرة وعليه اسم صاحبه ليستيقن المتحفظ ميز من له الرواية التي حفظها والله ولي التوفيق.(1/42)
#43#
هذا باب أذكر فيه شيئاً من شروط حمل الحديث وذكر الحرص على روايته(1/43)
#44##45#
قال أبو الحسن: فمما يرغب في الحرص على رواية السنن والبحث عنها ما جاء عمن قال في تأويل قول الله عز وجل: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} إن الحكمة ههنا هي السنة.
أمر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكرن للناس ما كان منها في بيوتهن ليعلموا ما خفي عنهم منها.
قد ذكر بمعنى هذه الآية على نحو ما وصفناه بكر بن العلاء، وفي الصحيح ذكره سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله صلى الله وسلم عليك. من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث.
وأما شروط حمله: فأولها بعد إخلاص الطلب لله عز وجل: النظر فيمن يحمل عنه الحديث، فإن الحديث هو السنة، والسنة هي المبينة عما في كتاب الله، فلا يؤخذ إلا عن المأمونين على الدين المشهورين بحسن العناية به والحفظ له، ثم الاحتفاظ بالسمع عند أخذه ليوعى على وجهه، ثم التحري للصدق في نقله.
فإن علياً رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار.
وإن الزبير رضي الله عنه قال له ابن عبد الله: إني لا أسمعك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث فلان وفلان، قال: أما إني لم أفارقه ولكن سمعته يقول: ((من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار)).
قال أبو الحسن: ولم يذكر في هذين الحديثين (متعمداً) فمن أجل هذا هاب بعض من سمع الحديث أن يحدث الناس بما سمع وهو بينٌ في اعتذار الزبير(1/45)
#46#
رضي الله عنه.
وكما حدثنا أبو أحمد عبد الله بن محمد قال: حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال: حدثنا ابن إدريس يعني الأودي عن أبيه وعمه قالا: كان عبد الملك بن إياس ممن سمع وسكت.
قال أبو الحسن: ففي قولهما ((كان ممن سمع وسكت)) ما يدل على أن غير عبد الملك أيضاً سمع وسكت. وهذا ابن هرمز على إمامته بالمدينة وحسن ثناء مالك عليه بسعة العلم، ليس تكاد ترى عنه حديثاً واحداً.
وقد دار بين الزهري وربيعة معاتبة، فقال ربيعة للزهري: ((أنا إنما أخبر الناس برأيي إن شاؤوا أخذوا وإن شاؤوا تركوا وأنت تخبرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر فيما تخبرهم به)) أو كلام نحو هذا.
وإنما اتسع الناس في الرواية لما في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)) وكرهوا الإكثار لقول أنس: إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثاً كثيراً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تعمد علي كذباً فليتبوأ مقعده من النار)) وقد كره الإكثار في الرواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: ((أقلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم)). قال مالك: يقول: وأنا أيضاً أقل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو الحسن: يريد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن الأمر قد استقر وبانت معالمه، فالإكثار من الحديث إنما يأتي في غير الواجبات، فلا يؤمن على من أكثر الرواية من دخول الوهم عليه فيخاف عليه أن يكون متكلفاً في الإكثار فلا يعذر في الوهم فيدخله تكلفه في العامدين، فالسلامة في ترك الإكثار.
وقد قال سلمة بن الأكوع سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار)).(1/46)
#47#
وفي هذا أيضاً تحذير من التكثير، ولقد جاء عن مالك أنه دخل على أخته فوجد ابنيها وهما أبو بكر وإسماعيل ابنا أبي أوس وهما يكتبان الحديث فقال لهما: إن أردتما أن ينفعكما الله بهذا الأمر فأقلا منه وتفقها، ولقد جاء عن شعبة أنه قال لكتبة الحديث: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون.
وإنما يريد شعبة بقوله هذا عيب تكثير الروايات لما قد يدخل على المكثرين من اختلاط الأحاديث وغير ذلك فيصيرون بالتكلف إلى أن يتقولوا على الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقل.
ولقد أشفق من هذا الحديث آخرون أن يبدلوا لفظة مكان لفظة وإن رأوا أن معنى ذلك لم يختلف، ولقد سئل مالك: هل يتحدث بالحديث على المعنى؟. فأبى من القصد إلى ذلك، كأنه يقول: من شك في شيء فليمسك ولا يحدث بظنه، وأبى أيضاً من التقديم والتأخير في الحديث، وكأنه سهل في إصلاح الحرف الذي لا يشك في سقوطه مثل الألف والواو يسقط أحدهما من الهجاء إذا كان إلحاقه لا يغير معنى.
قال أبو الحسن: وأما اللحن في الحديث فهو شديد وقد سمعت أبا الحسن ابن محمد بن هاشم المصري وكان من علماء الناس وخيارهم وممن امتنع من الانتصاب للحديث يقول:
سئل أبو عبد الرحمن -يعني النسائي- عن اللحن يوجد في الحديث: فقال: إن كان شيئاً تقوله العرب وإن كان في غير لغة قريش فلا يغير، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكلم الناس بلسانهم، وإن كان ما لا يوجد في كلام العرب فرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلحن.
قال أبو الحسن: إذا ذهب من نسي ألفاظ الحديث إلى أن يحدث عما فهم منه بألفاظ لا يستيقن أنها هي الألفاظ التي سمعها صار إلى أن يقول الحديث(1/47)
#48#
على ما حصل عنده من التأويل. ولعل ألفاظ ذلك الحديث لو ظهرت لكانت على خلاف ذلك التأويل، فهذا مما يحذر منه. على أنه لا ينبغي لمن وقف على صحة نقل الحديث وعلى صحة ألفاظه أن يتعاطى تأويله ولا يستعمل منصوصه في إباحة ولا حظر إلا بعلم هو غير علم الرواية. وذلك يوجد في مسائل أهل الفقه والمعرفة بالسنة والعلم التام بسيرة الأئمة، فإن في الحديث ناسخاً ومنسوخاً، والمنسوخ لا يجوز استعماله إذ قد نسخ.
وللحديث معان يعرفها العلماء؛ لاستيعاب بيانها موضع غير هذا، ويكفي من البيان لما وصفت لكم قول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع من الأثر الثابت: ((ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه)).
قال أبو الحسن: لأن من سمع شيئاً وحفظه ولم يسمع الأمر فليستثبت ممن اتسع سماعه وطالت عنايته فإن بذلك يعرف الناسخ من المنسوخ ويدرك به تفسير اللفظ المجمل وتأويل المشكل إن كان له تأويل وتمييز مشكل لا يعلم الناس تأويله، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.(1/48)
#49#
باب الإخبار عن ترتيب ما جمع في هذا الكتاب من الأحاديث التي تقدم ذكر جمعها ليتبين الناظر فيه وجه المقصد في ذلك(1/49)
#50##51#
قال أبو الحسن: ولما عزمت على جمع ما جاء في هذا الكتاب، وكان الوجه الذي يقرب به على الناظرين في هذا المعنى أن يرتب على حروف المعجم، وأحببت أن يكون أول من أقدم حديثه من وافق اسمه اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تبركاً به واستفتاحاً، ولم يكن عند مالك رحمه الله فيمن حدث عنه من اسمه أحمد، فلم أجد فيما أحببته بداً من أبتدئ بمن اسمه محمد لما قد أعلمتكم فعزمت على ذلك ثم أعقبت حديث المحمدين بباب الألف رجوعاً على التيسير. ثم ثنيت على متابعة الحروف على نسقها عند أهل بلدنا إلا حرفاً لم أجد عليه في الرواية اسماً فأخلي مكانه، وأذكر من وجدته على الحرف الذي بعده، ورتبت لكل رجل حديثه عن الذين روى عنهم الأول فالأول، وجمعت حديث كل واحد على ما وجدت فيه من أبواب العلم الأول فالأول، فإن اجتمع في إسناد واحد رجلان أو أكثر جعلته في باب الأول منهم وأعده في هذا الباب، ولا أعيده في باب الآخر، وإنما أنبه عليه إلا أن تكون للأول علة فأؤخره إلى باب السالم، وإن تكرر حديث واحد بإسناد واحد كتبت أتمهما وتركت الآخر.
فجملة من وقع في هذا الكتاب ممن روى عنه مالك واسمه: (محمد) أحد عشر رجلاً، لجميعهم مائة حديث واثنا عشر حديثاً.(1/51)
#52##53#
ذكر حديث أبي بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهابٍ الزهري
له عن أنس خمسة أحاديث
1- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن أنس بن مالكٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرساً فصرع عنه فجحش شقه الأيمن فصلى صلاةً من الصلوات وهو قاعدٌ وصلينا وراءه قعوداً فلما انصرف قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا صلى قائماً فصلوا قياماً وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد. وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً أجمعون.(1/53)
#54#
2- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاءه رجلٌ فقال: يا رسول الله، ابن خطلٍ متعلقٌ بأستار الكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقتلوه)).
قال ابن شهاب: ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ محرماً.(1/54)
3- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بلبنٍ قد شيب بماءٍ وعن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكرٍ الصديق، فشرب ثم أعطى الأعرابي وقال: ((الأيمن فالأيمن)).(1/54)
#55#
4- وبه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تباغضوا ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ)).(1/55)
5- وبه أنه قال: ((كنا نصلي العصر ثم يذهب الذاهب إلى قباء فيأتيهم والشمس مرتفعةٌ)).(1/55)
#56#
سهل بن سعدٍ الساعدي
حديثٌ واحدٌ
6- قال مالكٌ: حدثني ابن شهابٍ: أن سهل بن سعدٍ الساعدي أخبره، أن عويمراً العجلاني جاء إلى عاصم بن عدي الأنصاري، فقال له: أرأيت يا عاصم لو أن رجلاً وجد مع امرأته رجلاً أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟ سل لي يا عاصمٌ عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عاصمٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها حتى كبر على عاصمٍ ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رجع عاصمٌ إلى أهله جاءه عويمرٌ فقال: يا عاصم، ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عاصمٌ لعويمر: لم تأتني بخيرٍ، قد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة التي سألته عنها. فقال عويمرٌ: والله لا أنتهي حتى أسأله عنها، فأقبل عويمرٌ حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط الناس، فقال: يا رسول الله، أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً، أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد أنزل فيك وفي صاحبتك فاذهب فأت بها)) قال سهل: فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله #57# صلى الله عليه وسلم. فلما فرغا قال عويمرٌ: كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها، فطلقها ثلاثاً قبل أن يأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن شهابٍ: فكانت تلك سنة المتلاعنين.(1/56)
#58#
السائب بن يزيد
حديثٌ واحدٌ
7- مالكٌ عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وداعة السهمي عن حفصة أم المؤمنين أنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في سبحته قاعداً قط، حتى كان قبل وفاته بعامٍ، فكان يصلي في سبحته قاعداً، ويقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها.(1/58)
#59#
محمود بن الربيع الأنصاري
حديثٌ واحدٌ
8- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن محمود بن الربيع الأنصاري أن عتبان بن مالكٍ كان يؤم قومه وهو أعمى، وأنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها تكون الظلمة والمطر والسيل وأنا رجلٌ ضرير البصر، فصل يا رسول الله في بيتي مكاناً أتخذه مصلى. قال: فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أين تحب أن أصلي؟)) فأشار إليه إلى مكانٍ من البيت فصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1/59)
#60#
عبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي
حديثٌ واحدٌ
9- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن عبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام. فلما جاء سرغ بلغه أن الوباء قد وقع بالشام، فأخبره عبد الرحمن بن عوفٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سمعتم به بأرضٍ فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها، فلا تخرجوا فراراً منه))، فرجع عمر بن الخطاب رضي الله عنه من سرغ.(1/60)
#61#
مالك بن أوس بن الحدثان النصري
حديثٌ واحدٌ
10- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري أنه أخبره أانه التمس صرفاً بمائة دينارٍ، قال: فدعاني طلحة بن عبيد الله فتراوضنا حتى اصطرف مني وأخذ الذهب يقلبها في يده ثم قال: حتى يأتي خازني من الغابة، وعمر بن الخطاب يسمع، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: والله لا تفارقه حتى تأخذ منه. ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الذهب بالورق رباً إلا هاء وهاء، والبر بالبر رباً إلا هاء وهاء. والتمر بالتمر رباً إلا هاء وهاء والشعير بالشعير رباً إلا هاء وهاء)).(1/61)
#62#
سعيد بن المسيب
سبعة أحاديث
11- مالكٌ عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءاً)).(1/62)
12- وبه: أن سائلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في ثوبٍ واحدٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أو كلكم يجد ثوبين؟!)).(1/62)
13- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قلت لصاحبك: أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت)).(1/62)
#63#
14- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى، فصف بهم وكبر أربع تكبيراتٍ.(1/63)
15- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يموت لأحدٍ من المسلمين ثلاثةٌ من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم)).(1/63)
16- وبه: عن أبي هريرة أنه كان يقول: لو رأيت الظباء ترتع بالمدينة ما ذعرتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بين لابتيها حرامٌ)).(1/63)
#64#
17- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)).(1/64)
#65#
سعيدٌ وأبو سلمة
حديثان
18- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن سعيد بن المسيب وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنهما أخبراه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أمن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)).
قال ابن شهابٍ: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: آمين.(1/65)
19- وبه: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((جرح العجماء جبارٌ والبئر جبار والمعدن جبارٌ. وفي الركاز الخمس)).(1/65)
#66#
أبو سلمة
ستة أحاديث له عن عائشة حديثٌ واحدٌ
20- مالكٌ عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البتع فقال: ((كل شرابٍ أسكر حرامٌ)).(1/66)
#67#
جابر بن عبد الله
حديثٌ واحدٌ
21- عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيما رجلٍ أعمر عمرى له ولعقبه: فإنها للذي يعطاها لا ترجع إلى الذي أعطاها لأنه أعطى عطاءً وقعت فيه المواريث)).(1/67)
#68#
أبو هريرة
أربعة أحاديث
22- وبه: عن أبي سلمة أن أبا هريرة كان يصلي بهم فيكبر كلما خفض ورفع، فإذا انصرف قال: والله إني لأشبهكم صلاةً برسول الله صلى الله عليه وسلم..(1/68)
23- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أدرك الركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة))..(1/68)
24- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أحدكم إذا قام يصلي جاءه الشيطان فلبس عليه حتى لا يدري كم صلى، فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالسٌ)).(1/68)
#69#
25- وبه: عن أبي هريرة: أن امرأتين من هذيلٍ رمت إحداهما الأخرى فطرحت جنيناً ميتاً فقضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بغرةٍ عبدٍ أو وليدةٍ.(1/69)
#70#
أبو عبد الله الأغر وأبو سلمة بن عبد الرحمن
حديثٌ واحدٌ
26- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن أبي عبد الله الأغر وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلةٍ إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له)).(1/70)
#71#
حميد بن عبد الرحمن بن عوفٍ
ستة أحاديث
27- قال مالكٌ: حدثني ابن شهابٍ عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع معاوية بن أبي سفيان يوم عاشوراء عام حج وهو على المنبر يقول: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهذا اليوم: ((هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائمٌ، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر)).(1/71)
28- وبه: عن حميدٍ أنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حج وهو على المنبر وتناول قصة من شعرٍ كانت في يد حرسي يقول: يا أهل المدينة أين علماؤكم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذه ويقول: ((إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم)).(1/71)
#72#
29- وبه: عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).(1/72)
30- وبه: أن رجلاً أفطر في رمضان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكفر بعتق رقبةٍ أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكيناً، فقال: لا أجد، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرق تمرٍ، فقال: ((خذ هذا فتصدق به)). فقال: يا رسول الله، ما أحدٌ أحوج إليه مني، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال: ((كله)).(1/72)
#73#
31- وبه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة: يا عبد الله هذا خيرٌ. فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان)) فقال أبو بكرٍ: ما على من يدعى من هذه الأبواب من ضرورةٍ، فهل يدعى أحدٌ من هذه الأبواب كلها؟ قال: ((نعم، وأرجو أن تكون منهم)).(1/73)
#74#
32- وبه: عن أبي هريرة أنه قال: لولا أن يشق على أمته لأمرهم بالسواك مع كل صلاةٍ أو كل وضوءٍ.
قال أبو الحسن: وهذا لفظٌ في رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم إشكالٌ، ولكن فيه عن عيسى بن مسكينٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم)).(1/74)
#75#
حميد بن عبد الرحمن ومحمد بن النعمان
حديثٌ واحدٌ
33- مالكٌ: حدثني ابن شهابٍ عن حميد بن عبد الرحمن بن عوفٍ وعن محمد بن النعمان بن بشيرٍ يحدثانه عن النعمان بن بشير أنه قال: إن أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني نحلت ابني هذا غلاماً كان لي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكل ولدك نحلته مثل هذا؟)) فقال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ((فارجعه)).(1/75)
#76#
عروة بن الزبير
له عن عائشة اثنا عشر حديثاً وعن عمرة عن عائشة حديثٌ واحدٌ
34- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من إناءٍ هو الفرق من الجنابة.(1/76)
35- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدةٍ. فإذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن.(1/76)
36- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد فصلى بصلاته ناسٌ، ثم صلى من القابلة فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما أصبح قال: ((قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن يفرض عليكم)) وذلك في رمضان.(1/76)
#77#
37- وبه: عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: ما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى قط وإني لأستحبها، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم.(1/77)
38- وبه: عن عائشة أنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فأهللنا بعمرةٍ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان معه هديٌ فليهلل بالحج مع العمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعاً)).
قالت: فقدمت مكة وأنا حائضٌ فلم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة. فشكوت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((انقضي رأسك وامشطي وأهلي بالحج ودعي #78# العمرة)). قالت: ففعلت.
فلما قضينا الحج أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فاعتمرت. ثم قال: ((هذه مكان عمرتك))، قالت: فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة ثم حلوا ثم طافوا طوافاً آخر بعد أن رجعوا من منى لحجهم. وأما الذين أهلوا بالحج أو جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافاً واحداً.(1/77)
39- وبه: أنها أخبرته أن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها -وهو عمها من الرضاعة- بعد أن نزل الحجاب، قالت: فابيت أن آذن له. فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته بالذي صنعت فأمرني أن آذن له علي.(1/78)
#79#
40- وبه عن: ابن شهابٍ أنه سئل عن رضاعة الكبير فقال: أخبرني عروة بن الزبير أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد شهد بدراً، وكان تبنى سالماً الذي كان يقال له: سالمٌ مولى أبي حذيفة، كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة، وأنكح أبو حذيفة سالماً وهو يرى أنه ابنه فأنكحه ابنة أخيه فاطمة ابنة الوليد بن عتبة بن ربيعة وهي يومئذٍ من المهاجرات الأول، وهي يومئذٍ من أفضل أيامى قريشٍ، فلما أنزل الله تعالى في كتابه في زيد بن حارثة ما أنزل، فقال: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} رد كل واحدٍ تبني من أولئك إلى أبيه، فإن لم يعلم أبوه رد إلى مواليه.
فجاءت سهلة بنت سهيل -وهي امرأة أبي حذيفة وهي من بني عامر بن لؤي- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، كنا نرى سالماً ولداً وكان يدخل علي وأنا فضلٌ وليس لنا إلا بيتٌ واحدٌ، فماذا ترى في شأنه؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا: ((أرضعيه خمس رضعاتٍ فيحرم بلبنها)). وكانت تراه ابناً من الرضاعة.
#80#
فأخذت بذلك عائشة أم المؤمنين فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال. فكانت تأمر أختها أم كلثومٍ ابنة أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه وبنات أخيها أن يرضعن لها من أحبت أن يدخل عليها من الرجال. وأبى سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل عليهن بتلك الرضاعة أحدٌ من الناس. وقلن: لا والله ما نرى الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلة بنت سهيلٍ إلا رخصةً من رسول الله صلى الله عليه وسلم في رضاعة سالمٍ وحده. والله لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحدٌ. فعلى هذا من الخبر كان رأي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في رضاعة الكبير.
قال أبو الحسن: الذي اتصل هذا الحديث، قول عروة: فأخذت بذلك عائشة.(1/79)
41- وبه: عن عروة عن عائشة أنها قالت: كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أن ابن وليدة زمعة مني فاقبضه إليك، قالت: فلما كان عام الفتح أخذه سعد، وقال: ابن أخي، قد كان عهد إلي فيه، فقام إليه عبد بن #81# زمعة فقال: أخي وابن وليدة أبي، ولد على فراشه. فتساوقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعدٌ: يا رسول الله، ابن أخي قد كان عهد إلي فيه. وقال عبد بن زمعة: أخي وابن وليدة أبي، ولد على فراشه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هو لك يا عبد بن زمعة)). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الولد للفراش وللعاهر الحجر)). ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسودة بنت زمعة: ((احتجبي منه)): لما رأى من شبهه بعتبة.
قالت: فما رآها حتى لقي الله عز وجل.(1/80)
42- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث. فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عليه بيده رجاء بركتها.(1/81)
43- وبه: أنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً. فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه. وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمةٌ هي لله فينتقم لله بها.(1/81)
#82#
44- وبه: أنها قالت: إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أردن أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكرٍ الصديق فيسألنه ميراثهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت لهن عائشة: أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا نورث، ما تركنا فهو صدقةٌ)).(1/82)
#83#
حديث بشير بن أبي مسعود وبقية حديث عائشة
45- مالكٌ عن ابن شهابٍ أن عمر بن عبد العزيز أخر الصلاة يوماً، فدخل عليه عروة بن الزبير فأخبره أن المغيرة بن شعبة أخر الصلاة يوماً وهو بالكوفة. فدخل عليه أبو مسعودٍ الأنصاري فقال: ما هذا يا مغيرة؟ أليس قد علمت أن جبرائيل نزل فصلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال: بهذا أمرت. فقال عمر لعروة اعلم ما تحدث به يا عروة أو أن جبرائيل هو الذي أقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الصلاة. قال عروة: كذلك كان بشير بن أبي مسعودٍ يحدث عن أبيه. قال عروة: ولقد حدثتني عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر.(1/83)
#84#
عمرة عن عائشة
46- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن عروة بن الزبير عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف يدني إلي رأسه فأرجله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان.(1/84)
#85#
عبد الرحمن بن عبد القاري
حديثٌ واحدٌ
47- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها عليه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، فكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ)) فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هكذا أنزلت)). ثم قال لي: ((اقرأ)): فقرأت، فقال: ((هكذا أنزلت. إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ فاقرؤوا ما تيسر منه)).(1/85)
#86#
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ
تسعة أحاديث
48- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ عن عبد الله بن عباسٍ أنه قال: أقبلت راكباً على حمارٍ وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنىً، فمررت بين يدي بعض الصف فنزلت فأرسلت الحمار يرتع ودخلت في الصف، فلم ينكر ذلك علي أحدٌ.(1/86)
49- وبه: عن ابن عباسٍ أنه قال: إن أم الفضل ابنة الحارث سمعته وهو يقرأ {والمرسلات عرفاً} فقالت: يا بني، لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب.(1/86)
50- وبه: عن ابن عباسٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر فأفطر الناس معه، وكانوا يأخذون #87# بالأحدث فالأحدث من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1/86)
51- وبه: أن سعد بن عبادة استفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمي ماتت وعليها نذرٌ ولم تقضه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقضه عنها)).(1/87)
52- وبه: عن ابن عباسٍ أنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاةٍ ميتةٍ كان أعطاها مولاةً لميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((هلا انتفعتم بجلدها؟)) فقالوا: يا رسول الله إنها ميتةٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما حرم أكلها)).(1/87)
53- وبه: عن ابن عباسٍ عن الصعب بن جثامة الليثي أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حماراً وحشياً وهو بالأبواء أو بودان، فرده عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في وجهي قال: ((إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم)).(1/87)
#88#
54- وبه: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ عن أبي هريرة وزيد بن خا لدٍ الجهني أنهما أخبراه: أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أحدهما: يا رسول الله، اقض بيننا بكتاب الله. وقال الآخر وهو أفقههما: أجل يا رسول الله، فاقض بيننا بكتاب والله وأذن لي في أن أتكلم. فقال: ((تكلم)) فقال: إن ابني كان عسيفاً على هذا فزنا بامرأته فأخبرني أن على ابني الرجم، فافتديت منه بمئة شاةٍ وبجاريةٍ لي، ثم إني سألت أهل العلم فأخبروني أنما على ابني جلد مئةٍ وتغريب عامٍ وإنما الرجم على امرأته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله. أما غنمك وجاريتك فرد إليك)). وجلد ابنه مئةً وغربه عاماً وأمر أنيساً الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر، فإنه اعترفت رجمها، فاعترفت فرجمها.
قال مالك: والعسيف الأجير.(1/88)
55- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن، فقال: إن زنت #89# فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم بيعوها ولو بضفيرٍ)).
قال مالكٌ: قال ابن شهابٍ: فلا أدري أبعد الثالثة أو الرابعة، والضفير: الحبل.(1/88)
56- وبه: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ عن أم قيس ابنة محصنٍ: أنها أتت بابنٍ لها صغيرٍ لم يأكل الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره فبال على ثوبه، فدعا بماءٍ فنضحه ولم يغسله.(1/89)
#90#
أبو بكر بن عبد الرحمن
حديثٌ واحدٌ
57- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشامٍ عن أبي مسعودٍ الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن.(1/90)
#91#
سليمان بن يسارٍ
حديثٌ واحدٌ
58- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن عباسٍ أنه قال: كان الفضل بن عباسٍ رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأةٌ من خثعمٍ تستفتيه فجعل الفضل بن عباسٍ ينظر إليها وتنظر إليه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن فريضة الله على العباد في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستيطع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه. قال: نعم. وذلك في حجة الوداع.(1/91)
#92#
سالمٌ بن عبد الله بن عمر
حديثان. وله ثالثٌ في هذه الرواية معلولٌ
59- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن سالمٍ بن عبد الله عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه وإذا كبر للركوع وإذا رقع رأسه من الركوع رفعهما كذلك. وقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. وكان لا يفعل ذلك في السجود.(1/92)
60- وبه عن سالمٍ بن عبد الله أن عبد الله بن محمد بن أبي بكرٍ الصديق أخبر عبد الله بن عمر عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألم تري أن قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم)). قالت فقلت: يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم قال لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت. قال: فقال عبد الله بن عمر: لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرى #93# رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتم على قواعد إبراهيم.(1/92)
#94#
حمزة وسالم
حديثٌ واحدٌ
61- مالكٌ عن ابن شهاب عن حمزة وسالمٍ ابني عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الشؤم في الدار والمرأة والفرس)).(1/94)
#95#
أبو بكرٍ بن عبيد الله
حديثٌ واحدٌ. وفي اتصاله بعض النظر
62- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله)).(1/95)
#96#
عبد الحميد بن عبد الرحمن
حديثٌ واحدٌ
63- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباسٍ: أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة ابن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام.
قال ابن عباسٍ: فقال عمر: ادع لي المهاجرين الأولين، فدعاهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا، فقال بعضهم: قد خرجت لأمرٍ ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء. فقال: ارتفعوا عني،
ثم قال: ادع لي الأنصار، فدعوهم له فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني.
ثم قال: ادع لي من كان ههنا من مشيخة قريشٍ من مهاجرة الفتح، فدعوهم #97# فلم يختلف عليه منهم رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء.
فنادى عمر في الناس: إني مصبحٌ على ظهرٍ فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة ابن الجراح: أفراراً من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كانت لك إبلٌ فهبطت وادياً له عدوتان إحداهما خصبةٌ والأخرى جدبةٌ، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله.
قال: فجاء عبد الرحمن بن عوفٍ وكان متغيباً في بعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا علماً. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سمعتم به بأرضٍ فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه)).قال: فحمد الله عمر ثم انصرف.(1/96)
#98#
عبد الله والحسن ابنا محمد
حديثٌ واحدٌ
64- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي عن أبيهما عن علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية.(1/98)
#99#
علي بن الحسين
حديثٌ واحدٌ
65- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أسامة بن زيدٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يرث المسلم الكافر)).(1/99)
#100#
عيسى بن طلحة
حديثٌ واحدٌ
66- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله عن عبد الله ابن عمرو بن العاص أنه قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنى للناس فجاؤوا يسألونه فجاء رجلٌ فقال: يا رسول الله، لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح، فقال: ((اذبح ولا حرج)). فجاء رجلٌ آخر فقال: يا رسول الله، لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي. فقال له: ((ارم ولا حرج)). قال: فما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيءٍ قدم ولا أخر إلا قال: ((افعل ولا حرج)).(1/100)
#101#
محمد بن عبد الله بن الحارث
حديثٌ واحدٌ
67- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب، أنه حدثه أنه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيسٍ عام حج معاوية بن أبي سفيان وهما يذكران التمتع بالعمرة إلى الحج، فقال الضحاك: لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله تعالى. فقال سعدٌ: بئس ما قلت يا ابن أخي، قال الضحاك: إن عمر بن الخطاب قد نهى عن ذلك. فقال: قد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنعناها معه.(1/101)
#102#
عامر بن سعدٍ
حديثٌ واحدٌ
68- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن عامر بن سعد بن أبي وقاصٍ عن أبيه سعد بن أبي وقاص أنه قال: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجعٍ اشتد بي، فقلت: يا رسول الله، قد بلغ بي من الوجع ما ترى وأنا ذو مالٍ ولا يرثني إلا ابنةٌ لي، أفأتصدق بثلثي مالي؟ فقال: ((لا)) فقلت: فالشطر؟ فقال: ((لا))، ثم قال: ((الثلث والثلث كثيرٌ أو كبيرٌ. إنك أن تذر ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله. إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في فيِّ امرأتك)).
قال: فقلت: يا رسول الله، أأخلف بعد أصحابي؟ فقال: ((إنك لن تخلف فتعمل عملاً صالحاً إلا ازددت به درجةً ورفعةً، ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوامٌ #103# ويضر بك آخرون، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم. لكن البائس سعد بن خولة)) يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة.(1/102)
#104#
محمد بن جبيرٍ
حديثٌ واحدٌ
69- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بالطور في المغرب.(1/104)
أبو أمامة
حديثٌ واحدٌ
70- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن أبي أمامة بن سهل بن حنيفٍ عن عبد الله بن عباسٍ عن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي: أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة، قال: فأتي بضبٍ محنوذٍ فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، فقال بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونة: أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريد أن يأكل منه. فقيل: هو ضبٌ يا رسول الله. فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، قال: فقلت: أحرامٌ هو يا رسول الله؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه)). قال خالدٌ: فاجتررته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر.(1/104)
#105#
عباد بن تميمٍ
حديثٌ واحدٌ
71- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن عباد بن تميم عن عمه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقياً في المسجد واضعاً إحدى رجليه على الأخرى.(1/105)
عبد الرحمن بن كعب بن مالكٍ
حديثٌ واحدٌ
72- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن عبد الرحمن بن كعب بن مالكٍ الأنصاري أنه أخبره أن أباه كعب بن مالكٍ كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما نسمة المؤمن طائرٌ يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه)).(1/105)
#106#
أبو عبيدٍ مولى ابن أزهر
حديثان
73- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن أبي عبيدٍ مولى ابن أزهر أنه قال: شهدت العيد مع عمر بن الخطاب فجاء فصلى ثم انصرف فخطب الناس، ثم قال: إن هذين يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما: يوم فطركم من صيامكم والآخر يوم تأكلون منه من نسككم.
قال أبو عبيدٍ: ثم شهدت العيد مع عثمان بن عفان فجاء فصلى ثم انصرف فخطب فقال لهم: إنه قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان، فمن أحب من أهل العالية أن ينتظر الجمعة فلينتظرها، ومن أحب أن يرجع فليرجع فقد أذنت له.
قال أبو عبيدٍ: ثم شهدت العيد مع علي بن أبي طالبٍ وعثمان محصورٌ فجاء فصلى ثم انصرف فخطب.(1/106)
74- وبه: عن أبي عبيدٍ عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي)).(1/106)
#107#
أبو إدريس الخولاني
حديثان
75- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن أبي إدريس الخولاني عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من توضأ فليستنثر، ومن استجمر فليوتر)).(1/107)
76- وبه: عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي نابٍ من السباع.(1/107)
#108#
عطاء بن يزيد الليثي
ثلاثة أحاديث
77- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيدٍ الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن)).(1/108)
78- وبه: عن أبي سعيدٍ الخدري أن ناساً من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم، ثلاثاً، حتى نفد ما عنده، ثم قال: ((ما يكون عندي من خيرٍ فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله. وما أعطي أحد عطاءً هو خيرٌ وأوسع من الصبر)).(1/108)
#109#
79- وبه: عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)).(1/109)
ابن أكيمة الليثي
حديثٌ واحدٌ
80- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن ابن أكيمة الليثي عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاةٍ جهر فيها بالقراءة فقال: هل قرأ معي أحدٌ منكم آنفاً؟ فقال رجلٌ: نعم أنا يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أقول، مالي أنازع القرآن. قال فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقراءة من الصلاة حين سمعوا ذلك منه.(1/109)
#110#
عبد الرحمن الأعرج
ثلاثة أحاديث
81- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن عبد الرحمن الأعرج عن عبد الله بن بحينة أنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم قام فلم يجلس فقام الناس معه. فلما قضى صلاته وانتظرنا تسليمه كبر، فسجد سجدتين وهو جالسٌ قبل السلام، ثم سلم.(1/110)
82- وبه: عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبةً في جداره)).
قال: ثم يقول أبو هريرة: مالي أراكم عنها معرضين، والله لأرمين بها بين أكتافكم.(1/110)
#111#
83- وبه: عن أبي هريرة أنه كان يقول: شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك المساكين. ومن لم يأت الدعوة فقد عصى الله ورسوله.(1/111)
#112#
رجلٌ من آل خالد بن أسيدٍ
حديثٌ واحدٌ
84- مالكٌ عن ابن شهابٍ عن رجلٍ من آل خالد بن أسيدٍ أنه سأل عبد الله ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن، إنا نجد صلاة الخوف وصلاة الحضر في القرآن ولا نجد صلاة السفر، فقال عبد الله بن عمر: يا ابن أخي، إن الله تعالى بعث إلينا محمداً صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئاً، فإنما نفعل كما رأيناه يفعل.
كمل حديث الزهري وهو خمسةٌ وثمانون حديثاً.(1/112)
#113#
محمد بن المنكدر
ثلاثة أحاديث ورابعٌ لم أذكره في هذا الباب
85- مالكٌ عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله: أن أعرابياً بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعكٌ بالمدينة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أقلني بيعتي. فأبى النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي. فأبى ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى فخرج الأعرابي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها)).(1/113)
#114#
86- مالكٌ عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبيرٍ عن رجلٍ عنده رضاً أنه أخبره أن عائشة أم المؤمنين أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من امرئٍ تكون له صلاةٌ بليلٍ يغلبه عليها نومٌ إلا كتب الله له أجر صلاته، وكان نومه صدقةً عليه)).(1/114)
87- مالكٌ عن محمد بن المنكدر وأبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد بن أبي وقاصٍ عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة بن زيدٍ: ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الطاعون؟ فقال أسامة بن زيدٍ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطاعون رجزٌ أرسل على طائفةٍ من بني إسرائيل أو على من كان قبلكم. فإذا سمعتم به بأرضٍ فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه)).
قال مالكٌ: قال أبو النضر: لا يخرجكم إلا فراراً منه.(1/114)
#115#
أبو الأسود
أربعة أحاديث
88- مالكٌ عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفلٍ، وكان يتيماً في حجر عروة بن الزبير، عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج.(1/115)
89- وبه: أنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع فمنا من أهل بعمرةٍ، ومنا من أهل بحجٍ وعمرةٍ، ومنا من أهل بالحج، فأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج. فأما من أهل بعمرةٍ فحل، وأما من أهل بالحج أو جمع الحج والعمرة فلم يحلوا حتى كان يوم النحر.(1/115)
90- وبه: عن عائشة أم المؤمنين عن جدامة بنت وهبٍ الأسدية أنها قالت: أخبرتني أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى #116# ذكرت الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم شيئاً)).(1/115)
91- وبه: عن عروة بن الزبير عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي فقال: ((طوفي من وراء الناس وأنت راكبةً)). قالت: فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذٍ يصلي إلى جنب البيت وهو يقرأ بـ (الطور).(1/116)
#117#
محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة
حديثان
92- مالكٌ عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقةٌ، وليس فيما دون خمس أواقٍ من الورق صدقةٌ، وليس فيما دون خمس ذودٍ من الإبل صدقةٌ)).(1/117)
93- مالكٌ عن محمدٍ -يعني ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة- أنه قال: سمعت سعيد بن يسارٍ أبا الحباب يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يصب منه)).(1/117)
#118#
محمد بن أبي بكرٍ
حديثٌ واحدٌ
94- مالكٌ عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزمٍ عن أبيه عن أبي النضر السلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يموت لأحدٍ من المسلمين ثلاثةٌ من الولد فيحتسبهم إلا كانوا له جنةً من النار)). فقالت: امرأةٌ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أو اثنان. قال: ((أو اثنان)).(1/118)
#119#
محمد بن عمارة
حديثٌ واحدٌ
95- مالكٌ عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم عن أم ولد لإبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوفٍ أنها سألت أم سلمة أم المؤمنين فقالت: إني امرأةٌ أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر. فقالت أم سلمة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يطهره ما بعده)).(1/119)
#120#
محمد بن يحيى بن حبان
أربعة أحاديث
96- مالكٌ عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وعن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس.(1/120)
97- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه)).(1/120)
98- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين: يوم الفطر ويوم الأضحى.(1/120)
#121#
99- وعن محمد بن يحيى بن حبان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الملامسة والمنابذة.(1/121)
محمد الثقفي
حديثٌ واحدٌ
100- مالكٌ عن محمد بن أبي بكرٍ الثقفي: أنه سأل أنس بن مالكٍ وهما غاديان من منىً إلى عرفة: كيف كنتم تصنعون في مثل هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان يهل المهل منا فلا ينكر عليه، ويكبر المكبر فلا ينكر عليه.(1/121)
#122#
محمد بن عمرو بن حلحلة
حديثان
101- مالكٌ عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن معبد بن كعب بن مالكٍ عن أبي قتادة بن ربعي أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازةٍ فقال: ((مستريحٌ ومستراحٌ منه)). فقالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: ((العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب)).(1/122)
102- وعن محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه أنه قال: عدل إلي عبد الله بن عمر وأنا نازلٌ تحت شجرةٍ بطريق مكة، فقال: ما أنزلك تحت هذه الشجرة؟. فقلت: أنزلني ظلها، فقال: هل غير ذلك؟ فقلت: لا، ما أنزلني غير ذلك. فقال عبد الله بن عمر: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كنت بين الأخشبين من منى -ونفخ بيده نحو المشرق- فإن #123# هنالك وادياً يقال له السرر، به سرحةٌ سر تحتها سبعون نبياً)).
قال مالكٌ: سر يعني: قطعت سررهم حين ولدوا.(1/122)
محمد بن عمرو بن علقمة
حديثٌ واحدٌ وفي اتصاله شيءٌ
103- مالكٌ عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن بلال بن الحارث المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه)).(1/123)
#124#
أبو الزبير واسمه محمد بن مسلمٍ
ثمانية أحاديث له عن جابر أربعة أحاديث
104- مالكٌ عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله السلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يأكل الرجل بشماله، أو يمشي في نعلٍ واحدةٍ، أو أن يشتمل الصماء، أو أن يحتبي في ثوبٍ واحدٍ كاشفاً عن فرجه.(1/124)
105- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاثٍ، ثم قال بعد: ((كلوا وتصدقوا وتزودوا وادخروا)).(1/124)
#125#
106- وبه: عن جابر بن عبد الله أنه قال: نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعةٍ والبقرة عن سبعةٍ.(1/125)
107- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أغلقوا الباب، وأوكوا السقاء، وأكفئوا الإناء، وأطفئوا المصباح. فإن الشيطان لا يفتح غلقاً، ولا يحل وكاءً، ولا يكشف إناءً، وإن الفويسقة تضرم على الناس بيتهم)).(1/125)
#126#
أبو الطفيل
حديثٌ واحدٌ
108- مالكٌ عن أبي الزبير المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن معاذ بن جبلٍ أخبره أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء. قال: فأخر الصلاة يوماً ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً، ثم دخل ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعاً. ثم قال: ((إنكم ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي)). قال: فجئناها وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيءٍ من ماءٍ، فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل مسستما من مائها شيئاً؟)) فقالا: نعم. فسبهما وقال لهما ما شاء الله أن يقول، ثم غرفوا من العين بأيديهم قليلاً قليلاً حتى اجتمع في شيءٍ ثم غسل #127# رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وجهه ويديه ثم أعاده فيها فجرت العين بماءٍ كثيرٍ، فاستقى الناس، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك يا معاذ إن طالت بك حياةً أن ترى ما ههنا قد ملئ جناناً)).(1/126)
سعيد بن جبيرٍ
حديثٌ واحدٌ
109- مالكٌ عن أبي الزبير المكي عن سعيد بن جبيرٍ عن عبد الله بن عباسٍ أنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً في غير خوفٍ ولا سفرٍ.(1/127)
#128#
طاوس
حديثان
110- مالكٌ عن أبي الزبير عن طاوسٍ اليماني عن عبد الله بن عباسٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن. يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات)).(1/128)
111- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: ((اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن. أنت الحق، وقولك #129# الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق. اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وأسررت وأعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت)).
كمل حديث أبي الزبير بحمد الله وعونه، وهو آخر حديث المحمدين.(1/128)
#130#
باب الألف
ستةٌ لجميعهم تسعةٌ وعشرون حديثاً
إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص
حديثٌ واحدٌ
112- مالكٌ عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاصٍ عن مولى لعمرو بن العاص أو لعبد الله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة أحدكم وهو قاعدٌ مثل نصف صلاته وهو قائمٌ)).(1/130)
إسماعيل بن أبي حكيمٍ
حديثٌ واحدٌ
113- مالكٌ عن إسماعيل بن أبي حكيمٍ عن عبيدة بن سفيان الحضرمي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أكل كل ذي نابٍ من السباع حرامٌ)).(1/130)
#131#
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
أربعة عشر حديثاً له عن أنس تسعة أحاديث
114- مالكٌ عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالكٍ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوءٍ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الإناء يده وأمر الناس أن يتوضؤوا منه.
قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه، فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم.(1/131)
115- وبه: عن أنسٍ أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعامٍ صنعته له فأكل منه، ثم قال: ((قوموا فلأصلي لكم)). قال أنس: فقمت إلى حصيرٍ لنا قد اسود من طول ما لبث، فنضحته بماءٍ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا، فصلى لنا ركعتين ثم انصرف.(1/131)
#132#
116- وبه قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماءٍ فيها طيبٍ. قال أنسٌ: فلما أنزلت هذه الآية: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الله يقول في كتابه: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقةٌ لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ، ذلك مالٌ رابحٌ، ذلك مالٌ رابحٌ قد سمعت ما قلت فيها، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين)). فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.(1/132)
#133#
117- وبه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرامٍ بنت ملحان فتطعمه. وكانت أم حرامٍ بنت ملحان تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فأطعمته وجلست تفلي رأسه، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت: فقلت له: ما يضحكك يا رسول الله؟ فقال: ناسٌ من أمتي عرضوا علي غزاةً في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة يشك إسحاق. قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ يضحك. قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناسٌ من أمتي عرضوا علي غزاةً في سبيل الله، ملوكاً على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة)) كما قال في الأولى. قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: ((أنت من الأولين)). قال: فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت.(1/133)
#134#
118- وبه أنه قال: كنت أسقي أبا عبيدة بن الجراح وأبا طلحة الأنصاري وأبي بن كعب شراباً من فضيخ تمرٍ، فجاءهم آتٍ فقال لهم: إن الخمر قد حرمت. فقال أبو طلحة: يا أنس، قم إلى هذه الجرار فاكسرها. قال: فقمت إلى مهراسٍ لنا فضربتها بأسفلها حتى تكسرت.(1/134)
119- وبه: أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال أبو طلحة لأم سليمٍ: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع، هل عندك من شيءٍ؟ فقالت: نعم. فأخرجت أقراصاً من شعيرٍ، ثم أخذت خماراً لها فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي وردتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((آرسلك أبو طلحة؟)) فقلت: نعم. فقال: #135# ((لطعامٍ؟)) فقلت: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: ((قوموا)). قال: فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته. فقال أبو طلحة: يا أم سليمٍ، قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم. فقالت: الله ورسوله أعلم.
قال: فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة حتى دخلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هلم يا أم سليمٍ ما عندك)). فأتت بذلك الخبز. قال: فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت، وعصرت عليه أم سليم عكة لها فآدمته، ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول. ثم قال: ((إئذن لعشرةٍ)) فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال: ((إئذن لعشرةٍ)) فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا. ثم قال: ((إئذن لعشرةٍ)) فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا. ثم أذن لعشرةٍ حتى أكل القوم كلهم وشبعوا، والقوم سبعون رجلاً أو ثمانون رجلاً.(1/134)
120- وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم وفي مدهم)) يعني أهل المدينة.(1/135)
#136#
121- وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزءٌ من ستةٍ وأربعين جزءاً من النبوة)).(1/136)
122- وبه: عن أنسٍ أنه قال: كنا نصلي العصر ثم يخرج الإنسان إلى بني عمرو بن عوف فيجدهم يصلون العصر.(1/136)
حميدة بنت عبيدٍ
حديثٌ واحدٌ
123- مالكٌ عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن حميدة بنت عبيد ابن رفاعة عن كبشة بنت كعب بن مالكٍ -وكانت تحت ابن أبي قتادة- أن أبا قتادة دحل عليها فسكبت له وضوءاً، فجاءت هرةٌ تشرب منه، فأصغى لها أبو #137# قتادة الإناء حتى شربت، فقالت كبشة: فرآني أنظر، فقال: أتعجبين يا ابنة أخي؟، فقالت: قلت: نعم، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنها ليست بنجسٍ، إنما هي من الطوافين عليكم أو الطوافات)).(1/136)
رافع بن إسحاق
حديثان
124- مالكٌ عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة -عن رافع بن إسحاق مولى لآل الشفاء- وكان يقال له مولى أبي طلحة أنه سمع أبا أيوب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقول، وهو بمصر: والله ما أدري كيف أصنع بهذه الكرابيس. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا ذهب أحدكم لغائطٍ أو لبولٍ فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها بفرجه)).(1/137)
125- وبه: أن رافع بن إسحاق مولى الشفاء أخبره، قال: دخلت أنا وعبد الله بن أبي طلحة على أبي سعيد الخدري نعوده، فقال لنا أبو سعيدٍ: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه تماثيل أو صورٌ))، شك إسحاق لا يدري أيتهما قال أبو سعيد الخدري.(1/137)
#138#
أبو مرة
حديثٌ واحدٌ
126- مالكٌ عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن أبا مرة مولى عقيل ابن أبي طالبٍ أخبره عن أبي واقدٍ الليثي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالسٌ في المسجد والناس معه إذ أقبل نفرٌ ثلاثةٌ، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحدٌ. قال: فلما وقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلما. فأما أحدهما فرأى فرجةً في الحلقة فجلس فيها، وأما الأخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهباً. فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله وأما الآخر فاستحيى فاستحيى الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه)).(1/138)
#139#
زفر بن صعصعة
حديثٌ واحدٌ
127- مالكٌ عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن زفر بن صعصة بن مالكٍ عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاة الغداة قال: ((هل رأى أحدٌ منكم الليلة رؤيا؟)) ويقول: ((إنه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة)).(1/139)
أيوب بن أبي تميمة السختياني
ثلاثة أحاديث
128- قال مالكٌ: حدثني أيوب بن أبي تميمة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من اثنتين، فقال له ذو اليدين: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أصدق ذو اليدين؟)) فقال الناس: نعم. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى اثنتين أخريين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع.(1/139)
#140#
129- وبه عن محمدٍ بن سيرين عن أم عطية الأنصارية أنها قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفيت ابنته فقال: اغسلنها ثلاثاً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماءٍ وسدرٍ، واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئاً من كافورٍ فإذا فرغتن فآذنني. قالت: فلما فرغنا آذناه فأعطانا حقوه، فقال: أشعرنها إياه تعني إزاره.(1/140)
130- وبه: عن محمد بن سيرين أن رجلاً أخبره عن عبد الله بن عباسٍ أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أمي عجوزٌ كبيرةٌ لا تستطيع أن نركبها على البعير ولا تستمسك، وإن ربطتها خفت أن تموت، أفأحج عنها؟ قال: ((نعم)).(1/140)
#141#
أيوب بن حبيبٍ
حديثٌ واحدٌ
131- مالكٌ عن أيوب بن حبيبٍ مولى سعد بن أبي وقاصٍ عن أبي المثنى الجهني أنه قال: كنت عند مروان بن الحكم فدخل عليه أبو سعيدٍ الخدري، فقال له مروان بن الحكم: أسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النفخ في الشراب؟ فقال له أبو سعيدٍ: نعم، فقال له رجلٌ: يا رسول الله، إني لا أروى من نفسٍ واحدٍ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فأبن القدح عن فيك ثم تنفس)). قال: فإني أرى القذاة، فيه قال: ((فأهرقها)).(1/141)
#142#
العلاء بن عبد الرحمن
له عن أنسٍ حديثٌ واحدٌ
132- مالكٌ عن العلاء بن عبد الرحمن أنه قال: دخلنا على أنس بن مالكٍ بعد الظهر فقام يصلي العصر، فلما فرغ من صلاته ذكرنا تعجيل الصلاة -أو ذكرها- فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تلك صلاة المنافقين، تلك صلاة المنافقين، تلك صلاة المنافقين، يجلس أحدهم حتى إذا اصفرت الشمس وكانت بين قرني الشيطان أو على قرني الشيطان قام فنقر أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً)).(1/142)
وله عن أبيه ستة أحاديث
133- مالكٌ عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال: ((السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين. وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أني رأيت إخواننا)). فقالوا: يا رسول الله ألسنا إخوانك؟ #143# فقال: ((بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، وأنا فرطهم على الحوض)). قالوا: يا رسول الله، كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟ قال: ((أرأيت لو كانت لرجلٍ خيل غر محجلةٌ في خيلٍ دهم بهمٍ، ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى. قال: ((فإنهم يأتون يوم القيامة غرّاً محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض فليذادن رجالٌ عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلم، ألا هلم، ألا هلم ثلاثاً. فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك. فأقول: فسحقاً، فسحقاً، فسحقاً)).(1/142)
#144#
134- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط)).(1/144)
135- مالكٌ عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه وإسحاق بن عبد الله أنهما سمعا أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا ثوب بالصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا، فإن أحدكم في صلاةٍ ما كان يعمد إلى الصلاة)).(1/144)
#145#
136- مالكٌ عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن ينبذ في الدباء والمزفت.(1/145)
137- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله: من عمل عملاً أشرك فيه غيري فهو له كله، وأنا أغنى الشركاء عن الشرك)).(1/145)
138- وبه: عن أبيه أنه قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار فقال: أنا أخبرك بعلمٍ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار))، قال ذلك ثلاث مراتٍ ((لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً)).(1/145)
#146#
أبو السائب مولى هشام بن زهرة
حديثٌ واحدٌ
139- مالكٌ عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداجٌ، فهي خداجٌ، فهي خداجٌ غير تمامٍ. فقلت: يا أبا هريرة، إني أحياناً أكون وراء الإمام، قال: فغمز ذراعي، ثم قال: اقرأ بها يا فارسي في نفسك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل)). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول العبد {الحمد لله رب العالمين} يقول الله: حمدني عبدي، يقول العبد: {الرحمن الرحيم} يقول الله: أثنى علي عبدي، يقول العبد: {مالك يوم الدين} يقول الله: مجدني عبدي، يقول العبد: {إياك #147# نعبد وإياك نستعين} فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، يقول العبد: {أهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل)).
قال أبو الحسن: في هذا الحديث اضطراب ألفاظ بين رواتنا فأثبته على نص الدباغ: إلا (فهذه) فإنها على لفظ عيسى والنسخة عند الدباغ (فهذا).(1/146)
#148#
معبدٌ بن كعبٍ
حديثٌ واحدٌ
140- مالكٌ عن العلاء بن عبد الرحمن عن معبد بن كعبٍ السلمي عن أخيه عبد الله بن كعب بن مالكٍ عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من اقتطع حق مسلمٍ بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار)). قالوا: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟! قال: ((وإن كان قضيباً من أراكٍ)). قالها ثلاثاً.
كمل حديث العلاء وهو تسعة أحاديث.(1/148)
#149#
باب الثاء
واحدٌ
ثور بن زيد الديلي
حديثٌ واحدٌ
141- مالكٌ عن ثور بن زيد الديلي عن أبي الغيث سالمٍ مولى ابن مطيعٍ عن أبي هريرة قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر فلم نغنم ذهباً ولا ورقاً إلا الأموال المتاع والثياب، قال: فأهدى رجلٌ من بني الضبب يقال له: رفاعة بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً أسود يقال له مدعمٌ، فوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي القرى، حتى إذا كنا بوادي القرى بينما مدعمٌ يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه سهمٌ عائرٌ فأصابه فقتله، فقال الناس: هنيئاً له الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذ يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم #150# لتشتعل عليه ناراً)). فلما سمع الناس ذلك جاء رجلٌ بشراكٍ أو شراكين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((شراكٌ أو شراكان من نارٍ)).
تم الجزء الأول بعون الله وتأييده.(1/149)
#151#
باب الجيم
واحدٌ
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
خمسة أحاديث
142- مالكٌ عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جابر بن عبد الله أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل من الحجر الأسود حتى انتهى إليه ثلاثة أطوافٍ.(1/151)
143- وبه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من المسجد وهو يريد الصفا وهو يقول: ((نبدأ بما بدأ الله به)).(1/151)
144- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا وقف على الصفا يكبر ثلاثاً ويقول: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ)).
يصنع ذلك ثلاث مراتٍ ويدعو، ويصنع على المروة مثل ذلك.(1/151)
#152#
145- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحر بعض هديه بيده ونحر غيره بعضه.(1/152)
146- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل من الصفا مشى حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى يخرج منه.(1/152)
#153#
باب الحاء
اثنان
حميدٌ الطويل عن أنسٍ
ستة أحاديث لهما سبعة أحاديث
147- قال مالكٌ: حدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم.(1/153)
148- وبه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقال: ((إني أريت هذه الليلة حتى تلاحى رجلان فرفعت، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة)).(1/153)
#154#
149- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى خيبر أتاها ليلاً وكان إذا أتى قوماً بليلٍ لم يغر حتى يصبح. فأصبح، فخرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوه قالوا: محمدٌ والله محمدٌ والخميس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قومٍ فساء صباح المنذرين)).(1/154)
150- وبه: أن عبد الرحمن بن عوف جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبه أثر صفرةٍ، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه تزوج امرأةً من الأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كم سقت إليها؟)) فقال: زنة نواةٍ من ذهبٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أولم ولو بشاةٍ)).(1/154)
#155#
151- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى تزهي. فقيل له: يا رسول الله وما تزهي؟ قال ((حين تحمر)). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت إذا منع الله الثمرة فبم يأخذ أحدكم مال أخيه؟.(1/155)
152- وبه أنه قال: حجم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو طيبة، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بصاعٍ من تمرٍ، وأمر أهله أن يخففوا عنه من خراجه.(1/155)
#156#
حميد بن قيسٍ المكي
حديثٌ واحدٌ
153- مالكٌ عن حميد بن قيسٍ المكي عن مجاهدٍ أنه قال: كنت مع عبد الله بن عمر فجاءه صائغٌ فقال له: يا أبا عبد الرحمن، إني أصوغ الذهب ثم أبيع الشيء من ذلك بأكثر من وزنه فأستفضل في ذلك قدر عمل يدي، فنهاه عبد الله بن عمر عن ذلك، فجعل الصائغ يردد عليه المسألة وعبد الله ينهاه حتى انتهى إلى باب المسجد أو إلى دابته يريد أن يركبها، ثم قال عبد الله بن عمر: الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما، هذا عهد نبينا إلينا وعهدنا إليكم.(1/156)
#157#
باب الخاء
واحدٌ
خبيب بن عبد الرحمن
له حديثان
154- مالكٌ عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصمٍ عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما بين بيتي ومنبري روضةٌ من رياض الجنة، ومنبري على حوضي)).(1/157)
155- وبه: عن حفص بن عاصمٍ عن أبي سعيدٍ الخدري أو عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمامٌ #158# عادلٌ، وشابٌ نشأ في عبادة الله، ورجلٌ قلبه معلقُ بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا، ورجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجلٌ دعته ذات حسبٍ وجمالٍ فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجلٌ تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)).(1/157)
#159#
باب الدال
واحدٌ
داود بن الحصين
له ثلاثة أحاديث
156- مالكٌ عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد قال: سمعت أبا هريرة يقول: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر فسلم في ركعتين، فقام ذو اليدين فقال: أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل ذلك لم يكن. فقال: قد كان بعض ذلك يا رسول الله. فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فقال: ((أصدق ذو اليدين؟)) فقالوا: نعم. فأتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بقي من الصلاة ثم سجد سجدتين وهو جالسٌ بعد السلام..(1/159)
157- وبه: عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخص في بيع العرايا بخرصها فيما دون خمسة أوسقٍ؛ أو في خمسة أوسقٍ شك داود في خمسةٍ أو دون خمسةٍ.(1/159)
#160#
158- وبه: عن أبي سفيان عن أبي سعيدٍ الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المزابنة والمحاقلة.
والمزابنة: اشتراء الثمر بالتمر في رؤوس النخل، والمحاقلة: كراء الأرض بالحنطة.(1/160)
#161#
باب الراء
واحدٌ
ربيعة بن أبي عبد الرحمن
له خمسة أحاديث له عن أنسحديثٌ واحدٌ
159- مالكٌ عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالكٍ أنه سمعه يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وليس بالأبيض الأمهق وليس بالآدم، وليس بالجعد القطط ولا بالسبط بعثه الله على رأس أربعين سنةً، فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين، وتوفاه الله على رأس ستين سنةً، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرةً بيضاء صلى الله عليه وسلم.
قال مالكٌ: الأمهق: الأبيض. قال أبو الحسن: يريد الشديد البياض.(1/161)
#162#
القاسم بن محمدٍ
حديثٌ واحدٌ
160- مالكٌ عن ربيعة عن القاسم بن محمدٍ عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: كان في بريرة ثلاث سننٍ، فكانت إحدى السنن الثلاث أنها أعتقت فخيرت في زوجها. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الولاء لمن أعتق))، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والبرمة تفور بلحمٍ فقرب إليه خبزٌ وأدمٌ من أدم البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألم أر برمة فيها لحمٌ؟)) فقالوا: بلى يا رسول الله، ولكن ذلك لحمٌ تصدق به على بريرة، وأنت لا تأكل الصدقة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وهو عليها صدقةٌ وهو لنا هديةٌ)).(1/162)
محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري
حديثٌ واحدٌ
161- قال مالكٌ: حدثني ربيعة عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز أنه قال: دخلت المسجد فرأيت أبا سعيد الخدري فجلست إليه فسألته عن العزل، فقال أبو سعيدٍ الخدري: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني #163# المصطلق، فأصبنا سبياً من سبي العرب، فاشتهينا النساء واشتدت علينا العزبة وأحببنا الفداء، فأردنا أن نعزل، فقلنا: نعزل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا قبل أن نسأله عن ذلك؟. فسألناه عن ذلك فقال: ((ما عليكم أن لا تفعلوا، ما من نسمةٍ كائنةً إلى يوم القيامة إلا وهي كائنةٌ)).(1/162)
حنظلة بن قيسٍ الزرقي
حديثٌ واحدٌ
162- مالكٌ عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن حنظلة بن قيسٍ الزرقي أنه سأل رافع بن خديجٍ عن كراء الأرض، فقال رافعٌ: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، قال: فقلت: بالذهب والورق؟ فقال رافعٌ: أما بالذهب والورق فلا بأس به.(1/163)
#164#
يزيد مولى المنبعث
حديثٌ واحدٌ
163- مالكٌ عن ربيعة عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالدٍ الجهني أنه قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن اللقطة، فقال: ((اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنةً، فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها)). قال: فضالة الغنم؟ قال: لك أو لأخيك أو للذئب. قال: فضالة الإبل؟ قال: ((ما لك ولها، معها سقاؤها وحذاؤها، ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها)).(1/164)
#165#
باب الزاي
ثلاثةٌ لجميعهم أربعةٌ وعشرون حديثاً
حديث زيد بن أسلم
عن عبد الله بن عمر حديثان
164- مالكٌ عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر قال: قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من البيان لسحراً، أو إن من بعض البيان لسحراً)).(1/165)
165- وعن نافعٍ وعبد الله بن دينارٍ وزيد بن أسلم، كلهم يخبره عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه بطراً)).(1/165)
#166#
جابر بن عبد الله
حديثٌ واحدٌ
166- مالكٌ عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله السلمي أنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني أنمار قال جابرٌ: فبينا أنا نازلٌ تحت شجرةٍ إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقلت: يا رسول الله، هلم إلى الظل، قال: فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال جابرٌ: فقمت إلى غرارة لنا فالتمست فيها فوجدت فيها جرو قثاءٍ، فكسرته ثم قربته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((من أين لكم هذا؟)) قال: فقلت: خرجنا به يا رسول الله من المدينة.
قال جابرٌ: وعندنا صاحبٌ لنا نجهزه يذهب يرعى ظهرنا قال: فجهزته ثم أدبر يذهب في الظهر وعليه بردان له قد خلقا، قال: فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أما له ثوبان غير هذين؟)) قال: فقلت: بلى يا رسول الله، له ثوبان في العيبة كسوته إياهما، قال: ((فادعه فمره يلبسهما؛ قال: فدعوته فلبسهما ثم ولى يذهب، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما له، ضرب الله عنقه، أليس هذا خيراً له؟)) قال: فسمعه الرجل فقال: يا رسول الله في سبيل الله. فقال #167# رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((في سبيل الله)). قال: فقتل الرجل في سبيل الله.(1/166)
أسلم مولى عمر بن الخطاب
حديثان
167- مالكٌ عن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره، وعمر بن الخطاب يسير معه ليلا فسأله عمر بن الخطاب عن شيءٍ فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر بن الخطاب: ثكلتك أمك عمر، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مراتٍ، كل ذلك لا يجيبك، قال: قال عمر فحركت بعيري حتى تقدمت أمام الناس وخشيت أن ينزل في قرآنٌ، فما نشبت أن سمعت صارخاً يصرخ، فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل في قرآنٌ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه، فقال: ((لقد أنزلت علي الليلة سورةٌ لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس))، ثم قرأ: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً}.
قال أبو الحسن: قوله: قال: ((فحركت بعيري)) إلى آخره، يبين أن أسلم عن عمر رواه.(1/167)
#168#
168- وبه: أنه قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: حملت على فرسٍ في سبيل الله فأضاعه الذي كان عنده، فأردت أن أبتاعه منه وظننت أنه بائعه برخصٍ فسألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((لا تشتره وإن أعطاكه بدرهمٍ، فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه)).(1/168)
عطاء بن يسارٍ
ستة أحاديث
169- مالكٌ عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسارٍ وعن بسر بن سعيدٍ وعن الأعرج، يحدثونه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أدرك من الصبح ركعةً قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح، ومن أدرك من العصر ركعةً قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر)).(1/168)
#169#
170- وبه: عن عطاء بن يسارٍ عن عبد الله بن عباسٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاةٍ، ثم صلى ولم يتوضأ.(1/169)
171- وبه: أنه قال: خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس معه، فقام قياماً طويلاً، قال: نحواً من سورة البقرة، قال: ثم ركع ركوعاً طويلاً ثم رفع فقام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً وهو دون الركوع الأول ثم سجد، ثم قام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فقام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً وهو دون الركوع الأول، ثم سجد ثم انصرف وقد تجلت الشمس، فخطب الناس، فقال: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله))، قالوا: يا رسول الله رأيناك تناولت شيئاً في مقامك هذا، ثم رأيناك تكعكعت، فقال: ((إني رأيت الجنة، أو أريت الجنة، فتناولت منها عنقوداً، ولو #170# أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا. ورأيت النار فلم أر كاليوم منظراً قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء))، قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: ((بكفرهن))، قيل: أيكفرن بالله؟ قال: ((يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً، قالت: ما رأيت منك خيراً قط)).(1/169)
172- وبه: عن عطاء بن يسارٍ عن أبي رافعٍ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: استسلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً، فجاءته إبل الصدقة قال أبو رافعٍ: فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقضي الرجل بكره، فقلت: لم أجد في الإبل إلا جملاً خياراً رباعياً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطه إياه، فإن خيار الناس أحسنهم قضاء)).(1/170)
173- وبه: عن عطاء بن يسارٍ حدثه عن أبي قتادة في الحمار الوحشي مثل حديث أبي النضر، إلا أن حديث زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((هل معكم من لحمه شيءٌ؟)).(1/170)
#171#
174- وبه: عن عطاء بن يسارٍ عن رجلٍ من بني أسدٍ أنه قال: نزلت أنا وأهلي ببقيع الغرقد، فقال لي أهلي: اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله لنا شيئاً نأكله، وجعلوا يذكرون من حاجتهم فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدت عنده رجلاً يسأله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا أجد ما أعطيك))، فتولى الرجل عنه وهو مغضبٌ وهو يقول: لعمري إنك لتعطي من شئت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ليغضب علي أن لا أجد ما أعطيه، من سأل منكم وله أوقيةً أو عدلها فقد سأل إلحافاً)). قال الأسدي: فقلت: للقحةٌ لنا خيرٌ من أوقيةٍ. قال مالكٌ: والأوقية أربعون درهماً، قال الأسدي: فرجعت ولم أسأله، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بشعيرٍ وزبيبٍ، فقسم لنا منه حتى أغنانا الله.(1/171)
#172#
عبد الرحمن بن أبي سعيدٍ الخدري
حديثٌ واحدٌ
175- مالكٌ عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيدٍ عن أبي سعيدٍ الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحداً يمر بين يديه وليدرأه ما استطاع، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطانٌ)).(1/172)
عياضٌ
حديثٌ واحدٌ
176- مالكٌ عن زيد بن أسلم عن عياض بن عبد الله بن أبي سرحٍ العامري أنه سمع أبا سعيدٍ الخدري يقول: كنا نخرج زكاة الفطر صاعاً من طعامٍ، أو صاعاً من شعيرٍ، أو صاعاً من تمرٍ، أو صاعاً من أقطٍ، أو صاعاً من زبيبٍ.(1/172)
#173#
القعقاع بن حكيمٍ
حديثٌ واحدٌ
177- مالكٌ عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيمٍ عن أبي يونس مولى عائشة أنه قال: أمرتني عائشة أم المؤمنين أن أكتب لها مصحفاً، ثم قالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني {حافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى}.
قال: فلما بلغتها آذنذتها فأملت علي {حافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين}.
ثم قالت عائشة: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1/173)
#174#
أبو صالح السمان
حديثٌ واحدٌ
178- مالكٌ عن زيد بن أسلم عن أبي صالحٍ السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الخيل لرجلٍ أجرٌ ولرجلٍ سترٌ وعلى رجلٍ وزرٌ. فأما الذي هي له أجرٌ فرجلٌ ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرجٍ أو روضةٍ، فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كان له حسناتٍ، ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفاً أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسناتٍ له، ولو أنها مرت بنهرٍ فشربت منه ولم يرد أن يسقي به كان ذلك له حسناتٍ فهي له أجرٌ. ورجلٌ ربطها تغنياً وتعففاً ولم ينس #175# حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك سترٌ. ورجلٌ ربطها فخراً ورياءً ونواءً لأهل الإسلام فهي على ذلك وزرٌ))، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحمر فقال: ((لم ينزل علي فيها شيءٌ إلا هذه الآية الجامعة الفاذة)): {فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره}.(1/174)
إبراهيم بن عبد الله بن حنين
حديثٌ واحدٌ
179- مالكٌ عن زيد بن أسلم عن إبراهيم بن عبد الله بن حنينٍ عن أبيه أن عبد الله بن عباس والمسور بن مخرمة اختلفا بالأبواء. فقال عبد الله بن عباسٍ: يغسل المحرم رأسه، وقال المسور: لا يغسل المحرم رأسه.
قال: فأرسلني عبد الله بن عباس إلى أبي أيوب الأنصاري فوجدته يغتسل بين القرنين وهو يستتر بثوبٍ، قال: فسلمت عليه، فقال: من هذا؟ فقلت: أنا #176# عبد الله بن حنينٍ، أرسلني إليك عبد الله بن عباسٍ يسألك كيف كان يغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وهو محرمٌ.
قال: فوضع أبو أيوب يده على الثوب فطأطأه حتى بدا لي رأسه، ثم قال لإنسانٍ يصب عليه: أصبب، فصب على رأسه، ثم حرك رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر، ثم قال: هكذا رأيته صلى الله عليه وسلم يفعل.(1/175)
عمرو بن معاذٍ الأشهلي
حديثٌ واحدٌ
180- مالكٌ عن زيد بن أسلم عن عمرو بن معاذ الأشهلي عن جدته أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا نساء المؤمنات، لا تحقرن إحداكن لجارتها ولو كراع شاةٍ محرقاً)).(1/176)
#177#
محمد بن بجيدٍ الأنصاري
حديثٌ واحدٌ
181- مالكٌ عن زيد بن أسلم عن محمد بن بجيدٍ الأنصاري عن جدته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ردوا السائل ولو بظلفٍ محرقٍ)).(1/177)
ابن وعلة المصري
حديثان
182- مالكٌ عن زيد بن أسلم عن ابن وعلة المصري عن عبد الله بن عباسٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دبغ الإهاب فقد طهر)).(1/177)
183- وبه: أنه سأل ابن عباسٍ عما يعصر من العنب، فقال عبد الله بن عباسٍ: أهدى رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم راوية خمرٍ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما #178# علمت أن الله حرمها؟)) فقال: لا. فسار إنساناً إلى جانبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بم ساررته؟)) فقال: أمرته أن يبيعها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي حرم شربها حرم بيعها)). ففتح المزادتين حتى ذهب ما فيهما.(1/177)
بسر بن محجنٍ
حديثٌ واحدٌ
184- مالكٌ عن زيد بن أسلم عن رجلٍ من بني الديل يقال له بسر بن محجنٍ، عن أبيه: أنه كان في مجلسٍ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن بالصلاة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ثم رجع ومحجنٌ في مجلسه. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما منعك أن تصلي مع الناس؟ ألست برجلٍ مسلمٍ؟)) قال: بلى يا رسول الله ولكني، كنت قد صليت في أهلي. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جئت فصل مع الناس، وإن كنت قد صليت)).(1/178)
#179#
رجلٌ من بني ضمرة
حديثٌ واحدٌ
185- مالكٌ عن زيد بن أسلم عن رجلٍ من بني ضمرة عن أبيه أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة، فقال: ((لا أحب العقوق)) وكأنه إنما كره الاسم، وقال: ((من ولد له ولدٌ فأحب أن ينسك عن ولده فليفعل)).
كمل حديث زيد بن أسلم وهو اثنان وعشرون حديثاً.(1/179)
زيدٌ بن رباحٍ وعبيد الله بن أبي عبد الله الأغر
حديثٌ واحدٌ
186- مالكٌ عن زيد بن رباحٍ وعبيد الله بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سواه إلا المسجد الحرام)).(1/179)
#180#
زيادٌ بن سعدٍ
حديثٌ واحدٌ
187- مالكٌ عن زيادٍ بن سعدٍ عن عمر بن مسلمٍ عن طاووس أنه قال: أدركت ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: كل شيءٍ بقدرٍ. قال: وسمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل شيءٍ بقدرٍ حتى العجز والكيس.(1/180)
#181#
باب الطاء
واحدٌ
طلحة بن عبد الملك
له حديثٌ واحدٌ
188- مالكٌ عن طلحة بن عبد الملك الأيلي عن القاسم بن محمدٍ عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)).(1/181)
#182#
باب الميم
خمسةٌ سوى من اسمه محمدٌ لجميعهم ستة أحاديث
موسى بن عقبة
حديثان
189- مالكٌ عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله أنه سمع أباه يقول: بيداؤكم هذه التي تكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، ما أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من عند المسجد، يعني مسجد ذي الحليفة.(1/182)
190- مالكٌ عن موسى بن عقبة عن كريب مولى ابن عباسٍ عن أسامة بن زيدٍ أنه سمعه يقول: دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة، حتى إذا كان بالشعب نزل فبال ثم توضأ ولم يسبغ الوضوء، فقلت له: الصلاة، فقال: ((الصلاة أمامك)). #183# فركب. فلما جاء المزدلفة نزل فتوضأ وأسبغ الوضوء، ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب، ثم أناخ كل إنسانٍ بعيره في منزله، ثم أقيمت العشاء فصلاها، ولم يصل بينهما شيئاً.(1/182)
موسى بن ميسرة
حديثٌ واحدٌ
191- قال مالكٌ: حدثني موسى بن ميسرة عن أبي مرة مولى عقيل بن أبي طالبٍ أن أم هانيء ابنة أبي طالبٍ أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى عام الفتح ثماني ركعاتٍ ملتحفاً في ثوبٍ واحدٍ.(1/183)
موسى بن أبي تميمٍ
حديثٌ واحدٌ
192- مالكٌ عن موسى بن أبي تميمٍ عن سعيد بن يسارٍ عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الدينار بالدينار، والدرهم بالدرهم، لا فضل بينهما)).(1/183)
#184#
مخرمة بن سليمان
حديثٌ واحدٌ
193- مالكٌ عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى عبد الله بن عباسٍ أن عبد الله بن عباسٍ أخبره أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خالته، قال: فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليلٍ أو بعده بقليلٍ استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيديه ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ثم قام إلى شن معلقةٍ فتوضأ منها فأحسن وضوءه ثم قام يصلي.
قال عبد الله بن عباسٍ: فقمت فصنعت مثل ما صنع ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح.(1/184)
#185#
مسلم بن أبي مريم
حديثٌ واحدٌ
194- مالكٌ عن مسلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المعاوي أنه قال: رآني عبد الله بن عمر وأنا أعبث بالحصباء، فلما انصرفت نهاني وقال: اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع، قال: فقلت: وكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟ قال: كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه كلها وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى.(1/185)
#186#
باب النون
ثلاثةٌ لجميعهم ستةٌ وسبعون حديثاً
نافعٌ
195- مالكٌ عن نافعٍ عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله)).(1/186)
196- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يتحرى أحدكم فيصلي عند طلوع الشمس ولا عند غروبها)).(1/186)
197- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبعٍ وعشرين درجةً)).(1/186)
#187#
198- وبه: أن ابن عمر أذن بالصلاة في ليلةٍ ذات بردٍ وريحٍ، فقال: ألا صلوا في الرحال، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلةٌ باردةٌ ذات مطرٍ، يقول: ((ألا صلوا في الرحال)).(1/187)
199- وبه: قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عجل به السير يجمع بين المغرب والعشاء.(1/187)
200- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر ركعتين، وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ركعتين في بيته، وبعد صلاة العشاء ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين.(1/187)
#188#
201- وبه: عن ابن عمر أن حفصة أم المؤمنين أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سكت المؤذن من الأذان لصلاة الصبح، صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة.(1/188)
202- مالكٌ عن نافعٍ وعبد الله بن دينارٍ عن عبد الله بن عمر: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدةً توتر له ما قد صلى)).(1/188)
203- وعن نافعٍ عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقت ذهبت)).(1/188)
#189#
204- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل)).(1/189)
205- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى بصاقاً في جدار القبلة فحكه: ثم أقبل على الناس فقال: ((إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه إذا صلى)).(1/189)
206- وبه: أن ابن عمر كان يقول: إن الرجال والنساء كانوا يتوضؤون في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً.(1/189)
207- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال له: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة)).(1/189)
#190#
208- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان، فقال: ((لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له)).(1/190)
209- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال، فقالوا: يا رسول الله فإنك تواصل، فقال: ((إني لست كهيئتكم، إني أطعم وأسقي)).(1/190)
210- وبه: أن رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع #191# الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر)).(1/190)
211- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر في رمضان على الناس، صاعاً من تمرٍ، أو صاعاً من شعيرٍ، على كل حرٍ أو عبدٍ، ذكرٍ أو أنثى من المسلمين.(1/191)
212- وبه: أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو.
قال مالكٌ: أراه مخافة أن يناله العدو.(1/191)
213- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فيها عبد الله بن عمر قبل نجدٍ، #192# فغنموا إبلاً كثيرةً، فكانت سهمانهم اثني عشر بعيراً أو أحد عشر بعيراً ونفلوا بعيراً بعيراً.(1/191)
214- وبه: أن عمر بن الخطاب حمل على فرسٍ عتيقٍ في سبيل الله، فوجده يباع، فأراد أن يبتاعه فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: ((لا تبتعه ولا تعد في صدقتك)).(1/192)
215- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)).(1/192)
216- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي قد أضمرت من الحفياء، #193# وكان أمدها ثنية الوداع، سابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريقٍ، وأن عبد الله بن عمر كان ممن سابق بها.(1/192)
217- وبه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من حمل علينا السلاح فليس منا)).(1/193)
218- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب وهو يسير في ركبٍ وهو يحلف بأبيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان #194# حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت)).(1/193)
219- وبه: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يلبس المحرم من الثياب؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تلبسوا القمص ولا العمائم ولا السراويلات ولا البرانس ولا الأخفاف، إلا أحداً لا يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما أسفل من الكعبين، ولا تلبسوا من الثياب شيئاً مسه الزعفران ولا الورس)).(1/194)
220- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يهل أهل المدينة من ذي الحليفة، وأهل الشام من الجحفة، وأهل نجدٍ من قرنٍ)).
#195#
قال عبد الله: وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ويهل أهل اليمن من يلملم)).(1/194)
221- وبه: أن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لبيك اللهم لبيك لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)) قال نافعٌ: وكان عبد الله بن عمر يزيد فيها: لبيك لبيك، لبيك وسعديك، والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل.(1/195)
#196#
222- وبه: عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شأن الناس حلوا بعمرةٍ ولم تحلل أنت من عمرتك؟ قال: ((إني لبدت رأسي وقلدت هديي، فلا أحل حتى أنحر)).(1/196)
223- وبه: أن ابن عمر خرج إلى مكة معتمراً في الفتنة، فقال: إن صددت عن البيت صنعنا كما صنعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأهل بعمرة من أجل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أهل بعمرةٍ عام الحديبية، ثم إن عبد الله بن عمر نظر في أمره، فقال: ما أمرهما إلا واحد، فالتفت إلى أصحابه، فقال: ما أمرهما إلا واحد، أشهدكم أني قد أوجبت الحج مع العمرة، قال: ثم طاف طوافاً واحداً، ورأى أن ذلك مجزئٌ عنه وأهدى.(1/196)
#197#
224- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خمسٌ من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناحٌ: الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور)).(1/197)
225- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم ارحم المحلقين))، قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال: ((اللهم ارحم المحلقين)) قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال: ((والمقصرين)).(1/197)
226- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة هو وأسامة بن زيدٍ وبلالٌ وعثمان ابن طلحة الحجبي فأغلقها عليه ومكث فيها. قال عبد الله بن عمر: فسألت بلالاً حين خرج: ماذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: جعل عموداً عن يساره وعمودين عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه، وكان البيت يومئذٍ على ستة أعمدةٍ، ثم صلى وجعل بينه وبين الجدار نحواً من ثلاثة أذرعٍ.(1/197)
#198#
227- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزوٍ أو حجٍ أو عمرةٍ يكبر على شرفٍ من الأرض ثلاث تكبيراتٍ، ثم يقول: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ. آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون. صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)).(1/198)
228- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة وصلى بها. قال نافعٌ: وكان عبد الله بن عمر يفعل ذلك.(1/198)
229- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه)).(1/198)
#199#
230- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشغار.
والشغار أن يزوج الرجل ابنته الرجل على أن يزوجه الرجل الآخر ابنته، ليس بينهما صداقٌ.(1/199)
231- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها)).(1/199)
232- وبه: أن رجلاً لاعن امرأته في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتفى من ولدها، ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما وألحق الولد بالمرأة.(1/199)
#200#
233- وبه: عن ابن عمر: أنه طلق امرأته وهي حائضٌ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مره فليراجعها ثم ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد وإن شاء طلق قبل أن يمس، فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء)).(1/200)
234- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من باع نخلاً قد أبرت فثمرها للبائع إلا أن يشترطه المبتاع)).(1/200)
235- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها، نهى البائع والمشتري.(1/200)
#201#
236- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المزابنة، والمزابنة: بيع الثمر بالتمر كيلاً، وبيع الكرم بالزبيب كيلاً.(1/201)
237- وبه: عن ابن عمر عن زيد بن ثابتٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخص لصاحب العرية أن يبيعها بخرصها.(1/201)
238- وبه: عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من ابتاع طعاماً فلا يبعه حتى يستوفيه)).(1/201)
239- وبه: أنه قال: كنا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتاع الطعام فيبعث علينا من يأمرنا بانتقاله من المكان الذي ابتعناه فيه إلى مكانٍ سواه قبل أن نبيعه.(1/201)
#202#
240- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع حبل الحبلة، وكان بيعاً يتبايعه أهل الجاهلية. كان الرجل يبتاع الجزور إلى أن تنتج الناقة ثم تنتج التي في بطنها.(1/202)
241- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المتبايعان كل واحدٍ منهما بالخيار على صاحبه ما لم يتفرقا، إلا بيع الخيار)).(1/202)
242- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يبع بعضكم على بيع بعضٍ)).(1/202)
243- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النجش.(1/202)
#203#
244- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أعتق شركاً له في عبدٍ فكان له مالٌ يبلغ ثمن العبد قوم عليه قيمة العدل فأعطى شركاءه حصصهم وعتق عليه، وإلا فقد عتق منه ما عتق)).(1/203)
245- وبه: أنه قال: إن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلاً منهم وامرأةً زنيا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟)) فقالوا: نفضحهم ويجلدون. فقال عبد الله بن سلامٍ: كذبتم، إن فيها الرجم، فأتوا بالتوراة فاتلوها. فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلامٍ: ارفع يدك، فرفع يده فإذا فيها آية الرجم، فقالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم. فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما.
قال عبد الله بن عمر: فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة.(1/203)
#204#
246- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع سارقاً في مجنٍ ثمنه ثلاثة دراهمٍ. قال مالكٌ: والمجن الدرقة والترس.(1/204)
247- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة)).(1/204)
248- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في بعض مغازيه، فقال عبد الله بن عمر: فأقبلت نحوه، فانصرف قبل أن أبلغه، فسألت ماذا قال: فقالوا: نهى أن ينبذ في الدباء والمزفت.(1/204)
#205#
249- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما حق امرئٍ مسلمٍ له شيءٌ يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته عنده مكتوبةٌ)).(1/205)
250- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة ربع فله أجره مرتين)).(1/205)
251- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحلبن أحد ماشية أحد بغير إذنه أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته فتكسر خزانته فينتقل طعامه، فإنما تخزن لهم ضروع مواشيهم أطعماتهم، فلا يحلبن أحدٌ ماشية أحدٍ إلا بإذنه)).(1/205)
#206#
252- وبه: أن عمر بن الخطاب رأى حلةً سيراء تباع عند باب المسجد، فقال: يا رسول الله، لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة))، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حللٌ، فأعطى عمر بن الخطاب منها حلةً، فقال عمر: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كسوتنيها وقد قلت في حلة عطاردٍ ما قلت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم أكسكها لتلبسها))، فكساها عمر بن الخطاب أخاً له مشركاً بمكة..(1/206)
253- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أراني الليلة عند الكعبة، فرأيت رجلاً آدم #207# كأحسن ما أنت راءٍ من أدم الرجال، له لمةٌ كأحسن ما أنت راءٍ من اللمم، قد رجلها فهي تقطر ماءً، متكئاً على رجلين، أو على عواتق رجلين يطوف بالبيت، فسألت: من هذا؟، فقيل لي: المسيح ابن مريم، ثم إذا أنا برجلٍ جعدٍ قططٍ أعور العين اليمنى، كأنها عنبةٌ طافيةٌ، فسألت: من هذا؟، فقيل: هذا المسيح الدجال)).(1/206)
254- وبه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الحمى من فيح جهنم، فأطفؤها بالماء))، وكان ابن عمر يقول: اللهم أذهب عنا الرجز.(1/207)
#208#
255- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر وهو يذكر الصدقة والتعفف عن المسألة: ((اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى، واليد العليا المنفقة، والسفلى السائلة)).(1/208)
256- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من اقتنى كلباً ليس بكلب صيدٍ ولا كلب ماشيةٍ نقص من أجره كل يوم قيراطان)).(1/208)
257- وبه: من رواية أحمد وحده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب.(1/208)
#209#
258- وبه من رواية عيسى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان ثلاثةٌ فلا يتناجى اثنان دون واحدٍ)).
كمل حديث نافع عن ابن عمر، وذلك أربعةٌ وستون حديثاً، وتقدم له حديث ((لا ينظر الله يوم القيامة)) في باب زيد بن أسلم.(1/209)
#210#
أبو سعيد
حديثٌ واحدٌ
259- مالكٌ عن نافعٍ عن أبي سعيدٍ الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلاً بمثلٍ، ولا تشفوا بعضها على بعضٍ، ولا تبيعوا الورق بالورق إلا مثلاً بمثلٍ ولا تشفوا بعضها على بعضٍ، ولا تبيعوا منها شيئاً غائباً بناجزٍ)).(1/210)
#211#
القاسم بن محمدٍ
حديثٌ واحدٌ
260- مالكٌ عن نافعٍ عن القاسم بن محمد عن عائشة أم المؤمنين أنها اشترت نمرقةً فيها تصاوير. فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهية وقالت: يا رسول الله، أتوب إلى الله ورسوله، فماذا أذنبت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بال هذه النمرقة؟)) قالت: اشتريتها لك تقعد عليها وتتوسدها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون بها، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم))، ثم قال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة)).(1/211)
#212#
إبراهيم
حديثٌ واحدٌ
261- مالكٌ عن نافعٍ عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي بن أبي طالب أنه قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس القسي والمعصفر، وعن تختم الذهب، وعن القراءة في الركوع.
قال أبو الحسن: هذا لفظ كتاب الجامع، وفي كتاب الصلاة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس القسي، وقال فيه: وعن قراءة القرآن في الركوع.(1/212)
#213#
زيد بن عبد الله
حديثٌ واحدٌ
262- مالكٌ عن نافعٍ عن زيد بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم)).(1/213)
صفية
حديثٌ واحدٌ
263- مالكٌ حدثني نافعٌ عن صفية بنت أبي عبيدٍ عن عائشة وعن حفصة أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل لامرأةٍ أن تؤمن بالله واليوم الآخر تحد على ميت فوق ثلاث ليالٍ إلا على زوجٍ)).(1/213)
#214#
باب من لم يسم
حديثان
264- مالكٌ عن نافعٍ أن رجلاً من الأنصار أخبره عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى أن تستقبل القبلة لغائطٍ أو بولٍ.(1/214)
265- مالكٌ عن نافعٍ عن رجلٍ من الأنصار عن معاذ بن سعد أو عن سعد بن معاذٍ أن جاريةً لكعب بن مالكٍ كانت ترعى غنما لها بسلعٍ، فأصيبت شاةٌ منها فذكتها بحجرٍ، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: ((لا بأس بها، فكلوها)).(1/214)
#215#
نبيه بن وهبٍ
حديثٌ واحدٌ
266- مالكٌ عن نافعٍ عن نبيه بن وهبٍ أخي بني عبد الدار أن عمر بن عبيد الله أرسل إلى أبان بن عثمان وأبان يومئذٍ أمير الحاج، وهما محرمان: إني أردت أن أنكح طلحة بن عمر ابنة شيبة بن جبيرٍ، فأردت أن تحضر ذلك فأنكر ذلك، عليه أبان ابن عثمان، وقال: سمعت عثمان بن عفان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا ينكح المحرم ولا يخطب ولا ينكح)).
قال أبو الحسن: يمكن أن يكون نبيهٌ سمع أبان يقول هذا. وقد جاء من حديث غير مالكٍ ما يصحح هذا، ولو لم يأت ذلك لكان ذلك ممكناً أن يسمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم فيصير متصلاً من حديث مالكٍ بمن لم يسم، والله ولي التوفيق.
كمل حديث نافعٍ، وهو اثنان وسبعون حديثاً.(1/215)
#216#
أبو سهيلٍ واسمه نافعٌ
حديثٌ واحدٌ
267- مالكٌ عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد، ثائر الرأس، يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول، حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خمس صلواتٍ في اليوم والليلة))، فقال: هل علي غيرهن؟ قال: ((لا، إلا أن تطوع)) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( وصيام رمضان))، قال: هل علي غيره؟ قال: ((لا، إلا أن تطوع))، قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة، فقال: هل علي غيرها؟ قال: ((لا، إلا أن تطوع))، قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفلح إن صدق)).(1/216)
#217#
نعيمٌ
ثلاثة أحاديث
268- مالكٌ عن نعيم بن عبد الله المجمر أن محمد بن عبد الله بن زيدٍ الأنصاري، وعبد الله بن زيد هو الذي كان رأى النداء بالصلاة، أخبره عن أبي مسعودٍ الأنصاري أنه قال: أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعدٍ: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال: ((قولوا: اللهم صل على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمدٍ، وعلى آل محمدٍ كما باركت على آل إبراهيم، في العالمين إنك حميدٌ مجيدٌ، والسلام كما قد علمتم)).(1/217)
#218#
269- وعن نعيم بن عبد الله المجمر عن علي بن يحيى الزرقي عن أبيه عن رفاعة ابن رافعٍ الزرقي أنه قال: كنا يوماً نصلي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة وقال: ((سمع الله لمن حمده))، قال رجلٌ وراءه: ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من المتكلم آنفاً؟))، فقال الرجل: أنا يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد رأيت بضعةً وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أولاً)).(1/218)
270- وعن نعيم بن عبد الله عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((على أنقاب المدينة ملائكةٌ، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال)).(1/218)
#219#
باب الصاد
ثلاثةٌ لجميعهم خمسة أحاديث
صفوان بن سليمٍ
حديثان
271- مالكٌ عن صفوان بن سليمٍ عن عطاء بن يسارٍ عن أبي سعيدٍ الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((غسل يوم الجمعة واجبٌ على كل محتلمٍ)).(1/219)
272- وعن صفوان بن سليمٍ عن سعيد بن سلمة من آل بني الأزرق أن المغيرة ابن أبي بردة، وهو من بني عبد الدار، أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: سأل رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر، ونحمل معنا القليل #220# من الماء، فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ من ماء البحر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هو الطهور ماؤه، الحل ميتته)).(1/219)
صالح بن كيسان
حديثان
273- مالكٌ عن صالح بن كيسان عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في السفر والحضر، فأقرت صلاة السفر، وزيد في صلاة الحضر.(1/220)
274- وعن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالدٍ الجهني أنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماءٍ كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: ((هل تدرون ماذا قال #221# ربكم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافرٌ، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافرٌ بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافرٌ بي مؤمنٌ بالكوكب)).(1/220)
صيفي مولى ابن أفلح
حديثٌ واحدٌ
275- مالكٌ عن صيفي مولى ابن أفلح عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الخندق، فبينما هو به إذ جاءه فتى من الأنصار حديث عهدٍ بعرسٍ، فقال: يا رسول الله، ائذن لي أحدث بأهلي عهداً، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل الفتى فإذا هو بامرأته بين البابين فأهوى إليها بالرمح ليطعنها، فقالت: لا تعجل حتى تدخل وتنظر، قال: فدخل فإذا هو بحيةٍ منطويةٍ على فراشه، فلما رآها ركز فيها رحمه ثم #222# نصبه، قال أبو سعيدٍ: فاضطربت الحية في رأس الرمح حتى ماتت وخر الفتى ميتاً، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن بالمدينة جناً قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئاً فآذنوه ثلاثة أيامٍ، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه، فإنما هو شيطانٌ)).
قال مالكٌ: يحرج عليه ثلاث مراتٍ، تقول: أحرج عليك بالله واليوم الآخر أن لا تتبدا لنا ولا تخرج.(1/221)
#223#
باب الضاد
واحدٌ
ضمرة بن سعيد المازني
حديثٌ واحدٌ
276- مالكٌ عن ضمرة بن سعيد المازني عن عبيد الله بن عتبة أن الضحاك بن قيسٍ سأل النعمان بن بشيرٍ: ماذا كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة على إثر سورة الجمعة؟ فقال: كان يقرأ بـ {هل أتاك حديث الغاشية}.(1/223)
#224#
باب العين
سبعة عشر رجلاً لجميعهم فيه مئة حديثٍ وسبعةً وعشرون حديثاً
حديث عبد الله بن دينارٍ
له عن ابن عمر اثنان وعشرون حديثاً وعن سليمان بن يسارٍ حديثٌ واحدٌ
277- مالكٌ عن عبد الله بن دينارٍ أن عبد الله بن عمر قال: بينما الناس بقباءٍ في صلاة الصبح، إذ جاءهم آتٍ، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآنٌ، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام، فاستداروا إلى الكعبة.(1/224)
278- وبه: أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته في السفر حيثما توجهت به، قال عبد الله بن دينارٍ: وكان عبد الله بن عمر يفعل ذلك.(1/224)
#225#
279- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء ماشياً وراكباً.(1/225)
280- وبه: أنه قال: ذكر عمر بن الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تصيبه الجنابة من الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((توضأ واغسل ذكرك ثم نم)).(1/225)
281- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن بلالاً ينادي بليلٍ، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتومٍ)).(1/225)
#226#
282- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الشهر تسعٌ وعشرون، فلا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له)).(1/226)
283- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر)).(1/226)
284- وبه: أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلبس المحرم ثوباً مصبوغاً بزعفران أو ورسٍ وقال: ((من لم يجد نعلين فليلبس خفين، وليقطعهما أسفل من الكعبين)).(1/226)
#227#
285- وبه: أنه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل المدينة أن يهلوا من ذي الحليفة، وأهل الشام من الجحفة، وأهل نجد من قرنٍ.
قال ابن عمر: أما هؤلاء الثلاث، فسمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وأخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ويهل أهل اليمن من يلملم)).(1/227)
286- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خمسٌ من الدواب من قتلهن وهو محرمٌ فلا جناح عليه: العقرب والفأرة والكلب العقور والحدأة والغراب)).(1/227)
#228#
287- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من ابتاع طعاماً فلا يبعه حتى يقبضه)).(1/228)
288- وبه: أن رجلاً ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يخدع في البيوع، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا بايعت فقل: لا خلابة)) فكان الرجل إذا بايع يقول: لا خلابة.(1/228)
289- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الولاء وعن هبته.(1/228)
290- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الذي يجر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة.(1/228)
#229#
291- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبس خاتماً من ذهبٍ، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فنبذه، وقال: ((لا ألبسه أبداً))، فنبذ الناس خواتيمهم.(1/229)
292- وبه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن اليهود إذا سلم عليكم أحدهم فإنما يقول: السام عليكم، فقل: عليك)).(1/229)
293- وبه: أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى المشرق، يقول: ((ها، إن الفتنة هاهنا، إن الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان)).(1/229)
#230#
294- وبه: قال: كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، يقول لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فيما استطعتم)).(1/230)
295- وبه: أن رسول الله قال: ((أيما رجلٍ قال لأخيه: كافرٌ، فقد باء بها أحدهما)).(1/230)
296- وبه: أنه قال: كنت أنا وعبد الله بن عمر عند دار خالد بن عقبة التي بالسوق، فجاء رجلٌ يريد أن يناجيه وليس مع عبد الله بن عمر أحد ٌغيري وغير الرجل الذي يريد أن يناجيه، فدعا عبد الله رجلاً آخر حتى كنا أربعة، فقال لي وللرجل الذي دعا: استأخرا شيئاً، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يتتناجى اثنان دون واحدٍ)).(1/230)
#231#
297- وبه: أن رجلاً نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما ترى في الضب؟ فقال: ((لست بآكله ولا محرمه)).(1/231)
298- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من الشجر شجرةً لا يسقط ورقها، وهي مثل الرجل المسلم، فحدثوني ما هي؟)) فوقع الناس في شجر البوادي، ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت. فقالوا: حدثنا يا رسول الله ما هي؟ فقال: ((هي النخلة)).
قال عبد الله بن عمر: فحدثت بالذي وقع في نفسي من ذلك عمر بن #232# الخطاب، فقال عمر: لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا.
كمل حديثه عن عبد الله بن عمر، وتقدم حديثه ((لا ينظر الله)) في باب زيدٍ وحدث ((في صلاة الليل)) في باب نافعٍ.(1/231)
سليمان بن يسارٍ
حديثٌ واحدٌ
299- مالكٌ عن عبد الله بن دينار عن سليمان بن يسار عن عراك بن مالكٍ عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقةٌ)).
كمل حديث ابن دينارٍ.(1/232)
#233#
عبد الله بن عتيكٍ
حديثان
300- مالكٌ عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك أنه قال: جاءنا عبد الله بن عمر في بني معاوية -وهي قريةٌ من قرى الأنصار- فقال لي: هل تدري أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجدكم هذا؟ فقلت له: نعم، وأشرت له إلى ناحية منه، فقال: هل تدري ما الثلاث التي دعا بهن؟ فقلت: نعم، فقال: أخبرني بهن فقلت: دعا بأن لا يظهر عليهم عدواً من غيرهم، ولا يهلكهم بالسنين فأعطيهما، ودعا بأن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعها، فقال عبد الله بن عمر: صدقت، فلن يزال الهرج إلى يوم القيامة.(1/233)
301- وعن عبد الله بن عبد الله بن عتيك بن الحارث ابن عتيكٍ وهو جد عبد الله أبو أمه أخبره أن جابر بن عتيكٍ أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابتٍ فوجده قد غلب عليه، فصاح به فلم يجبه فاسترجع #234# رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((غلبنا عليك يا أبا الربيع))، فصاح النسوة وبكين فجعل ابن عتيك يسكتهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكيةٌ)). فقالوا: يا رسول الله وما الوجوب؟ قال: ((إذا مات)) فقالت ابنته، والله، إن كنت لأرجو أن تكون شهيداً، فإنك قد كنت قضيت جهازك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قد أوقع أجره على قدر نيته وما تعدون الشهادة؟ قالوا: القتل في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهادة سبعٌ سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيدٌ، والغريق شهيدٌ، وصاحب ذات الجنب شهيدٌ، والمبطون شهيدٌ، وصاحب الحريق شهيدٌ، والذي يموت تحت الهدم شهيدٌ، والمرأة تموت بجمعٍ شهيدةٌ.(1/233)
#235#
عبد الله بن عبد الرحمن وهو أبو طوالة
حديثان
302- مالكٌ عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري عن أبي يونس مولى عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقفٌ على الباب: يا رسول الله، إني أصبح جنباً وأنا أريد الصيام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وأنا أصبح جنباً وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم)) فقال الرجل: يا رسول الله، إنك لست مثلنا، قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بحدوده)).(1/235)
303- وعن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي الحباب سعيد بن يسارٍ عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون لجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)).(1/235)
#236#
حديث عبد الله بن أبي بكرٍ
خمسة عشر حديثاً له عن عروة حديثٌ واحدٌ
304- مالكٌ عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزمٍ انه سمع عروة بن الزبير يقول: دخلت على مروان بن الحكم فذكرنا ما يكون منه الوضوء، فقال مروان: من مس الذكر الوضوء، فقال عروة: ما علمت ذلك، فقال مروان: أخبرتني بسرة ابنة صفوان أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ)).(1/236)
#237#
عبادٌ
ثلاثة أحاديث
305- مالكٌ عن عبد الله بن أبي بكر بن حزمٍ أنه سمع عباد بن تميمٍ يقول: سمعت عبد الله بن زيدٍ المازني يقول: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فاستسقى وحول رداءه حين استقبل القبلة.(1/237)
306- وبه: عن عبد الله بن زيدٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما بين بيتي ومنبري روضةٌ من رياض الجنة)).(1/237)
#238#
307- وبه: عن عباد بن تميم أن أبا بشيرٍ الأنصاري أخبره أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، قال: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولاً، قال عبد الله بن أبي بكرٍ: حسبت أنه قال والناس في مبيتهم: ((لا تبقين في رقبة بعيرٍ قلادةٌ من وترٍ أو قلادةٌ إلا قطعت)).
قال مالكٌ: أرى ذلك من العين.(1/238)
#239#
عمرة بنت عبد الرحمن
أربعة أحاديث
308- مالكٌ عن عبد الله بن أبي بكرٍ عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته أن زياد بن أبي سفيان كتب إلى عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن عباسٍ قال: من أهدى هدياً حرم عليه ما حرم على الحاج حتى ينحر هديه، وقد بعثت بهدي فاكتبي إلي بأمرك أو مري صاحب الهدي، قالت عمرة: فقالت عائشة: ليس كما قال ابن عباسٍ، أنا فتلت قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه ثم بعث بها مع أبي، فلم يحرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم شيءٌ أحله الله له حتى نحر الهدي.(1/239)
309- وعن عبد الله بن أبي بكرٍ عن عبد الله بن واقدٍ أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاثٍ، فقال عبد الله بن أبي بكرٍ: فذكرت ذلك لعمرة بنت عبد الرحمن فقالت: صدق، سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: دف ناسٌ من أهل البادية حضرة الأضحى في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال #240# رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ادخروا الثلاث وتصدقوا بما بقي))، قالت: فلما كان بعد ذلك، قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، لقد كان الناس ينتفعون بضحاياهم ويجملون منها الودك ويتخذون منها الأسقية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وما ذاك؟))، أو كما قال، قالوا: يا رسول الله، نهيت عن إمساك لحوم الضحايا بعد ثلاثٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت عليكم، فكلوا وتصدقوا وادخروا)).(1/239)
310- وعن عمرة أن عائشة أم المؤمنين أخبرتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها، وأنها سمعت صوت رجلٍ يستأذن في بيت حفصة، فقالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، هذا رجلٌ يستأذن في بيتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أراه فلاناً، لعم لحفصة من الرضاعة، فقالت عائشة: يا رسول الله، لو كان فلانٌ حياً، لعم لها من الرضاعة، دخل علي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم إن الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة)).(1/240)
#241#
311- وبه: أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعاتٍ معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمسٍ معلوماتٍ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.(1/241)
عبد الله بن أبي بكرٍ عن أبيه
ستة أحاديث
312- مالكٌ عن عبد الله بن أبي بكرٍ عن أبيه أن عبد الله بن قيس بن مخرمة أخبره عن زيد بن خالدٍ الجهني أنه قال: لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة. قال: فتوسدت عتبته أو فسطاطه، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم أوتر، فذلك ثلاث عشرة ركعة.(1/241)
#242#
313- وبه: عن أبيه عن عمرو بن سليمٍ الزرقي أنه قال: أخبرني أبو حميدٍ الساعدي أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قولوا: اللهم صل على محمدٍ وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمدٍ وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ)).(1/242)
314- وبه: عن أبيه أن أبا البداح بن عاصم بن عديٍ أخبره عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخص لرعاة الإبل في البيتوتة يرمون يوم النحر، ثم يرمون بالغداة أو من بعد الغد بيومين، ثم يرمون يوم النفر.(1/242)
#243#
315- وعن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن صفية بنت حييٍ قد حاضت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعلها تحبسنا، ألم تكن قد طافت معكن بالبيت؟)) قلن: بلى، قال: ((فاخرجن)).(1/243)
316- وبه: أنها سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر لها أن عبد الله بن عمر يقول: إن الميت ليعذب ببكاء الحي، فقالت: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، أما إنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ، إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكي عليها أهلها، فقال: ((إنهم ليبكون عليها، وإنها لتعذب في قبرها)).(1/243)
#244#
317- وبه: عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن ابن أبي عمرة الأنصاري عن زيد بن خالد الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها أن يخبر بشهادته قبل أن يسألها)).(1/244)
حميد بن نافعٍ
حديثٌ واحدٌ
318- مالكٌ عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزمٍ عن حميد بن نافعٍ عن زينب بنت أبي سلمة أنها أخبرته بهذه الأحاديث الثلاثة، قال: فقالت زينب: دخلت على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي أبوها أبو سفيان بن حربٍ، فدعت أم حبيبة بطيبٍ فيه صفرةٌ خلوقٍ أو غير ذلك، فدهنت منه جاريةً، ثم مست بعارضيها، ثم قالت: والله مالي بالطيب من حاجةٍ غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يحل لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم #245# الآخر تحد على ميتٍ فوق ثلاث ليالٍ، إلا على زوجٍ أربعة أشهرٍ وعشراً)).
فقالت زينب: ثم دخلت على زينب بنت جحش حين توفي أخوها، فدعت بطيب فمست منه، ثم قالت: والله مالي بالطيب من حاجة، غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً.
قالت زينب: وسمعت أمي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: جاءت امرأةٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن ابنتي توفي عنها زوجها، وقد اشتكت عينها، أفتكحلها؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا)) مرتين أو ثلاثاً كل ذلك يقول: ((لا)) ثم قال: ((إنما هي أربعة أشهرٍ وعشرٌ، وقد كانت إحداكن في الجاهلية ترمي بالبعرة عند رأس الحول)).
قال حميد: فقلت لزينب: وما ترمي بالبعرة عند رأس الحول؟، فقالت زينب: كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها، دخلت حفشاً ولبست شر ثيابها، ولم تمس #246# طيباً ولا شيئاً حتى تمر بها سنةٌ، ثم تؤتى بدابةٍ حمارٍ أو شاةٍ أو طيرٍ، فتفتض به، فقلما تفتض بشيءٍ إلا مات، ثم تخرج فتعطى بعرةً فترمي بها، ثم تراجع بعد ما شاءت من طيبٍ أو غيره.
قال مالكٌ: تفتض، تمسح به، والحفش: الخص.
كمل حديث عبد الله بن أبي بكرٍ.(1/244)
#247#
حديث أبي الزناد، واسمه عبد الله بن ذكوان
ستةٌ وخمسون حديثاً
319- مالكٌ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا استيقظ أحدكم من نومه، فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده)).(1/247)
320- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم ليستنثر، ومن استجمر فليوتر)).(1/247)
321- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لولا أن أشق على الناس أو على المؤمنين #248# لأمرتهم بالسواك)).(1/247)
322- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مراتٍ)).(1/248)
323- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم)).(1/248)
324- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان له ضراطٌ #249# حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول له: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل أن يدري كم صلى)).(1/248)
325- وبه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطبٍ فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجالٍ فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عظماً سميناً أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء)).(1/249)
#250#
326- وبه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم السقيم والضعيف والكبير وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء)).(1/250)
327- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال أحدكم آمين وقالت الملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه)).(1/250)
328- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((هل ترون قبلتي هاهنا فوالله ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم إني لأراكم من وراء ظهري)).(1/250)
#251#
329- مالكٌ وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: ((لا يزال أحدكم في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة)).(1/251)
330- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه)).(1/251)
331- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وآتيناهم وهم يصلون)).(1/251)
#252#
332- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: ((فيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ وهو قائمٌ يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده يقللها)).(1/252)
333- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قلت لصاحبك أنصت فقد لغوت يعني بذلك والإمام يخطب يوم الجمعة)).(1/252)
334- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقدٍ، يضرب مكان كل عقدةٍ: عليك ليلٌ طويلٌ فارقد، فإن استيقظ فذكر #253# الله انحلت عقدةٌ، فإن توضأ انحلت عقدةٌ، فإن صلى انحلت عقدةٌ، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيثاً كسلان)).(1/252)
335- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل نبيٍ دعوةٌ يدعو بها، فأريد أن أختبيء دعوتي شفاعةً لأمتي في الآخرة)).(1/253)
336- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت؛ ليعزم المسألة، فإنه لا مكره له)).(1/253)
337- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال رجلٌ لم يعمل حسنةً قط لأهله: إذا هو #254# مات فأحرقوه، ثم اذروا نصفه في البر ونصفه في البحر؛ فوالله، لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين. فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم فأمر الله البر فجمع ما فيه، وأمر البحر فجمع ما فيه، ثم قال: لم فعلت هذا؟ فقال: من خشيتك يا رب، وأنت أعلم، قال: فغفر الله له)).(1/253)
338- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل مولودٍ يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه كما تناتج الإبل من بهميةٍ جمعاء، هل تحس من جدعاء؟)) فقالوا: يا رسول الله، أفرأيت من يموت وهو صغيرٌ؟، قال: ((الله أعلم بما كانوا عاملين)).(1/254)
#255#
339- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه)).(1/255)
340- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله عز وجل: إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه)).(1/255)
341- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب، منه خلق ومنه يركب)).(1/255)
#256#
342- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام جنةٌ، فإذا كان أحدكم صائماً فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤٌ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائمٌ، إني صائمٌ)).(1/256)
343- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يذر شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، فالصيام لي وأنا أجزي به؛ كل حسنةٍ بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعفٍ إلا الصيام، فهو لي وأنا أجزي به)).(1/256)
#257#
344- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم والوصال))، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله، قال: ((إني لست كهيئتكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني)).(1/257)
345- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم الدائم الذي لا يفتر من صلاةٍ ولا من صيامٍ حتى يرجع)).(1/257)
346- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تكفل الله لمن جاهد في سبيله، لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلمته، بأن يدخله الجنة أو يرده إلى مسكنه الذي #258# خرج منه مع ما نال من أجرٍ أو غنيمةٍ)).(1/257)
347- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده، لوددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل، ثم أحيا فأقتل، ثم أحيا فأقتل، فكان أبو هريرة يقول ثلاثاً: أشهد بالله.(1/258)
348- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل، ثم يتوب الله على القاتل فيقاتل فيستشهد)).(1/258)
349- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده، لا يكلم أحدٌ في سبيل #259# الله -والله أعلم بمن يكلم في سبيله- إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دماً، اللون لون دمٍ والريح ريح مسكٍ)).(1/258)
350- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يسوق بدنةً، فقال: ((اركبها)) فقال: يا رسول الله، إنها بدنةٌ، فقال: ((اركبها)) فقال: يا رسول الله، إنها بدنةٌ، فقال: ((ويلك)) في الثانية والثالثة.(1/259)
351- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه)).(1/259)
352- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة #260# وخالتها)).(1/259)
353- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تلقوا الركبان للبيع، ولا يبع بعضكم على بيع بعضٍ، ولا تناجشوا، ولا يبع حاضرٌ لبادٍ، ولا تصروا الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعد ذلك فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها، إن رضيها أمسكها، وإن سخطها ردها وصاعاً من تمرٍ)).(1/260)
#261#
354- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مطل الغني ظلمٌ، وإذا أتبع أحدكم على مليءٍ فليتبع)).(1/261)
355- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ)).(1/261)
356- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((العجماء جبارٌ، والمعدن جبارٌ، والبئر جبارٌ، #262# وفي الركاز الخمس)).(1/261)
357- وبه: أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبستين وعن بيعتين: عن الملامسة والمنابذة، وعن أن يحتبي الرجل في ثوبٍ واحدٍ ليس على فرجه منه شيءٌ، وعن أن يشتمل الرجل بالثوب الواحد على أحد شقيه.(1/262)
#263#
358- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً)).(1/263)
359- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يمشين أحدكم في نعلٍ واحدةٍ، لينعلهما جميعاً أو ليحفهما جميعاً)).(1/263)
360- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين، وإذا نزع فليبدأ بالشمال، ولتكن اليمين أولهما تنعل وآخرهما تنزع)).(1/263)
361- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تحاج آدم وموسى فحج آدم موسى، فقال له #264# موسى: أنت آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة؟ فقال له آدم: أنت موسى الذي أعطاك الله علم كل شيءٍ واصطفاك على الناس برسالاته؟ قال: نعم، قال: أفتلومني على أمرٍ قد قدر علي قبل أن أخلق)).(1/263)
362- وبه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها ولتنكح، فإنما لها ما قدر لها)).(1/264)
363- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رأس الكفر نحو المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم)).(1/264)
#265#
364- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقولن أحدكم: يا خيبة الدهر، فإن الله هو الدهر)).(1/265)
365- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجهٍ)).(1/265)
366- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، #266# وكونوا عباد الله إخواناً)).(1/265)
367- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يأكل المسلم في معىً واحدٍ، والكافر في سبعة أمعاءٍ)).(1/266)
368- وبه: أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طعام الاثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة، كافي الأربعة)).(1/266)
#267#
369- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس المسكين بهذا الطواف الذي يطوف على الناس، ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان))، قالوا: فمن المسكين يا رسول الله؟ قال: ((الذي لا يجد غنىً يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس)).(1/267)
370- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نعم الصدقة اللقحة الصفي منحةً، والشاة الصفي منحةً، تغدو بإناء وتروح بآخر)).(1/267)
371- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده، ليأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خيرٌ له من أن يأتي رجلاً أعطاه الله من فضله فيسأله، أعطاه أو منعه)).(1/267)
#268#
372- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقسم ورثتي ديناراً، ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقةٌ)).(1/268)
373- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نحن الآخرون الأولون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فهذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبعٌ، اليهود غداً والنصارى بعد غدٍ)).(1/268)
#269#
374- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نار بني آدم التي توقدون جزءٌ من سبعين جزءاً من نار جهنم))، فقالوا: يا رسول الله، إن كانت لكافيةً، قال: ((فإنها فضلت عليها بتسعةٍ وستين جزءاً)).(1/269)
375- وبه: عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديثٍ فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الرؤيا الحسنة)).
#270#
قال أبو الحسن: وقد تقدم في باب إسحاق وتقدم له حديثٌ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الملامسة، وهو في باب ابن حبان.(1/269)
عبد الله بن يزيد
خمسة أحاديث
376- مالكٌ عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم)) وذكر ((أن النار اشتكت إلى ربها فأذن لها في كل عامٍ بنفسينٍ، نفسٌ في الشتاء ونفسٌ في الصيف)).(1/270)
#271#
377- وعن عبد الله بن يزيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قرأ لهم: {إذا السماء انشقت} فسجد فيها، فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها.(1/271)
378- وعن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان وأبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو جالسٌ، فيقرأ وهو جالسٌ، فإذا بقي من قراءته قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين آيةً قام فقرأ وهو قائمٌ، ثم ركع، ثم سجد، ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك.(1/271)
379- وعن عبد الله بن يزيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن فاطمة بنت قيسٍ أن أبا عمرو بن حفصٍ طلقها البتة وهو غائبٌ، فأرسل إليها وكيله بشعيرٍ #272# فسخطته، فقال: والله، ما لك علينا من شيءٍ، فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: ((ليس لك عليه من نفقةٍ)) فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال: ((تلك امرأةٌ يغشاها أصحابي، اعتدي عند ابن أم مكتومٍ، فإنه رجلٌ أعمى، تضعين ثيابك، فإذا حللت فآذنيني))، قالت: فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم بن هشامٍ خطباني فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوكٌ لا مال له، ولكن انكحي أسامة بن زيدٍ)) قالت: فكرهته، ثم قال: ((انكحي أسامة)) فنكحته فجعل الله فيه خيراً واغتبطت به.(1/271)
380- وعن عبد الله بن يزيد أن زيداً أبا عياشٍ أخبره أنه سأل سعد بن أبي وقاصٍ عن البيضاء بالسلت، فقال له سعدٌ: أيتهما أفضل؟ قال: البيضاء، فنهاه #273# عن ذلك، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن اشتراء التمر بالرطب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أينقص الرطب، إذا يبس؟)) فقالوا: نعم، فنهى عن ذلك.(1/272)
عبد الله بن الفضل
حديثٌ واحدٌ
381- مالكٌ عن عبد الله بن الفضل عن نافعٍ بن جبير بن مطعمٍ عن عبد الله ابن عباسٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها، وإذنها صماتها)).(1/273)
#274#
عبيد الله بن عبد الرحمن
حديثٌ واحدٌ
382- مالكٌ عن عبيد الله بن عبد الرحمن عن عبيد بن حنينٍ مولى آل زيد بن الخطاب أنه قال: سمعت أبا هريرة يقول: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلاً يقرأ {قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وجبت)) فسألته: ماذا يا رسول الله؟ فقال: ((الجنة)) فقال أبو هريرة: فأردت أن أذهب إلى الرجل فأبشره، ثم فرقت أن يفوتني الغداء، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآثرت الغداء ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب.
وحديث عبيد الله الأغر قد تقدم مع زيد بن رباح.
#275#
تم الجزء الثاني من الملخص بحمد الله
عدد من وقع فيه ممن روى عنه مالكٌ ثلاثون رجلاً، لجميعهم فيه مائتا حديثٍ وأربعةٌ وثلاثون حديثاً. (1/274)
#276##277#
حديث عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق
383- مالكٌ عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكرٍ الصديق عن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أنه أخبره أنه كان يرى عبد الله بن عمر يتربع في الصلاة إذا جلس، قال: ففعلته وأنا يومئذٍ حديث السن، فنهاني عبد الله بن عمر وقال: إنما سنة الصلاة أن تنصب رجلك اليمنى وتثني رجلك اليسرى، فقلت له: فإنك تفعل ذلك، فقال: إن رجلي لا تحملاني.(1/277)
384- وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقدٌ لي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس #278# معه وليسوا على ماءٍ وليس معهم ماءٌ، فأتى الناس إلى أبي بكرٍ فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة، أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس وليسوا على ماءٍ وليس معهم ماءٌ، قالت: فجاء أبو بكرٍ ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضعٌ رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماءٍ وليس معهم ماءٌ، قالت عائشة: فعاتبني أبو بكرٍ وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماءٍ، فأنزل الله آية التيمم {فتيمموا صعيداً طيباً} فقال أسيد بن حضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكرٍ، قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته.(1/277)
385- وبه: عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج.(1/278)
#279#
386- وبه: أنها قالت: كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت.(1/279)
387- وبه: أنها قالت: قدمت مكة وأنا حائضٌ ولم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة، فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((افعلي ما يفعل الحاج، غير أنك لا تطوفي بالبيت حتى تطهري)).(1/279)
388- وبه: عن عائشة أن صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم حاضت، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أحابستنا هي؟)) فقيل: إنها قد أفاضت، قال: ((فلا إذاً)).(1/279)
#280#
389- وبه: عن أبيه عن أسماء بنت عميسٍ أنها ولدت محمد بن أبي بكرٍ بالبيداء، فذكر ذلك أبو بكرٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((مرها فلتغتسل ثم لتهل)).(1/280)
390- وبه: عن أبيه عن عبد الرحمن ومجمع ابني يزيد بن جارية الأنصاري عن خنساء ابنة خدام الأنصارية أن أباها زوجها وهي ثيبٌ، فكرهت ذلك فأتت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحه.
كمل حديث عبد الرحمن وهو ثمانية أحاديث.(1/280)
#281#
عبد الرحمن بن أبي صعصعة
ثلاثة أحاديث
391- مالكٌ عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري ثم المازني عن أبيه عن أبي سعيدٍ الخدري أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ {قل هو الله أحد} ويرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك وكان الرجل يتقالها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن)).(1/281)
392- وبه: عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيدٍ الخدري قال له: إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتكم فأذنت بالصلاة فارفع صوتك، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جنٌ ولا إنسٌ ولا شيءٌ إلا شهد له يوم القيامة. قال أبو سعيدٍ الخدري: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1/281)
#282#
393- وبه: عن أبي سعيدٍ الخدري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن يكون خير مال المسلم غنماً يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن)).(1/282)
عبد المجيد بن سهيلٍ
حديثٌ واحدٌ
394- مالكٌ عن عبد المجيد بن سهيل عن ابن المسيب عن أبي سعيدٍ الخدري وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلاً على خيبر فجاءه بتمرٍ جنيبٍ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكل تمر خيبر هكذا؟)) فقال: لا والله، إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين، والصاعين بالثلاثة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تفعل، بع الجمع بالدراهيم، ثم ابتع بالدراهيم جنيباً)).(1/282)
#283#
عبد ربه بن سعيدٍ
حديثان
395- مالكٌ عن عبد ربه بن سعيدٍ الأنصاري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة وأم سلمة زوجي النبي صلى الله عليه وسلم أنهما قالتا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من جماعٍ غير احتلامٍ في رمضان، ثم يصوم.(1/283)
396- وعن عبد ربه بن سعيدٍ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عبد الله ابن عباسٍ وأبا هريرة عن المتوفى عنها زوجها وهي حاملٌ، فقال ابن عباسٍ: آخر الأجلين. وقال أبو هريرة: إذا ولدت فقد حلت.
فدخل أبو سلمة بن عبد الرحمن على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك، فقالت: ولدت سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بنصف شهرٍ، فخطبها رجلان أحدهما شابٌ والآخر كهلٌ، فحطت إلى الشاب. فقال الكهل: لم #284# تحلل، وكان أهلها غيباً، فرجا إذا جاء أهلها أن يؤثروه بها، فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((قد حللت فانكحي من شئت)).(1/283)
عبد الكريم
حديثٌ واحدٌ
397- مالكٌ عن عبد الكريم بن مالكٍ الجزري عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآذاه القمل في رأسه، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلق رأسه وقال: ((صم ثلاثة أيامٍ، أو أطعم ستة مساكين مدين مدين لكل إنسانٍ، أو انسك بشاةٍ، أي ذلك فعلت أجزأ عنك)).(1/284)
#285#
عامر بن عبد الله
حديثان
398- مالكٌ عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليمٍ الزرقي عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حاملٌ أمامة بنت زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي لأبي العاص بن الربيع بن عبد شمسٍ فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها قال مالكٌ وذلك في النوافل.(1/285)
399- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس)).(1/285)
#286#
عمرو بن يحيى المازني
ثلاثة أحاديث
400- مالكٌ عن عمرو بن يحيى المازني عن أبي الحباب سعيدٍ بن يسارٍ عن ابن عمر أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو على حمارٍ وهو موجهٌ إلى خيبر.(1/286)
401- وبه: عن عمرو بن يحيى عن أبيه أنه قال لعبد الله بن زيد بن عاصمٍ وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جد عمرو بن يحيى: هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟ فقال عبد الله بن زيدٍ: نعم، فدعا بوضوءٍ فأفرغ على يديه فغسل يديه مرتين، ثم مضمض واستنثر ثلاثاً، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل ذراعيه مرتين، مرتين إلى المرفقين، ثم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رجليه.(1/286)
#287#
402- وبه: عن أبيه قال: سمعت أبا سعيدٍ الخدري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس فيما دون خمس ذودٍ صدقةٌ، وليس فيما دون خمسٍ أواقٍ صدقةٌ، وليس فيما دون خمسة أوسقٍ صدقةٌ)).(1/287)
عمرو بن أبي عمرو
حديثٌ واحد
403- مالكٌ عن عمروٍ مولى المطلب عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع له أحدٌ، فقال: ((هذا جبلٌ يحبنا ونحبه، اللهم إن إبراهيم حرم مكة وأني أحرم ما بين لابتيها)).(1/287)
#288#
علقمة بن أبي علقمة
حديثان
404- مالكٌ عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أهدى أبو جهم بن حذيفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم خميصةً شاميةً لها علمٌ، فشهد فيها الصلاة، فلما انصرف قال: ((ردي هذه الخميصة إلى أبي جهمٍ، فإني نظرت إلى علمها في الصلاة فكاد يفتنني)).(1/288)
#289#
405- وعن أمه أنها سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلةٍ فلبس ثيابه ثم خرج، قالت: فأمرت جاريتي بريرة تتبعه فتبعته حتى جاء البقيع، فوقف في أدناه ما شاء الله أن يقف ثم انصرف، فسبقته بريرة فأخبرتني، فلم أذكر له شيئاً حتى أصبحت، ثم ذكرت له ذلك فقال: ((إني بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم)).
كمل حديث باب العين فجميعهم مئة حديثٍ وثمانيةٌ وعشرون حديثاً.(1/289)
#290#
باب القاف
واحدٌ
قطن بن وهبٍ
حديثٌ واحدٌ
406- مالكٌ عن قطن بن وهبٍ عن عويمر بن الأجدع أن يحنس مولى الزبير أخبره أنه كان جالساً عند عبد الله بن عمر في الفتنة، فأتته مولاةٌ له تسلم عليه، فقالت: إني أردت الخروج يا أبا عبد الرحمن، اشتد علينا الزمان، فقال لها عبد الله بن عمر: اقعدي لكاعٍ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يصبر على لأوائها وشدتها أحدٌ إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة)).(1/290)
#291#
باب السين
ستةٌ لجميعهم أحدٌ وأربعون حديثاً
سعد بن إسحاق
حديثٌ واحدٌ
407- مالكٌ عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة أن الفريعة بنت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيدٍ الخدري أخبرتها أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خدرة، فإن زوجها خرج في طلب أعبدٍ له أبقوا، حتى إذا كانوا بطرف القدوم لحقهم فقتلوه. قالت: فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أرجع إلى أهلي بني خدرة، فإن زوجي لم يتركني في مسكنٍ يملكه ولا نفقةٍ. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم)) قالت: فخرجت حتى إذا كنت في الحجرة أو في المسجد دعاني أو أمر بي #292# فدعيت له، فقال: ((كيف قلت؟)) قالت: فرددت عليه القصة التي ذكرت له من شأن زوجي، فقال: ((امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله)) قالت: فاعتددت فيه أربعة أشهرٍ وعشراً. قالت: فلما كان عثمان بن عفان أرسل إلي فسألني عن ذلك فأخبرته، فاتبعه وقضى به.(1/291)
أبو حازمٍ، واسمه سلمة بن دينارٍ
سبعة أحاديث
408- مالكٌ عن أبي حازم بن دينارٍ عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم وجاءت الصلاة، فجاء المؤذن إلى أبي بكرٍ فقال: أتصلي للناس فأقيم؟ فقال: نعم، فصلى أبو بكرٍ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة فتخلص حتى وقف في الصف فصفق الناس وكان أبو بكرٍ لا يلتفت في صلاته، فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار #293# إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك، فرفع أبو بكرٍ يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ثم استأخر حتى استوى في الصف وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى، فلما انصرف قال: ((يا أبا بكرٍ، ما منعك أن تثبت إذ أمرتك؟)) فقال أبو بكرٍ: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما لي رأيتكم أكثرتم من التصفيق، من نابه شيءٌ في صلاته فليسبح، فإنه إذا سبح التفت إليه، وإنما التصفيق للنساء)).(1/292)
409- وبه: عن سهلٍ أنه قال: كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة، قال أبو حازمٍ: ولا أعلم إلا أنه ينمي ذلك.(1/293)
410- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال الناس بخيرٍ ما عجلوا الفطر)).(1/293)
#294#
411- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته امرأةٌ فقالت: يا رسول الله، إني قد وهبت نفسي لك؛ فقامت قياماً طويلاً، فقام رجلٌ فقال: يا رسول الله، زوجنيها إن لم تكن لك بها حاجةٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل عندك من شيءٍ تصدقها إياه؟)) قال: ما عندي إلا إزاري هذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أعطيتها إزارك جلست لا إزار لك، فالتمس شيئاً)) قال: ما أجد شيئاً، قال: ((التمس ولو خاتم حديد)) فالتمس فلم يجد شيئاً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل معك من القرآن شيءٌ)) قال: نعم، سورة كذا وسورة كذا لسورٍ سماها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد زوجتكها بما معك من القرآن)).(1/294)
412- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن كان ففي الفرس والمرأة والمسكن، يعني الشؤم)).(1/294)
#295#
413- وبه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بشرابٍ فشرب منه وعن يمينه غلامٌ وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: ((أتأذن لي أن أعطي هؤلاء)) فقال: لا والله يا رسول الله، لا أوثر بنصيبي منك أحداً، قال: فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده.(1/295)
414- وعن أبي حازم بن دينارٍ عن أبي إدريس الخولاني أنه قال: دخلت مسجد دمشق فإذا فتىً براق الثنايا، وإذا الناس معه إذا اختلفوا في شيءٍ أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبلٍ. فلما كان من الغد هجرت إليه فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي قال: فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه، فسلمت عليه ثم قلت: والله إني لأحبك لله، فقال: آلله؟ فقلت: والله، فقال: آلله؟ فقلت: والله، قال: فأخذ بحبوة #296# ردائي فجبذني إليه وقال: أبشر، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في.(1/295)
سعيد بن أبي سعيدٍ
خمسة أحاديث له عن أبي هريرة حديثٌ واحدٌ
415- مالكٌ عن سعيد بن أبي سعيدٍ المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لا يحل لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر تسير مسيرة يومٍ وليلةٍ إلا مع ذي محرمٍ منها)).(1/296)
#297#
أبو شريحٍ الكعبي
حديثٌ واحدٌ
416- وعن سعيد بن أبي سعيدٍ المقبري عن أبي شريحٍ الكعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوماً وليلةً، والضيافة ثلاثة أيامٍ، فما كان بعد ذلك فهو صدقةٌ، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه)).(1/297)
#298#
أبو سلمة بن عبد الرحمن
حديثٌ واحدٌ
417- وعن سعيد بن أبي سعيدٍ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره أنه سأل عائشة أم المؤمنين: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعةً يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقال: ((يا عائشة، إن عيني تنامان ولا ينام قلبي)).(1/298)
#299#
عبيد بن جريجٍ
حديثٌ واحدٌ
418- وعن سعيد بن أبي سعيدٍ عن عبيد بن جريجٍ أنه قال لعبد الله بن عمر: يا أبا عبد الرحمن، رأيتك تصنع أربعاً لم أر أحداً من أصحابك يصنعها، قال: وما هي يا ابن جريجٍ؟ قال: رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيين، ورأيتك تلبس النعال السبتية، ورأيتك تصبغ بالصفرة، ورأيتك إذا كنت بمكة أهل الناس إذا رأوا الهلال ولم تهل أنت حتى كان يوم التروية، قال عبد الله بن عمر: أما الأركان فإني لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يمس من الأركان إلا اليمانيين، وأما النعال السبتية فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس النعال التي ليس فيها شعرٌ ويتوضأ فيها، فأنا أحب أن ألبسها، وأما الصفرة فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها، فأنا أحب أن أصبغ بها، وأما الإهلال فإني لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل حتى تنبعث به راحلته.(1/299)
#300#
سعيدٌ عن أبيه
419- وعن سعيدٍ المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال: خمسٌ من الفطرة: تقليم الأظفار، وقص الشارب، ونتف الإبط، وحلق العانة، والاختتان.(1/300)
#301#
حديث أبي النضر، واسمه سالمٌ
ثمانية أحاديث وله عن سليمان بن يسارٍ حديثٌ واحدٌ وفي اتصاله نظرٌ
420- مالكٌ عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن سليمان بن يسارٍ عن المقداد بن الأسود أن علي بن أبي طالبٍ أمره أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل إذا دنا من أهله فخرج منه المذي، ماذا عليه؟ قال عليٌ: فإن عندي ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا أستحي أن أسأله، قال المقداد: فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: ((إذا وجد ذلك أحدكم فلينضح فرجه بالماء وليتوضأ وضوءه للصلاة)).(1/301)
#302#
أبو مرة
حديثٌ واحدٌ
421- وعن أبي النضر أن أبا مرة مولى أم هانئٍ ابنة أبي طالبٍ أخبره أنه سمع أم هانئٍ ابنة أبي طالبٍ تقول: ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تستره بثوبٍ، قالت: فسلمت فقال: ((من هذه؟)) فقلت: أنا أم هانئٍ ابنة أبي طالبٍ، فقال: ((مرحباً بأم هانئٍ)) فلما فرغ من غسله قام فصلى ثمان ركعاتٍ ملتحفاً في ثوبٍ واحدٍ ثم انصرف، فقلت: يا رسول الله زعم ابن أمي أنه قاتلٌ رجلاً أجرته فلان بن هبيرة، فقال: ((قد أجرنا من أجرت يا أم هانئٍ)) قالت أم هانئٍ: وذلك ضحى.(1/302)
#303#
بسر بن سعيدٍ
حديثٌ واحدٌ
422- وعن أبي النضر عن بسر بن سعيد أن زيد بن خالد الجهني أرسله إلى أبي جهيمٍ يسأله ماذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المار بين يدي المصلي؟ فقال أبو جهيمٍ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه، لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه)) قال أبو النضر: لا أدري قال: أربعين يوماً أم شهراً أم سنة.(1/303)
أبو سلمة
حديثان
423- وعن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاي في قبلته، فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي، فإذا قام بسطتهما؛ #304# قالت: والبيوت يومئذٍ ليس فيها مصابيح.(1/303)
424- وبه: أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم؛ وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهرٍ قط إلا رمضان، وما رأيته في شهرٍ أكثر صياماً منه في شعبان.(1/304)
عميرٌ مولى ابن عباسٍ
حديثٌ واحدٌ
425- وعن أبي النضر عن عميرٍ مولى ابن عباسٍ عن أم الفضل بنت الحارث: أن ناساً تماروا عندها يوم عرفة في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: هو صائمٌ، #305# وقال بعضهم ليس بصائمٍ. فأرسلت إليه أم الفضل بقدح لبنٍ وهو واقفٌ على بعيره بعرفة فشربه.(1/304)
نافعٌ مولى أبي قتادة
حديثٌ واحدٌ
426- وعن أبي النضر عن نافعٍ مولى أبي قتادة الأنصاري عن أبي قتادة: أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا ببعض طريق مكة تخلف مع أصحابٍ له محرمين وهو غير محرمٍ. فرأى حماراً وحشياً فاستوى على فرسه، ثم سأل أصحابه أن يناولوه سوطه فأبوا، فسألهم رمحه فأبوا، فأخذ، ثم شد على الحمار فقتله، فأكل بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأبى بعضهم، فلما أدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن ذلك، فقال: ((إنما هي طعمةٌ أطعمكموها الله)).(1/305)
عبيد الله بن عبد الله
حديثٌ واحدٌ
427- وعن أبي النضر عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ أنه دخل #306# على أبي طلحة الأنصاري يعوده، قال: فوجدنا عنده سهل بن حنيفٍ، قال: فدعا أبو طلحة إنساناً فنزع نمطاً، تحته فقال له سهل بن حنيفٍ: لم تنزعه؟ فقال: لأن فيه تصاوير وقد قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد علمت، فقال سهلٌ: ألم يقل: ((إلا ما كان رقماً في ثوبٍ)) فقال: بلى، ولكنه أطيب لنفسي.
كمل حديث أبي النضر وهو ثمانيةٌ، وتقدم له مع محمد بن المنكدر في الطاعون، وحديثٌ آخر مع عبد الله بن يزيد مولى الأسود في صلاة الجالس.(1/305)
#307#
حديث سميٍ مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح
428- مالكٌ عن سمي مولى أبي بكرٍ عن أبي صالحٍ السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنةً، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرةً، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجةً، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضةً، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر)).(1/307)
#308#
429- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال الإمام: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، فقولوا آمين؛ فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)).(1/308)
430- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)).(1/308)
#309#
431- وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ في يومٍ مئة مرة، كانت له عدل عشر رقابٍ وكتب الله له مئة حسنةٍ ومحيت عنه مئة سيئةٍ وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك، حتى يمسي ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا أحدٌ عمل أكثر من ذلك. ومن قال: سبحان الله وبحمده في يومٍ مئة مرةٍ، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)).(1/309)
432- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة)).(1/309)
#310#
433- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ إذ وجد غصن شوكٍ على الطريق فأخره، فشكر الله له فغفر له. وقال: الشهداء خمسةٌ: المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله. وقال: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا، عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لآتوهما ولو حبواً)).(1/310)
#311#
434- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب فخرج، فإذا هو بكلبٍ يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغني، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له)) قال: ((يا رسول الله، إن لنا في البهائم لأجراً؟ فقال: في كل ذات كبدٍ رطبةٍ أجرٌ)).(1/311)
#312#
435- وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((السفر قطعةٌ من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه فليعجل إلى أهله)).(1/312)
أبو بكر بن عبد الرحمن
ثلاثة أحاديث
436- وعن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن عائشة وأم سلمة زوجي النبي صلى الله عليه وسلم أنهما قالتا: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصبح جنباً من جماعٍ غير احتلامٍ ثم يصوم.(1/312)
#313#
437- وعنه أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن يقول: كنت أنا وأبي عند مروان ابن الحكم وهو أمير المدينة، فذكر له أن أبا هريرة يقول: من أصبح جنباً أفطر ذلك اليوم، فقال مروان: أقسمت عليك يا أبا عبد الرحمن، لتذهبن إلى أمي المؤمنين عائشة وأم سلمة فلتسألنهما عن ذلك، قال: فذهب عبد الرحمن وذهبت معه حتى دخلنا على عائشة، فسلم عليها عبد الرحمن ثم قال: يا أم المؤمنين، إنا كنا عند مروان بن الحكم، فذكر له أن أبا هريرة يقول، من أصبح جنباً أفطر ذلك اليوم، فقالت عائشة: ليس كما قال أبو هريرة يا عبد الرحمن، أترغب عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟، فقال عبد الرحمن: لا والله، فقالت: فاشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كان ليصبح جنباً من جماعٍ غير احتلامٍ ثم يصوم ذلك اليوم؛ قال: ثم خرجنا حتى دخلنا على أم سلمة فسألها، فقالت كما قالت عائشة: قال: فخرجنا حتى جئنا مروان بن الحكم فذكر له عبد الرحمن ما قالتا، فقال له مروان: أقسمت عليك يا أبا محمد، لتركبن دابتي فإنها بالباب، فلتذهبن إلى أبي هريرة فإنه بأرضه بالعقيق فلتخبرنه ذلك، قال: فركب، عبد الرحمن وركبت معه حتى أتينا أبا هريرة، فتحدث معه عبد الرحمن ساعةً ثم ذكر ذلك له، فقال أبو هريرة: لا علم لي بذلك، إنما أخبرنيه مخبرٌ.(1/313)
#314#
438- وعن أبي بكر بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس في سفره عام الفتح بالفطر، وقال: ((تقووا لعدوكم)) وصام رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو بكرٍ: قال الذي حدثني: قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج يصب على رأسه الماء من العطش أو من الحر، ثم قيل: يا رسول الله إن طائفةً من الناس صاموا حين صمت فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكديد دعا بقدح ماءٍ فشرب وأفطر الناس معه.
كمل حديث سمي وهو أحد عشر حديثاً.(1/314)
#315#
حديث سهيل بن أبي صالحٍ
وهو تسعة أحاديث
439- مالكٌ عن سهيل بن أبي صالحٍ عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرجت من وجهه خرجت من وجهه كل خطيئةٍ نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء أو نحو هذا، فإذا غسل يديه خرجت من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئةٍ مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقياً من الذنوب)).(1/315)
440- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من حلف بيمين فرأى خيراً منها فليكفر عن يمينه وليفعل)).(1/315)
#316#
441- وبه: عن أبي هريرة: أن سعد بن عبادة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن وجدت مع امرأتي رجلاً أمهله حتى آتي بأربعةٍ؟ قال: ((نعم)).(1/316)
442- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سمعت الرجل يقول: هلك الناس، فهو أهلكهم)).(1/316)
443- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تفتح أبواب ا لجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبدٍ لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا)).(1/316)
#317#
444- وبه: أن رجلاً من أسلم قال: ما نمت هذه الليلة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أي شيءٍ؟)) فقال: لدغتني عقربٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما إنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك إن شاء الله)).(1/317)
445- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أضاف ضيفاً كافراً، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاةٍ فحلبت فشرب حلابها، ثم أخرى فشربه ثم أخرى فشربه حتى شرب حلاب سبع شياهٍ. ثم إنه أصبح فأسلم، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاةٍ فحلبت فشرب حلابها، ثم أمر له بأخرى فلم يستتمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المؤمن يشرب في معىً واحدٍ، والكافر يشرب في سبعة أمعاءٍ)).(1/317)
#318#
446- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أحب الله العبد قال: يا جبريل، قد أحببت فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: ألا، إن الله قد أحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض العبد)) قال مالكٌ: لا أحسبه إلا قال في البغض مثل ذلك.(1/318)
447- وبه: قال كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاؤوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك، وإنه دعاك لمكة وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة ومثله معه)) قال: ثم يدعو أصغر وليدٍ يراه فيعطيه ذلك الثمر.
كمل حديث سهيلٍ وهو تسعة أحاديث.(1/318)
#319#
باب الشين
واحدٌ
شريكٌ
حديثٌ واحدٌ
448- مالكٌ عن شريك بن عبد الله بن أبي نمرٍ عن أنس بن مالك قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة، قال: فجاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، تهدمت البيوت وانقطعت السبل وهلكت المواشي، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((اللهم على رؤوس الجبال والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر)) قال: فانجابت عن المدينة انجياب الثوب.(1/319)
#320#
باب الهاء
ثلاثةٌ لجميعهم ستةٌ وثلاثون حديثاً
حديث هشام بن عروة
449- مالكٌ عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اغتسل من الجنابة، بدأ فغسل يديه، ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره، ثم يصب على رأسه ثلاث غرفاتٍ بيديه ثم يفيض الماء على جلده كله.(1/320)
450- وبه: أنها كانت تقول: كنت اغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحدٍ.(1/320)
#321#
451- وبه: أنها قالت: قالت فاطمة ابنة أبي حبيشٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لا أطهر، أفأدع الصلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما ذلك عرقٌ وليس بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة، فإذا ذهب قدرها فاغسلي الدم عنك وصلي)).(1/321)
452- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعسٌ لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه)).(1/321)
#322#
453- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مروا أبا بكرٍ فليصل للناس فقالت عائشة: يا رسول الله، إن أبا بكرٍ إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فأمر عمر فليصل للناس، فقال: ((مروا أبا بكرٍ فليصل للناس)). فقالت عائشة: فقلت لحفصة: قولي له: إن أبا بكرٍ إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فأمر عمر فليصل للناس، ففعلت حفصة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مه إنكن لأنتن صواحبات يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس)) فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيراً.(1/322)
#323#
454- وبه: أنها قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته وهو شاكٍ، فصلى جالساً وصلى وراءه قومٌ قياماً، فأشار إليهم أن اجلسوا، فلما انصرف قال: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً)).(1/323)
455- وبه: أنها أخبرته أنها لم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الليل قاعداً قط حتى أسن، فكان يقرأ قاعداً، حتى إذا أراد أن يركع قام فقرأ نحواً من ثلاثين أو أربعين آية، ثم ركع.(1/323)
#324#
456- وبه: أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعةً، ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين.(1/324)
457- وبه: أنها قالت: كان أحب العمل إلى رسول الله الذي يدوم عليه صاحبه.(1/324)
#325#
458- وبه: عن عائشة أم المؤمنين أن الحارث بن هشامٍ سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي، فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول. قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقاً.(1/325)
#326#
459- وبه: أنها قالت: خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس فقام، فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام وهو دون وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فسجد ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، ثم انصرف وقد تجلت الشمس، فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا)) وقال: ((يا أمة محمدٍ، والله ما من أحدٍ أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمدٍ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً)).(1/326)
#327#
460- وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في جدار القبلة بصاقاً أو مخاطاً أو نخامةً فحكه.(1/327)
461- وبه: أنها قالت: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي فبال على ثوبه، فدعا بماءٍ فأتبعه إياه.(1/327)
462- وعن هشام بن عروة عن أبيه وعن ابن شهابٍ عن عروة عن عائشة أنها قالت: كنت أرجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائضٌ.
قال أبو الحسن: هكذا نص إسناد هذا الحديث في كتاب الصلاة من رواية الدباغ، ومثله في النسخة. وفي كتاب عيسى: هشامٌ عن أبيه وعن ابن شهاب، عن عائشة .. .. الحديث.(1/327)
#328#
463- وعن هشامٍ عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثوابٍ بيضٍ سحوليةٍ، ليس فيها قميصٌ ولا عمامةٌ.(1/328)
464- وبه: أنها كانت تقول: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبل بعض أزواجه وهو صائمٌ، ثم تضحك.(1/328)
465- وبه: عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أأصوم في السفر؟ وكان كثير الصيام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر)).(1/328)
#329#
466- وبه: أنها قالت: كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريشٌ في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان كان هو الفريضة وترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه.(1/329)
467- وبه قال: قلت لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأنا يومئذٍ حديث السن، أرأيت قول الله تبارك وتعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما} فما أرى على أحدٍ شيئاً أن لا يطوف بهما، فقالت عائشة: كلا: لو كانت كما تقول كانت: فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار، كانوا يهلون لمناة، وكانت مناة #330# حذو قديدٍ، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله تبارك وتعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}.(1/329)
468- وبه: عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر صفية بنت حيي فقيل له: قد حاضت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعلها حابستنا؟ فقالوا له: إنها قد طافت، قال صلى الله عليه وسلم: فلا إذاً)). قال عروة: قالت عائشة: ونحن نذكر ذلك فلم تقدم الناس بنسائهم إذا كان ذلك لا ينفعهن ولو كان الذي يقولون لأصبح بمنى أكثر من ستة آلاف امرأةٍ حائضٍ، كلهن قد أفاض.(1/330)
469- وبه: أنها قالت: جاء عمي من الرضاعة فاستأذن علي فأبيت أن آذن له #331# حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: فسألته عن ذلك فقال: ((إنه عمك فأذني له)) قالت: فقلت: يا رسول الله، إنما أرضعتني المرأة ولم يرضعني الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه عمك فليلج عليك قالت عائشة: وذلك بعد أن ضرب علينا الحجاب، وقالت عائشة: يحرم من الرضاع ما يحرم من الولادة.(1/330)
470- وبه: أنها قالت: جاءت بريرة فقالت: إني كاتبت أهلي على تسع أواقٍ، في كل عامٍ أوقيةٌ، فأعينيني؛ فقالت عائشة: إن أحب أهلك أن أعدها لهم ويكون لي ولاؤك فعلت فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم ذلك، فأبوا عليها، فجاءت من عند أهلها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ، فقالت: إني قد عرضت ذلك #332# عليهم فأبوا علي إلا أن يكون الولاء لهم. فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها فأخبرته عائشة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((خذيها واشترطي الولاء لهم فإنما الولاء لمن أعتق)) ففعلت عائشة. ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ((أما بعد فما بال قومٍ يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله ما كان من شرطٍ ليس في كتاب الله فهو باطلٌ وإن كان مئة شرطٍ، قضاء الله أحق، وشرط الله أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق)).(1/331)
471- وبه: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدقت، أفأتصدق عنها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم، فتصدق عنها)).(1/332)
472- وبه: أنها قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكرٍ وبلالٌ، #333# قالت: فدخلت عليهما، فقلت: يا أبت، كيف تجدك؟ وبلال كيف تجدك؟ قالت: فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرئٍ مصبحٌ في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلالٌ إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً ... بوادٍ وحولي إذ خرٌ وجليل
وهل أردن يوماً مياه مجنةٍ ... وهل يبدون لي شامةٌ وطفيل
قالت عائشة: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: ((اللهم حبب إلينا المدينة #334# كحبنا مكة أو أشد، وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها واجعلها بالجحفة)).(1/332)
أسامة بن زيدٍ
#335#
حديثٌ واحدٌ
473- مالكٌ عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: سئل أسامة بن زيدٍ وأنا جالسٌ معه: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوداع حين دفع؟ قال: كان يسير العنق، فإذا وجد فرجةً نص. قال هشامٌ: والنص فوق العنق.(1/334)
المسور بن مخرمة
حديثٌ واحدٌ
474- مالكٌ حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن المسور بن مخرمة أن سبيعة الأسلمية نفست بعد وفاة زوجها بليالٍ، فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنته أن تنكح، فأذن لها، فنكحت.(1/335)
عمر بن أبي سلمة
#336#
حديثٌ واحدٌ
475- وعن هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوبٍ واحدٍ في بيت أم سلمة واضعاً طرفيه على عاتقيه.(1/335)
حمران مولى عثمان بن عفان
حديثٌ واحدٌ
476- مالكٌ عن هشام بن عروة عن أبيه عن حمران مولى عثمان بن عفان أن عثمان ابن عفان جلس على المقاعد، فجاء المؤذن فآذنه لصلاة العصر فدعا بماءٍ فتوضأ، ثم قال: والله، لأحدثنكم حديثاً لولا آيةٌ في كتاب الله ما حدثتكموه، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من امرئٍ يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة ألأخرى حتى يصليها)).
#337#
قال مالكٌ: أراه يريد هذه الآية {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}.(1/336)
زينب ابنة أبي سلمة
حديثان
477- مالكٌ عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب ابنة أبي سلمة عن أم سلمة أم المؤمنين أنها قالت: جاءت أم سليمٍ امرأة أبي طلحة الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال نعم إذا رأت الماء.(1/337)
478- وبه: عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما أنا بشرٌ وإنكم تختصمون #338# إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعضٍ فأقضي له على نحو ما أسمع منه فمن قضيت له بشيءٍ من حق أخيه فلا يأخذ منه شيئاً فإنما أقطع له قطعةً من النار.(1/337)
عبد الله بن الزبير
حديثٌ واحدٌ
479- مالكٌ عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهيرٍ قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تفتح اليمن فيأتي قومٌ يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون وتفتح العراق فيأتي قومٌ يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح الشام فيأتي قومٌ يبسون فيحتملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون)).(1/338)
#339#
هشامٌ، عن فاطمة بنت المنذر
ثلاثة أحاديث
480- مالكٌ عن هشام بن عروة عن فاطمة ابنة المنذر عن أسماء بنت أبي بكرٍ أنها قالت: سألت امرأةٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، أرأيت إحدانا إذا أصاب ثوبها الدم من الحيضة كيف تصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيضة، فلتقرصه ثم لتنضحه بماءٍ ثم لتصلي فيه)).(1/339)
481- وبه: أنها قالت: أتيت عائشة أم المؤمنين حين خسفت الشمس، فإذا الناس قيامٌ يصلون وإذا هي قائمةٌ، فقلت: ما للناس؟ فأشارت بيدها إلى السماء وقالت: سبحان الله، فقلت: آيةٌ؟ فأشارت: أن نعم، قالت: فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب فوق رأسي الماء، فحمد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم #340# وأثنى عليه ثم قال: ((ما من شيءٍ كنت لم أره إلا وقد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار، ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريباً من فتنة الدجال -لا أدري أيتهما قالت أسماء- يؤتى أحدكم فيقال له: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن -لا أدري أي ذلك قالت أسماء- فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا وآمنا واتبعنا، فيقال له: نم صالحاً فقد علمنا إن كنت لمؤمناً، وأما المنافق أو المرتاب -لا أدري أيتهما قالت أسماء- ((فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته)).(1/339)
482- وبه: أن أسماء ابنة أبي بكرٍ كانت إذا أتيت بالمرأة قد حمت تدعو لها، أخذت الماء فصبته بينها وبين جيبها، وقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نبردها بالماء.(1/340)
#341#
هشامٌ، عن عبادٍ
حديثٌ واحدٌ
483- مالكٌ عن هشام بن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت وهو مستندٌ إلى صدرها وأصغت إليه يقول: ((اللهم اغفر لي، وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى)).
كمل حديث هشام بن عروة، وهو أربعةٌ وثلاثون حديثاً.(1/341)
هاشم بن هاشمٍ
حديثٌ واحدٌ
484- مالكٌ حدثني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن عبد الله بن نسطاسٍ عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من حلف على منبري هذا بيمينٍ آثمةٍ، تبوأ مقعده من النار)).(1/341)
#342#
هلال بن أسامة
حديثٌ واحدٌ
485- مالكٌ عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسارٍ عن عمر بن الحكم أنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إن جاريةً لي كانت ترعى غنماً لي فجئتها وقد فقدت شاةً من الغنم، فسألتها عنها فقالت: أكلها الذئب فأسفت عليها، وكنت من بني آدم فلطمت وجهها، وعلي رقبةٌ أفأعتقها؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أين الله؟)) فقالت: في السماء، قال لها: ((من أنا؟)) قالت: أنت رسول الله، قال: ((أعتقها)).(1/342)
#343#
باب الواو
واحدٌ
وهب بن كيسان
حديثٌ واحدٌ
486- مالكٌ عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله أنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثاً قبل الساحل وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلاثمائةٍ وأنا فيهم، فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد، فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع ذلك كله، فكان مزودي تمرٍ؛ قال: فكان يقوتناه كل يومٍ قليلاً قليلاً حتى فني ولم تصبنا إلا تمرةٌ تمرةٌ فقلت: وما تغني تمرةٌ؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حيث فنيت. قال: ثم انتهينا إلى البحر فإذا حوتٌ مثل الظرب، فأكل منه ذلك الجيش ثمان عشرة ليلةً ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا، ثم أمر براحلةٍ فرحلت، ثم مرت تحتهما ولم تصبهما.(1/343)
#344#
باب الياء
سبعةٌ لجميعهم خمسةٌ وثلاثون حديثاً
يحيى بن سعيد
له عن عدي بن ثابتٍ الأنصاري حديثان
487- مالكٌ عن يحيى بن سعيدٍ عن عديٍ بن ثابتٍ الأنصاري عن البراء بن عازبٍ أنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العتمة، فقرأ بها بالتين والزيتون.(1/344)
488- وبه: عن عدي بن ثابت الأنصاري أن عبد الله بن يزيد الخطمي أخبره أن أبا أيوب الأنصاري أخبره أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعاً.(1/344)
#345#
الأعرج
حديثٌ واحدٌ
489- وعن يحيى بن سعيدٍ عن عبد الرحمن الأعرج عن عبد الله بن بحينة أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من اثنتين من الظهر لم يجلس فيهما، فلما قضى صلاته سجد سجدتين ثم سلم بعد ذلك.(2/345)
محمدٌ التيمي
حديثٌ واحدٌ
490- مالكٌ عن يحيى بن سعيدٍ عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي حازمٍ التمار عن البياضي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون، وقد علت أصواتهم بالقراءة، فقال: ((إن المصلي مناجٍ ربه، فلينظر ما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعضٍ بالقرآن)).(2/345)
#346#
محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي
491- وعن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيدٍ الخدري أنه قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج فيكم قومٌ تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، تنظر في النصل فلا ترى شيئاً، ثم تنظر في القدح فلا ترى شيئاً ثم تنظر في الريش فلا ترى شيئاً، وتتمارى في الفوق)).(2/346)
#347#
492- وعن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله عن عمير بن سلمة الضمري أنه أخبره عن البهزي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يريد مكة وهو محرمٌ، حتى إذا كان بالروحاء إذا حمارٌ وحشيٌ عقيرٌ، فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((دعوه، فإنه يوشك أن يأتي صاحبه فجاء البهزي وهو صاحبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، شأنكم بهذا الحمار، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكرٍ فقسمه بين الرفاق، ثم مضى حتى إذا كان بالأثاية بين الرويثة والعرج إذا ظبيٌ حاقفٌ في ظلٍ وفيه سهمٌ، فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً أن يقف عنده لا يريبه أحدٌ من الناس حتى تجاوزه.(2/347)
#348#
سليمان بن يسارٍ
حديثٌ واحدٌ
493- مالكٌ عن يحيى بن سعيدٍ عن سليمان بن يسارٍ: أن عبد الله بن عباسٍ وأبا سلمة بن عبد الرحمن اختلفا في المرأة تنفس بعد وفاة زوجها بليالٍ، فقال ابن عباسٍ: آخر الأجلين، وقال أبو سلمة: إذا نفست فقد حلت. فجاء أبو هريرة فقال: أنا مع ابن أخي، يعني أبا سلمة. فبعثوا كريباً مولى ابن عباس إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم يسألها عن ذلك، فجاءهم فأخبرهم أنها قالت: ولدت سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بليالٍ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((قد حللت فانكحي من شئت)).(2/348)
#349#
عمرة بنت عبد الرحمن
ستة أحاديث
494- مالكٌ عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي الصبح، فينصرف النساء متلفعاتٍ بمروطهن ما يعرفن من الغلس.(2/349)
495- وبه: أن يهودية جاءت تسألها، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر. فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيعذب الناس في قبورهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائذاً بالله من ذلك، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداةٍ مركباً، فخسف بالشمس فرجع ضحى، فمر بين ظهراني الحجر، ثم قام يصلي وقام الناس وراءه #350# فقام قياماً طويلاً، ثم ركع ركوعاً طويلاً، ثم رفع فقام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فسجد، ثم قام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فقام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعاً طويلاً وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فسجد، ثم انصرف فقال ما شاء الله أن يقول، ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر.(2/349)
496- وبه: أن عائشة قالت: لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء، لمنعهن المسجد كما منعه نساء بني إسرائيل. قال يحيى: فقلت لعمرة: أَوَ منع نساء بني إسرائيل المسجد؟ قال: فقالت عمرة: نعم.(2/350)
497- وبه: أنها سمعت عائشة تقول: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس ليالٍ بقين من ذي القعدة ولا نرى إلا أنه الحج فلما دنونا من مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن معه هديٌ إذا طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة أن يحل. قالت: #351# عائشة: فدخل علينا يوم النحر بلحم بقرٍ، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أزواجه.
قال يحيى: فذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمدٍ فقال: أتتك بالحديث على وجهه.(2/350)
498- وعن عمرة ابنة عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري أنها أخبرته عن حبيبة بنت سهلٍ الأنصارية أنها كانت تحت ثابت بن قيس بن شماسٍ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصبح فوجد حبيبة بنت سهلٍ عند بابه في الغلس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من هذه؟)) فقالت: أنا حبيبة بنت سهلٍ، فقال: ((ما شأنك؟)) فقالت: لا أنا ولا ثابت ابن قيسٍ لزوجها. فلما جاء ثابت بن قيس قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذه حبيبة بنت سهلٍ، قد ذكرت ما شاء الله أن تذكر))؛ فقالت حبيبة: يا رسول الله، كل ما أعطاني فهو عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابتٍ ((خذ منها)) فأخذ منها، وجلست في أهلها.(2/351)
#352#
499- وبه: عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: ما طال علي وما نسيت: القطع في ربع دينارٍ فصاعداً.(2/352)
بشير بن يسارٍ
حديثان
500- مالكٌ عن يحيى بن سعيدٍ عن بشير بن يسارٍ مولى بني حارثة أن سويد ابن النعمان أخبره أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر، حتى إذا كانوا بالصهباء وهي من أدنى خيبر صلى العصر، ثم دعا بالأزواد فلم يؤت إلا بالسويق، فأمر به فثري فأكل وأكلنا، ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا، ثم صلى ولم يتوضأ.(2/352)
#353#
501- وبه: عن بشير بن يسارٍ عن أبي بردة بن نيارٍ أنه ذبح أضحيته قبل أن يذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأضحى، فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يعود بضحيةٍ أخرى، فقال أبو بردة: لا أجد إلا جذعاً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لم تجد إلا جذعاً فاذبحه)).(2/353)
محمد بن يحيى بن حبان
ثلاثة أحاديث
502- مالكٌ عن يحيى بن سعيدٍ عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع ابن حبان عن ابن عمر أنه كان يقول: إن ناساً يقولون: إذا قعدت على حاجتك فلا تستقبل القبلة ولا بيت المقدس. قال عبد الله بن عمر: لقد ارتقيت على ظهر بيتٍ لنا، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على لبنتين مستقبلاً بيت المقدس لحاجته وقال: ((لعلك من الذين يصلون على أوراكهم)) فقلت: لا أدري والله، يعني الذي يسجد ولا يرتفع عن الأرض، يسجد وهو لاصقٌ بالأرض.(2/353)
#354#
503- وبه: عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز أن رجلاً من بني كنانة يدعى المخدجي سمع رجلاً في الشام يدعى أبا محمد يقول: إن الوتر واجبٌ قال المخدجي: فرحت إلى عبادة ابن الصامت فاعترضت له وهو رائحٌ إلى المسجد فأخبرته بالذي قال أبو محمدٍ فقال عبادة: كذب أبو محمدٍ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئياً استخفافاً بحقهن كان له عهدٌ عند الله أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن استخفافاً بحقهن فليس له عند الله عهدٌ إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة.(2/354)
#355#
504- وبه: عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن أبي عمرة الأنصاري أن زيد ابن خالد الجهني قال: توفي رجلٌ يوم خيبر، وإنهم ذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فزعم أنه قال لهم: ((صلوا على صاحبكم)) فتغيرت وجوه الناس لذلك، فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن ((صاحبكم قد غل في سبيل الله)) قال: ففتحنا متاعه، فوجدنا فيه خرزاتٍ من خرز يهود ما يساوين درهمين.(2/355)
عبادة بن الوليد
حديثٌ واحدٌ
505- مالكٌ عن يحيى بن سعيدٍ عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: أخبرني أبي عن عبادة بن الصامت قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في اليسر والعسر، والمكره والمنشط، ولا ننازع الأمر أهله، وأن نقول أو #356# نقوم بالحق حيثما كنا، لا نخاف في الله لومة لائمٍ.(2/355)
أبو صالحٍ السمان
حديثٌ واحدٌ
506- مالكٌ عن يحيى بن سعيدٍ عن أبي صالحٍ السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لولا أن أشق على أمتي، لأحببت أن لا أتخلف عن سريةٍ تخرج في سبيل الله، ولكن لا أجد ما أحملهم عليه، ولا يجدون ما يتحملون عليه فيخرجون، ويشق عليهم أن يتخلفوا بعدي، فوددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل، ثم أحيا فأقتل، ثم أحيا فأقتل.(2/356)
#357#
سعيدٌ المقبري
حديثٌ واحدٌ
507- مالكٌ عن يحيى بن سعيدٍ عن سعيد بن أبي سعيدٍ المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أنه قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن قتلت في سبيل الله صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبرٍ، أيكفر الله عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم فلما أدبر الرجل ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أمر به فنودي له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كيف قلت؟)) فأعاد عليه قوله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعم إلا الدين، كذلك قال لي جبريل)).(2/357)
عمر بن كثيرٍ بن أفلح
حديثٌ واحدٌ
508- مالكٌ عن يحيى بن سعيدٍ عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمدٍ مولى أبي قتادة عن أبي قتادة بن ربعي أنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنينٍ، فلما التقينا كانت للمسلمين جولةٌ، قال: فرأيت رجلاً من المشركين قد #358# علا رجلاً من المسلمين، قال: فاستدرت له حتى أتيته من ورائه، فضربته بالسيف على حبل عاتقه حتى قطعت الدرع، قال: فأقبل علي فضمني ضمةً وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني. قال: فلقيت عمر بن الخطاب فقلت: ما بال الناس؟ فقال: أمر الله، ثم إن الناس تراجعوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قتل قتيلاً له عليه بينةٌ، فله سلبه)) قال: فقمت فقلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال الثانية ((من قتل قتيلاً له عليه بينةٌ، فله سلبه)) قال: فقمت، ثم قلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال ذلك الثالثة، فقمت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما لك يا أبا قتادة؟)) فاقتصصت عليه القصة، فقال رجلٌ من القوم: صدق يا رسول الله، وسلب ذلك القتيل عندي، فأرضه منه يا رسول الله، فقال أبو بكرٍ: لاها الله، إذاً لا يعمد إلى أسدٍ من أسد الله يقاتل عن الله وعن رسوله فيعطيك سلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صدق، فأعطه إياه)) #359# قال أبو قتادة: فأعطانيه، فبعث الدرع، فابتعت به مخرفاً في بني سلمة، فإنه لأول مالٍ تأثلته في الإسلام.(2/357)
واقد بن سعدٍ
حديثٌ واحدٌ
509- مالكٌ عن يحيى بن سعيدٍ عن واقد بن سعدٍ بن معاذٍ عن نافع بن جبير ابن مطعمٍ عن مسعود بن الحكم عن علي ابن أبي طالبٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم في الجنائز، ثم جلس بعد.(2/359)
#360#
أبو بكر بن حزمٍ
حديثٌ واحدٌ
510- مالكٌ عن يحيى بن سعيدٍ عن أبي بكر بن محمدٍ ابن عمرو بن حزمٍ عن عمر بن عبد العزيز عن أبي بكرٍ بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشامٍ عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما رجلٍ أفلس فأدرك الرجل ماله بعينه فهو أحق به من غيره.(2/360)
أبو الحباب
حديثٌ واحدٌ
511- مالكٌ عن يحيى بن سعيدٍ قال: سمعت أبا الحباب سعيد بن يسارٍ يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أمرت بقريةٍ تأكل القرى، يقولون: يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد)).(2/360)
#361#
أبو سلمة
حديثٌ واحدٌ
512- مالكٌ عن يحيى بن سعيدٍ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: سمعت أبا قتادة ابن ربعي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم الشيء يكرهه، فلينفث عن يساره ثلاث مراتٍ إذا استيقظ ويتعوذ من شرها، فإنها لن تضره إن شاء الله)) قال أبو سلمة: إن كنت لأرى الرؤيا هي أثقل علي من الجبل، فلما سمعت هذا الحديث فما كنت لأباليها.
كمل حديث يحيى بن سعيدٍ، وهو ستةٌ وعشرون حديثاً.(2/361)
#362#
يوسف بن يونس
حديثٌ واحدٌ
513- مالكٌ عن يوسف بن يونس بن حماسٍ عن عمه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لتتركن المدينة على أحسن ما كانت، حتى يدخل الكلب فيغذي على بعض سواري المسجد أو على المنبر)) قالوا: يا رسول الله، فلمن يكون الثمر ذلك الزمان؟ قال: ((للعوافي: الطير والسباع)).(2/362)
يزيد بن رومان
حديثٌ واحدٌ
514- مالكٌ عن يزيد بن رومان عن صالح بن خواتٍ عمن صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع صلاة الخوف أن طائفةً صفت معه وطائفةً وجاه العدو، #363# فصلى بالذين معه ركعةً، ثم ثبت قائماً وأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا وصفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالساً وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم.(2/362)
يزيد بن الهاد
حديثان
515- مالكٌ عن يزيد بن عبد الله ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنه قال: خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار فجلست معه فحدثني عن التوراة وحدثته عن النبي صلى الله عليه وسلم فكان فيما حدثته أني قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير يومٍ طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابةٍ إلا وهي مصيخةٌ يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة إلا الجن والإنس، وفيه ساعةٌ لا يصادفها عبدٌ مسلمٌ وهو #364# يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه)) فقال كعبٌ: ذلك في كل سنةٍ يومٌ، فقلت: بل في كل جمعةٍ، قال: فقرأ كعبٌ التوراة، فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أبو هريرة: فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال: من أين أقبلت؟ فقلت: من الطور، فقال: لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت إليه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد، إلى المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى مسجد إيلياء أو بيت المقدس))؛ يشك أيهما. قال قال أبو هريرة: ثم لقيت عبد الله بن سلامٍ فحدثته بمجلسي مع كعبٍ وما حدثته في يوم الجمعة، فقلت له: قال كعبٌ: ذلك في كل سنةٍ يومٌ، فقال عبد الله بن سلامٍ: كذب كعبٌ، قال: فقلت: ثم قرأ كعبٌ التوراة فقال: بل هي في كل جمعةٍ، فقال عبد الله: صدق كعبٌ، ثم قال عبد الله بن سلامٍ: قد علمت أية ساعةٍ هي، قال أبو هريرة: فأخبرني بها ولا تضن علي، فقال عبد الله بن سلامٍ: هي آخر ساعةٍ من يوم الجمعة، فقال أبو هريرة كيف تكون آخر ساعةٍ من يوم الجمعة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يصادفها عبدٌ مسلمٌ وهو يصلي وتلك ساعةٌ لا يصلي فيها))؟ فقال عبد الله بن سلامٍ: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جلس مجلساً ينتظر الصلاة فهو في صلاةٍ حتى يصلي؟ قال: فقلت: بلى، فقال: هو ذلك.(2/363)
#365#
516- وبه: عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الوسط من رمضان، فاعتكف عاماً. حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين، وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه، قال: ((من كان اعتكف معي فليعتكف في العشر الأواخر، فقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيته، وقد رأيتني أسجد في صبيحتها في ماءٍ وطينٍ، فالتمسوها في العشر الآخر، والتمسوها في كل وترٍ)) قال أبو سعيدٍ: فأمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجد على عريشٍ، فوكف المسجد. قال أبو سعيدٍ: فنظرت عيناني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبينه وأنفه أثر الماء والطين في صبح واحدٍ وعشرين.(2/365)
#366#
يزيد بن عبد الله بن قسيطٍ
حديثٌ واحدٌ
517- مالكٌ عن يزيد بن عبد الله بن قسيطٍ عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أمه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يستمتع بجلود الميتة إذا دبغت.(2/366)
يزيد بن خصيفة
ثلاثة أحاديث
518- مالكٌ عن يزيد بن خصيفة أن السائب بن يزيد أخبره أنه سمع سفيان بن أبي زهيرٍ، وهو رجلٌ من أزد شنوءة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يحدث ناساً معه عند باب المسجد فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من اقتنى كلباً لا يغني عنه زرعاً ولا ضرعاً نقص من عمله كل يومٍ قيراطٌ)) قال: أنت سمعت هذا من #367# رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أي ورب هذا المسجد.(2/366)
519- وعن يزيد بن خصيفة أن عمرو بن عبد الله بن كعب السلمي أخبره أن نافع بن جبير بن مطعمٍ أخبره عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عثمان: وبي وجعٌ قد كاد يهلكني. قال: فقال لي: ((امسح بيمينك سبع مرات، وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد)) قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله ما كان بي، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم.(2/367)
520- وعن يزيد بن خصيفة عن عروة بن الزبير أنه قال: سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يصيب المؤمن من مصيبةٍ حتى الشوكة إلا قص بها أو كفر بها من خطاياه)) لا يدري يزيد أيتهما قال عروة.(2/367)
#368#
يزيد بن زيادٍ
حديثٌ واحدٌ
521- مالكٌ عن يزيد بن زيادٍ عن محمد بن كعبٍ القرظي أنه قال: قال معاوية بن أبي سفيان وهو على المنبر: أيها الناس، إنه لا مانع لما أعطى الله، ولا معطي لما منع الله، ولا ينفع ذا الجد منه الجد، من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين. ثم قال: سمعت هؤلاء الكلمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الأعواد.(2/368)
#369#
ذكر حديث من ذكر بكنيته ولم يتفق على تسميته وهم ثلاثةٌ لهم أربعة أحاديث
أبو بكر بن عمر
حديثٌ واحدٌ
522- مالكٌ عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن سعيد بن يسارٍ أنه قال: كنت أسير مع عبد الله بن عمر بطريق مكة، قال سعيدٌ: فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت ثم أدركته، فقال لي عبد الله بن عمر: أين كنت؟ فقلت: خشيت الفجر فنزلت فأوترت، فقال: أليس لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوةٌ حسنةٌ؟ فقلت: بلى والله؛ قال: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير.(2/369)
#370#
أبو بكر بن نافع
حديثان
523- مالكٌ عن أبي بكر بن نافعٍ عن أبيه عن صفية ابنة أبي عبيد أنها أخبرته أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر الإزار: فالمرأة يا رسول الله؟ قال: ((ترخي شبراً)) قالت أم سلمة: إذن، ينكشف عنها، قال: ((فذراعاً لا تزيد عليه)).(2/370)
524- وعن أبي بكر بن نافعٍ عن أبيه عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحى.(2/370)
#371#
أبو ليلى
حديثٌ واحدٌ
525- مالكٌ عن أبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن سهلٍ عن سهلٍ بن أبي حثمة أنه أخبره هو ورجلٌ من كبراء قومه: أن عبد الله بن سهل ومحيصة خرجا إلى خيبر من جهدٍ أصابهم فأتي محيصة فأخبر أن عبد الله بن سهلٍ قد قتل وطرح في فقير بئرٍ أو عينٍ، فأتى يهود فقال: أنتم والله قتلتموه، قالوا: والله ما قتلناه. فأقبل حتى قدم على قومه، فذكر ذلك لهم، ثم أقبل هو وأخوه حويصة وهو أكبر منه وعبد الرحمن بن سهلٍ، فذهب محيصة ليتكلم وهو الذي كان بخيبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحيصة: ((كبر كبر)) يريد السن، فتكلم حويصة ثم تكلم محيصة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إما أن يدوا صاحبكم وإما أن يؤذنوا بحربٍ)) فكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فكتبوا: إنا والله ما قتلناه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحويصة ومحيصة وعبد الرحمن: ((أتحلفون وتستحقون دم صاحبكم؟)) قالوا: لا، قال: ((أفتحلف لكم يهود؟)) قالوا: ليسوا بمسلمين. فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده، فبعث إليهم بمئة ناقةٍ حتى أدخلت عليهم الدار. قال سهلٌ: لقد ركضتني منها ناقةٌ حمراء.(2/371)
#372#
ذكر حديث مالك عمن لم يسمه وهما حديثان في موضعين
526- مالكٌ عن الثقة عنده عن بكير بن الأشج عن عبد الرحمن بن الحباب السلمي عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يشرب التمر والزبيب جميعاً، والزهو والرطب جميعاً.(2/372)
527- وعن الثقة عنده عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيدٍ عن أبي سعيدٍ الخدري عن أبي موسى الأشعري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الاستئذان ثلاثٌ، فإن أذنوا لك فادخل، وإلا فارجع)).(2/372)
#373#
آخر الجزء الثالث من الملخص
وهو آخر الكتاب بعون الله وتأييده. فعدد من وقع فيه ممن روى عنه مالكٌ اثنان وثلاثون رجلاً، لجميعهم فيه مئة حديثٍ وثلاثةٌ وأربعون حديثاً. وعدد جميع من وقع في جملة الملخص ممن روى عنه مالكٌ ثمانون رجلاً، لجميعهم فيه خمس مئة حديثٍ وتسعة عشر حديثاً؛ نفع الله بما فيه.
هذا الكتاب مرتبٌ على حروف المعجم على ترتيب بلاد المغرب، وهو على هذه الصفة. فما كان من الحروف مذكوراً فيه فهو بسوادٍ، وما لم يذكر فيه فهو بحمرة؛ وهذه صورته:
أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز ط ظ ك ل م ن ص ض ع غ ف ق س ش هـ و ي.(2/373)