لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام (130)
جزء فيه أحاديث عوال وحكايات وأشعار
للإمام الحافظ
ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي الدمشقي الحنبلي
(569 - 643 هـ)
رحمه الله تعالى
تحقيق
محمد بن ناصر العجمي
دار البشائر الإسلامية
الطبعة الأولى
1430 هـ - 2009 م(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
* أخبرنا الشيخ الجليل، أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر السلمي قراءة عليه وأنا أسمع سنة ست وسبعين وخمس مائة بدمشق، قيل له: أخبركم الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني قراءةً عليه وأنا أسمع سنة خمس وخمس مائة بدمشق، قيل له: أخبركم أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم التميمي، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس الميانجي، قال: أنبا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، حدثنا هريم بن عبد الأعلى بن الفرات الأسدي أبو حمزة، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت أبي يذكر، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال:
لما نزلت {يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} إلى قوله عز وجل {وأنتم لا تشعرون} قال ثابت بن قيس: أنا والله الذي كنت أرفع صوتي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإني أخشى أن يكون الله تبارك وتعالى قد غضب علي، قال: فحزن واصفر، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عنه، فقيل: يا نبي الله إنه يقول: أخشى أن أكون من أهل النار، قد كنت أرفع صوتي عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : ((بل هو من أهل الجنة))، قال: فكنا نراه يمشي بين أظهرنا رجلاً من أهل الجنة.(1/19)
انفرد مسلم بإخراجه عن هريم بن عبد الأعلى.
* قرئ على شيخ الشيوخ أبي الفتح عمر بن علي بن محمود بن حمويه ونحن نسمع سنة سبع وسبعين وخمس مائة بدمشق، أخبركم أبو القاسم علي بن الحسن بن محمد الصفار، أخبرنا أبو القاسم القشيري، أخبرنا أبو الحسن الخفاف، أخبرنا أبو العباس السراج، حدثنا قتيبة بن سعيد، وأخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود البوصيري بقراءتي عليه بفسطاط مصر، قلت له: أخبركم أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني قراءةً عليه، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين النيسابوري، حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه قراءةً علينا لفظاً، حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبناً ثم دعا بماءٍ فتمضمض ثم قال: ((إن له دسماً)).
أخرجه محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج، وأبو داود السجستاني، وأبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن النسائي، خمستهم عن قتيبة بن سعيد هذا.
* أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني بأصبهان، أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد وأنا حاضر أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن عبد الله أبو بشر، حدثنا(1/20)
أحمد بن يونس، حدثنا عاصم بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يزال هذا الأمر في قريشٍ ما بقي في الناس اثنان)).
عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
أخرجه البخاري ومسلم عن أحمد بن عبد الله بن يونس.
* أخبرنا أبو جعفر الصيدلاني هذا بقراءتي عليه بأصبهان، قلت له: أخبركم الحسن بن أحمد الحداد وأنت حاضر، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن عبد الله سمويه، حدثنا أبو جعفر النفيلي، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي محذورة، قال: سمعت عبد الملك بن أبي محذورة يذكر أنه سمع أبا محذورة قال: ألقى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان حرفاً حرفاً: ((الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، مرتين، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، مرتين، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله))، وكان يقول في الفجر: ((الصلاة خيرٌ من النوم)).
أخرجه أبو داود السجستاني عن أبي جعفر النفيلي هذه الرواية.
ورواه مسلم في ((صحيحه)) بنحوه من حديث أبي محذورة -واسمه سمرة بن معير. وقد اختلف في اسمه-، عن أبي غسان مالك بن(1/21)
عبد الواحد، وإسحاق بن راهويه، كليهما عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن أبي عامر الأحول، عن مكحول، عن عبد الله بن محيريز، عن أبي محذورة.
ففي طريق العدد إلى أبي محذورة كأن شيخنا سمعه من مسلم بن الحجاج.
ومن الأحاديث التي وقعت لمسلم أعلى من رواية البخاري:
* أخبرنا أبو طاهر المبارك بن المبارك بن المعطوش بقراءتي عليه بالجانب الغربي من بغداد، قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءةً عليه، أخبرنا الحسن بن علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا معتمر، عن كهمس، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوةً.
صحيح، أخرجه مسلم بنحوه عن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، ورواه البخاري عن أحمد بن الحسن الترمذي، عن أحمد بن حنبل.(1/22)
* الثاني من ذلك: أخبرنا الشيخ الجليل أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله الأمين بقراءتي عليه ببغداد قلت له: أخبركم أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور قراءةً عليه، أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قراءةً عليه وأنا أسمع، حدثنا داود بن رشيد أبو الفضل الخوارزمي، حدثنا الوليد بن مسلم، عن أبي غسان محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن علي بن الحسين، عن سعيد بن مرجانة، عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أعتق رقبةً أعتق الله عز وجل بكل عضوٍ منها عضواً منه من النار، حتى فرجه بفرجه)).
أخرجه مسلم عن داود بن بن رشيد، وأخرجه البخاري عن محمد بن عبد الرحيم، عن داود به.
* الثالث من ذلك: أخبرنا عبد الواحد بن القاسم بن الفضل الصيدلاني بأصبهان، أخبرنا إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك قراءةً عليه، أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي القاضي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا محمد بن يعقوب الحافظ، أخبرنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب، حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن عبد الحميد صاحب الزيادي، سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: ((قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من(1/23)
عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم))، فنزلت: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام .. .. } الآية.
أخرجه مسلم عن عبيد الله بن معاذ.
وأخرجه البخاري عن أحمد غير منسوب، عن عبيد الله، وقيل: إن أحمد هذا هو ابن النضر بن عبد الوهاب، والله أعلم.
* الرابع من ذلك: أخبرنا أبو المجد زاهر بن أبي طاهر الثقفي بأصبهان، أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي، أخبرنا سعيد بن محمد البحيري، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، حدثنا الحسن بن(1/24)
سفيان النسوي، حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثني أبي يعني عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن محمد بن المنكدر قال: رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن صائد الدجال، فقلت: تحلف بالله؟! فقال: إني سمعت عمر رضي الله عنه يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم .
سقط من هذه الرواية شعبة ولا بد منه، ورواه مسلم عن عبيد الله بن معاذ، ورواه البخاري عن حماد بن حميد، عن عبيد الله بن معاذ.
ولم أجد في الصحيحين من هذا النوع سوى هذه الأحاديث المذكورة.
* قرئ على الشيخ أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن الحراني ونحن نسمع بدمشق، أخبركم أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن مسرور الزاهد، أخبرنا أبو سهل بشر بن أحمد الإسفراييني، حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن غالب النسوي، حدثنا يحيى بن يحيى، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب.
أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى النيسابوري.(1/25)
* وقرئ على أبي عبد الله محمد بن علي ونحن نسمع، أخبركم محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي، قال: أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أخبرنا بشر بن أحمد، حدثنا داود بن الحسين البيهقي، حدثنا يحيى بن يحيى، حدثنا أبو عوانة، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: فرض الله عز وجل الصلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم في الحضر أربعاً، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعةً.
أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى.
* أخبرنا العدل أبو المجد الفضل بن الحسين بن إبراهيم بن سليمان بن البانياسي قراءةً عليه ونحن نسمع سنة سبع وسبعين وخمس مائة بدمشق، قيل له: أخبركم أبو الحسن علي وأبو الفضل محمد ابنا الحسن بن الحسين الموازيني ح وأخبرنا الشيخ أبو طالب الخضر بن هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن طاوس قراءةً عليه غير مرة سنة سبع وسبعين وخمس مائة بدمشق، قيل له: أخبركم الشريف النسيب أبو القاسم علي بن إبراهيم، وأبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد الحنائي، وأبو الحسن علي بن طاهر بن جعفر السلمي، قالوا جميعاً: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني، قال: أخبرنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي، المؤذن قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي، حدثنا أبو مسهر -هو عبد الأعلى بن مسهر الغساني- حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: قلت: يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس، قال: ((ائتوه فصلوا فيه))،(1/26)
قالت: فكيف، والروم إذ ذاك فيه؟ قال: ((فإن لم تستطيعوا فابعثوا بزيتٍ يسرج في قناديله)).
* أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر بأصبهان، أخبرنا أبو علي الحداد وأنا حاضر، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، أخبرنا أبو بشر إسماعيل بن عبد الله، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا يحيى بن حمزة، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني زيد بن أرطأة قال: سمعت جبير بن نفير يحدث عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينةٍ يقال لها: دمشق، من خير مدائن الشام)).
أخرجه أبو داود في ((سننه)).
* أخبرنا الإمام الواعظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أبي سعيد الأصبهاني كتابةً، أن أبا سعد محمد بن عبد الواحد بن عبد الوهاب أخبرهم، قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن محمد(1/27)
الحافظ المعروف بالدقاق قراءةً عليه، قال: أخبرنا الخال الصالح المتورع أبو بكر محمد بن عبد الواحد -هو ابن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد رحمه الله- فيما قرأت عليه من أصل سماعه فأقر به، قلت له: حدثكم أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الذكواني قراءةً عليه قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر، حدثنا أبو بشر يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود سليمان بن داود، حدثنا شعبة، عن محمد بن عمرو بن الحسن، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر، فرأى رجلاً يظلل عليه، فسأل فقالوا: صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ليس من البر الصوم في السفر)).
* قال محمد بن عبد الواحد: أنبأنا محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن سعيد أبو عبد الله فيما قرأت عليه من أصل سماعه، أخبرنا عبد الله، حدثنا محمد بن عاصم بن عبد الله، حدثنا أبو يحيى، عن الأعمش، عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اللهم أذقت أول قريشٍ نكالاً، فأذق آخرها نوالاً)).(1/28)
* قال محمد بن عبد الواحد المقدسي أخبرنا محمد بن عبد الواحد المديني الواعظ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن عبد الواحد الدقاق، أخبرنا أبو بكر بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد الدشتي بقراءتي عليه بقريته ليلاً، أخبرنا عبد الله بن محمد الخطيب، أخبرنا عبد الله بن محمد المقرئ، حدثنا عبد الله بن محمد المديني -هو ابن النعمان-، حدثنا أبو نعيم، حدثنا جعفر بن برقان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد وهو القدح.
* أخبرنا أبو الفتوح يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف ببغداد، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز، أخبرنا محمد بن علي بن المهتدي بالله قال: قرأت على أبي الحسن علي بن عمر السكري، حدثنا أحمد هو ابن الحسن الصوفي قال: سمعت الحسن بن حماد يقول: سمعت محمد بن عبيد الطنافسي الأحدب يقول: سمعت الأعمش يقول: إذا رأيت الشيخ لا يسمع الحديث اشتهيت أن أصفع له.
* أخبرنا أبو محمد المكرم بن هبة الله بن المكرم بن عبد الله الصوفي بظاهر دمشق، أخبرنا إسماعيل بن أحمد بن محمد النيسابوري، أخبرنا عبد الباقي بن محمد بن غالب العطار، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس، حدثنا أحمد هو ابن محمد بن أبي شيبة، أخبرنا زيد بن أخزم قال: سمعت عبد الله بن داود يقول: نول الرجل أن يكره(1/29)
ولده على طلب الحديث. وقال: ليس الدين بالكلام إنما الدين بالآثار. وقال في الحديث: من أراد دنيا دنيا، ومن أراد به آخرة؛ آخرة.
* أخبرنا عبد الرحمن بن علي اللخمي قراءةً عليه بدمشق، أخبرنا هبة الله بن أحمد بن علي، أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن، عن أبي عثمان، حدثنا محمد بن زرقويه، حدثنا عثمان بن أحمد، حدثنا إسحاق بن سنين الختلي، حدثنا الحسين بن علي بن يزيد، حدثنا محرز بن جبير المروزي قال: قلت لابن المبارك: يا أبا عبد الرحمن، لو خرجت فجلست مع أصحابك، قال: إني إذا كنت في المنزل جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . يعني ينظر في الكتب.
* أخبرنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل الطرسوسي إذناً، وأخبرنا عنه أبو عبد الله محمد بن محمد بن منصور الواعظ الأصبهاني بباب نهاوند، قال: أخبرنا الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي من لفظه، أخبرنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الإمام بهراة، قال: أخبرنا أبو الفضل عمر بن إبراهيم بن إسماعيل الزاهد إملاءً، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد بن العباس الساوي بمرو، حدثنا أبو الحسن بن محمد بن أبي بكر المروزي، حدثنا علي بن محمد المروزي، حدثنا أبو الفضل صالح بن محمد، قال: سمعت أبا يعقوب البويطي، قال: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: إذا رأيت صاحب حديث فكأني رأيت رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، هو بمنزلته، قال لنا الشافعي: جزاهم الله عنا خيراً، إنهم حفظوا لنا الأصل فلهم علينا فضل.(1/30)
وقد روى يونس بن عبد الأعلى الصدفي عن الإمام الشافعي نحو هذا.
* أخبرنا الشيخ العدل أبو الضوء شهاب بن محمود بن أبي الحسن الشذياني بقراءتي عليه بجامع هراة قلت له: أخبركم أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قراءةً عليه، قال: سمعت أبا القاسم أحمد بن محمد بن محمد بن إسحاق الدندانقاني بمكة، سمعت أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم الصوري بصور، حدثني أبو القاسم ثابت بن أحمد بن الحسين البغدادي لفظاً قال: رأيت أبا القاسم سعد بن محمد الزنجاني في المنام يقول لي مرةً بعد أخرى: يا أبا القاسم: إن الله تعالى يبني لأهل الحديث أو لأصحاب الحديث بكل مجلسٍ يجلسونه بيتاً في الجنة.
* وأخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي في كتابه وأنشد لنفسه:
دين النبي وشرعه أخباره ... وأجل علم يقتنى آثاره
من كان مشتغلاً بها وبنشرها ... بين البرية لا عفت آثاره(1/31)
* وله أيضاً:
يا قاصداً علم الحديث يذمه ... إذ ضل عن طرق الهداية وهمه
إن العلوم كما علمت كثيرةٌ ... وأجلها فقه الحديث وعلمه
من كان طالبه وفيه تيقظٌ ... فأتم سهمٍ في المعالي سهمه
لولا الحديث وأهله لم يستقم ... دين النبي وشذ عنا حكمه
وإذا استراب بقولنا متحذلقٌ ... فأَكَلُّ فهمٍ في البسيطة فهمه
* وأخبرنا الحافظ أبو موسى محمد بن عمر المديني الأصبهاني في كتابه: أن أبا عبد الله محمد بن أبي الوفا محمد بن أبي الحسن محمد الفقيه المديني أنشدهم لنفسه يمدح أصحاب الحديث في مجلس الشيخ إسماعيل السراج.
أحق أناس يستضاء بهديهم ... أئمة أصحاب الحديث الأفاضل
خلائف أصحاب الرسول ذوو الحجا ... لهم رتبٌ عليا وأسنى الفضائل
فلولاهم لم يعرف الشرع عالمٌ ... ولم تك فتوى في فنون المسائل
وهل نشر الآثار قومٌ سواهم ... فهم حفظوها ناقلاً بعد ناقل
فديتهم من عصبةٍ علم الهدى ... لقد أحرزوا فضلاً على كل فاضل
هم القوم لا يشقى لعمري جليسهم ... فمن خانهم يحظى بغير الفضائل
* وأخبرنا أبو الضوء شهاب بن محمود الهروي المعدل واسمه محمد، وعرف بشهاب بقراءتي عليه بجامع هراة، قلت له: أخبركم أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، قال: أنشدنا أبو بكر عبد الله بن(1/32)
عمران الباقلاني إملاءً بواسط، أنشدنا أبو الكرم خميس بن علي الحوزي لنفسه:
تركت مقالات الكلام جميعها ... لمبتدع يزهو بهن إلى الردى
ولازمت أصحاب الحديث لأنهم ... دعاةٌ إلى سبل المكارم والهدى
وهل ترك الإنسان في الدين غايةً ... إذا قال قلدت النبي محمدا
آخره، ولله المنة على ذلك.(1/33)