بسم الله الرحمن الرحيم
الكتاب : جزء ابن جريج
المؤلف : أبو الوليد وأبو خالد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشي الأموي المكي
(150هـ).
مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث
الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع(1/1)
1 - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ الْقَيْسِيُّ ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي عبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ بَنِي تَيْمٍ لا يُكَذِّبُهُ ، قَالَ : أَخْبَرْتُ عَائِشَةَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ وَقَالَتْ : يَغْفِرُ اللَّهُ لأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، لَيْسَ كَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَكِنَّهُ قَالَ : " إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ(1/2)
3 - سَمِعْتُ عَطَاءً ، يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ فَلا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا (1)
__________
(1) اللعق : لعق العسل ونحوه لعقا : لحسه بلسانه أو بإصبعه(1/3)
4 - حدثنا محمد ، نا روح ، نا ابن جريج ، قال : قُلْتُ لِعَطَاءٍ أَسَمِعْتَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ : إِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالطَّوَافِ بِالْبَيْتِ وَلَمْ تُؤْمَرُوا بِدُخُولِهِ ؟ قَالَ : لَمْ يَكُنْ يَنْهَى عَنْ دُخُولِهِ وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ : أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ دَعَا فِي نَوَاحِيهِ كُلِّهَا وَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى خَرَجَ ، فَلَمَّا خَرَجَ رَكَعَ فِي قُبُلِ الْبَيْتِ رَكْعَةً(1/4)
5 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، نا رَوْحٌ ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ : قَالَ عَطَاءٌ : " وَلِمَنْ أَهَلَّ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ مِمَّنْ لَهُ الْمُتْعَةُ بِالْحَجِّ خَالِصًا ، أَوْ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَهِيَ مُتْعَةٌ (1) ، سُنَّةُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ
__________
(1) المتعة : الاعتمار في أشهر الحج ثم التحلل ثم الإحرام للحج(1/5)
6 - ثُمَّ أَخْبَرَنِي قَالُ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيَّ ، فِي نَاسٍ مَعِي قَالَ : " أَهْلَلْنَا أَصْحَابَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجِّ خَالِصًا وَحْدَهُ(1/6)
7 - قَالَ عَطَاءٌ : قَالَ جَابِرٌ : قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيحَةَ رَابِعَةٍ مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحِلَّ (1) ، فَقَالَ لَنَا : " حُلُّوا ، وَأَصِيبُوا النِّسَاءَ " قَالَ عَطَاءٌ : وَلَمْ يَعْزِمْ عَلَيْهِمْ أَنْ يُصِيبُوا النِّسَاءَ وَلَكِنْ أَحَلَّهُنَّ لَهُمْ
__________
(1) الإحلال : الخروج من الإحرام ومحظوراته(1/7)
8 - قَالَ لِي عَطَاءٌ ، قَالَ جَابِرٌ " فَيَبْلُغُهُ عَنَّا أَنَّا نَقُولُ : فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَرَفَةَ إِلا خَمْسٌ أَمَرَنَا أَنْ نَحِلَّ (1) إِلَى نِسَائِنَا ، فَنَأْتِي عَرَفَةَ تَقْطُرُ مَذَاكِرُنَا الْمَنِيَّ ، قَالَ : وَيَقُولُ جَابِرٌ بِيَدِهِ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يُحَرِّكُهُمَا ، قَالَ : فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " قَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَتْقَاكُمْ لِلَّهِ وَأَصْدَقُكُمْ وَأَبَرُّكُمْ (2) ، وَلَوْلا الْهَدْيُ (3) لَحَلَلْتُ (4) كَمَا تَحِلُّونَ ، وَلَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ " قَالَ : فَحَلَلْنَا وَسَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
__________
(1) الإحلال : الخروج من الإحرام ومحظوراته
(2) البر : اسم جامع لكل معاني الخير والإحسان والصدق والطاعة وحسن الصلة والمعاملة
(3) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم والذبائح ، وقيل أيضا : من مال أو متاع
(4) حل المحرم وأحل : خرج من إحرامه فجاز له ما كان ممنوعا منه(1/8)
9 - قَالَ عَطَاءٌ ، قَالَ جَابِرٌ : " فَقَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ سِعَايَتِهِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بِمَا أَهْلَلْتَ يَا عَلِيُّ ؟ قَالَ : بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَاهْدِ وَامْكُثْ حَرَامًا كَمَا أَنْتَ قَالَ : وَأَهْدَى (1) لَهُ عَلِيٌّ هَدْيًا (2) فَقَالَ سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ : مُتْعَتُنَا هَذِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِلأَبَدِ ؟ قَالَ : لا بَلْ لِلأَبَدِ
__________
(1) الهدي : ما يُهْدَى إلى البَيْت الحَرام من النَّعَم لِتُنْحر، فأُطْلق على جَميع الإبِل وإن لم تَكُنْ هَدْياً
(2) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم ، وقيل أيضا : من مال أو متاع(1/9)
10 - أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ يُرِيدُ الثُّومَ فَلا يَغْشَانَا (1) فِي مَسَاجِدِنَا " فَقُلْتُ : مَا يَعْنِي ؟ قَالَ : أُرَاهُ يَعْنِي إِلا نَيِّئَةً
__________
(1) يغشى : يحضر ويأتي(1/10)
11 - أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَكَلَ هَذِهِ الْبَقْلَةَ فَلا يَغْشَانَا فِي مَسَاجِدِنَا(1/11)
12 - قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : قَالَ لِي عَطَاءٌ فِي حَدِيثٍ آخَرَ : " الثُّومَ وَالْبَصَلَ وَالْكُرَّاثَ فَلا يَغْشَانَا (1) فِي مَسَاجِدِنَا فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى بِهِ
__________
(1) يغشى : يحضر ويأتي(1/12)
13 - أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا (1) صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ (2) ، وَأَغْلِقُوا الأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا (3) قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا (4) آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَلَوْ أَنْ تَعْرِضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ
__________
(1) كفوا : احجبوهم وامنعوهم الخروج
(2) خلوهم : اتركوهم
(3) الإيكاء : سد فتحة الإناء وربط فم القربة
(4) خَمَّرَ الشَّيْء : غَطَّاه وستره(1/13)
14 - أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الزَّيَّاتِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ (1) ، وَلا يَسْخَبْ (2) ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ
__________
(1) الرفث : كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة ، وأصله الكلام الفاحش
(2) السَّخَب والصَّخَب : الصِياح واختلاط الأصوات(1/14)
15 - أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الزَّيَّاتِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ عَمِلٍ يَعْمَلُهُ ابْنُ آدَمَ فَهُوَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَهُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي (1) بِهِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ (2) فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ
__________
(1) أجزي : أكافئ وأعطي الأجر
(2) الخلوف : رائحة كريهة تخرج من الفم(1/15)
16 - أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الزَّيَّاتِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الصِّيَامُ جُنَّةٌ (1) لِلصَّائِمِ ، فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ
__________
(1) جنة : وقاية وحماية(1/16)
17 - أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ كَانَ يَصُومُ نِصْفَ الدَّهْرِ ، وَأَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى اللَّهِ صَلاةُ دَاوُدَ ، كَانَ يَرْقُدُ شَطْرَ (1) اللَّيْلِ ، ثُمَّ يَقُومُ ثُلُثَ اللَّيْلِ بَعْدَ شَطْرِهِ ، ثُمَّ آخِرَهُ " قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ : عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ كَانَ يَقُولُ : بَعْدَ شَطْرِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ
__________
(1) الشطر : النصف(1/17)
18 - أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، أَنَّ طَاوُسَ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ حُجْرًا الْمَدَرِيَّ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْعُمْرَى (1) مِيرَاثٌ
__________
(1) العمرى : هبة الشيء للغير للانتفاع به مدة عمره على أن يسترده صاحبه بعد موت الموهوب له بحسب الشروط التي أقرها الواهب(1/18)
19 - أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْقَارِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : " وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا أَنَا قُلْتُهُ ، مَنْ أَدْرَكَهُ الصُّبْحُ وَهُوَ جُنُبٌ فَلْيُفْطِرْ ، وَلَكِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ ، وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا أَنَا نَهَيْتُ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، وَلَكِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ هُوَ " قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ : إِذَا افْتُرِدَ(1/19)
20 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " لا يَمْسَحْ أَحَدُكُمْ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ (1) يَدَهُ ، فَإِنَّ الرَّجُلُ لا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ يُبَارَكُ فِيهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُزْهِدُ النَّاسَ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى عِنْدَ طَعَامِهِمْ ، وَلا تَرْفَعِ الْقَصْعَةَ (2) حَتَّى تَلْعَقَهَا أَوْ تُلْعِقَهَا ، فَإِنَّ آخِرَ الطَّعَامِ فِيهِ الْبَرَكَةُ
__________
(1) اللعق : لعق العسل ونحوه لعقا : لحسه بلسانه أو بإصبعه
(2) القصعة : وعاء يؤكل ويُثْرَدُ فيه وكان يتخذ من الخشب غالبا(1/20)
21 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِذَا طَعِمَ أَحَدُكُمْ فَسَقَطَتْ لُقْمَةٌ مِنْ يَدِهِ فَلْيُمِطْ (1) مَا رَابَهُ (2) مِنْهَا ، ثُمَّ لِيَطْعَمْهَا وَلا يَدَعْهَا (3) لِلشَّيْطَانِ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ يُبَارَكُ لَهُ
__________
(1) أماط : نحى وأبعد
(2) الريب : الشَّكُّ وقيل هو الشِّك مع التُّهمة
(3) يدع : يترك(1/21)
22 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ(1/22)
23 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاثْنَيْنِ ، وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ(1/23)
24 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَسْأَلُ عَنْ خَادِمِ الرَّجُلِ ، إِذَا كَفَاهُ الْمَشَقَّةَ وَالْحَرَّ ؟ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَدْعُوَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنْ كَرِهَ أَنْ يُطْعِمَ مَعَهُ ؟ فَلْيُطْعِمْهُ أُكْلَةً فِي يَدٍ(1/24)
25 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " أَلا لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلا وَهُوَ بِاللَّهِ حَسَنُ الظَّنِّ(1/25)
26 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ ، وَخَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ(1/26)
27 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ ، وَإِنِّي أَشْتَرِطُ عَلَى رَبِّي أَيُّ عَبْدٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ سَبَبْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا(1/27)
28 - وَعَنْ جَابِرٍ ، يَقُولُ : " رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رُقْيَةِ (1) الْحَيَّةِ لِبَنِي عَمْرٍو
__________
(1) الرقية : العوذة أو التعويذة التى تقرأ على صاحب الآفة مثل الحمى أو الصرع أو الحسد طلبا لشفائه(1/28)
29 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : " لَدَغَتْ رَجُلا مِنَّا عَقْرَبٌ وَنَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرْقِيهِ (1) ؟ قَالَ : " مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ
__________
(1) رقاه : عَوَّذه(1/29)
30 - وَبِهِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ : " مَا بَالُ أَجْسَامِ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً (1) أَتُصِيبُهُمْ حَاجَةٌ ؟ " ، قَالَتْ : لا ، وَلَكِنْ تُسْرِعُ إِلَيْهِمُ الْعَيْنُ ، أَفَنَرْقِيهِمْ (2) ؟ قَالَ : " وَبِمَاذَا ؟ " ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ ، قَالَ : " ارْقِيهِمْ
__________
(1) ضارعة : نحيفة ضعيفة
(2) رقاه : عَوَّذه(1/30)
31 - حدثنا محمد ، نا روح ، نا ابن جريج ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لا عَدْوَى ، وَلا صَفَرَ (1) ، وَلا غُولَ (2)
__________
(1) الصفر : داء يصيب البطن ويؤذيه ، وزعمت العرب أنه يعدي
(2) الغول : كانت العرب تزعم أن الغيلان في الصحراء ، وهي جنس من الشياطين فتظهر للناس وتتلون لهم فتضلهم عن الطريق فتهلكهم(1/31)
32 - وَسَمِعْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ يَذْكُرُ أَنَّ جَابِرًا فَسَّرَهُ لَهُمْ ، قَوْلُهُ " وَلا صَفَرَ " فَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ : الصَّفَرُ الْبَطْنُ ، فَقِيلَ لِجَابِرٍ كَيْفَ ؟ فَقَالَ : صِحَّانِ ، يُقَالُ : دَوَابُّ الْبَطْنِ ، وَلَمْ يُفَسِّرِ الْغُولَ (1)
__________
(1) الغول : كانت العرب تزعم أن الغيلان في الصحراوات ، وهي جنس من الشياطين تظهر للناس وتتلون لهم فتضلهم عن الطريق فتهلكهم(1/32)
33 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لا يَغْرِسُ مُسْلِمٌ غِرَاسًا وَلا زَرْعًا ، فَيَأْكُلُ مِنْهُ سَبُعٌ أَوْ طَائِرٌ أَوْ شَيْءٌ ، إِلا كَانَ لَهُ فِيهِ أَجْرٌ(1/33)
34 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الصُّوَرِ فِي الْبَيْتِ ، وَنَهَى الرَّجُلَ أَنْ يَصْنَعَ ذَلِكَ(1/34)
35 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : " اعْتَزَلَ (1) النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ شَهْرًا ، فَخَرَجَ صُبْحَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا أَصْبَحْنَا مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " ، ثُمَّ طَبَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَدَيْهِ ثَلاثًا مَرَّتَيْنِ بِالأَصَابِعِ كُلِّهَا ، وَالثَّالِثَةُ بِتِسْعٍ مِنْهَا
__________
(1) اعتزل : من العزلة وهي البعد والتنحي والهجر(1/35)
36 - حدثنا محمد ، نا روح ، نا ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله ، يقول : « أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهى أن نسمي بيعلى ، وببركة ، وبأفلح ، وبيسار ، وبنافع ونحو ذلك ، ثم رأيته سكت بعد عنها فلم يقل شيئا ، ثم قبض ولم ينه عن ذلك ، ثم أراد عمر أن ينهى عن ذلك ثم تركه »(1/36)
37 - حدثنا محمد ، نا روح ، نا ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله ، يقول : « لبس رجل حلة (1) حمراء فاختال فيها فخسف به ، فهو يتجلجل (2) فيها إلى يوم القيامة » قال أبو الزبير : أخبرني بذلك أبو صالح الزيات ، عن أبي هريرة
__________
(1) الحُلَّة : ثوبَان من جنس واحد
(2) يتجلجل : يغوص ويضطرب ويسيخ في الأرض(1/37)
38 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ مِنَ الْبَيْعِ لَيْسَ بِمُخَمَّرٍ (1) فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْلا خَمَّرْتَهُ (2) وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرِضُهُ (3)
__________
(1) المخمر : المغطى
(2) خَمَّرَ الشَّيْء : غَطَّاه وستره
(3) تعرضه عليه : تجعله عليه بالعرض ، ليصان من الشيطان والهواء والأقذار(1/38)
39 - وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ : " إِنَّمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُوكَأَ (1) لَيْلا ، وَبِالأَبْوَابِ أَنْ تُغْلَقَ لَيْلا
__________
(1) الإيكاء : سد فتحة الإناء وربط فم القربة(1/39)
40 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " سَيَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ النَّارِ قَدِ احْتَرَقُوا وَكَانُوا مِثْلَ الْحُمَمِ (1) ، ثُمَّ لا يَزَالُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَرُشُّونَ عَلَيْهِمُ الْمَاءَ حَتَّى يَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْغُثَاءِ (2) فِي السَّيْلِ (3) قَالَ الصَّائِغُ : أَبُو عَاصِمٍ يُدْخِلُ بَيْنَ أَبِي الزُّبَيْرِ وَأَبِي سَعِيدٍ رَجُلا ، يَقُولُ : عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
__________
(1) الحُمَم : جمع الحُمَمَة وهي الفحمة
(2) الغثاء : ما يحمله السيل من رغوة ومن فتات الأشياء التي على وجه الأرض
(3) السيل : الماء الغزير المندفع بشدة(1/40)
41 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيَّ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلاثًا ، ثُمَّ قَالَ : " سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (1) الآيَةُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ (2) السَّفَرِ وَكَآبَةِ (3) الْمَنْظَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ " ، وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ ، وَزَادَ فِيهِنَّ : " آيِبُونَ (4) تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ
__________
(1) سورة : الزخرف آية رقم : 13
(2) الوعثاء : الشدة والمشقة
(3) الكآبة : تغيُّر النَّفْس بالانكسار من شدّة الهمِّ والحُزن
(4) آيبون : راجعون(1/41)
42 - حدثنا محمد ، نا روح ، نا ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله ، يسأل عن المرأة تجعل عليها عمرة في شهر مسمى ثم تخلو إلا ليلة واحدة ، ثم تحيض ؟ قال : « لتحرم ، ثم لتهل (1) بعمرة ، ثم لتنظر حتى تطهر ، ثم لتطف بالكعبة ، ثم لتصلي »
__________
(1) الإهلال : رفع الصوت بالتلبية(1/42)
43 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ مُجَاهِدًا ، يَقُولُ : " اغْضُضْ (1) مِنْ عُطَاسِكَ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلا يَنْشُدُ ضَالَّةً (2) فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ : " لا وَجَدْتَ
__________
(1) الغض : الخفض والنقصان ، من أغض الشيء : نقص
(2) الضالة : الضائعة من كل ما يقتنى من الحيوان وغيره(1/43)
44 - أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، عَنْ طَاوُسٍ ، قَالَ : قَالَ : فَلَمَّا كَانَ أَيَّامُ مِنًى وَحَلُّوا قَالَ لَهُ عَلِيٌّ : أَرَأَيْتَ مُتْعَتَنَا هَذِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِلأَبَدِ ؟ قَالَ : " لا ، بَلْ لِلأَبَدِ(1/44)
45 - عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَقَاطَعُوا (1) وَلا تَدَابَرُوا (2) وَلا تَبَاغَضُوا (3) وَلا يَحِلُّ (4) لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ (5) أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ
__________
(1) القطيعة : الهجران والصد وترك الإحسان
(2) التدابر : الإعراض والهجر والخصومة
(3) لا تباغضوا : لا تكسبوا أسبابا مفضية إلى البغض والعداوة
(4) حل المحرم وأحل : خرج من إحرامه فجاز له ما كان ممنوعا منه
(5) الهِجْرة في الأصْل : الاسْم من الهَجْرِ، ضِدّ الوَصْلِ. ثُم غَلَب على الخُرُوج من أرض إلى أرض . والهَجْر : الترك والإعراض والغفلة. والهُجْر : الفحش من الكلام.(1/45)
46 - عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنِ الْمُعْتَكِفِ ، كَيْفَ سُنَّتُهُ ؟ وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُ أَخْبَرَتْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ ، وَإِنَّ السُّنَّةَ فِي الْمُعْتَكِفِ أَنْ لا يَخْرُجَ إِلا لِحَاجَةِ الإِنْسَانِ ، وَلا يَتْبَعَ جَنَازَةً ، وَلا يَعُودَ (1) مَرِيضًا ، وَلا يَمَسَّ امْرَأَتَهُ ، وَلا يُبَاشِرَهَا ، وَلا اعْتِكَافَ إِلا فِي مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ ، وَسُنَّةُ مَنِ اعْتَكَفَ أَنْ يَصُومَ
__________
(1) العيادة : زيارة الغير(1/46)
47 - أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، " أَنَّهُ كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ (1) مِنْ أَهْلِهِ ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُومُ
__________
(1) الجُنُب : الذي يجب عليه الغُسْل بالجِماع وخُروجِ المّنيّ، والجنَابة الاسْم، وهي في الأصل : البُعْد. وسُمّي الإنسان جُنُبا لأنه نُهِيَ أن يَقْرَب مواضع الصلاة ما لم يَتَطَهَّر. وقيل لمُجَانَبَتِه الناسَ حتى يَغْتَسل(1/47)
48 - قَالَ ابْنُ شِهَابٍ ، أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ (1) أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ
__________
(1) الهِجْرة في الأصْل : الاسْم من الهَجْرِ، ضِدّ الوَصْلِ. ثُم غَلَب على الخُرُوج من أرض إلى أرض . والهَجْر : الترك والإعراض والغفلة. والهُجْر : الفحش من الكلام.(1/48)
49 - أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، أَخْبَرَهُ ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَاصِمٍ الأَشْعَرِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ (1) الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ
__________
(1) البر : اسم جامع لكل معاني الخير والإحسان والصدق والطاعة وحسن الصلة والمعاملة(1/49)
50 - قُلْتُ لابْنِ شِهَابٍ : أَحَدَّثَكَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ " مَنْ أَفْطَرَ فِي تَطَوُّعِهِ (1) فَلْيَقْضِهِ فَقَالَ : لَمْ أَسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِي فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ نَاسٌ عَنْ بَعْضِ مَنْ كَانَ يَسْأَلُ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : أَصْبَحْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ فَقُرِّبَ لَنَا طَعَامٌ فَابْتَدَرْنَا فَأَكَلْنَا ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَبَدَرَتْنِي حَفْصَةُ وَكَانَتْ بِنْتُ أَبِيهَا فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صُومَا يَوْمًا
__________
(1) التطوع : هو فعل الشيء تبرُّعا من نَفْسه واختيارا دون إجبار(1/50)
51 - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيَّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ سُفْيَانَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُسَيِّبِ الْعَابِدِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ ، قَالَ : " صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ بِمَكَّةَ فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى جَاءَ ذِكْرُ مُوسَى وَهَارُونَ ، وَذِكْرُ عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ يَشُكُّ أَوِ اخْتَلَفُوا عَلَيْهِ أَخَذَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْلَةٌ (1) فَحَذَفَ (2) فَرَكَعَ " قَالَ : وَابْنُ الْمُسَيِّبِ حَاضِرٌ ذَلِكَ
__________
(1) السعلة : صوت يكون من وجع الحلق واليبوسة فيه ، قيل أخذته من البكاء
(2) الحذف : التخفيف والإسراع(1/51)
52 - حدثنا محمد ، نا روح ، نا ابن جريج ، قال : أخبرني محمد بن عباد بن جعفر ، عن أبي عمرو ، مولى عائشة ، أن عائشة كانت تقرؤها « يطوقونه »(1/52)
53 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، وَهُوَ يَقُصُّ ، فَقَالَ فِي قَصَصِهِ : " مَنْ أَدْرَكَهُ الْفَجْرُ جُنُبًا فَلا يَصُومُ ، قَالَ : فَذَكَرْتُهُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَرْبِ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ ، فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ ، فَسَأَلَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ ذَلِكَ فَكِلْتَاهُمَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلامٍ ثُمَّ يَصُومُ ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى مَرْوَانَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، فَقَالَ مَرْوَانُ : عَزَمْتُ عَلَيْكَ إِلا ذَهَبْتَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ مَا يَقُولُ ، فَجِئْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، وَأَبُو بَكْرٍ حَاضِرٌ ذَلِكَ كُلَّهُ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَهُمَا قَالَتَاهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَهُمَا أَعْلَمُ ، ثُمَّ رَدَّ أَبُو هُرَيْرَةَ مَا كَانَ يَقُولُ فِي ذَلِكَ إِلَى الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَسَمِعْتُ ذَلِكَ مِنَ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَجَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَمَّا كَانَ يَقُولُ فِي ذَلِكَ فَقُلْتُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ : قَالَتَا فِي رَمَضَانَ ؟ ، قَالَ : كَذَلِكَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ حُلْمٍ ، ثُمَّ يَصُومُ(1/53)
54 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ ، أَنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّ شَرِيكٍ أَخْبَرَتْهُ ، " أَنَّهَا اسْتَأْمَرَتِ (1) النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَتْلِ الْوِزْغَانِ (2) فَأَمَرَهَا بِقَتْلِهَا " قَالَ : وَأُمُّ شَرِيكٍ أَحَدُ نِسَاءِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ
__________
(1) الاستئمار : الاستشارة والاستئذان
(2) الوزغ : البُرْصُ وهو نوع من الزواحف ومنه نوع سام(1/54)
55 - أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ ، أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَلَفَ لا يَدْخُلُ عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ شَهْرًا ، فَلَمَّا مَضَى تِسْعٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا غَدَا (1) عَلَيْهِنَّ أَوْ رَاحَ ، فَقِيلَ لَهُ : حَلَفْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لا تَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا ؟ فَقَالَ : " إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا
__________
(1) الغدو : السير والذهاب والتبكير أول النهار(1/55)
56 - قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى ، ثنا مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ ، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فَوَاقَ نَاقَةٍ فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ(1/56)
57 - قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى ، ثنا وَقَّاصُ بْنُ رَبِيعَةَ ، أَنَّ الْمُسْتَوْرِدَ حَدَّثَهُمْ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْلَةً فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُطْعِمُهُ مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّمَ ، وَمَنِ اكْتَسَى بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثَوْبًا ، فَإِنَّ اللَّهَ يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّمَ ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ ، فَإِنَ اللَّهَ يَقُومُ بِهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ(1/57)
58 - عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَيَاضِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يُحِبُّ الإِنْسَانُ الْحَيَاةَ ، وَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الْفِتَنِ ، وَيُحِبُّ الإِنْسَانَ كَثْرَةَ الْمَالِ وَقِلَّةُ الْمَالِ أَقَلُّ لِحِسَابِهِ(1/58)
59 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَاوُسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، قَالَ : " قَصَّرْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عُمْرَتِهِ ، عَلَى الْمَرْوَةِ بِمِشْقَصٍ (1)
__________
(1) المشقص : نصل السهم إذا كان طويلا غير عريض(1/59)
60 - أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ نَافِعٍ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلانًا ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ(1/60)
61 - أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ ، أَخْبَرَهُ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ يَعْنِي بْنَ هِشَامٍ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ ، أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ مِنَ الشَّعْرِ حِكْمَةً(1/61)
62 - أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ ، أَخْبَرَهُ قَالَ : أَخْبَرَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ ، أَحَدُ بَنِي زُرَيْقٍ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : " أَخَذَتِ النَّاسَ رِيحٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَاجٌّ ، فَاشْتَدَّتْ فَقَالَ عُمَرُ لِمَنْ حَوْلَهُ : مَا الرِّيحُ ؟ فَلَمْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ شَيْئًا ، فَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : فَاسْتَحْثَثْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُ ، قُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أُخْبِرْتُ أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيحِ ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ ، فَلا تَسُبُّوهَا ، وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا ، وَعُوذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا(1/62)
63 - أَخْبَرَنِي الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَطْلُعُ الشَّمْسُ وَلا تَغْرُبُ عَلَى يَوْمٍ أَفْضَلَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا تَفْزَعُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلا هَذَيْنِ الثَّقَلَيْنِ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَكَانِ يَكْتُبَانِ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ ، فَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَدَنَةً (1) ، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَقَرَةً ، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ شَاةً ، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ طَائِرًا ، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَيْضَةً ، فَإِذَا قَعَدَ الإِمَامُ طُوِيَتِ (2) الصُّحُفُ " قَالَ الصَّائِغُ : النَّاسُ كُلُّهُمْ يَقُولُونَ : عَنِ الْعَلاءِ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنِ الْعَلاءِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، خَالَفَ النَّاسَ أَجْمَعِينَ
__________
(1) البُدْن والبَدَنَة : تقع على الجمل والناقة والبقرة، وهي بالإبل أشبه، وسميت بدَنةً لِعِظَمِها وسِمْنَها.
(2) طويت : ضُمَّت على بعضها(1/63)
64 - أَخْبَرَنِي الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " التَّثَاؤُبُ (1) مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَأَيُّكُمْ تَثَاءَبَ فَلْيَكْظِمْ (2) مَا اسْتَطَاعَ
__________
(1) التثاؤب : تنفس ينفتح منه الفم بلا قصد وذلك لأنه يكون عن امتلاء البدن وثقله وكثرة الغذاء وميله إلى الكسل
(2) يكظم : يمسك ويحبس(1/64)
65 - حدثنا محمد ، نا روح ، نا ابن جريج ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن ابن دارة ، مولى عثمان بن عفان ، قال : قال أبو هريرة : لأنا أعلم بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : فمال الناس عليه قالوا : هيه (1) يرحمك الله ، قال : يقول الله عز وجل : « أغفر لكل عبد مسلم يقبل ، يؤمن بك ، لا يشرك بك »
__________
(1) هيه : معناها : طلب الاستزادة من الحديث(1/65)
66 - أَخْبَرَنِي الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنِ ابْنِ دَارَةَ ، مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : " لا تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَ السَّبْتِ ، وَلا يَوْمَ الأَحَدِ ، وَلا يَوْمَ الاثْنَيْنِ ، وَلا يَوْمَ الثُّلاثَاءِ ، وَلا يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ ، وَلا يَوْمَ الْخَمِيسِ ، ثُمَّ سَكَتَ(1/66)
67 - أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي خِرَاشٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ : " يَا أَبَا رَافِعٍ ، اقْتُلْ كُلَّ كَلْبٍ " ، قَالَ : فَوَجَدْتُ بِالْمَدِينَةِ نِسْوَةً مِنَ الأَنْصَارِ بِالصُّورَيْنِ مِنَ الْبَقِيعِ لَهُنَّ كَلْبٌ ، فَقُلْنَ : يَا أَبَا رَافِعٍ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَغْزَى (1) رِجَالَنَا وَإِنَّ هَذَا الْكَلْبَ يَمْنَعُنَا بَعْدَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَنَا حَتَّى تَقُومَ امْرَأَةٌ مِنَّا فَتَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، فَتَذَكَّرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ أَبُو رَافِعٍ فَقَالَ : " يَا أَبَا رَافِعٍ ، اقْتُلْهُ فَإِنَّمَا يَمْنَعْهُنَّ اللَّهُ " قَالَ الصَّائِغُ : الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي خِرَاشٍ ، هُوَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ أَبِي لَهَبٍ
__________
(1) أغْزَيْتُ فُلانا : إذا جَهَّزْتَه للغَزْوِ(1/67)
68 - أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ أَبِي مَحْذُورَةَ ، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ ، قَالَ : " لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ خَرَجْتُ عَاشِرَ عَشْرَةٍ مِنْ مَكَّةَ نَطْلُبُهُ ، فَسَمِعْتُهُمْ يُؤَذِّنُونَ لِلصَّلاةِ ، فَجَعَلْنَا نُؤَذِّنُ نَسْتَهْزِئُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ سَمِعْتُ مِنَ هَؤُلاءِ تَأْذِينَ إِنْسَانٍ حَسَنِ الصَّوْتِ " فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا ، فَأَذَّنَ رَجُلٌ رَجُلٌ ، فَكُنْتُ آخِرَهُمْ ، فَقَالَ حِينَ أَذَّنْتُ : " تَعَالَ " ، فَأَجْلَسَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَمَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِي (1) ، وَبَارَكَ عَلَيَّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ قَالَ : " اذْهَبْ فَأَذِّنْ عِنْدَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ ، قُلْتُ : كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، فَعَلَّمَنِي الأَوَّلَ كَمَا تُؤَذِّنُونَ الأَذَانَ بِهَا : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ ، الصَّلاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ ، الصَّلاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ فِي الأُولَى مِنَ الصُّبْحِ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، فَقَالَ : وَعَلَّمَنِي الإِقَامَةَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ ، قَدْ قَامَتِ الصَّلاةُ ، قَدْ قَامَتِ الصَّلاةُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ " قَالَ : قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ هَذَا الْخَبَرَ كُلَّهُ عَنْ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ أَبِي مَحْذُورَةَ : أَنَّهَا سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْ أَبِي مَحْذُورَةَ
__________
(1) الناصية : مقدمة الشعر والجبهة من الرأس(1/68)
69 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَيْرِيزٍ ، أَخْبَرَهُ وَكَانَ ، يَتِيمًا فِي حِجْرِ أَبِي مَحْذُورَةَ بْنِ مِعْيَرٍ حِينَ جَهَّزَهُ إِلَى الشَّامِ ، قَالَ فَقُلْتُ لأَبِي مَحْذُورَةَ : أَيْ عَمِّ ، إِنِّي خَارِجٌ إِلَى الشَّامِ وَأَخْشَى أَنْ أُسْأَلَ عَنْ تَأْذِينِكَ ، فَأَخْبِرْنِي ، قَالُ : " نَعَمْ ، خَرَجْتُ فِي نَفَرٍ فَكُنَّا بِبَعْضِ طَرِيقِ حُنَيْنٍ ، فَقَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ فَلَقِيَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ ، فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّلاةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْنَا صَوْتَ الْمُؤَذِّنِ وَنَحْنُ مُتَنَكِّبِينَ ، فَصَرَخْنَا نَحْكِيهِ وَنَسْتَهْزِئُ بِهِ ، قَالَ : فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّوْتَ فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا ، إِلَى أَنْ وَقَفْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَيُّكُمُ الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ قَدِ ارْتَفَعَ ؟ " فَأَشَارَ الْقَوْمُ إِلَيَّ وَصَدَّقُوا فَأَرْسَلَهُمْ كُلَّهُمْ وَحَبَسَنِي ، فَقَالَ : قُمْ فَأَذِّنْ بِالصَّلاةِ فَقُمْتُ وَلا شَيْءَ أَكْرَهُ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلا مِمَّا يَأْمُرُنِي بِهِ ، فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَلْقَى عَلَيَّ التَّأْذِينَ هُوَ نَفْسُهُ فَقَالَ : " اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ " ، ثُمَّ قَالَ : " ارْجِعْ فَامْدُدْ مِنْ صَوْتِكَ ، وَقُلْ : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، ثُمَّ دَعَانِي حِينَ قَضَيْتُ (1) التَّأْذِينَ ، فَأَعْطَانِي صُرَّةً مِنْ فِضَّةٍ ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَةِ (2) أَبِي مَحْذُورَةَ ، ثُمَّ أَمَرَّهَا عَلَى وَجْهِهِ ، ثُمَّ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ عَلَى كَبِدِهِ ، ثُمَّ بَلَغَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُرَّةَ أَبِي مَحْذُورَةَ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مُرْنِي بِالتَّأْذِينِ بِمَكَّةَ ، فَقَالَ : قَدْ أَمَرْتُكَ بِهِ ، وَذَهَبَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كَرَاهَةٍ ، وَعَادَ ذَلِكَ كُلُّهُ مَحَبَّةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَدِمْتُ عَلَى عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ ، عَامِلِ (3) رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ، فَأَذَّنْتُ مَعَهُ بِالصَّلاةِ عَنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْبَرَنِي ذَلِكَ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ أَهْلِي مِمَّنْ أَدْرَكَ أَبَا مَحْذُورَةَ عَلَى نَحْوِ مَا أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ
__________
(1) القَضاء في اللغة على وجوه : مَرْجعها إلى انقطاع الشيء وتَمامه. وكلُّ ما أُحكِم عَملُه، أو أتمّ، أو خُتِم، أو أُدِّي، أو أُوجِبَ، أو أُعْلِم، أو أُنفِذَ، أو أُمْضيَ فقد قُضِيَ.
(2) الناصية : مقدمة الشعر والجبهة من الرأس
(3) العامل : الوالي على بلدٍ ما لجمع خراجها أو زكواتها أو الصلاة بأهلها أو التأمير على جهاد عدوها(1/69)
70 - أَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَدِينِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ ، قَالَتْ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ وَضَعَ ثَوْبًا بَيْنَ فَخِذَيْهِ ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَيْئَتِهِ ، ثُمَّ عُمَرُ بِمِثْلِ هَذِهِ الْقِصَّةِ ، ثُمَّ عَلِيٌّ ، ثُمَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، وَالنَّبِيُّ عَلَى هَيْئَتِهِ ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ فَتَجَلَّلَهُ (1) ، قَالَ : فَتَحَدَّثُوا ، ثُمَّ خَرَجُوا ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ، وَعَلِيٌّ ، وَسَائِرُ أَصْحَابِكَ وَأَنْتَ عَلَى هَيْئَتِكَ فَلَمَّا جَاءَ عُثْمَانُ تَجَلَّلْتَ بِثَوْبِكَ ؟ فَقَالَ : " أَلا أَسْتَحْيِي (2) مِمَّنْ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلائِكَةُ
__________
(1) تجلل : تغطى
(2) استحيا : انقبض وانزوى(1/70)
71 - أَخْبَرَنِي يَعْلَى ، سَمِعَ عِكْرِمَةَ ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ : أَنْبَأَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ ، تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا ، فَيَنْفَعُهَا إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا ؟ قَالَ : " نَعَمْ " ، قَالَ : فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطَيِ الْمِخْرَافِ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا(1/71)
72 - أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، قَالَ الصَّائِغُ : هُوَ أَخُو حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّ كَلَدَةَ بْنَ حَنْبَلٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ بَعَثَهُ فِي الْفَتْحِ بِلِبَاءٍ وَضَغَابِيسَ (1) وَجِدَايَةٍ (2) ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَعْلَى الْوَادِي ، قَالَ : فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ أُسَلِّمْ وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ارْجِعْ فَقُلِ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، أَدْخُلُ ؟ " وَذَلِكَ بَعْدَمَا أَسْلَمَ صَفْوَانُ ، قَالَ عَمْرٌو : أَخْبَرَنِي هَذَا الْخَبَرَ أُمَيَّةُ بْنُ صَفْوَانَ وَلَمْ يَقُلْ : أَخْبَرَنِي كَلَدَةُ
__________
(1) الضغابيس : صغار القثاء وهو ثمر شبيه بالخيار
(2) الجداية : من أولاد الظباء ذكراً كان أو أنثى مما بلغ ستة أشهر أو سبعة أشهر بمنزلة الجدي من المعز(1/72)
73 - أَخْبَرَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَتْ : خَرَجْنَا مُحْرِمِينَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ (1) فَلا يَحْلِلْ (2) ، فَلَمْ يَكُنْ مَعِي هَدْيٌ فَحَلَلْتُ ، وَكَانَ مَعَ الزُّبَيْرِ هَدْيٌ فَلَمْ يَحْلِلْ ، قَالَتْ : فَلَبِسْتُ ثِيَابِي ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَلَسْتُ إِلَى الزُّبَيْرِ ، فَقَالَ : قَوْمِي عَنِّي فَقُلْتُ : أَتَخْشَى أَنْ أَثِبَ عَلَيْكَ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : وَأَمَّا أَصْحَابُنَا فَقَالُوا : ذَكَرَ أَنَّ الزُّبَيْرَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَقَالَ رَجُلٌ يُرِيدُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَذَكَرَ نَحْوًا مِمَّا يَذْكُرُونَ مِنْ حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَسْخِهِمُ الْحَجَّ عُمْرَةً ، فَجَثَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ : سَلْ أُمَّكَ هَلْ حَلَّ إِلَيْهَا أَبُوكَ ؟ فَسَأَلَهَا ، فَقَالَتْ : نَعَمْ
__________
(1) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم ، وقيل أيضا : من مال أو متاع
(2) حل المحرم وأحل : خرج من إحرامه فجاز له ما كان ممنوعا منه(1/73)