|
المؤلف : الذهبي (748 هـ)
المحقق : أبو يحيى عبد الله الكندري - أبو أحمد هادي المري
الناشر : دار ابن حزم
الطبعة : الأولى 1416 هـ - 1996 م
عدد الأجزاء : 1
ملاحظات : [موافق للمطبوع - مقابل على المطبوع- إمكانية الإنتقال للصفحة]
مصدر الكتاب : [مكتبة يا باغي الخير أقبل - ملتقى أهل الحديث]
تم استيراده من نسخة : عبد الحميد بن عبد الستار
جزءان عن الإمام مسلم بن الحجاج
1- ترجمة الإمام مسلم ورواة صحيحه
للإمام شمس الدين الذهبي
(748 هـ)
2- الرواة عن مسلم
للضياء المقدسي
(643 هـ)
ضبط النص وعلق عليه
أبو يحيى عبد الله الكندري
خرج الأحاديث وعلق عليها
أبو أحمد هادي المري
دار ابن حزم
الطبعة الأولى
1416 هـ - 1996 م
(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة الإمام مسلم ورواة صحيحه
مسلم بن الحجاج بن مسلم أبو الحسين القشيري النيسابوري الحافظ صاحب التصانيف سمع ببلده سنة ثمان عشرة ومائتين من يحيى بن يحيى التميمي وبشر بن الحكم وإسحاق بن راهويه وطائفة.
ورحل سنة تسع عشرة لحج وسمع من القعنبي
(1/13)
وإسماعيل بن أبي أويس وعمر بن حفص بن غياث وأحمد بن عبد الله بن يونس وسعيد بن منصور وخالد بن خداش وجماعة. ورجع بسرعة إلى بلده من غير أن يدخل البصرة.
ثم رحل بعد خمس (أو) ست سنين وسمع الكثير من
(1/14)
إبراهيم بن موسى الفراء ومحمد بن مهران الجمال وأحمد بن حنبل وقتيبة بن سعيد ويحيى بن بشر الحريري وسعيد بن محمد الجرمي وخلف بن هشام البزار وعون بن سلام
(1/15)
ومحمد بن الصباح الدولابي وداود بن عمرو الضبي وأبي نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار وشيبان بن فروخ وسعيد بن عمرو الأشعثي وعلي بن الجعد لكن لم يخرج عنه في الصحيح
(1/16)
وأبي غسان مالك بن عبد الواحد المسمعي البصري ومحمد بن رمح وحرملة بن يحيى وخلقٌ سواهم.
روى عنه محمد بن عبد الوهاب الفراء وعلي بن الحسن بن أبي عيسى وهما أكبر منه، وأبو عمر وأحمد بن المبارك المستملي وصالح
(1/17)
ابن محمد ((جزره)) وإبراهيم بن أبي طالب وأحمد بن سلمة وعلي بن الحسين بن الجنيد الراوي وزكريا بن داود ونصر بن أحمد البغدادي وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق وأبو حامد أحمد بن حمدون الأعمشي
(1/18)
وأبو حامد بن الشرقي وسعيد بن عمرو البرذعي ويحيى بن محمد بن صاعد وعبد الرحمن بن أبي حاتم الحنظلي الحفاظ وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه وأحمد بن علي بن الحسن القلانسي وأبو بكر محمد بن النضر الجارودي
(1/19)
وأبو العباس محمد بن إسحق الثقفي ومكي بن عبدان وأبو محمد عبد الله بن الشرقي أخو أبي حامد الحافظ ومحمد بن مخلد العطار وأبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه وهو آخر من روى عنه لكنه ضعيف.
(وقد ذكر الحافظ أبو القاسم بن عساكر أنه سمع بدمشق من محمد بن خالد السكسكي وهذا بعيد أن يكون دخل دمشق فإنه لو
(1/20)
كان رحل إليها لكان سمع دحيم وهشام بن عمار وهذه الطبقة ولكنه فيما أحسب لقي محمد بن خالد في موسم الحج).
(ثم قال ابن عساكر حدثني (دفع) أبو نصر اليونارتي قال دفع إلى صالح بن أبي صالح ورقة من لحاء شجره بخط مسلم بن الحجاج قد كتبها بدمشق من حديث الوليد بن مسلم).
قلت وإن صحت هذه الحكاية فيكون قد دخل دمشق مجتازاً ولم يمكنه المقام بها أو مرض بها فلم يتمكن من الأخذ عن شيوخها.
(1/21)
(قال محمد بن أبي حاتم كان مسلم ثقة من الحفاظ كتبت عنه بالري وسئل عنه أبي فقال صدوق).
(وقال أبو بكر الخطيب آخر قدمة قدمها مسلم إلى بغداد سنة تسع وخمسين ومائتين).
(قرأت على أبي الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن عساكر بدمشق وأم محمد زينب بنت عمر بن كندي ببعلبك عن أبي الحسن المؤيد بن محمد الطوسي أن الفقيه أبا عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أخبره سنة ثلاثين وخمس مئة أنا أبو الحسين
(1/22)
عبد الغافر بن محمد الفارسي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة أنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه سنة خمس وستين وثلثمائة ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه مسلم بن الحجاج ثنا عبد الله بن مسلمة العقنبي ثنا أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: ((طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي لحرمه حين أحرم ولحله حين حل قبل أن يطوف بالبيت)).
(1/23)
هكذا أخرجه في صحيحه وعندي رواية الصحيح بهذا الإسناد ولله الحمد والمنة.
(قال الحسين بن منصور سمعت إسحاق بن راهويه وقد نظر إلى مسلم فقال: ((مردا كابن)) يعني أي رجل يكون هذا) (وقال أبو عمرو المستملي نظر إسحاق الكوسج وهو يملي علينا إلى مسلم وهو ينتخب عليه في سنة إحدى وخمسين فقال: ((لن يعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين)).
(وقال أبو قريش محمد بن جمعة الحافظ القهستاني
(1/24)
سمعت بنداراً محمد بن بشار يقول حفاظ الدنيا أربعة أبو زرعة بالري ومسلم بنيسابور وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند ومحمد بن إسماعيل ببخارا).
(وقال أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما).
(1/25)
(وقال أبو عبد الله الحاكم سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر يعني ابن حمدان يقول سألت أبو العباس بن عقدة عن محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج أيهما أعلم فقال كان محمد عالماً ومسلم عالم فكررت عليه مراراً وهو يجيبني ثم قال لي: أبا عمرو قد يقع لمحمد بن إسماعيل الغلط في أهل الشام وذاك أنه أخذ كتبهم فنظر فيها فربما ذكر الواحد منهم بكنيته ويذكره في موضع آخر باسمه ويتوهم أنهما اثنان، وأما مسلم فقل ما يقلع له من الغلط في العلل لأنه كتب المسانيد ولم يكتب المقاطيع ولا المراسيل).
وقال الحاكم سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول إنما أخرجت مدينتنا ثلاثة رجال محمد بن يحيى الذهلي ومسلم بن
(1/26)
الحجاج وإبراهيم بن أبي طالب).
(وقال الحسين بن محمد الماسرجسي سمعت أبي يقول سمعت مسلماً يقول صنفت هذا المسند الصحيح من ثلثمائة ألف حديث مسموعة).
(وقال الحافظ أبو عبد الله بن منده سمعت أبا علي الحسين بن علي النيسابوري الحافظ يقول: ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم بن الحجاج).
(وقال الحاكم كان متجر مسلم خانٍ محمش ومعاشه من ضياعه بأستوا، رأيت من أعقابه من جهة البنات في داره، وسمعت أبي يقول رأيت مسلم بن الحجاج يحدث في خان محمش وكان تام القامة أبيض الرأس واللحية، يرخي طرف عمامته بين كتفيه).
(وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء كان مسلم بن الحجاج من
(1/27)
علماء الناس ومن أوعية العلم).
(وقال مكي بن عبدان سمعت مسلماً يقول عرضت كتابي هذا المسند على أبي زرعة الرازي فكل ما أشار علي في هذا الكتاب أنه له علة وسبباً تركته وكلما قال أنه صحيح ((له)) ليس له علة فهو هذا الذي أخرجت. وسمعت مسلماً يقول لو أن أهل الحديث يكتبون الحديث مائتين سنة فمدارهم على هذا المسند).
(وعن أبي حامد بن الشرقي سمع مسلماً يقول ما وضعت شيئاً في هذا المسند إلا بحجة).
(وقال مكي بن عبدان: سألت مسلم بن الحجاج عن علي بن الجعد فقال ثقة ولكنه كان جهمياً، فسألته عن محمد بن يزيد فقال لا يكتب عنه، وسألته عن محمد بن عبد الوهاب وعبد الرحمن بن بشر فوثقهما، وسألته عن قطن بن
(1/28)
إبراهيم فقال لا يكتب عنه).
(وقال الحافظ أبو أحمد الحاكم سمعت أبا بكر محمد بن علي النجار سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول قلت لمسلم بن الحجاج قد أكثرت الرواية في الصحيح عن أحمد بن عبد الرحمن الوهبي وحاله قد ظهر فقال إنما نقموا عليه بعد خروجي من مصر).
(وقال أحمد بن سلمة سمعت مسلماً يقول إذا قال ابن جريج: ثنا وأنبا وسمعت فليس في الدنيا أثبت من هذا).
(1/29)
(وقال الخطيب حدثني عبيد الله الصيرفي سمعت الدارقطني يقول لولا البخاري لما راح مسلم ولا جاء).
(وقال الحاكم أبو عبد الله: سمعت طاهر بن أحمد يقول: سألت مكي بن عبدان لم ترك مسلم حديث محمد بن يحيى الذهلي فقال: وافى داود بن علي الأصبهاني نيسابور أيام إسحاق بن راهويه فعقدوا له مجلس النظر، وحضر مجلسه يحيى بن محمد بن يحيى ومسلم بن الحجاج فجرت لهم مسئلة تكلم فيها يحيى فزبره داود وقال: اسكت يا صبي ولم ينصره مسلم فرجع إلى أبيه وشكا إليه داود فقال أبوه ومن كان ثم: قال مسلم ولم ينصرني قال: قد رجعت عن كل ما حدثته به فبلغ ذاك مسلماً فجمع ما كتب عنه في زنبيل وبعث به إليه وقال: لا أروي عنك أبداً) ثم خرج إلى عبد بن حميد.
(1/30)
(قال الحاكم هكذا علقت هذه الحكاية عن طاهر وقد كان مسلم يختلف بعد هذه الواقعة إلى محمد بن يحيى وإنما انقطع من أجل قصة البخاري).
(وكان أبو عبد الله بن الأخرم أعرف بذلك وأخبره عن الوحشة الأخيرة فسمعته يقول: إن مسلم بن الحجاج كان يظهر القول باللفظ ولا يكتمه فلما استوطن البخاري نيسابور أكثر مسلم الاختلاف إليه فلما وقع بين البخاري ومحمد بن يحيى ما وقع في مسئلة اللفظ ونادى عليه ومنع الناس من الاختلاف إليه حتى هجر وخرج من نيسابور قال: فقطعه أكثر الناس غير مسلم فبلغ ذلك محمد بن يحيى فقال يوماً: ألا من قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على رؤوس الناس وبعث إليه بما كتب عنه على ظهر حمال، وكان مسلم يظهر القول باللفظ ولا يكتمه).
(قال الحاكم وسمعت محمد بن يوسف المؤذن يقول سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول حضرت مجلس محمد بن يحيى فقال: ألا من قال لفظي بالقرآن مخلوق فلا يحضر مجلسنا فقام مسلم بن الحجاج من المجلس).
وقال أبو ذر الهروي سمعت
(1/31)
أبا بكر الجوزقي يقول: سمعت أبا حامد بن الشرقي أو غيره -الشك من أبي ذر- قال: رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي البخاري كالصبي بين يدي معلمه.
(وقال أبو بكر الخطيب كان مسلم يناضل عن البخاري حتى أوحش ما بينه وبين محمد بن يحيى الذهلي بسببه).
(وقال الحاكم سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول: سمعت أحمد بن سلمة يقول: عقد لأبي الحسين مسلم بن الحجاج مجلس للمذاكرة فذكر له حديث فلم يعرفه فانصرف إلى منزله وأوقد السراج وقال: لمن في الدار لا يدخلن أحد منكم البيت فقيل له أهديت لنا سلة فيها تمر قال: قدموها إلي فقدموها إليه وكان يطلب الحديث ويأكل تمرة تمرة يمضغها فأصبح وقد فني التمر ووجد الحديث).
(قال الحاكم زادني الثقة من أصحابنا أنه منها مات رحمه الله).
(وقال أبو قريش الحافظ كنا عند أبي زرعة فجاء مسلم بن الحجاج فسلم عليه وجلس ساعة وتذاكرا فلما ذهب قلت له: هذا جمع أربعة ألف حديث في الصحيح فقال أبو زرعة: لم ترك
(1/32)
الباقي وقال: ليس لهذا عقل لو دارا محمد بن يحيى لصار رجلاً).
(وقال الحاكم في تاريخه في ترجمة مسلم ذكر مصنفاته. كتاب المسند الكبير على الرجال وما أرى أنه سمعه منه أحد، كتاب الجامع على الأبواب رأيت منه بخطه، كتاب الأسامي والكنى، كتاب المسند الصحيح وهما عندنا مسموعان، كتاب التمييز، كتاب العلل، كتاب الوحدان، كتاب الأفراد، كتاب الأقران، كتاب سؤالات أحمد بن حنبل، كتاب عمرو بن شعيب، كتاب الانتفاع بأهب السباع، كتاب مشايخ مالك، كتاب مشايخ الثوري، كتاب مشايخ شعبة، كتاب ذكر من ليس له إلا راوٍ واحد، كتاب المخضرمين، كتاب أولاد الصحابة، كتاب أوهام المحدثين، كتاب الطبقات، كتاب أفراد الشاميين ثم سمى الحاكم تصانيف أخر تركتها).
(وقال أبو عبد الله بن منده سمعت محمد بن يعقوب الأخرم يقول: ما معناه قل ما يفوت البخاري ومسلم شيء مما يثبت من الحديث).
(وقال الحاكم سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول: مات مسلم يوم الأحد ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى
(1/33)
وستين ومائتين). قلت وقبره معروف بنيسابور يزار وعاش ستين سنة أو قريباً منها.
(1/34)
وهذا طرف من أخبار رواة صحيح مسلم إلينا
1- ابن سفيان
إبراهيم بن محمد بن سفيان أبو إسحاق النيسابوري الفقيه الزاهد رحمة الله عليه، سمع محمد بن رافع ومحمد بن أسلم الطوسي ومحمد بن مقاتل وسفيان بن وكيع وعمرو بن عبد الله الأودي
(1/35)
ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقري (-ومسلم بن الحجاج القشيري وكان من الملازمين له-).
روى عنه الصحيح وصحب أيوب بن الحسن النيسابوري الزاهد وكان من العباد المجتهدين والثقات الصادقين.
(قال أبو عبد الله الحاكم سمعت محمد بن يزيد العدل يقول: كان إبراهيم بن محمد بن سفيان مجاب الدعوة) و(سمعت محمد بن أحمد بن شعيب يقول ما رأيت في مشايخنا أزهد ولا أكثر عبادة من إبراهيم بن محمد بن سفيان).
روى عنه أحمد بن هارون وعبد الحميد بن عبد الرحمن
(1/36)
القاضي وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي وأبو الفضل محمد بن إبراهيم وأبو أحمد محمد بن عيسى الجلودي وغيره.
قال الحاكم: (-توفي في رجب سنة ثمان وثلثمائة-).
(-قلت: وآخر من روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن يحيى الكسائي روى عنه صحيح مسلم وهو متكلم في روايته عنه -بقي دهراً يعلم العربية- وتوفي سنة خمس وثمانين وثلمائة)، (وأما ابن سفيان فله فوتٌ في صحيح مسلم يقول فيه عن مسلم فروايته لذلك الفوت بالإجازة أو بالوجادة)، فقد غفل عن توضيحه طائفة من المتأخرين وهو في ثلاثة أماكن محررة في الأصول المعتمدة: وهي في الحج حديث ابن عمر -((رحم الله المحلقين))-
(1/37)
برواية ابن نمير إلى بعد ثمانية أوراق أو نحوها عند أول حديث ابن عمر ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبر-).
وثانيهما: أوله في أول الوصايا حديث ابن عمر ((ما حق امرئٍ مسلم له شيء إلى قوله في آخر حديث رواه حويصة ومحيصة في القسامة حدثني إسحاق بن منصور أنبا بشر ومقداره عشر ورقات.
وثالثهما: أوله قول مسلم في أحاديث الإمارة والخلافة حدثني زهير حديث ((إنما الإمام جنة)) إلى قوله في الصيد والذبائح ثنا محمد بن مهران الرازي نا حماد بن خالد الخياط حديث ((إذا رميت
(1/38)
سهمك)) وهو ثمان عشرة ورقة فاعلم ذلك، وأيضاً فلابن سفيان نحو بضعة عشر حديثاً رواها لعلها عن شيوخه هو منها في طبقة مسلم قد أفردت في جزء.
(1/39)
2- أبو بكر النيسابوري الأشقر-
أحمد بن محمد بن يحيى الشافعي أبو بكر النيسابوري الأشقر شيخ أهل الكلام في عصره بنيسابور.
قال أبو عبد الله الحاكم: صدوق في الحديث، سمع إبراهيم بن أبي طالب وجعفر بن سوار وجماعة.
(توفي في آخر سنة تسع وخمسين وثلثمائة).
قلت روى الصحيح عن أحمد بن علي القلانسي عن مسلم وعنه الحاكم وأبو العلاء بن ماهان.
(1/40)
3-(الجلودي)-
محمد بن عيسى بن عمرويه أبو أحمد الجلودي النيسابوري الزاهد العابد سمع عبد الله بن شيرويه وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله وإبراهيم بن محمد بن سفيان ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وغيرهم، (وصحب من السادة أصحاب الشيخ أبي حفص النيسابوري وكان ينسخ ويأكل من كسب يده وكان فقيهاً عارفاً بمذهب سفيان الثوري).
روى عنه أبو عبد الله الحاكم وأبو العباس أحمد بن
(1/41)
الحسن بن بندار الرازي وأبو سعيد عمر بن محمد بن محمد السجزي وعبد الغافر بن محمد الفارسي وأخر.
ونسبه أبو عبد الله الحاكم فقال: محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الشيخ الصالح الزاهد من كتاب عباد الصوفية، (ثم قال توفي رحمه الله يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلثمائة ودفن في مقبرة الحيرة وهو ابن ثمانين سنة وختم بوفاته سماع كتاب مسلم وكل من حدث به بعده عن إبراهيم بن محمد بن سفيان فإنه غير ثقة).
قلت يشير بهذا إلى جرح الكسائي وأمثاله.
(1/42)
4-عبد الغافر الفارسي-
عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد بن محمد بن سعيد الفارسي ثم النيسابوري أبو الحسين.
ترجمه حفيده عبد الغافر بن إسماعيل فقال: (الشيخ الثقة الأمين الصالح، الصين الدين، المحظوظ من الدنيا، الملحوظ من الحق تعالى بكل نعمى، كان يذكر أيام أبي سهل الصعلوكي ويذكره وما سمع منه شيئاً وكذلك لم يسمع من أبي عمرو بن مطر وأبي عمرو بن نجيد
(1/43)
مع إمكان السماع منهما وسمع غريب الخطابي بسبب نزول أبي سلميان عندهم حين كان حضر نيسابور ولم تكن مسموعاته إلا ملء كمين من الصحيح والغريب وأعداد قليلة من المتفرقات من الأجزاء ولكن كان محظوظاً مجدوداً في الرواية، روى قريباً من خمسين سنة منفرداً عن أقرانه مذكوراً مشهوراً في الدنيا، مقصوداً من الأفاق سمع منه الأئمة والصدور، وقد قرأ عليه الحافظ الحسن السمرقندي صحيح مسلم نيفاً وثلاثين مرة، وقرأه الشيخ أبو سعيد البحيري نيفاً وعشرين مرة، هذا سوى ما قرأه عليه المشاهير من الأئمة، استكمل رحمه الله خمساً وتسعين سنة وطعن في السادسة وألحق أحفاد الأحفاد بالأجداد، وعاش في النعمة عزيزاً مكرماً في مروءة وحشمة إلى أن توفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة). قلت توفي يوم الثلاثاء بعد العصر خامس شوال بنيسابور.
روى عن ابن عمرويه الجلودي، وإسماعيل بن عبد الله بن ميكال
(1/44)
وبشر بن أحمد الإسفراييني وأبي سليمان حمد بن محمد الخطابي.
روى عنه أبو الفتح نصر بن الحسن التنكتي والحسين بن علي الطبري نزيل مكة وعبد الله بن أبي القاسم القشيري وعبد الرحمن بن أبي عثمان الصابوني وإسماعيل بن أبي بكر القاري وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وفاطمة بنت زعبل العالمة وآخرون سواهم.
(1/45)
(أخبرنا محمد بن عبد السلام الشافعي عن أم المؤيد زينب الشعرية أنا إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ سنة إحدى وثلاثين أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد أنا بشر بن أحمد أنا داود بن الحسين سنة ثلاث وتسعين ومائتين ثنا يحيى بن يحيى التميمي أنا محمد بن جابر عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا اجتمع عيدان في يوم أجزأهم الأول)) حديث ضعيف).
(1/46)
5-(الفراوي)-
محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أبي العباس الصاعدي الينسابوري الفراوي أبو عبد الله الفقيه الشافعي المفتي الواعظ، (أجاز له أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، فكان يقول: ولدت في هذه السنة تقديراً).
وسمع أبا الحسين الفارسي وأبا حفص بن مسرور وأبا عثمان الصابوني وأبا سعد الكنجروذي وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي
(1/48)
وسعيد بن أبي سعيد العيار وأبا سهل محمد بن أحمد الحفصي، سمع منهما صحيح البخاري، وأبا القاسم عبد الكريم القشيري وأبا إسحق إبراهيم بن علي الشيرازي وأبا المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني وغيرهم من الأئمة الأعلام.
(وتفرد في وقته برواية صحيح مسلم وبدلائل النبوة للبيهقي وبكتاب الأسماء والصفات له وبكتاب البعث له وبكتاب الدعوات الكبير له)
(-ذكره أبو سعد بن السمعاني فقال: هو إمامٌ مفتٍ مناظرٌ
(1/49)
واعظٌ حسن الأخلاق، مكرم للغرباء، ما رأيت في شيوخي مثله).
(-وسمعت عبد الرشيد بن علي الطبري بمرو يقول: الفراوي ألف راوي).
(-قال ابن السمعاني أذكر في رمضان سنة ثلاثين وقد حملنا محفته على رقابنا إلى قبر مسلم رحمه الله لإتمام الصحيح، فلما فرغ القاري من الكتاب بكا ودعى وأبكا الحاضرين وقال: لعل هذا الكتاب لا يقرأ علي بعد هذا فتوفي في شوال رحمه الله في حادي وعشرين ودفن عند قبر إمام الأئمة ابن خزيمة).
(وسمعت عبد الرزاق بن أبي نصر الطبسي يقول: قرأت على أبي عبد الله الفراوي صحيح مسلم سبع عشرة نوبة ففي آخر الأيام قال لي إذا أنا مت أوصيك أن تحضر غسلي وأن تصلي أنت علي مع من في الدار وإذا غسلت أوصيك أن تدخل لسانك في في فإنك قرأت به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً، قال وصلي عليه بكرة وما وصل إلى
(1/50)
المقبرة إلى بعد الظهر من الزحام).
قلت: روى عنه أبو الحسن علي بن سليمان المرادي وأبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر وأبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي الأشيري وأبو المفاخر سعيد بن الحسين المأموني نزيل مصر وعبد الرحيم بن عبد الرحمن الشعري وأبو عبد الله محمد بن صدقة الحراني ونافلته منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي وخلق آخرهم أبو الحسن المؤيد بن محمد الطوسي.
(1/51)
6-(الطوسي)-
المؤيد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد الطوسي ثم النيسابوري أبو الحسن المقرئ الثقة (سمع صحيح مسلم من الفراوي وموطأ أبي مصعب سوى فوتٍ معينٍ من هبة الله السيدي وصحيح البخاري من وجيه الشحامي وعبد الوهاب بن شاه وأبي المعالي
(1/52)
الفارسي وتفسير الثعلبي من عباسه وأكثر كتاب الوسيط في التفسير من عبد الجبار الخواري).
ذكره ابن نقطة الحافظ وقال سمعت منه وكان سماعه صحيحاً.
(بلغنا أنه توفي ليلة الجمعة العشرين من شوال سنة سبع عشرة وستمائة).
قلت المؤيد الطوسي انتهت إليه الرحلة في سماع صحيح مسلم وموطأ أبي مصعب.
(1/53)
روى عنه العلامة جمال الدين محمود بن أحمد الحصيري والحافظان أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي وأبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي ومشهور بن منصور النيرباني والإمامان تقي الدين بن الصلاح وشرف الدين المرسي والحافظ محب الدين بن
(1/54)
النجار وصدر الدين البكري وشرف الدين زكي البيلقاني نزيل اليمن والقاسم بن أبي بكر الأربلي وطائفة.
وروى لنا عنه ممن أجاز له المؤيد تاج الدين محمد بن أبي عصرون وشرف الدين بن عساكر وزينب بنت كندي وعاش بضعاً وتسعين سنة.
(1/55)
7-(ابن صدقة الحراني)-
هو الثقة المعمر أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن صدقة الحراني التاجر السفار المعروف بين التجار ((بابن الوحش)).
كان شيخاً صادقاً خيراً نبيلاً، (تردد إلى خراسان وغيرها للتجارة وسمع في الكهولة سنة ثمان وعشرين وخمس مائة صحيح مسلم من الفراوي وحدث به بدمشق في أواخر عمره).
قال ابن النجار في تاريخه، سكن دمشق وبنى بها مدرسة ووقفها على الحنابلة).
وذكره أيضاً ابن الدبيثي في تاريخه وروى عن ابن الأخضر عنه.
وقد روى عنه عدد كثير منهم الشيخ أبو عمر وأخوه الشيخ
(1/56)
موفق الدين والبهاء عبد الرحمن والحافظ ضياء الدين محمد ومحمد بن عبد الهادي ومحمد بن سعد الكاتب وخطيب مردا والحافظ يوسف بن خليل وتاج الدين
(1/57)
أبو المعالي أحمد بن محمد بن الشيرازي والعماد عبد الله بن الحسن بن النحاس ومحمد بن سليمان الصقلي الدلال والشيخ شمس الدين بن المنجا وزين الدين أحمد بن عبد الدايم وهو آخر من حدث عنه.
(توفي ابن صدقة بدمشق في شهر ربيع الأول سنة أربع وثمانين وخمس مائة وله سبع وتسعون سنة رحمه الله).
(1/58)